• سجل عضوية للتمتع بالمنتدى واكتساب مميزات حصريه منها عدم ظهور الإعلانات

واقعية مكتملة مكسور فى الغربة (1 مشاهد)

seeker75الباحث

ميلفاوي جديد
عضو
إنضم
22 أكتوبر 2023
المشاركات
17
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
نقاط
261
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
مكسور فى الغربة

بقلم SEEKER75

الجزء الأول











عماد/ انا خلاص.. مش قادر أستحمل أكثر من كده..!



رحاب/ يعني أيه؟ انت بتقصد أيه؟



عماد/ احنا لازم نسيب بعض.. لازم نطلق يا رحاب.. انتي طالق .. طالق يا رحــــاب ......























رحاب







قبل عام ونصف تقريباً اقنعني زوجي عماد ان نهاجر لبلجيكا.. بعد حصوله على فرصة عمل ذهبية.. هناك



تركت كل شيء خلفي وسافرت معه .. على أمل الحصول على حياة جديدة اكثر راحة وسعادة واستقرار..هناك



عماد زوجي في ال40 من عمره ويعمل في مجال هندسة تقنيات الطاقة.. واولادي التوأم سيف وعمرو في العاشرة من العمر.. اما انا دخلت للتو الخامسة والثلاثين..



لازلت امرأة جميلة وان تأنقت قليلا ووضعت بعض المكياج.. اثير انتباه الكثيرين.. رغم اني لست رشيقة.. لدي بعض الوزن الزائد.. المعقول يعني



( بقلم الباحــــث )











أعرفكم بنفسي .. انا رحاب.. 35 عاماً.. بيضاء البشرة وطويلة بعض الشيء ومليانة شوية







انهيت جامعتي و تخرجت ولم ابحث عن اي وظيفة بعد زواجي من عماد وولادتي لأبنائي التوأم .. فلقد تفرغت تماما لرعايتهم جميعا..



امي وابي لا يزالان يعيشان في الوطن.. انا بنتهم الوحيدة.. لكن لدي شقيقين ذكرين آخرين هما اصغر مني.. رؤوف و مؤيد..



رؤوف هاجر الى بلجيكا ايضا منذ خمسة سنوات.. يطارد احلامه بعيدا عن وطن مجهول المصير.. اما مؤيد فلايزال يعيش مع وامي وابي ليكمل مشوار تعليمه..



كنت اظن بمجرد وصولي مع عائلتي لبلجيكا سوف استقر فيها واعيش حياة وردية هادئة و مستقرة لم اكن احلم بها.. لكن.. ماحدث كان العكس تماما..







بعد اشهر قليلة من وصولنا الى بلجيكا ..واستقرارنا في بيت يقع في شمالها .. تغير عماد كثيرا.. تغيرت تصرفاته.. تغير في ملابسه.. في تعامله في كلامه.. في كل شيء . . حتى لم يعد يحضني او يقبلني او يسمعني كلمة حلوة.. بل انه صار حتى يهجرني في الفراش !



هذه هي تأثيرات اوروبا على بعض الرجال .. ربما اغرته امرأة شقراء.. في العمل.. ذات عيون زرقاء وبطن ملتصقة بظهرها.. فصار يراني كوحش بشع مقرف لدرجة تمنعه حتى من ان يعيش خيالاته الجنسية لتلك الشقراء معي !.. ورغم هذا كان عماد يحاول ان يزرع فيَ وفي أولادي القيم الأوروبية الجديدة.. وتعويدها عليها.. لكني كنت ارفضها بشدة.. لقد تعودت على سلوك وعادات شرقية لا يمكن لي التخلي عنها.. ليست هي قضية مبداء أكثر من كونها تعود .. او بالأصح عادات يصعب جداً تركها او تغييرها..







بعد عام ..من حياتنا في بلجيكا وصل عماد معي لآخره.. وصار ينتقدني امام جميع اصدقائنا ومعارفنا الجداد الذين تعرفنا عليهم هنا في الغربة.. وصار لا يستحمل لي كلمة.. صارت حياتي معه لا تطاق..



اخيرا... صارحني برغبته بالانفصال!! الطلاق!! هكذا بسهولة.. قالها.. ، ورغم ان القوانين في بلجيكا بصفي.. إلا ان العلاقات كان لها تأثير هناك أيضا.. استغل عماد علاقته بآنيتا.. التي أثرت بدورها على قرارات شرطة الولاية.. واستطاع زوجي او بالأحرى طليقي عماد الأحتفاظ بحضانة سيف و عمرو ..



( بقلم الباحــــث )



كنت سأجد نفسي بين ليلة وضحاها في الشارع.. لا ملاذ لي لولا دموع ابناءي الرافضين لمغادرتي والمتعلقين باسدال ثوبي .. فعطف علي عماد.. و سمح لي بالبقاء مؤقتاً في بيته حتى أتدبر أمري.. فأما أن أعود لوطني.. او أجد لنفسي حلا سريعا..



لم يكن أمامي سوا أخي رؤوف.. الذي لم يكلف نفسه حتى بالسؤال عني او بزيارتي ولو لمرة طوال عام منذ تواجدي في بلجيكا مع عائلتي..



ترددت كثيراً.. بين ان اعود خائبة للوطن دون ابنائي.. الذين ربما سأحرم من رؤيتهم طوال حياتي.. وبين ان القي بظلالي الثقيلة على اخي الصغير رؤوف.. ليتحمل اقامتي معه.. حتى اجد لنفسي مخرجا من الأزمة الحالية.. وأبقى قريبة من أولادي.. لعلي استردهم في يوم..!



رؤوف الآن في الخامسة والعشرون.. ترك الوطن قبل خمسة سنوات.. حتى ان والدي غير راضيين عنه.. لقلة تواصله وشكواه المستمرة من الظروف وقلة الأموال التي يرسلها لهم ..



رؤوف يسكن في ولاية اخرى.. لا اعرف ماهي ظروفه.. ليس لدي لا رقم هاتف ثابت له ولا اعرف عنوانه.. اتصلت بأمي في الوطن .. وقد اخفيت عنها سر أنفصالي عن عماد لكي لا تفزع.. وأقنعتها اني مشتاقة لأخي واريد زيارته.. فبعثت لي امي فرحة رقم هاتفه..



اتصلت برؤوف.. الذي لم يتعرف علي في البداية.. وعندما عرفني.. لم يرحب بي بشدة ..بل كان رده باردا نوعا ما..







رؤوف/ توك افتكرتي ان ليكي أخ.. كنت فين السنين دي كلها.. ؟



رحاب/ ده بدل ما تقولي وحشتيني ياختي.. ؟ مانت الي كنت بعيد عن الكل يا رؤوف.. وكمان متحبش تكلم حد..



( بقلم الباحــــث )











حاول رؤوف ان يعود للحديث ويعرف بشكل مباشر سبب الاتصال



رؤوف/ طب .. ياستي.. كثر خيرك انك فكرتي تكلميني! ها.. طمنيني عنك..



رحاب/ بصراحة.. انا.. انا وعماد سبنا بعض!



رؤوف/ ايه؟ تطلقتوا يعني؟؟ مانتو كنتو كويسين هناك.. لازمتها ايه البهدلة والغربة وبعديها كمان تتطلقوا ؟.. ماكنتي فضلت قاعدة في بلدك معززة مكرمة.. ايه الي حدفك علينا في الغربه بس!



رحاب/ مش وقتوا الكلام الماسخ بتاعك يا رؤوف.. انا اختك.. يبقى انا عرضك.. وشرفك... وواقعه في حماك.. لازمن تنجدني وتقف معايا... ارجوك يا رؤوف!!!







بنبرة استغراب قال رؤوف/ ايه.. فيه ايه.. هو طلقك ولا ضربك. . ولا ايه الحوار بالضبط فهميني؟







وبعد ان شرحتُ له كل القصة



رحاب/ ها.. ترضا لاختك انها تعيش مع حد غريب!



رؤوف/ غريب ليه.. مايمكن يرجع في كلامه ويردك..



رحاب/ بقلك .. طلقني ومصاحب عليه وخذ عيالي كمان.. أروح فين انا دلوقتي بس ؟؟



رؤوف/ بصي.. انا مش قصدي اكون نذل معاك.. بس انت شفت بعنيكي قد ايه العيشة صعبه هنا.. و.. و.. كمان انا مش عايش لوحدي..



رحاب/ نعم يا فالح؟؟ يطلع مين كمان الي انت عايش معاه ياخويا؟



رؤوف/ .. امال كنتي فاكرة .. ازاي أنا قدرت اتحمل خمس سنين غربة عايش لوحدي؟؟ مالازم اعيش مع وحدة ست.. مانا بني ادم يا رحاب.. وعازب.. وكل الي هنا شباب زي حالاتي بيصاحبوا بنات.. بدل الملل والزهق والوحدة..



( بقلم الباحــــث )



رحاب/ طب يا كازانوفا.. أنا مش جاية احاسبك... انا وقعت في عرضك.. متخلنيش اجي لحد عندك وابوس اديك واترجاك ترحمني.. ارحم أُم بتتعذب لفراق ولادها الي حيضيعوا منها.. ارجوك يا رؤوف..



رؤوف/ ماشي.. ماشي.. امري ***.. انا حفضيلك الصالة تجي تعيشي فيها.. سامحيني ياختي.. عشان الشقة ديقة وصغيرة شويا يادوب شغلي وشغل سابينا بندفع منه الأجار والكهربا.. والباقي يادوب لقمة نسد بيها حنكنا..



رحاب/ انش**** حتى لو في المطبخ.. مش مهم.. **** يخليك ليا يا رؤوف ولا يحرمني منك..











هل يعقل ان الغربة وقسوتها تغير في الانسان شخصيته وقيمه ومبادئه لدرجة.. انه لا يشعر حتى بمعاناة اخيه او اخته؟



اعطاني رؤوف العنوان.. واخبرني اني لابد ان اتيه في الصباح من يوم الأحد لكي اضمن جوده في الشقة.. فالأحد عطلة



اخبرت عماد بعد ان شكرته! اني سأخلصه من فرض نفسي عليه.. لا يعقل ان اظل معه تحت سقف واحد وانا بحكم المرأة الغريبة معه! وابلغته بموعد رحيلي.. الى الولاية التي يسكن فيها اخي جنوب بلجيكا.. وبصعوبة بالغة ودعت ابنائي بعد ان كذبت عليهم واخبرتهم اني مسافرة للعمل وسازورهم كل فترة .



( بقلم الباحــــث )































رؤوف......







اخيرا تذكرت ان لديها أخ.. سنوات من القطيعة .. لم تتصل بي فقط حين احتاجت لي؟؟ هكذا المغترب.. كالسمك.. مأكول مذموم.. يحبون نقودي التي اقطعها من لحمي وارسلها لهم كل شهر لأعينهم بها على الحياة وامنع نفسي عن اشياء كثيرة واحرمها منها.. لكي اوفر بعض المصاريف. لن يشعر بمعاناة المغترب.. إلا مغتربا مثله..















انا رؤوف 25 عاماً طويل ونحيف ذو بشرة مائلة للسمرة كأي شاب عربي .. عادي. اعمل في شركة انتاج آثاث.. في قسم تغليف البضائع



















الكل يظن أني انام على فراش من نقود واتمشى على حصير من ذهب.. لا احد يفهم ان العمل هنا يجبرك ان تعيش كآلة.. بدون مشاعر.. فلم تعد تميز بين الليل والنهار ولا حتى بين ايام الأسبوع..



( بقلم الباحــــث )







هاجرت بلدي منذ خمسة اعوام طمعا في مستقبل وعيش افضل. ولكن لكل شيء ثمن.. في الغربة فارفقت بلدي واهلي واصدقائي وحياتي في سبيل دراهم معدودة اعين بها نفسي و اؤمن بها مستقبلي وارسل على قدر استطاعتي بعضا من المال لأعين اهلي في الوطن.



تعرفت قبل عام ونصف الى سابينا.. بلجيكية فرنسية.. تتحدث الفرنسية وقليل من الفلامانية ( لغة هولندية يتكلم بها الجزء الشمالي من بلجيكا ) التي تعلمتها بصعوبة فصارت هي لغة التحاور بيننا.. لأني لا أجيد من الفرنسية سوى كلمة بونجور !



سابينا من اب بلجيكي وام فرنسية . و لا تجيد حرفا واحدا من العربية.. فتاة في الثانية والعشرون تعيش معي بعيدا عن اهلها.. زرع فيها ابيها كل خصال الغرب المنفتح.. نعيش كزوجين لكنا لسنا ازواج.. نتشارك كل شيء في الشقة من المصاريف والواجبات.. اتفقنا على ان لا نتزوج ولا ننجب.. نكون في علاقة شبه مفتوحة الى أجل غير مسمى.. حسب الظروف..



سابينا مثل كثير من بنات بلجيكا الاصليات.. شقراء ذات عيون زرقاء و جسم نحيف .. رشيقة زيادة عن اللزوم.. ميزة بنات اوربا ان كسهن اكثر جمالا وبياضاً.. ولكن للمرأة العربية طعمها الخاص الذي يفوز احيانا بالمقارنة.. حين يتعلق الأمر باللذة والمتعة.



في البداية واجهت صعوبة لأقناعها بمكوث اختي المتوقع قريباً في شقتي لظروفها القاهرة . اقتنعت اخيرا بعد ان كذبت عليها.. واخبرتها ان بقائها معنا سيكون لفترة مؤقته!!



لا ادري كيف سأتصرف مع رحاب.. لم ارها منذ سنوات.. حتى ان علاقتي بها حين كنا صغارا.. علاقة عادية جدا .. لا مميزة ولا سطحية..ولا شيء مميز فيها وبمجرد ان كبرت هي وانا كنت في الخامسة عشر تزوجتْ رحاب عماد.. وعاشت معه.. لم تزرنا الا في المناسبات.. حتى اني هاجرت ثم عرفت بعد ذلك انها التحقت مع زوجها لموكب الهجرة .. نحو بلجيكا



( بقلم الباحــــث )























رحــاب



اليوم هو الاحد.. سأسافر لرؤوف .. ودعت ابنائي ببكاء حار ونزعهم ابيهم من حضني بالقوة بعد ان تشبثوا بي بأيديهم الصغيرة.. حاملة معي حقيبة واحدة..فقط







لم تكن محطة القطار بعيدة عن شقة عماد.. اخذت حقيبتي وركبت احدى وسائل النقل.. وتوجهت الى المحطة ومن هناك غادرت مدينتي وقلبي معلق بابنائي..



بعد حوالي ساعة.. بالقطار وثم ركوب عشرة دقائق بالباص وصلت وجهتي .. فبلجيكا دولة صغيرة.. يقطعها القطار من اقصى شمالها حتى اقصى جنوبها بساعة وبضع الساعة..



وصلت العنوان الذي ارسله لي رؤوف.. لم اجد شقته بسهولة.. اتصلت به عدة مرات.. لكنه لم بجبني.. ربما لا يزال نائما..



اخيرا.. ها هو باب شقته.. سادق جرسه وكذلك الباب...











رؤوف







رؤوف/ يووووه... ايوا .. انا جاي اهو...



فتحتُ الباب.. واذا بها رحاب امامي! لم ارى رحاب منذ مدة طويلة.. بالكاد تعرفت عليها.. لا اعرف ماذا اصابني حين رأيتها.. لم اتوقع رحاب جميلة بهذا الشكل؟ امامي امرأة ثلاثينية قصيرة بعض الشيء .. مليانة ببطن صغيرة.. وبسبب اجواء اوربا الباردة كانت تضع على اكتافها جاكيت قطني سميك ليحميها من برد الشتاء.. فلم اتمكن اكثر من رؤية تفاصيل جسدها.. كما انها لا تزال ترتدي قبعة تشبه ال**** لتغطي شعرها.. وضعت مكياجا خفيفا يناسب بشرتها الفاتحة.. لكن رحاب ليست بيضاء كسابينا.. خطوط سوداء لخبطت مكياج وجهها.. كحلها سال لبكائها طوال رحلتها كما يبدو..



( بقلم الباحــــث )







رؤوف/ رحاب..!! حمدلله ع سلامتك.. تفضلي.. تفضلي..







دخلت رحاب دون ان تفتح فمها بكلمة..تمسح وجهها بمنديل لتنظف به آثار الكحل الذي سال على وجهها و تسحب حقيبتها الثقيلة.. ساعدتها بحملها للداخل وما ان تخطت الصالة القت بنفسها متعبة على الاريكة .. تأخذ انفاسها..



اخيرا خلعت رحاب عن نفسها الجاكيت السميك.. فلمحت كرتيها الكبيرتين المستديرتين.. وقد حبستهما بصعوبة تحت اسوار ستيانها..



لم انظر بحياتي لأختي بهذا الشكل.. ربما لأبتعادها عني لسنوات طويلة.. كل هذا ولا تزال نظراتي لها استكشافية فضولية.. لم تصل بعد لمستوى الأشتهاء



رحاب/ اوف.. انا تعبت قوي.. امال فين الجماعة بتوعك.. مش سامعه ليهم حس يعني ؟؟



رؤوف/ اصل حصل أمر طاريء.. سابينا سافرت من النجمة لعند امها.. بكرا حترجع.. بس انت عاملة ازاي.. و عماد طلقك ليه بس؟



رحاب/ هي اسمها سابينا ! اعمل ايه بقى صنف رجالة! مهو خلاص شاف الشقرة ام عيون زرقة وحليت في عينه.. ! ومبقاش طايق يبص في وشي



رؤوف/ ايوا يروح مطلقك.. ما كان اتبسطله كام يوم معاها وخلاص..حبكت يعني انه لازم يخليها تعيش معاه ؟؟



رحاب/ نصيبي بقى يا رؤوف حقول ايه بس!



رؤوف/ بصي.. انت تريحي نفسك خالص.. خوديلك حمام دلوقتي وبعدها خشي اوضتي وغيري.. براحتك.. وانا حسخنلك الأكل تلاقيكي لسه على لحم بطنك.



رحاب بأستغراب/ ده الي يسمعك في التلفون.. مش هيسدق الي يشوفه منك دلوقتي!!!



رؤوف بارتباك/ ها.. سامحيني يا رحاب على قلة ذوقي معاكي.. كنت طهقان و مزاجي ملخبط شوية.. معلش بقى.. انتي اختي مهمن كان.. مش معقول اسيبك في ظروفك ديه وانت لوحدك في الغربة



( بقلم الباحــــث )







باستغراب قليل اخذت رحاب نفسها للحمام بعد ان فتحت حقيبتها الكبيرة واخرجت منها كيس صغير آخر.. فيه غياراتها وملابسها.. لا اعرف ماذا جرالي حقا ابعد ان رأيت رحاب.. مستحيل ما افكر به.. لا لا.. انه مجرد فضول ووسواس سأبعده عن خيالي وتفكيري











رحاب في بالها



(هو ماله تغير كده بعد ماشافني؟ الي يسمعه في التلفون هيفتكر انه مش طايق حتى سيرتي ولا يبص في وشي.. ايه الي حصل و غيره كده فجأة!)















سخنتُ الطعام وانا بانتظار خروج رحاب من الحمام.. ولا ادري مالذي اعتراني للتو.. شعور غريب يجتاح نفسي لأول مرة وانا اتصارع معه..



لست محروما جنسيا .. فلدي صديقة اوروبية يحلم بها الكثير من الشباب وامارس الجنس معها بشكل نظامي! لكن كلمة نظامي.. قد تكون احدى اسباب فتور العلاقة! ربما؟



سابينا كعادتها من الفتيات البلجيكيات.. تعمل وتجهد كل يوم وتعود متعبة.. بالضبط مثلي انا.. ولهذا كان اتفاقنا بعد ان تطورت علاقتنا على ان تكون العلاقة نظامية مرتين في الاسبوع فقط.. غالبا في نهاية الاسبوع وهي المفضلة عندنا لأننا كنا نمارس فيها ثلاث مرات احيانا.. ومرة في يوم آخر كالثلاثاء.. لأن في اليوم التالي الذي هو الأربعاء يكون لدينا فيه عمل نصف يوم فقط ويبداء بعد الظهر.. هكذا هي قوانين بعض مؤسسات العمل التي يعمل فيها الاوروبيون



انهت رحاب حمامها وخرجت وهي ترتدي بشكيرا ابيض طويل بالكاد تبرز منه قدميها حين تمشي وحرصت على ان تغطي صدرها بأحكام ! وتلف راسها بمنشفة كذلك.. وصلني منها رائحة زكية لاختلاط الشامبو بعطرها..



( بقلم الباحــــث )



رؤوف/ نعيما..!!



رحاب/ .. شكرا ..



رؤوف/ يالا تعالي الحقيني ع المطبخ قبل ما الاكل يبرد..



رحاب/ بصراحة مليش نفس..



رؤوف/ بقولك ايه.. بلاش شغل العيال ده.. وتعالي جامليني وكوليلك لقمة معايا .. دانتي تلاقيك لسه ع لحم بطنك..



ترددت رحاب .. ثم جلست معي على طاولة صغيرة في المطبخ وهي تشعر بقليل من الاحراج بشكل غير مبرر.. ربما لأنها لاتزال ترتدي بشكيرا ولم تغير ثيابها بعد؟



تناولنا القليل من الطعام ودارت بيننا احاديث كثيرة حول الوطن والاهل ومعاناة الغربة وطموحات المستقبل.. ثم قصت لي رحاب مشاكلها مع زوجها عماد والتي تطورت بسرعة بعد قدومهم لبلجيكا..



كنت انظر لهيام بشكل مختلف قليلا.. فانا لم ارها منذ سنوات طويلة حتى وانا كنت في الوطن.. لم اكن احضى دوما برؤيتها حين تزور اهلي في البيت..



بعد ذلك تحول الحديث فيما بيننا عن الحياة الشخصية والاجتماعية والعاطفية ..















رحاب/ وانت من امته مصاحب الي اسمها سانتينا دي..



رؤوف يضحك/ ههه.. سابينا.. سابينا يابنتي..



رحاب/ انا عارفه بقى.. بيجيبو الاسامي الصعبة دي منين!



رؤوف/مش صعبه ولا حاجة انت الي تلاقيكي مش مركزة في اسمها خالص.. عموما.. انا وسابينا بقالنا يجي سنة مع بعض



رحاب بفضول/ وانت مبسوط معاها؟



رؤوف/ اه طبعا مبسوط.. والا مكنتش طلبت منها تعيش مساكنة معاي..



رحاب/ وناوي على ايه معاها انش****.. جواز؟



ضحك رؤوف/ هههه.. يابنتي مش كل البنات هنا زي البنات عندنا بتفكر في الجواز وبس.. جواز ايه وكلام فارغ ايه يا رحاب.. احنا بنحب بعض وبس..



رحاب/ مافيش بنت مابتفكرش بالجواز.. خليها في بالك...!



رؤوف/ سيبك منها انتي دلوقت خالص.. وركزي في عماد.. انتي ناوية على ايه.. حتعملي ايه بعد كده؟؟



( بقلم الباحــــث )















توقفت رحاب عن مضغ الطعام وتركت قطعة خبز من يدها.. وسرحت قليلا ثم نزلت دمعة من عيونها.. حركت قلبي تعاطفا معها.. منظر المرأة حين تبكي يغير عواطف الرجل كثيرا.. لهذا فالدموع هي من أسلحة المرأة الفعالة في وجوه العدو!



تفاعلت معها كثيرا واعتذرت منها



رؤوف/ باسسسس.. بس ارجوكي.. بلاش الدموع دي خالص ..انا مقصدش حاجة يا رحاب.. معلش انا اسف بجد مقصدش و****..







صمتت رحاب ولم ترد وناولتها منديلا لتمسح دموعها بعد ان بللت الاول واستهلكته تماماً.



رؤوف/ انت شكلك تعبانة قوي.. انت تروحي تنامي في اوضتي وتريحي نفسك خالص.. وبعدين نحكي في موضوعك ده على رواق..



رحاب/ طب وسانتينا.. يمكن تطب علينا فجأة وتشوفني في اوضتكو وتعمل مشكلة ولا حاجة..



رؤوف يضحك/ ههه.. اطمني.. هي مش جاية قبل بكرة المسا.. انت نامي الليلة في الاوضة براحتك وانا حريح هنا على الكنبة دي...



رحاب/ .. مش عارفة اقولك ايه يا رؤوف.. انا بجد متشكرة ع الي بتعمله معايا



رؤوف/ بتشكريني! يابنتي انا اخوكي.. ماتشكورنيش ولا حاجة.. يالا .. قومي وريحي انت تعبت من السفر .. لازم ترتاحي..



( بقلم الباحــــث )







ذهبت رحاب لغرفتي واغلقت الباب لتنام وترتاح فيها على سريري.. وكنت سارح في تفكيري قليلا .. في حياتها وحياتي وكل ماحصل لنا في بلاد الغربة..



استلقيت على الكنبة وارخيت نفسي للنوم.. وساترك امور الغد.. للغد.. حين تاتي سابينا.. سوف تتقلل الامر وتتعود عليه بمرور الوفت.. خاصة انها تعمل كذلك.. ولن تحتك برحاب اغلب الوقت.. سيكون الاحتكاك مساءا فقط.. واتمنى ان لا يكون هناك اي مشاكل..



استسلمت للنوم..







بعد ساعتين.. نهضت فجأة على صوت رحاب العالي.. فزعت فورا.. خفت ان هناك شيء حصل لها. نهضت فورا وهرولت باتجاه الغرفة وفتحت الباب..



رأيت رحاب تبكي بحرارة وقد نكست شعرها بيديها.. تصرخ باسم ابنائها سيف و عمرو.. لا ادري اي نوبة اصابتها..



اقتربت منها وجلست بجانبها وامسكتها احاول ان اهديها..







رؤوف/ بسسسسس بسسس يا رحاب.. وطي صوتك.. معلش.. معلش.. اهدي شويا..



رحاب ببكاء/ عايزة عيالي.. عايزاهم.. عايزاهم...



حضنت رحاب بحنان وانا امسد شعرها وكتفيها وهي تحاول دفن راسها في صدري



خف بكاءرحاب .. وهي جالسة على السرير وبعد ان اراحت راسها في حضني وهي لا زالت تبكي.. داعب شعرها انفي بعطرها الجميل.. كنت احاول طرد اي فكرة شهوانية من رأسي لكن المؤثرات اخذت تعمل بالفعل..



كان راسها في جحري وزواية النظر سمحت لي بان ارى صدرها تحتي.. ورأيت شق صدرها من فستان النوم الذي كانت ترتديه.. لم يكن ثوبا فاضحا.. لكن لأن راسي فوقها صرت استطيع الوصول بنظري حتى التقاء الكرتين المحبوستين بستيانها مع بعضهما .. صدر مكور وطري المنظر وبشرته افتح .. واضح انه ناعم.. فضولي كان يقتلني لأتعرف الى ملمسه.. لكني صرفت عن بالي هذا الفكر المتهور الاهوج



( بقلم الباحــــث )



ومع تكور رحاب في هذا الوضع تحت رأسي و في حجري.. بان فخذيها الابيضين الممتلئين الناعمين تحت ثوبها الذي زحف بسبب حركتها بالاتجاه المعاكس وكشف عن ساقيها اكثر..



لا أراديا قبلتُ رأس رحاب.. وهي تشهق ببكائها كالصغار وهدأت روعها.. ثم شعرت بها تستسلم للنعاس مجددا وتدخل في النوم وهي ملقية بثقل جذعها علي...



تصرفتُ بشهامة.. والقيتها بلطف على السرير لتنام.. وغطيتها بملاية .. وتركتها تنام بهدوء..



عدت للصالة وانا قد جافاني النوم.. تعاطفت كثيرا مع رحاب.. ليس سهلا ان تنام بعيدا عن ابنائها لأول مرة في حياتها



لعنت الحظ والظروف التي اجبرتنا على ترك اوطاننا لننزوي تحت رحمة الغربة وماتفرضه علينا في الحياة مجبرين لنتعايش معها..



قررت ان اشرب من الثلاجة.. وللحظة فكرت ان القي نظره اخيرة على رحاب قبل ان اعود للنوم.. لا اعرف لماذا تحولتُ انا الى اخ عطوف جدا بتلك السرعة..



فتحت الباب بهدوء.. كان ضوء الغرفة مطفاء .. لطن ضوء الطاولة الخافت مشتعل.. رأيت رخاب قد نامت بعشوائية ورمت عنها الغطاء .. في منظر .. يصعب علي تجاهله.. كانت ساقيها كلها واضحة لدرجة بان الكلوت الغامق اللون بين فخذيها.. لم اتبين لونه الحقيقي.. ازرق غامق ام اسود.. لا ادري لكنه منظر يسيل له لعاب المراء.. وفخذيها المكتنزين الناعمين الاملسين .. شهيين جدا.. لا ادري ما اصابني ولا اراديا شعرت بانتصاب اجباري يغزو قضيبي ويحركه رغم انفه..



باصرار وانكار طردت تلك الافكار .. لا اريد ان اكون اخ نذل يستغل الاقدار... التي رمت برحاب مجبرة للأستنجاد بي .. يا للعار!!!



اغلقت الباب بهدوء.. وعدت الى الصالة اجرجر خطواتي زاحفا بصعوبة.. حتى رميت نفسي على الأريكة اجبرها على النوم..



( بقلم الباحــــث )







في الصباح..نهضت مبكرا جدا.. لألتحق بركب العمل.. وتركت رحاب نائمة .. راجيا ان لا تعود سابينا للبيت قبلي.. رغم اني بلغتها هاتفيا بوصول رحاب.. لكني اخاف من وقوع اي شيء غير متوقع في غيابي.. لماذا صرت حريصا هكذا على اختي ؟















رحاب..صباحاً..



مالذي غير من تعامل رؤوف معي بالأمس؟ حتى انه كان حنونا وطيبا جدا معي في الامس.. وله في خلقه شؤون!!!



نهضت متأخرة قليلاً.. نمت على سرير رؤوف المزدوج.. نظرت لغرفته.. كل شيء في فوضى..



وقبل حتى ان اعد الأفطار لنفسي.. رتبت الغرفة ونظفتها وصففت كل شيء في مكانه.. الشرابات المنثورة هنا وهناك.. بعض البوكسرات.. نسائية ورجالية!! ثوب نوم.. صغير..!! كم نحيفة صديقته تلك؟ حتى الزهور.. بعضها ذبل.. فسقيتها بالماء.. فماهي الواجبات التي تقوم بها صديقة رؤوف اذاً؟ اذا كانت غرفة نومهما في مثل هذه الفوضى؟



استغرقت ساعتين على الاقل.. فقط لتنظيف ممرات الشقة وعزل النفايات في مكانها المخصص.. وغسلت الاطباق في الجلاية.. وبعض ملابسهما المتسخة بالغسالة.. وثم نشرها بعد غسلها لتنشف قريبا من شوفاج التدفئة وعدلت بعض الستائر واللعب البنك الكيوت !! المرمية في زوايا البيت.. تلك اللعب تجمعها بعض الفتيات كدلالة على انهن كيوت!! والحقيقة انهن فقط خارج البيت يبدون كذلك.. فمن يرى شقة صديقة رؤوف الذي يصعب علي نطق. اسمها.. حتما سيعرف انها فتاة ملخبطة وغير نظامية



( بقلم الباحــــث )



حتى الحمام . كل شيء فيه مقلوب.. وغير مرتب.. مكائن حلاقة الجسم.. ? لماذا لم يتم رميها بعد الأستخدام؟؟ ماهذا..؟؟



ستيانات معلقة بعشوائية وكيلوتات.. مختلطة مع بوكسرات رؤوف..



رتبت كل شيء واعدت تنظيم مكانه.. ونظفت الصالة والمطبخ والحمام والشرفة الصغيرة.. لم يفتني شيء..



بعد ان تعبت كثيرا.. وتعرقت كثيرا.. اخذت حماما مريحا مرة اخرى.. وفور ان انتهيت وغيرت ثيابي.. ارتديت ثوبا عربيا منزلياً مريحا وفضفاضا.. ثم عملت لنفسي كوب قهوة.. وافطرت على قطعة من خبز فرنسي يدعى باغويه.. لذيذ الطعم..



انهيت كل شيء وجلست في الصالة و مددت ساقي على الاريكة وقررت ان اشاهد التلفزيون لبعض الوقت.. لم ادرك ان الوقت سرقني كثيرا..



حتى قاطع استمتاعي بالمشاهدة ..صوت جرس الباب.. كنت اظنه رؤوف عاد مبكرا.. فلايزال امامه ساعة للوصول.. لكني فتحت الباب.. فرأيت.. رأيت....







سابيــــنا !!!!!!!!











( بقلم الباحــــث )







الجزء الثاني

الجزء الثاني















رحاب







على الباب وقفت فتاة نحيفة جدا اطول مني 170 سم تقريبا .. شقراء.. عيون زرقاء..شعر قصير وملفوف كذيل حصان.. وجه ابيض منمش ورفيع وانف ناعم وشفاه انعم.. وعيون عادية ليست واسعة جدا.. شكلها ليس بريئاً من اول نظرة.. وجسمها... جسمها خالي من الدسم!! صدرها بارز قليلا.. وبطنها مقعر.. والجينز يبدو عليها فضفاضا لنحافتها..! هل هذا هو حقا ذوقك يا رؤوف!! نعم شقراء.. لكن ليست كل شقراء شديدة الجمال..



فوجئت بسابينا وهي تكلمني بلغة فلامانية على الباب.. وتنظر لي بنظرة باردة وفيها تعجب.. لم اكن تعلمت اللغة بعد .. كنت معتمدة بشكل كبير على زوجي عماد في كل شيء.. لكني استطيع معرفة اشياء بسيطة.. لأشتري تذكرة مثلاً او ادفع حساب البقال.. اسال سؤال مقتضب عن طريق او مكان.. لكني لا اجيد الحوارات الطويلة..







سابينا/ هممم.. اذاً انت اخت رؤوف.. تبدين سمينة.. ! كيف حالك..



رحاب/ و**** انا ماعرف بالضبط حضرتك بتقولي ايه!! بس اتفضلي.. اتفضلي.. ( هيلب يتزيلف.. هيلب يتزيلف) !



سابينا/ ولا تعرفين لغتنا أيضا؟؟ جميل...!



( بقلم الباحــــث )







دخلت سابينا للشقة تنظر في ارجائها وهي مستغربة لنظافتها وترتيبها.. تحدثت معي بلغتها .. ولم اجبها طبعا.. كنت فقط ارد عليها بأبتسامة.. ثم دخلت لغرفتها .. وانا انزويت في المطبخ.. في هذه اللحظة شعرت بثقل وجودي في وطن غريب.. وبيت غريب.. وحياة غريبة !! لولا ابنائي.. لما تحملت البقاء ثانية اخرى هنا..



بعد ساعة من مجيء سابينا التي بقيت في غرفتها .. لازلت انا في المطبخ اخشى الخروج للصالة لخوفي من الاحراج او التصادم مع سابينا.. الهي نفسي بأشياء غير مهمة.. فانا رتبت ونظفت كل شيء .. ولم يعد هناك شيء لتنظيفه..



اخيرا جاء الانقاذ.. رن جرس الباب.. يعلن قدوم رؤوف.. لا ادري لماذا سبقتُ سابينا وتوجهت للباب افتحه.. ربما لشعوري بأن المنقذ قد جاء ليخلصني من شعور الغربة في داخل الغربة.. فتحت الباب وابتسمت لرؤوف الذي دخل بوجه بشوش.. يلقي التحية لكن عيونه لا تنظر نحوي .. بل .. نحو سابينا التي التصقت بظهري.. خطف رؤوف بجسده كتفي وهو يسرع نحو سابينا.. التي رحبت به بحرارة وهو يقبلها .. دون احراج مني..



تحدثا مع بعضهما بكلام لم افهم معظمه.. لكن لم يكونا مشحونين او منزعجين.. فارتحت قليلا وانا اجلس على الاريكة..



اسمعهما يضحكان ويتسامران.. وانا اشغل نفسي بالجلوس والتفرج على التلفزيون.. ثم صمتا قليلا.. بل .. لم يعد هناك صوت وقد اغلقا الباب ع نفسيهما !!!



( بقلم الباحــــث )



















رؤوف



فتحت رحاب الباب لي .. لم اشاهدها من قبل بملابس عربية! خلفها وقفت سابينا! .. وهي تنظر لي مبتسمة وترحب بي.. تجنبت ملامسة رحاب بعد موقف الامس.. اردت الدخول فورا هاربا منها..







اخذت سابينا للداخل ونحن نقبل بعضنا.. امام رحاب! ثم اخذتها لغرفتي ..







سابينا/ اشتقت اليك يا رؤوف.. كنت اظن اني لن اراك مجددا!!



رؤوف/ انا ايضا كنت قلق جدا عليك.. هل سار الامر على ما يرام!



سابينا بصوت خافت/ بالكاد .. كادت الشرطة ان تقبض علينا .. لولا صديقتي اديل.. التي اغرت الضابط بحركاتها.. ولم يدقق في التفتيش كثيرا ثم سمح لنا بالمرور!!!



لا اظن اني سأجازف مرة اخرى بالأمر! انها ارباح قليلة جدا.. مقارنه بالعقوبات..



رؤوف/ اعرف يا. حبيبتي ذلك.. ولكن.. انت بنت البلد.. اما انا.. فمغترب واجذب الانتباه بسرعة.. وسأكون اكثر عرضة للتفتيش



سابينا/ لا تخف.. انا لن اتركك تذهب لوحدك.. المرة القادمة سيذهب معك كونست .. هو صديق بلجيكي .. لو حصل امر طاريء سيتحمل لوحده المسؤلية!



رؤوف/ وهل استطيع الوثوق بـ كونست! ايعقل انه يخاطر بنفسه لأجلي..



سابينا بعصبية/ لماذا انت خائف هكذا.. العشرات يهربون السجائر يوميا دون اي خطورة.. لا تعقد الامر يا رؤوف.. تعاون معي ارجوك..



رؤوف/ حسنا.. حسنا.. اهدأي قليلا.. سوف اقوم بالمهمة التالية لا تقلقي..



( بقلم الباحــــث )











بسبب صعوبة الحياة وغلائها.. يُهَرِّبُ بعض الشباب سجائر بين البلدين.. كميات ليست كبيرة.. يجلبها مواطنون من شرق اوربا بطرق مختلفة بمبلغ زهيد.. يجمعها منهم مهرب محدد.. الذي يبيعها بضعفي سعرها لمورد آخر على طرف الحدود.



ستبقى السجائر ارخص للمستهلك من الاسواق حتى لو باعها المورد الآخر بثلاثة اضعاف ثمنها.. لأنها ستبقى رغم مصاريف التهريب بنصف سعرها للسجائر المرخصة هنا في الاسواق..



لا يطالنا من ارباح العملية الواحدة الا مبلغ يعتبر قليل بالنسبة لأرباح المهرب الاول.. لكنها عملية سهلة نوعا ما.. ونادرا ما يتم ضبط المهربين..فالحدود مفتوحة ولا يوجد عليها نقاط تفتيش لكن هناك دوريات مستمرة في مناطق معينة..



مالذي يحدث حين يمسكون بالمهرب؟ مصادرة السجائر.. ودفع غرامة مالية كبيرة واحالة للتحقيق بتهمة التهريب!! و قد تصل العقوبة للسجن.. خمسة اشهر على الاقل.. مع تعهد خطي بعدم بعدم التكرار! لأنها ستكون عقوبة اشد !



كنا لا نهرب كميات كبيرة.. فقط ما يمكن وضعه في سيارة صغيرة دون جلب الانظار.. الكثير من الشبان امثالي يفعلوها مرة على الاقل في السنة.. او حين يزورون احد ما في هولندا.. ويفكرون بربح بعض المال وهم في طريقهم لهناك..



وافقت مقترح سابينا.. رغم قلقي وخوفي .. ولكن الأتفاق بيننا كان منذ البداية على ان نتشارك كل شيء في العلاقة..



خرجت سابينا من غرفتي لتأخذ حماما .. وذهبت بعدها لرؤية رحاب في الصالة.. اظنها تشعر بالاحراج!







رؤوف/ على فكرة انا شفت الي عملتيه في الشقة.. تسلم اديك بجد..



رحاب/ لا وعلى ايه.. دي حاجة بسيطة.. المهم ان سانتينا كمان راضية!



رؤوف/ ههه.. يا رحاب.. لسه انت معرفتيش طبعهم.. هم طبعهم كدا.. ما يشكروش حد على حاجة عملها من نفسه.. بس لو كانت هي طلبت منك تروقي الشقة.. كنتي حتشوفيها ازاي بتشكرك!!



رحاب / انا مش محتاجة لشكر من حد.. شقة اخويا وبنظفها.. ماعنديش مشكلة ابداً



رؤوف/ طب خلاص وحياتك.. روقي شويا بس كده.. وانا حعملك عشا حتاكلي صوابعك من وراه ..



رحاب بتهكم/ ليه هو انت الي بتطبخ لها دايما!! هي مابتعرفش تطبخ كمان ؟



رؤوف/ لا.. انا مش دايما بطبخ.. بس لما يجيلي مزاج.. بعدين انت عارفة انها بتشتغل زيي.. مافيش وقت للكلام ده عندهم خالص.. احنا ممشينها بيتزا على معلبات على اكلات سريعة.. ولما نطبخ بنعمل سباكيتي ?







رحاب/ طيب يا خويا.. براحتك.. اهم حاجة انك تكون مبسوط معاها!



رؤوف/ اه طبعا مبسوط.. اكيد طبعا!



( بقلم الباحــــث )







اخذت نفسي للمطبخ و حتى تنهي سابينا حمامها.. اعددت لهم اكلة شعبية مشهورة في بلدي واجتمعنا على الطاولة.. تعشينا مع صمت رحاب لكونها لا تفهم معظم احاديثنا معا.. وكان يبدو عليها انها لم تكن مرتاحة.. انا اعذرها.. موقفها لا يساعد ابدا..



اتممنا العشاء.. وجهزتُ فراشاً لرحاب لتنام عليه في الصالة فالأريكة لن تريحها حتما طوال الليل.. وتمنيت لها ليلة هانئة..



دخلت مع سابينا لغرفة النوم.. خلعتْ ثيابها وارتدت بيجاما ستن خفيفة .. ونامت بقربي على السرير.. قبلتها وحضنتها.. وأصابني انتصاب حاد.. لمست كس سابينا من خارج الملابس لتتجاوب معي.. لكنها تحججت بالتعب بسبب مشوارها الاخير..



لعنت الحظ.. وحاولت النوم.. لكنه جافاني .. رغم انه كان علي النهوض مبكرا للعمل غدا.. لكن.. ببساطة .. أرقتُ.. بقيت اتقلب لعدة جهات.. ولكني لم استطع النوم



خرجت للمطبخ لأشرب.. كانت الاضوية كلها مطفأة.. لكن.. هناك نور خافت في الصالة تركته رحاب مضاءاً .. اظنها لم تتعود على النوم في ظلام دامس..



القيت عليها نظرة.. واقتربت منها كثيرا.. كانت بسبب التعب قد استسلمت للنوم.. لكنها كعادتها ازاحت الغطاء عن جسمها لتكشف لي جزء من ساقيها الرائعتين..ولم المح لون كلوتها هذه المرة تقمصت دور الشهم مرة اخرى.. والقيت عليها الغطاء مجددا .. وانا افكر.. مالذي سيحصل لرحاب.. الى متى ستبقى هنا في هذا الوضع..! كيف ستتحمل كل ظروف الغربة.. حتى اني لا استطيع ان اقف معها بالشكل المطلوب بسبب صعوبة العيش هنا



نظرت لتضاريس جسمها جيدا من خارج الملابس.. لا اعرف لماذا اتتني تلك الافكار.. كنت اقول لنفسي.. حرام هذا الجمال والجسم بحق عماد.. ايعقل انه لم يكن يعرف قيمة مافي يديه؟ ترى كيف سبكون تصرفي لو كنت مكانه؟ هل لو كانت رحاب زوجتي سأفرط بها مثل ما فعل عماد ؟ ماهذه الفكرة التي تطارد عقلي الآن..!! كيف صرت افكر دون حسبان!! لا.. لا .. هذا خطاء.. بل انا غلطان!!



( بقلم الباحــــث )



ربما لأن كل ممنوع مرغوب! صرت افكر بهذا الشكل المظطرب! هززت رأسي كأني اريد نفض الفكرة منه بتلك الهزة.. وعدت الى غرفتي.. استلقي بقرب سابينا التي غابت في عالم النوم العميق.. انظر لها.. اسرح فيها .. وسألت نفسي عندها.. هل انا حقا احبها؟؟















رحاب



في الصباح.. استيقظت متأخرة بعض الشيء .. لا اثر لرؤوف ولا صديقته.. ياااااه.. اشعر بالحرية الآن.. لو على رؤوف لكان الوضع مقبولاً جدا.. حتى لو يكن يتقبلني.. فهو اخي واستطيع فرض نفسي عليه.. اما سابينا! اشعر بها كأنها هي صاحبة القرار وانني انا ضيفة عندها.. ولا املك شيئا من امري..



وجدت على الطاولة وسط الصالة ورقة صغيرة عليها مفتاح ( نسخة مفتاح الشقة لو احتجتي تخرجي ) .. كتبها لي رؤوف .. جميل انه فكر في.. كي لا اظل حبيسة بين اربعة جدران..



اشتقت لأبنائي كثيرا.. اتصلت بهم.. في فترة الاستراحة الخاصة بهم.. اعرف نظام مدارسهم المعقد.. اجاباني بحرقة و لهفة وهما يلحان علي بالسؤال عن موعد عودتي.. ويشكوان فراقي..



القوانين لا تمحي دوافع الغريزة والفطرة البشرية الصحيحة.. مهما حاولت آنيتا ضمهم تحت جنحها لتكسب عماد وتجعلهم ينسوني.. ستفشل حتما.. مادامت انا اتنفس الهواء.



شغلت نفسي بأمور كثيرة.. اردت ان اعمل جولة تنظيف جديدة للشقة لكني تذكرتُ لا مبالاة سابينا وكلام رؤوف.. انه ليس علي فعل ذلك مالم يطلب ذلك مني حرفيا.. لكني شفقت على رؤوف وقررت ان اطبخ له اليوم احدى اكلاتنا الشهيرة في الوطن..



( بقلم الباحــــث )



كان علي الخروج من البيت.. والبحث عن اقرب بقالة عربية .. لا تخلو تلك المناطق من اسواق عربية.. يحاول مالكها ان يوحد كل القوميات قدر استطاعته عن طريق تنويع بضاعته لتشمل اكثر اطياف عربية ممكنة .. حتى ان البقالين هنا نجحوا اكثر من رؤساءنا في توحيد العرب!!



عن طريق الانترنت وجدت بقالة قريبة استطيع المشي نصف ساعة حتى اصلها.. فخرجت مرتدية معطفا احتمي به من البرد ومظلة .. فالمطر يهطل هنا في لي لحظة.. صيفاً كان الجو ام شتاءً..



سرت في الطرقات ذات الطبيعة الخلابة والأشجار الكثيرة رغم فقدان معظمها لاوراقها في الشتاء.. والبيوت الهادئة الجميلة ذات الطراز الاوربي .. وبعض المارة الذين يتمشون مع كلابهم يلقون علي تحية مقتضبة او يكتفون بالابتسامة في وجهي.. هكذا هي عاداتهم..



وصلت البقالة.. محل تجاري كبير . من اول نظرة سيعيد لأذهانك الاجواء العربية فأغلب الزبائن الداخلين والخارجين من مختلف الدول العربية .. نحن نتميز بدمائنا التي يستطيع المرء من تمييزها من اول نظرة و يعرف اننا عرب!



صاحب المحل يقف خلف الكاونتر و مشغول بمحاسبة الزبائن .. التفت بوجهه ونظر لي.. وركز قليلا معي.. لماذا انا؟ فهناك الكثير من النساء في المحل ؟.. لكن يبدو لأنه قد رآني في المحل لأول مرة..



بعث لي احد مساعديه الذين يتكلمون العربية.. وساعدني بإرشادي لجميع ما كنت احتاجه في المحل الواسع المليء بالزبائن وبروائح النكهات والبهارات العربية المميزة من كل قطر تقريباً



انتبهت الى ورقة بيضاء معلقة على بعض الرفوف.. وفيها اعلان باللغة العربية عن وجود وظيفة شاغرة بدوام جزئي !



( بقلم الباحــــث )



وقفت عند صاحب المحل.. لكي ادفع الحساب.. ورغم ازدحام وتكدس الزبائن الا انه افتتح معي حديثا..



هو/ اول مرة تشرفينا حضرتك ؟



رحاب/ اه.. اول مرة !



هو/ من لهجتك عرفت انتي منين.. اكيد من + ؟



رحاب/ اه .. تقدر تقول كده..



هو/ طب.. انت ساكنة جديد هنا في الجنوب؟ لا مؤاخذة في السؤال.. عشان اغلب العرب المقيمين هنا هم زباين عندي.. ومحسوبك رضا. .. بعرف الجديد ع طول ...



رحاب بقليل من الانزعاج/ اه.. انا جديدة هنا.. صحيح



رضا/ انا مقصدش ازعج حضرتك بالأسألة.. بس لو حضرتك احتجت لأي حاجة المحل كله وصاحبه تحت امرك..



رحاب بابتسامة صفراء/ متشكرة جدا.. كلك ذوق!







دفعت الحساب ورفضت الخصم الكبير الذي عرضه علي رضا.. يا لغبائي!! اخذت الحاجيات.. وانا اخرج من المحل عائدة الى شقة رؤوف ..



















رؤوف







العمل في هذه الشركة يستهلك كل طاقتي.. الاجور ليست مرضية.. الغلاء سيخنق البشر قبل ان يخنقهم الاحتباس الحراري بثنائي اوكسيد الكاربون..



اخيرا انتهى الدوام.. مثل اي يوم روتيني ممل.. غيرت ثياب العمل في المنزع الخاص بالعمال.. وخرجت.. وفورا تلقيت اتصال!!!







كونست/ الأحد موعدنا.. مبكرا جدا.. انتظرني خارج الشقة.. السادسة بالضبط..



رؤوف/ بهذه السرعة!! اعتقدت اننا سنفعلها مرة واحدة في الشهر؟



كونست/ الم تخبرك سابينا؟؟ طلعتين على الاقل في الشهر.. نحتاج المال يا رجل.. المال .. لم يعد يكفي..



رؤوف/ اذا.. انت تريدنا ان نتحول لمحترفين.. لا هواة!!



كونست/ سمه ما شئت.. عليك القدوم معي.. مفهوم..!



رؤوف/ حاضر.. حاضر سأكون مستعدا في الموعد..



( بقلم الباحــــث )







لا اعرف لماذا انا غير مرتاح لهذا المشوار هذه المرة.. ولكني مظطر لان اوافق.. متطلبات الغربة تدفعك احيانا لان تنحي بعض من مبادئك على جنب



بعد ساعة وصلت للشقة قبل سابينا.. طرقت الباب وفتحت لي رحاب.. وفور دخولي لفحتني رائحة الطعام التي سرقتني لذكرياتي وحنيني للوطن..







رؤوف/ اللللله.. ايه الريحة الحلوة دي.. انت طابخالنا النهارده محشي!!! يا سلام ع الريحة الهايلة دي ?



رحاب/ ولسه لما تدوق ويعجبك كمان.. انا عملتهولك مخصوص يا رؤوف...







وضعت يدي على كتف رحاب.. لأول مرة يحدث تلامس فيما بيننا.. ببرائة.. شكرتها من قلبي.. وهي تبتسم لمديحي واطرائي لها.. انتظرنا سابينا حتى تصل..لكي تأكل معا



فور وصولها شعرتْ سابينا بحماسي.. الواضح وانا اخبرها بالطعام المحلي الذي صنعته رحاب خصيصا لنا .. وعلى مائدة الطعام.. كنت آكل بشكل سريع مستمتع بطبخ اختي العزيزة.. ولكن سابينا.. لم يعجبها الطعام جدا.. اكلت قليلا وتركت طبقها نصف مليان.. وذهبت تغسل يديها











رحاب صارت تنظر لي و تستغرب فعل سابينا..



رؤوف/ معلش يا رحاب.. هم هنا ملهومش في الاكل الدسم.. كل شعب بيحب اكله المتعود عليه.. زينا بالضبط.. لسه متعلقين بكل حاجة تفكرنا ببلدنا واهلنا و صحابنا.. سايبين روحنا هناك.. وحابسين جسمنا هنا



رحاب/ ولا يهمك يا خويا .. المهم انه عجبك انت.. انا عاملاه مخصوص عشانك..



رؤوف/ ده يجنن... تسلم أديكي بجد..**** مايحرمنيش منك..







( بقلم الباحــــث )







بعد العشاء .. ذهبت مع سابينا لغرفتنا وبقيت رحاب في المطبخ.. تنهي بعض الاعمال الخفيفة.







سابينا/ اراك قد احببت فكرة وجودها معنا!! حتى انها صارت تتصرف وكأنها ستبقى معنا للأبد.. تطبخ وتعد طعاما محليا!! جميل!



رؤوف/ سابينا.. لا تنسي .. انها اختي وتمر بظروف صعبة وليس لديها شخص آخر لتلجاء اليه!



سابينا/ نعم.. انا لست ضد ذلك.. لكنها اخذت راحتها جدا.. !



رؤوف/ لاحظي انها لم تفعل شيء.. سوى انها طبخت لي طعاما احبه..!



سابينا/ وهل كنت تكره ما اطبخه لك؟



رؤوف/ ب**** عليك يا سابينا لا داعي لان تكبري الموضوع.. خذي الامر ببساطة!



سابينا/ .. حسنا.. فقط كي لا تقول اني ضد وقوفك مع اختك..











لا ادري لماذا صارت سابينا تتصرف بشيء من الجمود والتوتر! انها اختي وليست حبيبتي! هل لاحظت هي شيء آخر في تصرفاتي ؟؟ لا .. لا مستحيل.



المفروض ان نمارس الجنس لهذا اليوم.. لكنها اخبرتني انها في مزاج سيء!! تمنيت لها نوماً هانئاً و نمت بعدها..



( بقلم الباحــــث )



















رحاب



الحق علي .. عملت لك حساب يا سابينا.. ! كل مايهمني هو اخي المسكين الذي يتحسر على لقمة جيدة .. مالذي يعحب الشاب العربي في فتاة.. تتناطح معه على مراكز القيادة وتريد الانفراد بتوليها.. ؟



لا اظن ان الايام القادمة ستكون سهلة.. الموضوع صعب جدا.. الى متى سأبقى ضيفا ثقيلا عليهما.. حتى لو تقبلني رؤوف.. فهذه البنت لن تتحملني اكثر..



خطرت في بالي فكرة.. لماذا لا اكلم صاحب الاسواق العربية! نعم .. نظراته ليست بريئة.. لكن.. هذا هو حال اغلب الرجال العرب.. يصطادون في شتى انواع المياه وليس الماء العكر وحسب..



افضل حل لي هو العمل.. سأرى بعدها ان كان بإمكاني ان استأجر ولو غرفة ( ستوديو) هكذا تدعى الغرفة هنا مع خدماتها .. تكفي لشخص واحد.. وسعر معقول.. سأكلم رضا..! في اقرب فرصة!















رؤوف .. الأحد صباحا..







انتظرني كونست في سيارته.. كان يحمل معه هذه المرة كمية كبيرة من السجائر لدرجة وضع بعض الصناديق على المقعد الخلفي؟!



( بقلم الباحــــث )







رؤوف/ ما هذا بحق الشيطان؟؟ هل انت مجنون؟؟



كونست/ هيييي.. اضبط نفسك.. لا تجبن يا رجل..



رؤوف/ ليس موضوع جبن.. هذا طيش.. لا يجب ان نتخلى عن حذرنا ..



كونست/ اركب.. اركب.. لقد فعلتها منذعامين.. لم ينتبه لي احد ولم يوقفني احد.. آن الأوان الى ان نزيد من ارباحنا في الطلعة الواحدة.. لقد كنا نجازف سابقا من اجل سنتات



..







ركبت معه في المقعد المجاور.. ونظرت خلفي.. غطا كونست الصناديق بملايات عادية.. كانت الخطة ان يكون التهريب دوما قبل الظهر.. لأن دوريات الشرطة تنشط ليلا اكثر.. ولهذا فرصنا في النهار افضل .. ومع ذلك كنت قلقا جدا من تصرف كونست الطائش..



انتبهت لكونست.. لم يكن مركز جدا في الطريق!! شممت رائحة الكحول فور صعودي معه



رؤوف/ ماهذا.. هل شربت كثيرا يا كونست!!!



كونست/ فقط القليل من البيرة.. لا تقلق!



رؤوف/ لقد قلتها انت يا كونست.. كنا نجازف!! نحن دوما نجازف يا رجل! وخاصة اليوم!



كونست يضحك/ يا رجل.. دعك من هذه الافكار السوداء.. سيكون كل شيء على مايرام وسنعود و معنا مبلغ محترم .. لنستمتع بع قليلا حتى المهمة التالية.. هههه







حرك كونست السيارة .. وانا معه.. ليأخذ الطريق السريعة التي تربط البلدين.. وانا احاول الظهور بمظهر الشجاع.. لكن في داخلي توتر وقلق شديد..



يوم الاحد.. تكون الطرق سالكة اكثر مع قلة في سيارات الحمل والشاحنات.. فالقانون هنا يمنع حركتها في عطلة نهاية الاسبوع.. لكن مع هذا يبداء سواق الشاحنات ليلا بعد العاشرة مساءا.. ولا تحاسبهم الشرطة.. في ساعتين مبكرتين!



( بقلم الباحــــث )







بعد قليل.. لاحظت ان كونست غير مركز بالمرة! ويترنح قليلا!! وقلت في بالي( انا ايه الي نيلني وتهببت على دماغي و وافقت اروح مع الحمار ده ؟؟)



رؤوف/ انت سكران!! هل انت جاد يا كونست! بحقك؟؟؟



كونست/ قلت لك.. القليل من الكحول فقط..



رؤوف/ انت خائف.. واكثرت من الشرب لتقضي على توترك وخوفك.. لكنك فقدت تركيزك على الطريق.. ستخاطر بأرواحنا.. قف على جانب الطريق.. قف..بسرعة سأقود انا بدلاً عنك..







بصعوبة وافق كونست.. وغيرنا اماكننا بسرعة.. ع الأقل لن ينتهي بنا الحال موتى.. أو في المستشفى! جلس كونست في المقعد الجانبي.. ودخل في النوم بسرعة! كنت اقود ملتزما بالسرعة المحددة.. فلست بحاجة لمزيد من الانتباه..







فجأة حدث ما كنت اخاف منه!! سيارة شرطة تنير اضوائها الزرقاء تسير خلفنا!! كنت اتمنى انها تتجاوزنا وتذهب.. تجاوزتنا سيارة الشرطة ثم صارت تسير امامنا وفي لوحتها السقفية عبارة مضائة..( اتبعني) بالهولندية..







تبعت سيارة الشرطة حتى وصل الى استراحة طريق جانبية قريبة.. ووقفت خلفه.. ونزل ضابطان.. فتاة ورجل ضخم يحمل سلاحا في قرابه الجانبي!



اقترب مني ينظر لي وشكلي المميز! واضح اني مهاجر اجنبي



( بقلم الباحــــث )







الشرطي/ اوراق السيارة!! واجازة السوق من فضلك!! وتصريح أقامتك



ناولته الاوراق وكل شيء كان سليما.. انا واثق من ذلك..



الشرطي/ مابه صديقك؟



رؤوف/ متعب قليلا..







كنت اخاف ان يفتش السيارة.. القوانين في اوربا صارمة جدا في مسالة التفتيش.. ليس من السهولة ان يطلب منك فتح صندوق السيارة.. بل ومن حقك الرفض! هذا ما يجهله اغلب الوافدين لهذا البلد.. لكن.. ما اوقعنا .. منظر الصناديق المغطاة.. وقد انزاح الغطاء قليلا عنها.. واضح جدا انها سجائر!!



لم يتعب الشرطي نفسه كثيرا بأي سؤال آخر.. اتصل على الفور بشرطة الجمارك.. التي جاءت خلال اقل من عشرة دقائق.. فهم يرابطون في نقاط عديدة موزعة على طول الطريق السريعة..



وحين وصلوا.. كان لديهم امر تفتيش فوري .. هيأوه بسرعة البرق.. استيقظ كونست.. ليكتشف.. ان فعلته الطائشة هي من القت بنا في الهاوية.. ثم صمت مثلي.. حتى القى علينا الضابط بعد ان اكتشف كل الكمية المهربة من السجائر.. عبارته



الشرطي/ انتما رهن الأعتقال بتهمة تهريب السجائر .. ! يحق لكما التزام الصمت.. وتعيين محامي ..ان لم يكن لديكما المال الكافي ستوفر لكم محكمة الولاية محام دفاع مجاني.. تفضلا معي!!!















رحاب.. الأثنين صباحاً







لم يأت رؤوف منذ الأمس.. اتصلت به كان هاتفه مغلق.. سابينا خرجت مبكرا للعمل.. ربما هو ايضا قرر الذهاب للعمل رغم اني لا اعرف اين قضى يومه بالأمس ومع من؟ سيعودان حتما هذا المساء.. وسأعرف كل شيء منهما..



( بقلم الباحــــث )



تأنقت بعد الحمام.. وارتديت افضل ثيابي ووضعت مكياجا خفيفا وعطرا هادئاً.. سأذهب اليوم للأسواق العربية.. اتمنى ان الوظيفة لا تزال شاغرة..











رحاب





وصلت الاسواق وفور دخولي لها.. التفت لي رضا مباشرة .. ما أن لمحني.. ورحب بي بابتسامة..



رضا/ اهلا.. اهلا يا هانم.. نورتي المحل يا هانم..



رحاب/ متشكرة.. منور بيك



رضا/ ها.. اؤمريني يا ست هانم.. المحل وصاحبه تحت امرك



رحاب/ متشكرة .. يا..



رضا/ محسوبك رضا.. انت لحقتي تنسي اسمي؟



رحاب/آسفة بجد.. سامحني..



رضا/ ولا يهمك..انا .. لسه ما تسرفتش بأسم حضرتك!



رحاب/ رحاب.. و..



رضا/ عاشت الأسامي يا رحاب..



رحاب/ و.. عايزة اسأل لو كنتو لسه محتاجين حد يشتغل معاكم .. زي ما قريت في الاعلان !!!







( بقلم الباحــــث )







الجزء الثالث







في البداية اود الأعتذار لتأخري بالجديد عن القراء الأعزاء.. وكل ذلك بسبب صعوبة الكتابة وبطئها عندي .. لالتهاب مفاصل أصابعي..



سامحوني لتأخري عنكم.. احاول الكتابة على قدر استطاعتي..



فشكرا لكم







( بقلم الباحــــث )











وافق رضا على تشغيلي في المحل بعمل بلا عنوان.. القيام بكل شيء وفي اي وقت.. من ترتيب الرفوف وتعويض البضائع المباعة وحتى الكاشير! طلب رضا مني ان اباشر بالعمل ابتداءً من الأسبوع القادم..



فرحت جدا لحصولي على هذه الفرصة.. شكرت رضا بحرارة وعدت لشقة اخي .. ولم انس الاتصال بأبنائي وانا في طريق العودة.



في المساء.. بداء القلق يحاصر كل افكاري.. وتحول الى خوف.. اين صار رؤوف يا ترى؟ مالمفترض ان افعله لوحدي في مدينة جديدة لا اعرف فيها احدا.. من اعرفه أصلا لكي أساله عن رؤوف؟



رن جرس الباب.. كانت سابينا.. دخلت مسرعة متوترة.. تتكلم بسرعة مع نفسها .. وتلف في جميع ارجاء الشقة! بلغة ركيكة وبعصبية سألتها عن اخي.. لم ترد.. فأمسكتها من يدها وصحت في وجهها (أين أخي.. اين أخي؟)



لم افهم منها شيئاً.. سوى انها ستقوم باللازم .. وانه بخير بكنه سيغيب.. لم افهم شيء آخر منها.. اخذت سابينا حقيبة متوسطة الحجم.. وغادرت.. تركتني لوحدي.. !! لا ادري اين اذهب في هذا العالم الموحش الذ يسلبني كل شيء عزيز علي.. اخذ مني زواجي و زوجي.. أبنائي .. ثم أخي.. !!



اختنقت بعبرة البكاء.. واجهشت به فور ان غادرتني سابينا.. اشعر بالانكسار.. اشعر بالضياع.. انكسارٌ.. لا تستطيع حتى ان تصلحه بنفسك.. فكل ماحولك يزيد في انكساراتك و يباعد بين اشلائك المكسورة اكثر.. ليقلل فرص التحامها ..



( بقلم الباحــــث )















رؤوف..في قسم الشرطة



تعلمت الفلامانية مبكرا.. لكن ليس لدرجة اتقانها وفهم تفاصيل القانون والامور الرسمية البحتة.. تلك اللغة التي لايفهمها المدان حتى لو كانت بلغته الأم ..في اوطاننا.. فالكلام الوحيد الذي تفهمه..هو عندما ينطق القاضي بالحكم ببرائتك.. او يدينك!!



القى بي الشرطة بزنزانة لوحدي! لماذا لا اجد كونست معي!! قضيت ليلة صعبة في التخشيبة.. علي انتظار ضابط التحقيق صباحا.. لينظر في امري.. سحبوا مني كل اشيائي الخاصة ووضعوها في الأمانات.. قلقت على رحاب!! هي أول من خطر على بالي .. لأني اعرف كيف يفكر الاوروبيون.. فهم مشاعرهم لا ترقى لعواطفنا نحن العرب.. كنت واثق ان رحاب ستأكل نفسها من القلق علي.. مثلما انا واثق ان سابينا لن تكترث كثيرا.. ستتعامل مع الامر بمنطقية ومهنية.. أما أولوية المشاعر ستكون اخيرا..



جاء الصباح بعد ليلة صعبة لم انم فيها سوى دقائق متقطعة وكابوس الحبس يوقظني مع كل غفوة.. سجونهم ليست مثل التي في بلداننا.. لكن.. المعنى واحد.. مهما كان شكل المكان.. فكلاهما يسلب حريتك..



نوديت لضابط التحقيق الذي سألني في البداية ان كنت بحاجة لمترجم..لكني اخبرته اني استطيع تدبر الأمر بدونه.. ثم تكلم معي بشكل رسمي وحِرفي.. هم هنا حتى لو كانوا فعلاً يكرهوك.. إلا أنهم يلتزمون حرفيا بقوانينهم.. لا يزيدون عليها ولا ينقصون



ثم طرح علي اسالة لم اجبه عليها .. إلا بحضور محام.. فأحترم رغبتي واعادني للحبس! حتى يتم تعيين محام لي ان لم اوفر انا واحدا في غضون ثلاثة ايام !!!



( بقلم الباحــــث )



لكني افتقدت كونست!! اين هو.. سألت عنه احد الحراس!! رفض ان يخبرني بشيء في البداية.. لكن.. بألحاح وترجي العرب المعهود.. اقنعته ليجيبني ويتخلص من الحاحي ورجاءي



اخبرني انه تم اطلاق سراحه.. فلقد اقنع الضابط انه مجرد عابر سبيل وركب معي لأجل ان يصل وجهته!! وصدقه الضباط! لكوني انا كنت من يقود المركبة! المركبة ليست بأسمه!! بل هي بأسم شخص ثالث!! وقد توجه لي تهمة سرقة السيارة ان كان صاحبها قد قدم بلاغا عنها!!



ضاقت الدنيا بوجهي.. وانا اتجرع سم الظلم والشعور بالخذلان.. والغدر.. في هذه المرحلة ستكتشف ان العنصرية موجودة في هذه البلاد و لكن يُعمل بها في الخفاء.. كونست اشقر ومنهم.. ولم يكن هو من يقود السيارة .. سيصدقون اي كلام يقوله حتى لو كان غير منطقي!! كنت مظطراً لانتظار المحام وتحمل الحبس .. ألأمل بالنجاة من هذه المصيبة هو فقط من يجعلني اتحمل هذه المعاناة.. وإلّا فالحلول في الانتحار أسهل !



بعد الظهر .. أُخبرتُ بأن لدي زائر.. انفرجت اساريري وانا اشاهد سابينا.. وهي تتقدم نحوي في غرفة خاصة مشددة الحراسة



( بقلم الباحــــث )







سابينا/ اعرف انك في وضع صعب.. ارجوك تحمل قليلا ..



رؤوف/ احتاج لمحام في اسرع وقت!!



سابينا/ سيوفرون لك واحدا.. انت تعرف ان المحامي مكلف جدا.. من اين لدي مال كاف لتوكيله!! اصبر ارجوك يا حبيبي



رؤوف بصوت عال/ اصبر؟؟ اليست كانت هذه مشورتك..



سابينا/ اخفض صوتك.. ارجوك



رؤوف بغضب/ اهذا ما فعلتيه بي؟ ترسلين معي شخص خائن للثقة! ( يعني انا شلت الليلة كلها ياروح امك!،)



سابينا/ لم افهم شطرك الاخير بالعربية.. لكن.. ماحصل قد حصل.. ارجوك.. تحمل قليلا.. اياك ان تذكر كونست مجددا.. صدقني. لن يفيدك الامر.. بل سيزيده صعوبة!







كتمت غضبي.. وانا اريد ان اصرخ بوجهها منفجرا.. لكني خفت من الحراس ربما يتصرفون معي بخشونة..



رؤوف/ فلماذا اتيت اذا ؟؟ ?



سابينا/ اتيت لأطمأن عليك واقوي من عزيمتك! وانصحك بالصبر..!



( بقلم الباحــــث )















رحاب



بصعوبة بالغة فهمت من سابينا عند قدومها للشقة .. أن اخي رؤوف ارتكب خطاء ما.. وهو في الحبس الآن!! لا اعرف كيف اتصرف اذا كانت حبيبته نفسها تتهرب منه ومني! اخذت عنوان مركز الشرطة الذي يحتجز رؤوف.. وزرته في اليوم الثاني.. لم يدخلني الضابط بسهولة لأن سابينا زارته بالأمس.. لكن ادخلني على رؤوف بعد ان ادرك اني لا افهم كل مايقوله وانني سأصيبه بالصداع لكثرة محاولاته افهامي دون فائدة..



لذلك قرر ان يشتري راحة باله وادخلني لرؤية رؤوف الذي فرح كثيرا لرؤيتي رغم شعوره بالخجل الشديد لفعلته



فهمت منه القصة باختصار وعرفت انه ينتظر تعيين محام.. فتجاوزت مرحلة العتاب في الوقت الحالي وركزت في تخليص رؤوف من هذه الورطة.



رفض رؤوف اشراكي في مشكلته.. واخبرني انه يفضل الانتظار حتى تعيين محام له من حكومة الولاية.. ضحكتُ لأنه مصدقٌ فعلا انهم سيختارون له محام يكترث لأمره،؟ اقنعته بضرورة توكيل محام من مالنا الخاص.. لكي يعمل من اجله بحماس ويخلصه من هذه الورطة.



انتهت الزيارة وخرجت منه فورا الى محل بقالة رضا فأنا لا اعرف غيره في هذه المنطقة. فكرت في البداية ان اتصل بطليقي لعل فيه بعض النخوة.. لكني خفت من الا يصيبني منه غير شماتته.



( بقلم الباحــــث )



كان الوضع علي صعب جدا .. كوني اطلب من رضا عنوان محام استطيع التفاهم معه بلغتي الام.. قبل حتى ان اشتغل معه.. !



اقنعت رضا ان المحامي لأحدى صديقاتي اللاتي يجهلن اللغة مثلي.. ولا ادري ان صدقني.. لكنه في نهاية اللقاء ذكرني بموعد عملي معه.. مما طمأنني بأن الفرصة لا زالت قائمة وانه لم يصرف النظر عن تشغيلي ..



اتصلت بالمحامي و فوراً تحدثت معه العربية واعطاني موعدا مستعجلا .. مقابل اجر اعلى!



كنت قد ادخرت مبلغا من المال لمثل تلك الحالات الطارئة.. فطلب مني الحضور معه.. ومن هناك توجهنا معا لقسم الشرطة مرة اخرى.. كنت اسابق الزمن.. لا اريد ان تعدي ليلة اخرى على رؤوف في الحبس وهو لا يعرف مصيره..







في قسم الشرطة.. اخذ المحامي توقيع رؤوف ليصبح وكيلا رسميا له.. وبعد ان شرح رؤوف كل شيء له.. اخبره ان الوضع صعب والقضية يتحملها وحده خاصة ان كونست تركه وحيدا ونفذ بجلده.. فكمية السجائر كبيرة.. و معها تكبر العقوبة.



كان من الممكن استحصال كفالة واخراج رؤوف.. لكن لايزال الوضع معقدا بسبب السيارة واثبات انها ليست مسروقة..



( بقلم الباحــــث )







للأسف عدت للبيت لوحدي .. لم انجح في اخراج رؤوف من الحبس بكفالة.. أما صديقته سابينا .. بدأت تتصرف بغرابة.. في الأيام التالية..



فكانت تأتي متأخرة للشقة.. ثم جائت مرة مع شخص غريب ولم افهم علاقتها معه.. لكنه لم يبيت في الشقة.. كان لدي توقعات بخصوصها.. اظنها صحيحة







باشرت بالعمل في بقالة رضا..ولا يزال أخي حبيساً ومسألته تتعقد.. بصراحة كان تعامل رضا معي ممتازاً لغاية الآن..لكنه متزوج ولديه ابناء.. ان كانت لديه نية سوء.. فلن يحصل على شيء مني.. وان كان يقصد الزواج.. فمهمته صعبة ايضاً.. لأني لن ارضى بالزواج ولا يزال ابنائي بعيدين عني..







في شقة رؤوف .. لم تعجبني تصرفات سابينا .. زادت مواجهاتنا مع بعضنا خصوصا اني لا افهم معظم كلامها.. شعرت بثقل وجودي معها.. حتى كتبت سابينا لي رسالة مترجمة بهاتفها وارتنياها فورا.. تطلب مني الرحيل!! لانها ستترك الشقة أيضا..



ملخص رسالتها المترجمة



( تم فصل رؤوف من العمل لكونه محبوسا على ذمة التحقيق . ولم يعد بأمكاني دفع أيجار الشقة لوحدي.. سابحث عن شقة أرخص.. عليك فعل هذا أيضاً.. إلا لو كان بأمكانك دفع ايجار الشقة كله لوحدك.. انا راحلة خلال اسبوع!)



( بقلم الباحــــث )



عملي الجزئي.. لا يمكن بكل الاحوال ان يغطي نصف ايجار الشقة لا كلها.. لذلك .. طلبت من رضا مساعدتي في البحث عن استوديو( غرفة مع خدمات) رخيص بأسرع وقت.. وجمعت اغراض اخي المهمة في حقائب.. فالشقق معظمها تؤجر هنا مفروشة..



كنت ازور رؤوف كل يومين.. واخبره بكل التطورات ما تفعله حبيبة القلب به..! كان يتألم أمامي ويصمت وليس بيده حيلة ..



ساعدني رضا كثيرا.. لقد وجد لي بسرعة استوديو.. مناسب.. وانتقلت له بسرعة مع بعض اعراض رؤوف.



كان الاستوديو عبارة عن غرفة نوم واحدة بسرير متوسط الحجم.. ومطبخ مفتوح مع الغرفة .. اضافة لجميع الخدمات الاخرى مشتركة بحمام ملاصق.



اخيرا.. لأول مرة ابات ليلة هانئة لا اشعر بها بأني ضيفة ثقيلة على سابينا.. وارتحت منها.. لم تكن ليلة هانئة بالمعنى الحرفي.. في ظل كل هذه الظروف الصعبة.. لكنها.. الأفضل بالتأكيد.. مما كنت اعانيه بوجود سابينا.. التي اختفت بعد ايام من المشهد.. ولم يعد حتى رؤوف يسمع عنها شيئاً



( بقلم الباحــــث )



بصعوبة بالغة تمكن المحامي من اقفال قضية السيارة.. لا اعلم كيف فعل ذلك مستغلاً ثغرة قانونية.. معتمداً على أن السيارة غير مبلغ عنها كمسروقة.. للأسف حُكم على رؤوف بالسجن خمسة اشهر مع النفاذ.. كان خبرا صادما لي انا بالمقام الأول.. لأن رؤوف هو سندي وملاذي الوحيد في الغربة بعد طلاقي من عماد.











لم يكن في وسعي بعد خبر رؤوف المحزن غير أني أركز في عملي الجديد في بقالة رضا.. وافكر في التواصل مع اولادي كل يوم.. وأؤسس لقاعدة جديدة لي في هذا البلد.







في الايام التاليه في محل عملي في البقالة العربية التي يملكها رضا كان تصرفه معي طبيعي جدا لكن لم تخلو نظراته نحوي من اعجاب واضح



كان رضا يحاول التقرب مني وافتتاح مواضيع عامه كلما سنحت الفرصة له.. لكني كنت اجامله وارد عليه بلطف



ما حدث انه في احد الايام دخل رجل في نهايه الخمسينات يدعى صابر .. صابر أنيق و معتدل البنيه طويل و قد صبغ شعره و حاول اخفاء اثار السنين البادية على وجهه بالأبتسامة البشوشة طوال الوقت



يبدو من لهجته انه من احدى الدول المجاوره .. فلهجته قريبه جدا على لهجه بلدي وكان التفاهم معه سهل جدا



( بقلم الباحــــث )



صابر هذا زبون دائم عند رضا ودائما حين ياتي الى المحل يشتري الكثير من الاشياء والبضائع و كذلك يجزي عاملي المحل بإكراميات جيده حتى ان رضا يستقبله بشكل خاص جدا لكونه زبون مهم جداً لديه



انتبه صابر لي في المحل لكوني عامله جديده ولم يرني فيه من قبل .. وبعد أن تفحصني مطولا بنظراته.. ذهب وتكلم مع رضا في شيء ما و لم أسمعهما بالطبع



لكن يبدو انهما كان يتحدثان عني لان نظراتهما كانت موجهة نحوي.. ! أكمل صابر تبضعه الدسم من المحل و ودع الجميع وغادر..







في المساء انتهى العمل وقبل ان اخرج لأعود لشقتي الصغيرة اوقفني رضا وقال انه بحاجه للتكلم معي







رضا/ انا.. عاوزك في كلمتين يا رحاب..



رحاب/ ها.. اه.. قوي قوي.. تفضل



رضا/ انا زي ما عرفت منك بالأيام الي فاتت.. انك لا مؤاخذة ست مطلقة.. واولادك عند ابوهم وعايشة لوحدك هنا.. و .



رحاب بتوتر/ ايوا حضرتك .. ممكن تدخل في الموضوع ع طول !



( بقلم الباحــــث )



رضا/بصراحة.. السيد صابر.. راجل معروف هنا في المنطقة..وقديم فيها.. وسمعته زي الجنيه الذهب..وبتاع **** ومتمكن قوي.. وهو اُعجب بيك جدا.. عشان كده هو كلمني عنك..



رحاب/ أفندم!! بصفتك ايه حضرتك؟



رضا/ اهدي شويا ارجوكي.. هو الموضوع مايغضبش ****.. الراجل عاوزك بالحلال.. وكلفني اني افاتحك في الموضوع!















بصراحة لم تعجبني طريقة زواج الصالونات تلك.. وبهذه الطريقة.. في بلاد منفتحة مثل اوربا.. لا اريد ان اتشبه بعاداتهم.. لكني ارفض تلك الطرق حتى حين كنت في بلدي..







رحاب/ مممم... بس انا لسه في شهور العدة يا رضا.. وكمان.. فيه بيني وبين طليقي تفاوضات .. لغاية دلوقتي.. واحتمال كبير انه يردني..



رضا/ ها... و**** ماكنت اعرف..يا خسارة .. سامحيني .. يا رحاب.. ولا مؤاخذة منك..



رحاب/ لا.. ولا يهمك.. حصل خير..



( بقلم الباحــــث )







رفضت هذه الطريقه للزواج في بلاد اوروبيه متقدمه وفي مجتمع منفتح و لن يكون زواجي بهذه الطريقه من شخص اراه لأول مره ويعجب بي وثم يطلبني للزواج فوراً ! شيء غريب بالنسبة لي ومثير للريبة كذلك ..



لقد كذبت و تحججت لـ رضا بأنني لازلت في شهور العده فقط للتخلص من الحاحه والحاح زبونه صابر..







مرت الايام بشكل بطيء نسبيا بسبب الملل والروتين فمن العمل الى الشقة ومن الشقه الى العمل كنت احاول ان اقضي يومي بدون مشاكل وأحاول الاتصال دوما بـ أولادي لأذكرهما بانني لازلت موجوده فاخاف ان ينسياني



دائما تواصلي معهما ينجح واشعر بانهما لا يزالان يرغبان بعودتهما لحضني.. ولكن بسبب تلك القوانين المجحفة بحقي فأنا لا استطيع ان افعل الآن شيئا







بعد ايام عاد رضا لفتح الموضوع نفسه معي مجددا و قال لي ان صابر الخمسيني يعمل في مؤسسة تابعة الى محكمه الأسرة البلجيكيه وان أحتمالية علاقتي به سوف تعيد لي الأمل في أستعاده ابنائي لحضني



بصراحة حين سمعتُ ذلك سال لعابي .. فهي فرصه كبيره ومغريه ايضا ولكني تصرفت بحذر لا اريد التهور والأستعجال ولا اريد لأحد أن يلعب بعواطفي ويستغل حاجتي لأولادي



( بقلم الباحــــث )



وعليه فقد قررت ان اعطي لصابر فرصه ولكن أن تكون وفقاً لشروطي و ان يكون تعارفً بسيطا.. أما اللقاءات ستكون دائماً خارج اوقات الدوام الرسمي وفي اماكن عامه وامام جميع الناس



سأرفض اي لقاءات خاصه .. أريد ان اتاكد تماما من نوايا هذا الرجل. نقل رضا موافقتي المشروطة لصابر.. واخبرني ان الرجل سوف يقابلني في غضون ايام قليله !











رغم بساطة شقتي الصغيرة ( الأستوديو) لكن الحياة فيها مستقره و مريحة.. يكفي فقط ان استرجع ذكرياتي المريرة عندما كنت اعيش في شقة رؤوف مع سابينا تحت سقف واحد



أما سابينا فلقد اختفت تماما من المشهد.. لا اعرف عنها شيئا بعد انتقالي .. كنت ازور اخي رؤوف في الحبس بشكل نظامي وفي اوقات الزيارات المحدده



وضعه لم يكن بجيد وحالته النفسيه متردية قليلاً ولكني كنت أشد من عزيمته واشجعه وأهون عليه الأمر.. فالمدة التي حكم بها عليه هي مجرد بضعه اشهر وستمضي بسلام .. فقط عليه ان يحذر وان يتصرف بحكمه حتى يقضي مدة عقوبته على خير



صار رؤوف يتكلم معي بأسلوب مغاير ..مختلف عن ذلك الذي عاملني به.. حين كان حراً.. وسابينا في احضانه



هو يشعر بالأمتنان و بتأنيب الضمير لتصرفه القاسي معي في البدايات.. وصار ممتناً لوجودي بقربه ووقوفي معه



( بقلم الباحــــث )



















رؤوف



لقد كانت تجربة قاسيه جدا وقد حُكم علي بقضاء بخمسه اشهر في السجن. انا ممتن حقاً ان رحاب وقفت معي ولم تتخلى عني وهي الوحيده التي وقفت بجانبي .. بعد ان تخلت عني سابينا وهجرتني ببساطة ! هكذا هن معظم الفتيات ذوات الشعر الأشقر.. لا يترددن كثيراً في أنهاءأي علاقة يخضنها.. لو اكتشفن انها لا تصب في مصلحتهن



أما اختي رحاب فلقد ظلمتها كثيرا كدتُ ان أضحي بعلاقة الدم التي تربطني بها من اجل أنسانة لا اعرفها .. انسانة تركتني بكل بساطه وحيدا في مهب الريح اعاني في محنتي.. سابينا فضلت مصلحتها الشخصيه علي للأسف ولهذا تحملت كل التبعات المترتبة عن علاقتي بها



كنت افرح جدا بزيارة رحاب لي في الحبس .. فتعطيني طاقه ايجابيه وتشجعني بكلامها الحماسي ..حتى تنتهي العقوبه بسلام .



بدخولي السجن فقدت عملي للأسف .. القوانين شديده جدا هنا فيما يخص بتلك العقوبات وحين يسمع رئيس العمل بانك قد اقترفت ذنبا مثل ذلك وخاصه فيما يتعلق بتهمة تهريب ! فانك ستواجه حتما قرار الفصل بكل سهوله



تم تحويلي الى نظام المعونات الاجتماعية المتبع في البلد.. ولكنها مساعدات مادية غير كافية خاصه بعد ان تعودت على مستوى معين من العيش الكريم..



( بقلم الباحــــث )



وانا خلف اسوار السجن.. وفي عزلتي..فكرت كثيرا مع نفسي.. ماذا سأصنع بعد انقضاء العقوبة ونيل حريتي مجدداً.. اين سأسكن؟



رحاب اخبرتني في احدى زياراتها لي ان سابينا قد تصرفت تماما بالشقه وان رحاب اضطرت أيضاً لتركها وتأجير استوديو( تسمية الغرفة مع خدماتها في بلجيكا) خاص بها تقدر على دفع ايجاره من عملها الجديد



كما انها اخبرتني بعملها في بقاله عربيه بالقرب من المنطقه .. الآن عرفت انه لم يعد لي مكان اسكنه لحسن الحظ.. اخذتْ رحاب اغراضي المهمه معها.. اظن ان المثل القائل.. الدنيا دوارة.. يعطيني درسا عمليا مهما وهي أن الدنيا تدور علي الآن.. وستنعكس علي الآية.. لأكون انا ضيفا ثقيلا عليها في غرفتها الصغيره!



( بقلم الباحــــث )



















رحاب



اليوم هو موعد اللقاء مع صابر.. الذي اختار للقائنا مقهى هاديء على ضفاف نهر جميل يدعى لافال ..رغم برودة الجو ورطوبته.. لكن اليوم كان استثنائيا شبه مشرقٍ ببعض خيوط أشعة الشمس الهاربة من بين غيوم السماء السوداء الكثيفة لترسم لوحة جميلة في عيون الرائي..



من بعيد.. رأيت صابر يتوجه نحوي .. صابر رجل انيق و نحيف و طويل ولا يزال بصحته ويرتدي ملابسً انيقه جدا تناسب عمره وساعة ذهبية انيقة تزين معصمه.. ومظلة رمادية مطوية يمسكها بيده .. فالمظلة هنا صعب ان تفارقها لهطول الأمطار المفاجيء وغير المتوقع.. والذي يمكن أن يحدث في أي لحظة



بالنسبة لي انا أمرأة أنيقة بطبعي.. ولم أرتد ثياباً خاصة.. العادي يعني.. لا أريد صابر أن يشعر خطاءً انني ملهوفة للقائه بارتدائي اغلى ما أملك..



لا اريد أثارة أعجابه أكثر مما هو معجب بي أساساً ولا اريد أيضاً أثارة غرائزه كذلك.. فكان لبسي رسمياً نوعا ما.



جلس صابر امامي بعد ان ألقى التحية.. وابتسامته لا تفارق وجهه.. ثم طلب لي مشروباً ساخناً.. وهو يفتتح الأحاديث بكلام معتاد عن أحوال البلد في الوقت الحالي.. والجو المتقلب..



( بقلم الباحــــث )



حاولت ان لا اوزع ابتساماتي بشكل مجاني.. اعرف الكيفية التي يفكر بيها الرجل العربي امام أمرأة تبتسم له.. كان علي الحذر في ذلك كما اني لا اريده ايضا ان يستعجل في قراراتٍ يتخذها بناء على اول لقاء .. مطعم بأبتسامات كثيرة !



مع لقائي بصابر كنت مترددة كثيرا في داخلي .. فانا رافضه للأمر قطعا .. ولكن ما يدفعني للمواصلة هو ذلك الأمل ..من اجل اولادي والحصول عليهم مجدداً.. ومن اجل هذا الطُعْم قررتُ ان اكتشف ما يدور في خلد صابر







صابر/ انا آسف لأني تأخرت شويا عليكي.. !



رحاب/ مفيش مشكلة.. هو انت معندكش عربية؟



صابر/ كان عندي.. بس زهقت منها.. عشان الكل عارفة ان الواحد فينا يحفي عبال مايلاقي مكان يركن فيها عربيته.. و ده أكثر حاجة توتر النفر مننا.. عشان كده.. قلت خلاص.. مبدهاش بقى.. خلينا ع المواصلات احسن..



رحاب/ هممم.. طب ممكن اعرف.. ايه الي خلاك تكلم مديري رضا بخصوصي.. وانت لسه حالا شايفني؟؟







( بقلم الباحــــث )



صابر/ هو الحقيقة .. هي ديه مش اول مرة اشوفك فيها.. بس انا ماكنتش بخش المحل.. انا بقعد كل يوم الصبح ع الكافيه الي قصادكو .. بشرب قهوة قبل ما اروح للشغل.. وكنت وانا قاعد هناك.. لمحتك كم مرة وانت تخشي البقالة.. وعرفت طبعا من رضا انك بتشتغلي معاه..



رحاب/ .. آه.. بس اظن رضا قالك عن وضعي واني...



صابرمقاطعاً/ انا عارف كل حاجة.. قبل ماتتعبي نفسك في الكلام يا آنسة رحاب!!



رحاب/ واللاهي!! .. دنتا جمعت معلومات كثيرة عني وانا نايمة على وداني ما دارياش بحاجة!!



صابر/ العفو.. العفو يا آنسة رحاب.. مش القصد اني بتدخل في حياتك.. بس الراجل فينا لما تخش الست في دماغه وقلبه.. لازم يعرف عنها كل حاجة قبل ما يخطي خطوة لقدام .. وفيه حاجة كمان لازم تعرفيها انا متجوز وعندي عيال كمان..!



رحاب تتفاجيء/ ايه؟؟ بس رضا ماقاليش كده عنك...



صابر/ انا قلتله .. انك لازم تعرفي كل حاجة عني ..مني انا



رحاب/ طب ولا مؤاخذة يا .. سيد صابر.. لازمتهُ ايه جوازك مني .. ما دمت أنت راجل متجوز وعندك عيلة!



صابر/ اظن انت عارفة كويس القوانين هنا هاملة ازاي.. انا اتجوزت زهرة وسجلت الزواج هنا في محاكم بلجيكا .. و حصلت بينا مشاكل كثير .. مش ناوي اوجعلك دماغك بيها.. المهم.. احنا انفصلنا وتطلقنا قدام الشرع.. بس عشان نحافظ على الولاد.. يبقى لازم يفضل عقد جوازنا نافذ قدام المحاكم.. عشان كده.. كأي راجل ..انا محتاج لست في حياتي بالحلال طبعا.. واتجوزها عقد مأذون بس ..



( بقلم الباحــــث )



رحاب/ انت فاجأتني بصراحة.. انا كنت متوقعة انك تكون أرمل .. او مطلق .. بس مش بالشكل ده..



صابر/ انا.. مشح حضغط عليكي اكثر يا آنسة هيام.. فكري بالموضوع كويس.. ولو وافقتي.. انا حضمنلك عيشة تحلم بيها كل بنت هنا.. شقة متكاملة لوحدك.. ومش حتحتاجي تشتغلي عند رضا ثاني.. عشان انا حكتبلك مصروف شهري زي المرتب بالضبط و يجيلك كل آخر الشهر.. وأي مبلغ تطلبيه مني في اي يوم.. مش حبخل عليك بيه.. وطلباتك كلها مجابة.. واهم حاجة.. انا مستعد اخلي ولادك يرجعو لحضنك كمان!



رحاب/ افهم من كده انك تساومني؟؟ لازم أتجوزك عشان اقدر اشوف ولادي ثاني. .؟



صابر/ لا استغفر **** انا ماقلتش كده.. انا اقصد انك لما تبقي مراتي.. ده هيشجعني اكثر عشان ابذل كل مجهودي وارجعهم ليكي.. بس كده!











صمتُ وانا اسرح بنظري قليلا نحو الغيوم التي تراكمت مجددا لتحجب عنا خيوط أشعة الشمس القليلة الهاربة من بينها ..وكأنها تبعث لي برسالة وتذكرني بالوضع الذي حشرتُ فيه نفسي الآن.. وصرت لا أقدر على الهروب منه..



( بقلم الباحــــث )







ثم قلت بعد ان اخذتُ نفسا عميقا



رحاب/ طيب.. بس لازم تعرف اني مقدرش اوعدك بحاجة.. انا محتاجة مدة اعرفك فيها.. زي مانت كمان حتعرفني كويس فيها







وافق صابر بسعادة.. وهو يرتشف مشروبه الساخن.. وعاد لأحاديثه الجانبية التي لم اركز فيها.. فتفكيري الآن محصور فقط في أمر اولادي .. وأرجاعهم لحضني.. حتى لو اظطريت للزواج من صابر!







الموضوع لم يكن سهلا علي فقررت ان أرواغ صابر في مسألة الوقت .. وفي نهاية الحوار ودعته بابتسامه باهتة وتمنيت له يوما طيبا .. لكنه ذكرني قبل مغادرته وقال لي انه علي ان احسم امري بوقت قصير فهو لن يستطيع انتظاري لمده طويله







رحاب/ معلش يا سيد صابر.. احنا لسه حالا متعرفين ع بعضنا.. لازم تديني شوية وقت.. على مهلك شوية علي ارجوك..



صابر/ .. حاضر .. يا آنسة رحاب.. انت تؤمري.. !











( بقلم الباحــــث )



كنت أحاول اغلب الوقت أن أكلمه بطريقه لطيفه لكي لا يشعر بأني لا اطيقه من الأساس ولكني مضطره لفعل ذلك من اجل اولادي..























رؤوف



غدا سوف يكون اليوم الاخير لي في هذا السجن الذي اقنعني المكوث خلف قضبانه حبيساً بأن اسوء شيء يمر على الانسان في حياته هو الغربه ومن ثم بعد ذلك هي الغربه في داخل الغربه والأسواء على الاطلاق هو السجن في الغربه !!



فانت هنا حبيسٌ غريب لا تعرف احدا وكل يوم يمر عليك كأنه دهر و اغلب من هم معك في الحبس يكرهك أو على الأقل لا يحبك!



انت شخص غير مرحب به على الأطلاق لا في المجتمع ولا في السجن كذلك



لم أصدق ذلك حينما اخبرني الضابط المسؤول انه علي ان استعد للخروج غدا !!



الحصول على الحريه مره اخرى يمدني بشعورٍغامرٍ .. ملأني بالسعادة و فعلا شعرت ان الفرحه لا تسعني .. لدرجة تمنيت فيها الخير للجميع .. وصرت اتمنى ان لا يشعر أي شخص بما عانيته ولا يمر بما مررت به .. وأن غدا لناظره لقريب !



( بقلم الباحــــث )















رحاب



طلبت من رضا ان يمنحني أجازة لهذا اليوم.. فاليوم هو موعد الأفراج عن أخي رؤوف.. الذي عانى كثيرا في الفترة الأخيرة.. انا فرحة جداً لخروجه أخيراً.. بوجوده مجددا معي .. سيعيد لي الدعم المعنوي والنفسي لمواصلتي الحياة بعيداً عن أولادي في هذه الغربة الموحشة.. فالأخ سند وظهر لأخته..



لا أدري لماذا تأنقت بشكل واضح وتزوقت ورتبت نفسي وارتديت أفضل ثيابي.. كأني سأقابل حبيبا !



وامام بناية السجن.. نزلت من سيارة الأجرة وتمشيت بضعة خطوات حتى وصلت باب الأستعلامات.. وهناك أخبرتهم بأني انتظر الأفراج عن أخي.. فطلب مني الموظف الأنتظار في الغرفة المخصصة.. كان المفترض ان يخرج رؤوف في العاشرة صباحا.. تجاوز الوقت الحادية عشر وانا انتظر على أعصابي .. قلقة و متوترة..



اخيراً... أطل رؤوف.. الذي كان وجهه شاحباً .. ولحيته كثيفة .. وصار جسمه نحيفاً.. وهمه و حزنه قد أثقل من خطاه وهو يتمشي نحوي.. يحمل حقيبة صغيرة على كتفه.. وفور ان رآني.. ابتسم ضاحكاً... واتسعت عيناه واسرع نحوي ماشياً..



اما انا لشدة الفرحة بأفراجه.. ركضت نحوه.. والتقينا معا وسط المسافة القصيرة.. وحضنته بقوه وانا ابكي من الفرح.. ورؤوف يبادلني الحضن بقوة.. وصرت احضنه واشمه واقبل وجنتيه.. ورؤوف غير مصدق من الفرحة.. فرحته برؤيتي كانت تعادل فرحته بفك حبسه ونيله لحريته..



( بقلم الباحــــث )



ليس هناك أجمل من ان تجد شخصا يحبك ويحمل معك همك وينتظرك بلهفة..







رحاب بحماس وفرح/ وحشتني.. وحشتني قوي يا رؤوف يحبيبي.. حمدلله ع سلامتك.. الفرحة مش سايعاني برجوعك ليا!



رؤوف/ انا.. انا بجد فرحت لما شوفتك ياختي يحبيبتي.. بجد فرحان.. انا كمان الدنيا مش سايعاني من الفرحة..



رحاب/ بص.. احنا نأجل فرحتنا باللحظة المفترجة ديه.. لبعدين.. خلينا نخرج ونبعد عن الحتة المقرفة دي بسرعة.. لاحسن يرجعوا بكلامهم ولا يفتكروا حاجة يرجعوك للسجن تاني عشانها..



رؤوف يضحك/ هههه.. تصدقي عندك حق في الي قولتيه.. يلا بينا خلينا نمشي من هنا ع طول







اخذت رؤوف ممسكة بيده بعد ان حررته من حضني القوي الأحكام.. وانا سعيدة جدا بخروجه.. لم افرح بهذا الشكل منذ قدومي لبلجيكا..



استأجرت سيارة أجرة لعنواني الجديد.. و طوال الطريق كنت اضحك وابتسم وممسكة بذراع رؤوف بقوة.. كأني خطيبته لا أخته!







( بقلم الباحــــث )



رؤوف/ انا بجد.. مش عارف اقولك ايه.. على وقفتك معايا.. دا انا لولاكي.. ما كنتش اقدر اتحمل ايام السجن الصعبة.. خصوصا لما البنت سابينا تخلت عني في محنتي



رحاب/ ماتقولش ولا حاجة.. عشان احنا خوات ولازم نقف مع بعضينا خصوصا في الغربة ... وكمان وحياتي عندك... بلاش تجيب سيرة الي اسمها سانتينا ديه.. خلينا كده مبسوطين مع بعض هو ده وقت سيرتها!!



رؤوف يضحك/ هههه.. عندك حق.. بلاش اياها من سيرة..











وصلنا لعنواني الجديد.. كان الاستوديو خاصتي يقع في الطابق الاول من عمارة حديثة بنيت كلها بمثل هذا الطراز..



أُعجب رؤوف كثيراً بالشارع الذي تقع عليه شقتي الصغيرة( الاستوديو) وبعد ان فتحت الباب و دخل رؤوف معي.. اعجبه كذلك بناء الشقة الحديث وترتيبها واثاثها الذي اشتريته كله بجهدي وتعبي.. جلس رؤوف على الأريكة في الصالة وهو يسحب انفاسه ليرتاح..







رؤوف/ ده انت ذوقك يجنن.. عفارم عليكي يا رحاب.. دنتي طلعتي قدها وقدود.. وقدرتي تعملي لنفسك حاجة تشرف و تخليك مش محتاجة لحد..







ناولت رؤوف ملابساً نظيفه وقلت



رحاب/ **** يخليك ليا يا رؤوف.. بص .. انت النهارده تعبان قوي.. روح انت كده خودلك حمام و تغسل عن جتتك اي حاجة لازقة فيها من السجن! والبس الهدوم دي.. انا غسلتهم وحضرتهم عشانك.. وانا حعملك لقمة تسد بيها جوعك وترم عضمك .. عشان انا شايفه انك خاسس قوي .. يعيني عليك



( بقلم الباحــــث )



رؤوف/ انا .. مش عارف اقولك ايه.. انت اعظم اخت في الدنيا يا رحاب..



رحاب/ ماتبطل يا واد كل شويا تقعد تشكر فيا.. يابني انته اخويا شقيقي.. من لحمي ودمي.. ده اقل مايمكن اعملهولك..



يالااا بقى خش الحمام .. يالاااا..







ذهب رؤوف للحمام .. غيرتُ ملابسي بسرعة وتوجهت للمطبخ اعد الطعام من اجله ..



خرج رؤوف من الحمام ورائحة زكية تنبعث منه وهو يغطي شعر رأسه بمنشفة ويلف بشكيرا حول جسمه. . كان يبدو وسيما جدا بعد ان حلق لحيته فعاد وجهه نظرا و مشعاً.. اطلتُ النظر فيه دون أن اشعر .. وأنا واقفة امام الموقد.. الموضوع في المطبخ .. والمطبخ والصالة كلها عبارة عن غرفة واحدة تقابل الحمام!







رؤوف/ انا فيهَ حاجة؟؟



رحاب/ ها.. ايه..؟



رؤوف/ أنا فيا حاجة.. ؟



رحاب محرجة/ ها.. لا مافيش .. مافيش اي حاجة..



رؤوف/ افتكرت ان في حاجة كده ولا كده لازقة عليا.. عشان شوفتك باصالي وانت مركزة ..!



رحاب/ لا يحبيبي.. مافيش.. اطمن.. كله تمام.. يالا تعالا بسرعة عشان ناكلنا لقمة مع بعض .. انت مش جعان؟؟



رؤوف/ دنا حموت من الجوع وانا شامم ريحة طبيخك الي تهوس .. يا سلام عليكي وعلى الأكل الي بتعمليهولي يا رحاب...











طبخت لرؤوف اكلة شعبية يحبها.. وتناولنا العشاء ونحن نبادل احاديث متنوعة كثيرة.. واسترجعنا ذكرياتنا معا رغم قلتها واستذكرنا الوطن الحبيب.. وتمنيت العودة له.. فقط لو تتحسن الظروف قليلا.. متناسين ان كل ذلك وقت.. ندفعه من أعمارنا كثمن.



سرقنا الوقت معا.. حتى لاحظت نعاس رؤوف الواضح .. فقلت له







رحاب/ انا شايفة خلاص.. كفاية كلام وذكريات.. والأحسن انك تخش ترتاح تنام.. !



رؤوف/ اخش أنام ؟ ليه.. هو انا حنام فين؟؟



رحاب/ فين يعني.. في أوضتي طبعا!!!!!!!



رؤوف/ اييييه... انت بتقولي ايه ؟







( بقلم الباحــــث )







اعتذر مرة أخرى للتأخير بسبب المرض.. ضغطت نفسي كثيرا لأجلكم.. وقتا ممتعا اتمناه لكم وسامحوني مرة اخرى..



الجزء الرابع



( بقلم الباحــــث )















رؤوف



اول شخص رأيته عند خروجي من السجن كان رحاب ..وما أن رأتني هي.. جريت علي تحضني..



كنت أمشي باتجاهها وهي تبدو في هيئة جميلة جدا.. حضنتني وحضنتها بقوة.. حضنها الحنون و قوته.. تجاهل أي أحراج ممكن.. فبادلتها نفس الحضن وشعرها الأسود يغطي وجهي وانفي .. واشم عطره الزكي..



لم تأت في بالي اية افكار.. منحرفة.. رغم وضعنا الغريب الآن متحدين ملتصقين بحضن قوي.. تفصل جسدينا ملابسنا فقط .. فــفرحتي بالحرية كانت اكبر بكثير لدرجة أغفلت النظر عن كثير من الأشياء التي كانت تبدو تافهة في تلك اللحظة.



بقيت رحاب تحتضني وبعد عبارات الترحاب الحارة منها قادتني من يدي معها.. لا اذكر ان رحاب كانت متعلقة بي بهذا الشكل في الماضي.. عندما كنا في الوطن! ربما هي الغربة من قوّت اواصر ارتباطنا ببعضنا ( كأخوة) بشكل أكبر ..



حتى وصلتُ شقتها الصغيرة الجديدة .. كنت اجيب اسألتها ولكن فكري احيانا يأخذني سارحا عنها .. فيها!



لا أدري كيف واتتني تلك الأفكار ومنذ متى!! طوال شهور خمسة لم يكن سوى رحاب في بالي وهي كانت ونيسي في سجني..



اعتصرت ذاكرتي في السجن.. فالوقت يمر فيه ببطيء جنوني يُذهب عقل الأنسان ويجعله يشك في كل قوانين الفيزياء المتعلقة بالزمن.. التي تقول ان الوقت نسبي!!! بل أن الوقت في السجن جامد.. متوقف.. لا يتحرك.. كأنه سلسلة جبال صامدة منذ نشأة الخليقة لا تزحزح من مكانها!



تذكرت مقطتفات قصيرة وسريعه من ذاكرتي بيني وبين رحاب.. ايام كنا صغارا .. لا زلت لا ارى فيها شيء مميز.. سوى ان أختي فتاة جميلة.. وشخصيتها قوية وعنيدة .. وتستحق شخصا أفضل من عماد بالتأكيد..



( بقلم الباحــــث )







اخذتني الافكار حتى وصلنا شقة رحاب ودخلنا فيها .. ثم طلبت مني ان اغسل هموم السجن الثقيلة عن جلدي فأخذتُ حماما منعشا طويلا .. وحلقت لحيتي.. وطوال الوقت.. كنت اتجنب اي فكرة جنونية تواتيني من بين السطور .. تتعلق بجمال وجاذبية رحاب







خمسة اشهر قضيتها خلف اسوار السجن.. دون ان ألمس فتاة.. ومن قبلها .. لا اتذكر اني لامست سابينا كثيرا.. حتى انها في الشهر الاخير من علاقتنا.. كانت تتحجج وتضع العراقيل في طريقي لكي تمنعني من ملامستها..



و رغم ان الهم والغم في السجن كبير ..فأنك تبقى انسان.. يجوع ويعطش ويقضي حاجة .. وتظل تذكره غرائزه.. بأنها لا تزال موجودة فتذكرني بأني لا زلت كائنٌ حي..



خمسة اشهر اريدها للنسيان.. لكن هيهات.. تلك التجارب تعمل كندب لا تمحى من على وجهك.. لم اعقد اي صداقة في داخل السجن.. كل ما اردته ان امضي بوقتي بسلام.. دون مشاكل..



ومع هذا فرض نفسه علي شخص يتكلم العربية.. أسمه ( زويني) وحين تأكدت من حسن نواياه .. صرت احادثه و اسامره .. دون ان اكشف كل تفاصيل حياتي امامه.. كصديق طريق.. يرافقك طوال رحلة في قطار.. وينتهي كل شيء بنزولك في محطتك قبله.. او حتى بعده.



زويني هذا.. سيمضي بضعة أشهر أخرى في السجن.. لتهمة سرقة! لا ادري ان كنت سأراه ثانيةً.. الخروج من السجن هو ولادة جديدة.. تحاول ان تنسى بعدها كل ذكرى متعلقة بتجربتك المريرة تلك.



( بقلم الباحــــث )











اكملت حمامي على مهل.. وبعد أن خرجت منه مرتديا بشكيرا الف رأسي بمنشفة.. استغربت لمنظر رحاب وهي تركز في نظرها نحوي.. لوهلة ظننت انها رأت شيئاً عالقا في وجهي! لكنها نفت ذلك.. سرقتني رائحة الطعام اللذيذ فورا من افكاري.. اعدت لي اختي من أجلي اكلة لذيذة قد اشتقت لها بقدر اشتياقي للوطن



وانا جالس على السفرة اشارك رحاب الطعام.. كنت اسرق احيانا نظرات سريعة لها دون ان تشعر بي..



لم تتغير رحاب كثيرا.. بل قد فقدت بضعة ارطال من وزنها فبدت اصغر من عمرها.. ارشق واجمل.. مع بشرتها العربية الجميلة التي يستطيع المرء ان يميزها بسرعة..



تسامرنا وتحدثنا.. ولم نغفل ذكر شيء يتعلق بالأهل .. كنت أشعر بالتعب الشديد والنوم يثقل اجفاني.. لكن رحاب فاجأتني بطلبها مني الدخول للنوم في غرفتها!!!







رؤوف/ انت بتقولي أيه؟ لاء طبعا.. انا حنام ع الكنبة هنا .. وانت في اوضتك



رحاب/ نعم!!! ده لا يمكن ..يحبيبي انت تعبان ومحتاج تريح جتتك.. والكنبة قصيرة وصغيرة مش حتريحك خالص يا رؤوف.. اسمع كلامي بس



رؤوف/ طب.. وانت؟ هتنامي فين.. ع الكنبة؟



رحاب/ .. اه.. و ماله؟



رؤوف/ مش انت لسه قايلالي انها قصيرة ومش مريحة؟ اكيد مش هترتاحي عليها!! لا . . لا يا رحاب.. انا انام ع الكنبة..



رحاب/ بص.. انا اتفق معاك اتفاق.. انا انام ليلة ع الكنبة وانت الليلة التانية.. اظن كده عَدل ومافيهوش ظلم خالص . ها.. اتفقنا!



رؤوف/ها.. ماشي.. مش هنختلف طبعا.. يبقى الدور عليا وانا الي هنام الليلة ع الكنبة.. !



( بقلم الباحــــث )











فجأة ..قامت رحاب من سفرة الطعام وهرولت باتجاه الاريكة وافترشتها مستلقية بجسمها عليها.. وقالت وهي تضحك



رحاب/ هههه.. ده بُعدك طبعا.. انا الأول .. مش هسيب مكاني منها خالص.. يالااااا بقى.. خش انت نام هناك..في أوضتي







تركت السُفرة انا ايضا .. وتقدمت ببطيء تجاهها.. وتصرفت بمزاح معها فورا



رؤوف/ انت اخذتيني ع خوانه ع فكره.. طب انا هوريكي..







اقتربت من رحاب امسكتها من تحت ظهرها بكلتا يدي.. اريد رفعها من مكانها لأجبرها على النهوض منه..



كان جسمها طريا تغوص اصابعي بسهولة فيه.. كأنه مصنوع من الجلي.. حاولت ان لا اكون عنيفا جدا.. فكنت اسحبها نحوي وهي تتمسك بالأريكة بقوة و تعاندني مقاومةً وتضحك بنفس الوقت



رحاب/ هههه.. طب واللهي مانا قايمة.. ها ..



رؤوف/ بقولك لا.. لازم انتي الي تنامي هناك..



( بقلم الباحــــث )







صرت اسحبها وانا محني فوقها وقدمي لا يزالان على الارض.. ولكن رحاب تقاومني ..



شعرت بشيء خفيف يدب في قضيبي.. لا اراديا.. لم ألمس جسد أنثى منذ مدة.. مايزيد من توتر قضيبي هو ضحكاتها المتتالية المرافقة لمقاومتها القوية لدرجة.. بسبب ردة فعلي لجذبها اختل توازني.. فسقطتُ دون أرادتي فوقها..



صار وجهي مدفون في صدرها الطري تماما بين شقي كرتيها الطريتين الناعمتين .. رائحته العطرة الجميلة تثير الحجر لا تثير قضيبي فقط! ملمسه الطري وهو يعمل كممتص للصدمات لرأسي المدفون فيه.. اخذني لخيال بعيد في عالم آخر..



قاطعت رحاب خيالي وهي تخاطبني محرجة تنظر لي والحمرة تلون وجهها الخجول



رحاب/ .. انت كويس !انا آسفة.. ماقصدش!



ابتعدت عنها احاول الوقوف لم استطع .. فأظطررت للجلوس بصعوبة على حافة الأريكة .. أكاد أنزلق منها .. ملاصق لجسمها



أمسكت بيد رحاب الناعمة الملساء الطرية كي اثبت نفسي.. كان موقفا محرجا جدا.. لكلينا ..غير متوقع.. ولا مخطط له







رؤوف/ .. اه.. انا .. انا الي آسف.. مكانش قصدي بردو..







سادت لحظات صامته فيما بيننا ونحن نطالع وجهينا معاً ولكن رحاب .. لتتفادى مزيداً من الأحراج قطعت الصمت وتكلمت







رحاب/ احممم... طب.. مش حتخش تنام و تريح نفسك؟











كأنها تقصد أن أريح نفسي من هذا التوتر والرغبة المتقدة دون تخطيط و التي تريد ان تحرق الأخضر واليابس .. إن بقيت دقيقة أخرى بهذا الوضع!







رؤوف/ .. اه.. عندك حق في كده.. انا هعديهالك الليلة بس.. اتفقنا؟







ردتْ علي رحاب بأبتسامة جميلة انارت وجهها الجميل المشرق وشعرها الذي تاهت خطوطه فوق وجنتيها وجبينها فبدت أكثر أغراءً



رحاب/ اه طبعا.. اتفقنا يحبيبي..







( بقلم الباحــــث )



بعد عبارتها الأخيرة.. لم أجد سببا لأطالة بقائي بهذا الوضع.. نهضت بصعوبة عنها.. وانا احاول ان اداري ما يوتر مَن شد نفسه منتصبا بين فخذي.. آملا ان لا تلاحظه رحاب..



لفيت ظهري عنها وانا اتمشى نحو غرفتها.. فشعرتُ برحاب تنهض خلفي.. ترافقني..







رحاب/ على فكرة انا لازم اجي معاك.. يمكن تكون محتاج حاجة.. وبالمرة آخذ هدومي الي هروح بيها للشغل بكره!







لم امنعها طبعا.. فلا زلت لم ار غرفتها ولا كيف تكون.. ورغم احراجي و مداراتي لانتصابي.. مشيت امامها مبتسما محاولاً أن أبدو طبيعياً !.. ودخلنا غرفة نومها..



غرفتها كانت صغيرة بسرير متوسط الحجم قد يسع لشخص ونصف ! مرتب و مغطى بملاية شتوية و مخدة وردية اللون تناسب الوان الفراش والملاية .. وخزانة خشبية انيقة بثلاثة ابواب.. ومرآة أُدمجت على الباب الوسطي.. تصميمها عصري حديث..



في الغرفة شباك صغير واحد بلا شرفة.. وكرسي خشبي في احدى اركانها.. وع اليسار من باب الدخول.. وضعت رحاب كومودينه.. تلك التي تُصنع خصيصا للنساء.. بمرآة دائرية قريبة لشكل قلب الحب و حولها انارة بيضاء مشعة غير مؤذية للعين .. وطوابير من مختلف ادوات الزينة.. زجاجات عطر وامشاط مختلفة و علب مكياج.. ومشابك شعر و اشياء صغيرة اخرى لا اعرفها.. لكن.. كل شيء كان موضوع بشكل منتظم..



( بقلم الباحــــث )



بالأضافة الى طابورية صغيرة للجلوس امام المرآة..



كلمتني رحاب بعد ان فتحتْ احدى خزاناتها واخذتْ طقم ملابس خاص بها.. وهي تدس بيدي مخدة صغيرة أخرى..







رحاب/ خود ديه.. عارفة انك ماتقدرش تنام إلا على مخدتين فوق بعض!



رؤوف/ .. دانتي مش ناسية حاجة ..!



رحاب بابتسامة/ دنته اخوي يا رؤوف .. اذا كنت انت ناسي.. فأنا لاء !







انحنت رحاب امامي على السرير لتضع لي المخدة الثانية و ترتبها على الفراش..



كان ثوبها منزليا عربيا عاديا من النوع الشائع الذي ترتديه معظم النسوة العرب لا يبرز شيئاً من مفاتنها .. مع هذا لم امنع نظري من افتراس شكل مؤخرتها المكورة البارزة..و لم اسرح بأفكاري اكثر من النظر ذاته..



ثم التفتْ ثانية لي.. وهي تبتسم..







رحاب/ اظن انك مش محتاج حاجة تانية مني؟ اقدر اروح واسيبك تنام..



رؤوف/ .. لا .. شكرا.. شكرا يحبيبتي..



رحاب/ طب.. تصبح ع خير يا رؤوف!



رؤوف/ وانت من اهله..



( بقلم الباحــــث )







خرجت رحاب من الغرفة بقليل من الاستحياء وهي تسحب خصلة من شعرها بيدها لخلف اذنها.. ومعلقة طقم ثوبها على كتفها الآخر وعيوني لا تزال تعاندني ملتصقة بأتجاه مؤخرتها..ثم خرجت واغلقتْ الباب خلفها..







قبل ان استلقي على السرير.. تجولت قليلا بدافع الفضول في غرفتها.. وجدت لها صورة واحدة على الكومودة الخاصة بها تجمعها بأبنيها سيف وعمرو.. يشبهانها قليلا.. لم ارهما إلا عندما كانا صغيرين جدا في الوطن قبل هجرتهما.. أي خال اكونه أنا؟ اجهل حتى شكل ابناء اختي!



استلقيت على الفراش المريح.. وغزتني العطور الخلابة الملتصقة بفراش رحاب.. كأني استنشقها استنشاقا لجمالها.. لا أشبع منها



شاكست قليلا.. فوضعت مخدتها فوق تلك التي اعطتنياها قبل قليل لكي اظل مستمتعا بعطرها الجميل الملتصق بقوة على مخدتها الوردية و الذي نجح بالتأكيد.. بمداعبة رأس قضيبي.. وزاد من توتره..



صرت افكر بكل تلك اللحظات الجميلة التي عشتها اليوم.. معها.. منذ ان رأيتها صباحاً حتى قبل قليل.. محاولاً النوم بسرعة!



















رحاب



سعيدة جدا بعودة رؤوف.. شيء في داخلي يجعلني اكثر تعلقا به من قبل.. والغربة صارت هي العذر والعنوان لمشاعري المختلطة..



( بقلم الباحــــث )



لمسات رؤوف غير المقصودة لي منذ ان رأيته اليوم.. تبعث في جسمي تياراً كهربائياً واطيء القدرة.. لكنه كاف لأنارة لمبة مشاعري الأنثوية المتوقفة منذ مدة طويلة..



نعم.. هو أخي.. فكرة جنونية صرت اتجنبها بيأس.. حُرمت من الشعور بنفسي كأنثى منذ ان هجرني عماد في الفراش.. ثم طلقني بعد أشهر.. نسيت ان اعد الوقت.. لكني واثقة انه اكثر من عام ونصف ..



أهملت نفسي عاطفيا ونسيت اني أمرأة في آخر المطاف.. وليس أُما و أختا بنفس الوقت..



الغريزة العمياء تشق طريقها احيانا دون مرشد او رفيق يوجهها بالاتجاه الصحيح.. فتأخذني معها لواحة في صحراء قاحلة عانيت فيها الحر والعطش والأهمال والضياع.. أكان ماءً ما رأيته في الواحة أم سراب!



لن اكتشف ذلك حتى اصل حقا لتلك الواحة استكشفها بنفسي..!



اخذتُ طقم الملابس وعلقته في الحمام.. لكي ارتديه غدا للعمل



استلقيت على الأريكة غير المريحة .. وضعت على جسدي غطاء وحاولت النوم.. لن أتذمر من تلك الأريكة.. ما مر به أخي رؤوف كاف لأن يصور لي هذه الأريكة.. كسرير مزدوج من ريش النعام.. سأخدعه غدا أيضا.. لن ادعه ينام هنا ابدا!



لا اعرف كيف سرحتْ بي الافكار بعيدا.. شيء ما يحصل رغما عني.. حين اتذكر لمسات رؤوف وهو يحضنني.. عطره الرجالي البسيط كان كافيا لأنعاش ذاكرتي الأنثوية.. خشونة لحيته عندما احتضنته اليوم فور خروجه من السجن.. حضنه الدافيء في شتاء اوربا القاسي.. جعلني اشتاق له.. واتمناه ان يحضنني مجددا..



( بقلم الباحــــث )



لأول مرة.. أشعر برطوبة تحت!! رغما عني.. شيء يسيل مني يبلل كلسوني لا أراديا.. مالذي يحدث معي بحق .. ؟



















رؤوف



قبل لحظات .. كدت انام على سفرة الطعام .. لكن النوم هجرني الآن بعد دخولي غرفتها.. انتصابي يؤذيني.. والافكار ترفض تركي بسلام.. مددت يدي لا اراديا لقضيبي.. بعد أن تأكدت من وجود محارم بقربي.. لا اريد أن الوث فراش اختي! او اترك اثارا مني عليه!



هل حقا سأفركه؟ لأريحه؟ لكن لما شهوتي تعرض صورة رحاب في مخيلتي لدرجة تبدو هي امامي؟



اريد طرد الفكرة بقوة.. ولكنها تعود .. وبعودتها يعود قضيبي للحياة مجددا.. اتمنى ان يكون الأمر متعلق بصورة عامة بالحرمان من النساء فقط.. لا بأختي لكونها الأنثى الوحيدة التي اراها امامي..



خيالي المتقد بقيادة غريزتي .. يصارع عقلي .. كمباراة لكرة المنضدة لا تستقر على نتيجة.. فالكرة .. لحظة بدون رحاب ولحظة مع رحاب.. من سيفوز في النهاية؟



( بقلم الباحــــث )



نهضت من السرير اتمشى في مساحة الغرفة الصغيرة.. احاول طرد الافكار الشيطانية.. لكنها اخذتني نحو خزانتها الخشبية ..



فتحت ابوابها بهدوء لكي لا تصدر صرير خشب عال.. وانا اتفحصها بنظري.. وفي تلك اللحظة.. توقف عقلي عن التفكير وسلم دفة القيادة الى قبطان الغرائز.. وقعت عيني على خزانتها التي خصصتها لملابسها الداخلية..



اول شيء جذبني هي العطور النسائية الجميلة التي ملأت خزانتها بأثير ثيابها وغزت انفي وقضيبي.. وثم منظر الالبسة المختلفة الالوان والاحجام والانواع..



وملابس نومها ! بعضها عادي جدا .. لا غرابة في شكله.. كلاسيكي.. وبعضها شبه شفاف واخر رفيع مثير.. ربما كانت ترتديه لعماد لكنها لا تزال تحتفظ به..



حسدت عماد على أختي! التي لا يستحقها.. رحاب تستحق رجلا افضل منه بالتأكيد.. من يا ترى يكون هذا الرجل الذي يقدر رحاب حق تقديرها ويستحقها؟؟



دون شعور امتدت يدي نحو احد كلسوناتها التي كانت الأكثر جاذية بين الجميع.. اسود اللون مشبك ورفيع.. تخيلت كس رحاب خلفه.. وتساؤلت الفةمرة كيف يا ترى يطون شكله ؟



وصلت للحظة انضويت فيها تماما تحت قيادة غريزتي.. لم يعد للعقل اي سيطرة.. ولا حتى للضمير من وجود..



شممت عطره.. كان مغسولا نظيفا جدا.. لكن الغريزة من تخيل لي وتقنعني بانه لايزال هناك رائحة من جسد رحاب ملتصقة بها.. فاستنشقت عطرها بعمق وتوتر قضيبي يزيد من آلامه.. ينتظر امرا بالأفراج.. بعد ان نال صاحبه الحرية..من قبله



متى سأحرره من توتره؟ صرت اتصرف كمراهق في بداياته.. بين رفض وقبول وانكار واقرار.. كانت الغلبة للغريزة امام العقل.. فهي من لا تزال تحافظ على وجود البشرية!!



( بقلم الباحــــث )



عدت للفراش استلقي مستسلما لعطر رحاب في مخدتها وامسك بكلسونها الاسود بيد .. وقضيبي بيد أخرى ادعكه.. احاول تخليصه من محنته.. بخيال اختي..



كلما اقتربت من الذروة.. شيء ما يطفأ اتقادي ليعيدني الى صوابي بأن ما افعله ليس صحيحا ابدا..



تعبت من لعبة القط والفأر تلك.. استسلمت.. لن اواصل.. اعدت الكلسون لمكانه .. واقفلت الخزانة وحاولت النوم مجددا..!







ساعتان و نصف .. مرت.. ولا زلت مستيقظا.. فكرت مع نفسي ان رحاب قد غطت في نوم عميق الآن..



فخرجت للحمام.. مثل بقية البشر.. لاتزال رحاب تكره النوم في الظلام الدامس .. وانارت ضوءا خافتا في الصالة..



بعد ان قضيت حاجتي .. خرجت فألقيت نظرة مجددا على رحاب



لم تتغير.. لاتزال تسقط الغطاء عنها كعادتها.. في تلك الاجواء الباردة.. حتى وان كان نظام التدفئة نشطا في الليل.. لكنه لن يغنيك عن غطاء تلتحفه اثناء نومك..



اقتربت منها .. كانت قد نامت بعمق.. وأنسحب ثوبها عن ساقيها العاجيتين.. الرائعتين.. لثاني مرة اراها بهذا الشكل.. كان فخذيها مكشوفين .. وزواية نومها تكشف جزءبد بسيطا من خلفيتها دون ان المح كلسونها !



( بقلم الباحــــث )



فتحة ثوبها.. عند صدرها مكنتني من رؤية نهديها.. احدهما يرمي بنفسه فوق آخر في منظر لذيذ لا يقاوم.. لا ادري ان كانت ترتدي ستيانا.. لا اظنها تفعل.. حرية ثديها تؤيد ظنوني..



جلست على ركبتي اطالع جسمها ووجها.. مسيطرا على نفسي من اي طيش او فعل قد يدمر كل شيء في لحظة.. تلك الرغبات.. لو نمت في داخلك.. عليك ان تسقيها بروية.. لا تفرط .. فتموت غرقا!! او تقصر فتموت عطشاً!



نظرت الى جمال وجهها النائم.. واستخسرته مرة اخرى في عماد.. كنت اود ان اضربه علقة.. على اهداره تلك الجوهرة الثمينة.. ليس لأنها أختي فحسب.. بل لأن رحاب أمرأة متميزة بكل شيء



مددت يدي اداعب شعرها الذي غطى جزء من وجهها.. لاتأمل جمالها.. عيونها المغمضة الواسعة واهدابها الطبيعية الطويلة السوداء.. وجنتيها الطرية النظرة الصافية .. انفها الرائع الجمال.. شفتيها الممتلئتين.. الشهيتين.. كل شيء فيها مغر..



تعبت.. تعبت حقا.. من هذا المنظر الجميل..



اعدتُ الغطاء الذي سقط عنها على الأرض.. ووضعته فوقها مثل كل مرة تصرفت فيها بشهامة..



بعد دقائق.. تحركتْ رحاب.. خفتُ ان تفتح عينيها..نهضتُ بهدوء.. عدتُ الى غرفتها.. استلقيت على سريرها.. وثبتُّ نظري في سقف الغرفة.. وحاولت النوم......















رحاب



نهضت في الصباح.. متعبة .. عظامي تؤلمني .. فعلا النوم على الأريكة تلك غير مريح بالمرة.. اظن رؤوف لايزال نائماً.. اعددت له الفطور حتى يجده جاهزا حين يستيقظ.. وشربت قهوة وارتديت ثيابي التي وضعتها في الحمام.. ولم أنس ان أضع نسخة من مفتاح الشقة على ورقة مكتوبة ووضعتها على الطاولة وسط الصالة.. كما فعلها لأجلي عندما كنت ضيفة عنده



( بقلم الباحــــث )



خرجت الى العمل.. مشيا على ألاقدام فالمكان ليس ببعيد.. وانا امسك بمظلتي خوفا من نزول مطر غير متوقع..



بعد عملي لأشهر في بقالة رضا .. عرف مني بالتدريج ان اخي محبوس.. اقنعته ان رؤوف حُبس ظلما.. وكان علي الوقوف معه.. وصدقني رضا.. !



وصلت البقالة لأمارس عملي فيها كأي يوم عادي آخر.. لكن رضا لم ينس أن يفتتح يومي بطرح سؤال علي ..







رضا/ صباح الخير.. طمنيني.. ازايك! وازاي الاستاذ اخوكي؟ كله تمام؟ خرج بالسلامة ؟



رحاب/ ها.. آه.. كله تمام.. خرج الحمدللله .. متشكرة بجد عشان ادتني اجازة امبارح..



رضا/ لا وعلى ايه.. ده واجبي .. انت ليك معزة كبيرة عندي يا رحاب!



رحاب/ شكرا ليك يا رضا



رضا/ نسيت اقلك.. امبارح عدى عليا استاذ صابر..



رحاب/ وبسلامته كان عايز ايه بقى انشاء ****؟



رضا/ هو كان عايز يشوفك و طلب نمرتك.. عشان فيه حاجة ضرورية هو عايز يكلمك عشانها.. إلّا بالحق يا رحاب.. هو انت لسه مديتهوش نمرتك؟؟



رحاب/ اه.. لسه! واظن انك اديتلهُ نمرتي بقى ؟



رضا/ ها.. ولا مؤاخذة.. آه.. عشان هو قاللي انه في حاجة مهمة قوي..



رحاب بأنزعاج/ طب يا سيدي.. شكرا !!!







( بقلم الباحــــث )







انزعجت من تصرف رضا.. سكوتي كان فقط للحفاظ على مصدر رزقي.. وكذلك الفضول لأعرف مافي جعبة صابر..







أمضيت يومي كالمعتاد.. لا جديد.. حياة روتينية.. وفي الساعة العاشرة.. حاولت الأتصال بأبنائي وهم في المدرسة.. لم يردا علي .. وبعد ان اتصلت بأدارة المدرسة .. اثلجت المديرة قلبي ونادت عليهما لأتواصل معهما من هاتف المدرسة.. فهمت منهما أن آنيتا.. قيدت وصولهما لهواتفهما الذكية وحددت وصولهما فقط في أوقات محددة! تبداء من بعد الظهر.. خوفا على سلامة نظرهما وصحتهم العقلية!!



اظنها لا تأبه لسلامتهما العقلية بقدر ما تريد حرماني منهما فأختارت وقتا يصعب علي فيه الاتصال بهما.. لأنهما لن يأخذا راحتهما معي في الكلام عندما يكونان في بيت عماد تحت مراقبة آنيتا.







في المساء.. انهيتُ العمل.. وعدت لشقتي الصغيرة.. وانا اتجرع هماً أضافيا يبعدني اكثر عن أبنائي.. كل يوم !







وفور دخولي للشقة .. فاجأني رؤوف بأنه أعد العشاء!! استقبلني مازحاً .. مرحاً







رؤوف/ انا ماعرفش أطبخ كويس.. بس انا عملت كل اللي اقدر عليه والباقي ع ****.. هههه



رحاب/ انا شامة ريحة شياط!!!







( بقلم الباحــــث )







ركض رؤوف بسرعة للموقد خلفه.. وركضت معه.. اطفأنا الموقد قبل ان تحصل كارثة .. والدخان يملاء الشقة فتعمل اجهزة انذار الحريق! فتحت الشبابيك بسرعة لتغيير الهواء.. ورؤوف لازال يحاول انقاذ الطبخة التي احترقت.. وانا أضحك.. وهو يضحك.. حتى تعبنا من الضحك..







رؤوف يلهث/ .. طب ما طلبتلك بيتزا وريحت نفسي و ريحتك من الحوار ده كله ! ههه



رحاب تضحك/ لا.. وفرحان قوي..







ثم قلدت صوته مازحةً وانا اجلس ع الأريكة



رحاب/ انا عملت الي اقدر عليه والباقي ع ****... روح يا شيخ وقعت قلبي من الضحك...هههه







تقدم رؤوف يضحك وجلس مجاورا لي على الأريكة وهو يضحك



رؤوف/ اعمل ايه في حظي.. كنت عملت كل حاجة صح.. بس نسيت اوطي درجة الحرارة !! هههه







اثناء ذلك رن هاتفي.. من رقم غريب..







رحاب/ الو!!



صابر/ اهلا يا انسة رحاب.. انا صابر!!



رؤوف بجواري ينصت لي وينظر بغرابة بعد ان رأى ردة فعلي واستغرابي للرقم المتصل



رحاب/ اه... اهلا .. اهلا يا استاذ صابر..



صابر/ انا آسف لو كان مش وقت مناسب.. واحرجتك.. بس عشان الموضوع المهم اللي تكلمنا فيه..



رحاب/ ايوا.. بسمعك..!



صابر/ انا لي صديق في الشؤون القانونية لمحكمة الأسرة.. وعرض علي انه يساعدني بخصوص حضانة أولادك.. ولاقى ثغرة كبيرة قوي .. يمكن هتفيدك وترجعلك ولادك لحضنك ..



( بقلم الباحــــث )







لم أصدق كلام صابر..



رحاب/ انت الي بتقوله ده جد.. ولا عشان.. عشان العرض الي قدمتهولي؟



صابر/ انا بتكلم جد.. بس زي ما قلتلك.. انا مقدرش اخاطر بمنصبي الي بنيته بعد السنين دي كلها. لازم.. لازم يعني يكون الموضوع يخصني بشكل مباشر عشان اتحرك عليه!



رحاب/ انا.. انا مش قادرة اصدق من الفرحة.. انت.. انت رجعتلي الأمل برجوع ولادي ليه.. بس انا مقدرش اتكلم بموضوع زي ده ع التلفون.. انا افضل اننا نتقابل .. ونتكلم !



صابر/ زي ما تحبي.. مستنيكي في نفس المكان والوقت.. السبت الجاي.. تمام ؟



رحاب/ تمام.. سلام.







لم اصدق ما سمعت.. كأن صابر اعاد لي الروح من جديد وهو يزف لي خبرا مفرحا يعطيني الأمل الكبير بعودة أبنائي.. حتى ان اخي رؤوف لاحظ ذلك..







رؤوف/ متحكيلي وفرحيني معاكي.. فهميني ايه الحوار؟







اخذت نفسا عميقا وانا امسح دموعا قليلة هربت من عيوني للفرحة ثم قصصت لرؤوف القصة بكل تفاصيلها..



تغير رؤوف وتغيرت ملامح وجهه وهو يتوتر ويتعرق رغم البرد ويضم شفتيه وانا اخبره بتفاصيل قصتي والاتفاق المبرم مع صابر.. كأنه كان يجلس على جمر ينتظرني لأنهي كلامي.. فنطق على الفور..



رؤوف/ ايه الكلام ده.. هو انت هترمي نفسك الرمية ده كده بسهولة.. هو اي حد يقولك اي حاجة تصدقيه ع طول؟ ما يمكن يطلع كذاب.. يمكن يخدعك.. يمكن عايز يتجوزك بأي طريقة وعشان توافقي بيضرب وترك الحساس بخصوص ولادك..! .. انت حتضمنيه منين ؟ مفيش اي حاجة تجبره انه يلتزم بكلامه بعد ما يتجوزك؟؟



( بقلم الباحــــث )







رحاب/ طب انا اعمل ايه بس يا رؤوف.. ؟ مفيش قدامي حل ثاني.. انا مقدرش ابعد اكثر من كده عن ولادي وانا شايفة آنيتا بتاخودهم مني كل يوم..







نزلت دموعي وانا ابكي.. من حرقتي والمي و ضياعي كأُم في هذه الغربة التي زادت من خساراتي وانكساراتي.. أُم مكسورة .. تتلاعب بي امواج الظروف كيفما تشاء..



شعرت بذراع رؤوف فوق كتفي وهو يحضني متعاطفا بقوة .. ويداعب شعري! ومد يده يمسح دموعي من على وجنتي..







رؤوف/ايوه يا رحاب.. انا معاكي.. عندك حق ودول ولادك.. انا خالهم بردو.. بس الي تعمليه ده مش هو الحل.. ولا الصح..



رحاب/ ليه مش صح؟؟ ازاي بس ؟



رؤوف/ خلينا نفترض ان الراجل ده الي اسمه صابر أوفى بوعده ليكي.. تقدر تقوليلي ازاي تضمني ان ولادك هيعيشوا مرتاحين مع جوز امهم الجديد.. ؟ تضمني منين انه هيعاملهم كويس بعد الجواز؟ تضمني منين انه هيفضل يتعامل كويس معاك انت بذاتك؟ لا لا.. لا ده مش حل كويس يا رحاب.. صدقيني...



( بقلم الباحــــث )



رحاب/ عندك حل ثاني؟؟



رؤوف/ .. دلوقت لاء بصراحة.. بس ممكن من فضلك ما تستعجليش قوي وتربطي نفسك بالراجل ده؟



رحاب/ .. معرفش يا رؤوف.. معرفش اعمل ايه...



رؤوف/ طب.. ممكن اطلب منك حاجة وحدة بس؟



رحاب/ .. ايه هي؟



رؤوف/ أأقدر أقابل انا صابر بردو؟ يمكن لما اقابله.. اقدر اعرفه كويس واطمن من ناحيته.. واطمن عليكي معاه؟ .. ها.. قلتي ايه؟



رحاب/ ... .... ماشي.. بس خليني لما اقابله.. ابلغه انك حابب تقابله هو كمان؟ ولازم كمان يقنعك عشان توافق.. ما انت بردو اخويا و مسؤول عني هنا في البلد ديه..



رؤوف/ طبعا .. اكيد .. اكيد انا مسؤل عنك هنا.. ويهمني مصلحتك قوي..!



رحاب/ طب.. يا حبيبي .. انا بجد فرحانه اني بقيت أهمك وبقيت تخاف عليا و ع مصلحتي..



رؤوف/ هو انا ليا غيرك بردو يا رحاب..!







صمتنا قليلا ورؤوف لايزال يضع يده ع كتفي وينظر لوجهي .. ثم عدنا لنبتسم.. واخرج رؤوف هاتفه ليطلب لنا عشاء ديليفري..



لا ادري لماذا صار رؤوف مهتما بي لهذه الدرجة.. كأني لمست في نبرة صوته شيء من الغيرة! ام الخوف علي؟



( بقلم الباحــــث )



















رؤوف







في بالي ( انا بقيت حنين قوي ومهتم قوي كده برحاب ليه؟ بحس انها تهمني قوي كده ليه؟ طب ما هي بتعمل كده عشان ولاده وده حقها.. انا بمنعها تعمل ده ليه؟ هو انا اقدر ارجعلها ولادها لحضنها؟ طب والراجل الي اسمه صابر.. ما انا حقي كمان اشك فيه.. مش يمكن بيضحك على أختي.. بكلمتين!



طب وانت مالك يا رؤوف.. يجيبلها ولادها في حضنها ولا لاء.. مهو طالبها بالحلال و جاي من الباب.. عايز منه ايه اكثر من كده يا رؤوف.. ما تسيب البنت تشوف طريقها.. !



انا مش عارف افكر ازاي.. انا الأحسن دلوقتي اني اتعشى معاها.. وبعد كده مش هخليها تنام ع الكنبة.. مايصحش.. انا متأكد انها ما نامتش امبارح كويس.. دنا يا دوب بالعافية اقدر اقعد مستريح عليها...)











دخلت رحاب للحمام تزيح عن نفسها آثار تعب اليوم.. ثم خرجت بمنظرها الجميل.. عطرها البهي الذي هب بأتجاه أنفي ليغازله.. ويحرك احاسيسي.. هناك شيء في داخلي صار حساساً جداً نحو رحاب



و بعد العشاء.. الذي لم يتأخر كثيرا ..جلست رحاب بابتسامة خفيفة امامي على السفرة تتناول الطعام معي ..



أكلت انا على عجل.. لأسبق رحاب للأريكة! .. فورا انهيت طعامي وقفزت راكضا نحو الأريكة اجلس ممدا بطول جسمي عليها..



رؤوف/ ههه.. اظن انا الي سبقتك النهاردة.. عشان الدور علية ومش ممكن اخليك تسبقيني..!



رحاب/ لا.. لايمكن يا رؤوف.. عشان خاطري.. انت لازم ترتاح في أوضتي.. بقالك شهور مش مرتاح في نومك ياحبيبي



رؤوف/ ومين الي قالك اني نمت مرتاح امبارح لوحدي في أوضتك.. مش يمكن جسمي خلاص تعود ع سرير قاسي!







صمتت رحاب قليلا وهي تنظر لعيوني بنظرة مريبة .. ثم قالت



رحاب/ طب.. ما تيجي ننام سوا في أوضتي.. أيه رأيك ؟؟؟







( بقلم الباحــــث )











رحاب







































الجزء الخامس



اعزائي القراء الغالين علية.. ضغطت نفسي رغم المرض لأجلكم.. وكما وعدتكم.. لم أتأخر بالجزء الخامس عليكم.. وجعلته مطولا بعض الشيء لعلي أنال رضاكم.. لكن اعذروني مقدما لو تأخرت عليكم قليلا بالجزء السادس.. قرائة ممتعة أتمناها لكم



( بقلم الباحــــث )











رؤوف



لا ادري ان كانت رحاب لا تزال تمزح معي.. ! لكني لم ارد عليها فوراً.. فكرت قليلاً مع نفسي.. وقبل ان أرد.. فاجأتني رحاب مكملة كلامها











رحاب تضحك/ انا شايفة انه ده احسن حل.. انا انام ع جنب وانت ع جنب.. مفيهاش حاجة يعني.. عشان انا بعد النومة المهببة الي نمتها امبارح بالعافية.. مش هخليك تنام ع الكنبة ابدا.. ولا انا كمان هنام عليها.. هههه







رؤوف/ ها.. انا عايزك انت ترتاحي بردو.. ومش حابب ازعجك ..و..



رحاب/ يا حبيبي.. مافيهاش ازعاج ولا حاجة.. هو انت يعني حد غريب.. ما انته اخويا.. ولا انت شايف غير كده ؟



رؤوف بتردد/ اااه.. طبعا.. طبعا احنا اخوات ومافيهاش حاجة.. بس اوعي تكوني بتشخري وانتي نايمة !



رحاب/ ههه..ياسلام.. على اساس انك بتنام من غير ماتطلع اي صوت.. ما شخيرك امبارح كان جايلي من الأوضة وسامعاه هنا وكنت خايفة كمان لا الجيران يسمعوه.. ?











ضحكت معها.. وانا اراها فرصة لا تفوت.. لا انوي شراً ولا سوءا.. ولكن.. فرصة ان اعيش دور .. لطالما تمنيته مع رحاب.. ان اشعر بنفسي بمشاعر الزوج لها.. اشاركها السرير واستمتع بوجودها العطر.. دون تلامس متهور طائش.. كما آمل!







رحاب/ طب انا بس هخش قبلك.. عشان اغير هدومي.. ولما أخلص حندهلك.. عشان تجي تنام.. اوعى تغلس.. مش هنام غير لما تجيني!



رؤوف/ ماشي..مش هتأخر عليكي يا رحاب لما تناديني!



( بقلم الباحــــث )







دخلتْ رحاب الغرفة قبلي.. ولم تستغرق اكثر من عشرة دقائق ثم نادتني بعدها.. كنت ارتدي قبل ان تأتي من عملها بيجاما منزلية..



دخلتُ الغرفة.. بتردد وشيء من الأحراج.. وانا ارى رحاب ترتدي ثوم نوم.. غير فاضح بل عادي جدا.. فستقي اللون.. كانت قد دست نفسها مبتسمة تحت الغطاء.. وتحاول ان تتصرف بشكل عادي.. أضاءت هي ضوء المنضدة الخافت.. واطفأت انا الضوء الرئيسي..







.. اتخذت رحاب حافة السرير المجاورة لمرآة الكوموده ذات المرآة.. وانا استلقيت على الجهة الاخرى..



لحظات صمت مريبة.. شعور غريب.. عطر رحاب يشدني بقوة نحوها.. يدي تريد عصياني لألمس يدها.. مالذي يمنعني عنها الآن.. وانا في اقصى استثارتي وهيجاني؟







رؤوف/ هو.. انت حبيتيه؟







نظرتْ رحاب بأتجاههي وهي لم تتوقع سؤالي لها.. لكنها فهمت قصدي



رحاب/ ..مش شرط أحبه.. كفايه انه راجل كويس!







اردت ان اراوغ في محادثتي معها.. اريد جرها لتفتح لي قلبها.. لعلها تنسى تحفظها معي قليلا..







رؤوف/ يعني.. مش فاهم.. وحدة حلوة و جميلة وبشياكتك وشخصيتها الحلوة.. مالقتش لغاية دلوقت حد يعرف قيمتها ويديها حقها !



( بقلم الباحــــث )











رغم الضوء الخافت لكني اقدر ان ارى وجهها وتفاعلها مع كلامي.. وهي تنظر بأتجاهي تريد ان ترى كذلك عيوني وماتخفي خلفها من مقصد..



رحاب/يا سلام.. لسه بدري عليك.. توك ما عرفت ده! خيبة حظي بقى؟



رؤوف/ انا بتكلم جد.. ع فكرة.. انت حلوة بجد.. والف راجل يتمناك.. فبلاش.. بلاش وحياتي عندك تستعجلي بموضوع صابر..



رحاب/ مالك يا رؤوف.. ايه الي فكرك بالموضوع ده تاني.. ما انا قلتلك .. انا حخليه يقابلك.. بس انت نام دلوقتي.. !







تهربت رحاب مني في بداية الحديث..ودارت بوجهها نحو الكومودة.. وغطت نفسها..



رؤوف/ اه.. هنام .. حالا هنام.. تصبحي ع خير!



رحاب/ وانت من اهله..







بقيتُ مستلقياً على ظهري.. وانا سارح كعادتي بنظري في السقف.. وماهي الا دقائق وشعرت برحاب تغط في نوم عميق ! نظرت لأنعكاس صورتها في المرآة.. تأكدت من ذلك تماما..



الرغبة تزيد عندي.. وانتصابي لا يحررني.. واختي الشهية بقربي.. محرومة.. كما انا محروم.. ليتها ليست محرمة علي! لأتخذتها فورا عشيقة .. لا بل حبيبة.. بل زوجة!



( بقلم الباحــــث )















رحاب



طلبت من رؤوف ان ينام نعي في غرفتي.. لا ادري كيف تجرأت وقلت ذلك



في بالي( انا بعمل ايه!! انا مالي! انا تخبطت في مخي! ايه العك الي بعمله ده؟؟ بقولة تعال نام معاي وجنبي؟؟ ما ده ممكن يفهمني غلط! طب.. هو انا فعلا عاوزاه يفهمني غلط !



لا.. ده انا حتى مش قادرة اسيطر ع نفسي.. المايا تحتي حتفضحني.. كويس اني دخلت تحت الملاية قبله .. يا مصيبتي.. ده ماله كده غرقني!! انا باين اني تجنيت خلاص! بقالي كثير ماحستش بلمسة راجل.. بحنيته وبحمايته.. طب ليه بالذات رؤوف.. ليه.. دا اخويا.. انا مش عارفة مالي!!؟؟ )











دخل رؤوف الفراش بعدي.. والاحراج أخذ مني مأخذاً.. انهيت المحادثة التي فتحها معي متهربة من ان يأخذني بعيدا بكلامه.. الى امكنة لم اتوقع ان ازرها.. او الى وضع لا تحمد عقباه؟



كلامه ..يدل على اهتمامه.. لست مغفلة لكي لا اشعر بنظراته.. وذلك الأنتصاب الذي عبثا يحاول اخفائه عني..أتراه يشتهيني؟؟ لماذا استبعد ذلك ؟.. رؤوف .. رجل.. وله غرائز .. ولم يلمس امرأة منذ مدة طويلة.. ولكن لماذا انا بالذات من حركت رغباته .. هل حقا لأنه اكتشف جمالي مؤخرا؟؟



طردت كل تلك الأفكار وانا انام على الجهة المعاكسة له اتجنبه.. لكن عطره الرجولي لايزال يرفض تركي بسلام..



غطيت رأسي اكثر.. لعلي اغط في النوم.. اريد للصبح ان يطل بسرعة وان تمضي تلك الليلة بسلام.. ! ام لا اريدها كذلك؟؟!!



( بقلم الباحــــث )



















رؤوف



اصدرت رحاب اصوات تنفس دلت على نومها بعمق بعد دقائق فقط.. اقتربت بوجههي بحذر من رأسها أشم عطر شعرها الأخاذ .. واطالع صورة وجهها النائم ببرائة في الصورة المنعكسة للمرآة ..



شعرت بأن ما أفعله لا يليق بي ولا بعمري.. حتى وان كانت لدي رغبة تجاه رحاب.. فلن استغل نومها ..



ادرت رأسي وكعادتي ثبتُّ نظري في سقف الغرفة.. احاول الأستسلام لسلطان النوم..



ولا ادري كيف تمكن النوم مني..



..



..



حتى..







استيقظت!!! على صراخ رحاب وهي تهز بنفسها بعنف.. كأنها تغرق في بحيرة ماء..







رحاب/ لاااا.. لااااا.. لااااا.. مممم...مممم.. حراااااام.. حرااام







صوتها كان عاليا جدا.. لدرجة التففت بجسمي نحوها بعد أن جلست .. حركتها بيدي لأوقظها .. وأناديها بنفس الوقت







رؤوف/ رحاب.. رحاب اصحي اصحي ..يا رحاب ..!!







كانت رحاب تقاومني بجذعها بشدة لكنها تبدو وكأن شيئا محشورا في حنجرتها يمنعها من الحديث..



واصلت هزي لها بقوة ممسكاً بكتفيها أهزهما مع رفع قليل لجذعها عن الفراش.. ومواصلا مناداتها بصوت أعلى.. لعلها تستجيب وتسمعني..



( بقلم الباحــــث )











بعد دقيقتين تقريبا ..من محاولاتي المستمرة لأيقاضها.. أستفاقت رحاب بصوره مفاجأة.. ثم نظرت لي بأجفان نصف مغلقة.. وأجهشت بالبكاء الشديد وهي تصرخ وتبكي بشكل مختلط



رحاب/ سيف.. عمرو .. سيف.. عمر.. ولادي ولادي !! ولادي هيروحو مني.. ولادي!



حضنتها فورا اريد تهدئتها.. فتحت حضني داعيا لها للدخول فيه.. ببكاء لا ينقطع استسلمت لحضني و وضعت راسها على صدري و أستمرت تبكي بحرقه لكنها لم تعد تصرخ..







رؤوف/ أهدي يا حبيبتي.. اهدي ..أنا جمبك.. متخافيش.. انا هو يا حبيبتي.. ده كابوس.. ده كابوس يا حبيبتي.. ولادك بخير متخافيش..











يبدو انه كان كابوسا سيئاً جدا يخص اولادها.. حضنتها بشده .. ورحاب تهداء مع الوقت .. ويكف بكائها..



وضعها هكذا في حضني.. جعل رأسها تحت ذقني مباشرة.. رامية ثقل جذعها علي.. كأنها تريد ان تندمج بحضني أندماجا..



شعرها الجميل لاعب أنفي بعطره الجميل.. فصار تأثيره كنبيذ أحمر لا يسكر بشدة.. لكنه يريح الاعصاب ويرخيها..



( بقلم الباحــــث )







صرت اداعب شعرها بأصابعي.. وبتأثير من اللاوعي الذي سيطر عليَ الآن .. تجرأتُ بأصابعي.. لتنزل على وجنتيها.. تمسح دموعها.. وتستمتع بملمس وجنتيها الطري الرائع.. الناعم..



رحاب.. نصف نائمة.. او نصف واعية.. تخاف من العوده للنوم مجددا لكي لا يلاحقها ذلك الكابوس من جديد .. ولكن سلطان النوم لايزال يجرها لحدود ولايته..



اعرف هذا الشعور.. معاناةٌ وانت تقاوم رغبتك بالعودة للنوم.. تحت تأثير النعاس المستمر.. والخوف من ملاقاة كابوسك الذي لم يغادر ساحة حلمك بعد..



ما بين مطرقه الخوف من كابوسها وسندان سلطان النوم استغليت أنا الفرصه .. ولا شعوريا.. اصابعي التي تحت ذقنها.. ترفع وجهها الجميل وهو مغرورق بالدموع. لأنظر فيه.. وعيونها نصف مغلقة .. لا تزال حبات دمع تأبى فراق اهدابها الطويلة.. فرطبتها واثقلت وزنها.. فأكسبتها المزيد من الجمال







رؤوف/ متخافيش يا حبيبتي.. متخافيش انا معاك.. انا بحميكي.. كل حاجة هتبقى كويسة.. انا جمبك..











منظرها هذا .. كفيل بأن يحطم الحجارة القاسية تعاطفا لها..و تأثرا بجمالها..



لا ادري كيف دفعني وعي الباطن لا شعوريا.. فأقتربت من وجهها.. واطبقت شفتي على شفتيها بقبله رومانسية.. هادئة.. ناعمة.. رقيقة كرقتها..



شعرت بحلاوة طعم شفتيها.. وتحركت شفتيها معي.. بتجاوب بسيط جدا معي..



ولم اطمع اكثر بذلك .. لا ادري ان كانت رحاب واعيه لما يحصل .. دقيقه ونصف تقريبا .. وانا أغيب معها في تلك القبلة الجميلة و اتمتع بطعم شفتيها المذهل وانفاسها الحاره تداعب أنفي.. استنشقها فتدخل الى صدري مباشرة..



دقيقتان.. وانا اغيب في الجنة التي صنعتها رحاب بطعم شفتيها الذي أتذوقه.. بالغت بقبلتي قليلا.. دون ان اتجاوز الحدود أكثر..



( بقلم الباحــــث )







بلا سابق انذار .. ولا حتى أشعار.. ايقظني الفارس الجبار.. فارس النخوة والشهامة.. مرة أخرى.. يطاردني بفرسه الأبيض.. يريد محاربة الشر.. فتوجه موهوماً كـ دون كيشوت.. نحو طواحين العشق التي بنيتها ليوقفها بسيف الضمير .. وأنا لم اجد بعد فرصة لأتركها تتأثر برياح العاطفة المشحونة .. القادمة من رحاب.. فتدور !!



ابتعدت قليلا عن رحاب.. بعد تلك القبلة الجميلة التي لم اذق مثل طعمها في حياتي.. ولا اظن اني سأذوق مثلها..



وفي حنان بالغ.. تركتها بلطف.. تستلقي.. وهي لا تزال بحضني تسحبني معها.. ويدي تحوطها..



أدركت بانها استسلمت للنوم .. وذكرني فارس النخوة..بأن ما حصل مني كان استغلال لها أثناء نومها!



أعدتها شيئا فشيئا للفراش تستلقي.. لكنها أبت أن تفارق حضني.. فنامت.. وانا احضنها.. ونمت من بعدها كذلك.. فبيقنا بهذا الوضع حتى الصباح!



( بقلم الباحــــث )















رحاب



استيقظت صباحا.. لأجد نفسي قد نمت بأحضان أخي رؤوف!! .. وجهي مدفون بصدره تماما.. فأستنشق عطره البهي!!



تذكرت وانا بهذا الوضع المحرج الذي لم اتوقع ان اجد نفسي فيه.. انني مررت بكابوس سيء جدا بالأمس!!



لا اذكر ما حدث بالضبط.. لابد ان هلعي وخوفي اظطرني لأرمي نفسي في احضان اخي.. لأشعر بالأمان بوجوده..



لازال رؤوف نائم.. حاولت ان اتحرر من يديه التي تلتف حولي تحضنني.. ويدي التي تلتف حوله تحضنه!!



حاولت ان افك يديه.. واهرب خلسة لتجنب هذا الاحراج الكبير..لكن رؤوف فتح عينيه بصعوبة وهو ينظر لي..



ابتسمت خجلا.. ورؤوف يتنحنح بصوته.. كأنه تفاجاء كذلك بوضعنا هذا.. حررني اخيرا من حضنه.. ليته لم يفعل!! كنت اشعر بأمان كبير معه..







رحاب/ احممم.. معلش.. يا رؤوف.. انا.. انا مش عارفه ايه الي حصل.. بس انا اظاهر حلمت بكابوس! مش عارفه انا عملت كده ازاي.. آسفه بجد



( بقلم الباحــــث )







رؤوف يحاول استخراج الكلمات بصعوبة من فمه وهي تمر بحنجرته فتخرج متحشرجة..







رؤوف/ .. لا.. ياحبيبتي .. محصلش حاجة.. مفيش داعي أنك تتأسفي..











ابتعدت اخيرا عن كامل حضنه وجلست جانبه اسند ظهري لمسند السرير الخلفي..



رحاب/ انا.. مش فاكره كل حاجة .. بس.. بشكرك بجد لأنك كنت جنبي..



رؤوف/ تشكريني! يحبيبتي انا اخوك.. وسندك.. بطلي الكلام ده.. اذا كنت انا مش موجود عشانك.. امال مين هيكون غيري ؟







نهضت اخيرا عنه.. والمرآة صارت امامي.. رأيت حمرة وجهي الشديدة.. بالتأكيد لاحظها رؤوف كذلك..



ابتعدت كأني أهرب.. من ميناء كانت سفينتي المحطمة ترسو عليه بأمان.. لتعود تخاطر بأبحارها في محيط قاس عاصف.. بلا أشرعة!







في المطبخ



اعددت الافطار.. بينما اكمل رؤوف نومه! وخرجت مجددا ليوم عمل آخر عند بقالة رضا..



كبقية الأيام.. كاد ان يمر اليوم كذلك.. حتى صادفت زبونا في البقالة.. اعرفه!..



اظنها هدى!! تغيرت كثيرا.. لم تنتبه لي في البداية.. كنت اقف اليوم على الكاشير.. حتى وصلتني لتحاسب ووجها للأسفل .. اظطررت لمناداتها.. كي تنتبه



( بقلم الباحــــث )







رحاب/ هدى...!!!







نظرت هدى لي .. ثم فتحت عينيها من المفاجأة والفرحة..



هدى/ رحاااااااب... مش معقوووووول..!!.



التفت باتجاهي.. حيث اجلس وقدمت لتحضنني فبادلتها الحضن والقبل.. كعادتنا نحن النسوة العرب.. قبل واحضان حارة وترحيب شديد..







هدى.. صديقتي من ايام الجامعة.. من نفس دفعتي.. لم نكن صديقتين مقربتين جدا.. لكنك في الغربة.. تتشبث بأي شخص مألوف لديك.. حتى وأن كانت معرفتك به سطحية..



بعد السلام الحار بيننا.. عرفت من هدى انها تركت وظيفتها في الوطن بسبب الرواتب المتدنية التي لا تنفع المواطن في معركته ضد الغلاء والفواتير المتراكمة



قدمت هدى لبلجيكا بفيزا عمل قبل عام تقريبا.. وافتتحت لنفسها مشروعا مربحا.. بوتيك ملابس.. تبيع فيه ملابسا لكلا الجنسين..



تبادلنا ارقام الهواتف.. واتفقنا ان نلتقي غدا.. وبعد غد سيكون موعدي المرتقب مع صابر..



( بقلم الباحــــث )















رؤوف



ماحدث بالأمس أشبه بالحلم.. لا اصدق اني تذوقت طعم شفاه رحاب بعفوية ودون تخطيط مسبق..



حين تركتْ السرير تذهب لعملها.. تصنعتُ النوم.. كي لا تلاحظ تخشب قضيبي الصباحي المحرج.. تمنيتها ألا تغادرني وتبقى في احضاني لأطول وقت ممكن..



لكنها ذهبت.. واخذت معها كل تفكيري.. اخشى ما أخشاه.. انها صارت تسرق قلبي .. جزءا بعد جزء.. !



رحاب جميلة جدا ورقيقة و ناعمة وعطرها يأخذ عقلي معه.. لا ادري ان كانت هي كذلك من قبل بتلك الجاذبية والجمال.. ام اني انا من لا حظت ذلك متأخرا.. ؟



بعد ان سمعتها تخرج.. نهضت واغتسلت.. خفت ان اغسل وجهي فيزيل الماء آثار شفاهها من شفتي! كنت اتمنى ان يبقى ذلك الأثر.. اكثر بعد..



لكن.. في النهاية.. لا مفر.. من تنفيذ واجبات الحياة اليومية.. فأكملت غسلي وافطاري السريع . وقررت الخروج.. لأستغل الجو المستقر لهذا اليوم.. كما وعدت النشرة الجوية الناس بأخبارها.. يوم.. جاف.. مشمس.. غير مصحوب بأمطار.. لندرة تلك الأيام.. تقوم محطات الاذاعة المحلية لبلدتنا التي تطل على نهر لافال.. بنشر الخبر للناس.. كأنه عيد!!



فترى الناس .. تخرج من بيوتها لتملاء الشوارع.. مختلف الاعمار.. واصحاب الدراجات الهوائية.. يكثرون كذلك..يمنحك هذا المنظر كثير من البهجة والراحة النفسية.. وتستغل انت كبقية الناس هذا ايوم المميز..



( بقلم الباحــــث )







خرجت بملابس رياضية.. اهرول قليلا.. وارتدي سماعات الاذن.. اشغل اغاني فولكلورية لبلدي.. كنت لا احبذ استماعها عندما كنت في الوطن! لكنها الآن صارت عندي من اجمل ما استمع له؟



كنت احاول الهرب من حزني .. لفقداني وظيفتي.. الطمع كلفني وظيفتي التي كنت مستقرا لسنوات فيها.. وتحولتُ الى مواكب العاطلين عن العمل.. اتلقى معونات .. وانتظر فرصة جديدة لعلي احظى بعمل جديد.. رغم صعوبة الامر.. مع سجل السوابق الذي التصق بسيرتي الذاتية.. وسيرافقني لعام على الاقل.



كل شيء في الغربة يتغير.. رغباتك.. اهدافك.. افكارك.. طموحاتك.. كل شيء.. نحو الافضل ربما.. او ربما نحو الأسواء!



وانا في اهرول لساعة تقريبا في الطريق المخصص للمشاة.. قررت الاستراحة على احدى المقاعد التي خصصتها البلدية للعامة..



فجأة.. جلس بجانبي شخص اعرفه..



رؤوف/ زويني!!!!!



زويني/ رؤوف!!!! اهلا.. كيفك.. كيف الحال؟



رؤوف/ انت خرجت من امتى؟



زويني/ نسيت اكولك .. عطوني افراج مشروط.. !



رؤوف/ يا بختك.. يعم.. الف مبروك.. وناوي تعمل ابه بعد كده انشاء ****؟؟؟



( بقلم الباحــــث )











حاول زويني ان يتكلم بلهجة بيضاء.. لكي استطيع فهمه اكثر.. فصار يستخدم خليطا من اللهجات.. بطريقة طريفة.. لكن مفهومة



زويني/ مابعرف.. بس ماحدى راح يشغلنا صديقي.. مازال لينا سوابق..



رؤوف/ عندك حق.. طب انت ساكن دلوقت فين و مع مين؟



زويني/ مع صديق بشكل مؤقت.. وانت؟



رؤوف/ للأسف.. انا ضيف عند اختي الكبيرة.







تبادلنا احاديث كثيرة.. لكن فاجأني زويني.. مجددا.. بأنه يفكر بمهنة التهريب لكونها اقل خطورة.. حاولت اقناعه بأن ذلك كذب..



لم يصدقني.. بل دعاني للعمل معه مجددا !! وادعى ان هناك شخص عربي .. يمتلك شاحنة.. وسيكون تهريب السجائر فيها اكثر ضمانا وأأمن.. وارباح مضمونه



رفضت طبعا بشدة.. لكن زويني اعطاني رقمه.. وطلب مني ان افكر بالامر!! ثم غادرته وودعته.. آملا ألا أكلمه بنفسي انا..



تحت هذه الظروف.. صعب ان اظل أُثقل بكاهلي على رحاب.. لابد لي من ايجاد اي عمل ممكن.. لكي اساعدها بمصروف الشقة.. على الأقل



( بقلم الباحــــث )



















رحاب



عدت للشقة بعد ان انهيت العمل.. وانا اتناسى موقف الامس.. لم اجد رؤوف! ربما خرج ليتنفس قليلا هواء طريا..



واعددت له عشاء يحبه.. وانتظرته.. وقبل ان امسك هاتفي لأتصل به.. جاء رؤوف اخيرا ليخلصني من قلقي عليه...







رحاب/ لسه حالاً كنت هكلمك ..حماتك بتحبك.. العشا جاهز!



رؤوف/ ههه.. هي فين حماتي ديه بس. . مش لما الاقي العروسه الاول



رحاب/ هتلاقي يحبيبي.. انت بس شاور بأيدك كده وهتشوف!



رؤوف/ قال يعني هلاقيهم واقفين في طابورعشاني!!



رحاب/ تعالا بس.. عشان الأكل مايبردش!



رؤوف/ على فكرة .. اكلك ده هيعملي مشاكل!











جلستُ على السفرة .. ولحقني رؤوف جالسا أمامي بعد ان غسل يديه على وجه السرعة.. وابتداء الأكل .. لشعوره بالجوع..







رحاب/ يا سلام.. ليه بقى ان شاء****؟



رؤوف/ عشان الي أمها داعيه عليها .. لازم تعرف تعمل أكل حلو زيك ..



رحاب/ ههههه.. وليه داعية عليها يا رؤوف ... بالعكس ده من حظها الحلو.. عشان هتتجوز راجل زيك!



رؤوف/ يا شيخة .. ! سيبك من الموضوع ده..خليني استمتع بالاكل الحلو الي عاملاه ليا!



( بقلم الباحــــث )







تناول رؤوف بضعة قضمات وهو يغير بملامح وجه بشكل طريف لاستمتاعه بالطعام.. فقال كلاما متقطعاً بسبب امتلاء فمه بالطعام



رؤوف/ الللللله.. ممممم.. ده حلو ..مممم ..جااااامد... تسـ...لم.. ممم اديكي يا رحاب.. مممم







سعل بعدها رؤوف.. كاد ان يختنق بالطعام.. نهضتُ اضربه ع ظهره.. وناولته قدح ماء..فسعل بعدها ضاحكا وعيونه ادمعت لأنحشار اللقمة في بلعومه !







رحاب/ ع مهلك.. ع مهلك يحبيبي .. بشويش ع الاكل لاحسن حاجة تعلق في زورك..







عدى الموقف بسلام.. ورؤوف يضحك ويضحكني معه.. ونحن ننظر لبعضنا .. عيوننا تخاطب بعضها.. كأن الارواح تتخاطب.. فيما بينها.. الى متى يبقى شعور السعادة هذا؟







رؤوف/**** يخليكي ليا.. ولا يحرمني منك



رحاب مشاكسةً/ انت بتقول كده.. عشان افضل اعملك اكل حلو .. مش كده!



رؤوف بعتب/ وده معقول بردو! لا.. وعشان تعملي اگدعها شاي كمان.. هههه







لازلت واقفة خلف ظهر رؤوف .. فضربته بمزاح ع كتفه..



رحاب/ بس يا واد.. بلاش غلاسة بقى؟







بحركة غير متوقعه.. اخذ رؤوف يدي بيده.. وقبلها وهو ينظر مباشرة في عيوني..



رؤوف/ لا.. بجد.. مايحرمنيش منك .. و من وجودك في حياتي يا رحاب!!



( بقلم الباحــــث )











ثواني مرت.. صمتنا فيها كلانا حتى سحبت يدي منه بلطف.. وعدت اجلس في مكاني..







رحاب/ احممم.. ويخليك ليا بردو يحبيبي.. ويالا كفاية لك لك.. ها.. خلينا نكمل اكلنا من غير مشاكل..







ابتسم رؤوف موافقا لكلامي.. وانهينا العشاء.. وبعدها أتممت واجبات المطبخ واعددت شايا.. وجلست بقربه نشاهد التلفاز..



تحاورنا قليلا.. عن احداث اليوم.. اخبرته عن لقائي بهدى صدفة.. وكيف اعاد لي لقائي بها ذكريات جميلة عن ايام الجامعة.. والوطن..



حان موعد النوم.. لا ادري كيف سنتصرف الليلة.. شيء ما في عقلي الباطن.. دفعني لقول شيء







رحاب/ طب.. مش نروح اوضتنا ننام!!!







قلت تلك العبارة وقلبي صار يخفق بشدة.. شعرت بحرارة عالية في وجهي لابد انه محمر لشدة احراجي وخجلي..







رؤوف بتعجب/ ايه.. هي بقت أوضتنا كمان!! احنا هنتبدي الأستغلال من اولها؟



رحاب/ أستغلال!!!!



رؤوف بصوت يدل على مزاحه وسخريته قال/ اه.. قولي انت مش قادرة تنامي لوحدك زي العيال.. ولازمن حد كبير ينام معاكي.. وبتخافي تفعدي لوحدك في الظلمة







ضحكت قليلا لمزاحه.. الذي انقذني بصراحة بتصرفه هذا من احراجي دون ان يشعر.. و تهرباً من اي احراج قد أُدخل نفسي فيه.. تهربت قائلة بابتسامة



رحاب/طب.. انا هسبقك .. ع الأوضة عشان اغير.. ما تدخلش غير لما اندهلك.. ماتتحركش من مكانك ?



( بقلم الباحــــث )















رؤوف



دخلت رحاب قبلي.. وافكار كثيرة تلاعب عقلي الذي انشغل بها كثيرا في الفترة الأخيرة..



استعيد مع نفسي كمحقق بوليسي كل كلمة قالتها وكل حركة وايمائة فعلتها.. اريد ان اجمع كل تلك الخيوط.. لاصنع منها الدليل الذي يريحني من تفكيري.. وتجيبني عن اسالتي الجريئة ..أتراها مهتمة بي.. كما انا اهتم بها؟



لم اعد اطرد تلك الافكار ولا الأسألة.. تجاوزت تلك المرحلة .. دخلت الآن مرحلة البحث عن اجابات.. من خلال كل تلك التصرفات..



سمعتها تناديني.. فدخلت عندها.. هذه المرة لم تهرب تحت الغطاء.. لا زالت تمشط شعرها وهي تجلس ع الطابورية امام مرآتها.. كأنها تريدني ان أراها بثوب نومها الجديد.. هو مختلف عن الذي ارتدته بالأمس و أقصر.. اقل أحتشاما منه.. اظهر ذراعيها بالكامل.. و بان شق صدرها من خلاله.. لونه ازرق غامق..



لا ادري ان ارادتني ان اراها بهذا الثوب.. لكنها بذكاء لم تختر الوانا مثيرة.. فاختارت لونا معتدلا.. كي لا اطلق العنان لخيالي الجامح..



( بقلم الباحــــث )







رؤوف/ ايه الحلاوة ديه.. لايق عليك قوي.. وهياكل منك حتة!



رحاب بدلع/ اختشي يا واد.. بلاش معاكسة! ها..



رؤوف/ مش معاكسه يا رحاب.. ديه الحقيقة.. انت قمر.. بجد..







انهت رحاب تمشيط شعرها .. متجاهلة جملتي الاخيرة.. وانزوت تحت الغطاء مستلقية على ظهرها.. تنظر لي.. كأنها تتسائل عن موعد استلقائي جنبها..



تصرفاتنا تلك.. كأنها لشخصين متزوجين.. لا لأخوة؟ نجحت رحاب بخلق تلك الأجواء لي .. دون شعورها..



وبعد ان اطفأتُ الضوء الرئيسي وبقاء ضوء المنضدة الخافت.. استلقيت بقربها ووضعت على نفسي الغطاء.. فنظرت لي رحاب.. ثم قالت







رحاب/ ممكن اطلب منك حاجة يا رؤوف..



رؤوف/ طبعا يحبيبتي.. اي حاجة؟



رحاب/ .. ممكن.. تخليني.. انام بحضنك الليلة كمان.. ممكن!!







كلام رحاب.. فاجأني جدا.. لم يكن متوقعا ابدا.. فاجأتني بذلك الطلب.. وعلي ان اتصرف بحسن نية .. ولكن قبل ان اجيبها قالت



رحاب/ عشان.. بجد.. كابوس امبارح رعبني.. خايفة قوي.. خايفة جدا لا يجيلي ثاني.. وجودك جنبي هيحسسني بالأمان.. لو .. لو معندكش مانع يا حبيبي؟



( بقلم الباحــــث )







حضنتها فورا فالقت رحاب برأسها على صدري وانا احيطها بذراعي و ءقني فوق شعر رأسها.. اشم عطرها الجميل.. واداعبه..



حتى دخلت رحاب في النوم بسرعة عجيبة.. لم تمهلني كثيرا لأستحضر افكارا وخطط شيطانية لاستغلال الموقف.. لكني لم اطمح ولم اطمع بأكثر ذلك..



كان شعورا جميلا ورائعا تمنحه لي رحاب وهي في حضني تنام باستسلام.. وبرائة















رحاب



في الصباح .. استيقظت من بين احضان رؤوف التي كانت تحبسني فيها بقوة.. لا اعلم كيف تجرأت بالأمس وتهورت مطالبة بالنوم في حضن رؤوف!!



لكن الأمر نجح.. نمت نوماً هانئا بلا كوابيس. مزعجة..



سرقت نفسي من حضنه ببراعة هذه المرة.. لأني لم أوقظه.. وكعادتي.. اخذت حماما سريعا و اعددت الأفطار لرؤوف.. وشربت قهوة وخرجت للعمل..







في البقالة



اثناء الدوام.. اتصلت بي هدى تذكرني باللقاء وموعده.. واكدت لها حضوري في الزمان والمكان المتفق عليه..



لم انس الاتصال بأبنائي مثل كل يوم بالموعد المحدد..لا أريدهما ان يظنا للحظة .. ان هناك شيء أهم منهما عندي في هذا العالم كله..



( بقلم الباحــــث )







انهيت عملي .. وتوجهت مباشرة الى الكافيه الجميلة الواقعه على ضفاف نهر لافال.. ليست تلك التي دعاني لها صابر.. بل اخرى اصغر و اهداء...



وصلت المكان.. وجدت هدى قد وصلت قبلي..



هدى من عمري.. اطول مني قليلا.. ليست بيضاء. ولا سمراء ..تشبهني بلون البشرة.. شعرها يصل لأكتافها.. وجها مستدير.. وملامحها جميلة..



كانت ترتدي ملابس عصرية وشيك جدا وراقية.. يبدو انها من النوع الغالي.. جدا!!



بعد ان طلبنا المشاريب الشاخنة.. وبعد ان قصت كل منا قصتها للأخرى.. عرفت هي قصتي .. وعرفت انها تطلقت قبل ان تأتي لبلجيكا.. زواجها لم يثمر اطفالا.. وطليقها كان رجلاً غنيا في الوطن



وانها بمبلغ مؤخرها الكبير استطاعت استحصال فيزا رجال اعمال وافتتحت مشروعا ناجحا هنا.. مثلما اخبرتني في البقالة..







هدى/ ما تيجي تشتغلي معايا.. البوتيك كبير.. وكمان بفكر اوسعه او اشتري بوتيك ثاني بنفس العلامة.. ومحتاجة حد يقف جنبي ويساعدني.. واظن.. مش هلاقي احسن منك..



رحاب/ ها.. طب وشغلي.. و رضا.. و البقالة



هدى/ تسيبيه طبعا.. يابنتي البقالة مش ليكي .. ديه شغلانة محتاجة حد يشيل ويحمل.. للرجالة يعني.. مش للستتات الرقيقة الي زيك يا رحاب..



رحاب/ بس.. بس رضا و الي معها بيعاملوني كويس .. ووقفوا معاي كثير.. ومش حلو اسيبهم كده.. بعد ماتعودوا عليه وتعودت عليهم..!



( بقلم الباحــــث )







هدى/ طب.. بصي.. متاخذيش اي قرار دلوقتي.. انت فكري كده على مهلك.. ع اقل من مهلك.. عبال ما اشتري البوتيك الجديد... يبقى أنا اكيد هحتاجك.. ولازم في وقتها تديني قرارك.. يا أما لازم اشوف وحدة ثانية غيرك.. وانا .. انا هدفعلك مرتب كويس جدا.. اكثر من الي بتاخذيه في البقالة بمرتين.. غير الحوافز والاحازات المدفوعة. والخصومات الخاصة الي هيعملها البوتيك ليك عشان انت من الأعضاء..



رحاب/ هو.. عرضك مغري جدا بصراحة يا هدى..بس معلش.. سيبيني مع نفسي افكر شوية .. وعبال ما يكون البوتيك الثاني جاهز ..بوعدك اني هديلك رأيي قبلها كمان!







في البداية لم اخبر هدى بكل قصتي.. وبموضوع صابر.. لكن.. بعد ان فتحت هي قلبها لي وقصت لي اشياء مفصلة كثيرة عن حياتها.. فتحت لها قلبي أيضا..







هدى/ ايه.. طلقك!! يابنتي صنف الرجالة دول ملهومش أمان..كل ما يلاقوا وحدة احلا منك.. بيسيبوكي ع طول من غير مايفكروا.. اساليني انا بس..



رحاب/ اعمل ايه في حظي الهباب بقى؟



هدى بتوتر/ طب..وعشان ترجعي ولادك.. الراجل العجوز الي يتشك في عينه.. عاوز يتجوزك ؟ قال ايه.. عشان يرجعلك ولادك...يا شيخة روحي كده !!



رحاب/ مالك تعصبتي كده لي؟؟ امال اعمل ايه.. ولادي بيضيعو مني.. هتجنن..



هدى/ احلقيلو.. !



رحاب/ ايه.. بتقولي ايه..



هدى/ زي ما قلتلك... احلقيله.. وانا هلاقيلك حل..



رحاب بجدية/ بصي يا هدى.. احنا لسه متعرفين من جديد ع بعض.. وحياة اغلى حد عندك بلاش تلعبي بأعصابي .. مش كل ما حكي لحد حكايتي.. يقولي انا لاقيتلك حل..



هدى بزعل/ ما انا خايفة عليك وعايزة مصلحتك.. ده جزاتي.. عشان مش عايزاك ترمي نفسك الرمية المتنيلة ديه؟؟



رحاب/ .. انا آسفة.. سامحيني مقصدش.. بس انا خايفة لا " أحلقله" واخسر فرصتي برجوع ولادي..



هدى/ طب خودي مني واسمعي ده.. انت تعشميه.. لا تحلقيله ولا تتجوزيه.. عشميه بس.. خليه كده احتياطي تحت باطك.. ياستي خليه يصبر شهر ولا اثنين.. وانا لو ما لاقتليكيش حل.. يبقى تتجوزيه خلاص.. ولو اني مش حابة ليك النهاية المحزنة ديه..



( بقلم الباحــــث )







ضحكت لطرافة هدى.. كما عهدتها في الجامعة.. كانت تحب المزاح وطريقة كلامها تلك التي تشبه كلام المعلمات الجالسات على القهاوي في الحتة !







هدى/ ايوا اضحكي كده يا شيخة .. حد واخذ منها حاجة!



بالمناسبة.. ماتيجي معايا البوتيك.. تعالي افرجك ع بضاعة جديدة لسة جاية حالا ..بتجنن .. وعاملة عليها تخفيض كمان..







شعرت بالاحراج قليلا.. منظر ثياب هدى يوحي بأنها غالية الثمن.. وخفت ان لا استطيع دفع ثمن أرخص قطعة موجودة في بوتيكها..



لكن هدى زادت من الحاحها وهي تقدم لي العروض المغرية



هدى/ ولا أقولك.. انا هديلك اي قطعة تعجبك.. هدية مني.. حلاوة صحوبيتنا الجديدة.. قلت ايه.. اظن مالكيش حجة بعد كده..







وافقت بأستحياء.. وذهبنا بعد الكافيه الى بوتيك هدى..الذي كان يقع على بعد نصف ساعة بالسيارة عن المكان.



( بقلم الباحــــث )















رؤوف



في بالي( انا أظاهر ادمنت وجود رحاب في حظني! وكمان بستها امبارح .. من غير ماتحس! شفايفها عملولي ادمان.. من اول بوسه.. حاجة محستش بيها قبل كده خالص.. اول مرة ادوق طعم لسانها... بس هي شكلها ماحستش بأي حاجة.. مع انها ادتني طرف لسانها لما بستها وهي نايمة.. انا بقول ايه؟ انا مخي تلحس خلاص)







جو خانق ما يحيطني الآن.. تخبط في تخبط.. ان تركت لعقلي فسحة تسع لنملة.. لتوقفت فوراً معاقبا نفسي بوضع كفي على الموقد.. واخرج هائما بلا وجهة او هدف..



مهما انتصرت الرغبة المدعومة بسلطان الغريزة.. إلا أن بعض الثوار.. على شكل أفكار.. يتخذون معارضة ثائرة بوجه الحاكم الظالم..



يقمعهم.. ويمحيهم.. فيظهر بين حين وآخر.. غيرهم..



كرهت نفسي قليلا.. لا ادري ان كان بسبب سرقة قبلة ثانية من شفاه اختي رحاب.. ام لأني أنسان فاشل.. عاطل.. اعيش متطفلا عليها.. !



خرجت من الشقة.. ومزاجي قد تعكر تماما.. لم أشرب منذ مدة.. كنت اشرب قليلا مع سابينا.. نهاية الأسبوع .. نتبعها بجنس معا.. من المفترض ان اتذكره كأفضل جنس مارسته.. !



اخذتني اقدامي لبار كنت ارتاده سابقا.. ايام علاقتي بسابينا..



دخلت المكان رغم ان الظلام لم يحل بعد.. لكن ابوابه كانت مفتوحة.. ممتلئ بالزبائن كالعادة..



( بقلم الباحــــث )







امام البار الخشبي.. اتخذت مكانا.. فتذكرني الساقي.. وتذكرته.. ورحب بعودتي مجددا.. وقدم لي طلبي المعتاد بعد ان سألني







الساقي/ نفس الأيام الخوالي يا سيد ؟



رؤوف/ نعم.. من فضلك



الساقي/ انا لا انسى الزبائن الأوفياء امثالك.. ولهذا أول كأس على حساب البار..



رؤوف/ شكرا لك يا صديق..







شربت الكأس ببطيء.. وانا سارح بأفكاري المكتئبة هذه المرة.. شعرتُ بيد ثقيلة تربت على كتفي ..نظرت فأذا به خالد!!!



خالد زميلي في عملي السابق.. الذي فُصلت منه.. علاقتي به زمالة عمل..وزمالة شرب! فكنا نلتقي كثيرا دون تخطيط نهاية الاسبوع..



وجود شخص يتكلم العربية .. يريحك كثيرا .. فهموم العرب مشتركة.. قواسمنا معظمها مشتركة..



خالد/ اهلاااااااا.. اخيرا شفتك..



رؤوف/ فرحان انت قوي..ها!!



خالد/ طبعا.. مش زميل في السُكْر والعربدة ..هههه



رؤوف/ يا رايق!



خالد/ هتدور ع شغل؟



رؤوف/ انا جاي هنا عشان انسى السؤال ده بالذات.. تروح انت رازعه كده في وشي.. يعم فكك مني وسيبني اروق دماغي شوية..



( بقلم الباحــــث )











خالد وهو يقدم لي كأسا أخرى



خالد/ ماتزعلش قوي كده..وآدي كمان ع حسابي!!!!















رحاب



وصلنا بوتيك هدى.. واجهة زجاجية فخمة ولوحة اعلانية كبيرة.. لماركة معروفة اشترت ترخيصها.. موقع تجاري مهم.. ومميز في الشارع



عقلية هدى التجارية تجسدت بمشروعها على أرض الواقع.. عقلية أستخدمتها بحكمة..



دخلت معها المكان.. عدد الزبائن في هذا الوقت يقل في العادة.. لكن على العكس.. كان العدد اكبر من المتوقع..



ملابس مختلفة الاشكال والالوان.. طابق ارضي مخصص للسيدات.. وطابق علوي مخصص للرجال والاطفال..



لكن الزبائن من مختلف الاجناس في كل مكان..



الفساتين الفاخرة.. والبنطلونات النسائية من ماركات عالمية.. كل شيء يبهر حوى ويأخذ عقلها.. من دخلت هذا المكان.. صعب ان تخرج منه.. دون ان تشتري ولو جوارب!



( بقلم الباحــــث )







لاحظتْ هدى انبهاري بالمكان.. وصارت تستعرضه امامي وتعرفني على اقسامه.. مكان واسع جدا.. يسيل لعاب المرء له..



هدى/ تخيلي. يا ستي. انك هتشتغلي هنا.. كل يوم.. مع الاشكال الحلوة ديه.. والزباين الشيك.. دنتي مش هتزهقي ابدا.. عشان احنا بنغير البضاعة مرتين في الشهر لكل قسم.. ! خطة مدروسة متخافيش.. عشان كده هتشوفي كل يوم شكل مختلف..



رحاب/ ..ها.. بصراحة المكان هايل.. بياخوذ العقل.. دنا انبهرت بيه بجد..



هدى/ ولسه.. لسه ياما هتشوفي مفاجآت.. وحاجات تهوسك..







بصراحة اصبح الموضوع مغريا لي للعمل معها.. و أنا اتجول معها مندمجة بالأجواء.. وتقع عيوني على ملابس مختلفة و جميلة.. سقط نظري على ثوب! أخذ عقلي و ووجداني..





HDTJ8Lg.md.jpg



( بقلم الباحــــث )











لشدة. انبهاري به لاحظتني هدى.. فتناولته فورا بيدها واعطته لي..!







هدى/ خودي قيسيه .. افتكر ان ده مقاسك...



ارتعشت يدي فليلا.. وانا آخذه من يدها ودخلت غرفة القياس.. فأبهرني منظري بالثوب.. سعادتي باستعادتي لشعوري مجددا بأنوثتي لا توصف.. أنا بحق أنثى .. اذا انا لازلت على قيد الحياة !



اطلتْ هدى برأسها من خلف الستارة التي تحجب غرفة القياس.. وهي تنظر لي..



هدى/ واااااو.. ايه ده.. دنتا بقيت مزة المزز يا رحاب.. يخرب عمايلك..



رحاب بخجل/ بس ده.. غالي قوي.. مقدرش ادفع ثمنه؟



هدى/ بقولك ايه.. مش ناقصة وجع دماغ.. مش هنعيدو ثاني.. يا ستي حلال عليك.. زي ما وعدتك.. ومش هرجع في كلامي..











فرحت كثيرا بهدية هدى.. بل طرت من الفرحة وامطرتها بعبارات الشكر والثناء دون انقطاع



( بقلم الباحــــث )











رؤوف



خالد/ كفاية شرب كده يا رؤوف..



رؤوف/ ها.. انا لسه مسكرتش ع فكرة



خالد/ ما انا عارف.. بس لو سبتك كمان شوي.. هتأفور يا رؤوف وتروح منك.. انا عارفك..



رؤوف/ .. طب.. خلاص.. خلاص.. عاوز أروح.. ممكن تطلبلي تاكس!











بضعة كؤس.. لا تؤثر على وعي كثيرا.. لكني أخذت بنصيحة خالد.. وعدتُ بسيارة أجرة للشقة..



عندما وصلت.. عرض علي السائق الودود مرافقتي لباب الشقة.. لكني رفضت عرضه بأدب!



فتحتُ باب الشقة.. ودخلت بهدوء.. كان الوقت تقريبا قبل منتصف الليل بقليل.. اظن رحاب نامت...



فتحت الباب كي أذهب أنا أيضاً للنوم.. لكن المفاجأة!! !!



شاهدت رحاب.. تلبس ثوبا أحمر مثير للغاية وتستعرض بنفسها أمام مرآة خزانتها ألوسطى المدمجة!



ثبتت عيوني بجمالها ولحم جسدها الطري الشهي الذي أثار كل غرائزي دفعة واحدة فأصابني بأنتصاب قاتل بمعنى الكلمة..



لا ادري ان شعرتْ رحاب بوجودي.. رغم انها تقف بشكل جانبي..منظرها وهي فرحة جدا مبتسمة مع نفسها تحرك نفسها وهي تمسك بالثوب المثير بيديها ترفعه اكثر عن ركبتيها رغم قصره الشديد..



( بقلم الباحــــث )







غابت منفصلة عما يدور حولها .. في عالم من السعادة.. لم أرها من قبل في تلك الهيئة أبدا.. ولا بتلك السعادة كذلك



لم أتحرك من مكاني .. لم أجازف بتنبيهها إن خطوت خطوة أخرى.. بقيت امتع نظري بتقاسيم جسدها الممتليء قليلا رغم انها صارت انحف بقليل من قبل



أكتافها المكشوفة الطرية وجوانب نهديها وبطنها وفخاذها وتكور صدرها.. كل ذلك.. ڤياگرا.. اضافت جنوناً لجنون قضيبي الملتهب..



فجأة التفت رحاب نحوي.. لتتسمر في مكانها.. مذعورة .. مصدومة.. ساكنة .. صامتة.. لتقول بنبرة صوت لم اسمعها منها من قبل أبداً







رحاب/ رؤوف!!!! بتعمل أيه عندك ؟؟؟











( بقلم الباحــــث )































الجزء السادس







( بقلم الباحــــث )







قبل أن أرد على رحاب.. مهملا سؤالها.. ومتجاهلا أطالة النظر فيها..اتجهت نحو السرير.. وقبل أن أصله.. تعثرت قدمي فسقطت ع الأرض....







هرولتْ رحاب بأتجاهي تطمئن علي مُغيرةً من نبرة صوتها لتتحول الى خوف شديد..







رحاب/ رؤوف!!! سلامتك يحبيبي!







جلست رحاب القرفصاء على الأرض .. بوضع جعلني ارى مابين فخذيها من مكان استلقائي.. وكل شيء صار امامي مكشوفا من نصفها السفلي .. لا يسترها إلا كلسون أحمر ملتصق بكسها وغاص نصفه في فتحته.. لكنه لم يظهر شفرتيها..



كسها تحصن بين فخذيها الممتلئين الناعمين.. قبل ان اطيل نظري اكثر..إلا أنه فضح شهوتها.. فتبلل بقطرات قليلة..



اظنها كانت تشعر بالشهوة والمحنة امام المرآة قبل أن أطبَّ عليها مفاجئاً







HD14sz7.md.jpg



رفعتْ رحاب رقبتي ورأسي وهي تحضني بذراعيها.. فصار منظر صدرها الآن فوق وجهي.. استطيع شم عطره الأخاذ.. وصار واضحا جدا.. اريد التهامه بفمي.. لا بعيوني فقط..



حاولتْ رحاب اسنادي أكثر وهي تُنهضني من مكاني لأستند على كتفها العاري.. وزوايا نهديها تهرب من الثوب الفاضح المثير..



( بقلم الباحــــث )







رحاب/ مالك يحبيبي!! انت كويس؟







تجاهلتُ أجابتها فتأثير الخمر في رأسي لم يكن أقوى من تأثير منظرها الشهي المثير الذي لعب برأسي واذهب عقلي وحرَّك غرائزي



كنت مستلقياً على ظهري.. حاولتْ سحبي من يدي.. لأنهض.. فاضطرتْ لأن تتحول بجسمها فوقي.. فتسيطر أكثر !



وهي مقرفصة و قدميها على الارض.. عجزها صار فوق حوضي .. تفصله عن حوضي بضعة سنتميترات..



انحنتْ رحاب بأتجاهي أكثر لترفعني من اكتافي.. و لثقلي.. اضطرت أن تجلس مستندة بعجزها على حوضي..! ساعدتها برفع نفسي قليلا.. متجاهلين اصطدام قضيبي المنتفخ بقوة .. والذيسبب ارتفاع القماش.. فأصطدم بعجزها !



بعد نهوضي .. اتكأتُ عليها .. تحملتْ ثقلي بصعوبة.. اردات مني ان انهض لألقي بنفسي على السرير..!



رمتني على السرير.. وفقدت توازنها .. دون اي تخطيط من كلينا .. سحبتها بيدي نحوي لا شعوريا فسقطت فوقي..



جسمها العلوي الطري .. وصار شق نهديها تماما فوق انفي ووجهي اشم عطره الساحر.. لا ادري كيف اصبح قضيبي الآن.. لكني واثق ان رحاب شعرت بوجوده.. ان لم تره بعينها الآن !



كل ما يحصل بيننا الآن .. افعال.. انتهى دور الكلام.. اللغة الوحيدة السائدة بيننا هي لغة العيون..



( بقلم الباحــــث )



مددتُ يدي حوطت جذعها احضنها أكثر.. لا اريدها ان تبتعد عني بعد ان التصقت بي دون تخطيط..



تنفستُ بعمق شذى عطرها الشهي الجميل من بين شق نهديها.. شعرتْ رحاب بأنفاسي.. ثم رفعت جذعها قليلا..لتنظر في عيوني..!





HD16Cdv.md.jpg



تقابلت عيوننا.. بصمت مطبق.. شعرت بأنفاس رحاب تزداد سرعة وحرارة.. وهي تلفح بوجهي..



لم يكن لها رد فعل لتتهرب من قبضة حضني الذي زاد قوة .. كنت بحاجة لحركة واحدة من يدي التي تحوط ظهرها.. حركة واحدة فقط.. لأمسك رأسها من الخلف.. واقربها بأتجاهي.. واقبلها !



حركة.. ستكون هي المصيرية في هذه اللحظة.. اما التراجع.. والتقهقر بعد كل تلك المناوشات الخفيفة على الحدود بين البلدين الشقيقين..! ونسيان كل شيء .. والعودة لجادة الصواب والعقل!!



او ان اقوم بتلك الحركة.. لأعلن الحرب بشكل صريح.. وانهي صفحة المفاوضات الدبلوماسية التي نجحت فقط .. بإيصالنا لهذه النقطة!



( بقلم الباحــــث )



عجزها لايزال متمركزا فوق انتفاخ قضيبي.. لم تهرب منه.. اشعر بضغط عانتها التي بالكاد غطاها كلسونها الاحمر الرفيع..



تحركت يدي من على ظهرها.. حتى صارت خلف رأسها.. أمسكتها برفق.. اقربها نحوي لأقبلها..



قاومتني دون كلام.. شعرت بها تقاوم حركتي.. لكن.. مقاومة ضعيفة .. خجولة.. مترددة.. ومكشوفة.. لأنها توقفت بعد قليل عن مقاومتي..



حتى اقتربت شفتيها جدا من شفتي.. وانفاس انفها ترتطم بأنفي.. اشعر بحرارتها..



فتحتْ شفتيها قليلا.. كأنها تريد دعوتي لتقبيلي..



لو مرت الآن ورقة من بين شفتينا.. لمرت بصعوبة لتقاربهما الوشيك..



اخيراً.. قطعت رحاب صمتها.. وليتها لم تنطق.. أذ قالت بنبرة تدل على انهيارها التام..



رحاب/ لأ.. لأ..







طريقة نطقها للكلمات كانت اكثر اغراءً وترحيبا من أدعائها بالرفض!







فتحت عيني ونظرت بعيونها بحدة .. أردتها ان تعرف.. ان وضعنا الحالي.. لا يمكن ابدا ألا ان يعكس رغبتنا ألمتبادلة لبعضنا..



رؤوف/ وليه لأ!!!







( بقلم الباحــــث )











صمتت رحاب.. لم ترد.. عرفتْ ان أدعائها بالرفض بطريقة كلامها تلك.. ستكون أكثر جذبا لي ..



أخيرا.. اطبقت شفتي بلطف على شفتيها.. احسست بنعومة .. و رقة .. لشفتين كالحرير.. قبلة.. خفيفة.. بطيئة.. ناعمة..



اغمضت رحاب عينيها .. تستسلم لقبلتي .. لم أظطر بعدها لسحب رأسها بيدي.. انتهت المقاومة تماما.. بل شعرتُ بفمها يضغط بالتدريج على فمي.. وهمهمة جميلة غير مفهومة تهرب من انفها .. دالةً على بداية استمتاعها بالقبلة..



اول قبلة نفعلها بكامل وعينا وادراكنا و رغبتنا .. دون تصنع او نوم او وهم.



زادت القبلة بيننا من وتيرتها بتعاون مشترك.. شعرت بها تسلمني طرف لسانها لأمتصه.. اذوق طعمه.. اغيب في حلاوته.. اغرق في تأثير سكره..



بالغنا في القبلة.. نسينا نفسينا .. اخذنا الوقت ونحن نروي ضمأنا من بعضنا بألسنتنا المتبادلة..



اظنها اكثر من ربع ساعة مرت !! ونحن غائبين في قبلة رومانسية طويلة تحولت لشهوانية قوية .. تزيد من عنفها بمرور الوقت..



( بقلم الباحــــث )







مات الكلام..







لم يعد له وجود او تأثير ..







افعال تترجم الشوق واللهفة والحرمان..







لن اترك الفرصة.. تفلت مني بعد ان قطعت كل هذه المسافة..



كأن تأثير الخمر زال.. فأنا أكثر وعيا و أدراكا بمحيطي الآن.. واعرف ماذا افعل..



استفدت من قوة حضني لها.. فقلبتها لتحتي.. فصار جذعي فوق جذعها.. وهي مستلقية على السرير .. لا يزال نصفها السفلي حرا..



بالكاد وسعنا السرير باستلقائنا المائل عليه.. نشكل ضلعا من ضلعي علامة الضرب..



لم افارق شفتيها .. اخاف ان افلتهما.. فتنطق.. لا اريدها ان تقول اي شيء.. قد يحثني للتراجع..



حررت يدي من تحت ظهرها.. و رحاب مغلقة عيونها للنصف.. لا تريد ان ترى ان من يقبلها .. فهو أخيها.. تريد الاستمتاع باللحظة دون تعكير صفوها..



بثوبها المثير الفاضح هذا و بسبب كثرة تحركاتها وانحساره اكثر عن جسدها.. لم يعد يغطي ثديها.. ربما حلماتها فقط..



صدرها مكور.. كبير.. لكنه قوي القوام.. مشدود.. ناعم جدا وطري جدا.. امسكته بيدي افرشه واصابعي تغوص فيه.. متلذذا جدا بملمسه المغري الناعم..



( بقلم الباحــــث )







سيبقى للحم النسوة العرب امتيازا يجعله في المقام الاول عندنا نحن الرجال حين يتعلق الأمر بالرغبة والجنس..



أنّات رحاب الهاربة من أنفها الجميل.. زادت مع تفريشي.. واستسلامها السريع غير المتوقع لي.. زاد أيضاً



وقبلاتي مستمرة لها دون توقف..



بقيت في هذا الوضع.. افرش نهديها بالتتالي .. حتى فاجأتني رحاب.. بحركة لم اتوقعها منها أبدا..



سحبت يدها .. ووجهتها نحو قضيبي من خارج الملابس تمسده برقة .. ! فسرى بجسدي تيار كهربائي.. كاد يودي بقضيبي للقذف! لشدة نعومة اناملها وسحر حركتها التي تلاعبت بقضيبي ..



تلك كانت الاشارة الرسمية الاكثر وضوحا وصراحة من رحاب.. بأستعدادها النفسي والجسدي للأنتقال للمرحلة القادمة.. لن نقضي الليلة نقبل بعضنا حتى الصباح؟؟؟؟



شعرتُ عندها فقط بالأمان.. استطيع الآن فقط ترك شفتيها.. واثق انها لن تنطق بشيء.. وصح توقعي..



( بقلم الباحــــث )



رحاب تفتح عيونها قليلا.. صامته.. شفاهها مفتوحة.. رطبة ساحرة محمرة لشدة مصي وتقبيلي لها..وانفاسها عالية واضحة تدل على اتقادها من الشهوة .. وصدرها الرائع يعلو بسرعة وينخفض مع تنفسها..



زحفتُ على يدي متراجعاً للخلف.. وانا اتخلص من البنطلون الذي قيدني.. وافتح قميصي لكي اكشف اكبر قدر ممكن من جسمي..



اريد لكامل مساحة جلدي ان يلامس جلدها.. دون فواصل او موانع او حواجز..



لم يكن صعبا كشف كسها.. فكلسونها كان لا يستر منه إلا القليل.. كما أنه ترطب وتبلل بكثرة جعلتني افهم مقدار حرمانها الذي تجاوز السنين..



بحذر و لطف.. ورقة.. اقترب انفي وفمي منه.. اتنفس عطره.. اشمه من خارج القماش المبلل..



لاحظت زنبورها المنتصب الذي برز من تحت القماش المبلل .. بل اتخذ القماش الملاصق له شكله..



فتحت فمي.. وضعته برقة على القماش المبلل..وقبلته.. فارتعش جسد رحاب لمرة.. مع حركتي تلك لدرجة هزت فيها حوضها بقفزة قصيرة..



كررتُ الأمر.. فكررت رحاب قفزتها وتنهداتها و همهمة تصدر منها وهي غائبة مستسلمة لمتعتها.. واندماجها معي في الجنون الذي نمارسه الآن!



( بقلم الباحــــث )



تجرأتُ أكثر.. مددت أصابعي لاكتشف الكنز الثمين المخفي عني.. فسحبت عنها الكلسون المبلل.. ببطيء شديد.. حتى بان امامي.. كنزها الثمين الذي أصابني بذهول لجماله!



أيعقل ان يكون هذا كسها! بعد ولادتين؟ كسها صغير.. ناعم.. رطب.. ممتليء.. شفرتيه الكبيرتين سمينة.. والصغيرتين حمراء .. لا أثر للشعر على جلده.. مؤكد لاستخدامها السكر بشكل منتظم..



زنبورها صغير بارز بين الشفرتين بالقمة.. مبلل كذلك.. لون كسها ليس ابيضا ولا ورديا.. لكنه صاف جدا.. يدل على رقتها و أنوثتاها الطاغية..



قررت ان أرحمها.. من حرمانها.. فأطبقت فمي كله على فتحة كسها .. ارتعشت رحاب.. مفلتةً ( آه..) واضحة عالية.. كررَتْها مع كل حركة اقوم بها من فمي ولساني الذي يريد تنشيف بحيرتها اللذيذة التي تكونت بفعل كسها الهائج..



بقيت الحس.. الحس .. ورحاب وضعت يدها الآن على رأسي. تخجل ان تقول شيء.. لا تزال تخجل مني !! اكتفت بالآهات الفاضحة التي تشجعني على القيام بمزيد من اللحس..



( بقلم الباحــــث )



حتى شعرت بتقلصاتها وانتفاضة جسدها وهي تضغط برأسي لأغوص في كسها اكثر.. ترتعش من اللذة والشهوة وهي تقذف.. فصرختْ بقوة.. كسرت كل تحفظها الفاشل الآن( آاااااااه..)



وكررت رحاب الـ ( آااااااه ..) وهي تمسك راسي بيد.. ويدها الاخرى تضعها على جبينها وتنزلها على عينيها.. لتمنعها من رؤيتي ..



لاتزال شهوتها متقدة.. مرة واحدة لا تعني شيئا للمرأة.. فكيف لو كانت إمرأة محرومة لأكثر من عام ؟



حان الآن دوري.. بعد ان تخلصتُ من كل ملابسي.. ورحاب تغطي عيونها بيدها.. مستسلمة.. وانا اجردها من ثوبها الفاضح الذي لم يستر شيء من جسمها ولن تحتاجه بعد اللحظة



كما ولدنا.. عراة.. الآن.. وقضيبي يريد أن يؤدي دوره.. زحفتُ بلطف فوقها مجددا.. وهي تباعد بين ساقيها لتسهيل وصولي وتوسطي لها..



وجهي قبالة وجهها.. واستند بكوعي على جوانبها.. وصدري يضغط صدرها العالي المكور..وقضيبي المشدود على آخره.. يريد الاقتحام..



قضيبي ذو رأس كبير.. مميز.. اكبر من العمود.. وجهت رأسه ليلاطف شفرتيها الرطبتين المرحبتين به.. المستعدتين له..



ورحاب تعض شفتيها للأحساس الرائع الذي أصابنا كلينا.. حتى أنا لم اصدق حجم المتعة التي اتلذذ بها الآن من مداعبة رأس قضيبي لفتحة كسها الناعم الجميل.. كأنه يقبله أيضا.. بالتزامن مع تقبيلي لشفتيها



( بقلم الباحــــث )



بهدوء وببطيء دفعت قضيبي.. ليخترق مهبلها الذي سال لعابه رغبةً له.. فسهل دخوله.. شعور لا تنفع الكلمات لوصفه.. سأكتفي من الكلام ..



دخل الرأس.. ورحاب تعض اكثر على شفتيها وتغطي عينيها بذراعها.. فهجمت على شفتيها المغرية مرة اخرى.. ورحاب .. تقبلت الأمر الواقع الآن.. فتجاوبت مع قبلتي وهي تأن وتهمهم مع قبلاتي متلذذة.. وانا أزيد من دفن قضيبي بمهبلها.. بالتدريج.. حتى غاب كله..



لم يكن أيلاجا سلسا جدا.. كس رحاب المهجور منذ اكثر من عام.. افقده مرونته قليلا لحسن حظي.. فصار ضيقا واكثر امتاعا.. ولم يفقد بلله ابدا..



بدأت أحرك قضيبي ببطيء .. أمام.. خلف.. أمام.. خلف..



رحاب فتحت ساقيها على الآخر.. لدرجة احببت امساك أحداها من تحت ركبتها..ارفعها اكثر قرب جذعها..







HD16lkl.md.jpg











زادت الشهوة.. ثم زادت الوتيرة.. و زادت السرعة.. وزادت آهات رحاب واندماجها معي وانا استغل كل انج من جسدها المتكامل.. افرش نهديها واقبلها واحرك قضيبي بسرعة في كسها..



حتى تجاوبت معي وصارت تحرك حوضها باتجاهي.. جننتُ في عقلي وانا لم اذق مثل طعم تلك النيكة من قبل في حياتي..



خرجت الكلمات مني وانا ازيد من رهزي



( بقلم الباحــــث )







رؤوف/ رحااااااب.. أنا بحبك.. بحبك يا رحااااااب.. بحبك!!



لم تجبني.. اقتربتُ من القذف.. شعرتْ رحاب بذلك.. فأتبهت أخيرا.. فتحت عينيها مذعورة تنظر لي وتصرخ .. مقاطعة مصي لشفتيها..







رحاب/. بلاش جوا.. بلاش جوا.. طلعهُ.. طلعهُ !!!



لكن.. هيهات.. ندائها كان متأخرا... فقدت السيطرة تماما وانا ازيد من طعني بقضيبي في كسها.. وارتعش.. ارتجف.. اتقلص .. اتشنج..لأفرغ فيها.. أحمالا لطالما اتعبتني لستة أشهر..



لبني كله.. بموجات متدفقة لبحر هائج.. تلاطم امواجه الغاضبة شاطيء عنق رحمها.. متحديا تمنعها ورفضها.. وضاربا رجاءها عرض الحائط..



اظنها دقيقتين او اكثر.. وانا اتقلص مفرغا حمولة لبني الكثيف المخزن.. في أعماق اعماقِ رحمها.



صمتت رحاب.. فالفاس .. وقع في الراس.. لن ينفع الكلام..







بعد لحظات.. من الهدوء الذي أعقب العاصفة! .. ارتخيت فوقها بكل ثقلي.. مستمتعا بشعور قضيبي الذي لايزال نابتا في كسها.. الهث متعرقا بسرعة لأخذ انفاسي بعد شوط حماسي من الجنس.. المحرم.. مع أختي!!



صمتٌ مطبق.. لدقائق طويلة..



ثم تحركت رحاب تبعدني عنها بصعوبة.. وجلست بقربي مستندة للسرير.. رأيتها تتناول مناديلا بقربها.. تنظف مرتعشة يديها .. ما تستطيع تنظيفه من لبني الذي اغرقها..



ثم نهضتْ عارية .. فتحت خزانتها.. أخذت ثوبا بيدها.. ثم ذهبت خارج الغرفة..



سمعت بعد قليل.. صوت انهمار مياه الدوش.. عرفت انها تستحم..



( بقلم الباحــــث )



مشاعري مختلطة.. مختلفة.. مابين ارتياح لتخفيف التوتر والاحتقان الذي كان يعذبني ويخنقني لأشهر.. لكني افرغته في اقرب انسانة لي!! ومابين الشعور بالندم.. أي شخص عادي سيندم بعد الشهوة.. فكيف لو كان تفريغها في شخص محرم!! ندم مضاعف..



سحبت غطاء على جسدي العاري.. اهرب من فعلتي بإغماض عيوني.. محاولا النوم.. ومعركة حامية الوطيس تدور الآن بين عقلي الواعي واللاواعي..



بين شعور بالمتعة والرضا.. وبين شعور بالأسف والندم..



بعد نصف ساعة.. دخلتْ رحاب.. ترتدي ثوبا محتشما.. غير ذلك الذي لوثته بلبني.. وعرقي..



ومن غير اي كلام.. انسلت تحت الغطاء.. ونامت منفصلة عني معطية لي ظهرها.. !!!



أغمضت عيني وادرت جسدي لها كذلك .. أحاول الهرب بالنوم..



( بقلم الباحــــث )



















رحاب ..







في بالي( ايه الجنان الي انا عملته ده !!! انا اكيد تجننت! ماهو كله مني!! انا السبب.. ما انا الي طلبت منه ينام جمبي.. اكيد لازم تحصل حاجة بينا.. ماهو راجل.. والراجل لما تجيلي الشهوة مايشوفش أي حاجة قدامه.. مايعرفش مين الست الي جنبه.. عشان مش شايف غير حاجة وحدة ولازم ياخوذها..!



طب انا اعمل ايه بس.. انا لخبطت الدنيا.. لا.. انا لخبطت ام الدنيا.. وخربتها خالص.. وكمان.. كمان خليته يجيب جوا !!! .. انا لازم اشوف حل للمصيبة دي.. قبل ما تحصل كارثة ثانية اكبر من الي عملتها معاه . انا السبب في ده كله.. انا السبب!!)







ماحدث لم يكن هيناً.. لا أعرف كيف وصلنا لهذه النقطة الحرجة بسرعة؟



تسللت داخل الغطاء على السرير.. في حالة إنكار تام لما حدث قبل قليل.. عقلي توقف عن التفكير الآن.. لدي مصيبة أخرى للتعامل معها فوراً !!!



( بقلم الباحــــث )



في مثل تلك المواقف اكتسبت خبرة من زواجي بعماد..



عندما قررنا عدم انجاب المزيد من الأبناء .. كان يمارس معي بطريقة القذف خارجي.. لكن لو فقد السيطرة.. وقذف في الداخل.. كنت اذهب لطبيبتي.. التي وصفتلي دواء يستخدم في الحالات الطارئة فقط.. حبوب خاصة يجب تناولها بأسرع وقت.. شرط ان لا يمر ثلاثة ايام على الممارسة.. سعرها غال جدا.. لكن.. ليست تلك مشكلة الآن.. ونسبة الحمل تقل كثيرا لتصل 1% فقط بعد تناول الحبوب



تباع في صيدليات خاصة.. ويمكن طلبها هنا في اوربا دون الحاجة لوصفة طبية



نهضتُ مبكرا جدا.. لأتهرب من رؤوف .. ارتديت ثيابي بعد ان خرجت من الغرفة بهدوء .. تاركة رؤوف غاط في نومه.. طبعا.. بعد ان وقعت الفريسة في الفخ .. ! من يهتم؟



لازال الوقت مبكرا لأي صيدلية لتفتح ابوابها.. لكني مع ذلك خرجت من الشقة هاربة.. افكار كثيرة تراود عقلي..



لكن كل تفكيري احصره الآن.. في حبوب منع الحمل الطارئة.. وعندما اتأكد فقط من عدم حدوث حمل.. سأترك لبقية الافكار والضمير والندم.. وغيرها بمهاجمتي كما يحلو لهم..



تمشيت بعيدا عن الشقة.. لم اشعر بقساوة البرد في الصباح الباكر.. بسبب انشغال تفكيري بما حصل.. و لومي لنفسي و عتبي عليها..



انا اخته الكبرى.. كان المفروض ان اسيطر على نفسي ولا اترك له فرصة ليستغل أرتخائي وتهاوني..



وصلت الصيدلية اقف امامها.. لا تزال مغلقة! سأنتظر في هذا البرد لساعتين على الأقل.. اريد ان اكون اول زبونة.. اريد ان اخذ الحبوب بأسرع وقت..



( بقلم الباحــــث )







مندمجةً بأفكاري المختلطة .. مر الوقت دون ان أشعر به.. أخيرا فتحت الصيدلية أبوابها.. كنت ملتصقة بالباب بعد أن تجمع بضعة زبائن خلفي في الدور..



وفور وصولي للسيدة الشقراء.. لم أنطق إلا بكلمة واحدة..



رحاب/ ليفونيلي.. آلشبليفت.. ( حبوب ليفونيلي رجاءً)



ذهبت الشقراء لغرفة اخرى خلف الواجهة.. وعادت بعد قليل تحمل بيدها العلبة ذات الحبة الواحدة !



وبعد ان امسكتها بيدي.. زال قلقي قليلا.. كنت أعرف استخدامها فتجاهلت الأنتباه و التركيز في كلام السيدة الشقراء.. التي كانت تشرح لي طريقة استخدامها بالتفصيل بلغة معقدة لا افهمها



ثم سألتني أن كنت بحاجة لشيء آخر.. !



طلبت منها اختبار حمل سريع.. أيضاً لزيادة الأطمئنان.. لن اطمأن.. حتى تمر دورتي الشهرية القادمة بسلام !



بلعت الحبة فور خروجي من الصيدلية بعد ان دفعت مبلغا ليس بصغير للسيدة الشقراء..



وتوجهت الى البقالة التي تفتح في السبت أيضا.. أحاول ان يسير يومي بشكل طبيعي.. إلا أنه قطعا.. لن سيكون كبقية الأيام..



بعد ماحصل.. لن يعود كل شيء كما كان!



( بقلم الباحــــث )











في البقالة



لاحظ رضا تغييرا ما علي.. لدرجة انه سألني بعد الظهر في الأستراحة.. ان كان كل شيءعلى مايرام..؟



مازاد من اكتئابي.. اني لن استطيع الاتصال بأبنائي اليوم.. فالسبت والاحد عطلة للمدارس!



كان ضميري يوخزني كل قليل.. ويطرح علي كل قليل نفس السؤال.. إن كنت لا أزال أستحق أن أكون أماً جيدة لأبنائي؟



صراعي الداخلي مع نفسي.. يشتتني.. أنا أمرأة في نهاية المطاف.. محرومة.. و لديها رغبات.. نعم.. لكن لا اجد تبريرا لتفريغها مع رؤوف ؟



في يوم السبت ينتهي عملنا أبكر من بقية الأيام..



اتصل صابر يذكرني بموعدنا المرتقب عصرا هذا اليوم..



كان لدي فسحة من الوقت تكفيني للعودة للشقة وتغيير ثيابي .. وثم الذهاب للموعد.. لكني لم أجد الشجاعة لفعل ذلك..



فخرجت من البقالة متوجهةً الى مكان يقع على نهر لافال.. اتمشى فيه رغم برودة الجو.. وهطول امطار خفيفة متقطعه.. احتمي منها بمظلتي الصغيرة..



لا أدري أي موعد.. تحضره النساء بهذا الشكل ! لن أبالي .. فما اخاف وقوعه الآن ( الحمل) هو شغلي الشاغل..



شهوة لا تتجاوز ساعة من الزمن.. لكن تبعاتها قد تستغرق كل الزمن ! تسللت بعض الدموع من عيوني على وجنتي.. التي خففتها قطرات المطر المتساقط..



أي موقف وضعت نفسي فيه في غربة اخذت مني كل شيء.. زوجي.. وابنائي..و أخي..! ونفسي!



( بقلم الباحــــث )







بقيت امشي تحت المطر.. بمحاذاة النهر.. شيء في داخلي حتماً قد أنكسر.. كأضحية اريد تقديم نفسي للنحر.. لأي جلاد سيذبحني موهماً لي كذباً بزوال الخطر !



والجلاد التالي.. هو صابر.. للحظة.. كنت قد هيئت نفسي فيها له.. اسلمها دون اي تردد او تفكير..



حتى رن هاتفي!!







هدى/ ايوا يا رحاب.. انا عارفة انك هتقابلي الي اسمه صابر بعد شويا.. ماهنتيش عليه يا حبيبيتي.. وعاوزة افكرك.. بلاش تستعجلي يا رحاب.. صدقيني .. الحل موجود!!



رحاب متفاجأة/ حل ! أي حل.. انا ضعت خلاص.. مش لاقية حلول.. خسرت كل حاجة..مش فارقة معايا قوي يعني لو خسرت نفسي لصابر.. ما انا كده كده خسرانه .. من غير ولادي.. مسواش حاجة..



هدى/ يابنتي.. انت مالك محبكاها قوي كده ليه ؟ انت مالك.. كويسه؟ عشان حاسه في حاجة مش تمام من صوتك..



رحاب/ مافيش حاجة متاخذيش في بالك!



هدى/ بصي يا رحاب.. كل العاوزاه منك.. اسبوع بس.. دي اي ست مهما كانت مستعجلة ع الجواز.. برده هتحتاج لأسبوع ع الاقل.. عشان تتقل حبتين ع عريسها..



اسبوع واحد.. لو ماقتنعتيش بالحل الي انا هجبهولك.. يا ستي العجوز ده مش هيطير.. ده اصلا لو عرف يمشي ع رجليه ..



( بقلم الباحــــث )















رغم همي و حزني.. فرضت هدى بكلامها الطريف ابتسامة خفيفة على وجهي..



رحاب/ .. همممم.. معرفش اقولك ايه بجد؟.. بس مقدرش اوعدك!!



هدى بزعل/ طب يا حبيبتي.. قابلي العجوز اللقطة ده.. لا يطير من بين اديك.. ولا حتى بنات بلشيكا تخطفه منك.. سلام !























رؤوف







نهضت صباحا بصعوبة.. لازلت عاريا.. استر نفسي بالغطاء.. افكاري متضاربة.. شعور بالندم.. يرافقه شعور ببعض السعادة والزهو والانتصار.. كلما عادت لذاكرتي لحظة الذروة. التي فرغتها في رحاب.. كلما عاد الانتصاب الخفيف لرأس قضيبي ..



اغتسلت.. و غيرت.. وشربت قهوة .. ورغم الجو الماطر.. ارتديت ثيابا رياضية.. وخرجت اهرول..لعلي اعاقب نفسي قليلا على ما ارتكبته من حماقة!



( بقلم الباحــــث )











في بالي( هو انا كنت السبب في كل ده! طب ما يمكن هي السبب..؟ في وحدة بحلاوتها و اثارتها تطلب من اخوها ينام جمبها؟ طب ولبسها؟ ممكن كان ده صدفه؟ ولا هي تعمدت تلبس كده عشان اشوفها واهيج عليها ؟ بس رحاب حلوة.. حلوة قوي..



انا من اول ما شفتها حصلي حاجة جوايا.. خلتني ابصلها بصة تانية.. مش بصة اخ لأخته.. دنا كنت بفكر فيها اكثر ماكنت بفكر بسابينا أيام كانت في حضني.. هو انا حبيتها فعلا؟ ولا عشان هي متحرمة عليا.. هو انا ليه دايما بستخسرها بعماد.. وبمل حد عاوز يتجوزها.. ؟ معقول انا بقيت اناني كده وعاوزها ليا لوحدي؟؟)







هرولت.. وبلل المطر راسي وثيابي واختلط بعرق جبيني .. وانا اركض وازيد من سرعتي..



صرت في وضع حرج.. لا اقدر فهمه ولا استيعابه.. وجدت نفسي محتار.. افكر في القادم اكثر من تفكيري بالذي مضى..



كيف سيكون مستقبلي معها؟ الى متى سأبقى في شقتها.. كيف سأواجهها اليوم.. ماذا سيكون رد فعلها عند رؤيتي؟



وسط زحمة الأفكار.. برزت من بينها فكرة.. علي التفكير في عمل.. لكي انتقل للعيش بعيدا عنها.. لا حلول امامي سوى ذلك !



( بقلم الباحــــث )



















رحاب



وصلت المكان في الموعد.. هذه المرة وجدت صابر قد سبقني وجلس قبلي.. اتخذ مكانا داخل المقهى بسبب الامطار..



لوح لي بعد ان لمحنى.. واستجبت له.. وانا اقترب منه.. لابد ان لاحظ هيئتي.. لم اكن في فوضى.. لكن واضح عدم استعدادي للقاء.. وجزء من ملابسي مبلل



بابتسامة خفيفة متجاهلا المزيد من النظر لهيئتي.. استقبلني صابر..



وبعد ان جلست مرتبكة بعض الشيء .. احاول اخفاء حذائي الذي تبلل تماما وتلوث ببعض الطين على جوانبه..



ثم طلب لي صابر مشروبا ساخنا..







صابر/ انا مش حابب آخذ من وقتك كثير.. كل الي انا عاوز اقولهولك.. اني خلاص لقيت شخص في منصب وسلطة بيمكنه من انه يضغط على مجلس الأسرة الي سحب منك حضانة ولادك.. عشان قانونيا الي عمله المجلس.. مش صح..



رحاب/ طب.. ماينفعش اقوم محامي؟ لو كان كلامك صح زي ما بتقول.. انهم تجاوزوا القانون؟



صابر بسرعة/ طبعا ينفع!!! بس عارفة القضايا الي زي ديه.. هتاخذ كام سنة في المحاكم..؟ لحد ما تثبت ان مجلس الأسرة خرق القانون!! وعبال ما يحكمو لصالحك.. ولادك هيكونوا خلاص عدوا ال16 على الاقل..



( بقلم الباحــــث )



رحاب مقاطعة/ ايه؟؟ ست سنين؟؟ معقول الكلام ده ؟



صابر/ زي ما بقولك.. واذا انت مش مصدقاني.. اسألي اشهر محامي في الولاية.. وهتشوفي هيجاوبك بأيه!!



رحاب/ طب.. وصاحبك ده.. ايه الي هيعمله عشان يتجاوز المحكمة والقضايا.. عايزة افهم..



صابر/ هو هيصدر امر.. باحضار ولادك لعندك.. عشان انت احق بحضانتهم.. طبعا مجلس الاسرة بعد ما جوزك يبلغهم بالي حصل مش هيسكت.. هيظطر يرفع قضية عليكي.. وشوفي انت بقه.. كام سنة عبال ما ياخذو حكم.. سواء لصالحهم او لصالحك..



وبكده ولادك هيكونوا في حضنك.. و ماتنسيش .. بعمر ال16 .. هما يقدروا يقرروا هيعيشوا مع مين.. هيكون عندك ست سنين ع الاقل.. ماضنش هيفكرو بعد المدة دي كلها يسبيوا امهم.. الي مافيش زيها في حنيتها وخوفها عليهم.. مش كده؟



رحاب بنبرة رجاء/ طب.. وهو. شرط اننا نتجوز.. عشان كل الكلام ده يحصل..؟



صابر بنوع من الحرج/.. احممم.. هو مش شرط.. بس انا مش لاقي حجة اقنع بيها صاحبي ده.. غير ان الولاد يهموني.. زي ولادي بالضبط.. عشان بيبقوا ولاد مراتي!! وبكده بس .. هضمنه بصفي ع طول..











ترددت كثيرا وانا سارحة في وضعي المحرج هذا.. ورغبتي لاستعادة اولادي هو كل ما يسيطر علي الآن.. ومستعدة بأن أضحي بروحي لأجلهم..



( بقلم الباحــــث )



تذكرت اتصال هدى.. واقنعت نفسي.. لماذا لا اسمع حل هدى ايضا.. لن اخسر شيئاً.. وارى أي الحلول أضمن و أنسب لي..







كنت قد بدأت أشعر بدوار خفيف.. وغثيان!! اعرفها.. تلك الآثار الجانبية للدواء.. سبق وان عانيت منها..







صابر/ كل الي انا محتاجه منك.. يا رحاب.. كلمة.. كلمة وحدة منك.. وعد منك بس .. وبعد وعدك ليه.. انا مش هستنى لحد ما نتجوز.. انا هبداء فورا بالإجراءات !؟ قلتي ايه؟؟







شربت مشروبي الساخن.. ثم لم استطع شرب المزيد بسبب غثياني .. افكر مع نفسي مستغرقة بضعة دقائق قبل ان اجيب..



رحاب/ طب..ممكن تديني اسبوع واحد بس.. افكر؟؟ ممكن ؟







صابر/ ...أسبوع !!!!!







( بقلم الباحــــث )



الجزء السابع



( بقلم الباحــــث )











رحاب/ ايوا..يعني انا مستاهلش انك تصبر عليا أسبوع بس ؟



صابر/ لا طبعا..أقصد.. اكيد تستاهلي.. زي مابتحبي.. بس ارجوكي متتأخريش عليا أكثر من كده..



رحاب مستغربة/ ممكن اعرف انت مستعجل ليه قوي كده ؟ليه محسسني زي مايكون فيه حاجة معينة وراك.. ؟ ولازم تلحقها؟



صابر/ لا.. بس الوقت مهم للي في سني! الحياة قصيرة قوي .. ماينفعش نضيع منها وقت كتير في الأنتظار!











لم اقتنع بوجهة نظر صابر.. لكني شكرته لمنحه لي اسبوعا آخر! واكتفيت من طرح المزيد من الأسالة عليه ..



انهينا موعدنا بعبارات ودودة .. تصنعت فيها اني على طبيعتي.. رغم كل ما مررته به اليوم..



ثم قررت العودة للشقة.. لابد لي من الاستمرار في الحياة.. مافعلناه كان غلطة كبيرة لا تغتفر.. لكن.. هذا لا يعني أنها سوف تكون نهاية العالم.. !!



وفي طريقي للشقة .. اتصلت بي هدى مرة اخرى.. ورغم الصداع الذي بدأ يصيبني والغثيان بسبب الدواء.. أجبتها وعرفتْ مني باختصار.. ما جرى في مقابلتي مع صابر



( بقلم الباحــــث )







هدى/ كويس انك سمعتي كلامي وخذتي بنصيحتي !



رحاب/ أما نشوف.. الحل بتاعك هينفعني ولا ..لاء؟؟



هدى/ مش هتندمي يا بنتي.. بس انت تعاليلي البوتيك بعد بكره الأثنين..عشان نتكلم..



رحاب/ يبقى لازم استأذن من رضا عشان أقابلك.. سلام..











اكملت طريق والامطار بدأت تزداد.. إلا أني عاندت نفسي وأصريت على السير كل المسافة لغاية شقتي.. كأني اعاقب نفسي..



مع الصداع القوي.. والغثيان.. والدوار.. والمطر.. والظلام.. اسير في الطرقات.. بفكر شارد..



ما كان لي غير ان اضع سماعة الأذن.. المتصلة بهاتفي.. لتسليني على طول الطريق الذي خفتُ ان يكون قصيرا.. ! محتميةً بمظلتي..



وفي خضم الأنكسار الذي أشعر به قد ألمَّ بي من كل جهة.. شيء ما وجهني لأختار تلك الأغنية التي طالما عشقتها في الغربة..



كأن كلماتها تخاطبني بالتحديد.. وانا بعيدة عن أحضان ابنائي وأهلي.. ولم اعد أجد أحدا من أهلي يحميني..



اغنية لحمزة نمرة.. وبالتحديد في مقطعها الذي تقول كلماته...



( بقلم الباحــــث )







متغير ياما عن زمان

قافل على قلبك البيبان

حبيت وفارقت كم مكان

عايش جواك

إحساسك كل يوم يقل

وتخطي وخطوتك تذل

من كتر ما أحبطوك تمل فين تلق دواك

بتودع حلم كل يوم

تستفرد بيك الهموم

وكله كوم والغربة كوم والجرح كبير

مبتديش حاجة اهتمام

أهلاً أهلاً سلام سلام

بقى طبعك قلة الكلام ومفيش تفسير



داري داري يا قلبي مهما تداري

قصاد الناس حزننا مكشوف

واهو عادي عادي محدش في الدنيا دي

بيتعلق بشيء إلا وفراقه يشوف

كل اللي معاك في الصورة غاب

وطنك والأهل والصحاب

كم واحد ودع وساب من غير أسباب







حتى آخر الأغنية.. التي أبكتني مع كل كلمة فيها.. لدرجة صرت أشهق من البكاء.. ومنعتني دموعي المختلطة بقطرات المطر الهاربة بأتجاه وجهي مع الريح.. من رؤية طريقي.. وانا أمشي.. أبكي بكاء حار وبحرقة شديدة..



مستذكرة ابنائي الذين أخذتهم ظروف الغربة من حضني.. و ذكريات الماضي .. والحنين للوطن يعصف بي اكثر مما تعصف به الرياح الماطرة الآن..



( بقلم الباحــــث )



تعثرت.. فسقطت على الأرض.. و سقطت مظلتي من يدي وانكشفت للمطر.. فباغتني حتى بللني تماما..



على الأرض.. باقية .. في ظلام ممطر.. لا أحد بقربي ليساعدني..



أجهشت بالبكاء.. لدرجة شعرت بحرارة دموعي تغطي وجهي.. فلم اعد اشعر بمياه المطر!!



دقائق من البكاء.. افرغت فيها كل حنقي وغضبي وحزني المتراكم في صدري.. لاعنةً الغربة بكل مظاهرها الخادعة..



دون شعور مني صرت اصرخ.. بصوت عال.. مع بكائي.. حتى لم يعد في مزيد من الطاقة للصراخ أكثر..



نظرت من حولي.. والمكان خال تماما من اي مارة.. شعرت وانا ساقطة على الأرض المبتلة بأنكساري ووهني وضعفي.. وصرت في حالة يرثى لها..



ثم ادركت.. حتى و ان بقيت هكذا حتى الصباح.. لن يهتم لي أحد.. كان لابد لي من ان اعالج انكساري بنفسي. دون انتظار أحد ليمد لي يد المساعدة..



كففت دموعي و توقفت عن البكاء.. ثم أعنت نفسي بنفسي.. لأنهض من جديد.. لا أحد آخر ليعينني مما انا فيه.. سوا نفسي..



رفعت رأسي أنظر للسماء المظلمة.. واغلقت عيني.. واستسلمت لقطرات المطر التي زادت من هطولها.. لعلها تغسل روحي بقطراتها .. لا وجهي فحسب..



لنصف ساعة تقريبا.. من بعد سقوطي .. بقيت بهذا الوضع.. ثم مرت من امام خيالي صورة ابنائي.. الذين صاروا هم السبب الوحيد الذي اعيش لأجله و من اجله..



فقررت استجماع قوتي.. والمضي قدما في طريقي.. وهدفي محدد وواضح.. ولن احيد عنه.. وسأصله مهما كلف الثمن...



( بقلم الباحــــث )



















رؤوف



لا ادري لماذا تأخرت رحاب بهذا الشكل.. منذ خروجها صباحا..لم أسمع منها خبر.. كانت متعودة ان تعود للشقة عصرا.. كنت قلقا جدا عليها..



اردت الاتصال بها لأطمأن عليها.. خجلي من فعلتي وخوفي من ردة فعلها منعني من حمل الهاتف واجراء المكالمة..



كأخ.. قلقت حقا بشدة عليها.. بل ان رحاب صارت تهمني كثيرا.. لدرجة خفت ان ما بداخلي نحوها ليس مجرد نزوة.. او غلطة.. بل هو تعلق.. وربما حب!!



قلقت جدا عليها .. و صرت امشي في الصالة جيئةً وذهابا.. وانا اتنقل في ذكرياتي معها ..



وما بين لقطات من الأمس .. وصراع مع النفس .. اقنعت نفسي انه لا بأس .. لو اتصلت برحاب واطمأننت عليها .. ولو بهمس !



قبل ان امسك الهاتف بيدي.. سمعت أخيرا طرقا على الباب ! لا ادري لماذا لم تستخدم رحاب مفتاحها ؟



فورا فتحت الباب رأيت منظرا اصابني بخوف وقلق شديد.. متفاجئٌ للمنظر الذي أراه أمامي !



( بقلم الباحــــث )



رحاب تقف على عتبة الباب في حالة يرثى لها !! وشعرها مبتل وثيابها متسخة وعيونها محمره!



كان واضحا جدا عليها انها أدَّت اشواطا عديدة من البكاء !! فسال كحل عينيها على وجنتيها.. وتلخبط مكياجها .. وتبللت ملابسها.. كأنها تعرضت لحادث صغير!!



ذعرتُ لمنظرها وهي تمر خاطفة لكتفي.. وانا بدأتُ بقلق اسألها







رؤوف/ رحاب!! مالك؟ انت كويسه؟ حصلك حاجة؟ انت بخير؟ ردي عليا.. انت بخير؟







طرحت عليها عدة أسألة لما اصابني من القلق عليها لكنها لم تجبني ابدا.. كررت بخوف تلك الأسألة عليها مجددا.. دون فائدة !!



تجاهلتني صامتة.. وفضلتْ الدخول دون أي حديث معي.. وتوجهتْ مباشره لغرفتها..



لم ادخل خلفها .. رغم قلقي المتزايد عليها.. فقط بقيت اطرح نفس الأسألة.. متأملا أن تعطف علي وتجيبني ؟؟



( بقلم الباحــــث )







رؤوف/ طب .. حد عملك حاجة.. فهميني يا رحاب.. انا فعلا قلقان عليك.. ارجوكي ردي عليه؟؟







كنت اتمنى الدخول للغرفة.. لكني لم اكن بحاجة لمزيد من الحرج .. فانا قد وضعت نفسي معها في وضع صعب جدا.. لا يسمح لنا في ان نتجاوز الحدود اكثر مما فعلناه!



جلستُ صامتا في الصالة.. انتظرها.. لأراها ماذا تفعل



..خرجت رحاب بعد قليل من غرفتها.. وفي يديها ملابس نظيفة وذهبت للحمام .. لتزيح عنها تعب وهموم هذا اليوم



أنتظرتها .. حتى تنهي حمامها وتخرج منه.. لأعيد محاولتي بأن افتتح الحديث مرة أخرى معها



لكنها تتجنبني بشكل عجيب لدرجة شعرت بها من نفسي بالخجل.. وصمتُ عندئذٍ.. عن تكرار أسألتي !



بعد ذلك دخلت رحاب الى غرفه النوم لتنام.. !! أما انا لا زلت في الصالة !



ترى كيف سأتصرف الآن؟؟ أأذهب لأنام بقربها وكأن شيئاً لم يكن ؟؟ ام احترم نفسي واقف عند حدودي.. وانام في الصالة؟



قررت ان انام في الصالة على الأريكة.. ولكن فقط سأدخل لغرفه النوم لأجلب منها غطاء ومخدة



( بقلم الباحــــث )



فتحتُ باب غرفتها.. وجدتها قد انسلت تحت الغطاء وغطت به حتى رأسها.. فأقتربت من السرير لأسحب منه مخدة على الأقل..



لكن.. شعرتْ بي رحاب .. وكلمتني أخيرا من تحت الغطاء..







رحاب/ مفيش داعي.. !







فهمت منها انها لن تمانع بنومي على السرير .. لكنها اخذت أقصى حافة السرير.. معطية ظهرها لي..



ثم قالت..



رحاب/ ارجوك مش عايزة اسمع اي حاجة منك.. !!!











الحليم.. تكفيه الأشارة.. عبارتها كانت كافية.. لأفهم بأنه علي الالتزام بحدودي.. وانها لن ترغب بأي نقاش حول ما فعلناه بالأمس..



بهدوء وحذر شديد.. استلقيت على السرير.. وأخذت اقصى الحافه المعاكسة و اعطيتها ظهري أيضا!



وضعت راسي على مخدتي محاولا ان انام .. كنت اود أن اعرف مالذي حصل حقاً لرحاب ..كنت قلقا جدا عليها .. لكني لم انجح بالحصول على اي أجابات منها!



( بقلم الباحــــث )



















رحاب



لا اتذكر اني نمت بشكل جيد.. لكني نهضت مبكرا جدا.. اخذت ثيابي من الخزانة وغيرت في الحمام..وخرجت من الشقة ..دون حتى ان اشرب قهوة!!



لا اذكر اني وضعت طعاما في معدتي منذ الأمس.. لكني لا اشعر بأي جوع.. ربما بسبب الاثار الجانبية للدواء الذي اصابني بغثيان..



علي انتظار يوم آخر.. لأجري فحص حمل سريع .. و كلي أمل بعدم حصوله.. لست بحاجة الى مشاكل انا في غنى عنها.. فتبعدني اكثر عن أولادي..



اليوم هو الأحد.. ومعظم المحلات الرسمية مغلقة هنا.. لكن الكثير من المحلات الصغيرة والعادية مفتوحة..



لا ادري كيف سأنهي اليوم.. تمنيته ان يمر سريعا..



مابين المشي على ضفاف النهر.. و بين التنزه في الحدائق العامة.. ودخول السينما.. لمشاهدة فلم درامي حزين ينعش اكتئابي أكثر.. انتهى اليوم..!



وعدت ليلا.. للشقة.. لا ادري كيف انهى رؤوف يومه.. لكن.. لا يزال يطرح علي الأسألة لقلقه علي.. ولديه رغبة لمعرفة ما حصل معي بالأمس.



( بقلم الباحــــث )







قطعت أسألته المتكررة.. وقلت .







رحاب/ احنا لازم نتكلم ؟؟؟







تعجب رؤوف لأني كلمته أخيرا بعد يومين من تجاهله..







رؤوف/ .. آه.. قوي قوي.. تكلمي!







استجمعت شجاعتي ونظرت له وقلت..



رحاب/ مش عايزة الي حصل بينا يتكرر ثاني.. ارجوك.. !!!







صمت رؤوف وهو يبتلع ريقه.. وينتظرني اكمل حديثي..



رحاب/الي حصل خلاص حصل.. ارجوك عايزاك تفهم.. ان الي عملناه ده .. كان غلطة.. وماينفعش نكررها تاني ابدا .. ارجوك .. انت فاهمني؟؟







نظر لي رؤوف بشيء من الصدمة.. كأني قطعت سلسلة من سلاسل احلامه.. اتراه كان يطمح للمزيد؟؟ لا لن اسمح له بالطموح اكثر..



رؤوف/ ها.. اه .. فاهم..







رحاب/ لو كنت فعلا قلقان علي ولسه بتعتبرني أختك.. وتخاف عليه و على مصلحتي.. يبقى ارجوك.. تنسى الي حصل مابينا .. وبلاش تجيب سيرته تاني ابدا.. فاهمني؟؟







رؤوف بتردد/ .. فاهمك.. !



رحاب/ توعدني؟



رؤوف/ بأيه؟



رحاب/ أنه ده.. مش حيحصل ثاني؟؟



رؤوف على مضض/ .. بوعدك..



( بقلم الباحــــث )



حاولت ان انهي النقاش بعد ان حسمت الموضوع امام رؤوف.. وتحولت للكلام بشيء آخر..



رحاب/ كل حاجة هتفضل زي ماهي.. لأننا احنا اخوات..مش كده ؟



رؤوف/ اه.. طبعا اخوات..



رحاب/ وبيتي هو بيتك يا رؤوف .. لحد ماربنا يفرجها عليك.. وهتنام على سريري.. لغاية ما نشتريلك سرير صغير.. تنام عليه براحتك.. كده احسن ليه وليك.. مش كده؟



رؤوف/ زي ما تشوفي يا رحاب.. انا المهم عندي راحتك.. وانك تكوني بخير.. صدقيني..







شعرت بصدق كلام رؤوف في جملته الاخيرة.. وأملت بافتتاح صفحة جديدة معه.. ومواصلة معركتي لأسترداد ابنائي في هذه الحياة الصعبة..



( بقلم الباحــــث )







في الصباح التالي..بعد أن مرت ليلة اخرى مع رؤوف.. بسلام ! ذهبت لبقالة رضا للعمل.. وطلبت منه ان يأذن لي اليوم بالخروج مبكرا.. لكي اذهب للقاء هدى.. وأرى ما في جعبتها..



وافق رضا.. لكنه ترجاني العمل لغاية منتصفه.. فاليوم الأثنين.. والحركة على أشدها في بداية الأسبوع..



بعد الظهر.. شكرت رضا كثيرا واستأذنته مغادرةً .. لألتقي هدى في البوتيك..







وصلت لهدى.. كانت ترتدي ثوبا آخر ابهى واجمل و أغلا! ورحبت بي بحرارة.. ثم طلبت لكلينا مشروبا ساخنا







هدى/ انا فرحت بجد انك مرميتيش نفسك الرمية المنيلة أياها.. وسمعت نصيحتي!



رحاب/ أما نشوف.. ! على **** الاقي الحل على أديكي !



هدى/ طب يا ستي..في الأول .. انت لازم تجي تشتغلي معايا..!



رحاب/ بس انت قلتيلي .. انك هتحتاجيلي بعد ما يجهز البوتيك الثاني .. الي لسه انت ما شتريتيهوش.. ؟



هدى/ عارفة يا حبيبتي.. بس مايضرش.. عشان انا محتاجالك قوي.. هنا معايا في البوتيك الكبير ده.. وزي انت ماشايفه احنا مش ملاحقين ع الزباين



( بقلم الباحــــث )



رحاب/ **** يزيدك كمان وكمان..



هدى/ يخليكي ليا يا رحاب.. عشان كده.. انا بقولك.. الاحسن تجي تشتغلي معايا هنا بالأول ؟



رحاب/ واحنا هنلحق نعمل كل ده بأسبوع ؟؟



هدى/ ماتخافيش.. هنلحق.. وهيعجبك الحل الي وعدتك بيه برده.. انا متأكده



رحاب/ طب ما تقوليلي بجد.. ايه هو الحل بتاعك ؟



هدى/ صدقيني.. هينفعك.. بس الاحسن انك تكوني معايا هنا .. وانا هفهمك وقتها بكل حاجة.. خطوة خطوة..



رحاب/ طب و رضا!!!



هدى/ يابنتي يشوفله هو اي حد يشتغل مكانك وخلاص..هو مش هيغلب.. متشيليش همه انتِ..











بدت فكرة هدى مغرية.. ووافقت هذه المرة على العمل بها.. ليس لأن البوتيك اثار اعجابي فقط.. ولكن لأرى الى اين تريد هدى الوصول بي؟



كذلك طرأت لي بنفس الوقت فكرة مذهلة ! سأقنع رضا بقبول أخي رؤوف للعمل عنده بدلا عني؟



سيكون هذا حلا مناسبا وعادلا للجميع.. ورؤوف يحتاج للعمل.. ليشغله قليلا عني أيضا ً!!



( بقلم الباحــــث )















رؤوف



ماطلبته مني رحاب.. كان عين الصواب.. رغم ما في داخلي من أعجاب متزايد نحوها.. ومشاعر ليست في محلها! فهي ستظل أختي.. إلا أني مظطر للقبول بشروطها..



كفاني أنانية.. لا أريد أنانيتي أن تخرب حياة رحاب.. وتحرمها من أولادها.. كما أني.. لا أريد أن اكون سببا آخر لأيذائها.. او أن أحملها هماً فوق همومها..







كان علي أشغال نفسي بأي شيء آخر.. لكي امنع نفسي من التفكير .. برحاب أكثر!



كنت قد نظفت الشقة ورتبتها واعددت العشاء لأجلها.. أحاول ان أصالحها بتلك الأفعال.. ولأشعرها بالأمتنان.. لصنيعها الجميل معي..



لكن يبدو ان رحاب عادت أبكر للشقة على غير عادتها !



فتحتُ الباب.. و دخلتْ رحاب.. والقت التحية.. ومن شكلها.. يبدو انها تحمل معها أخبارا هامة!!



تصرفت رحاب منذ حوارنا الأخير بشكل أعتيادي جدا.. تريد ان تعيد الأمور الى طبيعتها .. الى ما قبل الـ... حادثة!



جلستْ على الأريكة في الصالة.. تأخذ انفاسها..



( بقلم الباحــــث )







رحاب/ انت مش بتدور على شغل.. بقالك زمان !







استغربت قليلا لسؤالها.. الذي لم اتوقعه..



رؤوف/ ها.. آه طبعا.. بس مين الي هيرضى يشغلني.. مانتي عارفة.. انا خريج سجون دلوقت!



رحاب/ يابني ده بس عشان انت بتدور شغل في المؤسسات الرسمية بس..!



رؤوف/ مش فاهم قصدك!



رحاب/ يعني .. اعمال حرة.. تجارة.. ما دورتش فيها.. ! ودول مش محتاجين غير بس .. حد يرشحك ليهم!



رؤوف/ هو انتي لقيتيلي شغلانة.. صح!!!



رحاب/ ايوا.. انت هتشتغل مكاني مع رضا.. انا هقنعه يشغلك مكاني؟



رؤوف/ ايه؟؟ طب .. لو افترضنا انه وافق.. انت هتروحي فين؟



رحاب/ انا هشتغل في بوتيك صاحبتي هدى.. انت عارفها! بس ماظنش انك فاكرها.. دي زميلتي من ايام الجامعة..وتعرفت عليها بالصدفة هنا..



رؤوف/ مبروك.. يا رحاب.. انت تستاهلي كل خير..انا معرفش هودي جمايلك فين..؟



رحاب/ ولا جمايل ولا حاجة.. انت نسيت.. احنا اخوات !!!







كأن رحاب شددت من نطقها للجملة الأخيرة .. تريد بها أن تذكرني بالحدود الطبيعية المرسومة بيننا.. كأخوة!







رؤوف/ اه طبعا احنا اخوات.. بس بردو.. اشكرك من قلبي !







رحاب/ ماشي.. انا هاكلمهولك بكره.. وانت جهز نفسك للشغل الاسبوع ده.. بعد بكرة بالكثير..



( بقلم الباحــــث )







اثناء ذلك.. رن جرس الباب..







نهضت رحاب من مكانها



رحاب/ انا الي هفتح!!!



رأيت من خلال الباب المفتوح من رحاب .. عمال نقل أثاث كما يبدو.. يحملون بأيديهم كرتونات كبيرة.. وادخلوها للصالة !







رؤوف/ ايه ده ؟



رحاب/ ده.. سريرك يا رؤوف.. انا اشتريتهولك على حسابي!



رؤوف بصدمة/ ها.. طب كنت تقوليلي.. كنت انا الي دفعت..



رحاب/ مفيش فرق بينا يا رؤوف. بس لازم انت الي بتركب السرير بنفسك.. و اظن انه مش هيصعب عليك..يا رؤوف!



رؤوف/ طب وحركبه فين ده؟ في انهي حته من الشقة ؟



اثناء حواري مع رحاب .. انهى العمال عملهم.. واعطيتهم بقشيشا.. وشكرتهم.. وقبل ان يخرجوا ..أخذوا معهم الأريكة القديمة!!



لم تجبني رحاب على سؤالي.. لأني فهمت اين سيكون موقع السرير الجديد..بالتأكيد بدلا عن الأريكة.. !



ولم يفتها أيضا.. ان يكون السرير الذي طلبَته.. ذو نوعية قابلة للتحويل .. ليس أريكة تتحول لسرير.. بل كان سريرا أكثر من كونه أريكة.. حين يتم تحويله للشكل الآخر..



فكرة ذكية من رحاب.. انهت بها بأدب.. مطامعي وطموحاتي المحتملة لأي تلامس جسدي معها في المستقبل !



لم انطق بشيء.. لكني أحترمت موقفها.. لا أريد أن اخسرها للأبد.. رغم أن شيئاً في داخلي.. لا يزال يتمسك برحاب.. ويسقي آمالي فيها .. ليس الآن.. ربما في وقت لاحق! لكني لن أيأس من ذلك الأمل !



( بقلم الباحــــث )



بعبارات رشيقة.. ومهذبة.. بينت لي رحاب.. انها لا تزال تثق بي! وبوعدي لها..لكنها فعلت ذلك.. لأنه ليس من الأصول استمرار نومي معها على نفس السرير..



وعن نفسي.. قدرتُ ايضا حاجتها للخصوصية.. فهي أمرأة.. وجميلة ايضا.. لن تظطر كل قليل الذهاب للحمام لتغيير ملابسها بسببي!



حزنت قليلا رغم احترامي لموقفها.. لأني تعودت في الايام القلائل الماضية ان اشم عطرها وعطر شعرها وجسدها وهي تنام بقربي



كانت تعطيني احساسا وشعورا مزيفا.. بأني زوجها! لكني لم اكن كذلك.. ومع هذا.. استمتعت بذلك الدور كثيرا واحببته.. بل ولا زلت اتمناه في عقلي الباطن!



انهينا العشاء.. وتصنعنا ومثلنا .. بأن كل شيء عاد لطبيعته.. لكنه قطعا لم يكن كذلك..



لا شيء يعود لطبيعته ابدا.. بعد ان ينكسر! مهما حاولنا أو تصنعنا ذلك!



غادرتني رحاب آخر الليل لغرفتها.. وتمنت لي ليلة سعيدة!



تركتني وحيدا لأفكاري .. المختلفة .. التي تلعب بي ككرة قدم..



فصرت أصارع.. مشاعري التي بدأت تنمو وتكبر وتصبح اقوى.. و رغبتي بأن لا أخسرها للأبد..



( بقلم الباحــــث )



















رحاب



في الصباح ..



قضيت ليلة آمنة! دون التفكير في الأنزلاق نحو رغباتي او ضعفي تجاهها.. لا القي اللوم على رؤوف.. بل كنت اخاف من نفسي.. اكثر من خوفي منه..



كنت قلقة جدا..لأختبار الحمل.. كان علي أجراءه بالأمس ليلا.. لكني فضلت اجراءه صباحا.. لأطمئن من مسألة حساب الوقت!



يدي ترتعش في الحمام.. وانا انتظر العلامة على الشريط... قلقة متعرقه .. شاحبه...



اخيرا.. تنفست الصعداء بعد ان كانت النتيجة سلبية بظهور خط واحد!



زال اغلب القلق والخوف.. لازلت انتظر الأطمئنان والأمان.. بحلول موعد دورتي الشهرية.. عندها ستختفي مني جميع الشكوك والظنون والمخاوف !



غيرت ثيابي بعد الحمام.. و خرجت لبقالة رضا.. وفضلت مواجهته مبكراً..



في البداية.. عاتبني رضا كثيرا.. .. بصراحة رضا له مواقف كثيرة جيدة معي.. حتى وان كان لا يستطيع اخفاء أعجابه بي.. لكنه لم يزد على نظراته المعجبة بي بشيء آخر.. نظرات غير مؤذية.. فقط



( بقلم الباحــــث )



لكنه اقتنع في النهاية بأسباب تركي العمل معه .. ثم أقنعته بأخي رؤوف كبديل عني .. ربما كان هذا هو سبب اقتناعه.. لأن رؤوف يبقى من ريحة الحبايب!



تم الأتفاق..



بعد ذلك .. أتصلت بهدى.. وبشرتها بالخبر



طلبت مني هدى.. الحضور للعمل غدا مبكرا جدا.. لتوقيع عقد عمل رسمي يضمن حقوقي.. وتفاصيل اخرى..



وعدت للشقة نهاية اليوم.. لأهنيء رؤوف بعمله الجديد! مع رضا!



















رؤوف



فرحت بخبر عملي مع رضا.. الأهم عندي ان تكون رحاب سعيدة.. لا اريد ان اكون حجر عثرة في طريقها..



اعطتني رحاب رقم هاتف رضا وتواصلت معه.. وتم الأتفاق معه على كل شيء..



سأهلك نفسي في العمل.. لن ادخر وسعا إلا وبذلته.. اريد ان تفخر بي رحاب.. امام رب عملها السابق.. اريد ان أشغل نفسي عنها قدر أستطاعتي.. اريد ان انسى؟؟؟؟



لكني عبثا كنت أحاول.. كيف أنسى تلك الليلة الجميلة.. التي عادلت عندي الف ليلة.. وشريط احداثها يمر من امامي طوال الوقت..



كأني اشاهد فيلما.. معروضا أمامي.. من اول لمسة حتى آخر قطرة لبن أفرغتها في رحم رحاب.. بل لا أنسى ولا لقطة.. كل شيء يمر أمامي بالتفصيل.. !



أتساءل ان كانت رحاب تفكر مثلما أفكر؟ هل تحاول النسيان وتصارع رغباتها؟ هل تشتاق لي؟ أيعقل أنها نسيت لحظات أرتعشت فيها معي بعنف.. مفرغة كل حرمانها وشوقها معي!!!؟؟



( بقلم الباحــــث )



هل انا كنت لها مجرد شخص متوفر بسهولة لتلبية الطلب! لتفريغ الحمولة! للقضاء على الشهوة! كيف كانت تنظر لي وانا فوقها؟ أخ.. أم حبيب.. ام مجرد رجل ؟



سأظل أعاني كثيرا.. لوحدي.. كما اظن.. لا اجد راحة من معاناتي..بل أظن بأن الأمر لا يتعلق بحرماني .. بل يتعلق بعواطفي. . أظنه كذلك!



سأذهب قريبا الى بيوت الدعارة.. سأفرغ كل طاقتي الرجولية.. كل يوم.. لن اسمح لشهوتي بالتغلب علي والسيطرة على مشاعري..



ان كانت شهوتي توهمني بأنها بسبب عواطفي لرحاب.. فلتذهب شهوتي للجحيم.. سأفرغها حتى تنضب مع أمرأة مومس مختلفة كل يوم !



















رحاب



في اليوم التالي.. استيقظنا كلانا انا ورؤوف.. كل يذهب لعمله الجديد..



وصلت الى بوتيك هدى.. التي استقبلتني بحرارة كبيرة وسعادة..



اخذتني من يدي.. تعرفني بالمكان.. هذه المرة كعاملة فيه.. لا ضيفة او زبونة.. وتعلمني على واجباتي المهمة التي نوطتها بي.. واكتفت بعدد محدد منها.. لأنها لا تريد ان تضع كل شيء على عاتقي منذ البداية..



وعدتني انها مع مرور الوقت.. ستعلمني واجبات اخرى حالما اتمكن من الحالية..



( بقلم الباحــــث )



كنت اشعر بسعادة قليلة.. ما يعكر صفو سعادتي .. كان رغبتي في معرفة الحل الذي وعدتني به هدى.. وكذلك الخطاء الذي ارتكبته بحق نفسي مع رؤوف.. فمهما حاولت تجاهله.. فشلت!



مر اليوم بوتيرة سريعة.. العمل مختلف تماما عن البقالة فعلا.. عمل غير شاق لكنه يحتاج لتحسين لغتي الفلامانية..



هدى اكتشفت فيَ ذلك العيب.. لكنها طمأنتني..الى انها ستساعدني كثيرا بهذا الموضوع..



خاصة ان لديها زبائن من مختلف الجنسيات.. وكان علي ان احفظ جملا وحورات محددة احتاجها مع الزبائن السكان الأصليين للبلد..



استمتعت كثيرا بمناظر الملابس المختلفة.. والموديلات المثيرة .. وتذكرت الثوب الاحمر الذي اهدته لي هدى في لقائنا الماضي .. كأنها أهدته لي ليكون سببا في أثارة أخي وهيجانه علي..



آه لو تعلم.. ان أخي مارس الجنس معي بهذا الثوب!



الجميل في البوتيك.. ان زبائنه من كلا الجنسين.. وعوائل كاملة تستطيع التبضع داخل المحل.. فكنت أرى مختلف الاجناس..



قبل نهاية اليوم.. دخل زبون.. جعلتني هدى انتبه له؟ رجل بلجيكي .. نحيف جدا.. لكن بنيته قوية كما يبدو.. متوسط العمر.. في ألاربعينات من العمر.. اشقر بعيون خضراء..يشبه قليلا توم كروز! لكن بالتأكيد هو اطول منه بكثير..



( بقلم الباحــــث )



فور دخوله ابتسم بحرارة لهدى والقى عليها التحية وعيونه كانت تلمع لرؤيتها .. هدى تجاوبت معه بنفس الدرجة.. ثم اكمل الرجل تجواله في البوتيك..



لا اعرف قصد هدى من تنبيهي لهذا الزبون! فتهامسنا بحديثنا معا بعد انشغاله بالتجوال في البوتيك







رحاب/ هعمله ايه يعني..؟



هدى/ بصيتي كويس؟ شفتيه كويس؟



رحاب/ ..ممم.. اه شفته كويس.. ايه المطلوب مني اعمله دلوقت؟



هدى/ ده.. بيرنارد.. زبون دايم للبوتيك.. مش متجوز ولا يحب سيرة الجواز .. تقدري تقولي جربه مرة وطلق.. وكرهه خلاص



رحاب/ باين انك عارفه عنه كل حاجة.. وايه كمان يا ستي؟



هدى/ بيرنارد .. يبقى هو الحل !!!



رحاب بأستغراب/ يعني ايه.. مش فاهمة؟؟



هدى/ هو ده الي يقدر يرجعلك حضانة ولادك..



رخاب/ ايوا ازاي يعني.. و مقابل ايه؟



هدى/اسمعيني يا بنتي.. مش احسن انك تلاقي حل سريع و بسيط ؟ .. بدل ما تتجوزي الي أسمه صابر العجوز ده .. ويعالم لو هينفذ وعوده ليكي ولا لاء بعد ما يتجوزك.. وتبهدلي نفسك معاه.. عشان انا عارفه الاشكال ديه صدقيني.. مش هتطولي منه حاجة.. هيفضل يعشمك.. عشان هو عارف انك هتسيبيه اول متلاقي ولادك في حضنك.. وهيبعزق عمرك معاه ع الفاضي .



رحاب/ تفتكري ده ؟ هو انت شايفه كل ده في صابر؟ طب ازاي انت واثقة قوي كده من رأيك فيه ؟



هدى/ صدقيني.. انا ياما عدوا عليه اشكال.. زي صابر وغيره.. عشان كده خايفه عليكي منه ..



رحتب/ طب.. لسه ماقلتليش..دخله ايه الي أسمه بير.. ايه.. هو اسمه ايه ..؟



هدى/ بيرنارد..



رحاب/ ايوا.. دخله أيه بموضوعي ..و ازاي هيرجعلي ولادي..



هدى/انا هقولك.. بس اوعي تتعصبي .. ماشي ؟..



رحاب تفقد صبرها/ مش هتعصب.. بس ريحيني..!



هدى بتردد/.. عزومة عشا رومانسية معاه.. وهو هيخلصلك الموضوع كله بعد كده..



رحاب بغضب/ ايه.. تقصدي.. ايه بالضبط.. نوريني؟؟؟



هدى/ صدقيني.. ده لمصلحتك.. احسن ما تضيعي عمرك كله مع راجل قد ابوكي.. فتحي غمضي.. اهي ليلة وتعدي.. وبعد كده ولادك في حضنك..



( بقلم الباحــــث )











غضبت كثيرا.. وتوقفت عن الكلام.. بعد أن فهمت مقصد هدى .. ولولا انها صديقتي.. وللتو عملت معها لكان لدي تصرف آخر !!..



كتمت غضبي محتقنة.. شعرتْ هدى بغضبي وتوقفت هي الأخرى عن قول المزيد من كلامها الذي فاجأتني به.. لم اتصور ان يكون الحل بهذه الطريقة..



وبعد انتهاء العمل رسميا وقبل ان اخرج من المحل .. نادتني هدى مرة اخرى.. وتكلمت معي بهدوء







هدى/ الي انت مش عارفاه.. بيرنارد.. يبقى محافظ البلدة .. يا رحاب.. المحافظ بعينه.. عارفه يعني ايه المحافظ!!!







فوجئت بكلامها هذا.. ونظرت نحوها.. لأسمع منها المزيد..



المناصب في تلك الدول تختلف عن دولنا العربية.. طبيعي جدا ان يقف محافظ او حتى وزير بقربك..او يقف في الدور.. دون شوشرة او صحافة او حمايات او مواكب أوسيارات فارهة.. !



بل ان بعضهم يقود دراجة هوائية ليصل مكتبه الذي يمارس فيه سلطته من منصبه..



كان الخبر بالنسبة لي.. صادما.. فرفع من سقف طموحاتي وجعلني اعيد التفكير بكلام هدى رغم اعتراضي الشديد عليه في البداية..



لكنني عاهدت نفسي ان افعل كل شيء واي شيء.. ولن تهون علي نفسي في سبيل استعادة اولادي.. الذين لم اسمع صوتهم منذ يوم الجمعة الماضي.. وزاد قلقي عليهم..



( بقلم الباحــــث )



رحاب/ ايوا.. سامعاكي!!!



هدى/ بيرنارد.. بتاع نسوان.. الكل عارفه.. بيقدر يستغل نفوذه وسلطته.. ببساطة.. لو ضحكتيلي وخليتيه يعجب بيكي؟ خصوصا .. انك مظلومة زي مافهمت منك.. يبقى الموضوع هيكون اسهل عليه..



لو عجبتيه.. وأنا متأكده من ده! يبقى طاقة القدر اتفتحت ليك يا بنتي!



رحاب/ طب وانت عرفتي المعلومات دي كلها ازاي؟



هدى/ ابقى هحكيلك بعدين.. بس انت شوفي موضوعك بالأول.. !



رحاب/ .. معرفش.. انا.. انا محتاجة افكر مع نفسي شوية!



هدى بشيء من التهكم/ فكري ياختي.. براحتك.. زي ما تحبي!! بس عايزة افكرك بحاجة.. مش ضروري تديله كل حاجة هو عاوزها! لو كان ده مش عاجبك! شغلي مخك شوية يابنتي.. وهتعرفي ازاي تاخذي حاجتك منه.. من غير ما تديله كل حاجة هيطلبها منك !











رنت جملة هدى الأخيرة كثيرا في رأسي.. وصرت اقلب كلماتها كثيرا.. واحاول ان اقنع نفسي بصوابها..



تعبت كثبرا من الأيام التي تتلاعب في .. كلوح خشب مهمل طاف على سطح المحيط.. تلاعبت به امواجه ايضا كيفما اتفق.. ان هاج..



اريد الحلول المنطقية الواقعية القابلة للتنفيذ والمضمونة النتائج.. لتعيد الي فلذتي كبدي وتنهي معاناة فراقي لهما..



( بقلم الباحــــث )















رؤوف



باشرت العمل مع رضا.. الذي كان يجاملني كثيرا.. لم أستغرب فعله معي.. كان ينقصه فقط ان يقولها لي جهراً .. أنه معجب بأختي!! كل افعاله تدل على ذلك..



بصراحة.. اعذره.. ان كنت انا نفسي اخاها.. معجب بها وبجمالها.. فكيف لا يعجب هو بها ايضا..



لا ينقص رحاب شيءً.. حتى وان كانت في نظر المجتمع أمرأة مطلقة ولديها ابناء.. عمرها .. وجمالها .. وكل ما يميز شخصيتها يجعل منها أمرأة مرغوب فيها جدا.. خاصة في مجتمع الغربة.. حيث تقل الاختيارات للرجل العربي المغترب ..أكثر..



مر اليوم الأول من العمل على خير.. لم اكره هذا العمل.. خاصة بعد معاملة رضا الجيدة معي..



اردت من هذا العمل.. ان انشغل قليلا.. بنفسي عن رحاب.. وكذلك كرهت البقاء طوال الوقت حبيسا في الشقة.. بعد ان كنت حبيس السجن..



يوم ثم آخر.. وانا اندمج شيئا فشيئا بالعمل الجديد..



لم يحدث اي شيء بيني وبين رحاب حين كنا نجتمع ليلا على العشاء.. كنا نحاول ان نبدو طبيعيين.. رغم اننا لم نكن من الداخل كذلك..



( بقلم الباحــــث )



اما اليوم.. أظنه سيكون استثنائيا..



لم اعد للشقة.. بعد ان انهيت العمل مع رضا.. بل أتصلت بخالد.. واتفقت ان نسهر معا في بار يعرفه..



وكعادتي معه .. اجرينا حواراتنا التافهة لتمضية الوقت.. والاستمتاع بالموسيقى الهادئة.. لم ارغب بالسكر.. فقط بضعة زجاجات بيرة.. تعلمت درسا مهما.. من المرة السابقة!



بعد قليل شاهدنا فتاتين.. شقراوات.. جميلات ونحيفات.. يبتسمن لنا من غير سبب مقنع!







خالد/ .. دول بتاع الـ... بتاع!



رؤوف/ فهمتك.. بس ع اللله يستاهلو..



خالد/ ما تجي نروحلهم..



رؤوف/ .. بينا يا زميل!







تكلمنا معهن.. فأخذت واحدة بيدي واخذ خالد واحدة بيده..



في تلك البارات.. تدفع مبلغ معين لتستأجر غرفة مخصصة في الطابق العلوى.. ولا تنسى ان تدفع ايضا للفتاة التي صحبتها..



كل منا افترق مع رفيقته.. و دخل غرفته..



الفتاة التي بصحبتي كانت جميلة .. رشيقة.. كل مواصفات الفتاة الاوربية المرغوبة موجودة فيها..



فور دخولنا الغرفة الصغيرة التي هي عبارة عن سرير و كرسي..



طبعت يوليا ( اسم الفتاة) قبلة على خدي وهي تبتسم!..



حواري معها كان مقتضبا.. تبادلت معها القبل.. ونحن نتحرر من ملابسنا... وانا ادفع بها وهي تسحبني نحو السرير الصغير..



( بقلم الباحــــث )



جسدها ناصع البياض.. ناعم املس.. مشدود .. وصدرها متوسط.. منتصب وحلماته وردية شاحبه..



بطنها مقعرة و سرتها جميلة جدا مزينة بقرط معدني خاص اضاف لها جمالية وأثارة..



لا زلنا نقبل بعضنا .. وصرت فوقها قليلا.. ثم تحررنا من اغلب ملابسنا..



وبينما بدأت بتفريش صدرها المنتصب.. همهمت يوليا وهي مستثارة بكلمات فلامانية وآهات..



وحين يصل الأمر للآهات.. تتوحد فيما بينها شعوب العالم.. بجميع اللغات! فالآه آهٌ .. لا تحتاج الى ترجمة..



يوليا تأن تحتي.. وانا اشتد قضيبي لآخره.. وصرت افرش نهديها بقوة.. حتى صرخت يوليا من الألم.. لكنها لم تطلب مني التوقف.. لأنها تستمتع بتفريشي القاسي لصدرها



تشجعتُ لأواصل المزيد.. وفي داخلي رغبة جنسية متراكمة.. رغم أني فرغت جزء كبير منها في رحم أختي.. لكني لا أزال بحاجة لتفريغ المزيد



قضيت على أي فكرة وردتني ..من شأنها ان تذكرني من بعيد أو قريب برحاب.. وانا منشغل بتفريش يوليا .... لن استحضرها في خيالي أبدا.. ولن اذكرها..!



تحررت يوليا من بنطلونها الجينز.. ورأيت كلسونها الوردي الناعم الرقيق كرقتها..



قررت ترك كل شيء والاهتمام بكسها.. داعبته من خلف القماش بأصابعي.. ثم نزلت بفمي على سرتها الجميلة.. واصابعي تنزع كلسونها عنها.. وقبل ان ابدأ بلحسي لكسها.. اخذت نظرة تفحص له..



كان كسها أبيض.. ناعم.. املس.. لكنه عليه آثار الأستخدام بكثرة.. ف يوليا.. فتاة ليل.. وتلك مهنتها..



( بقلم الباحــــث )



و رغم نظافتها.. لم يكن لي مزاج عال للحس كسها.. هي ليست اول فتاة اوربية شقراء أمارس الجنس معها!



اختصرتُ الطريق كثيرا.. وعرفت يوليا برغبتي المستعجلة للأيلاج.. فناولتني واق ذكري من حقيبتها.. البسته لقضيبي.. ثم صارت تمصه من فوق الواقي! لتزيد من هياجي..



طرحتها تحتي.. ثم اعتليتها..وانا اوجه قضيبي نحو كسها.. حتى دخل بسهولة.. لكن كان دخولا ممتعا مع ذلك..



بدأت أرهز بها وهي تصدر اصواتا تشبه اصوات ممثلات البورنو.. فتزيد من هيجاني اكثر.. وهي تحرك بحوضها يمينا ويسارا.. لأستثارتي أكثر.. وانا اتوسطها.. وقضيبي غائب في كسها.. الذي ترطب نوعا ما..



زدت من رهزي وانا اطرد اي فكرة لها علاقة بليلتي مع رحاب!!! لكني لم اقدر على الوصول للذروة مع يوليا ! رغم ان انتصابي كان جيدا..



طالت مدة رهزي لها.. و يوليا ملت من انتظاري.. أي رجل آخر.. كان قد قذف فيها ربما قبل ان يولج قضيبه! لكني .. تأخرت كثيرا..



لدرجة توقفت يوليا عن التمثيل كممثلات البورنو.. وصارت تكلمني بشكل مباشر.. وتطلب مني ان اقذف.. وتشجعني لفعلها بسرعة..!



كدت أن أيأس من القذف.. وفكرت بالتراجع.. والأنسحاب..



ولكن.. دون وعي مني.. هربت الى خيالي صورة رحاب.. وانا افرغ فيها لبني.. و دون ان اتعمد ذلك...



فقط عندها .. وجدت نفسي احرر كل لبني.. واقذف مرتعشا بقوة في الواقي الذكري الملتصق على قضيبي وهو في داخل كس يوليا..



ولشدة التوتر الذي تخلصت منه.. صرخت بأعلا صوتي وانا اقذف...



رؤوف/ ... رحاااااااااااب..!!! آاااااه... رحاااااااب !!!



( بقلم الباحــــث )























رحاب



اقتربت نهاية الاسبوع.. كنت اخاف من ان يتصل بي صابر ليذكرني بالموعد المؤجل! لم أحسم أمري للآن.. اي أمرأة لو وضعت نفسها مكاني.. كانت ستجد نفسها بحاجة الى وقت اطول بكثير..لتستقر على رأي..







كنت اظن ان اليوم سيمر كبقية الأيام..



حتى دخل البوتيك.. وجوه.. اعرفها.. !!!!!!!



انه عماد!!!! .. طليقي !! معه الشقراء آنيتا!! مفاجأة كبيرة لم أتوقعها أبدا؟؟



لكن.. لماذا ليس معهما اولادي!؟



دقات قلبي تسارعت.. ويدي ارتعشت .. وجبيني تعرق.. كان لابد لهم ان يروني.. ! وحصل ما كنت اخشاه..



اقترب عماد مني بعد ان لمحني من بعيد.. تاركا آنيتا مشغولة بتفحص بعض الثياب.. قريبة منه..



تقدم مني وعلامات استغراب كثيرة على وجهه.. وقال...







عماد/ رحااااااااااب!!!!







( بقلم الباحــــث )























الجزء الثامن











( بقلم الباحــــث )



لم تكن رؤية عماد محرجة لي.. قدر خوفي المتزايد على ابنائي .. ولم أتوقع رؤيته في مدينتي.. هل جاء مع آنيتا والأولاد برحلة قصيرة لبلدتنا ؟؟



وقبل ان اترك فرصة له ليطرح علي المزيد من الأسألة..خاطبته



رحاب/ .. طب مش كنتوا جبتوا الاولاد معاكو .. ولاالست هانم مش عايزة دوشتهم.. ؟







وقف عماد قربي.. حيث كنت ارتب بعض الثياب اعلقها جيدا في مكان عرضها..







عماد/ طب مفيش حتى أزيك ؟







قالها..عماد كأنه رأى شيئاً لم يره من قبل؟ وظل يركز بنظراته الغريبة علي.. كأنه لم يسمع سؤالي.. ثم عاد يكمل



عماد بأستغراب/ هو انت بتشتغلي هنا من امتى؟



رحاب/ يعني مش ناوي تريح قلبي..؟ هم فين؟ ومش جايين معاكو ليه ؟؟ دنا بقالي يجي اسبوع مش سامعه حاجة عنهم؟؟







عماد مندهش..و ليس على بعضه.. ومطيلا النظر لي.. ثم التفت ليتأكد من أنشغال آنيتا بتفحص الملابس..وعاد ينظر لي يكلمني..



عماد/ ها.. اسبوع! ماتخافيش هم كويسين في البيت.. معاهم مارثا.. المربية الجديدة.. متخافيش!!!



رحاب/ حرام عليك يا عماد.. مش كفاية حارمني من اني اكون جنبهم.. كمان تحرمني من صوتهم؟



( بقلم الباحــــث )







صمت عماد قليلا.. وكأنه يسمع هذه المعلومة لأول مرة!



عماد/ انا.. انا مش مانعهم يكلموك ابدا! بس .. اوعدك اول مرجع البيت هخليهم يكلموك ع طول.. معلش!







فرحت قليلا لأني سأتواصل مع ابنائي اخيرا.. وحزنت بنفس الوقت.. ابنائي الذين هم قطعة مني. صرت استجدي سماع صوتهم.. وانا احق خلق **** بهم..



رحاب/ ياريت تعمل كده.. و ماتحرقش قلبي اكثر ماهو هو محروق عليهم..



عماد بشيء من الأعتذار/ انا.. بجد آسف.. بس بوعدك ان ده مش هيتكرر ثاني..







صمتُ.. لم اشكره..لأنهم اولادي وهذا هو حق من حقوقي.. لكن أظن أن مايجري هو دون علم عماد..لابد من انها خطط آنيتا! الشريرة!



استأذن مني عماد وهو مرتبك بعض الشيء وعاد لآنيتا يتجول معها داخل البوتيك.. لكنه كان يلتفت كل قليل ناظرا لي؟؟



لا اعرف لماذا يتصرف الرجال بتلك الانانية وبهذه الطريقة؟



انا اعرف عماد جيدا وعاشرته سنوات طويلة..وافهم نظراته.. كأنه اصابه الحنين حين رآني؟



لن تنطلي علي تلك النظرات مرة أخرى.. لن اهتم بعد الآن سوى لأبنائي..



( بقلم الباحــــث )



بعد قليل رأتني آنيتا.. لكنها تصنعت بعدم اهتمامها لرؤيتي .. وراحت تتأبط ذراع عماد وتقوده ماشية.. تظن انها بتصرفها ذلك تغيضني؟



في بالي( انا لا فارقة معايا انت ولا جوزك الخروف الي ماشي وراك ده.. الهي تغوري في ستين داهية انت وهو.. انا كل الي يهمني وفارق معاي.. نن عنية حبايبي .. )



في المساء.. اقترب موعد اغلاق البوتيك.. في اوربا تخضع جميع المحلات الخاصة والحكومية او العامة لأوقات دوام محددة.. ربما يسمح لبعضها بساعة او اثنين زيادة عن الوقت الرسمي.. لكن ليس اكثر..



رأتني هدى.. ولاحظت ارتباكي .. بعد مغادرة عماد.. و سألتني أن كنت بخير.. واجبتها بأن كل شيء تمام.. لا اريد ان اكشف لها نفسي أكثر..لتستغل حاجتي لأولادي اكثر وتعيد على أسماعي موضوع بيرنارد..



غادرت البوتيك وعيوني على الهاتف.. متأملة بوعد عماد لي.. لعله يسمح لأولادي بالأتصال بي ويريحني قليلا من قلقي عليهم..



( بقلم الباحــــث )











رؤوف



شعرت بندم كبير بعد ان افرغت شهوتي مع يوليا.. حين تهداء بعد ثورتك الجنسية التي تصيبك بعمى مؤقت.. تتضح لك كل الأمور التي غفلتها متعمدا كنت او لا.. فتنتهي الشهوة وتبقى آثارها!



لم تهتم يوليا لندائي بأسم أختي.. قدر اهتمامها بعد النقود التي سلمتها لها بيدها بعد ان قضيت منها وطري..



ارتدينا ملابسنا.. وطبعت يوليا قبلة اخرى على خدي وهي تقدم لي عروضا مستقبلية مخفضة أن عدت لها قريبا! ثم غادرتني



خرجت من الغرفة وجدت خالد قد اكمل قبلي وينتظرني في الممر.. وسألني عن سبب تأخيري الطويل؟



خالد/ المرة الجاية آنا اللي هاخذ يوليا!



رؤوف/ شمعنى..



خالد/ شكلها بتكيف الراجل جامد.. مانت طولت كثير معاها!



رؤوف/ يا شيخ! كلها نسوان.. ماتفرقش قوي..







انهينا السهرة متأخرا قليلا.. وخرجت بعدها عائدا للشقة بسيارة أجرة..



دخلت الشقة.. فأدركت ان رحاب قد دخلت في غرفتها.. لم تنس ان تعد لي العشاء وغطته بغطاء ليحافظ عليه..وضعته امام سريري على المنضدة



لم يكن لي شهية للطعام.. فضلت الاستلقاء على سريري الجديد.. متكاسلا حتى من أن آخذ حمام.. كي لا يصحصحني من نشوة البيرة الخفيفة التي ما تزال مأثرة في دماغي..



( بقلم الباحــــث )



شعرت بالذنب لما فعلته اليوم عندما كنت مع يوليا! لم اتعمد ذكر رحاب! عقلي الباطن يرفض عتقها.. ويزج بها امامي كلما أستطاع.. رغم مقاومتي العنيفة له..



زادت مخاوفي كثيرا.. ماحدث.. لن يزول أثره بسهولة .. ابدا.. خاصة في ظل وجودنا تحت سقف واحد.. وفي دوام نظراتي الهائمة بها والمستمرة لها..



اتحسرها في اليوم الف مرة.. حتى وان لم تكن أمامي.. ما فعلته معها.. صار يتضح لي.. واحاول نكرانه.. لم يكن محض شهوة عابرة.. ولا تفريغ لشحنات جنسية..



ماحدث كان انجذابا لا واعيا لبعضنا.. على الأقل من جهتي.. ان أنكرت رحاب ذلك !



تذكرت وعودي لرحاب.. وخفت ان اكسر القواعد الجديدة.. عدت مجددا لطرد افكاري المنجذبة نحوها بيأس.. وآخر صورة أراها في مخيلتي.. قبل أن أنام.. هي صورة رحاب..



( بقلم الباحــــث )















رحاب



ما أن دخلت الشقة.. حتى رن هاتفي.. رقم عماد ! لماذا لم يتصل بي اولادي من هواتفهم! فتحت الخط.. استغربت لأن عماد نفسه يكلمني بطريقة لينة معتذرا لي لجعلي قلقة.. ومن ثم اعطى هاتفه لأولادي.. سيف و عمرو.. الذين أعادوا بصوتهم الحياة لقلبي..



فرحت جدا بسماع صوتهم وتأثرت بهم وهم يعبرون عن شوقهم لي وقلقهم علي..



واكدت لهم اني كنت قلقة جدا عليهم ولم انساهم للحظة.. واني حاولت كثيرا ان اتواصل معهم دون ان انجح!



بعد انتهاء المكالمة معهم.. عاد عماد ليكلمني قليلا.. لم أعهده مهذبا معي بهذا الشكل من قبل..



وهو يعدني بعدم تأخير اولادي عن الاتصال بي ابدا.. بل وحتى رؤيتهم وقت ما اشاء!! فقط بعد ترتيب المواعيد معه هو ! بسبب فارق المسافة.. والسفر.. ثم ودعني..



ربما آنيتا كانت تحاول ايهام اولادي بأني منشغلة عنهما ولا اتصل بهما.. لتبني حاجزا وهميا بيننا.. او تجعلهم يبتعدون عني



لم اجد تفسيرا آخر منطقي غير ذلك..



( بقلم الباحــــث )



ارتحت قليلا بعد الأطمئنان على اولادي.. فكرت بمقترح هدى كثيرا.. ووضعت صابر ايضا كخيار آخر! لا ادري ماذا اصنع وكيف سأتخذ قرارا ..؟



في بالي ( هو انا معقول وصلت للدراجة دي! ابيع نفسي لأي حد يساومني عليه..؟ انا مش كده! عملتِ فيا ايه بس يا غربة ؟! خذتي مني كل حاجة حلوة ..



ماهو مش معقول ابرر لنفسي كل غلطة بعملها.. ع الاقل صابر عرض علي جواز ومافيهوش غلط ولا هو حرام..



بس يمكن تطلع هدى عندها حق في الي قالته.. ويمكن صابر يعشمني بحاجة هو مش قادر عليها أصلا..! لا.. على مين.. انا مش غبية للدراجة دي.. انا هطلقه لو خدعني!



انا.. احسن حاجة.. مش هقبل بشروطه.. هو الي لازم يقبل بشروطي. يا كده.. يا بلاها من جوازة.. انا هقوله كده في وشه.. بكره .. بكره هقولهاله في وشه !!)



( بقلم الباحــــث )











في الصباح.. خرجت مبكرا للبوتيك.. اخرجت هاتفي واتصلت بصابر..







صابر/ انا مش مصدق وداني..وانا بصطبح بأحلا واجمل وارق صوت لأجمل وحدة شافتها عنية. اتمنى انك هتسمعيني خبر حلو.. مش كده؟



رحاب/ .. بصراحه .. يا استاذصابر.. ماينفعش!



صابر/ افندم..! ليه كده بس؟



رحاب/ عشان.. انا ست مطلقة .. يعني مش حابة اتجوز بالطريقة دي بالذات.. لأنها محكوم عليها بالفشل..!



صابر/ انا .. كنت متوقع حاجة ثانية منك.. بس.. اتفاجأت بردك بصراحة



رحاب/ معلش يا استاذ صابر.. مفيش نصيب.. سامحني!!!!







انهيت المكالمة بسرعة واغلقت الأتصال.. وشعرت كأن ثقل كبير زاح عن ظهري و كان يكتم نفسي وقلبي..



لكن لم استمتع بذلك الشعور طويلا حتى عاد صابر يتصل بي مرة اخرى.. لم يكن من الأصول تجاهل اتصاله..



( بقلم الباحــــث )







صابر/ انا.. آسف يا رحاب.. انا كنت قليل ذوق قوي معاك.. مكانش المفروض اني اعاملك بالطريقة دي واضغط عليك.. وحدة برقتك.. ماتستحقش اني اضغط عليها بالشكل ده..











استغربت لأعتذاره..الذي جاء متأخرا وليس في محله..







رحاب/ .. لا.. محصلش حاجة.. مش مهم.. !



صابر/ عشان كده.. انا..انا بقولك اني بجد احترمتك اكثر من قبل وعرفت قيمتك وغلاوتك.. وانت تستحقي ان الواحد يتعب ويشقى ويصبر لأجل عنيكي..



رحاب/ ممكن توضح اكثر يا استاذ صابر.. انت عاوز تقول ايه بالضبط؟



صابر/ انا.. بس حابب اقولك.. اني.. لسه متمسك بيك.. ومش هضغط عليكي ابدا.. وخودي كل الوقت الي انت عايزاه عشان تقتنعي او لا. مش هجبرك على اي حاجة انت مش عايزاها.. !







ترددت قليلا قبل ان اعطي صابر ردا نهائيا.. لكني في ظروف الغربة ادركت ان كل الفرص في اوربا تستحق أعادة النظر فيها في وقت آخر..



رحاب/ .. مش عارفة اقولك ايه بصراحه!



صابر/ ماتقوليش حاجة..كل الي عاوزه منك .. تحتفظي برقمي.. واي وقت تحسي نفسك انك مقتنعة .. انا هكون موجود.. حتى لو استنيتك العمر كله!



( بقلم الباحــــث )











لم ارد على صابر.. سكوتي كان كاف.. لترك الباب غير موصد في وجهه .. شعرت بالراحة قليلا.. بعد ان تخلصت من ضغط صابر والحاحه للزواج بسرعة!



رغم اردراكي اني ضيعت فرصة كانت قائمة امامي.. مع هذا جازفت بحضوضي.. ولا ادري ان كنت سأقبل بمقترح هدى..!



توقفت عن التفكير في اللحظة الآنية.. اريد راحة لعقلي كي لا يجن مبكرا.. واكملت طريقي للبوتيك..



مر هذا اليوم.. مثل سابقه في العمل.. لا احداث مهمة وجديدة.. احترمتْ هدى رغبتي .. ولم تفتح معي موضوع بيرنارد من جديد.. رغم كونه بالنسبة لي لا يزال خيارا قائم..



( بقلم الباحــــث )



















بعد عدة أيام....



في شقتي.. كنت قد دخلت غرفتي للتو متعبة .. كان رؤوف مشغولا بمشاهدة التلفاز في الصالة.. وقبل ان أغير ثيابي.. رن هاتفي... عماد يتصل !!!! فأجبته







رحاب/ مش عوايدك يعني.. اول مرة بتكلمني من يوم ما طلقنا؟ في حاجة يا عماد..؟ الولاد بخير؟



عماد/ اه بخير.. متخافيش..



رحاب/ طب.. يا ترى ايه سبب المكالمة المفاجئة ديه ؟



عماد/ .. بصراحة.. يا رحاب.. انا.. انا تعبت قوي.. والولاد صعبوا عليا كمان.. حاسس اني ظلمتهم و خليتهم مش سعدا في حياتهم .. من يوم ما طلقتك..!











لم اكن مصدقة لما يقوله عماد.. كنت فقدت ثقتي فيه بعد ان طلقني.. لم اقتنع بقيامه بدور الملاك الحارس الآن.. لماذا لم يفكر بمصلحة الاولاد من قبل ؟ ماهو سبب هذا التغيير؟



( بقلم الباحــــث )







رحاب/ عماد... انت عاوز ايه بالضبط؟



عماد/ .. ينفع نتقابل؟؟ عشان احنا لازم نتكلم ..



رحاب/ ماظنش في كلام بينا خلاص يا عماد..



عماد/ الموضوع يخص سيف و عمرو ؟؟؟



رحاب بخوف/ ايه؟ هم مالهم.. انت كده ابتديت تقلقني بجد عليهم!



عماد/ يا ستي اطمني ومتقلقيش.. بس هو الموضوع يخصهم.. وماينفعش نتكلم في التلفون..



رحاب بقلق/ حاضر..!







مادام الموضوع يخص ابنائي فلا بد لي من مقابلته.. فاتفقنا على موعد ومكان موحد يوم غد..سيسافر عماد مخصوص لمقابلتي..



في اليوم التالي أستأذنت هدى لأنهاء العمل مبكرا للقاء عماد..







لم ارتد ثيابا مميزة هذا اليوم.. ولم اضع مكياجا على بشرتي.. لم أرغب أن احرك في عماد عواطفه وحنينه لماضيه معي..



تصرفي هذا ستفهمه أي أمرأة مطلقة عانت مثل معاناتي.. فكثير منا بعد تلك التجربة المريرة.. تفقد ثقتها بالرجل عموما .. وطليقها خصوصا!



( بقلم الباحــــث )



توجهت مشيا للمكان المتفق عليه.. كافتيريا هادئة وسط السوق .. في شارع جميل لا يخلو من المارة المتبضعين من الاسواق القريبة..



شاهدت عماد جالس.. ينتظرني وينظر لي من بعيد بأبتسامة.. لاحظت تغييره ! تغير كثيرا بعد طلاقنا.. ربما لم اركز كثيرا فيه عندما رآني بالمحل.. لأرتباكي وتوتري في وقتها..



صار يبدو عليه الكبر بشكل اسرع.. والشيب غزا شعره.. صار نحيفا اكثر من قبل.. على وجهه بانت بضعة تجاعيد خفيفة .. جديدة.. رغم انه ليس بعجوز!



وظهر عصب( وريد) بارز في اعلى جبهته.. يبرز اكثر حين يقطب حاجبيه..



جلست امامه..و بعد تحية سريعة..طلب لي من قبل ان يسألني كاپاتشينو مخفوقة.. لا زال يذكر مشروبي الساخن المفضل!



وبعد ان أطمأنيت على الاولاد مرة أخرى.. شعرت بأن عماد.. حتى قبل ان يبداء كلامه فيه حزن.. وانكسار! ليس ذلك العماد القوي الواثق منه نفسه.. وبالذات يوم قرر تطليقي!



( بقلم الباحــــث )







عماد/ انا.. متشكر قوي انك جيتي للمعاد..



رحاب ببرود/ انا جاية عشان الولاد.. ايه هو الموضوع الي يخصهم يا عماد؟



عماد/ طب.. ممكن بس تسمعيني بالأول.. عشان انا عندي كلام كثير.. حابب اقولهولك.. ولازم تعرفيه..







كنت متوقعة منذ البداية ان الموضوع يخصه هو.. لكني اردت القاء الحجة عليه بحضوري لأجل ما اقنعني به.. بأنه يخص اولادي..!!



فجأة.. اصبت بدوار خفيف وانا امسك كوب الكاپاتشينو.. وكاد يسقط مني..



لابد انه تاثير الدواء .. انا جربته من قبل.. تاثيره لن يزول بسرعة.. حتى تأتي دورتي الشهرية.. المفروض في اليومين القادمين!



( بقلم الباحــــث )



بشكل مفاجيء.. نهض عماد من مكانه بسرعة.. مصطدما بالطاولة ومخلا بتوازن بعض الاشياء الموضوعة عليها.. واتجه نحوي.. وانحنى علي.. وامسك بكتفي و يدي.. وهو يرفع صوته بقلق !



عماد/ مالك يا رحااااب.. انت كويسه يا حبيبتي!!! طمنيني .. انت كويسه..؟







لم اسمع كلامه بوضوح.. لكني استعدت توازني بعد قليل لأدرك انه يمسك بيدي وواضعا يده الأخرى على كتفي.. فشعر بقليل من الاحراج.. لكنه لم يفلتني







رحاب/.. ها.. آه.. كويسه..



عماد/ طب شكلك تعبانة خالص.. اوديك اخذك لدكتور؟



رحاب/.. لا.. لا خلاص انا بقيت كويسة .. مافيش داعي..



ثم نظرت له بأستغراب.. وعيني تنظر ليديه.. فشعر بأحراج أكثر.. عندها افلتهما.. وبقي واقفا.. يلح علي بأسألته ان كنت اصبحت على مايرام حقا.. فأكدت له ذلك..



عندها فقط عاد عماد لمكانه وهو لا ينزل عينيه من علي.. وقلت في نفسي(هو انت من امتى بقيت مهتم قوي كده بيه؟ ايه الي حصلك يا عماد؟ ليه الواحد منكو يا رجالة ميعرفش قيمة الي عنده إلا بعد ما يسيبه؟ او يخسره ؟ ولا مستكثر علي انك شفتني خلاص مش محتاجالاك.. وخلاص قدرت انا اقف ع رجلية واتحدى كل ظروفي في الغربة عشان مابعدش عن ولادي!



انا حسيت بكده منك اول ما شفتني في البوتيك يا عماد.. مكنتش مصدق اني خلاص.. مبقيتش ضعيفة زي مانت فاكر ومش هحتاجلك ابدا بعد كده.. خلي آنيتا تنفعك !)



( بقلم الباحــــث )







كنت اتمنى ان اقول له كل ذلك.. لكني مسكت اعصابي انتظر ما يلقيه على مسامعي..



رحاب/ هو احنا هنقضيها كده؟؟ بصات وبس؟



عماد بارتباك/ انا.. آسف.. بس بصراحة ماكنتش متخيل انك احلويتي كده .. وخسيتي قوي.. وبقيتي جميلة اكثر من الأول..







رحاب ببرود/ متشكرة يا عماد.. ممكن نخش في الموضوع ع طول بقه؟



عماد/ ها... آه.. انا جايلك في الكلام..







تكلم عماد كثيرا.. كثيرا جدا.. عرفت انه يريد الأنتقال الى بلدتي مع اولادي في نهاية الفصل الدراسي.. !



زيارته لبلدتنا كانت صدفة عابرة حسب ما يقول .. وها هو اليوم يسافر أيضا لأجلي ..للقائي..



كنت اركز في مابين السطور لأعرف نواياه ومايريد الوصول اليه.. رغم ان احساسي كأمرأة.. يخبرني بندم عماد وتلميحه الواضح لرغبته المتجددة بي.. لكني.. كنت افضل ان اسمعها منه بشكل رسمي وصريح..



( بقلم الباحــــث )







لا لأني اريده.. فقط لأتأكد من صدق ظني.. ولأرضاء غروري كأمرأة مرغوبة بشدة عند الرجال.. ومستمتعة بانتصاري المعنوي الكبير على طليقي







عماد/ بقى.. انا ماتحملتش العيشه معاها أكثر.. مقدرتش اغير من نفسي عشانها.. انا كنت موهوم قوي.. كنت بضحك ع نفسي.. بس اكتشفت اني غلطان..و مش هقدر اكمل معاها..



رحاب/ انا كنت فاكره ان الموضوع بخصوص ولادنا؟



عماد بحرج/ ماهو يخصهم في الآخر برده.. عشان انا شفتهم مش مبسوطين معاها.. وعمرهم ما قدروا ينسوا حضنك.. وكل يوم بيفكروني بيك وهم عاوزينك معاهم ..ويبقو في حضنك ع طول



رحاب/ انا فهمت خلاص.. يعني انا بقيت زي اللعبة.. ترميني وقت ما تحب وترجعني وقت ما تحب..



عماد/ مش كده قصدي يا رحاب..



رحاب/ كفاية كذب يا عماد.. انت مش جاي عشان ولادنا.. انت جاي عشان نفسك.. بعد ما حسيت بالفشل والندم لأنك سبت عيلتك تتفكك وتتبهدل.. عشان ترضي نزواتك يا بيه..



ونسيت ان **** اداك كل حاجة ممكن يحلم بيها ناس كثير قوي غيرك.. زوجة حلوة.. وولدين اذكيا ويجننو.. و وظيفة معتبره بيجيلك منها فلوس كثير.. مش محتاج لأي حاجة..



بس انت رميت ده كله.. وبصيت لبعيد.. بعيد قوي بره البيت.. عشان ترضي غرورك يا عماد..



( بقلم الباحــــث )











ثم توقفت عن الكلام .. ومرت لحظات صمتنا فيها كلينا.. و عماد لا يجد كلاما يرد به علي



فهو يعرف نفسه انه غلطان .. ولا حجة لديه.. كابرت بداخلي كثيرا و منعت دموعي من التحرر..



كنت اتحسر على الماضي الجميل الذي عشته معه وبرفقة ابنائي.. وقُهرت لفراقي لهما.. لا لعماد..



اردت ان انهض.. اغادر دون ان انطق بمزيد من الكلمات التي لن تنفع بشيء في هذا الموقف.. لكن عماد.. مسك يدي بقوة من مكان جلوسه أمامي.. وهو ينظر لي بتوسل..



عماد/ ارجوكي.. ارجوكي يا رحاب..سامحيني.. اديني فرصة.. ارجوكي.. انا بعترف قدامك بأني غلطان.. وندمان قوي ع العملته فيك وفي نفسي وفي عيالنا.. ندمان قوي..



رحاب بقسوة/ انت تأخرت قوي يا عماد.. انت كسرتني في الغربة وسيبتني في الشارع! من غير حتى ما تسأل عليا.. أنا ازاي كده هنت عليك؟؟ ده انا ام عيالك يا عماد.. تسيبني كده مرمية في الغربة.. والكل عايز ينهش لحمي.. ومحدش يحميني؟



( بقلم الباحــــث )



عماد مقاطعا/ انا بجد .. آسف. انا..



رحاب بصوت عال/ آسف؟؟ انت عمرك ما كنت آسف.. إلا بعد ما فشلت مع الست الي ركبتك..



انت عمرك معرفت يعني ايه أُم محرومة من ولادها.. وملهاش حد تستند عليه.. دنا كنت هنام في الشارع يا عماد !!.. ام ولادك.. في الغربة بتنام في الشارع يا عماد..!!!







صمتْ عماد.. ويأس تقريبا من محاولته.. وسحبت انا يدي منه.. وهممتُ بالنهوض ووقفت اريد المغادرة.. لكن عماد.. اضاف..







عماد/ انا عايز اردك يا رحاب.. وارجع الولاد لحضنك.. وحتى لو ماوافقتيش ترجعيلي.. انا هاجيبهم لحد عندك.. اي وقت تحبيه.. !







لم يكن كلاما مفاجاءً جدا لي.. رغم اني لم اكن متوقعه حدوثه بعد تلك المدة القصيرة من الطلاق.. ولم ارد عليه.. بقيت واقفه.. وهو ينظر لي..



( بقلم الباحــــث )











عماد/ ارجوك.. ماترديش عليا دلوقتي.. فكري على مهلك.. وخودي قرارك من غير ضغوط.. بس حابب افكرك.. ان كل ده هيكون علشان ولادك.. يبقوا في حضنك.. ونرجع نلم الشمل تاني.. ونرجع عيلة مع بعضينا زي زمان.. وكل شروطك يا رحاب انا جاهز ليها..







نظرت للأسفل.. اخيرا لم اعد احتمل حبس دموعي أكثر من هذا.. فأنطلقت من عيوني حرة تبلل وجهي.. !



بكيت .. حزنا لما اوصلنا له عماد بطيشه وتهوره.. ومزق عائلتنا التي كانت ناشئة لكن متماسكة..



لم ارد عليه.. لكن.. بعد بكائي.. اظنه عرف ان كلامه ترك أثرا في.. وانني حين أهداء.. سيكون لي قرار لصالح ابنائي .. حتى لو على حساب نفسي و راحتي..







غادرته.. وهو متسمر و جالس في مكانه.. وانا ابكي مستمرة دموعي.. واجد نفسي في مفترق طرق جديد.. واشعر بالخوف من اي قرار او خطوة سأتخذها.. لأني فقدت الشعور بالأمان مع نفسي.. وكذلك مع عماد..



( بقلم الباحــــث )



















رؤوف



عدت من بقالة رضا هذا اليوم.. وفوجئت بوجود رحاب قبلي.. عادة عملها ينتهي متأخرا وتأتي من بعدي للشقة..



سمعت صوتها وهي تبكي.. تحرك قلبي تعاطفا لبكائها.. وغلبني الفضول لأعرف السبب..



كانت في غرفتها قد اغلقت الباب على نفسها..لكنها فشلت في حجب صوت بكائها.. تجرأت اخيرا وطرقت الباب.. لتشعر بوجودي.. لكنها لم ترد.. فطرقت عدة مرات..







رؤوف/ رحاب.. انت كويسة.. رحااب.. ردي عليه.. انت بخير







اسمع بكائها لكنها لا ترد علي.. اظطريت لفتح الباب.. رأيتها مرمية على سريرها وهي لا تزال بثيابها لم تغيرها.. وقد دفنت رأسها بالفراش تبكي..



جلست بحذر بقربها.. خفت ان المسها.. لا اريدها ان تفهمني خطاء.. لكنها لم تنهي بكائها..



وضعتُ يدي بحنان على رأسها.. اداعب شعرها اريد طمأنتها لوجودي..



( بقلم الباحــــث )











رؤوف/ مالك يا رحاب.. انت قطعتي قلبي عليكي.. بتعيطي كده ليه.. طمنيني ارجوك..







لم اتوقع حركة رحاب.. جلست من على الفراش.. لتقابلني و وجهها تبلل بالدموع.. عيونها احمرت.. ولكن البكاء جعلها تبدو اجمل واكثر جاذبية.. لم يتغير جمالها بل زاد..



تناولتُ منديلا قريبا مني واعطيتها لها. أخذته وهي تمسح بدموعها وتكفكف بكائها.. وتمسح انفها الذي احمر هو كذلك.. وترطب بفعل بكائها الشديد..







بعد ان هدأتْ رحاب قليلا.. تكلمتْ وهي تشهق بحديثها بشكل متقطع







رحاب/ .. عماد.. عماد..؟؟



رؤوف مستغربا/ ومال الآخر ده ؟ حصله حاجه؟



ناولتها منديلا اخر بعد ان استهلكت الاول. وهي تمسح انفها الجميل الآن..



رحاب/ بعد.. كل.. الي عمله. معايا.. عايز.. عايز يردني!!



( بقلم الباحــــث )











صدمتني رحاب بالخبر لدرجة جف حلقي ويبس لساني فصار كخشبة.. لا اقدر على تحريكها لكي ارد على ما قالته..وبعد عناء .. وبصعوبة بالغة.. قلت



رؤوف/ ايه.. يردك ؟ وانت.. هتعملي ايه.. هترجعيله؟؟



نزلت دموع اخرى من عيونها وهي تتكلم مع شهقات بكائها



رحاب/ .. مش عارفه.. مش عارفه.. !! بس.. ولادي محتاجيلي.. مقدرش اسيبهم او ابعد عنهم اكثر من كده..











لا ادري .. شعرتُ فجأة بالغضب والغيرة معا.. كأني وجدت منافساً .. غير متوقع لي على رحاب! بعد ان كنت أأمل نفسي بها كأنها تخصني.. حتى بعد وعودي لها بعدم لمسها.. لكني صرت أشعر فعلا بأنها تخصني انا..



لم ارد بلساني ولا قلبي.. اظنه عقلي الباطن من تولى مهمة الحديث الآن..



رؤوف/ ايه..؟ الحيوان ده.. بعد ما رماك رمية الكللابب.. واكلك لحم ورماكي عظم.. وقهرك على ولادك وحرمك منهم!.. بعد كل الي عمله فيك.. جاي يردك؟ ليه.. هو انت عاملة زي وكالة من غير بواب..؟ لا طبعا.. لا يمكن ترجعيله.. ازاي ترجعيله؟؟



( بقلم الباحــــث )











تعابير وجه رحاب تخبرني انها لم تتوقع ردا كهذا مني..



رحاب/ .. خلاص يا رؤوف.. قلتلك.. مش عارفة.. خليني افكر مع نفسي شويا..







نظرت لها بأصرار وامسكت يديها بشكل غير متوقع.. وقلت



رؤوف/ بلاش.. بلاش تيجي على نفسك اكثر.. عشان هو ميستاهلكيش .. مش يعرف قيمتك ولا بيقدرها.. انت تستحقي الأحسن منه.. دانتي كعب رجلك.. بدماغه و دماغ الي خلفوه.. ارجوكي بلاش .. !!







رحاب باستغراب/ وليه لاء؟ مش هو يبقى ابو عيالي؟



رؤوف/ .. اه .. بس..



رحاب مهاجمة/ فاكر.. ولا نسيت.. طب هأفكرك.. فاكر اول حاجة قلتها ليه ع التلفون أول ما كلمتك بعد طلاقي.. كانت ايه؟؟



( بقلم الباحــــث )











فلاش باك قصير..



رحاب/ ها.. ترضا لأختك انها تعيش مع حد غريب!



رؤوف/ غريب ليه.. مايمكن يرجع في كلامه ويردك..



رحاب/ بقلك .. طلقني ومصاحب عليه وخذ عيالي كمان.. أروح فين انا دلوقتي بس ؟؟











بعد أن ذكرتني رحاب بموقفي المتخاذل معها.. شعرت بخجلي من فعلتي واحراجي..







رؤوف/ .. انا.. مكنتش اقصد.. وده.. كان.. قبل.. قبل..



صمتُ.. لا اعرف ماذا اقول..







رحاب/ كان قبل ايه.. ما تنطق؟ قبل ما تشوفني.. صح.. هو ده الي كنت عايز تقوله؟







تغيرت نبرة صوت رحاب وكفت عن البكاء وهدأت ولكنها لا تزال منكسرة وحزينة وتنظر نحو الأسفل .. ولا ازال ممسكا بيديها.. فتجرأت اكثر وقلت..



( بقلم الباحــــث )











رؤوف/ .. ايوا.. ده كان قبل ما اشوفك.. !







كأن رحاب انتبهت ايضا الى تغيير نبرة صوتي فرفعت رأسها تنظر لي بعينيها الجميلتين.. مستغربة لكلامي.. فضربتُ الحديد وهو حام.. وأكملت







رؤوف/ بس بعد ما شفتك.. تغيرت.. عرفت قد ايه انت انسانة رقيقة وقوية بنفس الوقت.. وانك مش جميلة وبس.. انت انسانة نادرة. مليانة بالحنية والحب والشجاعة..



عشان.. مش اي وحدة بظروفك.. تقدر تعمل الي انت عملتيه وتواجه كل الظروف الصعبة دي لوحدها.. من غير ماحد يساعدها.. حتى اخوها.. !











شعرتُ بندم .. لأني لم اقف بقوة مع اختي في بداية محنتها.. بل هي من وقفت معي بمواقف مشرفة جعلتني اخجل من نفسي.. وندمت على كل شيء فعلته بحقها..



ثم شعرت بتعاطف رحاب.. وهدوئها.. و بيدها الناعمة تحت ذقني لترفع وجهي وتنظر الي وتقول..



( بقلم الباحــــث )











رحاب/ .. لا يا رؤوف.. انت ماتخليتش عني زاي مانته فاكر.. انت وقفت معايا.. ومن غيرك كنت هنام في الشارع..



رؤوف/ بس.. كان كلامي معاك وحش.. انا ندمان ع الي قلته بجد







ابتسمت رحاب قليلا.. وهي تنظر لي بحنان..



رحاب/ مش مهم يا حبيبي كلامك.. عشان كنت عارفة انه من ورا قلبك.. المهم الي انت عملته معاي .. مش الي قلته.. وده بالنسبالي هو المهم ..











اكتشفت مدى طيبة قلب رحاب وحنيتها .. ومدى حبها لكل افراد عائلتها.. ولي ايضا .. بدون وعي مني.. اخذتها بحضني.. بقوة.. لم تمانع رحاب كثيرا. لطالما كنا نحضن بعضنا بلا حرج في السابق.. لكني قلت







رؤوف/ انا بحبك..قوي يا رحاب.. بحبك قوي.. انت مافيش حد زيك .. ابدا..







رحاب ببرائة/ وانا كمان يا رؤوف.. بحبك قوي..



( بقلم الباحــــث )











بعد هذا الحضن ابتعدتُ عنها قليلا ولا زلت انظر في عينيها.. و وجها الجميل الذي صار مغريا اكثر بعد بكاءها الاخير ولازلت ممسكا بيديها ..



نظرت بعينيها بعمق فشعرت رحاب كأني اود ان اقول شيئا أخر..



رؤوف/ أنا بحبك يا رحاب.. !!







بدت عبارتي الأخيرة تلك قد خرجت عن سياق الأخوة المعتاد..



صمتت رحاب. تبادلني نظرة من عينيها بغرابة.. و لم ترد على جملتي الأخيرة



تشجعت أكثر هذه المرة.. اقتربت منها مجددا .. فلم ارى منها رد فعل معاكس..



اقترب وجهي منها كثيرا حتى شعرتُ بأنفاسها الجميلة تدخل الى صدري عبر أنفي..



أستنشقها كأني كنت قابع في قاع محيط.. مقيد بسلاسل ثقيلة.. فأموت اختناقا.. لكن.. فجأة حررتني عيون رحاب من قيدي.. فسبحت عائما للسطح.. التقف الهواء بعد اختناق مؤكد.. فكان الهواء.. انفاسها التي احيتني ..



ثم صارت شفتي قريبة جدا تكاد تلامس شفتيها .. كما حدث في أول مرة ..



( بقلم الباحــــث )



من جديد تشجعت اكثر عندما رأيتها بلا حراك.. ساكنة..و مستغلا الفرصة..



فطبعت على شفتيها قبلة سريعة وخفيفة.. !! و لم يكن لرحاب اي رد فعل معاكس يذكر..!!



فتشجعت اقبلها مره اخرى بحنان قبلة رومانسية لطيفه جدا مستمتعا بنعومة وحلاوة شفتيها



اندمجت رحاب معي قليلا لوهلة.. فأغمضتْ عينيها.. وسلمت لي شفتيها.. واندمجنا معا بالقبلة اللذيذة..



وزادت قبلتي .. أكثر







و دون ان أشعر تحركت يدي.. باتجاه نهديها.. لامست نهدها من فوق القماش.. برقة ولطف..



لكن.. جفلت رحاب فجأة.. كأنها استيقظت الآن من حلم جميل اخر



فأنتبهت لنفسها و فتحت عيناها مذعورة.. ودفعتني عنها بلطف ثم تنحنحت قليلا ..







رحاب برقة/ احممم.. كفايه.. ارجوك..يا رؤوف







قالت ذلك بشكل مهذب جدا.. و لم أشاء بعد أكثر لفعل المزيد..



شعرت بجديتها في الكلام وخفت ان اخسرها للابد..



بعد لحظة.. رأيت في عينيها ندما ودموعا جديده.. تريد الهرب من عينيها..



عندها فقط انسحبت بهدوء واعتذرت منها بلطف..



رؤوف/ .. انا اسف جدا يا رحاب.. نسيت نفسي خالص.. ارجوك سامحيني.. انا مش حكرر ده ثاني ابدا.. بجد..







صمتت رحاب ولم ترد عليه بشيء اوطأت رأسها نحو الأسفل..



أظنها أدركت ان ما حصل بيننا كان عابرا وغير مخطط له وتركتها بسلام.. وغادرت الغرفة



( بقلم الباحــــث )



















رحاب



لماذا كل ما يقترب رؤوف مني أجدني لا اسيطر على نفسي..؟ لماذا حين يلمسني.. يسري في جسدي تيار مشحون من العاطفة لم اشعر به من قبل ؟



اوصلني رؤوف برجولته الواضحة.. لإحساسي الحقيقي بأنوثتي معه.. والتي كنت افتقدها مع عماد.. منذ زمن طويل..



لا اعرف تماما ما يحدث في نفسي ولا أفهم مشاعري الآن.. اريد ان افهم فقط.. لماذا صرت استسلم هكذا لأخي؟ ومقاومتي للمساته الحساسة.. بدأت تتقهر وتتراجع..!



لماذا سلمته شفتي بسهوله؟ ألم أتعض مما حصل سابقا معه ؟



لقد تداركت نفسي في اللحظات الأخيرة.. وانا أروضها ..لكي لا ارتكب المزيد من الحماقات كما حدث في المرة السابقة ..



لكن شعوري هذه المرة كان مختلفا جدا عن المرة الأولى.. ففي وقتها حدث كل شيء صدفة.. او هكذا اقنع نفسي!!



( بقلم الباحــــث )



أما ما حدث اليوم كان بوعي تام مني !! لقد زدت من تعقيد الوضع مع رؤوف جدا .. بل زدت من تعقيدي لوضعي نفسه أكثر..



اظن ان مشاعري مرتبكة جدا وصرت اخاطر وأقامر بها في لعبة خطرة جداً.. لا رابح فيها ..



بعد ان ابتعدت عنه.. ارتحت حقا لأن كل شيء توقف عند تلك النقطه .. رغم أني لم اجد ما ارد به على أعتذاره..



لقد ادركت انه.. بعد ما حصل بيننا اول مره لن يعود كل شيء لسابق عهده .. بل وربما قد ينحرف عن مساره.. ويتطور.. فيتحول الى الأسواء.. !!



لم اظن أنني سأسمح بحدوث المزيد دون ارادتي ودون سيطرتي .. بهذا الشكل..



ما حدث.. بل و ما يحدث الآن.. هو نتيجة لأستسلام تام وتساهل قوي جدا من جهتي لـ.. رؤوف .. لسببٍ لا زلت اجهله لحد الان ؟



أسألة كثيرة أسألها لنفسي دون معرفة الأجابة.. هل لشعوري حقا بالأمان معه ؟ هل لأني شعرت بكلمات حبه الصادقة تجاهي ؟؟



ما هذا يا رحاب ؟ .. كيف صرت افكر بطريقة مشوهه.. كيف يحب أخً اخته .. أكثر من اطار حب الأخوة الطبيعي ؟؟



كلماته الأخيرة عن عماد.. فضحت غيرته .. حسرته علي .. وكرهه الواضح لعماد واستخساري فيه..



جعلتني أدرك الآن انني مهمه جدا عند رؤوف..هناك شيء يجعلني اثق انه يريدني له .. !! ولوحده فقط..



( بقلم الباحــــث )



ما يحدث لرؤوف الآن.. هو أنسلاخه عن دور الأخ.. وتقمصه لدور العاشق..



شعرت بالخوف قليلا.. لا اعرف مما خفت.. فقط خفت..!







خرج رؤوف.. بشكل مهذب.. وبقيت لوحدي اتنقل بين افكاري المتضاربة..



ثم مر من امامي موضوع عماد ..لو حكمت عقلي فسأرى أن العودة هي الحل الأمثل والخيار والأفضل لأسترجاع ابنائي منه



رغم اني بعودتي له سأقدم كثير من التضحيات كأمرأة.. خذلها زوجها في الغربة وطلقها ..



لم اعد اشعر مع عماد بالأمان.. هل سأفكر بالموضوع حقا ؟ رغم ان عواطفي ومشاعري كأمرأة تخبرني أنه لا يستحق فرصه ثانية.. فيها اهدار المزيد من كرامتي تحت سطوته



لكن كأُم.. تغلبني قرارات العودة.. والتضحية بكل شيء لأجل ان أحضن ابنائي مجدداً..



( بقلم الباحــــث )











في اليوم التالي



في البوتيك.. شعرت هدى أن هنالك خطب ما فور ان رأتني.. وبعد الحاح منها قصصت لها ما حدث مع عماد بالتفصيل..



في البداية تفاجأت هدى كثيرا لكنها قالت ان الموضوع يستحق التفكير !!







رحاب/ انت بتتكلمي بجد ؟



هدى/ طبعا بجد..؟ وهي انت أول وحدة تتطلق و جوزها يردها؟ يابنتي ما ياما غيرك تطلقوا كاااام مرة ورجعوا تاني.. والي مقدروش يرجعوا من غير مايجيبو محلل.. لكثر ما تطلقوا..



رحاب/ .. بس عماد.. كسرني.. خذلني.. تخيلي انه كان يحبني في يوم من الأيام.. وتجوزنا عن قصة حب.. يروح يبيع الحب ده كله في اول اختيار ليه ؟ في الغربة!



هدى/ صدقيني يارحاب.. أي نعم انا حاولت أساعدك بطريقة مش ولابد.. بس كل غرضي كان مصلحتك. واشوف ولادك بحضنك.. وكفاية بقى هم و غم و نكد.. طب بذمتك.. الفرحة ما وحشتكيش؟



رحاب/ ياااه.. دي واحشاني بشكل..



هدى/ طب ما تفكيها يابنتي وبلاش تعقديها زيادة.. واحمدى ** ان عماد جالك في وقت مثالي.. من قبل حتى ما تظطري تقابلي بيرنارد.. ولا تتجوزي العجوز صابر.. شوفتي ** بيحبك أزاي؟؟



رحاب/ يعني انت شايفه كده يا هدى..



هدى/ طبعا .. مش بس كده.. دنتي كمان لازم تستغلي الفرصة كويس المرا دي.. وترجعيله.. بس بشروطك يا حبيبتي !



رحاب/ عندك حق.. انا مش لازم افضل غبية و مغمضة.. انا.. انا لازم اخلي شروط.. وشروط كثيرة كمان..



هدى/ ايوا كده.. دلوقتي ابتدينا نفكر صح.. وحياتك يا رحاب.. فكيها شويا..وارحمي نفسك من جو الافلام الاسود والابيض الي كلها عياط.. وافرحي شويا.. ها.. انت محتاجة تفرحي..



( بقلم الباحــــث )







حضنت هدى.. وبادلتني الحضن.. بمودة وشعرت بصدق موقفها معي.. رغم اني لم احبذ اقتراحها لبيرنارد في وقتها.. لكني سامحتها الآن.. واخذت بنصيحتها..



لو عدت لعماد.. فسيكون وفق شروطي.. وعلى هواي..







منتصف اليوم في البوتيك.. وردني أتصال من عماد يطمئن علي و ثم اعطاني الاولاد لأكلمهم..



فرحت جدا بأتصالهم وسماع اصواتهم لدرجة نزلت دموعي من الفرحة.. وانا اكلمهم..



وقبل انهاء المكالمة.. اخبرني عماد بأنه سيحرص على أن يتأكد بنفسه من اتصال اولادي معي كل يوم ! واخبرني أن هذا سيكون بمثابة دليل على حسن نواياه..



ما اسعدني أيضا.. ان الدورة اتت في موعدها الآن.. مما طمأنني أكثر لنفي الحمل الذي كنت أخشاه.. ففرحت جدا.. الأخبار الحلوة تأتي مجتمعة أحياناً



( بقلم الباحــــث )















رؤوف



كعادتي عدت من بقالة رضا قبل رحاب.. وقمت بأعداد عشاء بسيط لنا.. وبعد قليل.. وصلت رحاب و دخلت.. وكان هناك شيء متغير في هيئتها..



وجهها باسم.. والسعادة واضحة على محياها.. وسلمت علي بحرارة أيضاً .. وهي تدخل الغرفة تغير ثيابها.. ثم دخلت للحمام.. تستحم..



اقتربت من انهاء العشاء.. وما أن خرجت رحاب من الحمام.. كلمتها







رؤوف/ شكلك فرحانه النهارده.. ما تفرحيني معاكي..







رحاب سعيدة/ اه.. فرحانة قوي.. مش هتصدق.. اول مرة بكلم ولادي يومين على بعض!! تخيل !!







رؤوف/ بجد.. طب جميل قوي.. يا رب دايما تكلميهم واشوفك فرحانة كده..



رحاب/ .. انا بجد فرحانه.. حاسة بنفسي شوية وهطير من الفرحة.. خصوصا لما عماد .. أكدلي انه بنفسه ..هيتأكد منهم يكلموني ..كل يوم..



رؤوف بغضب/ عماد... هو كلمك كمان ؟؟



( بقلم الباحــــث )







كأن رحاب ندمت على ذكرها لعماد في الحديث دون ان تقصد..



كنت اعد السفرة.. واصابني الأنزعاج بعد خبرها.. وطلبت منها الجلوس معي لتناول العشاء..



حتى انها أكلت بشهية مفتوحة.. أسعدني هذا الشيء..



حاولت رحاب تجاهل سؤالي الأخير.. وصارت تأكل وتتكلم بشكل متقطع..







رحاب/ ممم.. تسلم اديك ياحبيبي.. دنتا بقيت شيف شاطر اهو..







رؤوف/ بالهنا يا حبيبتي..







انتظرتها تأكل جيدا.. لم ارغب بأن أزعجها بطرح أسألتي..التي من الممكن ان توقف شهيتها للطعام.. لم أرها تأكل هكذا منذ ان رأيتها أول مرة بعد طلاقها ؟؟



وحين انتهت.. وشكرتني على العشاء..



( بقلم الباحــــث )











رؤوف/ ها.. لسه في اخبار تانية.. بعد ما تكلمتو انت و عماد مع بعض ؟



رحاب بتردد/ ها.. لا.. بس فرحت قوي.. لما سمعت صوت سيف و عمرو.. على فكرة.. هم لازم يشوفوك.. هم يعرفوا انك خالهم ..انا ياما حكيتلهم عنك.. ونفسهم يشوفوك..



رؤوف/ اه طبعا.. قوي قوي.. انا برده محتاج اشوفهم.. انا سايبهم وهم صغيرين قوي.. قبل ما اهاجر.. بس.. مش لما انت تشوفيهم الأول.. ؟؟







سكتت رحاب.. وهي تشرب من قدح ماء بقربها.. ثم.. تنفست بعمق.. وقالت







رحاب/ .. ما انا.. انا قررت ارجع لعماد.. !!



رؤوف/ نعم ياختي !!!!!!!!



الجزء التاسع















( بقلم الباحــــث )



اظن رحاب لاحظت توتري وغضبي بعد سماع قرارها.. فقالت والأنزعاج واضح عليها



رحاب/ أظن.. أنك سمعتني كويس .. يا رؤوف..!



رؤوف بغضب/ .. أيوا.. سمعتك.. انت ازاي اخذت قرار مهم زي ده لوحدك.. مش كنت تناقشيه معايا بالأول..؟











اعتقد اني تجاوزت حدودي قليلاً بكلامي الأخير.. مهما كانت علاقتنا كأخوة قوية.. بالتأكيد سيكون القرار الاخير.. لرحاب..







رحاب منزعجة/ انت بقيت عصبي فجأة ليه؟ دنت حتى ما تعصبتش كده لما انا أطلقت منه.. !! مش المفروض انك تفرح عشان انا هرجع لولادي و عيلتي من جديد؟؟



رؤوف/ ايوا.. صحيح.. !! بس.. انا مكنتش اعرف عماد كويس بالأول.. وانا.. انا خايف عليك يا رحاب.. خايف لا يأذيكي.. وكل الي يهمني مصلحتك و بس!



رحاب بتوتر/ .. ماتخافش عليا يا رؤوف.. انا عارفة مصلحتي كويس.. انا مش صغيرة.. وماتنساش.. انا كل الي يهمني ارجع ولادي لحضني.. و ده حقي..



( بقلم الباحــــث )











كلام رحاب كان كصفعة خفيفة على وجهي تنبهني للحدود الطبيعية التي ليس علي تجاوزها..



ربما من حقي ان انصحها فقط بطريقة مهذبة.. أمّا ان اعترض بخشونة على قرارها..فهي مبالغة مني.. !



بل هو رد فعل مني على قرارها .. أكثر من كونه خوف على مصلحتها.. لازلت ارفض خسارتها.. واستكثرها بحق عماد.. !







هدأتُ .. بعد أن شعرتُ بأندفاعي







رؤوف بنبرة هادئة/ .. انا ماقلتش حاجة يا رحاب.. و عارف اني مقدرش امنعك من اي حاجة هتعمليها.. دي مهمن كان حياتك .. وانت حرة ازاي تعيشي فيها.. ومع مين..







غيرت رحاب من نبرة صوتها وتكلمت معي بودية اكثر



رحاب/ .. اتمنى تكون فاهمني.. وفاهم انا ليه هعمل كده.. بكرا لما تتجوز وتخلف.. هتفهمني يا رؤوف.. وهتديني الف عذر للي عملته..



رؤوف/ .. **** يوفقك يا رحاب.. ماقدرش اقول اكثر من كده.. حقيقي أتمنالك كل خير..



( بقلم الباحــــث )







ساد الصمت بيننا بعد هذا الحوار .. تاركا جوا مشحونا فيما بيننا بسبب الصراع الظاهر والباطن.. بين عواطفنا المرتبكة تجاه بعضنا البعض ..



غادرتني رحاب لتنام في غرفتها متمنية لي لية هانئة! لن تكون هانئة بعد كل هذه الاخبار التي ستقضي مضجعي الليلة.. بل والليال الاخرى القادمة..



( رحاب..بتروح مني.. ! )



















رحاب



شعرتُ كأني محشورة في زاوية ضيقة.. بعد طريقة كلام رؤوف معي.. والتي كشفت بوضوح اهتمامه المبالغ بي وغيرته وانزعاجه.. !



لست حمقاء.. كي لا افهم طريقة تفكير رؤوف..!! ماحصل بيننا.. لا يمكن تجاهله بسهولة..



( بقلم الباحــــث )







في الصباح.. استيقظت بعد ليلة غير مريحة..بسبب كثرة تفكيري بالقادم.. حماس.. مختلط بشوق.. مع قليل من الحذر.. ومظطرة لأصبر..



كان علي ان أثقل.. واتحامل على نفسي..حتى يعود عماد ليتصل بي.. لا ادرى.. ربما لن يتصل اليوم.. ؟؟



اخذت حماما سريعا.. وكوبا من الشاي.. وغيرت ثيابي وخرجت للعمل..



استعدت مع نفسي شريط ذكريات حياتي مع عماد.. من الخطوبة.. الى الهجرة.. حتى الطلاق..



احاول استرجاع أي ذكرى حلوة لي معه هو بالذات.. لأهون على نفسي الحياة القادمة التي سأعيشها معه مظطرة هذه المرة.. لا مخيرة..



ان تحب شخصا تظن انه كل حياتك.. ثم يخذلك ويهجرك.. لن تجد مايمنعك من تحولِ حبك له الى كراهية.. بل ربما حتى الى أنتقام.. !



لم أجد في غربتي فسحة لأكره عماد.. لأن خوفي من فقدان ابنائي للأبد كان يهيمن على كل تفكيري ويشغلني عن كرهه.. بسبب خيبة أملي فيه..



( بقلم الباحــــث )















رؤوف



مالذي تتأمله من عواطفك المتخبطة تلك يا رؤوف؟ تنشغل عن كل نساء العالم.. وأوربا.. فلم تجد سوا أختك! لتحبها!



ان كنتُ أشتهيها.. فلقد تذوقتُ طعم ثمارها.. وان كنت احبها.. فذلك هو الجنون بعينه..



حب ميؤس منه.. اظنه عنوان لأحدى الأغاني لسميرة سعيد.. لكنه صار عنوانا لحالة الحب التي اعيشها الآن.. مع رحاب.



الاكتئاب يتسرب الى جمجمتي.. والحزن يمد يده لي ليصافحني بقوة ويحضني.. والحرمان متكاء على كتفي و متأبط لذراعي .. مكشرا عابساً كأنه شرطي يأخذني معه للحبس طويل الأمد!!



( بقلم الباحــــث )



لم اتوقع اني سأتعلق بأختي رحاب بهذا الشكل.. كان لدي طموح بعيد.. وامال كثيرة.. بتقوية اواصر العلاقة معها..



كنت بدأت حقاً أحبها !! مالذي تشعر به هي نحوي في اعماقها ؟ أيعقل انها استغلت وجودي لتروي ضمئها قليلا .. بعد طول حرمانها؟



لما لا!! في اوقات فراغي.. كنت اتصفح الانترنت.. واكتشفت موقع ( ميلفات) القديم الذي ادمنته.. فقرأت كثيرا من قصص مشابهة لقصتي.. اظن ان ليست كل تلك القصص المثيرة .. من خيال كاتبها فقط.. قطعا من بينها بضعة قصص تعكس حدثاً واقعي.. !!



زارتني الشكوك كثيرا.. وصرت لا اعرف كيف افكر.. ماذا سأصنع؟ هل سأقف متفرجا.. على فقداني لرحاب..؟ بعد ان دخلت حياتي في الغربة.. وغيرتها.. وجعلتها ذات معنى .. واكثر سعادة..



انهيت عملي ببقالة رضا هذا اليوم..رضا الذي لاحظ انفصالي وشرودي عن الواقع .. فلم اسمع اغلب كلامه.. فقدت حاسة السمع! ولم اجد بعد العمل مزاجاً ولا رغبة للعودة لشقة رحاب..



لا اريد رؤيتها امامي.. فأتحسرها.. وتزيد آلامي.. سأشرد بعيدا عن أحلامي.. وأركن في بار ارتشف اوهامي.. على شكل خمر.. ينسيني غرامي..!



( بقلم الباحــــث )















رحاب



شاردة الذهن ومرتعشة الاصابع.. وكلماتي غائبة عني اغلب الوقت.. وانا انتظر مكابرة اتصالا من عماد..



انتبهت هدى لي.. هدأتني بكلامها.. لتشد من عزيمتي.. لا تدري ان فيَّ شوقٌ لأبنائي.. يكسر الجبال.. فلا احتمل فراقهم اكثر..



ومع أني أُم.. لكني أظل أنسانة.. أمرأة .. بكل مشاعرها المختلطة وانوثتها .. ومزاجها المتقلب..خاصة بتأثير الدورة الشهرية التي جائتني بالأمس.. إلا أن أسم رؤوف.. يقفز امامي احيانا من بين كل تلك الافكار المزدحمة المتراكمة على باب عقلي..!



اشفق عليه.. لأني سأتركه.. لقد عانى هو أيضا في غربته .. تركته حبيبته بعد ان ورطته بنفسها بعمل خطير أودى الى سجنه..



فقد عمله بعد سنوات من التزامه واخلاصه لشركته .. يفقد المرء كل شيء بناه بتعب السنين .. لأول غلطة يرتكبها..! كل شيء!! لا يعذره أحد.. ولا يرحمه المجتمع .. ولا يسامحه حتى القريب..!



( بقلم الباحــــث )







وسط عذاب انتظاري.. قرر عماد ان يرحمني أخيرا.. فأتصل..







عماد/ انا.. اتصلت يمكن بسرعة.. ماديتليكيش فرصة تفكري.. بس اعمل ايه.. مش قادر ارتاح من عذاب ضميري وع الي عملته فيكي.. وعايز اعرف رأيك.. ولو لسه محتاجه وقت تفكري..انا..







قاطعته.. وسيطرت على مشاعري كي لا يشعر بلهفتي.. وتسرعي



رحاب/ انا موافقة يا عماد..



عماد بفرح/ ايه.. ده بجد؟ انا.. انا مش مصدق الي بسمعه.. انا..



رحاب مقاطعة/ بس بشروطي.. من غيرها.. مش هرجع ليك. يا عماد..



عماد بحماس/ وانا موافق على كل شروطك..



رحاب/ مش لما تسمعها الأول؟؟



عماد/ .. ع التلفون كده ؟ حاضر يا ستي.. اديني سامعك.. اشرطي زي مانتي عايزة..



رحاب/ تخلي وصاية' الولاد بأسمي؟؟



( بقلم الباحــــث )







'( الوصاية القانونية الخاصة بالولاية والوصاية على الطفل في القانون الأوربي.. قد تكون مهمة جداًعند التقدم بطلب الحصول على التأشيرة و جواز ألسفر )







عماد بأستغراب/ أيه.. طب ليه ؟



رحاب/ هي دي الحاجة الوحيدة الي انا راجعالك عشانها يا عماد.. ومش عايزة اخسرها تاني.. كده بس هاطمن انك مش هتحرمني منهم بعد كده أبدا ؟



عماد بتردد/ .. حاضر!! وايه كمان..







حبست فرحتي هذه اللحظة من ان تطغى على نبرة صوتي وانا اكلم عماد..



رحاب/ .. و.. و مش هسيب شغلي ..



عماد/ .. طبعا.. اكيد



رحاب/ ولازم تسيبوا المدينة بتاعتكم.. وتيجو تعيشو هنا.. مش انت كنت ناوي اصلا تغير مدينتك زي ماقولتلي لما اتقابلنا ؟



عماد/ هو مش سهل بصراحه.. بس انا هعمل ده كله عشانك و عشان سيف و عمرو طبعا..



ما انت عارفة.. صعب أنقل شغلي.. بس مافيش مشكلة.. انا معنديش مانع.. ولازم نتقابل عشان نحدد كل حاجة ونرتبها..



رحاب/ بس تجيب الولاد معاك.. عشان وحشوني قوي.. وحشوني موووت!



عماد/ حاضر يا ستي.. انت تؤمري..!



( بقلم الباحــــث )







انتهى الأتصال بعد تحديد الموعد.. وكدت أرقص في مكاني داخل البوتيك من شدة الفرح.. ورأتني هدى ولاحظت فرحتي.. واقتربت مني.. وبكلام مقتضب.. عرفت مني كل شيء.. فحضنتني وهي تهنئني فرحا..



هدى/ الف الف مبروك يا حبيبتي.. تستاهلي كل خير.. اديك نلتي بعد ما صبرتي.. الحمدللله..



رحاب مدمعة عيونها/ .. انا مش مصدقة نفسي من الفرحة.. انا شوية وهطير.. الدنيا مش سايعاني .. انا.. انا فرحانة قوي!!



هدى/ لا.. دي بقى تستاهل عزومة.. مش كده ولا أيه؟؟



رحاب/ بس كده.. من عنيه..



هدى/ اوعي ترجعيله من غير ما ينفذ شروطك ؟؟



رحاب/ لا طبعا.. مستحيل..







اخبرت هدى بشروطي واعجبت بنباهتي وعدم تفويت الفرصة واستغلالها لضمان بقاء اولادي معي..



عادت هدى تحضني مهنئة.. لست فرحة لعودتي لعماد.. بل لأن كابوس حرماني من اولادي للأبد سيزول قريبا بلا رجعة..



( بقلم الباحــــث )















رؤوف



مرت الايام ببطء علي بعد ان عرفت من رحاب مكالمتها مع عماد وموعدها القريب ايضا معه لترتيب كل الأوراق اللازمة



بالنسبه لي فأن رحيل رحاب عني صار كابوساً مسيطرا على حياتي الحالية..و يؤرق نومي كثيراً..



حاولت ان اندمج في العمل و أقلل من تفكيري المستمر برحاب .. بيأس .. وبدون فائدة ..











وبعد أيام....



فاجأتني رحاب تطلب مني ان احضر معها لقاءها مع عماد و اولادها .. ! في يوم محدد.



اخبرتني أنها تريدني أن أرافقها فقط لكي أرى أبنائها.. فأنا خالهم.. ومن الأصول رؤيتهم.. والتعرف عليهم..



( بقلم الباحــــث )







رحاب صارت تتكلم بحماس وهي تصف لي اولادها وميزاتهم.. وذكائهم .. وكيف أني سأحبهم وأتعلق بهم بسرعة..



كانت تبدو سعيدة جدا وفرحة جدا.. لم اعهدها بهذا الشكل منذ أن رأيتها في بلجيكا.. كأن الروح دبت فيها من جديد. فأعادت الأشراقة لوجهها الجميل فزاد جمالها أكثر..



كانت رحاب فرحةً جدا.. تغيرت ملامحها فصارت أرشق من الفراشات التي تتنقل بين الأزهار..



فعادةُ النساء أنهن يتجملن بالأزهار.. أما رحاب فالأزهار من تتغنى بجمالها وتتمنى أن تزين شعرها.. رحاب هي من تضيف جمالاً لها.. لا العكس..



فرحت لفرحتها حقاً .. حين رأيت الفرحة في عينيها بعد طول انتظار.. وحرمان ومعاناة و قلق و خوف..



( بقلم الباحــــث )







في اليوم المحدد لمقابلة عماد



تأنقت رحاب فبدت بأبهى واجمل صورة.. هي لم تكن بحاجة الى مكياج لتزيد من جمالها.. هي فقط تضع شيئاً خفيفاً على بشرتها.. فبرز جمالها الحقيقي أكثر.. وصارت بهية مشرقة و شديدة الجاذبية..



شعرتُ بالغيرة وتحسرتُ كالعادة.. وانا اشاهدها تلف نفسها برشاقة أمام المرآة قبل ان تخرج.. لدرجة حركت صورتها في دبيباً خفيفاً في رأس قضيبي.. فتداركته بسرعة و أخفيته..



حاولت أن اجاريها فلبست افضل ثيابي.. كأني أريد من يرانا معاً يظننا كپل.. اصحاب.. بوي فرند.. لا أخوة..



بأبتسامة ساحرة منها اخذتني بيدها من مرفقي.. وهي تمشي معي.. وعطرها يغزو أنفاسي.. ويحجب عن عيني الرؤية!! لأني لم أعد أرى سواها امامي..



( بقلم الباحــــث )







وصلنا المكان المحدد.. في كافتيريا معروفة وسط المدينة..



هناك رأينا عماد مع ولدين صغيرين لم ارهما من قبل.. كان الكل أنيق و مرتب.. ويجلسون على طاولة خارج الكافتيريا..



فالجو كان ربيعياً.. ومستقراً هذا اليوم.. رغم ان بعض الغيوم لا تنفك ان تحجب الشمس عنا كل قليل.. لكنه والأهم.. يوم غير ماطر..



في مشهد مؤثر.. لا استطيع وصفه بالكلام.. لم أره حتى في الأفلام.. هرولت رحاب نحو ابنيها.. الذين فور أن رأياها.. قفزا بأتجاهها من مكانهما.. وهم يصرخون عليها فرحاً .. ( ماما..ماما) ..



عانقتهم رحاب بقوة وحنان بنفس الوقت.. امطرتهم بقبل ..تشمهما شوقا.. وتبكي فرحا للقائها بهما أخيرا..



ظننت أن رحاب لن تتركهما أبدا من يديها وحضنها.. دقائق طويلة.. لن تكفيها لتعوضها ولو شيء بسيط من اشتياقها وحرمانها لهما..



اثناء انشغالها بحضن اللقاء.. نظرتُ الى عماد.. تغير كثيرا.. كان يجلس بصمت.. لم أرتح كثيرا لرؤيته.. أهي الغيرة.. ام أنه أحساسي حقا به؟؟



( بقلم الباحــــث )



ببرود.. صافحته.. وبسلام مقتضب..و لم ينهض من مكانه!! بقيت واقفا لزمن.. تصورت أنه دهر!! حتى انتبهت رحاب لي أخيرا..



تُعرف ابنائها علي .. تقدم لهم خالهم .. كنت انظر لوجهها الباسم الساحر.. الذي أنقلب فيه الغم والهم الى فرح وسرور .. فرحت لها من قلبي..



بأدب.. بأيديهم الرقيقة الناعمة.. صافحاني صغيريها.. كانا مهذبين جدا.. لن اتعجب لذلك.. كيف لا وهما ابناء أمرأة شديدة الرقة والنعومة والجمال.. والكمال ايضا..



شعرت بخجلهما وقدرت رد فعلهما.. اعرف جيدا انهما لم يعرفاني من قبل.. مسألة وقت حتى يتعودا علي في المستقبل..



شعرت الآن بأنه من الاصول أن انسحب واودعهم.. لأترك لهم الخصوصية لمناقشة حياتهم القادمة...



( بقلم الباحــــث )















رحاب



ذهب رؤوف .. كنت أشعر بقوة أكثر بوجوده.. فعلاً ألأخ سند و ظهر لأخته..!



بعد لقائي الشاعري مع أولادي.. وانا مستمرة أحضنهم واقبلهم ويقبلوني.. ولا افارق ايديهم الجميلة.. حمدت اللله أنهما لم ينسياني ولم يتوقفا عن التفكير بي طوال المدة التي كنت بعيدة فيها عنهما..



طرحت على عماد عدة اسئله ..



رحاب/ .. طب و آنيتا.. ؟؟



عماد/ مالها.. ؟ آه.. فهمتك.. احنا سبنا بعض!!



رحاب/ ببساطة كده؟؟ دالي يشوفها وهي متعلقة بيك آخر مرة.. مايصدقش كلامك دلوقت..



عماد/ انا و آنيتا بينا مشاكل كثير.. يمكن كانت عايزة تغيضك مش أكثر. بس خلاص.. انا وهي اتفقنا نسيب بعض وكل واحد يروح لحاله..



( بقلم الباحــــث )











رغم ان عذر عماد كان مختصر.. واستغربته.. لكني لم أهتم بأنيتا.. كان سؤالي لأعرف مدى أهتمامها بعماد..وبالتالي خوفي من ألرجوع له.. وأخذا أولادي مني !! لا يهمني شيء آخر..



اعرف جيدا ان الاوربيين مشاعرهم باردة نوعا ما.. ويتركون بعضهم ببساطة فور ان يشعروا بفتور العلاقة.. ويتطلقون بسهولة أيضا.. لأسباب لا تخطر على بالنا نحن العرب..



تجاوزت موضوع آنيتا.. ولأننا الآن على أعتاب نهاية الفصل الدراسي و اقتراب العطلة الصيفية.. اعطاني عماد الصلاحيه لأختيار شقه مناسبة لكي نستقر فيها عند انتهاء المدرسة..



ثم اتفقت معه أيضا على مواعيد منفصلة بيننا.. لأكمال جميع الاوراق الرسمية وامضائه بالتنازل لي عن الوصاية..



لا أدري كيف سأحتمل فراق اولادي عني مجددا.. لن اطيق صبرا ولن يهناء لي بال ولن أطمأن حتى يستقرا في حضني تحت سقف بيتي..



( بقلم الباحــــث )



لولا أن شقتي صغيرة.. لطلبت من عماد ان يتركهما لي حتى انتهاء عطلة نهاية الأسبوع لأرتوي قليلا من حضنهما.. حتى هما المسكينين.. متعلقين بي.. لا يودان فراقي..



احساسي الجميل .. بأناملهم الناعمة التي تشبك اصابعي طوال الوقت.. واحضانهم لي وانا جالسة.. هذا يحضن كتفي والآخر وسطي.. مستمتعان بحناني.. وهما يردان روحي لي..







معهما شعرت بالحياة .. كأني أُبعث بعد ألموت من جديد







في نهاية اللقاء أخذهما عماد معه.. مؤكداً لي انهم قريبا جدا سيكونون لي و في حضني وللابد



( بقلم الباحــــث )



















رؤوف



طوال الوقت.. حاولت ان اشطب من ذهني لحظة رحيل رحاب عني وعن حياتي.. ولكي أهرب من هذا الواقع المحتوم.. صرت اتردد أكثر للبار.. نهاية كل أسبوع برفقة خالد..



كنت أضغط على نفسي لكي لا أشرب في الأيام الأخرى.. لا أريد ألذهاب لرضا و أنا مخمور.. فأفقد عملي !



كنت أضيف لسهرتي الأسبوعية.. فقرة الدعارة !! فأخصص وقتً لممارسة الجنس مع يوليا او رفيقتها..و أحيانا نتبادل المومسات انا و خالد..



خالد.. لم يكن صديقا مقربا.. بل مجرد زميل عمل.. وزميل حانة.. لم أفتح له قلبي ولم أطلعه على أسراري..



لكن.. فاجأني خالد بفتحه معي موضوع التهريب مجددا؟



صار يكرره على أسماعي كل أسبوع.. حتى نجح في جعلي أعيد التفكير في الموضوع..!!



( بقلم الباحــــث )







لأكتئابي الحاد.. الذي أصابني بعد رحيل رحاب عني.. صرت أشعر بالخواء.. واللامبالاة.. فقدت الأهتمام بالحياة..



وصرت أشعر أنه ليس لدي شيء اخسره من بعدها .. التي يبدو ان رحيلها عني هذه المرة سيكون للأبد..



رحلت.. بعد أن زرعت بذرة أمل في حياتي المملة .. ولونتها بحضورها وأبتسامتها..هي من أضافت طعماً حلواً لحياتي..



رغم ان الفترة التي قضيناها معاً لم تتعد العام.. إلّا أني تعلقت عاطفيا جدا بها..لكن يبدو أن الأيام الحلوة باتت على وشك الأنتهاء.. بلا عودة..



( بقلم الباحــــث )















رحاب.. يوم الأنتقال



كنت سعيدة أحزم أغراضي في حقائب.. بأنتظار عماد ليقلني للشقة الجديدة..



لم أنس ترتيب اغراض رؤوف.. تركت له كل اثاث الشقة .. لم آخذ معي سوا ما يخصني من ملابس وحاجيات شخصية..



أخبرني رؤوف أنه لن يجد شقة أخرى بنفس الجودة وبهذا السعر المناسب.. وانه يستطيع أن يدفع الأيجار .. ويتدبر أموره لوحده.. ولهذا سيظل يسكنها من بعدي..



سأساعده حتى وان لم يطلب مني بلسانه ذلك..



ألقيت نظرة أخيرة على الشقة.. وتفحصت زواياها والذكريات الحلوة والمرة تقفز امامي..



تحسرت قليلا .. رغم ان حلمي تحقق بعودة ابنائي.. لكن هذا حال الدنيا.. كل مرحلة نعبرها.. لها اثر في نفوسنا.. حتى وان كانت مرحلة حزن .. او هم.



( بقلم الباحــــث )







وحان وقت الأنتقال..



كل شيء سار مع عماد مثلما أريد..



على باب الشقة.. وقف عماد ينتظرني.. ليرافقني لسيارته .. ساعدني رؤوف بحمل الحقائب .. وأوصلني حتى السيارة..



وهناك.. وقبل ان أركب مع عماد.. التفتُ نحو رؤوف .. وعانقنته.. وعاد ليعانقني بحضن حنون..



شعرتُ بيديه تلتف حولي بقوة.. وبأنفاسه خلف أذني.. كأنه لا يريد فراقي..



بعد الحضن الشاعري.. ذرفتُ دمعة .. لوداع رؤوف.. الذي أحمرت عيناه هو الآخر.. لكنه كابر..



رؤوف ببحة/ خلي بالك من نفسك كويس.. ها.. و أي وقت تحتاجيلي فيه ..انا موجود..



رحاب بدموع/ وانت كمان يا حبيبي.. خلي بالك من نفسك.. وكلمني.. ها..ده الولاد كمان حبوك.. ابقى أسأل عليهم..و عليه..!



( بقلم الباحــــث )











رؤوف



رحلتْ.. رحلت رحاب عني.. تركتني أسيراً للتمني.. أعقد آمالي عليها وظني.. لعلها عن قريب تمحو حزني.. وتعود مرة أخرى لحضني.. !



شعور بالوحشة.. ملاء اجواء الشقة.. أحن لصوتها.. لظلها.. لعطرها.. لخيالها.. لمناداتي بأسمها.. هل كنت حقاً هكذا أحبها ؟



الأحساس الذي يسري في أوردتي الآن.. هو بالضبط كأحساس المرء بموت قريب له.. يتركه وحيدا من بعده.. يعاني آلام فراقه ووحشته..



أهملت نفسي حتى صرت انسى أن ارتب ذقني او أشذب لحيتي.. لم أذهب للحلاق منذ أيام..



كل ما يسعدني في تلك الفترة الكئيبة.. هو أتصال .. أحياناً من رحاب..! لتطمأن علي.. لو كنت مكانها لما أتصلت.. بعد ما فعلته بها!!



مايمنعني من الاتصال بها والأطمئنان عليها.. شوقا لسماع صوتها.. هو أني أخاف.. لو رفعتْ السماعة.. اقول لها.. عودي.. أني أحبك !



( بقلم الباحــــث )







كل ليلة.. كنت أسهر لوحدي.. أقلب صوري معها في الهاتف..وفي بعض الألبومات القديمة.. صورها .. فقط كانت نديمة لي.. وونيسة لوحدتي..



وكل ليلة.. بلا ملل و كلل.. كنت أستمع لأغنية العندليب.. لتؤنسني وتخفف عن عذابي قليلا..



بلاش عتاب..



وخاصة في مقطعها.. تلذي يقول فيه العندليب..





و فى حضن الشوق و الحنية



غمضت عيني شوية



و فى ضل آمالي الحلوة



و الدنيا ملك إيدي



بصيت و لقيتك مش جنبي



و لقيتني انا لوحدي انا لوحدي انا و قلبي و قلبي



مش ببكي عليك مش ببكي عليك انا ببكي علي



ياما ياما قلبي داب من عذاب الحب ياما



ياما خبيت الآلام



ياما شفت النور ضلام



ياما كنت اتمني يوم يوم يوم ابتسامة



ياما قلبي داب من عذاب الحب ياما



ياما خبيت الآلام



ياما شفت النور ضلام



ياما كنت اتمني يوم يوم يوم ابتسامة



بلاش العتاب بلاش عتاب بلاش



يا حبيبي يا حبيبي



....



....



ماتكلمنيش عالحب ماتفكرنيش بالحب



لا حياتي هى حياتي ولا قلبي اصبح قلب



ماتكلمنيش عالحب ماتفكرنيش بالحب



لا حياتي هى حياتي ولا قلبي اصبح قلب



حبيت الحب عشانك



و كرهت الحب عشانك



حبيت الحب عشانك



و كرهت الحب عشانك



ابدا مش هقدر اسامحك



ابعد خليك فى مكانك



ابدا مش هقدر اسامحك



ابعد خليك فى مكانك



انا بترجاك استني هناك



استني بعيد عشان انساك







حتى آخر الأغنية الرائعة.. التي تجعلني أذرف دموعي في نهايتها.. لقد أصاب قلبي بحبك العذاب.. هياماً وشوقاً لك يا رحاب..



( بقلم الباحــــث )















رحاب



في الأيام الأولى بعد أنتقالي للعيش مع عماد.. شعرت بأن ما اعيشه حلم يتحقق !! اولادي حولي.. أستغل معهم كل الوقت المتاح.. اعوضهم عن مافاتهم من حناني.. ويعوضوني عن حرماني منهم..



أما أنا فأحتفظت بعملي.. وعماد يعود كل نهاية أسبوع من العمل ليقضيها معنا.. فنخرج للسينما او مدينة الألعاب .. أو مطعم..او أي مكان..



أفتقد رؤوف .. أفتقد أيامي معه.. وأحاول أن انسى ما حصل بيننا.. لكن.. عبثاً كنت أحاول.. فتلك الذكرى.. تباغتني أحيانا في المنام !!



كنت أصحى كل يوم سعيدة.. غير مصدقة .. فرحانة جدا بحياتي لا أطمح لأكثر من ذلك..



وفي أول نهاية أسبوع عاد فيها عماد من عمله.. ظل يلمح لي.. كثيرا.. ففهمته.. وتوقعت ذلك منه.. ولا أستطيع منعه من حقه حتى وأن كنت غير راضية عليه وفقدت رغبتي له..



( بقلم الباحــــث )



كنت قد عملت حسابي.. لهذا الطلب المتوقع.. فلم أنس المرور بالصيدلية لشراء حبوب منع الحمل.. ليس من المنطقي ان نتهور بسرعة في بداية رجوعنا ونخطط لطفل آخر!



في تلك الليلة.. بعد أن أخذت ألاولاد لفراشهم يناموا في غرفتهم.. تهيئت كعادتي.. لعماد.. أعرف أنه محروم منذ مدة.. فلقد أعترف لي بنفسه..



ورغم اني لم أمانع.. لكن.. أشعر بقشعريرة غريبة تصيب جلدي عندما يلمسني عماد..



دخلت الغرفة وجدته مستلق.. يداعب قضيبه! استغربت هذا التصرف منه.. عادة جديدة اكتسبها ربما من آنيتا..



لكن ما أن جلست بقربه.. أمسكني من شعري بقوة.. فاجأني تصرفه.. يدفع بوجهي نحو قضيبه يريدني لن أمصه..



أدخله عنوة في فمي.. كدت أختنق.. لم يعطني فرصة حتى للتنفس! كدت اتقيء لشعوري بقضيبه يرتطم بسقف حنجرتي..



لكنه واصل غير آبه بي.. ثم قبل أن يقترب من القذف.. أخرجه من فمي.. ونهض من مكانه.. وأمرني ان اكون على أربع.. على ألارض..



لاقبل.. لا همس.. لا لمس.. لا كلام رومانسي.. كأنه جندي يسير نحو هدف وحيد وجد لأجله.. لا يهتم بالألغام ولا بالقناصين المنتشرين حوله.. فقط هدفه!



لا أعرف كيف انسلت لأفكاري .. ذكرياتي مع رؤوف.. كلماته الرقيقة.. شغفه.. واحساسه .. واحساسي بلمساته.. !



أكمل عماد مهمته دون ان يراعي جانبي الانثوي.. وقف خلفي على ركبتيه.. وشعرت بأصابعه تخلع عني كلسوني..



اقشعر جسدي.. لا زلت استغرب ملمس يديه.. لا زلت بصعوبة اتقبله..



ثم شعرت به.. يداعب كسي بأصبعه.. أرتجفت قليلا بالبداية .. أغمضت عيني.. وانا ارى أمامي صورة أخي رؤوف.. عندها فقط عندها تقبلت لمسات عماد لي.. وتجرعتها.. حين أوهمت نفسي.. أنني بأحضان أخي !!



جفلت حين ارتطم قضيب عماد بكسي من الخلف.. يحاول ان يفرق شفرتي كسي وجدران مهبلي بقضيبه الذي لم يكن بحجم قضيب رؤوف.. بل أصغر منه



لم يمنحني فرصة لكي استوعب رأس قضيبه.. فأدخلُ أنا كذلك في متعتي الأنثوية!!



صار يدفعه.. بوتيرة أسرع.. فشعرت بألم بسيط .. فلم تتمدد جدران مهبلي بعد.. لأني لم اجهز بشكل كاف له.. فيستوعب مهبلي قضيبه ..



تجاهلني عماد.. وصار يحرك بحوضه.. ماسكا فلقتي طيزي بخشونة.. وبدأ يرهز.. يرهز.. أسمع صوت أنفاسه المتعالي.. ولهثه.. وهو يتحرك بقوة.. لم اسمع سوى كلمات جنسية منه..



عماد يلهث/ آه.. عايز أنيكك.. أنيكك.. آه.. أنيكك ..



( بقلم الباحــــث )







ثم ارتعش.. يتقلص.. وهو ينزل لبنه في جوفي.. ويتأوه.. مستمتعاً.. لوحده!!



القى بنفسه على السرير.. يأخذ أنفاسه.. تركني وانا لازلت على الأربع.. لم أشعر بأي شيء معه.. لم ينالني منه إلّا ألقرف.. والأشمئزاز..



فنهضت بسرعة لا أريد ان أضيع وقتا.. هرولت للحمام.. أغتسل من قرفه وعرقه و آثاره العالقة بجسدي..



حزنت.. لانه أهملني تماما ولم يفكر إلا في نفسه.. لم يكن عماد قبل آنيتا بهذه الأنانية!! غَيَّرَتهُ آنيتا؟؟ أم الغربة؟؟



بعد أن خرجت من الحمام.. وجدته قد غط في النوم.. و بحذر دخلت تحت البطانية بقربه أتجنب لمسه..



أحاول النوم.. وأصبر نفسي متجرعة عماد.. مضحيةً لأجل ابنائي..



وقبل أن أغلق جفني.. مرت صورة رؤوف أمامي.. فخفق قلبي بقوة.. وارتعشت فرائصي.. وتذكرت متعمدةً.. مافعله رؤوف معي.. وكيف سرقني بلمساته لعالم ساحر آخر..



ودون وعي مني.. مددتُ يدي.. لكسي.. أفركه.. ورؤوف لا يفارق بالي.. حتى ارتعشت.. أقذف شهوتي.. وانا أحلم بأنامله وهي تداعب حلماتي.. وكسي.. وكدت أصرخ من الشهوة بأسمه..



فكتمت فمي بيدي الأخرى.. وانا أصرخ بهمس... ( آااااه.. رؤوفببببب .. بحبك !!!)



( بقلم الباحــــث )















رؤوف



بعد شهر..تقريباً



تعودت حياتي الجديدة المملة.. المليئة بالأكتئاب و الزهق.. وخالد يحاصرني في كل مرة.. نتقابل فيها.. يقنعني لخوض المغامرة.. والمخاطرة..



وفي أحدى الليالي...







خالد/ ها.. هتفضل راكب دماغك لحد أمتى؟؟



رؤوف/ ما انا قلتلك.. بلاها.. يا خالد.. انت عايز تودينا في داهية ؟



خالد/ طب.. بس جربها معايا مرة وحدة.. صدقني.. هتعجبك الطريقة الجديدة قوي.. ( خالد يمسك جانب رقبته بيده ) ع ضمانتي و برقبتي.. ده احنا هنعمل قرشين حلوين قوي..







بعد قليل من التردد.. لم يكن عندي شيء أخاف عليه..



رؤوف/ .. أمري ***.. خلاص.. أنا معاك..







خالد يفرح.. ويحضني



خالد/ ايوا كده يا وحش.. جهز نفسك.. بعد بكره.. فجر يوم الحد!



رؤوف/ بسرعة كده.. دنتا مجهز كل حاجة بقى !!



( بقلم الباحــــث )







تركت خالد يبتسم فرحاً في البار.. لأنه أستطاع أقناعي أخيرا.. وعدت لشقتي.. نصف مخمور.. فغدا هو السبت.. وبعد غد.. موعد العملية المتهورة التي اتفقت فيها مع خالد..



وانا استلق على سرير رحاب في غرفتها.. احاول ان اشم ما تبقى من عطرها فيه.. واريد الاستسلام للنوم..



رن هاتفي.. !! رحاب تتصل!! خفت وقلقت جدا.. مالذي جعلها تتصل بي في هذا الوقت المتأخر..



رؤوف/ ايوا.. خير يا رحاب..؟



اسمع رحاب تصرخ من وسط ضوضاء كثيرة حولها لا اميزها.. صوت بكاء أبنائها.. مع صوت صراخ لرجل..اظنه عماد.. ورحاب مذعورة..



رحاب/ ألحقني يا رؤوف.. ألحقني.. تعالالي بسرعة انا محتاجالك.. يا رؤوف .. بسرعة !!!!!!!







( بقلم الباحــــث )



الجزء العاشر











( بقلم الباحــــث )



لم أنتظر ولو لحظة!! لكي اسأل رحاب مزيداً من الأسألة.. و مضيعاً وقتاً أكثر..



صوت رحاب وهي مذعورة تستنجد بي.. عمل كأكبر جرعة كافيين .. لجعلي صاحياً كفاية من حالتي كنصف مخمور..!



ارتديت بسرعة الضوء لحذائي.. لحسن الحظ كنت قد تكاسلت من خلع ثيابي عند وصولي للشقة من البار..



فهرولت راكضا نحو الشارع.. ابحث عن أي وسيلة مواصلات سريعة لأصل بها لرحاب..



كنت أركض.. نحو بيتها على طول الشارع.. لعلي أجد تكسي.. و قطعاً سأستأجره..



للأسف في بلدتي تقل الحركة ليلاً في الأحياء السكنية.. وتقل كذلك فيها حركة سيارات الاجرة..



حالة الرعب التي اصابتني.. خوفا على رحاب وصغيريها.. تتنقلُ بقلبي كل لحظة.. من طور الى أسرع.. !



زدتُ من سرعة ركضي كالمجنون.. لا اهتم لآلام خصري التي باغتتني فكادت تعيقني.. فتوقفني..



والتي واتتني لأني لم أركض بهذه السرعة من قبل.. رغم اني رياضي وامارس الهرولة بأنتظام..



اثناء ركضي أتصلتُ برحاب مرة.. ثم أخرى.. لكنها لا ترد.. فزاد خوفي وقلقي وغضبي.. فعلق في حنجرتي !! اريد الصراخ.. لكن.. انتظر رؤية وجه عماد لأطلق جام غضبي بصراخي عليه...



رأيت عماد في الوطن من قبل أن أهاجر.. مرات قليلة.. لم اهتم به.. ولم يكن لي علاقة به..



لكني عندما رأيته آخر مرة مع رحاب.. شعرت بتغييره واختلافه.. عرفت انه اصبح شخصا آخر.. لم استطع هضمه.. ولم ارتح له.. بل وخفت منه كثيراًعلى رحاب..التي لم تستمع لنصيحتي وتحذيري لها منه..!



كدت أيأس من أيجاد تكسٍ وأنا اواصل الركض.. لكن عندما خرجت من الحي السكني.. ووصلت الشارع العام.. ظهرت لي سيارة اجرة.. فأخذتها وترجيت سائقها بالأسراع..



حسبته لن ينتهي هذا الطريق.. وقلبي و فكري مشغول على رحاب.. اخاف عليها.. قلق على اولادها.. خائف من ان يحصل شيء سيء لها..



لن أسامح عماد أبدا.. على مافعله بها..



( بقلم الباحــــث )



بعد معاناة مع الأفكار الظلامية التي اجتاحت دماغي وقلبي.. طوال الطريق.. وصلت اعتاب شقة رحاب..



لم تكن شقتها ضمن عمارة بل كان بيتا من طابقين.. على شكل شقتين.. منفصلتين.. كانت رحاب تسكن الدور الارضي.. ولا تزال الشقة العلوية خالية.. لهذا لم استغرب عدم وصول الشرطة لغاية الآن!!



فحتى وإن لم تبلغهم رحاب.. فأصوات كهذه.. لو سمعها الجيران.. لأتصلوا بهم على الفور!







على باب شقتها..



طرقت الباب بجنون.. كدت اكسره وانا اصرخ وانادي بأسم رحاب..



لازالت اصوات بكاء الاولاد واضحة.. واصوات خناق بين رحاب وعماد.. مستمرة..







استطعت سماعهم.. من خلف الباب..



رحاب/ حرام عليك.. كفاية.. انت عايز مني ايه اكثر من كده.. ما كفاكش كل الي عملته فيا.. ؟



عماد/ .. يا.. وليه.. يا.. زبالة..



انا الي لميتك.. انا..انا.. دا انا خليتك تعيشي عيشة اوربا.. الي عمرك محلمتي بيها.. انا..انا..







كأن عماد بالغ جدا في سكره..!







زدت من طرقي .. فاقترب صوت رحاب من خلف الباب..



فَتَحَتْهُ .. فرأيتها.. !!!!



منظرها كسر قلبي..!! و أستفز غضبي..



غير معقول !!!! رحاب.. الجميلة الرقيقة الناعمة.. الملاك.. الحسناء الغافية على الغيوم..



هكذا بدت؟؟!! بسبب عماد ؟؟!!



( بقلم الباحــــث )



كان شعرها منكوش.. وكحلها بسبب البكاء سال على وجنتيها المحمرتين بشدة .. انا متأكد أنها علامات ضرب!



وملابسها قُدَّت من الامام.. فبان شق صدرها حتى جزء من بطنها.. كانت تحاول غلق فتق ثوبها بيديها لتستر نفسها..



أبنيها محبوسين في غرفة اخرى.. لأني اسمع اصوات بكائهم.. من داخلها !!



أمّا عماد.. فكان يحاول اللحاق برحاب ليمنعها من فتح الباب.. منظره.. فوضوي جدا.. بسبب أثار مقاومة رحاب والدفاع عن نفسها امامه..



فدلَّ على أنها .. سحبتْ ربطة عنقه.. وقطعت ازرار قميصه.. وفتقت جاكيتته من مكان كتفه..



عماد كان يهمهم بكلام غريب.. لا افهمه..



فور أن رأتني رحاب.. رمت نفسها علي.. كأنها كانت تائهة في عرض المحيط.. فصار صدري يابسة النجاة لها.. ترسي بثقل صدرها عليه.. وتحرك رغم كل ماحولنا .. رغبتي أليه..



التقفتها.. احضنها.. بقوة.. لا اريدها ان تتركني.. لا اريدها ان تتعذب اكثر بعيدة عني..



دفنت رحاب نفسها في حضني اكثر.. وهي تبكي منهارة.. دموعها نزلت محتارة.. مابين ان تكون دموع فرح لشعورها بالخلاص برؤيتي .. ام دموع حزن بسبب الرعب الذي نالته من عماد..



وصل عماد وهو يمشي خلفها..لظهرها يريد سحبها مني..



دخلتُ مع رحاب للداخل دون أن أفلت حضنها ..فتحولتْ خلفي تحتمي بي.. وكلانا ظهره للحائط ..وعماد يصيح.. ويريد رفع يده عليها حتى وهي محتمية بي ..خلف ظهري..!!



( بقلم الباحــــث )







عماد/ بقى.. كده.. بتطلعي اسرارنا للغريب!! عايزة تستقوي بأخوكي.. طيب..!! أنا هوريكي يا بنت الـ..







صرختُ بوجهه.. وبغضب.. ممسكا يده بقوة .. أُؤلمه!



رؤوف/ الـ.. أيه.. ها.. ما تكمل.. يا عماد.. ؟



عماد بغضب/ طب.. مش تعرف.. أختك عملت أيه الأول يا.. يا سبع البرمبه؟؟ مش يمكن انت الي تحاسبها كمان؟؟



رحاب بصراخ وبكاء/ ما تسدقوش يارؤوف.. عماد تجنن خلاص.. مش طايقني.. ولا كان أساساً بيطيقني.. عشان عمره ما تغير..







رؤوف بصوت عال/ حتى لو غلطتْ.. مش هسمحلك ابدا يعماد تعاملها بالطريقة دي..انت فاهم ؟







صرت الوي ذراع عماد.. لأسيطر عليه.. رغم مقاومته..



لم أحبذ ضربه مباشرة.. لكونه في حالة سكر شديد.. ليست من الرجولة فعل ذلك..







لكن عماد.. يصارعني.. وانا الوي يده.. أستغل تهاوني.. ففلت من يدي.. مستغلا ابتعادي.. عن رحاب.. وركض مجددا نحوها يريد يضربها..!!



عندها.. وصلت آخري.. تركت القيادة لغضبي المحتقن في امعائي وصدري.. فتوجهت نحوه.. أمسكته من ياقته..



رؤوف/ انت يا حيوان انت.. تضرب اختى وانا موجووووود.. طب خوووود..!!







ضربته بلكمة.. واخرى.. و لشدة ضرباتي.. حاول مقاومتي.. لكن اظنه فقد توازنه أكثر.



لم يعد يسند طوله.. فألحقته بضربة ثالثة.. وأنا أشتمه.. والعنه.. والعن اليوم الذي عاد به لرحاب.. !



( بقلم الباحــــث )







لكن رحاب صارت تبكي..! مذعورة.. وحين رأتني بالغت في ضربي لعماد.. أمسكتني من ظهري تمنعني من فعل المزيد!!



رحاب/ كفايا.. كفايا .. كفايا يا رؤوف.. ماتضيعش تفسك عشانووو.. كفايااا..!!







تهاونتُ مع عماد قليلاً لأجلها..لا اريد ان اخيفها اكثر.. فانسحبت قليلاً عنه.. واوقفت ضربي له



فأستغل عماد الموقف.. فباغتني بضربة قوية على أنفي مباشرة!!



ندمت.. لأني لم أضربه بمثل طريقته الخبيثة.. كنت اقاتله قتال رجال.. فأثبت لي انه ليس منهم..!



نزف انفي.. وانا اتمالك نفسي.. اسيطر على توازني.. عندها.. تحررتُ من يدي رحاب.. وتوجهت نحو عماد..أنهال عليه ضرباً ولعناً.. واستخدمت قدمي ضربته بعجزه..( شلوت)



وانا اضربه.. أضربه .. وهو يتحاشى ضرباتي .. حتى وجهته للباب بسبب ضربي المستمر له..



وما ان صار على اعتاب الباب.. فر عماد عن المكان راكضا مترنحا.. فسقط على بعد بضعة امتار.. ثم نهض واكمل ركضه.. باتجاه غير معروف.. يهمهم برد الشتائم المختلفة لي ولأختي..



لم أطارده.. تركته يهرب..



قفلت الباب.. وعدت لرحاب.. التي عادت مفزوعة تحضنني وتعتذر لي لأنها امسكتني تمنعني عن ضربه ..



رحاب/ يا حبيبي يا رؤوف.. انت كويس.. يا حبيبي.. كله مني.. انا السبب.. سامحني وحياتي عندك.. سامحني..



رافقتني استند عليها للداخل.. ووجهي ملوث بدماء أنفي.. حتى وصلنا لأريكة ألصالة.. أسندتني لأجلس عليها وجلست رحاب بقربي..



( بقلم الباحــــث )



التففت نحوها وهي تجلس معي على أريكة الصالة.. وتمد يدها لتجلب مناديلا و زجاجة ماء.. تمسح انفي وتضغط عليه لتخفف نزفي.. وتمسد شعري.. تحاول تخفيف الامي رغم انها كانت في حالة يرثى لها..



رؤوف / .. محصلش حاجة.. فداكي..!! مش مهم ياحبيبتي..



رحاب/ يقطعني.. يروحي انت.. انا السبب.. انا السبب..







كنت انظر لها وهي تجلس بقربي تاركة شق ثوبها الممزق حُراً.. لأنشغال يديها بوجهي تمسحه وتخففه آلامه بالمناديل المرطبة..



فحصلت على أروع زاوية رؤية.. لنهديها المكورين المحبوسين خلف الستيان الفستقي اللون وبطنها الجميلة الطرية.. منظر كان يغازل رأس قضيبي.. يداعبه ويحركه رغم كل الالام التي تحيط بي..



للأسف.. نهضت رحاب.. ذهبت تطمئن على اولادها.. وعادت لي بكيس ثلج.. لأضعه على جبيني..



ثم عادت مرة اخرى تهديء من روع الاولاد.. رأيتهم من زاويتي كذلك بعد ان فتحت باب غرفتهما..



المسكينين.. كانا مذعورين.. شاحبين.. يبكيان.. فحضنتهم رحاب بحنية.. و سمعتها تكلمهم بهدوء







رحاب/ خلاص.. خلاص يحبايبي.. خالو رؤوف اهو.. الي ياما حكيتلكو عنه.. !! خلاص اهو جنبنا.. ومحدش هيقدر يأذينا ..هو هيحمينا يا حبايبي..







تسائلت مع نفسي.. متى لحقت ان تقنعهم بصورة البطل التي رسمتها لهم عني؟ ترى ماذا كنت امثل لها ولهما..؟ الأنقاذ.. الخلاص؟؟



ترى مالذي كانت تعانيه رحاب في هذه المدة القصيرة تحت وطأة عماد وسطوته ؟؟



انتظرتها نصف ساعة تقريبا..



عادت رحاب لجانبي بعدها.. وقد غيرت ثوبها ..للأسف!!



وغسلت وجهها سريعا.. ثم جلست بقربي ملاصقة لكتفي.. تمسك وجهي وتنظر فيه لتطمئن علي اكثر..



ويدها تمسد شعر ورقبتي من الخلف.. بعد ان وضعتها على كتفي..



مما زاد من حراك قضيبي اللا ارادي..الذي حاصره بنطلون الجينز الذي ارتديته..!



( بقلم الباحــــث )







رحاب/ انا نيمتهم دلوقتي.. حبايبي.. المساكين.. انا ..انا بجد معرفش كنت هعمل ايه من غيرك.. يا رؤوف!







نظرت لها بعد ان توقف نزيف انفي.. بنظرة حب وخوف وحرص..



رؤوف بعتاب/ من امتى بيضربك.. الحيوان ده!!







سكتت رحاب تنظر نحو الارض.. لم تجب بسرعة.. تنفست قليلا وصدرها يعلو وينخفض مع انفاسها.. فيشد عيوني نحوه..



رحاب/ .. من زمان.. بس زاد قوي لما هاجرنا .. حتى قبل ما نتطلق.. وهنا كمان!



رؤوف/ انا عارف انك ذكية.. مش معقول ما تستغليش ان القانون بصفك..!؟ متصلتيش بالشرطة ليه..؟ دول كانوا هيخربو بيته..!!



التصقتْ رحاب بي اكثر وصار كتفها فوق كتفي ويدها عبرت لكتفي الآخر.. وامسكتْ بيدها الاخرى يدي..!







رحاب/.. ماهو عشان كده أستحملت.. عشان بيتي ما يتخربش.. كنت خايفة قوي ع العيال.. محبيتش يشوفو ابوهم متبهذل ومتهان بأدين الشرطة.. وقلت يا رحاب.. استحملي.. عشان بيتك وولادك.. بس للأسف.. !!



رؤوف بعتاب/ انا اول ماشفته.. حسيت بحاجة غريبة فيه.. وعرفت انه تغير قوي.. ومارتحتلوش.. عشان كده نصحتك ما تستعجليش برجوعك.. كنت خايف قوي عليك منه..







رغم الام ودموع رحاب..إلا انها توقفت عن البكاء.. شعرت بالأمان بوجودي.. وصارت تزيد من قوة حضنها لي.. ثم قالت..



رحاب/ اعمل ليه.. مكانش بأيدي.. عمري مافكرت ارجعله..ألا عشان ولادي.. وهو مسكني من ايدي الي توجعني..



( بقلم الباحــــث )











سادت بعدها لحظة صمت.. نظرت لي رحاب ووجها قريب جدا مني.. وبادلتها النظرة الحنونة المحبة.. العاشقة من جانبي .. ثم قالت



رحاب/ انا.. فرحانه انك جنبي.. وموجود في حياتي.. انا حسيت بالأمان بس معاك.. بجد فرحانه انك جمبي.. وماتخلتش عني.. **** ما يحرمنيش منك ابدا يا حبيبي..







نظرت لها واقتربت من وجهها اكثر.. رغم ان منظرها كان فوضويا.. بسبب اعتداء عماد.. لكن لا تهمني هذه الاشياء. فأنا اعشقها بمجملها.. بروحها وجسدها..



رؤوف/ .. وانا.. عمري.. عمري ما هسيبك.. ولا اتخلى عنك.. انا موجود علشانك انت و بس يا رحاب.. انا.. انا بحبك قوي.. قوي يا رحاب..



رحاب بسرعة/ و انا كمان يحبيبي..







بادرت انا من الاقتراب من وجهها اكثر .. اصارع انتصابي المؤلم المحبوس خلف قماش الجينز.. واتوجه نحو شفتيها .. وصلت قريبا جدا منها.. لفحتني منها انفاسها العطرة ..فتنفستها.. فزاد هياجي..



لم انتظر اكثر.. طبقت شفتي على شفتيها.. بحنان.. ورقة... لم تتجاوب رحاب في البداية.. لكنها أكتفت بالسكون..



فزدت من قبلتي قليلا لها.. وهي تحاول ان تقاوم رغبتها الواضحة لي.. اندمجنا بعدها معا بالقبلة.. و رحاب تهمهم من انفها الجميل..



فجأة.. رحاب تألمتْ.. فجفلتْ.. فأنتبهتْ.. للجنون الذي نحوه أنزلقتْ.. ولسوء حظي.. عن حضني أبتعدتْ..!!



( بقلم الباحــــث )



آثار ضربات عماد على وجهها وباقي جسدها كما اتوقع.. منعتها من المواصلة.. وفصلتها عن الأستمرا بجنونها معي..



كأنها عادت من الحلم الوردي الذي كانت تطير فيه كفراشة.. لتهبط على أرض الواقع.. ! بعيدا عن الغيوم.. !!







شعرتُ بأحراجي.. وخفت اكثر.. لثاني مرة .. أنقض عهدها لي بألّا ألمسها.. خفت ان تظن أنني استغليت ظرفها.. لا ينفع الأعتذار في شيء لحظتها..



فضلتُ الصمت.. و تجاهل ما حصل.. فقاطعته رحاب بصوتها المبحوح..







رحاب/.. انا.. انا عايزاك تفضل الليلة جنبي.. اقصد جنبنا!! انا خايفة قوي.. يا رؤوف..



رؤوف/ ودي حاجة محتاجة سؤال .. طبعا ياروحي.. مش هسيبك ابدا لحد ما تطمني..



رحاب محرجة/ انا.. انا هروح انام جنب الولاد.. وهجيبلك بطانية من جوا.. انت هتقدر تنام ع الكنبة؟؟



رؤوف / اه.. عادي.. مفيش مشكلة.. بس انت متأكدة أنك بقيت كويسة خلاص؟



رحاب بابتسامة/ طبعا.. طول مانت جمبي.. انا كويسه يا حبيبي..



رؤوف/ احنا لازم ناخذك ع المستشفى.. يتعمل عليك تشيك آب.. لحسن الحيوان الي اسمه عماد.. كسر فيكي حاجة.. وانت مش حاسة بيها بسبب صدمتك..



رحاب/ لا يا قلبي .. دا انا الي مفروض اخذك للمستشفى.. يمكن مناخيرك حصلها حاجة؟؟ اما انا كويسة.. مفيش داعي تقلق صدقني.... انا لو كنت حاسة اني محتاجه لده.. اكيد هقولك..



رؤوف/ لا.. لا متشغليش بالك.. لو مناخيري تكسرت.. مكنتش قدرت آااا...



صمتُ.. وخجلت.. كنت اود ان اقول لها ( أبوسك.. مكنتش قدرت أبوسك!!) ..



فهمت رحاب قصدي.. ابتسمت بخجل وهي تسحب خصلة شعر بيدها لترتبها خلف اذنها.. بمنظر ينطق له الأخرس.. بل وينطق الحجر!!



( بقلم الباحــــث )



ثم.. بخجل.. و بعيون مكسوفة ..تمنت لي ليلة هانئة.. بعد أن تأكدت من انني بخير تماما.. وغادرتني .. لكنها لم تغادر فكري ولا قلبي المهيم بها..



لم أشاء ان أسألها عن سبب النزاع والشجار مع عماد.. أنا من المؤمنين بالحكمة التي تقول" أنصر أخاك.. ظالما أو مظلوماً" لا أهتم لعماد.. وسأعرف كيف سأحمي رحاب منه..



استلقيت على الأريكة.. متذكرا أيامي الاولى مع رحاب.. عندما كنت انام على أريكتها غير المريحة.. الفرق.. ان أريكتها هذه أكثر راحة!!



غريب ماحصل اليوم..لكني أخيرا وجدت معنى لحياتي.. معنى مهم.. يستحق التضحية لأجله.. تذكرت موضوع خالد!!



لم اخف على نفسي.. بل خفت على رحاب من بعدي لو حصل لي شيء و دخلت السجن مرة أخرى؟؟ من يحميها..من يقف معها.. من يحبها بقدر حبي لها ؟؟؟



أتخذت قرارا جديدا.. سأتصل بخالد غدا.. لألغي مشروع تهورنا وطيشنا.. كلينا.. ليس انا فقط.. !



( بقلم الباحــــث )



















رحاب



كنت انام مع اولادي احضنهما.. لا اريد ان يستيقظا فلا يجداني بقربهما..



لقد مرت علينا الليلة احداث مرعبة و قاسية.. كنت لا اريد سوى ان اشعر بالأمان لهما قبل كل شيء . .



لم ادرك معاناتهما مع عماد.. عندما كانا يعيشان معه ومع آنيتا.. كانت معاناتي بالحرمان منهما.. اهون من معاناتهما لشعورهما بالخوف والذعر وفقدان الأمان..مع ابيهما !



كم انا محظوظة لوجود رؤوف في حياتي.. وليس في هذا الموقف فحسب..



رؤوف .. يحميني..



أشعر بخوفه الحقيقي علي.. وانا أيضا.. اعترف.. اعترف بشعوري بالأمان التام معه.. وفي حضنه..



فقدت الشعور والاحساس بنفسي حين كنت بقربه احضنه.. مستندة على كتفه.. محبة لوجوده.. فرحة بموقفه وحمايته..



كنت اتمنى ألا أفارقه.. قلبي يدق بسرعة.. حين اتذكر قبلته!! لقد نسيت تماما أني أخته..



لقد أنساني عماد كياني كأمراة معه.. و حاول ان يشوه صورة الأنثى في داخلي.. بتصرفاته وعنجهيته..



لكن .. مع رؤوف.. اعود لأنوثتي.. لشعوري بكياني كأمرأة. امرأة تعشق الحب والحياة.. فأنسى كل شيء معه..



تختفي القيود.. وتتبخر المحرمات.. وتتهدم الأسوار.. وتمحى الحدود .. بحضور رؤوف.. بوجوده..



عطره الرجولي .. يغزو روحي وجسدي.. فيلهب مشاعري الانثوية المكبوتة استجابة له..



لا ادري كيف سلمت شفتي له طائعة مستسلمة.. دون مقاومة.. شعوري بوجودي معه.. يعطيني القوة والامان.. و الحب!!



( بقلم الباحــــث )



هو يعتذر مني بأدب.. لتقبيله لي.. ولا يدري انه كان بقبلته يسقي زهوري التي توشك ان تذبل في بستان مشاعري.. لايدري انه بقبلته .. ينفخ الروح لجسدي الميت.. فأعود لأشعر بالحياة معه..



اصارع جانبي الآخر أيضاً .. الذي يذكرني به ضميري..لأني أخته!! أصارعه في نزال غير عادل.. فتميل الكفة لصالح الحب فأخسر النزال..سعيدة!!



صرت اقارن حياتي .. كيف كانت سعيدة مع رؤوف.. وكيف صارت تعيسة مع عماد..؟



رغم هول ماعانيته اليوم.. من ضرب واهانة من عماد.. وخوف وذعـر.. وصدمة.. لكن.. كأن كل شيء قد تعدل بعد رجوع رؤوف لي..



ومع كل تفكيري به.. شعرت بأن صنبور مياه تحتي.. انفتح على آخره.. فبلل كلسوني.. !!



لم اشعر بهذا من قبل.. ربما تفاعلت مرة مع رؤوف.. او مرتين.. لكن ليس بهذا الشكل..!



اشعر ان كسي هائج.. رطب.. لعابه يسيل بغزارة.. يبلل شفرتيه وزنبوري.. ويلوث كل ثيابي.. لم أعد أسيطر على نفسي.. حتى حلماتي انتصبت في مكانها.. كأنها تنادي رؤوف ليريحها من عنائها..



أردت ان افرك كسي.. لكنني .. في وضع غير لائق مع ابنائي.. فتذكرت دوري كأُم.. وعدت الى صوابي!! ونمت !!



( بقلم الباحــــث )















رؤوف



في الصباح.. شعرت قليلا بالراحة.. والسعادة.. لقبلتي لرحاب.. واختفت آلام أنفي..



رحاب لا تزال نائمة مع اولادها.. وانا علي ان اغادر.. لبقالة رضا.. لدي عمل أيضا يوم السبت.. !



وقبل أن أغادر بقليل.. شعرت بي رحاب.. جائتني ترتدي ثوب نوم عادي.. وجهها تحسن اكثر .. وهي قطعا لا تزال الأجمل..







رحاب/ صباح الخير يا حبيبي.. انت بقيت احسن؟؟ وايه ده.. هو انت رايح فين ؟؟



رؤوف/ صباح الجمال ..!! اه.. انا احسن الحمد****.. انا لازم اروح الشغل..



رحاب بعتب/ .. اخص عليك.. ويهون عليك برده تسيبني؟؟



رؤوف/ ها.. لا.. بس انا لازم اروح الشغل..!



رحاب برجاء/ لا ارجوك يا رؤوف . بلاش النهارده عشان خاطري.. ممكن تكلم رضا تعتذرله..؟ عشان خاطري.. انا لسه خايفة و مرعوبة.. ومحتاجالك جمبي!!



رؤوف / طيب .. طيب.. ما تخافيش.. انا مش هسيبك.. اطمني..وهكلم رضا حالا..



( بقلم الباحــــث )







اتصلت برضا اعتذرت له..



بعد قليل أعدتْ لي رحاب افطارا لطالما اشتقت له من يديها.. ونادت الاولاد المهذبين ليفطروا معي..



فرأيت مدى لطفهما..وادبهما.. وتساءلت مستغربا في نفسي.. لماذا لا يُقدر عماد كل هذا النعمة لديه؟؟ ماذا يريد اكثر؟ ولدين رائعين.. وزوجة جميلة محبة وحنونة.. ووظيفة ممتازة.. لماذا يهدم كل ذلك بيديه..؟



فعلا الانسان لا يقدر الاشياء الثمينة التي بيده.. حتى يفقدها !







تركتنا رحاب قليلا.. ذهبتْ لغرفتها.. فلاطفتُ ابنائها اكتسب حبهم.. وصرت أمازحهم والاعبهم وهم فرحين بوجودي..



فجأة اطلت علي رحاب ترتدي ملابس العمل.. ووضعت مكياجا اضافيا هذه المرة لتخفي اثار وجهها بفعل ضرب عماد لها..







رؤوف/ .. على فين!!!؟؟



رحاب/ انت لازم تجي معايا الشغل .. انا كلمت هدى.. وقالت ماينفعش انها تديلي اجازة النهارده.. عشان جايالها بضاعة جديدة.. وانا بصراحة.. اخاف أروح لوحدي.. لازم تجي معايا يا رؤوف.. من بعد اذنك... ارجوك..



رؤوف/ طب والولاد..؟ مين هيفضل معاهم..



رحاب/ انا كلمت بيبي سيتر بعرفها وبثق فيها.. وجاية في السكة..اول متوصل نروح مع بعض.. ممكن ؟



رؤوف/ طب.. انا منظري متبهدل خالص.. ينفع اجي معاكي كده..



رحاب ممازحه/ ينفع ياروحي.. دنت قمر 14.. يا حبيبي!



رؤوف/ حاضر.. زي ما تحبي!



( بقلم الباحــــث )











وصلتْ بعد اقل من نصف ساعة فتاة شقراء .. شابة مراهقة.. تأخذ بالها من سيف و عمرو.. حتى تنهي رحاب عملها مع هدى اليوم..



لم تدعني رحاب اذهب لشقتي.. لكي اغير ثيابي.. فالوقت ضيق كما اخبرتني..



خرجتْ معي.. أمسكتْ يدي بيدها ونحن نمشي للشارع لنكي نركب المواصلات العادية ذاهبين الى البوتيك..



رحاب تنظر لي بعينيها المليئة بالرجاء.. وبنبرة انثوية تهتز لها اوصالي..قالت



رحاب/ معلش.. ممكن تفضل ماسك ايدي..؟ لسه خايفه.. وكده بس بطمن وانا معاك..!







ابتسمتُ.. ضحكت.. وانا امسك بيدها الناعمة.. أُشعرها بفرحتي الواضحة في جوابي.. استجابة لطلبها..



كنت سعيدا ايضا.. اعيش في دور البوي فرند امام الناس.. شعور جميل رغم زيف واقعه.. لكني فضلت الاستمتاع فيه.. ضاربا كل مسلمات الواقع عرض الحائط..



مايهمني هو شعوري .. بوجودها معي.. بلمسة يديها.. بعطرها البهي الزكي الذي يشعل نار الرغبة والحب في قلبي..



حتى رحاب.. لم تستطع اخفاء شعورها.. وسعادتها بوجودي.. فالفرحة واضحة في تألق عينيها



وطوال الطريق.. كنا نتكلم بمواضيع مختلفة.. وحتى لم ننس عماد.. والحذر منه.. لكن رحاب لم تذكر نيتها فعل اي شيء.. هي توقعت ان عماد عاد لبلدته.. يبيت في محل عمله .. فلديه هناك مكان مجهز للمبيت أصلاً..



( بقلم الباحــــث )



بعد قليل.. وصلنا البوتيك.. ودخلنا معا.. لأول مرة انا ادخل مكان عملها.. فبهرت واعجبت بالمكان الكبير..



وقفت معها امام هدى.. بصراحة لا اذكرها.. لكن هدى من نفس جيل رحاب.. اطول منها قليلا.. ليست بيضاء ولا سمراء ..تشبها بلون البشرة.. شعرها يصل لأكتافها.. وجها مستدير.. وملامحها جميلة..



كانت ترتدي ملابس عصرية وشيك جدا وراقية.. يبدو انها من النوع الغالي.. جدا!! وتضع مكياجا متناسقا بدقة مع ملامحها..



مع ان هدى جميلة.. لكن رحاب اجمل منها بمراحل.. ام لأني احبها أرى ذلك؟؟



ما أن راتني هدى مع رحاب.. مدت يدها لي تصافحني وقد فتحت عيونها على أتساعها لتركز في في عيوني مبتسمة..



انتبهتْ رحاب ايضا لنظراتها.. ثم صارت تعرفنا وتقدمنا لبغضنا..







رحاب/ اعرفك.. برؤوف.. أخويا..



رؤوف!!..هدى صاحبتي وصاحبة المكان كله..



هدى بمزاح/ الحمد**** انه اخوكي.. كده انا اطمنت!!



ابتسمت انا لدعابتها ارد مصافحتها بود..



رؤوف/ اهلا بحضرتك يافندم..



هدى / لا.. ايه حضرتك ديه.. لا يحبيبي.. قولي هدى ع طول..يا أمور!!



( بقلم الباحــــث )







ابتسمت مجددا لطريقة هدى الطريفة المرحة بالكلام.. ثم وجهت رحاب الكلام لي..



رحاب/ اهي دي الي حكيتلك عنها.. صاحبتي من ايام الجامعة.. وقلتلك .. انت تعرفها بس مش هتفتكرها..



على فكرة هي كده دايما.. تحب تهزر وتقول نكت كثير.. بس بايخة زيها ?



هدى لرؤوف/ ااااه.. افتكرتك.. دنته كنت صغنون قوي في وقتها.. دنته كبرت دلوقتي وبقيت مز جامد اهو..







لا ادري.. حين رأيتها.. تذكرتها حقا.. رأيتها مرات عديدة مع رحاب.. في اكثر مناسبة..



لكني كنت مراهقا في وقتها.. ولهذا تذكرتها.. فالمراهق لا ينسى النساء المثيرات التي يراهن في بداية حياته.. !







رؤوف/ ااه.. انا افتكرتك.. ياااااه.. ده الزمن عدى بسرعة قوي.. فعلا الدنيا صغيرة.. !







رحاب تنظر لي متعجبة تخاطبني بقليل من عتب



رحاب/ .. يا سلام!! امال فين كانت ذاكرتك الحديدية لما حكيتلك عنها.. ومقدرتش تفتكرها.. دلوقت بس لما شفتها افتكرتها.. ؟



رؤوف يبتسم/ ها.. بصراحه اه.. شفتها فافتكرتها..







صارت هدى بطرافة تمسك وجهها بيدها.. من تحت ذقنها وتخاطب رحاب



هدى / ما طبعا يفتكرني يا بنتي.. حد ينسى الوش القمر ده .. مش كده برده يا رؤوف.. ؟



رؤوف بخجل/ اه طبعا .. حضرتك زي القمر فعلا..



( بقلم الباحــــث )







انزعجت رحاب قليلا.. وهي تأخذ بيدي بشيء من الخشونة.. وتخبر هدى انها تحتاج لوجودي معها هذا اليوم..



فطلبت مني هدى ان اجلس خلف كاونتر الكاشيير .. كان هناك فسحة صغيرة فيها كرسي مريح .. يبدو انه مخصص للضيوف



جلستُ.. اطالع كتيبات كثيرة بقربي.. بوشورات عن البوتيك.. مجلات ازياء.. صحف.. صور موديلات.. اي شيء تقع انظاري عليه.. لأشغل نفسي فيه حتى يمر الوقت وتنهي رحاب عملها..



من مكاني.. لا استطيع ان اراها دوما.. فهي ليست ثابته في مكان.. بل تتنقل بين الملابس.. تقوم بتعديل ثوب ما.. او ترتبه.. او تغير ملصق سعره..



ولكن عندما تكون في اوقات ما أمامي و اراها منشغلة بعملها.. اشعر بتغيرها.. نحو الأحسن طبعا..



رحاب وجدت نفسها في عملها وبنت كيانها واستقلاليتها .. صارت امرأة منتجة ناجحة تعتمد على نفسها .. وأُمّاً مسؤولة عن ابنائها.. بل أفضل و أحن أم في العالم..



كنت اراقبها سعيد لها بنفس الوقت.. تطير كحمامة بيضاء .. بين مختلف الملابس الزاهية الالوان.. تخطف نظري وتركيزي وشعوري.. وقلبي..



كانت تأتيني احيانا وانا في مكاني.. تسألني ان كنت بحاجة لشيء..و تطلب لي قهوة..



في منتصف الظهيرة.. ارادت ان تأخذني لخارج البوتيك في استراحتها لكي نتغدى سويا..



لكن هدى اعترضت..!!



( بقلم الباحــــث )







هدى/ ايه ده.. معقول كده يا رحاب. انت هتزعليني كده منك؟؟ مش ممكن الي تعمليه ده!!



رحاب مستغربة/ في ايه بس يا هدى؟؟



هدى/ مش اخوك رؤوف اول مرة يشرفنا ويزورنا.. يبقى لازم اعزمكو أنا بنفسي ع الغدة..



رحاب/ مفيش داعي تتعبي نفسك يا هدى.. !



هدى/ ولا تعب ولا حاجة.. دي الاصول يا رحاب..







وافقت رحاب على مضض.. واخذتنا هدى لمطعم قريب.. وبينت امامي كرمها وبذخها للنقود وهي تطلب لنا اغلى الأطعمة!!



لا ادري شعرت نفسي مقيدا قليلا.. لم اخذ راحتي بالكلام مع هدى.. أحسست بأني مراقب من رحاب؟؟ احيانا التقط نظرات عيونها بشزر نحوي.. او نحو هدى.. !



كانت رحاب تتجاوب مع هدى بصورة عادية لم تبين اي انزعاج واضح في كلامها.. لكن تعبير وجهها ونظراتها تقول غير ذلك.. خاصة بعد ان فتحت هدى معي حوارا..







هدى/ها.. وناوي تعمل ايه.. هتفضل شغال مع رضا؟



رؤوف/ هروح فين بس؟ مع اني مرتاح معاه بصراحة ..بس برده حاسس انها مش الشغلانة الي بحلم فيها..



رحاب مقاطعة/ يحبيبي يرؤوف.. احنا نشكر **** على النعمة..ونصبر.. لحد ماتفرج.. مش كده ؟؟



هدى لرحاب/ هو انت ليه عاملة زي مامته؟؟ ماتسيبي رؤوف يعبر عن طموحه؟



( بقلم الباحــــث )







ثم نظرت هدى لي



هدى لرؤوف/ ملاكش دعوة بأختك.. لو تحب.. انا هلاقيلك شغلانة تأكلك ذهب.. ( ثم تنظر باتجاه رحاب وتخاطبها: انت مقلتيلوهوش عالبوتيك الجديد؟) ماهو خلاص هيجهز آخر الشهر.. ولو حابب انا هشغلك فيه.. و ماتخافش.. انا هشرف ع الفرع الجديد لنفسي وهساعدك..



رحاب معترضة/ ايه؟ طب وانا.. هتسيبيني لوحدي؟ اقصد.. مين هيشرف عليه مكانك يا هدى؟



هدى/ يابنتي انت خلاص بقيتي شاطرة قوي.. وبقى عندك خبرة كويسة.. انت الي هتمسكي البوتيك ده بنفسك.. هو انت شويا برده ؟؟







تفاجأتْ رحاب بكلام هدى.. أمّا انا فأجبت هدى بخجل..



رؤوف/ انا معرفش اقولك ايه على العرض الحلو ده .. بس انا ما بفهمش في الحاجات ديه..



هدى/ و على اساس ان اختك رحاب كانت بتفهم؟ انت هتتعلم زيها.. وانا هعلمك بنفسي.. وهخليك مشرف قسم الرجال.. ها قلت ايه؟؟



رحاب مقاطعة/ يا حبيبتي يا هدى!! بعدين .. بعدين نشوف الحكاية ديه.. الولد جاي معايا بمشوار.. وهيرجع لشغله.. مش كده يا رؤوف؟



رؤوف/ ها..آاااه.. طبعا..



هدى/ معلش.. يا رحاب.. لا مؤاخذة يعني.. اخوكي هو الي هيرد.. مش كده يا رؤوف؟



رؤوف/ آه..طبعا.. بس ارجوكي سيبيني افكر شوية ..



( بقلم الباحــــث )







انتهت فترة الغداء.. وهدى لم ترحمني من نظراتها.. بصراحة كان عرضها مغريا.. ونظراتها كذلك..



لكني لم اشاء ان ازعج رحاب اكثر؟! لكن.. صحيح.. لماذا رحاب منزعجة..!؟ انا لم ارتكب اي خطاء!!



رحاب صارت نظراتها مختلفة لي.. و شعرت بأنزعاجها..



وقبل ان ينتهي يوم العمل.. تقدمت مني هدى بأبتسامة.. كنت اقف مع رحاب ننوي مغادرة البوتيك.. اعطتني بطاقة.. وقالت



هدى/ دي نمرتي.. كلمني لو احتجت لأي حاجة..



رؤوف بحرج/ .. شكرا.. متشكر قوي يافندم..!







ثم خرجنا انا و رحاب.. واخذنا المواصلات العادية..



طوال الطريق.. لم تتكلم معي رحاب! بعكس مشوارنا صباحا!!



بررت أنا لها ذلك لتعبها بعد يوم شاق..!



لكنها كسرت صمتها قبل وصولنا للشقة



رحاب/ ما تصدقش كل حاجة قالتهالك هدى؟ ها..



رؤوف/ ايه؟ طب ليه؟ .. هي مش صاحبتك.. ماثقش فيها ليه؟



رحاب بهجوم/ .. يبقى هي عجبتك؟ مش كده؟؟ عشان واضح من كلامك عنها؟



رؤوف باستغراب/ اللله..! هو انا قلت حاجة اصلا؟؟ بقلك ثقة؟؟ تقوليلي عجبتك هدى؟؟



رحاب/ ماتنساش كمان يا رؤوف.. هدى اكبر منك.. !



( بقلم الباحــــث )



ثم صمتت رحاب.. كأنها ندمت لتلك الجملة التي قالتها.. فهي من جيلها أيضا.. ولم تعد تعرف ماذا تضيف لكلامها..



رؤوف/ طب فكك منها دلوقتي وحياتك يارحاب.. انت كنتي عارفة اني بجاملها عشان هي صاحبتك بس...!







عادت رحاب لصمتها.. بعد ان اعطتني شعور.. كأنها تغير من هدى.. أم.. تغير منها علي؟؟



( بقلم الباحــــث )



















رحاب



لا أدري ماذا حصل لي؟ عندما رأيت هدى تأكل رؤوف بعيونها؟ خفت أن يتأثر رؤوف بها وتعجبه..؟ صرت أفكر بعقلية العاشقة.. لا الأخت..



أي عبث هذا الذي اقوله مع نفسي؟



( طب وانا مالي؟؟ ما رؤوف راجل وعنده كاريزما.. وممكن اي وحدة تنعجب فيه؟؟ وهو من حقه يبص لأي ست تعجبه!! هو انا كنت حايشاه.. ولا كنت حايشاه!!



بس انا بان علي قوي وكنت رخمة رخامة معاه هو وهدى!! **** بس تكون هدى ما حستش بالهبل الي انا عملته!! هو انا غيرانة على رؤوف ولا أيه.. وأيه ده.. أيه ده.. اي الي يحصل جوا ده.. انا بتنزل مايا تحتي.. الأندر خلاص تبل.. ورؤوف جمبي!!! انا بقيت مسيطرش ع الموضوع ده أبداً !!)



( بقلم الباحــــث )



















رؤوف



وصلنا شقة رحاب .. فنزلت قبلي تسرع نحو الشقة فخرج لها الاولاد يستقبلوها.. وبشوق كبير حضنت اولادها.. وشكرت البيبي سيتر.. واعطتها المال..



دخلت خلفها..لا ادري كيف اتصرف.. بقيت في الصالة.. ورحاب مختفية عني في الحمام.. والاولاد بجانبي.. فرحين بوجودي..



بعد قليل اتصل بي خالد!!! يذكرني بفجر الغد.. والعملية المتهورة..







خالد/ ها يا وحش.. بكره على معادنا بنفس المكان؟؟ مش كده؟؟



رؤوف بتردد/ انا.. انا بصراحة نسيت اكلمك..انا آسف يا خالد.. مش هقدر آجي بصراحة؟؟



خالد بأنزعاج/ هااااه.. طب ليييه؟ مانت كنت كويس وحلو؟ ايه الي غيرك رأيك بس؟



رؤوف/ عشان ماينفعش يا خالد.. انا لسه بفترة اختبار.. فكرك اني عيون الشرطة مش عليه؟؟ دنا مسجل سوابق عندهم.. دنا خطر عليك كمان وممكن تنكشف بسببي؟؟



خالد/ ها...اه صحيح.. تسدق نسيت الحكاية ديه.. انت عندك حق..



رؤوف/ طب اشوفك الاسبوع الجاي.. تمام!!



خالد/ تمام.. عند صاحبتك يوليا.. ههههه... سلام..



( بقلم الباحــــث )











ارتحت قليلا.. لأني انهيت خطة متهورة وطائشة كانت ممكن ان تدمر حياتي..



خرجت رحاب من الحمام.. بأبهى صورها.. تلبس ثوبا منزليا من الستن.. التصق على جسدها.. برزت حلمتيها بوضوح من خلف قماشه.. عرفتُ انها لا ترتدي تحته ستياناً..



ثم انشغلتْ عني بالمطبخ.. تعد العشاء..







رؤوف/ طب.. انا.. لازم استحمى..



رحاب/ ما تستحمى.. هو انا حايشاك؟؟



رؤوف/ اه.. بس لازم ارجع شقتي اجيب هدومي.. اغيرها..



رحاب/ ايه؟؟ وتسيبني؟؟ لا.. لا عندك أوضتي أهيه.. خش ونقي من هدوم عماد الي يجي ع مقاسك.. ؟؟



رؤوف/ طب.. هو ينفع!!



رحاب/ اه يا حبيبي.. هم شوية صغيرين عليك.. بس هيقضوك..







كانت رحاب ترد علي برتابة وبرود.. صحيح انها لا تزال خائفة.. ومتمسكة بوجودي وترفض ان اغادرها..لكن طريقة كلامها معي تغيرت.. صارت باردة جدا..



سأصبر عليها.. لأجلها..رغم أني اجهل سبب زعلها !



اخذتُ حماما منعشا.. ثم دخلت غرفتها.. اخترت اكبر مقاس من بيجامات عماد.. وقبل ان اخرج.. دفعني الفضول لأستكشاف خزانة الغرفة..



( بقلم الباحــــث )



فتحت ابوابها حتى وجدت خزانة رحاب الخاصة..



نظرت لملابسها الجميلة.. اتفحصها بسرعة.. فوقع عيني على ثوبها الأحمر! لكنها لم تعلقه.. بل وضعته بعيدا في زاوية صعبة الرؤية.. لا تزال تحتفظ به!!



اثارني منظره جدا.. كيف تحتفظ رحاب بثوب .. نكتها فيه؟ توقعت انها تخلصت منه؟ او على الأقل تخفيه بعيدا لكي لا يراه أحد ؟



من مكانه الحالي .. توقعتُ..انه صعب على عماد ان يلاحظه.. اذاً .. هي من تريد رؤيته فقط..! انا جننت ..اظن ذلك..!



بعد العشاء.. الخفيف.. اخذت رحاب اولادها لنومهم.. وبعدها عادت تشغل نفسها بأمور منزلية عادية.. كنت اشغل نفسي بمشاهدة التلفاز.. وشعرت بالملل..



رأيت رحاب منهمكة في أمور تافهة.. ثم استغربت عدم حديثها معي منذ عودتنا من بوتيك هدى..



نهضت من مكاني.. ذهبت اليها في المطبخ.. وقررت كسر الحاجز الجليدي..



رؤوف/ مالك يارحاب؟ مش ع بعضك ليه؟ فيك حاجة؟



رحاب ببرود/ لا.. مافيش حاجة.. ماتشغلش بالك..!



رؤوف/ لا .. فيه؟! انا مش صغير يا رحاب عشان تضحكي عليه بكلمتين.. ؟



رحاب بعصبية/ مماليش...اللله !!







غضبتُ.. لبرودها وتجاهلها لي..







رؤوف/ طب.. انا زعلتك في حاجة؟ دايقتك في حاجة؟



( بقلم الباحــــث )







كانت تعطيني ظهرها لا تنظر لي حين تكلمني..



رحاب/ قلتلك مافيش!!







لحظتها.. جن جنوني.. فاقتربت منها..امسكتها من ذراعها بقوة.. الفها نحوي



رؤوف/ بصيلي لما أكلمك؟؟ فاهمة..







تفاجأتْ رحاب لفعلتي .. و تألمت لقبضتي..



رحاب/ أي.. ايدي.. سيبني!







قالتها بطريقة.. وبنبرة.. كسرت فيها أغراء مارلين مونرو نفسها.. انوثتها تلك اللحظة.. وغنجها ودلعها.. وطريقة كلامها.. حركت وايقضت الوحش من سباته.. فتحرك بشموخ من مكانه..



اردت ان امثل.. ان كل شيء طبيعي.. واكملت كلامي..



رؤوف/ ما بترديش عليه ليه لما بكلمك؟ قولي..؟



رحاب/ طب سببني... اي.. وجعت ايدي.. سيبني..!!



( بقلم الباحــــث )







تعبير وجهها ونظرات عيونها لي.. ونا امسك ذراعها بقوة.. فتقول عبارتها بتلك الطريقة المثيرة للغرائز.. عكس ماتقوله لي تماما؟؟ شفاهها مفتوحة.. وجسمها الطري يسلمني دفة قيادته..و عيونها تنظر لي بشهوة متقدة وواضحة جدا..



فتشجعت اكثر.. لامسك يدها الاخرى.. فصرت اتحكم بها اكثر.. اوجهها لنحوي باتجاهي.. اقترب من جسدها.. الذي اختباء خلف ثوبها.. حتى التصقت بي..



وصار انتفاخ قضيبي خلف بيجامتي واضحا مرحرحا.. متجها كالسهم.. صوب عانتها التي قبالته.. فألصقتهُ بها..



في هذه اللحظة الحاسمة.. كنت في مفترق طرق.. لابد من اخذ قرار.. اما التراجع.. او ان اسبح مع التيار..



لحظةٌ.. يجب ان أستغل فيها هدوء و صمت رحاب.. وهي تنتظر مني بوضوح .. الخطوة القادمة..



وبلا مقدمات طويلة الأسطر.. اقتربت منها اقربها نحوي أكثر.. مع مقاومة منها لا تُذكر.. لعلها بأشواقي لها تشعر..



اقتربت بشفتي من شفتيها..حان وقت الافعال لا الكلام.. ورحاب لا تقاوم.. بل تقترب بسلاسة اكثر نحوي.. حتى طبقت شفتي على شفتيها الطريتين.. الناعمتين الممتلئتين..



تجاوبت معي رحاب.. مفاجأة لي! كنت اخشى هروبها..او تمنعها.. لكنها سلمتني شفتيها.. قبلتها.. فقبلتني كذلك..



دخلنا في غيبوبة القبلة بسرعة.. منفصلين عن محيطنا.. و رحاب صارت كعجينة بيدي.. اشكلها كما أريد..



واستمرت القبلة.. فأغرتني اكثر بأن سلمتني طرف لسانها.. امصه وأتذوق طعمه الشهي..



وانفاسها .. لاتجد مفرا .. فتدخل انفي فورا.. استنشقها فتزيد من ناري جمراً.. لم يعد حبنا لبعضنا سراً..



همهماتها المغرية انطلقت .. مرة من انفها.. ومرة من بين شفتينا الملتصقتين.. زادت الحرارة بيننا.. وكثرت الحركة..



( بقلم الباحــــث )



تجرأت اكثر.. فحررتُ يدا من يدي كانت تمسك يديها.. لأفرش بها صدرها المكور المحبوس .. من خارج الملابس.. لم تمنعني.. ولم تصدني.. بل زادت أناتها اكثر.. وزدت من تفريشي لصدرها.. اريد تحريره بعد قليل من سجنه.. لا يستحق ان يظل مخفيا هكذا عني..



تحولت قبلتنا لفرنسية قوية.. فشعرت بها ترتخي.. تسلمني القيادة..



رمت بثقلها علي تحضني .. فعدت احضنها بقوة.. وأملتها.. لجانبي.. فمي لا يفارق فمها.. واناتها تزيد من هياجي..



ذابت رحاب بين يدي.. كما يذوب السكر في الماء.. وزاد ميلي لجسمها.. لا شيء قريب سوى الأرض.. فالقيتها بلطف عليها .. غير ممانعة ابدا..



كنت اخاف ان افارق..شفتيها فتنطق بكلمة تمانع افعالي.. لكن.. بعد ان استلقت على ظهرها باستسلام كامل ليدي تتجاوب لقبلاتي.. وضعت جذعي فوقها..



لم اتوسطها بعد.. فمددت يدي الاخرى.. رفعت ثوبها استكشف فخذها و نعومته وملمسه الحريري..



واقترب بكفي من حوضها.. عند خط التقاء فخذها بجذعها .. ثم زحفت يدي نحوعانتها من فوق الكلسون.. فوجئت لكمية البلل التي لامستها أصابعي..



بللت رحاب كلسونها بوضوح.. لدرجة امتص قماش كلسونها البلل.. حتى المنطقة التي تغطي العانة.. !!



( بقلم الباحــــث )



بينما كان انتصابي في أشد ذروته.. ورحاب في قمة تراخيها واستسلامها المطلق.. ابتعدت اخيرا عن شفتيها..



وبعكس المرة الماضية .. لم تغمض رحاب عينيها.. بل فتحتهما للنصف فبدت كأنها غافية.. ناعسة على ضفاف نهر الرغبة.. تخاطبني بلغة العيون.. تخبرني.. انها لي ستكون.. تجعلني بحبها مجنون..!!



وشفتاها الآن شبه مفتوحة.. تنتظر ان تروي عطشها مني.. لكني.. اريد ان انتقل نحو واديها.. الى تحت.. حيث يقبع كنزها الدفين..



حررتُ كامل جذعها.. فرفعت ثوبها كله.. لفوق سرتها.. نزلت نحو الأسفل.. ازحف بلطف متقهقرا للخلف فوقها..حتى وصلت لباسها..!! كان مبلولا.. يفضح شهوتها..



شممت عطره الفواح.. من قبل ان اقترب منه.. وضعت انفي وشفتي فوقه.. ورحاب ترتعش للمسات انفي وفمي.. وتتأوه بدلع واضح.. وأنوثة طاغية.. كأنها تصب الزيت على النار.. فتزيد اتقادي مع اتقادها.. وشهوتي مع شهوتها..



بلطف ونعومة .. حركت اصابعي احررها من كلسونها.. ليبرز لي هذا الكائن الأجمل.. و الأنعم.. والأشهى في الكون..



كان كعادته أملسا جداً بسبب استخدامها المنتظم للسكر .. ناعما .. رطبا.. يلمع بشدة لبلله.. زنبورها واضح ومحمر.. وشفرتيها الجميلتين تدعوان لساني وشفتي.. وانفي..



فلبيت النداء.. وهمت على وجهي.. اغوص في كنزها.. الحسه.. ورحاب تقفز بحوضها لشدة تأثرها وتفلت الآه..



وانا ازيد بلحسي.. ومصي وارتشافي لكسها.. مصصته مصا.. افرغته من كل مائه الذي اتعبه.. أطبقت فمي بكامله حوله.. اخاف ان تفلت منه قطرة لخارج فمي.. فلا أرتشفها!



( بقلم الباحــــث )



حرصت على ان لا تقذف قبلي.. فعدت ازحف للأمام نحوها.. وهي لاتزال.. بثوبها.. فكان الأستعجال يسيطر على حركاتنا..



اعتليتها.. وانا انظر بوجهها.. اتفحص عينيها.. أراقب تغيير ملامحها.. فساعدتني بأن باعدت بين ساقيها.. تفتحها لتسهل لي ان اكون بينها .. اتوسطها..



قابلت وجهها.. انظر في عينيها.. اترك عيوننا لتتخاطب بلغتها.. فتخبرها كم أني أحبها.. وتخبرني كم هي تعشقني .. وتريدني لها



صار الآن..حوضي فوق حوضها.. بسرعة.. تخلصت من بنطلوني.. يكفيني اظهار قضيبي المتلهف المتألم بشدة.. لانتصابه القوي.. وحرمانه من كسها..



استندت على كوع.. اتوازن.. وانا فوقها.. مسكت قضيبي بيدي الاخرى.. اوجهه نحو هدفه..



كنت عجولاً.. تجاهلت نهديها.. فلم أعطهما وقتا كافيا.. لأفرشهما.. كنت اريد.. ان انيكها بسرعة.. ليس لأني محتقن.. بل لازلت اخاف .. من فعل غير متوقع منها.. فتهرب مني!!



( بقلم الباحــــث )



وجهت قضيبي و رأسه يقبل شفتي كسها..ونحن ننظر لبعضنا نتغازل بلغة العيون..



وصرت أدفع بقضيبي ببطيء.. ليلج كسها الرقيق الناعم المثير..



يعطيني شعورا لا يوصف.. يختلف عن اي شعور بالمتعة في العالم..



لم تقنعني لا سابينا.. بكل شقرتها وبياضها ورشاقتها.. ولا حتى يوليا بخبرتها.. فقط رحاب من اخذتني لعالم المتعة المتكاملة.. الجنس المثالي الذي طالما يحلم الرجل بتجريبه..



باستمتاعي معها .. زدت من تحريكي.. بتناغم.. لا بسرعة ولا ببطيء شديد..



و قصيبي يخترق أعماقها الناعمة المبتلة.. الزلقة اللذيذة..



فزادت حركتي من هيجانها.. وزاد بللها و كثرت افرازتها بجنون..



و رحاب.. تبدي بوجهها علامات التلذذ بتكشيرة طريفة..



هنا نطقتُ بهمس اعلنها..و أنا انظر بعيونها..وقضيبي ينزلق جيئة و ذهاباً في كسها..



رؤوف/ انا..أحبك!!



ثارت رحاب أخيرا على تكتمها.. فتعلن لي اخيرا بشجاعة موقفها..







رحاب/ . وانا .. أحبك بجنون !!







فكان اعترافها الصريح ..اكبر خبر مفرح سمعته في حياتي..



قبلتها بجنون.. هائم بحبها.. وازيد من رهزي لها.. ورحاب تتجاوب معي تزيد آهاتها واستمتاعها.. وكسها يزداد رطوبة وافرازات.. اكثر.. و اكثر.. فشكلت بركة مياه تبلل الارض تحتها..



صرت ازيد من رهزي.. واقبل شفتيها امص لسانها.. فأن افلتُّ فمها.. تكتم صراخها من اللذة فتضع يدها احيانا تمنع فمها .. لا تريد ان يسمعنا احد..



( بقلم الباحــــث )



لشوقي ولهفتي لها.. اقتربت من القذف.. خفت ان اقذف فيها..فتحمل.. !



اردت سحب قضيبي منها لكي اقذف خارجياً .. ففوجئت بها تطوق خصري بفخذيها وتحضني بيديها بقوة.. تمنعني من سحبه..!



تركتني.. لكي اطلق لبني بقوة في رحمها..وتهمس بشهوة..



رحاب/ كممممل.. كمممل جواااا.. كمممل جواااا.. كممممل!!



عندها... أفرغت.. بكل قوتي.. وحررت كل اللبن الذي في جعبتي..



اطلق عيارات نارية بيضاء.. لأصيب اهدافي في قمة رحمها بدقة..



وانا اتشنج واتقلص .. ازيد من طعني بقضيبي داخل رحمها اكثر.. انفض اخر قطراتي فيها.. و اصيح متخلصا من توتري( آاااه) وهي بـ( آهها) تقذف معي..



كسها يتقلص بشدة حول قضيبي.. على شكل حركة بدوائر حلزونية.. مرتعشة.. تدل على قذفها.. معي..!



لحظات.. طويلة..بعد العاصفة.. اهداء فوقها.. واقبلها.. برومانسية..



لم نتوقف..



ورحاب تطيل في تقبيلي لها..



حتى هدأنا.. وارتخينا.. و قضيبي ينزلق مرتخيا قليلاً.. يخرج من كسها بصوت مسموع..



لا زلت فوقها.. فكسرت الصمت.. انظر بوجهها الجميل..



رؤوف/ مش خايفة لا تحملي!!



رحاب بضحكة خفيفة/ انا واخذة حبوب!!



( بقلم الباحــــث )







بعد ان اكملنا.. وهدئنا..لم تخفي رحاب وجهها عني.. لقد صار مابيننا الآن أمر واقع..



ابتسمت تضحك.. وهي تحتي







رؤوف/ ما تضحكيني معاك..



رحاب/ احنا لخبطنا الدنيا.. انا لازم انظف كل الجنان الي عملناه لسه؟؟



رؤوف يضحك/ هساعدك..



نهضنا عن بعضنا نعدل هيئتنا..



وبعد ان نظفنا المكان.. سبقتني رحاب للحمام.. تغتسل..



ثم تبعتها لأستحم بعدها.. وارتديت بشكيراً ناولتني أياه قبل دخولي



وبعد ان خرجت.. وجدتها تقف على باب غرفة نومها.. وهي ترتدي نفس الثوب الاحمر!! الذي نكتها به اول مرة ..



لكنها ارتدته هو فقط.. لا شيء تحته.. فبانت بسهولة تفاصيل نهديها وكسها خلفه..



وقفت على الباب .. تسالني بلُئم وباغراء واضح..



( بقلم الباحــــث )







رحاب/ انت هتنام؟؟



فقفز قلبي من صدري وعقلي من جمجمتي. وانا اراها تدعوني لغرفة نومها.. بنفس الثوب..



من دون كلام.. ذهبت لها.. اقبلها بقوة ونحن ندخل معا غرفة نومها.. ونتبادل الاحضان.. حتى استلقينا معا على نفس الفراش..



وما ان جلسنا على السرير.. دفعتني بلطف لأستلقي على ظهري.. تريد أن تعتليني..



ولم تنس ان تداعب قضيبي بيديها الناعمتين.. وثم قبلته بفمها.. وتلحسه بلسانها.. دغدغني هذا الشعور الذي أعاد الأنتصاب لي بسرعة..



ثم بعد ذلك.. أعتلتني .. توجه قضيبي بيدها نحو كسها.. تنزل عليه مغمضة عيونها مستمتعة.. ولشدة افرازات كسها.. نزلت عسلتها على عانتي تبللها..



لم تخلع رحاب ثوبها الأحمر.. كأنها تريد ان تثبت لي .. انها تريدني من زمان.. عقلها الباطن يخبرني هذا بتصرفها!!



فبقيت تتنطط على قضيبي.. تنحني فوقي.. تقبلني.. تسلم لي نهديها افرشهما و امطهما.. واتلاعب بحلمتيها واقرصها ورحاب تتأوه بكل حركة..



حتى .. شعرت بها تقذف..وتكاد تصرخ.. فتحجب فمها بكف يدها.. تصدر صوتاً يشبه اصوات ممثلات البورنو بنفس الطريقة!!



فقذفت انا.. لم أسيطر على نفسي.. قذفت مرة أخرى في أعماقها.. مرتاحا.. مستمتعا.. هانئاً.. اطير بسعادة معها فوق السحاب..



( بقلم الباحــــث )



هدأنا قليلاً.. وارتاحت رحاب بجسدها فوقي.. تحضني وقضيبي لا يزال محشورا في كسها..



تداعب صدري بيدها.. وراسها فوق صدري تحت ذقني..



وانا امسد شعرها.. استمتع بعطرها.. و وجودها معي..



ترفع بوجهها نحوي.. تدعوني لأقبل شفتيها.. وتبتسم ضائعة معي في حلمنا الرومانسي الوردي..



وكلمات الحب.. نتراشقها بيننا كما ترشق الغيوم مطراً .. تصيب به أرض يابسة عطشى.. فترويها



لم نرتوي من بعضنا بعد.. هي استراحة محارب فقط..



بدأنا جولة أخرى.. هذه المرة تحررنا كلانا من ثيابنا تماماً.. نحضن بعضنا عراة..



فنكتها وضع دوجي..اكملنا اربعة اشواط.. ثم نمنا عراة في حصن بعض حتى الصباح..



( بقلم الباحــــث )







في الصباح.. نهضت .. غير مصدق لما حصل.. كأني في الحنة.. ورحاب لجواري عارية تنام بحضني .. آمنة وسعيدة.. لا تفارقني..



صرت اقبل شفتيها قبلا خفيفة.. سريعة.. اغازلها.. اريد أيقاظها بحب وحنان..



لكن.. قبل ان توقظها كلماتي المتغزلة بها .. رن هاتفها..



فتحت عينيها الجميلة.. تنظر لي مبتسمة..



رحاب/ صباح الخير يا حبيبي!!



رؤوف/ صباح الحب والجمال..



ثم التفت رحاب نحو هاتفها تلتقطه.. وما أن نظرت للمتصل.. حتى تغيرت كل ملامحها .. واختفت ابتسامتها.. وهي تنظر لي وتخاطبني.. قبل ان تجيب الاتصال وتقول..







رحاب/ ... عماااااااد !!!!!



الجزء الحادي عشر



( أهداء خاص.. الى ملهمتي.. و حبيبتي . ميليسه )











( بقلم الباحــــث )



أومأت برأسي لرحاب بأن تتصرف على طبيعتها وترد على المكالمة..







رحاب/.. ايوا يا عماد... خير ؟؟؟؟



عماد بصوت مبحوح يوحي بانكساره/ انا.. انا بجد آسف يا رحاب.. بجد آسف من كل قلبي..







رغم ان رحاب لم تفتح سبيكر الهاتف.. لكني كنت استطيع سماع صوت عماد.. واشاهد ملامح رحاب.. التي تعبر عن ألمها الشديد.. و حزنها



مع هذا .. سكتت رحاب.. تنتظر عماد ليقول المزيد..







عماد برجاء/ انا .. ماعرفش عملت كده ازاي..غصبن عني صدقيني.. ماكنتش في وعيي خالص.. سامحيني يارحاب..ارجوكي سامحيني..











وكأي أمرأة في العالم.. تحزن للمآسي التي تصيب بيتها.. فتنذر بخرابه وتشتيت عائلتها ..



بكت رحاب .. لرقتها الشديدة..



صارت تبكي على مايحصل لها و لعائلتها..في هذه الغربة التي زادت من ثقل أحمالها عليها فتفوق طاقة تحملها..



لا تزال رحاب مستمعة لا تجيب عماد.. لكن بكائها صار واضحا له.. وهي تشهق بأنفها .. متنفسة بصعوبة منه.. دموعها نزلت و رطبته ..



( بقلم الباحــــث )











عماد/.. انا عارف انك بتعيطي.. وانا السبب.. انا عارف قد ايه انت انسانة رقيقة وحساسة و دمعتك في طرف عينك.. عشان كده.. ارجوكي تسامحيني.. لو مش عشاني.. يبقى عشان ولادنا..وماترديش عليه دلوقتي..



خودي كل الوقت الي تحتاجيه.. فكري..ع مهلك.. و يوم ما بتحسي بأنك خلاص سامحتيني.. انا هكون جنبك.. ومعاك..ع طول



واوعدك.. ان ده مش هيتكرر ثاني ابدا..اوعدك..







رحاب ملتزمة لغاية الآن بصمتها..لا تكسره.. فأضاف عماد



عماد/ انا سجلت في مركز اعادة تأهيل مدمني الكحول يا رحاب.. عشان اثبتلك.. اني تغيرت.. وهتغير عشانك..











عماد هادم الملذات .. رغم انه لا يعرف بأننا ننام معا عراة.. لكنه أستكثر علينا ليلة سعيدة واحدة.. يحرمنا من الذكريات!!



انتهى الاتصال.. ناولتُ رحاب منديلا تمسح دموعها.. لم أشاء ان اقاطع بكائها.. لوهلة.. شعرت بأني الآن دخيل في ما بينهما!!



نهضتْ رحاب عني.. عارية.. اخذت ثوبا من خزانتها.. وخرجت بصمت لتستحم.. وعيوني لا تزال معلقة بنهديها.. الذين يتقافزان بحرية ..مع مشيتها!



( بقلم الباحــــث )







انا مستلق على سرير عماد..! و كننت اضاجع زوجته في سريره..!



بسبب تنغيصه سعادتي.. احتقنت بغضبي و زاد كرهي والغل في قلبي له..



شعرت للحظات قصيرة بالسعادة معها.. لكنه عرف كيف يحرمني بسرعة منها.. !



بالكاد.. صحوت على ابتاسمتها الجميلة.. كنت انوي ان اغازلها شعرا .. اخبرها عن هيامي و عشقي لها.. لكن بأتصاله..ذهبت خطتي ادراج الرياح







انهيت حمامي بعدها.. وغيرت ثيابي وجلست في المطبخ اسرب قهوة.. والصمت كان سيد المشهد..



بعد ان ايقظت رحاب اولادها..المهذبين.. القوا علي تخية الصباح.. وجلسا بقربي.. على سفرة الكعام..







أننهيت الافطار مع ابنائها بلا رغبة! بعد ان تعبت رحاب في أعداده !



حواراتنا كانت عادية جدا امام ولديها اللطيفين.. فقط تغيرت ملامح رحاب.. و تحولت الى حزينة..وجامدة



( بقلم الباحــــث )







لحسن الحظ.. كان الجو هذا اليوم لطيفا.. مع اقتراب نهاية الصيف.. ولأنه يوم عطلة..



اقترحت على رحاب ان أخذها مع الأولاد في جولة في الطبيعة الساحرة لبلدتنا..



كان الولدين سعيدين جدا وفرحين بمقترحي..فغير الجميع ثيابه.. وبدت رحاب كعادتها الأبهى والاجمل .. رغم ما عانته من ظلم عماد.



كانت جولتنا سيرا على الاقدام.. في الحدائق العامة بمحاذاة النهر.. صادفتا أناس كثر غيرنا .. قرروا أيضاً استغلال هذا اليوم الجميل الساحر..



فهذا يهرول وتلك تقود دراجة..وعجوز يمشي يعاند الزمن.. يجدد شبابه .. واولاد صغار يلعبون مع اهاليهم في الاماكن المخصصة لهم..



يوم مفعم بالحياة.. واولاد رحاب متشبثين بيدي باناملهم الصغيرة.. وهم يمشون مغي سعداء.. و رحاب ترافقني.. لا تمسك يدي !



مانحين لي شعورا اسريا جميلا.. لطالما تمنيته في احلامي..



كل شيء الآن.. بالنسبة لي.. يجعلني الأسعد في العالم.. ! كأني رزقت بعائلة جاهزة ..من رحاب! مستمتعا بشعور وهمي بأني زوجها.. !! حسدت عماد كثيرا.. ومع كل لحظة تمر يزيد كرهي له وغيرتي منه..



لا ينغص شعوري بالسعادة الآن.. سوا نظرات رحاب ..التي أستطاعت اخفاء الحزن الغامض بعينيها .. بأرتداء نظارتها الشمسية !







بعد يوم حافل وجميل جدا .. على الأقل بالنسبة لي و لولديها!! .. وقت العودة للبيت حان..



( بقلم الباحــــث )







رحاب/ مش تروح لشقتك..؟ اقصد عشان تجيب هدومك.. ؟



رؤوف/ اه.. تمام.. حاضر.. هروح حالا..



رحاب/ ولا اقولك.. احنا نروح كلنا معاك..نجيب معانا حاجاتك ونرجع.. عشان انا لسه خايفة.. مش عايزاك تسيبني لوحدي!!







عبارتها تلك طأنتني بدوام حال الوضع الراهن وبقائي معها للأيام التالية..



لازلت اخشى من صحوة رحاب.. واقلق من استفاقة ضميرها.. وقد تنهي كل شيء بلحظة.. لا استبعد منها ذلك..



ذهبنا معا لشقتي.. لم نتأخر فيها كثيرا.. شاهدت عيون رحاب وهي تنجول في زوايا شقتها القديمة كأنها تتحسر ذكرياتها فيها!



واولادها يقفزون لاعبين على الأريكة التي غيرناها.. بسبب اول تلامس وقع بيننا..!



عدنا بعد ذلك لبيت رحاب.. وطوال طريق العودة.. رحاب تجيب اسالة اولادها الطريفة والبريئة عن شقتها.. وهي تضحك معهم تبتسم وتمازحهم وتقبلهم..



كنت انظر لها وهي سعيدة جداً معهم.. اشعر بها والحياة تسري في روحها.. فتعطيها وهجاً و رونقا..و توهجاً.. نافس توهج اشعة شمس الصباح الخجولة..



( بقلم الباحــــث )



شيء ما وخز قلبي لحظتها.. هل أناني جدا لأني اريدها لي وحدي؟ احب رحاب.. واريد ان اراها هكذا سعيدة دوما.. وجهها وهي سعيدة... لا يمل منه ابدا..



كأن الحياة تريد ان تعطيني درسا مهما..وتقول لي.. لا تعشق أُمّا.. فأنها إن كانت مستعدة لتضحي بنفسها لأجل ابنيها.. فلن تتردد لو أظطرت أن تضحي بك يا رؤوف !!







في بيت رحاب .. كان وجود سيف و عمرو.. يمنعني من فتح اي موضوع حساس معها .. حول المكالمة الاخيرة!



بعد ان نفذ صبري .. أخيرا اخذت رحاب ابنيها للنوم.. وعادت تجلس بقربي على الاريكة.. تشاهد التلفاز معي بصمت..!



( بقلم الباحــــث )







رؤوف/ انت هترجعيله ؟



رحاب كانت تتوقع ان أسألها هذا السؤال فهي لم تتفاجاء به..



رحاب/ ماعرفش.. ماعرفش يا رؤوف.. ارجوك.. ممكن منتكلمش دلوقت في الموضوع ده ؟؟



رؤوف بألحاح/ فاكرة؟؟ انا قبل كده حذرتك منه.. بس انت ماسمعتيش كلامي.. ورجعتيله.. وآدي هي النتيجة..!



رحاب ببرود/ وانا سبق وقلتلك اني عملت كل ده عشان ولادي يا رؤوف..











تألمت قليلا لردها.. شعرت بها كأنها لبوة جريحة .. تريد حماية أشبالها.. من اي تهديد محتمل او حتى غير محتمل!



رد فعلها كان غريزي.. أرتني فيه أمومتها.. هي أُمٌّ.. قبل كل شيء.. وبعد كل شيء..



( بقلم الباحــــث )











رؤوف بأنكسار/ وأنا.. أنا بحبك يا رحاب.. انت نسيتي؟



رحاب بتأثر/ وانا كمان يا رؤوف.. صدقني!



رؤوف مهاجماً/ أمال بتفكري ترجعيله ليه؟؟ ليه؟



رحاب/ انا لسه ماقررتش ده على فكرة..



رؤوف/ يعني بتفكري! والي يفكر يعني بيدي فرصة للفكرة نفسها!!







نظرت رحاب لي بعيون أمرأة منكسرة.. وهي تقول برجاء



رحاب/ اصلك مش هتفهمني يا رؤوف.. صعب انك تفهم ده.. صعب..











سكتُ .. البي رجاءها.. لأني احبها.. وتوقفت عن طرح أسألتي



في الليل .. اقترب موعد النوم.. وبشكل عادي جداً دعتني رحاب لغرفتها!!



لكنها ارتدت بيجامة عادية جدا.. لا تظهر ولا تبرز شيء من جسمها..



جلست استلقي بقربها..على السرير.. حضنتني!! بل وطلبت مني ان احضنها..



دفنت رأسها في حضني.. جعلتني استمتع بعطر شعرها تحت ذقني.. لكنها قاطعت كل آمالي و غروري..



( بقلم الباحــــث )







رحاب/ ممكن تسيبني انام بحضنك كده !!



رؤوف / اه.. طبعا يا حبيبتي .. طبعا!!



عرفت من طريقة كلامها انها تحتاجني الآن لها كأخ اكثر من عاشق..



تريد ان تحتمي بأخيها .. تشعر بخوفه عليها.. يحسسها معه بالأمان ويساندها..



تبقى فطرة الانسان تهيمن عليه في اوقات الشدة.. فيلجاء لها..



ولهذا كنت نبيها كفاية لاحترم رغبة رحاب.. واحتويها الليلة تحت جناحي كأختي..لا كعشيقتي..







الان فقط وصلتني اولى علامات الحرب التي اعلنها علي عماد.. اول تهديد لنسف علاقتي بها.. سيظل هذا العماد بالنسبة كعقدة في المنشار..



نامت رحاب بحضني ببرائة.. ولم اتجاوز حدودي معها .. حتى الصباح..



( بقلم الباحــــث )



















رحاب



في الصباح نهضت مبكرا.. اتصلت بالبيبي سيتر لتعتني بالأولاد فهم لا يزالون يقضون عطلتهم الصيفية ويجب ان يبقى معهم شخص بالغ ليرعاهم.. حتى اعود من عملي..



ايقضت رؤوف اذكره بعمله.. والأستعداد له وغادرت قبله..



اتصال عماد بي .. لخبطني جدا.. كأنه يسقطني من أعلى عمارة عالية فأهوى نحو الارض . . فأجفل لأدرك انه كان حلما استمتعت به قليلا.. ثم تحول لكابوس!



كنت اسرح بفكري شاردة.. أفكر بكل الاحتمالات والخيارات المتاحة.. لأجل ان احافظ على ابنائي في المقام الاول..



لايهمني عماد.. بقدر ما يهمني اولادي ولا اريدهم ان يترعرعوا في عائلة مشوهة.. كنت احلم لهم بعائلة مثالية تحت ظل ابوين.. لا واحد كل مرة بالتناوب..!



رؤوف!! آه يا حبيبي يا رؤوف..لكنتُ عشقتك اكثر من نفسي.. لكن في عالم آخر.. عالم لا تكون اخي فيه..و لتزوجتك انت يا حبيبي رؤوف .. لأني اعرف مدى حبك وهيامك بي.. وادرك انك خير من يحافظ علي و يسندني.. ولن اجد ابدا مثلك و مثل حبك..



( بقلم الباحــــث )



اريدك فقك ان تفهمني.. أن بعض الأمور نقوم بها مرغمين .. لا نملك انفسنا بيدنا..



نأخذ قرارات لا تعجبنا.. ولا نرغبها .. فقط لأنها صحيحة.. ويجب اتخاذها



كنت شاردة جدا في البوتيك.. لم اسمع نصف كلام هدى معي التي صارت تعبر بوضوح عن اعجابها برؤوف.. بل وصارت تكلمني عنه وتلمح لي عن رغبتها لعمل علاقة معه.. !



هدى/ بجد.. بجد.. انا عجبني رؤوف قوي.. انا بقولك اهو.. عشان ماتقوليش صاحبتي خبت عني!!



رحاب منزعجة/ .. انت بتهزري اكيد.. مش كده ؟ ما أنا عارفاك؟ تحبي الهزار..



هدى/ بهزر؟ لا بصراحة.. انا بتكلم بجد على فكرة!



رحاب/ يا هدى.. متنسيش ان رؤوف اصغر منك!!



هدى بطرافة/ مالك محسساني اني كده عجزت فجأة .. انا لسه شباب ع فكرة.. تكلمي عن نفسك يا حبيبتي..!



رحاب/ .. يووه.. انا مش فايقالك يهدى بصراحة.. اعملي الي تعمليه.. ماليش دعوة بيكي..



هدى/.. ايه ده.. ايه ده..؟ مالك يابنتي.. في ايه ؟ لاااااا.. ده اكيد فيكي حاجة .. ولازم تقوليهالي!!!



( بقلم الباحــــث )







تحت الحاح هدى.. شرحت لها شجاري مع عماد وتدخل رؤوف لإنقاذي ( طبعا دون ذكر اللقاء الحميم بالتأكيد) وعودة اتصال عماد بي معتذراً بعد يوم فقط من الشجار!







هدى/ ايه؟؟ هو انت يا بنتي مش هتحَرمي؟؟ مالك عاملة زي القط والفار أنت و جوزك.. !!



رحاب/ انا بس عشان ولادي.. أنا مابفكرش بنفسي.. عايزاهم يرجعو زي الأول.. يحسوا بأبوهم وأمهم جمبهم.. مش يعيشو محرومين منهم..



هدى مقاطعة/ يا لهوي على فلم غرام الافاعي الي هرتيني فيه ع الصبح كده.. يابنتي.. مافيش اهم من مصلحتك ونفسك بس..



رحاب/ افتكر ان مصلحة عيالي هي مصلحتي!



هدى/ انا ماقلتش حاجة.. ماهم في حضنك اهو.. وانت احن واحسن من ابوهم معاهم.. هم هيعوزوا اكثر من كده ايه.. بلاش و حياتك تنكدي على نفسك.. وشوفي حياتك.. محدش هينفعك يا رحاب.. غير نفسك.. صدقيني..







غيرنا موضوع النقاش.. وعدنا لممارسة مهامنا اليومية.. لم يؤثر فيَ كلام هدى.. وليس هدفي سوا ان اشعر مع ابنائي بالأمان.. سواء بوجود عماد.. او بعدمه!



( بقلم الباحــــث )



















رؤوف



في المساء وصلت متأخرا لبيت رحاب.. لأني فضلتُ ان اقوم بنشاط رياضي بعد العمل .. استغل جو اليوم.. الحسن..



شيء ما في داخلي .. يخبرني بأن امر ما سيحصل.. امر سيعود بي للخلف الف خطوة.. بعد ان خطوت خطوة واحدة فقط للأمام !



دخلتُ البيت.. وعاتبتني رحاب على تأخري.. لكنها لم تتصل بي قبلها لتطمئن علي!



من يحاول ان يفهم كيف تفكر المرأة.. فليقف معي في الدور.. !



ومثل الامس.. نام الاولاد.. ودعتني رحاب للنوم بشكل عادي ..دون ان اشعر برغبتها الجنسية تجاهي..!



كنت احضنها.. وانا بنفس الوقت.. محروم منها!



وجودها معي يزيد من عذابي.. وقربها مني يذكرني بمصابي.. فعطر شعرها قد أتلف أعصابي.. و جسمها الشهي واقف على بابي .. فيزيد بقوة من انتصابي!!



اردت ان اخبرها دون ان افتح فمي .. انها قطعة من قلبي وتسري في دمي.. !



و اريدها ان تصحو لتشاهدني كيف أتألم.. لعلها من بعض آلامي تتعلم..!



حركتُ يدي لا شعوريا نحو صدرها .. فهمهمتْ كأنها شعرت بي.. ثم انحنيت بهدوء أقبل شفتيها.. وهي غافية بحضني..



فانتبهت لي رحاب واستيقظت.. لكنها لم تجفل.. بل ابتسمت.. وبأسلوب لطيف مهذب سألتْ



( بقلم الباحــــث )







رحاب/ فيه حاجة ياروحي؟







بشيء من الأنانية.. وتفكير محصور بالذات.. قلت



رؤوف/ انا.. مش مستحمل اكثر.. انا عايزك!!







لم تجبني .. اومأت برأسها موافقة.. بعيون نصف مغمضة..



فأقتربتُ من شفتيها اقبلها.. ورحاب تتجاوب بنمط أبطيء.. تفاعلها لا يشبه أول أمس..!



لكن.. دفعتني أنانيتي لأواصل القبل.. ومددت يدي لنهدها من خارج الثوب افرشه..و مستمر بتقبيلها..



بعد دقائق من القبلة.. تجاوبتْ رحاب معي اخيرا.. لكن.. لايزال هناك حجر ناقص من الأحجية.. فلا تكتمل!!



لازلت اشعر بوجود شيء ما أفتقده في شفتيها.. رغم جمالها وطراوتها.. وطعمها الخلاب..



دفعتها بلطف.. على ظهرها.. فتحت رحاب عينيها .. تنظر لي بحنان.. كأنها تخبرني انه لا بأس مما أفعله معها الآن..!



( بقلم الباحــــث )



تشجعتُ قليلا.. وفتحت قميصها.. أُخرج للعلن ثدييها.. احررهما من الستيان الأسود.. الذي يشبه مستقبلي القادم..



صرت امسكهما .. استمتع بطراوتهما و حجمهما الكبير .. و جمالهما الأخاذ.. اداعب حلمتيها.. لعلها تأن.. فتشفي أنيني نفسه..



تجاوبتْ !! .. نعم.. كأمرأة تسلم نفسها لزوجها.. تعطيه حقه.. ولا تنهره.. !



بعنادي وغطرستي.. اكملت مهمتي..



وصعدت فوقها.. بعد ان اخلعتها البيجاما.. وسحبت منها الكلسون الاسود.. المتناسق مع اخيه.. وكعادتها.. كنزها الدفين الجميل اللذيذ.. منظره الشهي.. وهو منتفخ.. يغريني..



عدت اقبلها.. ويد تفرش صدرها.. ويد اخرى وجهتها لكسها..اداعب زنبورها.. فوجدت بعض البلل.. لكنه بالتأكيد أقل.. !



مواصلا بعنادي و انانيتي.. فباعدتُ بين ساقيها.. واعتليتها وقضيبي في اشد حالات انتصابه..



هي تقبلني نعم.. وترتخي لي.. وتسلمني بسهولة نفسها وتمنحني ألقُبل ! كل شيء يسري بسلاسة.. إلا.. أحساسها!! لم اشعر به مكتمل!



ادخلته ببطيء في جوف كسها.. وهي بنفس الوقت بوجهي تبتسم.. وتعض شفتيها..



وانا ازيد من رهزي.. بسرعة.. كثور هائج.. لدرجة اهتز نهديها مترجرجا.. من شدة رهزي.. وكذلك السرير!!!



اخيرا.. اقتربت من ذروتي.. وامسكت كتفيها كي اثبتها وازيد طعني بقضيبي بها.. وانا اقذف.. دفعة.. ثم اخرى.. ثم أخيرة!!



لم اشعر بأني ارتويت! رغم اني اكملت و ارتخيت !.. وفوق جسدها الجميل بعد ذلك.. جسدي القيت!



شعرت عندها بخطأي!! وادركت حجم عنادي وانانيتي.. وان رحاب.. لم ترد ان تكسر بخاطري!! فلم تمنعني عن نفسها!!



حضنتها وصار رأسي فوق كتفها.. اشم عطرها من خلف اذنها..!! فهمست لها







رؤوف/ ..انا.. آسف.. سامحيني.. ماقدرتش اسيطر على نفسي..انا آسف ..!!



( بقلم الباحــــث )







مسدتْ رحاب شعري من خلف رقبتي.. وقالت لي بحنان..



رحاب/ ياحبيبي يا رؤوف.. انا اديك روحي لو تطلبها !!







بكلماتها الجميلة في الظاهر! قرأت ماتعنيه بين سطورها!! ومن كلمة "لو" فقط !!! عرفت الفرق.. بين ان تكون حيواناً.. تُسَيّرُكَ الغريزة.. وبين محب عاشق.. مْيْزَتُكَ العطاء!



عدلت من ثيابي.. ورحاب نهضت تذهب للحمام تنظف نفسها.. وانا القيت بجسدي .. اعطيها ظهري.. اريد أن أنام.. اهرب من فعلتي!



لا ادري.. ماذا حصل لرحاب.. بعد اتصال عماد الاخير.. شيء ما غيرها.. آلمها.. أضاف جرحاً.. لجروحها..



شيء ما في رحاب .. حتما قد أنكسر !



( بقلم الباحــــث )



















رحاب



مرت أيام عديدة من بعد اتصال عماد.. لم يعاود هو أيضا أتصاله.. ولكني كنت اسمع ابنائي يكلمونه بالهاتف احيانا.. ولا استطيع منعه من الاطمئنان عليهم..



اراد رؤوف ان يتركني ليعود لشقته.. لكني لازلت متمسكة به.. ليته يفهمني.. انا فعلا أحبه.. لكني أمر بأسواء فترات حياتي..



أولويتي لنفسي تغيرت.. وابنائي هم كل ما يهمني الآن.. ورغم اني اعرف ان رؤوف رجل له متطلباته.. لكني كنت اعطيه مايريد !.. لا اريد كسر قلبه..



احيانا أشعر كأني زوجته.. لا عشيقته!! فصرت اؤدي واجباتٍ جنسية تجاهه!! رغم انها ليست من حقه! افعلها فقط لأني احبه..







وفي يوم من الأيام.....







صباحا.. قبل انطلاقي للعمل.. رن جرس الباب.. ففتحته.. رأيت عامل البريد المهم يسلمني ظرفاً أصفر'



( بقلم الباحــــث )







'( الظرف الأصفر يخص كل ما هو رسمي تابع لدوائر الدولة)



وقعت على أستلامه.. مستغربة.. وفتحته.. ورغم انه باللغة الفلامانية.. لكني استطعت فك الخط بمساعدة من مترجم الهاتف..



وهنا.. شعرت كأن جبلا.. بل بركاناً.. ثارت حممه الصخرية لتسقط على رأسي!! خبر صاعق.. لدرجة .. صرخت فيها مع نفسي!!



كان رؤوف يستعد للخروج من بعدي.. حتى تأتي البيبي سيتر..ويسلمها رعاية الاولاد



فسمعني أصرخ.. فجاء مهرولاً نحوي.. خائفاً.. قلقاً علي..







رؤوف بخوف/ مالك يا رحاب.. مالك.. في ايه ..؟؟



كنت مصدومة.. لم أجبه بشيء..سوا اني اجهشت بالبكاء.. وجلست على الارض اندب حظي.. وابكي.. بحرقة و خوف



أخذ مني رؤوف الظرف.. وهو أشطر مني باللغة.. وعندما قرأه.. قال ..



رؤوف/ أبن الكلب.. عماد.. النذل الواطي..رافع عليكي قضية؟؟ عاوز ياخذ الحضانة منك؟؟ طب ليه.. ليه يعمل كده..ليه؟؟



( بقلم الباحــــث )











لم اجب رؤوف.. كتمت بكائي بيدي لا اريد ان افزع اولادي..



حاول رؤوف ان يهدأني.. ولكني تمالكت نفسي بعد قليل.. أهداء.. لأعرف كيف اتصرف..



وصلت البيبي سيتر.. وخرجنا معا من البيت. الآن.. صار بمقدورنا الكلام بعيدا عن مسمع الاولاد..







فأتصلت فوراً بهدى اطلب منهى أجازة.. ووافقت.. وكذلك رؤوف أستأذن من رضا.. ليبقى معي.. بعد أن طلبت منه ذلك











رحاب/ انا.. كنت حاسة من الأول.. ان عماد.. عمره ما هيسيبني في حالي.. انا كنت حاسة!!



رؤوف/ انا مش هسيبو ياخودهم منك..بوعدك يا رحاب.. بوعدك.. مش هخليه يقرب ناحيتك..ولا ناحيتهم.. احنا هنوكل محامي حالاً يا رحاب.. البلد مش سايبة على فكرة...



رحاب/ شكلك يا رؤوف لسه ماعرفتش عماد كويس..!!







ذكرته .. كيف استغل عماد العلاقات في مجلس الاسرة واخذ اولادي مني.. ولم ينفعني القانون في وقتها.. !







رحاب/ انا هكلمه.. اشوف هو ليه عمل كده؟؟



رؤوف معترضا/ ده حيوان.. ده.. تكلميه ليه.. ؟



رحاب بغضب/ ارجوك يا رؤوف.. سيبني.. أرجوك ما تدخلش!!!



( بقلم الباحــــث )







اتصلت بعماد.. الذي لعب بأعصابي.. ولم يجبني على هاتفي..



قررت ان استمع لنصيحة رؤوف الذي تغيرت ملامحه بعد كلامي القاسي معه .. لكنه لا زال يساندني.. رغم ألمه الواضح!



فذهبنا معا الى محامٍ.. كنت مظطرة لذلك حتى وان كنت مؤمنة بأن الغلبة ستكون لعماد بسبب علاقاته.. ! لابد لي من استخدم كل الدفاعات الممكنة.. شرعية كانت ام لا !!



حتى في دول أوربا التي تنادي بالديمقراطية والشفافية.. هناك ثغرات وعلاقات.. وفساد اداري.. هو ليس بحجم واقعنا العربي .. لكنه يبقى موجودا هنا .. ويفرض نفسه



وصلنا معا للمحامي .. الذي كان متخصصا بأحكام الاسرة.. و دفعنا مبلغا اضافيا كأستشارة مستجلة.. لكي نتجاوز مسألة أخذ موعد..وانتظار ليس في صالحنا



وعرضنا البريد الرسمي على المحامي.. ثم وكلته بشكل رسمي.. هكذا هي طريقة عمل المحامين في بلجيكا.. يجب ان توكله.. حتى يستطيع مناقشتك بالسيناريو المتوقع لقضيتك !



المحامي كان لا يتكلم العربية لكنه من اصول تركية.. ولكون رؤوف اشطر مني باللغة.. تركته يتفاهم معه..



عرفت من رؤوف.. حسب كلام المحامي.. ان موقفنا في القضية جيد !!



( بقلم الباحــــث )







بعد ان غادرنا مكتب المحامي.. في طريق العودة للبيت.. اتصلت مرة اخرى بعماد.. لم يجبني.. ليزيد في غضبي و توتري..



دخلنا البيت انا و رؤوف..الذي كان يبدو عليه الزعل!! لكن كنت انا في وضع عصبي و نفسي سيء جدا.. سيعذرني لاحقا رؤوف لتصرفي هذا..



طلبت من البيبي سيتر.. ان تأخذ الاولاد في جولة.. لا اريد ان يسمعا حواري مع عماد.. لو رد على اتصالي..



لأني سأجهل كيف سيكون تصرفي.. ومستوى صوتي.. ولغتي معه !!



كنت اجلس في الصالة.. اضع رأسي على يدي.. لازلت مهمومة و خائفة.. لهذه المصيبة الجديدة التي حلت على رأسي..



منذ ان خطت قدمي ارض الغربة.. والمصائب تنهال علي.. لا تنفك منقطعة عني ولا تعطيني راحة آخذ بها نفسي.. فأستعيد قوتي لأواجه التالي منها!



اتصلت مرة اخرى بعماد.. ورؤوف يسير في الصالة امامي جيئة وذهابا.. هو متوتر مثلي.. و خائف علي..



اخيرا رد عماد!! اقترب رؤوف بسرعة مني.. يحاول ان يسمع مايستطيع سماعه..! لأني لم أفتح سبيكر !!!



( بقلم الباحــــث )











رحاب بصوت عال/ معناته ايه ده.. ؟ انت عملت كده لييييييه..؟؟



عماد بهدوء تام وبرود وبصوت واطيء جداً/ .. انتي.. تخرسي.. تخرسي خاااااالص.. ششششششششش!!!



رحاب بغضب/ بقولك ايه يا عماد.. انا بجد مش فايقالك عشان تقضيها شتايم.. اعملي فيها المرا دي متحضر يا بتاع آنيتا..! وجاوبني.. انت عملت كده ليه؟؟







عماد بنفس الهدوء وبصوت منخفض/ بقولك اخرسي.. اخرسي يا فاجرة..يا خاينة.. يا.. يا ايه.. انا مش لاقي كلام اوصفك بيه.. يا كلبة.. يا قذرة



رحاب بصراخ/ بقولك.. ايه.. احنا هنفضل نغلط ببعض. انت عايز توصل لأيه في كلامك يا...



عماد بنفس الهدوء مقاطعا/ بقى.. بتخونيني مع اخوكي!! اخوكي يا رحاب.. اخوكي!! ياشيخة حرام عليكي.. طب مكنتي عملتيها مع اي حد غيره! .. بتعمليها مع اخوك ليييييييه !! يا زانية.. يا فاجرة المحارم..







سمعت قوله هذا .. فصدمت.. كأني ابتلعت لساني لا اجد ما اقوله.. ارتعش كل جسدي كأني اعاني من صرع.. وصرت اتعرق كأني سحابة مطر.. لكن الجفاف في حلقي.. وحنجرتي.. كاد حتى ان يخنقني ..يمنعني من الشهيق..



لم اجد ما اقوله.. سواها تلك الكلمات البلهاء المكررة المعهودة في كل حوار أنكار..







رحاب مصدومة/ انت.. انت بتقول ايييييه.. انت تجننت.. انت.. انت







عماد مقاطعا وبدأء صوته يعلو/ شششششش.. اخرسي.. يا فاجرة.. انت عملتيها قصاد ولادك..! ولادك الي كشفوكي يا رحاب.. وقروا عليكي.. يا فاجرة.. احنا لو كنا في بلدنا.. انا كنت هشرب من دمك.. اقتلك انت واياه.. اطهر شرفي واغسل عاري..يا زنديقة.. يا كلبة.. !



رحاب مصدومة/ .. ولادي..؟ لا..لا.. مش معقول.. مستحيل الي تقوله ده!!



عماد/ عشان كده.. مش هسمحلك تخلي العيال يشوفو الوساخة دي قدامهم.. وهاخودهم منك.. وانت عارفة اني قادر اخودهم منك..! بس المرا دي.. مش هتشوفيهم بعد كده ابدا يا رحاب.. ولا هتعرفي مكانهم!.. هخليكي تموتي بحسرتك عليهم.. يا .. يا بتاعة اخوها الزانية.. !



رحاب ببكاء و صراخ/ حرام... عليك.. حرام عليك.. حرام عليك.. ماتعملش كده ارجووووووك.. حرام عليييييييك...







انهى عماد اتصاله..........



( بقلم الباحــــث )























رؤوف



رأيت رحاب تبكي بعد الاتصال بشكل هستيري.. تفقد اعصابها وتسقط من الأريكة على الارض .. تبكي كما يفعل الصغار..



تبكي بكاءا وصراخا لا ينقطع.. بحرقة والم.. !! تنادي بأسماء اولادها تارة.. وتارة.. تصرخ( حرام عليك) كان منظرها يفتت قلبي الى اشلاء صغيرة غير قابلة للجمع.. لشدة اشفاقي عليها مما هي فيه..



استطعت ان اميز بعض كلمات عماد عندما كنت قريبا من رحاب.. فهمت.. اننا انكشفنا!! لا أعرف كيف.. ؟



رحاب كانت في وضع لا يسمح لي الآن بالأقتراب منها.. كان علي أن انتظرها حتى تهداء.. خفت أن ألمسها !



لا يخيفني عماد..ولا اهتم لأتهاماته.. مادام لا يمتلك دليلا على علاقتي برحاب..لكني اخاف على رحاب.. وعلى ولديها..



سأفعل المستحيل.. لأوقف عماد عند حده..!



بعد شوط من بكاء حاد لرحاب.. لأكثر من نصف ساعة..



نظرتُ لمنظرها.. المؤلم.. وقلبي يتقطع لآلامها.. إلا أني في داخلي غصة حب.. فأنا أحببت رحاب.. و سأظل أحبها..



تذكرت مقطعا لأغنية القيصر.. في الحب المستحيل.. فصار يلعب بأوتار افكاري..وهي لنزار قباني.. تنطبق على وضعي الآني مع رحاب.. بالحرف الواحد ..



( بقلم الباحــــث )



أحبك جداً



وأعرف أن الطريق الى المستحيل طويل

وأعرف أنك ست النساء... وليس لدي بديل

وأعرف أن زمان الحنين أنتهى



ومات الكلام الجميل

لست النساء ماذا أقول

أحبك جداً أحبك جداً

أحبك جداً وأعرف أني أعيش بمنفى وأنت بمنفى

وبيني وبينك ريح وغيم وبرق ورعد وثلج ونار

وأعرف أن الوصول لعينيك وهم

وأعرف أن الوصول إليك انتحار

ويسعدني ويسعدني

أن أمزق نفسي.. لأجلك.. أيتها الغالية

ولو خيروني..

لكررت حبك.. في المرة الثانية

.....



.....



حتى المقطع الأخير..حين يقول









سألتك ب**** لا تتركيني

فماذا أكون أنا.. اذا لم تكوني

أحبك جداً وجداً وجداً

وأرفض من نار حبك أن أستقيلا

وهل يستطيع المتيم بالعشق.. أن يستقيلا

وما همني.. ان خرجت من الحب حيا

وما همني.. ان خرجت قتيلا











قررت تلك اللحظة.. أن أضحي بنفسي.. دون ان انتظر رحاب لتطلب مني ذلك.. لأسعادها..



لا احتمل منظر انكسارها.. وتحطمها.. ودمارها..



لن اهتم.. كيف عرف عماد.. ولا يهمني ذلك.. سوف أقتل عماد ..سوف أقتله حقاً.. وأخلص رحاب منه للأبد.. !!!!



( بقلم الباحــــث )























رحاب



.. استنفذت كل طاقتي في البكاء والصراخ.. وخرت قواي منهكة..



شعرت بأن موعد عودة سيف و عمرو قد اقترب.. سيعودان الآن.. مع البيبي سيتر.



مسحت دموعي.. نهضت من مكاني.. اغسل وجهي.. وفكرة تتردد في بالي.. انني ادفع ثمن اخطائي و ذنوبي!



انا أمراة لم تُخلق لتحب.. وإن أحببت.. كان علي أن أؤد هذا الحب قبل ان يولد..



أنا أمرأة خلقت لأعيش لأبنائي فقط.. حتى وان عشت تعيسة بائسة.. مكسورة و مهانة..



مع كل هذه المصائب التي تحيط بي.. لكن قلبي رق لحال رؤوف.. كأن قلب الأخت في.. لا زال ينبض.. حتى وان توقف قلب العاشقة! فرؤوف يبقى أخي..



كان يمشي متوترا في الصالة.. لم يتوقف.. توتره واضح.. لكنه ليس خائف.. انا اعرف رؤوف منذ الطفولة.. اعرفه جيدا حين يخاف.. والآن.. هو ليس بخائف قطعا..



لم اكلمه.. الآن.. لا شيء عندي اقوله له.. لا شيء يستطيع هو فعله لي.. انا مهددة بخسارة اولادي.. والحرمان منهم للأبد..



وصل اخيرا ولداي للبيت.. حضنتهما بقوة أقبلهما وأشمهما.. كأني أريد ان أشبع منهما ما داما اللحظة معي..



بعد ان غادرت البيبي سيتر المهذبة.. ودخلا.. اخذتهما اغسل لهما يديهما واغير ثيابهما.. قبل ان اعد لهما العشاء.. حتى خاطبت سيف.. الذي يكبر عمرو بخمسة دقائق..



عرفت كيف اجعله يخبرني بحديثه مع والده.. بطريقتي.. حتى فأجاني سيف بكلامه



( بقلم الباحــــث )



سيف/ اه يا ماما.. بابا كان بيسألني يطمن عليكي.. وانا قلتله.. بلاش يضربك تاني عشان خاطري..



رحاب/ وايه كمان يا حبيبي..



سيف/ قلتله.. انا و خالو هنحميكي.. لو فكر يأذيك تاني.. وقلتله..ان خالو رؤوف طيب قوي.. ومش بيخليكي تنامي لوحدك.. عشان انت بتخافي لا بابا يضربك..!







كان رؤوف قريب مني حين حادثت سيف.. وتوجهت بنظري اليه.. اثناء ذلك..



رحاب تنظر بطرف عينها لرؤوف مخاطبة سيف/ قلتله ايه ياقلبي!! خالك ينام جمبي؟ هو انت شفت خالو ينام جمبي با حبيبي..؟



سيف/ اه يا ماما.. ده كان من زماااان.. لما صحيت بليل عشان انا كنت خايف قوي عليكي.. وبصيت عليك في أوضتك وانت نايمه.. وخالو كان نايم جمبك يحميكي.. انا بحب خالو قوي يا ماما.. عشان هو مش وِحش زي بابا..!



رحاب بحزن تحضن سيف/ وهو كمان يحبك.. قوي يا روح قلبي..!







بعد ان عرفتُ كيف اكتشف عماد سري.. لا الوم أبني سيف.. الذي تصرف ببرائة..



بل الووم نفسي.. كنت في احضان خاله.. متجاهلة دوري كأُم.. عليها تحمل كامل المسؤلية عن كل تصرفاتها!!



( بقلم الباحــــث )



















رؤوف



اظن.. ان اللحظات السعيدة اعلنت عن نهايتها.. حان موعد انزال ستارة المسرح.. على أجمل وأقصر فصل حب .. عشته مع رحاب في مسرحية الحب المستحيل..!



لم يكن من البديهي.. ولا من المنطقي.. بقائي في بيتها اكثر من ذلك..







رؤوف بحزن وانكسار/ انا.. مروح شقتي.. لو عزتي حاجة.. كلميني!!







ما زاد من قهري و حزني والمي.. هو ان رحاب.. لم تفتح فمها بكلمة.. لن اتوقع منها انها ستفعل.. لا يوجد شيء لقوله بعد الكارثة التي حلت علينا..







غادرت مطأطأً ىرأسي بحزن.. أودع ابنيها احضنهما.. شعرت بهما كأبنائي.. طوال المدة الماضية..



اخذت حقيبتي واغراضي.. وقبل ان اخرج.. من الباب..



رحاب/ خلي بالك من نفسك.. يا رؤوف!



رؤوف/ وانت كمان يا رحاب!!







ابتعدت عنها اغادر بيتها.. ليس بجسمي فقط...بل شعرت اني ابتعد عن قلبها وحضنها الذي أدمنته..



كأني أُطرد الآن من جنة.. بعد أن تذوقت فاكهتها ألمحرمة!



( بقلم الباحــــث )







طوال طريق عودتي أُجرجر بخطاي متثاقلاً.. محني الظهر لثقل همومي..



تصاعد الألم المحتقن في داخلي .. فتحول الى وحش يعتاش على غضبي و غلي وحقدي و رغبتي بالانتقام من عماد.. دون اي حاجة للتفكير مرتين..



وصلت شقتي.. وما ان دخلت.. صرخت.. بلا وعي.. اخرج من صدري آلاما ضاق بها .. حتى خانتني حنجرتي.. فبح صوتي !



ثم بكيت بدموع.. وانا اطالع زوايا الشقة التي كانت تحيا بأنفاس رحاب.. تلونها بأبتسامتها.. وتملأها بعطرها الفواح..



وصرت اشاهد ذكرياتي معها.. وانا مختنق بالألم.. ورغبتي في الأنتقام.. تنمو ..تتصاعد.. لا تنفك عن الوقوف..



وقفت في الحمام.. امام المرآة..انظر لنفسي فيها.. كرهت منظري وانا ضعيف.. فمسحت دموعي..فورا..



اخرجت هاتفي .. واتصلت بخالد..







رؤوف/ انا محتاج اشوفك الليلة!



خالد/ اهلا يا وحش ازايك.. ! اشمعنى الليلة.. احنا لسه اول الأسبوع..



رؤوف/ محتاج اشوفك ضروري..قوي..يا خالد !



خالد/ تمام.. مفيش مشكلة!



( بقلم الباحــــث )







خرجت من الشقة مبكرا.. لا اطيق وجودي فيها أكثر.. بسبب الأختناق.. الذي سيؤدي بي حتما للأنتحار..!



قضيت الوقت امشي في طرقات بلدتي.. دون هدف.. غير آبه او منتبه لما يدور حولي..







في البار..



دخلت البلدار الذي فتح ابوابه للتو.. ولم يكن بعد فيه زبائن آخرين غيري..



رحب بي الساقي الذي يعرفني من زمان.. بابتسامته المعهودة دوما..



لم ارغب في شرب الكثير من الكحول.. اريد ان اظل محتفظا بتركيزي.. لا اود نسيان شيء من مصيبتي..



بعد زمن.. وصل اخيرا خالد.. كان مرحاً .. و منكتا.. و يبتسم.. !







خالد/ ايه يعم المزاج الجديد الي طلعلك كدع فجأة.. ؟



ثم انتبه خالد لصورتي الضبابية التي غلبت مظهري..



خالد/ ايه ده.. فيه ايه؟ مالك يا زميل؟؟







اثناء ذلك.. قدم الساقي شرابا لكلينا.. وارتشفت قليلا من كأسي.. ثم نظرت لخالد..







رؤوف/ انا محتاج مسدس ضروري جداً .. و حالاً !!!!!











( بقلم الباحــــث )



الجزء الثاني عشر و الأخير







الى كل متابعيني و قرائي الأعزاء..



كان المفروض ان تكتمل القصة ب13 جزء.. لكني لأجلكم ضغطت نفسي كثيراً وجمعتها في جزء واحد طويل .. لأني سأغيب عنكم في الفترة القادمة..



وأعدكم.. اني سأظل متابعا وفياً لكم وللمنتدى الأول في الوطن العربي.. ولن أبخل عليكم مستقبلا بأيٍ من كتاباتي ان سمحت لي الظروف..



اتمنى اني كنت عند حسن ظنكم..







وقتاً ممتعاً في القرائة.. أتمناه لكم..



احبكم











( بقلم الباحــــث )







خالد/..ايه!! انت حصل لدماغك حاجة يا زميل؟؟



رؤوف/ هتقدر تساعدني في الموضوع ده؟ ولا اشوف حد تاني أنَفَّعُه؟؟



خالد/ لا.. لا.. على أيه بس! انا هساعدك ! ولو ان شكلك..كده ناوي تعمل مصيبه كبيرة فيه.. بس..



رؤوف/ قَصَّر يا خالد.. هتقدر تخلص ولا لا؟؟



خالد/ اهدى.. اهدى كده أمال يا زميل .. انا هخلصلك الموضوع ده .. بكرا لو تحب.. ! بس.. هيكلفك كثير.. كثير قوي كمان..



رؤوف/ مش مهم.. بس المهم.. انك بكرا .. تكون جايبهولي



خالد/ اعتبره حصل.. بس ماتنساش كمان عمولتي والحلاوة بتاعتي..



رؤوف/ هو انا هعيده ثاني؟ الي تطلبه بكره هيكون عندك .. سلم.. واستلم..!



خالد/ ماشي.. يا زميل اتفقنى..











انهيتُ السهرة بلا مزاج.. اكتفيت بشرب بضعة كؤس.. ورفضت دعوة خالد لقضاء ليلة حمراء مع يوليا و رفيقتها..







في اليوم التالي.. حاولت ان ابدو طبيعيا امام رضا.. وانا اؤدي مهامي في العمل.. بدوت ُكتمثال.. صامت جامد لا حياة فيه..







طوال يومي ..كنت أتعلق بآمال ضعيفة.. انتظر لعل رحاب تكلمني ! ربما تقلق علي فتتصل بي.. لتطمئن علي! انتظرت كثيرا.. كثيرا جدا بلا فائدة!



قد تفكر مع نفسها بأنني انا سبب كل ما وقع لها .. فتلومني عليه !







في المساء وقبل ان اعود لشقتي.. قابلت خالد في المكان والزمان المحدد.. و سلمني خالد المسدس الصغير.. ذو الثمن الكبير!



هذه الأشياء خطيرة جدا في اوربا.. ولكن..انا قد وصلت لمرحلة متأخرة من اليأس .. ولم تعد تهمني نفسي ابدا..ولا أكترث لها



( بقلم الباحــــث )







ناولت خالد المبلغ المتفق عليه.. فعد النقود جيداً بيديه وهو يرطب شفتيه بلسانه لمنظرها .. ثم اعطاني نصيحة ..لم أسمعها.. وغادر!



لم اكن خائفا او مترددا.. من أي شيء .. كان علي فقط الانتظار بضعة أيام حتى تحل عطلة نهاية الاسبوع.. لكي أضمن وجود عماد في بيته.. وأُنجز الأمر!!



ولم يكن امامي غير العمل مع رضا كوسيلة لقتل الوقت!



مساءً.. حين أعود للبيت



كنتُ أجلس على فراش رحاب.. ارسم الخطط مع نفسي و ارتبها.. لتنفيذ المهمة.. و آثار عطرها العالقة في الفراش.. تزيد من حزني وشوقي لها.. فكأنها تشد من عزيمتي على ما سأفعله .. أكثر



بخططي كنت احاول مع أني يائس.. الخروج بأقل الخسائر.. من تلك العملية..



ايام تمر.. اعد بها الوقت مع جراحي.. فأرجوها ان تنتهي و تطلق سراحي.. من هذا الألم الكبير.. الذي لم يُسَّكِنُهُ نُواحي!



( بقلم الباحــــث )























يوم التنفيذ...







اليوم هو الجمعة ..وليلا سأنطلق نحو الهدف..



في اوربا يوجد نوع من التنقل بالسيارات الخاصة.. مايشبه خدمة أوبر في بلداننا.. لكن التي هنا للمسافات البعيدة.. كنتُ قد حجزتُ رحلتي لهذا اليوم بنجاح..







مساءا.. كنت أدورُ في ارجاء الشقة.. انظر في اركانها ..اتخيل طيف رحاب .. وذكرياتها... فتدمع عيوني قليلا.. متذكرا اوقاتي الحلوة التي قضيتها معها..



كانت تلك الذكريات الحلوة رغم قلتها.. إلا أنها كانت كافية لجعلي عاشقا لتلك الأيام التي قضيتها بصحبتها.. فكأني اخاطب طيف رحاب فيها..







لم يعد صدر الحبيب موطني



لا ولا ارجو الهوى ارجوك



لم يعد يمكن ان ابقى هنا



فهنا يبكي على بعضنا بعضي



رحاب ... اخبري من عن هوانا سائل



ان هذا القلب محتاج لنبضك



انا إن غادرت دنيا حبنا



فالهوى عهد سيبقى دون نبضي



( نزار قباني)



















( بقلم الباحــــث )



قبل ان اخرج من الشقة... القيت عليها نظرة اخيرة.. وغادرت.. دون أن ألتفتُ مرة أخرى للوراء..







كان علي ان امشي مسافة نصف ساعة.. حتى أصل مكان السيارة الخاصة..



وصلت المكان ..و ما أن رآني السائق أدار المحرك.. فركبتُ معه.. وقاد بنا متوجهين الى مدينة عماد..



من مقعدي.. كنت اطالع الشوارع المظلمة الموحشة.. التي لا تنجح بعض الأنارات الخجولة الموضوعة على أطرافها.. في جعلها مرئية.. فتذكرني بظلمة روحي







لم يتغير من نيتي أي شيء.. بل زدت غضبا و حقدا و اصرارا لأنهي عماد.. وأتخلص منه.. والذي ما أنفكَ حقا يجردني من كل شيء .. أحبه



بسببه.. لن يبقى لي في الغربة أحد.. لم يكتف بحرماني من رحاب بل وجعلها تبتعدُ عني .. للأبد..



( أنا.. هقتلك يا عماد.. !!!)















( بقلم الباحــــث )







رحاب



لن اجازف مرة اخرى بفقدان اولادي.. اخاف ان يكون عماد قد خباء لي مزيدا من المفاجآت الغير متوقعة.. فيفاجئني بها وأنا لا اعرف كيف اتصرف وقتها..



فقدت ثقتي بالمؤسسات الرسمية.. لي معها تجربة لاتزال طازجة!! عندما اخذت المؤسسات أبنائي لصالح عماد !



فكرت كثيرا بكلام المحامي.. وكلام رؤوف أيضاً معي.. وسبل مواجهة عماد.. لم اجد إلّا أن أتخذ هذا القرار!!







فحسمت أمري .. واتخذت قراري .. وإن هانت علي نفسي فيه.. فهو أهون من فقدان صغاري..







لم يكن قرارا سهلاً علي.. لكني لم اجدا مفرا غيره.. تحت وطأة ذنوبي و اخطائي.. التي سأدفع لها ثمناً .. أبنائي.. !



لن أخبر احدا بقراري حتى أخي رؤوف .. !



سامحني يا رؤوف.. لن أخبرك..!! أخاف من ردة فعلك العاطفية و تهورك.. اخاف ان تُحركني كأنثى بمشاعرك .. فأقبع كأمرأةٍ تحت تأثرك..!







سامحني!!















( بقلم الباحــــث )



رؤوف



لازلتُ مشحون بالغضب و أغلي غليان .. و مصمم على أنزال العقاب بغريمي.. وأبرر لنفسي بأن ما أفعله لصالح حبيبتي.. أخلصها من براثنه..







وصلت الى بلدة عماد..







مؤسسته للطاقة ضخمة جدا.. لكني اعرف مناطق بلجيكا جيدا .. واستطيع بسهولة ايجاد مكانه..



مؤسسته مثلها مثل تلك المؤسسات.. التي تنشيء لموظفيها سكناً بسيطا جانبياً.. يشبه الكركونات..( كرفانات) .. يقع على أطرافها.. ويكون قريبا اكثر للشارع العام.. ليسهل على ساكنيه تحركهم الى داخل المدينة..



أعرف اين بسكن عماد.. اخبرتني رحاب بمكانه ذات مرة..



نزلت من السيارة.. اسير ماشياً متجولا.. في الليل المظلم.. في الطرقات الصغيرة في المربع السكني.. اتبع الارشادات والأسهم.. لكي أصل الى عنوانه.. الذي لمحته في النهاية..



شاهدت أخيراً كرفانه.. كانت الاضواء منارة.. لازال عماد مستيقظاً.. لكني لم أهتم..



مشيت واثق الخطى بأتجاهه .. وحين اقتربت من بابه.. سمعته يتحدث مع أحدٍ.. هاتفيا.. !



طرقتُ الباب لكي لا أثير الشبهات او أصدر مزيدا من الأصوات..



فتح عماد الباب لي.. كان ممسكا بهاتفه مشغولا بحواره.. لكنه لم ينشغل عن أبداء صدمته برؤيتي.. فتغيرت ملامح وجهه مكشرا و عابسا..



( بقلم الباحــــث )



اراد ان يغلق الباب بوجهي..



لكني مُستغلاً غضبي و غلياني و ثورتي.. ركلتُ بقوةٍ الباب و دخلت بعنوة.. واخرجت فورا مسدسي.. اوجهه نحوه..



فسقط عماد على اريكة صغيرة خلفه.. مذعورا .. جافلا خائفا.. بعد ان لمح المسدس بيدي جيداً..







عماد بذعر/ انت.. بتعمل ايه؟؟ وايه ده الي في ايدك ؟؟ انت تجننت؟؟



رؤوف ببرود/ لا.. بالعكس .. انا عقلت..







ادرك عماد جديتي و جنوني بعد منظري الذي اجهلُ حقا كيف يبدو الآن.. لكنه كان كافٍ جدا لجعله يرتعد خوفا مني.. فتحول بكلامه الى لهجة الضعفاء.. والخائفين..



عماد/ رؤوف.. اغزي الشيطان يا رؤوف.. مش كده .. اهدى .. اهدى خلينا كده نتفاهم.. !



رؤوف بغضب/ نتفاهم ؟ نتفاهم على ايه..؟ هو انت ينفع معاك تفاهم يا أخي!!







لستُ قاتلا متمرسا بارد القلب.. لأرديه حالا برصاصة.. كنت في الآخر أنسان.. اتردد بين ان انهي كل شيء الآن بضغطة خفيفة على زناد المسدس.. وبين ان اعود لصوابي و أَفِرُ من هذا الجنون قبل ان افقد عقلي تماما..



اظن أن عماد لاحظ ارتعاش يدي التي تحمل السلاح.. ولازال في طور المسايسة.. ولو وجد فرصة.. سيستغلها مؤكداً للأنقضاض علي.. واخذ مسدسي.. !!



( بقلم الباحــــث )







عماد/.. يا حبيبي. اهدى .. اهدى شويا..الي انت عاوزه انا هعمله.. متوديش روحك في داهية



رؤوف/مالاكش دعوة بروحي.. تتحرق. انت خلاص.. ماحدش فينا يقدر يصدقك و لايثق فيك.. أنا مافيش حل تاني قدامي.. غير اني اخلص عليك..



عماد برجاء/ رؤوف.. ما تتهورش.. ارجوك.. ما تنساش اني ابو سيف و عمرو..ها.. انت كده هتيتم ولا د اختك يا رؤوف..











كنت اعاني.. من ألم شديد اصاب صدري..كأن قلبي سينفجر بعد لحظات.. فأما ان أموت انا.. او اضغط الزناد لكي افرغ الضغط القابع فوق قلبي..



شاهد عماد تحولي المخيف فجأة.. وادرك اني دخلت الآن في مرحلة صعب جدا ان اعود عنها.. بعد ان رأى ملامح وجهي المحتقنة وثبات يدي التي توجه السلاح نحو رأسه..



تغيرت نبرة عماد فصارت مليئة بالخوف والترجي.. وغير من اسلوب كلامه..



عماد/ انا.. انا همشي من هنا.. هسافر بعيد.. مش هتشوف وشي ثاني.. ارجوك.. بس ما تقتلنيش.. ماتقتلنيش يا رؤوف..!!



رؤوف بأعتذار/ سامحني.. يا عماد.. مافيش حل قدامي..







قربتُ المسدس لوجه عماد والصقتُ فوهته بجبهته .. وعماد اغمض عينيه.. خائفاً.. و دموعه تنزل .. ووجه مكشر بحزن.. وبكاءه بدأء يُسمَع.. وهو يردد ( بلاش ارجوك.. بلاش)



( بقلم الباحــــث )



اصبعي.. يرتعش.. على الزناد .. لن اصدق ترهاته..لن اثق به..



انها نقطة اللاعودة.. مرحبا بك ايها السجن مجددا.. انا عائد اليك.. !!



....



......



بمفاجأة كبرى.. في لحظةٍ حاسمة.. كسرَ اندماجي و عزمي و اصراري لضغط الزناد.. رنينُ هاتفي..!!!



اردت تجاهل رنينه.. مازلت ممسكا بالمسدس وانا واقف فوق رأس عماد .. الجالس تحت رحمتي على أريكته..



ظل الهاتف يرن بشكل مزعج..دون توقف.. !!



عماد ببكاء/ااااارجججووووووك.. أرجووووك.. جاوب.. جاوب.. !!!







استغربتُ جداً طلبه !! مالذي يهم شخص بحكم الميت.. في أن أردَ على اتصالي ام لا؟؟ مالذي يحدث بحقٍ حولي!!







بيدي الاخرى.. اخرجت هاتفي!!! نظرت لشاشته ..



رحاب!!!!!! رحاب تتصل!!!!!



لماذا رحاب تتصل بي الآن.. ؟



هل شعرتْ بأني سأرتكب مصيبة واتصلت بي لإحساسها بذلك؟ كيف عرفت؟؟ كيف!!!



لازلت بنفس وضعي ومسدسي ملتصق بجبهة عماد..



ترددتُ قليلا.. لكني اجبت رحاب... في الآخر..







رحاب تصرخ/ .. حبيبي يا رؤوف.. حبيبي.. ارجوك.. ارجوك.. بلاش يا حبيبي..بلاش.. عشان خاطري.. ارجوك.. لو كنت تحبني .. ارجوك..!



رؤوف/ .. أخيرا افتكرتيني .. تكلميني؟؟ انا خلاص افتكرتك شلتيني من دماغك.. ولا أستاهل انك حتى تسألي عليه..



رحاب/ اهدى كده واسمعني يا روحي.. يا حبيبي يا رؤوف.. ارجوك اهدى.. اهدى وسيبه ياحبيبي.. سيب عماد.. وحياتي عندك ..



رؤوف/ هو انت خايفه عليه!!



رحاب بغضب/ يروح هو في ستين داهية.. بس مش انت الي توديه بأديك ليها.. بلاش و حياتي.. بلاش تضيع نفسك عشانه.. ميستاهلش.. صدقني..



رؤوف/اضيع نفسي؟؟!! هو انا لسه ما ضعتش.. دا انا تهت من بعدك خلاص.. مابقاش ليه حاجة تستاهل اعيش عشانها..



رحاب/ طب عشان خاطري.. وحياتي عندك.. وحياتي عندك سيبه..



رؤوف/ هو مين قلك اني هنا ؟ انت عرفتي ازاي...؟



( بقلم الباحــــث )







ادركتُ.. ان عماد استغل اندماجي العاطفي و عماي بسبب غضبي.. عندما اقتحمت مكانه.. فأتصل برحاب عندما كان الهاتف مازال بيده..وتركها تستمع لحوارنا.. لم انتبه لفعلته..







رؤوف/ اها.. انا فهمت كده.. جوزك قالك.. الحقيني يا حبيبتي تعالي انقذيني.. اخوك هيقتلني.. مش كده ؟











عماد متدخلا يصرخ ويحاول ان يجعل رحاب تسمعه من خلال هاتفي/ أرجوكي يا رحاب.. قوليله.. ارجوكي.. انا خلاص مش هوريكي وشي تاني.. ارجوكي..



رحاب/ رؤوف.. لو كنت بتعمل كده عشاني.. فخلاص انت مش مظطر تعمله عشان .. عشان انا لقيت الحل.. صدقني.. لقيته خلاص.. مافيش داعي تودي نفسك في داهية عشانه.. صدقني..











كلمات رحاب و رجائها.. وصوتها الحنون الخائف على مصيري .. بدأت تأخذ مفعولها..



كأنها أستطاعت ان توقف قطارا جامحاً أصيبتْ مكابحه بضرر.. على سكة الحياة.. وصارتْ كلماتها تُبطيء من حركته بالتدريج..



تنفستُ قليلا.. كأن الوعي.. بدأء يعود لي بالتدريج.. والرؤية بدأت تتضح أكثر .. كما ينقشع الضباب عن غابة.. فصرت ارى بوضوح.. اين انا.. وماذا افعل.. واي جنون سأرتكب !!







رؤوف بتردد/ حل!! حل ايه ؟؟



رحاب بصوت يدل على انفراجها ونبرتها صارت اكثر ودا وحماسا.. قالت



رحاب/ ايوه يا حبيبي.. انا لقيت حل خلاص.. صدقني.. انت بس تعالالي.. وانا هفهمك على كل حاجة.. بس ماينفعش الي تعمله ده يا حبيبي.. عشان خاطري.. سيبه.. انا مستنياك..



رؤوف بانكسار/ انا.. انا تعبت.. تعبت من بعدك.. صدقيني..



رحاب/ عشان خاطري.. لو بتحبني يا حبيبي.. سيبك منه و تعالالي ..عشان خاطري



رؤوف مكررا كلمة واحدة قالتها رحاب وازعجته/ لو بتحبني؟؟



ثم أكمل /انا بتهون علي روحي ولا اسمع الكلمة ده منك . بس انا هسمع كلامك ليه..؟ هسيبه و ارجعلك عشان أيه ؟؟



رحاب/ عشان.. انا بحبك.. بحبك يا رؤوف.. وخايفة عليك قوي.. خايفة عليك اكثر منه..حتى لو كان هو ابو ولادي..



ده مش كفايه عشان ترجعلي!!



( بقلم الباحــــث )







كأن رحاب. وضعت جهاز الصدمة الكهربائية بكلمات حبها وانعشتْ قلبي ونجحت بإعادته للحياة.. فنبض بقوة من جديد..



وشعرتُ بالدماء تسري في كل جسدي فأحمر وجهي وشعرتُ بحرارة عالية جدا تحت جلدي.. حتى تعرقت.. واحتجت ان اشم هواء.. لأتنفسه بقوة.. كما العائد من الموت..







رؤوف لعماد/ .. انت تحمد ***...لأني بحب رحاب.. لولاها.. كنت قتلتك.. !!!







تركت عماد..خلفي فورا .. وخرجت اقف على بابه الخارجي..لأتنفس الهواء بشهيق عميق.. وانا ارفع برأسي للسماء.. محاولا ان استوعب ما حصل للتو..



خلف ظهري .. سمعت انهيار عماد من البكاء والخوف.. بعد ان تركته..



أبتعدت عنه.. دون ان التفَّ وانظر له.. لا يستحق لجبنه.. ان أعيد تحذيري له..



لا تزال رحاب على الخط.. عرفتْ انني تخليتُ عن جنوني و هدأتُ عن ثورتي.. وصارت تبكي بحرقة.. تشكرني لأني اتبعتُ عقلي.. وقلبي.. وانها في انتظاري.. !!



أنا نفسي غير مصدق لما حصل.. هرولتُ بعيدا عن المكان أُسابق الوقتَ لأعود لأحضان رحاب.. انشد معها الحنان.. والأمان !



أريد ان أستقل اول قطار عائد لبلدتي.. تاركا خلفي جنوني و طيشي.. بعد ان أعادت رحاب الأمل لنبتتي التي ذبلتْ.. وسقتها بكلمات الوعد و الحب.. فأزهرتْ



( بقلم الباحــــث )







بعد ساعة ونصف في القطار.. الذي ركبته.. غير مبال بالخطر.. لأني اخفي في جيبي قطعة سلاح! نزلت في المحطة.. اهرول باحثا عن اي وسيلة توصلني الآن لبيت رحاب..



بعد ان استأجرت تكس.. انزلني قريبا من بيت رحاب..



بأعجوبة.. وجدت نفسي على بابها . كانت الساعة تقترب من الرابعة فجراً..



كنت الهث من التعب.. اسمع دقات قلبي لشدة اظطرابه.. ثم طرقت الباب بلطف..



فتحتْ ارحاب ألباب بسرعة كأنها كانت تنتظرني خلفه..



وما ان شاهدتني! قفزت علي تحضني وتبكي.. تمطرني بعبارت الأطمئنان الكثيرة التي لم اسمع نصفها .. لأني كنت غير مصدق نفسي!! رحاب تحضني؟



حضنها الجميل الحنون يحوطني.. وخوفها الواضح علي.. وتوترها وقلقها.. الصادق علي.. شيء لم أصدقه..



لم اصدق.. كنت احلم.. لكن الحلم لم يستمر طويلا..



ضربتني رحاب بالقلم على وجهي.. بشكل خفيف.. وهي تعاتبني بخوف..



رحاب/ اوعى تعمل كده تاني.. فاهمني.. فاهمني؟؟ اوعى







ثم عادت تبكي وتحضني.. لشدة خوفها علي.. وتستريح على كتفي..



شعرها العطر تحت رأسي.. استمتع بعطره الزكي.. فيعيد لي ذكرياتٍ جميلة.. تحاول الالتفاف حول رغبتي..لتوقضها رغم كل الجنون الذي فعلته اليوم..



دخلنا معا..رحاب لا تفارق حضني قلقة علي.. وخافضة لصوتها كي لا توقظ ابنائها النيام في غرفتهم..



ثم نظرت لي.. وهي تمسح بوجهي وتعدل شعري.. كأني ذاك الولد الصغير.. أخيها تعتني به..



غضبت من تصرفها.. فأنزلتُ يدها.. بسرعة..!



نظرتْ لي بعد ان مسحتْ دموعها.. ووجها الذي صار اكثر جمالا يجذبني.. وشفتيها المفتوحتين قليلا تلمعان رطبتين.. تغريني..



لم اكن انا الوحيد الذي اندمج بعواطفه.. تحول الحضن الحنون.. الى حضنٍ مُحب..



توقفنا عن طرح المزيد من الكلام الذي يفسد لحظات الاحساس الجميل..



( بقلم الباحــــث )



اقتربت منها تلفحني انفاسها العطرة.. ادفعها بلطف ليكون ظهرها مستند على الحائط..



زادت حركة صدر رحاب الشهي مع تنفسها.. وانفاسها الحارة تلفحني تزيد من جمر رغبتي اتقاداً..



لم اجد معارضة منها.. فهي تتجاوب لحركاتي.. تشعرني بالمقابل.. بأنها راغبة أيضاً..



قبلتُ شفتيها بلطف.. شعرت بها تحركهما.. تتجاوب بسرعة معي..



لحظةٌ اردتها ان تظل مستمرة.. للأبد!! من اجمل اللحظات التي اعيشها مع رحاب الآن..



زدنا مع بعضنا بالقبل.. نعيش اللحظة لا نفكر في مستقبل..



استمتع بطعم شفتيها الذي يشبه رحيق الأزهار.. وانفاسها تدخل مباشرة انفي.. اشهقها بعمق.. فتشب في قلبي تشعل النار..



لم تكن ترتدي سوا ثوب بيتوتي عادي.. لكنه اثارني اكثر من كل الثياب المغرية.. اعطاني شعورا.. بأني امارس الحب.. مع زوجتي.. من غير اعداد ولا تحضير..



رغبتي غزت قضيبي الذي لم يكترث بكل ما مر به.. ليعلن عن جنونه برحاب واستعداده.. فضغط على قماش بنطلوني.. يدفعه..



أمسكت وجه رحاب بيدي.. وقبلنا مستمرة لبعضنا.. امص لسانها.. تمص لساني.. وتأن أنينا يزيد من هيجاني.. وصوتها الانثوي.. يحرك بقوة انتصابي..



بيد واحدة امسكت ثديها بقوة.. افرغ رغبتي فيه.. فأعصره.. كأني أعاقبها لحرماني منها..



تألمت رحاب قليلا.. قاطعة القبلة..ب ( آااه) ليتها لم تسمعني اياها.. لأنها زادت من جنون شهوتي لها.. فأسكتها بفمي الملتصق على شفتيها..



افرش نهدها الكبير المكور خلف ستيانها القوي القماش.. ذو نوعية اكرهها جدا!! لأنها تُصعب علي الامساك بنهدها من خلف الملابس!!



التصقتُ بجسدي على رحاب.. اتوسطها.. احصرها على الحائط..



( بقلم الباحــــث )













بيدي الاخرى رفعت عنها ثوبها.. وفتحت رحاب ساقها.. فأمسكتها من تحت فخذها ارفعها.. لكي انال زواية ولوج أفضل..



كنت مستمر بتقبيلها.. كأني لن اعيش يوم غد.. ورحاب.. اظنها غابت معي.. في حلم.. لاترغب ان تستيقظ منه.. حلم.. لطالما تمنته.. واخيرا .. حقَقتْه..



لم أجد وقتا.. لكي اخلع لباسها عنها!! انشغلت استغل الوقت.. انزل بنطلوني اكشف قضيبي المحتقن ..الذي ترطب راسه لشدة الشهوة.. لم اخلع كل البنطلون ..



وبما اننا تحت تأثير الجنون.. عتقتُ نهدها من يدي.. انزل بها لأبعد لبساها على جنب..يكفيني ان ابرز الفوهة الرطبة..لكسها ..الذي يعلن لي بوضوح أستعداده..



لم اكن في وضع يسمح لي بالرؤية.. كان الهدف هو الجنس بسرعة..



لكن اصبعي تحسس نعومة كسها.. الذي لن يتغير ابدا.. فرحاب لا تنفك عن عنايته.. املسا ناعما.. لا اثر لشعرة واحدة عليه.. مليء بالعسل..



همهماتنا وأنّاتنا مستمرة.. تعلن بصراحة عن رغبتنا لبعضنا..



شفاهنا لا تفترق.. ننهل رحيق بعضنا.. وليذهب عماد للجحيم!!



حانت لحظة الانطلاق.. رفعتُ ساقها اكثر.. اقرب قضيبي من فتحة كسها المرحبة به..



قبلة بقبلة.. قبلة بين أفواهنا.. واخرى بين اعضائنا.. حتى أنَّت رحاب اكثر.. شعرتُ بازدياد نزول مياهها.. تُسهل انزلاق قضيبي للعمق..الذي مازال يقف على باب كسها.. ينتظر الأذن للدخول



نطقت رحاب من بين شفتينا الملتصقين بصعوبة تعلن جرأتها وتقول وعينيها تنظر بتركيز في عيني/ ممممم.. بتحبني !!







بجنون اللذة العمياء اجبتها



رؤوف/ .. آااه.. و بموت فيكي!!



رحاب بأستفزاز/ طب و هدى !!!



رؤوف بشهوة/ .. تتحرق.. هدى .. وسابينا و كل وحدة غيرك.. آاااه.. بحبك انت .. انت وبس.. و مش عايز وحدة غيرك..آاااااه..







رحاب تستفزني تثير شهوتي بجنون أكثر بصوتها المتغنج و دلعها و دلالها الانثوي الصارخ.. الذي يزيد من احتقان قضيبي اللاهب الذي يحاول الآن الدخول برأسه..



رحاب/ أنا.. و بس!!



رؤوف بجنون/ انت و بس .. وهختم بيك الستات كلهم.. آاااه انت وبس.. وبس







اقتحم قضيبي مدخل كسها الازج يباعد بين شفرتيها الناعمتين.. يرتطم بزنبورها الهائج جدا.. المنتصب لدرجة مس قضيبي برأسه..



و رحاب تستمر باستفزازي و اثارتي بكلماتها المجنونة..



رحاب/العمر كله؟؟؟ انا بس؟؟ آاااه.. مممممم.. آااااااه



رؤوف بسرعة/ العمر كله.. انت و بس!!



رحاب/ وانا.. هكون ليك و بس.. آااه. .. انت بس.. آااه..مممممم



رؤوف بهياج و فرح/ وانا بحبك.. آااااه.. بحبك يا رحاب.. بحبك.. آاااه.. آاااااه



رحاب/ .. آاااه.. وانا كمان.. آااه بحبك.. بحبك.. بحبك..







يااااااااه... شعورٌ لا اريده ان ينتهي.. احساس بنعومة مهبلها.. الذي استقبل قضيبي حتى قاعدته..



كدتُ أقذف لهذا الشعور الممتع الرهيب.. لأن رحاب معي بكل جوارحها و احاسيسها.. وروحها وجسدها..



( بقلم الباحــــث )









كم كنت اكره نفسي تلك الايام التي كانت تسمح لي بالجنس.. لترضيني .. غير مستمتعة معي..



فرق كبير جدا.. بين ان تنيك شخصا يحبك.. يهبك روحه قبل جسده.. وبين ان تكون حيوانا لا تفكر إلّا بنفسك..!



بدأت ازيد من حركة رهزي لكسها.. ولازلنا بجنون نمتص افواه بعضنا نرفض الفراق..



ورحاب تشجعني!! من خلال كثرة افرازاتها المجنونة التي صارت تنزل على الارض.. بعد ان جرت على باطن سيقانها !!



رهزتُ.. رهزت.. بسرعة.. وهمهماتها تعذبني.. تفقدني صبري على القذف مبكرا.. فكنت اعاندها.. اكثر .. متحكما بنفسي اكثر..



كدنا ان نقترب من نصف ساعة.. حتى شعرت بأقتراب رحاب من قذفها وارتعاشها..



فاطلقتُ سراح موجات لبني المتدفق بقوة.. وبكثافة وبكميات هائلة في اعماق رحمها.. دفقات متتالية.. ربما عشرة دفقات!! ضيعت العد!!



ومهبل رحاب يتقلص اكثر حول قضيبي يخنقه!! لشدة رعشتها.. وتلذذها معي..



دقائق.. حتى نفضت آخر قطرة من لبني..في داخلها.. وهدأنا كلانا بعدها..



اخيرا.. افترق فمينا..! لم نتكلم.. بقينا ننظر بعيون بعضنا .. كعادتنا كل مرة.. شوط لغة العيون..



مازال قضيبي يرفض الخروج من كسها.. يخاف .. انه لن يدخلها مرة اخرى!! اريد تعويضه لما فاته..



لم تكن مدة طويلة جسديا.. لكنها طويلة روحيا..



بدون كلام.. رفعتها.. من خصرها.. وحوطتني بساقيها.. وقضيبي لا زال يرفض الانسحاب..



رحاب تضحك/ هههه.. يا مجنون.. مجنوووون !!







مشيت بها كأني بطل خارق.. وهي تحضني بقوة بيديها ايضا حول رقبتي.. قضيبي لا يفارق كسها



اخذتها لغرفة النوم.. القيتها على الفراش.. لازالت بثوبها.. كنا ندرك ان النهار على الابواب..نخاف ان يصحى الأولاد.. فلم نضيع وقتا لخلع الملابس..



وعدنا لوضعنا المفضل.. فأعتليتها.. ورحاب عادت تقبلني تسمح لي بتوسطها..



لايزال كسها مليئا بلبني.. لكن ذلك لم يثنيني عن رغبتي..



صعدت فوقها.. اقبلها.. وتقبلني بجنون.. كأننا عاشقين كقصة قيس و ليلى .. نعوض حرماننا من بعضنا..



صرت اشمها واتنفس انفاسها.. واعض بلطف رقبتها وانزل بفمي على الجزء المكشوف من صدرها اشمه اتذوق طعم جلدها الرهيب.. وصدرها من خارج الملابس



( بقلم الباحــــث )

















نظرت في عينيها بحب وقلت لها..



رؤوف/ انتي مراتي.. يا رحاب.. مراتي انا.. !!



ابتسمت رحاب وبأثارة.. تفتح ساقيها لتسهيل وصولي اكثر..وقالت لي



رحاب/ أيوا.. ايوا أنا مراتك.. مراتك يا حبيبي..!!







لم أتاخر كثيرا.. حتى اعدت قضيبي للداخل حيث مؤاه!



ورحاب تهتز مرتعشة مع كل حركة اقوم بها.. مستمتعة باللحظة معي.. وتحرك بحوضها بمختلف الاتجاهات لتزيد من امتاعي..



عدت اقبلها مجددا.. بعد ان توسطتها.. و باعدت هي بين ساقيها .. لأدخل قضيبي بسهولة في كسها..



بدأت جولتي الثانية.. ارهز.. ببطيء.. ثم زدت قليلا.. ورحاب تأن من اللذة..



زدت بسرعتي.. فأن شعرتُ بأني سأقذف.. ابطأت منها حتى اسيطر على نفسي.. واطيل من نيكتي لها اطول فترة ممكنة



لا ادري كم بقيت ارهز.. لكن رحاب معي غائبة.. متفاعلة.. متجاوبة.. مندمجة.. مستمتعة..



حتى اشرقت شمس الصباح!!



كان لابد لي من اختتام السباق الحامي..



نطقت رحاب بصوتها المثير المغري.. وهي تأن تحتي من الشهوة..



رحاب/ جيبهم.. جيبهم فيا.. جيبهم في مراتك يا حبيبي.. جيبهم ..







فاطلقت سراح لبني داخلها.. كأنني لم انكها منذ قليل..



بنفس الكمية.. بنفس القوة.. بدفعات متتالية كثيرة في اعماق اعماقها..



ورحاب ترتعش.. مهتزة.. متلذذة.. شعرتُ بقذفها.. بعد ان بللتْ الفراش تماما من تحتها لكمية العسل الذي فاض منها..



كانت تصرخ.. بصمت!!! لأنها كتمت فمها بيدها.. كعادتها..



ارتحت كثيرا.. لكني حقا.. لم اكتفي بعد.. اريد ان ابقى معها كل يوم.. لا.. بل الى الأبد..



فكرت مع نفسي..لقد سمحت لي رحاب بأن أقذف داخلها؟ رغم اننا لم نمارس الجنس مع بعضنا منذ فترة.. رغم انها قصيرة..



لكن هذا يعني ان رحاب.. لم تقطع تناولها للحبوب! لأنها في أعماقها.. تتوقع حدوث ذلك.. أن لم تكن قد خططت له أصلاً..؟!



كان هذا أمر مفرح للغاية لي.. لأنه يدل على تفكير رحاب المستمر بي .. حتى وإن أدعت غير ذلك !







( بقلم الباحــــث )







رؤوف/ بحبك.. وعمري ما حبيت غيرك.. بحبك!



رحاب بتأثر/ وانا كمان ياروحي انت.. انا كمان بحبك..







هدأت فوقها قليلا وعدنا نقبل بعضنا قبلة رومانسية.. حتى هدانا تماما..



بخجل.. اعتذرتْ مني رحاب



رحاب/ الولاد هيصحوا .. لازم اقوم حالا..







سحبتُ قضيبي النصف منتصب.. منها وابتعدت عنها اسمح لها بالنهوض.. فذهبتْ بسرعة للحمام تغتسل..



لم اصدق ماحصل.. كان يوما.. عجيبا غريبا.. لم اعش مثله في حياتي ابدا..



يوم متناقض.. مابين موت وحياة.. ورغبة و نفور.. مابين جنون.. وجنون اخر اكثر عنفاً..



انتظرتها تنهي حمامها وتبعتها بعد ان أنهته ..



اغتسلتُ.. وغيرت ثيابي.. وخرجتُ.. لأجلس في الصالة



( بقلم الباحــــث )















رحاب



لساعات مضتْ .. انسلخت عن جلدي كأخت.. وتناسيت نفسي في احضانه.. أشعر بحبه و حنانه.. وخوفه علي.. واعوضه كذلك قليلا من حرمانه..



احب رؤوف.. كحبيبة و عاشقة لأني اشعر برجولته معي .. احب خوفه علي.. وحمايته لي.. واحب غيرته علي.. بل صرت حتى أغار عليه بشدة...



بعد ان قضينا ساعات حامية من المتعة بأحضان بعضنا.. التي كنت حقاً اشعر فيها بأنوثتي.. بحياتي.. بوجودي كأمرأة..



كان لابد لنا أنا و رؤوف من الحديث معاً..



اليوم هو السبت.. والاولاد لا زالوا نيام.



كنت اخشى استيقاظهم أي لحظة.. لذلك.. لم أجازف ببقائي وقتاً أطول مع رؤوف !



العطلة الصيفية لم تنتهي بعد ليعودا لمدارسهم..



قبل ان يصحوا اولادي.. جلست معه في الصالة..



كنا ننظر لبعضنا بشكل غريب..







رؤوف/ ما تسمعينا يا رحاب .. ايه هو الحل بتاعك .. الي قلتيلي عليه..!







لم اجبه.. نهضت واخذت بيده الى غرفة ابنائي.. ففتحت له الباب.. بهدوء .. اطلب منه النظر؟؟؟







صُددمم رؤوف بما رأى.. مجموعة حقائب مرتبة فوق بعضها.. ! .. ثلاث كبيرة واثنتان متوسطة..!!











رؤوف/ ايه ده؟؟ ممكن تفهميني؟؟



رحاب/ انا هاخود العيال .. وامشي..



رؤوف بصدمة/ تمشي؟ تمشي تروحي فين؟؟



رحاب/ انا راجعة يا رؤوف.. هرجع لبلدي؟



رؤوف بصدمة/ أنت بتقولي ايه؟؟ بجد هو ده الحل بتاعك؟؟؟ معقول؟



رحاب/ ايوا يا رؤوف هو دا الحل الوحيد والصحيح .. و مافيش غيره..



( بقلم الباحــــث )







وضع رؤوف يديه على رأسه.. متفاجأً.. مصدوما.. ثم نهض من مكانه.. يسير في الصالة كعادته حين يتوتر.. جيئة و ذهابا..



رؤوف مع نفسه/ أنا..انا لو كنت اعرف ان ده هو الحل بتاععك.. كنت...!







نهضتُ .. اقف امامه احاوره



رحاب/ كنت هتعمل ايه؟ تقتله؟ وفكرك ان ده هو الحل يا رؤوف.. يا عاقل.. يا متزن؟؟



انت فاكر ان ده هيحل كل مشاكلي.. و هنبسط.. واعيش مرتاحه مع ولادي؟؟







رؤوف بغضب/ .. ايوا.. اقتله.. عشان عماد مش هيسيبك يارحاب.. مش هيسبك ابداً



رحاب/ تروح تودي نفسك في داهية عشانه؟



رؤوف مقاطعا/ لا.. عشانك.. عشانك يا رحاب!! اغور انا في داهية.. المهم انت تخلصي منه..



رحاب غير مترددة/ انا خلاص يا رؤوف خذت قراري.. ارجوك حاول تفهمني..



رؤوف بصدمة/ ترجعي!!! طب و انا؟؟ أنا ايه؟؟ انا بالنسبالك أبقى ايه؟ انت هتفوتيني هنا لوحدي؟؟ انت ضحكتي علي با رحاب.. ؟ خدعتيني بكلمة أحبك ؟؟؟







كان رؤوف مصدوما لدرجة انه زاد من امساك شعره بيديه بقوة.. ثم عاد يجلس ع الأريكة.. يضع رأسه على يديه.. يتمتم مع نفسه ( كنت قتلته.. وخلصت.. انا ايه الي خلاني ماعملتهاش !!)



( بقلم الباحــــث )











عدت ُخاطبته..







رحاب/ ارجوك يارؤوف.. حكم عقلك شويا.. انت فاكر أنك لما تقتل عماد..يبقى كل حاجة هتتحل؟ فاكر ان مجلس الاسرة لما يعرف ان الخال قتل الاب.. هيسيب الولاد معايا؟؟ دول هياخدوهم مني صدقني.. هيعتبروها اسرة مفككة غير مستقرة..



رؤوف/ انا.. انا مافكرتش بكده..



رحاب/ عشان فكرت بقلبك ياحبيبي مش بعقلك.. وشوف.. كانت عملتك السودة دي هتروح ع الفاضي.. وتوديك السجن.. طول عمرك..



رؤوف/ وانا.. انا يارحاب.. انا فين من كل ده..



قبل ان اجيبه.. اكمل رؤوف



رؤوف/ آاااه.. عشان كده!! عشان أنت هتسيبيني.. قلت بنفسك اديله حاجة.. اودعه بيها ويعيش على ذكراها!! ( يقصد الجنس الذي حصل معهما قبل قليل)







رحاب/ لا.. يا رؤوف.. صدقني الي حصل أنا مكنتش عامله حسابه.. !! صدقني !!











حزن رؤوف كثيرا.. توقف عن الكلام.. فقلت له..



رحاب/ أنا بحبك يا رؤوف.. صدقني.. بحبك قوي



( بقلم الباحــــث )







صمت رؤوف.. تحت تأثير صدمتي له.. كان هادئا.. حزينا جدا.. ينظر لي بنظرات عتاب تخترق قلبي تشعرني بالذنب..



انا لم اخطط حقا لممارسة الجنس معه.. ماحدث كان عفويا.. وحصل من تلقاء نفسه..



مجرد ان حضنني بحضنه الحنون.. وجعلني أشعر بحنانه وحبه القوي وخوفه الشديد علي. حرك مشاعري كأنثى تعشق غرامه..



ونسيت نفسي معه تماما اسلم جسدي للمسات انامله.. واتفاعل معه..



كنت اريد ان اعود لتركيزي على مهمتي.. والنجاة بأولادي والخلاص من غربتي.. لأهرب عائدةً لوطني!!



كلمت امي مسبقا.. اقنعتها بأنني في زيارة للوطن.. أُعرف ابنائي عليه وعليها.. وهناك.. سأخبرها بنيتي في الاستقرار..



مُستغلةً وصاية ابنائي قانونيا.. والتي لا تزال نافذة.. للسفر بهما دون اعتراض من احد..



قطعت تذكرة طيران.. لرحلة ذات اتجاه واحد.. رحلة العودة للوطن.. بلا عودة للغربة !



انتظرت رؤوف أن يهداء قليلا.. كرهت نفسي لأنني رقصت على آلامه دون أرادتي.. بل ولازلت اريد استغلاله لمساعدتي.. !







رحاب/ انا.. انا عايزاك توصلني المطار.. ممكن يا حبيبي!! عشان انا خايفة قوي.. محدش هيحسسني بالأمان غيرك..











جلست قربه.. وضعت يدي على كتفه.. امسد شعره.. اداعبه بحنان..



نظر لي رؤوف وعيونه محمرة.. يمسك دموعه..



( بقلم الباحــــث )







اكملت حديثي معه



رحاب/ ارجوك.. ارجوك يا رؤوف.. لو بتحبني..







قاطعني رؤوف بغضب







رؤوف/ بلاش تقولي كده تاني.. وحياتي عندك.. بلاش.. ( يقصد كلمة " لو بتحبني" لأنه يحبها بجنون .. لا مكان لكلمة -لو )







اقتربتُ منه.. معتذرة.. طبعت قبلة على شفتيه.. اطالها معي رؤوف دون وعيه.. ثم انتبهت لنفسي.. وانسحبت منه..







وقال لي







رؤوف/ انا.. معاك في كل خطوة تخطيها.. مش هسيبك ثانية واحدة.. مش هسمح لأي حد يأذيكي.. انا هاجي معاك للمطار.. ومش هسيبك لحد ما تطلعي ع الطيارة..







فرحت جدا لكلامه.. الذي اعاد لنفسي البهجة والاطمئنان.. وقفزت عليه احضنه امطره بقبلات عشوائية وبكلمات الحب المستمرة..







اخبرت رؤوف بموعد الرحلة.. غدا الأحد منتصف الظهر..



رؤوف بيأس عاد يطرح علي اقتراحاً



( بقلم الباحــــث )







رؤوف/ طب.. ما تواجهيه..!!! المحامي قال ان موقفك كويس! ده لو عماد فكر اصلا يكمل في القضية..بعد ما خوفته !!



رحاب/ انا مش ضامنه عماد هيفضل لأمته ساكت عني وعن الولاد.. هيفضل كابوس بالنسبة ليا طول ما انا عايشة في بلجيكا..



وماتنساش.. لو سيرة الي حصل ما بينا .. اتفتحت قدام مجلس الاسرة.. مش بعيد ياخدو الولاد مني؟؟



مش عشان الي حصل..! بس ممكن محامي عماد يقنعهم اننا عملنا كده قدام الولاد.. وده يأثر على نفسيتهم.. وممكن ياخدوهم مني!!







صمت رؤوف مقتنعا بكلامي المنطقي.. وعاد لحزنه وهدوئه..



بعد قليل طلب مني ان يعود لشقته.. ليخفي سلاحه.. وسيبيت فيها.. لا يريد اثارة انتباه اولادي.. اكثر.. وسيوافيني صباح الأحد..



تفهمت قراره.. مع اني كنت مستعدة نفسيا له.. أن طلب مني ممارسة الجنس معي لليلة أخرى أخيرة !! ستكون مني بمثابة مكافأة.. لا عفوية كما كانت اليوم..



وأظن ان رؤوف رفض هذا النوع من المكافآت.. فهو حقا يحبني من قلبه.. وانا كذلك!!



( بقلم الباحــــث )



















رؤوف



كل كلمات الحب الجميلة التي سمعتها من لسان رحاب.. لم تخفف شيئاً من ألمي لفراقها..



كتمت حزني و آلامي في قلبي.. قدر أستطاعتي امامها..



أعترف أني أستمتعت بالجنس معها هذه المرة.. وتفاعلتْ هي ايضا بجنون معي..



لكن ما يحبطني و ما أخاف ان يخرب هذا الاحساس.. هو خوفي.. من أن رحاب كانت تكافأني لموقفي معها؟؟



وصلت شقتي.. اخذت حماماً.. وغيرت ثيابي.. مع اني لم أنم لساعة.. إلّا أن رضا أتصل بي يطلب مني العمل هذا اليوم..



قبل ان اخرج له.. اخفيت السلاح في مكان آمن بعيد.. يصعب أيجاده على ما أظن..!



بصراحة كنت مرهقاً جداً .. بالكاد أبقي عيني مفتوحة.. لكن فضلت الذهاب على البقاء بين اطلتل رحاب في الشقة.. !



أمضيت يومي بصعوبة.. وقلة التركيز كانت عنواني .. اتجنب التفكير في قرار رحاب الصادم.. واتكتم عليه..



لا يهمني شيء .. سوا الأطمئنان عليها والتأكد من أنها ستكون بأمان تماماً.. حتى لو كان هذا يعني حرماني منها..



بنهاية اليوم مع رضا.. لم اكن بحاجة الى اي دواء ابتلعه ليأخذني الى عالم النوم..



مجرد ان وصلت شقتي.. رميت نفسي كالميت على السرير.. وبمساعدة من عطر رحاب العالق في الفراش.. دخلت عالم الأحلام بسرعة..



النوم.. من أجمل و أفضل الطرق لتجاوز أحزانك.. و أكتآبك.. فقط إن كنت تستطيع النوم من الأساس







مبكراً.. جداً.. صحوت على اتصال رحاب بي.. تذكرني بموعدنا اليوم..



لم أكن متأخرا في النوم .. لكنها حسناً فعلت..



غيرت ثيابي .. وحلقت ذقني وعدلت شاربي .. وارتديت أفضل ثيابي ووضعت اغلى و أفضل عطوري.. وخرجت الى بيت رحاب..









( بقلم الباحــــث )







رحاب



مر علي الوقت ببطيء شديد.. قلقة.. متوترة.. خائفة..



رغم اني مُستعدة نفسيا لمواجهة كل العوائق.. وأحمل معي سلاحي الأستراتيجي الفتاك..( وصايتي على اولادي) .. لكن.. يبقى القلق والخوف.. شعوران لا يمكن التحكم بهما في ظل هذه المواقف المصيرية..



هو هروب...ليس سفر.. بل هو عودة الى مستقر.. أنشد فيه الأمان.. بعيداً عن الخطر..



بحنان شديد .. احتضنت ابنائي.. بعد ان رتبت ثيابهم و سرحت شعرهم.. ليبدوان في قمة الأناقة..



كانا سعيدين للغاية يبتسمان و يضحكان.. يركضان بمرح.. يملآن المكان بالحياة.. فينبض قلبي لأجلهم..



كانا يطرحان علي الأسألة المختلفة .. كل قليل.. عن الوطن.. كيف يكون.. وعن جدتهم.. وجدهم.. اجيبهم كل مرة بسعادة غامرة.. وبالتفصيل



وصلني رؤوف اخيرا..



قفز الاولاد عليه يحضنوه قبل دخوله للبيت.. يقبلانه.. فرحين بمجيئه.. و هو فرح ايضاً جدا بأحضانهم..



كان رؤوف يشمهم بحنان.. كأنهم ابنائه.. يحبهم من قلبه.. بشدة.. ويعشق الوقت الذي يقضيه معهم.. لدرجة.. ينسى وجودي بقربهم أحياناً..



بعد وجبة أفطار شهي.. تناولناها جميعا على السفرة.. بجو أسري جميل.. كأننا أسرة حقا.. دون ان نخطط لذلك..



كان علينا الاستعداد الآن للخروج من البيت.. ورؤوف.. لازال يخفي عيونه عني.. يخاف ان اكتشف فيها إنكساره.. وحزنه و ألمه..



أنه اخي وحبيبي الحنون.. في متناقضة غريبة اصفه.. لكني .. بالفعل أحبه..



( بقلم الباحــــث )



حجز لي رؤوف سيارة خاصة.. بسبب ثقل الأمتعة.. لم يكن من العملي استقلال وسائل النقل العامة..



كنا نتجه الى اقرب مطار لبلدتنا الواقعة في الجنوب..



















مطار بروكسل شارلروا







وصلنا جميعا المطار.. الذي يمكن للمرء بسهولة ان يتوه فيه.. من حسن حظي أن رؤوف معي.. كان دليلي للوصول الى تيرمينال المسافرين الخاص برحلتي..



بعد الانتظار لساعتين.. ظهر رقم بوابتي.. لأتحرك باتجاهها.. كان علي الآن ان اواجه مراحل التفتيش التي تدقق كثيرا في بطاقات الاولاد الصغار..



امسكت رؤوف من يديه.. واقفين متقابلين.. في مشهد وداع.. لا يحتاج لكلمات ترسمه..



فاجأت رؤوف.. بقوة أحضنه..استمد منه الشجاعة..لا لأني أودعه.. بل لأني أيضاً أحتاجه.. و أحبه..



لم يكن حال رؤوف افضل مني.. وهو يفقد تحكمه بدموعه.. يودعني ويوصيني بأن أعتني بنفسي.. ثم ودع صغاري بحرارة..



تألمت كثيرا لفراقه و وداعه.. كان علي تأجيل مشاعري المختلطة.. حتى أعبر نقطة تدقيق الاوراق الرسمية..



هنا كان لابد من ان ننفصل عن بعضنا..



تركت رؤوف خلفي.. يقف بأنكسار و موجوع لا يخفي دموعه و لا نظرات رجائه بي و توسله..



ظل واقفا على البوابة الاخيرة التي لن يسمح له بتجاوزها أكثر.. حتى غبت عن مرآه..



بيديهم الرقيقة تشبثتُ.. استمد القوة من صغاري.. لأحميهم و ادافع عنهم..



وقفنا امام ضابط الجوازات الأشقر.. الذي ظل ينظر في جوازات سفرنا..ويدقق كثيرا..



( بقلم الباحــــث )







الضابط/ أين الوجهة سيدتي؟



بلغتي الركيكة أجبته/ إلى + يا سيدي..







نظر الضابط الى ابنائي .. ابتسم بوجههما.. ثم نظر لي..



الضابط/ ألديك وصاية قانونية ؟







حاولت ان اخفي ارتباكي وارسم على وجهي ابتسامات مزيفة.. وانا اناوله بيد قليلة الأرتعاش وصاية ابنائي القانونية.. وقلبي يكاد يقف من الخوف..



لم أترك دعاءا في قلبي إلّا و تلوته.. لكي أعبر أهم نقطة في رحلتي نحو النجاة.. والخلاص..



بعيونه الزرقاء.. عاد ينظر لي الضابط متسائلا.. ( كنت افهم قليلا الحوارات الضرورية للتواصل) وهو ينظر في تذاكرنا..



الضابط/ سيدتي..أراك حجزت رحلة ذات إتجاه واحد؟؟







اصابني سؤاله بهلع.. إلّا أن غريزة الأمومة عندي كانت أقوى.. ففرضتْ سيطرتها على أعصابي لأحمي اولادي.. وقبل أن انطق.. بشيء..



الضابط مبتسماً/ هل أصابتكم بلجيكا بالملل.. فقررتهم تركها ..!!







كأن الأنقاذ.. وصلني من السماء الآن.. رأفة بأبنائي لا لأجلي..



رحاب/ .. لا.. بالطبع.. لا.. لكن.. لأني لم أحدد بعد يوم عودتي.. فقطعت تذاكراً للذهاب فقط..



( بقلم الباحــــث )







ابتسم الضابط.. ثم ختم جوازي الكترونيا.. و جوازات ابنائي.. كذلك..



الضابط/ رحلة.. موفقة سيدتي..







تنفست الصعداء.. وانا اغادرك شباكه.. الى صالة الانتظار الدولية الأخرى.. حتى ينادى علينا الى الطائرة المخصصة لرحلتنا..



قلبي لا يزال يخفق بشدة.. رغم ابتسامتي مع ابنائي ألاعبهم.. وهم فرحين.. لا يعون ما يحدث حولهم..



لن يهداء لي بال.. حتى تقلع الطائرة من ارض المطار..



واخيرا.. سمعت النداء..



نظرت عبر الزجاج المطل على البوابات الخارجية بيأس.. لعلي المح رؤوف.. فأودعه بدموعي..



لكن.. من مكاني . . يستحيل رؤيته..



ركبت الطائرة مع ابنائي.. مقعدي كان قرب النافذة.. وهم بجواري ..



انا الآن أستمع لتعليمات المضيفة الروتينية قبل الأقلاع..







الطائرة الآن .. على وشك الأقلاع..



أقلعت اخيرا !!!!



ترتفع في السماء..



وعيوني تنظر للمكان تحتي وهو يصبح ابعد و اصغر بمرور كل ثانية...



في هذه الأثناء..



يمر امامي شريط حياتي التي قضيتها في هذا البلد الغريب.. بشكل خاطف..



أدمعت عيناي.. اودع مرحلة من حياتي.. بما حملته من الم و دموع و حزن و معاناة.. و أنكسار...



وربما مرت بعض لحظات من الفرح.. وقليل من السرور..



اخيراً.. كان علي أن اودع كل شيء تركته خلفي..



الوداع...







الوداع...الوداع يا بلجيكا ..!!!!



( بقلم الباحــــث )



















رؤوف



بعد ان انزلتُ معها الحقأىب الثقيلة في التيرمينال.. شعرت بخفة فى وزني.. كأني مجوف.. خال من الاحساس.. والروح.. فارغ.. لدرجة اسمع نسيم هواء يتلاعب بأفكار عقلي!



لوهلة.. شعرت بأني مريت بهذا الموقف.. اصابني دوار الديجافو المعروف..



بعد ان حضنتني رحاب تبكي مودعة.. فوجئت بها تمسح دموعي بيدها.. لم أشعر بدموعي وهي تنزل؟؟ هل كنت أبكي؟



كان المفترض ان تقلع طائرتها في ال12 ظهرا..



انتظرت في مكاني قلقا.. عليها.. بعد أن رحلت عني مع أبنائها..



كأني أناء فخاري فارغ كبير.. وُضع مع زينة بناية المطار؟!



غريب ما يحدث لي.. لماذا لا أشعر بأي شيء.. كأنني متُ؟؟ أهكذا يكون شعور الأنسان حين يموت؟



لكني لا زلت أتنفس!! ام سأظل محسوبا على الأحياء؟



غادرت رحاب.. ومعها الحياة عن روحي غادرت.. بل ان روحي معها قد فرت وعني تخلت..



كدت اغيب في شرودي.. متسمر في مكاني.. فاقد للشعور بالزمكان.. حتى شعرتُ بيد تهزني.. !



احد حراس الأمن.. كان منتبها لوقوفي.. و بعد ان كلمني مرات عدة.. دون ان اجيبه.. هزني بيده..



اعتذرت منه كثيرا بعد ان انتبهت.. لابد اني وقفت لمدة كافية لأثارة ريبته..



لقد كانت الساعة الرابعة عصرا!!



اربع ساعات مرت علي .. دون ان اشعر بشيء.. من بعد موعد رحلة رحاب..



تنملت ساقي.. فتحركت بصعوبة من مكاني..



( بقلم الباحــــث )







عرض علي حارس الأمن المساعدة.. فرفصت بأدب و شكرته..



أخذت سيارة أجرة .. وعدت الى شقتي..



لا يواسي وحدتي سوى ذكرياتي..







بمرارة شديدة.. احتملت الجلوس في شقتي لأقل من دقيقة.. فخرجت..



لايزال اليومُ الأكثر تراجيدية في حياتي لم ينتهي بعد..



مشيت في الغابات القريبة.. بمحاذات النهر.. أشعر بغربة شديدة.. الآن!!! لم أشعر هكذا من قبل في الغربة!! إلا من بعد رحيلك يا رحاب!



عندما كنت في السجن.. كنت قد قسمت أسواء شعور بالغربة لثلاثة مستويات..



الغربة المتعارف عليها .. ثم الغربة في الغربة.. ثم الأسواء على الأطلاق.. وهو السجن في الغربة



لكن.. بعد رحيل رحاب عني.. ومعها روحي.. وقلبي.. ونبضي.. أدركت اني كنت مخطيء في هذا التقسيم..



فليس الشعور الذي اعيشه.. الان.. الغربة .. في الغربة ..هوالخيار الأسواء الثاني ! بل هو ألأسواء على الأطلاق.. إن كنت تغترب بعيدا عن من تحب!



تأخر الوقت.. وأنا أكابر أخفي دموعي لأني أعرفها لا تنفع.. ولن تخفف من آلامي أبداً..



هل يا ترى حبي لك يا رحاب .. غلطة!!! ؟؟؟ و إن كانت غلطة!! فهل ينفع ألمواصلة فيها..



أجابني وائل كفوري برائعته.. لو حبنا غلطة..



استمعت لها.. كأنها تعنيني بكل حرف.. يا رحاب..



أخاطبك فيها.. فأسمعيني "



لو حبنا غلطة

اتركنا غلطانين

ما زال عشقانين

مع بعض مرتاحين

مين اللي قالك مين ؟

عن حبنا غلطة



مش هاممني الدنيا كلا

وإنت حدي

مش همي هني شو بدون

بعرف شو بدي



بدي حبك أكتر بعد

بدي أعطي عيونك وعد

رح نبقى دايماً لبعض

لولا بكره تركنا بعض

هي أكبر غلطة



مكتوب علينا نشتاق

للحب الهني

تيخلص عمر الأشواق

تتفنى الدنيا







( بقلم الباحــــث )







أسير بلا هدى.. في الطرقات..



أشعر بأن كل شي جميل.. مات



اواسي نفسي بتلك الذكريات..



التي عشتها من زمن فات..



لعلي اجد للعيش بعض المبررات..











حل الصباح.. وانا منهار القوى.. تارة اسير.. وتارة اجلس.. احاول تجنب العودة لشقتي..



لحسن حظي.. اليوم هو الأثنين.. فذهبت .. مباشرة الى بقالة رضا.. انهي يوما آخر..



بعيدا عن ذكريات رحاب التي تنتظر احتضاني في الشقة.. و متناسياً الأرهاق الشديد ألذي أصابني ..لقلة النوم.. ولكثرة التفكير..















بعد مرور أكثر من شهر...



لم تتصل بي رحاب حتى ولو مرة واحدة تتطمأن علي !! كنت مظطرا للاتصال بأمي التي كانت غير راضية عني ابدا.. و تستغرب اتصالي بها بعد سنوات من القطيعة..



كنت اعرف اخبار رحاب منها.. رحاب كانت السبب في طلبي السماح من أمي.. لقطيعتي و عقوقي لها..



صدري كان يحترق حرفيا .. كل يوم .. كل ساعة.. وكل لحظة.. !



متألماً بشدة.. وانا أشعر بأني مضحوك علي! مخدوع! و من دونها وحيد مكسور..



على الأقل.. لتنسى أني حبيبها.. الست أخيها؟ فلتطمئن علي كأخت؟!



عانيت كثيرا.. اتجرع مر فراقها .. فأدمنت الكحول.. واهملت نفسي و عملي..



طردني رضا من بقالته.. بعد ان يأس من التزامي..



اعيش وحيدا في شقة رحاب.. بين ذكرياتها.. صورتها في خيالي .. همساتها.. ضحكاتها.. لمساتها.. احزانها.. دموعها.. غضبها.. بل حتى قلمها الاخير المحب على وجهي..



( بقلم الباحــــث )



اسرفت في شرب الكحول.. وازداد أكتئابي و ماعدت ارى سببا للحياة.. متقوقعا على نفسي.. وحيدا.. مركونا في زاوية مهملة..



كثرت جروحي.. لم يعد في روحي الخاوية فسحة للمزيد..



وانكسر خاطري.. يا رحاب..



كسوري لا جبيرة لها سواكي



يا بلسم روحي انا اهواكي



من يوم أن هجرتِني رحابُ



وانا اسعى حثيثا نحو هلاكي



لا معنى لوجودي دونك..



ان كنت بعد الآن لن أراكي..







انا..



مكسور في الغربة..



كثرت انكساراتي و توالت..







حتى انكسر قلبي ...



واخيرا .. أنكسر ظهري...







....



....







نحو المكان الذي اخفيته فيه السلاح.. نظرت..



شاهدت فيه عقاراً ناجعا للألم..



ما كنت اظن أني سأستخدمه لنفسي..



اشتريته لأتخلص من غريمي..



وها انا لا اجد غير نفسي غريم..



اخرجت المسدس .. من مخبأه..



نظرت جيدا اليه.. تفحصته.. انفخ عنه الأتربة..



وعدت معه الى غرفة رحاب..



هناك.. حيث وهبتني بوجودها الحياة.. فكان لزاما هناك أن أنهيها..



جلست على سريرها.. الجهة التي كانت تنام عليها.. مقابل المرآة.. انظر لنفسي.. وجهي المهمل وشعري المشعث.. وعيوني المجهدة الغائرة..



( بقلم الباحــــث )



امسكت السلاح.. الصقته بصدغي.. أنظر للمرآة.. مبتسماً بوجه ألموت..



تعال يا موت.. مرحباً بك..



يدي تريد ان تضغط على الزناد.. لكن بغريزة الانسان.. اغمضت عيني.. لأطلق على نفسي.. فأنهي.. و أنتهي..



......



.....



..



.











" صوت رنين هاتف من الصالة"







رؤوف مع نفسه/ هو .. ده وقته!!







كنت مركزا جداً..في أماتة نفسي فقدت تركيزي بسبب صوت الهاتف.. اردت تجاهله.. انتظرته ان ينتهي..



وعدتُ مع نفسي اركز مرة اخرى مصمما على فعلتي..



" رنين الهاتف مرة أخرى"







شيء ما.. اخبرني.. انه علي الأجابة !!







تركت مكاني لكن سلاحي لازال بيدي.. ذهبت للصالة.. حيث نسيت هاتفي على الطاولة ..



( بقلم الباحــــث )







رقم غريب.. !! دولي..!! مفتاح دولتي.. أعرفه !!!







رؤوف بأرتعاش/ .. مين.. !!



صوت رحاب مبحوح/ يا حبيبي يا رؤوف.. وحشتني.. وحشتني قوي.. انا.. انا اسفة.. اسفة يا حبيبي عشان مكنتش بكلمك.. سامحني..



رؤوف لا يزال يرتعش.. متعرق.. سلاحه لا يفارقه/ رحاب!!!



رحاب بصوت مبحوح.. كأنها مريضة/ اه ياحبيبي.. أنا رحاب ..عشان تعبانة شوية.. انت فينك.. دلوقتي.. ؟ امي قالتلي انك كنت بتسأل علي دايما.. سامحنى عشان انشغلت عنك..غصب عني ..







أردت ان أتأكد انني لا أحلم.. فتوقيت اتصالها.. كان كمعجزةٍ فعلتها رحاب دون ان تدري..



بقيت صامتاً.. استمع لصوت انفاسها.. كلامها.. أريد ان اصدقها..







رحاب/ مالك يا حبيبي .. انت كويس.. ؟ طمني؟







كنت أحاول أن أبدوا طبيعيا.. اظن اني لم أنجح في ذلك..







رؤوف بصدمة/ .. أنااااا.. كويس.. انت كويسة ؟؟



رحاب بصوت باكي/ وحشتني يا رؤوف.. وحشتني.. انا محتاجالك قوي.. يا رؤوف!







أشعر بألم عاد لقلبي..



رؤوف موجوعاً/ أنا.. أنا تعبت .. تعبت قوي يا رحاب..



رحاب باستغراب/ سلامتك يا حبيبي.. هو انت عيان ؟؟ قلقتني عليك..مالو صوتك.. حاساك .. مش ع بعضك..











تذكرت كلمات الحب التي قالتها لي رحاب آخر مرة.. قبل ان تصدمني بقرار رحيلها المفاجيء..



اخاف ان يكون كلامها لي.. مثل كل مرة..



رؤوف منفجراً/ أنا تعبت من اني اكون أخوكي.. تعبت...تعبت من الدور ده .. تعبت خلاص !!



رحاب/ .. ومين الي قالك اني محتاجالك كأخ يا رؤوف؟؟











لم أصدق ما أسمع..!! اخاف من وعودها لي.. وكلامها الذي يتلاعب بقلبي.. كموج بحر هائج.. يتلاعب بقارب نجاة صغير...



رؤوف/ .. انت هتضحكي عليا تاني؟ زي ما عملت آخر مرة!



رحاب/ أخص عليك يا حبيبي .. انا عمري ما ضحكت عليك يا رؤوف .. انا محتاجالك قوي تكون جمبي كحبيب .. مش كأخ.. يا رؤوف!!



( بقلم الباحــــث )







رؤوف/ انا.. مقدرش اصدقك تاني.. تعبت من كل ده...تعبت من بُعدك عني..في كل مرة!! عشان...خلاص.. مقدرش اتحمل الوجع.. الي بيخنقني في كل مرة تفوتيني فيها؟؟ انا ..تعبت.. تعبت..من اللعبة ديه.. تعبـــت..







اخذتُ مسدسي.. الصقته بجبهتي مرة أخرى.. ودموعي تنزل بكثرة.. احاول ان انهي المعاناة التي اعيشها.. كمريض مصاب بمرض عضال لا شفاء له إلّا بالموت..



كنت ارتعش ويداي ترتجف..







هنا.. رحاب بكت.. وصارت تتحدث بصوت عال.. فقالت







رحاب/.. رؤوف... أنا.. أنا.. أنا بجد مش قادرة أعيش من غيرك.. مش قادرة أكمل لوحدي.. أرجوك يا رؤوف لو.......







غضبتُ جدا.. لا أريد ان أسمع منها تلك العبارة..( لو بتحبني) التي أكرهها جداً.. فقاطعتها



رؤوف مقاطعاً/ ماتكمليش.. ارجوك.. أنا.. أنا هرجع.. هرجع عشانك يا رحاب..!!







لشدة فرحتها.. وارتفاع صوتها بصعوبة بسبب بحتها.. لم أعد أميز كلمات الشكر والثناء منها..



لكني.. بدأت أشعر.. بأن رحاب.. أنقذتني.. أخذت بيدي تعيدني على طريق ألحياة.. معها..



بعد انتهاء الأتصال.. سقط المسدس من يدي على الأرض.. وانا اتنفس بعمق مغمضاً عيني.. ينتابني ألشعور.. بأني حي الآن فقط ..



















المشهد الأخيــــر ...







في مطار الوطن.. ينزل رؤوف من الطائرة.. يضع نظارة شمسية على عينيه بسبب أشعة الشمس الساطعة..



يخلع جاكيته وهو ينزل الى أرض المطار.. بسبب الجو ألحار..



يتجه بعد إكمال الأجرائات الرسمية الى بوابة الواصلين..



هناك.. يرى رحاب تنتظره على الخط الفاصل .. تنظر له بحماس.. !! وترفع يدها له..



تغيرتْ قليلاً.. اكتسبتْ سمرة خفيفة.. بسبب شمس تلوطن اللاهبة.. وعلامات تعب بسيط واضحة على ملامحها..



هرول رؤوف بأتجاهها.. لا يحمل معه إلّا حقيبة صغيرة معلقة على كتفه..



من بين الجموع الغفيرة..تخرج رحاب أيضا مسرعة..



يلتقيان وسط المسافة.. يحضنان بعضهما بحنان وقوة.. يشمان بعضهما..بعمق



لولا مجتمعنا الشرقي المحافظ.. لنسيا نفسهما وتبادلا القبل..!



بعد حضن لاهب و قوي.. وفرحة مختلطة بالدموع.. وتبادل شتى عبارات الاشتياق والعتاب بنفس الوقت..







رؤوف/ انا ليه حاسس انك .. تخنتي شويا؟؟؟



رحاب بزعل/ يا سلام! وهي دي اول حاجة رومانسية تقولهالي يا حبيبي؟؟



رؤوف يضحك/ بهزر معاكي .. يابنتي.. بهزر.. ما انا عارف ان الأكل هنا حلو جدا ووحشني قوي انا كمان .. وكلها يومين و هبقى أثخن منك ..







يضحكان معاً.. وقبل ان يغادرا المطار ليعودا للبيت.. تشعر رحاب بوعكة صحية.. تتركه و تهرول الى دورة المياه!!



كأنها ترغب بأن تتقيء !



ينتظرها رؤوف بقلق.. عدة دقائق ..



ثم تخرج رحاب أخيرا.. وجهها شاحب قليلاً.. ومتعرق.. كأنها تعاني من دوار .. فلا تتزن في وقفتها..



يسندها رؤوف ما إن يراها..



رؤوف/ أيه في أيه مالك يا حبيبتي.. انت كويسه؟ آخذك للدكتور؟؟







رحاب تتنفس بعمق.. بعد ان أتزنت في وقوفها.. تنظر ألى عينيه مباشرةً.. وتمسك يديه بيديها..



رحاب/ .. أنت مش كنت عاوز تطمن.. أني مش هسيبك بعد كده ثاني؟؟



رؤوف.. بأستغراب/ آه.. طبعا.. بس ايه دخل ده في....



رحاب مقاطعة/ أنا .. أنا حامل يا رؤوف !!!!!!!!!!



قبل أن يفتح رؤوف فمه ليستفسر عن حدوث ذلك.. تكمل رحاب..



رحاب/ آخر مرة كنا فيها مع بعض.. ماكنتش واخذة حبوب يا رؤوف.. !! أنا.. حامل ..







تسود دقائق صمت طويلة بينهما.. كل منهما ينظر بعيون الآخر..







رؤوف.. يحضن رحاب بشدة.. وتنزل دموع فرح منه..



رؤوف/ أنا بحبك قوي يا رحاب.. بحبك.. بحبك..







يضحكان معا.. يكملان طريق الخروج.. ليبدآن معاً رحلتهما الجديدة .. يعالجان فيها بحبهما.. جروحهما و انكساراتهما لبعضهما ألبعض.. بعيداً.. عن قسوة الغربـــة..











==== ألـــنــهايــــــة =====







مع تحيات ألباحــــث
 

الباشق المجروح

ميلفاوي منحرف
عضو
إنضم
26 يوليو 2024
المشاركات
39
مستوى التفاعل
6
النقاط
0
نقاط
420
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
رواية طويلة جدااا كان تقدر تختص منها كثير
 

المستخدمون الذين يشاهدون هذا الموضوع

أعلى أسفل