إهداء..
إلي اخي العزيز.. د.يوسف
مش هقدر اوفيك حقك.. و *** يشهد علي معزتك وغلاوتك عندي..
أتمني إنها تعجبك.. وتعجب القراء..
***********
القصة دي مستوحاة من أحداث حقيقية حصلت سنة 2013 أثناء أحداث فض رابعة..
بس احنا ملناش دعوة بالسياسة نهااااااائي
طبعاً اسماء المناطق اللي هتتذكر واسماء الشخصيات كلها من تأليفي، القصة حقيقية بس غيرت الاسامي والمنطقة السكنية اللي حصل فيها الحادثة..
الحكاية تبدأ في مشرحة زينهم..
مكان صعب صح؟
بس المكان ده في حكايات كتيييير اوي..كل حكاية تتحكي لوحدها وهتاخد وقت..
هنحكي حكاية منهم النهاردة..
-----
المكان مشرحة زينهم..
هيصة ودوشة وحركة هنا وهناك..
فض اعتصام رابعة شغال.. والجثث مش بتقف عربيات الاسعاف داخل خارج علي المشرحة بالناس اللي ماتت، انما الناس اللي كان فيه الروح وماتت في المستشفي بتفضل في تلاجة المستشفي..
احنا بنتكلم عن جثث قوات الشرطة والمدنين اللي ماتوا من ضرب النار من جوه الاعتصام علي قوات الشرطة والمدنيين،
مالناش دعوة باللي جوه رابعة..
المهم..
الجثث اللي بتوصل المشرحة بتفضل فيها لمدة صغيرة بعد الكشف والفحوص، يا اما أهلها بيستلموها، او بتتدفن، او بتتحول علي كلية الطب للإستفادة منها في حالات الجثث المجهولة ولم يستدل علي اهلها..
جثث كتير في الفترة بتاعت الفض دخلت وخرجت ودخل غيرها وخرج وغيرها وغيرها..
جثة واحدة من ساعة ما وصلت في اول يوم في الفض مخرجتش، الفحص الاولي خلص والمفروض تخرج في اول مجموعة واهله يستلموه..
اول مرة، حصل لغبطة واتنست انها تخرج..
تاني مرة، اذن الخروج اختفي... حرفيا اختفي وبعد ما خلص اليوم لقوا الورق..
واتكرر الموضوع مرتين كمان لأسباب مختلفة..
طبعا العمال اللي في المشرحة، اتعودوا علي حياتهم في المكان وصاحبو المكان وصاحبو الجثث اللي فيه، مبقاش يفرق معاهم حتي الاصوات اللي بيسمعوها من التلاجة بالليل، واتعودوا عليها..
ولما بيتكلموا عن الجثة اللي بترجع كل مرة قالوا ان صاحب الجثة دي عجبه هنا المكان، واستريح في التلاجة 17 ومش عايز يخرج..
في يوم بعد فترة بيحصل مراجعة وجرد علي المكان..اه جرد..بيحصل جرد علي الجثث..
المهم الدكتور رئيس الوحدة استغرب ان في جثة كان مكتوب لها انها تخرج من المكان بس لسه موجوده..
سأل علي الملف بتاع الجثة والموظف جابه..وقعد يقرأ فيه وجاب الدكتور اللي عمل التقرير وسألة شوية أسئلة عن طريقته في التشريح وازاي كون رأيه..
التقرير بيقول ان جثة ذكر في الاربعين من عمره مصاب بطلق ناري في الصدر..
ومفيش تفاصيل كتير، الدكتور اللي عمل التقرير كان مشغول ومطحون في اليوم ده..معذور بردو..
رئيس الوحدة خرج من مكتبه و راح لعم رجب..
عم رجب ده يعتبر اقدم عامل في المكان، راجل تحس انه من ايام الهكسوس بس مع كده لسه بصحته..وتد..
عارف كل خرم في المكان، ويعرف حاجات الدكاترة نفسها ما تعرفهاش عن المكان واللي فيه، تحس ان أرشيف المكان في دماغة هو..
عم رجب مقيم في اوضة في المشرحة ورا المبني الاداري والتلاجة..
مراته متوفيه من فترة طويلة وولاده كل واحد في حياته.. عشان كده مقيم دايما في المكان..
لما رئيس الوحدة راح له كان قاعد علي دكة (كنبة من الخشب) قصاد الاوضة بتاعته بيشرب الشاي وقدامه العدة كلها السبرتاية والبراد وكوبايات فاضية وعلبة السجاير السوبر..
و أي موظف او دكتور بيعدي من عليه يسلم، معروف انه من علامات المكان، واي حد عايز خدمة مش بيتأخر عنه ابدا..
اول ما وصل الدكتور رئيس الوحدة قام عم رجب وسلموا علي بعض بمحبة وإحترام، الاتنين مع بعض في المكان من سنين بس عم رجب أقدم..
صب عم رجب للدكتور كوباية شاي والدكتور كان بيشربها بمزاج، احسن كوباية شاي بتتعمل في الوحدة كلها..
بعد شوية من السلامات والاخبار دخل الدكتور في الموضوع علي طول..
الدكتور: في جثة يا عم رجب مخرجتش رغم انها واخدة اذن خروج، مخرجتش ليه؟
رجب: انت بتتكلم عن الراجل اللي في تلاجة 17 يادكتور؟
الدكتور: ايوة هي.
رجب: و**** يا دكتور انا كمان مستغرب اشمعني دي اللي مش عايزة تخرج، ومش هتريأ زي باقي الرجالة اللي هنا واقول انه عجبته القعدة في التلاجة ومش عايز يخرج للحر، و عارف انك مش بتصدق في الكلام بتاع الصوت اللي بنسمعه من التلاجة منه او من غيره، بس الراجل ده غير، خدها كلمة من راجل عجوز وقول اني بخرف بس الراجل ده وراه حكاية، انا سمعت صوت في التلاجة بيقول حقي يا رب، انا عارف انك مش هتصدقني، بس ده كل اللي عندي.
الدكتور: يا عم رجب انت عارف اني حتي لو مصدقتش اللي بيتقال بس انا عمري ما كدبتك في حاجة قولتها، بس عندك حق انا كمان مستغرب من الجثة دي، عموما انا هكتب لها علي خروج وهتابع خروجها بنفسي..
وقام الدكتور عشان يرجع مكتبه ويشوف اجراءات خروج الجثة دي من التلاجة..
خلص كل الاجراءات الورقية ومستني اهله اللي هيستلموه..
بس هو شخصياً لحد اللي اللحظة اللي بتتكتب فيها الحكاية دي دلوقتي ما يعرفش ايه اللي حصل او ازاي الجثة بردو مخرجتش من التلاجة وفضلت لتاني يوم..
هنا استغرابه وصل لاقصي درجة..
لدرجة انه طلب اعادة تشريح الجثة وهيشرحها بنفسه كمان مش اي دكتور تحت ايده..
و في اطول عملية تشريح حصلت في المكان، عملية خدت فوق الـ 7 ساعات..
راجع فيها كل خبراته في علم التشريح والطب الجنائي (الشرعي)..
والدكاترة كلها مستغربة من المدة ومن ان رئيس الوحدة بنفسه بيشتغل بإيده..
خلص اليوم واغلب الدكاترة مشيت ولسه الدكتور جوه ما خرجش..
خلص الدكتور التشريح ورجع مكتبه قعد فيه وبيكتب تقريره..
ملخص المكتوب في التقرير..
بعد مراجعة التقرير الاولي وبعد اعادة الفحص
الطلق الناري لما يطلق من سلاح ميري، زاوية الاطلاق ومسافة الاطلاق كانت من مكان قريب، حروق الطلق الناري مكان الاصابة وتركيزها بتقول ان المكان كان مقفول مش في الشارع..
وحاجات تانية فنية في التقرير..
بناء علي التقرير ده طلب فتح تحقيق في جريمة قتل عمد..
واتنقل التقرير للمباحث وفتحوا ملف جديد للقضية، كده اتنقلت من عيار ناري اثناء الفض لجريمة قتل عمد..
طبعا هما عرفوا من البصمات مين الشخص ده وكل المعلومات عنه، لأنه مكانش معاه اي حاجة تثبت هويته وقت ما جه المشرحة..
المباحث اشتغلت علي القضية بكل همه والظابط اللي شغال علي القضية كان بيشتغل بحماس غريب..
اي حد كان ليه علاقة بالموضوع بعد كده لما اتكلم كانوا بيقولوا جمله واحدة..
((انا مش عارف ليه كنت مهتم بالموضوع كده، كأن في حاجة جوايا مش عايزاني اهمل الموضوع))
بعد تحقيق طويل وبحث مكثف.. فعلاً قدروا يوصلوا لكاميرا كانت شغالة في اليوم ده، كاميرا واحدة جابت لقطة غريبة..
المشهد في الكاميرا..
الناس بتجري هنا وهناك وفي ناس مرمية علي الارض اللي متصاب واللي ميت، وفي وسط كل ده عربية بتيجي تقف ويخرج منها راجل بيفتح الباب اللي ورا بيشد حد من رجلة لحد ما يقع علي الارض، بعدها بيركب العربية ويجري..
وهنا بدأ الوضع يتغير، بقي في دليل، بقي في نقطة يتحركوا منها..
عملوا تتبع للعربية وعرفوا خط سيرها واتحركت منين وقدروا يوصلوا لرقم العربية وبيانات صاحبها وجابوه..
وبعد تحقيق مكثف وضغط علي المشتبه فيه (صاحب العربية).. عرفوا كل حاجة..
فلاش باك صغير..
في منطقة حدائق القبة..
راجل وست متجوزين من مدة، مفيش اولاد الراجل مش بيخلف، سنين علي الوضع ده والحياة بينهم مستمرة، مشاكل الحياة العادية بس..
ليه صاحب بيزوره هو مراته وهما كمان بيزوروهم، العلاقة بينهم كانت اسرية قوية..
كانت العلاقة عادية بينهم، بس محدش خد باله من نظرات صاحبه لمراته وكمان نظرات مراته لصاحبه..
تعدي الايام وتبقي في العلاقة بينهم اقوي، بيكلموا بعض في التليفون كتير وتشتكي من جوزها ويشتكي من مراته، يضحكوا ويهزروا ويضيعوا يومهم في الكلام..
مش بيسيبوا بعض غير لما هو يرجع بيته او ان جوزها يقرب معاد رجوعه..
اتطورت العلاقة بينهم لعلاقة جنسية، ونام معاها كذا مرة في بيتها علي سريرها..
محدش حس بيهم ولا عرف عنهم حاجة، كانوا عارفين يحافظوا علي علاقتهم كويس جداً..
لحد ما جت ايام الاعتصام ما كانوش عارفين يقابلوا بعض، والاتنين بيشتكوا لبعض من كده وواحشين بعض اوي..
لأن جوزها مبقاش يخرج من البيت تقريباً، مش يروح شغله وقاعد أغلب الوقت في البيت..
حتي المكالمات بينهم قلت، مكانش فيه غير الرسايل علي الواتساب..
في يوم عرفت من جوزها انه مضطر ينزل الشغل تاني يوم عشان في ناس جاية تستلم بضاعة متأجلة من فترة ولازم ينزل ضروري يسلمهم..
كان اليوم اللي هينزل فيه هو يوم فض اعتصام رابعة..
كلمت عشيقها وعرفته بالموضوع وهو قال اول ما ينزل تعرفه وهو هيجي علي طول..
وحصل فعلاً..
اول ما نزل جوزها كلمته وعرفته انه نزل وهو بعدها بنص ساعة كان عندها..
كانت بتتفرج علي التلفزيون لما رن الجرس، فتحت له الباب ومفيش دقايق كانوا مع بعض في السرير..
ما يعرفوش ان الدنيا ولعت بره، والفض بدأ وضرب النار بقي في كل حتة..
عشان كده جوزها ما سلمش الشغل ورجع البيت..
رجع البيت سمع صوت مراته واهاتها عالية اوي..
هو عارف صوت مراته وعارف صوتها لما بتكون معاه في السرير، بس ما تخيلش انها بتخونه، دخل ولاقاهم في السرير نايم عليها ومديه ضهره وهي مغمضة مش شايفاه و في دنيا تانية ومش حاسين بحاجة..
صرخ وشتم وزعق وراح عليه زقه من عليها ونزل فيه ضرب وهي مصدومة ومش بتفتح بوقها وشايفاهم وهما بيضربوا بعض..وبتحاول تستر نفسها..
جوزها قام وفتح الدولاب وبيطلع سلاح منه..
قام عشيقها ومسك ايده بسرعة وفضلوا يقاوحوا مع بعض لحد ما السلاح وقع منه وفضلوا يضربوا بعض..
لحظة جنون.. لحظة راح فيها عقل.. لحظة وقف فيها الزمن واتحرك الشيطان براحته..
هي ما تعرفش قامت ازاي وهي لسه ملط وخدت السلاح من علي الارض، و بإيد بتترعش وجهت السلاح ناحية جوزها، في اللحظة اللي جوزها بيضرب عشيقها اللي واقع علي الارض برجله ضربت جوزها بالنار في صدره..
لحظة صمت عدت..كلهم في ذهول..
الزوج مش مصدق ان مراته ضربته بالنار..
الزوجة مش مصدقة انها خدت القرار وضربت جوزها بالنار..
العشيق مرمي علي الارض مش مصدق اللي بيحصل من الاول لحد اللحظة دي..
الزوج عينه في عين مراته مش مصدق انها عملت كده..ان الامور توصل لكده..
افكار كتير ومشاهد كتير عدت قصاد عينه في لحظة بعدها غمض عينه ووقع علي الارض..
قام عشيقها سحب منها السلاح وهي واقفة مصدومة..
فضلوا يزعقوا لبعض علي اللي حصل وهنعمل ايه في المصيبة دي والكلام ده..
فضلوا ساكتين وعينها جت علي التلفزيون اللي كان شغال و جايب احداث الفض..
و لأن الحريم دماغها الشيطان بيحييها عليها.. جات في دماغها الفكرة في لحظة..
قامت لبست وشالوه مع بعض ونزلوا حطوه في العربية بتاعة عشيقها في الكنبة اللي ورا كأنه تعبان ورايحين المستشفي واتحركوا، فضلوا ماشيين لحد ماوصلوا شارع خضر التوني ولفوا لحد ما دخلوا شارع الطيران ودخلوا الموازي بتاعة من شارع سيبويه المصري، كان صوت الرصاص واصل لحد عندهم والغاز في كل حته والناس بتجري يمين وشمال، ومحدش حاسس بيهم نزل عشيقها شد جوزها لحد ما نزله في الارض وركب العربية و طار..
عودة من الفلاش باك..
بعد اعترافات الزوجة وعشيقها اللي هو صاحب جوزها في النيابة، اتحولوا للمحاكمة..
الزوجة خدت اعدام والعشيق خد 25 سنة سجن..
في مشرحة زينهم
بعد قرار المحكمة
قاعد الدكتور رئيس المشرحة مع عم رجب لوحدهم قصاد اوضة عم رجب بيشربوا الشاي مع بعض..
و حكي الدكتور لعم رجب كل اللي حصل والقضية والتحقيق وانهم وصلوا للي قتل الراجل اللي في تلاجة 17..
عم رجب رغم انه ما يعرفش الراجل ولا ليه اي علاقة بيه بس دموعه نزلت وقال..
طلب حقه من **** .. و**** جابله حقه حتي بعد ما مات.. **** ما بيسيش حق حد..
تمت...
