ما بلاش دوك يوسفهي من تكون ؟ – الجزء الأول
وصلتني دعوة من أحد الأصدقاء الذين تعرفت عليهم مؤخراً لحضور حفل خطوبته ، رحبت بالدعوة فهو من الأشخاص الذين تتمني أن تستمر صداقتهم ..
بطبعي لا أميل إلي التواجد في الأماكن المزدحمة ، لا أشعر بالراحة إذا ما إلتزمت بحضور مثل تلك الحفلات ، لكن الغريب يومها هو إحساسي بالطمأنينة والراحة علي غير المعتاد ..
يومها كنت مهتماً جداً بالطقم الذي سأحضر به ، ولأني من عشاق الأسود ، كانت السترة سوداء ولها طية صدر لامعة ، كذلك البنطال أسود مع القميص الأبيض مضاف لهم القطعة الأخيرة التي أحبها وهي "البيبيون" وطبعاً معهم حذائي الكلاسيكي الأسود ذو اللمعة البسيطة ..
توجهت إلي الحفل ، عندما دخلت كان هناك إزدحاماً متوقع خاصة في تلك المنطقة التي يجلس فيها العروسان ، كنت أتحرك سريعاُ في إتجاهم لتهنئة صديقي ثم الإبتعاد عن هذه المنطقة أو هكذا كنت أنوي ..
فما إن بدأت أخطو في طريقي حتي رأيتها تقف بجوار العريس ، تلك الجميلة ذات الفستان الزهري والتي تعجز كلماتي عن وصفها ، كيف أصف ذلك القوام وتلك الملامح الملائكية ، فمهما تحدثت وحاولت أوصف سأبدوا مغفلاً بالتأكيد ..
أبطئت خطواتي لأكتسب بعض الوقت لتأمل تلك الجميلة ، وعندما إقتربت لتهنئة صديقي لم أكن أتخيل أن يساعدني القدر إلي هذا الحد ، أثناء تهنئتي لصديقي فوجئت به يقدمها لي علي أنها أخته الصغيرة ..
لم يكن من المعقول أن أظل واقفاً لذلك تحركت إلي منطقة أبعد لكن تسمح لي برؤيتها ، لم أشعر بالوقت وأنا علي حالة التأمل في هذه الجميلة فما أروع إبتسامتها ، حركتها ، إيمائتها ..
نعم لم أشعر بالوقت ، لكن شعرت بالرغبة في فنجان قهوة يساعدني علي تخطي كل هذا الصخب الغير معتاد ، دارت عيني هنا وهناك ، تحركت لأبحث عن إمكانية تحقيق مرادي ، لكن يبدو أن هناك من شعر بحيرتي ، نعم إنها هي ، فوجئت بها تسألني عن ماذا أبحث ..
يبدو أن القدر يساندني للمره الثانية ، جاوبتها والإبتسامة تملأ وجهي فلم أكن أتخيل أننا من الممكن أن يجمعنا حديث بهذه السرعة ..
أنا| أبحث عن مكان أعثر فيه علي فنجان قهوة فلست معتاداً علي هذا الصخب ، فأنا أميل للهدوء أكثر ، أعذريني علي هذا الإسترسال في الحديث ..
هي| خذ راحتك فمعنا الكثير من الوقت وهي تبتسم ..
أنا| نظرت لها متأملاً وأنا ساكت تماماً ..
هي| سكت ليه ما تكمل ، قول علي طول اللي في بالك ، أنا بحب التلقائية ..
أنا| أنا تلقائي في الطبيعي ، لكن الحقيقة لا أريد الإنسياق سريعاً خاصة وأنا أتعامل مع ما هو نادر ..
هي| أممم ، إيه الكلام الكبير ده ..
أنا| الحقيقة أنا متابعك من أول ما وصلت وشوفتك ومن لحظتها مش قادر أبعد عيني عنك ، مش هاقدر أنكر أني بعاكس الجمال اللي أنا شايفه ..
هي| لو المعاكسة هتفرحني كده مافيش مانع أسمع ، المهم أنت متزهقش ..
أنا| علي فكره أنا بالي طويل جداً ، وبالنسبة لمتزهقش دي ، الرد جاهز بس أنا مش هاقدر أقولوا دلوقتي ..
هي| ليه بقي ، مش قولنا نخلينا تلقائيين ..
أنا| بتدبسيني أنتي ، أصل الموضوع مش تلقائية من عدمه ، لكن الصراحة من قواعدي الأساسية في التعامل مع هذا الجمال ميبقاش في معاكستين ورا بعض ..
هي| أحب أسمعك وخليك مرن زي ما قولنا ..
أنا| أنا مرن جداً لكن لأني معجب بشده وكمان لأني أتمني أن تدوم هذه العلاقة ، أحاول أن أكون حذراً في خطواتي وتقدري تعتبري دي القاعدة رقم 2 ..
هي| تضحك بشده ، وهي فين القاعدة رقم 1 ..
أنا| قولتلك علي فكره ، ميبقاش في معاكستين ورا بعض لحقتي تنسي ..
هي| تضحك كثيراً وبشكل هيستيري ..
لكنها أذابتني عشقاً ..
يتبع ...
كان معكم راوي القصاصة/ يوسف
وخليه يوسف الراوي
جامده اووي انا كأني شايف المشهد وانا بقراه