الباب الموارب
كان يعاني فراغاً أحدثته الأيام ، لم يتعود علي إلقاء اللوم علي أحداً ممن حوله لكنه في النهاية أصبح وحيداً نوعاً ما ..
نوعاً ما لأن مقياس الوحدة بالنسبة له ليس بعدد من يمتلأ بهم محيطه ، لكن بمن يمتلك منهم التأثير عليه وعلي وجدانه ، فعلي ما يبدوا لم يمتلك أحداً ممن حوله القدرة علي ذلك ..
لم يجد من يؤنس وحدته سوي جلوسه خلف شاشة جهازه يجوب أنحاء الإنترنت يتنقل بين هنا وهناك حتي رآها ، الحقيقة أنه رآها روحاً وليس شكلاً ، فملامحها قد تكونت في ذهنه من أحاديثها ، أرائها ، مفرداتها ، الدعابات التي تطلقها ..
أيقن أن وراء هذا الجمال جمالاً أكثر شده ، إنتظر متابعاً ، وإستمر في الإنتظار ، حتي وجهت له كلمة بالصدفة في محادثة عامة وكان رده وقتها خارجاً عن المألوف فمصدر رده كانت مشاعره وليس عقله هذه المرة ، ثم قادته الظروف صدفتاً إليها ..
لنقترب منه أكثر هو من هؤلاء الذين يميلون إلي أن مركز الحب في الدماغ وليس القلب وأن ما يصل العقل أهم مما تراه العين ..
فكر كثيراً كيف يبدأ ، كتفه خوفه من إحتمالية السقوط في فخ البدايات الفاشلة كما أسماها ، ويبدوا أن تأثير خوفه قد إمتد لكلماته معها مع الأسف ، وقد شعر بذلك من ردودها وبعضاً من كلماتها ، فحدث نفسه أنه قد سلك الطريق الخطأ وأن عليه التوقف قبل أن يخسر كل شيء ، فتراجع وعاد وحيداً ..
تحدث معي أنا راوي الحكاية عن تجربته فكانت نصيحتي له بالترك والإبتعاد ، عدم الإهتمام ، عدم الإلتفات ، بعدم ترك الباب موارباً ، لكنه نظر إلي قليلاً ثم تحدث ..
ربما لو لم أكن مهتماً بالقدر الكافي من البداية كنت إستمعت إليك ، لكن ما أشعر به يمنعني من غلق الباب ، يجعلني أقف منتظراً ، أقف ناظراً من فتحة الباب الموارب علي أمل ..
ذكرني حديثه معي بقصيدة نزار قباني ..
إشتقت إليك .. فعلمني أن لا أشتاق ..
علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق ..
كان معكم راوي القصاصة/ يوسف
كان يعاني فراغاً أحدثته الأيام ، لم يتعود علي إلقاء اللوم علي أحداً ممن حوله لكنه في النهاية أصبح وحيداً نوعاً ما ..
نوعاً ما لأن مقياس الوحدة بالنسبة له ليس بعدد من يمتلأ بهم محيطه ، لكن بمن يمتلك منهم التأثير عليه وعلي وجدانه ، فعلي ما يبدوا لم يمتلك أحداً ممن حوله القدرة علي ذلك ..
لم يجد من يؤنس وحدته سوي جلوسه خلف شاشة جهازه يجوب أنحاء الإنترنت يتنقل بين هنا وهناك حتي رآها ، الحقيقة أنه رآها روحاً وليس شكلاً ، فملامحها قد تكونت في ذهنه من أحاديثها ، أرائها ، مفرداتها ، الدعابات التي تطلقها ..
أيقن أن وراء هذا الجمال جمالاً أكثر شده ، إنتظر متابعاً ، وإستمر في الإنتظار ، حتي وجهت له كلمة بالصدفة في محادثة عامة وكان رده وقتها خارجاً عن المألوف فمصدر رده كانت مشاعره وليس عقله هذه المرة ، ثم قادته الظروف صدفتاً إليها ..
لنقترب منه أكثر هو من هؤلاء الذين يميلون إلي أن مركز الحب في الدماغ وليس القلب وأن ما يصل العقل أهم مما تراه العين ..
فكر كثيراً كيف يبدأ ، كتفه خوفه من إحتمالية السقوط في فخ البدايات الفاشلة كما أسماها ، ويبدوا أن تأثير خوفه قد إمتد لكلماته معها مع الأسف ، وقد شعر بذلك من ردودها وبعضاً من كلماتها ، فحدث نفسه أنه قد سلك الطريق الخطأ وأن عليه التوقف قبل أن يخسر كل شيء ، فتراجع وعاد وحيداً ..
تحدث معي أنا راوي الحكاية عن تجربته فكانت نصيحتي له بالترك والإبتعاد ، عدم الإهتمام ، عدم الإلتفات ، بعدم ترك الباب موارباً ، لكنه نظر إلي قليلاً ثم تحدث ..
ربما لو لم أكن مهتماً بالقدر الكافي من البداية كنت إستمعت إليك ، لكن ما أشعر به يمنعني من غلق الباب ، يجعلني أقف منتظراً ، أقف ناظراً من فتحة الباب الموارب علي أمل ..
ذكرني حديثه معي بقصيدة نزار قباني ..
إشتقت إليك .. فعلمني أن لا أشتاق ..
علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق ..
كان معكم راوي القصاصة/ يوسف