• سجل عضوية لنشر مواضيع ومشاركات ومحادثة الأعضاء بدون إزعاج الإعلانات

مكتملة أسير عينيها الجزء الرابع | السلسلة الاولى | خمسة وعشرون جزءا 10/10/2023 (1 مشاهد)

ابيقور

ميلفاوي أبلودر
العضوية الفضية
ميلفاوي معلم
عضو
ناشر قصص
ميلفاوي نشيط
إنضم
21 سبتمبر 2023
المشاركات
561
مستوى التفاعل
314
نقاط
750
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
الجزء الأول


كانت لا تزال السابعة صباحا حينما دق المنبة الخاص به بصوته المزعج يصدح مرة بعد مرة كأنه يصرخ فيه أن يستقيظ، انكمشت ملامح وجهه بضيق ليتأفف بضجر يحاول فتح مقلتيه مد يده تجاه ذلك الجهاز الصغير المزعج، التقطه ليلقيه بعنف على أحد الجدران ليتهشم المسكين إلى بقايا صغيرة تأفف ينهض جالسا على الفراش يفرك جبينه بعنف ليلتفت برأسه ناحيتها ليجدها توليه ظهرها هو متأكد انها مستيقظة ما أن تشعر به يستيقظ تبتعد عنه سريعا توليه ظهرها وكأنها لم تكن تختبئ في صدره الليل بطوله، اخيرا سمع صوتها تهمس بتلك النبرة الجافة الباردة التي يكرهها:.
,
, - دا رابع منبة تكسره الأسبوع دا!
, زفر بحنق من تجاهلها له معاملتها التي تصبح جافة باردة تحمله ذنب لا ذنب له فيه
, مد يده يضعها على ذراعها، لترفع يدها بهدوء أزاحت يده لتشد الغطاء حتى وجهها تختفي عنه، وهنا بلغ به الغضب مبلغه، امسك الغطاء يدفعه عنها بحدة، يزمجر غاضبا:
, - لما تكلميني بصيلي.
,
, لحظات من الصمت لا يسمع سوي صوت انفاسه الهادرة لم تهتم بما يقول تماما بل بقيت على نفس موضعها تنام على جانبها الايسر توليه ظهرها، طال صمتها لدرجة أنه ظن انها قد نامت، ليسمعها تهتف بتلك النبرة الجافة مجددا:
, - دي كانت معلومة عابرة!
,
, حتى كلامها بات قليلا، تهدجت انفاسه شوقا وغضبا ليمسك ذراعها جذبها بقوة لتشهق بعنف حينما وجدت نفسها فجأة تجلس أمامه مباشرة جبينه يرتطم بجبينها، تشعر بانفاسه الهاردة الغاضبة، تلطم صفحة وجهها بعنف رقيق، كأنها تعاتبها بقوة حانية، بلعت لعابها بتوتر تحاول الا تصطدم بمقلتيه الغاضبتين، أرادت ان تشيح بوجهها بعيدا ليقبض بكفه على فكها برفق يجبرها على النظر له، لحظات صمت تحاول بكل السبل التحرر من اسره لتسمعه يهمس بألم:.
,
, - أنا ما غلطتش اللي حصل دا مش بسببي صدقيني انتي ما تعرفيش ايه اللي حصل، اديني فرصة اشرحلك وبعدين احكمي
, انهمرت شلالات الدموع من انهار عينيها كأنه نهر وحان وقت فيضانه، نزعت نفسها من بين يديه لتقبض على تلابيب ملابسه باظافرها تنوح باكية:
, - لييييييييه اذيتها كدة، لييييه حرام عليك، ليييييييه٣ نقطة
,
, امسك كتفيها يبعدها للخلف قليلا، شدد بكفيه على كتفيها ينظر لعينيها المنتفختين من أثر البكاء، والهالات السوداء تحيط بهما كظلمة الليل الحالك، تنهد بألم مقررا اخبارها
, بما حدث كاملا، :
, - بطلي عياط واسمعيني!
,
, بدأ يقص عليها ما حدث كاملا طوال المدة الماضية، لتشخص عينيها حتى آخرهما عذرا، شهقة قوية خائفة خرجت من قلبها قبل جوفها وضعت يدها على فمها تنظر له بذعر مما يقول، ليتنهد بألم ما أن انهي حديثه، اغمض عينيه للحظات باسي متمتما بشرود:
, - عرفتي بقي إيه اللي حصل بالظبط!
,
, هزت رأسها إيجابا لتشهق في بكاء عنيف جسدها يرتجف بشدة من الخوف لتحرك شفتيها كانت تتمتم في البداية بكلام لم يسمعه سرعان ما تحولت التمتمة لصرخات ذبيحة شقت سكون المكان:
, - بنتي، بنتي عايزين ياخدوا بنتي مني ليييه، كل دا حصل لبنتي وأنا مش موجودة
, اتجهت برأسها ناحيته ليخمد بكائها قليلا فقط قليلا امسكت كفيه تصغط عليهما تهتف من بين نشيجها الحار:.
,
, - اعمل اي حاجة، عشان خاطري، عشان خاطري، مش هستحمل بنتي تضيع مني، ابوس إيدك.
,
, خرجت منه تنهيدة حارة طويلة يعود بوعيه من تلك الذكري القديمة القاسية، انهيار لينا الحاد ومعامتلها الجافة له قبلها، وما حدث قبل ذلك، كم كانت قاسية تلك الفترة بكل ما حدث فيها، وما حدث بعدها كان فقط نتيجة متوقعة لها، اتجه بنظرة لها، ليجدها نائمة تتوسد صدره كطفلة صغيرة، ابتسم برفق يربط على منابت شعرها الصفراء لو مرت مئة عام.
,
, ستظل في نظرة طفلته الصغيرة، عشقه الوحيد، نبض شريانه كما يقول دائما، وضع رأسها برفق على الوسادة ليتحرك بخفة متجها إلى المرحاض وقف امام المرآه ينظر لنفسه.
,
, دخل عنفوانه وكبريائه في صراع حاد مع الزمن فكانت النتيجة لصالحه ولصالح الزمن معا نفس الطول الفاره والجسد المعضل مع وجود تلك الشعيرات البيضاء التي غزت شعره ولحيته لتزيده وقارا له حدة خاصة تليق به هو فقط، لاحت على شفتيه ابتسامة صغيرة، يغبط لينا في نفسه فرغم مرور كل تلك الأعوام لا تزال تبدو شابة وكأنها في ريعان شبابها، صحيح أنها تستخدم تلك المواد الغريبة لحقن بشرتها والصبغات الغالية لتبقي لون شعرها كما هو فتبدو كأنها ابنته لا زوجته، جز على أسنانه بغيظ فحينما يأخذها هي وابنته لأي مكان يظنها الجميع ابنته بل ويتقدم لها الخُطاب أيضا، اغتسل وبدل ملابسه، خرج من المرحاض يقف امام مرآه الزينة يمشط شعره بفرشاته الخاصة لترتسم على شفتيه شبح ابتسامة صغيرة يهمس لنفسه:.
,
, - شيخ الشباب يا خالد!
, صدح صوت ذلك المنبة المزعج يصرخ بعلو صوته، ليقطب جبينه غاضبا من ذاك الجهاز الصغير اللعين، اتجه ناحيته يحمله بين يديه ود بشدة لو دفعه إلى الحائط ليكون مصيره كمن سبقوه ليجدها تقفز ناحيته تتعلق بذلك الجهاز الصغير عينيها شبه مغلقة تمتم بهمس ناعس:
, - ب**** عليك ما تكسره، كفاية كسر منبهات بقي يا حبيبي٣ نقطة
, اخذت منه المنبة تضعه مكانه لتقترب منه تقبل وجنته تبتسم ناعسة:
, - صباح الخير.
,
, ما كادت تنزل من الفراش تبعتد عنه لتبتسم بيأس حينما شعرت به يحاوط خصرها بذراعه يعيدها إليه يبتسم بعبث ضحكت رغما عنها ضحكة صغيرة خافتة، لتتسع ابتسامته يلف ذراعه الآخر يطوقها بذراعيه يهمس بخبث محبب إليها:
, - صباح الخير بس، كدة حاف!
, عبست بنعاس تتمني فقط أن تعرف متي سيتوقف ذلك الرجل عن انحرافه هذا، مدت يديها تحاول فك ذراعيه الذين يحاوطونها كالكماشة مطت شفتيها بضيق تزجره بدلال:.
,
, - يا ابني بس بقي، نفسي اعرف إنت هتبطل قلة ادبك دي امتي هاا، دا أنت بقيت بابا وقريب هتبقي جدو..
, ضيق عينيه بغيظ ليشدد من أحكام ذراعيه حول خصرها يقربها منه يهمس بشر كأنه سفاح محترف:
, - على **** اشوف حد يهوب ناحيتها، هخليه بقايا بني آدم
, قربت يديها من رقبته كأنها تريد خنقه تجز على اسنانها بغيظ تضيق عينيها تطالعه بنظرات حادة غاضبة:
, - مش قولنا تبطل وحشية بقي يا بربري أنت.
,
, رفع حاجبه الأيسر ينظر ليديها نظرات ماكرة متسلية، لتبلع لعابها بتوتر تعرف تلك النظرات الماكرة جيدا، رفع أحد يديه يضعها خلف رأسها مقربا وجهها منه يبتسم بشراسة اظهرت انيابه الحادة:
, - وحشية وبربري، **** يرحم قاسي متوحش عنيف كرجل الكهف، فاكرة ولا افكرك٣ نقطة
, تهدجت أنفاسها بعنف تتلوي بين ذراعيه بقوة تحاول التحرر منه الا أنه رفض وبشدة لتتوقف عن المقاومة تنظر له بحسرة رفعت سبابتها برجاء تهمس بترجي:.
,
, - تعرف يا خالد أنا ليا أمنية واحدة بس في الدنيا ومستعدة أموت بعدها
, قطب جبينه بحذر ينظر لها بترقب وقلبه ينقبض بعنف من تلك الكلمة الحمقاء التي نطقتها للتو ليجدها تهتف برجاء:
, - انك تبطل قلة الأدب والانحراف اللي فيك دا
, ضحك عاليا، ضحكات صاخبة صدحت في ارجاء الغرفة ليجدها تربع ذراعيها امام صدرها تزم شفتيها تتمتم حانقة:
, - ايوة يا أخويا أضحك أضحك، انا نفسي اعرف مامتك كانت بتتوحم على ايه.
,
, لم تزده كلماتها الا ان ارتفعت ضحكاته تعلو أكثر ليهدأ من صوته تدريجيا ينظر لها يلاعب حاجبيه بعبث مغمغا بخبث:
, - يا بنتي قلة الأدب دي فن مش عن عن
, تركها متجها ناحية المرآة يكمل من تعديل هيئته لتنظر له بابتسامة حالمة، اتجهت هي ناحية المرحاض ما كادت تدخل اليه لتلفت برأسها له:
, -صحيح، اعزم زيزو على الغدا النهاردة بقاله كتير ما جاش هنا
, تغضنت ملامحها بحسرة تتنهد بضيق مكملة:.
,
, - أنا مش فاهمة ازاي طاوعك قلبك تبعده عن البيت، حتى ولو هو اللي طلب، مش ابنك دا
, وضع فراشة الشعر من يده التفت لها يعقد ذراعيه أمام صدره يناظرها بنظرات هادئة غامضة ليهز رأسه نفيا مغمغا بجد:
, - لاء مش ابني، أنا عارف كويس أنا بعمل ايه، جهزي نفسك عشان اوصلك في طريقي وأنا هروح اصحي لينا
, دون كلمة أخري تركها وخرج من الغرفة لتتنهد بضيق، لا تفهم سبب تغير خالد تجاه زيدان بتلك الطريقة.
,
, منزل ضخم يقف وحيدا وسط الصحراء، مكان منعزل خالي من الناس، الناس التي لم تسبب الا في اذيته كرههم وأصر أن يكون وحيدا في ذلك البيت البعيد الضخم لا أحد سواه هو فقط لا حارس لا خادم فقط هو والصحراء الشاسعة ندا بالند، يركض يشق غبار الطريق كأسد ضاري تتعالي الاتربه الصفراء حوله كأنها تصارعه تحاول إيقافه، تود أن تغرقه في بحر من الذكريات، موجات من الماضي الأليم يركض بعنف كأنه يهرب منها يرد فقط
, النجاة!
,
, سقط على ركبتيه ارضا متعب خائر القوي، نظر للصحراء امامه يتنفس بعنف يطالعها بنظرات حادة ثابتة، هب واقفا يعود مرة أخري إلي ملجئه البعيد، اتجه سريعا إلى غرفته.
,
, يلقي بجسده تحت الماء البارد عله يطفئ من نار ذكرياته التي تحرق جسده بلا رحمة توصمه بوصمة عار، عار لن يعرفه سواه، خرج من المرحاض بعدما هدأت نيرانه قليلا يكمل ارتداء ملابسه، لتقع عينيه على صورتها التي اخذها خلسة دون أن يدري أحد امسكها برفق كأنه يخشي حتى على صورتها أن تتأذي نظر لابتسامتها الواسعة الصافية لتخرج من بين شفتيه تنهيدة حار تخبرهم باندلاع النيران في قلبه من جديد نيران عالية حادة مشتعلة عاشقة تلمس وجهها بأصابعه ليهمس بشوق:.
,
, - قريب، قريب اوي!
, وضع صورتها بحذر ليكمل ارتداء ملابسه، متجها إلي عمله.
,
, في مكان آخر يختلف كل الاختلاف عن سابقه شقة متوسطة الحال في عمارة صغيرة في حي
, راقي نوعا يخلو من تلك الذبابات الصغيرة المزعجة التي يطلق عليها اسم « التكاتك »
, حي هادئ تحاوطه الاشجار، عمارة قديمة عريقة تشيد باصرار مدي أصالة المكان.
,
, شقة كبيرة نوعا ما في الطابق الثالث، تتكون من غرفتين للنوم وصالة واسعة، مطبخ متوسط الحجم يفوح منه رائحة طعام شهية تيقظ النائم، صوت راديو صغير أصرت تلك السيدة أن تحتفظ به رغم تطور الزمن، تستمع إلى برنامجها المفضل التي عرفته مصادفة ويا لها من مصادفة سعيدة التي جعلتها تستمع إلي ذلك البرنامج الإذاعي الشهير والمحبوب « صباحك ومطرحك ».
,
, ، داخل أحدي غرف النوم دخلت تلك السيدة تفتح الباب بهدوء، نظرت للنائم على الفراش بابتسامة صغيرة حانية، عينيها تخترز قسمات وجهه لتتنهد بحزن تشعر بقبضة تعتصر قلبها، اتجهت ناحية نافذة غرفته تسحب الستائر السوداء التي تحجب الضوء فتحت زجاج الغرفة على مصرعيه ليدخل هواء الصباح الباكر، اتجهت ناحية فراش النائم جلست بجانبه تربط على كتفه برفق:
, - حسام، حسام، يا حسام، قوم يا ابني هتتأخر على الشغل.
,
, تململ الأخير في نومه يغمغم وهو نائم:
, - حاضر الصبح
, خرجت منها ضحكة صغيرة خافتة فهو حينما يكون غارقا في النوم يخترف بكلام غريب، لتعاود هو إيقاظه مرة اخري:
, - قوم يا حسام هتتأخر على العيانين يا إبني، يلا قوم يا ابني لواحد من العيانين يدعي عليك بسبب تأخيرك دا
, انتصف الأخير في جلسته يمد ذراعيه في الهواء يتثأب بقوة بالكاد يستطيع فتح عينيه ارتسمت على شفتيه ابتسامة ناعسة ينظر لوالدته يهمس بخمول:.
,
, - صباح الفل يا ست الكل
, ابتسمت والدته بحبور تربط على خده بلطف كأنه *** صغير تهمس بحنانها الفطري الدافئ:
, - صباح النور يا حبيبي، يلا قوم بقي هتتأخر على شعلك
, انزل ساقيه ارضا يجلس معتدلا ليميل مقبلا رأس والدته ويديها كما تعود ان يفعل منذ سنوات طوال مغمغا برفق:
, - حاضر يا ست الكل
, ابتسمت بسعادة بينما توجه هو إلى المرحاض ليغتسل تنهدت بابتسامة حانية قامت تتحدث مع نفسها:.
,
, -الحق احضره الفطار يأكل لقمة بدل ما ينزل على لحم بطنه
, خرجت من الغرفة ليخرج حسام بعد دقائق من المرحاض وقف يمشط شعره الاسود الكثيف أمام مرآه الزينة يبتسم بنشاط بعد ساعات كافية من النوم٣ نقطة
, أرتدي قميص ابيض اللون يظهر عضلات جسده المتناسقة، وبنطال من خامة الجينز ازرق اللون
, القي نظرة أخيرة على نفسه في المرآة ليبتسم بثقة حمل حقيبته الجلدية التي تحتوي على جهاز اللاب توب الخاص به ليتجه إلى خارج الغرفة.
,
, « حسام مختار عادل، طبيب شاب في مجال النسا والتوليد مجتهد في عمله، في الثانية و الثلاثين من عمره، ذو قامة طويلة وجسد متناسق، يعمل دائما على الاعتناء به، شعر أسود كثيف واعين سوداء حادة لامعة، يعيش مع والدته في شقتهم بعد وفاة والده قبل ثلاثة أعوام، والدته أغلي ما يملك هو على أتم استعداد ليفعل اي شئ فقط لرضاها ».
,
, اتجه إلى غرفة ابنته دق الباب عدة مرات وكالعادة لا مجيب اميرته تغط في نوم عميق فتح الباب، يدخل إلى الغرفة نظر لحسنائه النائمة بابتسامة صغيرة حزينة لولا تلك الحادثة القديمة لكانت تحيا الآن حياة طبيعية مثلها مثل مئات الفتيات، كور قبضة يده يشد عليها ينهر نفسه بعنف، كيف لم يستطع أن يحميها، كيف تركهم يفعلون بها هذا، ما عاشته **** في ريعانها ليس بقليل، تنهد بألم ليتجه ناحية نافذة غرفتها يشد ستائرها بقوة لتدخل أشعة الشمس الحارة تشاكس الأميرة النائمة، تملمت الأخيرة بضيق تتأفف ناعسة:.
,
, - بابي اقفل الشباك، لسه ما نمتش
, ضحك رغما عنه ليقترب من فراشها جلس جانبها يصفع جبينها براحة يده برفق:
, - ما نمتيش ايه دا انتي بقالك يجي عشرين ساعة نايمة، قومي يا بنت
, نفخت خديها بضجر تعلمت تلك الحركة من والدتها لتنتصف جالسة على الفراش تبتسم ناعسة، مالت تقبل خد والدها تهمس بمكر:
, - خالد باشا بنفسه جاي يصحيني، مش عواديك يعني يا بابي.
,
, رفع حاجبه الايسر بسخرية لما تلك الفتاة تشبهه لتلك الدرجة قرص انفها برفق ليغمغم بتهكم:
, - بقي كدة يا بنت خالد ماشي، على العموم أنا كنت جاي اقولك مالوش لزوم تروحي الجامعة النهاردة.
,
, اتسعت عينيها بذهول تنظر له بدهشة رمشت بعينيها عدة مرات وقلبها يدق بعنف لما لا يريد منها الذهاب، يجب أن تذهب، يجب أن تراه، كيف سيمر اليوم دون أن تراه دون أن تسمع صوته، دون أن تضحك من خلجاتها بسعادة من مزحاته اللطيفة، بلعت لعابها تنظر لوالدها بتوتر تهمس:
, - ليه يا بابي أنا عندي محاضرات مهمة.
,
, أخرج هاتفه من جيب حلته الفخمة فتحه يشهره أمام وجهها لتري انها صورة لجدول محاضراتها الإسبوعية، نظرت لمحاضرات اليوم لتجد فقط محاضرة واحدة فقط لا غير، تنهدت بحزن، تلعن في نفسها من قام بتغير جدول محاضراتها، لتسمع صوت والدها يهتف بهدوء:
, - محاضرة واحدة والدكتور بتاعها بيجيلك آخر الأسبوع يشرحلهالك هنا، يعني مالوش لزوم مروحاك النهاردة، اجهزي وحصليني على الفطار.
,
, هزت رأسها إيجابا بطاعة ليخرج خالد من الغرفة مغلقا الباب خلفه لتمسك وسادته تجز عليها باسنانها بغيظ لن تخرج لن تراه، تكاد تجن من الغيظ، اتجهت سريعا إلى المرحاض لتلحق بهم فوالدها حازم جدا خاصة في مواعيد الطعام
, «لينا خالد السويسي ٣ شرطة 24 عاما.
,
, فتاة جميلة متوسطة الطول تفوق طول والدتها ببعض سنتيمترات، بشرتها بيضاء صافية، ملامحها طفولية ماكرة مزيج خاص بين براءة لينا وعنفوان خالد، وجنتيها متشربتان بحمرة طبيعية ذات أعين بنية دافئة شعر بني داكن، امتزج فيه شعر والدتها الأشقر وليل شعر والدها الحالك
, ، تدرس في السنة السادسة في كلية الطب، بناءا على رغبة والدها، تكره دراستها بشدة أو بمعني اصح كانت حتى تعرفت عليه!».
,
, على طاولة الإفطار، انهي خالد إفطاره السريع ليقم ملتقطا هاتفه ومفاتيحه، نظر لزوجته سريعا ليعاود النظر في ساعة يده ليهتف على عجل:
, - أنا متأخر هتيجي اوصلك ولا مش هتروحي
, تركت فنجان الشاي من يدها تبتسم بهدوء تهز رأسها نفيا:
, - لا يا حبيبي مش رايحة، طالما لوليتا مش هتروح الجامعة أنا هفضل معاها وكمان عايزة اعمل الاكل لزيزو بايدي٣ نقطة
,
, وقفت لقمة الطعام في فمها حينما سمعت أسمه شخصت عينيها بذعر تنظر لوالديها، بصعوبة بلعت لقمة الطعام لتهمس بصوت مرتجف مبحوح:
, - هو زيدان جاي!
, حركت والدتها رأسها إيجابا تبتسم برفق لتهب واقفة تنظر لهم بذعر تصيح بكره ممزوج بفزع:
, - لاء ما تخليهوش يجي، قوله ما يجيش يا بابا أنا بكرهه مش عيزاه يجي، ما تخليهوش يجي.
,
, وجه خالد لابنته نظرات حادة غاضبة ليتركهم ويخرج من البيت، تنهدت لينا بتعب تغمض عينيها، مشتتة تعبت من الجميع، خالد رحل غاضبا وابنتها تجلس مكانها ترتجف فزعة كأن زيدان وحش مخيف سيأكلها، وهي بين شوقها لولدها الحبيب التي تولت تربيته منذ أن كان طفلا وخوفها على ابنتها ممزقة لا تعرف من عليها أن تراضي.
,
, قامت من مكانها لتجلس على الكرسي جوار ابنتها جذبت رأسها تحتضنها برفق لتختبئ الأخيرة بين أحضان والدتها تبكي بعنف وومضات سريعة مما حدث قديما تمر أمام عينيها بسرعة وعنف، سمعت صوت والدتها تهمس بحزن:
, - لوليتا أنا نفسي أعرف انتي ليه بتخافي من زيدان اوي كدة، حبيبتي دا عمره ما آذاكي، ليه بتكرهيه وبتخافي منه اوي كدة.
,
, هزت رأسها نفيا لا تعرف بما ترد فقط تبكي بصمت، فتحت فمها لتتحدث لتصمت تماما شهقت تعطس بقوة لتبعدها لينا عنها بسطت كفها فوق جبينها لتتنهد بتعب حقا هذا ما كان ينقصها، جزت على اسنانها تبتسم بيأس:
, - صحيتي من النوم استحميتي بماية ساقعة مش كدة، على أوضتك على ما اجبلك علاج واعملك حاجة سخنة، واتصلي ببابا اعتذرليه ما ينفعش تزعقي قدامه ولا ايه
, اخفضت رأسها بخجل من تصرفها الأحمق تهز رأسها إيجابا لتتحرك لأعلي.
,
, خرج من المنزل واجما حائرا من تصرفات ابنته الطائشة، يعلم كرهها الشديد لزيدان ما حدث قديما لا يمكن أن تنساه ببساطة حتى ولو مرت سنوات عليه، ولكنها ابدا لم تقتنع أن زيدان لا دخل له بما حدث ابدا، اتجه ناحية سيارته الدفع الرباعي السوداء ليجد قائد حرسه الذي بات يلازمه مع فريق من الحرس بعد تعرضه لعدة محاولات اغتيال، احدهم يصر على قتله وبشدة!، أسرع قائد الحرس يفتح باب السيارة الخلفي، ليجلس خالد على المقعد الخلفي، واستقل السائق ومعه قائد الحرس مقدمة السيارة، سأله الحارس باحترام:.
,
, - الشركة ولا الإدارة يا باشا
, نظر للحراس يتمتم بهدوء حاد:
, - الادارة وبلغ زيدان اني عايزة قدامي في خلال ساعة بالكتير.
,
, اوقف سيارته امام مبني عمله لينزل منها يتحرك بشموخ ثقة ثبات، دخل إلى مقر عمله بخطي واثقة، وهامة مرفوعة، نظرات ثابتة، طلة مهيبة لا تليق الا به هو، يكاد قميصه يشكو من عدم تحمله لعضلاته الضخمة، طوله الفاره يجعله كصقر محلق بين طيات السحاب، زرقه عينيه تري فيهما امواج البحر المتلاطمه، شعر بني كثيف لحية خفيفة اضافت إلى ملامح وجهه القاسية وسامة قاسية، هو.
,
, « خالد زيدان الحديدي، ابن المقدم الشهيد زيدان الحديدي، في الثانية والثلاثين من عمره طويل القامة مفتول العضلات شعره بني كثيف عينين زرقاء حادة ثاقبة، عصبي حاد الطباع مع الجميع عداها هي يكره التعامل مع الناس يعشق العزلة والانطواء »
, اكمل طريقه إلى وجهته يقف كل من يراه ويؤدي له التحية بينما يتجاهله مكملا طريقه
, وقف امام باب تلك الغرفة دق الباب بهدوء.
,
, ليسمع الأذن بالدخول ادار مقبض الباب الذي لو تكلم لصرخ من قبضته الحديده
, دلف إلى داخل الغرفة ليرفع يده ويؤدي التحية بقوة يغمغم بأدب:
, - صباح الخير يا افندم
, ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي الجالس خلف مكتبه ليرفع رأسه عن الاوراق ينظر للواقف أمامه لتتبدل ابتسامته بأخري بها نوع من الفخر للواقف امامه حمحم بهدوء يهتف:
, - صباح النور يا زيدان، استرح يا سيادة المقدم.
,
, ارتسمت شبح ابتسامة على شفتيه ليجلس على المقعد الجلدي الاسود المجاور للمكتب الاسود الكبير الذي كتب على لوحة خشبية سوداء في مقدمته « اللواء خالد السويسي »
, حمحم بهدوء يغمغم بأدب:
, - خير يا سيادة اللوا قالولي ان سيادتك عايزني
, ترك خالد القلم من يده رفع رأسه عن الاوراق التي امامه ينظر للجالس أمامه نظرات هادئة رزينة ليهتف اخيرا بصوته الاجش الرخيم:
, - زيدان زمايلك بيشتكوا من طريقة معاملتك معاهم.
,
, زفر الأخير بحنق كل يوم والثاني يذهب أحد الحمقي كما يطلق عليهم يشكوه لأنه فقط منعزل لا يحب التعامل معهم، وهم لا يكفوا عن مضايقته فينفجر فيهم ليفروا راكضين يشتكوا منه كالأطفال تنهد بضيق يحاول ان يهدأ:
, - يا سيادة اللواء أنا طلبت من سيادتك بدل المرة ألف تنقلني مكتب لوحدي بس٣ نقطة
, قاطعه خالد حينما صدم بكف يده سطح مكتبه بقوة يصيح بحدة:.
,
, - وأنا قولتلك بدل المرة ألف لاء، هتفضل في مكتبك وهتختلط بزمايلك وهتعاملهم كويس، انت فاهم
, اخفض رأسه ارضا يكور يده يشد عليها لن يمكنه أن يصيح أمامه هو تحديدا لن يفعلها ابدا حرك رأسه إيجابا ليهمس بأدب:
, - حاضر يا سيادة اللوا، حاجة تانية ولا اروح على مكتبي
, كاد ان يقوم ليشير له خالد بيده ليجلس مرة أخري ازاح شخصية لواء الشرطة جانبا ليرسم على شفتيه ابتسامة هادئة يطرق بسن القلم على سطح المكتب بهدوء:.
,
, - آه، اخبارك ما بقتش بتيجي الفيلا خالص ليه
, ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتي زيدان لتشرد عينيه في الفراغ تنهد بسأم قائلا:
, - خليني بعيد أحسن يا خالي، انت عارف إلى فيها، لينا اول ما بتشوفني بتعمل ازاي
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يغمغم بتهكم:
, - دي لو شافت عفريت مش هتعمل كدة، دي ما بترداش حتى تسلم عليا، فالحة بس اول ما تشوف الزفت جاسر تجري تترمي في حضنه
, افلتت ضحكة خافتة قصيرة من بين شفتي خالد يكمل ساخرا:.
,
, - يا حمار دا اخوها في الرضاعة، خلينا في المهم لينا عزماك على الغدا وصاحية من بدري تجهز فيه، قول لاء مش جاي عشان اسففك تراب الإدارة
, حمحم بحرج يحرك يده على رقبته من الخلف بخجل يبتسم:
, - احم، ايه التهزيق دا، حاضر يا خالي جاي طبعا، بس ممكن بعد إذن حضرة جناب سيادتك طلب صغير
, نظر له خالد ساخرا يرفع حاجبيه بتهكم من أفعال ذلك الفتي التي تذكره بأفعال ابنته كلاهما يصبح ودودا حينما يريد منه شيئا، ليغمغم بتهكم:.
,
, - طالما قلبت مؤدب فجاءة يبقي عايز تسمع صوت لينا
, ابتسم بسعادة *** صغير يحرك رأسه إيجابا بلهفة، ولحسن حظه دق هاتف خالد في ذلك الوقت برقم ابنته، ابتسم بتعجب يالها من مصادفة فتح الخط ينقر على زر مكبر الصوت، ليسمع كلاهما صوت لينا تهمس بأسف:
, - بابي أنا عارفة أنك زعلان مني عشان اللي حصل الصبح، أنا آسفة يا بابي، ما تزعليش مني مش هتتكرر تاني.
,
, قطب زيدان جبينه بتعجب تشاجرا!، تلك الوقحة هو بالرغم من سنوات عمره ومركزه لا يجرؤ على أن يرفع صوته عليه، وهي تتشاجر معه بوقاحة، إن كان يكره فيها شئ فهو دلالها الزائد، ليسمع صوت خالد يهتف بهدوء:
, - خلاص يا حبيبتي ما فيش حاجة
, لتصيح لينا بسعادة: - حبيبي يا بابا تعرف أنك وحشتني اوي اوي
, ضحك ساخرا يهتف بتهكم: يا كدابة، دا أنا ما سايبك من اقل من ساعتين.
,
, لتهتف الصغيرة بمرح: وهما ساعتين دول قليلين دول بيحصل فيهم بلاوي، ادفاي بيتخانق مع شانتي وبيكرها ويقولها أنا هنتقم منك وبعدين
, قاطعها خالد سريعا يهتف:
, -بسسسس يا حبيبتي أنا عارف بتجيبوا ضغط منين للشلل دا، اقفلي اقفلي روحي شوفي البتاع دا هتلاقيه طلقها وخلصنا.
,
, ضحكت الصغيرة تودع والدها، اغلق خالد الخط ينظر للجالس امامه ليلاحظ تلك الإبتسامة السعيدة الواسعة المرتسمة على شفتيه ليتنهد بحسرة على حاله، كلما زاد عشق زيدان للينا زاد كره لينا لزيدان..
,
, في فيلا خالد السويسي.
,
, اغلقت الخط مع والدها تبتسم بسعادة كالعادة والدها لم يستطع ان يغضب فهي مدللته الوحيدة، بلهفة قامت متجهه إلى دولاب ملابسها تخرج من تحت طيات ثيابها هاتف أسود صغير، تستخدمه للاتصال برقم واحد فقط، فهي حقا لا تستطيع محادثته من هاتفها لأن جميع المحادثات التي تجريها تتحول تلقائيا إلى هاتف والدها خاصة وأن كان الرقم الذي ستحادثه غير مدون لها، تتحول المكالمة نفسها إلى هاتف والدها في نفس الوقت التي تجريها فيها، اتجهت ناحية باب الغرفة توصده جيدا بالمفتاح لتجلس على الفراش تربع ساقيها بلهفة طلبت ذلك الرقم تضع الهاتف على اذنها تتصاعد دقات قلبها بسعادة مع سماع صوت رنين الهاتف، لترتسم ابتسامة واسعة حالمة على شفتيها حينما سمعت صوته الرخيم الدافئ الذي تعشقه لتهمس بسعادة ممتزجة بخجل:.
,
, - معاذ!

الجزء الثاني


معاذ، همست بإسمه بسعادة بها همسة خجل
, دقات قلبها على وشك تحطيم قفصها الصدري والقفز خارجا لترقص من شدة سعادتها، تنفسها سريع مضطرب هادئ، لحظات صمت لتسمع أنغام صوته الدافئة كلمة واحدة اذابت قلبها في بوتقة عشقه الحار:
, - وحشتيني
, وضعت يدها على قلبها تحتضنه حتى لا يهرب من مكانه في حين عجز لسانها عن النطق بحرف وانهدرت أنفاسها بعنف حينما اكمل، بنبرة خافتة ظهر فيها قلقه عليها:.
,
, - ما جتيش ليه النهاردة استنيتك كتير ولولا أنك مش بترضي تخليني أنا اللي اكلمك كنت اتصلت بيكي في ساعتها اطمن عليكي، انتي كويسة اوعي تكوني تعبانة ولا حاجة
, بلعت لعابها بتوتر تحاول إيجاد صوتها الهارب من شدة الخجل حمحمت تهمس بصوت خافت خوفا من أن يسمعها احد:
, - أنا كويسة، بس بابا ما رضيش يخليني اجي النهاردة..
, تنهدت بألم لتهمس باختناق حزين: اصله عازم زيدان عندنا النهاردة على الغدا
, سمعت صوته يهدر بحدة غاضبا:.
,
, - يا ادي زفت، هو كل شوية الزفت دا عندكوا، أنا خايف و**** ليكون ابوكي عايز يجوزهولك
, شهقت فزعا تتصارع دقاتها خوفا من مجرد الفكرة لتحرك رأسها نفيا بعنف كأنه يراها هتفت سريعا بقلق:
, - لالالا طبعا مستحيل، أنا اتجوز زيدان مش هيحصل أبدا، معاذ أنا بحبك أنت
, هدأت أنفاسه الغاضبة لتعود نبرته العاشقة مرة اخري هامسا برفق:
, - وأنا بموت فيكي يا قلب معاذ، هانت يا قلبي عيد ميلادك الجاي محضرلك مفاجأة هتعجبك اوي أوي.
,
, ارتسمت ابتسامة واسعة خجولة على شفتيها لتنصهر وجنتيها بحمرة الخجل لتسمعه يكمل:
, - هشوفك بكرة ضروري تيجي مش هقدر اقعد يومين من غير أشوفك، دا أنا مش عارف هكمل يومي النهاردة ازاي، لازم تيجي
, حركت رأسها إيجابا بطاعة تهمس بوله: حاضر
, سمعته يهمس بمكر: يا ايه، حاضر يا ايه
, همست سريعا بخجل: حبيبي٣ نقطة
,
, نطقتها سريعا لتغلق الخط تحتضن هاتفها تبتسم كالبلهاء تنهدت بحرارة تقبل الهاتف بقوة تتنهد بعشق فقط ساعات وستراه من جديد، اجفلت على صوت دقات على باب غرفتها اتسعت عينيها بذعر لتركض ناحية دولاب غرفتها خبئت الهاتف تحت ملابسها لتركض ناحية باب الغرفة
, دخلت لينا تحمل صينية طعام صغيرة عليها بضع شطائر وكوب مشروب ساخن وبعض الاقراص الطبية تنظر لابنتها بتعجب:
, - ايه يا لوليتا قافلة الباب ليه.
,
, ابتسمت بتوتر تهز رأسها نفيا لتشير لملابسها:
, - ااا، ااا ابدا اصلي كنت هغير هدومي.
,
, صدح صوت المنبة مرة تليها أخري يصرخ بصوت عالي مزعج منذ مدة طويلة وهو لم يتوقف عن الصراخ، اخيرا بعد وقت طويل تململ ذلك النائم يقطب جبينه منزعجا من ذلك الصوت الصارخ مد يده يغلق المنبه ليمسكه بيده يرفعه امام عينيه التي بالكاد يفتحها بقدر ضئيل، ينظر لساعتها لتتسع عينيه في لحظة قفز من مكانه يصيح بذعر:
, - يا نهار أسود اتأخرت الإجتماع.
,
, نظر لتلك النائمة بعمق لم تتحرك حتى من مكانها نظرات نارية مشتعلة ليصيح باسمها غاضبا:
, - تالاااا انتي يا ست هانم
, تأففت الأخيرة من صوته تحاول فتح عينيه تتثأب بنعاس:
, - اوووف في ايه يا عمر على الصبح
, شد على أسنانه بغيظ ليلقي المنبه جوارها على الفراش بعنف يصيح غاضبا:
, - في زفت اجتماع اتأخرت عليه، عشان الهانم نايمة ولا هي هنا
, القت الفراش من عليها بعنف تنفض شعرها للوراء لتقم متجهه ناحيته تصيح هي الاخري:.
,
, - هو أنت صغير يعني يا عمر عايز حد يصحيك، وبعدين أنا طول الليل سهرانة مع البنات، ولا أنت بتتلكك عشان تتخانق
, أمسك رسغ يده بقوة يهزها بعنف يصيح حانقا:
, - بتتلكك و اتخانق، بقولك عندي زفت اجتماع مهم ومأكد عليكي من امبارح بليل أنك تصحيني، وبعدين بنات ايه اللي سهرانة جنبهم هما ***** دول في ثانوية عامة٣ نقطة
, ترك رسغ يدها يتجه ناحية المرحاض يهتف بحدة:.
,
, - أنا داخل أخد دش اطلع الاقيكي محضرة الهدوم والفطار، عيشة بقت تقرف وتسد النفس
, اتجه إلى المرحاض يصفع بابه خلفه لتنظر تالا في أثره بحزن تتنهد بيأس، تغير كثيرا عن عمر الشاب المرح الذي أحبته.
,
, في غرفة قريبة كثيرا من غرفتهم، كبيرة نوعا ما بها فراشين صغيرين الوانها معظمها وردية تجلس فتاتين تؤام كل منهن على فراشها على الرغم من كونهما تؤام الا أن يمكنك أن التمييز بينهما بسهولة، سارة وسارين، في الثامنة عشر من عمرهما، يتمثلان في الطول ولكن يختلفان في الشكل والطباع، سارة فتاة حساسة بريئة جدا انطوائية لا تعرف كيف تكون صداقات هادئة ساذجة، بشعر أسود طويل وقامة متوسطة الطول، وعينيان سوداء كعيني والدتها، أما سارين أخذت مرح وشقاوة عمر حتى لون عينيه، مرحة تحب تكوين الكثير من الصداقات عكس أختها تماما.
,
, انسابت دموع سارة تضم ركبتيها لصدرها تضع يديها على اذنيها، كعادتهم كل صباح يبدأ والديها في الشجار وتبدأ هي في الانهيار تشعر بأنها اتعس فتاة في العالم، تنهدت سارين تنظر لحال أختها بحزن
, لتذهب إلى فراشها جلست جوارها تربط على كتفها برفق تحاول التحدث بمرح
, : - جري ايه يا سرسورة فكي كدة يا بنتي مش اول خناقة يعني، دي الخناقة رقم مليون و300 ألف بتاعت كل يوم الصبح.
,
, ابتسمت سارة بحزن لتمد سارين كف يدها تسمح دموع أختها بحنو لتسمعها تهمس بألم
, - هما ليه لازم كل يوم يتخانقوا، طالما بيكرهوا بعض اوي كدة ليه بيتجوزوا، ليه بيخلفونا عشان نتعذب بسببهم
, ابتسمت سارين بألم هي الاخري، اختها محقة لما ربط بينهما عقد زواح مقدس لما انجبا طفلتين، يسمعان كل يوم وليلة شجار والدها مع والدتها، تنهدت بضجر تحاول استعادة شخصيتها المرحة لتخفف عن أختها ولو قليلا.
,
, خرج من مرحاض غرفته متجها إلى غرفة الملابس الخاصة به التقط قميص أسود اللون وبنطال من خامة الجينز أسود وقف أمام المرآه يمشط شعره يبستم لانعاكسه بغرور قاسي ارتدي قلادة فضية تحمل شكل الحصان
, ليلقي نظرة اخيرة مغترة على نفسه يبتسم بزهو ليرسل لنفسه قبلة في الهواء، متجها إلى الخارج يمشي كأنه الملك.
,
, ( هو عثمان على رفعت محفوظ شاب في الثالثة والعشرين من عمره، طويل كباقي أفراد عائلته، مغرور لأبعد حد ينظر للجميع على أنهم أقل منه، متعجرف متكبر يتعامل مع الجميع كأنه الملك تخرج من جامعة الهندسة التكنولوجية حاد الذكاء فيما يخص البرمجة والإلكترونيات، وسيم أخذ عيني ابيه الرمادية ليسحر قلوب العذارى يتلاعب بهم كما يتلاعب بأجهزة الحاسوب، يعشق رياضة ركوب الخيل يعتبرها مصدر دخله الأساسي يجني من خلفها الكثير والكثير فهو البطل الأول فيها ).
,
, خرج من غرفته ليجد ابيه يجلس على الأريكة في غرفة الصالون، يشرب قهوته ممسكا بجريدة تغطي وجهه ما كاد يقترب منه حتى سمع صوت ابيه يهتف ساخرا:
, - اهلا اهلا بالصياد، صح النوم يا بيه
, تنهد عثمان بضجر يقلب عينيه بملل ستبدأ وصلة جديدة من التوبيخ كعادتهم كل صباح، ازاح «على» الجريدة عن وجهه ينظر لولده بحدة يبتسم ساخرا رفع فنجان القهوة الخاض به يرتشف القليل مغمغا بتهكم، :.
,
, مش لقب الاسبوع دا الصياد بردوا، ولا غيرته ما انت كل أسبوع بلقب ما شاء ****
, شوية الصياد وشوية القناص وشوية الفارس
, ابتسم عثمان ابتسامة صفراء واسعة ينظر لوالده ببراءة حمل وديع ليهتف ببراءة:
, - صباح الخير يا بوبس
, وضع على كوب القهوة بعنف على الطاولة ليعتدل في جلسته يصيح في ذلك المستفز الجالس أمامه بحدة:
, - صباح الزفت على دماغك، أنت ايه ياض البرود بتاعك ولا كأنك عامل مية مصيبة ومصيبة.
,
, أشار عثمان لنفسه يفتح عينيه على وسعهما ينظر لابيه بدهشة مصطنعة أجاد تمثيلها:
, - انا!
, اشتعلت قسمات وجه على غضبا ليلقي عليه الجريدة بعنف يهدر غاضبا:
, - لا يا برئ انا، أنا اللي كل يوم والتاني يجيلي ابو بنت من اللي بيه كان بيتسلي بيها يومين، ويعملي فضيحة في الشركة بسبب البيه
, قلب عينيه بملل من كلام والده المكرر كل صباح نفس الكلام، ليرفع كتفيه بلامبلاة كأن الأمر برمته لا يعينه، ابتسم بمرح قائلا:.
,
, يا بوبس طالما in public و no felling يبقي so what، وبعدين على فكرة عشان تبقي عارف يعني هما اللي بيرموا نفسهم عليا وأنا عشان قلبي طيب ومهذب ما برضاش اكسر بخاطرهم، يرضيك يعني يا بوبس اكسر بخاطرهم
, قام على يلتقط ساعته وهاتفه ينظر لابنه شرزا يعلم أنه مهما تحدث معه لن يجدي نفعا، اقترب منه يشهر سبابته يهتف يخرج كلامه حادا غاضبا من بين أسنانه:.
,
, - لا يا حنين اكسر بخاطرهم، اكسر بخاطرهم بدل ما اكسر أنا دماغك، قسما ب**** يا عثمان لو اتعدلت ومشيت مظبوط لوديك عند عمك محمد ولا عمك خالد يربوك التربية الميري اللي على حق بدل تربية أمك اللي بوظتك اديك شايف زيدان ما يقدرش يرفع وشه في وش خالد مش البيه اللي بيناطحني بالكلام.
,
, ظهرت لبني في تلك اللحظة تحمل صينية طعام صغيرة عليها بعض الشطائر وكوب شاي بحليب وضعتها امام عثمان، لتنظر لعلي بضيق تصيح متبرمة بحنق:
, - في ايه يا على، هو كل يوم نفس الفيلم، كل يوم منكد على الواد كدة٣ نقطة
, احتضنت رأسه صغيرها تنظر لعلي بحدة:
, - مالك وماله ما يعمل اللي هو عايزة، مش معقول أنت بقيت مش معقول يا على
, نظر على له بتهكم ليبتسم ساخرا:.
,
, - ايوة يا اختي افضلي دلعي فيه، لحد ما يتكفي على وشه، أنا فعلا اللي مش معقول
, رحل «على » غاضبا صافعا الباب خلفه بحدة لتنظر لبني لابنها البكر والوحيد فهي رفضت تماما إنجاب ***** بعده حتى يحظي هو بكامل اهتمامها الخاص، تركت لبني رأس عثمان تسرح شعره الاسود الكثيف بأصابعها تبتسم له بسعادة، ليقابل ابتسامتها بأخري عابسة متمتما بضجر:
, - عاجبك كدة يا ماما، كلام بابا بتاع كل يوم.
,
, جلست جواره تربت على خده برفق كأنه *** صغير تهمس بحنو:
, - سيبك منه ابوك دماغه قديمة، افطر يا حبيبي وشوف وراك ايه، أنا همشي بقي عشان ما اتآخرش على شغلي
, قامت تقبل جبينه بحنو، لتتجه ناحية باب المنزل التفتت تنظر له نظرة اخيرة سعيدة تلوح له بيدها وداعا ومن ثم خرجت من المنزل.
,
, ليقلب عثمان عينيه بملل، يبتسم ساخرا على حاله، لا أحد يبقي معه اكثر من دقائق منذ الصغر هو اعتاد على ذلك، والدته التي تسعي دائما لتكون لها اسم خاص في عالم الصحافة حتى أصبحت رئيسة تحرير الجريدة التي تعمل بها، كانت دائما تعوضه عن غيابها بالكثير من اللعب والهدايا ما من شئ رغب فيه ولم يحصل عليه، والده دائم العمل لا يراه الا صباحا حينما يذهب.
,
, ومساءا حينما يعود هما من فعلا به ذلك، تنهد بضيق ليقم التقط هاتفه ومفاتيح سيارته متجها إلى النادي يبحث عما يشغل به وقته.
,
, يجلس على كرسي مكتبه الوثير يتطلع بتركيز إلى الأوراق أمامه يقرأها جيدا يتفحص أدق ثغراتها خوفا من حدوث خلل في تلك الصفقة الهامة لحظات والقي الورق من يده بعنف يزفر بحنق، عقله مشوش افكاره مبعثرة غاضبة، زفر بعنف يمسح وجهه بكف يده عله يهدئ قليلا أزاح كف يده من على وجهه لتقع عينيه على تلك الصورة الموضوعة امامه في إطارا صغير تحتل جزء صغير ضئيل من مكتبه، حملها ينظر لصورة ابنتيه التؤام ومعهم زوجته بابتسامة صغيرة حانية ركز عينيه على صورة تالا لتختفي ابتسامته يبتلع حسرته، يحاول فقط أن يفهم لما وصلت علاقتهم لهذا الحد من السوء، ألم يكونا أسعد زوجين، تملئ حياته مرح وشقاوة وجنون، لما باتت علاقتهم فاترة باردة خيط رفيع يتمسك به متمثل في ابنتيه، لولاهما لكان حرر نفسه من تلك العلاقة منذ سنوات فتالا نفسها لم تعد تحبه باتت تهزهده ترفضه وهو أبشع ما يؤلم كبريائه رفضها المستمر له.
,
, صار شغلها الشاغل ******* منذ أن دخلن إلى المدارس وتحولت تالا من زوجة محبة شغوفة عاشقة له لأم لا تهتم سوي لأطفالها فقط أما زوجها فيسكن على هامش حياتها، رجع من بحر افكاره العاصفة على صوت دقات منتظمة على باب الغرفة، سمح للطارق بالدخول لتدخل مساعدته الشخصية تهتف سريعا بعملية:
, - مستر عمر، مدام ناردين مندوبة شركة السياحة وصلت يا افندم.
,
, وقف عمر عن كرسيه يستعد لإستقبال تلك الضيفة الهامة لعقد صفقة من اكبر الصفقات إلى ستخوضها الشركة، نظر لمساعدته يهتف بهدوء:
, - خليها تتفضل
, أومأت الفتاة بهدوء لتتحرك لخارج الغرفة خطوتين تهتف للواقفة خارجا:
, - مدام ناردين اتفضلي يا افندم مستر عمر في انتظارك.
,
, لحظات ودخلت من باب الغرفة، دخلت من سلبت أنفاسه تسمر مكانه كتمثال من حجر يتطلع إلى شعلة الفتنة التي تتحرك قادمة إليه اخترزتها عينيه شبر بشر بدأ من حذائها الاسود ذو الكعب الرفيع الذي يصدر صوت قوي مثير، ملابسها العملية الفاتنة رغما عنه لم تستطع عينيه الا تفحصها بدقة من اخمص قدمها إلى اعلي نقطة في رأسها تنورتها السوداء قميصها النسائي الأحمر تعلوه سترة مخملية سوداء تعانقها برفق، وصلت عينيه بعد رحلة طويلة إلى تفاصيل وجهها، ليشعر بالاختناق حرارة لاهبة تحرق جسده ازاح رابطة عنقه قليلا يحرر أزرار قميصه الأولي يزفر بحرارة حينما وقعت عينيه على، عينيها الخضراء الساحرة الجريئة المحددة بدقة بذلك «الكحل» شعرها الأحمر الغجري يتطاير خلفها برقة كأنه شرارات من نار تحرق اوصاله بلا هوادة، اجفل من شروده اللذيذ على صوتها الناعم تبتسم بهدوء:.
,
, - صباح الخير مسيو عمر
, مدت يدها لتصافحه حمحم بعنف يحاول استعادة أنفاسه المسلوبة ليمد يده يصافحها بعملية:
, - صباح النور، مدام ناردين مش كدة
, هزت رأسها إيجابا تبتسم برقة ليشير إلى الكرسي المقابل لمكتبه يبتسم بهدوء هاتفا:
, - اتفضلي استريحي.
,
, جلست على الكرسي تنظر له مازالت محتفظة بابتسامتها الرقيقة، وضعت ساق فوق أخري بجراءة كأنها تتحداه ان يقاوم أنثي بمثل فتنتها، اشاح هو بوجهه في الاتجاه الآخر يغمض عينيه يكور قبضته يشد عليها بعنف ينهر نفسه بقوة:
, - استغفر **** العظيم، استغفر **** العظيم ايه اللي أنا بنيله دا، **** يسامحك يا تالا انتي السبب
, اخذ نفسا عميقا يحاول أن يهدي به ليسمعها تهتف بصوتها الرقيق:
, - مسيو عمر أنت كويس.
,
, التفتت لها يحاول الابتسام بمجاملة
, حرك رأسه ايجابا ليجلس على كرسيه مرة أخري فتح الأوراق التي امامه يحاول أشغال نفسه عنها ليهتف بعملية:
, -أنا تمام، نشوف بقي الصفقة عشان اكيد حضرتك مستعجلة
, نظرت ناحيته بعينيها الخضراء الجريئة ترتسم ابتسامة ماكرة متشفية على شفتيها هي تعرف جيدا أنه تأثر بها ومن هو حتى يقاوم فتنتها الصارخة هي جاءت هنا لأجل هدف واحد ويبدو انها على وشك تحقيقه، لتهمس برقة تحمل الكثير خلفها:.
,
, - أنا وقتي كله ليك مسيو عمر، قصدي للصفقة!
,
, جلست على فراشها تربع ساقيها أمامها الكثير والكثير من الكتب التي تكرهها تكره دراستها التي لم تخترها بإرادتها فقط والدها رغب في ذلك ومن هي حتى تقول لوالدها لا، تنهدت بضجر تلقي الكتاب من يدها بعنف، لتسمع صوت مرح محبب لها قادم من خلفها٣ نقطة
, - لوبياااااااا
, لتنقض عليها من الخلف تعانقها بقوة لتضحك لينا عاليا تعانق صديقتها المجنونة، :
, - يا بت اوعي هتخنقيني.
,
, ابتعدت سهيلة عنها تضحك بقوة لتقترب تقرصها من ذراعها بعنف لتصيح لينا متألمة تنظر لصديقتها شرزا تمسد على ذراعها برفق:
, - يخربيت ايدك التقيلة
, تخصرت سهيلة بغرور ترفع حاجبها الايسر بتوعد تهتف بحدة مازحة:
, - ما جتيش ليه النهاردة يا ست الحسن والمولان إنتي
, ضحكت لينا رغما عنها تنظر لصديقها بغباء تهتف ساخرة:
, - تفتكري ليه يعني، قرارات عليا يا حبيبتي.
,
, تنهدت سهيلة بحزن على حال صديقتها، لتجد لينا تقترب منها نظرت حولها بحذر لتهمس لها بخفوت خوفا من أن تسمعها والدتها:
, - قوليلي، معاذ كويس سأل عليا، أنا كلمته في الفون من شوية
, تنهدت سهيلة بضجر تبتعد عن لينا وقفت امام فراشها تكتف ذراعيها أمام صدرها تتبرم بضيق:
, - آه يا اختي سأل عليكي، أنا مش عارفة انتي بتحبي الواد السمج دا على ايه، عيل تنح وسقيل والرخامة بتبظ من وشه، دا زيدان برقبته.
,
, انتفضت لينا سريعا تضع يدها على فم صديقتها تهمس بحدة:
, - هشش وطي صوتك، إنتي عايزة حد يسمعنا
, اتجهت لينا ناحية باب الغرفة توصده بالمفتاح، التفتت لصديقها لتنفجر سهيلة فيها تهمس بحدة غاضبة:
, - أنا نفسي أعرف إنتي عقلك فيه ايه، ايه المميز في الزفت اللي اسمه معاذ دا عشان تحبيه اوي كدة، لو على الوسامة زيدان احلي منه ألف مرة، على الغني فأنتي بتحبي طالب لسه بياخد مصروفه.
,
, اقتربت لينا من سهيلة تنظر لها بحدة تهمس غاضبة هي الاخري:
, - إنتي مالك ومالي أنا بحب معاذ عشان نفسه شخصه مش غني ولا فلوس، زيدان اللي بتتكملي عنه دا أكتر إنسان بكرهه في حياتي كلها، إنسان متوحش ما عندوش قلب، فارض نفسه على حياتي، قلبي لمعاذ وعمره ما هيدق لغيره
, دفعتها سهيلة بعنف تصيح فيها غاضبة:
, - انتي حرة خليكي ماشية وراه زي العامية لحد ما تقعي على وشك
, ردت لينا لها الدفعة تصرخ فيها:.
,
, - وانتي مالك مالكيش دعوة بيا هي حياتي ولا حياتك
, اتجهت ناحية باب الغرفة تنظر للينا غاضبة تصيح فيها:
, - انتي حرة
, ما كادت تفتح الباب حتى سمعت صوت لينا تهمس بخفوت حزين:
, - سهيلة
, تنهدت سهيلة بيأس لتلفت لها تبتسم بمرح لتبادلها لينا الإبتسامة سرعان ما انفجرا الاثنتين في الضحك، تعانقتنا بقوة لتهتف سهيلة ضاحكة:
, - بس و**** هتاخدي على وشك
, لتهتف لينا من بين ضحكاتها:
, - مالكيش دعوة.
,
, تخصرت سهيلة تهتف بمرح تسمد بيدها على معدتها:
, - عندكوا طبيخ ايه يا بت أنا واقعة من الجوع
, اختفت ابتسامة لينا تزفر بضجر:
, - مامي من الصبح في المطبخ بتعمل الأكل عشان عازمين زي زفت على الغدا
, نظرت سهيلة لها بمكر لتهتف ساخرة:
, - ايه دا عازمين معاذ على الغدا اصل دا الزفت الوحيد اللي أنا اعرفه
, صرخت لينا غاضبة لتلتقط وسادتها تركض خلف سهيلة تصيح فيها بأنها ستلقنها درسا قاسيا٣ نقطة
,
, « سهيلة عزالدين المنشاوي، صديقة لينا المقربة والوحيدة تعتبرها كأخت لها، تؤام متلازم منذ الصغر، معها في نفس المدرسة ودخلتا معا نفس الجامعة، ابنه رجل الأعمال عز الدين المنشاوي، تسكن في الفيلا المجاورة لفيلا خالد، جميلة عينيها عسلتين شعرها أسود قصير، مرحة للغاية تكره معاذ لأبعد حد، »
, فرت سهيلة إلى المطبخ لتختبئ خلف لينا تصيح ضاحكة:
, - الحقيني يا طنط لوبيا بنتك اتجننت وعايزة تاكلني.
,
, ضحكت لينا عاليا تقف حاجزا بين ابنتها وصديقتها لترفع سبابتها تهتف بحزم لا يليق بها تماما:
, - بس يا بنت انتي وهي اكبروا بقي٣ نقطة
, نظرت لينا الصغيرة ناحية طاولة المطبخ تشير لسهيلة بعينيها لتتسع ابتسامة الاخري ركضتا ناحية الطاولة بمعني اصح ناحية ذلك الطبق الكبير التي تتوسطه قطع الدجاج « البانية » لينقضا عليه، يسرقان بضع القطع لتصرخ لينا فيهم تركض خلفهم تصيح:.
,
, - تعالي هنا يا طفسة منك ليها، دا بتاع الغدا يا جزم
, هربت الفتاتين ليختبأ أسفل طاولة السفرة الكبيرة يأكلان باستمتاع، يضحكان بصخب لتنظر لينا لهم بابتسامة صغيرة ومن ثم عادت إلى المطبخ تكمل ما كانت تفعل.
,
, وقف جوار جواده الأشهب يمشط شعره الطويل بفراشة خاصة للخيل، لديه بطولة نهاية هذا الأسبوع ويحتاج إلى كثير من التدريبات، ربط على رأس الأشهب يبتسم له برفق ابتسامة صافية خالية من غروره المعتاد، ليسمع صوت انثوي رقيق يأتي من خلفه:
, - عثمان الصياد مش كدة.
,
, التفت برأسه ينظر لصاحبة ذلك الصوت ليجد فتاة جميلة، نادرا ما أصبح يقول عن انثي جميلة فقد رأي كل انواع الجمال الشرقي والغربي لكن تلك الفتاة حقا جميلة ناعمة، تلك الكلمة التي ترددت في رأسه حينما نظر لها في الوهلة الاولي، حرك رأسه ايجابا لتقترب منه تمد يدها لمصافحته:
, - ليلا الزهاوي
, عقد جبينه لحظات يفكر تردد كلمة الزهاوي في رأسه لينظر لها متفأجا يهتف بدهشة:
, - بنت مختار الزهاوي رجل الإعمال المعروف.
,
, حركت رأسها إيجابا تزيح خصلاتها خلف اذنيها تبتسم بترفع، اقتربت من جواده تربط على رأسه برفق تنظر للواقف امامها بغرور:
, - سمعت عنك كتير، يا صياد، صحيح هما ليه سموك الصياد
, ارتسمت ابتسامة مغترة على شفتيه ينظر لها بمكر صيد جديد في شباك الصياد حتما سيستمع، قفز بخفة فوق صهوة
, جواده يربط على شعره الاسود الكثيف:
, - بتحبي الخيل
, عقدت جبينها بتعجب ليمد لها كف يده يبتسم بهدوء:
, - تعالي.
,
, رجعت للخلف خطوة تبتسم بدلال يعرفه جيدا لتهمس بنعومة:
, - تؤتؤ أخاف أقع
, اقترب بجواده خطوتين منها ليميل بجسده يحملها يضعها امامه بخفه وهي حتى لم تقاوم ليهمس جوار اذنيها مبتسما بمكر:
, - ما فيش صيد بيقع من شباك الصياد
, قالها ليشد صهوة جواده بقوة ليصهل الخيل عاليا ينطلق راكضا إلى حيث يعلم فقط الصياد.
,
, انتهي دوام العمل ليستقل خالد سيارته وبجانبه سيارة زيدان متجهين إلى منزل خالد توقف زيدان في منتصف الطريق امام محل كبير يبيع الحلوي ليشتري لمعشوقته الكثير من الشوكولاتة التي تعشقها، ابتسم ساخرا وهو يحاسب البائع يتمني فقط لو تحبه ولو ربع حبها لتلك الحلوي٣ نقطة
, وقفت السيارتين امام باب الفيلا الداخلي، ليتقدم خالد يفتح الباب بمفتاحه الخاص.
,
, في تلك الاثناء كانت سهيلة رحلت منذ قليل، وجلست لينا على اريكة كبيرة أمام التلفاز تشاهد مسلسلها الهندي المفضل تصيح كل حين وآخر على والدتها:
, - يا ماما هو الأكل هيخلص امتي أنا جعانة
, لتتبرم بضيق تهتف في نفسها بحنق:
, - لازم طبعا نستني سي زفت اللهي يا رب ما يجي يا رب تتقلب بيه العربية وما يجي، بني ادم تنح ورخم وغتت يا يموت ولا يتشل حتى.
,
, سمعت صوت مفتاح والدها وصوت الباب وهو يفتح لتصرخ بسعادة **** صغيرة انطلقت سريعا ناحيته تعانقه بقوة تتعلق برقبته ليضحك خالد عاليا:
, - بابا حبيبي وحشتني فين الشوكولاتة بتاعتي
, صفعها برفق على جبينها يقطب جبينه بغيظ مصطنع:
, - كل الفيلم دا عشان الشوكولاتة، نسيت اجيب شوكولاتة
, رفعت سبابتها امام وجه والدها تضيق عينيها بدراما تهتف بتأثر اجادت تمثيله:.
,
, - لن أنسي لك هذا الموقف، الشوكولاتة اللي ما جاتش دي في رقبتك انتي يا حكومة
, يقف خلف خاله يشاهدها وهي تضحك تمزح تصرخ بسعادة شعلة من المرح تتوهج امام عينيه ليبتسم رغما عنه يتمني لو كانت تتعلق بعنقه هو مقسما بأنه على استعداد أن يحضر لها كل يوم تلك الحلوي فقط ليحصل على عناق كهذا، تدخل في تلك اللحظة تقدم بضع خطوات ليظهر ممسكا بعلبة الشوكولاتة الكبيرة يحاول أن يكون مرحا وهو يتحدث:.
,
, - لالالا كله الا زعلك يا ستي، اتفضلي الشوكولاتة اللي انتي بتحبيها اهي
, اختفت الإبتسامة من على شفتيها تنظر له شرزا نظرات حادة كارهه، نظرت لعلبة الشوكولاتة في يده بإشمئزاز لتهمس بجمود:
, - كنت بحبها..
, نظر خالد لابنته بحدة لتخفض رأسها أرضا عاد خطوتين يربط على كتف زيدان الذي اختفت ابتسامته في لحظة كسي وجهه وجوم غاضب، ربط خالد على كتف زيدان يبتسم بهدوء:.
,
, - خش يا زيزو عشان نتغدي الواحد واقع من الجوع من كتر الشغل
, تقدم زيدان متجها إلى غرفة الصالون ليدني خالد من ابنته يهمس بحدة متوعدا:
, - حسابك معايا بعدين، هاتي عصير وحصليني.
,
, حركت رأسها إيجابا تفرك يديها بتوتر، اتجهت ناحية المطبخ تسير شاردة حزينة، تعرف أن والدها لن يفعل لها شئ ولكنها تكره ذلك الزيدان تمقته تتمني فقط لو يختفي من حياتها لتعيش سعيدة، نظرت لوالدتها التي تتحرك سريعا هنا وهناك تهتف في الخدم بربكة من شدة سرعتها:
, - بسرعة يلا خصلوا معايا عشان نحط الأكل..
,
, تنهدت بضجر مدلل امه جاء، اتجهت ناحية البراد تأخذ زجاجة عصير تفاح افرغت منها كوب، لتأخذها متجهه إلى غرفة الصالون، دخلت الغرفة تضع كوب العصير امامه ببرود لتعود إلى اريكتها بعيدا عنه تشاهد التلفاز٣ نقطة
, هي شجاعة امامه فقط في وجود والدها أن كانت معها بمفردها، تركهم خالد متجها إلى غرفته ليبدل ملابسه٣ نقطة
,
, شخصت عينيها بفزع هي وهو فقط!، قامت سريعا من مكانها تود الفرار لخارج الغرفة ما كادت تتقدم خطوتين ناحية الباب شعرت بيده تقبض على رسغها بقوة ودون قوة تذكر جذبها ليلقيها جالسة على احد المقاعد بعيدا عن الباب رفعت وجهها سريعا تنظر له بذعر لتجده يميل عليها بجسده جاعلا من ذراعيه حاجزا يمنعها من الفرار توسعت عينيها على آخرهما تنظر لوجهه لتري ابتسامته القاسية تزداد اتساعا اقترب حتى باتت المسافة بين وجهه وجهها سنتيمترات قليلة لتسمعه يتمتم بكلمة واحدة وابتسامة ماكرة تعلو شفتيه:.
,
, - اهلااا!

الجزء الثالث


توسعت عينيها على آخرهما، بلعت لعابها بذعر تنظر لملامحه المخيفة بالنسبة لها، تلك الإبتسامة الواسعة الشيطانية، التي تحتل شفتيه تتفرس عينيها في قسمات وجهه لتري لمعة غريبة تضئ في مقلتيه، الجميع يراه وسيما الا هي، تراه مفزعا مخيفا نظراته قاسية حادة تكرهها، دائما ما تشبه عينيه بالبحر متلاطم هائج الأمواج.
,
, امواج تشعر دائما أنها تبلعها تغرقها تسلب انفاسها حتى الموت، ولكن في تلك اللحظة عينيه كانت كبحر صافي نقي تتلألا قطراته تحت اشعة عشقه الساطعة، كورت يديها تقبض على كفيها تشعر بذلك النابض يكاد ينفجر مشاعرها مختلفة مضطربة مزيج ما بين الخوف والكره والغضب كيف يفرض هيمنته عليها بتلك البساطة٣ نقطة
,
, توسعت عينيها بذعر حينما رأته يقترب برأسه منها شيئا فشيئا ببطئ شديد وكأنه يملك وقت العالم أجمع، التصقت بظهر الكرسي تتنفس بعنف تهدجهت أنفاسها من قربه المباشر تمنت لو تنزع تلك الابتسامة السخيفة من على شفتيه، ارتجف قلبها غضبا، حينما سمعته يهمس بصوت خفيض ماكر:
, - اهلا٣ نقطة
, صمت للحظات يتفرس في قمساتها يروي صحراء قلبه الجرداء بعذوبة عشقه لها، ليكمل هامسا بعشق:.
,
, - وحشتيني يا حبة البندق، صورتك ما بتغبش عن عيني طول الوقت بس الصورة
, ما تغنيش عن جمال الأصل يا بندقتي
, كلماته عاشقة محبة لطيفة ولكنها تنزل كالحمحم على قلبها تجعله يزداد
, سخطا عليه وخوفا منه تكرهه تمقته تخافه وهو مستمر بالالتصاق بها كالعلكة صعب التخلص منه، ترقرقت دمعتين في عينيها تنظر له بمقت شديد:
, بكرهك.
,
, مد يده ممسكا بخصلة ناعمة من شعرها الطويل الناعم كشلالات من الشكولاتة الذائبة، ابتسم بثقة يحرك رأسه إيجابا:
, عارف انك بتكرهيني بس وعد مني اني هخليكي مش تحبيني لاء، تعشقيني، تعشقي كلامي صوتي لمستي، وعد من زيدان الحديدي وأنا عمري ما اكسر وعدي يا بنت خالي.
,
, اشتعلت عينيها غضبا لتدفعه في صدره بقوة تركض لخارج الغرفة تشتمه في نفسها بكل أصناف السباب التي تعرفها، سمعت صوت دقات على باب المنزل اتجهت سريعا تفتح الباب لتنفرج قسماتها فرحا صرخت بسعادة تتعلق برقبة الواقف:
, جااااااسر وحشتني اوووي اوووي يا جوجو
, ضحك ذلك الوسيم الواقف ليطوقها بين ذراعيه برفق يرفعها قليلا عن الارض يغمغم من بين ضحكاته القصيرة:
, - يا بت يخربيت دا دلع مهبب.
,
, « جاسر رشيد راشد الشريف، مهندس زراعي في منتصف العشرينات، ذراع والده الأيمن يعتمد عليه في كل شئ تقريبا، هو ولينا أخوه من الرضاعة، طويل القامة ملامحه شرقيه أصيلة بشرة قمحية اصطبغت بأشعة الشمس عيناه سوداء، شعره اسود كثيف، »
, جذبت ضحكاتها ونغمات صوتها قلب زيدان فخرج ليري ما يحدث، قلب عينيه بضجر يتمتم في نفسه حانقا:.
,
, -أستاذ سماجة جه، شوف متشعلقة في رقبته ازاي، طب ما أنا كمان عندي رقبة ما تتشعلق فيا٣ نقطة
, انتبه جاسر لوجود زيدان، ليلف ذراعه حول كتفي لينا يتحرك بها ناحيته مد يده اليمني يصافح زيدان بابتسامة واسعة بشوشة:
, - اهلا ازيك يا زيدان عاش من شافك يا جدع، اخبارك ايه
, اجبر شفتيه على رسم بسمة بسيطة متكلفة يتمتم بكلمة واحدة فقط:
, - كويس
, لم يضايق رد فعله جاسر بطيبعته المتسامحة البشوشة، ليكمل ضاحكا في مرح:.
,
, - ايه يا عم زيدان مالك مش طايقني كدة، دا المثل بيقولك غديني ولا تلاقيني يا جدع٣ نقطة
, تغاضي زيدان عن مزحة جاسر السخيفة ولم يعلق عليها بل دس يديه في جيبي بنطاله ينظر لكلا من لينا وجاسر معا ليلتوي جانب فمه بابتسامة صغيرة ماكرة:
, - ومش هطيقك ليه يعني دا أنت اخو مراتي وخال العيال.
,
, في الاعلي، فتح باب الغرفة تبحث عينيه عنها بشوق هنا وهناك ولكن للأسف لا أثر لها، صوت تدفق مياه المرحاض أخبره بمكانها، تهاوي على الفراش يخلع حذائه يليها سترة حلته، لينفتح باب المرحاض وتخرج هي في تلك اللحظة، متردية ذلك المئزر الأبيض القطني الخاص بها تلف شعرها بمنشفه بيضاء كبيرة ابتسمت برقة ما أن رأته لتقترب من مرآه الزينة أزاحت المنشفة من فوق شعرها تحركه برفق ليتطاير منه الماء بينما ابتسم هو في خبث ليقترب منها يدندن بصوت عالي:.
,
, - يا خارجة من باب الحمام وكل خد عليه خوخه
, ضحكت عاليا بدلال لتلتفت له تعبث في رابطة عنقه تهتف من بين ضحكاتها:
, - يا قديم الناس دلوقتي بتغني إنجلش وانت تقولي يا خارجة من باب الحمام
, قرص وجنتها برفق يغمز لها بطرف عينه اليسري يغني وهو يضحك:
, - طب يا خارجة من باب ال bathroom وكل cheek عليه خوخة.
,
, نظرت له بذهول للحظات لتنفجر في الضحك، حقا ذلك الرجل سيصيبها بالجنون بأفعاله الصيبيانية هذه، ادمعت عينيها من شدة الضحك تشعر بعضلات فمها تتشنج بصعوبة بدأت تهدئ لتهتف من بين ضحكاتها المتقطعة: - مش معقول يا خالد ما تكبرش ابدا على الجنان دا
, تجهمت ملامحه بضيق حقيقي تلك المرة ليمد يده يقرص وجنتها بعنف رقيق قائلا بغيظ:
, - لينا مش حاجة لذيذة انك تفكري الواحد كل شوية أنه كبر ماشي يا حبيبتي.
,
, ختم كلامه بصفعه خفيفة من يده على رقبتها من الخلف، نفخت خديها بغيظ على اثرها لتشهر سبابتها امام وجهه احتقن وجهها بغيظ تهتف بحدة:
, - قولتلك ألف مرة ما تضربينش على قفايا والا
, صمتت حينما اقترب منها محطما بخطواته مساحتها الشخصية رفع حاجبه الايسر يبتسم بشر متمتا بتهكم:
, - والا ايه يا ست لينا
, ابتسمت ببلاهة تبحث بعينيها عن اي شئ حولها تحاول تهديده به، صدقا لم تجد ما تقوله، لتعاود النظر له تبتسم باتساع:.
,
, - ايه يا لودي يا حبيبي مالك قفوش كدة وبعدين مين دا اللي كبر دا أنت شيخ الشباب يا راجل
, ابتسم في خبث وعقله يدور في محور أفكار غير بريئة بالمرة، ما كاد يقترب منها خطوة يحاصرها بذراعيه ليصدح من الأسفل اصوات صرخات وشجار عالي، احتدت عينيه بغضب، بينما أصفر وجه لينا خوفا من تلك الأصوات، لتنظر لخالد تصيح بلهفة أم خائفة:
, - خالد شوف ايه بيحصل تحت وأنا هغير هدومي واحصلك.
,
, قالتها لتهرع إلى غرفة الملابس بينما خرج هو من الغرفة غاضبا متجها إلى اسفل يتمتم في نفسه بحنق:
, - أنا نزلكوا يا ولاد الكلب مش عارف استفرد بالبت شوية
, اقترب منهم ليجد ابنته تتمسك في ذراع جاسر بقوة تنظر لزيدان بكره تصيح فيه:
, - هي مين دي اللي مراتك يا حيوان يا مجنون أنت
, ليصيح جاسر فيها بحدة:
, - لينا عيب اللي بتقوليه دا
, بينما ابتسم زيدان ساخرا ينظر للينا نظرات ثاقبة واثقة:.
,
, - عيب يا بنت خالي أنا مش هحاسبك على قلة ادبك دي عشان انتي لسه مش مراتي
, اتسعت عيني لينا بفزع تصرخ بجنون:
, - ولا عمري هكون إنت، أنا مستحيل اتجوزك لو فيها
, صمتوا، صمت قوي طغي على ثلاثتهم حينما زمجر هو غاضبا:
, - بسس أنت وهو وهي انتوا واقفين في سوق.
,
, اقترب منهم ينظر لهم شرزا، لتترك لينا ذراع جاسر وتندفع ناحية أبيها تختبئ في صدره ترتجف بعنف ليرفع خالد يده يحاوط ابنته برفق ينظر للشابين أمامه بحدة يحاول ان يهدئ حتى لا يخيفها:
, - في إيه البهوات كانوا بيتخانقوا ليه
, تدخل جاسر سريعا محاولا فض ذلك النقاش الحاد، ابتسم يهتف على عجل:
, - ما فيش يا عمي دا مجرد سوء تفاهم مش اكتر.
,
, خرجت من بين أحضان والدها الحامية لها، لتقف بالقرب منه تستمد منه القوة، الأمان، لا تخاف من زيدان وهو موجود، نظرت ناحية زيدان تصيح بكل الكره المطبق على خلجات قلبها:
, - لا مش سوء تفاهم، مش سوء تفاهم ابدا
, رفعت يدها المرتجفة تشير بسبابتها ناحية زيدان تصرخ بكره:.
,
, - مراته عايزني ابقي مرااااته مش ممكن يحصل، مستحيل، أنت فاهم، أنا مش ممكن في يوم اربط حياتي معاك، أنت أكتر إنسان أنا بكرهه، أنت ايييه يا أخي معاندكش ددمم، فارض نفسك على حياتي غصب عني، بقولك بكرهك ما بطيقش أشوف وشك، سيبني في حالي بقي ابعد عني اخرج من حياتي، اعمل إيه عشان اخلص منك يااارب تموت يا رب ولا تغور في داهية تاخدك، أنت فاكر نفسك ايه، انا بكرهك وهفضل اكرهك لحد ما اموت، كفاية اللي عملته فيا زمان، كفاية، ما حدش مصدقني ما حدش عايز يصدقني، كلهم مصداقينك أنت، أنا بس اللي عرفاك على حقيقتك، أخرج برة اطلع برة.
,
, جذب خالد يدها بعنف لتقترب منه تنظر له تبكي بعنف بينما ينظر لها هو له بغضب يتأجج في مقلتيه صاح فيها غاضبا:
, - أنتي اتجننتي ايه اللي انتي بتقوليه دا، اعتذري حالا
, نفضت يدها من يده بعنف تحرك رأسها نفيا بقوة تصرخ غاضبة:
, - لاااااا مش هعتذر، طلعه برة، طلعه برة بيتنا وحياتنا بقي٣ نقطة
,
, انتي قليلة الأدب، صرخ بها خالد بعنف ليرفع يدها هوي بها بقوة ليسمع صدي صفعة عنيفة دوت في ارجاء المكان ليطغي بعدها صمت مطبق، لينا تقف تنظر لزيدان بذهول في لحظة وجدته يدفعها من امام أبيها ليتلقي هو تلك الصفعة القاسية بدلا عنها، ظل واقفا بثبات لم يهتز له جفن، فقط نظرة لخالد يهتف بهدوء:
, - ما تضربهاش، أنت عمرك ما عملتها، ومش هتعملها دلوقتي حتى لو عشاني.
,
, التفت للينا بعد ذلك ينظر لها بألم تجسد في حدقتيه وقلبه يغلي كمرجل مارد من نار يسيطر عليه بمعجزة، ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيه يهتف بهدوء:
, - أنا ماشي يا بنت خالي، بس انسي أن أنا أخرج من حياتك، انا اتعذبت كتير في حياتي، وأنا للأسف ولحظك الوحش، بعتبرك هديتي اللي هتعوضني عن كل اللي شوفته في حياتي، فمعلش بقي مش هتعرفي تخلصي مني يا مراتي، عن اذنكوا.
,
, تركهم ورحل بهدوء، اقترب خالد من ابنته يقبض على ذراعيها بقوة يهزها بعنف صائحا فيها:
, - انتي إيه اللي جرالك، أنا حاسس إني واقف قدام واحدة تانية مش لينا بنتي ابدا
, اقترب جاسر منهم سريعا يحاول تخليص لينا من يد والدها يهتف بلهفة:
, - يا عمي خلاص حصل خير، هي غلطت وهتعتذر
, نظر له خالد بحدة يزجره بنظراته المشتعلة القوية:
, - ابعد يا جاسر، ما تدافعش عنها أنا اللي دلعتها زيادة عن اللزوم.
,
, عاود النظر لها ليرتجف قلبه خوفا على طفلته، هاله وجهها الأحمر الباكي شهقاتها الخفيضة المكتومة جسدها الذي بدأ في الارتجاف بعنف كادت تهوي ارضا من بين ليسرع يلتقطها بين أحضانه يعانقها برفق لتتسمك به بقوة تهمس باكية من بين شهقاتها العنيفة:
, - أنا آسفة يا بابا، آسفة، عشان خاطري لو بتحبني ابعده عن حياتي، أنا ما بحبوش بكرهه بخاف منه، كفاية اللي عمله فيا، أنت ليه مش مصدقني.
,
, ابعدها عنه يمسح دموعها بكفي يده بخفة، حرك رأسه نفيا يهتف بحزم:
, - زيدان ما عملكيش حاجة، زيدان كان معايا، زيدان مستحيل يأذيكي، لو مش هبقي ببالغ اقولك أنه بيخاف عليكي أكتر مني، واللي انتي قولتيه دا يجرح كرامة اي راجل، وهتعتذري عليه يا لينا، هتروحي لزيدان تعتذرليه
, اتسعت عينيها فزعا تحرك رأسها نفيا بعنف ليشهر خالد سبابته أمام وجهها يهتف بنبرة قاطعة:.
,
, - آخر ما عندي يا بنت السويسي هتيجي معايا بكرة الشغل وهتعتذري لزيدان بكل أدب عن قلة الأدب اللي حصلت من شوية، يا أما هيبقي فيه معاملة تانية خالص يا لينا، واضح اني دلعتك زيادة عن اللزوم
, ابتعدت عن والدها لتقف جوار جاسر تنظر له تتوسله بنظراته أن ينقذها من ذلك الموقف ليرفع الاخير كتفيه ينظر لها بهدوء:
, - بتبصيلي ليه عمي عنده حق انتي غلطي فيه جامد بصراحة، ورغم كدة ما استحملش أنك تتضربي وخد القلم عنك٣ نقطة
,
, بلعت لعابها بتوتر وعقلها يدور في محور فكرة واحدة أن ذهبت مع ابيها غدا لن تستطيع الذهاب إلى الجامعة لن تري معاذ ليومين، رفعت وجهها تنظر سريعا لوالدها تهتف بتوتر:
, - ما هو يا بابا اصلي عندي محاضرة بكرة مهمة جدا، كفاية اني ما روحتش النهاردة
, وضع يده اليسري على خاصرته، بينما التقط باليمني هاتفه الجوال يعبث فيه لحظات وبدأ يتحدث بصوت مرتفع قليلا يقرأ ما أرسل إليه:.
,
, -خالد باشا أنا آسف لازعاج سيادتك، أنا حبيت بس ابلغ بس حضرتك أن عندي بكرة مؤتمر طبي مهم، ومش هقدر ادي محاضرة بكرة، الكلية نزلت اعتذار بس أنا قولت لازم أبلغ حضرتك، دكتور علاء
, رفع وجهه عن الهاتف يبتسم ساخرا:
, - ما فيش محاضرة مهمة، خدي جاسر واسبقوني عشان ناكل، وبكرة بدري تكوني جاهزة عشان هتيجي معايا
, حركت رأسها إيجابا بطاعة لتتحرك بصحبة اخيها متجهه إلى غرفة الطعام، تفكر في حل ليخرجها من تلك الورطة.
,
, يقود سيارته بأسرع ما يكون، كلماتها كالخناجر كل نصل يطعن فيه بلا هوداة كبريائه كرامته سحقتهم بكلماتها السامة، تكرهه وهو يعشقها، تخافه وهو فقط يود أن يشعر بالأمان بين دفئ ذراعيها، ولكن لا وألف لا لن يتركها لن يتخلي عنها، هي ملكه
, غنيمة حربه مع الحياة، حربه اثخنت جسده بالطعنات ليفوز بها في النهاية لن يتركها بتلك السهولة، هو فقط ينتظر الفرصة ليسترد غنيمه قصرا من بين مخالب الحياة.
,
, شعر بالاختناق حرارة لاهبة تحتاج جسده غاضبا لأبعد حد، التقط هاتفه سريعا يطلب ذلك الرقم، وضعه الهاتف امامه بعدما فتح مكبر الصوت لحظات وسمع صوت صديقه يصيح عاليا بمرحه المعتاد:
, - ازوز وحشني يا جدع فينك
, ارتسمت شبح ابتسامة على شفتيه ليزفر بحرقه متنهدا بألم:
, - أنا مخنوق يا حسام
, زفر حسام بغيظ من أفعال صديقه، يهلك نفسه بحب من طرف واحد، ليهتف بحنق:.
,
, - يا عم ما أنا قولتلك سيبك من البت البومة دي البنات على قفي من يشيل٣ نقطة
, شد زيدان على أسنانه بغيظ يصيح في حسام بحدة:
, - وأنا قولتلك ميت مرة بطل تقول عليها بومة يا حيوان، اخلص أنت في المستشفى ولا روحت
, قلد حسام صوت انثوي مضحك رفيع:
, - آه يا بيبي أنا لسه في المستشفى عايز تيجي تكشف
, كبح زيدان ضحكاته بصعوبة هاتفا بحدة مفزعة:
, - دا أنا هاجي اكشف عليك بصوتك دا، استناني يا حيوان
, ليصيح حسام بفزع:.
,
, - لا يا زيدان ورحمة ابوك المشرحة ما فيهاش مكان، استني لما تفضي طيب، الو زيدان
, اغلق الخط في وجه صديقه ليطلق لضحكاته العنان، حسام الوحيد القادر على تغيير حالته مهما كانت.
,
, اغلق الخط ينظر لهاتفه يتنهد يأسا على حال صديقه المقرب، عشقه لتلك الفتاة من طرف واحد يهلكه يقتله يفتت شرايين قلبه ببطئ، كم مرة أخبره أن يبتعد عنها، يتركها سيجد من تبادله عشقه الكبير ولكنه دائما ما يرفض بجملة واحدة
, « لينا دي غنيمة حربي مع الدنيا، أنا شوفت كتير اوي ومش مستعد اتنازل عنها مهما كان ».
,
, اغمض عينيه يزفر بحرقة غنيمة عصية لا تلين لا قلب لها من الأساس أن كانت تملك واحدا لشعرت بذلك العشق الجارف الذي يفيض عليها من
, ناحية صديقه، اجفل على صوت دقات تليها دخول الممرضة تهتف مبتسمة:
, - دكتور حسام ادخل لحضرتك الكشف اللي بعده.
,
, حرك رأسه ايجابا يبتسم بهدوء، لتخرج الممرضة ومن ثم دخلت سيدة تقريبا في منتصف العشرينات يظهر من بطنها المنتفخ انها في شهور حملها الأخيرة، ترافقها سيدة عجوز متشحة بالسواد ذكرته بتلك الممثلة في أحدي المسلسلات الصعيدية التي تشاهدها والدتها باستمرار، حمحم يبتسم بهدوء:
, - اتفضلوا اقعدوا٣ نقطة
,
, اخذ ملف حالة المريضة وبدأ يفحصه، بدقة قبل أن يجري فحصه عليها يسألها بعض الأسئلة الطبية المعتادة، ليجذب انتباهه صوت تلك السيدة العجوز تهتف متهكمة:
, - تخيل يا دكتور إن الهانم عايزة تعمل استشوار على بطنها
, حرك رأسه نفيا بالتأكيد سمع الكلمة خطأ، قطب ما بين حاجبيه ينظر للمريضة باستنكار:
, - لاء حضرتك هنا عيادة دكتور نسا مش كوافير لولو للسيدات، وبعدين استشوار ايه اللي على بطنك.
,
, ابتسمت المريضة بتوتر، أصفر وجهها حرجا لتهتف سريعا تصحح ما قالته تلك السيدة للتو:
, - هي قصدها سونار يا دكتور
, نظر للسيدة يهتف بهدوء:
, - طب وفيها يا حجة مش عشان نعرف نوع الجنين ايه
, لوت السيدة شفتيها متهكمة تتشدق ساخرة:
, - وانت بقي يا حبة عيني محتاج تعمل البتاع دا هو عشان تعرف ولد ولا بت، فين إيان دكاترة زمان كان يبص في وش الواحدة كدة يعرف هي حامل في ولد ولا بنت ولا٣ نقطة
, قاطعها حسام يضرب كف فوق آخر يضحك ساخرا:.
,
, - ولا ايه، ما هو يا ولد يا بنت، ما فيش نوع تالت نزل السوق، إسألي حتى الدكاترة بتوع زمان، ما كنوش بيخلفوا كلاب لولو و****
, ابتسمت السيدة باصفرار يبدو أن مزحة حسام لم تعجبها لتهتف بثقة:
, - على فكرة بقي هي حامل في بت باين اوي من منخيرها
, لا يعرف ولكنه وجد نفسه يتحسس أنفه ليضحك ساخرا على حاله، مقررا مجاراة تلك السيدة الغريبة هتف ساخرا:.
,
, - لاء مش فاهم لمؤخذة هي اللي حامل في بنت بتبقي مناخيرها بفتحة واحدة مش فتحتين زي مناخيرنا عادي
, رفعت تلك السيدة يدها تمسك بيها أنف ابنتها من اعلي تبتسم بثقة لا يعرف من أين تأتي بها:
, - انت مش شايف مناخيرها كبيرة ومكعبرة ازاي واكلة وشها كله، تبقي حامل في بت، اصل البت بتبقي مكسوفة حتى وهي في بطن امها ما بترضاش حد يشوفها عشان كدة الدكاترة بيعرفوا انها بت من مناخير امها.
,
, بسط راحة يده أسفل ذقنه النامية يستند بمرفقه على سطح المكتب ابتسم بخمول متمتما:
, - مش حقيقي يا حجة، عشان الكشف اللي قدامك كانت المدام حامل في بنت وظهرت في السونار عادي
, شهقت تلك السيدة بحدة تهتف سريعا تدافع عن شرف طفلتهم التي لم تولد بعد:
, - دول بنات الناس التانية، إنما احنا بناتنا مؤدبين متربين
, ضيق عينيه يرفع حاجبه الأيسر ينظر لها بذهول تلك السيدة من كوكب آخر ابتسم يغمغم ساخرا:.
,
, - انت تبع حزب ما فيش بنت محترمة بتنزل من بطنها عريانة صح
, بصعوبة انتهي من ذلك الكشف العجيب، ليتهاوي على كرسيه الصغير اسند رأسه لحافة المقعد الخلفية اغمض عينيه يبتسم كلما تذكر
, تعليقات تلك السيدة الغريبة، ليسمع صوت باب الغرفة يفتح تليها خطوات قادمة ناحيته، ابتسم يهتف ساخرا ؛
, - طب خبط على الباب، عبرني قدرني اديني برستيجي أنا دكتور هنا
, سمع صوت صديقه يهتف ساخرا:
, - دكتور على نفسك يا حيوان، قولي خلصت ولا لسه.
,
, اعتدل في جلسته يستند بمرفقيه على سطح المكتب حرك رأسه ايجابا قائلا:
, - آه، آخر حالة خرجت قبل ما تدخل على طول، قولي بقي مالك، ست الحسن والجمال عملتلك ايه
, حدجه زيدان بنظرة نارية حادة مشتعلة ليزمجر غاضبا من بين اسنانه المنقبضة:
, - حسام
, رفع كفيه كعلامة استسلام يضحك بشدة يحاول ان يتحدث من بين ضحكاته:
, - خلاص يا عم بهزر معاك
, حمحم بهدوء يحاول استعادة جديته مكملا:
, -ايه اللي حصل.
,
, اغمض عينيه يشد على قبضتيه بعنف كلمة واحدة همست بها شفتيه، كلمة خرجت كشطية حرب ادمت قلبه:
, - بتكرهني
, اراد صديقه أن يضحك ساخرا ويخبره ما الجديد فهي دائما كذلك ودّ لو يصرخ في وجهه ويخبره ان يتوقف عن استنزاف روحه، تنهد بألم يحاول الابتسام يهتف بهدوء كلمات رزينة عقلانية:
, - طب خلينا نتكلم بالعقل، هي دلوقتي مش بتحبك هتعمل ايه.
,
, حرك رأسه نفيا بعنف قلبه وعقله يعلمان بكرهها له، كم مرة صرخ فيها عقله ان يبتعد عنها ولكن قلبه يرفض ويتمسك ويقاوم ويتعذب هو تنهد بيأس يخفي وجهه بين كفيه:
, - مش مهم، مش مهم تحبني، أنا بحبها أنا هعرف اخليها تحبني، أنا بس عايز فرصة واهي قربت، فاضل ايام بسيطة وتبقي بين ايديا.
,
, زفر حسام بغيظ من حال صديقه الذي يذكره بتلك المسرحية المأساوية مجنون ليلي، التي انتهت بموت البطل والبطلة، نظر له بغيظ يهتف بحدة طفيفة:
, - يا ابني افرض أنها بتحب واحد تاني، هترضي على نفسك تتجوز واحدة قلبها مع غيرك.
,
, ازاح يديه من على وجهه ينظر للفراغ بصدمة عينيه ساخطتين بذهول وكلمة واحدة تتردد داخل كيانه كله، تحب غيره، بدأ عقله بسرعة يجمع الأحداث السابقة يدور في محور فكرة تحب غيره، هب يقف سريعا ليتجه إلى خارج الغرفة يهتف على عجل:
, - حسام أنا لازم امشي هكلمك بعدين، سلام
, تنهد حسام يأسا يودعه:
, - سلام يا صاحبي.
,
, في فيلا خالد السويسي.
,
, على طاولة الطعام يجلس كلا من خالد ولينا وحسام ولينا الصغيرة، يأكلون بصمت لا أحد منهم ينطق بحرف، نظر خالد ناحية لينا يطالعها بنظرات قلقة خوفا عليها ليمد يده يربط على كف يدها الموضوع على الطاولة برفق رفعت وجهها له تبتسم بشحوب ليبادلها بابتسامة صغيرة مطمئنة، يحاول فقط أن يخبرها أن كل شئ سيصبح على ما يرام، يتذكر حالتها قبل قليل، اتجه جاسر ولينا إلى غرفة الطعام ليصعد هو باحثا عنها تعجب كثيرا من تأخرها اصوات الشجار كفيلة بأن تجعلها تهرع إليهم، دخل إلى الغرفة ليجدها تقف في شرفة غرفتهم الخاصة تنظر لسيارة زيدان وهي تغادر الفيلا تبكي بصمت، اقترب منها إلى بات خلفها مباشرة ينظر لحالها بأسي فما كان منها الا أن ارتمت في صدره تنشد منه الأمان تمسكت بقميصه بقوة تشهق باكية بعنف:.
,
, -ما قدرتش انزل يا خالد، و**** ما قدرت، ما كنتش هقدر اشوف ولادي الاتنين وهما بيتخانقوا بالشكل دا، ما كنتش عارفة هراضي مين لينا ولا زيدان..
, رفع يده يربط على رأسها برفق يغمغم بهدوء يطمئنها:
, - كل حاجة هتبقي كويسة ما تشليش هم حاجة انتي بس وكله هيبقي تمام
, عاد من شروده يبتسم في وجهه يحرك شفتيه يخبرها دون صوت « كله هيبقي كويس »
, فهمت اشارته لتبتسم تحرك رأسها إيجابا.
,
, توجهه بانظاره ناحية جاسر الذي يشاكس لينا يحاول إخراجها من حزنها ليهتف بهدوء:
, -اخبار رشيد ايه يا جاسر
, نظر جاسر له يبتسم باتساع يحرك رأسه إيجابا:
, - الحمد *** كويس
, وضع خالد معلقة الطعام من يده ينظر له بتجهم يتمتم فجاءة برود:
, - وأنت عرفت ازاي أنه كويس وأنت بقالك شهر ما بتنزلش البلد، لاء وفوق كدة بقالك اسبوعين ما بتروحش الارض غير ساعة كل كام يوم، البيه بيروح فين.
,
, بلع الأخير لعابه بتوتر يترك معلقة الطعام من يده يحاول أن يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه:
, - هكون بروح فين يعني، هو أنا لازم ابات في الأرض 24 ساعة أنا بتابع كل صغيرة وكبيرة فيها، الوقت التاني دا بتاعي اعمل فيه اللي أنا عايزه٣ نقطة
, اخترز خالد انفعالته بنظراته الهادئة جاسر يكذب يخبئ شيئا ما يحاول مداراته، حك ذقنه باصبعيه السبابة والابهام يبتسم بمكر قائلا:
, - ابوك بيتشكيلي منك.
,
, وكما توقع تماما، هب جاسر واقفا كمن لدغه عقرب يصيح بانفعال:
, - بيشتكي مني، بعد كل اللي عملته عشانه بيشتكي مني، حلمي اللي سيبتي، دراستي اللي بكرهها، شغلي في الأرض اللي مش بطيقه شغال مرمطون تحت رحمة رشيد بيه وفي الآخر بيشتكي مني، ايييه عايزني عبد ليه
, بسط خالد كف راحة يده أسفل ذقنه يستند بمرفقه على سطح الطاولة يتمتم ساخرا:.
,
, - خلصت خلاص، تتفضل بقي تقعد بدل ما اقوم اطبطب بايدي على وشك، نظام خدوهم بالصوت اللي عملته دا مش عليا يا ابن رشيد أنت عشت معايا أكتر ما عشت مع ابوك وعارفك كويس، فاحسنلك تتعدل عشان أنا لو حبيت اعرف انت بتعمل إيه هعدلك انفاسك مش بس خطواتك، ودا اعتبره تحذير
, انتقل بمقلتيه لابنته يكمل بابتسامته الساخرة:
, - والاستاذة تطلع تنام بدري عشان هنروح بكرة الإدارة٣ نقطة
, نظر جاسر إلى لينا كل منهما يفكر في القادم.
,
, هتف جاسر في نفسه بحزم:
, - أنا لازم اخد بالي كويس مش لازم حد يعرف حاجة٣ نقطة
, اما لينا كانت تحترق غيظا تهتف في نفسها:
, - اووووف بقي اوف سي زفت وقرف سي زفت.
,
, في مكتب عمر.
,
, بعد ساعات طوال من مناقشة الصفقة بنسبة خمسة في المئة والحديث عن اي شئ آخر بقية الوقت، انسجم عمر كثيرا مع ناردين وجد فيها ما يفتقده في تالا، تحادثه، تضحك على مزاحاته السخيفة، تنظر له وهو يتحدث كأنه يفعل شيئا هاما لا فقط يتحدث، اتسعت ابتسامته ينظر لها، بينما وقفت هي من مكانها التفت حول مكتبه تقف جواره بحجة أنه تشرح له احد بنود العقد، ما ان اقتربت منه اخترق أنفه رائحة عطرها المسكرة ليشعر برأسه يثقل ودقات قلبه تتسارع، هي تتحدث وتشرح وهو فقط ينظر لها يبتسم كالابلة، فاق على يدها التي امتدت امام وجهه تشير إلى تلك الصورة الصغيرة تهتف باسمة:.
,
, - دول بناتك
, نظر للصورة الصغيرة ليبتسم بحزن يحرك رأسه إيجابا، لتلقط هي الصورة تتفحصها تبتسم برقة وهي تقول:
, - عسولات اوي، أشارت لصورة سارين تهتف:
, دي شبهك اكتر حتى لو عينيك
, وضعت الصورة مكانها لتقترب منه قليلا تبتسم بجراءة تهمس بنعومة:
, - تعرف أن الرجالة اللي لون عينيهم بيبقي غامق زي عينيك كدة بتبقي ليهم جاذبية خاصة مستحيل تبقي عند اي حد غيرهم.
,
, بلع لعابه بصعوبة وناقوس الخطر يدق في عقله وشيطانين الانس والجن جميعا تقف جواره الآن تدفعه لأن يقترب منها، وهو اقترب كثيرا كاد بشفتيه ان يقبل جمر النار لتقع عينيه على تلك الصورة الصغيرة ليبتعد عنها سريعا يضع يديه على رأسه يشد على شعره بعنف يلهث بقوة بينما تقف هي خلفه تبتسم بخبث قريبا ستحقق ما تريد.
,
, جلست سارة على فراشها تلعب في هاتفها، هو منفذها الوحيد لتهرب من شجارات والديها انغمست في عالم الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، كانت كعادتها حزينة شاردة تفكر بيأس في حالها، تتمني لو تهرب بعيدا، ولكنها أضعف من أن تفعل ذلك زفرت بضعف لتشعر باهتزاز الهاتف في يدها، وصلتها رسالة من شخص يدعي تامر، فضول ليس أكثر من فضول فتحت الرسالة لتجد فيها.
,
, « شكلك حزينة، كلامك كله دموع، اتمني لو اقدر اخفف حزنك، لو حابة تحكي تفضفضي انا مستعد اسمعك، وصدقيني هحاول اساعدك على قد ما اقدر، هحاول أكون صديق و سند ليكي لو مش حابة ولا كأنك شوفتي حاجة ».
,
, بلعت لعابها بقلق دقات قلبها تقرع بعنف كالناقوص، سند!، صديق يسمع، اغمضت عينيها بتوتر تعض على اناملها بعنف تتذكر تحذيرات والدتها بألا تحادث اي غريب على تلك الصفحات، وبحركة طائشة غير محسوبة وجدت نفسها ترد الرسالة
, « أنا سارة، » وصمتت لم تجد ما تقوله، فقط كلمة واحدة فتحت بها ابواب سد لطوفان سيجرفها في طريقه.
,
, في صباح اليوم التالي، صباح يوم جديد استيقظت تلك الصغيرة على مضض حتى لا يغضب والدها منها تود حرق نفسها حية بدلا من أن تذهب وتعتذر له يكفي انها لن تري معاذ اليوم ايضا بسببه، بدلت ثيابها إلى بنطال ازرق من خامة الجينز وتيشرت أسود طويل باكمام، وحذاء رياضي أسود، عقدت شعرها كديل حصان، نزلت لأسفل تمشي بضجر تتمني لو تسقط من فوق السلم وجدت والدها يقف في الأسفل ينظر إلى ساعته بضجر ليهتف بضيق ما رآها:.
,
, - سنة يا لوليتا يلا يا ماما مستعجل
, تحركت خلف والدها بهدوء وطاعة لم تنطق بكلمة واحدة تتمني فقط حينما تصل ان تتلقي خبر موته قتيلا والا تعتذر له، وصلت السيارة إلى المكان المنشود لينزل الحرس اولا يفتح لها ولوالدها ابواب السيارة باحترام.
,
, يجلس على كرسي مكتبه في غرفة كبيرة يتشاركها هو واربعة من زملائه ولأنه يكره المشاركة ويعشق العزلة، يجلس منفردا بعيدا في احد زوايا الغرفة البعيدة لا يود الاحتكاك بهم بأي شكل كان، يفكر كلام حسام يتردد داخل عقله، هل ممكن بالفعل أن يكون غيره يشغل عقلها وقلبها، مجرد الفكرة تشعره بنيران تحرق اوصاله، تؤجج قلبه، تنهد يحاول التركيز في الاوراق امامه ليجذب انتباهه صوت احد زملائه يهتف بوله:.
,
, - خالد باشا داخل معه حتة مزة صاروخ ارض جو، حاجة كدة من بتوع شرق أوروبا
, رفع وجهه ينظر لزميله، وعقله ينفي فكرة وجودها هنا، قام من مكانه ينظر من نافذة غرفتهم ليري خالد بصحبه لينا ابنته، التي تمشي بهدوء نظر لملابسها لم يكن بها شئ لافت واسعة طويلة تغطيها بالكامل حتى بنطالها متسع للغاية، احمرت عينيه بلهيب جمر مشتعل يلتفت برأسه بذلك الذي طلب الموت يبتسم بشر يكور قبضته متجها إليه.

الجزء الرابع


توجهت مع والدها إلى غرفة مكتبه تنظر حولها بإنبهار شديد، والدها شخصية مهمة وهي تعرف ذلك الجميع يحيه بمنتهي الاحترام، يشمي بهيبة تطغي على المكان تشعر بهالة من القوة تحيط به تشعر بها تحميها وهي بجانبه لذلك تحرص دوما على أن تبقي جانبه خاصة خارج المنزل٣ نقطة
, دخلت خلفه إلى غرفة مكتبه، ليجلس والدها على كرسي مكتبه وهي تجلس على الكرسي المقابل له تفرك يديها بتوتر تنظر أرضا لتسمعه يضحك بصخب:.
,
, - ايه يا لوليتا مالك انتي متهمة يا حبيبتي
, ابتسمت ابتسامة خافتة هادئة، لحظات وفُتح باب المكتب وسمعت ذلك الصوت يهتف بترحاب:
, - يا اهلا يا اهلا لوليتا عندنا دي الإدارة كلها نورت
, رفعت وجهها تبتسم باتساع لتقم من مكانها تعانق ذلك القادم، عانقها برفق ابعدها عنه يقرص خدها برفق:
, - عاملة ايه يا زئردة
, قطبت جبينها مغتاظطة لتنفخ خدها رفعت سبابتها أمام وجهه تهتف بثقة:
, - على فكرة بقي أنا طويلة أطول من ماما حتى.
,
, التفتا معا إلى خالد حينما هتف ساخرا:
, - شكلي حلو وأنا قاعد كيس رز كدة صح
, ضحك محمد بصخب ليلف ذراعه حول كتف لينا يتقدم بها ناحية المكتب:
, - جري ايه يا عم أنا عمها، يعني محرم ما تقلقش
, جلست لينا على مقعدها ليشد محمد مقعدا يجلس جوارها٣ نقطة
, ابتسم خالد ابتسامة صفراء سخيفة يهتف بتهكم:
, - طول عمري بقول عليك عسل أسود، هستني ايه من واحد مسمي ابنه فراس يعني.
,
, تنهد محمد بسأم متذكرا افعال ابنه التي على وشك أن تطيح بالجزء المتبقي من عقله ليزفر بحنق:
, - اسكت دا هيجنني لا بيذاكر ولا بينيل، كل ما اشوفه الاقيه بيلعب، تخيل تقوم مفزوع بليل على صوت ابنك بيصرخ، الحقوني هموت، قومت اجري زي المجنون الاقيه بيلعب pubge ولا مش عارف اسمها ايه، لاء وبيقولي بكل براءة مساء الخير يا بابا ايه اللي صحي حضرتك
, لتتدخل لينا في الحوار تهتف بضيق:.
,
, - على فكرة يا عمو ابنك استغلالي عشان أنا قولتله يعلمني العبها ازاي، قالي هاتي ميت ناقة حمرا وأنا اعلمك
, انفجر خالد في الضحك ينظر لصديقه ليشاركه هو الآخر في الضحك، هدأ قليلا ليهتف من بين ضحكاته المتقطعة:
, - عايزة ايه من واحد اسمه فراس يعني، دا جاي من الجاهلية عدل
, ليهتف محمد هو الآخر ضاحكا:
, - **** يسامحها امه هي اللي اختارت الاسم دا
, تجهم وجهه خالد يرفع حاجبه الايسر يناظر صديقه نظرات متهكمة ساخرة:.
,
, - واحنا من امتي بنمشي كلام الستات و**** عيب علينا
, اغلق الملف الموضوع امامه يمد يده به إلى صديقه يستعيد جديته في الحديث:
, - خد الملف دا خلاص خلص وابعتلي زيدان عشان عايزه
, حرك محمد رأسه إيجابا أخذ منه الملف ليودع لينا قام ليغادر ما أن فتح الباب حتى وجد أحد العساكر يندفع لداخل الغرفة يلهث بعنف يهتف بذعر:
, - الحقنا يا باشا زيدان باشا نازل طحن في واحد من زمايله وما حدش قادر يحوشه لا ظباط ولا عساكر.
,
, هب خالد واقفا يتوعد لزيدان في نفسه ليصيح في ابنته وهو يهرول لخارج الغرفة:
, - خليكي هنا ما تتحركيش.
,
, خرج خالد يركض وخلفه محمد وذلك الرجل لتقف هي وحيدة تنظر للغرفة الفارغة بقلق وحيدة بمفردها، ما إن طرأت الفكرة في رأسها تسارعت دقات قلبها بعنف تشعر برعشة مخيفة تسري في اوصالها، حركت رأسها نفيا بعنف تبلع لعابها بذعر لتفر لخارج الغرفة تنظر خلفها بذعر كأنها تهرب من وحش مخيف وقفت تنظر حولها يمينا ويسارا تبحث عن والدها وجدت مجموعة من الرجال يركضون في اتجاه واحد، ركضت خلفهم علها تجد والدها بينهم وصلت لباب غرفة سمعت صوت والدها قادما من الداخل، اقتربت سريعا من الغرفة لتجد والدها يحاول بعنف جذب زيدان من فوق ذلك الشاب، والأخير يرفض تماما يضربه بعنف مخيف٣ نقطة
,
, ليصرخ خالد بقوة افزعت الجميع:
, - زيدااااان
, ترك زيدان ذلك الفتي على مضض استقام واقفا لتفآجئه لكمة خالد العنيفة التي جعلته يترنح خطوتين للخلف، قبض خالد على تلابيب ملابسه من الامام يزمجر فيه:
, - إنت مش في سوق، ولا أنت بلطجي يا بيه، واللي عملته دا هتتحاسب عليه
, لفظه من يده بعنف ليهتف في الواقفين بحزم:
, - أنا مش عايز حد من الأوضة يلا كله على شغله، اللي كانوا في المكتب بس يفضلوا والباقي على شغلهم.
,
, سريعا بدأ الجميع بالانسحاب واخدوا معهم بقايا ذلك الشاب إلى عيادة الطبيب، وهي تقف مكانها تنظر لهم بذعر تحديدا لزيدان التي ما أن التقت عينيه بعينيها اخفض عينيه سريعا حتى لا يري نظرة الذعر التي نهشت فؤاده، خلي المكتب الا من اقل القليل، كانت تقف خلف الرجال تشاهد بذعر، والآن باتت ظاهرة بعد رحليهم، اقترب خالد منها يهمس لها بحدة:
, - هو أنا مش قولتلك خليكي في المكتب ما بتسمعيش الكلام ليه.
,
, لم يعطيها فرصة للرد جذب احد المقاعد يضعه جوارها، اشار للمقعد بعينيه يهمس بضيق:
, - اقعدي وما تتحركيش من مكانك
, حركت رأسها إيجابا سريعا تجلس على الكرسي تضم قدميها تقبض بيديها على اطراف الكرسي لا يهم، لا يهم اي شئ حتى لو غضب والدها منها المهم الآن انها بجانبه لن يؤذيها أحد٣ نقطة
, لن يحدث ما حدث لها قدميا مرة أخري
, اقترب خالد من مجموعة الرجال في الغرفة يقفون امامه مصطفين في خط واحد ليتحرك هو امامها يهتف بقوة:.
,
, - أنا عايز اعرف ايه اللي حصل من غير كذب، ما تنسوش إن في كاميرات اقدر اعرف ايه اللي حصل بس أنا عايز اعرف منكوا
, تقدم أحد الشباب خطوة واحدة حمحم بحرج يهتف بارتباك:
, - بصراحة يا باشا، حازم دخل المكتب، ويعني اااا، اصله يعني، اتكلم عن بنت حضرتك بطريقة مش كويسة
, بلع الشاب لعابه بذعر أمام تلك النظرة المرعبة التي احتلت عيني خالد، اقترب خالد منه يكاد ينفث نيران من أنفه:
, - عن بنتي!، قال ايه بقي.
,
, اختفت أنفاس الشاب من الخوف لينظر ارضا يحاول تجنب نظرات خالد المرعبة يهمس سريعا بارتباك:
, - بصراحة يعني هو قال عليها صاروخ وحلوة اوي وكلام كتير من النوعية دي زيدان سمعه ولقيناها مرة واحدة راح ماسكة من هدومه وقاله دي بنت خالي ونزل فيه ضرب.
,
, عاد خطوة يقف جوار زملائه بينما اشتعلت عيني خالد كجمر النار، كور قبضته يشد عليها بعنف حتى برزت عروقه النافرة تكاد تُسمع صوت فوران دمائه من الغضب، اقترب من زيدان، رفع يده يربط على وجهه بعنف:
, - اللي حصل دا لو اتكرر تاني هتبقي برة خالص، فاهمني طبعا، ومخصوملك شهر عشان تبقي تمد ايدك على زميلك تاني، مش انت اللي بتحاسب هنا يا بيه، خد ولينا واسبقوني على المكتب
, حرك رأسه ايجابا بهدوء ليرفع يده يؤدي التحية:.
,
, - حاضر يا افندم
, اتجه ناحية لينا لتنكمش في كرسيها تنظر له بذعر، ليقترب خالد منها يربط على كتفها برفق:
, - روحي معاه وأنا جاي وراكوا
, تركهم وغادر، لتقف من مكانها تمشي خلفه تحاول أن تكون بعيدة عنه قدر الامكان تنظر لظهره العريض وهو يتحرك أمامها يمشي بثبات
, لتقطب جبينها بتعجب ولمحة من الماضي تضئ امام عينيها، حركت رأسها نفيا تنفي من البداية دخولها في تلك الدوامة المخيفة من الأفكار التي لا تنتهي.
,
, اتجه خالد إلي عيادة الطبيب، ليجد ذلك الشاب المدعو حازم ممدا على السرير الطبي والطبيب يعمل بجد على مدواة جروحه
, ، بلع الشاب لعابه بتوتر حينما رأي خالد يقترب منه وقف جوار فراشه يدس يده اليسرى في جيب بنطاله بينما قبض بيده الاخري على فك ذلك الشاب يهتف ساخرا:
, - بتفكرني بالفيلم اللي كان بيقوله اضربك فين وشك ما فيهوش مكان يتضرب.
,
, ترك فكه ليقبض على تلابيب ملابسه ينظر له بتجهم يهتف بنبرة مخيفة متوعدة فقط كلمتين:
, - صدقني هزعلك
, تركه بعنف وغادر، ليبلع الفتي لعابه بذعر يفكر في اسوء الاحتمالات.
,
, اتجه خالد إلى غرفة مكتبه، ليجد لينا تجلس على احد المقاعد وزيدان يقف عند باب الغرفة من الخارج يدخن أحد السجائر التي القاها سريعا ما أن رآه قادما، اتجه لداخل الغرفة يهتف ساخرا:
, - طلع يا حبيبي النفس اللي خدته ليكتم على نفسك يموتك
, نفث زيدان ذلك الدخان الذي حبسه داخل رئتيه، يتمتم مع نفسه ساخطا:
, - محسسني إني مراهق اتقفش بيشرب سجاير دا أنا معدي ال 30، ديكتاتوري.
,
, اتجه لداخل الغرفة يغلق الباب خلفه ليجلس على المقعد المقابل للينا لينظر لها يبتسم خلسة
, يتنهد بحرارة انتفض على يد خالد تصفع سطح المكتب بقوة:
, - ايه يا خالي في ايه
, ابتسم خالد ساخرا يهتف بحدة:
, - اللي حصل دا لو اتكرر تاني هزعلك يا زيدان وأنت عارف أنا هعمل ايه.
,
, اضطربت دقات قلبه بعنف يعرف ماذا يقصد خالد بكلامه اسوء ما قد يؤذيه فعلا أن يبعدها عنه، النقود العمل المنصب كل ذلك لا يهمه فقط هي لا تبتعد عنه، يكفي رؤيتها حتى ولو من بعيد، حرك رأسه ايجابا بهدوء يتمتم:
, - حاضر يا خالي
, اتجه برأسه ناحية ابنته قائلا بنبرة ذات مغزي تحمل خلفها الكثير:
, - لينا كنتي عايزة تقولي حاجة مش كدة.
,
, حركت رأسها إيجابا اخفضت رأسها لا تريد أن تراه وهي تعتذر له لا ترغب في رؤية نظرة الانتصار في عينيه بلعت لعابها بتوتر تهمس بنبرة خافتة متلعثمة:
, - اااا، أنا آسفة يا زيدان على اللي قولته إمبارح، أنا حقيقي بعتذر منك، ما كنش قصدي اقول كدة
, صمتت تلتقط أنفاسها المبعثرة، تجز على أسنانها بغيظ آخر ما كنت تتخيله انها تعتذر منه٣ نقطة
, رفعت وجهها متفآجاءة تنظر له بذهول حينما سمعته يهتف ببرود:
, - وأنا مش مسامحك.
,
, قبضت على يدها بغيظ تحاول ان تتحكم في زمام نفسها قبل ان تصرخ فيه، ان يصدم رأسه في الحائط فهي حقا لا يهمها أمره
, لتسمعه يكمل بنبرة مرح لم تحبها:
, - ايوة مش مسامحك ومش هسامحك غير لما توافقي على عزومتي على الغدا، انتي وخالي طبعا بدل ما اتعلق
, زفرت بحنق تود لو تصرخ في وجهه بأنها جاءت إلى هنا مرغمة، بأنها لا تطيق أن تجلس معه ولو لدقيقة، وهو يريد دعوتها إلى الغداء، وطبعا تولي والدها مهمة الرد مرحبا بدعوته:.
,
, - ماشي يا سيدي أنا موافق، روح هات عربيتك، وخلي الحرس يمشوا ورانا بعربيتي عشان هنوصل لينا ونرجع تاني
, هز رأسه إيجابا بحماس *** صغير تلقي هدية اسعدته للتو، قام سريعا متجها للخارج، لتهتف لينا سريعا تتذمر على ما يحدث دون إرادتها:
, - يا بابا، أنا مش عايزة اروح، أنت قولتلي اعتذري واعتذرت، مش فرض هو نسمع كلامه ونروح نتغدي معاه.
,
, التقط خالد علبة سجائره ومفاتيحه ليقم من مكانه ممسكا بيدها، يجذبها معه دون أن ينطق بحرف، تعلقت بيده تقبض على يدها بعنف، جيناته الثائرة التي ورثتها منه تصرخ فيها أن ترفض ما يحدث ولكنها لم تجرؤ أن تفعل ذلك
, وقفت في الباحة تنتظره بجوار والدها لتجد سيارة دفع رباعية عالية سوداء تشبه سيارة والدها تقف أمامهم نزل منها يفتح بابها الخلفي، يمد يده لها لتعقد حاجبيها باستنكار
, ليبتسم برفق قائلا:.
,
, - هاتي ايدك، هساعدك تطلعي العربية عالية.
,
, قلبت عينيها ساخرة لتتجاوزه ببرود وكأنه غير موجود من الأساس وضعت احد قدميها تحاول الصعود بالفعل سيارة عالية بشكل سخيف، حاولت أن تتمسك بالباب لتصعد فسقطت على وجهها، ضم زيدان شفتيه يكبح ضحكاته حتى أن وجهه أحمر بالكامل يحاول ان يلجم زمام ضحكاته، بينما انفجر خالد في الضحك اقترب منها مد يده يساعدها للقيام، وقفت تنظر لزيدان شرزا تنفض الغبار عن ملابسه تنظر لأعلي بغرور لتستند على يد خالد تصعد للسيارة تنفخ خديها بغيظ تكتف ذراعيها أمام صدرها تشيح بوجهها بعيدا.
,
, استقل زيدان مقعد السائق وخالد جواره متجهين إلى أحد المطاعم لتناول الغداء.
,
, جلس على طاولته المخصوصة له في ذلك النادي تشرد عينيه في اللاشئ جبينه منعقد بغيظ يقبض على يده بشدة تلك الخرقاء تعامله هو بتلك الطريقة يتذكر طريقتها معه أمس حينما اخبرته بكل غرور:
, - سوري يا عثمان بس أنا عندي حاجات كتير أهم من اني اضيع وقتي مع الخيل، باي يا عثمان.
,
, قالتها بكل غرور وثقة تنظر له بخيلاء لترحل مهرة جامحة أسرته وهربت، قبض على يده بعنف متوعدا لها أن يسقطها في شباك الصياد يلهو بها كما يريد ومن ثم يتركها كما فعل مع غيرها٣ نقطة
, اجفل من شروده على يد النادل تضع فنجان القهوة الخاص به لينظر له بحدة مقررا إفراغ غضبه من تلك الفتاة في ذلك المسكين ليصيح فيه بحدة:
, - مش تحط القهوة بأدب يا حيوان أنت
, نظر النادل له بثبات يهتف باحترام:.
,
, - حضرتك أنا مش حيوان، وأنا حطيت القهوة بأدب
, قبض عثمان على تلابيب يصيح فيه:
, - انت كمان بترد عليا مش عارف أنا مين بإشارة من صباعي الصغير تبقي برة٣ نقطة
, في هذه الاثناء كانت تالا تقف بسيارتها امام مدخل النادي، نادي العائلة الجميع مشترك فيه، نظرت لابنتيها من خلال مرآه السيارة تبتسم برفق:
, - هنتغدي ونغير جو من مود المذاكرة ونرجع تاني عشان وراكوا مذاكرة، ساعتين بس تمام.
,
, حركت سارين رأسها إيجابا لتلكز اختها الشاردة في ذراعها انتبهت سارة لتجفل تهتف سريعا:
, - هااا، ايوة ماشي حاضر
, نزلوا جميعا من السيارة، متوجهين إلى داخل النادي لفت أنظارهم اصوات شجار عالية، لتهتف تالا بحنق:
, - دا عثمان ابن عمكوا على ما حدش ليه دعوة بيه دا شاب أخلاقه مش كويسة، سارين خدي هنا يا سارين.
,
, هتفت بها في ابنتها بحدة ولكن سارين لم تستمع لها ظلت تتقدم بخطي واسعة ناحية تلك المشاجرة بين عثمان والنادل، دون سابق إنذار قبضت على يد عثمان التي يقبض بها على ملابس النادل، نظر عثمان للفاعل بحدة ليقلب عينيه بتهكم يهتف في نفسه:
, - ست سارين هانم طبعا لو كلمتها ربع كلمة بابا هيقوم الدنيا فوق راسي
, نظر لها بتهكم يرفع حاجبه بتحدي ساخر حينما سمعها تأمره بحده:.
,
, - سيبه يا عثمان، أنت مالكش الحق تمسكه بالشكل دا، هو مش شغال عندك
, أفلت عثمان النادل من قبضته ينظر لسارين يبتسم باصفرار، شكر النادل سارين ليرحل من امامها بينما اقتربت تالا منهم تنظر لابنتها شرزا، لتوجه نظراتها لعثمان تبتسم بمجاملة:
, - اهلا ازيك يا عثمان وازاي مامتك
, رد عثمان لها نفس الابتسامة المجاملة مغمغا:
, - بخير يا طنط بتسلم على حضرتك.
,
, ودعته تالا بعد ما اوصته إن يوصل سلامها لوالدته، اتجهت مع ابنتيها إلى أحدي الطاولات ما ان جلسوا نظرت لسارين بغيظ تهمس لها بحدة:
, - اللي انتي عملتيه دا قلة أدب عشان أنا قولتلك ما تروحيش وما سمعتيش الكلام
, هتفت سارين سريعا تدافع عن موقفها:
, - يا مامي انتي شوفيته كان ماسك الويتر وبيزعقله ازاي والناس كلها واقفة وما حدش بيتدخل وبعدين انتي علمتينا ما نسكتش على الظلم، مش كدة ولا إيه.
,
, تنهد تالا حقا تعبت منهم جميعا يكفي عمر وما باتت تلاقي منه خاصة في الآونة الأخيرة، بينما سارة شاردة في عالم آخر، تتذكر ما حدث بالأمس
, Flash back
, هي فقط كلمة واحدة كتبتها، وسمعت صوت والدتها تهتف بحزم:
, - يلا النص ساعة بتاعة الموبايل خلصت، يلا على المذاكرة.
,
, تركت الهاتف من يدها متجهه إلى مكتبها الصغير تنظر لأحرف الكتاب شاردة حزينة ضميرها يصرخ بعنف القلق ينهش قلبها بعنف، ما فعلته خطأ، خطأ كبير ويجب عليها تصحيحه، ستحذف ذلك الفتي لن تحادثه، لن تفتح بابها لعلاقة رخيصة تحت مسمي الصداقة، حاولت تصفية ذهنها قدر المستطاع، لتبدأ في المذاكرة ساعة، اثنتين، ثلاثة، سارين كالعادة تحججت انها تعبت وذهبت للنوم وبقيت هي بمفردها، سمعت صوت باب المنزل ابتسمت بهدوء، متجهه للخارج ما أن اقتربت من غرفة المعيشة سمعت أصوات الشجار تعلو من داخلها، وقفت خلف الباب الشبه مغلق تختلس النظر إلى ما يحدث في الداخل، لتجد كالعادة مشاجرة عنيفة بين والديها، والدتها تصرخ ووالدها يصيح وهي تقف تقرابهم تدمع عينيها على ما تري، تشعر بقلبها ينزف قهرا، لم تشعر يوما أنها تحيي كفتاة عادية في حتى لو بسيطة ولكن سعيدة، رآها عمر من مكانه ليشيح بوجهها وغصة قوية تعتصر قلبه، فرت إلى غرفتها، تغلق بابها عليها بالمفتاح، بينما اتجهت تالا إلى أحدي غرف الضيوف تغلق الباب عليها، ارتمت على فراشها تبكي قهرا تتمني لو تهرب من تلك الحياة إلى الأبد وجدت نفسها دون سابق إنذار، تلتقط هاتفها تبعث رسالة لذلك الشخص ( ممكن تسمعني، أنا محتاجة اتكلم ).
,
, لحظات ووجدت رسالة برقم هاتفه
, ومن بعدها رسالة محتواها ( دا رقم تليفوني أنا تحت أمرك في اي وقت )
, ضغطت على الرقم بأصابع مرتجفة، تسمع رنات الطرف الآخر تتمني الا يجيب لحظات وسمعت صوت دافئ هادي مريح يهمس برفق:
, - أنا سامعك يا سارة، اتكلمي
, دون سابق إنذار انفجرت في البكاء تهمس له بكل شئ دون توقف
, فاقت من شرودها على يد سارين تلكزها في ذراعها مرة اخري، انتبهت لها لتهتف سارين بضيق:.
,
, - مالك يا سارة مش مركزة ليه النهاردة بقولك هتاكلي ايه٣ نقطة
, رسمت ابتسامة شاحبة على شفتيها تهمس بصوت خفيض:
, - هاتيلي زيك يا سارين وخلاص.
,
, حركت سارين رأسها ايجابا تملي للنادل ما يريدون ليجذب انتباههم اصوات ضحكات عالية لعثمان مع أحدي الفتيات، قبضت سارين على كفها بغيظ تشد على اسنانها بقوة تتمني لو تذهب وتقتلع شعر تلك الفتاة من مكانها، او أسهل تخلع قلبها هي من مكانه، فنبض فؤادها الاحمق يعشق ذلك المتعجرف المغرور، وهو طبعا لا يبالي، كيف سينظر لطفلة وحوله كم من الفاتنات.
,
, نظرت سارة لأختها بحزن فهي الوحيدة التي تعلم بعشقها لعثمان وحقا تتعجب كيف أحبت ذلك الفتي، العيلة بأكملها لا تطيقه بسبب غروره وعجرفته، وأختها غارقة حتى اذنيها في عشقه.
,
, طوال الطريق وهي تلتزم الصمت، والدها وزيدان يتحدثون عن أحوال العمل وهي صامتة تماما تعبث في هاتفها، سألها زيدان أكثر من مرة:
, - مش عطشانة اجبلك ماية او عصير على ما نوصل
, لم تكن حتى ترفع وجهها عن شاشة هاتفها فقط تحرك رأسها نفيا دون مبلاة به، وقفت السيارة أمام أحد المطاعم، لينزل خالد وزيدان معا، فتح لها الأخير الباب يمد يده يود مساعدتها لم ترد أن تعاند بعدما جري لها.
,
, وضعت كف يدها برفق داخل كف يده ليشعر هو في تلك اللحظة بكهرباء تصعق جسده، دقات قلبه تتصارع بعنف، انزلها بحرص شديد، ليتجه خالد ناحيتها يمسك بيدها مشت في المنتصف بين والدها وزيدان كانت تظن أنها ذات قامة طويلة ولكن حينما أصبحت بينهما شعرت بأنها قزمة بين جبلين، التصقت في والدها حتى تبتعد عن زيدان قدر الامكان.
,
, دخلوا إلى المطعم ليشد لها خالد احد المقاعد جلس جوارها ليجلس زيدان مقابلا لها جاء النادل يأخذ طلباتهم، املاه خالد وزيدان ما يريدان، جاء دور لينا لتهتف هي وزيدان معا:
, - باستا بالوايت صوص واستيك
, قطبت حاجبيها تنظر له بتعجب كيف عرف، بينما ابتسم هو بتوتر يحك رقبته بارتباك، وكانت ابتسامة الثقة من نصيب خالد يردد في نفسه:
, - هذا الشبل خليفة هذا الأسد.
,
, ذهب النادل يحضر لهم الطلبات ليدق هاتف خالد في تلك اللحظة، قام يرد على هاتفه بعيدا عن الزحام واصوات المطعم المزعجة، اتجه لخارج المطعم، لتتسع عيني لينا بفزع، تنظر حولها، أناس الكثير منهم، على الرغم من كونه مطعم راقي ولكنه مزدحم للغاية، تشعر بالجميع ينظر لها برودة قارصة غزت أطرافها تتذكر تلك الأحاديث التي طالما رافقتها قدميا.
,
, ( ابعدوا عنها، ماما قالتلي ما نلعبش معاكي تاني، بقولك ايه ما تقربيش من بنتي ولا تلعبي معاها تاني، انتي عايزة تمويها زي ما كانوا عايزين يموتوكي، )
, بدأ جسدها يرتجف بعنف وضعت يدها على اذنيها تنتفض بعنف كطائر جريح على وشك التقاط أنفاسه الأخيرة، انتقض زيدان سريعا يعرف تلك الحالة، ليقترب منها بحذر يهتف بهدوء:
, - لينا اهدي، اهدي يا حبيبتي، ما حدش هيأذيكي، ما حدش يقدر يجي جنبك، اهدددي.
,
, حركت رأسها نفيا بعنف تحرك رأسها بسرعة في جميع الاتجاهات، قامت من مكانها تركض في اتجاه باب المطعم وزيدان خلفها، اصطدمت بأحدهم دون قصد ليهتف الرجل سريعا:
, - أنا آسف ما كنش قصدي
, ولكن ما حدث أنها بدأت تصرخ بعنف، اتسعت عيني الراجل ينظر لها بذهول:
, - و**** العظيم ما جيت جنبها
, دخل خالد على صوت صرخات ابنته، لتسرع بالارتماء في صدره تبكي بعنف تتشبث في سترته بقوة:.
,
, - أنا عايزة اروح بيتنا، ما تخليهمش يقولوا كدة، أنا ماموتش حد
, رفعها بين ذراعيه متجها بها ناحية سيارة زيدان
, ليخرج شريط أقراص مهدئ من جيب سترته أخرج قرص منه يعطيه لها سريعا زيدان زجاجة مياة صغيرة بلعت القرص بيد مرتعشة، بدأت تهدئ شيئا فشئ ودون سابق إنذار سقطت رأسها على صدر والدها نائمة رغما عنها بفعل ذلك الدواء.
,
, تنهد خالد بحزن على حالها، ليريح جسدها على الاريكة، ومن ثم قام متجها لمقدمة السيارة يجلس جوار زيدان، يمسح وجهه بكفيه بعنف نظر لزيدان يتنهد بتعب:
, - ما فيش فايدة مرت سنين وهي ما بتنساش، اطلع على المستشفئ نجيب لينا، نروحهم ونطلع على قاسم
, حرك رأسه ايجابا ود لو يقول اي شئ ليخفف به عنه ولكنه حقا لا يعرف ماذا يقول، طغي الصمت عليهم إلى ان وصلوا إلى وجهتهم، مد خالد يده لمقبض الباب يفتحه:.
,
, - خلي بالك من لينا على ما اجي مش هتأخر
, دون ان يلتفت له حتى نزل خالد من السيارة متجها إلى المستشفى ليلتف زيدان بجزعه العلوي يحملق في حسنائه النائمة يهمس بكلمات تقطر عشقا:.
,
, - يا أما نفسي تنسي اللي حصل، تعرفي أنك احلي حاجة في الدنيا دي كلها، بس لما ببص في وشك بحس اني أسعد راجل في الدنيا، الناس جم عليا كتير اوي يا لينا اتعذبت في حياتي كتير، هحكيلك كل حاجة، انا عايز احكيلك، عايز ارمي نفسي فئ حضنك وتطبطي عليا، أنا مش وحش يا لوليا و**** هما السبب، هما إلى خلوني كدة، اديني فرصة تعرفي فيها انا بحبك قد ايه، عارفة أنا هموت وتيجي اللحظة إلى هتكوني فيها مراتي واعرفك اخدك في حضني، يااااه دا انا هبقي ولأول مرة في حياتي فرحان بجد.
,
, قطع كلامه حينما وجد خالد يخرج بصحبه لينا من المستشفي فتح خالد لها الباب الخلفي لتجلس جوار ابنتها بينما عاد هو إلى مكانه
, اتسعت عيني لينا بقلق تربط على وجه ابنتها برفق:
, - مالها لينا لوليتا، لوليتا حبيبتي ردي عليا
, هتف زيدان سريعا ليطمئنها:
, - ما تقلقيش يا ماما دي نايمة من المهدئ
, وضعت يدها على فمها تشهق بذعر على حال ابنتها تتمتم بفزع:
, - مهدئ ليه، ايه إلى حصل
, تنهد خالد بسأم هاتفا:.
,
, - روحنا مطعم حاولت اسمع كلام قاسم واسيبها لوحدها ولو دقايق وكنت سايب معاها زيدان، الموضوع خرج عن السيطرة وبدأت تصرخ وكان هجيهالها انهيار عصبي
, تجمعت الدموع في عينيها لتمد يدها تسمد على رأس ابنتها برفق انسابت دموعها تمتم بحرقة:
, - منهم *** اللي كانوا السبب!
,
, اتجهت السيارة إلى منزل خالد لينا تحتضن ابنتها النائمة طوال الطريق وخالد ينظر لهم من خلال مرآه السيارة الامامية يشعر بقلبه يصرخ من الألم عليهم، ونيران الانتقام تشتعل بين ثناياه، اوقف زيدان السيارة ليهتف كاسرا حاجز الصمت:
, - وصلنا
, حمل خالد ابنته متجها بها إلى المنزل ووضعها في فراشها، وترك لينا بجانبها ثم عاد إلى زيدان متجهين إلى عيادة الطبيب النفسي.
,
, لاحظ خالد أن زيدان ينظر له خلسة كأنه يود قول شئيا ما، ليتنهد هاتفا بضيق:
, - اخلص عايز تقول ايه
, بلع لعابه يهتف بقلق:
, - إنت ناوي تعمل حفلة عيد ميلاد لينا بكرة
, حرك خالد رأسه إيجابا، ليهتف زيدان سريعا معبرا عن قلقه:
, - ما بلاش أنت عارف أنها تعبانة دلوقتي، وبعدين افرض عرفت تدخل تاني، دي كانت هتموتها آخر منها
, نظر له خالد بتهكم يهتف ساخرا:
, - روحت أنت بدل ما تموتها هي ضربت على لينا رصاص!

الجزء الخامس


وقفت السيارة امام عيادة الطبيب النفسي ترجل كلا منهما متجهين إلى داخل العيادة، استقبلهم قاسم مرحبا بهم، جلس خالد على احد المقاعد بجواره زيدان، نظر لقاسم بحدة يهتف بغيظ من بين أسنانه:
, - تعرف لولا إني مش عايز أقل منك كنت قمت مسحت بيك بلاط العيادة البت كان هتتسرع من الخوف
, جلس قاسم بارتخاء على مقعده الخاص يسند ظهره إلى ظهر الكرسي يتمتم ساخرا:.
,
, - وهتفضل كدة، طول ما أنت مش عايز تسمع كلامي، لينا لازم تبعد عنك، لازم تخرج برة دايرة حمايتك، افهم بقي يا أخي، أنت مش هتعيش ليها عمرها كله
, تنفس بعمق يكور قبضته يشد عليها، أصعب قرار يمكن أن يتخذه هو إبعاد طفلته الصغيرة عنه، ليجد يد زيدان تمسك بكف يده يبتسم بهدوء:
, - يا خالي أنا عارف أنه صعب، بس صدقني هي هتبقي معايا في امان، احميها بعمري، هحاول معاها خطوة بخطوة، مش هبعدها عنك ابدا.
,
, كان يرسم الكثير والكثير من الأحلام الوردية فتتها جملة نطقها قاسم بحدة:
, - إنت ما تنفعش يا زيدان، ما تنساش أنك اصلا جزء من عقدتها
, التفت زيدان ناحية قاسم يطالعه بنظرات نارية مشتعلة على وشك إخراج النيران من عينيه، هب واقفا صدم بقبضتيه سطح مكتب قاسم بقوة يصيح بعنف:
, - دا ليه بقي أن شاء **** شايفني اكتع قدامك، انا مش جزء من عقدتها أنا ما عملتش حاجة و**** العظيم ما عملتلها حاجة.
,
, هب قاسم واقفا امامه يصيح فيه هو الآخر:
, - ما فيش **** صغيرة هتكدب، أنت حاولت تعتدي على لينا يا زيدان، كنت في وعيك بقي ما كنتش في وعيك، بس أنت حاولت تغتصب **** صغيرة.
,
, ما حصلش يا قاسم، هتف بها خالد بحدة نظر لزيدان يزجره بنظراته ليعود الأخير إلى كرسيه يجلس صامتا، عاد قاسم إلى كرسيه يتنفس بعنف على الرغم من كونه طبيب نفسي خبير في ضبط انفعالاته ولكن حالة تلك الفتاة تثير شفقته، هناك حلقة مفقودة، هو متأكد أن لينا لا تكذب فقط اخبرته بالحقيقة تحت تأثير تنويم مغناطيسي خاص، وخالد ينفي دائما كلام ابنته بثقة وتأكيد كبير بأن زيدان لم يفعل لها شيئا، اخرجه من تفكيره صوت خالد يسأله بتعجب:.
,
, - إنت عارف أنا إيه اللي محيرني فعلا، لينا بتخاف من كل الامكان العامة ما عدا الجامعة، بالعكس بتحب تروح كأنها رايحة تتفسح
, بلع قاسم لعابه ببطئ يحاول إن يبدو جديا في كلامه:
, - عادي يا خالد ممكن يكون تعود مش اكتر..
, خلينا في المهم هتفضل تعاند لحد امتي
, وقف خالد يعقد زر حلته مغمغا بهدوء:
, - زيدان الوحيد اللي اقدر آمن على بنتي معاه، عيد ميلاد لينا بكرة مستنيك، يلا يا زيدان.
,
, خرج خالد بهدوء خلفه زيدان الذي ظل يطالع قاسم بنظرات نارية حادة إلى أن خرج من الغرفة، ليتنهد قاسم بأسم يتمتم مع نفسه:
, - مش تعود يا خالد، في حد خد مكانك هناك، اتمني ما يكونش اللي بفكر فيه حقيقي، خالد مش هيتفاهم ابدا لو عرف حاجة زي دي.
,
, جلسا في السيارة أمام عيادة الطبيب أسند خالد مرفقيه على فخذيه يخفي وجهه بين كفيه يفكر حائر قلق، هو يثق في زيدان ثقة عمياء، ولكنها ابنته الوحيدة لن يقدر قلبه على رؤيتها حزينة بذلك الشكل، رفع وجهه ينظر لزيدان حينما همس الأخير بهدوء:.
,
, - أنا بحبها و**** بحبها وعمري في يوم ما افكر آذيها، أنا عارف أنك قلقان عليها ويا بختها حقيقي يعني، كان نفسي يكون عايش أشبع من حنانه يخاف عليا صحيح مش هيبين أنه خايف، بس أنا ابقي عارف أنه خايف
, ادمعت عينيه ابتسم ابتسامة واسعة بها مزيج ما بين الحزن والالم مكملا:
, - أنا عارف إن كلكوا فخورين بوالدي مات شهيد بيحمي بلده، بس ذنب إبن الشهيد إيه يعيش طول عمره محروم من حماية ضهر وقع وهو بيحمي غيره.
,
, أمسك خالد ذراعيه بقبضتيه يهتف فيه بحدة:
, - لو مستني اني هحضنك واطبطب عليك تبقي بتحلم، امسح ياض دموعك دي على **** تنزل٣ نقطة
, ترك ذراعيه يحاوط وجهه بكفيه يغمغم برفق:
, - صحيح أنا عمري ما قولتهالك، بس أنا دايما بعتبرك ابني، سندي في الدنيا، أنت في كل حتة معايا يا اهبل من وأنت صغير، مستني اتعكز عليك لما أكبر، لما أكبر بقي أنا لسه في عز شبابي، وبعدين زيدان اللي مربي لزمايله في الإدارة كلهم الرعب بيعيط..
,
, و**** عيب علينا، مش عارف أنا ليه حاسس أننا عاملين زي عبد الغفور وعبد الوهاب في اللحظة دي، انشف كدة لاصقف على وشك بإيديا
, ابتسم زيدان باتساع يحرك رأسه إيجابا، عاد زيدان يقود السيارة ليقف بعد كدة أمام مول كبير، نظر خالد للمول بتعجب ليعاود النظر لزيدان يسأله:
, - وقف هنا ليه
, التفت زيدان له يهتف سريعا بتلهف:
, - فاكر من أسبوع لما كنت مع لينا هنا في المول وأنا كلمتك، عشان كان في اجتماع مهم في الإدارة.
,
, حرك خالد رأسه إيجابا يعقد جبينه متعجبا ليكمل زيدان سريعا:
, - وأنا بكلمك كنت سامع صوت لينا جنبك وهي بتقولك انها عايزة الدبدوب دا، وأنت قولتها بعدين عشان لازم نمشي دلوقتي، فاكر شكل الدبدوب دا
, حرك رأسه إيجابا ينظر له بذهول ليفتح زيدان باب السيارة يهتف بامتعاض:
, - أنا مش فاهم ازاي قدرت تبقي نفسها في حاجة وما تجيبهاش، يلا يلا نروح نجيب البتاع دا، ولا نشوف نوصي على غيره..
,
, ضرب خالد كف فوق آخر ينظر للفراغ بذهول يتمتم بتعجب:
, - يا ابن المجنونة، الواد اتهبل
, اشتريا ذلك الدب الكبير ضخم الحجم ابتسم زيدان باتساع يتخيل سعادتها به لتندثر ابتسامته في لحظات هي لن تسعد به لن تقبله من الأساس تنهد يمني نفسه أنها ربما تلك المرة ستقبله، جلس جوار خالد في السيارة يتفقان على ما سيحدث غدا حتى لا يخرج الأمر عن السيطرة.
,
, اوصل زيدان خالد إلى منزله وقفا امام البوابة الداخلية ليتلفت خالد إلى زيدان قائلا:
, - ادخل اتعشي معانا
, ابتسم الأخير يحرك رأسه نفيا يعتذر بأدب: معلش يا خالي، بلاش تشوفني تاني النهاردة، وعلى فكرة ما كنش ليه زوم أنك تجبرها تعتذر أنا مقدر حالتها كويس، خد معاك بس الدبدوب دا أدهولها
, ربط خالد على كتفه بحزم كأنه يشجعه التفت ليفتح باب السيارة قائلا قبل أن يغادر:.
,
, ابقي ادهولها أنت بكرة في عيد ميلادها، سلام يا عريس
, تفرقا أحدهم دخل إلى منزله والآخر اخذ طريقه إلى منفاه، دخل خالد المنزل ليجد لينا تجلس على أحد المقاعد تشاهد التلفاز، ابتسمت باتساع ما أن رأته لتهرول إليه ارتمت بين ذراعيه تمتم بمرح:
, - الشوكولاتة النهاردة من نصيبي أنا اللي استنيتك
, لف ذراعيه حول خصرها يرفعها قليلا لأعلي ليصبح وجهها مقابلا لوجهه بسطت كف يدها على وجنته تبتسم بعشق:
, - ما تقلتش عليك.
,
, ابتسم باتساع يحرك رأسه نفيا ببطئ يتمتم بهمس عاشق:
, - إنت ِ عمرك ما تتقلي عليا، عشان قلبي اللي بيشيلك مش إيديا
, لفت ذراعيها حول عنقه تعانقه بقوة ليبادلها العناق الكل بالجزء اكتمل ضلع راقد جوار قلبه يتردد فيه صدي نبضه، ليسمعها تهمس بشغف:
, - أنا مش عارفة هعشقك ايه تاني اكتر من عشقي ليك، أنا مش بحبك بعشقك بموت فيك، نفسي لما اموت، اكون في حضنك.
,
, زفر بغيظ يشد على اسنانه بقوة لينزلها ارضا امسكها من تلابيب ملابسها من الخلف كالمجرمين يهتف فيها غاضبا:
, - هو أنا مش قولتلك ميت ألف مرة يا اوزعة انتي، ما تجبيش سيرة الموت قدامي ولا تجبيها اصلا على لسانك، قدامي يلا على فوق
, ابتسمت ببلاهة تحرك رأسها إيجابا سريعا لتفر من امامه متجهه إلى أعلي، ليعدل من تلابيب ملابسه ينظر للفراغ بغرور يتمتم بصوت خفيض مغتر:
, - الحمشنة حلوة ما فيش كلام.
,
, اتجه خلف زوجته إلى غرفتهم، مغلقا الباب خلفه، لتطل لينا برأسها من باب غرفتها تنهدت براحة تهمس لنفسها بحماس:
, - بابا دخل اوضته اكيد هينام، الحق اكلم معاذ
, دخلت إلى غرفتها سريعا اغلقت الباب دون ان توصده بالمفتاح، لتتجه إلى دولاب ملابسها أخرجت الهاتف الاسود الصغير من أسفل طيات ملابسها تطلب الرقم الوحيد المدون عندها، لحظات وسمعت صوته المميز لتنغمس معه في موجه من العشق الخائف.
,
, في غرفة خالد ولينا
, خلع سترة خلته ينظر للينا سريعا بقلق:
, - هي لينا لسه نايمة من ساعتها
, ابتسمت تطمأنه لتحرك رأسها نفيا تهتف بهدوء:
, - لا يا حبيبي صحيت وكلت وقعدت معايا شوية ولسه نايمة من شوية
, تنهد براحة ليتجه ناحية زوجته أمسك كفيها يضغط عليهما برفق بين راحتيه زفر نيران قلق تؤرق أنفاسه ليقول برفق:
, - لينا أنتي عارفة أن أنا اي حاجة بعملها بتبقي عشان مصلحتك انتي ولوليتا مش كدة.
,
, قطبت حاجبيها تنظر له متعجبة بالطبع تعلم ذلك ولكن لما يسألها ذلك السؤال الآن شعرت بالقلق بتسرب إليها لتبلع لعابها بتوتر تحرك رأسها إيجابا، ابتسم يهتف فجاءة:
, - لوليتا جالها عريس وأنا موافق عليه
, اتسعت عينيها بفرح لتنزع يديها من كفيه تصفق تهتف بتلعثم من شدة سعادتها:
, - لوليتا جالها عريس بجد، لوليتا موافقة عليه طيب، اسمه إيه وبيتشغل ايه، وأهم حاجة لوليتا لازم تخلص كليتها الأول.
,
, توقفت نوبة سعادتها حينما نطق خالد اسم العريس المنتظر:
, - العريس يبقي زيدان يا لينا
, توقفت عن الحركة تنظر له ترمش بعينيها سريعا تحاول إستيعاب ما قال:
, - زيدان مين، أخوها!
, كتف خالد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:
, - وهو زيدان أخوها؟!
, اتسعت عينيها بصدمة خالد لا يمزح كانت تظنه فقط يمزح، لتقترب منه تهتف بذهول:
, - ايوة يا خالد بس دول متربيين مع بعض، أنا دايما كنت بقولهم انتوا أخوات.
,
, ابتسم بهدوء يربط على وجنتها برفق قائلا:
, - طب ما أنا وأنتي متربيين مع بعض، ومع ذلك مش أخوات، زيدان عمره ما أعتبر لينا أخته عشان كدة كان لازم أبعده عن البيت، أنا بثق في زيدان لأبعد حد بس بردوا ما كنش ينفع أسيب النار جنب البنزين
, تحركت للخلف تحرك رأسها نفيا بعنف رفعت يديها تحركهم في الهواء تنفي ما يقول لتهتف بحدة:.
,
, - لالالا اللي إنت بتقوله دا مستحيل، ولو انا وافقتك عليه لينا مش هتوافق، أنت عارف هي بتكره زيدان قد إيه، أنا مش هوافق على تعاسة بنتي لاء
, تنهد خالد بضيق مقررا استخدام كارته الاخيرة ليهتف بهدوء:
, - على فكرة دا مش كلامي دا كلام قاسم، هو شايف إن لينا لازم تخرج من دايرتي وكونها ما بتطقش زيدان دا هيخليها تحاول تعتمد على نفسها ما تعتمدش عليه، لو مش مصدقاني وما بتثقيش بكلامي إسألي قاسم
, ليكمل مع نفسه:.
,
, - حلو الكلام دا و**** أنفع دكتور نفسي
, شبكت كفيها في شعرها تشد عليه تنظر للفراغ بذهول تحرك رأسها نفيا فقط اقترب منها يمسك بذراعيها برفق يحاول طمئنتها:
, - لينا اهدي يا حبيبتي سيبيها عليا أنا عارف أنا بعمل إيه، وبعدين الموضوع مش اكتر من خطوبة، لو لقينا موضوع العلاج ماشي معاها وقدرت تتقبل زيدان وأنا واثق أن زيدان قد المهمة دي نكمل فيها، ما اتقبلتوش أنا مش هجوز بنتي غصب عنها.
,
, نظرت له بقلق دقات قلبها تقرع بعنف ليقابها بابتسامة هادئة مطمئنة حركت رأسها إيجابا دون إقتناع بما يحدث ليميل يقبل جبينها، ربط على وجنتها برفق يبتسم بمكر:
, - أنا هروح اشوف البت لوليتا، أجي الاقي العشا الجاهز٣ نقطة
, غمز لها بطرف عينيه يبتسم بخبث:
, - واوعي تنامي
, ضحكت بيأس تحرك رأسها إيجابا تقسم أنها ستجن من ذلك الرجل.
,
, خرج خالد من غرفته متجها إلى غرفة ابنته لتتسع عيني لينا بفزع صوت خطوات والدها تقترب من غرفتها هبت سريعا تغلق الخط دست الهاتف تحت ثيابها لتدث نفسها تحت الفراش بعشوائية تمثل ببراعة ورثتها منه انها تغط في نوم عميق
, دق خالد باب غرفة ابنته بهدوء عدة مرات لا مجيب، حرك مقبض الباب ليدخل طفلته تغط في نوم عميق، ابتسم برفق ليقترب من فراشها دني يقبل جبينها يتمتم بصوت خفيض:
, - تصبحي على خير يا لوليتا.
,
, وقف يعدل من وضعية مفرش الفراش عليها يدثرها جيدا، استدار ليغادر ليتوقف عن الحركة قطب جبينه يلتفت ناحية دولاب ابنته، صوت رنين هاتف قادم من دولابها٣ نقطة
, اتجه ناحية دولاب غرفتها لتتفجر دقات قلبها خوفا نسيت أن تغلق هاتفها بعد محادثتها مع معاذ ويبدو انه يتصل الآن ووالدها يقترب من الدولاب، لم يكد يقترب خطوتين حتى صدح صوت لينا تنادي على خالد بصوت عالي:
, - خااااالد يا خااااالد، تعالا بسرعة حمزة على التليفون.
,
, ابتسم بشوق، ليترك غرفة ابنته متجها إلى أسفل بخطي سريعة متلهفة، لتفتح لينا عينيها سريعا تتنهد براحة كاد أن يفضح أمرها في ثانية هبت من مكانها تحمل المنبة الخاص بها تحرك عقاربه على ساعة معينة لتتجه إلى الدولاب فتحته سريعا تخرج الهاتف لتضع المنبة مكانه، أغلقت الدولاب جيدا، لتنزع بطارية الشحن الخاصة بالهاتف تضعه في رف ملابسها الشتوية، لتعود سريعا إلى الفراش.
,
, تكمل تمثيلتها النائمة تحمد **** في نفسها أن الأمر مر دون أن تُكشف
, في الأسفل، امسك خالد سماعة الهاتف الارضي يهتف في المتصل ضاحكا:
, - ما اتصلتش على الموبايل ليه يا عم القديم
, صمت للحظات يستمع لأخيه ليهتف ضاحكا بمرح:
, - على أساس أنك شغال في الخليج يعني، ما تنساش تجيبلنا مروحة معاك وأنت جاي والتليفزيون الملون
, ابتسم يستمع إلى ضحكات الطرف الآخر، ليهتف سريعا بحزم:.
,
, - ولااا اوعي تكوت متصل عشان تعتزر أنك مش هتيجي بكرة دا أنا اعلقك، مش بتاعتي يا حبيبي تتشقلب، تحجز طيارة خاصة المهم بكرة تكون قدامي، انت بتيجي من السنة للسنة يا حمزة ما تستهبلش، أنا قولت اللي عندي يا ابن أمي وأبويا، تجيب مايا وادهم وتجيوا.
,
, على صعيد آخر وصل زيدان إلى منزله، الفارغ المهجور، دخل إلى المنزل فصعد إلى غرفته سريعا ملقيا بثقله على الفراش ابتسم بحماس يلتقط هاتفه يطلب ذلك الرقم لحظات وسمع صوت ناعس يهمس بخمول:
, - أيوة يا زيدان
, ضحك ساخرا يسأله بتهكم:
, - أنت نايم من دلوقتي
, تثآب حسام بخمول يهمس ناعسا:.
,
, - يا ابني انا بصحي الساعة 7 الصبح ورديتي في المستشفي الحكومي، وبعدين اطلع على ورديتي في المستشفي الخاصة بتسحل كل يوم، **** يسهله إلى وراث من أبوه فلوس اد كدة وخاله كان مشغلهمله يعني على قلبه ملايين قد كدة
, اعتدل زيدان يستند على مرفق يده اليمني يهتف بغيظ:
, - قل أعوذ برب الفلق، **** أكبر اهو قرك دا اللي جايبني الأرض
, ضحك حسام بقوة يهتف من بين ضحكاته:.
,
, - عيب يا زيزو أنا مش بقر أنا بحسد بس، اخلص عايزني في ايه عايز أرجع نام
, هتجوز، نطقها زيدان بوله ليتنهد بحرارة
, ليعتدل حسام جالسا عقد جبينه يسأله باهتمام:
, - هتتجوز، هتتجوز مين
, رد زيدان ضاحكا بسخرية:
, - هيكون مين يعني يا حمار انت
, هتف حسام سريعا بدهشة:
, - البومة قصدي لينا، طب وهي وافقت بسهولة كدة
, ارتمي زيدان بجسده على الفراش يضغط على عينيه بإصبعيه السبابة والابهام يتمتم بسأم:
, - لاء طبعا، هقولك.
,
, بدأ يقص له ما حدث عند مقابلتهم للطبيب، ليقابل الصمت من جهه صديقه من أن انتهي لم يعلق ولو بكلمة واحدة ليسأله بتعجب:
, - أنا افتكرتك هتفرحلي
, رد حسام بهدوء، إجابة صادمة:
, - لا يا زيدان مش هفرحلك، عشان أنت بالوضع دا عمرك ما هتفرح، يا بتحبك يا تسيبها، أنت كدة هتعذب نفسك وهتعذبها فكر بعقلك يا صاحبي
, انتفض زيدان جالسا يقبض على الهاتف بعنف يصيح بحدة:.
,
, - إنت اللي بتقول كدة، أنت عارف كويس أن عقلي وقلبي وروحي بيعشقوها، ما كنتش متوقع أن دي تكون إجابتك يا حسام، على العموم أنا كنت متصل عشان اعزمك على الخطوبة عايز تيجي أنت حر مش عايز أنت بردوا حر
, ودون أن يعطيه فرصة للرد اغلق الخط في وجهه، ليتنهد حسام بيأس ينظر لاسم صديقه على شاشة هاتفه بألم، ابتسم حينما وجد هاتفه يضئ برقمه من جديد، فتح الخط ليجده يهتف بغيظ:.
,
, - إنت يا دكتور على ما تفرج أنت، أنا هعدي عليك الساعة سبعة، وهتيجي غصب عنك ومن غير سلام
, ومن ثم اغلق الخط ليضحك حسام يأسا من أفعال صديقه.
,
, في فيلا خالد انهي محادثته مع اخيه ليجد لينا تربط على كتفه تبتسم بنعومة:
, - العشا جاهز
, حرك رأسه إيجابا ليوجه نظره للدور العلوي، تحرط متجها إلى اعلي يهتف للينا:
, - هعمل حاجة دقيقة وجاي
, اتجه إلى غرفة ابنته سريعا، فتح بابها بهدوء متجها إلى دولاب الملابس الذي صدر منه الصوت فتحه بهدوء حتى لا يزعجها يبحث عن مصدر ذلك الصوت ليتلقط المنبه الصغير نظر لابنتع يبتسم بيأس يتمتم بصوت خفيض:.
,
, حاطة المنبة في الدولاب، طبعا عشان ما يصحهاش بنت ابوكي صحيح
, حرك رأسه نفيا ينهر نفسه بعنف يتمتم لنفسه بغيظ:
, - شوفت، المنبة بطل افكارك المهببة دي، دي لوليتا بنتك، ما فيش برائتها، مش عايز هبل، لينا عمرها ما تعمل حاجة غلط.
,
, في صباح اليوم التالي
, استيقظت لينا بنشاط سعادة فرح ستذهب إلى الجامعة ستراه اخيرا بعد شوق يومين، بدلت ملابسها بلهفة لتنزل تركض على سلم البيت الضخم ابتسمت باتساع تقترب من طاولة الطعام لتجد والديها يتناولان إفطارهما، اتجهت ناحية والدها تقبله على وجنته وبالمثل مع والدتها، لتتسمر مكانها مع جملة والدها:
, - لو مش عايزة تروحي النهاردة بلاش عشان لسه حفلة بليل
, التفت له تحرك يديها نفسا سريعا تبتسم بتوتر:.
,
, - لالالا، أنا كويسة جدا
, رفع خالد حاجبه الايسر ينظر لها بتشكك:
, - ايه اللهفة دي كلها دا انتي كنتي من سنتين بتروحي بالعياط
, أصفر وجهها بلعت لعابها تحاول أن تبتسم حتى لا يشك في امرها لتهتف سريعا:
, - هااا، اصل سهيلة وحشتني وعايزة اشوفها واعزمها على عيد ميلادي
, حرك رأسه ايجابا يرتشف القليل من فنجان الشاي الخاص به:
, - ماشي يا حبيبتي بس ما تتاخريش.
,
, حركت رأسها إيجابا تركض للخارج متجهه إلى أحدي سيارات والدها المخصصة لها ليفتح لها الحارس الباب انطلقت السيارة وخلفها سيارة حراسة خاصة
, لوليتا: حاضر يا بابي
, ثم خرجت سريعا لتركب احدي سيارات والدها وينطلق خلفها سيارة الحرس الخاص بها
, «في الجامعة.
,
, وصلت لينا بسيارة والدها الفخمة اسرع الحارس يفتح لها الباب نزلت بهدوء تنظر حولها تبحث عن صديقتها لتجدها تلوح لها من بعيد لتبتسم باتساع تقدمت ناحيتها تعانقها تهتف بابتسامة واسعة: سوسو وحشتيني اوي
, لكزتها سهيلة في كتفها برفق تبتسم بخبث: أنا بردوا إلى وحشتك اوي، يا ست جوليت
, قرصتها لينا بغيظ لتأن سهية بألم: آه يا مفترية
, ، صحيح عملتي ايه مع المز امبارح.
,
, اختفت ابتسامتها، اندثر بريق عينيها لتهمس بحزن: هحكيلك في المدرج، لسه شوية على بداية المحاضرة
, ذهبت الفتاتان إلى قاعة المحاضرات جلستا متجاورتين لتهتف سهية بفضول:
, - ها يا ستي احكي بسرعة وبالتفصيل المملل
, تنهدت بألم لتحكي لصديقتها ما حدث.
,
, رغما عنها انسابت دموعها من عينيها حينما تذكرت وحشيته في التعامل التي رأتها وهو يضرب زميله، تحكي وتحكي تخبرها بمدي كرهها له، لتشعر فجاءة بيد تربط على كتفها برفق نظرت خلفها بذعر تحول لابتسامة حالمة حينما رأته همست بخجل:
, - معاذ!
, ابتسم في وجهها بحنان مد يده يمسح دموعها برفق:
, - ما فيش حاجة في الدنيا تستاهل ان دموعك الحلوة دي تنزل عليها، وإن كان على اللي اسمه زيدان دا انا هخاصك منه.
,
, عقدت جبينها باستفهام تنظر له بقلق تهمس بنبرة خائفة مرتجفة:
, - بلاش يا معاذ انت ما تعرفوش دا مش بني آدم، أنت ما شوفتش عمل إيه في زميله امبارخ، طب، طب انت هتعمل ايه
, همس بحنان فقط كلمة واحدة اذابت قلبها: هتجوزك طبعا!، النهاردة في حفلة عيد ميلادك، هطلب إيدك من باباكي قدام الكل، هحط حد للي اسمه زيدان دا
, وضعت يدها على فمها تبتسم بفرح قلبها على وشك أن يفر راكضا من مكانه.
,
, وقف زيدان في محل لبيع المجوهرات، حرص أن يبتاع أفخم اطقم الحلي هادئ مميز يليق بها هي فقط، رفع خاتم الخطبة بين أصابعه ينظر له يبتسم باتساع يتمتم بفرح:
, - النهاردة، هطلب إيدك قدام الكل، هتبقي ملكي وملكيتي، ما فيش حاجة اي كانت هتقدر تبعدك عني.
,
, أغارُ عليها من نسماتٍ تداعبها، أعشقُ حروفها حين تنطقُ أسمى، هى ملكتى وملكيتى، هى غنيمة حربى، وانتصار عشقى، اعشقها؛وكيف لا وهى للقلب نبضٌ، اتنفسها؛وكيف لا وهى لجسدى هواءٌ٣ نقطة
, اعشق من تكرهنى، اذوب حبا واشتعالا من نظرة عيناها، اود احتضانها حتى تندمج مع اضلعى ونصبح روحين بجسد واحد.

الجزء السادس تعلن شركة مصر للطيران عن قدوم الرحلة 507 القادمة من مطار دبي الدولي، صدح ذلك الصوت في أرجاء مطار القاهرة الدولي، هبطت الطيارة بسلاسة على أرض المحروسة، أحضر العمال السلم الضخم، ليفتح السلم وتودع المضيفة الزوار للخارج، تقدم ناحية باب الطيارة لينحني بجسده قليلا، خرج من باب الطيارة ينظر حوله لترتسم على شفتيه ابتسامة صغيرة، نزع نظارته السوداء لتظهر عينيه الخضراء كغابات الزيتون، عقد زر سترة حلته السوداء ليتقدم متجها إلى أسفل، لحق به شاب يافع الطول جسد عريض متناسق عينان سوداء قاتمة ملامح حادة نظرات ثابتة، تمشي بجواره فتاة في أوائل العشرينات جميلة شعرها أشقر قصير يطل لمنتصف رقبتها عينيها خضراء كعيني والدها، تبتسم بمرح تتحرك بسرعة تنظر هنا وهناك كأنها **** صغيرة ليزجرها ذلك الفتي قائلا برفق:.
,
, - مايا وبعدين معاكي أنتي مش عيلة صغيرة
, عبست بضيق تمط شفتيها للأمام كأنها **** صغيرة اقتربت من والدها تتعلق بذراعه تهمس بغيظ:
, - بابي أدهم عامل يزعقلي
, ضحك بخفوت يبعثر شعرها برفق ليوجه نظره للفتي قائلا بصرامة:
, - ما تزعقش لأختك يا أدهم
, حرك أدهم رأسه إيجابا دون كلام، ينظر لها بضيق لتنظر لأسفل بحزن يبدو أنه بات غاضبا منها، أخذ أدهم جوازات السفر منهم متمتا باقتضاب:
, - أنا هخلص الإجراءات، مش هتأخر.
,
, حرك حمزة رأسه إيجابا يربط على ذراعه ليتركهم أدهم متجها ناحية المكتب المسؤول عن إجراءات وصول الركاب، بينما جلس حمزة جوار مايا متجاورين في الاستراحة٣ نقطة
, هبت مايا واقفة تنظر لحمزة تهمس بخفوت:
, - بابي هروح الحمام
, حرك رأسه ايجابا، لتتركه تسأل عن مكان المرحاض ظل يتابعها بعينيه إلى أن اختفت من أمامه تماما، ليخرج تنهيدة حزينة بائسة من بين خلجات قلبه الحزين يغمغم مع نفسه بحزن:
, - **** يرحمك يا مايا!
,
, انهي إجراءات الوصول ليتسلم جوازات السفر من الموظف المسؤول، وضعهم في جيبه ليتجه ناحيتهم اتسعت عينيه بقلق يبحث عنها حين وجد أبيه يجلس وحيدا على طاولتهم، اقترب منه سريعا يسأله بقلق:
, - هي مايا فين
, رفع حمزة وجهه يبتسم في لابنه بهدوء مغمغا:
, - في الحمام، خلصت
, حرك رأسه ايجابا، عينيه لا تتوقفان البحث عنها في كل مكان:
, - ايوة والشنط راحت على العربية، هي فين.
,
, تنهد يزفر براحة حينما رآها قادمة تمشي نحوهم بسرعة، ابتسمت في وجهه بمرح لتسرع تتعلق بذراعه تتمتم بوداعة:
, - دومي أنت زعلان مني
, نزع ذراعه من بين يديها بضيق يرمقها بنظرات حانقة، ليتقدم أمامهم متجها إلى السيارة وقف حمزة جوار ابنته يلف ذراعه حول كتفها يحثها على التقدم لتنظر له تمتم بعبوس:
, - بابي دومي كل شوية يزعل مني
, ضحك حمزة برفق يتقدم معها إلى السيارة يغمغم بمرح:
, - هشدلك ودانه دومي اللي بيزعل دا.
,
, ضغط أدهم على زامور السيارة عدة مرات لينظر حمزة لابنته بذعر مصطنع:
, - اركبي قبل ما اخوكي ينزل يأكلنا
, « أدهم حمزة محمود السويسي، او بمعني اصح ادهم وحيد سليمان، ابن حمزة بالتبني، جميع الأوراق الرسمية تقول أنه أدهم حمزة السويسي، يبلغ من العمر 28 عاما، ذراع حمزة الأيمن، فتي طويل القامة ذكي سريع البديهة، به الكثير من المميزات لشاب في سنة، ولكن للأسف لديه عقدة واحدة فقط وهي، ».
,
, في فيلا خالد السويسي يقف في منتصف الحديقة يشرف على العمال تارة وعلى طاقم الحرس تارة، ولينا في الداخل تشرف على تحضيرات الطعام٣ نقطة
, توجه إلى رئيس العمال يشير إلى جزء كبير في الحديقة:
, - بعد ما تخلصوا هناء، اقفلوا الجزء دا بستارة سودا تغظيه خالص
, حرك الرجل رأسه إيجابا يهتف سريعا:
, - حاضر يا باشا
, اشرقت ملامحه بفرح حينما سمع ذلك الصوت يأتي من خلفه:
, - لاء شغل عالي، عالي مش عايز مساعدة.
,
, التفت في لحظة خلفه لتتسع ابتسامته تشق شفتيه، ينظر لتؤامه نصف روحه الآخر حتى لو اختلافا في الشكل تترابط أرواحهم برابطة خاصة لا يعلم عنها أحد شيئا، في لحظة تلاحما بعناق اخوي حاد، ليتمتم حمزة بصوت خفيض:
, - هفضل اقولهالك كل مرة بشوفك فيها، مسماحني يا اخويا
, ضربه خالد بخفة على رأسه يبتسم برفق:
, - وأنا هفضل اقولك مسامحك يا ابن أمي وأبويا
, ابتعد حمزة عن خالد لتندفع مايا تلقي بنفسها بين ذراعي خالد تصيح بمرح:.
,
, - عمو خالد، شوهالحلاوة يا عمو، مز المزز يا عمو
, ضحك خالد عاليا بصخب، بينما نظر لها أدهم بحدة على طريقتها في الحديث، قرص خالد وجنتها برفق يغمغم من بين ضحكاته:
, - يا بت بطلي نصب طالعة لابوكي وعمك، اجري يلا على جوايا طنط لينا مستنياكي وعملالك الكيكة اللي بتحبيها
, لمعت عينيها بسعادة تصفق بحماس لتنطلق راكضة ناحية باب الفيلا تصيح بسعادة:
, - كيكتي حبيبتي، قصدي انطتي حبيبتي.
,
, « مايا حمزة السويسي، في العشرين من العمر، مرحة طفولية بعض الشئ، مدللة ابيها، فبعد موت والدتها، باتت اهتمام حمزة الأول وشغله الشاغل فقط تعويضها وإسعادها بأي شكل كان »
, اقترب أدهم من خالد يصافحه باحترام:
, - إزاي حضرتك يا عمي
, ضحك خالد بمرح ينظر للشاب أمامه:
, - عمي ايه بقي دا أنا بقيت اطول مني، ايه يا دومي
, أبتسم أدهم بهدوء، لينظر حمزة لخالد يسأله:
, - اومال البت لوليتا فين٣ نقطة
,
, نظر خالد لساعته يغمغم بهدوء:
, - في الجامعة محضرتها هتخلص كمان 10 دقايق
, تطوع أدهم يشاركهم الحديث:
, - تحب حضرتك اروح أجيبها
, أبتسم خالد في وجهه بامتنان يحرك رأسه نفيا:
, - معاها العربية والحرس، اطلع أوضتك ارتاح انتوا جايين من السفر..
,
, استآذنهم بآدب متجها إلى داخل المنزل، ما إن خطي للداخل سمع صوت ضحكات مايا العالية قادمة من ناحية المطبخ، لتتحرك قدميه ناحية المطبخ وجد مايا تقف جوار كعكعة كبيرة تملئ فمها على آخره ولينا تهتف فيها بفزع:
, - براحة يا بنتي مش هتعرفي تبلعي
, نظرت مايا لها بخديها المنتفخين من كثرة ما في فمها من طعام لتضحك لينا عليها بخفوت تعطيها كوب عصير ترتشف منه عله يساعدها قليلا على بلع ما في فمها.
,
, تنهد بحرارة يبتسم بألم، ليترك المكان متجها إلى أعلي إلى غرفته، جاهزة نظيفة مرتبة في انتظاره، دخل اليها صافعا الباب خلفه كور قبضته يصدم بها الحائط جواره بعنف يزجر نفسه بعنف:
, - غلط، غلط اللي إنت بتفكر فيه دا غلط
, نظر للفراغ بغضب صدره يعلو ويهبط بجنون ليجفل على صوت دقات على باب الغرفة نظر للباب ليهتف بحدة من بين أسنانه:
, - ميين
, سمع صوتها الرقيق من خلف الباب المغلق:
, - أنا مايا يا أدهم ممكن ادخل.
,
, اتجه ناحية الباب يوصده جيدا بالمفتاح، قبل أن يفتحه هو يصيح فيها بحدة:
, - لاء مش ممكن، واتفضلي امشي أنا عايز أنام
, تلك المرة سمع نبرتها الحزينة تمتم بخفوت:
, - حاضر يا أدهم، أنا كنت عايزة اقولك أنا آسفة لو كنت زعلتك في المطار
, وقف خلف الباب المغلق يكور قبضته بعنف يشد عليها يمنع نفسه بصعوبة من فتح الباب المغلق، أنفاسه تغلي كلهيب نار.
,
, في الجامعة
, ابتعدت سهيلة عنهم تجلس في مقعد آخر ترمق معاذ شرزا، تنظر للينا بغيظ فذلك الأحمق كما تلقبه يقدر فقط بكلمتين على استيلاب عقلها وهي تمشي خلفه في كل ما يقول كالمغيبة
, بينما استمر همس معاذ العاشق لها يحكي لها عن تفاصيل حياتهم معا حينما يصبحا زوجين ولينا تستمع له بسعادة كبيرة تبتسم بعشق فقط تحرك رأسها إيجابا، صمتت الأصوات فجاءة حينما دخل الاستاذ المحاضر، نظرت لينا لمعاذ تهمس له سريعا:.
,
, - معاذ الدكتور جه قوم امشي بسرعة
, حرك رأسه نفيا يبتسم بحب جارف رفع يدها يقبلها خفية غمز لها بطرف عينيه يهمس بعبث:
, - تؤ هحضر مع خطيبتي حبيبتي المحاضرة بتاعتها
, اضطربت أنفاسها بعنف وخاصة وهو يحتضن يدها بتلك الطريقة طوال المحاضرة لم يترك يدها ولو لثانية يخفي كفها الصغير داخل كف يده يهمس لها كل حين وحين خفية بكلامته المعسولة التي تزيد دقاتها انفجارا.
,
, اخيرا انتهت المحاضرة في خارج المدرج كان ينتظرها حرس والدها لذلك تتصرف خارج المدرج كأنها لا تعرفه، وجهت له نظرة سريعة تبتسم بسعادة، لتعاود النظر لسهيلة سريعا تهتف بفرح:
, - سهيلة ما تتأخريش
, حركت سهيلة رأسها إيجابا تنظر لمعاذ الذي يقف بعيدا يعبث في هاتفه باندماج، لتوجهه نظرها للينا:
, - هجيب فستاني واحصلك
, اتجهت لينا مع حرس والدها إلى سيارتها متجهه إلى منزلها تاركة خلفها نظرات تشتعل حقدا وغضبا.
,
, في منزل عمر، منذ ايام منذ آخر مشادة بينهما وهي تتجنب الحديث معه وهو لم يحاول حتى مصالحتها لم يكن يهمه الأمر كثيرا، ولكن اليوم يجب أن يذهبوا جميعا إلى منزل أخيه، تنهد يمسح وجهه بعنف عقله لا يتوقف عن التفكير في تلك السيدة التي خطفت مشاعره من لقاء واحد فقط، حرك رأسه نفيا يستعيذ ب**** من الشيطان، حينما اقتحمت تلك السيدة خياله، في صورة هو نفسه لم يقبلها، هب سريعا متجها لخارج الغرفة ليجد تالا تقف في صالة المنزل، جميلة هي دائما جميلة، بفستانها الاسود الهادئ وحجابها البسيط الذي يلتف حول وجهها برفق، تصيح في البنات بسرعة:.
,
, - يا بنات، يا سارة يا سارين اللي خلصت لبس تجيلي بسرعة
, اقترب منها برفق بهدوء يحتضنها من الخلف برفق، ليتصلب جسدها بين يديه لتسمعه يهمس بشغف:
, - طب ما ينفعش عمر
, تلوت بين يديه تحاول الابتعاد عنه وضعت يديها فوق يديه تحاول إزاحة يديه تهمس بضيق:
, - لو سمحت يا عمر ابعد اللي بتعمله دا ما يصحش٣ نقطة
, وضع يديه فوق يديها يحتضنها بشوق مغمغا بلهفة:.
,
, - هو ايه اللي ما يصحش، وحشتيني يا تالا حاسس أننا بقينا أغراب من كتر ما احنا بعاد عن بعض، أنا ما وحشتكيش
, منعت نفسها بصعوبة من التأثر بكلماته الحانية التي داعبت برفق أوتار أنوثتها، لتتذكر جفاءه بعده طريقته القاسية التي باتت تلازمه مؤخرا، انتزعت نفسها من بين يديه بعنف تنظر له بشراسه تهمس بغيظ:
, - لا يا عمر ما وحشتنيش، عشان أنت مش عمر اللي حبيته واتجوزته، إنت واحد تاني أناني ما بيفكرش غير في نفسه وبس.
,
, اشتعلت عينيه غضبا ليقبض على رسغ يديها يصيح بحدة:
, - أنا أناني يا هانم، واللي انتي بتعمليه دا مش قمة الأنانية، مخلياني على هامش حياتك من ساعة ما خلفتي وأنا حاسس أن وجودي في البيت من عدمه ما يفرقش معاكي غير عشان الفلوس، فلوس النادي، فلوس الدروس، فلوس المدارس، أنا فين من كل دا.
, نزعت يدها من يده بعنف تصرخ في وجهه بقهر:.
,
, - والفلوس دي أنا باخدها احطها في البنك باسمي، بديها لأهلي ولا بصرفها على البيت وعلى البنات، أنا ما اهملتكش يا عمر، بس أنا بني آدمه، عندي طاقة وبتخلص مش بعد تعب ومرمطة طول النهار، هبقي عروس بيروت بليل، إنت اللي أناني ما يفرقش معاك غير نفسك ومزاجك وبس
, رمقها بنظرات استخفاف ساخرة دس يديه في جيبي بنطاله يتشدق متهكما:.
,
, - نفسي ومزاجي، تعرفي لولا اننا خارجين كنت دفعت تمن الكلمتين دول، اخلصي يا هانم عشان ما اتأخرش على اخويا
, تركها متجها إلى غرفته يكمل ارتداء ملابسه، لتنهار هي على أحد المقاعد رغما عنها انسابت دموعها لتخفي وجهها بين كفيها تجهش في بكاء مرير تشعرب بالقهر، رفعت وجهها تنظر لابنتيها حينما سمعت سارة تهمس لسارين:
, - تعرفي كان نفسي عمو خالد وطنط لينا هما اللي يبقوا بابا وماما على الأقل مش بيتخانقوا خالص.
,
, في منزل على ولبني
, وقفت لبني أمام مرآتها تضع احمر الشفاه الخاص به ابتسمت ساخرة تنظر لعلي من خلال مرآه الزينة تمتم بتهكم:
, - أنا مش فاهمة، خالد دا بيفكر ازاي، كل سنة يعمل حفلة كبيرة تكلفه قد كدة عشان يقول لبنته كل سنة وانتي طيبة
, زفر على بحنق ليلتقط سترة حلته يرتديها يغلق ازرارها:
, - يا ستي وانتي مالك هو بياخد الفلوس دي من جيبك هو حر، ماله يعمل فيه اللي هو عايزه.
,
, اقتربت لبني منه تمشي بغنج ثقة دلال، اقتربت منه تلتقط رابطة عنقه السوداء
, طوقت عنقه بها تعقدها ببطئ تبتسم في وجهه بدلال:
, - خلاص يا علوة ولا تزعل نفسك٣ نقطة
, ربطت على رابطة عنقه برفق تهمس بنعومة:
, - مز يا اخواتي ما بتكبرش ابدااا يا علوة
, ابتسم بهدوء يربط على وجنتها، ليبتعد عنها متجها إلى المرآه يعدل من وضع رابطة عنقه نظر لها يغمغم بهدوء:
, - المحروس ابنك جهز ولا لسه.
,
, زفرت بضيق هي حقا لا تود الشجار معه وخاصة حينما يتعلق الأمر بطفلها المدلل الوحيد، ابتسمت باصفرار تحرك رأسها إيجابا:
, - اه يا حبيبي جهز ومستنينا تحت في العربية، عشان تعرف بس إن عثمان مطيع وبيسمع الكلام
, انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة يتشدق بتهكم:
, - آه ما أنا عارف طبعا انتي هتقوليلي.
,
, في فيلا زيدان الحديدي
, وقف امام مرآته يعدل من وضع رابطة عنقه يضع عطره المفضل بغزارة يمشط شعره بطريقة جذابة منقمة
, نظر إلى نفسه في المرآه ليبتسم بزهو وسيم وهو يعرف ذلك، لكنها دائما ما تشعره بأنها أبشع رجال العالم من شدة نفورها منه
, تنهد يشجع نفسه اليوم ستتحقق غايته بعد انتظار طال كثيرا، اخذ علبة المجوهرات ملتقطا، هاتفه ومفاتيح سيارته خرج متجها إلى منزل صديقه.
,
, في منزل حسام
, وقف أمام مرآته يمشط شعره الاسود الكثيف القي نظرة أخيرة على حلته الزرقاء ذات اللون القاتم ويعدل من وضعيه قميصه الأبيض ورابطة عنقه الزرقاء حين دخلت والدته التي ابتسمت باتساع ما أن رأته:
, - بسم **** ما شاء ****، احلي قمر يا حبيبي، مش ناوي انت كمان تفرح قلبي بقي وتتجوز
, التفت حسام لوالدته يضحك بمرح ليقترب منها يقبل كف يدها مغمغما بمرح:.
,
, - اتجوز، واجبلك ضرة تضايقك يا عسل انتي، لاء انا كدة حلو أوي
, قرصت والدته خده برفق تضحك بسعادة:
, - يا سيدي مالكش دعوة أنا عاوزة ضرة، بس أنت أتجوز
, ربط حسام على رأس والدته برفق يتنهد بهدوء مغمغما برفق:
, - كل شئ باوانه يا أمي، ايه رأيك تيجي معايا، أهو تغيري جو، أنت ما خرجتيش من البيت خالص من ساعة ما بابا **** يرحمه مات
, ابتسمت والدته لتخبو لمعة عينيها حزنا ربطت على يده تقول بحنان:.
,
, - بلاش انا يا حبيبي معلش ما تضغطش عليا روح إنت واتبسط وابقي باركلي للواد زيدان لما تشوفه
, تنهد يعرف والدته يعرف والدته لا تعود في كلمتها حرك رأسه ايجابا ليميل مقبلا جبينها ودعها متجها إلى سيارة صديقه التي تنتظره أسفل المنزل، ابتسم باتساع ما أن رآه يكاد يحرقه بنظراته الغاضبة، فتح باب السيارة الامامي يجلس جواره
, التفت زيدان له يهتف من بين أسنانه بغيظ:.
,
, - سواق البيه انا عشان افضل مستني سيداتك على ما تنزل، دا انا العريس
, ضحك حسام ينظر له بعبث يلاعب حاجبيه بسخرية:
, - طب يلا يا عتريس عشان ما نتأخرش على فؤاده
, نظر زيدان له بغيظ ليشد مكابح السيارة بعنف لتنطلق بقوة تشق غبار الرصيف، ليضحك حسام عاليا يقلد صوت انثوي مائع:
, - يا مجنون بعشق جنونك.
,
, في فيلا خالد السويسي
, قامت التحضيرات على قدم وساق إلى ان أصبحت الحديقة في غاية الجمال بعد الإشراف الكامل على العمال وكل كبيرة وصغيرة بمساعدة حمزة، صعد كل منهما إلى غرفته ليبدل ملابسه استعدادا لاستقبال الضيوف
, ارتدي خالد حلة سوداء بقميص رمادي فاتم اللون، وارتدي حمزة المثل
, على مقربة منهم في غرفة لينا ابنه خالد حيث تجمع الفتيات في غرفتها يتضاحكن ويمزحن.
,
, ارتدت لينا الابنه فستان وردي باكمام طويلة ينزل باتساع من أسفل
, أما الزوجة فارتدت فستان من اللون السماوي يليق مع لون عينيه و**** يتماشي معه
, سهلية ارتدت فستان ازرق قاتم باكمام ضيق من الاعلي ويبدأ في الاتساع من عند الخصر
, مايا المدللة ارتدت فستان احمر قاني، تغطي اكمامه ربع كتفها فقط يصل لما بعد ركبتيها بقليل.
,
, وقفت الفتيات يتنافسن من منهن أجمل بينما لينا تقف خلفهم تنظر لهم تبتسم بسعادة وداخلها شعور يتضاخم قلقة مما سيحدث اليوم، تنظر لابنتها بقلق، ولمايا بحزن فالصغيرة لم تتمتع بحنان والدتها ولو ليوم واحد ماتت مايا بعد ولادتها مباشرة
, اجفلت من شرودها على صوت دقات خالد يستأذن الدخول:
, - يا بنات ادخل
, اتجهت لينا ناحية الباب تفتحه له تنظر له تبتسم بعشق:
, - ادخل يا حبيبي.
,
, دخل خالد إلى الغرفة يبتسم لهم لتسرع ابنته إليه التفت حول نفسها بالفستان تصيح بسعادة:
, - بابا أنا احلي ولا سهلية ولا مايا
, قرص خالد وجنتها برفق يغمغم بمرح:
, - انتوا التلاتة احلي من بعض، هنوقف رجالة العيلة النهاردة بالسلاح يحرسكوا
, نظر ناحية زوجته ما ان وقعت عينيه عليها غامت بسحابة من العشق طال النظر لها ليتحرك لسانه بعشق:
, - بس لينا احلي من القمر نفسه.
,
, اتسعت عينيها تنفجر وجنتيها خجلا لتخرج من الغرفة تهرول لأسفل، لتتسع ابتسامته يود فقط لو يعرف متي ستتوقف عن الخجل منه
, نظر للفتيات يبتسم برفق:
, - قمرات يا اخواتي هيخطفوكوا مننا، يلا خلصوا لبس وانزلوا
, اتجه ناحية ابنته قبل أن يغادر ليميل مقبلا جبينها تنهد يهتف بهدوء:
, - لوليتا عايزك تعرفي ان أنا اي حاجة بعملها بتبقي عشان مصلحتك انتي وبس أنا ما عنديش اغلي منك في الدنيا ماشي يا حبيبتي.
,
, قطبت حاجبيها تنظر له بحذر صحيح لم تفهم لما يقول ذلك الكلام لكنها ايدته فحركت رأسها إيجابا بابتسامة صغيرة ليربط على وجهها برفق ومن ثم تركهم متجها إلى أسفل ونزل لأسفل يبحث عن زوجته هنا وهناك إلى ان وجدها في المطبخ تشرف على تحضريات الطعام، دون كلمة واحدة أمسك يدها امسك يدها يجذبها خلفه من المطبخ إلى حجرة المكتب، بينما هي تصيح فيه بذهول:
, - يا خالد، إنت يا ابني، واخدني فين طيب، يا عم حمدي الوزير أنت.
,
, ادخلها إلى المكتب نظر حوله ليغلق الباب عليهم، لتتسع عينيها بذهول تتمتم:
, - إنت بتعمل ايه يا استاذ أنت
, اقترب منها يبتسم بمكر تلك الابتسامة التي تحتل شفتي الفهد قبل ان ينقض على فريسته، خطوة له لامام تقابها خطوة منها إلى الخلف إلى ان وقعت في فخ الصياد باتت بين المطرقة والسندان هو امامها وباب المكتب خلفها نظرت له بدهشة لتري ابتسامته الخبيثة تزداد اتساعا يتمتم بمكر:.
,
, - فاكرة لما كنا واقفين هنا في عيد ميلاد لوليتا والحفلة كلها شافتنا واحنا٣ نقطة
, وضعت يدها على فمها اتسعت عينيها بصدمة لتهتف سريعا تقاطعه:
, - فاكرة و**** فاكرة
, صدحت ضحكاته المجلجلة ليغمز لها بطرف عينيه يغمغم بمكر: -
, شوفتي بقي يا ستي اديني غيرت الإزاز عشان خاطر عيونك وعملته عازل، احنا نشوف إلى برة لكن إلى برة ما يشوفناش
, نظرت له بغيظ تحاول دفعه قليلا بعيدا عنها تهمس بحنق:.
,
, - يا ابني هو لو بقيت محترم هيقولوا اللي ما قلش ادبه أهو، ممكن تسيبني أروح اتأكد أن كل حاجة تمام قبل ما الحفلة تبدأ
, انقبض قلبها بقلق رفعت وجهها تنظر له بقلق تغمغم:
, - أنا خايفة أوي يا خالد، قلبي مقبوض
, ابتسم برفق يحاول طمأنتها صحيح أن قلبه ينبض بعنف هو ليس فقط قلق هو خائف ولكنه أبدا لن يظهر خوفه:
, - ما تقلقيش بإذن **** خير
, في الخارج.
,
, وقفت سيارة عمر في الجراش الخاص بالفيلا لينزل عمر منها دون كلام صمت مطبق من جميع الاطراف، نزلت تالا وسارة وسارين متجهين معا إلى داخل المنزل، استقبلهم حمزة نيابة عن خالد بترحاب حار، يعانق الصغيرات بشوق، وقف يربط على كتف أخيه يبتسم بسعادة:
, - وحشتني ياض
, ابتسم عمر يعانق اخيه بشوق مغمغا في مرح:
, - وأنت كمان يا ابو أدهم، ما هو أنا ما ينفعش اقولك يا ابيه وأنت شكلك أصغر مني أساسا.
,
, جاء خالد اليهم يشاركهم في الحديث٣ نقطة
, على صعيد آخر وصل زيدان بصحبة حسام إلى منزل خالد، اطلق حسام صفيرا طويلا بإعجاب، ينظر حوله بانبهار مغمغا:
, - إيه يا عم الفخامة دي، ناس عايشة في العز وناس بتزغط وز
, ضحك زيدان ينظر لصديقه بيأس ليصدمه على رأسه بعنف يتمتم بغيظ:
, - يخربيت عينيك اللي تفلق الحجر، تعالا يالا اعرفك على خالي
, اتجه بصحبته إلى حيث يقف الاخوة الثلاثة ليقترب خالد منه ينظر له بحدة:
, - ما بدري يا بيه.
,
, اشار لحسام سريعا يهتف مبررا يدافع عن نفسه:
, - و**** حسام اللي اخرني
, حدقه حسام بنظرات نارية مغتاظة يهمس له بشر:
, - تبيع صاحبك يا ابو نسمة
, نظر لخالد يبتسم باتساع ليرمقه خالد بنظرة حازمة شاملة، نظر لزيدان يتمتم ساخرا:
, - هو دا بقي حسام، اللي قرفتني بيه
, حرك زيدان رأسه إيجابا يبتسم باتساع، ليتوجه خالد ناحية حسام مد يده ليصافحه:
, - خالد السويسي.
,
, اتسعت عيني حسام بانبهار نبرة صوت الرجل بمفردها لها حضور طاغي مخيف، ابتسم بتوتر يمد يده سريعا يصافحه بحرارة:
, - غني عن التعريف يا افندم طبعا، حسام مختار دكتور نسا
, رد خالد قائلا بهدوء:
, - شرفت يا حسام، اعتبر البيت بيتك
, لكز زيدان حسام في كتفه يغمز له مغمغما بمرح:
, - ايوة يا عم، وصلت للبوص الكبير بنفسه وبيرحب بيك
, في تلك اللحظة جاءت لينا إليهم بابتسامتها الصافية المعهودة، اتجه زيدان ناحيتها سريعا يقبل كف يدها:.
,
, - مساء الورد على احلي وردة في المكان كله
, امسكه خالد مم تلابيب ملابسه من الخلف كالمجرمين ينظر له بحدة:
, - إنت بتعمل ايه يا حبيب أبوك
, عدل زيدان تلابيب حلته من الأمام يجمع بقايا كرامته رفع رأسه بكبرياء تبعثر يغمغم بحسرة:
, - **** على الظالم والمفتري
, ترك خالد تلابيب ملابسه يربط على وجهه بعنف يبتسم متوعدا بشر:
, - مين دا يا حبيبي اللي ظالم ومفتري
, اشار زيدان سريعا ناحية حسام سريعا يبتسم باتساع:.
,
, - قصدي حسام طبعا، اصل الكشف بتاعه غالي مفتري اوي ما بيعريش الناس الغلابة
, هتفت لينا ضاحكة تقاطع مشاجرتهم المضحكة
, : - بس بطلوا خناق انتوا الاتنين، فضحوتنا قدام الأجانب
, ضحك زيدان قائلا:
, - لاء دا مش أجانب دا حسام
, نظرت لينا لحسام تبتسم بود:
, - اهلا ازيك يا حسام
, ابتسم حسام بأدب يمد يده يود مصافحتها، ليسرع زيدان يصافحه بقوة يهمس بذعر:
, - حبيب قلبي يا حس أبوس ما تمدش ايدك أنت دكتور ومحتاجها في الكشف٣ نقطة
,
, وجهت لينا انظارها لحسام تنظر له بتمعن ذلك الفتي ملامحه مآلوفه، ملامح تعرفها ولكن أين، أين رأته من قبل، يشبه أحدهم، شخص تعرفه رأته لا تعلم ولكن ذلك الفتي بالفعل تعرفه، اجفلت على صوت خالد يسألها بقلق:
, - انتي كويسة يا حبيبتي
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا، تنظر لحسام بقلق التقت عينيها مصادفة مع عيني حمزة لتجده هو الآخر ينظر لحسام بتعجب.

الجزء السابع


تقف في شرفة غرفتها الضخمة تطل مباشرة على الحديقة المضيئة ليلا بفعل تلك الأضواء التي تراقصت بتناغم لتعطي جو هادئ خلاب.
,
, زفرت بضيق تبحث بعينيها عنه هنا وهناك، لتتسع بؤبؤ عينيها بسعادة ترتسم ابتسامة حالمة خلابة على شفتيها حينما رأته يدخل إلى الحفلة بطوله الفارع، جسده الرياضي الرشيق المتناسق، خصلات شعره السوداء الكثيفة، حلته السوداء لأول مرة تراه يرتدي ملابس كلاسيك رسمية، خرجت منها تنهيدة حالمة تنظر لقسمات وجهه عينيه السوداء، ملامحه الوسيمة الحادة قليلة، فاقت من شرودها على صوت مايا فهي الاخري تعرف بأمر معاذ ولكن على عكس سهيلة تراها قصة حب حالمة، صدح صوت مايا تشير إلى احد الشباب:.
,
, - لينا مش دا معاذ اللي ورتيلي صورته.
,
, اشارت اليه وكأن تلك الحالمة لم تراه وهل كانت تهيم بغيره، اتجهت ناحية غرفتها تنظر لانعاكسها في المراءة بابتسامة صغيرة خجولة لتتجه بخطي سريعة مهرولة إلى الحديقة وقفت للحظات تبحث عنه بلهفة ليهدر قلبها بعنف ما أن وقعت عينيها عليه يقف بعيدا في أحد الأركان البعيدة ممسكا بكأس عصير يستند بمرفقه على الطاولة جواره، اتجهت ناحيته تتحرك بخطي سريعة متلهفة، تنظر حولها بحذر تتمني الا يراها احد ما، من الجيد أن الجميع منشغل في الحفل، الجميع عداه هو، كان يبحث عنها بين الحضور إلى أن وقعت عينيه عليها تتحرك خطوات تحاول جعلها طبيعية حتى لا يشك أحد في امرها٣ نقطة
,
, ضيق عينيه يرمقها بنظرات شك غاضبة خاصة حينما رأي نظراتها المصوبة تجاه ذلك الشاب انسحب بهدوء من وسط الجمع الصغير يمشي ناحيتها
, وقفت لينا أمام معاذ تنظر له بسعادة تتراقص في مقلتيها ابتسامة واسعة لم تستطع إخفائها عن شفتيها حركت يديها تهتف بابتسامة واسعة:
, -معاذ مبسوطة أنك جيت كنت فكراك مش هتيجي لما اتأخرت اوي كدة.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة تحمل مزيج خاص بين العشق والثقة على شفتي ليتلقط أحد كفيها رفعه امامه فمه يلثمه بقلبه لطيفة حانية:
, - ازاي عيزاني افوت فرصة ممكن أشوفك فيها
, وبعدين انتي ناسية أنا جاي ليه
, اشتعلت وجنتيها خجلا تنظر له بهيام عينيها على وشك إخراج قلوب حمراء نابضة تهتف بعشقه، بينما اشتعلت عيني الواقف قريبا منهم غضبا وحقدا يشعر بالدماء تفور في رأسه اتجه ناحيتهم، لا ينوي خيرا ابداا.
,
, يقف في نهاية الحديقة جوار احدي الطاولات يستند بساعده الايسر على سطح الطاولة يحمل في يده كأس من العصير يرتشف منه على مضض نظر له باستخفاف ليغمفم ساخرا مع نفسه:
, - اخرتها واقف زي الاهبل بشرب عصير٣ نقطة
,
, تنهد يزفر بضجر يتذكر تحذيرات والده بأن أي شكوي ولو بسيطة أتت له عنه سيسحب منه سيارته وبطاقته البنكية وعضوية النادي، لذلك قرر أن يظل واقفا مكانه إلى أن ينتهي ذلك الحفل السخيف، يراقب الحضور بتهكم واضح من نظراته الساخرة الخاوية، قلب عينيه حينما رآها قادمة نحوه تفحصها بعينيه قصيرة قليلا تصل لقرب كتفه بذلك الكعب البسيط فستانها الأنيق، عقد جبينه يفكر لون فستانها أحمر كما يراه هو أم لون غريب من تلك الدرجات التي سمعها من قبل، أخبرته أحد الفتيات أنه « عنابي »، واخبرته اخري أنه احمر « عقيقي»، واخبرته ثالثه تتفاخر بفستانها الذي بالكاد يسترها أنه أحمر « فيروزي » وهو حقا لم يفهم ما علاقة الأحمر بمشروب الفيروز الذي يحبه، مال برأسه لليمين قليلا يتفصحها عن كثب جميلة عيناها، اللامعة بشرتها البيضاء كبشرة *******، اتجه ببصره ناحية شفتيها ليجفل يحرك رأسه نفيا يعنف نفسه:.
,
, - إيه اللي إنت بتهببه دا يا زفت دي عيلة صغيرة في ثانوي
, التفت إليها حينما سمعها تحادثه برقة فطرية ليست مصطنعة كما تعود دائما:
, - إزيك يا عثمان
, اجبر شفتيه على الابتسام التفت بجسده لها يمد يده يصافحها ببرود ظاهر:
, - اهلا إزيك يا سارين، اخبار مذاكرتك ايه، شدي حيلك عايزيك تبقي اللي انتي عيزاه
, ابتسمت خجلة تعيد خصلة ثائرة تمرد من شعرها خلف اذنيها من جديد لتسحب يدها من يده ببطئ تتمتم بخفوت:
, - شكرا يا عثمان.
,
, حمحمت بحرج لا تعرف ما تقول بينما هو لازال يرتشف من كأسه ينظر إلى جميع أنحاء الحفلة عداها هي، شعرت بالحرج من وقفتها هكذا لتقرر الرحيل، لتجده يمسك بيدها سريعا شخصت عينيها بذهول، خاصة سمعته يتحدث بمرح لم تعهده منه ابدا:
, - ايه، ايه رايحة فين خليكي قاعدة معايا
, اشار بيده إلى أحد الخدم الذين يتحركون هنا وهناك يحملون كأوس العصير، قام من مكانه يزيح لها أحد المقاعد يبتسم لها بجذابية سحرتها:
, - اتفضلي اقعدي.
,
, حركت رأسها إيجابا دون تفكير، لتجلس على المقعد برفق حرك بها المقعد للأمام، تناول من النادل كأس عصير فراولة يضعه امامه يغمغم بابتسامته الساحرة:
, - الفراولة يا فراولة.
,
, اتسعت عينيها بذهول لا تصدق أن عثمان يجلس أمامها يقول لها ذلك الكلام يعاملها بتلك الطريقة، عثمان التي طالما تمنت ولو نظرة واحدة منه يعاملها برقة، يجلس أمامها يتحدث يضحك، من الجيد أن والدتها منشغلة مع السيدات والا كانت أقامت الدنيا فوق رأسها، انفجرت دقاتها خجلا حينما مد يده يمسك بخصلة شعرها الثائرة يعديها خلف اذنيها يغمغم ضاحكا بمرح:
, - انتي شعرك ناعم اوي كل شوية بيقع.
,
, تجلس امامه كالبلهاء فقط تبتسم بخجل تستمع له لا تعلم، إن الصياد يعقد شباكه حول أخري وفقط يستخدمها كوسيلة، هي حقا لا تعني له شيئا، ولكن عند رحليها لمح تلك الفتاة ( ليلا ) تدخل إلي الحفل بصحبة والدها، بالطبع يجب أن يكون هنا، أرادها أن تعلم شباك الصياد لا تخلو من الفرائس، ابتسم بانتصار يضحك بصوت عالي يمزاح سارين حين رأي نظرات ليلا المشتعلة الموجهة إليهم، سيريها كيف تتحدي الصياد.
,
, على صعيد أخر يمشي في أرجاء المكان استأذن منهم ليستكشف الحفل، لا ينكر أن المكان بالفعل نال إعجابه فخم، رائع، لمحت عينيه شابة صغيرة تقف عند المسبح بعيدا عن زحام الحضور، اقترب منها ليجدها تمسك بهاتفها تصيح فيه بضيق:
, - ما تردي يا سارين، ماما بتدور عليكي بقالها ساعة، اووف
, اجفلت تشهق بفزع حينما سمعت صوت عابث يهمس من خلفها:
, - اهدي بس مين اللي عصب القمر.
,
, التفتت له لتجد شاب طويل القامة بشكل سخيف بالنسبة لها، وسيم ذكرها ببطل مسلسل تركي كانت تشاهده مع أختها بالأمس، حاولت استعادة ثباتها لتحرك رأسها نفيا تعقد جبينها بحدة قائلة:
, - وأنت مالك أنت، أنت مين اصلا
, اشار إلى نفسه ببراءة ينظر لها بمرح، مط شفتيه يغمغم بزهو:
, - أنا، حسام، صاحب العريس، قصدي صاحب زيدان، والقمر
, ضيقيت عينيها تنظر له يغيظ وضعت يدها على خصرها تنظر له بغرور تهتف بزهو:.
,
, - سارة السويسي، بنت أخو صاحب الحفلة
, بلع حسام لعابه بتوتر ارتبك قليلا ليمد يده يغوص بها في خصلات شعره الكثيف ابتسم يحاول مدارة ارتباكه ليمد يده يود مصافحتها:
, - يا ستي تشرفنا، أنا حسام مختار دكتور نسا
, عقدت ذراعيها أمام صدرها تنظر له بحنق ابتسم باصفرار تتمتم بامتعاض:
, - سوري ما بتعرفش على حد غريب عن إذنك
, مرت جواره ليخترق أنفه دون سابق إنذار، رائحة عطرها الهادئ، ابتسم بعبث مقررا مشاكستها:.
,
, - انتي حاطة ريحة صابون سايل
, شهقت بعنف تشتعل عينيها غضبا امسكت بأطراف فستانها تلتفت إليه جزت على أسنانها مغتاظة منه:
, - صابون سايل يا بيئة دا tender..
, نظرت له بتهكم لتكمل ساخرة:
, - ابقي روح شوفلك دكتور لمناخيرك يا دكتور، عن إذنك
, رحلت سريعا تمشي بخطوات سريعة غاضبة ليدس يديه في جيبي سروال حلته يبتسم باتساع:
, - وماله.
,
, يا بنتي اصحي، جوررري يا جورري..
, هتف بها خالد يحاول إيقاظ تلك الصغيرة التي نامت على ذراعه ما أن حملها لينظر لأخته وزوجها هاتفا في تعجب:
, - جري إيه يا ياسمين، ايه يا فارس انتوا ما بتنيموش البت دي ولا إيه
, ضحكت ياسمين بخفوت لتقترب من أخيها تحاول ايقاظ طفلتها الصغيرة جوري البالغة من العمر عشرة أعوام، :.
,
, - جوري، جوجو اصحي يا حبيبة ماما، ولا حياة لمن تنادي، أنا مش عارفة البت دي طالعة بتحب النوم كتير كدة لمين
, نظر خالد لها باستجهان يرفع حاجبه الايسر بتهكم:
, - اقول أنا لمين، ولا يلا **** حليم ستار، قوليلي الواد غيث هينزل امتي
, تنهدت ياسمين بشوق تنظر لاخيها بابتسامة صغيرة:
, - السنة دي آخر سنة كلها كام شهر ويخلص جمعته وينزل يقعد على طول معانا، وحشني اوي يا خالد
, ضحك فارس بمرح ليقترب منها يطوق كتفيها بذراعه:.
,
, - أهي كل يوم على الاسطوانة دي، غيث واحشني يا فارس، ما كانش لازم تسيبه يكمل تعليمه برة، أنت قلبك بقي حجر، وحاجة منتهي اني بقيت مصطفي أبو حجر جدا يعني
, ضحك خالد بمرح يشارك أخته وزوجها في الحديث، لحظات ودخل محمد ومعه زوجته وابنهم فراس، ليشير خالد ناحيتهم يتمتم بابتسامة:
, - محمد جه أهو ومعاه رانيا وفراس
, اتسعت عينيه بذهول حينما هبت تلك الصغيرة النائمة بين ذراعيه، في لحظات وجدها تصحو تتحرك حولها تهتف بلهفة:.
,
, - فراس فين فراس
, اتسعت عينيها بسعادة لتتملص من بين يدي خالد تركض ناحية فراس تلوح له بسعادة:
, - فراس هاي يا فراس
, أصفر وجه فارس بذهول من الصدمة بينما ضحكت ياسمين بخفوت مما حدث، بصعوبة كبح خالد ضحكاته، اقترب خطوتين من فارس يربط على كتفه يهمس له:
, - أنا من رأيي أنك تروح تطلب أيد فراس.
,
, قالها لينفجر في الضحك، ضحكات عالية صاخبة لم يوفقها سوي صرخات لينا ابنته وصوت زيدان وهو يصيح في أحدهم، احتدت عينيه قلقا على ابنته ليركض اتجاه الصوت يبحث عنها بلهفة وفزع.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة تحمل مزيج خاص بين العشق والثقة على شفتي ليتلقط أحد كفيها رفعه امامه فمه يلثمه بقلبه لطيفة حانية:
, - ازاي عيزاني افوت فرصة ممكن أشوفك فيها
, وبعدين انتي ناسية أنا جاي ليه.
,
, اشتعلت وجنتيها خجلا تنظر له بهيام عينيها على وشك إخراج قلوب حمراء نابضة تهتف بعشقه، بينما اشتعلت عيني الواقف قريبا منهم غضبا وحقدا يشعر بالدماء تفور في رأسه اتجه ناحيتهم، لا ينوي خيرا ابداا هو صحيح لم يستطع سماع ما يقولون، ولكن رؤيتها وهي تقف تنظر لذلك الشاب بتلك السعادة أجتت نيران غيرته، تنظر له بعشق يعرفه جيدا، فهو دائما ما ينظر لها بتلك النظرات وهي حقا لا تهتم، اندفع ناحيتهم دون أن ينطق بكلمة كانت قبضته تعرف طريقها لفك معاذ الذي ترنح للخلف يمسك بفكه المتورم، صرخت لينا بفزع من هول الصدمة، بينما قبض زيدان على تلابيب ملابس زيدان يجذبه بعنف يصرخ فيه:.
,
, - إنت مين وبتعمل إيه هنا، و ازاي تسمح لنفسك تمسك ايدها بالشكل دا
, زيدااان، صدح صوت خالد كالرعد من خلفه ليرمي ذلك الفتي بنظرة حادة مشتعلة نفضه بعيدا عنه بعنف٣ نقطة
, اقترب من الجمع ينظر للثلاثة ابنته التي ترتجف بعنف، زيدان يقف ينظر لذلك الشاب يكاد يحرقه بنظراته، ذلك الشاب رآه من قبل
, التفت لزيدان يسأله بحدة:
, - ايه اللي بيحصل هنا، في ايه يا زيدان.
,
, اقترب معاذ منه يمد يده يصافحه باحترام: - دكتور معاذ يا أفندم أتمني حضرتك تكون فاكرني
, Flash back
, وقفت لينا جوار سهيلة مع دفعة جامعتها أمام مبني كبير لها لافتة صغيرة كُتب عليها المشرحة
, اقتربت سهيلة من لينا تهمس بارتجاف:
, - لينا ما تكلمي باباكي، خليه يكلم الدكتور زي ما بيعمل كل مرة، وما ندخلش المشرحة
, شدت لينا على يد سهيلة تنظر لباب الغرفة المغلق تكاد تبكي من الخوف لتقترب من سهيلة تهمس بفزع:.
,
, - بابا مسافر عنده اجتماع في الغردقة كلمته وموبايله مقفول، سهيلة أنا مش هقدر ادخل المكان دا
, اجفلا معا على صوت المحاضر حين صدح صوته يهتف بحزم:
, - إحنا دلوقتي هندخل على مشرحة الطلبة اللي ورايا دي ومش عايز اي اعتذارات يا دكاترة انتوا مش صغيرين، المفروض تكونوا اتعودتوا
, أشار إلى الشاب الواقف جانبه يربط على كتف بهدوء:
, - دكتور معاذ زميلكوا في سنة الامتياز هيساعدني النهاردة.
,
, تقدم المحاضر برفقة معاذ إلى داخل غرفة المشرحة وخلفهم الطلاب
, ما أن كشف الطبيب عن أحدي الجثث الراقدة على سرير حديدي سقطت لينا دون سابق إنذار فاقدة للوعي
, اتسعت عيني المحاضر بفزع يكاد يلطم خديه من الخوف ليصيح بذعر:
, - يا نهار مش فايت دي بنت خالد باشا السويسي لو حصلها حاجة أبوها هيطربقها على دماغنا كلنا
, نظر إلى الواقف جانبه يصيح فيه بخوف:
, - معاذ بسرعة اتصرف فوقها.
,
, اندفع معاذ ناحيتها يحاول إفاقتها لم يجد بدأ سوي أنه حملها بين ذراعيه متجها بها إلى الخارج، إلى احد المدرجات الفارغة احضرت له سهيلة مقعد ليجلسها عليه بصعوبة إستطاع إعادتها لوعيها:
, - يا آنسة، يا آنسة اا
, نظر لسهيلة يسألها:
, - هي اسمها ايه
, نظرت له سهيلة بريبة لتنطق على مضض:
, - لينا.
,
, حرك رأسه ايجابا يعاود النظر إليها ليتنهد براحة حين رآها تحاول أن تفتح عينيها، حركت رأسها تأن بألم، ما إن فتحت عينيها وجدت ذلك الشاب الذي لا تعرفه يجثو على ركبتيه أمامها اتسعت عينيها ذعرا ما ان رأتها لتلتصق بالكرسي تنظر له بفزع:
, - أنت مين، وعايز مني ايه، ابعد عني ابعد عني
, اتسعت عيني معاذ بذهول من تصرفها ليرفع كفيه باستسلام، يهتف سريعا يحاول طمأنتها:
, - اهدي، اهدي يا آنسة، مالك.
,
, ربطت سهيلة على كتف لينا، لتمسك بيدها تحاول طمأنتها تهتف برفق:
, - اهدي يا لينا، ما تخافيش، دا دكتور معاذ هو اللي فوقك لما اغمي عليكي
, نظرت لمعاذ تعتذر له بابتسامة صفراء مجاملة:
, - معلش يا دكتور أصل لينا ما بتحبش تتكلم مع حد غريب
, التفت معاذ للينا يبتسم بجاذبية مد يده يسمك كف يدها يصافحها بحرارة يهتف في مرح:.
,
, - خلاص يا ستي اعتبريني مش غريب ونتعرف انا معاذ، وانتي لينا، انا في سنة الامتياز وانتي أصغر بسنة، أنا شاب حليوة وانتي بنوتة زي القمر
, اتسعت عينيها في ذهول من كلام ذلك الغريب، رغما عنها وجدت نفسها تضحك خجلة من كلامه، لم تشعر بالخوف منه مع أنها حقا لا تعرفه، نظرت له بذهول حينما بدأ يغني بصوت نشاذ مزعج:
, - ضحكت يعني قلبها مال وخلاص افرق بينا اتشال.
,
, اتسعت ابتسامتها تشعر باحمرار غريب يغزو وجنتيها، لتجده يمد كف يده يهتف بحنو ّ
, - هاتي ايدك اساعدك تقومي، انتي محتاجة تروحي تستريحي
, بتردد ظاهر وضعت يدها داخل كف يده ليقبض على كفها برفق يجذبها لتقف تستند على كف يده إلى الخارج، لتنظر له سهيلة بغيظ اقترب تمسك بيد لينا الاخري ابتسمت لمعاذ باصفرار، ما إن خرجا اشارت لينا لعدة سيارات احتلت ساحة الجامعة تنظر لمعاذ بتشفي:
, - لينا مش دول حرس باباكي.
,
, اتسعت عيني لينا بذهول تفكر بدهشة كيف جاء والدها بتلك الدهشة وقفت سيارة والدها ليخرج منها سريعا متجها ناحيتها نزعها من بين يديي معاذ وسهيلة يحتضن وجهها بيت كفيه يسألها بقلق:
, - مالك يا حبيبتي الدكتوى بتاعك اتصل بيا وقالي أنك تعبتي، انتي كويسة
, قطبت جبينها تنظر له بتعجب لتسأله بدهشة:
, - بابا مش حضرتك كنت مسافر
, ابتسم يربط على وجهها برفق:
, - جيت النهاردة الصبح من الغردقة، المهم انتي كويسة ايه اللي حصل.
,
, احتدت عينيه ينظر لحرسه المسؤولين عن حراستها بحدة:
, - والبهايم اللي أنا رزاعهم هنا واقفين يتفرجوا، حسابكوا معايا بعدين
, امسكت لينا بيديه تبتسم بهدوء:
, - ما فيش يا بابي أنا بس خوفت من الجثث فاغمي عليا
, اشارت لذلك الشاب الواقف بالقرب منهم تهمس في خجل:
, - دكتور معاذ ساعدني هو اللي فوقني
, توجه خالد بنظره إلى معاذ يتفحصه بنظراته، لم يعجبه ذلك الشاب يبدو من هيئته أنه شاب لعوب يعرف كيف يغوي البنات.
,
, اقترب منه يمد يده ليصافحه قائلا في هدوء:
, - خالد السويسي، انا متشكر جدا يا دكتور معاذ على مساعدتك لبنتي
, ابتسم معاذ بحرج ليمد يده سريعا يصافحه يقول سريعا بأدب: العفو يا افندم دا واجبي
, حرك خالد رأسه إيجابا يبتسم باقتضاب ليعود إلى ابنته حاوط كتفه بذراعه يحثها على التحرك ليمسك بيده الأخري يد سهيلة متجها بهم إلي السيارة:
, - يلا يا بنات عشان اروحكوا.
,
, اتجهت مع والدها إلى السيارة تنظر له خلسة تبتسم بخجل سعيدة دقات غريبة تقتحم قلبها دون سابق إنذار وتلك كانت فقط شرارة البداية
, Back
, حرك خالد رأسه إيجابا حين تذكر ذلك الشاب، ليمد يده يصافحه:
, - آه افتكرتك مش أنت الدكتور اللي ساعد لينا لما اغمي عليها
, حرك معاذ رأسه إيجابا يشجع نفسه ليكمل اخذ نفسا عميقا، يقول بهدوء:.
,
, - بالظبط يا افندم الدكتورة حبت تشكرني فعزمتني على حفلة عيد ميلادها، لما دخلت جت الدكتورة تسلم عليا لقيت الاستاذ دا جاي يضربني
, احتفظ خالد بكف معاذ في يده لينظر لزيدان يسأله بحزم:
, - ليه؟
, نظر زيدان لمعاذ بحدة يود لو يختلي به لينزع قلبه من مكانه صاح بحدة غاضبا:
, - البيه كان بيتسهتن وبيبوس ايدها.
,
, نظر خالد لمعاذ يبتسم ابتسامة صفراء متوعدة لتنكمش ملامح معاذ بألم يشعر بأصابعه تكاد تسحق في قبضة ذلك الرجل بينما هتف خالد بهدوء تام:
, - دكتور معاذ مساعدتك لبنتي في موقف ما تدكش الحق أن تبوس ايدها ماشي يا دكتور
, جز معاذ على أسنانه بعنف يمنه آهاته المتألمة من الخروج، ليحرك رأسه إيجابا سريعا ترك خالد يد معاذ ليحرك الأخير أصابع يده برفق يتأكد أنها لم تُكسر، نظر لخالد يبتسم متالما ليهتف سريعا:.
,
, - خالد باشا أنا كنت عايز افاتح حضرتك في موضوع مهم
, وجه خالد له نظرة سريعة ليتجه ناحية ابنته أمسك بكف يدها، يده الاخري امسك بيد زيدان التفت لمعاذ برأسه يبتسم باقتضاب:
, - بعد الحفلة يا دكتور
, اتجه بصحبه ابنته وزيدان إلى بقعة فارغة في منتصف الحفلة، ليحضر له العامل الميكروفون الاسود الصغير، حمحم بصوته الخشن ليسود الصمت يلتفت له الجميع
, ليبدأ كلامه قائلا:.
,
, - مساء الخير يا جماعة، أحب اشكركوا على وجودكوا معانا النهاردة تشركونا فرحتنا زي كل سنة، بس السنة دي الفرحة مضاعفة، مش بس بنتي كبرت سنة وخلاص قربت تتخرج وتبقي أحلي دكتورة في الدنيا، زيدان طلب مني ايد لينا، وطبعا بعد ما خدت رأيها، قررت اعملهالها مفاجأة وأعمل خطوبتها في نفس يوم عيد ميلادها.
,
, كانت سعيدة في البداية من كلام والدها ابتسامتها البريئة تزداد اتساعا مع كلامه قلبها يرقص فرحا، إلي أن وصل إلي الجزء الخاص بزيدان تجمدت ابتسامتها على شفتيها لتشخص عينيها في ذعر كل ما تفكر فيه أن والدها يمزح بالطبع يمزح تعرف والدها يحب ان يشاكسها
, طرقع خالد بأصبعيه فوقعت الستار السوداء عن تلك المنطقة المغلقة ليظهر خلفها مجلس العروسين او ما يعرف «بالكوشة » ذات تصميم رائع يخطف الأنفاس.
,
, شهقت ذعرا حينما سمعت جملة ابيها التي وجهها إلى زيدان:
, - يلا يا عريس خد عروستك واقعد في الكوشة
, ابتسم زيدان باتساع يحرك رأسه إيجابا بتلهف اقترب منها خطوة واحدة لتعود هي للخلف تنظر لهم بصدمة تحرك رأسها نفيا لتبدأ بالصراخ دون سابق إنذار:
, - لا، لا، لا
, اندفعت لينا ناحية ابنتها لترتمي الأخيرة بين ذراعيها تجهش في البكاء، ضمتها بين ذراعيها متجهه بها إلي الداخل تحت أنظار الجميع المتعجبة، المصدومة مما حدث.
,
, وقف قاسم متجها إلى خالد ينظر له بحدة نظرات تقول « قولت لك من البداية »
, اتجه خالد إلى داخل المنزل
, اتجهت لينا مع صغيرتها إلى غرفة الأخيرة، اجلستها برفق على الفراش لتتعلق الصغيرة بأحضانها ترتجف بعنف تشهق في بكاء عنيف، لينا تحاول تهدئتها ولو قليلا لتسمع صوت ابنتها تهمس بارتجاف:
, - بابا زيدان، بابا، لا لا لا.
,
, بات جسدها يرتعش بشدة محاولات لينا لتهدئتها لم تفلح بالمرة، ابعدتها عنها سريعا تلتقط علبة المهدئ الخاص بالصغيرة، اعطته قرصا لتأخذه الفتاة سريعا بلهفة تود في تلك اللحظة فقط ان تهرب من واقعها إلى النوم اخفت جسدها داخل احضان والدتها تتشبث بها إلى بدأت تشعر بخمول حاد يسري في أوردتها لم تقاوم فقط استسلمت، لم تعد تشعر بشئ.
,
, نظرت لينا لها بألم لتمدد جسدها برفق على الفراش نظرت لها بحنو تمسد على شعرها برفق لن تسمح بأن يحدث لابنتها ما جري لها، اجفلت على صوت الباب وهو يفتح دخل خالد إلى الغرفة غاضبا يصيح بحدة:
, - عاجبك اللي بنتك عملته تحت دا
, وقفت لينا تنظر له بحدة تصيح بشراسة أم خائفة:
, -بنتي ما غلطتش، هي مش عيزاها وأنت اللي مصر تجبرها على أكتر بتكرهه وبتخاف منه، لا يا خالد أنا مش هسمحلك تضيع بنتي زئ ما ضيعت اللي قلبها.
,
, نطقتها دون وعي من شده خوفها وذعرها على ابنتها، أدركت بعد فوات الأوان انها نطقت بما لا يجب، حين رأت نظرة انكسار وحرقة ألم احتلت مقلتيه، تغضنت ملامحه ألما ليخرج من الغرفة دون أن ينطق بكلمة واحدة
, وضعت يدها على فمها تضغط على شفتيها بعنف تنهر نفسها بقوة:
, - ايه اللي أنا قولته دا بس، غبية يا لينا.
,
, نظرت لابنتها بحزن لتربط على رأسها برفق قبلت جبينها تدثرها بالغطاء جيدا لتخرج من الغرفة تلحق به تحاول أن تصحح ما أفسدت
, في الأسفل
, اعتذر للجميع عما حدث قبل قليل ليبدء الحضور بالمغادرة واحدا تلوو الاخر إلى أن رحلوا جميعا، ليتجه هو إلى الداخل وقف أمام السلم يتنهد بحزن مقررا الصعود إليها.
,
, ليطمئن عليها، اتجه إلى غرفتها رفع يده يدق الباب بخفة مرة اثنتين ثلاثة لا مجيب حرك مقبض ودخل ليجدها نائمة بهدوء ارتسمت ابتسامة حانية على شفتيه ينظر لقسمات وجهها البريئة تقدم ناحيتها ببطئ إلى ان وصل إلى فراشها جلس على ركبتيه بجانبها ممسكا كف يدها يقبله برفق كأنه قطعه زجاج رقيقة، ابتسم بحب يتنهد بشوق فالوقت الوحيد الذي يستطيع أن يشبع عينيه منها حينما تكون نائمة ظل ينظر لها بحب ممتزج بحزن يتساءل داخل نفسه لما تكرهه كل ذلك الكره لما لا تبادله عشقه لها، لما لا يمكنه أن يحصل على السعادة منذ أن كان طفلا لما الحياة تكرهه لذلك الحد، هو على استعداد ان يفعل أي شيء مهما كان لأجل سعادتها ولكنها حتى لا تطيق النظر في وجهه مد يده يمسد على شعرها برفق.
,
, ليسمعها تتمتم بنعومة وهي نائمة: معاذ، معاذ، معاذ ما تسبينش يا معاذ، معاذ
, شخصت عينيه في صدمة، تحولت لغضب احمرت عينيه من شدة غضبه علت أنفاسه بحدة اقترب بوجهه منها حتى لفحت أنفاسه الحارة وجهها مد يده يمسد على وجهها برفق يهمس بشر متوعدا:
, - صدقيني أنا لحد دلوقتي بحاول أقنع نفسي أن ما فيش حاجة بينك وبين اللي اسمه معاذ دا، بس سهلة أنا كلفت واحد يجبلي قرار البيه، بكرة ولا بعده بالكتير وهعرف الحقيقة كاملة.
,
, مد يده في جيبه ينزع من العلبة خاتم خطبتهما ليمسك كف يدها يلبسه إياها برفق، قبل كف يدها ليضعه جوارها بهدوء تركها متجها إلى أسفل، القي بجسده على أحد المقاعد يخفي
, يمسح وجهه بعنف بكف يده، لتقع عينيه على ورقة صغيرة ملقاة بشكل ملفت جذب انتباهه، ليقم من مكانه التقط الورقة يفتحها لتشخص عينيه بفزع حينما رأي ما كتب
, « باتت الصغيرة الآن بين ايدينا، عيد ميلاد سعيد للصغيرة ».
,
, صرخ باسمها بفزع ليأخذ طريقه راكضا إلى أعلى.

الجزء الثامن


اتجهت إلي غرفتهم تكاد تعض اناملها من الندم كيف ضغطت على وتره الحساس بتلك القسوة، تعرف أن جرحه على ما مضي لن ولم يندمل ابدا تنهدت تنهر نفسها بعنف مدت يدها تمسك مقبض الباب، فتحته ودخلت تبحث عنه بعينيها في كل مكان لتلمح طيفه يقف في شرفة غرفتهم، تقدمت ناحيته لتقف عند باب الشرفة لتراه يقف هناك قريبا منها بعيدا بذلك الحاجز الذي بنته هي بكلماتها الغبية، ينظر للحديقة بخواء نظرات فارغة لا روح فيها ظاهريا، تري دموعه التي يحاول سجنها بالقوة تقدمت إلى أن وقفت جواره نظرت للحظات للحديقة لتشاهد الناس يرحلون انتهت الليلة باسوء ما يكون، التفتت له تضع يدها على ذراعه لتهمس بخفوت:.
,
, - خالد أنا آسفة، أنا حقيقي مش عارفة قولت كدة ازاي
, لم يبدي اي رد فعل على ما قالت سوي انه اشاح بوجهه في الاتجاه الآخر، اقترب منه لتزيحه قليلا اندثت بين احضانه وضعت رأسها على صدره تطوق ظهره بذراعيها تتوسله باكية:
, - عشان خاطري سامحني أنا آسفة، أنا بجد مش عارفة أنا قولت كدة ازاي، أنت مالكش ذنب في اللي حصل زمان، أنا، أنا بس خايفة على لوليتا، فمش مجمعة ومش عارفة اركز في حاجة.
,
, ظل على حالته صامت جامد لم يرفع حتى يده ليضمها كما يفعل دائما لترفع وجهها قليلا تنظر له لتشخص عينيها ذعرا حينما رأت فقط دمعات بسيطة تتساقط من جفنيه المغلقين، انتفض قلبها فزعا لترفع يديها سريعا تحاوط وجهه بكفيها تهتف بتلهف قلقة:
, - خالد، خالد عشان خاطري أنا آسفة و**** آسفة، طب اعمل اي حاجة بس ما تفضلش ساكت كدا، طب اضربني حتى أنا٣ نقطة
,
, بترت جملتها تشهق بعنف حينما جذبها بقوة يعتصرها بين ذراعيه، انسابت دموعه ألما مما حدث ويحدث لابنتيه٣ نقطة
, أطلق آها ذبيحة من بين طيات قلبه المعذب من الألم، بينما هي تقبض على ملابسه بقوة تتشبث بعناقه تهمس من بين شهقاتها:
, - أنا آسفة و**** آسفة
, ابعدها عنه برفق حاوط وجهها بكفيها يمسح دموعها بإبهاميه، لتمد كفيها بأكملها تمسح بها وجهه تزيح دمعاته، ابتسم في مرح زائف يحاول أن يهدئ من التوتر السائد ليهتف:.
,
, - انتي بتليفيني يا بنتي، ايديكي كلها في وشي
, انخفضت برأسها لأسفل تضحك بخفوت لتشعر بيده تنبسط أسفل ذقنها برفق يرفع وجهها بتروي، التقت زرقتيها مع حبتي البندق اللامعة في عينيه، ابتسمت مطمأنة ما ان نظرت له لتسمعه يقول هامسا بخفوت:
, - ما تقوليش كلمة اضربني دي تاني، مش لازم تفكريني يعني أن كنت إنسان معدوم الإنسانية.
,
, حركت رأسها إيجابا دون كلام عينيها شاردة تفكر في ابنتها خائفة قلقة حائرة، لم تعرف ما تفعل فالقت نفسها في صدره تنهدت قلقة تهمس:
, - لوليتا يا خالد، عشان خاطري بلاش زيدان لو بتحبها وبتحبني بلاش تفرضه عليها
, رفع يديه يحاوطها بيده اليمني واليسري تربط على رأسها بحنو ليقول بهدوء حازم:.
,
, - انتي عارفة ومتأكدة انكوا اغلي حاجة عندي في الدنيا، أنا ما اقدرش آمن عليها مع أي حد الوحيد إلى هبقي مطمن عليها وهي معاه هو زيدان، انتي عارفة لو كان جالها واحد أنا أثق أنه بيحبها عشان ذاتها وهي بتحبه ما كنتش اترددت لحظة إني اجوزهولها كل اللي بيجوا بيبقوا يا أما طمعانين في فلوسي، يا أما عايزين يناسبوا خالد باشا عشان يهسلهم شغلهم، انما زيدان لاء زيدان بيحب لينا عشان نفسها، أنا واثق أنه الوحيد اللي هيقدر يساعدها في علاجها.
,
, رفعت وجهها عن صدره تبلع لعابها قلقا تهمس بتوتر ؛
, - بس لينا ما بتحبوش يا خالد
, ابتسم بهدوء يهتف برفق يحاول طمئنتها:
, - يا حبيبتي الحكاية كلها في ايد زيدان هو إلى يقدر يخلي لوليتا تحبه وما تخافش منه بس هي تديله فرصة، و**** الواد عايز فرصة بس، ايه يا لوليتا مستخسرة في الواد فرصة دا انتي اللي مرباياه.
,
, اضطربت حدقتيها بقلق حائرة لا تعرف أتوافق ام لاء، كلمة خالد الأخيرة اثرت وبشدة على وتر احساسها بالامومة خاصة تجاه زيدان، تنهدت تزفر بحيرة تهز رأسها إيجابا:
, - طيب ماشي اما نشوف
, ابتسم بعبث يلاعب حاجبيه بمكر ليحاوط جسدها بذراعيه تشدق يهمس باستمتاع:
, - بقولك ايه، فاكرة طريقة عمل البسبوسة ولا افكرك.
,
, انهي كلامه بغمزة وقحة من طرف عينه اليسري، شخصت عينيها بذهول تقسم أنها ستصاب بالجنون من ذلك الرجل لم تكد تفتح فمها حتى تجده يسارع قائلا بمكر:
, - افكرك، هفكرك.
,
, اقترب منها لم تسنح له الفرصة لأن يقدم على أي فعل سمع صوت زيدان يصيح باسم لينا يبدو من صوته أنه خائفا فزعا، لينفض لينا من بين ذراعيه يركض لخارج الغرفة ليجد زيدان يهرول إلى غرقة ابنته، ركض خلفه وخلفهم لينا، دفع زيدان باب الغرفة بعنف عينيه متسعين بفزع تقدم للداخل بلهفة ليتجمد مكانه تنهد براحة ليقطب جبينه متعجبا، لينا أمامه تنام بهدوء كأنها **** صغيرة، إذا لما تلك الرسالة الغربية وما الهدف مما كُتب فيها، كيف أصبحت لينا بين أيديهم وها هي أمامه، اجفل على يد خالد تجذبه من ذراعه ليلتفت له صاح خالد في وجهه:.
,
, - في ايه، ايه الفزع اللي إنت عملته دا
, نظر ناحية لينا نظرة خاطفة ليعاود النظر لخاله، مد يده له بالورقة التي يقبض عليها٣ نقطة
, ليأخذها خالد منه فتحها يقرأ ما كُتب عليها لتشتعل عينيه غضبا كور قبضة يده يشد عليها بعنف، اجفل على صوت أخيه يأتي من خلفه:
, - في اي يا خالد
, التفت ليجد حمزة وادهم ومايا الجميع يقف أمام الغرفة من الخارج ينظرون لما يحدث بقلق، اتجه إلى أخيه يربط على ذراعه:
, - تعالا معايا يا حمزة.
,
, التفت إلى لينا يحادثها:
, - خليكي جنب لينا
, لينظر حمزة إلى أدهم ومايا يحادثهم بحزم:
, - خشوا ناموا يلا عندنا طيارة كمان كام ساعة
, حرك أدهم رأسه إيجابا بصمت ليمسك بيد مايا يأخذها بعيدا عن الجمع، نزل حمزة اولا ليتبعه خالد وزيدان. كاد زيدان أن يتحرك لأسفل ليجد خالد يقبض على تلابيب ملابسه من الامام يهمس له بحدة غاضبة مشتعلة:.
,
, - الدبلة اللي في ايد لينا طبعا أنت اللي لبستهالها، لو دخلت اوضة البنت تاني قبل ما تبقي على ذمتك انسي أنك تتجوزها يا زيدان، أنا مش اريل في البيت
, قبض زيدان على يده بعنف يشد على قبضته بعنف يحاول أن يهدئ، ليحرك رأسه إيجابا، لفظه خالد بعنف حدجه بنظرة نارية ليتركه متجها إلى أسفل وزيدان يمشي خلفه يجز على أسنانه بقوة يقبض على يده بغل يهمس لنفسه:
, - اهدي يا زيدان دا خالك اللي رباك.
,
, اتجه ثلاثتهم إلى غرفة المراقبة المسؤولة عن الكاميرات المزروعة في أرجاء الفيلا، ليتولي حمزة عمله كمهندس في الإليكترونيات بارع في مجاله.
,
, في الأعلي دخل إلى غرفته ليلقي بجسده على الفراش يعقد ذراعيه خلف رأسه وابتسامة صغيرة تزين شفتيه، يتذكر ما حدث قبل ساعات قليلة في الحفلة.
,
, Flash back
, كان يجلس على أحد الطاولات يشاهد ما يحدث بهدوء، عينيه تبحثان عنها هنا وهناك لتشخص عينيه بصدمة حينما رأي ما ترتدي او بمعني اصح ما لا ترتدي، طالعها بصمت للحظات عينيه تخترزانها ببطئ، تلك الصغيرة كبرت بشكل مؤلم لاعصابه، كور قبضته يشد عليها ليتجه ناحيتها يجذبها من بين الجمع الصغير التي تقف تضحك فيه بسعادة، متجها بها إلى ركب بعيد هادئ في الحديقة، نزعت يدها من يدها تنظر له بحنق لتهتف غاضبة:.
,
, - في ايه يا أدهم حد يشد حد كدة، احرجتني وسط الناس
, اشار بيده طوليا إلى فستانها للتوه عينيه للحظات مع جمالها الخلاب الذي يرسمه ذلك الفستان ببراعة بلع لعابه بتوتر ليحرك رأسه نفيا بحدة يحمحم بضيق يعنفها:
, - ايه القرف اللي أنتي لابساه دا، دا مفتح من كل حتة، اتفضلي اطلعي غيريه حالا
, عقدت ذراعيها امام صدرها تنظر له بتحدي ابتسمت باصفرار تهتف بحدة:.
,
, - مش هغيره يا أدهم، الفستان دا جايباه من باريس مخصوص عشان البسه النهاردة، مش بالبساطة دي تقولي غيريه فروح مغيراه
, ارتسمت ابتسامة شيطانية لا تمت للبراءة بصلة على شفتيه، لينزع سترة حلته يلبسها إياها رغما عنها، صحيح انها غطتها بالكامل حتى ركبتيها ولكن تبقي مشكلة قدميها العارية، صاحت بحدة تحاول خلع سترته ليلتفت لها يهتف متوعدا بشر:.
,
, - قسما ب**** يا مايا لو قلعتي الجاكت لهرميكي في البسين وابقي خلي الفستان ينفعك
, أحمر وجهها بالكامل من الغضب ليمسك يدها يجذبها لأحد الطاولات اجلسها بالداخل ليجلس جوارها يغطيها بجسده العريض حتى لا تظهر ساقيها، اشار للحفل امامه ليعاود النظر اليها يبتسم بسماجة:
, - لحد ما الحفلة تخلص والناس تمشي لا أنا ولا انتي هنتحرك من هنا، عشان تبقي تلبسي فستان عريان تاني.
,
, جزت على اسنانها بغيظ تود لو تشوه وجهه الوسيم بأظافرها ليلتقط من أحد الخدم كأس عصير وقطعة كعكة يضعهم أمامها يبتسم لها بعشق لم تراه:
, - كلي يا حبيبتي
, قلبت عينيها تنظر له بغيظ لتغرز الشوكة بعنف في قطعة الكعك تتمني لو كانت رقبته مكان الكعكة
, Back.
,
, فاق من شروده يتنهد بحرارة مبتسما يتمتم مع نفسه بتلذذ:
, - حبيبتي، حبيبة أدهم وقلبه وروحه
, اختفت ابتسامته يتنهد بحسرة يهمس بلوعة:
, - وأختي، يا ريتك ما اتبنتني ما كنتش اتعذبت العذاب دا كله، بعشق قدام الناس محرم
, تنهد يحاول النوم ليهرب من عذاب قلبه وعقله ليسمع صوت دقات خافتة على باب الغرفة، قطب جبينه من الطارق في تلك الساعة قام يفتح الباب لتتسع عينيه قليلا بتعجب متسائلا بقلق:
, - مايا في اي مالك انتي كويسة.
,
, رفعت وجهها تنظر له بعبوس تحرك رأسها نفيا تهمس بارتباك:
, - أدهم أنا عارفة أنك مضايق من حكاية بس أنا مش عارفة أنام هنا، وبابا تحت مع عمو خالد ممكن أنام جنبك
, اتسعت عينيه في ذهول ليتنفض كمن لدغه عقرب يهتف سريعا بحدة:
, - تنامي جنب مين، لاء طبعا انتي عبيطة مستحيل طبعا
, نظرت له بحزن لترقرق الدموع في عينيها تهمس بنبرة باكية:
, - ليه يا أدهم هو إحنا مش أخوات، أنت ليه بتبعدني عنك كدة.
,
, كاد أن يصرخ فيها بأنهم ليس أخوه وبأنها الفتاة الوحيدة التي يعشقها قلبه، ولكنه لم يقدر ظل صامتا ينظر لها بألم وهي تقف أمامه تبكي بصمت، لتخرج لينا من غرفة ابنتها على صوت صياحه الغاضب. اقتربت منهم تسألهم بقلق:
, - في ايه يا ولاد بتتخانقوا ليه، مايا انتي بتعيطي يا حبيبتي
, اقتربت منها تأخذها بين ذراعيها لتتشبث مايا بها تبكي بحرقة، لتنظر لينا لأدهم بحدة تعاتبه:
, - إنت زعقت لأختك يا أدهم صح.
,
, أخفض رأسه يشد على يده بعنف يود لو يصيح فيهم جميعا بأنها ليست أخت له، تنهد بألم ليجد لينا تأخذ معايا معها إلى غرفة مايا تهمس لها بحنو:
, - تعالي يا حبيبتي، ما تزعليش أدهم بيهزر معاكي، أنا هفضل معاكي لحد ما تنامي
, دخل إلى غرفته يصدك قبضته بالباب بعنف يهمس بصوت خفيض غاضب:
, - مش أختي، مش اختي.
,
, جلست على فراشها في غرفتهم وحيدة، فهو عند قدومهم من الخارح أخذ ملابسه متجها إلى أحدي غرف الضيوف، ادمعت عينيها ألما وشوقا لتضم ركبتيها لصدرها تحاوطهم بذراعيها، وكلمات لينا تدوي في اذنيها، اجتمعا داخل الفيلا تشكو لها من معاملة عمر معاها ليكون ردها.
,
, « يا تالا انتي وعمر غلطانين، عمر غلط لما رمي عليكي حمل تربية البنات لوحدك وانشغل مع شغله، وانتي غلطتي فإنك وافقتي تشيلي الحمل لوحدك ما شاركتيهوش معاكي، خلتيه في آخر اهتماتك يا تالا، كل اللي بقي قدامك البنات والبيت وبس، وبعدين انتي حتى مش مصاحبة البنات علاقتكوا رسمية لأبعد حد، ودا غلط المفروض تكوني أول صديقة ليهم، بس أنا شايفة العكس تماما، ما تغلطيش غلطتي يا تالا، أنا ولوليتا ما كناش أم وبنتها ابدا كنا اكتر من أصحاب، كانت بتحكيلي أي وكل حاجة، وللأسف لما سافرت وحصلتها الحادثة دي بعدت عني جامد كأنها بتعاقبني على بُعدي عنها، حاولت كتير أصلح اللي فات بس هي ما قبلتش دا، بس لما بعدت كان خالد موجود قرب منها، انما عمر بعيد عن البنات، ما تضطريش بناتك أنهم يدوروا على الأمان برة، صلحي علاقتك مع عمر وصلحوا انتوا الاتنين علاقتكوا مع البنات قبل ما تخسروهم يا تالا، ».
,
, فاقت من شرودها لتحرك رأسها إيجابا قامت سريعا تبدل ملابسها لفستان بيتي رقيق تضع بعضا من عطرها الجذاب متجهه إلى غرفة نوم عمر تود مصالحته، فتحت الباب برفق لتجده يقف عند الشرفة يدخن احدي سجائره ويده الاخري تمسك بالهاتف يتحدث مع إحداهن يبدو سعيدا للغاية، سمعته يهمس بتلهف:
, - الو، ايوة اهلا يا مدام ناردين
, بكرة، آه آه ما فيش مانع
, آه عارفه الساعة 3، تمام جدا
, مع السلامة، مع الف سلامة.
,
, أغلق الخط ينظر للهاتف بابتسامة صغيرة سعيدة، لتختفي ابتسامته حينما سمعها تهتف من خلفه بتهكم ساخرة:
, - واضح أن مدام ناردين دي مهمة جداا عشان تكلمك في الوقت دا وانت ترد عليها باللهفة دي
, التفت لها ينظر لها ببرود ليبتسم متهكما تجول عينيه على فستانها:
, - حلو الفستان، وآه مدام ناردين عملية مهمة للشركة، واتفضلي بقي روحي نامي عشان أنا ماليش مزاج اتخانق بليل.
,
, قالها ليتجه ناحية الفراش يلقي بجسده عليه يغلق اضاءة المصباح جواره لتجز على أسنانها بغيظ تنظر له بحنق خرجت متجهه إلى غرفتها تصفع بابها عليها توصده جيدا بالمفتاح
, في غرفة سارة وسارين
, اطمئنت سارة أن شقيقتها استغرقت في النوم، لتخرج هاتفه تتصل بذلك الرقم لحظات وسمعت صوته الدافئ التي بات يلازمها ليل نهار، بجملته المعهودة.
,
, « احكي أنا سامعك »، لتبدأ دون أدني تردد تسرد له ما دار خلال يومها بالكامل حتى ما حدث بالحفل واصطدامها مع حسام
, لتسمعه يهتف بنبرة حدة غاضبة:
, - عارفة أنا لو كنت موجود معاكي كنت عرفت اللي اسمه حسام دا مقامه عشان يعرف يضايقك ازاي، بني آدم وقح قليل الادب
, ابتسمت ابتسامة خفيفة صغيرة لتهمس له بامتنان:.
,
, - حقيقي يا تامر أنا مش عارفة أشكرك ازاي كفاية أنك بتسمعني وبتحاول تخفف عني من غير ما تكون عايز مني اي حاجة
, صمت للحظات لتسمعه يكمل بمرح أحبته:
, - يا بنتي خلاص احنا بقينا أصحاب وما فيش شكر بين الأصحاب، صحيح شوفتي صورة البروفايل بتاعتي الجديدة.
,
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا كأنه يراها تتذكر ملامحه الوسمية، طوله الفارع، عينيه الرمادية لحيته الخفيفة شعره الكثيف تلك الحلة الكلاسيكية السوداء التي كان يرتديها زادته وسامة تخطف الأنفاس، اجفلت على صوته يهمس بعبث:
, - ايه يا سرسورة انتي نمتي ولا ايه ولا مكسوفة تقولي اني مز وقمر وحلو اوي واجنن قولي قولي ما تتكسفيش
, ضحكت بخفوت خجلة من كلامه لتسمعه يكمل بتردد:.
,
, - بصي أنا و**** مش قصدي حاجة وحشة من اللي هطلبه لو مش عايزة خلاص، انا بس يعني عايز اشوف شكلك لو ينفع تبعتيلي صورة واحذفيها على طول أنا بس عايز اشوفك مش أكتر
, بلعت لعابها بتوتر قلبها وعقلها يرفضان ما يقول لتسمعه يكمل بنبرته الهادئة المطمئنة:
, - سارة أنا مش بضغط عليكي ولا بجبرك لو مش عايزة بلاش طبعا، أنا بس كنت فاكرك بتثقي فيا اكتر من كدة
, حركت رأسها إيجابا سريعا تهمس بتلهف:
, - أنا بثق فيك طبعا يا تامر٣ نقطة
,
, لتهمس بارتباك:
, - طب بص أنا هبعتلك صورة بس تحلف انك تمسحها على طول
, هتف سريعا يطمئنها:
, - و**** همسحها او احذفيها انتي حتى من على الواتس وهي تتحذف من عندي
, تنهدت تأخذ نفسا عميقا تسكت به صوت عقلها الثائر ودقات قلبها الخائفة:
, - حاضر هقفل وابعتهالك واتس.
,
, ودعها يوصيها بالعناية بنفسها جيدا، لتغلق معه الخط، بحثت بين صورها لتجد صورة لها تظهر فيها بوجهها فقط سمعت صوت حركة بجانبها لتظن ان سارين ستسيقظ ويفضح امرها لترتبك خائفة بدلا من ان ترسل تلك الصورة ارسلت صورة اخري ليها التقطتها سارين لها من قبل بملابس صيفية خفيفة، اتسعت عينيها بفزع تحذف الصورة سريعا
, ليصلها رسالة منه:
, - أنا ما لحقتش اشوفها حتى يا سارة.
,
, تنهدت براحة تحمد **** في نفسها نظرت ناحية سارين لتجدها نائمة بعمق فقط عدلت نومتها العجيبة التي تنامها، امسكت هاتفها مرة أخري لترسل له الصورة المختارة، دقيقة واحدة وحذفتها
, لتجده يرسل:
, - بسم **** ما شاء **** عليكي انتي جميلة بجد، كويس انك حذفتيها انتي تتحسدي يا بنتي
, ضحكت بصوت خفيض خجول لتستمر المحادثة بينهما إلى قبل طلوع الفجر بقليل.
,
, في فيلا خالد السويسي
, كاميرات المراقبة توقفت عن العمل فجاءة عدة دقائق ومن ثم عادت تعمل فلم تظهر من القي الورقة، كور خالد قبضة يده يصدم بها الحائط جواره بعنف يصيح غاضبا:
, - يعني ايه الكاميرات وقفت، وقفت لوحدها يعني ما حدش يقدر الأوضة دي لأن ليها بصمة وبتشتغل ببصمة ايدي أنا بس
, التفت حمزة لها يهتف بعملية:.
,
, - ومين قالك أن حد دخل الأوضة، نظام المراقبة بتاع الفيلا اتهكر من هاكر محترف، وقف الكاميرات ورجع شغلها تاني، واللي أنا عملته دلوقتي اني آمنت نظام مراقبة الكاميرات ضد اي اختراق، بس مش هقدر اعرف مين دخل لأن الكاميرات اتقفلت خالص
, مش سجلت حتى واتحذفت كنت اقدر ارجع التسجيل، دي اتقفلت خالص.
,
, تهاوي خالد على المقعد أمام حمزة يخفي وجهه بين كفيه يكاد يجن ليعرف من يرسل تلك الرسائل، من أغلق كاميرات المراقبة، من يحاول اختطاف ابنته، من يسعي لقتله مئات الاسئلة تدور في عقله، رفع وجهه ينظر لزيدان قائلا في حزم:
, - اطلع أنت أوضتك دلوقتي والصبح نشوف هنعمل ايه
, حرك رأسه ايجابا مستسلما لما يجري ليخرج من الغرفة، قام حمزة من مكانه ليجذب مقعده يجلس جوار خالد يربط على كتفه برفق:.
,
, - هون على نفسك يا خالد، الحمد *** البنت كويسة ما حصلهاش حاجة
, وجه خالد نظرة للفراغ ينظر امامه بشرود لترتسم على شفتيه ابتسامة صغيرة متألمة:
, - وأنت فاكر أنها فعلا كويسة، بنتي بتتعذب بتترعب من كل حاجة تقريبا بس اللي حصلها وأنا مش قادر اعملها حاجة، بس قسما بربي احط ايدي عليهم وهدفعهم التمن غالي اوي
, التفتت بكرسيه ليصبح مواجها لأخيه يسأله:
, - خلينا فيك إنت، أنت مش ناوي تتجوز بقي.
,
, ضحك حمزة ساخرا يمرر يده في خصلات شعره البيضاء يهتف بتهكم:
, - اتجوز ايه بشعري الابيض دا، خلاص يا خالد، بعد مايا مش ناوي اتجوز
, تنهد بحرقة يهمس بألم:
, - يا ريتها كانت سمعت كلامي أنا قولتلها مش عايز *****، اهي عاندت وماتت حتى من غير ما تشوف بنتها، يا ريتها كانت سمعت كلامي، مش كان زمانها عايشة
, انهي كلامه ليسند رأسه على كتف اخيه يزفر متنهدا بألم ليربط خالد على رأسه يهمس بهدوء:.
,
, - دي أعمار يا حمزة، لكل أجل كتاب وقت محدد، ودا عمرها وخلص لحد هنا..
,
, ظل خالد مع اخيه حتى ودعه صباح اليوم التالي ليغادر حمزة عائدا إلى دبي، ليصعد إلى جسده يتهاوي على الفراش يريد فقط النوم ضم زوجته النائمة بين ذراعيه برفق ليستسلم لبئر النوم
, لا يعرف كم مر من الوقت لكنه استيقظ غاضبا على صوت دقات هاتف، ليس هاتفه بالتأكيد فتح عينيه بصعوبة حينما شعر بحركة لينا بين ذراعيه ليجدها تمد يدها تلتقط هاتفها وضعته على اذنها تهمس ناعسة:
, - ايوة يا مني، في إيه على الصبح.
,
, اتسعت عينيها بفزع لتهتف سريعا بتلعثم:
, - ايييه، طططب اقفلي أنا جاية حالا
, انتفضت تهرول خارج الفراش متجهه سريعا إلى المرحاض، ليستقيم هو جالسا التقط هاتفها ينظر لذلك الرقم الذي اقلقها ليجد المكالمة الأخيرة واردة من المستشفى، لحظات وخرجت لينا تهرول في ارجاء الغرفة ترتدي ملابسها، حجابها تبحث عن حقيبتها ليرفع حاجبه الايسر بدهشة يسألها بتعجب:
, - في ايه يا لينا بتلفي حوالين نفسك ليه كدة.
,
, اتجهت لمراه الزينة تحاول لف حجابها بسرعة تهتف بارتباك:
, - المستشفى لسه مكلمني، في حالة زايدة خطيرة، الزايدة ملتهبة والحالة خطيرة وعصام في مؤتمر طبي في لبنان، يعني لازم اجري حالا
, التقطت حقيبتها تهرول لخارج الغرفة ليعترض طريقها هاتفا:
, - طب استني هغير هدومي واوصلك
, ابتسم بارتباك لتقبل خده تهتف سريعا:
, - حبيبي معايا العربية والسواق والحرس وهاخد بالي من نفسي وهخلص على طول واجي، ما تقلقش انت، يلا سلام.
,
, قالتها لتهرول لأسفل لتجد زيدان يجلس على أحد المقاعد يحتسي كوب من القهوة ليقطب جبينه متعجبا ما أن رآها يسألها:
, - في ايه يا ماما انتي كويسة
, هرولت للخارج تهتف على عجل:
, - عندي عملية مهمة، افطر ما تقضيهاش قهوة، وهدومك الشغالين حطينها في الدولاب مغسولة ومكوية..
, نطقت جملتها الأخيرة وهي تجلس في مكانها ليضحك زيدان برفق تود ان تفعل كل شئ في نفس اللحظة ودعها يوصيها بالانتباه لحالها.
,
, ليدخل إلى المنزل من جديد يعاود احتساء قهوته
, بدأت تلك الحسناء الصغيرة تتحرك بصعوبة في نومها تتأوه بألم تحاول فتح عينيها تشعر بألم شديد يكاد يفتك برأسها
, فتحت عينيها بصعوبة لتصدم باضاءة الغرفة العالية، فاغلقتها سريعا بدأت برفق تحاول فتح جفنيها إلى نجحت في ذلك انتصفت جالسة لتتأوه بألم:
, - آه يا دماغي
, مدت يدها تمسد جبينها برفق لتقع
, لوليتا بصوت متعب: بابي، بابي.
,
, عينيها على ذلك القيد الذي التف بإحكام حول اصبعها شخصت عينيها بذعر، كيف وصل هذا لأصابعها، لا من المستحيل ان تربط حياتها به ابدا
, اجفلت على صوت باب الغرفة يُفتح ليدخل والدها الذي ابتسم باتساع ما أن رآها اقترب منها يهتف برفق:
, - حبيبة بابا صحيت اخيرا، ما رضتش اصحيكي قولت اسيبك تصحي براحتك
, نقلت أنظارها بين والدها وذلك الخاتم في أصبعها تنظر للفراغ بفزع أقلق خالد لوح بيده امام عينيها يسألها بقلق:.
,
, - مالك يا لينا انتي كويسة يا حبيبتي
, وجهت عينيها له تنظر له بضياع لتنكمش ملامحها بألم تهمس باكية:
, - إنت بتكرهني ليه، أنت عارف اني بكرهه مش بطيقه ليه مصر تفرضه على حياتي، ليه يا بابا ليه مصر تأذيني
, نظر لها يبتسم بهدوء ليربط على وجنتها برفق قائلا برفق:
, - بكرة هتعرفي إني ما بأذكيش ولا حاجة، هخلي فتحية تطلعلك بالفطار كلي كويس، عشان انتي امبارح نمتي من غير عشا.
,
, مد يده في جيب سرواله ليخرج خاتم الماس رقيق البسه إياها فوق خاتم خطبتها من زيدان ليميل مقبلا رأسها:
, - دا هدية عيد ميلادك كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتي
, تركها وخرج من الغرفة ليجد زيدان يدخل من باب الفيلا يحمل بين يديه تلك الدمية على شكل الدب ليضحك خالد ساخرا يهتف بتهكم:
, - سوما العاشق يا ناس
, ابتسم زيدان يآسا يتنهد بتعب يصيح بسأم:.
,
, - يا سيدي أنا مستعد ابقي اكتر إنسان حساس في الكون بس بنتك تحبني بقي دا أنا قربت اعملها عمل عشان تحبني
, ضحك خالد عاليا بصخب، ليقترب زيدان منه يهتف بتروي وهدوء:
, - بص هما خمس دقايق هطلع اديها الدبدوب وانزل
, كتف خالد ذراعيه أمام صدره ينظر له بتهكم:
, - هتديها الدبدوب في خمس دقايق كتير
, تجهم وجه زيدان بغيظ ليبتسم لخالد باصفرار يهتف بسماجة:
, - حاضر هقف عند باب الأوضة ارموهولها في وشها واجري.
,
, اتسعت ابتسامة زيدان حينما رأي الخادمة تحمل صينية الطعام متجهه لأعلي لينظر لخالد يبتسم ببراءة:
, - هاخد فتحية معايا محرم، يلا يا فتحية
, صعدت فتحية وخلفها زيدان ليسمع صوت خالد يصدح من خلفه بحدة:
, - هما دقيقتين يا حيوان وهطلع اجيبك من قفاك
, صعدت فتحية و زيدان إلى ان وصلوا الى غرفة لينا ليهمس زيدان لها بصوت خفيض:
, - حطي الاكل واخرجي على طول.
,
, دقت فتحية باب الغرفة دلفت تضع الطعام على الطاولة وخرجت دون ان تغلق الباب ليدخل زيدان بهدوء إلى الغرفة رآها تقف جوار شرفة غرفتها تتحدث مع أحدهم على الهاتف تبدو قلقة خائفة عن من تتحدث عنه:
, - ايوة يعني انتي متأكدة أنه كويس وبخير، بجد يا سهيلة كويس، اوف حسبي **** ونعم الوكيل فيك يا.
,
, هو مين دا اللي كويس، هتف بها زيدان فجاءة ليصفر وجه لينا خوفا لتبتر جملتها التفتت خلفها سريعا لتجد زيدان يقف خلفها وتلك الدمية موضوعة على طاولة الطعام
, بلعت لعابها بارتباك لتهمس سريعا بتلجلج:
, - دا دا دا عمو عز الدين بابا سهيلة، اصله كان تعبان اوي إمبارح، فأنا كنت بسأل سهيلة عليه
, لم يقنعه ردها تكذب بشكل واضح جدا ابتسم ساخرا يحرك رأسه ايجابا كأنه اقتنع بما تقول ليكمل بتهكم:.
,
, - وكنتي بتحسبني على مين، على عمو عز الدين بردوا
, ارتبكت تتصارع دقات قلبها خوفا لتبتسم بتوتر تهمس بارتباك:
, - عععلي، الدكتور أصله هيعمل امتحان الاسبوع بكرة
, ضحك زيدان ساخرا يردد ما قالت بتهكم:
, - الاسبوع بكرة، ما فيش حاجة في الدنيا اسمها كدة بس ماشي
, اقترب منها خطوتين لتعود هي للخلف تنظر له بذعر تكاد تبكي تهمس بفزع:.
,
, - أنت لو قربت مني عشان تعمل فيا اللي كنت عايز تعمله قبل كدة أنا هصرخ وانادي على بابا وهو هيجي يقتلك
, اقترب منها خطوة واحدة منع نفسه بصعوبة من اعتصارها بين ذراعيه فقط مد يده يزيح خصلاتها الثائرة التي اخفت صفحة وجهها يبتسم بألم حينما رآها تغمض عينيها ذعرا منه:.
,
, - أنا عمري ما اذيتك يا بندقتي ولا عمري هأذيكي، انتي غنيمتي من الدنيا، أنا بس بتمني حاجة واحدة، إن ما يكنش في اي علاقة بينك وبين اللي اسمه معاذ دا
, ما إن نطق إسمه فتحت عينيها سريعا على اتساعهما تنظر له بذعر ليكمل هو متوعدا بشر:
, - أنا ما اقدرش اذيكي، بس هقتله هو
, وضعت يدها على فمها تكبح شهقتها المرتعبة، ليتجه ناحيو طاولة الطعام حملها بما عليها من طعام يضعها قريبا منها، ليزيح لها الكرسي يبتسم برفق:.
,
, - اقعدي كلي
, الخمس دقايق قلبوا ساعة ونص، زمجر بها خالد بحدة وهو يدخل إلى الغرفة ليجد ابنته تجلس على كرسيها تأكل بهدوء وزيدان يقف قريبا منها يشاهدها يبتسم بعشق، نظر لابنته يبتسم برفق موجها كلامه لزيدان:
, - كويس انك خلتها تاكل
, ابتسم زيدان بثقة يعدل من تلابيب ملابسه بزهو هاتفا في مرح:
, - يا باشا ثق فيا
, ابتسم خالد ساخرا يهتف بمرح:
, - واثق يا اخويا واثق يلا احنا ننزل ونسيبها تفطر براحتها.
,
, التفت لابنته يبتسم بهدوء يسألها باهتمام:
, - لوليتا انتي كويسة يا حبيبتي، محتاجة حاجة
, حركت رأسها نفيا دون كلام تحاول الا تصدم بنظراتها مع زيدان تكره نظراته الثاقبة تشعر بها تخترق روحها يكتشف حقيقتها دون أدني مجهود
, خرج وزيدان وخالد متجهين إلى أسفل ليتلفت خالد له يسأله باهتمام:
, - عملت ايه
, تنهد زيدان بتعب يفرك جبينه يبتسم بسآم:
, - ولا حاجة اقنعتها تقعد تاكل بالعافية.
,
, حرك خالد رأسه إيجابا لينظر زيدان له يتحدث بحذر متروي:
, - فكرت في اللي اقترحت على حضرتكوا، أنا عايزك بس قبل ما تاخد أي قرار لازم تبقي عارف أن مصلحتها هي رقم واحد عندي
, حرك خالد رأسه ناحية زيدان يبتسم متهكما لعبة قديمة لعبها هو قبلا والاحمق يظن أنه سيقدر على خداعه بسهولة ادعي البراءة ببراعة يهمش بحيرة:
, - عارف يا زيدان عارف.
,
, تنهد بضيق كأنه لا يعرف ما العمل، لينظر للواقف امامه شاردا هو الآخر في الفراغ، اختطف نظرة سريعة لساعة يده مغمغا يغير مجري الحديث:
, -احنا هنفضل هنا طول النهار يلا على الشغل
, تثأب الآخر بكسل ليلقي بجسده على الأريكة خلفه مغمغا بنعاس:
, - لا و**** مكسل خليني انا وروح أنت
, نظر له بتهكم يرفع حاجبه الأيسر باستهجان هاتفا بحنق:
, - قوم يا حيوان، عايزني اسيبك مع البنت لوحدكوا.
,
, ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتي زيدان يصور له خياله الكثير من المشاهد الحالمة ليتنهد في نفسه بحرارة هامسا بشرود:
, - على فكرة بقي احنا مش لوحدنا، معانا الشيطان
, احمرت عيني خالد غضبا ليقترب منه قابضا على تلابيب ملابسه جذبه بعنف ليقف أمامه زمجر بحدة ليث غاضب:
, - بتقول ايه يا زفت٣ نقطة
, دفعه امامه بعنف صائحا: قدامي يا حيوان.
,
, اتجه زيدان ناحية الباب يتمتم بغيظ حانقا من موقف خالد التعسفي تجاهه وصل لباب القصر يفتحه قبل أن يغادر التفت لخالد يهتف بضيق
, :
, - الحق عليا كنت هخليك جدو
, قالها ليفر هاربا بعدما لاحظ توحش قسمات وجه خالد بغضب وصوته يصدح خلفه كالرعد:
, زيدان، خد هنا ياض
, فر زيدان يستقل سيارته فارا بها من بطش خالد
, ليخرج خالد خلفه متجها إلى سيارته هو الآخر، هتف في السائق بهدوء:
, - اطلع على مستشفي الحياة.
,
, في غرفة صغيرة في شقة رايقة في حي راقي نوعا ما يجلس أمام الحاسوب المحمول الخاص به يعمل بدقة وسرعة على تلك الصورة أمامه، فالحمقاء ظنت أنه لم يري حقا الصورة الأولي ولا الثانية لا تعلم أنه احتفظ بالاثنين، لا تعلم أيضا أنه من امهر مصممي الصور المركبة « الفوتوشوب»
, نظر لكم الصور امامه بالإضافة إلى مقطعين من مقاطع الفيديو صنعهم فقط من صورتين، تنهد ينظر لشاشه حاسوبه متمتا بمكر:.
,
, - دا أنا هكسب من وراكي دهب يا سرسورة
, اود ان تعرفي ما مقدار حبي لكي لماذا لاتريدين معرفه حقيقتي ياليتني اضمگ بين ذراعي هاتين واشكو لكي ما قد فعلت بي الحياه، انتِ الشمس التي اتكأت عليها بعد الظلام. لماذا لا تحبيني كمقدار عشقي لكي بل ادماني لگي اريدك ان تكوني عوضي.

الجزء التاسع


تهاوت على كرسيها تلتقط أنفاسها بصعوبة لا تصدق أن تلك العملية الجراحية مرت على خير، بالكاد استطاعت إنقاذ حياة المريض في آخر لحظات، استندت بمرفقيها على سطح المكتب تخفي وجهها بين كفيها تفكر في ابنتها وما حل بها طفلتها المسكينة التي تعاني الأمرين من صغرها، اجفلت على صوت دقات على باب غرفة مكتبها لتسمح للطارق بالدخول، دخل أحد الأطباء الكبار المسؤول عن تعيين الاطباء حديثي التخرج بعد موافقتها بالطبع٣ نقطة
,
, تقدم الطبيب ناحية مكتبها يمسك في يده ملف طبي لأحد الاطباء ليقول مبتسما بهدوء:
, - صباح الخير يا دكتور
, ردت له الابتسامة تؤمي برأسها بهدوء:
, - صباح النور يا دكتور هاني، ملف لدكتور جديد مش كدة
, ضحك الطبيب بهدوء يحرك رأسه إيجابا ليمد يده لها بالملف الخاص بهذا الطبيب التقطته منه تقلب بين صفحاته وهاني يجلس أمامها يقول:.
,
, - دكتور حسام مختار، دكتور أمراض نسا بعتلنا الملف بتاعه من حوالي شهر تقريبا، جمعت كل المعلومات وشهادته الطبية وحقيقي دكتور ممتاز ووجوده معانا مكسب لينا
, حركت رأسها إيجابا تصدق على كلام هاني جميع الشهادات المرفقة بملفه تخبر بافتخار عن مدي براعة صاحبها وتفوقه، وصلت للورقة الخاصة بتعيينه لتلتقط قلمها الخاص خطت توقيعها المميز موافقة منها على انضمامه إليهم.
,
, أبتسم هاني بهدوء يلتقط منها الملف لتهتف لينا بحبور:
, - مبروك علينا يا دكتور٣ نقطة
, قام هاني يلتقط منها الملف ليصافحه قبل أن يغادر قائلا:
, - هبعته لحضرتك لأنه عايز يسلم على حضرتك
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا.
,
, في سيارة زيدان التقط هاتفه يطلب رقم محدد فتح مكبر الصوت يضع الهاتف على مقدمة السيارة امامه لحظات وسمع صوت الطرف الآخر يهمس بارتجاف:
, -زززيدان باشا و**** أنا شغال على الموضوع يا باشا، بس
, قاطعه زيدان يهمس متوعدا:
, - بس هي فيها بس
, ارتجفت نبرة الرجل ذعرا يهمس بارتباك:
, - أنا قصدي يعني أن خالد باشا لو عرف اني بدور على معلومات عن بنته٣ نقطة
, قاطعه زيدان يزمجر غاضبا يصيح فيه بعنف تعتصر يداه مقود السيارة:.
,
, - مالكش دعوة بخالد باشا، انت فاهم يا ساهر، تعرفلي مين الزفت اللي اسمه معاذ دا والأهم ليه علاقة بلينا بنت خالد باشا ولا لاء
, هتف ساهر بتلهف سريعا:
, - تمام يا باشا 48 ساعة بالكتير وادق التفاصيل تبقي عند سيادتك
, تنهد زيدان يزفر بضجر ليتمتم بضجر:
, - أما نشوف اخرتها..
,
, انهي المكالمة ليغلق الخط عينيه مرتكزة على الطريق أمامه بداخله نيران تستعر نيران شك وغضب وخوف، خائف من أن يكون قلبها لغيره خائف عليها من أن لا يستطع أن يملك زمام غضبه، خائف من أن يؤديها.
,
, أدار مقود سيارته ليأخذ طريقه إلى عمله، بينما اتجهت سيارة خالد إلى مستشفي الحياة وقف امام المستشفى لينزل من السيارة يلحقه حرسه اشار لهم أن ينتظروه خارجا ليأخذ طريقه متجها إلى غرفة لينا يسمع تهامس الفتيات من حوله فيما بينهم ليضحك بخفوت ساخرا لازالوا يتغزلون به كأنه شاب في الثلاثينات من عمره.
,
, في داخل مكتب لينا يجلس حسام على الكرسي المقابل لها متأنقا بقميص أسود وبنطال من خامة الجينز الاسود، يتحدث مع لينا يعبر لها عن مدي سعادته بقبوله للعمل معهم في مستشفي الحياة
, بسطت لينا راحة كفها الايسر أسفل خدها تنظر للجالس أمامها بتعمن لتهتف بتعجب:
, - إنت عارف أنت شبهه بشكل غريب و**** حاجة غريبة
, قطب حسام ما بين حاجبيه يسألها:
, - شبه مين.
,
, فتحت فمها تود أن تخبره لينتفح باب الغرفة ويظهر خالد يبتسم لها، هب حسام واقفا ما أن رآه يصافحه بحرارة ما أن رآه:
, - خالد باشا اهلا وسهلا يا باشا
, مد يده يصافحه بهدوء ابتسم يحرك رأسه إيجابا ليتجه إلى المقعد الآخر يجلس عليه إشارت لينا لحسام تبتسم بهدوء قائلة:
, - دكتور حسام هيشتغل معانا في المستشفى من النهاردة، في قسم النسا والتوليد
, أبتسم خالد بهدوء ينظر لحسام قائلا:
, - بالتوفيق ان شاء ****.
,
, اتسعت ابتسامة حسام المتحمسة ليحمحم بحرج مقررا الانسحاب ليفسح لهم بعض الخصوصية:
, - متشكر جدا يا افندم استأذن أنا بقي عشان اروح اشوف شغلي عن اذنكوا
, استأذن بأدب ليتركهم ويغادر مغلقا الباب خلفه، لينظر خالد لها يسألها بقلق:
, - عملتي ايه في العملية بتاعت الصبح
, قامت من مكانها متجهه ناحيته لتجلس على الكرسي المقابل له تتنهد براحة:
, - الحمد *** عدت على خير لحقنا المريض على آخر لحظة.
,
, مد يده يمسك بكف يدها يقبله برفق تلاقت عينيه بعينيها ليبتسم يهمس بامتنان:
, - ايديكي دي كنز يا أما انقذتي بيها حياة ناس، سامحيني إني في يوم منعتك عن شغلك
, اتسعت ابتسامتها تنظر له بسعادة لا تجد ما تقوله من فرط سعادتها لتهمس اخيرا بعشق:
, - بحبك، بحبك اكتر من حياتي انتي روحي اللي ما اقدرش اعيش من غيرها
, ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه قرص وجنتها برفق يغمغم بمرح:
, - وبتقولي أنا اللي بقول كلام حلو، ها خلصتي.
,
, حركت رأسها إيجابا تغمغم بابتسامة صغيرة:
, - آه انا كنت همشي اصلا
, التقط كف يدها ليجذبها لتقف معه قائلا: - خلاص تعالي اوصلك وبعدين أبقي ارجع شغلي
, لم تتحرك بقيت واقفة تنظر له بلعت لعابها تهمس بارتباك:
, - لا يا خالد أنا لما ببقي معاك ما بترضاش تخلي السواق يسوق وهيبقي تعب عليك وأنت اصلا من زمان بتتعب من السواقة أنا هروح مع السواق بتاعي.
,
, اعطاها نظرة باردة دون معني ليشد على كف يدها متجها معها إلى سيارته، اشار للسائق ليفهم اشارته متجها إلى سيارة الحرس، فتح لها باب السيارة لتجلس ليستقل المقعد جوارها ينطلق إلى وجهته..
,
, صمتت للحظات تنظر له بطرف عينيها يبدو متجهما غاضبا امسكت الاقراص المدمجة الموجودة في السيارة تبحث بينهم عن تلك الاغنية تعرف أنها ستصالحه بها ابتسمت بخبث ما أن رأته لتضعها في المشغل الخاص به لحظات ودوي صوت الموسيقي يصدح في السيارة تليها كلمات الاغنية
, شو واثق بحالو وشو قلبو قوي
, وقلبي من جمالو دايب مستوي
, كانت
, صارت
, كانت كانت
, صارت
, شو واثق بحالو وشو قلبو قوي
, وقلبي من جمالو دايب مستوي.
,
, وشو واثق في حالو وشو قلبو قوي
, وقلبي من جمالو دايب مستوي
, كانت قصة إعجاب
, صارت حب وعذاب
, تاري شيخ الشباب حبّو بيكوي كوي
, صدحت ضحكاته العالية وهي تنظر له بحالمية ليمد يده يضعها خلف رأسها جذبها يقبل جبينها برفق يتمتم بحب:
, - بحبك
, مالت تضع رأسها على صدره وهو يقود تهمس بخجل:
, - وأنا بعشقك
, رفعت وجهها تنظر له تسبل عينيها تسأله بقلق:
, - تفتكر هيجي يوم ولوليتا تحب زيدان زيي أنا وأنت كدة.
,
, حرك رأسه نفيا نظر لها يبتسم بمكر هامسا في خبث:
, - تؤ محدش هيعرف يحب زيينا أحنا الأساس والاصل والباقي تلاميذ في الفصل
, صدحت ضحكاتها تملئ السيارة لتهتف من بين ضحكاتها:
, - يخربيت دماغك مش هتتغير أبدا.
,
, اوقف سيارته امام النادي، لينزل منها مصطحبا إياها للداخل، ليلمح على مدي بصره عثمان ابن على يجلس على أحدي الطاولات بصحبة أحدي الفتيات ليزفر بحنق ذلك الفتي سيطيح بسمعة عائلتهم، اتجه معها إلى أحد الطاولات، طلب لها عصيرها المفضل وكوب من القهوة له، التفت لها يقول بهدوء:
, - في حاجة مهمة عايز أخد رأيك فيها
, ابتسمت تحرك رأسه إيجابا ليتنهد بحيرة مكملا:.
,
, - زيدان عرض عليا امبارح أنه يكتب كتابه على لينا عشان تبقاله مساحة حرية اكبر في التعامل مع لينا خصوصا برة البيت، أنا عارف ان هو بيصيع عليا وعايزها تبقي مراته، بس أنا لو عايز أطلقها منه مش هيقدر يقولي لاء، فأنتي ايه رأيك، خصوصا الصبح لينا اتعاملت مع زيدان عادي واقنعها تقعد تفطر فحسيت أنها خطوة كويسة.
,
, ارتجفت حدقتيها بقلق حائرة لا تعرف صدقا لا تعرف كلام خالد منطقي وعقلاني جداا ولكن خوفها على ابنتها يمنعها من الموافقة، حركت رأسها نفيا تهمس بحيرة:
, -مش عارفة يا خالد حقيقي مش عارفة كلامك منطقي جدا ودا المفروض يحصل بس لينا مش هتقتنع بيه
, أمسك يدها برفق يشد عليها قائلا:
, - دي بقي مهمتك حاولي تقنعيها انتي.
,
, تنهدت تبتسم بتردد تحرك رأسها إيجابا قضيا بعض الوقت معا ليقررا الرحيل امسك يدها يقوم معاها من على الطاولة ليسمع صوت قادما من خلفه يهتف بنبرة هادئة تحمل قدر كبير من التهذيب:
, - احم لو سمحت يا عمو
, رفع حاجبه الايسر بدهشة وكلمة «عمو » تتردد داخل ذهنه، التفت خلفه ليجد شاب تقريبا في منتصف العشرينات طويل القامة ومع ذلك بدأ اقصر منه بمراحل نظر له خالد من اعلي يبتسم بتهكم:
, - خير يا حبيبي.
,
, اشار الفتي إلى الواقفة جواره يبتسم بحرج ليمد يده يصافح خالد لتتحول ابتسامته المتوترة لاخري واسعة يهتف بحماس:
, - حضرتك أنا اسمي حيدر شاهين، 23 سنة خريج كلية تجارة وشغال مع والدي في شركته، أنا انتقلت النادي هنا جديد، وشوفت بنت حضرتك مرتين تلاتة مع حضرتك، وأنا بصراحة يعني معجب بيها، فكنت عايز من حضرتك ميعاد عشان اجي اتقدم أنا ووالدي.
,
, شهقت لينا بعنف تنظر للفتي بحسرة، ليترك خالد يدها متجها ناحية ذلك الشاب يبتسم ابتسامة سوداء متوعدة، ليقبض على تلابيب ذلك الشاب بعنف يزمجر كليث غاضب:
, - اسمع بقي يا روح قلب عمو، لو شوفتك في النادي دا تاني هعلقك على بابه، ولو عينيك جت على مراتي تاني هخلعهالك.
,
, أصفر وجه الفتي فزعا زوجته تلك الصغيرة زوجة ذلك العجوز، حرك الفتي رأسه إيجابا سريعا ليلقيه خالد بعنف بعيدا عنهم، ما كاد يتحرك خطوتين حتى سمع ذلك الفتي يهتف بسخط:
, - عجوز متصابي صحيح متجوز واحدة قد بنته
, اتسعت ابتسامته الشرسة ليلتفت برأسه إلى الفتي ينظر لها بشراسة تلك النظرة الماكرة التي تكون في عيني الأسد قبل أن ينقض على فريسته، خلع سترة حلته يعطيها للينا تنهد يهمس باستمتاع:.
,
, - هترجعوني لأيام الشقاوة تاني
, اتجه ناحية الشاب يجعل منه كيس ملاكمة يفرغ غضبه فيه امسكه من تلابيب ملابسه بيده اليسري بينما ربط باليمني على وجهه بعنف يبتسم متوعدا بشر:
, - لو شوفت خلقتك تاني في اي مكان هعلقك على بابه فاهمني يا زينة الشباب.
,
, بلع الشاب لعابه بذعر يحرك رأسه إيجابا ليلفظه خالد بعنف بعيدا عنه ليسقط المسكين ارضا ينظر لاثر ذلك الرجل المفزع، بينما امسك خالد بيد لينا متجها بها إلى الخارج حيث توجد سيارته.
,
, هاي يا عثمان، هتفت بها بدلال كأنه غير متعمد تلك الفتاة المدعوة ليلا لينظر لها عثمان بجانب عينيه ابتسم باصفراا يحيها بكلمات مقتبضبة باردة:
, - هاي يا ليلي، لاء ليلا صح.
,
, ابتسمت برقة تحرك المقعد المقابل له لتجلس أمامه ابتسم باقتضاب، داخله يزفر براحة من الجيد أن الحمقاء التي كان يجالسها رحلت قبل قليل، عاود النظر للجالسة امامه يحاول أن يبدو جادا في كلامه لتتوه عينيه للحظات في حسنها الخلاب شعرها الكستنائي الطويل عينيها السوداء الواسعة، نظراتها الناعسة الساحرة، شفتيها المكتنزة، بلع لعابه يحاول أن يركز، اخذ نفسا عميقا يزفره بحدة
, نظر لها يبتسم ببرود قائلا:.
,
, - خير يا آنسة ليلا في حاجة محتاجاها
, فاجئته هو نسفه حينما اقتربت تمسك بكف يده بأصابعها نظر لها بدهشة لم يستطع إخفائها خاصة حين أكملت قائلة بتلهف:
, - عثمان أنت ليه بتبعد عني
, نزع يده من يدها ليعود للخلف إلى ظهر مقعده وضع قدما فوق اخري ينظر لها ببراءة ذئب ليغمغم بتهكم:
, - أنا ببعد عنك، سوري يا ليلا بس أنا ما فيش بيني وبينك اي حاجة عشان تقوليلي انت بتبعد ولا بتقرب
, ارتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة ليغمغم:.
,
, - على حد ما افتكر مش أنا اللي بعدت ومشيت وكأني واقف مع هوا ولا يسوي
, نظرت له بغيظ شديد لتنفجر صائحة بحدة:
, - إنت عايز ايه يا عثمان هااا، أنا يا سيدي أنا حقيقي معجبة بعثمان الصياد وبكراش عليك من زمان، ارتحت كدة، بس ايه في الآخر هتتسلي شوية وترميني زي ما عملت مع نص بنات النادي، سوري يا عثمان أنا مش لعبة في ايدك زي اللي قبلي.
,
, قالت جملتها الاخيرة لتجذب حقيبتها بعنف تغادر المكان بخطي سريعة غاضبة ليفر خلفها سريعا امسك كف يدها ودون أن يعطيها حتى فرصة للكلام جذبها خلفه إلى اسطبل الخيل المخصص للتدريبات والذي في الأغلب ما يكون فارغا لا يزدحم الا في وقت المسابقات.
,
, ادخلها إلى حظيرة الخيل ليدفعها للحائط المجاور « للبلوك » الخاص بالحصان الخاص، نظرت له بشراسة تحاول دفعه بعيدا عنها أما هو فركز رماديته الساحرة على عينيها ينظر لها نظرة غريبة لم تستطع هي حتى فهمها فقط تاهت في سحر عينيه الخاص القاها في دوامة لم تستطع الخروج منها بإرداتها لن تريد أن تفعل، ليقول هو هامسا بشغف:
, - تعرفي أنك اول واحدة اجيبها معايا المكان دا.
,
, صدقا لو كان الحصان المجاور له حيوان ناطق لصرخهم فيهم بأنه كاذب مخادع، ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها تنظر له بتهكم لتقول:
, - والكلام دا قولته لكام واحدة قبلي
, انفرجت قسماته بمرح ليقطب جبينه كأنه يفكر ليقول بعبث:
, - مش كتير يعني 15، 25، ما بعدش و****
, ضيقت عينيها ترميه بنظرات غضب وغيط لتتحرك بعنف تود التحرر من بين ذراعيه تهتف حانقة:
, - سيبني يا عثمان أنا غلطانة اصلا اني في يوم فكرت في واحد زيك..
,
, سكتت عن الكلام وعن الحركة وتقريبا عن التنفس حينما اكمل هامسا بشغف:
, - بس انتي اول واحدة هطلب ايدها للجواز، تتجوزيني يا ليلا
, اتسعت حدقتيها على اتساعهما تسبل رموشها من الصدمة لتشير إلى نفسها تتمتم بذهول:
, - إنت بتكلمني أنا؟!
, ابتسم يجذبها بسحره الخاص ليحرك رأسه إيجابا مال جوار أحدي أذنيها يهمس بحب قائلا:.
,
, - كنت مستنيكي من زمان، كنت مستني واحدة مش عايزة تبقي رقم من أرقام الصياد، كلهم كانوا بيبقوا عارفين انهم تسلية وبردوا بيكملوا انما انتي لاء يا ليلا، انتي مختلفة مميزة، سحرتيني من اول مرة شوفتك فيها، وافقي انتي بس وأنا هجيب اهلي ونيجي نتقدملك
, حركت رأسها إيجابا سريعا ابتسامتها الواسعة تشق شفتيها ليضمها بين ذراعيه بقوة اختفت ابتاسمته الحنونة لتحل أخري مكانها يهمس في نفسه متوعدا:.
,
, - اهلا بيكي في شباك الصياد يا ليلا هانم
, اما هي فكانت تبتسم بسعادة تتشبث بسترته بقوة لحظات وفتحت عينيها تنظر للفراغ بغيظ لتختفي ابتسامتها تهمس في نفسها بحقد:
, - و**** ووقعت في الفخ يا عثمان يا صياد.
,
, في فيلا خالد السويسي، في غرفة لينا
, تجلس خلف مكتبها تذاكر دروسها بشرود عقلها مشغول بما يحدث، لن تسمح لتلك الخطبة أن تستمر لن ترتبط به ابدا حتى لو ادي بها الأمر إلى الهروب، والأهم من ذلك معاذ تحاول الاتصال به منذ الصباح وهاتفه دائما مغلق، زفرت بحنق تلقي القلم من يدها لتشهق فزعة حين شعرت بأحدهم يضع يديها على عينيها وصوت مرح محبب تعرفه جيدا يقول مازحا:
, - أنا مين.
,
, ارتسمت ابتسامة صفراء على شفتيها لتقول بسماجة:
, - جوجو الرخم، شيل ايدك ياض
, ياض قالها باشمئزاز، ليرفع يديه من على عينيها التفتت له ليتركها متجها ناحية فراشها القي بجسده عليه ينظر لها يهتف ساخرا:
, - الشكل من باريس، اللسان من بولاق، ياض يا بيئة
, نظرت له بغيظ لتمسك دباسة الاوراق الخاصة بها تلقيها عليه بعنف ليتفادها بسهولة نظر لها يضحك بشر طفولي:
, - ما جتش فيا يا فاشلة يا شريرة.
,
, قامت من مكانها متجهه ناحيته اشهرت سبابتها أمام وجهه تصيح غاضبة:
, - أنا شريرة يا بوجي مان أنت مش كفاية أنك ما جتش عيد ميلادي
, قطب جبينه ينظر لذلك الخاتم الذي يحاوط إصبع يدها اليمني ليجذب يدها يجلسها جواره يسألها بترقب:
, - سيبك من دا كله انتي اتخطبتي امتي ومن مين
, تنهيدة حارة خرجت من بين طيات قلبها المثقل بالاحزان نظر له بألم لتهمس بحزن:
, - هحكيلك كل حاجة.
,
, بدأت تقص له كل ما حدث في حفلة الزفاف بالطبع دون أن تخبره الجزء الخاص بمعاذ
, لترفع كف يدها تهمس بألم:
, - بس الصبح بابا جه اداني الخاتم دا ولبسهولي فوق دبلة زيدان بيه كأنه بيقولي الدبلة ما تتقلعش بس أنا مستحيل ارتبط باللي اسمه زيدان دا
, تنهد جاسر حزينا على حالها ليمد يده يربط على رأسها برفق هامسا:
, - برغم كل اللي قولتيه بس أنا حقيقي نفسي تدي زيدان فرصة، حقيقي هو بيحبك بجد، فرصة واحدة مش هتخسري حاجة.
,
, حركت رأسها نفيا بعنف، لتشعر به يحرك رأسها برفق ناحيته قطب جبينها يرمقها بنظرات ترقب حذرة ليهتف فجاءة:
, - انتي في حد تاني في حياتك
, للحظات شعرت أن قلبها توقف عن النبض اتسعت عينيها حتى كادت تخرج من مكانها لتحرك رأسها نفيا بعنف تهتف بانفعال:
, - ايه اللي إنت بتقوله دا يا جاسر لاء طبعا ما فيش
, كتف ذراعيه أمام صدره فقط يحدق فيها بشك دون ان ينطق بحرف لترفز بحنق تهتف بحدة:.
,
, - إنت بتبصلي كدة ليه ما قولتلك ما فيش، خلينا فيك إنت، قولت لباباك على اللي انت عملته
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه تليها ضحكة طويلة مريرة متألمة هدأ ضحكاته قليلا ينظر لها بتهكم ليقول:
, - اقوله ايه يا لينا.
,
, سوري يا والدي أنا حققت حلمي اللي انت رافضه وفتحت مطعم السمك اللي كان نفسي فيه وبسافر اسكندرية اديره لاء ومش بس كدة أنا متجوز من وراك من واحدة عملت معاها علاقة زنا وطلعت عذراء فقررت أصلح غلطتي واتجوزها!
, تنهدت لينا حزينة على حال أخيها لتربط على يده برفق تبتسم له تحاول تشجيعه فما كان منه الا أن أسند رأسه على كتفها يهمس متألما:.
,
, - أنا تعبت يا لينا مش عارف اعمل إيه، كان هيحصل ايه يعني لو بابا وافق من الاول اني ادخل سياحة وفنادق أنا كان نفسي ابقي صاحب اكبر مطعم اكل بحري في مصر، لما قولتله كدة بعد ثانوية عامة فضل يتريق عليا ويقولي انا ابني يبقي طباخ وقدم ورقي في كلية هندسة الزراعة غصب عني
, لم تعرف ما تقوله حالها ليس بأفضل حالا منه رفعت يدها تربط على رأسه برفق.
,
, ايه دا جاسر إنت هنا، صدر ذلك الصوت من ناحية باب الغرفة ليرفع رأسه من على كتف لينا نظر ناحية الباب لتتسع ابتسامته تقدم ناحيتها يهتف بمرح:
, - عمتي حبيبتي وحشتيني، مش اوي يعني بدل ما اتعلق هو عمي فين
, صدحت ضحكات الفتاتين لتقترب لينا منه تقرص خده برفق:
, - يا واد بطل لماضة عمك خالد في شغله وصلني ورجع.
,
, عمتتتتتتييييي، صاح بها بشوق مضحك ليحتضنها بقوة رفعت يدها تضربه على كتفه برفق أشارت برأسها إلى أحد الاركان تبتسم بمكر:
, - على فكرة احنا كدة يعتبر واقفين في الطرقة والكاميرا دي لقطتك يا حلو
, اختفت ابتسامة ليصفر وجهه خوفا فك ذراعيه عنها ليعود للخلف ببطئ ينظر للكاميرا هاتفا بذعر:
, - أنا ما حضنتهاش دا خيال مش أنا.
,
, اتجه راكضا إلى غرفة لينا ناحية مكتبها تحديدا أمسك ورقة بيضاء وقلم يكتب عليهم سريعا جبينه يتفصد عرقا لتسأله « لينا » أخته بتعجب:
, - بتكتب ايه يا ابني
, رفع وجهه ينظر لها بذعر ليصيح بفزع:
, - وصيتي يا أختي، ال25 جنية اللي في جيبي يتوزعوا بالعدل، بعد ما ابوكي يعمل مني شاورما
, انفجرت لينا وابنتها في الضحك على منظر جاسر المضحك خاصة في حالة المفزوعة تلك لتتركهم لينا متجهه إلى أسفل:.
,
, -أنا هروح أحضر العشا عشان خالد زمانه جاي
, جلست جاسر ارضا يربع ساقيه يكاد يندب باكيا:
, - طب أنا اروح احضر كفني، يا صغير على الموت يا جاسر، ياللي هتموت في عز شبابك يا جاسر، ابقوا وزوعوا على روحي كنافة بالمكسرات مش سادة بلاش بخل هتبخلوا عليا حتى وأنا ميت
, ولينا تجلس على فراشها تكاد تبكي من فرط الضحك.
,
, حل المساء سريعا، كانت لينا في الأسفل تساعد والدتها في إعداد طاولة العشاء وجاسر مستلقي كالقتيل نائما في غرفته، لحظات وسمعوا صوت المفتاح الخاص بخالد يفتح الباب لتسرع لينا ناحية الباب تستقبل والدها كالعادة.
,
, تلك المرة استقبلها بابتسامة متعبة ليقبل جبينها يعطيها الحلوي التي تفضلها، ابتسمت بسعادة تقبل خده لحظات وظهر زيدان من خلفه وقفت جوار والدها تنظر له لأول مرة لم يعيرها انتباها لم ينظر حتى لها منظره مبعثر ازرار قميصه معظم مفتوحه يحمل سترة حلته بأحد ذراعيه ملقيا إياها على كتفه، لمحة خاطفة إلى وجهه وهو في طريقه لأعلي لتري ملامحه المتهجمة المجهدة، اجفلت على صوت والدتها تسأله بقلق:.
,
, - زيدان مش هتاكل يا حبيبي
, وجه رأسه ناحيتها يبتسم بشحوب ليحرك رأسه نفيا يهمس بانهاك:
, - لا يا ماما مش جعان أنا بس محتاج أنام عن اذنكوا
, قطبت لينا حاجبيها تنظر لها بقلق لتتجه ناحية زوجها تسأله:
, في إيه يا خالد، زيدان ماله
, تنهد بحزن ليمسح وجهه بكف يده يهمس:
, - النهاردة ثانوية زيدان أبوه، أنا جبته بالعافية من قدام قبره، كان بيبكي زي الطفل مش عايز يمشي.
,
, تجمعت الدموع في عيني « لينا جاسم » تنظر في اثره بشفقة لتهمس بحزن:
, - يا حبيبي يا إبني، طب أنا هطلعله
, ما كادت تتحرك خطوتين حتى شعرت بيد خالد تمسك بكف يدها نظرت له لتجده يحرك رأسه نفيا ليقول:
, - سيبيه لوحده هو محتاج يبقي لوحده صدقيني
, حركت رأسها إيجابا تنظر للسلم قلبها ينتفض خوفا على ولدها الصغير انسابت دموعها لتسمحهم سريعا بكفيها، نظرت لابنتها تحاول الابتسام:.
,
, - لوليتا روحي يا حبيبتي صحي جاسر عشان نتعشا
, حركت رأسها بالإيجاب لتأخذ طريقها لأعلي لا تعرف ولكنها حزينة تشعر بالحزن والشفقة عليه خاصة مع كلمات والدها.
,
, زيدان يبكي! في حياتها كلها لم تره يذرف دمعه واحدة، تنهد بضيق تحاول الا تجعل الأمر يشغل بالها كثيرا، اقتربت من الممر الطويل الذي يعج بالغرف والدها جعل لكل فرد من العائلة غرفة خاصة به لا تعرف لما ولكنه كما يقول هو بات هو كبير العائلة ومن الطبيعي أن تتجمع العائلة كلها في بيته، اقتربت تتحرك شاردة لتخرج منها شهقة فزعة حين شعرت بيد تجذبها ناحية أحدي الغرف بعنف لينغلق الباب خلفها!

الجزء العاشر


اقتربت من الممر الطويل الذي يعج بالغرف والدها جعل لكل فرد من العائلة غرفة خاصة به لا تعرف لما ولكنه كما يقول هو بات هو كبير العائلة ومن الطبيعي أن تتجمع العائلة كلها في بيته، اقتربت تتحرك شاردة لتخرج منها شهقة فزعة حين شعرت بيد تجذبها ناحية أحدي الغرف بعنف لينغلق الباب خلفها بقوة، اتسعت عينيها هلعا دقات قلبها سريعة هادرة خائفة، بلعت لعابها تنظر له بذعر لا فرار جسدها محاصر بينه وبين الباب المغلق التي تستند عليه بجسدها، تبددت نظراتها الفزعة إلى أخري حزينة مشفقة تتطلع إلى قسمات وجهه المستنزفة، حزين كلمة قليلة عما تصرخ به عينيه كغريق يبحث عن طوق نجاة، اجفلت خوفا حين رفع يده ظنا منها أن يده ستمتد عليها كما فعل قديما، لكنها وجدت يشير لصدره يصدم موضع قلبه بقبضه يده يهمس بانهاك:.
,
, - قلبي بيوجعني اوي يا لينا، سامحيني
, قطبت جبينها متعجبة على ما تسامحه لتشهق فزعا حين جذبها إليه بقوة يلقي برأسه فوق كتفها الصغير يحاوطها بذراعيها تجمدت بين يديه تنظر أمامها فزعا لتسمعه يهمس في ألم:
, - عارف أنك مش طيقاني واني بخون ثقة خالي
, بس أنا بنهار يا لينا محتاج احس بيكي ارمي نفسي في حضنك.
,
, نبرة صوته الذبيحة المتألمة ارجفت جسدها كان صاعقة ضربت جسدها بأكمله، أغمضت عينيها ليمر أمامها مشهد قديم كانت قد نسته او بمعني اصح تنساته حتى تكتمل حلقة كرهها له، تنصل عقلها من حلقة الكره التي لفته بالكامل لترفع يديها تربط على رأسه
, شعرت بجسده يتصلب بين يديها لينفجر باكيا.
,
, كأنه *** صغير وجد حضن والدته بعد طول عذاب، كانت فقط لحظات قليلة اثلجت نيران قلبه المستعرة يشعر بيدها تربط على رأسه كأنه طفلها الصغير، ابتعد عنها قليلا انشات قليلة فصلت بينهما سلطت زرقائه على بندق عينيها، سعادة كلمة قليلة عن ذلك الشعور اللذيذ الذي يلف قلبه يحلق به فوق السحاب، ابتسم بعشق ليهمس لها بشغف:
, - أنتي مش عارفة أنا حاسس بإيه دلوقتي، أنا بحبك، بحبك اوي يا لينا.
,
, فكت حصار ذراعيه من حولها لتبتعد عنه ترمقه بنظرات باردة خاوية لا معني لها، ابتعدت عنه ناحية الباب فتحت الباب تمسك بمقبضه التفتت له قبل أن تخرج تتشدق ساخرة:
, - أنا بقي لاء، اللي عملته دا كان من باب الشفقة مش أكتر، اصلك صعبت عليا
, اشهرت سبابتها أمام وجهه تكمل بحدة:
, - وإياك تفكر تلمسني تاني والا و**** هقول لبابا وهو هيتصرف معاك.
,
, نفضت شعرها ترفع رأسها بإيباء تحركت لتغادر ما كادت تخرج من الباب شعرت بيده تسحبها من جديد تلك المرة رأت الغضب يشتعل في عينيه، مال بجذعه يهمس لها بخبث:
, - يلا نااادي على صوتك ونادي ولا انادي أنا، على الأقل لما يطلع ويشوفك في حضني، يا هيقلتنا أنا وانتي يا هيجوزنا في الحالتين هبقي كسبان، ها هتنادي ولا أنادي.
,
, انتفخت اوداجها غضبا ذلك الوقح لتدفعه بعيدا عنها بغيظ خرجت من الغرفة تتحرك غاضبة حانقة، اتجهت ناحية غرفة جاسر تطرق بابها بعنف تفرغ غضبها في قبضة يدها على ذلك الباب المسكين، انفتح الباب فجاءة لتقابل وجه جاسر المفزوع ليصرخ فيها بذعر:
, - ايه في ايه كبسة ولا إيه
, ضحكت ساخرة عليه، لتجفل حين سمعت صوته العميق يأتي من خلفها:
, - انزلي يا لينا وأنا هحصلك أنا وجاسر.
,
, نظرت له بغيظ لتتركهم وتغادر إلى أسفل، نظر زيدان لجاسر عدة لحظات في صمت تنهد يطلب على مضض:
, - ممكن اطلب منك خدمة
, توسعت عيني جاسر بذهول ليشير إلى نفسه، حرك رأسه ايجابا يتلعثم قائلا:
, - أنا!، آه طبعا أكيد
, في الاسفل، في غرفة مكتب خالد.
,
, جلست جواره منذ دقائق وهو يجلس على تلك الوضعية يخفي وجهه بين كفيه لا يتكلم لا يبكي، صمت يطغي على المكان تعرف انه حزين يتألم في صمت، اقتربت منه تأخذ رأسه بين ذراعيها تضمه لها ليلف ذراعيه حول جسدها تنهيدة حارة طويلة خرجت من بين شفتيه لتهمس له برفق:
, - من امتي بتكون زعلان ولا مضايق وبتخبي زعلك عني، وما تجيش في حضني ترمي كل همومك
, شبح ابتسامة صغيرة طفي على شفتيه تنهد بحرقة يهمس لها بألم:.
,
, - زيدان صعبان عليا الواد دا مش عارف الدنيا جاية عليه كدة ليه، لو تشوفي شكله النهاردة وهو بيعيط قدام قبر أبوه، أنا كنت واقف بعيد عشان ما يعرفش اني شايفه، لو تشوفيه يا لينا قطع قلبي عليه، لو بس بنتك تعرف هو بيحبها قد ايه
, تنهدت متألمة على حال ابنها الصغير بصعوبة منعت نفسها من البكاء، لتشد بيديها على قميص خالد تهمس له بألم:
, - منها *** مامته هي السبب في اللي هو فيه دا.
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد يهمس مع نفسه متهكما:
, - اومال لو عرفتي اللي حصل فعلا منك *** يا لوجين انتي ومعتز
, أبتعد عنها يبتسم في وجهها بهدوء ليمد يده يمسح على وجنتها برفق، تبدلت ابتسامته باخري ماكرة يلاعب حاجبيه بعبث هامسا في خبث:
, - ما تجيبي حتة بسبوسة يا بسبوسة
, دفعته بعنف بعيدا عنها لتقطب جبينها تتمتم في غيظ:.
,
, - اوعي يا اخي يا اما نفسي اعرف امتي تبطل هتبطل قلة أدب، وأنت زعلان قليل الادب وأنت فرحان قليل الأدب، على رأي فيلم حبيبي نائما قولي على شعور إنساني واحد ما بتقلش ادبك فيه
, ارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة خبيثة ليقطب جبينه كأنه يفكر ببراءة لا تلائمه تماما ليشير إلى نفسه يغمغم في براءة:
, - عشان تعرفي بس انك ظلماني، أنا ببقي محترم وأنا نايم.
,
, ضيقت عينيها تنظر له شرزا بغيظ ليضحك ملئ شدقيه البلهاء لازالت تخجل منه وهو عامل وقاحته يتناسب طرديا مع كبر سنه فلما كبر في العمر زادت وقاحته
, انتبه ينظر إليها حينما هتفت سريعا فجاءة:
, - صحيح أنت شوفت الولد اللي اسمه حسام ما خدتش بالك أن فيه حاجة غريبة
, ارتسمت ابتسامة ماكرة على جانب فمه وكل تركيزه موجه لتلك الشرائط الملتفه حول ذراعها هل هي جزء من الفتسان أم لاء.
,
, مد يده يسمك طرف احد تلك الشرائط ليغمغم في خبث:
, - هي الشرايط دي بتتفتح ولا ديكور، آه خدت بالي
, رفعت حاجبيها متفاجئه لتسبل عينيها في تعجب تهمس له متسائلة في عجب:
, - ولا بان عليك يعني
, لم تتغير تعابير وجهه الماكرة جل ما يفعله. أنه يحاول أن يعرف هل تلك العقد الطويلة ااتي تضم قماش ذراع فستانها قابلة للحل أم لاء
, جذب احدهم بقوة يغمغم في براءة:
, - هو أنا لو شدتيهم كدة هيتفكوا، ايه دا دول طلعوا بيتفكوا٣ نقطة
,
, رفع وجهه إليها يبتسم في مكر ليقرص وجنتها برفق:
, - عايشة معايا بقالك سنين ولسه بتتكتشفي طباعي، حبيبتي أنا راجل بياخد باله كويس اوي من اي حركة بتحصل حواليه عشان أستخدمها في الوقت المناسب مش اتنح وابرق زيك انتي وحمزة
, اتسعت عينيها بدهشة لتهتف في عجب:
, - رادار بيلقط كل اللي بيحصل، بس فعلا غريب موضوع الشبه دا
, رفع كتفيه لتنبسط ملامحه بلامبلاة لا يهمه الأمر برمته:
, - يخلق من الشبه اربعين وخمسين وتمانين.
,
, صمت للحظات لتعود ابتاسمته الماكرة تغطش شفتيه:
, - ركزي بس معايا في موضوع الشرايط دا أحسن مجنن اهلي
, سحبت ذراعها بقوة من بين يديه تنظر له بغيظ لتشهر سبابتها أمام وجهه تهمس من بين أسنانه بحذر:
, - مش مرتحالك يا ابن السويسي أنت أكيد عارف حاجة ومخبي، او هتعرف عشان موضوع الشبه دا لو طلع صح ه٣ نقطة
, قاطعهم صوت دقات خفيضة على باب الغرفة يليها صوت ابنتهم:
, - بابا ممكن ادخل.
,
, ابتسم لها بعبث ليرتفع بصوته قليلا يسمح لابنته بالدخول:
, - خشي يا لوليتا.
,
, لحظات وظهرت ابنتهم، ابتسمت لينا تلقائيا ما أن وقعت عينيها على طفلتها، مرت السنين بسرعة كبيرة وها هي صغيرتها كبرت كوردة صغيرة تفتحت فجاءة، قام خالد يجذب ابنته ليجلسها مكانه جوار والدتها، وقف امامهم يبتسم برفق حياته كلها امام عينيه ابنته وابنته فلينا قبل أن تكون زوجته فهي ابنته البكر التي كبرت بين ذراعيه، اشار إلى باب الغرفة ليهتف في مرح:
, - أنا رايح اشوف الصيع اللي برة، ماما عيزاكي في كلمتين.
,
, اتجه لخارج الغرفة التفت لزوجته يغمز لها بطرف عينه اليسري في الخفاء لتبتسم تحرك رأسها إيجابا خرج يغلق الباب خلفه، لتلتفت لينا لابنتها تبتسم لها بحنو، مدت يدها تزيح أحدي خصلات شعرها خلف اذنها تهمس لها بحنان:
, - بقالنا كتير ما اتكلمناش دايما عندك محاضرات ومشغولة
, ابتسمت الصغيرة بتوتر تحرك رأسها تفرك يديها بقوة لتقول بهدوء:
, - المحاضرات كتير حضرتك عارفة الكلية صعبة قد ايه، هو حضرتك عيزاني في إيه.
,
, غص قلبها ألما نبرة صوت ابنتها الجافية تحرق قلبها بعنف تعاتبها، رفعت وجهها قليلا تنظر لها تبتسم برفق:
, - وانتي صغيرة زيدان كان اقرب ليكي منا أنا وباباكي، صحيح كنتي مطلعة عينه بشقواتك ومقالبك، فاكرة لما رميتي عليه اللاب توب فتحتي دماغه، خالد عاقبك أن ما يجلكيش غيره، زيدان باع بتاعه رغم أنه كان محتاجه وكمل من مصروفه واشترالك واحد جديد، ليه وصل بيكوا الحال لكدة.
,
, ابتسمت حين مرت تلك الذكري البعيدة امام عينيها لتختفي ابتسامتها في لحظة تشنجت قسمات وجهها ألما تهمس بخفوت:
, - هو السبب هو اللي اذاني، انتوا دايما بتدافعوا عنه، ومش مصدقني هو بيكذب صدقيني بيكذب
, امسكت كف يد ابنتها تحتضنهما بين كفيها لتنظر لينا لها تهتف بهدوء مقنع:
, - مع أن ابوكي بيحلف أن زيدان ما اذاكيش٣ نقطة
,
, بس همشي معاكي أن هو اللي اذاكي، اللي بيخترع مرض عشان ياذي بيه هو الوحيد اللي بيبقي معاه علاجه، لو زيدان اذاكي زي ما بتقولي يبقي هو الوحيد اللي يقدر يعالج دا، اديلوا فرصة مش عايزة تعيشي حياة طبيعية تخرجي تتفسحي تسافري، تلفي الدنيا أنا وأنا قدك كنت لفيت بلاد كتير روحت امريكا وفرنسا وايطاليا وتركيا، خليه يعالجك زي ما اذاكي.
,
, اضطربت حدقتيها حائرة مترددة قلقة كلمات قليلة لا تصف ما تشعر به، قبولها بكلام والدتها المنطقي كلمات اثارت حماسها لتعيش كغيرها ولكن إن قبلت أن تعطي فرصة لزيدان، معاذ ما موقعه من الجملة الآن تكاد تموت قلقا عليه لم تسمع صوته منذ يومين تقريبا معاذ مختفي تماما، تنهدت بحيرة تنظر لوالدتها باضطراب:
, - مش عارفة يا ماما مش عارفة
, احتضنت ابنتها تشد على جسدها برفق بين يديها تهمس له بحنان:.
,
, - فكري يا حبيبتي، انتي تستاهلي وزيدان يستاهل٣ نقطة
, لحظات سكنت بين أحضان والدتها تفكر عقلها يفكر في مدار واحد معاذ، قبولها لزيدان يعني خروج معاذ من حياتها وهذا لن تسمح به ابدااا
, ابتعدت عن والدتها تبتسم لها بتردد لتقبل لينا جبينها بحنو، قامت تجذب يدها تغمغم بمرح:
, - تعالي نشوف ابوكي بيعمل إيه، هتلاقيه عمل من جاسر شاورما.
,
, ضحكت لينا بخفوت تتحرك خلف والدتها وصلا إلى طاولة الطعام لتجد زيدان يجلس على أحد المقاعد وخالد على المقعد المقابل كل منهما يمسك بقبضة الآخر وجاسر يقف على رأس الطاولة يهتف بحماس كأنه معلق رياضي:
, - لقاء العمالقة خالد باشا السويسي على اليمين وزيدان باشا الحديدي على اليسار الجولة الأولي في لعبة الريست العالمية تبدأ الآن
, ضحكت القتاتان بقوة لتتجه لينا ناحية زيدان جلست جواره تهتف ضاحكة:.
,
, - أنا هشجع ابني حبيبي، يلا يا زيزو
, رماها خالد بنظرة غاضبة مغتاظة لتتجه الصغيرة ناحية والدها تجلس جواره تهتف بحماس:
, - وأنا هشجع بابا حبيبي، اوعي تخسر يا بابي
, نظر خالد لها يبتسم بفخر ليهتف بسعادة:
, - حبيبة قلب ابوها اللي طمرت فيها التربية مش زي ناس هتتعلق
, بدأت اللعبة وكل منهما يقبض على يد الآخر بقوة عروق يد كل منهما تنفر بعنف لينا الكبيرة تصيح بحماس تشجع زيدان.
,
, بينما الصغيرة تشجع والدها بالطبع، إلى الآن المبارة متعادلة كل منهما يحاول اطاحة يد الآخر، قررت لينا بمكر مساعدة والدها فنظرت ناحية زيدان تبتسم برفق حركت خصلة شعرها برفق خلف أذنيها ليشرد زيدان فيها يتوه في سحرها الجذاب خارج حدود المكان والزمان هو لا يري سواه ليشعر بألم قوي جراء اصطدام يده بعنف في سطح الطاولة ليصرخ جاسر بحماس:
, - وها قد تفوق الأستاذ على التلميذ كالعادة ويفوز الأسد ويخسر الشبل.
,
, نظر لها بغيظ ليجدها تبتسم بمكر انثي ورثت دماء والدها، استحقت بجدارة لقب ماكرة عائلة السويسي، تحتضن ذراع والدها
, لينتهي اليوم عند ذلك الحد.
,
, في منزل عمر
, دخل ليلا يصفر بلامبلاة، يبتسم بسعادة، تلك المدعوة ناردين تعيده لذكريات شبابه حين كان طالبا في الجامعة تشعره بأنه شابا وهو معها القي بجسده على أحد المقاعد يتذكر ما حدث
, صباحا في شركته، حين كانت تجلس امامه تضحك بصوتها الناعم العذب على طرفة سخيفة القاها على مسامعها تهمس بنعومة من بين ضحكاتها:
, - مش ممكن يا عمر أنت دمك خفيف اوووي.
,
, ابتسم ساخرا حين تذكر جملة تالا حين القاها على مسامعها نفس الطرفة قبلا
, « مش ممكن يا عمر ايه السخافة دي »
, عاود النظر للجالسة امامه لا ينكر شعوره بتأنيب الضمير صحيح أن علاقتهم إلي الآن لم تتجاوز الصداقة ولكنه يشعر برابط غريب يجذبه لتلك الفتاة، وخاصة أن رابط علاقته بتالا بات شبه ممزق بالي لا ينفع في شئ، اجفل على يدها تلوح أمام وجهه يتبعها جملتها:.
,
, - إنت عارف أنا كنت مضايقة اوي إني هكون المسؤولة عن شراكة شركتنا بشركتوا لما عرفت أن صاحب الشركة صعب اوي في المعاملة بس طلعت عكس كدة تماما حقيقي يا عمر أنا سعيدة جدا اني اتعرفت عليك
, ابتسم ليقم من مكانه التف حول مكتبه ليجلس على المقعد المقابل لها يهتف في مرح:
, - خالد اخويا هو اللي صاحب الشركة مش أنا، هو آه صعب جدا في المعاملة..
, اختفت الإبتسامة من على شفتي ناردين تهتف في نفسها بحقد:.
,
, - نعم يعني أنا كل دا بلف على اخوه مش هو صاحب الشركة
, انتبهت له حين اكمل في فخر:
, - بس أنا المسؤول عن كل حاجة في الشركة خالد بس بيمضي على الورق المهم
, اتسعت ابتسامتها تهتف في نفسها بسعادة:
, - حلو اوي طلع هو المسؤول عن كل حاجة
, قامت من مكانها تجلس على المقعد المجاور له تنظر لعينيه مباشرة تسبل عينيها بنعومة لتهمس له بشغف:
, - تعرف أنك رغم ابتسامتك الرائعة دي في حزن كبير في عينيك صح ولا أنا غلطانة.
,
, ابتسم ساخرا حين ترآت صورة تالا امام عينيه في الاطار الصغير على سطح مكتبه، شكرا يا زوجتي جعلتيني مثير للشفقة في أعين الجميع، تسارعت دقات قلبه حتى كادت تنفجر حين شعر باصابعها الناعمة تلامس لحيته النامية بلع لعابه متوترا حين سمعها تهمس باغواء:
, - تعرف ان الدقن عليك حلوة اوي يا مسيو عمر
, اجفل من ذاكراه على صوت ضعيف يهمس باستجداء:
, - بابا.
,
, انتفض ينظر لمصدر الصوت ليجد ابنته سارة تقف جوار مقعده تنظر له كطفلة صغيرة تنشد الحنان، بلع لعابه متوترا من الموقف علاقته بابنتيه لم تكن عميقة ابداا، مد يده يربط على رأسها برفق يهمس لها بحنو:
, - احم مساء الخير يا سارة إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتي يا حبيبتي.
,
, نظرت له بضغف وألم للحظات طويلة تشعر بأنها على حافة الانهيار، لتلقي بنفسها بين ذراعي والدها تبكي في صمت اجفل عمر بعد حركة ابنته تلك ليلف ذراعيه حولها يهمس لها برفق:
, - مالك يا سارة ايه اللي مزعلك يا حبيبتي.
,
, حركت رأسها نفيا تدفن رأسها بعنف في صدره تحاول الاحتماء به من ذلك الكابوس البشع التي رأته قبل لحظات، كيف تخبره أنها رأت نفسها في كابوس مرعب شبه عارية مقيدة ومجموعة من الذئاب تحوم حولها تزمجر بشراسة، لفت ذراعيه حول عنقه تهمس بخوف:
, - أنا شوفت كابوس وحش
, ربط على رأسها برفق يحاول تهدئتها لتبتعد بعد دقائق تخفض رأسها ارضا تهمس بخفوت:
, - أنا آسفة لو ازعجت حضرتك، تصبح على خير يا بابا.
,
, ابتسم بألم ينظر لابنته الصغيرة بغصة تعتصر صدره ربط على وجنتها برفق يهمس لها:
, - وأنتي من اهله يا حبيبتي
, التفتت تعود لغرفتها، ما إن جلست على فراشها سمعت صوت هاتفها يعلن عن وصول رسالة التقطته تفتح تلك الرسالة لتشخص عينيها ذعرا القت الهاتف من يدها تضع يديها على فمها تكبح صرختها الفزعة عما رأت ليصلها رسالته التالية
, « مساء الفل يا سرسورة نتفق ولا نبعت الصور لبابا ».
,
, في صباح اليوم التالي قام سريعا يرتدي ملابسه حين وصل له اتصال من ساهر يخبره بأنه احضر جميع المعلومات الخاصة بذلك الفتي، خرج يركض من البيت قبل أن يستيقظ احد تقريبا استقل سيارته متجها إلى بيته يدعو طوال الطريق أن يكون شكه غير صائب أنها لا تعرفه انها بريئة وهو فقط يظلمها.
,
, وصل إلى منزله ليدخل إليه مرت فقط دقائق قليلة ولكنها مضت كساعات والقلق ينهش فيه بلا رحمة، امسك هاتفه يطلب ذلك الرقم يصيح في المتصل
, أنت فين يا زفت، صاح بها زيدان بغيظ وهو يقبض على هاتفه بعنف ليسمع الطرف الآخر يهمس بتوتر:
, - عشر دقايق يا باشا وهبقي قدام سيادتك
, اغلق الخط دون أن يسمع كلمة اخري يجوب في صالة منزله الواسعة كالليث الحبيس، ينتظر فرصته للأخذ بثأره.
,
, دقائق مرت كالساعات إلى ان جاء ذلك الشخص يلهث بعنف بلع لعابه ينظر لحاله زيدان الهاجئة يهمس بتوتر: زيدان باشا
, انطق على طول، زمجر بها بعنف وهو يوليه ظهره
, اخرج ساهر بعض الاوراق يقرأ منها سريعا: اسمه معاذ كمال الحسيني
, قاطعه زيدان بحدة قبل أن ينطق حرفا آخر: أنا مش عايز اعرف تاريخ حياته
, انا عايز اعرف ان كان ليه علاقة بلينا بنت خالد السويسي ولا لاء.
,
, هز ساهر رأسه إيجابا سريعا بلع لعابه ذعرا فما سيقوله كانفجار بركان حاد فتح الاوراق يهتف بتوتر
, : اللي انا عرفته يا باشا أن لينا هانم ما لهاش صدقات خالص في الجامعة، غير واحدة اسمها سهيلة، وأنها ما كنتش بتدخل المشرحة خالص في اول مرة دخلت فيه المشرحة مع الدفعة بتاعتها اغمي عليها لما شافت الجثث، الدكتور بتاعهم كان معاه طالب بيساعده، إلى هو معاذ.
,
, معاذ دا بقي هو اللي شال لينا هانم وفوقها بعد ما اغمي عليها، ومن ساعتها وهو في بينهم حاجة بيروحلها المحاضرات، بيقعدوا كتير مع بعض في الكافتريا بتاعت الجامعة اللي جوا اللي حرس خالد باشا ما ينفعش يدخلها، بيدخل معاها المشرحة مش عشان يساعد الدكتور عشان يفضل ماسك ايديها عشان ما تخافش من الجثث، يوم ما كان رايح حفلة عيد ميلادها كان رايح عشان يخطبها من أبوها٣ نقطة
,
, كل كلمة كانت تخرج من فم ساهر تشعل نيران غضبه وغيرته وحقده عليها وعلى ذلك الفتي انفجرت دماء الانتقام في اوردته لينظر لساهر يشير بيده إلى الباب ليرحل ساهر دون أن ينطق بحرف، التقط سترته متجها إلى سيارته يقودها بعنف يتذكر كم مرة سمع منها كلمة أكرهك لا أريدك، أرحل، اتمني موتك، وهو كالاحمق غارق في حبها، وتلك الخبيثة تخدعهم بوجهها الناعس البرئ وصل اخيرا ليقفز من سيارته تكاد الارض تحترق تحت قدميه من شدة غضبه.
,
, هرع سريعا إلى تلك الغرفة بالأسفل يعرف جيدا كيف سيفرغ غضبه.
,
, في مكتب خالد السويسي، يجلس خالد خلف مكتبه ويوسف يقف امامه ينتظر توقيعه على تلك الأوراق امامه، خط خالد بإمضاءه الخاص ليمد الورق إلى يوسف يتمتم باستفهام: اومال الواد زيدان فين
, تناول يوسف منه الورق يهتف سريعا بقلق: اسكت، دا جاي من برة بيدخن نزل على صالة التدريبات، شكله كدة هيبوظ المعدات ودول عهدة
, نظر خالد للفراغ امامه يحرك رأسه إيجابا يتمتم بشرود: طب روح شوف شغلك انت.
,
, رحل يوسف فقام هو من على مكتبه وهو يردد في نفسه: يا تري في ايه
, خرج من غرفة مكتبه متجها إلى صالة التدريبات فتح الباب ليجد زيدان يقف أمام جوال الملاكمة يلف الضمادات البيضاء حول يده يصارع الجوال بعنف جسده بأكمله يتصبب عرقا بغزارة، اقترب منه إلى ان صار قريبا منه ليعقد ذراعيه أمام صدره يتمتم ساخرا:
, - قالولي أنك بتدخن، بس شكلك بتشيط مش بتدخن بس، مالك.
,
, حرك زيدان وجهه ناحية خالد يتوقف عما يفعل يلهث يعنف، التقط زجاجة مياه يفرغ نصفها في فمه والنصف الآخر القاه على وجهه ليهدا من حرارة غضبه قليلا: ما فيش أنا بس مخنوق شوية
, جلس خالد على أحد المقاعد يضع قدما فوق أخري ينظر لكتلة الغضب الواقفة امامه على وشك الانفجار بتمتم ساخرا: مخنوق!، عليا يا ابن زيدان، ما تنطق يلا في ايه.
,
, قبض على تلك الزجاجة بعنف لتتهشم بين أصابعه القي ما تبقي منها ارضا بقوة ليقترب منه وكأنه بركان وحان وقت انفجاره: لينا هانم بنت سيادتك تعرف واحد وبتقابله من وراك
, هب خالد واقفا اشتعلت عينيه غضبا ليقبض على عنق زيدان يصرخ فيه كليث غاضب:
, - إنت اتجننت يا زيدان دا أنا اقتلك قبل ما تجيب سيرة بنتي على لسانك بالقذارة دي
, احتدت عيني زيدان كأن نيران مستعرة تلتهم حدقتيه ليصيح فيه:.
,
, - أنا مش كذاب ورحمة ابويا ما بكذب أنا مش قذر عشان اتبلي على بنتك بحاجة زي دي
, دي بنت خالي اللي رباني قبل اي حاجة.
,
, صدمة كانت كلمة حقا قليلة عما شعر به خالد في تلك اللحظة، كأن قلبه قد كسر كرامته اندهست، ابنته البريئة زهرته النقية التي من المستحيل ان يتصور في اسوء كوابيسه انها تخون ثقة تكسر ظهره بتلك الطريقة شعر بالأرض تميد من تحته ارتجف جسده من شدة الغضب ليندفع إلى خارج الإدارة بعنف كسهم من نار ضرم في الهشيم، يفكر فقط في الانتقام لشرفه!

الفصل الحادي عشر


نيران فقط نيران من حجيم مستعر تشتغل بين خلجات قلبه يده تقبض على المقود بعنف عقله ينفي تلك الفكرة تماما، ابنته زهرته البريئة تخون ثقته تطعنه بظهره، شعور بالألم الخاص ينهش قلبه، غضب أعمي يحب بصيرته، والانتقام فقط هو ما يفكر فيه الانتقام لشرفه، ثقته التي دهستها كيف تفعل ذلك كيف.
,
, دهس مكابح سيارته بعنف تكاد العجلات تشتعل من عنف احتكاكها بالرصيف، كان فقط يود ان يكون كذبا حين جذب الأوراق من يد زيدان ليعرف اسم ذلك الفتي، معاذ نظرته لم تخيب اذا فتي لعوب يعرف جيدا كيف يغوي الفتيات فاختار ابنته هو، اقسم على أن يذيقه الويلات لأنه فقط تجرأ واقترب من
, ابنته
, خلفه على مقربه منه يحاول زيدان اللحاق به كأنها مطاردة بوليسية في احدي الأفلام الأكشن، ضغط هو الاخر على المقود بعنف يعنف نفسه:.
,
, - غبي، حيوان كان لازم اقوله يعني، استر يا رب أنا السبب لازم الحقها مش هسمحله يأذيها.
,
, على حين انفجر أحد الاطارات في سيارة زيدان لتنحرف السيارة بعنف على جانب الطريق كادت ان تنقلب لولا أنه احكم قبضته على المقود في اللحظات الأخيرة الفاصلة توقف بالسيارة على جانب الطريق، نزل منها سريعا تجمع الناس حوله كعادتهم يطمئنون أن السائق بخير لم يصبه مكروه، ليتركهم ويركض أغلق السيارة يركض في الشارع يبحث عن سيارة أجري، وقف في منتصف الشارع يوقف سيارة توقف السائق ينظر له بحدة غاضبا كاد أن يذقه اقذع السباب على ما فعل ليركب زيدان سريعا يصرخ فيه بحدة:.
,
, - أنا المقدم زيدان الحديدي بسرعة أطلع على العنوان دا
, ارتجف السائق خوفا من ذلك الرجل المفزع ليحرك رأسه إيجابا سريعا التف بمقود السيارة ليذهب به إلى حيث يريد
, اخرج زيدان هاتفه يطلب رقم حسام لحظات يكاد القلق ينهش قلبه خوفا عليه يصرخ في السائق بين لحظة والأخري بأن يسرع، سمع صوت حسام من الطرف الآخر يهتف في مرح كعادته:
, - حبيبي واخويا وعم العيال وح٣ نقطة
, قاطعه زيدان يصرخ فيه قلقا:.
,
, - حسام مش وقت هزار، إنت معاك مفتاح العربية بتاعتي أنا سيباها مفتوحة في، ، خد معاك ميكانيكي وغير الكوتش
, استبد القلق بنبرة صوت حسام ليساله بتلهف ؛
, - في ايه يا زيدان أنا بتنهج كدة ليه وليه في الفزع اللي في صوتك دا
, ارتجفت نبرة زيدان خوفا أغمض عينيها يشد عليهما بعنف كور قبضته اليسري يصدم بها ساقه بعنف:
, - لينا ضاعت مني يا حسام
, قال تلك الجملة ليغلق الخط٣ نقطة
,
, في منزل خالد السويسي٣ نقطة
,
, استيقظت صباحا اول ما فعلته انها ركضت إلى هاتفها تحاول الاتصال بمعاذ وكالعادة لا مجيب هاتفه مغلق، وسهيلة في رحلة مع والدها لا تذهب إلى الجامعة هذه الأيام والا كانت طمئنتها عليه، ماذا حل به يكاد قلبها ينفجر قلقا عليه ارتمت على فراشها تحدق في سقف حجرتها عقلها يدور يفكر كلام والدتها حرك مشاعر قديمة كانت قد نسيتها ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها بها من الحنين نا بها حين تذكرت ذلك الاسم الغريب التي كانت تطلقه عليه وهي صغيرة.
,
, ( زمزوم ) وهو بدوره يصرخ فيها غاضبا ( يا بت ما بحبش الاسم دا، قولي زيدان او زيزو زي ماما )
, خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيها طفولتها كانت سعيدة تملك ما يحلم به أي *** في مثل عمرها حتى انقلب الحال رأسا على عقب بين يوم وليلة، اضطربت دقاتها حين مر أمام عينيها ما كاد يفعله بها، اطلق عليها الرصاص.
,
, حاول اغتصابها ولا يصدقها أحد هي الكاذبة وهو الصادق الجاني، زفرت بقوة لتمسد جبينها بقوة براحة يدها قامت تلتقط أحد كتبها لتنزل إلى أسفل، وجدت والدتها تجلس امام التلفاز اقتربت منها لترتمي على الأريكة جوارها تهمس بملل:
, - ماما أنا مش فاهمة حاجة في الفصل الثالث ممكن تشرحهولي.
,
, ابتسمت لينا بحنو تحرك رأسها إيجابا لتغلق التلفاز ربعت ساقيها لتفعل الصغيرة المثل تنتبه لما تقول والدتها بإنصات للحظات فقط قبل أن تنجرف في دوامة تفكيرها معاذ وزيدان كفتي ميزان كفه معاذ بها قلبها العاشق له وكفه زيدان بها شعور غريب تكرهه تنفر قربه ولكن بعد ما حدث أمس استنكانته كطفل صغير بين ذراعيها ينشد الأمان كونت رابط خفي تشعر به لا تفهم سببه ولكنها حقا لا ترغب في أن يتضاخم ذلك الشعور الغريب الغير مفهوم بالنسبة لها.
,
, قاطعها صوت والدتها ينتشلها من بحر افكارها العاتية راحت بعينيها تنظر لوالدتها لتجدها تبتسم بحنانها المعتاد لتهمس لها بهدوء:
, - عقلك خدك وراح فين
, تنهدت بحيرة لتستند برأسها على كتف والدتها لحظات صمت تنظر للفراغ شاردة لتهمس أخيرا باضطراب:
, - مش عارفة يا ماما، مش عارفة اديله فرصة
, مدت لينا يدها تمسد على شعر ابنتها برفق تهمس لها:
, - الموضوع مش صعب كدة الا٣ نقطة
, صمتت للحظات تركز انظارها على وجه ابنتها لتهتف فجاءة:.
,
, - الا لو كان في حد تاني في حياتك سقط قلب الصغيرة يكاد يلامس كعبي قدميها بصعوبة سيطرت على تعابير وجهها حتى لا تشك والدتها في امرها، لتحرك رأسها نفيا بعنف وبنبرة حاولت أن تكون متوازنة قالت:
, - لا ما فيش، أنا ما اعرفش حد، أنا بس مش
, عايزة زيدان وخلاص
, ابتسمت لينا برفق تربط على رأس ابنتها برفق تطمئنها:
, - خلاص يا حبيبتي طالما مش قادرة تتقبليه خلاص ما حدش ابدا هيغصبك عليه، إنت عارفه أنا وبابا بنحبك قد إيه.
,
, ارتسمت ابتسامة واسعة سعيدة على شفتي لينا تحاول تجاهل تلك الغصة التي ظهرت من العدم لتعانق والدتها بقوة تهمس بسعادة:
, - ميرسي يا ماما
, ابتسمت لينا فرحة من قرب ابنتها منها لتلك الدرجة سعدت لسعادتها التي انارت بندق عينيها.
,
, قاطع تلك اللحظة الحميمة السعيدة دقات عنيفة قاسية تكاد تحطم الباب من قوتها هرعت أحدي الخادمات تفتح الباب سريعا، ليدخل خالد كالسهم سريع غاضب منطلق دون توقف، صاحت الصغيرة بسعادة ما أن رأت والدها هرولت ناحيته دون معانقته كما تفعل دائما ليدوي صوت صفعة قاسية انتفضت لها حوائط البيت ذعرا، شهقت لينا بفزع هرولت تجثي جوار ابنتها الملقاه ارضا من عنف صفعة والدها، بينما تلك الملقاة ارضا عيناها على وشك الخروج من مكانه ألم بشع يحرق وجنتها والدها صفعها لأنها ارادت معانقته، تسمع صوت والدتها تصرخ بحرقة فيه:.
,
, - إنت اتجننت يا خالد بتضرب البنت
, بينما هو يقف عينيه حمراء كالدم كل ذرة فيه ترتجف من شدة غضبه انفاسه تغلي فوق صفيح ساخن كلما زيدان تدوي كالرصاص أصاب قلبه مباشرة، لم يشعر بنفسه سوي وهو ينحني يقبض على شعر ابنته بعنف لتقف امامها صرخت الصغيرة من الالم تشهق في بكاء عنيف تهمس له تستنجد به منه:
, - شعري يا بابا، ايدك بتوجعني
, كلمتها ضربت فجاءة أمام عينيه عدت ذكريات قديمة متتالية.
,
, تذكر حين كان يمشط شعرها وهي **** تلعب باحدي العابها حين سقطت منها بكت، فانتفض هو كالمفزوع يصرخ خوفا:
, - ايه في ايه بتعيط ليه المشط شد على شعرها وجعتها
, هو على أن يتم استعداد أن يحرق جسده حي وإلا تشعر فقط بالألم، اجفل على حركة لينا تحاول نزع ابنتها بعنف من يده تصرخ تبكي تنظر لابنتها بفزع جسد معاناتها القديمة:
, - سيبها يا خالد حرام عليك أنت بتعمل كدة ليه، سيب البنت يا خااالد سيب بنتي.
,
, كانت تحاول دفعه بعنف بعيدا عن ابنتهم تخليص يده من شعر ابنتها، الفتاة ترتجف في يديه كعصفور خائف مرتجف، القي ابنته على أحد المقاعد بعنف ليجذب يد لينا التي تحاول مقاومته بقوة تصرخ باسم ابنتها:
, - لينا، لينا سيبني يا خالد، إنت بتعمل ايه أنت اتجننت، افتح الباب
, صرخت بها بعنف تدق بيديها على باب مكتبه المغلق الذي القاها فيه ليغلق الباب عليها من الخارج٣ نقطة
,
, اتجه ناحية ابنته لتنكمش كقط خائف في مقعدها تنظر له بذعر لأول مرة تشعر بذلك الفزع من والدها انحني ناحيتها قليلا ليصرخ فيها بغضب افزعها:
, - اعمل فيكي ايه، قوليلي بنتي حبيبتي اللي مديها ثقتي، اللي عمري ما تخيلت حتى في ابشع الاحوال أنها تكسر ضهري كدة كدة اعمل فيكي ايييييييه.
,
, انتفض جسدها فزعا ترتجف دموعها تنهمر بعنف تحفر طريقها عبر وجنتيها لتحرك رأسها نفيا بقوة تحاول إيجاد صوتها الخائف لتهمس بصوت خفيض اشبه بموء قط خائف:
, - أنا ما عملتش حاجة
, صرخت حين قبض على شعرها بقوة ليقربها لوجهه يصرخ فيها:
, - يا بريئة تصدقي فعلا انتي بريئة وأنا ظالمك انطقي يا بت ايه علاقتك باللي اسمه معاذ دا.
,
, شخصت عينيها ذعرا وعقلها يربط الخيوط ببعضها اختفاء معاذ معرفة والدها بعلاقتهم، والدها اذي معاذ مستحيل انتفض فؤادها ذعرا لتصرخ فيه خوفا عليه:
, - إنت عملت فيه ايه، أنا بحبه ايوة بحبه، اوعي تكون اذيته يا بابا، اااااه
, صرخت ليصطدم رأسها بحافة الكرسي بقوة حين تلقت صفعة اخري من يد والدها ليقبض على شعرها، كلماتها اشعلت نيرانه لتستعر بعنف جذب شعرها لتقف أمامه يزمجر كليث غاضب:.
,
, - مقرطساني يا روح أمك، يا بجاحتك خايفة على حبيب القلب، ابقي قابليني لو طلعت عليه شمس بكرة
, ختم كلامه بصفعة قاسية كادت ان تسقط ارضا لو يده التي تقبض على شعرها يهمس متوعدا:
, - أما انتي ورحمة ابويا لهربيكي من اول وجديد.
,
, فجاءة دون سابق إنذار شعر بها تنتزع من بين يديه بعنف ليجد زيدان يخبئها خلف ظهره يقف هو أمامه يتحداه بنظراته ليصيح فيه حاول ان يأتي بأسرع ما يمكنه ولكنه للأسف تأخر كثيرا افزع قلبه منظرها وهي بين يدي خاله وجهها تكاد لا تظهر ملامحه من عنف صفعاته اندفع يخلصها من بين يديها يخفيها خلف ظهره يصرخ فيه تنصل عقله وقلبه عن دائرة الاحترام التي تلتف حول اسم خاله ليخرج صوته هادرا كالرعد:.
,
, - إنت بتضربها ليييه هي مش حيوانة عشان تضربها، طول عمرك امانها وحمايتها ما تخليهاش تكرهك وتخاف منك زي ما بتكرهني
, ارتسمت ابتسامة مريرة على شفتيه ارتجفت نبرته ليخرج صوته متألما يرتجف كطير ذبيح يلتقط أنفاسه الأخيرة:.
,
, - أنا عارف إنت حاسس بإيه مكسور مجروح حاسس أن في سيخ مولع في قلبك، كأن حد طنعك في ضهرك، بس هي ما غلطتش هي حبت يا خالي، والحب عمره ما كان غلط، لو حبها للي اسمه معاذ دا غلط يبقي حبي ليها غلط، أنا قدامك أهو أعمل فيا اللي أنت عايزه أنا السبب في اللي حصل بس ما تضربهاش.
,
, لم تهدئ أنفاسه ظلت كمرجل متشعل من نار يكاد يحرق تلك التي تختبئ خلف زيدان من عنف نظراته الغاضبة، لينا تصرخ تدق على باب المكتب بعنف تتوسله أن يفتح لها الباب، أراد وزيدان إن يتحرك ليفتح لها الباب ليشعر بلينا تقبض على ذراعه بعنف تهمس له بذعر:
, - ما تسبنيش.
,
, ابتسم، ابتسامته كانت جريحة متالمة ليمسك بكف يدها يتجه بها ناحية مكتب خالد فتح الباب للينا لتندفع للخارج اخفت ابنتها بين ذراعيها تشد عليها كأنها تحميها نظرت لخالد تصرخ وهي تبكي:
, - إنت مجنون وعمرك ما هتتغير٣ نقطة
, عادت تشد على جسد ابنتها بين ذراعيها لتشعر بجسدها يرتخي، كادت أن تسقط بها ارضا تصرخ باسمها فزعة ليلتقطها زيدان بين يديه.
,
, وقف هو يراقب فقط مجنون ربما لو كانت تلك الشخصية المريضة لازالت تسيطر عليه لما سمح لها بأن تتجرئ وتفعل لن تشعر ابدا بذلك الألم الذي يحرق اوصاله يكويه بنيران الخذلان
, انتفض حين رآها تتهاوي بتلك الطريقة ليهرول لها أخذها من بين ذراعي زيدان جلس ارضا وهي بين يديه ولينا جواره تحاول افاقتها ليصرخ في زيدان بفزع:
, - اطلب الدكتور بسرعة، لينا، لينا، فوقي يا ماما فوقي يا حبيبتي، أنتي بتعملي كدة ليه.
,
, اخفاها بين احضانه يشعر بجسدها يرتجف بعنف كأن كهرباء أصابته ليشدد على احتضانها يمسد على شعرها برفق يهمس لها بفزع:
, - خلاص يا لينا اهدي يا حبيبتي، انتي بتترعشي كدة ليه، ما فيش خروج ما فيش جامعة ما فيش جواز مش هخرجك من حضني تاني، طب هعملك كل اللي عايزاه بس يا حبيبتي، ما تعمليش في بابا كدة.
,
, دوامة من الذعر والخوف عليها عصفت به لم يفق منها الا وهو يقف خارج غرفة ابنته وزيدان يقف أمامه يتطلع كل منهما إلى باب الحجرة المغلق والقلق كمرض خبيث ينهش خلياهم٣ نقطة
,
, في داخل الغرفة جلست لينا جوار ابنتها تبكي في صمت تمسد على شعرها بحنان، وحسام يغرز برفق ابرة مهدئة في وريد ذراع ابنتها، سحب الابرة برفق من يدها، ليتطلع إلى وجهها المكدوم بشفقة صحيح أنه لم يحب تلك الفتاة يوما ولكن حالتها المذرية ارجفت قلبه تنهد بحسرة لينظر للينا يحاول أن يطمئنها:
, - ما تقلقيش يا دكتورة هي كويسة، ترتاح شوية وهتبقي زي الفل.
,
, حركت رأسها إيجابا دون أن تزيح عينيها عن صغيرتها الراقدة بلا حراك، لملم اغراضه يضعها داخل حقيبته وقف يلقي نظرة اخيرة على تلك الفتاة غصة عنيفة تعتصر قلبه، تنهد بألم ما ان فتح الباب هرول زيدان يسأله بلهفة:
, - خير يا حسام هي كويسة
, حرك رأسه إيجابا وجه نظره لزيدان يهتف فيه بحدة غاضبا:
, - اللي حاصل جوا دا قمة الهمجية البنت ملامح وشها مش باينة لولا أنك صاحبي كنت بلغت البوليس.
,
, مد يده بورقة طبية خط عليها أسماء الأدوية لحالتها يهتف بامتعاض:
, - اتفضل الروشتة ومفاتيح عربيتك وما تطلبنيش تاني، أنا دكتور نسا
, تحرك حسام خطوة واحدة ليشعر بيد تقبض على كتفه التفت ليجد خالد ينظر له بهدوء مخيف بلع لعابه متوترا حين همس خالد متوعدا:
, - لو تاني مرة صوتك على في بيتي هخرسك خالص
, وقف حسام ثابتا ينظر له دون ان يرف له جفن ليمد يده يزيح يد خالد من فوق كتفه يبتسم له ببرود اجاده:.
,
, - ما اعتقدش إن هيبقي في مرة تانية يا خالد باشا عشان أنا مش هدخل بيتك دا تاني، أنا جيت بس عشان زيدان وصدقني بنتك ما تستاهلش حب زيدان ليها عن اذنك يا باشا
, قالها ليغادر بثبات، ليزفر خالد غيظا ما به الجيل الجديد بات وقحا لتلك الدرجة، اتجه ناحية زيدان يهتف فيه بحدة:
, - إنت واقف عندك بتعمل ايه، أنا عايز اللي اسمه معاذ دا من تحت الارض ما ترجعش من غيره.
,
, اؤما برأسه إيجابا ليتركه ويغادر صحيح أنه من المستحيل عليه أن ياذي محبوبته بأي حال من الأحوال ولكنه يقسم أنه سيفرغ غضبه بأكمله في ذلك الفتي
, بينما اتجه خالد إلى غرفة ابنته ما كاد يخطو فقط خطوتين داخلها ليجد لينا تقف أمامه تمنعه من التقدم تنظر له بشراسة لتشير بسابتها إلى باب الغرفة تهمس له بحدة خوفا من إزعاج ابنتها:.
,
, - أطلع برة يا خالد مالكش دعوة لا بيا ولا ببنتي تاني، أنت تقدر تخلف غيرها لكن أنا ما اقدرش دي بنتي الوحيدة ومش هسمحلك تأذيها تاني إنت إيه يا أخي، شيطان عمرك ما هتتغير، عملتلك ايه البنت عشان تعمل فيها كدة.
,
, نظر لابنته الراقدة على الفراش القابع خلف لينا ليبتسم ساخرا تعتقد بجسدها الصغير انها تقف عائقا بينه وبين ابنته، أطال النظر لوجه ابنته اثار صفعاته القاسية انطبعت بعنف على وجنتيها المكدوم تظهر من تلك الكدمات الزرقاء المائلة للون الغامق، لم يشعر بدموعه التي أغرقت وجهه يهمس باختناق:.
,
, - أنا اذيت بنتي، ضربتها وأنا عمري ما مديت ايدي عليها، غضبي على اللي عملته كأن اقوي من اني اسيطر عليه، بنتك تعرف واحد من ورانا وبتحبه
, اتسعت عينيها في صدمة مما قال أكدت لينا لها صباحا انها لا تعرف احد، لا تحب لا احد يسكن حياتها، لم يدعها في صدمتها طويلا بل انهار يخرج كل ما يجيش في صدره انفعل يصيح بحرقة:.
,
, - اتصدمت دي كلمة قليلة على اللي حسيت بيه، أنا عمري ما حسيت اني مكسور وعاجز زي دلوقتي، ما تقوليش ما غلطتش، غلطت لما خانت ثقتي، أنا خايف، خايف يكون ضحك عليها وسلملته شرفي أنا ممكن اموت فيها، مش هستحمل الكسرة دي يا لينا، أنا ما اعرفش علاقتهم وصلت لحد فين، لأول مرة أنا ما اعرفش ومش بس كدة أنا خايف اعرف.
,
, ازاحها برفق ليقترب من فراش ابنته جلس يحرك يده على خصلات شعرها برفق يبتسم متألما، طال الوقت وهو يجلس مكانه دون أن ينطق بحرف، يحرك يده بحرص شديد على وجهها كأنه يحاول مداوتها مما جنته يداه
, اجفلا معا على صوت دقات على باب الغرفة قام هو ليجد زيدان يقف أمامه همس له بهدوء يحمل خلفه الكثير:
, - البيه مرمي تحت.
,
, خرج من الغرفة يغلق الباب خلفه ليتحرك بخطئ سريعة غاضبة نزل لأسفل ليجد ذلك الفتي ملقي ارضا في وضع اشبه بالمخطوفين ساقيه ويديه مقيدتان شفتيه مكممة، اقترب خالد منه لينزل إلى مستواه ينزع تلك القماشة من على فمه ابتسم في شر يهمس له متوعدا:
, - اهلا بدكتور معاذ شرفتنا، ونعم الضيف حقيقي، ولكل ضيف ليه كرم ضيافة ولا إيه يا زيدان
, بلع معاذ لعابه ذعرا ينظر للواقفين امامه بفزع صرخ في حدقتيه ليهمس بتلجلج:.
,
, - خالد باشا أنا حقيقي مش فاهم في إيه
, تعالت ضحكات خالد الساخرة نظر لزيدان يقول في تهكم:
, - لذيذ معاذ وهو عامل عبيط
, توقفت ضحكاته فجاءة حين عاد ينظر لمعاذ ليكسي الوجوم قسماته الحادة ربط على وجه معاذ بعنف يتشدق متهكما:
, - كان في مثل قديم بيقولك ايه اللي يلعب بالنار تحرقه وأنت بقي مش لعبت بيها دا أنت رميت نفسها جواها٣ نقطة
, مد يده يقبض على فك معاذ بعنف شد على اسنانه بقوة ليزمجر غاضبا:.
,
, - بتلف على بنتي دا أنا هندمك على اليوم اللي اتولدت فيه، اوعي تكون لمستها
, اتسعت عيني معاذ فزعا ليحرك رأسه نفيا يهمس متالما من قبضة خالد:
, - لا و**** ابدا أنا بحب لينا وعمري ما افكر اضحك عليها، أنا حتى طلبت منها اكتر من مرة تصارح حضرتك بعلاقتنا بس هي اللي رفضت
, اشتعلت عيني خالد من كلمات ذلك الفتي ليقبض على تلابيب ملابسه بعنف يهتف ساخرا:
, - يعني بنتي هي اللي غلطانة وأنت مالكش ذنب.
,
, حرك معاذ رأسه نفيا ينظر له بذعر ليهمس بتلجلج:
, - مش قصدي اااا
, وسكت يبدو أنها كان يحاول العثور على كذبة ما ولكنه لم ينجح، بعنف انتزع خالد الحبال التي تقيده جذبه خالد يلقيه على احد المقاعد وقف امامه يبتسم متوعدا:
, - بص يا موزو إنت قدامك حلين مالهمش تالت، تسمع الكلام وتنفذ اللي هقولك عليه مش هنبقي حبابيب بس هتنجني نفسك، هت
, قاطعه معاذ يصيح سريعا بقلق:
, - هعمل اللي حضرتك عايزه.
,
, ابتسم خالد ساخرا ينظر له باستنكار:
, - كان نفسي لينا تبقي موجودة عشان تشوف حبيب القلب متمسك بيها قد ايه..
,
, في غرفة مكتبه الظلام يكسي المكان فقط اضاءة خافتة تأتي من ذلك المصباح المجاور للمكتب، على مقعده الوثير القي جسده بإهمال، يشعر بالألم ينخر قلبه، رفع كف يديه أمام يحركها أمام عينيه، ليغمض عينيه يضغط عليهما بعنف يتذكر كيف صفعتها يداه ابنته الصغيرة، لترتسم ابتسامة صغيرة على شفتيه شعر بالقليل من الراحة حين هشم عظام وجه ذلك الفتي وتركه لزيدان ليكمل ما خططا، تنهد يشعر بالألم يشعل جسده ليتجه لخارج الغرفة مباشرة إلى غرفة ابنته، فتح الباب في هدوء ليجد ابنته على حالها نائمة مستسلمة، وجوار فراشها ارضا تجلس زوجته تمسك بيد ابنتها رأسها ملقي على حافة الفراش نائمة هي الأخري، اتجه ناحية زوجته ليحملها برفق بين ذراعيها، فتحت عينيها سريعا تهتف بهلع:.
,
, - لينا فين لينا، إنت بتعمل ايه نزلني يا خالد
, لم يجبها بل أخذ طريقه إلى غرفتهم همس بلامبلاة اجاد تمثيلها:
, - إنت ِ نايمة ولينا كمان نايمة مالهاش لزوم نومك على الأرض
, وضعها على الفراش بتروي ليجذب الغطاء عليها دني برأسه يلثم جبينها بقبلة صغيرة. يهمس لها بخفوت:
, - تصبحي على خير.
,
, التفت مغادرا أغلق الباب خلفه لتعتدل في جلستها تنظر للباب المغلق شاردة غاضبة منه ومشفقة عليه، قلبها يتفتت بينه وبين صغيرتها، نفضت عنها الغطاء لتتجه إلى غرفة ابنتها يعجز قلبها عن النوم بعيدا عنها خاصة في حالتها تلك
, جوار فراش ابنته جلس على ركبتيه بعدما ذهب بلينا إلى غرفتهم عاد لابنته يجلس جوار فراشها ممسكا أمسك بكف يدها الصغير يخفيه داخل راحة يده ليهمس بصوت ذبيح منكسر:.
,
, - سامحيني يا بنتي، أنا عمري ما مديت ومش عارف ازاي قلبي طاوعني أعمل فيكِ كدة، بس انتي كسرتيني يا لينا، شعور وحش اوي بنتي حبيبتي تطلع بتضحك عليا مستغفلاني، لما وقعتي قدامي على الأرض قلبي وقف من الخوف ما تحرقيش قلبي عليكِ زي ما اتحرق على أختك زمان، المرة دي بجد مش هستحمل.
,
, لم يُغلق باب الغرفة كاملا فقط شق صغير رأته خلسة من خلاله وضعت يدها على فمها تمنع صوت بكائها وهي تراه ينهار لتلك الدرجة تعرف خالد جيدا يأخذ كل شئ على محمل الجد، خاصة حين يتعلق الأمر بابنتهم خوفه من فقدانها كما فقد شقيقتها من قبل يجعله حريصا لأبعد حد في الحفاظ عليها، وقفت تراقبه في صمت حتى لا يشعر به تعرفه يكره إظهار ضعفه أمام اي من كان، عادت لغرفتها بهدوء حزينة ولكنها مطمئنة خالد جوار ابنتهم.
,
, على صعيد آخر في سيارة على٣ نقطة
, يستقل عثمان مقعد القيادة يجاوره أبيه ولبني تجلس على الأريكة الخلفية، صمت يطغي على الأجواء قاطعه عثمان حين غمغم بسخط يحاول حل رابطة عنقه:
, - اوووف بقي البتاعة دي خنيقة اوي هو اي حد بيروح يخطب يشنق نفسه كدة
, ابتسم على ساخرا التفت برأسه ناحيه ولده يحذره بحدة:.
,
, - أنا سمعت كلامك لما قولتلي أنا اتغيرت وعايز استقر وتعالا نخطب، انما تطلع يا عثمان بتلعب وعامل الخطوبة حجة عشان تتسلي بالبت أبوها مش هيرحمك دا مختار الزهاوي مش لعب عيال هو
, بلع عثمان لعابه مرتبكا، لا يعرف ما يقول لتنقذه والدته سريعا كما تفعل دائما تهتف بحدة تدافع عن طفلها:
, - جري ايه يا على هتنكد على الولد وهو رايح يخطب كمان ما قالك خلاص عايز يستقر وهيخطب وبعدين أنا ابني مش صغير عشان تقوله لعب عيال.
,
, التفت بجسده قليلا ناحية زوجته ليرد متهكما على ما تقول:
, - ماشي يا لبني، خلينا وراه الماية تكذب عثمان، صحيح
, عاد لابنه يتابع يحذره:
, - لما نروح هناك هتقعد بأدب ومش عايز استظراف وتنسي حكاية أنك فارس ولا خيال ولا اي كان اسمه، أنت مهندس كومبيوتر في شركة السويسي للمقاولات، مفهوم يا عثمان.
,
, حرك رأسه إيجابا دون أن ينطق بحرف كل ما يشغله الآن أن يقتنعوا بأنه تغير ويثبت حسن نيته حتى إذا اكتفي من تلك الفتاة وتركها لن يشكوا فيه
, وقفت السيارة امام قصر فخم ليفتح لهم الحرس الباب، توقفت في حديقة القصر نزل عثمان اولا يتطلع حوله حديقة واسعة فخمة بشكل مبالغ فيه، قصر كبير ارتفع برأسه لعنان السماء ليصل إلى نهايته اطلق صفيرا طويلا يهمس بذهول:
, - دا واكلها والعة ايه كل دا.
,
, لكزه على بمرفقه في ذراعه ينظر له بحدة يحذره من التمادي، اتجهوا إلى باب القصر لتفتح لهم أحدي الخادمات الباب تصطحبهم إلى غرفة الصالون جلس عثمان على أحد المقاعد ليجلس على جوار لبني على الاريكة المجاورة له، لحظات ونزل من السلم الضخم امامهم رجل طويل القامة يرتدي حلة فاخرة شعره رمادي مصفف بعناية الثراء الفاحش يظهر على مظهره من الطلة الأولي، يمسك سيجار كوبي بين أصابع يده اليسري، نظر له عثمان مستهجنا لم يستطع ان يلجم لسانه ليتمتم ساخرا:.
,
, - هو عامل فيها يوسف وهبي ليه كدا
, داس على بحذائه على قدم ذلك الاحمق ينظر له غاضبا من الجيد أنه كان فقط يهمس والا كان سمعهم ذلك الرجل، قام على يرحب به يبتسم برزانة ليرحب به الآخر بكلمات قليلة مقتضبة، بينما ظل عثمان مكانه دون حراك فقط ابتسم باتساع يقول بسماجة:
, - مساء الخير يا عمي.
,
, تجهم وجه مختار ينظر لذلك الفتي الوقح يكفي سمعته السيئة التي تسبقه بأميال، دخلت أحدي الخادمات تضع المشروبات، ابتسم على في هدوء ليبدء كلامه:
, - بص يا مختار بيه احنا جايين النهاردة عشان نطلب ايد ليلا بنت حضرتك لعثمان ابني ويكون لينا عظيم الشرف اننا ننسابكوا
, صمت مختار للحظات يخترز ذلك الفتي بنظراته الساخرة ليعاود النظر لعلي حمحم يردف في استهجان:.
,
, - بس يا على بيه سمعة إبن حضرتك سبقاه شاب لعبي فاسد فاشل ما فيش وراه غير الجري ورا البنات
, ما تصدقش يا عمي دي إشاعات مغرضة: صاح بها عثمان فجاءة ليحدقه على بنظرات حادة غاضبة ليحمحم بحرج يعود لصمته من جديد بينما تولي ابيه مهمة الدفاع عنه حتى وإن كان لا يرضي عن تصرفاته جميعا فيبقي ابنه هو فقط من له الحق أن ينعته بالفاشل الفاسق:.
,
, - مختار باشا، عثمان ابني لا فاشل ولا صايع عثمان خريج كلية هندسة تكنولوجيا بتقدير امتياز مشروع التخرج بتاعه لو كمل فيه هيبقي براءة اختراع باسمه، وهو حاليا بيتشغل فيه، اما حكاية صايع فاعتقد أن كلنا صعنا في شبابنا ولما قررنا نستقر ونبطل صياعة اخترنا صح وابني اختار صح، عشان عايز يستقر.
,
, انهي على كلامه ويحل الصمت وعثمان ينظر لابيه مندهشا والده يدافع عنه والده لم ينعته بالفاشل الفاسق كما يفعل دائما، قاطع تلك اللحظات دخول ليلا إلى الغرفة، بثوب قصير بالكاد يصل لنهاية ركبتيها فقط ربع كم يغطي ذراعيها، نظر على لها متضايقا من شكلها أهذه الفتاة هي من ستكون زوجة ابنته أم احفاده٣ نقطة
, خطت ليلا للداخل مبتسمة برقة لتبتهج لبني من منظر العروس الرائعة، قامت تود معانقتها تهتف في سعادة:.
,
, - اهلا يا عروسة
, اختفت ابتسامتها حين ابتعدت تلك الفتاة عنها تمد لها اطراف اصابعها تصافحها بغرور تبتسم باصفرار متمتة:
, - هاي يا انطي
, ضيقيت لبني عينيها تنظر لها بغيظ، تلك الوقحة لن تكون زوجة ابنها ابدا، بينما اتجهت ليلا ناحية والدها تجلس جواره بعد ما صافحت على وخجلت كثيرا! من أن تمد يدها تصافح عثمان
, قاطع على الصمت يتمتم برزانة:
, - ها يا مختار باشا محتاجين وقت تفكروا ولا نتكل على **** نقرأ الفاتحة.
,
, نظر مختار لابنته نظرة محددة لها مغزي هي فقط من فهمته لتحرك رأسها إيجابا كأنها تأكد له أنها تعرف ما تفعل، تنهد مختار حانقا من تصرفات ابنته الطائش ليرسم ابتسامة لبقة على شفتيه نظر لعلي مردفا:
, - نقرا الفاتحة
, رفع الجميع ايديهم يقرأون الفاتحة اختلس عثمان النظرات لليلا لتبادله بنظرات خجلة تخفض رأسها سريعا٣ نقطة
, انتهت قراءة الفاتحة لينهض على فقام مختار بدوره صافحه على يتمتم في مرح باهت:.
,
, - احنا الكبار دورنا خلص لحد هنا هما بعد يظبطوا مع نفسهم ميعاد الخطوبة، اتشرفت بمعرفتك يا مختار بيه
, ابتسم مختار بدبلوماسية يصافحه بهدوء متمتا:
, - الشرف ليا أنا يا على بيه بإذن **** يكون لينا لقاءات تانية عشان نتعرف على باقي العائلة
, حرك على رأسه إيجابا يرد بفتور:
, - اكيد، اكيد، نستأذن احنا بقي.
,
, اصطحب زوجته وابنه إلى الخارج كان عثمان آخر الراحلين، نظر للينا يلوح لها يبتسم بسهتنة لتنظر له بهيام خجلة منه، ما إن رحل تبدلت ابتسامته باخري خبيثة ماكرة بينما اختفت نظراتها الناعسة ليشعل الحقد عينيها كل منهما يسعي لايقاع الآخر في شباك انتقامه تري من منها سينجح اولا.
,
, حل صباح يوم جديد في منزل حمزة في دبي في أحدي ناطحات السحاب الفخمة يجلس حمزة وادهم على طاولة الافطار والخادمة الفلبينية تضع لهما الطعام بينما مايا المدللة لا تزال ترتدي ثيابها او بمعني تصرخ في دولاب ثيابها المكتظ بأنها لا تملك اي ملابس٣ نقطة
, ضحك حمزة بخفوت حين وصل له صراخ ابنته الساخط نظر لأدهم يتمتم ضاحكا:
, - أختك المجنونة
, ابتسم أدهم ساخرا يحرك رأسه نفيا ببطئ يتنهد بيآس من افعال تلك المدللة:.
,
, - 46 الف طقم وكل اليوم الصبح تصوت ما عنديش هدوم خالص، دي حاطة باقي هدومها في دولابي
, ابتسم حمزة في هدوء ليربط على كتف ادهم يغمغم برفق:
, - أختك وبتدلع عليك
, اختفت إبتسامة أدهم وتلك الحقيقة التي فرضوها عليه تعصر قلبه ألما شقيقته هي لن ولم تكن شقيقته يوما كيف يقنع قلبه الثائر بأن تلك الفتاة لا تراه سوي شقيقها الأكبر، كيف يتخلص من لعنة عشق محرم بتلك الأوراق الرسمية.
,
, اجفل على صوت مايا تصيح بمرح كعادتها ما أن حضرت إلى الطاولة وهي لا تتوقف عن الثرثرة المزعجة ولكن صدقا ذلك النابض يعشق ثرثتها المزعجة تنهد يبتسم بيآس:
, - حلو الطقم و**** حلو
, ابتسمت في دلال تصفق بحماس لتتجه ناحية والدها تجذبه من ذراعه تصيح فيه:
, - يلا يا بابي عشان توصلني هتأخر على المحاضرة
, أمسك حمزة بيدها يضحك بصخب قرص مقدمة انفها برفق يغمغم في مرح:.
,
, - يا بطلي اهمدي تعبتيني، ادهم اخوكي هيوصلك أنا مش رايح الشركة النهاردة
, تنهدت بضجر لتقترب من أدهم تجذبه من ذراعه بعنف إلى الخارج تصيح بغيظ:
, - قوووم، قوووم يا أدهم انت تقيل أوي
, ضحك حمزة يراقبهم بسعادة ليتحرك أدهم خلف مايا ما كاد يخرج من الباب سمع صوت والده يصدح خلفه:
, - خلي بالك من اختك يا أدهم.
,
, زفر بحنق ليحرك رأسه إيجابا جذب الباب خلفه يغلقه، استقلا معا المصعد لتقف مايا أمام المرآه تنظر لملابسها تتأكد من أناقة مظهرها ادهم يقف بعيدا يتصطنع اللامبلاة بينما عينيه لا تنزحان عن مرآه المصعد يتطلع إلى قسمات وجهها يلتهم بشغف ملامحها البريئة كور قبضته يشد عليها، يتنفس بحدة وقف المصعد فئ الطابق الخامس عشر لتحتد عيني أدهم غضبا حين رأي واصل جارهم ذلك الشاب صاحب النظرات الناعسة، يتمني دائمآ أن يغلق له عينيه تلك حتى لا ينظر لها ابدا.
,
, التفتت مايا لواصل تبتسم له كعادتها:
, - هاي واصل
, رمقها ذلك الواصل بنظرة حالمة ناعسة يهمس له بسهتنة:
, - هاي مايا أنتي كتير بتعقدي اليوم
, اشتعلت أنفاس أدهم غضبا خاصة مع ضحكات مايا الرقيقة اقترب المصعد من الطابق العاشر لينظر أدهم إلى ذلك الواصل نظرات متوعدة شرسة، ابتسم في خبث ليقترب من مايا يغمغم ببراءة:
, - مايا شوفتي ال
, في طريقه اليها مر جوار واصل ليهمس له بصوت خفيض يتوعد له:
, -انزل احسنلك بدل ما ارميك برة.
,
, ليكمل طريقه إلى مايا يبتسم في براءة:
, - الساعة بتاعتي لونها لايق مع القميص
, بلع واصل لعابه ذعرا دائما ما كان يخشي من ذلك الادهم الضخم ضغط بتوتر على زر الطابق العاشر لينتفتح الباب فر واصل خارج المصعد ينظر لادهم في خوف يبلع لعابه ليلوح له أدهم خلسه يبتسم ساخرا، اكمل المصعد طريقه ليأخذ مايا إلى سيارته متجها بها إلى جامعتها.
,
, ما إن استقلت مايا السيارة بدأت تبحث في حقيبتها بتوتر وسرعة لتبتسم براحة ما أن وجدت ضالتها أخرجته من الحقيبة، ما كادت تفتحه سمعت صوت ادهم يسألها بتعجب:
, - ايه يا مايا اللي في ايدك
, امسكت مرآه السيارة الامامية تحرك لتنعكس صورتها فيها فتحت ذلك القلم تغمغم بملل:
, - روچ يا أدهم نسيت احط قبل ما انزل
, قبل أن تقرب ذلك الشئ من فمها هتف أدهم سريعا ببراءة:
, - وريهولي كدا عايز اشوف حاجة عليه.
,
, تنهدت بضجر لتغلقه تعطيه اياه فما كان من أدهم الا أنه القاه من نافذة السيارة المجاورة له دون أن ينظر له حتى، صرخت مايا بغيظ من مفاجأة ما حدث:
, - إنت اتجننت يا أدهم
, حرك رأسه إيجابا يبتسم باستفزاز ليهتف بسماجة:
, - ايوة اتجننت وما فيش اي زفت هيتحط على وشك برة البيت واتفضلي يلا انزلي وصلنا.
,
, نفخت بغيظ لتنزل من السيارة تصفع الباب خلفها بعنف تعرف أن أدهم يحب سيارته كثيرا لذلك تعمدت أن تصفع بابها بحدة لتسمع صوته يصيح مغتاظا مما فعلت:
, - براحة على الباب
, ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتيها لتقرر الانتقام منه لم يكن تحرك بعد عادت اليه فتحت باب السيارة الخاص نظرت لمقعدها للحظات كأنها تبحث عن شئ لتتمتم ببراءة:
, - لاء في الشنطة.
,
, صفعت الباب بعنف اكبر من سابقه، لتشتعل عينيه غضبا، عادت تفتح الباب نظرت له تبتسم ساخرة:
, - إنت ناديت يا أدهم
, ابتسمت متشفية منه أمام نظراته الحادة الغاضبة لتمط شفتيها تغمغم في براءة ****:
, - لاء شكل كان بيتهيئلي..
, لتعاود صفع الباب بعنف تلك المرة سمعته يزمجر باسمها لتهرول ناحية الجامعة تضحك متشفية عليه
, نزل سريعا من سيارته ليفتح بابها الثاني تنهد براحة يربط على باب السيارة برفق:.
,
, - المجنونة كانت هتضيع الباب، عربيتي حبيبتي دا أنا اروح فيها
, خرجت ضحكة خفيفة من بين شفتيه مايا لا تترك ثأرها ابداا، صوت رنين هاتفه صدح ليلتقطه من جيب سروال حلته كان يظن أنه والده ليقطب جبينه في تعجب، الرقم ليس رقم والده وليس من داخل دبي، رقم من مصر وغريب غير مدون لديه ليس رقم اي فرد من العائلة
, فتح الخط يضع الهاتف على اذنه يهتف في ثقة:
, - ايوة أنا أدهم السويسي مين معايا.
,
, لحظات يستمع إلى الطرف الآخر ويديه تشتد على هاتفه حتى كاد ينكسر بين يديه ليصدح صوته قويا عاصفا:
, - بقولك ايه يا راجل يا مجنون إنت، لو اتصلت هنا تاني هنزل بنفسي امحيك من على وش الأرض مالكش دعوة بمايا ودا اعتبره تهديد، إنت ما تعرفش أنا اقدر اعمل ايه.
,
, اغلق الخط ليقبض على هاتفه يكاد يسحقه، صدره يعلو ويهبط بعنف ينظر لباب الجامعة التي دخلتها مايا للتو لن يسمح لهم بإبعادها عنه ابدا، انطلق بسيارته يشق الطريق إلى منزله عليه أن يخبر والده.
,
, في فيلا خالد السويسي.
,
, على وضعه ذاك من ليلة امس جسده يجلس على الأرض ورأسه مسطحة على الفراش يغط في النوم يد ابنته تخفيها كف يده، على الرغم من أن خالد من الصعب أن يستيقظ بسهولة ولكن خوفه وقلقه على ابنته جعله ينتفض ما أن شعر بحركة أصابعها داخل كفه بلع لعابها متوترا ينظر لها وهي تحرك رأسها تأن من الألم تحاول فتح عينيها، ترك كفها برفق ليخرج من الغرفة بخطي سريعة شبه مهرولة اتجه إلى غرفته ليجد لينا تغط في النوم جلس جوارها يوقظها بتلهف:.
,
, - لينا، لينا اصحي يا لينا
, انتفضت جالسة تنظر له بذعر تتلعثم بتوتر عقلها يعجز عن تكوين جملة مفيدة:
, - في ايه، ايه في ايه
, تعرق جبينه كور قبضته يشد عليها يحاول أن يبدو غير متأثرا ولكن رغم ذلك ارتجفت نبرته:
, - لينا فاقت او بتفوق وشكلها تعبانة قومي شوفيها
, هزت رأسها إيجابا سريعا نفضت الغطاء لتهب من فراشها متجهه إلى الخارج حين استوقفها جملته التي حاول أن يجعلها باردة قدر الامكان:.
,
, - ابقي خليها تاكل دي نايمة من امبارح
, تنهدت بأسي على حاله تعرف أنه يتألم فقط لالمها ولكنه يكابر تحركت سريعا إلى غرفة ابنتها لتجدها تجلس في منتصف الفراش تضم ركبتيها لصدرها تبكي في صمت، ابتلعت تلك الغصة التي تعصف بقلبها، اقتربت من ابنتها تعانقها بقوة لتنفجر كلتاهما في البكاء شدت لينا على جسد ابنتها تربط على ظهرها برفق تهمس لها بحنو:.
,
, - بس يا حبيبتي اهدي، يا لوليتا مش أنا سألتك أن كان في حد في حياتك ولا لاء ليه كذبتي عليا
, ابتعدت عن حضن والدتها الدموع تغرق وجهها المكدوم تهمس باختناق من عنف شهقاتها:
, - انتي سيبتيني وسافرتي بعدتي عني في الوقت اللي كنت محتاجة فيه بس حضنك..
, ما قدرتش احكيلك، ما قدرتش
, صدمة اخرست لينا بعد عتاب طفلتها انهمرت دموعها بعنف لتحاوط وجه صغيرتها بحذر خوفا من أن تؤذيها تشهق في بكاء عنيف:.
,
, - و**** يا بنتي ما كنت اعرف أن كل دا هيحصل أنا عمري ما اسيبك ابدا، يا رتني ما سافرت، سامحيني
, ابتعدت عن والدتها تحرك رأسها نفيا بعنف لتشرد عينيها في اللاشئ تتمتم بخواء:
, - أنا ما غلطتش لما حبيت الحب مش غلط، أنا ما غلطتش عشان يحصل فيا كدة
, التفتت لوالدتها حين شعرت بها تمسك ذراعيها برفق بين كفي يدها تتمتم بأسي:.
,
, - أنا ما غلطتيش لما حبيتي بس غلطتي لما خبيتي، ما قدرتش تحكيلي كنت احكي لبابا اعتقد انه اقرب ليكي مني، خالد متمسك بزيدان عشان شايف إن ما فيش حد في حياتك
, انما لو كنتي قولتيله من الأول عمره ابدا ما كان هيرفض، ولا هيفرض عليكِ زيدان
, اتسعت عيني الصغيرة بصدمة شلت تفكيرها بأكمله لتحرك رأسها نفيا بعنف تتمتم في ذهول:
, - يعني ايه ما كنش هيرفض، لا كان هيرفض صح، يعني بابا كان هيوافق على معاذ عادي.
,
, حركت لينا رأسها إيجابا تؤكد ما تقول لتكلم بحزم:
, - ايوة كان هيوافق لو كان شحات بس عارف أنك بتحبيه كان هيوافق، قالها قدامي هي تقولي بس أنها بتحب دا وأنا اجوزهولها الصبح، انما اللي انتي عملتيه كسرتيه، أنا أول في حياتي اشوف خالد منهار كدة.
,
, قاطع كلامهم حين انفتح الباب دخل خالد بصعوبة سيطر على انفعالته حتى لا يركض اليها يخفيها بين ذراعيه خاصة حين رآها تبكي بتلك الطريقة، تتحرك ببرود اقترب منهم ليمد كف يده أمام وجهها قائلا:
, - اقلعي دبلة زيدان خلاص هو نفسه مش عايز يكمل
, وكلمي اللي اسمه معاذ دا خليه يجي يقابلني.

الجزء الثاني عشر


صدمة كلمة قليلة عن ذلك الشعور الذي عصف بكيانها دوامة من المشاعر الغريبة عصفت بخلجات والدها لم يكن سيعارض، بتلك البساطة يوافق، وزيدان تنازل عنها حتى وإن كانت لم تكن له المشاعر كما تعتقد، فمن الرائع شعور أن أحدهم يحبك يرغب في قربك.
,
, نظرت لوالدها بجزع، تنساب دموعها كان سيوافق وهي خدعته ودمرت ثقته بها بهذه البساطة، اقترب منها أمسك كف يدها الأيمن لينزع خاتم خطبة زيدان برفق من يدها شعرت في لحظة بأن تلك الحلقة الغريبة التي طوقت قلبها انكسرت، استدار ليغادر لتهب سريعا امسكت بذراعه تستجديه باكية:
, - بابا أنا آسفة أنا٣ نقطة
, صمتت حين استدار لها يبسط كفه أمام وجهها، لينزع ذراعه من يدها يتمتم بخواء:.
,
, - ولا كلمة مش عايز اسمع منك حاجة، اتصلي بيه وخليه يجي يقابلني بس
, قالها ليستدير خرج من الغرفة بأكملها لتنهار على فراشها تبكي ندما تعنف نفسها ليتها استمعت إلى نصيحة صديقتها « سهيلة» وأخبرت والدها منذ البداية، والآن هي كبلهاء خسرت ثقة والدها، وزيدان تشعر بقلبها يتنفض بعنف تنظر لأصبعها الخاوي، حتى زيدان زهدها لم يعد يرغب فيها.
,
, ارتمت بين أحضان والدتها تشهق في بكاء عنيف تهمس بحرقة من بين شهقاتها:
, - أنا غبية، وآسفة و**** آسفة قولي لبابا يسامحني عشان خاطري يا ماما
, انفطر قلب لينا ألما على بكاء طفلتها تحاول تهدئتها قدر الإمكان لتهتف سريعا:
, - يا حبيبتي انتي عارفة بابا بيحبك قد ايه هو زعلان منك شوية وهيرجع يصالحك، كفاية عياط يا حبيبتي هتتعبي.
,
, ابعدتها عنها تمسح دموعها برفق لتجذب صينية الطعام تضعها امامها ربتت على رأسها برفق تهمس بحنو:
, - يلا يا حبيبتي كلي من امبارح ما كلتيش.
,
, حركت رأسها نفيا تتجه بعينها ناحية نافذة الغرفة تنظر للخارج لقطات سريعة متتالية من طفولتها تمر أمام عينيها لتبتسم وتتساقط دموعها تذكرت حين كانت فقط **** في الثامنة مزقت أوراق مشروع هام تذكرت نظرة والدها المفزوعة حين رأي الورق فتات امام عينيه لأنها كانت فقط تلعب جل ما فعله أنه جلس أمامها على ركبتيها يقرص وجنتها برفق يغمغم في مرح باهت:
, - فداكي يا شقية، يلا أجري العبي في الجنينة.
,
, ليتها أخبرته من البداية انسابت دموعها بغزارة، اجفلت على صوت دقات على باب الغرفة ظنت انه والدها لتنظر للباب سريعا، فتحت والدتها الباب تبتسم في وجه الواقف:
, - تعالا يا زيدان.
,
, توسعت عينيها بذهول، لتجده يدخل إلى الغرفة يحمل علبة الحلوي اللي تفضلها، استشفت من ملامحه المجهدة انه لم يذق النوم طعما، دخل إلى الغرفة يبتسم في هدوء وقف امام برأسها ليضع علبة الحلوي عليه لاحظات أنه يتفادى النظر اليها عينيه لم تقابل عينيه ولو للحظات منذ أن دخل إلى الغرفة حمحم يردف بجد:
, - أنا كنت جاي اطمن عليكي أنت ِ بنتي خالي أولا وآخرا وزي أختي ما احنا متربين مع بعض
, حمد *** على سلامتك، عن اذنكوا.
,
, قالها ليستدير يريد الرحيل حينما سمعها تهمس باسمه أغمض عينيه يشد عليها بعنف ذلك النابض في يسار صدره انتفض يدق بعنف اخذ نفسا عميقا يهدئ به نفسه ليلتفت لها يحاول الا ينظر إليها يهمس ببرود:
, - نعم يا بنت خالي.
,
, ممكن تخلي بابا يسامحني، همست بها برجاء تبكي بحرقة، لم يقاوم قلبه الثائر اكثر رفع وجهه ينظر إلى وجهها المكدوم ليشد على كفه بعنف يرغب وبشدة في تحطيم يد والدها التي فعلت بها ذلك بلع لعابها متوترا يحرك رأسه إيجابا، ليجدها تبتسم له ممتنة، لينا تبتسم له حدث تاريخي لم يحدث من قبل، فر سريعا من الغرفة قبل أن تنهار مشاعره أمامها.
,
, نزل إلى اسفل ليجد خالد يجلس على أحد المقاعد المقابل للسلم، انتفض ما أن رآه يسأله بتلهف:
, - هي عاملة ايه
, ابتسم بحالمية يتذكر نبرة صوتها وهي تنطق اسمه ابتسامتها التي وجهتها له، له هو فقط تنهد يهمس بحرارة:
, - مش كويسة!
, رفع خالد حاجبه الايسر باستجهان ليرمي زيدان بنظرة حادة يزمجر غاضبا:
, - وأنت مالك مبسوط كدة ليه أنها مش كويسة
, تدارك زيدان نفسه سريعا دوامة مشاعره طغت على إجابته ليقول سريعا مصححا:.
,
, - و**** مش قصدي، بس هي تعبانة اوي يا خالي إنت عمرك ما قسيت عليها سامحها المرة دي
, عاد يجلس على مقعده مرة اخري يحرك رأسه نفيا بعنف تهدجت أنفاسه ليهتف بانفعال:
, - عمري ما قسيت عليها وادي النتيجة، المهم عملت اللي قولتلك عليه
, ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي زيدان يشعر بالانتشاء يغزو خلاياه بعدما هشم عظام ذلك الفتي حرك رأسه إيجابا يغمغم في مكر:
, - تمام كله تحت السيطرة.
,
, إنت قولتله على ايه، جاء صوت لينا المتعجب من خلف زيدان ليبتسم الأخير بارتباك حمحم يهتف متلعثما:
, - هاا ابدا يا ماما، دي قضية في الشغل ولا ايه يا خالي
, تبادل هو وخالد النظرات ليبتسم الأخير ساخرا يحرك رأسه إيجابا التفت للينا ينظر لها بهدوء يحادث زيدان:
, - روح إنت واستني مني تليفون
, حرك رأسه إيجابا ليغادر دون أن ينطق بحرف بينما اقتربت لينا منه أمسكت كف يده تترجاه:.
,
, - خالد عشان خاطري لينا مش عايزة تاكل اي حاجة أطلع حتى خليها تاكل عشان خاطري يا خالد
, نزع كفه من يدها وقف يوليها ظهره قلبه ثآر خائف على طفلته وعقله ثآر يكابر يصرخ فيه بأن تلك الطفلة هي من دهست ثقته زمجر بحدة دون ان يستدير:
, - عنها ما كلت هي غلطانة وكمان بتتدلع، خلاص ما عدتش هدلع تاني، تاكل ما تاكلش تخبط دماغها في الحيطة ما بقتش تفرق معايا.
,
, لا فائدة من المحاولة تعرف خالد حين يكون غاضبا لن يطاوع قلبه بتلك السهولة استدارت لترحل لتسمعه يهمس باسمها بخفوت، التفتت له سريعا ليشيح بوجهه ناحيه اليسار بلع لعابه يحاول أن يظهر البرود في نبرة صوته ولكن رغم عنه ظهر القلق جليا حين همس لها:
, - حاولي معاها تاني معلش دي من امبارح ما كلتش ولا لقمة واحنا داخلين على الليل اهو..
,
, ابتسمت يآسه لتقترب منه تعانقه بقوة وضع رأسه على كتفها يشد على عناقها يشعر بيدها تربط على رأسه حين سمعها تهمس بحذر:
, - لوليتا ما غلطتش يا خالد، أنت عارف بنتك أكتر من اي حد، هي ممكن تكون خافت لترفض معاذ وتصمم على زيدان فخبت عليك، إنما اكيد مش قصدها تخبي عليك
, رفع وجهه عن كتفها لتقابل زرقتيها غيوم عينيها الكدرة من الألم سمعته يهمس بصوت متألم مهموم:.
,
, - وكانت هتفضل مخبية عليا لحد امتي، لحد ما تتجوزه من ورايا
, شهقت واتسعت عينيها تحرك رأسها نفيا سريعا حاوطت وجهه بكفيها تهمس بتلهف:
, - لاء طبعا يا خالد، لينا عمرها ما تعمل كدة وبعدين هي قالتلي أنه جاي يتقدملك يوم عيد ميلادها لما أعلنت خطوبتها على زيدان يعني٣ نقطة
, قاطعها يتابع بخمول:
, - خلاص يا لينا مالوش لازمة الكلام دا، اطلعي وانا شوية وهطلع اشوفها.
,
, ابتسمت مطمئنة تعرف أن خالد لن يترك ابنته حزينة حركت رأسها إيجابا تربط على وجنته بحنو لتتركه متجهه إلى غرفة ابنتها تحاول اقناعها أن تاكل ولو قليلا.
,
, ها إيه رأيك، هتف بها عمر بحماس بعدما خرج من غرفة القياس في أحد محلات الملابس الشهيرة لتلمع عيني ناردين بإعجاب تصفق بشغف:
, - القميص تحفة عليك يا عمر، مش قولتلك فكك من البدل، شكلك بالكتير يدي 20 سنة
, ابتسم بسعادة تلمع عينيها بحماس وشغف كان قد نسي كيف يكون إحساس أن تعش تلك المشاعر من جديد ربما كانت تلك الفتاة هي النجدة التي بُعثت له لتحي رماد قلبه من جديد.
,
, يتصرف معها كأنه شاب طائش لا حساب على أفعاله يخرج يضحك يركض، تالا بحساسيتها الزائدة كانت ترفض كل ذلك، نظر لانعكاس صورته على سطح المرآه امامه عاد عمر الدنجوان بفضل تلك الفتاة
, اشتريا كمية كبيرة من الملابس لها وله ليجلسا في أحد المطاعم قبل الغروب بقليل ابتسم يغمغم في سعادة:
, - تعرفي أن أنا بقالي مدة كبيرة ما ضحكتش وحسيت بالانطلاق زي النهاردة
, رفعت حاجبيها لتسأله ببراءة تحمل سم الافعي:.
,
, - معقولة ليه ما كنتش بتروح مع مراتك وهي بتشتري هدومها، حقيقي إنت ذوقك هايل يا عمر
, اختفت ابتسامته ليحل مكانها اخري ساخرة خبي بريق عينيه يهمس في تهكم:
, - تالا ما كنتش بترضي، كنت ببقي عايز حتى اشتري لبس البنات كمان تقولي وأنت إيش فهمك في اللبس البناتي، طلبت منها مرة واتنين وبعد كدة بقت هي لما بتطلب مني انزل معاهم بقيت برفض وارد عليها بنفس جملتها.
,
, مدت كف يدها الايسر تشبك أصابعها بيسراه رفع رأسه ينظر لها ليجد تبتسم بنعومة لتمتم بدلال:
, - هي الخسرانة صدقني مين يكون معاها راجل زيك وتتبر على النعمة دي، صدقيني يا عمر إنت احسن راجل وأب في الدنيا كلها.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه يشبك يده في يدها بقوة لتقع عينيه في تلك اللحظة على الدبلة الفضية طوق زواجه تنهد لينزع يده من يدها، قطبت جبينها مستنكرة ما فعل لتتسع ابتسامتها حين رأته يخلع تلك الدبلة من يدها يدسها في جيب بنطاله لتلمع عينيها في حماس خطتها تسير بأفضل حال.
,
, وقفت أمام فراش ابنتها تنظر لها بحزم لما يجب أن تكون تلك الصغيرة صلبة الرأس تماما كوالدها منذ ساعات وهي تحاول أن تقنعها بأن تأكل وهي لا تعطي اي رد فعل سوي الصمت
, والرفض، فاض بها الكيل وقفت أمامها تشهر سبابتها أمام وجهها تصيح بحزم:
, - ما هو بصي بقي يا لينا يا هتاكلي يا هعلقك جلوكوز ودا آخر اللي عندي أنا مش هفضل اتفرج عليكي وانتي بتموتي نفسك.
,
, نظرت لوالدتها بخواء للحظات لتعاود النظر تجاه الشرفة بلا حياة لا ترغب في فعل اي شئ حتى معاذ لم تفكر في الاتصال به كل ما يشغل بالها حاليا كيف تنال سماح والدها، اجفلت على صوت دقات تحفظها جيدا، اتجهت والدتها تفتح الباب، ابتهجت تبتسم بأمل حين سمعته يحادث والدتها قائلا:
, - انزلي يا لينا حضري العشا أنا هجيب لوليتا واحصلك.
,
, لحظات وخرجت والدتها ليدخل خالد إلى الغرفة اغلق الباب خلفه تقدم يجلس على حافة فراشها دقائق من الصمت ينظر لها دون كلام بينما هي تبتسم تنساب دموعها، وقفت على ركبتيها تلقي بنفسها بين ذراعيه تخبئ وجهها في صدره تنتحب تشهق في بكاء عنيف:
, - سامحني يا بابا أنا آسفة.
,
, انهارت جميع حصون عناده العتيدة ليلف ذراعيه حول ابنتها يخبئها داخل قلبه قبل صدره خرجت منه تنهيدة حارة طويلة مثقلة بالهموم يضم الصغيرة لصدره كأنها لا تزال **** رضيعة، ساعات ربما في دقائق هي لا تتوقف عن البكاء تطلب منه السماح وهو صامت تماما، ابعدها عنه اخيرا يمسح دموع وجهها بيديه، جلس امامها يربع ساقيه لتفعل المثل بالكاد أخفي ابتسامته حين قلدت جلسته.
,
, غص قلبه ألما من تلك العلامات التي تشوه وجهها من فعل يديه ليمد يده يمسد عليها برفق يهمس قلقا:
, - هو مش الدكتور كان كاتبلك مرهم للكدمات دي، ماما دهنتلك منه
, حركت رأسها إيجابا دون كلام لتخفض رأسها لأسفل تعاتبه بخفوت:
, - حضرتك عمرك ما ضربتني، أول مرة أحس أن أنا خايفة منك اوي كدة
, رفع وجهها برفق ينظر لها ابتسم في حزن ليتمتم بألم:.
,
, - وأنا اول مرة أحس اني مكسور منك اوي كدة، أنتي عارفة احساس أنك بتبني بيت كبير جميل عالي كل شوية تقف قدامه البيت تفتخر بيه البيت دا أنا اللي بنتيه وفجاءة البيت يقع وتكتشفت أن اساسته ما اتبنتش أنا عمري ما خوفتك مني ليه خبيتي عليا
, اغمضت عينيها لتنساب دمعتين منهما بلعت لعابها متألمة تهمس في خزي:
, - كنت خايفة مش من حضرتك، خايفة لحضرتك ترفضه وتصمم تجوزني زيدان غصب عني وأنا ما بحبوش.
,
, صمت للحظات يترفس تعابير وجهها ليربع ذراعيه أمام صدره يسألها فجاءة بحذر:
, - وايه بقي اللي شدك في اللي اسمه معاذ دا، حبيته ليه يعني
, شعرت بالخجل نظرت لوالدها نظرة سريعة خاطفة تفرك يديها متوترة تهمس بارتباك:
, - مم، يعني معاذ طيب وحنين بيحبني وبيخاف عليا، على طول جنبي في الكلية، كلامه يعني مش عارفة اقولها حضرتك ازاي بس بيحسسسني بإحساس غريب حلو
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يكمل مستهجنا:.
,
, - اقولك أنا كلامه بيحسسك انك طايرة كل كلمة غزل بتخرج منه قلبك بيدق بسرعة بتحسي، على طول بيقولك أنه بيحبك وأنك احلي بنت في الدنيا وأنه مستعد يعمل اي حاجة عشان تبقي معاه دايما
, توسعت عينيها في ذهول رفعت رأسها تنظر لوالدها في دهشة تفغر فاهها كيف علم بكل ذلك، ليبتسم خالد ساخرا يهمس في نفسه بغيظ:
, - كنت عارف أنه عيل، بتاع كلام
, رسم ابتسامة صغيرة على شفتيه يربط على رأسها برفق ليكمل يحذرها بحدة:.
,
, - ماشي يا لينا، بس بردوا كان لازم تقوليلي
, دي أول وآخر تخبي عني حاجة اي كانت المرة الجاية رد فعلي هيبقي وحش أوي مفهوم
, بلعت لعابها خوفا تحرك رأسها إيجابا لتهمس في حذر:
, - طب ومعاذ
, قالتها سريعا بتلعثم ليزفر بغيظ فقط من ذكر اسم ذلك الفتي ارغم شفتيه على الابتسام يقول لها في مرح باهت:
, - قومي غيري هدومك وتعالي ننزل نتعشي وبعدها نكلمه، خلاص زيدان نفسه انسحب الطريق بقي مفتوح لمعاذ.
,
, ربت على وجهها ليدني مقبلا جبينها تركها وغادر يغلق الباب خلفه لتتنهد تبتسم براحة اخيرا نالت سماح والدها وفوق ذلك ايضا موافقته على معاذ، قامت سريعا تلتقط هاتفها الاسود الصغير تحاول الاتصال به كالعادة هاتفه أما مغلق او جرس متواصل بلا رد، زفرت بحنق تلقي الهاتف على الفراش بعنف:
, - إنت فين بس يا معاذ ما بتردش عليا بقالك أسبوع.
,
, في الأسفل اخذ طريقه إلى أسفل يفكر شارد يقنع نفسه بأن ما يفعله هو الصالح لابنته ستشكره قريبا على ما فعل دخل إلى غرفة الطعام ليجد زوجته تتحرك هنا وهناك بخفة تضع أطباق الطعام على الطاولة ليبتسم في خبث اقترب منها بخفة يمشي على أطراف أصابعه إلى أن صار خلفها ليلف ذراعيه حول خصرها انتفضت تشهق بخوف التفتت له تنظر له بغيظ:
, - حرام عليك خضتني مش هتبطل حراتك دي بقي.
,
, حرك رأسه نفيا ببطئ يبتسم باستمتاع يلاعب حاجبيه عبثا لتضحك بخفة تسأله سريعا:
, - صالحت لوليتا؟
, حرك رأسه إيجابا دون كلام لتعانقه بقوة تهمس بامتنان:
, - حبيبي يا خالد كنت عارفة أن لوليتا مش هتهون عليك أبدا
, ابتعد عن صدره تود إكمال ما تفعل لتشهق بقوة حين شعرت به يجذبها من جديد يطوقها بين ذراعيه يبتسم متلذذا:
, - طب وأم لوليتا
, احمرت وجنتيها خجلا لتهمس بصوت خفيض تتحاشي النظر لعينيه:
, - مالها.
,
, مال بوجهه ناحيتها ليداعب انفها بأنفه يبتسم في خبث غمز لها بطرف عينه اليسري يهمس باستمتاع:
, مش عيزاني اصالحها
, كادت وجنتيها تنفجر خجلا من عبثه الذي لا ينتهي ابدا ليجفلا معا على صوت ابنتهم تهتف في مكر:
, - بتعمل ايه يا بابي
, انتفضت لينا من بين ذراعيه سريعا ترتب طاولة الطعام بارتباك ليحمر وجه خالد غيظا يشتم الصغيرة في نفسه التفت لها يغمغم ساخرا:
, - بحط لماما قطرة، عيلة فصيلة زي أمها.
,
, ضحكت الصغيرة تغيظ والدها اتجهت إلى الطاولة تجلس على جانبه الأيسر ولينا على الايمن بينما هو يترأس الطاولة نظر لابنتع ليعقد جبينه متعجبا مما رأي مد يده يمسك وجهها برفق بين يديه يهتف في ذهول:
, - انتي وشك خف بسرعة كدة إزاي
, ضحكت ابنته بصخب لتشاركها والدتها في الضحك توقفت الصغيرة عن الضحك تهتف من بين ضحكاتها المتقطعة الخافتة:
, - دا الميكب آب يا بابا.
,
, اتسعت عيني خالد في ذهول ينظر لها بدهشة ليعقد جبينه في غضب زائف اجاد تمثيله يغمغم بحدة:
, - حطيتي مكياج يا سعدية، شربتي بانجو ولا لسه يا سعدية، شربتي بانجو ولا لسه
, ختم كلامه بصفعه خفيفة من يده على رقبتها من الخلف لتعقد جبينها غيظا تنفخ خديها تنظر له بحنق ليضحك هو ولينا عاليا على منظرها
, لتهتف لينا من بين ضحكاتها:
, - ابوكي بيهزر هزار بوابين يا حبيبتي معلش.
,
, التفت بوجهه لها يرفع حاجبه الايسر يبتسم في توعد مغمغما:
, - بتقولي حاجة يا حبيبتي
, أشارت إلى نفسها تسبل عينيها ببراءة تحرك رأسها نفيا ليضحك عاليا يقبل جبينها، بينما هي تنظر لوالديها تبتسم والديها رمز العشق الخالد الذي لم ولن يموت ابدها
, رن جرس الفيلا الخارجي في تلك اللحظة تحديدا لينظر خالد إلى ساعته يقطب جبينه متعجبا:
, - مين هيجيلنا دلوقتي احنا داخلين على نص الليل
, هتفت لينا زوجته بحيرة:
, - يمكن زيدان.
,
, ذهبت أحدي الخادمات لتفتح الباب لتطل من خلف الباب المغلق فتاة في أوائل الثلاثينات ترتدي تنورة سوداء واسعة وقميص اسود باكمام و**** رأسها من نفس اللون الاسود
, تجري الدموع على خديها لتلوث وجنتيها البيضاء الممتلئة
, تحمل **** صغيرة على ذراعها الايمن وحقيبة صغيرة فوق كتفها الايسر تمسك بكف يدها الايسر يد *** صغير في الخامسة تقريبا
, ابتسمت الخادمة ترحب بها بسعادة:
, - اهلا اهلا يا ست بدور اتفضلي.
,
, دخلت بدور إلى الداخل نظرت للخادمة تسألها بصوت خفيض بح من البكاء:
, -هو بابا فين
, اشارت الخادمة إلى غرفة الطعام المغلقة:
, - بيتعشي يا هانم
, حركت بدور رأسها إيجابا لتتحرك بخطي سريعة ناحية غرفة الطعام فتحت بابها، لتحل الصدمة فوق الجميع على رأسهم خالد الذي هب سريعا متجها إليها يسألها بقلق:
, - بدور مالك يا بنتي فيكي ايه
, لحظة وانفجرت تبكي بعنف تشهق في بكاء حاد مرير، اندفعت تعانقه بقوة تصيح بحرقة من بين دموعها:.
,
, - أسامة ضربني يا بابا
, اشتعلت عينيه غضبا ذلك الوغد سمح لنفسه أن يرفع يده على ابنته أقسم سيذقيه العذاب ألوان، هتف في حدة يتوعده:
, - ليلة إلى خلفوه مالهاش ملامح، أنا قايلك من زمان أنه عيل صايع وانتي ما سمعتيش كلامي
, ازدادت بكائها بعنف ليتنهد بضجر يربط على رأسها برفق يهمس بهدوء:
, - خلاص بطلي عياط ما يستاهلش تعيطي بسببه، انتي لو تسبيني أشد عليه هيمشي على العجين ما يلغبطوش.
,
, قبضت بيدها على سترته تهمس بحرقة من بين شهقاتها:
, - أنا بحبه يا بابا
, زفر بغيظ لما حظه سئ لتلك الدرجة ابنتيه واختيارهما السئ في الرجال ربط على ظهرها بهدوء يهتف في سخط:
, - خلاص يا بدور بتعيطي دلوقتي أنا قايلك من ساعة الخطوبة لما نكد عليكي يومها وقولتلك سيبيه قعدتي تقولي بيحبني يا بابا وهيتغير بعد الجواز، قولتلك ما فيش رجالة بتتغير بعد الجواز بردوا ما سمعتيش كلامي.
,
, زاد نشيجها الحارق لتهب لينا سريعا متجهه اليهم تنظر له بحدة لتقول بعتاب:
, - خلاص يا خالد دا وقت تقطيم أنت مش شايف حالتها
, حرك رأسه إيجابا يبعدها عنه يحاول أن يبتسم ليهدئها قائلا في فرق:
, - خلاص يا حبيبتي اهدي، هاتي حبابيب جدو دول واطلعي يلا اوضتك غيري هدومك وتعالي نتكلم
, حركت رأسها إيجابا تمسح دموعها بعنف لتأخذ لينا منها الطفلة الصغيرة بينما ركض الصغير إلى جده يحتضن ساقه يصيح فرحا:
, - تدوو.
,
, ضحك خالد في سعادة أن كان يحب بدور فهو يعشق هؤلاء الصغار كقطعة من قلبه مال يلتقط الصغير بين يديه يداعبه بوجهه ليضحك الصغير بسعادة، حملت بدور حقيبتها متجهه إلى اعلي، التفتت لينا له تسأله في قلق:
, - يا تري ايه إلى حصل
, انتفخت اوداجه غضبا ليشد على كف يده يهمس بهسيس نار مستعر:
, - مهما كان إلى حصل فأنا هخلي ليلة اللي خلفوه سودا بيضرب البنت لاء وكمان بيسيبها تخرج في نص الليل لوحدها.
,
, اعطي الصغير للينا ليخرج من الغرفة التقط هاتفه من جيب سرواله يطلب الرقم المدون عنده ( الحيوان أسامة) ضحك ساخرا ليضع الهاتف على إذنه لحظات من الرنين المتواصل ليسمع الطرف الآخر يهمس بارتعاش:
, - مساء الخير يا باشا
, زمجر هو غاضبا يصيح فيه:
, - مساء الزفت على دماغك أنت ازاي يا حيوان تمد ايدك على البنت وسايبها تنزل بليل في نص الليل لوحدها بالعيال
, هي خرجت من غير أذني ليلتها سودا، صاح بها أسامة بغيظ.
,
, لتنتفض عروق خالد تصرخ غضبا قبض على هاتفه يصرخ فيه:
, - دا أنت إلى ليلتك سودا بتمد ايدك على البنت وعايزها تقعد في بيتك كمان يا بجاحتك
, ابتلع اسامة لعابه خوفا ليهمس بصوت مرتجف:
, - خالد باشا ارجوك افهمني أنا مستعد اجي وافهم حضرتك اللي حصل
, دوي صدي ضحكات خالد الغاضبة ليزمجر فيه كليث غاضب:
, - دا غصب عنك مش بمزاجك مش اوبشن هو، من النجمة القيك مرمي على الباب برة ومن غير سلام.
,
, اغلق الخط في وجهه دون أن ينطق بحرف آخر ليجد بدور تقف عند نهاية السلم تنظر لع بأعين حمراء باكية ليشير لها أن تقترب منه مشت ناحيته ليجذب يدها يشدها خلفه برفق إلى غرفة الطعام يغمغم برفق:
, - مش هنتكلم ولا كلمة قبل ما تاكلي كلي وأنا معاكي للصبح.
,
, تجلس على فراشها ضامة ركبتيها لصدرها تنساب دموعها ذعرا تضع يديها على فمها تكبح صوت بكائها منذ أسبوع وهي تحاول التواصل معه بعد أن بعث لها بتلك الصور المخلة لها ومقطع فيديو بشع لم تستطع النظر اليه اكثر من ثانية، سبعة ليالي قضتهم في عذاب تركها تتقلب على النار تفكر في ابشع الاحتمالات اغلق هاتفه يري رسائلها ولا يرد، انتفض فؤادها خوفا حين رأت هاتفها يضئ برقمه لتلقتطه سريعا تفتح الخط لتسمعه يهتف في خبث:.
,
, - مساء الفل يا سرسورة ايه رأيك في الصور عجبتك
, خرجت شهقاتها الباكية رغما عنها ينتفض فؤادها ذعرا تهمس بارتعاش:
, - ليه يا تامر دا أنا وثقت فيك، أنا اذيتك في ايه
, سمعت صوت ضحكاته القذرة يعلو اكثر ليغمغم باستمتاع:
, - انتي غبية يا سارة صح، هو في حد بيعمل حاجة لوجه ****، كنتي أسهل مما أتخيل كل االي محتاجاه حد يسمع وأنا سمعت هفضل أسمع كتير كدة من غير مقابل
, وضعت يدها على فمها يرتجف جسدها بعنف تهمس بذعر:.
,
, - إنت عايز مني ايه
, صمت للحظات يتلاعب بأعصابها التالفة ليهمس اخيرا بتلذذ:
, - تجيلي البيت
, شهقت بعنف ما أن نطق تلك الجملة تهمس سريعا بذعر:
, - لالالا لا طبعا مستحيل
, انتفضت حين سمعته يصرخ فيها بحدة:.
,
, - ما هو اسمعي بقي يا حلوة يا هتنفذي اللي هقولك عليه بالحرف لهبعت صورك العريانة وفيديوهاتك لابوكي وعمك وانتي عارفة عيلة السويسي مش بعيد يدفنوكي حيه، خليكي شطرة كدة يا سرسورة هبعتلك عنوان البيت في رسالة بكرة تكوني عندي٣ نقطة

الجزء الثالث عشر


لاء **** يخيلك يا تامر ابوس ايدك بلاش بيتك، همست بها بذعر دموعها وشهقاتها سريعة عنيفة كأنها تغرق تقاوم الموت٣ نقطة
, صمتت للحظات لتدعو في نفسها أن يوافق لتجده يكمل في مكر:
, - ماشي يا سرسورة عشان خاطرك أنت ِ بس قابليني في مطعم (، ) الساعة 3 بالدقيقة الاقيكي قدامي
, حركت رأسها سريعا بتلهف تقبض على الهاتف بعنف لتهمس بقهر:
, - حاضر حاضر مش هتاخر حاضر.
,
, اغلق الخط دون كلمة اخري لتضم قبضتها الصغيرة إلى صدرها تبكي في صمت تنظر لشقيقتها النائمة بقهر تتمني لو توقظها وترمي عليها تلك الحمول التي تجثم على قلبها ولكن حتى سارين بها من الهموم ما يكفيها عشقها لعثمان من طرف واحد، مشاكل بيتهم التي لا تنتهي مؤخرا عرفت أن اختها تلجئ لأحد أنواع المنوم في الليل حتى تغيب عن تلك الشجرات التي لا تحدث سوي ليلا.
,
, على صعيد قريب من غرفتها، فتح عمر باب منزله بمفتاحه الخاص يصفر لحن باستمتاع، زفر بحنق ليتجهم وجهه حين رأي تالا تجلس على أحد المقاعد في انتظاره، اقترب منها يعقد ذراعيه أمام صدره ابتسم ساخرا ليقول متهكما:
, - ايه اللي مصحي جنابك لحد دلوقتي مش عوايدك يعني
, وقفت تنظر له شرزا نظرات نارية حادة غاضبة لتشير إلى الساعة القابعة على الحائط خلفه تصيح غاضبة:.
,
, - الساعة عدت نص الليل يا عمر، بقيت ترجع كل يوم في انصاص الليالي كأنك لا متجوز ولا عندك ***** ما بيشوفوش وشك خالص
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه طفقها بعينيه من أسفل لاعلي يتمتم بتهكم:
, - سوري يا ماما تالا اني طلعت ولد نوتي واتأخرت، بقي انتي بقي قاعدة مستنياني عشان الكلمتين التافهين زيك دول.
,
, قالها ليلتفت يود المغادرة، اشتعل قلبها قهرا من سخريته اللاذعة لتقبض على ذراعه قبل أن يتحرك وقفت امام تنظر له بقهر للحظات تلتها انسياب دموعها لتصيح بحرقة:
, - كلامي تافة يا عمر عشان بقولك وحشتنا، وحشت البنات ما بقوش بيشوفوك خالص، بقيت اسوء مما كنت اصلا، هو أنا مش عارفة أنت متغير ولا لاء.
,
, خرجت ضحكاته العالية الصاخبة تهز احباله الصوتية بقوة مد يده يزيح يدها من على ذراعه ليربط على وجنتها بجفاء يتمتم ساخرا:
, - أنتي مش عارفة اي حاجة في اي حاجة، تصبحي على خير يا بيبي
, قالها ليستدير مغادرا إلى غرفته يصفر ببرود تجمد مكانه يقبض على يده بعنف حينما سمعها تصيح بحرقة من خلفه:
, - قسما ب**** يا عمر لو فضلت على حالك دا أنا هشتكيك لاخوك.
,
, غضب عنيف دق في عقله هل تظنه *** تهدده التفتت لها حرق الأرض تحت خطواته اقترب منها يقبض على مرفق ذراعها الأيسر بعنف يزمجر غاضبا:
, - بتهدديني يا تالا هشتكيك لاخوك فكراني عيل صغير هخاف، روحي اشتكيله أعلي ما في خيلك اركبيه، أنا غلطان اني مستحمل العيشة دي اصلا بلا قرف
, لفظها من يده بعنف ليتجه ناحية باب منزلهم خرج ليصفع الباب خلفه بقوة.
,
, بينما سقطت تالا على ركبيتها تنظر للباب الموصد بقهر، تعزم في نفسها أن تعيد زوجها إليها مهما كلفها الأمر، وبينما وكالعادة سارة تقف هنا تنظر لهم تبكي تقهرا لما يجب أن تكون حياتها تعيسة لتلك الدرجة.
,
, على طاولة الطعام جلست بدور جوار لينا ابنه خالد، وكل عاد لمكانه خالد يحمل الطفل الصغير على احد ساقيه ولينا تضع الصغيرة في حضنها، مدت بدور يدها تربط على ذراع لينا تهمس له بهدوء:
, - وحشاني يا لوليتا عاملة ايه يا حبيبتي
, ابتسمت بارهاق تحرك رأسها إيجابا كأنها تخبرها أنها بخير، وضع خالد معلقة الطعام في فم الصغير الجالس بحضنه ابتسم له يحادث بدور:
, - سيبيها يا بدور هي تعبانة شوية.
,
, ابتسمت بدور بهدوء تحرك رأسها إيجابا، تنظر لوالدها الروحي، أبيها حتى لو لم يكن بالدم فيكفي حمايته مساعدته حنانه الذي يغدقها بها دوما، يقف سند ومدافع لها في اصعب الاوقات بعد سفر أخيها بصحبة زوجته إلى أحد دول الخليج وتوفي والدها بات هو سندها الوحيد الذي تتكأ عليه في احلك الاوقات، ارتسمت ابتسامة عذبة على شفتيها وهي تراه يلاعب صغيرها يقذفه لأعلي ويسرع لالتقاطه بين ذراعيه ليضحك الصغير عاليا، قطعت جلستهم الضاحكة تقول لصغيرها:.
,
, - خالد وبعدين معاك بطل دلع انزل يلا عشان ما تتعبش جدو
, زم الصغير شفتيه بغيظ يتعلق بعنف جده يغمغم ببراءة:
, - تدو بيبي
, ضحك خالد بصخب يعانق الصغير بقوة مقبلا جبينه:
, - دا أنت اللي حبيبي مش أختك الهبلة اللي بتخاف تجيلي دي
, نظرت لينا لزوجها تخرج له طرف لسانها تغيطه تضم الصغيرة بين ذراعيها:
, - سيلا حبيبة تيتا بس.
,
, كانت جلسة سعيدة الجميع فيها يضحك الا هي تحرك طعامها في طبقها شاردة، بدور وزوجها تتذكر جيدا أن والدها عارض وبشدة تلك الزيجة يخبرها أن ذلك الاسامة سئ الطباع والخلق وهي أبدا لم تستمع، هل يمكن أن تكون وجهه نظره في زيدان صحيحة ايضا هل هو الوحيد حقا القادر على اسعادها، تنهدت حائرة قلقة اختفاء معاذ المفاجئ يقلقها عليه وعلى قلبها الحائر خائفة من أن تنجرف خلف تلك المشاعر الغريبة التي تملكت قلبها فجاءت تجاه زيدان؟!
,
, زيدان كابوسها المرعب كيف تعشق من تكره
, خرجت من شردوها على صوت محبب يصيح بمرح من ناحية باب الغرفة:
, - وحشتوني وحشتوني وحشتوني
, نظرت لجاسر تضحك بخفوت ليتقدم هو لداخل الغرفة يفتح ذراعيه على اتساعهما يهتف بدراما مبالغ فيها:
, - عمي حبيبي وحشني يا غالي
, تجهم وجه خالد ليكسي البرود ملامحه نظر له بحدة يتمتم متهكما:
, - الساعة في ايدك كام يا بيه، كنت صايع فين لحد دلوقتي.
,
, ابتلع جاسر لعابه متوترا حمحم يحاول إيجاد كذبة مناسبة حتى لا يفضح أمره:
, - ابدا يا عمي أنا كنت في الأرض وخلصنا متأخر وخرجت قعدت مع صحابي شوية والوقت خدنا
, رماه خالد بنظرة خاوية باردة ليعاود إطعام الصغير، نظرت لينا لجاسر تهمس لها بحنانها الفائض:
, - اقعد يا حبيبي كل
, جذب المقعد المجاور لعمته يجلس عليه نظر لبدور يشاكسها كعادتها غمز لها بطرف عينيه يغمغم بمكر:.
,
, - جاسر رشيد راشد الشريف 25 سنة اعذب وعايز اغير حالتي الإجتماعية
, ضحكت بدور بخفة على أفعال جاسر التي لا تتغير ابدا، بينما اشار خالد لزوجته لتعود للخلف قليلا ليدوي بعدها صوت صفعة قاسية من يد خالد على رقبة جاسر من الخلف، امتعضت ملامح الاخير ألما ليسمع خالد يضحك ساخرا يزجره بحدة:
, - اتلم يا صايع
, اتجه جاسر برأسه ناحيه خالد يشهر سبابته أمام وجهه يدافع عن قضيته التافهة بحماس:.
,
, - لاء سوري، سوري، ما تلغبطش في القاب العيلة، عثمان هو الصايع، لينا برنسسية العيلة، زيدان براد بيت العيلة دا احلي من حياتي بعينيه الزرقا وشعره البني مش فاهم ازاي ظابط بالحلاوة دي
, رفع خالد حاجبه الايسر ينظر لجاسر في شك ليهتف فجاءة منفعلا:
, - ولا مالك يالا متنشف كدة الجو اصلا ملبش اليومين دول
, انتفض جاسر في جلسته ليعتدل بجسده ناحية خالد يصيح بانفعال كوميدي:.
,
, - لااااا أنا ميمي آه بس راجل اوي، الحكاية كلها إن هو احلي من حياتي فعلا٣ نقطة
, صمت للحظات ليكمل متفاخرا بحاله:
, - العبد *** بقي الجينيس بتاعت العيلة أنا اللي مشرفكوا في كل حتة
, بسط خالد كف يده يشير لجاسر أن يتقدم ناحيته ليقف الأخير بزهو يمشي متفاخرا، هبط برأسه قليلا ناحية مقعد خالد ليتفاجي بصفعة أخري تماثل سابقتها ليصيح متألما:
, - لا ضرب لا أنا ابن ناس على المرمطة دي سعادتك.
,
, قام خالد ليعطي الصغير لخالد يحذره بحدة:
, - خلي بالك من خالد الصغير
, ابتسم في خبث يضم الصغير بين ذراعيه مال ناحية لينا يهمس بمكر:
, - بحس بانتصار أوي وأنا بشتم الواد دا
, وضعت لينا يدها على فمها تكبت ضحكاتها، اتجه خالد ناحية بدور امسك يدها يجذبها خلفه ناحية باب الغرفة نظر لجاسر يتمتم متوعدا:
, - دا أنا هحسسك بالانتصار لما ارجعلك يا حيوان
, رسم ابتسامة هادئة على شفتيه ينظر للينا يحادثها برفق:.
,
, - لوليتا هتعبك يا بسبوسة كوباية قهوة على المكتب
, احمرت وجنتيها خجلا تحرك رأسها إيجابا ليخرج خالد بصحبة بدور لتعطي لينا الصغيرة لابنتها متجهه ناحية المطبخ التفتت جاسر ناحية اخته يهمس بهيام:
, - هيييح بسبوسة، لما اتجوز هقول لمراتي يا قلقاسة انا بحب القلقاس جدا
, ضحكت لينا تدفعه فئ كتفه امامها تهتف من بين ضحكاتها:
, - يلا نطلع الأوضة بتاعت اللعب بتاعتنا واحنا صغيرين نلاعب سيلا وخالد.
,
, جلس في سيارته أسفل منزله شارد يفكر يشعر بالاختناق يغزو خلاياه حل ازرار قميصه العليا يختنق يود لو ينفجر صائحا وجد يده تلقائيا دون وعي منه تطلب رقمها هي، لحظات تمني أنها لا تجيب سمع صوتها الناعم تهمس له بدلال:
, - لحقت اوحشك احنا طول النهار مع بعض
, زفر بحنق لا يعرف حتى ما الذي يفعله ليجد لها يهمس لها باختناق:
, - أنا محنوق وتعبان يا ناردين ممكن تنزلي تقابليني محتاج اتكلم معاكي أوي.
,
, سمع شهقتها الناعمة التي ارجفت اوصاله ليأتيه صوتها القلق بعد ذلك:
, - مالك يا عمر، مخنوق من ايه يا حبيبي
, زفر بحرارة ليهمس لها باختناق:
, - هحكيلك لما اقابلك هنتقابل فين وأنا اجيلك
, لحظات صمت من جهتها ليسمع بعدها صوتها الرقيق تهمس له بآسف:
, - سوري يا عمر، بس أنا حقيقي مش هقدر انزل دلوقتي، رجلي وجعاني أوي
, زفر في غيظ ليخلل أصابعه في شعره بقوة حين سمعها تهمس في تردد:
, - طب ما تجيلي أنت البيت.
,
, بلع لعابه لتتزايد دقات قلبه تعرق جبينه يهمس لها متوترا:
, - اجيلك البيت ازاي يعني
, صمتت كأنها تفكر فيما تقول لتعاتبه بدلال:
, - هقولك العنوان وتعالا، أنا مش هقدر انزل ومش هقدر اسيبك كدة، وبعدين يا عمر إحنا كبار وناضجين مش *****
, صراع حاد خاضه عقله وقلبه، قلبه ينساق خلف سحرها وعقله يرفض ذلك الفخ الظاهر، حرك رأسه إيجابا يقطع ذلك الصراع قائلا:
, - ابعتيلي العنوان.
,
, اغلق منها الخط ليجد بعدها بلحظات صوت رسالة منها بها عنوان المنزل دون أن يفكر مرتين ادار محرك السيارة متجها إليها، إلى فوهه بركان سيحرقه هو اولا.
,
, جلس في غرفة مكتبه على المقعد المقابل لبدور ينتظرها أن تبوح بكل ما يجيش في قلبها تنهيدة حارة متألمة خرجت من بين شفتيها لتهمس قائلة بألم:
, - كان عندك حق يا بابا طباعه عمرها ما هتتغير
, حضرتك أنا بصحي الساعة سبعة الصبح احضرلوا الحمام والفطارد.
,
, وبعدين اصحيه يفطر وينزل وبعدين اصحي خالد واحميه وافطره وواديه الحضانة واجيب طلبات السوق وأنا شيلة سيلا على دراعي وبعدين أرجع بسرعة انضف الشقة وأحضر الغدا وألم الغسيل واحطه في الغسالة وبعدين انزل اجيب خالد من الحضانة يكون هو جه احط الاكل واشيله وشاي ومواعين وعلى كدة كل يوم لما الليل بيجي ببقي مش قادرة أقف على رجليا هو بقي بيتلكك، انتي بتسبيني وتنامي انتي بقيتي مهملة في نفسك، انتي ما بقتيش تحبيني، بصي منظرك بقي عامل ازاي.
,
, حسنا حسنا يا هذا سأريك عقاب تلك الدموع التي تزرفها ابنتي وكنت إنت السبب فيها أخطأت قبض علئ يده يشد علييها يحاول الا ينفعل ليعطي لها الفرصة لتكمل كل ما حدث لذلك سألها برفق:
, - طب ايه إلى خلاه يضربك
, انفجرت باكية ما أن نطقت تلك الجملة تذكرت معاملته القاسية معها خاصة ما حدث اليوم لتهمس من بين شهقاتها العنيفة:.
,
, - يا بابا أنا تعبت من طلباته إلى ما بتخلصش وانا بني آدمه عندي طاقة احتمال النهاردة رجع من شغله بعد ما حطلته الأكل، عمال يتريق عليا، انتي مش شايفة انتي لابسه ايه
, الأكل طعمه يقرف، أمي جاية بكرة نضفي البيت، العيال شكلهم مش مستحمي واعلمي أكل ليه طعم عشان امي
, ما اقدرتش استحمل و**** ما قدرت صرخت في وشه حرام عليك بقي يا اخي ارحمني، انت مش شاري شغالة دا انا مراتك، نزل ضرب فيا وساب البيت ومشي.
,
, قام يجلس جوارها وضع رأسها على كتفه يربط على شعرها بحنو قبل قمة رأسها يهمس لها:
, - خلاص انتي قولتيلي وأنا هتصرف، قسمي بربي هخليهولك يزحف على ودانه، يلا يا حبيبتي اطلعي نامي وما تشليش هم طول ما أنا جنبك
, نظرت له بامتنان تحرك رأسها إيجابا قبلت جبينه لتتحرك لخارج الغرفة.
,
, أخذ طريقه عبر ذلك السلم الشقة السادسة الدور الرابع، وقف أمامها مد يده ناحية جرس الباب ليتراجع في اللحظة الأخيرة بلع لعابه متوترا ليعود للخلف خطوة يحرك رأسه نفيا يعنف نفسه بقوة يصيح عقله ثائرا:
, - لا يا عمر إنت ما تعملش كدة
, كاد أن يلتفت تجمد مكانه حين سمع صوتها الناعم يأتي من خلفه مباشرة:
, - رايح فين يا عمر.
,
, التفت لها برأسه لتتجمد عينيه ازدرد ريقه بصعوبة ينظر لكتلة الاثارة المشتعلة أمام عينيه بذلك القميص الاسود القصير، تحرك ناحيتها تلقائيا لتمسك بكف يده تجذبه للداخل، دخل خلفها كالمغيب لتجذب يده إلى اقرب اريكة القي جسده عليها يتنهد بحرارة لاهبة تعصف، ليجدها تجلس جواره تمسك بكاس نبيذ تمد يدها به اليه ليحرك رأسه نفيا يقول متوترا:
, - أنا بطلت شرب من زمان.
,
, جلست على ركبيته جواره تكاد تلتصق به تقرب الكأس ناحية فمه تسبل عينيها في دلال:
, - وعشان خاطري
, وقبل أن يبدي اي ردة فعل رفعت الكأس ليفتح فمه تلقائيا يتساقط المشروب في فمه وتلك كانت فقط البداية كأس يليه الآخر حتى غاب او غيب نفسه واعي يمثل دور المغيب، اقترب منها يطوقها بذراعيه يهمس بحرارة:
, - انتي عارفة أن أنا هندم اوي على اللي هعمله دا، بس مش قادر ابعد عنك، انتي بقيتي بتجري في دمي يا ناردين.
,
, ابتسمت في خبث سعيدة بما يحدث لتشهق بنعومة حين شعرت به يحملها بين ذراعيه اشارت لاحدي الغرف تهمس له بنعومة:
, - الأوضة أهي
, حرك رأسه إيجابا يبتسم بثمالة ليتحرك بها ناحية الغرفة يسطر صفحة أخري من دفتر ندمه الذي سيدفع ثمن غاليا.
,
, في غرفة الألعاب
, جلس جاسر يلاعب لينا الصغيرة ويقبل وجنتيها الصغيرتين الممتلئتين ليصيح الصغير غاضبا:
, - تيب تيلا اوتي
, ابتسم جاسر في حنو حين تذكر أن والدته دائما ما كان يقول جملة مشابهه حين يقترب أحد من لينا، اطلق العنان لضحكاته يغيظ الصغير:
, - بس ياض
, ركله الصغير في ساقه بقوته الضعيفة يصيح فيه مغتاظا:
, - اوتي يا رتم
, انفجر جاسر ضاحكا يقرص وجنة الصغير برفق:.
,
, - أنا اول مرة اشوف واحد الدغ في الخ وبيقولها ت، لوليتا، يا لوليتا، لوليتا
, فاقت من شرودها على صوته لتنبه قائلة: هااا في ايه يا جاسر
, ابتسم في مكر يلاعب حاجبيه بعبث: دا انتي في اللاللاند خالص، اللي واخد عقلك يا ست لوليتا
, تنهدت تزفر بحنق لتهمس له بحدة:
, - بس ياض بطل زن
, نظر لها باشمئزاز يهتف متهكما:.
,
, - ياض بيئة اقسم ب**** أنا مش عارف انتي مش طالعة لعمتي ليه ست كمل شبه عارضات الازياء ممثلات السيمنا، سكر محلي محطوط عليه كريمة
, ارتسمت ابتسامة ماكرة على شفتي لينا لتغني بصوتها العذب تقول في مرح:
, - بهوايا جاسر هيتحط على الشوايا وهيتعمل بوفتيك
, قطب جبينه ينظر لها مستفهما لتشير برأسها للواقف تكمل بنفس لحن النغمة:
, - بابا واقف ورااااااك.
,
, شحب وجه جاسر بات كالاموات لينتفض سريعا يختبئ خلف لينا التي وقفت في المنتصف بينه وبين والدها تحمي جاسر منه صاح جاسر فزعا يحاول الاحتماء بلينا:
, - حوشي ابوكي عني يا لينا
, زمجر خالد غاضبا يحاول الوصول إليه دون أن يؤذي ابنته:
, - سكر محلي هااا، دا أنا هخليهم يوزعوا سكر على قبرك يا حيوان
, تعالت ضحكات لينا تحاول الفصل بين جاسر ووالدها الغاضب لتقول من بين ضحكاتها:
, - خلاص يا بابا دي عمته و****.
,
, وقف للحظات ينظر لجاسر محتدا بغيظ ليصيح بحدة افزعتهم:
, - عمته، عمي في عينيه، أنا هبعته لابوه جثة ابن رشيد هخليه ما يعرفش يخيط فيه غرزة
, قبض جاسر على ذراعي لينا ليهمس لها برجاء متوسلا:
, - يا رب بابكي يبقي ظابط ما تتحركي من هنا ابوكي لو مسكني هيعمل مني كرسسين
, اكمل خالد متوعدا وهو يشمر عن ذراعيه:
, - وطرابيزة كرسيين وطرابيزة اوعي يا لينا.
,
, خالد خلاص بقي، جاء صوتها من ناحية باب الغرفة التفت برأسه ناحيتها ليجدها تقف عند باب الغرفة بصحبة بدور، كشر جبينه غاضبا لتنظر له بنعومة لم يقاومها خاصة وهي تسبل عينيها بتلك البراءة ليتنهد بغيظ يحرك رأسه إيجابا، نظر لجاسر شرزا يحرك كف يده على رقبته كأنها سكين ليهتف متوعدا قبل أن يخرج - دا أنا هعمل منك ورقة لحمة، اصبر عليا يا ابن رشيد.
,
, خرج من غرفة ابنته غاضبا لتضحك لينا بخفة على افعال زوجها الغيور الذي لم ولن يتغير ابدا، اخذت بدور طفليها تذهب إلى غرفتها لتلتفت لينا إلى جاسر تخبره بايجاز:
, - صحيح يا جاسر حمام اوضتك الماية فيه مش شغالة نام في أوضة زيدان النهاردة
, ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا:
, - حاضر يا عمتي
, ودعتهم متجهه إلى ذلك الغاضب تعرف جيدا كيف ستراضيه، ليجلس جاسر جوار اخته أرضا وضع يده على قلبه يتنهد براحة:
, - الحمد *** أنا لسه عايش.
,
, جلست لينا جواره تربع ساقيها تضحك ساخرة عليه لينظر لها بغيظ يقبض على خديها بقبضته يهمس لها حانقا:
, - اضحكي يا اختي، عسل زي ابوكي
, صرخت ملامحها ألما لتضم شفتيها تحاول كبت صرخاتها تهمس له في وجع:
, - جاسر شيل ايدك وشي بيوجعني
, قطب جبينه قلقا لم يكن يقصد أن يؤذيها ابعد يده سريعا ينظر لها بقلق اتسعت عيني حين رأي في اثر كف يده على وجهها علامات زرقاء غامقة اللون لتتسع عينيه فزعا عليها:.
,
, - هار ابيض وشك عامل كدة ليه دا من ايدي
, اخفضت رأسها ارضا تحركها نفيا ليقترب منها جلس أمامها مباشرة يرفع وجهها برفق بسط يده على وجنتها ينظر لها بحسرة يهمس لها قلقا:
, - مالك يا لوليتا وشك عامل كدة ليه، ايه حصل الفترة اللي فاتت احكيلي يا حبيبتي.
,
, انسابت دمعتين من عينيها لتميل ناحيته تعانقه تبكي على صدره لحظات صمت تشعر به يشد من ازرها، لتبدأ تحكي له كل ما حدث لها في الفترة الماضية، ظل صامتا رغم شعوره بالضيق يعتلي قلبه منذ متي وهي تخفي عليه شيئا لما لم تخبره بعلاقتها بذلك الفتي، ظب صامتا إلى أن انتهت ليبعدها عن صدره برفق يمسح دموعها مترفقا ليعاتبها:.
,
, - طب خوفتي تقولي لباباكي عشان خايفة ليغصبك على زيدان مع أن دا مستحيل يحصل، ليه ما قولتيش ليا يا لينا من امتي وحد فينا بيخبي حاجة على التاني
, حركت رأسها نفيا تتفادي النظر لمقلتيه المعاتبة تهمس بخزي:
, - كنت خايفة اي حد يعرف ما اعرفش ليه كنت خايفة على معاذ ليتأذي من بابا ولا زيدان لو اي حد عرف
, امسك كتفيها برفق لتنظر له تلقائيا في ارتباك بينما اكمل هو في حزم:.
,
, - حب وخوف في جملة واحدة ما ينفعش يا لينا، فين حب اللي اسمه معاذ دا ليكي، مختفي فين، رغم كرهك لزيدان اللي أنه بيحارب عشان وقف قدام ابوكي يحميكي منه، المهم مش هنعاتب دلوقتي بلغتي معاذ دا اللي بابكي موافق
, حركت رأسها نفيا لترفع مقلتيها الدامعة تنظر له قهرا تهمس بألم:
, - مش عارفه اوصله بقاله أسبوع مختفي موبايله يا مقفول يا ما بيردش حتى من قبل ما بابا يعرف وهو مختفي، أنا قلقانة عليه وعليا.
,
, قطب جبينه مستنكرا كلمتها الاخيرة ليجدها تفرك يدها بارتبام تهمس متوترة:
, - أنا مش عارفة مالي من ساعة ما بابا قالي أن زيدان قرر ينسحب من حياتي وأنا حاسة ان في حاجة نقصاني مش عارفة ايه هي
, ابتسم بسعادة ليحاوط وجنتيها بكفيه يهمس لها بمكر:
, - قلبك رافض حكم عقلك
, تنهدت ضجرة من كلام جاسر يرفضه عقلها وبشدة تلك الحلقة الغريبة التي تحاول باستماتة تطويق لتهب واقفة عقدت ذراعيها أمام صدرها تصيح معترضة:.
,
, - لا طبعا أنا ممكن بس اكون اتعودت عليه، أنا هتصل بمعاذ تاني هو اكيد مشغول هو في سنة الامتياز واكيد الشغل واخد وقته كله، تصبح على خير يا جاسر
, قالتها لتفر هاربة من الغرفة ليبتسم يآسا من أفعالها التي لا تتغير ابدا تنهد يهمس مع نفسه:
, - كل ما تتزنق في الرد تهرب مجنونة و****. أنا هقوم أنام.
,
, في صباح اليوم التالي في فيلا خالد السويسي
, تحديدا في غرفته
, حرك رأسه بضيق من صوت البكاء المتواصل القادم يأتي من جانبه مباشرة قطب جبينه يهمس بانزعاج بصوت ناعس اجش:
, - لينا مين اللي بيعيط، يا لينا عايز انام اقفلي الزفت دا.
,
, لا رد منها والصوت مستمر ويزيد زفر بغيظ ليفتح عينيه بكسل ليقع نظره على تلك الصغيرة التي ترقد بجانبه تبكي باستمرار تركل بقدميها في الهواء، انتصف في جلسته تلوح على شفتيه ابتسامة حنونة حمل الصغيرة بين يديه يهدهدها لتتوقف عن البكاء تنظر له بابتسامة بريئة تضحك بصوتها الطفولي البرئ ليضحك على ضحكاتها:
, - حبيبة جدو و****، قوليلي مين بقي اللي عمل المقلب دا وحطك جنبي وهرب.
,
, نظرت له بدهشة لا تعي ما يقول فقط تمص أصابع يدها ليكمل ضاحكا:
, - تعالي وأنا هشدلك ودانهم
, حملها على ذراعه نزل من الفراش يرتدي خفه المنزلي اتجه إلى أسفل ليسمع صوت ضحكات زوجته قادمة من المطبخ اتجه ناحية المطبخ ليجد لينا وبدور يعدان طعام الإفطار، حمحم ما ان دخل يبتسم برزانة:
, - صباح الفل
, التفتتا اليه لتبتسم بدور في سعادة ما أن رأته اقترب منه تقبل وجنته تتمتم في مرح:
, - صباح النور يا بابا.
,
, ابتسمت لينا خجلة كعادتها تهمس له برفق: -صباح النور يا حبيبي
, رفع حاجبه الايسر يناظرها بنظرات خبيثة ماكرة ليتمتم في خبث:
, - حاف كدة.
, تعالت ضحكات بدور الرنانة تنظر لخالد بمكر ومن ثم نظرت للينا تهمس في مكر:
, - صحيح يا انطي حاف كدة
, اقتربت منها تبتسم ماكرة لتدفعها برفق ناحية خالد تغمز له في مكر، بينما شبت لينا على أطراف اصابعها تقبل خد سيلا الصغيرة لتسمع خالد يهمس بعبث:
, - هعديها عشان بدور واقفة.
,
, كتفت بدور ذراعيها امام صدرها تبتسم ببراءة خبيثة تهمس لهم بمكر:
, - أنا ممكن اخرج عادي
, حدجها بنظرات غاضبة مغتاظة يتمتم ساخرا: - تعالي يا بدور خدي ودنك عشان نسيتها في بوئي
, ضحكت الفتاتين على مزاحه ليشير هو للصغيرة الساكنة على ذراعه تمد كفها الصغير تمسك بخده تجذبه إليها:
, - صحيح مين إلى حط العسل دي جنبي وأنا نايم
, ابتسمت بدور حرجا لتحمحم بتوتر:.
,
, - بصراحة أنا كنت عايزة انزل اساعد ابلة لينا في المطبخ وخفت لتصحي وتفضل تعيط وماحدش يسمعها
, بحث عن الصغير الآخر في محيط المطبخ بعينيه ليهمس متسالا:
, - طب وخالد الصغير فين
, ابتسمت لينا بمكر حين تذكرت ما فعلت قبل قليل لتضحك ساخرة:
, - نايم عند جاسر.
,
, في غرفة زيدان، حيث كان جاسر يغط في نوم عميق، شعر بصفعة قوية على وجنته فتح عينيه غاضبا ليجد ذلك الصغير نائم بجانبه ويضع يده على وجهه، فابعد يده بغضب يهتف بغيظ: ايه إلى جاب الواد دا جنبي.
,
, اولاه ظهره وعاد للنوم مرة اخري، لم يلبث أن غط في النوم، حتى شعر بشئ على رقبته يمنعه من التنفس، فتح عينيه فوجد ذلك الصغير يضع قدميه على رقبته قذف قدميه بعيدا بحنق يهتف مغتاظا: لاء بقي الواد دا مستقصدني، انت ايه إلى جابك هنا يااض
, فتح الصغير عينيه يبتسم بمكر *** لم يتعدي الخامسة ليغمغم ببراءة:
, - تيتا لينا قالتلي روت نام تنب عمو تاسر
, ضيف عينيه غيظا من ذلك الصغير يهمس ساخرا:.
,
, - في الاخر بقي اسمي تاسر، قوم ياض من جنبي
, جلس الصغير على الفراش يكتف ذراعيه القصيرين يصيح فيه مغتاظا:
, - أنت رتم وتمار وتروف
, جلس جاسر على الفراش مد يده يحك فروة رأسه يفكر بعمق:
, - لو قولنا انه بينطق الجيم والح والخ، ت
, تبقي انت رخم وحمار وخروف..
, اتسعت عينيه من الصدمة ليتنفض يصرخ بغيظ:
, - خد هنا ياض.
,
, قفز الصغير سريعا من على الفراش يركض لاسفل وجاسر خلفه، امسكه من ملابسه من الخلف كالارنب اكمل طريقه لأسفل وهو يمسكه بتلك الطريقة سمع اصواتهم من المطبخ فذهب لهم
, رفع يده التي يحمل بها الصغير يردق بغيظ: مين جاب الواد دا جنبي
, رفس الصغير بيديه وقدميه يصيح بغضب: اوعي يا تمار اوعي
, هزه جاسر بعنف يصيح فيه:
, - ياض بطل شتيمة
, نظر الصغير لجده بتلك العيون الواسعة البريئة يهمس ببراءة:
, - تدو تليه يسبني.
,
, تعالت ضحكات خالد ينظر للصغير بعطف ليشير لجاسر:
, - سيبه يا جاسر
, على مضض أنزله جاسر ارضا ليفاجئه الصغير حين قطم باسنانه الصغيرة ركبته بعنف ليفر هاربا يختبي خلف خالد يمسك بساقه يحتمي به ليصيح جاسر متألما:
, - اااه يا فار يا عضاض.
,
, صباح الخير يا جماعة، هتف بها زيدان في هدوء لتبتسم لينا بسعادة ما أن رأت طفلها الصغير حتى وإن صار اطول منها بمراحل عديدة سيظل طفلها الصغير، اقترب منه كم ودت أن تضمه بين ذراعيها ولكن خالد يمنع ذلك وبشدة، لذلك امسكت كفيه بين يديها تسأله بتلهف:
, - زيدان يا حبيبي مالك وشك مرهق ليه كدة أنت ما بتنامش
, ابتسم لها برفق ليرفع كفي يدها يقبلهما بامتنان:
, - أنا زي الفل يا ست الكل ما تشغليش بالك.
,
, صاح جاسر معترضا يمسك بركبته متألما:
, - اضربه زي ما ضربتني اشمعني بقي، آه ركبتي دي دبابيس مش سنان
, تحرك إلى اعلي يعرج قليلا في مشيته ليسأله زيدان ساخرا:
, - مالك يا جاسوره
, غمغم جاسر ساحظا وهو يعلو بخطواته ببطئ إلي أعلي:
, - اصابة حرب يا أخويا، أنا اقعد اطبل له وفي الآخر يجي على دماغي ادي آخرة الكذب.
,
, ضحك زيدان بخفة لتختفي أنفاسه فجاءة حين رآها تتهادي برفق تنزل بخفة كمهرة جامحة فتية شعرها البني الطويل يتطاير خلفها يطيح بثباته الزائف من الأساس لمعت زرقاء عينيه بشغف ينظر لها بسعادة لم يستطع إخفائها تدارك نفسه سريعا متذكرا كلام خاله حمحم يستعيد أنفاسه المسلوبة ليشيح بوجهه بعيدا عنها، اقتربت منهم تبتسم باشراق لتشعر بدقات قلبها تتسارع ما أن رأته، لتحمحم بنعومة تهمس برقة:
, - صباح الخير.
,
, رد الجميع التحية حتى هو ردها بهدوء تام ليتجهوا جميعا إلى غرفة الطعام، جلسوا جميعا على الطاولة ليكن هو أمامها زفرت بغيظ منه ومن نفسها، لا هدايا لا حلوي لا ورود لما تشعر بالضيق إذا اليست هي من رفضت جميع هداياه الم تلقي الورود في وجهه مرارا وتكرارا الم تلقي علبة الحلوي في القمامة أمام عينيه لما تغضب إذا لعدم جلبه ايا منها، نظرت لوالدها تهتف فجاءة بانفعال:
, - بابا أنا عايزة الشوكولاتة اللي بحبها.
,
, نظر لها خالد مستنكرا ليست **** لتصيح فجاءة بتلك الطريقة ابتسم ساخرا يغمغم مستنكرا:
, - محسساني أنك في تانية ابتدائي هبقي اجبلك وأنا جاي
, صمت للحظات لينظر لزيدان في مكر يسأله ببراءة:
, - ما جبتش شوكولاتة يا زيدان
, مضع ما في فمه ببطء ليحرك رأسه نفيا وجه أنظاره لخاله يقول بهدوء:
, - لا يا خالي، لينا آخر مرة قالت انها ما بقتش تحب الشوكولاتة دي فما جبتش.
,
, شدت على أسنانها تقبض على المعلقة في يدها بعنف، لتبتسم في نفسها بخبث نظرت لوالدها تهتف ببراءة:
, - صحيح يا بابا حضرتك فاضي امتي عشان معاذ يجي يقابل حضرتك
, نظرت له بطرف عينيها متوقعة أن تجده يشتعل غضبا ولكنها هي من اشتعلت غضبا حين رأته يشمر كمي قميصه يمسك بأحد ارغفة الخبز يأكل باستمتاع وكأن الامر بأكمله لا يعينه، لتجفل على جملة والدها، :
, - خليه يجي في اي وقت اما نشوف آخرتها.
,
, قاطع جلستهم دخول الخادمة تهتف باحترام:
, - خالد باشا أستاذ اسامة مستني حضرتك في الصالون
, احتدت عينيه غضبا ليقم من مكانه يشير لزيدان فقط بعينيه ليقف هو الآخر ليخرج كلاهما من باب الغرفة، ما أن خرجا من الغرفة همس خالد لزيدان بمكر:
, - النهاردة بليل تنفذ
, اتسعت ابتسامة زيدان يحرك رأسه إيجابا بحماس اللعبة ستبدأ وستنتهي الآن وهو الفائز.
,
, حرارة الشمس اللاهبة احرقت وجهه فتح تململ بضيق يهمس تلقائيا:
, - تالا اقفلي الشباك عايز أنام.
,
, شعر بجسد يتحرك جواره ليستفيق عقله من حاله الخدر تلك فتح عينيه بكسل ينظر امامه ناعسا لحظات فقط استوعب عقله أنه ليس في غرفته ذلك ليس فراشه ابداا انتفض جالسا ينظر حوله بذهول لتقع عينيه على تلك النائمة جواره، لحظات وبدأ عقله يسترجع كل ما حدث بالأمس ليصل لنتيجة فاصلة أنه بات خائنا، سلم عقله وقلبه قبل جسده لاحضان اخري تالا من تسببت بذلك تهدده لا تتوقف عن انتقاده انساق وراء نذوة شيطانية عاش في لذة محرمة احبها، نظر جواره حين شعر بتلك النائمة تتململ بنعومة جواره فتحت عينيها لتبتسم بدلال ما أن رأته لتشد الغطاء تداري ما يظهر جلست جواره تقبل جبينه بنعومة لتزيح خصلاتها الحمراء الغجرية خلف أذنيها تهمس ناعسة:.
,
, - صباح الخير يا موري
, ابتسمت شفتيه بلا حياة يبحث عن ثيابه بين الملابس لتجدها تطوق عنقه بذراعيها تهمس متدللة بنعومة:
, - أنا هروح احضر الفطار على ما أنت تاخد شاور، ولا اقولك أنا هروح اخد شاور والبس وننزل نفطر ونقضي باقي اليوم برة
, بلع لعابه يشعر بغصة قاسية تعتصر احشائه حرك رأسه إيجابا دون أن ينظر لها ليشعر به تبسط كفها على وجنته تدير وجهه ناحيتها ابتسمت برقة ما أن نظر لها تهمس به برفق:.
,
, - أنا بحبك اوي يا عمر، صدقني هحاول أعوضك عن كل اللي شوفته مع اللي اسمها تالا دي، أنا مش عايزة غير انت وبس حتى لو من غير جواز، أهم حاجة اكون جنبك.
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه يسخر من حاله وجد فتاة احلامه في فوهه الجحيم، الذي سيبلعهم سويا، حرك رأسه إيجابا لتقبل وجنته لتتجه إلى خارج الغرفة، جلس مكانه ينظر للساعة تجاوزت الواحدة والنصف لم يفعلها قبلا، منذ أيام وهو لا يذهب إلى الشركة، وقعت عينيه على دبلته الفضية التي عاود ارتداءها من جديد فقط بالأمس، تلك المرة خلعها يمسكها بين اصبعيه السبابة والابهام ينظر لاسم تالا المنقوش على إطارها الداخلي لتمر امام عينيه ضحكتها السعيدة حين البسها خاتم زوجهم قبل سنوات، ابتسم ساخرا يلقي الدبلة بعنف لتضيع بين اثاث الغرفة٣ نقطة
,
, دخل خالد بصحبة زيدان إلى داخل غرفة الصالون ليقف ذلك الشاب تقريبا في منتصف الثلاثينات نحيف قليلا ملامحه لا لافت فيها مميزة شرقية أصيلة، دخل خالد إلى الغرفة جلس على أحد المقاعد ليجلس زيدان على المقعد المجاور له، جلس أسامة أمامها لينظر خالد له بتهكم يهتف بحدة:
, - هو أنا قولتلك اقعد فز اقف
, بلع الأخير لعابه خوفا ليتنفض واقفا يقبض على يده بعنف ظل واقفا لدقائق طويلة الئ أن سمع صوت خالد يهتف ساخرا:.
,
, - اترمي اقعد
, جلس مكانه مرة اخري يزفر بحنق يحاول تمالك أعصابه ظل هكذا للحظات دون أن ينطق بحرف ليجلس خالد باسترخاء يضع ساق فوق اخري حرك سبابته وابهامه اسفل ذقنه يتمتم ساخرا:
, - أنت جاي تصورني، ما تتكلم
, بلع أسامة لعابه متوترا يهمس بارتباك:
, - هقول ايه بس
, ضحك خالد ساخرا يردف بتهكم لاذع:
, - عرفني بنفسك مين أسامة بإيجاز
, اختفت ضحكاته فجاءة ليزمجر:
, - إنت جاي تستظرف يا ظريف مديت ايدك على البنت ليه.
,
, انتفض أسامة في جلسته يكره ذلك الرجل يرتعد منه ذعرا بدور الغبية لاول مرة تشتكي منه بعد الزواج، اقسم سيرسها على ما فعلت حرك رأسه إيجابا سريعا يهمس بتلجلج:
, - يا افندم، بدور بقت مهملة جدا في نفسها كل يوم ارجع من شغلي القيها بعباية البيت المبقعة بتاعت الطبيخ، لا بقت بتهتم بنفسها ولا بشكلها ولا بأي حاجة خالص، أهم حاجة البيت والعيال وأنا في آخر اهتمامتها
, دا غير انها بقت عصبية على طول بتزعق.
,
, على طول تعبانة ونايمة، دي ما بقتش عيشة أنا زهقت
, هتف بحدة يدافع عن ابنته:
, - وهي بتعمل كدة عند يعني، مش بتتعب طول النهار في الشقة، مش من حقها تستريح هي مش بني آدمه وعندها طاقة زيها زيك
, هب أسامة واقفا ينظر لخالد بخنق ليصيح مغتاظا:
, - أنا بتعب اكتر منها أنا طول النهار في الشغل ومن حقي لما ارجع الاقي مراتي تريحني مش هي كمان تعبانة
, تنهد خالد يزفر بملل نظر لزيدان يبتسم ساخرا:.
,
, - ايدي بتاكلني عايز اضرب حد وشكلي كدة هبدا بيه، تترزع تقعد ولو صوتك على تاني هخليه يوحشك٣ نقطة
, نظر لأسامة بعد أن جلس الأخير سريعا ليتمتم في رزانة:
, - هنمسك العصاية من النص قبل ما افتح بيها دماغك، هبعتلكوا شغالة مضمونة تاخد بالها من شغل البيت وتساعد بدور رعاية الأولاد
, ابتسم أسامة باتساع يحرك رأسه إيجابا ليهتف سريعا بتلهف:
, - خلاص يبقي كدة المشكلة اتحلت، وبدور تقدر ترجع معايا.
,
, رفع خالد سبابته يحركها نفيا كبندول الساعة يكمل ساخرا:
, - تؤتؤتؤ مشكلة ايه اللي اتحلت أنت مديت ايدك على بنتي، أنت عارف يعني ايه تمد ايدك على بنت خالد السويسي
, نفخ أسامة حانقا من ذلك الرجل المتسلط ليصيح فيه محتدا:
, - على فكرة هي مش بنتك على اللي أنت عمال تقوله دا
, اشتعلت عيني خالد غضبا رآه زيدان جيدا فهب يمسك بتلابيب ثياب ذلك الاسامة يجذبه من كرسيه يربت على وجهه بعنف:.
,
, - لما تتكلم مع خالد باشا السويسي تتكلم بأدب، لهقطعلك لسانك واعيشك اخرس طول عمرك أنت فاهم
, لفظه من يده بعنف ناحية باب الصالون يهتف بحدة:
, - يلا يالا برة يلا لما تتربي وتعرف قيمة مراتك وتيجي تبوس القدم وتبدي الندم تبقي نفكر نرجعهالك
, خرج أسامة من باب الصالون يصيح غاضبا:
, -خليهالكوا اشبعوا بيها٣ نقطة
, قالها ليخرج سريعا من البيت خوفا من ان يلحقه أحدهم.
,
, تحججت لوالدتها أنها ذاهبة إلى أحد الدروس الهامة لتأخذ طريقها إلى ذلك المطعم، الخوف خوف مطلق يعصف بكيانها كله تفكر ما سيفعله بها ماذا سيطلب منها وقفت أمام المطعم من الخارج تنظر لداخله بقلق، دفعت الباب برفق ودخلت تبحث عنه بين الحضور لتجده يلوح لها، اقتربت منها تمشي ببطئ تتمني الا ينتهي الطريق الفاصل بينهما، وقفت أمام طاولته لتري ابتسامته البشعة تعلو شفتيه:
, - اقعدي يا سرسورة واقفة ليه.
,
, نظرت له بقهر لتجذب مقعدها جلست عليه تنظر له بذعر تتوسله بنظراتها، ليبدأ هو في الحديث
, وقفت سيارة عمر أمام أحد المطاعم لتشير ناردين إلى ذلك المطعم تهتف في حماس:
, - ايه رأيك في المطعم دا، بيقولوا اكله حلو جدا
, ابتسم لها يحرك رأسه إيجابا لينزلا سويا من السيارة متجهين إلى المطعم فتحت ناردين الباب، اشارت بيدها إلى لوحة جرانتية مرسومة على أحد الجدران تهمس له برقة:
, - بص دي اسمها لوحة العشاق شايف جميلة ازاي.
,
, ظلت عينيه معلقتين بتلك اللوحة يتأمل أدق تفاصيلها لم يكن يوما من محبي الفن ولكن تلك اللوحة بها شئ ساحر يشعر بيد ناردين تجذبه معها بينما هو عينيه معلقتين بتلك اللوحة ينظر لاشعة الغروب، صفحة الماء النقية يدا العشاق المتعانقة، جلس على أحد الطاولات عينيه لم تفرق تلكة اللوحة الا على صوت ناردين:
, - بيبي أنا هروح الحمام اطلبلنا انت آكل.
,
, حرك رأسه إيجابا يمسك قائمة الطعام جاء النادل فأملاه ما يريد، جلس باسترخاء يستند بظهره إلي ظهر الكرسي ليتناهي إلى اسماعه ذلك الحديث الجاري على تلك الطاولة البعيدة عنه قليلا
, - ما هو اسمعي بقي يا حلوة هتسمعي اللي هقولك عليه ولا هفضحك في كل حتة
, - ابوس ايدك لا يا تامر مش هقدر اعمل كدة
, - خلاص انتي حرة بس ما ترجعيش تعيطئ بقي لما انشر صورك العريانة وفيديوهاتك الجميلة فكل حتة
, - لا يا تامر ابوس إيدك.
,
, قطب جبينه يشعر بقلبه يعتصر ألما على صوت توسل تلك الفتاة ولكن ما يقلقه حقا ذلك الصوت ليس بغريب على أذنيه التفت برأسه لتلك الطاولة لتشخص عينيه فزعا توقف كل شئ امام عينيه حين رأي ابنته هي تلك الفتاة الباكية التي تتوسل لذلك الشاب صدمة صعقته لم يشعر بنفسه سوي وهو يصرخ باسمها باعلي صوته:
, - سااااااااااااااااارة.

الجزء الرابع عشر


ظلام لف قلبه بأكمله كأن صاعقة من السماء ضربت اوصاله تجمد مكانه يشعر بالدوار كأنها في دوامة تلتف به بعنف هو ثابت وقلبه يصرخ وعقله ثآر، عينيه مجمدة ثابتة عليها ابنته هي من كانت تتوسل لذلك الفتي، صور عارية لابنته بصحبة ذلك الفتي، مقاطع فيديو لها، ماذا كانت تفعل بها اي جرم بشع ارتكبته في حقه، ابنته اغرقت رأسه في التراب لوثت شرفه لم يشعر بنفسه سوي وهو يصرخ باسمها بعلو صوته:
, - ساااااااااااااارة.
,
, انتفضت تلك المسكينة فزعا نظرت لمصدر الصوت لتشخص عينيها ذعرا شهقة فزعة خائفة مرتعدة خرجت من بين شفتيها والدها هنا، انسابت دموعها تشق وجنتيها، تحرك رأسها نفيا كأنها تنفي لعلقها ما تراه عينيها، هب تامر سريعا يود الهرب ليلحق به عمر قبل أن يخرج من باب المطعم، امسكه من تلابيب ملابسه ينظر لها بغضب ادمي مقلتيه ليصرخ فيه:
, - بتساوم بنتي يا حيوان، صور وفيديوهات إيه.
,
, أنا ومن بعدي الطوفان تلك الجملة التي ترددت في عقل تامر لن يخسر بمفرده ذلك الرجل لن يتركه حيا ليهمس سريعا بتلجلج:
, - بنتك بتحبني ويا اما جاتلي البيت وأنا وهي على علاقة مع بعض.
,
, خنجر نصله مسموم شق قلبه تفتت إلى شظايا صغيرة ابنته البريئة منغمسة في علاقة محرمة مع ذلك الشاب أطاحت بشرفه، زمجر كاسد جريح لينفض على ذلك الفتي اسقطه ارضا يكيل له باللكمات، تجمع رواد المطعم يحاولون إبعاد عمر عن ذلك الفتي ليصرخ فيها غاضبا:
, - اللي هيقرب مني هموته، ابني وبربيه.
,
, وقف يجذب تامر من تلابيب ملابسه خلفه بعنف، متجها إلى سيارته فتح صندوق السيارة الخلفي ليلقيه بداخله، يغلقه عليه من الخارج، ليعود إلي المطعم وجدها كما هي تجلس على الكرسي متجمدة مكانها تنظر لها بذعر يصرخ في حدقتيها، تحرك رأسها نفيا فقط، اقترب منها إلى أن صار أمامها مباشرة لا تفصلهم فاصلة دماء تشتعل في اوردته نيران صارخة تحرق جسده بأكمله ينظر لها لا يصدق أنها تفعل ذلك، جذب حقيبتها ليقبض على كف يدها يجذبها خلفه بعنف، يهمس متوعدا:.
,
, - هقتلك ورحمة ابويا لاقتلك
, وصل بها إلى سيارته ليلقيها فيها على المقعد المجاور للسائق، سريعا استقل جوارها ما أن جلس مكانه صرخت متألمة من تلك الصفعة العنيفة التي سقطتت على وجهها من يده ليقبض على شعرها يصرخ فيها:
, - دي عينة من اللي هعمله فيكي لما نوصل ادي آخرة تربية أمك، لفظها من يده بعنف ينظر لها باشمئزاز ليدير محرك السيارة منطلقا إلى وجهته.
,
, في فيلا خالد السويسي
, في غرفة بدور
, تجلس على فراشها تبكي في صمت بينما يجلس هو جوارها يمسك بيدها يربط على رأسها تنهد قلقا عليها ليهمس لها في حنو:
, - بتعيطي ليه طيب..
, حركت رأسها نفيا تمسح دموعها بقوة لتهمس من بين شهاتقها المتتابعة:
, - دا مش متمسك بيا خالص يا بابا أنا سمعته وهو بيقول خاليهالكوا، أنا غلطت اني اتجوزته من الأول
, مسح على شعرها برفق يقبل قمة رأسها ليهمس له:.
,
, - إنت ما غلطتيش يا بدور هو اللي حيوان، انتي عيزاه ولا لاء
, صمتت للحظات تتحاشي النظر إلى عيني خالد فركت يديها بعنف تهمس بارتباك:
, - ااا، أنا لسه بحبه
, ابتسم يحرك رأسه إيجابا يربط على وجنتها برفق ليهمس في حزم:
, - يبقي تسبيني اربيه أنا هعرفه أنه كان عايش في نعمة واتبتر عليها، بس أنا عايز الفت نظرك لحاجة مهمة
, نظرت له باهتمام ليتنهد بحرج يحاول ان يبدو جادا وحازما:.
,
, - أنا عارف أنك بتتعبي طول النهار في البيت بس ما تنسيش جوزك، الراجل لما يبدأ يحس بالاهمال هيصورله عقله أنه بقي غير مرغوب فيه، هيبدا يدور على اللي تحسسه أنه مرغوب فيه، هو آه لو بص برة أنا هخلعلك عينيه بس بردوا ما تبدأيش انتي بالغلط فهماني يا حبيبتي
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا ليقم من جوارها ابتسم يسألها باهتمام:
, - أنا رايح شغلي عايزة ايه اجيبه وأنا أجي..
, ابتسمت بامتنان تربت على يده تهمس ف سعادة:.
,
, - عايزة سلامتك يا بابا خلي بالك من نفسك
, ودعها ليخرج من الغرفة متجها إلى أسفل حيث الجميع
, لينا زوجته تجلس سيلا ابنه بدور على قدميها تطعمها من زجاجة الحليب الصغيرة تعشق تلك الطفلة تعوضها عن شعور قديم كانت قد تناسته ولم تنساه ابدا.
,
, جاسر يقف أمام المرآه الضخمة يصفف شعره يصفر باندماج، زيدان عينيه معلقتين بهاتفه لا تنزاح عنها ولينا تختلش النظرات له بينما هو حقا لا يبالي يقتلها الفضول لتعرف ما يشاهد بذلك التركيز لم تكن تعرف أن كاميرا هاتفه الخلفية تركز عليها يصور مقطع فيديو لها ليحتفظ به في قلبه قبل هاتفه، وصل إلى أسفل ليراه جاسر من خلال انعكاس المرآه ليبتسم في خبث وضع يده على صدره ليصرخ يتصنع الألم:
, - ااه اه اه.
,
, هرع اليه الجميع، اقترب خالد منه يسند جسده يصيح فيه قلقا:
, - مالك يا جاسر في إيه، زيدان اطلب الإسعاف بسرعة
, قبض بكفه على صدره يهتف بقوة متألما:
, - اه اه اه، ابطال الجمهورية عدوا حدود العالمية عاملين فكرة جهنمية هنغليكوا تحت الماية
, نطق جملته الاخيرة بمرح ليضحك بصوت عالي
, جذبه خالد من تلابيب ملابسه من الخلف كالمجرمين يجز على اسنانه بغيظ ليصفعه على رقبته بعنف يصيح:
, - يا تافة يا اهبل، حد يعمل كدة.
,
, ابتسم جاسر باتساع ليحتضن خالد بقوة يغمغم بسعادة:
, - حبيبي يا عمي كنت خايف عليا صح
, لفظه خالد بعنف بعيدا عنه ينظر له بغيظ يتمتم حانقا:
, - عيل تافه اصبر عليا يا ابن رشيد اخلص من اللي أنا فيه وهفضالك٣ نقطة
, خرج من المنزل غاضبا ليتبعه زيدان بينما نظرت له للينا بغيظ للحظات قبل ان تبدأ في الغناء وهي ترقص بشكل مضحك:
, - هربانين من العباسية مريحين بعد العملية القطة بتاعتي مشمشية.
,
, اطلق جاسر صفيرا طويلا ليفتح هاتفه يشغل تلك الاغنية ليبدأ بالرقص هو الآخر لينضم اليهم خالد الصغير يرقص بشكل طفولي مضحك.
,
, في الخارج استقل خالد المقعد المجاور للسائق الذي احتله زيدان ليهتف في الأخير بهدوء:
, - اطلع على بيت خالك عمر
, قطب زيدان جبينه متعجبا ليسأله في تعجب:
, - خالي عمر ليه
, تنهد بارهاق يمسح وجهه بكف يده، استند برأسه لظهر الكرسي يغمغم ساخرا:
, - خالك شكله اتهطل على كبر، مراته كلمتني امبارح بتعيط وبتقول أنه بات برة وفي مشاكل وبتاع خلينا نروح نشوف في إيه.
,
, دون كلمة اخري ادار محرك السيارة متجها إلى بيت خاله الحماس يكاد يقتله يتمني أن يحل الليل في اسرع وقت حتى ينفذ الجزء الأخير من خطتهم تبقي فقط القليل وتصبح له٣ نقطة
,
, بينما كان عقل خالد مزدحم متكدس بالكثير والكثير من الافكار، مشكلة ابنته وما سيفعل سيحطم قلبها إن كانت تحبه فعلا وهو حقا يشك في ذلك، عمر اخيه وتدهور علاقته بزوجته، جاسر واختفاءه الغير مبرر أين يذهب لا يريد أن يراقبه ولكنه حقا يشعر بأنه يفتعل كارثة، حمزة وادهم ومايا، يعرف أن أدهم يحب مايا ليست كأخت له يري ذلك جيدا في عينيه، نظراته أكثر من واضحة، الكثير من الافكار تتزادحم، بدور وزوجها الاحمق، تنهد يشعر بالارهاق من كل تلك الاعباء٣ نقطة
,
, قبل قليل فقط وصلت سيارة عمر أمام منزله ما ان وقفت السيارة فتحت سارة الباب الخاص بها تركض تفر خوفا مما سيفعله والدها
, لينتفض عمر، ركض خلفها لتطال يدها خصلات شعرها جذبها بعنف لتصرخ باكية تنتفض بذعر كطير صغير وقع بين براثن الوحش، جذبها ناحيته بعنف يهمس لها بشر متوعدا:
, - بتهربي دا أنا هطلع البلا الازرق على جنتك.
,
, يقبض على خصلات يحركها معه بعنف كأنها دمية بلا مشاعر، وصل بها إلى منزله يطرق الباب بعنف لتفتح تالا سريعا، شخصت عينيها ذعرا حين رأت ابنتها بهذا المنظر، صرخت في عمر تضربه بشراسة ليبتعد عن ابنتها، ليدفعها ارضا ارتطمت رأسها بالأرض بقوة، دخل عمر ليلقي ابنته ارضا ينهال عليها بالضرب بيديه ليصرخ فيها غاضبا:
, - يا بنت ال، يا زبالة يا، أنا هموتك٣ نقطة
,
, خرجت سارين على صوت صرخات اختها لتركض ناحية اختها تعانقها بقوة تحاول أن تحميها من بطش والدها، فلم يفرق الأمر كثيرا عند عمر انهال على كلتاهما بالضرب، وقفت تالا تحاول أن تتزن تشعر برأسها تلتف بعنف، اقترب تحاول ان تركض لتدفع عمر بعيدا عن ابنتها تصرخ فيه
, دا صوت حد بيصرخ، هتف بها زيدان قلقا ليهرع كلاهما يركضان إلى اعلي، وصلا إلى باب منزل عمر ليصفعا الباب بقبضة كل منهما ليصرخ خالد:.
,
, - عمر افتح الباب، زيدان أكسر الباب
, حرك راسه إيجابا اخرج سلاحه رصاصة حذره ضربت مقبض الباب لينتفح على مصرعيه المنظر في الداخل كان بشعا عمر يمسك بطوق خصره الجلدي ينهال بالضرب على ابنته وزوجته ملقاه أرضا، تحاول الوقوف على قدميها، هرع ناحية اخيه بجذب الطوق من يده بعزم قوته صفعه على وجهه بعنق ليقبض على تلابيب ملابسه يصرخ فيه:
, - إنت اتجننت ايه اللي أنت عامله في مراتك والبنات دا.
,
, قبض على يده يدفعه بعيدا عنه يصرخ بجنون:
, - ابعد عني يا خالد أنا هقتلها، هقتلهم كلهم، ال، مرمطت شرفي في الأرض
, بعنف دفع خالد اخيه بعيدا عن زوجته وابنتيه إلى أحد المقاعد البعيدة ليتوعده غاضبا:
, - قسما بربي يا عمر لهربيك من اول وجديد على جنانك دا، زيدان قعد مرات خالك وهاتلها كوباية ماية
, اتجه ناحية ابنتي أخيه ليجد سارين تحتضن سارة بعنف تحاول أن تخفيها بين أحضانها، نظرت لخالد تهمس له برجاء:.
,
, - شيل سارة يا عمي بابا ضربها جامد
, حمل ابنه أخيه بين ذراعيه امتعضت ملامحه ألما ينظر لتلك العلامات الحمراء التي تغطي الظاهر من جسدها، لتقف سارين تتقدمه سريعا تحاول أن تتحامل على ما بها من ألم
, فتحت باب غرفتها سريعا ليدخل خالد إلى الغرفة وضع سارة برفق على الفراش ينظر
, لما فعله اخيه بتلك الصغيرة، نظر لسارين يسألها:
, - ايه اللي حصل
, حركت رأسها نفيا دمعت عينيها تحاول الا تبكي لتهتف سريعا بقهر:.
,
, - ما اعرفش أنا كنت في اوضتي وسارة في الدرس فجاءة لقينا بابا جاي وماسك سارة من شعرها ونازل ضرب فيها حاولت اخوشه عنها ضربني أنا كمان وزق ماما وقعها على الأرض دماغها اتخبطت مرتين
, قام متجها إلى خارج الغرفة ليجد تالا على أحد الكراسي تبدو تائهة ضائعة عينيها زائغة، زيدان يحاول أن يعطيها بعض الماء، وعمر يجلس هناك كليث ذبيح اقترب منها يجذبه من تلابيب ملابسه يصرخ فيه:.
,
, - بتضرب بناتك ومراتك يا قذر، عملولك ايه ولا خلاص ضربت، لو اتجننت قولي ارميك في اي مصحة لحد ما تعقل
, دفعه عمر في صدره بعنف ليرتد خطوة للخلفة ليصيح الأخير بحرقة تحرق قلبه:
, - ايوة اتجننت، اتجننت لما عرفت أن بنتي على علاقة زبالة مع واحد قذر ودلوقتي بيهددها بصورها وفيديوهاتها
, صدمة شلت الآخر ليحرك رأسه نفيا بعنف ينفي مجرد الفكرة سارة البريئة الحساسة لن تفعل ذلك ابدا ليردف منفعلا:.
,
, - لاء طبعا مستحيل، سارة عيلة في ثانوي ما تعملش كدة ابداا اكيد في حاجة غلط
, تهدجت أنفاسه حسرة وقهرا لهيب مستعر يحرق حشا قلبه، حديثها مع ذلك الفتي لا يفارق عقله ابدااا:
, - يا ريت في حاجة غلط دي بنتي يا خالد، صرخ بها عمر غاضبا وقف أمام اخيه عيناه حمراء غاضبة عروقه نافرة دموع حبيسة تحتل مقلتيه ليكمل صائحا بمرارة:.
,
, - بنتي اللي كسرت ضهري، خلت رأسي في التراب، أنا شوفتهم سمعتهم، فيديوهات وصور ق، لبنتي في حضن الحيوان دا وبتقولي ما تظلمهاش، اهدي دي لو لينا كنت زمانك قطعت رقبتها
, تفادي النظر إلى عيني أخيه لا يعرف ما يقول ليمد يده يضعها على كتف أخيه يهتف قائلا:
, - يا عمر اهدي ونفكر بالعقل نشوف هنتصرف ازاي
, دفع عمر يد خالد يصرخ غاضبا:
, - انهييييي عقل، عقل ايه اللي عايزني افكر بيه في الحالة، أنا عايز دكتورة نسا دلوقتي.
,
, اتجه خالد ناحية أخيه يجذبه من مرفقه بعنف يهتف فيه بحدة:
, - دكتورة نسا ليه يا عمر، اوعي تكون
, حرك رأسه ايجابا يشد على قبضته يهمس متوعدا:
, - بالظبط، قسما ب**** لو ما طلعت بنت هقتلها
, قبض خالد على تلابيب ملابس عمر يهزه بعنف يصيح فيه:
, - إنت ازاي تفكر في كدة أنت اتجننت، إزاي حتى تفكر أنك تعرض بنتك لموقف زي دا
, أمسك عمر بكفي خالد التي استقرت فوق سترته يهمس له بحدة:.
,
, - أنا مش لسه عمر العيل الصغير اللي بتمشي كلامك عليه وتعاقبه لما يغلط، أنا كبرت بما فيه الكفاية، وهجيب دكتورة هنا يا أما هجرها من شعرها لأقرب دكتورة ولو طلعت مش بنت هقتلها زي ما هقتل الكلب اللي ضيعت شرفي معاه
, اراد زيدان حل تلك المشكلة ليهتف سريعا:
, - أنا واحد صاحبي دكتور نسا لو ينفع يعني
, رماه خالد بنظرة حادة غاضبة لينظر له زيدان بثقة بمعني أنا اعرف ما افعل، بينما صاح عمر معترضا:.
,
, - أنا قولت دكتورة مش دكتور
, كتف خالد ذراعيه حدجه بنظرات نارية يزمجر بحدة:
, - بقولك ايه دا اللي موجود، مش كفاية القرف اللي عايز تعمله كمان بتتشرط، اتصل يا ابني بيه
, حرك زيدان رأسه إيجابا ليبتعد عنهم يتصل بصديقه لحظات وسمع حسام يهتف متحمسا كعادته:
, - زيزو لسه كنت هتصل بيه جبت حتة عربية بالتقسيط 128 آخر موديل
, اخفي ابتسامته بصعوبة على حديث صديقه المجنون ليخبره سريعا:.
,
, - حسام أنا محتاجلك ضروري هبعتلك العنوان في رسالة ما تتأخرش يا حسام دي مسألة حياة او موت
, انقبض قلب حسام خوفا على صديقه ليهتف سريعا دون تردد:
, - دقايق وهبقي عندك ابعت العنوان.
,
, اغلق منه الخط ليرسل له العنوان سريعا وقف في شرفة المنزل ينتظره ليخبره بما عليه أن يفعل بينما في الداخل، يجلس عمر على جمر النار يقسم في نفسه أنه سيريق دمائها أن أطاحت بشرفه، تالا لا تزال غير واعية صدمات رأسها لم تكن هينة ابدااا، أما في داخل الغرفة لطمت سارة خديها تهمس لاختها بفزع تبكي كعصفور صغير:
, - و**** أنا ما عملتش حاجة بابا عايز يجيب دكتور ليه يا سارين والنبي يا سارين ما تخليهوش يعملي حاجة.
,
, نظرت لاختها بألم لتربط على راسها تحرك رأسها إيجابا تنظر للفراغ بقهر، لتتحرك من جوار اختها خرجت من غرفتهم، تنظر للواقفين لحظات صمت تنقل انظارها بين الجميع لتطلق للسانها العنان تصيح بكل ما يجيش في قلبها:
, - حرااام عليك، حرام عليكوا انتوا مخلفينا عشان تعذبوا من ساعة ما اتولدنا في البيت دا وما فيش في حياتنا غير زعيق وخناق عمرنا ما فرحنا يوم كامل، أنا وسارة ذنبنا إيه٣ نقطة
,
, اقتربت من والدها وقفت بالقرب منه تصرخ بقهر:
, - احنا مالناش ذنب عشان تعملوا فينا كدة، طول عمرنا وانت بعيد عننا عمرك ما قعدت معانا، عمرك ما شاركتنا حياتنا لدرجة اننا اتعودنا على غيابك
, اقتربت من والدتها التي بدأت تستفيق قليلا لتصرخ فيها متألمة:.
,
, - وانتي كل اللي يفرق معاكي أن احنا ننجح في المدرسة في التدريبات نبقي شطار في دراستنا مش مهم احنا متدمرين نفسيا بسببكوا، أنا باخد منوم عشان أنام وما اسمعش خناقات كل يوم بليل، سارة كل ليلة بتفضل تعيط لحد ما تنام، سارة ما غلطتش انتوا اللي غلطانين انتوا اللي عملتوا فينا كدة٣ نقطة
,
, انهمرت دموع تالا ألما كانت تظن انها بحرصها الدائم على بناتها ستصبح الأم المثالية أن أصبح كل شئ منضبط بمواعيد محددة ليتها استمعت إلي نصيحة لينا من البداية٣ نقطة
, حمحم زيدان بخفوت يجذب انتباهم، :
, - حسام وصل أنا هنزل اجيبه
, اشتعلت عيني سارين بشراسة لتصيح بعنف:
, - اختي ما حدش هيجي جنبها مش هسمحلكوا تدمروها اكتر من كدة.
,
, اشار خالد لزيدان لينزل الاخير إلى أسفل، اتجه هو ناحية سارين ممسكا بكف يدها نظر لعمر وتالا بحدة يهتف في حدة:
, - ادي آخرة جواز العيال، تعالي معايا يا سارين
, اخذ بيدها متجها بها إلى غرفتهم اغلق الباب خلفه لينزل على ركبتيه أمامها يهمس لها برفق:
, - ما حدش هيجي جنب سارة دي لعبة اللي جاي صاحب زيدان، عشان ابوكي يسكت، نسكت ابوكي المجنون وبعدين هربيه هو وأمك من اول وجديد، خليكي جنب اختك
, في الأسفل.
,
, نزل زيدان سريعا ليهرع حسام اليه يسأله بقلق:
, - إنت كويس يا إبني، قلقتني
, جذبه إلى مدخل العمارة لحظات صمت لا يعرف كيف يبدأ تنهد مقررا أخباره بكل ما حدث، انتفض حسام كمن لدغه عقرب حين أخبره زيدان ما يريده عمر ليصيح بفزع:
, - نعم يا اخويا، أنت اتجننت أنا مستحيل أعمل كدة
, تنهد زيدان ضجرا من غباء صديقه الابلة أحيانا كثيرة يتسأل كيف ارتاد ذلك الاحمق كلية الطب تنهد يهمس في غيظ:.
,
, - اومال أنا متصل بيك ليه يا حمار، هتدخل تقف جنب الباب خمس دقايق وتخرج تقول لابوها انها تمام، تمام يا حسام
, حرك حسام رأسه نفيا يتمتم ساخرا:
, - وافرض ما طلعتش تمام، جوزها يلبس المشاريب
, شد زيدان على اسنانه بعنف يهمس بحدة:
, - يا سيدي وأنت مالك هو أنت اللي هتتجوزها، البت اهبل من انها تغلط اصلا، فين جدعنتك يا صاحبي.
,
, زفر حسام بضيق يحرك رأسه ليصعد خلف زيدان إلى تلك الشقة دخل إلى المنزل بلع لعابه مرتبكا، ليجد رجل لا يعرفه انتفض سريعا ما أن رآه يهتف بحدة:
, - إنت الدكتور
, حرك رأسه إيجابا يبلع لعابه متوترا، ليشير له إلى أحدي الغرف، تقدم حسام ناحية تلك الغرفة، ليجد امرأة تهرول ناحيته تتخبط في مشتيها تصيح فزعة:
, - لا لا لا أنا مش هسحملك تعمل كدة في بنتي
, اقترب خالد منها يمسك بيديها يسندها يهمس لها بخفوت:.
,
, - اهدي يا تالا ما فيش حاجة هتحصل.
,
, نظرت له بقلق ليحرك رأسه إيجابا يحاول طمئنتها، ادار حسام مقبض تلك الغرفة ليدخل إليها اغلق الباب خلفه التفت ينظر إلي الفتاة التي من المفترض أنه هنا لأجلها لتتسع عينيه في ذهول شعور بالألم غزا قلبه هي، تلك الجنية التي ندهته في الحفل، هي من يشك بها والدها أنها اخطئت، هل يمكن أن تكون اخطأت حقا، مجرد الفكرة ارعدت جسده غضبا، يعاني بشدة مع نوبات غضبه، ولكنه يستطيع السيطرة عليها لما يشعر الآن أنه غير قادر على تمالك أعصابه، ظل يقف مكانه بضع دقائق، ليجد نفسه يتحرك ناحية مكتب صغير في غرفتها فتح حقيبته الطبية اخرج قفزات طبية بيضا يرتديها في يديه بخفة وسرعة ينظر ناحيتها في حدة غاضبا؟!
,
, وقف خالد جوار زيدان دس يديه في جيبي بنطاله عينيه معلقتين على باب الغرفة المغلق مال ناحيه زيدان يهمس له بخفوت قلق:
, - إنت فهمت صاحبك هيعمل ايه
, حرك الأخير رأسه ايجابا يبلع لعابه مرتبكا، يشعر بشئ خاطئ يحدث ليهمس لخاله بقلق:
, - ايوة بس مش مطمن مش عارف ليه
, ما كاد ينهي جملته سمع صوت حسام الغاضب القادم من خلف الباب المغلق:
, - وبعدين معاكي بقي ما تخلصينا خليني اخلص من القرف دا.
,
, تلاه صوت بكاء سارة يعلو بعنف تصرخ باكية:
, - حرام عليك يا بابا مشيه برة.
,
, احتدت عيني خالد غضبا ينظر لزيدان بحدة بينما اصفر وجه زيدان خوفا ليس هذا ما اتفق عليه مع صديقه ماذا يفعل ذلك المجنون بالداخل، اتسعت عينيه ذعرا هل ممكن أن تكون أحد نوبات الغضب تلبست حسام، هرع خالد إلى الباب يحاول فتحه بعنف حين انفتح الباب من الداخل ظهر حسام وقف أمام خالد يناظره بنظرات هادئة فارغة لا خوف فيها ولا قلق، بينما رماه خالد بنظرة حادة قاتلة يتوعد له في نفسه أن يمزق عنقه أن كان مس الفتاة، خرج حسام من الغرفة وقف أمام عمر ليخلع قفزي يده الطبية القاها ارضا يغمغم في برود:.
,
, - البنت زي الفل!
, اقترب عمر منه سريعا وقف قريبا منه يسأله بتوتر:
, - انت متأكد
, ابتسم حسام ساخرا يرفع حاجبه الأيسر متهكما، ليشير بسبابته إلى نفسه يغمغم ساخرا:
, - انا لاء، تحب اروح اتأكد تاني
, امتعض وجه عمر غضبا من جراءة ذلك الشاب الوقح، اسرع زيدان يجذبه من يده بعيدا عنهم، نظر حوله بحذر ليهمس له بغيظ:
, - **** يخربيتك إنت نيلت ايه.
,
, اتسعت عيني حسام بدهشة مصطنعة يشير إلى نفسه ببراءة، بينما في الغرفة اختبئت سارة بين أحضان والدتها تبكي بعنف تتشنج من عنف شهاتقها، تشاركها والدتها في وصلة من البكاء الصامت تضمها بين ذراعيها بقوتها الضعيفة الواهية، بينما على جانب آخر من الغرفة اقترب خالد من سارين يسألها بصوت خفيض هامس:
, - هو الدكتور كشف عليها بجد
, رفعت وجهها تنظر لعمها لحظات صمت لتحرك رأسها نفيا تقص له ما حدث بصوت خفيض حذر
, Flash back.
,
, فتح حقيبته الطبية اخرج قفزات طبية بيضا يرتديها في يديه بخفة وسرعة ينظر ناحيتها في حدة غاضبا لا يعرف لما ولكنه يشعر بسيخ من نار يخترق قلبه يطعن كرامته، هو لم يرها سوي مرة واحدة لا يجد لنفسه مبرر لكل ذلك الغضب الذي اجتاح خلاياه كاعصار، اخذ نفسا قويا يزفره على مهل عله يهدئ قليلا اتجه ناحية فراشها، وقف بالقرب منها ينظر لها ارتجف قلبه شفقة عليها، منظرها كفأر صغير مذعور يرتجف تنظر ناحيته بذعر كأنه هو الوحش المخيف الذي يظهر في حكايا الأطفال قديما، رسم ابتسامة زائفة هادئة على شفتيه يهمس لها في مرح:.
,
, - ايه يا سرسورة مش فكراني ولا ايه، أنا الواد الرخم بتاع الصابون السايل
, مزحته السخيفة لم يكن لها ادني تأثير خاصة في حالتها المذعورة تلك، ولكنه حقا لم ييأس حافظ على ابتسامته يكمل كلامه المرح:
, - اهدي يا سارة أنا بعيد أهو، وبعدين أنا لو جيت جنبك عمك هيعملني بقايا بني آدم مش هيتبقي مني غير النضارة ودي غالية بصراحة.
,
, صمت للحظات يراقب ردة فعلها ولكنها لم تتجاوب، اخذ نفسا عميقا يشجع نفسه للخطوة القادمة ليقترب منها يصيح غاضبا فجاءة دون سابق انذار:
, - وبعدين معاكي بقي ما تخلصينا خليني اخلص من القرف دا
, انتفضت سارة ذعرا تتمسك بالغطاء ليقترب منها يهمس سريعا:
, - جريني جريني
, للحظات لم تفهم ما يفعل ذلك المجنون لتعلو بصوت بكائها بعنف تصرخ باكية:
, - حرام عليك يا بابا مشيه برة
, نظر حسام لها بضيق وضع يسراه على خصره يهمس ساخرا:.
,
, - تمثيلك فاشل جداا، انصحك تاخدي كورسات٣ نقطة
, ليقلدها ساخرا:
, - يا بابا مشيه برة، هو أنا جاي اغتصبك، اوفر act بصراحة
, ابتسمت ابتسامة أخيرة حزينة ليتلفت إلى باب الغرفة ليفتحه حين سمع تلك الدقات العنيفة، بارع في إخفاء تعابير وجهه حين فتح الباب لخالد لم يعطه اي مؤشر عما حدث
, Back
, ابتسم حسام في ثقة ليهمس بمكر:
, - ايه رأيك في تمثيلي.
,
, تجهم وجه زيدان غضبا ليقبض على تلابيب قميص صديقه من الامام شد على أسنانه يهمس له بغيظ:
, - يعني احنا واقفين هنا دمنا نشف وأنت بتستظرف جوا، اصبر عليا لما نخلص الليلة دي وأنا هغير خريطة وشك
, ارتسمت ابتسامة واسعة بلهاء على شفتي حسام، لتتجمد على شفتيه حين سمع صوت ذلك الرجل المرعب يأتي من خلفه:
, - زيدان خد حسام واستنوني تحت، حسام.
,
, اتسعت عينيه بذعر يشير لنفسه ليحرك زيدان رأسه إيجابا يبتسم ساخرا، التفت حسام ببطئ يتلو الشهادتين، بلع لعابه ينظر للواقف امامه ليجد شبح ابتسامة يلوح على شفتي خالد، مد يده يربت على كتف حسام يهمس في هدوء:
, - متشكر يا حسام أنك أنقذت الموقف، اه واعذرني أن كنت عنيف في ردي عليك قبل كدة
, اتسعت عيني حسام اليوم يوم المفاجئات العالمي حرك رأسه نفيا بعنف يهتف بتهلف:.
,
, - يا نهار ابيض حضرتك بتعتذرلي، ما حصلش حاجة طبعا يا باشا
, ابتسم في رزانة يحرك رأسه إيجابا ليتركهم سحب زيدان يد حسام إلى خارج المنزل، يعرف أن خاله على وشك القاء وصلة طويلة من التوبيخ لخاله وزوجته
, ما ان اغلق الباب خلفه من الخارج، التفت خالد لأخيه، اقترب منه جلس أمامه لحظات ينظر له بحدة غاضبا منه بينما يتفادي الاخير التلاقي بعيني اخيه، ابتسم خالد ساخرا يتمتم في تهكم:.
,
, - اطمنت أن بنتك سليمة، تفتكر أن هيجي يوم وسارة هتسامحك على اللي أنت عملته دا
, بلع عمر لعابه الجاف بصعوبة يختلس النظر إلى اخيه تنهد بحرقة يمسح وجهه بكفي يده يحرك رأسه نفيا خرج صوته ضعيفا متوترا:
, - ااا، ااانا كنت خايف لتكون غلطت مع الواد دا
, وجل ما حدث أن خرجت ضحكة صغيرة ساخرة من بين شفتي خالد ينظر لأخيه في برود ليعنفه بحدة:.
,
, - وهو مين اللي خلاها تغلط، بنتك اهبل من أنها تغلط لمجرد الغلط، إنت السبب، انت اللي غلطت فين دورك يا بيه
, انتفضت دقات قلبه ألما يعصف بخلجات قلبه يمزقها بلا رحمة لا يجد ما يقوله توترت انفاسه يغمغم بارتباك:
, - اا أنا، انا
, صمت تماما حين قاطعته صيحة اخيه الغاضبة، شعر بيده تقبض على تلابيب ملابسه يصرخ فيه:.
,
, - إنت اتعوجت ميلت عمود الخيمة طبعا لازم تقع على دماغك، كنت فاكرك كبرت وعقلت قولت عمر كبر وعقل عمر بقي أب، عمر بقي مسؤول، عمر لسه عيل تافة بيجري ورا دماغه وبس
, لفظ اخيه بعنف ليرتد في كرسيه بقوة، التفت برأسه ناحية تالا التي تقف امام غرفة ابنتيها، تستند على إطار الباب الخشبي تبكي في صمت ليصيح فيها:.
,
, - وأنت ِ يا استاذة، على عيني وراسي يا ستي انك خريجة كلية كبيرة بتحسبوا فيها كل حاجة بالدقيقة بس دول بناتك محتاجين تصاحبيهم تتكلمي معاهم تفهمي مشاكلهم مش يلا على الدروس يلا على التمرين يلا على المذاكرة
, اشار إلى كلاهما ينظر لكل منها بحدة شد على أسنانه بعنف يهتف بغيظ:.
,
, - انتوا الاتنين ضيعتوا بناتكوا، كل واحد فيكوا بيفكر في نفسه وبس، هي عايزة ثبت أنها أم مثالية وهو عايز يتسرمح براحته، ادي آخرة جواز العيال فعلا٣ نقطة
, وقف ينظر لهما بحدة نظرات خاوية لا معني لها سوي الغضب دس يديه في جيبي بنطاله يهتف في حزم:
, - سارة وسارين هيعيشوا عندي من النهاردة البنتين بس
, اتسعت عيني تالا في ذعر لتتقدم ناحيته تتحرك باضطراب حركت رأسها نفيا تهمس باكية:.
,
, - لا يا خالد دول بناتي مش هقدر أعيش من غيرهم كانت غلطة و**** مش هتتكرر أنا خلاص عرفت غلطتي وهصلحها، هعيش لبناتي وبس
, نظر لأخيه يود أن يستشف ردة فعله، هو حقا قال تلك الكلمات ليري ردة فعل اخيه وحدث عكس ما توقعه تماما عمر لا يبالي فقط يجلس مكانه ينظر ارضا وكأن ما يحدث لا يعينه، طرق الشك بابه هناك من يدفع عمر للابتعاد عن أسرته وقريبا سيعرف من هو!
,
, خرج من شروده على صوت تالا زوجة اخيه حين اقتربت منه تترجاه باكية:
, - طلقني يا عمر، أرجوك طلقني أنا مش عايزة غير بناتي وبس
, وقف صامتا لم يرد التدخل يراقب فقط يتمني فقط يتمني لو يرفض الاخير يتسمك بهم، يصيح كليث غاضب يطلب حقه فيهم ولكن جل ما حدث، رفع عمر رأسه ينظر لزوجته للحظات نظرات فارغة خالية من المشاعر ليهتف بهدوء:
, - أنتي طالق يا تالا.
,
, خرجت كلماته بسرعة كالبرق شلت جسد ذلك الواقف لم يكن يتوقع في أسوء الظروف أن يتخلي أخيه عن زوجته بتلك السهولة كور قبضته يشد عليها اقترب من تالا التي تقف كمن أصابها صاعقة تحملق في عمر بذهول ربت على كتفها برفق مردفا:
, - روحي حضري هدومك انتي والبنات، يلا
, التفتت له استطاع أن يري العجز والضياع يغزو مقلتيها ابتسم برفق يطمئنها لتحرك رأسها إيجابا تهرول إلى غرفتها، بينما وقف هو أمام أخيه يتمتم ساخرا:.
,
, - مش بقولك اتعوجت، إنت عارف عايز ايه يا عمر، علقة من بتوع زمان فاكرهم
, احتدت عيني عمر ينظر لخالد بغيظ هل يظنه ذلك الشاب المراهق الذي كان يخشاه حد الذعر، بينما انحني خالد قليلا ناحية أخيه يهمس متوعدا:
, - و*** يا عمر لو طلع اللي في دماغي صح ما هخلي الدكاترة تعرف تخيط فيك غرزة، هزعلك أوي
, استقام في وقفته التفت ليغادر ليسمع صوت عمر يهتف ساخرا:.
,
, - ماشي يا كبير العيلة، صحيح الواد اللي قفشته مع بنتي مرمي تحت في شنطة عربيتي
, القي مفاتيح سيارته على الطاولة المجاورة له، يكمل في سخرية:
, - المفاتيح اهي وريني شطارتك.
,
, دون أن يلتفت له التقط خالد مفاتيح سيارة عمر، ليكمل طريقه إلى غرفة سارة وسارين، وجد سارين تجمع ثيابها هي وشقيقتها في حقائبهم بينما تجلس سارة على الفراش تبكي في صمت قاتل، اقترب من فراشها يجلس أمامها ابتسم لها بحنو لتشهق في بكاء عنيف، احتواه بين ذراعيه يربت على رأسها برفق سمع صوتها المختنق تهمس بصعوبة من بين شهقاتها:
, - بابا، مش عاوزنا، ااا أنا ما غلطتش، هو ضحك عليا، و****، مش لمسني.
,
, أبعد سارة عنه يسمح وجهها برفق ليقرص مقدمة انفها في مرح يحاول التخفيف عنها ولو قليلا مسح على شعرها يهمس في رفق:
, - عارف يا حبيبتي أنك ما غلطتيش، وأنك اتضحك عليكي، والحمد *** أنك ما سمحتولش يلمسك، اللي حصل دا صفحة وهنقفلها ومش هنفتحها تاني خالص
, حركت رأسها نفيا تبكي في عنف تهمس بارتجاف:
, - الصور هو معاه صور وحشة دي مش أنا و****.
,
, فهم من كلامها أن ذلك الفتي قام بتركيب بعض الصور الزائفة وبالطبع ستكون مخلة لها، توعد له بالجحيم في داخله ولكن في الخارج حافظ على ابتسامته الهادئة ليربط على وجهها برفق:
, - ما فيش صور خلاص راحت ومش هترجع مش عايزك تخافي، وزي ما قولتلك اللي حصل دا انسيه نسي نفسك، هنفتح صفحة جديدة، قومي يلا اغسلي وشك عشان هنمشي.
,
, بلعت لعابها بارتباك تحرك رأسها إيجابا لتقم من فراشها تمشي ببطئ ناحية مرحاض غرفتها، وقفت أمام مرآته تنظر لانعاكس صورتها الشاحبة برغم كل ما حدث الا أن جزء منها سعيد بأنها انتهت من مشكلة ذلك التامر، وأنها اخيرا لن يكون هناك صراعات بين والديها من جديد، غص قلبها ألما حين دق في قلبها تلك الجملة التي قالها والدها لوالدتها بهدوء تام وكأنه يطلب كوب من الماء
, « انتي طالق يا تالا ».
,
, فتحت صنبور المياة لتندفع المياة بعنف من خلاله ضمت كفي يدها تحمل بينهما دفعات صغيرة من الماء تصفع بها وجهها بعنف
, في الخارج، ظلت عيني خالد معلقة بتلك الصغيرة سارين التي تتحرك بآلية تامة وكأن الأمر برمته لا يعينها وكأنها متلهفة لتتخلص أخيرا من قيد سجن ما، كان على وشك النطق باسمها حين سمع صوت تالا الضعيف يأتي من عند باب الغرفة:
, - احنا هنروح فين.
,
, التفت ينظر لكيسي الدم المسميان خطاءا عينيها، تنهد في حسرة يعلم أن تالا تعشق اخيه ولكن الأحمق يعشق نفسه اكثر، قام متجها إلى الخارج يتمتم برفق:
, - خلصي مع البنات وحصلوني
, لم يلقي نظرة واحدة على اخيه لأنه لو فعل لذهب وهشم وجهه، أخذ طريقه إلى أسفل ليجد زيدان وحسام يتنكفان كالأطفال، وقفا سريعا ما أن رآوه قادما، القي مفاتيح سيارة عمر لزيدان ليلتقطها الأخير بخفة، نظر خالد لسيارة أخيه يبتسم في شر:.
,
, - البيه اللي بيساوم بنت اخويا مرمي في شنطة عربية خالك، تاخده دلوقتي ترميه جنب حبيبك الاولاني
, حرك زيدان رأسه إيجابا يبتسم متوعدا، ليعاود النظر إلى خاله يسأله باهتمام:
, - طب و حضرتك هتروح ازاي
, نظر خالد إلى حسام يبتسم في هدوء مخيف، يحادث زيدان بحزم:
, - مالكش دعوة اعمل اللي قولتلك عليه.
,
, دون ادني اعتراض تحرك زيدان ناحية سيارة عمر فتح صندوق السيارة ينظر لذلك الفتي يتوعده في نفسه ليجذبه منها بعنف اتجه إلى سيارة خاله يلقيه داخلها كالقمامة يغلق عليه صندوق السيارة، اتجه إلى مقعد السائق ليأخذ طريقه إلى حيث هو فقط يعلم
, ربت خالد على كتف حسام يسأله بهدوء:
, - معاك عربية يا دكتور
, حرك حسام رأسه إيجابا سريعا، ليكمل خالد:
, - طب روح شغلها.
,
, سريعا اتجه حسام إلى سيارته يدير المحرك، خرج منها ليجد خالد يقف وجواره تالا والفتاتين، تعلقت انظاره بسارة لترتسم ابتسامة تلقائية حزينة على شفتيه، اتجه خالد إلى باب السيارة الخلفي يفتحه، يشير للفتيات بالدخول:
, - ادخلوا يلا يا بنات
, صعدت الثلاثة بينما جلس هو على المقعد المجاور للسائق كاد حسام أن يركب حين اوقفه خالد قائلا بإريحية:
, - حط الشنط في العربية قبل ما تركب.
,
, جز حسام على أسنانه بغيظ ليخرج من السيارة متجها إلى تلك الحقائب يهتف في نفسه مغتاظا:
, - أنا الخدامة الفلبينية، هل أنا الخدامة الفلبينية، كل دي شنط هما حاطين فيها النيش٣ نقطة
,
, وضع جميع الحقائب في صندوق سيارته الصغير ليعاود الصعود على مقعد السائق، بدأ يتحرك بهدوء بالسيارة تحركت يده بعفوية ليضبط وضع مرآه السيارة الامامية لتنعكس على وجهها الاحمر القاني من عنف بكائها، ترك المرآه على موضعها ذاك تعكس له وجهها، ليجد يد خالد تمتد تضبط وضع المرآه من جديد، يتمتم ساخرا:
, - مرايات العربيات دي غربية بتتحرك لوحدها ولا ايه يا دكتور.
,
, ابتسم في اصفرار يحرك رأسه إيجابا ثبت عينيه على الطريق يسأل المجاور له:
, - حضرتك عاوز تروح فين
, لحظات يفكر فيهم يود أن يأخذهم إلى كنفه ولكن هم حقا يحتاجون إلى بعضهم البعض أكثر من أي شئ آخر، زفر بحيرة يهمس بهدوء:
, -، شارع، في الزمالك.
,
, ادار حسام مقود السيارة متجها إلى الطريق الذي اختاره خال صديقه، في الطريق تذكر أنه نسي هاتفه مغلقا، أخرجه من جيب سرواله ما أن بدأ يعمل توالت المكالمات فوق رأسه من المرضي، وضع سماعة الرأس الجديدة التي اشتراها له زيدان هدية في عيد ميلاده ميزتها أنها بدون اسلاك يسهل التعامل معها وضع الاذن اليسري من السماعة في يسري إذنه، فتح الخط يهتف بجديته المعتادة:
, - السلام عليكم، ايوة مدام مني، خير يا افندم.
,
, صمت للحظات يستمع لها لتتشنج ملامح وجهه بامتعاض ساخرا يكرر في تهكم:
, - مش فاهم يعني أنا أعمل إيه، والدة حضرتك بتقولك أن حماتك عايزة تخرب عليكي عشان جابتلك قرفة بلبن فين بقي الخراب
, قطب جبينه يستمع لها بتركيز ليردف ضاحكا:
, - لا يا مدام مني حماتك كويسة وبتحبك والقرفة ما بتسقطش الجنين ولا حاجة، مع السلامة
, اغلق الجد ليضحك ساخرا على ما حدث لحظات ووردت له مكالمة اخري فتح الخط:.
,
, - السلام عليكم، ايوة يا مدام رشا٣ نقطة
, ايوة أنا فاكر أن اختك حضرتك هي اللي حامل
, فين المشكلة بقي
, صمت للحظات لينهد بيأس يكمل ساخرا:
, - هتطلق، طب وأنا مالي أنا دكتوا نسا مش مصلح اجتماعي
, ظل صامتا لدقائق يسمع مشكلتها ليهتف فجاءة بانفعال:
, - لا دي تطلق عشان دا عتة، يعني ايه غضبانة
, عشان عايزة تمسي الواد أحمد على إسم أبوها، مش على إسم ابو جوزها اللي هو بردوا إسمه أحمد، امسحي رقمي يا مدام رشا لو سمحتي.
,
, اغلق معها الخط لينفجر خالد في الضحك حتى ادمعت عينيه، حتى سارة وسارين وتالا سمع ضحكاتها الرقيقة وميز ضحكتها هي ليبتهج قلبه، وإلى الآن يتسأل لما يفرح فقط لضحكاتها.
,
, مرت ساعات طويلة وهي تأخذ غرفتها ملجئ لها، غادر جاسر قبل ساعات ووالدتها مشغولة مع بدور وطفليها، وهي حقا تغار من اهتمام والدها ببدور، القت بجسدها على الفراش تنظر لسقف حجرتها تتنهد بضجر، سهيلة منذ ايام وهي مختفية في رحلة طويلة مع والدها، ومعاذ التقطت هاتفها الاسود الصغير تطلب رقمه ليصلها الرسالة المعتادة
, « الهاتف الذي تحاول الاتصال به ربما يكون مغلق او غير متاح حاليا ».
,
, زفرت بعنف تلقي الهاتف على الفراش، تتطلع إلى الفراغ أغمضت عينيها ليمر امامها مشهد لطفلة صغيرة تقف بين ثلاثة سيدات وأربعة فتيات من نفس عمرها، ينظر الجميع إليها بكره كأنها هي القاتلة تسمع اصواتهم تصيح فيها:
, - انتي السبب
, - ابعدي عن بناتي عايزة تموتيهم
, - الرجل الغلبان دا مات بسببك، انتي اللي قتلتيه
, - انتي اللي قتلتيه
, تكررت الجملة في اذنيها بعنف وسرعة لتضع يديها على اذنيها تحرك رأسها بقوة تهمس باكية:.
,
, - أنا ما قتلتوش، و**** ماليش ذنب
, اجفلت من شرودها القاسي على صوت رنين هاتفها الصغير فتحت عينيها سريعا تمسح دموعها بعنف ابتسمت باتساع ما أن رأت اسمه يزين الشاشة لتفتح الخط سريعا تهتف بتلهف:
, - معاذ اخيرا اتصلت بيا، بقالي أسبوع بحاول اوصلك كنت فين يا معاذ
, لحظات صمت طويلة ثقيلة على قلبها خاصة، لتمسعه يحمحم بهدوء يردف بعد ذلك:
, - ابدا كنت في الغردقة كنت محتاج اقعد مع نفسي شوية افكر في علاقتنا.
,
, قطبت جبينها متعجبة من كلامه فيما يفكر علاقتهم وهل علاقتهم بحاجة إلى تفكير أرادت أن تبدد الخوف بداخله فهتفت سريعا بتلهف:
, - معاذ بابا عرف بعلاقتنا وهو موافق أنك تيجي تتقدملي وزيدان خلاص بعد عن حياتي٣ نقطة
, صمت آخر انطبق على الأجواء، صمت مقلق مخيف بلعت لعابها تسأله بقلق:
, - في إيه يا معاذ إنت كويس، أنا افتكرتك هتفرح
, وسمعت ما صدمها حين اكمل كلامه في هدوء تام:.
,
, - بصي يا لينا الفترة اللي فاتت كنت بفكر في علاقتنا، أنا بعد ما شوفت اللي اسمه زيدان دا عايز يخطبك في الحفلة ما حستش بأي مشاعر غير الفرحة ليكي حتى استغربت جدا من نفسي، ازاي أحس الاحساس دا، لما قعدت وفكرت اكتشفت إني علاقتنا ما كنتش حب، كانت صداقة وصداقة حلوة أوي، أنا عارف أنك مصدومة من كلامي بس حقيقي أنا مش حاسس في حاجة تربطنا، وحقيقي اتمنالك السعادة مع اي راجل يختاره قلبك، سلام يا لينا.
,
, قال ما قال واغلق الخط، بينما تجلس هي كتمثال نحت من حجر متجمدة مكانها عينيها متسعتين في صدمة يديه تقبض على الهاتف بعنف، قلبها يهدر كطير حمام ذبيح لوثته دمائه ريشه الأبيض النقي، أصدقاء كلمة تكرر نفسها داخل صدي روحها، حبهما كان فقط خدعة صداقة لم يحبها، حركت رأسها نفيا بعنف بالتأكيد تتوهم أمسكت الهاتف تعاود الاتصال برقمه لتجد هاتفه مغلق من جديد، ملئت الدموع مقلتيها لتحرك رأسها نفيا تشهق في البكاء عقلها يرفض تماما ما يحدث.
,
, بينما على صعيد آخر في غرفة صغيرة مظلمة في قبو منزل زيدان الحديدي، التقط زيدان الخط من يد معاذ يغلق الخط، بعنف صدم الهاتف في أحد الحوائط ليفتت إلى شظايا، اقترب يلتقط الخط الصغير يكسره بين اصبعيه، نظر لمعاذ يبتسم ساخرا:
, - كدة أنت كفاءة، وهسيبك تمشي بس حسك عينك تفكر تقرب من لينا المرة دي، هدفنك حي.
,
, حرك معاذ رأسه إيجابا ليتأوه متآلما جسده كله شبه محطم، خرج خلف زيدان زيدان يتحامل على آلمه يشعر بأن جسده بأكمله لم يعد فيع عظمة سليمة اتجه خلفه إلى خارج الفيلا، ما ان خرج صفع زيدان الباب الحديدي خلفه بعنف يلوح له ساخرا نظر للباب المغلق بحدة يتوعد في نفسه:
, - اقسم ب**** لهقلب الطرابيزة عليكوا كلكوا صبرك عليا يا ابن زيدان الحديدي.

الجزء الخامس عشر


وقفت سيارة حسام امام عمارة سكنية كبيرة رفيعة الطراز، نزل خالد ليتبعه حسام بعد أن فتح صندوق سيارته، ليخرج الحقائب، فتح خالد باب السيارة الخلفي لتخرج تالا والفتاتين، اتجه بهم إلى الداخل ليتبعهم حسام بالكاد يستطيع التحرك من كثرة تلك الحقائب التي يحملها، تحرك للمصعد الآخر ليخبره خالد برقم الطابق٣ نقطة
,
, في داخل الشقة فتح خالد باب الشقة بالمفتاح الخاص به ينير مفاتيح الكهرباء لتظهر شقة كبيرة ذات أثاث عصري فاخر
, ابتسم يفسح لهم المجال لتدخل الفتيات وخلفهم الذي وضع الحقائب في أحد الاركان نظر لخالد يردف بهدوء:
, - أنا هستني حضرتك تحت
, حرك خالد رأسه إيجابا ليغادر حسام مغلقا الباب خلفه، التفت خالد للفتيات يشير إلى ممر طويل يساره يبتسم له برفق:.
,
, - سارة، سارين، الأوض من هنا اختاروا اللي يعجبكوا، اسكتشفوا المكان بنفسكوا
, اخذت كل فتاة حقيبتها لتتجها إلى الممر الطويل، يبحثان بين الغرف، بينما اتجه هو ناحية تالا الغرفة القابعة على اريكة بعيدة عنهم، جلس على المقعد المجاور لها صامتا
, يراقب.
,
, عينيها شاردة ضائعة حائرة، دموع من دماء تحبسها بكبرياء داخل مقلتيها تود فقط الانفراد بذاتها لتخلع قناع قوتها الزائف وتنهار باكية تنعي حياتها البائسة، تخلي عنها ببساطة كأنها لا تعني له شيئا، عشرة سنواتةحب انتماء حياة ***** ضاعات في اللاشئ.
,
, اجفلت من شروطها البائس على حركة يد خالد جوارها حين التقط ورقة صغيرة من الطاولة امامها يخط عليها بقلمه رقم هاتف، رفع رأسه إليها يحاول ولو قليلا يطمئنها على ما سيحدث:
, - تالا، ركزي معايا أنا لو عليا عايز اخدكوا معايا، بس انتوا دلوقتي محتاجين بعض أكتر من اي حاجة تانية، ادفي ببناتك يا تالا، بناتك محتاجينك، اوعي تضعفي عشانهم هما.
,
, حركت رأسها إيجابا لتتبدل نظرة الضياع في عينيها إلي اخري حازمة جادة مسحت دمعاتها المتساقطة تردف بجد:
, - عندك حق، أنا مش هضعف عشان خاطر بناتي، أنا غلطت في حقهم وهعوضهم عن اللي فات
, صمتت للحظات لتفرك يديها متوترة خائفة من القادم تحاول أن تظهر ثبات غير موجود من الأساس بلعت لعابها تطلب منه بتوتر:
, - لو ينفع يعني تشوفلي شغل عشان يعني المصاريف.
,
, ما إن أنهت جملتها وجدت خالد ينفجر ضاحكا ظل يضحك كأنها اخبرته طرفة مضحكة للغاية، هدأت ضحكاته قليلا ليمسح وجهه بكف يده يكمل في مرح:
, - كملي بقي المسلسل ما فيش حد في ولادك يا شلبي هيجوع ولا هيسيب العلام أنا مش حافظ يا زينب
, اتسعت عينيها بذهول تنظر له بتعجب هي تعرف وجه خالد الوقور الرزين ولكن ما يفعله الآن، رغم حزنها الدفين ابتسامة صغيرة خافتة عرفت طريقها إلى شفتيها، لتجده يكمل كلامه بجد:.
,
, - بصي يا تالا مع كامل احترامي ليكي مش عايز اسمع الهبل دا تاني، مصاريف البيت والبنات عندي من النهاردة ودا مش كرم اخلاق مني دا حقكوا، ومش عايز لا نقاش ولا اعتراض، هتلاقي في المطبخ ورق كتير مطاعم صيدليات سوبر ماركت
, مد يده بالورقة التي خط عليها رقم ما يعطيها لها:.
,
, - دا رقم السواق في عربية هتكون تحت امركوا من النهاردة دروس البنات النادي اي مكان تحبوه، لو عوزتوا اي حاجة ما تترديش لحظة انك تكلميني تمام يا تالا
, ابتسمت له ممتنة تحرك رأسها إيجابا لتهمس بخفوت:
, - متشكرة اوي يا خالد على كل اللي عملته عشاني أنا والبنات
, خبت لمعة عينيه حزنا عليهم ليربط على يدها برفق يبتسم برفق:
, - أنا لسه ما عملتش حاجة يا تالا، دي حاجة بسيطة أنا لسه هعمل، خلوا بالكوا من نفسكوا، عن إذنك.
,
, ترك لها جميع النسخ الخاصة بمفاتيح المنزل ليودعهم غادر نظر إلى باب الشقة المغلق لتحتد عينيه غضبا يهمس في نفسه متوعدا:
, - صبرك عليا يا عمر يا سويسي
, ما إن استقل السيارة جوار حسام وجد هاتفه يدق برقم زوجته فتح الخط ليسمعها تصيح مذعورة:
, - خالد الحقني لينا مش عارفة مالها عمالة تعيط وتترعش
, حسنا يبدو أن زيدان نفذ الجزء الأخير من الخطة باكرا، هتف سريعا بتلهف:
, - أنا جاي حالا خليكي جنبها ما تسيبهاش.
,
, بعد مدة قصيرة قاد حسام سيارته بعنف ليصل إلى وجهته، في الطريق اتصل خالد بزيدان يطلب منه أن يوافيه إلى منزله فورا، وصل خالد إلى منزله شكر حسام ليهرول راكضا إلى غرفة ابنته، فتح الباب بتلهف ليراها كانت هناك تجلس على فراشها متكورة ضامة ركبتيها لصدرها تبكي في صمت رأسها على صدر والدتها بينما بدور تربت على كتفها تهدئهدها كأنها **** صغيرة لا أحد فيهن يفهم ما بها، رفعت وجهها ما أن رأت والدها لتنظر له بجزع تبكي بعنف قامت من برأسها بصمت اتجهت ناحيته وضعت رأسها على صدره تبكي دون كلام ليشير إلى لينا وبدور أن يخرجا من الغرفة، خرجت بدور بينما حركت زوجته رأسها نفيا ترفض إن تترك ابنتها في هذه الحال ليرميها بنظرة هادئة مطمئنة تنهدت الأخيرة بحيرة تحرك رأسها إيجابا، ما أن اغلقت لينا الباب خلفها اتجه بابنته يجلس جوارها على الفراش يمسح على شعرها بهدوء ارجع خلصة ثائرة خلف أذنها اليسري ابتسم يسألها برفق:.
,
, - أمك وقعت قلبي، مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه، مش كل حاجة خلاص بقت تمام، الكلية وتقدري تروحي من بكرة لو عايزة، زيدان وخلاص خرج من حياتك، واللي اسمه معاذ دا اتصلي بيه وأنا مستعد اقابله في اي وقت
, ما إن نطق اسمه ارتفعت شهقاتها ترتجف بعنف من ألم قلبها قبضت على كفيها تغرز اظافرها في كف يدها تحرك رأسها نفيا دون حديث، ليرفع خالد وجهها برفق قطب جبينه يسألها بحذر:
, - لاء ايه، انتي كلمتي معاذ دا.
,
, نظرت له بجزع للحظات لترمي بنفسها بين ذراعيه تقبض على سترته باظافرها تصيح باكية:
, - ما بيحبنيش، بيقولي احنا صحاب، ما بيحبنيش
, اصطنع الصدمة ببراعة ليبعد وجهها عن صدره يحاوطها بكفيه قطب جبينه متعجبا يسألها:
, - لينا اهدي وفهميني ما بيحبكيش ازاي يعني
, حركت رأسها إيجابا تقص له بتقطع بين شهقات قلبها الحزين، ظل جامدا ينظر لها بهدوء بداخله ابتسامة واسعة حمحم يستعيد جديته، ليربط على وجهها برفق:.
,
, - المشكلة مش عندك يا لينا، معاذ من اول مرة شوفته فيها وأنا عارف أنه عيل لعبي بيحب يتسلي، طالما الموضوع كان خروج وضحك من غير ما يخش في الإطار الرسمي يقولك أنا بحبك، اول ما قولتيله بابا موافق تيجي تتقدم يقولك لاء احنا صحاب، يا بنتي هو النوع دا كدة زي ما عمل كدة معاكي هتلاقيه عمل مع ألف غيرك، العيب مش فيكي اعرفي دا كويس.
,
, حركت رأسها نفيا بعنف تغمض عينيها تشد عليها بقوة تحمل نفسها ذنب تركه لها كما فعل الجميع قبلا، فتحت عينيها على وسعهما حين نطق والدها بقلة حيلة:
, - لو عيزاه يا لينا بعد ما باعك أنا مستعد اخلي يجي يطلب ايدك غصب عن عينه، عايزة تبقي رخيصة يا لينا
, اتسعت عينيها في صدمة يملئ الألم حدقتيها لتحرك رأسها نفيا، مسح خالد دموعها بإبهاميه يبتسم في هدوء مرح:.
,
, - حبيبتي دا ما يستاهلش دموعك و****، دا كبيره ساعة ونص زعل وزمانهم عدوا، قومي يا بنت اغسلي وشك يلا عشان ننزل
, حركت رأسها نفيا مرة أخري هي فقط تريد الاختلاء بنفسها لتعاتب نفسها بقسوة على تركه لها، لتشهق فجاءة بعنف حين شعرت بوالدها يحملها بين ذراعيه يضحك بصخب:
, - عشان تبقي تقولي لاء يا بنت السويسي٣ نقطة
, ضحكت عاليا كأنها **** صغيرة ةاتجه بها ناحية المرحاض، يبتسم بخبث مردفا:.
,
, - هتغسلي وشك وننزل ولا ارميكي في البانيو
, ابتسمت بسعادة تنظر لوالدها لتعانق رقبته بقوة تهمس في سعادة:
, - أنا بحبك اوي يا بابا
, أنزلها ارضا ابتسم بحنو ليقبل جبينها أمسك ذراعيها بين كفيه يهمس برفق:
, - وانتي حتة من قلبي يا لينا، أنا مستعد أعمل اي حاجة عشان سعادتك، صدقيني هو ما يستاهلكيش، اوعي تبكي على حد باعك فهماني يا حبيبتي.
,
, ابتسمت بحزن تحرك رأسها إيجابا عقلها شارد حائر ممزق، اما قلبها فيصرخ فرحا اخيرا انتصر على عقلها.
,
, في ظلام الليل الحالك، تحت استاره السوداء جريمة نكراء جثة لرجل مطعون بالسكين ملقاه على قارعة الطريق، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة نحت باظافره على الأرض اسم قاتله
, تعالت صيحات أحد الفلاحين حين رأي تلك الجثة:
, -جتيييل، جتيييل يا ولا يا حضرة يا كبرات البلد جتيل
, ، يصرخ يصيح في جوف الليل ليجمتع في دقائق جميع الرجال وعلى رأسهم كبار القرية.
,
, لحظات دقائق ساعات قبل أن يجتمع الرجال في مجلس عمدة البلد لفض النزاع تعالت صيحات الجميع
, - دا جتيل من عيلة المنشاوي
, - يبجي ابن اخت المنشاوي الكبير
, - اكدة هياخدوا تارهم من عيلة الرشيد
, - ايوة طبعا ما حسان كتب اسم الشريف على الأرض بدمه
, صوت صدمة قوية من عصا العمدة الضخمة صفعت الأرض بعنف لتتوقف الاقاويل من هنا وهناك صدح صوت العمدة حادا عنيفا:.
,
, - بس ما عايزش اسمع صوت واصل لحد ما يجي كبير عيلة الشريف وكبير عيلة المنشاوب ونشوف ايه هيحصل
, لحظات ودخل رجل تقريبا في نهاية السبعينيات من عمره جسده ضخم شعره ابيض خفيف ملامحه مجعدة قاسية يستند على عصا ابانوس من الخشب جواره ولده البكري، ليقف العمدة سريعا يرحب به:
, - يا اهلا بالحج وهدان المنشاوي اتفضل يا حج اجعد.
,
, جلس وهدان بوقار يستند بكفيه على رأس عصاه يناظر الجميع في هدوء لم تمر سوي دقائق ودخل رجل طويل القامة عيناه سوداء لامعة بوقار، شعره أغلبه أبيض كالفضة يتخلله بعض الشعر الاسود، بجلبابه الاسود لا شال ولا عمامة فقط جلباب اسود، دخل يحيهم بهدوء:
, - مساء الخير
, قام العمدة مرة أخري يحيه بهدوء:
, - اهلا اهلا يا داكتور رشيد اتفضل اجعد
, جلس رشيد مقابلا لهم ليبدأ العمدة كلامه:.
,
, - دلوجت يا دكتور رشيد حسان ابن اخت وهدان بيه اتجتل، واحنا كلنا عارفين إن كان في عداوة قديمة بينه وبين رحيم الشريف ابن عمتك المرحومة، دا غير اننا لجينا اسم الشريف على الأرض جنب حسان، احنا طبعا ما هندخلش الحكومة ما بينا، بس التار يا كبرات العيلة ما عيزنهاش حرب ددمم بين الشباب الصغار
, قاطعتهم رشيد حين هب واقفا يصيح بحدة في حزم:.
,
, - رحيم دا أنا ما اعرفش عنه حاجة ومن زمان وهو شارد برة العيلة وامه **** يرحمها اتبرت منه قبل ما تموت بسبب عمايله الشين، ليه دلوقتي نشيل مصيبته، ما نبلغ عنه أن هو اللي عملها والبوليس يتصرف معاه
, وقف العمدة سريعا يحاول تهدئه رشيد:
, - رحيم اللي عامل زي الزيبق وما حدش بيعرف يشوفه الحكومة هتلاجيه، دا مش الحل يا داكتور، احنا لازم نعمل صلح
, هدأت أنفاس رشيد ليحرك رأسه إيجابا يهتف بهدوء:.
,
, - إذا كان كدة ماشي، تقبلوا كام دية يا عيلة المنشاوي
, هب ذلك الرجل المجاور لكبير المنشاوي وقف يصيح غاضبا:
, - احنا ما هنقبلش الدية يا كبير عيلة الشريف
, اقترب رشيد منه تهجمت ملامحه يصيح بحدة - اومال عايز ايه يعني، اروح اصحيلك الميت، استغفر **** العظيم يا رب
, تدخل العمدة سريعا يقف بين الرجلين ليهتف مهدئا الأجواء:.
,
, - اهدوا بس يا جماعة الموضوع ما يتحلش اكدة، أنا رأيي النسب بين العيلتين هيحل الخلاف ويوقف بحر الدم، يعني واحد من عيلة المنشاوي يتجوز بتك يا دكتور رشيد
, انتفض رشيد كمن لدغة عقرب يصرخ بحدة غصبا:
, - بنت ميين دا أنا بنتي عيلة عندها 15 سنة أنا مش هجوزها في السن دا ابداا، عايزينها حرب ددمم أنا مستعد بس بنتي لاء٣ نقطة
, جذب العمدة رشيد من يده سريعا بعيدا عن الجمع يهمس له بقلق:.
,
, - يا رشيد يا ولدي اللي هتعمله دا ما ينفعش، حرب الدم هيموت فيها ناس كتير مالهمش ذنب، اعرض عليهم طيب إن ولدك هو اللي يتجوز واحدة من بناتهم يمكن يوافجوا
, قطب رشيد جبينه يفكر جاسر، يتجوز احدي بنات تلك العائلة فكرة راقت له كثيرا جاسر دائما يتهرب من موضوع الزواج سيضمن بذلك الحل ان يتزوج جاسر وإن تنتهي الحرب بين العائلتين قبل أن تبدأ من الأساس.
,
, حرك رأسه ايجابا ليتجه إلى الجمع وقف امام وهدان كبير العائلة يهتف في هدوء:
, - أنا موافق يا حج، وبطلب ايد اي بنت من عيلتكوا لولدي الباشمهندس جاسر موافق
, لحظات صمت من ناحية الجميع ليحرك وهدان رأسه إيجابا بهدوء يغمغم بكملة واحدة:
, - موافق
, اتسعت عيني ابنه يصيح غاضبا:
, - يا ابوي٣ نقطة
, رماه وهدان بنظرة حادة ليبتلع باقي كلماته يزفر بغيظ، قام وهدان منهيا المجلس:.
,
, - الموضوع خلاص انفض، بقي بيتي وبين الدكتور نسب ما عايزش حوار التار يتفتح تاني واصل
, خرج وهدان بصحبة ولده، متجهين إلى منزله التفت ماهر إلى أبيه يهمس بغيظ:
, - ازاي يا ابوي توافج على اكدة..
, نظر وهدان لولده يبتسم في خبث دفين يهمس بمكر:
, - واحنا هنكدبوا الكدبة ونصدقوها ولا ايه ايش حال أنك جاتل حسان بيدك، وناقش اسم الشريف عشان نلبسها فيهم
, ابتسم ماهر ابتسامة شيطانية واسعة يتمتم بمكر:.
,
, - **** يجحمه حسان قال إيه جاي يطالب بورثه وبيهددني ولد المركوب، بس دلوقت يا ابوي ما عندناش بنات في العيلة غير بنت اخويا عز الدين
, مرة أخري عادت الابتسامة الماكرة تشق شفتي وهدان ليهمس في خبث:
, - لاء فيه مايا بت اختك مايا اللي ماتت
, اتسعت عيني ماهر بصدمة ليصيح سريعا:
, - مايا يا ابوي، دا أنا اتصلت باخوها من يومين اخبره يجيبها اهنه زي ما طلبت، زعق في وشي لو كان طالني كان جتنلي..
,
, اتجه مندور ناحية سيارته يستقل مقعدها الخلفي يتمتم في مكر:
, - المرة دي أني هعرف زين كيف اجيبهم لحد عندي.
,
, انهي عمله مع العمال اخيرا انتهي يوم طويل شاق في العمل في تلك الأرض الزراعية التابعة لعائلتهم، استقل سيارته سيقضي اليلة في منزل عمته، وفي الغد سيسافر إلى قريتهم اشتاق لاخته الصغري كثيرا، في الطريق جق هاتفه نظر إلى المتصل ليتنهد حانقا فتح مكبر الصوت يلقي الهاتف على مقدمة السيارة يهتف في ملل:
, - ايوة يا شاهي خير
, لحظات وسمع صوت انثوي ناعم تهمس بدلال:
, - وحشتني يا جاسر مش ناوي تيجي بقي أنا ما وحشتكش.
,
, تنهد بغيظ ليهتف ببرود:
, - أنا كنت عندك من يومين يا شاهي مش شغلانة هي
, ما هي الا لحظة سمع صوتها تنتحب باكية كأنها في عزاء شخص عزيز عليها:
, - إنت بتعاملني كدا ليه يا جاسر أنا ذنبي ايه هاا، هو أنا اللي غلطت ولا أنت كل دا عشان بقولك وحشتني
, تنهد ضجرا نفس الاسطوانة تعاد كل يوم تقريبا نعم هو أخطأ ولكنه صحح ذلك الخطأ، أوقف سيارته في حديقة منزل خالد ليهتف بملل:.
,
, - خلاص يا شاهي أنا آسف هكون عندك في أقرب فرصة يا حبيبتي
, صاحت بسعادة:
, - بجد يا جاسر **** يخليك ليا يا رب
, تنهد بنفاذ صبر ليغلق مكبر الصوت وضع الهاتف على إذنه يهتف بضجر:
, - طب يا شاهي أنا هقفل دلوقتي عشان داخل
, على لجنة، سلام
, لم يعطيها فرصة للرد بل سريعا أغلق الخط وضع الهاتف في جيب سرواله ليتجه إلى داخل المنزل، وجد الجميع في غرفة الصالون يبتناولون الحلوي ليصيح يجيد تمثيله:
, - خووووونه بتاكلوا بسبوسة من غيري.
,
, اتجه ناحيتهم ليرتمي بجسده جوار زيدان الذي يحاول الا ينظر ناحية لينا الجالسة جوار أبيها
, التقط طبق الحلوي من يد زيدان ياكل منه بنهم:
, - أنا أنك بتحب البندق مش البسوسة
, غمز له بطرف عينيه بمكر ليتجهم وجه زيدان حانقا من ذلك الفتي، لا يصدق اخيرا أن خطتهم سارت على خير ما يرام لينا بالفعل صدقت أن معاذ كان فقط يتسلي بها، وها هو الآن سيسعي بكل السبل ليحاول التقرب منها.
,
, ليأتي ذلك الاحمق يضايقه، ولكن ذلك الأحمق كما يدعوه دوما هو الوحيد القادر على رسمة البسمة على شفتي حبيبته، لذلك اقترب برأسه منه يهمس بغيظ:
, - إنت يا عم ااطفس لينا متضايقة، قول اي نكتة لعبة اي حاجة تضحكها
, نظر جاسر له وفمه محشو بقطع البسبوسة ابتسم في خبث يحرك رأسه إيجابا بلع ما في فمه ليهتف بصوت عالي:
, - بقولكوا ايه ما بدل الصمت دا تعالوا نلعب أفلام
, ابتسم خالد في مكر ليحرك رأسه إيجابا يؤيد الفكرة:.
,
, - فكرة حلوة وأنا اللي هبدا
, تحمس الشباب اعتدلت لينا جالسة جوار والدها ليحرك يده إلى الخلف ليصيح الشباب معا:
, - فيلم قديم
, حرك رأسه إيجابا يبتسم في مكر، ليرفع سبابته فقط فصاحوا جميعا مرة اخري:
, - كلمة واحدة
, ابتسم في اتساع ليشير ناحية جاسر فقط دون أن يفعل شئ آخر لتهتف لينا سريعا:
, - اخ، اخويا، رجل٣ نقطة
, حرك خالد رأسه نفيا ليكمل زيدان:
, - الغبي العبيط
, نظر له جاسر بحدة ليضحك خالد يحرك رأسه نفيا ليهتف جاسر بفخر:.
,
, - العبقري، الجينيس
, مرة أخري عاد يهز رأسه نفيا وقف من مكانه يمسك يد زوجته متجها بها إلى اعلي التفت لهم يهتف باستمتاع:
, - فيلم العار!
, اصفر وجه جاسر من الصدمة بينما انفجر الحاضرين ضاحكين عليه.
,
, على صعيد آخر كان الحزن يخيم على تالا على فراش كبير احتضنت طفلتيها لم ترد ابعداهما عنها ابدا بعد الآن يكف خطاها في الماضي لن تكرره نظرت للفاتين يغطان في نوم عميق، لتدمع عينيها حزنا مالت تقبل جبين كل منهن تهمس بألم:
, - سامحوني أنا آسفة.
,
, يحترق قلبها يشتعل ألما هي لا تزال تحب ذلك الحامض لا تعرف كيف يطلقها بتلك البساطة، مسحت دموعها سريعا حين سمعت صوت دقات على باب منزلهم قطبت جبينها من الممكن أن يكون خالد ولكن لما يأتي في تلك الساعة المتأخرة، ارتدت مئزر قطني فوق ملابسها لتتجه إلى خارج الشقة نظرت من تلك الفتحة الصغيرة التي تتوسط باب المنزل لم تري سوي الظلام، اقتربت من الباب تهمس بقلق:
, - مين، مين برة.
,
, لم تلاقي اي رد بلعت لعابها بتوتر لتفتح الباب فقط فتحة صغيرة شهقت بعنف حين شعرت باحدهم يدفع الباب لترتد إلى الخلف ويظهر هو عمر ينظر لها كطفل ضائع دون سابق إنذار القي بجسده عليها يعانقها بعنف كطفل ضائع وجد امه اخيرا.

الجزء السادس عشر


للحظات طويلة ظلت متجمدة صلبة كأنها قطعة من صخر صلب أصم وهو يضم جسدها له يدفن رأسه بين كتفها وعنقها كطفل صغير ضائع ينشد الأمان، رفعت يديها تحيط جسده بها لتتسع عينيها على آخرهما حين تبخر كالسراب من امام عينيها نظرت حولها بلهفة تبحث عنه لتصيح بصوتها كله:
, - عممممرررر.
,
, فتحت عينيها فجاءة تلهث بعنف تصببا عرقا تغرق فيه، بلعت لعابها الجاف تحاول التقاط أنفاسها المسلوبة، قلبها يطرق كطبول حرب دقها المحاربون بعنف يعلنون قدم غارة من العشق المؤلم، انتصفت تستند على مرفقيها لتجلس على الفراش تلهث بعنف، نظرت جوارها لتجد فقط سارة هي النائمة ولا أثر لسارين، غص قلبها ألما لتنهض من فراشها سريعا تبحث عن طفلتها، خرجت من الغرفة تبحث هنا وهناك، إلى ان جذبها ضوء الشرفة المضاء ذهبت ناحيته تمشي بهدوء لتجد سارين تجلس هناك على مقعد صغير ترفع قدميها تسندهما إلى صدرها تستند برأسها على حافة الشرفة تنظر لظلام الليل شاردة حزينة، اقتربت تالا منها حمحمت ترسم ابتسامة صغيرة على شفتيها لتلتفت سارين لها، جذبت تالا المقعد الآخر تضعه مقابل لابنتها جلست أمامها تسألها برفق:.
,
, - قاعدة هنا ليه يا حبيبتي
, ابتسمت بشحوب تحرك رأسها نفيا تتمتم شاردة:
, - ابدا يا ماما، ما جاليش نوم البيت قولت اقعد هنا شوية وهدخل أنام
, مدت تالا يدها تربت بها على وجه طفلتها برفق ابتسمت لها بشحوب لتتمتم بندم:
, - أنتِ زعلانة مني يا سارين، أنا
, قاطعتها حين امسكت كف يد والدتها المنبسط على وجنتها تبتسم لها برفق يكسو الألم نبرة صوتها:
, - لا يا ماما على الاقل أنتي اخترتينا ما اتخلتيش عنا عكس بابا.
,
, انسابت الدموع من عيني تالا لتحاوط وجهه ابنتيها بكفيها تهمس لها بارتعاش:
, - بابا مش وحش يا سارين صدقيني هو بيحبكوا اوي هو بس السكينة سرقاه وهيرجعلكوا تاني
, نظرت سارين لعيني والدتها الباكية لحظات من الصمت لا يسمع سوي صوت أنفاسهم لتفجائها قائلة:
, - طب وانتي هيرجعلك تاني
, اتسعت عيني تالا قليلا من كلمات ابنتها لتبعد يديها تمسح دموعها بقوة تحرك رأسها نفيا بكبرياء قالت:.
,
, - حتى لو رجع يا سارين أنا مش هرجعله، باباكي باع الحب والعشرة اللي بينا بالرخيص أوي
, ابتسمت برفق لتقترب بالمقعد تجلس جوار ابنتها تعانقه بحنو تقبل قمة رأسها:
, - أنا مش عايزة في الدنيا دي غيرك انتي وسارة، هو صحيح عمك خالد مش هيسيبنا بس لازم يكون في ددمم أنا معايا شهادات وكورسات كبيرة ومن بكرة هنزل اشوف شغل، هعوضكوا عن كل اللي فات.
,
, وقف في شرفة منزله يمتص سيجارته بعنف واحدة تليها الثانية والثالثة لم يعد العدد يهم يحرق عقله لا سجائره حائر مشتت ضائع هو فعل الصواب أم خدعه الخطأ بستار الصواب الزائف، القي سيجارته ارضا يدهسها بحذائه بقسوة ليمرر يده في خصلات شعره يشد عليها بعنف يصارع عقله وقلبه معا:.
,
, - أنا غلط، لاء صح، هي اللي طلبت الطلاق، أنا اصلا ما كنتش مبسوط معاها، مش دي تالا اللي أنا حبيتها، بس البنات هيكرهوني، من امتي أصلا وهي بتسحملي ابقي قريب من البنات على طول بعداهم عني، تقولي أنا هربيهم وادي آخرة تربيتها
, وبعدين هي ما تقدرش تمنعني اشوف بناتي
, زفر بقوة يمسح وجهه بكف يده ليتحرك إلى غرقة نومه، خلع حذائه ليلقي بجسده على الفراش يبتسم في سخرية يكمل صراعه المبتذل:.
,
, - وخالد جاي عاملي فيها كبير العيلة فاكرني لسه عمر العيل الصغير اللي بيقوله حاضر يا أبيه٣ نقطة
, اخرج هاتفه من جيب سرواله يعيد فتحه من جديد ليجد مئات المكالمات والرسائل من ناردين، لم تمض ِ سوي لحظات وجد هاتفه يدق برقمها فتح الخط يضع الهاتف على إذنه ليسمعها تصيح متلهفة:
, - عمر إنت كويس يا حبيبي، ايه حصل في المطعم وميين الواد والبنت دول وانت فين بتصل بيك من بدري موبايلك مقفول.
,
, والكثير والكثير من الاسئلة المتلهفة الخائفة والاجابة الصمت من تجاهه، ليتحدث اخيرا يقاطع سيل كلامها الغير منقطع:
, - أنا طلقت تالا يا ناردين
, سمع شهقتها المذهولة مما قال لتهتف سريعا بمسكنة افعي سامة:
, - طلقتها، يا حبيبي يا عمر اكيد تعبان ومخنوق دي عشرة بردوا، حبيبي ابعتلي العنوان وأنا اجيلك حالا
, ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه وقلبه يدق في دوامة من العشق المخادع الزائف حرك رأسه نفيا كأنها تراه ليهمس بخمول:.
,
, - لا يا حبيبتي مش عايزة، أنا اصلا هنام، اشوفك الصبح في الشركة، تصبحي على خير
, سمع صوتها اللعوب تهمس بنعومة دافئة:
, - وأنت من أهله يا بيبي، خد بالك من نفسك
, هتوحشني لحد بكرة باااي.
,
, اغلق معها ليعقد يسراه خلف رأسه يستند عليها بينما يمناه تعبث في الهاتف بشرود اخذته يداه إلى ملف الصور الخاص به ارتفع جانب فمه بابتسامة شاحبة، حين وقعت عينيه على صور ابنتيه حينما كانا فقط ***** تنهد حائرا ليغلق الهاتف يلقي جواره على الفراش إلى النوم يذهب.
,
, كانت فقط السادسة صباحا نسيم الهواء البارد كطير حر شارد من هنا لهناك، يركض يحلق يغتنم فرصته القليلة قبل أن تصحو الشمس، حلق جوار بعض الاشجار ليتجه ناحيتها هي تلك الفتاة الجالسة في حديقة منزلهم شاردة حزينة اقترب النسيم منها يحرك خصلات شعرها البندقية برفق كأنه يربت عليها يواسيها، ابتسمت بشحوب، ترتكز عينيها مع حركة اوراق الشجر حزينة على حالها حبها الاول خدعة وهي كالبلهاء صدقتها، ولكن ما يحيرها حقا بأنها ليست حزينة بالقدر الكافي، تحب معاذ ولكن بعدها عنه لم يؤذيها بقدر ما توقعت، أما أن حبه لم يصل إلى أعماق قلبها، او أنها لا تملك ادني مشاعر لتحب او تكره.
,
, بالقرب منها عند تلك الشرفة خلفه غرفته دق منبه الخاص عند السادسة صباحا ليهب من فراشه، يتمطي بجسده بنشاط يحب الاستيقاظ باكرا يكره الليل بارد صامت مخيف، هو ونسيم الفجر اعز اصدقاء حتى صمته آمن دافئ مريح، خرج إلى الشرفة يود أن يأخذ نفسا قويا يشبع رئتيه من اكسير الحياة الخاص بها لتتسع عينيه حين رآها تجلس هناك، يعرفها بل يحفظها تكره الاستيقاظ باكرا لما صحوت الآن، تشجع حان دوره ليأخذ الخطوة التالية إلى المرحاض سريعا اغتسل ليخرج يركض يرتدي زي رياضي مريح يضع عطره بغزارة، فتح باب غرفته ليركض إلى الخارج بتلهف يحاول أن يتحرك بخفة حتى لا يزعج أحدهم، وقف عند باب الفيلا من الداخل ليقف يستعيد أنفاسه التي سلبتها بندقة قلبه، رسم قناع الجد والهدوء ليفتح الباب ويخرج، مشي ناحيتها في هدوئ عكس تماما دقات قلبه التي تقيم احتفال في الداخل، وقف بالقرب منها يحمحم بخفوت حتى لا يفزعها ليجدها تلتفت برأسها ناحيته سريعا تسمح دموعها المتساقطة، جذب المقعد المقابل لها جلس عليه يبتسم برفق مردفا:.
,
, - صباح الخير، مش عادتك يعني تصحي بدري
, لاحظ انكماشها في كرسيها قلقا منه ليتنهد يآسا مد يده يلتقط مسدسه الخاص من غمده يمده إليها، اتسعت عينيها متفاجاءة تنظر له بذهول ليرفع كتفيه يردف ببساطة:
, - خديه أنا عملتلك زمان تضربي بيه، لو حسيتي إني ممكن آذيكي، رصاصة هتخلص كل حاجة، خديه
, بتردد ظاهر مدت يدها تلتقط منه سلاحه تضعه على الطاولة جوارها، لتراه يبتسم في هدوء يردف قائلا:.
,
, - صحيح الخطوبة أمتي، كنتي بتقولي لخالي فاضي امتي عشان معاذ تقريبا صح يجي يتقدم
, ارتفعت حاجبيها بذهول لتسبل عينيها تنظر له وهو فقط يبتسم دون أكثر، لتشيح بوجهها بعيدا عنه غاضبة منه لما يبتسم بتلك الطريقة قطبت جبينها تهمس مغتاظة:
, - مش هيجي أنا خلاص مش عيزاه، مش عايزة اتجوز خالص، غريب اوي رد فعلك ايه السعادة دي
, اجفلت حين شعرت به يقترب بجسده من الطاولة استند بمرفقيه على سطحها يبتسم برفق:.
,
, - أنا آه صحيح بحبك وعمري ما هبطل أحبك، بس أهم حاجة عندي أنك تكوني مبسوطة صدقيني أنا بحس بسعادة بس لما بشوفك مبسوطة
, اتسعت عينيها بدهشة من كلامه الغير عقلاني بالمرة لتلتفت له سريعا تسأله بذهول:
, - مش فاهمة حاجة ازاي تبقي سعيد لو شوفتني سعيدة مع واحد غيرك
, تنهيدة حارة طويلة خرجت من بين ثنايا قلبه المثقل بقيود العشق ابتسم بألم كور قبضته يربط على صدره موضع قلبه بقوة مردفا:.
,
, - They are the laws of love, my Nut
, ( أنها قوانين العشق يا بندقتي )
, اختفت ابتسامتها تبلع لعابها متوترة من كلامه شعور غريب يغزو كيانها الحائر٣ نقطة
,
, على مقربة منهم يقف أمام مرآه الزينة الخاصة به يضع من عطره الخاص عدل من تلابيب قميصه دون رابطة عنق، نظر لها من خلال المرآه لترتسم ابتسامة واسعة سعيدة على شفتيه، يتذكر كيف احتوته بالأمس كما تفعل دائما، بين ذراعيها يلقي كل ما به من هموم وهي تحتويه تشد من ازره تجد له حلول ربما لم تخطر على باله لتنتهي ليلتهم بأن يتحول حزنه فجاءة إلى وقاحة خاصة تتفجر على السطح من العدم.
,
, Flash back
, أخذ وصعد إلى غرفتهم ليرمي نفسه بين ذراعيها يضع رأسه على كتفها يبوح لها بما حدث في يومه كاملا، ليسمعها تشهق مرتعدة:
, - كل دا حصل النهاردة، عمر طلق تالا، وسارة وحسام إيه كل دا، طب أنت هتعمل ايه مع عمر، وتالا ليه ما جبتهمش هنا
, دفن رأسه بين ذراعيها كأنه *** صغير بين ذراعي والدته يشد من احتضانها يهمس متوعدا:.
,
, - هربيه من اول وجديد، وأنا عارف ايه الصح لتالا وبناتهما، سيبك بقي من كل الناس دي أنا تعبان خديني في حضنك
, انتصفت جالسة بصعوبة من ثقل جسده لترفع يدها تغوص بها بين خصلات شعره تمسدها برفق باصابعها تهمس له بحنو:
, - بعد الشر عنك من التعب، نام يا حبيبي.
,
, لحظات طويلة ويدها تسرح خصلاته برفق تشعر بأنفاسه المنتظمة يبدو أنه غط في نوم عميق، حاول ازاحته لتستلقي جواره لينزاح بسهولة لم تتوقعها تماما، جذبت الغطاء تدثره به جيدا لتقبل جبينه تربط على وجهه برفق اولته ظهرها ما أن وضعت رأسها على الوسادة شعرت بحركة غريبة على طول ذراعها التفتت سريعا لتجده يغط في نوم عميق بلعت لعابها خائفة مما حدث لتعاود النوم من جديد، لتسمع صوت اجش مخيف يهمس من خلفها:.
,
, - بسبوسة، بسبوسة
, اتسعت عينيها ذعرا لتهب جالسة تنظر حولها بخوف، قربت وجهها منه تنظر له بشك تحرك يدها امام وجهه ملامحه مسترخية هادئة بشكل برئ، بلعت لعابها قلقة، لتقترب من خالد تندث بين ذراعيه تهمس بخوف:
, - أنا مش خايفة على فكرة أنا ما بعرفش برا حضنك، كويس أنك نايم
, ما إن أغمضت عينيها سمعت صوته جوار أذنيها يهمس له بخبث:
, - بس أنا مش نايم يا بسبوسة٣ نقطة
,
, رفعت وجهها تقطب جبينها غاضبة لتكور قبضتها تصدمها بصدره بخفة تهمس في غيظ:
, - مش هتبطل رخامة صرعتني
, احتلت القسوة الزائفة ملامحه ليهب ممسكا بكفيها ابتسم يغمغم في خبث:
, - بتمدي يدك على جوزك يا بنت المستخبي، وتقوليلي اقول لابويا ايه، أنا اقولك تقوليله إيه
, اتسعت عينيها بذهول تشير لنفسها تحرك رأسها نفيا تتمتم سريعا بدهشة:
, - و**** ما قولت كدة
, ضحك في خبث ليمد يده تجاه اضاء الغرفة الصغيرة يغلقها يتمتم في مكر:.
,
, - لاء انتي قولتي بس ناسية، هو دا عيب البسبوسة
, Back.
,
, عاد من شروده ليضحك بخفة اقترب منها يقبل جبينها يمسد على شعرها بحنو، خرج من الغرفة متجها إلى الحديقة، ليجد زيدان يجلس على المقعد المقابل لابنته يتحدثان باندماج رفع حاجبه الأيسر متهكما يهمس في نفسه ساخرا:
, - الصايع مديها المسدس تحطه جنبها قال ايه زيادة أمان، التربية الزبالة دي أنا عارفها
, اقترب منهم يحمحم بصوته الاجش، ليجفلا معا على صوته، قامت لينا سريعا تقبل وجنة والدها تهمس له بخفوت:.
,
, - صباح الخير يا بابا
, ابتسم يحرك يده على رأسها يبعثر خصلات شعرها:
, - صباح الفل يا حبيبتي
, هب زيدان سريعا حمحم بجدية يردف بعملية:
, - هغير هدومي حالا ونروح أنا على الإدارة
, حرك رأسه نفيا لف ذراعيه حول كتف لينا يبتسم لها موجها حديثه لزيدان:
, - لاء أنا رايح الشركة النهاردة، خليك إنت وابقي وصل لينا جامعتها٣ نقطة
,
, ابتسم باتساع للحظات ليخفي ابتسامته سريعا يحرك رأسه إيجابا بهدوء تام، رحل خالد ليذهب كل منهما إلى غرفته يبدل ملابسه للذهاب للجامعة ربما!
,
, مرت ثلاث ساعات على الاقل، فئ منزل على قرابة التاسعة والنصف سمعت لبني دقات خافتة على باب منزلهم، اتجهت لتفتحه لتمعتض قسمات وجهها غيظا تلك الفتاة الوقحة خطيبة ولدها المستقبلية تقف أمامها تبتسم ببراءة، ترتدي فستان باهظ الثمن من احدث الاصدارات الصيفية الجديدة بلا اكمام بالكاد يغطي كتفيها، بالكاد يصل إلى ركبتيها يلتصق بها كجلد ثاني، اجفلت من تقيمها على صوت الفتاة تهمس ببراءة:.
,
, - صباح الخير يا انطي عثمان موجود
, ابتسمت لبني في اصفرار تحرك رأسها إيجابا افسحت المجال لتدخل ليلا إلى الداخل قابلت على في طريقها يجلس كعادته على تلك الأريكة يحتسي فنجان قهوته الخاصة يتصفح الجريدة، ابتسمت تلوح له:
, - صباح الخير يا انكل
, ابعد على الجريدة عن وجهه ينظر لها لتمعتض قسماته في ضيق الا يمكن لتلك الفتاة أن ترتدي شيئا يغطيها على الأقل سامحك **** يا عثمان، ابتسم لها مجاملا يحرك رأسه إيجابا:.
,
, - صباح الخير يا حبيبتي، اقعدي واقفة ليه، لبني صحي عثمان، ولا اقولك حضري الفطار أنا هروح اصحيه
, قام من مكانه متجها إلى غرفة ابنه فتح بابها ليدخل إلى ظلام الغرفة اتجه ناحية الشرفة يفتحها بعنف ليسمع صوت تأفف ابنه الحاد كأنه مصاص دماء تعرض للشمس للتو فحرقته حيا:
, - ماما اقفلي الزفت دا عايز أنام
, ابتسم على ساخرا يعقد ذراعيه أمام صدره يغمغم في تهكم:
, - أنا مش ماما يا حبيب ماما٣ نقطة
,
, صوت والده انتشله من بئر احلامه الخاص، فتح عينيه بصعوبة يمسد وجهه بكف يده يتثآب بقوة، انتصف جالسا يتمط عظام جسده المتيبسة يغمغم ناعسا:
, - صباح الخير يا بابا، غريبة يعني أول مرة تصحيني
, اقترب على من فراش ابنه ينظر له بصمت للحظات ليتنهد بضيق، اتجه يجلس على حافة الفراش جواره يردف قائلا:
, - خطيبتك برة، بص يا ابني أنا ماليش اني اتدخل بس لبس خطيبتك ملفت أوي ومفتح بشكل وحش، مش كدة يا ابني احنا مش عايشين برة٣ نقطة
,
, قلب عثمان عينيه بملل هل يظن والده حقا انه سيسمح لتلك الفتاة أن تصبح زوجة له هي فقط تسلية لبعض الوقت وما أن يحصل على ما يريد سيلقيها كغيرها، نظر لوالده يبتسم له في هدوء:
, - حاضر يا بابا أوعدك اني هتكلم معاها في الموضوع دا.
,
, ابتسم على برضا ليخرج من الغرفة التقط مفاتيح سيارته متجها إلى خارج المنزل، جلست ليلا في غرفة الصالون بمفردها لبني في المطبخ وعلى رحل، ابتسمت بخبث تلتقط تلك الحقيبة الصغيرة التي احضرتها معها متجهه تبحث عن غرفة عثمان، ابتسمت ما أن رأته يجلس على فراشه، لتدق الباب المفتوح تخفض عينيها باستحياء، اتسعت ابتسامته يهتف لها بعشق:
, - القمر بنفسه واقف على باب اوضتي، يا أما القمر على الباب نور قناديله.
,
, ضحكت بخفوت خجلة! من غزله الظريف، لتخطو إلى الداخل، تمشي باغواء كمهرة أصيلة تركض في حلبة السباق، اقتربت منه تجلس على حافة فراشه تهمس بخفوت:
, - صباح الخير يا عثمان
, ابتسم في مكر ليقترب منها مال يقبل وجنتها لتشهق بنعومة اصابتها الصدمة مما فعل لتسمعه يضحك باستمتاع:
, - ايه يا ليلتي ليه الكسوف، دا انتي هتبقي مراتي
, حركت رأسها إيجابا ترتب خصلات شعرها بارتباك لتنظر له تهمس فجاءة بتلهف:.
,
, - صحيح أنا عرفت من النادي صدفة يعني أن عندك بطولة سبق في الخيل بعد مدة دا صحيح
, حرك رأسه إيجابا اشار إلى نفسه يكملا مزهوا بحاله:
, - صحيح بس ما تقلقيش دا أنا الصياد يعني أنا اللي هكسب من غير منافس
, ابتسمت له تلمع عينيها بفخر رآه جيدا لتحرك رأسها إيجابا تهمس له بسعادة وهي تفتح تلك الحقيبة تخرج منها زجاجة ما:.
,
, - طبعا يا حبيبي، مش عايزة كلام، صحيح أنا سمعت أن عصير البرتقال مفيد جدا للرياضين جبتلك معايا عملاه بايدي
, فتحت الزجاجة تمدها له ليلتقط منها يبتسم لها في مكر تعرفه جيدا، رفع الزجاجة لفمه يرتشف منها وهي تراقبه تبتسم في سعادة ظاهرة وخبث افعي داخلا تهمس مع نفسها بتشفي:
, - اشرب يا عثمان، أنت لسه هتشرب.
,
, دون أن تتجه إلى مكتب السكرتيرة مشت بخطواتها المتغجنة كغانية محترفة ناحية مكتب عمر دون حتى أن تطرق الباب فتحته تصيح بتلهف:
, - عمر يا موري
, التفت الجالس على المكتب بكرسيه ينظر لها يبتسم في سخرية ليصفر وجهها من وقع الصدمة من ذلك الرجل الجالس مكان فريستها حمحمت بخفوت تهمس له باسف:
, - ااا، أنا آسفة واضح اني اتغلبطت في المكتب.
,
, اتسعت ابتسامة الجالس بشموخ على كرسيه ليتحرك من مكانه متجها إليها وقف أمامها يدس يديه في جيبي بنطاله يبتسم في خبث مردفا:
, - لا ابدا ما اتغلطبتيش ولا حاجة، خالد السويسي صاحب الشركة، تقريبا لو ما تخونيش الذاكرة مدام ناردين مندوب شركة السياحة.
,
, حركت رأسها ايجابا بارتباك تبلع لعابها الجاف ليشير لها إلى أحد المقاعد المجاورة للمكتب تحركت تجلس مكانها ليأخذ مكانه في المقعد المقابل له لحظات صمت خائفة ترتعد في نفسها أن يكون ذاك الرجل الذي سمعت عنه الكثير اكتشف حقيقتها، بينما هو يتفحصها بنظراته اسند مرفقه الايمن على سطح مكتبه يحرك سبابته وابهامه أسفل ذقنه يبتسم في مكر:
, - قالولي أن مندوبة شركة السياحة حلوة بس واضح انهم بيكذبوا.
,
, وكأي انثي شعرت بأحد ما يقلل من انوثتها نظرت له بشراسة لتشير إلى نفسها تشد على اسنانها تهمس بغيظ:
, - قصدك أن أنا مش حلوة
, ارتفع جانب فمه بابتسامة قاسية باردة حرك رأسه نفيا يهمس بخبث:
, - تؤ مش حلوة بس، حلوة أوي
, اتسعت عينيها في ذهول أهذا هو مالك الشركة القاسي المخيف الذي يخشي الجميع التحدث معه يجلس امامها يغازلها يبدو أن حسنها الفتاك فتت صخور ذلك القاسي ضحكت بنعومة تضع يدها امام فمها في خجل زائف مردفة:.
,
, - اعتبر دي مجاملة يا مستر خالد
, غمز لها بطرف عينه اليسري ليجلس باسترخاء واضعا ساقا فوق اخري يغمغم بمكر:
, - تؤ خالد السويسي ما بيجاملش.
,
, في تلك الاثناء خارج غرفة المكتب وصل عمر متأنقا كعادته وصل إلي مكتب السكرتيرة فتحت فمها تود التحدث لتعاود إغلاقه من جديد متذكرة حديث خالد أن يسمح لها بدخول ناردين وعمر دون حتى أن تخبرهم بأن أحد في الداخل، فتح عمر الباب خطي خطوة واحدة ليقطب جبينه متعجبا من وجود اخيه حمحم يهتف بذهول:
, - خالد إنت بتعمل ايه هنا
, ابتسامة واسعة ساخرة غزت شفتي خالد ينظر لاخيه متهكما ليهتف في استفزاز:.
,
, - دي شركتي ولا أنت ناسي، وتتفضل برة لحد ما اخلص اجتماعي مع مدام ناردين
, احتدت عيني عمر غضبا من تقليل اخيه منه بتلك الطريقة ليصيح محتدا بغضب:
, - ايوة بس مدام ناردين شغالة معايا أنا
, اشار خالد اليه ينظر له ساخرا يبتسم في غرور:
, - وأنت شغال عندي ولا ناسي، برة يا عمر ومرة تانية ما تدخلش من غير اذني.
,
, اشتعلت عيني عمر غضبا كور قبضته يشد عليها التفت يود المغادرة من الشركة بأكملها، حين سمع صوت أخيه يهتف في هدوء تام:
, - لو سيبت الشركة مشيت اعتبر نفسك مطرود
, اشتعلت أنفاسه غضبا ليخرج من الغرفة صافعا الباب خلفه بعنف ليبتسم خالد ساخرا الآن فقط تأكد من شكوكه من تلك النظرة النارية التي رمي بها اخيه تلك السيدة، عاود النظر إلى تلك الافعي يهمس بخبث:
, - كنا بنقول ايه بقي.
,
, على صعيد آخر، ارتدت ملابسها المكونة من سروال من الجينز اسود اللون واسع كثيرا قميص نسائي بنصف كم ابيض عليه بضع الرسومات الكارتونية، تحتضن بعض من كتبها تلقي معطفها الطبي الابيض على ذراعها الايمن، اتجهت إلى سيارته اخذت حذرها تلك المرة حتى لا تسقط، لتستقل المقعد الخلفي وهو في الأمام، نظر لها من خلال مرآه السيارة الامامية يبتسم في غموض لم تحبه، قبضت بيدها على حقيبتها هي تحمل عدة التشريح التي لم تستخدمها ابدا فيها أن سولت له لنفسه بالاقتراب منها ستغرز المشرط الخاص بها في عنقه، انطلق بالسيارة وخلفهم سيارة الحرس، لتجده يحمل جهاز اللاسلكي الخاص به يحادث الحرس:.
,
, - ارجعوا يا ابني الفيلا، خالد باشا اتصل وأنا رايحله وهو معاه حراسة
, لحظات وسمعت صوت أحد الحراس يهتف:
, - حاضر يا باشا
, نظرت بذعر من زجاج السيارة الخلفي لتجد عربة الحرس تقف ومن ثم استدارت وغادرت
, اتسعت عينيها بهلع بلعت لعابها لتعاود النظر له تهمس بارتجاف:
, - هو بابا اتصل بيك.
,
, اتسعت ابتسامته الغامضة يحرك رأسه نفيا ببطئ مخيف لتهرع دقاتها بعنف يكاد يحطم قفصها الصدري، مدت يدها سريعا تبحث في حقيبتها بذعر عن عدة التشريح الخاصة بها ليتوقف قلبها حين سمعته يهمس باستمتاع:
, - آه صحيح نسيت اقولك، أنا شيلت عدة التشريح من شنطتك.

الجزء السابع عشر


مدت يدها سريعا تبحث في حقيبتها بذعر عن عدة التشريح الخاصة بها ليتوقف قلبها حين سمعته يهمس باستمتاع:
, - آه صحيح نسيت اقولك، أنا شيلت عدة التشريح من شنطتك
, فزع، ذعر غزا اوصالها ينخر في جنبات قلبها، ارتجف جسدها بعنف اتسعت حدقتيها تنظر له بألم كأنها تترجاه الا يفعل بها ذلك، رأي حالتها تلك لحظات تقف على شفا الانهيار.
,
, ليوقف السيارة على جانب الطريق فتح « تابلو» السيارة يخرج منه علبة التشريح الصغيرة الخاصة بها، استدار بجسده يلقيها جوارها على الاريكة ليجذب مسدسه يضعه جوارها ومادية « مطوة » جذبها من جيب بنطاله اشار لتلك الاشياء ليعاود النظر اليها قائلا بهمس متألم:
, - عدة التشريح بتاعتك، المسدس بتاعي، مطوة الواد حسام كان جيبالي هدية في عيد بيقولي عشان تقلد كريم عبد العزيز في الباشا تلميذ.
,
, ابتسم بألم ركز عينيه على مقلتيها مكملا:
, - أنا عمري ما حتى افكر آذيكي، لو وقف موتي قصاد بس اني اخدش كف ايدك عندي اموت أهون، انتي ما تعرفيش انتي بالنسبة ليا إيه
, توقف جسدها الخائف عن الارتجاف ولكن دقات قلبها بدأت بالتصارع، شعور بالحزن والشفقة عليه لما يحبها لتلك الدرجة بلعت لعابها تلتقط تلك المادية تقبض عليها في كف يدها تسأله بارتباك:
, - إنت واخدني فين.
,
, نظر لكف يدها القابض على ذلك الشئ ليبتسم بلا حياة ابتسامة خاوية ليس بها سوي الألم لعدم ثقتها بها، اعاد تشغيل محرك السيارة
, ينطلق بها عبر الصحراء مردفا بهدوء:
, - هوديكي مكان هتحبيه أوي.
,
, تهدجت أنفاسها خوفا أين يأخذها، بلعت لعابها تود سؤاله او حتى أخباره انها لا ترغب في التواجد بين الناس، لتموت الكلمات على شفتيها، مدت يدها تلتقط علبة التشريح تضعها في حقيبتها، تحتفظ بتلك المادية داخل كف يدها، التقطت هاتفها بخفة تود الاتصال بوالدها تخبره بما فعل زيدان ليتوقف قلبها فزعا، هاتفها لا يلتقط اي إشارة بدأت تحرك يدها بالهاتف هنا وهناك عله يلتقط اي اشارة لتسمعه يردف في هدوء:.
,
, - ما تتعبيش نفسك الحتة اللي احنا فيها ما فيهاش اشارة موبايل، جوا شوية هتشتغل
, تنهدت قلقة حائرة تحاول إيجاد مخرج تشعر بالظمأ الشديد من شدة خوفها كأن علقم مر يسكن جوفها، لتهمس بصوت خفيض خائف:
, - أنا عطشانة
, تنهدت غيظا منها ومن حاله لما تشعره بأنه وغد دنئ يخطتفها ليغتصبها مثلا لما ذلك الذعر في نبرة صوتها، مد يده إلى المقعد المجاور له يلتقط حقيبة ورقية كبيرة يمد يده بها لها قائلا:.
,
, - عصير وماية واكل والحاجات كلها مغلفة لتفتكري أني حاطط فيهم حاجة
, ابتسمت بارتعاش تاخذ منه الحقيبة، فتحتها لتتسع عينيها بذهول كل تلك الاشياء لها هي، الحلوي التي تفضلها، عبلة متوسطة الحجم بها قطع سوشي، علب عصير الاناناس التي تحبه، كعكعة الشوكولاتة الصغيرة ( مولتن كيك )، بجانب زجاجات المياة وبعض الأطعمة المغلفة، ضيقيت عينيها بغيظ تهمس في نفسها بحنق:.
,
, - هو فاكرني فيل جايبلي الاكل دا كله، ليه يعني قصده أن أنا طفسة
, رفعت وجهها ترمقه بنظرات نارية مغتاظة لتتسع عينيه في ذهول كان يتوقع رد فعل مغاير تماما لما تنظر له بذلك الغيظ، تنهد يآسا مصيبة حياته ستصيبه بجلطة قبل أن تحبه، صب تركيزه على الطريق يود أن يصل في أسرع وقت ممكن.
,
, في شركة السويسي للمقاولات
, في مكتب عمر يجلس خارج مكتبه ينظر لبابه المغلق عاصفة من الغضب تجتاح جسده، يكور قبضته يشد عليها غاضبا يتمني لو يحترق المكتب بهم يسمع ضحكات ناردين الصاخبة تأتي من الداخل، لما تضحك ماذا يخبرها منذ مني وخالد يتحدث مع امراءة بتلك الطريقة، أليس هو عاشق زوجته مجنون لينا كما تلقبه العائلة.
,
, ساعة كاملة وهو يجلس هنا يستمع إلى ضحكاتها الرنانة يبدو أنها انسجمت للغاية مع أخيه، هب واقفا حين انفتح باب المكتب لتخرج ناردين خلفها مباشرة خالد واقفا قربها لا يفصلهم سوي خطوتين، وجد اخيه يمد يده يصافحها يبتسم بهدوء قائلا:
, - حقيقي كان لقاء لطيف مدام ناردين، اتمني يتكرر
, ابتسمت باتساع تكاد تتقافز لأعلي من سعادتها بدلا فقط من المدير وصلت لصحاب الشركة نفسه لتقول في غنج:.
,
, - اكيد مستر خالد، حضرتك هتبقي موجود تاني أمتي؟
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه ينظر لأخيه من جانب عينيه نظرة خاطفة ليشير بسبابة يسراه إلى أخيه الواقف بعيدا عنهم مردفا:
, - لاء انا ما بجبيش كتير، الشركة كلها بحسابتها وصفقاتها في أيد عمر اخويا.
,
, توترت ملامحها في حيرة كانت على وشك أن تترك عمر ولكن ما قاله ذلك الرجل جعلها تعيد حسابتها من جديد، نظرت لعمر لتجده يرمقها بنظرات نارية ساخطة بلعت لعابها تحاول تجميع اوراقها من جديد، لتبتسم لعمر بعشق اجادت تمثيله، عاودت النظر لخالد تبتسم:
, - فعلا مستر عمر شاطر جدا، طب أنا مضطرة امشي، باي مستر خالد.
,
, ودعها الدخول إلى مكتب عمر دون أن يلقي عليه نظرة واحدة، بينما اخذت ناردين طريقها إلى الخارج ليعترض عمر طريقها نظر لها غاضبا ود لو يصفعها امسك رسغ يدها يشد عليه بعنف يهمس متوعدا:
, - استنيني فئ عربيتي ما تمشيش يا ناردين
, ابتسمت بغنج تشعر بألم فظيع في رسغ يدها ومع ذلك لم تظهره فقط ابتسمت تحرك رأسها إيجابا تهمس بنعومة:
, - حاضر يا حبيبي.
,
, بلعت لعابه مرتبكا من دلال تلك المرآه على وشك أطاحة عقله ترك يدها متجها ناحية مكتبه الذي يحتله أخيه، لتنظر ناردين في أثره تبتسم في خبث عصفور في اليد أفضل من فهد أعلي الشجرة٣ نقطة
, اقتحم عمر غرفة مكتبه دون سابق إنذار صفع الباب خلفه ليقترب من مكتبه الذي يحتله خالد جالسا على كرسيه الاسود الضخم ليصيح محتدا:
, - ايه اللي جابك يا خالد وايه لزوم الشو اللي إنت عملته دا قدام مدام ناردين.
,
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد الآن فقط عرف، تلك الحية لفت شباكها جيدا حول أخيه الاحمق الساذج عرفت كيف تبث سمها في عقله، اقترب بجسده من سطح المكتب يغمغم متهكما:
, - وأنت متضايق عشان جيت ولا عشان مدام ناردين، اقعد اقعد يا عمر
, تهاوي بعنف على المقعد المجاور لمكتبه ينظر لأخيه غاضبا نظراته محتدة مغتاظة شد على أسنانه بعنف يهمس في ضيق:.
,
, - إنت ايه اللي جابك يا خالد، من امتى وأنت بتيجي الشركة آخر مرة كنت هنا من سنين لما روحنا الغرفة التجارية عشان تغير اسمها عشان خاطر عيون ست الحس
, صمت يبتلع باقي كلماته حين رن في إذنه بعنف صوت تلك الصدمة القوية من يد أخيه على سطح المكتب يليها صوت زمجرته الغاضبة:
, - عمر ما تنساش نفسك وبعدين دي شركتي اجي وقت ما أحب، ولا مش عايز حد غيرك يشتغل مع مدام ناردين.
,
, توسعت عيني عمر متوترا من جملة أخيه الأخيرة هل اكتشف علاقته بها كاد ان يرد حين اكمل خالد بهمس متلذذ خبيث:
, - بس تصدق حلوة، حلوة اوي حقيقي، بفكر اجدد فراشي ولا إيه رأيك
, هب عمر واقفا كمن لدغة عقرب يصيح محتدا:
, - يعني ايه تجدد فراشك ما ينفعش طبعا ما ينفعش دي٣ نقطة
,
, صمت يضغط على شفتيه يمنع لسانه غصبا من الاسترسال لتختفي ابتسامة خالد وشعور سئ يطرق قلبه، أخيه أخطأ مرة أخري عمر عاد كما كان واسوء قديما كان يبرر بأنه شاب طائش يحتاج لتقويم ولكن الآن ما عذره وهو رجل ناضج أب مسؤول، تجهم وجهه يصيح غاضبا:
, - دي ايه يا عمر، دخلت فراشك أنت الأول ولا تكون بتفكر تتجوزها بعد ما طلقت تالا.
,
, صحيح فكرتني تالا والبنات فين يا خالد، زمجر بها عمر بحدة يكور قبضته يصفع بها سطح المكتب بعنف يحاول تغيير الموضوع بأي شكل كان فلم يجد سوي ذلك
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي خالد عاد بظهره إلى ظهر المقعد الوثير يضع ساقا فوق اخري يغمغم في تهكم:
, - وأنت مالك ومالهم
, احتدت عيني عمر غضبا نفرت عروق رقبته يصيح بحدة:
, - يعني ايه مالي ومالهم دول بناتي ومراتي
, حرك رأسه نفيا بعنف ببطئ يبتسم ساخرا:.
,
, - تؤ طلقيتك مش مراتك وبعدين هما اصلا مش عايزينك تعرف مكانهم
, شعور مؤلم غزا قلبه حاول الا يظهر ألمه من تلك الجملة ليلتفت يريد المغادرة حين سمع صوت أخيه يهتف من خلفه:
, - صحيح يا موري مش تباركلي
, قطب عمر جبينه متعجبا من جملة أخيه ليلتفت له ينظر له مستفهما ما يقول ليتجمد جسده حين وجد خالد يحرك رأسه إيجابا يبتسم في خبث:.
,
, - هو أنا نسيت اقولك انا قررت اتجوز تالا، بنات اخويا ما ينفعش بنات اخويا يتربوا في حضن راجل غريب، أنا أولي بلحم اخويا، البنات وتالا، وبعد ما كانت مراتك هتبقي مراتي باسمي في حضن
, بتر جملته حين انقض عمر ناحيته قبض على تلابيب ملابسه يجذبه بعنف ليقف خالد امامه فقط يبتسم ساخرا ليدوي صراخ عمر الغاضب:
, - إياك يا خالد حتى تفكر في مراتي بالشكل دا٣ نقطة
,
, رفع يده يزيح كفي يد أخيه من فوق سترته يعدل من سترته بهدوء وقف أمام تلك المرآه يعدل من وضع رابطة عنقه وتلابيب سترة حلته الفخمة نظر لأخيه من خلال انعكاس المرآه يبتسم ساخرا، التفت له يضع يده على كتف اخيه يغمغم في برود:
, - هبقي اقولك عشان تيجي تشهد على العقد، سلام يا اخويا
, تحرك خطوتين ليقف مكانه التفت له يبتسم يقول ساخرا:
, - آه صحيح في حاجة نسيتها.
,
, وقبل أن ينطق بحرف شعر عمر بألم بشع من قبضة اخيه التي عرفت طريقها إلى فكه، تأوه متألما يرتد للخلف خطوتين ليكمل خالد ساخرا:
, - **** يبارك فيك يا حبيبي
, قالها ليغادر بهدوء لا يناسب تماما تلك العاصفة التي أحدثها قبل قليل.
,
, الطريق لم يكن طويلا كما توقعت فقط ساعة قضتها في تلك الألعاب على هاتفها تأكل دون أن تنتبه لما تأخذ يديها، تختلس النظرات الحذرة له بين حين وآخر لتجده يقود باندماج شديد وكأنه منفصل عن الدنيا، وقفت السيارة اخيرا بالقرب من واحة كبيرة، اوقف محرك السيارة لينظر لها يبتسم:
, - وصلنا انزلي يلا.
,
, فتح باب السيارة الخاص بها، لتجده يقف خارجا يمد يده يريد مساعدتها بلعت لعابها مرتبكة متوترة، مدت يدها تضعها في يده لتجده يرفع كفه يلثمه برفق، لحظات شعرت بدوار طفيف يحتل كيانها ليشبك أصابعه في أصابعها انزلها بحذر من السيارة ولكن رغم ذلك تعثرت في رباط حذائها كادت أن تسقطت على وجهها حين التقطها بين ذراعيه لحظات قليلة تنظر له لتري عينيه تلمع بشغف عشقها ينير سماء زرقتيه، بلعت لعابها متوترة لتقفز بعيدا عنه حين سمعت ذلك الصوت قريبا منهم.
,
, - اهلا يا زيدان نورت يا ولدي
, نظرت للقائل لتقطب جبينها متعجبة حين رأت ما يرتدي ذلك الرجل العجوز، ملابس البدو يبدو كأنه من فيلم تاريخي لتوه، رمشت بعينها متعجبة لتجده يتقدم ناحية ذلك الرجل يصافحه بود شديد، اقتربت ناحيتهم ما أن وقفت جواره وجدته يمسك بكف يدها يعرفهم ببعضهم البعض:
, - لينا بنت خالي، الشيخ عبد الرحمن كبير الواحة دي.
,
, ابتسمت له خجلة تحرك رأسها ايجابا ليبتسم لها الرجل بهدوء اراح قلبها لم تشعر تجاه ذلك الرجل بالخوف ولو للحظة تحدث الشيخ قائلا بترحاب:
, - اتفضلوا، اتفضلي يا بنتي
, ابتسمت متوترة تقبض على يد زيدان ليتفهم خوفها نظر للشيخ قائلا بهدوء:
, - اتفضل يا شيخ واحنا هنحصلك
, رحل الرجل لتجده تنزع يدها من يده تنظر له بحدة تهمس مغتاظة:
, - ممكن افهم احنا فين وجايبني هنا ليه.
,
, ابتسم يآسا يحرك رأسه نفيا يكاد يجن من مزاجها المتقلب ذاك، دس يديه في جيبي بنطاله تنهد بحرارة يقول مبتسما في حزن:.
,
, - هقولك يا ستي، لما والدي مات **** يرحمه وأنا بقلب بالصدفة في الحاجة بتاعته لقيت صور ليه مع الشيخ عبد الرحمن، كنت هموت وأوصل للراجل دا بعد بحث طويل وصلت للواحة دي، وعرفت أن والدي زمان في القرية بتاعتهم جه مجموعة بدو يسكنوا فيها بس اهل البلد ما رضيوش وطردوهم، بس والدي صعب عليه حالهم وخصوصا أن كان معاهم ستات وأطفال كتير، اشتري لهم الأرض ورخصها واستاعن بمهدسين زراعة وماية وحفرلهم بير ماية والأرض خدت صحيح وقت كبير بس بدأت تطلع زرع واستقروا وعاشوا هنا، على فكرة خالي ساهم بجزء كبير من الفلوس في الموضوع دا، دا اللي قالهولي الشيخ عبد الرحمن.
,
, نظرت للمكان حولها أرض زراعية ليست بالكبيرة بعض المحلات الصغيرة والمنازل ذات الطابق الواحد قرية صغيرة جميلة دافئة بأهلها
, انتفضت من مكانها حين شعرت بشئ غريب يلامس قدميها نظرت للأسفل لتجد جرو صغير فراءه أبيض عينيه زرقاء، انحنت تلتقطه لينبح الجروب بخفوت يمرغ وجهه بين ذراعيها لتضحك بسعادة تربط على فرائه الابيض تبتسم فرحة:
, - حلو اوي ممكن أخده لو ينفع يعني.
,
, حرك رأسه إيجابا يبتسم لها مجرد رؤيته لابتسامتها ينعش قلبا فرحا، دخل معها إلى الواحة الصغيرة لتجد بعض الفتيات يتقدمن اتجاهها، وقفت خلف زيدان تنظر لهم بقلق
, التفت لها يهمس يطمئنها برفق:
, - ما تخافيش روحي معاهم صدقيني ما حدش هيأذيكي٣ نقطة
, اقتربت منها فتاة صغيرة تقريبا في السادسة عشر على الاكثر ابتسمت لها بفرح تجذب يدها برفق خلفها:
, - تعالي تعالي.
,
, ابتسمت بارتباك تتحرك خلف الفتاة عينيها ملعقتين على زيدان ليبتسم لها يحرك رأسه إيجابا، جلس أسفل نخلة طويلة تفرش ظلالها غطاء دافئ يحجب اشعة الشمس القاسية يشاهدها تضحك مع الفتيات، ليخرج هاتفه يبدأ في تصوريها، تتحرك هنا وهناك
, ليراها تتحرك ناحية بقعة بعيدة عن الجمع٣ نقطة
, عند لينا تحركت كالمسلوبة ناحية تلك السيدة الغريبة حين وصل لاسمعاها صوتها تشدو بلحن غريب
, -أنا الغجرية
, فتح وشوف يا عينيا
, اوعي تقع في عشقي.
,
, وتيجي تتهمها فيا
, امشي يا عين حسدوة
, ملعونة امشي هناك الطاحونة
, اوعي تجربي من زين الرجال
, لاقول على اللي جري واللي كان
, بيدي اغطسك في بحر غويط
, يبلعك في جوفه ما يبنالك رأس من خلخال
, مد يدك يا شابة اقرالك
, اللي كان واللي استخبي.
,
, اقتربت لينا من تلك السيدة الغريبة اليوم بأكمله غريب ذلك المكان ما فعل زيدان ثم تلك السيدة، جلست أمام تلك السيدة لتجد الأخيرة تمد يدها تجذب يد لينا برفق فتحته تنظر فيه تحرك سبابتها على خطوط يدها تكمل حديثها الغريب:
, - عشجاه وقلبك رافض يصدق، اديله الأمان هيحافظ على جلبك، ما تمشيش ورا الافعي بتلف سمها حواليكي، مش هو الحبيب، مش هو الحبيب، الحبيب ما بيآذيش هيأذويكي بيه، سامحيه مش هو الآذي مش هو.
,
, لينا قاعدة عندك ليه، صدر الصوت من خلفها لتجد زيدان يقف خلفها، حركت رأسها نفيا كلمات السيدة تدق في عقلها قبل رأسها، عادت تنظر للسيدة تحادث زيدان:
, - قاعدة مع الست
, بترت جملتها توسعت عينيها فزعا كانت هنا قبل لحظات سيدة عجوز مسنة مستحيل أن تختفي بتلك الطريقة، هدرت دقاتها خوفا عادت تنظر لزيدان تتلعثم خائفة:
, - كاااان، سسست قااااعدة هنا.
,
, نظر لما تشير ليقطب جبينه متعجبا، من البداية رأي لينا ذاهبة ناحية بقعة فارغة عن اي سيدة تتحدث
, عاود النظر لها يبتسم يقول متعجبا:
, - ست مين يا لينا أنا من البداية شايفك رايحة تقعدي هنا وما كنش حد قاعد هنا..
, قفزت واقفة تكاد تصرخ من الفزع لم تشعر سوي وهي ترمي بنفسها بين ذراعيه تحتضنه بقوة ترتجف خوفا بين ذراعيه تحرك رأسها نفيا بعنف تهمس بذعر:
, - و**** كان في واحدة قاعدة هنا وحتى قالتلي كلامك غريب ما فهمتوش.
,
, لا يهم ما تقول حتى لو أخبرته أنها رأت بطة بثلاثة رؤوس سيصدقها الأهم أنها الآن بين ذراعيه تحتضنه، رفع يديه يحاوطها بعنف يهمس لها بشغف:
, بحبك
, اتسعت عينيها بذهول حين ادركت ما فعلت لتحاول الابتعاد عنه لكنه رفض تماما يشدد عليها بين ذراعيه يهمس بشوق:
, - ارحمي قلبي، كفاية بعد أنا بحبك مهما حاولت ابعد ما بعرفش٣ نقطة
,
, فك ذراعيه من حول جسدها يحتضن وجهها بين كفيه لتستند بكفيها على صدره تشعر بقلبه تحت كفيها على وشك الانفجار يدق بعنف اخافها، بلعت لعابها تنظر له لتجده يهمس بعشق:
, - تتجوزيني يا لينا، لو قولتي لاء هخرج من حياتك وهسافر واسيب البلد كلها مش هقدر ابعد عنك ومش هقدر افرض نفسي عليكي.
,
, ظلت تنظر لمقلتيه دون كلام قلبها يهدر على وشك تحطيم قفصها الصدري والقفز خارجه شعور غريبة كأنها وسط فقاعة شفافة من المشاعر شعرت بلسانها يتحرك وعقلها يقف وقلبها ينفر بقوة حين همست دون وعي:
, - موافقة!
,
, يجلس في غرفته فوق فراشه أمامه جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به « اللاب توب» يراجع بعض الاوراق الهامة الخاصة بصفقة تابعة لشركة زفر بعنف يغلق الجهاز بعنف لما لا يمكنه التركيز تقفز صورتها أمامه في كل لحظة يسمع صوتها يدق فئ أذنيه، يري اسمها بدلا من تلك الأحرف الفارغة من الحياة، تنهد يزفر بحرقة يشد على شعره بعنف لو فقط يستطيع أن يخبرها بما يجيش به قلبه بما يؤرق نومه بما يفتت خلايا عقله، مسح وجهه يكفيه، ليسمع صوت دقات على باب الغرفة يليه صوتها الرقيق:.
,
, - أدهم ممكن أدخل
, بلع لعابه مرتبكا يأخذ نفسا قويا يسيطر به على مشاعره الجياشة ليحرك رأسه إيجابا يصيح بصوت اجش:
, - خشي يا مايا
, سحابة وردية غطت قلبه حين دخلت تلتف حول نفسها بذلك الفستان الاسود القصير ذو الأكمام القصيرة، تدور ويدور قلبه معها تنصل عقله من كل ذرة تعقل فيه تخترز عينيه
, جسدها وجهها عينيها ذلك الرداء اشتعلت أنفاسه حين وقفت أمامه تضع يدها على خصرها تبتسم في براءة الهبت مشاعره:.
,
, - إيه رأيك في فستاني جاي النهاردة من لندن
, قام من مكانه ليتحرك تجاهها دون أن ينطق بكلمة، يمشي ناحيتها يحترق قلبه مع كل خطوة يخطوها تجاهها ليقف أمامها مباشرة اختفي عقله وسيطرت عليه مشاعر قلبه المتأججة، ليمد يده ناحيتها يحاوط خصرها بذراعه جذبها بعنف لترتطم في صدره بعنف دفن رأسه بين عنقها وكتفها يهمس بشغف:
, - انتي ليه بتعملي فيا كدة، انتي ليه مش حاسة بيا، أنا بموت من عشقي ليكي.
,
, توسعت عينيها بذهول من كلامه لتحاول دفعه بعيدا عنه تهمس متعجبة من كلامه:
, - إنت بتقول ايه يا أدهم انت اخويا
, ابعدها عنه يقبض على ذراعيها يهزها بعنف صارخا بجنون:
, - أنا مش اخوكي بطلي تقولي الكلمة دي أنا مش اخوكي٣ نقطة
,
, اتسعت عينيها في فزع من حالته وكلامه لتجده يقترب منها ابتعدت عنه تتحرك للخلف مذعورة منه وهو يقترب والدها ليس هنا ليحميها منه صرخت حين تعثرت قدميها لتسقط على الأريكة خلفها حاولت القيام سريعا ليجذبها يديها يسطحها فوق الاريكة يهمس بجنون:
, - أنا استنيت كتير واستحملت اكتر لا هستني ولا هستحمل تاني
, كان ذلك آخر ما قاله لتصرخ فزعة حين شعرت به ي٣ نقطة

الجزء الثامن عشر


لا يا أدهم، لااااا أدهم، يا أدهم
, انتفض واقفا ينظر لها بذهول عينيه متسعتين من الصدمة ليراها تقف أمامه تضع يسراها على خصرها تصيح بنزق:
, - ايه يا أدهم بقالي ساعة بنادي يا أدهم يا أدهم.
,
, بلع لعابه يشعر بجسده يتفصد عرقا كان في الجنة قبل لحظات نعيم من الحجيم غرق فيه، تنهد يمسح وجهه بعنف حمد *** أنه كان فقط حلم يقظة لم يكن في أسوء كابوسيه يتصور أن يخون والده حتى لو لم يكن من دمه فيكفي أنه من رعاه طوال المدة، لولاه لما كان ما هو عليه اليوم، رجل ذو شأن
, مسح وجهه بكف يده نظر لها يهمس بارتباك:
, - هااا لا ابدا عايزة ايه يا مايا.
,
, اقتربت منه التفتت ليصبح ظهرها مقابلا لصدره رفعت خصلات شعرها القصيرة تبتسم ببراءة:
, - اقفلي سوستة البتاع دا مش طيلاها
, لف رأسه يشيح بوجهه بعيدا عنها بلع لعابه متوترا ليمسك بالسحاب يرفعه لأعلي بسرعة وعنف دون أن يلقي عليها نظرة واحدة، ليسمعها تصيح حانقة:
, - ايه يا أدهم هتقطع الفستان.
,
, أخذ نفسا يليه الثاني والثالث ليعاود الجلوس على فراشه وضع جهاز الكمبيوتر الخاص به على قديمه يشغل عقله به هتف ساخرا دون أن ينظر لها:
, - دا تاسع فستان تقريبا يجي الشهر دا ما زهقتيش من الفساتين
, جلست على حافة فراشه تضع ساقا فوق اخري تحرك ساقيها بدلال:
, - نو، أنا بحب الفساتين وبعدين دا أحدث موديل في لندن أنا جيباه مخصوص عشان عيد ميلاد سوزي
, رفع وجهه عن شاشة حاسبه يرميها بنظرات نارية غاضبة ليتشدق ساخرا:.
,
, - عيد ميلاد، ودا امتي وفين
, اتجهت ناحية مرآه الزينة في غرفته تتحرك أمامها تنظر لذلك الرداء بإعجاب شديد نظرت له من خلال سطح المرآه لتبتسم برقة تقول:
, - النهاردة الساعة 9 بليل في نايت كلاب في٣ نقطة
, امتعضت ملامح بحنق غاضبا ليترك الحاسب يكتف ذراعيه أمام صدره يغمغم في حزم صارم:
, - دا في المشمش يا مشمش ما فيش نايت كلاب وما فيش سهر برا البيت
, التفت له سريعا تضع يدها على خصرها تصيح غاضبة:.
,
, - يعني ايه لا طبعا أنا هروح عيد ميلاد صاحبتي٣ نقطة
, هب واقفا بخفة ينظر لها بحدة غاضبا من لسانها السليط كان على وشك آت يصرخ فيها حين انفتح باب الغرفة دخل حمزة ينظر لكليهما متعجبا، اتجه إلى داخل الغرفة يغلق الباب خلفه يغمغم في هدوء:
, - مساء الخير يا أولاد، في ايه بتتخانقوا ليه
, ابتسمت مايا في خبث لتركض ناحية والدها ارتمت في صدرها تبكي بنحيب زائف:
, - بابي دومي عمال يزعقلي ومش عايزني اروح عيد ميلاد سوزي صاحبتي.
,
, ربت حمزة على رأس مايا برفق ينظر لادهم بضيق ليزفر الأخير حانقا من تلك المدللة، جلس على فراشه ينظر لوالده يقول بحزم هادئ:
, - بابا لو سمحت كفاية دلع فيها، عايزة تروح عيد ميلاد في نايت كلاب لاء طبعا مستحيل
, حرك حمزة رأسه ايجابا يبتسم لولده بفخر ليبعد مايا عنه برفق يمسح دموعها الزائفة يغمغم:
, - اسمعي كلام اخوكي يا مايا أدهم خايف عليكي..
,
, نظرت لوالدها بحزن كجرو صغير عله يبدل رأيه ولكنه حقا لم يتأثر ابتعدت عن حمزة تنظر لادهم بغيظ لتصيح غاضبة:
, - ماشي يا بابا ما انت دايما بتسمع كلام أدهم..
, لو ماما كانت عايشة كانت على الاقل هتخاف على زعلي.
,
, قالتها لتنفجر باكية تركض إلى غرفتها تصفع بابها خلفها بقوة، نظر أدهم إلي ابيه يخفض رأسه حزنا على تلك الصغيرة هو فقط يخاف أن يصيبها مكروه عالم الليل خاصة في تلك الملاهي الليلة مرعب مخيف يفترس الصغيرات أمثالها، تنهد يشعر بقلبه ينفطر ألما عليها خاصة وصوت بكائها العالي يصل إلى اسماعه، اقترب حمزة منه جلس جواره يربت على كتفه مردفا بهدوء زائف:
, - قوم شوف أختك يا أدهم.
,
, حرك الأخير رأسه ايجابا ليتجه إلى غرفتها، لتنساب دمعة حارقة على خد حمزة يتمتم باسي:
, - **** يرحمك يا مايا، أنا ظالمتك كتير ورغم كل دا كنتي بتعملي اي حاجة عشان تسعديني٣ نقطة
, قاطع ذكراه الحزينة صوت رنين هاتفه المتكرر، التقطه ليجد رقم مدون عنده باسم « وهدان » قطب جبينه ينظر لاسم المتصل بحدة غاضبا، ليفتح الخط يضع الهاتف على أذنه.
,
, وافقت، وافقت، موافقة قالتها مرة واحدة لتتردد في صدي قلبه ألف مرة ومرة عينيه على وشك أن تخرج من مكانها دقات قلبه تتسارع بل تتسابق ايهم يسبق سرعة الضوء في الخفقان جسده بارد كالثلج يشعر بحرارة من نار تشعل قلبه العاشق المتيم شدد يديه حول جسدها يسأله بذهول:
, - أنا بحلم لا ما نمتش، ولا نمت لاء انتي وافقتي بجد، قولي آه ب**** عليكي.
,
, نظر له بذهول كل تلك الفرحة فقط لأنها قالت نعم أكانت حمقاء لتلك الدرجة لتبتعد عن عشق يغرقها كعشقه هو لتذهب لذلك المخادع الذي اسقطها في وهم عشقه الزائف، ابتسمت خجلة تحرك رأسها ايجابا لتشهق بقوة حين شعرت به يحملها من خصرها يدور بها يصرخ بقوة فرحا كأنه امتلك الدنيا وما فيها يصرخ بكل صوته من فرط سعادته:
, - ليناااااا وااااااافقت، ليناااااا وافقتتت اخيرااااااااااااا.
,
, ضحكت بقوة تتعلق برقبته لينزلها برفق ينظر لها بسعادة تشع من مقلتيه يتعلثم من شدة سعادته:
, - أنا مش مصدق نفسي يا لينا، لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة زي ما بيقولوا
, أسند جبينه إلى جبينها ينظر لمقلتيها يهمس بشغف:
, - بس حتى لو كنت استنيت العمر كله قصاد السعادة اللي أنا حاسس بيها دلوقتي مش كتير، بحبك، لآخر نفس فيا هفضل أحبك.
,
, اضطربت حدقتيها متوترة خجلة فرحة تشعر بهمسه الدافئ يسلب أنفاسها بلعت لعابها متوترة تغمض عينيها تسكت عقلها تطفو مع قلبها في تلك السحابة الوردية السعيدة تحلق معها في سماء عشقه الصافية
, فتحت عينيها بعد لحظات تنظر لزرقاء عينيه المشعة بلعت لعابها تهمس له بقلق:
, - زيدان اوعدني أنك مش هتأذيني أرجوك، أنا
, قاطعها حين وضع يده على فمها يهتف في حزم قاطع:.
,
, - أوعدك بحياتي اني عمري ما هأذيكي ولا عمري حتى هفكر في كدة، واني هعيش بس عشان اسعدك لآخر نفس فيا
, ابتسمت تضع يديها على يديه تزيح يديه من فوق جسدها عادت للخلف تهتف في هدوء:
, - طب عشان ما ابقاش بكذب عليك أنا مش حاسة اني بحبك أنا يمكن متعودة على وجودك اهتمامك بس مش حب، بس حاسة أنك تستاهل الفرصة دي، كلهم شايفين كدة حتى الست الغريبة اللي أنا ما اعرفهاش دي فاهمني.
,
, اختفت ابتسامته وشعور مؤلم يغزو قلبه الا يمكن لسعادته أن تكتمل ولو لمرة واحدة كان فقط يتمني وكالعادة امانيه صعبة التحقق، ظن من تعاملها السابق معه أنها أحبته ولو قليلا
, ابتسم في ألم يحرك رأسه إيجابا ليقول بشحوب:
, - وأنا هثبتلك اني فعلا استحق الفرصة دي، روحي البنات بينادوا عليكي.
,
, اولاها ظهره ليتحرك مغادرا المكان يتجه إلى أسفل تلك النخلة يجلس عليها يشعر بالسعادة والألم في آن واحد، سعيد أنها وافقت، حزين يشعر بالألم يغزو قلبه معني أنها لا تحبه أن قلبها لازال معلق بذلك المدعو معاذ
, زفر بحرقة يشعر باختناق يتذكر كلام حسام
, «أنت بالوضع دا عمرك ما هتفرح، يا بتحبك يا تسيبها، أنت كدة هتعذب نفسك وهتعذبها فكر بعقلك يا صاحبي».
,
, تنهد يزفر بحرقة يمرر يده في خصلات يشد عليها بعنف يهمس لنفسه:
, - المشكلة إن عقلي قبل قلبي عايزها يا صاحبي.
,
, اخذ طريقه إلى مستشفي الحياة إلى زوجته
, صف السائق السيارة في الجراح الخاص بالمستشفي لينزل منها متجها إلى الداخل اوقفه في منتصف الطريق صوت شجار ميز أحد الاصوات التي تتصارع اقترب اكثر من الشجار ليجد حسام يتشاجر مع أحد الرجال يقبض على تلابيب ملابسه يصرخ فيه:
, - إنت راجل مريض ومجنون جايب مراتك تسقطها غصب عنها يا حيوان يا مريض، دا أنا هوديك في ستين داهية.
,
, وقف بالقرب منهم يستند بيده إلى الحائط كلمات حسام وهو يصرخ في ذلك الرجل ذكره بتلك الجريمة التي فعلها قديما في حق زوجته المسكينة شهد
, انتزع ذلك الرجل نفسه من يد حسام دفعه في صدره بعنف ليرتد حسام للخلف، كاد ذلك الرجل أن يسدد لكمة قوية إلى وجه حسام حين شعر بمقبض يعتصر رسغ يده نظر للفاعل غاضبا ليقابله خالد بنظرات استهزاء باردة:.
,
, - تؤتؤتؤ اللي أنت بتعمله دا اسمه تعدي على موظف اثناء تأديه عمله، دا غير جريمة الإجهاض اللي الدكتور شاهد، عليها يعني هتقعد شوية حلوين خلف القضبان يا حلو
, جذب الرجل يده بعنف من يد خالد يصيح كثور هائج:
, - وأنت مين أنت كمان
, ابتسم خالد ساخرا على حين غرة صدم رأسه بعنف برأس ذلك الرجل نفض غبار غير موجود عن ثيابه يغمغم في ثقة:
, - خالد السويسي
, ترك الرجل متجها ناحية حسام ربت على كتفه برفق يبتسم ساخرا:.
,
, - اتعلم تدافع عن نفسك يا دكتور
, قالها وغادر إلى مكتب لينا، طرق الباب ودخل ليجدها خلف مكتبها تعمل بانهماك، ابتسمت دون أن تنظر له تهتف برقة:
, - وحشتني
, ابتسم يجلس على المقعد المجاور لمكتبها يغمغم في مرح:
, - وعرفتي منين أنه أنا
, رفعت وجهها عن الاوراق نظرت له بعشق للحظات لتغمغم بمرح:
, - علميا: أنا بشوفك بقلبي قبل عينيا
, عمليا: ريحة البيرفوم بتاعتك جايبة آخر المستشفي، دي Boss صح.
,
, حرك رأسه إيجابا يضحك عاليا لتشرد في ضحكاته تبتسم فقط تبتسم، ليقاطعهم صوت دقات على باب الغرفة وتبعها دخول حسام إلى يغمغم بعملية:
, - دكتورة أنا طلبت البوليس للحالة بتاعت واحد كان عايز يسقط مراته غصب عنه والأمن متحفظين عليه تحت
, أشارت للكرسي المقابل لخالد تبتسم في هدوء:
, - طب اقعد الأول وفهمني ايه اللي حصل
, جلس على المقعد تنهد يزفر بحنق يقول منفعلا:.
,
, - راجل حيوان مريض جايب معاه واحدة ست باين عليها خالص أنها مضروبة ومعيطة وعايزني اسقط اللي في بطنها غصب عنها، انسان معدوم المشاعر حيوان ازاي يفكر حتى يقتل إبنه بالشكل دا حتى لو إيه اللي حصل، المشكلة أنه حتى مش فقير نقول مش هيقدر يصرف عليه دا غني جدا والست يا عيني شكلها غلبانة اوي.
,
, كل كلمة تخرج من فم حسام كانت تسقط على قلبه مباشرة تذكر شهد وما فعله معها قديما نفس القصة تقريبا نفس جبروت ذلك الرجل، صدق حسام حين اسماه معدوم المشاعر بالفعل هو لم يكن يملك اي مشاعر ليحس بتلك المسكينة التي ذبحها اكثر من مرة دون رحمة ارتفعت دقات قلبه كور يده يشد عليها، ليصيح فجاءة مفنعلا:
, - خلاص يا حسام كفاية.
,
, اتسعت عيني حسام في ذهول لا يعرف لما هو غاضب حتى بينما غص قلب لينا ألما هي الوحيدة التي تعرف لما هو غاضب، نظرت لحسام تبتسم باقتضاب تقول في حزم:
, - حسام روح شوف شغلك
, حرم رأسه إيجابا ليذهب سريعا والفضول يكاد يقتله ليعرف لما هو غاضب، بينما التفت لينا حول مكتبها جذبت المقعد تضعه جوار مقعد خالد ليرمي برأسه بين ذراعيها يتنهد بحرقة يشعر بالحزن يأكل قلبه لتلف ذراعيها حول رقبته تهمس بحنو:.
,
, - خالد، خالد عشان خاطري ما تعملش في نفسك كدا، حبيبي كلنا بنغلط وشهد أكيد سامحتك
, حرك رأسه نفيا بعنف بين ذراعيه يهمس متألما:
, - عمرها ما هتسامحني اللي عملته فيها صعب، صعب اوي يا لينا
, تنهدت بحزن تشد على احتضانه كطفل صغير تربت على رأسه بحنو لا تجدد ما تقوله علها تخفف عنه ولو قليلا، لتقم من مكانها تجذب يده برفق تغمغم بحنو:
, - قوم يا حبيبي يلا نروح، زمان البت لوليتا رجعت من الجامعة.
,
, قام مكانها متجها إلى الخارج استقل سيارته في المقعد الخلفي لم تكن له القدرة حتى على القيادة شعوره بالحزن يجثم على قلبه، جلس في المقعد الخلفي ولينا جواره متجهين إلى المنزل، بينما يقف هو في أحد شرفات المستشفي ينظر لهم وهم يغادرون بداخله ألف سؤال وسؤال عما حدث قبل قليل.
,
, دق الباب مرة واثنتين وثلاث لا مجيب يسمع صوت بكائها العنيف، ادار المقبض ليدخل إلى الغرفة غص قلبه ألما حين رآها تحتضن أحدي صور والدتها تبكي بعنف تشهق في بكاء مرير مزق نياط قلبه، ليتقدم ناحيتها جلس جوارها يزفر بحرارة لا يعرف ما يفعل فقط وضع يده على كتفها يربط عليه برفق يهمس في حنو:.
,
, - مايا أنا و**** خايف عليكي الإمكان دي بتبقي وحشة وخصوصا بليل أنا عارفاها كويس، وسوزي صاحبتك دي اصلا مش مظبوطة وعلاقتها مش كويسة وأنا ما برتحلهاش
, نظرت له تعاتبه بتلك النظرات البريئة الباكية ليبتسم لها برفق يربت على وجنتها بحنو:
, - خلاص بقي ليكي عليا اوديكي اي مكان انتي عوزاه ما عدا النايت كلاب.
,
, ابتسمت له بشحوب ليمد يده يمسح دموعها برفق، ليجفل حين وضعت رأسها على كتف تقريبا على صدره نظرت لصورة والدتها لتعاود النظر إليه تهمس ببحة باكية:
, - احكيلي عن ماما يا أدهم
, بلع لعابه متوترا لا يجد ما يقوله هو لا يعرف عنها اي شئ من الأساس فحمزة تبناه بعد أن توفيت ليكون ذراعه الذي يرتكز عليه في كبره وحاميا لمايا أن حدث لحمزة اي مكروه، حمحم يحاول أن يختلق اي كذبه:.
,
, - كانت طيبة وبتحب الضحك والكلام وبتحب بردوا الفساتين زيك كدة، وكانت فرحانة أوي لما عرفت انها حامل فيكي
, انسابت دموعها بعنف تدفن وجهها في صدره تهمس بألم:
, - أنا السبب في موتها مش كدة، هي ماتت وهي بتولدني
, بلع لعابه مرتبكا من حركاتها البريئة التي تشعل نيران قلبه رغما عنه، ليرفع يده يضعها على رأسها يربت عليه برفق:.
,
, - لا يا حبيبتي دا عمرها وهي أكيد في مكان أحسن كتير، هي ما مامتش هي عايشة جوا روحك وقلبك انتي نسخة عنها شايفة حتى شبهها ازاي
, رفعت وجهها عن صدره تنظر له بتلك العينين الباكية تلك النظرات الناعمة التي تربك كيانه حمحم بعنف ينبه قلبه الا ينجرف خلف طوفان مشاعره ليمسك ذراعيها بين كفيه بحاول إخراجها من دوامة الحزن هذه ليغمغم:.
,
, - على فكرة بقي العياط بيعمل هالات سودا تحت العين وبيخلي الشيخوخة المبكرة تزحف على الوش، ايه دا يا مايا شكلك عجز اوي
, شهقت بذعر لتبتعد عنه تركض ناحية مرآه الزينة في غرفتها تنظر لقسمات وجهها بفزع لحظات لتتنهد براحة تهمس:
, - الحمد *** ما فيش شيخوخة زحفت على وشي.
,
, ضحك بملئ شدقيه على ما تقول هو الوحيد الذي يعرف جيدا كيف يخرجها من حزنها مهما بلغ بينما هناك عند باب الغرفة المفتوح يقف حمزة ينظر لهما يبتسم في سعادة، ليتجه لداخل الغرفة يقول مبتسما:
, - كويس أنك عرفت تسكتها، بدل ما الشيخوخة تزحف على وشها
, شهقت بفزع مرة أخري لتعاود النظر إلى وجهها في المرآه بتمعن تبحث عن تلك الشيخوخة ليضحك حمزة بخفة يقول بعدها:
, - صحيح اجهزوا، وجهزوا شنطكوا هناخد اول طيارة راجعة مصر.
,
, وصلا إلى الفيلا لينزلا معا ليجدا حارس البوابة الخارجي يركض ناحيته، مد يده له بظرف اصفر كبير يقول في ارتباك:
, - خالد باشا في موتوسيكل رمي الظرف دا قدام باب الفيلا وجري٣ نقطة
, حرك رأسه إيجابا لينظر للينا يحاول الابتسام حتى لا يقلقها ليقول لها بهدوء:
, - ادخلي يا حبيبتي وأنا هحصلك.
,
, تنهدت قلقة تحرك رأسها إيجابا تأخذ طريقها للداخل، ليلتقط خالد الظرف من ذلك الحارس يفتحه، يشير له بالانصراف لم يكن في الظرف سوي صورة واحدة زيدان يحمل ابنته في مشهد حميمي للغاية، غلت الدماء في عروقه غضبا يتوعد لهم ليحرك الصورة ليظهر الجزء الأبيض وجد بعض الكلمات المنقوشة بلغة إنجليزية ترجمتها:
, - دع العشاق يتمتعون قليلا فالقادم اسوء وحبال الانتقام ستلتف قريبا حول رقاب الجميع.
,
, كور قبضته يشد عليها، ليتجه ناحية غرفة المراقبة بخطي سريعة مهرولة، فتح شرايط التسجيل للكاميرا خارج الفيلا ليظهر ما حدث دراجة نارية مسرعة للغاية القي بخفة ذلك الظرف أمام باب منزله واكمل طريقه كأنه لم يفعل شيئا من الأساس، اوقف الفيديو يكبر محتوي الصورة الدارجة لا تحمل ارقاما السائق ملثت بشكل يصعب للغاية التعرف عليه حتى عينيه لا تظهر من أسفل خوذته السوداء القاتمة
, زفر يشد على شعره بعنف ينهر نفسه:.
,
, - ايه يا خالد إنت عجزت ولا ايه شوية عيال مش عارف تجيبهم الاغبية اللي برة مش عارفين يضربوا طلقة على الموتوسيكل، لازم اغير طقم الحرس وازود الحراسة على البيت وعلى لينا وحياة أمك يا زيدان لانفخك على الصور دي، عمر وحكايته مع ناردين لازم يبقي تحت عيني دايما، وتالا والبنات لازم ابقي قريب منهم اكتر من كدة اجيبهم يعيشوا هنا، انا هعمل ايه ولا إيه يا رب ساعدني.
,
, تنهد يزفر يشعر بالإرهاق من مجرد التفكير في كم الاعباء الجاثم فوق عاتقيه٣ نقطة
, بينما في الخارج جلست لينا على سطح الأريكة تخلع حذائها ذو الكعب الرفيع تمط أصابع قدميها تتأوه من الألم تشعر بقدميها وظهرها يكادان يتحطمان من الألم مدت يدها تسمد على ظهرها برفق تغمغم متألمة:
, - اااه يا ضهري، آه يا رجلي، يعني كان لازم الشغل اوي، كان لازم اقوله أنا
, Strong independent woman اشربي بقي يا لينا.
,
, وضع خالد يده على فمه يكبح ضحكاته خرج من الغرفة وبه هم الدنيا ليراها في تلك الحالة مع ذلك الكلام التي تقوله يكاد ينفجر من الضحك اقترب منها يهمس بتشفي متلذذا:
, - جري ايه ياللي قادرة على التحدي والمواجهة
, حملت حذائها الصغير في يدها اليسري يمنها انبسطت خلف ظهرها لتقم متجهه إلى غرفتها تغمغم بألم:
, - اللي قادرة بقي، سريري فين جيالك يا حبيبي جيالك.
,
, ضحك بصخب ينظر لها متسليا يتمني لو يصعد معها ولكن هناك قدرسا قاسيا عليه تلقينه للبعض.
,
, في طريق العودة جلست على المقعد المجاور له تحتضن ذلك الجرو الصغير بين ذراعيها ومعه نعجة صغيرة اخبرته أنها ترغب فيها وهو لم يقاوم أمام كلمة « ينفع اخدها يا زيدان ».
,
, اقسم أنه لو أخبرته أنها ترغب في قلبه لخلعه وأعطاه لها، طول الطريق يشعر بالغيظ رأسه يكاد ينفجر من صوت نباح الكلب وصوت تلك النعجة المزعج سيفونية حيوانية رائعة في سيارته بينما هي تغط في نوم عميق، نظر لها نظرة خاطفة ليبتسم بعشق يشوبه الألم، اعاد تركيزه إلى الطريق امامه يفكر هل يخبرها بأن تلك الواحة ما هي الا واحة سياحية قام بتأجريها وأنه اختلق تلك القصة حتى تشعر بالالفة بين أهل المكان، ولكن الغريب أنه سأل مدير الواحة عن تلك السيدة التي أخبرته لينا عنها، فأكد له من أنه لا يوجد سيدة بتلك المواصفات ضمن فريقهم، ليخبره بعدها بهدوء تام.
,
, « يا باشا الصحرا يا اما فيها »
, إذا لينا لم تري إنسانة من بني آدم، وهي حقا لا يجب أن تعلم تلك المعلومة ايضا حتى لا تصاب بالهلع، في الطريق شعر بها ترتجف يبدو أن مكيف السيارة مرتفع مد يده سريعا يغلقه، ليخلع سترة حلته يضعها عليها برفق ليري ابتسامتها الصغيرة جعلت ابتسامة واسعة تشق شفتيه اختفت بعد لحظات حين سمعها تهمس ناعسة:
, - شكرا يا معاذ فعلا الجو برد أوي.
,
, يبدو انها اعتادت أن تتدفئ بسترات معاذ، ابتلع غصته يشعر بشعور بشع يفتت قلبه يتمني فقط أن يجد حلا للعنته بها تمني في تلك اللحظة أن يتوقف قلبه عن حبها، رغب في أن يرحل بعيدا تاركا كل شئ خلفه، رغب في ضمها لجسده يوصمها بصك ملكيته حتى لا تفكر في غيره، اجفل من طوفان أفكاره على حركتها جواره تهمس ناعسة:
, - احنا وصلنا
, حرك رأسه نفيا ليجدها تمد يدها ناحيته تضعها على ذراعه تبتسم بتوتر:
, - إنت كويس.
,
, التفت برأسه لها يبتسم في شحوب يحرك رأسه إيجابا ليعاود تشغيل محرك السيارة عائدا إلى وجهته.
,
, وقف في احدي شرف منزلها يدخن سيجاره بعنف ينفث لهيب من الغضب بدلا من أنفاسه العادية، بينما تقف هي خلفه تعقد ذراعيها أمام صدرها تتافف حانقة لما يبدو غاضبا لتلك الدرجة لو لم أمر الشركة بيده لكانت القته دون رجعة ولكن للأسف هي حقا تحتاجه على الأقل الآن، اقتربت منه بتلك المنامة السوداء الفاضحة لفت ذراعيها حول ظهره تهمس بنعومة:.
,
, - مالك يا موري من ساعة ما جينا من برة وأنت غضبان مش عايز تكلمني، كل دا عشان اتكلمت مع اخوك شوية للدرجة دي بتغير عليا
, زفر حانقا يبعد يديها عنه، ليبتعد لداخل المنزل يتحرك غاضبا لتذهب خلفه تعاود احتضانه من جديد تهمس باغواء:
, - حبيبي شكلك تعبان، غير هدومك وأنا هحضرلك العشا وكاسين يرقوا دمك
, أبعد ذراعيها عنه بعنف تلك المرة خرج من المنزل غاضبا صافعا الباب خلفه بحدة لتقف تنظر في اثره بذهول تتمتم متعجبة:.
,
, - هو في ايه ماله دا؟!
,
, نزل هو إلى أسفل سريعا إلى سيارته، استقلها يشعر بالنيران تتأجج في صدي قلبه منذ كلمات خالد له صباحا يتجوزها، تالا ستصبح لأخيه لا وألف لا لن يسمح بذلك، هو انفصل لم يعد يهمه امرها ولكن لما ذلك الشعور القاسي بالألم ينهش قلبه بلا رحمة، آتاه اتصال في تلك اللحظة من ذلك الرجل الذي عينه ليبحث له عنهم، ابتسم بقوة ما أن عرف طريقهم، ليضعط على دواسة البنزين الخاصة بسيارته بعنف متجها اليهم عازما على تغيير كل شئ.

الجزء التاسع عشر


وقف بسيارته امام تلك العمارة السكنية الفاخرة لتحتد عينيه غضبا وتنفجر براكين شيطانيه المشتعلة من الأساس، في شقته خالد أحضر زوجته وابنتيه إلى شقته القديمة حتى تصير له حجة ذهاب إليهم كل حين وآخر كره اخيه من كل ذرة في قلبه وشعور بالغضب يسيطر على افكاره أخيه يرغب في انتزاع ما هو حقه هو، أخيه يرغب في الزواج من زوجته لن يسمح له أبدا بذلك، قفز من سيارته متجها إلى شقة أخيه، رآه الحارس وهو يصعد ليأخذ هاتفه سريعا يتصل بخالد لحظات من الصمت قبل أن يسمع صوت خالد يجيب:.
,
, - ايوة يا بيومي في إيه، حد من البنات حصله حاجة
, نفي الحارس سريعا تلك الفكرة ليقول بتلهف:
, - لاء يا باشا بس عمر باشا لسه طالع دلوقتي حالا شقة حضرتك
, ارتسمت ابتسامة خبيثة على شفتي خالد بالطبع لم يراها بيومي فكيف سيراها من خلال الهاتف، ليتشدق بتلذذ:
, - ماشي يا بيومي، سلام.
,
, اغلق الحارس الخط، لتتجه عدسة الكاميرا لمكتب خالد السويسي في فيلاته يجلس خلف مكتبه يتحرك بكرسيه الوثير ببطئ، وابتسامة ثعلبية ماكرة تعلو شفتيه اغلق الخط مع الحارس سريعا ليطلب رقم تالا لحظات وقبل أن تنطق بأي حرف بادر قائلا:
, - تالا اسمعيني ونفذي اللي هقولك عليه بالحرف عمر طالعلكوا دلوقتي
, قص عليها ما يرغب تحديدا في أن يقوله لتقاطعه تهمس في قلق:
, - خالد الباب بيخبط٣ نقطة
,
, طرق بأصابعه على سطح المكتب ببطئ يبتسم باستمتاع على عمر أن يدفع ثمن ما جنت يديه غاليا وهو على أتم استعداد أن يلقنه الدراسة كاملا من البداية لنقطة النهاية أردف متلذذا:
, - ما تفتحيش على طول سيبيه مرمي برة شوية، واسمعي اللي أنا قولتلك عليه أنا عايز مصلحتك انتي والبنات قبل اي شئ
, سمع صوتها المتردد المرتبك حين همست:
, - ححاضر، مع السلامة.
,
, ودعها وأغلق الخط لتشرد عينيه في الفراغ يبتسم باتساع كم تمني في تلك اللحظة ولو يملك ولو كاميرا واحدة يري بها تعابير وجه أخيه الآن.
,
, أغلقت الخط مع شقيق زوجها السابق لتأخذ نفسا عميقا يليه الثاني والثالث لن تضعف سيدفع ثمن تركه لها بتلك البساطة، التقطت **** رأسها تضعه فوق خصلات شعرها تحكمه أمام المرآه تنظر لملابسها الطويلة المحتشمة، اتجهت ناحية باب منزلها بلعت لعابها لتفتح الباب فتحة صغيرة يظهر منها وجهها فقط لتبصر وجه عمر أمامها يقف ينظر لها بحدة يبدو غاضبا من هيئته الشرسة المبعثرة، بلعت لعابها ودقاتها تزداد عنفا احساس غريب مؤلم يسيطر على خلجاته متألمة مجروحة حزينة من غدره، مشتاقة فقط لرؤيته ولكن جرح انوثتها اقوي بكثير من أن تجعل مشاعر الاشتياق تسيطر عليها، حمحمت بخفوت تحاول إيجاد صوتها الهارب لتهمس في هدوء:.
,
, - خير يا عمر في حاجة
, اشتاق لها لم يكن يتوقع أبدا انها اشتاق لها لتلك الدرجة أيام قليلة تركها فيها يشعر بالاشتياق، اللهفة، الحنين اشتاق لكل شئ فيها صوتها، عينيها، قسمات وجهها، شعرها.
,
, ولكن مهلا لما ترتدي ال**** هل اعتبرته غريبا بتلك السرعة، اشتعلت نيران غضبه هل تخلت عنه بتلك البساطة، خالد ماهر للغاية في إيقاع الجنس الناعم في شبكه فهل طالت شباكه زوجته أيضا، حاول السيطرة على انفاسه الهادرة ليقول في برود:
, - أنا من حقي اشوف البنات ولا ايه.
,
, كان يريدها أن تعترض بأي شكل حتى ينفجر ويخرج كل ما يجيش في قلبه ولكن ما حدث أنه وجدها تبتسم في هدوء حركت رأسها إيجابا لتفسح له المجال ليدخل، شد على كف يده ليدلف إلى المنزل، وقف للحظات جوار الباب يتطلع إلى أرجاء المنزل تغير كثيرا عن آخر مرة كان بها هنا يبدو أن أخاه جدد جميع الأثاث، رآها تتقدم أمامه تشير له ناحية أحدي الارائك تغمغم في هدوء ورتابة:
, - اتفضل استريح على ما انادي البنات.
,
, التفت برأسه ناحية باب المنزل الشبه مفتوح تقريبا ليعاود النظر إليها يسألها بحدة:
, - أنتي ما قفلتيش باب الشقة ليه
, أخفت ارتباكها بصعوبة ماذا تخبره عذرا يا عمر ولكنها تعليمات شقيقك الأكبر بلعت لعابها تهمس بخفوت:
, - ما بقاش ينفع يتقفل علينا باب تاني يا عمر، ما تنساش أنك طلقتني
, اختصر المسافة الفاصلة بينهما في خطوتين لتهمس لتجده يقبض على رسغ يدها يصيح محتدا غاضبا:
, - ما تنسيش أنك لسه في عدتي يا هانم.
,
, نزعت يدها من يده بعنف ضعيف وقفت تنظر له تتحداه بنظراتها لتهتف بقوة:
, - أنا مش هسمحلك تتعامل معايا بالأسلوب الهمجي دا وخصوصا دلوقتي ما بقاش في اي حاجة تربطنا ببعض غير البنات، بناتي اللي عمري ما هتخلي عنهم ابدا، عن إذنك اناديهملك
, تركته واقفا استدارت لترحل حين سمعته يهتف من خلفها بحدة مغتاظا:
, - انتي صحيح هتتجوزي خالد، اخويا
, شجعت نفسها لتلفت له تنظر في عينيه بحدة ابتسمت لتقول بمكر انثي:.
,
, - أعيش زوجة تانية لراجل بيفهم ويقدر الست ولا اني اعيش زوجة وحيدة لزوج مهمل عديم المسؤولية٣ نقطة
,
, استدارت ترحل بهدوء نسيم هواء عليل اشعل قبس صغير من النار، ليتهاوي هو على المقعد يفتح زر قميصه العلوي يشعر بالاختناق يطبق على أنفاسه، لحظات ووجد سارين تخرج من أحدي الغرف قادمة تجاهه، ابتسم متوترا ما أن رآها لأول مرة يشعر بالفخر من مجرد النظر لطفلته يتسآل متي كبرت بتلك السرعة كيف كان بعيدا عن طفلتيه وهما يكبران خارج احضانه، يحسد أخاه في نفسه رغم أنه يمتلك فقط ابنه واحدة ولكنه عرف جيدا كيف يتواجد في كل مرحلة من مراحل حياتها، اشار إلى وسادة الأريكة المجاورة له ينظر لها يبتسم في رفق:.
,
, - اقعدي يا سارين، وحشاني يا حبيبتي، عاملة إيه
, جلست جواره بعيدة عنه بمسافة كبيرة تنظر ارضا تفرك يديها في توتر ملحوظ، لتهمس بصوت خفيض مرتبك:
, - الحمد *** كويسة، ازاي حضرتك
, تنهد يشعر بمرارة ألم تعصف بقلبه ليمد يده يربط على رأس ابنته لترفع وجهها نظرت له للحظات كأنها تعاتبه لتعاود النظر أرضا فاكمل هو:
, - بقيت كويس لما شوفتك، اومال سارة فين مش شايفها.
,
, بلعت لعابها مرتبكة ماذا تخبره أنها صرخت مذعورة حين عرفت أنه قادم واختبئت في غرفتها حتى لا تراه، شدت بأظافرها على الوسادة جوارها تحاول أن تبدو هادئة:
, - سارة كويسة هي بس مش كويسة قصدي يعني أنها نايمة
, ضيق عينيه ينظر لها بريبة، قلبه انقبض ألما ابنته بها خطب ما تري أهي مريضة ويخفون عنه الأمر، اقترب من ابنته امسكها من ذراعيها يسألها فزعا:
, - مالها سارة يا سارين هي كويسة حصلها حاجة، تعبانة.
,
, حركت رأسها نفيا سريعا تنظر لوالدها مذهولة منذ متي ووالدها يخاف عليهم لتلك الدرجة ازدردت ريقها تهمس سريعا:
, - لا هي كويسة مش تعبانة، احنا بخير عمو خالد واخد باله منا كويس
, تجمدت نظرات وسهم نار مسموم اخترق قلبه مع جملة ابنته أفلت ذراعيها يتذكر جملة اخيه التي دوت كرصاص في رأسه
, « ما ينفعش بنات اخويا يتربوا في حضن راجل غريب، البنات بيحبو عمو خالد يا عمر ».
,
, بلع لعابه الجاف بصعوبة ليخفض رأسه أرضا يشعر بمرارة قاسية تقتحم قلبه، رفع وجهه قليلا ينظر لابنته حرك شفتيه يهمس بمرارة:
, - عمو خالد أحسن مني يا سارين.
,
, رأي في عيني ابنته نظرة غريبة مزيج من المشاعر، عتاب ألم حب فهي ابنته رغم كل شئ، ربطت على يديه بحنو لتبتسم في رفق قامت دون أن تنطق بحرف آخر إلى غرفتها، ظل يتابعها بعينيه إلى أن اختفت ليجد تالا تأتي ناحيته تحمل صينية فوقها كوب عصير، وضعته أمامه بهدوء لتجلس على أحد المقاعد البعيدة عنه تتحاشي النظر إليه، هب واقفا ليضع يده في جيب حلته يخرج بطاقته الائتمانية ليلقيها على الطاولة يهتف في هدوء:.
,
, - بناتي ما حدش يصرف عليهم غيري٣ نقطة
, اقترب من مقعدها ليميل ناحيته وضع ذراعيه على جانبي المقعد ليحتجزها بين ذراعيه بلعت لعابها تشعر بذلك النابض يكاد ينفجر ليقترب برأسه منها يهمس متوعدا:
, - لو فكرتي حتى تتجوزي يا تالا هاخد منك البنات، المحكمة هتحكملي بيهم، دا اعتبريه تهديد
, تركها متجها إلى الخارج صافعا الباب بعنف يكاد يشتعل من الغضب.
,
, وصلت السيارة اخيرا بعد رحلة طويلة إلى حديقة فيلا خالد طوال الطريق زيدان يلتزم الصمت بشكل غريب لم تفهمه، منذ أن استيقظت ووجدت سترته تدفئها وهو صامت واجم وكأن شيئا ما ازعجه، حين وقفت السيارة مدت يدها له بسترة حلته تبتسم ممتنة لتجده ينظر لها لمحت ألم غريب يغزو زرقاء عينيه، ليبتسم لها في شحوب مد يده يأخذ منها السترة ليميل يفتح لها باب السيارة، ابتسمت له لتأخذ الجرو والنعجة الصغيرة نزلت من السيارة تحتضنهم كأنهم اطفالها، التفتت لزيدان تهمس خجلة:.
,
, - زيدان ممكن تجيب شنطتي
, ابتسم يحرك رأسه إيجابا ليلتقط حقيبة يدها، سار قريبا منها ليتجها ناحية باب المنزل دس يده في جيب بنطاله يضعه في قفل الباب فتح لها الباب لتدخل وهو خلفها قريبا منها تقريبا، ما إن وصلا بالقرب من غرفة الصالون سمعا صوتا يقول في سخرية:
, - أسرة صغيرة سعيدة وكمان شيلاها الشنطة طبعا ما هي شايلة العيال.
,
, التفتا معا لذلك الصوت ليجدا خالد يجلس على مقعد خلفها مباشرة يضع ساقا فوق اخري يبتسم ساخرا، اقترب بجسده يستند بمرفقيه على فخذيه، بسط راحة يده أسفل ذقنه يردف ساخرا:
, - ايه يا حبابيب بابا كنتوا فين، وايه الحيوانات دي فتحناها جنينة خلاص مش كفاية الحيوانات اللي عندنا ولا ايه
, نظرت لوالدها تبتسم مرتبكة لا تعرف ما تقول حمحمت بتوتر تتعلثم قائلة:
, - بابا أنا أصل.
,
, أنا خدت لينا افسحها شوية عشان كانت متضايقة، هتف بها زيدان في هدوء ينظر لخاله بثقة يدس يديه في جيبي بنطاله، ليرميه خالد بنظرة حادة غاضبة وقف متجها ناحيته لتنكمش لينا مرتبكة من ردة فعل والدها لتجده يخرج صورة من جيب قميصه رفعها أمام أعينهم يردف منفعلا:
, - واضح أنها كانت فسحة حلوة أوي
, اقترب من ابنته ينظر لها بحدة غاضبا ليغمغم ساخرا:.
,
, - مش عيزاه يا بابا، ما بحبوش وعاملة روز في تاتينك اومال لو عيزاه يا روح قلب بابا
, ترك ابنته متجها ناحية زيدان قبض على تلابيب ملابسه من الأمام يجذبه ناحيته يغمغم في حدة:
, - ثق فيا يا خالي، لاء الثقة واضحة هفضل اثق فيك لحد ما تدخلوا عليا بعيلين صح
, هو يعرف أن خاله غاضب ولكن ما لا يفهمه فعلا كيف وصلت تلك الصورة ليديه، ابتسم يهمس في هدوء لا يرغب في إثارة غضبه أكثر:.
,
, - يا خالي أنا عارف اني غلطت بس دا من فرحتي، لينا اخيرا وافقت اننا نتجوز
, لفظه خالد من بين يديه بعنف ليرتد للخلف خطوة واحدة، ابتعد خالد عنهم وقف أمام كلاهما يهتف محتدا غاضبا:
, - أنا بقي مش موافق وما فيش جواز، انتي يا هانم على اوضتك مش عايز المح طيفك براها، وأنت يا بيه اطلع برة مش عايز اشوف خلقتك تاني، جواز ما فيش، يلا برة.
,
, نظر زيدان له للحظات نادما ليتنهد في ألم ترك المكان بأكمله وغادر لتنظر لينا لوالدها بذهول لا تصدق أنه طرد زيدان بتلك القسوة، اتجهت إلى غرفتها ليقف خالد في مكانه كور قبضته يشد عليها ليهمس متوعدا:
, - أما ربيتكوا يا كلاب ما ابقاش انا خالد السويسي.
,
, اجفل من موجه غضبه على صوت رنين هاتفه أخرجه لترتسم ابتسامة طفيفة على شفتيه حين أبصر رقم أخيه على سطح الشاشة، فتح الخط سريعا يضع الهاتف على أذنه يقطب جبينه قلقا حين سمع أخيه يقول:
, - خالد أنا جاي مصر بعد يومين عايزك تجهزلي رجالة وسلاح ضروري يا خالد
, انتفض قلبه ذعرا على ما يقول أخيه ليصيح فيه سريعا في قلق:
, - هتعمل ايه يا حمزة في ايه فهمني
, لحظات صمت يليه صوت اخيه يردف متوعدا:.
,
, - هاخد تار قديم أوي، جهزلي بس اللي قولتلك عليه عشان أنا هبقي عندك في اقرب وقت.
,
, استقل سيارته متجها إلى منزلها غاضبا كلمة قليلة عما يشعر به، الآن فقط تأكد من شكوكه خالد ينوي الزواج من زوجته لن يسمح له اقسم على ذلك لو وصل به الحال للقتل! لن يسمح بذلك ابدا، وقف بسيارته أسفل منزل ناردين نزل منها يصفر ببرود، تحرك متجها إلى شقتها فتح الباب بالمفتاح التي اعطته له، تحرك يبحث عنها هنا وهناك ليسمع صوت ضحكات لعوب غاوية قادمة من ناحية غرفة النوم، اتجه إلى الغرفة يرهف السمع ليسمعها تقول في غنج:.
,
, - حبيبي أنت و****، قلبي يا ناس
, احتدت عينيه غضبا فتح باب الغرفة ليجد ما لم يكن يتوقعه ابداا٣ نقطة
,
, مدد على فراشه في غرفته الصغيرة يفكر في لغز ذلك الرجل سر غضبه، دفاعه عنه شخصيته غريبة المتقلبة المهينة تثير فضوله لسبر أغوار ذلك الغريب الغامض، تنهد يشد على شعره بحيرة، وطيف سارة يلوح أمام عينيه كم يتمني أن يذهب إليها يراها من جديد لا يكفي فقط مراقبتها من جديد وهي تجلس في تلك السيارة الفخمة التي تقلها يوميا، مجنون سيقول عنه الناس ذلك ويزيد أن عرفوا أنه يحب فتاة تصغره بأربعة عشر عاما ولكن ماذا يفعل الحب سلطان لا سلطان عليه، اجفل على صوت دقات على باب غرفته بالطبع والدته ابتسم يهتف بصوت عالي:.
,
, - خشي يا ماما
, دخلت والدته تنظر له تبتسم في مكر لتضع يدها على خصرها تتمتم في خبث:
, - حسام يا دكتور في واحدة حلوة عيزاك برة.
,
, انتفض في جلسته واسم سارة يتردد في عقله تري أخرجت من عقله لتتجسد أمام عينيه، وقف أمام والدته يهتف سريعا بتلهف:
, - بنت مين يا ماما
, ارتسمت ابتسامة واسعة ماكرة على شفتي والدته لتضع يسراها على خصرها تغمغم في مكر:
, - ومالك انتفضت كدة ليه، بس عندك حق بصراحة، ما هو اصل رشا بنت خالتك قمر تقول للقمر قوم وأنا اقعد مكانك.
,
, اختفت الابتسامة من فوق شفتيه، يعلو الوجوم قسمات وجهه ليتسطح على الفراش وضع الوسادة فوق رأسه يوليها ظهره ليغمغم في ملل:
, - اخرجي يا ماما وشدي الباب وراكي، أنا تعبان وعندي مستشفي الصبح بدري
, اقتربت والدته منه تنزع الوسادة من فوق رأسه تهمس في غيظ:
, - قوم يا حسام ما تستهبلش، رشا جاية مخصوص عشان تشوفني وتقعد معايا
, هب جالسا ليتبعثر شعره الاسود الكثيف يغطي غرته اشار لها ليعاود الاشارة لنفسه يهمس في غيظ:.
,
, - اديكي قولتيها، جاية تشوفك مش تشوفني يبقي حضرتك اللي تقعدي معاها مش انا
, جذبته والدته من ذراعه بقوة واهية لتهمس فيه غاضبة حتى لا تسمعها تلك الجالسة بالخارج:
, - قسما ب**** يا حسام، لو ما خرجت تقعد مع رغدة لا تكون ابني ولا اعرفك
, هب واقفا أمامها كتف ذراعيها أمام صدرها يكمل ساخرا:.
,
, - ايوة ايوة كملي بقي الاسطوانة لا انت ابني ولا اعرفك وهمشي ومش هتعرفولي طريق ويا خسارة تربيتي فيك، دا أنا كنت أمك وأبوك من ساعة ما أبوك ما مات، حفظت خلاص بتسميعها كل يوم من ساعة ما بابا مات
, اكتسي الحزن والوجوم وجه والدته حسام تشعر بغصة مريرة تفتت قلبها، بلعت غصتها تهمس بخفوت:
, - خلاص يا حسام نام يا إبني عن إذنك.
,
, كادت ان تتحرك تغادر غرفته لتشعر بدوار يجتاحها استندت على اول مقعد قابلها لتجلس عليه، هرع إليها سريعا جلس على ركبتيه أمامها ينظر لها نادما على ما قال ليهتف بتلهف:
, - ماما مالك يا ماما، ماما أنا آسف يا ماما أنا مش عارف أنا قولت كدة إزاي٣ نقطة
, مد يده يجذب كف يدها يقبله كأنه يعبر عن أسفه على ما فعل لتبتسم والدته في رفق مدت يدها الأخري تربت على رأسه في رفق تهمس في حنو:.
,
, - أنا ما بزعلش منك يا حبيبي دا أنت حتة من قلبي
, بسطت كف يدها الآخر على وجنته تهمس بخفوت:
, - كفاية أنك الحاجة الوحيدة اللي بقيالي منه، بشوفه فيك يا حسام، عمري لا حبيت ولا هحب غيره ابدا
, ارتسمت ابتسامة واسعة خبيثة على شفتي حسام ليغمغم في مكر:
, - ايوة يا ست شادية مولعاها انتي وعبد الحليم في الوسادة الخالية
, ضحكت والدته بخفة على ما قال لتمد يدها تشد اذنه اليسري ببعض الحدة تهمس بغيظ:.
,
, - يا واد اتلم يا واد بقيت شحط معدي ال30 ولسه بنفس التفاهة يا أما نفسي اشوفك متجوز وعندك عيال
, سحب أذنه من بين كفها يمسدها باصابعه برفق يقول مغتاظا:
, - يا حجة ودني، ويكون في علمك قبل ما نخرج أنا مستعد اتجوز سلعوة ولا اتجوز رشا بنت أختك، دي حولة يا ماما
, جذبت يده معها تشده ليقف، اتجهت معه لخارج الغرفة تهمس له قبل أن يصلا إلى غرفت الصالون:
, - ولا مش عايزة حركات قرعة من بتوعك تعامل بنت خالتك كويس.
,
, علا ثغره ابتسامة واسعة خبيثة ليحرك رأسه إيجابا يهمس في مكر:
, - من عينيا يا ست الكل
, دخل معها إلى غرفة الصالون ليجد فتاة لا ينكر أنها جميلة ولكن تلك المستحضرات الغريبة التي تضعها فوق وجهها بتلك الكثافة تجعله ينفر منها، اتجه ناحية أحد المقاعد البعيدة عنها كاد أن يجلس عليها حين سمع والدته تقول:
, - حسام هتقعد بعيد ليه كدة تعالا اقعد هنا جنب بنت خالتك قصدي جنبنا يعني.
,
, زفر حانقا من أفعال والدته ليقترب منهم كاد أن يجلس جوار والدته ليجدها تجذبه ليجلس على المقعد المجاور لتلك الرغدة الملونة، نظر لرشا يبتسم باصفرار ليجدها تبتسم له بنعومة تسبل اهدابها الاصطناعية الكثيفة كأنها مراوح من ريش فوق عينيها فرغ فمه ينظر لها ببلاهة ليغمغم بذهول:
, - هو انتي ليه حاطة مقشات فوق عينيكي
, تأوه متألما حين لكزته والدته بمرفقها في ذراعه لينظر لها مستفهما يمسد ذراعه بكف يده الآخر يهمس:.
,
, - اييه في ايه
, رمته بنظرة غاضبة ساخطة لبيتسم باصفرار عاود النظر إلي تلك الفتاة يحافظ على ابتسامته السخيفة الواسعة مكملا كلامه:
, - أنا قصدي يعني أن المقشات قصدي عينيكي حلوة أوي
, ابتسمت الاخيرة خجلة تهمس في خفوت:
, - متثكرة يا حثام
, نظر لوالدته يغض على شفتيه بغيظ ليميل بجسده ناحيتها يهمس لها حانقا:
, - بقي أنا اثمي قصدي اسمي حثام، يا ماما ارحميني٣ نقطة
,
, دفعته والدته ليرتد عائدا إلى جلسته الاولي يبتسم في وجه تلك الفتاة باصفرار باهت:
, - منورة يا رثا قصدي يا رشا
, احمرت وجنتيها خجلا او ربما ذلك بفعل ذلك اللون الأحمر الغريب الذي تضعه في خديها لترفع وجهها له ابتسمت في هيام لتهمس بحالمية:
, - إنت صحيح بتغني
, ضيق عينيه ينظر لوالدته ليبتسم متوعدا عاود النظر لرشا حرك رأسه إيجابا يبتسم ساخرا:
, - حازم صوته حلو اوي يا انسة غاتة٣ نقطة
,
, حمحم بصوت اجش منفر ليبدا بالغناء بصوت منفر مزعج رفيع صاخب:
, - ايهاااااااا الراقدون تحت التراب جئت ابكي على هوي الاحبااااااااااااااااب
, وضعت والدته يديها فوق أذنيها تحجب صوته الشاذ المنفر بينما بسطت رشا يدها أسفل راحة ذقنها تنظر له بحالمية لتتنهد بحرارة بين حين وآخر إلى ان انهي لحنه الخاص، بدأت تصفق بحرارة تهتف بولة:
, - صوتك جميل اووووي.
,
, حدجها بنظرة غاضبة مغتاظة ليهب واقفا مال بجسده قليلا ناحية رشا يصيح بحنق:
, - يلا يا كدابة دا انتي هتولعي في جهنم، أنا ماشي
, هبت والدته تحاول اللحاق به خاصة حين رأته يلتقط هاتفه ومفاتيح سيارته الجديدة متجها ناحية باب المنزل لتلحق والدته به سريعا تصيح فيه قلقة:
, - حسام رايح فين يا ابني، يا حسام أنت بلبس البيت رايح فين بس
, اتجه ناحية باب المنزل فتحه نظر لوالدته قبل أن يخرج صافعا الباب خلفه يصيح في حدة:.
,
, - رايح في داهية
, نزل إلى أسفل غاضبا يشعر بنوبة عنيفة من الغضب تجتاح جسده خاصة حين كانت تلك الفتاة جالسة جواره لا يعرف لما ولكنه لم يكن يراها من الأساس صورة سارة كانت متجسده أمامه بدلا منها، ابتسامتها عينيها ضحكتها..
, يشعر برغبة ملحة في أن يذهب اليهم يريد فقط أن يراها زفر بعنف يخلل يديه في خصلات شعره، ليدير محرك السيارة متجها إلى منزل صديقه مقررا المبيت لديه الليلة.
,
, اتجهت لينا إلى غرفتها ما أن فتحت الباب حتى انتفضت من مكانها تصرخ فزعة، لتصدح ضحكات صديقتها الصاخبة، اقتربت منها تلاعب حاجبيها ساخرة لتهتف في مرح:
, - يلا يا جبانة
, ضيقيت لينا عينيها تنظر لها بغيظ لتقترب منها سريعا تقرص ذراعها بعنف تهمس له من بين اسنانها في حنق:
, - سهيلة يا حيوانة خضتني يا زفتة منك *** يا بعيدة
, سرعان ما اختفي غيظها ليحل محله ابتسامة سعيدة واسعة اسعرت تعانق صديقتها تصيح بفرح:.
,
, - سهيييلة وحشاني اوووء كل دا غياب، حصل حاجات كتير لازم احيكلك عليها بالتفصيل
, ضحكت سهيلة بخفة تعانق صديقتها بقوة:
, - وانتي كمان يا لينا وحشاني، اسكتي لندن تحفة ما صدقت بابا رايح يعمل صفقة هناك وروحت قفشة فيا، قوليلي صحيح لسه بتحبي المعيز
, اختفت ابتسامة لينا من فوق ثغرها لتبتعد عن صديقتها حركت رأسها نفيا تخفضها ارضا اختنقت نبرتها بغصة قاسية مؤلمة تهمس بمرارة:
, - ما عدش فيه معاذ خلاص يا سهيلة.
,
, اتسعت عيني سهيلة في ذهول لتسمك بذراعيها تسألها قلقة على صديقتها:
, - ايه حصل احكيلي
, تنهدت متألمة هي حقا لا تريد تذكر ما حدث ولكن كيف حتى ستخفي عن نصفها الآخر اي حرف مهما كان حركت رأسها إيجابا تقص عليها ما حدث خلال الفترة الماضية كاملا لتشهق سهيلة بعنف تصيح في غيظ:.
,
, - أنا قيلالك من الأول أنه عيل واطي وحيوان ومالوش قعدتي تقوليلي أنا قلبي لمعاذ، اهو طلع زبالة زي ما قولتلك، عارفة لو كنتي وافقتي على كلام باباكي لما قالك انه مستعد يجبهولك كنت قطعت علاقتي بيكي، ما أنا مش هصاحب واحدة معدومة الكرامة
, تنهدت سهيلة بارتياح بعدما اخرجت كل ما يجيش في صدرها لترتسم ابتسامة واسعة على شفتيها صاحت بسعادة لتهب تحتضنها بقوة:.
,
, - مبرررروك يا لوبيا اخيرا هتتجوزي زيزو المز ابو عيون زرقا، اوعدني يا رب بواحد مز زيه كدة
, ايه دا قلقاسة هنا هي مش كانت مسافرة، هتف بها جاسر بعبث وهو يدخل من باب الغرفة المفتوح، لتعقد سهيلة جبينها في غيظ نزلت من فراش لينا تقف أمام جاسر تشب على اطراف أصابعها قليلا اشهرت سبابته أمام وجهه تهتف ساخرة:
, - شوف مين بيتكلم أستاذ بسلة بجلالة قدرة.
,
, انتفخت اوداجه غضبا ليقترب منها خطوة واحدة فقط أشهر هو الآخر سبابته أمام وجهها:
, - أنا بسلة يا قلقاسة، شوفي يا ماما طولك وطولي
, هبت لينا سريعا تقف حائلا بينهما تفرد ذراعيها جوارها توقفهم قائلة:
, - بس بس خلاص ايه سوق الخضار اللي فتح في الأوضة دا، إنت رايح فين يا جاسر
, رمي سهيلة بنظرة غاضبة مغتاظة لينظر للينا يبتسم في رفق:
, - مسافر الجنوب عمك رشيد مش عارف عايزني في ايه بس قالي لازم اجي ضروري.
,
, اكتسئ الحزن قسمات وجهها لتقترب منها تعانقه بقوة ليلف ذراعيه حولها يضمها إليه بحنو خاصة حينما سمعها تهمس في حزن:
, - هتسافر دلوقتي دا في حاجات كتير حصلت وكنت عيزاك جنبي الفترة الجاية
, ابعدها عنه يمسك ذراعيها بين كفيه يشد عليها برفق نظر لها يبتسم في حنو:
, - يومين بالكتير وهرجع انتي عارفة ما بحبش قعدة البلد، لو احتجتيني في اي وقت، الو جاسر تعالا حالا هتلاقيني هنا قبل ما تقفلي السكة.
,
, ادمعت عينيها تنظر لأخيها بامتنان لتعاود عناقه من جديد تهمس برجاء:
, - **** يخليك ليا يا جاسر
, ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه ليقبل قمة رأسه مكملا:
, - وما يحرمني منك يا حبيبتي يلا اخلع أنا بقي عشان ما اتأخرش.
,
, ابتعد عن لينا، نظر لسهلية قبل أن يغادر ليجدها تنظر ناحيتهم، رأي نظرة غريبة مزيح من الحزن والحرمان تحتل عينيها، يقسم أنها رأي بعض الدموع تغزو مقلتيها، تنهد ليلوح لها وداعا ومن ثم غادر بهدوء تام متجها إلى العاصفة.
,
, بعدما انهي حديثه مع شقيقه التؤام، انهي بعض الأوراق الخاصة بعمله ليتجه ناحية صالة التدريبات حين سمع صوت أحد الآلات تعمل بداخلها وقف عند باب الغرفة يربع ذراعيه أمام صدره ينظر لزيدان الذي يركض بعنف على آلة الركض تلك يتصبب عرقا يغطيه ليبتسم ساخرا، تقدم لداخل الغرفة يقول في تهكم:
, - بيتهيئلي كدة أن أنت في صالة الرياضة اللي في بيتي، وبيتهيئلي بردوا اني طردتك ولا إيه.
,
, أوقف آلة الركض ليجلس على شريطها الاسود يلتقط أنفاسه، نظر ناحية خاله يبتسم في ثقة ليقم من مكانه اتجه ناحية البراد الصغير في الغرفة التقط زجاجة مياه باردة فتحها كاد أن يصبها كاملة فوق رأسه حين شعر بها تنزع بعنف من بين يديه وصوت خالد يصدح غاضبا:
, - ما ترميش عليك ماية متلجة وأنت في حالتك دي يا حيوان يجيلك حمي.
,
, ابتسم زيدان في اتساع هو فعل ذلك لأنه يعلم أنه سيعارضه اقترب منه يمسك بكف يده ليبتعد خالد عنه سريعا يصيح في غيظ:
, - زيدان ابعد عني الساعة دي أنا مش طايق اشوف خلقتك كفاية أوي اللي عملته
, أراد تصحيح الوضع يحاول افاهمه فقط أن ما فعل كان من فرط شعوره بالسعادة ليصيح سريعا:
, - يا خالي افهمني، لينا كانت فعلا متضايقة جدا فأنا قولت ارفه عنها شوية وروحنا الواحة
, ما صدقتش نفسي لما قالتلي انها موافقة، فشيلتها.
,
, اقترب خالد منه يدفعه في صدره بعنف يصيح محتدا:
, - وأنت من امتي بتعمل حاجة من غير ما تاخد رأيي، تاخد البنت من غير اذني ومن غير حراسة افرض حصلها حاجة لاء ومش كدة وبس قولت تكمل عرض المصايب رايح تشيل وتحضن ما كنت كتبت بالمرة٣ نقطة
, قاطعه زيدان سريعا يحاول تهوين الوضع ولو قليلا:
, - يا خالي اسمعني٣ نقطة
, قاطعه خالد يزمجر غاضبا:.
,
, - بلا خالي بلا زفت، ويكون في علمك ما فيش جواز، ايه رأيك بقي هجوزها للواد اللي اسمه معاذ بالعند فيك
, استدار خالد ليغادر حين سمع صوت زيدان يهتف من خلفه:.
,
, - إنت بتكرر نفس اللي عمله جدي جاسم لما بعدها عنك غصب عنك، بس أنت قصدي حضرتك كان عندك أهل وناس تحس أنك عايش وسطهم، انما أنا لاء ماليش في الدنيا غيرها وغيركوا، لو بعدتني عنها يبقي بتبعدني عنكوا، يبقي بتحكم عليا بالموت البطئ بتكمل حلقة ظلم الدنيا ليا، أنا غلطت وأنا آسف، أول مرة احس بفرحة زي دي فاتصرفت من غير عقل.
,
, التفت خالد له ينظر له مطولا للحظات لا يجد ما يقوله انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف متهكما:
, - تصدق هعيط وأنا دمعتي قريبة وقلبي رهيف، حلو فيلم المظلوم االي كنت بتمثله
, ضحك زيدان بخفة ليدس يديه في جيبي بنطاله يغمغم في مرح:
, - كان باين اني بمثل
, رماه خالد بنظرة ساخطة متهكمة ليردف متهكما:
, - جدا ادائك مصطنع واوفر وقديم، وما فيش جواز
, التفت يغادر لتتسع عيني زيدان بذهول يهرول خلفه يهتف بتلهف:.
,
, - استني بس يا حج إسماعيل، قصدي يا خالي، يا خالي
, ما كاد يقترب خالد من باب المنزل سمع صوت البوابة الخارجية تفتح بعنف لتدخل سيارة عمر كسهم منطلق حاد، وقفت في منتصف الحديقة لينزل عمر منها سريعا منظره بشع شعره مبعثر عينيه حمراء قميصه مجعد يديه عليها آثار دماء، فزع خالد من منظره ليقترب منه سريعا يسأله بتلهف:
, - في إيه يا عمر، إنت عامل كدة ليه.
,
, وقف عمر للحظات يرتجف بعنف من هول ما حدث نظر له بأعين زائغة مرتجفة ليهمس في صدمة:
, - أنا قتلت ناردين!
,
, بعد ثلاثة ساعات ويزيد وصل اخيرا إلى منزله بأسيوط، بعد ترحاب شديد من والدته التي ظلت تسأله بلا توقف:
, - إنت خاسس كدة ليه
, - بتاكل كويس
, - اوعي تكون بترمي الغطا وأنت نايم
, - لاء شكلك هفتان أنا هروح اعملك الوكل
, ليضحك بخفة يقبل جبينها ويديها يغمغم في مرح:
, - يعني رشيد باشا علمك المصري كله وجه عند الاكل وبقت الوكل ما كنا ماشيين حلو.
,
, ضحكت والدته بخفة لتتجه ناحية المطبخ سريعا، بينما وقف هو في بهو منزله ينظر حوله لطالما أحب ذلك المكان حين كان *** ولكن حين قتل والده حلمه ومنعه من دراستها التي يحبها بات يكره ذلك المكان يختنق فيه، تنهدت في ضيق لتتسع ابتسامته حين سمع ذلك الصوت الصاخب المحبب اليه يعلو صوت خطوات شقيقته الصغري تركض على سلم البيت تصيح باسمه بسعادة، ليقترب من السلم لأنه يعرف ما ستفعل بعد ذلك ستقفز من الدرجات الأخيرة اليه مباشرة، التقطها بين ذراعيه يدور بها حول نفسه تضحك ويضحك معها ربما صبا، هي الصبا الوحيد النسيم العليل الذي يدفعه للقدوم هنا مجددا شقيقته الصغري ذات الخمسة عشر عاما، جلست جواره على الأريكة نظرت حولها بحذر لتقترب منه تهمس في خفوت:.
,
, - جاسر هو أنا ينفع اتجوز
, قطب جبينه متعجبا من كلامها ليبتسم في رفق يحرك رأسه نفيا:
, - حبيبتي انتي لسه صغيرة خالص على الجواز، جواز ايه بس
, عادت تنظر حولها من جديد لتهمس في حذر:
, - اصل أنا سمعت بابا بيقول لماما أن لازم جاسر يوافق على الجواز والا صبا هي اللي هتتجوز
, قطب جبينه متعجبا من كلام شقيقته الغريب ليجد والدته تدخل في تلك اللحظة تحمل صينية طعام كبيرة ليتجه إليها يسألها مستفهما:.
,
, - ماما ايه الكلام اللي سهر بتقوله دا، جواز إيه
, نظرت شروق لابنتها بغيظ حذرتها قبل أن يأتي جاسر أن تخبره بأي شئ قبل أن تخبره بالأمر كاملا ولكنها كالعادة أخبرته بكل شئ
, نظرت لابنتها تبلع لعابها مرتبكة تحاول الحديث:
, - اصل يا ابني الموضوع
, الموضوع زي ما فهمته يا جاسر كان هيحصل تار وفي قعدة الصلح اتفقنا أنك تتجوز واحدة من بنات عيلة المنشاوي ولو رفضت راجل من عيلة المنشاوي هيتجوز اختك.
,
, قالها رشيد دفعة واحدة حين خرج من باب مكتبه، طرق الحديد وهو ساخن جاسر سيعرف اولا او آخرا، اشتعلت عيني جاسر غضبا على ما قال والده ليتقدم ناحيته وقف أمامه لا يفصله سوي بضع خطوات بسيطة ليفجر بركان احتبسه في صدره منذ سنوات وحان وقت انفجاره.

الجزء العشرون


اشتعل براكنه الخامد تحت وطأة كلامات والده أيظنه عبدا لديه يحركه كما يريد، لعبة ماريونت محكمة الخيوط يحركها بأصابعه كما يرغب، اشتعلت عينيه يقبض على كف يده ليفجر بركان غضبه:.
,
, - إنت ايييييه يا أخي، هو أنا شغال عندك العبد بتاعك عشان ينفذ بس من غير ما يعترض ادخل الكلية اللي على مزاجك واشتغل الشغل اللي على مزاجك ودلوقتي عايز بردوا تجوزني على مزاجك بتضحي بسعادتي ومستقبلي وحياتي عشان قعدة زفت ماليش دعوة بيها أنا ماشي ومش هدخل البيت دا حتى لو قولولي أنك مت.
,
, الجم لسانه بصعوبة بعد جملته الأخيرة كيف يقول ذلك لوالده بلع لعابه مرتبكا يشعر بالاشمئزاز من نفسه على ما تفوهت به شفتيه خاصة مع نظرات والدته الحزينة المعاتبة، زفر بحرقة يخلل أصابعه بين خصلات شعره يشد عليه بعنف اخفض رأسه ارضا يهمس في ارتباك:
, - بابا أنا.
,
, امشي يا جاسر، هتف بها رشيد بهدوء تام لا يمت لما حدث منذ قليل بصلة لتتسع عيني جاسر في ذهول، رفع وجهه ينظر لوالده متعجبا ليجد نظرة غريبة تكسو مقلتيه للحظات شعر أن والده نادم على ما فعل بحقه، بلع رشيد غصته القاسية ليردف قائلا في هدوء زائف:.
,
, - امشي يا جاسر، أنا لو كنت فرضت عليك دراستك فتبقي مهندس زراعي احسن ما تبقي حتة طباخ، اومال مين هياخد باله من اراضي العيلة، غيث ابن عمك فارس مسافر برة ويا عالم هيرجع ولا لاء، عايز تمشي امشي، بس أنا مش هسمح أن بحر ددمم يحصل بين العيلتين ويروح ناس مالهمش ذنب في الرجلين، حتى لو اضطريت أن أنا اجوز صبا.
,
, اتسعت عيني جاسر في صدمة، ليلتفت برأسه ينظر لشقيقته الصغري الذي شحب وجهها خوفا من كلمات والدها الأخيرة، للحظات شعر برغبة ملحة في الفرار من المكان بأكلمه، التقط حقيبة سفره الصغيرة متجها إلى خارج المنزل تحت نظرات والدته الفزعة الحزينة على ولدها ونظرات شقيقته المرتعبة من فكرة زواجها، وجاسر في طريقه إلى الخارج وقف فتح باب منزلهم يقف جواره، ليهتف بصوت اجش عالي دون أن يلتفت لهم:.
,
, - ما تدخلش صبا في الموضوع أنا مش هضحي بأختي، أنا موافق على الجوازة، لما ترتبوا الموضوع اتصلوا بيا عشان أجي
, قالها واكمل طريقه في هدوء تام، هدوء يتنافي تماما مع نزيف قلبه المثقل بالهموم والألم ليصدح صوت والدته الملتاع حزنا على صغيرها:
, - جاسر رايح فين يا إبني أنت لسه واصل
, التفت برأسها ينظر لوالدته وشقيقته الصغري بابتسامة صغيرة شاحبة، ركز عينيه على والدته يقول في هدوء:.
,
, - خلي بالك من صبا يا ماما، ركزي معاها في مدرستها ومذاكرتها.
,
, التفت ليغادر لتلقي عينيه بعيني أبيه فقط لمحة خاطفة رأي فيها انطفاء روح والده المنعكسة على زجاج عينيه الفارغ، خرج جاسر من المنزل متجها إلى سيارته، القي حقيبته على المقعد الخلفي ليستقل مقعد القيادة أدار المحرك يضغط على دواسة البنزين في عنف ليصدح صوت عجلات السيارة وهي تحتك بعنف مع أرض الطريق، يديه تشد بعنف على المقبض عروق يديه ورقبته تنفر، تصرخ، تثور، عينيه سوداء حادة مشتعلة كأن جمر نار يلتهب فيها، لما حُكم عليه أن يكون عبدا لوالده يحركه كما يشاء يفعل ما يرغب ابيه في فعله لا يتذكر أنه اختار شئ في حياته قررات والده مفروضه عليه منذ أن كان طفلا، حتى بعد أن صار رجلا عليه أن ينفذ أوامر والده دون أدني اعتراض لن يضحي ابدا بشقيقته الصغري في لعبة ثأر هكذه لازالت **** لا تعي من الدنيا شئ، اوقف السيارة على جانب الطريق، أخذ نفسا طويلا يزفره بحرقه يصرخ بصوت مكتوم يكره شعوره بالعجز كأنه يقف مكتوف اليدين لا حول له ولا قوة، التقط هاتفه من جيب سرواله يبحث عن رقمها ليطلبه لحظات وسمع صوتها الناعم:.
,
, - جاسر وحشتني بقالك كتير ما كلمتنيش
, زفر باختناق قيد آخر يطوق رقبته عاد برأسه إلى ظهر المقهد يهمس في خمول:
, - أنا جاي على اسكندرية يا شاهي
, سمع صرختها الفرحة يليها صوتها تصيح بسعادة:
, - بجددد يا حبيبي يا جاسر دا أنت وحشتني أوي، أنا هجهزلك احلي عشا على ما تيجي
, ما تتأخرش يا حبيبي.
,
, اغلق الخط يبتسم ساخرا، لا يعرف حقا لما سيذهب إليها من الأساس هو فقط يرغب في الشعور بأنه طير طليق خارج اسوار وقيود والده، ادار مقود السيارة متجها إلى عروس البحر الابيض المتوسط حيث يشعر بحريته بين أمواج البحر.
,
, جذب يد اخيه إلى صالة التدريبات لأنها بعيدة عن الفيلا وقف امامه ينظر لحالته المذعورة الدماء تغطي يديه وملابسه عينيه شاردة تتحرك بتوهان هنا وهناك يتمتم بكلمات غريبة فهم منها البعض:
, - قتلتها أنا قتلتها، بنتي كانت عيزاه يغتصب بنتي، بنتي كانت هتضيع بسببي، شيطانة
, قبض بيديه على ذراعي شقيقه يهزه يعنف عله يفيق من حالته تلك ليصرخ فيه بحدة:
, - عمررر فوق يا عمر وفهمني أنت عملت ايه.
,
, لم تهدئ حالة عمر الغريبة بل ظل يهذي كأنه مسا من الجنون أصابه، نظر خالد له قلقا من حالته الغريبة تلك لم يجد حلا أمامه سوي أنه رفع يده ليهبط بها بقوة على وجه أخيه عله يفيق من حالته تلك ليصرخ فيه قلقا:
, - عمر فووق
, توقف عمر عن الهذيان نظر لأخيه صامتا مذهولا للحظات، قبل ان يلقي برأسه على صدر شقيقه ينفجر في البكاء كطفل صغير خائف يصيح من بين شهقاتها:.
,
, - أنا غبي، غبي واستاهل كل اللي حرالي كنت هضيع بنتي بإيدي هي السبب يا خالد هي السبب
, ابعده خالد عنه يمسك بذراعي أخيه هذا ليس وقتا للمشاعر بأي حال من الأحوال، ليصيح فيه بحدة:
, - مش وقت عياط فهمني حصل ايه ويعني ايه قتلت ناردين
, حرك عمر رأسه إيجابا لتنهمر دموعه كسيل جارف وهو يقص على أخيه ما حدث
, Flash back.
,
, تحرك يبحث عنها هنا وهناك ليسمع صوت ضحكات لعوب غاوية قادمة من ناحية غرفة النوم، اتجه إلى الغرفة يرهف السمع ليسمعها تقول في غنج:
, - حبيبي أنت والله٣ نقطة
, احتدت عينيه غضبا فتح باب الغرفة ليجد ما لم يكن يتوقعه ابداا، ناردين تجلس على الفراش توليها ظهره أمامها جهاز اللاب توب تحادث أحد من خلال خاصية الفيديو اختبئ حتى لا تراه ليسمعها تكمل بغنج:.
,
, - رغم الغباء اللي عملته يا تيمو بس اعمل إيه ما اقدرش استغني عنك أبدا
, لحظات وسمع صوت مألوف شعر أنه حقا سمعه من قبل يتكلم بصوت ثقيل متألم:
, - الغباء مش مني يا نارا انتي بعيد عن مطاعم البلد كلها جيباه المطعم اللي متعودين نروحه اهو شافني مع بنته، اااه يا جسمي أنا متدغدغ اتنين شبه البوابة واحد اسمه زيدان والتاني حسام كانوا بيشقطوني لبعض
, تهدجت نبرتها بصوت حزين لتهتف بلوعة ممزوجة بعتاب:.
,
, - حبيبي ألف سلامة عليك بس أنت لو كنت سمعت كلامي من الأول ما كنش كل دا حصل، أنا قولتلك هددها تجيلك البيت واغتصبها وصورها
, عند تلك الجملة اشتعلت النيران تضرم جسد عمر، يود فقط الإنتقام تلك الحية هي السبب في تخريب حياته أرادت من ذلك الفتي أن يغتصب ابنته، دفع باب الغرفة بعنف اجفلت ناردين تشهق بذعر بينما اقترب هو منها قبض على خصلات شعرها يصفعها بجنون يصرخ فيها:.
,
, - آه يا بنت ال، يا، بقي انتي السبب في اللي حصل عايزاه يغتصب بنتي يا زبالة يا تربية الشوارع، أنا هموتك
, توقع كل شئ منها عدا أن تضحك بقوة، تعالت ضحكاتها الساخرة الصاخبة نظرت له في تهكم لتهتف قائلة:.
,
, - عمر حبيبي ما تعشيش في دور البرئ المظلوم، أنت كنت بتدور على وهم عايز واحدة فيها كل مواصفات تالا مراتك بس من غير مسؤولية واحدة حلوة، منطلقة ما بتقولش عيب ولا لاء، وانا اديتك دا فين بقي المقابل بتاعي فلوسك اللي مغرق بيها المدام والبنات فقولنا شوية ياخدهم تامر من سرسورة حبيبة بابا.
,
, انفجر بركان الغضب لتأجج حممه انهال عليها بالضرب، يصرخ يضرب يزمجر، ابنتيه وزوجته ابتعد عنهم باعهم بأرخص الأثمان لأجل حية تسعي لتخريب حياته، سارة ابنته الصغيرة بدلا من أن يحضتنها يطمئنها بين أحضانه بات كابوسا جديدا لها دمر ابنتيه بإهماله قديما وتركه لهما الآن، لم يشعر بنفسه سوي وهو يسمك برأس تلك الحية يصدمه بالحائط بعنف غضبه المشتعل ليشعر بها تسقط أرضا يسيل بحر دماء من رأسها، هبطت ناحيتها ينظر لجسدها في ذعر نزل لمستواها يمسك برأسها لتغطي الدماء يديه بدءا يصفعها على وجهها بحدة يحاول إيقاظها:.
,
, - ناردين، ناردين
, لا مجيب لا حياة لمن تنادي، ماتت تلك هي الكلمة الواحدة التي ترددت داخل عقله قتلها بات قاتلا، نظر لجسدها الملقي ارضا بإشمئزاز من نفسه قبلها بصق عليها ليخرج من المنزل استقل سيارته لا يعلم أين يذهب
, Back
, ما إن انهي عمر كلامه كور قبضته يصفع بها الحائط خلفه مرة تليها الثانية والثالثة يصرخ في قهر:
, - أنا السبب أنا اللي ضيعت بنتي يا خالد، كانت عيزاه يغتصبها، قتلتها ايوة قتلتها.
,
, اقترب خالد منه يقبض على تلابيب ملابسه يصيح فيه غاضبا:
, - إنت اتجننت هتودي نفسك في ستين داهية يا حيوان، عنوان شقتها ايه بسرعة
, نظر عمر له بضياع لينفجر في بكاء مرير ينعي ما جنته يداه على نفسه، ليحاوط خالد وجهه بكفيه يسأله سريعا بتلهف:
, - عمر مش وقته خالص، ركز معايا العنوان إيه وبعدين انهار براحتك.
,
, أخبره عمر بعنوانها من بين شهقاتها العنيفة ليدفعه خالد جانب خرج يهرول من للغرفة وجد زيدان يقف خارجا ينتظره سأله بفزع ما أن رآه:
, - خير يا خالي حصل ايه، هي مين دي اللي خالي عمر قت
, زمجر خالد كليث غاضب يقاطع زيدان صائحا:
, - مش وقت رغي، كلم صاحبك اللي اسمه حسام لو ميت مش نايم تصحيه وخليه يسبقنا على المستشفى بتاعت لينا وأنت حصلني بعربيتك.
,
, دون كلمة اخري كان زيدان يقفز في سيارته يحاول اللحاق بسيارة خالد في الطريق اتصل بحسام قبل أن ينطق بأي حرف وجد حسام يقول في نزق:
, - إنت يا عم الفامبير ما فيش اكل في بيتكوا أنت بتتغذي على الدم يلا، هاتلي
, قاطعه زيدان يصرخ في فزع:
, - حسام مش وقته تجري حالا على مستشفي الحياة في مصيبة وخالي قالي اتصل بيك
, كاد حسام ان يلطم خديه فزعا ليصيح في ذعر:.
,
, - **** يخربيتك أنت وخالك من ساعة ما عرفتك وأنا موحول في المصايب، مسافة السكة وهبقي هناك **** يخربيت دي صحوبية زبالة.
,
, وقفت سيارة زيدان بالقرب من سيارة خالد يحاول أن يلحق به ليصرخ فيه خالد أن يبقي مكانه، اتجه خالد إلى أعلي ناحية شقتها حرك الباب ليفتح بسهولة، باب المنزل لم يكن مغلقا بالكامل يبدو أن عمر نسي إغلاقه دخل خالد يبحث عن ناردين ليجدها ملقاه في غرفة النوم نزل على ركبتيه جوارها يتحسس بأصبعيه الوسطي والسبابة عرق رقبتها النابض ليزفر في راحة يحمد **** في نفسه يشعر بنبض قلبها، لا تزال حية، حملها بين ذراعيه إلى أسفل ليأخذها زيدان من بين يديه يضعها في سيارته هو، ليصيح فيه خالد بحدة:.
,
, - اطلع على مستشفي الحياة بسرعة انا وراك بالعربية.
,
, غرفة صغيرة في المستشفى فراش ومقعد وطبيب يقف بالقرب من المحلول الوريدي المعلق على حامل جوار فراش تلك الممدة رأسها يلتف بشاش أبيض، التفت حسام لخالد يطمئنه قائلا في هدوء:
, - هي بخير ما تقلقش عوضنا الدم اللي نزفته وخيطنا جرح رأسها، ما فيش خطر، هتفوق بعد دقايق.
,
, اخيرا استطاع التنفس في راحة لم تمت بخير، أخيه الأحمق كان على وشك أن يودي بنفسه إلى السجن وهو من كان سيزجه بيديه أن كانت ماتت فعلا، نظر لحسام يبتسم شبة ابتسامة شاحبة كأنه يشكره على ما فعل ليلتف إلى ناردين حين سمعت صوتها تتأوه بألم ليجدها تحاول فتح عينيها تضع يدها فوق رأسها، فتحت مقلتيها تنظر حولها في استفهام أين هي وكيف جاءت إلى هنا، شحصت عينيها في ذهول وفزع حين رأت ذلك الجالس في هدوء يضع ذلك السيجار الكوبي بين شفتيه ينفث منه بتلذذ، ابتسم لها ساخرا يقول في تهكم:.
,
, - حمد *** على السلامة يا مدام، معلش عمر ايده تقيلة شوية، وراثة في العيلة انتي مش غريبة ولا ايه
, بلعت لعابها متوترة لتنتصف قليلا بصعوبة جلست على الفراش تنظر لخالد في ارتباك تهمس بتلجلج:
, - ااا أنت هنا ليه، ااا أنا هبلغ البوليس هودي اخوك في ستين داهية
, صدحت صوت ضحكات خالد العالية ليمتص سيجاره ببطئ ينظر لحسام يقول في تهكم:
, - مع أننا المفروض في المستشفى وما ينفعش اشرب سجاير مش تنبهني يا دكتور.
,
, القي السيجار ارضا يدهسه بحذائه، قام متجها ناحية فراش ناردين جلس على حافته يبتسم ساخرا حين لاحظ انكماشها بذعر خائفة منه ليقول متفاخرا:
, - مستشفي الحياة، مستشفي كبيرة بتاعت مراتي حبيبتي يعني دفاترها بكاميرتها بعمالها بالدكتور اللي واقف ورا دا كلهم في ايدي، اسمعي كدة، دكتور حسام أنت فين دلوقتي
, لحظات وسمع صوت حسام يقول في هدوء ؛
, - في البيت بتفرج على مسرحية العيال كبرت.
,
, ابتسم في ثقة ينظر لناردين في توعد مخيف يكمل حديثه مع حسام:
, - يعني أنت ما جتش المستشفى خالص
, سمع صوت حسام من خلفه يقول في ثقة:
, - أنا شغلي بيخلص الساعة أربعة وماضي انصراف مع الموظف الساعة أربعة وخمسة روحت كلت وبتفرج على التلفزيون
, صدحت صوت ضحكات خالد العالية ليقترب برأسه منها يهمس متوعدا فئ شر:.
,
, - شوفتي بقي، يعني مثلا لو دكتور حسام الحليوة اللي واقف ورايا دا اداكي حقنة هوا واتكلتي على **** لا حد فينا شافك ولا يعرفك، أنتي ما دخلتيش المستشفى أساسا ولا ايه يا حس.
,
, وجه نظره لتلك الناردين ليجدها تنظر خلفه في ذعر يجدها جسدها يرتجف من شدة الخوف، نظر خلفه ليجد حسام ينظر لها غاضبا في حدة نظرات قاسية اقلقته هو نفسه، حمحم بحدة يطرقع بأصبعيه ليخرج حسام من الغرفة يغلق الباب خلفه، قبض خالد على فك ناردين يغرز أصابعه في خديها يهمس متوعدا:.
,
, - حية لفت على اخويا دمرت بيته وكانت عايزة تضيع بنته، بتلف على فلوسه وهو عشان أهبل، أنا فاهمك من اول لحظة شوفتك فيها يا ناردين، كنت ناوي الاعبك بس انتي نهيتي اللعبة بدري اوي، لو شوفت خلقتك تاني ولو صدفة هدفنك حية ماشي
, حركت رأسها إيجابا في ذعر تنظر له بفزع ليبتسم خالد في سخرية يربط على وجنتها بعنف
, بينما في الخارج وقف حسام جوار زيدان يلتقك أنفاسه يقول بهمس خائف:.
,
, - خالك دا مرعب اووووي، يا عم دا أنا كنت هموت من الخوف شبه بتوع المافيا اللي بيجيوا في الأفلام.
,
, ابتسم زيدان ساخرا دون أن يرفع وجهه ينظر ارضا يفكر يبتسم، ما حدث موافقتها، نزهتهم يمر كل ذلك امام عينيه شريط سريع لتغزو ابتسامة عذبة تغزو شفتيه يفكر فيها يحلم بها يتنفس عبقها، تحركت عينيه على سطح الأرض المصقول يري انعاكس صورتها في كل ركن فيه، اختفت ابتسامته حين وقعت عينيه على ذلك الشئ ليرفع عينيه إلى حسام يبتسم ساخرا يقول في تهكم:.
,
, - شبشب وبيجامة على بالطو، جاي المستشفى بالشبشب والبيجامة، دكتور دا يا *** ولا سباك
, قلب حسام عينيه في ملل يحرك خفه المنزلي في قدمه يقول ساخرا:
, - دا كتر خيري إني ما جتش حافي، أنا يا دوب لحقت جاكت البيجامة، كنت جايبلك بطيخة وأنا جاي وكنت قاعد بالفنلة الحملات بأكل بطيخ قدام التلفزيون لما صرعتني بمكالمتك
, اشتعلت عيني زيدان غاضبا ليقترب منه قبض على تلابيب ملابسه يقربه منه يهمس له في حدة متوعدا:.
,
, - ولاااا اوعي تكون ما سبتليش بطيخ
, ضحك حسام ساخرا يبعد يد زيدان عن ملابسه يتشدق متهكما:
, - يا عم سايبلك نصها في تلاجتك الفاضية اوعي، يا ابني لو بتتغدي على ددمم الحيوانات قولي، تلاجتك ما فيهاش النص لمونة اللي بتبقي في كل باب تلاجة مصرية حتى
, استند زيدان على الحائط المقابل لحسام يدس في جيبي سرواله يبتسم شاردا:
, - واحنا مروحين نبقي ناخد اكل٣ نقطة
, اقترب حسام من زيدان يقف جواره ليدفعه بكتفه ابتسم يغمز لها في خبث:.
,
, - يا عم العاطفي سرحان في إيه
, رفع زيدان وجهه نظر لصديقه يبتسم باتساع عينيه تلمعان في شغف وعشق ليهمس فئ سعادة:
, - لينا وافقت اننا نتجوز
, اتسعت عيني حسام في ذهول تدلي فكه حتى كاد يلامس صدره ينظر لصديقه مدهوشا ليصيح فجاءة في فرحة كأنه مراهق أحمق فاز مبارته الخاصة عانق زيدان بقوة يصيح فيه فرحا:
, - اخيرررا يا عم الحمد *** البومة وافقت..
, بومة، هو قصده على لينا مش كدة.
,
, ، تصنم حسام ينظر لزيدان صديقه في صدمة شلت جسده حين سمع صوت خالد يأتي من خلفه مباشرة، شخصت عينيه في ذعر يبلع لعابه الجاف بصعوبة ليهمس لزيدان بصوت خفيض مذعور:
, - وصيتك الشبشب والنص بطيخة وابقي قول لأمي اني بحبها وما بحبش رثا قصدي رشا
, ابتسم زيدان يحاول إخفاء ضحكاته ليحرك رأسه إيجابا قرر التدخل لينقذ صديقه العزيز من يد خاله ليقول سريعا بثقة:.
,
, - يا خالي اصل حسام بيحب البوم وخصوصا الصغير فأي حد بيعزه بيقول عليه بومة
, حرك حسام رأسه إيجابا دون تردد ينظر لخالد يبتسم في بلاهة:
, - ايوة صح أنا بومة قصدي بحب البوم. ، دا حتى بنتي خالتي اسمها رثا البومة قصدي رشا البومة
, ابتسم خالد ساخرا ينظر لكلاهما في تهكم بالطبع لم يقتنع بكلمة واحدة مما قالها اي منهما، اقترب من زيدان يربط على كتفه يقول في هدوء قبل أن يغادر:.
,
, - بكرة بليل تجيب المأذون الساعة 9 بالظبط، 9 وخمسة ما فيش جواز وابقي هات محب البوم دا معاك يشهد على العقد.
,
, قالها ليغادر في هدوء بينما ظل زيدان واقفا مكانه ينظر لصديقه في دهشة، صدمة، ذهول لا يصدق عقله وقف عن العمل غدا ستصبح زوجته غدا بعد طول انتظار، غدا ستكتب على اسمه، سيصبح قادرا على ضمها بين ذراعيه متي يريد، دقات قلبه على وشك تحطيم صدره والقفز خارجا ترقص من شدة الفرح، ليجد حسام ينقض عليه يعانقه بقوة يصيح فرحا:
, - هتكتب على البومة بكرة يا معلم، حماك خالد باشا لا تقولي ورق ولا صحة ولا تحاليل..
,
, ادمعت عيني زيدان من شدة ما يعصف بقلبه من فرح ليعانق صديقه بقوة، يبتسم دون توقف بينما يغني حسام بصوت عالي في باحة المستشفئ ليلا:
, - يا ولاد بلادنا يوم الخميس زيدان هيكتب كتابه ويبقي عريس..
, ضحك زيدان عاليا بصخب على افعال صديقه المختلة، ليقبض على تلابيب ملابسه من الخلف يجره خلفه لخارج المستشفى بينما يصيح حسام في ضيق طفولي:.
,
, - إنت يلا سيب هدومي، الشااااكت الشااااكت، اقسم ب**** لو اتقطع لاخد الترنج الجديد بتاعك وأنا اصلا عيني فيه البسه بقي عشان تزور
, ضحك زيدان بلا توقف يجذب صديقه خلفه ما أن اقترب من سيارته وجد حسام يقف يبعد يده عن ملابسه يعدل من وضع تلابيب رفع رأسه قليلا للاعلي بإيباء يقول في دراما:.
,
, - لا يا باشا احنا شحاتين آه، مش لاقين اللقمة يمكن، بس ما نبعش شرفنا، عايزني اركب عربيتك ليه يا باشا، أنا ورد ورود محافظ على نفسي لبنت الحلال اللي هتصوني
, في موقف السيارات الفارغ يكاد زيدان يسقط على الأرض من الضحك اقترب من صديقه يصفعه على رقبته من الخلف بعنف ليرفع رأسه لأعلي يكمل في إيباء:
, - أنا مستنيك في العربية يا باشا.
,
, وصل أمام عمارة سكنية متوسطة الحال تطل مباشرة على امواج البحر تتلاطم امامه، ظل واقفا لدقائق ينظر لموج البحر أخذ نفسا قويا يشبع رأيته من نسيم البحر العليل، ابتسم له كأنه يودعه ليأخذ طريقه إلى أعلي، في الطابق الثالث الشقة السابعة، دس يده في جيب بنطاله يخرج مفتاحه قبل أن يضعه في قفل الباب وجده يفتح من الداخل سريعا ليشعر بجسدها يندفع ناحيته تلقي بنفسها بين ذراعيه تعانقه بقوة تهمس في سعادة وشوق:.
,
, - وحشتني يا جاسر وحشتني اوي أوي
, ظل جامدا لم يبدي لها اي رد فعل حتى لم يرفع يده ليعانقها ليشد على كف يده يدفعها لداخل الشقة مغلقا الباب خلفه حين شعر بها تقبل رقبته تود فتح ازرار قميصه، ارتدت للخلف تنظر له بذهول ترفرف بعينيها الخضراء في براءة اقترب هو منها قبض على رسغ يدها يصيح فيها:
, - انتي متخلفة احنا كنا على السلم
, اخفضت رأسها ارضا لتدمع عينيها تبكي في صمت تهمس في حرج:
, - أنا آسفة ما كنش قصدي.
,
, تنهد يزفر في حنق ليمسك ذراعيها بين كفيه رفعت وجهها الباكي له تنظر له حزينة باكية ليتغاضي هو عن منظرها الباكي يهتف في برود:
, - شاهيناز ما تنسيش أنا اتجوزتك ليه، تصليح غلطة، جوازنا مش هيستمر عايزك تعرفي دا كويس، أنا مش حابب يكون بينا ***** يتمرمطوا في النص
, غصت نبرتها في بكاء مرير لتهمس بقهر:.
,
, - عشان كدة بقي مش عايز تلمسني، عارفة أن جوازنا كان تصليح غلطة بس الغلطة دي مش أنا اللي غلطتها، أنت اغتصبتني يا جاسر ورغم دا أنا سامحتك، وعايزة نبدأ صفحة جديدة مع بعض ليه مش عايز تدي حياتنا فرصة واحدة٣ نقطة
, ابتعد عنها بضع خطوات ناحية باب المنزل اولاها ظهرها يفتح مقبض الباب يقول في هدوء:
, - ما بقاش ينفع يا شاهي، أنا خلاص هبني حياة جديدة وهتجوز وأنا مش عايز ابقي جوز الاتنين، في اقرب وقت هطلقك.
,
, قالها ليخرج من باب المنزل يغلقه خلفه بهدوء لتشتعل عينيها غضبا تبدلت نظراتها الغاضبة باخري خبيثة شيطانية حاقدة، اتجهت سريعا ناحية هاتفها التقتطه تطلب رقم واحد تحفظه عن ظهر قلب
, ايوة يا مراد الحقني جاسر عايز يطلقني، همست بها باضطراب تقضم أظافرها من التوتر، لتسمع صوت الطرف الآخر يصيح فيها غاضبا:
, - نعم يا اختي يعني إيه يطلقك، حصل ايه يا شاهيناز.
,
, صاحت غاضبة تشد على خصلات شعرها بأصابع يسراها النحيلة تتشدق ساخرة:
, - هيتجوز مش عايز يبقي جوز الاتنين فهيطلقني، بيقولي أنا خلاص صلحت غلطتي
, جلست على أحد المقاعد تهز ساقها اليسري من التوتر تقضم اظافر يدها لتسمع صوت ذلك المراد يصيح محتدا:
, - اتصرفي يا شاهيناز، انتي هتغلبي يا ماما، دا انتي رقاصة قديمة وتلفي مية زي جاسر على صوابع إيديك، ما تصدقيش دور الضحية اوي كدة ولا ايه يا شوشو.
,
, ارتسمت ابتسامة خبيثة واسعة على شفتيها وقفت متجهه ناحية مراءة كبيرة في صالة المنزل تنظر لقوامهت المنحوت شعرها الاسود الغجري عينيها الخضراء الناعسة تبتسم في مكر حية:
, - عندك حق، بس اسمعني أنا عيزاك٣ نقطة

الجزء الحادي والعشرون


خرج من منزلهم متجها إلى أسفل سيرا على الأقدام يتوجه إلى مطعمه الصغير حيث يشعر بروحه تعود لجسده من جديد أنه حي يتنفس بعيدا عن قيود والده، مشي على الرصيف الرملي الطويل ليصل قلبه قبل قدماه اللي ذلك المكان الذي يحفظه عن ظهر قلب، وقف أمام مطعم كبير ليس بفخم ولكنه أيضا ليس بصغير، مبني على شكل كوخ كبير كاللذي يظهر في الأفلام الأجنبية امامه بعض الطاولات الملتفة حول المطعم في شكل متناغم ارتسمت ابتسامة عذبة على شفتيه حين أبصر أمامه تلك السيدة العجوز بائعة القلائد المصنوعة من قواقع البحر، اقترب منها ليجثو على ركبتيه أمامها يبتسم لها ببشاشبة:.
,
, - يا مساء الفل يا ست حورية، ايه البحر اداكي ايه النهاردة
, ضحكت تلك السيدة العجوز ببشاشة تعكس روحها النقية الشفافة لتمد يدها تقرص خده برفق تقول ضاحكة:
, - ايوووه على لمضتك يا ابن البحر
, ضحك في صخب ليجلس على الرمال امامها يربع ساقيه امسك أحد الحيوط الثخينة وبعض القواقع ينظمهم في عقد ليقول مشاكسا:
, - ايووووه دي قدمت من ايام ريا وسكينة، وبعدين ايه إبن البحر دي، شيفاني بديل وخياشيم.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتي تلك السيدة العجوز لتمد كف يدها المعجد تنظر له بزرقه عينيها التي توازي زرقه البحر صفاء، وضعت كفها على خدها تتمتم مبتسمة:
, - إنت عامل زي البحر يا جاسر، خيرك كتير، كريم، بتطبطب على المحتاج، بس يا ويل الصياد من قلبة موج البحر، الماية الهادية اللي بتطبطب تبقي موج يبلع، قلبة البحر يعني الموت، مش في مثل بيقولك اتقي شر الحليم إذا غضب.
,
, علا ثغره ابتسامة صغيرة بائسة رفع وجهه ينظر لتلك السيدة العجوز يبتسم لها برفق ليميل مقبلا جبينها، قام ينفض الرمال عن ملابسه ودعها ليغادر فسمعها تهتف من خلفه:
, - واد يا جاسر العيال اللي عندك بيعكوا ما حدش بيعرف يعمل طاجن الصيادية زيك
, غزا شفتيه ابتسامة واسعة ليلتفت لها يشير بسبابته إلى عينيه يقول مشاكسا:
, - بس كدة احلي طاجن صيادية لاحلي حورية بحر.
,
, تركها وغادر، دخل إلى مطعمه ليحيه العاملين في سعادة جاسر لم يكن ذلك المدير المتعجرف القاسي الذي نقرأ عنه بين صفحات الروايات بل هو شخصية بشوشة يعامل الجميع على انهم جزء من كل كبير، مطعهم عائلتهم الكبيرة، شمر عن ساعديه يتجه إلى المطبخ مباشرة، ليضحك رئيس الطباخين اتجه إلى جاسر يربط على كتفه يقول باسما:
, - طبعا الست حورية ما عجبهاش العك اللي بنطبخه وعايزة تاكل من إيدك.
,
, نظر جاسر له بزهو يرفع تلابيب ملابسه في غرور يقول مزهوا بحاله:
, - اتعلموا الطبيخ بقي عرتونا.
,
, انفجر طاقم الطباخين في الضحك ليتركهم متجها ناحية ركن صغير خاص به جذب سكينه الحاد ينظر لانعاكس صورته في نصلها اللامع المصقول ليلتقط حبة بصل مقشرة ويبدأ في سرعة وسهولة ومهارة فائقة صناعة طاجن السمك لتلك السيدة العجوز، ينظر له رئيس الطباخين يبتسم في فخر ذلك الشاب خير من قابل في حياته يكفي أنه يراعي سيدة عجوز مسكينة لا تقرب له بأي صلة كانت استأجر لها مسكن يكلفه كل يوم أن يعد طعامهم من أفخر ما يقدم للزبائن ليس البقايا كما يفعل الآخرين والعجيب في الأمر أن مطعم الحورية كما اسماه جاسر انتشر صيته وزادت مبيعاته بسرعة تشق الريح.
,
, بينما كان يقف جاسر بين ألحان اوتاره الخاصة يعشق الطبخ هوايته عشقه شغفه، كالفنان حين يرسم لوحة ويبدع فيها أخرجه من ألحانه المبدعة صوت صديقه بالقرب منه يقول ضاحكا:
, - مساء الفل يا عم جاسر، ايه يا عم لا سلام ولا كلام وداخل على المطبخ على طول
, التفت جاسر ينظر لصديقه المقرب يبتسم في شحوب، صديقه ذراعه الأيمن، مدير المطعم في غيابه التقط محرمة من القماش يجفف يديه من الماء تنهد يزفر باختناق:.
,
, - ابدا يا مراد أنا بس كنت مخنوق ومش قادر اتكلم
, اقترب مراد منه خطوة واحدة مد يده يربط على كتف جاسر يطالعه بنظرات قلقة متوترة خائف على صديقه:
, - مالك يا ابني شكلك مهموم ليه كدة
, انثني فقط جانب فم جاسر بابتسامة ساخرة، اشاح بوجهه بعيدا يمسح بعنف دمعة أرادت الفرار من أسر عينيه ليغمغم بصوت باهت حزين:
, - هقولك يا مراد استني بس اروح أودي الطاجن دا للست حورية وجاي.
,
, حرك مراد رأسه بالإيجاب ليخرج من المطبخ، بينما أخرج جاسر طاجن السمك من الفرن يضعه في علبة كبيرة ليأخذه متجها إلى خارج المطعم وصل بالقرب من تلك العجوز لينحني أمامها بحركة مسرحية يقول مبتسما:
, - طاجن سمك من مطعم الحورية لاحلي حورية، الحساب يا افندم أربعين دعوة وعقد قواقع للبت لينا عشان بتحبهم.
,
, ببشاشة تعالت ضحكات السيدة حورية لتربط على رأس جاسر برفق مدت يدها تختار عقده من القواقع البيضاء تتوسط صدفة زرقاء صغيرة تعطيه له تردف مبتسمة:
, - اديها دا وقولها من خالتك حورية٣ نقطة
,
, رفع العقد في كفه ينظر له مبتسما ليحرك رأسه إيجابا، ودعها مغادرا إلى مطعمه، اتجه إلى مكتب المدير، دخل يلقي بجسده على كرسي مكتبه بينما يجلس مراد شبه متمددا على الأريكة المجاورة لمكتب جاسر يقلب بين محطات التلفاز المختلفة، اطفئ جهاز التلفاز من أن رأي جاسر ليسأله قلقا:
, - مالك يا إبني حصل.
,
, استند بمرفقيه على سطح مكتبه يخفي وجهه بين كفيه تنهد يزفر أنفاسه الحارة المختنقة، ليبدأ في قص ما حدث على صديقه كاملا، يتكلم وهو يخفي وجهه بين كفيه لتتسع عيني مراد في صدمة يجز على أسنانه غاضبا يفكر بشر إن تزوج جاسر سيطلق شاهيناز وبالتالي سينقطع سيل المال الذي يغرق جاسر بها شاهيناز حتى تبقي صامتة والأكثر من ذلك كان يود ان يستغل شاهيناز في جعل جاسر يتنازل عن المطعم له، عمله في المطعم لا يتجاوز الإشراف، الحاسبات، الأرباح، النقود كلها بيد مدير الحسابات العجوز ذلك النزيه الذي لا يختلس ولو نصف جنية.
,
, استبدل نظراته الحاقدة الحاسدة لاخري قلقة حين وجد جاسر يرفع يديه عن وجهه ينظر له في جزع، يآس ينهش ليل عينيه الحائر، ليقم مراد من مكانه متجها ناحية جاسر أخرج سيجار اسود ملتف غريب الشكل يمده لجاسر يقول في خبث مسموم:
, - اشرب وانسي.
,
, نظر جاسر لتلك السيجارة في حيرة يبلع لعابه متوترا يرغب فيها بشدة، شعور السعادة التي تعطيها له ينسي همومه بأكملها، ولكن يكفي المرة الأخيرة التي تناولها اخطأ واغتصب تلك الفتاة البريئة، لم يسامح نفسه إلى الآن حتى بعد أن تزوجها أبعد عينيه بصعوبة عن تلك السيجارة يحرك رأسه نفيا بعنف يغمغم متوترا:.
,
, - لا يا عم مش عايز آخر مرة ضلمت واديك شوفت اللي حصل، اشرب واحدة تانية والاقي نفسي اغتصبت واحدة تانية وابقي جوز الاتنين ولا الثلاثة بقي
, نظر مراد له في حقد عازما على تدميره بأي سبب مكان ليدفع السيجارة إليه مرة أخري يغمغم في خبث:
, - يا عم خدلك نفسين ما تزدوش اهي حاجة تخفف عنك.
,
, كان يرغب وبشدة في أن يزين له مراد ما سيفعل دون كلمة أخري التقط تلك السيجارة يدسها بين شفتيه ليجد مراد يشعل قداحته يقربها منها اشتعلت السيجار في لحظة، لتغزو بما فيها من مواد عقل جاسر المثقل التعب!
,
, تجلس على طاولة الطعام بصحبة ابنتيها تتناولان كل منهن ما صنعت بيديها في تجربة قضوها معا، نظرت تالا لابنتها سارة تبتسم في حنو، سارة تتحسن شيئا فشئ حالتها النفسية تصبح أكثر استقرار فباتت أكثر مرحا وشقاوة، انتقلت بعينيها إلى ما يقلقها فعلا سارين، صامتة تشارك بكلمات قليلة في اي حديث تتصنع الابتسامات المجاملة دائما، مدت يدها تربط برفق على يد ابنتها تقول مبتسمة:.
,
, - بقولك ايه يا سارين انتي بكرة ما عندكيش دروس، لا انتي ولا سارة روحوا النادي شوية غيروا جو، وتعالوا
, تدخلت سارة في الحوار تقول مبتسمة في حماس:
, - لاء أنا مش هروح المستر عامل امتحان شامل آخر الأسبوع وأنا عايزة اقفل فيه
, رفعت سارين عينيها، زجاج بارد خاوي من المشاعر نظرت لسارة في صمت للحظات لتقول بعدها بلامبلاة:
, - هروح لوحدي لو ينفع.
,
, غص قلب تالا ألما على حالة ابنتها تنهد ترسم ابتسامة صغيرة على شفتيها تحرك رأسها إيجابا في هدوء لتعطيها سارين شبح ابتسامة شاحبة وتعود لتكمل طعامها من جديد، في بيدق الصمت قُرعت طبول الحرب، دقات عنيفة قوية قاسية دُقت على باب منزلهم، لتتسع أعينهن جميعا في فزع، قامت تالا تهرول ناحية باب المنزل، تنظر من الجزء الصغير في الباب لتتسع عينيها في صدمة حين أبصرت عمر واقفا بالخارج، لحظات وسمعت صوته يصيح محتدا:.
,
, - افتحي يا تالا الباب.
,
, وكانت تلك الشهقة الفزعة المرتعدة من نصيب سارة التي تحولت نظراتها السعيدة المتحسمة إلى فزعة مرتعبة حين سمعت صوت والدها، هرولت لغرفتها تختبئ غطاء فراشها كأنها **** صغيرة تختبئ من الوحش المختبئ أسفل الفراش، ترددت تالا في فتح الباب، لتقم سارين من مكانها في هدوء وبرود مدت يدها تفتح الباب ليدخل عمر مندفعا إلى الداخل ارتمي على ركبتيه ارضا يحتضن سارين بين ذراعيه يبكي كطفل صغير يقول متأوها من عنف ما يعصف بقلبه من ألم:.
,
, - سامحيني يا بنتي أنا آسف، أنا آسف يا سارة حقك على بابا يا حبيبتي، سامحيني أنا اللي كنت هضيعك بإيدي
, لم تبدي أي رد فعل سوي أنها ابتسمت في هدوء مردفة:
, - أنا سارين يا بابا، سارة جوا في اوضتها
, أبعد سارين عن ذراعيه ببطئ نظر لوجهه يبتسم، يبكي ليربط على وجهها برفق بكفه، يقبل جبينها، قام سريعا يبحث عن ابنته الاخري بلهفة بين الغرف..
,
, وكانت الصدمة من نصيب تالا منظر المذري لم يخفي عليها ابداا، ماذا حدث له ليصل لتلك الحالة وما تلك الدماء التي تغطي قميصه وكفي يده، هرعت إلى هاتفها تطلب رقم شقيق زوجها الكبير لحظات وسمعت صوت خالد لتبادر قائلة بتلهف:
, - في إيه يا خالد، عمر حصله إيه.
,
, بين الغرف ابنته الصغيرة، أحدي نزواته المقززة كادت أن تودي بها إلى فوهة الضياع هو المسؤول هو الجاني يبحث هنا وهناك بين الغرف يشتم شقيقه في نفسه لما يجب أن تكون شقته كبيرة لتلك الدرجة، فتح أحد الابواب بعنف، يبصر ابنته مختبئة تحت الغطاء، تقدم فقط خطوة واحدة يهمس باسمها بلوعة:
, - سارة يا حبيبتي.
,
, انتفض قلبه يتجمد مكانه حين رآها تصرخ من الفزع هبت جالسة على الفراش تبتعد لاخره تحتمي بغطائه منه تحرك رأسها نفيا تبكي فزعة:
, - و**** العظيم ما عملت حاجة ما تجبش الدكتور تاني والنبي و**** ما عملت حاجة غلط
, يا ماااااماااا.
,
, تفتت قلبه إلى شظايا تدمي روحه الحزينة ابنته مرتعبة منه حد الموت، خائفة من درع حمايتها الفطري الأول كور قبضته يشد عليها يغزر اظافره في كف يده يود خلع قلبه والقائه بعيدا، شعور بالذنب والألم كسيخ من نار يحرق روحه قبل جسده، اقترب فقط خطوة واحدة يحاول أن يهدئها ولو قليلا:
, - سارة ما تخافيش يا حبيبتي أنا٣ نقطة
,
, لم تدعه يكمل انتفضت من فراشها ترجع للخلف تختبئ في أحد أركان الغرفة البعيدة تبكي بانهيار وهستيريا فقط تحرك رأسها نفيا
, جسدها ينتفض ذعرا كأن كهرباء صعقته، اندفعت تالا إلى الحجرة تلقي الهاتف من يدها اتجهت إلى ابنتها تتطوقها بذراعيها تخبئها بين أحضانها تشد عليها بقوة لتنظر لعمر بشراسة تصرخ فيه:
, - إنت عايز مننا ايه يا عمر، جاي تموت بناتي أنا ما صدقت حالتها اتحسنت، امشي اطلع برة، ما تجيش هنا تاني.
,
, معها كل الحق بما تقول وتفعل لو صفعته تخرج غيظها كله بما فعل لن يعترض يعرف أن جرحها غائر، نازف تحاول إخفائه، التفت ليغادر ليسمع صوت تالا تصيح باسم ابنتهم فزعة:
, - سارة، سارة يا حبيبتي ردي عليا، عمر الحقني ساااارة يا سااارة.
,
, انتفض يركض ناحية ابنته جذبها من بين ذراعي والدتها يحملها بين ذراعيها وضعها على الفراش بتروي، رفق، جلس جوارها ملامحه خائفة مفزوعة قلقة التقط زجاجة المياه المجاورة لفراشها يرشها على وجهها حين بدأت تحرك مقلتيها أسفل جفنيها المغلقين تنهد يزفر أنفاسه الخائفة، وجه انظاره لتالا التي تجلس جوار ابنتها من الناحية الأخير تبكي في صمت، للحظات تقابلت عينيها مع عينيه ليري في نظراتها عتاب وكره على ما حدث، فتحت سارة عينيها قليلا، لتري وجه والدها ينظر لها يبتسم في شحوب، لتنتفض تختبئ بين أحضان والدتها تبكي فزعة:.
,
, - مشيه يا ماما عشان خاطري خليه يمشي
, خبئت تالا رأس ابنتها داخل أحضانها لتنظر لعمر في حدة تتبعها قائلة:
, - امشي يا عمر، ابعد عني وعن بناتي دي آخرة مرة تيجي هنا، امشي ارجع لحياتك وسيبنا في حالنا.
,
, لم تكن لديه القدرة على قول اي شئ كان فقط يود احتضان ابنته ويعتذر لها عما حدث بسببه هو، لم يكن يتوقع في أسوء كوابيسه أنه اذاها لذلك الحد السئ من الألم والكره، بلع لعابه الجاف بصعوبة يحرك رأسه إيجابا، مد يده أراد فقط ان يربط على رأس ابنته ليجد يد تالا تمنعه من ذلك، تناظره بحدة غاضبة، ليتحرك من مكانه متجها لخارج المنزل، في الصالة وجد سارين تجلس على أحد المقاعد صامتة متجهمة لا تنطق بحرف، تنظر ارضا حتى هي لا ترغب في رؤيته أخذ طريقه للباب ليسمع صوت ابنته من خلفه تقول بهدوء:.
,
, - على فكرة سارة بتحب حضرتك أوي، هي بس خايفة اصل سارة حساسة أوي
, ابنته الصغيرة تخفف عنه مثقال ذرة ما به من هموم، نادم يكاد يعض انامله من الندم كيف ترك جنة أسرته الصغيرة ليركض وراء سراب من وهم صوره له عقله الساذج٣ نقطة
, خرج من المنزل يغلق الباب خلفه بهدوء لا يعرف حتى أين سيذهب.
,
, عاشق آخر سقط في دوامة العشق هذا حقا ما كان ينقصه، وصل إلى منزله ليجد سيارة زيدان تتوقف خلفه نزل منها كل من زيدان وحسام ينزلان ابتسم حزينا على حال زيدان يصر أغلب الوقت أن يسير خلفه إلى ان يصل إلى منزله بأمان، كطفل خائف من أن يفقد ابيه الثاني، اقترب زيدان منه يود اخباره بشئ حين دق هاتفه برقم تالا، في ذلك الوقت المتأخر من الليل الأمر حقا مقلق، فتح الخط سريعا قبل أن ينطق بحرف سمعها تقول في تلهف:.
,
, - في إيه يا خالد، عمر حصله إيه
, اذا أخيه ذهب لزوجته وابنته يحاول تصليح ما هشمه بيدها يتمني حقا أن يقدر على ذلك، تالا ليست لينا طيبة مسامحة دائما، يعرف تالا عنيدة لن تلين بسهولة تنهد يخبرها:
, - عمر فاق يا تالا، فاق متأخر شوية صحيح، بس على قلم هيصحصحه عمره كله، عمر محتاجلكوا
, لحظات صمت لم يتلقي منها اي رد على ما قال ليشق الصمت صوت صرخات سارة ابنه أخيه انتفض في وقفته يقبض على هاتفه يصيح في تالا:.
,
, - تااالا في اايييه يا تالا ساارة بتصرخ ليه تالا ردي عليا
, سارة بتصرخ، غمغم بها حسام بذعر لم يستطع إخفاءه توترت قسمات وجهه حين نظر خالد إليه يرفع حاجبه الأيسر مستهجنا ما فعل ليبتلع لعابه بارتباك، لحظات وسمع خالد صوت سارين على الجانب الآخر تقول في هدوء:
, - ايوة يا عمو
, سألها خالد سريعا قلقا خائفا من ان يكون أخيه قد جن وذهب ليؤذي ابنته:
, - سارين، سارة بتصرخ ليه.
,
, صوت سارين كأنه قادم من الثلاجة هادئ بارد فارغ لا حياة فيه:
, - بابا عايز يعتذر لسارة، هي اول ما شافته صرخت وماما راحتلهم، بابا مش هيأذي سارة كان بيعيط عشان تسامحه
, ابتلع خالد غصته يقبض على كفه يشد عليه بعنف أخيه الأحمق دمر أسرته بالكامل وحين استفاق، كان الأوان قد فات تنهد يحاول ان يهدئ ليقول برفق:
, - طب يا حبيبتي لو حصل اي حاجة اتصلي بيا وأنا هكون عندكوا
, وبهدوء وبرود أجابت:
, - حاضر يا عمو.
,
, أغلق معها الخط يمسح وجهه بكفه يحاول أن يبعد آثار الارهاق عن وجهه المتعب يرغب فقط في النوم، دس الهاتف في جيب بنطاله ينظر لحسام في حدة كأنه يحاول اختراق عقله بنظراته ليجفل على صوت زيدان يقول:
, - طب يا خالي احنا هنروح وبكرة بإذن **** هاجي من بدري
, حرك خالد رأسه إيجابا يوجه نظراته لذلك الحسام الذي يحاول التهرب من نظراته التفت زيدان ليغادر هو وحسام ما كاد يقترب من السيارة سمع صوت قوي خلفه يهتف في حزم:.
,
, - صغيرة عليك يا دكتور، أنت مش قد زيدان بردوا يعني 32 سنة وهي 18 دي تقولك يا عمو
, التفت لخالد يبلع لعابه مرتبكا يقبض بيده على باب السيارة من الخارج، ليدس خالد يديه في جيبي سرواله ابتسم ساخرا يقول في تهكم:
, - لاء ومش كدة بس، دي كل ما تشوفك هتفتكر أنك الدكتور اللي كنت رايح تتأكد من شرفها، بينكوا سور مش هتعرف تكسره ما تعشمش نفسك على الفاضي.
,
, ختم كلامه بابتسامة صفراء صغيرة التفت ليدخل إلى منزله حين سمع صوت ذلك الشاب يهتف من خلفه:
, - غريبة مع أن حضرتك عشمت نفسك 12 سنة أن الدكتورة لينا هترجع وفعلا رجعت، ما فيش حاجة اسمها مستحيل وخصوصا في الحب وأنت سيد العارفين ولا إيه يا باشا
, التفت فقط برأسه يوجه لحسام ابتسامة صغيرة معجبة بثقته ليدخل إلى منزله صافعا الباب خلفه، ليجذب زيدان ذراع حسام بحدة يهمس له:.
,
, - خد هنا ياض إنت بتحب سارة بنت خالي عمر دي عيلة صغيرة يا اهبل
, ما ذنبه هو أنه وقع في حب تلك الصغيرة التي تصغره باربعة عشر عاما، رسم ابتسامة مرحة زائفة على شفتيه يغمغم ضاحكا:
, - يا عم أحب مين دي قد بنتي، بس خالك ضايقني بكلامه قولت اضايقه
, رغم أن زيدان لم يقتنع تقريبا بما قال صديقه الا أنه ابتسم فئ ارهاق يغمغم ناعسا:
, - طب يلا عشان هموت وأنام وهقوم بكرة بدري.
,
, توجها إلى سيارة زيدان ليغادرا الفيلا بينما في الأعلي توجه اولا إلى غرفة ابنته ظنا منه أنها نائمة ليجدها تجلس على فراشها تشاهد أحد افلام الاكشن على الشاشة المسطحة في غرفتها ابتسم، يحمحم بصوت عالي لتجفل على صوت والدها جلست معتدلة تغلق صوت الفيلم، عادت سهيلة إلى منزلها منذ عدة ساعات وهي تجلس تلاعب جروها الصغير وتلك النعجة تركها تركض وتلعب في الحديقة الخلفية بعيدا عن حوض السباحة، لم تكن تظن يوما انها ستشعر بكل تلك السعادة في رحلة دائما ما تخشي الرحلات، تخشي الناس والزحام ولكن رحلة اليوم حقا اثلجت بعض نيران قلبها المتفتت ألما على ما فعله بها معاذ من غدر لن تنساه ابداا، لم يزر النوم عينيها من كثرة التفكير تحب أفلام الاكشن والرعب والهندية عكس سهيلة التي تعشق الأفلام الرومانسية، اجفلت من تركيزها الكبير مع الفيلم على صوت حمحمة والدها، لتطفئ صوت الفيلم سريعا تعتدل في جلستها احتراما له دخل خالد إلى الغرفة يجلس جوارها على الفراش يبتسم في رفق يقول:.
,
, - حبيبة بابا صاحية لحد دلوقتي ليه
, ابتسمت تحرك رأسها نفيا بخفة تهمس مرتبكة:
, - ابدا يا بابا ما جاليش نوم فقولت اقعد اتفرج على الفيلم دا حلو اوي
, مد يده يقرص خدها بحدة طفيفة لتنكمش ملامحها ألما بينما قال هو بحزم:.
,
, - تعرفي أن أنا هاين عليا اولع فيكي ازاي تسيبيه يحضنك، قولتلك بدل المرة الف انتي اغلي من اغلي كنوز الدنيا، ما تسمحيش لحد ابدا انه يلمس ايدك حتى، بلاش عرق الطيبة الاهبل بتاع أمك ينقح عليكي انتي بنت خالد السويسي٣ نقطة
, رفع سبابته يصدم رأسها بسابته بخفة يكمل في حزم:
, - دا يشتغل، ما تمشيش ورا عواطفك بس، قبل ما تتعاملي مع اي من كان لازم تاخدي حرصك منه كويس، ما تأمنيش لأي جنس راجل الا أنا طبعا.
,
, ابتسمت في خفة تحرك رأسها إيجابا تهمس بخفوت:
, - حاضر يا بابا
, ابتسم يعبث بشعرها برفق، صمت للحظات ليحمحم يقول في هدوء:
, - بقولك إيه، ايه رأيك لو نعمل كتب كتابك انتي وزيدان بكرة بليل، كتب كتاب بس، لو موافقة ماشي مش موافقة وعايزة وقت اكتر ما فيش مشكلة
, زوجة زيدان طرقت تلك الفكرة عقلها لتتسارع دقات قلبها بعنف شعور سعيد مؤلم، هي تريد.
,
, ولا تريد، زيدان شخص رائع بكل المقاييس ولكن قلبها يأبي الاعتراف بذلك، تنهدت حائرة لا تعرف ماذا تقول لتسمع والدها يغمغم في مرح:
, - ها السكوت علامة الرضا ولا بتفكري
, حركت رأسها إيجابا حسنا ربما لو مشت وفق التيار الذي اختاره والدها ستكن سعيدة، تنهدت تهمس بتوتر:
, - ماشي موافقة
, اتسعت ابتسامة خالد ليميل يقبل جبينها يغمغم برفق:
, - حبيبة بابا كبرت وبقت عروسة، دا أنا هطلعلك عين زيدان اصبري عليا.
,
, ضحكت تنظر لوالدها لتري لمحة حزن عابرة عرفت طريقها لعينيه لتتسال في نفسها متعجبة لما يحزن والدها.
,
, في صباح اليوم التالي٣ نقطة
, حين بدأ يفتح عينيه على الدنيا من جديد يتأوه من شدة الصداع الذي يعصف برأسه لتمر أحداث البارحة امامه شريط سريع متلاحق، شجاره مع والده، سفره إلى الاسكندرية، شاهيناز، حورية، ميراد، السيجارة، انتفضت فزعا عند الكلمة الأخيرة لتشخص عينيه ذعرا حين وجد نفسه عاريا جوار فتاة ما، توقف عقله عن العمل يصرخ عقله فزعا مرة أخري يا جااااسر.
,
, حين خرج من غرفة ابنته أخذ الممر الطويل إلى غرفته يفكر شارد عقله مثقل بالهموم، عمر وما حدث معه، ابنته الصغيرة ستتزوج الكلمة نفسها ارعبته طفلته الصغيرة ستخرج بين أحضان، من داخل عرينه الأمن إلى الخارج ستبتعد عنه، زيدان سيصبح أقرب لها منه شعور قاسي بالغيرة ينهش قلبه، تنهد يزفر أنفاسه الحائرة، مر في طريقه على غرفة بدور المغلقة ليبتسم في هدوء، طفلته الاخري عادت لزوجها قبل بضعة أيام كيف لم يتصل ليطمئن عليها في خضم تلك القيود التي تحيط به من جميع الجوانب، تنهد يقرر في نفسه أن يتصل بها صباحا يطمئن على سير حياتها الزوجية، امسك مقبض باب غرفته بالطبع لينا نائمة، الساعة اقتربت من الثالثة فجرا، دخل إلى الغرفة ينظر ناحية الفراش لا أثر لها، ما كاد يلتفت وجدها تخرج من باب المرحاض، تجفف وجهها بمنشفة صغيرة رفعت وجهها عن المنشفة تنظر ناحية لتهرع إليه ما أن رأته تضمه لها بقوة تهمس بصوت ملتاع:.
,
, - حرام عليك رعبتني عليك، لولا رسالتك أنا هتأخر يا لينا كنت هموت من الخوف عليك
, ابتسم تعبا يضمها بقوة يشبع رئتيه من عبق رائحتها الشدية، وضع ثقل رأسه على كتفها
, زفر يهمس تعبا:
, - الحمل بيتقل اوي يا لينا
, رفعت يديها تمسد على شعره بترفق تربط على رأسه لتقول في ثقة:
, - إنت قدها يا حبيبي أنا واثقة من دا
, رسمت ابتسامة مرحة على شفتيها لتقول في مرح تحاول به التخفيف عنه:
, - ايه يا لودي عجزت ولا ايه يا شيخ الشباب.
,
, تراقصت ابتسامة خبيثة ثعلبية ماكرة على شفتيه، اخفاها سريعا ليتنهد يهمس بصوت ثقيل متعب:
, - تعبان يا لينا، خليني في حضنك
, تنهدت يكسي وجهها وجوم حزين على حالته المنهكة تلك لترفع يديها تطوق رقبته بهما تشد عليه بقوتها الواهية تهمس له برقة:
, - إنت في قلبي مش بس في حضني يا حبيبي.
,
, ابتسامة صغيرة طفت فوق سطح شفتيه يعشقها يكاد يقسم انها كلمة ضئيلة للغاية لا تعبر ولو حتى عن مثقال ذرة عشقها في قلبها لف ذراعيه حول خصرها ابتسم في شراسة ليغمغم بخبث:
, - مش عارف ليه أنا بنسي كل شوية طريقة عمل البسوسة.
,
, توسعت عينيها في ذهول تكاد تفقد النطق ذلك الرجل سنوات طوااال وهي تعيش بين ذراعيه تقرييا وإلي الآن لم تفهم كيف يصيح من حال لحال بتلك السرعة المدهشة، أبعدت ذراعيها عنه سريعا لتنتفض للخلف من بين ذراعيه تصيح في ذهول:
, - اوعي يا خالد، إنت بتتحول يا ابني هتجبلي انفصام، أنا ما بقاش عندي صحة لتقلباتك دي
, ضحك بشراسة مستمتعا ليقترب منها خطوة واحدة يدس يديه في جيبي بنطاله مال برأسه ناحيتها يهمس لها في عشق:.
,
, - أنا مع الدنيا كلها حاجة ومعاكي انتي حاجة تانية خالص، برمي همومي بين ايديكي، بجدد شباب روحي في حضنك، إنت عشق هيفضل في دمي لحد ما تخرج روحي من جسمي.
,
, لم ولن يشبع قلبها قط من كلامات التي تداعب اوتار قلبها في رفق، رقة يعزف الحان عشق لم ولن يموت ابد الدهر، ادمعت عينيها تنظر له بشغف عشقهما لتندفع ناحيته تعانقه بقوة بينما طوقها هو بقيود عشقهما الخاصة القلب قبل الذراع الروح قبل الجسد، روح واحدة انقسمت في جسدين، تهمس له بعشقها الجارف
, مال قليلا يحملها بين ذراعيها لتتسع ابتسامته العابثة لاعب حاجبيه يغمغم مشاكسا:.
,
, - ولو ولو بردوا هقولك ليه سموا البسبوسة بسبوسة يا بسبوسة
, تعالت ضحكاتها الصاخبة يغزو احمرار قاني وجنتيها.

الجزء الثاني والعشرون


في صباح اليوم التالي٣ نقطة
,
, حين بدأ يفتح عينيه على الدنيا من جديد يتأوه من شدة الصداع الذي يعصف برأسه لتمر أحداث البارحة امامه شريط سريع متلاحق، شجاره مع والده، سفره إلى الاسكندرية، شاهيناز، حورية، ميراد، السيجارة، انتفضت فزعا عند الكلمة الأخيرة لتشخص عينيه ذعرا حين وجد نفسه عاريا جوار فتاة ما، توقف عقله عن العمل يصرخ عقله فزعا مرة أخري يا جااااسر، دقق النظر لقسمات وجه تلك الفتاة لتتسع عينيه في ذهول وشعور خفيف بالراحة يغزو قلبه، حتى لو حدث ذلك بينهما دون وعي منه ولكنها تبقي زوجته أولا واخرا لم يخطئ مرة أخري وهذا جيد حقا جيد وسئ في آن واحد، لم يرد أن يقترب منها والآن ماذا يفعل زفر حانقا يخلل يديه في خصلات شعره يشد عليه بعنف، يحاول تذكر أي شئ بعد ذلك النفس الطويل الذي أخذه من السيجارة التي اعطاها له مراد وبعد ذلك لا شئ، مال ناحيتها يهزها بضيق يناديها حانقا:.
,
, - شاهي، شاهي اصحي يا شاهي انتي يا هانم
, تململت في نومها تتنهد بنعومة ورقة اغاظته، هز ذراعها في عنف ليجدها تستيقظ فزعة ما أن وقعت عينيها عليه اتسعت في ذعر لتبتعد عنه ناحية الحافة تنظر له خائفة مرتعدة تهمس بارتجاف:
, - لالالا حرام عليك يا جاسر ارحمني
, قطب جبينه ينظر لها في صدمة لما تبدو خائفة منه لتلك الدرجة مسح وجهه بكف يده بعنف تنهد يزفر أنفاسه الحارة ليقول فئ حدة من بين أسنانه:
, - هو ايه حصل إمبارح.
,
, حركت رأسها إيجابا في ذعر تتساقط دمعات قليلة من عينيها، لتنكمش اكثر على نفسها تهمس مرتجفة:
, - هقولك حاضر هقولك، صاحبك اللي اسمه مراد جابك بليل كان شكلك غريب، تقريبا شارب حاجة، حاولت اسندك عشان تنام شوية، روحت شادنني من شعري وحاولت تتهجم عليا، حاولت ازقك بس ضربتي بالقلم، واغتصبتني تاني يا جاسر حرام عليك أنت بتعمل فيا ليه كدة.
,
, أشفق عليها تفتت قلبه حزنا نبرتها الحزينة المعذبة نظرات الذعر والارتجاف التي تقتحم مقلتيها نهشت فؤاده الحائر، حمحم يخفض رأسه يشعر بالخزي من نفسه، مد يده يود أن يربط على كتفها عله يواسيها ولو قليلا ليشعر بانتفاض جسدها تحت يديه ليهمس لها بخزي:
, - أنا آسف يا شاهي، أنا، أنا حقيقي ما كنتش في وعيي، مش فاكر ولا عارف ازاي يوصل بيا الحال إني اعمل فيكي كدة سامحيني.
,
, رفعت عينيها الباكية تنظر له بعتاب صامت للحظات قبل أن تندفع تلقي بنفسها بين ذراعيه تشد على جسده بأظافرها لتهجش في بكاء مرير تغمغم له بقهر:
, - ما تعملش كدة تاني أنا بحبك حتى لو طلقتني هفضل أحبك، **** بس ما اكونش حامل بعد اللي حصل.
,
, نطقت جملتها الأخيرة بهمس خبيث لتتسع عينيه في صدمة حامل!، هذا حقا ما كان ينقصه، شهور وهو متزوج لم يقترب منها ولو لمرة واحدة خوفا من ان تحمل والآن حين قرر الانفصال عنها يغتصبها عظيم يا جاسر عظيم، أغلقت جميع المنافذ ابوابها أمام وجهك أذهب إلى البحر وانتحر في سلام
, ابعدها عنه يبلع لعابه الجاف بصعوبة توترت قسماته يسألها في ارتباك:
, - هو انتي تقدري تعرفي انتي حامل ولا لاء بعد قد إيه.
,
, مسحت دموعها براحتي يديها لتضطرب حدقتيها بحيرة رائعة التمثيل قبضت على كفيها تغرز أسنانها في دفة شفتيها السفلي لتهمس بارتباك ظاهر:
, - اااا، تقريبا بعد شهر مش عارفة بالظبط
, زفر في حيرة ماذا يفعل أيبقيها زوجة له أم ينفصل عنها ماذا أن كانت تحمل **** ولكن زواجه والتار مشتت ضائع حائر نظر لها يبتسم بلا حياة ليحرك رأسه إيجابا يميل مقبلا جبينها يغمغم في ندم:
, - حقك عليا و**** ما كنت وعيي.
,
, ابتسمت له في شحوب لتضع رأسها على صدره تلف ذراعيها حول عنقه تهمس بخفوت:
, - أنا بحبك أوي يا جاسر
, اتسعت ابتسامتها الخبيثة الثعبانية لتكرر بهمس خافت متلذذ:
, - اوي اوي يا جاسر.
,
, على طاولة صغيرة تراقب بأعين زجاجية فارغة من الحياة ما يحدث حولها، ترغب بشدة في العزلة والانطواء باتت تكره كل شئ حياتها احلامها والديها، ألم شديد اعتصر قلبها مع تلك الكلمة الاخيرة والديها حياتها التعيسة قديما والآن ليست كشقيقتها تخرج ما يجيش بها بالصراخ والبكاء، الصمت هو ملاذها علاجات المهدئات والمنوم التي باتت تدمنهم تقريبا باتوا جزءا لا يتجزء من حياتها تحب والدها وتكرهه، تشفق على والدتها وتود لو تصرخ في والدتها أنها من فعلت بهم ذلك، الجميع يرحل وتبقي هي واقفة في نهاية طابور طويل وحيدة منبوذة، صوت قريب منها انتشلها من شرودها، نظرت لأحد رواد النادي لتجده يحاور صديقه وهما يتحركان بسرعة ناحية اسطبل الخيول:.
,
, - عثمان بيتدرب عشان البطولة القريبة
, ليرد صديقه في ثقة:
, - دا الصياد يا جدع يعني هياخدها وش٣ نقطة
,
, عثمااااان اسم لم ولن تنساه ابدااا عثمان حبيب الطفولة والمراهقة، الفتي المغرور الذي يتجنبه افراد العائلة أجمع وقعت هي في عشقه، يكفي قلبها الصغير البرئ بضع لمحات برؤيته ولو من بعيد، بلعت لعابها لتقف من مكانها متجهه ناحية اسطبل الخيول، ستراه من بعيد وتعود للبيت، ما إن دخلت إلى الاسطبل بدأ رأسها يتحرك كبرج المراقبة يمشط المكان بحثا عنه، ارتسمت ابتسامة عاشقة على شفتيها حين رأته عثمان دائما يتدرب بستره بلا أكمام سوداء تعرفها يملك تقريبا عشر قطع من نفس اللون، اتسعت ابتسامتها تنظر له بعشق برئ اقتربت تود الحديث هي حقا لا تعرف ما ستقول ولكنها فقط تريد محادثته، ما أن خطت خطوتين رأت فتاة أقل ما يقال عنها أنها شعلة متفجرة الجمال وقفت جواره ليلف ذراعه حول خصرها يقبل وجنتها، لتتلاشي الابتسامة البريئة من فوق شفتي سارين تجمعت الدموع في مقلتيها تنظر لصورتهم المتناغمة معا بقلب تفتت إلى شظايا، شقت صفوف الحاضرين لتركض لخارج المكان بأكمله إلى اقرب مرحاض قابلها وقفت أمام صنبور المياة تنظر لانعاكس صورتها في المرآه لتري تلك الطبقة الشفافة من الدموع التي غزت مقلتيها لحظة اثنتين ثلاثة مع هطول اول دمعة فقدت السيطرة، وضعت يدها على فمها تبكي بعنف تكتم صوت بكائها، حتى لا يسمعه أحدا بالخارج من الجيد أن المرحاض كان فارغا، اعتصرت يسراها بينما يمناها تكمم فمها بعنف حتى لا يخرج صوتها، اقتربت من صنبور المياة تفتحه تحمل بين كفيها حفنة كبيرة من الماء صفعت بها وجهها مرة واثنتين وثلاثة، رفعت وجهها تنظر لانعاكس صورتها في المرآة لتري خلفها تلك الفتاة التي كانت بين أحضان عثمان من دقائق، تحركت مقلتي سارين تقارن بينها وبين تلك الفتاة، **** سارين جوارها ما هي الا **** بائسة كثيرة البكاء تحكمت في دموعها بصعوبة لتجد تلك الفتاة تلتقط زجاجة عصير برتقال أخرجت من حقيبة يدها شريط أقراص تضع منه قرصين في الزجاجة اغلقتها ترجها جيدا، لتنظر لسارين تبتسم باصفرار:.
,
, - دي فيتامينات الدكتور كاتبها ليه.
,
, لم تبدي سارين اي ردة فعل فقط ابتسمت في اصفرار تحرك رأسها إيجابا بخفة لتتحرك ليلا لخارج المرحاض لحظات وخرجت سارين تقرر العودة إلى منزلها، ولكن قلبها القلق رفض، أرادت أن تراه ولو للحظة قبل أن تغادر دخلت إلى الاسطبل مرة أخري، وقفت تبحث عنه بين الحضور لتجد تلك الفتاة تمد له زجاجة البرتقال اتسعت عينيها خوفا عليه ماذا وضعت له فيها، لم تشعر سوي وهي تندفع بعنف ناحية عثمان تدفع الزجاجة من يده ليسقط بعضها على ملابسه وتقع ارضا وتنكسر، انتفض عثمان غاضبا يقبض على ذراعي سارين قبل أن يري الفاعل يزمجر غاضبا:.
,
, - أنتي متخلفة، سااارين!
, نطقها بذهول ليترك يديها، بينما وقف يناظرها متعجبا لما تفعل سارين ذلك، اتسعت عينيه في دهشة حين وجد سارين تنطلق ناحية ليلا تقبض على ملابسها من الأمام تجذبها بعنف تصرخ فيها بشراسة:
, - انتي، انتي كنتي عايزة تأذيه مش كدة، حطتيله ايه في العصر
, سريعا جذب عثمان ليلا من يد سارين يوقفها خلف ظهره نظر لسارين ساخطا ليصيح فيها بحدة:
, - ايه يا سارين الجنان اللي بتقوليه دا.
,
, اشتعلت قسمات وجه سارين غضبا تلك الحية تود إيذاء حبيبها عشقها الاول والأخير، رفعت سبابة يمناها تصرخ بشراسة:
, - العقربة دي شوفتها بتحطلك حبوب غريبة في العصير
, توسعت عينيه في ذهول، جزء بداخله مقتنع بكلام سارين ذلك الدوار الغير مبرر الذي بات يلازمه مؤخرا ما من سبب له، ولكن ليلا لن تفعل ذلك، انتفض كمن لدغه عقرب جين سمع ليلا تقول من خلفه في هدوء:
, - ايوة فعلا هي شافتني وأنا بحلط حاجة في العصير.
,
, التفت لها سريعا ينظر لها مصدوما مما تقول ليجدها تمد يدها في جيب حقيبتها تخرج شريط اقراص مدت يدها تضعه في يد عثمان ليرفعه أمام عينيه يقرأ اسم ذلك الدواء للتتوسع عينيه في ذهول يردد بدهشة:
, - دا فيتامين
, كسي حزن عميق وجه ليلا لتحرك رأسها إيجابا اخفضت رأسها أرضا تحركها إيجابا لتقول بصوت خفيض حزين يتألم:.
,
, - ايوة يا عثمان فيتامين، أنت بقيت مهمل في اكلك الفترة اللي فاتت وعندك تدريبات كتير فسألت دكتور وهو قالي على الفيتامين دا
, لف رأسه ينظر لسارين في حدة ليقترب من ليلا رفع كف يدها يلثمه بقبلة حانية يتمتم بامتنان:
, - **** يخليكي ليا يا حبيبتي.
,
, ابتسمت خجلة تضع رأسها أرضا، بينما التفت عثمان لسارين التي تقف مدهوشة من قدرة تلك الحية على التمثيل بتلك البراعة اجفلت من شرودها على قبضة عثمان تقبض على رسغها يجرها خلفه لغرفة تبديل الثياب الخاصة به، دخل إلى الغرفة يدفعها داخلها مغلقا الباب عليهم، التفت لها يدس يديه في جيبي سرواله يقول في حدة:
, - ممكن افهم إيه الجنان اللي عملتيه برا دا، احرجتي نفسك واحرجتي ليلا، ليييه يا سارين.
,
, عشان بحبك!، صرخت بها بقهر تنظر له بجزع بينما توسعت عينيه هو في صدمة ارتخت قدميها لتسقط على المقعد الكبير خلفها تهمس مكملة بعذاب:
, - بحبك غصب عني لقيت قلبي بيحبك، ما اقدرش اشوف حد عايز يأذيك واقف اتفرج، أنا بحبك يا عثمان بحبك اوي.
,
, نطقت جملتها الأخيرة بهمس عاشق متيم، ليتنهد هو في حيرة تلك الصغيرة البريئة التي لا تعي من الدنيا شئ تحب زير النساء منحرف، بلع لعابه ليقترب منها يحاول أن يحدثها كأنها **** صغيرة:
, - سارين حبيبتي انتي لسه عيلة صغيرة المشاعر دي مش حب حقيقي ابدااا
, انتفضت من مكانها تقترب منه تدفعه في صدره تصيح بشراسة:
, - ما تقولش صغيرة أنا مش صغيرة، فاهم.
,
, ختمت جملتها بحركة غبية رعناء لا حساب لها سوي الانتقام لجرح انوثتها، شبت على أطراف أصابعها تقبله، لحظات تصنم جسد عثمان ليجئ دوره هو لم يبعدها بالعكس تلذذ بكل قطرة من نبيذ شفتيها الفاخر، لم يكن يعي بأي شئ لا قرابة، لا صلة ددمم، ولا حتى أنها **** صغيرة تصرفت برعونة، ليقبلها هو.
,
, اقتحم دماء حرمة شفتيها العذراء، لحظات ساعات دقائق لا يهم كل منهما لا يصدق ما يفعل ولا يقدر على الابتعاد عثمان يقبل **** وسارين مستكينة بين يديي عثمان، فقط صوت دقات الباب أعاده إلى رشده دفعها بعيدا بعنف لتسقط على المقعد خلفها تنظر له مصدومة مذهول عقدت الصدمة لسانها لا تصدق أن عثمان قبلها، لتجده يقترب منها اسند ذراعيها على ذراعي الكرسي مال ناحيتها:.
,
, - عاجبك اللي حصل دا أنا خونت ثقة ابوكي وابويا عشان خاطر الهانم اللي هي لسه عيلة صغيرة جاية تقولي أنا بحبك لاء وكمان جريئة وجاية تبوس، حقيقي أنا قرفان منك كنت فاكرك محترمة يا بنت عمي
, رفع جسده عن الكرسي ينظر لها باشمئزاز ليتفتت قلبها المحطم عثمان يراها رخيصة لتلك الدرجة، وقف هو يدس في جيبي سرواله ينظر لها ساخرا يريد جرحها حتى يثبت لها ولنفسه أنها لا تعنيه في شئ:.
,
, - وبعدين بصي لنفسك كويس، أنا يوم ما احب، احب **** فوقي يا سارين وركزي في مذاكرتك
, قالها وخرج بعد أن حطم شظايا قلبه إلى زجاج قتل روحها النازفة ليرحل ما تبقي منها دون عودة.
,
, في فيلا خالد السويسي التحضيرات لعقد القران الصغير تسير على خير ما يرام ابنته مع صديقتها بالاعلي يختاران ملابس خاصة للاحتفال، زوجته في المطبخ تشرف على نص هو وبعض الخدم يجهزون المكان للعرس
, في عز انشغاله وجد الباب يطرق بعنف كأن زلزال في الخارج واحدهم يهرب منه، اتجه سريعا ناحية الباب يفتحه لتتسع عينيه فزعا حين رأي من يقف بالخارج.
,
, توسعت عينيه فزعا حين فتح باب منزله وابصر بدور ابنته تقف امام بيته ترتدي جلباب اسود حجابها ملقي باهمال فوق شعرها عينيها حمراء باكية وجهها متورم تحمل ابنتها على احد ذراعيها، صرخت قسمات وجهه خوفا عليها ليجدها تندفع ناحيته ارتمت في صدره تبكي بعنف تنوح باكية:
, - ضربني وخد ابني مش عايز يرجعهولي، رجعلي ابني يا بابا.
,
, توحشت قسمات وجهه بغضب مخيف لف ذراعه حول جسد بدور يدخل معها لداخل الفيلا، اتجه معها إلى أحد المقاعد يجلسها عليها ليجلب لها كوب مياه، جذب مقعد يجلس امامها يعطيها الكوب ارتشفت منه رشفة صغيرة لتضعه جوارها، رفعت عينيها تنظر له تنساب دموعها قهرا ليغص قلبه ألما ينظر لكدمة زرقاء تعلو فكها، مد يده يربط على خدها برفق يتوعد بداخله لذلك الفتي بالموت بلع لعابه يهمس له في هدوء زائف لا يريد اخفاتها يكفي ما هي فيه:.
,
, - حصل ايه يا حبيبتي، مش الزفت دا، جه من كام يوم وقال مراتي ووحشاني وانتي قولتي هروح معاه يا بابا حصل ايه
, انكمشت قسمات وجهها ألما تبكي في قهر بعنف بدأت تمسح دموعها لتقص على أبيها كل ما حدث.
,
, Flash back
, يومين، مر يومين منذ مشادته مع أبيها حين أخبره بكل بساطة:
, - خلوها عندكوا أنا مش عايزها.
,
, بتلك البساطة تخلي عنها هو من أحبت منذ أيام الجامعة، رفضت أن تسافر مع والدتها حاربت كثيرا حتى تبقي هنا بالقرب منه بجانب قلبها النابض لتتزوج من حبيبها الأول والأخير، لتنتهي سعادتها المزيفة سريعا فقط شهر عسل قصير وعرفت شخصية لم تلاقيها من قبل عصبي، سريع الغضب، اناني لا يهتم سوي بنفسه ولكنها تبقي كالحمقاء تحبه
, تنهدت تمسح دموعها الخائنة حين سمعت صوت دقات على باب الغرفة حمحمت تقول بهدوء:
, - ادخل.
,
, انفتح الباب جزء صغير ليطل خالد برأسه ابتسم يقول في مرح:
, - بيرو حبيبة بابا زفت الطين اسامة تحت وبيقول أنه عايزك ترجعي ولا ارميه برة، أنا بقول ارميه برة
, التفت ليغادر قبل أن يسمع ردها لتتوسع عينيها في ذهول قامت تركض خلفه تصيح بتلهف:
, - بابا استني يا بابا، هرجع معاه
, التفت خالد لها يضحك في صخب لتحمر وجنتيها خجلا على ما قالت، بينما حرك رأسه إيجابا يقول بترفق:
, - البسي وجهزي نفسك على ما انزل اهزقه شوية.
,
, ضحكت بخفوت تحرك رأسها ايجابا لتهرع إلى غرفتها يكفي فرحة صغيرها حين اخبرته أن والده بالأسفل ينتظرهم بدلت ملابسها سريعا الإبتسامة لا تفارق شفتيها، فهي حمقاء تحبه اولا واخيرا
, نزلت لأسفل لتجد والدها يقبض تلابيب ملابسه من الأمام يزمجر فيه:
, - عارف يا حيوان لو زعلتها تاني هسحلك هقلبك محمد ابو سويلم في فيلم الأرض.
,
, أكتفي اسامة بتحريك رأسه إيجابا ينظر له في خوف ممتزج بكره، يكره ذلك الرجل جبروته وغروره وعجرفته، يكره شعوره بالعجز أمامه، ابتسم في اصفرار لينفضه خالد بعيدا عنه اتجه ناحية بدور مال يقبل جبينها يهمس لها:
, - لو ضايقك ولو بكلمة اتصلي بيا، مفهوم.
,
, ابتسمت تنظر لخالد بامتنان وسعادة تحرك رأسها إيجابا، لتتجه ناحية أسامة الذي ابتسم ابتسامة لم تعجبها اقلقتها، ابتسامة سوداء اكثر منها مشتاقة، سعيدة، بلعت لعابها تبتسم له خجلة، ودعت والدها لتجلس جواره في سيارته الصغيرة متجها إلى منزلهم عشهم السعيد، الصمت يغطي عليهم هو صامت متجهم وهي صامتة مرتبكة تشعر بالخوف الغير مبرر، لا تعرف لما سمعت صوته يقول في برود لم تحبه:
, - عاملة ايه والولاد اخبارهم إيه.
,
, حمحمت بخفوت تجلي صوتها لتقول بصوت هامس متوتر:
, - الحمد *** كلنا كويسين
, وحشتوني، البيت كان وحش اوي من غيركوا، همس بها بهدوء، لتتسع عينيها في ذهول التفتت برأسها ناحيته لتبتسم سعيدة تقول بعشق:
, - وأنت كمان وحشتنا أوي٣ نقطة
, ابتسم بلا حياة ليسود الصمت مرة أخري، يركز على الطريق أمامه بينما تختلس النظرات إليه تبتسم سعيدة بين حين وآخر، قطبت جبينها تنظر للطريق لتقول في دهشة:.
,
, - دا مش طريق البيت يا أسامة احنا رايحين فين
, انثني جانب فمه بابتسامة سوداء قاسية ليقول في هدوء:
, - اشتريت شقة جديدة هنقعد فيها، ايه رأيك يا حبيبتي في المفاجأة.
,
, لا تعرف حقا أتفرح أم تحزن ولكنها قلقة خائفة أسامة به شيئا غريب خبيث عما تعرف تنهدت تحتضن ابنتها بينما خالد الصغير على المقعد الخلفي يلهو بهاتف والده المحمول، بعد ساعة تقريبا وقفت السيارة أمام منزل والدته، نزلت من نافذة سيارتها للعمارة السكنية الصغيرة لتقطب جبينها متعجبة التفتت له تسأله متعجبة:
, - مش دا بيت مامتك.
,
, التفت برأسه ناحيتها ويا ليته لم يفعل رأت في حدقتيه نظرة سوداء قاسية متهكمة لتسمعه يقول متهكما:
, - اه هو أنا اصلي اشتريت الشقة اللي فوق والدتي عشان نبقي قريبين منها، متضايقة وهتروحي تشتكي لابوكي اللي هو اصلا مش ابوكي ولا ندخل
, ابتلعت إهانته وطريقته القاسية المتهكمة في الحديث لتحرك رأسها إيجابا تقول بخفوت:
, - ندخل يا أسامة.
,
, توسعت ابتسامته القاسية لينزل من السيارة نزلت لتفتح الباب لصغيرها، متجهين جميعا إلى شقتهم الجديدة في الطابق الثالث وقف يفتح باب المنزل لتخطو للداخل تنظر حولها جميع اغراضهم في الشقة القديمة نقلها لهنا، هذا جيدا حقا على الاقل ستشعر بالالفة في المكان، حضانة خالد يمكن أن تنتقل لحضانة قريبة من هنا، وقفت في منتصف الصالة تتأمل منزلها الجديد حين سمع صوت بغيض تكرهه يأتي من خلفها مباشرة:.
,
, - انتي جيتي يا غندورة حمد *** على سلامة المحروسة
, ابتلعت غيظها من طريقة والدته الساخرة لتلفت لها تبتسم في اصفرار:
, - اهلا يا ماما عاملة إيه
, تخصرت تلك السيدة البدينة ليدوي صدي اساور يدها الذهبية بشكل مزعج للآذان تقول في حدة:
, - بخير يا حبيبتي طول ما حس ابني في الدنيا، انتي هتفضلي واقفة عندك، غيري هدومك وحصليني على تحت يلا.
,
, بلعت لعابها تحرك رأسها ايجابا، وضعت سيلا على فراشها لتبدل ملابسها إلى جلباب منزلي بسيط بحثت عنه لتجده يجلس أمام التلفاز يدخن بشراهة بينما صغيرها يلعب على الأرض بالعابه اقتربت منه تقول سريعا بتلهف:
, - أسامة اطفي السيجارة خالد عنده حساسية على صدره ما بيستحملش الدخان
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه ليلقي ما تبقي من سيجارته من النافذة الصغيرة جواره يتشدق ساخرا:.
,
, - حاضر لازم اقول حاضر أحسن خالد باشا يزعل مننا واحنا مش قد زعله
, تنهدت مغتاظة منه تتمني لو أنها لم تعد معه، التفت لتنزل لأسفل دخلت شقة والدته لتجد الأرضية عارية من اي فراش جميع مفارش الأرض ملتفة ومستندة على الحائط، لحظات من الصمت تتعجب مما تري لتسمع صوت والدته تقول متهكمة:
, - ايه يا حبيبتي جاية سينما واقفة تتفرجي ما تشتغلي يلا عيزاكي تغسلي السجاد كله يلااااا
, Back.
,
, انتحبت بقوة ليرتعش جسدها يتنفض بعنف لتقول من بين شهقاتها العنيفة القاسية:
, - ست ساعات يا بابا ست ساعات وأنا بغسل في سجاد البيت واللي متعجبهاش تخليني اعيدها جسمي بيترعش من التلج لما خلصت، طلعت هدومي مبلولة بترعش عايزة أنام بس هو.
,
, Flash back
, اخيرا انتهت جسدها كتلة من الثلج البارد يترعش بعنف ملابسها عبارة عن بحر من المياة اخذت طريقها لمنزلها تصطك أسنانها من البرد ما ان دخلت إلى رأته يجلس كما هو يشاهد التلفاز اقتربت ناحيته تهمس بارتعاش من البرد:
, - انتي جايبني هنا عشان اخدم أمك
, ارتسمت ابتسامة سوداء متهكمة على شفتيه ليتحرك من مكانه متجها ناحيتها، مد ذراعه يلفه حول خصرها يقول في سخرية:.
,
, - معلش اعتبريها زي والدتك، ما كنتيش هتساعدي والدتك في البيت ولا ايه
, احتقنت دماء الغيظ في حدقتيها لتبعد ذراعه عنها بعنف تصيح غاضبة:
, - امي ما كنتش هتخليني اغسل سجاد البيت كله نص الليل في البرد، أنا مش خدامة عند أمك يا أسامة ودي آخر مرة هعمل لها حاجة بالشكل المهين دا.
,
, اقترب منها حتى بات لا يفصلهم فاصلة ابتسم ساخرا للحظات ليمد يده يمسك أحد خصلات شعرها المبتل قبل أن تعي ما يفعل صرخت من الألم حين شعرت به يقبض على خصلات شعرها يصرخ فيها محتدا:
, - هتخدميها ورجلك فوق رقبتك، وعلى فكرة أنا خدت موبايلك، لو فكرتي تشتكيني لبابا خالد بيه هاخد منك العيال يا بدور ومش هتشوفيهم تاني، فااااهمة
, صرخ بها بقوة ليشد على شعرها في عنف اكبر لتصرخ تحرك رأسها ايجابا تصيح باكية:
, - حاضر حاضر.
,
, ابتسم ساخرا يترك خصلات شعرها يربط على وجهها باستفزاز تركته متجهة إلى غرفتها سريعا ارتمت على فراشها تبكي بملابسها المبتلة تشعر بالخوف، البرد، النعاس، ما كادت تغمض عينيها حتى شعرت به خلفها حاولت تجاهله فقط تريد الهروب من كابوس الواقع المخيف، لتفتح عينيها فزعة حين سمعته يهمس ببرود:
, - أنا عايز حقي
, حركت رأسها نفيا بعنف تحتضن جسدها ترتجف باكية:
, - حرام عليك يا أسامة أنا تعبانة كفاية اللي ولدتك عملته فيا.
,
, لم يهتم بما يقول من الأساس جل ما سمعته هو صوته وهو يقول في حدة:
, - مش مشكلتي دا حقي وهاخده سواء برضاكي اوغصب عنك.
,
, لتتوالي ايامها على ذلك النسق الحزين البائس تتمني الموت كل لحظة، والدته تفتت في تهشيم جسدها من كثرة ما تلقي عليها من أعمال أما هو فتفنن في تهشيم بقايا روحها إلى أن جاء ذلك اليوم، كانت تنظف منزل والدته كالعادة وسيلا الصغيرة تجلس على الأريكة تلعب بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز، انتفضت على صوت تهشم لتجد سيلا القت الجهاز من يدها ارضا لينكسر بينما تنظر له الصغيرة تضحك في براءة اتسعت عينيها ذعرا حين وجدت حماتها تندفع ناحية ابنتها صفعتها بعنف تصرخ فيها:.
,
, - يا حيوانة يا بنت ال، كسرتي الريموت
, اشتعلت عينيها غضبا خاصة مع صرخات صغيرتها لتقترب من حماتها دفعتها بعيدا عن ابنتها بعنف لتسقط ارضا أمامها بينما صرخت بدور فيها:
, - اياكي تمدي ايدك على بنتي أنا مستحملة قرفك انتي وأبنك عشانهم
, احتدت عيني سماح والدة اسامة بغيظ، كانت على وشك أن تسمعها وصلة سباب متواصلة حين وجدت أسامة يدخل من باب المنزل لتنظر له سريعا تصيح محتدة:.
,
, - تعالا يا زينة الرجال شوف مراتك وهي بتتهجم على امك زقتني وضربتني ووقعتني على الأرض٣ نقطة
, التفت لزوجها سريعا تود اخباره بما حدث ولكنه لم يعطيها الفرصة لذلك انقض عليها يوسعها ضربا يصرخ فيها:
, - بتضربي امي يا، يا، يا٣ نقطة
, تركها ملقاة ارضا لا تقدر حتى على القيام جالسة من عنف ضرباته ليبثق عليها يهتف متوعدا:
, - ارجع من برة الاقيكي بتغسلي رجليها، فاهمة يا بنت الباشا.
,
, تركها وغادر لتتحامل على جسدها رغما عنها قامت تحمل صغيرتها نظرت لوالدته في حدة تهمس متألمة:
, - قسما ب**** لهاخد حقي منك انتي وابنك هدفعكوا التمن غالي أوي
, قالتها لتتحرك إلى شقتها سريعا وضعت جلباب اسود على ملابسها تلقي **** على شعرها لتتحرك لخارج المنزل تهرب إلى منزل خالد
, Back.
,
, أنهت ما حدث لها كاملا ليبتسم ارتسمت ابتسامة واسعة سوداء على شفتيه يفكر باستمتاع كيف سيهشم عظام ذلك الاسامة، هل يقتله دفعه واحدة أم يعذبه أولا٣ نقطة
, اقترب من بدور يضمها لها يربط على رأسها برفق ارتسمت ابتسامة سوداء على شفتيه يغمغم متوعدا:
, - يعز عليا يا بنتي اني ارملك وانتي لسه صغيرة
, شهقت بدور فزعة لتبتعد للخلف تنظر لوالدها خائفة عليه لتمسك بذراعه تقول بتهلف:.
,
, - لا يا بابا عشان خاطري هو ما يستحقش أنك تروح في داهية بسببه
, ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه ليربط على وجنتها برفق يقول ضاحكا:
, - حبيبة بابا ابوكي بيودي ما بيروحش، اهدي انتي خالص وأنا هجيبهولك زاحف
, وقف ينادي على زوجته بصوت عالي:
, - لينا يا لينااا
, لحظات وخرجت من المطبخ تجفف يدها بمنشفة صغيرة تقول مبتسمة:
, - ايوة يا خالد معلش مش سمعاك من دوشة المطبخ.
,
, اختفت ابتسامتها تشهق في خوف اتسعت عينيها ذعرا لتقترب من بدور تسألها قلقة مفزوعة:
, - بدور ايه اللي عمل فيكي كدا يا بنتي حصل ايه خالد
, دس يديه في جيبي سرواله ينظر للينا ومن ثم بدور ابتسم يقول بهدووووء تاااام:
, - بعيد عنك اصل في كلب مسعور حاول يعضها وانتي عارفة كويس الكلب لما يتسعر علاجه الوحيد الموت، فانتي خلي بالك منها على ما اروح اجيب رقبته واجي على طول مش هتأخر.
,
, قالها ليلتفت يغادر المكان بأكمله بينما احتضنت لينا بدور بحنو لتنفجر الأخيرة في البكاء.
,
, هرولت من غرفة الملابس ومن اسطبل الخيل تركض في شوارع النادي تود فقط الهرب، إن تصل للسيارة تعود لبيتها تختبئ تحت غطاء فراشها لا تصدق أنها فعلت ذلك كيف، تقبله وهو فعل أيضا، كلماته السامة تطرق عقلها بلا توقف تبكي تتساقط دموعها رغما عنها، اقتربت من أن تصل لتصطدم في أحد ما وقف ما وقف أمامها فجاءة رفعت وجهها للفاعل لتنكمش قسماتها تبكي بعنف بينما نزل هو على ركبتيه قليلا يسألها قلقا:.
,
, - مالك يا سارين بتعيطي ليه يا بنتي
, نزلت له تعاتبه للحظات بنظراتها الصامتة لتخبئ وجهها في صدره تهمس باكية:
, - بابا خرجني من هنا
, حرك رأسه إيجابا بتلهف ليأخذ بيدها متجها لسيارته من الجيد أنه رآها مصادفة حين اتي لهنا ليفكر بهدوء قليلا، حالتها الباكية افزعته تري ماذا حدث لها، جلست جواره في السيارة تبكي في صمت، ليلتفت لها يضمها لذراعيه حاولت الابتعاد عنه ليشدد عليها بين يديه يهمس لها بصوت حزين باكي:.
,
, - ب**** عليكي يا سارين ما تحسسنيش انكوا بقيتوا بتكرهوني، أنا بموت وأنا حاسس انكوا كارهني، أنا آسف يا بنتي، آسف ليكي ولمامتك ولسارة نفسي تسامحوني، حاسس إني منبوذ من غيركوا
, حركت رأسها نفيا بعنف كتمت صرخاتها الحزينة داخل صدره تهمس باكية:.
,
, - ااانت اللي عملت فينا كدااا، لييه اذيتونا كدة، أنا ما قولنلكوش خلفونا، بتعذبونا بذنب مالناش دعوة بيه ليه، أنا تعبت كرهت نفسي وحياتي، حتى هو طلع ما بيحبنيش، نفسي اموت بقي عشان ارتاح.
,
, بعد الشر عليكي، بعيد الشر: هتف بها سريعا بلوعة ليربط على رأسها بحنو يكاد يبكي على ما وصلت له ابنته بيديه، طفلته تكره حياتها تتمني الموت، مهلا مهلا من هو الذي لا يحبها قطب جبينه قلقا عليها لا شكا فيها، ان تكوت تلك الحية ناردين بعثت احدهم ليخدع ابنته الاخري لتؤذيها، ابعدها عنه سريعا يحتضن وجهها بين كفيه يسألها بتلهف:.
,
, - مين دا يا سارين اللي ما بيحبكش، حبيبتي أنا مش شاكك فيكي أنا خايف لتكون العقربة اللي حاولت توقع أختك عايزة توقعك انتي كمان
, ابتسمت ساخرة تحرك رأسها نفيا نظرت لعيني والدها للحظات لتقول متهكمة:
, - عثمان، أنا بحب عثمان ابن عمو على بس هو قالي أن أنا عيلة صغيرة، **** واروح اشوف مذاكرتي احسن.
,
, غص قلبه ألما على ابنته لم تجد الحب الامان في بيته فبحثت عنه خارجا وايضا لم تجده سيشكر عثمان لاحقا أنه لم يوهم ابنته بالحب ويخون ثقته، لا يصدق أنه احترم للتو عثمان الشاب المنحرف اللعوب
, لم يجد ما يقوله فقط وضع رأسها على صدره يربط على رأسها بحنو لا يجد ما يقول وهي أيضا، تشعر لأول مرة بالأمان.
,
, ازاي يا ماما تسيبيها تمشي، هتروح لابوها انتي ما تعرفهوش دا راجل مفتري
, صاح بها أسامة مذعورا لتمص سماح شفتيها متهكمة:
, - طب يبقي يفكر يجي هنا وأنا اقطع شبشي على دماغه هي سايبة ولا ايييييه، وبعدين احنا معانا الواد خالد يعني اكيد مش هتروحله هتخاف ناخده منها.
,
, ما كادت تنهي جملتها ليعلو صوت دقات عنيفة قاسية على وشك تحطيم الباب، نظر أسامة لوالدته مذعورا يكاد يبكي من الخوف، اقترب من الباب بأرجل ترتعش من الخوف ما كاد يفتحه صرخت والدته حين وجدت والدها يسقط ارضا بفعل لكمة عنيفة أتت من ناحية الباب، دخل خالد من الباب وقف في منتصف الصالة ينظر لوالدة اسمة يبتسم ساخرا للحظات ليصيح بصوته الاجش:
, - خالد، أنت فين يا خالد.
,
, خرج الصغير من أحدي الغرف يركض ناحية جده امسك بساقه كما يفعل دائما يصيح في سعادة:
, - تدوووو
, نزل خالد يحمله بين ذراعيه، التفت يعطيه إلى أحد حراسه ابتسم يقول الصغير بمرح:
, - حبيب تدو روح مع عمو استنوني في العربية عشان نروح لماما وسيلا.
,
, صفق الصغير بسعادة ليحمله الحارس يتجه به إلى سيارة خالد، ليغلق خالد الباب عليهم وهو في الداخل معهم، اقترب من أسامة ينظر له من أعلي ابتسم متوعدا دون أن ينطق بحرف اقترب من والدة اسامة وقف امامها يبتسم متسليا رفع سبابته وابهامه يحركهما على ذقنه يقول ساخرا:
, - سماح فتحي السيد، سابقة ضرب واحدة من الجيران واتراضت قبل ما تتحبسي، دا انتي قديمة بقي يا ست سماح، حمات بنتي بقي ولازم نحترمها.
,
, نظر للبساط المفروش أسفل قدميه يبتسم متوعدا ليعاود النظر اليها يقول ساخرا:
, - تؤتؤتؤ واضح أن ما ساعة ما بدور بطلت تغسل سجاد والسجاجيد اتوسخت خالص.
, جلس على الأريكة يضع ساقا فوق اخري يغمغم ساخرا:
, - ما تقوم تغسل السجاجيد يا أسامة وخلي ماما يا حبيب ماما تساعدك، يلاااا يالا دا أنا هطلع على جتت اللي خلفكوا كل اللي عملتوه في البت.
,
, ستتزوجه بعد بضعة ساعات بقي فقط القليل لا تعرف أين ذهب والدها اختفي فجاءة، وسهيلة ذهبت لتتجهز ووالدتها تداوي جروح بدور المسكينة جسدها ملئ بالكدمات وقفت، حتى صغيرتها سيلا وجهها متورم، من تلك القسوة المتوحشة ليضرب **** صغيرة وقفت أمام المرآة تضع ثوبها الأزرق فوق ملابسها تنظر لانعاكسها، لتبتسم متوترة زوجة زيدان، زوجته، زوجته، كلمة واحدة تتردد داخل قلبها وعقلها كيف وصل بها الحال إلى أن تصبح بعد قليل زوجة زيدان، للحظات فكرت في التراجع كيف استطاع زيدان أن ينسيها ما حدث قديما بتلك السهولة كيف تنسي أنه حاول اغتصابها، كاد ان يغتصبها، مجرد تذكر الامر جعل جسدها يرتجف خوفا جلست على فراشها تضع يديها على أذنيها ترتجف بعنف اغمضت عينيها ليمر امامها المشاهد بالتفصيل كما حدث قديما لم تنساه يوما.
,
, ممدة على فراش قديم في غرفة غريبة مخيفة تنظر حولها باستغراب **** في العاشرة لا تفهم ما يحدث، خائفة مذعورة التفتت ناحية باب الغرفة حين انفتح لتبتسم مطمئنة حين دخل من بابها، تشعر بثقل ودوار يمنعها من التحرك فقط نظرت له تبتسم لتهمس خائفة:
, - زيدان احنا ايه جابنا هنا وبابا فين، يلا نمشي.
,
, ظلت يتقدم ناحيتها ببطئ خطواته يعلو صداها في الغرفة الفارغة ابتسامة مخيفة تعلو شفتيه، لتصرخ خائفة حين شعرت به في لحظات ينفض عليها يمزق ملابسها حتى باتت شبه عارية يحاول يحاول يحاول، لم تستطع التذكر اكثر ارتجف جسدها تبكي ذعرا، لالالا لن تتزوجه يكفي ما فعله بها قديما كيف تسامحه بتلك السهولة، لن تتزوجه ابداا.
,
, اجفلت على صوت دقات هاتفها لتجد رقمه هو يضئ شاشة هاتفها، ارتجفت ما أن رأت رقم هاتفه قربت الهاتف بخوف من اذنها تفتح الخط لتسمعه يهمس بعشق:
, - وحشاني يا لينا أنا مش مصدق أن كلها كام ساعة وهتبقي مراتي، حاسس اني بحلم، بحبك بحبك اوي
, حركت رأسها نفيا بعنف كأنه سيراها من الأساس انهمرت دموعها لتهمس باختناق:
, - أنا عمري ما هتجوزك ابداا، أنا بكرهك.

الجزء الثالث والعشرون


- أنا عمري ما هتجوزك ابداا، أنا بكرهك
, تلك الجملة الوحيدة التي نطقتها ليسود بعدها صمت طووووويل من جهته وجهها، لا يُسمع سوي صوت بكائها الخافت، شهاتقها التي تتعالي شيئا فشئ، تختق روحه العاشقة، صدمه فتت قلبه، لما لا تتم فرحته تهاوي جالسا على الفراش يده تمسك بالهاتف ينظر للاشئ عينيه متسعتين من هول ما سمع، بلع لعابه ليخرج صوت هادئ حزين:
, - ليه!، أنتي كنتي موافقة، وافقتي تديني فرصة، ليه سحبتيها.
,
, سمع صراخها المصاحب له نحيبها العالي الحاد:
, -عشان أنا عمري ما هنسي، عمري ما هنسي اللي عملته وكنت عايز تعمله فيا٣ نقطة
, ارتفع جانب فمه بابتسامة حزينة ساخرة متألمة
, قبض على كفه الآخر ليهمس لها بهدوء:
, - لينا افتحي الكاميرا، عايز اشوفك لآخر مرة
, غص قلبها ألما مع جملته الأخيرة لتبعد الهاتف عن اذنها فتحت كاميرا هاتفها تنظر له بعينيها الحمراء المشتعلة، شهقاتها الحزينة المتتالية.
,
, يقابلها نظراته العاشقة المعذبة، رأته يبتسم متألما ابتسامة صغيرة معذبة اشار إلى قلبه بسبابته يكمل مبتسما:
, - انتي هنا لو اذيتك ابقي بأذي نفسي، قسما بربي أنا عمري ما لا اذيتك ولا حتى فكرت في كدا، انتي ما تعرفيش انتي عندي إيه
, انساب طفوان دموعها تشعر بغصة مؤلمة تعتصر قلبها من كلماته العاشقة تضرب بلا رحمة اوتار قلبها الخائفة لتثبته امانا، شهقت من عنف بكائها تكمل:
, - مش هقدر، صدقني مش هقدر.
,
, رسم ابتسامة حانية على شفتيه يصارع بها قلبه يخرس عقله ليهمس لها بحنو:
, - أنا مش هغصبك، أنا قولتلك بدل المرة الف اني ما عمري ما اذيتك، مستعدة تاخدي الخطوة دي معايا تخرجي برة دايرة خوفك، هكون عندكوا، مش مستعدة ومش عايزة هتصل بخالي واقوله يلغي كل حاجة، قولتي ايه
, بلعت لعابها تنظر له حدقتيها ترتجفان من الفزع.
,
, مسحت بيسراها دموعها بعنف لحظات صمت تنظر له في هدوء ظاهر وصراع خفي بين القلب والعقل، رافض ومؤيد، هالة غريبة تجذبها له وهالة اخري سوداء تجذبها عنه، حسمت امرها يكفي خوفا لتحرك رأسها إيجابا تهمس بارتعاش:
, - ااانا، اناااا خايفة
, اوعي تخافي، اي كان قرارك ما حدش يقدر يغصبك على حاجة، أنا مستعد أحارب الدنيا كلها عشانك: هتف بها بانفعال، قوة استمدتها منه لترتسم شبح ابتسامة باهتة على شفتيها تهمس متوترة:.
,
, - ممم، ماشي ممم، موافقة، بس أنت مش هتأذيني صح
, ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيه لتتعالي قهاقته السعيدة نظر لها تدمع عينيه فرحا ليقول في مرح:
, - نحن رجال افعال لا رجال أقول، مسافة السكة وهتلاقيني قدامك، يا وردة مكانها في البستان انتي
, قالها بتلهف ليغلق الخط يهرول سريعا ليكمل ارتداء ملابسه، بينما ابتسمت هي تتنهد حائرة تكرر مع نفسها، زيدان جيد لن يؤذيني، حادثة قديمة لن تتكرر.
,
, التقطت فستانها تشرع في ارتداءه تفكر قلقة.
,
, صوت دقات على باب المنزل الصغير، قام من مكانه بخمول يفتح الباب ليطل حارسه الخاص ينظر ارضا احتراما يغمغم بأدب:
, - خالد باشا، الباشا الصغير وصل لبيت حضرتك، تؤمرني بحاجة تانية
, ابتسم خالد يربت على كتف حارسه ليتجه ناحية الاريكة جلس مرة اخري يضع ساقا فوق اخري ابتسم يغمغم ساخرا:
, - قولي يا حسن، ايه رأيك في غسيل السجاجيد دي حلو.
,
, نظر الحارس إلى قطع الفراش ليجد رجل وامرأة يحكانها بعنف اثار الصابون تغطي معالم البساط بلع لعابه يغمغم في ارتباك:
, - لاء طبعا يا باشا وحش جدا
, تعالت ضحكات خالد الساخرة، ليتحرك من مكانه متجها ناحية دلو ماء كبير حمله يلقيه بأكمله فوق أسامة الجاثي أرضا يغسل البساط، شهق أسامة بعنف من برودة المياة بينما ابتسم خالج يقول ساخرا:
, - غسيلك ما عجبش حسن، وأنا اهم حاجة عندي رأي رجالتي، عيد من الاول للمرة التاسعة.
,
, عند ذلك الحد وقفت والدة أسامة، ترفع فمها بحركة سوقية قديمة تصيح غاضبة:
, - هو ايه اللي عيد من الاول احنا ايدينا باشت، **** يخربيتها المخفية بدور، كان يوم اسود يوم ما ابني شافها
, اختفت الابتسامة من فوق شفتي لتتجهم ملامحه بطريقة ارعبت تلك الواقفة، وقف يشير بيده لحارسه ليخرج من المنزل مغلقا الباب خلفه، بينما اقترب خالد من سماح يدس يديه في جيبي بنطاله يفكر بسخرية:.
,
, - قوليلي يا ست سماح هو مين الاكبر أنا ولا أنتي، بيتهيئلي انتي، ابنك شحط داخل على الاربعين اهو، يعني أنا وافقت اجوز بنتي لواحد اكبر منها بعشر سنين، ابن أمه، أخلاقه نيلة، وفي الآخر كان يوم اسود، والمخفية بدور
, شهقت سماح متألمة تشعر بفكها تحطم من الألم حين هوي كف خالد على وجهها بعنف سقطت على الأريكة خلفها تضع يدها على خدها تنظر للواقف امامها، عينيه سوداء مخيفة ملامحه.
,
, قاسية باردة، متجهمة، دني برأسه ناحيتها قليلا يهمس بهسيس مرعب:
, - دا القلم اللي اديتيه لحفيتدي، ولو كانت ايدك اترفعت على بنتي كنت قطعتهالك، مش كل الطير اللي يتأكل لحمه
, التفت لذلك الاسامة الذي يقف بعيدا ينظر لخالد مذعورا ابتسم ساخرا كان محقا حين نعته بأنه شبه رجل، لو كان رجلا حقا ورأي والدته تضرب امامه لاقام الدنيا فوق رأسه، خلع خالد ساعته وسترة حلته الفخمة يشمر اكمام قميصه الاسود ابتسم يقول متوعدا:.
,
, - بقالي كتير اوي ما ضربتش حد، يلا اهي جت فيك، إنت مش غريب بردوا.
,
, في لحظة كان خالد يقبض على تلابيب ملابس أسامة والباقي لا داعي لذكره، صفعات ركلات لكمات، كل لكمة تنزل من قبضته على وجه أسامة تجدد شبابه الثائر من جديد، ابتسم مستمتعا ينظر لأسامة الملقي أرضا تقريبا ملامح وجهه لا تظهر من وجهه المغطي بالدماء، ولكن العقاب لم يتنهي بعد، قبض على تلابيب ملابسه يجره خلفه لخارج المنزل القاه إلى أحد الحراس يأمره بحدة:.
,
, - ارميه معاكوا في العربية واطلعوا ورايا بسرعة، هتأخر على كتب كتاب بنتي.
,
, توسعت عينيها في ذهول وضعت يدها على فمها تكبح شهقتها الفزعة هل أخبرت والدها للتو أنها تحب عثمان كيف فعلت ذلك، دون دوعي تحرك لسانها يصرخ بكل ما يجيش في صدرها المثقل انتفضت من حضن والدها تبعد رأسها عن صدره تنظر له بصدمة تحرك رأسها نفيا بعنف، لترتسم ابتسامة حانية على شفتيه يربط على وجنتها برفق يقول مطمئنا:.
,
, - ما تخافيش، أنا عارف أنك قولتي من غير وعي، انتي بتحبي عثمان، بس تفتكري عثمان يستحق الحب دا، عثمان كلنا عارفينه من دي لدي لدي، يستحق حب نقي وبرئ زي حبك، صدقيني قلبك يستحق واحد أحسن تكوني أول واحدة في قلبه، ما هو أول واحد في قلبك
, انسابت خيوط دموعها تغرق وجهها لتخفي وجهها بين كفيها تحرك رأسها نفيا بقوة تجهش باكية:
, - أنا بحبه، بحبه هو، كتير عليا اني الاقي حد يحبني.
,
, شعرت بيدي والدها تمسك كفيها برفق تبعدهما عن وجهها نظرت له تبكي من القهر لتجده يبتسم، صحيح أنه غاضب، دمائه الشرقية ثائرة وابنته تخبره انها تحب ولكن فقط ابتسم يحاول بهدوء لم يعهده من نفسه قبلا مداوة جراح ابنته، احتضن وجهها بين كفيها، يهمس لها بحنو:.
,
, - لاء مش كتير، انتي تستاهلي كل حاجة حلوة في الدنيا، بس ما يكفيش دلوقتي حب بابا، لحد ما نكبر شوية، أنا عارف اني غلطت في حقكوا كتير، بس هعوضكوا عن كل لحظة كنت بعيد فيها عنكوا، ودلوقتي هنروح المول، نتغدي ونشوف انتي عايزة تشتري إيه.
,
, ارتسمت ابتسامة شاحبة على شفتيها تحرك رأسها إيجابا ليقبل عمر جبينها، اعاد تشغيل سيارته ليتجه معها إلى ذلك المجمع التجاري القريب كثيرا من النادي، دقيقتين بالقرب منه، وقف في الجراش الخاص بالمجمع، لينزل من سيارته، فتح لها الباب ينحني بحركة مسرحية مضحكة لتضحك بخفة تنزل من السيارة، نزلت ليسمك يدها يشعر بكف يد ابنته الصغير داخل كفه جزء من الكل يجتمعان، دخلا معا إلي أحد المطاعم يطلبان الغداء لتبدأ وصلة مرح خاصة بهما.
,
, - البربجر بالجبنة بتاعي يا بابا
, - مين قال كدة البرجر بتاعي وانتي كلي سلطة عشان ما تتخنيش، قالها ليقضم قطعة كبيرة من تلك السيطرة يبتسم لها باتساع.
,
, - عااا مين دي اللي تتخن، هات يا بابا البرجر بتاعي، صرخت بها بغيظ لتنتزع من يده تلك الشيطرة تقضم منها ليضحك هو بقوة، أحمق هو، غبي أدرك في تلك اللحظة التي شاهد فيها ابنته تأكل وهي تبتسم أنه حرم نفسه من سعادة لم يعشها يوما، يركض خلف سعادة السراب الواهية، انتهيا من الاكل ليأخذها في جولة في ذلك المجمع لم يشتريا بقدر ما ضحكا نسيت اوجاعها واعاد هو روحه الضائعة بقربها.
,
, انهي دوام عمله في المستشفي منذ الأمس وهو لم يعد إلى منزله، جداله مع والدته يبدو تافها لا يستحق المبيت خارج المنزل ولكنه يكره حقا فرض والدته لتلك الفتاة عليه رغما عنه يشعر بأنه عاجز وهو يكره حقا ذلك وقف بسيارته الصغيرة أمام باب منزله من الخارج ليلتقط حلته الجديدة، اليوم زفاف صديقه المقرب، يكاد يطير فرحا، أخيرا زيدان سيتزوج من من أحب قلبه بلا منازع، حمل حلته متجها بها إلى منزله، يستعد لجدال أحر مع والدته ولكن على عكس المتوقع وجد المنزل هادئ تماما، تحرك يبحث عنها هنا وهناك، لتقع عينيه على اطباق الطعام الموضوعة على طاولة السفرة بجوارهم ورقة صغيرة خط عليها ( أنا في السوق بجيب طلبات للبيت ).
,
, ابتسم يتنهد يكشف عن الأطباق المغطاة ليجد أكثر شئ يكرهه في حياته امتعضت ملامحه يهتف مشمئزا:
, - يعععع سبانخ ايه القرف دا، ماشي يا ماما هو عشان متخانقة معايا تعملي سبانخ.
,
, ترك المطبخ بأكمله ليتجه إلى غرفته اغتسل سريعا ليرتدي حلته السوداء، وقف أمام مرآه زينته يمشط خصلاته السوداء الكثيفة، يعدل من وضع رابطة عنقه السوداء، التقط زجاجة عطره الصغيرة بضع رشات، ساعته السوداء نظر لانعاكسه في المرآه بضع لحظات وشعور غريب غزو كيانه، يشعر بأنه روح لجسد آخر شخص ليس هو، حائر مشتت ضائع، مد يده ناحية وجهه يود أن، ، لينفتح باب غرفته بلهفة، ظهرت والدته تنظر له للحظات تعاتبه بنظراتها الصامتة، لتعقد ذراعيها امام صدرها تصيح فيه غاضبة:.
,
, - حمد *** على سلامة البيت، كنت بايت فين يا حسام وحصل ايه يعني عشان تبات برة البيت، كل دا عشان رشا بنت
, قطمت كلامها حين التفت لها حسام هادئ مرح شخصية محببة بشوشة ولكن غضبه هو أسوء ما فيه نفرت عروق رقبته يزمجر غاضبا:
, - لاء مش عشان زفتة عشان طريقتك في فرضها عليا، عيزاني اتجوزها بأي أشكل قولتلك بدل المرة ألف ما بحبهاش، أنا مش عيل صغير عشان تفرضي عليا كفاية بقي، أنا زهقت.
,
, اكتسي الألم قسمات وجهه والدته تشعر بقبضة قاسية تعتصر قلبها، صراخه، صوته، غضبه، بلعت لعابها ابتسمت متألمة تهمس له بخفوت:
, - أنا بس كنت عايزة افرح بيك مش قصدي افرضها عليك، منين جبت قسوة القلب دي منين، ابوك **** يرحمه كان أحن بني آدم على وش الأرض، إنت ليه كدة
, ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتي حسام ليعاود النظر إلى مرآه زينته ركز عينيه على انعكاس وجهه يبتسم بلا حياة يهمس في برود:.
,
, - أنا ليه كدة، مش عارف تفتكري ليه، سنين عايش وأنا حاسس اني واحد تاني، سنين ببص لصورتي في المرايه بحس اني ببص لواحد تاني، انتي عمرك ما عرفتي اللي جوايا وصدقيني ما تحبيش تعرفيه
, تعالت في تلك اللحظة دقات هاتفه الموضع على مكتبه اقترب من ليجد رقم زيدان صديقه اغلق المكالمة يضع الهاتف في جيب سرواله يغمغم بهدوء:
, - أنا نازل عن إذنك.
,
, قالها ليغادر بهدوء مغلقا الباب خلفه، بينما تقف والدته جامدة شاحبة تنظر في اثر ابنها لينساب دمعة واحدة من عينيها تهمس لنفسها متألمة:
, - ما تقلقش يا مختار حسام مش هيبقي، ابنك شبهك في طيبتك هو بس، هو بس، هو بس، مش عارفة حصله إيه، يا رب
, نزل حسام إلى صديقه بالأسفل ابتسم يحاول إستعادة تلك الشخصية المرحة، استقل السيارة جوار صديقه اطلق صفيرا طويلا يقول ضاحكا:.
,
, - ايه يا عم زيدان الحلاوة دي، لاء البدلة شياكة شياكة
, فقط ابتسامة صغيرة شاحبة لاحت على شفتي زيدان يحرك رأسه إيجابا ليقطب حسام جبينه متعجبا يسأله قلقا:
, - مالك يا زيدان أنت كويس، شكلك مهموم
, التفت برأسه ينظر لصديقه يرغب فقط في البوح عل صديقه يخفف عنه قليلا، اسند ذراعه على المقود ليسند رأسه على ذراعه تنهد يهمس في حزن:
, - هقولك
, قص له ما حدث خلال مكالمة لينا، انتهي ليغمض عينيه يهمس بثقل:.
,
, - هو أنا ما عنديش كرامة، أنا عايز ابعد عنها يا حسام بس مش عارف، كل ما ابعد الاقي نفسي بقرب أكتر وهي بتلعب بمشاعري شوية آه وشوية لاء، أعمل ايه يا صاحبي
, تنهد حسام ضجرا يود خنق تلك الفتاة لم يكذب حين نعتها بالبومة يقسم أن البومة نفسها أكثر مرحا منها، رسم ابتسامة زائفة على شفتيه يغمغم في مرح:.
,
, - ولا اي حاجة هتروح تحط ايدك في ايد خالك وبارك **** لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير، ولما تبقي مراتك طلع على جتتها القديم والجديد أنا لو منك اصبحها بعلقة ومسيها بعلقة، علقها في النجفة، طفي السجاير تحت بطاها، هو صحيح خالك هيعمل منك بقايا فراخ بانية بس تبقي خدت حقي عشان أنا مبقوق منها البومة النكدية إله النكد عند القدماء المصريين.
,
, ضحك زيدان بصخب، ليصدم رأس صديقه بقوة، اعاد تشعيل محرك السيارة ينطلق لوجهته فقد سعادته التي طلما حلم بها.
,
, تأنقت أمام مرآه زينتها بفستان ازرق باكمام من الشيفون الابيض تغطي ذراعيها وضعت شعرها المجدول على أحد كتفيها، لم تكن بحاجة للكثير من مستحضرات التجميل ابنه لينا وخالد ورثت جمال والدتها ووسامة والدها الشرسة جدتها لبنانية والجدة الكبري من اصول تركية، ابتسمت متوترة تفرك يديها بقوة بقي القليل وتصبح زوجة زيدان، اجفلت حين انفتح باب الغرفة لتدخل لينا، نظرت لابنتها لتدمع عينيها تنظر لصغيرتها عروس ستتزوج بعد قليل، اقتربت منها تقبل جبينها أمسكت كفي يدها تتساقط دموعها تصاحبها ابتسامتها الواسعة:.
,
, - زي القمر، احلي من القمر نفسه، **** يسعدك يا حبيبتي، ما تبقيش ضعيفة، بلاش تبقي نسخة مني وأنا قدك، أنا كنت إنسانة سلبية جدا في حق نفسي، لو بابكي ما كنش اتعالج ما كنتش عارفة ايه هيحصلي، خلي كرامتك فوق كل اعتبار، اوعي تسمحي لقلبك أنه يلغي كرامتك، عشان خاطري اوعي تتكرري غلطتي، اوعديني.
,
, ادمعت عينيها تنظر لوالدتها تبتسم ممتنة لتحرك رأسها إيجابا تعانق والدتها بقوة لتلف لينا ذراعيها حول ابنتها تضمها لصدرها كأنها فقط **** صغيرة، قبلت جبينها تمسح دمعات ابنتها بيديها برفق تغمغم في مرح باهت:
, - اوعي تعيطي الميكب هيبوظ، اسيبك تجهزي، واشوف ابوكي اختفي فين تقريبا راح يقتل أسامة.
,
, خرجت ضحكة خافتة من بين شفتي لينا، التفتت لتغادر لتسمع كلتاهما صوت صراخ خالد الحاد باسم بدور، نزلت لينا تهرول وخلفها ابنتها إلى أسفل ليجدا خالد يقف وامامه ملقي أرضا أسامة يكاد لا يظهر وجهه، شهقت الابنه خوفا لتسرع لينا تضم ابنتها تخفي وجهها عن ذلك المشهد، نزلت بدور بعض لحظات تعرج في مشيتها البطيئة تحرك جسدها بصعوبة الألم يغزو بعنف روحها قبل جسدها، ما إن نزلت اقترب خالد منها يلف ذراعه حول كتفها نظر لها ابتسم بهدوء يغمغم في حدة ؛.
,
, - عشر سنين، متجوزة الحيوات دا بيغضبك في السنة اكتر من عشر مرات دي المرات اللي أنا بعرفها غير اللي بداريها عني، سابك بتموتي وانتي بتولدي خالد وقال ايه مسافر في شغل وهو كان مسافر يتفسح مع أصحابه، ومعلش يا بابا وعدتها، سابك في المستشفى لما ولدتي سيلا ما رضيش يسجلها عشان جت معلش يا بابا أصله كان عاوز يخاوي خالد بولد وعشان خاطرك عديتها، كام مرة ضربك وأنا ضربته بس نقول ايه جبلة ما بيحسش كان لازم اوصله للمنظر دا، لآخر مرة يا بدور، انتي لسه باقية عليه.
,
, اتجهت بعينيها لأسامة الملقي ارضا بالكاد يتنفس، لتتذكر يمر امام عينيها شريط سريع متتابع حياتها معه لم تكن سوي عذاب مغلف بلمحة من السعادة الباهتة، كرهته وكرهت الزواج كرهت حياتها إلى متي ستتحمل انسابت دموعها تنظر لوالدها تهمس باكية:
, - خليه يطلقني يا بابا عشان خاطري.
,
, فما كان منه الا أن ابتسم، قبل جبينها تركها متجها ناحية ذلك الاسامة ركله في معدته بقدمه بعنف ليتأوه الأخير من الالم بينما صدح صوت خالد الحاد:
, - سمعت يا حبيب ماما، ارمي اليمين يلا
, رفع أسامة وجهه قليلا ينظر لبدور حانقا نظرات كارهة مليئة بالغيظ ليقول ساخرا:
, - انتي طالق يا ست بدور هانم
, اتسعت ابتسامة خالد ليجلس على أحد المقاعد يضع ساقا فوق أخري يغمغم ساخرا:.
,
, - حلو كدة نخش في الجد، الشركة اللي كنت مشغلك فيها عشان خاطر بنتي اعتبر نفسك مطرود وابقي قابلني لو لقيت شغل تاني، الشقة التمليك اللي كنت شاريها وخليت بدور تتنازل عنها وبعتها يا حيوان، أحب اقولك أن بدور حاضنة يعني شقتك الحلوة اللي فوق امك من حقها، وابقي فكر ادخلها، ما تنساش طبعا النفقة والقايمة ووصل الأمانة ومصاريف العيال دا أنا همشيك في الشارع تغني ظلموه اصبر عليا يا حبيب امك، حسسسسن.
,
, دخل الحارس مسرعا، ليشير خالد باشمئزاز إلى الملقي ارضا يهتف بقرف:
, - ارمي الزبالة دي برة وعلى **** يقرب من باب الفيلا
, جذب الحارس أسامة يلقيه خارج الفيلا في لحظة دخول سيارة زيدان نظر حسام ينظر لذلك الشاب بفزع خاصة حين هتف زيدان بدهشة:
, - دا أسامة جوز بدور ايه اللي عمل فيه كدا، هتلاقيه ضايق خالي
, توسعت عيني حسام في فزع ينظر لبقايا ذلك الرجل اقترب من زيدان يهمس في خوف:.
,
, - هو اللي بيضايق خالك بيعمل منه ممسحة والنبي فكرني ما اضايقوش أنا مش مستغني عن زهرة شبابي
, ضحك زيدان بخفة ليتحرك للداخل هو وحسام الخائف ومعهم المأذون٣ نقطة
,
, بينما في الداخل وقفت بدور تنظر في اثر زوجها قلبها تحطم بل تفتت نادمة على كل لحظة اضاعتها من عمرها وهي زوجة له، كيف أحبت في يوم شخص معدوم المشاعر لاقت منه ما يكفي ويزيد وتحملت لأجل طفليها والآن ماذا انتهي كل شئ، اجفلت على حركة يد خالد يلف ذراعه حول كتفها نظرت له لتجده يبتسم بحنو:
, - في داهية راح كلب يجي سيد الرجال، مش دا اللي يتزعل عليه.
,
, سار معها يجلسها على أحد المقاعد يربت على رأسها برفق، دخل زيدان ومعه حسام، وقعت عيني زيدان على تلك الواقفة بعيدا طلتها سحرها الجذاب، أراد الابتعاد كاذب يود أن يضمها بين ذراعيه يخفيها داخل، ما حدث بعد ذلك كان شبه حاضر فيه، لم يقف سوي وهو يجلس على الاريكة الناحية الاخري من خاله في المنتصف المأذون وضع يده في يد خاله عينيه تبحث عنها، أذنيه عاجزة عن التصديق انها قالت موافقة أمام المأذون، يسمع كل كلمة تصدر من خاله ليأتي دوره للرد حين قال:.
,
, - قبلت زواج ابنتك البكر الرشيد على مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان وعلى الصداق المسمي بينا
, وقعت وبصمت هي اولا لياتي دوره خط حروف اسمه بسرعة ليضع بصمته على الورقة، هب من مكانه يهرول ناحيتها دون أن تنطق بحرف كانت بين ذراعيه يضم جسدها لجسده يشد عليها يلهث من عنف مشاعره يهمس لها بلوعة:
, - اخيراااا، مراتي، بحبك مش هتبعدي عني ابدااا
, يا من سكنتي فؤادي اخيرا
, عدتي بين قلبي وروحي واحضاني.
,
, عاد ضلعي لمكانه ليدوي فيه صدي نبضي
, عادت روحي تنعش كياني
, اخيرا عدتي
, ابتسمت لينا والدتها تنظر لابنتها بسعادة تدمع لها عينيها، بينما اشتعلت عيني خالد غضبا وهو يري ذلك الأحمق يعانق ابنته يتوعد له!
,
, سعادة تلك الكلمة سمع عنها كثيرا ولكنه حقا لم يجرب شعورها لم يتذوق لذتها لم تتشبع خلاياه بها، الان فقط ذاق طعم السعادة حلو كماء عذب من نهر سلسبيل يروي ظمأ عابر السبيل المنهك التعب يروي جوفه الجاف وهي بين ذراعيه يعانقها يشعر بها يتنفس عبقها، زوجته كلمة ترددت في ثنايا روحه بسرعة لتنعش ما قتله الدهر منه، في خضم موجة مشاعره الهائلة شعور تسرب اليه يغص فرحته هو فقط من يعانقها هي حتى لم ترفع يدها تبادله العناق، تقف هادئة صامتة تماما كأنه يعانق تمثال من حجر، ابتعد عنها ينظر لها ليري حدقتيها المضطربة الشاردة تفكر، تري هل هي نادمة على زواجهم الآن، يعشقها ولا ينكر ولكنه لن يجبرها على العيش معه أن كانت لا ترغب، فقط فرصة يريدها لاثبات عشقه وإن لم تقتنع سينهار بملئ إرادته بعيدا عنها لن يؤذيها حتى لو دفع حياته الثمن، ابتسم في شحوب ليبسط يده برفق أسفل ذقنها يرفع وجهها برقة يسرق لحظات لهما نظر لمقلتيها يغمغم بوله عاشق:.
,
, - مبروك يا بندقتي
, ابتسامة طفيفة لاحت على شفتيها لتشهق مصدومة حين وجدته يُجذب من امامها بعنف، جذبه والدها يعانقه بحدة يربط على ظهره بعنف يهمس من بين أسنانه مغتاظا:
, - مبررروك يا حبيب خالك مبروك، نبطل أحضان بقي مش مولد هو
, لفظه خالد بعيدا عنه ليرتد ناحية حسام الذي اسنده يهمس له سريعا بذعر:
, - يا عم يلا نجري أنا خايف منه أوي و****.
,
, يفر وصل توا لغنيمة حربه القاسية ولن يتنازل عنها بتلك السهولة ابتسم في هدوء وهو يري خاله يعانق ابنته يشدد على عناقها للحظة شعر بأن رأي دمعة تسقط من عيني خاله، لم يراه يبكي أبدا، يعرف أنه يغار بشدة على زوجته وابنته، اتسعت ابتسامته حين وجد والدته ليس شرطا أن تكن والدته من انجبته، فحقا من انجبته لم تكن سوي عاهرة باعته بأرخص الأثمان، أما لينا زوجة خاله والدة روحه طبيبة قلبه الحزين، معه بخطوة منذ صغره حتى صار ما هو عليه اليوم، تمني فعلا ان تصبح هي والدته حين يلقي نفسه بين ذراعيه في اشد حالته يضع رأسه على قدميها يشكو لها همه، ولكن الآن باتت والدة زوجته من محارمه، ود وبشدة أن يعانق والدته للمرة الأولي تحرك ناحيتها بات قريبا منها ينظر لها وهي تبتسم لها ابتسامتها الحنونة الدافئة ليرفع كف يدها يلثمه بقبله ممتنة، رفع وجهه يقبل رأسها حين مدت يدها تبسطها على وجنته تهمس بسعادة باكية:.
,
, - مبروك يا حبيبي ألف مبروك مش أنا قولتلك هتكبر وهتنجح وهتبقي احلي عريس في الدنيا، صدقتني دلوقتي
, توترت ابتسامته لن يبكي لن يبكي لن يبكي خالد علمه أن دموع الرجل ليست عيبا ولكن ما لا تهبط في اصعب حالتها وليست هناك أصعب من حالته في تلك اللحظة انسابت دمعتين من عيونه يهمس لها ممتنا:
, - **** يخليكي ليا يا ماما وما يحرمني منك ابدااا.
,
, كانت على وشك أن تضم طفلها الصغير لحضنها لتشعر بأحد يجذبها من الخلف لترتطم بصدر تعرف صاحبه جيدا تنظر لخالد حانقة لتجده ذراعه اليسري حول كتف ابنته ويمناه حول خصرها هي ابتسم باصفرار ينظر لزيدان يقول ساخرا:
, - ايه مش البيه خلاص كتب الكتاب اتفضل بقي عشان بنام بدري ولا مستني تتعشي، مش عاملين عشا
, تعالت ضحكات الجميع حتى بدور الحزينة خرجت منها ضحكة صغيرة خفيفة ليميل حسام على إذن زيدان يهمس له:.
,
, - احنا بنطرد بالطريقة، قوم بينا نجمع اشلاء كرامتنا ونخلع
, التفت زيدان لحسام يبتسم في ثقة يحرك رأسه نفيا بعنف، حرك رأسه ينظر لخالد يقول مبتسما باتساع يود اغاظة خاله بأي شكل:
, - أنا عريس جديد ومن حقي أخد مراتي ها مراتي ونروح نتعشي برة
, تجهم وجه خالد لتقدح عينيه شررا غاضبا يتذكر ما كان يفعله في جاسم قديما
, « مراتي ها مراتي، يا مراتي يا حبيبتي يا مراتي يا قلبي، ها يا مراتي يا مررررراتي ».
,
, اهو *** سيوفي منه الآن، التفت برأسه ناحية زوجته حين صفقت تقول بحماس مبتسمة:
, - و**** فكرة هايلة في مطعم تحفة في الزمالك فاكرة يا خالد
, مش فاكر حاجة، هتف بها فجاءة بحدة ينظر لزيدان غاضبا يشدد على يده حول كتف ابنته بينما يبتسم الأخير في تلذذ مستمتعا بما يحدث٣ نقطة
, ابتسم خالد يحاول إخفاء غيظه يقول بمرح زائف:.
,
, - أنا رأيي اننا نتعشي كلنا هنا ونفرح مع بعض وبعدين الوقت أتأخر بقت تسعة ونص وأنا ما عنديش بنات تخرج بعد 3 العصر
, اتسعت ابتسامة زيدان ينظر لخاله ليدس يديه في جيبي بنطاله يغمغم ببراءة:
, - بس لسه حضرتك قايل أن ما فيش عشا
, جذب ابنته وزوجته ناحية غرفة المكتب يهتف ساخرا:
, - هناكل فول بقوطة
, ادخل ابنته وزوجته إلى غرفة المكتب وقف عند باب الغرفة من الخارج يهتف بحدة:
, - ما فيش واحدة منكوا تخرج لحد ما اجي.
,
, - فتتتحية حضري العشا
, - أنت والحيوان صاحبك محبي البوم، استنوني في اوضة السفرة على **** المح كلب فيكوا برا الأوضة مش هخلعك دا أنا هرملها
, ضحك زيدان متشفيا مستمتعا ليجذب حسام المذهول الفاغر فمه حتى آخره متجها به إلى غرفة الطعام ليتمتم حسام مدهوشا:
, - دا طلع مجنون٣ نقطة
, اتجه خالد ناحية بدور جلس على المقعد المقابل لها ابتسم يغمغم مرحا:.
,
, - اديني سربتهملك كلهم مالك بقي يا ست البنات، يا بنتي ما يتساهلش تزعلي عليه 3 دقايق، لو فازة اتكسرت ازعلي عليها بس ما تزعليش على دا
, ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها لتنساب دموعها على وجهها اختنقت بغصتها تتمتم باكية:.
,
, - أنا زعلانة على نفسي يا بابا، استحملت عشر سنين بهدلة وقرف كان بيضربني كل يوم تقريبا ويخاف لاقولك فيجي جري يصالحني كان دايما يقولي اوعي تقولي لابوكي، قد إيه كنت غبية عشان حبيت واستحملت واحد زيه
, رفعت وجهها لتنهمر فيضان دموعها تغمغم باكية:
, - أنا ما اذيتوش عمري ما اذيته ليه عمل فيا، كسرني وكرهني في حياتي، فكرت كتير في الانتحار، كرهت الرجالة كلهم بسببه، عمري ما هتجوز تاني، أنا هعيش عشان خاطر ولادي وبس.
,
, ابتسم في رفق ليقم من مكانه يجلس على المقعد المجاور لها يقول ضاحكا:
, -صبرك عليا دا أنا همشهولك في الشوارع يقلد محمود عبد العزيز وآه يا حوستي السودا يا أنا يا أما، أما انتي بقي عايز اسمع الهبل دا تاني، راح كلب يجي سيد الرجال زي ما قولتلك المرة دي أنا اللي هختاره، ثواني يا بدور
, قالها حين قاطع كلامه معها صوت رنين هاتفه التقطه من جيب سرواله أبتسم باتساع يفتح الخط سريعا:.
,
, - ايوة يا حمزة، وأنت كمان واحشني، بكررة، مستنيك طبعا، تيجي على هنا، محضرلك كل اللي قولت عليه ما تقلقش، صحيح في حتة مفاجأة لما تيجي هتعرفها، خلي بالك من نفسك، سلام يا حبيبي
, اغلق الخط مع شقيقه ينظر لابنته يبتسم ليمد كفه يمسح دموعها برفق يغمغم في مرح:
, - قومي يلا اغسلي وشك عشان نتعشي
, حركت رأسها نفيا وقفت تهمس له بخفوت:.
,
, - مش جعانة يا بابا، أبلة لينا قامت بالواجب كله لما جيت قعدت جنبي لحد ما خلصت الاكل كله، أنا هطلع أنام تصبح على خير
, قالتها لتميل تقبل رأسه ليربت على رأسها بحنو، تحركت متجهه لأعلي لتختفي ابتاسمته ينظر لغرفة الطعام في شر.
,
, وقفت سيارة والدها أمام عمارتهم السكنية، لا تصدق في أسعد احلامها أن تعش يوما كهذا مع والدها تخرج تضحك، سعيدة كانت تظن انها لن تشعر بذلك الشعور ابداااا ابداااا، نظرت لوالدها ما أن توقفت السيارة تحتضن الكثير والكثير من حقائب الشراء ابتسمت في سعادة تقول بحماس:
, -اشتريت حاجات كتير اوي وجبت لسارة معايا
, اقترب يقرص خد ابنته برفق يبتسم بحنو:
, - المرة الجاية بإذن **** سارة تبقي معانا وتجيب كل اللي هي عيزاه.
,
, اختفت ابتسامتها تبلع لعابها الجاف لتدير وجهها ناحية النافذة تغمغم بغصة حزينة متألمة:
, - وتفتكر سارة هترضي دي بتترعب بس من اسمك، حضرتك بتحبنا وخايف علينا وهي غلطت بس دا مش سبب عشان تعرضها لموقف بشع زي دا
, قبضة من حديد مشتعل امسكت قلبه اعتصر مقود السيارة في قبضته أحمق يستحق ما جري له، غامات عينيه بسحابة سوداء قاتمة ليغمغم في خفوت متألم:.
,
, - شيطان كان لابسني مش هقدر اسامح نفسي حتى لو اختك سامحتني في يوم، اطلعي يلا يا عشان ما تتأخريش
, ابتسمت تحرك رأسها إيجابا خرجت من السيارة رآها تغرق في بحر تلك الحقائب لا تقدر على حملها جميعا ابتسم ينزل سريعا من سيارته اقترب يأخذ منها الحقائب يقول مبتسما:
, - هاتي هاتي، هطلعك وامشي.
,
, ابتسمت باتساع تحرك رأسها ايجابا استقل معها المصعد إلى الطابق المحدد لهم لينزلا منه تقدمته إلى شقتهم، ما كادت تدق الجرس فتحت تالا الباب سريعا تنظر لعمر بأعين حمراء مشتعلة من الغضب، جذبت تالا لداخل المنزل بعنف لتنظر له تصيح غاضبة:
, - أنت عايز ايه تاني يا عمر أبعد عني وعن حياتي وعن بناتي إياك يا عمر تقرب من البنات تاني، كفاية سارة مش هتبقي سارة وسارين، مش عايزة اشوف خلقتك تاني.
,
, قالتلها لتصفع الباب في وجهه ابتسم متألما ليضع الحقائب جوار الباب المغلق نظر للباب للحظات ليستدير ويغادر في هدوء عكس قلبه العاصف من الألم٣ نقطة
,
, اتجه إلى غرفة المكتب فتح بابها بهدوء ليجد لينا وابنته يشاهدان احد الفيديوهات المضحكة على هاتف ابنته، تضحكان فقط ضحكاتهم تنعش قلبه، ما إن دخل إلى الغرفة هبت زوجته متجه إليه تعاتبه:
, - ايه يا خالد اللي عملته دا كنت سيب لينا تخرج مع زيدان
, ابتسم باتساع ساخرا يحرك رأسه نفيا اتجه ناحية ابنته يعانقها بقوة يقول بغيرة واضحة:
, - حبيبة بابا ما تبعدش عني ابداا.
,
, ضحكت لينا على افعاله لتقترب منه جذبته بعيدا قليلا عن ابنتهم تهمس له بخفوت:
, - لما نروح نتعشي سيب لينا تقعد جنب زيدان خلاص بقي جوزها مش غريب
, ابتسم ببراءة يحرك رأسه إيجابا كطفل مطيع، اخذهم متجها إلى غرفة الطعام ليجد زيدان وحسام يتعاركان بسكين المائدة الصغيرة كأنها حرب طاحنة بين جيشين، نظر لهما باشمئزاز ليعاود النظر لزوجته يقول ساخرا:
, - أنا اجوز بنتي الاهبل دا.
,
, لكزته لينا في ذراعه ليتوقف عما يقول، بينما جلس زيدان وحسام بعيدا عنه يفسح المكان للينا، ما كادت تخطو خطوتين وجدت يد والدها تجذبها يشدها لتجلس جواره على الجانب الآخر من الطاولة يبتسم ببراءة:
, - حبيبتي ما بتعرفش تاكل غير وهي قاعدة جنبي.
,
, نظرت لينا زوجته له حانقة أهذا ما اتفقت عليه مع قبل قليل، جلس في المنتصف بين زوجته وابنته ينظر لزيدان يبتسم باستفزاز لنتفجر أنفاس الأخير غيظا وضعت الخادمة الطعام ورحلت ليبدوا جميعا في الأكل، وزيدان يحاول اختلاس نظرات عاشقة لزوجته اصطدمت عينيها بعينيه في أحد المرات ليري وجنتيها تشتعل خجلا.
,
, ارتسمت ابتسامة صغيرة خبيثة على شفتيه ينظر لها، وهي تجلس على الجانب الآخر من الطاولة جوار والدها يحجبها عنه طاولة الطعام الكبيرة التي تحوي ما لذ وطاب، ضيق عينيه يرميها بنظرة خاطفة ماكرة فكرة خبيثة طرقت في رأسه ستجلعه يري تلك الحمرة القانية التي يعشقها تغزو وجنتيها النضرتين من جديد مد ساقه يحركها برفق وببطئ على طول ساقها ينظر في الطبق أمامه ياكل ببراءة وكأنه لا يفعل شيئا، توقفت لقمة الطعام في حلقه حينما سمع صوت خالد يهتف ببرود.
,
, :
, زيدان شيل رجلك من على رجلي يا حبيبي عيب يا بابا!

الجزء الرابع والعشرون


وقفت أمام مرآه زينتها تخلع اقراط أذنيها الزرقاء اللامعة ابتسامة صغيرة تشق شفتيها تنظر لانعاكسها في المرآه مبتسمة ضحكت بخفة تفك رباط شعرها لينساب بنعومة كالشوكولاتة الذائبة، تنهدت حائرة تنظر لانعاكس عينيها في المرآة، بين ذراعيه تشعر بالأمان حضنه القاسي بعد عقد قرانهما كان كنسيم هواء عليل اثلج قلبها، صحيح انها وقفت متجمدة بين يديه ولكن لا تنكر شعورها بالأمان افلتت منها ضحكة خافتة حين تذكرت جملة والدها.
,
, « زيدان شيل رجلك من على رجلي يا حبيبي عيب يا بابا!».
,
, حين إذا توسعت عينيها تنظر له مذهولة ماذا تفعل قدميه فوق قدمي والدها لحظات وبدأت تفهم الامر ذلك المنحرف كان يود التحرش بها الآن فهمت لما همس لها والدها أن تربع ساقيها على المقعد دون أن تظهر، حدجته بنظرة غاضبة حانقة، لتجد ذلك المدعو حسام صديقه يغص في طعامه يسعل بعنف، بينما زيدان مصفر الوجه لا يقدر على رفع عينيه من مكانهما، فما مكان من ذلك الحسام الا ان هب سريعا يجذب زيدان من ذراعه يجذبه للخارج ابتسم يقول ببلاهة:.
,
, - طب يا جماعة تصبحوا على خير الوقت اتأخر وأنا أمي عملالي جوافة بلبن الحق اشربها وأنام
, جذب زيدان حرفيا كانا يفران من الغرفة تحت أنظار والدها الحارقة٣ نقطة
, حسام صديق زيدان ذلك الغريب المرح الشبه في وجهه مخيف، سألت والدتها عنه لتقول لها ببساطة:
, - يخلق من الشبة أربعين يا حبيبتي.
,
, بالفعل تتذكر حين خرجت من الجامعة في أحد الأيام رأت شابا يشبه جاسر بشكل كبير حتى أنها راكضت ناحيته تعانقه كما تعودت أن تفعل، ليبعدها الرجل عنه يصيح فيها بأنها مجنونة او سارقة تود سرقة أمواله انتهي الموقف بتدخل حراس والدها وفض المشكلة
, تنهد تجلس على فراشه تهمس بحيرة:
, - على رأي ماما يخلق من الشبه أربعين.
,
, قطبت جبينها غاضبة حين تذكرت صديقتها سهيلة، التقطت هاتفها تطلب رقمها لحظات تسمع صوت رنين هاتفها ما أن فتح الخط صرخت فيها بحدة غاضبة:
, - تصدقي يا سهيلة إن أنا هقطع علاقتي بيكي نهائي، هروح ألبس واجي يا لينا وما شوفتش خلقتك، دي الصحوبية يا سهيلة
, صمت طااال من ناحية صديقتها قاطعه صوت شهقة باكية من طرف سهيلة توسعت عيني لينا فزعا على اثرها لتنتفض واقفة تسألها بذعر:.
,
, - سهيلة انتي بتعيطي، خلاص و**** مش زعلانة منك، في ايه يا سهيلة ما تقلقنيش عليكي
, وكانت القشة التي قطمت ظهر البعير انفجرت سهيلة باكية عبر الهاتف، جل ما سمعته من صديقتها من بين شهقاتها العنيفة:
, - الحقيني يا لينا أنا في مصيبة.
,
, على جانب آخر في شقة تالا، وقفت خلف الباب المغلق تستند بظهرها عليه تكور قبضتها تغرز اظافرها في لحم كفها تكاد تدميها من الغضب لا يحق له، لا يحق له بعد أن تركهم، بعد أن باعهم بأرخص الأثمان أن يأتي بكل بساطة يأخذ ابنتيها منها، رفعت وجهها تنظر لسارين الواقفة أمامها ليغص قلبها، نظرات عمر تتجسد في مقلتيها كأنها تري زوجها أمامها، طالعتها سارين بنظرات باردة لبضع لحظات قبل أن يعلو صوت هاتفها برسالة من رقم والدها محتواها.
,
, « سارين حبيبتي أنا حطتلك الشنط جنب بابا الشقة، تصبحي على خير يا حبيبتي خلي بالك من نفسك ».
,
, ابتسمت تقرأ محتويات الرسالة لتعاود النظر لتالا، اختفت ابتسامتها تتجه إلى باب منزلهم المغلق لتبتعد تالا عنه تنظر قلقة إلى ما تفعل ابنتها، هل ستتركها وتذهب لوالدها، تسارعت دقات قلبها حين فتحت سارين باب المنزل لتجدها تلتقط الكثير من الحقائب الموضوعة جوار الحائط، حملتهم متجهه إلى الداخل دون أن توجه لوالدتها نظرة واحدة عادت لصمتها من جديد لتنساب دموع تالا ألما راقبت ابنتها وهي ترحل تنظر لها بقسوة نفس نظرات عمر، تلك عينيه التي ورثتها ابنته وضعت يدها على فمها تكبح صوت بكائها، انتفضت حين علا صوت هاتفها اقتربت تفتح الخط تهمس بصوت متحشرج باكي:.
,
, -ايوة يا خالد٣ نقطة
, سمعت صوت شقيق زوجها الكبير يتحدث برزانة اعتادتها منه:
, - أنا لاقيتلك شغل، هعدي عليكي بكرة ونروح، تمام
, حركت رأسها إيجابا ربما العمل هو الوسيلة الوحيدة لتخرج مما هي فيه حمحمت تجلي صوتها لتهمس بهدوء:
, - تمام، شكرا يا خالد.
,
, ودعها يغلق معها الخط لتترك هاتفها اتجهت ناحية غرفة ابنتها لتجد الكثير والكثير من الملابس تغطي فراش ابنتها وسارين تقف أمام المرآه تنظر لانعاكسها بأحد ملابسها الجديدة تبتسم سعيدة، لتدهل تالا إلى الغرفة جلست على الفراش جوار تلك الملابس امتعضت ملامحها تهمس حانقة:
, سارين انتي لما قولتيلي أنا خارجة مع بابا قولتلك لاء تعالي، ممكن اعرف ما سمعتيش كلامي ليه.
,
, اختفت ابتسامة سارين لتلفت لوالدتها عقدت ذراعيها أمام صدرها تهتف في هدوء:
, - وأنا قولت لحضرتك أن أنا خارجة مع بابا مش مع راجل غريب
, هبت تالا واقفة تنظر لابنتها شرزا لتتجه ناحيتها قبضت على ذراعي ابنتها المعقدوين بكفيها تصيح غاضبة:
, - بابا، بابا اللي طول عمره ما بيسألش فيكوا، بابا اللي عمره ما راح مع واحدة فيكوا في اي مشوار، بابا اللي باعنا بالرخيص أوي.
,
, لم تتغير تعابير وجه سارين جل ما فعلت أنها انتزعت ذراعيها من كفي والدتها عادت للخلف خطوة تنظر لعيني والدتها تقول في هدوء صادم:
, - عشان حضرتك طول الوقت منعاه، رافضة أنه يتدخل في اي حاجة تخصنا، كل الهدوم اللي قدامك دي ذوق بابا، شوفتي ذوقه حلو إزاي، النهاردة بجد حسيت يعني إيه فرحة، لو حضرتك ما كنتيش منعتيه من الأول ما كانش كل دا حصل، بابا مش غلطان لوحده، عن إذنك هروح أذاكر مع سارة.
,
, قالتها لتغادر في هدوء تام تاركة خلفها عيني والدتها التي اتسعت في صدمة لا تصدق أن ابنتها تقول ذلك الكلام تهاوت على فراش ابنتها تنظر لقطع الملابس بغيظ شدت على أسنانها تهمس متوعدة:
, - مش هسمحلك تاخدهم مني يا عمر، مش هسمحلك ابداا.
,
, أنهت مكالمتها القصيرة مع صديقتها لترتمي بجسدها على الفراش تحدق في سقف حجرتها شاردة تفكر خائفة على صديقتها الوحيدة لن تسمح بحدوث ذلك ابداا ستخبر والدها وهو سيقوم بحل تلك المشكلة دون اي اضرار لصديقتها المقربة، قطبت جبينها قلقا ترفع رأسها قليلا حين وصل إلى اسماعها صوت حركة خفيفة قادمة من شرفة غرفتها المطلة على الحديقة بلعت لعابها لتهب من فراشها تتجه بخطي حذرة تمشي على أطراف أصابعها تجاه الشرفة دخلتها تنظر حولها هنا وهناك لتشهق بصوت مكتوم حين شعرت بأحدهم يلف ذراعه حول خصرها ويده الاخري انتفض فؤادها فزعا تلوت بين يديه بعنف تحاول الصراخ بصوت مكتوم قلبها كان على وشك التوقف من الخوف لتهدأ تماما حين سمعته يهمس لها بعشق:.
,
, - اهدي يا لينا أنا زيدان..
, هدأت حركتها بين يديه هدأت دقاتها المذعورة لتجده يبتعد عنها وقبل أن تقدم على النطق بحرف جذب يدها للداخل يغلف الشرفة خلفه، ابتعدت بقدر كافي تنظر له متوترة قلقة، لم تعتد على قربه بالقدر الكافي ليصبح في غرفتها لما آتي، بتلك الطريقة، في ذلك الوقت، بلعت لعابها متوترة حين رأته يجلس على طرف فراشها يربت على الجزء الفارغ جواره ينظر لها مبتسما لتسمع صوته يهمس بشغف:.
,
, - تعالي يا حبيبتي ما تخافيش مني
, بتوتر ظاهر تقدمت تجلس جواره بعيدة بقدر كافي عنه اتسعت عينيها فزعا تشهق ذعرا حين شعرت به يجلس ملتصقا بها حاولت القيام ليمسك يدها سريعا التفت له تنظر له بأعين جاحظة فزعة، ليمد هو يده يعيد خصلتها الثائرة خلف أذنها يهمس لها:.
,
, - بلاش البصة دي بتموتني، ما تخافيش مني أنا وعدتك اني مش هأذيكي أنا بس مش مصدق نفسي أنك اخيرا بقيتي مراتي، ابوكي من غيرته عليكي أنا عارف ما خلنيش اشبع من فرحتي بيكي فقولت لازم اشوفك.
,
, هدأت ارتجافة حدقتيها تتدفق مضختها الخاصة بعنف ليس خوفا او فزعا بل شعور رائع كلماته كموج هادئ يحرك مشاعرها، أطالت النظر لوجهه لأول مرة تنظر لزيدان بتلك النظرة تطالع قسماته عن ملامح وجهه وسيمة بشكل يعجز عن التغاضي عنه يكفي خصلات شعره البنية عينيه الزرقاء، رغبة غريبة لا تعرف لما تسربت إليها ترغب في عناق زيدان، قلبها يرغب وبشدة في طي صفحة معاذ للأبد والبدء من جديد بين ذراعي زوجها العاشق، لن تدع عقبة الماضي تقف في طريقها وعدها بحياته الا يؤذيها لم تفكر في اي شئ وهي تلقي بنفسها بين ذراعي زيدان تخبئ رأسها في صدره لتتوسع عينيه في ذهول للحظات جمدت الصدمة جسده بالكامل، ليسرع بضمها لذراعيه لن يضيع تلك الفرصة ابدااا، لينا تأتي لاحضانه بملئ ارادتها حدث يكتبه التاريخ، حرك يمناه على طول شعرها واليسري يضمها لها بها بقوة، زوجته حبيبته عشقه الأول والأخير بين ذراعيه، كيف يسيطر على زمام مشاعره وهي بين يديه القي حسابات العقل والمنطق وهو يدفعها ناحية الفراش وهو معها، تنصل عقله من العقل نفسه لا يرغب في اي في تلك اللحظة سوي بها حتى لو انتهت حياته بعد ذلك، كان على وشك أن تصبح زوجته قولا وفعلا ولكن دقات باب غرفتها ايقظهما من تلك الدوامة الغريبة التي جذبتها قبله، توسعت عينيها ذعرا تنظر لحالتها، لتدفعه بعيدا ابتعدت عنه تجذب الغطاء تحاول تغطيه ما يظهر من جسدها، تنظر له بذهول عينيها متسعتين من الصدمة لا تصدق أنها استسلمت لزيدان!، لولا دقات الباب لكان أكمل ما يفعل وهي لم تكن لتعترض بينما زيدان يحاول الا ينظر اليها خوفا من أن يري نظرة خوف او نفور في عينيها أحمق ولكنه أحمق عاشق التقط قميصه يرتديه يعدل هيئته جيدا، بلع لعابه يود قول شيئا ليسمع صوت باب الغرفة انفتح وصوت شهقة مصدومة يعرف صاحبتها، نظر سريعا للصوت ليجد لينا زوجة خاله تقف بالقرب منهم تنظر لهما في صدمة عينيها على وشك الخروج من مكانها تضع يدها على فمها، حركت رأسها نفيا ازاحت يدها تهمس لهما في ذهول:.
,
, - ايه اللي انتوا عملينه دا وقعتكوا سودا، دا لو خالد اللي كان دخل كان ضربكوا بالنار
, نظرت لابنتها لتجدها تنظر ارضا في خزي بينما زيدان لا يقدر على النظر إليها، لتبتسم ساخرة اشارت لزيدان تردف متهكمة:
, - تربية خالد السويسي
, اشارت لابنتها تكمل:
, - وبنته، الحمد *** اني قولت لخالد خليك وأنا هروح اشوف لينا
, قام زيدان متجها تاحيتها امسك بيديها يهمس في حذر:
, - ماما صدقيني ااا، ما حصلش حاجة، أنا.
,
, سحبت لينا يدها من يد زيدان تنظر له حانقة لتمتم في حدة:
, - أنت ايه يا زيدان، إنت عارف خالد بيثق فيك قد إيه، صح ولا لاء وأنت بكل بساطة بتلف من الشباك، هي آه مراتك بس لسه ما بقتش في بيتك، شهور وأنا قاعدة في بيت عم محمود **** يرحمه وبابا مسافر بس خالد كان قد الأمانة وما فكرش ابدا يخون ثقة لا والدي ولا والده.
,
, اخفض رأسه يشعر بالخزي مما فعل وكاد يفعل أحمق انجرف خلف مشاعره دون اي حساب تنهد في ألم ينظر لزوجته الصامتة ليعاود النظر لزوجة خاله يهمس في خزي:
, - أنا آسف واوعدك اني هكون قد الأمانة، بس ارجوكي ما تقوليش لخالي، أنا مش خايف منه أنا خايف على زعله.
,
, امتعضت ملامح لينا ضيقا منه وشفقة عليه، تعرف بحيرته، عشقه للينا من جهة واحترامه وتقديره لخالد من جهة، حركت رأسها إيجابا ليبتسم لها ممتنا، قبل جبينها ليتحرك بخفة يهبط من الشرفة راقبته لينا قلقة وهو يهبط لأسفل لتبتسم تتمتم ضاحكة:
, - خليفة الفهد بصحيح نفس حركات خالك المجنونة.
,
, أخفت ابتسامتها تعقد جبينها في حدة اتجهت لابنتها جلست جوارها على الفراش تربع ساعديها تنظر لها في حزم، لتبلع الصغيرة لعابها قلقا من نظرات والدتها، حمد *** أنه لم يكن والدها من دخل، الغريب في الأمر انها لم تشعر بالخوف من زيدان، أليس هو من حاول الاعتداء عليها قديما ولكن يد التي كانت تحتضنها تعزف على اوتار قلبها تختلف كل الاختلاف عن تلك اليد الآثمة التي حاولت اغتيال براءتها، اجفلت على صوت والدتها تعاتبها بحدة:.
,
, - ممكن افهم بقي ايه حصل زيدان حاول يغتصبك، هدوءك ما بيقولش كدة
, بلعت لعابها تحرك رأسها نفيا بعنف تهمس لوالدتها بارتباك:
, - لاء، ممم، مش عارفة
, ادمعت عينيها يليها انهيار دموعها لتلقي بنفسها بين ذراعي والدتها تبكي تخرج ما كل ما يجيش في قلبها:.
,
, - مش عارفة يا ماما أنا مش عارفة، لسه بفكر في معاذ قلبي ما قدرش ينساه بالسرعة دي، وزيدان مش عارفة ايه بيحصلي ما بقتش اخاف منه، اقولك الحقيقة أنا اصلا ما كنتش بخاف منه كنت بحاول اوهم نفسي قبلكوا بكدة، زيدان ما حاولش يغتصبني أنا اللي اترميت في حضنه، أنا آسفة.
,
, تنهدت لينا حزينة على حال ابنتها لترفع يديها تعانقها بحنو تربت على خصلات شعرها الطويل، تشعر بذلك الصراع الحاد الذي يدور داخلها، ابقتها بين أحضانها تربت على رأسها فقط دون كلام لدقائق طويلة لتهمس لها في حنو:.
,
, - شوية شوية وقلبك هيخرج معاذ براه خالص، لما تفتكري أنه باع حبك، زيدان بيحبك بس اللي حصل دا ما يتكررش تاني يا لينا انتي مش رخيصة هو آه جوزك بس انتي لسه في بيت بابكي، لسه ما عملناش فرح كبير، لسه ما اشهرناش يا لينا٣ نقطة
, حركت رأسها إيجابا لتبعدها لينا تمسح دموع ابنتها برفق، قبلت جبينها تقول مبتسمة:
, - يلا يا حبيبتي غيري هدومك ونامي.
,
, قامت لينا إلى غرفتها تفكر شاردة حائرة، اقتربت تفتح مقبض الباب لتجده ينفتح من الداخل ظهر خالد ابتسمت متوترة ما أن رأته ليبادر هو قائلا:
, - ايه يا لينا كل دا عند البنت أنا كنت لسه جايلك
, تنهد تحمد **** أنه لم يأتي، افسح لها المجال لتدلف إلى الغرفة وهو خلفها اغلق الباب ينظر إليها لتقترب منه تقول بابتسامة كاذبة:
, - ابدا يا حبيبي كنا بنرغي شوية، قولي اجبلك العشا.
,
, رفع حاجبه الايسر ينظر لها متهكما ليعقد ساعديه أمام صدره يتمتم ساخرا:
, - واللي لسه واكله تحت، اللي واخد عقلك يا قمر
, بلعت لعابه متوترة لما لا يجاريها فقط لما يجب أن تعش مع جهاز ردار يلتقط أدق الاشياء، ابتسمت ابتسامة مهتزة مرتبكة لتقول في مرح زائف:
, - ايوة صح معلش فرحتي بلوليتا خلاص كبرت وبقت عروسة واتجوزت ملغباطاني.
,
, اختفت الابتسامة من على وجه خالد لتري للحظات الحزن يسكن مقلتيه، تركها متجها ناحية الشرفة يقف فيها يتنفس الهواء القادم من الخارج بعنف عله يثلج نيران قلبه، لتقطب جبينها متعجبة من ردة فعله الغريبة، اقتربت من الشرفة تعانقه تضع رأسها على ظهره تلف ذراعيها حول بطنه تهمس له بحنو:
, - مالك يا حبيبي اتضايقت ليه فجاءة
, سمعت صوت زفرته الحادة لتسمعه يهمس حزينا:.
,
, - حاسس أن لينا راحت مني، انتي عارفة اني ماليش في الدنيا غيرك انتي وهي مش سهل انها تتجوز وتبعد
, التف لها ليصبح رأسها على صدره بينما يضم هو جسدها بين ذراعيه يكمل بهمس متألم حزين:
, - مش سهل افتح اوضتها ما القيهاش، ما تستنيش وأنا جاي من الشغل عشان تاخد الشوكولاتة، مش سهل يا لينا و**** ما سهل عليا.
,
, ادمعت عينيها ترفع وجهها تنظر له تبتسم باكية لتشب على أطراف أصابعها قبلت وجنته تلف ذراعيها حول عنقه تهمس له برفق:
, - بس هتبقي سعيدة، زيدان هيساعدها تكسر حاجز خوفها من الناس، هتعيش حياة طبيعي، مين قال انها هتمشي، بص أنا عندي فكرة لما يرجعوا من شهر العسل وتخلص من جلسات علاجها تقنع زيدان أنه يجي يعيش هنا هو ولينا وهو مش هيقولك لاء
, قطب جبينه غاضبا ليحرك رأسه نفيا بعنف يتمتم غاضبا:.
,
, - لاء طبعا، بقي أنا ابقي قاعد عادي وعارف أن الواد دا في اوضة بنتي دا أنا أقتله، هي تخلص جلسات علاجها وترجع بيتها وهو يبقي يجي يشوفها جمعة وسبت وساعة ويمشي
, توسعت عيني لينا في ذهول للحظات قبل أن تنفجر ضاحكة على ما يقول خالد هو خالد لن يتغير ابدااا، نظرت له بعمق تترقب لحظة تحوله من حال لآخر كما يفعل دائما لتجده يقبل جبينها يتمتم ناعسا:
, - تصبحئ على خير يا حبيبتي، أنا هنام عشان تعبان اليوم كان طويل اوي.
,
, تركها متجها ناحية الفراش القي بجسده لينام بعد دقائق بينما تقف هي مكانها متجمدة من الصدمة حين ظنت انها فهمت تقلبات مزاجه فاجئها من جديد، توجهت لفراشها اقتربت منه تندث بين ذراعيه، ركزت مقلتيها على وجهه لتبتسم عاشقة لا تعرف إلى متي ستظل تسقط في عشق ذلك الرجل كل يوم لحظة دقيقة ساعة، تقع في عشقه من جديد كأنها لا تزال تلك المراهقة التي عشقت ابن جارهم تنهدت بحرارة تهمس بوله:.
,
, - بحبك يا لودي، بحبك أوي، **** يخليك ليا وما يحرمني منك ابدااا، عمري ما هقدر انسي اللحظة اللي قالولي فيها أنك مت، بعد الشر عليك، كان إحساس بشع اوي يا رب ما يتعاد تاني
, كانت تبكي دون تشعر لتجفل على يده تتحرك على وجهها تمسح دموعها، نظرت له سريعا لتجده ينظر لها يبتسم كعادته، مال يقبل جبينها يهمس لها:
, - بحبك يا روح فؤادي، اوعي تعيطي اللي حصل زمان انسيه يا لينا عدي وقت طويل اوي.
,
, حركت رأسها نفيا بعنف تدفن رأسها في عنقه تبكي بعنف تتمتم من بين شهقاتها:
, - حاولت صدقني، ما تعرفش شعوري وقتها كان عامل ازاي مهما اوصفلك مش هيجي واحد في المية من وجعي ومحمد بيقولي وهو منهار البقاء *** يا لينا، شدي حيلك خالد بطل مات شهيد
, ابتسم متألما تلك الحادثة لن تنساها بتلك السهولة لا يعرف ماذا يفعل ليخفف عنها موجة حزنها تلك، فقط يحرك يده على شعرها قبل جبينها يهمس له عبثا:.
,
, - احكيلك حدوة الشاطر خالد والعيوطة لينا
, ضحكة صغيرة شقت دموعها، ليبدأ في سرد حكايته الخاصة.
,
, في صباح اليوم التالي كان لا يزال الوقت باكرا للغاية الساعة لم تتجاوز السادسة، كانت هي تجلس في الحديقة على أحد المقاعد تنظر للفراغ تبكي في صمت عشر سنوات من عمرها ضاعوا هباءا منثورا، مع زوج اناني قاسي لا يحب سوي نفسه، يتفنن في انتقادها وتجريحها وهي فقط تصمت لأجل حبها له ولكن ما تشعر به الآن هو الكره الخالص كره له ولقلبها الذي أحبه ولسنوات عمرها الضائعة في حبه الواهم، هي فقط خائفة من أن تكره اطفالها لأنهم منه٣ نقطة
,
, بينما على صعيد بالقرب من فيلا كانت سيارة حمزة التي يقودها أدهم تشق الطريق لمنزل عمه، مايا تجلس بالخلص تأخذ لنفسها العديد من الصور بوضع « السلفي » أدهم يقود بنصف عقل والنصف الآخر بتابع كل حركة من معشوقته المجنونة أما حمزة فشارد يفكر في تلك المكالمة التي تلقاها من وهدان يشعر أن خلفها شيئا لم يقتنع بما قال ابدااا لذلك عليه أن يأخذ حذره جيدا، وقفت السيارة أمام فيلا خالد لتصيح مايا في حماس:.
,
, - عمو خالد وانطي لينا وحشوني اوي، وهضايق عمو خالد وأنام في حضن انطي
, ضحكت في شر طفولي لينظر حمزة لها يبتسم حزنا مايا تحب زوجة أخيه لأنها تعاملها كأنها ابنتها، تحب المجئ إليهم حتى تنام فقط بين أحضانها كأنها تعوضها عن حضن والدتها التي لم تعرف حنانه قط، حرك رأسه نفيا يقول لها في حزم:
, - مايا خليكي مع أدهم احنا لسه هنسافر أسيوط، أنا هنزل لعمك خالد أخد منه حاجة وأرجع على طول، ولما نخلص أسيوط نبقي نرجع هنا.
,
, تقصلت ابتسامة مايا تحرك رأسها ايجابا لينظر حمزة إلى أدهم يحادثه بهدوء:
, - خلي بالك من اختك وما تخليهاش تيجي ورايا.
,
, حرك الأخير رأسه إيجابا لينزل حمزة من باب السيارة ازاح نظراته الشمسية لتظهر عينيه الخضراء كغابات الزيتون، اغلق زر حلته السوداء ذات القميص الرمادي ليتحرك لداخل الفيلا، فتح الحراس البوابة سريعا ما أن رأوه ليخطو إلى الداخل يتحرك بهدوء ورزانة في طريقه لمنزل أخيه، سمع صوت بكاء خفيض نظر حوله ليجد تلك الفتاة ابنه أخيه كما يقول خالد دائما بدور، وقف بعيدا ينظر لها ليقطب جبينه قلقا لما تبكي، تلك الصغيرة تنهد يبتسم ساخرا يسخر من حاله، لم يشعر بنفسه وسوي وهو يقترب منها احتل المقعد أمامها يبتسم لها في خفة:.
,
, - ايه يا درة بتعيطي ليه
, اجفلت تشهق من وجوده المفاجئ لتنتفض من مقعدها واقفة مسحت دموعها سريعا تتمتم متعلثمة:
, - أنا آسفة ما كنتش أعرف أن حضرتك هنا، ازاي حضرتك، على فكرة أنا أسمي بدور مش درة واضح أن حضرتك نسيت اسمي
, ضحك بخفة ينظر لها للحظات يشعر بشعور لا يفهمه هو فقط يحب مشاكستها، قام من مكانه وقف ينظر لها ليتمتم لها بابتسامته الجذابة وهو يرحل:
, - سلام يا درة!
,
, اخذ طريقه لمنزل أخيه دق الباب لتفتح الخادمة التي رحبت به أشد ترحيب، عرف منها أن أخيه في مكتبه فأخذ طريقه لمكتب اخيه فتح الباب يستند بجسده على إطاره ابتسم في شراسة يتمتم متوعدا:
, - جهزت اللي قولتلك عليه
, ترك خالد كوب القهوة من يده يبتسم نفس الابتسامة التي ارتسمت على وجه حمزة حرك رأسه إيجابا يقول في خبث:
, - جاهز يا دون ومستنيك.
,
, في الخارج حاول ادهم أن يشغل عقله عن تلك المصيبة الجالسة خلفه بهاتفه قدر الإمكان دون فائدة رفع وجهه عن هاتفه ليجدها كالعادة تلتقط الصور لنفسها حمحم يسألها:
, - بقولك يا مايا واحد صاحبي عايش برة بس هو عربي، المهم يعني هو بيحب بنت ابوة
, قطبت مايا جبينها متعجبة مما قال لترفع وجهها عن هاتفها تهتف باشمئزاز:
, - بيحب اخته يعني إيه القرف دا، دا مريض اقطع علاقتك بيه.
,
, اصابته كلماتها في مقتل، يشعر بقبضة من نار تعتصر قلبه ليحرك رأسه نفيا يضحك بزيف:
, - يا بنتي استني اكمل هو مش ابن الراجل دا متبنيه، هو يعرف انها مش اخته بس هي ما تعرفش يعمل ايه بقي عشان يوصلها أنه بيحبها هو سألني بس أنا ما عرفتش اقوله ايه فقولت اسألك
, التقطت مايا لنفسها صورة من هاتفها ومن ثم بدأت تعبث بهاتفها تقول بهدوء دون أن تنظر لادهم:.
,
, - بردوا شخص مريض لانهم المفروض متربيين مع بعض على انها أخته ليه بقي يحبها، خليه ينتحر أسهل
, ابتسم ساخرا ينظر لها من خلال مرآه السيارة يحرك رأسه نفيا يهمس في نفسه بعذاب:
, - هو فعلا مريض، يا ريت يقدر يعالج نفسه من المرض دا، يا أما ينتحر أسهل زي ما قولتي.
,
, بعد قليل خرج حمزة اشار لادهم بالتحرك، ترافقهم ثلاث سيارات دفع رباعي ضخمة، لا أحد يفهم ما يحدث سوي حمزة فقط، بعد قليل ملت مايا من هاتفها لتلقيها جوارها اقترب من مقعد والدها تستند عليه من الخلف ابتسمت تقول في حماس:
, - صحيح يا بابي احكيلك حكاية صاحب أدهم دا مجنون
, توسعت عيني أدهم ذعرا ينظر لها فزعا ليس من الصعب أن يفهم حمزة مغزي الحكاية انتهي كل شئ يا أدهم!

الجزء الخامس والعشرون


- صحيح يا بابي احكيلك حكاية صاحب أدهم دا مجنون
, توسعت عيني أدهم ذعرا ينظر لها فزعا ليس من الصعب أن يفهم حمزة مغزي الحكاية انتهي كل شئ يا أدهم، التفت حمزة برأسه لابنته يبتسم لها يردف بهدوء:
, - احكيلي يا ستي حكاية صاحب أدهم.
,
, في تلك اللحظة تحديدا توقفت دقات قلب أدهم اسودت الدنيا أمام عينيه، بينما اعتدلت مايا في جلستها تقترب من والدها ما كادت تفتح فمها تتحدث دق هاتفها بصوت اشعار مميز رسالة من احدي صديقاتها، لتلتقط هاتفها سريعا ا ابتسمت باتساع حين قرأت اسم صديقتها لتوجه انظارها إلى هاتفها تقول سريعا:
, - بابي هكلم سوزي الاول
, ضحك حمزة بخفة ليتنفس أدهم الصعداء لا يصدق أن الأمر على خير ما يرام بعد أن كاد يفضح أمره في ثانية.
,
, ساعات في الطريق مايا نامت فجاءة كالارنب الصغير، رفع وجهه ينظر لها من خلال مرآه السيارة الامامية ليبتسم على شكلها المبعثر المضحك وهي نائمة، المجنونة كادت أن تكشف أمره ولكن ماذا يفعل أن كان فؤاده لا ينبض سوي لعشقها، اجفل من شروده على صوت والده يقول في هدوء افزعه:
, - أنت مش ناوي تتجوز بقي يا أدهم.
,
, توسعت عينيه للحظات بذهول تسارعت دقات قلبه يشعر بصدمة قيد يعقد لسانه بلع لعابه الجاف لا يجد ما يقوله عذرا أبي ولكني أعشق ابنتك، بصعوبة رسم شبح ابتسامة باهتة على شفتيه يوجه انظاره للطريق كاد أن يرد ليجد حمزة يبادر قائلا بابتسامة صغيرة:
, - ولو بتحب قولي ما تخبيش عليا وأنا مستعد اروح اطلبهالك النهاردة قبل بكرة أنا عايز اشوف ولادك يا أدهم.
,
, أنا أعشق ابنتك واريد الزواج منها هل تسمح لي بذلك، جملة رددها داخل قلبه ولم يقدر لسانه على نطقها فقط ابتسم يحرك رأسه ايجابا يتمتم:
, - بإذن **** يا بابا لما نرجع دبي
, ابتسم حمزة ينظر لولده بفخر للحظات يحرك رأسه إيجابا يوجه انظاره للطريق من المرآه الجانبية رأي سيارات اخيه تتحرك خلفه لتسود خضراءه غضبا يقسم بالويلات.
,
, ساعات مرت قبل أن تقف سيارة حمزة في حديقة عزبة كبيرة الجحم، استيقظت مايا في تلك الأثناء تنظر للنخيل والزرع ومنظر البهائم حولها، نزل حمزة اولا تليه مايا التي قفزت من السيارة تنظر حولها تبتسم كطفلة صغيرة، ومن ثم نزل ادهم يغلق زر حلته، ازاح نظراته الشمسية يضعها في جيب حلته، مد يده يتأكد من وجود مسدسه الشخصي في غمده، صحيح أن حمزة لم يخبره لما هم هنا من الأساس ولكن يشم رائحة سيئة خلف ذلك الموضوع، تأكد منها حين نظر حمزة إليهم يهتف لمايا بحزم كأنها **** صغيرة:.
,
, - مايا تمسكي ايد أدهم ما تسبيش ايد اخوكي ابدااا فاهمة
, نظرت مايا لوالدها بتوتر تحرك رأسها إيجابا سريعا اتجهت ناحية أدهم ما أن لمس كفها كفه شعرت به يشدد على يدها بين كفه نظرت له تبتسم ليقابل ابتسامتها بآخري قوية، إلى الداخل تقدم حمزة يتبعه أدهم يقبض على كف مايا، دق الباب ليفتح لهم ذلك الرجل الذي يعرفه حمزة جيدا « ماهر » ابن وهدان الأكبر.
,
, افسح لهم دون أن ينطق حرف تقدم حمزة يتبعهم حمزة ومايا ارتجفت مايا تلتصق بذراع أدهم خوفا من نظرات ماهر الخبيثة٣ نقطة
, إلى الداخل في بهو السرايا الكبير مقعد ضخم يجلس عليه كبير العائلة وهدان في شموخ لم يؤثر به سنوات عمره الثمانين، يستند بكفيه على عصاه السوداء التي تعلوها رأس افعي يسند ذقنه إلى راحه يده، ابتسم في مكر حين رأي ثلاثهم يتقدمون ناحيته، وقف حمزة بالقرب منه دس يديه في جيبي سروال حلته يغمغم ساخرا:.
,
, - اومال ايه بموت وعايز اكفر عن غلطي في حق بنتي، ما أنت القرد اهو يا وهدان
, لم لسانك احسنلك يا حمزة يا سويسي، هدر بها ماهر بحدة يتقدم جوار أبيه، ابتسم حمزة ساخرا كاد ان يرد ليصدح صوت ادهم حادا عنيفا:
, - لم إنت لسانك بدل ما اقطعهولك مش حمزة السويسي اللي كلب زيك يتطاول عليه.
,
, وجه وهدان عينيه ينظر لادهم ولتلك الصغيرة التي تتعلق بيده، نسخة عن ابنته التي لم يراها سوي مرة واحدة، ابنته التي دفعت ثمن خطيئته نذوة مع احدي الخادمات، ليتخلص منها عن طريق القائها أمام احد الملاجئ الخاصة بالأطفال، اجفل من شروده المخزي على جملة حمزة:
, - اخلص يا وهدان عايز ايه مش فاضيلك
, رفع رأسه عن راحة يده يرفعها لاعلي ينظر لادهم يتحداه بنظراته القاسية ليردف:.
,
, - عايز بت بتي، تقعد معانا اهنه في بيتها وسط أهلها واعمامها
, شهقت مايا من الخوف تحتضن ذراع أدهم تحرك رأسها نفيا لينزع ادهم ذراعه من يدها سقط رأسها على صدره ليلف ذراعه حول كتفيها ينظر لوهدان يحرقه بنظراته، لتصدح ضحكات حمزة الساخرة:
, - بت بتك و**** ضحكتني يا وهدان
, تجهمت ملامح وجه حمزة اشتعلت غبات زيتونه ينظر لوهدان في حدة اقترب منه عدة خطوات إلى بات قريبا منه للغاية لتصدح زمجرته الغاضبة:.
,
, - بنتك اللي رميتها في مجلئ، وهي عندها يوم، بنتك اللي جت ضحية نذوة وقذارة البيه مع الخدامة، يرضي مزاجه آه انما يخلف من خدامة ازاي وهدان بيه، تقوم واخد البنت راميها في ملجئ، وتعيش حياتك كأن ما فيش حاجة حصلت، يا قذر دا بنتك لما جت تشوفك رغم اللي عملته فيها طردتها، ودلوقتي عايز بنتي، زمان مايا حاشتني عنكوا، انما دلوقتي أنا على اتم استعداد اني امحيكوا من على وش الارض، أنا غلطان أن قولت راجل كبير بيموت نفسه يشوف حفيدته خمس دقائق زي ما قالي وهو بيعيط زي النسوان، يلااا يا أدهم خد اختك واتحرك.
,
, التفت أدهم ليغادر ليجد مجموعة من الرجال يقف خلفه كسد يحول بينه وبين الباب كل منهم يحمل بندقية كبيرة الحجم، جذب ادهم مايا يخبئها خلف ظهره يجذب سلاحه من غمده يزمجر غاضبا:
, - ابعدوا عن الطريق٣ نقطة
, قاطعه صوت حمزة الذي صدح بهدوء تام:
, - اهدي يا أدهم، عمك وهدان راجل عاقل مش اوي وهيسيبنا نمشي ولا ايه يا وهدان
, قام وهدان من مكانه متجها ناحية حمزة يقبض عي عصاه وقف امام حمزة يبتسم ساخرا ليقول:.
,
, - هتمشوا يا حمزة خد ولدك وامشي وسيب مايا
, اتجه حمزة إلى أحد المقاعد يلقي بجسده عليه يضع ساقا فوق أخري يبتسم في ثقة:
, - هنمشي كلنا وأنت بنفسك اللي هتوصلنا لباب العربية
, ما كاد حمزة ينهي جملته حتى صدحت صوت صافرات عالية لسيارات الشرطة تدخل لمنزل وهدان، توترت قسمات الاخير ينظر لولده بقلق.
,
, بينما نظر حمزة لادهم ليخفض الاخير سلاحه يضعه في غمده، دقات عنيفة على باب المنزل جعلت رجال وهدان ينسحبون للخلف تثآب حمزة ناعسا ليتحرك من مكانه بهدوء اتجه ناحية الباب يفتحه على مصرعيه ليدخل كالطوفان الكثير من العساكر خلفهم أحد الظباط، الذي وقف للحظات ينظر لما يحدث حوله ليتقدم من حمزة يصافحه مبتسما:
, - حمزة باشا، خالد باشا تواصل معايا وقالي أن في حالة اختطاف بتحصل لحضرتك ووالدك٣ نقطة
,
, ابتسم حمزة ينظر لوهدان يضحك ضحكة خفيفة ساخرة ليعاود النظر إلى الظابط يقول مبتسما:
, - لاء ابدا واضح أن خالد فاهم الموضوع غلط، أنت عارف كرم وهدان بيه حلف طلاق تلاتة اننا لازم نقعد بالعافية كرم ضيافة بقي، دا حتى هيوصلنا بنفسه لحد العربية ولا ايه يا حمايا.
,
, احتقن وجه وهدان غضبا ابتسم في غيظ يأكله يحرك رأسه إيجابا، ليسير خلفهم رغما عنهم بينما يسير حمزة في الأمام بصحبه ولديه والظابط الذي هو في الأصل أحد اصدقاء خالد٣ نقطة
, وقف حمزة مع الظابط جوار سيارة الشرطة يقول مبتسما:
, - احنا آسفين جدا على الازعاج كان سوء تفاهم ليس الا
, ابتسم الظابط يقول في حبور:
, - يا باشا ما تقولش كدة، دي واحدة من جمايل خالد باشا علينا٣ نقطة
,
, ودع حمزة الظابط الذي اصر أن ترافق سيارة الشرطة سيارتهم إلى ان يخرجوا من البلد، اتجه حمزة إلى سيارته ليجد وهدان يقف جوارها يكاد يتميز من الغيظ اقترب منه يهمس ساخرا:
, - مش قولتلك هتوصلنا بنفسك، نصيحة مني ما تخلنيش اشوف وشك تاني، المرة الجاية هيبقوا بيوزعوا قرص على روحك، سلام.
,
, قالها ليبتسم متوعدا يلوح له وداعا، استقل مقعده جوار أدهم الذي يجلس على صفيح ساخن كان يريدون أخذ مايا منه بتلك البساطة، يستحقون ما فعل، اجفل من شروده على صوت حمزة يقول ضاحكا:
, - بتلعب من ورايا يا أدهم
, تعالت ضحكات أدهم تصدح في السيارة بقوة يحرك رأسه إيجابا يتشدق متلذذا:
, - يستاهل، نفسي اشوف وشه لما يدخل يلاقي السرايا بتنور.
,
, ما حدث حقا استغل أدهم انشغال الجميع في الحديقة مع حمزة والشرطة، ليخرج قداحته اشعلها يرميها على احد الارائك المصنوعة من القماش والقطن تاركا نور العلم يشتعل داخل قصرهم
, ربت حمزة على كتف أدهم يقول مبتسما في فخر:
, - من شابة اباه فما ظلم عارف لو عمك خالد كان زمانه نزل فيهم ضرب انما احنا بناخد حقنا بدماغنا.
,
, التفت ينظر لابنته ليجدها تجلس مستكينة صامتة عينيها حزينة دامعة، طلب من أدهم أن يوقف السيارة لينزل من مقعده يجلس جوارها وضع رأسها على صدره يربط على شعرها بحنو يهمس لها:
, - انتي خفتي لنسيبك بجد ولا ايه يا عبيطة، بابا كان هيسيبك بردوا
, حركت رأسها نفيا ببطئ ترفع يدها تمسح دموعها المتساقطة بعنف تهمس بخفوت:
, - أنا صعبان عليا ماما اوي يا بابا، ازاي باباها ما عندوش قلب ويعمل فيها كل دا.
,
, ابتسم حمزة متألما ليشدد من احتضان ابنته يهمس لها بحنو:
, - حبيبتي نامي وما تفكريش في حاجة
, حركت رأسها إيجابا تغمض عينيها دقائق لتغط في نوم عميق حزين على صدر حمزة، بينما أدهم يراقبهم من الأمام يتمني لو يصبح هو مكان ابيه.
,
, يجلس في سيارته الفخمة أسفل العمارة السكينة التي بها شقته ينتظر زوجة اخيه بين دقيقة وأخري، وجدها تخرج من العمارة متجهه ناحية سيارته فتحت بابها تستقل المقعد المجاور له تلقي عليه التحية ليدير السيارة متجها بها إلى حيث يريد بعد دقائق دون أن يلتفت إليها يغمغم في هدوء:.
,
, - اللي انتي بتعمليه دا مش صح، كونك غضبانة من عمر ودا حقك بعد اللي حصل، ما يدكيش الحق أنك تمعنيه عن بناته ولا تمنعي البنات عنه، عمر فاق وندم وبيحاول يصلح اللي باظ
, نظرت لشقيق طليقها بحدة للحظات لتقبض على حقيبتها تغزر فيها اظافرها تصيح غاضبة:
, - دول بنااااتي أنا، مش بناته هو، اخوك خلاص خرج من حياتنا بلا رجعة، قوله يبعد عني وعن البنات، ينساني وينساهم.
,
, اوقف خالد السيارة امام شركة السويسي للمقاولات، التفت لزوجة اخيه ينظر لها بحدة ارعبتها جلعت نابضها يرتجف خوفا منه لتسمع صوته يهمس بصوت حاد مخيف:
, - صوتك ما يعلاش قدامي تاني، ما فيش واحد ولا واحدة فيكوا صوته يعلي على صوتي
, وإياك يا تالا تمنعني عمر عن البنات والعكس، مش عايزة تشوفئ خلقته تاني حقك انما دول بناته مش بناتك انتي لوحدك، ما تخلنيش اخد صف عمر يا تالا، ساعتها مش هتشوفي بناتك تاني، مفهوم.
,
, نظرت له فزعة ترتجف ذعرا مما قال لتحرك رأسها إيجابا سريعا تبلع لعابها الجاف، الفكرة نفسها ترعبها، فتح خالد باب سيارته ينزل منها لتتبعه تالا في صمت، إلى أين لا تعرف فقط تمشي خلفه عينيه عن وجه واحد فقط بين جموع الناس، وصلت معه إلى باب اسود كبير، فتح دفتي الباب ليدلف للداخل وهي خلفه كالعادة بلعت لعابها تشعر بالنابض ايسرها يكاد ينفجر وهي تري كل ذلك الكم الكبير من الناس فئ الغرفة وهو بينهم، ينظر لها متعجبا لا يفهم ما يحدث كل ما يعرفه أنه اجتماع عاجل، ماذا تفعل هي هنا في الاجتماع، اتجه خالد إلى رأس الطاولة يشير لتالا بعينيه إلى مقعد قريب منه لتتقدم تجلس عليه، حمحم خالد بحدة ليوجه الجميع أنظارهم اليه عدا عمر!
,
, لحظات صمت وصدح صوت خالد يهتف في عجلة:
, - اجتماع قصير، كام قرار عايزهم يتنفذوا من النهاردة
, واحد مهندس الشبكات المسؤول عن كاميرات المراقبة وسيستم معاملات الشركة هيجيلك مندوب مهندس ممتاز من شركة H. A هيحدث السيستم، بواحد جديد صعب اختراقه
, اتنين، مدير قسم المهندسين فئ الشركة افتح باب تدريب حديثي التخرج بمرتبات كويسة٣ نقطة
,
, ثلاثة مدام نهال سكرتيرة باشمهندس على نائب رئيس مجلس الإدارة واخدة أجازة وضع طويلة، استاذة تالا هتشتغل مكانها لحد ما **** يكرم
, عند تلك النقطة انتفض عمر ينظر لأخيه بصدمة ممتزجة بغيظ مما يفعل٣ نقطة
, أربعة في زيادة عشرين في المية من الشهر الجاية للموظفين الصغيرين وعمال البوفية والنضافة انتوا بتاخدوا كل شهر على قلبكوا قد كدة
, وبس اللي عنده اي استفسار يرفع ايده.
,
, رفع معظم الجالسين ايديهم نظر خالد لهم يبتسم ساخرا ليلتقط سترة حلته يلقيها فوق ذراعه يغمغم متهكما:
, - طيب ولا كأني شوفت اي حاجة، سلام
, قالها ليترك المكان بأكمله يغادر إلى سيارته بدأ الجمع بالرحيل من غرفة الاجتماعات ليبقي هو ينظر اليها يترجاه بنظراته النادمة أن تسامحه، بينما كانت تنظر له ببرود تام لا تهتم حقا ما كسره في قلبها لا يعوض بسهولة متجهة للخارج حين سمعت صوت « على » يقول:.
,
, - تعالي ورايا يا تالا عشان اعرفك على الشغل.
,
, في الخارج استقل سيارته يدير محركها، التقط هاتفه من جيب حلته يطلب رقم أخيه لحظات سمع صوت اخيه ليسأله بترقب:
, - كل حاجة تمام
, سمع صوت حمزة يقول ببساطة:
, - تمام ما تقلقش احنا في الطريق على بيتك
, اتسعت ابتسامة خالد يحرك رأسه إيجابا يغمغم:
, - هكون في انتظارك يا دون يلا سلام
, اغلق مع اخيه الخط يبتسم في مكر يتذكر ما حدث صباح اليوم
, Flash back
, - جهزت اللي قولتلك عليه.
,
, ترك خالد كوب القهوة من يده يبتسم نفس الابتسامة التي ارتسمت على وجه حمزة حرك رأسه إيجابا يقول في خبث:
, - جاهز يا دون ومستنيك، بس اقعد واسمعني، تعالا نلعبها في الجديد
, قطب حمزة جبينه ينظر لاخيه متعجبا، ليجلس على المقعد المقابل له يسأله:
, - يعني ايه!
, ابتسم خالد في خبث اسود يعود بظهره إلى ظهر المقعد يضع ساقا فوق الأخري يكمل مبتسما:.
,
, - يعني أنا اقدر اجيبلك رجالة بعدد شعر راسك يهدودها عليها واطيها، وكدة كدة هتروح ومعاك حرس، بس باختلاف بسيط، يسري صلاح، زميل قديم في كلية الشرطة ليا عنده كام جميل، هتصل بيه يروحلكوا على هناك وهو مش هيرفض واحد زي وهدان ما يخفش من الرجالة والسلاح قد ما يخاف من الحكومة، الميري بردوا ليه هيبة، أنت بس كل اللي عليك ترن عليا اول ما توصل بيت وهدان وسيب الباقي عليا.
,
, بادله حمزة الابتسامة السوداء ذاتها، يحرك رأسه إيجابا
, وهذا بالظبط ما حصل اتصل هو بصديقه القديم يخبره بما يريد
, Back
, خرج من شروده يبتسم باستمتاع، يرتب اولوياته، لينا تزوجت
, تالا وعمر في خانة التأديب
, بدور وانتهت مشكلتها
, حسام، زيدان أخبره بكل شئ عنه سلفا.
,
, في سرايا وهدان بجهد شاق استطاعوا السيطرة على الحريق بعد أن اكل اثاث الطابق الاخري كله تقريبا٣ نقطة
, تهاوي وهدان على على أحد المقاعد قي الحديقة دمه يتشغل أكثر من اشتعال سرايته، حمزة ذلك الخبيث عرف جيدا كيف ينهي خطته قبل أن تبدأ من الأساس
, جز على أسنانه يكور قبضته يشد عليها، التفط هاتفه الصغير يطلب رقم ولده الاصغر، لحظات وانفتح الخط ليبارد عز الدين هاتفا بتلهف:
, - ها يا حج المشكلة اتحلت الحمد.
,
, شد وهدان يده على الهاتف ينظر للفراغ غاضبا من الجميع، ليهمس بصوت حاد:
, - المشكلة اتنيلت واتعقدت ما عدتش قدامنا غير بتك سهيلة، بكرة ولا بعده بالكتير تكون عندنا عشان نرتب فرحها على ابن دكتور رشيد، ومش عايز كلمة لاء يا عز الدين
, افضي كل ما يجيش في صدره ليغلق الخط في وجه ولده دون أن يسمع منه كلمة اعتراض واحدة.
,
, تململت في نومتها تمد يدها تبحث عنه هنا وهناك لا اثر له غادر الفراش باكرا او هي تأخرت في النوم، فتحت عينيها قليلا تتثآب ناعسة تتحسس بأصابعها موضع نومه تبتسم في حنو، رغما عنها دمعت عينيها تتذكر ما حدث قبل سنوات ولم يذهب من بالها ابدا
, Flash back
, ب**** عليك يا خالد ما تروحش، هتفت بها تتوسله تحاول اعتراض طريقه وهي متقدم لا شئ يوفقه اقتربت منه تعانقه بقوة تهمس باكية:.
,
, - عشان خاطري ما تروحش قلبي مقبوض اوي مش هتعدي على خير عشان بنتك مش عشاني لوليتا الصغيرة
, ابعدها عنه يمسح دموعها بكفي يده مال يقبل جبينها يغمغم بصوت دافئ حنون:
, - عشان خاطر لوليتا وامها أنا لازم اروح
, حركت رأسها نفيا تبكي بعنف تتعلق بعنقه تمنعه من القدم تصيح باكية:
, - وحياتي عندك يا خالد ما تروحش دا في سينا يا خالد لالالا مش هسمحلك تروح
, ابعدها عنه يحتضن وجهها بين كفيه يبتسم بفخر مغمغما:.
,
, - سينا أرض الشهدا يا لينا ولو اتروي ارضها بدمي دا يبقي شرف ليا، ادعيلي، وخلي بالك من نفسك كويس
, قالها ليغادر دون كلمة أخري، لتنهار هي ارضا سقطت على ركبيتها تشهق في بكاء عنيف خائف مرير، تتلمس روحه الغائبة يوم يليه الثاني والثالث عشرة ايام ولا خبر واحد عنه تكاد تموت ذعرا في كل لحظة٣ نقطة
,
, إلى أن جاء ذلك اليوم المشئووم كعادتها كانت تجلس تنتظره ليدق جرس الباب ابتسمت تهرول ناحية الباب تفتحه بقوة لتتسع ابتسامتها حين رأت محمد يقف أمامها يخفض رأسه أرضا ابتسمت تسأله:
, - محمد حمد **** على سلامتك خالد فين، هو عامل مقلب ومستخبي كالعادة
, طال صمت الأخير لتختفي ابتسامتها شئ فشئ، انتفض فؤادها ذعرا اقتربت منه تغرز اظافرها في ذراعيه تسأله فزعة:
, - بطلوا هزاركوا السخيف دا خالد فين.
,
, في تلك اللحظة رفع محمد وجهه لتفزع من مشهده عينيه حمراء كالجمر، دموعه لا تتوقف، ملامحه مكفهره حزينة مقهورة، مد كف يده المقبوض يبسطه أمام وجهها لتتسع عينيها فزعا حين رأت دبلة خالد الفضية عرفتها رغم كونها لا تظهر تقريبا من الدماء التي تغطيها لتسمع آخر ما يمكن أن يصدقه عقلها:
, - خالد مات يا لينا!
,
, نطقها محمد بصوت خفيض باكي ليجهش بعدها في بكاء عنيف، بينما تقف هي تنظر له ذاهبة عقلها يرفض استيعاب تلك الجملة التي نطقها صديقه للتو، اتسعت ابتسامتها المصدومة تنظر له بالطبع يمزح مقلب سخيف كما اعتاد خالد أن يفعل، لن يخدعها مجددا باتت تعرف مقالبه جيداا، ضحكت ضحكة خفيفة تقول مبتسمة:
, - بطل هزار يا محمد وقول لصاحبك الرخم اني قفشت المقلب بتاعه هو فين بقي، خالد فين بقي.
,
, لم يرد عليها بلسانه بل تعالت شهقاته كان حرفيا ينتحب كطفل صغير فقد أمه، لتتلاشي ابتسامتها تتصادم دقات قلبها اقتربت منه تقبض على ذراعيه بيديها تسأله في ذهول:
, - خالد فين يا محمد، رد عليا عشان خاطري هو جاي وراك طيب، اتأخر وهيجي بعد شوية، أنا مستنياه.
,
, لم يرد من جديد بل تهاوي ارضا على أحد درجات السلم يخفي وجهه بين كفيه ينكس رأسه لأسفل يبكي بلا توقف، ليبدأ عقلها قليلا فقط بإستيعاب ما يقول تقريبا خالد ربما يتأخر قليلا إلى متي، انطفئ قلبها عن العمل يعجز حتى عن النبض تنظر لمحمد فزعة عينيها متسعتين على وشك الخروج من مكانها لتصرخ بحدة في وجه صديقه:
, - خاااالد فين يا محمد رد عليا، خالد هيجي امتي أنت مش كنت معاه، هو فين عشان خاطري هو فين.
,
, بلا وعي بدأت انهار عينيها بالفيضان تغرق صفحة وجهها الملتاع تصرخ تنوح باكية:
, - خااالد فين يا محمد، عشان خاطري قولي هو فين، طب هيجي امتي، أنا هستناه أنا مستنياه، هو قالي انه راجع٣ نقطة
, سقطت على ركبتيها أمامه تقبض على ذراعيه تصرخ تبكي تنوح:.
,
, - أنت بتعيط ليييه بطل عياط، خالد فين، خالد فين، قوله الهزار دا وحش، قوله إنت وعدتني ترجع، لا لا يا محمد، هو جاي، هو جاي، قوله لوليتا مستنيه بابا، خالد فين يا محمد عشان خاطري وحياة بنتك قولي أنه راجع، هيتأخر شوية بس جاي، قولي اني هترمي في حضنه، قولي أنه لا لا لا يا محمد خالد عايش، خالد عايش أنت مش فاهم، هو وعدنننني اني هيرجع، قوله يرجع والنبي
, ياا خااااااالد.
,
, ظلت تصرخ تصرخ إلى أن فقدت الوعي سقطت أرضا تذهب إلى عالم خاص بها وبه هما فقط، أيام وعقلها يرفض الاستيقاظ، يرفض استيعاب تلك الحقيقة البشعة، حين بدأت تفتح عينيها من جديد، كانت على فراشها، نظرت حولها ذاهلة، ألم بشع ينخر قلبها قبل جسدها، لحظات فقط ليمر ما حدث أمام عينيها توسعت عينيها فزعا هبت جالسة لتشعر بوخزة قاسية تنخر يدها نظرت ليدها لتجد انها نزعت سن ابرة المحلول من يده ليجرح كفها بعنف وتتساقط الدماء تغمر الفراش، لم تهتم فقط تبحث عنه بعينيها هنا وهناك، حاولت التحرك لتعجز عن ذلك جسدها ثقيل متعب، انهمرت دموعها تصرخ باسمه:.
,
, - خالد أنت فين، خاااالد يا خاااالد، خالد عشان خاطري تعالا، خاااالد ما ينفعش تسيب لوليتا، ياااااااااااارب رجعهولي ياااااااارب
, دخلت فريدة سريعا على صوت صراخ ابنتها تبكي منهارة على موت خالد، ابنها الذي لم تنجبه وانهيار ابنتها بذلك الشكل، هرولت ناحيتها سريعا تعانقها تحاول تهدئتها قليلا، لتنتفض لينا عن حضنها تدفعها بعيدا عنها بعنف تصرخ فيها غاضبة:.
,
, - انتي لابسة اسود ليه، بتعيطي ليه، خالد عايش، خالد مش هيسيبني، انتي فاهمة، ولادي فين، ولادي فين
, دخل زيدان فقط على صوت لينا شاحب يبكي يرتجف *** صغير في التاسعة من عمره، فتحت لينا له ذراعيها ليهرول ناحيتها يبكي بين احضانها يهمس من بين شهقاته:
, - هو خالو مش هيرجع زي بابا يا ماما
, توسعت عيني لينا فزعا تبعد زيدان عن حضنها تبتسم في اتساع مؤلم تحرك رأسها نفيا بعنف:.
,
, - خالو عايش، خالو عايش يا حبيبي هو اتأخر شوية بس جاي، بس هو عايش ما تسمعش كلامهم
, هنا صرخت فريدة محتدة خائفة على ابنتها من حالتها تلك قبضت على ذراعيها تهزها بعنف:
, -فوقي يا لينا انتب كدة هتتجني خالد مات فاهمة يعني ايه مات يعني مش هيرجع
, نظرت لينا لها بخواء عينيها جليد مصمت روحها ليست هنا، روحها هناك معه حركت رأسها نفيا بعنف:
, - انتي كدابة، خالد عايش وهيرجع، امشي اطلعي برة، بررررررة.
,
, غص قلب فريدة ألما على حالة ابنتها لتأخذ زيدان معها وتخرج من الغرفة، وضعت لينا يديها على أذنيها تتجاهل كل ما سمعته تتحرك للأمام وللخلف تتمتم تبكي تنوح:
, - خالد عايش، خالد عايش، هما بيكذبوا، هيرجع، هيرجع، هيرجع
, بدأت تصرخ وتتعالي صرخاتها بجنون ليدفع جاسم باب الغرفة يهرول للداخل وخلفه الطبيب الخاص بحالتها ما أن اقتربت جاسم منها قبضت لينا على تلابيب ملابسه تصرخ فيه:.
,
, - والنبي يا بابا رجعلي خالد عشان خاطري مش أنت بتحبني رجعهولي والنبي مش هقدر اعيش من غيره
, بكي جاسم يرثي حالة طفلته الصغيرة يحرك رأسه إيجابا لعلها فقط تهدئ، لم يكن الطبيب بحاجة لحقنها لأي مهدئ فهي ذهبت بملئ إرادتها إلى عالم احلامها الخاص.
,
, شهر مر بعد تلك الحادثة شهر لا أحد يعلم كيف مر، اوقف محمد سيارته عند بوابة الفيلا الخارجية نزل منها يرتدي اسود في اسود ملامحه مجهدة شاحبة منطفئة عينيه كالجمر حمراء ملتهبة اتجه للداخل ليقف في الحديقة لينظر لتلك الجالسة على درجات السلم الخارجية اشبه بجثة حية، نحيفة للغاية شعرها اشعث، تبكي بلا توقف جسدها يرتجف تحتضن جسدها بذراعيها عينيها معلقتين ببوابة المنزل تبحث عنه بلهفة، خرج من شروده حين اقتربت فريدة منه ليسألها متألما:.
,
, - هي ما بتقومش من هنا
, نظرت فريدة لابنتها لتدمع عينيها ألما على حالتها عاودت النظر لمحمد تحرك رأسها نفيا تهمس بقهر:.
,
, - لاء ما بتتحركش لا بتاكل ولا بتشرب، أنا وديت لوليتا وزيدان عند شمس من كتر ما هي في دنيا غير الدنيا، ليل نهار قاعدة زي ما انت شايف لحد ما يغمي عليها من التعب يشيلها جاسم ويطلب الدكتور يجي يعلقلها محاليل واول ما تفوق تشيل المحاليل من ايدها وترجع تقعد زي ما انت شايف، أنا خايفة عليها اوي يا محمد كدة هتموت.
,
, حاول أن يقول اي شئ ليطمئنها ولكنه حقا لم يجد هو نفسه لم يعد كما كان انطفئت روحه للأبد بالكاد يحي يصمد، ترك فريدة ليتجه ناحية لينا جلس جوارها دون أن يتحدث بحرف فقط ينظر للطريق كما تفعل هي ليجدها تهمس في هدوء مؤلم:
, - هيرجع، صدقني هيرجع.
,
, على صعيد آخر في منطقة شمال سينا تحديدا في مستشفي صغيرة في بير العبد، فراش صغير يحوي جسده الضخم الملتف بالكثير من الضمادات الطبية جروح جسده بالغة خطيرة في غيبوبة لم يفق منها إلى الآن، اقترب طبيب شاب من فراشه يفحصه، لتقترب الممرضة منه تسأله:
, - هو حالته ايه يا دكتور
, ترك الطبيب رسغ يده بهدوء ينظر للممرضة يعدل من نظارته الطبية يتمتم بعملية:.
,
, - جراحه بتشفي بسرعة، بنيان جسمه قوي استحمل وبدأ يتعافي، كويس أن في ناس لحقته وجابته على هنا والا كان مات، والمفروض في اقرب وقت يفوق من الغيبوبة٣ نقطة
, قاطعت الممرضة كلام الطبيب تهمس سريعا في تلهف:
, - دكتور دا بيتكلم
, اقتربت الممرضة منه تقرب اذنها منه لتسمع فقط تمته خافضة متعبة باسم واحد:
, - لينا، لينا، لينا.
,
, ابتدي يفوق، قالها الطبيب بهدوء وعملية ليقف مترقبا ينظر لذلك وهو يبدأ بصعوبة بفتح بؤبؤ عينيه ليطل على الدنيا من جديد، حرك رأسه للجانبين ببطء ليتأوه من الألم، التفت برأسه لذلك الصوت حين سمعه يقول:
, - حمد **** على السلامة
, نظر لذلك الطبيب للحظات ليحرك لسانه يهمس بصوت ثقيل متحشرج:
, - أنا فين، أنت مين
, ابتسم الطبيب ببشاشة ليجلس على حافة الفراش جواره يفحص مؤشراته الحيوية يتمتم في عملية:.
,
, - أنا يا سيدي دكتور طارق، الدكتور المسؤول عن حالتك، السؤال الأهم بقي انت عارف أنت مين
, نظر خالد له بتعجب للحظات يقطب جبينه ليحرك رأسه إيجابا يتمتم بتعب:
, - آه أنا خالد السويسي، باقي الفريق فين
, ابتسم الطبيب يسأله بهدوء:
, - فريق ايه انت لاعيب كورة
, نظر خالد له بحدة يحرك رأسه نفيا يقول في حدة رغم صوته الضعيف:
, - أنا العقيد خالد السويسي يا ظريف، أنا عايز موبايل ولا تليفون.
,
, حرك الطبيب رأسه إيجابا سريعا ليخرج هاتفه الشخصي يعطيه له يكتب رقم محمد بصعوبة بما أنه الرقم الوحيد الذي يحفظه القي الهاتف جواره على الوسادة يفتح مكبر الصوت لحظات وأجاب صديقه ليسمعه يقول بصوت ثقيل مهموم:
, - السلام عليكم مين معايا
, بلع خالد لعابه الجاف يتمتم بصوت خفيض متعب:
, - أنا خالد يا محمد.
,
, خالد مين وازاي وفين أنت بتستظرف يا جدع أنت، كلمات متداخلة سريعة متلعثمة سمعها تخرج من صديقه ليقاطعه بصوت حاد متألم:
, - أخرس يا حيوان ايه راديو يخربيت رغيك عيل فقر
, عيل فقر يبقي خالد، انت فين يا خالد، أنا هجيلك حالا: صرخ بها محمد بتلهف ليسمع بعدها صوت شهقات بكائه وصوته يتمتم بكلمة واحدة « الحمد *** يا رب، الحمد *** ».
,
, ابتسم بخمول متعب ليسأل الطبيب على عنوان المستشفى املاه لصديقه، ليغلق معه الخط يريح رأسه على الوسادة ليغط في النوم رغما منه متعب للغاية مما حدث٣ نقطة
,
, ساعات مرت لتصل سيارة محمد إلى تلك المشفي البعيدة، نزل منها يركض كالمجنون يبحث عنه بين الغرف هنا وهناك، إلي أن وجده في أحدي الغرف، وقف للحظات متصمنا ينظر له يبكي من الفرح ليهرول ناحيته يعانقه بعنف، فتح خالد عينيه ينظر لصديقه يبتسم متعبا ليرفع يده يربط بها على رأس صديقه لينفجر الأخير في البكاء يهمس من بين شهقاته:
, - الحمد *** يا رب، خالد أنت عايش، لينا كان عندها حق.
,
, عند تلك النقطة ابتعد خالد عن محمد يسأله قلقا:
, - لينا يا محمد طمني عليها، هي عاملة أنا بقالي شهر هنا، أنت قولتلها ايه طمني عليها
, نكس محمد رأسه يقص عليه ما حدث، رفع رأسه حين انتهي ليجد عيني خالد تدمع حين مر بباله حالها من كلام صديقه ليهتف محمد سريعا:
, - ابوس ايدك حتى لو تعبان قوم معايا، لينا هتموت أنت مش متخيل حالتها عاملة ازاي، دي بتموت بالبطئ.
,
, حرك الأخير رأسه إيجابا ليسرع محمد باحضار الطبيب بعد مناقشات ومنواشات طويلة وافق الطبيب على خروجه احضر محمد له عصا طبية يستند عليها يتحرك ليستقل السيارة جوار صديقه قلبه ينتفض بين اضعله لا مجال لأي ألم جسدي الآن، شعوره بالذعر عليها يطغي على اي شعور آخر٣ نقطة
, على صعيد آخر تجلس كما هي تبكي الجو بارد جسدها يرتجف فقط تحرك رأسها نفيا تبحث عنه بعينيها، سمعت صوت والدتها تتوسلها باكية:.
,
, - يا لينا يا حبيبتي ابوس ايدك كفاية كدة هتموي يا بنتي، أرضي بالأمر الواقع خالد مات
, حركت رأسها نفيا بعنف تشدد من احتضان جسدها بذراعيها، تتنفس بثقل وبطئ من بروده، اقتربت فريدة تضع شال ثقيل على جسد ابنتها لتمد لينا يدها تنزعه تلقيه بعيدا تتمتم مع نفسها:
, - إن ما جاش أنا هروحله، أنا هروحله.
,
, ساعات وهي على حالتها تلك كادت رأسها أن تسقط نائمة من شدة البرد، ليصدم عينيها ضوء سيارة عالي وقفت في الحديقة ليلا، سيارة محمد، نزل منها محمد سريعا ينظر للينا يبتسم باتساع ليهرول ناحية الباب الآخر يفتحه، لتقطب جبينها متعجبة تراقب ما يفعل، عصي طبية حذاء أسود، رفعت وجهها ببطئ تنظر للذي نزا للتو يستند على صديقه لتتوسع عينيها بذهول أن كان حلما تمنت الا تستيقظ من جديد، تلتهم عينيها وجهه تنساب دموعها تغرق وجهها المتعب المريض، تتمتم في نفسها برجاء:.
,
, - يا رب ما يبقاش حلم زي كل مرة
, اجفلت على صوت محمد وهو يقول بتلهف:
, - خالد اهو، خالد عايش، كلامك كان صح يا لينا.
,
, عصفت الصدمة بكيانها لتقف بصعوبة جسدها يرتجف قدميها كالهلام، تتحرك ناحيته تمشي كطفلة صغيرة تخطو اولي خطواتها متعثرة سقطت في طريقها اليه ليترك هو صديقه يتحرك ناحيتها يحاول ان يسرع خطواته، ليجلس على ركبتيه ارضا أمامها، يرفع جسدها الملقي ارضا لتختفي انفاسها ترفع يديها تتحسس وجهه تبتسم تبكي تعجز عن النطق، لتلقي بنفسها بين ذراعيه تصرخ بعنف داخل صدره تخرج كل ما احتبست في صدرها طوال المدة الماضية تشد يديها حول رقبته تعيد روحها لمكانها من جديد.
,
, Back
, خرجت من بحر ذكراها السوداء على يده حين التفت بعبث حول جسدها يسقط رأسه على كتفها كما يفعل دائما يقول مشاكسا:
, - يا حلو صبح يا حلو طل يا حلو صبح نهارنا فل
, خرجت منها ضحكة خفيفة لتمد يدها تمسح دموعها المتساقطة، لاحظها هو ليلف جسدها ليصبح وجههر مواجها له يسألها قلقا:
, - بتعيطي ليه.
,
, حركت رأسها نفيا تضع رأسها على صدره تشد على جسده ليبتسم متألما ذكري سوداء لن تنساها ابدا، قضت سنة كاملة بعد ما حدث تستيقظ كل ليلة تصرخ باسمه ومع مرور كل تلك السنوات لم تنسي ابدااا
, ابعد رأسها عن صدره يشاكسها بمرح وهو يمسح دموعها:
, - يا منبع النكد يا برميل الكائبة، حد يعيط على الصبح كدة، يلا يا بسبوسة ننزل نفطر
, ضحكت تحرك رأسها إيجابا تهمس بصوت متحشرج من أثر البكاء:
, - اتصل بزيدان يجي يفطر معانا.
,
, اختفت ابتسامة خالد المرحة يقلب عينيه مللا يقول ساخرا:
, - جاي يا اختي من غير ما اتصل بيه، عيل سمج اقوله ما عندناش فطار يقولي هجيب فطاري وأنا جاي
, ضحكت بضحب تتعالي ثتلج قلبها من أثر تلك الذكري القاسية لتقول من بين ضحكاتها:
, - مش ممكن يا خالد أنت غلبت عادل إمام في عريس من جهة أمنية
, ابتسم بزهو يرفع تلابيب ملابسه بغرور يقول في مرح:
, - ايوة وأنا صغير كان بيقولولي يا محمود.
,
, عادت تضحك من جديد تنظر له تشبع عينيها من قسمات وجهه لا تعرف ستظل تعشق ذلك الرجل، دفعته في صدره تغمغم ضاحكة:
, - طب انزل يا عم خطاب انت على ما اغير هدومي
, تراقصت ابتسامة خبيثة على شفتيه يحرك رأسه إيجابا ينظر لها ببراءة الأطفال في عينيه، تحركت متجهه لغرفة الملابس، ليتحرك خلفها التفت خلفها تغلق باب غرفة الملابس لتجده يقف خلفها يود الدخول دفعته تحاول ابعاده تصيح مذهولة:
, - أنت رايح فين يا عم انت.
,
, اشار الى غرفة الملابس يسبل عينيه ببراءة مردفا:
, - هي للسيدات فقط I am so sorry
, حركت رأسها نفيا يآسه من أفعاله المجنونة تضحك بخفوت التفتت تغلق الباب لتجده يضع ساقه يمنعها من غلق الباب نظرت له متعجبة لتجده يغمز لها بطرف عينيه اليسري يغمغم بخبث:
, - بقولك ايه ما تيجي معايا وأنا بحلق دقني، أنا مش فاهم ايه قلة الأدب في الجملة، بس تعالي معايا وأنا بحلق دقني.
,
, حسنا كانت تبكي منذ قليل والآن تكاد تدمع من الضحك وهو كذئب ماكر استغل فرصة انها تضحك ليدخل إلى الغرفة يغلق الباب عليهم
, من الداخل، لنتحرك بالكاميرا من خارج غرفة الملابس ومن خارج غرفة النوم نغلق الباب عليهم تاركين خالد مع بسبوسته.
,
, في غرفة لينا السويسي استيقظت قبل قليل فقط تنظر من خلال من شرفة غرفتها المغلقة شاردة تفكر في ذلك الحلم الغريب ترقص بين ذراعي زيدان، ومعاذ يقف هناك ينظر لها يعاتبها بنظراته الصامتة، رغبت في التحرك والذهاب اليه تحركت خطوتين لتجد زيدان يقبض على يقبض رسغ يدها ملامحه مخيفة قاسية متوحشة، توسعت عينيها فزعا لتجد زيدان يقف هناك بعيدا ينظر لها يبكي في صمت، وزيدان يقف هنا مرة أخري يقبض على يدها كوحش ضاري.
,
, اجفلت من شرودها بذلك الحلم الغريب على يدي جاسر تضع على عينيها يغمغم مرحا:
, - صباحو يا لولا
, ضحكت بخفة تلتفت له تطوق عنقه بذراعيها تغمغم ضاحكة:
, - جوجو الرخم وحشتني أوي، اسكت عايزة احكيلك بلاوي
, في الاسفل وصلت سيارة حمزة لتقفز مايا منها تصفق بحماس تهتف مبتسمة كالاطفال:
, - هيييه في حضن انطي لينا، وهضايق عمو خالد.
,
, ضحك حمزة وادهم على ما تقول ليتوجهوا معا إلى داخل الفيلا، في تلك الأثناء كانت تنزل لينا بصحبة جاسر على سلم البيت، أسرعت لينا تعانق حمزة، بينما ضحك جاسر صافح ادهم اولا ليقترب من مايا يقرص وجنتها الحمراء يغمغم ضاحكا:
, - مايا باربي أم صوت مسرسع عندنا يا مرحبا
, نفخت مايا خديها بغيظ طفولي ليتجهم وجه ادهم ينظر لتلك النظرات الحاليمة التي يرميها جاسر تجاه مايا، لتشتعل دماءه غضبا.
,
, نزل خالد بصحبة لينا في هذه الاثناء لتركض مايا ناحية لينا تعانقها بقوة تصيح بسعادة:
, - انطي لينا وحشاااااني كتتتتييييير اووووي هنام في حضنك بليل صح
, ضحكت تقبل جبين الصغيرة تحرك رأسها إيجابا ليمسك خالد تلابيب ملابس مايا من الخلف كالارنب يرفعها عن الأرض قليلا لقصر قامتها:
, - بت انتي ابعدي عن مراتي٣ نقطة
, أخرجت مايا طرف لسانها تغيظ خالد عقدت ذراعيها أمام صدرها تبتسم في اتساع:.
,
, - لاء بردوا أنا اللي هنام في حضن انطي، ايام كتتتتتييييير وانت لاء
, ضيق خالد عينيه ينظر لها في غيظ طفولي لتبادله نفس النظرات، دفعها ناحية ابيها برفق يغمغم في حدة مصطنعة:
, - خد بنتك يا حمزة بعيد عني.
,
, توجهوا جميعا إلى غرفة الطعام عدا خالد كان يتحدث في هاتفه مع «على» يفهمه تحديدا ما عليه فعله، دخل زيدان في تلك الاثناء قميص ازرق غامق وسروال اسود رائحة عطره تفوح في الأجواء، يبدو كبطل أحد الأفلام السينمائية اغلق خالد الخط مع على ينظر لزيدان يبتسم ساخرا:
, - ايش ايش ايش، توم كروز داخل علينا ايه القرف دا
, ابتسم زيدان في ثقة يدس يديه في جيب سرواله يغمغم باستفزاز:.
,
, - أنا قولت اجي أفطر مع مراتي، اصلها وحشتني أوي، مراتي بقي
, تجهم وجه خالد غيظا ينظر له غاضبا يحاول إخفاء غيرته مما يقول ذلك الأحمق، ليتوجه إلى غرفة الطعام وزيدان يسير جواره، اقتربا من الغرفة لينظر خالد لزيدان يبتسم باستمتاع ينظر إلى ذلك الغيظ المتأجج في عيني زيدان، حين رأي لينا تجلس جوار جاسر يتشاكسان ليحملها جاسر على ظهره يتعاركان، تنهد خالد يهمس بتلذذ:
, - شكلك حلو وأنت متغاظ.
,
, ضحك عاليا متشفيا ليتجه للغرفة وزيدان خلفه، اتجه زيدان ناحية لينا وجاسر يجلسان متجاوران لا فراغ بينهما، يبحث عن حل فما كان منه الا أن حمل الكرسي بلينا الجالسة عليه لتشهق الاخيرة فزعا تتمسك بالمقعد جيداا، وضع كرسي بين لينا وجاسر ليجلس بينهما ينظر للاخير يبتسم باصفرار
, شعرت مايا بالغيرة مما حدث لتتجه إلى باب الغرفة تشد مقعدها تجلس عليه تعقد ذراعيها أمام صدرها تتمتم حانقة:.
,
, - ماليش دعوة أنا كمان عايزة حد يشلني زي لينا.
,
, كاد جاسر أن يقوم ليوجه له أدهم نظرة جمر مشتعلة لم تخفه ولكنه حقا لم يفهم سر تلك النظرة القاسية، قام ادهم من مكانه متجها إليها حمل الكرسي لتختل توازن الجالسة عليه تعلقت سريعا بعنق أدهم تلف ذراعيها حوله، الموقف لم يكن غريبا لدي الجميع الموقف ولكن كان هناك تلك العينين التي تراقب كالصفر كل ما يحدث وحقا لم يعجبه ما حدث عازما على اخبار اخيه كل شئ قبل ان يخرج الوضع عن السيطرة.
 

cherifsalem

ميلفاوي أبلودر
ميلفاوي برنس
عضو
ميلفاوي نشيط
إنضم
9 نوفمبر 2023
المشاركات
752
مستوى التفاعل
296
نقاط
0
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
جميله جدا
 

الميلفاوية الذين يشاهدون هذا الموضوع

مواضيع متشابهه المنتدى التاريخ
ابيقور قصص غير جنسية 1 388
ابيقور قصص غير جنسية 1 300
ابيقور قصص غير جنسية 1 438
ابيقور قصص غير جنسية 1 343
ابيقور قصص غير جنسية 1 392
ابيقور قصص غير جنسية 1 383
ابيقور قصص غير جنسية 0 247
ابيقور قصص غير جنسية 0 552
ابيقور قصص غير جنسية 2 364
ابيقور قصص غير جنسية 0 429

مواضيع متشابهه

أعلى أسفل