𝙷𝚄𝙻𝙺 𝙼𝙸𝙻𝙵𝙰𝚃
HULK MILFAT THE LEGND OF KILLER
مستر ميلفاوي
عضو
ناشر قصص
ناشر صور
ناشر أفلام
ميلفاوي متميز
ناشر موسيقي
ميلفاوي سينماوي
ناشر قصص مصورة
ناشر محتوي
مترجم قصص
ناقد قصصي
دهمان الجني
تدور احداث هذه القصة في احدى القرى الريفية ، حيث كانت هناك سيدة تعيش مع اسرتها في قرية من القرى ، للاسف توفي زوج هذه السيدة واصابها ما اصابها من الحزن و الالم بسبب فقدها لزوجها ، لم تكن وفاة زوجها فقط هي المشكلة التي تعرضت لها هذه السدية فبحكم العادات في الارياف فان المرأة اذا مات زوجها فانها تتزوج اخاه حتى لا يأتي رجل آخر ويقوم هو بتربية الابناء وما الى هذا من العادات و التقاليد ، فقد تم اخبار هذه السيدة بانه بعد انقضاء شهور العدة سوف تتزوج من شقيق زوجها ، كانت السيدة لا تدري ماذا تفعل فهي مشتتة ما بين مشاكل الاسرة و ما بين ذلك الطلب او بمعنى ادق الامر الذي يجب عليها ان تطيعه حتى لا تتعرض لمشاكل اكبر.
لاحظت هذه السيدة ان هناك خطب ما اصاب ابنتها ( ضحى ) ذات العشر اعوام ، ففي بعض الاحيان تجد هذه السيدة ابنتها وهي تقف امام دورة المياه و تتحدث بكلمات غير مفهومة و كأنها تترجى شخص ما الا يقوم بايذائها ، و لكن بسبب كثرة المشاكل التي كانت هذه السيدة تعاني منها كانت لا تعير هذا الموضوع اهتماما ، و لكن على الرغم من ذلك سألت الام ابنتها عما تقوم به و لكن ضحى كانت لا تعطي اي اجابة مفيدة لامها و كانت تتهرب من هذا السؤال في كل مرة توجهه لها والدتها ، كان لضحى شقيقين احمد و محمد واعمارهما 3 و 5 اعوام ، كان اهتمام الام اكبر لهذين الطفلين اكثر من ضحى ، لانها كبيرة قليلا اما احمد و محمد فهما طفلين.
كانت الام تعتني بمحمد و احمد تارة وفي بعض الاحيان تعتني بهما ضحى ، ولكن الطفلين كانا يتحدثان الى الام عن امور مريبة ، فقد كانا يشعران بالخوف من شقيقتهم ضحى و اخبرا امهما بان ضحى تتحدث في بعض الاحيان بصوت رجل و تقوم بفعل امور عجيبة و انهما يخافان منها جدا بسبب ما تقوم به ، في البداية كانت الام تظن ان هذه مجرد تهيئات لطفلين فقط و لكنها تذكرت ما كانت ابنتها ضحى تقوم به و انها كانت تقف طويلا امام دورة المياه ، سألت الام ابنها الاكبر محمد ذو الخمس اعوام و قالت : ماذا رأيت بالتفصيل يا محمد ؟ ، قال محمد : كانت اختي ضحى تُطعم احمد الطعام و فجأة نظرت خلفها و كأن هناك شخصا كان يناديها ، بعدها تترك ضحى احمد وتذهب الى دورة المياه وتقف عند الباب.
تابع محمد حديثه قائلا : يبدو الامر و كأن ضحى تتحدث مع شخص موجود داخل دورة المياه و بعد ان ينتهي الحديث تعود مرة اخرى الينا و تكمل ما تقوم به و لكنها في نفس الوقت تظل تنظر كثيرا حولها في كل مكان من زوايا الغرفة ، و في بعض الاحيان ايضا نسمع صوت رجل مخيف يتحدث معها ، انهى محمد حديثه قائلا : امي نحن نخاف جدا من ضحى ارجوكي لا تتركينا بمفردنا معها ، قالت الام : هل رأيت اي شيء آخر يا محمد و تريد اخباري به ؟ ، قال محمد : نعم يا امي فمنذ بضعة ايام كنا نتناول الطعام مع بعضنا وكانت ضحى كعادتها تتحدث امام دورة المياه الى الشخص المجهول ، عادت ضحى الينا و اثناء تناولنا الطعام اسقط احمد طبقه على الارض.
قصص جن مخيفة جدا
فجأة رأينا ضحى تتحدث بصوت رجل مخيف و تحولت عيناها الى لون ابيض و كأنها وحش من الوحوش وحاولت خنق احمد و لكنني انقذته من بين يديها وبعدها بثواني عادت ضحى الى طبيعتها ، لم يكن هذا هو الموقف الاكثر رعبا بل ان ما حدث بالامس هو الذي اثار فزعنا ، قالت الام : اخبرني ماذا حدث يا محمد ، قال محمد : كعادتها ضحى كانت تتحدث امام دورة المياه و فجأة ذهبت الى الصالة واخذت تضرب برأسها في الجدار بكل قوة و بعدها تحولت عيناها الى نفس المنظر المخيف واخذت تخدش وجهها حتى جرحت نفسها لدرجة ان هناك بقايا دماء مازالت موجودة حتى الآن على جدار الصالة ، هنا قاطعت الام حديث ابنها محمد وقالت : هل تتذكر ما كانت ضحى تنطق به ؟.
قبل ان يبدأ محمد حديثه سمعت الام شخصا ما يتحدث خارج الغرفة ، كان الصوت مخيفا جدا وكان صوت رجل يقول : الانتقام الموت القتل ، الانتقام الموت القتل ، على الفور خرجت الام من الغرفة فكانت الصدمة ، ضحى في حالة انهيار تام فعيناها لونها ابيض ميخفة جدا و وجهها اصفر وكانت كما قال محمد بالتفصيل تقوم بضرب رأسها في الجدار بكل قوة ، بعدها نظرت ضحى الى امها وعيناها مازالت على نفس الهيئة ، كانت النظرة وكأنها نظرة تهديد لثواني معدودة ، بعد ذلك عادت ضحى الى طبيعتها ، اقتربت الام من ضحى وقالت لها : ما ذا بكي يا ضحى ؟ ، اشارت ضحى بيدها باتجاه دورة المياه واخذت تردد وهي خائفة : لن يتركنا حتى نموت جميعا.
قالت الام : ومن الذي سوف يقوم بقتلنا يا ابنتي ؟ ، قالت ضحى : انه دهمان يا امي انه دهمان ، بعدما نطقت ضحى هذه الكلمات سقطت على الارض وبدأت حالة من التشنجات واخذ يخرج من فمها سائل ابيض وكان هناك دماء تخرج من انفها ، اخذت الام تصرخ ولان القرية كانت صغيرة تجمع كل اهالي القرية وحملها احد الجيران وذهبوا مسرعين بضحى الى المشفى الخاص بالقرية ، هناك اعطت الطبيبة لضحى مهدئا لتنام فقد كانت التشجنات قوية ، بعدها اخبرت الطبيبة والدة ضحى بانها تعرضت لصدمة تفوق قدرتها على التحمل وادى ذلك الى دخولها في نوبات شديدة جدا من الصرع ، وطلبت الطبيبة ان تظل ضحى في المشفى للغد حتى تطمأن عليها واذا اصبحت في حالة جيدة سوف تدعها تخرج.
في هذا الوقت وصل شقيق زوج الام ( شعبان ) وبدأ يتهم الام بالاهمال وانها السبب الذي ادى الى وصول ضحى الى هذه الحالة ، لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل استمر شعبان في حديثه القاسي باتجاه الام وهو لا يراعي ما تمر به هذه الام المسكينة ، ما زاد الامر سوءا هو ان الطبيبة قالت : ساضطر لاخبار الشرطة اذا كان ما حدث نتيجة للاهمال بالفعل ، هنا طلب شعبان من الطبيبة الا تقوم باي شيء و وعدها ان ما حدث لن يتكرر ابدا ، كان ذلك اشارة واضحة من شعبان بانه اذا لم توافق هذه المرأة على الزواج به فسوف يسبب لها مشاكل اكبر و اكثر مما تتحمله ، بعدها انصرف شعبان الى مركز المدينة للحصول على بعض الادوية الغير متوفرة في القرية ، تحدثت الام مع الطبيبة عن كل ما حدث لها منذ وفاة زوجها و حتى اليوم والمضايقات والالحاح الشديد من العائلة حتى توافق على الزواج من عم الابناء شعبان.
يتبع ………………
ذهب شعبان عم ضحى الى المدينة لكي يحضر بعض الادوية التي لا تتوفر في القرية وغاب لساعتين ، خلال هذه الفترة كانت الام المسكينة تتحدث مع الطبيبة عما تمر به من ازمات وان العائلة سواء عائلة زوجها او عائلتها هي تضغط عليها من اجل ان توافق على الزواج من شعبان الا انها كانت ترفض ذلك ، شعرت الطبيبة بما تمر به والدة ضحى وطمأنتها قليلا و وعدتها بان تبذل قصارى جهدها لكي تصبح ضحى بحالة جيدة ، بعدها عاد شعبان ومعه الادوية التي طلبتها الطبيبة ، في نفس الوقت بدأت ضحى تستيقظ شيئا فشيئا ، العجيب ان الجروح التي كانت على رأس ضحى بسبب ضربها في الحائط قد اختفت تماما.
طلبت الطبيبة اشعة مقطعية على الرأس و اشارت على والدة ضحى ان تأتي لتراها بعد اسبوع من الآن ، اخذت والدة ضحى ابنتها و ابنيها محمد و احمد وعادوا جميعا الى المنزل ، كانت الام تعلم جيدا انها مقصرّة بدرجة كبيرة في حق ابنتها ولذلك قررت ان لا تنظر الى المشاكل وان تهتم فقط بالابناء حتى لا يتكرر ما حدث لضحى مرة اخرى ، الغريب في الامر ان ضحى لم تكن تتذكر اي شيء مما حدث وكأنها كانت ترى كابوس في منامها ولا تتذكر منه اي شيء ، طوال الطريق كان شعبان لا يردد سوى الكلمات التي كانت تثقل كاهل والدة ضحى ، فقد كان شعبان يخبر والدة ضحى انه من الافضل ان يكون هناك رجل الى جوارها خاصة بعدما حدث فهي لوحدها لن تتمكن من الاهتمام بالابناء وما الى ذلك من الحديث.
وصل الجميع الى المنزل وانصرف شعبان عائد الى بيته وترك الام وابنائها امام المنزل ، دخلت الام الى المنزل فتخيلت ان هناك ظلا تحرك باتجاه دورة المياه ، كان البيت مظلما فظنت انها فقط تخيلت شيئا يتحرك ، كان اليوم متعبا و شاقا جدا للجميع فقررت الام ان ينام الجميع في سريرها الليلة ، بالفعل اتجه الجميع الى الغرفة وناموا بسرعة فقد كانوا متعبين ، استيقظت الام فجأة على صوت ارصطام شيء بالجدار في الخارج ، فتحت الام عينيها فلم ترى اي من ابنائها الثلاثة كما انها لاحظت نفس الظل يتحرك من امام الغرفة ، اخذت الام تصرخ واتجهت الى الصالة فرأت شيئا جمّد الدم في عروقها ، كان هذا المنظر مخيف لدرجة لم تتمكن الام من النطق بكلمة.
كان محمد و احمد مقيدان بحبل وملقان على الارض والى جوارهما سكين حادة ، اما ضحى فقد كانت تصدم رأسها في الجدار بكل قوة وكانت عيناها كما في الحالة السابقة لونها ابيض تماما ، كما كان هناك دماء غزيرة تخرج من انفها ، بعدها اتجهت ضحى واخذت السكين وكانت نيتها واضحة وهي ذبح احمد و محمد!!!!!! ، رفعت ضحى السكين فاتجهت الام فورا و وضعت يدها امام رقبة احمد فقامت ضحى بجرحها بعمق ، كانت الام تنزف بغزارة ، بعدها افاقت ضحى من حالتها و لكن الام قد اغمي عليها بسبب كثرة الدماء التي نزفتها ، كان آخر شيء تتذكره الام قبل الاغماء هو ان ضحى اتجهت بسرعة لطلب عمها وبعدها فقدت الام الوعي.
افاقت الام فوجدت نفسها في المشفى الخاص بالقرية ، كانت يديها مغطاة بالضمادة وكان هناك ادوية معلقة الى وريدها لتعوضها عن النزيف الذي اصابها ، فجأة ظهرت الطبيبة وقالت : مرحبا هل انتي بخير ؟ ، قالت الام : انا بخير ، ردت عليها الطبيبة متعجبة وقالت : حمدا *** على سلامتك اخبريني ماذا يحدث معكم ؟ ، اكملت الطبيبة حديثها قائلة : اخبريني بصدق هل ما فعل بك هذا هو شعبان شقيق زوجك ام من ؟ ساساعدك ولكن اخبريني بالحقيقة ، لم يكن امام الام اي حيلة سوى اخبار الطبيبة بكل ما حدث ، بالفعل اخبرت الام الطبيبة بكل شيء حدث مع ضحى وما حدث ليلة الامس والذي كان السبب في مجيء الام الى المشفى.
قالت الطبيبة : ان ما تقولينه لا يمكن تصديقه ، ردت عليها الام : ومن اخبرك اني اصدّق كل ما رأيته ، بعدها خرجت والدة ضحى من المشفى فرأت شعبان و والدته والاولاد امامهم ، لم تسلم الام من نظرات الاستهزاء و السخرية التي كانت توجهها والدة زوجها اليها واخبرتها بانها اذا لم تكن تقدر على تربية الابناء فسوف تقوم هي بتربيتهم ، على الفور اتجهت الام الى الابناء وقامت باحتضانهم باليد السليمة ، طوال الطريق الى المنزل كانت كلمات السخرية تنهال على الام التي كانت لا تدري ماذا تفعل ، وصل الجميع الى المنزل وانصرف شعبان و والدته ، بعدها قامت الام باعداد الطعام للابناء وتناول الجميع الطعام وذهبوا للنوم.
قصة الجني دهمان الجزء الثاني
استيقظت الام على صوت ابنها محمد وهو يقول لها : امي ارجوكي اذهبي للخارج وانظري الى ضحى انها تتحدث مع شخص غريب يرتدي رداءا اسود وله قرون وفمه مليء بالدم وله عينان لونهما احمر كالدم ، على الفور خرجت الام لترى ابنتها فرأت شيئا مرعبا ، ضحى تقف امام دورة المياه وتتحدث الى شخص ما في الداخل و تمسك في يدها سكينا ، وضعت ضحى السكين على رقبتها وكادت تذبح نفسها ، على الفور ضربت الام يد ضحى فسقطت السكين ، بعدها سقطت ضحى على الارض واخذت ترتجف ، بعدها بفترة تحول هذا الارتجاف الى تشنجات قوية وبدأ يخرج من فم ضحى سائل ابيض ، بعدها اخذت ضحى تردد : الانتقام الموت القتل.
اخذت ضحى تردد هذه الكلمات مرارا و تكرارا حتى هدأت ضحى وعادت الى طبيعتها ، اخذت ضحى تبكي وتقول لامها : يا امي ان دهمان لن يتوقف حتى نموت جميعا ارجوكي يا امي لا اريد لكم ان تموتوا ، اخذت الام ابنتها ضحى الى الصالة حيث كان كلا من محمد واحمد يبكيان بسبب ما رأووه ، حينها ادركت الام انها تواجه شيئا كبيرا ولن تتمكن من السكوت عما يحدث اكثر من ذلك ، بالفعل اخذت الام ابنائها الثلاثة و اتجهوا الى منزل والدة زوجها ، فرحت الجدة برؤية احفادها ولكنها صُدمت عندما اخبرتها الام بان هناك مصيبة كبيرة وهي لا تدري ماذا تفعل ، طلبت الجدة من شعبان الحضور لكي يسمع بنفسه ما تقوله الام.
وصل شعبان واستمع الجميع لكل ما كانت تقوله الام منذ بدأ ملاحظتها لتصرفات ضحى الغريبة وحتى آخر شيء حدث وكيف ان ضحى كادت تقتل نفسها بالسكين ، بدأ شعبان يستهزأ بما تقوله الام ، اما الجدة فقد اخبرت الام انها تعرف شيخا اسمه الشيخ عطية وهو قادر على مساعدتها لان الجدة عرفت من حديث الام ان ضحى تعاني من مس من الجن وانها لا تحتاج الى الاطباء وانما تحتاج الى شيخ خاصة ان هذا الامر قد حدث في القرية من قبل ، طلبت الجدة من الام وابنائها المبيت معها الليلة وفي اليوم التالي سوف تتجه الام وضحى و شعبان الى المدينة لاجراء الاشعة التي طلبتها الطبيبة ، اما الجدة فستحاول العثور على الشيخ عطية لعله يساعد في معرفة الشيء الذي اصاب ضحى ، واخذت تكرر الجدة طلبها ان توافق الام على الزواج من شعبان ، وكانت لا تتوقف عن الحديث في هذا الامر طوال الليل ، لم تتمكن الام من نطق كلمة فكل ما يشغل بالها الآن هو ابنتها والشيء الذي اصابها.
يتبع ………………
بعدما اعترفت الام بكل شيء يحدث في المنزل مع ضحى قررت الجدة مساعدتها فقط من اجل الابناء ، وبالفعل قضت الام و الابناء هذه الليلة في منزل والدة زوجها في غرفته ، العجيب انه في هذه الليلة لم يحدث اي شيء مريب ، في صباح اليوم التالي اتجهت الام و ضحى ومعها شعبان الى المدينة لاجراء الاشعة المقطعية كما طلبتها الطبيبة ، بعدها توجه الجميع الى مستشفى القرية لعرض الاشعة على الطبيبة ، طمأنت الطبيبة والدة ضحى بان ابنتها اصبحت بخير ، بعدها طلبت الطبيبة ان تتحدث مع الام على انفراد ، قالت الطبيبة : ابنتك بخير من الناحية الطبية.
تابعت الطبيبة حديثها قائلة : اريد فقط ان اخبرك انه في وقت سابق تعرضت اختي لمثل ما تمر به ابنتك ضحى وفي الحقيقة ابنتك في حاجة الى شيخ ولكن شيخ عالم بالقرآن الكريم وليس شيخ دجال ، وليس من المفترض ان اخبركي بمثل هكذا امور ولكني اريد فقط مساعدتك ، بعدها قامت الطبيبة باعطاء رقم هاتفها الشخصي لوالدة ضحى حتى تطمأن عليها واخبرتها بانها اذا احتاجت اي شيء في اي وقت فما عليها سوى الاتصال ، شكرت الام الطبيبة على ما قامت به من اجلها واجل ابنتها و انصرفت هي وشعبان و ضحى الى منزل والدة شعبان ، شعرت الام بان الاجواء هادئة تماما كما اخبرتها والدة زوجها بان الشيخ عطية سوف يزورها في منزلها يوم الغد بعد صلاة العشاء.
قررت الام حينها ان تأخذ الابناء وتعود مرة اخرى الى منزلها ، دخلت الام المنزل وكان الابناء يشعرون بالتعب ، اتجه الابناء ليناموا في غرفة الام و اغلقت الام عليهم الباب واتجهت بعدها الام لترتيب المنزل و غسل الثياب ، وتنظيف الصحون وغير ذلك من الاعمال المنزلية الروتينية ، كانت الام تشعر بالتعب كما كانت تقوم بكل ذلك ويدها مجروحة ولكن لم يكن بيد الام اي شيء آخر ، جلست الام في الصالة منتظرة غسّالة الملابس حتى تنتهي من الغسل ولكن فجأة انقطع صوت الغسّالة وبعدها اصدرت صوت مرتفع ، اتجهت الام لترى سبب هذا الصوت فربما تكون الغسّالة قد تعطلت ولكنها رأت شيء مرعب.
هناك ظل كبير له قرون وعيناه لونها احمر كالدم ، هذا الشيء المخيف ممسك بابنها محمد ، على الفور صرخت الام وانطلقت نحوهما ولكنهما اختفا فجأة ، بعدها اسرعت الام باتجاه غرفتها حيث كان ينام الاطفال وما ان فتحت باب الغرفة حتى اطمأنت ان كل شيء على يرام ، فالاطفال الثلاثة نائمين نوما عميقا ، اخذت المرأة تبكي لوحدها في الصالة وقررت ان تتصل بالطبيبة ، بالفعل اتصلت الام بالطبيبة واخبرتها بكل شيء وان هناك شيخا سيأتي اسمه عطية ليرى ماذا يحدث في المنزل ، طمأنت الطبيبة والدة ضحى وطلبت منها ان تهدئ حتى لا يشعر الاطفال بالخوف وطلبت منها ان تنتظر وصول الشيخ عطية لعله يكون الحل النهائي لما يحدث مع ضحى و مع الام المسكينة.
قصة الجني دهمان
كانت الام متعبة جدا فقررت ان تذهب الى جوار ابنائها وتنام قليلا ، نامت الام لفترة قصيرة وبعدها استيقظت على صوت هاتفها وهو يرن ، كان المتصل هي والدة زوجها تخبرها بانه خلال ساعتين ستأتي هي و شعبان و الشيخ عطية وطلبت منها تحضير المنزل لاستقبال الضيف ، بعدها بحوالي 10 دقائق اتصلت الطبيبة وطلبت ان تكون هي ايضا حاضرة في هذه الجلسة ، على الرغم من ان هذا الطلب يبدو غريبا فلا تجمع والدة ضحى والطبيبة اي علاقة معرفة سوى انها عالجتها وعالجت ابنتها ولكن الام كانت تشعر براحة نفسية تجاه هذه الطبيبة فرحبت بها بشدة ، اخبرت والدة ضحى الطبيبة بانه يمكنها ان تأتي في اي وقت تشاء دون استئذان.
بعد ان انهت الام المكالمة حدث شيء مريب ، ضحى خرجت من الغرفة وتوجهت الى دورة المياه واغلقت الباب ، كان سير ضحى الى دورة المياه يبدو غريبا جدا ، اقتربت الام من باب دورة المياه و حاولت سماع اي شيء ، بالفعل سمعت الام صوتا يتحدث مع ضحى ، كانت الكلمات التي ينطق بها هذا الشيء واضحة ، فقد كان يقول : اخبريه الا يأتي فهذا افضل لكي ، كان الشيء يردد هذه الجملة مرارا و تكرارا دون توقف ، بعدها فتحت ضحى الباب و وجدت والدتها امامها وقالت بصوت رجل مخيف : اخبريه الا يأتي فهذا افضل لكي ، اخبريه الا يأتي فهذا افضل لكي ، بعدها عادت ضحى الى طبيعتها ، قررت الام جمع الابناء الثلاثة والجلوس في الصالة.
كانت الاجواء مرعبة جدا و الجميع كان ينظر الى المستقبل على انه شيء مجهول و مخيف ، بعد دقائق قليلة وصل شعبان ووالدته ومعهم الشيخ عطية ، رحبت بهم الام وقدمت لهم واجب الضيافة ، كان الجميع صامت ولكن رنة هاتف الام كسرت هذا الصمت ، كانت الطبيبة هي المتصلة ، اخبرت الطبيبة والدة ضحى انها تقف امام البيت ، استقبلت الام الطبيبة وجلس الجميع ينظرون الى بعضهم البعض ماعدا الشيخ عطية ، فقد كان ينظر الى الارض ويتمتم بكلمات غير مسموعة ، فجأة طلب الشيخ عطية من ضحى ان تجلس الى جواره ، قال الشيخ عطية : اخبريني يا جميلة ماهو اسمه ؟ ، قالت ضحى : اسمه دهمان ، قال الشيخ : هل يظهر لكي كثيرا وتشاهدينه بصفة يومية ؟ ، قالت ضحى : نعم.
سأل الشيخ ضحى : هل يمكن ان تريني مكانه بالضبط ؟ ، قالت ضحى : لا داعي لذلك فهو جالس معنا الآن!!!! ، قال الشيخ عطية : انا اعلم هذا ولكن اخبريني ما هي مواصفاته بالتفصيل ؟ ، قالت ضحى : انه يشبه الظل الاسود الكبير وله قرون وعينان لونهما احمر احداهما كالدم و العين الاخرى كالنار وله ذراعين طويلتين و ارجل تشبه ارجل الحيوانات ، قال الشيخ : هل تعلمين لماذا ظهر لكي ؟ او هل اخبرك بالسبب الذي ادى الى ظهوره ؟ ، قالت ضحى : لا اعلم اي شيء فهو لم يخبرني عن اي شيء ، كل ما يخبرني به هو ان اقتل نفسي وامي و اخوتي فقط ، قال الشيخ : هل قمتي برمي المياه في دورة المياه او اي شيء من هذا القبيل اخبريني بالتفصيل قبل ظهور دهمان ماذا فعلتِ؟.
قالت ضحى : آخر ما اتذكره هو اني قمت بضرب باب دورة المياه بقدمي بقوة لاني كنت غاضبة وبسبب هذه الضربة انكسر جزء من الباب وبالمناسبة انه يخبرني بان عليك ان ترحل الآن ويأمرني الا اتحدث معك ، قال الشيخ لضحى : اذا كنتي ترغبين في ان اجعله يرحل سأقوم بذلك ، قالت ضحى : انه يشعر بالخوف منك ويرغب منك ان ترحل ، شعرت الام هنا ان ضحى تحولت من فتاة صغيرة عمرها 10 اعوام الى امرأة كبيرة و راشدة ، كانت طريقة حديث ضحى توحي بذلك ، كان المشهد صادما بالنسبة للام و حتى للجدة وابنها شعبان و كذلك الطبيبة ، الجميع كان ينظر بتعجب لطريقة حديث ضحى مع الشيخ عطية.
يتبع ………………
بعد قيام ضحى بوصف دهمان للشيخ عطية وعلى مرأى و مسمع من الجميع اخبرته بان دهمان يشعر بالخوف منه ( الشيخ عطية ) وانه ( دهمان ) يأمر ضحى بالابتعاد عنه ( الشيخ عطية ) ، بعد ذلك قام الشيخ عطية بتقبيل يد الطفلة ضحى واعطاها بعضا من الحلوى وتركها تعود مرة اخرى لغرفتها لتكمل نومها ، في هذه اللحظة تغيرت نظرة الام لابنتها فضحى كانت وكأنها متقمصة شخصية سيدة راشدة تبلغ من العمر 30 عام وربما اكبر ، كانت تبدو على ضحى وكأن هناك من هو متحكم بها وكان ذلك واضحا من طريقة سيرها الى غرفتها ولكن على كل حال دخلت ضحى الى غرفتها و نامت في اقل من دقيقة ، هنا بدأ الشيخ عطية يفسر ما يحدث مع ضحى و الكل كان في حالة تأهب لسماع ما سيقوله الشيخ عطية.
قال الشيخ عطية : هذه الطفلة مسكينة جدا فقد قامت بركل باب دورة المياه وما قامت به ادّى الى موت احد ابناء الجن ، ولذلك فان ما يقوم به دهمان معها هو من باب الانتقام على الرغم من ان ضحى لم تقم بذلك متعمدة ، تابع الشيخ عطية حديثه : يجب جميعا ان نعلم ان هناك نوع من انواع الجن يعيشون فقط في دورات المياه اكرمكم **** ، فهم يتزوجون و يمارسون اساسيات الحياة الطبيعية في دورة المياه ، ولهذا السبب على كل **** اذا اراد الدخول الى دورة المياه عليه نطق : اللهم اني اعوذ بك من الخبث و الخبائث ، الجني الذي يسكن داخل دورة المياه هنا اسمه دهمان وكما ذكرت عندما قامت ضحى بركل الباب مات ابن دهمان.
اكمل الشيخ عطية وهو يقول : بالطبع لا نعرف كيف ان الجن الذين يعيشون في دورة المياه يعيشون بها و كيف لصدمة من الباب ان تقتل جني على الرغم من ان الجن مخلوقات معروف عنها قوتها ولكن في الحقيقة لا احد يعلم ، قاطعت الام حديث الشيخ عطية و قالت : هل فعلا يا شيخ المواصفات التي اخبرتك بها ابنتي حقيقية ، رد الشيخ عطية : كما ذكرت من قبل هذا العالم عالم الجن غير مفهوم على الاطلاق ، فلا يمكن لاحد ان يعلم حقيقته ابدا فدهمان قد يكون حجمه بحجم *** صغير لا يتعدى عمره الثلاث سنوات فما بالك بحجم ابنه ، ولهذا السبب مات فور ركل ضحى لباب دورة المياه ، الجن لديهم القدرة على جعلك ترينهم بالحجم الذي يرغبون هم في اظهاره لك.
سألت والدة ضحى الشيخ عطية وهي خائفة : وما هو الحل الامثل لهذا الامر يا شيخ ؟ ، رد الشيخ عطية قائلا : الحل يكمن في ابتعادك تماما عن هذا المنزل و عن القرية بالكامل ، بعدها نظر الشيخ عطية الى شعبان وقال : عليك باخذ زوجة اخيك واطفالها الى مكان ما خارج حدود هذه القرية ، ومن المهم جدا ان تأخذني اليهم كل اسبوع مرة هذا اذا وافقت الام على ذلك بالطبع ، ايضا في المكان الجديد يجب الا يتم غلق باب دورة المياه ابدا ويجب ان يكون مضاءا دائما ، قال شعبان : وماذا سيحدث اذا ظلت هي و الاطفال في هذا المنزل ؟ ، قال الشيخ عطية : سيكون الامر سيء بالطبع لان دهمان غرضه الانتفام وهو لن يترك ضحى و اسرتها ابدا بل ان الاذى قد يمتد اليك انت و والدتك.
بالنسبة لوالدة ضحى كان الكلام منطقيا وهي مقتنعة تماما ان ما يقوله الشيخ عطية هو الحل الامثل وكذلك الطبيبة التي كان واضحا على وجهها علامات الرضا عن قول الشيخ عطية ، اما بالنسبة لشعبان و والدته فلم يكونا على وفاق مع حديث الشيخ عطية ، في النهاية قال الشيخ عطية : ان ما قلته لكم هو الحل الامثل ولا يوجد حل آخر فاذا رغبتم في القيام به كان افضل الامر يعود لكم ، استأذن الشيخ عطية في الانصراف وغادر المنزل ، الغريب في الامر ان شعبان انفجر غاضبا في وجه والدة ضحى مع رحيل الشيخ عطية وقال : من المستحيل ان ادع الاطفال يعيشون بعيدا عنا ، لن اترككي تغادرين القرية واعلمي انه اذا اصابك شيء فنحن الى جوارك اما اذا ابتعدتي عن القرية فمن سيكون الى جوارك في حالة حدوث اي شيء.
يتبع ………………
بعدها وجه شعبان حديثه الى الطبيبة وقال : ما رأيك ايتها الطبيبة ؟ هل ما اقوله خاطئ ؟ ، قالت الطبيبة : ان ما تقوله صحيح ولكن ايضا حديث الشيخ عطية صحيح واعتقد انه من الافضل ان تنفذ ما قاله الشيخ عطية فهو ادرى منا جميعا بهذه الامور ، ظل الحديث دائرا على هذا المنوال ما بين شعبان و الطبيبة حتى قاطعت الجدة هذا الحديث قائلة : شعبان عليك ان تأخذ الام و اطفالها الى بيت عائلتها فهكذا سيكون أامن لها وفي نفس الوقت لن يكونوا بمفردهم ، لاول مرة تنظر الام الى والدة زوجها على انها ام وليست مجرد والدة زوج وسعدت بهذا الرأي كثيرا ، هنا رد شعبان : حسنا انا موافق ولكن بشرط لن تذهبوا حتى يحدث شيئ مريب آخر ، واعدكم اذا حدث اي شيء سأقوم بنفسي باخذكم و الذهاب الى منزل عائلة والدة ضحى.
لم يكن امام الام سوى ان توافق خاصة انها كانت تشعر بان هناك امرا مريبا و كبيرا سوف يحدث عما قريب ، الام ايضا لم تكن تعرف سبب رفض شعبان لذهابها فهل يا ترى بسبب رغبة شعبان في الزواج ام بسبب خوفه على ***** شقيقه المتوفي ، هنا استأذنت الطبيبة في الذهاب لان الوقت قد تأخر ولكن قبل ان ترحل طلبت الطبيبة من والدة ضحى ان تحدثها على انفراد ، اخبرت الطبيبة والدة ضحى بان الشيخ عطية هو نفسه الذي تمكن من علاج شقيقتها من قبل وبالتالي فهو شيخ جيد وليس دجال ومن المهم جدا تنفيذ ما يقوله ، بعدها انصرفت الطبيبة متمنية الخير للاسرة ، بعد مغادرة الجميع اتجهت الام الى غرفة الاطفال وغطت في نوم عميق.
كانت الام ترغب في جعل ابنائها يشعرون بالامان ولذلك جمعتهم جميعا في غرفتها والجميع ذهب في النوم ، استيقظت الام في الصباح وكانت تشعر بانها افضل بكثير سواء من الناحية الجسدية او النفسية ، قامت الام بايقاظ الاطفال واخذتهم الى منزل جدتهم ، تناول الجميع الافطار و بدأت ضحى تلعب في المنزل اما محمد فقد اخذ شقيقه الاصغر احمد وخرجا لللعب امام المنزل ، بعد حوالي 10 دقائق دخل احمد الى الباب وهو مرعوب وكأنه رأى شيئا غامضا ، اقتربت منه الام وقالت : ماذا بك يا احمد واين شقيقك محمد ؟ ، قال احمد : هناك شخص غريب اتى واخذ محمد و رحل ، اخذت الام تصرخ كالمجنونة لا تدري ماذا تفعل ، توجه الجميع خارج المنزل فلم يكن هناك اي اثر لمحمد.
هنا اتى شعبان واجتمع الجيران وتفرقوا الى مجموعات واخذت كل مجموعة تبحث في اتجاه مختلف عن الآخر ، بعد ساعات من البحث لم يكن لمحمد اي اثر ، شعرت الام وكأن هناك شيئا داخلها يأمرها بان تتوجه الى المنزل الذي غادرته ، بالفعل اصطحبت الام شعبان وعادت الى المنزل ، فتحت الام فرأت ابنها محمد يقف امامها ويمسك بسكين مقربا السكين من حلقه ، على الفور اخذ شعبان السكين من محمد ليسقط بعدها محمد مغشيا عليه ، بعدها بقليل افاق محمد واخذ يبكي قائلا : لا ادري ماذا حدث لي ، هناك شخص غريب اخذني ولم اتمكن من النطق بكلمة و بعدها وصلنا الى المنزل ودخلنا من خلال الباب وهو مغلق ، نظر شعبان الى الام وقال لها : تحضري واخبري اسرتك انك قادمة سوف اذهب بكم اليهم.
يتبع ………………
اخيرا قرر شعبان ان يصحب زوجة اخيه و اطفالها الى مكان بعيد عن هذه القرية بغرض حمايتهم من افعال دهمان التي بكل تأكيد كان غرضه واضحا وهو التخلص من الام و ابنائها بواسطة انفسهم ، طلب شعبان من الام تحضير حقائبها و حقائب الاطفال تمهيدا للذهاب بهم الى منزل عائلة الام والذي يقع في قرية مجاورة بعيدة عن هذه القرية ، فكما نذكر جميعا كان هذا هو الحل الامثل الذي اقترحه الشيخ عطية عندما اتى لزيارة والدة ضحى ، ولكن وقتها شعبان لم يوافق على هذا الحل حتى حدث ما حدث واختفى محمد.
اخبر شعبان الام بانه سوف يتركها ويعود الى المنزل لكي يحضر احمد و ضحى ولزيادة الاطمئنان سوف يأتي ايضا بالجدة لتجلس معهم حتى الصباح ومن ثم يتوجه بهم الى منزل عائلة الام ، بالفعل غادر شعبان منزل اسرة ضحى وعاد بعد ساعة ومعه والدته و الاطفال ، طوال هذا الوقت كانت الام خائفة تجلس مع ابنها محمد في الصالة وهي تبكي كثيرا من هول ما يحدث معها ، فغريزة الام داخلها كانت هي المسيطرة على حالتها بسبب خوفها الشديد على ابنائها كما انها لا تدري ماذا تفعل وهل سيختفي كل هذا بمجرد الرحيل ؟ هذا ما كانت الام تفكر فيه.
وصلت الجدة ومعها ضحى و احمد وقامت الجدة بمساعدة والدة ضحى في حزم الحقائب واعداد الطعام لان الاطفال كانوا يشعرون بالجوع ، على الرغم من ان اليوم مر بسلام وبدون اي مشاكل الا ان عقل الام لم يكن يتوقف عن التفكير ابدا في الامور التي حدثت منذ البداية وحتى آخر الاحداث ، كانت الام تشعر بان عقلها سوف ينفجر من كثرة الافكار التي داخله وكذلك خوفها من المستقبل وكيف ستتصرف الام اذا لم يتركها دهمان في شأنها حتى بعد ذهابها من القرية ؟ ، كل هذه الافكار كانت في عقل الام المسكينة ولا تعلم ماذا تفعل حتى يهدأ روعها.
بعد انتهاء اليوم وتناول الجميع للطعام ذهبت الجدة واخذت معها الاطفال للغرفة لتجعلهم ينامون و يرتاحون اما والدة ضحى فقد قررت الذهاب الى دورة المياه من اجل الاستحمام لكي تريح اعصابها قليلا ، اثناء انشغال والدة ضحى بالاستحمام سمعت صوت باب المنزل يُفتح ومن ثم تم اغلاقه بسرعة ، خرجت الام من دورة المياه وذهبت لتتفقد الاطفال ، كان الجميع موجود و نائم ما عدا ضحى لم تكن موجودة ، على الفور انطلقت الام الى امام المنزل لترى ابنتها ولكن لم يكن لها اي اثر ، هنا بدأت الام تصرخ و اجتمع الجيران على صوت صرخات الام التي كسرت صمت الليل المظلم.
حضر شعبان و بدأ الجميع في البحث عن ضحى هنا و هناك حتى تفاجئوا بشاب يركض مسرعا باتجاههم وهو يقول : لقد عثرنا على ضحى بالقرب من البحيرة ، ضحى القت بنفسها في البحيرة ، اخذت الام تصرخ بصوت عال : ابنتي ماتت ابنتي ماتت ، انطلق الجميع باتجاه البحيرة وكان هناك ثلاثة من رجال القرية يحاولون افاقة ضحى لعلها تكون ما زالت على قيد الحياة ، و بعد محاولات عديدة واجراء التنفس الصناعي افاقت ضحى ، هنا شعرت الام بان **** قد اعاد اليها ابنتها من الموت وان روحها قد عادت اليها من جديد بعد سلبها.
يتبع ………………
اثناء بكاء الام سأل شعبان احد الرجال الثلاثة الذين انقذوا ضحى وكان اسمه شلبي وقال : ماذا حدث يا شلبي وكيف عثرتم على ضحى ؟ ، قال شلبي : ارضي كما تعلم تقع بجانب البحيرة وقد اعتدت السهر مع بعض الاصدقاء كل يوم ، فجأة وبينما نحن نتسامر رأيت ضحى تقف على ضفة البحيرة والى جوارها شيء كبير وكأنه شبح ، هذا الشبح بدأ ينزل الى المياه وكانت ضحى خلفه تماما ، حاولنا مناداة ضحى ولكنها لم تكن تسمعنا ، ركضنا باتجاه ضحى ولكن هذا الشيء كان يجرها بقوة الى الاسفل ، بعد معاناة تمكنا من اخراج ضحى ولكنها كانت قد فقدت الوعي.
بعدها نظرت الام الى شعبان نظرة رعب والدموع تملأ عينيها وكأن لسانها يريد ان يقول : الآن يا شعبان تأكدت مما كان يخبرنا به الشيخ عطية ، بعدها طلب شعبان من الام العودة الى المنزل وشكر شعبان اهل القرية لما قاموا به من اجل العثور على ضحى ، عاد شعبان و الام و ضحى الى المنزل وقامت الام بتبديل ملابس ضحى المبللة وبعدها نامت ضحى الى جوار شقيقيها احمد و محمد ، اما الام و شعبان و الجدة فقد ظلا طوال الليل جالسين في صمت رهيب ، اتى الصباح واشرقت الشمس وعادت الام لتكمل حزم الحقائب حتى لا تنسى اي شيء.
اتصلت الام باهلها واخبرتهم بانها قادمة اليهم ، وبعدها طلبت الام من شعبان ان يقوم بالاتصال بالشيخ عطية لكي يحضر في مساء اليوم التالي لان هناك احداث جديدة قد حدثت ويجب عليه ان يكون على علم بها ، كما اتصلت ايضا والدة ضحى بالطبيبة وطلبت منها الحضور وبالطبع رحبت الطبيبة بذلك ووعدتها بالحضور الى منزل عائلة الام حيث سيحضر الشيخ عطية ، بعدها بدأت الام و الاطفال في اخراج الحقائب خارج البيت بينما شعبان ذهب لاحضار سيارته استعدادا للرحيل من البيت و الذهاب الى منزل عائلة الام.
طلب شعبان من والدة ضحى الجلوس بالسيارة حتى يقوم بتوصيل والدته الى المنزل ثم العودة مرة اخرى لاخذ الام و الاطفال بالسيارة الى منزل عائلة الام ، كانت الام جالسة في السيارة في المقعد الامامي و الاطفال في الخلف ، غفت الام لدقائق معدودة وبعدها شعرت بان هناك من يضربها في يدها ، نظرت الام فرأت ابنها محمد هو الذي يقوم بذلك ، قالت الام : ماذا بك يا محمد لماذا تقوم بضربي ؟ ، لم ينطق محمد باي كلمة ولكنه اشار بيده ناحية المنزل فكانت الصدمة ، هناك عبارة مكتوبة بالدم على زجاج المنزل ، لم يكن منظر الدم هو المخيف فقط بل كان شيئا آخر.
كانت تفاصيل العبارة هي التي اثارت الرعب في قلب الام فقد كانت العبارة تقول ( ما زال الثأر قائم ) ، بعدها بدأ الدم يسيل على زجاج النافذة امام اعين الام التي شعرت وكأن الدم تجمد في عروقها ، بعدها بدأت النار تلتهم المنزل بسرعة والام لا تدري ماذا تفعل ، لحسن حظها في هذه اللحظة وصل شعبان وبدأ هو و باقي الجيران محاولة اطفاء السنة اللهب بعد ان طلب من الام ان تصطحب الاطفال وتذهب الى منزل والدة شعبان القريب ، ذهبت الام بالاطفال الى منزل الجدة و طوال سيرها كانت تنظر بحسرة الى منزلها الذي يحترق و محاولة الجميع اخماد هذه النيران ولكن دون جدوى.
يتبع ………………
استمر اهالي القرية و معهم شعبان في محاولة اخماد النيران المستعرة و لكن دون جدوى ، كان كلما حاول شخص ما رمي المياه على النار استعرت اكثر ، لم يكن احد يعلم ماذا يحدث ، وصلت المطافي و بدأ رجال الاطفاء في محاولة اخماد هذا الحريق الهائل و لكن حتى رجال الاطفاء لم يتمكنوا من اخماد النيران.
وقف الجميع حائرا لا يدري اي منهم ماذا يحدث لهذا المنزل ولماذا لا تنطفأ النار ، بعد 3 ساعات من المحاولات المستمرة اخيرا انطفأت النيران و لكن المنزل بأكمله قد تحول الى رماد ، وصلت والدة ضحى واخذت تبكي على ما وصل اليها منزلها الذي اصبح مثل البيوت المهجورة و المخيفة ، نظرت الام الى النافذة الامامية للمنزل و كانت المفاجأة.
رأت الام كائنا مخيفا ينظر اليها و هو مبتسم ، حينها علمت الام ان هذا الكائن هو دهمان و هو يبتسم كنوع من السخرية ، بعدها طلب شعبان الذي اتسخت ملابسه بسبب الحريق من الام ان تأتي بالاطفال وان يستعدوا للذهاب الى منزل عائلة الام كما هو متفق عليه ، فحينها ادرك الجميع و خاصة شعبان ان قرار الشيخ عطية كان لابد ان يتم تنفيذه منذ البداية.
بعد حوالي ساعة وصل الجميع الى منزل عائلة الام ، بمجرد رؤية والدة ضحى لامها اخذت تبكي وهي منهارة ، بعدها جلس الجميع و استمعت الاسرة لما قالته والدة ضحى وكيف بدأ الامر وما انتهى اليه من حريق المنزل ، بعدها استأذن شعبان في الانصراف واخبر والدة ضحى بان اليوم بعد العشاء سوف يأتي هو ومعه الطبيبة و الشيخ عطية.
بالفعل بعد صلاة العشاء بحوالي ساعة دق الجرس الباب ، فتحت والدة ضحى الباب فرأت امامها الطبيبة ، احتضنتها الطبيبة واخبرتها بانها لن تتخلى عنها وانهم جميعا الى جوارها ، رحبت والدة ضحى بالجميع وادخلتهم ، و على عكس الزيارة الاولى والتي كان الشيخ عطية صامتا في اولها ، طلب الشيخ عطية ان تحضر ضحى.
سأل الشيخ عطية ضحى : هل دهمان موجود بيننا الآن يا ابنتي ، قالت ضحى : لا ايها الشيخ آخر مرة رأيته فيها كان في منزلنا القديم قبل ان نغادر ، كان ينظر الي ويردد كلمة واحدة فقط و هي : نار نار نار!!! ، قال الشيخ عطية : و لماذا لم تخبري والدتك يا ضحى ؟ ، قالت ضحى : لقد كنت خائفة جدا ولم ادري ماذا افعل ، لقد كنت اخاف ان يقوم بايذاء امي او احد اخوتي.
بعدها قام الشيخ عطية بوضع يده على رأس ضحى وبدأ في تلاوة بعض الآيات القرآنية ، بعد ان انتهى الشيخ عطية من قراءة الآيات نظر الى والدة ضحى وقال : الامور بالفعل تحسنت و لكن هذا لا يمنع ظهور دهمان مرة اخرى و لو بنسبة قليلة ، كل ما عليكي القيام به هو اتباع تعليماتي حتى ننتهي من هذا المس باذن **** تعالى ، ان ما اقوله هو الحل لهذه الازمة التي تمرين بها.
طلب الشيخ عطية من الام الالتزام بالصلوات وقراءة آيات القرآن الكريم و المعوذات ، طلب منها ايضا عدم الخروج من المنزل نهائيا حتى يأذن هو بذلك ، فلا احد يدري اذا خرجت الام ماذا قد يحدث ، تابع الشيخ عطية حديثه قائلا : الخروج هو الاذى بعينه فطالما انتي في المنزل فلن يصل اليكي و لكن اذا خرجتي قد يظهر لكي في صورة كلب او انسان او اي شيء فنحن كما نعرف لا نعلم حدود عالم الجن.
يتبع ………………
بعدما طلب الشيخ عطية عدم الخروج من المنزل نهائيا طلب ايضا مجموعة من الاشياء التي يجب على الام القيام بها ، حيث طلب ان يتم تطهير البيت يوميا باستعمال المياه المخلوطة بالملح ، كما طلب من والدة ضحى قراءة صفحة من القرآن الكريم كل يوم بالاضافة الى الامتناع تماما عن استعمال البخور في المنزل الا في وقت الجمعة قبل الصلاة او بعدها ، بعدها قام الشيخ عطية باخراج بعض الكتيبات الصغيرة وطلب من الام وضعها بجانب رأس كل فرد من سكان المنزل وهم نيام في الليل.
استأذن الشيخ عطية في الانصراف واخبر الام بانه سوف يأتي لزيارتها كل يومين للاطمئنان وشدد عليها في الالتزام بالتعليمات التي اخبرها بها والاهم من كل ذلك عدم الخروج من المنزل مهما حدث ، بعدها انصرف الشيخ والطبيبة ايضا وشعبان كان معهم لايصالهم ، ظل الحال على ما هو عليه لمدة ثلاثة اشهر حيث ارتكبت الام اكبر غلطة في حياتها ، ذات يوم مرضت الجدة والدة الام ولم تتمكن من الخروج من المنزل لجلب الاغراض المنزلية ، وهنا تجرأت والدة ضحى و خرجت من المنزل.
ظنت الام انه بمرور كل هذه الاسابيع سوف يكون الامر طبيعي ولا مشكلة في ذلك ، الشيء المريب بدأ بعد عودة الام من السوق فبينما هي تقف امام المرآة في دورة المياه وجدت عبارة مكتوبة بالدم على المرأة وكانت العبارة تقول : ( عودة الانتقام من جديد ) ، صرخت الام عندما رأت هذه العبارة وذهبت مسرعة للاتصال بالشيخ عطية ، عندما سمع الشيخ عطية ما حدث قال للام : لماذا يا ابنتي خرجتي ؟ لقد نهيتكي عن فعل ذلك لقد كنا على وشك الانتهاء من قصة دهمان بلا رجعة سامحك **** سامحك ****.
طلب الشيخ عطية من والدة ضحى ان تقوم باخذ الاطفال و الذهاب مباشرة الى الطبيبة ، تابع الشيخ عطية حديثه قائلا : سنعيد ما بدأناه من جديد ، تذكري ان هذه الفرصة قد تكون هي الفرصة الاخيرة لكي فارجوكي يا ام ضحى اياكي وان تخالفي اي من التعليمات التي قلتها لكي ، في الحقيقة كانت الطبيبة مرحبّة جدا باقامة الام و اطفالها خاصة ان الطبيبة تسكن لوحدها خارج القرية ولكنها ايضا قريبة بعض الشيء ، ظل الوضع على ما هو عليه لمدة عام كامل.
خلال هذه العام ادركت والدة ضحى ان التقرب من **** هو الشيء الوحيد المنجي في هذا العالم ، فقط وجدت الراحة النفسية و الجسدية في التقرب اكثر من **** عز وجل ، كان هذا العام بمثابة درس تعلمته الام واصبحت اكثر اهتماما بصلاتها كما اصبحت مداومة على قراءة الاذكار ، كل هذا طبعا بدون ان تخرج من المنزل كما امرها الشيخ عطية ، ولكن في داخل والدة ضحى دهمان انتهى بلا رجعة ، بخلاف الصلوات و قراءة القرآن و الاذكار كانت والدة ضحى تقوم بالكثير من الاعمال الصالحة.
كانت والدة ضحى تقوم بالتصدق كثيرا و قيام الليل ، بعد اكثر من عام اتصل الشيخ عطية بوالدة ضحى واخبرها بانه اصبح بامكانها العودة ولكن الى منزل والدة زوجها وليس منزلها ، فمهما حدث هذا المنزل الذي احترق اياكي والتفكير في العودة مرة اخرى اليه وبناءه من جديد ، اعترف بعدها الشيخ عطية بان التقرب من **** وحده كافيا لابعاد دهمان ولكنه كان يريد فقط التأكد بان والدة ضحى ستقوم به بالشكل الصحيح ، حيث خشي الشيخ عطية ان تستخف والدة ضحى بكلماته في حال طلب منها فقط التقرب من **** ولكن الشيخ عطية اثبت ان التقرب من **** تعالى وحده هو الكافي للتخلص من اي مشكلة كانت سواء نفسية او جسدية.
في الختام نتمنى ان تكون هذه الرواية قد اعجبتكم ونالت رضاكم ، و نرجو منكم ترك آرائكم وتعليقاتكم حول هذه الرواية بالاضافة الى المزيد من انواع الروايات التي ترغبون في قرائتها فنحن نهتم كثيرا بآراء متابعينا الاعزاء ، و انتظرونا مع الكثير من الروايات المخلتفة المرعبة و المخيفة بالاضافة الى روايات الاطفال المسلية وغيرها الكثير من انواع الروايات من خلال موقعكم ميلفات.
قصة دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه الجزء الاول
تدور احداث هذه القصة في احدى القرى الريفية ، حيث كانت هناك سيدة تعيش مع اسرتها في قرية من القرى ، للاسف توفي زوج هذه السيدة واصابها ما اصابها من الحزن و الالم بسبب فقدها لزوجها ، لم تكن وفاة زوجها فقط هي المشكلة التي تعرضت لها هذه السدية فبحكم العادات في الارياف فان المرأة اذا مات زوجها فانها تتزوج اخاه حتى لا يأتي رجل آخر ويقوم هو بتربية الابناء وما الى هذا من العادات و التقاليد ، فقد تم اخبار هذه السيدة بانه بعد انقضاء شهور العدة سوف تتزوج من شقيق زوجها ، كانت السيدة لا تدري ماذا تفعل فهي مشتتة ما بين مشاكل الاسرة و ما بين ذلك الطلب او بمعنى ادق الامر الذي يجب عليها ان تطيعه حتى لا تتعرض لمشاكل اكبر.
لاحظت هذه السيدة ان هناك خطب ما اصاب ابنتها ( ضحى ) ذات العشر اعوام ، ففي بعض الاحيان تجد هذه السيدة ابنتها وهي تقف امام دورة المياه و تتحدث بكلمات غير مفهومة و كأنها تترجى شخص ما الا يقوم بايذائها ، و لكن بسبب كثرة المشاكل التي كانت هذه السيدة تعاني منها كانت لا تعير هذا الموضوع اهتماما ، و لكن على الرغم من ذلك سألت الام ابنتها عما تقوم به و لكن ضحى كانت لا تعطي اي اجابة مفيدة لامها و كانت تتهرب من هذا السؤال في كل مرة توجهه لها والدتها ، كان لضحى شقيقين احمد و محمد واعمارهما 3 و 5 اعوام ، كان اهتمام الام اكبر لهذين الطفلين اكثر من ضحى ، لانها كبيرة قليلا اما احمد و محمد فهما طفلين.
كانت الام تعتني بمحمد و احمد تارة وفي بعض الاحيان تعتني بهما ضحى ، ولكن الطفلين كانا يتحدثان الى الام عن امور مريبة ، فقد كانا يشعران بالخوف من شقيقتهم ضحى و اخبرا امهما بان ضحى تتحدث في بعض الاحيان بصوت رجل و تقوم بفعل امور عجيبة و انهما يخافان منها جدا بسبب ما تقوم به ، في البداية كانت الام تظن ان هذه مجرد تهيئات لطفلين فقط و لكنها تذكرت ما كانت ابنتها ضحى تقوم به و انها كانت تقف طويلا امام دورة المياه ، سألت الام ابنها الاكبر محمد ذو الخمس اعوام و قالت : ماذا رأيت بالتفصيل يا محمد ؟ ، قال محمد : كانت اختي ضحى تُطعم احمد الطعام و فجأة نظرت خلفها و كأن هناك شخصا كان يناديها ، بعدها تترك ضحى احمد وتذهب الى دورة المياه وتقف عند الباب.
تابع محمد حديثه قائلا : يبدو الامر و كأن ضحى تتحدث مع شخص موجود داخل دورة المياه و بعد ان ينتهي الحديث تعود مرة اخرى الينا و تكمل ما تقوم به و لكنها في نفس الوقت تظل تنظر كثيرا حولها في كل مكان من زوايا الغرفة ، و في بعض الاحيان ايضا نسمع صوت رجل مخيف يتحدث معها ، انهى محمد حديثه قائلا : امي نحن نخاف جدا من ضحى ارجوكي لا تتركينا بمفردنا معها ، قالت الام : هل رأيت اي شيء آخر يا محمد و تريد اخباري به ؟ ، قال محمد : نعم يا امي فمنذ بضعة ايام كنا نتناول الطعام مع بعضنا وكانت ضحى كعادتها تتحدث امام دورة المياه الى الشخص المجهول ، عادت ضحى الينا و اثناء تناولنا الطعام اسقط احمد طبقه على الارض.
فجأة رأينا ضحى تتحدث بصوت رجل مخيف و تحولت عيناها الى لون ابيض و كأنها وحش من الوحوش وحاولت خنق احمد و لكنني انقذته من بين يديها وبعدها بثواني عادت ضحى الى طبيعتها ، لم يكن هذا هو الموقف الاكثر رعبا بل ان ما حدث بالامس هو الذي اثار فزعنا ، قالت الام : اخبرني ماذا حدث يا محمد ، قال محمد : كعادتها ضحى كانت تتحدث امام دورة المياه و فجأة ذهبت الى الصالة واخذت تضرب برأسها في الجدار بكل قوة و بعدها تحولت عيناها الى نفس المنظر المخيف واخذت تخدش وجهها حتى جرحت نفسها لدرجة ان هناك بقايا دماء مازالت موجودة حتى الآن على جدار الصالة ، هنا قاطعت الام حديث ابنها محمد وقالت : هل تتذكر ما كانت ضحى تنطق به ؟.
قبل ان يبدأ محمد حديثه سمعت الام شخصا ما يتحدث خارج الغرفة ، كان الصوت مخيفا جدا وكان صوت رجل يقول : الانتقام الموت القتل ، الانتقام الموت القتل ، على الفور خرجت الام من الغرفة فكانت الصدمة ، ضحى في حالة انهيار تام فعيناها لونها ابيض ميخفة جدا و وجهها اصفر وكانت كما قال محمد بالتفصيل تقوم بضرب رأسها في الجدار بكل قوة ، بعدها نظرت ضحى الى امها وعيناها مازالت على نفس الهيئة ، كانت النظرة وكأنها نظرة تهديد لثواني معدودة ، بعد ذلك عادت ضحى الى طبيعتها ، اقتربت الام من ضحى وقالت لها : ما ذا بكي يا ضحى ؟ ، اشارت ضحى بيدها باتجاه دورة المياه واخذت تردد وهي خائفة : لن يتركنا حتى نموت جميعا.
قالت الام : ومن الذي سوف يقوم بقتلنا يا ابنتي ؟ ، قالت ضحى : انه دهمان يا امي انه دهمان ، بعدما نطقت ضحى هذه الكلمات سقطت على الارض وبدأت حالة من التشنجات واخذ يخرج من فمها سائل ابيض وكان هناك دماء تخرج من انفها ، اخذت الام تصرخ ولان القرية كانت صغيرة تجمع كل اهالي القرية وحملها احد الجيران وذهبوا مسرعين بضحى الى المشفى الخاص بالقرية ، هناك اعطت الطبيبة لضحى مهدئا لتنام فقد كانت التشجنات قوية ، بعدها اخبرت الطبيبة والدة ضحى بانها تعرضت لصدمة تفوق قدرتها على التحمل وادى ذلك الى دخولها في نوبات شديدة جدا من الصرع ، وطلبت الطبيبة ان تظل ضحى في المشفى للغد حتى تطمأن عليها واذا اصبحت في حالة جيدة سوف تدعها تخرج.
في هذا الوقت وصل شقيق زوج الام ( شعبان ) وبدأ يتهم الام بالاهمال وانها السبب الذي ادى الى وصول ضحى الى هذه الحالة ، لم يتوقف الامر عند هذا الحد بل استمر شعبان في حديثه القاسي باتجاه الام وهو لا يراعي ما تمر به هذه الام المسكينة ، ما زاد الامر سوءا هو ان الطبيبة قالت : ساضطر لاخبار الشرطة اذا كان ما حدث نتيجة للاهمال بالفعل ، هنا طلب شعبان من الطبيبة الا تقوم باي شيء و وعدها ان ما حدث لن يتكرر ابدا ، كان ذلك اشارة واضحة من شعبان بانه اذا لم توافق هذه المرأة على الزواج به فسوف يسبب لها مشاكل اكبر و اكثر مما تتحمله ، بعدها انصرف شعبان الى مركز المدينة للحصول على بعض الادوية الغير متوفرة في القرية ، تحدثت الام مع الطبيبة عن كل ما حدث لها منذ وفاة زوجها و حتى اليوم والمضايقات والالحاح الشديد من العائلة حتى توافق على الزواج من عم الابناء شعبان.
يتبع ………………
قصة دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه ( الجزء الثاني )
ذهب شعبان عم ضحى الى المدينة لكي يحضر بعض الادوية التي لا تتوفر في القرية وغاب لساعتين ، خلال هذه الفترة كانت الام المسكينة تتحدث مع الطبيبة عما تمر به من ازمات وان العائلة سواء عائلة زوجها او عائلتها هي تضغط عليها من اجل ان توافق على الزواج من شعبان الا انها كانت ترفض ذلك ، شعرت الطبيبة بما تمر به والدة ضحى وطمأنتها قليلا و وعدتها بان تبذل قصارى جهدها لكي تصبح ضحى بحالة جيدة ، بعدها عاد شعبان ومعه الادوية التي طلبتها الطبيبة ، في نفس الوقت بدأت ضحى تستيقظ شيئا فشيئا ، العجيب ان الجروح التي كانت على رأس ضحى بسبب ضربها في الحائط قد اختفت تماما.
طلبت الطبيبة اشعة مقطعية على الرأس و اشارت على والدة ضحى ان تأتي لتراها بعد اسبوع من الآن ، اخذت والدة ضحى ابنتها و ابنيها محمد و احمد وعادوا جميعا الى المنزل ، كانت الام تعلم جيدا انها مقصرّة بدرجة كبيرة في حق ابنتها ولذلك قررت ان لا تنظر الى المشاكل وان تهتم فقط بالابناء حتى لا يتكرر ما حدث لضحى مرة اخرى ، الغريب في الامر ان ضحى لم تكن تتذكر اي شيء مما حدث وكأنها كانت ترى كابوس في منامها ولا تتذكر منه اي شيء ، طوال الطريق كان شعبان لا يردد سوى الكلمات التي كانت تثقل كاهل والدة ضحى ، فقد كان شعبان يخبر والدة ضحى انه من الافضل ان يكون هناك رجل الى جوارها خاصة بعدما حدث فهي لوحدها لن تتمكن من الاهتمام بالابناء وما الى ذلك من الحديث.
وصل الجميع الى المنزل وانصرف شعبان عائد الى بيته وترك الام وابنائها امام المنزل ، دخلت الام الى المنزل فتخيلت ان هناك ظلا تحرك باتجاه دورة المياه ، كان البيت مظلما فظنت انها فقط تخيلت شيئا يتحرك ، كان اليوم متعبا و شاقا جدا للجميع فقررت الام ان ينام الجميع في سريرها الليلة ، بالفعل اتجه الجميع الى الغرفة وناموا بسرعة فقد كانوا متعبين ، استيقظت الام فجأة على صوت ارصطام شيء بالجدار في الخارج ، فتحت الام عينيها فلم ترى اي من ابنائها الثلاثة كما انها لاحظت نفس الظل يتحرك من امام الغرفة ، اخذت الام تصرخ واتجهت الى الصالة فرأت شيئا جمّد الدم في عروقها ، كان هذا المنظر مخيف لدرجة لم تتمكن الام من النطق بكلمة.
كان محمد و احمد مقيدان بحبل وملقان على الارض والى جوارهما سكين حادة ، اما ضحى فقد كانت تصدم رأسها في الجدار بكل قوة وكانت عيناها كما في الحالة السابقة لونها ابيض تماما ، كما كان هناك دماء غزيرة تخرج من انفها ، بعدها اتجهت ضحى واخذت السكين وكانت نيتها واضحة وهي ذبح احمد و محمد!!!!!! ، رفعت ضحى السكين فاتجهت الام فورا و وضعت يدها امام رقبة احمد فقامت ضحى بجرحها بعمق ، كانت الام تنزف بغزارة ، بعدها افاقت ضحى من حالتها و لكن الام قد اغمي عليها بسبب كثرة الدماء التي نزفتها ، كان آخر شيء تتذكره الام قبل الاغماء هو ان ضحى اتجهت بسرعة لطلب عمها وبعدها فقدت الام الوعي.
افاقت الام فوجدت نفسها في المشفى الخاص بالقرية ، كانت يديها مغطاة بالضمادة وكان هناك ادوية معلقة الى وريدها لتعوضها عن النزيف الذي اصابها ، فجأة ظهرت الطبيبة وقالت : مرحبا هل انتي بخير ؟ ، قالت الام : انا بخير ، ردت عليها الطبيبة متعجبة وقالت : حمدا *** على سلامتك اخبريني ماذا يحدث معكم ؟ ، اكملت الطبيبة حديثها قائلة : اخبريني بصدق هل ما فعل بك هذا هو شعبان شقيق زوجك ام من ؟ ساساعدك ولكن اخبريني بالحقيقة ، لم يكن امام الام اي حيلة سوى اخبار الطبيبة بكل ما حدث ، بالفعل اخبرت الام الطبيبة بكل شيء حدث مع ضحى وما حدث ليلة الامس والذي كان السبب في مجيء الام الى المشفى.
قالت الطبيبة : ان ما تقولينه لا يمكن تصديقه ، ردت عليها الام : ومن اخبرك اني اصدّق كل ما رأيته ، بعدها خرجت والدة ضحى من المشفى فرأت شعبان و والدته والاولاد امامهم ، لم تسلم الام من نظرات الاستهزاء و السخرية التي كانت توجهها والدة زوجها اليها واخبرتها بانها اذا لم تكن تقدر على تربية الابناء فسوف تقوم هي بتربيتهم ، على الفور اتجهت الام الى الابناء وقامت باحتضانهم باليد السليمة ، طوال الطريق الى المنزل كانت كلمات السخرية تنهال على الام التي كانت لا تدري ماذا تفعل ، وصل الجميع الى المنزل وانصرف شعبان و والدته ، بعدها قامت الام باعداد الطعام للابناء وتناول الجميع الطعام وذهبوا للنوم.
استيقظت الام على صوت ابنها محمد وهو يقول لها : امي ارجوكي اذهبي للخارج وانظري الى ضحى انها تتحدث مع شخص غريب يرتدي رداءا اسود وله قرون وفمه مليء بالدم وله عينان لونهما احمر كالدم ، على الفور خرجت الام لترى ابنتها فرأت شيئا مرعبا ، ضحى تقف امام دورة المياه وتتحدث الى شخص ما في الداخل و تمسك في يدها سكينا ، وضعت ضحى السكين على رقبتها وكادت تذبح نفسها ، على الفور ضربت الام يد ضحى فسقطت السكين ، بعدها سقطت ضحى على الارض واخذت ترتجف ، بعدها بفترة تحول هذا الارتجاف الى تشنجات قوية وبدأ يخرج من فم ضحى سائل ابيض ، بعدها اخذت ضحى تردد : الانتقام الموت القتل.
اخذت ضحى تردد هذه الكلمات مرارا و تكرارا حتى هدأت ضحى وعادت الى طبيعتها ، اخذت ضحى تبكي وتقول لامها : يا امي ان دهمان لن يتوقف حتى نموت جميعا ارجوكي يا امي لا اريد لكم ان تموتوا ، اخذت الام ابنتها ضحى الى الصالة حيث كان كلا من محمد واحمد يبكيان بسبب ما رأووه ، حينها ادركت الام انها تواجه شيئا كبيرا ولن تتمكن من السكوت عما يحدث اكثر من ذلك ، بالفعل اخذت الام ابنائها الثلاثة و اتجهوا الى منزل والدة زوجها ، فرحت الجدة برؤية احفادها ولكنها صُدمت عندما اخبرتها الام بان هناك مصيبة كبيرة وهي لا تدري ماذا تفعل ، طلبت الجدة من شعبان الحضور لكي يسمع بنفسه ما تقوله الام.
وصل شعبان واستمع الجميع لكل ما كانت تقوله الام منذ بدأ ملاحظتها لتصرفات ضحى الغريبة وحتى آخر شيء حدث وكيف ان ضحى كادت تقتل نفسها بالسكين ، بدأ شعبان يستهزأ بما تقوله الام ، اما الجدة فقد اخبرت الام انها تعرف شيخا اسمه الشيخ عطية وهو قادر على مساعدتها لان الجدة عرفت من حديث الام ان ضحى تعاني من مس من الجن وانها لا تحتاج الى الاطباء وانما تحتاج الى شيخ خاصة ان هذا الامر قد حدث في القرية من قبل ، طلبت الجدة من الام وابنائها المبيت معها الليلة وفي اليوم التالي سوف تتجه الام وضحى و شعبان الى المدينة لاجراء الاشعة التي طلبتها الطبيبة ، اما الجدة فستحاول العثور على الشيخ عطية لعله يساعد في معرفة الشيء الذي اصاب ضحى ، واخذت تكرر الجدة طلبها ان توافق الام على الزواج من شعبان ، وكانت لا تتوقف عن الحديث في هذا الامر طوال الليل ، لم تتمكن الام من نطق كلمة فكل ما يشغل بالها الآن هو ابنتها والشيء الذي اصابها.
يتبع ………………
قصة دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه ( الجزء الثالث )
بعدما اعترفت الام بكل شيء يحدث في المنزل مع ضحى قررت الجدة مساعدتها فقط من اجل الابناء ، وبالفعل قضت الام و الابناء هذه الليلة في منزل والدة زوجها في غرفته ، العجيب انه في هذه الليلة لم يحدث اي شيء مريب ، في صباح اليوم التالي اتجهت الام و ضحى ومعها شعبان الى المدينة لاجراء الاشعة المقطعية كما طلبتها الطبيبة ، بعدها توجه الجميع الى مستشفى القرية لعرض الاشعة على الطبيبة ، طمأنت الطبيبة والدة ضحى بان ابنتها اصبحت بخير ، بعدها طلبت الطبيبة ان تتحدث مع الام على انفراد ، قالت الطبيبة : ابنتك بخير من الناحية الطبية.
تابعت الطبيبة حديثها قائلة : اريد فقط ان اخبرك انه في وقت سابق تعرضت اختي لمثل ما تمر به ابنتك ضحى وفي الحقيقة ابنتك في حاجة الى شيخ ولكن شيخ عالم بالقرآن الكريم وليس شيخ دجال ، وليس من المفترض ان اخبركي بمثل هكذا امور ولكني اريد فقط مساعدتك ، بعدها قامت الطبيبة باعطاء رقم هاتفها الشخصي لوالدة ضحى حتى تطمأن عليها واخبرتها بانها اذا احتاجت اي شيء في اي وقت فما عليها سوى الاتصال ، شكرت الام الطبيبة على ما قامت به من اجلها واجل ابنتها و انصرفت هي وشعبان و ضحى الى منزل والدة شعبان ، شعرت الام بان الاجواء هادئة تماما كما اخبرتها والدة زوجها بان الشيخ عطية سوف يزورها في منزلها يوم الغد بعد صلاة العشاء.
قررت الام حينها ان تأخذ الابناء وتعود مرة اخرى الى منزلها ، دخلت الام المنزل وكان الابناء يشعرون بالتعب ، اتجه الابناء ليناموا في غرفة الام و اغلقت الام عليهم الباب واتجهت بعدها الام لترتيب المنزل و غسل الثياب ، وتنظيف الصحون وغير ذلك من الاعمال المنزلية الروتينية ، كانت الام تشعر بالتعب كما كانت تقوم بكل ذلك ويدها مجروحة ولكن لم يكن بيد الام اي شيء آخر ، جلست الام في الصالة منتظرة غسّالة الملابس حتى تنتهي من الغسل ولكن فجأة انقطع صوت الغسّالة وبعدها اصدرت صوت مرتفع ، اتجهت الام لترى سبب هذا الصوت فربما تكون الغسّالة قد تعطلت ولكنها رأت شيء مرعب.
هناك ظل كبير له قرون وعيناه لونها احمر كالدم ، هذا الشيء المخيف ممسك بابنها محمد ، على الفور صرخت الام وانطلقت نحوهما ولكنهما اختفا فجأة ، بعدها اسرعت الام باتجاه غرفتها حيث كان ينام الاطفال وما ان فتحت باب الغرفة حتى اطمأنت ان كل شيء على يرام ، فالاطفال الثلاثة نائمين نوما عميقا ، اخذت المرأة تبكي لوحدها في الصالة وقررت ان تتصل بالطبيبة ، بالفعل اتصلت الام بالطبيبة واخبرتها بكل شيء وان هناك شيخا سيأتي اسمه عطية ليرى ماذا يحدث في المنزل ، طمأنت الطبيبة والدة ضحى وطلبت منها ان تهدئ حتى لا يشعر الاطفال بالخوف وطلبت منها ان تنتظر وصول الشيخ عطية لعله يكون الحل النهائي لما يحدث مع ضحى و مع الام المسكينة.
كانت الام متعبة جدا فقررت ان تذهب الى جوار ابنائها وتنام قليلا ، نامت الام لفترة قصيرة وبعدها استيقظت على صوت هاتفها وهو يرن ، كان المتصل هي والدة زوجها تخبرها بانه خلال ساعتين ستأتي هي و شعبان و الشيخ عطية وطلبت منها تحضير المنزل لاستقبال الضيف ، بعدها بحوالي 10 دقائق اتصلت الطبيبة وطلبت ان تكون هي ايضا حاضرة في هذه الجلسة ، على الرغم من ان هذا الطلب يبدو غريبا فلا تجمع والدة ضحى والطبيبة اي علاقة معرفة سوى انها عالجتها وعالجت ابنتها ولكن الام كانت تشعر براحة نفسية تجاه هذه الطبيبة فرحبت بها بشدة ، اخبرت والدة ضحى الطبيبة بانه يمكنها ان تأتي في اي وقت تشاء دون استئذان.
بعد ان انهت الام المكالمة حدث شيء مريب ، ضحى خرجت من الغرفة وتوجهت الى دورة المياه واغلقت الباب ، كان سير ضحى الى دورة المياه يبدو غريبا جدا ، اقتربت الام من باب دورة المياه و حاولت سماع اي شيء ، بالفعل سمعت الام صوتا يتحدث مع ضحى ، كانت الكلمات التي ينطق بها هذا الشيء واضحة ، فقد كان يقول : اخبريه الا يأتي فهذا افضل لكي ، كان الشيء يردد هذه الجملة مرارا و تكرارا دون توقف ، بعدها فتحت ضحى الباب و وجدت والدتها امامها وقالت بصوت رجل مخيف : اخبريه الا يأتي فهذا افضل لكي ، اخبريه الا يأتي فهذا افضل لكي ، بعدها عادت ضحى الى طبيعتها ، قررت الام جمع الابناء الثلاثة والجلوس في الصالة.
كانت الاجواء مرعبة جدا و الجميع كان ينظر الى المستقبل على انه شيء مجهول و مخيف ، بعد دقائق قليلة وصل شعبان ووالدته ومعهم الشيخ عطية ، رحبت بهم الام وقدمت لهم واجب الضيافة ، كان الجميع صامت ولكن رنة هاتف الام كسرت هذا الصمت ، كانت الطبيبة هي المتصلة ، اخبرت الطبيبة والدة ضحى انها تقف امام البيت ، استقبلت الام الطبيبة وجلس الجميع ينظرون الى بعضهم البعض ماعدا الشيخ عطية ، فقد كان ينظر الى الارض ويتمتم بكلمات غير مسموعة ، فجأة طلب الشيخ عطية من ضحى ان تجلس الى جواره ، قال الشيخ عطية : اخبريني يا جميلة ماهو اسمه ؟ ، قالت ضحى : اسمه دهمان ، قال الشيخ : هل يظهر لكي كثيرا وتشاهدينه بصفة يومية ؟ ، قالت ضحى : نعم.
سأل الشيخ ضحى : هل يمكن ان تريني مكانه بالضبط ؟ ، قالت ضحى : لا داعي لذلك فهو جالس معنا الآن!!!! ، قال الشيخ عطية : انا اعلم هذا ولكن اخبريني ما هي مواصفاته بالتفصيل ؟ ، قالت ضحى : انه يشبه الظل الاسود الكبير وله قرون وعينان لونهما احمر احداهما كالدم و العين الاخرى كالنار وله ذراعين طويلتين و ارجل تشبه ارجل الحيوانات ، قال الشيخ : هل تعلمين لماذا ظهر لكي ؟ او هل اخبرك بالسبب الذي ادى الى ظهوره ؟ ، قالت ضحى : لا اعلم اي شيء فهو لم يخبرني عن اي شيء ، كل ما يخبرني به هو ان اقتل نفسي وامي و اخوتي فقط ، قال الشيخ : هل قمتي برمي المياه في دورة المياه او اي شيء من هذا القبيل اخبريني بالتفصيل قبل ظهور دهمان ماذا فعلتِ؟.
قالت ضحى : آخر ما اتذكره هو اني قمت بضرب باب دورة المياه بقدمي بقوة لاني كنت غاضبة وبسبب هذه الضربة انكسر جزء من الباب وبالمناسبة انه يخبرني بان عليك ان ترحل الآن ويأمرني الا اتحدث معك ، قال الشيخ لضحى : اذا كنتي ترغبين في ان اجعله يرحل سأقوم بذلك ، قالت ضحى : انه يشعر بالخوف منك ويرغب منك ان ترحل ، شعرت الام هنا ان ضحى تحولت من فتاة صغيرة عمرها 10 اعوام الى امرأة كبيرة و راشدة ، كانت طريقة حديث ضحى توحي بذلك ، كان المشهد صادما بالنسبة للام و حتى للجدة وابنها شعبان و كذلك الطبيبة ، الجميع كان ينظر بتعجب لطريقة حديث ضحى مع الشيخ عطية.
يتبع ………………
قصة دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه ( الجزء الرابع )
بعد قيام ضحى بوصف دهمان للشيخ عطية وعلى مرأى و مسمع من الجميع اخبرته بان دهمان يشعر بالخوف منه ( الشيخ عطية ) وانه ( دهمان ) يأمر ضحى بالابتعاد عنه ( الشيخ عطية ) ، بعد ذلك قام الشيخ عطية بتقبيل يد الطفلة ضحى واعطاها بعضا من الحلوى وتركها تعود مرة اخرى لغرفتها لتكمل نومها ، في هذه اللحظة تغيرت نظرة الام لابنتها فضحى كانت وكأنها متقمصة شخصية سيدة راشدة تبلغ من العمر 30 عام وربما اكبر ، كانت تبدو على ضحى وكأن هناك من هو متحكم بها وكان ذلك واضحا من طريقة سيرها الى غرفتها ولكن على كل حال دخلت ضحى الى غرفتها و نامت في اقل من دقيقة ، هنا بدأ الشيخ عطية يفسر ما يحدث مع ضحى و الكل كان في حالة تأهب لسماع ما سيقوله الشيخ عطية.
قال الشيخ عطية : هذه الطفلة مسكينة جدا فقد قامت بركل باب دورة المياه وما قامت به ادّى الى موت احد ابناء الجن ، ولذلك فان ما يقوم به دهمان معها هو من باب الانتقام على الرغم من ان ضحى لم تقم بذلك متعمدة ، تابع الشيخ عطية حديثه : يجب جميعا ان نعلم ان هناك نوع من انواع الجن يعيشون فقط في دورات المياه اكرمكم **** ، فهم يتزوجون و يمارسون اساسيات الحياة الطبيعية في دورة المياه ، ولهذا السبب على كل **** اذا اراد الدخول الى دورة المياه عليه نطق : اللهم اني اعوذ بك من الخبث و الخبائث ، الجني الذي يسكن داخل دورة المياه هنا اسمه دهمان وكما ذكرت عندما قامت ضحى بركل الباب مات ابن دهمان.
اكمل الشيخ عطية وهو يقول : بالطبع لا نعرف كيف ان الجن الذين يعيشون في دورة المياه يعيشون بها و كيف لصدمة من الباب ان تقتل جني على الرغم من ان الجن مخلوقات معروف عنها قوتها ولكن في الحقيقة لا احد يعلم ، قاطعت الام حديث الشيخ عطية و قالت : هل فعلا يا شيخ المواصفات التي اخبرتك بها ابنتي حقيقية ، رد الشيخ عطية : كما ذكرت من قبل هذا العالم عالم الجن غير مفهوم على الاطلاق ، فلا يمكن لاحد ان يعلم حقيقته ابدا فدهمان قد يكون حجمه بحجم *** صغير لا يتعدى عمره الثلاث سنوات فما بالك بحجم ابنه ، ولهذا السبب مات فور ركل ضحى لباب دورة المياه ، الجن لديهم القدرة على جعلك ترينهم بالحجم الذي يرغبون هم في اظهاره لك.
سألت والدة ضحى الشيخ عطية وهي خائفة : وما هو الحل الامثل لهذا الامر يا شيخ ؟ ، رد الشيخ عطية قائلا : الحل يكمن في ابتعادك تماما عن هذا المنزل و عن القرية بالكامل ، بعدها نظر الشيخ عطية الى شعبان وقال : عليك باخذ زوجة اخيك واطفالها الى مكان ما خارج حدود هذه القرية ، ومن المهم جدا ان تأخذني اليهم كل اسبوع مرة هذا اذا وافقت الام على ذلك بالطبع ، ايضا في المكان الجديد يجب الا يتم غلق باب دورة المياه ابدا ويجب ان يكون مضاءا دائما ، قال شعبان : وماذا سيحدث اذا ظلت هي و الاطفال في هذا المنزل ؟ ، قال الشيخ عطية : سيكون الامر سيء بالطبع لان دهمان غرضه الانتفام وهو لن يترك ضحى و اسرتها ابدا بل ان الاذى قد يمتد اليك انت و والدتك.
بالنسبة لوالدة ضحى كان الكلام منطقيا وهي مقتنعة تماما ان ما يقوله الشيخ عطية هو الحل الامثل وكذلك الطبيبة التي كان واضحا على وجهها علامات الرضا عن قول الشيخ عطية ، اما بالنسبة لشعبان و والدته فلم يكونا على وفاق مع حديث الشيخ عطية ، في النهاية قال الشيخ عطية : ان ما قلته لكم هو الحل الامثل ولا يوجد حل آخر فاذا رغبتم في القيام به كان افضل الامر يعود لكم ، استأذن الشيخ عطية في الانصراف وغادر المنزل ، الغريب في الامر ان شعبان انفجر غاضبا في وجه والدة ضحى مع رحيل الشيخ عطية وقال : من المستحيل ان ادع الاطفال يعيشون بعيدا عنا ، لن اترككي تغادرين القرية واعلمي انه اذا اصابك شيء فنحن الى جوارك اما اذا ابتعدتي عن القرية فمن سيكون الى جوارك في حالة حدوث اي شيء.
يتبع ………………
قصة دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه ( الجزء الخامس)
بعدها وجه شعبان حديثه الى الطبيبة وقال : ما رأيك ايتها الطبيبة ؟ هل ما اقوله خاطئ ؟ ، قالت الطبيبة : ان ما تقوله صحيح ولكن ايضا حديث الشيخ عطية صحيح واعتقد انه من الافضل ان تنفذ ما قاله الشيخ عطية فهو ادرى منا جميعا بهذه الامور ، ظل الحديث دائرا على هذا المنوال ما بين شعبان و الطبيبة حتى قاطعت الجدة هذا الحديث قائلة : شعبان عليك ان تأخذ الام و اطفالها الى بيت عائلتها فهكذا سيكون أامن لها وفي نفس الوقت لن يكونوا بمفردهم ، لاول مرة تنظر الام الى والدة زوجها على انها ام وليست مجرد والدة زوج وسعدت بهذا الرأي كثيرا ، هنا رد شعبان : حسنا انا موافق ولكن بشرط لن تذهبوا حتى يحدث شيئ مريب آخر ، واعدكم اذا حدث اي شيء سأقوم بنفسي باخذكم و الذهاب الى منزل عائلة والدة ضحى.
لم يكن امام الام سوى ان توافق خاصة انها كانت تشعر بان هناك امرا مريبا و كبيرا سوف يحدث عما قريب ، الام ايضا لم تكن تعرف سبب رفض شعبان لذهابها فهل يا ترى بسبب رغبة شعبان في الزواج ام بسبب خوفه على ***** شقيقه المتوفي ، هنا استأذنت الطبيبة في الذهاب لان الوقت قد تأخر ولكن قبل ان ترحل طلبت الطبيبة من والدة ضحى ان تحدثها على انفراد ، اخبرت الطبيبة والدة ضحى بان الشيخ عطية هو نفسه الذي تمكن من علاج شقيقتها من قبل وبالتالي فهو شيخ جيد وليس دجال ومن المهم جدا تنفيذ ما يقوله ، بعدها انصرفت الطبيبة متمنية الخير للاسرة ، بعد مغادرة الجميع اتجهت الام الى غرفة الاطفال وغطت في نوم عميق.
كانت الام ترغب في جعل ابنائها يشعرون بالامان ولذلك جمعتهم جميعا في غرفتها والجميع ذهب في النوم ، استيقظت الام في الصباح وكانت تشعر بانها افضل بكثير سواء من الناحية الجسدية او النفسية ، قامت الام بايقاظ الاطفال واخذتهم الى منزل جدتهم ، تناول الجميع الافطار و بدأت ضحى تلعب في المنزل اما محمد فقد اخذ شقيقه الاصغر احمد وخرجا لللعب امام المنزل ، بعد حوالي 10 دقائق دخل احمد الى الباب وهو مرعوب وكأنه رأى شيئا غامضا ، اقتربت منه الام وقالت : ماذا بك يا احمد واين شقيقك محمد ؟ ، قال احمد : هناك شخص غريب اتى واخذ محمد و رحل ، اخذت الام تصرخ كالمجنونة لا تدري ماذا تفعل ، توجه الجميع خارج المنزل فلم يكن هناك اي اثر لمحمد.
هنا اتى شعبان واجتمع الجيران وتفرقوا الى مجموعات واخذت كل مجموعة تبحث في اتجاه مختلف عن الآخر ، بعد ساعات من البحث لم يكن لمحمد اي اثر ، شعرت الام وكأن هناك شيئا داخلها يأمرها بان تتوجه الى المنزل الذي غادرته ، بالفعل اصطحبت الام شعبان وعادت الى المنزل ، فتحت الام فرأت ابنها محمد يقف امامها ويمسك بسكين مقربا السكين من حلقه ، على الفور اخذ شعبان السكين من محمد ليسقط بعدها محمد مغشيا عليه ، بعدها بقليل افاق محمد واخذ يبكي قائلا : لا ادري ماذا حدث لي ، هناك شخص غريب اخذني ولم اتمكن من النطق بكلمة و بعدها وصلنا الى المنزل ودخلنا من خلال الباب وهو مغلق ، نظر شعبان الى الام وقال لها : تحضري واخبري اسرتك انك قادمة سوف اذهب بكم اليهم.
يتبع ………………
قصة دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه ( الجزء السادس )
اخيرا قرر شعبان ان يصحب زوجة اخيه و اطفالها الى مكان بعيد عن هذه القرية بغرض حمايتهم من افعال دهمان التي بكل تأكيد كان غرضه واضحا وهو التخلص من الام و ابنائها بواسطة انفسهم ، طلب شعبان من الام تحضير حقائبها و حقائب الاطفال تمهيدا للذهاب بهم الى منزل عائلة الام والذي يقع في قرية مجاورة بعيدة عن هذه القرية ، فكما نذكر جميعا كان هذا هو الحل الامثل الذي اقترحه الشيخ عطية عندما اتى لزيارة والدة ضحى ، ولكن وقتها شعبان لم يوافق على هذا الحل حتى حدث ما حدث واختفى محمد.
اخبر شعبان الام بانه سوف يتركها ويعود الى المنزل لكي يحضر احمد و ضحى ولزيادة الاطمئنان سوف يأتي ايضا بالجدة لتجلس معهم حتى الصباح ومن ثم يتوجه بهم الى منزل عائلة الام ، بالفعل غادر شعبان منزل اسرة ضحى وعاد بعد ساعة ومعه والدته و الاطفال ، طوال هذا الوقت كانت الام خائفة تجلس مع ابنها محمد في الصالة وهي تبكي كثيرا من هول ما يحدث معها ، فغريزة الام داخلها كانت هي المسيطرة على حالتها بسبب خوفها الشديد على ابنائها كما انها لا تدري ماذا تفعل وهل سيختفي كل هذا بمجرد الرحيل ؟ هذا ما كانت الام تفكر فيه.
وصلت الجدة ومعها ضحى و احمد وقامت الجدة بمساعدة والدة ضحى في حزم الحقائب واعداد الطعام لان الاطفال كانوا يشعرون بالجوع ، على الرغم من ان اليوم مر بسلام وبدون اي مشاكل الا ان عقل الام لم يكن يتوقف عن التفكير ابدا في الامور التي حدثت منذ البداية وحتى آخر الاحداث ، كانت الام تشعر بان عقلها سوف ينفجر من كثرة الافكار التي داخله وكذلك خوفها من المستقبل وكيف ستتصرف الام اذا لم يتركها دهمان في شأنها حتى بعد ذهابها من القرية ؟ ، كل هذه الافكار كانت في عقل الام المسكينة ولا تعلم ماذا تفعل حتى يهدأ روعها.
بعد انتهاء اليوم وتناول الجميع للطعام ذهبت الجدة واخذت معها الاطفال للغرفة لتجعلهم ينامون و يرتاحون اما والدة ضحى فقد قررت الذهاب الى دورة المياه من اجل الاستحمام لكي تريح اعصابها قليلا ، اثناء انشغال والدة ضحى بالاستحمام سمعت صوت باب المنزل يُفتح ومن ثم تم اغلاقه بسرعة ، خرجت الام من دورة المياه وذهبت لتتفقد الاطفال ، كان الجميع موجود و نائم ما عدا ضحى لم تكن موجودة ، على الفور انطلقت الام الى امام المنزل لترى ابنتها ولكن لم يكن لها اي اثر ، هنا بدأت الام تصرخ و اجتمع الجيران على صوت صرخات الام التي كسرت صمت الليل المظلم.
حضر شعبان و بدأ الجميع في البحث عن ضحى هنا و هناك حتى تفاجئوا بشاب يركض مسرعا باتجاههم وهو يقول : لقد عثرنا على ضحى بالقرب من البحيرة ، ضحى القت بنفسها في البحيرة ، اخذت الام تصرخ بصوت عال : ابنتي ماتت ابنتي ماتت ، انطلق الجميع باتجاه البحيرة وكان هناك ثلاثة من رجال القرية يحاولون افاقة ضحى لعلها تكون ما زالت على قيد الحياة ، و بعد محاولات عديدة واجراء التنفس الصناعي افاقت ضحى ، هنا شعرت الام بان **** قد اعاد اليها ابنتها من الموت وان روحها قد عادت اليها من جديد بعد سلبها.
يتبع ………………
قصة دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه ( الجزء السابع )
اثناء بكاء الام سأل شعبان احد الرجال الثلاثة الذين انقذوا ضحى وكان اسمه شلبي وقال : ماذا حدث يا شلبي وكيف عثرتم على ضحى ؟ ، قال شلبي : ارضي كما تعلم تقع بجانب البحيرة وقد اعتدت السهر مع بعض الاصدقاء كل يوم ، فجأة وبينما نحن نتسامر رأيت ضحى تقف على ضفة البحيرة والى جوارها شيء كبير وكأنه شبح ، هذا الشبح بدأ ينزل الى المياه وكانت ضحى خلفه تماما ، حاولنا مناداة ضحى ولكنها لم تكن تسمعنا ، ركضنا باتجاه ضحى ولكن هذا الشيء كان يجرها بقوة الى الاسفل ، بعد معاناة تمكنا من اخراج ضحى ولكنها كانت قد فقدت الوعي.
بعدها نظرت الام الى شعبان نظرة رعب والدموع تملأ عينيها وكأن لسانها يريد ان يقول : الآن يا شعبان تأكدت مما كان يخبرنا به الشيخ عطية ، بعدها طلب شعبان من الام العودة الى المنزل وشكر شعبان اهل القرية لما قاموا به من اجل العثور على ضحى ، عاد شعبان و الام و ضحى الى المنزل وقامت الام بتبديل ملابس ضحى المبللة وبعدها نامت ضحى الى جوار شقيقيها احمد و محمد ، اما الام و شعبان و الجدة فقد ظلا طوال الليل جالسين في صمت رهيب ، اتى الصباح واشرقت الشمس وعادت الام لتكمل حزم الحقائب حتى لا تنسى اي شيء.
اتصلت الام باهلها واخبرتهم بانها قادمة اليهم ، وبعدها طلبت الام من شعبان ان يقوم بالاتصال بالشيخ عطية لكي يحضر في مساء اليوم التالي لان هناك احداث جديدة قد حدثت ويجب عليه ان يكون على علم بها ، كما اتصلت ايضا والدة ضحى بالطبيبة وطلبت منها الحضور وبالطبع رحبت الطبيبة بذلك ووعدتها بالحضور الى منزل عائلة الام حيث سيحضر الشيخ عطية ، بعدها بدأت الام و الاطفال في اخراج الحقائب خارج البيت بينما شعبان ذهب لاحضار سيارته استعدادا للرحيل من البيت و الذهاب الى منزل عائلة الام.
طلب شعبان من والدة ضحى الجلوس بالسيارة حتى يقوم بتوصيل والدته الى المنزل ثم العودة مرة اخرى لاخذ الام و الاطفال بالسيارة الى منزل عائلة الام ، كانت الام جالسة في السيارة في المقعد الامامي و الاطفال في الخلف ، غفت الام لدقائق معدودة وبعدها شعرت بان هناك من يضربها في يدها ، نظرت الام فرأت ابنها محمد هو الذي يقوم بذلك ، قالت الام : ماذا بك يا محمد لماذا تقوم بضربي ؟ ، لم ينطق محمد باي كلمة ولكنه اشار بيده ناحية المنزل فكانت الصدمة ، هناك عبارة مكتوبة بالدم على زجاج المنزل ، لم يكن منظر الدم هو المخيف فقط بل كان شيئا آخر.
كانت تفاصيل العبارة هي التي اثارت الرعب في قلب الام فقد كانت العبارة تقول ( ما زال الثأر قائم ) ، بعدها بدأ الدم يسيل على زجاج النافذة امام اعين الام التي شعرت وكأن الدم تجمد في عروقها ، بعدها بدأت النار تلتهم المنزل بسرعة والام لا تدري ماذا تفعل ، لحسن حظها في هذه اللحظة وصل شعبان وبدأ هو و باقي الجيران محاولة اطفاء السنة اللهب بعد ان طلب من الام ان تصطحب الاطفال وتذهب الى منزل والدة شعبان القريب ، ذهبت الام بالاطفال الى منزل الجدة و طوال سيرها كانت تنظر بحسرة الى منزلها الذي يحترق و محاولة الجميع اخماد هذه النيران ولكن دون جدوى.
يتبع ………………
قصة دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه ( الجزء الثامن )
استمر اهالي القرية و معهم شعبان في محاولة اخماد النيران المستعرة و لكن دون جدوى ، كان كلما حاول شخص ما رمي المياه على النار استعرت اكثر ، لم يكن احد يعلم ماذا يحدث ، وصلت المطافي و بدأ رجال الاطفاء في محاولة اخماد هذا الحريق الهائل و لكن حتى رجال الاطفاء لم يتمكنوا من اخماد النيران.
وقف الجميع حائرا لا يدري اي منهم ماذا يحدث لهذا المنزل ولماذا لا تنطفأ النار ، بعد 3 ساعات من المحاولات المستمرة اخيرا انطفأت النيران و لكن المنزل بأكمله قد تحول الى رماد ، وصلت والدة ضحى واخذت تبكي على ما وصل اليها منزلها الذي اصبح مثل البيوت المهجورة و المخيفة ، نظرت الام الى النافذة الامامية للمنزل و كانت المفاجأة.
رأت الام كائنا مخيفا ينظر اليها و هو مبتسم ، حينها علمت الام ان هذا الكائن هو دهمان و هو يبتسم كنوع من السخرية ، بعدها طلب شعبان الذي اتسخت ملابسه بسبب الحريق من الام ان تأتي بالاطفال وان يستعدوا للذهاب الى منزل عائلة الام كما هو متفق عليه ، فحينها ادرك الجميع و خاصة شعبان ان قرار الشيخ عطية كان لابد ان يتم تنفيذه منذ البداية.
بعد حوالي ساعة وصل الجميع الى منزل عائلة الام ، بمجرد رؤية والدة ضحى لامها اخذت تبكي وهي منهارة ، بعدها جلس الجميع و استمعت الاسرة لما قالته والدة ضحى وكيف بدأ الامر وما انتهى اليه من حريق المنزل ، بعدها استأذن شعبان في الانصراف واخبر والدة ضحى بان اليوم بعد العشاء سوف يأتي هو ومعه الطبيبة و الشيخ عطية.
بالفعل بعد صلاة العشاء بحوالي ساعة دق الجرس الباب ، فتحت والدة ضحى الباب فرأت امامها الطبيبة ، احتضنتها الطبيبة واخبرتها بانها لن تتخلى عنها وانهم جميعا الى جوارها ، رحبت والدة ضحى بالجميع وادخلتهم ، و على عكس الزيارة الاولى والتي كان الشيخ عطية صامتا في اولها ، طلب الشيخ عطية ان تحضر ضحى.
سأل الشيخ عطية ضحى : هل دهمان موجود بيننا الآن يا ابنتي ، قالت ضحى : لا ايها الشيخ آخر مرة رأيته فيها كان في منزلنا القديم قبل ان نغادر ، كان ينظر الي ويردد كلمة واحدة فقط و هي : نار نار نار!!! ، قال الشيخ عطية : و لماذا لم تخبري والدتك يا ضحى ؟ ، قالت ضحى : لقد كنت خائفة جدا ولم ادري ماذا افعل ، لقد كنت اخاف ان يقوم بايذاء امي او احد اخوتي.
بعدها قام الشيخ عطية بوضع يده على رأس ضحى وبدأ في تلاوة بعض الآيات القرآنية ، بعد ان انتهى الشيخ عطية من قراءة الآيات نظر الى والدة ضحى وقال : الامور بالفعل تحسنت و لكن هذا لا يمنع ظهور دهمان مرة اخرى و لو بنسبة قليلة ، كل ما عليكي القيام به هو اتباع تعليماتي حتى ننتهي من هذا المس باذن **** تعالى ، ان ما اقوله هو الحل لهذه الازمة التي تمرين بها.
طلب الشيخ عطية من الام الالتزام بالصلوات وقراءة آيات القرآن الكريم و المعوذات ، طلب منها ايضا عدم الخروج من المنزل نهائيا حتى يأذن هو بذلك ، فلا احد يدري اذا خرجت الام ماذا قد يحدث ، تابع الشيخ عطية حديثه قائلا : الخروج هو الاذى بعينه فطالما انتي في المنزل فلن يصل اليكي و لكن اذا خرجتي قد يظهر لكي في صورة كلب او انسان او اي شيء فنحن كما نعرف لا نعلم حدود عالم الجن.
يتبع ………………
قصة دهمان الجني الذي ارعب ضحاياه ( الجزء التاسع و الاخير )
بعدما طلب الشيخ عطية عدم الخروج من المنزل نهائيا طلب ايضا مجموعة من الاشياء التي يجب على الام القيام بها ، حيث طلب ان يتم تطهير البيت يوميا باستعمال المياه المخلوطة بالملح ، كما طلب من والدة ضحى قراءة صفحة من القرآن الكريم كل يوم بالاضافة الى الامتناع تماما عن استعمال البخور في المنزل الا في وقت الجمعة قبل الصلاة او بعدها ، بعدها قام الشيخ عطية باخراج بعض الكتيبات الصغيرة وطلب من الام وضعها بجانب رأس كل فرد من سكان المنزل وهم نيام في الليل.
استأذن الشيخ عطية في الانصراف واخبر الام بانه سوف يأتي لزيارتها كل يومين للاطمئنان وشدد عليها في الالتزام بالتعليمات التي اخبرها بها والاهم من كل ذلك عدم الخروج من المنزل مهما حدث ، بعدها انصرف الشيخ والطبيبة ايضا وشعبان كان معهم لايصالهم ، ظل الحال على ما هو عليه لمدة ثلاثة اشهر حيث ارتكبت الام اكبر غلطة في حياتها ، ذات يوم مرضت الجدة والدة الام ولم تتمكن من الخروج من المنزل لجلب الاغراض المنزلية ، وهنا تجرأت والدة ضحى و خرجت من المنزل.
ظنت الام انه بمرور كل هذه الاسابيع سوف يكون الامر طبيعي ولا مشكلة في ذلك ، الشيء المريب بدأ بعد عودة الام من السوق فبينما هي تقف امام المرآة في دورة المياه وجدت عبارة مكتوبة بالدم على المرأة وكانت العبارة تقول : ( عودة الانتقام من جديد ) ، صرخت الام عندما رأت هذه العبارة وذهبت مسرعة للاتصال بالشيخ عطية ، عندما سمع الشيخ عطية ما حدث قال للام : لماذا يا ابنتي خرجتي ؟ لقد نهيتكي عن فعل ذلك لقد كنا على وشك الانتهاء من قصة دهمان بلا رجعة سامحك **** سامحك ****.
طلب الشيخ عطية من والدة ضحى ان تقوم باخذ الاطفال و الذهاب مباشرة الى الطبيبة ، تابع الشيخ عطية حديثه قائلا : سنعيد ما بدأناه من جديد ، تذكري ان هذه الفرصة قد تكون هي الفرصة الاخيرة لكي فارجوكي يا ام ضحى اياكي وان تخالفي اي من التعليمات التي قلتها لكي ، في الحقيقة كانت الطبيبة مرحبّة جدا باقامة الام و اطفالها خاصة ان الطبيبة تسكن لوحدها خارج القرية ولكنها ايضا قريبة بعض الشيء ، ظل الوضع على ما هو عليه لمدة عام كامل.
خلال هذه العام ادركت والدة ضحى ان التقرب من **** هو الشيء الوحيد المنجي في هذا العالم ، فقط وجدت الراحة النفسية و الجسدية في التقرب اكثر من **** عز وجل ، كان هذا العام بمثابة درس تعلمته الام واصبحت اكثر اهتماما بصلاتها كما اصبحت مداومة على قراءة الاذكار ، كل هذا طبعا بدون ان تخرج من المنزل كما امرها الشيخ عطية ، ولكن في داخل والدة ضحى دهمان انتهى بلا رجعة ، بخلاف الصلوات و قراءة القرآن و الاذكار كانت والدة ضحى تقوم بالكثير من الاعمال الصالحة.
كانت والدة ضحى تقوم بالتصدق كثيرا و قيام الليل ، بعد اكثر من عام اتصل الشيخ عطية بوالدة ضحى واخبرها بانه اصبح بامكانها العودة ولكن الى منزل والدة زوجها وليس منزلها ، فمهما حدث هذا المنزل الذي احترق اياكي والتفكير في العودة مرة اخرى اليه وبناءه من جديد ، اعترف بعدها الشيخ عطية بان التقرب من **** وحده كافيا لابعاد دهمان ولكنه كان يريد فقط التأكد بان والدة ضحى ستقوم به بالشكل الصحيح ، حيث خشي الشيخ عطية ان تستخف والدة ضحى بكلماته في حال طلب منها فقط التقرب من **** ولكن الشيخ عطية اثبت ان التقرب من **** تعالى وحده هو الكافي للتخلص من اي مشكلة كانت سواء نفسية او جسدية.
في الختام نتمنى ان تكون هذه الرواية قد اعجبتكم ونالت رضاكم ، و نرجو منكم ترك آرائكم وتعليقاتكم حول هذه الرواية بالاضافة الى المزيد من انواع الروايات التي ترغبون في قرائتها فنحن نهتم كثيرا بآراء متابعينا الاعزاء ، و انتظرونا مع الكثير من الروايات المخلتفة المرعبة و المخيفة بالاضافة الى روايات الاطفال المسلية وغيرها الكثير من انواع الروايات من خلال موقعكم ميلفات.