- إنضم
- 16 ديسمبر 2023
- المشاركات
- 40,498
- مستوى التفاعل
- 15,142
- النقاط
- 0
- نقاط
- 207,540
- النوع
- ذكر
- الميول
- طبيعي
كان يظن نفسه جبلًا لا يُهزم، صخرة لا تنكسر، يعتقد أن قسوة قلبه هي درعه الذي يحميه من أي ألم، وأنه لا شيء في هذا العالم يستطيع الوصول إلى أعماقه.
سنوات طويلة وهو يدفن قلبه بعيدًا عن الجميع، يخفيه في مكان عميق لا تصل إليه أيدٍ ولا كلمات.
لكن، في تلك اللحظة، حدث شيء مختلف.
شيء خرق حصونه وحطم دفاعاته، شيء أوجعه من الداخل بشكل لم يشعر به من قبل.
هذه المرة، الحزن كان له طعم آخر. كان ثقيلًا كالصخر، لكنه يشتعل في داخله، يحرقه أكثر من أي ألم سابق.
في لحظة ما، أدرك أن القلب الذي ظن أنه مات لم يكن ميتًا، بل كان حيًا، لكن حيًا ليشعر بالوجع فقط.
لم يكن يتوقع أن يكون الفقد بهذا القسوة.
كان دائمًا يعتقد أنه لن يتأثر، أن قلبه لن يضعف، وأنه لن يندم على شيء.
لكن الحقيقة كانت مختلفة.
الفقد هذا المرة لم يكن عاديًا.
لم يكن مجرد غياب شخص، بل كان غياب شيء من نفسه، من جزء من قلبه الذي تركه للآخرين، وظن أنه لن يعود.
مرّ الزمن، ووجد نفسه يتساءل:
كيف أصابته هذه الضربة؟
كيف وصل إليه الحزن بهذه الطريقة؟
وكلما حاول الإجابة، كان يشعر أن الجواب الوحيد هو أن قلبه كان يحب، حتى وإن لم يعترف بذلك.
ومنذ تلك اللحظة
أدرك أنه لا يوجد قلب ميت، بل قلب مكبوت، مجرد أن يظهر الحب، ينفتح ليشعر، ليحزن، ليحزن بصدق لأول مرة