جدو سامى 🕊️ 𓁈
كبير المشرفين
إدارة ميلفات
كبير المشرفين
مستر ميلفاوي
كاتب ذهبي
ناشر قصص
ناشر صور
ناشر أفلام
فضفضاوي متألق
ميلفاوي متميز
ميلفاوي كوميدي
إستشاري مميز
ميلفاوي شاعر
ناشر موسيقي
ميلفاوي سينماوي
ميلفاوي نشيط
ناشر قصص مصورة
نجم ميلفات
ملك الصور
ناقد قصصي
زعيم الفضفضة
امراة بكل النساء.. شمس وغيم وبهاء حتشبسوتى.. سامية ابدية راقية هائمة هدوؤها نفرتارىّ
احمد احمد.. نادتنى امى ذات السبعين عاما ونيف لاحضر بعض اشياء تحتاجها من المطبخ الى غرفتها.. لقد اتعبها العمل لسنوات والسير دون مواصلات والحمل والولادة المتكررة. فاصابتها خشونة الركبتين وعانى رحمها من السقوط. توفى ابى منذ سنوات وهو الذى كان يحملنا انا وهى. ويرعانا. اصبحنا وحدنا. محاطين باخوة اعداء واقارب طامعين فينا رغم اننا لا نختلف عنهم فقرا.. ليتنا كنا ابنا واما دون كل هؤلاء الحاقدين..
شارفت الاربعين ولم اتزوج.. لم اجد من تناسبنى فى بلدى مصر التى تختفى كاختفاء شعاع اسطع واكبر نجمة فى الثقب الاسود على كل المستويات.. وسط ظلمات من الفانتاكسيزم والتيروريزم الموزلمبراذرهود والسالافيستس الواهابستس..... كنت ككل رجل صياد ارمى شباكى طمعا فى بلطية حسناء ما من بلد ما خارج بلدى الذى تلوث وفقد عصره الذهبى الستيناتى الناصرى للابد. كلما رايت كوكبا انثويا او قارة انثوية جديدة او كونا اصغر اخر ويعجبنى اجده متزوجا او مرتبطا.. ويفصل بيننا المحيط الاطلنطى او البحر المتوسط او سيناء او الصحراء الغربية.. كلما احكمت طوق غرامى على خصرها تفر منى هذه الامازيغية او تلك السريانية او هذه الامريكية او تلك الايطالية او تلكم الشوكولاتة الافريقية او هذه الهندية او الصينية.. تتفق روحى مع روحها لكن لروحها حسابات اخرى.
الان انا بعيد عن زمنى القرن الحادى والعشرين الميلادى بألفيات وألفيات.. أأنا احلم ام ماذا .. اننى فلاح مصرى قديم احيا فى بيت واسع جوار زوجتى حتشبسوت.. البيضاء الوضيئة النضرة الممتلئة الشابة مثل الملكة الشهيرة التى ستملا التاريخ شهرة لاحقا بنفس اسمها وبشرتها البيضاء وملامحها الحلوة لكنها لم تكن هى بل فقط تشابه ملامح. كلانا فى اواسط العشرينات .. لقد انعم علينا الفرعون ددومس بارض زراعية غنية قرب العاصمة طيبة التى ستعرف بعد الفيات باسم الاقصر.. بعدما رانا فى السوق مراهقين متشردين متحابين نتقوت من فضلات السوق وبقايا الاطعمة.. كانت حياتى انا سنوسرت وحتشبسوت صعبة منذ الطفولة. كنا ايتاما او لقطاء لا ندرى من اهلنا. لكننا نشانا معا. نحمى بعضنا البعض من اذى الاطـفال الاخرين والكبار المستغلين. لكننا كنا سعداء ببعضنا .. شببنا معا. وتغير حب الطفولة الذى بيننا الى حب المراهقة. كان حبا مليئا بالعنفوان .. كنا نعشق الطين نتمرغ فيه كما لو كنا قد صنعنا منه على غير كل الناس. كانه ابونا وامنا وكل من لنا فى الحياة. او نجلس على شاطئ النيل ناكل بعض الثمرات التى اختلسناها من بعض البساتين وبعض البلح المتساقط رطبا من النخيل. ملابسنا ممزقة ومتسخة.. وشعرنا اشعث وربما رائحتنا غير مقبولة لمعظم الناس .. لكننا كنا نعشق بعضنا بكل احوالنا. لم اكن انا وحتشبسوت مجرد طفلين نشا معا. او حبيبين اختلطت شهوتهما معا وتمرمغا فى بحر اللذة معا. ولكن كنا كل شئ لبعضنا. كنا الملك والرعية وكنا الاخ واخته والام وابنها والاب وابنته والصديق وصديقه..
كنا نشبه حال شارلى شابلن فى فيلم المتشرد هو وحبيبته او فيلم الازمنة الحديثة... فقراء وجياع وشهوانيون لبعضنا ايضا .. سرنا معا ذات مرة مبتعدين عن مقر حياتنا فى اطلال منف.. وعبرنا الدلتا لنصل الى ما عرف لاحقا باسم البحر المتوسط.. لنجلس امامه وندلى قدمينا كما نفعل عند نيلنا العظيم الاله حابى .. ونلتقط بعض الاسماك النيئة ونشويها بطرق بسيطة .. نجلس فى ارض مهجورة لم نكن نعلم انها ستصبح عاصمة بلدنا كمت او مصر فى فترة تسمى فترة البطالمة والفتح الرومانى لمصر ومصر البيزنطية... كنا نشبع من صيد واكل السمك انا وحتشبسوت .. ثم نذهب الى قرية قريبة دلتاوية غنية خضراء الارض وخصبة كعادة كل الدلتا الملاى بفروع النيل الكثيرة الكثيرة ونتعبد فى معابدنا وصروحنا لالهتنا العظيمة.. ونرى كل زوج وزوجته واولادهما نظيفين متشحين بالكتان الابيض.. وتنظر حتشبسوت فى حسد الى النساء وشعورهن المجدولة والمحلاة بالذهب كلهن فتنة وسحر.. نختطف من السوق بعض الاطعمة ونهرب وسط لعنات الباعة ومطاردتهم لنا كالعادة. ظللنا لسنوات هكذا. حتى رانا الفرعون ددومس فى احدى جولاته فى تلك القرية وغيرها من انحاء البلاد. فاشفق علينا وانعم علينا ببيت جميل منعزل قرب العاصمة طيبة كما ذكرت لكم. نزرع فيه الشعير والحنطة والكتان. ونبيع.. واغتنينا وعوضنا رع واولاده الكرام خيرا. وازدادت حتشبسوت مع النظافة والغنى جمالا فوق جمالها. بالخلخال والقرط والاساور والغوايش والشعر المجدول والملابس البيضاء الشفافة وامتلا بدنها وصدرها حبيبى. كان الرجال يحسدوننى عليها. وانجبنا ولدين. ودانت لنا الحياة. لكن البلاد كانت تعانى الان من تهديد خطير.. انهم الهكسوس الذين جاؤوا من اسيا من تلك الصحراء التى ستسمى لاحقا نجد. بداوا يستولون على اراضى مصر شيئا فشيئا ولم نكن انا وحتشبسوت ندرى ان سعادتنا عمرها قصير وان الفرعون ددومس هو اخر فرعون مصرى قبل الاحتلال الهكسوسى الكامل.
وقع الاحتلال وحاول جنود الملك الهكسوسى الجديد اختطاف حتشبسوت الفاتنة لملكهم الذى راها معى فى ارضنا واشتهاها لنفسه.. قاومته حتشبسوت فقتلها.. حزنت انا واولادى. عشت حزينا لسنوات احاول تربية الاولاد وقد حاق بنا الفقر واستولى الملاعين على ارضنا وبيتنا وعدنا مشردين وفى النهاية ثرت انا وهم نحاول اقتحام القصر والفتك بهذا الظالم انتقاما منه لحبيبتى حتشبسوت ولاولادنا وتشردنا.. لكن الحرس قتلونا.
استيقظت من نومى. اتعجب اهذا حلم ام رؤيا لجذور ماض لا اعرفه.. اعددت لامى طلباتها وساعدتها حتى جاء الليل التالى لانام..
كنت انا حا-ما-دا وامراتى فى الثلاثينات من عمرنا واولادنا وبناتنا كبار شباب ننوى تزويجهم لبعضهم قريبا وقد وجدنا بينهم مشاعر حب وغرام غير خافية .. جالس انا وهى مرتدين فرائنا من جلود الحيوانات التى اصطدناها انا وهى عبر سنوات عمرنا.. جالس انا وهى حول النار المضطرمة فى كهفنا.. متلاصقين كم احبها واحب الالتصاق بها. كانت تضيق بذلك وتبتعد لكنها ترضخ لشهوتى ارضاء لى. كانت جادة اكثر منى فى امور الحياة.. بينما انا كسول وشهوانى واود مضاجعتها كل دقيقة او على الاقل اضاعة اليوم كله فى تقبيلها وعناقها والتمسح ببدنى فى بدنها. خرجنا نتعبد للمطر والنجوم والليل والنهار الهتنا التى سميناها اسماء بدائية. رايت صورة وجهينا فى صفحة النهر الصغير قرب مغارتنا الواقعة فى ارض معشوشبة باردة نوعا. انحن بشر هومو سابينز او نياندرتال كما عرفنا لاحقا... لا ادرى. لكن كل ما ادريه ان قوما ناعمى الشكل بداوا يستوطنون حولنا.. وبداوا يتحرشون بزوجتى شا-غى-با. وبناتنا. وفى يوم عدت من الصيد فوجدت كهفنا صامتا وسمعت صراخا بعيدا. ركضت نحو مصدره. وجدت اولادى الذكور قتلى وبناتى وزوجتى عراة بين اجساد القوم الناعمين. انتهكوا زوجتى انتهاكا جماعيا وكذلك بناتى. رفعت سلاحى لاتصدى لهم فلم اعلم ما جرى بعد. لقد قتلونى.. قتلونا... وانتهكونا.
استيقظت فزعا..
وامضيت يومى مع امى ومع عملى كمعلم تاريخ. وعدت تعبا لانام..
كنت انا وهى فى مشاهد شتى باسماء مختلفة واولاد مختلفين ... بطالمة قتلنا رومان .. مصريون او يونانيون بطالمة امون رعيون قتلنا مـسيحيون اوائل. مواطنون رومان يقتلنا بعض البرابرة .. اسرائيليون فى اورشليم او عند نهر الاردن يقتلنا وينتهكها الرومان .. مقاتلة اغريقية خشنة وقوية ومسترجلة وانا مقاتل ايضا فى اثينا او اسبرطة او احدى المدن الدول .. مغوليان جندى بوذى وزوجته المـسيحية النسطورية يقتلنا بعض العرب المتعصبين للعباسيين .. يهود يثربيون يقتلنا وينتهكنا جنود العرب المكيون واليثربيون.. عرب مقتولون بواسطة الدولة فى الريدا وورز.. فرس وعراقيون زرادشتيون ساسانيون يقتلنا وينتهكنا ويحتلنا الارابكونكوررز.. من بنى الحسين او زينب يقتلنا امويون او عباسيون لا ادرى .. فاطميون صغار نتشرد ونقتل بامر الخليفة العباسى وتنفيذ صلاح الدين الكردى الايوبى .. مماليك قتلنا العثمانيون.. ارمن يقتلنا ويصلبنا العثمانيون .. سوريون يخزوقنا الاتراك .. مصريون يشنقنا ويجلدنا الانجليز واسرة محمد على.. امويان من بنى امية فى دمشق لكن من صغار الاسرة لم نتقلد مناصب قط يقتلنا العباسيون.. بيزنطيان فى الاناضول.. يقتلنا وينتهكنا العرب او الاتراك لا ادرى بالضبط.. عباسيون صغار يقتلنا جنود هولاكو فى بغداد .. قوط ووندال يقتلنا جنود الموزلمكونكوررز فى اسبانيا... فلسطينيون يقتلنا اسرائيليون .. او اسرائيليون جدد يقتلنا فلسطينيون.. هنود حمر يقتلنا اوروبيون .. واوروبيون يقتلنا هنود حمر.. سوريون بيزنطيون يقتلنا ويحتل ارضنا الارابز.. المان نازيون يقتلنا الحلفاء .. فرنسيون خدم للملك يقتلنا ثوار الثورة بالمقصلة .. المحصلة دائما نموت ولا تكتمل قصتنا وقصة حبنا وحياتنا واولادنا يا امراة..
استيقظت متعجبا.. ما هذا الحلم المتكرر ومن هى .. اننى اشعر انها مالوفة جدا .. من هى .. اهى حيوات سابقة وتناسخ .. ام اننا مغامرين عبر الزمن .. ولكن كيف نعود بعدما نموت
اصبحت مهووسا بهذه المراة الحلوة التقاطيع. من هى لابد ان اعرف. هل تحيا اليوم فى مكان ما او ماتت منذ ألفيات او قرون ام هى مجرد وهم وأضغاث احلام وتلفيقات عقل باطن لا اساس لها من الواقع والحقيقة.. بحثت عنها وتقمصت دور امير المؤمنين وتزوجت اجمل الجميلات زوجاتنا التسع وسرارينا الاربع عشرة. كلمت وغازلت السورية والتونسية والمغربية. لعلى اجدها .. هذه الالهة الخارقة التى تستطيع تقمص كل النساء. تستطيع ان تكون باقتدار مارلين مونرو ميم ميم زوجتنا او زوجتنا لانا دل راى او زوجتنا مونيكا بيلوتشى او زوجتنا جاين مانسفيلد او زوجاتنا شريهان وهدى رمزى وسهير رمزى وغيرهن من ممثلات هوليوود ومصر وسوريا والابراج الاثنى عشر.
ظللت فى حيرة لسنوات .. لم أعثر لها على اثر. حتى يئست.. ثم ذات ليلة نمت فرأيت ملأ نورانياً رجالاً ونساءً وفوقهم رجل أشيب ملتحى وامراة ناضجة مثله يبدوان أباً وأماً وملكاً وملكة لبقية الأسرة وأمامهم تدور كرات منجمة سوداء كالفقاعة الزجاجية وأوحى الىّ أنها الأكوان. إنهم الملأ الربوبى المتعدد البوليدايزمى الذى اقترب كثيرا المصريون القدماء والرومان والاغريق من تصويره وفهمه وابتعد الابراهيميون كثيرا جدا عن فهمه. كان الملأ النورانى أو اللجنة الصانعة التكوينية يجلسون وقالوا لى اتبع البحر المتوسط والبحر الاحمر. لا تتغرب ولا تتشرق. كفاك تمشرقا وتغربا فان الغرب من الشرق. والشرق من الغرب. لكنها نسيتك. وأنت تذكرتها. تنامان وتستيقظان. فتنسيان من أنتما وأين كنتما وتتعصبان للمكان والزمان ومعبود العصر والأوان. وتنسيان. ستجدها عاكفة على ريشتها ومكتبتها وقلمها وجمجمتها ومعطفها الأبيض. ستجدها تستمتع مستمعة الى الموسيقى برقى. ستجدها نضرة فى الريعان يا ابن الانسان. حين تطالع طلعتها المتوسطية الأسوانية السكندرية السيناوية السيوية ستنسى الأخريات وتتذكرها هى. فهى منا نحن الملأ النورانى. ولكنها أحبتك كثيراً وتواضعت من أجلك. وماتت من أجلك ومت من أجلها. وارتحلتم عبر الزمن والكون. لكن عقلك لم ينساها.. استيقظ الآن واذهب.. لا تتغرب ولا تتمشرق فهى ابنة وجارة من بلادك الحميمة متألقة فى عاصمتها. بيضاء فريدة. كالعاج مشربة بحمرة. تحبك حين تراك. وتهيم فى هواك. وحين تراها تتجمد ويقتلك الشوق اليها وتبرد هى وتسخن أنت.. جادة كثيراً مهمومة كثيراً .. كالتمثال وأنت كالأفعوان تلتف عليها ولا تلتفت إليك. تود لو تقيدها وتسمرها.. وتجعل كل كتبها أنت وكل لوحاتها العلمية أنت. تود لو تضاجعها ليل نهار. وتود لو تبقى عيونها بعيونك معلقة تود لو تتكرس لك وتنسى كل أحد وكل أهل وكل سياسة ودين وتتكرس لك. كل دولة أعجبتك بناتها فليست دولتها فاعلم والزم. انها غير متوقعة. ولا تدرى انها فى صف انصار بلادها وانصار الانسان كل انسان حقيقى. اتعبتها السياسة واتعبها الدين. فلا تثرثر معها فيهما فانت ايضا متعب منهما.
استيقظت .. افكر وتراءت لى خريطة الشرق الاوسط وشمال افريقيا .. اين انت يا فتاة .. اين انت يا حبيبة القلب .. سوريا كلاا. تونس كلا .. المغرب؟ كلا .. جارة.. السودان؟ كلا .. جارة.. ان لم تكن السودان .. اسرائيل ؟ كلا.. لا اشعر انها اسرائيلية.. اذن.. ليبيا ؟ ايعقل .. لم اعرف فتاة منها ابدا .. لعل الملأ النورانى المقدس قصد ذلك. وهل سنموت ايضا هذه المرة ام سننجح معا. البلد الغارقة فى الحرب الاهلية والصراعات القبلية والتى قتلت معمرها وخدعها العباسيون الجدد بامر اوباما.. لتغرق فى ظلام ودم يعيدها قرونا برغبة اهلها وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.. كلا ليست هى .. بلادى الحميمة مصر وسوريا .. مصر .. نعم انها هى.. حينها رايت اسمها منطبعا فى السماء بحروف امازيغية وسريانية ولاتينية واغريقية وصينية ويابانية وروسية. شغب ناعم سامية ابدية راقية هائمة هدؤوها نفرتارىّ.. حبيبتى س-ا-ر-ا-ى. اهذا اسمها ام لقبها.. لا تتغرب ولا تتمشرق وعلى شاطيء المتوسط او الاحمر او النيل تجدها تنتظرك. تجدها ترسمك وتكتبك وتقولك وتنحتك فى عقلها وقلبها من وحى روحها. تجدها تحبك. متالقة فى عاصمتها .. القاهرة اذن ام الاقصر او الاسكندرية. كم احبك يا امراة.. وروحى ارسلت عيونى حيث س-ا-ر-ا-ى المشاغبة الملائكية الرقيقة الالهة السلطانة البروفتيكية جالسة ترسم وتنحت بفكرها وعقلها الانثوى وتقرا وتشاهد المسلسلات التاريخية السورية والايرانية الدينية البروفيتيكية مثلى. بالشورت والتيشيرت الصيفى. يا لجمال ساقيها. يا لبهاء وجهها. يا لجمال شعرها.. اهويت بشفتى اقبل يديها وقدميها بشفتى روحى وهى لا تشعر بى.. ابنة مايو ويونيو كما قال لى الملأ النورانى. قبلت خدها. ما احلاه. حتشبسوتى حبيبتى .. كلا ساسميها ايضا تحتمستى ونفرتاريتى وخعمررنبتيتى مليكتى سلطانتى مليكة الجوزائيات. الزهرة الوردة الرقيقة بشعرها الناعم الطويل الغزير الفتان ونور وجهها الذى لا يخبو ولا تغيره السنون ولا مجئ الليل والظلمات كل ما فيها جميل عقلها وقلبها، روحها وجسدها، يداها وقدماها، كل ظفر من اظافرها وكل سنة من اسنانها. صوتها وضحكتها، دلالها، رومانسيتها وشهوانيتها. قوة شخصيتها وقياديتها. عظمتها ورقتها. شفاه فمها وشفاه كعثبها.
كلا لن اكلمها فى الدين ولا السياسة .. حبيبتى عبر الدهور من اول الزمان لاخر الزمان .. حتشبسوتى س-ا-ر-ا-ى- المشاغبة بجديتها ورقتها واجنحتها الفراشية كم احبك.. اسمحى لى ان انام فى فراشك جوارك. اسمحى لى. ابقى جوارى. سارسم خريطة وكتالوج عظمك وعضلاتك وبشرتك وما فوقها. عيونك وشعرك اسنانك وحتى اظافر يديك وقدميك التى اقصها لك او اطليها لك. تاريخ كل شعرة وسلمية واصبع. وبصمة فيك يا امراة. انها أملاكى يا حتشبسوتى وكليوبترتى وخعمررنبتيتى.
احمد احمد.. نادتنى امى ذات السبعين عاما ونيف لاحضر بعض اشياء تحتاجها من المطبخ الى غرفتها.. لقد اتعبها العمل لسنوات والسير دون مواصلات والحمل والولادة المتكررة. فاصابتها خشونة الركبتين وعانى رحمها من السقوط. توفى ابى منذ سنوات وهو الذى كان يحملنا انا وهى. ويرعانا. اصبحنا وحدنا. محاطين باخوة اعداء واقارب طامعين فينا رغم اننا لا نختلف عنهم فقرا.. ليتنا كنا ابنا واما دون كل هؤلاء الحاقدين..
شارفت الاربعين ولم اتزوج.. لم اجد من تناسبنى فى بلدى مصر التى تختفى كاختفاء شعاع اسطع واكبر نجمة فى الثقب الاسود على كل المستويات.. وسط ظلمات من الفانتاكسيزم والتيروريزم الموزلمبراذرهود والسالافيستس الواهابستس..... كنت ككل رجل صياد ارمى شباكى طمعا فى بلطية حسناء ما من بلد ما خارج بلدى الذى تلوث وفقد عصره الذهبى الستيناتى الناصرى للابد. كلما رايت كوكبا انثويا او قارة انثوية جديدة او كونا اصغر اخر ويعجبنى اجده متزوجا او مرتبطا.. ويفصل بيننا المحيط الاطلنطى او البحر المتوسط او سيناء او الصحراء الغربية.. كلما احكمت طوق غرامى على خصرها تفر منى هذه الامازيغية او تلك السريانية او هذه الامريكية او تلك الايطالية او تلكم الشوكولاتة الافريقية او هذه الهندية او الصينية.. تتفق روحى مع روحها لكن لروحها حسابات اخرى.
الان انا بعيد عن زمنى القرن الحادى والعشرين الميلادى بألفيات وألفيات.. أأنا احلم ام ماذا .. اننى فلاح مصرى قديم احيا فى بيت واسع جوار زوجتى حتشبسوت.. البيضاء الوضيئة النضرة الممتلئة الشابة مثل الملكة الشهيرة التى ستملا التاريخ شهرة لاحقا بنفس اسمها وبشرتها البيضاء وملامحها الحلوة لكنها لم تكن هى بل فقط تشابه ملامح. كلانا فى اواسط العشرينات .. لقد انعم علينا الفرعون ددومس بارض زراعية غنية قرب العاصمة طيبة التى ستعرف بعد الفيات باسم الاقصر.. بعدما رانا فى السوق مراهقين متشردين متحابين نتقوت من فضلات السوق وبقايا الاطعمة.. كانت حياتى انا سنوسرت وحتشبسوت صعبة منذ الطفولة. كنا ايتاما او لقطاء لا ندرى من اهلنا. لكننا نشانا معا. نحمى بعضنا البعض من اذى الاطـفال الاخرين والكبار المستغلين. لكننا كنا سعداء ببعضنا .. شببنا معا. وتغير حب الطفولة الذى بيننا الى حب المراهقة. كان حبا مليئا بالعنفوان .. كنا نعشق الطين نتمرغ فيه كما لو كنا قد صنعنا منه على غير كل الناس. كانه ابونا وامنا وكل من لنا فى الحياة. او نجلس على شاطئ النيل ناكل بعض الثمرات التى اختلسناها من بعض البساتين وبعض البلح المتساقط رطبا من النخيل. ملابسنا ممزقة ومتسخة.. وشعرنا اشعث وربما رائحتنا غير مقبولة لمعظم الناس .. لكننا كنا نعشق بعضنا بكل احوالنا. لم اكن انا وحتشبسوت مجرد طفلين نشا معا. او حبيبين اختلطت شهوتهما معا وتمرمغا فى بحر اللذة معا. ولكن كنا كل شئ لبعضنا. كنا الملك والرعية وكنا الاخ واخته والام وابنها والاب وابنته والصديق وصديقه..
كنا نشبه حال شارلى شابلن فى فيلم المتشرد هو وحبيبته او فيلم الازمنة الحديثة... فقراء وجياع وشهوانيون لبعضنا ايضا .. سرنا معا ذات مرة مبتعدين عن مقر حياتنا فى اطلال منف.. وعبرنا الدلتا لنصل الى ما عرف لاحقا باسم البحر المتوسط.. لنجلس امامه وندلى قدمينا كما نفعل عند نيلنا العظيم الاله حابى .. ونلتقط بعض الاسماك النيئة ونشويها بطرق بسيطة .. نجلس فى ارض مهجورة لم نكن نعلم انها ستصبح عاصمة بلدنا كمت او مصر فى فترة تسمى فترة البطالمة والفتح الرومانى لمصر ومصر البيزنطية... كنا نشبع من صيد واكل السمك انا وحتشبسوت .. ثم نذهب الى قرية قريبة دلتاوية غنية خضراء الارض وخصبة كعادة كل الدلتا الملاى بفروع النيل الكثيرة الكثيرة ونتعبد فى معابدنا وصروحنا لالهتنا العظيمة.. ونرى كل زوج وزوجته واولادهما نظيفين متشحين بالكتان الابيض.. وتنظر حتشبسوت فى حسد الى النساء وشعورهن المجدولة والمحلاة بالذهب كلهن فتنة وسحر.. نختطف من السوق بعض الاطعمة ونهرب وسط لعنات الباعة ومطاردتهم لنا كالعادة. ظللنا لسنوات هكذا. حتى رانا الفرعون ددومس فى احدى جولاته فى تلك القرية وغيرها من انحاء البلاد. فاشفق علينا وانعم علينا ببيت جميل منعزل قرب العاصمة طيبة كما ذكرت لكم. نزرع فيه الشعير والحنطة والكتان. ونبيع.. واغتنينا وعوضنا رع واولاده الكرام خيرا. وازدادت حتشبسوت مع النظافة والغنى جمالا فوق جمالها. بالخلخال والقرط والاساور والغوايش والشعر المجدول والملابس البيضاء الشفافة وامتلا بدنها وصدرها حبيبى. كان الرجال يحسدوننى عليها. وانجبنا ولدين. ودانت لنا الحياة. لكن البلاد كانت تعانى الان من تهديد خطير.. انهم الهكسوس الذين جاؤوا من اسيا من تلك الصحراء التى ستسمى لاحقا نجد. بداوا يستولون على اراضى مصر شيئا فشيئا ولم نكن انا وحتشبسوت ندرى ان سعادتنا عمرها قصير وان الفرعون ددومس هو اخر فرعون مصرى قبل الاحتلال الهكسوسى الكامل.
وقع الاحتلال وحاول جنود الملك الهكسوسى الجديد اختطاف حتشبسوت الفاتنة لملكهم الذى راها معى فى ارضنا واشتهاها لنفسه.. قاومته حتشبسوت فقتلها.. حزنت انا واولادى. عشت حزينا لسنوات احاول تربية الاولاد وقد حاق بنا الفقر واستولى الملاعين على ارضنا وبيتنا وعدنا مشردين وفى النهاية ثرت انا وهم نحاول اقتحام القصر والفتك بهذا الظالم انتقاما منه لحبيبتى حتشبسوت ولاولادنا وتشردنا.. لكن الحرس قتلونا.
استيقظت من نومى. اتعجب اهذا حلم ام رؤيا لجذور ماض لا اعرفه.. اعددت لامى طلباتها وساعدتها حتى جاء الليل التالى لانام..
كنت انا حا-ما-دا وامراتى فى الثلاثينات من عمرنا واولادنا وبناتنا كبار شباب ننوى تزويجهم لبعضهم قريبا وقد وجدنا بينهم مشاعر حب وغرام غير خافية .. جالس انا وهى مرتدين فرائنا من جلود الحيوانات التى اصطدناها انا وهى عبر سنوات عمرنا.. جالس انا وهى حول النار المضطرمة فى كهفنا.. متلاصقين كم احبها واحب الالتصاق بها. كانت تضيق بذلك وتبتعد لكنها ترضخ لشهوتى ارضاء لى. كانت جادة اكثر منى فى امور الحياة.. بينما انا كسول وشهوانى واود مضاجعتها كل دقيقة او على الاقل اضاعة اليوم كله فى تقبيلها وعناقها والتمسح ببدنى فى بدنها. خرجنا نتعبد للمطر والنجوم والليل والنهار الهتنا التى سميناها اسماء بدائية. رايت صورة وجهينا فى صفحة النهر الصغير قرب مغارتنا الواقعة فى ارض معشوشبة باردة نوعا. انحن بشر هومو سابينز او نياندرتال كما عرفنا لاحقا... لا ادرى. لكن كل ما ادريه ان قوما ناعمى الشكل بداوا يستوطنون حولنا.. وبداوا يتحرشون بزوجتى شا-غى-با. وبناتنا. وفى يوم عدت من الصيد فوجدت كهفنا صامتا وسمعت صراخا بعيدا. ركضت نحو مصدره. وجدت اولادى الذكور قتلى وبناتى وزوجتى عراة بين اجساد القوم الناعمين. انتهكوا زوجتى انتهاكا جماعيا وكذلك بناتى. رفعت سلاحى لاتصدى لهم فلم اعلم ما جرى بعد. لقد قتلونى.. قتلونا... وانتهكونا.
استيقظت فزعا..
وامضيت يومى مع امى ومع عملى كمعلم تاريخ. وعدت تعبا لانام..
كنت انا وهى فى مشاهد شتى باسماء مختلفة واولاد مختلفين ... بطالمة قتلنا رومان .. مصريون او يونانيون بطالمة امون رعيون قتلنا مـسيحيون اوائل. مواطنون رومان يقتلنا بعض البرابرة .. اسرائيليون فى اورشليم او عند نهر الاردن يقتلنا وينتهكها الرومان .. مقاتلة اغريقية خشنة وقوية ومسترجلة وانا مقاتل ايضا فى اثينا او اسبرطة او احدى المدن الدول .. مغوليان جندى بوذى وزوجته المـسيحية النسطورية يقتلنا بعض العرب المتعصبين للعباسيين .. يهود يثربيون يقتلنا وينتهكنا جنود العرب المكيون واليثربيون.. عرب مقتولون بواسطة الدولة فى الريدا وورز.. فرس وعراقيون زرادشتيون ساسانيون يقتلنا وينتهكنا ويحتلنا الارابكونكوررز.. من بنى الحسين او زينب يقتلنا امويون او عباسيون لا ادرى .. فاطميون صغار نتشرد ونقتل بامر الخليفة العباسى وتنفيذ صلاح الدين الكردى الايوبى .. مماليك قتلنا العثمانيون.. ارمن يقتلنا ويصلبنا العثمانيون .. سوريون يخزوقنا الاتراك .. مصريون يشنقنا ويجلدنا الانجليز واسرة محمد على.. امويان من بنى امية فى دمشق لكن من صغار الاسرة لم نتقلد مناصب قط يقتلنا العباسيون.. بيزنطيان فى الاناضول.. يقتلنا وينتهكنا العرب او الاتراك لا ادرى بالضبط.. عباسيون صغار يقتلنا جنود هولاكو فى بغداد .. قوط ووندال يقتلنا جنود الموزلمكونكوررز فى اسبانيا... فلسطينيون يقتلنا اسرائيليون .. او اسرائيليون جدد يقتلنا فلسطينيون.. هنود حمر يقتلنا اوروبيون .. واوروبيون يقتلنا هنود حمر.. سوريون بيزنطيون يقتلنا ويحتل ارضنا الارابز.. المان نازيون يقتلنا الحلفاء .. فرنسيون خدم للملك يقتلنا ثوار الثورة بالمقصلة .. المحصلة دائما نموت ولا تكتمل قصتنا وقصة حبنا وحياتنا واولادنا يا امراة..
استيقظت متعجبا.. ما هذا الحلم المتكرر ومن هى .. اننى اشعر انها مالوفة جدا .. من هى .. اهى حيوات سابقة وتناسخ .. ام اننا مغامرين عبر الزمن .. ولكن كيف نعود بعدما نموت
اصبحت مهووسا بهذه المراة الحلوة التقاطيع. من هى لابد ان اعرف. هل تحيا اليوم فى مكان ما او ماتت منذ ألفيات او قرون ام هى مجرد وهم وأضغاث احلام وتلفيقات عقل باطن لا اساس لها من الواقع والحقيقة.. بحثت عنها وتقمصت دور امير المؤمنين وتزوجت اجمل الجميلات زوجاتنا التسع وسرارينا الاربع عشرة. كلمت وغازلت السورية والتونسية والمغربية. لعلى اجدها .. هذه الالهة الخارقة التى تستطيع تقمص كل النساء. تستطيع ان تكون باقتدار مارلين مونرو ميم ميم زوجتنا او زوجتنا لانا دل راى او زوجتنا مونيكا بيلوتشى او زوجتنا جاين مانسفيلد او زوجاتنا شريهان وهدى رمزى وسهير رمزى وغيرهن من ممثلات هوليوود ومصر وسوريا والابراج الاثنى عشر.
ظللت فى حيرة لسنوات .. لم أعثر لها على اثر. حتى يئست.. ثم ذات ليلة نمت فرأيت ملأ نورانياً رجالاً ونساءً وفوقهم رجل أشيب ملتحى وامراة ناضجة مثله يبدوان أباً وأماً وملكاً وملكة لبقية الأسرة وأمامهم تدور كرات منجمة سوداء كالفقاعة الزجاجية وأوحى الىّ أنها الأكوان. إنهم الملأ الربوبى المتعدد البوليدايزمى الذى اقترب كثيرا المصريون القدماء والرومان والاغريق من تصويره وفهمه وابتعد الابراهيميون كثيرا جدا عن فهمه. كان الملأ النورانى أو اللجنة الصانعة التكوينية يجلسون وقالوا لى اتبع البحر المتوسط والبحر الاحمر. لا تتغرب ولا تتشرق. كفاك تمشرقا وتغربا فان الغرب من الشرق. والشرق من الغرب. لكنها نسيتك. وأنت تذكرتها. تنامان وتستيقظان. فتنسيان من أنتما وأين كنتما وتتعصبان للمكان والزمان ومعبود العصر والأوان. وتنسيان. ستجدها عاكفة على ريشتها ومكتبتها وقلمها وجمجمتها ومعطفها الأبيض. ستجدها تستمتع مستمعة الى الموسيقى برقى. ستجدها نضرة فى الريعان يا ابن الانسان. حين تطالع طلعتها المتوسطية الأسوانية السكندرية السيناوية السيوية ستنسى الأخريات وتتذكرها هى. فهى منا نحن الملأ النورانى. ولكنها أحبتك كثيراً وتواضعت من أجلك. وماتت من أجلك ومت من أجلها. وارتحلتم عبر الزمن والكون. لكن عقلك لم ينساها.. استيقظ الآن واذهب.. لا تتغرب ولا تتمشرق فهى ابنة وجارة من بلادك الحميمة متألقة فى عاصمتها. بيضاء فريدة. كالعاج مشربة بحمرة. تحبك حين تراك. وتهيم فى هواك. وحين تراها تتجمد ويقتلك الشوق اليها وتبرد هى وتسخن أنت.. جادة كثيراً مهمومة كثيراً .. كالتمثال وأنت كالأفعوان تلتف عليها ولا تلتفت إليك. تود لو تقيدها وتسمرها.. وتجعل كل كتبها أنت وكل لوحاتها العلمية أنت. تود لو تضاجعها ليل نهار. وتود لو تبقى عيونها بعيونك معلقة تود لو تتكرس لك وتنسى كل أحد وكل أهل وكل سياسة ودين وتتكرس لك. كل دولة أعجبتك بناتها فليست دولتها فاعلم والزم. انها غير متوقعة. ولا تدرى انها فى صف انصار بلادها وانصار الانسان كل انسان حقيقى. اتعبتها السياسة واتعبها الدين. فلا تثرثر معها فيهما فانت ايضا متعب منهما.
استيقظت .. افكر وتراءت لى خريطة الشرق الاوسط وشمال افريقيا .. اين انت يا فتاة .. اين انت يا حبيبة القلب .. سوريا كلاا. تونس كلا .. المغرب؟ كلا .. جارة.. السودان؟ كلا .. جارة.. ان لم تكن السودان .. اسرائيل ؟ كلا.. لا اشعر انها اسرائيلية.. اذن.. ليبيا ؟ ايعقل .. لم اعرف فتاة منها ابدا .. لعل الملأ النورانى المقدس قصد ذلك. وهل سنموت ايضا هذه المرة ام سننجح معا. البلد الغارقة فى الحرب الاهلية والصراعات القبلية والتى قتلت معمرها وخدعها العباسيون الجدد بامر اوباما.. لتغرق فى ظلام ودم يعيدها قرونا برغبة اهلها وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.. كلا ليست هى .. بلادى الحميمة مصر وسوريا .. مصر .. نعم انها هى.. حينها رايت اسمها منطبعا فى السماء بحروف امازيغية وسريانية ولاتينية واغريقية وصينية ويابانية وروسية. شغب ناعم سامية ابدية راقية هائمة هدؤوها نفرتارىّ.. حبيبتى س-ا-ر-ا-ى. اهذا اسمها ام لقبها.. لا تتغرب ولا تتمشرق وعلى شاطيء المتوسط او الاحمر او النيل تجدها تنتظرك. تجدها ترسمك وتكتبك وتقولك وتنحتك فى عقلها وقلبها من وحى روحها. تجدها تحبك. متالقة فى عاصمتها .. القاهرة اذن ام الاقصر او الاسكندرية. كم احبك يا امراة.. وروحى ارسلت عيونى حيث س-ا-ر-ا-ى المشاغبة الملائكية الرقيقة الالهة السلطانة البروفتيكية جالسة ترسم وتنحت بفكرها وعقلها الانثوى وتقرا وتشاهد المسلسلات التاريخية السورية والايرانية الدينية البروفيتيكية مثلى. بالشورت والتيشيرت الصيفى. يا لجمال ساقيها. يا لبهاء وجهها. يا لجمال شعرها.. اهويت بشفتى اقبل يديها وقدميها بشفتى روحى وهى لا تشعر بى.. ابنة مايو ويونيو كما قال لى الملأ النورانى. قبلت خدها. ما احلاه. حتشبسوتى حبيبتى .. كلا ساسميها ايضا تحتمستى ونفرتاريتى وخعمررنبتيتى مليكتى سلطانتى مليكة الجوزائيات. الزهرة الوردة الرقيقة بشعرها الناعم الطويل الغزير الفتان ونور وجهها الذى لا يخبو ولا تغيره السنون ولا مجئ الليل والظلمات كل ما فيها جميل عقلها وقلبها، روحها وجسدها، يداها وقدماها، كل ظفر من اظافرها وكل سنة من اسنانها. صوتها وضحكتها، دلالها، رومانسيتها وشهوانيتها. قوة شخصيتها وقياديتها. عظمتها ورقتها. شفاه فمها وشفاه كعثبها.
كلا لن اكلمها فى الدين ولا السياسة .. حبيبتى عبر الدهور من اول الزمان لاخر الزمان .. حتشبسوتى س-ا-ر-ا-ى- المشاغبة بجديتها ورقتها واجنحتها الفراشية كم احبك.. اسمحى لى ان انام فى فراشك جوارك. اسمحى لى. ابقى جوارى. سارسم خريطة وكتالوج عظمك وعضلاتك وبشرتك وما فوقها. عيونك وشعرك اسنانك وحتى اظافر يديك وقدميك التى اقصها لك او اطليها لك. تاريخ كل شعرة وسلمية واصبع. وبصمة فيك يا امراة. انها أملاكى يا حتشبسوتى وكليوبترتى وخعمررنبتيتى.