"كنت في يوم من الأيام فاكر إن الحياة هتمشي سلاسة زي المية، لحد ما قررت أطلع من البيت. أول حاجة قابلتها كانت شجرة في الشارع. مش عارف ليه، بس الشجرة دي كانت عاملة زي موظف حكومي: واقفة، ثابتة، وكل شوية تعترض طريقك كأنها بتقول: 'إنت مش ماشي صح يا ابني!' بس لسه ما وصلتش للي حصل بعد كده. وكل ما كنت بحاول أعدي منها، كنت لاقي نفسي بنزل في حفرة صغيرة تضحك عليا! أول ما صحيت من الغيبوبة الصغيرة دي، اكتشفت إنني عايش في كوميديا سوداء، مش في حياة طبيعية!"
♕Widow maker ♕#
"يوسف كان قاعد على مكتبه البسيط في شقته الصغيرة. المكتب كان دايماً مليان بأوراق مبعثرة، أقلام هنا وهناك، وفنجان شاي بارد اتعود ينساها وهو مشغول في الكتابة. يومها ما كانش كاتب عادي، كان معروف برواياته البوليسية اللي دايماً فيها حبكات معقدة، لكن النهاردة كان مختلف. الصفحة اللي قدامه بيضا، وكل ما يحاول يكتب كلمة، القلم ما بيطاوعهوش.
يوسف قعد يراجع في الكرسي، بص للسقف وقال بصوت عالي: "يمكن خلاص؟ يمكن الحكايات اللي جوايا خلصت!" السيجارة في إيده كانت خلصت، لكنه كان محتاج يشعل غيرها عشان يهدى من التفكير.
الشقة كانت هادية جداً، المكان الوحيد اللي بيلقي فيه يوسف راحته. لكن جوه الهدوء ده كان فيه إحساس غريب، كأن فيه حاجة مش طبيعية بتحصل. خبط الباب خبط خفيف.
يوسف قام ببطء، مش متوقع حد في الوقت ده. لما فتح الباب ملاقيش حد، لكنه لاحظ ظرف أصفر صغير مرمي قدام الباب. بص حواليه بسرعة، السلم كان فاضي، والهدوء اللي حوالي العمارة كأنه بيصرخ.
مسك الظرف ورجع جوه، قفل الباب ورمى نفسه على الكرسي. فتح الظرف وطلع منه ورقة مطبوعة. في البداية، افتكر إنها إعلان أو حاجة تافهة، لكن لما ركز، قلبه انقبض.
"الضحية: رجل خمسيني. المكان: شقة صغيرة في حي شعبي. الوصف: نافذة مكسورة، والضحية مخبوط على رأسه بآلة حادة. جثة الضحية مغطاة بدماء، والشرطة سجلت أدلة معينة تشير إلى جريمة عنيفة."
يوسف قعد يقرأ الجملة مرتين تلاتة. حس إن الكلام ده غريب. الجملة مكتوبة بنفس الأسلوب اللي بيستخدمه في رواياته، وكأنها جزء مقتبس من حاجة هو نفسه كاتبها. لكنه ما افتكرش إنه كتب حاجة زي كده قبل كده.
بص حواليه، ضحك بخوف وقال: "أكيد هزار سخيف من واحد معجب"، ورمى الورقة على المكتب.
الليل عدى ببطء، ودماغ يوسف لسه مشغالة في الرسالة اللي استلمها. فكر يكتب عنها حاجة، يمكن تتحول لحبكة جديدة. لكن في نفس الوقت كان جوه إحساس غريب. حاجة في الورقة مش مريحة."
"الليل عدى ببطء، ودماغ يوسف لسه مشغالة في الرسالة اللي استلمها. فكر يكتب عنها حاجة، يمكن تتحول لخطة جديدة، لكن في نفس الوقت كان جواه إحساس غريب. حاجة في الورقة مش مريحة.
بعد يومين، كان قاعد قدام التلفزيون يتفرج على الأخبار وهو بياكل. المذيعة كانت بتتكلم عن جريمة حصلت في منطقة شعبية. عينه اتسعت وهو يسمع التفاصيل.
"رجل في الخمسينات، تم العثور عليه مقتولًا في شقته. الضحية تعرض لضربة قاتلة على الرأس بآلة حادة. الشقة كانت في حالة فوضى، والشرطة تعتقد أن الجريمة نتيجة شجار عنيف."
يوسف ساب الشوكة في الطبق، وقام بسرعة يجيب الرسالة اللي استلمها. التفاصيل كانت متطابقة تمامًا. الجريمة حصلت زي ما كانت مكتوبة في الرسالة.
بعد الجريمة الأولى، يوسف بدأ يحس أن في حاجة غلط. حاول يقنع نفسه إنها صدفة، لكن لما وصل ظرف ثاني، الشكوك كلها اتحولت لرعب حقيقي.
الظرف الثاني كان بنفس الشكل، والرسالة الجديدة كانت مكتوبة بطريقة أشبه:
"الضحية: امرأة متزوجة. وجدت معلقة في سقف منزلها. التفاصيل: أدوات منزلية مبعثرة، وأثر واضح لحبل الغسيل حول رقبتها. الجريمة وقعت في منتصف الليل."
يوسف مسك الورقة بإيد بتترعش. مين اللي بعت الحاجات دي؟ وليه؟ قرر يحتفظ بالرسالة، وراح يقابل صاحبه "ماجد"، ضابط الشرطة اللي كان بينه وبينه علاقة قديمة.
في مكتب ماجد، ماجد يوسف حكى له كل حاجة.
ماجد بص له باستغراب: "يوسف، أنت أكيد بتهزر. جريمة حصلت بنفس التفاصيل؟ طيب فين الرسالة الأولى؟"
يوسف رد بتوتر: "اختفت! مش لاقيها، لكن أنا متأكد من اللي شفته. والرسالة دي هي التانية."
ماجد مسك الرسالة وبص فيها: "طيب يا يوسف، أو اللي بتقوله صح. يبقى إحنا قدام شخص غريب جداً. حد بيحاول يحاكي أفكارك بطريقة مخيفة."
الجريمة الثانية حصلت فعلاً بنفس التفاصيل. ست متزوجة، الشرطة لقتها معلقة في السقف، وكل حاجة مكتوبة في الرسالة كانت حقيقة.
ماجد اتصل بيوسف على طول بعد الجريمة، وقال له: "الموضوع جد يا يوسف. الظاهر إن اللي بعتلك الرسائل مش بيلعب. الجرائم دي حقيقية."
يوسف قعد في مكتبه، مش عارف ينام. الرسائل بدأت تحاصره، والشكوك حواليه اللي حواليه بدأت تزيد."
يوسف قعد على الكرسي في مكتبه، ضاغط على صدغه كأنّه بيحاول يوقف دوامة الأفكار اللي بتحاصره. الجرايم بتحصل، الرسائل بتوصله، وما فيش أي تفسير واضح. الغريب أكتر إن الجرايم مرتبطة به، كأنّها خارجة من عقله. "لو كان حد بيحاول يهددني، ليه مش بيظهر؟ ليه مش بيطلب حاجة؟" قالها لنفسه بصوت عالي.
قرر يوسف يرجع لأسلوبه القديم في التفكير المنطقي. ككاتب بوليسي، دايمًا كان بيعتمد على تحليل الأحداث وربطها ببعض. مسك الورقة التانية، وبدأ يكتب ملاحظاته على دفتر قديم.
الجريمة الأولى: رجل في الخمسينات، مقتول بنفس التفاصيل اللي وصلتني.
الجريمة التانية: امرأة متزوجة، نفس التفاصيل المكتوبة في الرسالة.
الرسائل مكتوبة بأسلوبي... ده مش صدفة.
الجرايم بتحصل في توقيت قريب جدًا من استلام الرسائل.
---
قرر يوسف إنه يقفل الباب على نفسه، ويركز في كل خطوة ممكنة توصله للحقيقة. أول حاجة فكر فيها: "هل ممكن يكون في حد قريب مني بيعمل كده؟" بدأ يشك في كل اللي حواليه.
ماجد كان أكتر شخص منطقي إنه يلجأ له، لكنه في نفس الوقت، بدأت شكوك صغيرة تتسرب ناحيته. ماجد هو الوحيد اللي يوسف وثق فيه بالرسائل، فلو ماجد له دور في الموضوع، هيكون أذكى مما يوسف متخيل.
---
في نفس الليلة، يوسف قرر ينام شوية بعد أيام من الأرق. لكنه صحي في نص الليل على صوت غريب. كان الصوت كأنه خربشة جاية من عند باب الشقة. مسك مصباح صغير وراح ناحية الباب، قلبه بيدق بسرعة. فتح الباب بحذر، لكنه ملاقاش حد.
على الأرض كان فيه ظرف جديد. نفس الشكل، نفس اللون. مسكه ورجع بسرعة على المكتب، وفتح الظرف. الرسالة المرة دي كانت أقصر، لكنها كانت أبشع:
"يوسف، فكّر في نفسك: لو كنت مكان الشرطة، مين أول حد هيشُكّوا فيه؟"
الجملة كانت بسيطة، لكن وقعها كان ثقيل. الرسالة بتشير بشكل مباشر إن يوسف نفسه ممكن يكون المشتبه الأول. "لو كانوا فعلاً بيشكّوا فيّ... يبقى اللي بعت الرسالة دي عارفني أكتر من اللازم."
---
تاني يوم، يوسف راح يقابل ماجد في الكافيه اللي كانوا دايمًا بيتقابلوا فيه. الجو كان مشحون، وماجد باين عليه القلق.
يوسف قال مباشرة: "ماجد، لو الشرطة شافت الرسائل دي، هيعملوا إيه؟"
ماجد بص له بحدة: "يعني إيه هيعملوا إيه؟ يوسف، الرسائل دي لو في إيد غيري، أكيد هيشوفوا إنك متورط."
يوسف رد بعصبية: "بس أنا مش متورط! الرسائل دي بتجيلي، مش أنا اللي بكتبها!"
ماجد شرب شوية من القهوة، وقال: "عارف يا يوسف، لكن الشرطة مش بتفكر كده. عندهم وقائع: الجرائم بتحصل، والرسائل مرتبطة بيك. لازم نلاقي دليل على إن في حد تاني ورا ده."
---
يوسف رجع البيت، وهو حاسس إن الحبل بيضيق حوالين رقبته. الناس اللي كان ممكن يثق فيهم بدأوا يبقوا جزء من الشكوك اللي بتطارده. قعد قدام الكاميرات اللي كان مركبها في الشقة من فترة، وراجع التسجيلات. في تسجيل من يوم وصول الرسالة الأخيرة، لاحظ حاجة غريبة: فيه ظل لشخص وقف قدام الباب لثواني قبل ما يرمي الظرف.
قعد يركز في الظل، لكن التفاصيل مش واضحة. الحاجة الوحيدة اللي لفتت نظره كانت ساعة في معصم الشخص، شكلها غريب وأنيق، وكأنه شافها قبل كده.
"الساعة دي..." يوسف قالها بصوت منخفض، وهو بيفكر في ماجد. الشك بدأ يزيد أكتر.
---
الأيام اللي بعدها كانت زي الكابوس. يوسف بقى عايش مع إحساس إنه مراقب طول الوقت. كل صوت حوالين الشقة، كل حركة بسيطة في الشارع، كان بيحس إنها مستهدفة ليه.
في يوم، وصل ظرف جديد. الرسالة المرة دي كانت مختلفة تمامًا عن اللي قبلها:
"المرحلة الجاية... هيكشف فيها كل شيء. جهّز نفسك."
يوسف قرأ الجملة وارتجف. الرسالة كانت كأنها إنذار، مش مجرد تهديد.
---
في الليلة نفسها، وهو قاعد في الصالة، سمع صوت خطوات قدام باب شقته. الكاميرات الخارجية ما جابتش أي حركة، لكن الصوت كان واضح. مسك المسدس، ووقف ورا الباب. بعد دقيقة، الصوت وقف.
لما فتح الباب، ملاقاش حد. لكن كان فيه ظرف جديد، والمرة دي الورقة جوا كانت مكتوب عليها:
"نهاية المرحلة الأولى. دلوقتي... لازم تكتشف الحقيقة بنفسك."
يوسف حط الورقة على الترابيزة، وقرر إنه خلاص مش هيفضل يدافع. لازم هو اللي يهاجم، ولازم يبدأ بماجد.
يوسف فضل واقف قدام الباب، والظرف في إيده، لكنه حس إن الصمت اللي حواليه أثقل من أي حاجة سمعها قبل كده. "لازم أتحرك، لازم أبدأ أنا بدل ما أفضل منتظر اللي هيحصل." رجع الظرف للطاولة، قعد، وبدأ يكتب في دفتر ملاحظاته:
1. الرسائل بتوصل بطريقة محددة، ومصدرها مجهول.
2. الجرايم بتحصل بعدها مباشرة، وبنفس التفاصيل.
3. الشخص اللي بيبعت الرسائل عارفني كويس جدًا... يمكن أكتر من اللازم.
4. الظل اللي شفته في التسجيل كان بيلبس ساعة غريبة... زي الساعة اللي شفتها على إيد ماجد.
مسح على وشه بإيده، وحس إن الرعب اللي جواه بدأ يتحول لغضب. ماجد كان دايمًا الشخص الوحيد اللي يوسف بيثق فيه. لو الشكوك ناحيته صحيحة، يبقى الموضوع أكبر مما كان متخيل.
---
تاني يوم الصبح، يوسف قرر يقابل ماجد مباشرة. راح لمكتبه في القسم، لكنه كان مجهز نفسه للمواجهة. لما دخل، كان ماجد واقف قدام مكتبه، بيكلم واحد من زملاءه، ولما شاف يوسف، ابتسم:
"يوسف! تعال. مالك؟ شكلك مش نايم كويس."
يوسف رد بهدوء: "ماجد، محتاج أتكلم معاك على انفراد."
ماجد بص له بحذر: "خير؟ في حاجة جديدة؟"
يوسف اكتفى بهزة رأسه، وماجد دخل الأوضة الصغيرة اللي بيستخدمها للاجتماعات، وأشار ليوسف يدخل.
---
يوسف قفل الباب ووقف. وشه كان متوتر، لكنه حاول يبان واثق.
"ماجد، أنا محتاج أسألك حاجة. وعايزك تكون صادق معايا."
ماجد ضحك بخفة: "يوسف، إنت عارفني. مفيش حاجة بخبيها عنك. اسأل."
يوسف قرب شوية، صوته بقى أخفض: "الساعة اللي كنت لابسها آخر مرة شفتك فيها... جبتها منين؟"
ماجد كان شكله متفاجئ من السؤال، لكنه رد بسرعة: "ساعة؟ قصدك الساعة الجلد؟ دي هدية من أخويا. ليه؟"
يوسف اتنفس بعمق: "لأنها كانت على إيد الشخص اللي ظهر في تسجيل الكاميرا عند باب شقتي. الظل اللي شفته كان لابس ساعة زيها بالظبط."
ماجد وقف مكانه، عينيه ثبتت على يوسف. "يوسف، إنت بتتهمني بشيء؟"
يوسف رد بصوت عالي: "أنا مش باتهمك، بس أنا عارف إن في حاجة غريبة. لو مش إنت، مين؟"
ماجد قرب خطوة منه: "أنا واقف جنبك من أول يوم، يوسف. أنا الوحيد اللي مصدقك إن اللي بيحصل ده حقيقي. ولو فكرت للحظة إني ممكن أكون جزء منه، يبقى إنت محتاج تراجع نفسك."
يوسف اتراجع خطوتين، لكنه فضل ساكت. العلاقة بينه وبين ماجد كانت على المحك، وكل كلمة كانت بتزيد التوتر بينهم.
---
لما رجع البيت، يوسف كان أكتر حيرة من أي وقت فات. ماجد كان مقنع، لكن الشكوك لسه موجودة. قرر إنه يحاول طريق جديد. فتح اللابتوب، وبدأ يدور على أي طريقة يلاقي بيها مصدر الرسائل.
استمر طول الليل يحلل التسجيلات، يدور في الإنترنت عن أي أدوات ممكن تكون استُخدمت لإرسال الرسائل أو كتابة النصوص. كل حاجة كان بيقراها بتزود إحساسه إنه بيواجه شخص عبقري، شخص قادر يخطط لخطوة قبل ما يوسف حتى يفكر فيها.
---
قبل الفجر بشوية، يوسف كان خلاص على وشك ينام، لكنه سمع صوت غريب من الشقة. زي ما يكون حاجة اتكسرت في المطبخ. مسك المسدس وطلع ببطء، خطواته تقيلة والأنفاس بتتسارع.
لما وصل للمطبخ، لقى الكوب اللي كان على الحوض واقع على الأرض ومكسور. مفيش حاجة تانية، لكنه حس إن في حد كان هنا. قرب من النافذة، كانت مفتوحة شوية، مع إنّه متأكد إنه قفلها قبل ما ينام.
رجع مكتبه، لكنه وقف مكانه لما شاف ظرف جديد على الطاولة. "مش ممكن... أنا كنت هنا طول الليل."
فتح الظرف، وكانت الرسالة مكتوبة بجملة واحدة:
"كل خطوة بتاخدها، أنا عارفها قبلك."
---
وصل يوسف لمرحلة الانهيار. قرر إنه يواجه كل حاجة مرة واحدة. كتب رسالة بنفسه، حط فيها كل حاجة بيحسها:
"لو كنت فعلاً عارف كل حاجة، ليه مش بتواجهني؟ أنا هنا، مستنيك."
---
بعد ساعات قليلة، الباب خبط. يوسف وقف بسرعة، مسك المسدس، وفتح الباب بحذر. قدام الباب، كان فيه شخص لابس قناع أسود، واقف ساكت.
يوسف وجه المسدس عليه وقال: "إنت مين؟"
الشخص ما ردش، لكنه رفع إيده، ورافع ورقة.
يوسف أخد الورقة، وقبل ما يرفع عينه تاني، الشخص كان اختفى.
فتح الورقة، وكان مكتوب فيها:
"الجزء الأخير يبدأ الآن. جهز نفسك."
---! اتمنى تقول رايك بكل صراحه
الجزء الثاني
يوسف وقف في نص الصالة، الورقة في إيده بتترعش، وعقله شغال بأقصى سرعته. الشخص ده، اللي لابس القناع، اختفى كأنه ما كانش موجود. ازاي؟ فين راح؟ يوسف جري ناحية السلم، نزل بسرعة يتأكد لو في أي حد في الشارع. المكان كان فاضي تمامًا، حتى صوت السيارات اللي بيعدي في العادة كان مختفي.
رجع الشقة وقفل الباب بكل قوة، قعد على الكرسي وهو يتنفس بصعوبة. الورقة كانت قدامه، وكل كلمة مكتوبة عليها كانت بتزن في ودانه. "الجزء الأخير يبدأ الآن..."
معناه إيه؟ إيه اللي بيخطط له الشخص ده؟ وليه يوسف تحديدًا؟
---
في اليومين اللي بعد الليلة دي، يوسف كان شبه محاصر. ما كانش بيخرج من شقته إلا للضرورة، الكاميرات اللي مركبها في الشقة كانت شغالة 24 ساعة، وكل ثانية بيحس إنه مراقب. حتى الأكل كان بيطلبه من تطبيق توصيل، بس مع كل طرقة على الباب، كان بيرجعله نفس الإحساس... الرعب.
الرسالة الأخيرة خلت دماغه يربط خيوط مالهاش نهاية. الشخص ده، مهما كان مين، عارف كل خطوة يوسف بياخدها، كأنه عايش معاه في نفس المكان أو أقرب.
---
في الليلة التانية، يوسف قرر يتفحص الشقة كلها. بدأ يمشي في كل ركن، يفتح كل دولاب، يدور على أي حاجة غريبة. في المكتبة الصغيرة اللي جنب السرير، لقى دفتر قديم عليه تراب. لما فتحه، اتصدم.
الدفتر كان مليان ملاحظات بخط إيده، لكن الغريب إن فيه نصوص مكتوبة عن جرائم مشابهة جدًا للي بتحصل دلوقتي. التفاصيل، الأسلوب، حتى بعض الأسماء كانت مطابقة. يوسف حاول يتذكر: "امتى كتبت ده؟" لكنه ما افتكرش. كأن الدفتر ده ظهر فجأة.
---
تاني يوم الصبح، يوسف قرر يقابل ماجد تاني، المرة دي مش عشان يطلب المساعدة، لكن عشان يختبره. لما وصل المكتب، كان ماجد في مكتبه لوحده، وكان واضح عليه إنه مشغول في مكالمة.
يوسف دخل من غير ما يستأذن، وقال بصوت ثابت: "ماجد، لازم أتكلم معاك دلوقتي."
ماجد رفع عينه، وقال: "مش وقتك يا يوسف. استنى برا شوية."
لكن يوسف كان عنده إصرار، قرب منه وحط الدفتر قدامه على المكتب. "تفتكر ده يعني إيه؟"
ماجد قفل الخط، وبص على الدفتر. تقلبت ملامحه بسرعة بين دهشة وقلق. "إيه ده؟ ده بتاعك؟"
يوسف هز راسه: "ما أعرفش. لقيته في البيت. كل حاجة مكتوبة فيه بتطابق اللي بيحصل دلوقتي. معقول أنا اللي كتبت ده؟"
ماجد سحب نفس طويل وقال: "يوسف، لو كنت كتبت ده فعلًا، يبقى في احتمالين: يا إما عقلك بيلعب عليك وبتعيش في أوهام، يا إما في حد قريب منك عارف كل حاجة كنت بتكتبها وبيستغلها."
يوسف رد بسرعة: "بس ازاي يكون عارف حاجات لسه ما كتبتهاش؟ الجرائم الأخيرة مش موجودة في الدفتر."
ماجد وقف، وبدأ يمشي في الأوضة. "يوسف، أنا مش هكذب عليك... الموضوع بقى خطر. الشرطة بدأت تفتح ملفك. الرسائل اللي بتحصل، الجرايم اللي بتطابق كتاباتك، ده كله ضدك."
يوسف صرخ: "لكن أنا مش الجاني! أنا الضحية!"
ماجد قرب منه وقال بهدوء: "يمكن تكون الضحية، لكن كل الأدلة بتقول عكس كده. لازم تلاقي طريقة تثبت إنك بريء."
---
بعد اللقاء مع ماجد، يوسف رجع البيت محبط أكتر. بدأ يشك حتى في نفسه. هل فعلاً ممكن يكون هو السبب؟ هل في جزء من عقله بيخطط لكل ده من غير ما يعرف؟
في الليلة دي، قرر يوسف إنه يكتب. مسك الورقة والقلم، وبدأ يكتب نص جديد عن جريمة قتل، بس المرة دي كان عارف إنه بيكتبها كاختبار. كتب كل التفاصيل، لكنه غيّر حاجات كتير عن طريقته المعتادة، وكأنّه بيحاول يضلّل أي حد بيقرأ.
بعد ما خلص الكتابة، حط الورقة في مكان واضح على مكتبه، ونام لأول مرة من أيام. لما صحي الصبح، الورقة ما كانتش في مكانها، لكن فيه ظرف جديد بدلها.
فتح الظرف بسرعة، وكان فيه رسالة مختصرة جدًا:
"محاولة جيدة... لكنك مش أذكى مني."
---
النقطة دي كانت القشة اللي قصمت ظهر يوسف. قرر إنه ما ينفعش يكمل في الوضع ده. الشخص ده لازم يتكشف، ولازم يواجهه. فتح اللابتوب، وبدأ يدور عن أي تقنية ممكن تساعده يلاقي مصدر الرسائل. فضل ساعات يدور، يقرأ، يحلل، وكل خطوة كانت بتقربه من حاجة واحدة: في حد بيستخدم ذكاء اصطناعي متطور جدًا عشان يلعب اللعبة دي معاه.
---
بعد ليلة طويلة من البحث، يوسف لقى فكرة. قرر إنه يكتب رسالة بنفسه، بس المرة دي الرسالة كانت للقاتل مباشرة.
"أنا عارف مين إنت. وأخيرًا، اللعبة بتاعتك قربت تنتهي. لو عندك الجرأة، واجهني."
حط الرسالة على مكتبه وسابها مفتوحة، وخرج من البيت. فضل برة ساعات، لكن لما رجع، لقى ظرف جديد مستني على المكتب.
فتح الظرف، وكان فيه رسالة مكتوبة بخط واضح:
"المواجهة بدأت. الساعة 10 الليلة، المكان اللي عرفت فيه أول مرة إنك كاتب."
---
يوسف فضل ماسك الورقة، بيقرأ الكلمات المكتوبة فيها مرة ورا التانية. "المكان اللي عرفت فيه أول مرة إنك كاتب..." الجملة دي كانت مربكة، لكنها في نفس الوقت واضحة. كان بيتكلم عن بيته القديم، المكان اللي عاش فيه طفولته.
قرر إنه ما يضيعش وقت. جمع ورقه وسلاحه، لبس جاكت تقيل، وخرج. كان عارف إن اللي مستنيه مش بسيط، لكنه كان خلاص قرر يواجه الحقيقة مهما كانت.
---
الطريق لبيته القديم كان مظلم، والشارع كان شبه مهجور. يوسف ما كانش بيركز غير في اللي جاي، كل الذكريات اللي اتعلقت بالمكان ده كانت بتراوده وهو ماشي. البيت كان مهجور من سنين، وما رجعش ليه من وقت وفاة والدته.
وصل قدام الباب الخشبي القديم، اللي كان مكسو بطبقة تراب تخلي أي حد يعرف إنه مش مفتوح من زمان. دفع الباب ببطء، ودخل.
---
البيت كان غارق في ظلام خانق، بس ريحة المكان كانت كأنها متجمدة في الزمن. يوسف شغل كشاف صغير، وبدأ يتحرك بحذر. كل خطوة كان صداها يعلى في الصمت. الصالة كانت مليانة أثاث قديم ومتهالك، لكن وسطها كان فيه مكتب صغير، فوقه ظرف جديد.
قرب من المكتب، فتح الظرف، ولقى رسالة مكتوب فيها:
"خطوة جديدة نحو الحقيقة. افتح الدرج اللي قدامك."
يوسف اتردد لحظة، لكنه في النهاية فتح الدرج. جوه كان فيه دفتر قديم، زي اللي لقاه في بيته قبل كده. لما فتحه، قلبه اتقبض. الصفحات مليانة ملاحظات، نفس الأسلوب، نفس الكلمات، لكن النصوص كانت بتوصف جرائم جديدة لسه ما حصلتش.
---
في اللحظة دي، سمع صوت خفيف من الدور التاني. خطوات بطيئة وواضحة. يوسف مسك المسدس، وبدأ يطلع السلم. كل خطوة كان بيحس إن الصوت بيقرب أكتر، لكن لما وصل للدور التاني، مفيش حد.
الغرفة القديمة اللي كان بيكتب فيها أيام طفولته كانت مفتوحة. النور فيها كان خافت، لكنه لاحظ إن فيه شخص قاعد على كرسي قدام المكتب. الشخص ده كان لابس قناع أسود، ومش باين منه غير عينه.
يوسف رفع المسدس وصرخ: "إنت مين؟ ليه بتعمل كل ده؟"
الشخص ما ردش، لكنه حرك إيده ببطء، وطلع ورقة من جيبه، وحطها على المكتب.
يوسف قرب بحذر، وعينه مش بتتحرك عن الشخص. مسك الورقة وبدأ يقرأ:
"كل حاجة حصلت دي... كانت عشان أرجّعك للمكان ده. تفتكر ليه؟"
يوسف قال بصوت عالي: "مش فاهم! إنت بتلعب معايا من البداية، ليه؟"
الشخص رفع رأسه أخيرًا، وبدأ يفك القناع. يوسف اتصدم لما شاف وشه.
---
الوش اللي قدامه كان وش ماجد. لكن ماجد كان مختلف، عنيه مليانة بغض وشوية جنون. يوسف رجع خطوة لورا، وهو مش قادر يستوعب.
"ماجد؟ إنت؟"
ماجد ابتسم ابتسامة باردة: "كنت عارف إنك هتوصل للنقطة دي، يوسف. كنت مستني اللحظة دي من زمان."
يوسف صرخ: "ليه؟ ليه كل ده؟"
ماجد رد بهدوء مخيف: "لأنك سرقت مني حياتي، يوسف. كل حاجة كنت بحلم بيها، كل فكرة كانت في دماغي، أنت خدتهم وكتبتهم على ورق، وعشت شهرتك عليهم. أنا كنت الظل اللي عمرك ما شفته، لكن دلوقتي، أنا اللي هكتب النهاية."
يوسف رفع المسدس وقال: "إنت مجنون! أنا عمري ما سرقتك، وكل ده أوهام في دماغك!"
ماجد ضحك: "أوهام؟ الجرائم دي مش أوهام، يوسف. أنا نفذتها عشان أثبتلك إن أفكارك مكانها الواقع، مش الورق."
---
في اللحظة دي، صوت قوي جه من تحت، كأن الباب الرئيسي اتفتح بعنف. يوسف استغل اللحظة واندفع ناحية ماجد، لكنه اتفاجئ إن ماجد كان أسرع. اختفى من الغرفة في ثواني، وفضل يوسف لوحده.
نزل بسرعة، لكن المكان كان هادي. ماجد اختفى، زي ما كل مرة الرسائل بتظهر وتختفي.
---
لما رجع يوسف البيت، كان جسده مرهق وعقله أكتر. قعد على مكتبه، وكل حاجة حوالينه كانت بتصرخ بسؤال واحد: "إيه اللي هيحصل بعد كده؟"
فتح دفتر جديد، وكتب جملة واحدة:
"النهاية هتكون لما يتحول الخيال إلى قاتل."
---
يوسف رجع بيته بعد المواجهة المخيفة مع ماجد، وعقله كان مليان بالأسئلة اللي مش لاقي لها إجابة. كيف يكون ماجد هو الشخص اللي بيبعت الرسائل؟ وإزاي كان مخطط لكل الجرايم دي؟ لكن الأهم... ليه اختفى فجأة؟ وليه كان بيلوم يوسف على سرقة حياته؟
---
الأيام اللي بعدها كانت زي الكابوس. يوسف بقى محاصر أكتر من الأول، مش بس من الشخص اللي بيطارده، لكن كمان من نفسه. فكرة إن ماجد كان وراه كل ده كانت كابوسية، لأن ماجد مش مجرد صديق قديم، ده أكتر شخص يوسف كان واثق فيه.
لكن الغريب إن الظرف الجديد ما وصلش. لأول مرة من شهور، يوسف صحى وخرج من البيت من غير ما يلاقي ظرف مستنيه. الوضع كان هادي بطريقة مريبة، والهدوء ده خلّاه أكتر توترًا.
---
في يوم، يوسف قرر يروح لبيت ماجد. كان عارف إن الشرطة ممكن تكون على علم بحاجات ما قالهاش له، خاصة بعد الجرايم الأخيرة. لما وصل لبيت ماجد، العمارة كانت هادية جدًا، لكن لما خبط على الباب، مفيش حد رد.
يوسف حاول يدفع الباب، لكنه كان مقفول كويس. لف حوالين العمارة، وقرر يدخل من الشباك الخلفي. بعد شوية مجهود، قدر يدخل، لكنه لما شاف المكان، وقف مكانه. البيت كان فاضي. مفيش أي حاجة تشير إن ماجد كان عايش هنا.
الصالة كانت مليانة تراب، الأثاث كان متغطي بملاءات بيضا، وكأن المكان مهجور من شهور. يوسف مشي في الأوضة الرئيسية، وبدأ يفتش.
في مكتب صغير، لقى ظرف عليه اسم "يوسف".
فتح الظرف بسرعة، ولقي جواه رسالة مكتوبة بخط يد ماجد:
"يوسف، لو وصلت للرسالة دي، يبقى أنت قربت تفهم. كل حاجة بتحصل كانت مخططة من البداية. المكان اللي عرفتني فيه أول مرة... هو كمان كان نقطة البداية لكل ده."
---
يوسف أخد الورقة ورجع البيت. الرسالة دي زادت الغموض أكتر. "المكان اللي عرفت فيه ماجد؟" رجع لذكرياته، لكن كل حاجة كانت ضبابية. علاقتهم بدأت من زمان، في الجامعة، لكن الرسالة كانت بتشير لحاجة أقدم.
قرر إنه يفتش في أوراقه القديمة، في محاولة إنه يلاقي أي خيط. بعد ساعات طويلة، لقى صورة قديمة ليه مع ماجد، لكن الصورة كانت قدام مبنى قديم ما افتكرهوش. المكان شكله زي مؤسسة تعليمية أو بيت مهجور.
---
في الليلة دي، يوسف حلم حلم غريب. كان شايف نفسه *** صغير، واقف في غرفة مليانة كتب قديمة وأثاث مهترئ. *** تاني كان واقف معاه... كان ماجد. الطفلين بيتكلموا، لكن يوسف ما كانش سامع الكلمات. فجأة، الطفل اللي هو يوسف مسك قلم وبدأ يكتب على الحيطان، بينما الطفل التاني بيبص عليه بغضب.
صحى يوسف من النوم مفزوع. الحلم كان غريب، لكنه كان مليان رموز حسّت يوسف إنها مش صدفة. قرر إنه يرجع للمكان اللي في الصورة، يمكن يلاقي إجابة.
---
المبنى اللي في الصورة كان على بعد ساعة من المدينة. لما وصل هناك، اكتشف إنه مهجور بالكامل. كان واضح إن المكان عمره ما اتغير. الحيطان كانت متآكلة، والنوافذ مكسورة.
لما دخل، حس بشعور غريب، كأنه كان هنا قبل كده، لكنه مش قادر يفتكر. مشي في الممرات المظلمة، والذكريات بدأت تتجمع في عقله. المكان ده كان مدرسة قديمة، وكان فيه فصل محدد كان بيدخل فيه كتير وهو صغير.
وصل يوسف لغرفة صغيرة في آخر الممر. الباب كان مخلوع، والأثاث مهدم. لكن في الركن، كان فيه صندوق خشبي قديم. يوسف فتحه، ولقى جواه كراسة مليانة كتابات بخط إيد ***.
الكراسة كانت مكتوبة بالكامل من *** اسمه "يوسف". النصوص كانت عبارة عن قصص قصيرة عن جرايم قتل. واحدة منهم كانت نسخة بدائية من الجريمة الأولى اللي حصلت مؤخرًا.
---
يوسف وقف مذهول، مش قادر يصدق. هل من الممكن إن الشخص اللي بيطارده بيعتمد على حاجات كان كاتبها وهو صغير؟ لكن لو ده حقيقي، يبقى ماجد كان معاه في المكان ده وهو صغير، وده معناه إن علاقتهم أقدم من اللي كان فاكرها.
قبل ما يتحرك، حس إن فيه حركة وراه. لف بسرعة، لكن المكان كان فاضي. الصوت كان واضح، زي حد بيتحرك بخفة في الممرات.
"مين هناك؟!" صرخ يوسف، لكن مفيش رد.
خرج من المكان بسرعة، لكنه لما وصل لسيارته، لقى ظرف جديد محطوط على الزجاج الأمامي.
---
فتح الظرف بسرعة، ولقى رسالة مكتوبة بخط واضح:
"يوسف، الكراسة دي كانت البداية. دلوقتي أنت عارف كل حاجة. السؤال الحقيقي هو... هل هتقدر تعترف بالحقيقة؟"
---
رجع يوسف البيت، وهو أكتر حيرة من أي وقت فات. كل الأدلة بتشير إنه كان جزء من حاجة أكبر من اللي فاهمه، لكن الحقيقة كانت مربكة أكتر. قرر إنه يواجه ماجد للمرة الأخيرة.
فتح اللابتوب، وكتب رسالة:
"ماجد، أنا عارف إنك بتراقبني. لو عندك الجرأة، تعال لمكاني الليلة. خلصنا اللعبة دي."
---
يوسف قرر إنه الليلة لازم تكون النهاية، مهما كانت النتيجة. قعد في مكتبه يراقب الساعة، منتظر رد على الرسالة اللي بعتهاله لماجد. كل دقيقة كانت بتعدي أبطأ من اللي قبلها. الكاميرات شغالة، المسدس جاهز، والجو كان ثقيل لدرجة إن أنفاسه كانت مسموعة.
الساعة عدّت العاشرة بقليل، ومافيش أي حاجة حصلت. يوسف بدأ يتوتر أكتر، لكنه سمع صوت خفيف عند باب الشقة. قام بسرعة، مسك المسدس ووقف جنب الباب.
"ماجد؟ لو إنت هنا، اتكلم!" صرخ بصوت عالي.
لكن الرد كان صمت كامل.
يوسف فتح الباب ببطء، الشارع كان هادي جدًا، مفيش حد. لكنه لاحظ حاجة جديدة، ظرف محطوط قدام الباب، ومعاه صندوق صغير.
---
يوسف أخد الظرف والصندوق للداخل، وحطهم على الطاولة. فتح الظرف أولاً، الرسالة كانت مكتوبة بجملة واحدة:
"الصندوق يحمل الإجابة. لكن الحقيقة مؤلمة، هل أنت مستعد؟"
حس إن إيديه بتترعش وهو بيفتح الصندوق. بداخله كان فيه شريط تسجيل قديم وكراسة ثانية مليانة كتابات. الشريط كان مكتوب عليه بخط واضح: "فصل البداية"
---
يوسف شغل الشريط في جهاز تسجيل قديم كان عنده. الصوت كان ضعيف في البداية، لكنه بدأ يسمع أصوات ***** بيتكلموا. فجأة، سمع صوت *** واضح:
"أنا هكتب القصة دي، وهخليها أكبر قصة بوليسية. وكل الناس هيعرفوا اسمي."
الصوت ده كان صوته وهو ***. الصوت الثاني كان ماجد، لكن نبرته كانت مليانة غضب: "دي فكرتي! أنا اللي قلتها الأول! أنت بتسرقها!"
الصوتين بدأوا يتخانقوا، لكن التسجيل فجأة توقف.
---
يوسف وقف مكانه، عينه مثبتة على جهاز التسجيل. التسجيل ده كان دليل واضح إن علاقته بماجد قديمة جدًا، وإن كل حاجة بتحصل دلوقتي لها جذور في الماضي.
فتح الكراسة اللي كانت في الصندوق. الصفحات الأولى كانت مليانة قصص مشابهة لتلك اللي في الكراسة الأولى اللي لقاها، لكن مع توقيعات مختلفة. التوقيع كان فيه اسمين: "يوسف" و"ماجد".
"إحنا كنا بنكتب مع بعض؟" قالها بصوت منخفض، كأنّه مش قادر يصدق.
---
في اللحظة دي، سمع صوت خطوات تقيلة قدام الباب. كان الصوت أوضح وأقرب من أي مرة فاتت. وقف بسرعة، مسك المسدس، وراح ناحية الباب.
"ماجد! أنا عارف إنك هنا. كفاية لعب!"
لكن ما كانش فيه رد. فتح الباب ببطء، لكن مفيش أي حد. إلا ظرف جديد.
---
فتح الظرف، وكان فيه رسالة مكتوبة:
"الذكريات ممكن تجرح أكتر من أي سلاح. دلوقتي، لازم تختار: هل هتواجه الحقيقة بالكامل، أو تفضل تهرب منها؟"
---
يوسف قرر إنه مش هيهرب تاني. رجع لبيته القديم تاني يوم، المرة دي عشان يفتش المكان بالكامل. البيت كان ساكت زي ما هو، لكنه قرر يدخل الغرفة اللي لقى فيها الكراسة. فتح الأدراج اللي جوه المكتب، ولقي صندوق صغير تاني.
الصندوق ده كان مليان قصاصات ورق، وكل واحدة فيها ملاحظات بخطين مختلفين. خطه وخط ماجد. كانت كلها أفكار لقصص ما تمّتش، لكنها بتشرح حاجة مهمة: ماجد كان دايمًا هو اللي بيبدأ الفكرة، ويوسف كان بيكملها.
---
يوسف حس بارتباك شديد. هل فعلاً ماجد كان شايفه كعدو من الطفولة؟ كل الأفكار، كل القصص اللي كتبها يوسف، هل كانت مبنية على ذكريات مشتركة؟
قبل ما يكمل التفكير، سمع صوت عالي في الطابق السفلي. نزل بسرعة، ولقى الباب الرئيسي مفتوح، لكنه ما شافش حد. رجع تاني للطابق العلوي، وقرر إنه ياخد الكراسة والصندوق معاه للبيت، يمكن يقدر يربط باقي الخيوط.
---
لما رجع شقته، قعد قدام الكراسة الجديدة، وبدأ يقرأ كل تفصيلة. الغريب إن في قصص كانت بتطابق الجرايم اللي حصلت مؤخرًا. يوسف بدأ يحس إن الحقيقة بتقرب أكتر، لكن الإجابة لسه ناقصة.
قرر يكتب رسالة أخيرة:
"ماجد، لو كنت عايز المواجهة النهائية، تعال للمكان اللي بدأنا فيه كتابة أول قصة. أنا مستنيك."
---
الرسالة دي كانت بمثابة إعلان الحرب. يوسف قضى الليلة في تجهيز نفسه، مش عارف إيه اللي هيحصل. المكان اللي أشار ليه في الرسالة كان بيت قديم قريب من مدرستهم القديمة. كان دايمًا المكان اللي بيقعدوا فيه لما كانوا ***** عشان يكتبوا.
---
تاني يوم، يوسف وصل للمكان قبل الموعد. كان المكان مهجور تمامًا، لكن فيه علامات واضحة إن حد كان هنا مؤخرًا. النوافذ كانت متغطية بستائر جديدة، والأرض نظيفة بشكل غريب.
دخل الغرفة الرئيسية، وكانت مفاجأة. المكتب القديم اللي كانوا بيكتبوا عليه موجود، وعليه ظرف جديد.
فتح الظرف، وكان فيه رسالة مختصرة:
"آخر خطوة هنا. لو كنت عايز تفهم كل حاجة، افتكر الجملة اللي كتبتها يومها: النهاية تبدأ لما يتحول الخيال إلى قاتل."
---
يوسف قعد في شقته، الغموض حوالينه بيزيد، وكل كلمة قالها ماجد كانت بتدور في دماغه. "النهاية تبدأ لما تتحول القصة إلى حياة." العبارة دي كانت زي رصاصة في عقله. هل فعلاً كل حاجة بتحصل دلوقتي هي انعكاس لحاجات كان بيكتبها زمان؟
الأحداث الأخيرة كانت مرهقة لدرجة إن يوسف حس إنه على وشك الانفجار. قرر إنه محتاج يفك عن نفسه شوية. يمكن يقدر يشوف الأمور بشكل أوضح لو خرج من دوامة القصة للحظات. لبس جاكت، وأخد عربية وطلع على طريق الساحل، المكان الوحيد اللي كان بيريح أعصابه زمان.
وصل لفندق ثلاث نجوم المكان دا المهرب الوحيد ليه من كل الضغوطات ركن عربيته ودخل الفندق وسال الرسيبشن علي واحده اسمها زيزي
الريسبشنست (ياريت اكون كتبتها صح)
ااه موجوده يا فندم اقولها مين
يوسف: قوليلها يوسف ذكريات
الموظفه: نعم!
يوسف؛: ملكيش دعوه قوليلها كدا
الموظفه: حاضر يا فندم ثواني وجايه لحضرتك *
دخلت الموظفه لزيزي
الموظفه: في واحد بره اسمه يوسف
زيزي...... يوسف مين
الموظفه..... بيقول لحضرتك اسمه اسمه يوسف ذكريات
زيزي. برقت ايييه و**** ... وقامت خرجت بسرعه وطلعت ليوسف
زيزي... بقى يا واطي كل ده متسئلش عليا
ءيوسف فاتح دراعه ليها
زيزي..... قتمت مدياه بالبونيه في وشه..... ايه مفكرني اخدك بالحضن بعد دا كله
يوسف.... خلاص بقى دنتي حتى وحشتيني.... وبيغمزلها.....
(وصف زيزي زيز عندها ٤٠سنه شكلها بدب علي 30 سنه بالكتير جسمها عود بزاز كبيره بس مش مترهله وطيزها متوسطه شفايفها حمرا وهعيونا سودا شعرها كمان اسود وهيا بيضه)
زيزي....... بصتلي بكسوف وانت كمان اكتر يا حبيبي
يوسف......... بقولك ايه انا نفسي في سهره من بتوع زمان
زيزي.......... عينيا الاتنين اطلع علي اوضه15 الدور الرابع وخد الكارت دا وادخل و10 دقايق اكون عندك
يوسف طلع فوق ودخل الاوضه فتح الباب وخلع الجزمة ورقد علي السرير وكان لسه هبقظعد يفكر في المشكله اللي هوا فيهة ولكن قاطع تفكيره دخول زيزي عليه ومعاها اكل
زيزي....... جيبالك اكل انما ايه هتاكل صوابعك وراهم
يوسف...... قرب منها ولسه هيبوسها
زيزي. قاطعته وقالتله....... طيب اصبر بس هدخل اخد شاور وناكل لقمه
دخلت زيزي خدت شوار وطلعت لابسه قميص نوم اسود علي جسمها الابيض تحس انك واقف قدام تاكسي وحاطه ريحه جميله جدا وحطت الاكل وقعدوا ياكلوا شويه زيزي تاكل فيه وشويه العكس.... يوسف دخل يغسل ايده وزيزي بتلم الاكل... خلصوا وقعدوا مع بعض شويه وكتانوا بيتكلموا وهما قريبني مع بعض
يوسف..... انا احترت فيكي يا زيزي
زيزي..... ليه يا قلبي
يوسف..... الناس تكبر وتوحش وانتي تكبر وتحلوي وووو تتدوري وجسمك بيقرب منها ونفسها في نفسه* جسمك بقى جميل اوي
زيزي..... *بتبلع ريقها * ب ب بج بجد شكلي عجبك
يوسف........ بيقربمنها اكتر ومناخيره لامسه مناخيرها * اكتر مما تتخيلي زيزي *وقرب من شفابفها وباسها بسوه دابوا فيها هما الاتني لمده دقيقتين * يوسف قام شايلها وزي ما هما بيبوسوا في بعض وراح بيها علي السرير ويوسف نازل فيها بوس واحضان
يوسف كان بيبوس بحب وشهوه الاتنين مع بعض مش مجرد شهوة لان يوسف كان في الحقيقه بيحب زيزي بس حصلت ظروف هنحكيها بعدين
يوسف قام مخلعها حملات القميص اللي كانت لابسه ونزل لحس في بزازاها ومص
علي لسان يوسف.....
فضلت ارضع في بزازها وعضعض في حلمة بزها وه خلاص ورحت اقاعد علي بطنها وقلعتها البنطلون لحد تحت فضلت بالكلوت نزلت براسي ورحت حطيت لساني علي كسها من علي كلوتها وبقت يدعك وشي ولساني في كسها و هي عمالة تتحرك شمال ويمين وشويه لقتها بتقول اه اه اه اكني بدعك في وحش وبقت بتزق راسي من علي كسها. روحت مقطعلها الكلوت وبقا كسها قدامي واول ما شوفت كسها بقت زي الطور الهايج نزلت علي كسها بشفايفي وفضلت الحس وابوس في كسها وبلساني و لحست حولين كسها ورحت وفتحت شفرات كسها بصوابعي ودخلت لساني في نص الشفرات كسها قامت نزلت البوكسر مسكت زبي وحطيطو علي كسها وحاولت احطو في كسها وهي قالتلي ثواني
ونزلت قعدت علي ركبتها وبدءت تمص وتلحس فيه بشوق واشتياق ابن متناكه اكنها ماصدقت شافته وقومتها رقدتها علي ضهرها
روحت ماسكتها من وسطها ورحت حطيت راس زبي جوا فتحة كسي وضغط بعنف مرة واحدة خرجت منها صرخة روحت كتامت بوقها ببوسه مسكت فيها شفايفها قعطهم عض ولحس في لسانها زبي خلاص بقي جواها فضلت ادخل واطلعو وعسلها بينزل منهاوانا شغال نيك فيها وشفايفي عمالة ترضع في بزازها وزبي طالع داخل جوا كسها فضلت بنيك فيها يجي نص ساعة وهي اللي عليها ااااه اااه. اممممم اممممم اححح وانا كنت خلاص علي اخري ورحت حاشر زبي علي الاخر في كسها ونزلتهم جواها وهيا زقتني عليها اكتر وتثول ياحححح سخنين اوي
هاتهم هاتهم يا حبيبي هاتهم جوا جوا خالص وبعديها سبتها واترميت جمبها وخدتها في حضني
وبقيت ابوس فيها لحد مانمنا احنا الاثنين.صحيت من النوم لقيتها نايمه جمبي ملط سيبتلها ورقه ومكتوب فيها..... معلش يا حبيبتي مضطر امشي بس اوعدك اننا هنتقابل قريب
علي لسان الكاتب
العاقه بين الاتنين علاقه اصحاب مش اكتر لكن دا بالنسبة ليوسف لكز بالنسبه لزيزي العكس تماما
(يوسف رجع لشقته بعدها بساعات، وكل حاجة كانت مكانها. كأن اللي حصل كان استراحة قصيرة وسط فوضى أكبر.)
رجع يوسف لغرفته، وبدأ يحلل الأحداث من جديد. الورقة اللي ماجد كتبها كانت لسه قدامه، وكل كلمة فيها بتفتح أسئلة أكتر. قرر إنه لازم يربط النقاط بشكل أفضل.
أولًا: الكراسة الأولى اللي لقاها. ليه كل الجرايم اللي مكتوبة فيها متطابقة مع الواقع؟
ثانيًا: التسجيل اللي سمعه. هل ماجد كان دايمًا شايف يوسف كمصدر لكل اللي حصل؟
ثالثًا: ليه ماجد اختفى فجأة بعد المواجهة؟
---
في نفس الليلة، يوسف سمع صوت خفيف جاي من عند المكتب. لما بص، لقى ورقة جديدة محطوطة فوق الكراسة. الورقة دي ما كانتش موجودة قبل ما يخرج.
"يوسف، القصة لسه ما خلصتش. ما تنساش إنك كنت دايمًا البطل... والبطل لازم يواجه النهاية."
الرسالة كانت مخيفة أكتر من أي حاجة حصلت قبل كده. كأن الشخص اللي بيطارده مش بس عارف كل تحركاته، لكنه كمان بيقرأ أفكاره.
---
في اليوم اللي بعده، يوسف قرر يخرج للشارع يدور على أي دليل مادي ممكن يربط الأحداث. بدأ يسأل عن ماجد في الأماكن اللي كان بيتردد عليها. لكنه اتصدم لما اكتشف إن الناس اللي يعرفوه بيقولوا إنهم ما شافوهوش بقالهم شهور.
حتى زملائه في القسم قالوا إن ماجد أخذ إجازة طويلة من غير ما يوضح السبب. "إجازة؟!" يوسف حس إن الإجابة دي غريبة جدًا. لو ماجد مختفي بقاله شهور، إزاي كان بيظهر قدامه؟ وإزاي كان بيتواصل معاه؟
---
رجع يوسف البيت مرة تانية، وبدأ يشك في كل حاجة حواليه. قرر إنه يراجع كل تسجيلات الكاميرات اللي في شقته. كل ليلة، كل حركة، وكل تفصيلة صغيرة.
في تسجيل الليلة اللي فاتت، لاحظ حاجة غريبة. الساعة 3 الفجر، في ظل ظهر على الحيطة عند باب الشقة، لكن الكاميرا ما سجلتش أي حركة فعلية عند الباب نفسه.
"إزاي ده ممكن يحصل؟" قالها يوسف لنفسه، وهو يعيد اللقطة أكتر من مرة. الظل كان واضح، لكنه كأنه طالع من الفراغ.
---
الظرف الجديد وصل بعد ساعات قليلة. المرة دي الرسالة كانت مليانة كلمات غامضة:
"يوسف، الحقيقة موجودة قدامك، لكنك محتاج تفهمها بنفسك. راجع آخر قصة كتبتها قبل توقفك عن الكتابة."
يوسف جري على المكتبة، وطلع آخر رواية كتبها. كان اسمها "متاهة الأوهام". الرواية دي كانت مختلفة عن باقي أعماله. كانت بتتكلم عن كاتب بيدخل في لعبة غريبة مع شخصية خيالية هو اللي اخترعها. اللعبة بتبدأ لما الشخصية دي تبدأ تتحكم في حياة الكاتب.
---
"مستحيل..." يوسف بص في الصفحات وهو مش قادر يصدق. الرواية كانت مليانة تفاصيل بتشبه اللي بيحصل معاه دلوقتي. الظلال، الرسائل، حتى المواجهة الأخيرة كانت متطابقة مع الأحداث الحالية.
لكن إزاي؟ الرواية دي كتبها من سنين، قبل ما يبدأ يتلقى الرسائل، وقبل الجرايم. هل ممكن يكون في حد قرأ الرواية وقرر يطبقها؟ أم إن اللي بيحصل أكبر من كده؟
---
في وسط التفكير ده، يوسف سمع صوت خطوات جاية من الممر برا. لكنه المرة دي ما خافش. مسك المسدس وخرج بسرعة، لكن لما وصل للممر، مفيش حد.
في الركن البعيد، لقى ظرف جديد محطوط على الأرض. فتحه بسرعة، والمكتوب كان:
"الخاتمة قريبة، لكنك مش هتحب تشوفها. السؤال هو: هل هتقدر تكمل اللعبة لآخرها؟"
يوسف قعد على الأرض، الرسالة في إيده، وعينه بتتحرك على الحروف المكتوبة. الخوف ما كانش هو الشعور الأساسي دلوقتي... كان فيه خليط من الفضول والغضب. اللعبة دي لازم تنتهي، مهما كانت النتيجة.
يوسف فضل قاعد على الأرض، عينه مثبتة على الرسالة، وعقله بيحاول يستوعب كل اللي بيحصل حواليه. "اللعبة قربت تنتهي؟!" قالها لنفسه وهو يحاول يلم شتات أفكاره. المرة دي قرر إنه مش هيتراجع، مش هيسيب أي رسالة أو أي خيط من غير ما يحلله بالكامل.
بدأ يوسف يراجع كل الرسائل اللي لقاها من البداية. الخط المكتوب بيها كان ثابت، طريقة الكتابة واضحة. لكن كل رسالة كانت بتحمل مستوى أعمق من اللي قبلها. وكأن المرسل بيحاول يقوده خطوة بخطوة لنقطة معينة، لنهاية محددة.
---
في الليلة دي، قرر يوسف يعمل حاجة مختلفة. قفل الكاميرات، قفل باب الشقة بإحكام، وقرر يكتب. المرة دي مش أي كتابة، لكنه كان بيحاول يعكس اللعبة على الشخص اللي بيلعبها. كتب رسالة فيها كل الغضب اللي جواه:
"أعرف إنك بتراقبني. اللعبة قربت تنتهي فعلاً، بس النهاية مش اللي انت متوقعها. لو عندك الجرأة، قابلني في المكان اللي كتبت فيه أول قصة."
يوسف قرر يبعت الرسالة بالطريقة اللي بيستخدمها الشخص اللي بيلعب معاه. طبعها بخط كبير وواضح، وحطها في ظرف، وخرج من شقته في نص الليل عشان يحطها قدام المكان اللي قابل فيه ماجد آخر مرة.
---
رجع يوسف بيته وهو مستني رد. ما كانش عارف إذا كان الشخص ده هيرد عليه أو هيكون ده نهاية التواصل بينهم. لكن جواه إحساس إن المرة دي، المواجهة فعلاً هتحصل.
---
مر يوم كامل من غير أي رد. يوسف بدأ يفقد الأمل، لكنه فجأة، عند منتصف الليل، سمع صوت طرقات خفيفة على بابه. مسك المسدس ووقف بهدوء، قلبه بيدق بسرعة.
"مين؟"
ما كانش فيه رد. فتح الباب بحذر، ولقى ظرف محطوط على الأرض كالعادة. لكن المرة دي، الظرف كان مختلف. مكتوب عليه: "النهاية".
---
فتح الظرف بسرعة، ولقى رسالة مكتوبة بخط واضح:
"المكان: الحديقة المهجورة خلف المدرسة القديمة. الموعد: الليلة الساعة 3. خليك لوحدك."
يوسف حس إن الرسالة دي كانت زي القنبلة. الحديقة دي كانت مكان منسي من طفولته، المكان اللي دايمًا كان بيحس فيه بشيء غريب، وكأنّه شاهد على أسرار كتير.
قرر إنه لازم يروح. لبس بسرعة، جهّز مسدسه، وخرج من البيت متجه للمكان اللي حددته الرسالة.
---
الطريق كان مظلم وهادي بطريقة مرعبة. يوسف وصل الحديقة، المكان كان مهجور تمامًا، الشجر المتشابك مغطي كل حاجة. المكان كله كان صامت إلا من صوت خطواته على الحصى.
وقف في النص، وبدأ يدور بعينه حواليه. "أنا هنا! لو عندك حاجة، وريني نفسك!" صرخ بصوت عالي، لكن مفيش أي رد.
فجأة، ظهر ظل طويل بين الشجر. يوسف رفع المسدس بسرعة وصوّب، لكنه تراجع لما شاف إن الظل بيتحرك نحوه ببطء.
"إنت جيت فعلاً. كنت متأكد إنك مش هتتراجع." الصوت كان واضح... وصوت ماجد.
---
ماجد خرج من بين الشجر، وشكله كان هادي جدًا، لكن عينيه مليانة غضب مختلط براحة غريبة.
"ماجد... خلّصني. عايز إيه مني؟" يوسف قالها بعصبية، وإيده بتترعش وهي ماسكة المسدس.
ماجد ابتسم ابتسامة باردة وقال: "أنا مش عايز حاجة، يوسف. كل اللي كنت محتاجه هو إنك تشوف الحقيقة."
"حقيقة إيه؟ إنك بتلعب لعبة مريضة معايا؟ إنك قتلت ناس بس عشان توريني حاجة أنا مش فاهمها؟"
ماجد رد بثبات: "الحقيقة هي إنك عشت حياتك كلها هارب من نفسك. أنت عمرك ما كتبت قصة كانت خيال حقيقي. كل كلمة كتبتها كانت مستوحاة من حياتك وحياة اللي حواليك. أنا كنت البداية، والآن أنا النهاية."
---
يوسف رفع المسدس وصوّبه ناحية ماجد: "لو كنت فاكر إنك هتهرب المرة دي، تبقى غلطان."
ماجد ما اتحركش، لكنه قال بهدوء: "أنا مش محتاج أهرب. أنت اللي هتعيش مع نفسك بعد اللي هيحصل النهارده."
فجأة، يوسف حس بحركة وراه. لف بسرعة، لكنه ما لحقش يشوف حاجة واضحة. ضوء قوي جه في عينه، وصوت خطوات سريعة ملأ المكان. لما حاول يثبت المسدس تاني، ماجد كان اختفى.
---
يوسف فضل واقف لوحده في النص، الحديقة كلها بقت مظلمة أكتر. الصوت اللي كان حواليه توقف، وكأنّ المكان نفسه بقى ميت.
"ماجد!" صرخ بصوت عالي، لكن مفيش أي رد. قرر إنه لازم يخرج، لكن في طريقه، لقى ظرف جديد محطوط على الأرض.
فتح الظرف بسرعة، وكان فيه جملة واحدة:
"النهاية مش هنا... النهاية بدأت للتو."
---
يوسف رجع بيته في حالة صدمة. كل حاجة كانت بتشير إن اللعبة لسه مكملة، لكن جواه كان إحساس إن اللي جاي هيكون أكبر وأخطر. دخل شقته، قعد على مكتبه، وكتب جملة واحدة في دفتره:
"لما يتحول الخيال إلى قاتل، كل شيء ممكن."
يوسف قعد قدام الدفتر اللي كتب فيه جملته الأخيرة، والورقة بتتهز من شدة الارتعاش في إيده. "لما يتحول الخيال إلى قاتل، كل شيء ممكن." الجملة دي كانت بداية مرحلة جديدة من الرعب، لكن في نفس الوقت، حس إنها قد تكون المفتاح لفهم كل حاجة.
قرر إنه لازم يتبع كل الخيوط المتبقية، مهما كان الثمن. فكرة إنه يبقى متفرج مش هتنفع بعد كده، وخاصة بعد المواجهة اللي حصلت مع ماجد في الحديقة.
---
في الليلة دي، يوسف قرر يراجع كل رسائله القديمة مرة تانية. بدأ يلاحظ إن في كل رسالة، المرسل كان بيلمح لذكريات معينة من طفولته أو بداياته في الكتابة. "ليه كل حاجة بترجعني للماضي؟" قالها يوسف بصوت عالي، وكأنه بيحاول يستنطق الكلمات.
بدأ يدون كل حاجة افتكرها من الطفولة: المدرسة، البيت القديم، أصدقاءه وقتها، وحتى المرات اللي كانوا بيكتبوا فيها قصص خيالية مع بعض. كل مرة كان يركز على ذكرى، كان يحس إنها مش كاملة، وكأن عقله بيحاول يخبّي عنه حاجة.
---
في نفس الليلة، قرر يوسف يطلع على ملفات الشرطة الخاصة بالجرايم الأخيرة. اتصل بصديق قديم في قسم الشرطة، وطلب منه يشوف أي أدلة مرتبطة بالجرائم اللي حصلت. بعد تردد، وافق صديقه إنه يديه نسخة من التقارير بشرط إن يوسف ما يورطش نفسه أكتر.
---
يوسف قعد مع التقارير لساعات طويلة، يقرأ ويدون الملاحظات. لاحظ إن كل ضحية كان لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بحياته. المحرر الأول اللي نشر له كتابه الأول، مديرة دار النشر اللي رفضت روايته الثانية، حتى الجريمة الأخيرة، كانت مرتبطة بزميل سابق في الجامعة كان يوسف دايمًا بيتنافس معاه.
يوسف حس إن اللغز بقى واضح أكتر: المرسل أو القاتل مش بيختار الضحايا عشوائيًا. كلهم ناس كان ليهم تأثير كبير في مسيرته.
---
وسط التفكير، يوسف حس إن الغرفة بقت خانقة. قرر يطلع يتمشى في الشارع شوية عشان يهدّى أعصابه. الشوارع كانت هادية، والجو بارد، لكنه ما كانش مهتم بأي حاجة حواليه. فجأة، حس إن فيه حد ماشي وراه.
بص وراه بسرعة، لكنه ما شافش غير الشارع الفاضي. قرر إنه يغير اتجاهه، وراح لمقهى صغير كان بيحبه زمان.
---
لما دخل المقهى، كان شبه فاضي. قعد على طاولة في الزاوية، وطلب قهوة. المكان كان هادي، لكنه حس إن فيه عينين بتراقبه. لما رفع عينه، شاف شخص قاعد على طاولة في الناحية التانية. الشخص كان لابس كاب، ومش باين منه غير شفايفه.
يوسف حاول يتجاهله، لكنه حس إن الشخص ده مش غريب عنه. قرر إنه يقوم ويروحله، لكن أول ما اتحرك، الشخص قام وخرج بسرعة.
يوسف لحقه لحد الشارع، لكنه لما طلع برا، الشخص كان اختفى. حس إن الجو حواليه بقى أهدى بكتير، وكأن الشارع كله اختفى في الفراغ.
---
رجع يوسف بيته في حالة قلق أكبر من الأول. "لو فعلاً في حد بيراقبني طول الوقت، ليه مش بيواجهني مباشرة؟" السؤال ده كان بيزن في دماغه.
قبل ما يدخل شقته، لاحظ إن الباب مفتوح شوية. وقف مكانه، وحس إن إيديه بتترعش.
مسك المسدس ودخل بحذر. الشقة كانت غرقانة في الصمت، لكنه لاحظ إن في ورقة جديدة محطوطة على مكتبه. الورقة كانت مكتوبة بجملة واحدة:
"تفتكر لما كنت تكتب؟ أنت كنت البطل دايمًا، لكن البطل الحقيقي هو اللي يكتب النهاية."
---
الجملة دي كانت صدمة بالنسبة ليوسف. الشخص ده مش بس عارف تفاصيل حياته، لكنه كمان فاهم عقله، فاهم الطريقة اللي بيكتب بيها، وحتى أفكاره عن الأبطال والنهايات.
يوسف قعد على الكرسي قدام الورقة، وأحس إنه عالق في متاهة ما لهاش نهاية. قرر إنه لازم يواجه نفسه بطريقة جديدة.
---
قضى الليلة دي في الكتابة. كتب كل حاجة افتكرها من حياته، من طفولته، من علاقته بماجد، وحتى الأحداث الأخيرة. كل ما يكتب أكتر، كان يحس إنه بيقرب أكتر من الحقيقة.
فجأة، افتكر حاجة صغيرة من الطفولة: يوم كان هو وماجد قاعدين بيكتبوا أول قصة ليهم مع بعض. يوسف كان كتب نهاية القصة، لكنها ما عجبتش ماجد. وقتها، ماجد قال له:
"النهاية مش كده. النهاية تكون لما الكاتب يبقى الضحية."
---
الجملة دي خلت يوسف يوقف الكتابة فجأة. "ماجد كان عارف من زمان إنه عايز يعمل كده؟" السؤال ده كان زي صدمة. قرر إنه لازم يواجه ماجد للمرة الأخيرة.
يوسف كتب رسالة بخط واضح، وخرج بنفسه وحطها في نفس المكان اللي كانوا بيتقابلوا فيه لما كانوا *****. الرسالة كانت بتقول:
"تعال للمكان اللي اتفقنا عليه، المرة دي تكون الحقيقة كاملة.
اااااااتمنى تقولي رايك بكل صراحه وهل الجزء دا عجبك ولا لاء
تحياتي للجميع "
♕Widow maker ♕#
"يوسف كان قاعد على مكتبه البسيط في شقته الصغيرة. المكتب كان دايماً مليان بأوراق مبعثرة، أقلام هنا وهناك، وفنجان شاي بارد اتعود ينساها وهو مشغول في الكتابة. يومها ما كانش كاتب عادي، كان معروف برواياته البوليسية اللي دايماً فيها حبكات معقدة، لكن النهاردة كان مختلف. الصفحة اللي قدامه بيضا، وكل ما يحاول يكتب كلمة، القلم ما بيطاوعهوش.
يوسف قعد يراجع في الكرسي، بص للسقف وقال بصوت عالي: "يمكن خلاص؟ يمكن الحكايات اللي جوايا خلصت!" السيجارة في إيده كانت خلصت، لكنه كان محتاج يشعل غيرها عشان يهدى من التفكير.
الشقة كانت هادية جداً، المكان الوحيد اللي بيلقي فيه يوسف راحته. لكن جوه الهدوء ده كان فيه إحساس غريب، كأن فيه حاجة مش طبيعية بتحصل. خبط الباب خبط خفيف.
يوسف قام ببطء، مش متوقع حد في الوقت ده. لما فتح الباب ملاقيش حد، لكنه لاحظ ظرف أصفر صغير مرمي قدام الباب. بص حواليه بسرعة، السلم كان فاضي، والهدوء اللي حوالي العمارة كأنه بيصرخ.
مسك الظرف ورجع جوه، قفل الباب ورمى نفسه على الكرسي. فتح الظرف وطلع منه ورقة مطبوعة. في البداية، افتكر إنها إعلان أو حاجة تافهة، لكن لما ركز، قلبه انقبض.
"الضحية: رجل خمسيني. المكان: شقة صغيرة في حي شعبي. الوصف: نافذة مكسورة، والضحية مخبوط على رأسه بآلة حادة. جثة الضحية مغطاة بدماء، والشرطة سجلت أدلة معينة تشير إلى جريمة عنيفة."
يوسف قعد يقرأ الجملة مرتين تلاتة. حس إن الكلام ده غريب. الجملة مكتوبة بنفس الأسلوب اللي بيستخدمه في رواياته، وكأنها جزء مقتبس من حاجة هو نفسه كاتبها. لكنه ما افتكرش إنه كتب حاجة زي كده قبل كده.
بص حواليه، ضحك بخوف وقال: "أكيد هزار سخيف من واحد معجب"، ورمى الورقة على المكتب.
الليل عدى ببطء، ودماغ يوسف لسه مشغالة في الرسالة اللي استلمها. فكر يكتب عنها حاجة، يمكن تتحول لحبكة جديدة. لكن في نفس الوقت كان جوه إحساس غريب. حاجة في الورقة مش مريحة."
"الليل عدى ببطء، ودماغ يوسف لسه مشغالة في الرسالة اللي استلمها. فكر يكتب عنها حاجة، يمكن تتحول لخطة جديدة، لكن في نفس الوقت كان جواه إحساس غريب. حاجة في الورقة مش مريحة.
بعد يومين، كان قاعد قدام التلفزيون يتفرج على الأخبار وهو بياكل. المذيعة كانت بتتكلم عن جريمة حصلت في منطقة شعبية. عينه اتسعت وهو يسمع التفاصيل.
"رجل في الخمسينات، تم العثور عليه مقتولًا في شقته. الضحية تعرض لضربة قاتلة على الرأس بآلة حادة. الشقة كانت في حالة فوضى، والشرطة تعتقد أن الجريمة نتيجة شجار عنيف."
يوسف ساب الشوكة في الطبق، وقام بسرعة يجيب الرسالة اللي استلمها. التفاصيل كانت متطابقة تمامًا. الجريمة حصلت زي ما كانت مكتوبة في الرسالة.
بعد الجريمة الأولى، يوسف بدأ يحس أن في حاجة غلط. حاول يقنع نفسه إنها صدفة، لكن لما وصل ظرف ثاني، الشكوك كلها اتحولت لرعب حقيقي.
الظرف الثاني كان بنفس الشكل، والرسالة الجديدة كانت مكتوبة بطريقة أشبه:
"الضحية: امرأة متزوجة. وجدت معلقة في سقف منزلها. التفاصيل: أدوات منزلية مبعثرة، وأثر واضح لحبل الغسيل حول رقبتها. الجريمة وقعت في منتصف الليل."
يوسف مسك الورقة بإيد بتترعش. مين اللي بعت الحاجات دي؟ وليه؟ قرر يحتفظ بالرسالة، وراح يقابل صاحبه "ماجد"، ضابط الشرطة اللي كان بينه وبينه علاقة قديمة.
في مكتب ماجد، ماجد يوسف حكى له كل حاجة.
ماجد بص له باستغراب: "يوسف، أنت أكيد بتهزر. جريمة حصلت بنفس التفاصيل؟ طيب فين الرسالة الأولى؟"
يوسف رد بتوتر: "اختفت! مش لاقيها، لكن أنا متأكد من اللي شفته. والرسالة دي هي التانية."
ماجد مسك الرسالة وبص فيها: "طيب يا يوسف، أو اللي بتقوله صح. يبقى إحنا قدام شخص غريب جداً. حد بيحاول يحاكي أفكارك بطريقة مخيفة."
الجريمة الثانية حصلت فعلاً بنفس التفاصيل. ست متزوجة، الشرطة لقتها معلقة في السقف، وكل حاجة مكتوبة في الرسالة كانت حقيقة.
ماجد اتصل بيوسف على طول بعد الجريمة، وقال له: "الموضوع جد يا يوسف. الظاهر إن اللي بعتلك الرسائل مش بيلعب. الجرائم دي حقيقية."
يوسف قعد في مكتبه، مش عارف ينام. الرسائل بدأت تحاصره، والشكوك حواليه اللي حواليه بدأت تزيد."
يوسف قعد على الكرسي في مكتبه، ضاغط على صدغه كأنّه بيحاول يوقف دوامة الأفكار اللي بتحاصره. الجرايم بتحصل، الرسائل بتوصله، وما فيش أي تفسير واضح. الغريب أكتر إن الجرايم مرتبطة به، كأنّها خارجة من عقله. "لو كان حد بيحاول يهددني، ليه مش بيظهر؟ ليه مش بيطلب حاجة؟" قالها لنفسه بصوت عالي.
قرر يوسف يرجع لأسلوبه القديم في التفكير المنطقي. ككاتب بوليسي، دايمًا كان بيعتمد على تحليل الأحداث وربطها ببعض. مسك الورقة التانية، وبدأ يكتب ملاحظاته على دفتر قديم.
الجريمة الأولى: رجل في الخمسينات، مقتول بنفس التفاصيل اللي وصلتني.
الجريمة التانية: امرأة متزوجة، نفس التفاصيل المكتوبة في الرسالة.
الرسائل مكتوبة بأسلوبي... ده مش صدفة.
الجرايم بتحصل في توقيت قريب جدًا من استلام الرسائل.
---
قرر يوسف إنه يقفل الباب على نفسه، ويركز في كل خطوة ممكنة توصله للحقيقة. أول حاجة فكر فيها: "هل ممكن يكون في حد قريب مني بيعمل كده؟" بدأ يشك في كل اللي حواليه.
ماجد كان أكتر شخص منطقي إنه يلجأ له، لكنه في نفس الوقت، بدأت شكوك صغيرة تتسرب ناحيته. ماجد هو الوحيد اللي يوسف وثق فيه بالرسائل، فلو ماجد له دور في الموضوع، هيكون أذكى مما يوسف متخيل.
---
في نفس الليلة، يوسف قرر ينام شوية بعد أيام من الأرق. لكنه صحي في نص الليل على صوت غريب. كان الصوت كأنه خربشة جاية من عند باب الشقة. مسك مصباح صغير وراح ناحية الباب، قلبه بيدق بسرعة. فتح الباب بحذر، لكنه ملاقاش حد.
على الأرض كان فيه ظرف جديد. نفس الشكل، نفس اللون. مسكه ورجع بسرعة على المكتب، وفتح الظرف. الرسالة المرة دي كانت أقصر، لكنها كانت أبشع:
"يوسف، فكّر في نفسك: لو كنت مكان الشرطة، مين أول حد هيشُكّوا فيه؟"
الجملة كانت بسيطة، لكن وقعها كان ثقيل. الرسالة بتشير بشكل مباشر إن يوسف نفسه ممكن يكون المشتبه الأول. "لو كانوا فعلاً بيشكّوا فيّ... يبقى اللي بعت الرسالة دي عارفني أكتر من اللازم."
---
تاني يوم، يوسف راح يقابل ماجد في الكافيه اللي كانوا دايمًا بيتقابلوا فيه. الجو كان مشحون، وماجد باين عليه القلق.
يوسف قال مباشرة: "ماجد، لو الشرطة شافت الرسائل دي، هيعملوا إيه؟"
ماجد بص له بحدة: "يعني إيه هيعملوا إيه؟ يوسف، الرسائل دي لو في إيد غيري، أكيد هيشوفوا إنك متورط."
يوسف رد بعصبية: "بس أنا مش متورط! الرسائل دي بتجيلي، مش أنا اللي بكتبها!"
ماجد شرب شوية من القهوة، وقال: "عارف يا يوسف، لكن الشرطة مش بتفكر كده. عندهم وقائع: الجرائم بتحصل، والرسائل مرتبطة بيك. لازم نلاقي دليل على إن في حد تاني ورا ده."
---
يوسف رجع البيت، وهو حاسس إن الحبل بيضيق حوالين رقبته. الناس اللي كان ممكن يثق فيهم بدأوا يبقوا جزء من الشكوك اللي بتطارده. قعد قدام الكاميرات اللي كان مركبها في الشقة من فترة، وراجع التسجيلات. في تسجيل من يوم وصول الرسالة الأخيرة، لاحظ حاجة غريبة: فيه ظل لشخص وقف قدام الباب لثواني قبل ما يرمي الظرف.
قعد يركز في الظل، لكن التفاصيل مش واضحة. الحاجة الوحيدة اللي لفتت نظره كانت ساعة في معصم الشخص، شكلها غريب وأنيق، وكأنه شافها قبل كده.
"الساعة دي..." يوسف قالها بصوت منخفض، وهو بيفكر في ماجد. الشك بدأ يزيد أكتر.
---
الأيام اللي بعدها كانت زي الكابوس. يوسف بقى عايش مع إحساس إنه مراقب طول الوقت. كل صوت حوالين الشقة، كل حركة بسيطة في الشارع، كان بيحس إنها مستهدفة ليه.
في يوم، وصل ظرف جديد. الرسالة المرة دي كانت مختلفة تمامًا عن اللي قبلها:
"المرحلة الجاية... هيكشف فيها كل شيء. جهّز نفسك."
يوسف قرأ الجملة وارتجف. الرسالة كانت كأنها إنذار، مش مجرد تهديد.
---
في الليلة نفسها، وهو قاعد في الصالة، سمع صوت خطوات قدام باب شقته. الكاميرات الخارجية ما جابتش أي حركة، لكن الصوت كان واضح. مسك المسدس، ووقف ورا الباب. بعد دقيقة، الصوت وقف.
لما فتح الباب، ملاقاش حد. لكن كان فيه ظرف جديد، والمرة دي الورقة جوا كانت مكتوب عليها:
"نهاية المرحلة الأولى. دلوقتي... لازم تكتشف الحقيقة بنفسك."
يوسف حط الورقة على الترابيزة، وقرر إنه خلاص مش هيفضل يدافع. لازم هو اللي يهاجم، ولازم يبدأ بماجد.
يوسف فضل واقف قدام الباب، والظرف في إيده، لكنه حس إن الصمت اللي حواليه أثقل من أي حاجة سمعها قبل كده. "لازم أتحرك، لازم أبدأ أنا بدل ما أفضل منتظر اللي هيحصل." رجع الظرف للطاولة، قعد، وبدأ يكتب في دفتر ملاحظاته:
1. الرسائل بتوصل بطريقة محددة، ومصدرها مجهول.
2. الجرايم بتحصل بعدها مباشرة، وبنفس التفاصيل.
3. الشخص اللي بيبعت الرسائل عارفني كويس جدًا... يمكن أكتر من اللازم.
4. الظل اللي شفته في التسجيل كان بيلبس ساعة غريبة... زي الساعة اللي شفتها على إيد ماجد.
مسح على وشه بإيده، وحس إن الرعب اللي جواه بدأ يتحول لغضب. ماجد كان دايمًا الشخص الوحيد اللي يوسف بيثق فيه. لو الشكوك ناحيته صحيحة، يبقى الموضوع أكبر مما كان متخيل.
---
تاني يوم الصبح، يوسف قرر يقابل ماجد مباشرة. راح لمكتبه في القسم، لكنه كان مجهز نفسه للمواجهة. لما دخل، كان ماجد واقف قدام مكتبه، بيكلم واحد من زملاءه، ولما شاف يوسف، ابتسم:
"يوسف! تعال. مالك؟ شكلك مش نايم كويس."
يوسف رد بهدوء: "ماجد، محتاج أتكلم معاك على انفراد."
ماجد بص له بحذر: "خير؟ في حاجة جديدة؟"
يوسف اكتفى بهزة رأسه، وماجد دخل الأوضة الصغيرة اللي بيستخدمها للاجتماعات، وأشار ليوسف يدخل.
---
يوسف قفل الباب ووقف. وشه كان متوتر، لكنه حاول يبان واثق.
"ماجد، أنا محتاج أسألك حاجة. وعايزك تكون صادق معايا."
ماجد ضحك بخفة: "يوسف، إنت عارفني. مفيش حاجة بخبيها عنك. اسأل."
يوسف قرب شوية، صوته بقى أخفض: "الساعة اللي كنت لابسها آخر مرة شفتك فيها... جبتها منين؟"
ماجد كان شكله متفاجئ من السؤال، لكنه رد بسرعة: "ساعة؟ قصدك الساعة الجلد؟ دي هدية من أخويا. ليه؟"
يوسف اتنفس بعمق: "لأنها كانت على إيد الشخص اللي ظهر في تسجيل الكاميرا عند باب شقتي. الظل اللي شفته كان لابس ساعة زيها بالظبط."
ماجد وقف مكانه، عينيه ثبتت على يوسف. "يوسف، إنت بتتهمني بشيء؟"
يوسف رد بصوت عالي: "أنا مش باتهمك، بس أنا عارف إن في حاجة غريبة. لو مش إنت، مين؟"
ماجد قرب خطوة منه: "أنا واقف جنبك من أول يوم، يوسف. أنا الوحيد اللي مصدقك إن اللي بيحصل ده حقيقي. ولو فكرت للحظة إني ممكن أكون جزء منه، يبقى إنت محتاج تراجع نفسك."
يوسف اتراجع خطوتين، لكنه فضل ساكت. العلاقة بينه وبين ماجد كانت على المحك، وكل كلمة كانت بتزيد التوتر بينهم.
---
لما رجع البيت، يوسف كان أكتر حيرة من أي وقت فات. ماجد كان مقنع، لكن الشكوك لسه موجودة. قرر إنه يحاول طريق جديد. فتح اللابتوب، وبدأ يدور على أي طريقة يلاقي بيها مصدر الرسائل.
استمر طول الليل يحلل التسجيلات، يدور في الإنترنت عن أي أدوات ممكن تكون استُخدمت لإرسال الرسائل أو كتابة النصوص. كل حاجة كان بيقراها بتزود إحساسه إنه بيواجه شخص عبقري، شخص قادر يخطط لخطوة قبل ما يوسف حتى يفكر فيها.
---
قبل الفجر بشوية، يوسف كان خلاص على وشك ينام، لكنه سمع صوت غريب من الشقة. زي ما يكون حاجة اتكسرت في المطبخ. مسك المسدس وطلع ببطء، خطواته تقيلة والأنفاس بتتسارع.
لما وصل للمطبخ، لقى الكوب اللي كان على الحوض واقع على الأرض ومكسور. مفيش حاجة تانية، لكنه حس إن في حد كان هنا. قرب من النافذة، كانت مفتوحة شوية، مع إنّه متأكد إنه قفلها قبل ما ينام.
رجع مكتبه، لكنه وقف مكانه لما شاف ظرف جديد على الطاولة. "مش ممكن... أنا كنت هنا طول الليل."
فتح الظرف، وكانت الرسالة مكتوبة بجملة واحدة:
"كل خطوة بتاخدها، أنا عارفها قبلك."
---
وصل يوسف لمرحلة الانهيار. قرر إنه يواجه كل حاجة مرة واحدة. كتب رسالة بنفسه، حط فيها كل حاجة بيحسها:
"لو كنت فعلاً عارف كل حاجة، ليه مش بتواجهني؟ أنا هنا، مستنيك."
---
بعد ساعات قليلة، الباب خبط. يوسف وقف بسرعة، مسك المسدس، وفتح الباب بحذر. قدام الباب، كان فيه شخص لابس قناع أسود، واقف ساكت.
يوسف وجه المسدس عليه وقال: "إنت مين؟"
الشخص ما ردش، لكنه رفع إيده، ورافع ورقة.
يوسف أخد الورقة، وقبل ما يرفع عينه تاني، الشخص كان اختفى.
فتح الورقة، وكان مكتوب فيها:
"الجزء الأخير يبدأ الآن. جهز نفسك."
---! اتمنى تقول رايك بكل صراحه
الجزء الثاني
يوسف وقف في نص الصالة، الورقة في إيده بتترعش، وعقله شغال بأقصى سرعته. الشخص ده، اللي لابس القناع، اختفى كأنه ما كانش موجود. ازاي؟ فين راح؟ يوسف جري ناحية السلم، نزل بسرعة يتأكد لو في أي حد في الشارع. المكان كان فاضي تمامًا، حتى صوت السيارات اللي بيعدي في العادة كان مختفي.
رجع الشقة وقفل الباب بكل قوة، قعد على الكرسي وهو يتنفس بصعوبة. الورقة كانت قدامه، وكل كلمة مكتوبة عليها كانت بتزن في ودانه. "الجزء الأخير يبدأ الآن..."
معناه إيه؟ إيه اللي بيخطط له الشخص ده؟ وليه يوسف تحديدًا؟
---
في اليومين اللي بعد الليلة دي، يوسف كان شبه محاصر. ما كانش بيخرج من شقته إلا للضرورة، الكاميرات اللي مركبها في الشقة كانت شغالة 24 ساعة، وكل ثانية بيحس إنه مراقب. حتى الأكل كان بيطلبه من تطبيق توصيل، بس مع كل طرقة على الباب، كان بيرجعله نفس الإحساس... الرعب.
الرسالة الأخيرة خلت دماغه يربط خيوط مالهاش نهاية. الشخص ده، مهما كان مين، عارف كل خطوة يوسف بياخدها، كأنه عايش معاه في نفس المكان أو أقرب.
---
في الليلة التانية، يوسف قرر يتفحص الشقة كلها. بدأ يمشي في كل ركن، يفتح كل دولاب، يدور على أي حاجة غريبة. في المكتبة الصغيرة اللي جنب السرير، لقى دفتر قديم عليه تراب. لما فتحه، اتصدم.
الدفتر كان مليان ملاحظات بخط إيده، لكن الغريب إن فيه نصوص مكتوبة عن جرائم مشابهة جدًا للي بتحصل دلوقتي. التفاصيل، الأسلوب، حتى بعض الأسماء كانت مطابقة. يوسف حاول يتذكر: "امتى كتبت ده؟" لكنه ما افتكرش. كأن الدفتر ده ظهر فجأة.
---
تاني يوم الصبح، يوسف قرر يقابل ماجد تاني، المرة دي مش عشان يطلب المساعدة، لكن عشان يختبره. لما وصل المكتب، كان ماجد في مكتبه لوحده، وكان واضح عليه إنه مشغول في مكالمة.
يوسف دخل من غير ما يستأذن، وقال بصوت ثابت: "ماجد، لازم أتكلم معاك دلوقتي."
ماجد رفع عينه، وقال: "مش وقتك يا يوسف. استنى برا شوية."
لكن يوسف كان عنده إصرار، قرب منه وحط الدفتر قدامه على المكتب. "تفتكر ده يعني إيه؟"
ماجد قفل الخط، وبص على الدفتر. تقلبت ملامحه بسرعة بين دهشة وقلق. "إيه ده؟ ده بتاعك؟"
يوسف هز راسه: "ما أعرفش. لقيته في البيت. كل حاجة مكتوبة فيه بتطابق اللي بيحصل دلوقتي. معقول أنا اللي كتبت ده؟"
ماجد سحب نفس طويل وقال: "يوسف، لو كنت كتبت ده فعلًا، يبقى في احتمالين: يا إما عقلك بيلعب عليك وبتعيش في أوهام، يا إما في حد قريب منك عارف كل حاجة كنت بتكتبها وبيستغلها."
يوسف رد بسرعة: "بس ازاي يكون عارف حاجات لسه ما كتبتهاش؟ الجرائم الأخيرة مش موجودة في الدفتر."
ماجد وقف، وبدأ يمشي في الأوضة. "يوسف، أنا مش هكذب عليك... الموضوع بقى خطر. الشرطة بدأت تفتح ملفك. الرسائل اللي بتحصل، الجرايم اللي بتطابق كتاباتك، ده كله ضدك."
يوسف صرخ: "لكن أنا مش الجاني! أنا الضحية!"
ماجد قرب منه وقال بهدوء: "يمكن تكون الضحية، لكن كل الأدلة بتقول عكس كده. لازم تلاقي طريقة تثبت إنك بريء."
---
بعد اللقاء مع ماجد، يوسف رجع البيت محبط أكتر. بدأ يشك حتى في نفسه. هل فعلاً ممكن يكون هو السبب؟ هل في جزء من عقله بيخطط لكل ده من غير ما يعرف؟
في الليلة دي، قرر يوسف إنه يكتب. مسك الورقة والقلم، وبدأ يكتب نص جديد عن جريمة قتل، بس المرة دي كان عارف إنه بيكتبها كاختبار. كتب كل التفاصيل، لكنه غيّر حاجات كتير عن طريقته المعتادة، وكأنّه بيحاول يضلّل أي حد بيقرأ.
بعد ما خلص الكتابة، حط الورقة في مكان واضح على مكتبه، ونام لأول مرة من أيام. لما صحي الصبح، الورقة ما كانتش في مكانها، لكن فيه ظرف جديد بدلها.
فتح الظرف بسرعة، وكان فيه رسالة مختصرة جدًا:
"محاولة جيدة... لكنك مش أذكى مني."
---
النقطة دي كانت القشة اللي قصمت ظهر يوسف. قرر إنه ما ينفعش يكمل في الوضع ده. الشخص ده لازم يتكشف، ولازم يواجهه. فتح اللابتوب، وبدأ يدور عن أي تقنية ممكن تساعده يلاقي مصدر الرسائل. فضل ساعات يدور، يقرأ، يحلل، وكل خطوة كانت بتقربه من حاجة واحدة: في حد بيستخدم ذكاء اصطناعي متطور جدًا عشان يلعب اللعبة دي معاه.
---
بعد ليلة طويلة من البحث، يوسف لقى فكرة. قرر إنه يكتب رسالة بنفسه، بس المرة دي الرسالة كانت للقاتل مباشرة.
"أنا عارف مين إنت. وأخيرًا، اللعبة بتاعتك قربت تنتهي. لو عندك الجرأة، واجهني."
حط الرسالة على مكتبه وسابها مفتوحة، وخرج من البيت. فضل برة ساعات، لكن لما رجع، لقى ظرف جديد مستني على المكتب.
فتح الظرف، وكان فيه رسالة مكتوبة بخط واضح:
"المواجهة بدأت. الساعة 10 الليلة، المكان اللي عرفت فيه أول مرة إنك كاتب."
---
يوسف فضل ماسك الورقة، بيقرأ الكلمات المكتوبة فيها مرة ورا التانية. "المكان اللي عرفت فيه أول مرة إنك كاتب..." الجملة دي كانت مربكة، لكنها في نفس الوقت واضحة. كان بيتكلم عن بيته القديم، المكان اللي عاش فيه طفولته.
قرر إنه ما يضيعش وقت. جمع ورقه وسلاحه، لبس جاكت تقيل، وخرج. كان عارف إن اللي مستنيه مش بسيط، لكنه كان خلاص قرر يواجه الحقيقة مهما كانت.
---
الطريق لبيته القديم كان مظلم، والشارع كان شبه مهجور. يوسف ما كانش بيركز غير في اللي جاي، كل الذكريات اللي اتعلقت بالمكان ده كانت بتراوده وهو ماشي. البيت كان مهجور من سنين، وما رجعش ليه من وقت وفاة والدته.
وصل قدام الباب الخشبي القديم، اللي كان مكسو بطبقة تراب تخلي أي حد يعرف إنه مش مفتوح من زمان. دفع الباب ببطء، ودخل.
---
البيت كان غارق في ظلام خانق، بس ريحة المكان كانت كأنها متجمدة في الزمن. يوسف شغل كشاف صغير، وبدأ يتحرك بحذر. كل خطوة كان صداها يعلى في الصمت. الصالة كانت مليانة أثاث قديم ومتهالك، لكن وسطها كان فيه مكتب صغير، فوقه ظرف جديد.
قرب من المكتب، فتح الظرف، ولقى رسالة مكتوب فيها:
"خطوة جديدة نحو الحقيقة. افتح الدرج اللي قدامك."
يوسف اتردد لحظة، لكنه في النهاية فتح الدرج. جوه كان فيه دفتر قديم، زي اللي لقاه في بيته قبل كده. لما فتحه، قلبه اتقبض. الصفحات مليانة ملاحظات، نفس الأسلوب، نفس الكلمات، لكن النصوص كانت بتوصف جرائم جديدة لسه ما حصلتش.
---
في اللحظة دي، سمع صوت خفيف من الدور التاني. خطوات بطيئة وواضحة. يوسف مسك المسدس، وبدأ يطلع السلم. كل خطوة كان بيحس إن الصوت بيقرب أكتر، لكن لما وصل للدور التاني، مفيش حد.
الغرفة القديمة اللي كان بيكتب فيها أيام طفولته كانت مفتوحة. النور فيها كان خافت، لكنه لاحظ إن فيه شخص قاعد على كرسي قدام المكتب. الشخص ده كان لابس قناع أسود، ومش باين منه غير عينه.
يوسف رفع المسدس وصرخ: "إنت مين؟ ليه بتعمل كل ده؟"
الشخص ما ردش، لكنه حرك إيده ببطء، وطلع ورقة من جيبه، وحطها على المكتب.
يوسف قرب بحذر، وعينه مش بتتحرك عن الشخص. مسك الورقة وبدأ يقرأ:
"كل حاجة حصلت دي... كانت عشان أرجّعك للمكان ده. تفتكر ليه؟"
يوسف قال بصوت عالي: "مش فاهم! إنت بتلعب معايا من البداية، ليه؟"
الشخص رفع رأسه أخيرًا، وبدأ يفك القناع. يوسف اتصدم لما شاف وشه.
---
الوش اللي قدامه كان وش ماجد. لكن ماجد كان مختلف، عنيه مليانة بغض وشوية جنون. يوسف رجع خطوة لورا، وهو مش قادر يستوعب.
"ماجد؟ إنت؟"
ماجد ابتسم ابتسامة باردة: "كنت عارف إنك هتوصل للنقطة دي، يوسف. كنت مستني اللحظة دي من زمان."
يوسف صرخ: "ليه؟ ليه كل ده؟"
ماجد رد بهدوء مخيف: "لأنك سرقت مني حياتي، يوسف. كل حاجة كنت بحلم بيها، كل فكرة كانت في دماغي، أنت خدتهم وكتبتهم على ورق، وعشت شهرتك عليهم. أنا كنت الظل اللي عمرك ما شفته، لكن دلوقتي، أنا اللي هكتب النهاية."
يوسف رفع المسدس وقال: "إنت مجنون! أنا عمري ما سرقتك، وكل ده أوهام في دماغك!"
ماجد ضحك: "أوهام؟ الجرائم دي مش أوهام، يوسف. أنا نفذتها عشان أثبتلك إن أفكارك مكانها الواقع، مش الورق."
---
في اللحظة دي، صوت قوي جه من تحت، كأن الباب الرئيسي اتفتح بعنف. يوسف استغل اللحظة واندفع ناحية ماجد، لكنه اتفاجئ إن ماجد كان أسرع. اختفى من الغرفة في ثواني، وفضل يوسف لوحده.
نزل بسرعة، لكن المكان كان هادي. ماجد اختفى، زي ما كل مرة الرسائل بتظهر وتختفي.
---
لما رجع يوسف البيت، كان جسده مرهق وعقله أكتر. قعد على مكتبه، وكل حاجة حوالينه كانت بتصرخ بسؤال واحد: "إيه اللي هيحصل بعد كده؟"
فتح دفتر جديد، وكتب جملة واحدة:
"النهاية هتكون لما يتحول الخيال إلى قاتل."
---
يوسف رجع بيته بعد المواجهة المخيفة مع ماجد، وعقله كان مليان بالأسئلة اللي مش لاقي لها إجابة. كيف يكون ماجد هو الشخص اللي بيبعت الرسائل؟ وإزاي كان مخطط لكل الجرايم دي؟ لكن الأهم... ليه اختفى فجأة؟ وليه كان بيلوم يوسف على سرقة حياته؟
---
الأيام اللي بعدها كانت زي الكابوس. يوسف بقى محاصر أكتر من الأول، مش بس من الشخص اللي بيطارده، لكن كمان من نفسه. فكرة إن ماجد كان وراه كل ده كانت كابوسية، لأن ماجد مش مجرد صديق قديم، ده أكتر شخص يوسف كان واثق فيه.
لكن الغريب إن الظرف الجديد ما وصلش. لأول مرة من شهور، يوسف صحى وخرج من البيت من غير ما يلاقي ظرف مستنيه. الوضع كان هادي بطريقة مريبة، والهدوء ده خلّاه أكتر توترًا.
---
في يوم، يوسف قرر يروح لبيت ماجد. كان عارف إن الشرطة ممكن تكون على علم بحاجات ما قالهاش له، خاصة بعد الجرايم الأخيرة. لما وصل لبيت ماجد، العمارة كانت هادية جدًا، لكن لما خبط على الباب، مفيش حد رد.
يوسف حاول يدفع الباب، لكنه كان مقفول كويس. لف حوالين العمارة، وقرر يدخل من الشباك الخلفي. بعد شوية مجهود، قدر يدخل، لكنه لما شاف المكان، وقف مكانه. البيت كان فاضي. مفيش أي حاجة تشير إن ماجد كان عايش هنا.
الصالة كانت مليانة تراب، الأثاث كان متغطي بملاءات بيضا، وكأن المكان مهجور من شهور. يوسف مشي في الأوضة الرئيسية، وبدأ يفتش.
في مكتب صغير، لقى ظرف عليه اسم "يوسف".
فتح الظرف بسرعة، ولقي جواه رسالة مكتوبة بخط يد ماجد:
"يوسف، لو وصلت للرسالة دي، يبقى أنت قربت تفهم. كل حاجة بتحصل كانت مخططة من البداية. المكان اللي عرفتني فيه أول مرة... هو كمان كان نقطة البداية لكل ده."
---
يوسف أخد الورقة ورجع البيت. الرسالة دي زادت الغموض أكتر. "المكان اللي عرفت فيه ماجد؟" رجع لذكرياته، لكن كل حاجة كانت ضبابية. علاقتهم بدأت من زمان، في الجامعة، لكن الرسالة كانت بتشير لحاجة أقدم.
قرر إنه يفتش في أوراقه القديمة، في محاولة إنه يلاقي أي خيط. بعد ساعات طويلة، لقى صورة قديمة ليه مع ماجد، لكن الصورة كانت قدام مبنى قديم ما افتكرهوش. المكان شكله زي مؤسسة تعليمية أو بيت مهجور.
---
في الليلة دي، يوسف حلم حلم غريب. كان شايف نفسه *** صغير، واقف في غرفة مليانة كتب قديمة وأثاث مهترئ. *** تاني كان واقف معاه... كان ماجد. الطفلين بيتكلموا، لكن يوسف ما كانش سامع الكلمات. فجأة، الطفل اللي هو يوسف مسك قلم وبدأ يكتب على الحيطان، بينما الطفل التاني بيبص عليه بغضب.
صحى يوسف من النوم مفزوع. الحلم كان غريب، لكنه كان مليان رموز حسّت يوسف إنها مش صدفة. قرر إنه يرجع للمكان اللي في الصورة، يمكن يلاقي إجابة.
---
المبنى اللي في الصورة كان على بعد ساعة من المدينة. لما وصل هناك، اكتشف إنه مهجور بالكامل. كان واضح إن المكان عمره ما اتغير. الحيطان كانت متآكلة، والنوافذ مكسورة.
لما دخل، حس بشعور غريب، كأنه كان هنا قبل كده، لكنه مش قادر يفتكر. مشي في الممرات المظلمة، والذكريات بدأت تتجمع في عقله. المكان ده كان مدرسة قديمة، وكان فيه فصل محدد كان بيدخل فيه كتير وهو صغير.
وصل يوسف لغرفة صغيرة في آخر الممر. الباب كان مخلوع، والأثاث مهدم. لكن في الركن، كان فيه صندوق خشبي قديم. يوسف فتحه، ولقى جواه كراسة مليانة كتابات بخط إيد ***.
الكراسة كانت مكتوبة بالكامل من *** اسمه "يوسف". النصوص كانت عبارة عن قصص قصيرة عن جرايم قتل. واحدة منهم كانت نسخة بدائية من الجريمة الأولى اللي حصلت مؤخرًا.
---
يوسف وقف مذهول، مش قادر يصدق. هل من الممكن إن الشخص اللي بيطارده بيعتمد على حاجات كان كاتبها وهو صغير؟ لكن لو ده حقيقي، يبقى ماجد كان معاه في المكان ده وهو صغير، وده معناه إن علاقتهم أقدم من اللي كان فاكرها.
قبل ما يتحرك، حس إن فيه حركة وراه. لف بسرعة، لكن المكان كان فاضي. الصوت كان واضح، زي حد بيتحرك بخفة في الممرات.
"مين هناك؟!" صرخ يوسف، لكن مفيش رد.
خرج من المكان بسرعة، لكنه لما وصل لسيارته، لقى ظرف جديد محطوط على الزجاج الأمامي.
---
فتح الظرف بسرعة، ولقى رسالة مكتوبة بخط واضح:
"يوسف، الكراسة دي كانت البداية. دلوقتي أنت عارف كل حاجة. السؤال الحقيقي هو... هل هتقدر تعترف بالحقيقة؟"
---
رجع يوسف البيت، وهو أكتر حيرة من أي وقت فات. كل الأدلة بتشير إنه كان جزء من حاجة أكبر من اللي فاهمه، لكن الحقيقة كانت مربكة أكتر. قرر إنه يواجه ماجد للمرة الأخيرة.
فتح اللابتوب، وكتب رسالة:
"ماجد، أنا عارف إنك بتراقبني. لو عندك الجرأة، تعال لمكاني الليلة. خلصنا اللعبة دي."
---
يوسف قرر إنه الليلة لازم تكون النهاية، مهما كانت النتيجة. قعد في مكتبه يراقب الساعة، منتظر رد على الرسالة اللي بعتهاله لماجد. كل دقيقة كانت بتعدي أبطأ من اللي قبلها. الكاميرات شغالة، المسدس جاهز، والجو كان ثقيل لدرجة إن أنفاسه كانت مسموعة.
الساعة عدّت العاشرة بقليل، ومافيش أي حاجة حصلت. يوسف بدأ يتوتر أكتر، لكنه سمع صوت خفيف عند باب الشقة. قام بسرعة، مسك المسدس ووقف جنب الباب.
"ماجد؟ لو إنت هنا، اتكلم!" صرخ بصوت عالي.
لكن الرد كان صمت كامل.
يوسف فتح الباب ببطء، الشارع كان هادي جدًا، مفيش حد. لكنه لاحظ حاجة جديدة، ظرف محطوط قدام الباب، ومعاه صندوق صغير.
---
يوسف أخد الظرف والصندوق للداخل، وحطهم على الطاولة. فتح الظرف أولاً، الرسالة كانت مكتوبة بجملة واحدة:
"الصندوق يحمل الإجابة. لكن الحقيقة مؤلمة، هل أنت مستعد؟"
حس إن إيديه بتترعش وهو بيفتح الصندوق. بداخله كان فيه شريط تسجيل قديم وكراسة ثانية مليانة كتابات. الشريط كان مكتوب عليه بخط واضح: "فصل البداية"
---
يوسف شغل الشريط في جهاز تسجيل قديم كان عنده. الصوت كان ضعيف في البداية، لكنه بدأ يسمع أصوات ***** بيتكلموا. فجأة، سمع صوت *** واضح:
"أنا هكتب القصة دي، وهخليها أكبر قصة بوليسية. وكل الناس هيعرفوا اسمي."
الصوت ده كان صوته وهو ***. الصوت الثاني كان ماجد، لكن نبرته كانت مليانة غضب: "دي فكرتي! أنا اللي قلتها الأول! أنت بتسرقها!"
الصوتين بدأوا يتخانقوا، لكن التسجيل فجأة توقف.
---
يوسف وقف مكانه، عينه مثبتة على جهاز التسجيل. التسجيل ده كان دليل واضح إن علاقته بماجد قديمة جدًا، وإن كل حاجة بتحصل دلوقتي لها جذور في الماضي.
فتح الكراسة اللي كانت في الصندوق. الصفحات الأولى كانت مليانة قصص مشابهة لتلك اللي في الكراسة الأولى اللي لقاها، لكن مع توقيعات مختلفة. التوقيع كان فيه اسمين: "يوسف" و"ماجد".
"إحنا كنا بنكتب مع بعض؟" قالها بصوت منخفض، كأنّه مش قادر يصدق.
---
في اللحظة دي، سمع صوت خطوات تقيلة قدام الباب. كان الصوت أوضح وأقرب من أي مرة فاتت. وقف بسرعة، مسك المسدس، وراح ناحية الباب.
"ماجد! أنا عارف إنك هنا. كفاية لعب!"
لكن ما كانش فيه رد. فتح الباب ببطء، لكن مفيش أي حد. إلا ظرف جديد.
---
فتح الظرف، وكان فيه رسالة مكتوبة:
"الذكريات ممكن تجرح أكتر من أي سلاح. دلوقتي، لازم تختار: هل هتواجه الحقيقة بالكامل، أو تفضل تهرب منها؟"
---
يوسف قرر إنه مش هيهرب تاني. رجع لبيته القديم تاني يوم، المرة دي عشان يفتش المكان بالكامل. البيت كان ساكت زي ما هو، لكنه قرر يدخل الغرفة اللي لقى فيها الكراسة. فتح الأدراج اللي جوه المكتب، ولقي صندوق صغير تاني.
الصندوق ده كان مليان قصاصات ورق، وكل واحدة فيها ملاحظات بخطين مختلفين. خطه وخط ماجد. كانت كلها أفكار لقصص ما تمّتش، لكنها بتشرح حاجة مهمة: ماجد كان دايمًا هو اللي بيبدأ الفكرة، ويوسف كان بيكملها.
---
يوسف حس بارتباك شديد. هل فعلاً ماجد كان شايفه كعدو من الطفولة؟ كل الأفكار، كل القصص اللي كتبها يوسف، هل كانت مبنية على ذكريات مشتركة؟
قبل ما يكمل التفكير، سمع صوت عالي في الطابق السفلي. نزل بسرعة، ولقى الباب الرئيسي مفتوح، لكنه ما شافش حد. رجع تاني للطابق العلوي، وقرر إنه ياخد الكراسة والصندوق معاه للبيت، يمكن يقدر يربط باقي الخيوط.
---
لما رجع شقته، قعد قدام الكراسة الجديدة، وبدأ يقرأ كل تفصيلة. الغريب إن في قصص كانت بتطابق الجرايم اللي حصلت مؤخرًا. يوسف بدأ يحس إن الحقيقة بتقرب أكتر، لكن الإجابة لسه ناقصة.
قرر يكتب رسالة أخيرة:
"ماجد، لو كنت عايز المواجهة النهائية، تعال للمكان اللي بدأنا فيه كتابة أول قصة. أنا مستنيك."
---
الرسالة دي كانت بمثابة إعلان الحرب. يوسف قضى الليلة في تجهيز نفسه، مش عارف إيه اللي هيحصل. المكان اللي أشار ليه في الرسالة كان بيت قديم قريب من مدرستهم القديمة. كان دايمًا المكان اللي بيقعدوا فيه لما كانوا ***** عشان يكتبوا.
---
تاني يوم، يوسف وصل للمكان قبل الموعد. كان المكان مهجور تمامًا، لكن فيه علامات واضحة إن حد كان هنا مؤخرًا. النوافذ كانت متغطية بستائر جديدة، والأرض نظيفة بشكل غريب.
دخل الغرفة الرئيسية، وكانت مفاجأة. المكتب القديم اللي كانوا بيكتبوا عليه موجود، وعليه ظرف جديد.
فتح الظرف، وكان فيه رسالة مختصرة:
"آخر خطوة هنا. لو كنت عايز تفهم كل حاجة، افتكر الجملة اللي كتبتها يومها: النهاية تبدأ لما يتحول الخيال إلى قاتل."
---
يوسف قعد في شقته، الغموض حوالينه بيزيد، وكل كلمة قالها ماجد كانت بتدور في دماغه. "النهاية تبدأ لما تتحول القصة إلى حياة." العبارة دي كانت زي رصاصة في عقله. هل فعلاً كل حاجة بتحصل دلوقتي هي انعكاس لحاجات كان بيكتبها زمان؟
الأحداث الأخيرة كانت مرهقة لدرجة إن يوسف حس إنه على وشك الانفجار. قرر إنه محتاج يفك عن نفسه شوية. يمكن يقدر يشوف الأمور بشكل أوضح لو خرج من دوامة القصة للحظات. لبس جاكت، وأخد عربية وطلع على طريق الساحل، المكان الوحيد اللي كان بيريح أعصابه زمان.
وصل لفندق ثلاث نجوم المكان دا المهرب الوحيد ليه من كل الضغوطات ركن عربيته ودخل الفندق وسال الرسيبشن علي واحده اسمها زيزي
الريسبشنست (ياريت اكون كتبتها صح)
ااه موجوده يا فندم اقولها مين
يوسف: قوليلها يوسف ذكريات
الموظفه: نعم!
يوسف؛: ملكيش دعوه قوليلها كدا
الموظفه: حاضر يا فندم ثواني وجايه لحضرتك *
دخلت الموظفه لزيزي
الموظفه: في واحد بره اسمه يوسف
زيزي...... يوسف مين
الموظفه..... بيقول لحضرتك اسمه اسمه يوسف ذكريات
زيزي. برقت ايييه و**** ... وقامت خرجت بسرعه وطلعت ليوسف
زيزي... بقى يا واطي كل ده متسئلش عليا
ءيوسف فاتح دراعه ليها
زيزي..... قتمت مدياه بالبونيه في وشه..... ايه مفكرني اخدك بالحضن بعد دا كله
يوسف.... خلاص بقى دنتي حتى وحشتيني.... وبيغمزلها.....
(وصف زيزي زيز عندها ٤٠سنه شكلها بدب علي 30 سنه بالكتير جسمها عود بزاز كبيره بس مش مترهله وطيزها متوسطه شفايفها حمرا وهعيونا سودا شعرها كمان اسود وهيا بيضه)
زيزي....... بصتلي بكسوف وانت كمان اكتر يا حبيبي
يوسف......... بقولك ايه انا نفسي في سهره من بتوع زمان
زيزي.......... عينيا الاتنين اطلع علي اوضه15 الدور الرابع وخد الكارت دا وادخل و10 دقايق اكون عندك
يوسف طلع فوق ودخل الاوضه فتح الباب وخلع الجزمة ورقد علي السرير وكان لسه هبقظعد يفكر في المشكله اللي هوا فيهة ولكن قاطع تفكيره دخول زيزي عليه ومعاها اكل
زيزي....... جيبالك اكل انما ايه هتاكل صوابعك وراهم
يوسف...... قرب منها ولسه هيبوسها
زيزي. قاطعته وقالتله....... طيب اصبر بس هدخل اخد شاور وناكل لقمه
دخلت زيزي خدت شوار وطلعت لابسه قميص نوم اسود علي جسمها الابيض تحس انك واقف قدام تاكسي وحاطه ريحه جميله جدا وحطت الاكل وقعدوا ياكلوا شويه زيزي تاكل فيه وشويه العكس.... يوسف دخل يغسل ايده وزيزي بتلم الاكل... خلصوا وقعدوا مع بعض شويه وكتانوا بيتكلموا وهما قريبني مع بعض
يوسف..... انا احترت فيكي يا زيزي
زيزي..... ليه يا قلبي
يوسف..... الناس تكبر وتوحش وانتي تكبر وتحلوي وووو تتدوري وجسمك بيقرب منها ونفسها في نفسه* جسمك بقى جميل اوي
زيزي..... *بتبلع ريقها * ب ب بج بجد شكلي عجبك
يوسف........ بيقربمنها اكتر ومناخيره لامسه مناخيرها * اكتر مما تتخيلي زيزي *وقرب من شفابفها وباسها بسوه دابوا فيها هما الاتني لمده دقيقتين * يوسف قام شايلها وزي ما هما بيبوسوا في بعض وراح بيها علي السرير ويوسف نازل فيها بوس واحضان
يوسف كان بيبوس بحب وشهوه الاتنين مع بعض مش مجرد شهوة لان يوسف كان في الحقيقه بيحب زيزي بس حصلت ظروف هنحكيها بعدين
يوسف قام مخلعها حملات القميص اللي كانت لابسه ونزل لحس في بزازاها ومص
علي لسان يوسف.....
فضلت ارضع في بزازها وعضعض في حلمة بزها وه خلاص ورحت اقاعد علي بطنها وقلعتها البنطلون لحد تحت فضلت بالكلوت نزلت براسي ورحت حطيت لساني علي كسها من علي كلوتها وبقت يدعك وشي ولساني في كسها و هي عمالة تتحرك شمال ويمين وشويه لقتها بتقول اه اه اه اكني بدعك في وحش وبقت بتزق راسي من علي كسها. روحت مقطعلها الكلوت وبقا كسها قدامي واول ما شوفت كسها بقت زي الطور الهايج نزلت علي كسها بشفايفي وفضلت الحس وابوس في كسها وبلساني و لحست حولين كسها ورحت وفتحت شفرات كسها بصوابعي ودخلت لساني في نص الشفرات كسها قامت نزلت البوكسر مسكت زبي وحطيطو علي كسها وحاولت احطو في كسها وهي قالتلي ثواني
ونزلت قعدت علي ركبتها وبدءت تمص وتلحس فيه بشوق واشتياق ابن متناكه اكنها ماصدقت شافته وقومتها رقدتها علي ضهرها
روحت ماسكتها من وسطها ورحت حطيت راس زبي جوا فتحة كسي وضغط بعنف مرة واحدة خرجت منها صرخة روحت كتامت بوقها ببوسه مسكت فيها شفايفها قعطهم عض ولحس في لسانها زبي خلاص بقي جواها فضلت ادخل واطلعو وعسلها بينزل منهاوانا شغال نيك فيها وشفايفي عمالة ترضع في بزازها وزبي طالع داخل جوا كسها فضلت بنيك فيها يجي نص ساعة وهي اللي عليها ااااه اااه. اممممم اممممم اححح وانا كنت خلاص علي اخري ورحت حاشر زبي علي الاخر في كسها ونزلتهم جواها وهيا زقتني عليها اكتر وتثول ياحححح سخنين اوي
هاتهم هاتهم يا حبيبي هاتهم جوا جوا خالص وبعديها سبتها واترميت جمبها وخدتها في حضني
وبقيت ابوس فيها لحد مانمنا احنا الاثنين.صحيت من النوم لقيتها نايمه جمبي ملط سيبتلها ورقه ومكتوب فيها..... معلش يا حبيبتي مضطر امشي بس اوعدك اننا هنتقابل قريب
علي لسان الكاتب
العاقه بين الاتنين علاقه اصحاب مش اكتر لكن دا بالنسبة ليوسف لكز بالنسبه لزيزي العكس تماما
(يوسف رجع لشقته بعدها بساعات، وكل حاجة كانت مكانها. كأن اللي حصل كان استراحة قصيرة وسط فوضى أكبر.)
رجع يوسف لغرفته، وبدأ يحلل الأحداث من جديد. الورقة اللي ماجد كتبها كانت لسه قدامه، وكل كلمة فيها بتفتح أسئلة أكتر. قرر إنه لازم يربط النقاط بشكل أفضل.
أولًا: الكراسة الأولى اللي لقاها. ليه كل الجرايم اللي مكتوبة فيها متطابقة مع الواقع؟
ثانيًا: التسجيل اللي سمعه. هل ماجد كان دايمًا شايف يوسف كمصدر لكل اللي حصل؟
ثالثًا: ليه ماجد اختفى فجأة بعد المواجهة؟
---
في نفس الليلة، يوسف سمع صوت خفيف جاي من عند المكتب. لما بص، لقى ورقة جديدة محطوطة فوق الكراسة. الورقة دي ما كانتش موجودة قبل ما يخرج.
"يوسف، القصة لسه ما خلصتش. ما تنساش إنك كنت دايمًا البطل... والبطل لازم يواجه النهاية."
الرسالة كانت مخيفة أكتر من أي حاجة حصلت قبل كده. كأن الشخص اللي بيطارده مش بس عارف كل تحركاته، لكنه كمان بيقرأ أفكاره.
---
في اليوم اللي بعده، يوسف قرر يخرج للشارع يدور على أي دليل مادي ممكن يربط الأحداث. بدأ يسأل عن ماجد في الأماكن اللي كان بيتردد عليها. لكنه اتصدم لما اكتشف إن الناس اللي يعرفوه بيقولوا إنهم ما شافوهوش بقالهم شهور.
حتى زملائه في القسم قالوا إن ماجد أخذ إجازة طويلة من غير ما يوضح السبب. "إجازة؟!" يوسف حس إن الإجابة دي غريبة جدًا. لو ماجد مختفي بقاله شهور، إزاي كان بيظهر قدامه؟ وإزاي كان بيتواصل معاه؟
---
رجع يوسف البيت مرة تانية، وبدأ يشك في كل حاجة حواليه. قرر إنه يراجع كل تسجيلات الكاميرات اللي في شقته. كل ليلة، كل حركة، وكل تفصيلة صغيرة.
في تسجيل الليلة اللي فاتت، لاحظ حاجة غريبة. الساعة 3 الفجر، في ظل ظهر على الحيطة عند باب الشقة، لكن الكاميرا ما سجلتش أي حركة فعلية عند الباب نفسه.
"إزاي ده ممكن يحصل؟" قالها يوسف لنفسه، وهو يعيد اللقطة أكتر من مرة. الظل كان واضح، لكنه كأنه طالع من الفراغ.
---
الظرف الجديد وصل بعد ساعات قليلة. المرة دي الرسالة كانت مليانة كلمات غامضة:
"يوسف، الحقيقة موجودة قدامك، لكنك محتاج تفهمها بنفسك. راجع آخر قصة كتبتها قبل توقفك عن الكتابة."
يوسف جري على المكتبة، وطلع آخر رواية كتبها. كان اسمها "متاهة الأوهام". الرواية دي كانت مختلفة عن باقي أعماله. كانت بتتكلم عن كاتب بيدخل في لعبة غريبة مع شخصية خيالية هو اللي اخترعها. اللعبة بتبدأ لما الشخصية دي تبدأ تتحكم في حياة الكاتب.
---
"مستحيل..." يوسف بص في الصفحات وهو مش قادر يصدق. الرواية كانت مليانة تفاصيل بتشبه اللي بيحصل معاه دلوقتي. الظلال، الرسائل، حتى المواجهة الأخيرة كانت متطابقة مع الأحداث الحالية.
لكن إزاي؟ الرواية دي كتبها من سنين، قبل ما يبدأ يتلقى الرسائل، وقبل الجرايم. هل ممكن يكون في حد قرأ الرواية وقرر يطبقها؟ أم إن اللي بيحصل أكبر من كده؟
---
في وسط التفكير ده، يوسف سمع صوت خطوات جاية من الممر برا. لكنه المرة دي ما خافش. مسك المسدس وخرج بسرعة، لكن لما وصل للممر، مفيش حد.
في الركن البعيد، لقى ظرف جديد محطوط على الأرض. فتحه بسرعة، والمكتوب كان:
"الخاتمة قريبة، لكنك مش هتحب تشوفها. السؤال هو: هل هتقدر تكمل اللعبة لآخرها؟"
يوسف قعد على الأرض، الرسالة في إيده، وعينه بتتحرك على الحروف المكتوبة. الخوف ما كانش هو الشعور الأساسي دلوقتي... كان فيه خليط من الفضول والغضب. اللعبة دي لازم تنتهي، مهما كانت النتيجة.
يوسف فضل قاعد على الأرض، عينه مثبتة على الرسالة، وعقله بيحاول يستوعب كل اللي بيحصل حواليه. "اللعبة قربت تنتهي؟!" قالها لنفسه وهو يحاول يلم شتات أفكاره. المرة دي قرر إنه مش هيتراجع، مش هيسيب أي رسالة أو أي خيط من غير ما يحلله بالكامل.
بدأ يوسف يراجع كل الرسائل اللي لقاها من البداية. الخط المكتوب بيها كان ثابت، طريقة الكتابة واضحة. لكن كل رسالة كانت بتحمل مستوى أعمق من اللي قبلها. وكأن المرسل بيحاول يقوده خطوة بخطوة لنقطة معينة، لنهاية محددة.
---
في الليلة دي، قرر يوسف يعمل حاجة مختلفة. قفل الكاميرات، قفل باب الشقة بإحكام، وقرر يكتب. المرة دي مش أي كتابة، لكنه كان بيحاول يعكس اللعبة على الشخص اللي بيلعبها. كتب رسالة فيها كل الغضب اللي جواه:
"أعرف إنك بتراقبني. اللعبة قربت تنتهي فعلاً، بس النهاية مش اللي انت متوقعها. لو عندك الجرأة، قابلني في المكان اللي كتبت فيه أول قصة."
يوسف قرر يبعت الرسالة بالطريقة اللي بيستخدمها الشخص اللي بيلعب معاه. طبعها بخط كبير وواضح، وحطها في ظرف، وخرج من شقته في نص الليل عشان يحطها قدام المكان اللي قابل فيه ماجد آخر مرة.
---
رجع يوسف بيته وهو مستني رد. ما كانش عارف إذا كان الشخص ده هيرد عليه أو هيكون ده نهاية التواصل بينهم. لكن جواه إحساس إن المرة دي، المواجهة فعلاً هتحصل.
---
مر يوم كامل من غير أي رد. يوسف بدأ يفقد الأمل، لكنه فجأة، عند منتصف الليل، سمع صوت طرقات خفيفة على بابه. مسك المسدس ووقف بهدوء، قلبه بيدق بسرعة.
"مين؟"
ما كانش فيه رد. فتح الباب بحذر، ولقى ظرف محطوط على الأرض كالعادة. لكن المرة دي، الظرف كان مختلف. مكتوب عليه: "النهاية".
---
فتح الظرف بسرعة، ولقى رسالة مكتوبة بخط واضح:
"المكان: الحديقة المهجورة خلف المدرسة القديمة. الموعد: الليلة الساعة 3. خليك لوحدك."
يوسف حس إن الرسالة دي كانت زي القنبلة. الحديقة دي كانت مكان منسي من طفولته، المكان اللي دايمًا كان بيحس فيه بشيء غريب، وكأنّه شاهد على أسرار كتير.
قرر إنه لازم يروح. لبس بسرعة، جهّز مسدسه، وخرج من البيت متجه للمكان اللي حددته الرسالة.
---
الطريق كان مظلم وهادي بطريقة مرعبة. يوسف وصل الحديقة، المكان كان مهجور تمامًا، الشجر المتشابك مغطي كل حاجة. المكان كله كان صامت إلا من صوت خطواته على الحصى.
وقف في النص، وبدأ يدور بعينه حواليه. "أنا هنا! لو عندك حاجة، وريني نفسك!" صرخ بصوت عالي، لكن مفيش أي رد.
فجأة، ظهر ظل طويل بين الشجر. يوسف رفع المسدس بسرعة وصوّب، لكنه تراجع لما شاف إن الظل بيتحرك نحوه ببطء.
"إنت جيت فعلاً. كنت متأكد إنك مش هتتراجع." الصوت كان واضح... وصوت ماجد.
---
ماجد خرج من بين الشجر، وشكله كان هادي جدًا، لكن عينيه مليانة غضب مختلط براحة غريبة.
"ماجد... خلّصني. عايز إيه مني؟" يوسف قالها بعصبية، وإيده بتترعش وهي ماسكة المسدس.
ماجد ابتسم ابتسامة باردة وقال: "أنا مش عايز حاجة، يوسف. كل اللي كنت محتاجه هو إنك تشوف الحقيقة."
"حقيقة إيه؟ إنك بتلعب لعبة مريضة معايا؟ إنك قتلت ناس بس عشان توريني حاجة أنا مش فاهمها؟"
ماجد رد بثبات: "الحقيقة هي إنك عشت حياتك كلها هارب من نفسك. أنت عمرك ما كتبت قصة كانت خيال حقيقي. كل كلمة كتبتها كانت مستوحاة من حياتك وحياة اللي حواليك. أنا كنت البداية، والآن أنا النهاية."
---
يوسف رفع المسدس وصوّبه ناحية ماجد: "لو كنت فاكر إنك هتهرب المرة دي، تبقى غلطان."
ماجد ما اتحركش، لكنه قال بهدوء: "أنا مش محتاج أهرب. أنت اللي هتعيش مع نفسك بعد اللي هيحصل النهارده."
فجأة، يوسف حس بحركة وراه. لف بسرعة، لكنه ما لحقش يشوف حاجة واضحة. ضوء قوي جه في عينه، وصوت خطوات سريعة ملأ المكان. لما حاول يثبت المسدس تاني، ماجد كان اختفى.
---
يوسف فضل واقف لوحده في النص، الحديقة كلها بقت مظلمة أكتر. الصوت اللي كان حواليه توقف، وكأنّ المكان نفسه بقى ميت.
"ماجد!" صرخ بصوت عالي، لكن مفيش أي رد. قرر إنه لازم يخرج، لكن في طريقه، لقى ظرف جديد محطوط على الأرض.
فتح الظرف بسرعة، وكان فيه جملة واحدة:
"النهاية مش هنا... النهاية بدأت للتو."
---
يوسف رجع بيته في حالة صدمة. كل حاجة كانت بتشير إن اللعبة لسه مكملة، لكن جواه كان إحساس إن اللي جاي هيكون أكبر وأخطر. دخل شقته، قعد على مكتبه، وكتب جملة واحدة في دفتره:
"لما يتحول الخيال إلى قاتل، كل شيء ممكن."
يوسف قعد قدام الدفتر اللي كتب فيه جملته الأخيرة، والورقة بتتهز من شدة الارتعاش في إيده. "لما يتحول الخيال إلى قاتل، كل شيء ممكن." الجملة دي كانت بداية مرحلة جديدة من الرعب، لكن في نفس الوقت، حس إنها قد تكون المفتاح لفهم كل حاجة.
قرر إنه لازم يتبع كل الخيوط المتبقية، مهما كان الثمن. فكرة إنه يبقى متفرج مش هتنفع بعد كده، وخاصة بعد المواجهة اللي حصلت مع ماجد في الحديقة.
---
في الليلة دي، يوسف قرر يراجع كل رسائله القديمة مرة تانية. بدأ يلاحظ إن في كل رسالة، المرسل كان بيلمح لذكريات معينة من طفولته أو بداياته في الكتابة. "ليه كل حاجة بترجعني للماضي؟" قالها يوسف بصوت عالي، وكأنه بيحاول يستنطق الكلمات.
بدأ يدون كل حاجة افتكرها من الطفولة: المدرسة، البيت القديم، أصدقاءه وقتها، وحتى المرات اللي كانوا بيكتبوا فيها قصص خيالية مع بعض. كل مرة كان يركز على ذكرى، كان يحس إنها مش كاملة، وكأن عقله بيحاول يخبّي عنه حاجة.
---
في نفس الليلة، قرر يوسف يطلع على ملفات الشرطة الخاصة بالجرايم الأخيرة. اتصل بصديق قديم في قسم الشرطة، وطلب منه يشوف أي أدلة مرتبطة بالجرائم اللي حصلت. بعد تردد، وافق صديقه إنه يديه نسخة من التقارير بشرط إن يوسف ما يورطش نفسه أكتر.
---
يوسف قعد مع التقارير لساعات طويلة، يقرأ ويدون الملاحظات. لاحظ إن كل ضحية كان لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بحياته. المحرر الأول اللي نشر له كتابه الأول، مديرة دار النشر اللي رفضت روايته الثانية، حتى الجريمة الأخيرة، كانت مرتبطة بزميل سابق في الجامعة كان يوسف دايمًا بيتنافس معاه.
يوسف حس إن اللغز بقى واضح أكتر: المرسل أو القاتل مش بيختار الضحايا عشوائيًا. كلهم ناس كان ليهم تأثير كبير في مسيرته.
---
وسط التفكير، يوسف حس إن الغرفة بقت خانقة. قرر يطلع يتمشى في الشارع شوية عشان يهدّى أعصابه. الشوارع كانت هادية، والجو بارد، لكنه ما كانش مهتم بأي حاجة حواليه. فجأة، حس إن فيه حد ماشي وراه.
بص وراه بسرعة، لكنه ما شافش غير الشارع الفاضي. قرر إنه يغير اتجاهه، وراح لمقهى صغير كان بيحبه زمان.
---
لما دخل المقهى، كان شبه فاضي. قعد على طاولة في الزاوية، وطلب قهوة. المكان كان هادي، لكنه حس إن فيه عينين بتراقبه. لما رفع عينه، شاف شخص قاعد على طاولة في الناحية التانية. الشخص كان لابس كاب، ومش باين منه غير شفايفه.
يوسف حاول يتجاهله، لكنه حس إن الشخص ده مش غريب عنه. قرر إنه يقوم ويروحله، لكن أول ما اتحرك، الشخص قام وخرج بسرعة.
يوسف لحقه لحد الشارع، لكنه لما طلع برا، الشخص كان اختفى. حس إن الجو حواليه بقى أهدى بكتير، وكأن الشارع كله اختفى في الفراغ.
---
رجع يوسف بيته في حالة قلق أكبر من الأول. "لو فعلاً في حد بيراقبني طول الوقت، ليه مش بيواجهني مباشرة؟" السؤال ده كان بيزن في دماغه.
قبل ما يدخل شقته، لاحظ إن الباب مفتوح شوية. وقف مكانه، وحس إن إيديه بتترعش.
مسك المسدس ودخل بحذر. الشقة كانت غرقانة في الصمت، لكنه لاحظ إن في ورقة جديدة محطوطة على مكتبه. الورقة كانت مكتوبة بجملة واحدة:
"تفتكر لما كنت تكتب؟ أنت كنت البطل دايمًا، لكن البطل الحقيقي هو اللي يكتب النهاية."
---
الجملة دي كانت صدمة بالنسبة ليوسف. الشخص ده مش بس عارف تفاصيل حياته، لكنه كمان فاهم عقله، فاهم الطريقة اللي بيكتب بيها، وحتى أفكاره عن الأبطال والنهايات.
يوسف قعد على الكرسي قدام الورقة، وأحس إنه عالق في متاهة ما لهاش نهاية. قرر إنه لازم يواجه نفسه بطريقة جديدة.
---
قضى الليلة دي في الكتابة. كتب كل حاجة افتكرها من حياته، من طفولته، من علاقته بماجد، وحتى الأحداث الأخيرة. كل ما يكتب أكتر، كان يحس إنه بيقرب أكتر من الحقيقة.
فجأة، افتكر حاجة صغيرة من الطفولة: يوم كان هو وماجد قاعدين بيكتبوا أول قصة ليهم مع بعض. يوسف كان كتب نهاية القصة، لكنها ما عجبتش ماجد. وقتها، ماجد قال له:
"النهاية مش كده. النهاية تكون لما الكاتب يبقى الضحية."
---
الجملة دي خلت يوسف يوقف الكتابة فجأة. "ماجد كان عارف من زمان إنه عايز يعمل كده؟" السؤال ده كان زي صدمة. قرر إنه لازم يواجه ماجد للمرة الأخيرة.
يوسف كتب رسالة بخط واضح، وخرج بنفسه وحطها في نفس المكان اللي كانوا بيتقابلوا فيه لما كانوا *****. الرسالة كانت بتقول:
"تعال للمكان اللي اتفقنا عليه، المرة دي تكون الحقيقة كاملة.
اااااااتمنى تقولي رايك بكل صراحه وهل الجزء دا عجبك ولا لاء
تحياتي للجميع "