القصة ميكس بين الحقيقة و الخيال و في جزء كبير منها حصلي بجد .. صدقني عزيزي اللي انت فاكره خيال هو الواقع و العكس صحيح
بداية القصة عندي .. عمرو عادي وقت احداث القصة كان عندي 18 سنة و وقتها كنت ثانوية عامة .. مش هكدب عليك و أقولك اني كنت دحيح و يومي عبارة عن مذاكرة و درس .. كل ما في الموضوع اني كنت حاسبها صح .. بمعني اني كنت بلعب و واخد راحتي تمام بس عامل اللي عليا مش اكتر .. و دي حاجة منصحش حد بيها لإني برغم انها جابتلي الكلية اللي أهلي بيحلموا بيها إلا ان طريقتي دي فشختني في الكلية .. نخش في المهم
طول عمري و انا صغير كنت بكره أفلام الرعب .. لإني شايفها من صغري حاجة ساذجة مبنية علي رفع الأدرينالين .. بس صناع الأفلام دي مخدوش بالهم ان الادرينالين بيترفع عن طريق الانفعال .. زي الفرح و الخوف و الفزع .. بمعني تاني عمر الادرينالين ما كان حكر علي الخوف .. فتلاقي الفيلم ماشي تمام و مرة واحدة تلاقي الشرير طالع في الشاشة بشكل يخضك و هنا الفكرة مش في المؤثرات البصرية اللي علي الممثل علشان يبقا مخيف .. الفكرة انه لو اخويا هو اللي طلع قدامي كدا طبيعي هتخض .. فضلت ماشي بقناعاتي دي لحد ما شوفت أكتر فيلم مرعب في حياتي...
-----------------------------
" 29 أغسطس 2019 "
اليوم دا كان يوم عادي في حياتي .. مارست فيه روتيني الطبيعي .. صحيت الساعة سبعة و دخلت خدت دوش عادي و بعدها فطرت و نزلت أشوف يومي .. وقتها كانت لسة المدرسة مبدأتش بس اللي عنده حد ثانوية عامة هيعرف انا بتكلم عن اي .. خلصت الدرس اللي عندي و بعدها اتقابلت انا و الشلة و روحنا لمكاننا المعتاد نلعب فيه بلايستيشن و نقضيها .. و بعد 3 ساعات كانت ما بين مكسب و شتيمة طلعنا نتمشي شوية و دي كانت عادة يومية عندنا اننا لو هنخرج يبقا لازم نمشي .. يمكن المشي عندنا كان بيبقا أهم من الخروجة نفسها .. كان المشي دا هو الوقت الخاص بتاعنا اللي بنتكلم فيه عن ميولنا و ذكرياتنا .. بمعني تاني كان الشارع هو المكان الأمن اللي بنطلع فيه كل اللي جوانا لبعض .. اللي بيحكي عن مشاكله .. و اللي بيحكي عن مصايبه .. و اللي محتاج من الباقي نصيحة و اللي عايز يفضفض .. كدا يعني
هتقولي طيب ايه المميز في اليوم دا علشان تحكيه هقولك الصبر....
لسة فاكر اليوم دا كأنه امبارح .. بل إني يمكن نسيت امبارح بس عمري ما أنسي اليوم دا و كاتب تاريخه في كل دفاتري .. يومها بعد ما خلصنا عادتنا اليومية في المشي كل واحد خد بعضه و مشي علي طريق بيته .. كل صحابي بيمشو مع بعض تيمات بحكم الجيرة إلا انا كنت أبعد واحد فيهم و كان لازم أمشي لوحدي .. الساعة وقتها كانت عدت 8 بالليل و الوقت دا في أماكن كتير في مصر بيكون الكل في بيته .. مش شرط يكون نايم بس حرفيا كله في بيته .. كنت مروح و حاطط الهاند فري في وداني و بسمع شيرين و الدنيا رايقة لحد ما فجأة لقيت واحد وقع من فوق قدامي .. حرفيا عزيزي عارف انك اتبضنت و انا كمان اتبضنت بس هو دا اللي حصل .. كان بيني و بينه أقل من متر بمعني اني لو كنت ماشي اسرع شوية ممكن كان نزل علي دماغي جاب أجلي .. بتلقائية بصيت لفوق علي المكان اللي وقع منه لقيت باب بلكونة في الدور التالت مفتوح و النور والع .. جريت عليه احاول اشوفه لقيته بيبصلي و وشه كله ددمم و كنت قادر في الضلمة أشوف عضم دراعه متكسر و ساعتها سيبته .. حرفيا مسيبتش بيت إلا و خبطت علي بابه و مفيش حد عبرني .. لحد ما وصلت لبيت في الشارع أول ما خبطت طلعلي واحد لابس جلابية و سألني فيه ايه .. حكيتله اللي حصل لقيته طلع يجري معايا علشان نلحقه و نادي علي أكتر من شخص و في ثواني كان الشارع اتلم كله...
الميزة في الأرياف ان لما بيحصل مشكلة الناس كلها بتتجمع .. بس المصيبة انهم بيتجمعوا و نادراً لما حد بيتصرف...
المهم شوفنا بُن ( قهوة ) و حطينا علي جرحه اللي في دماغه و مكانش موجود في الشارع أي مواصلة ننقله بيها لأقرب مستشفي .. فقررنا نكلم الاسعاف اللي كان ردهم في قمة البرود " طيب هو وقع إزاي؟؟ و هل كانت وقعة ولا محاولة انتحار؟؟ طيب في حد من أهله موجود؟؟ "
انا وقتها استغربت من حاجة .. الشارع كله اتجمع و في نفس الوقت مش سامع صويت ولا واحدة بتقول ابني بيروح مني .. سألت السؤال المتوقع وقتها .. فين أهله يا جماعة و فجأة لقيت نظرات غريبة من بعض الناس و حرفيا الكل قال منعرفش .. يعني اللي واقع بيموت دا ملوش أهل و حتي البيت اللي هو وقع منه في كام حد طلعوا يجروا منه لما الناس اتجمعت .. بس مفيش حد منهم يعرفه .. واحدة منهم سمعتها بتقوله ( إيه اللي طلعك فوق بس يا شبراوي ) و حرفيا لما سألت علي أهله هي بالتحديد قالت معرفوش...
في وسط كمية الحيرة اللي انا فيها لقيت واحد تاني من نفس البيت اللي وقع منه الشاب ده اتصل علي الإسعاف تاني و لما اللي بتكلمه سألته عن التفاصيل قالها العنوان و التفاصيل و من الضمن قالها انه كان بيحاول ينتحر .. أنا هنا عرفت ان في مصيبة ورا الموضوع .. بس لإني لسة طالب و معنديش خال أو عم لواء في الحربية زي معظم الناس هنا خدت بعضي و مشيت .. محبيتش ادخل نفسي في مشكلة ممكن في يوم مكونش قدها و هنا أنا ممكن أكون كنت صح .. بس لو رجع بيا الزمن أكيد هغير الواقع....
أخر صورة في ألبوم الحادثة دي لسة محفورة في ذاكرتي .. الناس متجمعين بس محدش مقرب منه .. البعض منهم نظراته مريبة .. البعض الآخر تحسه زعلان .. الشاب اللي وقع نفسه كان مفتح عينه و بيرمش بس فاقد النطق خالص و عينه بتدمع .. لما بصيتله و انا ماشي فضلت عينه مركزة معايا كإنه كان بيقولي متمشيش أبوس إيدك .. بس للأسف مشيت...
----------------------
" 30 أغسطس 2019 "
لسة الموضوع مأثر فيا برغم اني بحاول اتعافي منه .. و اللي زود الطين بلل إني يومها سمعت عربية بتلف في البلد تزيع نعي بإسم الشبراوي فلان فلان و انا اتوقعت انه هو .. عندنا البلد لما حد بيموت أهله بيجيبوا حد يكتبلهم نعي و عربية بتلف تزيعه علشان اللي يعرفه يروح العزا و كدا...
يومها كان جمعة .. صحيت متأخر و جهزت و بعد الجمعة رجعت اتغديت و بعدها دخلت أذاكر شوية ( بكلم اللي كنت بحبها ) و لسة بفتح الواتس لقيت أمي دخلت الاوضة عندي بتصوت...
أنا : خير يا حجة بتصوتي ليه
أمي : ايه يبني الدم دا انت اتعورت او حصلك حاجة
أنا : فين دا .. اه امبارح حصل.......... ( حكيت اللي حصل ان واحد وقع و انا كنت بساعده و كدا فهدومي اتبهدلت و الولد دا مات )
أمي : يا حبيبي يا ابني .. ر*** يصبر أهله علي فراقه طيب هشوف جيرانا و اروح أعزي
أنا : تمام و انا هذاكر علشان عندي درس بكرة
أمي : ر*** يوفقك .. عايز حاجة اعملهالك
أنا : متشكر جدا
بعد ما أمي مشيت رجعت تاني كلمت البت و اتطمنت عليها و اليوم عدي عادي زي غيره حتي مروحتش العزا بتاع الشاب اللي مات دا بحكم إني معرفوش و بيس...
----------------------
( بعدها بكام شهر )
النهاردة عيد ميلاد .. عيد ميلاده أحلي عيد .. مين اللي انا شايفه دا .. دا القمر جاي من بعيد
ايوا عزيزي اليوم دا كان عيد ميلادي .. و عايز أقولك اني برغم اني مبحتفلش بيه من زمان بحكم ان دي تفاهات بس عيد ميلادي دا كان أكتر يوم مميز في حياتي كلها و خليني أحكيلك...
وقتها كانت فترة الحظر و كوفيدو كان جايب من الكل ***** أنابيب و الحالة كانت خرا عند الكل .. إلا العبد *** علشان انا بس فاجر و قادر و مطرشم مش أكتر و كسم الأفريقي جمبي .. كنت وقتها في عز مجدي .. و محدش يستظرف و يقولي مجدي عبد الغني .. بس حرفيا كنت في قمة الهرم لو كان الهرم مقلوب .. صاحبتي باعتني بأحقر طريقة ممكنة .. و صحابي منهم اللي كان راسم علي صاحبتي ( اكتر من واحد بالمناسبة ) فقطعت معاه .. و منهم اللي كان بيوقع بيني و بين الباقي و حرفياً أوسخ من كدا مفيش .. فالنتيجة كانت متوقعة قفلت علي نفسي فترة جامدة مبخرجش غير في أضيق الظروف .. صحيح اني نجحت بمجموع فشيخ بس كنت بردو بذاكر بالعافية و مبروحش مراجعات .. مكانش عندي بديل غير اني أقفل اي حاجة تفكرني بصحابي و بنت الخاينة .. فقفلت اي حاجة ليها علاقة بالسوشيال ميديا و عيشت في عصور مظلمة .. آهلي محدش فيهم كان فاكر ان حياتي بالسواد ده كانوا فاكريني غالباً في سن المراهقة و قافل علي نفسي بضرب عشرة و شغل عبده برايز ده و محدش منهم جرب يسألني عن حالي...
يومها بالليل كله كان نايم ما عدا انا .. مكانش بيجيلي نوم غير علي قرب الفجر و طول الليل بسمع تامر حسني و الهلالي شو ( انا صاحب أبضن مووف أون في التاريخ كله يروح جيم او يصاحب كتير فشخ و انا رايح لأبضن اتنين و افصل عندهم ) لحد ما جيه معاد نومي و نيمت ...
" ركز يا عزيزي اللي جاي دا الزتونة "
صحيت لقيت النور مولع برغم اني كاسر اللمبة و مانع اي حد يغيرها بعد ما اكتئبت .. بس الغريب هنا ان الإضاءة كانت أوفر فشخ .. كان كل حاجة بتنور حتي ايدي .. قومت من مكاني و دخلت الحمام و هوباا
لا عادي ملقيتش اي حاجة و بتاعي كان بنفس طوله هو بس بضاني كبرت شوية من اللي بعمله في الناس .. خلصت حمامي و طلعت و برضو كل حاجة حواليا غريبة نزلت الشارع و كل اللي يقابلني يبتسم في وشي و يقولي عاش من شافك و كل سنة و انت طيب و زي كدا .. لحد ما وصلت لمكان اللي باخد فيه درس الفيزيا .. منبع كل الشر اللي في العالم .. دخلت السنتر و خدت كرسي و قعدت ولقيت المدرس واقف بيشرح و انا فاهم .. صحيح حد لاعب في اعدادات الإضاءة و هيخلص البطارية بس مش هنا المشكلة .. المشكلة اني فاهم .. و علشان أشرحلك تخيل واحد ملوش في الأفلام مثلا و دخل يسمع فيلم tenet اكيد مش هيفهم حاجة .. و هو دا وضعي مع الفيزيا
هنا بدأت أشك و كان لازم أخد موقف .. قومت من مكاني متجاهل كل كلمة من المستر و زمايلي اللي مش شايفين بسببي و دخلت لقدام لحد ما وصلت عند المستر .. لقيته مبتسم و بيقولي ( ايه يا عم مش معني انه عيد ميلادك انك متسمعش لحد .. ارجع مكانك تاني ) و هنا رفعت إيدي و نزلتها بترن علي وش المستر اللي ابتسامته مقلتش عن الاول بل بالعكس زادت .. بصيتله بتحدي و قولتله ( انا محدش يعرف عيد ميلادي .. و إمتي الحلم السخيف دا هيخلص )
نصيحة عزيزي إوعي تعمل اللي انا عملته و دا بجد بعيداً عن اللي انا بكتبه علشان النتيجة هتزعلك فشخ
أول ما قولت للمستر كدا لقيت الإضاءة قلت فشخ لدرجة اني بقيت شايف بالعافية و مكنتش شايف غير وش المستر اللي اتحول لوش مرعب عمري ما شوفت زيه في أي فيلم رعب انا سمعته قبل كدا من كتر خوفي لفيت وشي أهرب لقيت زمايلي كلهم بقو زيه و فضلت أجري و أجري و كل الشارع بقا شبه ضلمة و الرؤية هباب ع الاخر و كمان اللي زود الطين بلة اني كل ما كنت اقرب من اخر الشارع الاقيه يمتد تاني كاني بجري في حلقة .. فضلت اجري لحد ما شوفته و كان هو الوحيد اللي شكله طبيعي .. أيوة عزيزي هو الشاب اللي كان واقع من الدور التالت في أول القصة كان واقف علي وشه ابتسامة لطيفة روحت أجري عليه يلحقني منهم و أول ما قربت منه بصلي بنظرة أول ما شوفتها وقعت علي جمبي بشكل يخليني مش شايف غير وشه و فجأة اتكتفت و مكنتش حاسس غير بكهربا مسكت في جسمي كله و هنا الرؤية انعدمت...
صحيت مفزوع و حرفياً السرير كان هيتكسر تحتي من قوة صحياني يومها .. من خوفي خرجت من أوضتي أدور علي اي حد أقعد معاه يطمني بس للأسف كله كان نايم .. خدت بعضي و نزلت الشارع و فضلت ماشي لحد ما وصلت عند فرن عيش كان فاتح و مكانش في حد غير صاحب الفرن اللي أول ما شافني نادي عليا و قالي ( تعالي يا دكترة ايه اللي منزلك بدري كدا ) قولتله اني صحيت و مجاليش نوم فنزلت اتمشي قالي ( طب مال وشك مخطوف ليه كدا ) قولتله : لا عادي مفيش انا شكلي كدا لما بكون لسة صاحي و فضلت قاعد معاه بيشكيلي من الحال و كرونا اللي اخوه محبوس بسببها في بلد تانية و مش عارف ينزل مصر بسببها و الصنايعي العلق اللي عنده اللي بيجي كل يوم يتنطط عليه بحجة عادي شوف غيري و الشغل علي قفا من يشيل و بتاع و فضلت أرغي معاه لحد ما حسيت بزهق ف قولتله عن إذنك و سيبته و لسة بلف وشي علشان أمشي لقيته بيقولي...
" برضو بتسيبني و تمشي يا عمرو .. مش كان زماني لسة عايش لو كنت فضلت معايا "
الدم نشف في عروقي عزيزي و أنا برجع بوشي ناحيته تاني أشوف هو ولا لا .. لحد ما شوفته .. هو بوشه اللي مليان ددمم و شفته اللي تحت اللي وارمة من الوقعة و إيده اللي متكسرة و عينه مدمعة بس متركزة عليا .. هو الشبراوي...
أول ما شوفته أتجمدت مكاني كإن حد رابطني بسلاسل عمري ما هقدر أفكها و لقيت نفسي و اقع علي ضهري بس الغريب إني فضلت فترة لحد ما وقعت و لمست الأرض و لقيت وشه فوقي حاجة شبه 69 بس وشه في وشي
هو : عرفت انا حسيت بإيه وقتها .. صحيح انت مش حاسس بحاجة علشان زي ما انت قولت دا حلم .. بس أنا كمان وقتها محسيتش بالوقعة كانت مشكلتي إني مشلول مش قادر أدافع عن نفسي زيك كدا دلوقتي و وقتها حاولت أتحامي فيك لما شوفت الطيبة في عينك و انت بتجري تلحقني .. بس الواضح ان كل ابن أدم خنزير
حاولت أرد عليه بس معرفتش .. بجد مش جسمي بس اللي متكتف .. أنا لساني نفسه مكنتش قادر أحركه و هنا مكنتش حاسس بألم بس حسيت بقبضة في نص ضلوعي لدرجة اني اتخيلت انهم هيتخلعو من مكانهم
هو : شوفت احساسك دا .. كان هو نفس إحساسي وقتها .. و صدقني يا عمرو كلها كام سنة و هتحصلني .. انت حتي مش هتلحق تتخرج و كلها مسألة وقت و هتجيلي .. سلام
و هنا الشاب دا مد ايده لحد ما صباعه لمسني في نص وشي و فجأة لقيت نفسي في سريري بس زي ما انا متكتف و مش قادر احرك شعرة .. الساعة اللي قدامي كانت دليل علي اني صحيت بس جسمي شكله لسة مصحيش .. هنا عزيزي انا كنت حاسس بكل حاجة حواليا .. كنت حاسس بألم ضلوعي .. كنت حاسس بقلبي اللي كان هيتخلع من شدة نبضه .. كنت حاسس بكل حاجة بس شايف نفسي طويل أوفر زي ما يكون المشهد قدامي مشدود طول بس مش عرض .. لقيت السرير بيتهز و في حاجة غريبة بتطلع من تحت رجلي كان شبه الجثة المتحللة
لقيته بيكلمني و انا حرفياً بموت من كتر الرعب اللي انا فيه و مرة واحدة لقيته قرب مني و لحس تحت وداني براحة و همس فيها بصوت الشاب دا و قالي : متخافش كدا .. لسة لما تجيلي و متفكرش انك هتهرب .. في يوم ما هتتم الخمسة و عشرين هتجيلي و هتقول حاجة واحدة بس .. يا ريت
و هنا لقيت نفسي منفوض قايم من ع السرير لدرجة اني وقعت من عليه و قومت اجري علي الصالة و فضلت أضرب دماغي في الحيط لحد ما اقتنعت اني صاحي و مش هدخل في دوامة الحلم دي تاني .. أبويا صحي علي صوت الخبط و طلع لقيني حاضن ركبتي و عمال بنهج لقيته نزل جمبي يتطمن عليا و انا مفيش اي رد فعل .. أبويا هنا فهم الحالة اللي انا وصلتلها و لقيته قومني معاه لحد البلكونة و غاب شوية و بعدها رجع و هو معاه نعناع دافي و خلاني شربته و هديت و بعدها بدأ يكلمني و يسألني ايه اللي حصل و انا مرضيتش أقوله لإنه اكيد مش هيصدقني و فضلت كاتم الموضوع في نفسي لحد وقتنا هذا و لسة مستني أعرف هل اللي حصلي دا حقيقة ولا خيال...
تمت
بداية القصة عندي .. عمرو عادي وقت احداث القصة كان عندي 18 سنة و وقتها كنت ثانوية عامة .. مش هكدب عليك و أقولك اني كنت دحيح و يومي عبارة عن مذاكرة و درس .. كل ما في الموضوع اني كنت حاسبها صح .. بمعني اني كنت بلعب و واخد راحتي تمام بس عامل اللي عليا مش اكتر .. و دي حاجة منصحش حد بيها لإني برغم انها جابتلي الكلية اللي أهلي بيحلموا بيها إلا ان طريقتي دي فشختني في الكلية .. نخش في المهم
طول عمري و انا صغير كنت بكره أفلام الرعب .. لإني شايفها من صغري حاجة ساذجة مبنية علي رفع الأدرينالين .. بس صناع الأفلام دي مخدوش بالهم ان الادرينالين بيترفع عن طريق الانفعال .. زي الفرح و الخوف و الفزع .. بمعني تاني عمر الادرينالين ما كان حكر علي الخوف .. فتلاقي الفيلم ماشي تمام و مرة واحدة تلاقي الشرير طالع في الشاشة بشكل يخضك و هنا الفكرة مش في المؤثرات البصرية اللي علي الممثل علشان يبقا مخيف .. الفكرة انه لو اخويا هو اللي طلع قدامي كدا طبيعي هتخض .. فضلت ماشي بقناعاتي دي لحد ما شوفت أكتر فيلم مرعب في حياتي...
-----------------------------
" 29 أغسطس 2019 "
اليوم دا كان يوم عادي في حياتي .. مارست فيه روتيني الطبيعي .. صحيت الساعة سبعة و دخلت خدت دوش عادي و بعدها فطرت و نزلت أشوف يومي .. وقتها كانت لسة المدرسة مبدأتش بس اللي عنده حد ثانوية عامة هيعرف انا بتكلم عن اي .. خلصت الدرس اللي عندي و بعدها اتقابلت انا و الشلة و روحنا لمكاننا المعتاد نلعب فيه بلايستيشن و نقضيها .. و بعد 3 ساعات كانت ما بين مكسب و شتيمة طلعنا نتمشي شوية و دي كانت عادة يومية عندنا اننا لو هنخرج يبقا لازم نمشي .. يمكن المشي عندنا كان بيبقا أهم من الخروجة نفسها .. كان المشي دا هو الوقت الخاص بتاعنا اللي بنتكلم فيه عن ميولنا و ذكرياتنا .. بمعني تاني كان الشارع هو المكان الأمن اللي بنطلع فيه كل اللي جوانا لبعض .. اللي بيحكي عن مشاكله .. و اللي بيحكي عن مصايبه .. و اللي محتاج من الباقي نصيحة و اللي عايز يفضفض .. كدا يعني
هتقولي طيب ايه المميز في اليوم دا علشان تحكيه هقولك الصبر....
لسة فاكر اليوم دا كأنه امبارح .. بل إني يمكن نسيت امبارح بس عمري ما أنسي اليوم دا و كاتب تاريخه في كل دفاتري .. يومها بعد ما خلصنا عادتنا اليومية في المشي كل واحد خد بعضه و مشي علي طريق بيته .. كل صحابي بيمشو مع بعض تيمات بحكم الجيرة إلا انا كنت أبعد واحد فيهم و كان لازم أمشي لوحدي .. الساعة وقتها كانت عدت 8 بالليل و الوقت دا في أماكن كتير في مصر بيكون الكل في بيته .. مش شرط يكون نايم بس حرفيا كله في بيته .. كنت مروح و حاطط الهاند فري في وداني و بسمع شيرين و الدنيا رايقة لحد ما فجأة لقيت واحد وقع من فوق قدامي .. حرفيا عزيزي عارف انك اتبضنت و انا كمان اتبضنت بس هو دا اللي حصل .. كان بيني و بينه أقل من متر بمعني اني لو كنت ماشي اسرع شوية ممكن كان نزل علي دماغي جاب أجلي .. بتلقائية بصيت لفوق علي المكان اللي وقع منه لقيت باب بلكونة في الدور التالت مفتوح و النور والع .. جريت عليه احاول اشوفه لقيته بيبصلي و وشه كله ددمم و كنت قادر في الضلمة أشوف عضم دراعه متكسر و ساعتها سيبته .. حرفيا مسيبتش بيت إلا و خبطت علي بابه و مفيش حد عبرني .. لحد ما وصلت لبيت في الشارع أول ما خبطت طلعلي واحد لابس جلابية و سألني فيه ايه .. حكيتله اللي حصل لقيته طلع يجري معايا علشان نلحقه و نادي علي أكتر من شخص و في ثواني كان الشارع اتلم كله...
الميزة في الأرياف ان لما بيحصل مشكلة الناس كلها بتتجمع .. بس المصيبة انهم بيتجمعوا و نادراً لما حد بيتصرف...
المهم شوفنا بُن ( قهوة ) و حطينا علي جرحه اللي في دماغه و مكانش موجود في الشارع أي مواصلة ننقله بيها لأقرب مستشفي .. فقررنا نكلم الاسعاف اللي كان ردهم في قمة البرود " طيب هو وقع إزاي؟؟ و هل كانت وقعة ولا محاولة انتحار؟؟ طيب في حد من أهله موجود؟؟ "
انا وقتها استغربت من حاجة .. الشارع كله اتجمع و في نفس الوقت مش سامع صويت ولا واحدة بتقول ابني بيروح مني .. سألت السؤال المتوقع وقتها .. فين أهله يا جماعة و فجأة لقيت نظرات غريبة من بعض الناس و حرفيا الكل قال منعرفش .. يعني اللي واقع بيموت دا ملوش أهل و حتي البيت اللي هو وقع منه في كام حد طلعوا يجروا منه لما الناس اتجمعت .. بس مفيش حد منهم يعرفه .. واحدة منهم سمعتها بتقوله ( إيه اللي طلعك فوق بس يا شبراوي ) و حرفيا لما سألت علي أهله هي بالتحديد قالت معرفوش...
في وسط كمية الحيرة اللي انا فيها لقيت واحد تاني من نفس البيت اللي وقع منه الشاب ده اتصل علي الإسعاف تاني و لما اللي بتكلمه سألته عن التفاصيل قالها العنوان و التفاصيل و من الضمن قالها انه كان بيحاول ينتحر .. أنا هنا عرفت ان في مصيبة ورا الموضوع .. بس لإني لسة طالب و معنديش خال أو عم لواء في الحربية زي معظم الناس هنا خدت بعضي و مشيت .. محبيتش ادخل نفسي في مشكلة ممكن في يوم مكونش قدها و هنا أنا ممكن أكون كنت صح .. بس لو رجع بيا الزمن أكيد هغير الواقع....
أخر صورة في ألبوم الحادثة دي لسة محفورة في ذاكرتي .. الناس متجمعين بس محدش مقرب منه .. البعض منهم نظراته مريبة .. البعض الآخر تحسه زعلان .. الشاب اللي وقع نفسه كان مفتح عينه و بيرمش بس فاقد النطق خالص و عينه بتدمع .. لما بصيتله و انا ماشي فضلت عينه مركزة معايا كإنه كان بيقولي متمشيش أبوس إيدك .. بس للأسف مشيت...
----------------------
" 30 أغسطس 2019 "
لسة الموضوع مأثر فيا برغم اني بحاول اتعافي منه .. و اللي زود الطين بلل إني يومها سمعت عربية بتلف في البلد تزيع نعي بإسم الشبراوي فلان فلان و انا اتوقعت انه هو .. عندنا البلد لما حد بيموت أهله بيجيبوا حد يكتبلهم نعي و عربية بتلف تزيعه علشان اللي يعرفه يروح العزا و كدا...
يومها كان جمعة .. صحيت متأخر و جهزت و بعد الجمعة رجعت اتغديت و بعدها دخلت أذاكر شوية ( بكلم اللي كنت بحبها ) و لسة بفتح الواتس لقيت أمي دخلت الاوضة عندي بتصوت...
أنا : خير يا حجة بتصوتي ليه
أمي : ايه يبني الدم دا انت اتعورت او حصلك حاجة
أنا : فين دا .. اه امبارح حصل.......... ( حكيت اللي حصل ان واحد وقع و انا كنت بساعده و كدا فهدومي اتبهدلت و الولد دا مات )
أمي : يا حبيبي يا ابني .. ر*** يصبر أهله علي فراقه طيب هشوف جيرانا و اروح أعزي
أنا : تمام و انا هذاكر علشان عندي درس بكرة
أمي : ر*** يوفقك .. عايز حاجة اعملهالك
أنا : متشكر جدا
بعد ما أمي مشيت رجعت تاني كلمت البت و اتطمنت عليها و اليوم عدي عادي زي غيره حتي مروحتش العزا بتاع الشاب اللي مات دا بحكم إني معرفوش و بيس...
----------------------
( بعدها بكام شهر )
النهاردة عيد ميلاد .. عيد ميلاده أحلي عيد .. مين اللي انا شايفه دا .. دا القمر جاي من بعيد
ايوا عزيزي اليوم دا كان عيد ميلادي .. و عايز أقولك اني برغم اني مبحتفلش بيه من زمان بحكم ان دي تفاهات بس عيد ميلادي دا كان أكتر يوم مميز في حياتي كلها و خليني أحكيلك...
وقتها كانت فترة الحظر و كوفيدو كان جايب من الكل ***** أنابيب و الحالة كانت خرا عند الكل .. إلا العبد *** علشان انا بس فاجر و قادر و مطرشم مش أكتر و كسم الأفريقي جمبي .. كنت وقتها في عز مجدي .. و محدش يستظرف و يقولي مجدي عبد الغني .. بس حرفيا كنت في قمة الهرم لو كان الهرم مقلوب .. صاحبتي باعتني بأحقر طريقة ممكنة .. و صحابي منهم اللي كان راسم علي صاحبتي ( اكتر من واحد بالمناسبة ) فقطعت معاه .. و منهم اللي كان بيوقع بيني و بين الباقي و حرفياً أوسخ من كدا مفيش .. فالنتيجة كانت متوقعة قفلت علي نفسي فترة جامدة مبخرجش غير في أضيق الظروف .. صحيح اني نجحت بمجموع فشيخ بس كنت بردو بذاكر بالعافية و مبروحش مراجعات .. مكانش عندي بديل غير اني أقفل اي حاجة تفكرني بصحابي و بنت الخاينة .. فقفلت اي حاجة ليها علاقة بالسوشيال ميديا و عيشت في عصور مظلمة .. آهلي محدش فيهم كان فاكر ان حياتي بالسواد ده كانوا فاكريني غالباً في سن المراهقة و قافل علي نفسي بضرب عشرة و شغل عبده برايز ده و محدش منهم جرب يسألني عن حالي...
يومها بالليل كله كان نايم ما عدا انا .. مكانش بيجيلي نوم غير علي قرب الفجر و طول الليل بسمع تامر حسني و الهلالي شو ( انا صاحب أبضن مووف أون في التاريخ كله يروح جيم او يصاحب كتير فشخ و انا رايح لأبضن اتنين و افصل عندهم ) لحد ما جيه معاد نومي و نيمت ...
" ركز يا عزيزي اللي جاي دا الزتونة "
صحيت لقيت النور مولع برغم اني كاسر اللمبة و مانع اي حد يغيرها بعد ما اكتئبت .. بس الغريب هنا ان الإضاءة كانت أوفر فشخ .. كان كل حاجة بتنور حتي ايدي .. قومت من مكاني و دخلت الحمام و هوباا
لا عادي ملقيتش اي حاجة و بتاعي كان بنفس طوله هو بس بضاني كبرت شوية من اللي بعمله في الناس .. خلصت حمامي و طلعت و برضو كل حاجة حواليا غريبة نزلت الشارع و كل اللي يقابلني يبتسم في وشي و يقولي عاش من شافك و كل سنة و انت طيب و زي كدا .. لحد ما وصلت لمكان اللي باخد فيه درس الفيزيا .. منبع كل الشر اللي في العالم .. دخلت السنتر و خدت كرسي و قعدت ولقيت المدرس واقف بيشرح و انا فاهم .. صحيح حد لاعب في اعدادات الإضاءة و هيخلص البطارية بس مش هنا المشكلة .. المشكلة اني فاهم .. و علشان أشرحلك تخيل واحد ملوش في الأفلام مثلا و دخل يسمع فيلم tenet اكيد مش هيفهم حاجة .. و هو دا وضعي مع الفيزيا
هنا بدأت أشك و كان لازم أخد موقف .. قومت من مكاني متجاهل كل كلمة من المستر و زمايلي اللي مش شايفين بسببي و دخلت لقدام لحد ما وصلت عند المستر .. لقيته مبتسم و بيقولي ( ايه يا عم مش معني انه عيد ميلادك انك متسمعش لحد .. ارجع مكانك تاني ) و هنا رفعت إيدي و نزلتها بترن علي وش المستر اللي ابتسامته مقلتش عن الاول بل بالعكس زادت .. بصيتله بتحدي و قولتله ( انا محدش يعرف عيد ميلادي .. و إمتي الحلم السخيف دا هيخلص )
نصيحة عزيزي إوعي تعمل اللي انا عملته و دا بجد بعيداً عن اللي انا بكتبه علشان النتيجة هتزعلك فشخ
أول ما قولت للمستر كدا لقيت الإضاءة قلت فشخ لدرجة اني بقيت شايف بالعافية و مكنتش شايف غير وش المستر اللي اتحول لوش مرعب عمري ما شوفت زيه في أي فيلم رعب انا سمعته قبل كدا من كتر خوفي لفيت وشي أهرب لقيت زمايلي كلهم بقو زيه و فضلت أجري و أجري و كل الشارع بقا شبه ضلمة و الرؤية هباب ع الاخر و كمان اللي زود الطين بلة اني كل ما كنت اقرب من اخر الشارع الاقيه يمتد تاني كاني بجري في حلقة .. فضلت اجري لحد ما شوفته و كان هو الوحيد اللي شكله طبيعي .. أيوة عزيزي هو الشاب اللي كان واقع من الدور التالت في أول القصة كان واقف علي وشه ابتسامة لطيفة روحت أجري عليه يلحقني منهم و أول ما قربت منه بصلي بنظرة أول ما شوفتها وقعت علي جمبي بشكل يخليني مش شايف غير وشه و فجأة اتكتفت و مكنتش حاسس غير بكهربا مسكت في جسمي كله و هنا الرؤية انعدمت...
صحيت مفزوع و حرفياً السرير كان هيتكسر تحتي من قوة صحياني يومها .. من خوفي خرجت من أوضتي أدور علي اي حد أقعد معاه يطمني بس للأسف كله كان نايم .. خدت بعضي و نزلت الشارع و فضلت ماشي لحد ما وصلت عند فرن عيش كان فاتح و مكانش في حد غير صاحب الفرن اللي أول ما شافني نادي عليا و قالي ( تعالي يا دكترة ايه اللي منزلك بدري كدا ) قولتله اني صحيت و مجاليش نوم فنزلت اتمشي قالي ( طب مال وشك مخطوف ليه كدا ) قولتله : لا عادي مفيش انا شكلي كدا لما بكون لسة صاحي و فضلت قاعد معاه بيشكيلي من الحال و كرونا اللي اخوه محبوس بسببها في بلد تانية و مش عارف ينزل مصر بسببها و الصنايعي العلق اللي عنده اللي بيجي كل يوم يتنطط عليه بحجة عادي شوف غيري و الشغل علي قفا من يشيل و بتاع و فضلت أرغي معاه لحد ما حسيت بزهق ف قولتله عن إذنك و سيبته و لسة بلف وشي علشان أمشي لقيته بيقولي...
" برضو بتسيبني و تمشي يا عمرو .. مش كان زماني لسة عايش لو كنت فضلت معايا "
الدم نشف في عروقي عزيزي و أنا برجع بوشي ناحيته تاني أشوف هو ولا لا .. لحد ما شوفته .. هو بوشه اللي مليان ددمم و شفته اللي تحت اللي وارمة من الوقعة و إيده اللي متكسرة و عينه مدمعة بس متركزة عليا .. هو الشبراوي...
أول ما شوفته أتجمدت مكاني كإن حد رابطني بسلاسل عمري ما هقدر أفكها و لقيت نفسي و اقع علي ضهري بس الغريب إني فضلت فترة لحد ما وقعت و لمست الأرض و لقيت وشه فوقي حاجة شبه 69 بس وشه في وشي
هو : عرفت انا حسيت بإيه وقتها .. صحيح انت مش حاسس بحاجة علشان زي ما انت قولت دا حلم .. بس أنا كمان وقتها محسيتش بالوقعة كانت مشكلتي إني مشلول مش قادر أدافع عن نفسي زيك كدا دلوقتي و وقتها حاولت أتحامي فيك لما شوفت الطيبة في عينك و انت بتجري تلحقني .. بس الواضح ان كل ابن أدم خنزير
حاولت أرد عليه بس معرفتش .. بجد مش جسمي بس اللي متكتف .. أنا لساني نفسه مكنتش قادر أحركه و هنا مكنتش حاسس بألم بس حسيت بقبضة في نص ضلوعي لدرجة اني اتخيلت انهم هيتخلعو من مكانهم
هو : شوفت احساسك دا .. كان هو نفس إحساسي وقتها .. و صدقني يا عمرو كلها كام سنة و هتحصلني .. انت حتي مش هتلحق تتخرج و كلها مسألة وقت و هتجيلي .. سلام
و هنا الشاب دا مد ايده لحد ما صباعه لمسني في نص وشي و فجأة لقيت نفسي في سريري بس زي ما انا متكتف و مش قادر احرك شعرة .. الساعة اللي قدامي كانت دليل علي اني صحيت بس جسمي شكله لسة مصحيش .. هنا عزيزي انا كنت حاسس بكل حاجة حواليا .. كنت حاسس بألم ضلوعي .. كنت حاسس بقلبي اللي كان هيتخلع من شدة نبضه .. كنت حاسس بكل حاجة بس شايف نفسي طويل أوفر زي ما يكون المشهد قدامي مشدود طول بس مش عرض .. لقيت السرير بيتهز و في حاجة غريبة بتطلع من تحت رجلي كان شبه الجثة المتحللة
لقيته بيكلمني و انا حرفياً بموت من كتر الرعب اللي انا فيه و مرة واحدة لقيته قرب مني و لحس تحت وداني براحة و همس فيها بصوت الشاب دا و قالي : متخافش كدا .. لسة لما تجيلي و متفكرش انك هتهرب .. في يوم ما هتتم الخمسة و عشرين هتجيلي و هتقول حاجة واحدة بس .. يا ريت
و هنا لقيت نفسي منفوض قايم من ع السرير لدرجة اني وقعت من عليه و قومت اجري علي الصالة و فضلت أضرب دماغي في الحيط لحد ما اقتنعت اني صاحي و مش هدخل في دوامة الحلم دي تاني .. أبويا صحي علي صوت الخبط و طلع لقيني حاضن ركبتي و عمال بنهج لقيته نزل جمبي يتطمن عليا و انا مفيش اي رد فعل .. أبويا هنا فهم الحالة اللي انا وصلتلها و لقيته قومني معاه لحد البلكونة و غاب شوية و بعدها رجع و هو معاه نعناع دافي و خلاني شربته و هديت و بعدها بدأ يكلمني و يسألني ايه اللي حصل و انا مرضيتش أقوله لإنه اكيد مش هيصدقني و فضلت كاتم الموضوع في نفسي لحد وقتنا هذا و لسة مستني أعرف هل اللي حصلي دا حقيقة ولا خيال...
تمت