في بيتنا عبدو
الجزء الاول : حلاوة البدايات
في ظلام الليل الدامس تتوقف سيارة سوداء مثل سواد الليل يخرج منها رجل وامرأة بهيئة تبدو مريبة نوعا ما يختفون في هذا الظلام القامت يلتفتون حولهم وكأنهم يخشون شئ ما يخشون أنظار المارة برغم من وجودهم في منطقة مقطوعة تبدوا كصحراء ، تقف المرأة تراقب المكان ، يذهب الرجل وجسده يرتجف يفتح صندوق السيارة تهمس له المرأة
المرأة : يلا بسرعه
يسحب جسد أو جثة هامدة تبدو عملاقة نوعا ما مقارنة بجسد من يسحبها ، وهذا واضح من الطريقة التي يحاول بها اخراج هذه الجثة ، تلاحظ المرأة ذلك وتتجه لتساعد الراجل ، تسحب مع الراجل بالفعل وتسقط الجثة على الأرض ويسقطون بجواره ، كلهم ساقطون في وحل وكأنه هذا حالهم ، تنظر المرأة للرجل نظرة استعجال على إكمال مهمتهم ، يقوم الرجل ويخرج مجرفة ويبدأ بحفر الأرض ، كان يحفر بقوة وكأنه ينتقم من الأرض أو من الأحداث والذكريات التى جلبته إلى هنا يحفر حفرة عميقة بعد فترة زمنية ، لا يعلم مدتها بالفعل حفر حفرة تبدو قبر وهي بالفعل قبر لدفن ذكرياتهم ، شعر بالتعب واندهش عندما رأى ما أنجزه بدأ بسحب الجثة الضخمة بصعوبة ولكنه يبذل كل قوته ، سحب الجثة ودفنها في القبر الذي حفره من لحظات وبدأ بوضع التراب عليه حتى يخفي مكان هذه الجثة ويخفي سر كبير في حياته .
تخلص من الجثة بالفعل ولكنه لم يكن قادر على قيادة السيارة ولاحظت المرأة ذلك فاتجهت هي لقيادة السيارة وامرته بالجلوس في الخلف ، وكأنها تريد أن تخبره بتمردها عليه وأنها من يجب عليه القيادة الان بعد ما اوصلتهم قيادته بهم الان ، تقود والصمت يحوم في المكان وكأنهم اموات في قبر من نوع اخر ، تنفث المرأة بسيجارة والرجل مكوم في الكرسي الخلفي وتقف السيارة أمام عمارة فخمة .
تخرج المرأة وخلفها الرجل وتصعد لطابق شقتهم وتفتح باب الشقة التى لا تقل ظلام وسواد ، تجلس على أحد المقاعد وتشعل سيجاره جديد وتنفث دخانها والدموع تسقط من اعيونها ، يقف الرجل أمام الباب وهو ينظر إلى هيئتها الغريبة
الرجل : مريم مريم ارجوكي ردي عليا
الرجل: أنا عارف اني....
مريم : هسس مش عايزه اسمع صوتك ولا عايزة احس بيك
الرجل : يا مريم أنا مكنتش اعرف
مريم : قولتلك اسكت اسكت ، أنا مش قادره اسمع صوتك ولولا مونيكا وميلاد كنت طلبت الطلاق
دموع مريم يصاحبها صوت بعد ما كانت مجرد دموع صامتة تنهمر من عينيها الزرقاء ، غادرت مريم إلى غرفتها وأغلقت الباب بقوة تنم عن عصبية ، جلس الرجل على الأرض في مكانه الذي لما يتحرك منه ، جلس لدقائق ومن ثم قام وخرج من المنزل ومن العمارة بأكملها يسير كتائه في الشوارع لا يدري إلى اين يذهب ، ظل يسير لساعات حتى وصل لعمارة أخرى ودخل إلى عيادته وجلس على مكتبه وبدأت الأحداث تتشابك في عقله ويتذكر كيف كانت حياته ولماذا أصبحت هكذا .
الدكتور منير :
اسمي منير عطا دكتور تجميل شاطر جدا ودا بشهادة الجميع مرضى وزملاء ، بعشق مجالي و دايما بحاول ابقى متفرد فيه ودا بسبب حبي لشكل الإنسان ، بحب الشكل وبحس نفسي نحات أو فنان وانا بعمل اي عملية الموضوع بقى عندي عشق وابداع مش مجرد شغل واكل عيش ، كنت متفوق جدا في دراستي وتشجيع والدي ووالدتي كانوا اكبر دافع ليا الاتنين كانوا دكاترة وعودني على احترام وحب المهنة ، طلعت ودرست في امريكا وفرنسا وكنت دائما حريص على حضور المؤتمرات و متابعة كل جديد في المهنة، مكنتش مركز في الحياة خالص كانت كل حياتي شغلي ونجاحي لغاية لما شوفت مريم ، مريم اللي خلتني اعرف ان الحياة فيها حاجات اجمل واهم من الشغل ، شوفتها في مؤتمر أصلها دكتورة تغذية شغلت تفكيري أنا بالعادة بركز في وشوش الناس وبحب اشوف العيوب اتعودت على كده بس مريم كانت حاجة تانية خالص وشها مزبوط مفيهوش غلطة جسمها زي لهيب النار وابتسامة تذوب الحجر ورقة ارق من النسيم وعيونها اللي بلون السماء الصافية ، بقيت عايز اقابلها باي شكل وفي اي وقت هوستني ما بقيتش مركز في حاجة خالص ولا حتى شغلي ، عرضت عليها الجواز ابتسمت، ابويا وامي مصدقوش والفرحة ملت البيت وفرحوا اكتر لما اتعرفوا على مريم وعيلتها ، دكتورة وبنت عالم وناس والمصادفة الأغرب أن اسمائنا بتبدا بحرف الميم عشان كده قررنا أن نكون إمبراطورية ميم زي الفيلم.
مريم :
كانت اسعد ايام حياتي كنا طايرين كان كله حماس وحيوية وشباب ، اول ما شوفته حسيت أن دا نصيبي ومكنتش مصدقة اللي حصل حبينا بعض بجد ، منير وبرغم أنه لسه دكتور شاب بس اسمه كان كبير وبدا يحجز لنفسه مكانة بين الدكاترة ، كنت ببقى فخورة لما الناس تعرف أن خطيبي دكتور التجميل منير عطا اللي بيظهر على القنوات والناس بتكلمه من كل مكان عشان تستشيره ، وغير كده وأنه ناجح كان وسيم ملامحه كأنها منحوتة وكأنه نجم سينما ، حسيت نفسي محظوظة واكيدة محسودة من باقي البنات
منير :
اتجوزنا والحياة زهزهت قدامنا حياتنا كل فرحة وحب وزي اي اتنين متجوزين جديد كل شوية نكلم بعض ، بقت هي أهم دافع بالنسبة ليا ، جالي عرض مغري بالسفر لدولة عربية والشغل في مستشفى هناك بعقد مغري جدا وشامل البيت ومدارس الاولاد وعيادة خاصة ، كنت خايف وخصوصا اني رفضت الهجرة واني اسيب عيلتي بس مريم اقنعتني
مريم :
مكنش ممكن اسيبه يرفض العرض دا وخصوصا اللي ممكن نحققه هناك في سنة مش هنفدر نحققه هنا في عشر سنين ، كنت لسه مخلفة مونيكا وكنت حامل في ميلاد ، اتفقنا أنه يسافر الاول وبعد ما اخلف ميلاد الحقه ويكون زبطلي شغل هناك
منير :
مكنتش عارف اعيش من غير مريم و الاولاد ، كنت بشتغل كويس وفعلا الشهر هنا بسنة في مصر ، كانت الحياة كئيبة بس كبرت واسمي كبر وبقيت بنافس اهم الدكاترة هنا ، مكانش ليا أصحاب في البلد الا شوية صداقات مع زملاء من المهنة وطبعا لاني كنت عايش لوحدي مكانش مرحب بيا في بيوتهم لأن أغلب سهراتهم بتكون عائلية يعني كل واحد ومراته ، اتعرفت على شاب مصري من النوبة كان فني أجهزة طبية وزي ما انتو عارفين احنا كمصريين بنتقرب من بعض في الغربة ، كان شاب غريب بيحب يضحك وعارف الكل كانت معرفتي بيه سطحية بس مجرد سلامات كان اسمه عبدو
مريم :
الخلفة صعبة وخصوصا أن مونيكا وميلاد قريبين من عمر بعض ، حماتي وماما كانوا بيساعدوني بس مكنتش قادرة وجبت واحدة تبقى معاهم كنت بحاول ارجع لشغلي بس منير كلمني وقالي أنه خلاص جهزلي عيادة في نفس المجمع اللي عيادته فيه وفعلا بعد سنة سافرتله ورجعت لحضن جوزي اللي مكنتش قادرة اعيش من غيره ، حسيت بالدفئ والاستقرار اللي رجع لبيتنا ، اندهشت لما شوفت العيادة بتاعتي اللي كانت على أعلى مستوى وفيها احدث الأجهزة وبيتنا اللي كان عبارة عن فيلا
مريم : اي دا يا منير
منير : مالك يا حبيبتي ، عجبتك العيادة
مريم : تجنن يا حبيبي ، لحقت تعمل كل دا امتى
منير : يا حبيبتي بالفلوس كل حاجه بتمشي وتطير
مريم : يا واد يا جامد ، بس معقولة
منير : يا حبيبتي لازم العيادة تكون مناسبة ليكي وانا معنديش حد أغلى منك يا حبيبتي
مريم : يا حبيبي يا منير
حضنت مريم منير حضن فيه شوق وحبها بس اتفاجئت بشاب اسمر طويل بيدخل عليهم العيادة ، الشاب لف وشه وقال يا ساتر
منير : ادخل يا عبدو
عبدو : أنا آسف يا دكتور بس لقيت الباب مفتوح
منير : لا مفيش مشكلة
مريم حست بحرج ودخلت تشوف باقي غرف العيادة
منير : اي يا عبدو في حاجة
عبدو : لا بس حبيت اقولك أن عملت الصيانة في عيادتك وكل حاجه تمام
منير : طب ممتاز أنا عايزك تاخد لفة في العيادة دي كمان وتشغل الأجهزة وتتاكد منها
عبدو : تحت امرك يا دكتور
قرب عبدو من منير وبقى كلامه عبارة عن همس
عبدو : بس يا باشا المرة الجاية خد بالك واقفل الباب عشان تبقى امورك في السليم وانا برضه في الخدمة
منير: هههههههههههه يخربيتك انت فهمت ايه
عبدو : ولا يهمك يا دوك سرك في بير
منير : يا بني دي المدام يا مريم يا مريم
مريم : في ايه يا منير
منير : تعالي
راحت مريم لمنير اللي كان لسه واقف مع عبدو
منير : دي بقى يا عبدو الدكتور مريم المدام ودا عبدو اللي قولتلك عنه
عبدو : اتشرفنا يا دكتورة
منير : الدكتورة لسه واصلة يعني لسه جديده لو احتاجت حاجة ساعدها يا عبدو
عبدو : طبعا يا دكتور في عينيا
منير : عبدو ابن بلد جدع
( عوده للأحداث الحالية )
مريم مازلت جالسة في غرفتها وهي تتذكر هذا اللقاء وكانه حدث بالامس، شعرت بكهرباء في جسدها خرجت من غرفتها ، لم تجد منير تشعر بالخوف ذهبت إلى البار الموجود في شقتها أصبحت ترتشف بعض المشروبات الروحية ويدها ترجف والكاس يسقط من يدها ويقع على قدما التى بدأت تنزف ، بدأت في حمل الزجاج المكسور وشعرت بأحد يحضنها من ظهرها ويهمس لها بقى تعملوا فيا كده.
الجزء الثاني: البيت الخالي
تسمع صوته تشعر بانفاسه ويده تلتف حول خصرها ، حاولت تدارك الموقف ركضت في أنحاء المنزل كمجنونة نسيت قدمها الذي مازال ينزف ، سقطت على الأرض وعيونها تلتف في كل مكان باحثة عنه تسمع ضحكاته ، بحثت عن هاتفها وهو في يدها ، تتصل بزوجها لتخبره ، منير يضع رأسه بين يديه على مكتبه بحالة يرثى لها يسمع رنين هاتفه ويرى اسم زوجته
مريم : انت فين يا منير
منير : في ايه يا مريم
مريم : تعالى حالا
منير : طب قوليلي في ايه بالزبط
مريم : بقولك تعالى دلوقتي
خرج منير بهيئته الغريبة فالجميع معتاد على رويته مهندم بمظهر أنيق ، كانت هيئته غريبة ملابسه وشعره كل شىء في غير محله ، نسي أنه أتى اللى عيادته مشيا على الاقدام فاوقف إحدى سيارات الأجرة وذهب إلى زوجته المرتعدة الخائفة الجالسة في إحدى زوايا البيت ، ركضت على زوجها وحضنته بلهفة وخوف اثاروا استغراب منير فقبل لحظات طردته والان تركض عليه وكأنه عاد من السفر
منير: ايه يا مريم مالك
مريم ( بصوت مبحوح وهامس ): عايش لسه عايش
منير : ايه
مريم : بقولك عبدو لسه عايش
(عودة للذكريات)
في منزلهم وبعد ممارسة الحب بينهم ، سنة من الحرمان من الحب واللهفة والشوق كان الجنس بينهم مرتين كل يوم مع حرص مريم على عدم الحمل مرة تالتة ودا عشان تتفرغ لمونيكا وميلاد وكمان عشان ترجع لشغلها وحياتها الجديدة وتبقى في نجاح جوزها ، طلبت من منير واحدة تاخد بالها من الأولاد ومن البيت ، مكانة منير بتطلب كده فعلا برستيجه ونجاحه وفيلاته وكمان رعاية أولاده وحق مريم في انها تعوض اللي فاتها وتضحيتها بمستقبلها مقابل نجاحه .
بعد الممارسة الصباحية الي بقت وكأنها جرعة يومية من السعادة عندهم وبعد شاور ، مريم كانت بتنشف شعرها ومنير بيكمل لبس عشان يبدأ يومه
مريم : اه صحيح يا منير ابقى ابعتلي الشاب عشان يشوف الغاز لانه حنان ( السكرتيرة) سامعة صوت وخايفة يكون في حاجة
منير : اي شاب
مريم : بتاع الصيانة الاسود
منير : اه قصدك عبدو ، تصدقي بقالي فترة مشوفتوش، خلاص النهارده بس اروح المستشفى اشوفه واخليه يعدي عليكي
راح منير المستشفى وأشرف على كم عملية ودخل مكتبه اللي في المستشفى وشرب قهوته وافتكر طلب مريم وأنها عايزة عبدو ،طلب قسم الصيانه
منير : الو ازيك يا شاهر
شاهر: دكتور منير حبيب الشعب أمرني
منير : حبيبي يا شاهر ، عبدو عندك
شاهر : عبدو النوبي
منير : اه
شاهر: هههههههههههه **** يرحمه
منير : ايه مات !
شاهر: تقريبا ، أصله خد إجازة ونزل مصر عشان يتجوز
منير : بجد ودا من امتى
شاهر : بقاله شهر تقريبا
منير : اصل كنت محتاجه يعملي شوية صيانه
شاهر: مش مشكلة يا دوك ، فيه واحد هندي اسمه راشي هو اللي ماسك الصيانة دلوقتي
منير : ودا كويس
شاهر : طبعا يا دكتور على ضمانتي
منير : طيب خليه يمر عليا بعد الظهر في العيادة
منير :
العيلة اجمل حاجه في الحياة وخصوصا لما تكون بتحب العيلة دي ، مراتي واولادي يمكن أجزم باني اسعد راجل في العالم كل اللي كنت بتمناه بقى بين ايديا ، واجمل حاجه لما افتح باب البيت و ولادي يجروا عليا ويحضنوني
مريم :
حياة الإنسان وخصوصا في الجواز عاملة زي البطارية بتكون في الاول عالية ومرتفعة وكلها شحنات ومع الوقت بتخف لغاية لما بتفضى وتبقى محتاج تشحنها من جديد ، بدأت احس بكده مش عارفه ليه ، مش معنى كده اني بقيت اكره منير أو معودتش بحبه بس الحب اختلف
بتمر السنين والحياة بتختلف وكل واحد نظرته بتختلف للاشياء وللحياة بشكل عام ، بدا الملل يدخل حياة مريم ومنير وبعد ما كانوا كل يوم يمارسوا الحب والجنس مرتين بقى مرة واحدة وبعد كده بقى مرة في الاسبوع و بعد شوية بقى مرة في الاسبوعين وبعد كده مرة في الشهر وبعدين بس في المناسبات والاعياد وكانت مجرد تادية واجب
مريم :
يمكن مكنتش حاسة بكده بس بدات احس بكده لما بدات اخرج واقعد مع صحابتي اللي تعرفت عليهم هنا ، الكلام بيجيب بعضه وكل واحدة بتتكلم عن حياتها المتجوزة والمخطوبة وكل واحدة وليها حكاية ، حسيت ان في حاجة غلط ،فين حياتي كزوجة ليه حياتنا بقت مملة كده احنا احيانا بنشوف بعض بالصدفة.
معقول يكون منير مصاحب عليا او في علاقة مع واحدة ، بس ازاي وليه انا دايما واخدة بالي من نفسي وبحاول اكون على سنجة عشرة ، معقول يكون زهق مني
منير :
لا طبعا ، مستحيل اكره مريم او ازهق منها او حتى اخونها ، انا بشوف نسوان من كل شكل ولون عمري ما فكرت في كده لاني ببساطة ما بشوفش حد اجمل منها هي اجمل واحدة في نظري ، بس احنا كرجالة بنتطمن لما بتكون الحاجة بين ايدينا ما بنحاولش نبذل جهد ، يمكن كده بس الشغل والطموح هما اكبر اسباب اهمالي لبيتي ومراتي ، في قاعدة بتقول ان المراة جزء من حياة الرجل او من اهتمامته اللي فيها حاجات تانية كتير ام الرجل فهو اهم حاجة عند المراة ، دا معنى القاعدة مش عارف اذا كانت صح ولا لا بس فيها واقع حقيقي ملموس
بتمر السنين ،بقالهم متجوزين عشر سنين بالزبط ، مريم و منير عايشين بنفس النمط في حياتهم ، منير بقى يسافر كتير ومريم بتحاول تقضي وقت اكتر مع اولادها اللي كبروا ودخلوا المدرسة بقت بتحاول تقضي وقت اكبر مع ولادها . منير رجع لعيادته بعد ما عمل عملية في المستشفى اتفاجئ بوجود وجه مالوف بالنسبة له قاعد عالدرج قدام باب العيادة ، قام الشاب بجسده العملاق اللي اشبه بلاعبية كرة السلة يرحب بالدكتور منير
عبدو : دكتور منير ، واحشني جدا
منير افتكره بس ناسي اسمه اخر مرة شافه فيها من عشر سنين ، ودا وقت كافي انك تنسى شخص زي عبدو عامل الصيانة اللي كانت علاقته بالدكتور علاقة سطحية
منير : ازيك يا ........
عبدو : عبدو يا دكتور ، شكلك نسيتني
منير : لا ابدا بس انت عارف الواحد بيشوف ناس قد ايه في اليوم وانت بقالك فترة مش باين
عبدو : طبعا يا دكتور حقك
منير : انت قاعد هنا كده ليه ، في حاجة
عبدو : مش عارف اقولك ايه يا دكتور ، انا وشي منك في الارض
منير : ايه عايز فلوس ، متخافش قول احنا ولاد بلد
عبدو : عشت يا دوك ، مستورة بس في طلب تاني
منير : طب تعالى خش نتكلم جو
منير :
افتكرته ، بصراحة كنت ناسي اسمه بس الغريبة الحالة اللي كان فيها ، طلبت منه يدخل معايا في مكتب العيادة ، انا في العادة بحب اروح العيادة قبل مواعيد الحجوزات اشرب قهوتي واشوف اخر الاخبار وبعدين ابدا الشغل . كان مرتبك على غير عادته ، انا اتعرفت على عبدو اول ما وصلت هنا لانه هو اللي كان مسوول عن الصيانة وكان جدع معايا فعشان كده افتكرته بسرعة .
منير : ايه يا عبدو مالك ، قولي الاول صحيح انت كنت فين الفترة دي كلها
عبدو ( بيطلع سيجارة ) : ممكن يا دكتور
منير : في العيادة يا عبدو!
عبدو : اهو من الغيظ يا باشا
منير : ليه ايه اللي حصل بالزبط
عبدو : **** يلعن الجواز عاليوم اللي الواحد فكر يتجوز فيه
منير : ههههههههه ليه بقى
عبدو : اتجوزت وطلقت واتحبست وعملت المستحيل عشان ارجع هنا وجيت ارجع المستشفى قالولي جابوا واحد غيري ، وقولت اجيلك وتتوسطلي يرجعوني اصل انا بقيت بسف تراب يا دكتور ، وسايب العيال في البلد مش لاقين العيش ياكلوه
منير : مش عارف اقولك ايه يا عبدو ، انا هحاول اوعدك اني هحاول
عبدو : تبقى عملت فيا جميل عمري ما هنساه
منير : طيب خد المبلغ دا مشي نفسك بيه
عبدو : لا يا دكتور صدقني انا مش جاي عشان كده ، انا بس عايز ارجع شغلي وانت الوحيد اللي ممكن تقف جنبي في المستشفى
منير : يا ابني خد القرشين دول مشي نفسك بيهم انت في غربة
خد عبدو الفلوس وهو شبه مكسور ، بقى يشكر منير ويدعيله ، منير بدا يومه في العيادة وتاني يوم كلم المستشفى عشان عبدو مكانش الموضوع سهل بس اسم منير كبير وتقربيا هو اللي شايل المستشفى مقدرش المدير المسوول يرفض طلبه ورجع عبدو لشغله ، عبدو مكانش مصدق نفسه وبقى يشكر منير و وعده بان دا بقى *** في رقبته.
منير رجع بيته بعد يوم متعب ، وكانت مريم قاعدة مستني و مزبطة نفسها وعاملة جو رومانسي بتحاول ترجع علاقتهم لجزء من اللي كانت عليه ، اندهش منير
خرجتله مريم بفستان بيبرز جمالها وابتسامة دايما ليها تاثير ساحر عليه
منير : اوف اي دا كله
مريم : اتاخرت ليه يا حبيبي
حضنها وباسها بوسة اقرب لبوسة الاخوة او الاصدقاء ، مريم كانت مثارة جدا في قمة اثارتها ، كانت محتاجة تحس بحرارة اكتر من كده كانت محتاج تحس بحبه اللي تعودت عليه
مريم :
اتصدمت ، مش لانه نسى عيد جوازنا وانا اتكسفت اقوله ان النهاردة عيد جوازنا ، حسيت باهانة ليا ولكرامتي بس اللي صدمني اكتر هو تجاهله وبروده ، منير بقى عامل زي الروبوت ، طول القعدة وهو بيكلمني على عملياته ويوريني الصور والادهى من كده حكاية اللي اسمه عبدو ، طول القعدة يكلمني عنه ، حسيت باحباط غريب حسيت باني ببني بيت على الرمل.
بقيت اشوف اللي اسمه عبدو دا كتير في عيادتي وعيادة منير ، كان دايما موجود عشان بيعمل صيانة وفي مرة لقيته جاي عيادتي بالليل وانا كنت خلاص مروحة ، استغربت من كده
عبدو : ازيك يا دكتورة
مريم : ايه يا عبدو ، في حاجة
عبدو : لا يا دكتورة بس الصيانة زي ما انتي عارفة
مريم : في الوقت دا
عبدو : اعمل ايه بس يا دكتورة لسه مخلص شغل ودلوقتي فضيت قولت اعدي اشوف عيادة حضرتك
مريم : طيب بدل تعبان روح ارتاح و تعالى بكرا
عبدو : وليه بس يا دكتورة ، اللي عليك عليك ويمكن بكرا مقدرش اعدي وزي المثل ما بيقول لا توجل شغل النهاردة لبكرا يا عبدو
ضحكت مريم وابتسمت
مريم : طيب ، انا لازم اروح بس حنان هتفضل معاك
عبدو : خدي راحتك يا دكتورة
خرجت مريم وركبت عربيتها ، وقفت في اشارة وافتكرت تكلم جليسة اطفالها وتشوفها اذا محتاجيت حاجة وخصوصا ان منير كان مسافر، اكتشفت انها نسيت تلفونها في العيادة ، طبعا كان لازم ترجع.
مريم :
مش عارفة في الفترة الاخيرة بقيت انسى حاجات كتيرة ، كنت لازم ارجع واخد التليفون رجعت ،اكيد لسه عبدو فوق ، فتحت العيادة كان النور مقفول استغربت لان مستحيل يكون عبدو خلص بالسرعة دي بس اللي دهشني اكتر الصوت اللي سمعته ، صوت تاوهات صوت شهوة واجساد بترتطم ببعض كان الصوت من غرفة الكشف قربت وانا بمشي بسكون ، قربت واتصدمت شوفت عبدو بيعمل علاقة مع حنان ، فتحت الباب، كنت لازم اعرفهم اني شوفتهم، حنان كانت بوضعية الدوجي وعبدو عاري وعضلاته بارزة ، حنان وشها احمر وبقت مش عارفة تقول ايه، بس اللي خطف انتباهي وتركيزي كله كان بتاع عبدو ، مش قادرة انسى شكله وخصوصا لما طلعه من فرج حنان ، فضلت ابص عليه ومتنحة للحظات وهما لاحظو كده ، بصيت لحنان اللي الدموع بدات تظهر في عيونها ام عبدو فعينه كانت ثابتة مفيش فيها اي خوف او تردد ، طلعت بسرعة لدرجة اني نسيت اخد تلفوني ، مش قادرة انسى الموقف دا ولا نظرات عبدو
الجزء الاول : حلاوة البدايات
في ظلام الليل الدامس تتوقف سيارة سوداء مثل سواد الليل يخرج منها رجل وامرأة بهيئة تبدو مريبة نوعا ما يختفون في هذا الظلام القامت يلتفتون حولهم وكأنهم يخشون شئ ما يخشون أنظار المارة برغم من وجودهم في منطقة مقطوعة تبدوا كصحراء ، تقف المرأة تراقب المكان ، يذهب الرجل وجسده يرتجف يفتح صندوق السيارة تهمس له المرأة
المرأة : يلا بسرعه
يسحب جسد أو جثة هامدة تبدو عملاقة نوعا ما مقارنة بجسد من يسحبها ، وهذا واضح من الطريقة التي يحاول بها اخراج هذه الجثة ، تلاحظ المرأة ذلك وتتجه لتساعد الراجل ، تسحب مع الراجل بالفعل وتسقط الجثة على الأرض ويسقطون بجواره ، كلهم ساقطون في وحل وكأنه هذا حالهم ، تنظر المرأة للرجل نظرة استعجال على إكمال مهمتهم ، يقوم الرجل ويخرج مجرفة ويبدأ بحفر الأرض ، كان يحفر بقوة وكأنه ينتقم من الأرض أو من الأحداث والذكريات التى جلبته إلى هنا يحفر حفرة عميقة بعد فترة زمنية ، لا يعلم مدتها بالفعل حفر حفرة تبدو قبر وهي بالفعل قبر لدفن ذكرياتهم ، شعر بالتعب واندهش عندما رأى ما أنجزه بدأ بسحب الجثة الضخمة بصعوبة ولكنه يبذل كل قوته ، سحب الجثة ودفنها في القبر الذي حفره من لحظات وبدأ بوضع التراب عليه حتى يخفي مكان هذه الجثة ويخفي سر كبير في حياته .
تخلص من الجثة بالفعل ولكنه لم يكن قادر على قيادة السيارة ولاحظت المرأة ذلك فاتجهت هي لقيادة السيارة وامرته بالجلوس في الخلف ، وكأنها تريد أن تخبره بتمردها عليه وأنها من يجب عليه القيادة الان بعد ما اوصلتهم قيادته بهم الان ، تقود والصمت يحوم في المكان وكأنهم اموات في قبر من نوع اخر ، تنفث المرأة بسيجارة والرجل مكوم في الكرسي الخلفي وتقف السيارة أمام عمارة فخمة .
تخرج المرأة وخلفها الرجل وتصعد لطابق شقتهم وتفتح باب الشقة التى لا تقل ظلام وسواد ، تجلس على أحد المقاعد وتشعل سيجاره جديد وتنفث دخانها والدموع تسقط من اعيونها ، يقف الرجل أمام الباب وهو ينظر إلى هيئتها الغريبة
الرجل : مريم مريم ارجوكي ردي عليا
الرجل: أنا عارف اني....
مريم : هسس مش عايزه اسمع صوتك ولا عايزة احس بيك
الرجل : يا مريم أنا مكنتش اعرف
مريم : قولتلك اسكت اسكت ، أنا مش قادره اسمع صوتك ولولا مونيكا وميلاد كنت طلبت الطلاق
دموع مريم يصاحبها صوت بعد ما كانت مجرد دموع صامتة تنهمر من عينيها الزرقاء ، غادرت مريم إلى غرفتها وأغلقت الباب بقوة تنم عن عصبية ، جلس الرجل على الأرض في مكانه الذي لما يتحرك منه ، جلس لدقائق ومن ثم قام وخرج من المنزل ومن العمارة بأكملها يسير كتائه في الشوارع لا يدري إلى اين يذهب ، ظل يسير لساعات حتى وصل لعمارة أخرى ودخل إلى عيادته وجلس على مكتبه وبدأت الأحداث تتشابك في عقله ويتذكر كيف كانت حياته ولماذا أصبحت هكذا .
الدكتور منير :
اسمي منير عطا دكتور تجميل شاطر جدا ودا بشهادة الجميع مرضى وزملاء ، بعشق مجالي و دايما بحاول ابقى متفرد فيه ودا بسبب حبي لشكل الإنسان ، بحب الشكل وبحس نفسي نحات أو فنان وانا بعمل اي عملية الموضوع بقى عندي عشق وابداع مش مجرد شغل واكل عيش ، كنت متفوق جدا في دراستي وتشجيع والدي ووالدتي كانوا اكبر دافع ليا الاتنين كانوا دكاترة وعودني على احترام وحب المهنة ، طلعت ودرست في امريكا وفرنسا وكنت دائما حريص على حضور المؤتمرات و متابعة كل جديد في المهنة، مكنتش مركز في الحياة خالص كانت كل حياتي شغلي ونجاحي لغاية لما شوفت مريم ، مريم اللي خلتني اعرف ان الحياة فيها حاجات اجمل واهم من الشغل ، شوفتها في مؤتمر أصلها دكتورة تغذية شغلت تفكيري أنا بالعادة بركز في وشوش الناس وبحب اشوف العيوب اتعودت على كده بس مريم كانت حاجة تانية خالص وشها مزبوط مفيهوش غلطة جسمها زي لهيب النار وابتسامة تذوب الحجر ورقة ارق من النسيم وعيونها اللي بلون السماء الصافية ، بقيت عايز اقابلها باي شكل وفي اي وقت هوستني ما بقيتش مركز في حاجة خالص ولا حتى شغلي ، عرضت عليها الجواز ابتسمت، ابويا وامي مصدقوش والفرحة ملت البيت وفرحوا اكتر لما اتعرفوا على مريم وعيلتها ، دكتورة وبنت عالم وناس والمصادفة الأغرب أن اسمائنا بتبدا بحرف الميم عشان كده قررنا أن نكون إمبراطورية ميم زي الفيلم.
مريم :
كانت اسعد ايام حياتي كنا طايرين كان كله حماس وحيوية وشباب ، اول ما شوفته حسيت أن دا نصيبي ومكنتش مصدقة اللي حصل حبينا بعض بجد ، منير وبرغم أنه لسه دكتور شاب بس اسمه كان كبير وبدا يحجز لنفسه مكانة بين الدكاترة ، كنت ببقى فخورة لما الناس تعرف أن خطيبي دكتور التجميل منير عطا اللي بيظهر على القنوات والناس بتكلمه من كل مكان عشان تستشيره ، وغير كده وأنه ناجح كان وسيم ملامحه كأنها منحوتة وكأنه نجم سينما ، حسيت نفسي محظوظة واكيدة محسودة من باقي البنات
منير :
اتجوزنا والحياة زهزهت قدامنا حياتنا كل فرحة وحب وزي اي اتنين متجوزين جديد كل شوية نكلم بعض ، بقت هي أهم دافع بالنسبة ليا ، جالي عرض مغري بالسفر لدولة عربية والشغل في مستشفى هناك بعقد مغري جدا وشامل البيت ومدارس الاولاد وعيادة خاصة ، كنت خايف وخصوصا اني رفضت الهجرة واني اسيب عيلتي بس مريم اقنعتني
مريم :
مكنش ممكن اسيبه يرفض العرض دا وخصوصا اللي ممكن نحققه هناك في سنة مش هنفدر نحققه هنا في عشر سنين ، كنت لسه مخلفة مونيكا وكنت حامل في ميلاد ، اتفقنا أنه يسافر الاول وبعد ما اخلف ميلاد الحقه ويكون زبطلي شغل هناك
منير :
مكنتش عارف اعيش من غير مريم و الاولاد ، كنت بشتغل كويس وفعلا الشهر هنا بسنة في مصر ، كانت الحياة كئيبة بس كبرت واسمي كبر وبقيت بنافس اهم الدكاترة هنا ، مكانش ليا أصحاب في البلد الا شوية صداقات مع زملاء من المهنة وطبعا لاني كنت عايش لوحدي مكانش مرحب بيا في بيوتهم لأن أغلب سهراتهم بتكون عائلية يعني كل واحد ومراته ، اتعرفت على شاب مصري من النوبة كان فني أجهزة طبية وزي ما انتو عارفين احنا كمصريين بنتقرب من بعض في الغربة ، كان شاب غريب بيحب يضحك وعارف الكل كانت معرفتي بيه سطحية بس مجرد سلامات كان اسمه عبدو
مريم :
الخلفة صعبة وخصوصا أن مونيكا وميلاد قريبين من عمر بعض ، حماتي وماما كانوا بيساعدوني بس مكنتش قادرة وجبت واحدة تبقى معاهم كنت بحاول ارجع لشغلي بس منير كلمني وقالي أنه خلاص جهزلي عيادة في نفس المجمع اللي عيادته فيه وفعلا بعد سنة سافرتله ورجعت لحضن جوزي اللي مكنتش قادرة اعيش من غيره ، حسيت بالدفئ والاستقرار اللي رجع لبيتنا ، اندهشت لما شوفت العيادة بتاعتي اللي كانت على أعلى مستوى وفيها احدث الأجهزة وبيتنا اللي كان عبارة عن فيلا
مريم : اي دا يا منير
منير : مالك يا حبيبتي ، عجبتك العيادة
مريم : تجنن يا حبيبي ، لحقت تعمل كل دا امتى
منير : يا حبيبتي بالفلوس كل حاجه بتمشي وتطير
مريم : يا واد يا جامد ، بس معقولة
منير : يا حبيبتي لازم العيادة تكون مناسبة ليكي وانا معنديش حد أغلى منك يا حبيبتي
مريم : يا حبيبي يا منير
حضنت مريم منير حضن فيه شوق وحبها بس اتفاجئت بشاب اسمر طويل بيدخل عليهم العيادة ، الشاب لف وشه وقال يا ساتر
منير : ادخل يا عبدو
عبدو : أنا آسف يا دكتور بس لقيت الباب مفتوح
منير : لا مفيش مشكلة
مريم حست بحرج ودخلت تشوف باقي غرف العيادة
منير : اي يا عبدو في حاجة
عبدو : لا بس حبيت اقولك أن عملت الصيانة في عيادتك وكل حاجه تمام
منير : طب ممتاز أنا عايزك تاخد لفة في العيادة دي كمان وتشغل الأجهزة وتتاكد منها
عبدو : تحت امرك يا دكتور
قرب عبدو من منير وبقى كلامه عبارة عن همس
عبدو : بس يا باشا المرة الجاية خد بالك واقفل الباب عشان تبقى امورك في السليم وانا برضه في الخدمة
منير: هههههههههههه يخربيتك انت فهمت ايه
عبدو : ولا يهمك يا دوك سرك في بير
منير : يا بني دي المدام يا مريم يا مريم
مريم : في ايه يا منير
منير : تعالي
راحت مريم لمنير اللي كان لسه واقف مع عبدو
منير : دي بقى يا عبدو الدكتور مريم المدام ودا عبدو اللي قولتلك عنه
عبدو : اتشرفنا يا دكتورة
منير : الدكتورة لسه واصلة يعني لسه جديده لو احتاجت حاجة ساعدها يا عبدو
عبدو : طبعا يا دكتور في عينيا
منير : عبدو ابن بلد جدع
( عوده للأحداث الحالية )
مريم مازلت جالسة في غرفتها وهي تتذكر هذا اللقاء وكانه حدث بالامس، شعرت بكهرباء في جسدها خرجت من غرفتها ، لم تجد منير تشعر بالخوف ذهبت إلى البار الموجود في شقتها أصبحت ترتشف بعض المشروبات الروحية ويدها ترجف والكاس يسقط من يدها ويقع على قدما التى بدأت تنزف ، بدأت في حمل الزجاج المكسور وشعرت بأحد يحضنها من ظهرها ويهمس لها بقى تعملوا فيا كده.
الجزء الثاني: البيت الخالي
تسمع صوته تشعر بانفاسه ويده تلتف حول خصرها ، حاولت تدارك الموقف ركضت في أنحاء المنزل كمجنونة نسيت قدمها الذي مازال ينزف ، سقطت على الأرض وعيونها تلتف في كل مكان باحثة عنه تسمع ضحكاته ، بحثت عن هاتفها وهو في يدها ، تتصل بزوجها لتخبره ، منير يضع رأسه بين يديه على مكتبه بحالة يرثى لها يسمع رنين هاتفه ويرى اسم زوجته
مريم : انت فين يا منير
منير : في ايه يا مريم
مريم : تعالى حالا
منير : طب قوليلي في ايه بالزبط
مريم : بقولك تعالى دلوقتي
خرج منير بهيئته الغريبة فالجميع معتاد على رويته مهندم بمظهر أنيق ، كانت هيئته غريبة ملابسه وشعره كل شىء في غير محله ، نسي أنه أتى اللى عيادته مشيا على الاقدام فاوقف إحدى سيارات الأجرة وذهب إلى زوجته المرتعدة الخائفة الجالسة في إحدى زوايا البيت ، ركضت على زوجها وحضنته بلهفة وخوف اثاروا استغراب منير فقبل لحظات طردته والان تركض عليه وكأنه عاد من السفر
منير: ايه يا مريم مالك
مريم ( بصوت مبحوح وهامس ): عايش لسه عايش
منير : ايه
مريم : بقولك عبدو لسه عايش
(عودة للذكريات)
في منزلهم وبعد ممارسة الحب بينهم ، سنة من الحرمان من الحب واللهفة والشوق كان الجنس بينهم مرتين كل يوم مع حرص مريم على عدم الحمل مرة تالتة ودا عشان تتفرغ لمونيكا وميلاد وكمان عشان ترجع لشغلها وحياتها الجديدة وتبقى في نجاح جوزها ، طلبت من منير واحدة تاخد بالها من الأولاد ومن البيت ، مكانة منير بتطلب كده فعلا برستيجه ونجاحه وفيلاته وكمان رعاية أولاده وحق مريم في انها تعوض اللي فاتها وتضحيتها بمستقبلها مقابل نجاحه .
بعد الممارسة الصباحية الي بقت وكأنها جرعة يومية من السعادة عندهم وبعد شاور ، مريم كانت بتنشف شعرها ومنير بيكمل لبس عشان يبدأ يومه
مريم : اه صحيح يا منير ابقى ابعتلي الشاب عشان يشوف الغاز لانه حنان ( السكرتيرة) سامعة صوت وخايفة يكون في حاجة
منير : اي شاب
مريم : بتاع الصيانة الاسود
منير : اه قصدك عبدو ، تصدقي بقالي فترة مشوفتوش، خلاص النهارده بس اروح المستشفى اشوفه واخليه يعدي عليكي
راح منير المستشفى وأشرف على كم عملية ودخل مكتبه اللي في المستشفى وشرب قهوته وافتكر طلب مريم وأنها عايزة عبدو ،طلب قسم الصيانه
منير : الو ازيك يا شاهر
شاهر: دكتور منير حبيب الشعب أمرني
منير : حبيبي يا شاهر ، عبدو عندك
شاهر : عبدو النوبي
منير : اه
شاهر: هههههههههههه **** يرحمه
منير : ايه مات !
شاهر: تقريبا ، أصله خد إجازة ونزل مصر عشان يتجوز
منير : بجد ودا من امتى
شاهر : بقاله شهر تقريبا
منير : اصل كنت محتاجه يعملي شوية صيانه
شاهر: مش مشكلة يا دوك ، فيه واحد هندي اسمه راشي هو اللي ماسك الصيانة دلوقتي
منير : ودا كويس
شاهر : طبعا يا دكتور على ضمانتي
منير : طيب خليه يمر عليا بعد الظهر في العيادة
منير :
العيلة اجمل حاجه في الحياة وخصوصا لما تكون بتحب العيلة دي ، مراتي واولادي يمكن أجزم باني اسعد راجل في العالم كل اللي كنت بتمناه بقى بين ايديا ، واجمل حاجه لما افتح باب البيت و ولادي يجروا عليا ويحضنوني
مريم :
حياة الإنسان وخصوصا في الجواز عاملة زي البطارية بتكون في الاول عالية ومرتفعة وكلها شحنات ومع الوقت بتخف لغاية لما بتفضى وتبقى محتاج تشحنها من جديد ، بدأت احس بكده مش عارفه ليه ، مش معنى كده اني بقيت اكره منير أو معودتش بحبه بس الحب اختلف
بتمر السنين والحياة بتختلف وكل واحد نظرته بتختلف للاشياء وللحياة بشكل عام ، بدا الملل يدخل حياة مريم ومنير وبعد ما كانوا كل يوم يمارسوا الحب والجنس مرتين بقى مرة واحدة وبعد كده بقى مرة في الاسبوع و بعد شوية بقى مرة في الاسبوعين وبعد كده مرة في الشهر وبعدين بس في المناسبات والاعياد وكانت مجرد تادية واجب
مريم :
يمكن مكنتش حاسة بكده بس بدات احس بكده لما بدات اخرج واقعد مع صحابتي اللي تعرفت عليهم هنا ، الكلام بيجيب بعضه وكل واحدة بتتكلم عن حياتها المتجوزة والمخطوبة وكل واحدة وليها حكاية ، حسيت ان في حاجة غلط ،فين حياتي كزوجة ليه حياتنا بقت مملة كده احنا احيانا بنشوف بعض بالصدفة.
معقول يكون منير مصاحب عليا او في علاقة مع واحدة ، بس ازاي وليه انا دايما واخدة بالي من نفسي وبحاول اكون على سنجة عشرة ، معقول يكون زهق مني
منير :
لا طبعا ، مستحيل اكره مريم او ازهق منها او حتى اخونها ، انا بشوف نسوان من كل شكل ولون عمري ما فكرت في كده لاني ببساطة ما بشوفش حد اجمل منها هي اجمل واحدة في نظري ، بس احنا كرجالة بنتطمن لما بتكون الحاجة بين ايدينا ما بنحاولش نبذل جهد ، يمكن كده بس الشغل والطموح هما اكبر اسباب اهمالي لبيتي ومراتي ، في قاعدة بتقول ان المراة جزء من حياة الرجل او من اهتمامته اللي فيها حاجات تانية كتير ام الرجل فهو اهم حاجة عند المراة ، دا معنى القاعدة مش عارف اذا كانت صح ولا لا بس فيها واقع حقيقي ملموس
بتمر السنين ،بقالهم متجوزين عشر سنين بالزبط ، مريم و منير عايشين بنفس النمط في حياتهم ، منير بقى يسافر كتير ومريم بتحاول تقضي وقت اكتر مع اولادها اللي كبروا ودخلوا المدرسة بقت بتحاول تقضي وقت اكبر مع ولادها . منير رجع لعيادته بعد ما عمل عملية في المستشفى اتفاجئ بوجود وجه مالوف بالنسبة له قاعد عالدرج قدام باب العيادة ، قام الشاب بجسده العملاق اللي اشبه بلاعبية كرة السلة يرحب بالدكتور منير
عبدو : دكتور منير ، واحشني جدا
منير افتكره بس ناسي اسمه اخر مرة شافه فيها من عشر سنين ، ودا وقت كافي انك تنسى شخص زي عبدو عامل الصيانة اللي كانت علاقته بالدكتور علاقة سطحية
منير : ازيك يا ........
عبدو : عبدو يا دكتور ، شكلك نسيتني
منير : لا ابدا بس انت عارف الواحد بيشوف ناس قد ايه في اليوم وانت بقالك فترة مش باين
عبدو : طبعا يا دكتور حقك
منير : انت قاعد هنا كده ليه ، في حاجة
عبدو : مش عارف اقولك ايه يا دكتور ، انا وشي منك في الارض
منير : ايه عايز فلوس ، متخافش قول احنا ولاد بلد
عبدو : عشت يا دوك ، مستورة بس في طلب تاني
منير : طب تعالى خش نتكلم جو
منير :
افتكرته ، بصراحة كنت ناسي اسمه بس الغريبة الحالة اللي كان فيها ، طلبت منه يدخل معايا في مكتب العيادة ، انا في العادة بحب اروح العيادة قبل مواعيد الحجوزات اشرب قهوتي واشوف اخر الاخبار وبعدين ابدا الشغل . كان مرتبك على غير عادته ، انا اتعرفت على عبدو اول ما وصلت هنا لانه هو اللي كان مسوول عن الصيانة وكان جدع معايا فعشان كده افتكرته بسرعة .
منير : ايه يا عبدو مالك ، قولي الاول صحيح انت كنت فين الفترة دي كلها
عبدو ( بيطلع سيجارة ) : ممكن يا دكتور
منير : في العيادة يا عبدو!
عبدو : اهو من الغيظ يا باشا
منير : ليه ايه اللي حصل بالزبط
عبدو : **** يلعن الجواز عاليوم اللي الواحد فكر يتجوز فيه
منير : ههههههههه ليه بقى
عبدو : اتجوزت وطلقت واتحبست وعملت المستحيل عشان ارجع هنا وجيت ارجع المستشفى قالولي جابوا واحد غيري ، وقولت اجيلك وتتوسطلي يرجعوني اصل انا بقيت بسف تراب يا دكتور ، وسايب العيال في البلد مش لاقين العيش ياكلوه
منير : مش عارف اقولك ايه يا عبدو ، انا هحاول اوعدك اني هحاول
عبدو : تبقى عملت فيا جميل عمري ما هنساه
منير : طيب خد المبلغ دا مشي نفسك بيه
عبدو : لا يا دكتور صدقني انا مش جاي عشان كده ، انا بس عايز ارجع شغلي وانت الوحيد اللي ممكن تقف جنبي في المستشفى
منير : يا ابني خد القرشين دول مشي نفسك بيهم انت في غربة
خد عبدو الفلوس وهو شبه مكسور ، بقى يشكر منير ويدعيله ، منير بدا يومه في العيادة وتاني يوم كلم المستشفى عشان عبدو مكانش الموضوع سهل بس اسم منير كبير وتقربيا هو اللي شايل المستشفى مقدرش المدير المسوول يرفض طلبه ورجع عبدو لشغله ، عبدو مكانش مصدق نفسه وبقى يشكر منير و وعده بان دا بقى *** في رقبته.
منير رجع بيته بعد يوم متعب ، وكانت مريم قاعدة مستني و مزبطة نفسها وعاملة جو رومانسي بتحاول ترجع علاقتهم لجزء من اللي كانت عليه ، اندهش منير
خرجتله مريم بفستان بيبرز جمالها وابتسامة دايما ليها تاثير ساحر عليه
منير : اوف اي دا كله
مريم : اتاخرت ليه يا حبيبي
حضنها وباسها بوسة اقرب لبوسة الاخوة او الاصدقاء ، مريم كانت مثارة جدا في قمة اثارتها ، كانت محتاجة تحس بحرارة اكتر من كده كانت محتاج تحس بحبه اللي تعودت عليه
مريم :
اتصدمت ، مش لانه نسى عيد جوازنا وانا اتكسفت اقوله ان النهاردة عيد جوازنا ، حسيت باهانة ليا ولكرامتي بس اللي صدمني اكتر هو تجاهله وبروده ، منير بقى عامل زي الروبوت ، طول القعدة وهو بيكلمني على عملياته ويوريني الصور والادهى من كده حكاية اللي اسمه عبدو ، طول القعدة يكلمني عنه ، حسيت باحباط غريب حسيت باني ببني بيت على الرمل.
بقيت اشوف اللي اسمه عبدو دا كتير في عيادتي وعيادة منير ، كان دايما موجود عشان بيعمل صيانة وفي مرة لقيته جاي عيادتي بالليل وانا كنت خلاص مروحة ، استغربت من كده
عبدو : ازيك يا دكتورة
مريم : ايه يا عبدو ، في حاجة
عبدو : لا يا دكتورة بس الصيانة زي ما انتي عارفة
مريم : في الوقت دا
عبدو : اعمل ايه بس يا دكتورة لسه مخلص شغل ودلوقتي فضيت قولت اعدي اشوف عيادة حضرتك
مريم : طيب بدل تعبان روح ارتاح و تعالى بكرا
عبدو : وليه بس يا دكتورة ، اللي عليك عليك ويمكن بكرا مقدرش اعدي وزي المثل ما بيقول لا توجل شغل النهاردة لبكرا يا عبدو
ضحكت مريم وابتسمت
مريم : طيب ، انا لازم اروح بس حنان هتفضل معاك
عبدو : خدي راحتك يا دكتورة
خرجت مريم وركبت عربيتها ، وقفت في اشارة وافتكرت تكلم جليسة اطفالها وتشوفها اذا محتاجيت حاجة وخصوصا ان منير كان مسافر، اكتشفت انها نسيت تلفونها في العيادة ، طبعا كان لازم ترجع.
مريم :
مش عارفة في الفترة الاخيرة بقيت انسى حاجات كتيرة ، كنت لازم ارجع واخد التليفون رجعت ،اكيد لسه عبدو فوق ، فتحت العيادة كان النور مقفول استغربت لان مستحيل يكون عبدو خلص بالسرعة دي بس اللي دهشني اكتر الصوت اللي سمعته ، صوت تاوهات صوت شهوة واجساد بترتطم ببعض كان الصوت من غرفة الكشف قربت وانا بمشي بسكون ، قربت واتصدمت شوفت عبدو بيعمل علاقة مع حنان ، فتحت الباب، كنت لازم اعرفهم اني شوفتهم، حنان كانت بوضعية الدوجي وعبدو عاري وعضلاته بارزة ، حنان وشها احمر وبقت مش عارفة تقول ايه، بس اللي خطف انتباهي وتركيزي كله كان بتاع عبدو ، مش قادرة انسى شكله وخصوصا لما طلعه من فرج حنان ، فضلت ابص عليه ومتنحة للحظات وهما لاحظو كده ، بصيت لحنان اللي الدموع بدات تظهر في عيونها ام عبدو فعينه كانت ثابتة مفيش فيها اي خوف او تردد ، طلعت بسرعة لدرجة اني نسيت اخد تلفوني ، مش قادرة انسى الموقف دا ولا نظرات عبدو