لأول مرة اكتب قصة في قسم القصص الجنسية
أصدقائي و أعزاءي و أحبائي و جميع متابعيني في المنتدى ..
متطلبات الحياة تفرض نفسها على الأنسان ولهذا السبب كنت بعيدا عنكم لفترة بسبب العمل .. و مازلت لا املك الوقت الكافي للكتابة ..
لكن بسبب محبتكم و معزتكم عندي و استجابة لنداءاتكم الجميلة المتكررة لي والمطالبة بقصة جديدة .. أجبرت نفسي أن اقتطع و قتا قصيرا كلما أُتيحت لي الفرصة للكتابة من أجلكم ..
اتمنى ان تعجبكم قصتي الجديدة هذه والتي ستكون بكل تأكيد مختلفة تماماً عن كل سابقاتها ..
اتمنى من كل قلبي ان تنال اعجابكم .. وبانتظار تعليقاتكم المشجعة لكي أواصل العطاء من أجلكم ..
( ملاحظة: الحوارات بالفصحى تعني ترجمة للحوار الدائر باللغة الأيطالية )
مــــــــــارلـــــــو
الجزء الاول
مشهد المقدمة
الزمان
في الوقت الحاضر
المكان
إيطاليا
مدينة باليرمو الساحلية
في احدى قاعات السينما
فيجو فيتالي كان جالسا في قاعة سينمائية تعرض أفلاما كلاسيكيه بالابيض والاسود .. وهو عادة يتخذ كرسيا مزدوجا في الصف الأول ..
يجلس فيجو لوحده منعزلا عن عالمه وهو يشاهد باندماج كبير أحد اهم افلام النجمة الأسطورة الراحلة مارلين مونرو let's make love و الذي صدر في عام ١٩٦٠
فيجو فيتالي ..
هو منتج ايطالي بارز ومعروف في الأوساط الفنية داخل ايطاليا، وهو رجل رشيق جدا و طويل القامة و ملامح وجهه سمحه لكن يغلب عليها طابع حزين بعض الشيء ..
و مع انه مازال يبدو شابا الا انه في الحقيقة في نهاية عقده الخامس ..
لم يتزوج فيجو في حياته ابدا لأسباب خاصة ربما ستكشف عن نفسها لاحقاً
ظل فيجو يتابع هذا الفيلم باندماج عال ، مع انه ربما قد شاهده لأكثر من خمسين مرة خلال حياته .. لكنه لم يمل ابدا من السرحان في جمال بطلة الفيلم .. مارلين مونرو ..تلك النجمة الساحرة .. الشقراء اللاهبة ..
و هو يذوب بروحه و مشاعره مابين متعة تذوق أدائها المدمج بغنجها .. و دلالها الجذاب المختلط بجمالها الساحر المغري و المثير لكل رجال العالم الطبيعيين !
لقد اصبحت مارلين مونرو في تلك الحقبة من الزمن .. ايقونةً خالدة .. ليست للفن وحسب بل و مثلت صورة المرأة الحلم التي يطمح اليها كل الرجال و يتمنونها ان تكون فتاة احلامهم .. على الأقل في تلك الفترة من الزمن
وسط اندماج فيجو مع الفيلم .. أقترب صديق قديم ومقرب جداً منه يدعى مانزو .. وهو يتلمس في طريقه حافات المقاعد التي كانت شبه فارغة ، الا من عدد فقير جدا من الحضور .. شاقاً ممر القاعة المظلمة بقدميه المترددتين .. سائراً بهدوء مراقبا لخطواته بحذر كي لا يتعثر .. حتى وصل لمكان فيجو المعتاد .. و جلس بجانبه بعد ان رمى بجسده على الكرسي الجانبي الفارغ !
لا يختلف مانزو عن فيجو كثيرا فهو طويل القامة ايضا لكنه اقصر من فيجو بقليل و ممتليء بعض الشيء لكنه لم يكن سمينا ابدا .. وجهه حاد الملامح ومستدق بشكل لطيف كاغلب وجوه الرجال الايطاليين الوسماء .. بعيون زرقاء فاتحة جدا و شعر معتدل اقرب للون الأشقر .. وشعر وجهه نابت قليلا .. اعطاه صورة اجمل مما لو حلق ذقنه .. مع ان مانزو لم يحب ان يحلق لحيته بشكل نظامي .. تقريباً مرة كل اسبوع ..
مانزو كان يعرف ببساطة أين يجد صديقه فيجو ومتى .. حين يحتاج إليه ..!
بمجرد أن شعر فيجو بجلوس مانزو لجانبه ... نبهه هامسا كي لايقطع تركيز عينيه و روحه في الفيلم / ششش .. !!
فينظر مانزو له بشزر و امتعاض ثم يهمس له معاندا
مانزو/ ألم تمل يا رجل ..؟ ثم أين انت ؟ كعادتك تكتم هاتفك كي لا يضايقك أحد بأتصاله ! اما زلت مجنونا بها يا فيجو ؟؟
فيجو يواصل النظر بعيون متلألئة لمشهد قبلة بين مارلين مونرو و حبيبها ويجيب صديقه بصوت متأثر/ حتى أموت .. !!
مانزو يعرف ان صديقه مجنون وجاد في طلبه الصمت .. ولن يتجرأ لإزعاجه اكثر .. فانتظر صامتا حتى نهاية العرض بصبر .. وملل
بعد ان انتهى العرض واُضيئت القاعة بالأنوار .. وابتدأ الناس رغم قلتهم بالنهوض من مقاعدهم وهم يهمون بالمغادرة .. فامتلأت القاعة بلغطهم الخفيف .. وازعج النور عيون اغلب المتفرجين ..
فيجو بانزعاج خفيف/ مالذي اتى بك يا مانزو؟
مانزو/ اردت ان اطمئن عليك .. واعرف انك قد تكون هنا ..
فيجو/ انا اعرفك جيدا .. لا تفتقدني حتى يكون هناك امر مهم ..
مانزو/ حسنا .. عليك ان تشاهد معي هذا .. انا واثق ان الامر يستحق القاء نظرة ..
يخرج مانزوا هاتفه الذكي و يفتح له صفحة يوتيوب .. و يريه مقطعا يبدو انه كان ترند في احدى البلاد العربية!!!
فيجو ينظر للفيديو بعيون متسعة و فم مفتوح و ويتسمر في مكانه بتأثر شديد .. ثم اخذ الهاتف من يد مانزو بسرعة ليستطيع ان ينظر بشكل افضل للمحتوى المعروض امامه .. صامتا و مندهشا و مصدوما .. شعوره تحول بعد قليل لفرح و حماسه و هو يبتسم وكأنه وجد ضالته التي يبحث عنها منذ سنين طويلة !!!
مانزو بزهو ينظر له و يضحك / كنت اعرف ان الامر يستحق القاء نظرة منك
فيجو ينظر له بفرحة/ مستحيييييييل .. اكاد اجن .. لا يمكن .. مستحييييل !!!!
المشهد التالي
الزمان
قبل عامين تقريباً
المكان
في احدى البلاد العربية
منير ..
شاب وسيم جدا تخرج للتو من معهد التمثيل الذي مثل حلمه طوال حياته وهو بعمر ال ٢٢ ، وهو يعشق التمثيل جدا و مهووس به
حتى انه لشدة هوسه بالتمثيل والافلام الكلاسيكية كان مولعا بفيلم العراب و بالذات الممثل العالمي مارلون براندو.. فأطلق عليه بعض زملائه كنية مارلون .. ولأن اسمه منير .. ولأن جدته التي ربته كانت تدلعه بمانو .. فلقد اشتبكت الالقاب مع بعضها .. حتى صار منير معروفا في المنطقة بأسم مــارلـــــــو !
مارلو معتدل البنية .. بل بنيته اقرب لأن تكون نحيلة و ناعمة .. ليس طويلا و لا قصيرا .. طول معتدل .. و هو ابيض البشرة الى حدود البياض الناصع المشرق ..
عيونه متسعة و كبيرة و ايضا زرقاء اللون .. وملامحه جميلة جداً .. ويمكن ملاحظة ذلك عليه بسهولة و من اول نظره .. فلا يمكن لأي شخص ان يتغافل عن ادراك وسامته و جماله ..
أما عائلة مارلو فكانت متوسطة الدخل و محافظة جدا .. كأغلب العوائل العربية ، ولم يكن لعائلته دور كبير في حياته فهو أبنٌ وحيد توفيت أمه قبل ان يكمل العاشرة وتربى في بيت جدته لأمه.
والد مارلو قد اصيب بإحباط واكتئاب حاد بعد وفاة زوجته، اكتئابه كان كبيراً لدرجة جعلته يهاجر من البلد ليستقر في احدى دول الخليج بعد ان فتح هناك مشروعا صغيراً دون أن يكترث بحالة أبنه لو تركه وحيدا .. لأعتقاده بأن جدته ستكون اكثر حرصا عليه و اكثر دفئا و حنانا بالتأكيد..
كل ما كان يفعله والد مارلو انه كان يبعث ببعض المال لجدة منير بشكل منتظم لكي تعتني بأبنه .. دون ان يخل بمواعيد ارسال المال ابدا .. ربما لأن ذلك يهون عليه قليلا من تأنيب ضميره لتركه ابنه وهو في أمس الحاجة لأبيه ..
ظلت الأمور روتينية بهذا الشكل الرتيب عدة سنوات .. حتى كبر مارلو و تخرج من المعهد الذي كان يعشقه و يحبه و يطمح الى تحقيق احلامه بعد ان يتخرج منه ..
مارلو كان يحلم بأحلام كثيرة .. أهمها ان يستقل ماديا عن ابيه و عن رعاية جدته له لكي يشعر بالحرية و يستطيع الاعتماد على النفس و يتحمل مسؤولية نفسه.. فكل المال الذي كان يصله من أبيه لم ينجح في جعل مارلو ان يغفر له فعلته ..
ولهذا .. فإن مارلو كان يفكر في الخروج من قوقعة أبيه التي لم تمثل له سوى حماية مادية خالية من المشاعر .. وسوف يكسرها و يتخلص منها حالما يكسب قوته بنفسه
لهذا كان تركيز مارلو بالدرجة الأولى في ان يجد عملا بعد تخرجه بأي ثمن ليس للخروج من سطوة ابيه المادية فحسب بل و لكي يصرف على نفسه من عمله و ينظر لمستقبله و في كيفية تأسيس حياته معتمدا على نفسه فقط
مع ان لدى مارلو هذا القدر الكبير من الوسامة .. لم يكن ذلك الفتى المثالي لكل الفتيات !! فوسامته كانت اكثر من المألوف ! لدرجة صارت جمالا خلابا يتشحه بعض الرقة الخفيفة التي تطغى على كونه رجلاً .. والتي بسببها قد تتراجع بعض الفتيات عن الإعجاب به .. فكما هو متعارف .. فإن معظم الفتيات يعجبهن الشاب الوسيم الذي تطغى على وسامته السحنة الذكورية و تعلوه بعض الخشونة .. لا الرقة الشديدة
وهذا هو الفرق الذي يستطيع اي شخص ان يلاحظه بسرعة في مارلو .. الذي قد يصفه الرائي بأنه شاب جميل جدا و رقيق زيادة عن المفترض !! .. وهو كذلك بريء المظهر و خجول جدا و لا يتصف بالجرأة أبدا !
حتى أن زميلته خولة في المعهد.. هي من اعجبت به و تحركت باتجاهه فشجعته بكلامها وتعاملها معه طوال سنوات المعهد لكي يتجرأ اخيرا و يصارحها بحبه .. لتصبح خولة حبيبته فيما بعد ..
خولة بنت جميلة و رقيقة و ناعمة وقصيرة كذلك .. اقصر منه ببضعة سنتمترات .. ولقد فرحت جدا بعلاقتها مع أجمل شاب في المعهد .. بل و كانت تتباهى بذلك امام الجميع .. وهي تمسك بذراع مارلو طوال وقت وجودهما في المعهد حتى اصبحا من بعدها اشهر واجمل ثنائي في الدفعة
طوال سنوات المعهد .. ترافقا سويا و احبا بعضهما حبا متبادلا كبيرا جدا ..
لم يفترق مارلو عن خولة ابدا .. ولا هي افترقت عنه .. حتى اصبح احدهما ظلا للآخر او العكس ..
في العام الأخير من دراستهما انهيا كل من منير و خولة معهد الفنون الجميلة قسم التمثيل ، وبعد ان اجتازا الامتحان النهائي بنجاح ساحق .. تخرج مارلو و خولة .. الذان لم يضيعا كثيرا من الوقت بعد التخرج ليعلنا خطوبتهما فورا للملأ .. و من ثم و بعد خطوبة سريعة جداً .. تزوجا و هما لم يتجاوزا ال٢٤ من عمرهما .. خاصة بعد ان شجعت جدته لاتخاذ هذه الخطوة بسرعة و تنفيذها فوراً و هي تهديه شقة بسيطة كانت قد اشترتها له بتحويشة عمرها
بالنسبة لمارلو و خولة..
كأن كل شيء سار مثل ما اشتهيا و تمنيا .. حتى الآن ..
تقريبا !!!!
لكن !!!
لكن مارلو و خولة واجها تحديا كبيرا بعد تخرجهما .. وبعد الزواج أيضاً .. ألا وهو إيجاد عمل .. !!
فهما لم يجدا اي فرصة للعمل في مجال التمثيل الذي طالما حلما ان يعملا به .. !
إحسان ..
كان صديقهما المقرب منذ أيام المعهد لكنه في الحقيقة كان الزميل الاقرب لخولة وكان معجبا بها قبل ان تفاجأه هي بعلاقتها مع مارلو ..
مع ان احسان ليس وسيما بالقدر الكافي الذي يجعله منافسا لمارلو من ناحية الجمال .. لكنه مشدود العود كفاية و ملامحه الرجولية طاغية على محياه .. فهو اطول من مارلو و اضخم بشكل رياضي وبشرته سمراء و صدره مشعر بكثافة حتى هربت بعض الشعيرات من فتحة القميص العلوية قرب الرقبة و ظهرت للعيان ..
ايام ما كان احسان في المعهد .. أضمر اعجابه بخولة التي لم تنتبه له من الاساس .. فقلبها كان متعلقا بمارلو .. و فضل إحسان ان يظل صديقا مقربا لها على السطح .. لكنه لم يتجرأ يوما ان يصارحها بإعجابه لأن الرد كان متوقع جدا و سيدمر علاقة صداقته بها .. فكان الافضل له ان يبقى مستترا تحت لقب الصديق الوفي و المقرب ..
حتى انه تقرب لمارلو و كسبه ايضا كصديق و اكتسب ثقته من اجل ان يكون هو نفسه اقرب لخولة..
احسان كان طالبً نشيطً في المعهد و لديه علاقات اجتماعية متعددة و مصالح مشتركة مع افراد بارزين في المجتمع .. ولم يكن شخصا او صديقا عاديا ..حتى ان خولة أيامها قد ادركت ذلك و كانت تتمتع بمزايا صداقتها مع احسان و لا تتورع عن استغلاله في سبيل مصلحتها او مصلحة حبيبها مارلو
لم تكن خولة بحاجة لأن تُذّكر أحسان كل فترة بأن يستغل علاقاته في ايجاد فرصة عمل لها و لزوجها .. فاحسان كان حثيث السعي في تحقيق طلبهما طوال الوقت .. فقط من اجل عيون خولة.
حتى جاءاليوم الموعود !!
حين فاجأ احسان خولة و مارلو بأن وجد لهما وظيفة في اذاعة محلية صوتية .. فكان ذلك من اجمل الاخبار التي سمعها مارلو و خولة ..
نعم لم يكن عملا في مجال التمثيل .. لكنه سيظل ضمن الوسط الفني حتى لو من بعيد ..
فتقبل مارلو و خولة تلك الفرصة بسعادة غامرة .. و اسرعا الخطى سويا لأغتنامها و نجحا بسرعة في اختبار الوظيفة .. بالطبع مع توصيات احسان المكثفة لكل معارفه الموجودين في تلك الاذاعه ..بقبول الزوجين ..
وما ان وطأ مارلو و خولة بقدميهما ستوديو الإذاعة حتى بذلا جهودهما سويا ليقدما فيها برنامجا اذاعيا جديداً إسمه ( يوميات ازواج جدد ) وبالطبع فأن مارلو/ منير اراد ان يقدم نفسه للناس بلقبه المفضل الذي عرفه الناس فيه و ناداه زملائه به في المعهد.. مارلو ..
فكان الأسم واثر وقعه في أسماع الناس من العوامل المساعدة التي اسهمت بنجاح و انتشار البرنامج بين الناس و حضوته بمقبولية كبيرة عند الجمهور ..
لقد ابتسم الحظ في وجه مارلو و خولة بعد أن لاقى برنامجهما قبولا جماهيريا واسعا جدا في المدينة .. خاصة ان البرنامج كان تفاعليا مع المستمعين و يتقبل اتصالاتهم و مشاركاتهم و حتى نقاشاتهم .. فوصلت اصداءه الى كافة ارجاء البلاد بل وحتى البلدان العربية المجاورة ..
لقد استمر البرنامج عدة أشهر و بدأ يحقق لهما دخلا جيدا براتب معقول .. حسّن من نمط حياتهما قليلا و اضاف لها بحبوحة بسيطة و رفع عنهما هموم اكثر ..
اخيرا شعر مارلو ببعض الحرية و الاستقلالية المادية في حياته وصار يتطلع حتى الى الانفصال ماديا عن مساعدات جدته وأبيه له ..
لكن و مع كل هذا التقدم الملحوظ .. مازال منير يشعر الى الآن بأنه لم يحقق طموحه في التمثيل .. الشيء الذي احبه منذ نعومة اظفاره وصار حلمه و شغله الشاغل .. من ايام فيلم العراب و بطله المفضل مارلون براندو ..
يبدو أن الحياة ما تزال تميل الى مارلو و تقف بجانبه .. و قد قررت اخيرا ان تبتسم له أكثر من قبل .. و سوف تهديه و تهدي خولة فرصة ثانية افضل بكثير مما قد يتوقعانه.. !
بسبب نجاح البرنامج و انتشاره ..و بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي ..التي كانت مهتمه به .. فلقد اهتم كذلك كثير من الداعمين الاثرياء و رجال الأعمال به..
كل هؤلاء كانوا يريدون لمارلو ان يحقق نجاحاً اكبر وبالذات صديقهم المقرب احسان الذي أصبح مدير اعمالهم بعد ان قدمهم للإذاعة ، فكان له الفضل بحكم علاقاته مع الوسط الفني .. بأن ينتهز لهما فرصة جديدة و مغرية .. ليتلقى كل من مارلو و خولة عرضا جديدا اقوى و ليتحول برنامجهما من اذاعي الى تلفزيوني .. !! حيث نقطة التحول الاكبر في حياتهما
هذا البرنامج التلفزيوني لاقى نجاحا مماثلا لبرنامجهما الإذاعي و حقق شهرة واسعة بعد مدة قصيرة فقط من عرضه .. لقد وصل من الشهرة و النجاح لدرجة ان اغلب العوائل صارت تجلس في بيوتها مترقبة للحظة بث البرنامج .. كل أسبوع .. !
تلك كانت هي نقطة التحول المهمة في حياة خولة و مارلو .. فبعد تلك المحطة المهمة.. بدأت حياتهما تتغير بالكامل .. وهما يفتحان ابواب الشهرة و النجاح والمال ..
لقد أنهالت عليهما بعدها العروض الاعلانية المغرية .. و صارا يحققان دخلا هائلا و ربحا كبيرا.. بسبب عائدات تلك الاعلانات .. إضافة الى استضافتهما في برامج حوارية مشهورة اقوى او تلقيهما عروض اكثر اغراء للعمل في محطات فضائية أخرى
لقد بدى كل شيء بالنسبة لهما و كأنه حلم و قد تحقق فعلا ، فأصبح مارلو و زوجته خولة يعيشان في هذا الحلم ويستمتعان به وهما يجنيان ثمار نجاحهما .. و السعادة صارت تحيط بهما من كل حدب وصوب .. !
او هكذا يبدو الأمر!!!
فما بين مارلو و خولة .. كان هناك سرٌ مهمً يُخفي نفسه عن الجميع .. و هو الشيء الوحيد تقريباً الذي كان يجعل من سعادتهما منقوصة و يكدرها .. !
ففي ليلة زفاف مارلو على خولة .. أتضح لخولة ان مارلو كان ضعيفاً جنسيا جدا .. !! لدرجة انه اضطر ليلتها لتناول ادوية مقوية رغم انه مازال شابا في مقتبل العمر.. و بمساعدة كبيرة منها .. بالكاد استطاع منير ان يدخل بها مرة واحدة في ليلة الدخلة ..!
في البداية ظنت خولة ان سبب ذلك هو توتر مارلو و الضغوط الكثيرة التي كان يتعرض لها بسبب اجواء العرس و اجراءات الزفاف .. لكن الأمر إستمر حتى بعد أن انقضى شهر العسل .. !
رغم ذلك فأن خولة كانت تحب مارلو حبا جنونيا كبيرا .. هذا الحب جعلها تحتويه باحضانها و بحنانها و تتقبله كأمير أحلامها في حياتها ، فهي لم تكن تركز كثيرا على هذا الجانب السلبي في حياتهما الزوجية السعيدة !.. فمارلو كان و مازال شخص لطيف و عطوف و محب و حساس و يحبها بجنون ويخاف عليها و يغار عليها كثيرا ..!
لأجل كل هذا الحب فيما بينهما لم تسمح خولة لأن يدمر هذا الأمر ( التافه !) سعادتهما معا .. ابدا
حتى مع تقبل خولة لمارلو كحبيب و زوج لكن هذا لم يغير شيء من واقع فرض نفسه على حياتهما ..
فالجنس صار شحيح جدا ..بينهما
حتى وصل تقريباً لمرة واحدة في الشهر في بداية زواجهما ، و لكن بعد اشهر من الزواج .. صار الأمر يشح اكثر فاكثر بمرور الزمن .. !
حتى أن خولة نفسها لم تحمل منه .. ربما بسبب قذف مارلو القليل بعد كل لقاء جنسي بينهما و بسبب توتره الكبير اثناء ادائه للعلاقة .. وحرصه على ان يجعل خولة تصل لذروتها معه .. مما يزيد من الضغوطات النفسية عليه فتنعكس على اداءه الفسيولوجي
لقد اتخذت خولة قرارها بأن تحتوي زوجها اكثر و اكثر .. وتستوعب مشكلته الجنسية رغم كل شيء .. خصوصا انهما كانا يعيشان حياة زوجية مثالية من وجهة نظر الكثيرين من المشاهدين و المتابعين لبرنامجهما..
فكان لابد لخولة و مارلو من كتم هذا الأمر حتى عن أقرب الناس لهم لكي لا يؤثر سلباً على صورتهما امام ملايين المعجبين الذين يتابعون برنامجهما المعروف !
أمّا ما كان سبباً في نجاح برنامجهما بهذا الشكل الكبير .. فهو أنهما كانا ينقلان احداثهما في الحياة اليومية كزوجين و ما يحصل بينهما من مواقف طريفة و غريبة للناس .. دون التطرق لتلك الامور الخاصة والحساسة جدا في مجتمعاتنا العربية المحافظة ..
فكل شيء يحدث في يومهما كان يمكن ذكره و الضحك عليه بطريقة مرحة مادام يقع خارج محيط غرفة النوم !
لقد كانت حياة مارلو و خولة تسير بهدوء و سلاسة و بشكل جميل .. بعد نجاحهما معا في عملهما المشترك ، حتى ظن كليهما انهما قد وصلا لأعتاب الفردوس و دخلاها اخيرا و لن يخرجا منها أبدا بعد اليوم
هدوء ممتع و جميل لفترة طويلة من الزمن .. !!
بعد مرور عامين ..
في الوقت الراهن ..
لم يكسر هذا الهدوء الجميل الذي زين حياة مارلو و خولة.. إلا إحسان !
نعم إحسان .. صديقهما المقرب و مدير اعمالهما !! عندما جاءهما في احدى المرات بخبر مفاجئ مختلف عن كل ما سبقه .. !!!
ففي جعبته خبر ربما سيغير كل شيء في حياتهما الحالية تغييرا جذريا..
في يوم عمل روتيني ..
بينما كان كل من منير و خولة يجلسان في غرفة المكياج في كواليس البرنامج التلفزيوني والذي كانت حلقاته تنزل بشكل منتظم أيضا على منصة يوتيوب والذي كان يحصد ملايين المشاهدات .. والتفاعلات والتعليقات ..
اثناء انشغال خولة و منير بإزالة المكياج عن نفسيهما بعد انهاء التصوير ليستعدا للمغادرة ..و بعد ان انهيا حلقة اخرى ناجحة و حماسية كالعادة ..
و كعادتهما دوماً كانا فرحين ويتبادلان الضحك والحوار حول احداث حلقة اليوم .. يضحكان و يمزحان مع بعضهما عقب كل حلقة .. يتحدثان حول ما قدماه هذا اليوم و يسترجعان بعض المواقف المضحكة مع المشاهدين المتداخلين معهم ..
وسط كل هذا الضحك ..
دخل احسان عليهما و شكله مختلف جدا عما تعودا عليه دوماً..
انتبه كل منهما لأحسان فور دخوله ..
دخوله قطع ضحكاتهما .. وهما ينظران له بابتسامة مدمجة مع نظرة استفسار ..
فلقد نظر لهما احسان بحماسة بالكاد يكبتها في نفسه .. فهو يحمل لهما في جعبته خبر مهم جدا هذه المرة .. خبر يختلف عن كل ما مر عليهما في حياتهما من قبل !! ..
مارلو ضاحكا/ ههه .. كويس انك جيت يا احسان .. شفت الغبي الي طلق مراته عشان حلة محشي !! .. ده مجنون حرفيا.. هههه ..
إحسان كان يبتسم له لكنه لم يكن مركزا جدا فيما قاله مارلو ولا لكلام خولة التي كانت هي الاخرى تعقب على حديث زوجها و تضحك معه ..
انتبه مارلو لإحسان اخيرا ..اذ شعر انه قادم لهما هذه المرة بتعابير مختلفة .. واضح جدا ان احسان لديه شيء مهم جدا و مختلف هذه المرة و يريد ان يخبرهما به ..
خف ضحك مارلو قليلا و هو يأخذ انفاسه و تحدث مع احسان ..
مارلو/ .. فيه ايه يا احسان .. انت كويس؟
احسان يتنفس بعمق ثم يجلس امامهما ..
احسان بحماسة/ بصراحة اه .. ! انا مش بس كويس .. دا انا في احسن حالاتي النهاردة .. النهاردة ايه؟ لا.. في حياتي كلها كمان ؟؟
مارلو بفضول/ فيه ايه يا عم ما تتكلم .. وتفرحنا معاك ..
احسان بعد هدوء قصير لاستفزاز منير و خولة اكثر/ فرصة .. فرصة جديدة و كبيرة .. فرصة حلم العمر ..!!
حلم العمر إيه .. قول العالمية .. العالمية جاية لحد عند رجليكو يا انجح ثنائي في الوطن العربي!!!
مارلو يصمت و يلتفت نحو خولة التي بادلته نفس نظرات الاستغراب و الفضول .. وعاد لينظر لإحسان دون ان يطرح أسألة اخرى .. وكأنه يطلب منه بنظرة عيونه ان يشرح لهما الموضوع بالتفصيل!!!
إحسان/ اسمعو الي هقوله ده كويس .........
قبل وقت قصير
هناك
في ايطاليا
مانزو صديق فيجو فيتالي .. كان رجلاً مستشرقا نوعا ما فهو دائما ما كان يواكب الترندات العربية ويهتم كثيرا بأخبار الشرق الأوسط ..
حتى انه دخل كورس خاص لتعلم اللغة العربية رغم صعوبتها عليه ، واصبح يستطيع التحدث بها مخلوطة قليلا بلكنته الايطاليه الجميلة ..
لقد انتج مانزو بالتعاون مع فيجو عدة افلام وثائقية و افلام درامية في اوربا وسوّقها لعدة محطات فضائية اوربية..
لكن مع كل هذا الانتاج الغزير ظل صديقه فيجو يشعر بأنه لم يحقق ذاته ولا غايته .. فهو يحلم بالوصول لهوليود بل و حتى البروز فيها كواحد من نجومها.. لكنه حتى اللحظة لم يكن يعرف كيف سيحقق ذلك
خلف فيجو كانت هناك قصة مثيرة للأهتمام .. تدور عن حبه وشدة تعلقه بالنجمة الراحلة مارلين مونرو .. تعلقه بها كان بشكل جنوني ..
بل انه كان مهووس بها حقا.. لدرجة لم يستطع بها أن يرتبط بإمراة واحدة طوال حياته و فضل ان يظل عازبا .. لأيمانه بأنه لا توجد إمرأة يستحقها قلبه من بعد هذه الشقراء الساحرة
لشدة ولعه بها قرر فيجو ان يعمل عن محبوبته الفانية فيلماً وثائقياً .. يتحدث عن حياتها .. ومسيرتها الفنية
فيلماً يريد ان يتوج به مسيرته هو و يختمها بأفضل اعماله ويقدمها في ختام مشواره الفني لتترشح للأوسكار !!
امنيته تلك ظلت حلما حبيسا في ذهنه و لم يجد فرصة حقيقية لتحويلها الى عمل حقيقي على ارض الواقع ..
ففيجو كان يحلم بأن يكون هذا الفيلم علامة فارقة في السينما العالمية وخصوصا في مجال الوثائقيات ..
يريد فيجو بهذا الفيلم ان يقتحم عالم هوليود ليكون هو نفسه واحدا من نجومها الكبار ويكتب اسمه وسط نجمة في ممر النجوم الشهير في لوس انجلوس.. بعد ان ينال الأوسكار
لكن مشكلة فيجو العويصة والمستعصية انه كان يبحث عن موديل تكون بطلة لفيلمه وتكون الاقرب شبها لشكل مارلين مونرو ..
لكن حتى اليوم لم يقتنع فيجو بعشرات الموديلات اللاتي تطوعن امامه لأداء هذا الدور .. فهو لم يجد فيهن لا الشبه القريب من الشكل ولا الروح الكافية لتقمص دور النجمة الراحلة
ورغم مرور سنوات على جهوزية مشروعه على الورق .. لكنه كان يأجل الإنتاج بسبب عدم اقتناعه بأي موديل تتقدم للبرنامج ..
حتى بدأ فيجو يشعر بالإحباط و اليأس .. وبدأ تقريبا يتخلى عن حلمه هذا ..
لولا ما حصل مع صديقه الوفي مانزو .. !!
ففي يوم عادي كما يبدو لكنه لن يكون كذلك بالنسبة لمانزو و فيجو..
يشاهد مانزو بالصدفة البحتة برنامجا على منصة يوتيوب قد تخطى أعلا المشاهدات و تجاوز كل التوقعات و اثار تفاعل الناس في جميع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي .. في المنطقة العربية تحديداً
برنامجاً مثيراً للاهتمام .. كان يقدم بشكل اسبوعي على المنصة و بعنوان يوميات ازواج جدد !!
يقدم هذا البرنامج محتوىً جميلا ترفيهيا كوّن لدى كل من شاهده انطباعا جيدا جدا وترك أثرا طيبا في نفوس المشاهدين ..
إلا أن مانزو قد صدم حرفيا بما رآه بعد ان تفحص الفيديو الذي في هاتفه جيدا!! .. وخفق قلبه بقوة وهو ينظر بعيون متسعة وفم فاغر في شاشته ..
لم يثر انتباهه البرنامج نفسه بقدر ما اثار انتباهه من كان يقدم البرنامج !! الشخوص لا الاحداث .. هي التي استولت على عقل مانزو و سلبت قلبه واهتمامه
ما رآه مانزو في هذا البرنامج قد خطف عقله تقريبا بل و طار به ليحلق بعيدا في عالم الأمنيات حتى اصبح قريبا جدا من تحقيق آماله هو وصديقه القريب فيجو .. ! حتى ان عينا مانزو قد أدمعت لشدة تأثره و فرحته وهو يرى ان حلم صاحبه فيجو الذي هو حلمه أيضا .. وقد صار قريبا جدا لأن يتحقق ..
مانزو يصرخ مع نفسه وهو ينظر للفيديو/ أخيرا .. يا رباااااه ... أخيرا!!!
لقد ايقن مانزو انه قد وجد ضالته في هذا البرنامج ! نعم .. ذلك هو الأمل المنشود ..
وسيفعل مانزو كل ما يستطيع لكي يحقق حلمه وحلم صاحبه .. مهما كلف الثمن ..
( وهنا يذهب مانزو فرحا الى صديقه فيجو الذي كان جالسا في قاعة السينما ويفاجئه بأكتشافه ويريه الفيديو والذي يؤثر بصديقه فيجو بشكل عجيب – مشهد بداية القصة )
تكملة مشهد المقدمة ..
مانزو بزهو يضحك / كنت اعرف ان الامر يستحق القاء نظرة منك
فيجو ينظر له بفرحة/ مستحيييييييل .. اكاد اجن .. لا يمكن .. مستحييييل !!!!
مانزو/ بل هو حقيقة يا صديقي .. كنت واثقا انك ستوافقني الرأي و ترى مثلي ما أراه بالضبط !
مع ان فيجو تأثر كثيرا من الفرح لكنه هدأ قليلا للحظات ثم تسرب القلق الى تقاسيم وجه من جديد .. ونظر مرارا و تكرارا للفيديو ..
مانزو يقاطع تأمله/ مابك يا فيجو .. مالذي يقلقك بهذا الشكل
فيجو بعد تردد/ لكن .. لكن هل تظن انهم سيقتنعون بعرضنا .. اعني انهم من مجتمع عربي شرقي انت تعرف تقاليده و قيوده جيدا .. و كذلك لاتنسى هناك حاجز اللغة وامور اخرى كثير و..
مانزو يقاطعه/ لا تهتم يا فيجو .. كل ذلك مقدور عليه .. اترك الامر لي، المهم انك رضيت عنه !!!
فيجو بحماس/ رضيت عنه ! .. طبعا رضيت .. ولكن أتظن أنه سيرضا ؟
يتنفس مانزو بشكل عميق ثم يجيب صاحبه بصوت فيه ارتياح كبير
مانزو/ سيرضا .. سيرضا يا فيجو .. انا واثق من ذلك ..
نهاية الجزء الأول .. انتظر تعليقاتكم و آرائكم بكل محبة ..
مع تحياتي أنا الباحــــث
الجزء الثاني
بعد هذا اللقاء في قاعة السينما و حصول مانزو على اذن صاحبه للتحرك حول الموضوع .. بدأ مانزو عمله فورا للتواصل مع الثنائي المشهور و المحظوظ .. لإقناعهم بمشروعهم الكبير
لم يكن الامر بالطبع سهل جدا .. لكنه لم يكن مستحيلاً
في باديء الأمر حاول مانزو التواصل مع الثنائي بشكل بسيط عن طريق منصة يوتيوب..
مانزو علق بكثرة على فيديوات الثنائي في اليوتيوب لعلهم يلاحظان ما كتبه.. لكن المشكلة ان منير و خولة لا يجدان الوقت الكافي لقراءة كل التعليقات والاجابة عنها خصوصا ان حلقاتهم صارت تبث منذ عامين تقريبا و تحظى بملايين المشاهدات و الاف التعليقات المتنوعة ..
لذلك كان على مانزو ان يستفيد من معارفه في الوسط الفني و تكثيف كل جهوده للوصول بشكل مباشر و رسمي الى هذا الثنائي المنشود
بعد تعب و جهد و وقت كذلك .. استطاع مانزو بطريقة ما الحصول على رقم هاتف احسان بصفته مدير اعمالهما الرسمي ..
احسان نفسه كان يتلقى كل يوم عشرات المكالمات الهاتفية بخصوص النجمين الذين خولاه بشكل مباشر لقبول او رفض العروض التي تنهال عليهم كالمطر .. فينتقي احسان فقط ما يراه ملائما لصديقيه و مافيه نفع مادي اكبر لهما بأقل جهد و وقت ممكن ..
في هذا اليوم بالتحديد .. تلقى احسان اتصال مانزو عدة مرات دون ان يجيب عنه مع انه كان رقمً دوليً ..
بل وحتى أن احسان اهمل هذا الرقم اكثر من غيره من الأرقام التي على لائحة الانتظار.. فمن قد يكون هذا الشخص الاجنبي المهتم بنجميه ؟
احسان لم يبذل جهدا لكي يعرفه .. فالأولوية كانت للعمل المحلي طبعا .. فالأعمال المحلية هي الافضل والاقرب والمتصلة بشكل مباشر اكبر مع الجمهور العربي المحلي المهتم بالثنائي ..
مع استمرار تجاهل إحسان للأتصالات الدولية المتكررة .. الا ان مانزو لم يستسلم أبدا .. ونظرا لإلحاحه الشديد والمستمر بالاتصال .. قرر احسان اليوم اخيرا ان يجيب عن هذا الاتصال الدولي الغريب و المزعج !!
احسان يرد/ ألو ؟
بلغة عربية مخلوطة بلكنة
مانزو/ ايوا هدرتك مئآك مانزو فريتشيليوني !
احسان باستغراب/ مين؟ ..انا اسف حضرتك .. الي ما يعرفك يجهلك!
مانزو/ أيوا مئآك هك،
أأرفك بنفسي.. انا واهد من اكبر منتجين الافلام في ايتاليا. اكتب بس اسمي انا في غوغل و اكيد هادرتك هاتلائي كل هاجة مكتوبة فيه أليا انا !
احسان بنفس الوقت فتح السبيكر ليتمكن من عمل بحث سريع عن هذا الشخص المجهول على هاتفه .. ليتفاجأ فعلا بكمية المعلومات المثيرة و المهمة المتوفرة عن هذا المُنتِج الكبير ( مانزو و فيجو كلاهما منتجان)
تلك المعلومات السريعة اثرت جدا على إحسان الذي انقلب و صار متحمسا لهذا الأتصال و فكرة واحدة قد سيطرت على تطلعات خيالاته .. الا وهي النجاح الكبير المزين بالغرور!
فاهتمام شخص معروف و مشهور مثل مانزو بنجميه .. و كونه قد بذل جهدا بالتأكيد للحصول على رقمه هو دليل واضح وكبير ان الثنائي تعديا مراحل متقدمة من النجاح و شهرتهما بدأت تطرق ابواب اوربا وربما حتى العالمية!
احسان/ انا .. انا اسف فعلا يا فندم .. دا انا ليا شرف كبير ان منتج عظيم زي حضرتك يتواصل معايا .. انا بجد مش عارف اتاسفلك ازاي
مانزو يضحك/ لا .. ولا يهمك يا اهسان .. مافيش مشكلة .
احسان بفضول/ طب .. انا اقدر اخدم حضرتك بأيه يا منتجنا العظيم .. ؟
بإختصار ..
بدأ مانزو يشرح لإحسان كيف انه وصديقه المقرب فيجو شاهدا البرنامج في اليوتيوب و تاثرا فيه و اهتما فيه جدا و صار من اولياتهما ان يتواصلا مع النجمين بأي طريقة .. وأن الغرض من الاتصال هو لإجراء اعلان كبير في ايطاليا مقابل اجر مالي مغري .. !!
لقد اختصر مانزو الكثير على إحسان .. فالشخصية الأوروبية غالبا ما تكون مباشرة في الكلام عن اهدافها ولا تحتاج الى مقدمات طويلة و لف او دوران
اثناء شرحه لاحظ مانزو استماع إحسان له بتركيز و عدم مقاطعته كدليل واضح على أهتمامه.. فعقب قائلاً
مانزو/ ما تنساش يا اهسان .. فُرسة زي دي ممكن تخلي نجومنا يوسلو للئآلمية و تخيل هدرتك إئلان زي دا هيوسلهم لفين..؟ فوك .. فوووك أوي يا اهسان ..
كأن مانزو كان يحاول ان يقطع اي طريق للرفض في وجه احسان و هو يزين تلك الفرصة بكلامه المغري ..
لم يُخفِ إحسان توتره و تأثره بكلام مانزو .. فتلك فعلا فرصة مغرية جدا لأي نجم صاعد ..
احسان بتردد/ ولاهي يافندم عندك حق .. طبعا دي فرصة كبيرة و شرف عظيم .. بس انا استأذن حضرتك تديني مهلة كم يوم .. اني اتناقش مع النجمين بخصوص الموضوع ده و اردلك جواب ، لأني ماقدرش اخذ قرار مهم زي ده من دون الرجوع ليهم ..
مانزو شعر بارتياح لرد احسان / اه مؤكد .. اكيد يا اهسان .. لازم انت تكلمهم و تناكشهم و انا مستني منكو الجواب .
انتهت المحادثة و احسان شعر بحماسة مختلطة بقلق في نفس الوقت..
الف فكرة ولجت عقله الآن قبل ان ينوي مفاتحة الثنائي بهذه الفرصة العظيمة التي لاحت لهم في افق الاحلام .. أحلام من النوع الذي سيتتحقق.. !
كان احسان قلقا و متخوفا ايضا من رفض الثنائي لتلك الفرصة الذهبية .. و لكنه قد عزم على ان يقنعهما بأي طريقة لأن الفرصة لا تأتي الا مرة واحدة في العمر ...
عودة لأيطاليا
عاد مانزو لبيت صاحبه فيجو يبشره بالاتصال الاخير و ما دار حوله مع احسان ...
تلك الاخبار مع انها تعتبر تقدم كبير في مشروعهما لكنها لم تعجب فيجو بالكامل الذي عبر عن قلقه و تخوفه من امكانية رفض الثنائي
فيجو ممتعضا/ ولكن .. لماذا كذبت عليه ؟ لماذا اخبرته بنصف الحقيقة ؟
مانزو/ كذبت؟ فيما كذبت يا فيجو؟
فيجو/ لم تخبره الحقيقة كاملة.. لقد اخبرته اننا نريد تصوير اعلان لا فيلم وثائقي !
مانزو يضحك/ يا صديقي .. انت لا تعرف المجتمع العربي جيدا .. لو اخبرتهم فورا بما نريده فسوف يرفضون العرض من الاساس.. ! علينا ان نمهد لهم الامر خطوة خطوة بأن نستدرجهم اولا لعمل إعلان .. و بعدها عندما يريان بعيونهما الشهرة و المال .. سيتقبلان أي مشروع اخر بكل رحابة صدر !
مع كل تطمينات مانزو و ضماناته لكن فيجو لم يبد عليه الاقتناع تماما
فيجو / حسنا يا مانزو .. ولكن عليك ان تعدني بأقناعك لهم بالأمر بعد ذلك ..
بعيدا عن ايطاليا
عودة لتكملة حوار احسان مع الثنائي في غرفة المكياج ..
مارلو/ اعلان ؟ غريبة ؟
خولة متداخلة/ و غريبه ليه يا حبيبي ؟
مارلو/ عشان احنا مشهورين هنا بس .. مين الي يعرفنا هناك؟ مش شايفين ان الموضوع غريب ؟
احسان/ يا مارلو .. ! ايه الغريب في كده ؟ ما يمكن همه عاوزين يعلنوا عن حاجة تخصهم او من انتاجهم عشان يسوقولها في بلداننا العربية؟
مارلو/ وهو انت كمان لسه مش عارف الاعلان ده هايبقى عن ايه؟
احسان بإحراج/ ها .. اه .. تصدق انا ما سألتش الراجل؟ المهم الفكرة نفسها يا مارلو ..
مارلو/ انت بتهزر ...صح؟
احسان/ لا واللاهي يا مارلو .. بس انا قلت افاتحكو في الاول و بعدين نخش في التفاصيل ..
خولة لمارلو/ يا حبيبي انت قلقان قوي كده ليه .. ما احنا ياما عملنا اعلانات و الدنيا كانت تمام .. هتفرق ايه لو عملناه هنا ولا في اوربا .. بالعكس انا شايفاها فرصة كبيرة لينا عشان نوسع من قاعدتنا الجماهيرية في العالم ..
مارلو يضحك/ ياااه ...في العالم!! قبل سنتين كنا بنحلم اننا نلاقي شغل بس ... شوفي بقينا فين دلوقتي ...
يصمت مارلو قليلا ثم يرفع صوته مازحا / عاااالمية ..
احسان/ يا مارلو .. كلام خولة صحيح .. ومافيهاش حاجة لو الانسان يطور من نفسه .. واهي الفرصة جات لحد عندكو .. مين عارف الاعلان ده ممكن هيفيدكو بأيه .. ده حتى ممكن يفتح عليكم طاقة القدر .. !!
خولة تحضن مارلو/ يا حبيبي .. كلام احسان صحيح .. انا شايفاها فرصة العمر .. ارجوك ما تعقدهاش كده ..
يبتسم مارلو ويحضن خولة ثم يقول/ خلاص اتفقتوا عليا انتو الاتنين ! .. امري *** .. انا ماقدرش ازعلك او اخالفك في حاجة يا حبيبتي..
خولة بفرح/ متشكرة قوي يا حبيبي .. انا بحبك قوي .. قوي
مارلو/ و انا كمان يا حبيبتي ...( يقبلها من خدها)
ثم ينظر لإحسان
مارلو/ بص يا احسان .. احنا موافقين .. بس لسه في حاجات وتفاصيل كتيرة لازم نعرفها من صاحبك الخواجة ده قبل ما نعمل اي حاجة ..
احسان بحماس/ قوي قوي .. انت بس حدد معاد يناسبك وانا هعمل مع الراجل فيديو كول عشان تسالوه براحتكم عن كل حاجة ..
مارلو يحضن خولة التي بدا عليها الارتياح وهو يأذن لإحسان بعمل الاتصال في يوم محدد و بتوقيت مناسب ..
بعيدا عن انظار مارلو .. يجري حوار بين خولة و احسان .. حيث ذهبت له في غرفته الخاصة في مبنى التلفزيون ..
خولة دخلت بشكل مفاجيء على احسان و كانت قد بالغت من تأنقها و تمادت في غنجها و دلالها و هي تجلس امام احسان على حافة مكتبه ..
خولة بصوت مغري/ ها يا احسان .. احكيلي؟؟؟
احسان كان يضعف امام خولة و جمالها كثيرا .. لقد حاول مرات عديدة ان يتقرب منها خلف ظهر مارلو .. لكن خولة ماكرة جدا و شخصيتها قويه .. هي لا تريد ان تذيق احسان حلاوتها .. لا ترغب حقا في خيانة مارلو .. مارلو هو حب عمرها الوحيد و لن تضحي به مهما طال الزمن ..
لكنها تتلاعب بأوتار شخصية احسان بتلك الطريقة لأنها تعرف جيداً انها نقطة ضعفه .. هي تستخدم تلك الطريقة في كل مرة ترغب بشيء من احسان .. الذي يذوب امام سحرها و اغراءها ومازال يأمل ان تضعف خولة في يوم بين يديه ليذوق شهدها و يتلمس كل أنج في جسدها و يمارس معها الجنس الذي في نظره سيكون من النوع الشبيه بالأحلام .. جنسا متكاملا لا يشبهه شيء .. فهو يشعر بأحتياج خولة العاطفي مع انه لا يعرف بسرها مع مارلو ..
احسان يتعرق و يحمر وجهه / ها .. احكيلك ايه بس يا خولة؟
خولة بدلع / انت مخبي عني حاجة غير الي قلتها قدام مارلو ؟
احسان يمسح جبينه من العرق و يشتد انتصابه خلف بنطرونه بسبب صوت خولة المغري و جلستها الجريئة ..
احسان/ وهيكون فيه ايه يعني مخبيه عنكو .. ما .. ما انا قلت كل الي اعرفه
ماتزال خولة تظن ان احسان من الممكن ان يعرف شيء و يخفيه عنهم ..
خولة بليونة و نظرات اكثر اغراء / معقول .. هتخبي عني حاجة يا احسان .. هتخبي عليا انا خوخة ؟
فقد احسان رباطة جأشه و نهض من مكانه و انقض بشكل مفاجيء على خولة يمسكها من ذراعيها و يحاول تقبيلها ..
لأول مرة يفقد احسان تحكمه بنفسه . خولة نفسها لم تصدق جرأة احسان معها .. لم تتخيله انه سيتعدى الحدود التي رسمتها له بمزاجها .. لكنها قاومته بقوة و هي تبعده عنها .. من غير ان تصدر صوتا .
هي في غرفة احسان . وليس من مصلحتها أن تنكشف لو عرف احد انها هنا .. !!
كما انها أمرأة .. تعاني من نقص عاطفي .. مع انها تحب مارلو بشدة لكنها كأمراة تجلس على موقدٍ من نار .. لهيبه يولد من متطلباتها الغريزية المتجددة و المكبوتة!
كادت خولة ان تضعف للحظة حين كاد احسان ان يخطف من شفتيها قبلة سريعة .. فشاربه الكثيف لامس انفها .. رائحة رجولته القوية دخلت انفها و داعبت انوثتها و ارخت مفاصلها لوهلة ..
بصعوبة بالغة .. تمكنت خولة من دفع احسان و الابتعاد عنها وهي تقف بشكل معتدل و تستند بظهرها للباب .. و تتنفس بسرعة و بخوف و ماتزال كاتمة صوتها ..
خولة بشكل متقطع/ .. ايه .. الي .. عملته .. ده ؟ .. انت .. انت تجننت ؟؟
احسان يعود لعقله اخيرا .. فهو الآخر يحبها و لا يريد ان يجازف بخسارة علاقته بها بعد كل هذه السنين ..
بخجل و تلعثم اجابها/ انا .. انا آسف ...اآسف جدا يا خوخة .. ماعرفش ده حصل ازاي؟ صدقيني .. كله غصبن عني .. غصبن عني .. ارجوكي تسامحيني ..
خولة مع انها كانت تبدو شديدة قوية متماسكة امامه .. لكن بللا طفيفا حدث تحت!! رغما عنها .. كأن اعضائها الحيوية نادت بحقها الفسيولوجي الطبيعي .. و اعطتها الاشارة على ذلك ..
شردت خولة بذهنها قليلا .. متى لمسها مارلو اخر مرة؟ لقد نسيت الوقت .. لكنها ارتدت الآن قناعا آخر عكس ما تشعر به في داخل روحها ..
خولة بحزم / انا .. انا لولا عارفاك كويس و عارفة ان ده مش من طباعك .. كان هيكون ليا تصرف تاني معاك ..
احسان ظل يكرر اسفه واعتذاره .. و خولة تكتفي بطرح عبارة قصيرة قبل ان تخرج
خولة بحزم/ مش عاوزة الموضوع ده يتكرر تاني ابدا .. مفهوم ..
احسان/ اكيد .. اكيد طبعا ...انا بجد آسف ..
خرجت خولة من غرفة احسان مرتبكة و ماتزال تعاني من تناقض نفسي و روحي يختلج في صدرها ..
مرت تلك الحادثة بسلام لكنها لم تترك مخيلة خولة ولا حتى احسان .. كلاهما يفكران بعمق .. بدون ان يصل اي منهما الى راحة من هذا التفكير المتعب ..
بعد مرور ايام
في يوم الاتصال الموعود
في هذا اليوم استعد الجميع من كلا الطرفين للمواجهة عبر اثير الانترنت من خلال الاتصال المرئي الذي اتفق عليه احسان و مانزو ..
احسان نصح مارلو و خولة بان يتأنقا يظهرا بأبهى صورة
لحظات صعبة مرت على الجميع وهم بانتظار المكالمة .. الجميع كان يجلس في غرفة المكياج في الاستوديو امام جهاز الاتصال اللوحي الكبير ..
فور ان رن الهاتف حتى جفلت خولة و ارتبك مارلو و لكن إحسان سيطر على نفسه اكثر و ترك الاتصال يرن بضعة ثواني قبل ان يجيب لكي لا يبين لمانزو انهم متلهفين له ولا يطيقون صبرا لرؤياه!!
اخيرا التقط احسان الاتصال بلمس الشاشة ..
المفاجأة ان مانزو حين رأى الثنائي امامه .. هو من تلعثم و ارتبك و لم يعرف كيف يجد مفاتيح كلماته وهو ينظر لجمال الثنائي الجالسين امامه ..
وبعد ان سيطر مانزو اخيرا على نفسه .. دار هذا الحوار بلغة عربية ممزوجة بلكنة ايطالية لكنها كانت مفهومة ..
مانزو/ انا .. ماكنتش متسور أد ايه انتم هلوين كده .. ده انتو اهلا و اجمل من اليوتيوب ..
اوه .. انا آسف ..نسيت اسلم اليكو ..
ازايكو و كيف الهال؟
بتلعثم مشترك رد كل شخص منهم التحية بحياء واستطاع احسان ان يتدارك الموقف و يشكر مجاملة مانزو الاخيرة ..
اكمل مانزو حديثه/ اكيد اهسان هكالكم انا مين و ارفتو انّي هاجات كتيرة .. وانا مش بهب اديع وأت و اهب ادخل في المودوع ألى تول ..
ينصت الجميع باهتمام على الطرف الآخر من الاتصال .. ويواصل مانزو كلامه
مانزو/ إهنا هابين نأمل مجموعة إعلانات كبيرة عن منتج من منتجات ايتاليا .. أشان نسوكه في السوك الأربي وكمان الأتالي ..
كل هاجة جاهزة هنا .. عشان هدراتكو تشرفونا هنا في اتاليا .. ماتشيلوش هم اي هاجة .. كل الي أليكو انكو توافئو .. و تكاليف السفر و الإكامة وامور الفيزا كلها اهنا نتكفل بيها ..
وكمان فيه اجر كبير أوي ..
ها .. ألتو أيه؟
مازال مارلو و خولة متفاجئين و مرتبكين غير مصدقين جدية مانزو ولا عرضه لكن احسان تكلم نيابة عنهما و اجابه
احسان/ طبعا .. طبعا موافقين يا مستر مانزو .. هو فيه اجمل من كده فرصة ..
مانزو/ اوكي .. اهنا هنرتب كل هاجة اشان تجولنا باسرع وكت ..
بعد هذا الاتصال .. غلب الصمت في البداية على الجميع لشدة المفاجأة.. لكن .. بعد دقائق.. ارتفعت اصوات الجميع معبرة عن فرحتهم و اثارتهم ..
لقد فكر كل واحد منهم مع نفسه فلم يجد أي عذر لرفض مثل هذا العرض المغري .. وهم يرون تقدمهم خطوة ثم اخرى نحو تحقيق احلامهم بالنجومية ..
لقد تفاءل الجميع بالخير من بعد اتصال مانزو .. ولم يستغرق الامر منهم سوى بضعه ايام لكي يحسموا قرارهم بالموافقة ..
لقد تيقنوا بأن عليهم استغلال تلك الفرصة التي لا يمكن ان تعوض او أن تتكرر مهما طال الزمن
بعد ان أخذ احسان موافقتهما .. عاد ليتصل بمانزو يبشره بالموافقة و كذلك ليرتب معه كل شيء فيما يخص السفر و الاقامة ..
مانزو بعث لهم الفيزا وتذاكر الطيران وعنوان الفندق وحجوزاته وتم الاتفاق على جميع الامور الرسمية لكي يصل الجميع الى ايطاليا بدون عراقيل
لكن العجيب في الامر ان اكثر شخص كان متحمس للفكرة هو خوله !
مع انه بالأساس حلم النجومية كان خاصاً بمارلو .. !!
حتى لو كان الوصول إلى تلك النجومية بشكل غير مباشر ! مجرد تلك الفكرة .. عن تصوير اعلان في دوله أوروبية ستكون كفيله بأن تفتح امامه كل الفرص .. ليظهر فيها مع خولة مواهبهما و تحقيق احلامهما في المستقبل والوصول الى عرش النجومية عن طريق ابواب العالمية التي لم يحلمون في يوم من الايام بفتحها !!
بعد مرور أسبوع
كان الجميع يستعد للسفر !!
فيما ارتبوا أمورهم في الوطن بشكل ينسجم مع توقعاتهم بالمكوث لفتره قصيره هناك حتى يتم الانتهاء من تصوير الاعلان كما فهموا !
الآن فقط
استعد الجميع للسفر و استصحب معه حقائبه الخاصة مخططين للمكوث شهرا على الأقل هناك ..!
الزمان : الوقت الحاضر
المكان: ايطاليا
وصلت طائرة الفريق العربي في وقتها المحدد بدون أية عراقيل ..
لقد وصل مارلو و خول و إحسان الى مطار مدينة باليرمو الإيطالية الذي كان يبعد ٣٥ كم عن مركز المدينة .. فوجدوا هناك من يستقبلهم في المطار ..
مجموعة اشخاص يحملون لافتات قد كتبت عليها أسمائهم باللغة العربية .. ! لقد رحبت بهم هذه المجموعة بشكل كبير كان له اثر ايجابي جدا في نفوسهم..
بعد ذلك اوصلتهم تلك المجموعة الى محل قامتهم في فندق راقٍ ذو خمسة نجوم
ماندو لم يرد ان يقابلهم فورا مع انه كان متحمسا جدا لذلك اللقاء .. بدلا من ذلك اتصل مانزو بإحسان واخبره بأن عليهم ان يرتاحوا لبضعه ايام في فندق المدينة و ليستكشفوا في تلك الأيام كذلك معالم المدينة و ليستمتعوا بأجوائها خصوصاً في ظل هذا الطقس الجميل والذي كان في بدايات الصيف ،
الطقس كان معتدل و صاف لا يعكر صفوه سوى بعض الغيوم المتفرقة هنا و هناك ..
كانت تلك المجموعة متواجدة في جناح آخر من الفندق لتحرص على تقديم افضل الخدمات لهم وفي اي وقت على مدار الساعة .. و ستكون كذلك دليلهم السياحي للمدينة ..
كل تلك الامور المجتمعة والمتراكمة بوقت متقارب .. اثرت كثيرا في نفسيه الجميع .. و خوله بالذات بشكل خاص ، والتي بدأت تحلم حتى بالاستقرار في اوروبا !
هي لم تبُح بأفكارها ورغباتها واحلامها لمارلو .. لكنها بدأت تشعر برغبتها تلك و تبني احلاما جديدة تسرح بها مع نفسها وأصبح الأمر يستهويها حقا !
بعد انقضاءأيام الراحة
اجتمع مانزو بالثنائي في مقر عمله بشركة الانتاج الخاصة به و رحب بهم ترحيبا حارا..
لاحظ احسان مدى اهتمام مانزو بمارلو اثناء حديثه .. كأنه كان يريد الحديث معه هو فقط .. ؟
حتى انه لم يرفع عينيه عنه للحظة واحدة .. لم تكن نظرات مانزو مريبة بقدر ما كانت نظرات تدل على فرحة صاحبها بلقاء مارلو ..
لم يستطع احسان النبه والذكي ان يجد حتى الآن تفسيرا لما يحصل .. لهذا لقد اخذ الامر بحسن نية ..
في هذا الأجتماع ..
لم يدر حوار طويل بين المنتج الايطالي و الابطال .. كان حوارا قصيرا مختزلا و مركزا و مرحبا بنفس الوقت .. خصوصا ان مانزو يتكلم العربية بشكل مفهوم لهم ..
لكن عيون خولة و عيون مارلو .. كُنّ يلمعن من الفرح والحماس و السعادة .. كأنهن يشعن نورا يترائ للجميع .. واولهم مانزو .. الذي بعد ان لمس سعادتهما الواضحة بقدومهما لإيطاليا وفرحتهما بعرضه المغري.. قد وضع مانزو عقود العمل بسرعة على الطاولة ليوقعانها .. و هو يشعر بثقة عالية من موافقتهما ..
اراد احسان مراجعة العقد بصفته مدير اعمالهما .. لكن حماسة خولة و اندفاعها للتوقيع بسرعة فوتت عليه الفرصة .. فلم يكن امام مارلو أيضا الا ان وقع هو الاخر .. و أخيرا ادرج احسان توقيعه معهما بصفته مديرا فنيا لأعمالهما .
بعد ذلك لم يتضمن الاجتماع كلاما اخر سوى الحديث عن تفاصيل خاصه بعمل الاعلان وتصويره ومواعيد الحضور الى الاستوديو وغيرها من التفاصيل المهمه المتعلقة بالجانب الفني
بعد هذا اللقاء الجميل و الذي سيحفر مكانه بقوة بين اروقة الذاكرة ..عاد الجميع سعداء و يشعرون بحماسة للقادم و خصوصا خولة ! لم تطق صبرا حتى تباشر في تصوير هذا الاعلان الغامض!
لقد مر الوقت بسرعة الضوء .. وانتهت ايام الراحة و الاستجمام و استكشاف المكان .. وقد حان وقت الجد و العمل
بعد يومين فقط وجد الجميع انفسهم في مقر استوديو التصوير! وهم في أهبة الإستعداد المختلط بالحماسة والنشاط لتصوير الاعلان ..
جاء الوقت ليُعد النجمين انفسهما حقا من اجل ان يكونا بافضل جهوزية فنية في حياتهما ..
ما كان مزعجا قليلا لهما هو الاستعجال و السرعة في كل شيء ! منذ أن وطأت قدميهما ارض الاستوديو..
كأن كل فني موجود هناك لم يهتم بهم حقا كما فعل مانزو؟
مع ان خولة و مارلو قد تاهبا بافضل صورهما خلف الكواليس .. في غرفه المكياج وارتدياه تلك الاطقم الغالية و الفاخرة والاكسسوارات الباهظة الثمن .. لكن المفاجئ في الموضوع هو اجراء الاعلان بشكل سريع من قبل المخرج والكادر الفني الحاضر !!
بعد ان عاد الثنائي الى مقر اقامتهما مصابين بقليل من الاحباط .. كانا يؤملان نفسيهما بأن يكون الاعلان قد تم مونتاجه بشكل يرضي طموحاتهما
وقد بقيا ينتظران موعد عرض الاعلان على احر من الجمر .. فلقد تم ابلاغهم بموعد العرض على احدى القنوات المحلية في مدينة باليرمو !
كانت خوله تجلس بقرب مارلو على الكنبه في داخل غرفتهما في الفندق يراقبان شاشه التلفاز بحماسه ينتظران لحظة بث الاعلان المرتقب ..
واخيرا وحسب الموعد المحدد تم بث الاعلان امامهما !! ليتفاجئا بأن الاعلان كان مقتضبا جدا ولم يستغرق سوى اقل من دقيقه !!
كما ان خوله التي كانت الاكثر كانت حماسه لهذا الاعلان .. لم تظهر فيه بشكل كاف بل لم تظهر الا في 10% من وقت الاعلان وظهرت في مشاهد قليله جدا
بينما 90% من الاعلان كانت مشاهده لمارلو .. واغلبها يركز بشكل مستفز جدا على وجهه وابراز تفاصيله .. و اظهار وسامته و جماله الواضح الجمهور !!
وكأن الاعلان لم يكن مخصصا للمنتج المزعوم بل كأنه كان اعلانا عن مدى وسامة مارلو ؟
لقد تم تصوير الاعلان بشكل اسرع مما كان متوقعا .. ومن ثم تم بثه في التلفزيون بسرعة ايضا .. و الذي بث بشكل عادي و روتيني حتى الآن.. كما انه لم يتكرر مرة اخرى؟؟
عدم تكرار الاعلان كان سببا في انه لم يحقق المشاهدات المرجوة ..؟ وكأنه تم عمله فقط بلا هدف ؟؟؟ ام ان هناك هدف خفي غامض من عمل هذا الاعلان مايزال لم يتم الكشف عنه ؟؟
بالطبع ...احسان لم يفته ذلك .. ولم يمر عليه مرور الكرام ..
احسان بالذات لديه عقلية منتج .. فبعد الاعلان المتدني المشاهدة .. مقابل الثمن الغير متناسب لها صار قلقا و شعر بأن هناك امر مخفي يكتمه مانزو عنه.. لماذا تكبد مانزو كل هذا العناء و صرف كل هذا المال ؟ من اجل اعلان لم يحقق الغاية من انتاجه؟ لا .. لا يمكن استيعاب ذلك ولا تصديقه ..
لهذا قرر احسان مواجة مانزو بعيدا عن انظار الثنائي .. الذين كانا غائبين قليلا عما يدور حولهما ..
لقد فتنتهم معالم مدينة باليرمو الساحرة .. و حلمهم بدأ يكبر معهم و طموحاتهم تزيد بشكل مضطرد .. فكل ما هم الثنائي في الوقت الراهن ..هو الاستمتاع باللحظة و بالمال الوفير الذي كأنه مطر نزل عليهما من السماء .. وإن كان الأعلان لم يلبِ طموحاتهما ..
مواجهة احسان و مانزو ..
طلب أحسان رؤية مانزو في مقر شركته بأسرع وقت .. استجاب مانزو لطلب احسان ..
احسان كان يبدو متوترا و قلقاً .. واضح جدا ان الامر برمته لم يعجبه ...هناك حلقة مفقودة .. شيء غامض و مجهول يجري خلف كل هذا .. وما الإعلان الا واجهة كاذبة و مظهر خداع ..
احسان/ ممكن تشرحلي حضرتك الي بيحصل من بعد اذنك؟
مانزو/ الي بيهسل؟ وهو ايه الي بيهسل يا اهسان؟
احسان بغضب / ارجوك يا سيد مانزو بلاش تقلل من ذكائي .. انت عارف زي ما انا عارف بالضبط .. انك مش جايب الثنائي هنا في اطاليا عشان يصورو اعلان سطحي زي ده ؟
مانزو يخرج سيجارة من علبته الفاخرة و يشعلها . وياخذ عدة انفاس .. قبل ان يجيب أسألة احسان و يسكت فضوله ..
مانزو/ انا هاكولك ..
وهنا يشرح مانزو لإحسان عن مشروع رفيقه فيجو الذي يعتبره مشروعه .. حلمهما عن تصوير فيلم وثائقي عن حياة مارين مونرو .. ! وانه هو هذا السبب الحقيقي لجلب الثنائي لإيطاليا .. من اجل تصوير شخصية مارلين مارلو في فيلمهم الحلم ..
اصيب احسان باستغراب كبير .. مع انه هدأ قليلاً و خف توتره .. فهو كان واثقا من شكه .. بأن هناك سبب اكبر من مجرد أعلان .. سبب وجيه يستحق كل هذه الجهود و الأموال
احسان / ايوا يا فندم .. بس انا مش شايف اي شبه لخولة مع مارلين مونرو !
مانزو/ هو انا جبت اسم خولة ؟؟؟؟
يتبع
مع تحياتي أنا الباحــــث .. وعذراً للتأخير
الجزء الثالث
احسان بصدمة/ انت تقصد مين حضرتك؟ مين ؟
مانزو/ التاني .. الي معاها .. الواد الهلو ؟ ده هو الي انا عايزُه ؟؟؟؟
احسان برعب/ عايزُه يعني ايه ؟
مانزو/ ماتخافش .. انا آوزه بكل خير ..
وهنا يكشف مانزو لأحسان حقيقة الامر .. و انه و رفيقه فيجو وجدا شبها جوهريا كبيرا بين ملامح مارلو و مارلين مونرو ؟ مع ان مارلو ذكر .. لكن الملامح هي الاقرب من الناحية التشريحية لوجه الفنانة الراحلة ..
احسان أصيب بصدمة كبرى مما سمعه؟
احسان/ انت بتقول ايه يا سيد مانزو ؟ ده جنان رسمي؟ انا مش مصدق الي بسمعه منك ده ؟
مانزو حاول تهدئة احسان و التخفيف من صدمته
مانزو/ اهدى شويا يا ساهبي .. المودوع مش مستاهل !
احسان بعصبية / انت جايب البرود ده منين؟ انت بتطلب حاجة مستحيلة على فكرة؟ انت بتعرف ايه عن مجتمعنا الشرقي العربي يا حضرت ؟؟؟
مانزو/ أئرف كتير اكتر مما تتخيل يا إهسان .. ماتنساش ان مارلو هو ممسل ( ممثل) في الآخر . والممسل الكويس هو الي يكدر يتكمس أي شخسية تتسند ليه ؟ مش كده ولا انا غلتان؟
احسان بتردد و تلكأ/ ايه .. ايوا ..بس ..بس .. بس مش كده يا سيد مانزو .. مش للدراجة دي!
مانزو/ انا مش آرف سبب خوفك ده؟ انت لسه ماتئرفش رد مارلو ؟ مش يمكن هيوافك؟
احسان بسخرية/ يوافق؟ مستحيل حضرتك .. ده انت سقف طموحك عال قوي؟
انزعج مانزو قليلاً من رد احسان و صار يتكلم بقليل من الحدية معه
مانزو/ شوف يا أهسان .. كل الي أليك تئملو .. انك تكلمه بخسوس المودوع ده .. بسفتك مدير أأماله ( أعماله) .. وإلا هكلمه أنا بنفسي !
مازال احسان غير مقتنع بكلام مانزو .. واعتبره هراءً محضاً .. حتى أنه أراد ان يغادر المكان وهو ممتعض جدا و متوتر و غاضب .. فكان ذلك واضح جدا على معالمه ..
لكن مانزو اخبره قبل ان يخرج
مانزو/ ألا فكره .. انتو مش من هأكو تنسهبوا او ترفدوا .. مش مهتاج أفكرك يا إهسان انكو مضيتو عقد بالاهتكار( إحتكار) لمدة سنة و فيه شرط جزائي بمبلغ كبير أوي لو تم كسر العقد ئبل المدة دي..
لم يتوقع احسان سماع هذا من مانزو، كيف فاته ان يقرأ تفاصيل العقد ؟
بالضبط .. استعجال خولة في يوم توقيع العقد هو من سد عليه الطريق ..
وقبل ان يتمكن احسان من تجميع افكاره من جديد تبعه مانزو بجملة اخرى ..
مانزو/ انت متلوب منك بس .. ترتيب اجتماع مع مارلو و مراته أشان تكون في السورة .. وانا الي هفاتهم بالمودوع .. ما تشيلش هم ده .. انا هرفع أنّك مسؤولية مواجهتهم ..
خرج احسان من المكان وهو يضرب مع نفسه اسداسا في اخماس ..
كلام مانزو الاخير والذي كان جافاً و حازما و مخيفا كذلك .. جعل احسان يخرج صامتا يحمل همومه الثقيلة في صدره لوحده .. مجردا من اي خطة تجعله يطرح تلك الفكرة الغريبة على مارلو بشكل مناسب.. هذا جنون .. جنون حقا
حتى أن طريقة مانزو بالكلام عن مارلو .. جعلت إحسان ينظر بشكل غريب له !! كأنه أعاد النظر له من زاوية جديدة و مختلفة ..
لقد اعاد احسان كلام مانزو عدة مرات في دماغه .. لدرجة وصل فيها ليتسائل مع نفسه .. هل حقا صديقه مارلو يشبه مارلين مونرو؟ ومن أي ناحيه ؟؟
حاول احسان ان يجد الروابط ونقاط التشابه.. لكن عقله منعه من التفكير اصلا لرفضه للفكرة ..
اما اصاب إحسان بالفضول والدهشة و الاستغراب ..
هو .. كيف يفكر مانزو برجل ليكون شبيه لممثلة بارزة مثل مارلين مونرو ؟ كيف ؟
كان عليه ان يريح تساؤلاته و فضوله .. التي لم تفارقه لأيام عدة..
حتى وجد نفسه يطلب لقاء مانزو مرة اخرى .. من خلال اتصال هاتفي .. و هو يجد نفسه يخضع مجبرا لطلبه
على الهاتف
احسان/ لو عاوز تضمن موافقة مارلو .. وتسهل على نفسك الموضوع.. يبقى لازم تقنعني انا نفسي في الاول .. قلت ايه ؟
مانزو/ بس انا مهتاج ضمانات بموافقة مارلو
إحسان/ يبقى لازم نتقابل عشان نتفاهم ..
مانزو/ موافك
مانزو سيحتاج أيضا لدعم احسان المهم في اقناع مارلو .. الموضوع فعلا ليس سهلا ولا هينا خصوصا ان المطلوب للدور هو شخص عربي من مجتمع شرقي محافظ ..
مرة اخرى في مكتب مانزو
وفي مكتبه .. استقبل مانزو احسان مرة اخرى و بدأ يبين له وجهة نظره .. ولماذا تم اختيار مارلو لهذا الدور
مانزو/ اولا انت آرف كويس ان الممسل الكويس المفرود يتكمس أي شخسية تتعرض أليه .. هتى لو كان دور وهدة ست ..
ثانيا .. انا ورفيكي فيجو .. بقالنا سنين تويلة ندور على وش أُريب أوي من وش النجمة مارلين مونرو .. وما ئدرناش نلائي ولا واهدة تشبهها ..
بس بالسدفة انا شفت برنامج مارلو و تفاجأت بالشبه الكبير ..
احسان بفضول و استغراب/ ازاي؟ نفسي افهم .. ده انا نفسي عمري ما لاحظت الشبه الي تقول عليه حضرتك
وهنا يبدأ مانزو يتكلم بطريقة علمية دقيقة اشتقها من علوم التشريح و من زاوية نظر فنية يستخدمها كبار المخرجين لربط ملامح ابطالهم بالدور الذي يرشحونه لهم ..
حاول مانزو ان يوضح لإحسان ابرز الملامح المشتركة بين مارلو و مارلين مونرو..
كخطوط الفك و زاوية العينين البعيدة والانف المستدق و خط الشفاه .. كل شيء تقريبا.. استطاع مانزو ان يربطه بشكل فني بحت و مقنع لإحسان ..
وثم بين له كيف انه من الممكن بفن المكياج الحديث و الإضاءة المناسبة من تحويل مارلو الى موديل حي للنجمة الراحلة ..
خاصة ان نظرة مانزو المتوافقة مع نظرة صديقه فيجو لم تكن سطحية .. لقد تابع مانزو جميع فيديوات مارلو ..
ثم قام برسم تفاصيل جسمه الناعم وحتى طوله المتطابق مع مارلين مونرو .. و تطابق لون البشرة بقوة .. والملامح المهمة البارزة كالأنف والشفاه و حتى الشامة ..
مع تظليل عيون بسيط و باروكة مناسبة و بمكياج احترافي من قبل خبراء .. سيبدو مارلو عبارة عن تجسيد حي لمارلين مونرو الجديدة ؟
بدأ احسان يقتنع بكلام مانزو تقريبا .. خاصة ان مانزو عرض عليهم مبلغ آخر كبير جدا اضافة الى الفرصة الكبيرة التي ستجمعه مع مارلو على طريق النجومية الى هوليود .. بصفته مدير اعماله
لكن مع كل هذا الإغراء الكبير مازال احسان مترددا جدا ...
دام الحوار لساعات .. تمكن فيها مانزو من اقناع احسان اكثر .. اقنعه في نهاية المطاف بأن مارلو فنان .. وان ما يطلبونه منه مجرد عمل فني بحت .. والفنان الناجح يستطيع ان يلبس اي دور و يؤديه ببراعة ..
قناعة احسان لم تكن كاملة لكنه لم يجد اعذارا منطقية كافية لرفض العرض الكبير والمغري ..
لقد فضل احسان ان يفاتح مارلو هو بنفسه .. قبل ان يترك مانزو يخاطر بمفاتحة مارلو الذي ربما سينفر من الموضوع برمته ..
فأحسان كان خائفا من ان اسلوب مانزو لن يكون مريحا أبدا لمارلو ولن يضمن موافقته .
مانزو/ انا أئتمد عليك يا إهسان .. ارجوك ما تخيبش أملي !
احسان / المهم ما تضغطش عليه يا سيد مانزو .. اديني كام يوم اكلم فيهم مارلو براحتي ..
مانزو/ تمام .. بس هاول بسرعة ارجوك ..
امام احسان الان خطوة صعبة جدا .. ؟ وعليه ان ينجح بها .. بأي طريقة ..
في الجانب الآخر
كانت خولة ومارلو في احدى كازينوهات مدينة باليرمو الشهيرة ..
لقد قررا ان يقضيا فيها معا امسيه رومانسية يستعيدان فيها ذكريات حبهما و يحاولان فيها تجديد علاقتهما ..
وبعد تلك الامسية الساحرة.. عاد مارلو و خولة الى فندقهما .. ليجدا إحسان ينتظرهما في صالة استقبال الفندق .. وعليه علامات التوتر بشكل واضح ..
مارلو/ شكلك مش عاجبني يا احسان؟ فيه حاجة ..
احسان كان يبتلع ريقه و يمسح العرق الغزير من على حبينه بمنديله .. مع ان الطقس كان معتدلاً .. لكنه ظل يتعرق بغزارة ..
مارلو بفضول/ ايه ده .. انت عيان يا احسان؟ اخدك للدكتور؟
احسان قرر ان يخرج من صمته بصعوبة وكأنه يبتلع الكلمات بدلا من ان يطلق سراحها وهو يتحدث ..
احسان بتردد/ لو قلتلك .. لو قلتلك ان مستقبلك .. و مستقبل خولة .. مستقبلنا كله واقف على حاجة وحدة بس لازم تعملها انت لوحدك .. هتعملها؟
يبتسم مارلو مستغربا هذا السؤال ثم يرد بشكل فوري
مارلو/ ايه؟ طبعا هعملها اكيد .. هو فيه ايه يا احسان؟ ممكن تفهمني ؟ فيه حاجة حصلت و انت مخبيها عني؟
احسان بنفس التوتر/ هو .. هو فيه حاجة حصلت .. اوتقدر تقول هي لسه ما حصلتش .. بس لازم تحصل ؟
مارلو باستغراب/ انت بتقول فوازير ؟ انا مش فاهم منك اي حاجة ؟ ممكن تتكلم بوضوح و تفهمني يا احسان .. ارجوك؟
احسان بشكل غير متوقع وكأنه يخرج عن سياق الحديث/ .. ايه رأيك بـ دستن هوفمان ؟ و جون ترافولتا ولا روبين وليامس؟
مارلو مستغرباً / ها؟ دول اساطير في السينما العالمية.. مش محتاجين رأيي فيهم .. بس انت تسألني عن رأيي فيهم ليه؟
احسان/ يعني انت رأيك فيهم مش هيتغير ابدا مش كده ؟
مارلو مازال مستغربا/ لا طبعا ..! ليه؟
احسان بقليل من التردد/ واكيد انت عارف انهم عملو ادوار مش سهلة ومختلفة كمان .. حتى .. حتى انهم لبسوا شخصيات ستات كمان .. و ده كان اضافة و اثراء لمسيرتهم الفنية و توسيع لقاعدتهم الجماهيرية!
مارلو / انا مش فاهم انت عاوز توصل لأيه .. بس انا معاك بالرأي ..
إحسان بحماسة/ حلو .. يعني النجوم الكبار دول فضلو كبار بغض النظر عن كل ادوراهم الي عملوها سواء خير او شر او حتى لو تقمصوا دور وحدة ست !
مارلو/ .. ده اكيد ؟؟؟!!!!
احسان/ يبقى .. لو تعرضت عليك انت فرصة ذهبية..
فرصة العمر ..
دور .. دور هتعمله ولازم تبدع فيه و تطلع كل طاقاتك الفنية و موهبتك و خبرتك ..
دور هايخليك في مصاف النجوم الكبار ..
يسكت احسان لبرهة و يزيد توتره .. ثم يكمل
احسان/ هاتعمله ... ؟؟؟؟
خولة كانت تقف تسمع باندماج وصمت ولم تشأ ان تقاطع حوارهما ..
و مارلو صار مركزا اكثر في ردوده فالفضول عنده وصل لأعلا المستويات وعليه ان يفهم ما يحصل و ما هو مقصد احسان ..
مارلو بثقة/ طبعا .. طبعا هاعمله ..
احسان بسرعة/ حتى لو كان دور وحدة ست !!!!!
قالها إحسان و كأنه لفظ جمرة مختبئة تحت لسانه كانت تؤلمه اكثر كلما احتفظ بها في فمه اطول !
تلك الجملة لم تكن تسبب صدمة لحد الآن او مفاجأة لمارلو .. لكنها بشكل عام لم تكن متوقعة ..
اجاب مارلو ببطئ/ ها .. ! معرفش.. ! .. آه .. يمكن .. !!
احسان / يعني .. مش معترض مبدئيا .. مش كده ؟
مارلو بقلق/ ها ! على حسب ..
احسان بقليل من العصبية/ يعني ايه على حسب .. ماقولنا نجوم كبار عملوها و انت عارف ان النجم الناجح والمتمكن لازم يقدر يطلع قدراته و موهبته في اي دور يتعرض عليه ويقدر يلبسه كويس؟
مارلو بتردد/ ما قلناش حاجة .. بس حسب الدور نوعه ايه ؟ ده ليه اهميته بردو !
خولة تتدخل/ يا حبيبي .. احسان عاوز يعرف رأيك المباشر .. و كمان عنده حق .. النجم لازم يقدر يعمل كل الادوار الي تتعرض عليه .. انا كمان شايفة كده
احسان بارتياح/ قوليله يا خولة .. يمكن كلامك يخليه يجاوبني بوضوح اكتر ..
مازال مارلو مترددا و بدأ يتخوف قليلا من كلام احسان .. الخوف من المجهول ..
مارلو / ها .. مبدئيا .. ماعنديش مانع !
احسان / ايوا كده ريحتني اخيرا ..
مارلو/ بس انا كمان من حقي اني اعرف الدور ده بالضبط عشان اخذ قراري النهائي فيه .. مش ده الي تعلمناه في المعهد يا خوخة ؟
خولة / طبعا يا حبيبي.. من حقك .. وانا معاك و فظهرك في كل خطوة تمشيها ..و كل حاجة تعملها ..
صمت مارلو قليلا و ساد الصمت المكان بصورة عامة .. الجميع يفكر مع نفسه و يشعر بتوتر و قلق ..
خاصة مارلو .. الذي ارتابه بعض الخوف .. وهو يقول مع نفسه .. لماذا احتاج احسان كل تلك المقدمة لكي يفاتحه بهذا الدور؟ لو كان الموضوع موضوع دور عادي حتى وان كان دور امرأة.. فلماذا كل هذا اللف والدوران ؟
مارلو يكسر صمته/ انا محتاج اعرف الدور و بسرعة يا احسان .. و مين عرض عليك الدور ده ؟ و ارجوك ماتعملش فيا زي اول مرة .. اوعى تكون وافقت من قبل ما ادرس انا الموضوع!؟
احسان/ لا لا .. ماتخافش يا مارلو .. انا مستحيل اوافق بالنيابة عنك ..
مارلو / طيب .. وايه هو الدور إنشاء **** ؟؟؟ ومين الي عرضه عليك ؟
احسان بعد فترة صمت مستفزة / مانزو !!!
مارلو / ايوا توقعت هو.. و ايه هو الدور ؟ انجز !
احسان بخوف / الدور .. الدور .. الدور ..
مارلو بعصبية/ ما تنطق .. قول ؟ خلصني
احسان / الدور .. دور مارلين مارلو ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مارلو بصدمة / ايه ؟؟؟؟؟؟
بعيدا عن هذا الحوار
فيجو يلتقي بمانزو في مكتبه
فيجو/ هل فاتحته بالموضوع؟
مانزو بحرج/ بصراحة .. فاتحت احسان وهو قد وعدني بأنه سيفاتحه ..
فيجو بانزعاج / لماذا ؟؟؟ لما لم تفاتحه انت ؟ نريد ان نختصر الوقت .. لقد ضيعنا سنوات طويلة من اجل هذا الحلم .. كفانا تضييعا للوقت
مانزو/ اهدأ يا صاحبي ارجوك .. لقد قلتها انت .. اضعنا سنوات .. لن يتوقف الامر على تضييع بضعة أيام أخرى..
علينا بالصبر قليلا ..
انت لا تعرف بالعقلية الشرقية العربية .. فالموضوع حساس بالنسبة لهم ..
دعنا نترك احسان يتولى المهمة .. هو ابن تلك البيئة .. وسيعرف بالضبط من اين تؤكل الكتف..
فيجو يهدأ/ معك حق يا مانزو .. انا فقط متحمس جدا ولم اعد اطيق صبرا لتنفيذ المشروع..
مانزو/ لديك كل الحق ... انا اتفهمك .. فقط تمهل عليه قليلا ..
فيجو/ ولكن .. عدني يا مانزو .. لو وافق فيجب ان اقابله حتما ..
مانزو/ لا تقلق .. دع الأمر لي .. ستسمع اخبار مُسرة .. انا اعدك
يبتسم فيجو لمانزو و عيناه مغرورقه بالدموع من شدة تحمسه و تأثره ..
و يصمت على أمل جديد لحكايته ..
عودة الى محادثة مارلو و احسان
مارلو / انت بتقول ايه ؟ .. لأ طبعاً .. ايه الهبل الي بسمعه ده ..
احسان / فيه ايه بس يا نجم .. ماكنت كويس قبل شوية ..
ثم ينظر لخولة التي كانت هي الاخرى مصدومة من كلام احسان
احسان/ ما تلحقينا يا خوخة.. خليكِ محضر خير!
تصمت خولة لان مارلو خاطبها بحزم
مارلو/ لأ طبعا يا خولة .. مش ممكن ! ما تنطقي انت ساكته ليه؟
احسان بسرعة/ يا مارلو .. خليك فاكر ان ده دور العمر .. وخليك فاكر ان لا روبين وليامس ولا دستن هوفمان رفضو يعملو الادوار دي لما اتعرضت عليهم ومحدش انتقدهم .. بالعكس .. أفلامهم دي بالذات بقت ايقونه في مسيرتهم الفنية ..
مازال مارلو غاضبا و منزعجا و معاندا .. حتى احمر وجهه وبدأ يتعرق و يتفس بسرعة ..
اجابه مارلو/ دول عملوا دور ستات عواجيز .. دور يدحك .. فيلم ظريف .. فيلم كوميدي ..
مش نجمة اغراء يا احسان .. !
ثم انا ماليش فيه من الاساس ..
ما تتكلمي يا خولة ..
صمتُ خولة كان محيرا لكلا الطرفين .. لا هي مع احسان تسانده ولا هي مع مارلو تؤيده ؟
يعود مارلو يخاطب احسان بتمرد ..
مارلو بغضب/ احنا نلم شنطنا و نرجع بلدنا احسن .. بعد المهزلة دي ..
قال مارلين مونرو قال .. هه !!!!
اكمل احسان كلامه / يا مارلو .. دي فرصة العمر ... ثم انت لازم تقره نص السيناريو قبل ما تحكم عليه .. لازم كمان تعرف ليه الناس اختارتك انت بالذات من وسط كل العالم ديه ..
مارلو بهجوم/ اه صحيح .. ازاي هم تجرأو و اختاروني انا .. انا الراجل !! من غير كل الستات !! يمكن لأنهم مش شايفيني راجل ملأساس!!! مش كده ؟؟
بدأ مارلو يتحرك جيئة و ذهابا في المكان .. ويبعثر في الأغراض الموجودة هنا و هناك .. فمرة يقلب شيئاً راسا على عقب و مرة ينكث مخدة من مكانها و مرة يفتح باب غرفة ثانية .. حركة فوضوية يقوم بها بلا هدف.. تدل على غضبه و توتره وانزعاجه ..
حاولت خولة تهدأته
خولة/ يتقطع لسانه الي يقول عليك كده يا حبيبي .. انت راجل و سيد الرجالة كلهم كمان ..
انت بس اهدى شويا و بلاش تأذي نفسك كده ..
احسان/ ماحدش قال عنك كده يا نجم .. ارجوك اهدى و ماتكبرش الموضوع كده ..
لم يشأ احسان ان يستخدم نفس طريقة مانزو بالضغط اكثر على مارلو من خلال تذكيره بشروط كسر العقد ..
هو يعرف ان الضغط لن يولد الا الانفجار .. وعليه ان يستوعبه بهدوء و يترك له مساحة للتفكير..
احسان / اهم حاجة انك ما تزعلش نفسك .. واي قرار تاخده إحنا معاك فيه .. كله فداك يا صاحبي ..
انا ..
انا خارج .. فتكو بعافية
يخرج احسان ويترك مارلو الحائر الغاضب مع خولة .. التي لم تبح عن موقفها حتى الآن ..
خولة كانت تميل بقوة لإكمال الحلم هنا و لقد بنت احلام جديدة و طموحات عالية لتحقيقها في هذه البلاد .. و تصريح مارلو بالعودة كان كجرس تنبيه أوقظها من غفوة احلامها و اسقطها من السماء نحو صحراء صخرية قاسية ستحطمها تحطيما الى أشلاء متناهية الصغر!
لكن .. حبها لمارلو كان اكبر من كل هذا .. لقد قررت خولة الوقوف فعلا مع زوجها و مساندته في اي قرار سيتخذه ..
لقد هدأت خولة مارلو و خضنته و هي تسمعه عبارات مساندة و داعمه له .. و تؤكد حبها له
خولة / اهدى يا روحي . كله فداك ، اهم حاجة انك ما تزعلش نفسك .. وانا معاك اهو يا حبيبي .. معاك دايما ..
يصمت مارلو في حضنها و ثم يبادر الى تقبيلها و اخذها في حضنه ..
ثم يتوجهان سيرا ليجلسان معا في بلكونة فندقهما المطل على حوض كونكا دورو او مايعرف بالحوض الذهبي عند سفح جبل بيليجرينو ..
خولة كانت متيمة بهذا المنظر الخلاب.. منظر مدينة باليرمو الساحلية المطلة على احد اجمل خلجان البحر المتوسط ..
ادمعت عيناها وهي تضع يدها على كتف مارلو الذي مازال حانقا و غاضبا .. كيف لها ان تترك كل هذا خلفها بسهولة .. لقد تعودت بسرعة على جمال تلك المدينة و يعز عليها حقا ان تفارقها ببساطة ..
شعر مارلو بالتعب و استأذن منها ليذهب و يرتاح في غرفته ...
بينما ظلت خولة وحيدة و حزينة لساعات .. واقفة في البلكونة تتأمل فقط في المنظر البهي امامها .. حتى رن هاتفها !! ليقطع عنها خلوتها واندماجها الروحي
خولة / إحسان ؟
احسان/ انا قلت لازم تعرفي الحقيقة .. يمكن تقدري تلاقي حل للوضع للي احنا حطينا نفسنا فيه ؟
خولة / حقيقة ايه ؟ وحل إيه؟ فيه ايه يا احسان .. فهمني ؟
احسان/ فيه انك والبيه جوزك .. مضيتو العقد من غير ما تدوني فرصة اقراه .. والعقد ده فيه شرط جزائي كبير .. لو كسرناه !!
خولة بخوف/ انا .. انا مافكرتش بده ؟ ولا مارلو كمان؟ احنا .. احنا كنا متحمسين قوي للإعلان .. والمبلغ الكبير الي عرضه الخواجة صحبك ! مادناش فرصة نفكر !
احسان/ اديك بقيتي عارفة يا خولة .. !!!
خولة/ طب .. هو احنا نقدر ندفع الشرط الجزائي ده ؟
احسان/ .. ماظنش .. ده رقم كبير وبالعملة الصعبة .. رقم هيخليكو تبيعوا الوراكو والقدامكو .. يعني هيرجعكو لنقطة الصفر ..!
خولة بذعر/ انت بتتكلم جد ؟ طب والحل ايه ؟
احسان باستفزاز/ الا اذا .. الا اذا..
خولة / ما تتكلم يا احسان . الا اذا ايه ؟
احسان / الا اذا قدرتي تقنعي مارلو انه يقوم بالدور الي تعرض عليه ..!!! مافيش حد هيقدر يقنعه زيك يا خولة ..
انا خليت قدامك كل الحلول .. بقى انت و شطارتك !
خولة كانت مصدومة و مرتعبة .. تفكيرها مقيد .. لم يعد الامر منوطاً بحبها لهذا المكان .. بل تعدى حتى كل ما بنته مع زوجها من انجازات في حياتهما .. الامر صار خطرا حتميا يهدد وجودهما .. و سيقوض كل مابنياه ..
تنهي خولة الاتصال بدون ان ترد بكلمة اخرى على احسان .. و تحاول جمع شتات نفسها و تركيز تفكيرها .. لكي تصل الى قرار حاسم و حازم حول حياتهما معا ..
لم يكن هناك خيار آخر امامهما .. على مارلو القبول بالدور .. لا وقت للعنتريات الفارغة ولا للتمسك بمباديء خاوية تحت ظل هذه الظروف ..
لكن .. كيف ؟ كيف ستقنع خولة زوجها؟ .. كيف؟
لحظات قليلة .. حتى وجدت خولة نفسها تنهار من البكاء مستندة بيديها على سور البلكونة و مطأطأة رأسها .. تحاول كتم صوتها ..
لكن .. بالصدفة يمر مارلو بها بعد ان جافاه النوم .. ليسمع بكائها ويراها في تلك الحالة ..
فشعر بالضيق لها و تعاطف معها .. مع انه لم يكن يعرف سبب بكاءها .. لكنه يحب خولة و يهتم حقا بأمرها .. هي حبه الاول وحب حياته الوحيد ..
يقترب من خلفها بهدوء .. خولة تشعر به فتكفكف دموعها و تتوقف عن بكائها ..
يحضنها مارلو من خلف ظهرها و يضع وجهه بين خصلات شعرها ليريحه بحانب وجهها ..
مارلو / مالك يا حبيبتي ؟ بتعيطي ليه؟
ظلت خولة تمنع نفسها من البكاء بصعوبة فتشهق كل قليل رغما عنها .. لكن مارلو استطاع ان ينظر بداخل روحها و يستشف سبب بكائها
مارلو/ انت زعلانه مني انا يا خوخة ؟
خولة/ لا ابدا .. انا مش زعلانة .. بس المكان ده هيوحشني .. ومش المكان بس .. المكان و الأحلام الي كنا جايبينها معانا .. هو ده الي مدايقني بس ..
يصمت مارلو .. يتنفس من خلال شعرها ويستمتع بعطره الأخاذ .. شعور بالذنب سيطر على إحساسه الآن .. هو بات يعرف الآن أن كل شيء متوقف الآن تحت رهن موافقته ؟!
اكملت خولة كلامها بصوت مبحوح خرج بصعوبة من بين شهقات البكاء.. دون ان ترد على سؤاله
خولة/ فاكر .. فاكر لما كنا بنقعد انا وانت في الكافتيريا بتاعة المعهد .. وكان فيه قدامنا نهر بعيد .. هو صغير بس كان باين .. وكان فيه شجر كتير على جنب منه .. فاكر؟
مارلو بنبرة حزينة/ ايوا .. فاكر
خولة/ فاكر ساعتها قلتلي ايه ؟
مارلو/ قلتلك ساعتها اني بحبك ..
مع ان خولة هي من كانت مبادرة لتلك العلاقة وتقربت منه كثيرا لكن بمكر النساء جعلته هو من يعترف لها اولا بتلك الكلمة .. حتى وان كانت هي تشعر بها من قبله بمدة طويلة
خولة/ وانا بحبك كمان .. وعمري ما هابطل احبك .. مهما حصل
مارلو بشعور من ذنب/ ايوا يا روحي .. بس انت ليه بتقوليها بالطريقة دي و كأنه فيه حاجة هاتحصل؟
خولة/ ولا يهمك يا روحي .. انا بس عايزاك تعرف اني بحبك و معاك و في ظهرك مهما حصل .. مهما حصل هتلاقيني جنبك
صمت مارلو و كأن رسالة خولة المشفرة لمست روحه و كأنها رسالة تحذيرية من المجهول !
بعد هذا الحضن الدافيء.. صمتت خولة و كفت عن البكاء.. وابتسمت لزوجها و غيرت الموضوع معه .. غير عابئة او مهتمة بكلام احسان الاخير لها .. ستفعل خولة اي شيء من اجل البقاء لجانب زوجها .. في السراء و الضراء ..
في صباح اليوم التالي ..
اتصل مانزو بإحسان يسأله عما فعل مع صاحبه .. احسان تلكأ بالأجابة و شعر بأن الضغط بدأ يزيد عليه مع كل دقيقة تمر .. رغم ان مانزو سأله فقط .. لم يُسمعه اي كلام آخر!
سؤال مانزو لإحسان جعله يتصل بخولة مباشرة ليستفسر عن موقفها او عن اية تطورات ربما قد حصلت!
كان احسان بحالة توتر و عصبية لا تعجب أحد ..
على الهاتف .. قد بدأ يرفع بصوته
احسان بصوت عال/ ها .. كلمتيه ؟
خولة بصوت خافت/ انت بتزعق ليه يا احسان .. ؟
احسان بعصبية/ انا آسف يا خولة .. بس احنا معندناش خيارات كتيرة .. والوقت ديق قوي ..
خولة لاتريد ان يسمعها مارلو الذي كان نائما بجانبها.. فنهضت من فراشها بهدوء لتذهب للصالة .. حتى تتكلم مع احسان بأريحية اكبر .. دون ان يسمعها مارلو او يحس بها
خولة/ لسه ..
احسان/ يعني ايه ؟
خولة/ لسه ما كلمتوش؟
احسان يكتم غضبه بصعوبة/ ايه؟ طب امته ؟
خولة/ اديني شوية وقت .. عشان اقدر افهمه او ع الاقل اقوله على موضوع الشرط الجزائي الي اتكعبلنا فيه من غير ما نعرف ..
احسان / ارجوكي يا خولة .. استعجلي شوية .. ارجوكي .. مافيش قدامنا وقت كتير ..
انهت خولة الاتصال دون ان ترد عليه .. لكن ..
لكن وبشكل مفاجئ .. لم تشعر الا و مارلو واقف فوق رأسها .. ينظر لها بعيون متسعة محمرة من الغضب !!!
كأن خولة ابتلعت لسانها ولم تعد تستطيع ان تتفوه بخرف ..
مارلو بغضب/ شرط جزائي؟؟؟؟ شرط ايه ده؟؟! ها؟؟؟
خولة/ .....
مارلو/ هاتي التلفون .. بسرعة ..
ياخذ مارلو الهاتف من يدها بسرعة و يتصل بإحسان .. الذي ظن ان خولة عادت تتصل به
احسان/ ها يا خولة ؟
مارلو بغضب/ مخبي عني ايه يا احسان ؟
احسان بارتباك/ .. مارلو ؟ انا .. انا ..
مارلو بعصبية/ ماتنطق يا احسان .. كنت بتتكلم مع خولة تقولها ايه؟؟؟ وايه هي حكاية الشرط الجزائي ده ؟
احسان / .. بص يا مارلو .. انا كنت عاوز اقولك ...بس خولة مرضيتش ..
يشرح احسان الموضوع بتفاصيله لمارلو .. الذي بدأ يتاثر و يشعر بحزن و غصة ..
انهى مارلو الاتصال .. قفل الخط في وجه احسان ! ثم نظر الى خولة .. و عيناه مغرورقة بالدموع ..
انتبهت خولة له وهي خائفة من ردة فعله ..
مارلو / خبيتي عني الحكايه دي ليه يا خولة ؟
خولة ضاعت منها الكلمات ...و لم تعد تدري ماذا تقول .. لكن مارلو خاطبها هذه المرة بنبرة هادئة و بلين ..
مارلو/ يعني انت عرفتي بحكاية الشرط الجزائي و رفضتي تضغطي عليا لأني مكنتش موافق ع الدور؟ ...
قبلت انك تتخلي عن كل احلامك و سعادتك و تضحياتك عشاني انا بس ..؟
ماهمكيش لا طموحك ولا المكان الي حبيتيه .. ولا حتى الحلم الكبير الي كنا على بعد خطوة وحدة بس من تحقيقه ..؟
عملتي كل ده ليه؟
تصمت خولة متفاجئة بلوم مارلو لها وعتبه عليها.. والذي راح يكمل خطابه القصير
مارلو / يا حبيبتي! قد كده بتحبيني...؟ وانا .. انا مافكرتش غير في نفسي و بس ..
بقيت اناني قوي لدرجة نسيت فيها مشاعرك ؟ نسيت فيها تضحياتك .. ؟
انا .. انا مش عارف اقولك ايه ..
تفاجأت خولة برد فعل مارلو غير المتوقع و ضاع منها الكلام .. خاصة ان مارلو صار يحضنها بحنان ويقبل جبينها ويعود يحضنها بقوة ..
خولة/ انا .. ! انا المهم عندي هو انت يا حبيبي.. مش مهم اي حاجة تانية .. المهم نكون مع بعض .. ومش لازم انك تعمل حاجة غصبن عنك او مش مقتنع فيها .. و ..
يقاطعها مارلو بعد ان حررها قليلا من حضنه القوي .. وينظر في عينيها .. ويبتسم و يقول
مارلو/ انا موافق !!!
خولة بصدمة/ ايه؟ بس .. بس ..
مارلو/ ولا بس .. ولا تقولي حاجة ..
احسان عنده حق في كل كلمة قالها ..
الممثل الحقيقي والموهوب هو الي يقدر يعمل اي دور يتعرض عليه .. حتى لو كان دور وحدة ست ..!!
مازالت خولة مصدومة من كلام زوجها و من تصريحه
خولة/ ايوا يا مارلو .. بس انا مش عاوزاك تعمل ده عشاني!! ارجوك يا مارلو بلاش تستعجل في قرارك .. و ما تخليش ظروف زي دي تخليك توافق على حاجة انت مش مقتنع فيها تحت ضغوطها ..
انت عارفني كويس و اكيد تعرف اني كمان ممثلة زيك ، و عارفة ان الممثل لازم يعمل الدور الي هو مقتنع فيه .. دور مش غصب عنه انه يعمله ..
مارلو/ انا .. خلاص .. خذت قراري يا خولة .. ولازم تدعميني فيه .. !!!
خولة/ انا ادعمك بروحي و قلبي .. وبحياتي .. بس ارجوك يا مارلو .. لو كنت قررت انك تعمل الدور ده.. فيبقى تعمله عشانك انت بس .. مش عشان اي حد ..
لازم تبقى مقتنع من نفسك .. ارجوك يا مارلو .. للمرة الأخيرة بقولك راجع نفسك و ..
يقاطعها مارو / خلاص .. انا خدت قراري يا خولة ..
خولة حضنت مارلو بشعور ممزوج بشتى انواع المشاعر المختلطة والمتناقضة .. مابين فرحة و حزن و حماس و خوف .. الف الف فكرة مرقت من امام ناظريها بلحظة واحدة ..
كانت خائفة من المجهول خائفة من القادم .. خائفة من المفاجآت.. و حتى خائفة من الفرح ..
فأحيانا يستكثر المرء الفرحة على نفسه كثيرا و كأنه لا يستحقها .. او يصاب بشعور بالذنب لأنه فقط فرح قليلا ..
خولة .. كانت للحظات فرحة لان مارلو قرر ان يواصل رحلته نحو حلم النجومية .. و للحظات أخرى متحمسة لأنها استعادت املها في البقاء في تلك المدينة الجميلة .. و عادت اليها طموحاتها بالاستقرار فيها مجددا ..
خولة أكدت لزوجها .. انها تحبه وان ما سيفعله مجرد فن بحت وان تلك الفرصة ستكون فرصة كبرى لهما كليهما ليغيرا حياتهما .. نحو الأفضل
بعد أقل من ساعة يتصل مانزو بإحسان ليخبره بقراره ، إحسان الذي طار فرحا بعد سماعه للخبر غير آبه بموقف مارلو الحقيقي! فهو لم يسأله حتى ان كان قراره هذا قد اتخذه عن قناعة .. فالمهم عنده ان يتخلصو من ضغوط مانزو و يستغلو العرض المغري بأي شكل ..
اتصل احسان فورا بمانزو ليبلغه بالبشرى! اخفى مانزو فرحته عن احسان .. و مثل امامه ببرود ..!
مانزو/ اها .. كويس انكو فكرتو بئكل و هكمة !
فورا اتصل مانزو برفيقه ليبشره ايضا بالخبر السعيد .. الذي استقبله بسعادة وفرح غامر ..
فيجو بحماس/ مانزو .. اريد مقابلته بأسرع وقت .. !!!
يتبع
مع تحياتي أنا الباحــــث
الجزء الرابع
اتمنى ان تسامحوني للتأخير ، أخاول ان أكتب كلما اتيحت لي الفرصة ..
وقتا ممتعا اتمناه لكم
و من هنا بدأ مانزو الترتيب مع احسان من أجل مقابلة فيجو الذي كان متلهفا جدا لرؤية مارلو .. و سيكون وجود مانزو في المقابلة مفيدا جدا من اجل اجراء الترجمة الفورية بين الطرفين
( ملاحظة: سيتم الاختصار للترجمة و ادراج كلام فيجو بالفصحى مباشرة )
بعد أن أدلى مارلو لخولة بموافقته .. صار يمر بحالة غريبة و جديدة جدا عليه .. حالة مشاعر مختلطة مابين فضول و تحمس و قلق و خوف و ارتباك و حتى شعور بالخجل .. فكيف سيؤدي هو الدور؟ هل سيكون اداءه مقنعا؟ ماذا سيقول عنه احسان ؟ كيف ستنظر له خولة ؟
لكن مارلو كان يطرد اي فكرة سلبية و يقنع نفسه بأنه ليس سوى ممثل محترف سيقوم بالدور الموكل اليه على اكمل وجه .. اليس هذا ما اراده احسان منه بشدة ؟ .. بل وحتى خولة التي لم تبح له برغبتها انما عبرت عنها بالبكاء و الحسرة على ما سيفوتهما من تلك الفرصة ..
كان القلق بشكل رئيسي هو من سيطر على احاس مارلو وكذلك خولة .. التي هي الأخرى كان لديها احساس غريب جدا لم تختبره من قبل في حياتها .. احساس يشبه دمج لون الغموض الاسود بلون التفاؤل الابيض ليُنتج لونا رماديا !!!
خوفها من المجهول هو السبب .. فخولة لا تدري لماذا تشعر بأن هناك تحول جذري كبير قادم في حياتها مع مارلو ..
تحولٌ ربما لن يكون محابياً لأحلامها و طموحاتها .. بل ربما سيأخذها الى ابعد مما تتوقع !
في خضم هذه الاحاسيس المشتركة الكبيرة بينهما .. كان احسان .. منشغلاً بترتيب اللقاء المهم مع فيجو .....
هدف فيجو من هذا اللقاء لم يكن عاطفيا و حسب .. فيجو في الآخر منتج كبير و شخص مهني و عملي و يستطيع ان يتحكم بمشاعره ..
مع انه كان متحمس جدا لرؤية النسخة الاقرب لمارلين مونرو على ارض الواقع .. لكن كان عليه التأكد ايضا من خلال هذا اللقاء أن مارلو سيكون النسخة الاقرب و الأنجح ايضا لـها.. ولكن كيف ؟ تلك التفاصيل سينشغل بها مع مانزو لاحقا ..
في يوم اللقاء
بعد معاناة من ليلة مؤرقة .. اتخذ فريق مارلو قراره .. و ارتدى الجميع ثيابهم الأنيقة و همو بالتوجه الى مكان اللقاء..
حين دخل الثلاثة الى مكتب فيجو .. الذي كان يجلس مع مانزو على اريكة فخمة في غرفة استقبال مهيبة و مؤثثة بأرقى الاثاث الايطالي الذي نفثت منه رائحة الخشب الزان الراقي فملأت الغرفة به و اعطت للمكان نكهة مميزة .. بالإضافة للإضاءة التي كانت ليست خافتة تماما ولا ساطعة .. بل تبعث بشعور من الاطمئنان والدفء و الترحيب ..
نهض فيجو و مانزو من مكانهما ليرحبا مصافحين بالفريق الثلاثي ..
لاحظ الجميع بدون استثناء.. حتى مارلو نفسه .. نظرات فيجو المتمعنة والمركزة فيه و عيونه تتلألأ كأنها تريد ان تغرورق بالدموع من شدة تأثره ..
واضح جدا ان فيجو أعجب بشدة بما رأته عينيه .. و لكنه مع كل تأثره .. ظل محافظا على اتزانه و ركوزه و تعامله بمهنية متجردة مع الجميع ..
فيجو/ اهلا وسهلا بكم في باليرمو .. و في مكتبي المتواضع .. انا سعيد جدا للقائكم
رد الجميع التحية بعد جلوسهم و مانزو كان من يتولى الترجمة بشكل فوري
فيجو/ اتوقع ان صديقي مانزو قد اوفاكم بالتفاصيل حول مشروع العمر المنتظر ..
ايماءات خجولة موافقة من مارلو ثم من خولة ..
صمت فيجو للحظات .. ثم طلب من مارلو النهوض ! الذي تفاجأ بطلب فيجو!
نظر مارلو لخولة التي اجابته بنظرات عيونها موافقة و تدعمه بإيماءة من راسها ..
نهض مارلو من مكانه ببطيء .. شعر بقدميه ضعيفتان جدا لتحمله في تلك اللحظة الحتمية الواقعية من حياته .. لكنه واصل ما يفعل .. مُرغما نفسه على ان تكون ساقيه تحت طوعه .. لن يسقط مارلو الآن .. وهو بعد لم يبتدأ بأول خطوة حتى !
نهض فيجو من مكانه .. و اقترب من مارلو وظل يلف حوله و ينظر لكل زواياه .. ثم بعد دقائق .. بدت كأنها ساعات طويلة قد مرت على مارلو بالذات .. نطق فيجو
فيجو بحماس/ عظيم .. عظيم .. كل شيء يبدو مثالي و ممتاز .. ولا غلطة ! كأنك التوأم المتماثل لها ! انت تماثلها بكل شيء.. كل شيء !
ثم نظر فيجو الى مانزو يخاطبه/ اريد ان استعين بأمهر ماكيير محترف و معروف في فن المكياج ..
اريده ان يكون .. من اولائك الذين عملوا في افلام ضخمة على مستوى افلام مارفل ! لا يهم الأجر .. هل سمعتني ؟
سماع فريق مارلو لتلك الجملة بعد ترجمتها رفع من مستوى الادرينالين في دمائهم .. فأصابتهم حماسة مختلطة بفضول و و ترقب و حتى صدمة! ..
ما قاله فيجو لمانزو تواً كان اكبر دليل على جديته و رغبته في النجاح .. فلم يكن المال مهما عنده ..
مانزو/ بالتأكيد يا فيجو .. سأبذل قصارى جهدي .. و بأسرع وقت ممكن
لم يكن طلب فيجو سهلٌ ابدا .. فمثل هؤلاء الأشخاص كانت جداولهم مزدحمة بغض النظر عن اجورهم المرتفعة جدا .. من الصعب تأمين مواعيد سريعة معهم في ظل الطلب الكبير والمستمر عليهم من الشركات الكبرى ..
مارلو يخاطب مانزو بقلق / مارفل؟ انا .. انا كنت فاكر ان الحكاية مش هتبقى جد قوي كده !
مانزو لم يترجم كلامه لفيجو لكنه رد عليه / يا مارلو .. السيد فيجو شخص جاد أوي .. و لازم انت كمان تتئامل ( تعامل) مئا المودوع بجدية اكبر ..
احسان يتدخل/ ماتقلقلش يا مارلو .. الموضوع زيه زي اي ماكيير مر عليك قبل كده .. ما تكبرش الموضوع يا صاحبي
خولة لمارلو/ ماتخافش يا حبيبي .. انا معاك دايما .. اعمل شغلك الي انت بتحبه و الي انت مبدع فيه.. ماتفكرش في حاجة تانية
مارلو بخجل و تردد كبير/ حاضر .. حاضر .. انا هعمل شغلي .. ! اكيد ..
فيجو لمانزو / هل كل شيء على ما يرام يا مانزو
مانزو/ نعم يا فيجو .. لا تقلق ..
فيجو / حسنا .. اريد ان اكون موجودا عند توفر الماكيير .. كما اريد جينا حاضرة !
مانزو/ جينا؟
فيجو/ انسيت؟ هل علي ان اذكرك؟ نحن بحاجة لها لتقيس له الفساتين المناسبة التي سيرتديها يومها ..ولا يوجد من هي اكثر خبرة منها في هذا المجال
بعد سماع الترجمة
مارلو بهمس و انزعاج مكتوم/ فساتين؟ فساتين ايه؟
خولة تهمس له بامتعاض/ اهدى يا حبيبي .. مش هنقعد نعترض ع كل حاجة نسمعها كل شويا .. ما انت عارف انه دور وحدة ست .. اكيد هتلبس هدوم وحدة ست يا حبيبي .. بلاش نركز في التفاصيل .. ها .. !
ينظر مارلو لها بنوع من الخجل و الاستسلام/ ها .. اه طبعا .. عندك حق طبعا !
بعد هذه المقابلة السريعة .. ودع فيجو الثلاثي وهو يوصي مانزو بتقديم اقصى عناية لهم في مقر اقامتهم ..
مانزو استغل الفرصة و اعطى الورق الخاص بسيناريو العمل لمارلو لكي يدرسه على مهل .. و يؤكد له انه عمل وثائقي بحت يركز على اهم مراحل حياة الفنانة الراحلة..
في الأيام التالية من الانتظار .. استغلتها خولة لتشجع مارلو و تدعمه بكلامها و تحاول ان تهون الامر عليه و تؤكد له انها مدركة تماما انه مجرد دور تمثيلي و ان عليه ان يجيده لأنها فرصته .. بل فرصتهم جميعا لأثبات مواهبهم للعالم و شق طريق النجاح و الشهرة و النجومية معا ..
خاصة انها صارت تقرأ الورق معه .. و تناقشه فيه بشكل حرفي و تدربه على حفظ الحوارات المهمة رغم قلتها في العمل .. و تراجعها معه لكي تتأكد من حفظه للجمل الأجنبية الجديدة عليه
مارلو .. تأثر ايجابا بدعم خولة المستمر له .. و تعاون معها في موضوع حفظ السيناريو الموكل اليه
مع كل ذلك لم تتجرأ خولة ان تطلب من مارلو تأدية حركة واحدة امامها .. حركة يحاكي بها سلوك النجمة الساحرة .. هي صبورة و ستنتظر كل خطوة في وقتها المناسب .. لكي تخطيها ..
بعد مدة من الانتظار الممل ..
لاح اخيرا نورٌ في نهاية النفق ..! .. فمانزو استطاع اخيرا ان يجد ماكييرا عملاقا في هذا المجال ..
هذا الماكيير ذو اصول عربية .. .. وسيسهل عليهم الامر كثيرا لسهولة التواصل
أكد مانزو لفيجو انه الشخص الوحيد الذي سيثقون به و بقدراته .. انه الماكيير المعروف شداد ..!
نعم شداد ! شداد رجل عربي من احدى دول الشام و هو في الاربعين من عمره..
شداد .. رجل اعزب و تغلب عليه السمرة وهو طويل و وسيم بملامح رجولية عربية محببة .. وهو يعشق النساء جدا .. لدرجة انه لم يتزوج لكي يصاحب كل يوم امرأة مختلفة .. وهو سعيد بحياته هذه و لا يريد تغييرها ابدا
شداد هذا رياضي منتظم و ملتزم بها ليحافظ على صحته .. كما انه كان يعتني بكل تفاصيل حياته الخاصة لأبعد الحدود.. لكي يحافظ على مستوى الاستقرار الذي وصل له في حياته و اصبح مقتنعا فيه ..
عندما عُرض الموضوع عليه من قبل مانزو .. لم تكن صدمة كبيره له .. فهو ماكيير خبير و لديه تجارب عدة من ضمنها شخصيات الدراغ كوين ( رجال يلبسون ملابس نساء ويبدون مثلهن و يقدمون اعمال استعراضية في الاندية الليلية ) و الذين كان يشرف على مكياجهم المبالغ فيه والصعب جدا لكون تطبيقه على بشرة ذكر ليس مثلما يتم تطبيقه على بشرة انثى ناعمة و سلسلة
تقبل شداد العرض بعد ان سمع الرقم المعروض عليه وقرر التعامل مع الامر باحترافيه مجردة مثلما يفعل في عمله دائما..
زف مانزو الخبر لمارلو .. يبشره بوجود الماكيير المتخصص .. بالإضافة الى وجود جينا المستعدة للحضور في اي وقت ..
جينا هي الاخرى متخصصة في عمل ازياء الفنانات و هي خياطة ماهرة و مصممة بارعة .. و لديها خبرة طويلة و تستطيع بسهولة ان تختار ما يناسب الشخصية التي تُعرض عليها ..
وفي حالة مارلو .. فأن جينا لم تكن تهتم لجنسه .. بل هي نظرت لقياسات جسده المطابقة لجسد الراحلة مارلين مونرو.. و ستتعامل معه على هذا الاساس ..
ستعتبره كموديل انثوي شاخص امامها لتجعل الفساتين مناسبة عليه و ملائمة لجلده ولبشرته المنيرة .. فإن منير لم ينل اسمه من فراغ!
جينا هي أمرأة لبنانية الأصل .. متوسطة العمر و لديها جاذبيه النساء العربيات .. وهي تحمل الجنسية الأيطاليه بعد زواجها من رجل اعمال ايطالي ثري .. لكنها من شدة اندماجها في المجتمع الايطالي كان يصعب تمييزها كعربية .. و من حسن حظ مارلو ايضا انها كانت قادرة على التحدث معه بلغة عربية مفهومة
تم تعيين موعد من قبل فيجو .. فحضر الجميع فيه ، .. كان هذا اليوم يوما مهما جدا لأنه سيحدد قناعات فيجو النهائية بعد ان يرى مارلو في هيئة مارلين مونرو لأول مرة !
رغم حضور خولة لتدعمه لكن مارلو مازال يشعر بالخجل .. والخوف .. فهو لم يرتدي من قبل في حياته ثوبا نسائياً .. ولا يعرف كيف سيكون عليه؟ هل سيبدو مضحكا و مثيرا للضحك ؟ هل يعقل ان فيجو رأى فيه صورة لنجمة الاغراء ؟
لكن تعامل جينا وشداد مع مارلو بحرفية وخبرة بثت في روحه بعض الاطمئنان .. وهما يأخذان بيده و يسحبانه معهما الى خلف الكواليس .. نحو غرفة المكياج ..
فيجو و مانزو و خولة وحتى احسان .. جلسوا في الصف الاول من مسرح يستخدموه بشكل منتظم لبروفاتهم .. هدف فيجو هو ان ينظر للنجم الجديد من زاوية نظر الجمهور في المسرح بعد ان يقف مارلو على خشبته ..
داخل غرفة المكياج
وقف مارلو امام جينا و شداد وهما يتفحصانه بتركيز كمن يتفحص بضاعة جديدة استلمها للتو ..
قطع شروده الذهني كلام شداد !
شداد/ أقلع !! لو سمحت!!
وقع تلك الجملة على مسامعه جعله فرائص جسده تهتز من الارتباك والخوف .. لكن .. هو يعرف ان هذا الأمر كان حتمي الحدوث إن عاجلاً أم آجلا ..
جينا تشجعه/ ما تخاف حبيبي .. لازم نشوف شغلنا كلنا ..
مارلو بصمت ..بدأ باصابع مرتجفة يفك ازرار قميصه ثم خلع بنطلونه وبقي فقط بملابسه الداخلية.. لم يخلع ملابسه امام غرباءمن قبل .. موقف جديد يختبره .. لكن الشيء الوحيد الذي اخذ اهتمامه هو تعامل جينا و شداد بتجرد مهني بحت وبلا اي مجاملة ..
جينا/ كله يا مارلو!
مارلو بخوف/ ليه؟ كده مش كفايه؟
جينا/ لا يا روحي .. هيك مش كفايه .. لازم نشوف جسمك كله حتى نقدر نختارلك التياب الي بتلبقلك !
مارلو بعناد/ بس الناس مش هتشوف انا لابس جوه ايه؟ كل الي هيشوفوه المظهر الخارجي .. كده ؟
جينا/ يا روحي .. لو بدك تعمل شغل صح .. فلازم تعمله مضبوط من غير غلطة وحدة .. لتقدر تلبس الشخصية منيح و الشخصية ذاته تلبسك ..
يصمت مارلو .. و يزداد ارتعاشه .. بينما شداد مازال صامت ينظر له بعيون جامده فدوره لم يحن بعد لكن وجوده كان ضروريا ..
مارلو/ طيب .. هو شداد لازم يكون موجود معانا كمان؟
شداد متدخلا/ طبعا يا مارلو .. فن الماكياج مو مقتصر ع الوش بس .. في حالتك بالذات ممكن نحتاج نغطي تفاصيل تانية او نحسنها متل سدرك و رقبتك او اجريك !
مارلو لم يعد يجد ان الاعتراض معهم مجدي .. كان يتذكر كلمات خولة المشجعة له و يشجع نفسه بها .. عليه ان يمضي بها الطريق و ليتصرف هو الآخر بحرفية..
ببطيء و ارتجاف .. خلع مارلو ملابسه الداخلية كلها .. فكشف عن حجم قضيبه الصغير المنكمش .. و حتى التيه .. و ما ميز جسد مارلو انه لم يكن مشعرا جدا كما توقعت جينا و شداد ..
جينا بنوع من الحماسة/ بصراحة اختيار فيجو موفق كتير .. جسمك ما راح يتعبنا كتير .. !
شداد و عيونه تسبح في تفاصيل جسد مارلو واعضاءه/ فعلا .. جلد ناعم و بشرة نقيه و ماراح يتعبني بالماكياج كتير
توجهت جينا بعد ذلك .. الى خزانه فخمة خلفها لتخرج طقم ملابس داخليه نسائية ثم تقربها من جسد مارلو و تقارنها مع الثوب الذي جهزته لكي تضعه على جسم مارلو .
جينا/ البس هدول!
مارلو متردد و خائف وصار يتعرق من شدة الاحراج و لم يجب
جينا/ بدك مساعدة ؟
مارلو/ الحقيقة آه .. انا معرفش الحاجات دي بتتلبس ازاي ..
جينا / ولا يهمك ..
و اخذت تقترب منه و ترفع يديه وتحرك جذعه حتى تمكنت من وضع السنتيانة على صدره .. ثم نزلت تحته لتلبسه لباسا داخلياً عاديا فغطى قضيبه الصغير بسهولة ..
احساس مارلو بالملابس على جلده كان مختلفا وغريبا لكنه حتى هذه اللحظة لم يحرك فيه اي اثارة جنسية ولا حتى من بعيد .. ربما بسبب توتره المتصاعد و خجله الكبير .. كما ان ذلك لم يكن ابدا من ضمن اهتماماته
بعد ذلك طلبت جينا منه ان يلف امامها ٣٦٠ودرجة .. لكي تتأكد من الطقم مناسب له .. و وافقها شداد فورا شداد/ لأ .. هايل .. يجنن بجد!
ثم بعد ذلك .. اخذت جينا الثوب الذي كان يشبه احد ثياب مارلين مونرو التي ارتدتهن في افلامها ..
و خلال دقائق اصبح اللوك كاملا على مارلو .. الذي صارت جينا و شداد ينظران له الآن بشكل مختلف قليلا عن البداية .. فمارلو كان فعلا نسخة متماثة من النجمة الراحلة ..
جاء بعد ذلك دور شداد لكي يضع الباروكة المناسبة .. ثم تفحص وجه مارلو .. باحثا عن اي اثار شعر .. رغم ان مارلو ذو بشرة نقية قليلة الشعر و يحلق مرة في الشهر فقط لقلة كثافة شعره .. لكن شداد أراد التأكد تماما .. وبعد ذلك رفع شداد ذراع مارلو ليتأكد من نعومة إبطه .. وحتى انه نزل عند ساقيه المكشوفة ليرى ان كانت هناك اي بقايا شعر مرئية ..
تعجب شداد بما رآه .. فمارلو ذو جسد طري و ناعم و سيكون مثيرا حتما لو عمل دور امرأة مغرية مثل مارلين مونرو !
ابتدأ شداد بعدها العمل .. وهو يختار المساحيق المناسبة لوجه مارلو و يتفنن وفي وضع المكياج حد المثالية ..
وبعد ساعات من العمل المشترك المضني بينه و بين جينا ..استطاع شداد ان يجعل مارلو لوحة متماثلة من مارلين مونرو.. حتى انه شعر بانتصاب خفيف خلف بنطلونه .. عندما كان ينظر لصورته النهائية ولشدة جمال ما رآه من لوحة صنعها بيده ..
بعد ذلك .. البست جينا مارلو كعباً نسائيا جميلا كخطوة نهائية .. جينا اختارت الحذاء بارتفاع بسبط حتى يتعود مارلو مستقبلا على الاتزان عليه بشكل جيد ..
ثم طلبت جينا و شداد من مارلو ان يخرج ليعتلي خشبة المسرح .. و يُفرح جمهوره الصغير الذي يترقبه بلهفة و حماس ..
بقلب خافق و مفاصل مرتعدة .. خطى مارلو خشبة المسرح .. على الهيئة التي صوراها جينا و شداد .. حيث كان المسرح مظلما الا من نور خافت يستدل به .. ليقف بخجل في نقط الوسط .. منتظرا اشارة من خلف الكواليس
احدهم / Accendi l'illuminazione( اشعلوا الأضواء)
فُتحت الكشافات انوارها مركزة بقعة دائرية من النور على مارلو .. ليكون الآن مرئيا للجميع !!!
لكن .. حتى بعد صوت تشغيل نقطة الكشاف .. ظل الصمت مهيمناً على المكان !
كان مارلو خجلا لدرجة ان نظره كان منصبا نحو الأرض و رأسه مطأطأ للأسفل ..
استغراق الصمت وقتا اطول .. بعث في نفس مارلو القلق و الخوف.. لا كلام .. لا تصفيق .. لا تعليق ولا حتى لغط .. مالذي يحصل !!؟؟ هل بدى بشعاً لدرجة اسكتت الحاضرين ؟
لم يكن هناك اقوى من دافع الفضول عنده لكي يهبه الشجاعة فيرفع نظره .. و ينظر امامه .. ليرى ما لم يكن يتوقعه أبداً .. !!
مارلو بعد خروجه من غرفة المكياج
يتبع
مع تحياتي أنا الباحــــث
الجزء الخامس
الجميع كان واقفا بصمت .. منذهلين لدرجة كأنهم مفصولين عن المحيط الخارجي .. لا يرون سوى مارلو واقفا امامهم ..
عيونهم متلألئة من شدة التأثر .. مشاعر مختلفة تختلج في صدر كل واحد منهم بشكل مختلف ..
فيجو كاد ان يطير من الفرح والسعادة و هو المعروف بمهنيته و صرامته ، الا انه اطلق العنان لنفسه هذه المرة .. فنزلت دموعه وتعلقت في اطراف عينيه .. وابتسامته العريضة تكاد تشق تجاعيد وجهه الذي كان عابسا اغلب الوقت .. ود الآن ان يطير فرحاً وهو يشاهد محبوبته الأبدية تعود للحياة و تتنفس امامه ..
لم يكن فرحا بهذا وحسب .. بل كان هو مليء بالفرح والثقة بأن مشروع العمر سينجح بقوة و سيقلب عالم السينما قريباً رأسا على عقب ..
بينما كان فيجو غائبا في أحلامه ..
كانت خولة تبتسم مع نفسها و قلبها يدق فرحا .. لم تتوقع ان تفرح بما ترى..
هي ترى امامها الآن انسان آخر .. كانت تحبه .. و مازالت تحبه أكثر .. فقط هي سعيدة بلا حدود لأنها صارت تراه جميلا جدا في صورة اخرى .. احساس غريب جداً لا يمكن وصفه .. لكنه باختصار .. كان سعادة نقية لا حدود لها ..
في الطرف الآخر .. وقف احسان منذهلا هو الآخر .. غير مصدق ان الجميلة التي امامه هي من خطفت منه حب عمره .. خولة ! لم يشعر بحقد ابدا .. بل شعر بشيء غريب لا يقدر على تفسيره .. خلاصته هو الذهول و الصدمة ..
بعد ان طالت مدة الوقوف الصامت .. اجتاح مارلو القلق .. وبدأ يشعر بحرج وصار جبينه يتعرق .. لقد ظن انه كان بشعا لدرجة اصمتت الجميع ..
ولكن .. لحظات قبل انهياره .. يتفاجأ مارلو !!! وهو يسمع صوت تصفيق حار .. متواصل .. من الجمهور الصغير الذي يقف امامه ..
فتشجع مارلو الآن قليلا و تجرا اكثر ليرفع راسه و ينظر نحو الحضور القليل .. ليرى بعينيه الجميلة .. كيف ان الجمهور البسيط كان يصفق بجنون و حتى تعالت اصوات مهللة بالإيطالية من فيجو .. و كلمات عربية اخرى متناثرة من خولة .. كلها تشجيع ( برافو .. برافو .. هايل !) ..
ابتسم مارلو مع نفسه غير مصدق لما يرى .. لقد اثر به الموقف و بين له مدى نجاحه ..
فشعر بسعادة غامرة لم يتوقعها هو نفسه ..
شعوره بالنجاح الآن تغلب على شعوره بالحرج .. حتى تناسى تماما اي فكرة سلبية وطردها من عقله ..
من خلف الكواليس ..
نادى شداد و جينا على مارلو بأن العرض قد انتهى وعليه ان يعود ادراجه خلف الكواليس .. فجماله هذا ثمين جدا .. لا ينبغي له ان يبعثره مجانا على انظار الحضور!!
انسحب مارلو من خشبة المسرح بقليل من خجل و ارتباك و حمرة شديدة تلون وجهه .. و هو يرفع ذيل ثوبه بيده بحركة عفوية كشفت عن تقبله للوضع و ربما استمتاعه فيه!
انتهى العرض .. لكن المسيرة للمجد قد بدأت للتو ..
بعد تلك الأمسية الرائعة لهذا العرض والتي كانت الحدث التاريخي الاكثر ابهاجا و فرحا على الجميع .. قررا شداد وجينا بأن الاوان قد حان لأن يعود مارلو الى هيئته و صورته الحقيقية .. فأزاحوا عنه كل الإضافات .. من ملبس و مكياج و اكسسوارات .. وغيرها .. ليعود مارلو .. كما كان .. في ظرف نصف ساعة .. بعد ساعات طويلة و مضنية من العمل
مع ان مارلو كان يشعر بضيق قليلا في البداية حين طبق شداد وجينا صورة مارلين مونرو عليه ..
لكن عكس توقعاته .. اصابه الآن نوع من الحزن بعد ان نظر الى المرآة و رأى صورته !!! وهو يبحث عن شيء مبهر .. اين اختفت تلك الجميلة التي كانت امامه في المرآة قبل قليل ؟؟؟ كأنه تعلق بها بسرعة و بدا الشوق يدب في قلبه نحوها .. !! غريب جداً!!
الحالة النفسية الحالية التي تسيطر على مارلو صارت مختلفة تماما عما كانت قبل العرض!
مع ان الشعور بالخجل والحرج كان مستمرا معه طوال فترة العرض .. لكن نظرات الجمهور اليه غيرت من ذلك الشعور الى احساس اخر جديد مليء بالفرح الغامر والسعادة والنجاح والحماسة والاشتياق ايضا ! الاشتياق لاعتلاء الخشبة مجددا و الاستمتاع بتصفيق الجمهور .. حتى ولو كان على هيئة اخرى !
بعد ذلك العرض المثير .. ترك الجميع المكان .. حتى فيجو .. الذي غادر مباشرة بسبب ارتباطاته المهمة .. فلم يجد وقتا ليهنئ مارلو شخصيا بالإنجاز الكبير ..
في البيت
مارلو كان يتوقع نوع من المسائلة قد يتعرض لها من قبل خولة عندما يكونان في البيت ..
المفاجئ في الموضوع .. ان خوله في البيت كانت داعمه له بشكل مطلق وغريب بنفس الوقت ايضا ..
خولة بحماس/ ايه ده يا حبيبي .. دا انت كنت تجنن ! ايه الجمال ده وايه الموهبة دي وايه الي عملته فينا يا روحي !
مارلو بخجل/ .. انا .. يعني قصدك .. ان اني كنت عامل الدور كويس؟
خولة/ كويس؟ قول تحفة.. قول اداء مثالي .. اسطوري ..! دا انت هتكسر الدنيا بدورك ده يا روحي !
مارلو/ معقول ! انا كنت مفكرك هتزعلي مني ؟ ولا ..
خولة/ ازعل منك! معقول كلامك ده؟ دا انا اكتر حد انبسطلك في الدنيا دي كلها يا موني .. وانت عارف كده كويس ..
مارلو/ .. اه .. طبعا يا قلبي انا متأكد من ده، بس كنت قلقان شويا ..
خولة/ قلقان من ايه يا موني؟
مارلو/ يعني .. دور وحدة ست عاملي شوية قلق !
خولة / متقولش كده يا موني .. ده مجرد دور وانت ابدعت فيه بجد .. متخليش الموضوع ده يقلقك تاني .. لاحسن ازعل منك !
مارلو يبتسم قبل ان يحضنها بحنان ويقول
مارلو/ هو انا اقدر على زعلك يا روحي .. دا انت حب حياتي و عمري و روحي و كل حاجة في دنيتي ..
تبتسم خولة له لتسلمه شفتيها .. يقبلها مارلو برومانسية .. لكن .. كالعادة .. علاقتهما بالفترة الاخيرة لم تكن تتعدى اكثر من القبلة الطويلة او بعض المداعبات السطحية التي يعملها مارلو لخولة كتعويض لها عن تقصيره في العلاقة الزوجية ..
بعد هذا الحوار مع خولة .. مارلو نفسه لم يكن يتوقع ان تكون خولة بتلك الإيجابية عند اعتلائه خشبه المسرح.. عندما كانت تقف امامه من ضمن هذا الجمهور الصغير وعلى راسهم السيد فيجو .. وهي تصفق له بحرارة
لقد اتخذت خولة قرارا جديداً في حياتها وهي ان تكون الى صف زوجها مهما حدث وفي كل وقت و ظرف ..
لذلك هي بكل بساطة شجعته و شدت من ازره ووقفت معه .. حتى اصبحت عبارات التشجيع اليومية لمارلو اسلوب حياة بالنسبة لها ..
تلك الكلمات التي كانت تنطقها خولة .. كانت كفيله بدفع مارلو للمضي قدما في مشروع حياته .. بلا اي خوف او تردد !
حتى احسان كان بموقف مؤيد و مناصر لمارلو .. فلقد زارهم في البيت ليلة العرض الاول .. في قت متأخر ليبارك لمارلو نجاحه في هذه الأمسية الرائعة
زيارة احسان تركت عند مارلو انطباع جميل جدا وإيجابي لأبعد الحدود ..
حتى ردة فعل فيجو ومانزو معا وهما يصفقان بحرارة .. اثرت كثيرا في مارلو .. مع أن فيجو بالذات كان رجلا عمليا جدا .. لكنه وجد نفسه في ليلة العرض يقفز من مكانه مصفقا و مبتهجا و مهللا بحرارة له ..
في الأيام التالية
كان الإنشغال بالمرحلة القادمة .. اهم بكثير من الاحتفال بالحدث الأخير .. ها ما أكدته خولة لزوجها ..
فلقد كان الثنائي حريصين جدا على دراسة و تحضير السيناريو وحفظ الحوارات و مراجعتها سويا .. و الاهتمام بكل شيء متعلق بهذا الفيلم
بعد مرور ايام اخرى قليلة وقّع احسان جميع العقود الجديدة المتعلقة بالفيلم الوثائقي مع فيجو و بحضور مانزو .. بعد ان اطلع عليها هذه المرة بشكل جدي و جيد .. كما تم تحديد موعد تصوير الفيلم في الأسبوع القادم ..
بينما ظل مارلو متواصلا مع جينا وشداد من اجل اي بروفات محتمله .. و الذين صارا يرافقاه في كل صغيرة وكبيرة حتى اصبحا كظله
ثم عهد مانزو بمارلو الى مدربة الرقص الجديدة مـيلا التي لم تكن تتحدث العربية لكن الرقص و دروسه لم يكن بحاجة للغة لكي يتم اتقانه ..
فكان من اهم واجبات ميلا تعليم مارلو الرقصات التي كانت تؤديها مارلين مونرو في افلامها .. و كذلك فن الاتيكيت وفن التحرك بصوره انثويه بشكل عام اولا .. و كذلك الحرص على ان تكون هذه الصوره الأنثوية هي الاقرب لمارلين مورلو ثانيا كما عرفها التاريخ
بمرور الوقت ..
بدأ التردد والاحراج ينمحي من مارلو بشكل تدريجي في ظل دعم خولة المستمر له .. وكذلك مواصلة احسان على تشجيعه للقيام بمشروع حلمه ..
لقد اصبحت مشاهدة مارلو من قبل خولة او احسان وهو يرقص بزي مارلين مونرو من الأشياء المعتادة .. !
مواصلة تلك التمارين والدروس كان لها أثر مترسب..! فلقد صار مارلو يعود للبيت يحمل معه اثار ما تلقنه وتعلمه لا اراديا ..
حتى انعكست تلك التمارين التي تلقاها في دروس الرقص والحركات الأنثوية الجديدة التي تمرن عليها .. على تصرفاته اليومية في الحياة !
وصارت كأنها تذوب في طباعه و تغلبها ! فصارت الليونة تغلب على تصرفاته ..
احيانا .. تتفاجأ به خولة عندما تراه .. وهو يرتدي ثياب مارلين مونرو من تلقاء نفسه .. ويقف امام المرآة ليؤدي بعض من حركاتها ! حتى وان لم يكن لديه تحضير لبروفات في موقع التصوير .. فينظر مارلو لها و يبتسم .. بابتسامة انثوية ساحرة يسألها عن رايها في اداءه !!!
مارلو / ايه رأيك .. !
خولة ببعض المرارة المكبوتة تخفيها بابتسامة مشجعة/ جميل يا حبيبي .. تجنن .. !
مع ان خولة كانت داعمة لمارلو بكل قوتها .. إلا ان خيط من يأس تسرب خلسة الى روحها .. نعم يأس ! خولة صارت تدرك في عقلها الباطن .. أن هناك تحول جذري يجري في مارلو .. تحول مهول و كبير .. ربما ستفقد في نهايته حبيبها و رفيق دربها! فقط الغبي سيتجاهل تلك التحولات ولايهتم لها ..
واضح جدا ان مارلو بدأ يتغير من الداخل دون ان يشعر .. بدأت الشقراء تتمكن منه و تتحول فيه ومنه .. اليها .. الى مارلين مونرو الجديدة .. !
اصبح هذا الحال في تصاعد متواتر بالنسبة لمارلو مع كل ثانية تمر .. وخصوصاً عند اقتراب موعد تصوير اول مشهد في الفيلم المرتقب ..
أول يوم تصوير
في موقع التصوير ..
احسان أعلن بشكل صريح الاستعداد الجدي لتصوير الفيلم المرتقب الذي كان جاهزا من الناحية النظرية والفنية وكذلك الاستعداد المادي من ناحيه الانتاج وحتى مواقع التصوير
لقد كان أحسان على اطلاع بما يجري اول باول .. و
كان كذلك حاضراً في كل المشاهد ..
بعض المشاهد كانت صعبة على مارلو في البداية خصوصا حين يكون فيها رجل أمامه! ليؤدي دور احد الشخصيات المهمة في حياتها او احد ابطال الأفلام الذين وقفوا امامها فيها ..
شعور غريب جديد يختبره مارلو وهو يرى طريقة تعامل الممثل المعني معه وكأنه فعلا إمراة جميلة.. ولم تكن أي أمراة .. لقد كانت مارلين مونرو!
احينا يحيط ممثل خصره بيده فينتابه احساس غريب .. لم يفكك شفراته ليفهمه بعد لكنه بالمجمل احساس جديد .. فيه نكهة من الارتياح! رغم ان مارلو كان يرد ذلك الاحساس من عقله بقوة و عدة مرات .. لكن .. شاء ام أبى .. يعاوده ذلك الإحساس مع كل لمسة جديدة يتعرض اها من الممثل المشارك .. او حين يمسك بكفه الناعمة ..
تلك الطريقة كانت تحرجه في البداية وتؤثر على أدائه لشدة ارتباكه .. لكن مع الدعم المستمر من فريقه و اولهم خولة .. وحتى مانزو و فيجو .. استطاع مارلو تجاوز تلك العقبة .. رغم انه اضطر لإعادة المشاهد الاولى عدة مرات ..
لكن في نهاية الأمر .. تمكن مارلو من الدور و اتقنه و صار امرا نمطيا عنده !
للعلم كل من مثل معه .. لم يكن لديه فكرة عن كونه رجلاً !!!
استطاع مارلو ان يكمل تمثيل مشاهده في الفيلم خلال مدة قصيرة نوعا ما.. خصوصا انه لم يعد يشعر بالإحراج وهو يرتدي ثياب مغرية في موقع التصوير و هو يحاول تقليد بعض من حركات مارلين مونرو المعروفة امام الكاميرات متبعا توجيهات المخرج و بحضور فيجو المنتج للفيلم بشكل مستمر ..
لقد دخل مارلو أجواء الفيلم بسرعه كبيره .. مما ساعد على تصويره في وقت قصير نسبيا ..
لم يكن مارلو هو المتحمس الوحيد للعمل .. فإحسان كان هو الاخر يشعر بحماسه كبيره وسعادة غامره وفرصته لأن يصبح أنجح مدير أعمال صارت تتلألأ امام عينيه لتعده بمستقبلٍ واعد و مشرقٍ ..
مع تصوير كل مشهد .. خلف الكواليس كانت جينا و ميلا و شداد .. يحيطون بمارلو من كل صوب و يبذلون قصارى جهدهم لكي ينتجوا من مارلو تلك الإطلالة الناجحة المتكاملة من مارلين مونرو امام عدسات المصورين ..
خولة هي الأخرى لم تفارق زوجها في اي وقت .. و مع كل مشهد ناجح .. كان اليأس يزداد في قلبها .. خوف كبير من مستقبل مجهول قادم لا محالة .. خوف من فقدان مارلو مع كل ثانية تمر .. !
خولة كانت تحب مارلو أكثر من نفسها حتى .. فكانت تدوس على مشاعرها و تخفي يأسها و تزينه بابتسامتها المعهودة لتواصل دعم مارلو بكل قوة .. يكفيها ان تراه سعيدا وهو يقوم بهذا الدور.. ربما وجد مارلو سعادته اخيرا حتى وان كانت على هيئة مغايرة لجسده !
لم تر خولة مارلو بهذه السعادة من قبل .. فكيف لها ان تحرمه منها الآن !
أيام مرت .. طويلة على خولة و سريعة على مارلو ..حتى تم الانتهاء من تصوير الفيلم !
ثلاثة أسابيع تقريبا .. استغرقها مارلو للقيام بكل المشاهد المطلوبة منه في الفيلم .. قبل ان يتم مونتاجه و اعداده للعرض النهائي ..
بحفلة بسيطة حضرها الاب الروحي فيجو و لم تخلو من مانزو .. و جميع الحاضرين .. تم انهاء تصوير اخر مشهد .. و اقيمت بعدها هذه الحفلة الجميلة على شرف النجم الصاعد بقوة .. مارلو !
بعد وقت قصير.. أعلن مانزو عن جهوزية الفيلم للعرض.. و طلب من مارلو وفريقه الحضور كضيوف شرف للعرض الاول ..
و سيكون فيجو معهم حاضرا بالتأكيد .. فيجو هو اكثر شخص متحمس للفيلم .. اكثر حتى من مارلو نفسه ..!
لقد انتظر هذه اللحظة سنوات طويلة .. و ماعاد يستطيع أن يمسك دموعه وهو جالس على مقعده ..
لقد اختار مانزو ان يعرض الفيلم في مهرجان افلام محلي في مدينة باليرمو .. و هو متأكد من احساسه بالفوز بجائزة المهرجان ..
اخيرا .. جاءت اللحظة الحاسمة .. وتم عرض الفيلم على الشاشة البيضاء ..
حتى مارلو انبهر بنفسه ! .. وهو يرى أمامه نسخة حيه من مارلين مارلو .. تتنفس و ترقص و تبدو بأبهى صورة .. كأن النسخة فاقت الأصل و تغلبت عليها ..
لقد صمت الجمهور كله .. وقلوبهم تخفق جميعا مستمتعين بجمال الممثلة التي تؤدي الدور .. منبهرين بحسن ادائها و تقمصها للدور .. حتى بدت كأنها هي .. لم يكن ليلاحظ اي شخص ولا بأي حال من الأحوال .. ان تلك الممثلة من الممكن ان تكون رجلاً!!! مستحيل ..
لقد ادى مارلو الدور بإتقان و على أكمل وجه .. لقد تشبع فيه و شربه حتى صار جزء منه .. بل صار هو والدور جزءان مكتملان لا ينفصلان ابدا ..
بالكاد حبست خولة دموعها هي الأخرى .. تحافظ على ابتسامتها وتمسك بيد مارلو الذي كان جالسا بجانبها مبهورا بما يرى و غائبا مع نفسه في حلم اسطوري لم يكن ليحلم به في يوم من الايام!
لم يسرقه من انغماسه بهذا الحلم .. الا أصوات التصفيق العال و تهليل الجمهور المنبهر بالفيلم ..
كلهم وقفوا يصفقون بقوة .. ويصفرون لهذا الاداء ولتلك النجمة الجديدة التي لاحت موهبتها في الأفق الآن لتعلن عن ظهور شمس ساطعة جديدة في سماء الفن ...سيغيب بفعل نورها العديد من اشباه الممثلات! ستكون تلك النجمة .. هي الوحيدة التي ستهيمن على عالم السينما للسنوات القادمة بلا شك ..
انتبه مارلو اخيرا .. للتصفيق .. نهض من مكانه .. والتف نحو خولة ليحضنها .. و يتقبل تبريكاتها ..
خولة بنبرة فرح حزينة/ الف مبروك يا روحي .. انت نجحت!
مارلو/ قولي نجحنا يا حبيبتي .. نجحنا !
خولة بمرارة و دموع فرح/ نجحنا يا حبيبي .. نجحنا ..
لقد بارك لمارلو كل الفريق هذا النجاح الكبير.. لكن حسرة جديدة تدب في قلب مارلو ايضا .. اغلب الجماهير الحاضرة لا تعرف بأنه هو من ادى الدور !
حتى انعكست مراته على طباعه في البيت لاحقاً .. و خولة لاحظت ذلك ..
خولة/ مالك يا حبيبي .. شكلك مش فرحان قوي ليه ؟ مش ده هو الحلم الي حققناه بعد ما حلمنا كتير بيه ؟
مارلو بحزن/ ايوا صحيح .. بس .. بس ..
خولة / بس ايه يا حبيبي ؟
مارلو/ بس الناس ماتعرفش انا مين .. انا لسه مجهول عند الناس .. انا يمكن حققت حلمي بالنجومية.. بس النجومية لوحدها من غير جمهور .. مش كفاية ..
خولة/ ولا يهمك يا موني .. لو عايز الناس كلها تعرفك و تشاور عليك .. انا مستعدة اعمل كل حاجة انت تطلبها عشان نحقق الهدف ده !
مارلو/ بحد يا خوختي! انت بتتكلمي جد ؟
خولة/ طبعا يا موني .. بتكلم جد ! انت بتسأل ليه ؟
مارلو/ يعني انت مش هتتكسفي مثلا لو الناس عرفت ان جوزك لابس دور وحدة ست !
خولة بثقة/ اتكسف؟ مستحيل .. انت مش متصور قد ايه انا فخوره بيك !
مارلو بفرح/ بجد يا خوخة! انت بجد فخورة فيا ؟
خولة / طبعا يا روحي وهي دي محتاجة سؤال ..
مارلو يحضنها/ انا بحبك قوي يا خولة .. قوي ..
خولة بمرارة / وانا كمان .. انا كمان يا حبيبي ..
ربما كان مارلو خائفا من الظهور للعلن و يحتاج لدعم قوي من محبيه ..
لكن .. سيكون لمانزو راي اخر قريباً حول هذا الموضوع ..
فبرأي مانزو .. يجب أن يعلم الجميع من تكون تلك الممثلة المبهرة .. حتى وان كانت رجلاً..
لحسن الحظ .. معروف ان مجتمع ايطاليا مجتمع غربي .. ولن يشكل ذلك مشكلة كبيرة بالنسبة لهم .. لذلك لم يجد مانزو أي مانع من الكشف عن هوية مارلو الحقيقية
اثناء كل ذلك ..
تحققت تنبؤات مانزو حول الفيلم .. اذ ان الفيلم قد نال المركز الاول في المهرجان باستحقاق عال ..
لم يتم استدعاء الممثلين للصعود على المنصة لغرض التكريم .. فالمهرجان كان محدودا و مخصصا فقط لتكريم الافلام بحد ذاتها ..
لكن تم ارسال الجوائز لصناع الفيلم .. من ضمنها جوائز مالية ..
والصحافة كانت حاضرة .. فغطت احداث المهرجان و ساعدت كثيرا بانتشار الخبر و الترويج للفيلم ..
كل الصحف وحتى للقنوات المحلية صار شغلها الشاغل الآن .. هوية النجمة الحديدة التي سرقت كل الانظار و الاضواء و الإهتمام بجمالها الساحر و ادائها المتقن ..
مارلو مازال رافضا بشكل قطعي ان يكشف عن شخصيته الحقيقية للصحافة .. كأنه كان مُكتفٍ بما يرى من تأثير ايجابي تركه في نفوس الناس ..
لم تضغط خولة عليه ولا إحسان .. حتى فيجو لم يفكر بالضغط عليه .. لكن مانزو كان يفكر في شيء آخر!
بسبب نجاح الفيلم الكبير و سمعته المنتشرة بين الناس بفضل تغطية الصحافة .. فلقد كان اغلب سكان مدينة باليرمو يتمنون ان يشاهدون هذا الفيلم مجاناً في قنواتهم ..
وبسبب حب الجمهور المتزايد .. فقد ازدادت العروض القوية من قبل تلك القنوات على المُنتجَين من اجل شراء حقوق عرضه ..
لن يضر فيجو ولا مانزو مورد مادي اضافي الى جانب سعيهما نحو العالمية ونيل الاوسكار في المستقبل القريب ..
بفضل جهود مانزو .. تم بيع الفيلم لعدة قنوات محلية في عموم ايطاليا وليست باليرمو وحدها ..
حقق الفيلم أرباح هائلة .. وتم عرضه مجانا للناس على القنوات المحلية العامة .. واصبح الكل فجأة مهتماً بالفيلم الذي اصبح ترند في ايطاليا ..
كل الناس اصبحت تتوق لتعرف من هي تلك الممثلة المبهرة والساحرة .. والصحافة زادت من تغطيتها لأخبار نجاح الفيلم .. و ركزت في عناوينها حول هدف واحد .. من تكون تلك النجمة الجديدة شبيهة مارلين مونرو ؟ الكل يريد ان يعرف من هي ..
تلك القنوات نالت تقييمات عالية بعد عرض الفيلم .. و زاد المعلنون عندها بسبب ارتفاع نسب المشاهدة الى حد مهول و غير متوقع .. الاتصالات تنهال على تلك القنوات بالمئات بشكل يومي .. تطالب بعرض الفيلم مجدداً .. واللقاء بالممثلة الموهوبة التي سرقت اهتمام كل الناس ..
لكن .. كيف تلتقي تلك القنوات بتلك الممثلة وهي ما تزال مجهولة عندهم ؟
بلا سابق انذار ..
في احدى الصباحات الجميلة ..
يستيقظ مارلو و خولة .. ليتناولا فطورهم الايطالي الفاخر في جناحهما الخاص ..
كالعادة يتم تقديم الصحف المهمة لهم مع عربة الإفطار .. تلك عادات الفنادق الراقية في اوربا عموما ..
كان مارلو يتسامر مع خولة باحاديث عادية وهما يتناولان القهوة في الفطور .. حتى مد مارلو يده لأحدى الصحف .. و يفتحها !!! كان شغوفا بالإطلاع على ما تحتويه تلك الصحف من صور جميلة تخص المدينة ..
الصدمة اسكتته وهو ينظر للصفحة الاولى من احداها .. ولم يعد ينتبه لحديث خولة .. التي رأت ذهوله !
خولة / فيه ايه يا موني ؟
مارلو لم يرد على سؤالها .. لكنه فقط اراها الصفحة الاولى من الصحيفة !
صورة مارلو الحقيقية ببدلة رسمية .. لجانب صورة ممثلة مارلين مونرو .. وبالبنط العريض .. كُتب إسمه من ضمن العنوان !
لقد ميز مارلو اسمه من الحروف اللاتينية.. رغم ان ليس ضليعا بعد باللغة الإيطالية ..
خولة / ايه ده ؟ مين الي عمل ده ؟ و ازاي يعملوا ده من غير اذننا ؟؟
مارلو لم يفتح فمه بكلمة واحدة .. فيما ظلت خولة تتكلم بعبارات تذمر و غضب.. و لاتدري الى من تتوجه لتسأله او توجه له الإتهام ..
اثناء كل هذا اللغط .. رن هاتف مارلو .. مانزو كان هو المتصل ..
اقتربت خولة من مارلو تطلب منه ان يجيب بعد ان يفتح السبيكر ..
مانزو/ إيه رأيكو في المفاجأة بتاءتي !!!!!!!!!
يتبع ..
الاحداث الجنسية قادمة و بقوة ابتداءً من الجزء القادم .. فشكرا لصبركم و سعة صدوركم
مع تحياتي أنا الباحــــث
الجزء السادس
مارلو بغضب / هو انت الي عملتها ؟
مانزو / أنا كان لازم أأمل كده يا مارلو .. لازم تاخود هأك ( حقك) من الشهرة .. هرام يديع كل مجهودك أل فادي !
حاولت خولة ان تُهدأ من روع مارلو .. و تشير له بأن يخفض صوته وهو يتحدث مع مانزو ..
مارلو ينظر لها محاولا كتمان غضبه وهو يرد على مانزو/ بس كان لازم تسألني قبل ما تعمل كده يا سيد مانزو ..
مانزو بقليل من الأنزعاج/ انا لو مأملتش ده .. مافتكرش انك هتعملها ! يا هبيبي انت لازم الكل يأرفك و نجمك يبأى في الألالي ( العلالي) .. و بكره هتشكرني لأني أملت ده أشانك ..
استأزنك دلوأتي .. أندي شغل
ينتهي الاتصال ..
ومارلو مازال منزعجا وحائرا و خائفا ايضا .. كل يوم يظهر له حدث جديد في حياته يجعله يبتعد اكثر عن حقيقته .. يبتعد عن المرفأ الذي انطلق منه حتى ما عاد يراه وهو يخوض غمار رحلة بحرية في محيط هائج يزداد ظلاما و قسوة مع كل يوم يمر ..
خولة / اهدى يا حبيبي.. بلاش تكبر الموضوع كده ..
مارلو بغضب/ اكبره! وهو يعني لسه مابقاش كبير .. ده كبر .. كبر قوي و قرب ينفجر!!!
خولة/ ينفجر ..! يا روحي يا نور عيني.. صدقني الموضوع مش مستاهل .. وعلى فكره .. مانزو عنده حق !
مارلو / ايه؟ ده بدل ما تقفي معايا ! تقوليلي عنده حق؟
خولة/ هي مش عركة يا موني عشان اقف في صفك او ضدك .. انا اقصد انه عنده حق في الي قاله .. لأن ده حقك فعلا !!
مارلو باستغراب/ حقي؟ ازاي يعني ؟ انت عايزة تقولي ايه؟
خولة/ حقك في الشهرة الي لازم تاخودها انت و بتستمتع بطعمها بشخصك الحقيقي .. مش تفضل مخبي نفسك في الظلمة !
هدأ مارلو قليلا .. فلطالما كانت خولة اكثر من يؤثر فيه بكلامها و آرائها ..
ثم اكملت خولة/ بص يا موني .. شوف قد ايه فاتك من الإحساس الي كان لازم تحسه بالشهرة والنجاح ! الأضواء الي كنت مستنيها توجعلك عنيك من كثر ما الصحفيين يعملو فلاشات عشان يصوروك .. وغيره كتير ..
لمعت عينا مارلو كأن الكلام اصاب هدفه .. كلام اغراه كثيرا
مارلو / يعني .. يعني انتي شايفه كده ؟
خولة/ طبعا يا موني .. ده حقك .. ولازم تاخده .. ولازم تتمتع بيه زي اي حد ناجح
مارلو/ بس .. انا خايف من كلام الناس .. هيقولو عليا ايه؟
خولة/ ناس مين ؟ انت ناسي ان هنا محدش يعرفنا تقريبا .. ثم حتى لو عرفت الناس! انت مبتعملش حاجة غلط .. ده فن .. والي مش عاجبه يخبط راسه في الحيط ..
صمت مارلو و علامات الاقتناع بكلام زوجته بانت على وجهه .. وصار يتجول في الغرفة جيئة و ايابا .. وكأنه دخل في دوامة من احلام اليقظة ..حتى خولة لم تعرف مالذي كان مارلو يفكر فيه في تلك اللحظة ..
لكن بعد دقائق.. نطق مارلو
مارلو بنبرة رضا/ انا .. انا مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه يا خوخة .. انا بجد كنت هضيع
تبتسم خولة / يا حبيبي .. انا أفديك بروحي .. المهم انت تبقى ناجح و مبسوط .. لأن نجاحك هو نجاحي و سعادتك هي سعادتي ..
يحضنها مارلو و يقبلها .. كأنه كان بحاجة فعلا الى ما فعله مانزو فيه .. بوضعه امام الامر الواقع ..
بعد قناعته .. اتخذ مارلو قرارا مهما .. وهو أن يظهر بشخصيته الحقيقية الى العلن !
خولة كانت اول المرحبين بقراره و اول الداعمين له
هذا القرار وصل الى إحسان الذي رحب به كثيراً .. وايضا فيجو الذي كان يريد لمارلو ان ينفتح اكثر على العالم و يستفيد من نجوميته اللامعة ويستغل تلك الفرصة بشكل افضل .. فالفرص لا تأتي في العمر إلا نادراً و على المرء ان يستغلها و يتشبث بها .. مادامت موجودة
بمجرد اعلان مارلو قراره هذا لإحسان .. و الذي كان يصد الكثير من العروض المقدمة من مختلف الصحف و القنوات .. نزولا عند رغبة مارلو بإخفاء شخصيته .. فأن إحسان لم يعد يلحق على الرد على كل تلك العروض من اجل تنظيم مواعيدها .. لقد ازدحم جدول اعمال مارلو بسرعة البرق ..
لقد وصل الأمر بإحسان أن يرفض اعطاء مواعيد جديدة حتى بعد شهرين من الآن !!! ..
كلها أيام .. حتى قَبِلَ مارلو أول لقاء مع اشهر مجلة في باليرمو .. ولقد سمح لها بأدراج صورته الشخصية كرجل لجانب صورته وهو يتقمص دور النجمة الراحلة .. على غلافها الرئيسي !
كان ذلك السبق الصحفي مثيرا جدا في الوسط الفني و بين عامة الناس .. لقد نفذت طبعات المجلة من الاسواق بسرعة كبيرة !
هذا الحدث دفع بمجلات اخرى مغمورة لأن تقاتل في سبيل الحصول على لقاء جديد مع مارلو .. و بأي ثمن .. مهما كان .. لكي تنقذ نفسها من الإفلاس و تحسن من مبيعاتها !
مع كل يوم يمر ..
ازدادت اللقاءات الصحفية و الإعلامية ومعها ازدادت نجومية مارلو وشعبيته في ايطاليا .. في وقت قياسي
لقاء ثم آخر .. مرة مع صحيفة ومرة مع قناة .. حتى قبل مارلو جميع اللقاءات الصحفية والقنوات الإعلامية و حتى الفضائية !!
هذا التصرف اخذ بمارلو الى منطقة بعيدة جدا هو نفسه لم يتوقع ان يصل اليها !
منطقه جعلته يستمتع فعلا بطعم النجاح لأول مرة .. و يتذوق احساس الشهرة والاهتمام المُنصَب من قبل الجميع و توهج الاضواء المسلطة عليه من قبل كل وسائل الاعلام و الوسط الفني !
كل ذلك كالسحر .. كالأحلام الوردية التي طالما حلم بها مارلو في ايام دراسته و رغبته بأن يصبح نجماً ذا شأن صارت تتحقق الآن ..
لم يعد الأمر خفيا عن أحد .. الجميع تقريبا .. صار يعرف ان مارلو بشخصيته الحقيقية.. هو نفسه من يؤدي دور النجمة الفاتنة الساحرة مارلين مونرو !
بعد موافقة مارلو على الظهور للعلن .. صار يمشي في الشارع والكثير من المارة يمر بجانبه او يرافقه .. و الكثير صاروا معجبين به ويطلبون توقيعه او ان يتصوروا معه .. لأنه اصبح نجم مشهورا جدا في إيطاليا ونال محبه جمهور واسع جدا بفضل دوره هذا ..
ربما غفل مارلو عن حقيقة مهمة .. بأن لكل نجاح ثمن !
ما حصل بعد مدة ان صور مارلو بوجهه الحقيقي قد ملأت جميع أغلفة الصحف والمجلات .. وكادت برامج جميع القنوات المحلية والفضائية في ايطاليا أن لا تخلو من مناقشه دوره في الفيلم الناجح المعروف لدى الجميع ..
صحيح ان النجاح والشهرة لهما طعم مختلف ورائع وكان في البداية يمنحه الشعور بالسعادة الغامرة .. بل و حتى أرضى الغرور في نفسه ..
ولكن بمرور الوقت كان هنالك شيء ما يترسب في اعماق مارلو يشبه الشعور بالذنب .. او تأنيب ضمير
شيئا فشيئا عقله الباطن بدأ يؤرقه اثناء نومه في الليل .. يجعله قلقا طوال اليوم ..
كل ذلك بسبب تنامي الشعور بالذنب فمارلو صار يشعر انه مهما فعل ومهما نال من استحسان فهو في نهاية الامر لم ينل كل ذلك الا بفضل تلك الشخصية التي تقمصها .. لا بسببه هو .. !
مع كل هذا النجاح .. فإن هنالك شيء ناقص غير مكتمل في الصورة بالنسبة لمارلو
هذا الاحساس بدأ يزيد بشكل طردي مع كل يوم يمر او مع كل لقاء جديد يجريه مع مجله او يظهر في برنامج ..
موضوع الشهرة و الأضواء ازعج مارلو لا لذاتها بالذات بل لأنه اراد ان ينال تلك الأضواء بشخصه الحقيقي ليس تحت قناع وهمي مغاير و مخالف تماما له ..
ورغم تلك المقابلات التي كان يجريها مارلو والتي كانت تدر عليه اموالا طائله لم تكن في الحسبان .. اموال حسنت من حالته المادية بشكل رهيب ..
لكن ظل مارلو يعاني .. ويشعر بتأنيب الضمير ..
الانزعاج والشعور بالضيق رغم الاموال المنهالة كالمطر .. لم يعد يطاق ..!
مارلو صار يشعر بضيق شديد جداً لدرجة الاختناق والأرق .. فأصبح منهكا جسديا .. لا نفسياً فحسب
لذلك .. وبشكل جنوني .. وفي أحدى الصباحات .. فاجيء مارلو زوجته !
مارلو/ انا .. انا عاوز ارجع .. مش قادر افضل هنا ولو يوم زيادة !! مش قادر!!!
خولة لم تجد ما تجيب به زوجها .. فهي تحبه و لا تريد ان تراه يتعذب .. فصمتت .. لا تملك شيئاً من امرها .. كل ما كانت تفعله هو ان تنتظر اي خطوة يقوم بها مارلو لاحقا لكي ترافقه فيها بلا اي تردد !
و مع ان وضع مارلو المادي اصبح ممتازا جدا.. لكن مع كل امواله الحالية فهو لا يمكنه ان يدفع الشرط الجزائي لو كسر عقده الآن !! حتى مارلو كان يعي ذلك .. مسألة الارقام لم تكن معقدة جداً.. لفهمها
ومع إن أحسان ناله كذلك من الخير الكثير .. بصفته مدير اعماله .. لكنه لم يكن يستطع ان يؤثر على مارلو او اقناعه بالبقاء..
كان احسان يتكلم امام خولة بعيدا عن اسماع مارلو ليرسم لها صورة ضبابية مخيفة فيما لو تراجع مارلو الآن وهو في منتصف الطريق ..
خولة كانت تعيش بين أمرّين .. ولم تكن تستطيع ان تفعل ما يضر مارلو .. اكتفت بالصبر و السكوت ..
فجأة..
وسط كل تلك المعمعة .. جاء مانزو الى بيت مارلو بزيارة مفاجئة !!!
مانزو على الباب / انا جيت من غير مئاد .. بس المودوع مايتهملش تأجيل ..
خولة بارتباك/ لا .. لا ابدا .. تفضل يا سيد مانزو .. بيتك و مطرحك ..
مارلو مع نفسه ( و ده الآخر ايه الي جابه دلوقتي ؟)
يدخل الصالة و يسلم على مانزو الذي طلب منه و من خولة عقد اجتماع فوري مهم للضرورة القصوى ..
كان الهدف من هذا الاجتماع هو لكي يعرض عليهم عشرات العقود الاعلانية الجديدة التي تقدر بمئات الآلاف من الدولارات !! .. بالأضافة الى تقديم العمل السينمائي للجنة تقييم الافلام الوثائقية الأجنبية لمهرجان الأوسكار..
تلك كانت اخبار سعيدة للوهلة الاولى .. المزيد من المال يعني ازدياد القدرة على دفع مبلغ العقد الجزائي .. هذا ما خطر في بال خولة اولا ..
كان مارلو يستمع هذه المرة باهتمام .. ما كان يصبره على الوضع .. هو تفكيره بخولة ايضا .. فلم يكن مارلو انانيا لدرجة يتخذ فيها قرارا مصيريا بالعودة دون ان يفكر في عواقب هذا القرار عليه و على خولة !
كان مارلو يمني نفسه ايضا بان يجد مخرجا من كل هذا .. دون ان يتأذى احد الأطراف ..
اثناء الاجتماع .. كان ذهن مارلو قد شرد بعيداً ..و لم يعر انتباهه للإجتماع سوى كلمة قالها مانزو ضمن عرضه لتلك العروض المغرية ..
فبشكل صادم .. وضح مانزو ان هناك اعلانات جديدة و مغرية جدا من ناحية المال المعروض ..
و كان من ضمن تلك الإعلانات .. اعلاناً عن ساعات و ملابس داخليه نسائية و عطور و كل شيء تقريباً ..!!
ما لفت انتباه مارلو .. هو الإعلان عن الملابس الداخلية النسائية!
مارلو بإعتراض / أيه ؟ انا أعمل كده ؟؟؟؟ لأ كده كتير !
مانزو/ كتير ليه يا مارلو ؟ ما انت لبست ملابس نسائية لما عملت دور مارلين مونرو في الفيلم و كل هاجة كانت تمام .. مش هتفرق كتير لو لبستها تاني في الإئلانات ديه .. !
مارلو بصدمة/ ايوا بس .. بس انا كنت امثل في فيلم وثائقي .. مش اعلان !
مانزو/ افتكر ان ميلا و جينا لبسوك ملابس داخلية من نوع فاخر تهت هدوم مارلين مونرو .. والودع كان ئادي عندك .. هتفرق ايه دلوكتي .. انا مش فاهم ..؟
حتى خولة صدمت بما سمعته .. وكادت ان تسحب مارلو من يده ليتركا الاجتماع .. مع انها تعرف ان هذا رد فعل عاطفي سيكلفهما الكثير .. لكن مانزو كان شخصا ذكيا جدا ..
مانزو/ لو مش أجبك ( عجبك) خلاس .. بس ماتنساش الشرت الجزائي ..
وسدقني .. لو أملت دول الأئلانات ..هيكون اندك فلوس كتير .. كتير جدا .. وسائتها هتقدر تدفع شرت جزائي و تأمل الي يأجبك( يعجبك) بأدها .. !!
كأن مانزو كان يقرأ افكار خولة قبل ان يحضرا الاجتماع .. و كأنه القى الآن بالطعم المناسب لجذب الفريسة السهلة ..
حتى مارلو شعر بأن كلام مانزو هذا يشبه المخرج من الوضع المتأزم الخانق الذي يضيق عليه اكثر كل ما مر الوقت ..
فما المانع إذا من بضعة اعلانات اخرى .. ستكون هي الخلاص له و لخولة ؟
وبعدها سيفر مارلو الى بلده بلا رجعه .. سيتخلى عن كل هذا .. و سيحاول مجددا .. لا ضير في ذلك فما زال هو و خولة شابين ..!
فترة صمت طويلة مرت ع الجميع والكل جالس ساكن في مكانه .. مانزو ينتظر نتائج كلامه المؤثر في عقل مارلو و خولة ..
و مارلو يضرب اسداس في اخماس مع نفسه .. و خولة لا يهمها سوى مصلحة زوجها و ضمان سعادته..
يبدو ان كلام مانزو كان له اثر فعلي في مارلو .. والذي نطق بعد وقت طويل من الصمت ..
مارلو / .. انا موافق.. بس بشرط ..
مانزو/ اشرت براهتك يا مارلو
مارلو / بس مش همضي على اي عقود جديدة غير ما ادرسها اما واحسان كويس .. مش عايز اي شروط جزائية جديدة ..
مانزو/ بس كده .. هادر يا سيدي !
مارلو/ مش لما تسمع شرطي في الأول
مانزو/ فيه ايه يا نجمنا .. انا سامئك
مارلو/ انا عايز ٣٠٪ من أرباح بيع المنتج الي هعلن عنه !؟!
مانزو بصدمة/ ايه! بس ده كتير .. و سأب( صعب) جدا كمان .. سأب قوي .. مافتكرش المئلنين هيوافكو!
مارلو/ ده هو شرطي الاساسي عشان اعمل كده ..
مانزو/ ماشي .. انا هكلمهم و أرجألك جواب ( ارجعلك ) ..
خرج مانزو غير مرتاح مما سمعه .. اما خولة فقد انقضت على مارلو تحضنه وتقبله و هي تضحك و ضحكتها مختلطة بدموع عيونها من شدة التأثر والفرح ..
مارلو باستغراب/ فيه ايه يا روحي .. فهميني
خولة / انا فرحانة قوي لاني شفتك قد ايه انت واثق من نفسك .. ايوا كده يا روحي وريهم مين موني ! مش هنعملهم كل حاجة هم عاوزينها منا وعلى مزاجهم !
يبتسم مارلو/ كان لازم اعمل كده .. انت فاهماني .. لازم نجمع فلوس كتير بأسرع وقت ممكن عشان نخلص من الشرط الجزائي النحس ده .. مش هنخليه يفضل كاتم ع نفسنا طول الوقت ..
خولة بحماس/ ايوا يا حبيبي.. لازم نعمل ده و انا معاك زي ما عودتك .. معاك يا روحي ..
كان ذلك الاجتماع سريعا .. انتهى بخروج مانزو .. و رضا الزوجين .. و استعادة امالهم بالحرية من جديد ..
بعد يوم واحد فقط.. اتصل احسان بمارلو ..
احسان/ ايه الي عملته ده يا مارلو !
مارلو/ انا عملت الصح يا احسان !
احسان/ بس انا شايفك استعجلت قوي بشرطك ده .. المفروض اننا نخف عليهم شويا .. الصبر حلو بردو يا مارلو .. فيها ايه لو صبرنا شويا .. والمبالغ المعروضة علينا مش قليلة خالص
مارلو/ اتقل ع الرز يا احسان .. كله هيبقى تمام وهتشوف بعينك .. انت اصبر بس .. واتقل شويا ..
احسان / ولو اني خايف لا نخسر اهم المعلنين التقال .. بس هعمل ايه .. مافيش باليد حيله..
رغم مخاوف احسان ..الا ان مارلو كان مطمأن تماماً.. لأنه ادرك ما يمتلك بين يديه من موهبة .. وقيمته التي لا تقدر بثمن.. فلا يوجد رجل اخر على الارض يشبه مارلين مونرو او حتى قريب منها ليمثل دورها مثله .. غيره
الناس مولعون بالأشياء الغريبة .. التي تجذبهم اكثر .. خالف تعرف .. هذا هو المبدأ المتعارف عليه عند البشر ..
بعد أيام قليلة .. حتى مارلو بدا يشعر بالقلق لتأخر الرد من مانزو.. لكنه مازال متمسكا بموقفه و واثق من احساسه بانه سيربح الصراع ..
في مساء اليوم الرابع .. اتصل مانزو بمارلو .. !!
خولة رات المتصل و التصقت بكتف مارلو الذي كان جالسا على كنبة ..
مانزو/ .. انت مهزوز ( محظوظ ) اوي يا مارلو .. المعلنين وافقوا كلهم على شروتك ..
خولة قفزت من الفرح تكتم صوتها و فرحتها كي لا يشعر مانزو بانها تسمعه .. و مارلو طلب منها ان تهدا و تصمت قليلا ليجيب مانزو
مارلو/ كويس .. انا .. كنت متوقع ده ..
مانزو / بس في هاجات لازم ننائشها معاك قبل ما تصور أي اعلان ...
مارلو بقلق/ حاجات زي ليه ؟
مانزو/ هاجات لزوم التسوير .. ما تقلقش.. هتأرفها لما تجي تمدي العقودد مع المعلنين ..
مارلو/ تمام .. انا جاهز ..
حدد مانزو موعدا ليلاقي فيه مارلو و يلتقي معه بأهم ممثلي تلك الشركات المعلنة ..
وفي الموعد .. حضر على غير العادة جينا و ميلا و حتى شداد ! مع ان الموعد كان فقط لغرض التوقيع وليس لأجل التصوير ..
مانزو جعل مارلو يوقع بعد ان ترك الفرصة لاحسان بقراءة العقود و مراجعتها جيدا ..
وإحسان لم يجد فيها اي مشكلة او اي شرط جزائي .. كل ما كان مكتوب .. كان حسب رغبة مارلو بالضبط ..
مانزو اراد ان يجعل مارلو في الصورة ..بلا اي رتوش .. كل شيء سيكون واضحاً للجميع
مانزو/ بما انك هتأمل اعلانات كتيرة و مهمة .. فيه هاجة لازم تئملها كمان قبل ما نسور ..
مارلو / ايه هي الحاجة المهمة دي والي لازم اعملها ..
اخرج مانزو من حقيبته الدبلوماسية.. صورة متوسطة الحجم لأحد ابطال كمال الأجسام.. صورة تكشف عن جمال و اتساق جسمه و عضلاته و لمعانها الشديد .. وصار يريها لمارلو
مارلو/ ايه ده !
مانزو/ لازم تعمل زيه ؟
مارلو بضحك/ ايه ده ؟ عايزني اشيل حديد وابقى زيه ؟
مانزو/ ..لأ .. لازم تعمل ليزر لجسمك .. زيه بالضبط !!!
مارلو بخضة/ ليزر؟ ليه ؟
أقترح مانزوعلى مارلو ان يجري عملية ليزر كاملة لجسده .. لأن الامر لم يعد ينفع معه مجرد مكياج .. او جلسات شمع ..
هم بحاجة للكشف عن المزيد من مناطق جسده .. لن يكون الامر عمليا لو تم عمل جلسة شمع للجسم قبل كل تصوير .. هناك مشاهد تضطر التنقل في عدة اماكن و قد تستغرق عدة ايام . وخيار جلسات الشمع لن يكون عمليا ابدا ..
مارلو بصدمة/ ايوا .. بس .. بس
مانزو/ ما بسش يا هبيبي ..
مع اعتراض مارلو .. بيّن مانزو وجهة نظره بالمقابل .. فأخبره بأن رفع شعر الجسم بالليزر للرجال اصبحت موضة السباحين العالميين و الرياضيين الاستعراضيين و كمال الاجسام وان الامر ليس فيه وصمة عار .. ولم يعد حكراً على النساء
خولة كانت حاضرة ولم تبدي اعتراضاً ..
خولة لمارلو/ الرجولة يا حبيبي ما تحددهاش الحاجات دي .. الرجولة تحددها تصرفات الراجل .. شهامته و خوفه على الست الي بيحبها ..غيرته عليها .. مش كده ؟
مارلو/ ها .. آه .. صحيح ..عندك حق .. بس بحس بإحراج يا خوخة
خولة/ ولا احراج ولا حاجة .. ده لزوم الشغل يا مارلو .. اهم حاجة تركز في الهدف الي انت عايز تحققه .. ماتنساش ده ( تقصد جمع المال باسرع وقت لدفع مبلغ الشرط الجزائي) ..
مارلو/ ايوا صحيح .. هو ده المهم دلوقتي
ثم ينظر لمانزو/ انا موافق يا سيد مانزو ..
مانزو/ ايوا كده يا نجم ..
ثم ينظر مانزو الى ميلا و جينا .. ويقول لهما بالإيطالية
مانزو/ عليكما ان تعتنيا به مثلما تعتنيان بنجمة سوبر ستار .. اريد ان اراه كذلك .. مفهوم !
ميلا/ لا تقلق سيد مانزو .. اضمن لك نتيجة مذهلة .. بوقت قياسي ..
استاذنت ميلا من مانزو ان تدخل معهم سيدة ايطالية خبيرة بالعناية بالجلد .. لترافقهم في عملية التغيير الشامل لمظهر مارلو !
في اول ايام تلك الجلسات التي ذهب اليها مارلو بارادته ولوحده .. الى مركز عناية فخم متخصص بتلك الانور..
فوجئ مارلو برؤيته لعدد مقبول من الرجال في صالة الانتظار .. مما هون عليه الاحساس بالحرج ..
لم يكن كل زبائن المركز اناث .. اذاً كلام مانزو صحيح ..! لم يعد الامر حكرا على النساء فعلا! هكذا تصور مارلو ..
حين دخل مارلو الى غرفة العناية بالبشرة.. طلبت منه ميلا ان يخلع ثيابه كلها ..
لحسن الحظ كانت جينا متواجدة .. فمارلو استطاع ببعض الصعوبة من التواصل مع ميلا .. لكن جينا كانت هي المنقذ ..
مارلو لجينا/ اقلع كل هدومي! ليه ؟ ..
جينا تضحك/ اي لازم تخلع تيابك يا قلبي .. كيف بدنا نشتغل لكن !
مارلو بحرج/ طب ينفع افضل بالكلسون ؟
حينا / لا قلبي .. ماينفع ..اوعاك تنحرج منا .. هيدا شغلنا و نعمله كل يوم ..
بإحراج كبير .. خلع مارلو جميع ثيابه .. لم تركز ميلا كثيرا في جسمه .. لكن جينا انتبهت له .. لأنها تعرف طبيعة اجساد الرجال العرب .. و مارلو كان فعلا مختلفا عن بيئته ..
جسده ناعم و قليل الشعر جدا .. وحتى صغر عضوه الذكري.. حتى انها بدأت تستغرب مع نفسها عن سبب طلب مانزو منهم عمل ليزر لبشرة مارلو ! الامر لا يستحق من وجهة نظرها ..
على أي حال.. ستقوم جينا بمساعدة ميلا للقيام بتلك المهمة ..
اثناء جلسات الليزر .. اخبرت ميلا مارلو انها ستقوم بعمل ليزر لمناطقه الحساسة !!
لم يعد بإمكان مارلو ان يعترض وهو عار ممدد على سدية العلاج .. يغطي عينيه بنظارة العين السوداء المعتمة للحماية من اشعة الليزر ! لقد ادرك انه دخل في مرحلة لا يمكن التراجع عنها .. ولكن .. لماذا شملت ميلا تلك المناطق بالليزر! هذا ما جعل مارلو يتسائل مع نفسه رغم استلامه و قبوله للأمر الواقع ..
ميلا تعرف السبب لكنها لم تهتم بابلاغ مارلو مادام صامتا ، السبب ان هناك اعلانات عن ملابس بيكيني ! و سيكون على مارلو ارتدائها ! اعلانات .. سيكون تمثيلها بالنسبة لمارلو .. هي نقطة التحول النهائية .. التي لا رجعة فيها ابدا ..
صارت ميلا في كل يوم مع كل جلسة ليزر جديد و بشكل منتظم تطبق مجموعة راقية و غالية جدا من كريمات خاصة كان الغرض منها تنعيم الجلد وتطريته .. حتى اكتسب مارلو في بضعة أيام مظهرا انثويا مغريا .. و لافتا جدا و بشكل مخالف للتوقعات !
بعد ان اعلنت ميلا لمارلو انتهاء الجلسات بنجاح .. طلبت منه ان يظل ملتزما معها بمواعيد ثابتة للعناية بالبشرة !
لقد شاهد مانزو النتيجة اما مرآة كبيرة .. يطالع جسده و هو عار .. يلتف حول نفسه .. ثم شعر برضا كبير ..!
بعد ايام .. حان موعد تصوير اول اعلان .. و كان عن ساعة نسائية ..
ارتدى مارلو ثياب مارلين مونرو و طبقت جينا و شداد عليه المكياج الاحترافي لكي يبدو بأفضل صورة قريبة لها ..
لاحظ شداد ان عمله اصبح اكثر سهولة من قبل .. لقد شعر بتغيير بشرة مارلو ورقتها بشكل متزايد ..
مع ان شداد رجل لا يحب الا النساء .. لكن صورة مارلو النهائية قبل ان يدخل موقع التصوير .. استثارته جنسيا .. ولأول مرة بشكل صريح ..
لقد شعر شداد بانتفاخ قوي تحت بنطاله الجينز وهو ينظر لصورة مارلو بعد المكياج ..
ولم يستطع ان يبعد تلك الصورة عن ذهنه .. لقد شعر حقا باثارة .. مع انه كان يصارع هذا الشعور ..لكنه لم يتمكن من مقاومته ..
تم تصوير اول اعلان بنجاح .. و حقق مارلو عائدا ماديا كبيرا ..
واثار اعلانه كالمعتاد ... ضجة في وسائل الإعلام المختلفة .. و حقق ترندا جديداً في وسائل التواصل الاجتماعي ..
المال .. بدأ ينهال .. كالمطر .. مرة اخرى ..
بعد ذلك طُلب من مارلو ان يصور اعلان لملابس داخلية نسائية!! لم يستغرق مارلو هذه المرة كثيرا في اعتراضه .. اقنع نفسه ان الامر حتمي ..
خبرة ميلا نجحت في إخفاء أعضاءه الجنسية تحت اللباس النسائي الداخلي رغم ان اعضاءه كانت صغيرة .. لكن لابد ان تكون الصورة متكاملة بلا عيوب ..
نجح الاعلان بشكل كبير .. و ازدادت مبيعات الشركة ثلاثة الى اربعة اضعاف ! و زادت معها ارباح مارلو ..الذي بدأ يتمتع بطعم الشهرة و النجاح معا ..
لقد أصبح مارلو متعودا ان يكون هو رقم واحد في الميديا .. هو رقم واحد في احاديث الساعة .. و هو رقم واحد قي اغلفة الصحف و المجلات ..
لقد تنامى الغرور عنده دون ان يشعر .. لدرجة غطى فيها على شعوره بتأنيب الضمير !
بعد تكرار هذا النوع الجريء من الإعلانات .. صار الأمر مقبولا و عاديا عند مارلو ! لم يعد يتحرج او يعارض عند ارتداءه بكيني بحر جريء مثلا .. حتى انه لم يعد يعترض على لمسات ميلا لعضوه الصغير في غرفة المكياج لكي تخفيه بطريقة احترافيه ضمن طيات جلده !
مع كل جلسه .. مع كل احساس جديد بالزهو والإنتصار و النجاح ..
مع كل احساس بشعور جديد تمنحه تلك الثياب الناعمة على ملمس جلده الناعم .. شيء ما صار يتغير في اعماق مارلو .. !
ما تغير فيه دون أن يشعر .. كان احساسه الجديد بكونه مشهورا جدا و مرغوبا من قبل الجميع ..و كذلك احساس النعومة الجديد الذي لم يختبره من قبل ..
شعور انثوي يفرض نفسه بالتدريج على شخصية مارلو و يؤثر على طباعه .. أي شخص مكانه ربما سيتاثر بنفس الدرجة لو تعرض لنفس الظروف !
التعامل اليومي معه من قبل كل شخص حوله .. كأنثى .. و من قبل كل الميديا .. جعله يتعود حتى على صيغة المناداة الانثوية .. حتى اعتاد على نظرات الرجال المليئة نحوه بالشهوة !
هو يعيش اغلب وقته امام الملأ كأنثى .. فكيف لا يتسرب هذا الشعور بخفة وخلسه الى روحه و يؤثر فيها
لم يعد ضميره يؤنبه .. بل صار يترك نفسه للشعور الجديد وهو يستمتع بملمس الملابس الداخلية على جلده والثياب الحريرية و الصورة التي يرى نفسه فيها كل يوم امام المرآة و عدسات الكاميرات
الحياة الجديدة فرضت نفسها حتى على خولة .. التي بدأت تتقبل الأمر ظنا منها ان الوضع مؤقت .. و سيزول قريبا مع اكتمال المبلغ المرجو سداده .. لكسر العقد ..
كانت خولة تحاول اقناع نفسها جاهدة بأن مارلو مازال مارلو !
رغم احساسها الداخلي المخالف الذي يفرضه عقلها عليها ..
خولة كانت ترافق مارلو بشكل دائم تقريبا اثناء تصوير اعلاناته المربحة ..
و في احد الأيام بينما كان مارلو منشغلا بتصوير مشهد طويل .. لأعلان عن ماركة مكياج نسائي بكل منتجاته ..
دخلت خولة غرفة الماكيير شداد صدفة .. بتوقيت خاطيء تماما ..
لترى منظرا جعل عينيها تجحظ و فمها يفتح من شدة الصدمة..
ما رأته خولة .. كان مشهدا حميميا جدا .. بين شداد و جينا ! لقد رأت خولة شداد و هو يعتلي جينا بوضع دوجي و في وضع جنسي مثير جدا ..
لقد كانت جينا مقرفصة على منضدة مدورة قوية .. ذو ارتفاع منخفض و عجزها مرتفع نحو الأعلى بحيث ان دبر جينا كان مقابلا لقضيب شداد بدقة متناهية..!
يبدو ان جينا افرغت ما كان على المنضدة وصعدت عليها بكامل جسمها واطرافها الاربعة و استقرت عليها .. لتشكل هيئة السجود او وضع الدوجي ..
لقد اخذا جينا و شداد كامل حريتهما و راحتهما لدرجة انهما خلعا ملابسها بالكامل .. فكانا عاريين بالكامل !
بالنسبة لجينا كان وجهها مرتاحا على المنضدة .. وتنظر امامها نحو مرآة لتستمتع بمنظر جسد شداد الجميل القوي وتراه وهو يعمل كمكبس سريع خلفها و يحفر في دبرها المتوسع ..
فتهتز فلقتيها بموجة لحمية طريه تصل حتى اكتافاها و يهتز نهديها الصغيرين الذين لم يكونا حرين تماما ..
احيانا يرتطمان بالمنضدة واحيانا يمد شداد يديه نحوهما من خلف ظهرها ليقبض عليهما بكفيه القويين ويفرك حلمتيها بقسوة فينعكس اثر فركه على سوائل كسها و صوتها واستمتاعها فتزيد جينا من ضغط جدران دبرها حول قضيبه العملاق فتمنحه متعة اكبر ..
لم تر خولة في حياتها هذا الوضع الجنسي الا نادراً وفي الافلام فقط ولم تطبقه على الصعيد العملي مع مارلو .. الذي نست تقريبا لمساته لها ..خاصة بعد ان اندماجه كلياً بالدور النسوي فتلبسه و أُشبع به ..
أصيبت خولة بأثارة شديدة من المشهد و تسمرت واقفة في مكانها .. تنظر لحركات شداد المنسقة و ضخامة كتلته العضلية الجميلة.. وهو يتحرك بطاقة عالية .. ينيك بدبر جينا بشكل متواصل لا راحة فيه ..
كانت الإضاءة في الغرفة كافية لترى خولة قضيب شداد الكبير اثناء دخوله و خروجه في دبر جينا الذي كان يبتلعه بسهولة و بترحاب شديد ..
كأن جينا ادمنت الجنس الخلفي و مارسته بكثرة حتى صارت تستوعب الاحجام الكبيرة بكل سهولة ..
مع ان جينا متزوجة من رجل اعمال ايطالي .. لكن يبدو انها هي الاخرى تحب ان تنوع .. او ربما هي الاخرى تعاني من نقص عاطفي شديد مع زوجها لتملأه بشداد وغيره ..؟
كانت جينا تتأوه و تسد فمها بكفها لتمنع نفسها من الصراخ .. مع ان كليهما كانا يعطيان ظهرهما للباب .. الا ان المرآة امامهما هي من بينت دخول خولة عليهما ..
العجيب في الأمر ان شداد لم يقطع نيكه لجينا حتى بعد ان تأكد من وجود خولة .. بل إستمر يرهز بدبر جينا بفن و حرفية .. كأنه يستعرض مهاراته امام خولة وهو ينظر لها من خلال المرآة و يثبت مهاراته تلك لجينا عمليا ..
بينما كانت جينا تفرك شفرتيها المبللة بيديها بسرعة كبيرة و عسلها يتطاير ويتناثر نحو كل الزوايا .. فصنع بقعة رقيقة من المياه الشفافة تحتها على المنضدة ..
بابتسامة خبيثة ..
نظر شداد وحتى جينا من بعده من خلال المرآة الى خولة .. بعد ان ادركا اقتحامها لخلوتهما بالصدفة ..
وقوفها بهذا الشكل و عيونها متسعة وفمها مفتوح على آخره .. انما يدل على انبهارها و تعجبها بما تراه ..
لم تصرخ خولة و لم تقم بأي رد فعل .. كل مافعلته كان الوقوف والصمت .. و النظر بصمت .. لدرجة ان خولة شعرت لا اراديا ببلل هائل تحت .. بين فخذيها ..!!
قطرات عديدة هربت من اطراف كلسونها لتنزل هلى جنبي فخذيها الداخليين ..
تصاعد نبضها و انفاسها و تعرقها و اضطرابها .. وشعورها بحرارة في شفرات فرجها تشبه لهيب الجمر ..
كل ذلك .. كان واضح بشكل جلي لشداد وجينا .. مما دفعهما للنظر لعيون بعضهما يبتسمان بسخرية لبعضهما وكأنهما فهما ما يدور الآن بسرعة البرق .. فاتفقا بلغة العيون كذلك ان يواصلا النيك دون توقف و دون اي تردد ..
استمر شداد ينيك جينا بحرفية .. عيونه لا تفارق وجه خولة من خلال المرآة .. كأنه يريد ان ينظر الى داخل روحها .. حتى حانت اللحظة الحاسمة .. !
فاخرج شداد قضيبه العملاق من دبر جينا الذي تشوه بفعل نيكه لها .. فظل مفتوحا على اتساعه كأنه مغارة .. ليسكب شداد شلالات لبنه السميك الكثيف الهائل بدفعات قويه .. بعضها دخل دبر جينا المفتوح والاخر لوث فلقتيها وغطاهما بطبقة بيضاء
مع أنات عميقة و طويلة من كلا الطرفين تدل على متعتهما القصوى ..
لقد تعمد شداد فعل ذلك ليسحر عيون خولة .. بهذا المنظر .. وهي ترى راس قضيبه الكبير الرطب كيف يزرق اللبن الابيض بجود و كرم لا متناهي .. يسقي عشيقته جينا ويروي ضمأها .. فالأخرى لم تعد تلحق على المياه التي نزلت بقوة من كسها .. لترتعش .. وتنتفض .. كثورة عارمة لبركان فتي انفجر بعنف .. فحرق الأخضر و اليابس ..
انتبهت خولة لنفسها للتو .. مرتعشة مرتبكة خائفة .. فأرادت ان تهرب من المكان بسرعة ..
فيلاحظها شداد .. الذي قفز من مكانه يركض عاريا نحو الباب يغلقه .. ليمنعها من الخروج
خافت خولة كثيرا و اصيبت بالذعر ..
خولة بخوف / انت بتعمل ايه ! قفلت الباب ليه ؟ انا عايزة اخرج !!
تتدخل جينا وهي تقترب عارية متعرقة و مختلف السوائل تلوث جسمها ..
جينا تلهث و تضحك/ ما تخافي يا حلوة .. ما راح نعملك شي ..
شداد لخولة / لا تخافي .. بليز ..
خولة / امال قفلت الباب ليه .. سيبوني أخرج ..
جينا تضحك / ما الباب كان مفتوح طول الوقت قدامك ..ليه ما فليتي ! ولا الشي يلي شفتيه عجبك كتير .. مزبوط ؟
شداد / اهدي شوي يا خولة .. ما راح نعملك شي .. اهدي
بدأت خولة تهدأ قليلا .. لكنها مازالت مستغربة عن السبب الذي يدفعهما لمنعها من الخروج
جينا/ احنا بس حابين نطمن .. انك ما تجيبي سيرة لحدا ..
خولة تضحك / هه .. ع اساس انكو مختشين من الي عملتوه ؟
جينا / لا .. ليش بدنا نستحي! احنا مو عاملين شي غلط .. بس بصراحة لو اي حدا عرف عنا بنعمل هيك في الشغل .. ممكن الخبر يوصل للإدارة و بيقلعونا ..
حاولت خولة ان تتظاهر بانها عصامية عكس احساسها الداخلي .. المليء بالفضول و الاستغراب ..
خولة / طيب كويس ! اديكو عرفتو ان ده مكان اكل عيش مشبتاع الحاجات دي ..
يضحك شداد بصوت عال و هو ينظف قضيبه امامها بمحرمة .. غير مبال لأي شيء .. بينما نظرت خولة لقضيبه ذو الحجم الهائل .. تحاول كل قليل ان تشيح بنظرها عنه ..
بالطبع شداد ذو الخبرة في النساء .. لاحظ نظراتها له ولقضيبه .. لم يفته ذلك
شداد يضحك / هههه .. انت عارفه ان الاستوديو ده يتعمل فيه افلام بورن كمان !
خولة لم تعد تسيطر على المياه النازلة كشلال تحتها من فرجها .. حتى بللت جوانب كعبها ! .. وهي ترى قضيب شداد الذي لم يفقد بعد قوة انتصابه ..
خولة بمكابرة/ بس .. بس مش هنا .. كل حاجة وليها مكانها المناسب و زمانها المناسب ! مش كده
ثم تتوجه خولة بالكلام بشكل غير متوقع لجينا/ وانت يا ست هانم .. داقت عليك الأماكن خلاص عشان تعمليها هنا .. وتخوني جوزك !
تضحك جينا/ اخونه .. هههههه !
خولة / ....
جينا / على فكرة انا ما بعمل شي الا بعلمه و برضاته ..
خولة باستغراب/ ايه .. يعني ايه بعلمه و برضاته ؟ مش فاهمة
جينا / انت سمعت شي من قبل عن شي اسمه علاقة زواج مفتوح !!!
خولة بسذاجة / .. هو فيه جواز مفتوح و جواز مش مفتوح ؟
جينا تضحك/ لاااا .. باين انك على نياتك كتير ..
شوفي يا قلبي .. الحياة قصيرة كتير لدرجة حرام نضيعها مع رفيق واحد .. لازم ناخذ كل الي نقدر عليه من المتعة الموجودة فيها .. ما تخلصي عمرك مع رجال واحد و زب واحد !
ولا تنرفزي حالك و تقعدي تقوليلي غيرانة ع جوزي .. جوزي لازم ما ينيك غيري و من هذا الكلام المصدي!
خولة بصدمة/ يعني انت بتعملي كل ده و جوزك دريان بيكي ؟
جينا/ ما انا كمان تاركته براحته .. ينيك اي وحده تعجبه .. مشان ينجح الجواز يا روحي ، لازم الطرفين فيه يصيروا سعدا .. ما يقعدوا طول اليوم مبوزين بوج بعض طول الوقت !
تمادى شداد في اقترابه من خولة وهو ينظر في عينيها بتحدي ..
شداد / وانتي مدام .. شو النظام عندك انتي و جوزك ؟ ولا جوزك ما ينيك وحدة غيرك ؟
جرأة شداد بالحديث كانت بسبب احساسه بضعف خولة .. امام منظر عضلاته القوية و قضيبه البارز العروق ..
خولة حاولت ان تهرب من الحديث و من المكان ايضا
خولة / ايه الي بتقولوه ده .. لا .. مش ممكن .. مش ممكن ..
بينما تقترب جينا منها اكثر و تضع يدها على كتفها .. تلتصق بجسدها العاري بخولة ..
جينا / هلا انتي مابدك تجربي .. ماعندك فضول انك تفضي الشهوة الي عم تطلع من عيونك متل البركان و تريحيها شويا ..
كأن كلام جينا عمل كالسحر في جسد خولة و روحها .. التي ارتخت مفاصلها و اصابها ارتعاش شديد كاد يغمى عليها بسببه .. فكسها المحروم صار يفيض بمياه غزيره حتى ارتعشت تنتفض في مكانها لأول مرة منذ اشهر .. حتى اخر مرة مارس مارلو الجنس معها لم تشعر بقمة متعتها .. ذلك كان قبل شهور طويلة ..
رعشة خولة مع محاولتها لإخفائها .. الا انها فشلت في افلات تنهيدة خفيفة و اغمضت عينيها لوهلة ..
ولكن لم ينجح الامر في تشويش شداد او جينا الذين نظرا لبعضهما بابتسامة خبيثة .. ليدركا ان خولة تمر الآن بأضعف لحظاتها .. فقط الغبي من يفوت هذه الفرصة
بلا سابق انذار و بلا اي كلام .. تنزل جينا العارية تحت ساقي خولة التي استندت للباب المغلق خلفها ..
تقرفص جينا جالسه تحت حوض خولة و تفتح فخذيها لاقصى بزاوية منفرجة تدعك كسها المهتريء من كثرة النيك لسنوات طويلة .. و بجراة ترفع تنورة خولة .. و تنظر للمياه الغزيرة التي عملت فوضى عارمة في المكان ..
خولة جفلت من تلك الحركة لكن شيء ما يمنعها من الاعتراض ..
خولة / .. انتي .. بتعملي ..اه .. ايه ..ممم ! ؟
جينا بخبث/ .. سبيلي نفسك شوي يا حلوة .. ما تخافي .. خلينا نشعل النار المكبوتة جواتك ..
بسرعة وخبرة .. انزلت جينا كلسون خولة .. لتنتظر لجمال كسها الصغير .. القليل الشعر .. فاقتربت بسرعة من تشم عطره القوي بأنفها .. و تدلق لسانها فورا على بظر خولة.. التي جفلت مرة اخرى بسرعة ..
خولة بضعف / لا .. لا .. سيبيني .. اه .. مممم .. لا ..
بينما عاد الى شداد انتصابه القوي مجددا وهو يمسد بقضيبه العملاق .. لكنه لم يفعل اكثر من ذلك ..
كان يستمتع بمنظر جينا و هي تلعق كس خولة باحترافية .. هو يعرف انه ليس من الحكمة والعقل الطموح لأكثر من ذلك .. والا ستفر خولة هاربة ..
يجب عمل كل شيء بتأني و صبر .. و سينال شداد من تلك الكعكة حتما في وقت قريب ..
بينما ظلت جينا .. تدس رأسها اكثر بين فخذي خولة .. و تمسك فخديها بكفيها تبعدهما عن بعضهما لكي تلج اكثر بكل وجهها لكس خولة..
وجه جينا تبلل و ترطب بالكامل بسبب غزارة افرازات خولة ..
كادت جينا ان تختنق من كثرة السوائل المنهمرة على فمها و انفها لكن امراة بخبرتها لن يصيبها اي مكروه .. فهي تعرف متى تبعد راسها لتستنشق الهواء بسرعة كغطاس يخرج للسطح ثم تعود تعوض مرة اخرى بسرعة الى بظر خولة تمصه و تلعقه و تعضه باسنانها لاحترافيها ..
علامات اندماج خولة ... بانت وهي ترتخي اكثر و تفرج عن ساقيها اكثر استجابة لكفي جينا .. ثم دفعت حوضها وعانتها للامام قليلا باتجاه فم جينا الجائع ..
لا اراديا .. رفعت خولة تنورتها بيد .. لاعلى بطنها .. لكي تكشف المزيد من مساحة كسها و عانتها و اسفل بطنها لفم جينا المفترس ..
وضعت خولة يديها الآن على راس جينا .. ولم تعد تملك من نفسها الا الاستمتاع باللحظة .. تخرج منها الآهات بلا قيود ..
خولة / ااااه .. ممممم .. اي .. ااااه .. لا .. لا .. اااه .. ممم
بينما اصوات اللعق من لسان جينا المحترف اثارت شداد اكثر الذي صار يشجعها بكلام وسخ .. وهو يفرك بقضيبه ..
شداد / اي .. يا قحبة .. اعملي شغلك الي بتعرفيه .. يا شرموطة .. طلعي شهوة المرة بلسانك ... ايييي .
جينا تهمهم من بين شفرات كس خولة .. تلحس بقوة ..كل ما تستطيع ابتلاعه مما يجود به كس خول حتى فقدت خولة نفسها .. لتمطر وجه جينا بشلالات عنيفة من المياه .. بسبب قذفها .. وهي ترتعش لدرجة كأنها أصيبت بنوبة صرع .. و تفلت منها صرخة .. مغمضة عينيها ..
خولة / اااااااه .. اااااااه .. مممممم .. ممممم ..
منظر خولة جعل شداد يفقد سيطرته .. يقترب من القذف فيطلب من جينا
شداظ / هاتي تمك .. بدي جيب لبني .. بسرعة هاتيه ..
بدهاء لم تبعد جينا وجهها كثيرا عن كس هولة .. ليقترب شداد من فمها .. تفتح جينا فمها .. فيقذف بقوة ..يمطر فمها ووجها بلبنه .. وبعض القطرات سقطت على عانه خولة و لوثت بطنها ! جينا المحترفة الداهية تبلع قسم منه .. وتعود بخبث تواصل لحس كس خولة و فمها ممتلئ بلبن شداد ..
بالنسبة لخولة كانت غاىبة بعيدا في عالم آخر .. لم تدرك ماحصل.. استمتاعها الان باللحظة كان هو شغلها الشاغل ..
بينما ظل شداد ينفض قضيبه من بقايا لبنه ع الارض .. و جينا مستمرة بلعق كس خولة .. كلها دقائق .. حتى هدأت خولة و.. لتتنبه اخيرا و كانها تستيقظ من خلم وردي جميل على واقع مرعب ..
خولة بجفلة تنظر لكسها الذي تلوث بلبن شداد من خلال لسان جينا / اي ده .. اي ده ..
جينا / مممم .. تمتعي يا قلبي .. تمتعي ..
خولة انسحبت بسرعة منها .. تركض نحو الأغراض القريبة منها تبحث عن محرمة بينها .. و تقوم بهستيريا كمجنونة بتنظيف كل البقع والسوائل التي لوثت شفرتيها وعانتها وحتى بطنها ..
من شدة دعكها كادت تجرح شفرتيها .. ثم تعيد ارتداء كلسونها و تنزل تنورتها .. ثم تقول بغضب
خولة / انتو مجانين .. ازاي عملتو فيا كده .. ازاي ..
تفر خولة هاربة بسرعة من المكان .. هذه المرة لم يمنعها شداد .. الذي ظل يضحك بصوت خافت مع جينا .. وهما ينظران لهروب خولة السريع
بعد ان خرجت خولة
جينا / شو .. كأنها عجبتك و صرت ناوي تنيكها هي التانية !
شداد بثقة / طبعا .. بس بوجودك حياتي ..
جينا / فكرك ممكن هي تبلغ عن الي شافتنا بنعمله للادارة ؟
شداد / لا .. مستحيل .. بعد ما جابت لبنها بسبب تمك.. مستحيل ..هههه
يضحكان معا .. و يعودان
يحضنان بعضهما ويواصلان القبل ..
في جانب اخر ..
انهى مارلو للتو تصوير لقطات اعلانه الجديد عن بكيني سباحة مغرٍ جدا .. ثم دخل غرفته خلف الكواليس لكي يخلع البكيني و يزيل المكياج عن نفسه ..
مارلو لم يجد شداد .. وسأل عنه .. فأخبروه انهم سيبحثون عنه وينادوه..
بعد دقائق دخل شداد و جينا لغرفته .. وهما يعتذران عن التأخير
لقد استعادا هيئتهما العادية بعد ما خاضاه من معركة جنسية قبل قليل .. مستحيل ان يلاحظ مارلو اي شيء عليهما
فورا بدأ الاثنين يزيلان المكياج و البكيني عن مارلو حتى صار عاريا تماما امامهما .. فلاحظت جينا ان شداد بدأ ينظر بشكل غريب لجسد مارلو الذي اصبح اكثر نعومة .. كأنه جسد انثوي متكامل ..
نظرت جينا الى عيون شداد وهما يمسحا جسد مارلو بشكل متواصل كأنهما سكانر ..
بنظرات مستغربة و فيها عدة أسألة .. وجهت جينا نظرتها الى عينيه .. فانتبه شداد لنظرتها العميقة له ..
لكن شداد ابتسم لها .. كأنه يخبرها انه سيجيب عن كل تساؤلاتها لاحقا ..
لقد تعود مارلو على وجودهما في عمله الفني و في اكثر اوقاته الخاصة حتى انه لم يعد يتحرج كثيرا ان يكون عاريا للحظات أمامها لحين ارتداء ثيابه الرجالية امامها .. فلقد تعود كثيرا عليهما وهما يضطران اغلب الوقت لملامسة اعضاءه الجنسية احيانا ليخفوها تحت الثياب النسائية او البكيني ..!
بعد اتمام العمل ..
خرج مارلو من الغرفة بعد وجه لهما الشكر و تمنى لهما يوما سعيدا..
فتحدثت جينا فورا لشداد بعد خروج مارلو من الغرفة
جينا / شايفتك انعجبت بالشاب هو كمان ؟ لا تكون انت الوان وانا مو دريانه فيك ؟
يضحك شداد / ههه .. الوان شو ! بس انتي مو شايفة كيف مارلو تغير كتير .. بصراحة صار احلا من كتير بنات .. مو قادر امنع نفسي من التفكير فيه ..
جينا / خف شوي يا قلبي .. مو ضابطة هيك .. بدك تخف شوي و ما تتهور .. خلينا مركزين هلا ع المزة زوجته لين ما نخليك تنيكها .. لا تخلينا نخسر كل شي من قبل ما نبتدي .. فاهمني يا قلبي !
شداد يبتسم محرجا / اي .. طبعا .. طبعا .. انا بس معودك ع الصراحة .. مابحسن خبي عنك شي .. بس ما تخافي ما راح اتهور ابدا ..
جينا بلؤم/ خلينا نجيبها تحتك بالأول وبعدين كلشي يهون .. مين عارف .. يمكن هو كمان يصير تحتك بعدين ..
شداد بلهفة / عن جد بتحكي !
جينا / اي شو بك هيك ملهوف عليه اكتر من مرته ؟ خليك تقيل .. الشغلة بدها شوية صبر و وقت .. فهمان علي يا قلبي ..
شداد/ اي فهمان عليكي .. وانا بوعدك ما راح اتهور أبدا ..
جينا برضا / اي هيك الحكي المضبوط تقبر قلبي
بعود مارلو للفندق
يجد خولة واقفة متأملة البلكون
كانت خولة تفكر فيما حصل اليوم و بكل كلام جينا الذي سمعته اليوم .. كيف سمحت لجينا بعمل ذلك .. و كيف تركت شداد يقذف لبنه ع بطنها و عانتها .. بل و حتى جينا نقلت ذلك اللبن لمابين كسها ..
خولة كانت قد اخذت حماما طويلا لتزيل عن نفسها اي اثر متبقي من تلك السوائل .. كما انها تناولت حبة مانع حمل للاحتياط من النوع الطارئ ..
في الآونة الأخيرة
اصبحت الاموال تهطل عليهما كالمطر .. لا بل كشلالات لا تقف ..
وشهرة مارلو صارت منتشرة في جميع أنحاء اوربا .. كل اعلام اوربا صار يتحدث عن بروز نجم جديد شبيهَ بمارلين مونرو ..!!
واخبار الاذاعات صار شغلها الشاغل الحديث عن مارلو ! هذه الاخبار و الانتشار الفني الكبير لفتت انظار المشاهير الاخرين و الاثرياء و حتى السياسيين .. !
وصار الكل يتابع بشغف هذه الحسناء الجميلة التي كأنها عادت للحياة مجددا بفضل رجل اسمه مارلو !
حتى مجلة بلاي بوي اهتمت كثيرا بنجم مارلو و راسلته تطلب منه جلسه تصويريه مقابل مبالغ هائلة .. لكن مارلو امتنع حاليا عن الرد على هذا العرض ..!!
إذ ان مارلو ماعاد يستطيع أن يرد على كل تلك العروض .. لكثرتها ..
في حين ان خولة هُمشت من الاعلام و تقلص دورها كثيرا .. فالتركيز كله كان على مارلو فقط.. ..
عودة الى مارلو .. وهو يرى خولة تقف في البلكونة متأملة .. كانت تبدو غارقة في التفكير مع نفسها
لم ينتبه مارلو كثيرا لحالتها.. لكنه ظن ان اهماله لها حتى من الناحية الفنية هو السبب .. فكل الاعمال الفنيه يقوم بها لوحده .. لم يعد لخولة دور في اي عمل فني يقدم لهما..!
حاول مارلو ان يطبطب على خولة نفسيا و كلمها بلهجة معتذرة
مارلو/ انا عارف يا حبيبتي اني بقالي مده مش مهتم فيكي قوي .. انا ..
لقد فوجأت خولة بكلامه .. فايقظها من سرحانها في نفسها .. لقد كانت تفكر مع نفسها طول الوقت .. حول ما حصل اليوم .. وان كان حقا قد حصل .. ام انها كانت تحلم
يكمل مارلو/ انا ماكانش في نيتي اني اعملك إقصاء عن الساحة الفنية يا خوخة .. ولا عندي أي قصد من ده .. صدقيني !
تتنتفس خولة مرتاحة .. لان مارلو لم يشك بأي شيء مشبوه حولها ! بعض الشعور بالذنب .. كان يملأ إحساسها .. كل ذلك لأنها استمتعت قليلاً و اطفأت بعضا من احتياجاتها الغريزية كأنثى ..
ابتسمت خولة ثم التفت نحوه تحضنه
خولة / انا مستحيل افكر فيك بالشكل ده يا حبيبي .. انا بحبك .. بحبك قوي .. اهم حاجة عندي انك تكون مبسوط .. نجاحك يا روحي هو نجاحي ..
يطمأن مارلو لكلامها و يجيبها
مارلو / انا مش عارف اقولك ايه .. بجد يا خولة انت اعظم ست في الدنيا ممكن الراجل يتجوزها .. انا محظوظ فيكي قوي يا حبيبتي ..
تحضنه خولة و تقبله .. لكن .. عقلها و تفكيرها كانا في مكان آخر تماما .. حيث كانت جينا تحتها تلعق شفراتها بفمها المليء بلبن شداد ..
ابتسمت خولة مع نفسها وهي تواصل حضن مارلو .. و كلام جينا يتردد كالصدى بين جدران جمجمتها .. ( كلام جينا حول الزواج المفتوح )
فيما واصل مارلو انانيته دون ان يشعر .. كأنه كان بحاجة الى كلام خولة ليسكت ضميره قليلا و يمحي عقدة الشهور بالذنب من نفسه ..
مرت الايام ..
و خولة مازالت تفكر بعمق بكلام جينا الذي اثر فيها .. احيانا تستمتع لضميرها و احيانا اخرى تفقد مقاومتها امام حاجتها كامرأة ..
بينما واصل مارلو تصوير اعلانات اكثر جراة .. و كأنه فقد اي شعور بالخجل او التردد او حتى الشعور بتأنيب الضمير ..
لقد اخذت النجومية تواضعه منه و نما فيه شعور الانا و الغرور .. او ربما صار يستمتع معاً بالنجومية و بكونه امرأة مثيرة بنفس الوقت !! من يدري ؟
لقد تطور الامر لدرجة انه كان على مارلو تصوير مشهد يطلب فيه قبلة !! .. كيف ذلك !!!! و مع من ؟
مارلو لمانزو / بوسه !!! هي وصلت للدرجة دي ! لا مستحيل !!!!
كل عام وانتم بخير
في البداية اعتذر عن التأخير لظروف قاهرة خارجة عن إرادتي
وقتا ممتعا اتمناه لكم
الجزء السابع..
صور مارلو تكتسب الصحافة بعد شهرته ..
مانزو / يا هبيبي .. ده شغل .. فلوس .. فلوس بالهبل .. ثم انت مش هتبوسه هقيقي .. انت ممثل و تعرف كويس ان ياما فيه ممثلات بيبوسو ممثلين تمثيل بس .. مافيش اي مشاعر في البوس ده ..
مارلو بإعتراض/ طب انا اعمل ده ليه .. فهمني ؟
مانزو/ ده إعلان عن بارفوم رجالي قوي جدا .. يجذب الستات للراجل .. و المعلنين عايزين مشهد تصويري .. كأن الست أول ما تشم البارفان ده في الراجل .. تتاثر و تجري عليه تبوسه .. وبس كده !!
لحسن الحظ لم تكن خولة موجودة في المكان اثناء القاء مانزو العرض على مارلو ..
مانزو/ .. فكر كويس يا مارلو .. فلوس اعلان ده لوحده قد نص مبلغ شرت جزائي ! اظن الإعلان ده يقربك كتير من كسر شرت جزائي .. مش كده ولا انا غلتان .. ؟
يسرح مارلو بكلمات مانزو .. هل هو فعلا ممثل محترف و ليس عليه سوى اداء مهنته بحرفية و مهنية بحته لا تمت باي صلة لحياته الحقيقية ؟
يخرج مانزو صورة صغيرة من جيبه .. لموديل ايطالي مشهور و وسيم جدا .. يدعى انتونيو.. يري مانزو الصورة لمارلو من غير اي كلام ..
ينظر مارلو للصورة .. يتفاجأ بوسامة هذا الموديل و اناقته .. شعر بشيء غريب يسري في روحه و جسده .. كأن الصورة اغوته و وسامة الموديل الايطالي اغرته !
مالذي صار مارلو يفكر فيه ! مالذي دهاه؟ مالذي تغير فيه؟ فجعله يشذ عن مساره و ينحرف بعيدا بلا اي ادراك او شعور ..
كأن المسرحية استهوته .. و الدور أعجبه كثيرا حتى تقمصه و تمكن منه .. لا العكس !
فمع كل لحظة تمر تنمو مارلين مونرو حقيقية في داخله و تبرز للسطح بالتدريج .. مارلين بكل انوثتها و سحرها ..
ربما هي لعنة تلك النجمة قد القيت عليه ؟ ام انه هو من اعجبه الامر لكنه يكابر و يكذب على نفسه ؟
لحظات .. ربما لم تكن طويلة كفاية بالنسبة لمانزو .. وهو ينتظر رد مارلو .. حتى نطق
مارلو / .. امتى هنصور ؟؟؟
يبتسم مانزو بابتسامة كبيرة .. كأنها ابتسامة نصر و زهو .. الى اين يريد ان يصل مانزو ؟ الي اين سيأخذ بمارلو ؟
منذ أن اندمج مارلو بالدور الجديد .. وحياته خلف الكواليس.. تغيرت بالكامل .. فلم يعد مارلو يقترب من خولة في السرير ..اطلاقا !
ابتعاده عنها اكثر من قبل.. كان يبرره بانشغاله بالعمل وبالشهرة والاهتمام الكبير المنصب عليه وانهماكه بالأضواء المسلطة عليه .. و النجومية التي فاق لمعانها نور الشمس الساطعة ..
ام ان الكريمات التي كانت ميلا و جينا تضعانها على جلده فيها شيء يؤثر على ذكورته سلباً و بشكل مضطرد ؟؟
خولة .. هي الاخرى شعرت بذلك الفتور .. و صارت تنزوي عنه ، شرخ ينمو و يتسع و يكبر في العلاقة بينهما
لكن .. ما يجهله مارلو .. ان خولة وجدت صديقة جديدة في حياتها .. جينا ! التي صارت تقضي معها معظم اوقاتها .. اما على الهاتف ..او يلتقيان في مكان عام اغلب ايام الأسبوع
ما يحصل .. لم يعد يدق اجراس الخطر عند مارلو فلقد فات أوان التحذير من الخطر .. لان احساسه الحالي تغير .. بل تحول باتجاه اخر .. اتجاه اخذ بعقله و فكره و روحه بعيداً .. بعيداً جداً!
في يوم تصوير الإعلان الخاص بالعطر !
كالعادة ذهب مارلو الى موقع التصوير ليسلم نفسه طوعاً تحت اياد جينا و شداد .. ليقلبانه الى تلك الانثى الجديدة الجميلة التي ينتظرها الكل ..و التي وقع هو نفسه بعشقها .. لدرجة .. صار مدمنا على ان يراها كل وقت في انعكاس المرآة ..
هذه المرة .. خرج مارلو عن طبيعته حين كان جالسا تحت يد جينا لتطبق المكياج عليه .. فلطالما كان مارلو صامتا تحت يديها ..
الا انه هذه المرة فاجأ جينا وهو يطلب منها تعديل خصلة شعر او زيادة رتوش الوجنات .. او تكثيف كحل الرموش !!
جينا لم تتفاجأ بذلك .. ربما كانت تتوقع ذوبان مارلو الكلي في الشخصية الجديدة في اي لحظة !
تصرف مارلو يشبه ما تفعله النساء مع اي عاملة صالون حين يرغبن بالظهور بأجمل صورة ممكنة لأن لديهن موعد مع حبيب او عشيق !
هل تصرف مارلو بعقله الباطن .. هل كانت صورة الموديل الايطالي مؤثرة فيه ! لدرجة اثارت فيه فضوله ؟ او ربما اشعلت النار اخيرا في فتيل انوثته الكامنة داخله و المختبئة منذ مدة طويلة ؟!
في موقع التصوير
يصل الموديل الايطالي المشهور والوسيم جدا .. انتونيو .. بكامل اناقته .. يقف امام الكاميرات ليؤدي الحركات المطلوبة منه من قبل المخرج ..
بينما كان مارلو مستعدا بشكل كامل ليؤدي المشهد الذي شرحه له المخرج .. و هو بكامل سحره و جماله .. حتى بدى اليوم بأبهى اطلالة له منذ ان مثل دور مارلين مونرو ..
كما كان مخطط له .. فالمشهد كان اعلانا لعطر رجالي يثير النساء .. و يجعلهن يذوبن بسرعة في حضن الرجل ..
وكان لابد لمارلو ان يمثل لقطة .. يمر فيها بقرب انتونيو الذي يرش العطر على نفسه .. فيشمه مارلو .. و يتأثر ( كسيدة) فيهرول نحوه .. ثم يلقي بجمله ايطالية واحدة .. قبل ان يرمي نفسه في احضانه وهو يقول له ( لقد وقعت بحبك) ..
و كان عليه أن يقرب شفتيه من شفتي هذا الشاب الايطالي ليقبله .. و على انتونيو ان يتجاوب معه و يقبله أيضا !
تم تصوير المشهد بحرفية عالية .. لقد انجز العمل بدقة و ..
حصلت القبلة .. !!!!
نعم .. مارلو نسى نفسه بين احضان انتونيو .. و انتونيو ادى دوره المطلوب منه بإتقان .. فالتقم شفتي مارلو الممتلئتين بشفتيه .. و حصلت القبلة !!
لا احد يعلم ماذا يجري في نفس مارلو .. او كيف يشعر وهو يُقبَل من رجل آخر !! لا احد ! الا مارلو نفسه بالتأكيد..
لقد ظن مارلو .. ان القبلة ستمر سريعا لأنه كما اوهم نفسه .. ممثل يؤدي عمله ..!
لكن المفاجاة ان كلا المؤديين اندمجا في القبلة ! استغرقا وقتا اكثر من المقرر لهما من قبل المخرج!!! .. لدرجة ان مارلو غاب تماماً عن ادراك الوقت .. وهو يسلم شفتيه و لسانه لجوف فم هذا الشاب الوسيم .. الذي لم يتردد لحظة في التقام فم مارلو بلسانه و استمتع بطعم ريقه !!
كأنها كانت ساعات طويلة .. غاب فيها مارلو عن كل الحضور .. حتى استعاد وعيه على اثر صوت الكادر التصويري .. !
) كااااااتتتت) !!!
المخرج وجميع الحضور و من ضمنهم مانزو كان حاضرا .. صاروا يصفقون بحماس كبير و بحرارة .. لهذا المشهد العفوي الرائع و الناجح .. !!
جفل مارلو فجأة ليبتعد عن احضان انتونيو .. و افترقت شفتيه عن شفتي انتونيو التي كانت ملتصقة تقريبا مع شفتي مارلو ..
وانتبه مارلو للتصفيق و الصفير و عبارات التشجيع التي يتلقاها من حوله .. فأصابه ارتباك سريع و احمر وجهه خجلا بسرعة .. و كفتاة وقعت للتو في العشق .. فر مارلو من موقع التصوير مهرولا .. الى غرفته خلف الكواليس ..
هروب .. نعم هروب من حقيقة بدأت تطفو للسطح و تظهر للعلن حتى امام مارلو نفسه .. الذي لم يعد يعرف من هو في الحقيقة.. او مالذي اصبح عليه الآن حقا !!
بعد دخوله غرفته .. خلف الكواليس .. تبعته جينا وشداد لكي يمارسان عملهما الاعتيادي معه ..
لكنهما دخلا عليه يصفقان له ويهنئانه على اتقان الدور .. ولا يعلمان ان مارلو نفسه اعتبر حدث اليوم هو نقطة انتقالة فعلية في حياته .. وان شيء كبير فيه قد تغير تماما هذا اليوم ..
جينا بحماس/ شو هاذ الي عملته يا فنان! اي عن جد فنان و كبير كمان ! اي دخيلك شفت كيف الكل كان عم يسقفلك !
مارلو باحراج/ ...انا .. انا ..
شداد / ايوا يا نجم .. خلي الكل يشوف شو هي قدراتك .. اي لك انت جبار .. و**** طلعت منك هين يا مارلو !
صمت مارلو وهو تحت ايديهما .. ضائعا تائها في دهاليز نفسه لا يعرف كيف او بماذا يفكر ..
لكن الشيء الوحيد الذي لازمه وعلق فيه .. كان طعم شفاه انتونيو واثار قبلته المتبقية على شفتيه !!! لقد أعجبه الأمر ..حتى انه شعر بدبيب خفيف في قضيبه الصغير المحشور و المخفي تحت طيات الاندر النسائي المحكم !
استمر شداد وجينا بكلامهما التحفيزي و التشجيعي له .. وقبل ان يزيلا عنه اي شيء .. فوجئ الجميع بدخول شخص ثالث للغرفة !
انه انتونيو .. !!!
مارلو كان يستطيع فهم الحوار البسيط و الرد على بعض الأسئلة .. لقد تعلم الايطاليه قليلاً لاحتياجه الماس لها ..
على الباب .. بعد ان دخل .. وقف انتونيو بخجل و بكل ادب .. تكلم دون ان يقترب من مارلو خطوة واحدة !
انتونيو/ لقد كنتي رائعة يا مارلين ! لقد اعجبني ادائك هناك !
مارلو بخجل/ .. شكرا
انتونيو بجرأة و بروح مرحة / لقد اعجبني طعم شفتيك حقا .. انا محظوظ جدا لاني نلت تلك القبلة !!! كما أني اتوق بشدة لتكرارها .. !
مفاجأة شداد و جينا الذين يفهمان الإيطالية وحتى مارلو كانت كبيرة جدا .. الاحراج المدمج بالصدمة اصاب مارلو بشلل مؤقت منعه من التكلم ..
انتونيو كسر الصمت .. و تقدم باتجاه ماراو الذي كان جالسا في مكانه ، و اخرج انتونيو بطاقته يقدمها لمارلو وهو يقول له
انتونيو / كلميني .. ارجوكي .. انا متشوق جدا للقائك مرة اخرى .. لو سمحتي!
بارتعاش و تعرق و خوف .. يلتقط مارلو بطاقة انتونيو بيده الناعمة .. ليخرج بعدها انتونيو من المكان بكل تهذيب و ادب..
من هذا الشاب الساحر الخلوق الذي عامل مارلو كما تعامل السيدات الراقيات الانيقات تماما .. ؟ من أي طبقة راقية قد نشأ ؟
طريقة تعامله تلك .. جعلت مارلو يستمتع بكونه امرأة فعلا ولأول مرة و بكل صراحة مع نفسه .. لقد نسي انه رجل تماما .. بسبب سحر هذا الشاب الايطالي الوسيم الرائع
شعور جديد و غريب يشبه شعور من وقع في ادمان شيء .. فلم يعد يرى امامه شيء آخر سوى ما ادمن عليه .. هكذا اصبح شعور مارلو في الوقت الحالي ..
هذا الشعور اخذ به بعيدا جدا عن كل من يحيط به من عالمه .. حتى خولة ! لم يعد يفكر فيها مثل قبل .. الاحساس كبير جدا .. غطى على اي احساس آخر كان يشعر به في حياته .. نحو اي شخص عزيز عليه .. حتى وإن كان حب حياته الوحيد ..!
مع مرور كل يوم .. يزيد هذا الإحساس و يزيد التأثير على مارلو اكثر .. و يزيد ابتعاده عن نفسه اكثر فاكثر .. !
بنفس الوقت .. لم يكن ابتعادا احادي الجانب .. فخولة ايضا .. مس روحها هذا الشعور الذي تملك من مارلو ، وصارت تشعر بابتعاده روحيا و نفسيا عنها .. بعد ان كان بُعده عنها جسديا فقط !
لقد سار كل منهما في خط مواز لا يلتقيان فيه من الان فصاعدا ..
فخولة تقترب اكثر من جينا في علاقة ظاهرها الصداقة و اشغال وقت الفراغ..
و مارلو ينخرط في عالم أوهامه الذي صنعه بنفسه .. فصار يريد تحويل تلك الاوهام لواقع اكثر من اي وقت مضى !
عندما تلقى مارلو الدعوة من انتونيو .. كان مترددا بشكل طبيعي في باديء الامر .. و اراد عدة مرات تمزيق بطاقته و نسيان الامر و تجاوزه ..
لكن .. هذا الأمر لم يكن سهلا ابدا ، الاغراء كان كبيراً جداً لدرجة تفوق قدرة تحمل مارلو تحت تأثير هذا الإغراء عليه ..
رغبة تدفع به بقوة من خلف جدران عقله و حكمته ليخترقها داخلا عالم الواقع و تجربة ذلك الشعور الجديد الذي سيطر على روحه
فكل ليلة يفكر مارلو مع نفسه .. ماذا لو جربت الامر لمرة واحدة ؟ كيف سيكون الشعور وقتها ؟
ان الحياة قصيرة جداً لكي تمنحنا فرصة اخرى، الفُرص لا تأتي كل يوم وإن عدَت فلن تكون الحياة سخية مع الانسان حتى وقت طويل .. بل و ربما ستمسك الحياة نفسها عن اهداء الانسان أي فرصة اخرى جديدة لأنه لم يقدر ما كان بين يديه
حوار نفسي عميق يصارع مارلو فيه جميع تناقضاته .. هويته تغيرت! ام انمحت تماما فصار يبحث عن عنوان جديد لهويته التائهة !
بعد صراع ..
خسر مارلو التحدي !
و بشكل خارج عن المألوف ، اتصل مارلو بجينا هذا اليوم
مارلو/ هو انا ممكن اطلب منك طلب يا جينا !
جينا باستغراب/ فيك تطلب عيوني يا مارلو ما بقلك لأ!
مارلو بحرج/ .. تسلم عنيكي يا جينا ، .. انا ..انا .. بس ارجوكي الطلب ده يبقى سر مابينا !
جينا/ سر ! ليش ! خير .. في شي ..
مارلو/ لأ مافيش حاجة .. بس .. بس انا عاوز منك جلسة مكياج استثنائية في الاستوديو .. ممكن !
جينا باستغراب/ ليش عندك اعلان جديد و انا ماعندي خبر ؟
مارلو/ لأ .. ماعنديش تصوير ولا اعلان .. بس .. بس انا عاوز كده .. ينفع تعمليلي الطلب ده يا جينا .. من غير ما تعرفي السبب ارجوكي !
فهمت جينا مراد مارلو من غير ان تسمع تبريراته ، كانت تتوقع منه هذه الخطوة، كأنها صارت تقرأ كل خطواته المتوقعة و تراهن على صحة توقعاتها ..
جينا / اي تكرم عينك .. الي بدك اياها ، حاضر و من عيوني ..
مارلو بفرح/ انا اشكرك بجد يا جينا، بس ارجوكي الموضوع ده يفضل سر ما بينا
جينا / اي .. اكيد يا قلبي ، تقبرني انت ..
اتفق مارلو مع جينا على موعد محدد، لكن بمجرد انتهاء المكالمة معه .. اتصلت جينا بعدها بشداد !
جينا/ بدي قلك شي مهم كتير..
شداد / شو هو ؟
جينا/ الي مخليه ببالك .. استوى على الآخر .. و باينته قرب يكون تحتك !
شداد بحماس/ عن جد تحكي؟ طيب كيف ؟
تقص جينا لشداد طلب مارلو الغريب منها وتخبره انها تتوقع بقوة بأن مارلو سيقابل انتونيو بهيئته الانثوية ..
شداد يثق كثيرا بخبرة وحكمة جينا و فهمها لنفسيات البشر، فجينا قابلت عدد كبير جدا من الرجال و حتى النساء اجتماعيا و جنسيا بنفس الوقت ..
هذا الخبر جعل لعاب شداد يسيل ، فلقد صار يفكر في مارلو ( جنسيا) بكثرة في الآونة الاخيرة ..
كان شداد لديه تجارب قليلة مع متحولين جنسيين في ايطاليا، لكن .. اغلبهم كانو متحولين لأغراض الدعارة .. بالإضافة الى انه صار يرى تحول مارلو امام عينيه و من تلقاء نفسه ..
هذا الامر اثار شداد كثيرا .. خصوصا ان مارلو عربي مثله و ستكون تلك تجربة مثيرة لا تنسى ابدا لو تمكن شداد بطريقة ما من تحقيق امنياته و رغباته الجنسية مع مارلو !!
في نفس اليوم .. اتخذ مارلو قراره النهائي بالاتصال بانتونيو .. و اخذ نفسا عميقا جدا قبل ان يرن عليه ..
انتونيو/ الو، من معي
مارلو بلغة ايطالية بسيطة / .. انا .. انا م .. م ..مارلو
ميز انتونيو الصوت .. لم يكن غريبا عليه .. كان قد يأس تقريبا من اتصال مارلو به بعد طول انتظار ..
انتونيو بفرح و حماس/ اهلا .. اهلا بك يا نجمة !
تعمد انتونيو ان يستخدم صيغة المخاطبة للأنثى باللغة الإيطالية ..
مارلو بارتجاف كبير في اوتاره الصوتية و بارتعاش اكبر في كل مفاصل جسده
مارلو / .. انت .. انت عرفتني!
انتونيو / وكيف لا اعرفك وانتي اجمل من قبلتها في حياتي!
مارلو بخجل انثى/ انه كلام كبير علي .. شكرا للإطراء
انتونيو/ ليس اطراء .. انها حقيقة، ليتك متمكنة اكثر من اللغة الإيطالية ، لقلت فيكي شعرا !
مارلو / شعر! لم افهم !
انتونيو بجرأة/ دعك من هذا! متى اراكي
مارلو / بهذه السرعة؟
انتونيو/ ولماذا التأخير ؟
مارلو/ وما هي نيتك من هذا اللقاء! علي ان اسالك بصراحة
انتونيو/ كل خير يا حلوتي، كل خير، فقط ثقي في، و دعي نفسك لي كما تركتها لي في الإعلان .. اتتذكرين ؟
كلام انتونيو حرك الشعور الجديد في مارلو الذي صار يدمن عليه ويحبه و يريد ان يعيشه لأطول وقت ممكن ، هذا الشعور جعل جسد مارلو يستجيب لمحفزاته العصبية اللا ارادية .. فانتصبت حلمتيه بقوة خلف قميصه الرجالي! و ارتخت يداه و ارتعشت شفتيه ، و دق قلبه بسرعة كبيرة جداً..
و هناك شيء جديد اصاب مارلو بفزع .. لقد شعر بزبه الصغير يفرز مذيا بوضوح لدرجة شعر ببلل طفيف تحت ملابسه ..
على غير العادة .. غير مارلو سياق الحديث
مارلو/ متى واين تريد ان نلتقي!
انتونيو بفرح/ لدي جناح فاخر في فندق قريب، يتوفر في نفس الفندق صالة رقص vip
هذه قاعة رقص فاخرة و ساحرة .. سأجعل ترقصين معي على أنغام أجمل السمفونيات و تطيرين كالملائكة في سماء الكمال .. أليس هذا ما تبحثين عنه يا حلوتي ؟
مارلو بتأثر/ الكمال ؟
انتونيو/ نعم يا حلوتي .. الكمال.. هذا ما ستحظين به معي ..
انتهت تلك المكالمة بودية كبيرة بين الاثنين وبتشوق كبير لموعد اللقاء ..
صار مارلو يتصرف بلا وعي كأنه منوم مغناطيسيا .. فأتصل بجينا مرة أخرى لكي يذهب لها في موعد محدد ..
جينا استقبلته في غرفة المكياج بحماس و جعلت شداد يراقب عملها من خلال كاميرا سرية نصبتها لهذا الغرض .. والذي أثير جدا وهو يرى تأثير عمل جينا على مارلو الذي تحول لمارلين مونرو حقيقية.. حية تتنفس و تعج بالإثارة و تشع بالإغراء ..
مارلو بعد مكياج جينا
انهت جينا عملها بإتقان ثم سألت مارلو / الحلوة وين بدها تروح بكل هاي الشياكة ؟ في عندك موعد ؟ حكيني لا تخجل مني ؟ انا وعدتك اني بكتم السر
مارلو بحرج/ ها ! انا .. لا .. ده موعد شغل برايفت على جنب .. بس اوعي تجيب سيرة لحد لأحسن يسمع مانزو و يقطع عيشي ..
جينا / اه يا مشاكس انت .. عرفت تلعبها صح! اي هيك يا قلبي .. اي شو فيها لما تستفيد لحالك بكم قرش !
مارلو/ اوعي تجيبي سيرة لحد يا جينا ارجوكي
جينا/ ولو .. ما توصي حريص .. سرك في بير !!! بس قلي كيف بدك تروح لموعدك؟ ما تخاف حدا هون يلمحك و يمكن يوصل الاخبار لمانزو ؟
مارلو بقلق/ ها .. انا ما فكرت بكده بصراحة ؟ قولي هعمل ايه يا جينا ؟ انا محتاج مساعدتك
جينا بلؤم/ اي مو ع عيني! انت بتعرف شداد! هو يلي راح يوصلك بسيارته من غير ما حدى يشوفك او يعرف ؟
مارلو بقلق/ شداد ؟ بس .. بس ..
جينا/ بس شو ؟ لا تبسبس يا قلبي .. اي شداد متل اخي و بوثق في بروحي ..
مترلو / يعني.. اقدر اثق فيه انا كمان ؟
جينا/ ع ضمانتي يا قلبي
وافق مارلو على مقترح جينا اللئيم .. جينا كانت تريد أن تزيح الحواجز بسرعة مابين شداد و مارلو وهو في هيئته الانثوية لكي يتعود مارلو اكثر على تقبل نفسه كأنثى مثيرة مع شداد الذي اكلت نظراته جسد مارلو ووجهه..
خاصة حين رافقه عبر الأبواب السرية الخاصة بالاستوديو التي يعرفها شداد لكي لا يثير انتباه احد ثم أخذه لسيارته يمسكه من يده كما يمسك الرجل فتاته لاخذها في موعد ..
طوال الطريق .. لم ينزل شداد عينيه عن مارلو بهيئته الانثوية لكنه التزم بوصية جينا له وهو يخرج مع مارلو ( اوعاك تطيش و اصبر .. اصبر بعد شوي .. خليك راكز و تقيل )
مارلو كان غائب عنه في عالم آخر.. الف احساس و مليون فكره تدور به في مجرة جديدة من الكون لم يلتقطها تلسكوب فضائي بعد!
تساؤلات لا تنتهي حول ما يفعله الان كآلة .. شيء ما يدفعه للمواصلة رغم اعتراض عقله .. شيء غامض يجره جرا الى تلك المنطقة المجهولة المظلمة في محاولة لاستكشافها مهما كلف الثمن ..
أخيرا
وصل مارلو المكان .. فوجد انتونيو في استقباله .. والذي أخذ بيده و قاده كأميرة الى جناح خاص به في الفندق .. جناح فخم جدا و خال من المتطفلين ..
كان مارلو يرتعش و قلبه يخفق بسرعة و يشعر بوهن عجيب! لا قدرة لساقيه على حمله رغم ان عوده ناعم و ووزنه خفيف ..
جسمه اصبح ثقيلاً عليه تحت وطأة كل تلك الثياب النسائية الفاخرة ..والتي كانت ثياب سهرة أنيقة و جميلة أضافت لمارلو صورة اكثر جمالا و اغراءا ..
عندما رأى انتونيو مارلو.. اصيب بالدهشة و تحركت عنده الرغبة الرجولية بقوة .. و صار يُسمع مارلو غزلا رقيقا بلغة إيطالية سهلة و سلسة استطاع مارلو ان يفهم معظمها و يستمتع بتأثيرها عليه .. كأنثى!
رافق انتونيو مارلو كما ترافق السيدات من السيارة حتى دخل معه الفندق .. ثم توجه فورا للمصعد.. لكي يدخلون في جناحه الخاص في احد الطوابق
بعد خروجهما من المصعد .. استمر انتونيو بأخذ يد مارلو وسحبه برفق الى جناحه وثم دخلا معا و فورا الى وسط قاعة صغيرة مخصصة للرقص ..
حتى صار معه في وسط ارضية الرقص و من ثم تركه قليلا و وتوجه الى جهاز موسيقى قديم الطراز و شغل أسطوانة قديمة كلاسيكية لنبدأ بعزف موسيقى اوبرالية راقصة ..
انتونيو/ تعالي للرقص يا حلوتي !
سمع مارلو هذا الكلام و شعر بخجل أنثى و بقلب خافق .. تقبل يدي انتونيو بترحاب
على اثر تلك الانغام اخذ انتونيو مارلو تحت كيفه و الذي كان شبه غائب عن واقعه و يعيش في سحابة بيضاء من حلم وردي جميل تعدى كل حدود اماله و توقعاته ..
سحبت انتونيو مارلو لحضنه من جديد اكثر فلف ذراعه حول خصره واخذ بالأخرى.. ليبدأ معه رقصة رومانسيه متناغمة .. ذابت فيها روح مارلو مختلطة بمشاعره لينأى بنفسه بعيدا جدا عن الواقع .. مستسلما للمسات انتونيو الذي عرف كيف يعامله كسيدة رقيقة راقية ..
دقائق مرت وهما يرقصان في قصص ساندريلا.. و مارلو يغفو برأسه على كتف انتونيو و جسمه كله مصاب بارتخاء عجيب و استسلام غريب ..
لحظة من الوعي رفع فيها انتونيو وجه مارلو من تحت ذقنه .. ينظر في عيونه الناعسة شبه المغلقة وشفتيه الحمراء الممتلئة بالشوق والرغبة والدعوة الصريحة لشفاهه لكي تعيده مرة أخرى الى عالم اللاوعي.. غياب في بحر من الشعور الانثوي الوردي الذي صار يأسر مارلو بشدة ..
وهنا .. قرب انتونيو شفتيه من شفاه مارلو ليطبقهما بهدوء .. فيدخلان كليهما في لحظة من السكون الابدي ..
تنطبق الشفاه.. فترسل نبضات كهربائية تسبب وخزاً جلدياً جميلا لكلا الطرفين ..
تستمر القبلة و يذوبان معا فيها .. وتتشابك الألسن و تتعانق بقوة.. مع كل ثانية تمر .. تزداد القبلة وهجاً و جنوناً .. وتهرب الأنّآت من أنف مارلو الرقيق لتعلن لانتونيو استسلامه و خضوعه لسطوة رجولته التي حولت مارلو الى مارلين فعليا..
لم يكتف انتونيو بالقبلة لوحدها مع ازدياد قوتها جنونها.. بل حرك يديه نحو صدر مارلو من خارج الثياب .. ليمسك كتلة ثديه الصغير و يعتصر حلمته بقوة ..
فوجيء مارلو بحركة انتونيو و لكنه لم يعد يتصرف بعقله .. إنما بشعوره الانثوي و عاطفته .. فلم يعترض على جرأته .. بل صار يستمتع بالشعور الانثوي اكثر ..
الشعور الذي صار يسيطر على كامل جسده و عقله و روحه حتى ذاب فيه و نساه مارلو خلفه .. لأنه اصبح الآن .. مارلين .. الأنثى الساحرة المغرية..
لما رأى انتونيو استجابة مارلو له .. تجرأ اكثر و شعور الشهوة يتصاعد عنده بسرعة أكبر.. و انتصاب مؤلم ألم بقضيبه خلف بنطلونه.. ولشدة التصاقه بجسد مارلو .. شعر مارلو بانتصاب قضيب انتونيو الحاد يضغط على بطنه ..
جن جنون انتونيو الذي حول القبلة الآن إلى شهوانية جنونية اكثر .. خصوصا مع استسلام مارلو الكامل له ..
بلا تفكير .. ابتعد انتونيو عن مارلو محررا شفتيه من فمه .. واستمر ينظر له بشهوة و رغبة جعلت مارلو يفرز مذيا هائلا من زبه الصغير النصف منتصب والمقيد تحت الكلسون النسائي ..
شعور متناقض .. نعومة الثياب المحتكة بجلد زبه تجعله يريد الانتماء لمارلين و حسب .. لا مكان لمارلو بعد الآن
بحركة غريبة .. ارخى حزامه و فتح انتونيو سوستة بنطاله .. ليخرج قضيبه المشدود والمتوتر بقوة للهواء الطلق .. امام أنظار مارلو الذي دهش بما رأى..
لأول مرة يرى مارلو قضيبا حقيقيا في حياته! على المستوى الواقعي! كان عضو انتونيو رجولي بمعنى الكلمة.. عروقه بارزة تنبض بوضوح و راسه لامع بسبب تلونه بطبقة مذي هائلة .. خصيتيه كانتا بحجم هائل .. تدل على الفحولة والرجولة و الخصوبة الحقيقية! هذا المنظر جعل مارلو يمحي ما تبقى من ذكورته الضعيفة اكثر ..
اندماج مارلو مع الصورة التي امامه.. لاحظها انتونيو الذي أدرك ماهية مارلو و انه الآن تحول حتما لأنثى .. لمارلين ..
بشكل مفاجيء .. وضع انتونيو يد على كتف مارلو والأخرى على رأسه .. ثم صار يضغط عليه يوجهه لينزل تحته .. يقرفص على ركبتيه ..!
اصبح مارلو مقرفصا بمواجهة قضيب انتونيو بشكل مباشر .. تردد خفيف في حركاته، فعينيه مشدودة بقوة الى هذا العضو المشدود المنتفخ ..
بلا كلام .. قرب انتونيو بحوضه مع سحبه لرأس مارلو نحو رأس قضيبه .. بحيث شعر انتونيو بأنفاس مارلو تلفح رأس قضيبه الذي يكاد ينفجر .. من شدة انتفاخه
كسر انتونيو الصمت / تقدمي .. تقدمي للأمام .. لا تخافي ! انها فرصتك لتجربيه يا حلوتي !
لم يجبه مارلو .. سوى بنظرات عينيه الحارة وشفتيه المترددة! بدون وعي منه .. مد مارلو لسانه لرأس القضيب الرطب .. فادرك طعم المذي الذي غطى الرأس على شكل طبقة رقيقة من المياه اللامعة..
لم يجرب مارلو بحياته هذا ولم يثر فضوله للتعرف عليه من قبل حتى هذه اللحظة ..
واسألة كثيرة تزدحم في رأسه! هل هو حقا يفعل هذا؟ هل هو في حلم؟ لماذا يجد نفسه منساق لأوامر انتونيو و ينفذها بلا تردد؟ ام انه كان تواقاً لتجربة الأمر اكثر من انتونيو نفسه؟ و ماذا سيحصل بعد ذلك ..
فجأة .. لم يعد انتونيو قادر على ضبط اعصابه .. خصوصا انه متمكن من رأس مارلو بيديه .. فدفع برأس قضيبه نحو شفتي مارلو بشكل اسرع من المتوقع
الشفتين انفرجتا بسلاسه لتستقبل الراس كله .. حتى غابت الحشفة كلها في تجويف فم مارلو !
لم يعد مارلو الآن مارلو .. هو مارلين .. و شعر بشعور الأنثى فقط .. وتصرف مثل أي أنثى في هذ الموقف ..
لم يمص مارلو من قبل عضوا ذكريا .. لكنه قلد الممثلات الاباحيات اللاتي رآهن في ما مضى في الأفلام الإباحية بشكل عجيب فاجأ حتى انتونيو نفسه ..
صار مارلو يمص رأس قضيبه بحرفية غير متوقعه! و يزيد من إدخال أجزاء اكثر من عمود قضيب انتونيو داخل فمه .. كفتاة ممحونه بالضبط .. تزداد شهوة و شبقا مع كل حركة و كل ثانية لتمص قضيب حبيبها بشهوانية ..
آثار لسان مارلو و تجويف فمه الرطب الناعم حول قضيب انتونيو زادت من تمتعه و جنونه .. فخرجت آهاته من فمه .. من رأسه الذي انقلب عكسيا ينظر للأعلى فكاد يسقط للخلف .. ! من شدة استمتاع انتونيو
استمر مارلو بمص قضيب انتونيو متقمصا دور فتاة ليل متمردة و خبيرة في مجالها !
لأكثر من عشرة دقائق.. مارلو يمص و يمسك بخصيتي انتونيو بيديه و يتنقل احيانا لعمود قضيبه بلسانه و شفتيه.. لكنه لم يعتق هذا القضيب من فمه الجائع الشره .. لم يزعجه طعم المذي لرجل غريب عرفه منذ زمن قصير فقط
ما لاحظه مارلو نفسه ان لا انتصاب كامل كان لديه.. الثياب الناعمة تعمل كمضاد انتصاب .. ليس للنساء قضيبا .. أليس كذلك ؟ هكذا تصرف جسد مارلو بلا وعي منه .. لكن ما حصل رغم عنه هو ازدياد افراز مذيه بشكل أكبر من المعتاد .. فصار يشبه بلل النساء !
اخيرا ..حانت اللحظة ولم يعد انتونيو يطيق صبرا .. فاطلق لبنه كسيل جاري من عيون مياه متفجرة ! لم يركز أين اطلق لبنه.. لكنه فضل الاستمتاع باللحظة وهو يفرغ مخزون خصيتيه .. و مارلو كان يمسك بيد تلك الخصيتين كأنه يعمل لهما مساج .. و يعصرهما برقة ليفرغهما من مكنونهما..
لأكثر من دقيقة .. و أنتوني يتأوه و يصيح بصوت عال .. لشدة تمتعه.. بينما مارلو في مكانه مازال غائبا في زوايا مارلين الروحية متجسدا و متمسكا بها
لقد ابتلع بشكل تلقائي معظم لبن انتونيو .. الذي قذفه بقوة عبر حنجرته .. لم يجرب مارلو طعم لبن الرجال .. لأنه كان رجلا و ليس عليه تجربة ذلك ! لذلك .. هو لم يهتم بأكثر من اتقان دوره الانثوي .. امتاع الرجل و إفراغ توتره معه ..
نظر أنتوني الآن فقط إلى وجه مارلو وهو مازال تحته يلعق بلسانه ككلب جائع بقايا لبنه الأبيض من على قضيبه و يمسك بيده الناعمة خصيتيه الكبيرة الثقيلة ..يمسدها كأنه يحاول اخراج ماتبقى فيها من لبن ..
مازال هناك بقايا لبن لوثت وجه مارلو و جبينه و شعره و حتى ذقنه .. لكن .. يبدو أن مارلو كان مندمجا مع نفسه لأبعد الحدود .. ولم يعر ذلك أي اهتمام
هنا .. شعر انتونيو برغبة أكبر.. انها اللحظة المواتية له لكي يجعل من مارلو انثاه ويمارس معها الجنس الكامل .. عليه استغلال وهن مارلو و ضعفه الآن قبل ان يستيقظ فجأة و ربما يتراجع !
تحرك انتونيو وتصرف بلباقة و ظل يحافظ على تعامله المهذب مع مارلو كما يفعل مع أي سيدة .. واخذه من يده ليوقفه من جديد .. و ثم فاجأه وهو يلفه ليواجه الحائط ..
كان هناك امامهما اريكة فاخرة واسعة يمكن ان تتحول لسرير بسهولة .. و بكبسة زر !
و بعد ان تحولت لسرير من قبل انتونيو .. دفع انتونيو بمارلو برفق امامه لكي ينحني امامه و يستقر على أربع .. فمارلو في النهاية ذكر .. وعليه ان يمارس معه من الخلف..
مارلو تحول للعبة مسلوبة الارادة .. وصار يطيع انتونيو ببلاهة و بلا تفكير في النتائج.. وفجأة وجد مارلو نفسه يسقط على الاريكة و هو على أربع!
ماذا سيفعل به انتونيو ؟ هل سيسمح له بفعل كل شيء معه من اول لقاء؟ هل هو في حلم ؟ ام انه واقع
رفع انتونيو الثياب ذات الطبقات المتعددة .. فستان مارلو كان راقيا و كلاسيكيا.. حتى رأى امامه طيز مارلو المغطى بكلسون ابيض ناصع ..
جلس انتونيو خلفه لمواجهة طيزه .. و بدأ يستمتع بما انكشف من لحم مارلو الأبيض الناعم جدا .. واللامع .. حتى انه لم يشك للحظة بأن مارلو فتاة !
ثم بجرأة انزل انتونيو الكلسون جزئيا عن عجز مارلو .. كأنه كان لا يريد أن يرى اكثر من فتحة دبر مارلو .. رغم ان جزئا من عجانه ظهر .. و جزء يسير من خصيتيه البيضاء الصغيرة ايضا .. لكن انتونيو اكتفى بذلك ..
كل ما همه و صب تركيزه عليه هو دبر مارلو ..اراد رؤيته و التمتع بمنظره ..
في حين ان مارلو ..لم يعد مارلو .. مارلو .. هو الأن مارلين .. بكل جوارحها ..
اقترب انتونيو بوجهه من عجز مارلو وصار يلمسه بكفيه .. فجفل مارلو لحركته تلك .. ارتعش جسده و اقشعر جلده .. طراوة فلقتيه ونعومتهما زادت من استمتاع انتونيو بجسده و تيقنه بأن مارلو تحول لأنثى تحته
لكن ما أرعب مارلو نفسه هو وصوله لهذه المرحلة من الاستسلام و اللا مبالاة .. و شعوره بأرتخاء في عضلات جسمه و حتى دبره ؟؟؟ عقله الباطن من أمره بالاستعداد النفسي للقادم من انتونيو!
شعر مارلو بيدي انتونيو الرجولية الخشنة وهي تباعد بين فلقتي طيزه الأبيض الأملس الناعم .. ليشعر بهواء ساخن يلفح حلقة دبره المرتخية .. فزاد افرازه للمذي بشكل مهول و مجنون..
هنا اصبح مارلو يرفض قولا أفعال انتونيو .. لكن جسده يواصل الاستسلام و التسليم لانتونيو!
مارلو بضعف/ لا .. لا تفعل .. ارجوك !!!
أهمل انتونيو بالطبع عبارات مارلو الخجولة الضعيفة التي تطلب منه الكف عن مواصلة ما يفعل .. و استمر بالتقدم بوجهه حتى رأى اخيرا تلك الحلقة الوردية الصغيرة الملساء جدا .. فأبهرت عقله و قلبه و اججت شهوته ..
لقد رأى انتونيو .. دبراً لا يمكن أن يكون لذكر ابدأ.. لشدة جماله و نعومته وخلوه من أي شعر ! حلقة وردية ملساء ناعمة ذات عطر خلاب .. لونها موحد مع الجلد المحيط بها .. قمة الجمال و الكمال..
رغم ان مارلو اتصف بجسم املس بصورة عامة من قبل.. لكن الفضل يعود أيضا لجلسات جينا و ميلا و آثار فعلها به ..
اقترب مارلو من الاستسلام لواقع الحال تماما .. وكان على شفير الوقوع في بئر من اللذة والشهوة اللا منقطعة .. وهو يستعد لأن يتخذ دوره الحقيقي كأمراة و يستقبل الجنس من انتونيو ..
لولا ...
لولا أن حرك رأسه صدفه للجانب .. ليرى مرآة موضوعة في جانب الصالة .. رأى فيها نفسه ..
تلك اللحظة .. كانت عبارة عن نقطة انفصال الحلم عن اليقظة .. الواقع عن الخيال .. العقل عن الشهوة !
سرح مارلو للحظة فيما رآه .. أهذا هو نفسه في المرآة؟ يلبس الثياب النسائية .. و يكشف عورته لرجل غريب ..؟ ثم انتبه لوجهه الذي ما زال ملوثا ببقع من لبن انتونيو فجعل شكله اقرب للغباء و البله !
لقد صدمته حقا تلك الصورة .. لكن مع لحظة تماس لسان انتونيو بحلقة دبره .. سرى تيار كهربائي صاعق في كل جسد مارلو .. شعور لم يمر به في حياته ابدا ..كاد يجعله يقذف على نفسه بلا لمس لزبه الصغير .. لكن نظره مازال موجها نحو انعكاس صورته في المرآة .. فأصيب بنوع من الاحباط ..
أتلك هي المنزلة التي كان يحلم بها عندما كان طالبا؟ أهذه هي النجومية التي يبحث عنها؟ لحظة صحوة و ادراك .. انتقلت بمارلو من السقوط كليا في هاوية الضياع .. و التلاشي .. الى اليقظة !!
جفل مارلو .. وسحب عجزه.. ثم ابتعد و التف بوجهه نحو انتونيو جالسا بصورة طبيعية .. ململما نفسه و معيدا لترتيب ثيابه بعد ان غطى عورته بكلسونه النسائي ..
صُددمم انتونيو ايضا من ردة فعل مارلو غير المتوقعة .. حاول إصلاح الامر
انتونيو/ مالذي حصل؟ مالذي حصل
مارلو بخضة/ .. اريد الذهاب .. اريد الذهاب ارجوك
انتونيو/ لماذا؟ هل انتي خائفة؟ لن افعل شيئا ضد ارادتك يا حلوتي ..
نهض مارلو و بحث بسرعة عن منديل يمسح آثار لبن انتونيو عن وجهه فتلخبط مكياجه .. ثم بشكل جنوني .. سالت دموعه و هو يحبس بكائه.. كأنه شعر بالندم على ما فعله حتى الآن .. لقد خان حبيبة عمره خولة؟؟؟ الآن فقط شعر بذلك ..
مارلو بهستيريا/ ارجوك .. يكفي ذلك .. دعني اخرج
انتونيو بدهشة/ لقد كنا جيدين ؟ لقد كنتي مستمتعة .. مالذي حصل؟
مارلو/ قلت لك دعني اخرج ..!
انتونيو/ حسنا .. حسنا .. اهدئي .. لن افعل لك شيء .. على الاقل دعيني اوصلك لخارج الفندق
مارلو/ لأ.. انا سأتدبر اموري ..
فر مارلو من المكان بوضعه الفوضوي هذا دون ان يكترث بمن حوله .. خرج من فندق انتونيو مستأجراً سيارة اجرة الى فندقه ! لم يستغرق ولا حتى ثانية في اتخاذ هذا القرار .. كان يشعر بأن عليه العودة الى خولة .. مهما كان يبدو او سيبدو في نظرها ..
عند وصوله لفندقه
نزل مارلو من السيارة مسرعا وهو يبكي كفتاة كسر قلبها حبيبها .. ثم دخل الاستقبال الخاص بفندق و توجه نحو غرفته في الفندق ..
باكيا وكارها لنفسه .. شاعرا بالذنب و بظلمه لخولة بخيانته هذه .. حتى انه اشمأز من نفسه كثيرا ..
في خضم افكاره و لومه لنفسه .. فتح مارلو باب جناحه بالمفتاح .. ! ولكن فور دخوله الجناح صُددمم لسماع صوت رجل غريب في الشقة .. الصوت قادم من غرفة نومه !
تسلل مارلو الذي تصدعت نفسه كزجاج مكسور .. على أطراف أصابعه .. يقترب من باب غرفة نومه و الدموع تكاد تمنعه من رؤية طريقه .. ناهيك عن منظره الفوضوي الذي يؤكد انه كان في موعد غرامي محموم !!
و كالمراهقين نظر مارلو من فتحة المفتاح الخاص بباب غرفة النوم .. ليرى مشهدا قاسيا ربما كان هو الاقسى الذي مر عليه في حياته .. !!
لقد رأى خولة في احضان احسان !! .. نغم .. خولة عارية في حضن احسان العاري .. لا يغطيهما شيء .. !!
كانا يمارسان الجنس بحرارة و يقبلان بعضهما كالمجانين .. والآهات تصدر منهما بقوة و كأنهما غير مهتمين أبدا ان عرف احد بما يفعلاه ..لقد كانت خولة .. زوجته مستمتعة جدا مع احسان و كأنه كان زوجها .. وعليها اخماد كل رغباته بلا تفكير
لم يتمكن مارلو من رؤية تفاصيل اخرى بسبب الضوء الخافت .. لكنه استطاع تمييز احسان العاري وهو يتوسط حوض خولة العارية تماما و ساقيها كانا مفتوحين للأخر..
احسان كان يتحرك بحركة منشارية سريعة جيئة و ذهابا .. وهو يمارس الجنس المحموم مع خولة ..
منظر هز قلب مارلو و حطمه .. لكن مارلو ظل ساكنا صامتا يراقب ما يحدث امامه .. غير مصدق ان خولة تخونه!
لكن .. ألم يكن هو نفسه يخونها مع انتونيو! نعم هو لم يمارس الجنس الكامل معه او يسمح له بأكثر مما حصل ووقع بينهما .. لكنها تعتبر في نهاية الامر خيانة لخولة .. شاء مارلو هذا ام ابى ..
لقد دمره هذا التفكير المزدوج والصراع النفسي وهو واقف خلف باب غرفة النوم كشجرة ميتة لا روح فيها .. لا يستطيع أن يتحرك او يفعل اي شيء ..
انتهى الجنس المحموم بصراخ احسان وهو يقذف في داخل خولة كما يبدو .. ورافقته خولة بالصراخ لشدة رعشتها و تمتعها.. لقد كانت خولة محرومة لتلك الدرجة؟ لقد كان واضحا انها عانت من حرمان طويل الأمد ..
كان مارلو يرى و يسمع و هو يبكي بهدوء و دموعه غطت رموشه الصناعية و اذابت كحله و لخبطت مكياجه اكثر .. فبدى كفتاة تركها حبيبها في أول موعد ..
لم يكن مارلو يعرف كيف يتصرف او يفكر وهو عائد لجناحه بهذا المنظر .. فهو لم يتوقع ان يجد خولة اصلا .
وربما وصل لدرجة من الضياع و كان بحاجة الى خولة لكي ترشده للطريق من جديد .. فهي كانت بر الامان بالنسبة له ..
بعد ان هدأ الاثنين .. صار احسان يقبل خولة بقبل رومانسية و يطريها بكلمات خافتة لم يستطع مارلو سماعها لكن ابتسامات خفيفة كانت تصدر من خولة عملت كخناجر عبر الاثير تطعن بقلبه .. دلالة على سعادتها بكلام إحسان
فسمع مارلو حوارهما بعد ذلك ..
خولة/ ما تقدرش تضحك عليا بكلامك ده .. ع فكرة!
احسان/ ليه بس؟ هي دي الحقيقة يا خوخه!
خولة/ انت عارف كويس اني بحب مارلو .. وهفضل احبه يا احسان .. ولا يمكن افكر اسيبه او اتخلا عنه .. ده لسه محتاجلي ..انا حاسة بكده
احسان/ بعد كل ده؟ ولسه بتحبيه؟
خولة/ ايوا يا احسان .. و مش هبطل احبه
احسان/ بس انتي لسه جبتيهم معايا و كنتي مبسوطة جدا! ازاي ده يحصل معايا و انت بتحبيه هو ؟
خولة/ عندك حق! بس ده لأني ست و عندي احتياجات زي اي ست في الدنيا، إنما قلبي و مشاعري عمرهم ما هيتغيرو
احسان بحزن/ انا فاهمك يا خولة. صدقيني انا عمري ما فكرت بوحدة غيرك و انا راضي بكده والي يهمني بس انك تبقي مبسوطة و بخير ، بس .. بس انت هتعملي ايه بخصوص مستقبلك انت و مارلو ؟ هتفضلي عايشة بعذاب كده؟
خولة تبتسم بتهكم / مستقبل ؟!
احسان بتعاطف/ مالك بتقوليها بيأس كده يا خولة ؟ مع اني بحبك بجد و من مصلحتي انك تبعدي عن مارلو! بس مايرضينيش لو هتبقي حزينة و عايشة بيأس كده لو بعدتي عنه!
خولة/ اصلك انت مش عارف ايه الي ممكن هيحصل في الأيام الجايه.. ولا ايه الي هيتغير في حياتنا انا و مارلو! عشان كده انا خايفة من المستقبل قوي
احسان/ افتحيلي قلبك يا خولة .. فضفضي .. انا جمبك و سامعك
خولة تبكي/ انا خايفة لا مارلو يروح مني ؟
يحضنها إحسان/ يروح منك ليه يا خولة؟ فهميني؟
خولة / انت فاكر اني مش شايفة الي بيحصله؟ انا .. انا عارفة كويس انا مارلو تغير .. تغير خالص.. و كلها مسألة وقت بس .. و هيبقى حاجة تانية!
تبكي خولة بشدة و يواصل احسان احتضانها وهو يهديء من روعها ..
إحسان/ قصدك .. ايه يا خولة .. هيبقى حاجة تانية يعني ايه ؟
خولة بتردد/ قصدي .. انه هيبقى.. هيبقى وحدة ست !!
صدمة إحسان بكلام خولة لم تكن كبيرة. فكل عاقل عليه ان يحكم بما يرى .. و مارلو اصبحت تصرفاته و اسلوب حياته واضح للجميع
مارلو كان يسمع كل حرف ببكاء و حزن و غضب بدأ ينمو بداخله كبركان.. حتى انه لم يهتم كثيرا بما قالته خولة عن تحوله لأنثى .. بقدر ما كان اهتمامه بخيانتها له!
أصيب مارلو بصدمة عمره و انتابته نوبة غضب أثرت عليه بشكل عكسي .. شعر بأنه مشلول و أخرس فلم يحرك ساكنا و لم يتفوه بكلمة.
لكن كرد فعل عاطفي غير مدروس للانتقام من خولة .. هرب مارلو من المكان بهدوء .. وهو يغلي في داخله من الغضب .. سار بلا هدى حتى خرج من الفندق .. وجد نفسه في حديقة قريبة تابعة للفندق و يديه تبحث عن هاتفه ..
بلا وعي .. بحث مارلو عن رقم انتونيو و اتصل به
انتونيو يجيب بفرح / مارلو ؟
مارلو بصوت باك/ ما زلت تريدني ؟
انتونيو بحماس و فرح/ طبعا يا حلوتي و ساظل أريدك!
مارلو/ هل انت مستعد لكي نكمل ما بدأناه .. الآن ؟
انتونيو بتعجب/ طبعا مستعد؟
مارلو/ انا قادم إليك !!!!!!!
يتبع
مع تحياتي انا الباحث