هاي يا شباب عاملين ايه دي اول مره اشارك فيها من ساعه ما المنتدي الجديد بدأ وانا كنت متابع المنتدي من ايام المنتدي القديم فا قررت اخرج عن صمتي وياريت القصه تعجبكو وتعرفوني رأيكو
القصه
[يتوفر الآن مهمة يومية.]
صوت واضح لفتاة شابة.
هذه حتماً لم تكن لعبة. بالطبع، لم تكن حلماً أيضاً.
لكن صوتها بالتأكيد كان داخل رأسي. بالأحرى كان يمكنني رؤية حتى نافذة المهمة وهي تطفو في منتصف الهواء.
’أيمكن أن يكون… حتى اليوم؟‘
بينما كنت أصلي باتِّقاد في نفسي، فتحتُ بحذر نافذة المعلومات.
تتي-رينج….
[المهمة اليومية: تحضيرات لأن تصبح أقوى]
تمرين الضغط، 100 مرة: غير مكتمل (0/10)
تمرين الجلوس والوقوف، 100 مرة: غير مكتمل (0/100)
تمرين القرفصاء، 100 مرة: غير مكتمل (0/100)
تمرين الجري، 10 كم: غير مكتمل (0/10)
تحذير: سَيُسْفِرُ عدم اكتمال المهام اليومية عن مستويات مناسبة من العقوبة.
بمجرد أن تأكدتُ من محتويات المهمة اليومية، بدأت باللعن كرد فعل.
’’أووو… فقط كم يوماً قد مضى بالفعل؟!‘‘
***
الجزء الأول: صياد برتبة E
صياد برتبة E، سيونغ جين-وو.
بغض النظر عن المكان الذي يذهب إليه، يتبعه هذا اللقب دائماً في جميع أنحاء.
كانت قوة جين-وو تقريباً نفس قوة إنسان عادي باستثناء كونه أقوى قليلاً وتُشفى جروحه أسرع قليلاً، كان جين-وو مثل الناس العاديين في كل النواحي الأخرى.
لقد كان ذلك نِدَّاً للمسار حينها، فينتهي به الأمر دائماً بأنْ يصاب. كاد أن يموت عدة مراتٍ أيضاً.
بالطبع، لم يكن الأمر كما لو أنّ سيونغ جين-وو أحبَّ أن يكون صياداً.
كان العمل خطيراً، وسخر منه الآخرون، ولإفحام الأمور أكثر من ذلك، كان الأجر مثيراً للشفقة جداً، كذلك.
لولا المساعدة الطبية التي دفعتها جمعية الصيادين للصيادين كإضافة ل ’’رواتبهم‘‘، لكان قد سلَّمَ رخصته كصياد واستقال الآن، وعاش حياته كشخص عادي.
لسوء الحظ، شخص مثل سيونغ جين-وو، في منتصف العشرينات مفتقراً إلى أي مهارات عمل ملموسة، لم يكن لدية أي خيار آخر سوى بأنْ يبقى صياد إنْ أراد دفع رسوم مستشفى والدته الذي كان بملايين الوون* كل شهر.
(*: العملة النقدية الكورية، ملايينها تعادل المئات بالدولار الأمريكي وقد تصل الآلاف.)
هل يجب على المرء أن يقول بأنه لم يكن لديه خيار في هذه المسألة؟
هذا هو السبب، على الرغم من أنه لا يريد ذلك، كان عليه ببساطة أن يشارك في الغارة تحت إشراف الجمعية.
***
كان يميل الصيادون العاملين في نفس المنطقة إلى معرفة بعضهم البعض بشكلٍ جيد. لأنه في حالة فتح بوابة، كان يُطلب من جميع الصيادين في تلك المنطقة بالحضور.
رشف الصيادون الذين وصلوا في وقت مبكر أكواب القهوة التي وزعها موظف الجمعية، وتبادلوا التحيات الودية مع بعضهم البعض.
’’أوه، مهلاً. السيد كيم، هنا. هنا.‘‘
’’أوه؟ سيد بارك، ماذا تفعل هنا؟ ظننت أنك ستتخلى عن كونك صياداً؟‘‘
’’حسناً، ذلك… زوجتي حامل بطفلنا الثاني.‘‘
’’هاهاهاها، هل هو كذلك. نعم، بأنْ يكسب صياد مبلغ كبير في دفعة واحدة، المشاركة في غارة هو الأفضل له، أليس كذلك.‘‘
انفجر السيد كيم ضاحكاً. تبعه السيد بارك بضحكة خافتة قبل أن يسأل كيم.
’’بالمناسبة، لماذا أشعر بأن الجمعية أصبحت تنادينا بنسبة أقل وأقل في الوقت الحاضر؟ هل انخفض عدد البوابات أو شيء من هذا؟‘‘
’’إييي، بالطبع لا. هذا فقط لأن النقابات بدأت تعمل على تنظيف البوابات، لا علاقة لذلك بالجمعية. سمعتُ بأنّ النقابات المختلفة تقفز بكلتا قدميها بما أنّ هناك ربحاً كبيراً في هذا الأمر كله.‘‘
’’حسناً، في هذه الحالة، بما أنّ هذه الغارة تحت إشراف الجمعية، فيجب أن تكون آمنة، لا؟‘‘
ألقى السيد بارك نظرة على المكان وكأنه بدأ يتوتر.
إن لم تكن النقابة مُشاركة اليوم، فهذا يعني بأنّه لا يوجد ما يكفي من الربح، وإن لم يكن هناك ما يكفي من الربح، فهذا يعني أن صعوبة هذه البوابة بالذات ستكون منخفضة.
بالطبع، لا شيء في هذا العالم كان مُطلقاً 100%.
لم يكن فقط السيد بارك، فقد كان الصيادون الآخرون ينظرون بتوتر أيضاً.
’’همم. أتساءل….‘
أنهى السيد كيم بقية قهوته بينما كان يتجنب الإجابة على صديقه قبل أن يلمح شخصاً ما.
’’اه! إنه هنا. هيي يا سيد سيونغ!! سيد سيونغ!‘‘
أظهر الصيادون الآخرون أيضاً البهجة باكتشاف وجود ذلك الشاب.
’’آه، مرحباً.‘‘
لم يكن سوى سيونغ جين-وو.
قام جين-وو بإيماءة بسيطة من رأسه قُبالة وجه السيد كيم المبتهج ومر من جانبه.
بعد التأكد من أنّ جين-وو كان بعيداً عن مرمى السمع، بدأ السيد كيم يضحك بينما تحدث بثقة.
’’إذاً، ظهر جين-وو. إذاً ستكون الأمور على ما يرام اليوم أيضاً.‘
اتسعت عينا السيد بارك وسأل كيم بسرعة.
’’ماذا كان ذلك؟ هل الصياد سيونغ جين-وو قوي حقاً؟‘‘
’’ااه. صحيح، بالطبع، أنت لا تعرف من هو. إنه صياد بدأ العمل بعد مغادرتك بوقت قصير. لكن، كل صياد هنا يعرف من ذلك الفتى بحلول هذا الوقت.‘‘
’’هل هو قوي حقاً؟ مهلاً، لماذا يعمل لدى الجمعية إذاً؟ لم لا تكون نقابة أو يعمل مُستقِلَّاً؟‘‘
قهقهة كيم أكثر قبل أن يُضَيِّقَ عينيه.
’’هل تعرف ما هو لقب ذلك الرجل؟‘.
’’كيف لي أن أعرف هذا؟ هيا يا رجل فقط أخبرني.‘‘
’’سلاح البشرية الأضعف.‘‘
’’…. الأضعف؟ لا شيء مثل، السلاح المُطلَق؟‘‘
’’يا صاح، هذا هو لقب الصياد تشوي جونغ-إن والذي هو برتبة S. هذا الفتى هو ’أضعف سلاح‘. أنا متأكد من أنّه أضعف صياد في جمهورية كوريا.‘‘
’’حقاً؟‘‘
عبس بارك بعمق.
لماذا يُحيي الصيادين الآخرين سيونغ جين-وو هذا إذا كان حقا بهذا الضعف؟ في النهاية، ألم يكونوا بحاجة لشخص يعهدوا بأنفسهم له إذا ساءت الأمور؟
لم يستطع بارك أن يفهم حقاً ردود فعل الصيادين الآخرين.
عندما مال رأس بارك بهذه الطريقة وتلك، ضحك كيم بصمت ووخز جانب بارك بمرفقه.
’’إيي! الغارات التي يشارك فيها سيونغ جين-وو لن تحتوي سوى صعوبة قليلة لأنه ضعيف جداً. لن تأتمنه الجمعية على عمل صعب، ألا تفهم ذلك؟ لا يريدون رؤيته يُقتل، صحيح؟‘‘
عندها فقط أشرق تعبير بارك.
’’مـ-محق. أجل.‘‘
كانت زوجته قلقة جداً عليه بما أن هذه ستكون أول غارة له منذ فترة طويلة. الحقيقة، حتى هو نفسه كان قلقاً أيضاً. لكن، الآن بعد أن استمع إلى كلمات كيم، شعر كما لو أُزيح حِمْل عنه.
واصل كيم.
’’ذلك الرجل، كان هناك إشاعة منذ وقت ليس ببعيد تقول بأنه أُصيب أثناء مشاركته في غارة لبوابة برتبة E، وقضى أسبوعاً في المستشفى.‘‘
’’أصيب صياد ببوابة من رتبة E؟‘‘
’’هذا صحيح. لم يتوقع أحد أن يرى صياد يصاب خلال غارة لبوابة من رتبة E لذا لم يُحضِرُوا معالجاً على ما يبدو!‘‘
’’لهذا قضى أسبوعاً في المستشفى؟! بوا-هاهاها!‘‘
عندما بدأ بارك بالقهقهة بصوتٍ عالٍ جداً، أسكته كيم بسرعة.
’’توقف يا رجل. السيد سيونغ قد يسمعك.‘‘
’’(تنهد بعمق). لم أفكر بذلك.‘‘
تأكَّدَ بارك بحذر من ردود فعل جين-وو بينما واصل الضحك.
لحسن الحظ، كانت المسافة كافية ولم يبدو بأنّ الشاب قد سمعهم.
بالطبع كانوا مخطئين.
’أستطيع سماع كل شيء أيها العجائز.‘
تشكلت ابتسامة مريرة على جين-وو بينما حاول جاهداً تجاهلهم. في أوقات مثل اليوم، لم يستطع فعل شيء سوى لوم حاسة سمعه الحادة وغير العادية.
يبدو أنه وصل مبكراً جداً والغارة لم تبدأ بعد.
’هل وصلتُ مبكراً؟‘
نظر جين-وو إلى لطابور الانتظار البعيد عنه، ورأى موظف الجمعية يوزع القهوة الدافئة، فمشى نحوه.
’’هل يمكنني الحصول على كوب من القهوة أيضاً؟‘‘
’’أوه. سيونغ جين-وو هانتر-نيم.. أنا آسف حقاً، ولكن نفدت القهوة للتو.‘‘
’’……‘‘
لامس نسيم الشتاء البارد طرف أنفه.
مسح جين-وو أنفه بصمت بإصبع السبابة.
يا له من يوم حزين أن تنتهي القهوة حالما يحين دوره للحصول على كوب منها.
***
’’لماذا تصر على أن تكون صياداً يا سيد سيونغ جين-وو؟‘‘
’’أنا آسف.‘‘
أخفض جين-وو رأسه واعتذر.
أظهرت الفتاة الشابة الجميلة التي تستخدم السحر الشافي وهي أمام جين-وو، يي جو-هوي كم كانت غير سعيدة بتعبير عابس.
’’أنا لا أحاول أن أجعلك تعتذر، أنا قلقة عليك فقط. إذا واصلت القتال بهذه الطريقة فعاجلاً أم آجلاً ستواجه وضعاً خطيراً حقاً.‘‘
لمح جين-وو ما كان خلف أكتاف يي جو-هوي وألق نظرة على الصيادين الآخرين يتشاجرون هناك.
عندما يدخل الشخص من خلال البوابة، يصل إلى مكان يسمى ب ’الزنزانة‘. من المرجّح بأنَّ رتبة هذه الزنزانة تحديداً كانت D.
عشرات الصيادين كانوا يعتنون بالوحوش داخل هذه الزنزانة بأقل جهود ممكنة.
لسوء الحظ، بالنسبة لصيادي الرتبة E، عمل كهذا كان أشبه بالمستحيل.
عادةً، مهمة شفاء الصيادين المصابين العائدين كانت تقع على المعالجين. بما أنّه كان يُصاب دائماً أثناء الغارات، كان جين-وو معروفاً بين المعالجين.
سألته يي جو-هوي بحذر.
’’بأي فرصة، هل هناك سبب يمنعك من التخلي عن كونك صياداً؟‘‘
هز جين-وو رأسه بحزم.
لم يُرِدْ أن يكشف أي شيء شخصي لأشخاص آخرين.
’’أنا أفعل هذا كهواية فقط. إنْ لم أفعل ذلك، فعلى الأرجح سأموت من الملل، في الواقع.‘‘
تجهَّمت يي جو-هوي أكثر.
’’إذا استمريت بهوايتك هذه فقريباً ستغزو زنزانة في العالم السفلي*.‘‘
(*: العالم السفلي أو بما يُعرف بالجحيم.)
تفاجأَ جين-وو من ملاحظتها وانتهى به الأمر بالضحك بصوتٍ عالٍ.
بسبب ذلك، احتدَّ انزعاج يي جو-هوي.
’’آه، آه!! لا تضحك! لا تفعل ذلك! إصاباتك قد تسوء!‘‘
ضحك جين-وو قبل أن يسألها.
’’أين تعلمتي قول أشياء كهذه؟‘‘
’’ماذا تعني، أين؟ إنها من السيد كيم الواقف هناك.‘
’’يا إلهي، ذلك السيد، لقد تجرّأَ حقاً وفعلها، أليس كذلك؟ …‘‘
بينما كانوا يتحدثون ويضحكون، كان علاجه على وشك الانتهاء.
كان قد فات الأوان حينها فيبدو أن الغارة قد انتهت الآن
تصلّبت تعابير جين-وو.
’لقد قتلتُ وحشاً واحداً فقط اليوم.‘‘
مخلوق من الرتبة E، لا أقل. بدأ سيونغ جين-وو بالتململ مع الكريستال السحري في يده.
أقل بلورة سحرية من وحش برتبة E وجلب أقل من 100 ألف وون* لشيء راهن بحياته لكسبه، كان كمية صغيرة مثيرة للشفقة.
(*:أكثر بقليل من 88 دولار أمريكي.)
يمكن لبلورة سحرية من وحش برتبة C أن تباع بأكثر من عشرة ملايين وون*….
(*: أكثر من 8830 دولار أمريكي.)
من السيء جداً بأنّ صياد مثله برتبة E لا يستطيع حتى محاولة قتل وجش برتبة عالية ك C.
فجأة، صرخ أحدهم.
’’آه؟ هناك مدخل آخر هنا.‘‘
هرع الصيادون القريبون إلى هناك.
’’هاه، هذا صحيح.‘‘
’’هناك حقاً طريق آخر؟‘‘
كما قال ذلك الصياد، كان هناك مدخل مخبأ داخل الزنزانة نفسها.
’’زنزانة مزدوجة، أليس كذلك؟ .. إذاً، شيء كهذا موجود بالفعل في الواقع….‘‘
السيد سونغ، الممتلك لخبرة لأكثر من عشر سنوات كصياد، نظر إلى المدخل الخفي وأظهر كم كان متفاجئاً.
كان داخل الممر المخفي مثل الكهف، مظلم ولا شيء يمكن أن يُرى. فعَّلَ السيد سونغ ما هو مختص به، سحر اللهب، ورماه إلى الأمام في الممر.
طار اللهب إلى الأمام وأضاءا الداخل. بدا بأنَّ الممر سيستمر إلى الأبد وقريباً بما فيه الكفاية، فقدت الشعلة زخمها الأمامي، وسقطت على الأرض ثم انهارت قليلاً قبل أن تختفي من الوجود.
كان الممر محاطاً بالظلام مرة أخرى
’’همم….. الجميع، تجمعوا لنعقد اجتماعاً.‘‘
دعا قائد هذه الغارة الغير مُعلن عنه، السيد سونغ، الصيادين الآخرين للتجمع حوله. كان علاج جين-وو قد انتهى في ذلك الوقت، لذلك انضم هو ويي جو-هوي أيضاً.
تحدث سونغ بينما كان يحدق في الصيادين المتجمعين.
’’كما تعلمون جيداً، لن تغلق البوابة إلا إذا قُتل رئيس الزنزانة. بما أنّ البوابة نفسها لا تزال سليمة على الرغم من أننا اعتنينا بكل الوحوش هنا، فهذا يمكن أن يعني فقط بأنّ الرئيس وراء ذلك الممر.‘‘
أشار سونغ نحو المدخل المخفي.
تبادل الصيادون نظرات ذات معنى، وأومأوا برؤوسهم. لا يمكن لأحد أن يختلف مع هذه الفكرة.
استمر سونغ.
’’الآن عادةً، نحن من المفترض أن ننقل هذه المعلومات إلى الجمعية وننتظر قرارهم أولاً، ولكن… ولكن، إذا فعلنا ذلك، فقد ينتهي بنا الأمر بتسليم مهمة قتل الرئيس لصيادين آخرين، وتحصيلاتنا لليوم ستقل بنسبة كبيرة.‘‘
تجعَّدت تعابير الصيادين.
تصلب وجه بارك أكثر من أي شخص آخر لحاجته للكثير من المال لحمل زوجته.
’الرعاية بعد الولادة تستنزف الكثير من المال هذه الأيام، كما تعلم…‘
على هذا المعدل، لن يكون هناك معنى وراء مخاطرته بحياته للمشاركة في هذه الغارة.
’’لهذا من الأفضل أن نعتني بالرئيس قبل أن نغادر هذه الزنزانة.. إذاً، ما رأيكم جميعاً؟‘‘
انغمس الصيادون في تأملٍ عميق.
’’….‘‘
’’….‘‘
والحقيقة هي أنّه لا يمكن لأحدٍ هنا اكتشاف الحالة الراهنة، وبالتالي، لا يمكن ضمان سلامتهم. لكن، ثبت بأنّ صعوبة هذه الزنزانة المعينة منخفض جداً.
لذا، لا يمكن للزنزانة الخفية داخلها أن تكون بتلك الصعوبة أيضاً.
’’همم، همم.‘‘
سعل سونغ ليجذب انتباه الجميع له.
’’بما أن لدينا سبعة عشر شخصاً هنا، فدعونا نصوت على هذا، هلّا فعلنا؟ وبمجرد اتخاذ القرار، لا يشتكي أحد. إذاً؟ ما رأيكم؟‘‘
أومأ الآخرون برؤوسهم بعد سماع اقتراح سونغ. لا أحد كان يخالفه الرأي.
’’أُصوت للمضي قدماً.‘‘
رفع سونغ يده.
وبعد ذلك، بدأ الصيادون الآخرون يرفعون أيديهم الواحد تلو الآخر.
’’أنا أيضاً.‘‘
’’احسبني معك أيضاً.‘‘
كان بارك أول من رفع يده، تلاه بعد فترة وجيزة كيم وعدد قليل من الصيادين الآخرين.
بالطبع، كان المعارضين متواجدين بوفرة أيضاً.
’’دعنا نعود.‘‘
’’أشعر بأنّه من الأفضل أن ننتظر قرار الجمعية.‘‘
كان الضدّان متعادلان، وفي النهاية، انخفضت الأصوات النهائية إلى جين-وو ويي جو-هوي.
’’أنا آسفة….‘‘
انحنت يي جو-هوي إلى سونغ وأضافت صوتها إلى جبهة ’التراجع‘.
وهكذا، كان عدد الأصوات للـ ’المضي قدماً‘ و’التراجع‘ 8:8.
طريق مسدود.
سأل سونج المتردد سيونج جين-وو تالياً.
’’وأنتَ يا سيد سيونغ؟‘‘
الجزء الثاني
كان كل شيء الآن يعتمد على قرار سيونغ جين-وو .
تشبثت أصابع جين-وو بقوة على الكريستال السحري في يده بينما كان يلقي نظرة على جانبه.
كانت يي جو-هوي تهز رأسها نحوه. يبدو بأنها كانت قلقة جداً.
في الواقع، كان جين-وو قلقاً في داخله أيضاً. في العادة، لن يحاول الإقدام على أي مخاطرة غير ضرورية. ليس فقط لافتقاره القدرات اللازمة للقيام بذلك، لكنه أيضاً لم يكن شجاعاً بما فيه الكفاية.
لكن، كان لِجين-وو أخت صغرى على وشك أن تصبح طالبة جامعية في الأشهر القادمة.
’ليس لدي مدخر مالي…‘
حالياً، كان جين-وو في الرابعة والعشرين من عمره.
لقد كان في عمر يجب فيه أن يركز على مساعيه الأكاديمية، لكنه تخلى عن ذلك الحلم لأنه، حسناً، لم يكن لديه المال. بالتأكيد تماماً لم يُرد لأخته الصغيرة أن تمر بنفس التضحية ونفس الألم الذي مر به.
تشبثت أصابع جين-وو بقوة على الكريستال السحري في يده بينما كان يلقي نظرة على جانبه.
الآن، كل سنت* كان يعتبر ثميناً بالنسبة له.
(*: عملة نقدية بقيمة صغيرة جداً.)
لم يكن فقط السيد بارك الذي يحتاج إلى تحصيل كبير اليوم.
رفع جين-وو يده عالياً.
’’أُصوت للمضي قدماً.‘‘
ثم سمع تنهيدة بسيطة تنمُّ عن الاستسلام قادمةً من جانبه.
استمر واستمر الممر إلى الأبد.
في المقدمة، استلم السيد سونغ وصيادون أقوياء آخرين القيادة.
استدعى سونغ شعلة صغيرة فوق كفه لإضاءة الطريق إلى الأمام.
سأل السيد كيم بينما كان يمشي بجانب سونغ.
’’لقد مشينا كثيراً جداً، أليس كذلك؟ ألا يجب أن نفكر بالوقت الذي نحتاجه للهروب من هنا أيضاً؟‘‘
’’منذ متى ونحن نسير؟‘
نظر كيم إلى ساعته.
’’حوالي…. أربعون دقيقة.‘‘
’’تغلق البوابة تماماً بعد ساعة واحدة من مقتل الرئيس، لذلك لدينا متسع لعشرين دقيقة أو نحو ذلك.‘‘
’’إن لم نستطع رؤية الرئيس خلال العشرين دقيقة القادمة، فأقترح أن نستسلم فحسب.‘‘
’’أعتقد ذلك.‘‘
أومأ سونج برأسه لبعض الوقت قبل أن يشير إلى ظهره بإبهامه.
’’سيد كيم؟ المكان مظلم في الأمام، لذا لم لا تسير خلفي؟‘‘
حدق كيم في سونغ لثانية أو اثنتين قبل أن يسحب هاتفه الذكي بدون تردد ويفتح الشاشة.
وبعد ذلك، أصبح الممر مضيئاً إلى حدٍ ما.
’’…‘‘
غير سونج نظرته بين لهبه والهاتف الذكي قبل أن يبدأ بالبحث عن هاتفه.
***
في الجزء الخلفي من الفريق كان المكان المخصص لسيونغ جين-وو، الذي أصيب بشدة منذ وقت ليس ببعيد، ولِيي جو-هوي التي لا تملك أي مهارات قتالية على الإطلاق.
خدش جين-وو عنقه من الخلف.
’’اعذريني، أنا… أنا آسف حقاً.‘‘
’’على ماذا؟‘‘
’’على، تعرفين، جرِّك هنا على عكس رغبتك.‘‘
’’أنا بخير بذلك، لذلك كنت لا تحتاج إلى مانع لي.‘‘
تمعّن جين-وو في تعابير جو-هوي. كانت بالتأكيد لا تبدو بخير مطلقاً.
أمال جين-وو رأسه بهذه الناحية وتلك، وبينما كان يحاول معرفة مزاجها بشكل أفضل، قبل أن يسألها مجدداً بأسلوب أكثر حَذَرَاً من ذي قبل.
’’أنتِ… بخير حقاً؟‘‘
دفع ذلك جو-هوي لتحويل نظرتها نحوه.
’’بالطبع أنا لست كذلك. هل أنت عاقل؟! لو طُعِنْتَ بارتفاع بوصتين لكان لديك ثقب في قلبك الآن، وماذا عن تلك الإصابات على ذراعيك وساقيك؟ لقد عملتُ بجد لشفائك بطريقة ما ومع ذلك تتمنى بأن تُلقي بنفسك في زنزانة أخرى؟؟ بالإضافة إلى أنّك لا تعرف حتى إلى أين نحن ذاهبون، أيضاً!‘‘
كانت تتحدث بسرعة لدرجة أن جين-وو شعر بأن ذهنه بدأ يتخدر من سماعها.
لكنّها كانت محقّة بشأن كل شيء.
لولا وجود المعالجة المتميزة جو-هوي وهي من الرتبة B، لكان جين-وو غير قادر على تحمل العيش بدون أن يتأثر، ناهيك عن العمل كصياد. فكان من غير المُتعجَّبِ لما مثل هؤلاء المعالجين ذوي الرتب العالية والذين يصعب العثور عليهم كانوا موضع تقدير كبير جداً داخل قاعات الجمعية.
’انتظر، الآن بعد أن أفكر في ذلك، أتوصلُ إلى أِّنِّي مدين للآنسة جو-هوي بالكثير، ألستُ كذلك؟‘‘
كانت جو-هوي صيادة معالجة، وهذا من أكثر السلالات ندرة.
ليس هذا فقط، فقد كانت عبقرية في مرتبتها B أيضاً.
لطالما طلبت منها الجمعية أن تشفي الصيادين المصابين عندما تفتح بوابة، وكلما شارك جين-وو في غارة، كان ينتهي به المطاف دائماً جالساً بجانبها.
’’هل تتألم؟ انتظر قليلاً من فضلك.‘‘
’’لم أرك من قبل….؟ هل أنت نفس الشخص من آخر زيارة؟‘‘
’’أأنت مصاب ثانية؟‘‘
’’إنَّ الأمر مثل بأننا نلتقى ببعضنا البعض في أغلب الأحيان في الوقت الحاضر، أليس كذلك؟‘‘
’’قلتَ أن اسمك هو السيد جين-وو؟ حسناً… هل ستكون الأمور على ما يرام؟‘‘
’’ربما، حياة الصياد هذه لا تناسبك حقاً….‘‘
’’…. أنت هنا مجدداً.‘‘
’’أرني ذراعك. لا، ليس تلك. استعمل الضمادات على تلك الذراع. قصدتُ الأخرى ذات الكسر العظمي.‘‘
في هذه اللحظة، كان الأمر يتعدى مرحلة شعور جين-وو بالامتنان لكل شيء فعلته، وكان آسفاً بقوة على إزعاجها.
’’…‘‘
عندما بدا جين-وو غير مرغوب فيه، شعرت جو-هوي أيضاً بالسوء حيال توبيخه الآن، وتحسن سلوكها إلى حد كبير.
’’أنتَ آسف حقاً؟‘‘
’’نعم، أنا كذلك.‘‘
غرقت جو-هوي في تأمل عميق قليلاً قبل أن تبدأ بالتحديق به بزاوية عينيها ارتفعت شفتاها ببطء للأعلى.
’’إذا كنت حقاً آسف، فإذاً… ما رأيك أن تشتري لي عشاءً في وقتٍ ما؟‘‘
الآن، ذلك كان عرض غير مُتوقع كلياً.
نظر إليها جين-وو بتعبير متفاجئ، ووجد ابتسامة إغاظة محفورة على وجهها كفتاة مراهقة.
’فتاة مراهقة هاه….‘
الحقيقة هي أنّ جو-هوي كانت لا تزال فتاة صغيرة بالكاد دخلت العشرينات من عمرها.
ألم تقل أنها ستكون في الحادية والعشرين العام القادم؟
إذا تم استبدال شعرها الطويل بشيء أقصر، وملابسها الحالية تُستبدل بزي المدرسة، فستبدو تماماً ككبار المدرسة الثانوية.
تصور عقله المتجول صورة جو-هوي في زي المدرسة، واحمر وجهه بعض الشيء.
عندما تردد جين-وو بإجابته، بدأت خدود جو-هوي بالانتفاخ مثل البالون.
’’ما.. ألا تريد أن تشتري لي العشاء؟‘‘
حدث ذلك، في ذلك الوقت.
فجأة، أصبح مضطرباً جداً في المقدمة.
’’وجدناها!!‘‘
’’إنها غرفة الرئيس!‘‘
تحولت نظرات جين-وو وجو-هوي تلقائياً إلى الأمام.
ورأوا باباً حجريا ضخماً يسد الممر.
حاصر الصيادون ذلك الباب فوراً.
’’ما هذا؟ لماذا هناك باب في نهاية الكهف؟‘‘
’’هل صادفنا من قبل غرفة الرئيس مع باب؟‘‘
’’هذه بالتأكيد المرة الأولى، أنا متأكد من ذلك.‘‘
’’هذا… ألا يبدو هذا خطيراً بشكلٍ غريب؟‘‘
بدأ الصيادون بالإفصاح عن شكوكهم ومخاوفهم الواحدة تلو الأخرى.
منذ أن كانت حياتهم الخاصة على المحك هنا، كان لابد من أن يكونوا حذرين ودقيقين.
ومع ذلك، إذا أصبح المرء حذراً جداً، فإنّ المطاف سينتهي به بالفشل في اغتنام الفرصة التي أرسلتها السماء في المقام الأول. ظنّ السيد سونغ أن هذه قضية من هذا القبيل.
’’هل تخططون للعودة خالي الوفاض بعد أن قطعتم كل هذه المسافة؟‘‘
وضع سونغ يديه على الباب.
’’إذا كان هذا ما تريدونه، فاخرجوا. أنا أمضي قدماً حتى لو كان هذا يعني بأنني سأذهب لوحدي.‘‘
كان سونغ صياد ذو 10 سنواتٍ من الخبرة.
لولا عمره، الذي كان أكثر من ستين عاماً، لكان قد تميَّز في نقابة كبيرة الآن بفضل مهاراته الممتازة.
وعندما عَبَّرَ صياد مثل ذلك عن رأيه بمثل هذه الثقة، بدأ الآخرون يشعرون بقلق أقل من ذي قبل.
’’انتظر دقيقة.‘‘
بدأ صيادان في تذكر إشاعاتٍ عن الزنزانات المزدوجة.
’’سمعت أن هناك كنوزاً لا تصدق مخبأة داخل الزنزانات المزدوجة.‘‘
’’نعم، سمعت أن نقابة صغيرة إلى متوسطة وجدت زنزانة مزدوجة وترقَّت لتصبح نقابة كبيرة تقريباً بين عشية وضحاها.‘‘
’’دائماً ما تمتلك الوحوش داخل زنزانة رتبات متشابهة تقريباً بغض النظر عن مكان تواجدها، لذا لا ينبغي على الصيد نفسه أن يكون صعباً جداً…‘‘
ماذا لو كان هناك كنوز لا تصدق مخبأة في زنزانة مزدوجة تماماً كما تقول الشائعات وكانت الوحوش خلف هذا الباب برتب بنفس صعوبة تلك التي من رتبة D بمخلوقات من رتبة E كالتي قاتلوها حتى الآن؟
’لا يمكنني أن أدع ذلك العجوز يحتكر كل الكنز لوحده.‘
’مستحيل تماماً.‘
’رعاية ما بعد الولادة، رسوم المدرسة للطفل الأول، ودعنا لا ننسى، إيجار هذا الشهر تقريباً قد وصل موعده، كذلك….‘
كانت آراء الصيادين الآن متشابهة.
جين-وو، أيضاً، صلّبَ نفسه.
’’لا أستطيع العودة إلى المنزل مع بلورة سحرية واحدة من رتبة E. على أقل تقدير، يجب أن أقتل وحش من الرتبة D، لا، وحش آخر من الرتبة E!‘‘
لم يكن من المفترض أن يكون وحشاً أيضاً.
’إذا كان كنزاً بدلاً من ذلك….‘
تُقسم عادةً الكنوز أو الغنائم النادرة التي وُجدت في زنزانة بالتساوي بين جميع المشاركين في الغارة. كانت طريقة مختلفة تماماً لتقاسم المكافآت حيث يمكن للمرء أن يحصل فقط على حيازة بلورات سحرية تم إنتاجها من قِبَلِهِم.
’’إن حققنا نجاحاً كبيراً اليوم، فإنّ الأمور قد تتحسن في المنزل لفترة.‘‘
ابتلع جين-وو ريقه بتوتر.
رأت جو-هوي تعابير وجهه وسألته.
’’هل هكذا يبدو التعبير صياد يعتبر مهنته هواية؟‘‘
هزّ جين-وو كتفيه.
’’من يراهن بحياته بسبب مسار مهنته الرئيسي هذه الأيام؟ إلا إذا كانت هواية، كما هو واضح.‘‘
’’….. ماذا؟‘‘
بالضبط عندما شُكِّلَ تعبير مصدوم على وجه جو-هوي، دفع سونغ باب الزنزانة ففتحت.
لابد من أنّ هناك آلية مثبتة على الباب الثقيل المظهر، بما أنّ القوة الجسدية لرجل يبلغ من العمر ستون عاماً كانت كافية لفتحه بسهولة.
(دفع قوي)!
الآن بعد أن أصبح الباب مفتوحاً على مصرعيه، فتح الباب الداخلي الضخم بنفسه. هرع الصيادون بسرعة.
’’دعينا ندخل نحن أيضاً.‘‘
خشي جين-وو أن يتخلف عن الفريق، لذا أمسك بيد جو-هوي وتولى القيادة.
’’آه…..‘‘
احمر وجه جو-هوي قليلاً باتِّباعها إياه.
***
حالما وطأ الصيادون إلى الداخل، اندلعت النيران في العديد من المشاعل المثبتة بإحكام على الجدران كلها في نفس الوقت. بفضل ذلك، أشرق الداخل بشكل كبير.
’’ما هذا؟ لقد اشتعلت الأضواء من تلقاء نفسها؟‘‘
’’إنها أول مرة أرى فيها زنزانة كهذه.‘‘
’’شيء ما…. مختلف بشأن هذا المكان.‘‘
حالما وطأ الصيادون إلى الداخل، اندلعت النيران في العديد من المشاعل المثبتة بإحكام على الجدران كلها في نفس الوقت. بفضل ذلك، أشرق الداخل بشكل كبير.
’’ما هذا؟ لقد اشتعلت الأضواء من تلقاء نفسها؟‘‘
تمعَّنَ الصيادون بحذر محيطهم، وكان الجو العام للمكان مماثلاً للغلاف الجوي لمعبد قديم.
ليس فقط أنّه قديم ويبدو كمعبد بالٍ نوعاً، ولكن قد يكون هناك شيء مدفون ومخبئ تحت الأرض؛ وكان يمكن أن يُنظر إلى الطحالب والأعشاب وهي بشكل متقطع على الأرض والجدران والسقف.
انكمش العديد من الصيادين للخلف وارتجفوا قليلاً.
’’المكانُ مخيفٌ قليلاً هنا، أليس كذلك؟‘‘
’’ألا تشعر بأننا مراقبون من قِبَلِ شخص ما؟‘‘
تاركين وراءهم الصيادين الخائفين، ثلاثة إلى أربعة من أقوى المجموعات تعمَّقوا في الداخل.
’’تسك! لا تقل شيئاً قد يجلب لنا النحس، هلَّا فعلت؟‘‘
’’دعنا ننهي هذا بسرعة ونذهب إلى البيت.‘‘
كان الداخل ضخم بشكل غير معقول. الغرفة على شكل قبة عملاقة كبيرة مثل عدة ملاعب أولمبية، ذلك الملعب الموجود في سيئول، كان قد وُضع معهم – لا، ربما كانت حتى أكبر من ذلك.
ومع ذلك، لا يمكن للمرء إلا أن يشعر بأنّ ذلك لا يزال غير كافٍ.
وكان السبب في ذلك واضحاً إلى حدٍ ما.
’’ذلك…. ذلك الشيء هناك….‘‘
’’من المستحيل أن يكون ذلك الشيء هو الرئيس، صحيح؟‘‘
في الجزء الأعمق من القبة، شيء عملاق للغاية مُعرَّف بمنطقية جلس على العرش بحجمه. لم يكن سوى تمثال حجري ضخم للإله!
’’أوه، يا إلهي….‘‘
’’واو.‘‘
تسربت صيحات من الصدمة من الصيادين.
أول صورة ظهرت في رأس جين-وو كانت لتمثال الحرية في نيويورك. إذا جلس ذلك التمثال على كرسي، ألن يكون كبير كتمثال الإله المجهول؟
حسناً، الحرية هي امرأة بينما الجالس على العرش هو رجل.
‘لا، انتظر. ربما هو أكبر من ذلك…‘
بدأ الصيادون يبتلعون ريقهم بعصبية قرب قدم تمثال الرب. كان الخوف الشديد والقلق واضحاً لرؤيته على وجوههم وهم قلقون من أن يكون هذا التمثال رئيس الزنزانة.
’…….‘
لكنَّ التمثال لم يتزحزح ولا بوصة واحدة.
يا له من حظ كان ذاك.
’’ووه….‘‘
حتى سونغ تنفس الصعداء.
’’حسناً أيها الجميع. انتشروا.‘‘
الآن بعد أن وجدوا بعض الحرية، انقسم الصيادون فيما بينهم وبدأوا بالبحث في الجوار.
’’لا أعتقد أن هناك أي وحش هنا.‘
’’أتعتقد ذلك، أيضاً؟‘‘
’’انسى أمر الوحش الآن فأنا لا أستطيع حتى رؤية حشرة واحدة، أيضاً.‘‘
قد تكون غرفة تمثال الإله الحجري ضخمة، رغم أن بنيتها الداخلية الفعلية كانت بسيطة. على الجدران، أمكن العثور على مشاعل لا تحصى هناك.
وأمام هذه الجدران والمزيد من التماثيل الحجرية، الأطول قليلاً من إنسان، وقف طويلاً ومُؤَثِّرَاً.
كان هناك الكثير منهم هنا أيضاً وقد وُجدوا على مسافة معينة من بعضهم البعض.
’’جميعهن جميلات، أليس كذلك؟‘‘
’’إنها مثل، إنها عمل فني، صحيح؟‘‘
كانت الأجسام المحمولة على التماثيل الحجرية متنوعة ومختلفة.
كان البعض يحمل أسلحة، كان هناك واحداً مع كتاب، البعض يحمل آلات موسيقية، وحتى المشاعل.
’’الأمر كما لو….‘‘
’’إنها مثل تماثيل معبد مقدس أو شيء من هذا القبيل.‘‘
أنهى سونغ ما أراد كيم قوله.
’’مم؟‘‘
ثم وجد سونغ شيئاً تحت قدميه.
’’هذا… أليس هذا تشكيل سحري؟‘‘
لقد وجد تشكيلة سحرية لم يرها من قبل واقعةً في وسط هذا المعبد.
حينها…
’’المعذرة يا سيد سونغ؟ هناك شيء مكتوب هنا. هل يمكنك أن تأتي إلى هنا وتلقي نظرة؟‘‘
اكتشف أحد الصيادين تمثالاً مختلفاً عن الآخرين ونادى على سونغ.
توقف سونغ عن تمعُّن التشكيل السحري ونهض عن الأرض. تجمع الصيادون الآخرون حول التمثال الذي كان قد توجه سونغ اليه.
أظهر التمثال زوج من الأجنحة وحمل لوح حجري. ما ركز عليه الصيادون هو الحروف المنقوشة على هذا اللوح. ألقى سونغ نظرة شاملة على اللوح وتمتم إلى لا أحد على وجه الخصوص.
’’إنها أبجدية أثرية.‘‘
حروف أبجدية أثرية.
الكلمات التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان على الأرض، وُجِدَتْ فقط داخل الزنزانات؛ الصيادين الذين قد ’أيقظوا‘ المهن السحرية ذات الصلة، كان يمكنهم فكها.
’’قوانين معبد كاروتينون.‘‘
قرأ سونغ المقطع الأول.
بوجه متوتر جداً، استمع جين-وو إلى محتويات اللوح بينما قرأه السيد سونغ.
لكنَّ شخصاً ما فجأة سحب ذراعه.
عندما نظر إلى الخلف، رأى جو-هوي وبشرتها شاحبة ميِّتة.
القصه
[يتوفر الآن مهمة يومية.]
صوت واضح لفتاة شابة.
هذه حتماً لم تكن لعبة. بالطبع، لم تكن حلماً أيضاً.
لكن صوتها بالتأكيد كان داخل رأسي. بالأحرى كان يمكنني رؤية حتى نافذة المهمة وهي تطفو في منتصف الهواء.
’أيمكن أن يكون… حتى اليوم؟‘
بينما كنت أصلي باتِّقاد في نفسي، فتحتُ بحذر نافذة المعلومات.
تتي-رينج….
[المهمة اليومية: تحضيرات لأن تصبح أقوى]
تمرين الضغط، 100 مرة: غير مكتمل (0/10)
تمرين الجلوس والوقوف، 100 مرة: غير مكتمل (0/100)
تمرين القرفصاء، 100 مرة: غير مكتمل (0/100)
تمرين الجري، 10 كم: غير مكتمل (0/10)
تحذير: سَيُسْفِرُ عدم اكتمال المهام اليومية عن مستويات مناسبة من العقوبة.
بمجرد أن تأكدتُ من محتويات المهمة اليومية، بدأت باللعن كرد فعل.
’’أووو… فقط كم يوماً قد مضى بالفعل؟!‘‘
***
الجزء الأول: صياد برتبة E
صياد برتبة E، سيونغ جين-وو.
بغض النظر عن المكان الذي يذهب إليه، يتبعه هذا اللقب دائماً في جميع أنحاء.
كانت قوة جين-وو تقريباً نفس قوة إنسان عادي باستثناء كونه أقوى قليلاً وتُشفى جروحه أسرع قليلاً، كان جين-وو مثل الناس العاديين في كل النواحي الأخرى.
لقد كان ذلك نِدَّاً للمسار حينها، فينتهي به الأمر دائماً بأنْ يصاب. كاد أن يموت عدة مراتٍ أيضاً.
بالطبع، لم يكن الأمر كما لو أنّ سيونغ جين-وو أحبَّ أن يكون صياداً.
كان العمل خطيراً، وسخر منه الآخرون، ولإفحام الأمور أكثر من ذلك، كان الأجر مثيراً للشفقة جداً، كذلك.
لولا المساعدة الطبية التي دفعتها جمعية الصيادين للصيادين كإضافة ل ’’رواتبهم‘‘، لكان قد سلَّمَ رخصته كصياد واستقال الآن، وعاش حياته كشخص عادي.
لسوء الحظ، شخص مثل سيونغ جين-وو، في منتصف العشرينات مفتقراً إلى أي مهارات عمل ملموسة، لم يكن لدية أي خيار آخر سوى بأنْ يبقى صياد إنْ أراد دفع رسوم مستشفى والدته الذي كان بملايين الوون* كل شهر.
(*: العملة النقدية الكورية، ملايينها تعادل المئات بالدولار الأمريكي وقد تصل الآلاف.)
هل يجب على المرء أن يقول بأنه لم يكن لديه خيار في هذه المسألة؟
هذا هو السبب، على الرغم من أنه لا يريد ذلك، كان عليه ببساطة أن يشارك في الغارة تحت إشراف الجمعية.
***
كان يميل الصيادون العاملين في نفس المنطقة إلى معرفة بعضهم البعض بشكلٍ جيد. لأنه في حالة فتح بوابة، كان يُطلب من جميع الصيادين في تلك المنطقة بالحضور.
رشف الصيادون الذين وصلوا في وقت مبكر أكواب القهوة التي وزعها موظف الجمعية، وتبادلوا التحيات الودية مع بعضهم البعض.
’’أوه، مهلاً. السيد كيم، هنا. هنا.‘‘
’’أوه؟ سيد بارك، ماذا تفعل هنا؟ ظننت أنك ستتخلى عن كونك صياداً؟‘‘
’’حسناً، ذلك… زوجتي حامل بطفلنا الثاني.‘‘
’’هاهاهاها، هل هو كذلك. نعم، بأنْ يكسب صياد مبلغ كبير في دفعة واحدة، المشاركة في غارة هو الأفضل له، أليس كذلك.‘‘
انفجر السيد كيم ضاحكاً. تبعه السيد بارك بضحكة خافتة قبل أن يسأل كيم.
’’بالمناسبة، لماذا أشعر بأن الجمعية أصبحت تنادينا بنسبة أقل وأقل في الوقت الحاضر؟ هل انخفض عدد البوابات أو شيء من هذا؟‘‘
’’إييي، بالطبع لا. هذا فقط لأن النقابات بدأت تعمل على تنظيف البوابات، لا علاقة لذلك بالجمعية. سمعتُ بأنّ النقابات المختلفة تقفز بكلتا قدميها بما أنّ هناك ربحاً كبيراً في هذا الأمر كله.‘‘
’’حسناً، في هذه الحالة، بما أنّ هذه الغارة تحت إشراف الجمعية، فيجب أن تكون آمنة، لا؟‘‘
ألقى السيد بارك نظرة على المكان وكأنه بدأ يتوتر.
إن لم تكن النقابة مُشاركة اليوم، فهذا يعني بأنّه لا يوجد ما يكفي من الربح، وإن لم يكن هناك ما يكفي من الربح، فهذا يعني أن صعوبة هذه البوابة بالذات ستكون منخفضة.
بالطبع، لا شيء في هذا العالم كان مُطلقاً 100%.
لم يكن فقط السيد بارك، فقد كان الصيادون الآخرون ينظرون بتوتر أيضاً.
’’همم. أتساءل….‘
أنهى السيد كيم بقية قهوته بينما كان يتجنب الإجابة على صديقه قبل أن يلمح شخصاً ما.
’’اه! إنه هنا. هيي يا سيد سيونغ!! سيد سيونغ!‘‘
أظهر الصيادون الآخرون أيضاً البهجة باكتشاف وجود ذلك الشاب.
’’آه، مرحباً.‘‘
لم يكن سوى سيونغ جين-وو.
قام جين-وو بإيماءة بسيطة من رأسه قُبالة وجه السيد كيم المبتهج ومر من جانبه.
بعد التأكد من أنّ جين-وو كان بعيداً عن مرمى السمع، بدأ السيد كيم يضحك بينما تحدث بثقة.
’’إذاً، ظهر جين-وو. إذاً ستكون الأمور على ما يرام اليوم أيضاً.‘
اتسعت عينا السيد بارك وسأل كيم بسرعة.
’’ماذا كان ذلك؟ هل الصياد سيونغ جين-وو قوي حقاً؟‘‘
’’ااه. صحيح، بالطبع، أنت لا تعرف من هو. إنه صياد بدأ العمل بعد مغادرتك بوقت قصير. لكن، كل صياد هنا يعرف من ذلك الفتى بحلول هذا الوقت.‘‘
’’هل هو قوي حقاً؟ مهلاً، لماذا يعمل لدى الجمعية إذاً؟ لم لا تكون نقابة أو يعمل مُستقِلَّاً؟‘‘
قهقهة كيم أكثر قبل أن يُضَيِّقَ عينيه.
’’هل تعرف ما هو لقب ذلك الرجل؟‘.
’’كيف لي أن أعرف هذا؟ هيا يا رجل فقط أخبرني.‘‘
’’سلاح البشرية الأضعف.‘‘
’’…. الأضعف؟ لا شيء مثل، السلاح المُطلَق؟‘‘
’’يا صاح، هذا هو لقب الصياد تشوي جونغ-إن والذي هو برتبة S. هذا الفتى هو ’أضعف سلاح‘. أنا متأكد من أنّه أضعف صياد في جمهورية كوريا.‘‘
’’حقاً؟‘‘
عبس بارك بعمق.
لماذا يُحيي الصيادين الآخرين سيونغ جين-وو هذا إذا كان حقا بهذا الضعف؟ في النهاية، ألم يكونوا بحاجة لشخص يعهدوا بأنفسهم له إذا ساءت الأمور؟
لم يستطع بارك أن يفهم حقاً ردود فعل الصيادين الآخرين.
عندما مال رأس بارك بهذه الطريقة وتلك، ضحك كيم بصمت ووخز جانب بارك بمرفقه.
’’إيي! الغارات التي يشارك فيها سيونغ جين-وو لن تحتوي سوى صعوبة قليلة لأنه ضعيف جداً. لن تأتمنه الجمعية على عمل صعب، ألا تفهم ذلك؟ لا يريدون رؤيته يُقتل، صحيح؟‘‘
عندها فقط أشرق تعبير بارك.
’’مـ-محق. أجل.‘‘
كانت زوجته قلقة جداً عليه بما أن هذه ستكون أول غارة له منذ فترة طويلة. الحقيقة، حتى هو نفسه كان قلقاً أيضاً. لكن، الآن بعد أن استمع إلى كلمات كيم، شعر كما لو أُزيح حِمْل عنه.
واصل كيم.
’’ذلك الرجل، كان هناك إشاعة منذ وقت ليس ببعيد تقول بأنه أُصيب أثناء مشاركته في غارة لبوابة برتبة E، وقضى أسبوعاً في المستشفى.‘‘
’’أصيب صياد ببوابة من رتبة E؟‘‘
’’هذا صحيح. لم يتوقع أحد أن يرى صياد يصاب خلال غارة لبوابة من رتبة E لذا لم يُحضِرُوا معالجاً على ما يبدو!‘‘
’’لهذا قضى أسبوعاً في المستشفى؟! بوا-هاهاها!‘‘
عندما بدأ بارك بالقهقهة بصوتٍ عالٍ جداً، أسكته كيم بسرعة.
’’توقف يا رجل. السيد سيونغ قد يسمعك.‘‘
’’(تنهد بعمق). لم أفكر بذلك.‘‘
تأكَّدَ بارك بحذر من ردود فعل جين-وو بينما واصل الضحك.
لحسن الحظ، كانت المسافة كافية ولم يبدو بأنّ الشاب قد سمعهم.
بالطبع كانوا مخطئين.
’أستطيع سماع كل شيء أيها العجائز.‘
تشكلت ابتسامة مريرة على جين-وو بينما حاول جاهداً تجاهلهم. في أوقات مثل اليوم، لم يستطع فعل شيء سوى لوم حاسة سمعه الحادة وغير العادية.
يبدو أنه وصل مبكراً جداً والغارة لم تبدأ بعد.
’هل وصلتُ مبكراً؟‘
نظر جين-وو إلى لطابور الانتظار البعيد عنه، ورأى موظف الجمعية يوزع القهوة الدافئة، فمشى نحوه.
’’هل يمكنني الحصول على كوب من القهوة أيضاً؟‘‘
’’أوه. سيونغ جين-وو هانتر-نيم.. أنا آسف حقاً، ولكن نفدت القهوة للتو.‘‘
’’……‘‘
لامس نسيم الشتاء البارد طرف أنفه.
مسح جين-وو أنفه بصمت بإصبع السبابة.
يا له من يوم حزين أن تنتهي القهوة حالما يحين دوره للحصول على كوب منها.
***
’’لماذا تصر على أن تكون صياداً يا سيد سيونغ جين-وو؟‘‘
’’أنا آسف.‘‘
أخفض جين-وو رأسه واعتذر.
أظهرت الفتاة الشابة الجميلة التي تستخدم السحر الشافي وهي أمام جين-وو، يي جو-هوي كم كانت غير سعيدة بتعبير عابس.
’’أنا لا أحاول أن أجعلك تعتذر، أنا قلقة عليك فقط. إذا واصلت القتال بهذه الطريقة فعاجلاً أم آجلاً ستواجه وضعاً خطيراً حقاً.‘‘
لمح جين-وو ما كان خلف أكتاف يي جو-هوي وألق نظرة على الصيادين الآخرين يتشاجرون هناك.
عندما يدخل الشخص من خلال البوابة، يصل إلى مكان يسمى ب ’الزنزانة‘. من المرجّح بأنَّ رتبة هذه الزنزانة تحديداً كانت D.
عشرات الصيادين كانوا يعتنون بالوحوش داخل هذه الزنزانة بأقل جهود ممكنة.
لسوء الحظ، بالنسبة لصيادي الرتبة E، عمل كهذا كان أشبه بالمستحيل.
عادةً، مهمة شفاء الصيادين المصابين العائدين كانت تقع على المعالجين. بما أنّه كان يُصاب دائماً أثناء الغارات، كان جين-وو معروفاً بين المعالجين.
سألته يي جو-هوي بحذر.
’’بأي فرصة، هل هناك سبب يمنعك من التخلي عن كونك صياداً؟‘‘
هز جين-وو رأسه بحزم.
لم يُرِدْ أن يكشف أي شيء شخصي لأشخاص آخرين.
’’أنا أفعل هذا كهواية فقط. إنْ لم أفعل ذلك، فعلى الأرجح سأموت من الملل، في الواقع.‘‘
تجهَّمت يي جو-هوي أكثر.
’’إذا استمريت بهوايتك هذه فقريباً ستغزو زنزانة في العالم السفلي*.‘‘
(*: العالم السفلي أو بما يُعرف بالجحيم.)
تفاجأَ جين-وو من ملاحظتها وانتهى به الأمر بالضحك بصوتٍ عالٍ.
بسبب ذلك، احتدَّ انزعاج يي جو-هوي.
’’آه، آه!! لا تضحك! لا تفعل ذلك! إصاباتك قد تسوء!‘‘
ضحك جين-وو قبل أن يسألها.
’’أين تعلمتي قول أشياء كهذه؟‘‘
’’ماذا تعني، أين؟ إنها من السيد كيم الواقف هناك.‘
’’يا إلهي، ذلك السيد، لقد تجرّأَ حقاً وفعلها، أليس كذلك؟ …‘‘
بينما كانوا يتحدثون ويضحكون، كان علاجه على وشك الانتهاء.
كان قد فات الأوان حينها فيبدو أن الغارة قد انتهت الآن
تصلّبت تعابير جين-وو.
’لقد قتلتُ وحشاً واحداً فقط اليوم.‘‘
مخلوق من الرتبة E، لا أقل. بدأ سيونغ جين-وو بالتململ مع الكريستال السحري في يده.
أقل بلورة سحرية من وحش برتبة E وجلب أقل من 100 ألف وون* لشيء راهن بحياته لكسبه، كان كمية صغيرة مثيرة للشفقة.
(*:أكثر بقليل من 88 دولار أمريكي.)
يمكن لبلورة سحرية من وحش برتبة C أن تباع بأكثر من عشرة ملايين وون*….
(*: أكثر من 8830 دولار أمريكي.)
من السيء جداً بأنّ صياد مثله برتبة E لا يستطيع حتى محاولة قتل وجش برتبة عالية ك C.
فجأة، صرخ أحدهم.
’’آه؟ هناك مدخل آخر هنا.‘‘
هرع الصيادون القريبون إلى هناك.
’’هاه، هذا صحيح.‘‘
’’هناك حقاً طريق آخر؟‘‘
كما قال ذلك الصياد، كان هناك مدخل مخبأ داخل الزنزانة نفسها.
’’زنزانة مزدوجة، أليس كذلك؟ .. إذاً، شيء كهذا موجود بالفعل في الواقع….‘‘
السيد سونغ، الممتلك لخبرة لأكثر من عشر سنوات كصياد، نظر إلى المدخل الخفي وأظهر كم كان متفاجئاً.
كان داخل الممر المخفي مثل الكهف، مظلم ولا شيء يمكن أن يُرى. فعَّلَ السيد سونغ ما هو مختص به، سحر اللهب، ورماه إلى الأمام في الممر.
طار اللهب إلى الأمام وأضاءا الداخل. بدا بأنَّ الممر سيستمر إلى الأبد وقريباً بما فيه الكفاية، فقدت الشعلة زخمها الأمامي، وسقطت على الأرض ثم انهارت قليلاً قبل أن تختفي من الوجود.
كان الممر محاطاً بالظلام مرة أخرى
’’همم….. الجميع، تجمعوا لنعقد اجتماعاً.‘‘
دعا قائد هذه الغارة الغير مُعلن عنه، السيد سونغ، الصيادين الآخرين للتجمع حوله. كان علاج جين-وو قد انتهى في ذلك الوقت، لذلك انضم هو ويي جو-هوي أيضاً.
تحدث سونغ بينما كان يحدق في الصيادين المتجمعين.
’’كما تعلمون جيداً، لن تغلق البوابة إلا إذا قُتل رئيس الزنزانة. بما أنّ البوابة نفسها لا تزال سليمة على الرغم من أننا اعتنينا بكل الوحوش هنا، فهذا يمكن أن يعني فقط بأنّ الرئيس وراء ذلك الممر.‘‘
أشار سونغ نحو المدخل المخفي.
تبادل الصيادون نظرات ذات معنى، وأومأوا برؤوسهم. لا يمكن لأحد أن يختلف مع هذه الفكرة.
استمر سونغ.
’’الآن عادةً، نحن من المفترض أن ننقل هذه المعلومات إلى الجمعية وننتظر قرارهم أولاً، ولكن… ولكن، إذا فعلنا ذلك، فقد ينتهي بنا الأمر بتسليم مهمة قتل الرئيس لصيادين آخرين، وتحصيلاتنا لليوم ستقل بنسبة كبيرة.‘‘
تجعَّدت تعابير الصيادين.
تصلب وجه بارك أكثر من أي شخص آخر لحاجته للكثير من المال لحمل زوجته.
’الرعاية بعد الولادة تستنزف الكثير من المال هذه الأيام، كما تعلم…‘
على هذا المعدل، لن يكون هناك معنى وراء مخاطرته بحياته للمشاركة في هذه الغارة.
’’لهذا من الأفضل أن نعتني بالرئيس قبل أن نغادر هذه الزنزانة.. إذاً، ما رأيكم جميعاً؟‘‘
انغمس الصيادون في تأملٍ عميق.
’’….‘‘
’’….‘‘
والحقيقة هي أنّه لا يمكن لأحدٍ هنا اكتشاف الحالة الراهنة، وبالتالي، لا يمكن ضمان سلامتهم. لكن، ثبت بأنّ صعوبة هذه الزنزانة المعينة منخفض جداً.
لذا، لا يمكن للزنزانة الخفية داخلها أن تكون بتلك الصعوبة أيضاً.
’’همم، همم.‘‘
سعل سونغ ليجذب انتباه الجميع له.
’’بما أن لدينا سبعة عشر شخصاً هنا، فدعونا نصوت على هذا، هلّا فعلنا؟ وبمجرد اتخاذ القرار، لا يشتكي أحد. إذاً؟ ما رأيكم؟‘‘
أومأ الآخرون برؤوسهم بعد سماع اقتراح سونغ. لا أحد كان يخالفه الرأي.
’’أُصوت للمضي قدماً.‘‘
رفع سونغ يده.
وبعد ذلك، بدأ الصيادون الآخرون يرفعون أيديهم الواحد تلو الآخر.
’’أنا أيضاً.‘‘
’’احسبني معك أيضاً.‘‘
كان بارك أول من رفع يده، تلاه بعد فترة وجيزة كيم وعدد قليل من الصيادين الآخرين.
بالطبع، كان المعارضين متواجدين بوفرة أيضاً.
’’دعنا نعود.‘‘
’’أشعر بأنّه من الأفضل أن ننتظر قرار الجمعية.‘‘
كان الضدّان متعادلان، وفي النهاية، انخفضت الأصوات النهائية إلى جين-وو ويي جو-هوي.
’’أنا آسفة….‘‘
انحنت يي جو-هوي إلى سونغ وأضافت صوتها إلى جبهة ’التراجع‘.
وهكذا، كان عدد الأصوات للـ ’المضي قدماً‘ و’التراجع‘ 8:8.
طريق مسدود.
سأل سونج المتردد سيونج جين-وو تالياً.
’’وأنتَ يا سيد سيونغ؟‘‘
الجزء الثاني
كان كل شيء الآن يعتمد على قرار سيونغ جين-وو .
تشبثت أصابع جين-وو بقوة على الكريستال السحري في يده بينما كان يلقي نظرة على جانبه.
كانت يي جو-هوي تهز رأسها نحوه. يبدو بأنها كانت قلقة جداً.
في الواقع، كان جين-وو قلقاً في داخله أيضاً. في العادة، لن يحاول الإقدام على أي مخاطرة غير ضرورية. ليس فقط لافتقاره القدرات اللازمة للقيام بذلك، لكنه أيضاً لم يكن شجاعاً بما فيه الكفاية.
لكن، كان لِجين-وو أخت صغرى على وشك أن تصبح طالبة جامعية في الأشهر القادمة.
’ليس لدي مدخر مالي…‘
حالياً، كان جين-وو في الرابعة والعشرين من عمره.
لقد كان في عمر يجب فيه أن يركز على مساعيه الأكاديمية، لكنه تخلى عن ذلك الحلم لأنه، حسناً، لم يكن لديه المال. بالتأكيد تماماً لم يُرد لأخته الصغيرة أن تمر بنفس التضحية ونفس الألم الذي مر به.
تشبثت أصابع جين-وو بقوة على الكريستال السحري في يده بينما كان يلقي نظرة على جانبه.
الآن، كل سنت* كان يعتبر ثميناً بالنسبة له.
(*: عملة نقدية بقيمة صغيرة جداً.)
لم يكن فقط السيد بارك الذي يحتاج إلى تحصيل كبير اليوم.
رفع جين-وو يده عالياً.
’’أُصوت للمضي قدماً.‘‘
ثم سمع تنهيدة بسيطة تنمُّ عن الاستسلام قادمةً من جانبه.
استمر واستمر الممر إلى الأبد.
في المقدمة، استلم السيد سونغ وصيادون أقوياء آخرين القيادة.
استدعى سونغ شعلة صغيرة فوق كفه لإضاءة الطريق إلى الأمام.
سأل السيد كيم بينما كان يمشي بجانب سونغ.
’’لقد مشينا كثيراً جداً، أليس كذلك؟ ألا يجب أن نفكر بالوقت الذي نحتاجه للهروب من هنا أيضاً؟‘‘
’’منذ متى ونحن نسير؟‘
نظر كيم إلى ساعته.
’’حوالي…. أربعون دقيقة.‘‘
’’تغلق البوابة تماماً بعد ساعة واحدة من مقتل الرئيس، لذلك لدينا متسع لعشرين دقيقة أو نحو ذلك.‘‘
’’إن لم نستطع رؤية الرئيس خلال العشرين دقيقة القادمة، فأقترح أن نستسلم فحسب.‘‘
’’أعتقد ذلك.‘‘
أومأ سونج برأسه لبعض الوقت قبل أن يشير إلى ظهره بإبهامه.
’’سيد كيم؟ المكان مظلم في الأمام، لذا لم لا تسير خلفي؟‘‘
حدق كيم في سونغ لثانية أو اثنتين قبل أن يسحب هاتفه الذكي بدون تردد ويفتح الشاشة.
وبعد ذلك، أصبح الممر مضيئاً إلى حدٍ ما.
’’…‘‘
غير سونج نظرته بين لهبه والهاتف الذكي قبل أن يبدأ بالبحث عن هاتفه.
***
في الجزء الخلفي من الفريق كان المكان المخصص لسيونغ جين-وو، الذي أصيب بشدة منذ وقت ليس ببعيد، ولِيي جو-هوي التي لا تملك أي مهارات قتالية على الإطلاق.
خدش جين-وو عنقه من الخلف.
’’اعذريني، أنا… أنا آسف حقاً.‘‘
’’على ماذا؟‘‘
’’على، تعرفين، جرِّك هنا على عكس رغبتك.‘‘
’’أنا بخير بذلك، لذلك كنت لا تحتاج إلى مانع لي.‘‘
تمعّن جين-وو في تعابير جو-هوي. كانت بالتأكيد لا تبدو بخير مطلقاً.
أمال جين-وو رأسه بهذه الناحية وتلك، وبينما كان يحاول معرفة مزاجها بشكل أفضل، قبل أن يسألها مجدداً بأسلوب أكثر حَذَرَاً من ذي قبل.
’’أنتِ… بخير حقاً؟‘‘
دفع ذلك جو-هوي لتحويل نظرتها نحوه.
’’بالطبع أنا لست كذلك. هل أنت عاقل؟! لو طُعِنْتَ بارتفاع بوصتين لكان لديك ثقب في قلبك الآن، وماذا عن تلك الإصابات على ذراعيك وساقيك؟ لقد عملتُ بجد لشفائك بطريقة ما ومع ذلك تتمنى بأن تُلقي بنفسك في زنزانة أخرى؟؟ بالإضافة إلى أنّك لا تعرف حتى إلى أين نحن ذاهبون، أيضاً!‘‘
كانت تتحدث بسرعة لدرجة أن جين-وو شعر بأن ذهنه بدأ يتخدر من سماعها.
لكنّها كانت محقّة بشأن كل شيء.
لولا وجود المعالجة المتميزة جو-هوي وهي من الرتبة B، لكان جين-وو غير قادر على تحمل العيش بدون أن يتأثر، ناهيك عن العمل كصياد. فكان من غير المُتعجَّبِ لما مثل هؤلاء المعالجين ذوي الرتب العالية والذين يصعب العثور عليهم كانوا موضع تقدير كبير جداً داخل قاعات الجمعية.
’انتظر، الآن بعد أن أفكر في ذلك، أتوصلُ إلى أِّنِّي مدين للآنسة جو-هوي بالكثير، ألستُ كذلك؟‘‘
كانت جو-هوي صيادة معالجة، وهذا من أكثر السلالات ندرة.
ليس هذا فقط، فقد كانت عبقرية في مرتبتها B أيضاً.
لطالما طلبت منها الجمعية أن تشفي الصيادين المصابين عندما تفتح بوابة، وكلما شارك جين-وو في غارة، كان ينتهي به المطاف دائماً جالساً بجانبها.
’’هل تتألم؟ انتظر قليلاً من فضلك.‘‘
’’لم أرك من قبل….؟ هل أنت نفس الشخص من آخر زيارة؟‘‘
’’أأنت مصاب ثانية؟‘‘
’’إنَّ الأمر مثل بأننا نلتقى ببعضنا البعض في أغلب الأحيان في الوقت الحاضر، أليس كذلك؟‘‘
’’قلتَ أن اسمك هو السيد جين-وو؟ حسناً… هل ستكون الأمور على ما يرام؟‘‘
’’ربما، حياة الصياد هذه لا تناسبك حقاً….‘‘
’’…. أنت هنا مجدداً.‘‘
’’أرني ذراعك. لا، ليس تلك. استعمل الضمادات على تلك الذراع. قصدتُ الأخرى ذات الكسر العظمي.‘‘
في هذه اللحظة، كان الأمر يتعدى مرحلة شعور جين-وو بالامتنان لكل شيء فعلته، وكان آسفاً بقوة على إزعاجها.
’’…‘‘
عندما بدا جين-وو غير مرغوب فيه، شعرت جو-هوي أيضاً بالسوء حيال توبيخه الآن، وتحسن سلوكها إلى حد كبير.
’’أنتَ آسف حقاً؟‘‘
’’نعم، أنا كذلك.‘‘
غرقت جو-هوي في تأمل عميق قليلاً قبل أن تبدأ بالتحديق به بزاوية عينيها ارتفعت شفتاها ببطء للأعلى.
’’إذا كنت حقاً آسف، فإذاً… ما رأيك أن تشتري لي عشاءً في وقتٍ ما؟‘‘
الآن، ذلك كان عرض غير مُتوقع كلياً.
نظر إليها جين-وو بتعبير متفاجئ، ووجد ابتسامة إغاظة محفورة على وجهها كفتاة مراهقة.
’فتاة مراهقة هاه….‘
الحقيقة هي أنّ جو-هوي كانت لا تزال فتاة صغيرة بالكاد دخلت العشرينات من عمرها.
ألم تقل أنها ستكون في الحادية والعشرين العام القادم؟
إذا تم استبدال شعرها الطويل بشيء أقصر، وملابسها الحالية تُستبدل بزي المدرسة، فستبدو تماماً ككبار المدرسة الثانوية.
تصور عقله المتجول صورة جو-هوي في زي المدرسة، واحمر وجهه بعض الشيء.
عندما تردد جين-وو بإجابته، بدأت خدود جو-هوي بالانتفاخ مثل البالون.
’’ما.. ألا تريد أن تشتري لي العشاء؟‘‘
حدث ذلك، في ذلك الوقت.
فجأة، أصبح مضطرباً جداً في المقدمة.
’’وجدناها!!‘‘
’’إنها غرفة الرئيس!‘‘
تحولت نظرات جين-وو وجو-هوي تلقائياً إلى الأمام.
ورأوا باباً حجريا ضخماً يسد الممر.
حاصر الصيادون ذلك الباب فوراً.
’’ما هذا؟ لماذا هناك باب في نهاية الكهف؟‘‘
’’هل صادفنا من قبل غرفة الرئيس مع باب؟‘‘
’’هذه بالتأكيد المرة الأولى، أنا متأكد من ذلك.‘‘
’’هذا… ألا يبدو هذا خطيراً بشكلٍ غريب؟‘‘
بدأ الصيادون بالإفصاح عن شكوكهم ومخاوفهم الواحدة تلو الأخرى.
منذ أن كانت حياتهم الخاصة على المحك هنا، كان لابد من أن يكونوا حذرين ودقيقين.
ومع ذلك، إذا أصبح المرء حذراً جداً، فإنّ المطاف سينتهي به بالفشل في اغتنام الفرصة التي أرسلتها السماء في المقام الأول. ظنّ السيد سونغ أن هذه قضية من هذا القبيل.
’’هل تخططون للعودة خالي الوفاض بعد أن قطعتم كل هذه المسافة؟‘‘
وضع سونغ يديه على الباب.
’’إذا كان هذا ما تريدونه، فاخرجوا. أنا أمضي قدماً حتى لو كان هذا يعني بأنني سأذهب لوحدي.‘‘
كان سونغ صياد ذو 10 سنواتٍ من الخبرة.
لولا عمره، الذي كان أكثر من ستين عاماً، لكان قد تميَّز في نقابة كبيرة الآن بفضل مهاراته الممتازة.
وعندما عَبَّرَ صياد مثل ذلك عن رأيه بمثل هذه الثقة، بدأ الآخرون يشعرون بقلق أقل من ذي قبل.
’’انتظر دقيقة.‘‘
بدأ صيادان في تذكر إشاعاتٍ عن الزنزانات المزدوجة.
’’سمعت أن هناك كنوزاً لا تصدق مخبأة داخل الزنزانات المزدوجة.‘‘
’’نعم، سمعت أن نقابة صغيرة إلى متوسطة وجدت زنزانة مزدوجة وترقَّت لتصبح نقابة كبيرة تقريباً بين عشية وضحاها.‘‘
’’دائماً ما تمتلك الوحوش داخل زنزانة رتبات متشابهة تقريباً بغض النظر عن مكان تواجدها، لذا لا ينبغي على الصيد نفسه أن يكون صعباً جداً…‘‘
ماذا لو كان هناك كنوز لا تصدق مخبأة في زنزانة مزدوجة تماماً كما تقول الشائعات وكانت الوحوش خلف هذا الباب برتب بنفس صعوبة تلك التي من رتبة D بمخلوقات من رتبة E كالتي قاتلوها حتى الآن؟
’لا يمكنني أن أدع ذلك العجوز يحتكر كل الكنز لوحده.‘
’مستحيل تماماً.‘
’رعاية ما بعد الولادة، رسوم المدرسة للطفل الأول، ودعنا لا ننسى، إيجار هذا الشهر تقريباً قد وصل موعده، كذلك….‘
كانت آراء الصيادين الآن متشابهة.
جين-وو، أيضاً، صلّبَ نفسه.
’’لا أستطيع العودة إلى المنزل مع بلورة سحرية واحدة من رتبة E. على أقل تقدير، يجب أن أقتل وحش من الرتبة D، لا، وحش آخر من الرتبة E!‘‘
لم يكن من المفترض أن يكون وحشاً أيضاً.
’إذا كان كنزاً بدلاً من ذلك….‘
تُقسم عادةً الكنوز أو الغنائم النادرة التي وُجدت في زنزانة بالتساوي بين جميع المشاركين في الغارة. كانت طريقة مختلفة تماماً لتقاسم المكافآت حيث يمكن للمرء أن يحصل فقط على حيازة بلورات سحرية تم إنتاجها من قِبَلِهِم.
’’إن حققنا نجاحاً كبيراً اليوم، فإنّ الأمور قد تتحسن في المنزل لفترة.‘‘
ابتلع جين-وو ريقه بتوتر.
رأت جو-هوي تعابير وجهه وسألته.
’’هل هكذا يبدو التعبير صياد يعتبر مهنته هواية؟‘‘
هزّ جين-وو كتفيه.
’’من يراهن بحياته بسبب مسار مهنته الرئيسي هذه الأيام؟ إلا إذا كانت هواية، كما هو واضح.‘‘
’’….. ماذا؟‘‘
بالضبط عندما شُكِّلَ تعبير مصدوم على وجه جو-هوي، دفع سونغ باب الزنزانة ففتحت.
لابد من أنّ هناك آلية مثبتة على الباب الثقيل المظهر، بما أنّ القوة الجسدية لرجل يبلغ من العمر ستون عاماً كانت كافية لفتحه بسهولة.
(دفع قوي)!
الآن بعد أن أصبح الباب مفتوحاً على مصرعيه، فتح الباب الداخلي الضخم بنفسه. هرع الصيادون بسرعة.
’’دعينا ندخل نحن أيضاً.‘‘
خشي جين-وو أن يتخلف عن الفريق، لذا أمسك بيد جو-هوي وتولى القيادة.
’’آه…..‘‘
احمر وجه جو-هوي قليلاً باتِّباعها إياه.
***
حالما وطأ الصيادون إلى الداخل، اندلعت النيران في العديد من المشاعل المثبتة بإحكام على الجدران كلها في نفس الوقت. بفضل ذلك، أشرق الداخل بشكل كبير.
’’ما هذا؟ لقد اشتعلت الأضواء من تلقاء نفسها؟‘‘
’’إنها أول مرة أرى فيها زنزانة كهذه.‘‘
’’شيء ما…. مختلف بشأن هذا المكان.‘‘
حالما وطأ الصيادون إلى الداخل، اندلعت النيران في العديد من المشاعل المثبتة بإحكام على الجدران كلها في نفس الوقت. بفضل ذلك، أشرق الداخل بشكل كبير.
’’ما هذا؟ لقد اشتعلت الأضواء من تلقاء نفسها؟‘‘
تمعَّنَ الصيادون بحذر محيطهم، وكان الجو العام للمكان مماثلاً للغلاف الجوي لمعبد قديم.
ليس فقط أنّه قديم ويبدو كمعبد بالٍ نوعاً، ولكن قد يكون هناك شيء مدفون ومخبئ تحت الأرض؛ وكان يمكن أن يُنظر إلى الطحالب والأعشاب وهي بشكل متقطع على الأرض والجدران والسقف.
انكمش العديد من الصيادين للخلف وارتجفوا قليلاً.
’’المكانُ مخيفٌ قليلاً هنا، أليس كذلك؟‘‘
’’ألا تشعر بأننا مراقبون من قِبَلِ شخص ما؟‘‘
تاركين وراءهم الصيادين الخائفين، ثلاثة إلى أربعة من أقوى المجموعات تعمَّقوا في الداخل.
’’تسك! لا تقل شيئاً قد يجلب لنا النحس، هلَّا فعلت؟‘‘
’’دعنا ننهي هذا بسرعة ونذهب إلى البيت.‘‘
كان الداخل ضخم بشكل غير معقول. الغرفة على شكل قبة عملاقة كبيرة مثل عدة ملاعب أولمبية، ذلك الملعب الموجود في سيئول، كان قد وُضع معهم – لا، ربما كانت حتى أكبر من ذلك.
ومع ذلك، لا يمكن للمرء إلا أن يشعر بأنّ ذلك لا يزال غير كافٍ.
وكان السبب في ذلك واضحاً إلى حدٍ ما.
’’ذلك…. ذلك الشيء هناك….‘‘
’’من المستحيل أن يكون ذلك الشيء هو الرئيس، صحيح؟‘‘
في الجزء الأعمق من القبة، شيء عملاق للغاية مُعرَّف بمنطقية جلس على العرش بحجمه. لم يكن سوى تمثال حجري ضخم للإله!
’’أوه، يا إلهي….‘‘
’’واو.‘‘
تسربت صيحات من الصدمة من الصيادين.
أول صورة ظهرت في رأس جين-وو كانت لتمثال الحرية في نيويورك. إذا جلس ذلك التمثال على كرسي، ألن يكون كبير كتمثال الإله المجهول؟
حسناً، الحرية هي امرأة بينما الجالس على العرش هو رجل.
‘لا، انتظر. ربما هو أكبر من ذلك…‘
بدأ الصيادون يبتلعون ريقهم بعصبية قرب قدم تمثال الرب. كان الخوف الشديد والقلق واضحاً لرؤيته على وجوههم وهم قلقون من أن يكون هذا التمثال رئيس الزنزانة.
’…….‘
لكنَّ التمثال لم يتزحزح ولا بوصة واحدة.
يا له من حظ كان ذاك.
’’ووه….‘‘
حتى سونغ تنفس الصعداء.
’’حسناً أيها الجميع. انتشروا.‘‘
الآن بعد أن وجدوا بعض الحرية، انقسم الصيادون فيما بينهم وبدأوا بالبحث في الجوار.
’’لا أعتقد أن هناك أي وحش هنا.‘
’’أتعتقد ذلك، أيضاً؟‘‘
’’انسى أمر الوحش الآن فأنا لا أستطيع حتى رؤية حشرة واحدة، أيضاً.‘‘
قد تكون غرفة تمثال الإله الحجري ضخمة، رغم أن بنيتها الداخلية الفعلية كانت بسيطة. على الجدران، أمكن العثور على مشاعل لا تحصى هناك.
وأمام هذه الجدران والمزيد من التماثيل الحجرية، الأطول قليلاً من إنسان، وقف طويلاً ومُؤَثِّرَاً.
كان هناك الكثير منهم هنا أيضاً وقد وُجدوا على مسافة معينة من بعضهم البعض.
’’جميعهن جميلات، أليس كذلك؟‘‘
’’إنها مثل، إنها عمل فني، صحيح؟‘‘
كانت الأجسام المحمولة على التماثيل الحجرية متنوعة ومختلفة.
كان البعض يحمل أسلحة، كان هناك واحداً مع كتاب، البعض يحمل آلات موسيقية، وحتى المشاعل.
’’الأمر كما لو….‘‘
’’إنها مثل تماثيل معبد مقدس أو شيء من هذا القبيل.‘‘
أنهى سونغ ما أراد كيم قوله.
’’مم؟‘‘
ثم وجد سونغ شيئاً تحت قدميه.
’’هذا… أليس هذا تشكيل سحري؟‘‘
لقد وجد تشكيلة سحرية لم يرها من قبل واقعةً في وسط هذا المعبد.
حينها…
’’المعذرة يا سيد سونغ؟ هناك شيء مكتوب هنا. هل يمكنك أن تأتي إلى هنا وتلقي نظرة؟‘‘
اكتشف أحد الصيادين تمثالاً مختلفاً عن الآخرين ونادى على سونغ.
توقف سونغ عن تمعُّن التشكيل السحري ونهض عن الأرض. تجمع الصيادون الآخرون حول التمثال الذي كان قد توجه سونغ اليه.
أظهر التمثال زوج من الأجنحة وحمل لوح حجري. ما ركز عليه الصيادون هو الحروف المنقوشة على هذا اللوح. ألقى سونغ نظرة شاملة على اللوح وتمتم إلى لا أحد على وجه الخصوص.
’’إنها أبجدية أثرية.‘‘
حروف أبجدية أثرية.
الكلمات التي لا يمكن العثور عليها في أي مكان على الأرض، وُجِدَتْ فقط داخل الزنزانات؛ الصيادين الذين قد ’أيقظوا‘ المهن السحرية ذات الصلة، كان يمكنهم فكها.
’’قوانين معبد كاروتينون.‘‘
قرأ سونغ المقطع الأول.
بوجه متوتر جداً، استمع جين-وو إلى محتويات اللوح بينما قرأه السيد سونغ.
لكنَّ شخصاً ما فجأة سحب ذراعه.
عندما نظر إلى الخلف، رأى جو-هوي وبشرتها شاحبة ميِّتة.