#القصر
#الحلقة_الأولى
الشلة بتاعتنا كانت مكونة من اربع أشخاص مكانش فيه بينهم أي حاجة مشتركة ولا فيهم اتنين بيحبوا بعض ..
خالد ، ابن الحاج شديد عمدة البلد ، وحسني ابن المعلم توفيق اكبر تاجر في القرية واكتر واحد يملك أراضي زراعية فيها ، ووليد ابن مأمور المركز ، وعمر ، انا ، ابن سواق القطر ، العنصر الدخيل على شلة الاغنيا دول ..
التلت عيال دول ابهاتهم يملكوا كل مصادر القوة ، السلطة ، المال ، النفوذ ، العزوة ، بينما انا لا أملك غير سيرة ابويا الطيبة بين أهل البلد ..
احنا في الأصل مش فلاحين ، احنا اسكندرانية ، ابويا وامي كانوا عايشين في اسكندرية لحد ما أنا بقى عمري خمس سنين ، وأبويا اتنقل للأرياف علشان شغله في السكة الحديد ، اتنقل وخدنا معاه ..
ودخلت مدرسة القرية واتعرفت على الشلة دي ..
كانوا طول الوقت بيحسسوني انهم احسن مني واني أقل منهم بس أنا طول الوقت كنت شوكة في ضهرهم ..
انا الذكي وهما الاغبيا ، انا اللي جاي من المدينة وهما القرويين ، صحيح انا متربي هنا في البلد معاهم ، بس بسافر كل اجازة مع بابا اسكندرية وهما مايعرفوش اي حاجة عن الدنيا برا البلد الصغيرة دي ..
هو دا عنصر التفوق بالنسبالي ، اني احسن منهم في الدراسة ، اني بعرف البس واتكلم احسن منهم ، اني رغم حالتنا المادية اللي على قدها جدا لكن اعرف اصناف أكل ميعرفوش ينطقوا اساميها ..
كنت كل ما ارجع من اسكندرية بعد اي اجازة يستنوني على احر من الجمر علشان نتجمع تحت الجميزة الكبيرة اللي في آخر البلد ، اللي قصاد قصر رشيد باشا ، واقعد احكيلهم على اللي حصل معايه في الاجازة .. الماتشات اللي شوفتها في الاستاد ، والأفلام اللي دخلتها في السينما ، والمصيف واللي حصل فيه ..
كنا كل مرة نقعد نتكلم والكلام ياخدنا والهزار لحد ما نحس ان الدنيا ابتدت تضلم ، وكل واحد سحب جاموسته وروح على داره ، وبدأنا نسمع صوت صرصور الحقل في الهدوء المخيف اللي في محيط القصر المهجور من 200 سنة دا ..
لحد ما في يوم وكنا ساعتها في أولى ثانوي وكنت راجع برضو من اجازة الصيف وهما ملمومين حواليا في نفس المكان بيسمعوا حكاياتي وكلهم انبهار ، حسني ابن المعلم توفيق مقدرش يكتم انفعاله ولا يداري الحقد اللي جواه وقام قالي ما كفاية نخع بقى ، انت هتعمل نفسك فاهم كل حاجة ، انت اصلا ولا حاجة ، واحنا ممكن نطردك انت وابوك برا البلد كلها ، وزي ما يكون كلام حسني عجب الباقيين أو عالج الشرخ اللي في نفسيتهم من ناحيتي لقيتهم استلموني تريقة واهانات وتلبيخ في حقي وفي حق أهلي ..
فضلت ساكت ومالك أعصابي لآخر لحظة وبعدين بدأت احط كل واحد فيهم في حجمه الطبيعي بكل هدوء ومن غير اي غلط ..
قولتلهم اني احسن منهم في كل حاجة وهما مجرد شوية عيال .. صحيح ولاد اغنيا بس مالهمش مستقبل ، ومالهمش قيمة من غير أهاليهم ..
اتجننوا طبعا من كلامي ومن هدوؤي بالأخص وكانوا عايزين يضربوني ، استفذيتهم اكتر ، وقولتلهم دا اكبر دليل أنكو مش رجالة ، تلاتة على واحد ؟ وروني نفسكم واحد واحد ونشوف مين الراجل ..
وافقوا ، واتقدم اتخن واضخم واغبى واحد فيهم ، خالد ، ابن الحاج شديد ، عمدة البلد ، المعركة حقيقي مش متكافئة ، ولا عمرها هتكون متكافئة ، مش بس عشان هما كترة وانهم اقوى واضخم مني ، واني حتى لو عرفت اضرب واحد فيهم الاتنين التانيين هيتدخلوا وهيطحنوني ، لكن كمان علشان حتى لو حصلت معجزة وضربت التلاتة ، اهاليهم مش هيسكتوا وهيهدوا الدنيا فوق دماغي ودماغ أهلي ..
بس فيه عنصر واحد لو دخل المعادلة هيقلب الموازين ..
الذكاء ، قوة العقل اللي خلت الإنسان يروض الوحوش ويجبرها تقدم فقرة في السيرك .. وأنا كمان بقوة عقلي هروض ال3 وحوش دول وهخليهم يقدموا فقرة انا بس اللي أضحك عليها ..
قولتلهم اهدوا ، انا عندي فكرة تانية احسن ، انا مش هتخانق مع واحد واحد ..
انا هدخل في تحدي معاكم انتو التلاتة دلوقتي ونشوف مين فينا هيكمل للآخر ومين هيطلع عيل ويخلع ..
غرورهم نقح عليهم وقبلوا التحدي قبل حتى ما يعرفوه ..
قولتلهم احنا مش هنتحرك من هنا قبل ادان الفجر ، هنفضل قاعدين هنا تحت الجميزة دي نتكلم ونهزر ونشرب شاي لحد ما نسمع صوت الشيخ مصباح بيرفع أدان الفجر ، ساعتها يبقى الرهان انتهى ، ونشوف مين هرب زي الفار ومين كمل للآخر زي الأسد ومخافش من القصر ..
وللمرة التانية غرورهم يورطهم في ليلة من اسود ليالي عمرهم ..
وقعدنا ، الدنيا بدأت تضلم ، والغيطان تفضى من حوالينا ، لحد الصمت بقى مرعب ، مفيش على مدد الشوف غير عيدان الدرة وهوا الصيف بيطوحها يمين وشمال ، والقصر واقف من بعيد كإنه سرداب تعدي منه على التاريخ المدفون ..
كل الحكايات اللي سمعناها من اهالينا عن القصر دا من واحنا عيال بدأت تنط في دماغنا في الوقت دا ، حكايات رشيد باشا الظالم اللي كان بيستعبد الفلاحين الغلابة ويعذبهم جوا القصر دا ، حكاية الشاب اللي اتدفن صاحي في جنينة القصر دا عشان بص لبنت الباشا ، والفلاحين اللي اتسلخ جلدهم زي الدبايح عشان كانوا بيسرقوا منه المحصول .. حكايات تشيب ، المشكلة لما تفتكرها وانت قاعد بالليل لوحدك قدام القصر ، بيتهيألك طول الوقت انك سامع أصوات ناس بتصرخ وبتتعذب ..
الفرسان التلاتة طبعا كانوا هيموتوا من الرعب ، بس احساسهم بالعظمة كان طاغي على اي شعور تاني ، عدت ساعة واتنين وتلاتة وبقينا في نص الليل ، ولسه محدش فيهم خاف ولا مشي .. حسيت ان التحدي بالشكل دا مش هينتهي لصالحي فكان لازم أصعد وتيرة اللعب شوية ، وعرضت عليهم عرض اسود اعتمدت فيه على غرورهم وعجرفتهم ، وقولتلهم ايه رأيكم نغير الرهان ، سالوني بمنتهى العنجهية ، وهنتراهن على ايه المرادي يا ترى ..
قولتلهم هنتراهن اننا ندخل القصر ..
ومن هنا بدأت حكاية اكتر ليلة مرعبة ممكن انسان يشوفها في حياته ..
انتظروا الحلقة الثانية،،،
#القصر
#الحلقة_الثانية
-احنا هندخل القصر دا من جوا ، وهنقضي الليلة جواه كمان
= ومين قالك بقى اننا هنوافق على الكلام ده
- دا مش كلام ، دا رهان ، واللي هيرفض يبقى خسر الرهان
* قصر مهجور بقاله 200 سنة ، و الحكايات اللي بتتحكي عنه تشيب ، واتخن واحد في البلد كلها يخاف بس يهوب من قدامه بالليل ، عايزنا أنت بجلالة قدرك ندخله ونبيت فيه كمان ، باينك اتهبلت يا ابن سواق القطر انت
- لا وعلى ايه ، نشوف حاجة تانية نتراهن عليها ، حاجة تكون على قدكم ، ايه رأيكم نلعب الشايب ، وللا نلعب الأوله احسن ؟
* انت بتتمهزأ بينا يا عمر وللا شايفنا عيال قدامك
- ايوه يا حسني شايفكم عيال ، وجبنا كمان ، زي ما هتدخلوا القصر ده انا هدخل معاكم ، وهنثبت للبلد كلها ان مفيش عفريت الا بني آدم ، وأن احنا ارجل واشجع من رجالة البلد دي كلها ..
# لا يا حبيبي يفتح **** ، مش لاعبين ، وأن كنت بتعمل دا كله عشان متنضربش خلاص متخافش مش هنضربك ، بس انت متبقاش تطول لسانك تاني بعد كدا .. بينا يا عيال
= استنى يا ولا انت وهو ، احنا هندخل القصر دا ، وهنبيت فيه كمان ، واني عن نفسي مبخافش من حاجة وقلبي ده ميت وشبعان موت
- حلاوتك يا خالد يا ابن عمدتنا ، والنبي الحاج شديد جاب راجل ، ها يا رجالة ، حد تاني قال جاي ؟
# كلنا جايين يا حبيبي ، انتو فاكرين انتو بس اللي رجالة وللا إيه
- طب يالا بينا ، الساعة دلوقتي 10.30 هنقضي الكام ساعة اللي باقيين من الليل جوا ونشوف هيحصل ايه ..
* نشوف
ودخلنا القصر ..
نطينا السور وهو عامة كان واطي ، متر ونص تقريبا ، شبكنا لبعض ونطينا جوا ، و عدينا الجنينة الكبيرة اللي قدامه ، الفسقية ، وشجرة النبق الكبيرة اللي بتظهر في وسط جنينة القصر بالليل كإنها مارد عملاق ، الجنينة اتغطت كلها بالحشيشة ، وشوفنا الكرسي اللي كان بيقعد عليه رشيد باشا في جنينة القصر ، كرسي معمول على نفس طراز كرسي السلطان ، انا مش عارف ازاي الدولة محطتش ايدها على القصر دا من زمان وحولته لمتحف وللا حاجة زي كدا ..
العيال كانوا خايفين ، انا عارف انهم مدخلوش القصر بمزاجهم ، الغرور هو اللي جاب رجليهم في الخية اللي هتجيب أجلهم ، نفس الغرور اللي قتل المتنبي لما طلع عليه قطاع طرق وهرب منهم ، وبعدين قابل راجل في الطريق قاله مش انت المتنبي بتاع الخيل والليل والبيداء تعرفني وبتهرب من قطاع طرق ، يا خيبتك التقيلة ، قام الغرور ركبه ورجعلهم تاني راحوا مخلصين عليه ..
كلهم كانوا ميتين من الخوف ، بس فيهم اللي عارف يتحكم في أعصابه ويخبي خوفه زي خالد ابن الحاج شديد العمدة ، وفيهم اللي متوتر وساكت زي حسني ابن المعلم توفيق وفيهم اللي هيقع من طوله زي وليد ابن الباشا مأمور المركز اللي عايز يدخل كلية الشرطة ويبقى ظابط زي أبوه ..
من ساعة ما دخلنا القصر وهو عمال يتلفت حوالين نفسه ، وماشي لازق في خالد ، بيحاول يتطمن بيه ..
الحق يا خالد ..
- ايه يا وليد فيه ايه ..
= فيه راجل في آخر الجنينة بيسقي الزرع
- فين دا يا وليد
= هناك اهو ، عند حوض الورد
- مفيش حد يا وليد ، وامشي بقى **** يرضى عنك متخيلناش معاك ، يا إما ترجع انت تنام جنب الست والدتك
خالد كان خايف برضو ، ومش بعيد يكون شاف نفس اللي شافه وليد ، بس كان عنده رباطة جأش أنا شخصيا كنت معجب بيها ، أما حسني بقى دخل في مود اللا مبالاة ورفع شعار I don't care لأي حاجة في الدنيا ، اللا مبالاة حيلة عقلية ناجحة في المواقف اللي زي دي ، بس اراهنك انه مش هيصمد اكتر من نص ساعة وبعد كدا هينهار تمام ..
القصر من جوا مكانش فيه أي إضاءة لإنه مهجور من قبل ما يبقى فيه كهربا في البلد اصلا ، بس كان فيه قناديل زيت في كل مكان ، واحنا بطبيعة الحال كان معانا كبريت كنا بنولع بيه راكية الولعة اللي بنسهر حواليها ونشرب شاي ، قولتلهم احنا محتاجين حد مننا ياخد الكبريت ويلف على القناديل اللي في القصر كلها يولعها عشان مش هنقدر نتحرك في الضلمة كدا ، مين فيكو يا رجالة هيتطوع بالمهمة دي ؟؟ وفي سري ( أول تحدي يا كلاب .. بس مش الأخير ) بدأوا يبصوا لبعض ومحدش فيهم نطق ، قولتلهم خلاص خلاص ، هاتوا الكبريت وانا هدخل اولع كل القناديل ..
خالد اتحمق أوي وقال واشمعنى انت اللي تدخل ، ارجل مننا انت يعني ..
( كنت متوقع الرد دا منك يا دكر )
خلاص يا عم خالد ولا تزعل نفسك ، الكبريت معاك اصلا ، ادخل انت لف على كل الاوض اللي في القصر وولع كل القناديل ..
اتردد للحظة كدا وبعدين قالي ماشي .. اني رايح ، ومشي
- خالد
= فيه ايه
- حافظ آية الكرسي ؟
= ايه سورة الكرسي دي معرفهاش
- آاااية الكرسي يا خالد ، آية واحدة مش سورة
= لا مش حافظها إشمعنى
- القصر كبير ، فيه فوق ال 100 أوضة ، زي ما انت شايف مبني على 20 فدان ، واحنا هنبقى بعيد عنك وانت بتولع القناديل ، فانا بقول يعني لو حصل وشوفت اي حاجة غريبة اقرأ آية الكرسي هتحميك من اي حاجة وحشة
= خليها على **** يا سي عمر
- خلاص عموما احنا هناخد لفة كدا على ضي القمرة دي ، ولو ما اتقابلناش في القصر جوا ، ولع انت القناديل واخرج استنانا هنا ، قدام الصورة الكبيرة بتاعة الباشا اللي على السلم بتاع الدور الاولاني ، اتفقنا ؟
= اتفقنا
ومشي خالد ، واحنا وقفنا شوية نبص على صورة الباشا ، الصورة كانت مرسومة بالزيت ، ومحطوطة في برواز مدهب كبير أوي بالحجم الطبيعي ..
كان باشا عثمانلي ، لابس العباية الحرير السودا ، وعلى راسه العمة بتاعة المماليك اللي فيها جوهرة ، وحوالين وسطه حزام نازل منه سيف ماسك مقبضه بإيده كإنه متحفز علشان يطير بيه رقبة أي حد ..
دقنه كانت بيضا ، ونظرة عينه ميته تماما ، مفيهاش أي إحساس ، وعلى شفته ابتسامة سخرية ، كأنه بيستهين بينا وبمحاولتنا الصبيانية ، أوكإنه بيستهين بكل الناس ، وبالحياة نفسها ..
النظرة اللي في عينه دي كانت تشبه جدا نظرة فالاد التالت الشهير بدراكولا ، أمير والاكيا ايام العثمانين ، واللي لقبوه بالملك المخوزق لإنه كان بيعشق إعدام الأسرى على الخازوق ..
كان فيه شبه كبير بين الشخصيتين ، رشيد باشا ودراكولا ، رشيد باشا كمان عمل من القصر بتاعه قلعة للرعب والفزع ، كان بيمارس جواها كل الوان السادية والوحشية ..
رشيد باشا كان بيملك جيش من العبيد والجواري ، كلهم دخلوا القصر دا ومخرجوش منه تاني ..
قريت عنه كتاب نادر جدا كتبه مؤرخ قديم كان عايش في البلد دي في الفترة دي ، مش بس كدا ، ده كان في الأصل ترجمان القصر ، كتب الكتاب دا بخط ايده ، والكتاب دا اتنقل من ايد لايد لحد ما وصلي عن طريق خالي اللي كان عارف اني مهتم بالقصر وحكاياته ، كانت نسخة متهالكة جدا بس كانت أجمل هدية جاتلي في حياتي ..
رشيد باشا كان راجل مجنون حرفيا ، مدمن تعزييب وقتل بدم بارد ، الراجل بيقول في كتابه ، ان الباشا في يوم صحي من النوم منزعج بسبب حلم وحش شافه ، شاف انه بيرضع من صدر امه بس بيرضع ددمم ، كل اللي عمله لما صحي انه جمع كل جواري القصر ووقفهم صف واحد ، ومسك سكينة وعدا عليهم جارية جارية وبدأ يقطع أثداءهم ، منظر شنيع ، صرخات الجواري اللي كلها رعب وفزع مع شلالات الدم اللي انفجرت في القصر ، مع صوت ضحكته المجنونة اللي كانت بتجلجل في أركان القصر ..
حكاية تانية حكاها نفس المؤرخ في كتابه عن القصر وصاحبه رشيد باشا ، انه كان عنده هوايات رومانية قديمة ، يعني كان ممكن كل فترة يفتح قفص الأسود ويرميلهم اتنين أو تلاتة من العبيد معملوش اي حاجة ، كان بيختارهم بشكل عشوائي جدا ، ويقعد يتفرج على الاسود وهي بتقطعهم ..
قصر زي دا طبعا لازم يكون ليه سياف ، كان اسمه مرجان ، شركسي ضخم ، وشه أحمر وشنبه اصفر كبير ..
مرجان كان خبير في قتل الضحية باكتر الطرق بشاعة ، زي اي شيف شاطر كل يوم بيبدع اكلة جديدة ، مرجان كان بيخترع طرق جديدة للقتل يرضي بيها جنون مولاه ، عشان ميغضبش عليه ويقتله ..
وأشهر الطرق دي زي ما ورد في كتاب القصر ، طريقة الخازوق ، الضحية كان بيتربط للأرض وهو نايم على وشه ، ومرجان كان بيمسك خازوق حديدي طويل بسن مدبب طبعا ، ويحط السن دا قدام فتحة الشرج بتاعة الضحية بالظبط ، وفي ايده التانية مطرقة تقيلة ، يبدأ يضرب بيها على رأس الخازوق ، فيبدأ الخازوق يتحرك ويدخل واحدة واحدة في مؤخرة الضحية المسكين اللي بيصرخ ويتوسل ، مرجان بقى كان فنان في انه بيعرف يلاقي الطريقة اللي تخلي الضحية يفضل محتفظ بحياته لأطول وقت ممكن عشان يفضل حاسس بكل حاجة بتحصل فيه ، لحد ما الخازوق يخترق احشاؤه ويخرج من راسه في نهاية المطاف ..
كمان كان بيسلخ جلودهم وهما لسه صاحيين وبيصرخوا
وكان بيمارس الجنس بعنف مع الجواري والغلمان ويدبحهم في نص العلاقة بالظبط ، ويكمل الممارسة معاهم وهما بيفرفروا وروحهم بتطلع ..
الجميل بقى اني حكيت كل الحكايات دي للشلة الجميلة اللي دخلت معايه قصر الرعب من جوا ..
الشيئ الغريب أن عين الباشا كانت بتتحرك معانا ، انا متأكد من دا ، مش بس أنا ، كمان حسني ووليد قالولي الراجل دا بيبصلنا ..
قولتلهم دي حيلة فنان مش اكتر .. ليوناردو دافنشي عمل نفس الحيلة في صورة الموناليزا..
بس الحاجة التانية اللي مش ممكن تكون حيلة فنان ، واللي بدعي **** ميكونش حد فيهم لاحظها ..
انه كان ماسك مقبض السيف بإيده اليمين
انا متأكد من دا جدا ..
دلوقتي بقى ماسك المقبض بإيده الشمال ..
انتظروا الحلقة التالتة،،،
#القصر
#الحلقة_الثالثة
النور اللي كان جاي من آخر الطرقة وكنا فاكرينه خالد لما قرب مننا اكتشفنا انه مرجل في إيد فارس لابس اسود في اسود و ملثم ، كان جسمه ضخم جدا لدرجة ان الحصان كان شايله بالعافية ، وكان ماسك في ايده اليمين الشعلة اللي منوراله الطريق وفي ايده الشمال رافع سيفه في الهوا وعلى سن السيف دا راس بني آدم ، لما ركزنا شوية في الراس عرفنا انها راس خالد ..
الفارس دا قتل خالد وقطع راسه وحطها على سن السيف ، واكيد جاي دلوقتي عشان يخلص علينا احنا كمان ..
كنا عايزين نجري ، وكنا عايزين نصرخ وكنا عايزين نعمل حاجات كتير اوي ، بس الخوف شل حركتنا تماما وخلانا واقفين نتفرج ومستسلمين للي هيحصل أيا كان ايه هو ..
الفارس قرب مننا ونزل من على حصانه ورمى راس خالد على الأرض ، ووقف قدامنا ، بص في عينين كل واحد فينا شوية ، وبعدين شد وليد من وسطنا ، مسكه من ايده بكل هدوء ومشي بيه على جنب ، ونيمه في الأرض على وشه ، الغريب أن وليد كان مستسلم رغم نظرة الرعب اللي كانت في عينيه ، بس ما صدرش منه اي مقاومة تذكر او لا تذكر حتى
بعد كدا الفارس دا طلع خنجر من جراب متعلق حوالين وسطه وحطه على رقبة وليد وكان لسه هيدبحه ..
وهنا الباشا خرج من الصورة وهو ماسك سيفه وبيزعق بصوت مرعب ..
- مرجاااااان
مرجان شال الخنجر من على رقبة وليد وقام من فوقه وقف قدام الباشا وشال اللثام من على وشه ، وشه كان عبارة عن جمجمة فاضية ، مفيهاش اي حاجة ، لا لحم ولا شعر ولا اي حاجة ، جمجمة بتاعة واحد ميت من 200 سنة ، وقف قدام الباشا و انحنى احتراما .. فقام الباشا قاله
- بعدين مرجان نتحاسب على قتيل اول ، من امتى مرجان اقطع رقاب بدون أمر مولاه رشيد باشا ؟
نطق مرجان ولأول مرة نسمع صوته الأجش المرعب
= عفو وسماح مولاي ، انا كنت اقوم بواجبي ناحية قصر واحميه من أغراب
- انا احمي قصري مرجان مش انت ، ولا اي حد ، انا مكنتش عايز اغراب موتوا مقتولين ، انا كنت اقدر اقتلهم من غير اي نقطة ددمم واحدة ..
بعدها الباشا دخل تاني جوا اللوحة ، ومرجان حط اللثام على وشه وركب حصانه وجري بأقصى سرعة ..
في الوقت دا احنا حسينا ان الصمغ اللي كان بيجري في عروقنا من شوية فك ، والحمد *** دلوقتي نقدر نجري ونخرج من القصر الملعون دا ، و**** يرحمك بقى يا خالد ..
وفعلا جرينا بأقصى سرعة عندنا ونزلنا السلم ، الغريبة ان السلم فضل ينزل بينا كتير اوي ، احنا مطلعناش كل دا لما دخلنا ، احنا كنا في الدور الاول .. فضلنا ننزل السلم للآخر ، السلم دا المفروض يوصلنا للجنينة زي ما حصل واحنا داخلين ، بس اللي حصل اننا لقينا نفسنا في بدروم واسع جدا ودرجة الرطوبة فيه عالية أوي ، وضلمة كحل ، مفيش حد شايف كفه هنا ، كل اللي شايفينه عيون بتنور بنظرة حمرا في الضلمة دي ، طلعنا نجري تاني على فوق ، بس لما طلعنا السلم اكتشفنا أن انا وحسني بس اللي موجودين ، وليد مش معانا ..
وليد راح فين يا حسني ..
- يروح في ستين داهية ، هنعمله ايه ، نفسي نفسي
= ايه الكلام اللي انت بتقوله دا ، انا هنزل اشوف وليد ايه اللي حصله
- انت حر ، خليهم يقطعوا رقبتك انت كمان ، انا مش مستغني عن رقبتي ..
نزلت البدروم ، لقيت نار والعة فيه ، واكتر من خمسين موميا لابسين عساكر مماليك ، وكل واحد منهم في ايده كرباج ، وكل واحد منهم بينزل بالكرباج اللي في ايده على جسم وليد ..
لكن أول ما شافوني فتحوا الحلقة وسابوا وليد يخرج ، خدته وطلعنا السلم نجري باللي لسه فاضل فينا من أعصاب ..
لكن لما طلعنا ما لقيناش حسني ..
وقفنا في الطرقة ننادي عليه بصوت عالي ، مفيش أي رد جالنا ..
- انا عايز اخرج من هنا يا عمر ، ابوس رجليك خرجني من هنا ومش هضايقك تاني ، وهديك فلوس كتير ، هخلي ابويا يعملك كل اللي انت عاوزه
= اهدى بس يا وليد ، اهدى عشان نعرف نفكر
- فكر انت ، فكر انت انا مش عارف أفكر ، انا عايز اخرج من هنا دلوقتي ، يا اماااااااا ، تعالي الحقيني ، يا ناس حد يخرجنا من هنا .. انت ، انت يا عمر ، لما الاشباح شافوك سابوني
= الكتاب يا وليد ، الكتاب هو كتالوج القصر ده ، هو اللي هيقدر يخرجنا من هنا ، لازم من دلوقتي نصدق كل الكلام الغريب اللي فيه .. كل حاجة الكتاب قالها طلعت صح يا وليد ، مرجان السياف ، والوقت اللي مبيمشيش في القصر ، الكتاب كمان كان فيه حاجتين مقدرتش اصدقهم ابدا ، بس يظهر انهم حقيقة ..
- ايه هما ؟؟
= قريت جملة في الكتاب بتقول : إذا دخلت القصر مرغما على ذلك فقد يكون لك حظ في الخروج منه ، أما إذا كان دخول القصر هو اختيارك فلا يوجد من يضمن لك أن تغادره مرة أخرى ..
- يعني ايه الكلام دا ، اني مش فاهم
= يعني لو دخلنا القصر دا غصب عننا زي العبيد والجواري اللي دخلوه زمان يمكن نعرف نخرج منه ، أما لو دخلناه بمزاجنا زي الناس اللي كانوا طمعانين في الباشا وعايزين يتقربوا منه ، يبقى عمرنا ما هنخرج
- طب احنا لا دول ولا دول ، مصيرنا هيكون ايه ؟؟
= ما هو الخوف من دي " أما المستهينون بهيبة القصر والمتحدون لصاحبه فالويل حليفهم حتى تفارق أرواحهم أجسادهم بأبشع الطرق الممكنة "
- يا نهار اسود يا نهار اسود الكلام ده لينا احنا
= للأسف ايوه ، واديك شوفت اللي حصل لخالد ، ومش بعيد يكون حسني حصله دلوقتي ، احنا بقى لازم نهرب دلوقتي
- نهرب ازاي ، ما انت لسه قايل هنموت بأبشع طريقة
= الشيخ صالح ، لازم نوصله
- مين الشيخ صالح
= دا ولي من اولياء **** الصالحين ، وقطب كبير أوي ، كان عايش في المنصورة ، لما سمع عن فساد رشيد باشا دخل القصر دا عشان يقول كلمة حق في وجه سلطان جائر ، الباشا كان عايز يقتله بس ما قدرش ، سجنه في اوضة من أوض القصر ، وكان بيبعتله اكل وشرب ، لحد ما دخلوا عليه في يوم لقيوه ميت وهو ساجد ، من يومها واوضته هي المكان الوحيد الآمن في القصر كله ، المؤرخ حافظ بن عبد الشهيد اللي ألف كتاب القصر قال ان فيه ناس دخلت القصر دا بعد موت رشيد باشا ومعرفوش يخرجوا منه غير لما وصلوا للشيخ صالح ، وهو اللي خرجهم وحماهم من كل العفاريت والأرواح الشريرة اللي في القصر ، بس انا مكنتش مصدق كل الكلام ده
- مكنتش مصدق ليه يعني
= لإني عملت بحث كبير أوي عن حافظ ابن عبد الرشيد دا ، في الكتب والمراجع بتاعة التاريخ ، وعلى النت كمان ، كل حاجة وصلتلها بتقول انه مات قبل رشيد باشا ، وفيه اقول كمان بتقول انه مات قبل ما يألف الكتاب دا
- ودي بقى اغرب حاجة دلوقتي ، اني اصلا مبقيتش استغرب من كتر اللي شوفته ، مفيش قدامنا دلوقتي غير اننا نصدق الكتاب ده ونمشي وراه لحد ما نلاقي الشيخ صالح ده ، يالا بينا
= يالا
- استنى يا عمر ، انت كنت قلت في اول كلامك ان فيه حاجتين في الكتاب مكنتش عايز تصدقهم ، الحاجة الأولانية هي حكاية الشيخ صالح ، وعرفناها خلاص ، ايه بقى الحاجة التانية
= لا لا ، مش وقتها ، يالا دلوقتي ندور على الشيخ صالح
وفجأة واحنا لسه هنتحرك لقينا حسني وخالد جايين علينا بيجروا ، كإنهم بيهربوا من حد ..
واتضح ان مش انا بس اللي خدت بالي من الحكاية دي ، وليد كمان لاحظ وقالي
- الصورة دي فيها حاجة غريبة ، زي ما يكون الرlجل دا لسه صاحي
= لسه صاحي ازاي يعني ، دي صورة يا حبيبي مش مومـ.ـيا ، صوووورة ، ورق وزيت
- بص كدا ، بص في عينه ، هتلاقيه باصص في عينيك ، ابتسامته كمان بتتغير ، يعني هو دلوقتي مكشر ، اول ما جينا كان بيبتسم ، انا متأكد ، والسـ.ـيف دا ، كان ماسكه بإيده اليمين ، دلوقتي هو ماسكه بالشمال ، كل دا وتقولي صورة ، احنا لازم نخرج من المكان دا دلوقتي حالا ، رهان ايه وزفـ.ـت إيه اللي هيعمل فينا كدا ، انا ماشي
= نمشي ازاي ونسيب خالد جوا يعني
- ماليش دعوة ، انا همشي يعني همشي
= ما تكبر بقى يا وليد وتبطل معيلة ، قولنالك هنتـ.ـنيل نمشي ، بس الواد اللي جوا دا ، لو خرج وملقاناش مش بعيد يتسرع ، احنا هنقف نستناه هنا قدام الصورة عشر دقايق بالظبط ، لو مجاش هندخل ندور عليه ، ساعتك كام دلوقتي ؟؟
- عشرة ونص ،
= عشرة ونص ازاي يعني ، اذا كنا داخلين القصر الساعة عشرة ونص ، انت ساعتك واقفة وقلبك خفيف وحالتك حالة ، ساعتك كام ياد يا حسني ؟
* عشرة ونص !!!
- نعم ؟؟ ازاي يعني
* مش عارف ، وانت ساعتك راحت فين
= الاستيك بتاعها اتقطع واحنا بننط السور شيلتها في جيبي
* طب ما تبص عليها
= اهي .. 10.31
* إشمعنى انت اللي زايد عننا بدقيقة
= عشان انا شبكتلكم كلكم ودخلت وبعدين نطيت السور ، انا آخر واحد دخل القصر
- ايوه .. معناته ايه الكلام دا بقى ؟؟
= معناه ان الوقت جوا القصر دا مبيمشيش ، يعني النهار مش هيطلع علينا ، كان لازم أصدق ، كان لازم أصدق
- تصدق ايه ؟؟
= مفيش مفيش
* قول يا عمر ، انت مخبي ايه عننا
- كنت قريت في الكتاب بتاع القصر حاجة غريبة بتقول ان آخر عشر سنين من عمر القصر كانوا ليل بس ، النهار مكانش بيطلع على القصر دا
* نعم ؟؟؟؟
= مش دي المشكلة دلوقتي
- هو لسه فيه مشاكل اكبر من كدا ؟؟
= ما هو انا يا عم وليد لو خدت كل الحكايات اللي اتذكرت في الكتاب دا على محمل الجد يبقى دا معناه أننا هنقابل حمدان النهارده
- حمدان مين ؟؟؟
= لا يا عم مش معقول ، دي تخاريف متدخلش العقل
- انطق يا ابن المركوب ، حمدان مين
= حمدان دا واحد من ضحايا الباشا ، الباشا قـ.ـتل جواهر ، بنته الوحيدة ، فهو قـ.ـتل الباشا ، بس قـ.ـتله بعد ما مـlت
- يعني ايه قـ..تله بعد ما مـlت ؟
= حسب ما قريت في الكتاب ان حمدان كان شغال في السـ.ـحر الأسود وكان مخاوي جـ.ـن ، لما الباشا قتل بنته حمدان انتـ.ـحر وراها ، انتـ.ـحر جوا القصر ، وفضلت روحه متعلقة في المكان اللي مـlت فيه لأنها روح ساحر فبقت روح ملعـ.ـونة ، فضل يطلع للباشا بالليل لمدة شهور ، خلاه لا عارف ياكل ولا ينام ، لحد ما لقيوا الباشا في يوم مضـ.ـروب سكـ.ـينة في صدره ، بس محدش يعرف مين اللي عمل كدا ، حمدان ، وللا حد من اللي شغالين في القصر ، وللا الباشا نفسه هو اللي زهق ومـ.ـوت نفسه ..
* وانت بقى جيبت كل الكلام دا منين ؟؟
= من الكتاب
* طب ما المحـ.ـروق الكتاب دا أنت حكيتلنا كل اللي فيه ، اول مرة يعني نسمع الكلام ده ليه ؟؟
= عشان انا مكنتش مصدق الخرlفات دي ، انا خدت من الكتاب بس الوقائع التاريخية اللي ممكن تتصدق ..
- ساعتك كام دلوقتي ، العشر دقايق خلصوا ؟؟
= عشرة ونص ودقيقة
- وانا ساعتي عشرة ونص
* مش ممكن ، العقارب كلها بتتحرك والساعة لسه عشرة ونص ، احنا لازم نمشي من هنا حالا
= طب وخالد ؟
- هنروح تحكي لابوه اللي حصل يبعت كام غفير على كام عسكري من عند ابويا يطلعوه ، إنما لو استنينا في المكان دا اكتر من كدا هنمـ.ـوت كلنا ومش هنلاقي اللي يخرجنا
= طب استنى استنى ، فيه نور في آخر الطرقة اهو وصوت رجلين ، خالد جاي اهو ، ناخده معانا ونخرج
بس لما قرب مننا لقيناه مش خالد ، واللي حصل بعد كدا كان فظـ.ـيع .. فظـ.ـيع جدا
انتظروا الحلقة الرابعة،،،
#القصر
#الحلقة_الرابعة
- خالد وحسني جايين علينا اهوم يا عمر ، بس خالد ازاي ، مش خالد اتقتل ، وللا هو صحي تاني ، وللا يكون ما اتقتلش اصلا والراس دي بتاعة واحد شبهه ، ما ترد عليا يا عمر ، ساكت ليه
= اجري يا وليد
- بتقول ايه يا عمر ، بقولك خالد وحسني اهوم ، عايشين وبينادموا علينا ، اني سامعهم
= بقولك اجري يا وليد ، اجرااااااي
وفضلنا نجري ، وندخل في ممرات ونخرج من ممرات ، لحد ما وليد نفسه اتقطع من الجري ، ووقف
- وقفت ليه يا وليد ، ما تكمل جري
= مش قادر ، ومش هتحرك من مطرحي غير لما تفهمني فيه ايه ، احنا بنجري من خالد وحسني ليه
- خالد مات يا وليد ، وحسني كمان مات
= انت بتقول ايييه ؟؟
- اللي سمعته ، خلاص مبقاش فاضل غيري انا وانت ، مينفعش اخبي عنك اي حاجة ، لازم تعرف الحقيقة ، عشان لو حصلي حاجة تقدر تكمل انت لوحدك لحد ما تخرج من هنا
= حقيقة ايه اللي انت مخبيها يا عمر
- الكتاب يا وليد ، انا مش كنت قولتلك ان فيه حاجتين قريتهم في الكتاب ومصدقتهمش
= إيوه ، قولتلي واحدة فيهم ولما سألتك عن التانية قولتلي مش وقتها ..
- واهو جه وقتها
= انت بتتكلم بالالغاز ليه يا عمر ، ما تفسر كلامك ، حاجة ايه اللي قريتها في الكتاب
- كل اللي اتقتلوا في القصر دا او ماتوا جواه ارواحهم بتطلع هنا ، فيه ارواح طيبة ، وفيه أرواح شريرة ، والحرب دايرة بينهم جوا القصر دا من 200 سنة ، كل معسكر من الاتنين عنده نداهة ، حاجة زي المندوب كدا ، شخص شغلته يجيب ناس القصر دا ، يمشوا وراه زي المسحورين لحد ما يدخلوا القصر ، ساعتها الزمن بيقف مبيتحركش ، وسور القصر بيعلى ، بص معايه من الشباك دا كدا ، شايف سور القصر بقى عالي ازاي ، اربعة متر على الاقل ، دا اللي كنا بنشبك لبعض واحنا داخلين عشان نعديه ، احنا وقعنا فريسة بين معسكرين من الارواح ، معسكر الارواح الطيبة ، ودا شامل كل ضحايا التعذيب اللي ماتوا على ايدين الباشا ، ومعسكر الارواح الشريرة ودا شامل كل رجالة الباشا اللي كانوا بيساعدوه في قتل الناس ، زي مرجان اللي كان عايز يقتلك ، لو كان قتلك كان زمانك بتجري ورايا دلوقتي زي خالد وحسني
= اني مش فاهم من كل ده غير حاجة واحدة بس ، ان انت اللي دخلتنا المكان الملعون ده ، وانت السبب في موت خالد وحسني ، واديك قريت واعترفت بلسانك ان القصر له نداهة ، انت بقى النداهة اللي دخلتنا القصر دا
- الشخص اللي بيقوم بدور النداهة يا وليد بيكون مسحور زيه زيكم ، الارواح بتستخدمه ، انا قريت في جرنال قديم من التمانينات ان كان فيه صحفي فتح ملف القصر دا وكتب عنه سلسلة مقالات ، وعمل دعوة للمثقفين والمهتمين بالسياحة والآثار ييجوا يدخلوا القصر دا بنفسهم ، ويهدموا الاسطورة اللي اتبنت حواليه ، ونادى ان القصر دا يتحول متحف يبقى تحت ادارة الدولة ..
= وبعدين ، ايه اللي حصل
- قدر يجمع 62 واحد من المهتمين بحكاية القصر ، ما بين مثقفين لطلبة جامعة ، لناس عندهم فضول وعايزين يتفرجوا ودخلوا القصر كلهم مع بعض ..
= ها
- مخرجوش منه تاني 61 واحد منهم اتقتلوا جوا القصر ، اللي اتقطعت راسه ، واللي اتشنق ، واللي اتحرق ، واللي مات بالسكتة القلبية ، مخرجش منهم غير واحد بس ، كان صحفي برضو ، وهو اللي حكى الحكاية كلها في الجرنال بتاعه
= ولما انت عارف كل ده ، جيبتنا هنا لييييه
- مكنتش مصدق يا اخي قولتلك ، انا اصلا عمري ما اقتنعت ان فيه حاجة اسمها عفاريت وارواح واموات بيصحوا ، افتكرتها مجرد فرقعة بيعملها واحد صحفي عايز يبيع ..
= اظن دلوقتي بقى صدقت
- ايوه يا وليد .. صدقت
= بعد ايه بقى ، ما فات الأوان
- لا .. ما فاتش ، صحيح خالد وحسني **** يرحمهم ، بس احنا لسه عايشين
= مسألة وقت بس يا سي عمر ، وهنحصل اللي سبقونا ، اني مش عايز اموت يا عمر ، اني خاااايف ، خرجنا من هنا ابوس رجلك ، اني مش عارف خالد شاف ايه قبل ما يموت ، ولا حسني حس بايه والعفاريت بيقتلوه ، مش عايز ابقى زيهم يا عمر ..
- اهدا يا وليد ، اهدا ومتعيطش ، هنخرج من هنا ، ان شاء **** هنخرج
= نخرج ازاي ، اذا كنت انت لسه قايل بعضمة لسانك ان الارواح هنا فريقين ، طيبة وشريرة ، واحنا في النص ، كل فريق منهم عايز روحنا معاه .. نخرج ازاي احنا من المطحنة دي يا عمر ؟؟
- هنخرج يا وليد زي الصحفي دا ما خرج ، وأول حاجة هنعملها لما نخرج اننا هنخلي الحكومة تيجي تهد القصر دا ، انشاله تضربه بالطيران ، المهم انه مياخدش ضحايا تانيين
= بس احنا نخرج الاول يا عمر ، نخرج
- هنخرج
= هو الصحفي اللي بتقول عليه دا ، مكتبش في الجرنان بتاعه خرج من هنا ازاي
- الشيخ صالح ، وهو بيهرب من الارواح اللي عايزه تخطفه لقى نفسه دخل في أوضة الشيخ صالح ، كانت امان ودفا وهدوء ، بس الشيخ صالح مكانش موجود فيها ، الشيخ صالح مبيظهرش غير بعد اذان الفجر ، الصحفي بيقول انه لقي **** في الأوضة ، مسكه وقعد يقرأ ييجي ساعة ، وكان حاسس انه مطمن كإنه دخل بيته ، وبعد ساعة سمع صوت اذان الفجر ، وفجأة شاف شيخ وشه أبيض وبيشع نور ، ولحيته بيضا وواصلة لحد صدره ، كان بيسلم من صلاته ، وقام خد الصحفي دا من ايده وقاله تعالى يا ولدي متخافش ، شق طريقه معاه وسط جيوش الارواح والعفاريت ، محدش فيهم استجرا يبصله ، وقف قدام السور اللي كان عالي زي ما انت شايفه كدا ، اتفتحت فيه سبع بوابات على الضلفتين ، قاله اختار تخرج من اي باب فيهم ، اختار السابع ، الشيخ قاله نعم الاختيار ، لو كنت اخترت أي باب غيره كنت رجعت القصر دا تاني ..
= معنى كدا اننا لما نخرج من هنا نخرج من الباب السابع
- احنا بس نلاقي الشيخ صالح يا وليد وكل حاجة هتتحل ، اه ، فيه حاجة نسيت اقولهالك
= اييييه تاني
- الصحفي اللي دخل القصر دا وخرج منه ، قعد ساعة واحدة بس في أوضة الشيخ صالح ، الأوضة دي هي المكان الوحيد في القصر اللي الزمن بيمر فيها ، بس الشيخ صالح مبيظهرش غير مع ادان الفجر ، الصحفي دا حظه خدمه انه دخل القصر قبل الفجر بساعة ، لكن احنا بالنسبالنا لسه قدامنا ييجي خمس ساعات على الفجر ، احنا داخلين القصر الساعة عشرة ونص ، يعني حتى لو لقينا اوضة الشيخ صالح لازم نستنى فيها خمس ساعات
= يا سيدي نستنى ، انت مش بتقول انها امان ، المهم نوصلها
- هي دي المشكلة ، احنا محتاجين ندور بين 100 أوضة ، كلهم مليانيين أرواح عايزة تخطفنا لحد ما نوصل للاوضة اللي بندور عليها ..
وفجأة وانا بتكلم مع وليد لقيت راجل كبير ضهره محني وعنده أتب ، واقف وسطينا وفي ايده قنديل ، وفي ايده التانية كتاب قديم مكتوب على جلد حيوان
- انت مييييييين
= معقولة تكونوا جوا القصر دا ومسمعتوش عني ، انا حمدان
انتظروا الحلقة الاخيرة
#القصر
#الحلقة الخامسة والأخيرة
اول ما سمعنا اسم حمدان وليد كان هيموت من الرعب وقعد يصرخ ويتشنج زي المجنون ويقول مش عايز اموووت خرجوني من هنا
- متخافش انا مش هئذيك ، انا بس عايز احكيلك حكايتي ، يرضيك ، ابعت بنتي تشتغل في قصر الباشا يقوم يقتلها ، جوااااهر ، يا حبيبتي يا جواهر
وهو بينادي على بنته خرجت علينا من أوضة من الأوض اللي ورانا بنت جميلة اوي ، قربت على حمدان ، خدها في حضنه وقعد يعيط
- احكيلهم يا جواهر قتلوكي ازاي
= كان عايز يقتل مملوك كبير من مماليك القلعة كان خصم ليه ، أمر العطار يصنعله مخصوص سم يفتت الحشا في دقايق ، قبل حتى ما يلحق يقول غيتوني ، جاب السم ، وجربه فيا الأول قبل ما يبعته
- يرضيكو كدا ، يرضيكم ، تعالوا ، انا اللي هخرجكم من هنا ، متخافوش ، انا عارف انكم سمعتوا عني كلام يخوف كتير ، بس أنا مظلوم ، انا اب مظلوم ، بنته الوحيدة اتخطفت منه ، واللي داق طعم الظلم ميدوقوش لغيره ، متصدقوش اللي بتسمعوه عني ، يالا يا ولادي ، يالا اخرجكم من هنا حالا قبل ما الباشا يعمل فيكم زي ما عمل في جواهر
= لا يا عم حمدان ، احنا مش عايزينك تخرجنا من هنا ، اعذرني يعني انت روحت وللا جيت راجل غلبان ، هتعمل ايه قصاد الجيش بتاع الباشا ، لو عايز فعلا تخدمنا وصلنا لاوضة الشيخ صالح وهو هيخرجنا من هنا
- الشيخ صالح ؟؟ الشيخ صالح خلاص يا ولدي
* ايه مات تاني ؟؟
= بس يا وليد ، انت بتهزر ، دا وقته ، ماله الشيخ صالح يا عم حمدان
- الشيخ صالح ترك القصر الملعون دا من سنين ، روحه الطاهرة دلوقتي بتسبح في الملكوت ، تطير شوية فوق الكعبة ، وشوية تحت العرش ، وتطوف على بيوت الصالحين تصحيهم لصلاة الفجر ، بس متخافوش ، انا هخرجكم من هنا ، الشيخ صالح اداني العهد ، ومحدش يقدر يبصلكم طول ما انتو في حمايا ، يالا ..
ومشينا ورا حمدان في ممرات ضيقة ، ودهاليز ، والقصر كإنه على حالته الأولى من 200 سنة ، العبيد في شغلهم والجواري في شغلهم ، والأسرى متعلقين بيتعذبوا ، كل دا احنا معديين من قدامه كإننا بنتفرج على فيلم في التليفزيون احنا نشوفهم لكن هما ميشوفوناش
لحد ما وصلنا للجنينة .. جنينة القصر ، مشينا لحد السور ، وليد سأل حمدان وقاله
- انت هتخلينا ننط السور دا وللا هتفتحلنا فيه سبع بوابات زي الشيخ صالح ؟
= وليه تنطوا السور ، وليه افتحلكم ابوابه ؟
- عشان نخرج من هنا
= تخرج ، ها ها ها ها ها ، هو فيه حد دخل القصر دا وخرج منه .. انا مت زمان هنا ، في نفس الحتة دي ، تحت السور دا ، ومن ساعتها كل الارواح اللي بستلمها بستلمها هنا ، علشان اجندها معايه
وفجأة خرج من الجراب اللي كان شايله ورا ضهره مقص حديد كبير ومسنون كويس اوي ، وحطه على رقبة وليد ..
لقيت نفسي بجري وبخطف وليد من ايده وبرميه جوا أوضة في جنينة القصر كانت على بعد كام خطوة مننا ، وكان خارج منها نور شديد جدا ، زقيت وليد جوا الأوضة ودخلت وراه جري ، جري ورانا حمدان كام خطوة وبعدين النور اللي خارج من الأوضة ضرب في وشه حرقه ..
قعدنا جوا الأوضة دي ، حسينا بسكينة وهدوء وراحة محسيناش بيهم من ساعة ما دخلنا القصر دا ..
- حمدان كان بيضحك علينا ؟
= ايوه ، كان عايز ياخدنا في فريقه
- خالد وحسني ماتوا
= **** يرحمهم
- وأنا .. انا شوفت الموت الليلادي كتير اوي
= وايه رأيك فيه ؟
- رأيي في ايه ؟
= في الموت
- مالك يا عمر ، دا سؤال برضو
= تعرف يا وليد ان الموت مش صعب زي ما الناس فاهمة ، الموت سهل جدا ، زي النوم كدا ، راحة ، بس عارف الصعوبة كلها في ايه ، في اللحظات اللي قبل الموت ، اللي بتكون روحك فيهم لسه متعلقة بالدنيا ، الخوف والرعب اللي بتشوفهم قبل ما تموت بثواني هما دول الموت الحقيقي
- اني عارف يا عمر انك بتكرهني ، وعارف كمان انك بتكره حسني وخالد **** يرحمهم ، لك حق ، ما احنا عمرنا ما عاملناك كويس ، كنا مصاحبينك مخصوص عشان نتنطط عليك ، بس الموقف الاخراني ده بالذات اني مكنتش اقصده
= مكنتش تقصد ترميني في الترعة يا وليد
- حسني ، حسني وخالد **** يسامحهم مطرح ما راحوا ، هما اللي اتفقوا عليك ، وقعدوا يقولوا الواد دا متعنطز على ايه ، احنا عارفين انه مبيعرفش يعوم ، هنزقه في الترعة يتأدب شوية ويتحايل علينا وبعدين نبقى نطلعه ..
= ومين اللي قالهم اني مبعرفش اعوم يا وليد ، انا مقولتش السر دا لحد غيرك ، يومها انت قولتلي فيه اسكندراني ميعرفش يعوم ؟؟ فاكر يا وليد ، انت صاحب الفكرة ، يومها بقى انا شوفت نفس الرعب اللي شوفتوه النهارده ، شوفت الموت وعيشت اللحظات اللي قبله
- بس و**** كنا على طول بندعيلك وانت في المستشفى ، ولو كنا نعرف مكانك في اسكندرية كنا سافرنا اطمنا عليك ، وأول ما عرفنا انك خفيت ورجعت البلد تاني اتلمينا كلنا عشان نحتفل برجوعك وسهرنا تحت الجميزة احلى سهرة في حياتنا ، لحد ما الحكاية اتقلبت برهان ودخلنا القصر المشؤوم ده والليلة باظت ..
= مباظتش ولا حاجة ، لسه الوقت طويل ، ساعتك كام دلوقتي ؟
- حداشر الا تلت ، **** اكبر ، الساعة اشتغلت اهي ، بركاتك يا شيخ صالح
= وليد انا عايز اقولك سرين كنت مخبيهم عنك ..
- تاني يا عمر ، برضك بتخبي عني اسرار
= آخر حاجة هخبيها عنك صدقني
- طب قول
= أولا ، مفيش حد اسمه الشيخ صالح
- ايه ، بتقول ايه ؟؟؟ وثانيا ايه بقى ؟؟؟؟؟
إجابة السؤال دا وليد بس هو اللي سمعها ، وهو بس اللي يعرفها ، اللي حصل بعد كدا ان وليد وعمر مخرجوش تاني من القصر ، الأربعة دخلوا القصر ومخرجوش منه تاني ..
عدا يوم واتنين وتلاتة والبلد كلها بتدور عليهم ومحدش لاقيهم ..
العمدة والحاج توفيق ومأمور المركز قلبوا المحافظة كلها على ولادهم ، كان كل واحد فيهم نفسه بس يلاقي ابنه انشاله جثة ويدفنه وياخد عزاه ..
لحد ما واحد من زمايل خالد ابن العمدة في المدرسة راح للعمدة وقاله انا آخر مرة شوفت خالد كان بيقول انه رايح يسهر مع عمر ابن سواق القطر عند الجميزة اللي قصاد القصر ..
العمدة لم الغفر بتوعه وخد معاه الحاج توفيق ومأمور المركز وطلعوا على بيت ابو عمر ، فضلوا يخبطوا محدش رد عليهم ، خرج واحد من الجيران قاله عايز مين يا عمدة ، العمدة قاله سواق القطر ، قاله دا سافر اسكندرية من 3 شهور واداهم عنوانه في اسكندرية ..
العمدة خد الرجالة وطلعوا على ابو عمر يسألوه ابنه فين ، لقيوه حالته صعبة جدا ومتبهدل ..
- ابنك فين يا جدع انت
= ابني ، لسه فاكرين تسألوا عليه دلوقتي بعد ما عيالكم ضيعوه ، ابني مات من 3 شهور ، ولادكم غرقوه في الترعة ، وديناه المستشفى قعد كام يوم في العناية المركزة وبعدين مات ..
#تمت
#الحلقة_الأولى
الشلة بتاعتنا كانت مكونة من اربع أشخاص مكانش فيه بينهم أي حاجة مشتركة ولا فيهم اتنين بيحبوا بعض ..
خالد ، ابن الحاج شديد عمدة البلد ، وحسني ابن المعلم توفيق اكبر تاجر في القرية واكتر واحد يملك أراضي زراعية فيها ، ووليد ابن مأمور المركز ، وعمر ، انا ، ابن سواق القطر ، العنصر الدخيل على شلة الاغنيا دول ..
التلت عيال دول ابهاتهم يملكوا كل مصادر القوة ، السلطة ، المال ، النفوذ ، العزوة ، بينما انا لا أملك غير سيرة ابويا الطيبة بين أهل البلد ..
احنا في الأصل مش فلاحين ، احنا اسكندرانية ، ابويا وامي كانوا عايشين في اسكندرية لحد ما أنا بقى عمري خمس سنين ، وأبويا اتنقل للأرياف علشان شغله في السكة الحديد ، اتنقل وخدنا معاه ..
ودخلت مدرسة القرية واتعرفت على الشلة دي ..
كانوا طول الوقت بيحسسوني انهم احسن مني واني أقل منهم بس أنا طول الوقت كنت شوكة في ضهرهم ..
انا الذكي وهما الاغبيا ، انا اللي جاي من المدينة وهما القرويين ، صحيح انا متربي هنا في البلد معاهم ، بس بسافر كل اجازة مع بابا اسكندرية وهما مايعرفوش اي حاجة عن الدنيا برا البلد الصغيرة دي ..
هو دا عنصر التفوق بالنسبالي ، اني احسن منهم في الدراسة ، اني بعرف البس واتكلم احسن منهم ، اني رغم حالتنا المادية اللي على قدها جدا لكن اعرف اصناف أكل ميعرفوش ينطقوا اساميها ..
كنت كل ما ارجع من اسكندرية بعد اي اجازة يستنوني على احر من الجمر علشان نتجمع تحت الجميزة الكبيرة اللي في آخر البلد ، اللي قصاد قصر رشيد باشا ، واقعد احكيلهم على اللي حصل معايه في الاجازة .. الماتشات اللي شوفتها في الاستاد ، والأفلام اللي دخلتها في السينما ، والمصيف واللي حصل فيه ..
كنا كل مرة نقعد نتكلم والكلام ياخدنا والهزار لحد ما نحس ان الدنيا ابتدت تضلم ، وكل واحد سحب جاموسته وروح على داره ، وبدأنا نسمع صوت صرصور الحقل في الهدوء المخيف اللي في محيط القصر المهجور من 200 سنة دا ..
لحد ما في يوم وكنا ساعتها في أولى ثانوي وكنت راجع برضو من اجازة الصيف وهما ملمومين حواليا في نفس المكان بيسمعوا حكاياتي وكلهم انبهار ، حسني ابن المعلم توفيق مقدرش يكتم انفعاله ولا يداري الحقد اللي جواه وقام قالي ما كفاية نخع بقى ، انت هتعمل نفسك فاهم كل حاجة ، انت اصلا ولا حاجة ، واحنا ممكن نطردك انت وابوك برا البلد كلها ، وزي ما يكون كلام حسني عجب الباقيين أو عالج الشرخ اللي في نفسيتهم من ناحيتي لقيتهم استلموني تريقة واهانات وتلبيخ في حقي وفي حق أهلي ..
فضلت ساكت ومالك أعصابي لآخر لحظة وبعدين بدأت احط كل واحد فيهم في حجمه الطبيعي بكل هدوء ومن غير اي غلط ..
قولتلهم اني احسن منهم في كل حاجة وهما مجرد شوية عيال .. صحيح ولاد اغنيا بس مالهمش مستقبل ، ومالهمش قيمة من غير أهاليهم ..
اتجننوا طبعا من كلامي ومن هدوؤي بالأخص وكانوا عايزين يضربوني ، استفذيتهم اكتر ، وقولتلهم دا اكبر دليل أنكو مش رجالة ، تلاتة على واحد ؟ وروني نفسكم واحد واحد ونشوف مين الراجل ..
وافقوا ، واتقدم اتخن واضخم واغبى واحد فيهم ، خالد ، ابن الحاج شديد ، عمدة البلد ، المعركة حقيقي مش متكافئة ، ولا عمرها هتكون متكافئة ، مش بس عشان هما كترة وانهم اقوى واضخم مني ، واني حتى لو عرفت اضرب واحد فيهم الاتنين التانيين هيتدخلوا وهيطحنوني ، لكن كمان علشان حتى لو حصلت معجزة وضربت التلاتة ، اهاليهم مش هيسكتوا وهيهدوا الدنيا فوق دماغي ودماغ أهلي ..
بس فيه عنصر واحد لو دخل المعادلة هيقلب الموازين ..
الذكاء ، قوة العقل اللي خلت الإنسان يروض الوحوش ويجبرها تقدم فقرة في السيرك .. وأنا كمان بقوة عقلي هروض ال3 وحوش دول وهخليهم يقدموا فقرة انا بس اللي أضحك عليها ..
قولتلهم اهدوا ، انا عندي فكرة تانية احسن ، انا مش هتخانق مع واحد واحد ..
انا هدخل في تحدي معاكم انتو التلاتة دلوقتي ونشوف مين فينا هيكمل للآخر ومين هيطلع عيل ويخلع ..
غرورهم نقح عليهم وقبلوا التحدي قبل حتى ما يعرفوه ..
قولتلهم احنا مش هنتحرك من هنا قبل ادان الفجر ، هنفضل قاعدين هنا تحت الجميزة دي نتكلم ونهزر ونشرب شاي لحد ما نسمع صوت الشيخ مصباح بيرفع أدان الفجر ، ساعتها يبقى الرهان انتهى ، ونشوف مين هرب زي الفار ومين كمل للآخر زي الأسد ومخافش من القصر ..
وللمرة التانية غرورهم يورطهم في ليلة من اسود ليالي عمرهم ..
وقعدنا ، الدنيا بدأت تضلم ، والغيطان تفضى من حوالينا ، لحد الصمت بقى مرعب ، مفيش على مدد الشوف غير عيدان الدرة وهوا الصيف بيطوحها يمين وشمال ، والقصر واقف من بعيد كإنه سرداب تعدي منه على التاريخ المدفون ..
كل الحكايات اللي سمعناها من اهالينا عن القصر دا من واحنا عيال بدأت تنط في دماغنا في الوقت دا ، حكايات رشيد باشا الظالم اللي كان بيستعبد الفلاحين الغلابة ويعذبهم جوا القصر دا ، حكاية الشاب اللي اتدفن صاحي في جنينة القصر دا عشان بص لبنت الباشا ، والفلاحين اللي اتسلخ جلدهم زي الدبايح عشان كانوا بيسرقوا منه المحصول .. حكايات تشيب ، المشكلة لما تفتكرها وانت قاعد بالليل لوحدك قدام القصر ، بيتهيألك طول الوقت انك سامع أصوات ناس بتصرخ وبتتعذب ..
الفرسان التلاتة طبعا كانوا هيموتوا من الرعب ، بس احساسهم بالعظمة كان طاغي على اي شعور تاني ، عدت ساعة واتنين وتلاتة وبقينا في نص الليل ، ولسه محدش فيهم خاف ولا مشي .. حسيت ان التحدي بالشكل دا مش هينتهي لصالحي فكان لازم أصعد وتيرة اللعب شوية ، وعرضت عليهم عرض اسود اعتمدت فيه على غرورهم وعجرفتهم ، وقولتلهم ايه رأيكم نغير الرهان ، سالوني بمنتهى العنجهية ، وهنتراهن على ايه المرادي يا ترى ..
قولتلهم هنتراهن اننا ندخل القصر ..
ومن هنا بدأت حكاية اكتر ليلة مرعبة ممكن انسان يشوفها في حياته ..
انتظروا الحلقة الثانية،،،
#القصر
#الحلقة_الثانية
-احنا هندخل القصر دا من جوا ، وهنقضي الليلة جواه كمان
= ومين قالك بقى اننا هنوافق على الكلام ده
- دا مش كلام ، دا رهان ، واللي هيرفض يبقى خسر الرهان
* قصر مهجور بقاله 200 سنة ، و الحكايات اللي بتتحكي عنه تشيب ، واتخن واحد في البلد كلها يخاف بس يهوب من قدامه بالليل ، عايزنا أنت بجلالة قدرك ندخله ونبيت فيه كمان ، باينك اتهبلت يا ابن سواق القطر انت
- لا وعلى ايه ، نشوف حاجة تانية نتراهن عليها ، حاجة تكون على قدكم ، ايه رأيكم نلعب الشايب ، وللا نلعب الأوله احسن ؟
* انت بتتمهزأ بينا يا عمر وللا شايفنا عيال قدامك
- ايوه يا حسني شايفكم عيال ، وجبنا كمان ، زي ما هتدخلوا القصر ده انا هدخل معاكم ، وهنثبت للبلد كلها ان مفيش عفريت الا بني آدم ، وأن احنا ارجل واشجع من رجالة البلد دي كلها ..
# لا يا حبيبي يفتح **** ، مش لاعبين ، وأن كنت بتعمل دا كله عشان متنضربش خلاص متخافش مش هنضربك ، بس انت متبقاش تطول لسانك تاني بعد كدا .. بينا يا عيال
= استنى يا ولا انت وهو ، احنا هندخل القصر دا ، وهنبيت فيه كمان ، واني عن نفسي مبخافش من حاجة وقلبي ده ميت وشبعان موت
- حلاوتك يا خالد يا ابن عمدتنا ، والنبي الحاج شديد جاب راجل ، ها يا رجالة ، حد تاني قال جاي ؟
# كلنا جايين يا حبيبي ، انتو فاكرين انتو بس اللي رجالة وللا إيه
- طب يالا بينا ، الساعة دلوقتي 10.30 هنقضي الكام ساعة اللي باقيين من الليل جوا ونشوف هيحصل ايه ..
* نشوف
ودخلنا القصر ..
نطينا السور وهو عامة كان واطي ، متر ونص تقريبا ، شبكنا لبعض ونطينا جوا ، و عدينا الجنينة الكبيرة اللي قدامه ، الفسقية ، وشجرة النبق الكبيرة اللي بتظهر في وسط جنينة القصر بالليل كإنها مارد عملاق ، الجنينة اتغطت كلها بالحشيشة ، وشوفنا الكرسي اللي كان بيقعد عليه رشيد باشا في جنينة القصر ، كرسي معمول على نفس طراز كرسي السلطان ، انا مش عارف ازاي الدولة محطتش ايدها على القصر دا من زمان وحولته لمتحف وللا حاجة زي كدا ..
العيال كانوا خايفين ، انا عارف انهم مدخلوش القصر بمزاجهم ، الغرور هو اللي جاب رجليهم في الخية اللي هتجيب أجلهم ، نفس الغرور اللي قتل المتنبي لما طلع عليه قطاع طرق وهرب منهم ، وبعدين قابل راجل في الطريق قاله مش انت المتنبي بتاع الخيل والليل والبيداء تعرفني وبتهرب من قطاع طرق ، يا خيبتك التقيلة ، قام الغرور ركبه ورجعلهم تاني راحوا مخلصين عليه ..
كلهم كانوا ميتين من الخوف ، بس فيهم اللي عارف يتحكم في أعصابه ويخبي خوفه زي خالد ابن الحاج شديد العمدة ، وفيهم اللي متوتر وساكت زي حسني ابن المعلم توفيق وفيهم اللي هيقع من طوله زي وليد ابن الباشا مأمور المركز اللي عايز يدخل كلية الشرطة ويبقى ظابط زي أبوه ..
من ساعة ما دخلنا القصر وهو عمال يتلفت حوالين نفسه ، وماشي لازق في خالد ، بيحاول يتطمن بيه ..
الحق يا خالد ..
- ايه يا وليد فيه ايه ..
= فيه راجل في آخر الجنينة بيسقي الزرع
- فين دا يا وليد
= هناك اهو ، عند حوض الورد
- مفيش حد يا وليد ، وامشي بقى **** يرضى عنك متخيلناش معاك ، يا إما ترجع انت تنام جنب الست والدتك
خالد كان خايف برضو ، ومش بعيد يكون شاف نفس اللي شافه وليد ، بس كان عنده رباطة جأش أنا شخصيا كنت معجب بيها ، أما حسني بقى دخل في مود اللا مبالاة ورفع شعار I don't care لأي حاجة في الدنيا ، اللا مبالاة حيلة عقلية ناجحة في المواقف اللي زي دي ، بس اراهنك انه مش هيصمد اكتر من نص ساعة وبعد كدا هينهار تمام ..
القصر من جوا مكانش فيه أي إضاءة لإنه مهجور من قبل ما يبقى فيه كهربا في البلد اصلا ، بس كان فيه قناديل زيت في كل مكان ، واحنا بطبيعة الحال كان معانا كبريت كنا بنولع بيه راكية الولعة اللي بنسهر حواليها ونشرب شاي ، قولتلهم احنا محتاجين حد مننا ياخد الكبريت ويلف على القناديل اللي في القصر كلها يولعها عشان مش هنقدر نتحرك في الضلمة كدا ، مين فيكو يا رجالة هيتطوع بالمهمة دي ؟؟ وفي سري ( أول تحدي يا كلاب .. بس مش الأخير ) بدأوا يبصوا لبعض ومحدش فيهم نطق ، قولتلهم خلاص خلاص ، هاتوا الكبريت وانا هدخل اولع كل القناديل ..
خالد اتحمق أوي وقال واشمعنى انت اللي تدخل ، ارجل مننا انت يعني ..
( كنت متوقع الرد دا منك يا دكر )
خلاص يا عم خالد ولا تزعل نفسك ، الكبريت معاك اصلا ، ادخل انت لف على كل الاوض اللي في القصر وولع كل القناديل ..
اتردد للحظة كدا وبعدين قالي ماشي .. اني رايح ، ومشي
- خالد
= فيه ايه
- حافظ آية الكرسي ؟
= ايه سورة الكرسي دي معرفهاش
- آاااية الكرسي يا خالد ، آية واحدة مش سورة
= لا مش حافظها إشمعنى
- القصر كبير ، فيه فوق ال 100 أوضة ، زي ما انت شايف مبني على 20 فدان ، واحنا هنبقى بعيد عنك وانت بتولع القناديل ، فانا بقول يعني لو حصل وشوفت اي حاجة غريبة اقرأ آية الكرسي هتحميك من اي حاجة وحشة
= خليها على **** يا سي عمر
- خلاص عموما احنا هناخد لفة كدا على ضي القمرة دي ، ولو ما اتقابلناش في القصر جوا ، ولع انت القناديل واخرج استنانا هنا ، قدام الصورة الكبيرة بتاعة الباشا اللي على السلم بتاع الدور الاولاني ، اتفقنا ؟
= اتفقنا
ومشي خالد ، واحنا وقفنا شوية نبص على صورة الباشا ، الصورة كانت مرسومة بالزيت ، ومحطوطة في برواز مدهب كبير أوي بالحجم الطبيعي ..
كان باشا عثمانلي ، لابس العباية الحرير السودا ، وعلى راسه العمة بتاعة المماليك اللي فيها جوهرة ، وحوالين وسطه حزام نازل منه سيف ماسك مقبضه بإيده كإنه متحفز علشان يطير بيه رقبة أي حد ..
دقنه كانت بيضا ، ونظرة عينه ميته تماما ، مفيهاش أي إحساس ، وعلى شفته ابتسامة سخرية ، كأنه بيستهين بينا وبمحاولتنا الصبيانية ، أوكإنه بيستهين بكل الناس ، وبالحياة نفسها ..
النظرة اللي في عينه دي كانت تشبه جدا نظرة فالاد التالت الشهير بدراكولا ، أمير والاكيا ايام العثمانين ، واللي لقبوه بالملك المخوزق لإنه كان بيعشق إعدام الأسرى على الخازوق ..
كان فيه شبه كبير بين الشخصيتين ، رشيد باشا ودراكولا ، رشيد باشا كمان عمل من القصر بتاعه قلعة للرعب والفزع ، كان بيمارس جواها كل الوان السادية والوحشية ..
رشيد باشا كان بيملك جيش من العبيد والجواري ، كلهم دخلوا القصر دا ومخرجوش منه تاني ..
قريت عنه كتاب نادر جدا كتبه مؤرخ قديم كان عايش في البلد دي في الفترة دي ، مش بس كدا ، ده كان في الأصل ترجمان القصر ، كتب الكتاب دا بخط ايده ، والكتاب دا اتنقل من ايد لايد لحد ما وصلي عن طريق خالي اللي كان عارف اني مهتم بالقصر وحكاياته ، كانت نسخة متهالكة جدا بس كانت أجمل هدية جاتلي في حياتي ..
رشيد باشا كان راجل مجنون حرفيا ، مدمن تعزييب وقتل بدم بارد ، الراجل بيقول في كتابه ، ان الباشا في يوم صحي من النوم منزعج بسبب حلم وحش شافه ، شاف انه بيرضع من صدر امه بس بيرضع ددمم ، كل اللي عمله لما صحي انه جمع كل جواري القصر ووقفهم صف واحد ، ومسك سكينة وعدا عليهم جارية جارية وبدأ يقطع أثداءهم ، منظر شنيع ، صرخات الجواري اللي كلها رعب وفزع مع شلالات الدم اللي انفجرت في القصر ، مع صوت ضحكته المجنونة اللي كانت بتجلجل في أركان القصر ..
حكاية تانية حكاها نفس المؤرخ في كتابه عن القصر وصاحبه رشيد باشا ، انه كان عنده هوايات رومانية قديمة ، يعني كان ممكن كل فترة يفتح قفص الأسود ويرميلهم اتنين أو تلاتة من العبيد معملوش اي حاجة ، كان بيختارهم بشكل عشوائي جدا ، ويقعد يتفرج على الاسود وهي بتقطعهم ..
قصر زي دا طبعا لازم يكون ليه سياف ، كان اسمه مرجان ، شركسي ضخم ، وشه أحمر وشنبه اصفر كبير ..
مرجان كان خبير في قتل الضحية باكتر الطرق بشاعة ، زي اي شيف شاطر كل يوم بيبدع اكلة جديدة ، مرجان كان بيخترع طرق جديدة للقتل يرضي بيها جنون مولاه ، عشان ميغضبش عليه ويقتله ..
وأشهر الطرق دي زي ما ورد في كتاب القصر ، طريقة الخازوق ، الضحية كان بيتربط للأرض وهو نايم على وشه ، ومرجان كان بيمسك خازوق حديدي طويل بسن مدبب طبعا ، ويحط السن دا قدام فتحة الشرج بتاعة الضحية بالظبط ، وفي ايده التانية مطرقة تقيلة ، يبدأ يضرب بيها على رأس الخازوق ، فيبدأ الخازوق يتحرك ويدخل واحدة واحدة في مؤخرة الضحية المسكين اللي بيصرخ ويتوسل ، مرجان بقى كان فنان في انه بيعرف يلاقي الطريقة اللي تخلي الضحية يفضل محتفظ بحياته لأطول وقت ممكن عشان يفضل حاسس بكل حاجة بتحصل فيه ، لحد ما الخازوق يخترق احشاؤه ويخرج من راسه في نهاية المطاف ..
كمان كان بيسلخ جلودهم وهما لسه صاحيين وبيصرخوا
وكان بيمارس الجنس بعنف مع الجواري والغلمان ويدبحهم في نص العلاقة بالظبط ، ويكمل الممارسة معاهم وهما بيفرفروا وروحهم بتطلع ..
الجميل بقى اني حكيت كل الحكايات دي للشلة الجميلة اللي دخلت معايه قصر الرعب من جوا ..
الشيئ الغريب أن عين الباشا كانت بتتحرك معانا ، انا متأكد من دا ، مش بس أنا ، كمان حسني ووليد قالولي الراجل دا بيبصلنا ..
قولتلهم دي حيلة فنان مش اكتر .. ليوناردو دافنشي عمل نفس الحيلة في صورة الموناليزا..
بس الحاجة التانية اللي مش ممكن تكون حيلة فنان ، واللي بدعي **** ميكونش حد فيهم لاحظها ..
انه كان ماسك مقبض السيف بإيده اليمين
انا متأكد من دا جدا ..
دلوقتي بقى ماسك المقبض بإيده الشمال ..
انتظروا الحلقة التالتة،،،
#القصر
#الحلقة_الثالثة
النور اللي كان جاي من آخر الطرقة وكنا فاكرينه خالد لما قرب مننا اكتشفنا انه مرجل في إيد فارس لابس اسود في اسود و ملثم ، كان جسمه ضخم جدا لدرجة ان الحصان كان شايله بالعافية ، وكان ماسك في ايده اليمين الشعلة اللي منوراله الطريق وفي ايده الشمال رافع سيفه في الهوا وعلى سن السيف دا راس بني آدم ، لما ركزنا شوية في الراس عرفنا انها راس خالد ..
الفارس دا قتل خالد وقطع راسه وحطها على سن السيف ، واكيد جاي دلوقتي عشان يخلص علينا احنا كمان ..
كنا عايزين نجري ، وكنا عايزين نصرخ وكنا عايزين نعمل حاجات كتير اوي ، بس الخوف شل حركتنا تماما وخلانا واقفين نتفرج ومستسلمين للي هيحصل أيا كان ايه هو ..
الفارس قرب مننا ونزل من على حصانه ورمى راس خالد على الأرض ، ووقف قدامنا ، بص في عينين كل واحد فينا شوية ، وبعدين شد وليد من وسطنا ، مسكه من ايده بكل هدوء ومشي بيه على جنب ، ونيمه في الأرض على وشه ، الغريب أن وليد كان مستسلم رغم نظرة الرعب اللي كانت في عينيه ، بس ما صدرش منه اي مقاومة تذكر او لا تذكر حتى
بعد كدا الفارس دا طلع خنجر من جراب متعلق حوالين وسطه وحطه على رقبة وليد وكان لسه هيدبحه ..
وهنا الباشا خرج من الصورة وهو ماسك سيفه وبيزعق بصوت مرعب ..
- مرجاااااان
مرجان شال الخنجر من على رقبة وليد وقام من فوقه وقف قدام الباشا وشال اللثام من على وشه ، وشه كان عبارة عن جمجمة فاضية ، مفيهاش اي حاجة ، لا لحم ولا شعر ولا اي حاجة ، جمجمة بتاعة واحد ميت من 200 سنة ، وقف قدام الباشا و انحنى احتراما .. فقام الباشا قاله
- بعدين مرجان نتحاسب على قتيل اول ، من امتى مرجان اقطع رقاب بدون أمر مولاه رشيد باشا ؟
نطق مرجان ولأول مرة نسمع صوته الأجش المرعب
= عفو وسماح مولاي ، انا كنت اقوم بواجبي ناحية قصر واحميه من أغراب
- انا احمي قصري مرجان مش انت ، ولا اي حد ، انا مكنتش عايز اغراب موتوا مقتولين ، انا كنت اقدر اقتلهم من غير اي نقطة ددمم واحدة ..
بعدها الباشا دخل تاني جوا اللوحة ، ومرجان حط اللثام على وشه وركب حصانه وجري بأقصى سرعة ..
في الوقت دا احنا حسينا ان الصمغ اللي كان بيجري في عروقنا من شوية فك ، والحمد *** دلوقتي نقدر نجري ونخرج من القصر الملعون دا ، و**** يرحمك بقى يا خالد ..
وفعلا جرينا بأقصى سرعة عندنا ونزلنا السلم ، الغريبة ان السلم فضل ينزل بينا كتير اوي ، احنا مطلعناش كل دا لما دخلنا ، احنا كنا في الدور الاول .. فضلنا ننزل السلم للآخر ، السلم دا المفروض يوصلنا للجنينة زي ما حصل واحنا داخلين ، بس اللي حصل اننا لقينا نفسنا في بدروم واسع جدا ودرجة الرطوبة فيه عالية أوي ، وضلمة كحل ، مفيش حد شايف كفه هنا ، كل اللي شايفينه عيون بتنور بنظرة حمرا في الضلمة دي ، طلعنا نجري تاني على فوق ، بس لما طلعنا السلم اكتشفنا أن انا وحسني بس اللي موجودين ، وليد مش معانا ..
وليد راح فين يا حسني ..
- يروح في ستين داهية ، هنعمله ايه ، نفسي نفسي
= ايه الكلام اللي انت بتقوله دا ، انا هنزل اشوف وليد ايه اللي حصله
- انت حر ، خليهم يقطعوا رقبتك انت كمان ، انا مش مستغني عن رقبتي ..
نزلت البدروم ، لقيت نار والعة فيه ، واكتر من خمسين موميا لابسين عساكر مماليك ، وكل واحد منهم في ايده كرباج ، وكل واحد منهم بينزل بالكرباج اللي في ايده على جسم وليد ..
لكن أول ما شافوني فتحوا الحلقة وسابوا وليد يخرج ، خدته وطلعنا السلم نجري باللي لسه فاضل فينا من أعصاب ..
لكن لما طلعنا ما لقيناش حسني ..
وقفنا في الطرقة ننادي عليه بصوت عالي ، مفيش أي رد جالنا ..
- انا عايز اخرج من هنا يا عمر ، ابوس رجليك خرجني من هنا ومش هضايقك تاني ، وهديك فلوس كتير ، هخلي ابويا يعملك كل اللي انت عاوزه
= اهدى بس يا وليد ، اهدى عشان نعرف نفكر
- فكر انت ، فكر انت انا مش عارف أفكر ، انا عايز اخرج من هنا دلوقتي ، يا اماااااااا ، تعالي الحقيني ، يا ناس حد يخرجنا من هنا .. انت ، انت يا عمر ، لما الاشباح شافوك سابوني
= الكتاب يا وليد ، الكتاب هو كتالوج القصر ده ، هو اللي هيقدر يخرجنا من هنا ، لازم من دلوقتي نصدق كل الكلام الغريب اللي فيه .. كل حاجة الكتاب قالها طلعت صح يا وليد ، مرجان السياف ، والوقت اللي مبيمشيش في القصر ، الكتاب كمان كان فيه حاجتين مقدرتش اصدقهم ابدا ، بس يظهر انهم حقيقة ..
- ايه هما ؟؟
= قريت جملة في الكتاب بتقول : إذا دخلت القصر مرغما على ذلك فقد يكون لك حظ في الخروج منه ، أما إذا كان دخول القصر هو اختيارك فلا يوجد من يضمن لك أن تغادره مرة أخرى ..
- يعني ايه الكلام دا ، اني مش فاهم
= يعني لو دخلنا القصر دا غصب عننا زي العبيد والجواري اللي دخلوه زمان يمكن نعرف نخرج منه ، أما لو دخلناه بمزاجنا زي الناس اللي كانوا طمعانين في الباشا وعايزين يتقربوا منه ، يبقى عمرنا ما هنخرج
- طب احنا لا دول ولا دول ، مصيرنا هيكون ايه ؟؟
= ما هو الخوف من دي " أما المستهينون بهيبة القصر والمتحدون لصاحبه فالويل حليفهم حتى تفارق أرواحهم أجسادهم بأبشع الطرق الممكنة "
- يا نهار اسود يا نهار اسود الكلام ده لينا احنا
= للأسف ايوه ، واديك شوفت اللي حصل لخالد ، ومش بعيد يكون حسني حصله دلوقتي ، احنا بقى لازم نهرب دلوقتي
- نهرب ازاي ، ما انت لسه قايل هنموت بأبشع طريقة
= الشيخ صالح ، لازم نوصله
- مين الشيخ صالح
= دا ولي من اولياء **** الصالحين ، وقطب كبير أوي ، كان عايش في المنصورة ، لما سمع عن فساد رشيد باشا دخل القصر دا عشان يقول كلمة حق في وجه سلطان جائر ، الباشا كان عايز يقتله بس ما قدرش ، سجنه في اوضة من أوض القصر ، وكان بيبعتله اكل وشرب ، لحد ما دخلوا عليه في يوم لقيوه ميت وهو ساجد ، من يومها واوضته هي المكان الوحيد الآمن في القصر كله ، المؤرخ حافظ بن عبد الشهيد اللي ألف كتاب القصر قال ان فيه ناس دخلت القصر دا بعد موت رشيد باشا ومعرفوش يخرجوا منه غير لما وصلوا للشيخ صالح ، وهو اللي خرجهم وحماهم من كل العفاريت والأرواح الشريرة اللي في القصر ، بس انا مكنتش مصدق كل الكلام ده
- مكنتش مصدق ليه يعني
= لإني عملت بحث كبير أوي عن حافظ ابن عبد الرشيد دا ، في الكتب والمراجع بتاعة التاريخ ، وعلى النت كمان ، كل حاجة وصلتلها بتقول انه مات قبل رشيد باشا ، وفيه اقول كمان بتقول انه مات قبل ما يألف الكتاب دا
- ودي بقى اغرب حاجة دلوقتي ، اني اصلا مبقيتش استغرب من كتر اللي شوفته ، مفيش قدامنا دلوقتي غير اننا نصدق الكتاب ده ونمشي وراه لحد ما نلاقي الشيخ صالح ده ، يالا بينا
= يالا
- استنى يا عمر ، انت كنت قلت في اول كلامك ان فيه حاجتين في الكتاب مكنتش عايز تصدقهم ، الحاجة الأولانية هي حكاية الشيخ صالح ، وعرفناها خلاص ، ايه بقى الحاجة التانية
= لا لا ، مش وقتها ، يالا دلوقتي ندور على الشيخ صالح
وفجأة واحنا لسه هنتحرك لقينا حسني وخالد جايين علينا بيجروا ، كإنهم بيهربوا من حد ..
واتضح ان مش انا بس اللي خدت بالي من الحكاية دي ، وليد كمان لاحظ وقالي
- الصورة دي فيها حاجة غريبة ، زي ما يكون الرlجل دا لسه صاحي
= لسه صاحي ازاي يعني ، دي صورة يا حبيبي مش مومـ.ـيا ، صوووورة ، ورق وزيت
- بص كدا ، بص في عينه ، هتلاقيه باصص في عينيك ، ابتسامته كمان بتتغير ، يعني هو دلوقتي مكشر ، اول ما جينا كان بيبتسم ، انا متأكد ، والسـ.ـيف دا ، كان ماسكه بإيده اليمين ، دلوقتي هو ماسكه بالشمال ، كل دا وتقولي صورة ، احنا لازم نخرج من المكان دا دلوقتي حالا ، رهان ايه وزفـ.ـت إيه اللي هيعمل فينا كدا ، انا ماشي
= نمشي ازاي ونسيب خالد جوا يعني
- ماليش دعوة ، انا همشي يعني همشي
= ما تكبر بقى يا وليد وتبطل معيلة ، قولنالك هنتـ.ـنيل نمشي ، بس الواد اللي جوا دا ، لو خرج وملقاناش مش بعيد يتسرع ، احنا هنقف نستناه هنا قدام الصورة عشر دقايق بالظبط ، لو مجاش هندخل ندور عليه ، ساعتك كام دلوقتي ؟؟
- عشرة ونص ،
= عشرة ونص ازاي يعني ، اذا كنا داخلين القصر الساعة عشرة ونص ، انت ساعتك واقفة وقلبك خفيف وحالتك حالة ، ساعتك كام ياد يا حسني ؟
* عشرة ونص !!!
- نعم ؟؟ ازاي يعني
* مش عارف ، وانت ساعتك راحت فين
= الاستيك بتاعها اتقطع واحنا بننط السور شيلتها في جيبي
* طب ما تبص عليها
= اهي .. 10.31
* إشمعنى انت اللي زايد عننا بدقيقة
= عشان انا شبكتلكم كلكم ودخلت وبعدين نطيت السور ، انا آخر واحد دخل القصر
- ايوه .. معناته ايه الكلام دا بقى ؟؟
= معناه ان الوقت جوا القصر دا مبيمشيش ، يعني النهار مش هيطلع علينا ، كان لازم أصدق ، كان لازم أصدق
- تصدق ايه ؟؟
= مفيش مفيش
* قول يا عمر ، انت مخبي ايه عننا
- كنت قريت في الكتاب بتاع القصر حاجة غريبة بتقول ان آخر عشر سنين من عمر القصر كانوا ليل بس ، النهار مكانش بيطلع على القصر دا
* نعم ؟؟؟؟
= مش دي المشكلة دلوقتي
- هو لسه فيه مشاكل اكبر من كدا ؟؟
= ما هو انا يا عم وليد لو خدت كل الحكايات اللي اتذكرت في الكتاب دا على محمل الجد يبقى دا معناه أننا هنقابل حمدان النهارده
- حمدان مين ؟؟؟
= لا يا عم مش معقول ، دي تخاريف متدخلش العقل
- انطق يا ابن المركوب ، حمدان مين
= حمدان دا واحد من ضحايا الباشا ، الباشا قـ.ـتل جواهر ، بنته الوحيدة ، فهو قـ.ـتل الباشا ، بس قـ.ـتله بعد ما مـlت
- يعني ايه قـ..تله بعد ما مـlت ؟
= حسب ما قريت في الكتاب ان حمدان كان شغال في السـ.ـحر الأسود وكان مخاوي جـ.ـن ، لما الباشا قتل بنته حمدان انتـ.ـحر وراها ، انتـ.ـحر جوا القصر ، وفضلت روحه متعلقة في المكان اللي مـlت فيه لأنها روح ساحر فبقت روح ملعـ.ـونة ، فضل يطلع للباشا بالليل لمدة شهور ، خلاه لا عارف ياكل ولا ينام ، لحد ما لقيوا الباشا في يوم مضـ.ـروب سكـ.ـينة في صدره ، بس محدش يعرف مين اللي عمل كدا ، حمدان ، وللا حد من اللي شغالين في القصر ، وللا الباشا نفسه هو اللي زهق ومـ.ـوت نفسه ..
* وانت بقى جيبت كل الكلام دا منين ؟؟
= من الكتاب
* طب ما المحـ.ـروق الكتاب دا أنت حكيتلنا كل اللي فيه ، اول مرة يعني نسمع الكلام ده ليه ؟؟
= عشان انا مكنتش مصدق الخرlفات دي ، انا خدت من الكتاب بس الوقائع التاريخية اللي ممكن تتصدق ..
- ساعتك كام دلوقتي ، العشر دقايق خلصوا ؟؟
= عشرة ونص ودقيقة
- وانا ساعتي عشرة ونص
* مش ممكن ، العقارب كلها بتتحرك والساعة لسه عشرة ونص ، احنا لازم نمشي من هنا حالا
= طب وخالد ؟
- هنروح تحكي لابوه اللي حصل يبعت كام غفير على كام عسكري من عند ابويا يطلعوه ، إنما لو استنينا في المكان دا اكتر من كدا هنمـ.ـوت كلنا ومش هنلاقي اللي يخرجنا
= طب استنى استنى ، فيه نور في آخر الطرقة اهو وصوت رجلين ، خالد جاي اهو ، ناخده معانا ونخرج
بس لما قرب مننا لقيناه مش خالد ، واللي حصل بعد كدا كان فظـ.ـيع .. فظـ.ـيع جدا
انتظروا الحلقة الرابعة،،،
#القصر
#الحلقة_الرابعة
- خالد وحسني جايين علينا اهوم يا عمر ، بس خالد ازاي ، مش خالد اتقتل ، وللا هو صحي تاني ، وللا يكون ما اتقتلش اصلا والراس دي بتاعة واحد شبهه ، ما ترد عليا يا عمر ، ساكت ليه
= اجري يا وليد
- بتقول ايه يا عمر ، بقولك خالد وحسني اهوم ، عايشين وبينادموا علينا ، اني سامعهم
= بقولك اجري يا وليد ، اجرااااااي
وفضلنا نجري ، وندخل في ممرات ونخرج من ممرات ، لحد ما وليد نفسه اتقطع من الجري ، ووقف
- وقفت ليه يا وليد ، ما تكمل جري
= مش قادر ، ومش هتحرك من مطرحي غير لما تفهمني فيه ايه ، احنا بنجري من خالد وحسني ليه
- خالد مات يا وليد ، وحسني كمان مات
= انت بتقول ايييه ؟؟
- اللي سمعته ، خلاص مبقاش فاضل غيري انا وانت ، مينفعش اخبي عنك اي حاجة ، لازم تعرف الحقيقة ، عشان لو حصلي حاجة تقدر تكمل انت لوحدك لحد ما تخرج من هنا
= حقيقة ايه اللي انت مخبيها يا عمر
- الكتاب يا وليد ، انا مش كنت قولتلك ان فيه حاجتين قريتهم في الكتاب ومصدقتهمش
= إيوه ، قولتلي واحدة فيهم ولما سألتك عن التانية قولتلي مش وقتها ..
- واهو جه وقتها
= انت بتتكلم بالالغاز ليه يا عمر ، ما تفسر كلامك ، حاجة ايه اللي قريتها في الكتاب
- كل اللي اتقتلوا في القصر دا او ماتوا جواه ارواحهم بتطلع هنا ، فيه ارواح طيبة ، وفيه أرواح شريرة ، والحرب دايرة بينهم جوا القصر دا من 200 سنة ، كل معسكر من الاتنين عنده نداهة ، حاجة زي المندوب كدا ، شخص شغلته يجيب ناس القصر دا ، يمشوا وراه زي المسحورين لحد ما يدخلوا القصر ، ساعتها الزمن بيقف مبيتحركش ، وسور القصر بيعلى ، بص معايه من الشباك دا كدا ، شايف سور القصر بقى عالي ازاي ، اربعة متر على الاقل ، دا اللي كنا بنشبك لبعض واحنا داخلين عشان نعديه ، احنا وقعنا فريسة بين معسكرين من الارواح ، معسكر الارواح الطيبة ، ودا شامل كل ضحايا التعذيب اللي ماتوا على ايدين الباشا ، ومعسكر الارواح الشريرة ودا شامل كل رجالة الباشا اللي كانوا بيساعدوه في قتل الناس ، زي مرجان اللي كان عايز يقتلك ، لو كان قتلك كان زمانك بتجري ورايا دلوقتي زي خالد وحسني
= اني مش فاهم من كل ده غير حاجة واحدة بس ، ان انت اللي دخلتنا المكان الملعون ده ، وانت السبب في موت خالد وحسني ، واديك قريت واعترفت بلسانك ان القصر له نداهة ، انت بقى النداهة اللي دخلتنا القصر دا
- الشخص اللي بيقوم بدور النداهة يا وليد بيكون مسحور زيه زيكم ، الارواح بتستخدمه ، انا قريت في جرنال قديم من التمانينات ان كان فيه صحفي فتح ملف القصر دا وكتب عنه سلسلة مقالات ، وعمل دعوة للمثقفين والمهتمين بالسياحة والآثار ييجوا يدخلوا القصر دا بنفسهم ، ويهدموا الاسطورة اللي اتبنت حواليه ، ونادى ان القصر دا يتحول متحف يبقى تحت ادارة الدولة ..
= وبعدين ، ايه اللي حصل
- قدر يجمع 62 واحد من المهتمين بحكاية القصر ، ما بين مثقفين لطلبة جامعة ، لناس عندهم فضول وعايزين يتفرجوا ودخلوا القصر كلهم مع بعض ..
= ها
- مخرجوش منه تاني 61 واحد منهم اتقتلوا جوا القصر ، اللي اتقطعت راسه ، واللي اتشنق ، واللي اتحرق ، واللي مات بالسكتة القلبية ، مخرجش منهم غير واحد بس ، كان صحفي برضو ، وهو اللي حكى الحكاية كلها في الجرنال بتاعه
= ولما انت عارف كل ده ، جيبتنا هنا لييييه
- مكنتش مصدق يا اخي قولتلك ، انا اصلا عمري ما اقتنعت ان فيه حاجة اسمها عفاريت وارواح واموات بيصحوا ، افتكرتها مجرد فرقعة بيعملها واحد صحفي عايز يبيع ..
= اظن دلوقتي بقى صدقت
- ايوه يا وليد .. صدقت
= بعد ايه بقى ، ما فات الأوان
- لا .. ما فاتش ، صحيح خالد وحسني **** يرحمهم ، بس احنا لسه عايشين
= مسألة وقت بس يا سي عمر ، وهنحصل اللي سبقونا ، اني مش عايز اموت يا عمر ، اني خاااايف ، خرجنا من هنا ابوس رجلك ، اني مش عارف خالد شاف ايه قبل ما يموت ، ولا حسني حس بايه والعفاريت بيقتلوه ، مش عايز ابقى زيهم يا عمر ..
- اهدا يا وليد ، اهدا ومتعيطش ، هنخرج من هنا ، ان شاء **** هنخرج
= نخرج ازاي ، اذا كنت انت لسه قايل بعضمة لسانك ان الارواح هنا فريقين ، طيبة وشريرة ، واحنا في النص ، كل فريق منهم عايز روحنا معاه .. نخرج ازاي احنا من المطحنة دي يا عمر ؟؟
- هنخرج يا وليد زي الصحفي دا ما خرج ، وأول حاجة هنعملها لما نخرج اننا هنخلي الحكومة تيجي تهد القصر دا ، انشاله تضربه بالطيران ، المهم انه مياخدش ضحايا تانيين
= بس احنا نخرج الاول يا عمر ، نخرج
- هنخرج
= هو الصحفي اللي بتقول عليه دا ، مكتبش في الجرنان بتاعه خرج من هنا ازاي
- الشيخ صالح ، وهو بيهرب من الارواح اللي عايزه تخطفه لقى نفسه دخل في أوضة الشيخ صالح ، كانت امان ودفا وهدوء ، بس الشيخ صالح مكانش موجود فيها ، الشيخ صالح مبيظهرش غير بعد اذان الفجر ، الصحفي بيقول انه لقي **** في الأوضة ، مسكه وقعد يقرأ ييجي ساعة ، وكان حاسس انه مطمن كإنه دخل بيته ، وبعد ساعة سمع صوت اذان الفجر ، وفجأة شاف شيخ وشه أبيض وبيشع نور ، ولحيته بيضا وواصلة لحد صدره ، كان بيسلم من صلاته ، وقام خد الصحفي دا من ايده وقاله تعالى يا ولدي متخافش ، شق طريقه معاه وسط جيوش الارواح والعفاريت ، محدش فيهم استجرا يبصله ، وقف قدام السور اللي كان عالي زي ما انت شايفه كدا ، اتفتحت فيه سبع بوابات على الضلفتين ، قاله اختار تخرج من اي باب فيهم ، اختار السابع ، الشيخ قاله نعم الاختيار ، لو كنت اخترت أي باب غيره كنت رجعت القصر دا تاني ..
= معنى كدا اننا لما نخرج من هنا نخرج من الباب السابع
- احنا بس نلاقي الشيخ صالح يا وليد وكل حاجة هتتحل ، اه ، فيه حاجة نسيت اقولهالك
= اييييه تاني
- الصحفي اللي دخل القصر دا وخرج منه ، قعد ساعة واحدة بس في أوضة الشيخ صالح ، الأوضة دي هي المكان الوحيد في القصر اللي الزمن بيمر فيها ، بس الشيخ صالح مبيظهرش غير مع ادان الفجر ، الصحفي دا حظه خدمه انه دخل القصر قبل الفجر بساعة ، لكن احنا بالنسبالنا لسه قدامنا ييجي خمس ساعات على الفجر ، احنا داخلين القصر الساعة عشرة ونص ، يعني حتى لو لقينا اوضة الشيخ صالح لازم نستنى فيها خمس ساعات
= يا سيدي نستنى ، انت مش بتقول انها امان ، المهم نوصلها
- هي دي المشكلة ، احنا محتاجين ندور بين 100 أوضة ، كلهم مليانيين أرواح عايزة تخطفنا لحد ما نوصل للاوضة اللي بندور عليها ..
وفجأة وانا بتكلم مع وليد لقيت راجل كبير ضهره محني وعنده أتب ، واقف وسطينا وفي ايده قنديل ، وفي ايده التانية كتاب قديم مكتوب على جلد حيوان
- انت مييييييين
= معقولة تكونوا جوا القصر دا ومسمعتوش عني ، انا حمدان
انتظروا الحلقة الاخيرة
#القصر
#الحلقة الخامسة والأخيرة
اول ما سمعنا اسم حمدان وليد كان هيموت من الرعب وقعد يصرخ ويتشنج زي المجنون ويقول مش عايز اموووت خرجوني من هنا
- متخافش انا مش هئذيك ، انا بس عايز احكيلك حكايتي ، يرضيك ، ابعت بنتي تشتغل في قصر الباشا يقوم يقتلها ، جوااااهر ، يا حبيبتي يا جواهر
وهو بينادي على بنته خرجت علينا من أوضة من الأوض اللي ورانا بنت جميلة اوي ، قربت على حمدان ، خدها في حضنه وقعد يعيط
- احكيلهم يا جواهر قتلوكي ازاي
= كان عايز يقتل مملوك كبير من مماليك القلعة كان خصم ليه ، أمر العطار يصنعله مخصوص سم يفتت الحشا في دقايق ، قبل حتى ما يلحق يقول غيتوني ، جاب السم ، وجربه فيا الأول قبل ما يبعته
- يرضيكو كدا ، يرضيكم ، تعالوا ، انا اللي هخرجكم من هنا ، متخافوش ، انا عارف انكم سمعتوا عني كلام يخوف كتير ، بس أنا مظلوم ، انا اب مظلوم ، بنته الوحيدة اتخطفت منه ، واللي داق طعم الظلم ميدوقوش لغيره ، متصدقوش اللي بتسمعوه عني ، يالا يا ولادي ، يالا اخرجكم من هنا حالا قبل ما الباشا يعمل فيكم زي ما عمل في جواهر
= لا يا عم حمدان ، احنا مش عايزينك تخرجنا من هنا ، اعذرني يعني انت روحت وللا جيت راجل غلبان ، هتعمل ايه قصاد الجيش بتاع الباشا ، لو عايز فعلا تخدمنا وصلنا لاوضة الشيخ صالح وهو هيخرجنا من هنا
- الشيخ صالح ؟؟ الشيخ صالح خلاص يا ولدي
* ايه مات تاني ؟؟
= بس يا وليد ، انت بتهزر ، دا وقته ، ماله الشيخ صالح يا عم حمدان
- الشيخ صالح ترك القصر الملعون دا من سنين ، روحه الطاهرة دلوقتي بتسبح في الملكوت ، تطير شوية فوق الكعبة ، وشوية تحت العرش ، وتطوف على بيوت الصالحين تصحيهم لصلاة الفجر ، بس متخافوش ، انا هخرجكم من هنا ، الشيخ صالح اداني العهد ، ومحدش يقدر يبصلكم طول ما انتو في حمايا ، يالا ..
ومشينا ورا حمدان في ممرات ضيقة ، ودهاليز ، والقصر كإنه على حالته الأولى من 200 سنة ، العبيد في شغلهم والجواري في شغلهم ، والأسرى متعلقين بيتعذبوا ، كل دا احنا معديين من قدامه كإننا بنتفرج على فيلم في التليفزيون احنا نشوفهم لكن هما ميشوفوناش
لحد ما وصلنا للجنينة .. جنينة القصر ، مشينا لحد السور ، وليد سأل حمدان وقاله
- انت هتخلينا ننط السور دا وللا هتفتحلنا فيه سبع بوابات زي الشيخ صالح ؟
= وليه تنطوا السور ، وليه افتحلكم ابوابه ؟
- عشان نخرج من هنا
= تخرج ، ها ها ها ها ها ، هو فيه حد دخل القصر دا وخرج منه .. انا مت زمان هنا ، في نفس الحتة دي ، تحت السور دا ، ومن ساعتها كل الارواح اللي بستلمها بستلمها هنا ، علشان اجندها معايه
وفجأة خرج من الجراب اللي كان شايله ورا ضهره مقص حديد كبير ومسنون كويس اوي ، وحطه على رقبة وليد ..
لقيت نفسي بجري وبخطف وليد من ايده وبرميه جوا أوضة في جنينة القصر كانت على بعد كام خطوة مننا ، وكان خارج منها نور شديد جدا ، زقيت وليد جوا الأوضة ودخلت وراه جري ، جري ورانا حمدان كام خطوة وبعدين النور اللي خارج من الأوضة ضرب في وشه حرقه ..
قعدنا جوا الأوضة دي ، حسينا بسكينة وهدوء وراحة محسيناش بيهم من ساعة ما دخلنا القصر دا ..
- حمدان كان بيضحك علينا ؟
= ايوه ، كان عايز ياخدنا في فريقه
- خالد وحسني ماتوا
= **** يرحمهم
- وأنا .. انا شوفت الموت الليلادي كتير اوي
= وايه رأيك فيه ؟
- رأيي في ايه ؟
= في الموت
- مالك يا عمر ، دا سؤال برضو
= تعرف يا وليد ان الموت مش صعب زي ما الناس فاهمة ، الموت سهل جدا ، زي النوم كدا ، راحة ، بس عارف الصعوبة كلها في ايه ، في اللحظات اللي قبل الموت ، اللي بتكون روحك فيهم لسه متعلقة بالدنيا ، الخوف والرعب اللي بتشوفهم قبل ما تموت بثواني هما دول الموت الحقيقي
- اني عارف يا عمر انك بتكرهني ، وعارف كمان انك بتكره حسني وخالد **** يرحمهم ، لك حق ، ما احنا عمرنا ما عاملناك كويس ، كنا مصاحبينك مخصوص عشان نتنطط عليك ، بس الموقف الاخراني ده بالذات اني مكنتش اقصده
= مكنتش تقصد ترميني في الترعة يا وليد
- حسني ، حسني وخالد **** يسامحهم مطرح ما راحوا ، هما اللي اتفقوا عليك ، وقعدوا يقولوا الواد دا متعنطز على ايه ، احنا عارفين انه مبيعرفش يعوم ، هنزقه في الترعة يتأدب شوية ويتحايل علينا وبعدين نبقى نطلعه ..
= ومين اللي قالهم اني مبعرفش اعوم يا وليد ، انا مقولتش السر دا لحد غيرك ، يومها انت قولتلي فيه اسكندراني ميعرفش يعوم ؟؟ فاكر يا وليد ، انت صاحب الفكرة ، يومها بقى انا شوفت نفس الرعب اللي شوفتوه النهارده ، شوفت الموت وعيشت اللحظات اللي قبله
- بس و**** كنا على طول بندعيلك وانت في المستشفى ، ولو كنا نعرف مكانك في اسكندرية كنا سافرنا اطمنا عليك ، وأول ما عرفنا انك خفيت ورجعت البلد تاني اتلمينا كلنا عشان نحتفل برجوعك وسهرنا تحت الجميزة احلى سهرة في حياتنا ، لحد ما الحكاية اتقلبت برهان ودخلنا القصر المشؤوم ده والليلة باظت ..
= مباظتش ولا حاجة ، لسه الوقت طويل ، ساعتك كام دلوقتي ؟
- حداشر الا تلت ، **** اكبر ، الساعة اشتغلت اهي ، بركاتك يا شيخ صالح
= وليد انا عايز اقولك سرين كنت مخبيهم عنك ..
- تاني يا عمر ، برضك بتخبي عني اسرار
= آخر حاجة هخبيها عنك صدقني
- طب قول
= أولا ، مفيش حد اسمه الشيخ صالح
- ايه ، بتقول ايه ؟؟؟ وثانيا ايه بقى ؟؟؟؟؟
إجابة السؤال دا وليد بس هو اللي سمعها ، وهو بس اللي يعرفها ، اللي حصل بعد كدا ان وليد وعمر مخرجوش تاني من القصر ، الأربعة دخلوا القصر ومخرجوش منه تاني ..
عدا يوم واتنين وتلاتة والبلد كلها بتدور عليهم ومحدش لاقيهم ..
العمدة والحاج توفيق ومأمور المركز قلبوا المحافظة كلها على ولادهم ، كان كل واحد فيهم نفسه بس يلاقي ابنه انشاله جثة ويدفنه وياخد عزاه ..
لحد ما واحد من زمايل خالد ابن العمدة في المدرسة راح للعمدة وقاله انا آخر مرة شوفت خالد كان بيقول انه رايح يسهر مع عمر ابن سواق القطر عند الجميزة اللي قصاد القصر ..
العمدة لم الغفر بتوعه وخد معاه الحاج توفيق ومأمور المركز وطلعوا على بيت ابو عمر ، فضلوا يخبطوا محدش رد عليهم ، خرج واحد من الجيران قاله عايز مين يا عمدة ، العمدة قاله سواق القطر ، قاله دا سافر اسكندرية من 3 شهور واداهم عنوانه في اسكندرية ..
العمدة خد الرجالة وطلعوا على ابو عمر يسألوه ابنه فين ، لقيوه حالته صعبة جدا ومتبهدل ..
- ابنك فين يا جدع انت
= ابني ، لسه فاكرين تسألوا عليه دلوقتي بعد ما عيالكم ضيعوه ، ابني مات من 3 شهور ، ولادكم غرقوه في الترعة ، وديناه المستشفى قعد كام يوم في العناية المركزة وبعدين مات ..
#تمت