الجريمة الجنسية ( اثنان على الطريق ) :
المكان : دار رعاية الأحداث جنوب القاهرة
الزمان : زمان ما قبل ثورة التكنولوجيا
الجزء الاول:
هو اللي انا سمعته دا بجد اخيرا هخرج ، أنا مش مصدق نفسي بس المعضلة أنا مش عارف اروح فين أنا من يوم ما عيني فتحت وانا من غير هوية أو بيت ، فتحت عيني في دار ايتام وخرجت لمصلحة الأحداث ، معرفش حاجه في الحياة وحياتي كلها بتتبلور في العالم اللي اتخقلت فيه الأسوار الطويلة اللي صعب حد يقدر يهرب منها والسياج اللي حوالين المكان والبلاط البارد والعنابر الضيقة والحيطان اللي الرطوبة كلتها زي ما كلت حياتي .
مدير الإصلاحية: بكرا أن شاء هترجعوا لصف المواطنين الصالحين ، ولازم تبدوا حياتكم بشرف واجتهاد ومراعاة حقوق البلد عليكم ، خروجكم من الإصلاحية مش وصمة عار بل هي بداية تصحيح ولازم تفتخروا بأنكم قادرين تتغلبوا على الجانب المظلم في حياتكم أو ماضي يمكن بعضكم ملهمش ذنب فيه
كنت قاعد زي باقي زملائي كلام المدير بصوته الاجهش حاسيته كلام ملوش لازمة كأنه حافظ وبيسمع الكلام ما حستش بأنه مفيد ولا لي اثر فيا ولا تأثير ، وحسيت أن كل زملائي حسوا زيي ، من علامات التهجم والسخرية اللي على وشهم واللي ماسك نفسه من الضحك كان بيكلمنا بلغة لا يمكن توصلنا ، كنا عايزينه يخلص باي شكل من الأشكال وفعلا خلص خطابه اللي استمر ساعة كاملة.
الايرلندي: ايه يا عم عصام شايفك مندمج معاه قوي ، قال يعني فاهم الكلام المجعبص اللي بيقوله
أنا : ولا فاهم ولا بطيخ أنا بس شوفت شريط حياتي بيمر قدامي زي ما يكون فيلم ، ازي عشت طفولة في ملجأ وازاي قتلت ودخلت الأحداث
الايرلندي: يا عم انسى اللي جاي احلى
أنا : يمكن بالنسبة ليك يا صاحبي بس انا طالع للسراب ، دا انا بفكر ما اخرجش من هنا، هو أنا ممكن اطلب منهم افضل هنا وما اخرجش
الايرلندي: هههههههههههه دا انت عجيب يا ابني كنت هتطير من الفرح الصبح ودلوقتي مش عايز تخرج
أنا : رد عليا يا عم ممكن افضل ولا لا
الايرلندي: طبعا لا لانه دا سجن وفي قوانين بتحكمه
أنا : طب لو طلعت من هنا وقتلت حد ممكن يرجعوني
الايرلندي: يا ابني أنت مسطول ، عايز تموت حد عشان ترجع اوعى تكون حبيت موضوع القتل ، وقبل ما ترجع تسالني تاني لو خرجت وقتلت حد مش هترجع هنا هتروح سجن لانك دلوقتي فوق السن القانوني
شردت
الايرلندي: ايه يا عم انت رحت فين ، اسمع قوم ننام عشان لازم نصحى بدري نحضر حاجاتنا
رحنا العنبر سرير الايرلندي كان فوق سريري وهو يعتبر صاحبي الوحيد ، طبعا كلكم بتقول مين الايرلندي ومين أنا ، انا اسمي عصام بس كده معرفش لا اسم اب ولا اسم ام زي ما قولتلكم في الاول اتولدت لقيت نفسي في ملجأ ام الايرلندي فاسمه يحيى والايرلندي دالقبه احنا سمناه بكده لانه شعر كان لون احمر قريب من البرتقالي ، كان شاب غريب دخل الأحداث لانه ضرب مرات أبوه وعملها عاهة مستديمة كان متوسط الطول وجسمه نحيف بعكسي أنا كنت طويل وقمحي وجسمي رياضي عنه ، اتعرفت عليه في خناقه لما هو دخل الأحداث العيال حبوا يبلطجوا عليه بس انا وقفت جنبه ودافعت عنه ومن يومها وهو صاحبي .
مر الليل ببطء رهيب وكأنه عشر ليالي مكنتش عارف انام يمكن من الفرحة أو من الخوف ، أنا عامل زي اللي مسافر على بلد جديدة
الايرلندي : عصام يلا اصحى
أنا : صاحي ، انا اصلا مانمتش
الايرلندي: طب يلا اجهز مش عايزين نتأخر
أنا: متخافش أنا جاهز
الايرلندي: اه قولي صحيح انت هتروح فين وازاي اعرف اتواصل معاك
أنا : صدقني مش عارف لسه
الايرلندي: يعني هتمشي في الشوارع
أنا : تقريبا ، مكنتش عامل حساب اليوم دا
الايرلندي : طب اسمع انت تيجي معايا الاسماعيليه
أنا : الاسماعيليه ؟
الايرلندي: اه
أنا : انت مش ابوك هنا زي ما قولتلي
الايرلندي: مقدرش اعيش مع ابويا بعد اللي حصل وبعد ما وقف مع مراته ضدي
أنا : واشمعنا الاسماعيليه
الايرلندي: هقولك بعدين
ضربت الفكرة في دماغي وقولت أنا مش خسران حاجة على الأقل هبقى مع صاحبي .
حضرنا نفسنا وخرجنا بعد ما خلصنا الإجراءات ، اول مرة اسمع الهواء اول مرة احس أن في عندي روح، الشمس لسعتني وكأنها بتديني طاقة الحرية والحياة ، خرجنا واول ما خرجنا حضنا بعض وكأننا مش مصدقين اللحظة دي ،يمكن ننكون مجانين بس بقينا احرار ، ماشين جنب بعض كل واحد شايل شنطته فوق ظهره وشايل معاها ذكريات والألم كتيرة ، طريق مجهول ماشيين فيه .
أنا : مقولتليش ايه موضوع الاسماعيليه دا
الايرلندي: ياه دا طوق النجاة يا صاحبي
أنا : ازاي بقى
الايرلندي: تعالى الاولى نضرب اتنين كشري اصل كنت نادر اول ما اخرج اكل كشري
فعلا كلنا كانت تجربة مختلفة عمري ما رحت مطاعم ولا محلات ، الايرلندي كان عنده خبره عني لانه دخل الإصلاحية من تلات سنين بس .
الايرلندي: قوم يلا نلحق نتحرك عشان المواصلات
كنت زي المسحوب بتحرك والشمس بتتحرك ، الإصلاحية كانت العالم بتاعي كان الايرلندي هو اللي ماشي ورايا بس دلوقتي الوضع اختلف وطلعنا للعالم اللي الايرلندي عارفه اكتر مني . ماشيين اطول مسافة عشان المواصلات تكون ارخص ، كنا بنتكلم في كل حاجه
الإيرلندي: عارفك عايز تعرف ليه هنروح الاسماعيليه
أنا : براحتك يا عم بس المهم ما تكونش مصيبة
الايرلندي: هههههههههههه خايف
أنا : خايف! أنا عمري ما عرفت معنى الكلمة دي
الإيرلندي: هتقولي مانا عارف ، اسمع يا صاحبي السنة اللي فاتت جدتي ام ابويا **** يرحمها زارتني في الإصلاحية قبل ما تموت وقالتلي حاجة عمري ما كنت متوقعها ، قالتلي أن امي لسه عايشه وان ابويا كدب عليا لما قالي أن امي ماتت وهي بتولدني ، والغريب كمان أنه كدب على امي وقالها اني مت
أنا: يعني امك متعرفش انك عايش
الايرلندي: لا متعرفش
أنا : طب وامك هتعرف ازاي انك ابنها
الإيرلندي: ستي لما زارتني ادتني الاوراق اللي تثبت كدا و قالتلي على مكان امي
أنا : مش غريب أن ستك تعمل عكس اللي ابنها كان عايزه
الايرلندي: ستي كانت بتودع الدنيا وشكلها حست بتأنيب الضمير
أنا : حكاية غريبة بجد ، وابوك عمل كل دا ليه
الإيرلندي: شوف يا صاحبي اللي عرفته أن امي من عيلة غنية واتجوزت ابويا غصب عن أهلها وحصل بينهم مشاكل وامي طلبت الطلاق وكانت حامل في الفترة دي وابويا خاف تطلق وتاخدني وابويا مش هيقدر على عيلتها فعمل الفيلم دا
حكايته غريبة بس عنده حكاية عنده أصل وشجرة مش زيي زرع شيطاني
الايرلندي: اتطمن يا صاحبي ، انت هتيجي معايا وتشتغل مع بعض ، أنا عمري ما هنسى انت عملت معايا ايه و وقفت جنبي ازاي
أنا : يا ابني متبقاش عيل ، أنا من اول ما شوفتك وحسيتك اخويا وخصوصا أنه كان باين عليك ابن عالم وناس
الحياه بتجمع الناس بشكل غريب وبصدف اغرب وباقدار مختلفة والحياة بتدور وممكن تلاقي الشرق غرب ، ركبنا مواصلة وصلتنا لطريق اسماعيليه الصحراوي وهناك لازم ناخد موصلة تانية للاسماعيلية ، مشينا والشمس اختفت والليل بيحواط المكان
الايرلندي: مش هنعرف نكمل في الضلمة دي يا صاحبي ، خلينا نرتاح هنا شوية عقبال ما تيجي مواصلة نطلع فيها
قعدنا نرتاح في منطقة شبه صحراوية كل واحد حط شنطته ونام عليها ، نمنا من التعب حسيت بأنفاسي أصوات غريبة حواليا وكأن في حد بيغرق كنا في عز الليل ، فكرت في الاول ان يحيى بيحلم بس حركاته كانت كأنه بيستنجد
الايرلندي: الحقني يا صاحبي بموت
أنا : في ايه مالك
الايرلندي: أنا آسف يا صاحبي خبيت عنك أنه عندي القلب وشكلي تعبت من كتر المشي ، المهم اسمعني دلوقتي كويس عشان شكلي كده بموت خلاص
أنا : اسكت أنا هاخدك على اي مستشفى دلوقتي
الايرلندي بضحكته البلهاء المعتادة: هههههه فين يا صاحبي احنا في الصحراء وعقبال ما هتلاقي مستشفى هاكون مت وهتدخل في سين وجيم وانت مش هتعرف تتصرف ، المهم اسمعني كويس ، اوارقي وكل حاجه تخصني تثبت اني كنت عايش موجودة
الشنطه وصلها لعزبة الزنكي دي عزبة عيلة امي ، وصلها الاوراق وقولها اني كان نفسي اشوفها اوي .
لفظ أنفاسه الأخيرة انتفض جسمه وكأنه روحه اتسحبت من ايديا ، فضلت مصدوم لحظات صاحب العمر مات على ايديا، بدأت اصرخ والصحراء بتردد صراخي زي ما تكون بتندب معايا ، فضلت ساعات حاضن صاحبي وببكي عليه وعلى ذكرياتي اللي كانت كلها معاه، أنا كنت قبل منه ميت ، فعلا زي ما قال أنا مش عارف هتصرف ازاي وممكن جدا ادخل في سين وجيم وانا مشبوه ومحدش هيصدقني ، قررت اني اخد ورقه واروح اقول لعيلته وهما اكيد هيتصرفوا ، نقلت جثته ج
نب شجرة كبيرة عشان اعرف اميزها وكملت الرحلة لازم اكمل واوصل رسالة صاحبي.
الجريمة الجنسية ( اثنان على الطريق) :
الجزء الثاني
كنت تايه بس كان لازم اتصرف اول مرة احس نفسي مسوول ، لازم اوصل لأهله رسالته واقولهم عن يحيى ومش عارف ازاي يصدقوني وبقيت الوم نفسي عشان سبت جثته في الطريق وايه اللي ممكن يحصله ، كنت في حالة من التردد ، كنت بسال نفسي اذا كان هو دا التصرف المناسب وصلت الاسماعيليه وركبت عربية عشان توصلني لعزبة الزنكي ، فضلت اسال وادور عشان اعرف ازاي ممكن اروح بس كنت مصمم على كده ، فعلا وصلت لعزبة الزنكي بدأت اسال أهل العزبة عن بيت عيلة الزنكي
أنا : لو سمحت يا عم الحج
الشخص : نعم اتفضل يا استاذ
أنا : بعد اذنك فين بيت عيلة الزنكي
الشخص : عايز مين بالزبط يا ابني
أنا : بيت صلاح الزنكي ، اصل معايا أمانة ليهم
الشخص: قصدك على قصر صلاح بيه **** يرحمه ، العزبة كلها لصلاح بيه
أنا : طب اقدر اروح منين
الشخص: تعالى معايا ، أنا هوصلك
مشيت مع الراجل ، التردد واضح جوايا خطوة لقدام وخطوة لوراء بس كان لازم اكمل وخصوصا اني تعبت عشان اوصل هنا وصلنا لقصر كبير زي ما يكون قصر ملك فخم جدا مجرد منظره يخليك في حالة من الدهشة وبقيت اتحصر على حظ يحيى اللي عاش طول حياته في فقر واول ما الدنيا ضحكتله مات مات على الطريق ، فكرني بقصة الراجل اللي مات بين طريق الجنة والنار ، وصلني عالبوابة وناد عالبواب
الراجل: اهو يا استاذ دا قصر صلاح بيه ، مقولتليش انت عايز مين بالزبط
أنا : و**** يا عم الحج مش عارف
الراجل : أنا هنادي على حسان البواب عشان يفتحلك
الراجل: يا حسان يا حسان
حسان ( البواب ) : في ايه يا ابو احمد
ابو احمد : الاستاذ دا كان بيسال عالقصر وبيقول أنه معاه أمانة
حسان (بيبص على الشنط باستغراب) : طيب يلا ، اتفضل يا استاذ ، عايز مين بالزبط
أنا : اهم حد هنا
حسان : اهم حد! ، يعني انت متعرفش حد معين
أنا : لا
حسان : طب استنى هنا خليني اشوف مين اللي موجود
دخل لحظات وخرج معاه واحدة من الواضح كده انها شغاله في القصر
حسان : شوف الاستاذ يا علوية بيقول معاه أمانة
علوية : عايز مين حضرتك
أنا : يا ستي و**** أنا مش عايز حد معين اي حد أوصله الإمانة وخلاص
علوية : مفيش هنا غير مدام سالي بنت صلاح بيه ، اتفضل معايا جوا
دخلت معاها القصر كان فخم جدا ، الدهشة نستني كل حاجه حتى اني نسيت للحظات أنا كنت جاي ليه ، مرت لحظات ودخلت واحدة جمالها مش طبيعي وجسمها يخبل جمالها نساني فخامة القصر والأغرب هو لون شعرها اللي كان قريب جدا من لون شعر يحيى ، كنت واقف مبهور بكل حاجه وبكل التفاصيل اللي قدامي ، رحبت بيا بابتسامة جامده ، علوية وحسان كانوا واقفين عند الباب
سالي : اتفضل ارتاح ، تشرب ايه
أنا : لا ولا حاجه يا هانم
سالي : بتقول معاك أمانة لينا ، ممكن اعرف ايه هي
ارتبكت وبدات ادور على الورق في جيبي مكانش موجود زاد ارتباكي ، افتكرت شنطة يحيى فتحت وبدأت ادور في الأرض والكل بيبصولي بدهشة واستغراب ، لقيت الورق اللي كان عبارة عن شهادة ميلاد وفيها كمان شهادة الوفاة المزورة اللي كان عاملها ابو يحيى ورسالة من جدة يحيى ، بانت الفرحة في وشي وقربت منها وأيدي بترتعش ، شوفت الحيرة على وشها والتردد انها تاخد الورق وبقت تبص لحسان و علوية ، خدت الورق بعد لحظات وبصتلي والدموع في عيونها ، ملامح وشها كلها اتغيرت وشفايفها بقت ترجف كان مشهد رهيب
سالي : يحيى يحيى يحيى رجع يا علوية يحيى رجع يا حسان
حسان وعلوية بيبصوا لبعض بدهشة غريبة ، وعلوية بدأت تزغرد وحسان مسك بندقيته وبقى يضرب نار
جريت عليا وبدأت ترجني وتحضني وتبوسني وكأنها اتجننت
سالي : انت يحيى ، اخير **** ، انت مش عارف امك عملت ايه عشان تلاقيك من ساعة ما عرفت انك لسه عايش ، امك مكانتش بتنام بسببك ، انت مش عارف امك وسوزي وساندرا هيفرحوا بيك قد ايه
كنت واقف زي التمثال ، لساني اتشل مش عارف ارد أو هي مش مديناني مجال ارد، بقت تحضني وتبوسني زي المجنونة والفرحة اللي كانت حواليا شتتيني بقيت مش فاهم حاجه وبعدين دي بتقولي امك يعني هي مش امي ومين سوزي وساندرا دول ، ايه المصيبة اللي وقعتني فيها دي يا إيرلندي **** يرحمك
سالي : فين سعاد يا علوية
علوية: سعاد هانم بتبيع المحصول مع نظمي بيه
سالي : أنا خائفة قوية على امك يا يحيى اكيد مش هتصدق ، خليك هنا اوعى تتحرك ، أنا هروح اجيبها واجي ، حضر العربية يا حسان
حسان: حاضر يا هانم
سالي : ثواني وهابقى عندك
فضلت لوحدي مش عارف استجمع نفسي الدنيا بتلف وتدور بيا ، هما فكروني يحيى طيب اقولهم ايه دلوقتي لازم اواجههم واعرفهم الحقيقة ، لقيت حسان جاي عندي
حسان : أنا آسف يا سعادة البيه مكنتش اعرف حضرتك
أنا : هي مين دي يا عم حسان
حسان : دي ست سالي خالة حضرتك
أنا : خالة مين
حسان : سعادتك يا يحيى بيه
دا انا شكلي كده لبست الليلة دي والعالم المجانين دول مش عايزين يسمعوني
________________________________________
( مزرعه الزنكي الكبيرة )
سعاد واقفة مع نظمي في المزرعه ومعاهم التجار
تاجر : بس السعر كده بقى عالي علينا اوي يا ست هانم
نظمي : كلامك معايا أنا يا حج مصيلحي ، دا انا معروض عليا ضعف المبلغ دا وانا بس مش حابب ابيع لغيرك
حج مصيلحي : خلاص يا بيه تحت امرك
نظمي : يعني استبينا
حج مصيلحي: استبينا يا باشا
راح مصيلحي وفضل نظمي وسعاد
نظمي: ايه رايكي شوفتي ازاي
سعاد : أنا مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه يا نظمي ، مش كفاية سايب شغلك ومسؤولياتك وجاي تفاصل مع التجار
نظمي : عيب دا احنا ولاد عم ، وبعدين مقولتليش هترد عليا امتى
سعاد: على ايه بالزبط
نظمي : على جوازنا يا سعاد أنا مش قادر استنى اكتر من كده
سعاد: قولتلك يا نظمي أنا مش بفكر في الموضوع دا
نظمي : ليه بقى
سعاد : خلاص انا اتجوزت بدل المرة اتنين وزي ما تقول كده خد حظي في الدنيا
نظمي : حظك ايه دا انتي لسه في عز شبابك وبعدين اللي فات مات
اتفاجئوا بعربية سالي اللي كانت ماشية بسرعه مش معقوله
سعاد: مالك يا سالي في ايه ، البنات حصلهم حاجة
سالي : رجع يا سعاد
سعاد بنبرة صوت مشلولة: ايه هو دا اللي رجع
سالي : يحيى ابنك يحيى
سعاد جريت لسالي وهي مش مصدقه
سعاد بدموع بتغمر عينها: بتتكلمي بجد ، فينه يا سالي ابني فين
سالي : في البيت ، خليت حسان وعلوية معاه
سعاد : اشوفه ، عايزة اشوفه
نظمي واقف مش فاهم حاجه
نظمي : خدوني معاكم
ركبوا مع نظمي سعاد في حضن اختها مش مصدقة أن اللحظة دي جاءت ، قربوا من القصر سعاد مكانتش قادرة تستنى ، فتحت باب العربية وبقت تجري
نظمي : استني يا سعاد اوقف العربية
حسان: مبروك يا هانم
علوية بتزغرد وبتعيط
دخلت سعاد وعينها بتلف في المكان عارف كل الموجودين بس هو اللي اول مرة تشوفه بدأت تقرب خطوات وكأن رجلها مش قادرة تشيلها.
وقفت عرفتها اكيد دي ام يحيى لازم اقولها دلوقتي، بدأت تقربلي وانا واقف مكاني فتحت ايديها عشان تحضني ، مش عارف اعمل ايه ، حضنتني وكانت بتهمس مش سامع حاجه منها
سعاد: مش عايز تحضني ليه يا يحيى ، أنا امك يا حبيبي ، عارفة انك زعلان مني بس صدقني مكنتش اعرف ، احضني يا حبيبي
غصب عني حضنتها كانت بتترجاني احضنها ، حضنتها وقعت من ايدي اغمى عليها وانا واقف مفيش ردة فعل كلهم جريوا عليها كل اللي كان موجودين
سالي : سعاد سعاد مالك يا سعاد
نظمي : اطلبي الدكتور فوزي بسرعة يا حسان وانتي يا علوية هات برفيوم ولا نشادر
حسان : يلا يا باشا
نقلنها على غرفتها وجي الدكتور
الدكتور: هو ايه اللي حصل بالزبط ، لازم تتنقل المستشفى حالا
سالي: مالها يا دكتور
الدكتور : دي عندها صدمة عصبية وانا خايف تأثر عليها وتسببلها أزمة ، حضرتكم عارفين طبعا بأن مدام سعاد مصابة بالقلب والصدمة اللي اتعرضت ليها ممكن تسببلها آثار جانبية خطيرة فعشان كده لازم ننقلها المستشفى فورا
كنت بحاول اربط الأحداث يحيى قالي قبل ما يموت أنه عنده القلب يعني هو وارث المرض دا من أمه ولا ايه أنا مش فاهم حاجه ، يعني ممكن أمه كمان تموت قبل ما اوصلها الرسالة ، أنا لازم اتصرف حالا قبل الأمور ما تتطور، نقلوا ام يحيى للمستشفى وفضلت أنا وحسان وعلوية
أنا : يا عم حسان
حسان : نعم يا بيه
أنا : أنا عايز اروح مشوار ، مفيش مواصلة هنا
حسان : هتروح فين حضرتك ، أنا اوصلك بالعربيه اللي بننقل بيها المحصول
أنا : انت بتعرف تسوق
حسان : طبعا يا بيه
أنا : طيب يلا
قررت اخد حسان واوريه جثة يحيى وأعرفه كل حاجه واخلع انا مش ناقص مشاكل ، ركبنا العربية
حسان : هنروح فين يا سعادة البيه
أنا : الطريق الصحراوي
حسان : ايه ! ليه يا بيه
أنا : هقولك هناك
حسان : فين بالزبط
أنا : امشي وانا هقولك فين
مشينا كنت معلم الجثة زي ما انتو عارفين وحاططها تحت شجرة كبيرة ولسه حافظ رقم الكيلو ، وصلنا لهناك لقيت الشجرة
أنا : هنا يا عم حسان
وقف حسان نزلت الجثة مش موجوده ، كنت بدور زي المجنون الجثة الحاجة الوحيدة اللي هقدر اثبت بيها اني مش يحيى مفيش ليها اثر حسان كان واقف بيبصلي باستغراب
حسان : بتدور على ايه يا بيه
أنا : راحت فين را
حت فين
حسان : هي ايه دي يا بيه
أنا : الجثة الجثة راحت فين
حسان بخوف: جثة! جثة ايه يا بيه
أنا : كانت هنا
حسان : جثة مين يا بيه
أنا : جثة يحيى
الجزء الثالث:
حسان : جثة مين يا بيه
أنا : جثة يحيى
حسان : يحيى مين يا بيه
مش عارف أقوله ايه اكيد مش هيصدقني ولا هيفهم عليا طول الطريق وانا مش على بعضي وملاحظ نظرات حسان ، رجعت وانا مش عارف اعمل ايه كل الظروف ضدي ، ازاي أفهمهم اني مش يحيى وان يحيى مات على الطريق ، إذا أمه حصل فيها كده لما ابنها رجع يبقى هتعمل ايه لو عرفت أن ابنها دا مات اكيد ممكن تحصله ، قررت اني استنى الوقت المناسب وابدا امهد ليهم الموضوع واعرفهم اللي حصل بالزبط واكيد هيصدقوني بس لازم اعرف الجثة راحت فين . دخلنا القصر وكانت سالي خالة يحيى موجودة
سالي : انتو كنتو فين
حسان بيبصلي وكأنه مش عارف يرد
سالي : ايه مالكم في ايه
أنا : كنت بدور على حاجة شكلها ضاعت مني في الطريق
سالي : لا يا يحيى ، ارجوك متطلعش في مكان الا لما نكون عارفين فين ومعاك حد
أنا : ماشي ، بس في عندي شوية اسئلة
سالي : اسئلة عن ايه بالزبط
أنا : انتو عرفتوا ازاي أن يحيى اللي هو انا يعني عايش
سالي: اه دي قصة غريبة عمرنا ما كنا متوقعينها ، طبعا انت عرفت أن باباك عمل الفيلم دا كله عشان يحرم سعاد منك ، وسعاد انهارت بعد كده كانت عاملة زي الوردة الدبلانة ، كانت كل يوم بتموت بالبطي بس العيلة كلها قررت توقف جنبها وتطلعها من الأزمة دي رغم المشاكل اللي حصلت بسبب إصرارها على الجواز من والدك وسافرت لندن تكمل تعليمها هناك واتعرفت على موظف كبير في السفارة المصرية هناك وكانت بتحاول تنسى، اتجوزت وخلفت ساندرا بنت زي القمر اختك يا يحيى بس للاسف جوزها اتعرض لحادث واتوفى ، رجعت سعاد وبقينا أنا وهي اللي ماسكين شغل العيلة وكانت ماشية بشكل عادي لغاية ما جي يوم من سنة تقريبا واتفاجئنا بجدتك ام ابوك طالبة تقابل امك ، كانت سعاد رافضة تقابلها بس إلحاح ستك وانها معاها سر لازم توصله لامك خلاني اقنع امك بأنها تقابلها وكان السر دا هو انت ، كانت مفاجأة وفي الحقيقة اتوقعنا أن دا يكون فيلم معمول علينا بس ادتنا كل الإثباتات ورفضت تعرفنا مكانك بس قالت لنا أنك هتيجي ومعاك الورق دا عشان يكون إثبات ومن يومها وامك مش عارفه تنام دورنا في مصر كلها عليك بس ما وصلناش لحاجة.
كنت مندهش وانا بسمع التفاصيل وعرفت سبب فرحتهم لما شافوني ، كنت مستغرب ازاي عرفوا أن يحيى عايش ويحيى مقالش كده ليا قبل ما يموت
سالي : سرحان في ايه يا حبيبي
أنا : لا ولا حاجه
سالي: طب انت اطلع ارتاح وانا لازم اروح المستشفى اتطمن على سعاد واقعد معاها ، يا حسان طلع يحيى على اوضته
طلعت الاوضة وكانت أول مرة في حياتي اشوف اوضة كده كانت أكبر من كل عنابر الإصلاحية مع بعض ، الحيرة بتقتلني مش عارف أخرج من هنا ازاي وازاي ابلغهم بحقيقة موت يحيى، حطيت راسي عالسرير محستش بنفسي نمت زي الميت مش عارف فات قد ايه ، سمعت خبط على باب الاوضة وكانت علوية
علوية : يا سعادة البيه يا يحيى بيه ، العشا جاهز
أنا : حاضر يلا نازل
وداني مش واخدة على اسم يحيى ، لا والأدهى من كده حكاية بيه دي ، ضميري مش مرتاح حاسس اني مجرم ، ازاي سبت جثة صاحبي كده في الصحراء ، ازاي كنت جبان كده معاه ، خدت دش ونزلت وكان الاكل قدامي بكل شكل وبكل لون مكانش حد موجود غيري
أنا : ايه دا ! هو انا هاكل لوحدي
علوية : اصل سالي هانم لسه مرجعتش وكلمتني وقالتلي أنها هتفضل مع والدة حضرتك و زعلت لما عرفت ان حضرتك لسه مكلتش
أنا : هي عاملة ايه
علوية : قصدك مين يا بيه
أنا : سعاد هانم
علوية : متخافش يا ابني هتبقى بخير ، انت مش عارف هي كانت ملهوفة قد ايه عشانك ، مفيش زي حنان الام **** يخليهلك
أنا : طب أنا مش متعود اكل لوحدي ، اقعدي كلي معايا
علوية : ودا ينفع برضه يا بيه
أنا : ومينفعش ليه
علوية : العين متعالش عالحاجب حضرتك وبعدين مقدرش اكل من غير حسان وبطة
أنا : هو عم حسان جوزك
علوية : اه يا بيه ومبنعرفش ناكل من غير بعض
أنا : وعندكم عيال
علوية : بطة بنتي في الثانوية أن شاء **** كده عايزة تبقى صحافية ، دخلت كلية الصحافة
أنا : طب هاتيهم وتعالوا اتعشوا معايا
علوية: ما يصحش يا بيه
أنا : اسمعي أنا مش هاكل غير لما تأكلوا معايا
علوية مكانتش مصدقه نفسها ، صحيح أهل البيت بيعاملوها أحسن معاملة وبيعتبروها واحدة منهم بس عمرها ما اتحطت في الموقف دا ، كانت طايرة من الفرحة ، دخلت شقتها
حسان : ايه يا وليه اتاخرتي كده ليه
بطة : يلا يا ماما متنا من الجوع
حسان : شوف المرأة واقف زي الصنم ازاي ، ومبسوطه كده ليه
بطة: اه يا ماما انت مبسوطة كده ليه
علوية : مش هتصدقوا
حسان : ايه هو دا
علوية : البيه عايزنا نروح نتعشى معاه ورافض ياكل من غيرنا
حسان : انتي بتقولي ايه يا وليه انتي اطلشتي في عقلك
علوية: اه و****
حسان: وانتي قولتيله ايه
علوية : هقوله ايه يعني
بطة: لا لا يا ماما ، احنا مش شحاتين وعندنا اكلنا والحمد ***
علوية : يا بنتي دا بيكبر من قيمتنا ، انتي لسه صغيرة وهبلة ومتعرفيش معادن الناس
حسان : لا بس كده غلط يا علوية ، افرضي الست هانم عرفت
علوية: طيب هنعمل ايه دلوقتي
حسان : اعتذريله
علوية : انت بتقول ايه يا راجل مقدرش
بطة : خلاص انا اللي هقوله
علوية : استني يا مجنونة
خرجت بطة بسرعه وراحت عالقصر.
اتفاجئت بواحدة ملبن اقل كلمة ممكن تتقال عليها، كنت اول مره اشوفها ، وقفت قدامي بكل قوة وهيبة مش مناسبة لنعومتها وأنوثتها
أنا : اتفضلي
بطة : يزيد فضلك يا بيه ، أنا بس جاية اقولك اننا مش هنقدر نقبل عزومتك
أنا :اه ، انتي بنت عم حسان
بطة: بالزبط كده
أنا : وليه بقى مش عايزة تقبلي عزومتي
بطة : احنا كلنا والحمدلله
مكنتش عارف اقول ايه البنت كانت حامية و ردودها جافة ، بس اسم على مسمى اسمها بطة وهي بطة ، حاولت اكل بس مكانش ليا نفس ، بدأت اتذكر زمان لما كنت في الإصلاحية وكان الاكل قليل وطعمه وحش بس كنت باكل بشراهة وازاي كنا كلنا ناكل مع بعض ودلوقتي الاكل قدامي اشكال والوان ومش قادر امد ايدي عليه ، اكيد بسبب ضميري أنا بقيت احس اني باكل حق غيري ، معرفتش انام بقيت بلف في القصر لوحدي مفيش اي صوت او أي حركة ، طلعت برا بقيت الف في جنينة القصر لغاية لما لقيت شعاع نار عند البوابة ، رحت هناك لقيت حسان قاعد بيشرب شاي وبيسمع ام كلثوم
أنا : ازيك يا حسان
حسان : يا مساء الورد يا سعادة البيه
أنا : ينفع اقعد معاك
حسان : المكان مكانك يا سعادة البيه ، اتفضل اشرب شاي إنما عجب
أنا : مش عايز ازعجك
حسان : هههههههههههه هو انا بعمل ايه يعني يا بيه
قعدت وسادت لحظات من الصمت
حسان : ايه مالك يا بيه مش على بعضك
أنا : لا ولا حاجه بس مش عارف انام قولت اطلع اشم شوية هواء
حسان : قلقان عليها
أنا : على مين
حسان : سعاد هانم
انا : اه طبعا ، هي الحالة دي بتحصل معاها كتيرة
حسان : لا بس لما تحصل لها مشاكل يعني لما جد حضرتك الزنكي الكبير اتوفى واخر مرة من سنة تقريبا
أنا : مش عارف شكلي كده نحس
حسان : متقولش كده يا بيه دا من الفرحة بس ، دا احنا قلبنا عليك الدنيا
أنا : قد كده
حسان: طبعا انت متعرفش مشاعر الاب والام ، بكرا أن شاء **** هيبقى ليك الذرية الصالحة وهتعرف وهتحس بكده
أنا : اه بمناسبة الذرية الصالحة ، أنا زعلان منكم
حسان: ليه بس كده يا بيه
أنا : أنا مش عزمتكم تتعشوا معايا هو انا مش قد المقام ولا ايه
حسان : اعوذ ب**** يا بيه دا انت سيدنا وتاج راسنا ، بس في حاجات منقدرش عليها عشان المقامات
قعدت ادردش شوية مع حسان لغاية لما نعست وطلعت انام ، النوم المرة دي كان اغرب بقيت اشوف يحيى قدامي وهو بيضحكلي بطريقة غريبة كنت بقوله مش ذنبي يا صاحبي وهو بيلف ظهره ويخرج من الاوضة ، كان كابوس يحيى بقى كابوس بالنسبة ليا .
________________________________________
( المستشفى)
سالي : ايه يا دكتور ، حالتها عاملة ايه دلوقتي
الدكتور: لا دلوقتي بقت كويسة جدا وحالتها اتحسنت جدا
سالي : ينفع اشوفها
الدكتور: اتفضلي بس حاولي تحافظي على هدوئها
دخلت سالي لغرفة سعاد اللي بصت بطرف عينها لأختها وابتسمت ، قربت سالي وحضنت سعاد
سالي: اخيرا يا حبيبتي
سعاد : فينه يا سالي ، عايزة اشوفه واحضنه
سالي : في البيت يا حبيبتي
سعاد: مجاش معاكي ليه
سالي : يا حبيبتي أنا حبيت اسيبه في البيت عشان حالتك وعشان يرتاح
سعاد : طب انا عايزة اطلع
سالي : دلوقتي هشوف الدكتور واسأله إذا ينفع ولا لا
سعاد : لازم اطلع يا سالي
سالي : طيب لازم تبقي هادية ، متنفعليش ، ومتنسيش البنات راجعين بكرا
سعاد: تصدقي أنا نسيت كل حاجه ، رجوع يحيى نساني كل حاجه نساني نفسي ، برايك ساندرا هتعمل ايه هتتقبل يحيى
سالي: اكيد يا سعاد ، يمكن في الاول مش هتبقى متقبلة بس اكيد مع الوقت هتتقبل
سعاد: تفتكري
سالي : طبعا ، الدم عمره ما يبقى مايه وهما اخوات ، اه مش نفس الاب بس اخوات
سعاد: طب والنبي يا سوسو ، روحي شوفي الدكتور واساليه ، أنا مش قادرة اقعد ولا دقيقه
خرجت سالي وكان الدكتور راجع على اوضة سعاد
سالي : دكتور
الدكتور: اه يا مدام سالي
سالي : سعاد عايزة تخرج
الدكتور : طب استني اشوفها
دخل الدكتور وبقى يهزر ويحاول يخفف الجو
الدكتور: بكرا هيبان معنا إذا ممكن تخرجي ولا لا ، بس بشرط تلتزمي بالدواء ومش عايز اي انفعالات
دخلت ممرضه بتدور والدكتور
الممرضه: سلامتك يا مدام سعاد ، ممكن يا دكتور شوية
الدكتور: في ايه يا سهام
الممرضه: حضرتك الشاب اللي لاقوه على الطريق ، حالته حرجة جدا ولازم تيجي تشوفه
المكان : دار رعاية الأحداث جنوب القاهرة
الزمان : زمان ما قبل ثورة التكنولوجيا
الجزء الاول:
هو اللي انا سمعته دا بجد اخيرا هخرج ، أنا مش مصدق نفسي بس المعضلة أنا مش عارف اروح فين أنا من يوم ما عيني فتحت وانا من غير هوية أو بيت ، فتحت عيني في دار ايتام وخرجت لمصلحة الأحداث ، معرفش حاجه في الحياة وحياتي كلها بتتبلور في العالم اللي اتخقلت فيه الأسوار الطويلة اللي صعب حد يقدر يهرب منها والسياج اللي حوالين المكان والبلاط البارد والعنابر الضيقة والحيطان اللي الرطوبة كلتها زي ما كلت حياتي .
مدير الإصلاحية: بكرا أن شاء هترجعوا لصف المواطنين الصالحين ، ولازم تبدوا حياتكم بشرف واجتهاد ومراعاة حقوق البلد عليكم ، خروجكم من الإصلاحية مش وصمة عار بل هي بداية تصحيح ولازم تفتخروا بأنكم قادرين تتغلبوا على الجانب المظلم في حياتكم أو ماضي يمكن بعضكم ملهمش ذنب فيه
كنت قاعد زي باقي زملائي كلام المدير بصوته الاجهش حاسيته كلام ملوش لازمة كأنه حافظ وبيسمع الكلام ما حستش بأنه مفيد ولا لي اثر فيا ولا تأثير ، وحسيت أن كل زملائي حسوا زيي ، من علامات التهجم والسخرية اللي على وشهم واللي ماسك نفسه من الضحك كان بيكلمنا بلغة لا يمكن توصلنا ، كنا عايزينه يخلص باي شكل من الأشكال وفعلا خلص خطابه اللي استمر ساعة كاملة.
الايرلندي: ايه يا عم عصام شايفك مندمج معاه قوي ، قال يعني فاهم الكلام المجعبص اللي بيقوله
أنا : ولا فاهم ولا بطيخ أنا بس شوفت شريط حياتي بيمر قدامي زي ما يكون فيلم ، ازي عشت طفولة في ملجأ وازاي قتلت ودخلت الأحداث
الايرلندي: يا عم انسى اللي جاي احلى
أنا : يمكن بالنسبة ليك يا صاحبي بس انا طالع للسراب ، دا انا بفكر ما اخرجش من هنا، هو أنا ممكن اطلب منهم افضل هنا وما اخرجش
الايرلندي: هههههههههههه دا انت عجيب يا ابني كنت هتطير من الفرح الصبح ودلوقتي مش عايز تخرج
أنا : رد عليا يا عم ممكن افضل ولا لا
الايرلندي: طبعا لا لانه دا سجن وفي قوانين بتحكمه
أنا : طب لو طلعت من هنا وقتلت حد ممكن يرجعوني
الايرلندي: يا ابني أنت مسطول ، عايز تموت حد عشان ترجع اوعى تكون حبيت موضوع القتل ، وقبل ما ترجع تسالني تاني لو خرجت وقتلت حد مش هترجع هنا هتروح سجن لانك دلوقتي فوق السن القانوني
شردت
الايرلندي: ايه يا عم انت رحت فين ، اسمع قوم ننام عشان لازم نصحى بدري نحضر حاجاتنا
رحنا العنبر سرير الايرلندي كان فوق سريري وهو يعتبر صاحبي الوحيد ، طبعا كلكم بتقول مين الايرلندي ومين أنا ، انا اسمي عصام بس كده معرفش لا اسم اب ولا اسم ام زي ما قولتلكم في الاول اتولدت لقيت نفسي في ملجأ ام الايرلندي فاسمه يحيى والايرلندي دالقبه احنا سمناه بكده لانه شعر كان لون احمر قريب من البرتقالي ، كان شاب غريب دخل الأحداث لانه ضرب مرات أبوه وعملها عاهة مستديمة كان متوسط الطول وجسمه نحيف بعكسي أنا كنت طويل وقمحي وجسمي رياضي عنه ، اتعرفت عليه في خناقه لما هو دخل الأحداث العيال حبوا يبلطجوا عليه بس انا وقفت جنبه ودافعت عنه ومن يومها وهو صاحبي .
مر الليل ببطء رهيب وكأنه عشر ليالي مكنتش عارف انام يمكن من الفرحة أو من الخوف ، أنا عامل زي اللي مسافر على بلد جديدة
الايرلندي : عصام يلا اصحى
أنا : صاحي ، انا اصلا مانمتش
الايرلندي: طب يلا اجهز مش عايزين نتأخر
أنا: متخافش أنا جاهز
الايرلندي: اه قولي صحيح انت هتروح فين وازاي اعرف اتواصل معاك
أنا : صدقني مش عارف لسه
الايرلندي: يعني هتمشي في الشوارع
أنا : تقريبا ، مكنتش عامل حساب اليوم دا
الايرلندي : طب اسمع انت تيجي معايا الاسماعيليه
أنا : الاسماعيليه ؟
الايرلندي: اه
أنا : انت مش ابوك هنا زي ما قولتلي
الايرلندي: مقدرش اعيش مع ابويا بعد اللي حصل وبعد ما وقف مع مراته ضدي
أنا : واشمعنا الاسماعيليه
الايرلندي: هقولك بعدين
ضربت الفكرة في دماغي وقولت أنا مش خسران حاجة على الأقل هبقى مع صاحبي .
حضرنا نفسنا وخرجنا بعد ما خلصنا الإجراءات ، اول مرة اسمع الهواء اول مرة احس أن في عندي روح، الشمس لسعتني وكأنها بتديني طاقة الحرية والحياة ، خرجنا واول ما خرجنا حضنا بعض وكأننا مش مصدقين اللحظة دي ،يمكن ننكون مجانين بس بقينا احرار ، ماشين جنب بعض كل واحد شايل شنطته فوق ظهره وشايل معاها ذكريات والألم كتيرة ، طريق مجهول ماشيين فيه .
أنا : مقولتليش ايه موضوع الاسماعيليه دا
الايرلندي: ياه دا طوق النجاة يا صاحبي
أنا : ازاي بقى
الايرلندي: تعالى الاولى نضرب اتنين كشري اصل كنت نادر اول ما اخرج اكل كشري
فعلا كلنا كانت تجربة مختلفة عمري ما رحت مطاعم ولا محلات ، الايرلندي كان عنده خبره عني لانه دخل الإصلاحية من تلات سنين بس .
الايرلندي: قوم يلا نلحق نتحرك عشان المواصلات
كنت زي المسحوب بتحرك والشمس بتتحرك ، الإصلاحية كانت العالم بتاعي كان الايرلندي هو اللي ماشي ورايا بس دلوقتي الوضع اختلف وطلعنا للعالم اللي الايرلندي عارفه اكتر مني . ماشيين اطول مسافة عشان المواصلات تكون ارخص ، كنا بنتكلم في كل حاجه
الإيرلندي: عارفك عايز تعرف ليه هنروح الاسماعيليه
أنا : براحتك يا عم بس المهم ما تكونش مصيبة
الايرلندي: هههههههههههه خايف
أنا : خايف! أنا عمري ما عرفت معنى الكلمة دي
الإيرلندي: هتقولي مانا عارف ، اسمع يا صاحبي السنة اللي فاتت جدتي ام ابويا **** يرحمها زارتني في الإصلاحية قبل ما تموت وقالتلي حاجة عمري ما كنت متوقعها ، قالتلي أن امي لسه عايشه وان ابويا كدب عليا لما قالي أن امي ماتت وهي بتولدني ، والغريب كمان أنه كدب على امي وقالها اني مت
أنا: يعني امك متعرفش انك عايش
الايرلندي: لا متعرفش
أنا : طب وامك هتعرف ازاي انك ابنها
الإيرلندي: ستي لما زارتني ادتني الاوراق اللي تثبت كدا و قالتلي على مكان امي
أنا : مش غريب أن ستك تعمل عكس اللي ابنها كان عايزه
الايرلندي: ستي كانت بتودع الدنيا وشكلها حست بتأنيب الضمير
أنا : حكاية غريبة بجد ، وابوك عمل كل دا ليه
الإيرلندي: شوف يا صاحبي اللي عرفته أن امي من عيلة غنية واتجوزت ابويا غصب عن أهلها وحصل بينهم مشاكل وامي طلبت الطلاق وكانت حامل في الفترة دي وابويا خاف تطلق وتاخدني وابويا مش هيقدر على عيلتها فعمل الفيلم دا
حكايته غريبة بس عنده حكاية عنده أصل وشجرة مش زيي زرع شيطاني
الايرلندي: اتطمن يا صاحبي ، انت هتيجي معايا وتشتغل مع بعض ، أنا عمري ما هنسى انت عملت معايا ايه و وقفت جنبي ازاي
أنا : يا ابني متبقاش عيل ، أنا من اول ما شوفتك وحسيتك اخويا وخصوصا أنه كان باين عليك ابن عالم وناس
الحياه بتجمع الناس بشكل غريب وبصدف اغرب وباقدار مختلفة والحياة بتدور وممكن تلاقي الشرق غرب ، ركبنا مواصلة وصلتنا لطريق اسماعيليه الصحراوي وهناك لازم ناخد موصلة تانية للاسماعيلية ، مشينا والشمس اختفت والليل بيحواط المكان
الايرلندي: مش هنعرف نكمل في الضلمة دي يا صاحبي ، خلينا نرتاح هنا شوية عقبال ما تيجي مواصلة نطلع فيها
قعدنا نرتاح في منطقة شبه صحراوية كل واحد حط شنطته ونام عليها ، نمنا من التعب حسيت بأنفاسي أصوات غريبة حواليا وكأن في حد بيغرق كنا في عز الليل ، فكرت في الاول ان يحيى بيحلم بس حركاته كانت كأنه بيستنجد
الايرلندي: الحقني يا صاحبي بموت
أنا : في ايه مالك
الايرلندي: أنا آسف يا صاحبي خبيت عنك أنه عندي القلب وشكلي تعبت من كتر المشي ، المهم اسمعني دلوقتي كويس عشان شكلي كده بموت خلاص
أنا : اسكت أنا هاخدك على اي مستشفى دلوقتي
الايرلندي بضحكته البلهاء المعتادة: هههههه فين يا صاحبي احنا في الصحراء وعقبال ما هتلاقي مستشفى هاكون مت وهتدخل في سين وجيم وانت مش هتعرف تتصرف ، المهم اسمعني كويس ، اوارقي وكل حاجه تخصني تثبت اني كنت عايش موجودة
الشنطه وصلها لعزبة الزنكي دي عزبة عيلة امي ، وصلها الاوراق وقولها اني كان نفسي اشوفها اوي .
لفظ أنفاسه الأخيرة انتفض جسمه وكأنه روحه اتسحبت من ايديا ، فضلت مصدوم لحظات صاحب العمر مات على ايديا، بدأت اصرخ والصحراء بتردد صراخي زي ما تكون بتندب معايا ، فضلت ساعات حاضن صاحبي وببكي عليه وعلى ذكرياتي اللي كانت كلها معاه، أنا كنت قبل منه ميت ، فعلا زي ما قال أنا مش عارف هتصرف ازاي وممكن جدا ادخل في سين وجيم وانا مشبوه ومحدش هيصدقني ، قررت اني اخد ورقه واروح اقول لعيلته وهما اكيد هيتصرفوا ، نقلت جثته ج
نب شجرة كبيرة عشان اعرف اميزها وكملت الرحلة لازم اكمل واوصل رسالة صاحبي.
الجريمة الجنسية ( اثنان على الطريق) :
الجزء الثاني
كنت تايه بس كان لازم اتصرف اول مرة احس نفسي مسوول ، لازم اوصل لأهله رسالته واقولهم عن يحيى ومش عارف ازاي يصدقوني وبقيت الوم نفسي عشان سبت جثته في الطريق وايه اللي ممكن يحصله ، كنت في حالة من التردد ، كنت بسال نفسي اذا كان هو دا التصرف المناسب وصلت الاسماعيليه وركبت عربية عشان توصلني لعزبة الزنكي ، فضلت اسال وادور عشان اعرف ازاي ممكن اروح بس كنت مصمم على كده ، فعلا وصلت لعزبة الزنكي بدأت اسال أهل العزبة عن بيت عيلة الزنكي
أنا : لو سمحت يا عم الحج
الشخص : نعم اتفضل يا استاذ
أنا : بعد اذنك فين بيت عيلة الزنكي
الشخص : عايز مين بالزبط يا ابني
أنا : بيت صلاح الزنكي ، اصل معايا أمانة ليهم
الشخص: قصدك على قصر صلاح بيه **** يرحمه ، العزبة كلها لصلاح بيه
أنا : طب اقدر اروح منين
الشخص: تعالى معايا ، أنا هوصلك
مشيت مع الراجل ، التردد واضح جوايا خطوة لقدام وخطوة لوراء بس كان لازم اكمل وخصوصا اني تعبت عشان اوصل هنا وصلنا لقصر كبير زي ما يكون قصر ملك فخم جدا مجرد منظره يخليك في حالة من الدهشة وبقيت اتحصر على حظ يحيى اللي عاش طول حياته في فقر واول ما الدنيا ضحكتله مات مات على الطريق ، فكرني بقصة الراجل اللي مات بين طريق الجنة والنار ، وصلني عالبوابة وناد عالبواب
الراجل: اهو يا استاذ دا قصر صلاح بيه ، مقولتليش انت عايز مين بالزبط
أنا : و**** يا عم الحج مش عارف
الراجل : أنا هنادي على حسان البواب عشان يفتحلك
الراجل: يا حسان يا حسان
حسان ( البواب ) : في ايه يا ابو احمد
ابو احمد : الاستاذ دا كان بيسال عالقصر وبيقول أنه معاه أمانة
حسان (بيبص على الشنط باستغراب) : طيب يلا ، اتفضل يا استاذ ، عايز مين بالزبط
أنا : اهم حد هنا
حسان : اهم حد! ، يعني انت متعرفش حد معين
أنا : لا
حسان : طب استنى هنا خليني اشوف مين اللي موجود
دخل لحظات وخرج معاه واحدة من الواضح كده انها شغاله في القصر
حسان : شوف الاستاذ يا علوية بيقول معاه أمانة
علوية : عايز مين حضرتك
أنا : يا ستي و**** أنا مش عايز حد معين اي حد أوصله الإمانة وخلاص
علوية : مفيش هنا غير مدام سالي بنت صلاح بيه ، اتفضل معايا جوا
دخلت معاها القصر كان فخم جدا ، الدهشة نستني كل حاجه حتى اني نسيت للحظات أنا كنت جاي ليه ، مرت لحظات ودخلت واحدة جمالها مش طبيعي وجسمها يخبل جمالها نساني فخامة القصر والأغرب هو لون شعرها اللي كان قريب جدا من لون شعر يحيى ، كنت واقف مبهور بكل حاجه وبكل التفاصيل اللي قدامي ، رحبت بيا بابتسامة جامده ، علوية وحسان كانوا واقفين عند الباب
سالي : اتفضل ارتاح ، تشرب ايه
أنا : لا ولا حاجه يا هانم
سالي : بتقول معاك أمانة لينا ، ممكن اعرف ايه هي
ارتبكت وبدات ادور على الورق في جيبي مكانش موجود زاد ارتباكي ، افتكرت شنطة يحيى فتحت وبدأت ادور في الأرض والكل بيبصولي بدهشة واستغراب ، لقيت الورق اللي كان عبارة عن شهادة ميلاد وفيها كمان شهادة الوفاة المزورة اللي كان عاملها ابو يحيى ورسالة من جدة يحيى ، بانت الفرحة في وشي وقربت منها وأيدي بترتعش ، شوفت الحيرة على وشها والتردد انها تاخد الورق وبقت تبص لحسان و علوية ، خدت الورق بعد لحظات وبصتلي والدموع في عيونها ، ملامح وشها كلها اتغيرت وشفايفها بقت ترجف كان مشهد رهيب
سالي : يحيى يحيى يحيى رجع يا علوية يحيى رجع يا حسان
حسان وعلوية بيبصوا لبعض بدهشة غريبة ، وعلوية بدأت تزغرد وحسان مسك بندقيته وبقى يضرب نار
جريت عليا وبدأت ترجني وتحضني وتبوسني وكأنها اتجننت
سالي : انت يحيى ، اخير **** ، انت مش عارف امك عملت ايه عشان تلاقيك من ساعة ما عرفت انك لسه عايش ، امك مكانتش بتنام بسببك ، انت مش عارف امك وسوزي وساندرا هيفرحوا بيك قد ايه
كنت واقف زي التمثال ، لساني اتشل مش عارف ارد أو هي مش مديناني مجال ارد، بقت تحضني وتبوسني زي المجنونة والفرحة اللي كانت حواليا شتتيني بقيت مش فاهم حاجه وبعدين دي بتقولي امك يعني هي مش امي ومين سوزي وساندرا دول ، ايه المصيبة اللي وقعتني فيها دي يا إيرلندي **** يرحمك
سالي : فين سعاد يا علوية
علوية: سعاد هانم بتبيع المحصول مع نظمي بيه
سالي : أنا خائفة قوية على امك يا يحيى اكيد مش هتصدق ، خليك هنا اوعى تتحرك ، أنا هروح اجيبها واجي ، حضر العربية يا حسان
حسان: حاضر يا هانم
سالي : ثواني وهابقى عندك
فضلت لوحدي مش عارف استجمع نفسي الدنيا بتلف وتدور بيا ، هما فكروني يحيى طيب اقولهم ايه دلوقتي لازم اواجههم واعرفهم الحقيقة ، لقيت حسان جاي عندي
حسان : أنا آسف يا سعادة البيه مكنتش اعرف حضرتك
أنا : هي مين دي يا عم حسان
حسان : دي ست سالي خالة حضرتك
أنا : خالة مين
حسان : سعادتك يا يحيى بيه
دا انا شكلي كده لبست الليلة دي والعالم المجانين دول مش عايزين يسمعوني
________________________________________
( مزرعه الزنكي الكبيرة )
سعاد واقفة مع نظمي في المزرعه ومعاهم التجار
تاجر : بس السعر كده بقى عالي علينا اوي يا ست هانم
نظمي : كلامك معايا أنا يا حج مصيلحي ، دا انا معروض عليا ضعف المبلغ دا وانا بس مش حابب ابيع لغيرك
حج مصيلحي : خلاص يا بيه تحت امرك
نظمي : يعني استبينا
حج مصيلحي: استبينا يا باشا
راح مصيلحي وفضل نظمي وسعاد
نظمي: ايه رايكي شوفتي ازاي
سعاد : أنا مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه يا نظمي ، مش كفاية سايب شغلك ومسؤولياتك وجاي تفاصل مع التجار
نظمي : عيب دا احنا ولاد عم ، وبعدين مقولتليش هترد عليا امتى
سعاد: على ايه بالزبط
نظمي : على جوازنا يا سعاد أنا مش قادر استنى اكتر من كده
سعاد: قولتلك يا نظمي أنا مش بفكر في الموضوع دا
نظمي : ليه بقى
سعاد : خلاص انا اتجوزت بدل المرة اتنين وزي ما تقول كده خد حظي في الدنيا
نظمي : حظك ايه دا انتي لسه في عز شبابك وبعدين اللي فات مات
اتفاجئوا بعربية سالي اللي كانت ماشية بسرعه مش معقوله
سعاد: مالك يا سالي في ايه ، البنات حصلهم حاجة
سالي : رجع يا سعاد
سعاد بنبرة صوت مشلولة: ايه هو دا اللي رجع
سالي : يحيى ابنك يحيى
سعاد جريت لسالي وهي مش مصدقه
سعاد بدموع بتغمر عينها: بتتكلمي بجد ، فينه يا سالي ابني فين
سالي : في البيت ، خليت حسان وعلوية معاه
سعاد : اشوفه ، عايزة اشوفه
نظمي واقف مش فاهم حاجه
نظمي : خدوني معاكم
ركبوا مع نظمي سعاد في حضن اختها مش مصدقة أن اللحظة دي جاءت ، قربوا من القصر سعاد مكانتش قادرة تستنى ، فتحت باب العربية وبقت تجري
نظمي : استني يا سعاد اوقف العربية
حسان: مبروك يا هانم
علوية بتزغرد وبتعيط
دخلت سعاد وعينها بتلف في المكان عارف كل الموجودين بس هو اللي اول مرة تشوفه بدأت تقرب خطوات وكأن رجلها مش قادرة تشيلها.
وقفت عرفتها اكيد دي ام يحيى لازم اقولها دلوقتي، بدأت تقربلي وانا واقف مكاني فتحت ايديها عشان تحضني ، مش عارف اعمل ايه ، حضنتني وكانت بتهمس مش سامع حاجه منها
سعاد: مش عايز تحضني ليه يا يحيى ، أنا امك يا حبيبي ، عارفة انك زعلان مني بس صدقني مكنتش اعرف ، احضني يا حبيبي
غصب عني حضنتها كانت بتترجاني احضنها ، حضنتها وقعت من ايدي اغمى عليها وانا واقف مفيش ردة فعل كلهم جريوا عليها كل اللي كان موجودين
سالي : سعاد سعاد مالك يا سعاد
نظمي : اطلبي الدكتور فوزي بسرعة يا حسان وانتي يا علوية هات برفيوم ولا نشادر
حسان : يلا يا باشا
نقلنها على غرفتها وجي الدكتور
الدكتور: هو ايه اللي حصل بالزبط ، لازم تتنقل المستشفى حالا
سالي: مالها يا دكتور
الدكتور : دي عندها صدمة عصبية وانا خايف تأثر عليها وتسببلها أزمة ، حضرتكم عارفين طبعا بأن مدام سعاد مصابة بالقلب والصدمة اللي اتعرضت ليها ممكن تسببلها آثار جانبية خطيرة فعشان كده لازم ننقلها المستشفى فورا
كنت بحاول اربط الأحداث يحيى قالي قبل ما يموت أنه عنده القلب يعني هو وارث المرض دا من أمه ولا ايه أنا مش فاهم حاجه ، يعني ممكن أمه كمان تموت قبل ما اوصلها الرسالة ، أنا لازم اتصرف حالا قبل الأمور ما تتطور، نقلوا ام يحيى للمستشفى وفضلت أنا وحسان وعلوية
أنا : يا عم حسان
حسان : نعم يا بيه
أنا : أنا عايز اروح مشوار ، مفيش مواصلة هنا
حسان : هتروح فين حضرتك ، أنا اوصلك بالعربيه اللي بننقل بيها المحصول
أنا : انت بتعرف تسوق
حسان : طبعا يا بيه
أنا : طيب يلا
قررت اخد حسان واوريه جثة يحيى وأعرفه كل حاجه واخلع انا مش ناقص مشاكل ، ركبنا العربية
حسان : هنروح فين يا سعادة البيه
أنا : الطريق الصحراوي
حسان : ايه ! ليه يا بيه
أنا : هقولك هناك
حسان : فين بالزبط
أنا : امشي وانا هقولك فين
مشينا كنت معلم الجثة زي ما انتو عارفين وحاططها تحت شجرة كبيرة ولسه حافظ رقم الكيلو ، وصلنا لهناك لقيت الشجرة
أنا : هنا يا عم حسان
وقف حسان نزلت الجثة مش موجوده ، كنت بدور زي المجنون الجثة الحاجة الوحيدة اللي هقدر اثبت بيها اني مش يحيى مفيش ليها اثر حسان كان واقف بيبصلي باستغراب
حسان : بتدور على ايه يا بيه
أنا : راحت فين را
حت فين
حسان : هي ايه دي يا بيه
أنا : الجثة الجثة راحت فين
حسان بخوف: جثة! جثة ايه يا بيه
أنا : كانت هنا
حسان : جثة مين يا بيه
أنا : جثة يحيى
الجزء الثالث:
حسان : جثة مين يا بيه
أنا : جثة يحيى
حسان : يحيى مين يا بيه
مش عارف أقوله ايه اكيد مش هيصدقني ولا هيفهم عليا طول الطريق وانا مش على بعضي وملاحظ نظرات حسان ، رجعت وانا مش عارف اعمل ايه كل الظروف ضدي ، ازاي أفهمهم اني مش يحيى وان يحيى مات على الطريق ، إذا أمه حصل فيها كده لما ابنها رجع يبقى هتعمل ايه لو عرفت أن ابنها دا مات اكيد ممكن تحصله ، قررت اني استنى الوقت المناسب وابدا امهد ليهم الموضوع واعرفهم اللي حصل بالزبط واكيد هيصدقوني بس لازم اعرف الجثة راحت فين . دخلنا القصر وكانت سالي خالة يحيى موجودة
سالي : انتو كنتو فين
حسان بيبصلي وكأنه مش عارف يرد
سالي : ايه مالكم في ايه
أنا : كنت بدور على حاجة شكلها ضاعت مني في الطريق
سالي : لا يا يحيى ، ارجوك متطلعش في مكان الا لما نكون عارفين فين ومعاك حد
أنا : ماشي ، بس في عندي شوية اسئلة
سالي : اسئلة عن ايه بالزبط
أنا : انتو عرفتوا ازاي أن يحيى اللي هو انا يعني عايش
سالي: اه دي قصة غريبة عمرنا ما كنا متوقعينها ، طبعا انت عرفت أن باباك عمل الفيلم دا كله عشان يحرم سعاد منك ، وسعاد انهارت بعد كده كانت عاملة زي الوردة الدبلانة ، كانت كل يوم بتموت بالبطي بس العيلة كلها قررت توقف جنبها وتطلعها من الأزمة دي رغم المشاكل اللي حصلت بسبب إصرارها على الجواز من والدك وسافرت لندن تكمل تعليمها هناك واتعرفت على موظف كبير في السفارة المصرية هناك وكانت بتحاول تنسى، اتجوزت وخلفت ساندرا بنت زي القمر اختك يا يحيى بس للاسف جوزها اتعرض لحادث واتوفى ، رجعت سعاد وبقينا أنا وهي اللي ماسكين شغل العيلة وكانت ماشية بشكل عادي لغاية ما جي يوم من سنة تقريبا واتفاجئنا بجدتك ام ابوك طالبة تقابل امك ، كانت سعاد رافضة تقابلها بس إلحاح ستك وانها معاها سر لازم توصله لامك خلاني اقنع امك بأنها تقابلها وكان السر دا هو انت ، كانت مفاجأة وفي الحقيقة اتوقعنا أن دا يكون فيلم معمول علينا بس ادتنا كل الإثباتات ورفضت تعرفنا مكانك بس قالت لنا أنك هتيجي ومعاك الورق دا عشان يكون إثبات ومن يومها وامك مش عارفه تنام دورنا في مصر كلها عليك بس ما وصلناش لحاجة.
كنت مندهش وانا بسمع التفاصيل وعرفت سبب فرحتهم لما شافوني ، كنت مستغرب ازاي عرفوا أن يحيى عايش ويحيى مقالش كده ليا قبل ما يموت
سالي : سرحان في ايه يا حبيبي
أنا : لا ولا حاجه
سالي: طب انت اطلع ارتاح وانا لازم اروح المستشفى اتطمن على سعاد واقعد معاها ، يا حسان طلع يحيى على اوضته
طلعت الاوضة وكانت أول مرة في حياتي اشوف اوضة كده كانت أكبر من كل عنابر الإصلاحية مع بعض ، الحيرة بتقتلني مش عارف أخرج من هنا ازاي وازاي ابلغهم بحقيقة موت يحيى، حطيت راسي عالسرير محستش بنفسي نمت زي الميت مش عارف فات قد ايه ، سمعت خبط على باب الاوضة وكانت علوية
علوية : يا سعادة البيه يا يحيى بيه ، العشا جاهز
أنا : حاضر يلا نازل
وداني مش واخدة على اسم يحيى ، لا والأدهى من كده حكاية بيه دي ، ضميري مش مرتاح حاسس اني مجرم ، ازاي سبت جثة صاحبي كده في الصحراء ، ازاي كنت جبان كده معاه ، خدت دش ونزلت وكان الاكل قدامي بكل شكل وبكل لون مكانش حد موجود غيري
أنا : ايه دا ! هو انا هاكل لوحدي
علوية : اصل سالي هانم لسه مرجعتش وكلمتني وقالتلي أنها هتفضل مع والدة حضرتك و زعلت لما عرفت ان حضرتك لسه مكلتش
أنا : هي عاملة ايه
علوية : قصدك مين يا بيه
أنا : سعاد هانم
علوية : متخافش يا ابني هتبقى بخير ، انت مش عارف هي كانت ملهوفة قد ايه عشانك ، مفيش زي حنان الام **** يخليهلك
أنا : طب أنا مش متعود اكل لوحدي ، اقعدي كلي معايا
علوية : ودا ينفع برضه يا بيه
أنا : ومينفعش ليه
علوية : العين متعالش عالحاجب حضرتك وبعدين مقدرش اكل من غير حسان وبطة
أنا : هو عم حسان جوزك
علوية : اه يا بيه ومبنعرفش ناكل من غير بعض
أنا : وعندكم عيال
علوية : بطة بنتي في الثانوية أن شاء **** كده عايزة تبقى صحافية ، دخلت كلية الصحافة
أنا : طب هاتيهم وتعالوا اتعشوا معايا
علوية: ما يصحش يا بيه
أنا : اسمعي أنا مش هاكل غير لما تأكلوا معايا
علوية مكانتش مصدقه نفسها ، صحيح أهل البيت بيعاملوها أحسن معاملة وبيعتبروها واحدة منهم بس عمرها ما اتحطت في الموقف دا ، كانت طايرة من الفرحة ، دخلت شقتها
حسان : ايه يا وليه اتاخرتي كده ليه
بطة : يلا يا ماما متنا من الجوع
حسان : شوف المرأة واقف زي الصنم ازاي ، ومبسوطه كده ليه
بطة: اه يا ماما انت مبسوطة كده ليه
علوية : مش هتصدقوا
حسان : ايه هو دا
علوية : البيه عايزنا نروح نتعشى معاه ورافض ياكل من غيرنا
حسان : انتي بتقولي ايه يا وليه انتي اطلشتي في عقلك
علوية: اه و****
حسان: وانتي قولتيله ايه
علوية : هقوله ايه يعني
بطة: لا لا يا ماما ، احنا مش شحاتين وعندنا اكلنا والحمد ***
علوية : يا بنتي دا بيكبر من قيمتنا ، انتي لسه صغيرة وهبلة ومتعرفيش معادن الناس
حسان : لا بس كده غلط يا علوية ، افرضي الست هانم عرفت
علوية: طيب هنعمل ايه دلوقتي
حسان : اعتذريله
علوية : انت بتقول ايه يا راجل مقدرش
بطة : خلاص انا اللي هقوله
علوية : استني يا مجنونة
خرجت بطة بسرعه وراحت عالقصر.
اتفاجئت بواحدة ملبن اقل كلمة ممكن تتقال عليها، كنت اول مره اشوفها ، وقفت قدامي بكل قوة وهيبة مش مناسبة لنعومتها وأنوثتها
أنا : اتفضلي
بطة : يزيد فضلك يا بيه ، أنا بس جاية اقولك اننا مش هنقدر نقبل عزومتك
أنا :اه ، انتي بنت عم حسان
بطة: بالزبط كده
أنا : وليه بقى مش عايزة تقبلي عزومتي
بطة : احنا كلنا والحمدلله
مكنتش عارف اقول ايه البنت كانت حامية و ردودها جافة ، بس اسم على مسمى اسمها بطة وهي بطة ، حاولت اكل بس مكانش ليا نفس ، بدأت اتذكر زمان لما كنت في الإصلاحية وكان الاكل قليل وطعمه وحش بس كنت باكل بشراهة وازاي كنا كلنا ناكل مع بعض ودلوقتي الاكل قدامي اشكال والوان ومش قادر امد ايدي عليه ، اكيد بسبب ضميري أنا بقيت احس اني باكل حق غيري ، معرفتش انام بقيت بلف في القصر لوحدي مفيش اي صوت او أي حركة ، طلعت برا بقيت الف في جنينة القصر لغاية لما لقيت شعاع نار عند البوابة ، رحت هناك لقيت حسان قاعد بيشرب شاي وبيسمع ام كلثوم
أنا : ازيك يا حسان
حسان : يا مساء الورد يا سعادة البيه
أنا : ينفع اقعد معاك
حسان : المكان مكانك يا سعادة البيه ، اتفضل اشرب شاي إنما عجب
أنا : مش عايز ازعجك
حسان : هههههههههههه هو انا بعمل ايه يعني يا بيه
قعدت وسادت لحظات من الصمت
حسان : ايه مالك يا بيه مش على بعضك
أنا : لا ولا حاجه بس مش عارف انام قولت اطلع اشم شوية هواء
حسان : قلقان عليها
أنا : على مين
حسان : سعاد هانم
انا : اه طبعا ، هي الحالة دي بتحصل معاها كتيرة
حسان : لا بس لما تحصل لها مشاكل يعني لما جد حضرتك الزنكي الكبير اتوفى واخر مرة من سنة تقريبا
أنا : مش عارف شكلي كده نحس
حسان : متقولش كده يا بيه دا من الفرحة بس ، دا احنا قلبنا عليك الدنيا
أنا : قد كده
حسان: طبعا انت متعرفش مشاعر الاب والام ، بكرا أن شاء **** هيبقى ليك الذرية الصالحة وهتعرف وهتحس بكده
أنا : اه بمناسبة الذرية الصالحة ، أنا زعلان منكم
حسان: ليه بس كده يا بيه
أنا : أنا مش عزمتكم تتعشوا معايا هو انا مش قد المقام ولا ايه
حسان : اعوذ ب**** يا بيه دا انت سيدنا وتاج راسنا ، بس في حاجات منقدرش عليها عشان المقامات
قعدت ادردش شوية مع حسان لغاية لما نعست وطلعت انام ، النوم المرة دي كان اغرب بقيت اشوف يحيى قدامي وهو بيضحكلي بطريقة غريبة كنت بقوله مش ذنبي يا صاحبي وهو بيلف ظهره ويخرج من الاوضة ، كان كابوس يحيى بقى كابوس بالنسبة ليا .
________________________________________
( المستشفى)
سالي : ايه يا دكتور ، حالتها عاملة ايه دلوقتي
الدكتور: لا دلوقتي بقت كويسة جدا وحالتها اتحسنت جدا
سالي : ينفع اشوفها
الدكتور: اتفضلي بس حاولي تحافظي على هدوئها
دخلت سالي لغرفة سعاد اللي بصت بطرف عينها لأختها وابتسمت ، قربت سالي وحضنت سعاد
سالي: اخيرا يا حبيبتي
سعاد : فينه يا سالي ، عايزة اشوفه واحضنه
سالي : في البيت يا حبيبتي
سعاد: مجاش معاكي ليه
سالي : يا حبيبتي أنا حبيت اسيبه في البيت عشان حالتك وعشان يرتاح
سعاد : طب انا عايزة اطلع
سالي : دلوقتي هشوف الدكتور واسأله إذا ينفع ولا لا
سعاد : لازم اطلع يا سالي
سالي : طيب لازم تبقي هادية ، متنفعليش ، ومتنسيش البنات راجعين بكرا
سعاد: تصدقي أنا نسيت كل حاجه ، رجوع يحيى نساني كل حاجه نساني نفسي ، برايك ساندرا هتعمل ايه هتتقبل يحيى
سالي: اكيد يا سعاد ، يمكن في الاول مش هتبقى متقبلة بس اكيد مع الوقت هتتقبل
سعاد: تفتكري
سالي : طبعا ، الدم عمره ما يبقى مايه وهما اخوات ، اه مش نفس الاب بس اخوات
سعاد: طب والنبي يا سوسو ، روحي شوفي الدكتور واساليه ، أنا مش قادرة اقعد ولا دقيقه
خرجت سالي وكان الدكتور راجع على اوضة سعاد
سالي : دكتور
الدكتور: اه يا مدام سالي
سالي : سعاد عايزة تخرج
الدكتور : طب استني اشوفها
دخل الدكتور وبقى يهزر ويحاول يخفف الجو
الدكتور: بكرا هيبان معنا إذا ممكن تخرجي ولا لا ، بس بشرط تلتزمي بالدواء ومش عايز اي انفعالات
دخلت ممرضه بتدور والدكتور
الممرضه: سلامتك يا مدام سعاد ، ممكن يا دكتور شوية
الدكتور: في ايه يا سهام
الممرضه: حضرتك الشاب اللي لاقوه على الطريق ، حالته حرجة جدا ولازم تيجي تشوفه