الجزء الأول
وصل عاصم مطار القاهرة الصبح.. خد عربيته اللي كانت مركونة في جراج المطار..
خرج وطلع علي طريق مصر اسكندرية الصحراوي في اتجاهه لإسكندرية..
ما راحش علي الشقة.. طلع علي المقابر.. راح مدافن عائلة حمد..
مشيرة مدفونة هناك.. الحاج صالح دفنها في مدافن عائلته هي و عمته جيهان.. فتح المدفن و دخل..
دي اول مرة عاصم يزور قبر مشيرة من ساعة وفاتها..
قرأ الفاتحة لمشيرة وعمته جيهان.. مشيرة واقفة جنبه وعلي وشها ابتسامتها الرقيقة الجميلة وسط دموعها اللي بتلمع في عينيها..
عاصم: حقك جزء منه رجع، وهجيبلك باقي حقك.. انا بدأت ومفيش حاجة هتقف في طريقي، انتقامي بدأ وهيكون نار تاخد في وشها كل حاجة، حتي لو هموت بيها في الآخر مش مهم.. المهم انهم يموتوا معايا.. لازم يتحرقوا بناري زي ما حرقوا قلبي عليكي.. دا وعد مني ليكي.. هيموتوا كلهم وهجيبلك حقك.. انتقام الجيوشي بدأ.
مشيرة: ابقي زورني يا عاصم.. انا جنبك علي طول.. بس زورني.
عاصم: (دموعه بتنزل) انا مش هزورك انا هجيلك، استنيني مش هتأخر.
مشيرة: هستناك.
لف عاصم وخرج من المدفن.. وخد طريقة للقاهرة تاني..
انتقام الجيوشي بدأ ومفيش حاجة هتقف في طريقه.. طوفان نار جاي هيحرق الكل..
وصل عاصم القاهرة وقبل ما يدخل الفيلا كلم نور يطّمن عليها.. ونور ردت مع اول رنة..
نور: عاصم عامل ايه، حصل ايه هناك، الدنيا مقلوبة عندك، الاخبار بتقول ان في عمليات ارهابية بتحصل في لندن، تفجيرات وضرب نار، منطقة منهم قريبة منك (شقة يسري الاساسية)، والتانية كانت بعيد.
عاصم: اهدي يا نور.. اهدي، انا بتصل بيكي عشان اعرفك إني وصلت مصر.
نور: بجد.. امتي؟ انت فين دلوقتي؟
عاصم: انا داخل الفيلا اهو.
نور: طب انا جاية حالاً.
عاصم: تيجي فين يا مجنونة، انا هدخل انام ونتقابل بكره.
نور: تنام ايه احنا العصر، انا مش ههدي ولا هعرف اعمل حاجة غير لما اشوفك.
عاصم: عشان خاطري يا نور سيبيني ارتاح شوية ونتقابل بالليل.
نور: خلاص ارتاحلك ساعتين كده ونتقابل.
عاصم: يا بنتي اهمدي، ساعتين ايه، انا جسمي كله مكسر.
نور: مليش فيه، ولا اقولك نام براحتك ولما تصحي كلمني.
عاصم: تمام.. يلا سلام.
نور: سلام.
دخل عاصم الفيلا ركن، هو عارف ان جمال و عواطف مش موجودين.. اجازة لحد ما يرجع..
اتصل بجمال عرفه انه رجع، وجمال قال انه هيكون عنده الصبح تاني يوم..
دخل عاصم اوضته خد شاور وخرج نام..
محسش بالوقت عدي قد ايه.. هو صحي علي صوت جرس الفون والباب بيرنوا كتير اوي..
بص علي الفون اللي سكت كانت نور..
قام لبس ونزل يفتح الباب..
فتح الباب ولقي في وشه فواز وفادي وخالد.. ووراهم كريم و ريهام و نور.. وحراسة فواز منتشرة في الجنينة..
دخلوا كلهم وقعدوا..
عاصم: تشربوا ايه، انا هعمل نسكافيه لنفسي حد يشرب معايا.
فواز: (بعصبية) احنا مش جايين نتضايف، انا عايز افهم ايه اللي حصل هناك.
عاصم: (بملامح حجرية) انا هشرب نسكافية حد هيشرب معايا.
خالد: (بيهدي الجو) نور وريهام يعملوا لينا قهوة او نسكافيه.. قوموا يا بنات.
البنات فهمت انهم بيتوزعوا.. بس اضطروا يقوموا..
فادي: مفيش داعي للعصبية يا فواز، عاصم هيفهمنا حصل ايه.
عاصم: حصل ايه في ايه؟
فواز: (بغضب وبصوت عالي) انت هتستهبل.
عاصم عينيه اسودت وملامح الموت ظهرت علي وشه.. ملامح مخيفه ومرعبه..
كريم كان اول مرة يشوف عاصم بالشكل ده، والباقيين كمان اتخضوا.. اتخضوا ايه دول كانوا بيموتوا..
حسوا بضغط رهيب علي عقولهم.. حسوا بصداع شديد.. حسوا كأنهم بيموتوا..
عاصم مش مدرك هو بيعمل ايه.. لولا ان مشيرة وكانت ملامح القلق علي باينة علي وشها وبتشاور لعاصم انه يسيطر علي اعصابه.. كان ممكن يقتلهم من غير ما ياخد باله..
اول ما خف الضغط.. كانت نور جاية تجري..
نور: في ايه؟ ايه اللي بيحصل يا عاصم؟
فواز: (بعصبية وصوت عالي) انت مستحيل تكون طبيعي، دي مش افعال بني ادم طبيعي، ده شغل سحر وعفاريت.
عاصم: (بعد ما سيطر علي اعصابه) صوتك ما يعلاش في بيتي، وتتكلم بطريقة احسن من دي.
فادي و خالد و كريم واقفين مذهولين من اللي حصل، مش فاهمين عاصم عمل فيهم ايه.. وايه الضغط الرهيب اللي حسوا بيه ده..
سؤال واحد كان في دماغ فادي وخالد وكريم.. هل عاصم معاه جن بجد.. ولا هو ماله.. بيعمل كده ليه و الاهم ازاي..
نور واقفة مش فاهم في ايه هي وريهام اللي خرجت علي الصوت العالي..
فواز: (لسه في حالة الغضب والرعب) انت بتكلمني انا كده؟ انا ادمرك.
عاصم: (بغضب) بردو بتعلي صوتك.
خالد: يا عاصم يا ابني، احنا مش جايين نعمل مشكلة، وفواز مايقصدش يتعصب عليك، بس هو عايز يفهم وكلنا كمان عايزين نفهم
عاصم سكت شوية..
مشيرة ونور في صوت واحد: عاصم في ددمم. (وبيشاوروا علي مناخيرة)
عاصم قام وراح الحمام غسل وشه ورجع قعد معاهم تاني..
كانت نظرات القلق علي وشوش الكل بأسباب مختلفة..
نور وكريم و ريهام قلقانين علي عاصم، فواز وفادي وخالد قلقانين منه..
عاصم: (بعد ما هدي وسيطر علي أعصابه) عايزين تعرفوا ايه؟
فواز هيرد فادي مسك ايده سكته.. فواز سكت وهو متعصب.. خالد اللي اتكلم..
خالد: يا عاصم يابني، احنا مش بنحقق معاك، احنا عايزين نطمن بس، الأخبار نقلت احداث عنف وتفجيرات وناس ماتت في لندن، احنا كنا عايزين نطمن عليك بس.
عاصم: و انا قدامكم سليم والحمد ***.
فادي: يا عاصم احنا عرفنا ان يسري مات، صحيح الأخبار ما جابتش ده، بس احنا عرفنا بطريقتنا، السؤال هو انت ليك يد في اللي حصل؟
عاصم: انا تابعت الأخبار وعرفت انا كمان، تفتكروا ان واحد يقدر يعمل كل ده، ده أكيد فريق كامل.. عصابة كاملة اللي عملت كده.
فواز: رغم اني متأكد ان ليك يد في الموضوع بس هتفق معاك ان مش واحد اللي عمل كده، لما سألناك انت اللي عملت كده مكناش نقصد عملته بإيدك، نقصد انت اللي أمرت بكده.
عاصم: (ببرود) كان ممكن تسأل بطريقة احسن من كده.
خالد: حقك عليا انا معلش، الموقف وترنا كلنا، يسري مات بطريقة بشعة، وإحنا كلنا كنا هناك ومات بعد ما مشينا بكام ساعة، تفتكر الشرطة مش هتشك فينا، أكيد هيحصل.
تليفون عاصم رن.. كانت ايلين..
ايلين: عاصم انت كويس؟
عاصم: اه كويس يا ايلين، في حاجة؟
ايلين: سكوتلانديارد (مباحث العاصمة) استدعتني عشان حصل هجوم ارهابي، وسبب الاستدعاء عربيتك.
عاصم فتح الاسبيكر..
عاصم: عربيتي انا، انا قولتلك تبلغي انها اتسرقت.
ايلين: حصل.. بلغت انها اتسرقت، ولقوها في في مكان الحادثة.
عاصم: يعني اللي سرق عربيتي عمل بيها الحادثة اللي بيتكلموا عليها؟
ايلين: بالظبط.. في حد عايز يورطك في الموضوع.
عاصم: وانتي عملتي ايه؟
ايلين: ما تقلقش، سكوتلانديارد مقتنعة ان الهجوم اللي حصل مستحيل يكون فردي، أكيد عصابات بتصفي حسابها، عشان كده استبعدوا انك طرف، هما لما ربطوا الموضوع قالوا ان حد سرق العربية المتسجلة بإسمك عشان يخلوا الشبهه بين اتنين مصريين بيصفوا بعض.
عاصم: عظيم.. يعني انا كده مفيش اي مشكلة قانونية عليا؟
ايلين: ما تقلقش، هما طبعاً استغربوا سفرك المفاجي في نفس اليوم، بس انا اقنعتهم انك سافرت عادي مش بتهرب.
عاصم: شكرا يا ايلين تعبتك بجد معايا.
ايلين: ده شغلي ما تقلقش.
خلصت المكالمة وكلهم بيبصوا لعاصم..
عاصم: سمعتوا بنفسكم، اني مليش يد في الموضوع ده، حد تاني اللي عمل كده، اللي حارق دمي ان يسري ما ماتش علي ايدي.
فواز: وانت فاكر اني هصدق كلمة من اللي اتقالت دي.
عاصم: (ملامحه هتبدأ تقلب) تصدق ما تصدقش مش مشكلتي، انا مش مطالب ابرأ نفسي قصادك، شايف ان انا اللي عملتها روح بلغ عني.
فواز كان متأكد ان عاصم ليه يد في لموضوع بس معندوش دليل، فمش عارف يتكلم، و في نفس الوقت خايف من عاصم يحضر الجني بتاعه (ده اللي في دماغه) ويتحول عليهم..
فادي: (اللي كان ساكت اغلب الوقت) اسمعني يا عاصم، موت يسري رغم انه مصلحة كبيرة لينا هيضرنا، مش مصلحة انه مات عشان شغلنا..لأ، مصلحة لأنه كان تهديد لحياتنا، احنا مش هنفرح لموت حد.. احنا مش كده، انا عن نفسي كنت عايز اعرف عشان اطمن عليك، انت ليك *** في رقبتي.. انت انقذت حياتي وحياة أهل بيتي مرتين.
خالد: وانقذني انا كمان، مرة في بيت فادي ومرة في المزرعة، وفواز كمان، كل واحد فينا عاصم انقذه مرة واتنين، يابني احنا مش جايين نحقق معاك او نحاسبك، احنا فعلاً جايين نطمن عليك، عشان لو ليك يد في الموضوع ده نعرف نتصرف، ما تنكرش اننا لينا علاقات واتصالات قوية وهنعرف نحميك.
عاصم: ما تقلقوش، انتوا سمعتوا ايلين بنفسكم، انا مفيش اي خطر عليا، ومش هقول ان لو في اي خطر انا هعرف اتصرف رغم انكم متأكدين من ده، بس انا مقدر اهتمامكم، عموماً تقدروا تطمنوا كلكم.. ننسي الكابوس اللي اسمه يسري ونعيش حياتنا عادي.
نور: (اللي ما اتكلمتش من ساعة ما شافت ددمم عاصم) انا بقول كده بردو.
ريهام: خلاص مات وراح لحاله، نعيش حياتنا من غير خوف بقي.
جرس الباب رن.. عاصم قام يفتح.. واتفاجئ بالنقيب يوسف علي الباب..
عاصم: (بإستغراب حقيقي) يوسف!!! ايه اللي جابك؟ وعرفت البيت منين؟
يوسف: ايه يا عم المقابلة دي؟ هو انا كنت بايت في حضنك؟
عاصم باصص ليوسف وساكت..
يوسف: هتفضل موقفني علي الباب كده؟ طب قوللي اتفضل.. اعزمني علي حاجة اشربها، دا انت صعيدي حتي.. يعني اهل الكرم.
عاصم: ادخل يا يوسف.
يوسف دخل وكانت نور واقفة في الريسبشن بتشوف في ايه.. واتفاجئت بيوسف داخل اللي فرح لما شافها بس لم نفسه بسرعة..
يوسف: آنسة نور انتي هنا؟ مفاجأة حلوة بجد.
نور: (بكسوف) اهلا يوسف.. عامل ايه؟
يوسف: انا بخير، طمنيني عليكي.
عاصم واقف هو مشيرة وشايفين قلوب ودباديب طايرة حوالين الاتنين..
عاصم: نور.
نور انتبهت واتكسفت ووشها إحمر..
مشيرة: ما تسيبها يا عاصم في ايه؟
عاصم: اتفضل يا يوسف.. الجماعة جوة.
يوسف دخل وسلم علي الناس اللي جوا وهما كمان اتفاجئوا بوجوده..
خالد: خير يا يوسف بيه، غريبة انك تيجي تزور عاصم.
يوسف: حضرتك انا كنت بتصل بيك عشان اجي لحضرتك البيت، بس تليفونك كان مقفول، اضطريت اروح البيت والمدام عرفتني ان عاصم رجع وانك هنا.
خالد: كنت جايلي البيت!! ليه في حاجة؟
يوسف: انا عرفت باللي حصل في لندن بعد ما سافرنا، فكنت جاي اطمن علي عاصم منك، بس لما عرفت ان عاصم رجع خدت العنوان وجيت عليه علي طول..
(أي هري وخلاص.. هو كان واخد اللي حصل حجة عشان يروح لخالد ويشوف نور)
عاصم فهم ده من غير حتي ما يقرأ أفكاره.. ونور كمان فهمت وابتسمت بكسوف بس محدش خد باله.. مشيرة بقي اللي كانت واقفة ميتة علي نفسها من الضحك..
خالد وفادي حكوا ليوسف اللي عرفوه واللي سمعوه من ايلين..
يوسف مستغرب ومش بالع الموضوع، بس معندوش دليل.
حتي في حادثة المزرعة هو ما شافش عاصم غير وهو مرمي علي الأرض بين الشجر.. ما شافش عاصم عمل ايه، هو استنتج بس ان عاصم اللي منع الهجوم، انما ما حضرش الأحداث..
يوسف: عموماً يا جماعة انا هتابع مع الداخلية والخارجية كمان لو حصل ووجهوا اتهام لعاصم، رغم اني متأكد ان ايلين محامية شاطرة جداً.
نور كانت عايزة تولع في يوسف.. مشيرة اخدة بالها وجت وقفت جنب نور كأنها بتهديها..
نور فجأة حست بهدوء غريب.. مش فاهمة في ايه وعلامات الاستغراب علي وشها.. عاصم شايف مشيرة واقفة جنب نور وابتسم..
فادي: اعتقد اننا حلينا المشكلة وكلنا فهمنا الوضع، (بيبص لفواز) يا ريت ننسي كلنا اللي حصل وكأنه ما حصلش من أساسه، وبالنسبة لموت يسري وأثره علي السوق، أعتقد يا فواز انك هتقدر تلم السوق وتحكمه، محدش هيتضر او تيجي سيرته في الموضوع.
خالد: كده تمام، نقفل علي الموضوع وننساه، يلا بينا نقوم نشوف اللي ورانا، مصالحنا متعطلة من فترة بسبب الكلب ده.
قام فواز وفادي وخالد..
فادي: هتيجوا معانا يا ولاد ولا هتقعدوا شوية..
كريم: لأ مش هنقعد، احنا هنخرج كلنا (وبيبص لعاصم)..
ريهام: ايوة هنخرج كلنا وهنتصل بإنجي تيجي معانا.
يوسف: (بإحراج) طب هقوم اروح انا.
مشيرة بتبص لنور شوية وشايفه عينيها مع يوسف فبصت لعاصم برجاء..
عاصم: لو مش وراك شغل تعالي اخرج معانا، اهو تغير جو شوية.
يوسف: (بفرحة بيحاول يداريها) مش عايز ابقي تقيل انتوا صحاب مع بعضكم.
عاصم بص بصة سريعة لنور اللي كانت بتبص لعاصم ونفسها يقول ليوسف تعالي.. ورجع بص ليوسف..
عاصم: لأ أبدأً.. انت بقيت من ضمن الفريق كمان.
يوسف: (بفرحة باينة اوي معرفش يداريها) اذا كان كده ماشي.
مشي فواز وفادي وخالد، ريهام وكريم بيكلموا انجي عشان تقابلهم.. يوسف بيتكلم مع نور وهما مبسوطين جداً..عاصم طلع يغير هدومه ومعاه مشيرة..
مشيرة: ايه اللي حصل تحت ده يا عاصم؟
عاصم: صدقيني انا مش فاهم ازاي قربوا لبعض بالسرعة دي.
مشيرة: انتي بتتكلم علي ايه؟
عاصم: (بإستغراب) علي نور ويوسف، اومال انتي بتتكلمي علي ايه؟
مشيرة: علي اللي عملته في فواز وفادي وكريم و خالد.. عاصم انت كنت هتقتلهم، انت كان فاضل كام ثانية عقلك يدمر عقولهم من الضغط اللي عملته عليهم.. انا كنت بنادي عليك واشاورلك وانت مش منتبه ليا نهائي.
عاصم: (إستغرابه بيزيد) بتنادي عليا!!!!!! انتي ما تكلمتيش خالص يا مشيرة، انتي شاورتي مرة واحدة بس، وانا وقفت في لحظتها لما شوفت اشارتك.
مشيرة: لأ يا عاصم انا ناديت عليك كذا مرة وكنت بشاور في نفس الوقت، انت اللي عقلك كان طاقته اعلي من انك تركز معايا، و ده مش كويس يا عاصم، انت لو فقدت السيطرة تاني مش عارفه ايه اللي ممكن يحصل، دا غير ان النزيف عندك بيزيد بشكل مخيف، لازم تروح لدكتور يا عاصم.
عاصم: يا حبيبتي دكتور ايه، ده بس من الارهاق مش أكتر.
مشيرة باصه ليه وساكتة وفي عينيها نظرة عشان خاطري..
عاصم: حاضر يا حبيبتي، هروح لدكتور.
مشيرة: مش بتسكتني وخلاص يا عاصم؟
عاصم: انا عمري كدبت عليكي؟
مشيرة (بإبتسامة) أبداً.
عاصم: خلاص يبقي هيحصل.
مشيرة: ماشي.
نزلوا تحت كان كريم وريهام ونور ويوسف في انتظاره وانجي كانت لسه واصله.. خرجوا كلهم واتقسموا في عربية عاصم ويوسف، عاصم قال لنور تركب معاه كانت هتعترض بس سكتت، كريم وانجي ركبوا مع يوسف ونور وريهام مع عاصم، اتفسحوا وراحوا سينما..
اكتر ناس كانت فرحان بالخروجة دي كان انجي ونور ويوسف.. ومشيرة كمان، انجي عشان كانت مع كريم وجنبه اغلب الوقت، ويوسف ونور ما سابوش بعض، وريهام لاحظت وكانت بتلقح بالكلام بهزار، ومشيرة كانت فرحانة انهم خارجين مع بعض وراحت السنيما..
عاصم وصل ريهام الأول وبعد كده بيوصل نور، ويوسف وصل انجي وبعدها كريم..
عند عاصم ونور..
نور: هو ايه اللي حصل يا عاصم؟
عاصم: حصل ايه بالظبط؟
نور: لما كنا بنعمل القهوة، انا حسيت بخنقة غريبة وريهام كمان، حسينا اننا بنتخنق وفجأة الاحساس ده راح، رغم اني كنت شايفة ريهام عندها نفس الإحساس، بس هو طول عندها، بس في وسط الخنقة دي حسيت اني بهدي فجأة كأن في طاقة غريبة دخلت جوايا بتهديني، والاحساس ده اتكرر لما .......
عاصم: لما يوسف اتكلم علي ايلين وغيرتي عليه منها.
نور: (بعصبية) انا ما غيرتش، ايلين مين دي اللي أغير منها؟ و انا اغير علي يوسف ليه؟ مفيش بيني وبينه حاجة عشان أغير عليه.
عاصم لأول مرة يضحك من سنين.. ضحك بجد.. ضحك من قلبه علي عصببية نور و ردها..
مشيرة كانت بتضحك هي كمان وفرحانة، بتضحك علي الموقف وردود نور وفرحانة لأن بقالها كتيييييييييير ما سمعتش ضحكة عاصم..
مشيرة: وحشتني ضحكتك يا عاصم.
نور: ممكن افهم بتضحك ليه؟
مشيرة: مجنونة.
عاصم: مش قولتلك.
نور: (بتبص وراها) طب ممكن تفهميني انتي بيضحك علي ايه؟
مشيرة اتفاجئت بحركة نور وعاصم اتفاجئ أكتر منها..
نور: انا حاسة بيكي يا مشيرة، صحيح مش شايفاكي، بس حاسة بيكي، وحسيت بيكي مرتين في البيت عند عاصم، مرة لما كنت في المطبخ ساعة ما كنت هتخنق، ومرة لما كان يوسف بيتكلم عن ايلين، حسيت بيكي بتهديني، مش عارفة ازاي بس حسيت بيكي جنبي.، وعارفة ومتأكدة ان احساسي صح.
مشيرة مش عارفة ترد.. وعاصم كمان..
عاصم: (وملامحة قلبت جد) فهميني أكتر يا نور.
نور: مفيش أكتر يا عاصم، انا قولت كل اللي حسيته.
مشيرة: غريبة يا عاصم البنت دي، انا فعلا عملت كده وكنت لسه هتحرك اهدي ريهام، بس قولت ارجعلك بسرعة لما لقيتك مش سامعني وانا بنادي عليك انك توقف اللي بيحصل ساعتها.
عاصم: انا معنديش تفسير لكلامك يا نور، بس من الواضح ان ارتباطك بمشيرة يوم عن يوم بيبقي اقوي.
نور: يعني هيجي يوم و اشوفها؟
عاصم: مش عارف يا نور.. بجد مش عارف
كانوا وصلوا عند بيت نور وكانت عايزاه ينزل معاها بس هو اعتذر.. ورجع البيت ينام..
تاني يوم الصبح
عاصم نايم وشايف مشيرة وبيتكلموا..
هو مش عارف اذا كان حلم ولا لأ.. متفرقش، حقيقة ولا لأ.. بردو ما تفرقش..
مشيرة: عاصم اصحي جمال وعواطف وصلوا، وبيفتحوا الباب الخارجي.
عاصم: حاضر هقوم اهو.
قام عاصم خد شاور و لبس.. كان جمال وعواطف في اوضتهم بيفضوا شنطهم..
نزا وعمل لنفسه النسكافيه البلاك المتين..
مشيرة: عاصم قولنا ايه؟
عاصم: يا مشيرة مش بعرف اشرب أو آكل أي حاجة قبل النسكافية.
مشيرة: في عصير في التلاجة، اشرب كوباية علي الاقل.
عاصم: حاضر.
دخل عليه جمال وعواطف مع بعض.. وبعد السلامات كل واحد فيهم راح يشوف شغله..
بس كانت عواطف بردو بتبص لعاصم نظرة غريبة، مكس بين غضب وهيجان..
مشيرة لاحظت وكانت هتكلم عاصم علي عواطف بنرفزة.. هي مش عارفة هتعمل ايه فيها لسه بس كانت متضايقة منها..
هي فاهمة نظرة عينيها كويس.. هتبقي تتكلم مع عاصم في النقطة دي بعدين..
تليفون عاصم رن.. كانت انجي.. وعاصم كان مستغرب جداً..
انجي: صباح الخير يا عاصم، عامل ايه؟
عاصم: الحمد ***، انتي عاملة ايه بعد خروجة امبارح، مودك بقي احسن؟
انجي: جدا جدا.. صحيح كريم كان قاللي انك نزفت امبارح لما اتعصبت، وانا كلمت بابا علي الموضوع ده، وقاللي اقولك انك تيجي تقابلة في المستشفي، انت عارف ان بابا جراح مخ وأعصاب.
مشيرة: كويس جداً، اهي وفرت عليك انك تدور علي دكتور.
عاصم: (بيبص لمشيرة بغيظ وبيكلم انجي) اه عارف.. تمام يا انجي، هظبط اموري واروح ليه.
مشيرة: أمور ايه اللي تظبطها؟
انجي: تمام يا عاصم، عرفني قبلها بس عشان اعرفه.
عاصم: تمام يا انجي.
انتهت المكالمة ومشيرة باصة لعاصم هي كمان بغيظ..
مشيرة: ممكن افهم امور ايه اللي تظبطها؟
عاصم: يا مشيرة انا اه وعدتك اروح لدكتور، بس مش معني كده ان اروح دلوقتي، انا مش مستعد دلوقتي لحاجة زي كده.
مشيرة: عاصم انت مخبي عليا حاجة؟
عاصم: و ده هيبقي ازاي وانتي جوه دماغي.
مشيرة سكتت ما ردتش بس ملامحها باين عليها القلق..
في الصعيد
جعفر قاعد في مكتبه وجاله تليفون من رقم محجوب..
جعفر: (بحذر) الو.. مين معايا؟
صوت: مش مهم تعرف دلوقتي، انا بس ببلغك ان الباشا مات في لندن، وانا اللي هتابع معاك الشغل دلوقتي،
كل الشغل اللي كان واقف يرجع زي ما كان، كفاية عطلة بقي.
جعفر: ازاي مات؟ وانت مين؟ وانا اعرف منين انك مكانه.
صوت: انا الوزير.. ده اسمي، في علي بابك دلوقتي واحد من رجالتي مع أمانة ليك.
في نفس اللحظة واحد من رجالة جعفر بيبلغه ان في واحد بره عايزة..
الوزير: قوم قابله وخد اللي معاه.
قام جعفر وهو مش فاهم حاجة.. قابل واحد هضبة كده طول بعرض..باب واقف علي رجلين..
المرسال: الوزير باعت لك العلبة دي. (بيمد ايده بعلبة متوسطة الحجم)..
جعفر: (والمكالمة لسه شغالة) وانا ايه اللي يضمنلي انها مش قنبلة.
المرسال ابتسم وهو سامع صوت ضحكة الوزير..
الوزير: افتح الاسبيكر يا جعفر.
جعفر فتح الاسبيكر..
الوزير: افتح العلبة.
المرسال فتح العلبة وكان فيها تليفون كأنه لاسلكي شكله غريب.. (تليفون اتصال بالأقمار الصناعية)..
الوزير: من هنا ورايح اتصالاتنا معاك هتكون عن طريق التليفون ده، مش اي تليفون تاني، والتليفون ده مش بيطلب غير رقمي وبس، مش هيعمل اتصال علي اي رقم تاني، استني مني التعليمات الجديدة..هكلمك علي التليفون الجديد.
قفل في وش جعفر واتصل بيه علي التليفون الجديد.. كان المرسال اتحرك ومشي..
جعفر بيبص للمرسال شوية وللتليفون اللي بيرن في ايده شوية.. بعدها رد..
الوزير: كل ده عشان ترد، ترد مع اول رنة بعد كده، لو نايم تصحي، لو بتعمل ايه تسيبه اللي في ايدك وترد.. فاهم؟
جعفر: فاهم حضرتك.
الوزير: تمام، زي ما قولتلك استني مني تعليمات الشغل الجديدة.. سلام.
جعفر: طب سؤال بس.
الوزير: مش بحب الأسئلة يا جعفر، انا اللي أسأل وبس.
جعفر: معلش مرة ومش هتتكرر.
الوزير: رغم اني مش بحب كلمة معلش، بس عشان دي اول مرة ليك معايا هعديها.. ايه سؤالك؟
جعفر: الباشا مات ازاي؟ يعني مات طبيعي ولا اتقتل ولا مات ازاي؟
الوزير: لآخر مرة هتسأل يا جعفر، انا هرد علي السؤال ده بس، وبعد كده لو سألت عن حاجة ما تخصكش هتموت.. فاهم يا جعفر؟
جعفر: فاهم حضرتك.
الوزير: مش بحب كلمة حضرتك والكلام ده، اسمي الوزير.. تقول حاضر يا وزير.
جعفر: حاضر يا وزير.
الوزير: الباشا اتقتل في لندن.
جعفر: مين اللي....
الوزير: اياك يا جعفر.. اياك تسأل، انا سمحت لك بسؤال واحد وجاوبتك، اياك تفكر تسأل تاني.
جعفر: حاضر حض.... اقصد حاضر يا وزير.
الوزير: كويس يا جعفر بتتعلم بسرعة.. سلام.
جعفر: سلام يا وزير.
جعفر بعد المكالمة قعد يفكر..
مين اللي قتل الباشا؟ ومين الوزير ده كمان؟ شكله اكبر من الباشا، بس هو قال انه الوزير.. يعني ممكن يكون في ملك..
احا.. ايه هو ده، يعني مكانش الباشا هو كبير اللعبة؟ وانا اللي كنت فاكر اني بتعامل مع الكبير وطلع ترس في مكنة كبيرة.. في وزير وممكن يكون في وزرا غيره ومن فوقهم ملك، اللعبة بتكبر.. بس انا كمان هكبر، كنت بتعامل مع الباشا اللي بيتعامل مع الوزير، انا دلوقتي بتعامل مع الوزير علي طول، يعني ممكن اكون انا الباشا دلوقتي.. شكلها هتحلو اوي..
ايه ده.. طب ابن الجيوشي، الباشا مات ومعرفنيش هو عمل ايه او وصل لإيه..
طب اكلم الوزير ولا استني ولا اتحرك لوحدي بعيد عنهم..
لأ.. الناس اللي زي دي ما ينفعش اتحرك من وراهم.. هيعرفوا وممكن يزعلوا ويزعلوني عشان شغلهم..
الحل اني ابعت كام راجل يراقبوا بيت ابن الجيوشي، لو لقوه في البيت يبقي الباشا ما عملش حاجة..
طب نفرض انه كان مرتب لحاجة و مستني الوقت المناسب والناس هتتحرك..
لأ.. لو مرتب لحاجة والناس مستنية الوقت المناسب أكيد الموضوع هيقف عشان مات..
لأ مش هينفع افضل علي اعصابي كده.. انا أكلم الوزير احكي ليه الموضوع وهو يقوللي اتصرف ازاي.
اتصل بالوزير ما ردش.. اتصل تاني ماردش.. اتصل التالتة الوزير رد..
الوزير: (بغضب) اياك يا جعفر ترن كتير، ترن مرة، ارد او ما أردش براحتي، انا ارن عليك ترد من اول مرة مهما كان اللي في ايدك، فاهم يا جعفر.. ماتتكررش تاني.
جعفر: حاضر يا وزير.
الوزير: (بغضب) كنت عايز ايه؟ بتتصل ليه؟
جعفر: كان في موضوع كده كنت طلبته من الباشا اللي يرحمه، مش عارف عمل فيه ايه.
الوزير: (بهدوء) موضوع ايه ده؟
جعفر: كان في حد كنت عايزة يموت، وعشان شغال مع الباشا من زمان وعمري ما قصرت في شغلي، قاللي انه موت الواد ده هيبقي هدية منه ليا.
الوزير: (بغضب وصوت عالي) يعني الشغل اللي اتعطل الفترة اللي فاتت كانت بسببك انت، البيه كان موقف شغلنا عشان خاطرك، البيه بيجاملك بوقتنا وشغلنا، واد مين ده اللي توقفوا شغلنا عشانه.
جعفر: يا وزير انا ما وقفتش شغل، انا مجاش ليا شغل من فترة.
الوزير: (لسه بيزعق) ومين ده بقي اللي كان هيبعتلك راسه هديه؟
جعفر: ابن الجيوشي.
الوزير: (بهدوء فجأة) هو مكانش لسه خلص عليه؟
جعفر: يعني حضرتك عارف الموضوع؟
الوزير: (بخبث) دا سؤال يا جعفر؟
جعفر: لأ لأ مش سؤال، انا مستغرب بس.
الوزير: هههههههههههههههههههههه، بتتعلم بسرعة اوي يا جعفر، اه يا جعفر عارف الموضوع، انت فاكر ان الباشا بتاعك هيتحرك من غير اذني، اه عارف الموضوع كله وهو واخد مني الإذن انه يتعامل مع ابن الجيوشي، بس حظه في رجليه ابن المحظوظة، هههههههههه لسه ليه عمر.
جعفر: (بإستغراب من ردود أفعال الوزير) طب الوضع ايه دلوقتي، اتعامل انا معاه واخلص، ولا استني ولا أعمل ايه يا وزير؟
الوزير: ملكش دعوة بيه نهائي، ركز في الشغل اللي هبعته ليك، لو خلصت كل الشغل اللي هيجيلك من غير تقصير أو غلطة واحدة، انا بنفسي اللي هبعتلك راسه هدية، لو لأ.. هبعت راسك ليه.. فهمتني.
جعفر: تحت امرك يا وزير.
الوزير: (بزعيق) فمهت ولا لأ؟
جعفر: فهمت.. فهمت يا وزير.
الوزير: (بهدوء كأنه مكانش بيزعق من شوية) شاطر.
وقفل السكة في وش جعفر..
جعفر: ايه ابن المجنونة ده، شوية يتعصب ويزعق و في لحظة يبقي هادي ولا كأن في حاجة، شكلي داخل علي ايام سودة، انا هركز في الشغل اللي هيبعته.. دا مجنون يا عم بيتحول في ثانية، وشكلها هيبقي في شغل كتير وتقيل الفترة الجاية..
طب سعد وسليمان هعمل فيهم ايه، دا كل يوم ينطولي ويسألوني.. عملت ايه؟ وايه الاخبار؟ الباشا بتاعك فين؟
ياخي يلعن ابوهم كلهم، مش هينفعوني في حاجة، لولا اني مش عايز افتح العيون عليا كنت خلصت عليهم وعلي نسلهم كله..
عموماً.. انا مش هتحرك من غير أوامر الوزير، لو هما مستعجلين يبقوا يتصرفوا لوحدهم، وانا هعرف الوزير انهم ممكن يتحركوا لوحدهم من ورايا.. عشان ابقي في الأمان.. مضمنش لو اتحركوا من غير ما ابلغه يفتكر اني معاهم وما استأذنتش منه يتحول عليا.. دا مجنون يا عم.
في اسكندرية
الحاجة فاطمة في المدافن بتزور مشيرة..
فاطمة: وحشتيني يا بنيتي، واجعني فراقك يا نني عيني لحد دلوقتي، اااااااااااه.. يا حرقة قلبي عليكي يا بنيتي، سنتين فاتوا ولسه حرقة قلبي عليكي زي ما هي، سنتين فاتوا مش عارفة انساكي، سنتين بداري وجع قلبي ودمعتي قصاد الناس واقول نسيت، تعبت يا بنيتي..تعبت..
نعمة: (خدامة فاطمة) كفاية يا ستي بقي، حرام عليكي نفسك، البكي مش هيرجع اللي راحوا، هي ارتاحت ومش هترضالك اللي بتعمليه في نفسك ده.
فاطمة: سيبيني يا نعمة في حالي، سيبيني اشكيلها وجع القلب اللي مش عايز يطيب من ساعة فراقها.
نعمة: يا ستي و**** حرام اللي بتعمليه في نفسك ده، من يوم ما ماتت وانت صحتك ضعفت، لا بتاكلي كويس ولا بتنامي كويس، ولما بتكوني لوحدك دايما دمعتك نازلة، انا مش هستني لما يجرالك حاجة، انا هقول للحاج يشوف صرفة معاكي.
فاطمة: اياكي يا نعمة، اياكي الحاج يعرف حاجة.
نعمة: وانا مش هستني لما يجرالك حاجة يا ستي.
فاطمة: (بتمسك اعصابها) انا قولتلك اياكي يا نعمة الحاج يعرف.. فاهمة.
صالح: وانتي فاكرة اني مش عارف يا فاطمة.
الاتنين بيتخضوا من دخول صالح المدفن عليهم..
صالح: (بيكمل) انا عارف ان كل شهر بتيجي هنا يا حاجة، صحيح بتخرجي من غير اذني، بس انا مسامح فيها دي، أكيد مش همنعك تزوريها، بس حرام عليكي نفسك وصحتك يا فاطمة.
فاطمة: (اتفتحت في العياط تاني) وحشتني اوي يا حاج، وجعتني اوي بفراقها، يشهد **** ان لو كان عندي بنت ما كانت هتبقي في غلاوتها.
صالح: وجعتنا كلنا يا فاطمة مش لوحدك، ** يرحمها، و اهو ** عوضك بـ ليل، هي كمان بتحبك يا فاطمة.
فاطمة: عارفة يا حاج، بس مش زي مشيرة.. مفيش زي مشيرة، ليل هتبقي مراة ابني وليها غلاوتها، بس مشيرة من اول مرة شوفتها وهي جوة قلبي يا حاج، ولما ماتت ...
ومقدرتش تكمل ودموعها بتنزل أكتر..
صالح: حاسس بيكي يا حاجة وفاهمك، انا كمان كنت بعتبرها بنتي، لسه فاكرها وهي بتضحك ولسه فاكرها وهي في فرحها بفستانها، وفاكر لما خلتني ابقي وكيلها.
كات دمعه هتفلت من عينه بس مسك أعصابه وبص حواليه..
صالح: انتي اخر مرة جيتي هنا امتي يا حاجة؟
فاطمة: بتبص حواليها (وانتبهت) من شهر يا حاج ما انت عارف.
صالح: طب ازاي؟ في ورد والمدفن مكنوس.. كأن في حد جه هنا قريب.
نادي علي السواق يجيب الحارس بتاع المدافن..
الحارس: أأمرني يا حاج.
صالح: مين اللي دخل المدفن قريب؟
الحارس: امبارح الصبح يا حاج في واحد جه وسألني علي المدفن بتاع حضرتك، شاورت له عليه، سألني مقفول ولا مفتوح وعرفته انه مقفول، قاللي اني أكيد معايا مفتاح احتياطي، انا استغربت وقلقت منه يا حاج وكنت هقول لأ مش معايا، بس لحد دلوقتي انا معرفش ازاي فتحت له المدفن، و**** يا حاج ما اخدت منه فلوس ولا حاجة، بس عينيه يا حاج.. عينيه ما تعرفش تقول ليها لأ أبداً.
صالح فهم ان الكلام علي عاصم..
صالح: شاب طويل.. طولي كده او اطول شوية..جسمه قوي، عينيه سوده بشعر ناعم، وشه فيه هيبه.. صح؟
الحارس: ايوة يا حاج بالظبط انت تعرفه؟
صالح: و عمل ايه؟
الحارس: كان غريب يا حاج، كان معاه ورد وكنس المدفن بنفسه، ووقف قرأ الفاتحة وكان بيكلم نفسه كأنه بيكلم حد، وبعد كده ركب عربيته ومشي.
فاطمة: عاصم يا حاج، ده عاصم.. صح؟
صالح: ايوة يا حاجة هو، (بيكلم الحارس) انت شوفته قبل كده؟ جه هنا قبل كده؟
الحارس: لأ يا حاج.. دي اول مرة اشوفه.
صالح: لو شوفته تاني، تكلمني علي طول في اي وقت.. فاهم في أي وقت أول ما تشوفه تتصل بيا.
الحارس: حاضر يا حاج.. هيحصل.
صالح: يلا يا فاطمة.
فاطمة: سيبني شوية يا حاج.
صالح: لأ يا فاطمة، اياكي تكوني فاهمة اني مش عارف حالك بيبقي ازاي لما بترجعي من هنا كل مرة.
فاطمة: سيبني اتونس بيها شوية يا حاج.
صالح: يلا يا فاطمة، وهنيجي نزورها تاني قريب.
خرجوا من المدفن ورجعوا البيت..
عند الوزير
قاعد في اجتماع..
ترابيزة 5 كراسي.. اربعة قصاد بعض اتنين و اتنين، وكرسي علي راس الترابيزة، قاعد عليهم 3 والكرسي الخامس اللي علي راس الترابيزة فاضي..
التلاتة الموجودين كلهم وزراء.. دي رتبتهم في المجلس ده.. الاضاءة ضعيفة بس شايفين بعض.. الكرسي الخامس اللي علي راس الترابيزة في الضلمة..
دخل عليهم واحد.. شايفين جسمه بيتحرك بس من الإضاءة الضعيفة مش شايفين وشه..
دخل وقعد علي الكرسي الخامس اللي علي راس الترابيزة.. وفضل ساكت..
اللي يبص علي المنظر من بعيد يقول ان في 3 قاعدين بس وبيتكلموا.. مش هياخد باله ان في واحد كمان قاعد..
اللي قاعد علي راس الترابيزة بينادوه بالملك وهما الوزراء بتوعه..
الوزير بتاعنا اللي كان بيكلم جعفر هنسمية وزير1 والباقي بالأرقام وزير2 و وزير3..
وزير2: احنا محتاجين وزير جديد مكان اللي مات ومحتاجين طابية جديدة بدل اللي مات في لندن (يقصد الباشا).
الملك: فيل الوزير4 هيترقي مكانه بعد ما يعدي الاختبارات المعتادة، وزير1 بيقوم بأعمال الوزير4 اللي مات لحد ما يجي الوزير الجديد ويستلم منه، بالنسبة للطابية ده ترشيحه في ايد الوزير بتاعه..وزير1.
وزير1: (الوزير بتاعنا) انا ماسك الملفين ومسيطر عليهم لحد ما جلالتك تختار وزير جديد، بدأت في إستكمال اعمال الوزير الراحل، الطابية اللي مات عندي بديل ليه وجاهز هيدخل الاختبارات ونشوف.
وزير3: مش كتير عليه ملفين جلالتك؟
الملك: ...................
وزير3: انا اسف جلالتك مقصدش.
الملك: الملفات هتفضل علي توزيعها اللي قولته، وزير1 معاه ملف الاثار وملف السلاح مكان وزير4، وزير2 معاه ملف المخدرات، وزير3 معاه ملف تجارة الأعضاء وتجارة الرقيق..
كل واحد فيكم يشدد علي الفيل والحصان والطابية اللي معاه، عايز تركيز كبير الفترة الجاية..
عندنا وزير4 مات بس ده لأسباب طبيعية مفيش فيها شبهه بس اعترف اني زعلت عليه لأنه كان كفء، وعندنا طابية وزير4 اتقتلت ومش عارفين اللي عملها لحد دلوقتي، دا غير الفيل بتاع وزير2 اللي اتسجن من سنتين واضطرينا نقتله ونبدله بفيل جديد، وكنا خسرنا حصان وزير3 لما مراتة قتلته..ههههههههههههههه..بعد ملفه الهايل في شغله ومجنن الانتربول معاه..مراته تسمه هههههههههههههههه.
كلهم بيضحكوا..
الملك خبط علي الترابيزة بعنف.. كلهم سكتوا
الملك: انا مش ناسي انكم معرفتوش تجيبوا اللي سلم فيل وزير2 للحكومة، كلكم مسئولين قصادي تعرفوني مين اللي عملها، وهيزيد عليها دلوقتي مين اللي قتل طابية وزير4.. عايز اعرفهم بسرعة.. لو عايزين نفضل علي القمة لازم نكون مسابقين دايما بخطوات مش خطوة.. لازم نعرف كل حاجة عن اي حاجة.. مفيش حاجة اسمها مش عارفين.
الوزراء: أوامرك جلالتك.
الملك: الاجتماع انتهي.
نرجع لعاصم..
عاصم بعد مكالمة انجي كان بيفكر في الموضوع انه يقابل ابوها، ومشيرة بتحاول تقنعه انه يسرع المقابلة دي وتكون في اقرب وقت..
بس عاصم نقل تفكيره فجأة من موضوع انجي وابوها وسرح بتفكيره في سعد السباعي..
حتي ان مشيرة سكتت لحظة كده بتستوعب النقلة..
عاصم مش ناسي ان سعد بعت رجالة تهجم عليه في الفيلا وتبان محاولة سرقة وتسببت في موته..
وهو متأكد ان الراجل اللي فضل حي ومات في المستشفي مات مقتول..
وسعد مش هيتحرك من غير جعفر وسليمان.. ثلاثي الأوساخ..
بس من اللي فهمه من جوه دماغ فواز لما اتكلم عنهم عرف ان جعفر ذكي جداً مش هيعمل حركة متسرعة زي دي..
يبقي سعد اتحرك لوحدة..
وطالما عملها مرة من وراهم ممكن يعملها تاني.. يبقي لازم يبقي اول واحد يزيحه من الطريق..
التعامل مع جعفر وسليمان هيبقي فيه ذكاء وهدوء ممكن يوصل للبرود.. وهتاخد وقتها براحتها..
انما عصبية سعد وتسرعه ممكن تعمل مشاكل..
قطع تفكيره حركة عواطف في الليفنج بتنضف وبتشوف شغلها وهي لابسه جلابية ضيقة عليها مجسمة جسمها، وبتحاول تلفت نظر عاصم ليها.. وبتبص في الخباثة كده اذا كان عاصم بيبص عليها ولا لأ..
مشيرة: الست دي لازم تمشي من هنا.. ان مش طايقاها يا عاصم.
عاصم: كان ممكن من كام شهر فاتوا تقلقي يا قلب عاصم.. إنما دلوقتي لأ.. دي لو قلعت ملط مش هبص ليها..
مشيرة: انت قليل الأدب.
عاصم: (بإبتسامة) كنت يا قلبي.. دلوقتي انا رجعتلك تاني.. انتهت الفترة دي بلا رجعة ماتقلقيش.
مشيرة: بس انا بردو مش طايقاها.
عاصم: سيبيها تاكل في بعضها، ولا هتهز مني شعره.
مشيرة: انا خايفة انها تتبلي عليك وتلبسك مصيبة.
عاصم: قبل ما تاخد اي خطوة هنعرف.. صح ولا لأ؟
مشيرة: (بإبتسامة) صح.. طب ماتيجي نخرج شوية، انا وحشاني نور عايزة اشوفها.
عاصم: طب انا هروح لها بسبب ايه؟
مشيرة: وانت تروح ليها ليه؟ ما تتصل بيها وتنزلوا تتقابلوا.
عاصم: طب ما بدل الصداع اللي هي بتعمله، ما تيجي نخرج انا وانتي لوحدنا.
مشيرة: معنديش مشكلة.
قاطعهم صوت جرس الباب..
راحت عواطف تفتح وكانت نور و ريهام..
نور داخلة تجري علي عاصم وريهام جابت عواطف من فوق لتحت بسرعة.. وعجبتها.. ودخلت ورا نور..
عاصم قام يستقبلهم.. بس نور جريت عليه وحضنته..وتبص علي الكرسي اللي جنب عاصم..
نور: وحشتوني انتوا الاتنين.
مشيرة وعاصم ابتسموا.. خلاص اتعودوا علي جنان نور واتعودوا انها بتحس بوجود مشيرة..
مشيرة: وانتي كمان وحشتيني.
ريهام: (بإستغراب) مين الاتنين؟
عاصم: (بيبص لنور بعتاب) هي دايما محسساني اني بشخصيتين، واحد طيب وهادي والتاني هرقليز، عشان كده بتقول وحشتوني انتوا الاتنين.
ريهام: هي بصراحة عندها حق يا عاصم، انا كمان بحس كده احياناً.
عاصم: (بإبتسامة) محسسني اني عندي انفصام في الشخصية.
ريهام: لا انفصام ولا حاجة، يعني مين فينا اللي تحس انه عاقل.
عاصم: كمان بقيت مجنون.
كلهم ضحكوا..
عاصم: ايه اللي جابكم بقي.
ريهام: قوللي الاول يا نمس، ايه الخدامة اللي عندك دي، وايه اللي لبساه ده، دا الجلابية هتفرقع من عليها.
نور انتبهت وبصت لعواطف اللي كانت جاية وجايبة عصير.. وبصتلها بتركيز و رافعة حاجب.. وعواطف خدت بالها بس قافلة بوقها..
عواطف وطت تحط العصير ونص بزازها بان كانوا هيطلعوا من الجلابية..
نور: هو ما ينفعش تلبسي حاجة محترمة عن كده.
ريهام: (بدهشة وذهول) نور.. بتقولي ايه.
عواطف: (برفعة حاجب) حضرتك دي لبس الشغل، و سي عاصم ما علقش علي كده.
نور: وانا بقولك غيري اللبس ده والبسي حاجة محترمة، دا انتي كأنك عريانة.
عواطف: بس صاحب البيت ما أمرش بكده.
نور: مستحيل يكون قال لك تعملي كده (بصت لعاصم بغضب) انت اللي قولتلها تلبس كده.
مشيرة واقفة مبسوطة من موقف نور عشان متغاظة من رد عواطف..
ريهام: يا نور ملناش دعوة.
نور: (صوتها بيعلي) انا اخته يعني ست البيت ده واللي اقوله يمشي.
مشيرة واقفة وراها بتصقف ومبسوطة جداً..
عواطف: (بإسغراب علي تريأة) ست البيت. وبتبص لعاصم..
ريهام واقفة مش عارفة تنطق من كلام نور ومستغربة سكوت عاصم..
عاصم: كلام نور يمشي يا عواطف.
عواطف: (بتحاول تتدلع) بس يا سي عاصم...
نور: (بتقاطعها) مفيش بس كلميني انا، يا تغيري القرف اللي انتي لبساه.. يا تمشي واجيب غيرك دلوقتي.
عواطف: اللي تأمري بيه.
نور: تروحي تغيري دلوقتي، وتلبسي حاجة محترمة بدل القرف ده، وتعملي حسابك اني هاجي في اي لحظة ليل او نهار، ولو شوفتك كده تاني هطردك.. فاهمة.
عواطف: حاضر.
نور: امشي.
مشيت عواطف وقعدوا التلاتة ونور بتبص لعاصم لقت ملامحة حجر وعينيه سوادها بيزيد بس ببطئ..
تحس انه عايز يتنرفز عليها وماسك نفسه او في حاجة بتمنعه او مشيرة بتمنعه بمعني اصح..
مشيرة: عارف يا عاصم لو اتعصبت علي البنت.. هزعل منك بجد.
نور: يا عاصم انا اسفه.. ما تزعلش مني، بس انا مش مستريحة للست دي.
ريهام: بص يا عاصم رغم ان عارفة ان نور غلطانة في رد فعلها، بس هي معاها حق، الست دي شمال.
عاصم: انتوا اخواتي.. بس مفيش صوت يعلي وانا واقف تاني.. فاهمين؟
البنات: فاهمين.
تليفون ريهام رن وقامت بعدت عنهم ترد..
نور: انا عارفة اني غلطت لما عليت صوتي وانت واقف، بس انا حسيت اني مش لوحدي المخنوقة منها، مشيرة كمان مخنوقة منها، انا حسيت بيها، ولما عملت كده حسيت انها مبسوطة.
مشيرة: جداً.
عاصم: (بيبص لمشيرة اللي واقفة جنب نور) جاتلك علي مزاجك.
نور ومشيرة ابتسموا ابتسامة طفولية..
نور: هي واقفة جنبي.. صح؟
عاصم: ايوة.
نور: مش واخد بالك ان بقالنا كام مرة لما بكون موجود بتكون جنبي انا مش جنبك انت؟
مشيرة وعاصم خدوا بالهم من الحتة دي..
مشيرة: (بإبتسامة) تصدق عندها حق.
عاصم: (للإتنين) خدت بالي.. المهم ايه اللي جابكم دلوقتي؟
نور: أبداً.. الأجازة مملة، ومفيش حاجة تتعمل ومش هنقعد في البيت طول اليوم.. فكلمت انجي وريهام وكريم نتجمع عندك، ريهام كانت جايه عليا اصلاً، جبتها وجيت وكريم هيفوت علي انجي ويجوا..
عاصم: طب ما هنبقي قاعدين في البيت بردو.
نور: لأ هتفرق لما نكون مع بعض، شوية ضحك وهزار وممكن نلعب اي حاجة، ممكن نخرج نسهر شوية.. كده يعني.
مشيرة ونور: (في صوت واحد) بدل ما انت قاعد لوحدك زي قرد قطع كده.
عاصم باصص للإتنين بإستغراب..
مشيرة بتضحك من قلبها.. ونور مكسوفة انها قالت كده..
عواطف رجعت بعد ما غيرت ولبست حاجة اوسع وكويسة..
عواطف: كده كويس يا هانم؟
نور ومشيرة بيبصوا ليها بتركيز..
نور: كده تمام، يا ريت تحافظي علي كده.. اتفضلي كملي شغلك.
مشيرة: عايزه احضنها البت دي يا عاصم.
عاصم: اشبعي بيها.
مشيرة بتضحك..
نور: مين دي؟
عاصم: لأ اهمدوا انتوا الاتنين انا مش هشتغل مترجم ما بينكم، انا كده اتجنن حقيقي.
نور: (بتغيظ عاصم بحركات *****) مش محتاجة مترجم علي فكرة، انا عارفة اني ها يجي يوم واشوفها واسمعها، و انا وهي هنتكلم مع بعض لوحدنا من غير عزول (وبتطلعله لسانها)
مشيرة هتموت من كتر الضحك..
ريهام رجعت بعد ما خلصت مكالمتها.. جرس الباب رن وكان كريم وانجي وصلوا..
قعدوا يهزروا ويرغوا ويضحكوا.. شوية وعواطف قالت ان الغدا جاهز.. قاموا اتغدوا مع بعض.. وخلصوا ورجعوا الليفنج يقعدوا مع بعض..
كريم: هنفضل قاعدين باقي اليوم هنا ولا هنخرج ولا الخطة ايه؟
عاصم: اتفقوا وانا معاكم..
ريهام: قبل اي حاجة.. عيد ميلاد شيماء قرب، هيبقي الأسبوع الجاي.. وهي أكيد هتعمل حفلة زي كل سنة، هنروح ولا مش هنروح.
كلهم سكتوا وبيفكروا..
عاصم اللي رد..
عاصم: انا من رأيي انكم تروحوا.. هي خلافها معايا انا وانتوا خدتم موقف عنيف، روحوا وهاتو هدية شيك وصالحوها.
نور: انت بتقول ايه يا عاصم، انا اللي ما يقبلش اخويا ما اقبلوش.
انجي: بس عاصم معاه حق، احنا كان ممكن نحل الموقف بصورة ابسط من اللي حصل.. انا موافقة علي كلام عاصم وهروح.
ريهام: انا كمان موافقة علي كلام عاصم وهروح.
كريم: انا ما تفرقش معايا اصلاً، بس مفيش مشكلة اني اروح.
نور: انا مش هروح.. لو انت هتروح يا عاصم انا هاجي معاك، غير كده لأ.
عاصم ساكت.. وكلهم باصين ليه..
مشيرة: انا شايفة انك تروح يا عاصم، شيماء دي من اللي فهمته انها بنت مساعد وزير الداخلية، و ده ممكن يفيدنا كتير.
عاصم: انا ما ينفعش اروح، مش عايز اكبر المشكلة.. هي عندها مشكلة معايا وانا معنديش استعداد ابذل اي مجهود ان اصلح صورتي عندها لأنها ما تفرقش عندي.. بس انتوا تروحوا عادي.. اللي عايز يروح يروح.. انا مش بجبركم.. انا بقول انه رأي مش أكتر.
نور: هو مش هيبقي الأسبوع الجاي.. خلاص لسه قدامنا وقت.
انجي: طب نتفق من دلوقتي عشان ما نرجعش نتكلم في الموضوع تاني وتتضايقي.
نور: لأ مش هتضايق، انتوا التلاتة هتروحوا عادي، (وبعصبية *****) بس لو عاملتكم وحش تعرفوني وانا هديها علي دماغها.
كلهم ضحكوا وعاصم ابتسم.. حتي مشيرة ضحكت اوي..
كلهم عارفين انها بوق بس مجنونة وتعملها..
كريم: يا جماعة طب احنا مش المفروض نستني تعزمنا ولا هنحضر مع نفسنا.
عاصم: هي كل سنة بتعزمكم ولا ايه الترتيب اللي بيحصل؟
انجي: لأ كل سنة بتعزمنا.. لأننا بنبقي في الأجازة.
عاصم: خلاص.. تستنوا وتشوفوا هتعزمكوا أصلا ولا لأ.
ريهام: دي تبقي ندلة حقيقي لو ما عزمتناش.
عاصم: لأ هتعزمكم.. وهتبلغكم تعزموني كمان.
كريم: ومنين الثقة دي بقي؟
عاصم: صدقني ده اللي هيحصل، وحاجات تانية كمان.
نور: حاجات ايه يا عاصم، ما انت مش تبقي عارف ان في حاجة هتحصل وتسيبهم يروحوا لوحدهم وانت مش معاهم.
مشيرة: عندها حق يا عاصم.
ريهام: تقصد ايه يا عاصم؟
عاصم: اهدوا، انتوا مش رايحين تحاربوا، كل اللي هيحصل لو عزمتكم انكم لما تروحوا هتستقبلكم ببرود ومش هتقف معاكم بعدها لحظة، وهتـطنشكم طول الحفلة.
ريهام: نعم.. واحنا رايحين نهزأ نفسنا ولا إيه، ما لو احنا متأكدين إن ده هيحصل.. يبقي ما نروحش من أصله.
انجي: عندك حق يا ريهام، يبقي بلاش الصداع من الاول.
كريم: بقولكم ايه تعالوا نعمل اي حاجة ونفكنا من الحوار ده، تعالوا نلعب لعبة الصراحة.
كلهم وافقوا وعاصم بعد محايلة من نور وضغط من مشيرة وافق..
ريهام: طب هنلعبها ازاي؟
كريم: انا معايا زهر، كل واحد هيختار رقم، اللي هيطلع صح يسأل ويختار اللي يسألة، واللي هيتسأل ملوش انه يهرب من السؤال لازم يجاوب، ولو محدش طلع الرقم اللي اختاره صح نعيد اللعب.. متفقين؟
كلهم: تمام.
طلع كريم الزهر واتفقوا علي الارقام.. و رمي كريم الزهر وانجي اللي كسبت اول دور..
كريم: هتسألي مين يا انجي؟
انجي: انا عندي اسئلة كتير ليكم كلكم.. مش عارفة ابدأ بمين.
كريم: يا ستي اعملي حادي بادي.. ههههههههههه.
وضحكوا كلهم..
انجي: طب انا هسأل نور، انا كنت عايزة اسأل عاصم، بس اكيد السؤال اللي كنت هسأله ليه في حد فيكم هيسألة.
نور: ماشي إسألي.
انجي: من غير زعل ومن غير هروب..في حاجة بينك وبين يوسف الظابط؟
نور: (وشها إحمر) لأ مفيش بيني وبينه حاجة، ممكن يكون إعجاب بس انما من ناحيته.. انا معرفش.
انجي: طب..
كريم: لأ هو سؤال واحد.
رموا الزهر تاني.. وكسب كريم..
كريم: هسأل عاصم.. انت سيبت كلية طب وقولتلنا عشان حصلت مشكلة، وقولت مش حابب اتكلم فيها، بس الكلام ده كان من مدة كنا لسه ما نعرفش بعض اوي، بس دلوقتي اعتقد انك واثق فينا أكتر.. ممكن اعرف السبب؟
انجي: اهو السؤال ده كنت هسأله ليك يا عاصم، بس كنت متأكده ان كريم هيسألة هو كمان..
عاصم ونور وبصوا لبعض.. هما فاههمين ان انجي معجبة بكريم..
عاصم سكت شوية وبص لمشيرة اللي كانت ملامح الحيرة باينة علي وشها مش عارفة يجاوب ولا ما يجاوبش..
كلهم فاكرين ان عاصم اتضايق او بيفكر يرد ازاي..
نور كانت باصة ناحية المكان اللي فيه مشيرة.. بتحاول تحس هي بتقول ايه لعاصم..
عاصم: بعد وفاة مشيرة انا دخلت في غيبوبة قعدت فيها 7 شهور، بعد ما فوقت بيومين قابلت زميلة قديمة ليا وطلبت تقعد معايا نتكلم، قعدنا في ديسكو وشربنا ودي كانت اول مرة اشرب، طبعا انا بعدها محستش بحاجة، تقريبا حاولت تروحني ووقفنا في لجنة واتقبض عليا، هي سابتني ومشيت.
نور: سابتك ازاي يعني؟
عاصم: ابوها كان عضو مجلس الشعب وخافت علي اسمه.. الظابط حطها بين اختيارين يا تفضل معايا ويتعمل لينا احنا الاتنين محضر فعل فاضح ومحضر سكر.. يا تسيبني وتمشي، هي خافت علي نفسها وسابتني ومشيت.
نور: يعني خليتك تشرب وسلمتك للشرطة.. دي قاصدة بقي؟
عاصم: لأ ما تقصدش.. انا متأكد، هي بس قالت يلا نفسي، المهم.. بعد ما اتقبض عليا واتعملي محضر سكر واترحلت علي النيابة، المحضر وقف هناك، وكيل النيابة كان شخصية محترمة وقدر الموقف والظروف، وافرج عني ودفعت غرامة بس.
كريم: طب سيبت الكلية ازاي بردو؟
عاصم: حد بعت المحضر للكلية، وطبعا طلعت قرار فصل.
ريهام: حد مين؟
عاصم: انا لحد اللحظة دي معرفش مين بعت صورة المحضر اللي اتعمل لإدارة الكلية.
كريم: طب مش يمكن..
عاصم: كفاية يا كريم المفروض سؤال واحد.
كريم: ماشي.
رموا الزهر تاني وريهام كسبت..
ريهام: هسأل عاصم.. مفيش واحدة كده ولا كده عجبتك او ميال ليها يعني، انت شاب من عائلة كبيرة وغني، يعني ممكن تتجوز تاني عادي.
مشيرة ملامح وشها قلبت بس وبصت لعاصم، بس وعينيها رايحة لعاصم قابلت عيون نور.. للحظة حست ان نور شايفاها، بس إتأكدت ان نور بتبص علي الفراغ مش أكتر.. مش شايفاها..
نور: ممكن أرد انا علي السؤال ده يا عاصم.
عاصم مبتسم من رد فعل نور.. هز رأسه بمعني موافق..
ريهام: وهي ترد ليه يا عاصم؟
نور: عشان عارفة عاصم هيرد يقول ايه.
ريهام: ماشي.. ردي.
نور: مفيش واحدة هتملي عين عاصم بعد مشيرة، انا عارفة ده، انا لما بتخيل جمال مشيرة بقول لنفسي عنده حق، مفيش واحدة في جمالها، ده لو هنبص للجمال، ولو علي الحب، مفيش واحدة حبت او هتحب عاصم اد مشيرة..
سرحت لحظة وهي باصة للفراغ وبتتخيل ان مشيرة واقفة باصة ليها (وفعلاً مشيرة كانت واقفة في الزاوية دي).. نور إبتسمت.. ورجعت تكمل..
نور: صدقيني يا ريهام.. مفيش واحدة في جمال وطيبة وحنية مشيرة، ومفيش واحدة هتحب عاصم أدها.
ريهام: لما بتتكلمي بالشكل ده بتحسسيني انك تعرفيها، قابلتوا بعض وكنتوا اصحاب.. واصحاب اوي كمان.
نور: انت عارفة ان ده ما حصلش، بس انا بتخيل مشيرة في خيالي، وعارفة ان وصفها اللي في خيالي صح، مستنية بس في مرة عاصم يخليني اشوف صورة ليها.. وهتأكد.
ريهام بتبص لعاصم..
عاصم: كل كلمة قالتها نور صح.. انا نصيبي من الدنيا في الحب كان مشيرة، وخدت نصيبي بالكامل.. يلا نكمل.
كريم رمي الزهر وعاصم كسب..
عاصم: هسأل كريم.. افترض ان في بنت بتحبك و....
كريم: (بلهفة) مين دي؟
عاصم: يا بني اصبر اكمل كلامي.. انا بقول افترض ان في بنت بتحبك وانت مش واخد بالك منها و مش حاسس بيها، تنصحها بإيه عشان تلفت انتباهك؟
كريم تنح لعاصم شوية مش فاهم يقصد إيه بالسؤال ده..
ريهام كمان مش فاهمة عاصم يقصد إيه..
نور فاهمة ان عاصم بيساعد انجي، وبصت في الارض عشان لو بصوا في وشها هيعرفوا انها فاهمة والبنات مش هتسيبها..
انجي بقي اللي كانت متفاجئة بجد من سؤال عاصم، وكانت ملهوفة تسمع إجابة كريم، و في سرها بتشكر عاصم..
كريم: انا مش فاهم السؤال.
عاصم: ايه الصعب في السؤال؟
كريم: يعني انت عايز ايه مش فاهم بجد.
نور: كريم ما تركز شوية، هبسطهالك يا سيدي، افرض مثلا ان انجي بتحبك....
انجي: (بتبرق لنور) نعم؟!!!
نور: يا ستي بقول افرض، خلاص حقك عليا، افرض يا كريم ان ريهام او انا يا سيدي عشان ريهام ماتزعلش هي كمان، افرض يا سيدي ان انا بحبك او معجبة بيك وانت مش حاسس بكده، انا اعمل ايه عشان الفت انتباهك لحبي واخليك تحبني.. فهمت كده؟
كريم: (برخامة) يعني انتي بتحبيني يا نور؟
نور سحبت مخدة صغيرة من جنبها وضربت كريم بيها جت في وشه..
نور: يلعن ابو رخامتك عيل بارد.. هرد مكانه انا يا عاصم..
ريهام: لأ سيبيلي الطلعة دي يانور.
نور: علي وضعك يا شبح.
ريهام: تمام يا زميلي.. بص يا عاصم لما بنت تكون معجبة بولد وعايزة تلفت انتباهه ليها، ممكن تبقي متواجده معاه علي طول، ممكن تعمل حاجات بيحبها، تلمحله مثلا، لو هو ضايع خالص زي صاحبنا ده يبقي مفيش احسن من المواجهة وتقول له علي طول، عشان بعد كل ده ممكن صاحبنا يكون في دماغه حد تاني والبنت تكون بتعلق نفسها بوهم.
((الرد ده حصل بالحرف قصادي.. مش ليا بس كنت قاعد في قعدة زي دي))
انجي مركزة اوي في كل اللي بيتقال..
ريهام لما ردت افتكرت شكل انجي لما كانت مع كريم، وافتكرت شكل نور لما كانت مع يوسف في اخر خروجة ليهم..
وبدأت تجمع..
كريم: هو كلام ريهام صح، بس ممكن ازود عليه حاجة.
انجي انتبهت اوي..
كريم: لو البنت دي بتحبني اوي مش مجرد اعجاب هحس بيها انا مش حجر يعني، هيبان من نظراتها ومن تعاملها معايا.
كان بيكلمهم وبيبص لوش كل واحد شوية بس وقف شوية عند انجي و اخد باله هي بتبص ليه ازاي، رجع بص لعاصم كأنه بيسأله.. هو في إيه؟
عاصم: تمام يا كريم.. كده تمام.
نور: انا زهقت ما تيجوا نخرج نروح اي مكان؟
قاموا كلهم وخرجوا وقعدوا في كافية يرغوا ويهزروا ويرخموا علي بعض طول الليل..
بعد كده قاموا روحوا كلهم..
تاني يوم الصبح
في الصعيد
جعفر وسعد وسليمان مع بعض..
سعد: في ايه يا جعفر، الباشا بتاعك مش عايز يخلص ليه، من سااعة ما قتلت الراجل بتاعي وانت ما عملتش حاجة، ولا انت بتتشطر علي رجالتي بس؟
جعفر: (ماسك اعصابه بالعافية) شوف يا سعد عشان انا علي اخري اصلا منك ومن الموضوع ده، الباشا لا هيخدمني ولا هيخدم حد تاني، الباشا مات.. اللي يريحك اعمله بره عني.. عشان انا خلااااص قرفت من الحوار ده.
سليمان: مات امتي وازاي؟
جعفر: معرفش، ده اللي وصلني.
سليمان: وصلك من مين.. فهمني؟
جعفر: الباشا ما طلعش الكبير، في حد كلمني وعرفني ان الباشا كان من رجالته، وهو اللي عرفني بموته.
سليمان: الباشا مكانش الكبير، انت داخل في وسط غيلان يا جعفر.
جعفر: ما تخافش عليا.
سليمان وسعد: (في سرهم) ياكش يولعوا فيك.
سعد: كده خلصت يا جعفر طالما رفعت ايدك، يبقي اعمل اللي يحلالي.
جعفر: براحتك يا سعد مش هقف قصادك، بس مليش دعوة لو قلبت عليك.
سعد: ملكش دعوة، انا أصد قصاد الدنيا.
سليمان: وانا معاك يا سعد المرة دي.
جعفر: تمام علي الاقل يبقي التخطيط احسن.
سعد: تقصد ايه؟
جعفر: ولا اقصد ولا زفت.
قام سعد وسليمان مشيوا وسابوا جعفر لوحده بيفكر..
طلع التليفون اللي بيكلم الوزير و رن مرة لحد ما الجرس فصل.. بس ما اتصلش تاني..
بعد ربع ساعة كانت اعصابه خلاص هتتدمر.. التليفون رن.. رد قبل ما الجرس يكمل اول الرنة..
الوزير: خير يا جعفر، بتتصل ليه؟
جعفر: انا بس عايز ابلغك ان سعد وسليمان هيتصرفوا مع نفسهم في موت ابن الجيوشي، انا مليش صالح باللي هيطلع منهم، انا ببلغك يا وزير عشان ما تقولش اني اتحركت من وراك.
الوزير: تمام يا جعفر، انا ما يهمنيش سعد وسليمان رغم انهم حاولوا يكلموا واحد تبعي انهم يدخلوا في تجارة السلاح هما كمان.. عايزين يكبروا بسرعة زيك.
جعفر: اه يا ولاد الكلب.
الوزير: ما تقلقش يا جعفر حتي لو دخلوا هنخليهم تحت ايدك وانت اللي تديهم الاوامر، انت لو نفذت اللي هقولهولك بالحرف هتكبر كتيير يا جعفر، مش هيوصلوا لربع اللي هتوصله.
جعفر: وانا من ايدك دي لإيدك دي يا وزير.
الوزير: سيبهم يا جعفر يعملوا اللي هما عايزينه، هنتابعهم، عرفوا يخلصوا عليه يبقي استريحتم كلكم ونفوق لشغلنا، لو ما عرفوش يبقي لما يجي وقته هنخلص عليه احنا، احنا مش فاضيين للعب العيال ده دلوقتي.
جعفر: تمام يا وزير.
الوزير قفل المكالمة وجعفر قاعد بيحسبها مع نفسه..
جعفر: ولاد الكلب عايزين يكبروا من ورايا، وممكن كمان يكونوا عايزين يخلصوا مني عشان بكبر عنهم، الوزير عنده حق، لو خلصوا علي ابن الجيوشي هنستريح كلنا من الصداع ده، و اركز في الشغل اكتر والوزير هيكبرني أكتر، ولو ما عرفوش اكيد حد فيهم او الاتنين هيروحوا فيها، يعني انا كده كده كسبان، وابن الجيوشي هيموت هيموت، علي ايد سعد وسليمان او علي ايد الوزير مش هتفرق.. بس موته اكيد.. وانا بردو الكسبان.
يبقي خلاص اقف اتفرج عليهم كلهم وهما بيولعوا في بعض ونشوف مين هيطلع حي.. واللي يفضل نخلص عليه..
عدت الايام عادية جداً مفيش اي جديد
عاصم ونور وريهام وكريم وانجي بيتقابلوا كل يوم.. دايما بيتجمعوا عند عاصم طول اليوم..
أهاليهم عارفين كده ومطمأنين طالما عند عاصم..
عيد ميلاد شيماء قرب فاضل يومين.. شيماء اتصلت بانجي عزمتها وقالتلها تعزم الباقي عشان مشغولة في تجهيز الحفلة..
ما اتصلتش بعاصم رغم ان ابوها اللواء عادل طلب منها تعزمه عشان عايز يقابله.. بس هي طنشت..
انجي كانت بتكلم شيماء وهما عند عاصم متجمعين.. بعد ما خلصت المكالمة..
انجي: اهي بتعزم الكل.. هنعمل ايه؟
ريهام: مضطرين نروح.
كريم: انا اللي هيخنقني بجد اني عارف ان طارق هيكون موجود، وانا بصراحة مبقتش احب اتعامل معاه.
نور: ولا انا كمان، بس هتعملوا ايه لازم تروحوا.
انجي: ايه تروحوا دي؟ انتي مش جاية ولا ايه؟
نور: لا مش هروح.
عاصم: خلاص يا جماعة اللي عايز يروح براحته، لو مش عايزين بردو براحتكم.. مفيش حاجة تجبركم.
خدوا قعدتهم وروحوا بيوتهم..
بس كريم و ريهام و نور لما رجعوا عرفوا ان اهاليهم اتعزموا من ابو شيماء، و كده بقي اجباري انهم يروحوا الحفلة..
عرفوا بعض واتفقوا انهم يروحوا مع بعض..
يوم الحفلة
شخصيات كبيرة معزومة في الحفلة جيش وشرطة ورجال أعمال واعضاء مجلش شعب..
كانت معمولة في جنينه الفيلا.. فيلا ايه دي قصر.. حاجة كده تحفة.. مساعد وزير الداخلية بردو..
وصل فواز ومراته وكريم واخته الصغيرة، و وصل فادي ومراته فريدة و ريهام، و وصل خالد ومراته و نور، و وصلت انجي وابوها دكتور عمر الألفي ومراته، كان اللواء هارون ومراته وطارق ابنه موجودين..
الشباب اتجمعوا مع بعض، واللي قاله عاصم حصل بالحرف..
شيماء سلمت عليهم ببرود وهما بيقدموا الهدايا وبعد كده استأذنتهم وسابتهم ووقفت مع شلة واقفة الناحية التانية..
طارق شافهم راح وقف معاهم..
طارق: ايه يا بشر عاملين ايه؟ وفين عاصم بيه؟ ما جاش يعني.. ولا الحفلات دي تقيلة عليه.
نور لسه هترد ريهام مسكت دراعها.. فمسكت اعصابها وسكتت وبتبص بعيد وبتتخيل مشيرة واقفة جنبها عشان تهدي نفسها..
كريم: يا بني انت مالك بعاصم، هو عمل ليك ايه عشان تفضل حاطة في دماغك.
طارق: عاصم مين يابني اللي احطه في دماغي، ده ولا يشغلني حتي.
انجي: (بتريأة) اومال بتسأل عليه ليه؟
طارق: اصلي عرفت انكم مش بتتحركوا من غيره، ما هو بقي قائد القطيع.
ريهام: ما تلم لسانك يابني ادم، قطيع ايه انت شايفنا بهايم، وعاصم اللي بتتكلم عليه ده بيعاملنا احسن منك الف مرة، ومش بيتعامل بأسلوب العربجية بتاعك.
طارق: ههههههه ريهام اللي بتتكلم، طب انتي يفرق معاكي في ايه اصلا، اللي اعرفه انك ملكيش في الرجالة.
الكلمة نزلت عليهم كلهم زي الصاعقة..
ريهام بعد ما كانت ماسكة ايد نور عشان تهدي.. نور اللي مسكت ايدها تسندها لما لقيتها اترعشت واتنفضت واتخضت من الكلمة..
انجي استوعبت الكلمة بس مش مصدقة، وبتقول في نفسها ان طارق بيقول اي كلام وخلاص..
كريم: انت بتخرف بتقول ايه، انت شارب يا طارق.
طارق: ما بلاش انت يا كوكو.
كريم: لم نفسك يا طارق، صدقني اقدر ازعلك.
طارق: ولا تعرف.
نور: (وهي بتبص من ورا كتف طارق) بس انا اعرف.
طارق بيبص لنور بإستهزاء (اللي هو مابقاش غيرك اللي ينطق) ولسه هيتكلم حس ان في همهمة بتحصل وكل الناس عينيهم رايحة ناحية البوابة..
بيبص وراه لقي عاصم داخل.. وجاي عليهم.. داخل بخطوات ثابتة وقوية بس فيها سرعة خفيفة كأنه مستعجل.. مش شايف حد غيرهم و ما سلمش علي حد.. متوجه ناحيتهم وبس..
وصل عندهم ونور سابت ايد ريهام ووقفت جنب عاصم ومسكت دراعه بتتحامي فيه كالعادة..
وريهام كمان جت من الجنب التاني ومسكت دراع عاصم ودي كانت اول مرة تعملها.. والكل لاحظ..
عاصم وهو داخل.. كان حضوره طاغي..
نظرة عينيه قوية و واضحة للكل.. عينيه هي اللي عملت الحضور القوي بتاعة.. مش مظهره او شكل جسمه..
رغم انه كان شيك جداً و وسيم جداً..
الكل كان بيهمس مين اللي داخل ده.. وشايفينه اول ما دخل كان متوجه لنقطة معينة..
اول ما وصلها في بنتين وقفوا علي يمينه وشماله ماسكين ايديه..
اللواء عادل واللواء هارون وفواز وخالد وفادي ومعاهم دكتور عمر ابو انجي..
وزوجاتهم واقفين مع بعض بردو بعيد عنهم شوية..
عمر الألفي كان أول مرة يشوف عاصم بس عرفه من وصف انجي بنته ليه.. وكان مركز مع الشخصية اللي دخلت دي بحضورها الرهيب..
اللي انتبه لطريقة عاصم ودخلته دي كان فادي وخالد..
فهموا ان عاصم داخل يا اما هيلم مصيبة يا اما هيعمل مصيبة..
ولما البنات وقفوا جنبه ومسكوا ايديه.. خالد اتضايق من بنته نور.. وفادي استغرب من بنته ريهام..
عند عاصم
عاصم بص لنور لقاها مبتسمة، بص لريهام لقي دمعه في عينيها.. عينيه بدأت تسود..
بص لكريم وانجي لقاهم متوترين.. و في الاخر بص لطارق..
نور كان بتبص علي شمالها هي واقفة جنب عاصم علي شماله، بتبص علي شمالها ومتأكده ان مشيرة واقفة هنا دلوقتي..
(كان عندها حق)..
عاصم باصص لطارق بصه طويلة.. بصة خلت الرعب مسك في قلب طارق..
عاصم عينيه بتسود أكتر وطارق احساسه بالرعب بيزيد..
طارق حاسس ان قلبه بيدق بسرعة كأنه في سباق وبدأ ينهج كأنه داخل علي أزمة قلبية..
مشيرة اتحركت ووقفت بين عاصم وطارق.. وبتبص لعاصم بعتاب شديد..
عاصم في لحظة غمض عينيه وبدأ يهدي نفسه..
فتح عينيه تاني وسوادها بيقل وهو باصص لمشيرة وهي فهمت ورجعت جنب نور تاني..
عاصم باصص لطارق..
عاصم: (بصوت مش هقول مرعب.. لأ دا كان مميت) إعتذر.
طارق: (بكل الرعب اللي هو حاسس بيه) انا آسف.. و**** انا آسف.. مش هتتكرر تاني.
طارق اول ما قلبه بدأ يهدي طلع يجري من قصادهم.. والكل مستغرب من شكله وهو بيجري وبيتكعبل في اي حاجة وهو بيجري، ويقوم ويكمل جري لحد ما خرج وركب عربيته ومشي..
محدش علق علي موقف طارق.. والحفلة استمرت عادي..
واقفين الخمسة مع بعض..
نور: انا فرحانة انك جيت.. بس انت جيت ليه؟
انجي: انتي عبيطة يا بنتي.. ده سؤال.
كريم: سيبيها عاصم اتعود علي هبلها ده، **** يكون في عونك و****.
نور: (بتطلع ليهم لسانها) مالكمش دعوة اخويا وعارف جناني.
عاصم: (بيكلم ريهام بصوت واطي) ما تخافيش انا جنبك.
ريهام: (وسط دموعها) **** يخليك ليا.
انجي: مستحيل طارق ده يكون في وعيه، انا عارفه انه بيشرب، بس مكنتش اتخيل انه يعملها ويجي هنا وهو شارب.
كريم: انت جيت في الوقت المناسب.
نور: اخويا دايما بتاع الوقت المناسب.
امها: (من وراها) طب طالما فعلا بتعتبريه اخوكي يبقي انا هشتكيكي ليه.
بيبصوا كلهم وراهم وبيلاقوا امهااات الأربعة داخلين عليهم.. ومعاهم اتنين كمان.. عاصم يعرف اتنين من الستة بس..
ام نور و ام ريهام..
بيسلموا علي بعض وبيتعرفوا بعاصم.. (مش مهم اساميهم.. مش هتفيدنا)
ام نور: انا عايز اشتكيلك نور يا عاصم.
ام ريهام: وانا كمان عايز اشتكي ريهام ليك يا عاصم، هي بردو بتعتبرك اخوها.
عاصم: الاربعة اخواتي حضرتك (بيبص لنور وريهام اللي لسه ماسكين دراعاته.. وبهزار) عملتوا ايه؟
ام نور: في عريس متقدم لنور وهي رافضاه، ده تاني عريس يتقدم ليها وهي ترفضة، شوفلك صرفة معاها.
نور: انا مش هفكر في الموضوع ده غير بعد الجامعة.
عاصم: نور.. لو مناسب ممكن تدي لنفسك فرصة.
نور: (بتبص لعاصم في عينيه) يا عاصم.. (عايزة تقول ما انت عارف اللي فيها)
عاصم: (بيبص لأم نور) خلاص حضرتك.. انا هبقي اتفاهم مع نور في الموضوع ده بعدين وافهم منها.
ام نور: خلاص ماشي.
ام ريهام: يبقي تتفاهم مع ريهام كمان يا عاصم عشان دي نفس المشكلة.
عاصم: (بيبص لريهام) هبقي اقعد معاها هي كمان.
ام كريم: طب طالما بيسمعوا كلامك اوي يبقي تكلم كريم كمان.
كريم: ايه في عريس اتقدملي وانا رفضته؟
كلهم ضحكوا..
عاصم: لا يا رخم، والدتك عايزاك تخطب وانت مطنش.
كريم: وانت عرفت منين؟
نور: يخرب بيت ذكائك.. هو الكلام داير علي ايه دلوقتي؟
كريم: اه صحيح.
ام انجي: (بتكلم انجي) وانت بقي بتعتبريه اخوكي الكبير بردو ولا ايه؟
انجي: هتشتكيني انا كمان؟
ام انجي: اه.
انجي: يبقي ولا اعرفه.
الكل ضحك..
نور: يخرب بيت ندالتك.
عاصم: عريس انجي عندي، بس لسه مش دلوقتي.
نور ابتسمت وبتبص ناحية مشيرة اللي كانت واقفة مبتسمة..
ام انجي: ويبقي مين؟
عاصم: ما تشغليش بال حضرتك، ها يجي في الوقت المناسب.
ام انجي: ما تردي عليه، اشمعني لسانك معايا 2متر.
كريم: مش هتقدر ترد، محدش فينا بيقدر يقول كلمة بعد عاصم، هو الكبير وكلمته تمشي.
نور: (بهزار) كلام اخوك الكبير يصير يا ولدي.
ريهام: (بتكمل) ليه يا بوي.
انجي: عشان هو الكبير ياولدي.
وبيضحكوا كلهم..
شيماء: (دخلت وسطهم) كبيركم انتوا.
نور: (بتتعدل وفي عينيها نظرة تحدي) اخونا الكبير.. وكبيرنا.. وانتي اللي..
عاصم ضغط علي كف ايديها.. سكتت..
عاصم: (بملامح وشه الصخر) كل سنة وانتي طيبة يا شيماء.
شيماء: (عايزة تتعامل ببرود وتكبر بس مش قادرة) وانت طيب يا عاصم.
ام طارق: (بعصبية) ممكن اعرف بقي ايه اللي حصل لطارق.
ريهام اتخضت وافتكرت اللي طارق قاله.. مسكت في دراع عاصم اكتر..
عاصم: احنا ما نعرفش هو عمل كده ليه.
ام طارق: يعني ايه، دا اول ما شافك طلع يجري.
عاصم: (بزهق وعينيه بتسود) حضرتك تقدري تسأليه.
نور بتبص لأم طارق بغيظ وعينيها خلاص هتطلع نار و ام طارق واخدة بالها بس مش معبراها..
ريهام بتبص لعاصم بتوتر..
انجي وقفت جنب كريم وكريم حس انها قريبة اكتر من اللازم، بس حس انها بتتحامي فيه.. ده خلي عنده شعور عجيب من الثقة في النفس.. فخد خطوة صغيرة خلي نص انجي وراه.. كأنه بحميها..
ام طارق: (بدأ صوتها يعلي) انت ترد لما أنا أسأل.
عاصم ظهرت في عينيه ضلمة القبر وصوته كان مميت..
الشباب كلهم حتي شيماء متوقعين الكلمة الجاية.. وفعلاً..
عاصم: كلامي خلص.
كل الواقفين اتنفضوا و اتهزوا من جواهم، قلوبهم اترعشت..
ام شيماء اللي مفتحتش بوقها بكلمة طول الوقت ده خدت ام طارق واتحركت بعيد شوية وراحت وراهم شيماء..
امهااات الأربعة الباقيين لسه واقفين مذهولين من اللي بيحصل..
هما عارفين ان ام طارق ست متكبرة شوية، وبيتعاملوا معاها بحذر وبحدود، مش خوف منها.. بس هما مش بيحبوا اسلوبها، وبيخلوا التعامل في حدود المجاملات بس..
بس اللي عمله عاصم كان مخيف..
فض الاشتباك دخول دكتور عمر الألفي.. جه وقف جنب انجي بنته اللي اتكسفت وبعدت عن كريم شوية..
عمر: معرفتنيش يا انجي علي اصدقاءك
انجي: حضرتك عارف نور و ريهام، دا كريم، وده عاصم اللي حكيت لحضرتك عنه.
عمر كان باصص لعاصم بتركيز وبنته بتتكلم..
عمر وهو داخل عليهم سمع كلمة عاصم.. ورغم انها مش موجهه ليه بس هزته من جواه.. حس بطاقة خوف رهيبة حواليه.
عمر: اتشرفت بيكم يا شباب.
كريم: الشرف لينا يا عمو.
عاصم: اتشرفت بيك يا دكتور.
عمر: انجي كانت حكت ليا علي موضوع النزيف بتاعك.
عاصم: دا كان مجرد ارهاق حضرتك، انا دلوقتي احسن.
عمر: بس ايه القوة اللي بتتكلم بيها دي، انا ر..عجبتني الكلمة. (كان هيقول رعبتني)
فادي: (بيقف جنبه) صدقني يا دكتور انا بترعبني الكلمة دي.
خالد: (جاي من وراه) انا قولت انت جاي يا هتعمل مصيبة يا جاي تلحق مصيبة.. ها مين فيهم؟
عاصم: لا مصيبة ولا حاجة، انا اتعزمت وجيت.. عادي يعني.
ام انجي: انت وداخل الكل خد باله من شكلك، انت داخل كأنك رايح تلحق حاجة او حد.. انت لو بصيت حواليك هتلاقي اغلب البنات عينهم عليك..
نور: (بتبص حواليها) فين دول وانا اخزق عين اللي تبص لأخويا.
ام نور: يا بنتي عيب الكلام ده.. اللي يسمع كلامك يقول مراته وبتغير عليه، عيب يا بنتي عشان مش كل الناس هتفهم انك بتعتبريه اخوكي.
ريهام: يا طنط انا عارفه و واثقة انها بتعتبره اخوها و كريم و انجي كمان عارفين كده، وانتوا عارفين و واثقين فينا، يبقي مش هيفرق معانا حد، احنا مش بنعمل حاجة غلط.
ام ريهام: اه واثقين فيكم، و اه واثقين في عاصم.. انا علي الاقل واثقة فيه.. معرفش شعور الباقي ايه.. بس بردو في مظاهر لازم تحافظوا عليها.
ام نور: انا واثقة في عاصم، وثقتي فيه زادت بعد اللي حصل في لندن، ومطمنة علي نور وهي جنبه.
(بترسم علي عريس)
ام انجي: انا اول مرة اشوفك يا عاصم مش هقدر اقول زيهم بس انا بثق في انجي وعقلها، وهي بتقول اخوها الكبير، يبقي انت أهل لكده.
ام كريم: كريم طول الوقت بيحكي عنك.. وكنت مستغربة لأنه مش في العادة بيحكي بالإعجاب ده عن حد، وبعد ما حكالي اللي حصل في لندن كنت مستغربة اكتر، اللي عملته هنا عند فريدة وفادي واللي عملته معاهم في لندن حاجة فوق الوصف.
عاصم: (صوته في الجملة دي كان قوي بشكل غريب) اخواتي وبدافع عنهم.. الموت اهون من ان حد يقربلهم.
ام ريهام: وعشان كده كلنا واثقين فيك ومطمنين لما بيكونوا معاك، و أكبر دليل انهم دايما عندك في البيت، رغم ان في اصول وعادات وتقاليد تمنع ده.. بس احنا واثقين فيهم وفيك انهم تحت عينيك.
(اه هما من مجتمع راقي و هاي كلاس بس مش معني كده إن الأمور سايبة)
عاصم: انا اسف ليكم.. مقصدش اساءة.. بس انا مضطر أستأذن.
نور وريهام: (في صوت واحد) ليه؟
انجي: ما تخليك يا عاصم.
كريم: علي فين يا كبير؟
عاصم: انتوا عارفين اني مليش في جو الحفلات وكده.
عمر: (بتركيز غريب) اومال جيت ليه؟
انجي: (بإستغراب) بابا.
عمر: يا بنتي هو فاهم اني مقصدش اهانة، هو متأكد من دي.
عاصم: انا فاهم حضرتك، مفيش حاجة.
نور: طب فهمني انا، انت قولت مش جاي عشان ما تحصلش مشكلة، بس انت جيت ولحقت المشكلة اللي كانت هتحصل، كأنك كنت عارف.
كريم: دا حتي السيناريو اللي اللي قولته حصل بالحرف.
كل الواقفين ماعادا الشباب استغربوا..
فادي: سيناريو ايه الي قاله عاصم؟
ريهام: عاصم كان قال ان شيماء هتعزمنا وهتعاملنا وحش بعد المشكلة اللي حصلت عندنا في البيت يا بابا.
فادي: هي لسه شايله في صدرها اللي حصل؟
ام انجي: هي طبعها كده.. انا لاحظت ده ونبهت انجي.
انجي: يا ماما طالما ما عملتش معايا حاجة وحشة يبقي خلاص.
نور: هي؟؟؟؟
عاصم: اه.
ريهام: لأ أفهم.
نور: بطلي رخامة.
ريهام: أخويا زي ما هو أخوكي.
الاتنين واقفين جنب عاصم يمين وشمال وماسكين دراعاته لحد دلوقتي، وبقي وشهم في وش بعض زي الأطفال بيغيظوا بعض..
الكل واقف بيضحك عليهم..
ام نور: و**** يا عاصم انا مش عارفة انت عملت فيهم ايه، مكانوش كده.
عاصم: يعني بقوا احسن ولا أوحش؟
ام ريهام: (بسرعة) لأ أحسن بكتير.. دا انا بعد كده لو ريهام عملت حاجة ما عجبتنيش ههددها بيك.
ريهام: طب ما تقوليله انك حاولتي تقلديه قبل كده.
ام ريهام: (بكسوف) بس يا بنت.
فادي: (بيضحك جامد) فكرتيني يا ريهام، دا انا مت علي نفسي من الضحك.
ام ريهام: (بتضحك هي كمان) و**** انا كمان كل ما افتكر افضل اضحك.
كريم: هو حصل ايه؟
ريهام: ماما كانت عايزاني اقابل عريس هيتقدملي وانا كنت رافضة، وماما اصرت وعشان تنهي الكلام قالت كلامي خلص وهي بتقلد عاصم لما يخبط بكف ايده علي مسند الكرسي.
كلهم ماتوا علي نفسهم من الضحك حتي ام ريهام..
انجي: يا طنط.. طب انا هقولها دلوقتي اهو (وبتحاول تخلي ملامحها جد.. ومكشرة كده وبتخن صوتها) كلامي خلص.
كلهم قعدوا يضحكوا تاني وفضلوا يضحكوا شوية علي شكل انجي اللي كانت بتضحك هي كمان..
كريم: و**** منظرك عسل.
انجي اتكسفت وامها لاحظت.. وبدأت تركز مع كريم..
ريهام: يا ماما.. يا حبيبتي، انا قولتلك عاصم مختلف.. حتي لما بيقول الكلمة دي كل مرة بتبقي بشكل مختلف واحساسنا بيها احنا كمان بيبقي مختلف، وبتبقي علي حسب الموقف.
نور: صح يا طنط، يعني عاصم ما قالش الكلمة دي لطارق بس طارق طلع يجري زي اللي عامل عمله، بس قالها لمامته، وانتي شوفتي هي كانت عاملة ازاي قبل وبعد الكلمة.
فادي: هي عملت ايه، رغم ان جوزها هارون لواء ومدير الأمن بس شخصية محترمة جدا، علي عكسها.
نور: يا عمو بتقول لعاصم، لما انا أسال انت ترد، بمنتهي الكبر والعنجهية، بس علي مين اخويا علي وضعه، رزعها الكلمة في نص الجبهة طيرها.
ريهام: دا دمر الجبهة يا بنتي.
كلهم بيضحكوا..
ريهام: بردو يا عاصم انت ماقولتش جيت ليه؟ وانت هتفهمني صح في سؤالي ده.
عاصم باصص لمشيرة ونور كمان بتبص ناحيتها..
عمر هو اللي خد باله وبص هو كمان بس مش شايف حاجة طبعاً..
عاصم: كنت نايم وحلمت وفي الحلم اتقال لي الحقكم.
كريم وانجي وريهام: (في صوت واحد) مشيرة.
نور: (مبتسمة) أكيد.
عاصم: بالظبط، لبست وجيت علي طول، انا كنت داخل بدور عليكم.
ام انجي: مين مشيرة؟
انجي: مراته **** يرحمها يا ماما، ما جاتش فرصة احكي ليكي عنها.
ام كريم : كريم كان حكالي عنها **** يرحمها، **** يصبرك يا عاصم، تعيش وتفتكر.
نور: عاصم مش بينسي مشيرة عشان يفتكرها، مشيرة جنبه في كل وقت.
عاصم ضغط علي كف نور.. ونور قطعت كلامها..
عمر: وانت يا عاصم بتشوفها في احلامك كتير؟ وبتصدق اللي بتقوله ليك؟ طب في كل الوقت كلامها بيبقي صح؟
عاصم باصص لعمر بإستغراب من أسئلته، طبيعة الأسئلة غريبة عليه، يعني هو مش فضولي عايز يعرف شخصية عاصم وخلفيته.. لأ تحس أنه بيسأل بدافع الفضول العلمي..
كريم حس ان عاصم مش عايز يرد، وخالد (ابو نور) حب يلطف الجو..
خالد: هضحككم، مرة كنا عند عاصم في البيت وحصل شد في الكلام مع فواز وعاصم قال الكلمة بتاعته عشان ينهي النقاش، فواز من خضته قال ان عاصم بتاع جن وعفاريت.
(جه يكحلها عماها.. أو ممكن يكون قاصد)
محدش ضحك..
كريم: انا قعدت مع عاصم فترة طويلة ماكناش بنسيبه غير علي النوم ايام الامتحانات، مشوفتش منه حاجة زي كده، حتي لما بشوفه بيبص للفراغ، انا متأكد انه بيبقي سرحان في مشيرة مش أكتر، مش شايف جن والكلام ده يا عمو، وحتي اللي بيعملوا الكلام ده بيبقوا ليهم شكل مختلف.
انجي (بتسند كريم) ايوة معاك حق، انا قرأت عنهم وبيبقي ليهم شكل معين وحاجات تانية كده، عاصم ملوش في الكلام ده.
عمر ملاحظ دفاع بنته وكريم عن عاصم، وملاحظ وقفة نور وريهام جنبه، ومسكة نور لكف ايده..
عمر: بص يا عاصم، اعتقد ان بعد وفاة مراتك انت إتأثرت أوي بموتها لدرجة انك مش مصدق انها ماتت، وده هيأثر علي حالتك النفسية، اعتقد انك محتاج تقابل طبيب نفسي.. وما تفهمش غلط.
نور: (بعصبية) اخويا مش مجنون.
فادي وفريدة: يا بنتي عيب.. بالراحة مش كده.
عاصم: مفيش حاجة يا جماعة، بالراحة علي نور.. (بيبص لعمر) بعد وفاتها حصل وقابلت طبيب نفسي عشان يأهلني لتقبل الصدمة.. وهو اللي قال اني اقدر اكمل حياتي عادي.
عمر: انا اعرف طبيب نفسي يعتبر الأفضل في تخصصه، وكمان صديقي، انا وهو مع بعض من ايام الكلية، اسمه رمزي.
عاصم: د. رمزي حبيب؟
عمر: (بإستغراب شديد) بالظبط هو.. انت تعرفه؟
عاصم: ايوه.. هو اللي كان معايا بعد ما فوقت من الغيبوبة.
ام انجي: غيبوبة؟
انجي: هبقي احكيلك التفاصيل لما نروح.
ام انجي هزت راسها بمعني تمام..
عمر: انا قولت اني شوفتك قبل كده، بس طلع انك انت اللي حكالي عنك رمزي ووصفك ليا، عشان كده كنت بشبه عليك.
عاصم: د. رمزي شخص محترم جداً.
عمر: وهو كان معجب بيك جداً، اعتقد انه مش هيبقي عندك مانع لو اتقابلنا كلنا.
عاصم: مفيش اي مانع يا دكتور.
خلصوا كلام وسابوا الحفلة شغالة واستأذنوا ورا بعض ومشيوا روحوا بيوتهم..
كريم قاعد مع مامته، نور قاعدة مع ابوها وامها، وكمان ريهام ما ابوها وامها، وانجي مع ابوها وامها..
كل واحد حكي لأهلة كل اللي يعرفه عن عاصم تاني.. واهاليهم بقت عارفة كل اللي يعرفوه..
عند كريم..
ام كريم: بس انا شايفة انك بتحب عاصم ده جداً.
كريم: حقيقي يا ماما، انا فعلاً بعتبره اخويا الكبير، انا حكيتلك كل حاجة اعرفها عنه، بس ما قولتش انا اتعرفت عليه ازاي.
ام كريم: مش انتوا زملا في الكلية؟
كريم: اه زملا، بس انا عرفته قبلها في خناقة.
ام كريم: (بإستغراب) خناقة.. اتخانقتوا مع بعض.
كريم: لأ مش مع بعض، كنا في السينما انا والبنات، وخرجنا وشباب عاكسوهم وكنت بتخانق معاهم، بس كانوا تلاتة وانا لوحدي.. عاصم ماشي في الشارع شاف الوضع اتدخل وضرب التلاتة لوحدة، مش هنسي اللي قاله ساعتها.
ام كريم: قال ايه؟
كريم: قال لو واحد لواحد مكنتش هتدخل، انما تلاتة لواحد.. لأ لازم احط التاتش بتاعي، وبعدها اتخانقت في الجامعة تاني يوم ليا فيها، وهو اتدخل بردو، حسيت الاول انه زاقق الناس دي عليا عشان يتصاحب عليا لأنه اكيد عارف انا مين وابن مين، بس طلعت غلطان وهو ماكانش مهتم حتي يعرف اسمي مش انا ابن مين حتي.
ام كريم: شخصية غريبة جداً.. قوللي بقي في ايه بينك وبين انجي؟
كريم: (اتصدم شوية ومش مستوعب السؤال) مفيش حاجة بيني وبين انجي يا ماما، احنا صحاب وبس.
ام كريم: كيمو حبيبي، هتخبي علي مامتك.
كريم: صدقيني مفيش حاجة، بس مكدبش عليكي انا حاسس انها ميالة ليا.. (سكت شوية وافتكر حاجة) اه يابن اللعيبة يا عاصم.
ام كريم: في ايه؟
كريم: من كام يوم كنا بنلعب لعبة الصراحة، وعاصم سألني سؤال غريب، سألني لو في بنت معجبة بيا وانا مش واخد بالي منها، انصحها بإيه.
ام كريم: (بتضحك جامد) يعني صاحبك خد باله وانت لأ.
كريم: تفتكري؟؟؟؟
ام كريم: اه افتكر، انجي معجبة بيك فعلا وانا اخدت بالي، وواضح ان عاصم واخد باله من فترة وبيحاول ينبهك، والبنت ما شاء **** عليها ادب واخلاق ومن عائلة محترمة.
كريم: مش عارف يا ماما.
ام كريم: خد وقتك يا حبيبي، واديها فرصة.
عند انجي..
عمر: غريب عاصم ده؟
ام انجي: فعلاً شخصية غريبة، ما تحسش انه شاب في جامعة..لأ، تحس انه راجل عجوز الزمن عمل فيه كل حاجة.
انجي: عشان كده احنا بنعتبره اخونا الكبير، تحسي انه عنده خبرة في الحياة مش مع حد في سنة.
عمر: اللي حكيتيه من شوية مش سهل يا بنتي، انا مش عارف هو ازاي قادر يستحمل كمية الصدمات اللي خدها دي، ده المفروض يتحط تحت الفحص النفسي طول عمره، دا لو ما اتجننش اصلاً.
ام انجي: والمفروض ان الغيبوبة اللي قعد فيها 7 شهور دي تأثر علي عضلات جسمة بشكل كبير، بس هو عادي و طبيعي، دا تخصصي وانا عارفة بقول ايه.
انجي: يا ماما، احنا محصلش اننا حسينا ان عاصم عنده مشكلة في جسمة، دايما نشيط ولما حصلت كذا مشكلة وفي ناس اتعرضوا لينا في الجامعة والسينما عاصم كان قادر انه يتعامل معاهم.
عمر: سيبك من خناقة الجامعة والسينما، اللي حكيتيه ليا عن اللي حصل في بيت فادي واللي حصل بعدها في لندن، رغم اني زعلان منك انك خبيتي عليا حاجة زي دي، بيأكد كلامك ان عقله و جسمه بيتفاعلوا بشكل كويس.
انجي: انا اسفة يا بابا ان ماقولتش عن اللي حصل في بيت عمو فادي واللي حصل في لندن، بس انا خوفت تقلقوا وكنت هحكي في الوقت المناسب.
عمر: مفيش مشكلة انا مش متضايق.. انا بس بخاف عليكي يا حبيبتي.
عند ريهام..
فادي: انا عايز افهم طارق عمل ايه خلي عاصم يعمل فيه كده.
ريهام: (بتوتر) هو قل ادبه بالكلام علينا بأسلوبه العربجي بتاعه، كانت نور هترد عليه بس كنت بهديها وانجي وكريم هما اللي بيردوا عليه، بس الموضوع كان بيكبر وهتبقي مشكلة كبيرة اوي، اساسا طارق مش طايق عاصم من زمان، الغبي ده فاكر ان عاصم خرجه من الشلة عشان يبقي كبيرنا مكانه، ما يعرفش انه ما ينفعش كبير علي عشة فراخ اصلا.
فريدة: طارق دلوعة امه، امه معوداه يعمل او ياخد اللي هو عاوزه.. متوقعين منه ايه يعني.
ريهام: لولا عاصم ظهر في الوقت المناسب كان أكيد هيقل أدبه أكتر من كده، لما نور قالت انا اللي هرد عليك انا استغربتها جداً.. منين القوة اللي بتتكلم بيها دي مع عربجي زي طارق مش هيراعي انها بنت اصلا، بس لما لقيتها مش بتبص ليه وبتبص بعيد بصيت لقيت عاصم داخل علينا حتي ما سلمش علي حد في سكته ولا عليك يا بابا، ولا كأنه كان شايف غيرنا موجود.
فريدة: وحصل ايه ساعتها؟
ريهام: صدقيني انا مش فاهمة اللي حصل لحد دلوقتي، عاصم فضل واقف باصص لطارق وعينيه بتسود زي كل مرة لما بيغضب، هو ما نطقش غير بكلمة واحدة..إعتذر.
فريدة: (بإستغراب) وطارق إعتذر!!!.. ما أصدقش.
ريهام: لأ إعتذر يا ماما.. إعتذر وطلع يجري بعدها.
فادي: انا اللي عايز افهمه ازاي عرف ان اللي حصل ده بيحصل في الوقت ده، انا بدأت أصدق فعلا انه مخاوي جن.
ريهام: يا بابا مفيش الكلام ده، انا واثقة في كده.. بس تفسيري الوحيد اللي بقنع نفسي بيه ان ارتباط عاصم الشديد جدا بمشيرة **** يرحمها وصله لدرجة ان روحها بقت معاه، وهي اللي بتنبهه لحاجات زي دي، هي متأكدة اننا بنعاملة كأخ، وعشان كده بتحمينا احنا كمان، نور اكتر واحدة متعلقة بمشيرة رغم انها ما شافتهاش ولا مرة، نور كانت اكتر واحدة متضايقة من معاملة طارق.. عشان كده عاصم ظهر، انتوا مش هتتخيلوا هو بيحب نور قد ايه.
فريدة: يابنتي انتي مش قولتي انه بيحب مراته ومش هينساها؟
ريهام: يامامااا، هو بيحب نور كأخته الصغيرة مش اكتر من كده، هو قالها قبل كده.. نصيبة من الدنيا كانت مشيرة، وهو مكتفي بيها وبس.
عند نور..
نور ما اتكلمتش مع ابوها وامها في اي حاجة.. قالتلهم تصبحوا علي خير وطلعت اوضتها خدت شاور ودخلت تنام علي طول.. كانت نايمة ومتخيلة مشيرة نايمة جنبها وبتبص ليها ومبتسمة.. ابتسمت وغمضت عينيها وراحت في النوم
عند عاصم في البيت..
عاصم رجع الفيلا وقبل ما يفتح البوابة دخلت وراه عربيتين كانوا مستنين و قفلوا عليه..
نزل من العربيتين 8 شباب كان وسطهم طارق وكلهم ماسكين مضارب بيسبول..
عاصم لما شاف طارق فهم في ايه.. طارق لم اصحابه ورجع لعاصم يعلم عليه..
مفيش مجال للمناقشة ومفيش مجال للتفاهم..
وهجموا كلهم عليه مرة واحدة قبل ما عاصم يلحق يطلع من العربية.. واحد ضرب باب العربية برجله.. الباب خبط في رجل عاصم وصدره بقوة.. بس عاصم مسك نفسه وخرج من الباب ومسك ايد واحد لسه هتنزل بالمضرب علي كتفة وبيضربه بالرجل في بضانه ويشد من ايده لمضرب، كان واحد تاني بيضرب ايد عاصم اللي ماسكه صاحبة بالمضرب بتاعه، عاصم خد الضربة والمضرب وقع من ايده وبيتعدل علي التاني ده وبالإيد السليمة بيحاول يمسك المضرب مش عارف كان الباقي اتلم عليه وواحد ضرب عاصم بمضربه في رجله نزله علي الأرض.. وبدأت الحفلة..
ضرب بالرجلين وبالمضارب في كل حته وعاصم مش ملاحق علي الضرب..
واتنين مش عارفين يضربوا عاصم بقوا يضربوا العربية بالمضارب في جسم العربية و إزازها دمروها..
مشيرة واقفة دموعها نازلة وبتنادي علي عاصم ومش عارفة تعمل حاجة..
عاصم بياكل ضرب في دراعاته وضهره ورجليه وضربه فتحت راسه وبتنزف، مناخيره اتكسرت وبتزف..
مشيرة: (بتصرخ) عاصم.. دافع عن نفسك.
عاصم في وسط الضرب والدم عينيه بتسود أكتر من أي مرة حصلت قبل كده.. أي مرة قولت فيها ان عيون عاصم بتسود بغباء او تحس انها ضلمة قبر ما كانتش زي المرة دي.. المرة دي غير أي مرة..
صرخة عظيمة طلعت من صدره.. صرخة مخيفة لدرجة ان الشباب اللي بتضرب وطارق معاهم اتجمدوا في مكانهم..
فجأة كلهم وقعوا علي الأرض مغمي عليهم وبينزفوا من مناخيرهم و بوقهم و ودانهم و عيونهم..
مشيرة اختفت.. و دي كان اخر حاجة عاصم فاكرها واغمي عليه هو كمان..
يتبع،،
الجزء الثاني..
الصرخة كانت قوية لدرجة إن جمال وعواطف صحيوا منها..
الصرخة صحت الناس اللي في الفيلل اللي حواليه وخرجوا يشوفوا في ايه بيحصل..
خرج جمال وعواطف لحد البوابة وشافوا المنظر ده..
عاصم وحواليه كذا شاب وكلهم مرميين علي الأرض مغمي عليهم..
جمال راح ناحية عاصم لقي جسمه متدمر وبينزف وفي بقعة ددمم كبيرة تحت راسه.. طلب الاسعاف..
وصلت الاسعاف والشرطة في نفس الوقت.. كان حد من الجيران طلب الشرطة..
البلاغ لما وصل القسم ومأمور القسم عرف انها نفس الفيلا بتاعت عاصم، قام بنفسه وهو مستحلف لعاصم المرة دي، ما هو مش كل المصايب في نطاق القسم بتاعه هتكون من تحت راس عاصم..
كان اول واحد وصل.. نزل من عربيته وهو بيدور علي عاصم بعينيه بس مش لاقيه..
قال في عقله يبقي في الفيلا جوه.. ما هو عليه برود غريب.. هشوف الوضع وبعد كده ابقي ادخل ليه جوه..
وصل عند الناس اللي مرمية علي الأرض.. 9 شباب كلهم مغمي عليهم.. وحقيقي اتفاجئ ان عاصم في وسطهم.
نزلوا بتوع الاسعاف نقلوا التسعة علي المستشفي..
كان بيسأل جمال وعواطف والجيران الموجودين اذا كان حد شاف حاجة..
كل الموجودين قالوا ان محدش شاف اي حاجة.. هما صحيوا علي صوت رهيب صحاهم من النوم..
خرجوا لقوا الوضع كده ومحدش قرب منهم لحد ما وصلت الشرطة والاسعاف..
الظابط كان مستغرب جداً.. صرخة ايه اللي تصحي كل دول..
ركب عربيته وطلع علي المستشفي..
في المستشفي
كل الحالات دخلت الطوارئ.. وبيتعاملوا معاهم.. التسعة كانوا عندهم نزيف داخلي في اماكن متفرقة
ودخلوا العمليات بالتتابع..
4 ماتوا في العمليات عشان مقدروش يوقفوا النزيف ..
عاصم وطارق وتلاتة تاني طلعوا للعناية الفائقة.. وحالتهم كلهم حرجة جداً وخصوصاً عاصم..
الاستقبال كان هيتصل بأهالي المصابين بس المأمور قال ان هو اللي هيتصل بيهم رسمي..
كلم اللواء هارون اول واحد وبعد كده كلم اهالي التلاتة التانيين أصحاب طارق وبردو اهاليهم ناس تقيلة..
جه عند عاصم ومعرفش يكلم حد.. هو عارف انه وحيد ومفيش جهة اتصال يبلغها بحالتة..
واتصل كمان بأهالي الشباب اللي ماتت عشان يستلموهم ويدفنوهم..
وصل اللواء هارون وباقي اهالي المصابين التلاتة وواقفين مع الظابط والدكتور.. بيسألوهم عن حالتهم وعن سبب اللي حصل ده حصل ازاي..
الدكتور: احنا جالنا 9 حالات عندهم اصابات مختلفة.. 8 منهم عندهم نزيف داخلي.. التمانية كانت حالتهم واحدة بالظبط.. الرئة وجدار القلب كانوا في حالة سيئة.. التاسع كان عنده كسور في دراعاته ورجليه و4 ضلوع، دا غير كسر في الجمجمة وارتجاج في المخ، ونزيف داخلي في المعدة وجدار المعدة كان متهتك..
للأسف اربعة منهم مقدرناش نوقف النزيف وتوفوا في العمليات..
الباقي قدرنا نوقف النزيف وهما دلوقتي في الرعاية.. مش هخبي عليكم حالتهم كلهم حرجة.. لو عدت الـ24 ساعة الجاية يبقي انكتب ليهم عمر جديد.
هارون: (بعصبية وبيبص للمأمور) انا عايز اللي عملوا كده.. انت مسئول قصادي انك تجيبهم يا اما هتقعد في بيتكم.
الظابط: يا فندم احنا لسه ما فرغناش الكاميرات اللي في الشارع.. أكيد هنعرف مين اللي عملها..
هارون: اتفضل ارجع مكتبك وتجيبلي تقرير كل ساعة.. فاهم؟
الظابط: أوامر يا فندم.
بيلف و هيمشي وبيكلم نفسه..
الظابط: منك *** يا عاصم يا جيوشي.. دايما جايبلي المصايب.
هارون: (سمعه) استني عندك.
الظابط لف ورجع لهارون..
الظابط: اوامرك يا سيادة اللواء.
هارون: انت قولت ايه؟
الظابط: (برعب فهم ان هارون حس انه بيتكلم عليه) ابداً يا فندم ما قولتش حاجة.
هارون: (بغضب) ماله عاصم الجيوشي؟
الظابط: ما عاصم ضمن المصابين يا فندم والحادثة كانت عند فيلته أصلاً.
هارون: وابني كان رايح لعاصم يهبب ايه؟
الظابط: معرفش يا فندم، اكيد هفهم لما نفرغ الكاميرات.
هارون: اتفضل علي مكتبك دلوقتي وتبعتلي تقرير كل ساعة.. يلا.
مشي الظابط وهارون راح للدكتور تاني يستفسر عن حالة عاصم.. الدكتور عرفه ان عاصم هو اللي مصاب بالكسور وارتجاج في المخ.. وحالته حرجة أكتر من الأربعة الباقيين..
الظابط في مكتبه بيراجع الكاميرات وشاف اللي حصل وعرف ان طارق واللي معاه هما اللي هجموا علي عاصم، وعاصم كان بيدافع عن نفسه قصادهم..
بس لحد ما التسجيل خلص مقدرش يفسر اللي حصل.. مقدرش يفسر طارق واللي معاه وقعوا كلهم مرة واحدة ليه..
المشهد جايبهم بيوقفوا ضرب للحظة وبعدها علي طول بيقعوا علي الأرض..
التسجيل صورة بس مفيش صوت.. مسمعش الصوت الي الناس حكت عليه..
طب هيقول للواء هارون ايه.. هيقول ابنك كان بيضرب واحد فجأة وقع مغمي عليه وجاله نزيف وحالته بقت في وضع حرج.. احيه دا يقعده في بيتهم في ساعتها..
مفيش اي حاجة في التسجيل تقول ان حد ساعد عاصم..
مفيش حد اتدخل اصلا.. الشارع كان فاضي مفيش حد غيرهم..
كان كل شوية هارون يتصل بيه وهو بيتحجج بأي حجج عشان يهرب منه.. لحد ما هارون اتعصب عليه وقال له تعالالي المستشفي دلوقتي..
في المستشفي
وصل المأمور و واقف قصاد اللواء هارون متوتر ومش عارف يقول له ايه..
هارون: وصلت لإيه؟
المأمور: يا فندم احنا فرغنا الكاميرات بس ما وصلناش لحاجة.
هارون: يعني ايه ما وصلتش لحاجة، انت هتهزر، الكاميرات مسجلة ايه انطق.
المأمور: انا خدت نسخة من التسجيل وجيبته لحضرتك.
هارون: وريني.
المأمور طلع الفون بتاعه كان ناقل الفيديو عليه..
هارون مسك الفون بيتفرج..
شاف الكاميرات وهي جايبة العربيات بتقفل علي عاصم قبل ما يدخل الفيلا..
طارق واصحابه بينزلوا من العربيات وطارق صورته كانت واضحة..
الشباب وهما بيهجموا علي عاصم وبينزلوا فيه ضرب..
فجأة اتجمدوا كلهم و وقعوا مغمي عليهم..
هارون عاد الفيديو تاني وتالت ومش مستوعب اللي شايفه..
هارون: يعني ايه؟ ازاي يقعوا فجاة كلهم كده؟ الفيديو ده في حاجة غلط.. الفيديو ده مقصوص او ملعوب فيه.
المأمور: صدقني يا فندم الفيديو زي ما هو بالظبط مفيش فيه اي تعديل، انا قصيت من قبل الحادثة لحد ما وصلنا، والباقي مفيش فيه اي حاجة تفيدنا.
هارون: يعني ايه؟ مين اللي عمل فيهم كده؟
المأمور: الاجابة دي حضرتك عندهم.. لما يفوقوا نعرف منهم اللي حصل، غير كده مفيش اي إفادة.
هارون: غور من وشي.
المأمور: طب حضرتك لازم تعمل اتصالاتك عشان الفيديو ده ما ينفعش يتحرز مع التحقيق، ابن حضرتك صورته واضحة، وهيتهموه بجنحة تعدي وضرب ممكن يؤدي لموت.
هارون: قولت غور.. انا هتصرف.
مشي المأمور وفضل هارون يفكر في الوضع، ابنه راح لعاصم ومعاه صحابه وضربوه، والفيديو بيثبت ان هما اللي اعتدوا عليه..
طب طارق يعمل كده ليه.. اكيد في حاجة حصلت في عيد الميلاد لما خرج يجري بالشكل ده..
اكيد عاصم عمل له حاجة وطارق بيردها ليه.. ماهو طارق مش مجنون عشان يهاجمه كده..
وفضل يفكر ويجيب اللوم علي عاصم.. مش عايز يستوعب ان ابنه اساساً عايز ضرب الجزمة.. إبنه بردو..
طلع عليه النهار وهو في المستشفي ومش عارف يوصل لتفسير لكل اللي حصل..
عند نور..
نور صحيت فجأة وهي مخضوضة..
شافت عاصم في حلم غريب.. مرمي علي الأرض غرقان في دمه..
قامت مفزوعة وبتمسك الفون بتاعها وبتتصل بيه بس مفيش رد..
اتصلت بيه كذا مرة ومفيش رد.. في المرة الخامسة حد رد عليها..
نور: انت فين يا عاصم، انا بتصل بيك بقالي شوية.
صوت: حضرتك تعرفي صاحب الفون ده؟
نور: مين معايا؟ وفين عاصم؟
صوت: انا اسف اني ابلغ حضرتك بالخبر ده، هنا مستشفي ********* صاحب الفون اتعرض لحادثة وهو في الرعاية الفائقة دلوقتي.
نور ما ردتش علي الراجل قفلت وقامت بسرعة تلبس..
نازلة علي السلم بتجري.. ابوها خالد شافها..
خالد: رايحة فين يا نور بدري كده؟
نور: عاصم يا بابا عمل حادثة وفي المستشفي. انا لازم اروح دلوقتي.
خالد: استني هاجي معاكي.
خرجوا الاتنين ركبوا العربية ونور بتتصل بريهام وكريم وانجي تبلغهم..
التلاتة اتحركوا بسرعة، كريم راح لوحدة، ريهام ابوها وامها فادي وفريدة اتحركوا معاها، انجي ابوها الدكترو عمر راح معاها..
اتقابلوا كلهم قصاد المستشفي ودخلوا مع بعض..
نور كانت اول واحدة وصلت الاستقبال وبتسأل علي عاصم.. عرفت هو فين وطلعت تجري.. والباقي وراها..
وصلوا الدور اللي فيه الرعاية ولقوه مليان حراسة.. مدير الأمن لسه في المستشفي..
الحراسة منعتهم انهم يدخلوا عشان قافلين الدور..
نور كانت بتزعق مع الحراسة ومش فارق معاها حد.. هتدخل يعني هتدخل..
والحراسة لسه هتتعامل معاها بغشم لحقها خالد وفادي.. وحاولوا مع الحراسة بسب رافضين بردو..
فادي: (بيزعق) انا فادي وصفي.. اوعي من طريقي بدل ما اقعدكم في بيوتكم كلكم.
ظابط الحراسة: ممنوع يا فندم في شخصية سيادية في المكان، ولازم نأمنها.
فادي: انا هكلم قصادك دلوقتي مساعد الوزير، ونشوف هتفضل لابس البدلة دي لحد امتي.
بيطلع تليفونه وبيتصل باللواء عادل فؤاد.. وصل هارون علي صوت الزعيق..
هارون: (بيزعق) مين اللي بيزعق ده؟ دا انا هطلع ....
وقطع كلامه لما لقي فادي وخالد في وشه..
فادي: انت هنا يا هارون، ما تشوف رجالتك.. مش عايزين يخلونا ندخل، انا كنت لسه هكلم عادل.
هارون: مفيش داعي يا فادي، (بيبص لظابط الحراسة) خليهم يعدوا يابني.
الظابط عداهم..
دخلوا كلهم ونور ما وقفتش معاهم طلعت تجري علي الرعاية ووقفت قصاد الإزاز بتبص علي عاصم..
اتصدمت من المنظر اللي شايفاه.. متجبس ومتوصل بأجهزة كتير..
ريهام وانجي وكريم كانوا حصلوها.. نور اترمت في حضن ريهام وبتعيط بحرقة..
ريهام وانجي وكريم دموعهم نازلة.. حصلهم خالد وفادي وفريدة وعمر ووقفوا جنبهم.. واتخضوا من المنظر..
في دكتور كان بيطمن علي حالة عاصم وخرج..
نور خرجت من حضن ريهام..
نور: طمني يا دكتور، عاصم عامل ايه؟ هيقوم امتي؟
الدكتور: الحالة لسه مش مستقرة.. ادعوا ليه..
عمر: اسمحلي يا دكتور.. انا دكتور عمر الألفي جراح مخ وأعصاب.
الدكتور: طبعاً يا دكتور غني عن التعريف.. حضرتك شخصية معروفة، اتفضل معايا المكتب تشرب حاجة وتشوف تقرير الحالة.
راح عمر مع الدكتور..
فادي بيسأل هارون..
فادي: انت بتعمل ايه هنا يا هارون؟ انت أكيد مش جاي عشان عاصم.. ايه اللي جابك.
هارون: طارق في الرعاية هو كمان.
كريم وانجي وريهام ونور اتخضوا..
كريم: ازاي؟ حصل ايه؟
انجي: يعني عاصم وطارق في الرعاية في يوم واحد.. دا ايه ده يا ***.
ريهام: ازاي يا عمو الاتنين جم هنا؟
نور كانت حاسة بحاجة غلط في الموضوع.. في حاجة في دماغها بس خايفة تقولها عشان معندهاش دليل..
بتبص للفراغ وبتتخيل مشيرة واقفة.. دموع نور لسه بتنزل..
فادي: ما تقول يا هارون حصل ايه؟
هارون: (بعصبية) انا لحد دلوقتي مش عارف ايه اللي حصل، معنديش معلومة لسه.
خالد: يعني ايه معندكش معلومة، اومال مين اللي عنده، الولاد في الرعاية عاصم عمل حادثة وطارق مش عايز تقول حصل له ايه.. ما تنطق يا هارون مش سر حربي هو.
نور: (وسط دموعها) طارق هو اللي عمل في عاصم كده.
الكل اتصدم.. الكل بيبص لنور وهارون بذهول.. هارون نفسه بيبص لنور بذهول.. هي عرفت منين..
هارون عارف ان محدش لسه عرف حاجة عن الموضوع، و المأمور هيحتفظ بتفريغ الكاميرات لحد ما هارون يقول له يعمل ايه.. يبقي نور عرفت منين..
هارون: انت بتخرفي بتقولي ايه؟
نور: ابنك اللي عمل في اخويا كده، ابنك اللي رقد اخويا وخلي حالته كده، ابنك لو طلع حي منها انا هقتله.
هارون: (بكل غضبه) انا اقدر امحيكي من علي وش الارض في ثانية، بس عامل اعتبار لأبوكي (بيبص لخالد) لم بنتك يا خالد بدل ما احزنك عليها.
خالد: (بعصبية) تحزنني علي مين يا هارون.. انت اتجننت، انا اقدر ادمرك واقلعك البدلة دي، ركز يا هارون بتقول ايه، انا لولا مقدر حالتك دلوقتي وخوفك علي ابنك كنت هرد عليك رد تاني.
هارون: عايزك ترد يا خالد.. وريني هتعمل ايه؟
فادي: كفاية.. الناس بتتفرج علينا.. راعوا اننا في مستشفي.. لما نطمن علي الولاد تبقوا تعملوا في بعض اللي انتوا عايزينه.. فاهمين انتوا الاتنين.. (بيبص لهارون) نطمن علي الولاد ونبقي نتحاسب بعدها علي كل اللي اتقال.
وبيضغط علي حروف اخر كام كلمة..
فادي بيبص لنور اللي عينيها حمرا من الدموع والغضب اللي جواها..
فادي: نور بلاش كلام زي ده طالما ما تعرفيش حاجة ومعندكيش دليل.
نور: طارق..
فادي: (بيقاطعها) كفاية يا نور لو سمحتي.
ريهام حضنت نور وبتهديها وتسكتها في نفس الوقت.. ونور بتعيط في حضنها..
تليفون فادي بيرن.. كان اللواء عادل..
عادل: خير يا فادي بتتصل بدري كده ليه؟ انا كنت في اجتماع مع الوزير ومعرفتش ارد عليك.
فادي: مفيش يا عادل بس عاصم وطارق ابن هارون في المستشفي، عملوا حادثة والاتنين في الرعاية.. كنت بتصل بيك لو تعرف حاجة.
عادل: وهارون فين؟ ازاي ما يبلغنيش بحاجة زي دي؟
فادي: هارون قصادي اهو، بس ممكن من قلقه علي ابنه يكون نسي يبلغك.
عادل: طب انا هتصرف واتابع الموضوع بنفسي.. سلام دلوقتي.
فادي: سلام.
فادي: (بيبص لهارون) روح يا هارون اطمن علي ابنك، عادل هيتابع الموضوع بنفسه.
هارون مشي وهو بيبص لنور بكل غضب..
فجأة لقوا الدكتور اللي بيتابع عاصم ودكتور عمر ابو انجي بيجروا علي اوضة عاصم..
وقفوا كلهم قصاد الإزاز بيشوفوا ايه اللي بيحصل ومرعوبين..
عمر والدكتور واقفين بيتابعوا الوضع وبيدوا تعليمات لطقم التمريض اللي معاهم..
عمر بيبص علي جهاز رسم المخ وشايف المؤشر بتاعه في اعلي درجاته..
كان بيبص للمؤشر بذهول.. مفيش مخ في حالة اغماء يوصل للمعدل ده أبداً..
الدكتور اللي بيتابع الحالة مستغرب هو كمان.. كل مؤشرات الجسم طبيعية، جهاز رسم المخ هو اللي بيصفر لوحده..
باقي الأجهزة عادية..
كلهم واقفين بره مش فاهمين ايه اللي بيحصل جوه..
شايفين الدكتور وطقم التمريض مش بيتحركوا.. واقفين بيتفرجوا وبس..
بعد شوية خرج الدكتور المعالج ومعها الدكتور عمر..
انجي: في ايه يا بابا؟ عاصم كويس؟
نور: طمني يا عمو.
عمر: ما تقلقوش، الحالة لسه زي ما هي، نشاط زيادة للمخ ورجع لطبيعته تاني.
كريم: يعني ايه؟
الدكتور المعالج: يعني الحالة لسه زي ما هي، مفيش جديد.. النشاط الزيادة ده مش دليل علي اي حاجة (طبعاً بيهديهم وبس).. (بيبص لعمر) اتفضل معايا يا دكتور.
عند الدكتور المعالج و دكتور عمر..
الدكتور: عندك تفسير للي حصل يا دكتور.
عمر: انا اول مرة اشوف مخ يقدر يوصل للمعدلات دي، المخ ده مش طبيعي، لازم لما تستقر الحالة نعيد الفحص.
الدكتور: ازاي بس يا دكتور، لازم موافقة حد من أهله، انا مستغرب ان مفيش حد من أهله ظهر.
عمر: اللي أعرفه انه وحيد.. كل أهله ماتوا.
الدكتور: كده الامور وضحت، يبقي الضغط النفسي هو اللي أثر علي المخ بالشكل ده، أعتقد يا دكتور ان الحالة دي مش هتعيش، هيخرج من الرعاية علي التلاجة.
عمر: (وهو سرحان شوية) مش عارف يا دكتور.. ممكن يكون عندك حق، بس انا مش بحب اكون متشائم.. بس النشاط اللي شوفناه ده بيأيد الاحتمال اللي انت قولته.
الدكتور: يبقي مفيش قدامنا غير اننا نستني ونشوف اللي هيحصل.
عمر: ده صحيح.. نستني ونشوف اللي هيحصل.
عند الجماعة بره..
فريدة: تعالو يا ولاد نطمن علي طارق.
نور: انا مش هروح.
كريم: يا انجي عيب، مهما كان دا صاحبنا.
نور: مش هروح.. هو السبب.. انا متأكدة ان هو السبب.
ريهام: يا نور متأكدة ازاي؟ وايه اللي هيخلي طارق يعمل في عاصم كده، طب بفرض ان هو اللي عملها، مين اللي عمل فيه هو كده، ما هو اكيد مش عاصم، ولو عاصم اللي عمل فيه كده يبقي ازاي عاصم وصل للحالة دي.
نور: مش عارفة.. مش عارفة.
فادي: اسمعيني كويس يا نور، انا مقدر حالتك وخوفك علي عاصم.. بس الكلام اللي بتقوليه ده خطر، انت بتتهمي ابن مدير الأمن من غير دليل، ده ممكن يعمل مشاكل كتير ليكي ولخالد، حاولي تسيطري علي اعصابك، ولما يفوق عاصم نبقي نشوف مين اللي عملها.. ماشي.. واوعدك أياً كان اللي عملها انا اللي هتعامل معاه، عاصم ليه *** في رقبتي ولازم هرده ليه.. ما تقلقيش.
عند اللواء هارون
واقف قصاد إزاز اوضة ابنه طارق.. وبيكلم نفسه..
ايه اللي يخليك تروح هناك يا طارق.. اكيد هو قال ليك حاجة في الحفلة وانت كنت عايز تردهاله، وكنتوا خلاص جبتوه علي الأرض تحت رجليكم.. ايه بقي اللي حصل؟ ازي اغمي عليكم بالشكل ده؟ شكل فواز عنده حق والواد ده مخاوي..
ما هو يعني ايه جايبينه علي الارض تحت رجليكم وبتكسروا فيه ويغمي عليكم كلكم وفي اللي يموت كمان..
بس ازاي يا طارق تعمل كده اصلاً.. لو الواد ده فاق وبلغ عنك وجابوا تفريغ الكاميرات هتبقي مشكلة كبيرة جداً..
لأ ما ينفعش الواد ده يفوق.. ابني مش هيدخل السجن عشان مشكلة تافهه زي دي..
ما ينفعش استني لحد ما يفوق ونشوف هيعمل ايه.. الواد ده لو حب يردها محدش هيعرف يقف قصاده..
لازم رد الفعل يكون جاهز ومستني، فاق والموضوع اتلم يبقي خلاص.. لو حب يردها يبقي يستحمل اللي هيحصل فيه..
لأ.. فاق او ما فاقش.. حب يردها أو الموضوع اتلم.. لازم أرد عليه في اللي عمله في ابني.. اللي يقرب من ابني أدمره..
طلع تليفونه وعمل مكالمة..
هارون: اسمعني كويس، عايزك تعمل محضر تحريات عن شاب بيتاجر في المخدرات، ظبط محضر ما يكونش فيه غلطة ...... ظبط المحضر وسيب بيانات الشاب فاضية هبعتهالك بعدين، ولما اقولك تتحرك هتلاقي الأحراز في مكان هبلغك بيه قبلها ...... لأ عايزها إتجار مش تعاطي ...... لأ مش مجرد قرصة ودن ...... نفذ اللي بقول عليه...... تمام استني مني تليفون تاني، سلام.
خلص المكالمة.. ورجع يبص علي ابنه.. وبيكلم نفسه تاني..
هارون: اللي يقرب منك هدمره..
مر يومين وطارق واصحابه فاقوا وخرجوا من العناية الفائقة..
كريم وانجي بس اللي راحوا يطمنوا علي طارق وسألوه ايه اللي عمل فيه كده بس ما ردش عليهم..
نور وريهام اتأكدوا ان طارق ليه يد في الموضوع لما كريم وانجي قالوا انه مردش لما سألوه، وانجي وكريم شكهم بدأ يزيد في طارق..
هارون شايف كل ده وساكت عايز يقعد مع ابنه لوحدهم يفهم منه.. وحصل..
بعد ما انجي وكريم خرجوا والدكتور خلص الفحص المعتاد.. خرج مراته بره وقعدوا لوحدهم الاتنين..
هارون: ممكن تفهمني ايه اللي حصل بالظبط؟
طارق: .............
هارون: يا طارق يابني، انا جيبت تفريغ الكاميرات وشوفت اللي حصل كله، انا عارف اللي حصل، انا بسألك مين اللي عمل فيكم كده، عاصم كان تحت رجلك فجأة وقعتوا كلكم.. عايز افهم ده حصل ازاي؟
طارق سرح شوية وبيفتكر اللي حصل..
طارق: انا مش عارف ايه اللي حصل، انا كنت خلاص هدوس علي رقبته بجزمتي، بس فجأة صرخ.. صرخ صرخة ما سمعتش زيها قبل كده.. صرخة تحس انها طالعة من 100 واحد مع بعض.. انا معرفتش اعمل حاجة ساعتها.. مقدرتش.. الدنيا ضلمت بعدها وصحيت لقيت نفسي هنا.. انا مش عارف ايه اللي حصل عشان احكيلك.
هاورن: (بعصبية) يعني ايه؟ يعني فواز معاه حق والواد ده معاه جن.. مخاوي.. انا ما يدخلش دماغي الكلام ده.
طارق: يا بابا انا معرفش صدقني، طب هو حصل فيه ايه؟
هارون: لسه في الرعاية ما فاقش.. ياكش يموت ونخلص.
طارق: لأ يموت ايه.. انا لسه عايز حقي منه.
هارون: ما تقلقش.. انا اللي هجيب حق رقدتك دي، وهيكون تمنها غالي.
طارق: لازم يا بابا تجيبلي حقي.
هارون: قولتلك ما تقلقش.
مر 4 ايام كمان و لسه عاصم ما فاقش.. ولسه في الرعاية..
نور كانت معاه لحظة بلحظة وكانت بتبات في المستشفي غصب عن اي حد..
كريم وانجي وريهام كانوا كل يوم عنده من بداية الزيارة لنهايتها.. ومحدش فيهم كان بيزور طارق.. رغم انه بعيد عنهم بكام اوضة..
في يوم مع بداية الزيارة كانت نور وريهام وكريم وانجي واقفين قصاد اوضة عاصم كالمعتاد وبيكلموا بعض..
دخل عليهم ظابط ومعاه عساكر ووراه الدكتور اللي بيتابع حالة عاصم وكان معاهم دكتور عمر الالفي ابو انجي..
الدكاترة الاتنين متعصبين وبيحاولوا يوقفوا الظابط واللي معاه..
الظابط متوجه ناحية اوضة عاصم وشكله عايز يدخل الرعاية..
نور اتنفضت ووقفت قصاد الباب بتمنع الظابط..
الظابط بيزق نور كانت هتقع لولا ريهام لحقتها.. بس الدكتور عمر وقف قصاد الباب ومنع الظابط..
الظابط: اوعي من قصادي بدل ما ازعلك.. هاخده علي مستشفي السجن.. وهما يعملوا تقرير بحالته.
عمر: بنقولك في الرعاية في غيبوبة، مستحيل تتكلم معاه او تقبض عليه.
الظابط: اشوف بنفسي.
الدكتور: انا الدكتور المعالج وبقولك مش هينفع، انا ممكن اعمل لحضرتك تقرير بالحالة ممضي ومختوم عشان تصدق.
الظابط: يبقي هيفضل تحت الحراسة لحد ما يفوق.
كريم: حراسة ايه؟ انت بتعمل كده ليه؟ عاصم عمل ايه؟
الظابط: (بيبص لكريم بقرف) خليك في حالك ياض انت. (بيبص للدكتور) هتعمل التقرير وهسيب حراسة هنا لحد ما يفوق و آخده معايا.
كريم: تاخد مين معاك، ما تفهمنا في ايه.
الظابط بيتحرك ناحية كريم وبيرفع ايده هيضربة علي وشه..
نور اتحرك فجاة وبقت بين الظابط وكريم وعينيها فيها غضب الدنيا كله.. بس الظابط ايده مكملة عادي..
في نفس اللحظة اللي نور بتقف بينهم.. اجهزة رسم المخ عند عاصم كانت بتصفر ومؤشر رسم المخ كان اتجنن..
عمر والدكتور بيجروا ودخلوا اوضة عاصم..
الظابط اتجمد مكانه مش قادر يحرك ايده وحاسس بضغط رهيب..
الكل كان في دماغه ان الظابط مسك نفسه عشان ما يبقاش ضرب بنت.. نور نفسها افتكرت كده..
بس محدش فيهم كان عارف اللي بيحصل للظابط حقيقي..
ايد الظابط بتنزل جنبه بهدوء.. بالنسبالهم..
بس الظابط كان حاسس كأن في حد ماسك دراعه بينزله جنبه..
الظابط فضل ساكت شوية بيستوعب اللي حصل فيه بس ما نطقش بكلمة وكأن المشهد كله اتجمد.. كلهم ساكتين..
مؤشر رسم المخ سكت ورجع للطبيعي..
بعدها اتكلم الظابط مع العساكر اللي معاه..
الظابط: تفضلوا علي باب اوضته محدش يدخل عنده غير الدكاترة، و اول ما يفوق تبلغوني علي طول.
وسابهم ومشي علي طول بخطوات سريعة لولا انه عايز يحافظ علي شكله كان طلع يجري..
اول ما خرج من المستشفي كلم حد..
الظابط: معرفتش اخده يا فندم، الدكتور قال ان ما ينفعش ننقله، وهيقدم تقرير بكده.
صوت: (بعصبية وزعيق) انت اتجننت، يعني ايه ما عرفتش تاخده، انت بتخالف اوامر مباشرة.
الظابط: يا سيادة اللواء الدكتور قال انه مش هينفع يتنقل، والواد في غيبوية مش هيروح في حتة او يهرب، وسيبت عساكر علي باب اوضته يبقي تحت عينيهم، واول ما يفوق هيبلغوني وهيلاقيني فوق دماغه.
صوت: الموضوع ده فيه رقبتك، رقبتك قصاد الواد ده.. فاهم؟
الظابط: تمام يا فندم.
خلصت المكالمة..
عند هارون..
كان في اوضة طارق في المستشفي وسمع اغلب الزعيق اللي عند اوضة عاصم بس ما اتحركش من مكانه..
طارق: حصل ايه؟
هارون: ما تقلقش، في قضية مطبخة ومظبوطة في انتظاره لما يفوق.. فيها 25 سنة مستريح.
طارق: (بيضحك) ابن حلال ويستاهل.. هبقي ازوره واجيبله عيش وحلاوة.
الاتنين بيضحكوا بصوت عالي..
عند نور والشباب..
عمر خرج والدكتور اللي معاه وبياخدوا نفسهم..
نور: انا عايزة افهم في ايه.
عمر: صدقيني يا بنتي احنا ما نعرفش حاجة، الظابط دخل علينا المكتب وانا بتابع تقارير حالة عاصم، وبيقول ان معاه امر بالقبض علي عاصم، حاولنا نفهمه انه في غيبوبة، قال هينقله علي مستشفي حكومي تطلع تقرير بحالته، واتحرك جاي علي اوضة عاصم واحنا بنجري وراه زي ما شوفتوا.
كريم: وعايز يقبض علي عاصم ليه؟
عمر: ما قالش حاجة، هو كان جاي ياخده ويمشي.
كريم: انا هروح اسأل عمو هارون، أكيد هيفهم في ايه.
نور: (بصوت عالي) اياك.
كلهم بيبصوا ليها بإستغراب..
كريم: ليه؟
انجي: يا نور لازم نفهم في ايه؟
ريهام: (بتبص لنور) هنفهم.. بس مش هنسأل عمو هارون.
كريم وانجي: اومال هنسأل مين؟
ريهام: (لسه باصة لنور) انا وكريم اللي هنعرف، كريم هيكلم عمو فواز وانا هكلم بابا.. هما هيعرفوا في ايه بيحصل، وانتي كمان يا نور كلمي باباكي اسأليه.
طلعوا تليفوناتهم وكل واحد فيهم كلم ابوه..
اكتر واحد اندهش كان فواز.. صحيح هو مش طايق عاصم من آخر مرة.. بس مش قليل الأصل او ناكر للجميل..
وصحيح هو مش بيزور عاصم، بس عشان مشغول في شغله مش أكتر، وبيطمن علي عاصم يومياً من كريم..
فادي كان بيكلم هارون اللي عمل نفسه متفاجئ وهيسأل ويفهم والكلام ده..
فواز اتصل باللواء عادل فؤاد علي طول.. اللي قال هسأل و ارد عليك..
بعد شوية جه تليفون لفواز من عادل وفهمه انه صدر أمر بالقبض علي عاصم بعد عمل تحريات انه بيتاجر في المخدرات وتم مداهمة فيلته وبعد التفتيش لقوا في الفيلا 2 كيلو هيروين خام..
طبعاً عادل نفسه مش مصدق الموضوع بس مش هيقدر يعمل حاجة، في تحريات سليمة ومحضر مظبوط ولقوا المخدرات في البيت في اوضة نوم عاصم.. يعني الموضوع لابسه مفيش فيه ثغرة..
فواز بردو مش مصدق، بس مش عارف يعمل ايه غير انه يخلي المحامي الخاص بتاعة يتابع الموضوع بنفسه..
فواز كلم كريم وفهمه اللي حصل.. كريم مصدوم ومش عارف يبلغ البنات ازاي..
كريم خلص المكالمة وراجع لبنات..
ريهام: انا كلمت بابا وهو كلم عمو هارون، وعمو هارون قال انه ما يعرفش اي حاجة بس هيسأل ويرد علي بابا.
نور: عمو هارون اللي بعد كام اوضة مننا وحتي ما فكرش يخرج يشوف احنا بنزعق ليه او ايه الدوشة اللي جنب اوضة ابنه، مش بعيد يا ريهام يكون ليه يد في اللي بيحصل.
انجي: اهدي يا نور بلاش الكلام ده.. احنا لسه مش عارفين هما كانوا عايزين عاصم ليه اصلاً، مش يمكن كان عايزينه عشان التحقيق في اللي حصل ليه.
نور: انتي مصدقة للي بتقوليه يا انجي، ولو هيحققوا معاه في الحادثة بتاعته، ليه هينقلوه من المستشفي، ما هما عارفين انه لسه ما فاقش.. والظابط اللي جاب عاصم كل يوم هنا بيطمن علي حالته وبيسأل امتي هيفوق عشان يكملوا التحقيق، وعارف وضع الحالة ايه.
كريم ساكت وسامع الكلام ومش عارف يقول لهم ازاي..
انجي: ساكت ليه يا كريم؟ انت عرفت حاجة؟
كلهم بصوا ليه ونور لما شافت وشه فهمت ان في حاجة غلط..
نور: انت عرفت حاجة يا كريم؟
كريم: ...............
نور: انطق يا كريم عرفت ايه.
كريم: في خبر انا مش عارف اقوله ازاي.. انا مش مصدقة اصلاً.
نور وريهام: ما تنطق.
كريم: الظابط اللي جه كان جاي يقبض علي عاصم.
نور: ما احنا فهمنا ده.. ما تقول كلامك كله علي بعضه يا كريم.
كريم: في أمر بالقبض علي عاصم عشان بيتاجر في المخدرات.
ريهام وانجي شهقوا وحطوا ايدهم علي بوقهم من الصدمة..
نور من الصدمة ما عرفتش ترد.
التلاتة فضلوا يبصوا لكريم ومش بينطقوا.. كريم نفسه باصص ليهم ومش عارف ينطق بحرف زيادة..
في نفس اللحظة عند الدكتور عمر والدكتور اللي بيتابع حالة عاصم..
الدكتور: يا دكتور عمر انا اول مرة اشوف حالة بالشكل ده، رغم انه مش عايز يقوم، بس نشاط المخ بيتفاعل بشكل غريب مع الاوضاع اللي حواليه، انت خدت بالك لما الظابط كان هيدخل الاوضة المؤشر كان عادي، بس لما اتعرض لحد من اصحابه المؤشر كان هينفجر.
عمر: و ده للي انا مستغرب ليه جداً، ازاي حس بيهم او عرف اللي بيحصل بره اوضته رغم ان الاوضة المفروض انها عازلة للصوت، معني كده انه مخه نطاق المؤشرات بتاعته او نطاق الطاقة بتاعته بمعني ادق.. اعلي من طاقة الانسان الطبيعي.. لازم نعيد الفحص في اسرع وقت.
الدكتور: عندك حق يا دكتور، مش هينفع نستني لحد ما يفوق، انا هنقله لأوضة الفحص مع كل التجهيزات الضرورية.
عمر: تمام يا دكتور، انا هخرج للولاد، ولما تجهز عرفني عشان لازم اكون معاك.
الدكتور: تمام يا دكتور.
خرجوا الاتنين.. عمر راح للشباب، والدكتور راح يجهز..
عند الشباب
لسه واقفين ساكتين مش عارفين يقولوا ايه او يردوا علي كريم بإيه..
نور كان خلاص من الانفعال والعصبية اللي هي فيها كان قلبها هيقف وبدأت تدوخ..
فجأة حست بإنها بتهدي وقلبها ضرباته بترجع للمعدل الطبييعي ونفسها بينتظم تاني والدوخة بتروح..
فهمت بسرعة ان مشيرة هي اللي بتعمل كده.. مشيرة حواليها.. أكيد موجودة ما هي مش هتسيب عاصم لوحده..
ابتسامة وسط دموعها اللي بتلمع في عينيها ظهرت علي وشها.. ابتسامة إطمئنان غريب.. كأن عاصم اللي واقف جنبها..
طب ماهو عاصم ومشيرة واحد.. (بتقول لنفسها).. نفس شعور الأمان اللي بتحسه لما يكون عاصم جنبها..
نور اتعدلت في وقفتها وبتتكلم بهدوء غريب بالنسبة ليهم بس طبيعي بالنسبة ليها..
نور: مين اللي بلغك بالموضوع ده يا كريم؟
كريم: (بإستغراب من شكلها وهدوءها) بابا كلم عمو عادل وهو اللي بلغه.
ريهام: مستحيل، يكون الكلام ده حقيقي، عاصم ما يعملش كده.
انجي: طبعاً مستحيل اكيد في غلط في الموضوع.
نور: اهدو يا جماعة عشان نرتب افكارنا.
كلهم بيبصوا ليها بإستغرب شديد جداً.. نور فيها حاجة متغيرة..
نور عمرها ما كانت بتتكلم بالثقة دي غير وعاصم جنبها.. ومن ساعة ما عاصم دخل الرعاية وهي متوترة وخايفة..
وعاصم ما فاقش لسه.. يبقي جايبة الثقة والهدوء ده منين..
نور: الموضوع ده كله تلفيق، في حد ليه مصلحة انه يعمل كده في عاصم؟
انجي: مين اللي ممكن يعمل كده.
كريم: يا نور مين اللي ممكن يحط لعاصم الكمية اللي لاقوها في بيته دي.. انا مقولتش الكمية كام، دول لقوا 2كيلو.. فاهمة يعني ايه 2كيلو؟ بابا بيقول دي فيها 25 سنة سجن علي الأقل.
نور: معني كلامك انه حد تقيل اوي، حد يقدر يجيب الكمية دي ويعرف يحطها لعاصم في البيت.. مين اللي ممكن يعمل كده؟
انجي: ما هو ده السؤال.
نور: اجابة السؤال واضحة.. هارون.
كلهم: ايه؟
دكتور عمر كان جاي من وراهم وسمع اغلب الحوار..
عمر: اتهامك ده خطير يا نور.. من غير دليل قوي، ممكن هارون يحبسك.
كلهم بيبصوا لعمر..
عمر: انا مقدر انفعالك وخوفك علي عاصم.. بس لازم تكوني هادية وتفكري صح.
نور: انا هادية ياعمو.. هادية جدا وأكتر من اي وقت فات.
ريهام: و ده اللي انا مستغرباله يا نور، من شوية كنتي خلاص هتقعي مننا، دلوقتي واقفة ولا كأن عاصم جنبك.
انجي: صح يا ريهام.. انا كنت بقول لنفسي نور مش بتبقي كده غير وعاصم جنبها، بحس لما بيكون جنبها انها تقدر تواجه اي حاجة عشان واثقة انه معاها.. بس عاصم اهو.. قصادنا نايم في الرعاية، وهي كانت متوترة وخايفة طول الوقت.. دلوقتي بقي انتي ازاي بقيتي كده؟
نور: انا مش هعرف افسر ليكم انا حاسة بإيه.. وسيبونا من الموضوع ده دلوقتي، احنا لازم نشوف محامي يتابع القضية دي.
كريم: بابا خلي المحامي بتاعة يتابع القضية، هيروح وهيشوف ازاي ده حصل.
نور: (بتكلم نفسها) انا لازم اكلم المستشار عدلي.. هو أكيد بردو هيعرف يتصرف.
عقلها: عاصم قال انك ماتتصليش بيه الا لما يموت.
نور: طب ما هو بين الحياة والموت، ولازم محامي كويس يتابع القضية.
عقلها: اسمعي كلام عاصم يا نور عشان لما يفوق ما يزعلش منك.
نور حاسه بمشيرة جنبها او حواليها.. عايزة تشوفها وتاخد رأيها.. بس مش عارفة ازاي..
نور فكرت انها تاخد القرار.. ولو مشيرة موافقة علي القرار تهديها زي ما بتعمل..
ففكرت انها خلاص هتتصل بعدلي.. واتوترت مستنية رد الفعل.. بس ما حصلش حاجة..
ففكرت انها مش هتتصل بعدلي.. وبردو متوترة يمكن تكون فاهمة اللي بيحصل غلط وتكون مفيش مشيرة اصلا حواليها وكل ده وهم من خيالها..
فجأة حست زي المرة اللي فاتت انها بتهدي ونبضها بيرجع للطبيعي وتوترها بيروح.. ففهمت ان مشيرة موافقة انها ما تتصلش بعدلي..
وكده عرفت هتتعامل مع مشيرة ازاي بعد كده..
ريهام: نوووور رحتي فين؟
نور: انا معاكم اهو.
عمر: لأ انتي سرحتي يا نور.. كنتي بتفكري في ايه؟
نور: ابدا يا عمو انا قلقانة بس علي عاصم.
عمر: عاصم ده حالة غريبة جداً، انا اول مرة اشوف زيها.
انجي: ليه يا بابا؟
عمر: مؤشرات مخ عاصم لما الظابط اتعرضلكم كانت في قمتها بشكل خطير.
نور: (بخوف) و ده معناه ايه يا عمو؟
عمر: كأنه كان حاسس باللي بيحصل معاكم.
كريم: ازاي يا عمو وهو في الغيبوبة زي ما هو.
عمر: حتي اللي في الغيبوبة الابحاث اكدت انهم بيحسوا بالمؤثرات اللي حواليهم، عشان كده بنشجع اهل المريض انهم يتكلموا معاه ويحكوا ليه اللي بيحصل في يومهم كأنه صاحي و واعي للي بيحصل، بس عاصم كانت معدلاته أعلي من كده، مش عارف اشرحهالكم ازاي، بس انا لازم افحص عاصم، عموما الدكتور المعالج بيجهز وجاي دلوقتي هنعيد فحص عاصم.
وصل الدكتور ونقلوا عاصم غرفة فحص تانية وواقفين منتظرين النتيجة..
عند الشباب
نور: ريهام كلمي عمو فادي وعرفيه اللي حصل، اكيد لسه ما يعرفش حاجة.
ريهام: ازاي يا بنتي اكيد عمو هارون بلغه.
نور: صدقيني عمو فادي لسه ما يعرفش حاجة، طب بصي.. لما تكلميه اسأليه هتعمل ايه في قضية عاصم.
ريهام بتطلع التلفون بتاعها وبتكلم ابوها وهي مستغربة ثقة وكلام نور جداً..
ريهام: ايو يا بابا، هتعمل ايه في قضية عاصم.
فادي: (بإستغراب شديد) قضية ايه؟ انتي عرفتي حاجة انا معرفهاش؟
ريهام: (بتبص لنور بدهشة وإستغراب.. وبتكمل مع ابوها) يا بابا قضية المخدرات المتلفقة لعاصم.
فادي: مخدرات ايه وزفت ايه؟ انتي جيبتي الكلام ده منين؟
ريهام: عمو فواز هو اللي قال كده.
فادي: ازاي ده؟ هارون لسه ما عرفش حاجة، اقفلي وهكلمك تاني.
ريهام قفلت وبصت لنور بصة طويلة وهي ساكتة..
نور: ما تستغربيش يا ريهام ان عمو مش عارف، انتي قولتي انه كلم هارون وقال انه هيرد عليه، وكريم بلغ عمو فواز اللي رد عليه بعدها بسرعة مفيش ربع ساعة، اكيد عمو فواز كلم عمو عادل، اللي جاب الموضوع في ثانية، انما هارون مش فارق ليه الموضوع اوي او هو اللي ورا الموضوع بمعني اصح.
كلهم سكتوا بيعيدوا تفكير في كلام نور.. وكل الكلام من اوله لآخرة بيقول انها صح ومعاها حق..
ريهام: (بدأت تتعصب) يعني ابنه يدخل عاصم المستشفي، وهو يحاول يدخل عاصم السجن.. طب ليه عاصم عمل ليهم ايه؟
كريم: انا هروح لطارق افهم منه.
انجي: (بتمسك ايد كريم) لا يا كريم ما تروحش.. انا مضمنش يعمل فيك ايه انت كمان.
كريم بيبص لإيد انجي بدهشه.. انجي سحبت ايدها بسرعة ومكسوفة من انها عملت كده.. بس هي كانت خايفة عليه بجد..
صحيح هارون مش هيعرف يعمل مع كريم اللي عمله مع عاصم عشان خاطر ابوه فواز ممكن يدمره..
بس هي ما تضمنش بردو..
نور وريهام بيبصوا لبعض بصه سريعة وبيبتسموا والابتسامة بتختفي بسرعة عشان انجي ما تتكسفش اكتر..
نور: بص يا كريم، كلم عمو فواز خليه يعرف بالظبط ايه اللي حصل يوم الحادثة، اكيد الكاميرات جابت اللي حصل، عرفه وهو اكيد هيتصرف بطريقته يجيب فيديوهات الكاميرات دي، لازم نشوف اللي حصل ساعتها.
طبعاً كلهم اتعودوا علي التغير اللي حصل لشخصية نور رغم انهم مش فاهمينه.. بس محدش فيهم اعترض.. مش بياخدوها علي اد عقلها..لأ.. هما كأنهم شايفين عاصم بيتكلم..
كريم: انا هطلب من بابا يشوف الموضوع ده.
نور: خليه يتحرك بسرعة يا كريم عشان حاسة ان الفيديوهات دي هتختفي.
محدش علق علي كلامها رغم استغرابهم بردو..
كريم كلم ابوه وفهمه هو عايز ايه، وفواز استغرب ازاي مجاش في باله الموضوع ده، وكريم قال انه خايف ان التسجيلات ممكن تختفي عشان مصلحة حد..
فواز ما علقش علي الحتة دي.. بس استغرب مين يكون ليه مصلحة ان الفيديوهات دي تختفي.. هيكون فيها ايه يعني..
فواز بعت رجالته يستفسروا ويجيبوا تفريغ الكاميرات.. بس فعلا الفيديوهات كانت ممسوحة من كل الكاميرات..
و ده اللي خلي فواز يستغرب أكتر.. ويعند اكتر.. و خد الموضوع تحدي كرامة..
لازم يجيب الفيديوهات دي.. خلال 8 ساعات بحث وفلوس بتتدفع هنا وهناك.. وصل للفديوهات من جوه قسم التجمع..
وجاتله نسخة..
شاف الفيديو واستغرب جدا من هجوم طارق واللي معاه علي عاصم، بس استغرابه ده مكانش اد استغرابة ومفاجئتة لما شافهم كلهم بيقعوا مرة واحدة..
فواز: (لنفسه) و**** الواد ده مخاوي.. ماهي ملهاش تفسير تاني.
قطع تفكيرة تلفونه بيرن.. كان كريم..
فواز: ايوة يا كريم.
كريم: وصلت لحاجة يا بابا؟
فواز: اه يا كريم.. جيبت تفريغ الكاميرات.
كريم: طب اتأخرت كده ليه؟
قبل ما فواز يرد كانت نور خدت الفون من كريم..
نور: انت ملقتش تفريغ الكاميرات يا عمو.. صح؟ انت اكيد وصلتلها بطريقة تانية.. صح؟
فواز مستغرب كلام نور.. بس هي عندها حق.. أكيد في حد ليه مصلحة ان الفيديوهات دي تختفي، ومحدش هيكون ليه مصلحة أكتر من هارون.. اه يا هارون الكلب بتغطي علي ابنك.. دا انا هدمرك انت وابنك..
نور: عمو فواز.. مين اللي عمل كده يا عمو؟
فواز: صدقيني لسه ما عرفش يا بنتي، بس هعرف.. ولما اوصل ليه هندمه علي كده.
نور: هارون اللي عمل كده ياعمو، هو اللي لفق القضية لعاصم، والفيديو ده جايب ان طارق اللي بيهاجم عاصم.. صح يا عمو؟
فواز: (بدهشه حقيقية) وانتي عرفتي منين؟
نور: انا حسيت بكده يا عمو.
فواز: لو فعلا هارون اللي ملفق القضية لعاصم هدمره.. انا هقفل معاكي دلوقتي وهبعت لكم الفيديو عشان يبقي في كذا نسخة.. وانا هعمل اتصالاتي وهشوف هوصل لإيه.
خلصت المكالمة وبعد شوية وصل لكريم الفيديو علي الفون..
شافوا الفيديو وكانت دموع نور وريهام وانجي وحتي كريم بتنزل وهما شايفين عاصم وهو بيتضرب والمضارب نازله علي كل حته في جسمه..
بس عيونهم برقت ودموعهم وقفت لما شافوهم بيتجمدوا في مكانهم وبعد كده بيغمي عليهم كلهم فجأة..
محدش فيهم علق.. محدش فيهم عارف يفسر اللي حصل ده حصل ازاي..
فضلوا ساكتين محدش اتكلم خالص.. بيحاولوا يستوعبوا اللي شافوه..
دخل عليهم دكتور عمر بعد ما خلص فحص عاصم..
عمر: مالكم يا ولاد عاملين كده ليه؟ (محدش بيرد) .. في ايه؟ (محدش بيرد) .. حصل حاجة؟ عرفتوا حاجة جديدة؟
نور كانت اول واحدة فاقت من استغرابها وسرحانها..
نور: عاصم عامل ايه يا عمو؟
كلهم انتبهوا ومستنيين رد عمر اللي سكت لحظة وباصص ليهم بحذر من منظرهم اللي شافه..
عمر: عاصم كويس وبخير.. الفحص الجديد كان سلبي مفيش اي مشكلة في المخ والحمد *** طبعا، بس انا كنت فاكر اني هلاقي سبب للنشاطات الغربية اللي مخه بيعملها.. بس ما وصلتش لحاجة.
انجي: و ده كويس ولا وحش يا بابا؟
عمر: مش مسألة كويس أو وحش، احنا كنا بندور علي تفسير لحالة مفاجئة بتظهر في ظروف احنا مش عارفين نحددها بدقة، بس عموماً حالة عاصم مستقرة وممكن يفوق في اي وقت هو عايزة، الموضوع في ايده هو.
نور: يعني هيخرج من الرعاية لأوضة عادية واقدر اكون جنبه؟
عمر: بكره الصبح هيتنقل لأوضة عادية، وتقدري تكوني جنبه عادي والزيارة مسموح بيها من لحظة نقله.
فرحوا جدا بالخبر..
عمر: ممكن افهم في ايه بقي؟ محدش جاوب علي سؤالي.
سكتوا شوية مش عارفين يخلوه يشوف الفيديو ولا لأ..
انجي: يا بابا احنا شوفنا فيديو مصور اللي حصل لعاصم بالظبط.
عمر: (بإستغراب) ايه؟ فين الفيديو ده، و ازاي جيبتوه؟ وازاي ما راحش للشرطة؟
كريم: ما هو لما تشوف الفيديو يا عمو هتفهم.
عمر: فين الفيديو ده؟
كريم شغل الفيديو وعمر بيتفرج..
عمر لما شاف طارق والكاميرا جايبة وشه بوضوح.. وقف الفيديو..
عمر: مش ده طارق صاحبكم؟
كلهم بدون اتفاق و في صوت واحد: مش صاحبنا.
عمر بص ليهم بدهشه شوية وابتسم و رجع يكمل الفيديو..
بدأ الهجوم وشاف الضرب..
عمر: ايه الهمجية دي؟
ومكمل الفيديو..
و جت اللقطة اللي بيتجمدوا فيها وبعدها بيقعوا..
عاد اللقطة دي كذا مرة.. وكل مرة اندهاشة واستغرابه بيزيد..
عادها 10 مرات علي الاقل اذا ماكانش اكتر..
عمر: عايز نسخة من الفيديو ده.
نور: ابعت لينا كلنا يا كريم، لازم يكون في اكتر من نسخة بعيد عن بعض.
كريم: (رغم استغرابه من عمر ونور) حاضر.
وبعت ليهم كلهم الفيديو وانجي بعتت لأبوها نسخة..
كان عاصم رجع العناية وواقفين قصاد الاوضة كلهم..
نور: ريهام ابعتي لعمو فادي نسخة من الفيديو عشان يعرف وساخة هارون.
ريهام: هبعته حالاً.
وبعتت لأبوها نسخة اللي أول ما شاف الفيديو كلم ريهام..
فادي: اللي شفته ده حقيقي يا ريهام.
ريهام: اه يابابا.
فادي: يعني طارق اللي عمل كده في عاصم؟
ريهام: ايوة يا بابا.
فادي: طب انا خلاص قربت من المستشفي، لما اجي نتكلم.
خلصت المكالمة..
ريهام: بابا خلاص قرب يوصل، لما يجي نسألة وصل لإيه.
انجي بتبص لأبوها اللي كان غرقان في افكاره..
انجي: بابا.. انت سرحان في ايه؟
عمر بيكلم بنته بس كأنه بيكلم نفسه.. لسه سرحان..
عمر: نشاط المخ بيزيد في لحظات الخطر، عليه او علي القريبين منه، ده طبيعي عند اي حد، بس هو معدلاته بتبقي اعلي من اي مستوي مسجل.. بس ازاي نتأكد من الافتراض ده.
انجي: نتأكد من ايه يا بابا؟
عمر انتبه فعلا لبنته المرة دي..
عمر: لا يا حبيبتي انا بكلم نفسي بس، هتعملوا ايه دلوقتي؟
انجي: عمو فادي علي وصول....
قطع كلامها وصول فادي فعلاً..
فادي: ازيك يا دكتور عمر؟ ازيكم يا ولاد.. ايه الاخبار؟
نور: احنا كلنا كويسين يا عمو، حضرتك اللي وصلت لإيه؟
فادي: لما ريهام قالتلي علي موضوع القضية، كلمت فواز عشان افهم منه، وكان خالد عندي في نفس الوقت لأنه استغرب تأخير هارون في الرد، المهم فواز فهمني اللي بيحصل وانا كلمت المحامي بتاعي عشان ينسق مع المحامي بتاعه ويتابعوا الموضوع، علي فكرة والدك تحت وطالع هو كان بيعمل تليفون وجاي..
و دخل عليهم خالد ابو نور ووقف معاهم..
نور: انت شوفت الفيديو يا بابا؟
خالد: ايوة يا نور شوفته مع فادي لما وصل ليه.
نور: طارق هو اللي عمل كده في عاصم، وهارون بيغطي علي ابنه وبيحاول يلبس عاصم قضية عشان ينتقم من عاصم.
هارون من وراها..
هارون: ما تلمي نفسك يا بت انتي، قضية ايه اللي الفقها لكلب زي ده.. انا ادمره من غير حاجة.
نور: (بتتعصب) اخويا مش كلب.. انت اللي ستين كلب.
عمر شاف ان الموقف بيتوتر ومن خبرته الشخصية ونظرته لواحد زي هارون.. اللي زي ده لما بيدخل في تحدي بيعمل المستحيل عشان يكسبة بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، مش بيفرق معاه..
وفي الوضع ده ممكن يتهور ويمد ايده علي نور عشان كرامته..
يعني نور في خطر.. يعني ممكن نشاط مخ عاصم يتغير دلوقتي..
انسحب بخفة ودخل اوضة عاصم وكان في جهاز جنب عاصم شغله ووقف يتفرج..
المشهد تحسه بالتصوير البطئ..
هارون كان فعلاً اتعصب جامد وبيقرب من نور عايز يضربها علي وشها..
نور رغم انها متأكدة من الخطوة دي بس ما اتحركتش وكان علي وشها ابتسامة غريبة بتحدي كبير.. وحاسة بمشيرة بتهديها وبتقويها..
هارون بيرفع ايده وهيضرب نور..
خالد بيحاول يشد بنته بعيد..
فادي بيحاول يقرب من هارون يمسك ايده وكريم كمان..
انجي كانت بعيد عن نور فـ واقفة مصدومة..
ريهام كانت بتقرب من نور بردو عايزة تشدها..
مؤشرات رسم المخ عند عاصم اتجننت..
عمر واقف بيبص للمشهد برة وللأجهزة جوة بإنفعال غريب.. ما بين دهشة علي فرحة انتصار.. مش مفهوم..
فجأة يتجمد المشهد كله..
وتظهر مشيرة بس محدش شايفها وهي واقفة بين هارون ونور.. وبتبص لهارون بغضب رهيب..
فجأة يتحرك المشهد بالصورة الطبيعية..
وكل اللي كان بيحاول يعمل حاجة بيكملها..
خالد يسحب بنته بعيد وتيجي في حضن ريهام اللي كانت بتقرب منها..
فادي وكريم يوصلوا لهارون عشان يمسكوا ايده..
فجأة المؤشرات عند عاصم تسكت كلها.. وترجع لطبيعتها..
هارون بيشهق وعينيه بتبرق..
فادي بيتفاجئ ان هارون بيغمي عليه ويقع في حضنه..
كريم بينادي علي الدكاترة يلحقوهم..
دكتور يجي ومعاه ممرضة وكريم وفادي وخالد يساعدوه ينقلوا هارون علي سرير نقال.. عشان ينقلوه للطوارئ يكشفوا عليه..
عند عاصم..
دكتور عمر واقف بيتابع الجهاز وهو مش مصدق ان الجهاز اللي موجود جنب جهاز رسم المخ.. قدر يسجل الموجات اللي طلعت من مخ عاصم في اللحظة دي..
كان نصر علمي بالنسبة ليه.. باب جديد بيتفتح في أبحاث المخ والأعصاب..
كان بيقرب من الجهاز اللي وقف لما نشاط مخ عاصم وقف..
رجع يبص لعاصم وبقي في قمة الرعب اللي ممكن اي حد يتخيله وهو شايف عاصم مفتح وباصص ليه وعيونهم الاتنين في عيون بعض..
عيون عاصم كانت الضلمة في ابشع صورها.. قبر مفتوح عايز ياخدك في حضنه..
ضلمة بشعة تحسسك ان مفيش نور في الدينا كلها..
لحظة..
لحظة واحدة هي كانت المدة اللي دكتور عمر شاف الضلمة دي..
فجأة عيون عاصم رجعت لطبيعتها تاني.. النظرة الواثقة الحزينة الحنينة..
رجع عاصم اللي نعرفه..
بس الدكتور عمر لسه واقف فاقد النطق.. مش قادر يسيطر علي اعصابه ومشاعره.. و رعبه..
خد دقايق عقبال ما قدر يسيطر علي نفسه تاني.. وخد بعدها دقيقة كمان عقبال ما عرف ينطق..
عمر: انت فوقت ازاي؟ مخك مستحيل يكون في طبيعته بعد النشاط ده، انت المفروض يغمي عليك بعد نشاط زي ده.
عاصم: ايه اللي حصل؟ انا جيت هنا ازاي؟
كان الناس بره بعد ما نقلوا هارون رجعوا يبصوا علي عاصم.. بس لقوه مفتح وبيكلم دكتور عمر..
نور جريت تفتح الباب.. عمر شاور لها تستني وما تدخلش.. عايز يكمل كلامه مع عاصم ويفهم.. بس نور مقدرتش تستني ودخلت وكلهم دخلوا وراها..
نور كانت هتنط في حضن عاصم بس في اخر لحظة افتكرت ان جسمه كله في الجبس واقل حركة ممكن تأذيه..
وقفت جنبه وحطت ايدها علي صدره من فوق الجبس عند قلبه.. ودموعها كانت شلال..
عاصم: (بإرهاق واضح) انتي كويسه يا نور؟
نور: (طلعت منها ابتسامه جميلة وسط دموعها) انا بخير طول ما انتوا جنبي..
الواقفين كلهم فهموا انها تقصدهم..
ريهام حست ان نور تقصد حاجة تانية..
عاصم اللي فهم نور تقصد ايه..
عمر شاف انه مش هيعرف يتكلم براحته مع عاصم.. خرج من الاوضة وطلع الفون بتاعه وعمل اتصال..
الطرف التاني رد من اول رنة..
صوت: دكتور عمر.. واحشني يا راجل، ماشوفتكش من ساعة مؤتمر برلين.
عمر: دكتور رمزي.. انا طالب منك خدمة.
دكتور رمزي حبيب طبيب نفسي.. اللي كان بيتابع حالة عاصم بعد وفاة مشيرة **** يرحمها..
طبيب نفسي مشهور ومن القليلين علي مستوي العالم اللي ليهم بصمة في مجال الطب النفسي وأبحاث المخ في الماورائيات..
رمزي: (بتركيز) خير يا دكتور؟
عمر: عايزك تكون في القاهرة بكرة الصبح في مستشفي *******.
رمزي: صعب يا دكتور، انا في المانيا عندي مؤتمر وكمان في كذا محاضرة في جامعة برلين.
عمر: هترجع امتي؟
رمزي: اسبوعين تلاتة بالكتير واكون في مصر.
عمر: تمام ماشي، بس اول ما تنزل من الطيارة تكلمني يا رمزي.
رمزي: طب فهمي في ايه يا عمر.
عمر: مش هينفع في التليفون، لازم تشوف بنفسك.
رمزي: (بضحك) بتلعب علي فضولي يا عمر، بس بردو صعب اني اسيب الدنيا هنا فجأة وانزل مصر.
عمر: خلاص مفيش مشكلة، بس لو عرفت تنزل بدري يبقي احسن، وانا هكون عملت كام حاجة كده عقبال ما تيجي.
خلصت المكالمة وعمر واقف بيفكر مع نفسه هيعمل ايه مع عاصم..
عند عاصم
كان بيفهم منهم ايه اللي بيحصل والاخبار ايه وهما بيحكوا ليه كل اللي عرفوه.. بس محدش جاب سيرة القضية..
وهما بيتكلموا وعاصم حاسس انهم مخبيين عليه حاجة بس مش قادر يقرأ أفكار حد.. حاسس بصداع رهيب..
فجأة فتح الظابط اللي كان عمل مشكلة مع نور قبل كده..
دخل ونور قامت وقفت بسرعة بينه وبين عاصم.. وواقفة بنظرة تحدي كبيرة.. (اخوها فاق بقي)...
الظابط وقف يبص ليهم كلهم شوية وبعد كده بص لعاصم وعلي وشه ابتسامة شماته اختفت بسرعة..
الظابط: انت عاصم سليم؟
عاصم: (بتريأة) افتكر من منظرهم وهما بيبصوا ليك ومن نظرتك ليهم واضح انكم اتقابلتوا قبل كده، يعني عارف هما مين، ويبقي أكيد عارف انا مين.
الظابط: اتكلم عدل بدل ما تزعل..(بيكمل بتريأة) ولا هتزعل اكتر من كده ايه..
نور: انت عايز ايه تاني؟
الظابط: (طنش نور وبيكلم عاصم) صدر أمر بالقبض عليك بتهمة الاتجار في المخدرات؟ هتتنقل دلوقتي لمستشفي حكومي لعمل كشف طبي لحالتك وتبقي تحت الحراسة هناك.
فادي: انت واعي انت بتقول ايه؟ مفيش الكلام ده، وانا حسابي معاك بعدين، بس كلامي مش معاك.. كلامي مع اللواء عادل فؤاد.
الظابط: (اتهز شوية) يا فندم انا بنفذ الأوامر.
ريهام: وأوامرك انك تتعدي علينا وتحاول تمد ايدك علينا.
فادي: (بغضب كبير) انت كنت عايز تمد ايدك علي بنتي؟ انت اتجننت؟
الظابط: (بتوتر) انا ما مدتش ايدي عليكي يا انسه.
ريهام: (بتكلم ابوها) يا بابا كان عايز يضرب كريم، ولما نور وقفت ما بينهم زقها كان هيوقعها.
خالد: (بغضب) انت اتجننت بتمد ايدك علي بنتي، دا انا هقعدك في بيتكم، و**** ما هيطلع عليك نهار بكره وانت لابسها.
الظابط حس ان غرز ودخل في منطقة ألغام، دا غير انه مش عارف يوصل لهارون..
الظابط: (جاب ورا) يا فندم انا بعتذر للآنسه (وبيبص لنور) انا آسف يا آنسة بس انت وقفتي في النص بسرعة ملحقتش أفاديكي، انا كنت عايز أأدب الواد ده (بيشاور لكريم)
انجي: انت عارف ده يبقي ابن مين اللي بتقول عليه واد وعايز تأدبه، دا كريم الرشيدي.. ابن فواز الرشيدي، انت فاهم انت واقف وسط مين وبتتكلم مع مين.
عمر كان اول مرة يشوف بنته بتتكلم بالأسلوب ده، انجي عمرها ما كانت بتحب التفاخر وتقول انا مين وبنت مين، بس حس انها محروقة علي كريم.. وفهم انها ميالة ليه..
الظابط كان خلاص هيموت حس انه رايح في داهية.. بس حاول يحافظ علي كرامته شوية..
الظابط: انا بعتذر رسمي عن كل اللي حصل مني، وممكن الوزارة تشوف العقاب المناسب وتنفذه، بس بردو انا بنفذ الأوامر وهاخده معايا.
عاصم كان ساكت وبيسمع كل اللي بيتقال.. فجأة مشيرة ظهرت.. وكان مستغرب اختفاءها..
بس من ساعة ما فاق وهو حاسس بصداع ومع الوقت اللي بيعدي الصداع بيروح.. واول ما الصداع راح نهائي مشيرة ظهرت..
يعني كل ما يكون ذهنه صافي كل ما يكون حضور مشيرة مستمر..
نور في اللحظة دي هي كمان حست بمشيرة وبصت ناحية مكانها وابتسمت.. ومشيرة ابتسمت..
عاصم بعد ما بدأ يرجع لطبيعته ويسطير علي الصداع اللي ماسك دماغه..
بدأ يتكلم بصوت كأنه طالع من قبر.. قوي عميق هادي ومخيف..
كلهم اترعشوا لما سمعوا صوته..
نور وسعت ووقفت علي جنب لما سمعت عاصم عشان يبقي وشه في وش الظابط.. اللي كان بيترعش من الصوت..
عاصم: اسمعني.. (هنا نور وسعت.. والظابط عينيه جت في عين عاصم وغرق فيها) انت هتمشي دلوقتي وتروح للي باعتك تفهمه اني مش هتنقل من هنا، ولما اخرج هنتحاسب.. (سكت لحظة) امشي.
الظابط لسه هيرد..
عاصم: كلامي خلص.
الظابط ما اتكلمش.. ما فتحش بوقه.. لف ومشي وبس..
خرج وبيكلم هارون وهارون مش بيرد..
عند عاصم..
عاصم: فهموني واحدة واحدة ايه اللي حصل الفترة اللي فاتت.
لسه هيتكلموا في صوت واحد كلهم..
عاصم: مع احترامي الكامل ليكم كلكم، نور.. احكيلي انتي كل حاجة.
نور بصت ناحية مشيرة وعاصم خد باله ورجعت بصت لعاصم وابتسمت وخدت نفس طويل وبدأت تحكي كل حاجة حصلت من ساعة ما عرفت ان عاصم في المستشفي لحد اللحظة اللي واقفين فيها دي..
حكت كل حاجة بأدق التفاصيل ما نسيتش تفصيلة صغيرة حتي..
كلهم كانوا مستغربين من دقة نور وترتيبها للشرح والنقط اللي بتتكلم فيها..عاصم كان منتبه ليها ومركز ومبتسم في نفس الوقت، وكل شوية لما نور تبص لمكان مشيرة اللي اتحركت وبقت جنب عاصم وواقفة في وش نور.. عاصم بياخد باله..
ريهام كانت مستغربة حركات عين نور كأنها متابعة حد واقف.. بس مش شايفه حد..
خلصت نور كل اللي عندها وخدت نفسها وسكتت ومستنية رد عاصم.. وكلهم مستنيين عاصم هيقول ايه في الوضع اللي هو فيه ده..
قطع سكوتهم خبط علي باب الأوضة ودخل يوسف الراوي..
يوسف: الف سلامة عليك يا عاصم.. انا لسه عارف من شوية.
نور بتبص ليوسف بنظرة عتاب ودورت وشها بعيد..
يوسف: (بيكلم عاصم بس الكلام لنور وعاصم فاهم) و**** انا اول ما عرفت الخبر جيت، انا كنت برة مصر في مهمة ولسه راجع من كام ساعة، حقك عليا، انا يدوب قدمت تقرير بالعملية، وحاولت اكلمك بس انت مش بترد، رحت ليك البيت وعرفت اللي حصل وجيت علي طول.
عاصم: (بإبتسامة وبيكلم يوسف بس الكلام لنور بردو) خلاص مفيش مشكلة.. انا مش زعلان.
والأربعة ابتسموا.. عاصم ومشيرة ونور ويوسف..
فادي: ما تقلقش يا عاصم من موضوع القضية، المحامي بتاعي والمحامي بتاع فواز هيتابعوا الموضوع، واكيد هيطلعوك منها.
يوسف: قضية؟!!! قضية إيه؟
شرحوا ليوسف الموقف وكان مستغرب من الكلام.. للحظة شك في عاصم بس نفض الموضوع من دماغه ورجع ركز بسرعة..
يوسف: انا هكلم واحد صاحبي في المكافحة وكنا دفعة واحدة، هكلمة يقوللي تمام الموضوع ده ايه، مع متابعة المحامين وصاحبي من جنب، وانا كمان هعمل شوية تحريات بمعرفتي، اكيد هنوصل للي عمل التلفيقة دي.
نور: ما تتعبوش نفسكم وتدوروا.. هارون اللي ورا الموضوع ده، هو اللي عمل القضية دي لعاصم عشان يحمي طارق.
كلهم قلقوا من كلام نور..
يوسف: تقصدي اللواء هارون؟!!.. ومين طارق اللي هيحميه ده؟
نور: طارق هارون..
يوسف: وابنه عمل ايه؟ وبيحميه من عاصم ليه؟
عاصم: صحيح انا عايز اشوف الفيديو اللي قولتوا عليه.
كلهم اتوتروا ماعدا يوسف اللي مش فاهم فيديو ايه.. ومش فاهم هما اتوتروا كده ليه..
بس نور طلعت فونها شغلت الفيديو وعاصم بيتفرج.. يوسف كان عايز يقف جنب عاصم يشوف الفيديو، راح كريم شغل الفيديو علي الفون بتاعة ومد ايده ليوسف..
يوسف بيتفرج ومستغرب وكل شوية يبص لعاصم ويرجع يبص للفيديو..
عاصم عند اللحظة اللي بيتجمدوا فيها افتكر اللي حصل وافتكر صرخة مشيرة وهي بتقول.. دافع عن نفسك..
بص لمشيرة وكانت واقفة ملامحها حزينة.. كانت ملامحة بدأ يبان عليها الغضب لثواني وهما خدوا بالهم، بس سيطر علي نفسه وهدي..
في نفس اللحظة اللي يوسف اتخض لما شاف نفس المنظر وهما بيقعوا..
يوسف: هو ايه اللي حصل بالظبط؟
محدش رد..
يوسف: بجد الناس دي وقعت كده ازاي؟ انت عملت ايه يا عاصم؟
نور: (بعصبية) وعاصم هيكون عمل ايه وهو مرمي علي الارض جسمه بيتكسر من ضربهم وغرقان في دمه؟
خالد: اهدي يا نور مش كده.. احنا كلنا بنسأل نفسنا نفس السؤال.. ازاي ده حصل.. كنا مستنيين عاصم لما يفوق عشان يشرحلنا اللي حصل، بس احنا شايفين ان هو كمان مستغرب اللي حصل.
فادي: انا هسألك سؤال يا عاصم.. وأيا كانت إجابتك انا موقفي مش هيتغير من ناحيتك.
عاصم: و ايه لازمة السؤال؟
فادي: معلش استحملني وجاوبني.
عاصم: إسأل وانا هجاوبك بصراحة.
فادي: انت ليك علاقة بالجن والعفاريت والكلام ده؟ اقصد مخاوي يعني؟
كلهم اتفاجئوا بالسؤال.. وأفكارهم إشتغلت بيفسروا حاجات كتير من المنظور ده..
كريم سمعها من ابوه لما كانوا في الفيلا وكان خالد معاهم بردو.. بس ما استوعبش الفكرة وانشغل في نزيف عاصم.. انجي وريهام اللي استغربوا من السؤال وخافوا شوية من رد فعل عاصم..
نور طبعاً عارفة ان الكلام مش صح.. عاصم اكد ليها قبل كده انه ملوش علاقة بالكلام ده وهي مصدقاه.. كانت هترد.. بس سابت لعاصم الرد..
دكتور عمر اللي اتفاجئ حقيقي بالسؤال.. ومش مصدق اللي بيتقال.. هو رجل علم مش بيقتنع بالكلام ده..
بس شك للحظة و بيبص للموضوع من منظور تاني، انه لو حقيقي فهو بردو قدر يسجل اشارات من العالم ده..
يعني سواء كان عاصم مخاوي او اللي حصل كان نشاط (باراسيكولوجي) فهو قدر يسجله بطريقة علمية بأجهزة..
عاصم: هو ليه كل حاجة ملهاش تفسير نقول جن وعفاريت؟ ليه الناس شايفه ان الجن والعفاريت اقوي من الانسان؟ عموماً عشان ننهي الكلام في الموضوع ده ومش هنتكلم فيه تاني.. انا مليش اي علاقة من قريب او بعيد بالكلام ده، انا مش مخاوي والكلام ده، ولا ليا علاقة بالتحضير و السحر عشان ده كفر ب****..
انا انسان طبيعي بتحصل حواليه حاجات مش طبيعية ومش قادر افسرها لسه.. بس مش معني اني مش عارف افسرها يبقي ارميها علي شماعة الجن والعفاريت.
كريم: بس دول حقيقة يا عاصم.
عاصم: انا ما انكرتش انهم حقيقة.. انا قولت ان مش كل حاجة مش عارفين نفسرها نقول جن وعفاريت.
فادي: وانا مصدقك يا عاصم.. و زي ما قولت موقفي من ناحيتك حتي لو ليك علاقة بالكلام ده مش هيتغير، وانا مش هتكلم في الموضوع ده تاني، (وبيبص للي حواليه) اعتقد اننا قفلنا باب المناقشة في الموضوع ده؟
كلهم هزوا راسهم بالموافقة..
فات اسبوع كمان بعد ما عاصم فاق بس لسه ما فكش الجبس.. لسه اسبوع كمان، يوسف وصاحبة بيحاولوا يوصلوا لأي معلومة تخص القضية.. بس الموضوع متكتم عليه او متقفل..
المحامين بتوع فواز وفادي بيحاولوا يمنعوا الشرطة تنقل عاصم لمستشفي حكومي عشان حالته الصحية..
هارون في المستشفي عنده نزيف وحالته خطر عشان سنه.. ابنه طارق بدأت حالته تتحسن ومش عارف ابوه هيحصل فيه ايه..
الظابط عرف ان هارون في المستشفي نفسها اللي فيها عاصم.. ومش عارف يكمل اللي بدأه ولا يعمل إيه..
نور مع عاصم مش بتسيبه لحظة.. كريم وانجي وريهام بيزوروه كل يوم وبيقضوا اليوم عنده..
فات اخر اسبوع وعاصم بيفك الجبس، وبيبدأ بعدها العلاج الطبيعي، خلال الاسبوع اللي بعده عاصم جسمه بيرجع زي ما كان واحسن..
في اليوم اللي عاصم خارج فيه نور راحت الفيلا جابت لبس لعاصم ونبهت علي عواطف انهم راجعين كلهم علي هنا وتحضر غدا كويس عشان خاطر عاصم.. بتتعامل معاها فعلاً علي انها ست البيت..
اتجمعوا في المستشفي وهما خارجين قابلوا طارق داخل..
كان مش طايق اي حد فيهم ولا هما كمان طايقينه.. نظرات الاحتقار والكره متبادلة من الجانبين..
كان آخر واحد نازل هو عاصم ونور ماسكه ايده قال يعني بتسنده.. بس هي مش عايزة تسيب اخوها لحظة..
وقابلوا طارق.. نور كانت عايزة تضرب طارق بس عاصم ضغط علي كف ايدها فهديت..
عيون طارق وعاصم اتقابلت..
طارق كان في عيونه نظرة كره رهيبة لعاصم.. بس وهو بيبص لعاصم في عينيه لقي عيون عاصم بتسود وسوادها بيبلعه..
خاف بجد.. الرعب مسك قلبه بقبضة حديد.. حس ان جسمه كله بارد..
خاف عاصم يعمل اللي عمله فيه هو اصحابه تاني.. هو لحد دلوقتي مش عارف ايه اللي حصل.. بس هو متأكد مليون في المية ان عاصم السبب.. بس عملها ازاي ما يعرفش..
طارق وطي راسه في الأرض وفات من جنب نور مش عاصم..
نور: (بصوت واطي بس مسموع) كلب.
طارق ما قدرش يرد.. لأنه عارف انه لو فكر يرد عاصم مش هيرحمه.. فقفل بوقه وكمل طريقه رايح يشوف ابوه.. اللي لسه ما فاقش..
لسه بيعدوا جنينة المستشفي ولقوا يوسف داخل ووراه الظابط اللي عايز يقبض علي عاصم..
يوسف مش واخد باله مين اللي وراه بس لما شاف نظرة نور ليه وبعد كده بتبص من فوق كتفه لف و وقف.. كأنه بياخد نور في ضهره..
يوسف بيكلم الظابط..
يوسف: انا الرائد يوسف الراوي حراسات خاصة.. خير حضرتك.
الظابط: انا المقدم صادق من مكافحة المخدرات، عندي أمر بالقبض علي عاصم سليم بتهمة الإتجار في المخدرات، الترحيل إتأجل لأسباب صحية خاصة بالمتهم، ودلوقتي هو واقف اهو، يبقي أقدر أخده عشان أكمل محضري ويترحل علي النيابة..
يوسف: رغم ان أكيد في حاجة غلط في الموضوع ده وعاصم مستحيل يعمل كده والقضية كلها تلفيق، بس محدش هيقدر يعترض انك تنفذ القانون، اتفضل حضرتك واحنا هنطلع وراك علي مديرية الأمن.
صادق: ماينفعش يا سيادة الرائد.. هيركب معايا البوكس وهحط في إيده الكلبشات كمان.
فادي: هو انت ايه مش بتفهم؟ هو هيهرب؟ بنقولك جايين وراك.. كلنا جايين وراك، واللواء عادل هيكون مستنينا بنفسه هناك، ابقي فرجني تفسيرك ليه لما يسألك علي اللي انت بتهببه ده.
الظابط: ولو شافه بردو وهو نازل من عربيته ومن غير كلبشات واتكلم معايا.. حضرتك مش هتنفعني، ده غير ان باخد تعليماتي من السيد اللواء مدير الأمن.. مش حد تاني.
فادي: تقصد هارون اللي راقد فوق.. عموماً بسيطة.
رفع الفون بتاعه وكلم اللواء عادل..
عادل: ايوة فادي انا عملت اتصالاتي ووصيت علي عاصم.. هيتعامل بطريقة محترمة مفيش حد هيتعرض له.
فادي: واضح انك عملت اتصالاتك فعلاً.
عادل: في ايه يا فادي، حاسس انك بتتريأ.
فادي: عندي هنا المقدم صادق من مكافحة المخدرات.. بقول ليه عاصم هيركب معايا ونيجي وراه.. بيقول لأ يركب البوكس وفي إيده الكلبشات.
عادل: افتح الاسبيكر.
فادي فتح الاسبيكر..
عادل: انت عارف انا مين يا سيادة المقدم؟
صادق عرف الصوت علي طول..
صادق: أوامرك يا سيادة اللواء.
عادل: عاصم ها يجي علي مديرية الامن في عربية فادي بيه، لو عايز تركب معاهم ماشي مفيش مشكلة، انا هكون منتظركم في المديرية بنفسي.. فهمت؟
صادق: أوامر سيادتك.
عادل: (بيكلم فادي) خلاص يا فادي انا طالع علي هناك وهستناكم، المحامي بتاعك وبتاع فواز وصلوا هناك فواز عرفني كده.
فادي: تمام يا عادل، واحنا مسافة السكة ونوصل.
قفلوا المكالمة واتحركوا كلهم علي مديرية الأمن، واتقابلوا مع المحامين واللواء عادل..
دخل عاصم مع المقدم صادق والمحامين عشان يعمل محضر التحقيق مع عاصم..
والكل استني بره ماعدا عادل طلع لمساعد مدير الأمن اللي ماسك مكان هارون لحد ما هارون يطلع من المستشفي..
عند عاصم
بدأ التحقيق بالشكل المعتاد الاسم والسن والعنوان، واتهامه بحيازة المخدر في بيته، وانكار عاصم والمحامين بينفوا عنه التهمة، عاصم شايف مشيرة واقفة ساكتة بس غضبانة، الظابط قفل المحضر وأمر بتحويلة للنيابة.. وبيقول لعاصم النيابة تبقي تحقق براحتها..
خرج عاصم والمحامين.. نور كانت اول واحدة جريت عليه..
نور: حصل ايه يا عاصم؟ عملت ايه؟
عاصم ساكت ما ردش..
فادي بيسأل المحامين وفهموه انه هيترحل علي النيابة..
نور: يعني ايه بردو؟ عاصم برئ المفروض يخرج؟
محدش عرف يرد علي نور.. ونور دموعها نازلة..
اترحل عاصم علي النيابة.. واتعرض علي وكيل النائب العام..
وعشان ما ندخلش في تفاصيل كتير.. عاصم رغم محاولات المحامين بإستماتة خد 15 يوم حبس علي ذمة القضية مع مراعاة التجديد في نهاية المدة.. المحامين حاولوا يخرجوه بكفالة أياً كان رقمها.. بس الوكيل رفض بحزم..
اترحل عاصم علي سجن الإستئناف.. وبعد نهاية الـ15 يوم هيتعرض علي النيابة تاني..
نور انهارت واغمي عليها.. الموقف كان فوق قدرتها علي الإحتمال..
بيحاولوا يفوقوا نور ماعرفوش.. طلبوا الإسعاف ونقولها علي المستشفي..
عاصم بيكلم مشيرة..
عاصم: خليكي جنبها.
مشيرة: انت اللي خليني جنبها.
عند طارق..
طارق عرف من المقدم صادق اللي طبخ قضية عاصم ان عاصم اتحبس 15 يوم، وهياخد 15 في 15 لحد ما يتحدد له جلسه في المحكمة، وبيطمنه انه مش هيعرف يخرج منها..
وطارق واقف جنب ابوه و علي وشه ابتسامة شماته وفرحان في عاصم والشلة كلها..
عند الوزير..
واحد من رجالته بلغه الخبر..
الوزير بردو أمر ان عاصم يبقي تحت عينهم حتي جوه السجن ومحدش يتعرض له..
عند سعد وسليمان..
سليمان عرف ان عاصم دخل سجن الإستئناف وبلغ سعد..
سعد قال انها فرصة.. ليه ناس في السجن يخلصوا علي عاصم ومش هيعرف يهرب منهم..
وبدأ يعمل اتصالاته..
خلال الأسبوعين اللي قضاهم عاصم في سجن الإستئناف إتعرض لـ 4 محاولات قتل.. وفشلوا كلهم..
سعد وسليمان كانوا هيتجننوا من اللي بيحصل.. إزاي مش عارفين يقتلوه لحد دلوقتي..
مأمور السجن حس ان في حاجة غلط.. شاب عنده 20 سنة متهم في قضية مخدرات ويتعرض لكل محاولات القتل دي.. مش عارف يبلعها..
وعشان فات عليه ناس كتيييييير في السجن بقي يقدر يميز مين مجرم ومين مظلوم..
عشان كده هو حس ان عاصم مظلوم.. جابه في اوضته وقعد يتكلم معاه..
المأمور: بص يابني، انا فات علي هنا ناس ياما، في اللي مظلوم و في اللي بيمثل انه مظلوم، وفي اللي بيتباهي بجريمته.. انا عايز اسمع منك الحكاية من أولها، لأني مش بالع انك تاجر مخدرات بالكميات اللي مكتوبة في ملفك، انا حاسس انها تلفيق.. بس ليه.. هو ده اللي عايز اعرفه منك.
عاصم: مفيش حاجة احكيها، انا كنت عامل حادثة وفي المستشفي، وبعدها عرفت ان طلع أمر بالقبض عليا عشان بتاجر في المخدرات، انا لحد دلوقتي معرفش مين اللي حط المخدرات في بيتي او مين اللي بلغ عني، بس المحامي لما جابوا تفريغ الكاميرات لحد ما الشرطة دخلت البيت، مفيش حد غريب دخل البيت.
المأمور: في حد معاك في البيت؟
عاصم: الحارس ومراته بس.
المأمور: مش يمكن هما، حد زقهم عليك خلاهم يحطوا المخدرات في بيتك؟
عاصم: لأ مش هما.. انا واثق فيهم.
المأمور: مفيش حاجة اسمها واثق فيهم، اللي انت واثق فيهم ممكن وبقول ممكن.. ممكن هما اللي يكونوا عملوها عشان عارفين انك مش هتشك فيهم.
عاصم: هطلب اني اقابلهم ولما اقعد معاهم هعرف، هم مش هيعرفوا يكدبوا عليا.
المأمور: طب انت مش شاكك في حد، مليكش اي أعداء.
عاصم: انا مليش أعداء انا طالب في الجامعة ملحقتش أعمل عداوة مع حد.
(اه يابن الكدابه دا انت طوب الأرض عايز يخلص منك)..
المأمور: طب انت قولت انك عملت حادثة، حادثة ايه؟
عاصم: واحد زميلي في الجامعة طلع عليا هو اصحابه واتخانقنا مع بعض، والنتيجة اننا كلنا دخلنا المستشفي.
المأمور: خناقة ايه اللي تدخلكم كلكم المستشفي؟ وكنتم كام واحد؟
عاصم حكي للمأمور اللي حصل من بداية هجوم طارق لحد اللحظة اللي هما فيها..
المامور: يعني انت ضربت ابن مدير الأمن ورقدته في المستشفي بين الحياة والموت، وبتقوللي مش عارف مين اللي عمل فيك كده، انت عبيط يابني، ما هي واضحة زي الشمس.. اختك كان عندها حق.
عاصم: تقصد ان اللواء هارون هو اللي عملها بجد، مش مجرد ان نور كانت متضايقة من طارق وابوه وبترمي اتهامات خلاص.. طب ليه؟
المأمور: مش مشكلة ليه دلوقتي.. رغم ان الإجابة واضحة، المشكلة الحقيقية هي ازاي هتثبت الكلام ده.
عاصم: معني كده ان حضرتك مقتنع ان كلام نور حقيقي؟
المأمور: يابني انا اعرف هارون من زمان، شخص انتهازي وحقود، انا اصدق ان هو اللي عملها، بس مفيش دليل واحد ضده.
انتهت القعدة وعاصم رجع الإنفرادي تاني..
فاتوا الـ15 يوم وإتعرض عاصم علي النيابة تاني واتجدد ليه 15 يوم تاني..
وهو في النيابة قابل نور ويوسف وكريم وانجي وريهام وفادي ابوها.. وكمان حازم المحامي بتاعه اللي عاصم كان كلمه وكان بيتشقلب عشان يوصل لأي حاجة يبرأ بيها عاصم..
عاصم بيكلم حازم..
عاصم: حازم انت اتكلمت مع جمال وعواطف؟
حازم: اتكلمت معاهم يا عاصم وكنت بعصرهم، مايعرفوش حاجة.
عاصم: انا عارف انهم ما يعملوهاش.. انا كنت عايز اقفل جبهه بس، اسمعني كويس يا حازم.. حاول توصل للواء هارون هو ليه يد في الموضوع ده، هو عارف مين للي عملها اذا ما كانش هو اللي عملها.
نور: انا كنت متأكدة ان هو اللي عملها بس محدش صدقني.
عاصم: (بيبص ليها بكل حنية اب لبنته مش أخ لأخته حتي) انا عايزك تاخدي بالك من صحتك أكتر من كده، فاهمه؟
نور: (وسط دموعها) اخرج بالسلامة وانا هرجع احسن من الأول.
عاصم: (بيميل علي ودن نور) هي جنبك ما تخافيش.
نور: (بصوت واطي) انا عارفة، لولا انها جنبي كنت مت من الخوف عليك.
فادي: يا عاصم الكلام اللي بتقوله ده خطر ومفيش دليل عليه.
عاصم: عارف (بيسكت شوية) عايز اقابل الظابط اللي قبض عليا، الظابط ده عنده طرف الخيط اللي هيطلعني براءة.
يوسف: انا هحاول اجيبه ليك، مش عارف هعملها ازاي بس هتصرف.
كريم: انا ممكن اخلي بابا يتصرف في الموضوع ده.
عاصم: حازم شوف الموضوع ده مع كريم ويوسف، عايز اقابل الظابط ده بأي تمن.
حازم: ما تقلقش يا عاصم، قبل معاد جلسة المحكمة هيكون عندك.
عاصم: المعاد امتي؟
حازم: انت خدت 15 يوم وبعدها 15 تاني، يبقي الجلسة الأولي بعد نهاية الـ15 التانية علي طول.
اترحل عاصم تاني علي السجن..
حازم راح مع كريم ويوسف ونور وانجي وريهام وفادي لفواز الرشيدي..
فواز كان في البيت ولقاهم كلهم داخلين عليه..
فواز: ايه الأخبار؟
فادي: خدت 15 يوم كمان لحد الجلسة.
فواز: اللي لبسهاله لعبها صح.
كريم: يعني انت واثق انه برئ يا بابا؟
فواز: شوف يا كريم مهما كنت مش طايق عاصم عشان ردود افعاله الغريبة اللي بيعملها، بس مستحيل انكر انه شخص يستحق الإحترام، ده غير انه ليه *** في رقبتي وانقذني وانقذكم من الموت كذا مرة، وعرض نفسه للخطر عشان خاطرنا كذا مرة، انا قديم في السوق يابني وجيبتها من تحت لحد ما وصلت للي انا فيه ده، شوفت كتير واتعاملت مع ناس كتير، وبعرف افهم الناس اللي قصادي، وعاصم ما يعملش كده.
كريم: يبقي كلام نور كان صح يا بابا، وعمو هارون هو اللي عملها.
فواز: مش هنكر اني حطيت الاحتمال ده في حساباتي، بس استبعدته.. عشان هارون مش هيعمل حركة زي دي ويخسرنا فيها، مش هيخسرني انا وفادي وخالد بس.. وعادل كمان، بس لو هو اللي عملها يبقي لعبها من بعيد عشان محدش يشك فيه.
فادي: عاصم شاكك في الظابط اللي قبض عليه، معني كده ان الظابط لفقهاله بتحريض من هارون.
انجي: طب مين اللي حط المخدرات لعاصم في البيت، الاستاذ حازم قال انه اتكلم مع الحارس ومراته وهو شايف انهم مايعرفوش حاجة.
فواز بيبص لحازم..
حازم: حضرتك انا اتكلمت معاهم، وضغطت عليهم في الكلام وجيبتهم يمين وشمال، بس لأ.. هما فعلا ما يعرفوش حاجة.
يوسف: كده يبقي ملهاش غير سيناريو واحد.
كلهم بصوا ليوسف..
ويوسف سكت شوية بيرتب كلامه..
نور: ما تنطق يا يوسف.
يوسف: اللواء هارون كلم المقدم صادق يظبط محضر تحريات ما يكونش فيه غلطة، وخد إذن من النيابة بناء علي محضر التحريات، وأكيد قال في التحريات ان المخدرات موجوده في البيت، وطلب تفتيش البيت، ولما راحوا يفتشوا وأثناء التفتيش صادق بنفسه أو خلي حد من رجالته يحط المخدرات لعاصم ويطلع يقول لقيت المخدرات، وكده وبالكمية دي بقت حيازة وإتجار، دا السيناريو الوحيد اللي يوصف الوضع ده.
نور: و أكيد ده اللي حصل بالظبط.
حازم: طب تفتكروا عاصم عايز يقابل صادق ده عشان كده.
فواز: (بإستغراب) وعاصم عايز يقابله ليه؟ وانتوا فاكرين ان لو هو اللي عملها هيقول لعاصم سامحني انا كنت بنفذ الأوامر.. انتوا بتهزروا.
فادي: يا فواز احنا مش عارفين عاصم عايزه ليه، احنا كنا جايين ليك تساعدنا في الموضوع ده، لأن مفيش أي حاجة تجبره انه يعمل المقابلة دي، انت الوحيد فينا اللي علاقته قوية جداً بعادل، خلي عادل يبعت الظابط ده لعاصم في السجن.
فواز: بسيطة.
مسك الفون بتاعه وكلم اللواء عادل فؤاد، وبعد رغي كتير عادل وافق يبعت المقدم صادق لعاصم في السجن..
عند الدكتور عمر الألفي..
عمر كان في المطار بيستقبل دكتور رمزي حبيب اللي لسه راجع من المانيا..
رمزي: بنفسك بتستقبلني.. لأ ده الموضوع خطير بقي.
عمر: صدقني يا رمزي، موضوع هيغير نظريات كتير.
رمزي: يبقي نقعد عندي في البيت نتكلم براحتنا.
عمر: لأ هنوصل مراتك البيت ونطلع علي المستشفي.
رمزي: للدرجادي؟!!
عمر: لما تشوف التقارير هتفهمني.
رمزي: خلاص يلا بينا.
ركبوا عربية عمر ووصلوا مدام رمزي للبيت وطلعوا علي المستشفي اللي كان عاصم فيها..
عمر جاب التقارير اللي عملها وتسجيلات مؤشر رسم المخ بتاع عاصم في كل الحالات اللي سجلها، وكمان تقرير جهاز الموجات اللي سجل موجات مخ عاصم..
رمزي راجع كل التقارير والأشعة وكل الورق اللي جابه عمر بتركيز شديد..
وعمر كان ساكت طول الوقت ما قاطعش رمزي لحظة..
رمزي بعد مراجعة التقارير فضل ساكت شوية بيرتب أفكاره.. وبردو عمر ساكت سايبه براحته اوي..
رمزي: (بهدوء) انت عايز توصللي انك لقيت مخ بقدرات متفوقة.. أقصد إدراك فائق الحس.. ممكن يكون E.S.P..
Extra Sensory Perception.
عمر: انا عرضت عليك كل اللي قدرت أوصل ليه، الجهاز ده بيقيس ويسجل الموجات الكهرومغناطيسية E.M.P،
انا عارف انه مش كفاية، بس ممكن نعمل خطة بحث نقدر نحدد بيها اذا كانت الحالة اللي تحت ايدينا دي فعلاً كده ولا لأ.
رمزي: طب هي فين الحالة؟
عمر سكت ومش عارف يرد..
رمزي: ايه يا دكتور، بسألك فين الحالة؟
عمر: (بتردد) في السجن.
رمزي: (بإستغراب) في السجن.. وسجلت ملاحظاتك ازاي؟
عمر حكي لرمزي حادثة عاصم واللي حصل فيها و رمزي شاف الفيديو بس ما علقش رغم إستغرابه الشديد، وبعد كده عمر حكي لرمزي موقف هارون ونور، وهو بيعرض التقرير بتاع رسم الموخ وجهاز الموجات في الموقف ده..
رمزي: (بتفكير) غريب جداً.. بس كل ده مش دليل يدعم نظريتك يا دكتور.
عمر: أكتر حاجة مستغربها هي الفيديو، انت شوفته.. ايه تعليقك.
رمزي: اعترف اني مفيش تعليق عندي علي اللي شوفته، انا كمان مش عارف افسر اللي شوفته ده، بس بردو اني اقول انه ناتج عن موجات دماغية ده شئ سابق لأوانه جداً يا دكتور.
عمر: يا دكتور مش هنستعجل النتائج او القرارات، هناخد وقتنا في البحث والملاحظة، هنعمل خطة بحث شاملة، انا بس عايز اعرف انت معايا ولا لأ.
رمزي: الموضوع مثير بالنسبالي.. طبعاً معاك.
عمر: يبقي اتفقنا.
عند عاصم..
عاصم في فترة الـ15 يوم اللي فاتوا عليه في السجن، مقدرش يعرف مين اللي بيحاول يقتله، محدش من اللي حاولوا يقتلوه عنده المعلومة دي، واحد بعت رسالة في السجن انه عايز عاصم ميت وليه مكافئة كبيرة علي راسه..
ولما بيكون لوحده في الزنزانة الانفرادي كان بيحاول بعقله يخرج بره السجن بس المدي بتاعة مش بيخليه يروح بعيد..
عند نور..
نور فعلا اللي كان مخليها هادية ومسيطرة علي اعصابها انها حاسة بمشيرة جنبها طول الوقت..
كريم وانجي وريهام بيحاولوا يخففوا عن نور الصدمة اللي هي فيها (هما فاكرين كده)..
ويوسف كمان كان بيحاول مع حازم يوصل لأي معلومة يبرأ بيها عاصم او تأكد الاحتمال اللي هو حطه..
وراح هو و حازم عند عاصم في البيت وقابلوا جمال وعواطف تاني وبيتكلموا معاهم عن اليوم اللي الشرطة جت تفتش الفيلا..
يوسف: عايزكم تحكولي بالظبط وبالتفصيل الممل ايه اللي حصل من ساعة ما الشرطة جات البيت لحد ما خرجوا من هنا.
جمال: يا باشا احنا قولنا للأستذ حازم كل حاجة.
يوسف: مش بحب اعيد الكلام مرتين.
جمال: حاضر ياباشا، انا كنت علي البوابة وجات الشرطة وفتحت ليهم، عاصم كان في المستشفي في الوقت ده، الباشا الظابط خلي العساكر تمسكني ودخلنا كلنا الفيلا، وقفني انا وعواطف هنا (وبيشاور جنب الباب) وخلي العاسكر تفتش الفيلا حتة حتة، بعد شوية واحد نزل من فوق وبيقول لقيت ده يا فندم، وماسك كيسين بودره، احنا اتخضينا يا باشا ومصدقناش ان عاصم يكون بيتاجر في الممنوع.
عواطف: ياباشا الليلة دي كلها تلفيق.
يوسف: (بتركيز) اللي يخليكي تقولي كده؟
عواطف: ياباشا الأوضة بتاعت عاصم انا اللي منضفاها ومروقاها في اليوم اللي قبله، وشيلت كل حاجة فيها خرجتها بره الأوضة نضفتها ورجعتها تاني، حتي اللبس اللي جوه الدولاب انا شيلته غسلته ورجعته تاني، الأوضة مكانش فيها الهباب ده يا باشا، الباشا اللي جه هو اللي حطها، بس امانة عليك ياباشا احنا غلابة ومش هنقدر نقف قصادهم ونشهد بالكلام ده.
يوسف: ما تقلقيش، الكلام اللي بتقولوه ما ينفعش دليل يبرأ عاصم، بس بيأكدلي انا اللي كنت شاكك فيه، انا كنت عايز افهم المخدرات دي وصلت هنا ازاي، وكده فهمت.
عند عاصم
قاعد مع مأمور السجن..
عاصم: لو عايز اسجل اعتراف لحد ممكن تساعدني.
المأمور: أيا كان الاعتراف ده من مين مش هيبقي ليه لازمة من غير إذن النيابة.
عاصم: ممكن أستعمل تليفون حضرتك؟
المأمور بيناول عاصم الفون بتاعة علي طول..
عاصم بيكلم حازم وفاتح الإسبيكر..
عاصم: ركز معايا يا حازم، عملتوا ايه في موضوع الظابط اللي عايزه يقابلني.
حازم: فواز الرشيدي كلم اللواء عادل، واللواء عادل قال هيبعته ليك بس ما حددش معاد.
عاصم: طب انا هسجل ليه واحاول اخليه يقول اي حاجة يعرفها، بس المأمور بيقول ان التسجيل مش هيكون ليه قيمة من غير إذن نيابة.
حازم: ده صحيح.
عاصم: طب انت تقدر تجيب اذن نيابة؟
حازم: مش سهل بس مش مستحيل، هحتاج وقت بس.
عاصم: يبقي اللي هيحصل كالتالي ومحدش يتحرك من دماغه، تنفذوا اللي هقوله بالحرف.
حازم: قول يا عاصم.
عاصم: كلموا فواز يعطل المقابلة بأي شكل، لحد ما انت تاخد اذن من النيابة بالتسجيل، لما تجهز تعرفني وتفهم فواز عشان المقابلة تكمل، وساعتها انا هخليه يقول اللي عنده.
حازم: طب ماهو يا عاصم لما يقول له روح وبعدها يقول استني وبعدها يقول روح، أكيد هيشك انك مرتب له حاجة وعايز وقت عشان تجهزها.
المأمور: عندي حل للموضوع ده، هبعتك مستشفي السجن بأي حجة، لحد ما يخلصوا ويجيبوا إذن النيابة، وعموماً انت اتعرضت لمحاولات قتل كتير نقول ان واحده فيهم نجحت ونقلتك المستشفي، وتفضل في المستشفي لحد ما المحامي يخلص.
حازم: كده زي الفل، والكلام يبقي منطقي، ولو قال ان ممكن يروح المستشفي، نقول ان الدكاترة مانعة عنك الزيارة.
عاصم: كده يبقي اتفقنا يا حازم، هتتحرك امتي؟
حازم: بكره الصبح هكون في النيابة.
المأمور: وانا هجهز ورق النقل، وبكره الصبح انقلك المستشفي.
عاصم: يبقي صادق يعرف اني اتنقلت المستشفي بكره، بعد ما اتنقل عشان لو سأل تبقي الأمور طبيعي.. اتفقنا؟
حازم: اتفقنا.
المأمور: اتفقنا.
تاني يوم الصبح عاصم اتنقل المستشفي تحت حراسة وممنوع اي حد يزوره..
حازم راح النيابة وعمل كل الإجراءات الممكنة وعرف وكيل النيابة بشكوكه ان في ظابط هو اللي ملفق القضية بأمر من اللي أكبر منه، وبعد مناقشات طويلة عرف يقنع وكيل النيابة بشكوكه، وقدر يطلع اذن النيابة بعدها بيومين..
فواز كلم اللواء عادل يأجل المقابلة بين عاصم وصادق لحد ما عاصم يخرج من المستشفي..
عادل اتفاجئ بموضوع المستشفي، بس كلم صادق انه يأجلها لحد ما عاصم يخرج..
صادق استريح للتأجيل وراح زار هارون اللي فاق بس لسه في المستشفي وعرفه الأخبار، وعرفه ان عاصم عايز يقابله، وهارون طمنه ان عاصم مش هيعرف يعمل معاه حاجة بس بردو حذره يبقي ياخد باله من كلامه عشان لو عاصم حب يسجل ليه اي حاجة..
حازم قعد مع يوسف وفادي ووكريم والبنات في بيت فواز وعرفهم ايه اللي بيحصل.. وطلب منهم يحافظوا علي السر لحد ما الموضوع يخلص.. وكلهم فهموا..
يوم المقابلة..
حازم راح السجن وقابل عاصم و مأمور السجن واتفق معاهم علي كل حاجة وانه ظبط مع النيابة ان التسجيل يبقي بمعرفتهم..
النيابة مش هتخلي المباحث هي اللي تعمل التحريات و تسجل عشان ما يحصلش تسريب للمعلومة والدنيا تخرب..
بس وكيل النيابة هيكون حاضر في اوضة تانية ومعاه حازم والمأمور وبيسمعوا اللي بيتقال ويتسجل..
عشان بردو ما يكونش في شك عند وكيل النيابة ان عاصم وحازم فبركوا اي تسجيل وخلاص..
وصل صادق السجن وقعد مع المأمور اللي كان محافظ علي هدوءه بشكل ممتاز بصراحة، وبعت عسكري يجيب عاصم من زنزانته..
بيتكلموا مع بعض وصادق بيحاول يطلع من المأمور بأي معلومة تفهمه سبب المقابلة..
بس المأمور كان راجل تقيل.. صادق معرفش يطلع منه بأي حاجة..
وصل عاصم.. والمأمور قام وسابهم لوحدهم.. راح للأوضة اللي جنبه اللي فيها حازم و وكيل النيابة.. وبدأوا التسجيل..
عند عاصم وصادق..
صادق: عرفت انك عايز تقابلني.. خير في ايه؟
عاصم: (بهدوء) مفيش.. كنت عايز اعرف انت عملت كده ليه؟
صادق: عملت ايه؟
عاصم: حطيت المخدرات في بيتي ليه؟
صادق: انت عبيط ياض، مخدرات ايه اللي احطها في بيتك، انت اتجننت يابني، انت تاجر مخدرات واحنا بنراقبك من مدة، لحد ما وصلتك المخدرات وهجمنا علي البيت ولقيناها في اوضة نومك، ده اللي حصل وده المثبت في المحضر والنيابة، مفيش كلام تاني.
عاصم مش مهم عنده يحاول يقنع صادق انه يعترف، هو ركب دماغه وشاف كل اللي حصل بينه وبين هارون..
وعارف هيعمل ايه عشان صادق يحكي كل حاجة.. هو كان بيتسلي عليه وبس..
عاصم بيركز في عيون صادق اللي حس انهم بيبلعوه.. مش عارف يفلت منهم.. مش عارف يركز في اي حاجة غير عيون عاصم..
عاصم: هتقول كل اللي تعرفه، انا كده كده في السجن ولبستها خلاص، مفيش ضرر انك تستعرض عليا قوتك وتفهمني عملتها ازاي.
عاصم بيزوق الكلام عشان اللي بيسمعوه الناحية التانية يبقي الكلام بالنسبالهم منطقي..
صادق ساكت عشان عاصم مسيطر عليه ومخليه ساكت.. كأنه بيفكر..
صادق حكي لعاصم كل حاجة من ساعة ما هارون كلمه يظبط محضر تحريات حوالين عاصم، وانه سرق حرز مخدرات من الأحراز القديمة، وانه خلي عسكري من بتوعه يطلع بيه اوضة نوم عاصم وينزل يقول لقاهم فيها، وان كان متابع مع هارون كل الموضوع.. وهارون اللي بيفهمه يتحرك ازاي، لحد معاد المقابلة دي..
ساعة كاملة بيحكي لعاصم كل اللي حصل..
ساعة كاملة وكيل النيابة والمأمور وحازم مصدموين من اللي بيتقال..
وكيل النيابة قال للمأمور يقبض علي صادق ويتحفظ عليه لحد ما يبعت قوة تستلمه..
دخلوا علي عاصم وصادق الأوضة ومعاهم مجموعة عساكر..
صادق فاق من سيطرة عاصم لما عاصم سابه..
بص حواليه لقي المأمور وحازم ووكيل النيابة واقفين بيبصوا ليه بإحتقار شديد..
بص لعاصم وفهم انه كان بيسجل ليه، بس هو مش فاكر هو قال ايه..
ايه اللي حصل يخليهم بالشكل ده..
وكيل النيابة بيكلم المأمور..
وكيل النيابة: سيادة العقيد.. يا ريت تتحفظ علي المقدم صادق لحد ما تيجي قوة من الشرطة تقبض عليه ويترحل علي النيابة.
صادق: انتوا اتجننتوا.. بتهمة ايه؟
وكيل النيابة: بتهمة تلفيق تهمة، وسرقة أحراز، واستغلال نفوذك.. حاجات كتير، وكله بالدليل وبإعترافك اللي متسجل بإذن من النائب العام.
اتقبض علي صادق وبعدها اترحل علي النيابة.. واتحقق معاه ومقدرش ينكر اللي اتقال في التسجيل، اعترافه وبصوته هينكر ايه.. بس هو مش فاكر انه قال الكلام ده.. عاصم عمل ايه يخليه يعترف..
عاصم كمان اترحل علي النيابة تاني عشان يقفلوا التحقيق وافرجوا عنه في ساعتها من النيابة بالضمان الشخصي..
حازم كان مع عاصم في النيابة، اتصل بلغ يوسف باللي حصل اللي كان مع نور والباقي متجمعين في بيت فادي مستنيين الأخبار..
نور كانت بتتنطط من الفرحة زي الأطفال لما سمعت الخبر..
كلهم كانوا بيضحكوا عليها من الفرح اللي هي عاملاه..
نور وقفت لحظة وبصت للفراغ و في سرها بتكلم مشيرة..
نور: شكرا ليكي بجد انك كنتي جنبي طول الوقت.
مفيش رد وهي مش مستنية رد.. بس حست بطمأنينة غريبه في قلبها.. شعور جميل بالسكون.. وفهمت ان ده من فعل مشيرة..
اتحركوا كلهم وراحوا يستقبلوا عاصم.. ووصلوا في الوقت اللي كان خارج فيه من النيابة ومعاه حازم..
نور جريت علي عاصم وحضنته..وكانت بتعيط..
عاصم ابتسم وضمها لصدره اوي وبيبص لمشيرة اللي كانت دموعها نازلة وبتبتسم هي كمان..
عاصم: سابتك لحظة؟
نور: أبداً، جنبي طول الوقت.
عاصم: (بإبتسامة) طب هي فين؟
نور: (من غير ما تطلع من حضنه) اهي جنبي.
عاصم: (بنفس الإبتسامة) صح.
كريم: حمد *** علي سلامتك يا عاصم.
ريهام: (بهزار) كفارة يا زميلي.
كلهم ضحكوا..
انجي: حمد *** علي سلامتك يا عاصم، اخيرا هتريحنا من المجنونة دي.
نور: (بتطلع لسانها لانجي) خليكم كده متغاظين.
كلهم بيضحكوا علي جنانها.. ومشيرة ميتة علي نفسها من الضحك من حركات نور..
يوسف وفادي بيباركوا لعاصم علي خروجه.. وبيتحركوا كلهم عشان يرجعوا البيت عند فادي..
يتبع،،،
الجزء الثالث..
خلاص رايحين يركبوا العربيات واتفقوا يطلعوا علي بيت فادي..
واحد بيقرب من ورا عاصم وبيمد ايده في جيبه وبيقف ورا عاصم اللي مش واخد باله وبيخرجها بمطوة..
نور كانت واقفة جنب عاصم وقلبها اتقبض فجأة وبتبص وراها لقت الراجل واقف ورا عاصم وعينيه مركزة علي عاصم..
في لحظة كانت بين عاصم والراجل..
الراجل: السباعية باعتينلك السلام يابن الجيوشي.
الراجل بيضرب عاصم بالمطوة في ضهرة ونور اللي خدت الضربة في بطنها.. عاصم لما سمع الكلمة بيلف بسرعة وبياخد نور اللي بتقع في حضنه..
الكل اتجمد مكانه.. حتي عاصم لأول مرة يتجمد مكانه وهو واخد نور في حضنه وبينزل بيها علي الارض وبيقعد وهي في حضنه..
يوسف كان الوحيد اللي اتحرك..
من غضبه و خوفه علي نور مسك الراجل كسر دراعه اللي ماسكه المطوة.. وبقي يضرب فيه بكل غل لحد ما العساكر اللي قصاد النيابة اتدخلت ورفعت يوسف من علي الراجل اللي كان بيجيب ددمم من كل حته..
عاصم قام وشال نور وركبوا العربيات وطلعوا بسرعة علي المستشفي..كان راكب مع يوسف..
يوسف سايق وعاصم واخد نور في حضنه ورا.. يوسف طاير بالعربية.. كان هيعمل كذا حادثة لحد ما وصل المستشفي..
دخلوا الطوارئ والدكاترة خدت نور علي العمليات..
فادي كان بلغ خالد ابو نور اللي جه هو ومراته واول ما شاف عاصم كان بيبصله بغضب رهيب ومش طايق يشوف وشه..
عاصم واقف لوحده علي جنب.. ما اهتمش بنظرات خالد ليه.. كان بيفكر انه هو السبب في اللي حصل لنور.. الراجل كان جاي ليه هو ونور وقفت ما بينهم وخدت الضربة مكانه..
هو واقف معاهم.. بس هو جوه في العمليات متابع الوضع.. مشيرة واقفة جنبه بتحاول تهديه ودموعها نازلة..
يوسف مش علي بعضه رايح جاي وقلقان علي نور..
ريهام بتعيط وراحت وقفت جنب عاصم ومسكت دراعه وخايفة علي نور.. بس عاصم مش حاسس بيها او بأي حد حواليه..
انجي بتعيط بردو بس واقفة جنب كريم.. وكريم بدأ فعلاً يحس بإنجي وياخد باله من اهتمامها بيه..
فادي واقف مع خالد وام نور بيهديهم ويطمنهم.. وجات مراته فريده عشان تطمن علي نور..
بعد ساعة خرج الدكتور وطمنهم علي نور وانها هتتنقل الإفاقة وهتبقي زي الفل..
فرحوا كلهم وطلبوا يشوفوها.. بس الدكتور قال ممكن بكره يشوفوها لما تفوق..
عاصم: (بصوت أقل وصف ليه انه مخيف) يلا يا يوسف.
يوسف فهم عاصم يقصد ايه و ظهر علي وشه كل غضب الدنيا بعد الفرحة بسلامة نور..
يوسف: يلا يا عاصم.
ريهام: رايح فين يا عاصم؟
عاصم: خليكي جنبها يا ريهام، ما تسيبيهاش..
ريهام: حاضر.
عاصم: (بيبص لكريم) البنات تحت عينك.
كريم: حاضر.
عاصم: (بيبص لانجي) هيحتاجوا هدوءك.
انجي: ما تقلقش.
فادي وخالد وام نور وفريدة بيبصوا ليهم كلهم بإستغراب ومش بينطقوا..
اتحرك عاصم ويوسف.. عاصم وهو ماشي جنب يوسف كان بيكلم مشيرة بصوت واطي..
عاصم: خليكي جنبها.
مشيرة: حاضر.
عند سعد السباعي..
موجود في القاهرة وبيكلم سليمان في التليفون..
سليمان: عملت ايه يا سعد؟
سعد: فلت منها زي كل مرة، انا مش فاهم فيه ايه، مش بيموت، اربع مرات في السجن وبيفلت من كل مرة، وحتي لما خلاص الراجل كان هيضربها في ضهره واحدة معاه خدتها مكانه.
سليمان: انا بدأت أقلق يا سعد، في كل مرة بيفلت منها.. أو يتقتل اللي مبعوت ليه يقتله.. أو حد تاني يموت مكانه، حاسس انه مش هيموت غير لما يموتنا احنا الأول.
سعد: لا يا سليمان مش هيحصل وهيموت.. حتي لو اخر حاجة هعملها في حياتي.. لازم يموت معايا.
سليمان: هتعمل ايه تاني، ارجع يا سعد ونرتبلها تاني.
سعد: لأ.. مش هرجع من غير روحه.. هاخد روحه يعني هاخد روحه.
سليمان: يا سعد بلاش جنان.. نهدي اللعب ونفكر براحتنا.
سعد: لأ يا سليمان.. ده اخر ما عندي، يا ارجع براسه يا مش راجع.
سليمان: خلاص يا سعد اللي تشوفه.. بس ابقي عرفني بتعمل ايه.
عند الوزير..
الوزير جاله اتصال بيبلغه ان عاصم خرج من القضية، وان كمان حد حاول يضربه قصاد النيابة بمطوة وجت في واحدة واقفة معاه..
الوزير استغرب من عدد محاولات القتل لعاصم خلال الكام اسبوع اللي فاتوا اللي وصلوا لـ5 محاولات لحد اللحظة دي..
مين ده اللي محاولات قتله بالعدد ده.. ومين ده اللي يفلت منهم كلهم..
بس الوزير مش فاضي للعب العيال ده (بالنسباله) لما يبقي يخلص الشغل والمصايب اللي وراه يبقي يفوق لعاصم..
بس بردو أمر ان المراقبة علي عاصم تفضل زي ما هي..
عند عاصم..
عاصم ويوسف رجعوا النيابة تاني يسألوا الواد اللي ضرب نور نقلوه علي فين..
عرفوا انه اتنقل علي مستشفي ****** الحكومي وراحوا هناك..
عاصم سمع الراجل بيقول (السباعية باعتين السلام) بس خوفه علي نور نساه اللي اتقال، وركز مع نور في حالتها..
دلوقتي لازم يتأكد اللي سمعه ده صح ولا كان بيتهيأله..
يوسف بيسأل الدكاترة عن حالته وبيعرفوه انه حالته مستقرة وممكن المباحث تستجوبة بكره..
عاصم بيطلب من يوسف انه يشوفه ومش هيعمل حاجة، حتي ممكن الدكتور يكون موجود عشان يبقي مطمن..
بيدخل الدكتور ومعاه يوسف وعاصم ومعاهم ظابط كان جاي يسأل الدكتور بردو الواد ده هيفوق امتي..
عاصم كان واقف اخر واحد وسايب يوسف والظابط بيسألوا الدكتور عن الحالة ووضعها وأي هري..
عاصم في لحظات كان جوه دماغ الراجل..
وعرف منه ان سعد اللي امره بشكل مباشر انه يعمل كده..
سعد هو اللي كان ورا محاولات قتله في السجن..
سعد في القاهرة.. قاعد في فيلا في الشيخ زايد.. وعرف عنوانها..
خرج عاصم من دماغ الراجل.. وسابهم وخرج من الأوضة..
يوسف شافه وهو خارج بس لسه بيتكلم مع الظابط، والدكتور بيحاول يطلعهم بره الاوضة عشان حالة المريض..
عاصم واقف بره الاوضة ساند بضهره علي الحيطة ومغمض عينيه..
يوسف والظابط بيفتحوا باب الاوضة عشان يخرجوا والدكتور وراهم..
فجأة الراجل بدأ يتنفض علي سريره زي اللي عنده نوبة صرع..
الدكتور بيخرج يوسف والظابط وبينده علي التمريض وبيرجع للراجل..
الدكتور بيحاول يعمل اي حاجة عشان يسيطر علي الحالة بس مش عارف..
فجأة الراجل سكت.. الدكتور بيفحصه كان مات..
عاصم بيفتح عينيه وعلي وشه ابتسامة وعينيه سواد القبر ظاهر فيها.. وبيلاقي يوسف بيبص ليه..
إبتسامة عاصم بتختفي وعينيه سوادها بيختفي بردو.. وترجع ملامح وشه الحجر زي ما كانت..
عاصم: في ايه؟
يوسف: (ساكت وبيبص لعيون عاصم شوية.. وبعد كده رد) انا افتكرت انك تعبان لما شوفت منظرك وانت مغمض وساند علي الحيطة.
عاصم: وصلت لإيه؟
يوسف: مفيش، مش هنعرف نستجوبة دلوقتي، وحتي واحنا خارجين جاتله نوبة والدكتور خرجنا.
خرج الدكتور و أعلن وفاة الحالة.. يوسف كان هيطق.. كان عايز يجب حق نور..
هي اه بخير.. بس كان شايف ان لسه حقها مجاش.. مايعرفش ان حقها جالها بالكامل..
الظابط بيكلم الدكتور وعايز يفهم منه اذا كان الضرب اللي خده من يوسف ممكن يكون السبب في الوفاة..
الدكتور نفي تماماً كده، وقال انه وصل المستشفي بكسر في دراعة وكدمات بس.. مفيش حتي نزيف داخلي يكون أدي للوفاة، دا غير ان الحالة كانت مستقرة هو كان نايم بس للراحة.. مفيش سبب غير انه عمره خلص..
خرج عاصم ويوسف رجعوا المستشفي اللي فيها نور.. عرفوهم اللي حصل..
خالد: اللي حصل لبنتي بسببك يا عاصم، انت ليك في رقبتي ***، ومديون لك بحياتي.. بحياتي انا بس بنتي لأ.
فادي: يا خالد ما تقولش كده، عاصم ملوش ذنب في اللي حصل.
عاصم: لأ.. اللي حصل لنور بسببي فعلاً، الراجل ده كان جاي ليا انا، عايز يقتلني انا، لولا ان نور وقفت ما بيننا كان زماني انا اللي راقد مكانها، هي ملهاش ذنب غير انها كانت جنبي، انا بعتذر لحضرتك عن اللي حصل.. ومش هتشوف وشي تاني.. سلام.
سابهم ومشي.. كريم وانجي وريهام ويوسف بيطلعوا وراه، خالد دموعه بتنزل من خوفه علي بنته ومراته كمان، فادي واقف معاهم بيحاول يهديهم.. وفريدة واخدة ام نور في حضنها بتهديها..
الشباب واقفين مع عاصم بره المستشفي..
كريم: ما تزعلش من عمو خالد يا عاصم، حاول تقدر حالته، نور بنته الوحيدة وخايف عايها.
عاصم: انا مش زعلان منه، انا مقدر حالته ما تقلقش وفاهم انه ما يقصدش شر بكلامه.
انجي: طب مشيت ليه؟ احنا فهمنا انك زعلت.
يوسف: مشي عشان الموضوع ما يكبرش، هو عمل الصح وقال اللي يهدي خالد بيه.
ريهام: انا عارفه ان عمو خالد زعلان علي نور وخايف عليها، بس بردو كان ممكن يأجل الكلام لبعدين، ماكانش وقته يعني.
عاصم: هو كان عنده شحنه من التوتر والضغط العصبي وكان لازم يخرجها، وكويس انها جات فيا انا مش حد تاني منكم او من الدكاترة، انا هقدر موقفه وهفهم، غيري ممكن لأ.
ريهام: طب هتعمل ايه دلوقتي؟
عاصم: (ملامح وشه بتقلب) محتاج اقعد مع نفسي اعيد حسابات كتير، منها اللي حصل النهاردة.. ومنها اللي عمله هارون.. ومنها طارق واللي عمله.
انجي: (بخوف من ملامح عاصم) ناوي علي ايه يا عاصم؟
عاصم: تصدقيني لو قولتلك اني لأول مرة مش عارف خطوتي الجاية ايه؟ (كداااااااااااااب)
ريهام: اللي المفروض تعمله دلوقتي انك تروح تنام، انت محتاج النوم أكتر من أي حد فينا دلوقتي.
كريم: ريهام بتتكلم صح، انت المدة اللي كنت فيه في السجن اكيد مكنتش بتنام كويس واللي حصل النهاردة كمان وترنا كلنا، لازم تروح وتغير لبسك من الدم اللي عليه ده، و بكره نتجمع كلنا هنا.
يوسف: عندك حق يا كريم، وكده كده مواعيد الزيارة هتخلص كمان شوية يبقي نروح كلنا نرتاح، ونيجي بكره من اول ما الزيارة تبدأ.
عاصم: انا مش هينفع اظهر في المستشفي اليومين دول لحد ما والد نور يهدي من ناحيتي شوية، مش عايز اضغط علي اعصابه أكتر.
ريهام: لو نور فتحت عينيها وملقتكش قصادها اول واحد حتي قبل عمو وطنط هتزعل منك بجد، وحالتها هتبقي وحشة.
عاصم: ماشي يا ريهام.. انا هرجع البيت دلوقتي ونتقابل بكره هنا.
رجع عاصم البيت.. المستشفي مش بعيده عن البيت.. دخل خد شاور من تعب الأيام اللي فاتت وراح علي سريره ينام..
مشيرة: عاصم انت نمت؟
عاصم: لأ لسه.
مشيرة: عايزة اتكلم معاك في اللي حصل.
عاصم: في ايه بالظبط، اللي حصل كتير.
مشيرة: في اللي حصل قصاد الفيلا.. في طاقة عقلك اللي معرفتش تسيطر عليها وكانت هتكون سبب في موتك.
عاصم: بس انا لسه حي.. ومحصلش حاجة.
مشيرة: والغيبوبة اللي دخلتها؟
عاصم: ممكن بس عشان اول مرة تحصل.
مشيرة: عايزة منك وعد يا عاصم.
عاصم: أوعدك.
مشيرة: اسمعني الأول.. مش عايزاك تعمل كده تاني، حاول ما تجهدش عقلك بالشكل ده تاني، عشان خاطري يا عاصم.
عاصم: حاضر.. أوعدك.
مشيرة: (ظهرت علي وشها ابتسامتها الرقيقة الجميلة) بحبك.
عاصم: مش أكتر مني.
ونام..
ما يعرفش هو نام اد ايه بس فاق علي صوت الفون بيرن.. كانت ريهام..
ريهام: ايه يا عاصم كل ده نوم؟
عاصم: خلاص يا ريهام صحيت، فاضل اد ايه علي الزيارة؟
ريهام: نص ساعة.
عاصم: خلاص هلبس واحصلكم علي هناك.
ريهام: تمام.. هنستناك هناك.
قام عاصم خد شاور بسرعة ولبس ونزل راح ركب تاكس وطلع علي المستشفي..
قابل يوسف علي الباب وطلعوا مع بعض.. عاصم قال ليوسف يسبقه يشوف الوضع ايه..
يوسف راح ورجع..
يوسف: نور فاقت بس الدكتور لسه عندها ومحدش لسه دخل.
عاصم: تمام.. هستني شوية لحد ما الدكتور يخلص وابقي ادخل وراكم وانتوا داخلين.
يوسف: خلاص ماشي.
وقفوا بعيد شوية بس شايفين ابو نور وامها وكريم وانجي وريهام واقفين قصاد الاوضة..
بعد شوية خرج الدكتور طمنهم وسمح بالزيارة..
دخلوا كلهم ونور كانت فاقت وبتبص علي اللي داخلين وبتدور بعينيها علي عاصم..
دخل ابوها وامها الاول ووراهم ريهام وانجي ووراها كريم ونور كل ما حد يدخل تفتكره عاصم.. بس مش عايزة تسأل..
خايفة يكون جراله حاجة.. بس في نفس الوقت حاسه بهدوء وراحة نفسية وفهمت انها مشيرة بتطمنها علي عاصم.. فمستغربة طب هو فين..
ابوها واخد باله من نظرة عينيها.. وفاهم انها بتدور علي عاصم..
دقيقة كان يوسف بيخبط وداخل، عينيها فرحت بيوسف بس بردو عايزة عاصم..
وعاصم ما اتأخرش دخل ورا يوسف علي طول..
اول ما شافته غمضت عينيها وارتاحت.. هي لسه مرهقة والدكتور بلغهم انها ما ينفعش تتكلم كتير وترهق نفسها..
خالد شاف عاصم وملامحه هتقلب بس مسك أعصابه عشان خاطر بنته..
ام نور: حمدا *** علي سلامتك يا بنتي.
نور مش قادرة تتكلم بتشاور بدماغها بس.
كلهم بيكلموها وبيطمنوا عليها..
عاصم كان ساكت وعينه في عينها.. نور ابتسمت بإرهاق واضح..
فضلوا معاها الزيارة كلها وعاصم أغلب الوقت ساكت ونور لو مش بتتابع حد بيتكلم بتبقي عينها عليه وهو عينه ثابته عليها بهدوء كأنه بيطمنها..
جه فادي وفريدة وفواز كمان جه يزور نور ويطمن عليها..
الغريب ان الدكتور عمر والدكتور رمزي وصلوا هما كمان يطمنوا علي نور..
رمزي وعاصم اول ما شافوا بعض افتكروا بعض..
رمزي عرف حالة نور وعرض انه يتابع تأهيلها النفسي بعد الحادثة بنفسه..
واحدة رقيقة زي نور ممكن تشوف كوابيس كتير للي حصل فيها، ويأثر علي حالتها النفسية..
خرج عاصم والدكتور عمر والدكتور رمزي بره وقفوا يتكلموا مع بعض..
عمر: انا عايز اتكلم معاك يا عاصم انا والدكتور رمزي في موضوع.
عاصم باصص لهم وساكت مستني يكمل كلام..
رمزي كمان كان ساكت بيراقب تعبيرات عاصم بتركيز شديد..
بس عاصم ملامح وشه حجرية.. مش ده الشخص اللي كان غرقان في حزنه بعد وفاة مراته من سنتين تقريباً..
عمر: انا سجلت نشاط لمخك وانت في الغيبوبة اللي مريت بيها بعد حادثتك، النشاط كان فوق النشاط الطبيعي لأي مخ في غيبوبة، وفي تسجيل تاني لموجات (الكترومجناتيك) في حالة تعرض حد بتحبه للخطر واقصد مشكلة نور مع اللواء هارون، والفيديو اللي متسجل ليك ساعة مشكلتك مع طارق واصحابه، اللي شوفته في الفيديو ده من أغرب المشاهد اللي شوفتها في حياتي، انا لحد اللحظة دي معنديش تفسير للي حصل، مفيش تفسير علمي للي حصل غير ان في موجه غير مسجلة طلعت من مكان مش معروف أثرت عليهم بالشكل اللي شوفته ده وهي اللي عملت فيهم كده، طب الموجه دي جت منين؟ الموجه دي طلعت منك انت.. ايوه منك انت لما حسيت بالخطر علي نفسك.. المخ عمل اجراء دفاعي وبيحمي الجسم كله اللي كان بينهار طبعاً.. المخ عمل اقوي رد فعل واقوي اجراء دفاعي ممكن يتعمل.. ده تفسيري للي حصل، بس التفسير ده ملوش اي دليل يأكده.
عاصم فضل ساكت شوية وبيبص لعمر.. رمزي كان واقف علي جنب مش في مجال عين عاصم، بس عاصم عارف انه مركز معاه وبيحاول يفهم من تعبيرات وش عاصم بيفكر في ايه..
بس مش عارف يوصل لحاجة لأن وش عاصم زي ما قولت مش بتظهر عليه اي تعبيرات.. جامد حجر..
عاصم: والمطلوب يا دكتور؟
عمر: توافق اننا نعمل معاك شوية تحاليل وفحوص و اختبارات.
عاصم: ولو رفضت؟
عمر: (بخيبة أمل بتظهر علي وشه) محدش يقدر يجبرك علي حاجة.
رمزي: بس هتخلينا نشك أكتر في ان احتمالاتنا سليمة ولو بنسبة بسيطة.
عمر بيبص لرمزي بدهشة.. الجملة دي كانت مش متوقعة منه..
عاصم ورمزي بيبصوا لبعض..
رمزي بيحاول يحافظ علي ثبات ملامحه وشه قصاد ملامح وش عاصم الحجر.
عاصم دخل دماغ رمزي وعرف انه بيحاول يستفز مشاعره عشان يفهم اذا كان عاصم مخبي حاجة ولا لأ..
وفي نفس الوقت معندوش اللي يأكد او ينفي احتمالات الدكتور عمر..
عاصم: انا بعتذر ليكم.. بس يا ريت نأجل الكلام ده لوقت تاني، انا لسه ما رجعتش لكامل صحتي يا دكتور عمر، انت عارف اللي انا مريت بيه خلال الفترة اللي فاتت، دا غير اني عايز اطمن علي نور، ولو وافقت او رفضت هيبقي بعد ما أطمن عليها.. بعد إذنكم.
رجع عاصم لأوضة نور.. اللي كانت بتعاتبة بعينيها انه سايبها لوحدها.. بس عاصم طمنها بعينيه انه جنبها..
عند الوزير..
الوزير بيكلم الفيل بتاعه..
الفيل: في اخبار من لندن يا وزير.
الوزير: ايه هي؟
الفيل: الطابية (يسري الباشا) كان هناك بيحاول يخلص علي فواز الرشيدي وفادي وصفي وخالد الجابري.
الوزير: ما احنا عارفين الكلام ده، ايه الجديد؟
الفيل: الطابية قبل ما يموت كان نقل من شقته لفيلا تانية ومعاه حراسة جديدة مش من رجالتنا، سبب النقل ان في حد هجم علي شقته وقتل اغلب الحراسة.
الوزير: ومن اللي عملوا كده؟
الفيل: هما مش مين يا وزير، اللي عمل كده واحد بس.
الوزير: نعم!!! انت هتهزر، واحد بس قدر علي رجالتنا احنا، دا مين سوبرمان ده؟
الفيل: لسه ماوصلناش ليه يا وزير، و رغم ان الموضوع رسمياً اتقفل بس المباحث هناك شغالة علي الموضوع في السر، واحنا متابعين تحرياتهم، وبردو بندور بمعرفتنا، اول ما نوصل لحاجة هعرفك، بس لما عملوا تتبع لخط سير العربية اللي استعملها في الهجوم وصلوا لعمارة في ميدان ترفلجار، وبردو كان في عربية تانية اللي كانت في الهجوم علي الفيلا اللي استخبي فيها الطابية لما راجعوا خط سيرها كانت خارجة من نفس المنطقة..
الوزير: يعني اللي عمل الهجمتين شخص واحد.. وانتوا عملتوا تحرياتكم عن اللي في العمارة دي؟
الفيل: حصل يا وزير، مفيش حد فيهم معروف او قابلناه قبل كده، دا حتي فيهم واحد مصري، كان هو صاحب العربية بس كان بلغ عن سرقتها قبل الهجوم، وعشان كده الشرطة هناك قالت ان حد استخدمها عشان يبعد عنه الشكوك ويلبسها للمصري.
الوزير: او هو اللي عمل كده عشان يبعد الشكوك عن نفسه، عايز بياناته في اسرع وقت.
الفيل: انا جيبت اسمه، بس هبدأ أجمع لك كل المعلومات المتاحة عنه.
الوزير: اسمه ايه؟
الفيل: عاصم الجيوشي.
الوزير: مين؟!!!!!!!!!
الفيل: عاصم الجيوشي يا وزير.. في ايه انت تعرفه؟
الوزير: اقفل انت وانسي الموضوع ده.. عايزك تركز في شغلنا الفترة الجاية، ما تشغلش بالك بالموضوع ده تاني، انا هتصرف فيه.
الفيل: زي ما تحب يا وزير.
خلصت المكالمة والفيل بيقول لنفسه مين عاصم ده اللي الوزير بنفسه اللي هيتعامل معاه..
الفيل: (بتريأة) قلبي معاك يا عاصم.. دا انت الموت ليك رحمة ولا انك تواجه الوزير.
عند الوزير..
الوزير بيكلم نفسه..
الوزير: يبقي انت اللي عملتها يا عاصم وقتلت الطابية بتاعتي، صحيح مفيش اللي يثبت ده، بس كل الظروف بتقول انك ليك علاقة بالموضوع، الطابية كان عايز يقتلك هدية لجعفر، بس انت عرفت ازاي، ولا الصدفة اللي وقعتكوا في بعض، مفيش حاجة اسمها صدفة، لازم اعرف.. الملك قال عشان نفضل علي القمة يبقي لازم نبقي عارفين كل حاجة.. المعلومات دلوقتي هي نص المكسب.. لازم اعرف عنه كل حاجة.
كلم رجالته وطلب يجيبوا تاريخ حياة عاصم من ساعة ما اتولد لحد اللحظة اللي وزير بيطلب فيها المعلومات..
ورجالته اتحركت تنفذ اللي أمر بيه..
عند عاصم..
خلصت الزيارة عند نور و كلهم قاموا يمشوا..
قصاد العربيات عاصم بيكلم فادي وخالد..
عاصم: انا بعتذر ليك عن اللي حصل لنور مرة تانية، وعارف اني قولت انك مش هتشوف وشي تاني، بس حالة نور النفسية كانت هتبقي صعبة لو مكنتش زورتها وشافتني.
خالد: انا عارف وما تزعلش من الكلام اللي قولته، بس بنتي وبخاف عليها.. ده حقي يا عاصم.
فادي: خلاص يا خالد.. خلاص يا عاصم، موضوع وخلص، ننسي اللي فات ونبدأ صفحة جديدة.
عاصم: هو في أي أخبار عن هارون؟
فادي: سألت عادل عليه وعرفت ان في تحقيق شغال معاه بعد كلام الظابط اللي لفق ليك القضية، جاب سيرة هارون في التحقيق وقال ان هارون اللي أمره يعمل كده، هو هارون يعملها بس هارون مش غبي عشان يعمل كده من غير ما يكون مأمن نفسه.
عاصم: طب وطارق؟
فادي: بعد القضية اللي اتعملت ليك، موضوع طارق اتكتم عليه واتلم في القسم، ومأمور قسم التجمع قفل المحضر لما عرف ان ابن مدير الأمن هو اللي اتهجم عليك.
عاصم: يعني هارون أمن ابنه وكان عايز ينتقم مني في نفس الوقت.
خالد: و اهو وقع في شر أعماله، ما تفتكرش انه هيفضل في مكانه بعد التحقيق ده، لو ما اتقبضش عليه هيقعد في بيتهم، مستحيل يفضل في مكانه بعد اللي حصل.
عاصم: يفضل في مكانه أو لأ مش هتفرق معايا.
ركبوا عربياتهم وكل واحد رجع بيته..
عاصم ركب مع يوسف يوصله في طريقة لحد ما يصلح عربيته..
يوسف: عايز اتكلم معاك يا عاصم في موضوع.
عاصم: خير؟
يوسف متردد يبدأ ازاي وساكت مش عارف يتكلم..
عاصم: اقولك انا.. أصله مش سر.. كلنا واخدين بالنا من اهتمامك بنور، وانا خدت بالي لما الراجل مات اللي كان عايز يضربني بالمطوة، انت كنت هتتجنن كنت عايز تنتقم منه علي اللي عمله في نور..انت معجب نور.. صح؟
يوسف: ايوة يا عاصم انا بحب نور، ومش عارف احساسها ايه من ناحيتي، وعايز اتجوزها.
عاصم: طالما عايز الموضوع رسمي يبقي تكلم ابوها علي طول.
يوسف: انا عارف ده، بس اللي انا متأكد منه ان نور مش هتوافق لو انت عندك اعتراض، فعشان كده انا بتكلم معاك وبسألك.. هل انت عندك اي اعتراض عليا؟
عاصم: لأ يا يوسف انا معنديش اي اعتراضات عليك، انت شاب كويس ومن عائلة محترمة، ابوك ظابط جيش متقاعد بعد اصابته في عملية ارهابية علي الحدود، والدتك ست بيت طيبة ومحترمة وبسيطة، ليك أخ واحد اصغر منك في الكلية الحربية، العائلة كلها ظباط ما شاء ****، اتربيتوا كويس والدكم رباكم علي انكم تبقوا رجالة بالفعل مش بالكلام، بتحب شغاك جداً وبتطور من نفسك دايما، وبتاخد فرق تدريب كتير عشان دايما تبقي متفوق، دخلك كويس وممكن تعيش نور في مستوي اجتماعي مناسب ليها، رغم انها مش هتهتم اوي بالنقطة دي بس الكلام ده عشان خاطر ابوها، والدك مأمن مستقبلك المادي انت واخوك.. شقة لكل واحد فيكم و وديعة بمبلغ كويس لكل واحد فيكم، كل دا مايهمنيش.. انا اللي يهمني انك بتحب نور وهتحافظ عليها.. بس لو حصل في مرة جت تشتكي منك ومش بتكلم عن مشاكل بين اي اتنين متجوزين.. انا بتكلم ان لو حصل في مرة مديت ايدك عليها او خُنتها يا يوسف.. نور هتاخد لقب أرملة مش مطلقة..
و أقسم ب**** اني اقدر يا يوسف و مش هيتهزلي رمش.. فهمتني يا يوسف؟
عاصم في الجملة الأخيرة كانت طالعه منه بنار من صدره..
يوسف اتنفض من الجملة الأخيرة.. و بقي متأكد ان عاصم يعملها..
مشيرة: (قاعدة في الكرسي اللي ورا) بالراحة يا عاصم.. هو بيحبها فعلاً.
يوسف: انا بحب نور يا عاصم.. مستحيل أعمل فيها كده، اللي بيحب حد ما يرضاش انه يتأذي بسببه.
عاصم: تمام يا يوسف، لما تخرج نور بالسلامة فاتحها في الموضوع، وشوف رأيها إيه؟
يوسف: يعني انت موافق؟
عاصم: موافق يا يوسف و مبروك مقدماً.. لو هي وافقت.
يوسف: **** يبارك فيك.. عايز بس أقابلها واقعد معاها لوحدنا، مش عارف اتكلم معاها لوحدنا مرة.
عاصم: هتصرف في الموضوع ده.
يوسف وصل عاصم قصاد الفيلا بتاعته ومشي رجع بيته..
فات اسبوع وحالة نور بقت كويسة واتكتبلها خروج من المستشفي..
وكانوا كلهم موجودين يوم خروجها.. حتي يوسف اللي كان بيزورها كل يوم وبيطمن عليها رغم ظروف شغله..
عند الوزير..
الوزير عرف تاريخ حياة عاصم كله، وبيحاول يستوعب كل اللي مر بعاصم قبل ما يرفع تقريره للملك عشان ياخد قرار بخصوص عاصم..
عند جعفر مهران..
جعفر مهران نسي عاصم مؤقتاً، بقي كل تركيزه في شغله و ازاي يرضي الوزير بأي شكل..
عند سليمان الشواتفي..
سليمان في البلد متابع شغله وشغل سعد وبيعرف من سعد الاخبار اول بأول بيشوروا بعض في كل خطوة..
عند سعد السباعي..
سعد بقاله فترة مش بيعرف ينام.. بيشوف عبدالملك الجيوشي (الجيوشي الكبير جد عاصم) كل ليله في أحلامه بيقتله..
هو عارف ان عبدالملك مات من سنين وفاهم ان الحلم ده إشارة ان عاصم اللي هيقتله، بس هو مش هيسمح بكده، هيدفع اخر مليم في ثروته وهيضحي بأخر راجل في رجالته لحد ما عاصم يموت..
عند عاصم..
عاصم ما اخدش اي خطوة ضد سعد ولا حضر لأي خطوة.. هو بس كل يومين يروح مدينة الشيخ زايد ويقعد في عربيته في حته قريبة من الفيلا اللي فيها سعد.. يطمن انه لسه في الفيلا..
في يوم متجمعين كلهم عند عاصم، وعاصم بلغ يوسف انهم متجمعين عنده لو يحب يجي عشان يتكلم مع نور في موضوعهم.. ويوسف قال لعاصم انه جاي علي طول..
قاعدين بيتكلموا..
كريم: فاضل شهر علي الدراسة، عايزين نسافر اي حته نغير جو، بعد كمية المصايب اللي مرت علينا يا بشر.
انجي: بس انا بابا مش هيسمح اني اسافر برة مصر تاني، كفاية اللي حصل في لندن.
ريهام: مش لازم نسافر برة مصر، ممكن نروح الساحل او شرم نغير جو ونرجع.
نور: انا موافقة جداً.. ايه رأيك يا عاصم؟
عاصم: مفيش عندي اي مشكلة، ولو وافقتوا ممكن نروح الساحل، ونقعد في الفيلا بتاعتي هناك.
فضلوا يتكلموا ويظبطوا واتفقوا في الآخر انهم يطلعوا الساحل ويبقوا يظبطوا مع أهاليهم وياخدوا موافقتهم..
رن جرس الباب وعواطف فتحت وكان يوسف..
دخل يوسف عليهم ونور إتفاجئت بيه، واتكسفت شوية وكلهم واخدين بالهم.. أساسا كريم وانجي وريهام عارفين وفاهمين ان يوسف معجب بنور، وحاسين ان نور معجبة بيه هي كمان..
يوسف قعد معاهم وبيتكلموا وبيضحكوا..
عاصم خد يوسف وقاموا وقفوا بعيد شوية بس الباقي شايفينهم..
بعد شوية عاصم ساب يوسف في مكانه في الريسبشن ورجع الليفنج للباقي..
عاصم: نور.. يوسف عايزك في موضوع.. قومي وما تتحركيش من قصاد عيني.
نور استغربت علي اتكسفت بس قامت وما علقتش بكلمة..
بعد ما قامت..
ريهام: (بفضول) هو في ايه يا عاصم.. هاه .. هاه.
انجي: ريهام مش هتسكت يا عاصم غير لما تعرف.. رغم اننا كلنا عارفين الموضوع.
كريم: صحيح كلنا عارفين، بس لما نسمعه بيتقال بتفرق.
انجي: يعني انت كمان عايز تعرف؟
كريم: رغم اني عارف.. بس هموت و اعرف بردو.
كلهم بيضحكوا بصوت واطي..
عاصم: دقايق وهنعرف اذا كان في موضوع من أساسه ولا لأ.
ريهام: إيه ده هي نور ممكن تكون مش ميالة ليوسف.. لأ إزاي.. انا حاسه ان هي كمان معجبه بيه.
انجي: عاصم صح يا ريهام، ممكن اه تكون معجبة بس مش لدرجة انها تكمل معاه حياتها، وخدي بالك ان شغل يوسف خطر، ده في الحراسات الخاصة، يعني حياته في خطر كل لحظة، هي لازم تحط ده في حساباتها، هل هتقدر تعيش الحياة دي ولا لأ، ولو وافقت يبقي ما ينفعش ترجع تشتكي من شغله، لأنها وافقت وهي عارفة طبيعة شغله، مواعيده مش ثابته، وممكن يغيب لفترة، وممكن بعد الشر يجي خبر موته في أي لحظة.
ريهام: لأ و علي ايه الرعب ده.. دي مش هتبقي حياه أصلاً.
كريم: لو بتحبه حقيقي يبقي هتستحمل، هي مش مجبرة علي حاجة، تاخد وقتها وتفكر علي مهلها.
عاصم باصص ليهم وفرحان بيهم انهم خايفين علي سعادة نور..
ريهام: مالك يا عاصم بتبص لينا كده ليه؟
عاصم: (بإبتسامة خفيفة) فرحان بيكم.
انجي: (مبسوطة من الكلام) ليه؟
عاصم: عشان خايفين علي نور وبتفكروا معاها، كلكم بتحبوا بعض والمشاكل اللي مرينا بيها قربتكم من بعض أكتر.
كريم: يا عاصم احنا بنعامل بعض كلنا علي إننا إخوات وبنخاف علي بعض، و انا مش هنسي ان في كل مرة نكون بنواجه مشكلة انت بتقوللي كلمة واحدة (البنات تحت عينك) بحس ان أخويا الكبير بيوصيني علي أخواتي البنات الصغيرين.
انجي: ودايما بتقولي كلمة واحدة (هيحتاجوا هدوءك) بفرح لما بعرف انك بتثق في عقلي وهدوءي في المواقف الصعبة.
ريهام: طب انت كنت بتقوللي خليكي جنبها.. اشمعني انا؟
عاصم: عشان انتوا الاتنين أقرب لبعض.. انتوا أخوات انتوا الأربعة بس حتي بين الاخوات بيبقي في اتنين اقرب لبعض من الباقي مش معني كده انهم بيحبوا الباقي أقل، لأ بس هما بيبقوا متفاهمين أكتر وسرهم مع بعض.
ريهام: (بترخم بهزار) يعني احنا فرقتين انا ونور وكريم وانجي..
عاصم ابتسم من التلميح الخبيث بتاع ريهام، انجي اتكسفت وبتبص لنور بتبريقة، كريم قلبه كان بيدق بسرعة، وبيفكر ياخد خطوة هو كمان..
كريم: عايزك يا عاصم في موضوع علي جنب.
عاصم بص لكريم شوية وفهم هو عايز ايه..
عاصم: خطوة خطوة يا كريم، أخلص خطوة نور واشوف خطوتك.
كريم ابتسم عشان فهم ان عاصم فاهمة وانجي مفهمتش يقصدوا ايه، واترعبت حست ان كريم عايز يكلم عاصم علي بنت غيرها، ريهام فهمت كريم هي كمان بس ما حستش بخوف انجي..
عاصم اللي حس بإنجي.. وبص ليها وعيونهم جت في بعض.. وانجي حست بهدوء وإطمئنان وابتسمت..
عند نور ويوسف..
نور: خير يا يوسف عاصم بيقول انك عايزني؟
يوسف: (متوتر) شوفي يا نور انا بحبك وعايز اتقدملك.
نور اتفاجئت من كلام يوسف حقيقي.. الطريقة كانت فيها استعجال شوية..
فضلت ساكتة وبتبص ليوسف بتحاول تستوعب اللي بيقوله..
يوسف: انا آسف علي الطريقة دي، انا مليش تجارب سابقة مع اي بنت، ولا ارتبطت ولا خطبت ولا حبيت قبلك، كنت طول حياتي ملتزم بدراستي وبعد الكلية ملتزم في شغلي، شغلي كان كل حياتي لحد ما شوفتك اول مرة في لندن، حسيت اني لأول مرة قلبي بيدق.
نور ابتسمت ووشها بيحمر علي خفيف..
يوسف: اول مرة شوفتك اعترف انك خطفتيني، بس لما لقيتك متعلقة بعاصم قولت تبقوا مرتبطين، بس بعدها عرفت انك بتعتبريه اخوكي الكبير وبس، شوفت حبك ليه وخوفك عليه وحنيتك بجد، واتعلقت بيكي اكتر، لما كان في المستشفي لندن وكنت داخل هولع فيه لما اتصاب (نور بترفع حاجب) لما بصيتي ليا بعتاب مقدرتش اعمل حاجة (نور بتنزل الحاجب و بتبتسم) ابتسامتك دي من اجمل الحاجات اللي بشوفها، بحب اشوف ابتسامتك جداً، بحب اشوفك علي طول، وبتمني تفضلي جنبي و في حياتي علي طول، ايه رأيك؟
نور بعد فترة سكوت يوسف كان بيستوي علي نار هادية فيها..
نور: وانا مش هنكر اني معجبة بيك يا يوسف وميالة ليك، وبحب اشوفك انا كمان.
يوسف: طب ايه رأيك لو اتقدمت ليكي؟
نور وشها بيحمر اوي وبتتكسف ترد..
يوسف: طب ممكن تاخدي معاد من والدك اجي اقابله واتقدم رسمي.
نور: (مكسوفة) استني انا محتاجة فرصة افكر.
يوسف: ولا تاخدي رأي عاصم.
نور اتفاجئت تاني لأنها كانت هتعمل كده فعلاً..
نور: انت عرفت ازاي؟
يوسف: عاصم معلق موافقته علي موافقتك، لو وافقتي هو هيوافق.
نور: يبقي تطلبني من عاصم الأول.. عاصم أخويا الكبير.
يوسف: بحبك.
نور فرحت علي اتكسفت ووشها بقي زي الطمطماية..
وسابته وقامت راجعة الليفنج للباقي..
عاصم شايفها داخله عليهم ووشها محمر ومكسوفة.. ولما عيونهم قابلت بعض إبتسم وهي وطت وشها في الأرض..
يوسف داخل وراها ومبتسم وفرحان..
كريم وانجي وريهام بيبصوا ليهم وفرحانين بس مستنيين هما اللي يبدأوا الكلام..
يوسف: عاصم.. نور بتعتبرك أخوها الكبير، وانا بعتبرك صاحبي، انا مليش صحاب كلهم زمايل شغل وبس، انما انت وكريم اعتبرتكم اصحابي، وبعتبر انجي وريهام اخواتي.
كريم: واحنا كمان بنعتبرك اخونا وصاحبنا.
انجي وريهام: ده صحيح.
يوسف: عاصم انا بحب نور وعايز اتقدملها رسمي، قولتلها عايز معاد من والدها قالت عاصم اخويا الكبير اطلبني منه الأول، فأنا بطلب إيد نور منك، عايزها شريكة حياتي.. اتمني توافق.
عاصم مبتسم وساكت وكلهم باصين ليه وساكتين مستنيين هيرد يقول ايه.. وسكوته طال..
عاصم: وانا مش هلاقي احسن منك يحب نور ويخاف عليها، انا موافق ان نور تاخد معاد من والدها تقابله وتطلبها.
نور: (بإستغراب) وانت مش هتكون موجود؟
عاصم: اول قعدة لأ.
نور: يبقي لأ.
ريهام: يعني ايه؟
نور: انا هبلغ بابا وهطلب معاد ليوسف وهعرف بابا ان عاصم لازم يبقي موجود، لو رفض يبقي الموضوع كله مرفوض.
عاصم: لأ يا نور.. مش عايز يبقي في مشكلة بينك وبين والدك.
نور: (بعصبية) بابا لازم يوافق علي وجودك جنبي.
عاصم: قولت لأ.
نور: يا عاصم...
عاصم: (بهدوء خبط علي مسند كرسيه) كلامي خلص.
المرة دي عاصم قالها بهدوء.. عينيه ما اسودتش زي كل مرة.. الموقف مش مستاهل..
بس دا ما يمنعش انهم كلهم قفلوا بوقهم..
عاصم: (بص لكريم) تعالي يا كريم عاوزك.
قاموا مع بعض وقفوا في الريسبشن زي ما كان عاصم واقف مع يوسف..
وبعدها بشوية اتكرر الموقف..
عاصم رجع وقال لإنجي ان كريم عايزها.. وهي كانت مش مصدقة.. بس قامت بسرعة..
ريهام بتبص ليها وهي قايمة ومبتسمة وغمزتلها.. نور فهمت اللي بيحصل وفرحت هي كمان.. يوسف مش فاهم بس لما شاف فرحة نور ولقي ان الموقف ده هو اللي حصل معاه من شوية فهم..
ريهام: (بهزار) طب وانا يا عاصم مفيش حد هيعمل معايا كده انا كمان؟
كلهم ضحكوا..
شوية وكريم وانجي دخلوا عليهم وايديهم في ايدين بعض.. أصلا انجي بتحب كريم جداً ومستنياه من زمان..
كريم وانجي عرفوهم ان انجي هتاخد معاد من ابوها عشان كريم يجي يخطبها..
ريهام شغلت اغاني وكانوا بيهيصوا وفرحانين ببعض..
كانت فرحتهم كبيرة.. وكانت فرحة عاصم بيهم وهو قاعد علي كرسيه ساند ضهره وبيبص عليهم وهما بيرقصوا أكبر..
ومشيرة جنبه قاعدة علي مسند الكرسي حطة ايدها علي كتفة وبتبص ليهم بفرحة.. وفرحانة أكتر لفرحة نور..
كان علي وشها ابتسامة جميلة وفي عيونها دمعه بتلمع من فرحتها بنور وبيهم كلهم..
مشيرة: نور بتفكرني بنفسي يا عاصم، وريهام بتفكرني بـ ليل، وكريم ويوسف بيفكروني بـ علي، إسأل عليهم يا عاصم.
عاصم: حاضر.
نور في وسط تنطيطها بتبص لعاصم بتلاقيه قاعد مبتسم وبتحس بمشيرة جنبه.. بتبتسم وعينيها بتلمع وبتشاور بعينيها علي مكان مشيرة بالظبط، وعاصم بيهز دماغه بمعني صح.. نظرات التلاتة لبعض كأنهم في عالم لوحدهم محدش حواليهم.. ومفيش أغاني شغاله حواليهم.. مفيش غيرهم هما التلاتة..
ترجع نور للواقع لما ريهام تشدها يكملوا رقص وتنطيط..
قضوا اليوم كله في هيصة واغاني وفرح وقاموا يرجعوا بيوتهم.. كلهم ركبوا عربياتهم ونور كانت جاية مع ريهام..
يوسف كان عايز يوصل نور بس عاصم قال انه هيوصلها عشان عايز يتكلم معاها..
ركب عاصم عربيته ونور جنبه (كان صلح العربية واستلمها)..
نور: انا عايزاك يا عاصم جنبي في يوم زي ده، انت اخويا ولازم تبقي جنبي.
عاصم: ما تقلقيش هي هتبقي جنبك كأني موجود بالظبط.
نور: انا عارفة انها جنبي علي طول، بعرف امتي بتبقي موجوده وامتي لأ.. بحس بيها، نفسي اشوفها يا عاصم، عايز اشوف صورة ليها.. عشان خاطري يا عاصم.
عاصم كان قرب من فيلا نور.. ركن علي جنب..
نور: وقفت ليه هنا؟
عاصم: بتثقي فيا يا نور؟
نور: (بإستغراب بس ردت بسرعة) طبعاً.
عاصم: (مد ايده لنور) هاتي ايديك.
نور من غير كلمة مدت ايده ومسكت ايد عاصم..
عاصم: غمضي عينيكي.
نور غمضت عينيها علي طول.. عاصم غمض عينيه هو كمان و ركز..
نور وهو مغمضة فجأة شافت..
فجأة حست انها مش مغمضة وشايفة، بصت حواليها لقت الصورة حواليها زي ما هي.. بس بردو حاسة انها مش الطبيعي..
شافت عاصم بيبص ليها ومبتسم، ابتسامته خليتها تهدي، فجأة لقت ايد علي كتفها، بتبص وراها لقت مشيرة قاعدة وراها..
كانت اول مرة تشوف مشيرة.. انبهرت من جمالها ورقتها.. شديتها عيونها الزرق.. وملامحها الرقيقة الجميلة..
الابتسامة الجميلة الحنينة اللي علي وش مشيرة خلت دمعة نزلت من عيون نور..
نور فضلت باصة لمشيرة ومش قادرة تنطق..
مشيرة وعاصم هما كمان ساكتين.. سايبين نور تستوعب علي مهلها..
نور بعد فترة صمت وهو مش بترفع عينها عن عيون مشيرة اللي حاسة انها بتغرق فيهم من جمالهم..
نور: مشيرة؟
مشيرة بتهز راسها بمعني ايوة وعلي وشها ابتسامة فرحة جميلة جداً..
نور: اد ايه انتي جميلة، انا مش عارفة اذا كان ده حلم او حقيقة، بس لو حلم فهو اجمل من كل احلامي واتمني لو يطول، ولو حقيقة......
سكتت مش عارفة تكمل تقول ايه..
عاصم: مشيرة اجمل من اي حلم يا نور.. مشيرة اجمل من الحقيقة.
نور: (وعينيها علي مشيرة) عندك حق.
مشيرة: كان نفسي نتقابل ونشوف بعض من مدة.
نور: وانا كمان.. انتي مش متخيلة انا فرحانة اد ايه.
مشيرة: مش زي فرحتي بيكي النهاردة بالذات.
عاصم: مش كفاية كده.
مشيرة و نور: (في صوت واحد) لأ يا عاصم استني شوية.
عاصم سحب ايده من كف نور، ونور فتحت عينيها..
بتبص لعاصم وبعد كده بتبص علي مشيرة ملقتهاش..
نور: (بتعيط) حرام عليك يا عاصم، ليه تعمل كده.. ليه؟
عاصم: مش هنفضل طول العمر هنا يا نور، لازم تروحي، وإحنا كمان لازم نروح.
نور: طب اشوفها مرة كمان.
عاصم: مش انتي بتحسي بيها.. خلاص بقي.
نور ومشيرة دموعهم نازلة.. بس مش دموع حزن.. دموع شوق..
عاصم اتحرك بالعربية ووصل نور اللي كانت زعلانة انها سابت مشيرة..
ما علقتش علي عاصم ازاي عمل كده، كانت فرحانة جدا انها شافت مشيرة، لدرجة نسيتها ازاي عاصم عمل كده..
تاني يوم..
نور بلغت ابوها ان يوسف عايز يتقدملها وعايز معاد، ابوها وافق وامها كانت فرحانة ليها جداً..
ونور طلبت من خالد ابوها ان عاصم يحضر القعدة دي، خالد قال هيفكر في الموضوع ده ويرد عليها..
يوسف بردو بلغ ابوه وامه وكانوا فرحانين ان ابنهم اخيراً هياخد الخطوة دي بعد ما كانوا تعبوا من انهم يقنعوه يخطب..
كريم بلغ ابوه انه عايز يتقدم لإنجي وامه كانت فرحانه جداً بإختياره.. وفواز ما كانش عنده اي اعتراضات علي انجي او عائلتها..
انجي كانت بتبلغ ابوها بنفس الكلام وكان فرحان لبنته عشان شايف فرحتها في عينيها وهي بتبلغه..
ريهام حكت لابوها وامها كل اللي حصل واد ايه هي فرحانة ليهم.. وهما كمان فرحوا ليهم جداً..
وكلهم اتصلوا بعاصم يبلغوه باللي حصل معاهم.. وكان فرحان ليهم..
عند الوزير..
قاعد في اجتماع خاص مع الملك..
مفيش حد من الوزرا الباقيين موجود.. اجتماع بين الملك و وزيره الأول..
الوزير بيعرض علي الملك تقارير عن شغل باقي الوزراء.. ايوة بالظبط بيراقب باقي الوزراء من غير علمهم بأمر من الملك..
الملك راضي نوعاً ما عن الشغل اللي بيتعمل الفترة اللي فاتت بس دايما عايز شغل أعلي..
بعد ما انتهت التقارير والمناقشات ما بينهم وحددوا مع بعض خطة الفترة الجاية..
الوزير: في تقرير جلالتك بره شغلنا.
الملك ساكت مستني الوزير يتكلم..
الوزير: عندنا شكوك بالنسبة للي حصل في لندن.
الملك بان علي وشه الإهتمام بس بردو مش بيتكلم..
الوزير: الفيل كان في لندن عايز يخلص من فواز الرشيدي وخالد الجابري وفادي وصفي في ضربة واحدة، عشان القرارات اللي كان عايز يتوافق عليها في الغرفة، وحاول ينفذ في مصر بس ظهر قدامه مشكلة وقفت الموضوع، المضحك انه كان بيحاول يخلص من المشكلة دي بالصدفة من جنب تاني، وهو..
الملك: (بيقاطعه) يعني ايه مشكلة كان عايز يخلص منها ووقفت قصاده انه يخلص من التلاتة.. مشكلة ايه؟
الوزير: شاب كان الطابية عايز يقتله هدية لواحد من رجالته، اللي هو بيمر دلوقتي بالإختبارات عشان يبقي الطابية الجديدة، الشاب ده وقف قصاد رجالة الطابية مرتين، مرة لما حاول يخلص من فادي وصفي، و مرة لما فواز وفادي وخالد كانوا مجتمعين عند فادي وبالصدفة كان الشاب ده عند فادي في البيت، وأثناء.........
الملك: (بيقاطعة) وهو كان عند فادي ليه؟
الوزير: يبقي زميل بنته جلالتك.
الملك: (بهدوء) انت عايز تفهمني ان عيل عنده 20 سنة وقف قصاد الطابية؟
الوزير: ده اللي حصل جلالتك.
الملك ما ردش بس شاور بدماغه بمعني كمل..
الوزير: بعدها سافروا.. خالد الجابري سافر وخد مراته وبنته معاه وخد معاه ابن فواز وبنت فادي والشاب كمان سافر معاهم، والطابية سافر وراهم وحاول يخلص من خالد هناك وياخد الولاد، بس فجأة ظهر فواز وفادي في لندن وخدوا الولاد ورجعوا علي طيارة خاصة مصر، وفضل الشاب هناك، وبعدها حصل مجموعة حوادث انتهت بموت الطابية.
الملك: و ايه علاقة الشاب ده بموت الطابية؟
الوزير: شكوكي جلالتك انه هو اللي قتل الطابية.
الملك: ابعت فريق يخلص عليه.
الوزير: انا بستأذن جلالتك ان الفريق يكون من القوات الخاصة.
الملك بإستغراب واضح و دي من المرات القليلة اللي بتظهر انفعالاته فيها..
الملك: القوات الخاصة!! انت اتجننت، شكلي هرقي وزير أول جديد.
الوزير: (بسرعة) انا بعتذر جلالتك، لكن الشاب ده لوحدة قدر يقتل كل الحرس والمرتزقة اللي كانوا مع الطابية، حضرتك عارف ان كل حرس الطابية كانوا من النخبة في الفرقة أ، ومع ذلك قدر عليهم هنا وهناك.
الملك: (بدأ يتعصب) مين ده اللي يعمل في رجالتنا كده؟
الوزير: اسمه عاصم الجيوشي.
الملك سمع الإسم وبرق بس ما قالش اي تعليق وفضل ساكت شوية..
الوزير بقي عنده شك ان الملك يعرفه.. بس منين و ازاي.. ما يعرفش..
الملك: بعد تنفيذ خطط المرحلة الجاية عندك تصريح بإستخدام القوات الخاصة في تصفيته.. عايز راسه..
سكت شوية لما خد باله انه شكله هيبان ان في حاجة بينه وبين عاصم..
الملك: احنا ما نسيبش حق رجالتنا عشان الهيبة بتاعتنا ما تتهزش يا وزير.. فاهم.. الهيبة يا وزير.
وسابه وقام مشي وكده الاجتماع انتهي..
الوزير بقي متأكد ان الملك يعرف عاصم.. والموضوع بقي شخصي مش مجرد هيبة بيحافظ عليها..
بس يعرفه منين.. ده السؤال..
عند عاصم..
فاتت الايام عادية مفيش جديد..
يوسف أجل معاد المقابلة مع خالد ابو نور عشان اتكلف بمهمة..
انجي حددت معاد لكريم و أهله عشان يجي يتقدم ليها..
في اليوم اللي كريم وابوه وامه راحوا يخطبوا انجي.. نور وريهام كانوا عندها ومعاها من أول اليوم..
فواز و عمر اتفقوا وكان عمر مرحب بكريم جداً عشان شايف انه شخصية كويسة خلال فترة تعاملة المدة اللي فاتت في إصابة نور..
واتفقوا علي معاد الخطوبة وعمر وضح ان الجواز هيبقي بعد الجامعة..
عدي اسبوع و رجع يوسف من مهمته وحدد معاد مع خالد ابو نور..
ونور عرفت عاصم..
عاصم حاول يفلت من الحاح نور بس صعبت عليه لما بكت ودموعها نزلت.. وشايف مشيرة دموعها نازلة عشانها هي كمان..
عاصم اتصل بخالد وبعد نقاش مش طويل خالد وافق ان عاصم يحضر القعدة..
يوم المقابلة..
عاصم وصل قبل الضيوف وقاعد مع خالد بيتكلموا والبنات كمان وصلوا ومع نور و امها في اوضتها..
خالد: عرفت اخر اخبار هارون؟
عاصم: لأ.. ما اهتمتش اعرف بعد البراءة.
خالد: هارون خرج منها رغم التسجيل اللي بصوت الظابط اللي لفق لك القضية، الظابط رجع غير اقواله وقال انه قال كده عشان يخف عن نفسه الحكم.
عاصم: ما اعتقدش ان عمل كده من دماغه، اكيد بالإتفاق مع هارون.
خالد: بالظبط، الموضوع كله اطبخ والظابط شالها لوحده، و رسيت علي انه خرج من الخدمة بعد ما ناس كتير اتدخلت و منهم هارون.
عاصم: وانت علاقتك بهارون بقت ازاي دلوقتي، وخصوصاً بعد كلام نور ليه؟
خالد: انا ما يفرقش معايا هارون، ومش هيعرف يعمل معايا حاجة.. وانا اعرف احمي بنتي كويس.
عاصم: انا مش بتكلم علي حماية نور.. (عينيه بتسود وبيغضب) اللي يقرب من نور أدمره.
خالد بيتهز من شكل عيون عاصم.. وعاصم بيرجع بسرعة لطبيعته..
خالد: علي الرغم من زعلي علي نور من الحادثة اللي حصلت ليها وكنت متضايق منك اوي عشان حسيت انك السبب في كده، علي اد ما انا مطمن عليها معاك.. انا عارف انها اتعلقت بيك في وقت صغير جداً، ممكن عشان ملهاش اخوات، وممكن عشان شافت فيك اللي انا ما شوفتوش كأخ، بس أياً كانت الأسباب فأنا مطمن عليها و انت جنبها..
عاصم: انا عارف انك لسه زعلان مني ومتضايق من اللي حصل، بس صدقني حق نور هجيبه من اللي عملها، ممكن يكون الراجل اللي ضربها المطوة مات.. بس اللي أمره يعمل كده لسه عايش، و ده اللي هجيب حقها منه.
خالد: مين اللي أمر بكده؟
عاصم: هو مكنش قاصد نور، بس بالنسبالي هو السبب.
خالد: مين يا عاصم.. مين؟
عاصم: سعد السباعي.
خالد: النائب السابق؟!! مش دا واحد من اللي انت قولت اساميهم انهم السبب في اللي حصل لعائلتك؟
عاصم: بالظبط.
خالد: وهتعمل معاه ايه؟
قطع كلامهم رنة جرس الباب والخدامة بتفتح..
قام خالد وعاصم يستقبلوا يوسف وأهله.. أبوه و أمه وأخوه..
قعدوا وبيتعرفوا علي بعض وعاصم ساكت بيتكلم في أضيق الحدود وسايب لخالد المجال كأب وبيسأل عريس بنته..
نزلت ام نور ونور يرحبوا بالضيوف، نور كانت جميلة جداً خطفت العيون بجمالها..
وخدوا ام يوسف تقعد معاهم ومع البنات..
ابو يوسف: انا اللي فهمته من كلام يوسف ان نور وحيدة.
خالد: عاصم يعتبر أخو نور الكبير.
يوسف: ايوه يا والدي، نور وحيدة بس بتعتبر عاصم اخوها الكبير، وعمو خالد بيعتبره كمان اخوها الكبير وبيبقي مطمن انها مع عاصم اغلب وقتها، لو هو مش موجود عاصم موجود.
خالد: صح يا يوسف يا ابني، انا مش بطمن وانا مسافر حتي لو في جاردات حواليها غير لما عاصم بيكون معاها.
اخو يوسف: شئ كويس ان اتنين أصدقاء يعتبروا بعض أخوات، بس ما يكونش بالإسم بس.
عاصم: لأ ما تقلقش، نور أختي الصغيرة، صحيح مش من دمي، بس ليها كل حقوق الأخت مع أخوها حتي ولو ورث.
يوسف: يا عم بعد الشر، ايه اللي جاب السيرة دي.
عاصم: الموت حق مش شر يا جو، بس انت صح خلونا نفرح بيكم.
ابو يوسف كان متابع عاصم وهو بيتكلم ومركز معاه..
ابو يوسف: طب نتكلم في التفاصيل.
خالد: قبل اي تفاصيل، الوضع هيبقي خطوبة بس لحد ما نور تخلص الجامعة.. دي نقطة لازم تبقي واضحة من دلوقتي.
ابو يوسف: ده أمر مفروغ منه.. ما تقلقش خالد بيه.
خالد: خالد بس احنا هنبقي أهل، ولا تحب اناديك بسيادة اللواء.
ابو يوسف: لأ من غير رسميات.. ناديني ابويوسف انا بحب ينادوني كده.
خالد: تمام يابو يوسف، وانا خالد بس او ابو نور لو تحب.
ابو يوسف: تمام يابو نور، نتكلم بقي في التفاصيل المعتادة.. طلباتك؟
خالد: المهر هيبقي .......... والشبكة دي هدية يوسف لنور، الشقة هيختاروا عفشها مع بعض و...
عاصم: انا اسف لمقاطعة حضرتك.
خالد: مفيش حاجة يا عاصم.. خير عايز تقول ايه؟
عاصم: في فيلا جنبي اشتريتها ودي هتبقي هديتي لنور ويوسف.
طبعاً كلهم اندهشوا من المفاجأة.. خالد ابتسم..
يوسف: (بضيق خفيف) بس انا مراتي تعيش علي اد ظروفي يا عاصم.
عاصم: انا مقولتش اننا هنصرف عليها يا يوسف، الزوجة الأصيلة تعيش علي أد ظروف جوزها وتستحملها طالما بتحبه، انما دي هدية بعيد عن اي حاجة.
يوسف: زي مزرعة لندن؟
عاصم: لأ مزرعة يوركشاير الوضع فيها مختلف.. انا اعتبرت المزرعة ورث نور مني.
ابو يوسف: انت عندك مزرعة في انجلترا؟
يوسف: ايوة يا والدي، مزرعة كبيرة بقصر فخم في يوركشاير، عاصم اشتراها وخلي نور تمضي عقودها بإسمها.
ابو يوسف: انت مصدر ثروتك ايه؟
طبعا السؤال كان رخم.. وفضولي أكتر من اللازم.. خالد ويوسف قلقوا من رد فعل عاصم.. وحسوا ان في نبرة إتهام في السؤال.. و ده قلقهم أكتر..
يوسف لسه هينطق عشان يهدي الجو اللي هيتكهرب دلوقتي..
بس عاصم سبقه..
عاصم: انا عاصم الجيوشي.. الوريث الوحيد لعائلة الجيوشي، أكيد واحد في مركز حضرتك سمع عن عائلة الجيوشي، وعارف هي كانت ايه وثروتها أد ايه.
ابو يوسف: وفهمت كمان انت بتتكلم بالطريقة دي ليه.. أقصد الأسلوب والسكوت والشخصية.
يوسف: انا للحظة قلقت منك يا عاصم.
عاصم: (بإبتسامة خفيفة) مفيش حاجة تقلق يا جو، المهم.. زي ما قولت دي هديتي ليكم.. (بيبص لخالد) تقدر تكمل كلامك حضرتك.
خالد: (بيبتسم) تمام.. نكمل.
وفضلوا يتكلموا في التفاصيل واتفقوا علي كل حاجة وعلي معاد الخطوبة..
نور كانت فرحانة.. مش عشان هتتخطب هي فعلاً معجبة بيوسف.. بس فرحانة بعاصم وحاسة بفرحة مشيرة وكان نفسها تشوفها في اللحظة دي..
خلصت القعدة واهل يوسف اتحركوا يروحوا وفضل يوسف شوية بيتكلم مع نور..
وقاعد علي جنب هو نور قصاد عين ابوها وامها وكان معاهم عاصم وانجي وريهام..
شوية ونادي خالد عليهم يقعدوا معاهم..
يوسف: ما تزعلش يا عاصم من كلام بابا، هو استغرب بس من اللي عملته.
خالد: ما تقلقش يا يوسف، لو كان زعل كنا هنعرف كويس اوي.
وضحك وكلهم ضحكوا..
عاصم: ما تقلقش يا يوسف، والدك عايز يطمن عليك ويشوف اللي بيتكلم ده مين، عادي يعني.
خالد: انا حسيت يا عاصم انك كنت هتقولها.
كلهم ضحكوا..
عاصم: مش للدرجة دي يا جماعة.. بس دا ما يمنعش اني أأكد علي كلامي ليك قبل كده تاني يا يوسف.
يوسف: ما تقلقش يا عاصم، مش هيحصل.
نور: كلام إيه؟
يوسف: عاصم حذرني ان لو يوم اشتكيتي مني هيقتلني.
نور بتبص لعاصم بحب أخوي حقيقي.. وبخوف بسيط علي يوسف..
عاصم: انا ما قولتش كده.. عشان نور ما تقلقش من كلامي.. انا قولت لو حصل في مرة جت تشتكي منك ومش بتكلم عن مشاكل بين اي اتنين متجوزين.. انا بتكلم ان لو حصل في مرة مديت ايدك عليها او خنتها يا يوسف.. نور هتاخد لقب أرملة في مش مطلقة.
كلهم سكتوا شوية.. وانفعالاتهم مختلفة..
نور وانجي وريهام.. كانوا فرحانين ان ليهم أخ كبير بيخاف عليهم..
خالد ومراته كانوا مطمنين علي بنتهم من بعدهم..
يوسف احترامه لعاصم بيزيد وهو كده كده بيحبها فعلاً.. ومش بيفكر أبدا انه يعمل حاجة تجرحها..
ريهام: انا فرحانة بجد انك بتعتبرنا اخواتك يا عاصم، لو جالي عريس انا مش هتنازل عن انك تكون قاعد مع بابا زي ما عملت مع نور.
انجي: معلش يا عاصم معرفتش اعملها.. حقك عليا..
عاصم: انتوا اخواتي مفيش بينا اعتذارات يا انجي، وانتي يا ريهام لما يحصل.. غصب عنك هكون موجود في قعدة الاتفاق زي نور.
ريهام: اخويا اللي مشرفني..
كلهم ضحكوا.. خلصت القعدة و يوسف وعاصم روحوا..
فات كام يوم وعاصم نزل اشتري عربية جديدة واحتفظ بالقديمة عشان ليها ذكريات جميلة..
كلهم بيتقابلوا عند عاصم.. حتي يوسف كان بيكون معاهم في الأوقات اللي مش عنده مهمات..
قضوا اوقات كتير حلوة مع بعض.. فرح و ضحك و حب..
خلاص الأجازة بتخلص والدراسة هتبدأ..
جعفر اترقي بقي الطابية الجديدة (مكان الباشا).. دنيا جديدة وسلطات اوسع تحت حكم الوزير..
خلاص كبر علي الشغل اللي كان بيعمله في الصعيد..
و عرض فرصة العمر علي سليمان إنه يبقي الراجل بتاعه في الصعيد مكانه..
وسليمان ما سابش الفرصة دي، وما فرقش معاه سعد.. الفرصة دي بتيجي مرة واحدة في العمر.. ومفيش فيها أصحاب..
وهما ما كانوش اصحاب هي المصالح كانت متفقة مع بعضها.. متفقين يكبروا مع بعض ويزيحوا جعفر من سكتهم.. بس لما المصالح اختلفت .. باع سعد و سابه وراه..
جعفر عشان عارف ان الوزير مش بيحب يتسأل.. ما طلبش منه حاجة بخصوص عاصم..
الوزير راجل ذكي شايف السؤال في عيون جعفر.. وعاجبه ان جعفر ملتزم بالتعليمات وبيسمع الكلام وينفذه..
هارون طلع سليم من القضية زي ما عرفنا.. صادق شالها لوحدة وقال انها اسباب شخصية بينه وبين عاصم..
اتعزل من رتبته واتشال من الخدمة وخد حكم بالسجن.. بس هارون وعده انه هيطلعه منها ويعوضه.. وفعلاً عمل كده..
عاصم وصل لواحد من اللي كانوا معاه في سجن الإستئناف ساعة قضيته.. وطلب منه سلاح..
عرض علي مسدس هيكلر هدية منه.. بس عاصم طلب آلي..
بعت معاه واحد من رجالته لواحد حبيبه.. عرض عليه حاجات كتير بس في الآخر عاصم أخد MK47 و 3 خزن..
اتعامل معاه قبل كده.. خدهم عاصم حطهم في البيت في المكتب وخباهم كويس..
طارق عرف ان انجي وكريم اتخطبوا وعرف ان يوسف خطب نور..
فعرض علي أبوه عشان يأمنوا دنيتهم انه يخطب شيماء بنت اللواء عادل فؤاد..
ابوه وافق وقال انه كان هيعرض عليه الخطوبة دي..
خدوا معاد من عادل وراحوا طلبوا شيماء و وافقت وعادل اضطر يوافق.. واتفقوا بردو علي كل حاجة..
عاصم بقي يومياً يدرس ويدور علي اي معلومة تخص مجال الطاقة اللي خرج من عقله، ازاي يكرره بمزاجه ويسيطر عليه، هو عارف انه ساعة الخطر بيظهر، بس بيبقي ملوش اي سيطرة علي قوته او المدي بتاعه..
وعرف انه اليوجا والتأمل بدون اي استخدام لطاقة لعقله بتخليه يسيطر أكتر علي عقله..
يكون في حالة السكون المطلق..
ايام كتير عدت عليه وهو كل ليله بيتأمل وبيكون في حاله سكون.. عقله بيبقي اقوي و أصفي يوم عن يوم..
حتي مجال قدرته علي قراءة الأفكار بيوسع.. قبل كده ما كانش محتاج ده وما كانش مهتم..
بس الوضع دلوقتي بقي مختلف وخطر..
سعد مش عايز يوم يعدي يكون عاصم هادي.. عايز يضيق عليه ويخنقه عشان يعرف يخلص منه..
كان الأول عايزه حي يقتله بإيده ويشمت فيه.. بس بعد كده بلغ رجالته انه مش عايزه حي.. اللي يعرف يقتله في ساعتها يعملها..
عاصم ما اتكلمش في الموضوع ده مع حد بس سعد حاول يقتله 3 مرات تاني بعد خروجه من السجن..
مرة عربيات زنقت عليه وحاولت تقلبه وكأنه فيلم (نيد فور سبيد) علي الطريق وفلت منهم وقلب عربية منهم..
مرة لعبوا في فرامل العربية بتاعته لما كانت في جراج المول اللي كان مع الشلة فيه.. وكان هيموت فيها فعلا بس لسه ليه عمر..
مرة عربية عدت من جنبه وهو سايق وضربت عليه نار وخد طلقة في كتفه قبل ما يبعد بالعربية، والعربية التانية تهرب..
عاصم مجابش سيرة عن الحوادث دي لحد.. مش عايز يقلقهم وخصوصاً نور.. عشان تركز في خطوبتها..
نور و يوسف و كريم و انجي اتفقوا انهم يعملوا خطوبتهم مع بعض..
كان في اعتراضات من فواز بس في الآخر قدروا كلهم يقنعوه و وافق..
وقرروا ان يكون قبل الدراسة..
وكانت حفلة كبيرة وجميلة جداً.. وحضرها شخصيات تقيلة جداً في البلد.. وكانت متأمنة كويس جداً..
وكانت فرحة عاصم ومشيرة بنور والباقي كبيرة جداً.. بس مشيرة كانت فرحانة جداً جداً بنور.. كأن بنتها اللي بتتخطب..
اللواء عاد ومراته وبنته شيماء حضروا الخطوبة.. وشيماء كانت بتسلم بتكبر علي البنات وهما كان بيسلموا ببرود واشمئزاز..
وكان المود بتاعهم هيتقلب بس عاصم بص لريهام تروح تهدي انجي..
انجي هديت بسرعة.. هي أعقل من انها تعصب نفسها في يوم زي ده..
نور بقي عاصم راح لها بنفسه ووقف جنب الكرسي بتاعها.. مسك كف ايديها وهي بصت ليه.. فهمت.. لسه هتغمض عينيها ضغط كف ايديها بمعني لأ.. غمض عينيه وهو واقف جنبها..
نور بتبص حواليها وهي مفتحة وشايفة كل حاجة طبيعي بس كأنها مستنية حد أو بتدور علي حد.. يوسف بيص ليها بإستغراب.. بتدور علي مين..
شايفة مشيرة جاية عليها ولابسه فستان أسود جميل.. (نفس الفستان اللي كان في خطوبة علي وليل) شكلها وهي داخلة كان جميل.. وقفت جنب عاصم بحيث اللي يشوف نور وهي بتبص لمشيرة او بتكلمها يفهم انها بتكلم عاصم..
عاصم فتح عينيه بس لسه ماسك كف نور عشان يحافظ علي الاتصال..
مشيرة: (بدموع فرح وابتسامة فرحة جميلة) الف مبروك يا نور.. حبيبتي انت مش متخيله فرحتي بيكي عامله ازاي.
نور: انا اللي فرحانة اني شوفتك دلوقتي.. عايزة اقوم اخدك في حضني.
عاصم: اعقلي يا مجنونة.
نور: انتي اجمل هدية جات ليا النهاردة.. شكرا بجد يا عاصم.
مشيرة: بس خدي بالك يا نور، محدش هيصدقك انك بتشوفيني، هيقولوا عليكي مجنونة.
نور: انا مش هحكي لحد أصلا اني بشوفك، دا سر بيننا احنا التلاتة..
يوسف كان بيكلم كريم جنبه وانجي.. وبيتعدل يبص لنور اللي شايفها بتتكلم مع عاصم وهي ماسكة ايده..
للحظة غار عليها من عاصم.. وعاصم حس بيه.. وشاف نظرة عينيه.. وسحب ايده بهدوء من كف نور..
نور طبعاً اتفاجئت بإختفاء مشيرة.. وبتبص لعاصم وعينيها هتبدأ تدمع..
نور: ليه يا عاصم.. ليه كل مرة بتعمل كده؟
عاصم: انتي مخطوبة يا نور دلوقتي، لازم تحافظي علي مشاعر خطيبك، يوسف ممكن يغير عليكي.
نور: يغير عليا من أخويا، دا انا ابوظ الخطوبة دلوقتي.
عاصم: اعقلي يا مجنونة.. من حقه يغير عليكي، وهو عارف انك بتعامليني كأني أخوكي بس انا مش أخوكي بالدم.. يبقي لازم تراعي مشاعره.. وانتي عارفه انه بيحبك.. يبقي تحافظي وتراعي مشاعرة.. فهمتي؟
نور: فهمت.
عاصم: يلا خليكي معاه.
وسابها واتحرك يبقي في وسط المعازيم.. ونور لفت ليوسف كان باصص لها.. مسكت ايده وابتسمت له بحنان وطبطبت علي ايده.. فإبتسم ليها.. وفهموا بعض..
بعد شوية حضر هارون ومراته وابنه طارق، عادل بلغه بالخطوبة وانه (عادل يعني) معزوم، و هارون بمنتهي البجاحة راح يحضر..
فواز و فادي وخالد وقفوا يسلموا علي هارون لما قرب منهم.. وبيتعاملوا ببرود..
فواز و خالد كانوا شايلنها لهارون انه كان هيمد ايد علي عيالهم، فادي اللي كان واخد موقف عشان خاطر عاصم..
راح هارون يسلم علي العرسان.. اللي سلموا عليه ببرود وهو ببرود أكتر..
انجي وكريم بيسلموا ببرود وكريم كان مخنوق من هارون وطارق انهم حضروا.. بس انجي كانت ماسكة ايد كريم وبتهديه..
بعد ما هارون مشي يسلم علي يوسف ونور..
انجي: انا عارفة انك متضايق من وجوده يا حبيبي بس هو قاصد كده، ما تفرحوش انه ضايقك.
كريم: انا مش عارف ايه البجاحة اللي هو فيها دي.
انجي: عشان خاطري يا حبيبي ما تضايقش نفسك في يوم خطوبتنا.. هزعل بجد.
كريم: (بإبتسامة) وانا مقدرش علي زعلك في يوم زي ده.
هارون كان وصل عند يوسف ونور وبيمد ايده يسلم علي يوسف اللي احترم نفسه قبل ما يحترم هارون وقام سلم عليه..
هارون بيلف لنور وهيسلم عليها قبل ما يمد ايده يسلم علي نور كان عاصم بياخد ايد هارون في ايده..
هارون: انت هنا.. كنت هسأل عليك العروسة.
عاصم: عملت اللي انت عايزة؟ تمام.. تاخد ابنك ومراتك و تمشي دلوقتي وبلاش نتقابل تاني ولو صدفة.
نور بتتوتر من الموقف اللي هيولع دلوقتي (هارون مش هيسكت وهيعمل شوشرة ملهاش لازمة) ويوسف بيقوم عشان يلحق يلم الموقف.. فواز وخالد وفادي شافوا الوضع وبيتحركوا من مكانهم رايحين ناحية العرسان يلموا الوضع..
هارون ببرود لسه هيتكلم..
عاصم عينيه اسودت وضغط علي كف ايد هارون عصر عضمها..
عاصم: (بهدوء) كلامي خلص.
رغم دوشة الدي جي والحفلة والناس.. بس يوسف ونور، وكريم وانجي، وهارون طبعاً وابنه طارق اللي واقف جنبه..
سمعوا الكلمة بوضوح كأنها طلقة في سكون الليل..
رعب رهيب كان في قلب هارون وطارق.. طارق بالذات مكانش عايز يروح عشان مش عايز يقابل عاصم..
يوسف وكريم وانجي محسوش بالإحساس اللي بيحسوه لما بيقول الكلمة دي..
يمكن عشان طاقتها مش متوجهه ليهم..
نور اللي اول ما سمعت الكلمة ابتسمت وحست براحة.. وبصت لهارون وطارق بشماته..
فواز وفادي وخالد كان وصلوا عند الاستيدج للعرسان.. وشايفين الكل ساكت..
عاصم ساب ايد هارون اللي اول ما عاصم سابه لف ومسك ايد ابنه وخرجوا بسرعة من المكان ومراته حصلتهم وهي مستغربة من اللي بيحصل..
فواز بيبص لعاصم اللي كانت عيونه بترجع لهدوءها وبيبص للباقي كانوا بيبتسموا..
فهموا ان مفيش مشكلة والموضوع انتهي.. ومحبوش يسألوا عن اللي حصل دلوقتي.. يبقوا يستفسروا بعدين بعد الحفلة..
كملوا الحفلة والليلة كانت جميلة والأجمل كانت فرحة نور ويوسف وكريم وانجي.. وعاصم ومشيرة فرحانين بيهم أكتر..
وبعد كده قاموا كلهم والعرسان كانوا هيسهروا مع بعض الأربعة.. وطبعاً مارضيوش يتحركوا من غير عاصم معاهم..
خرجوا الستة وسهروا طول الليل وبعد كده كريم وصل انجي، وعاصم ساب يوسف يوصل نور..
و اكد علي نور انها اول ما توصل تطمنه عليها..وعشان انجي ما تزعلش أكد عليها بردو انها اول ما توصل تعرفه..
عاصم فضل يلف بالعربية شوية مش عايز يرجع الفيلا..
جاله تليفون من انجي الأول انها وصلت، وبعدها تليفون من نور انها وصلت هي كمان، وكان متوقع الترتيب ده، كريم هيروح انجي علي طول، انما يوسف هيتدلع في الطريق شوية..
عاصم وهو بيكلم نور كان في طريقه للفيلا ووصل وهو بيقفل معاها..
عاصم رجع الفيلا ودخل من البوابة الخارجية للجنينة..
كان نازل الجراج بس وقف في نص الممر ونزل من العربية..
احساس غريب بالخطر جاله فجأة..
مشيرة واقفة عند باب العربية التاني ومركزة جداً وبتبص حواليها..
عاصم ما نزلش الجراج وساب العربية واتحرك ناحية الفيلا.. و بيفتح الباب..
فجأة رجالة كتير طلعوا علي عاصم من كل حتة جوة الجنينة ومن الجراج..
وضرب النار اشتغل.. وفي أزايز مولتوف بتترمي علي الفيلا.. والدنيا ولعت..
عاصم رمي نفسي علي الأرض ودخل الفيلا وضرب الباب برجله قفله..
زحف لحد ما وصل المكتب وطلع منه الـ MK47 و الـ3 خزن الإضافي حط واحدة في السلاح وحط الاتنين التانيين في جنبه..
وبدأت الجولة التانية..
ضرب عليهم نار وهما بيردوا عليه..
طلقات كتير منهم و مش عارفين يخلصوا عليه.. بس كان عنده اصابات كتير.. كتير اوي.. وبينزف من أماكن كتير..
والطلقة منه براجل.. لحد ما خلص الرصاص اللي معاه واللي بره لسه ما خلصوش والفيلا النار ماسكة فيها..
يعني لو ما ماتش من الرصاص هيموت محروق او مخنوق من الدخان..
واقف ساند ضهره للحيط وبيدور علي طريقة تخرجه من الموقف الأسود اللي هو فيه..
مشيرة واقف قصاده وملامح الخوف علي وشها..
مشيرة: انا قولتلك ما تعملهاش تاني.. بس الظروف بتجبرنا علي كده.. طلع طاقتك يا عاصم.. (وبصوت قوي وعالي) دافع عن نفسك.
عاصم غمض عينيه لحظات وفجأة فتحهم..
مش عارف اوصفلكم شكل عيون عاصم كان عامل ازاي المرة دي..
تحس انهم بينوروا.. مش نور ابيض زي اللي نعرفه او بنشوفه في عيون الابطال في الأفلام..
لأ.. كانت عيونة سوده بالكامل وليها بريق غريب.. كأنه نور أسود..
فجأة الناس اللي بره كأن في قنبلة اترمت في وسطهم..
هما ما انفجروش.. بس اترموا في دايرة كأن في انفجار حصل في وسطهم والموجه بتاعته رمتهم في كل حته..
جسمهم سليم من بره بس بينزفوا من جوا..
قام عاصم وخرج من الفيلا..
بيبص علي اثار الحرب والدمار اللي حصلوا..
اكتر من 150 راجل مرمين علي الأرض فيهم اللي مات من رصاص عاصم وفيهم اللي مات من موجة عقله..
عاصم قرر ان سعد لازم تكون نهايته الليلة.. مش هينفع يصبر عليها أكتر من كده..
سعد كان أقرب للنجاح المرة دي أكتر من أي وقت فات، وأكتر من أي حد عاصم واجهه قبل كده..
ركب عربيته التانية (القديمة) العربية الجديدة اتدمرت وسط ضرب النار.. و راح عند سعد في الشيخ زايد..
الفيلا كانت من غير حراسة..
سعد كان بعت كل رجالته في الهجوم ده..
عاصم رن الجرس وفتحت الخدامة..
اتخضت من منظر عاصم وهو بينزف من كل حته ولبسه متقطع ومحروق والرماد والدم علي وشه وجسمه..
عاصم بص ليها.. بعدت بتوسع لعاصم الطريق..
عاصم دخل الفيلا وكان سعد في وشه اول ما دخل الريسبشن..
سعد عرفه علي طول.. مستحيل يتوه عن ملامح عبد الملك الجيوشي او سليم ابنه..
حاول يطلع سلاحة بس مش عارف.. كأن في حد ماسك ايده..
عيون عاصم كانت في اسود حالاتها.. بس مش زي ما كانت في الفيلا من شوية.. كانت أقل..
عاصم افتكر كل اللي حصل زمان..
موت ابوه وجده موت كل أهله.. موت عمته جيهان..
نور وهي بتاخد المطوة في بطنها..
ووقف عند اللحظة اللي بتموت فيها مشيرة..
ركب دماغ سعد وشاف فيها كل اللي حصل زمان تاني بس من عيون سعد..
غضبه زاد لما شافه واقف فوق جثة ابوه و جده، كان مشارك في قتلهم بنفسه مش برجالته بس زي جعفر وسليمان..
شاف نظرة الشماته في عيونه وهو بيبص لأبوه و جده..
الموت ليه حضور.. اللي بيموت واللي حواليه علي سرير الموت بيحسوا بحضوره..
لو سألتوا اهل واحد ميت لما كانوا حاوليه في الثواني الأخيره.. هيقولوا انهم حسوا بالموت حضر..
عاصم كان كده.. سعد لما شافه حس بالموت.. مش حس ان عاصم هيقتله.. لأ..
حس بحضور غريب حواليهم.. في تُقْل في المكان.. حتي النفس اللي بياخده كان صعب وتقيل..
فعلاً حس بحضور الموت دلوقتي..
سعد شايف عيون عاصم في اللحظة دي زي القبر المفتوح اللي عايز يضُمّه.. مش شايف غير ضلمته..
حس ان الدنيا حواليه بتضلم.. ضلمة في عز الضهر..
عاصم بيبص لسعد في عينيه.. بعدها بص جنبه..
مشيرة واقفة وبتبص لسعد وبعد كده بصت لعاصم..
سعد باصص لعاصم وهو متجمد مكانه مش قادر يتحرك زي التمثال..
عاصم ومشيرة بصوا لبعض لمده.. بصة طويله فيها معاني وافكار وانفعالات كتير..
بعدها.. مشيرة هزت راسه بمعني موافقة..
عاصم رجع بص لسعد.. وعينيه بتسود أكتر وأكتر.. ونورت زي ما كانت في الفيلا بس بريق أقل..
سعد بدأ يصرخ.. ويصرخ..
الشغالين اللي في البيت اتجمعوا وبيحاولوا يساعدوا سعد وفيهم اللي بيطلب الاسعاف..
وبيبصوا لعاصم بإستغراب من وقفته ومن نظرته..
محدش قدر يقرب لعاصم.. رعب رهيب مسك قلوبهم بقبضة باردة خليتهم اتنفضوا..
سعد لسه بيصرخ وماسك دماغه وبيتلوي في الأرض من العذاب اللي هو فيه..
بينزف من بوقه ومناخيره وودانه..
بيصرخ من الألم والعذاب اللي حاسس بيه..
بيصرخ من القبضة اللي ماسكه قلبه بتعصره..
سعد بدأ ينزف من عينيه وصراخه بيزيد لدرجة ان في من الشغالين اللي بقي يحط ايده علي ودانه من قوة الصريخ..
سعد شهق شهقة طويلة وجسمه اتشنج لحظات.. ومات..
كلهم اتصدموا من السكوت المفاجئ.. كلهم بصوا لعاصم برعب.. ومحدش بردو عارف يقرب منه..
عاصم بص ليهم ومسح صورته من دماغهم كلهم..
وسابهم وخرج من الفيلا..
ماشي وجنبه مشيرة والاتنين علي وشهم حزن غريب..
يتبع،،،
الجزء الرابع..
خر ج عاصم ومشيرة جنبه وعلي وشهم حزن غريب..
حزن مش مفهوم..
المفروض انهم يفرحوا انهم خلصوا من واحد من التلاتة اللي قتلوا اهلهم..
شخص كان السبب في موت مشيرة..
طب ليه الحزن ده؟
ركب عاصم عربيته وطلع علي المستشفي اللي كان محجوز فيها ساعة حادثته..
اول ما دخل الاستقبال الممرضة قامت بسرعة ورايحة عليه.. طلب منها تكلم الدكتور اللي كان متابع حالته..
كلموا الدكتور اللي كان في مكتبه ونزل بسرعة..
عاصم علي الرغم من الدم اللي نزفه والمجهود العقلي والبدني اللي عمله بس واقف بثبات.. الصداع هو اللي كان فوق الاحتمال..
دخل الطوارئ وخيطوا جروحه وعالجوا الحروق والكدمات، الدكتور قال لعاصم انه لازم يفضل تحت الملاحظة..
بس عاصم أصر انه يرجع البيت يشوف اللي بيحصل هناك..
خرج عاصم ورجع البيت وكلم حازم وهو في الطريق وقال له يحصله علي البيت عشان في مشكلة..
كانت الشرطة والمطافي والاسعاف وصلوا والمطافي طفت الحريق والبيت كان خرابة..
جمال وعواطف طلعوا بسلام بس كانوا مع رجال الاسعاف بيطمنوا علي حالتهم..
مأمور قسم التجمع كان بيدور علي عاصم في وسط الناس اللي علي الأرض..
عاصم دخل ووقف جنبه.. والمأمور اتفاجئ بعاصم..
المأمور: انت لسه حي.. انت ايه يا بني بـ7 أرواح، المرة دي ما تقولش ملكش ذنب، دول في بيتك ومش محاولة سرقة، دول أكتر من 100 راجل بكمية سلاح مهولة، دول داخلين يجيبوا راسك بأي تمن أو يحرقوا البيت عليك.
عاصم: صدقني انا معنديش اي فكرة دول مين او جايين ليه، انا لسه راجع من فرح وفجأة لقيت الدنيا بتولع من حواليا.
المأمور: انت هتيجي معايا القسم، ومديرية الأمن خدت خبر ومهتمين بالموضوع اوي.. (وطي صوته وبيميل علي ودن عاصم) مدير الأمن مهتم بالموضوع اوي، نصيحة يابني صفي مشاكلك معاه.
عاصم: انت عارف مشكلتي معاه؟
المأمور خد عاصم ووقف علي جنب بعيد عن ان حد يسمعهم..
المأمور: ايوة عارف.. انا اول واحد شاف الفيديو بتاع الحادثة، ولما لبست قضية المخدرات كنت متأكد انه هو اللي وراها، بس يابني انا خلاص قربت اخرج من الخدمة، ما كنتش اقدر اقول لأ لما قال اخفي الفيديو، بس ما قدرتش اسكت كتير، انا اللي سربت الفيديو لرجالة فواز الرشيدي لما كانوا بيدوروا عليه.. كان لازم الفيديو يخرج عشان يعرفوا يتصرفوا.
عاصم: انا بشكرك علي اللي انت عملته، بس انا مش عارف هارون عايز ايه تاني، انا لسه مقابله من شوية في الفرح اللي كنت فيه، وقولتله ياريت ما نتقابلش صدفة حتي.
المأمور: انت مجنون يابني، حد يقول لمدير الأمن كده، ما هو أكيد هيحطك في دماغه.
عاصم: (بخبث) تفتكر هو اللي ورا الموضوع ده؟
المأمور بيتخض وبيبص حواليه اذا كان حد سمع اللي بيتقال..
المأمور: وطي صوتك، انت اتجننت.. مستحيل يعمل كده (بيبص حواليه وبيطمن) ما استبعدش انه يعمل كده.. (بيفكر شوية) بس لأ مش طريقته، طريقته هي قضية المخدرات اللي لبسهالك، الدم مش طريقته.
عاصم: هشوف هنوصل انا وهو لإيه، المهم ايه الوضع دلوقتي؟
المأمور: سؤال بس الاول بعيد عن اي حاجة.. و بيني و بينك، كل الرجالة دي كان معاها كلاشينكوف، في حتة سلاح غيرهم موجودة اتحرزت، الحتة بتاعتك؟
عاصم: ايوة.
المأمور: ما تقولش في التحقيق انها بتاعتك، قول زي المرة اللي فاتت انك ضربتهم بسلاحهم.
عاصم: (ابتسم) تمام.
المأمور: عشان لو قولت كده هارون هيسيب كل ده وهيخليهم يمسكوا في انك معاك سلاح آلي بدون ترخيص، و دي قضية حيازة سلاح فيها 7 سنين سجن.. فهمت؟
عاصم: انا بشكرك بجد علي كل اللي عملته معايا.
المأمور: من غير شكر.. انا لا شوفتك ولا أعرفك.. فاهمني طبعاً.
عاصم: (بيبتسم) فاهمك.
بيقرب منهم ظابط برتبة ملازم..
الملازم: جت إشارة يا فندم بضبط وإحضار عاصم سليم الجيوشي لمديرية الأمن.
المأمور باصص للملازم وساكت و طول في سكوته.. لدرجة ان الملازم قلق..
المأمور: بدأنا اللعب.
الملازم: مش فاهم يا فندم.
عاصم: لأ ما تشغلش بالك، (بيبص للمأمور) يلا نلعب.
طلعوا علي مديرية الامن وعاصم كلم حازم يغير طريقه ويروح علي هناك..
بدأوا التحقيق وكان واضح ان العقيد اللي بيحقق بيتلكك لعاصم، بس حازم اثبت انه محامي داهية رغم صغر سنة، المحقق معرفش يدين عاصم بأي حاجة، لأ و حازم طلب حراسة من الشرطة علي بيت عاصم، وطلب الموافقة علي رخصة سلاح كمان..
بعد 3 ساعات من التحقيق.. المحقق معرفش يوصل لأي حاجة يدين بيها عاصم فإضطر يسيبه..
عاصم وحازم خرجوا قابلوا المأمور اللي استقبلهم بإبتسامة فرح حقيقية.. وعرف اللي حصل من حازم وإطمن علي عاصم..
خارجين التلاتة وقابلوا هارون في وشهم ومعاه ظباط كتير حواليه.. هارون اول ما شاف عاصم غير طريقه ومشي في ممر في الجنب..
عاصم ابتسم والمأمور وحازم استغربوا اللي حصل..
خرجوا و واقفين قصاد العربيات.. سلموا علي المأمور وعاصم ركب مع حازم هيوصله..
حازم: بص انا مش هسألك اللي حصل ده حصل ازاي و ليه، انا عارف انك مش هتجاوب، بس الموضوع بقي خطر جدأً يا عاصم، العدد اللي هجم عليك ده محصلش الا في هجمات إرهابية.
عاصم: و اهو كلهم ماتوا يا حازم، ما تقلقش عليا.
حازم: وهتعمل ايه دلوقتي؟
عاصم: هطلع علي الفيلا اشوف عواطف وجمال اديهم اجازة وفلوس تبقي معاهم لحد ما اصلح اللي حصل في الفيلا.
حازم: سيب الفيلا عليا انا بكره الصبح هخلي مقاول يجي يشوف اللي يتعمل ويشتغل علي طول.
عاصم: تمام وانا هقعد في فندق لحد ما تخلص.
حازم: تمام.. اتفقنا.
حازم وصل عاصم الفيلا..
عاصم واقف في الجنينه اللي اتدمرت بالكامل.. نادي جمال وعواطف وخرجوا علي صوته من اوضة الجراج..
عاصم قال انهم ياخدوا اجازة لحد ما يظبط الفيلا.. وهيبلغهم لما تجهز..
لو حبوا يرجعوا بعد كل اللي حصل.. تمام مفيش مشكلة، لو رفضوا هو معندوش مشكلة..
دخل الفيلا.. فتح المكتب اللي اتدمر.. كان في خزنة صغيرة لسه سليمة، فتحها خد الفلوس اللي فيها والأوراق..
صرف ليهم مرتبهم ومرتب شهرين كمان لحد ما تتظبط الفيلا.. ومشيوا..
عاصم رجع الفيلا بص عليها من جوه شوية وبعد كده طلع الدور التاني..
دخل اوضته لم السليم من لبسه وحطه في شنطة خد شاور وغير لبسه وخرج ركب عربيته القديمة وطلع علي أقرب فندق..
حجز وطلع اوضته فرد جسمه علي سريره ومشيره جنبه طول الوقت بس ساكته، ما اتكلمتش كلمة من ساعة ما خرجوا من عند سعد، فضل باصص ليها هو كمان مش بيتكلم وعينيه قفلت من التعب ونام..
صحي تاني يوم الصبح علي الصداع المعتاد من رن التليفون الكتير اللي بتعمله نور..
عاصم: الو.
نور: انت فين يا عاصم؟ انت بخير؟ انا واقفة قصاد الفيلا ومش مصدقة اللي شايفاه، امتي حصل الكلام ده؟ وعواطف وجمال فين؟ الحريقة دي حصلت ازاي؟
عاصم: هتفضلي تسألي بس ولا هتديني فرصة اجاوب.
نور: انت فين دلوقتي؟
عاصم: انا في فندق ********.
نور: طب احنا جايين حالاً.
غاصم: لأ اطلعوا عند اي حد فيكم وانا شوية واحصلكم.
نور: عاصم انت كويس؟
عاصم: ما تقلقيش هحكي كل حاجة لما اجي، بس عرفيني هتروحوا فين.
نور: ريهام بتقول نروح عندها.
عاصم: خلاص اسبقوني علي هناك وانا شوية و جاي.. يلا سلام.
نور: سلام.
عند نور وكريم وانجي وريهام قصاد فيلا عاصم..
كريم: انا مش مستوعب اللي انا شايفه ده، حصل امتي وازاي؟
ريهام: وعاصم ما اتصلش بأي حد فينا ليه؟
انجي: أكيد يا ريهام مش هيتصل بيكي او بيا او حتي بنور يقول انا بيتي بيولع، السؤال هو ليه ما اتصلش بكريم او يوسف؟
نور: يوسف سافر النهاردة مأمورية تبع الشغل وعاصم عارف، عشان كده ما اتصلش بيه، يبقي ليه ما اتصلش بكريم؟
كريم: لما نشوفه هنسأله، هنعمل ايه دلوقتي؟
ريهام: ولا حاجة.. زي ما اتفقنا هنطلع علي عندي وهو هيحصلنا.
طلعوا كلهم علي بيت ريهام.. كان فادي وفريدة لسه هيخرجوا من الفيلا ولقوهم كلهم داخلين..
فريدة: انتوا مش كنتوا رايحين لعاصم؟! حصل حاجة؟
كلهم ساكتين ومتوترين و مش عارفين يقولوا ايه..
فادي شاف قلقهم وتوترهم..
فادي: في حاجة يا ولاد؟ عاصم كويس؟ هو فين مش معاكم ليه؟
نور: (بكل توتر) احنا لقينا الفيلا محروقة يا عمو، كان الدخان لسه بيطلع منها، كلمت عاصم وبيقول انه بات في فندق وجاي علي هنا.
فادي: محروقة!!!! امتي و ازاي؟ طب قال اي حاجة تاني؟ طمنكوا عليه؟
نور: ما قالش اي حاجة، قال انه هيحصلنا علي هنا و بس.
فادي و فريدة عملوا كام تليفون للشغل عشان هيتأخروا شوية النهاردة..
بعدها فادي عمل تليفون لفواز عشان هو ملوش اتصال كتير علي اللواء عادل..
وفهم فواز اللي حصل، اللي اتصل بعادل يفهم منه وعادل عرفه حقيقة الوضع، الهجوم والسلاح والناس اللي ماتت..
فواز اتفاجئ حقيقي من الهجوم وعدد الرجالة بكمية السلاح والذخيرة اللي معاها..
رجع اتصل بفادي وفهمه الوضع الحقيقي اللي حصل مش انها مجرد حريقة وخلاص..
وطلب منه يفهم من عاصم في ايه وانه مش هيعرف يجي يحضر القعدة دي عشان عنده شغل ضروري ومش هينفع يسيبه، بس هيبقي يتصل بيه يعرف الاخبار..
فادي ما قالش حاجة من اللي عرفها للولاد.. شاف ان يستني عاصم يحكي هو..
فضلوا قاعدين مستنيين عاصم ساعة لحد ما كان بيرن جرس الباب والخدامة رايحة تفتح ونور جاية تجري عشان تفتح هي و وراها ريهام بتجري بردو..
فريدة: استنوا هنا ممكن يكون اي حد تاني.
انجي: لا يا طنط.. هو عاصم، نور مش هتجري كده الا اذا كانت حست بيه.
فريدة: طب والمجنونة التانية.
كريم: المجنونة التانية حست بيه بردو.. بس مش متأكده زي ما نور بتكون متأكدة.. هي واخدة نور مؤشر.
كلهم ضحكوا..
عند نور..
نور اول ما شافت عاصم واقف اطمنت.. بس ما تعرفش ان في جروح كتير تحت اللبس..
جريت عليه وحضنته.. عاصم اتوجع وكتم اه كانت هتطلع.. بس نور خدت بالها.. بصت جنبها وهي حاسة بمشيرة..
وحاسه انها زعلانة او قلقانة..
ريهام وقفت جنب عاصم وبيطمنوا عليه ودخلوا التلاتة مع بعض..
عاصم بيقعد بالراحة علي الكرسي وكان باين علي انه بيقعد بحذر.. (لسه الجروح جديدة بردو)
عاصم: قبل ما تبدأوا هجوم الأسئلة.. انا هحكي كل حاجة حصلت من ساعة ما سيبتكم لحد اللحظة دي.. ماشي، يا ريت بس تصبروا للآخر ومحدش يقاطعني عشان انا مرهق أصلاً.
كلهم: ماشي.
حكي عاصم كل اللي حصل بالتفصيل من ساعة ما سابهم بعد السهرة اللي بعد حفلة الخطوبة لحد ما دخل الفندق ينام..
كل التفاصيل برصاصها بنارها بالتحقيق في مديرية الأمن.. كل حاجة..
الحاجة الوحيدة اللي ما اتكلمش عنها طبعاً انه راح لسعد..
فادي: ازاي يا عاصم ما تتصلش بيا في موقف زي ده، انا بعتبرك ابني.. كان المفروض تكلمني.
عاصم: صدقني ما كانش في وقت اعمل اي اتصال، انا طلعلي امر ضبط واحضار وطلعنا علي مديرية الأمن علي طول.
فادي: و طبعاً قابلت هارون؟
عاصم: هارون اللي طلع أمر الضبط.
نور: هو عايز ايه تاني؟ مش كفاية ان المحضر بتاع طارق اتقفل عليه رغم القضية اللي كان هيلبسهالك.
عاصم: ما تقلقيش مش هيعرف يعمل حاجة، ومش هيعمل حاجة تاني.
فادي: المهم معرفتش مين اللي عمل كده؟
عاصم: لأ لسه.. التحقيق شغال، المشكلة ان محدش طلع حي عشان يحققوا معاه.
فادي: و ده شئ أغرب بردو يا عاصم، ازاي قدرت عليهم كلهم؟
عاصم: انا كنت متداري كويس.. وهما كانوا واقفين في الجنينة، وحضرتك شوفتني انا بتحرك ازاي قبل كده.
الشباب كلهم ساكتين ومنتبهين للي بيتقال..
فريدة: وهتعمل ايه دلوقتي؟
انجي: لازم نطلع علي المستشفي نطمن عليه.
عاصم: انا طلعت وعملوا اللازم ما تقلقوش.
فادي: وبالنسبة للفيلا؟
عاصم: حازم المحامي المفروض كلم حد عشان يظبط الفيلا، وهيبلغني هتاخد وقت اد ايه، المدة اللي هتتصلح فيها الفيلا انا هبقي في الفندق عادي لحد ما تبدأ الدراسة، انا بس هسافر اسكندرية يوم واحد وراجع.
نور: رجلي علي رجلك، مش هسيبك.
عاصم: يا بنتي انا مش رايح اصيف ولا حتي هبات ليلة، انا هقعد هناك كام ساعة و ارجع علي طول.
كريم: طب رايح ليه، ما ينفعش تخلص مشوارك ده بالفون بدل ما تروح وترجع.
انجي: بصراحة يا عاصم احنا كل ما نسيبك تحصل مصيبة.
ريهام: انجي معاها حق، احنا سيبناك كام ساعة حصل عليكم هجوم ولا بتوع داعش، والمرة اللي فاتت ساعة عيد ميلاد شيماء، بردو سيبناك وبعدها بكام ساعة طارق عمل اللي عمله، فعلاً احنا ما ينفعش نسيبك لوحدك.
عاصم: كل ده قضا **** عليا.. مكنتش ههرب منه، انا بس ببلغكم عشان تبقوا عارفين و ما تقلقوش.
نور في اللحظة دي كانت بصت جنبها ناحية مشيرة.. ورجعت بصت لعاصم و في عينيها دمعه هتنزل..
نور: عاصم.. انت رايح تزور مشيرة.. صح؟
أكتر واحد اتفاجئ فعلاً كان عاصم.. كلهم اتفاجئوا.. بس عاصم كان أكتر..
فضل باصص في عينيها شوية وساكت.. ما حاولش يقرأ أفكارها.. كل أفكارها واضحة في عينيها..
كلهم بيبصوا ليهم وساكتين..
عاصم: (بهدوء) ايوة يا نور.
نور: انا جاية معاك.
ريهام: وانا كمان.
كريم وانجي: واحنا كمان.
فريدة: اهدوا مش رحلة مدرسة هي.
نور: (بتمسك كف عاصم) عاصم عشان خاطري انا جاية معاك.
عاصم سكت شوية ولسه باصص ليها..
عاصم: (بإبتسامة) ماشي يا نور.
ريهام: وانا كمان يا عاصم عشان خاطري.
عاصم بص ليها وبص لكريم وانجي..
عاصم: تمام مفيش مشكلة بالنسبالي انكم كلكم تيجوا، بس لازم تستأذنوا كلكم من أهلكم.. متفقين؟
كلهم: متفقين.
ريهام: بصت لأبوها وأمها..
ريهام: ممكن يا بابا توافق.
فادي: (بيبص لعاصم) يعني انا لو موافقتش هي مش هتروح.
عاصم: طبعاً.
ريهام: عشان خاطري يا بابا وافق.
فريدة: (بتضحك) يا حبيبتي بابا موافق، بس بيشوف عاصم هيقول ايه.
فادي: (بيضحك) قفشاني انتي علي طول.
فريدة: (بتضحك) انت حبيبي.. دول 20 سنة يا فادي.
ريهام: طب طقم كمنجات للحبيبة يا جماعة.
كلهم بيضحكوا..
فادي: انا موافق.. روحي زوري مشيرة وسلمولي عليها.
فريدة: وانا كمان سلمولي عليها.. صحيح يا عاصم انت مش معاك صورة ليها.
عاصم: انا مكنتش بشيل ليها صورة عشان دايما جنبي، وحتي بعد موتها دايما جنبي.
عاصم لما قال الجملة دي كلهم ابتسموا بحزن..
نور بصت جنبها بدمعه في عينيها وابتسامة جميلة..
مشيرة كانت ساكتة مش بتتكلم مع عاصم زي العادة في وجود نور.. سكوتها كان قالق عاصم..
فادي: هتروحوا امتي؟
عاصم: اول ما نور و انجي وكريم يستأذنوا أهلهم هنتحرك.
كريم وانجي كل واحد طلع الفون بتاعه بسرعة يكلموا فواز وعمر..
نور سكتت شوية..
عاصم مال علي ودنها وبيكلمها بصوت واطي..
عاصم: بعد ماتكلمي ابوكي، كلمي يوسف عرفيه.. من حقه يعرف بردو.
نور ابتسمت برقة.. وطلعت فونها وقامت تكلم ابوها ويوسف..
محدش اعترض علي سفرهم..
قاموا كلهم ركبوا عربية كريم.. وطلعوا علي اسكندرية..
وصلوا مدافن الحاج صالح.. عاصم خلي الحارس (اللي افتكره علي طول) فتح باب المدفن..
وقف عاصم جوه المدفن بص عليه شوية ونور علي يمينه وريهام علي شماله وانجي وكريم جنب ريهام..
عاصم شايف مشيرة واقفة قصاده وملامحها بدأ الحزن او الزعل اللي فيهم يروح..
ووقفوا كلهم يقرأوا الفاتحة لمشيرة..
الحارس بعد ما فتح الباب لعاصم رجع بسرعة يتصل بالحاج صالح يعرفه ان الشاب اللي جه قبل كده المدفن موجود دلوقتي..
الحاج صالح كان في البيت مع مراته الحاجة فاطمة.. اول ما عرف وبلغها اتحركوا الاتنين بسرعة علي المدافن..
هي أصلا كانت رايحة اليوم ده..
علي كان مع ليل مش في البيت..
عاصم ماكانش هيفضل كتير في المكان كان هيزور مشيرة ويمشي علي طول.. مش هيقعد في اسكندرية ساعة زيادة..
بس كل ما يجي يمشي نور وريهام يطلبوا يستنوا مع مشيرة شوية..
هو فاهم نور وارتباطها الغريب والقوي بمشيرة، بس مستغرب ريهام..
ريهام: مش عارفه ليه عايزه افضل هنا شوية كمان يا عاصم، حاسه اني عايز افضل مع مشيرة شوية، حاسه بروحها في المكان.
نور إفتكرت ان ريهام بتحس بمشيرة هي كمان وبتبص لعاصم بإستغراب..
بس عاصم فاهم ريهام، هي بس حست براحة في المكان، زي بعض الناس اللي بتحس براحة في سكون المدافن..
فضلوا واقفين مفيش كلام كتير داير.. دموع كتير نزلت من نور، وريهام كمان، انجي كانت بتبكي عشان رهبة الموت وان بنت صغيرة في عمرها عروسة وماتت..
كريم ماسك ايد انجي بيطبطب عليها وبيطمنها..
وقفت فجأة وراهم قصاد باب المدفن عربية الحاج صالح..
نزلت منها الحاجة فاطمة بتجري وباين عليها التعب و دموعها علي خدها..
اول ما شافت عاصم بقت تبكي أكتر..
فاطمة: عاصم.. ولدي.
وخدته في حضنها وبتعيط.. الشباب واقفين مستغربين مين دي..
دخل الحاج صالح وراها بهدوء وهو ماسك أعصابه..
عاصم بيطبطب علي الحاجة فاطمة..
عاصم: اهدي يا حاجة انا بخير، طمنيني عليك انتي بس، ليه شكلك تعبان وصحتك مش كويسة؟
فاطمة: بقيت بخير لما شوفت يا غالي.
صالح: كيفك يا ولدي؟
عاصم بيروح يسلم علي صالح اللي بياخده في حضنه..
صالح: ليه يا ولدي؟
عاصم: بلاش دلوقتي يا حاج.
صالح: ماشي يا ولدي، نتكلم بعدين.
فاطمة: (بتبص للشباب) مين ضيوفك يا ولدي؟
قبل ما عاصم يرد..
نور: (بطفولة) انا أخته.
صالح وفاطمة بيبصوا لنور بإستغراب.. الشباب ما يعرفوش لسه مين دول..
عاصم: ده الحاج صالح و دي الحاجة فاطمة، اقرب الناس ليا بعد أهلي **** يرحمهم، وهما كمان بيعتبروني ابنهم.
نور عرفت ان الحاج صالح ده اللي عاصم حكي ليها عليه قبل كده ساعة وصيته..
وشها إحمر واتكسفت..
نور: انا أسفه.. بس انا بعتبر عاصم أخويا.
فاطمة: (بتبسم إبتسامة طمنت نور) من غير اسفة يا بنتي.
عاصم: و دي ريهام، وكريم وخطيبته انجي، و كلهم بردو اخواتي.
صالح: شرفتونا.. واخوات عاصم ولادي.
كلهم: الشرف لينا يا عمو.
فاطمة بتبص للمدفن وبتكلم مشيرة ودموعها نازلة..
فاطمة: الغالي رجع يا بنيتي، رجوعه هيجبر قلبي الموجوع عليكي يا نني عيني، وحشتيني يا مشيرة، وحشتيني يا نور عيني.
عاصم خدها في حضنه وبطبطب عليها..
فاطمة: (بكاها بيزيد وبتتنفض في حضن عاصم من الحزن) مشيرة وحشتني يا عاصم، قلبي واجعني عليها يا ولدي.
كل الواقفين بيبكوا علي بكي الحاجة فاطمة..
كريم بيطبطب علي انجي ومش عارف يحضنها يطمنها..
نور راحت للحاجة فاطمة خدتها من حضن عاصم لحضنها وبقوا بيبكوا الاتنين بحرقة..
ريهام راحت جنب نور وبقوا الاتنين حاضنين فاطمة..
فاطمة: يا وجع قلبي عليكي يا مشيرة.. يا حرقة قلبي علي فراقك يا بنيتي.
قعدوا شوية يهدوا فيها لحد ما طلعت الشحنه اللي جواها.. وبعدها الحاج صالح بعد 100 حلفان بالاحياء والاموات خدهم و رجع علي البيت بتاعه..
من فرحته برجوع عاصم نسي هو الحاجة فاطمة يكلموا علي يبلغوه..
اول ما دخلوا البيت عند الحاج صالح ودخلوا الليفنج قابلتهم صورة كبيرة جدا لمشيرة بفستان الفرح..
عاصم ما شافش الصورة دي قبل كده.. الحاجة فاطمة اللي عملتها بعد ما عاصم ساب اسكندرية..
كانت صورة من أجمل الصور اللي اتاخدت لمشيرة في فرحها..
كانت صورة ليها لوحدها بس ساعتها كانت باصة لعاصم اللي مش في الكادر.. كانت علي وشها ابتسامة فرحة جميلة..
عيونها كانت بتضحك وفرحانة..
اول واحدة عرفتها نور.. هي شافت مشيرة قبل كده.. وطلعت من الكلمة بتلقائية..
نور: مشيرة.
ريهام وكريم وانجي بصوا للصورة و تنحوا..
فاطمة: هي يا بنتي.
كانوا بيبصوا ليها بإنبهار من جمالها لرقتها لضحكة عيونها.. كلها علي بعضها يتحب..
اول واحدة خرجت من حالة الانبهار كانت ريهام..
ريهام: (بتبص لمشيرة في الصورة) يخرب بيت جمال عينيكي.
انجي: ليك حق يا عاصم، انا مشوفتش في جمالها.
كريم: ذوق عالميييييي.
نور: اهمد بدل ما ازعلك.
الحاجة فاطمة بتبص ليهم بفرحة ان عاصم حواليه ناس بتحبه وهو بعيد عنهم..
وفرحانة بنور.. مش عارفة ليه استريحت ليها أكتر واحدة، كلهم كويسين في نظرها بس نور اللي خطفتها وبعدها ريهام..
الحاج صالح بردو فرحان بيهم وشايف انهم طيبين..
نور: زي ما شوفتها يا عاصم (خدت بالها هي قالت ايه) اقصد زي ما تخيلتها وشوفتها في أحلامي.
ريهام: انا ولا يخطر في احلامي جمال زي ده، لولا اني اخاف تزعل كنت قولت فوتوشوب.
فاطمة: ايه فوتوبوب ده؟
كلهم ضحكوا..
نور: لا يا ماما فوتوشوب، دا برنامج بيتعمل عشان يحسن الصور ويطلع اللي في الصورة أحلي من الطبيعي.
فاطمة: مشيرة بنيتي مش محتاجة حاجة عشان تبقي حلوة، هي قمر كده طبيعي من عند ****.
نور: و**** هي أحلي من القمر يا ماما (وبتبص جنبها وهي بتقول الكلمة دي)
فاطمة: تعالي يا بت انتي جنبي.
كلهم ضحكوا..
نور قامت وقعدت جنب فاطمة اللي خدتها في حضنها وبتطبطب عليها..
فاطمة: انتي مخطوبة؟
كلهم ماتوا علي نفسهم من الضحك حتي عاصم ومشيرة.. وكلهم فهموا الحاجة فاطمة بترمي علي ايه..
عاصم فرح لما شاف مشيرة بتضحك.. وهي ابتسمت ليه.. (اخيراااااااااا)
نور: اه انا مخطوبة يا ماما.
فاطمة: ومين اللي امه بتحبه اوي و داعية ليه في ساعة استجابة ده؟
نور: ظابط شرطة.. وعاصم وافق عليه.
فاطمة: (بتبص لعاصم) زين الولد يا عاصم؟
عاصم: اطمني يا حاجة.
فاطمة: مش هتصدقوني فرحت بيكم اد ايه يا بنات، كأن مشيرة في وسطنا دلوقتي.
عينيها هتبدأ تدمع.. ريهام قعدت جنبها من الناحية التانية..
ريهام: بصي يا ماما محدش يقدر يعوض غياب مشيرة، انا بس شوفتها وزعلت اني ما قابلتهاش في الحقيقة، وحسيت اد ايه انتي بتعتبريها بنتك، وليكي حق.. هي تتحب من اول نظرة، بس صحتك بردو مهمة.
فاطمة عدلت دراعها وبقت واخدة نور وريهام في حضنها..
وبقت نور وريهام يناقروا في بعض ويضحكوها وهي بتضحك من قلبها..
والحاج صالح فرحان بفاطمة ان حالتها النفسية اتعدلت في لحظة..
وكريم وانجي قاعدين جنب بعض ماسكين ايدين بعض وبيهزروا معاهم وبيضحكوا كلهم..
رن جرس الباب كان علي ومعاه ليل.. سمعوا صوت الضحك.. دخل هو وليل علي الليفنج..
علي داخل مبتسم هو وليل من صوت الضحك.. شاف عاصم اول واحد في وشه.. فضل واقف من الصدمة ومش عارف ينطق..
نور وريهام وانجي وكريم سكتوا مش عارفين مين ده و واقف كده ليه..
عاصم قام وقف وباصص لعلي وساكت شوية.. وبعد كده فتح دراعاته..
علي فاق وراح علي عاصم خده بالحضن.. وفضلوا واقفين شوية في حضن بعض..
بعد شوية خرجوا من حضن بعض..
علي: ليه يا صاحبي؟
عاصم: ما كانش ينفع يا علي.
علي: هونت عليك يا صاحبي؟
عاصم: لأ يا علي، بس الظروف احيانا بتجبر الواحد ياخد قرارات هو مش عايزها.
صالح لما لقي عاصم بدأ يتكلم.. اتدخل في الكلام..
صالح: بس إحنا أهلك يا ولدي.
عاصم: عارف يا حاج صالح.. بس مكنتش هستحمل اني ابقي تقيل علي حد.
صالح: انا بعتبرك ابني الخامس يا عاصم، هتبقي تقيل علي ابوك ولا امك ولا اخواتك، ازاي يا ولدي الكلام ده.
فجأة قطع كلامهم ليل..
ليل: بعد إذنك يا عمي انا مضطرة أمشي، هتوصلني يا علي ولا اركب تاكس.
فاطمة: اقعدي يا بنتي ما ينفعش الكلام ده.
ريهام: (بتبص لنور وبصوت واطي) مالها دي؟
نور باصة لـ ليل وشايفة نظرة مش لطيفة فيها قرف علي احتقار مش عارفة تحددها.. من ليل لعاصم..
قامت وقفت جنب عاصم.. وبتكلم علي..
نور: انا نور اخت عاصم (علي بيبص ليها ولعاصم بإستغراب.. ونور بتكمل) ودي ريهام اخته التانية، وده كريم و دي انجي اخته التالتة وخطيبة كريم.
علي: انا علي ابن الحاج صالح.. و دي ليل خطيبتي.
ليل: علي انا همشي.
نور رايحة لـ ليل.. وبتتعامل بتلقائية بسيطة..
نرو: اتشرفت بمعرفتك يا ليل.
ليل: (ببرود) شكراً.
ريهام: (اتعصبت) في ايه لكل ده؟
ليل بصت ليها وما ردتش.. بصت لعلي وبدأت تتنرفز..
ليل: علي.
عاصم: روح يا علي وصل ليل، انا هستناك.
ليل: مبقاش الا السكرانين اللي يكلمونا.
وهنا انفجرت نور..
نور: انتي مين انتي عشان تكلمي اخويا كده، انا بس عشان خاطر عمو صالح وماما فاطمة واخويا عاصم موجودين كان هيبقي ليا تصرف تاني.
ليل: هتعملي ايه يعني.. ما انتي أكيد...
ريهام: (بتقاطعها وبتقف) لأ اعقلي كده وركزي هتقولي ايه، احنا خمسة اخوات اي واحد فينا عنده استعداد يموت عشان خاطر الباقي، مش هقول احنا ولاد مين في البلد عشان ما تتخضيش، بس خليها بيننا وبينك و بلاش الأهالي...
ليل هتقاطعها..
ريهام: اياكي تفكري تغلطي في اخونا واحنا واقفين، صحيح هو كفيل بيكي وبأي حد يقف وراكي، بس مش هنخليه يقف قصاد بنت.. فإنتي بتاعتنا احنا.
كريم مش عارف يتدخل عشان دي خناقة بنات.. بس بص لإنجي (صوت العقل) وضغط علي كفها تتدخل بينهم..
صالح قاعد بيراقب اللي بيحصل بهدوء وتركيز..
فاطمة باصة لنور وريهام وليل و مش عارفة تقف لمين فيهم..
انجي: (قامت وقفت) يا بنات نهدي شوية.
ريهام ونور سكتوا، هما عارفين ان انجي اعقل و اهدي واحده فيهم.. انجي وقفت قصاد ليل..
انجي: انسه ليل.. انا معرفش الخلاف اللي بينك وبين اخويا عاصم.. بس ايا كان الخلاف فمفيش داعي للتجريح، في جميع الأحوال احنا هنا ضيوف، وانت أهنتي ضيف في بيت حماكي.. و ده غلط، انا مش بعرفك الصح والغلط.. بس لو بصيتي لحماكي هتلاقيه متضايق من فعلك، كان ممكن تعملي اللي انتي عايزاه بأسلوب تاني يوضح موقفك انك مش عايزة تكوني موجودة مع عاصم في مكان واحد، وعمو صالح هيتفهم الموقف أكيد، بس انتي كده غلطّي نفسك.
ليل ما عرفتش تفتح بوقها بكلمة من منطق انجي وهدوءها..
انجي ادت ضهرها لـ ليل و بصت لنور وريهام..
انجي: نبطل جنان شوية ونمسك أعصابنا، احنا كلنا ضيوف هنا.
قالت الكلمة الاخيرة وهي بتبص لعاصم اللي ابتسم من ذكاءها..
نور وريهام بيبصوا لـ ليل بغيظ وهي كمان مش طايقاهم..
صالح خرج من سكوته واتكلم بهدوء..
صالح: روح وصل خطيبتك يا علي وما تتأخرش عشان عايزك.
علي: حاضر يا حاج.
بيبص لعاصم..
علي: استناني يا صاحبي.
عاصم: (بإبتسامة) حاضر.
خرج علي و ليل..
نور و ريهام وقفوا قصاد عاصم ونور بتدبدب برجليها في الأرض..
نور وريهام: مالها دي؟
عاصم: (بص لإنجي) ذكية يا انجي.
انجي: (بإبتسامة) انت قولتهالي قبل كده، هيحتاجوا هدوءي.
عاصم: (بإبتسامة) و دي احلي ميزة فيكي، انك بتبقي هادية في وسط اي توتر.
كريم: هو انا بحبها من شوية.
انجي: (بصت لكريم ووشها احمر) كريم.
فاطمة: كسفت البنية يا ولدي.. ليه كده، بس عفارم عليكي يا بنتي، قولتي اللي لازم يتقال ومن غير غلط.
بتبص لنور وريهام..
فاطمة: انما انتوا مجانين.
نور: (بغضب طفولي) محدش يزعل اخويا و اسكت.
ريهام: و انا كمان.
نور: انا عشان خاطرك انتي وعمو سكت.
ريهام: وانا كمان.
نور: وانجي لمت الموضوع.
ريهام: وانا كمان.
نور بصت لريهام بإستغراب.. وكلهم بيضحكوا.. ريهام انتبهت وضحكت معاهم..
نور: في ايه يا بنتي، هو انتي مش حافظة غيرها.
الحاجة فاطمة بتضحك من قلبها علي جنانهم..
صالح: من زمان يا حاجة ما سمعتش ضحكتك دي.
فاطمة: (والحزن هيمسكها تاني) من ساعة المرحومة يا حاج.
كريم: عشان خاطرنا يا طنط، بلاش دموع، انتي معاكي هنا اهو جوز مجانين يخلوكي تضحكي شهر قدام.
فاطمة: (بتضحك) وانا و**** فرحانة بيهم وبيكم كلكم يا بني. (بتبص لريهام) خدي يا بت انتي تعالي جنبي.
ريهام بتضحك وبتروح جنب فاطمة..
نور: وانا لأ يعني؟
فاطمة: لأ تعالي انتي كمان.
وقعدت وخدتهم في حضنها يمين وشمال وبتكلم ريهام..
فاطمة: انتي مخطوبة؟
ريهام: لأ لسه يا ماما.
فاطمة: الشباب اتعموا ولا ايه؟
كلهم بيضحكوا..
صالح: شوفوا يا ولاد.. انتوا واضح انكم قريبين من عاصم قوي عشان انكم تتحمقوا عشانه بالشكل ده، انا عارف عاصم من قبلكم واعرف اهله، عرفوني بيكم وبأهاليكم.
بيبص لريهام..
صالح: هبدأ بيكي انتي الأول عشان خاطر اللي قولتيه.
ريهام: (بإستغراب) انا قولت ايه؟
صالح: انتي في وسط كلامك قولتي انا مش هقول احنا ولاد مين في البلد عشان ما تتخضيش، بس خليها بيننا وبينك بلاش الأهالي، انا عجبني منك انك مرضيتيش تتفاخري بأهلك وخليتيها بينكم.. بنات في بعضكم، عرفيني انا بقي بأهلك.
ريهام: انا يا عمو اسمي ريهام فادي وصفي.
صالح: بنت فادي وصفي رئيس الغرفة؟
ريهام: بالظبط يا عمو.
صالح: (هز راسه بفهم) كده فهمت.
بيبص لنور..
نور: انا نور خالد الجابري..
صالح: عرفته.
بيبص لإنجي..
انجي: انا والدي دكتور عمر الألفي.. جراح مخ وأعصاب.
صالح: (بإبتسامة) تشرفنا يا بنتي.. واضح انك واخده من أبوكي هدوء أعصابه والتفكير الهادي.
إنجي: (بإبتسامة فخر) شكراً يا عمو.
صالح بيبص لكريم..
كريم: كريم فواز الرشيدي.
صالح: (بإستغراب) ابن فواز الرشيدي.. دي الدنيا ضيقة اوي.. ابقي سلم علي ابوك وقول له الحاج صالح بيقولّك علي اتفاقه معاك.
كريم: (بإستغراب) حاضر يا عمو.
فاطمة: ما تزعلوش من ليل يا بنات، بس صدقوني هي طيبة، هي مشكلة حصلت وهي خدت موقف من ساعتها بأمر أهلها.
نور: يا ماما احنا عارفين المشكلة، عاصم حكي لينا اللي حصل، وما اخدناش الموقف اللي هي اخدته، احنا عرفنا انها غلطة وهو قال انها غلطة وما اتكررتش تاني، مش هنحاسب واحد علي غلطة حصلت في ظروف صعبه.
فاطمة: عين العقل يا بنتي.
ريهام: احنا لحد اخر لحظة كنا ماسكين عصابنا عليها.، ونور كمان عشان خاطركم مسكت نفسها، دي مجنونة كان ممكن تاكلها.
كلهم بيضحكوا.. ونور بتكشيرة *****..
نور: عايزاني اسكت ليها يعني؟
فاطمة: لا يا حبييتي، اللي يقرب من اخوكي تاكليه، انت معندكيش اخوات؟
نور: عاصم بس.
فاطمة: وانتي يا ريهام وانتي يا انجي وانت كمان يا كريم.
ريهام وانجي: عاصم بس بردو.
كريم: عاصم الكبير وليا اخت صغيرة.
دخلت نعمة الخدامة عرفتهم ان الغدا جاهز..
قاموا يتغدوا وعلي كان رجع وقعدوا يتغدوا مع بعض كلهم..
علي كان عايز عاصم يحكي كل اللي حصل من ساعة ما ساب اسكندرية لحد اللحظة دي..
عاصم حاول يهرب بس علي أصر..
خلصوا الغدا ورجعوا الليفنج يقعدوا..
صالح وفاطمة وعلي بيحاولوا يخلوا عاصم يحكي..
نور: (بصت لعاصم) ممكن احكي انا يا عاصم.
عاصم ابتسم و هز راسه موافق..
نور خدت نفس طويل وبدأت تحكي كل اللي تعرفه من ساعة ما شافوا عاصم في الخناقة عند السينما لحد اللحظة دي..
كانت ريهام وانجي وكريم بيساعدوها في تفاصيل..
صالح و علي كانوا مصدموين من اللي بيسمعوه، فاطمة دموعها نزلت لما عرفت مين اللي قتل مشيرة..
زعلوا لما عرفوا بدخوله المستشفي تاني، وزعلوا لما عرفوا بقضية المخدرات، وزعلوا علي بيته اللي اتحرق..
بعد ما نور خلصت الكلام.. عتاب كتير حصل.. بس النفوس صافية..
دخل عليهم الليل..
عاصم: يلا نرجع.
فاطمة: رايح فين يا ولدي؟
عاصم: لازم نرجع، الليل دخل.. البنات دي لازم تروح.
فاطمة: لا يا ولدي مش هتسيبني تاني، انت الوحيد اللي هيصبرني علي فراق الغالية.
عاصم: هاجي تاني يا حاجة ما تقلقيش.
علي: طب ما ترجع تعيش تاني هنا، وننسي اللي فات.
عاصم: حياتي خلاص اترتبت في القاهرة.. دراستي بقت هناك.
صالح: بات الليلة هنا ونتكلم بكره في الموضوع ده.
عاصم: والبنات دي؟ مش هينفع يا حاج صالح، لازم يروحوا واطمن عليهم.
فاطمة: أكلم اهاليهم واحدة واحدة، واطمنهم انهم عندنا.
كريم: انا عن نفسي مفيش مشاكل عندي، بس عاصم عنده حق.. المشكلة في البنات.
ريهام: انا عن نفسي بابا مطمن طالما اني مع عاصم.
نور: وانا كمان.
عاصم: لأ.. انتي وانجي وضعكم مختلف.
انجي: بابا.. هيتضايق عشان بيحب يشوفني كل يوم، بس انا عارفة انه هيوافق.
نور: ما تقلقش يا عاصم بابا ويوسف مش هيرفضوا.
عاصم: طب كل واحد فيكم يعمل اتصال بالبيت عنده طمنوهم عليكم وعرفوهم.
قاموا الاربعة يعملوا تليفوناتهم..
انجي وريهام خدوا موافقة سريعة من أهلهم..
كريم عرف ابوه وقال له انه عند الحاج صالح بتاع اسكندرية وفواز استغرب انه عنده..
وفهم منه ازاي وصلوا لبعض.. وفواز كلم صالح سلموا علي بعض..
نور اللي كانت الموافقة بتاعتها صعبه شوية.. من يوسف أكتر من ابوها..
ابوها الأول كان خايف من تعلق نور بعاصم.. بس لما اتخطبت الخوف ده قل..
يوسف اللي كان رافض انها تبات بره البيت وكان هيحصل صدام بينهم..
بس مشيرة اتدخلت و هدت نور.. وده كان اول تحرك لمشيرة من ساعة موت سعد..
يمكن عشان بتحب نور اوي اتحركت..
رجعوا الـ3 بنات وعرفوهم ان اهلهم موافقين..
عاصم: تمام البنات هحجز ليهم في فندق واخد كريم نبات في شقتي، وبكره الصبح نكون عندكم.
فاطمة: مش هيحصل.. البنات هتبات هنا، و علي خدوه معاكم شقتك.
علي: بعتيني في لحظة يا حاجة، ماكانش العشم.
فاطمة: (بتضحك) ما ينفعش تبات في البيت و فيه بنات، وانا مش هسيبهم بعيد عني، يبقي تروح انت تنام عند عاصم وتيجوا كلكم الصبح.
طبعاً كلهم بيضحكوا علي كلام الحاجة فاطمة وطريقتها..
فاطمة: وهيباتوا كلهم معايا كمان ايه رأيكم بقي.
صالح: (بمكر كوميدي) طب وانا يا فاطمة هتبيعيني؟
فاطمة سكتت مش عارفة ترد.. صالح لما شاف حيرتها ضحك من قلبه..
صالح: خدي وقتك معاهم يا فاطمة، بس لما تيجي تنامي تباتي في فرشتك.
فاطمة: (ابتسمت) حاضر يا حاج.
نور وريهام: طقم كمنجات للحبيبة.
كلهم ضحكوا علي جنان الاتنين..
علي: يلا بينا يا عاصم علي شقتك وسيب البنات مع الحاجة، احنا نروح وننام ونستريح شوية، وهنرجع نلاقيهم لسه صاحيين.
فاطمة: امشي يا علي بدل ما انت عارف.. هاه.
علي: يا حاجة.. يا حاجة انا كبرت علي الحوار ده.
نور: (بفضول طفولي) حوار ايه يا ماما.
علي: بلاش فضايح يا بنتي.
ريهام: فضايح.. لا يبقي اعرف.
علي: ايه يا عم عاصم اخواتك دول.. ما تسكتهم يا عم مش ناقصة فضايح.
كريم: انا عن نفسي هموت و اعرف هههههههههههههه.
علي: حتي انت يابو كريم مكانش العشم، (بيبص لإنجي) تحبي تشاركي.
انجي: لأ انا فهمت خلاص.
علي: لأ صعبه دي، دا سر حربي.
انجي: اهي كلمة سر حربي دي أكدت اللي فهمته.
علي: (يبص ليها بإستغراب ورجع بص لعاصم) انا بدأت أقلق.
كل ده وهما بيضحكوا..
عاصم: قولي يا انجي.
انجي: هو في غيره سلاح الأم الصعيدية الفتاك.. الشبشب.
كلهم ماتوا علي نفسهم من الضحك..
علي: (بيضحك ومستغرب) عرفتيها ازاي دي؟
كريم: لأ اوعي من دماغ انجي.
انجي بتمسك ايد كريم بحب..
نور: كفاية محن بقي.
كريم: اومال لو مكنتيش مخطوبة زينا، نشوف هتعملي ايه لما يوسف يرجع.
فاطمة: ما تكسفش بنتي يا كريم، التلاتة بناتي، عارف لو يوم زعلت انجي هعمل فيك ايه.
كريم: (بيمثل الخوف) ايه؟
فاطمة: مفيش غير الشبشب.
علي: يابني الحاجة عليها رمية شبشب، لو واقف ورا باب هتلاقيه لف في الهوا وضربك بردو.
ماتوا علي نفسهم من الضحك تاني..
علي: ويبقي حظك اسود لو كنت هدف ثابت.. يا نهار اسود بيبقي عامل زي الطلقة.
فاطمة: (بتمد ايديها ناحية الشبشب) هتمشوا ولااااا.
علي: طب نتعشي الأول.
فاطمة: (بتمسك الشبشب) لأ ملكومش عشا عندي، يلا امشوا.
قام التلاتة خرجوا بسرعة وهما بيضحكوا..
فضلت الحاجة فاطمة مع البنات بيضحكوا وبيهزروا وصالح فرحان بيها وبيهم..
بعد شوية قام وسابهم مع بعض..
وبقت تسألهم عن نفسهم تتعرف بيهم أكتر، وعن عاصم في الفترة اللي فاتت واللي حصل معاه..
البنات كانت بتجاوب بكل صراحة.. هما فاهمين ومتأكدين انها مش بستجوبهم لأ.. هي بتحب عاصم وعايزة تطمن عليه، وعرفوا انها حبتهم وعايزة تقرب منهم أكتر..
عند عاصم..
كريم وعلي كانوا خدوا علي بعض واندمجوا بسرعة وبيهزروا وبيضحكوا مع بعض.. ركبوا عربية علي و راحوا علي شقة عاصم..
عاصم قابل البواب اللي سلم بحرارة علي عاصم..
طلعوا الشقة.. عاصم حط المفتاح في الباب وفضل واقف قصاد الباب شوية مش عايز يفتح..
كريم مستغرب بس علي فاهم..
علي: لو مش قادر يا صاحبي، ممكن نبات الليلة في اي فندق وخلاص.
كريم: مالك يا عاصم؟
علي: الشقة دي كان عاصم عايش فيها هو المرحومة وعمته **** يرحمها.
كريم: (فهم بسرعة) بلاش يا عاصم، تعالي نقعد في اي فندق و اهي ليلة وخلاص.
عاصم: (بهدوء) لأ هندخل.
فتح الشقة ودخلوا.. عاصم كان مقفل الشقة كويس.. بس ده ما يمنعش انها كانت متربة.. ماهي مقفولة بقالها سنة ونص تقريباً أو أكتر..
عاصم فتح اوضته وقال لكريم وعلي يباتوا فيها.. وهو راح اوضة مشيرة.. كانت زي ما سابها اخر مرة قبل ما يمشي..
ظبطوا قعدتهم وقعدوا يرغوا مع بعض شوية، وبعد كده دخلوا يناموا..
كريم وعلي كان بيحكوا مع بعض اللي يعرفوه عن عاصم ومشوارهم معاه..
عاصم دخل اوضة مشيرة.. هو دايما شايف مشيرة بس هو محتاج يتكلم معاها بصفاء وسكون..
عاصم قعد علي الأرض مربع في وضع اليوجا.. غمض عينيه وعقله انطلق..
كالعادة مشيرة كانت واقفة بحضورها لما بيغمض عينيه ويشوف بعقله..
عاصم مسك ايد مشيرة وخرجوا من البلكونة طايرين لحد ما وصلوا للبحر..
واقفين جنب بعض علي الشط وبيتفرجوا علي البحر بالليل.. فضلوا ساكتين.. وفجأة..
عاصم ومشيرة في صوت واحد: مالك؟
سكتوا وبصوا لبعض شوية..
عاصم: مالك يا مشيرة، من ساعة موت سعد وانت متغيرة.. مالك في ايه؟
مشيرة: مش عارفة يا عاصم.. مشاعري متلغبطة.
عاصم: ليه؟
مشيرة: خوفت يا عاصم.
عاصم: (بإستغراب) مني؟
مشيرة سكتت..
عاصم: لو خوفتي مني يبقي ما استحقش اعيش يا مشيرة، انا عايش عشان انتي جنبي، لو خوفتي مني ومحستيش بالأمان، تبقي دي النهاية.
مشيرة: يا عاصم انت مش فاكر اللي حصل عندك في الفيلا.
عاصم: (بيعقد حواجبه) لأ فاكر.. وفاكر كويس أوي.
مشيرة: يا حبيبي مستوي طاقتك بقي مخيف.. انت قتلتهم يا عاصم من غير حتي ما تنزف من المجهود، الخوف انك مسيطر علي المستوي ده وبتتعامل براحتك فيه، كأنك متعود علي كده، انا خايفة يا عاصم بس مش منك و دي اول مرة ما تفهمنيش او تفهم احساسي بيك، انا لما سكت كنت مستغربة انك بتسأل السؤال ده.. ازاي اخاف منك.
عاصم: حقك عليا انا آسف.
مشيرة: طب واللي حصل عند سعد.
عاصم: حصل ايه انا ما احتاجتش كل قوتي معاه..
مشيرة: ايوة.. انت ما استخدمتش كل طاقتك، بس الطريقة اللي عذبته بيها لحد ما مات، انت ما شوفتش شكلك وانت بتعذبه، انا خايفة يا عاصم عليك مش منك، خايفة تتغير في الطريق ده.
عاصم: انا مش هرجع من طريقي يا مشيرة، لازم يموتوا وبعدها يحصل اللي يحصل حتي لو مت، بس لازم يموتوا قبلي، يسري مات عشان امر بموتك، وسعد مات عشان اللي ماتوا زمان وعشان خطط لموتك مع سليمان وجعفر، واتفقوا علي كده مع يسري، اتنين ماتوا وفاضل اتنين.. خلاص هانت.
مشيرة: وبعدين؟
عاصم: هو ده اللي حقيقي انا خايف منه.
مشيرة: ليه؟
عاصم: لو حصل وقدرت علي سليمان وجعفر، بعد كده ايه الهدف اللي هيبقالي؟ هعيش ليه؟ انا عايش عشان الانتقام واني اخد حقك، بس بعد ما يموتوا وفضلت عايش.. هعمل ايه؟ اوقات بتمني ان اخر واحد فيهم وانا بقتله اموت معاه عشان تخلص الحكاية وتتقفل، بس ارجع واقول لو ما حصلش، هعمل ايه؟
مشيرة ما ردتش.. معرفتش ترد تقول ايه..
فضلوا واقفين باصين للموج في عتمة الليل.. وصوت البحر العالي..
ما يعرفوش فات وقت اد ايه..
مشيرة: يلا يا عاصم نرجع.. انت محتاج تنام.
عاصم: مش هعرف انام يا مشيرة وانا حاسس انك متغيرة من ناحيتي.
مشيرة: انا بخاف عليك يا عاصم اكتر من نفسي وانت عارف، ما اقدرش ازعل منك.. انا بس خايفة عليك.
عاصم: ما تخافيش يا مشيرة طول ما انتي جنبي انا قوي، انا مش قوي بقدراتي ولا قوتي، انا قوي بيكي، طول ما انتي جنبي اقدر اواجه اي حاجة و اي حد، طول ما انتي جنبي يبقي الدنيا هي اللي تخاف.
مشيرة: (بإبتسامة هي الأروع و عينيها بتلمع بالقوة اللي جواها) انا جنبك لآخر الزمن.. مش هسيبك لحظة لحد ما **** يجمعنا تاني سوا.
عاصم: بحبك.
مشيرة: (بإبتسامة أجمل واجمل) بحبك يا حب عمري.
فتح عاصم عينيه وشاف مشيرة واقفة بردو قصاده.. قام ينام ومشيرة نايمة جنبه..
مشيرة: عاصم غنيلي عشان انام..
عاصم ابتسم وبدأ يغني يلا تنام ريما.. وهو بيغنيها نام..
مشيرة حضورها اتغير.. بس لسه موجودة.. حضور مش زي اللي عاصم متعود عليه..
مشيرة: تصبح علي خير يا نور عيني.
واختفت..
تاني يوم الصبح صحيوا كلهم مع بعض..
كل واحد خد الشاور بتاعة وعاصم دخل المطبخ يعمل اي حاجة يفطروا بيها..
علي: ما تعملش حاجة.. الحاج مستنينا علي الفطار.. يلا بينا.
عاصم قفل الشقة زي ما كانت و نزلوا التلاتة راحوا علي بيت الحاج صالح..
وهما داخلين كان الحاج صالح بينهي مكالمة علي التليفون..
دخلوا لقوا البنات صاحيين وقاعدين مع الحاجة فاطمة بيضحكوا ويهزروا..
الحاجة فاطمة كانت اتغيرت في الكام ساعة دول.. كأنها إتبدلت.. وشها التعب اللي عليه راح فجأة..
فعلا وجود البنات أثر في نفسيتها جامد.. والبنات حاسين بكده.. وخايفين من اللحظة اللي هيمشوا فيها..
دخلوا يفطروا مع بعض و كلهم ملاحظين الحيرة اللي علي وش الحاج صالح..
كلهم ساكتين وبياكلوا ومستنيين انه يقول في ايه..
كالعادة محدش اتسحب من لسانه غير نور..
نور: عمو صالح.
صالح بيبص ليها بإبتسامة علي طريقتها..
صالح: يا عيون عمك صالح.
نور: مالك يا عمو؟
صالح: (سكت شوية وبعد كده بص لعاصم) في خبر جاني من شوية، مش عارف افرح بيه ولا اقلق منه.
كلهم بيبصوا ليه بإستغراب ماعدا عاصم ملامحه حجر كالعادة..
صالح: (لسه باصص لعاصم) سعد السباعي مات.
الحاجة فاطمة زغرطت بصوت عالي..
صالح: (بغضب) عيب يا فاطمة، مفيش شماتة في موت.
فاطمة: حقك عليا يا حاج، بس ما قدرتش امسك نفسي.
صالح: (بغضب) ما تتكررش يا فاطمة.
فاطمة: حاضر يا حاج.
نور: معلش يا عمو، بس مين سعد ده، وليه ماما فرحت انه مات؟
علي: يا نور دا واحد من اللي كانوا السبب في موت عائلة عاصم زمان.
عاصم: وكان سبب في موت مشيرة.
ريهام: يبقي غار في داهية ونوزع علي موته شربات كمان.
صالح: عيب يا بنتي، بنت الاصول ما ينفعش تقول الكلام ده، انا عارف انك زعلانه علي مشيرة، بس غيري مش هيفهم.. فهماني يا بنتي.
ريهام: فهمت يا عمو.
نور: بعد كلامك ده يا عمو مش هينفع اعمل حاجة، كنت عايزة اعمل زي ماما بس ما بعرفش.
كلهم ضحكوا..
كريم: طب وانت تقلق ليه يا حاج؟
صالح: سعد مات في بيته جاله نزيف في المخ ومعرفوش يلحقوه، بس الصعيد هيولع اليومين الجايين.
انجي: (بفضول) ليه يا عمو؟
صالح: كبير السباعية مات وماكانش عنده ولد يبقي الكبير بعده، اخواته وولاد اعمامه لو ما اتفقوش علي كبير هيضيعوا، المهارنة والشواتفة هياكلوهم، وممكن يخلصوا عليهم كلهم عشان البلد تبقي بين العائلتين دول بس.
نور: (بتبص لعاصم) مش دول اللي كنت بتكلم عمو فواز عليهم بردو؟
عاصم: (هز دماغه بس بمعني ايوه)
علي: ياكش يولعوا في بعض كلهم.. اهو نخلص منهم و احنا بعيد.
عاصم: (بـ كره رهيب) جعفر مهران بتاعي يا علي.
نور وريهام بيبصوا لعاصم.. واتفاجئوا من ملامح الكره اللي علي وشه..
انجي فهمت ان جعفر ده اساس الفساد كله..
كريم: اشمعني ده يا عاصم؟ رغم اني فاكر انك قولت لبابا الـ3 عائلات اشتركوا في موت عائلتك.
انجي: كلهم كان وراهم جعفر يا كريم، جعفر كان العقل المدبر للموضوع كله.
صالح: (بيبص لإنجي بإعجاب) ذكية زي ما قال عنك عاصم يا بنتي، انا معرفتش مين اللي دبر اللي حصل زمان في وقتها، بس كلنا اتأكدنا بعد كده ان جعفر هو راس التعبان.
كريم: طب هما ليهم شغل ما بابا زي ما فهمت، ممكن نخلي بابا يقطع شغله معاهم.
انجي: مش هينفع يا كريم، صحيح عمو فواز ممكن يعملها، بس في عقود ممضية وشروط جزائية، مش هينفع عمو فواز يفسخ العقود دي فجأة، اسمه في السوق ممكن يتضر.
صالح: صح يا بنتي.. **** يكملك بعقلك.
عاصم: انا هحضر الجنازة.
كلهم اتصدموا من كلام عاصم..
صالح: تروح فين يا ولدي.. مستحيل اسيبك تعمل كده، انت لو قتلوك محدش هيعرف عنك حاجة ولا حد هيعرف يعمل معاهم حاجة.
نور: بلاش يا عاصم، عشان خاطري، عشان خاطرنا كلنا.
عاصم بيبص لمشيرة ونور كمان بتبص ناحيتها.. ومشيرة باين عليها الخوف علي عاصم..
عاصم: (وهو لسه باصص لمشيرة) حاضر يا نور عشان خاطركم، (بيبص لصالح) وانت يا حاج هتروح؟
صالح: لا يا ولدي انا مش هروح، لكن في ناس من البلد هتروح.
قعدوا يهزروا ويضحكوا والبنات عاملين جو حوالين الحاجة فاطمة اللي فرحانة بيهم جداً..
ليل بتتصل بعلي وبيقوم يرد عليها وبيعرفها انهم مش هينفع يتقابلوا النهاردة.. و ليل اتضايقت..
يوسف كل شوية يكلم نور يعرف رجعت ولا لسه.. و قفش عليها.. ونور اتضايقت..
فضلوا لحد الغدا وبعدها عاصم قال ان لازم يرجعوا..
و بعد محايلة و وعود انهم هيزوروها تاني الحاجة فاطمة سابت البنات بالعافية.. وكانوا الاربعة دموعم نازلة..
خرجوا يركبوا عربية كريم ومعاهم الحاج صالح وعلي والحاجة فاطمة بيودعوهم..
وصلوا القاهرة ووصلوا البنات.. عاصم خد عربيته من عند ريهام ورجع الفندق..
في الصعيد
بعد ما دفنوا سعد وعملوا العزاء..
زي ما توقع الحاج صالح بيت السباعي مسك في بعضه مين أحق يبقي الكبير..
جعفر مهران (الطابية) وسليمان الشواتفي اللي بقي الراجل بتاعه واقفين بتفرجوا عليهم.. لحد ماقربوا يصفوا بعض..
في خلال الشهرين اللي بعد الجنازة حصلت حوادث قتل بالجملة في بيت السباعية.. تقريبا ما فضلش في البيت ده غير الحريم.. و الحريم بالقوة باعت البيوت والاراضي وسابوا البلد..
وفعلاً البلد اتقسمت بين جعفر وسليمان..
جعفر مش عاجبه التقسيمة دي، وعلي الرغم من ان سليمان بقي الراجل بتاعه وتحت طوعه بس بيفكر يخلص منه..
فات شهرين مفيش فيهم أحداث عند عاصم واللي معاه..
علي اتصالح مع ليل وفهمها ان وجود عاصم في حياته امر مفروغ منه.. ولازم تتقبل الوضع ده، وهو من ناحيته عشان ما يضايقهاش مش هيجيب سيرة عن عاصم معاها..
كريم وانجي علاقتهم بتبقي اقوي كل يوم.. وكريم بيكتشف يوم عن يوم هو بيحب انجي اد ايه..
نور بتحاول تفهم طباع يوسف في الفترة اللي بيبقي موجود معاها فيها، وعاصم عشان ما يعملش ضغط عليها بيختفي الايام دي.. لأنه حاسس بغيرة من يوسف ناحيته..
ريهام كانت الايام عندها عادية.. بس في تحولات غريبة بتحصل في شخصيتها.. بدأت علاقتها بالبنات اللي بتنام معاهم تقل.. هي كانت وقفت علاقاتها من ساعة المشكلة اللي حصلت معاها وعاصم اتدخل وحلها.. مفيش علاقة عملتها من ساعة ايلين في لندن.. هي مستغربة نفسها ومش فاهمة السبب.. بس قالت لنفسها يمكن عشان خوفها ان المشكلة اللي حصلت ممكن تتكرر.. او ممكن عشان شافت كريم وانجي ونور ويوسف.. حبت النوع ده من العلاقات..
الدراسة بدأت تاني وكلهم انتظموا.. عاصم رجع فيلته تاني.. علي كان علي اتصال بيه دايما، واحياناً كان بينزل القاهرة يقعد معاهم لما يتجمعوا عند عاصم ويبات ويرجع اسكندرية تاني يوم..
عاصم خلال الشهرين دول راح اسكندرية مرتين، مرة راحوا كلهم معاه.. و مرة راح هو ونور وريهام بس..
البنات كانوا خدوا رقم الحاجة فاطمة وعلي تواصل معاها بشكل دايم.. نور بتكلمها كل يوم تطمن عليها، وريهام كمان..
دخلت امتحانات نص السنة والدنيا هادية وخلصوها..
وقضوا الاجازة في إسكندرية..
الحاج صالح عمل عزومة كبيرة في بيته وعزم فواز و فادي و خالد وعمر، ووصل كل واحد ومراته..
الستات مع بعض والرجالة مع بعض..
عند الستات..
كلهم بلا استثناء حبوا الحاجة فاطمة عشان طيبتها وبساطتها.. وملاحظين حبها للبنات..
قاعدة و واخدة البنات التلاتة في حضنها..
عند الرجالة..
الحاج صالح كان بيرحب بضيوفه بكرم كبير.. وفواز شايف تعامل الحاج صالح مع كريم كأنه ابنه زي علي..
الدكتور عمر كان بيحاول يقنع عاصم انه يقعد معاه تاني هو الدكتور رمزي وعاصم بيهرب بشياكة منه..
فادي وخالد كانوا معجبين بالحاج صالح وهيبته..
كانت قعدة جميلة وكلهم فرحانين بيها.. و رجعوا القاهرة..
الوزير عند الملك..
الوزير: التقارير اللي قصاد جلالتك بتقول اننا حققنا فوق النسبة اللي جلالتك كنت حاططها.
الملك: تمام.. بلغ المجموعة بتاعتك اني راضي عنهم.
الوزير: دا شئ يسعدهم جلالتك.
الملك: اخبار طابيتك ايه؟
الوزير: بيتقدم جدا جلالتك.
الملك: ابعت ليه هدية.
الوزير: هيفرح جداً جلالتك.
الملك: هتحتاج اد ايه؟
الوزير: انا كنت بفكر الأول اني ابعت فريق من 3 من القوات الخاصة و ده هيبقي كفاية جداً لأي شخص مهما كانت حراستة، حتي ولو كانت 100 فرد، بس حصل تطور فاجئني.
الملك: (بإهتمام) ايه هو؟
الوزير: حصل هجوم بعدد مكون من 167 فرد عشان يتعامل معاه.
الملك: (بإستغراب) بس المعلومة اللي عندي انه لسه عايش.
الوزير: لأنهم ماتوا كلهم جلالتك.
الملك: (بإستغراب حقيقي) كلهم؟
الوزير: ده اللي حصل جلالتك، محدش يعرف تفاصيل عن الموضوع، وحاولت بكل الطرق اني اعرف اللي حصل، بس كل تقارير وزارة الداخلية وتحقيقاتها موصلتش لحاجة.
الملك: وتفريغ الكاميرات.
الوزير: كل الكاميرات جلالتك مفيش واحده عرفت تجيب حاجة من بعد دخولهم الفيلا..
الملك: غريبة.
الوزير: فعلاً جلالتك.
الملك: وتقديرك الجديد للموقف؟
الوزير: وحدة كاملة من القوات الخاصة.
الملك: (بإستغراب) مش كتير؟
الوزير: انا كنت هطلب من حضرتك ان الحرس الملكي هو اللي يقوم بالمهمة دي.
الملك: (بغضب) انت اتجننت؟
الوزير: انا آسف جلالتك.
الملك: عايز الحرس الملكي جوهرة جيشنا يقوم بمهمة زي دي.
الوزير: عشان كده رجعت وقولت وحدة كاملة تقوم بالمهمة.
الملك: انا اديتك تصريح قبل كده عشان تنفذ المهمة، مفيش مشكلة انك تدي اوامر ان وحدة تتحرك.
الوزير: شكراً جلالتك.
الملك: (بيقوم) هستني تقرير العملية.
الوزير: اوامر جلالتك.
الملك سابه ومشي..
توضيح..
جيش المنظمة بيتكون من 3 مجموعات..
القوات الأساسية: و دول بيبقي منهم الحراسات ومنهم اللي بينفذوا العمليات اللي المنظمة بتعملها.. تدريبهم عالي وقوي..
القوات الخاصة: و دول أقوي وأعلي في التدريب، بيخرجوا في عمليات محدودة (العمليات المستحيلة).. نسبة نجاحهم دايما 100%، ما حصلش وفشلوا في مهمة قبل كده..
قوات الحرس الملكي: و دول جوهرة الجيش كله.. الواحد منهم بـ 20 واحد من القوات الخاصة.. و دول مسئولين عن تنفيذ أوامر الملك الخاصة وحراستة الشخصية..
عند الوزير..
قاعد مع الفيل والحصان والطابية (جعفر) بتوعه..
الوزير: لازم نركز في شغلنا الفترة الجاية، صحيح انكم عملتوا شغل كويس جداً الفترة اللي فاتت، بس الملك طالب شغل اعلي، احب ابلغكم ان الملك راضي عن أدائكم.. وصدقوني رضا الملك غير أي حاجة انتوا شوفتوها في حياتكم.
كلهم: وإحنا يهمنا رضاه عننا.
فضلوا يتناقشو في شغل الفترة الجاية واتفقوا علي كل حاجة هتمشي ازاي ومين مسئول عنها.. وبعد ما خلص الاجتماع وكلهم قاموا يرجعوا يتابعوا شغلهم..
الوزير نادي علي جعفر..
الوزير: انت بقيت عضو رسمي في مجلس الملك يا طابية، معني كده ان الحراسة اللي عندك لازم تتغير بحرس من عندنا.
جعفر: اللي تأمر بيه يا وزير.
الوزير: الحراسة هتوصل عندك اول ما انت تدخل بيتك، تمشي الحراسة القديمة وتسلم الحراسة الجديدة كل حاجة.. البيت والعربية وكل حاجة، هما عارفين هيعملوا ايه كويس.
جعفر: تمام يا وزير.
الوزير: دي مش هدية الملك ليك، الهدية ان راس عاصم هدية من الملك ليك.
جعفر: بجد يا وزير؟
الوزير: دا قرار ملكي، الحاجات دي مافيهاش هزار يا طابية، لما توصلك الحراسة وتشوفها اعرف ان دول مش اللي هخلصوا علي ابن الجيوشي، لأ.. قوات اعلي منهم في التدريب والكفاءة.
جعفر: انا مش عارف اشكرك ازاي يا وزير.
الوزير: مش انا اللي تشكرني، تشكر الملك انك تنفذ كل اللي يتطلب منك وما تقصرش في اي شغل.
جعفر: (بحماس) هتشوف يا وزير الشغل الفترة الجاية هيبقي ازاي، مش هقول لأ هعمل وهتشوف.
الوزير: (مبتسم) انا متأكد.
جعفر: هتشوف يا وزير.
الوزير: (بيتحول) روح شوف شغلك.. هنرغي كتير ولا إيه.
جعفر قفل بوقه وخرج بسرعة..
جعفر: (لنفسه) اه يابن المجنونة.
بعد اسبوع كمان..
عاصم في الفيلا لوحدة.. جمال وعواطف مرضيوش يرجعوا يشتغلوا عند عاصم.. خافوا علي نفسهم..
كان في واحدة حازم اتفق معاها تيجي كل اسبوع تنضف الفيلا وتمشي..
الحياة هادية ومستقرة نوعاً ما..
في يوم بعد ما الشلة خرجت من عند عاصم وهو قفل نور الفيلا وطلع اوضته ينام..
قبل ما ينام كالمعتاد قعد في وضع اليوجا اللي بيعمله..
شايف مشيرة واقفة كالعادة بحضورها القوي وبيتكلموا مع بعض.. طايرين جنب بعض في الجنينه..
فجأة وقفت 3 عربيات جيب سودة نزل منها 12 واحد لابسين لبس العمليات الخاصة بالدروع الكاملة (الصدر والدراع والرجل) اتقسموا اربع مجموعات كل مجموعة تلاتة.. كلهم تسليحهم بـ G29 HK416..
مجموعتين دخلوا علي باب الفيلا.. مجموعة لفت من ورا للباب الخلفي اللي من ناحية المطبخ.. ومجموعة فضلت عند الباب الخارجي للتأمين والدعم..
مشيرة: عاصم.
عاصم: ما تقلقيش، مش هيبقوا أصعب من اللي فاتوا.
مشيرة: دول غير أي حد فات يا عاصم.
عاصم: (بيبص عليهم تاني) في احتمالين، يا اما اللي بعتهم ما يعرفش باللي حصل هنا قبل كده وبيجرب، يا اما عارف كويس اللي حصل.
مشيرة: ومعني انه عارف اللي حصل ويبعت العدد ده، يبقي دول أقوي من اللي فاتوا، حتي أقوي من مجموع اللي بعتهم سعد.
المجموعتين اللي علي الباب فتحوا ودخلوا في نفس الوقت اللي المجموعة اللي عند الباب الخلفي دخلت هي كمان، بعد التأمين وبتحركات منظمة فتشوا الدور الاول بالكامل وأمنوه..
مجموعتين طلعوا الدور التاني ومجموعة فضلت في الدور اللي تحت..
في الدور اللي فوق قسموا نفسهم 2 لكل اوضة.. واحد بيفتح والتاني بيدخل..
عاصم كان رجع.. ووقف مستني اللي هيدخلوا الأوضة بتاعته.. كان واقف ورا الباب..
اول واحد دخل بيأمن يمين والتاني وراه بيأمن شمال..
عاصم مسك سلاح القريب منه وبيبعده عنه وبيضرب التاني بكعب رجله في صدره يبعده عنه.. بيحاول يسحب السلاح بس كلهم معلقين السلاح في كتافهم، ومش معلقينه علي كتف واحد يقدر يسحبه بسهولة لأ.. الحزام جاي من فوق الكتف الشمال لتحت الباط اليمين..
عاصم لسه ماسك السلاح وضرب الراجل اللي قصادة بالركبة في معدته اللي ايده بتسيب السلاح وعاصم ماسكه وهو لسه متعلق في كتف الراجل ويضغط الزناد عشان يضرب التاني بالنار.. بس مفيش حاجة حصلت.. السلاح ما ضربش.. عاصم اتفاجأ وهو بيبص للسلاح بإستغراب..
كانت ثانية والراجل التاني محترف إتعدل بسرعة وبيضرب نار علي عاصم..
عاصم بسرعة ساب السلاح ومسك الراجل اللي في ايده و عدله في وش الرصاص..
والتاني ضرب عادي وجات في زميلة بس محصلش لزميله حاجة.. الدروع قوية..
عاصم خد باله من اللي حصل.. كان في ضهر الراجل اللي عاصم ماسكة خنجر.. سحبه عاصم وهو بيزق الراجل اللي ماسكه علي زميله وهو لسه ماسكه وبيتحرك بيه..
سحب الخنجر وبيضربه في ضهر اللي ماسكة بس الخنجر ما اخترقش الدرع..
عاصم رفع ايده اللي ماسكه الراجل وميل رقبته وضربه بالخنجر في رقبته في الحتة اللي بانت..
وبسرعة اتحرك من وراه ومسك سلاح التاني ورفعه في الهوا وضربه بالخنجر في رقبته..
مسك سلاح التاني وحاول يضرب نار بس بردو ما ضربش..
فهم انه سلاح بالبصمة..
طبعاً اللي بره حسوا بالإشتباك اللي بيحصل جنبهم.. وقفوا في الممر قصاد الاوضة المفتوحة..
الاتنين اللي في وش الباب شايفين زمايلهم علي الأرض ومش شايفين عاصم..
خدوا ساتر يمين وشمال الباب من بره.. واحد سحب قنبلة شد فتيلها ورماها عند عاصم..
عاصم قبل ما القنبلة تقع علي الارض كان بيخبطها برجله بيرجعها بره الاوضة بقت في وسطهم..
القنبلة انفجرت بصوت واطي.. ما كانتش قنبلة من العادية..لأ، كانت قنبلة ضوء.. بتعمل نور عالي يعمي اللي يشوفها مؤقتاً..
عاصم اول ما انفجرت كان في وسطهم.. وبالخنجر وبسرعة الاربعة كانوا علي الأرض في دمهم..
التلاتة اللي تحت سمعوا صوت الانفجار وانتبهوا وبيتحركوا علي السلم اللي يطلع الدور التاني..
عاصم كان سحب قنبلتين من اللي بيعملوا نور ورماهم علي اللي طالعين علي السلم..
ونفس اللي حصل مع اللي فوق حصل مع اللي تحت..
عاصم وقف لحظة بيراجع في دماغه اللي حصل وعرف ان في لسه تلاتة ما دخلوش..
عاصم سحب سلاح من كتف واحد من اللي ماتوا ومسك كف ايده حطه علي المقبض والزناد..
لمبة خضرة صغيرة نورت في الجنب.. وقف وهو ماسك السلاح وبعد عن الراجل وضرب طلقة في الأرض بيجرب..
السلاح ما ضربش.. يبقي لازم صاحب السلاح يفضل ماسك سلاحه..
طلع الدور التاني بص من البلكون علي الجنينه..
شاف التلاتة الباقين قلقانين في وقفتهم.. تقريباً مستغربين تأخير زمايلهم..
نزل بسرعة خرج من الباب الخلفي وطلع يجري لف حوالين الفيلا وبقي عند الباب الأمامي وواقف وراهم..
غمض عينيه لحظة.. كانوا التلاتة دخلوا في حالة الذهول والتجميد اللي بيعملها عاصم.. اتحرك واتعامل معاهم هما كمان..
فضل عاصم واقف شوية بيبص للفراغ وسرحان..
مشيرة: عاصم.. عاصم.
عاصم انتبه وبيبص لمشيرة..
مشيرة: مالك يا عاصم؟
عاصم: واضح ان في حد جديد واقف قصادنا.
مشيرة: و شخص قوي.
عاصم: قوي جداً.. السلاح اللي معاهم متطور بيشتغل ببصمة صاحبة بس، و دي مش حاجة هتبقي متوفرة غير لأجهزة الأمن القوية، او منظمات ارهابية كبيرة.
مشيرة: مش هارون يا عاصم، المأمور قال ان الدم مش طريقه.
عاصم: لازم نعرف مين، هو بدأ مرة.. و ردي عليه اهو، يبقي هيكون في تاني وتالت.
مشيرة: هنعمل ايه دلوقتي؟
عاصم: هبلغ الشرطة؟
دخل عاصم الفيلا وبلغ الشرطة.. بعد نص ساعة وصلوا وكان علي راسهم مأمور القسم.. وعاصم كان واقف بره الفيلا في إنتظارهم..
المأمور: (بيضحك) عملت ايه تاني؟
عاصم: (ملامحه جامدة) المرة دي غير أي مرة.
المأمور: (ملامحة بتقلب جد) حصل ايه؟
عاصم: خلي رجالتك تستني دقيقة برة وتعالي معايا لوحدك.
المأمور امر اللي معاه يستنوا مكانهم ومحدش يدخل جنينة الفيلا..
دخل عاصم والمامور وشاف التلاتة اللي في الجنينة..
المأمور بيبص ليهم بإستغراب ويرجع يبص لعاصم ويرجع يبص ليهم تاني..
قرب منهم ووطي يفحصهم.. شاف لبسهم ودروعهم وسلاحهم ونوعه..
عاصم: ايه رأيك؟
المأمور: مين اللي عنده امكانيات زي دي؟ و ليه يستخدمها ضدك؟ انت مين يابني؟
عاصم: في 9 غيرهم جوا الفيلا.
المأمور: (بصدمة) ليه كل ده؟ انت شايف الواحد فيهم عامل ازاي، ده زي التور.
عاصم: وتدريبهم وتنظيمهم عالي.
المامور: في حاجة تاني عايز تخليني اشوفها قبل ما أدخل اللي بره.
عاصم: لأ.
المأمور نادي علي رجالته اللي دخلوا ومستغربين من وقفتهم بره، واستغرابهم زاد لما شافوا التلاتة اللي علي الأرض..
المأمور خلي ظابط يطلب الإسعاف عشان تشيل الجثث، وعرف ظابط تاني ان في جثث جوه..
عاصم طلب من المأمور انه يحتفظ بحتة سلاح من الموجودين عشان يدور وراها، بس المأمور فهمه انه صعب دلوقتي..
المأمور: لو كنت خدت واحدة قبل ما نيجي مكانش حد هيعرف، انما دلوقتي اتاخد العدد واتحرزوا.. (بيغمزله) فهمت.
عاصم: فهمت هاخد بالي المرة الجاية.
المأمور: اهو ده اللي خايف منه.. المرة الجاية.. يابني اللي عنده القوة دي مش سهل تقف قصاده، وما تفكرش.. ده ما شغل جهة امنية.. لأن فيهم اللي مش مصريين، الموضوع ده هيوصل لجهاز الأمن القومي، اجانب بالتسليح ده.. دخلوا امتي و ازاي وداخلين ليه؟ وطبعاً انت كمان هتتجاب عشان يسألوك.. توقع منهم زيارة قريب علي فكرة.. بس اتمني انها ما تحصلش.
عاصم: ما تقلقش انا جاهز.
المأمور: طب يلا علي القسم يا بيه، ومفيش داعي تكلم المحامي بتاعك وتشحططه، انا هقفل المحضر بسرعة.
عاصم: تمام يلا بينا.
طلعوا علي القسم وخلصوا المحضر ورجع عاصم البيت..
فضل صاحي لحد ما طلع عليه النهار وهما كانوا كام ساعة يعني.. مش كتير..
عاصم كان بيلوم نفسه انه ما سابش واحد حي يستجوبه ويعرف مين اللي وراه..
لأول مرة يتصرف غلط.. يمكن عشان ما كانش لسه يعرف حدود قدرات اللي قصاده فإتصرف بإستعجال..
بس هو واثق ان اللي عمل كده هيكررها تاني، ساعتها هيتصرف بهدوء أكتر من كده..
عند الوزير..
الوزير لما محصلش اتصال من الوحدة اللي راحت لعاصم.. بعت اللي يعرف الأخبار ورجع عرفه انهم كلهم ماتوا.. وقبل ما توصل الشرطة.. يعني الهدف هو اللي خلص عليهم..
جاب تقرير الطب الشرعي المبدأي اللي بيقول ان كل الجثث ماتت بطعنة نافذة في الرقبة..
الوزير كان هيتجنن.. يعني مش كفاية انهم فشلوا في انهم يقتلوه.. لأ وماتوا كمان علي ايد واحد بس، والواحد ده اكتشف نقطة ضعف من تحت الخوذة فوق الدرع بالظبط واستغلها بكفاءة..
طب يبلغ الملك يقول ايه..
ماهو مستحيل يكون هو اللي هيبلغه بأول فشل للقوات الخاصة في الجيش الملكي..
اللي هيبلغ الملك هو اللي هياخد الغضب كله..
الوزير: (لنفسه) يبقي قائد الجيش اللي يبلغه.. ماهو مش هلبسها انا.
و ده اللي حصل..
في نفس الوقت كان قائد الجيش في اجتماع مع الملك وبيبلغه بتطور الاداء والتجهيزات..
كان بيكلمه وهو متوتر.. بعد ما الملك خلص مراجعة التقارير..
الملك: في عملية كنت اديت تصريح للوزير بتنفيذها.. فين تقريرها؟
القائد: (بتوتر) جلالتك.. انا.. انا..
الملك: فين التقرير؟
القائد قدم تقرير للملك من صفحة واحدة عن عملية الجيوشي..
نص الصفحة فيها اوامر ادارية بخروج الوحدة وأسلحتها و عددها..
نص الصفحة التاني مكتوب فيه جملة واحدة..
""لم يتم التخلص من الهدف.. تم القضاء علي الوحدة بالكامل""
الملك فضل ماسك التقرير دقايق باصص ليه وهو كاتم غضبه واستغرابه..
بس مش لمدة طويلة.. وانفجر في وش قائد جيشه وبيزعق..
الملك: انت فاشل.. يعني ايه عيل يقضي علي وحدة كاملة.. وحدة الراجل فيها بفرقة كوماندوز.. مش ده كلامك عن القوات الخاصة.. (صوته بيعلي بغضب) انت بتكدب عليا.
القائد مش عارف يرد..
الملك كان هيصدر أمر بإعدامه بس مسك اعصابه في آخر لحظة.. طلب الوزير اللي وصل بسرعة..
الوزير لما شاف وش الملك عرف انه علي آخره.. ولما شاف قائد الجيش عرف انه بلغ الملك بفشل العملية.
الملك: فين تقرير عملية الجيوشي؟
الوزير: لسه مستني التقرير جلالتك.
الملك ابتسم بسخرية وفهم ان الوزير عارف بس مرضيش يبلغه هو عشان ما ياخدش رد الفعل..
الملك: الموضوع ده يتكتم عليه، الموضوع ده لو اتعرف هيبتنا هتضيع، جهزوا عملة تانية بتنسيق أحسن من اللي فات، هيبتنا ما ينفعش تتهز انتوا فاهمين.. الموضوع ده لو اتعرف انتوا الاتنين اموات.
الوزير والقائد: (برعب) أمر جلالتك.
الملك: (بغضب) امشوا.
خرج الوزير والقائد وقعدوا مع بعض ينسقوا عملية جديدة..
والوزير اقترح وحدتين يتحركوا المرة دي.. بس القائد كان مغلول ومتغاظ جداً من عاصم عشان عرضه لغضب الملك..
وقال ان 3 وحدات اللي هيتحركوا.. طبعاً الوزير استغرب بس وافق جداً لأن ده يضمن الفوز تماماً..
عند عاصم..
الشلة اتجمعت كالعادة.. وعاصم مرضيش يعرفهم اللي حصل..
بس نور كانت حاسه بحاجة وحاولت تفهم من عاصم بس عاصم مرضيش يخوفها..
بعد يومين..
عاصم قام فطر عشان خاطر مشيرة ما تزعلش وعمل قهوة وبيشربها وجاله تليفون من المأمور..
المأمور: اسمعني يا عاصم.. جالي خبر من واحد حبيبي في الأمن القومي انهم امروا بإستدعاءك للتحقيق معاك في اللي حصل.
عاصم: ايه اللي حصل لكده؟
المأمور: المباحث العامة ملقتش بيانات لأي حد من اللي ماتوا.. انت فاهم ده معناه ايه؟ دا معناه ان في جهة عندها القوة والنفوذ انها تخفي المعلومات دي، كيان ايده نافده جوه الداخلية نفسها.. و دي كارثة يا عاصم.
عاصم: (بهدوء) وامن الدولة عايز يحقق معايا انا ليه؟ انا اللي اتضريت.. انا اللي هاجموني.
المأمور: هما مش هيحققوا معاك بالشكل اللي فهتمه.. مش لأنك متهم.. هو هيبقي بشكل ودي.
عاصم: تنصح بإيه؟
المامور: الحقيقة.. قول الحقيقة بس، الناس دي بتعرف صدقني.
عاصم: وانا معنديش حاجة اخبيها أو أكدب فيها.
المأمور: كده تمام.
في نفس اليوم كانت الشلة متجمعة عند عاصم زي كل يوم..
رن جرس الباب وقام عاصم يفتح وكان واحد بيبلغه انه مطلوب في مديرية الأمن..
عاصم دخل بلغ الشلة اللي اتخضوا وكلهم بيعملوا اتصالاتهم..
كريم كلم ابوه وكذلك ريهام ونور وكلمت يوسف كمان..
راح عاصم مديرية الأمن والظابط اللي معاه كان بيعامله بإحترام بصراحة..
عقبال ما وصل كان اللواء عادل فؤاد فهم الموضوع و وصي ان عاصم يتعامل بطريقة كويسة..
وبلغ فواز اللي بلغ فادي وخالد ان الموضوع مجرد مناقشة واستفسار عن شوية حاجات مش تحقيق رسمي و إن عاصم مش متهم بحاجة..
خلال اليومين اللي فاتوا.. الأمن القومي كان جاب تاريخ حياة عاصم من ساعة ما اتولد لحد اللحظة دي..
قاعد عاصم في مكتب فخم وكان معاه في الأوضة 3 رجالة لابسين بدل شيك كلهم..
محدش قاعد علي المكتب كلهم قاعدين علي الانترية الموجود في الاوضة وطلبوا من عاصم يقعد هو كمان معاهم..
عايزين يوصلوا ليه انها قعدة ودية.. دردشة مش أكتر..
كانوا سايبين كرسي فاضي لعاصم زاويته تخليهم كلهم شايفين عاصم في وشهم..
عرفوا نفسهم التلاتة.. اتنين برتبة عقيد صبري و سامي.. وواحد برتبة مقدم اسمه محمد..
قعد عاصم.. وبدأ المقدم يتكلم.. وعاصم لاحظ ان الاتنين التانين مركزين أوي معاه..
المقدم: بص يا عاصم القعدة دي مش رسمية، احنا هنا بشكل ودي.. عندنا شوية اسئلة بنحاول نلاقي ليها اجابات، في أسئلة منها بنعتقد اننا هنلاقي اجابتها عندك.
عاصم: (بهدوء وملامح حجر) و انا لو عندي اجابة لأي سؤال هقولها.
المقدم: تعرف ايه عن الهجوم اللي حصل عليك من يومين؟
عاصم: صدقني انا معرفش مين دول ولا كانوا جايين يقتلوني ليه؟
المقدم: تعرف ايه عن يسري تميم؟
عاصم: كل اللي اعرفه انه حاول يخطف فادي وصفي وكنت انا هناك بالصدفة وقدرت امنع ده، بعدها عرفت بالصدفة انه الباشا، وحاول يقتلنا عند فادي وصفي تاني وكان موجود ساعتها فواز الرشيدي وخالد الجابري، بس اعتقد انكم عارفين التفاصيل دي، بعدها سافرنا نهرب منه علي لندن وهو حصلنا علي هناك، بعدها هربنا منه تاني علي يوركشاير، حاول يوصل لينا هناك لكن بمساعدة المحامية بتاعتي هناك واتصالتها قدرنا نمنع هجوم في يوركشاير، وبعدها هربنا علي مصر لما فواز الرشيدي جه وأصر اننا نرجع، انا مرجعتش معاهم كنت بظبط شوية حاجات مع المحامية بتاعتي ورجعت بعدهم علي طول، بعدها عرفنا بخبر موته.
المقدم: احنا عرفنا من تقرير النقيب يوسف الراوي انك انت اللي منعت الهجوم في يوركشاير لوحدك، تقدر توضحلي النقطة دي.
عاصم: مفيش تفاصيل كتير، عرفت من هاكر تبع ايلين المحامية بتاعتي، ان في تجمع لمرتزقة وكان يسري اللي جامعهم، ومش هخبي عليك اشتريت سلاح من هناك وطلعت وراهم، وقابلتهم قبل ما يوصلوا الفيلا في يورك، واعتقد ان يوسف في تقريره المفروض انه يقول انه هو اللي انقذني مش انا اللي انقذتهم.
المقدم: عرفنا التفاصيل دي، سؤالي انت تعرف يسري شغال مع مين؟
عاصم: لأ.
المقدم: تعرف شغال في ايه؟
عاصم: لأ.
المقدم: صدقني انا مش بنوجه ليك اتهام، احنا بس بنحاول نربط بين اللي حصل في لندن واللي حصل هنا من يومين، واللي حصل قبلها بكام شهر.(قصد هجوم رجالة سعد)
عاصم: اللي حصل من كام شهر ده ملوش علاقة باللي حصل من يومين.
المقدم: ممكن توضحلي؟
عاصم: اللي هجموا عليا من كام شهر وولعوا في بيتي، دول من رجالة سعد السباعي.
المقدم: النائب سعد بتاع الصعيد؟
عاصم: بالظبط.
المقدم: و ده ايه علاقتك بيه؟ وليه يعمل كده؟ وفين الدليل علي كلامك؟
عاصم: علاقتي بيه هي ان سعد السباعي وناس تانية كانوا السبب في موت أهلي كلهم زمان، ليه عمل كده عشان فاكر اني هرجع اخد بالتار منهم وهو حب يسبق، الدليل علي كلامي ان يوم خروجي من السجن في القضية اللي حضرتك أكيد عارفها واحد حاول يقتلني وزميلتي وقفت بيننا وقال السباعية بيبلغوك السلام، والكلمة دي اتكررت وهما بيحرقوا البيت.
المقدم: انت عرفت ان سعد مات؟
عاصم: اه عرفت.. الحاج صالح حمد بلغني.
المقدم: يعني انت شايف ان الهجوم اللي حصل عليك من يومين واللي قبله مش تبع بعض؟
عاصم: لأ ما أظنش.
المقدم: ليه؟
عاصم: اللي كانوا في المرة التانية كانوا بيتحركوا زي قوات الجيش او الشرطة، انما رجالة سعد كانوا همج بيضربوا نار ومولوتوف وخلاص.
فضل المقدم يسأل عاصم كتيييير أوي.. القعدة خدت حوالي 4 ساعات..
بعد القعدة ما خلصت..
عقيد من الاتنين..
عقيد1: سؤال بعيد عن الموضوع يا عاصم.
عاصم بص ليه وساكت منتظر السؤال و لسه محافظ علي ملامحه الحجر..
عقيد1: ايه اللي حصل في حادثة طارق هارون؟
عاصم: لحد دلوقتي انا معنديش تفسير للي حصل.
عقيد2: طب تفسر بإيه ان عدد كبير من اللي ماتوا في الهجوم علي بيتك من رجالة سعد ماتوا بنزيف في المخ ومفيش طلقة واحدة في جسمهم؟
عاصم: معنديش تفسير للموضوع ده بردو، انا اول مرة اعرف النقطة دي.
عقيد1: تمام يا عاصم.. تقدر تتفضل.
وانتهت المقابلة وخرج عاصم مشي.. بعد ما خرج..
عقيد2: الواد ده وراه حاجة تانية، الواد ده مش طبيعي.
قام عاصم رجع الفيلا وكان الشلة كلها لسه عنده مستنيين..
حكي ليهم كل حاجة بالتفصيل عشان يطمنهم..
واضطر يحكي اللي حصل من يومين (هجوم رجالة الوزير) وان ده سبب استدعائة..
نور كانت هتتحول علي عاصم بس عاصم قدر يهديها..
نور: انا كنت حاسة ان في حاجة انت مخبيها، البيت في حاجة غلط، بس مكنتش عارفة احددها.
ريهام: انت لازم يبقي في حراسه في الفيلا هنا يا عاصم، مش هينفع الكلام ده.
كريم: (بتوتر) عاصم في حاجات غريبة بتحصل حواليك، محاولات كتير لقتلك، محتاجين نفهم يا عاصم.
انجي: اهدي يا كريم.
كريم: انا هادي يا انجي، انا خايف علي عاصم.. انا خايف نيجي في يوم نلاقيه ميت.
نور: (بعصبية ودموع) بعد الشر.
ريهام: ما يقصدش يا نور، انا كمان خايفة من كده، كلنا خايفين علي عاصم.. احنا مش خايفين علي نفسنا من ان حاجة تحصل لينا واحنا معاه، احنا دايما مطمنين واحنا معاه، بس بعد الشر لو حصل ليه حاجة انا عن نفسي مش عارفة ايه اللي ممكن يحصل لينا.
نور: (بدموع وصوتها بيعلي) مش هيحصل ليه حاجة، محدش هيقرب من أخويا.
ريهام بتقرب من نور وبتاخدها في حضنها تهديها..
ريهام: ما تخافيش يا نور، محدش هيقرب منه..
نور كانت بدأت تدخل في نوبة فزع وبتنفضض في حضن ريهام..
ريهام بدأت تتوتر ومش عارفة تتصرف.. انجي جت قعدت جنب نور وبردو بتحاول تهديها وبتطبطب علي ضهرها بس نور مش بتهدي..
هنا مشيرة اتحركت وبتحاول هي كمان تهدي نور.. نور حست بيها وكانت بدأت تهدي بس جه في دماغها حاجة..
لو عاصم اختفي من حياتها مشيرة كمان هتختفي من حياتها.. ساعتها رجعت لنوبة الفزع تاني..
عاصم قرأ أفكار نور وعرف هي بتمر بإيه..
وقف و راح ناحية نور اللي حاطة راسها في حضن ريهام..
مسك كف ايدها وقفها وخدها في حضنه..
نور حست بطاقة غريبة.. طاقة خارجة من عاصم بتحاوط قلبها..
حست بسكون غريب.. لدرجة انها ابتسمت.. ريهام اللي شافت الابتسامة لأن وش نور كان ناحيتها..
ساعتها ابتسمت هي كمان.. هي حاسه بيها.. حست بإحساسها بالأمان..
بعد دقايق..
عاصم بيبعد ونور ماسكة فيه.. عاصم ابتسم..
عاصم: بطلي دلع.. خلاص بقي.
نور: (بتضحك بطفولة) سيبني شوية عشان خاطري.
كلهم بيضحكوا..
مشيرة كانت بتضحك وعينها في دمعه.. صعبت عليها نور..
فضلوا يضحكوا يهزروا ويتريأوا علي نور.. وبعد كده قاموا يروحوا..
بعد ما مشيوا.. عاصم قاعد بيفكر هو مشيرة..
عاصم عارف ومتأكد ان هجوم قوات الملك مش هيبقي آخر هجوم.. اللي حصل بيقول كده..
(هو لسه ما يعرفش الوزير أو الملك ولا أي حاجة عن الموضوع ده)
والسلاح العادي مش هينفع معاهم.. وسلاحهم هما مش بيأثر علي دروعهم..
عاصم: انا كده محتاج سلاح غير اللي اتعاملت بيهم قبل كده، ومش هينفع اتعامل كل مرة معاهم بخنجر زي ما عملت المرة اللي فاتت.
مشيرة: مش بفهم في الأسلحة زيك، بس ممكن نعمل بحث علي النت ونشوف ايه افضل حل مناسب للمشكلة دي، أو في فكرة أحسن، ممكن تكلم المأمور.. من الواضح انه شخصية كويسة.
عاصم: عندك حق، ممكن يفيدنا، هنعمل البحث بعد ما أكلمه، لأنه ممكن يرفض عشان وضعه.
كلم عاصم المأمور وعرف ان هو لسه في القسم وسأله اذا كان ممكن يجي يقعد معاه.. عايز يتكلم معاه شوية.. المأمور رحب وعرّف عاصم انه مستنيه..
راح عاصم للمأمور اللي رحب بيه واستغرب من سؤاله.. بس فهم هو يقصد ايه من السؤال..
المأمور: انا مش هقدر أفيدك في الموضوع ده، مش هينفع.. أرجو انك تقدر موقفي.. في ظروف تانية انا المفروض اتعامل معاك بإسلوب أعنف من ده.. انت بتطلب من ظابط شرطة يوفرلك سلاح غير شرعي، ومعلومات عن تحقيقات شغالة.
كان بيتكلم مع عاصم بهدوء مش متناسب مع كلامه اللي بيقوله وهو بيراجع أوراق وبيمضيها وبيكتب حاجات في ورقة صغيرة..
عاصم: (بيقوم) انا اسف اني ازعجتك.. أرجو ان المقابلة دي ما تأثرش علي العلاقة اللي بيننا.
المأمور: (بيقوم وبيسلم علي عاصم) لا ما تقلقش المقابلة دي ما حصلتش.
عاصم وهو بيسلم علي المأمور حس بورقة صغيرة مطبقة في إيده..
خدها وضامم ايده عليها وإبتسم للمأمور وخرج..
خرج عاصم من القسم ركب عربيته ورجع البيت..
مفتحش الورقة غير وهو في الليفنج..
لقي مكتوب فيها اسم ورقم تليفون وتحتهم (قول انك من طرفي)
تاني يوم كلم الاسم اللي في الورقة و عرفه انه من طرف المأمور..
الراجل اللي كان عاصم بيكلمه كان صوته هادي وتقيل.. واتفقوا علي معاد عند الراجل وعاصم جاله لوكيشين يروح عليه..
الشلة اتجمعت عند عاصم زي كل يوم.. والعصر كده عاصم عرفهم ان عنده معاد مهم وبعد أسئلة كتير عاصم عرفهم انه رايح يقابل راجل ممكن يكون عارف حاجة عن اللي بيحصل..
طبعاً ده كدب رسمي بس مش هينفع يقول انه رايح يجيب سلاح..
وقال انهم يستنوا في البيت عادي.. ولو اتأخر يمشوا و يتقابلوا بكره..
راح عاصم المعاد.. كان في فيلا في مدينة الرحاب..
لما دخل البساطة والاناقة اللي في المكان لفتت انتباهه..
خدامة قابلته ودخلته الصالون لما عرفت ان في معاد.. وسألته يشرب ايه..
بعد دقايق دخل عليه راجل في حدود الـ 65، شعره ابيض ملامحه باين فيها الذكاء والجدية..
تحس انه ظابط قديم..
قعدوا مع بعض بيتكلموا في مواضيع عادية وبيتعرفوا علي بعض أكتر..
الراجل موضحش اكتر من إنه كان لواء في الشرطة.. أسمه اللواء أحمد..
عاصم طول القعدة ملامحة جامدة بدون انفعالات نهائي.. والراجل مستغرب بس مش باين عليه هو كمان..
اللواء أحمد: انا كنت عرفت من فكري (المأمور) تفاصيل عامة حوالين القضية بتاعتك، بس عشان أعرف أفيدك محتاج أسمع منك بالتفصيل.
عاصم: مفيش مشكلة.
وحكي عاصم كل اللي حصل بالتفصيل في الهجوم اللي حصل عليه من رجالة الوزير..
اللواء أحمد: من وصفك للدروع والسلاح، أقدر أول ان الدرع هو نوع من الدروع المطورة جديد للقوات الخاصة الأمريكية، والسلاح أعتقد انه من نوع هيكلر بس مش هقدر أحدد الموديل طبعا غير لما أشوفه، و ده يقول ان التنظيم اللي انت بتواجهه قوي جداً وموارده كبيرة جداً جداً.
عاصم: انا مليش اي علاقة بأي تنظيمات، ولما حصل وقابلت ناس من الأمن القومي وضحت النقطة دي، وأعتقد انهم عملوا تحرياتهم كويس وإلا ما كانوش سابوني أمشي.
اللواء أحمد: قابلت مين؟
عاصم: كانوا تلاتة.. إتنين أغلب الوقت ساكتين العقيد صبري والعقيد سامي و واحد أصغر منهم المقدم محمد هو اللي كان بيتكلم معايا.
اللواء أحمد وصف لعاصم أشكالهم وكانوا هما فعلاً.. وعاصم إتأكد ان الراجل ده كان في الأمن القومي هو كمان..
اللواء أحمد: فعلاً القعدة دي كانت ودية، والتلاتة دول من أشطر الظباط في الجهاز، وواضح انهم مقدرين الخطر اللي عليك من الكيان ده، بس أكيد هما مستغربين ليه إنت، ليه الهجوم ده، هما أكيد عندهم معلومات تانية مش هيقدروا يقولوها ليك حوالين شكوكهم عن التنظيم ده، المهم خلينا بعيد عن الموضوع ده، العميد فكري كان قاللي انك محتاج مساعدتي، أقدر أساعدك إزاي.
عاصم: ايه نوع السلاح اللي ينفع مع الدروع دي، انا عندي شك انهم هيكرروا اللي حصل تاني.
اللواء أحمد: (بإبتسامة سخرية) شك.. انت المفروض تكون متأكد ان في هجوم تاني وقريب جداً.
عاصم: ومش هيكون بالعدد ده، أعتقد ان العدد هيكون أكبر.
اللواء أحمد: بالظبط كده.
عاصم: ايه السلاح اللي ينفع مع الدروع دي.
اللواء احمد: أعتقد ان مفيش غير الخرطوش اللي ينفع معاها ومن مسافة قريبة.
عاصم: مش فاهم.
اللواء احمد: الدرع ده مش هينفع معاه غير .Mossberg 590A1
عاصم: بصفة ودية، هل هي متاحة؟
اللواء أحمد: (بإبتسامة مكر) بصفة ودية.. متاحة.
عاصم: تمام.. انا بشكر حضرتك علي وقتك.
اللواء احمد: لو احتجت نصيحة أو مشورة ما تترددش انك تتصل بيا.
عاصم: (بيقوم) هيحصل، واعتقد انه هيحصل بعد الهجوم التاني.
اللواء أحمد: (بيقوم هو كمان) لو حصل هجوم تاني وطلعت منه حي واتمني ده.. ياريت نتقابل بعدها علي طول.
بيسلموا علي بعض وبيوصل عاصم للباب..
مشي عاصم ورجع الفيلا كانت الشلة لسه عنده..
عاصم: انا قولت زهقتوا من الانتظار ومشيتوا.
نور: وانا ازاي همشي من غير ما اطمن عليك.
ريهام: ما احنا كل ما نسيبك تحصل مشكلة، دا احنا بنفكر ازاي نفضل حواليك طول الوقت، ونعملها شيفتات.
كلهم بيضحكوا..
نور: يا اما انت تبات عند كل واحد فينا يوم.
مشيرة واقفة بتضحك من قلبها علي كلامه نور وريهام..
كريم: انا معنديش مانع.
ريهام: ولا انا.
انجي واقفة مكسوفة ترد.. مش هينفع تقول زيهم هي كمان..
نور: وانا صاحبة الاقتراح يبقي أكيد موافقة.
عاصم: طب تصدقي ان ممكن ريهام وانتي لأ.
نور زعلت بجد و دمعة لمعت في عينيها..
مشيرة اتحركت بسرعة ووقفت جنب نور وبتطبطب عليها..
نور حست بالهدوء في ثانية وفهمت علي طول ان مشيرة جنبها..
مشيرة بتبص لعاصم بعتاب..
عاصم: افهموني، الموضوع كله هزار مفيش داعي للزعل.. ده أولاً، ثانياً بقي ان دلوقتي يا نور انتي في حياتك يوسف، لازم تاخدي بالك من كده كويس، يوسف بيغير عليكي و ده حقه.
نور: (بتوتر) هيغير عليا منك.. هيغير عليا من أخويا.
انجي: بالنسباله عاصم مش أخوكي.. افهمي يا نور عاصم معاه حق، يوسف ممكن يقفش عليكي من كده، لما بنكون كلنا مع بعض اه بتبقي قاعدة معاه بس تركيزك أغلبه مع عاصم، وانا لاحظت ان اوقات عاصم مش بيخرج معانا عشان خاطر يوسف يعرف يتكلم معاكي.
ريهام: وانا كمان لاحظت ده، ووضحتلك ده قبل كده.
نور: لأ مستحيل يوسف يكون كده، هو عارف ان عاصم اخويا وعلاقتنا قوية علي الاساس ده بس.
انجي: لو عرف بقي ان عاصم بايت عندك في البيت ده لو عمو خالد وافق أصلاً، صدقيني هتبقي مشكلة.. وكبيرة جداً، مفيش داعي ليها.
نور: وبابا مش هيوافق ليه؟
انجي: نور يا حبيبتي، مش كل الناس بتفكر نفس تفكيرك، عمو خالد اه بيحب عاصم بس مش هيوافق يبات عندكم، عمو فواز هيوافق عادي، مفيش في البيت غير كريم واخته صغيرة مفيش قلق عليها، (بتبص لريهام) وعشان ما تفهمينيش غلط عمو فادي مش هيوافق هو كمان بسهولة، ممكن بعد ضغطك عليه يوافق.
ريهام: (بزعل) انا عارفة.
عاصم: (ملامح وشه بتقلب وعينيه بتسود ببطئ) اسمعوني كويس.
كلهم سكتوا وقلقوا..
عاصم: انا مش هستني ومش هقبل اني اكون سبب في حرج او تدمير حياة اي حد فيكم، انا أقدر اختفي من حياتكم في لحظة لو حسيت اني ممكن أكون سبب في دمارها، يبقي تعقلوا وتسمعوا الكلام.. مش عايز منكم كلام زي ده تاني، والكلام ليكي انتي بالذات يا نور.
نور لسه هتتكلم..
عاصم: كلامي خلص.
بعد دقيقة صمت..
انجي: علي فكرة انت محتاج تجيب حد في البيت هنا يخدمك، محدش عارف يعمل حاجة كويسه تتشرب.
كلهم ضحكوا يطلعوا توترهم بعد كلمة عاصم..
كريم: اومال هتبقوا ستات بيوت ازاي؟
انجي: ما تقلقش ماما بتدربني.
كريم: من غير اي حاجة يا قلبي انا هقبل اي حاجة من ايدك.
ريهام: ابوس ايديكم بطني بتقلب من المحن الزيادة.
نور: بطلي حقد بقي.
كلهم بيضحكوا والموضوع عدي..
عاصم: انا فعلا محتاج حد بشكل دايم هنا، مش هينفع اللي بتيجي كل اسبوع تنضف وتمشي دي.
نور: بس ما تكونش زي عواطف.
ريهام ومشيرة كانوا بيموتوا من الضحك.
كريم لسه هينطق..
انجي: كانت عاجباك ولا ايه؟
كريم: انا و**** ما فتحت بوقي.
انجي: افتكرت.
نور: يا عيني يا كريم، دي هتربيلك الرعب.
عاصم ابتسم وافتكر علي وليل في موقف شبه ده.
خلص اليوم وقاموا روحوا..
بعد ما مشيوا عاصم خرج راح للراجل بتاع السلاح اللي كان جاب منه الآلي قبل كده.. وطلب منه البندقية اللي اللواء أحمد كلمه عليها وجاب صورتها من النت عرضها علي الراجل..
الراجل قال انها مش متاحة تحت ايده دلوقتي، بس لو صبر يومين هيكون جابها..
عاصم وافق ودفع تمنها مقدم وطلب الذخيرة بتاعتها معاها.. وطلب منه سلاح ابيض (خنجر) بس يكون زي بتاع الجيش..
الراجل عرض عليه صور لتشكيلة حلوة وعاصم اختار واحد.. والراجل قال هيكون موجود مع السلاح.. ويعتبره هدية منه ليه..
تاني يوم الصبح..
انجي وكريم كانوا عند عاصم.. ونور وريهام راحوا المول يشتروا شوية حاجات ليهم وقالوا انهم هيرجعوا علي عاصم..
التلاتة قاعدين بيتكلموا و رن جرس الباب عاصم قام يفتح لقي يوسف.. سلموا علي بعض ودخلوا.. يوسف سلم علي كريم وانجي ومستغرب ان نور مش موجودة..
يوسف: انا قولت اعملها مفاجأة و اجيلكم علي هنا علي طول، انا عارف انهم بيتجمعوا عندك دايما.
عاصم وكريم وانجي خدوا بالهم من الكلمة.. وفهموها..
انجي: نور وريهام في المول وجايين علي طول مش هيتأخروا.
في المول..
نور وريهام علي عكس المعتاد اشتروا اللي هما عايزينه بسرعة وما إتأخروش..
في نفس الوقت طارق وشيماء في المول ومعاهم اصحابهم..
شيماء شافت نور وريهام وهما ما خدوش بالهم منها..
طارق كمان شافهم وبص لشيماء شافها متضايقة.. قال في نفسه ياخد بونط علي قفاهم عند شيماء..
طارق بص للشباب اللي معاه (كانوا تلاتة).. (التلاتة بتوع الحادثة اللي فضلوا عايشين)
طارق: بقولكم ايه، شايفين البنتين اللي هناك دول؟
اصحابه بيبصوا عليهم وشيماء بتركز مع طارق مستنيه تشوف هيعمل ايه..
البنات اللي معاهم ساكتين..
واحد من اصحابه: مالهم.
طارق: عايزكم تعملوا عليهم نمرة.
صاحب2: لحد فين؟
طارق: مش بعيد هزأوهم بس.
صاحب3: البت اللي علي اليمين دي عجباني (يقصد ريهام).
طارق: عيش يا معلم.
قام التلاتة وراحوا ناحية نور وريهام ووقفوا قصادهم..
وبدأوا يستظرفوا ويستخفوا دمهم وفي نفس الوقت بيحاولوا يتحرشوا بيهم.. ايد هنا ايد هناك..
ريهام بتزعق وبتشتم فيهم نور بتتصل بعاصم.. والناحية التانية شيماء وطارق بيضحكوا..
عاصم رد وعرف اللي بيحصل واتحركوا كلهم بسرعة علي المول.. دقايق كانوا هناك..
اول واحد دخل يجري كان يوسف وعاصم أخر نفسه بالقصد.. بقي ورا كريم وانجي اللي خدوا بالهم وفاهمين..
وصلوا كلهم وكان يوسف سحب نور وريهام وراه واشتبك..
يوسف كان بيضرب فهم بـ غل شديد.. موقفوش غير الامن..
يوسف بيطمن علي نور وكريم وانجي بيطمنوا علي ريهام.. وعاصم باصص ليهم كلهم..
التلاتة المزقوقين عليهم مشيوا وعاصم متابعهم بعنيه لحد ما غابوا من قصاده بس فضل وراهم بدماغه..
لحد ما وصلوا عند طارق وشيماء..
بص لمشيرة اللي كانت متضايقة لما فهمت الموقف كله.. عينيه بدأت تسود وريهام اللي لاحظت الأول..
ريهام: عاصم.. عاصم.
كلهم بيبصوا لعاصم وشافوا عينيه كده ومش فاهمين في ايه..
نور: عاصم.. مالك في ايه؟
في اللحظة دي عند طارق واصحابه..
صحاب طارق التلاتة مسكوا طارق نزلوا فيه ضرب لما عجنوه..
وبردو ما وقفهومش غير الأمن وبيطردوهم بره المول..
عاصم عينيه بترجع للعادي وبيركز معاهم..
كلهم واقفين مركزين معاه وعلي وشهم ملامح قلق..
عاصم: مالكم؟
يوسف: انت اللي في ايه؟
عاصم: مفيش حاجة يلا بينا.
لسه بيتحركوا.. الأمن فات من قصادهم ماسكين التلاتة بيخرجوهم من المول، واتنين من الأمن ساندين طارق اللي اتعجن وشيماء ماشية جنبه.. وشافوها وشافتهم..
كلهم فهموا الموقف.. طارق زق اصحابه عليهم ولما اتضربوا رجعوا ضربوه..
بصوا كلهم لطارق بـ كره.. كان شايفهم وبيتحرق من جواه هو و شيماء بعد ما كانوا بيضحكوا..
يتبع،،،
الجزء الخامس..
عاصم بياخد الطلقة في صدره وبيقع علي الارض..
ثانية واحدة..
ايه اللي حصل ده ؟؟ دا اللي هو ازاي يعني؟؟
اخر حاجة انا فاكرها ان عاصم كان في المول..
اتضرب بالنار فين؟؟ واتضرب بالنار ليه؟؟
خلاص كده شكلها النهاية بجد المرة دي..
طب ممكن نرجع شوية لـ ورا عشان أفهم..
في المول..
خارجين من المول يوسف ماسك ايد نور وكريم ماسك ايد انجي..
ريهام: اشمعني احنا يعني.
راحت ماسكة ايد عاصم وهي ماشية جنبه..
كريم وانجي ضحكوا ويوسف ابتسم..
نور اللي بصت لعاصم وريهام بصة غريبة.. ريهام ما أخدتش بالها بس عاصم شافها وما علقش..
عاصم ساب عربيته ليوسف ونور.. وركب هو وريهام وانجي عربية ريهام..
هو اللي سايق وريهام جنبه وكريم وانجي ورا.. نور وهي بتركب شايفة ريهام جنب عاصم..
بردو علي وشها نفس النظرة والانفعال الغريب اللي مش مفهوم..
طلعوا علي بيت عاصم كلهم..
طول الطريق يوسف بيتكلم مع نور وهي مش مركزة اوي معاه..
ويوسف اتضايق وزعقوا مع بعض.. وصلوا الفيلا وعاصم وراهم .. ونور نزلت بتقفل باب العربية بعصبية ورايحة ناحية باب الفيلا.. وقفت لما افتكرت ان عاصم وراها مش جوا.. عاصم نزل من عربية ريهام و رايح ناحية يوسف اللي واقف متعصب خد منه المفاتيح ورماها في الهوا لنور اللي لقطتها وفتحت الباب ودخلت..
عاصم بص لريهام وكريم وانجي..
عاصم: ادخلوا انتوا وهنحصلكم.
كلهم: ماشي.
ودخلوا عشان يفهموا من المجنونة اللي جوا متعصبة ليه..
عندهم جوا..
انجي: في ايه يا بنتي؟ متنرفزة كده ليه؟
ريهام: مالك يا نور؟ يوسف ضايقك؟
نور: (بعصبية) انا مش عارفة انا عملت ايه عشان عصبيته دي كلها.. هو بيتكلم وانا سرحت شوية.. ايييه كفرت، مش من حقي أسرح، بيقوللي انتي مش مهتمة بكلامي.. ولا بتسمعي كلامي، ولما اقول له انت مكبر الموضوع كده ليه، يقوللي انتي شايفه ان كلامي تافه، اقول له طب انت عايزني اعمل ايه، يقوللي مش لازم كل حاجة اقولها لازم تفهمي لوحدك، طب قولولي انتم أنجم يعني ولا اضرب الودع.
انجي: اهدي يا نور، انت متعصبة اوي.
نور: ما هو حرق دمي يا انجي.
ريهام: ما هو يا نور في جزء من كلامه صح.
نور: بت انتي اسكتي خالص انا مش طايقاكي.
ريهام: (بإستغراب) مش طايقاني!!! ليه؟
نور سكتت ما ردتش، انجي خدت بالها وغيرت الموضوع بسرعة عشان ما تحصلش مشكلة جديدة..
انجي: نور يا حبيبتي، لازم يكون في تفاهم بينك وبين يوسف أكتر من كده، لازم تعرفي بيحب ايه وبيتضايق من ايه، لازم لما تكوني معاه تركيزك بالكامل يبقي معاه، اه من حقك تسرحي مفيش اعتراض علي ده، بس انتي مش بتشوفي يوسف كل يوم عشان لما تقعدي معاه تسرحي في حاجة غيره، لازم بردو يحس بإهتمامك بيه في الفترة الصغيرة اللي بيكون موجود معاكي فيها.
نور ضاربة بوز زي ******* بس بتفكر في كلام انجي وبتقتنع بيه..
عند عاصم ويوسف..
عاصم ساكت وباصص ليوسف بهدوء..
يوسف: عاجبك اللي بتعمله نور يا عاصم؟
عاصم: بالراحة علي نور يا يوسف، انت اول واحد في حياتها، وملهاش علاقات قبل كده، بالراحة.. علمها وعرفها، تقدر تفهمها طبعك واحدة واحدة والمفروض انت كمان تفهم طبعاها وامتي تتعصب عليها وامتي تحتويها، انا معرفش ايه سبب الموقف اللي حصل، صحيح هي غلطانه في الاسلوب بس معرفش اذا كانت غلطانة في السبب ولا لأ، مش هدخل في تفاصيل بينكم.. دي حياتكم لازم تبنوها واحدة واحدة مع بعض عشان تعرفوا تعيشوا مع بعض.
يوسف: يا عاصم انت عارف انا مش ببقي موجود كتير، شغلي بيضطرني اني ابقي بعيد عنها لمدة، يبقي علي الاقل الوقت اللي ابقي موجود فيه تبقي معايا و ليا.
عاصم: اي مشكلة أو اي وضع ممكن يتحل بالنقاش، اقعدوا مع بعض و اتكلموا، بدون عصبية و نرفذة، صدقني الهدوء بيكسب.
يوسف: ماشي يا عاصم ههدي واتكلم معاها.
عاصم: وانت عارف من الاول ان نور وحيدة ومتدلعة شوية، انت بتتعامل مع **** طبطب عليها واحتويها.
يوسف: حاضر يا عاصم.
عاصم: يلا إدخل.. واهدي كده وسيطر علي أعصابك.
دخلوا جوا يوسف الاول و عاصم وقف شوية في الجنينه..
يوسف راح ناحية نور اللي كان باين عليها العصبية لسه ومسك ايديها..
يوسف: انا اسف يا نور، معلش اتعصبت عليكي، حقك عليا وانسي اللي حصل، انا مش بشوفك كل يوم عشان نزعل مع بعض، مش عايز الوقت اللي بكون موجود معاكي فيه نضيعه في خناق.
نور لسه ساكته وعلي وشها تكشيرة طفولية حلوة..
يوسف: خلاص بقي هجيبلك الشوكليت اللي بتحبيها.
نور ابتسمت.. وهنا كلهم ماتوا علي نفسهم من الضحك..
انجي: عرف يدخللك منين يا جزمة.
ريهام: وانا كمان عرفت هصالحها ازاي.
كريم: بس هي مش زعلانة منك.
ريهام: لأ هي قالت انها مش طايقاني مش عارفة ليه بس لازم اصالحها.. (وبتروح تحضن نور) انا مش عارفة ضايقتك في ايه بس حقك عليا.
عاصم داخل عليهم ومشيرة جنبه بعد ما إتأكدوا ان نور ويوسف اتصالحوا..
نور بتبص ناحية مشيرة وهي مبتسمة ومشيرة كمان..
كلهم شايفين ان نور بتبص لعاصم ويوسف كمان.. بس عاصم حب يثبت ليهم انها مش بتبص ليه عشان يوسف ما يتضايقش ان لما عاصم دخل نور ركزت معاه..
بص لمشيرة واتحرك رايح للمطبخ.. مشيرة واقفة مكانها ونور باصة علي مكانها بردو..
يوسف كان بيبص لعاصم وهو بيتحرك وبيرجع يشوف عين نور فين.. لقاها لسه ثابته مش مع عاصم أصلاً...واستغرب..
عاصم: (من المطبخ) حد هيشرب حاجة؟
نور بتنتبه وبتبص ناحية المطبخ..
كل واحد بيقول هيشرب ايه..
ريهام: انا جاية اساعدك.
نور بتبص لريهام نفس البصة الغريبة.. بس المرة دي انجي خدت بالها.. وبتحاول تفهم النظرة.. بس ما علقتش..
مشيرة كمان خدت بالها.. وافكار كتيييييييييير في دماغها..
قضوا باقي اليوم مع بعض.. وأحياناً نور كانت بترخم علي ريهام أتقل شوية..
انجي اللي كانت مركزة اوي مع حركات نور مع ريهام.. خصوصاً لما ريهام تكون بتتكلم مع عاصم..
عاصم ومشيرة واخدين بالهم هما كمان بس هيتكلموا مع بعض بعدين..
تاني يوم الصبح
كلهم بدأوا يوصلوا عند عاصم..
وصل كريم وانجي مع بعض كالعادة، بعدهم وصلت ريهام، بعدهم وصل يوسف لوحدة..
يوسف: اومال فين نور.
ريهام: انت بتسألنا احنا؟
انجي: انت ما تصلتش بيها؟
يوسف: اتصلت بيها مش بترد، افتكرت انها لسه زعلانه من امبارح فجيت علي هنا علي طول.
كريم: طب ما تكلميها يا انجي شوفيها فين.
انجي بتتصل بيها جرس و مش بترد.. جربت مرتين تاني ومفيش رد.
انجي: مش بترد.
ريهام: تفتكروا تكون نايمة الوقت دا كله.. انا هكلم طنط اخليها تصحيها.
ريهام بتكلم ام نور..
ريهام: ازيك يا طنط عاملة ايه؟
ام نور: ازيك يا ريهام، انا بخير يا حبيبتي انت ومامتك عاملين ايه؟
ريهام: بخير يا طنط.. ميرسي، اومال فين نور؟
ام نور: (بإستغراب) هي مش معاكم؟
ريهام: (بإستغراب أكتر) لا بنتصل بيها مش بترد.
ام نور: ازاي يا ريهام دي نزلت من بدري وقال انها رايحة عند عاصم.
ريهام: (بتتوتر بس بتحاول تلم الموضوع) يبقي اكيد راحت تجيب حاجة قبل ما تيجي وزمانها علي وصول.
ام نور: خليها تكلمني اول ما توصل يا ريهام.
ريهام: حاضر يا طنط.
قفلت المكالمة..
ريهام: راحت فين دي؟
يوسف: ومش بترد علي تليفونها ليه؟
انجي: هي مقالتش اذا كانت رايحة اي مشوار قبل ما تيجي يا يوسف؟
يوسف: لأ.
كريم: طب حصل حاجة لما وصلتها؟
يوسف: ابداَ.. الوضع كان مستقر وبدأت تفك.
عاصم ساكت ومشيرة قاعدة جنبه بيفكروا..
انجي: عاصم ساكت ليه؟ انت تعرف حاجة؟
عاصم: ريهام كلمي والدة نور خليها تدخل اوضتها تشوف الفون بتاعها.
ريهام: (بإستغراب) نور عمرها ما نسيت الفون يا عاصم.
عاصم باصص ليها وساكت.. بس نظرته بتقول اعملي اللي بقول عليه..
ريهام: حاضر.
ريهام كلمت ام نور تاني اللي عرفتها انها بتتصل بنور ومش بترد عليها بردو، فريهام طلبت منها انها تشوف تليفون نور في اوضتها، وفعلاً ام نور بتلاقي الفون في الأوضة..
ام نور في نهاية المكالمة بتاكد علي ريهام ان نور تكلمها اول ما توصل.. وريهام بتقول لها حاضر..
فضلوا قاعدين مستنيين ظهور نور بس مفيش حاجة..
عدت ساعة وام نور اتصلت بريهام وريهام عرفتها انها لسه ما جاتش..
عدت ساعة كمان والقلق بدأ يظهر بجد علي الكل..
الساعة بقت ساعتين.. فات 3 ساعات ونور ما ظهرتش..
يوسف: لأ كده كتير.. كده اتأخرت اوي، هتكون راحت فين كل ده؟
ريهام: انا فعلاً بدأت أقلق، وخايفة عليها اوي.
كريم: لأ فعلا كده كتير، لازم نخرج ندور عليها او نبلغ الشرطة.
يوسف: لو بلغت الشرطة مش هتعتبره اختفاء غير لو فات 24 ساعة، هي غايبة بقالها 3 ساعات بس، ولو ظهرت بعدها هيتوجه لينا تهمة البلاغ الكاذب.
كريم: الكلام ده لو حد فينا اللي قدم البلاغ مش انت.
يوسف: مش هقدم بلاغ بس هخلي حبايبي يدوروا معايا بشكل ودي.
هما بيتكلموا و عاصم قاعد ساكت بيفكر وريهام عينها عليه..
عاصم علي كرسيه ومشيرة جنبه علي مسند الكرسي..
فجأة حضور مشيرة اتغير.. عاصم حس بكده.. وبيحاول يفهم في إيه..
مشيرة: عاصم.. نور عندي.
وفجأة بردو حضورها اتغير.. وعاصم حس بحضورها العادي..
عاصم قام وقف.. كلهم سكتوا وباصين ليه بإنتباه..
ريهام: في إيه يا عاصم؟
عاصم: يلا.. هنروح لنور.
يوسف: (بغضب) يعني كنت عارف هي فين؟
عاصم: (بيبص ليه وعينيه بتسود ببطئ والحروف خارجة ببطء) يلا.
قاموا كلهم وركبوا عربية عاصم.. ريهام جنبه ويوسف وكريم وانجي بالترتيب ورا..
اتحرك علي الطريق وخد صحراوي اسكندرية..
ريهام: هي نور في اسكندرية يا عاصم؟
عاصم ما ردش ومركز في الطريق وبيدوس بنزين أكتر..
السرعة كانت جنونية..
عيون عاصم كانت سوده.. محدش عارف يتكلم معاه وهو مش مركز معاهم.. هو بياكل الطريق أكل..
وصلوا اسكندرية في وقت قياسي جداً.. عاصم خد طريق المقابر وكريم وانجي وريهام عرفوه..
وصل المدفن ونزل عاصم من العربية بسرعة من غير كلمة واحدة.. كلهم نزلوا وراه بيجروا..
دخل المدفن وهما وراه.. كانت نور قاعدة علي يمينه علي مصطبة اسمنت معمولة زي مقعد..
نور رفعت راسها كانت بتعيط ودموعها نازلة وعينيها محمرة.. من الواضح ان بقالها فترة بتعيط..
ريهام وانجي بسرعة راحوا عليها وحاضنينها من الجنبين وبيطبطبوا عليها.. ومن الحالة اللي هي فيها دموعهم نزلت هما كمان..
يوسف ملامح الغضب علي وشه من اللي نور عملته.. كريم مستغرب ايه اللي جاب نور هنا..
عاصم واقف ساكت عينيه ما اترفعتش من علي نور.. مشيرة واقفة جنبه ودموعها نازلة..
يوسف: (بغضب) انت ايه اللي جابك هنا؟ وبتاع مين المدفن ده أصلاً؟
كريم: (بيمسك يوسف من دراعه) اهدي يا يوسف.. هشرحلك بعدين.
يوسف: (بيزق ايده وصوته بيعلي) اسكت انت.. (بيبص لنور) ردي عليا.. انتي ازاي تخرجي من بيتك وما تعرفيش حد انتي رايحة فين، وسايبة تليفونك ليه؟
كان بيتحرك ناحية نور بعصبية وغضب.. هو مكانش هيعمل لنور حاجة.. عاصم اتعدل و بقي في وش يوسف و نور في ضهره..
عينيه بتسود ببطئ وهو باصص ليوسف.. بس يوسف الغضب هو اللي سايقة دلوقتي وعنده طاقة غضب عالية..
يوسف: (بعصبية وصوت عالي) اوعي يا عاصم.. دي حاجة بيني وبين خطيبتي.. ما تتدخلش انت.
هنا حرفياً كلهم اتوتروا.. الدنيا هتولع دلوقتي بين عاصم ويوسف..
عاصم ساكت مش بيتكلم.. القرار اللي هيتاخد دلوقتي صعب..
لو اتخانق مع يوسف يبقي الخطوبة باظت..
لو سابه.. يوسف هيتعصب اكتر علي نور وهي أصلا رقيقة جدا ومش هتستحمل، وعاصم مش هيسكت..
دخلت عليهم الحاجة فاطمة واتفاجئت بيهم..
فاطمة: انتوا هنا يا ولاد.
كلهم بصوا ليها.. عاصم بيسيطر بسرعة علي نفسه وعينيه بترجع لطبيعتها..
نور قامت جريت علي فاطمة وهي بتعيط وبترمي نفسها في حضنها..
فاطمة: مالك يا بنيتي؟ فيكي ايه يا حبيبتي؟
نور لسه بتعيط.. ومش بتنطق..
فاطمة ما سألتش تاني.. ضمت نور اوي في حضنها وبتطبطب عليها بس..
كلهم ساكتين لحد ما نور هديت بس ما خرجتش من حضن فاطمة.. تحسها نامت..
فاطمة بعد ما اتطمنت ان نور هديت.. بصت ناحية المدفن وقرأت الفاتحة لمشيرة.. بعد ما خلصت..
فاطمة: سامحيني يا مشيرة يا بنيتي، مش هقدر اقعد معاكي النهاردة.. قلقانة علي أختك نور، هاخدها اطمن عليها ونرجعلك تاني.. سلام يا نور عيني.
خدت فاطمة نور وبتخرج من المدفن..
يوسف: استني يا ست انتي.. انتي مين؟
نور اتنفضت في حضن فاطمة بس فاطمة حضنتها تاني اوي وبتطمنها..
الشلة كلها وقفت..
كريم: في ايه يا يوسف انت مش عامل لحد اعتبار.
ريهام: اهدي يا يوسف.. كله الا دي، عند ماما فاطمة و تقف.
انجي: سيادة الرائد انا شايفة ان عصبيتك مخلياك تتعامل بأسلوب مش كويس.
يوسف لسه هيرد بغشومية..
عاصم كانت عينيه اسودت بغباء..
عاصم: يوسف.. (يوسف بص ليه.. عينيهم الاتنين في عيون بعض ويوسف بدأ بترعش) ارجع القاهرة دلوقت، ولما نرجع هنتحاسب.
يوسف عايز يعترض.. عايز يرد.. عايز يعمل اي حاجة.. بس مش قادر..
عاصم راح قافلها..
عاصم: (بصوت أقل وصف ليه انه ممكن يقتل) كلامي خلص.
محدش حس بالرعب غير يوسف.. محدش حس انه هيغمي عليه غيره..
كلهم كانوا حاسين انهم متأمنين.. إلا هو..
يوسف خرج علي رجله لحد بره المدافن وبعد كده رجع القاهرة مواصلات..
فاطمة: يلا يا ولاد نرجع البيت.
نور: (لسه بتعيط) انا عايزة افضل مع مشيرة شوية.
عاصم: (بغضب) نووور.
نور اتنفضت واستخبت أكتر في حضن فاطمة.. وفاطمة بتضمها أكتر وباصة لعاصم بعتاب..
مشيرة واقفة ساكتة.. بس فجأة حضورها اتغير.. اللي ظاهر ان هو هو نفس حضور مشيرة.. بس عاصم حاسس انه مختلف.. في حاجة متغيرة..
مشيرة: (بعتاب و زعل) سيب البنت يا عاصم.
وبعد كده بقي حضورها زي ما عاصم متعود عليه.. وهو شخصياً متلغبط..
ريهام جت قصاد عاصم..
ريهام: معلش يا عاصم مش دلوقتي، نور مش مستحملة كلمة.
كريم و انجي: (في صوت واحد) عشان خاطرنا يا عاصم، سيبها دلوقتي.
عاصم: (بيهدي) ما تقلقوش.. انتوا مش هتخافوا عليها أكتر مني.
نور ابتسمت وسط دموعها في حضن فاطمة بس محدش شافها..
عاصم: محدش هيخاف عليكم زيي.
فاطمة: يبقي نتكلم في البيت.. يلا قدامي.
خرجوا كلهم ورجعوا علي بيت الحاج صالح..
قعدوا كلهم ونور وريهام علي يمين وشمال الحاجة فاطمة..
كريم وانجي جنب بعض..
عاصم قاعد علي الكرسي اللي قصادهم.. بحيث يبقوا كلهم قصاده..
ريهام بتكلم ام نور تطمنها ومرضيتش تعرفها انهم في اسكندرية.. واتحججت انها مش هتعرف تكلمها دلوقتي عشان في الحمام.. واللي أخرها ان حد عاكسها في الطريق وحصلت مشكلة بس خلصت وهي معاهم دلوقتي..
عاصم: اسمعوني كويس.. (كلهم انتبهوا) انا ممكن اموت في اي لحظة.
لسه هيتكلموا يعترضوا.. شاور ليهم بإيده كلهم سكتوا..
عاصم: العمر بإيد ****.. انا عارف، بس انا في ناس كتير طالبه موتي لأسباب مختلفة.. في اللي أعرفه وفي اللي لأ، لازم اطمن عليكم، كريم وانجي انا مطمن عليهم مع بعض.. بيكملوا بعض، ريهام انا عارف انها تقدر تكمل حياتها وبردو انتوا هتبقوا جنبها (بيبص لكريم وانجي)، انما انتي يا نور.. انتي اللي قلقان عليكي من بعدي.
نور بدأت تعيط تاني.. الحاجة فاطمة واخدها في حضنها وبتبص لعاصم بعتاب واستغراب من كلامة..
فاطمة: بعد الشر عنك يا ولدي.. ليه بتقول كده.
عاصم: الحقيقة يا حاجة.. انا بقول الحقيقة، نور اللي عملته النهاردة ده مش صح، خرجت من بيتها علي انها جاية عندي ومجاتش.. دي جات علي هنا، وسابت تليفونها في البيت عشان محدش يعرف يوصل ليها، خطيبها علي الرغم من اسلوبه بس عنده حق في عصبيته، انا مش عايش العمر كله ليكي يا نور، افرضي ما كنتش عرفت انتي فين كنتي هتفضلي هنا لإمتي، حال أهلك كان هيبقي عامل ازاي وهما مش عارفين يوصلوا ليكي، انا لو مت يا نور هتعملي ايه؟
نور مش بترد وبدأت تتنفض في حضن الحاجة فاطمة اللي اتخضت..
فاطمة: اهدي يا بنيتي.. اهدي .. بسم **** الرحمن الرحيم.. فيكي ايه يا بنيتي؟ ردي عليا يا نور.
ريهام وانجي قاموا يشوفوا نور وبيحاولوا يهدوها..
انجي: يا عاصم بيحصلها زي المرة اللي فاتت.
نور بتتنفض وبتترعش وماسكة في الحاجة فاطمة اللي مرعوبة عليها.. نوبة الفزع اللي بتمر بيها دلوقتي أقوي..
البنات بدأت تخاف هي كمان..
كريم: اتصرف يا عاصم.
عاصم: (ملامحه حجر) ولو مت هتتصرف هي ازاي؟
نور اول ما سمعت الكلمة دي حالتها بتسوء أكتر..
فاطمة: كفاية يا ولدي.. حرام عليك كفاية.
عاصم بيبص لمشيرة.. كان باين علي وشها ملامح الزعل والغضب..
عاصم قام راح ناحية نور ومسك ايدها قومها بالراحة وخدها في حضنه..
نور اول ما دخلت حضن عاصم بدأت تهدي علي طول.. فضل عاصم حاضنها لحد ما هديت خالص..
عاصم: (ونور لسه في حضنه) اللي عملتيه ده غلط يا نور.
نور: عارفه.
عاصم: ما يتكررش.
نور: حاضر.
عاصم: لو عايزة تيجي لمشيرة تقوليلي وانا هجيبك.
نور: حاضر.
عاصم: هتتصلي بيوسف وتعتذري.
نور: (لسه في حضن عاصم.. بس رفعت راسها تبص ليه) انا مغلطتش في حقه.
عاصم مش عارف ليه في اللحظة دي افتكر مشيرة لما كانت في بتعيط في حضنه..
باس جبينها فإبتسمت..
ريهام: يا مسهوكة.
الحاجة فاطمة بتبص ليهم وفرحانة ان نور فاقت بس مستغربة اللي بيحصل في نفس الوقت..
نور ما هديتش غير في حضن عاصم..
خرجها عاصم من حضنه رغم انها كانت ماسكة فيه بس خرجها، وقعدها جنب الحاجة فاطمة تاني اللي حضنتها وبتطبطب عليها..
فاطمة: بقيتي كويسه يا بنيتي؟
نور: اه يا ماما.
ريهام: حضن عاصم فيه الشفا.
محدش ضحك المرة دي.. لدرجة ان ريهام اتحرجت..
بس فاطمة كانت بتفكر في الكلمة أوي.. وانجي كمان..
كريم: دلوقتي يا عاصم عندنا مشكلة.
عاصم بيبص لكريم و ساكت..
كريم: يوسف.. هتعمل معاه ايه؟
فاطمة: يوسف ده اللي كان معاكوا من شوية؟
كريم: ايوة.
فاطمة: (بتبص لنور) ده خطيبك؟
نور بتهز راساها بمعني اه.
فاطمة: ما هو عنده حق يا بنيتي يزعل، انتي خرجتي من غير اذنه.
نور: انا خطيبته يا ماما مش مراته.
فاطمة سكتت شوية وبتركز في الكلمة..
ما لو نور بتحب يوسف حقيقي مش هتقول الكلمة دي.. اه لازم يكون في مساحة من الخصوصية، بس بردو ما ينفعش تعمل تصرف زي ده من غير ما خطيبها علي الاقل يبقي عارف، عشان لو حصل ليها حاجة يبقي عارف يتصرف ازاي..
انجي: بردو يا نور انتي اتصرفتي غلط.. حتي لو مش عايزة تعرفي يوسف، كان لازم تعرفي حد وخلاص، تعرفينا احنا.. احنا مش هنمنعك، بس لو حاجة حصلت ليكي وانتي لوحدك علي الاقل نعرف نتصرف، وانتي عشان عارفة انك غلطانة في قرارك ما اخدتيش الفون معاكي عشان محدش يمنعك.
انجي قالت كل اللي بتفكر فيه الحاجة فاطمة.. وفاطمة معجبة بذكاءها جداً..
انجي: احنا لولا ان عاصم عرف انتي فين كنا.. (وقطعت كلامها وبصت لعاصم كأنها إفتكرت حاجة)
انجي: (بإستغراب) عاصم انت عرفت منين ان نور هنا؟
كريم وريهام بصوا لعاصم وافتكروا هما كمان..
كريم: صح يا عاصم، انت كأنك كنت عارف، بس لأ.. انت مكنتش تعرف لأنك سألت علي نور هي فين وكنت قلقان كمان؟
كلهم مستنين اجابة عاصم حتي نور بصت ليه.. هي عارفة الاجابة بس مستنياها منه..
عاصم ساكت لسه..
نور: مشيرة قالتله.
كريم وانجي وريهام بيبصوا لنور شوية ويرجعوا يبصوا لعاصم.. هما فهموا الاجابة.. بس مستغربين ان نور عارفة..
فاطمة: مشيرة!!! ازاي يا بنيتي؟
ريهام: عاصم بيشوف مشيرة يا ماما.. دايما معاه، احنا اتعودنا علي كده، بس الغريب ان نور متأكده انها اللي عرفته، احنا عارفين ارتباط نور بمشيرة هي كمان، بس مكناش نتوقع انه للدرجة دي.
انجي: فعلاً يا نور، انا كنت متوقعة الاجابة دي من عاصم مش منك.
نور: صدقوني معنديش رد.. هو مجرد احساس.
كريم: طب نرجع للنقطة الاساسية، كده كده احنا كنا عارفين الاجابة مش هتفرق جات من مين، المهم دلوقتي يوسف هنعمل معاه ايه؟
نور: انا مش عايز أكمل.
كلهم اتفاجئوا من الكلام.. حتي عاصم حقيقي اتفاجئ..
فاطمة: انتي بقولي ايه يا نور، ازاي يا بنيتي؟ مش معني انه اتعصب عليكي تفسخي الخطوبة، ما هو لو كل واحد اتعصب علي خطيبته وفسخت الخطوبة مش هيبقي في جواز، لازم تتعلمي ان الدنيا شوية عليه وشوية عليكي، أخد و عطا، مش عايزة اسمع منك الكلام ده تاني.
نور: يا ماما..
فاطمة: اسمعي كلامي يا نور.. خدي فرصة تانية يا بنيتي، هو كمان لازم ياخد فرصة تانية معاكي، حاولي تفهميه أكتر وهو كمان لازم يفهمك أكتر.. ولو حسيتي ان فعلا مفيش تفاهم بينكم انا بنفسي اللي هوقف الجوازة دي.. اتفقنا؟
نور: (مبتسمة بطفولة) حاضر.
فاطمة بتاخدها في حضنها وبتطبطب عليها وبتبوس راسها.. وبترجع تبص لكريم وانجي..
فاطمة: وانتوا.. هتتجوزا امتي.
انجي اتكسفت..
كريم: بعد الجامعة علي طول.
فاطمة: وفيها ايه لما تتجوزوا وتكملوا مع بعض الجامعة.. انا عايزة افرح بعيالكم قبل ما اموت.
البنات: بعد الشر عنك.
كريم: ليه بتقولي كده؟
عاصم: ما تزعلينيش منك يا حاجة.
فاطمة: مش كفاية عليا علي، مش عايز يتجوز غير لما يخلص الكلية هو كمان، انا عارفة ان ليل هي اللي عايزة كده واهلها كمان وانا وافقت من الاول، بس انا عايزة اطمن عليكم كلكم قبل ما اموت، انتوا كلكم ولادي بردو.
ريهام: عشان خاطري يا ماما ما تقوليش كده تاني، بجد هزعل.
فاطمة بتطبطب عليها..
فاطمة: وانتي بقي؟
ريهام: (بقلق كوميدي) انا ايه.. و**** ما عملت حاجة.
كلهم بيضحكوا..
فاطمة: مش ناوية تتخطبي انت كمان.
ريهام: (بضحك) هو انا جالي حد و قولت لأ.
نور: جالك بدل الواحد اتنين وانتي رفضتيهم.
فاطمة: ليه يا بنيتي؟
ريهام: كلهم متدلعين يا ماما، انا عايزة راجل يحافظ عليا واحس معاه بالامان.
فاطمة: اذا كان كده ماشي، و**** لولا ان علي خاطب ما كنتي عديتي من تحت ايدي.
كلهم بيضحكوا..
بعد شوية هزار مع بعض وصل الحاج صالح.. اللي فرح بوجودهم..
هو داخل سامع ضحكة الحاجة فاطمة من علي الباب.. وفهم ان عاصم والعصابة جوا..
صالح: و**** مبقتش عارف بفرح بمجيتكم عشان بحب اشوفكم، ولا عشان بحب اسمع ضحكة فاطمة اللي مش بسمعها غير في وجودكم.
قاموا سلموا عليه كلهم ونور وريهام حضنوه..
قعدوا وبيتكلموا وفاطمة بتشهد صالح علي اللي نور عملته..
صالح: اللي حصل يا نور ده غلط، انا مش بتكلم علي خطيبك هتكلم عليه بعدين، بس إفرضي اني ابوكي، ومش عارف بنتي فين، تفتكري هعمل معاكي ايه؟
نور بتبص في الأرض ومش عارفة ترد..
صالح: اهلك واثقين فيكي وعارفين انك عند عاصم، وهما واثقين في عاصم عشان كده سايبينك براحتك، افرضي انهم عرفوا انك مكنتيش مع اخواتك ومكنتش مع خطيبك، شكلك هيبقي ايه؟ شكل اخواتك انهم بيكدبوا هيبقي ايه؟
نور: انا اسفه يا عمو.
صالح: من غير اسف يا بنتي، انتي بنتي وبخاف عليكي، وريهام وانجي كمان بناتي وبخاف عليهم، وخوفي عليكم يخليني انصحكم، لازم تعملي حساب لتصرفاتك يا نور، انا دلوقتي موجود وبنصحك والحاجة كمان ووالدك ووالدتك، بس احنا لينا معاد مش هنعيش العمر كله، فلازم نطمن عليكم.
ريهام: يا عمو انتوا ليه كلكم ماسكين سيرة الموت النهاردة.. اه الاعمار بيد ****، بس **** يبارك في عمركم كلكم.
صالح: طال العمر او قصر هيخلص هيخلص، المهم انكم فهمتوا انا عايز اقول ايه.
كلهم: فهمنا يا عمو.
صالح بيبص لعاصم..
صالح: ساكت ليه يا عاصم؟
عاصم: ابداً يا حاج، انا كنت لسه بقول نفس الكلام بالظبط من شوية، عموماً هي غلطة و هتتعلم منها.
قعدوا باقي اليوم مع صالح وفاطمة وكان علي جه وفرح بيهم هو كمان عشان ما اتقابلوش من فترة..
بعدها رجعوا القاهرة علي بيت عاصم، ومن هناك خدوا عربياتهم وروحوا كلهم..
بعد ما مشيوا عاصم كلم الراجل اللي اتفق معاه علي السلاح..
الراجل عرفه ان الحاجة جاهزة يقدر يجي ياخدها..
عاصم راح خد الحاجة وجرب طريقتها وشغلها و رد الفعل من الضرب.. وكان ليها الجراب بتاعها، وخد الخنجر اللي اتفقوا عليه بالجراب والحزام بتاعة.. التاجر عرض عليه درع زي اللي كان رجالة الوزير لبساه، عاصم كان رافض الأول بس الراجل نصحه انه ياخده.. وعاصم وافق واشتراه..
تاني يوم..
عاصم كلم يوسف يجي عنده..
وصل يوسف والشلة متجمعة كالمعتاد..
عاصم: انا هراعي الضغط العصبي اللي كنت فيه وانك كنت قلقان علي نور، بس افتكر ان نور اختي قبل ما تبقي خطيبتك، وتعاملك مع كريم كمان كان مش كويس، بس كريم قاللي انه مقدر بردو ظروفك في الوقت ده، بس ده ما يمنعش انك لازم تاخد بالك من افعالك وما تخليش عصبيتك تعميك، كلنا غلطنا نور وهي هتعتذر ليك عن اللي حصل.
عاصم بيبص لنور..
نور: انا اسفه يا يوسف.
يوسف: خلاص يا نور ما حصلش حاجة.
عاصم: قوموا اقعدوا مع بعض صفوا الخلاف ده.. بس قصاد عيني، فاهمين؟
بيقولها بهزار بس هي جد..
قاموا الاتنين قعدوا جنبهم بشوية.. وبيتكلموا مع بعض..
كريم: بقولك يا عاصم.. عايز اتدرب علي السلاح وضرب النار.
انجي: (بإستغراب) ليه يا كريم؟
كريم: محتاج اتعلم حاجة ادافع بيها عن نفسي، مش هفضل كده يا انجي.
انجي: انت مش محتاج تتغير يا كريم.. انا بحبك كده.
كريم: عارف يا انجي وانا بحبك اكتر عشان متقبلاني بطبيعتي دي، بس ده عشان بكره وبعده.
ريهام: كريم عنده حق يا انجي، ده ما يزعلكيش علي فكرة المفروض تفرحي أكتر.
انجي: انا فرحانة يا ريهام انه بيفكر لقدام، وموافقة علي الخطوة دي، بس مش بالسلاح ممكن رياضات قتالية مش لازم السلاح يعني.
عاصم: الاتنين يا انجي.. كريم هيتدرب علي الاتنين.
كريم: وانا موافق يا عاصم.
عاصم: تمام. هنشوف مدرب تدرب معاه قتال يدوي حر، وانا هدربك علي ضرب النار.
كريم: اتفقنا.
عند الملك
الملك قاعد مع الوزير وقائد الجيش..
الملك: انا كنت أمرت بعملية عشان تردوا علي اللي حصل مع الوحدة اللي اتدمرت.
الوزير: تم التنسيق مع قائد الجيش جلالتك، والخطة جاهزة و واقفة علي التنفيذ، خلال يومين هيتم التنفيذ جلالتك.
قائد الجيش: مش هيكون في غلط جلالتك المرة دي، هتسمع اخبار كويسة.
الملك: وقفوا كل حاجة.. في مشكلة بتحصل في اوروبا، المانيا وفرنسا بيخرجوا عن السيطرة، لازم عمليات تأديب تتم الفترة الجاية.
الوزير: تحب جلالتك نتحرك بأنهي خطة.
الملك: هيروشيما.
الوزير و قائد الجيش اتخضوا.. خطة هيروشيما معناها الإبادة لكل المعارضين.
الوزير: بس ده هياخد وقت جلالتك، وكمان هنحتاج كل القوات الخاصة عشان نسيطر علي الدولتين.
الملك: الخطة هتتنفذ حسب الجدول الزمني ليها، (بيبص لقائد الجيش) مش واثق في رجالتك ولا ايه؟
قائد الجيش: هتتنفذ في أقل من الوقت المحدد ليها، ثق في كده جلالتك.
الملك: بعدها تنفذوا عملية الجيوشي.
الوزير وقائد الجيش: أوامر جلالتك.
سابهم وقام.. وكده الاجتماع انتهي..
فات شهرين كانت اوروبا اتقلبت من كمية الاغتيالات اللي حصلت لشخصيات كتير.. سياسين علي رجال اعمال علي شخصيات في الحكومة.. كل اللي ماتوا كان فيهم الفاسد والنضيف، بس التصفيات الاكتر كانت في العصابات.. عصابات كتير اتدمرت.. الموضوع ما وقفش علي فرنسا والمانيا بس، لأ ضم انجلترا واسبانيا وروسيا..
الملك كان بيصفي كل المعارضين ليه بضربة واحدة عشان يسيطر علي نضافة..
خلال الشهرين دول جعفر بيكبر عند الوزير اوي، وبيعمل كل اللي بيتطلب منه بإخلاص شديد..
وسليمان بيسيطر علي شغل السلاح والاثار تحت ايد جعفر وبيحاول يحكم الصعيد بس مش قادر..
كريم كان مستواه بيتطور يوم عن يوم وانجي والبنات وعاصم فرحانين بيه..
عاصم من وقت للتاني بيعمل معاه مباراة قتال بشكل ودي، طبعاً عشان يعرف مستواه وصل لحد فين..
وفي نفس الوقت متابع معاه تدريبه علي ضرب النار..
في يوم كالمعتاد متجمعين عند عاصم واتأخروا عنده في اليوم ده.. داخلين علي الفجر..
نور بتحس انها قلبها بيتقبض وبتحط ايها علي قلبها..
ريهام: مالك يا نور؟
انجي: انتي كويسه؟
عاصم باصص لمشيرة اللي بتبص حواليها بقلق..
عينيه بتسود وكريم بياخد باله..
عاصم بيشوف عربيات بتقف حوالين الفيلا وبينزل منها رجالة بنفس اللبس والسلاح بتاع الهحوم اللي فات..
بيرجع يبص ليهم..
عاصم: قوموا اطلعوا الدور اللي فوق، ومهما حصل او سمعتوا ما تنزلوش من فوق غير لما اقول.. فاهمين؟
نور: انا خايفة يا عاصم.
عاصم: اياكي.. يلا علي فوق.. (بيبص لكريم) البنات في رقبتك يا كريم.. دافع عنهم بحياتك.
كريم: خليني معاك يا عاصم.
عاصم: لأ.. مفيش وقت يلا علي فوق.
ريهام: طب ما نخرج من هنا كلنا.
عاصم: (صوته بيعلي) مفيش وقت.. يلا.. ومحدش يدخل البلكون.. خليكم جوا الاوضة بس.. يلا.
قاموا كلهم بسرعة يطلعوا فوق ودخلوا اول اوضة تقابلهم وكانت اوضة عاصم..
عاصم لما شافهم دخلوا الاوضة و قفلوها وراهم راح لمفاتيح الكهربا العمومية و نزلها كلها.. و الدنيا بقت ضلمة كحل..
عند رجالة الوزير برة..
اتوزعوا بهدوء وصمت في الجنينة وحوالين الفيلا حسب الخطة المتدربين عليها.. وبدأوا الهجوم..
لما عاصم قفل الكهربا، نقلوا علي منظار الرؤية الليلية.. بتخلي الرؤية خضرة شوية بس واضحة..
عاصم دخل مكتبه طلع سلاحة الجديد وعمره لبس الدرع من تحت الشيرت اللي لابسه وحط حزام الخنجر حوالين وسطه وكان فيه مكان للطلقات ملاها..
رجالة الوزير كسروا الباب ودخلوا بيأمنوا بعض.. عاصم خرج من المكتب بسرعة..
الوضع المره دي مختلف مفيش اماكن يستخبي فيها و يضرب.. كلهم في وش بعض، مفيش غير خطة واحدة..
التجميد والضرب..
بس التجميد مش بيكون لوقت طويل.. مش بيعدي الـ5 ثواني مش أكتر من كده..
هيبقي مضطر ينفذ خطتة علي مراحل.. يثبتهم مكانهم ويضرب أكبر عدد ممكن ويستخبي عشان يقدر يثبتهم تاني..
و ده اللي عمله بالظبط..
اول ما خرج من المكتب ثبتهم وضرب اربعة بالنار.. وطلع يجري من قصادهم وهما بيضربوا عليه نار كتيير.. بعدها بثواني جمدهم تاني وقتل منهم تاني.. و فضل الوضع كده يجمد و يقتل و يجري.. و الدرع بتاعه كان مساعدة..
عند الشلة فوق..
سامعين صوت ضرب النار وانفجارات ومرعوبين.. كريم حاسس انه زيه زي البنات اللي قاعدة دي..
وقف وبيتحرك ناحية الباب و انجي بتمسك ايده وبتعيط..
انجي: عشان خاطري يا كريم.. خليك جنبي.
كريم: مش هينفع اسيبه يا انجي لوحده، لازم اساعدة بأي حاجة، مش هفضل قاعد زي زيكم كده.. طب انتوا بنات...
انجي: (بتقاطعة) بس هو اللي طلب منك تبقي معانا.. هو واثق فيك انك تحمينا.
ريهام: عشان خاطرنا يا كريم، انا مش بقلل منك.. بس عاصم هيبقي مطمن اكتر وانت هنا، هيعرف يتحرك براحته أكتر.
نور كانت هادية شوية.. اه خايفه علي عاصم بس حاسه بمشيرة بتطمنها..
كريم: انا مش هصبر لحد ما يموت وارجع اندم اني مكنتش جنبه.
نور: اسمع كلام عاصم يا كريم، هو قال البنات في حمايتك.. ما تحسسوش ان ثقته فيك غلط.
كريم: (بعصبية) انتوا مش سامعين صوت ضرب النار.. الصوت بيقول ان الناس اللي تحت كتير.. و كتير اوي كمان، وعاصم تحت لوحده.. انا مش هسمع كلمه تاني.
و بيلف عشان يروح ناحية الباب و قبل ما يوصل فجأة تظهر مشيرة قصادة..
كريم اترعب حرفياً.. كلهم اتخضوا وخافوا..
ازاي مشيرة قصادهم.. اه هي مشيرة.. هما حفظوا وشها من الصور اللي شافوها عند الحاجة فاطمة..
محدش فيهم قادر ينطق من الرعب اللي حاسسين بيه..
ما كسرش الرعب ده غير انها ابتسمت.. ابتسامة كانت أجمل ما يكون.. ابتسامه حسوا بعدها براحة غريبة حوالين قلوبهم.. هدوء نفسي غريب حسوا بيه.. سكون كان اجمل من الوصف.. احساس بالامان محسوش بيه قبل كده..
مشيرة ما اتكلمتش فضلت واقفة بين كريم والباب بتبص لكريم وساكته.. مفيش غير ابتسامتها..
كريم وانجي وريهام ونور كانوا واقفين غرقانين في جمال ابتسامة مشيرة و نظرة الطيبة والحنان اللي في عيونها..
عند عاصم تحت..
الطلقات اللي كانت مع عاصم مش علي قد العدد اللي قصاده..
هما 36 فرد.. و هو كان معاه 30 طلقة بس، بعد ما الطلقات خلصت اضطر انه يتعامل بالخنجر اللي في ضهره بنفس الاسلوب مع الباقي.. يجمد و يقتل و يجري..
خلص منهم لحد ما كان فاضل اتنين.. قتل واحد بسرعة قصاد عين زميله اللي كان مذهول من اللي بيحصل.. ازاي واحد بس قدر علي 3 وحدات.. مفيش حد بالكفاءة والتدريب ده (عنده حق)..
عاصم جمده وضربه في رقبته اغمي عليه.. سحبة علي تحت الفيلا في أوضة جمال وعواطف..
ربطه كويس وكممه.. وسحب منه كل التسليح بتاعة و قلعه لبسه و درعه خلاه بالبوكسر بس..
رجع الفيلا رفع سكينة الكهربا.. وطلع يطمن علي الناس اللي فوق..
أول ما دخل الأوضة (مشيرة اختفت) كانوا كلهم متجمعين في ركن الأوضة بعيد عن الباب.. اول ما شافوه فرحوا وخصوصا نور طبعاً اللي لسه هتجري عليه.. فجأة لمحت نقطه حمرا علي صدر عاصم..
قبل ما تنطق وقبل ما حد فيهم ينطق عشان فهموا النقطة دي ايه..
عاصم بياخد الطلقة في صدره و بيقع علي الارض..
نور اول ما شافت كده اغمي عليها..
كريم بياخد انجي في حضنة وبيوطي بيها علي الارض بيحميها بجسمه..
ريهام وطت علي الأرض و بتحاول تستخبي بعيد عن البلكون..
بس مفيش حاجة حصلت تاني.. مفيش ضرب تاني رغم انهم مكشوفين..
فاتت كام دقيقة و مفيش حد عايز يتحرك..
كريم لما لقي الوضع ساكت كان هيتعدل من فوق انجي عشان يطمن علي عاصم..
عاصم: (لسه علي ضهره علي الأرض) محدش يتحرك من مكانه.
اتفاجئوا ان عاصم لسه عايش.. وبيكلموه وهما لسه علي اوضاعهم..
كريم: انت عايش يا عاصم؟ طب ازاي؟
ريهام: المهم انه بخير، هنفهم بعدين.
انجي: عايزة اطمن علي نور.
عاصم: استنوا دقيقتين بالظبط.
وده كان الوقت اللي احتاجة القناص يلم حاجتة وينسحب عشان يرفع تقريره للقائد بتاعة..
بعد ما عاصم شافه بيركب عربية مركونة بعيد و بيمشي، اتعدل و وقف علي رجليه وراح ناحية نور.. وكلهم قاموا وراحوا عليها..
بيحاولوا يفوقوا نور بأي شكل مش بتفوق..
عاصم بص لمشيرة اللي واقفة قلقانة علي نور..
عاصم عدل نور نص قعدة وساندها وخدها في حضنه وضمها أوي لحضنة..
فضلت في حضنه ثواني وفجأة فتحت عينيها وبتشهق زي اللي كان بيغرق..
بتبص لعاصم ومتافجئة.. بتبص حواليها وشايفاهم متجمعين حواليها وقلقانين..
افتكرت اللي حصل ورجعت تبص لعاصم تاني..
اتنفضت وبتحضن عاصم..
نور: انت كويس؟ بس ازاي؟ انا شوفتك....
وما قدرتش تكمل الكلمة وبتعيط..
عاصم: ما تخافيش لسه ليا عمر.
انجي: (اللي رجعت لتركيزها و هدوءها) انت لابس درع يا عاصم تحت الشيرت ده.. صح؟
عاصم: ايوة يا انجي.
ريهام: منك *** يا اخي رعبتنا عليك.
كريم: انا خلاص كنت نازل واللي يحصل يحصل.. بس مشيرة اللي منعتني.
عاصم بيبص ليه بإستغراب كبير ومش مستوعب الكلام..
عاصم: بتقول ايه؟
ريهام: ايو يا عاصم.. مشيرة فجأة ظهرت ومنعت كريم انه ينزل تحت يساعدك.
عاصم: لأ واحدة واحدة كده.. واحكولي اللي حصل بالظبط.
سمع من كل واحد فيهم لوحده اللي حصل.. مخلاش حد يساعد حد في الكلام او يقاطعه..
وكلهم قالوا زي بعض بالظبط..
مشيرة ظهرت فجأة وهما خافوا واترعبوا وهي بمجرد ابتسامة طمنتهم.. ما اتكلمتش فضلت ساكتة.. اختفت وانت بتفتح الباب..
عاصم بيبص لمشيرة.. كان حضورها مختلف.. الحضور اللي مش عارف يفهمه لحد اللحظة دي..
كانت مبتسمة نفس الابتسامة اللي طمنتهم بيها..
فجأة اختفت من قصاد عينيه لما سمعوا صوت سارينة الشرطة..
ساعد نور انها تقف ونزلوا تحت شافوا اثار الدمار والجثث في كل حته..
ريهام ونور ماسكين في دراعات عاصم يمين وشمال ومرعوبين من المنظر اللي شايفينه.. كريم حاضن كتف انجي وماسك ايدها وبيضمها اوي بيطمنها.. خرجوا بره الفيلا في دخول الشرطة..
كان اول واحد داخل هو المأمور فكري..
فكري: انت بخير؟
عاصم: انا كويس ما تقلقش.
فكري: بتوع المرة اللي فاتت؟
عاصم: ايوة.
فكري: الوضع كده بقي أخطر من اي مرة.
عاصم: لما تشوف العدد اللي جوه هتعرف انك صح.
فكري: أكتر من المرة اللي فاتت؟
عاصم: حوالي 3 أضعاف.
فكري مصدوم من الرقم..
فكري: لييييه؟ انت عملت ليهم ايه عشان يعملوا كل ده عشان يخلصوا منك؟ ايه اللي عملته عشان يبعتوا العدد ده؟
نور: (لسه واقفة جنب عاصم وماسكه في دراعه) حضرتك عارف مين دول؟
فكري من خوفه علي عاصم مخدش باله من الباقي.. كان بيبص لنور زي ما يكون اتفاجئ انهم حواليه.. كان تركيزه كله علي عاصم..
فكري: صدقيني يا بنتي انا معنديش اي معلومات عن اللي بيحصل، انا نفسي بحاول اوصل لمعلومة بس الموضوع بعيد عن صلاحياتي.
عاصم: انا عارف انك ما تعرفش حاجة.. انا متأكد من ده.
بيفك دراعاته من البنات بالعافية وبياخد المأمور علي جنب..
عاصم: اول ما نخلص الاجراءات اللي بتحصل كل مرة عايزك ترجع هنا تاني.
فكري: (بيبص لعاصم بإستغراب) ليه في حاجة؟
عاصم: هتعرف لما نخلص.
الاسعاف نقلت الجثث، والنار اللي كانت ماسكه في الفيلا من جوه هنا وهناك من الانفجارات العساكر طفتها..
المشكلة ان العساكر حرزت كل السلاح بما فيها بندقية عاصم..
طلعوا علي مديرية الأمن..
والشلة أصرت انها تطلع معاه.. وعاصم أكد عليهم محدش يتصل بأهله..
خدوا وقت طويل في مديرية الأمن والتلاتة من الامن القومي اللي قابلوا عاصم في قعدة ودية قبل كده كانوا حاضرين التحقيق.. و كان نفس العقيد بتاع المرة اللي فاتت اللي كان بيحقق مع عاصم هو بردو اللي كان بيحقق المرة دي..
طبعا وسط الأحراز كان في سلاح مختلف عن الباقي.. مكانش محتاج ذكاء عشان يعرف ان السلاح ده بتاع عاصم وحاول كتير يثبت علي عاصم ان السلاح ده بتاعة بس عاصم بذكاء كان بيهرب من الاجابة..
ظباط الأمن القومي مبتسمين وفاهمين اللي بيحصل ومعجبين برخامة عاصم و ذكاءه في الاجابات..
العقيد المحقق كان متنرفز وعايز يثبت علي عاصم اي مصيبة.. بس مفيش دليل..
عقيد من الاتنين بتوع الامن القومي.. أمره يقفل التحقيق ويخرج كاتب المحضر بره الاوضة..
العقيد المحقق قفل المحضر وبعدها أمر الكاتب يخرج..
فضلوا التلاتة ظباط الامن القومي العقيد صبري والعقيد سامي والمقدم محمد ومعاهم العقيد المحقق وعاصم بس في الأوضة وكلهم ساكتين..
العقيد صبري: دلوقتي الكلام اللي هيتقال هيكون بصفة ودية ومش هيتثبت في اي تحقيق، ولو حصل واتسجل احنا هننكر اي كلام فيه.
العقيد المحقق مستغرب من الكلام ولسه هيعترض..
العقيد سامي: اهدي واسمع للاخر.
المقدم محمد: تحركات الكيان المجهول لحد دلوقتي لينا ضدك مش مفهومة يا عاصم، مش عارفين نلاقي سبب واحد لكل اللي بيحصل معاك ده.
عاصم: صدقني ولا انا.. بس لازم هعرف.
العقيد صبري: ازاي؟
عاصم: مفيش خطة معينة في دماغي بس هحاول.
المحقق: طالما ان القعدة بدون تسجيل.. السلاح اللي اللي اتحرز وكان غير سلاحهم ده بتاعك؟
العقيد سامي: ايوة بتاعة.
المحقق: وانتوا متأكدين ازاي؟
المقدم كمال: (مبتسم) من طريقة اجابته عليك.
العقيد صبري: المشكلة يا عاصم اننا مش هنعرف نحطك تحت الحراسة، دا غير ان في حد بيتدخل عشان يمنع ده وانت فاهم انا اقصد مين.
عاصم: (بيبص للمحقق) هارون.
المحقق اتخض عشان عرف ان عاصم فاهم ان هارون مسخنه عليه..
ظباط الامن القومي ابتسموا بسخرية من انفعال المحقق..
المقدم محمد: اعتقد اننا مش محتاجين نتكلم في اي حاجة تاني.. تقدر تروح ترتاح يا عاصم.
قام عاصم يخرج ومعاه الظباط التلاتة وسابوا المحقق في الاوضة..
خرجوا بره كان المأمور فكري والشلة مستنيين..
خرجوا كلهم برة المديرية وواقفين قصاد العربيبات..
عاصم سابهم و اخد المأمور فكري ورايح ناحية ظباط الأمن القومي..
وقفوا الخمسة مع بعض..
عاصم: لو محتاجين معلومة ياريت كلكم بصفة غير رسمية تيجوا علي الفيلا كمان ساعة.. هنتكلم هناك احسن.
بصوا ليله بإستغراب بس وافقوا...
عاصم رجع علي الفيلا وقال للبنات تروح وكريم يروحهم لحد بيوتهم ويطمنوه لما يوصلوا حتي كريم..
ويناموا براحتهم ويبقوا يتجمعوا عند كريم بكره.. لحد ما يظبط اثار الدمار..
كريم فعلاً وصل البنات و رجع بيته وطمنوه كلهم انهم وصلوا..
عدت الساعة وعاصم قاعد علي سلالم الفيلا قصاد الباب المكسور ومشيرة جنبه..
لقي 3 عربيات داخلين الفيلا..
عربيه فيها المأمور فكري، وعربية فيها ظباط الامن القومي التلاتة، وعربية فيها اللواء احمد اللي عاصم كان استشاره في موضوع السلاح قبل كده..
نزلوا الخمسة وسلموا علي بعض والتلاتة سلموا علي اللواء احمد بحرارة لأنهم عارفينه كويس..
واتفاجئوا من وجوده بس فهمهم انه عارف تفاصيل عن الموضوع.. صحيح مش كتيرة بس عنده خلفية..
عاصم شكر فكري انه كلم اللواء احمد وبلغه اللي حصل..
واقفين الستة في الجنينه لسه..
العقيد صبري: خير يا عاصم كنت عايزنا بصفة غير رسمية ليه، ومعلومة ايه اللي تعرفها.
عاصم: نشرب حاجة الاول.. انتوا ضيوفي و اول مرة تزوروني.
العقيد سامي: انا عايز اعرف هدوء اعصابك ده منين؟
المأمور فكري: واحد اتعرض لكل محاولات القتل دي و**** نجاه منها، مبقاش فارق معاه.. يحصل اللي يحصل بقي.
عاصم: احنا هنطول شوية هنا، اعتقد اننا نشرب قهوة كلنا او نسكافيه عشان نبقي فايقين للي هيحصل.
المقدم محمد: نسكافيه ايه اللي نشربه، وايه اللي هيحصل.
اللواء احمد: في ايه يا محمد، الموضوع واضح.. عاصم سايب حد حي يستجوبه.
كلهم بيبصوا لعاصم ومصدومين من المفاجأة..
عاصم: (بإبتسامة) بالظبط حضرتك.
المقدم محمد: فين يا عاصم؟ وما قولتش ليه الكلام ده قبل كده؟
عاصم: اعتقد انكم خدتوا بالكم من طريقة التحقيق، المحقق مكانش مهتم يعرف مين دول، هو عايز يمسك عليا اي غلطة وخلاص، وانتوا عارفين السبب.. هارون مش بس حاول يمنع عني الحراسة عشان اللي هاجموني يمكن ينجحوا يخلصوه مني، لأ هو كمان بيحاول يلبسني اي قضية عشان ينتقم مني، فمستحيل اقول المعلومة دي غير لناس انا عارف انها هتهتم بيها، ناس عايزين يوصلوا لمعلومة تفيدهم في اللي بيدوروا عليه.
كلهم ساكتين ومقتنعين بكلام عاصم..
اللواء احمد: (بهدوء وابتسامة) أنا هشرب نسكافيه بلاك معاك.
فكري: انا هشرب قهوة.. هتعرف تعمل ولا اعملها بنفسي. (وبيضحك)
العقيد صبري وسامي والمقدم كمال.. ابتسموا من الطريقة اللي بيتعاملوا بيها.. ولا كأن في اي حاجة..
التلاتة: هنشرب قهوة..
دخل عاصم الفيلا وسط انقاض المطبخ وعمل النسكافيه والقهوة وخرج بيهم للناس اللي بره.. اللي كانوا واقفين بيتناقشوا في الموقف وتطوراته..
خدهم عاصم ونزل اوضة الجراج ولقوا الراجل متربط و متكمم لسه..
كلهم بيسألوا ما عدا عاصم اللي كان واقف علي جنب بيتفرج عليهم..
الراجل ما كانش بيرد..
عاصم كده كده عرف اللي الراجل يعرفه..
عاصم وقف قصاد الراجل ومسكه من رقبته..
عاصم: انت كده كده ميت.. المحاضر قالت ان محدش طلع حي، لو مفيش فايدة منك بالنسبالي هتموت حقيقي بس الناس دي هي اللي واقفة بيني وبينك، يعني لو مانطقتش بأي معلومة تفيدهم هيرفعوا ايديهم عنك وتبقي بتاعي.. فاهم؟
الراجل لسه ساكت..
عاصم ركن علي جنب وركب دماغ الراجل طلع موبايله يسجل وخلي الراجل يقول كل اللي عنده..
علي اساس انه فكر في كلام عاصم شوية و قرر ينطق..
عرفوا تقسيمة الجيش و عدده..
عرفوا مكان التدريب والتجمع بتاعهم..
عرفوا ان في ملك أقسموا ليه بالولاء والطاعة..
عرفوا تقسيمة المجلس.. ملك و 4 وزراء..
بس ما عرفوش أسامي، الراجل ما يعرفش أسامي أي حد.. ما يعرفش حتي اسم القائد اللي اعلي منه في الترتيب..
صحيح المعلومات اللي خدوها مش كتير.. بس نقطة كويسة يتحركوا من عندها..
عاصم: الراجل ده لو اتعرف انه حي هيغيروا كل حاجة.
العقيد صبري: دا هناخده احنا يشرف عندنا شوية.. و محدش هيعرف عنه حاجة.
خرجوا بره في الجنينة و فضلوا يتكلموا شوية..
اللواء احمد: انا كنت متأكد ان في هجوم جديد عليك، بس مكنتش متخيل انه هيبقي بالقوة دي (بيبص لصبري) مخدتش بالك من وصف عاصم لطريقتهم ان دي طريقة تدريب قوات الجهاز؟
العقيد صبري: خدت بالي، ولسه مش قادر استوعب ازاي.
العقيد سامي: مستحيل يكون اللي بالك صح يا فندم.
اللواء احمد: (بإبتسامة) و ايه اللي في بالي؟
العقيد سامي: ان حد من عندنا يكون اللي بيدربهم.
اللواء احمد: (ابتسامته بتبقي اكبر) شاطر يا سامي، تربيتي فيك طمرت.. بس انا علمتك ايه؟
العقيد سامي: (بخجل) اني ما استبعدش اي احتمال حتي لو كان نسبته 1%.
اللواء احمد: بالظبط كده.
العقيد صبري: يا فندم معني كده ان الجهاز مخترق.
اللواء احمد: لأ يا صبري، مش للدرجة دي، طريقة التدريب دي مش الخطة اللي ماشيين عليها دلوقتي عندنا، احنا كمان طورنا اساليبنا، بس التدريبات دي من قريب، حد كان موجود في الجهاز من وقت قريب وخرج وانضم ليهم.
المقدم محمد كان ساكت طول الوقت بيتفرج علي اساتذته بتتناقش وبيتعلم..
المأمور فكري بردو ساكت لأن الكلام فيه حاجات كتير معندوش معلومات عنها..
عاصم كان بيكلم مشيرة..
مشيرة: دلوقتي يا عاصم هما هيفتكروا انك مت، تفتكر الوقت اللي معانا لحد ما يكتشفوا الحقيقة هيكون قد أيه؟
عاصم: يومين أو اقل.
مشيرة: كده مش كفاية.
عاصم: عارف.. مش هلحق اعمل اي حاجة.
مشيرة: مقصدش كده.. انا كنت عايزاك تاخد نفسك، بس كده هيبقي في هجوم تاني.
عاصم: تقصدي تالت.
مشيرة: بطل رخامة.. مش بعد نقط انا، اللي اقصده ان هيبقي في هجوم جديد قريب، المشكلة انهم بيتعلموا بسرعة، خطة الهجوم ده غير المرة اللي فاتت، يعني كل هجمة بخطة جديدة، ومش هنفضل يا عاصم بندافع عن نفسنا.
عاصم: بتفكري في ايه؟
مشيرة: محتاجين رد فعل.
عاصم وابتسامة شريرة علي وشه بطريقة تضحك مش خبيثة..
عاصم: وانا معاكي.
مشيرة بتضحك علي شكله..
مشيرة: بلاش الوش ده مش عارفه افكر من الضحك.
يقطع تفكيره صوت فكري..
فكري: عاصم.. مالك؟ انت عامل كده ليه؟
عاصم: لأ أبداً.. سرحت في حاجة كده.
فكري: طب هنمشي احنا وحاول تنام انت شوية (بيبص للفيلا) رغم اني مش عارف انت هتنام فيها ازاي دي.
عاصم: ما تقلقش.. هنام عادي ولما اصحي هجيب ناس تظبطها.
اللواء احمد: انت محتاج حراسه يا عاصم.
عاصم: حضرتك شوفت هما عاملين ازاي، اي حراسه هجيبها هيبقي مصيرها الموت، حرام.. ذنبهم هيبقي في رقبتي.
اللواء احمد: (بابتسامة) عندك حق، يبقي مفيش غير انك تغير مكانك.
عاصم: ولا هيبقي في اي تغيير، هنا الهجوم مش هيبقي فيه ضرر علي حد غيري، صحيح النهاردة كان ممكن ناس تانية تتضر، بس انا هلاقي حل للموضوع ده.
اللواء احمد: تمام.. (بيبص للمقدم محمد) انت راجع علي الجهاز.. صح؟
المقدم محمد: صح يا فندم.
اللواء احمد: خد الواد اللي جوه يا محمد حطه في شنطة العربية بتاعتك.. ولما توصل الجهاز محدش يقرب منه، ولو ينفع يبقي ياريت محدش يعرف عنه حاجة.
المقدم محمد: وهاخده كده بالبوكسر يا فندم.. سمعة الجهاز تبوظ.
كلهم بيضحكوا..
واتحركوا كلهم يمشوا والمقدم محمد خد الراجل معاه (بالبوكسر) و رجع علي الجهاز..
عاصم دخل الفيلا وطلع اوضته نام علي السرير بس صاحي..
بيفكر في حاجات كتير ومش عار ف ينام..
عند الملك
الملك كان عرف ان الوحدات اتحركت ومستني التقرير..
بعد فترة ولما لقي ان التقرير اتأخر.. طلب الوزير وقائد الجيش يحضروا فوراً..
وصلوا وهما داخلين كان القائد بيستلم تقرير العملية علي الباب وما لحقش يقرأه..
الملك: فين تقرير عملية الجيوشي؟
القائد: لسه مستلمه حالاً جلالتك.
الملك: هات.
الوزير والقائد مستغربين، في العادة الملك بيسمع منهم تقديرات الموقف وبعدها بيقرأ التقارير بنفسه..
بس القائد ما يقدرش يعترض.. ناول الملك التقرير..
الملك بيقرأ التقرير.. وابتسم وبعدها بدأت معالم الغضب تظهر علي وشه..
قام وقف والاتنين رجعوا خطوة لـ ورا من الرعب اللي هما فيه..
الملك سحب سلاح واحد من الحرس بتوعه (الحرس الملكي) وضرب القائد طلقة في دماغه..
الوزير واقف مذهول.. فهم ان العملية فشلت و ان الدور عليه.. غمض عينيه ومستني الطلقة..
الملك: أقعد يا وزير.
الوزير فتح عينه ومتفاجئ انه لسه عايش..
الملك قعد والوزير شاف اتنين من الحرس الملكي بيسحبوا جثة القائد المقتول..
الملك بيرمي التقرير في وش الوزير..
الملك: اقرأ.
الوزير بيقرأ التقرير وبيعرف ان عاصم مات.. فرح.. بيكمل التقرير عرف ان الوحدات تم ابادتها بالكامل.. وان القناص اللي الوزير اقترح انه يكون مرافق مع الوحدات هو اللي كمل المهمة..
اتصدم من التقرير وفهم الملك قتل القائد ليه..
الملك: كده نقفل ملف عائلة الجيوشي للأبد.
الوزير: تمام جلالتك.
الملك: عايزكم تركزوا أكتر لفترة الجاية، وكل وزير يرشح قائد للجيش عشان اختار.
الوزير: أمر جلاتك.
الملك قام ومشي وبكده الاجتماع انتهي..
الوزير خد نفس طويل عشان طلع حي من الموقف ده..
عند عاصم
فات كام ساعة مش كتير ومش عارف ينام بردو.. اتعدل علي السرير وبيبص في الفون كانت الساعة 10..
اتصل بحازم يبعت له المقاول اللي صلح الفيلا المرة اللي فاتت، حازم مستغرب وبيسأل ليه، وعاصم عرفه انه عايز يغير شوية ديكورات مش اكتر.. (مش عايز يخض حازم).
نزل عاصم وقف في الريسبشن تحت و بيبص لكل ركن في الفيلا.. وبيحدد لنفسه لو حصل معركة جديدة ايه الاماكن اللي ممكن يتمركز فيها و ازاي تتأمن..
بعد ساعة جه المقاول لوحده و قعد مع عاصم و فهم منه اللي عايز يعمله..
عاصم طلب منه يعمل سلم مخفي من أوضة المكتب لحد أوضة الجراج تحت الفيلا..
ويعمل صبات خرسانة في أجزاء معينة كأنها زوايا يتحط عليها احواض سمك (أي هري هي هتبقي سواتر ليه)..
اوضة الجراج تتعمل من تاني و تكون خرسانة بالكامل..والباب بتاعها يكون حديد مصفح..
الدور اللي فوق.. سور السلم الداخلي اللي بيبص علي الريسبشن يتشال ويتعمل سور جديد خرسانة بردو..
باب الفيلا الخلفي يتلغي ويقفل السور..
فضلوا يتكلموا شوية عن الوقت والتكلفة واتفقوا علي كل حاجة..
عاصم طلب منه انه يشتغل من النهاردة عشان ينجز في الوقت، واول حاجة يعملها يركب باب جديد بدل اللي اتدمر ده..
خرج عاصم من الفيلا وساب المقاول مستني الرجالة بتاعته..
كانت الساعة داخله علي 12.. ونور وريهام مش مبطلين رن علي الفون وهو بيكنسل عليهم عشان يركز مع المقاول..
وصل عند كريم و حرس الفيلا عارفينه و دخل..
اتجمعوا الخمسة..
نور: انا معرفتش انام من امبارح، كل ما انام افتكر شكلك وانت بتقع اتخض وافضل صاحية.
ريهام: انت وقعت قلبنا يا عاصم.
كريم: بس الحمد *** اهو زي الفل و وسطنا، ومعلش يا عاصم الموضوع ده لو اتكرر واحنا موجودين انا مش عمل زي ما انت قولت تاني.
عاصم: يا كريم افهم، لو اللي كانوا بيهجموا حد غير بتوع امبارح كنت خليتك جنبي، اهو اشوف نتيجة تمرينك عملي، انما بتوع امبارح انا شخصيا اعترف ان كذا مرة كانوا هينجحوا يخلصوا مني بس **** ستر، صعب يا كريم كنت اسيبك جنبي امبارح الوضع كان مختلف، دا غير ان اللي طلبته منك ما يقلش اهمية عن حياتي، انا طلبت منك تحميهم، و ده كان هدفي لما طلعتكم فوق.. اني احمي البنات، وكان لازم معاهم خط دفاع تاني.. اللي هو انت.. فهمتني؟
كريم: فهمتك.
انجي: الموضوع ده هيتكرر يا عاصم؟
عاصم: ايوة.. و عشان كده مش هنتجمع عندي في الفيلا تاني الفترة الجاية، هنتجمع عند اي حد فيكم، معنديش استعداد اللي حصل امبارح يتكرر، في لحظة جات وانا تحت ان مجموعة كانت عايزة تطلع الدور التاني عندكم، وانا كنت مزنوق وبيتضرب عليا نار كتير، مش عارف اتعامل معاهم او اتحرك ناحية اللي طالعين ليكم، انما لو كنت لوحدي مكنتش هبقي في الوضع ده.
ريهام: مش مشكلة نتجمع فين، ممكن نتجمع عندي كل يوم و تباتوا كمان لو عايزين، بابا و ماما مش هيعترضوا.
انجي: صح.. علي الرغم اننا متجمعين كل يوم عند عاصم بس محدش من اهلنا اعترض، بس انا هيبقي فيها احراج ليا لو اتجمعنا عند كريم كل يوم.
ريهام: عشان كده بقول نتجمع عندي.
و كالعادة بيكونوا بيتكلموا في حاجة.. و نور تطلع بقذيفة ترميهم في حتة تانية..
نور: انت ما قولتش حاجة يا عاصم عن ظهور مشيرة.
كلهم سكتوا وبيبصوا لعاصم..
عاصم كمان ساكت و خد وقت في سكوته.. وكلهم مستنيين اجابة..
عاصم: انا لحد اللحظة دي معنديش تفسير للي قولتوه، انا زي ما قولتلكم قبل كده اه بشوف مشيرة و هي دايما جنبي، ومشيرة واقفة هنا دلوقتي.
نور: (بتبص ناحية مشيرة وبتشاور) هنا يا عاصم.
عاصم: ايوة يا نور.
انجي: انتي شايفاها يا نور؟
نور: لأ يا انجي، انا بس بحس بيها.
عاصم: الاول كنت بقول لنفسي انها خيالات او تهيؤات، وممكن تعتبروها كده.. نور من ارتباطها بيا كأخ بتحب كل حاجة انا بحبها، عشان كده لما بحس مشيرة جنبي بتكون هي كمان بتحس بيها.. انا معنديش تفسير لظهورها عندكم في الوقت اللي كانت فيه جنبي تحت وسط ضرب النار.. فعلا مش عارف افسر ده، حتي لما عرفت ان نور في اسكندرية، كلكم عارفين ان مشيرة اللي قالت ده، بس اللي متعرفوهوش ان حضور مشيرة جنبي كان مختلف.. مش هعرف اوصف ليكم اللي حصل.. ويا ريت نقفل الموضوع ده دلوقتي لحد ما افهم اللي بيحصل.
عدت ايام من الهدوء ودخلوا الترم التاني وكانوا بيتجمعوا يذاكروا عند ريهام واحيانا عند نور او كريم..
خلصت الامتحانات والدنيا هادية..
علاقة نور ويوسف مش أقوي حاجة .. تحسها عادية أو أقل من العادية كمان..
انجي وريهام دايما بينصحوا نور، ولما يلاقوها بتعند معاهم بيقولوا لعاصم ولو اقتنع برأيهم بيقنع نور وهي علي طول بتنفذ..
عاصم كان استلم الفيلا بعد التعديلات اللي طلبها من المقاول..
وكان لسه مانع اي حد يزوره في الفيلا لحد ما يطمن..
وما كانش متخيل ان خبر موته يفضل مستمر للفترة دي كلها..
او بمعني ادق هما ما صدقوا انهم عرفوا انه مات وما طلبوش تأكيد..
وبعد ما خلصت الامتحانات عاصم بلغهم انهم يقدروا يرجعوا يتجمعوا عنده.. الدنيا بقت هادية..
هو بعد ما اطمن علي التعديلات اللي عملها في الفيلا وبعد ما شاف ان الدنيا هادية وافق انهم يرجعوا عادي..
بس بردو مش هيفضلوا طول العمر فاهمين انه ميت..
الـ 3 ظباط في جهاز الأمن القومي عملوا مراقبة للمكان اللي عرفوه من الراجل اللي عاصم مسكه و ملقوش حاجة..
صحرا وجبل بس مفيش اي شئ يدل علي وجود حد حي في المكان..
الراجل مش بينطق ومش عايز يتكلم، وهما مستغربين السكوت بتاعه بعد ما قال كل حاجة عند عاصم..
عاصم بيتصل باللواء احمد.. اللي علي اتصال دائم بالظباط التلاتة في السر.. عشان يعرف منه اذا كان في جديد ولا لأ..
واللواء احمد بيعرفه انهم مقدروش يوصلوا لحاجة..
في يوم بعد ما الشلة اتجمعت عند عاصم ورجعوا بيوتهم..
عاصم خرج من البيت وركب عربيته وفضل سايق.. دخل طريق الواحات و بعد كده دخل في قلب الصحرا كتير..
وصل للمكان اللي عرفه من دماغ الراجل.. وفعلا ظباط الأمن القومي عندهم حق.. مفيش حاجة نهائي..
صحرا وجبل بس..
نزل من العربية ووقف قصادها ساند علي وشها..
غمض عينيه وطبعاً اول حاجة شافها كانت مشيرة و واقفة مبتسمة..
طاروا مع بعض لحد ما وصلوا الجبل وشافوا اللي محدش عرف يشوفه..
بطن الجبل مجوف من جواه.. قاعة كبيرة جداً أكبر من مساحة الجبل نفسه..
متقسمة ساحات تدريب ومساكن للجنود ومخازن للسلاح.. كل ده تحت الأرض..
بطن الجبل نفسه هو المدخل بس.. و في وحدات مراقبة متطورة.. ومدخل وحيد للساحة اللي تحت الأرض..
اغلب الجنود في الراحة ومنهم اللي نايمين مش صاحي غير اللي عليهم وردية الحراسة..
عاصم ومشيرة رجعوا.. عاصم فتح عينيه وباصص لمشيرة..
عاصم: ايه رأيك في اللي شوفتيه؟
مشيرة: بالقوة اللي شوفتها دي بدات أخاف عليك يا عاصم.
عاصم: (بإستغراب) من ايه؟
مشيرة: لو عرفوا انك لسه عايش ممكن يخليهم كلهم يهجموا عليك.. مع العدد ده هيبقي صعب يا عاصم انك تخرج سليم.
عاصم: (بإبتسامة) انت مش واثقة في قوتي؟
مشيرة: (بإبتسامة) هزعل من سؤالك ده.
عاصم: وانا مستحيل ازعلك.
مشيرة: انا خايفة عليك انك تتعب بعد المجهود اللي بتعمله وخصوصا ان العدد المرة دي كبير.
عاصم: الناس اللي جوه دي عملوا كتير، كانوا سبب في موت ناس كتير، صحيح هما بينفذوا اوامر كبيرهم الملك بتاعهم، بس لو فضلوا عايشين هيكونوا سبب في موت ناس تانية كتير، لازم نكسر دراعهم اللي بيضربوا بيه.
مشيرة: موافقة.
ركب العربية واتحرك بيها لحد ما بقي تحت الجبل.. نزل من العربية تاني و وقف بيبص للجبل..
بعدها بص لمشيرة..
عاصم: جنبي؟
مشيرة: للنهاية.
غمض عاصم عينيه و فضل مغمضهم شوية.. بس المرة دي مش شايف مشيرة وهو مغمض زي كل مرة..
دقيقة كاملة مغمض عينيه.. دقيقة كاملة بيجمع طاقته وتركيزه..
فجأة فتح عينيه وهي بتنور..
لو بنتفرج علي فيلم كارتون.. الوصف اللي ممكن نقوله ان طلع من عاصم زي دايرة طاقة تخبط في الجبل وتعدي منه..
نرجع للواقع.. عاصم فضل واقف وعينيه بتنور بنور أسود.. فضل دقيقتين علي الوضع ده..
لحد ما بدأ ينزف من مناخيره..
مشيرة: كفاية يا عاصم.. وقف.
عاصم مكمل وتقريباً مش سامع مشيرة..
مشيرة: (بتصرخ) كفاية يا عاصم.
بردو عاصم مش سامعها ولا حتي شايفها..
فجأة مشيرة أختفت.. و فجأة مشيرة ظهرت..
بالظبط كده إختفت فجأة و ظهرت فجأة تاني..
بس فرق كبير بين مشيرة اللي اختفت واللي ظهرت تاني..
مشيرة اللي ظهرت هي مشيرة اللي حضورها مختلف.. اللي عاصم شافه مرات قليلة..
الحضور اللي ظهر قصاد نور وكريم وانجي وريهام..
الحضور اللي عاصم مش فاهمه لحد دلوقتي..
مشيرة اتحركت وحطت كف ايدها علي ضهر عاصم من ناحية القلب..
فجأة عاصم عينيه رجعت لطبيعتها.. بص وراه وشاف مشيرة بحضورها الغريب.... واغمي عليه..
ما يعرفش فضل مغمي عليه قد ايه.. هو فتح عينيه لقي نفسه علي سرير صغير في مكتب..
بص في الساعة المتعلقة علي الحائط اللي جنبه لقي الساعة 9 الصبح..
يعني فضل نايم حوالي 6 ساعات..
بس هو جه هنا ازاي؟؟ وهنا اللي هو فين اصلاً؟؟
باب الأوضة بيتفتح وبيدخل المقدم محمد.. رايح ناحية مكتبه ومش واخد باله ان عاصم فاق..
عاصم بيتعدل علي السرير والمقدم محمد بينتبه ليه..
محمد: اخيراً صحيت.. ايه يا عم النوم ده كله.
عاصم: انا جيت هنا ازاي؟
محمد: احنا اللي جبناك، رجالتنا اللي بتراقب المنطقة اللي كنت فيها شافتك وصورتك وبعتت الصور لينا وعرفنا انه انت، بعدها بلغونا انك وقعت علي الارض ومش عارفين يعملوا ايه، العقيد صبري امر انهم يتدخلوا يجيبوك علي هنا.. دا كل اللي حصل، ممكن أفهم بقي ايه اللي خلاك تروح هناك؟
عاصم: كنت عايز اشوف المكان بنفسي، يمكن اشوف حاجة انتوا ما خدتوش بالكم منها.
محمد: ووصلت لحاجة؟
عاصم: لأ.. بس كان في فكرة مجنونة في دماغي معرفتش اتأكد منها.
محمد: (بإهتمام) فكرة ايه؟
عاصم: ليه ما يكونش المعسكر بتاعهم في بطن الجبل نفسه؟
محمد: صورالاقمار الصناعية نفت الاحتمال ده، انا فكرت فيها رغم انها فكرة مجنونة بس اللواء احمد قال ما نستبعدش اي احتمال حتي ولو كانت نسبته 1%، فقولت الاحتمال ده و العقيد صبري بصراحة طلب ساعتها صور القمر الصناعي للجبل، وبشوية حاجات فنية كده مش هشغلك بيها عرفوا ان الجبل مفيش جواه حاجة.
عاصم: مفيش فايدة يعني؟
محمد: معلش.. تتعوض المرة الجاية.. بس قوللي انت اغمي عليك ليه؟ الرجالة قالت انك كنت بتنزف.
عاصم: انا بقالي فترة مش كويس والنزيف ده اتكرر.
محمد: يبقي لازم تروح لدكتور، ولا تحب نعرضك علي الدكاترة بتوعنا.
عاصم: الدكتور عمر الألفي.. اعتقد انك تعرفه؟
محمد: اه اعرفه.
عاصم: دكتور عمر هو اللي بيتابع حالتي الصحية بعد الحادثة اللي حصلت مع ابن هارون.
محمد: تمام، ابقي طمني عليك بس.
عاصم: ماشي، وشكرا علي اللي عملتوه معايا، يا تري اقدر امشي.
محمد: اه مفيش مشكلة، انا هبقي ابلغ العقيد صبري والعقيد سامي بكلامنا ده.
عاصم: شكرا مرة تانية.. بعد اذنك.
قام عاصم عشان يخرج والمقدم محمد طلب عسكري يوصله لعربيته و يخرجه من المبني..
خرج عاصم و رجع الفيلا.. فطر وعمل النسكافيه اللذيذ وبعدها الشلة بدأت توصل ورا بعض..
عند الملك..
في المعتاد الملك بيقابل قائد الجيش بتاعه يومياً يتابع معاه تقارير العمليات وتدريب القوات..
قائد القوات الجديد إتأخر اليوم ده..
طلب حضوره فوراً.. بس كل الاتصالات بالمعسكر مفيش إجابة عليها..
الاتصال بالقائد العام مفيش استجابة..
الاتصال بالقادة الفرعيين مفيش استجابة..
الاتصال بمركز المراقبة والمدخل مفيش استجابة..
عرفوا الملك بالوضع، وعرفوه ان في وحدة استطلاع طلعت للمعسكر تبلغ القائد بالاستدعاء.. لأن في احتمال يكون عندهم مشكلة في الاتصالات..
راحت وحدة للمعسكر وبتحاول تتصل بمركز المراقة عشان يدخلوا بس مفيش رد من جوه..
واقفين قصاد كاميرات المدخل عشان لو اللي جوه مش سامعينهم علي الاقل يشوفوهم.. بس مفيش فايدة.
بلغوا الحرس الملكي اللي بلغ الملك..
الملك حس بالخطر.. في حاجة غلط.. وبالشفرات اللي استلموها فتحوا الباب ودخلوا وهما ناقلين بث حي للملك..
شاف المجموعة المسئولة عن مركز المراقبة قاعدة علي الكراسي قصاد أجهزتها بس زي ما يكون مغمي عليهم..
واحد من الجنود بيعدل واحد من المسئولين عن مركز المراقبة بيحاول يصحيه..
بيلاقي ددمم ناشف علي بوقه ومناخيره وعينيه وودانه..
وبيعرفوا ان كل اللي موجودين كده..
الملك متابع الموقف ومعندوش تفسير..
اتحركت الوحدة ونزلوا للساحة تحت الجبل.. بردو لقوا كل المسئولين عن الحراسة زيهم زي المسئولين عن مركز المراقبة..
اتوزعوا في المكان بيشوفوا اذا كان في حد تاني كده ولا الحراسة والمراقيبن بس.. وفين باقي القوات..
بعد تفتيش المعسكر كله ملقوش حد حي..
اغلب القوات نايمة في سرايرها ميتين بينزفوا من كل مكان في وشوشهم..
كل القوات العادية والقوات الخاصة ماتت.. كلهم.. محدش طلع حي..
الملك كان في قمة غضبه.. ازاي.. ازاي ده حصل..
ازاي يخسر جيشه كله في أقل من 24 ساعة.. امبارح القائد كان عنده بيطمنه علي القوات.. النهارة يلاقيهم ميتين كلهم..
طب إزاي.. كلهم ماتوا من غير طلقة واحدة.. الإنذار مضربش لو كان في هجوم بالغاز السام أو غاز الأعصاب..
أمر كل الوزراء بالحضور، وأمر انهم يبعتوا حراساتهم والمساعدين بتوعهم ومع شوية من قوات الحرس الملكي (اللي للأسف مش بيكونوا في نفس المكان مع القوات العامة و فرق القوات الخاصة) عشان يحرقوا الجثث ويبعتوا مجموعة مختلفة للتشريح عشان يفهم ايه اللي حصل..
امر الوزراء كلهم بمتابعة الموضوع بنفسهم لحد ما يخلص تقرير الفحص.. وأمر كمان قوات الحرس الملكي اللي راحت ترجع للقصر.. وكفاية القوات اللي هناك..
تقرير الفحص ظهر وكل الجثث اللي اتفحصت كعينة كانت عندها نزيف داخلي وأعضاء كتير داخلية متدمرة.. زي القلب والرئة والكبد.. مفيش اثار لأي نوع من الغازات المعروفة.. يبقي السؤال هنا.. ماتوا ازاااااي؟
عند عاصم..
الشلة متجمعه كالعادة.. وببيضحكوا ويهزروا..
عاصم رغم ان كلامه قليل كالمعتاد.. بس باين في عينيه انه فرحان..
طبعاً الضربة اللي ضربها دي هتقلل فرق القوة اللي بين المنظمة و عاصم..
عند الأمن القومي..
الاقمار الصناعية لقطت أثناء متابعتها إشارة كانت لمدة دقيقة و وقفت تاني..
وبعتوا تقرير للعقيد صبري بكره..
العقيد صبري فكر تاني في فكرة المقدم خالد ان الجبل مجوف من جواه..
بس ازاي في المرة الاولي صور الاقمار الصناعية نفت ده وفي المرة التانية كان في اشارة..
يبقي حاجة من الاتنين..
الاحتمال التاني مخيف.. معني كده ان الكيان اللي بيواجهوه عنده التكنولوجيا اللي تقدر تشوشر علي الاقمار الصناعية و عنده الكفاءات اللي تشغل التكنولوجيا دي، و عنده التمويل اللي يخليه يجيب التكنولوجيا دي، دي غير المعلومات اللي عند الجهاز بقدرات الجيش بتاع الكيان ده..
انت بتتكلم علي قدرات دولة صغيرة بتبني نفسها ببطء في الضلمة.. ومحدش حس بيها..
طلب من مدير الجهاز تجهيز عملية، وعشان عارف ان اللي بيواجهة فوق قدرات الأمن المركزي طلب الاستعانة بالجيش..
بعد ساعتين من الرغي و الأخد والرد والاتصالات بين الوزارتين..
تم توجية ضربة جوية للجبل.. بحيث انهم ما يخسروش قوات أرضية.. و ان القوات الجوية هي اللي هتجيب تأكيد أو نفي للموضوع كله..
القوات الجوية طلعت طيارتين من نوع الرافال وضربوا الجبل بعد دقيقة مخزن الذخيرة جوا الجبل انفجر وبعدها بدأت سلسلة انفجارات جوه الجبل..
و ده التأكيد اللي كان محتاجينه عشان يبدأوا يفكروا بشكل تاني مع المنظمة اللي بيواجهوها..
عند الملك..
بعد ما شغل تسلسل التفجير الذاتي واقف بيتفرج علي الانفجارات لحد ما المقر بقي كوم رماد..
أمر بمراجعة تفريغ كاميرات المراقبة اللي حوالين الجبل في أماكن مخفية.. لمدة 24 سابقة من لحظة التفجير..
وراجعوا التسجيلات كلها ومفيش أي حاجة..
لحد ما جات اللقطة اللي شافوا عربية واقفة بعيد شوية و قصادها حد واقف بس المسافة بعيد..
بعدها بشوية العربية بتقرب جدا والسواق بينزل منها يقف قصادها..
وبعد كده يشوفوه كأنه بيكلم حد جنبه.. بس هما مش شايفين حد جنبه..
بعد كده بيشوفوه بيغمض عينيه لمدة دقايق وبعدها بيغمي عليه..
بعدها بيظهر شوية رجالة لابسين بدو بياخدوا عاصم والعربية ويمشوا..
ظبطوا الفيديو وعرضوه علي الملك اللي اتفرج عليه والوزراء بتوعه جنبه..
الملك اتفاجئ بعاصم.. هو كان شاف صور ليه في التقارير السابقة عنه..
الوزير بتاعنا كان متفاجئ أكتر من الملك.. وعرف ان وقته في الدنيا خلاص بيخلص..
الملك بيبص للوزير بغضب..
الملك: انت كنت عارف؟
الوزير: مستحيل جلالتك اكون عارف و اخبي عليك.. الموت اهون من كده.
الملك: لازم اعرف كان بيعمل ايه هناك؟ وصل هناك ازاي؟ حياتك قصاد المعلومات دي يا وزير، المعلومات دي و رأسه، فاهم يا وزير؟
الوزير: فاهم جلالتك.
في الصعيد..
سليمان الشواتفي اتعلم من الغلطة اللي عملها سعد السباعي..
حط ابنه من بعده كبير للعائلة، و لو ابنه مات يبقي اخو سليمان كبير العائلة..
جمع اراضي العائلة كلها وبيوتها بإسمه، وتتنقل بعد ما يموت للكبير اللي بعده..
كل بيت في العائلة بيدرب عياله علي السلاح و بيتخزن في البيت سلاح وذخيرة كتير..
مش عايز يحصل في عائلته اللي حصل في عائلة السباعي، وعائلة الجيوشي من قبلهم..
نرجع لعاصم..
ايام عادية عدت مفيش اي جديد..
ريهام عرفت تجيب اتنين ستات يشتغلوا في البيت عند عاصم، او والدتها اللي عملت كده، بس مش بيباتوا بيمشوا علي الساعة 10..
مكتب عاصم بقي فيه سلم مخفي ينزل علي اوضة الجراج.. اللي بقت غرفة محصنة بالكامل..
اتصالاته باللواء احمد والمأمور فكري كانت مستمرة.. وعرف اللي حصل في الجبل من القوات الجوية..
خلصت الدراسة ودخلوا اجازة اخر السنة..
علاقة يوسف بنور منتظمة.. مش بتطور لكن منتظمة..
كريم و انجي حبهم لبعض بيزيد يوم عن يوم..
ريهام زي ما هي بس خدت قرار نهائي انها تقطع كل علاقتها بالبنات..
انجي وريهام بيحاولوا ينجحوا علاقة نور ويوسف على قد ما يقدروا.. احيانا بتسمع كلامهم، واوقات كتير بترمي كلامهم في البحر..
في مبني الأمن القومي..
العقيد صبري والعقيد سامي والمقدم محمد في اجتماع..
صبري: حد عنده تفسير للي حصل؟
سامي: انا مش داخل دماغي كلام عاصم، يعني ايه رايح يشوف بنفسه يمكن ياخد باله من حاجة احنا ما شوفنهاش؟
صبري: مش دي بس، تفسر بإيه الراجل اللي مش عايز ينطق تحت ده، رغم ان اتكلم فعلا لما كنا عند عاصم في البيت؟
سامي: والجبل اللي انفجر بعد الضربة الجوية، القوات الجوية أكدت ان الضربة بتاعتها مش ده هيكون تأثيرها، رجالتنا لسه مخلصتش رفع الانقاض، تفسيري انهم حسوا انهم اتكشفوا فدمروا المكان عشان ما نعرفش نوصل ليه.
صبري: شاكك في ايه يا سامي؟
سامي: في لعبة اتعملت، حاسس ان عاصم علي اتصال بالكيان ده وكل اللي بيحصل لعبه بينهم.
محمد: صعب حضرتك، احنا اللي حصل في الهجوم الاول والتاني و..
سامي: احنا ما شوفناش حاجة يا محمد، احنا شوفنا الاثار بس، مفيش كاميرا جابت اللي حصل، شوشروا علي كل الكاميرات قبل الهجوم.
صبري: احنا مش هنهمل اي احتمال، حتي احتمال ان عاصم مش برئ وانه عضو في المنظمة دي وكل اللي بيحصل تمثيلية بينهم عشان هدف احنا لسه مش فاهمينه، يبقي عاصم يفضل تحت عينينا لحد ما نفهم.. دي مهمتك يا محمد.
محمد: تمام يا فندم.
صبري: سامي عايز تقرير كل ساعة عن الوضع عند الجبل.
سامي: تمام يا فندم.
صبري: تقدروا تتفضلوا.
قام سامي ومحمد يشوفوا هيعملوا ايه..
في الصعيد..
رغم ان الاجواء تحس انها هادية بس هي غير كده خالص..
زي ما قولنا سليمان بيجهز نفسه والعائلة كلها وبيدرب كل شباب العائلة علي السلاح بإحتراف مش مجرد ضرب نار..
بيعمل جيش صغير..
جعفر معندوش خبر بالموضوع ده.. علي الرغم من ذكاءه بس سليمان عارف يخبي الموضوع ده..
واللي ظاهر ولاءه لجعفر وانه بينفذ تعليمات شغله..
جعفر بيعيد حساباته ناحية سليمان وانها كانت خطوة غلط انه خلاه يمسك مكانه (شغله مع الباشا قبل ما يبقي الطابية)..
بس طالما الوضع مستقر مش هياخد خطوة ضد سليمان دلوقتي..
دا غير ان نقل من الصعيد ونزل القاهرة واستقر هناك عشان الشغل..
جعفر مش عنده اولاد.. كل خلفته بنات متجوزين.. ملوش وريث..
هو معندوش شهوة النسوان او الخمور او المخدرات..
هو شهوته الفلوس والسلطة.. ويمكن السلطة اكتر من الفلوس..
نقل في قصر علي طريق مصر الاسماعيلية الصحراوي..
عند الملك..
الملك عين قائد للجيش من جديد واحد من صفوة الحرس الملكي، وبيأمرة يكون وحدات جديدة و يدربها.. وتكون جاهزة في أسرع وقت ممكن..
و لحد ما تعدي فترة التدريب هيسحب وحدة من كل فرع للمنظمة من كل الدول اللي المنظمة متواجده فيها..
ولما يخلص تكوين الجيش في مصر الوحدات دي ترجع مكانها تاني..
مكان التدريب الجديد قاعة نسخة طبق الاصل من المكان اللي اتدمر مع تفجير الجبل..
بس مش في الواحات.. في المنصورية تحت مزرعة هناك..
الحراسة اتضاعفت.. بناء علي اوامر الوزير.. مش لجعفر بس (الطابية) لأ.. وللفيل والحصان بتوعه..
زود الحراسة عليهم من حرسه الشخصي.. وهو اتمركز في القصر الملكي تحت حماية الحرس الملكي وبيدير شغله من هناك..
عند هارون..
هارون مش ناسي اللي حصل من عاصم بس كل ما يفكر في مصيبة جديدة لعاصم يفتكر كلمته في فرح كريم وانجي ونور ويوسف.. يا ريت ما نتقابلش تاني ولو صدفة..
ورغم محاولاته لتسخين المحقق عليه في كل مرة تحصل مشكلة مع عاصم بس مفيش فايدة..
مفيش حاجة جامدة يمسكها عليه..
وانه يلبسه قضية مخدرات تانية مش حاجة سهلة.. دا غير ان العين بقت عليه من ساعتها..
ففكر انه يهدي اللعب شوية لحد ما يلاقي فرصة يخلص فيها من عاصم..
بعد ما خلصت السنة التانية من الدراسة..
كريم وريهام كل واحد نزل الشغل في مجموعة والده.. صحيح مش مجال دراسته بس كل واحد ليه أسبابه..
كريم عشان يبين لإنجي انه قد المسئولية ومش هيعتمد علي والده و انه جدير بيها..
ريهام عشان تشغل دماغها عن التفكير في البنات..
تجمعهم بقي بعد خروج كريم و ريهام من الشغل..
عاصم طلب من نور ان وجودها عنده يكون مع الشلة عشان متبقاش عنده لوحدها.. لأن انجي مش هتروح لعاصم غير مع كريم..
نور اتضايقت بس مش هتعرف تقول لعاصم لأ..
علي كان بيزور عاصم مرة في الاسبوع يوم الخميس ويبات عنده ويرجع الجمعة بالليل اسكندرية..
الشلة بقت تعتبر علي اخوهم السادس..
بيخرجوا مع بعض كلهم و اوقات يوسف بيكون معاهم..
شهور الاجازة كانت هادية وطبيعية..
عاصم تحت مراقبة الأمن القومي والمنظمة.. بس مفيش جديد من أي جهة..
جعفر مش هنقول انه نسي عاصم.. بس هو مركز في دنيته الجديدة مع المنظمة..
سليمان بيأمن وضعه في الصعيد.. عشان عاصم وجعفر مع بعض.. الاتنين بالنسبة ليه خطر زي بعض..
عدت اجازة اخر السنة ودخلوا تالتة.. علي و ليل في خامسة طب دلوقتي..
ايام عادية وهادية.. بس يا تري هتفضل كده ولا ده الهدوء اللي قبل العاصفة..
يتبع،،،
*******************************************************************
الجزء السادس والأخير..
يوسف و نور قاعدين في كافيه بيتكلموا مع بعض لوحدهم..
كريم و انجي وريهام عند عاصم في البيت بعد المحاضرات..
عاصم قال هيستناهم في البيت عشان ياخدوا مساحة من الوقت أكتر مع بعض..
كريم: انا قلقان من تعامل نور مع يوسف.
انجي: انت قولت اللي انا بفكر فيه.
ريهام: انا حذرت نور كذا مرة انها لازم تهتم بيوسف اكتر من كده، هو اصلا مش موجود معاها علي طول عشان شغله، يبقي علي الأقل في الفترة اللي موجود فيها تركز معاه.
عاصم ساكت بيتابع كلامهم وبيفكر في نفس الوقت..
انجي: في اوقات بحس ان نور انبهرت بس بيوسف، البدلة و ظابط و وسيم و معجب بيها، فانبهرت بيه وافتكرت ان ده حب، خايفة تكون في حالة انبهار بس و تخلص.. ساعتها الواقع هيبقي مؤلم.
كريم: لو حالة انبهار و اعجاب بس يبقي لازم تفوق دلوقتي، لانهم لو اتجوزوا واكتشفت بعد كده انه مش حب هتبقي كارثة.
ريهام: احنا جنبها في كل خطوة وهنساعدها في أي قرار تاخده وننصحها قبل التنفيذ، بس لو أخدت قرار مش هينفع نمنعها، لأن دي حياتها بردو يا جماعة ولازم تاخد قراراتها بنفسها.
عند نور ويوسف..
اوقات كتير نور كانت بتسرح في مشيرة ويوسف بيكلمها.. بس بترجع تركز بسرعة..
هي بتسرح بتحاول تحس مشيرة واقفة فين.. مش حاجة تاني..
عينيها بتتحرك حواليها كأنها بتدور علي حد أو مستنية حد..
يوسف لاحظ حركة عينيها.. افتكر انها بتدور علي عاصم أو مستنية ظهوره..
يوسف: انتي بتدوري علي حد يا نور؟
نور: (بتوتر) لأ أبداً.. حد زي مين؟
يوسف: عاصم مثلاً؟
نور: (بإستغراب حقيقي) و إيه اللي هيجيب عاصم، ما انت عارف انه مستنينا في الفيلا لما نخلص قعدتنا.
يوسف: طب ليه عينيكي مش معايا؟ ليه حاسس انها بتدور علي حد؟
نور: انا مش بدور علي حد يا يوسف، انا بس كنت بفكر في حاجة.
يوسف: و ده اللي بيضايقني يا نور، انا مش بشوفك كتير و في الوقت القليل اللي بكون فيه معاكي مش بتكوني معايا.
نور: انا آسفة، بس فعلا مش عن قصد.
يوسف اتضايق فعلاً بس خبي ده.. و قام هو نور عشان يروحوا للشلة..
نور كانت فرحانة بتلقائية انها هتتجمع مع الشلة وممكن نقول انها فرحانة عشان هتكون مع مشيرة وهتحس بيها..
بان علي وشها ابتسامة مش مقصودة.. بتلقائية منها..
المشكلة ان يوسف فهمها غلط وافتكر انها فرحانة ان القعدة خلصت.. و ده ضايقة أكتر كمان..
و هي راكبة جنب يوسف جالها اتصال.. الحاجة فاطمة..
نور: وحشتيني وحشتيني وحشتيني اوي يا ماما. (يوسف سامع ومستغرب الكلام)
فاطمة: انا لو وحشتك كنتي اتصلتي.. ما اتصلتيش ليه يا بت زي كل يوم، ريهام وانجي كلموني النهاردة وانتي لأ.
نور: معلش يا ماما كنت مع يوسف ومعرفتش اتصل بيكي.
يوسف بيشاور لها تفتح الاسبيكر.. نور اتضايقت جداً.. بس فتحت الاسبيكر عشان يهدي..
فاطمة: مهما كنتي مع مين تكلميني يا بت تطمنيني عليكي. (فاطمة بتقولها بهزار وبتلقائية أُم)
يوسف: (بعصبية وصوت عالي عشان فاطمة تسمعه) و حضرتك مين عشان تسيبني وتكلمك؟
نور: يوسف.. عيب دي ماما فاطمة.
يوسف: (بعصبية) ومين الليدي فاطمة؟
فاطمة: بالهداوة يا ولدي.. مفيش داعي للعصبية دي، نور دي زي بنتي وبطمن عليها، حقك عليا يا ولدي لو ضايقتك.
نور: (بعصبية) انت ما غلطتيش عشان تعتذري يا ماما، يوسف اللي غلط ولازم يعتذر.
يوسف: (بزعيق) اعتذر لمين.. انت اتجننتي.
نور: (صوتها بيعلي) لو سمحت اتكلم كويس.
فاطمة: اهدي يا بنتي مش كده، معلش يا ولدي حقك عليا انا.
نور: ما تعتذريش يا ماما.
فاطمة: انا هقفل يا نور وهكلمك بعدين، خليكي مع خطيبك.
نور: استني يا ماما...
بس فاطمة قفلت وكانت بتعيط..
نور: (بصوت عالي) انت ايه اللي عملته ده؟
يوسف: (بغضب) وطي صوتك يا نور و انتي بتتكلمي معايا.
نور: (لسه صوتها عالي) انت غلطت و لازم تعتذر.
يوسف: انا مغلطتش في حد يا نور.. و وطي صوتك.
كانوا بيدخلوا جنينة فيلا عاصم..
نور قبل ما العربية تقف بالكامل كانت فتحت الباب و بتنزل..
يوسف شد فرامل اليد و نزل وراها و بينادي عليها بصوت عالي، لدرجة ان اللي جوه سمعوه وقاموا يشوفوا في ايه بيحصل بره..
نور بتمد بسرعة عشان تدخل الفيلا و مش بترد علي يوسف..
يوسف لحقها و مسكها من دراعها قبل سلالم الفيلا.. و بيعدلها ناحيته..
كان ماسك دراعها جامد لدرجة ان ساب علامات علي دراعها.. و نور بتتوجع جامد..
نور: اه.. سيب ايدي يا يوسف.
يوسف: (بغضب) انا بنادي عليكي.. يبقي تقفي وتسمعيني.. فاهمة؟
نور: سيب ايدي.
يوسف: (بغضب) انا بسأل سؤال.. فهمتي؟
اول واحدة خرجت من الفيلا كانت ريهام.. شافت المنظر جريت علي نور و بتحاول تشدها من ايد يوسف..
ريهام: يوسف انت اتجننت.. سيب نور.. سيبها بقولك.
يوسف: ابعدي يا ريهام ما تتدخليش انتي.
كريم: مش كده يا يوسف، عيب كده.
يوسف: خليك في حالك يا كريم.
كريم: (بزعيق) دا اختي يا يوسف، يعني ايه اخليني في حالي؟
انجي كانت خرجت وراهم و بتفكر بسرعة تهدي الموقف ده ازاي.. بتبص علي عاصم مش شايفاه معاهم.. رجعت الفيلا تاني..
اول ما دخلت من الباب كان في وشها لدرجة انها كانت هتخبط فيه.. رجعت خطوة ولسه هتتكلم شافت عينيه بتسود..
عينيه رعبتها لأول مرة بالشكل ده.. لدرجة انها حطت ايدها علي بوقها تمنع صرخة كانت هتفلت منها.. ومرعوبة من منظر عينيه..
هي شافت سواد عينيه كتير قبل كده.. بس المرة دي اترعبت..
عاصم اتحرك ناحية الباب.. انجي جات علي جنب بتوسع من قصاده.. بيخرج بره و مشيرة جنبه و ملامحها غضبانة عشان نور..
عاصم ما اتكلمش.. هما حسوا ان الجو بيتقل حواليهم.. في ضغط بيحصل..
كلهم بصوا لعاصم.. و انجي خارجة وراه..
يوسف اترعش.. و نور شدت دراعها منه و جريت علي عاصم حضنته كأنها بتستخبي في حضنه..
يوسف رغم الخوف اللي حاسس بيه بس غضبه غلب خوفه..
يوسف: انت السبب في كل ده، طول الوقت وانا حاسس انها ميالة ليك بس بكدب نفسي، حاسس ان في حاجة بينكم، و الدليل اهو.
ريهام: احترم نفسك يا بني ادم.. انت بتخرف بتقول ايه.
يوسف: (بيبص لريهام بغضب) صحيح ما انتوا شلة واحدة، اكيد مقضينها كلكم مع بعض والدنيا درمغة بينكم.
كريم: انت يا حيوان اتكلم بأدب. (وبيزق يوسف في صدره)..
يوسف رجع لورا خطوة وبيرجع بالبوكس علي وش كريم..
قبل ما يوصل كان عاصم مسك ايد يوسف..
يوسف بيحاول يسحب ايده من ايد عاصم مش عارف.. فبيحاول يضرب بالإيد التانية.. عاصم مسك ايده التانية..
قبضة عاصم كانت بتعصر ايد يوسف وسابت علامات زرقه عليها بعد كده..
عاصم: هحاسبك علي كل حرف قولته، وهتندم علي كل اللي عملته.. امشي يا يوسف ومش عايز اشوف وشك تاني هنا.. فاهم؟
يوسف بيحاول يشد ايد من قبضة عاصم.. وعاصم بيضغط علي ايد يوسف أكتر..
عاصم: (بصوت مميت) انا بسأل سؤال.. فهمت؟
يوسف: فهمت. (مقدرش يعمل حاجة غير كده)
عاصم: امشي.. واستني حسابي معاك.
يوسف ركب عربيته ومشي..
عاصم غمض عينيه و رجع يهدي..
لف وبص ليهم وكلهم كانوا متوترين.. مش من عاصم.. من تسارع الاحداث اللي حصل..
عاصم: ادخلوا جوا يلا.. انا هتصرف في الموضوع ده.
نور: عاصم انا عايزة اروح اسكندرية دلوقتي.
كلهم استغربوا..
كريم: تروحي ليه يا نور دلوقتي؟
نور: يوسف قل ادبه علي ماما فاطمة ولازم اطمن عليها، مش هينفع بالفون لازم اشوفها بنفسي.
كريم: غبي.
ريهام: يخرب بيت عصبيته.
انجي: لازم نحل المشكلة دي بسرعة، وقبل ما توصل لعمو خالد يا عاصم، اللي حصل هنا لازم يفضل في حدود هنا ما يخرجش برة بأي شكل.
عاصم: صح يا انجي.. و ده اللي هيحصل.. يلا بينا علي اسكندرية الاول، وبعدها هتصرف مع يوسف.
ركبوا عربية عاصم و نور شبطت تركب جنبه، المفروض كريم وتبقي البنات ورا، بس هي أصرت..
طلعوا علي اسكندرية.. وصلوا علي الساعة 5..
عاصم ما راحش المدافن زي ما بيعمل اول ما ينزل اسكندرية.. طلع علي بيت الحاج صالح..
عند الملك..
في اجتماع مع الوزير الأول..
بيتناقشوا في تقارير اوضاع المنظمة وشغلها..
الملك راضي عن أداء رجالته بس مش بيظهر ده عشان يطلعوا شغل أعلي..
الوزير في عينيه سؤال بس مش قادر يسأل..
الملك ملاحظ ده و مطنش..
الاجتماع قرب يخلص والوزير هيموت ويسأل..
الملك: ما تشغلش دماغك بالتفكير في الموضوع ده يا وزيرنا الاول.
الوزير: انا اسف جلالتك.. بس حضرتك ما قولتش اي اوامر بخصوص الموضوع ده.
الملك: عشان كل مرة بتفشلوا يا وزير.. الفشل اللي فات مات فيه قائد الجيش، ولو فشلتوا تاني هتموت، وانا مش عايزك تموت دلوقتي.
الوزير: انا اسف جلالتك.
الملك: ما تقلقش يا وزير.. انا هتصرف في الموضوع ده.
الوزير اتصدم.. الملك هيتصرف بنفسه.. كده في حرب هتقوم..
الملك سابه.. و كده الاجتماع انتهي..
الملك طلب قائد الحرس الملكي.. أمره بشوية حاجات و سابه و مشي..
عند الحاجة فاطمة..
بعد ما قفلت مع نور..
فاطمة فضلت تعيط وزعلانة انها عملت مشكلة لنور مع خطيبها.. فات ساعتين وهي علي الحال ده..
صالح جه من بره وشافها كده اتخض عليها..
صالح: مالك يا فاطمة حصل ايه؟
فاطمة: نور اتخانقت مع خطيبها بسببي يا حاج.
صالح: (مش فاهم) وتتخانق مع خطيبها بسببك ليه؟ وخطيبها يعرفك منين اصلا؟
فاطمة: كنت بكلمها وبهزر معاها و معرفش خطيبها سمعني ازاي وانا بقولها تكلميني حتي لو مع مين، فضل يزعق وكنت..
صالح: (بيقاطعها بغضب) بيزعق لمين يا فاطمة؟
فاطمة: (بتكدب) ما زعقش ما زعقش.. هو اتعصب علي نور.
صالح ساكت وباصص في عينيها..
فاطمة: انا خايفة عليها يا حاج.. انت عارف انها مش حمل عصبية.
صالح: انا هكلم عاصم اشوف الموضوع ده.
فاطمة: بلاش عاصم يا حاج.. عاصم ممكن يزعل عشاني انا ونور وتحصل مشكلة. (متعرفش ان الدنيا باظت أصلاً)
صالح: هكلم كريم او ريهام.. هكلم ريهام هي قريبة منها أكتر.
بيتصل بريهام وريهام مش بترد.. دقايق وسمع جرس الباب بيرن.. والخدامة بتفتح الباب..
بعدها شاف نور جاية تجري و وراها ريهام داخلين علي فاطمة علي طول و بيقعدوا جنبها وبيحضنوها..
فاطمة اول ما شافتهم رجعت تعيط.. بس هي بتعيط فرحانة بيهم..
دخل وراهم كريم و انجي.. و بيسلموا علي الحاج صالح، و بعدها انجي راحت حضنت راس الحاجة فاطمة وباستها..
ونزلت علي ركبتها قصادها.. والاربعة بيدمعوا..
عاصم دخل سلم و وقف جنب الحاج صالح وكريم..
نور: انا اسفة يا ماما حقك عليا.. ما تزعليش.
فاطمة: حقك عليا انا يا بنتي.
و بتطبطب علي دراع نور و نور اتوجعت..
فاطمة: مالك يا بنيتي فيكي ايه؟
نور بتشد كم الشيرت اللي لبساه وبتشوف درعاها و علامات صوابع يوسف معلمة بالازرق علي دراع نور..
صالح فاطمة و انجي و ريهام اتخضوا من المنظر..
كريم اتضايق جدا و شالها في نفسه من يوسف..
عاصم بيبص لمشيرة اللي دموعها نازلة علي حالة نور.. و بيمسك نفسه بصعوبة عشان ما ياخدش اجراء متسرع ضد يوسف يدمره فيه..
فاطمة: تعالي معايا يا نور فوق.. تعالوا يا بنات.
طلعوا فوق و فاطمة بتدهن بكريمات دراع نور وبيطمنوا عليها وبيفهموا منها اللي حصل من أوله..
عند عاصم تحت..
صالح: ايه اللي حصل يا عاصم؟
عاصم: صدقني مش عارف اللي حصل بالظبط. بس اطمن علي نور وبعدها هرد علي اللي حصل.
صالح: انت ما تتدخلش في الموضوع ده نهائي.
عاصم بيبص لصالح بإستغراب وبيبدأ يتعصب..
عاصم: يعني يمد ايده علي اختي واسكت.
صالح: انت عارف من الاول انه بيغير عليها منك.
كريم: عمي صالح عنده حق يا عاصم، الكلمة اللي اتقالت هناك لوحدها مشكلة، صحيح محدش هيصدقها بس هتعمل شوشرة ملهاش لازمة.
صالح: كلمة ايه يا كريم؟
كريم: (بيبص لعاصم كأنه بياخد رأية و بيرجع يبص للحاج صالح) اننا مقضينها مع بعض و الدنيا درمغة.
صالح: (باين علي وشه انه اتضايق) كده هتحصل مشكلة.
كريم: انا قولت كده بردو.
فاطمة نزلت من فوق و معاها البنات و حالتهم كلهم بقت احسن.. شوية..
ريهام كانت بتتشقلب فوق عشان تضحكهم و تخرجهم من المود..
صالح: بقيتي كويسة يا نور؟
نور: (بإبتسامة الطفلة الجميلة) اه يا عمو.
صالح: و انتي يا حاجة؟
فاطمة: انا بخير طول ما هما بخير و شايفاهم كويسين يا حاج.
صالح: هتعملوا ايه دلوقتي في اللي حصل؟
نور: انا مش هكمل.
كلهم بيحاولوا يرجعوها عن قراراها و عاصم و كريم ساكتين..
صالح كمان ساكت و بيبص لعاصم..
مشيرة ما اتدخلتش في الموضوع عشان متضايقة.. قرارها مش هيبقي محايد..
صالح: أياً كان قرارك يا بنتي لازم ما يتاخدش دلوقتي، انتي دلوقتي غضبانة و قرارك هيكون من غضبك بس، لما تهدي و تقعدي تفكري مع نفسك تاني ممكن حساباتك تتغير.
نور: لا يا عمو انا هادية جداً دلوقتي، انا مش هينفع اكمل في العلاقة دي، هو مش عايز يفهمني ومش عارف يتعامل معايا.. انا مش طالبة منه أكتر من انه يفهمني، و هو مش عايز يستوعب كده، و بيتعامل معايا كأني عسكري عنده، و انه يمد ايده عليا.. دي تهد اي حاجة بيننا، و اول ما ارجع البيت هبلغ بابا بكده و ننهي الموضوع ده.
انجي: بالعقل يا نور من غير استعجال في القرارات، ممكن تأجلي القرار ده شوية لحد ما نقعد مع يوسف تاني، (بتبص لعاصم) ما تقول حاجة يا عاصم.. خليها ترجع عن تفكيرها ده..
كلهم بصوا لعاصم بس عاصم سكت ما ردش..
فاطمة و نور و ريهام فهموا ان عاصم موافقها.. و انجي كمان فهمت كده..
انجي: ما ينفعش توافقها علي كده يا عاصم.
كريم: انا موافق نور علي قرارها.
انجي: (إتفاجئت) انت بتقول ايه يا كريم.
كريم: افرضي يا انجي ان حصل خلاف بيني وبينك، لا قدر **** يعني، و وسط الخلاف ده مديت ايدي عليكي.. موقفك هيبقي ايه؟
انجي سكتت وبتفكر في رد عاقل ما يسخنش الوضع أكتر.. بس مش عارفة..
هي متأكدة ان الموقف غلط.. وتصرف يوسف مهما كان سبب المشكلة غلط بردو..
كريم ما استناش عليها تفكر كتير..
كريم: مفيش داعي للتفكير يا انجي، انا فاهمك.. انتي مش عايزة تردي رد يسخن نور أكتر.. انا عارف.
انجي بتبتسم عشان كريم فاهم طريقة تفكيرها..
كريم: بس مفيش اي سبب مهما كان يخليني امد ايدي عليكي الا لو بتخونيني، و حتي دي مش همد ايدي عليكي.. مش ههين نفسي، اي مشكلة تانية تحت دي تتحل بالنقاش والكلام.. مش بمد الإيد والضرب.
كريم بيبص للحاج صالح..
كريم: حاج صالح.. انت متجوز طنط فاطمة من سنين طويلة.. صح؟
صالح: 40 سنة يابني.
كريم: أكيد قابلتك مشاكل حصلت بينك و بين الحاجة.. صح؟
صالح: مفيش بيت بيخلي من المشاكل يابني.. دي سنة الحياة.
كريم: هل في مرة مهما كان الخلاف بينكم و انت متأكد ان الحاجة اللي غلطانة مديت ايدك عليها؟
فاطمة: (ردت بسرعة) و**** عمره يابني ما عملها.. مهما كانت المصيبة اللي عملاها.. عمره ما فكر يمد ايده عليا.
كريم: **** دايما.. (بيبص للكل) اللي حصل مؤشر لينا ان يوسف لما بيتعصب مش بيقدر يسيطر علي اعصابة و مش بيميز مين اللي حواليه و بيتعامل ازاي، غضبه بيسوقه، و بيبقي اسهل حاجة عنده انه يستعمل القوة، المشكلة انه بيتعامل مع نور، عارفين لو كان خاطب ريهام مثلا او انجي مكانش هيحصل ده أبداً، وقبل ما تستغربوا هوضح انا اقصد ايه، انجي كلنا عارفين انها الأذكي بعد عاصم وانا بعترف انها أذكي مني و مش زعلان من كده انا فخور بيها، اما ريهام فإحنا عارفين انها متدردحة.. و انا اسف في اللفظ.. متدردحة عن نور بتعرف تتصرف وعندها سرعة تصرف أكبر من نور، نور كلنا عارفين انها رقيقة و بنتعامل معاها كطفلة.. مقصدش انك عبيطة (نور بتكشر بطفولة بس فاهمة) لأ انت روحك روح **** بتتعاملي ببراءة، و عاصم زمان نبهك لكده في اول تعارف لينا معاه، و قال لك معانا اتعاملي براحتك محدش هيفهمك غلط، انما مع غيرنا لأ.
نور: وانا مش هغير طبيعتي عشان خاطر حد، هو عايزني زي ما انا تمام، غير كده يبقي لأ.
كريم: وانا موافقك المرة دي يا نور، انا كمان شايف ان الخطوبة دي ما تنفعش تكمل.
ريهام: و انا كمان بعد اللي عمله انا مش هآمن عليها معاه.
انجي: علي الرغم من اني مش عايزة نوصل للنهاية دي، بس كلامك كله منطقي يا كريم، غلبتني المرة دي، انا كمان موافقة علي قرار نور.
كريم: حبيبتي انا ما غلبتكيش ولا حاجة، بس انت نفسك كنتي بتفكري في نفس الوقت بنفس الطريقة اللي قولت بيها كلامي.. صح ولا غلط؟
انجي: (بإبتسامة كلها حب) صح.
ريهام و نور: لمون وطقم كمنجات..
كلهم بيضحكوا.. وانجي اتكسفت..
فاطمة: بس يا عيال يا رخمة كسفتوا البت، تعالي يا إنجي في حضني.. (راحت انجي حضنتها) **** يكملك بعقلك ويهدي سرك يا حبيبتي.
كلهم: آمين.
كريم: طالما خدنا القرار، دلوقتي نتفق بقي هيتنفذ ازاي.
دخل عليهم علي..
علي: يا مرحب يا مرحب.. طب كان حد اتصل بيا يعرفني انكم هنا.
فاطمة: اقعد ما تعملش دوشة.
علي: حاضر يا حاجة.
بيسلم عليهم وبيقعد.. بيبص ليهم شوية.. و فهم انه قطع كلام داير..
علي: مش بعادة يعني تيجوا كده من غير ما تعرفوني، كريم كان بيتصل بيا لو عاصم مش هيعرف، من الاخر كده في حوار.. عملتوا ايييييه؟
بيبصوا لنور نحكي ولا لأ..
ريهام: علي أخونا و لازم يعرف هو كمان.
علي: (بقلق) في ايه فهموني.. (لما لقاهم بيبصوا لنور) حصل ايه يا نور؟
نور: انا مش قادرة يا علي احكي (بتبص لريهام) احكي انت يا ريهام.
ريهام بتحكي لعلي اللي حصل كله لحد اخر كلام قاله كريم..
علي: و أنا كمان موافق نور علي قراراها.. يوسف مش ينفع نآمن علي نور معاه، لسه علي البر وبيعمل كده طب لما يتقفل عليهم باب هيعمل فيها ايه، كده يبقي مش فاضل غير رأي الحاج والحاجة وعاصم.. صح؟
كرم: صح.
علي: ايه رأيك يا حاجة؟
فاطمة: المرة اللي فاتت لما اتعصب عليها عند مشيرة، قولتلها ياخدوا فرصة الاتنين ولو حصل حاجة انا اللي هوقف الجوزاة دي.
علي: يعني انتي موافقة يا حاجة؟
فاطمة: ايوه انا اخاف عليها منه.
صالح: بس انا مش موافق يا ولاد.
انجي: (بإستغراب.. وكلهم مستغربين) ازاي يا عمو.. بعد كل اللي قولناه ده.
صالح: انا ما قولتش ان اللي عمله يوسف صح، انا بقول انا مش موافق علي انها تنهي الخطوبة دلوقتي، هي لسه غضبانة وانتوا كمان كلكم زعلانين عشانها، قراركم دلوقتي غلط.. لازم تاخد وقت تفكر تاني، مش هينفع القرار ساعة عصبية.
نور: بس انا مش متعصبة يا عمو، انا دلوقتي اهدي بكتير عشان في وسطكم، انا ما أخدتش القرار غير هنا.. انا لو كنت اتسرعت و أخدت قرار ساعة عصبية كنت رجعت البيت كلمت بابا وماما و عرفتهم ان الموضوع انتهي.
صالح سكت شوية.. وكلهم مستنين رده..
صالح: رغم ان يعز عليا ان بنتي تفسخ خطوبتها.. بس فعلا هو ما ينفعهاش.. وانا زي أي أب مش هجبرك علي واحد مهما كنت شايفه مناسب، فما بالك بقي بواحد زي ده.
علي: يعني انت موافق يا حاج؟
صالح: (بزعل) موافق.
كريم: يبقي نرجع للنقطة اللي كنا وقفنا عنده لما دخل علي.. هننفذ ده ازاي؟
ريهام: و هي دي عايزة خطة، هتبلغ عمو خالد انها مش عايزة تكمل و هو هيبلغه ان كل شئ قسمة و نصيب.
علي: ولو عاد الكلمة اللي قالها عند عاصم يبقي ايه الحال؟
ريهام: تقصد ايه؟
علي: اقصد موقف ابوها ايه و هو بيسمع عن بنته كلام وحش من خطيبها عليها هي اصحابها، وانهم.. انا اسف في اللي هقوله.. مع بعض يعني.. فاهمين انا اقصد ايه؟ مش عايز اعيد الكلمة بتاعته.
انجي: فاهمين يا علي.. و ده اللي قالقني، رد الفعل اللي هيحصل من عمو خالد مش هيكون بسيط، و خلينا نتكلم بصراحة، هو مش عاجبة اصلا تعلق نور بيك يا عاصم، و فرح جدا انها اتخطبت عشان تبقي بعيد عنك.
نور: انتي بتقولي ايه يا انجي.
ريهام: بتقول الحقيقة يا نور، كلنا عارفين كده حتي عاصم.
كريم: مش هنتكلم في النقطة دي دلوقتي، نأجلها لما الوضع اللي احنا فيه يخلص.
نور: (بعصبية) لأ انا عايزة افهم.
صالح: اسمعي كلامي انا يا نور، نركز في المشكلة دي الأول وبعدها انا كمان عايز افهم الكلام ده.
نور: لما ارجع البيت هقول لبابا وماما اني مش هقدر أكمل مع يوسف، وهخلي بابا يتفق معاه يرجع الشبكة والهدايا بتاعته، مفيش اي حاجة تاني غير كده، بابا مستحيل يصدق اي حاجة هيقولها يوسف، و خصوصاً لما يعرف ان مد ايده عليا، ده مش بعيد يموته.
صالح بيبص لعاصم اللي كان ساكت طول الوقت ده و ملامحه ثابته و مفيش فيها اي انفعالات خالص و مشيرة جنبه قاعدة علي مسند كرسيه ساكتة بردو مفيش اي رد فعل منها..
صالح: انت ما تتدخلش في الموضوع ده يا عاصم، كريم اللي هيتكلم وانت ما تظهرش في الموضوع ده.
عاصم: (بهدوء غريب) تمام يا حاج.
كلهم استغربوا هدوء عاصم.. بس ما علقوش..
كريم: طب احنا لازم نرجع عشان نلحق نبلغ عمو خالد قبل يوسف ما يتحرك.
صالح: تمام، وانا هستني منكم تليفون تبلغوني حصل ايه.
كريم: ماشي يا حاج.. هنقوم احنا.
قاموا كلهم ورجعوا القاهرة..
عاصم وصل نور اول واحدة.. و عند الفيلا بتاعتها.. بص للبنات في المرايا..
عاصم: هتنزلوا مع نور يا بنات وهتباتوا عندها النهاردة.
كلهم استغربوا..
انجي: ليه يا عاصم.. في حاجة ولا ايه؟
نور بتبص علي الفيلا.. شافت عربية يوسف..
نور: يوسف جوا.
كلهم اتفاجئوا.. المواجهة جت اسرع من اللازم..
كريم: يبقي انا كمان هنزل معاهم وانت هتستني يا عاصم، زي ما قال الحاج صالح انت ما ينفعش تظهر في الصورة دلوقتي.
عاصم: (بالهدوء الغريب) مفيش مشكلة يا كريم.
نزلوا الأربعة دخلوا الفيلا..
عاصم بيبص لمشيرة..
عاصم: خليكي جنبها.
مشيرة بتهز راسها و بتختفي..
في الفيلا جوا..
خالد و مراته و يوسف قاعدين.. و داخل الأربعة عليهم..
ريهام اللي بدأت الكلام..
ريهام: انت ليك عين تيجي بعد اللي عملته؟
خالد: استني يا ريهام، انا عايز افهم منكم اللي حصل.. و فين عاصم؟
يوسف: اكيد مش هيظهر عشان يعيش دور البرئ.
كريم: (بعصبية) انا لآخر مرة بحذرك، اتكلم كويس يا يوسف.
يوسف: (بيقف) هتعرف تعمل ايه؟
انجي بتمسك دراع كريم عشان يهدي.
كريم: (بياخد نفس يسيطر علي اعصابه) انا قولتلك مش هسيبك تمد ايدك علي اختي وهسكت، صدقني حساب اللي عملته كبير.
خالد: انا عايز اعرف ايه اللي حصل، يوسف جاي بيشتكي منكم انكم بتوقعوا بينه و بين نور، و انها عايزة تفسخ الخطوبة عشان مش عاجبكم انتوا.. و هي ماشية وراكم، عايز أفهم في ايه.
انجي حكت لخالد اللي حصل لحد قبل سفرهم، وما قالتش انهم سافروا اسكندرية..
انجي: نور ممكن تخلي حضرتك تشوف العلامات اللي علي دراعها بسبب يوسف.
خالد: (بيبص ليوسف بغضب) الكلام ده صح؟
ريهام: (قبل يوسف وبغضب) احنا مش هنكدب عليك يا عمو (بتكشف دراع نور) اهو شوف بنفسك.
ام نور: (شافت دراع بنتها واتخضت) انت اتجننت.. تعمل في بنتي كده.
خالد: الخطوبة دي انتهت.. اتفضل و هنبعت كل حاجتك علي بيتك.
يوسف عرف انها قضية خسرانة وغضبه عماه في وقتها..
يوسف: شوف بنتك الاول بتعمل ايه هي واصاحبها اللي بيقولوا علي نفسهم اخواتها، شلتها دي شلة وسخة و كبير العصابة عاصم، عايز تفهمني انك عارف لما بيتجمعوا عنده كل يوم بيعملوا ايه، دول مقضينها مع بعض كلهم، انت متعرفش مين في حضن مين.
طبعا كله بقي يشتم في يوسف اللي بيرد الشتايم والدنيا بقت هيصة و محدش عارف يحكمها..
صوتهم علي بعض كان عالي..
نور بس اللي كانت ساكتة.. ما اتكلمتش من ساعة ما دخلت.. ما نطقتش بحرف..
حاسة بمشيرة جنبها بتهديها وبتقويها.. بس علي الرغم انها عارفة ان مشيرة جنبها مقدرتش تمنع دموعها..
من الصوت العالي محدش سمع جرس الباب و هو بيرن..
الخدامة فتحت و كان عاصم..
صحيح صالح قال انه ما يتدخلش بس الوضع خرج عن السيطرة جوا و لازم يتدخل..
من الضغط الرهيب اللي حسوا بيه كلهم سكتوا و حسوا بدوخة خفيفة..
كلهم بصوا ناحية عاصم..
نور اول واحدة حست بيه وجريت عليه ودخلت في حضنه..
يوسف كان طايح لما شاف ان عاصم مش معاهم.. دلوقت حس ان موقفه زي الزفت أكتر من الأول..
عاصم فضل ساكت و باصص ليوسف.. نور لسه في حضنه..
يوسف مش عارف ينطق من نظرة عاصم ليه.. و زي ما وصفتها مرة قبل كده..
عينيه كانت زي قبر فاتح بابه وعايز يضمك بشوق..
الموقف كأنه متجمد كلهم ثابتين علي وضع واحد.. لولا انهم بياخدوا نفسهم كان ممكن تقول انهم تماثيل..
فجأة يوسف نزل علي ركبه.. ضغط رهيب نزله علي ركبه..
يوسف: انا اسف.. كل كلمة قولتها كانت كدب.. من غضبي و ان نور بترفضني قولت كده، انا اسف يا عمي.. (بيوطي أكتر) انا اسف يا نور.. انا بعتذرلك و مش هتشوفي وشي تاني.
طبعا كلهم متفاجئين من التغير اللي حصل.. بس كلهم توقعوا ان ده من تأثير رعب يوسف من عاصم..
عاصم لسه ضاغط علي عقل يوسف.. و يوسف بدأ يترعش..
عاصم بيبص لنور وهي في حضنه..
عاصم: حقك جالك؟
نور بتهز راسها في حضن عاصم بمعني اه و علي وشها ابتسامة جميلة وسط دموعها..
عاصم: (بيبص ليوسف وبنبرة الصوت اللي ممكن تقتل) امشي.
قام يوسف علي رجليه بصعوبة ولما حس ان الضغط خف طلع يجري..
فضلوا دقايق ساكتين و بيبصوا لبعض و بعدها بيبصوا لعاصم و نور..
نور كانت حاضنه عاصم كأنه هيهرب..
فجأة..
خالد: انت السبب.
كلهم بصوا لخالد بإستغراب حتي نور رفعت راسها من حضن عاصم و بتبص لأبوها بإستغراب.. عاصم كان الوحيد اللي ملامحة زي ما هي.. حجر من غير أي إنفعالات..
خالد: (بعصبية و زعيق) من يوم ما ظهرت في حياة بنتي وهي كأنها إتبدلت، الكلمة كلمتك عندها وما تعملش حاجة من غير مشورتك، من يوم ما ظهرت وهي متعلقة بيك، وكانت هتموت بسببك، يا أخي حرام عليك بقي.. ابعد عننا، ما شوفناش من وراك غير الموت و الدم، حتي خطوبة البنت اتفسخت بسببك، مش عشان الكلام الفارغ اللي قالّه الزفت يوسف، انا بنتي انضف من ألف زيه.. لأ عشان انت في حياتها، ولو الف واحد اتقدملها خطوبتها هتبوظ بسببك.. عشان متعلقة بيك، هتدمر حياة بنتي، اطلع برة حياتنا ومش عايز اشوف وشك تاني.. اطلع برة.
كريم وانجي وريهام بيحاولوا يدافعوا عن عاصم و يهدوا خالد..و عاصم فضل ساكت..
عاصم مسك دراعات نور وبيفكها من حواليه..
نور رافضه بس عاصم عرف يفك نفسه..
فضل باصص شوية لنور في عينيها.. كل ده و كريم و انجي و ريهام بيتكلموا مع خالد.. بس نور مش سامعه اي كلمة منهم.. مش حاسه بوجود حد غير عاصم.. و دموعها نازلة..
عاصم حط كفوف ايده علي خدود نور وباس جبينها.. وبعدها باس عينيها علي دموعها..
لف وخرج..
نور واقفة مصدومة و مش بتنطق..
دقايق فاتت و هي واقفة شايفه عاصم من ضهره وهو بيخرج من الباب.. حتي ما بصش وراه لحظة..
نور قدرت تنطق وصرخت بإسمه..
صرخة سمعها عاصم بره بس بردو ما وقفش..
مع صرخة نور كلهم انتبهوا ان عاصم مش موجود..
نور واقفه بتترعش.. امها جريت عليها وخدتها في حضنها.. و البنات جريوا عليها..
كريم طلع يجري ورا عاصم بس عاصم كان مشي..
كان هيطلع يوقف تاكس و يروح وراه بس سمع انجي بتنادي عليه من جوا.. رجع تاني..
نور كانت بتتنفض في حضن امها.. ريهام وانجي فاهمين ايه اللي بيحصل.. نوبة فزع مرت علي نور قبل كده مرتين.. بس اللي كان بيعرف يخرجها عاصم.. كريم دخل عندهم تاني.. خالد بيتصل بالدكتور..
انجي: فين عاصم؟
كريم: مشي.. ملحقتوش.
ريهام: (بتزعق بعصبية) اتصل بيه.
كريم بيتصل بعاصم.. وعاصم مش بيرد.. حاول كذا مرة.. بردو عاصم مش بيرد..
كريم: مش بيرد.
نور رعبها زاد و بقت تتنفض أكتر.. فجأة سكتت و أغمي عليها..
الدكتور طلب نقلها المستشفي..
انجي كانت كلمت ابوها وعرفته الوضع ايه.. و طلب انهم ينقلوها علي المستشفي عنده..
استقبلهم بنفسه في المستشفي و كان معاه الدكتور رمزي حبيب..
دخل هو و الدكتور رمزي و معاهم رؤساء الأقسام بيفحصوها..
كلهم واقفين بره بيتابعوا الوضع، ابو نور وامها و كريم و انجي و ريهام و بعد شوية وصل فادي و فريدة وقفوا جنب ريهام.. بيسألوها عن اللي حصل وهي حكت ليهم بإختصار..
الدكاترة فضلت مع بعضها في أوضة نور بيتكلموا وبيناقشوا بعض في الحالة..
خرجوا كلهم بعدها.. الدكاترة سابوا دكتور عمر و دكتور رمزي معاهم و رجعوا يشوفوا شغلهم..
خالد: طمني يا دكتور عمر.
عمر ساكت ومش عارف يبلغهم ازاي..
رمزي رفع عنه الحرج..
رمزي: صدمة عصبية حادة، من الواضح انها اتعرضت لضغط عصبي قوي.. هو اللي وصلها لكده، هي دخلت في إغماء.. نوع من أنواع دفاع العقل عن الجسم و رفضه للوضع اللي وصله لكده.
خالد: هتفوق امتي طيب؟
رمزي: علي حسب قوتها هي، ممكن تقوم بعد انتهاء المهدئ اللي في المحلول، وممكن.... انا اسف.. ممكن ترفض تقوم.
ريهام: لازم نجيب عاصم بأي شكل.. انا هروح ليه البيت اجيبه.
كريم: انا جاي معاكي.
انجي: يلا بينا.
خرجوا التلاتة راحيين لعاصم..
عمر: ممكن نفهم ايه اللي حصل؟ انا كنت عرفت من انجي ان نور كانت جاتلها نوبة فزع قبل، وكانت بتسألني ازاي تساعدها، وان كنت عرضت الموضوع علي الدكتور رمزي بصفته طبيب نفسي. (بيبص لرمزي عشان يكمل)
رمزي: انا نصحت بأنها تبعد عن اي ضغط عصبي، نوبات الفزع بتحصل مع ظرف واحد، خوف معين بيحاول المريض دايما انه يبعد عنه، مثال.. اللي بيخافوا من المرتفعات او الاماكن المغلقة بيحاولوا دايما يبعدوا عن اسباب خوفهم، والضغط عليه عشان يواجه خوفه ده أحيانا بيدخله في نوبة الفزع عشان العقل رافض، ولو أجبرته علي كده بالقوة بيدخل في صدمة عصبية، في حالتنا دي نور عندها خوف من حاجة معينة انا لسه مش عارفها.. و واضح انه حصل مواجهة بينها وبين خوفها ده، عشان كده محتاج اعرف ايه اللي حصل وصلها لكده.
خالد ساكت و مش عارف يحكي اللي حصل..
ام نور هي اللي حكت كل حاجة حصلت، فادي وفريدة ما كانوش عرفوا من ريهام كل التفاصيل..
رمزي و عمر كانوا بيسمعوا بإهتمام وتركيز..
رمزي: (بيسأل عمر) انجي ما قالتش ليك ازاي كانت بتخرج من نوبة الفزع اللي مرت بيها قبل كده.
عمر: لأ.. هربت من الاجابة، وانا ما رضيتش اضغط عليها.
رمزي: طب اتكررت؟
عمر: تقريبا مرة قبلها.
رمزي: يعني مرتين و دي التالتة؟
عمر: بالظبط.
رمزي: اولا لازم نعرف قدرت تقاوم نوبات الفزع دي ازاي؟ لو لوحدها يبقي هتفوق بس هتاخد وقت، لو عامل مساعد اتدخل في الموضوع يبقي لازم نلاقيه في اسرع وقت عشان ده هيوفر علينا وقت كبير.
خالد: و لو معرفناش نوصل؟
رمزي: للأسف الوضع هيبقي صعب.. بس من اللي قالته المدام واضح تعلق نور بعاصم جداً، وانك لما طردته من البيت هو ده اللي أثر عليها بالشكل ده، اعتقد ان خوف نور هو ان عاصم يسيبها.. عشان كده الولاد قالوا لازم نجيب عاصم، دا مجرد تصور للموقف، لازم نعرف اسباب النوبات اللي فاتت ايه، عشان نقدر نعمل تقييم كامل للوضع.
فادي بيحاول يتصل بعاصم مش بيرد عليه..
بيتصل بريهام و بيعرف منها انهم قربوا يوصلوا البيت عند عاصم..
عند عاصم
الشباب بيوصلوا البيت عند عاصم وبيلاقوا الباب مفتوح.. استغربوا بس دخلوا..
بيلاقوا ريسبشن الفيلا كأن في خناقة حصلت.. الدنيا مبهدلة و كراسي مقلوبة و فازات متكسرة.. و في نقط ددمم هنا و هناك..
بيدوروا في الفيلا حتة حتة ومش لاقيين عاصم..
عربيته بره في المدخل.. ومفاتيحه قصادهم علي الارض والفون بتاعة كمان..
كريم خد الفون والمفاتيح وقفلوا انوار الفيلا وقفلوا الباب ورجعوا المستشفي..
قابلوا خالد و ام نور وفادي وفريدة ودكتور عمر و دكتور رمزي لسه واقفين عند اوضة نور..
فادي: فين عاصم؟ مجاش معاكم ليه؟
التلاتة ساكتين..
خالد: أكيد مرضيش يجي معاكم بعد كلامي ليه، انا هروح اعتذرله واخليه يجي.
التلاتة لسه ساكتين و دكتور رمزي فهم انهم مخبيين حاجة.. لأ دول مخبيين مصيبة مخوفاهم..
ام نور: روح يا خالد هاته.. اعمل اي حاجة بس هاته.. بنتي اهم من اي حاجة.
خالد بيتحرك عشان يروح لعاصم..
كريم: عمو خالد استني.
خالد وقف وبيبص ليه..
خالد: (بعصبية) مفيش وقت يا كريم لازم عاصم يجي.. نور حياتها في خطر.
ريهام: عاصم مش في البيت.
فادي: راح فين يعني؟ وانتوا رجعتوا ليه من غيره؟ كنتم استنوه لحد ما يرجع، اكيد متضايق من كلام خالد و هيقعد لوحده شوية بس هيرجع علي البيت.. كان لازم تستنوه.
انجي: يا عمو احنا لما روحنا البيت.. كان في اثار خناقة في البيت و في ددمم علي الأرض، الفون والمفاتيح كانوا موجودين في البيت والباب مفتوح والعربية في المدخل.. عاصم اتخطف.
كلهم اتصدموا ما توقعوش ان في حد يقدر يعمل كده، عاصم بالنسبة للي شافوه بيعمله كان زي الكائن الاسطوري أو سوبرمان، بس اهو طلع في حد يقدر عليه..
السؤال بقي مين اللي عمل كده؟ وعمل كده ازاي؟
نرجع ساعة لـ ورا بعد خروج عاصم من بيت خالد ركب عربيته وهو سامع صرخة نور بتنادي بإسمه.. بس مقدرش يرجع.. مش هينفع يرجع، نور هتتعب هو عارف، بس لازم تتعود علي عدم وجوده في حياتها، هو عارف ومتأكد ان كريم و انجي و ريهام مش هيسبوها لوحدها، و ده اللي مصبره.. هو مش مطمن بس بيضحك علي نفسه بكده..
وصل الفيلا و مش مركز مع مشيرة اللي ملامح القلق باينة علي وشها، افتكر ان ده من قلقها علي نور..
فتح الباب و بيدخل وقبل ما يولع النور حس بحد واقف..
فتح النور وشاف واحد واقف لابس زي بتوع القوات الخاصة الملكية اللي هاجموه قبل كده.. بس اللون مختلف..
اللي هاجموه المرة اللي فاتت كان زيتي.. ده لابس اسود وعلي دراعة من الجنب قبل الكتف في شعار..
جوهرة لافف حواليها تعبان..
فهم ان ده من رجالة المنظمة.. بس غريبة انهم باعتين واحد بس..
بس الواحد ده كان عملاق حقيقي..
أطول من عاصم بـ 10 أو 15 سم.. (مش عاصم طويل أهو ده أطول)، عضلاته باينه من كل حته، كتلة عضلات واقفة علي رجلين، مش باين منه غير عينيه، نظرة عينيه بتقول انه جاي لهدف واحد.. موت عاصم..
عاصم حط الفون والمفاتيح علي الكومود اللي جنب الباب..
و وقف باصص للراجل اللي قصاده..
الراجل هو اللي خد الخطوة الأولي واتحرك ناحية عاصم وبيضم قبضته وبيقرب..
عاصم مستنيه يقرب..
الراجل ضرب اول بوكس وعاصم إتفاداه وبيضرب الراجل بالبوكس في جنبه..
الراجل بعد ما عاصم اتفادي البوكس ايده لسه مكمله و بتيجي في الحيط ورا عاصم و بتسيب علامه في الحيط من قوة الضربة.. في نفس الوقت اللي عاصم وطي و بيضربه بالبوكس في جنبه بس الراجل ولا كأن حد لمسه..
الراجل بيرجع بالكوع بيضرب عاصم في ضهر دماغه.. عاصم بياخد الضربة و بيتحرك خطوتين لقدام بس بيتعدل بسرعة وبيحاول يسيطر علي الصداع اللي جاله من الخبطة..
الراجل بيتعدل و بيضرب عاصم بوكس في وشه.. عاصم فهم ان لو البوكس ده جه في وشه يبقي جيم اوفر..
بيرجع بضهره بسرعة و البوكس بيعدي من قصاده.. بيمسك ايد الراجل و بيضربه في رجله عشان ينزله علي الأرض، بيقلل من فرق الطول بينهم.. بس الراجل ما اتهزش..
بيتعدل يمسك عاصم من قميصه و بيرفعه في الهوا و بيرميه..
عاصم اترمي علي الكنبة خدها واتقلب بيها بس قام بسرعة..
بيمسك فازة بيرميها علي الراجل.. و هي في الهوا في طريقها للراجل عاصم كان وراها علي طول..
الراجل ضرب الفازة فرتكها ولقي عاصم جاي عليه و بينط في الهوا و برجليه الاتنين بيضربه في صدره..
الراجل شد عضلات صدره ومال شوية لقدام ناحية عاصم ورجع رجل واحدة لـ ورا..
عاصم اترد و وقع علي الارض كأنه خبط في حيطه.. الراجل رجع خطوتين لـ ورا وعدل نفسه بسرعة..
عاصم كمان اتعدل بسرعة و بيحاول يلاقي طريقة يتصرف بيها مع الخرتيت اللي قصادة..
عاصم غمض عينيه و عايز يجمده.. الراجل سحب فازة ضرب بيها عاصم في وشه جت في مناخيره جابت ددمم..
عاصم فتح عينيه لقي الراجل قصاده مفيش خطوتين.. عاصم لسه هيرجع الراجل مسك دراعة عشان ما يهربش وبيضرب بالبوكس بالايد التانية..
عاصم جمع كل طاقته واستقبل الضربة علي دراعه وبعدها مسك ايد الراجل..
الاتنين ماسكين دراعات بعض..
الراجل ضرب عاصم روصية في دماغه هزت عاصم.. حس فعلاً انه بيدوخ..
الراجل سحب ايده من دراع عاصم ورجعها لـ ورا وبيصبر ثانية كأنه بيجمع باور زي العاب الفيديو وبيضرب عاصم بوكس في صدره..
عاصم سمع صوت ضلوعه وهي بتتكسر..
شهق و كح و بوقه رمي ددمم علي الارض..
الراجل ما استناش علي عاصم ياخد نفسه.. ضربه علي دماغه وعاصم اغمي عليه..
شال عاصم علي كتفه و خرج بيه من الفيلا حطه في شنطة عربية مستنياه ومشي..
في الأمن القومي..
المقدم محمد دخل علي اللواء صبري والعقيد سامي من غير حتي ما يخبط علي الباب..
محمد: عاصم اتخطف.
سامي: ازاي؟ ورجالتنا اللي مراقباه فين؟ ما اتدخلوش ليه؟
صبري: رجالتنا ما ينفعش يتدخلوا عشان ما يكشفوش نفسهم، (بيبص لمحمد) بس المفروض انهم هيفضلوا مراقبين عاصم.
محمد: اللي خطف عاصم هرب من المراقبة، ومش عارفين يوصلوا ليه.
صبري: (بغضب وبيخبط بكف ايده علي مكتبه) انت بتهزر، يعني ايه؟ ازاي يهرب منهم؟
محمد: ده اللي حصل يا فندم، المراقبين قالوا انهم شافوا واحد خارج من بيت عاصم وشايله علي كتفه و حطه في شنطة عربية جيب مستنياه.. ركبها والعربية مشيت بسرعة، ركبوا وطلعوا وراه بس هرب منهم، ومن شوية بلغوني انهم لقوا العربية فاضية ومركونة في شارع جانبي، يعني بدلوا العربيات.
سامي: شايله علي كتفه؟!!!
محمد: المراقبين قالوا ان عاصم كان تقريباً مغمي عليه.
صبري: لازم نعرف ايه اللي حصل بالظبط، اعملوا تتبع للعربية وشوفوا العربيات اللي ظهرت عند النقطة اللي تم التبديل فيها، لازم نعرف هو فين.
محمد: تمام يا فندم.
وخرج ينفذ التعليمات الجديدة..
في نفس الوقت اللي اللواء احمد بيكلم اللواء صبري يسأله علي المستجدات..
اللواء صبري بيعرف اللواءاحمد اللي حصل.. واللواء احمد بيطلب من اللواء صبري يتابعه بالأخبار..
اللواء احمد بيبلغ المأمور فكري باللي حصل.. وفكري اتحرك علي فيلا عاصم بس لقاها هادية ومقفولة..
فكري خلي اللواء احمد يتصل باللواء عادل فؤاد مساعد الوزير (ابو شيماء) عشان يوصل لحد من اصحاب عاصم..
واللواء احمد اضطر يعرف اللواء عادل ان عاصم اتخطف..
اللواء عادل كلم فواز اللي كلم فادي وعرف منه ان نور في المستشفي وانهم هناك ومعاهم الولاد..
فكري راح علي المستشفي هو كمان..
في المستشفي..
فكري بعد ما عرف اللي شافوه في الفيلا.. أكد ليهم ان عاصم اتخطف..
فادي بيعمل اتصالاته مع فواز عشان يعرفوا طريق عاصم..
ريهام جالها تليفون من الحاجة فاطمة بتطمن علي الأخبار، محدش كلمها من ساعة ما سابوها في اسكندرية..
ريهام بتحاول تطمنها بس فاطمة حست ان في حاجة غلط..
ريهام ما عرفتش تخبي عليها وحكت علي كل حاجة..
فاطمة قفلت معاها وعرفت صالح و علي وقاموا نزلوا علي القاهرة..
بعد 3 ساعات..
فاطمة بتكلم ريهام بتعرفها انها قصاد المستشفي..
الدكتور عمر كلم الأمن يسمحوا انهم يدخلوا..
فاطمة داخلة متسندة علي دراع علي.. قابلها ريهام وانجي وخدوها بالحضن وسندوها لحد ما وصلت عند اوضة نور وبتبص عليها من الازاز بره الاوضة.. بعدها سلمت علي فريدة و ام نور ورجعت وقفت قصاد الازاز تاني..
فاطمة: (ساندة راسها علي الازاز وبتكلم نفسها ودموعها نازلة) ليه يا بنيتي، مين عمل فيكي كده يا نور عيني، ما توجعيش قلبي عليكي يا نور، مش هستحمل فيكي حاجة، قومي يا نور عشان خاطري، ماتوجعيش قلبي عليكي يا بنيتي، مايبقاش مشيرة وانتي.. و**** اموت فيها دي يا نور، و**** ما استحملها بعدكم.
ريهام وانجي واقفين جنبها دموعهم نازلة من كلامها وبيطبطبوا عليها..
كريم راح يسلم علي الحاج صالح و علي، و فادي وخالد وعمر راحوا يسلموا علي الحاج صالح بردو..
صالح بيفهم منهم اللي حصل لعاصم و نور.. وعرفوه الوضع..
دكتور عمر بيطلب منهم انهم يروحوا يرتاحوا كلهم ويجوا بكره من اول النهار حتي قبل معاد الزيارة، وهو هيفهم الأمن الوضع..
فاطمة: انا مش هسيب بنتي غير لما تقوم وتخرج، مش هتنقل من هنا غير لما تقوم.
صالح: يا حاجة ما ينفعش، احنا اغراب بردو، ما يصحش.
فادي: انت بتقول ايه يا حاج صالح، اغراب ايه.. ايه الكلام ده، الولاد بيحبوكم وبيعتبروكم من العائلة، الفكرة بس اننا مش عايزين نتعب الحاجة فاطمة، هنرجع عندي البيت نرتاح شوية و نيجي الصبح.
فاطمة: انا مش هسيب بنتي، مش هنام ولا هرتاح الا لما تقوم.
عمر: مفيش مشكلة.. كده كده كنت هسيب والدة نور كمرافق، مش عشان نور هتحتاجها، عشان بس تبقي مطمنة علي نور، مفيش مشكلة لو الحاجة عايزة تفضل معاهم، الاوضة اللي جنبها فاضية يباتوا فيها.
فاطمة: انا مش هتنقل من هنا، مش هنام.
فريدة: يا حاجة انتي صحتك مش كويسة اصلا.. كده غلط عليكي، لازم ترتاحي، هتكوني مع نور ما تقلقيش، بس لازم تنامي وترتاحي.. وانتي مش هتبقي بعيد عنها.. بينكم حيطة بس.
بعد محايلة كتيييييير فاطمة وافقت بس قالت لما تتعب هتدخل تنام غير كده هتفضل في اوضة نور..
عمر سمح لفاطمة ووالدة نور يدخلوا الاوضة يقعدوا مع نور بس لو ناموا يخرجوا للأوضة التانية.. عشان يرتاحوا في النوم..
فات 3 ايام لا نور فاقت ولا حد عارف اي حاجة عن عاصم..
الأمن القومي قالب الدنيا عايز يعرف عاصم فين..
فواز وفادي رجالتهم انتشرت في كل حته بتدور علي عاصم.. وخالد كمان بيدور عليه..
الحاج صالح كلم اهله ومعارفه اللي في القاهرة (و دول ناس كتير) يدوروا هما كمان..
فاطمة مش بتسيب نور ليل او نهار قاعدة جنبها علي طول والبنات مش بتسيبها..
3 ايام وصحة فاطمة بتنزل يوم عن يوم ودموعها ما وقفتش لحظة.. لدرجة انها تعبت هي كمان ونقلوها الاوضة اللي جنب نور وعلقوا ليها محاليل تقويها..
البنات بقوا شوية عند نور و شوية عند فاطمة.. ونفسيتهم بقت زفت.. و ام نور وفريدة كمان..
يومين كمان فاتوا ومفيش اي جديد، والكل خلاص فقد الأمل انه يوصل لعاصم أو ان حالة نور تتغير..
هي لسه في حالة شبه الغيبوبة، مش عايزة تصحي..
ليل و اهلها جم من اسكندرية يطمنوا علي فاطمة.. الاصول بردو..
وقابلوا عندها ريهام وانجي..
انجي عرفت تحتوي الوضع عشان ما يحصلش مشكلة بين ريهام و ليل..
انجي و ريهام لو احتاجوا اي حاجة بيطلبوها من كريم.. اخوهم الكبير دلوقتي لحد ما يرجع عاصم.. دا كلام ريهام..
فات اسبوع والتاني.. ومفيش اي جديد..
بعد مرور اسبوعين..
كانوا كلهم زي كل يوم عند نور و فاطمة..
كريم وانجي وابو نور وامها عند نور، صالح و علي وريهام وفريدة امها عند فاطمة..
فجأة باب اوضة نور اتفتح ودخل عليهم عاصم..
اتفاجئوا.. وكريم و انجي قاموا يسلموا ويطمنوا عليه.. ما عدا خالد و مراته (عشان جوزها ما يزعلش).. وبيسألوه كان فين وايه اللي حصل..
عاصم مش بيرد وعينيه متركزة علي نور.. اتحرك ناحية نور و وقف جنب سريرها..
كريم خرج بلغ صالح واللي معاه ان عاصم رجع وخرجوا معاه بسرعة..
حتي فاطمة كانت عايزة تقوم بس جوزها قال انه هيجيبه ليها.. بس تصبر..
دخل صالح و علي و ريهام وفريدة ورا كريم وشافوا عاصم لسه واقف جنب نور..
الكل ساكت..
عاصم قعد جنب نور علي السرير، وبيعدلها وبقت قاعدة نص قعدة كده و نايمة في حضنه..
حضنها اوي و غمض عينيه..
فضل الوضع ساكت ومحدش بيتحرك كأنها لوحة مرسومة مش حقيقة..
دقايق من الصمت عدت.. دقايق كانت تقيلة علي الكل..
فجأة نور فتحت عينيها..
اول كلمة نطقتها كانت عاصم..
اول ما فاقت عرفت انها في حضنه و دموعها نزلت.. حضنته..
نور: هونت عليك.
عاصم: حقك عليا.
نور: ما تسيبونيش تاني.
عاصم: احنا جنبك.
مسك كف ايديها وغمض عينيه..
فجأة مشيرة ظهرت قصادها قاعدة علي طرف السرير عند رجليها وبتطبطب عليها..
الاتنين ابتسموا في وقت واحد ودموعهم نازلة..
مشيرة بتحط صباعها علي بقها بمعني ولا كلمة عشان محدش ياخد باله..
ام نور اول ما شافت ابتسامة بنتها جريت عليها وبتاخدها من حضن عاصم بالعافية عشان نور مش عايزة تسيبه وبتحضنها.. مشيرة اختفت من قصاد نور.. (الاتصال اتقطع)..
ام نور: قلقتيني عليكي يا حبيبتي، تعملي فيا كده.. دا انا كنت هموت.
نور: بعد الشر يا ماما، انا هو جنبك ما تقلقيش.
هنا بدأ الكل يخرج من الصمت والذهول اللي هما فيه..
وبيسألوا عاصم كان فين وايه اللي حصل.. عاصم بيهرب من الاجابة..
عاصم بيسأل صالح ايه اللي جابه وحكوا ليه اللي حصل وعرف ان فاطمة في الاوضة اللي جنبهم..
نور اتخضت علي فاطمة وعايزة تروح ابوها بيمنعها بس نظرة من عين عاصم رجعته..
نور قامت وقفت و مسنودة علي دراع عاصم.. داخت شوية من الوقفة و بعدها الدنيا اتظبطت وقدرت تكمل..
دخل عاصم و نور علي فاطمة اللي اتعدلت في سريرها و عايزة تقوم..
عاصم ساعد نور عشان تتحرك اسرع و يسبقوا فاطمة قبل ما تقوم.. نور اترمت في حضن فاطمة و بيبكوا الاتنين..
فاطمة وسعت في السرير و رجعت بضهرها سندت علي شباك السرير وخدت نور جنبها في حضنها..
الدكتور عمر دخل اوضة نور يطمن عليها لقاها فاضية.. استغرب جداً راحت فين دي.. والباقي كمان راح فين..
راح اوضة فاطمة يمكن يفهم لقاهم كلهم متجمعين عندها..
اتفاجئ ان نور فايقة و قاعدة معاهم و بتضحك كمان..
راح ناحيتها وبيعمل شوية فحوص وبيطمن عليها..
طلب من ممرضة تطلب الدكتور رمزي.. تجيبه من مكتبه..
شوية و جه الدكتور رمزي واستغرب من الموقف..
طلب يقعد مع نور شوية.. نور بصت لعاصم بتاخد رأيه.. عاصم هز راسه بمعني موافق..
قامت نور من حضن فاطمة بالعافية.. رجعت اوضتها والبنات والممرضة بيسندوها..
خرجت البنات والممرضة وفضل الدكتور رمزي بس قاعد مع نور..
هي قاعدة علي سريرها ساندة ضهرها علي شباك السرير ومغطيه رجليها بالغطا الخفيف بتاع السرير..
رمزي قاعد قصادها علي كرسي ساند ضهرة وحاطط رجل علي رجل وباصص ليها بإبتسامه هادية وتركيز عالي..
رمزي: حمدا *** علي السلامة يا نور.
نور: **** يسلمك يا دكتور.
رمزي: انا رمزي حبيب طبيب نفسي، عايز اتكلم معاكي شوية لو مش هيبقي ضغط عليكي وممكن نأجلها لو حاسة انك تعبانة.
نور: لأ انا كويسه جداً دلوقتي.
رمزي: طب كويس جداً.. ممكن تفهميني ايه اللي حصل؟
نور: بخصوص ايه؟
رمزي: بعد الصدمة اللي اتعرضتي ليها لازم نحاول مع بعض اننا نعديها عشان ما تتكررش تاني، (بياخد نفس و بيكمل) نبدأ من نوبات الفزع اللي حصلت ليكي قبل كده، تقدري تقوليلي كان إيه سببها، وهحتاج انك تتكلمي معايا بكل صراحة، وخليكي متأكده إن أي كلام هتقوليه محدش هيعرف عنه اي حاجة.. الكلام هيبقي بيني وبينك بس، احنا كلنا عايزين نطمن عليكي و نشوفك في احسن حالة، و دي مهمتي معاكي.
نور سكتت شوية بتفكر و تفتكر، رمزي ساكت سايبها براحتها بس مركز علي ملامح وشها و بيراقب انفعالاتها..
نور: حصلت مرتين بس، مرة كان بعد حادثة اتعرض ليها عاصم في البيت عنده و كان كريم اللي بيتكلم عن خوفه ان عاصم يحصل ليه حاجة، معرفش خوفت ليه اوي علي عاصم المرة دي، حسيت انه ممكن يحصل له حاجة ومش هعرف اشوفه تاني..
بتاخد نفسها بسرعة وعينها بتلمع بدمعه.. بس مسحتها بسرعة..
رمزي خد باله من حالتها.. ما قاطعش كلامها او انفعالتها، سابها تاخد وقتها..
نور خدت نفس طويل و رجعت تكمل..
نور: المرة التانية كنا في اسكندرية، ساعتها انا كنت رحت لمشيرة ازورها لوحدي، كنت محتاجة اقعد معاها لوحدي، روحت وما عرفتش حد انا فين، دا غلط انا عارفه، بس عاصم عرف وجالي هناك و زعل مني، عاصم و هو بيعاتبني قاللي انا موجود معاكي النهاردة مش موجود بكره، خوفت (عينها بتدمع) مكانش عندي استعداد اخسرهم الاتنين.
رمزي: مين الاتنين؟
نور: (بتلقائية) عاصم ومشيرة.
رمزي: بس اللي اعرفه ان مشيرة ماتت.
نور سكتت و مش عارفة ترد.. وسكوتها طول..
رمزي ما ضغطش علي النقطة دي وعداها عشان نور تقدر تكمل براحتها..
رمزي: مش مشكلة النقطة دي دلوقتي، نرجع لموضوعنا.. افهم من كلامك ان المرتين اللي اتعرضتي فيهم لنوبات الفزع كان بسبب خوفك من اختفاء عاصم من حياتك.. (سكت لحظة) انه يموت.
نور اتنفضت لما سمعت الكلمة دي و رمزي خد باله..
رمزي: طب و ايه اللي حصل في اليوم اللي جيتي فيه المستشفي؟
نور: بابا طرد عاصم من البيت بعد مشكلة مع حد كنت مخطوبة ليه، بابا كان شايف ان عاصم السبب في فسخ الخطوبة.
رمزي: طبعا لما والدك طرد عاصم، حسيتي ان عاصم ممكن يختفي من حياتك وما يظهرش تاني.. صح؟
نور: (بتهز راساها بمعني صح)
رمزي: و ده خلاكي اترعبتي، طب ما حاولتيش ليه تمنعي عاصم؟
نور: انا معرفش انا اتجمدت ازاي، افكار كتير كانت في دماغي كلها اني مش هشوف عاصم تاني، لما ناديت عليه و متأكده انه سمعني.. مردش عليا، كريم جري وراه وما لحقوش.. بعدها انا معرفش حصل ايه.
رمزي: انتي بتحبي عاصم يا نور؟
نور: طبعاً بحب عاصم.
رمزي: نور.. انتي فاهمة سؤالي كويس؟
نور: تقصد ايه؟
رمزي: حبك لعاصم مش حب اتنين اصدقاء او حتي اخوات، لأ.. انتي بتحبي عاصم.
نور سكتت وبتبص لإيدها اللي بتفركهم في بعض بتوتر.. و رمزي واخد باله..
رمزي: حالة الفزع و الصدمة العصبية اللي اتعرضتي ليها و اللي فوقتي منها لما عاصم رجع كل ده بيوضح انك بتحبي عاصم، انا مش بلومك او بشجعك، انا بوضح نقطة عشان نقدر نتحرك من عندها، بس لازم تنتبهي لنقطة كويس جداً.
نور: ايه هي؟
رمزي: (سكت شوية عشان يضمن تأثير كلمته اللي هيقولها) اننا كلنا هنموت.
نور اتنفضت اكتر.. ودموعها بتنزل..
رمزي: اسمعيني يا نور كويس، خوفك من فقدان عاصم لأي سبب مش ضروري يكون الموت هو اللي وصلك للحالة دي، لازم تتقبلي فكرة ان مفيش حد مخلد، لازم هنموت في يوم من الأيام، يبقي لحد معادنا ما يجي نفرح بحياتنا ونستمتع بيها، انا شايف ان مفيش عندك مشكلة تحتاج التأهيل النفسي، كل الموضوع انك لازم تعيشي حياتك جنب عاصم، اعترفي ليه بحبك، و..
نور: عاصم بيحب مشيرة بس.
رمزي: (سكت دقيقة وباصص في عينيها) و انتي شايفة ايه الحل من وجهة نظرك؟
نور: محدش يقدر ياخد عاصم من مشيرة، وانا مش عايزة اخده من مشيرة، انا بس عايزاه يفضل جنبي، مش عايزة اكتر من كده.
رمزي: هتقدري تعيشي في الضل طول عمرك؟
نور: طول ما هو جنبي هقدر.
رمزي: جنبك ازاي وهو مع مشيرة.
نور: وانا قولت اني مش هاخده من مشيرة، انا عايزاه في حياتي وخلاص، مش لازم يحبني، كفاية عليا انه بيعتبرني اخته الصغيرة وفي حمايته.
رمزي: وحياتك دي هتبقي حياة.. لما تكبري في السن وتكوني لوحدك من غير زوج أو أولاد، وبعدها ممكن عاصم يكون عمره جه وقته ويخلص.. تبقي خسرتي كل حاجة.
نور سكتت ومش عارفة ترد..
رمزي: صارحيه يا نور.
نور: مش هينفع.
رمزي: تحبي المح ليه انا؟
نور: (بعصبية) لأ.
رمزي: طب بفرض ان عاصم اتجوز..
نور: (بتقاطعه) مستحيل.
رمزي: مسحتيل يتجوز ولا مستحيل تسمحي بكده..
نور سكتت وبتسأل نفسها نفس السؤال.. والحيرة باينة علي وشها.. فعلاً مش لاقية اجابة..
هل هي فعلا مستبعدة فكرة ان عاصم يتجوز ولا هي اللي مش عايزاه يتجوز.. ولو مش عايزاه يتجوز طب ايه السبب.
نفسها: يعني فعلاً بتحبيه وبتغيري عليه و مش عايزاه لحد غيرك..
نور: لأ.. عشان قولت لمشيرة اني مش هخلي واحدة تانية تقرب منه..
نفسها: بس انتي قولت الكلام ده لمشيرة عشان لما كان بيعمل حاجات مع ستات تانية.. عشان ما يغلطش مع ستات تانية.
نور: تقصدي ايه؟
نفسها: اقصد ان حجتك دي عشان موقف معين انتهي من زمان من ايام لندن وما اتكررش تاني اصلا.
نور: (بزهق وعصبية) عايزة تقولي ايه؟
نفسها: انتي بتحبيه.
رمزي ساكت وشايف ملامح نور وفي ابتسامة خفيفة علي وشه.. مش ابتسامة دكتور لأ ابتسامة ابوية.. بحنان اب..
هو فاهم الصراع اللي بتمر بيه دلوقتي.. وسايبها تاخد وقتها لحد ما توصل للقرار لوحدها..
نور بتبص لرمزي بدموعها..
رمزي ابتسم بنفس الحنية.. نور ابتسمت وسط دموعها..
نور: انصحني.
رمزي: (ابتسامتة بقت اكبر) ايا كان قرارك دلوقتي، استغلي الوقت اللي هتبقي فيه جنب عاصم وقربي منه أكتر، انا واثق انه مش هيبعد عنك الفترة دي علي الأقل عشان صحتك، بس لو في مرة حصل وقال انه هيتجوز ما ينفعش تقفي في طريقه، انتي اخترتي انك تعيشي في الضل طالما انه موجود في حياتك وخلاص..
رمزي بيستفزها و يضغط عليها عشان عارف انها مش هتقبل بكده..
وفعلاً نور عقدت حواجبها بعند طفولي وتكيشرة ******* الجميلة بتاعتها..
رمزي: (بنفس الابتسامة) يبقي تعرفيه مشاعرك، علي الأقل تفهمي وضعك في حياته ايه، عشان ما تبنيش قصر في الهوا وتدمري كل أحلامك، لازم تقفي علي ارض صلبة يا نور.
نور بتهز راسها بالموافقة..
رمزي: هخرج اطمنهم عليكي، انت مش محتاجة نتقابل تاني، بس لو احتاجتيني هتعرفي توصلي ليا عن طريق الدكتور عمر.
خرج رمزي من الاوضة و قابل خالد وام نور بره وطمنهم عليها و انها تقدر تخرج في اي وقت..
دخلوا ليها ومعاهم كريم و انجي و ريهام.. انجي و ريهام بيقعدوا جنبها علي السرير يمين وشمال وبيحضنوها..
نور: عاصم فين؟
ريهام: ما تقلقيش بيطمن علي ماما فاطمة وجاي علي طول.
انجي: خضتينا عليكي يا جزمة.
ريهام: ما تعمليش كده تاني.
نور: (بإبتسامة) **** ما يحرمني منكم.
انجي وريهام: ولا منك.
دخلت عليهم الحاجة فاطمة ومعاها عاصم والباقي.. البنات قامت يساعدوها و قعدت جنب نور علي السرير..
فاطمة: كده توجعيني عليكي يا نور، اهون عليكي يا بنيتي.
نور: حقك عليا يا ماما.
فاطمة: تقومي بالسلامة وهضربك بالشبشب.
كلهم ضحكوا..
عاصم واقف وراهم وعينه علي نور ومشيرة جنبه مبتسمة ومبسوطة..
فجأة مشيرة حضورها اتغير زي ما حصل في المرات القليلة اللي حصلت.. وبردو لسه مش عارف يفسرها..
اللي أكد ان في اختلاف ان ملامحها الاول كانت بتضخك علي كلام فاطمة انما ملامح مشيرة دلوقتي كانت فيها حزن علي فرح مش مفهومة..
مشيرة: نور بتحبك يا عاصم.
عاصم باصص ليها بإستغراب من الحضور والكلام..
مشيرة: و اللي بدأته في الايام اللي فاتت لازم تكمله وتنهيه بسرعة.
فجأة الحضور ده اختفي ورجعت مشيرة العادية اللي متعود عليها و كانت بتبص ليه بإستغراب..
عاصم فاهم ان في فرق بين ظهور مشيرة اللي عقله بيظهرها قصاده واللي بيبقي أقوي لما بيغمض عينيه وقت التأمل، وبين حضورها ده اللي اختفي من لحظات..
طب حضورها العادي ده نتيجة عقله وعارف انه عقله اللي بيعمل كده، حتي الكلام بينهم وأراءها من جواه هو.. من عقله، بس هو حابب الشكل والطريقة دي.. انما الحضور اللي حصل من شوية ده مختلف ملوش اي تدخل فيه.. مش منه، يبقي ازاي وايه اللي بيحصل..
قطع تفكيره دخول دكتور عمر و معاه دكتور رمزي، وبيعرفوهم ان حالة نور وحالة فاطمة تسمح انهم يخرجوا من المستشفي دلوقتي لو عايزين..
فاطمة طلبت انهم يرجعوا معاها اسكندرية..
بس عاصم أصر ان صالح و فاطمة و علي يروحوا معاه البيت يقعدوا معاه فترة وبعدها يرجعوا اسكندرية..
الحاج صالح بعد محايلة البنات عليه وفاطمة كمان وافق..
رجعوا كلهم علي بيت عاصم وطلب غدا من بره عشان الشغاليين مش موجودين في اليوم ده..
اتغدوا مع بعض كلهم..
صالح وفاطمة وعلي، نور وابوها وامها، ريهام وامها وفادي كان راح عليهم هو كمان لما عرف انهم خرجوا، كريم وانجي.. وعاصم..
بعد الغدا وصل فواز لما عرف التطورات وبلغ اللواء عادل، وظباط الامن القومي التلاتة وصل ليهم الخبر من المراقبين ولما وصل ليهم ان البحث عن عاصم وقف في الداخلية عشان لقيوه، و كمان وصل الفيلا اللواء احمد لما عرف منهم وبلغ المأمور فكري اللي جه هو كمان..
بعد التعارف بين الكل والسلامات والاطمئنان..
فكري: ممكن افهم بقي انت كنت فين؟ وايه اللي حصل خلال الاسبوعين اللي فاتوا؟
كلهم بيبصوا لعاصم وعينيهم بتسأل نفس السؤال..
عاصم باصص ليهم وشايف الفضول والقلق في عينيهم.. في اللي عايز يعرف عشان يطمن و في اللي عايز يعرف عشان يفهم.. فضل ساكت شوية.. وبعدها نطق..
عاصم: هحكيلكم.
نرجع بالوقت لما عاصم اغمي عليه والراجل شايله علي كتفه وبيحطه في شنطة العربية..
الراجل ركب عربيته وطلع.. المراقبين طلعوا وراه.. كشف انه متراقب و كان عامل حسابه، في نص الطريق عربيتن نفس النوع واللون ونفس الأرقام دخلوا علي الطريق والمراقبين اتلخبطوا في العربيات وما عرفوش العربية اللي فيها عاصم..
كانوا تلاتة في عربية المراقبة اتنين نزلوا من العربية و وقفوا تاكسي لكل واحد وحاولوا يحصلوا العربيات التانية بس طبعا خدوا وقت كانت العربيات تاهت في الزحمة بعد شوية وقت بيدوروا كل واحد من المراقببن لقي العربية اللي بيراقبها مركونة في شارع جانبي وفاضية..
بلغوا باللي حصل للمقدم محمد اللي بلغ اللواء صبري واتنرفز عليه وعلي رجالته.. زي ما شوفنا قبل كده..
عملوا تتبع و ماعرفوش يوصلوا لحاجة.. العربيات كانت مركونة في نقطة مفيش فيها كاميرات..
عاصم طبعاً ما يعرفش ده لأنه كان مغمي عليه..
عاصم خد وقت طويل لحد ما فاق.. هو كان مرهق اصلا من قبل الاشتباك ده..
فاق وهو حاسس بطعم الدم في بوقه.. بيمد ايه عشان يمسح بوقه انتبه ان ايده مربوطة..
فتح عينيه وبيبص لإيده.. لقاها مشدوده بسلسلة حديد لحد حيطة جنبه، ودراعة التاني بنفس الشكل.. كان علي الارض علي ركبه، ودراعاته المشدودة هي اللي ساندة وزنه عشان ما يقعش علي وشه..
بدأ يبص حواليه هو فين.. اوضة كبيرة و واسعة وفاضية.. مفيش فيها غير كرسي كبير جنبه ترابيزة صغيرة محطوط عليها فنجان قهوة..
الاوضة تقريباً ضلمة الاضاءة ضعيفة جداً تخليك تشوف بصعوبة كبيرة..
حاول يقوم وبيعدل نفسه، شهق من الوجع الرهيب اللي في صدره.. ونفسه بقي تقيل مش قادر ياخده..
فهم ان الضربة اللي خدها في صدره فعلا كسرت ضلع او اكتر مش قادر يحدد..
بيبطأ تنفسه عشان الألم يخف، لأن تقريباً كده الضلع المكسور ضاغط علي الرئة..
غمض عينيه وبياخد نفس بطئ طويل عشان عقله يصفي..
دقايق خدها لحد ما عقله هدي وبقي صافي.. في اللحظة اللي عقله صفي فيها مشيرة ظهرت وكان علي وشها ملامح القلق عليه..
بتبص حواليها بتستكشف المكان..
الاتنين خدوا بالهم ان في ناس زي الخرتيت اللي هاجم عاصم في الفيلا منتشرين في المكان، بس مع الاضاءة الضعيفة عاصم ما شافش حد فيهم لما فتح عينيه.. بس دلوقتي هو شايفهم كويس بعقله..
نفس الطول و الحجم و كتلة العضلات.. كأنهم مستنسخين من بعض.. و كلهم علي دراعهم نفس الشعار.. جوهرة لافف حواليها تعبان..
12 واحد منهم منتشرين في الاوضة في أماكن مختلفة بنظام يخليهم حاكمين الاوضة..
في كشاف نوّر فوق عاصم مركز عليه الاضاءة بحيث ان اي حد يبقي شايفه وبيخلي رؤية عاصم اصعب أكتر..
(ده لو هو شايفهم بعينيه أصلاً.. غلابة)
دقايق صمت عدت بعد ما النور اشتغل، خطوات داخلة عليه..
اتنين داخلين واحد قعد علي الكرسي والتاني واقف جنبه.. وساكتين..
اللي قاعد.. ساكت عشان مركز علي عاصم، و اللي واقف.. ساكت احتراماً للي قاعد..
الملك و الوزير الأول..
الملك: حد يفوقه.
اتحرك واحد من العمالقة اللي واقفين و في ايده جردل مياه ساقعة بـ تلج و دلقه في وش عاصم..
حتت التلج كانت كبيرة و خبطت عاصم في ضلوعة المكسورة.. وجعته.. بس علي قد ما قدر سيطر علي نفسه..
عاصم فتح عينيه وبص ليهم بس مش شايف ملامح وشهم.. هو فتح عينيه عشان يشوفوا انه فاق بس.. بعدها غمض عينيه عشان يشوفهم كويس هو كمان..
الملك: اخر نسل الجيوشي.. عاصم.. سليم.. عبدالملك.. حكم.. الجيوشي، عائلة نسلها في الصعيد من زمن الزمن، ودلوقتي.. (بيسكت لحظات) مش فاضل منها غيرك.. ولما تموت يبقي العائلة دي انتهت وهتبقي فعلاً تاريخ.
عاصم: (بسخرية) ما اقدرش امنعك انك تحلم، بس آخرك تحلم.. مش اكتر من كده.
الملك غضب من الرد بس سيطر علي انفعاله..
الوزير اتصدم من الرد ومن جرأة عاصم أصلاً..
الملك: احلامي كلها بتحقق يابن الجيوشي، مفيش حلم حلمته ما حققتوش، يوم ما حلمت ان ادمر عيلتكم زمان فضلت ورا حلمي لحد ما اتحقق.
عاصم والوزير ركزوا في الكلام..
عاصم في اللحظة دي ركب دماغ الملك.. والملك بيحكي اللي عاصم شايفه..
الملك: جد أبوك حكم الجيوشي وقف قصادي زمان علي حكم الصعيد، اي حد عارف ان اللي يحكم الصعيد يحكم مصر كلها، جدك ابوك حكم ومن بعده جدك عبدالملك و عائلة الجيوشي من وراه وقفت قصاد حلمي، فكان لازم اخلص منهم ولازم يكونوا عبرة لأي حد يقف قصادي، كبار الشواتفة والسباعية اللي قبل سعد وسليمان اتفقت معاهم بس كانوا اضعف من انهم يواجهوا حكم، وابنه عبدالملك كان اقوي واصعب من ابوه، وكان اخواته فخر وسليم ابوك دايما في ضهره، شغلت جعفر معايا بس ما يعرفش انا مين و سيبته عليكم.. وعرف ياخد سعد وسليمان تحت جناحه، عرف يستغل جنان سعد وخلاه قتل ابوك وجدك، جعفر ده داهية اعترفله بكده بس احلامه صغيره، قدر يخطط لقتل جدك وابوك من غير ما حد يعرف يمسك عليهم حاجة، وعشان محدش يشك فيه لما يهجموا علي بيت الجيوشي خليته يقنعهم يهجموا معاه بكل رجالتهم، جعفر مكانش عنده رجالة اللي هجم بيهم كانوا رجالتي انا..
لما تمت العملية واستريحت اخيرا من البيت ده ساعتها قدرت اسيطر علي الصعيد، بس ركنت جعفر علي جنب و سيبته يكبر تحت عيني وهو فاكر انه بيكبر لوحده..
قصر عيلتكم واراضيها والمصانع انا اللي اشتريتها من عمتك وهي ما تعرفش عني حاجة، عرضت سعر أعلي مرتين من اي حد يشتري، بعدها بعت الاراضي والمصانع لجعفر وسعد وسليمان بملاليم.. ما كانوش يلزموني..
القصر بس اللي لسه ملكي.. سيبته زي ما هو خرابه عشان الكل يفضل فاكر اللي حصل فيكم.. وسربت الخبر لعمتك يمكن تموت بحسرتها.. بس اختفت.. 15 سنة مختفيين لحد ما ظهرت انت تاني و وقعت تحت ايدي عشان انهي اللي حصل زمان..
الوزير مصدوم ان الملك يعرف جعفر من زمان.. هو فاكر انه هو اللي اللي رشحه للملك يبقي الطابية مكان يسري (الباشا).. والملك طلع ماسكهم كلهم زي قطع الشطرنج بيحركهم براحته..
واتفاجئ بمعرفة الملك لعاصم وعائلته هو كان شاكك بس اتفاجئ بردو..
الملك: (بيكمل) حلمت اني اسيطر علي العالم.. وحلمي اتحقق، العالم تحت ايدي وبحكمه من ورا الستارة.. مؤقتاً، رؤساء دول بتاخد مني اوامر، حتي لما عرفت ان لسه في حد من بيت الجيوشي لسه عايش، حلمت انه يموت و اهو انت تحت ايدي وهتموت.
عاصم ساكت و لسه جوه دماغ الملك وهو مشيرة بيجمعوا كل المعلومات اللي في دماغ الملك، عرفوا حاجات كتير.. حاجات لو أجهزة الامن عرفتها هحتصل كارثة من حملة الاعتقالات اللي هتحصل..
الملك: و دلوقتي يابن الجيوشي هسيبك ترتاح شوية عشان حفلة اعدامك بكره.
الوزير: (بإستغراب) حفلة إعدام.
الملك: طبعاً يا وزيرنا الأول، لازم تحصل حفلة عشان الهيبة، لازم حفلة عشان اتفرج عليه وهو بيموت علي أنغام الموسيقي.. ههههههههههههههههههههههههههههههههه.
عاصم بصوت تقيل وفي ضغط بدأ يحصل في المكان.. محدش فيهم فاهم في ايه.. بس حاسيين بالضغط..
عاصم: اخر حاجة هتشوفها هي انا.. واقف فوق دماغك وانت بتموت وانت عارف انك كل احلامك اتدمرت، كل رجالتك ماتت، كل ثروتك راحت، مستني الموت عشان هيبقي أرحم من الرعب والعذاب اللي هتعيشه علي ايدي، حق اللي راحوا كلهم عندك، انا مش هحاسبك، انا هاخد روحك و ابعتك ليهم وتتحاسبوا هناك، استني مني... الموت.
الملك عايز يرد عشان يحافظ علي منظرة اللي اتهز قصاد وزيره اللي كان ميت من الرعب اصلاً..
عايز يقول اي حاجة تحافظ علي هيبته اللي بتروح مع كلام عاصم..
بس مش قادر الضغط اللي بيحصل كان مخيف وبياخدوا نفسهم بتقل..
عاصم فتح عينيه فجأة و كان شكلهم يرعب.. لدرجة ان الوزير خد خطوة لـ ورا من الرعب.. اول مرة يحس انه شايف القبر مفتوح ليه، و القبرعايزه في حضنه..
عاصم: كلامي خلص.
خرج الملك ومعاه الوزير والنور اللي فوق عاصم انطفي..
الحرس الموجود خرجوا وفضل اتنين بس مع عاصم..
عاصم فضل زي ما هو مش بيعمل حاجة غير انه بينظم تنفسه ومغمض عينيه وبيصفي عقله أكتر عشان ينطلق بشكل اوسع..
خرج هو مشيرة ورا الملك والوزير..
عرف انه في بدروم تحت الارض في فيلا في المقطم..
الفيلا مفيش فيها حد غيره ومعاه الاتنين الحراسة.. الفيلا كلها فاضية مفيش فيها اي حاجة.. علي البلاط..
عاصم لسه مغمض عينيه.. سيطر علي دماغ واحد من الاتنين خلاه يقتل التاني.. بعدها خلاه يفكه.. بعدها عاصم جمده و قتله..
عاصم خرج من الفيلا ركب تاكس و طلع علي اخر مكان حد يتوقعه.. راح عند حازم المحامي..
كان النهار في اوله.. بدل التاكس كذا مرة، اخر تاكس خلاه يقف قبل بيت حازم بمسافة كبيرة، عشان ما يعملش مشكلة لحازم لو حد هيعمل تتبع لخط سيره في الكاميرات.. وحتي قبل ما يوصل لبيت حازم دخل و خرج من شوارع كتير..
طلع خبط علي شقة حازم..
حازم فتح وشاف عاصم بشكله المبهدل اتخض..
عاصم: هات دكتور وعرفه اني عندي ضلع مكسور او اكتر، ومش هتنقل اي مستشفي.. بسرعة ياحازم.
سنده حازم لحد الصالون وخرج.. عمل تليفون لدكتور ساكن قريب منه وعرفه الوضع، الدكتور جه بسرعة وعمل اللازم..
عاصم بعد ما مشي الدكتور بيقوم عشان يمشي..
حازم: انت رايح فين؟ الدكتور قال لازم راحة.
عاصم: انا مش هينفع افضل هنا كتير، انا صحيح عملت كل اللي اقدر عليه عشان محدش يعرف اني جيت ليك، بس بردو مفيش حاجة مضمونة.
حازم: طب هتروح فين؟
عاصم: هتصرف يا حازم.
حازم: طب بص.. في علي اول الشارع شقة اهلي القديمة، هي فاضية وكل مدة مراتي بتروح تنضفها، اقعد فيها الكام يوم دول لحد ما تشد حيلك وبعدها اعمل اللي انت عايزة.
عاصم فكر فيها شوية وشاف ان الفكرة كويسة..
محدش بعد اللي عمله خلال الطريق هيعرف انه هنا، دا غير ان حازم بقاله فترة مش ظاهر في حياة عاصم..
عند الملك..
الملك لما عرف ان عاصم هرب غضبه كان رهيب..
لولا ان الاتنين اللي كانوا بيحرسوا عاصم ماتوا كان قتلهم 100 مرة..
امر كل الوزراء تدور علي عاصم لحد ما يلاقوه.. يوقفوا كل شغل المنظمة في مصر لحد ما يلاقوه..
وإلا هيكون عقابهم الموت..
فضل قاعد في شقة حازم التانية 10 ايام.. وحازم كان معاه وبيزوره يطمن عليه علي طول..
10 ايام مش بيعمل حاجة غير انه بيعمل تأمل وبيفكر بس.. حتي النوم كان قليل جداً..
عاصم كان في الفترة دي بيعيد ترتيب المعلومات اللي خدها من الملك والوزير، معلومات الملك كانت شاملة أكتر..
عرف المكان الجديد لمعسكر القوات العادية والخاصة اللي في المنصورية تحت المزرعة..
عرف مكان تمركز قوات الحرس الملكي..
عرف مكان بيت الملك..
وعرف مكان المقر اللي بيقابل فيه الوزراء بتوعه.. او زي ما بيسموه الديوان الملكي..
وعرف المكان اللي فيه السيرفرات اللي متخزن عليها كل المعلومات عن التنظيم واماكن وجوده ورجالته في كل الدول المتواجد فيها..بكل المتعاونين معاهم في الحكومات..
رتب أولوياته وعرف ايه هو المهم.. مركز المعلومات أهم من اي حاجة..
بس لازم ياخدها من غير ما حد يعرف انه خدها عشان الملك ما يأمرش بتبديل كل حاجة.. لازم يفضل فاكر انه أمان ومحدش قرب ليه..
فكر يطلب الهاكر ليو اللي ساعده في لندن.. بس مش عارف هيقدر يساعده ولا لأ..
اتصل بيه و ليو افتكره علي طول..
بس وضح لعاصم ان الانظمة اللي زي دي بتبقي مقفولة ملهاش ثغرات صحيح مفيش نظام آمن 100%، بس لحد ما يوصل ممكن يتكشف، الا لو عارف كود حد بيدخل، او عرف يدخل فلاشة عليها برامج اختراق علي السيرفر يقدروا يسيطروا عليه بيها..
فضل عاصم يفكر هيعمل ايه لحد ما وصل لفكرة.. هي مش الخطة المتكاملة بس هيقلل فرق القوي بينه وبين المنظمة..
اول حاجة لازم يخلص من قوات الحرس الملكي..
تاني حاجة لازم يخلص من القوات العادية الخاصة.. عشان يكسر دراعات المنظمة ويقدر يتحرك براحته ولو بشكل مؤقت.. لأنهم اكيد هيستدعوا قوات من بره زي ما حصل قبل كده..
(توضيح: قوات الحرس الملكي متواجدة في مصر بس.. القوات اللي في اي دولة تانية هي القوات العادية والخاصة)
دول أمرهم هيبقي سهل.. هيعمل معاهم زي ما عمل مع القوات اللي كانت في بطن الجبل..
بس لازم المرة دي يكون حريص ان محدش يشوفه، عشان ما يربطوش بين ظهوره كل مرة عند مراكزهم و بين موت القوات..
القوات العادية والقوات الخاصة في المنصورية.. قوات الحرس الملكي تمركزها في في المنطقة الصناعية في مدينة بدر..
تحت مصنع كبير شغال بس محدش يعرف ان تحته قاعدة عسكرية..
تالت حاجة الوزراء والفيلة والحصنة والطوابي لازم يموتوا.. (ومنهم الطابية جعفر)
رابع حاجة لازم يوصل للسيرفرات ويبعتها للأمن القومي وهما يتصرفوا مع رجالة المنظمة في الحكومة..
الملك لازم يفضل للآخر.. لازم يشوف مملكته بتقع و تتدمر.. لازم يشوف انتقام بيت الجيوشي هيعمل فيه ايه..
هو بيحط لنفسه أهداف لازم تتحقق، مش مشكلة الترتيب ايه قبل ايه.. المهم انهم يتنفذوا..
بس اللي مفيش بديل عنه ان الملك يفضل للآخر.. لازم يتفرج علي اللي هيحصل..
عاصم كان جسمه خلاص رجع طبيعي زي الاول..
في اليوم الـ 11 عاصم نزل من شقة حازم..
اشتري كاب حطه علي راسه بيغطي ملامحه.. راح علي مول كومبيوتر اشتر 2 هارد 1 تيرابايت..
ركب تاكس وطلع علي القرية الذكية..
وقف قصاد شركة "النظام لتقنية المعلومات"
الشركة دي ستارة.. هي فعلا شغالة في الانترنت والسيرفرات ونظم الامن والحماية كواجهة..
شركة 10 أدوار.. اول 7 تبع الشركة فعلاً و شغلها..
اخر 3 أدوار بالنسبة للشركة متأجرين لناس تانية.. والمفروض انهم فاضيين.. ومحدش بيطلع من موظفين الشركة ناحيتهم نهائي.. والسلم اللي بيطلع ليهم مقفول، والاسانسير أرقامة ملغيه من بعد الدور السابع..
بس اللي محدش يعرفة من موظفين الشركة ان الـ3 أدوار دول ليهم اسانسير مخصوص من جراج الشركة، باب الاسانسير عليه 2 من الحرس الملكي لابسين لبس عادي.. كل واحد لابس بدلة..
ممكن نسأل ازاي الحراسة ضعيفة جدا كده علي مكان مهم زي ده..
لكن الرد ان مفيش حد يعرف أصلا ان المكان ده موجود..
ولا حتي اللي شغالين في الشركة في الادوار السبعة اللي تحت يعرفوا ان في حاجة أصلا في الادوار التلاتة اللي فوق..
بالنسبالهم الشركة 7 أدوار بس ومفيش مدخل واحد للأدوار اللي فوق..
دا غير ان الواحد من الحرس الملكي يقدر يواجه 20 فرد من القوات الخاصة لأي دولة..
عاصم داخل عليهم ومش شايفين ملامح وشه..
اتجمدوا وعاصم ركب دماغهم وخلاهم فتحوا الاسانسير.. ركب ومسح صورته من دماغهم ونساهم انهم شافوه او ركبوه الاسانسير..
ركب وطلع للدور التاسع.. الدور كان عباره عن اوضة واحدة واسعة بمساحة الدور كله.. كلها مكاتب عليها مهندسين ومبرمجين و فنيين..
في آخر القاعة مكتب لوحدة.. من الواضح انه بتاع كبير الناس اللي قاعدة دي..
محدش واخد باله منه.. كله مركز في الكومبيوتر بتاعه..
عاصم ركب دماغ كبيرهم وجابه لحد عنده برة القاعة..
ركبوا مع بعض الاسانسير وطلعوا الدور العاشر..
ادي كبير المهندسين هارد من اللي معاه..
المهندس خد الهارد و وصله بسيرفر ونقل عليه كل الداتا اللي عنده والهارد مكانش كافي..
بس عاصم ما نقلش علي الهارد التاني حاجة..
طبعا المكان فيه كاميرات بس محصلش انها عرفت تجيب وش عاصم نهائي..
و عشان الامان خلي المهندس يمسح من سيرفر الكاميرات من اول ما عاصم وصل لحد اللحظة اللي هما فيها ويوقف تسجيل لمدة 15 دقيقة لحد ما عاصم يخرج من المكان..
خد الهارد من المهندس.. نزلوا مع بعض تاني، المهندس راح علي مكتبه وعاصم ركب الاسانسير ومسح من دماغ المهندس كل اللي حصل اخر نص ساعة..
ركب الاسانسير وعدي من الحرس الملكي بعد ما جمدهم وبعدها مسح من دماغهم اللي حصل..
خرج من الشركة ركب تاكس ورجع شقة حازم..
حازم طول الفترة دي ما سألش عاصم عن اللي حصل.. وايه اللي وصله للحالة اللي شافه فيها ساعة ما جاله البيت..
فادي اتصل بحازم يسأله اذا كان يعرف حاجة عن عاصم..
وحازم قال لأ.. لحد ما يفهم من عاصم حصل ايه..
حازم ما يعرفش ان عاصم خرج، هو رجع لقي عاصم موجود كالعادة.. و بلغ عاصم باللي حصل لنور..
عاصم فضل يوم كامل هو مشيرة يتناقشوا مع بعض في وضع نور..
عاصم عايز يبعد عشان تعرف تعيش حياتها من غيره..
مشيرة شايفه انه لو بعد عنها هيدمرها.. والدليل الصدمة اللي دخلت فيها..
عاصم طلب من حازم يعمل عقود بيع لأراضي وبيوت ومصانع، عاصم عرفه أسامي البائعين وهو هيبقي المشتري،
والعقود هتبقي عقود بيع وشراء مدفوعة القيمة وخالصة مش فاضل فيها غير التوقيعات و التسجيل وبس..
حازم عمل اللي عاصم عايزة بالظبط وراجعوا مع بعض العقود، مع انه مستغرب من كمية العقود والحاجات المكتوبة فيها..
عاصم شكر حازم علي فترة الاستضافة دي و مشي..
راح علي مول للكومبيوتر تاني اشتري لاب جديد و رجع الفيلا..
نقل اللي في الهارد علي الهارد التاني وعلي اللاب كمان..
و مسح من الهارد الاول شوية حاجات..
فضل طول اليوم يفكر هيعمل ايه لحد ما ثبت شوية خطوات هيتحرك عليها..
تاني يوم راح لنور المستشفي..
عاصم طبعا مش كل حاجة حكاها..
ما قالش انه راح الشركة، ما قالش علي المقابلة مع الملك، ما قالش حاجة عن الهاردات اللي معاه..
كل اللي قاله ان اتخطف من المنظمة وعرف يهرب وقعد عند حازم مستخبي لحد ما صحته رجعتله، وحازم عشان خايف عليه خبي انه مستخبي عنده لحد ما يقدر يقوم..
صالح: كل ده عند حازم من غير ما تبلغنا، مش هقول لك مجتش اسكندرية ليه واننا هنعرف نحميك من اي حد هناك، طب كنت كلمني وهخلي حبايبنا هنا وهما كتير يخبوك عندهم وبردو هيعرفوا يحموك من اي حد.
عاصم: اللي حصل يا حاج، حازم ما كانش هيخطر علي بال حد، انتوا نفسكم ما توقعتوش اني ابقي عند حازم.
فاطمة: المهم انك بخير يا ولدي ووسطنا.
نور طول القعدة عينيها علي عاصم ما اتحركتش، ولما عرفت ان ضلوعه مكسوره دموعها نزلت من غير صوت..
كريم وانجي وريهام خدوا بالهم بس مش وقته..
المأمور فكري واللواء احمد قاموا بعد ما اطمنوا علي عاصم..
عاصم قام يوصلهم وواقف معاهم برة..
عاصم: انا قدرت اوصل لمعلومات عن التنظيم، عايز اقعد معاكم ومع ظباط الامن القومي نتكلم فيها.
احمد: تقدري تقولهالي وانا هوصلها لصبري.
عاصم: المعلومات علي هارد، و أكتر من اني اقولها لحضرتك، لازم نقعد كلنا ومعانا جهاز كومبيوتر.
احمد: هظبط معاد مع صبري وابلغك بيه، وهيكون في اسرع وقت ممكن.
عاصم: تمام.. شكرا ليك.
مشيوا و رجع عاصم الفيلا..
قضوا اليوم لاخره مع بعض وبعدها بدأوا يتحركوا يرجعوا بيوتهم..
نور كانت مش عايزة تمشي.. ومتضايقة.. كريم وانجي وريهام واخدين بالهم..
عاصم راح جنبها ووطي علي ودنها وقال حاجة.. هي ابتسمت بعدها.. و بردو كريم وانجي وريهام ملاحظين وفاطمة كمان خدت بالها..
نور روحت مع ابوها وامها
كريم خد انجي يوصلها.. وفواز رجع شغله..
ريهام روحت مع ابوها وامها..
عاصم عرف الحاج صالح و علي الاوض اللي هيباتوا فيها..
فاطمة طلبت من الحاج صالح انها هتستني مع عاصم شوية عايزة تكلمه في حاجة..
طلع صالح وعلي الاوض..
فاطمة: عايزة اتكام معاك يا ولدي.
عاصم: وانا سامعك يا حاجة.. قولي اللي عندك.
فاطمة: اول هام انت قولت لنور ايه خلاها مبسوطة كده.
عاصم إبتسم وساكت..
فاطمة: (إبتسمت) انت عارف انا بحب مشيرة ادي ايه؟
عاصم: (بإستغراب) عارف يا حاجة، انتي كنتي بتعتبريها بنتك.
فاطمة: ولسه بعتبرها بنتي، وعشان بنتي وعارفاها بقولّك انه مش هيرضيها حالك ده.
عاصم: ماله حالي يا حاجة؟
فاطة: نور بتحبك يا عاصم.
عاصم اتفاجئ من التغيير في الكلام اللي حصل..
بس مش عارف يرد.. كان رد علي مشيرة في حضورها الغريب..
فاطمة: مالك يا عاصم؟ رد علي كلامي.
عاصم: انا عارف يا حاجة انها بتحبني، انا اكتشفت ده متأخر، بس انا معنديش رد علي الكلام ده.
فاطمة: طب انت بتحبها؟
عاصم: انتي عارفة يا حاجة ان مشيرة حب عمري وبس.
فاطمة: بس يا ولدي مشيرة ماتت، والحي ابقي من الميت، مش هتفضل طول حياتك عازب و لوحدك، بيت الجيوشي لازم يكبر بيك تاني، ويبقي ليه نسل ويرجع عائلة كبيرة زي ما كان.
عاصم ساكت وبيفكر في كلامها..
فاطمة: فكر علي راحتك يا ولدي، بس لو وصلت ان كلامي صح، مش هتلاقي احسن من نور تكون جنبك.
قامت عشان تطلع تنام..
لفت لعاصم تاني..
فاطمة: مش هتقول قولتلها ايه؟
عاصم: (إبتسم) قولتلها متخافيش هفضل جنبك ومش هختفي تاني.
فاطمة: (إبتسمت) انت كده خلصت نص الطريق يا ولدي.
وسابته وطلعت.. وحكت لصالح كل اللي قالته لعاصم.. و عجبه الكلام..
فضل عاصم لوحدة بيفكر..
نزل علي وقعد معاه..
علي: مالك يا صاحبي؟
عاصم: مفيش يا علي.
علي: مفيش ازاي يا صاحبي، امي قالت ايه مخليك كده؟
عاصم: (فكر شوية) امك عايزاني اتجوز.
علي: و فيها ايه دي؟
عاصم: (بإستغراب) يعني انت موافق علي كلامها؟
علي: و ايه المشكلة؟ ما انت مش هتعيش باقي حياتك من غير جواز، انا عارف انت بتحب مشيرة اد ايه، مش هقول كنت بتحبها، لأ انا عارف انك لسه بتحبها، بس الحياة لازم تستمر يا صاحبي، لازم يكون عندك بيت واسرة واولاد يفرحوك وتفرح بيهم.
عاصم: انت عارف مين العروسة؟
علي: لأ مش عارف رغم اني شاكك.
عاصم: و شاكك في مين؟
علي: نور.
عاصم: اشمعني.
علي: عشان واضح انها بتحبك ومن زمان، و اكبر دليل اللي حصل ليها لما سيبتها.
عاصم: و ليه ما يكونش مجرد اعجاب مش أكتر.
علي: لأ الإعجاب ده كان بيوسف مش أكتر، ولما فاقت اديك شوفت اللي حصل.
عاصم: في حاجات دلوقتي اهم من الحب والجواز دلوقتي يا علي.
علي: كل اللي شاغل بالك بيه واللي انت حكيته النهاردة هيخلص، صحيح هياخد وقت بس هيخلص في النهاية، بعد ما يخلص بقي.. ايه اللي هيحصل؟
عاصم افتكر كلامه مع مشيرة لما كان خايف من اللي هيحصل بعد ما ينهي انتقامه..
نفس السؤال اهو بيتسأل.. هيعمل ايه؟
بيبص لمشيرة بس شايفها ساكتة ومنتبهه للكلام..
علي شايف الحيرة علي وش عاصم..
علي: نصيحتي يا صاحبي فكر في نور، انا شايف انها مناسبة ليك بعد مشيرة، انا مش عايز اقولك انك المفروض تتجوز أكتر من واحدة اصلاً. (وبيضحك)
عاصم: (ابتسم) اكتر من واحدة، هو انا ناقص جنان.
علي: لا كفاية عليك واحدة، صاحب الاتنين يا قادر يا فاجر.
عاصم: وانا لا قادر ولا فاجر يا عم.
علي: عموماً انت لسه قصادك وقت لحد ما تخلصوا الجامعة.. بعدها يحلها الحلال، يلا هقوم انام انا.. وانت ما تسهرش كتير.. تصبح علي خير.
عاصم: ماشي يا علي.. وانت من اهل الخير.
فضل عاصم ساعة قاعد لوحدة لحد ما اطمن ان الكل نام..
قام ركب العربية وخرج في اتجاه مدينة بدر..
وقف قبل المصنع اللي قاعدة الحرس الملكي تحته.. فضل دقايق واقف بعيد عن المصنع..
المكان اللي هو فيه مش هينفع يركز و يستعمل قدرته.. لازم يكون اقرب..
بس مش هينفع يظهر او عربيته تظهر في الكاميرات.. هتبقي مكشوفة اوي ان ليه يد في الموضوع..
لف و رجع بالعربية..
وصل لحد موقف العاشر من رمضان نزل من العربية وراح عند مجموعة عربيت نقل واقفة..
اتفق مع سواق علي نقلة مستعجلة..
ركب جنب السواق و رجع علي المصنع تاني..
وقفوا قصاد المصنع.. وبعد ثانية كان السواق مغمي عليه..
عاصم قاعد جنب السواق ومشيرة واقفه جنبه.. و غمض عينيه..
دقايق تقيلة عدت.. بعدها عينيه فتحت بنورها الاسود القوي المخيف..
دقايق عدت وهو بالحالة دي والدنيا تحت المصنع بقت مقبرة..
بس المرة دي كان واقف هو ومشيرة تحت بيتفرجوا علي اللي بيحصل..
كل الحرس الملكي بيقع فجأة وهو بينزف من عينيه علي طول، مش حتي زي اللي حصل مع القوات الخاصة في الجبل، كانوا بدأوا ينزفوا من مناخيرهم الأول.. لأ الضغط المرة دي كان مكثف وعنيف جداً علي المخ..
وعاصم كل مرة بيتعلم عن المرة اللي قبلها..
بعد ما اطمن ان كل الحرس الملكي في القاعدة مات..
راح علي مركز العمليات بتاعهم وشغل تسلسل التفجير الذاتي.. وكان واقف علي خطوة التشغيل..
عاصم فتح عينيه وفوق السواق..
و فهم السواق ان اغمي عليه فجأة وشكله تعبان، يبقوا يجوا في وقت تاني..
رجع مع السواق وقبل ما يخرج من المدي.. شغل اخر خطوة للتفجير..
وبدأ العد التنازلي للتفجير بعد 5 دقايق..
كان عاصم والسواق بعدوا جداً لما حصل الانفجار..
والسواق بيستغرب من الصوت و مش متخيل انه صوت انفجارات..
عاصم بيوصل مع السواق لموقف العاشر تاني..
بيمسح من دماغ السواق صورته وبيزرع صورة تانية، و قصة انه كان جاي في نقله والزبون معرفش يوصل للمكان عشان الدنيا ليل..
بيدي للسواق فلوس فوق تمن النقله مرتين، وبيخليه ينسي انه خدهم اصلاً وبيخليه فاهم انها فلوسه من نقله غيرها..
وبيرجع عاصم البيت بعد تنفيذ اول خطوة في تدمير حياة الملك..
رجع عاصم البيت و اول ما دخل لقي علي في الريسبشن قاعد ووشه للباب كأنه مستنيه..
علي: كنت فين يا عاصم؟
عاصم: (ملامحة ثابتة) كنت بتمشي شوية يا علي.. ايه اللي صحاك؟
علي: انا سمعت صوت العربية وشوفتك من البلكون خارج.. قلقت عليك.. انت بقالك ساعتين برة.
عاصم: لا ما تقلقش كنت بتمشي بالعربية شوية بفكر في اللي قولتوه.
علي: ووصلت لإيه؟
عاصم: (لا فكر في الموضوع ولا نيلة) ما وصلتش لحاجة يا علي.. لسه بفكر.
علي: خلاص.. سيبها علي **** واطلع نام، خليها ماشية زي ما هي ونشوف هترسي فين.
عاصم: ماشي.. يلا اطلع نام وانا كمان طالع.
علي: تصبح علي خير.
عاصم: وانت من أهله.
طلعوا يناموا.. بس عاصم خد شاور وقعد علي الارض مربع وعقله بينطلق..
عاصم كنا عرفنا قبل كده انه ممكن المجال بتاعه يكون واسع جداً بس ما يكونش ليه تأثير فيه، زي ما حصل قبل كده لما كان في لندن و قدر يطمن عليهم في يوركشاير..
يقدر يشوف بس.. أكتر من كده لأ..
راح هو و مشيرة لمدينة بدر شاف عند المصنع عربيات الشرطة و المطافي و الاسعاف حوالين المصنع والدنيا مولعة..
المصنع بالكامل اتحرق و الارض هبطت من تحته كأنها بتبلعه..
دخلوا المصنع و نزلوا تحت الأرض يطمنوا تاني ان مفيش حد حي.. خرجوا بره تاني بيتابعوا الوضع..
شاف عربية جيب واقفة وفيها اتنين من الحرس الملكي بيراقبوا الوضع هما كمان..
بعد شوية العربية طلعت.. كان عايز يمشي وراهم، بس مشيرة أعترضت..
مشيرة: هما أكيد هيرجعوا للملك اللي احنا عارفين مكانه ومش محتاجين نمشي وراهم، المفروض انك ترتاح دلوقتي عشان نجهز للجولة التانية.
عاصم: (بإبتسامة) موافق.. يلا بينا نرجع.
عاصم فتح عينيه و طبعا مشيرة واقفة قصاده بإبتسامتها الجميلة..
قام عاصم حط جسمه علي السرير وغرق في النوم.. ومشيرة اختفت..
فجاة مشيرة ظهرت لوحدها..
مشيرة: (بحضورها الغريب) بدأت أقلق عليك يا عاصم..
فضلت واقفة دقايق بتبص عليه بشوق علي لهفة كأنها بتملي عيونها منه..
بعدها ابتسمت واختفت..
تاني يوم الصبح..
عاصم صحي ونزل كان الشغالين اللي فريدة والدة ريهام أكدت عليهم انهم يرجعوا عادي وصلوا وبدأوا شغلهم..
كانوا عارفين من ام ريهام ان في ضيوف..
عاصم نزل و شافهم مجهزين فطار لعدد كبير مش 4 بس..
قبل ما يسأل لقي جرس الباب بيرن و راح هو اللي يفتح..
كان كريم وانجي، و وراهم ريهام وفادي وفريدة، ووراهم نور وخالد وامها..
رحب بيهم عاصم ودخلوا كلهم كان الحاج صالح نزل هو و علي..
البنات سلمت عليه و طلعوا يجروا علي اوضة فاطمة..
قعدوا كلهم علي السفرة و نزلت فاطمة و البنات وقعدوا معاهم..
رغم ان صالح أكبر واحد سناً في القعدة.. وعاصم من باب الاحترام ساب مكانة علي راس الترابيزة ليه، بس الحاج صالح رفض.. و أصر ان عاصم يفضل مكانه..
قعد عاصم علي راس الترابيزة..
ممكن تقولوا انها شكليات مش مهمة.. بس في الصعيد دي ممكن تروح فيها رقاب..
مش تفاهه.. لأ.. احترام لكبير البيت او العائلة..
فطروا مع بعض في جو كان أسري و جميل.. حتي خالد ابو نور كان بدأ يهدي شوية..
بعد الفطار قام فادي و خالد كل واحد راح شغله، صالح كمان قام و راح يقابل ناس قرايبه..
عاصم جاله تليفون من اللواء احمد يعرفه ان اللواء صبري وسامي ومحمد ظباط الامن القومي هيقابلوه بره الجهاز، هيقابلوه عنده في البيت، بشكل مش رسمي طبعاً..
عاصم عرفه انه مش ها يجي لوحده وهيكون معاه علي و كريم.. هما عارفين كل حاجة..
(كريم وعلي ما يعرفوش كل حاجة.. هو قال كده بس عشان ما يتكسفوش من قعدتهم مع الستات)
اللواء احمد رحب بيهم ومعندوش مشكلة..
عاصم قام هو وعلي وكريم، انجي كانت عينيها مع كريم بس ابتسم ليها وطمنها وعرفها هما رايحين فين..
نور كانت عينيها مع عاصم وريهام خبطتها في كتفها من غير ما حد يلاحظ، بس فاطمة كانت متابعاهم..
فضلوا الستات مع بعض..
وصل عاصم واللي معاه عند اللواء احمد وكان المأمور فكري موجود اللي سلم عليهم بـ ود..
بعدهم بدقايق وصل ثلاثي الامن القومي..
بعد السلامات عاصم دخل مباشر في الموضوع.. طلع اللاب اللي جابه وحط جنبه الهارد (هو ساب الهارد التاني في خزنته في البيت)
عاصم: انا قولت امبارح اني هربت من الفيلا اللي كنت فيها مع الملك، الهارد ده انا سرقته من الفيلا قبل ما اهرب، ولما رجعت البيت نقلته علي اللاب ده وشوفت اللي عليه، الهارد ده انا مش هحتاجه.. ده هدية مني ليكم، بس هنشوف مع بعض الأول اللي عليه، عشان تعرفوا حجم الكارثة اللي بنواجهها.
شغل اللاب وبيشوفوا فيديوهات لعمليات المنظمة عملتها ومصوراها..
بيانات لعمليات بيع اثار وسلاح ومخدرات وبشر..
حسابات بنكية كتيييييييير..
مراكز قوات المنظمة في اغلب الدول.. حتي المركز الجديد في مصر.. (عزبة المنصورية)
قوائم بالمتعاونين مع المنظمة في الحكومات والحاجات اللي المنظمة ماسكاهم علي الناس دي عشان تسيطر عليهم..
عاصم كان مخلي المفاجاة للآخر..
معلومات عسكرية عن الجيش.. المنظمة بتجسس علي الدولة وبتبيع اسرارها لدول اجنبية..
كل اللي قاعدين مصدموين من المصايب اللي هما شايفينها.. مفاجآت فوق استيعابهم..
علي: احا (انتبه للي قاله) انا اسف يا جماعة.. بس اللي انا شايفه ده كارثة.
اللواء احمد: عندك حق، (بيبص لصبري) عندك شغل كتير يا صبري، ولازم يتم التنسيق مع أجهزة كتير، المخابرات والجيش والمباحث العامة، ولازم تحافظوا علي السرية، الناس دي لو خدت خبر هيختفوا في لحظة ومش هنعرف نوصل ليهم.. (بيبص لعاصم) خسارة يا عاصم انك ما عرفتش توصل لمقر الملك بتاعهم.
عاصم: انا سرقته زي ما هو مكنتش اعرف عليه ايه، بس اعتقد ان لما تمسكوا كل دول أكيد هتلاقوا اللي يوصلكم للملك.
صبري: أكيد طبعاً.
سامي: انا عايز اعتذر ليك يا عاصم.
عاصم: (بإستغراب) عن ايه؟
سامي: جت فترة كنت شاكك فيك انك بتتعاون مع المنظمة وكل اللي بيحصل ده كان بالتنسيق معاهم، وكنت حاطك تحت المراقبة كمان.
اللواء احمد: حصل خير يا سامي، اكيد عاصم هيقدر موقفك من خلال الظروف اللي عدينا بيها، (بيبص لعاصم) مش كده يا عاصم؟
عاصم: أكيد.. انا لو مكانة وحصل معاه اللي بيحصل ده هشك فيه.. بس عموما حصل خير و اعتقد ان الموقف كده بقي واضح، وموقفي كمان بقي سليم عندكم.
صبري: تمام يا عاصم، احنا بنشكرك جدا علي المعلومات دي، (بيبص لسامي و محمد) يلا يا رجالة عندنا شغل كتير، مفيهاش نوم اسبوع قدام.
قام التلاتة رجعوا الجهاز..
عند الملك
الملك عرف باللي حصل في الحرس الملكي..
وكانت صدمة فوق احتماله كانت هتجيبله جلطة بصراحة..
و مفيش اي خيط يفهمه اللي حصل ده حصل ازاي.. بس أكيد في رابط بينه وبين اللي حصل لقاعدة الواحات..
أمر بإجتماع يحضره كل الوزراء و الفيلة والحصنة والطوابي.. في الديوان الملكي..
بس عشان مش كلهم موجودين في مصر في اللحظة اللي أمر فيها.. الاجتماع معاده اتحدد بعد 24 ساعة من لحظة الأمر بيه..
عاصم وكريم وعلي خرجوا من عند اللواء احمد..
عاصم وصلهم الفيلا وقال انه هيروح مشوار سريع وراجع..
سابهم وطلع علي صحراوي الاسماعيلية
ووقف عند القصر اللي فيه جعفر مهران..
مشيرة: مش قرار متسرع شوية يا عاصم؟
عاصم: لأ.. مفيش وقت.. الدنيا هتولع في الايام اللي جاية بعد ما ظباط الامن القومي وصلوا للمعلومات اللي تحت ايديهم دلوقتي، و حتي لو مش هيتحركوا دلوقتي انا لازم اخلص منهم بسرعة قبل ما يلحقوا يأمنوا نفسهم، صحيح مفيش حاجة تربطنا باللي حصل في المصنع امبارح، بس ما نضمنش الظروف بردو.
مشيرة: طب وهنعمل ايه دلوقتي، انت مش هتقدر تشتبك مع كل دول مرة واحدة، وحتي لو اشتبكت معاهم ممكن جعفر يهرب.
عاصم: ما تقلقيش، مفيش اشتباكات او موت لأي حد النهاردة.
دخل عاصم علي بوابة القصر.. الأمن وقفه (القوات العادية للمنظمة) بلغهم انه عاصم الجيوشي وعنده معاد مع جعفر مهران..
الأمن بلغ جعفر اللي اتفاجئ جداً من وجود عاصم، بس حسبها بسرعة.. ابن الجيوشي هنا في بيته، يعني ممكن يخلص منه ويقول ان هو اللي اتعدي عليه..
طب يبلغ الوزير؟
لأ.. هقول ان الامور اتحركت بسرعة وكنت بدافع عن نفسي ومات.. ماكانش في وقت اتصل بيه..
جعفر طلب من الامن يدخلوه ويدخلوا معاه بعد ما يفتشوه كويس..
بعد دقايق عاصم وصل ودخل الريسبشن و الأمن معاه.. 6 منهم..
دخلوا كلهم مكتب جعفر اللي كان علي مكتبه مستنيهم.. درج مكتبه كان مفتوح جنبه وجواه المسدس بتاعه..
جعفر: ياه يابن الجيوشي، بعد السنين دي كلها اخيرا اتقابلنا.
عاصم: اول و اخر مرة نتقابل فيها يا جعفر.
جعفر: عندك حق في دي.. دي اول و آخر مرة هنتقابل.. عارف ليه؟ عشان انت هتموت هنا و دلوقتي.
عاصم: (بإبتسامة سخرية) غريبة نفس الكلام اللي كنت هقوله ليك.
جعفر استغرب من طريقة كلام عاصم بس لسه محافظ علي هدوءه..
جعفر: جاي ليه يابن الجيوشي؟ ولا مش هتفرق انت كده كده هتموت دلوقتي، بس لأ.. لو مت من غير ما اعرف انت جاي ليه هموت من الفضول.
عاصم: من ناحية هتموت فأنت هتموت.
الحرس استعد و شد أجزاء السلاح بتاعه..
عاصم قرب من مكتب جعفر والحرس بيتحرك معاه.. حط ملف علي مكتب جعفر ورجع بضهرة تاني زي ما كان واقف الاول وبردو الحرس معاه..
جعفر: (بتريأة) و ده ايه ده؟ وصيتك؟
عاصم: (بإستفزاز) لأ.. وصيتك انت.
عاصم غمض عينيه.. في نفس اللحظة جعفر بيتكلم..
جعفر: (بيقف) يابن الـ...
فجأة عاصم فتح عينيه وهي بتنور أسود.. و الحرس كله وقع مغمي عليه..
جعفر من الخضة وقع بالكرسي بتاعة.. وقام وقف وهو بيرجع بضهره للحيط..
عاصم: (بصوت طالع من قبر) إمضي يا جعفر.
جعفر مش بيتحرك من الرعب..
عاصم ركب دماغه.. جعفر مضي علي كل ورقة و بصم عليها كمان.. وعرف ان في معاد مع الملك تاني يوم..
عرف منه امتي و فين..
عاصم فوق الحرس بس مسيطر عليهم..
خرج ومسح من دماغ جعفر و الحرس الـ 6 كل اللي حصل..
و رجع علي الفيلا..
قبل ما يدخل نور جريت علي الباب حتي قبل ما يرن الجرس وفتحت الباب..
عاصم لما شافها ابتسم تلقائي.. وهي كانت فرحانة جدا انه رجع.. هو بيحب يشوف ابتسامتها أصلاً..
كانت هتنط في حضنة بس رجع خطوة لـ ورا وهو مبتسم ليها ونظرة عينيه بتقول عيب يا مجنونة في ناس جوه..
نور رجعت خطوة لـ ورا فعاصم اتعدل و داخل.. راحت نور ناطة في حضنة.. ورجلها متشعلقة في الهوا وراها..
مشيرة كانت بتموت علي نفسها من الضحك انها عرفت تفاجئ عاصم..
عاصم نفسه ضحك ونور ضحكت هي كمان.. سابها شوية في حضنه لحد ما حس انها اطمنت وبعدها نزلها..
عاصم دخل وهي ماسكة دراعه وماشية جنبه..
سلم علي الموجودين ودخل المكتب و نور دخلت وراه وعلي وكريم وحصلهم انجي وريهام..
فتح خزنته حط فيه الورق واتصل بحازم يفوت عليه عشان عايز يسجل العقود دي.. وحازم قال هيفوت عليه قبل ما يروح المكتب بتاعة..
علي: عقود ايه دي يا عاصم؟
عاصم: اول خطوة في حق بيت الجيوشي يا علي، دي عقود بنص اراضي الجيوشي الكبير، اللي اتاخدت غصب و غدر.
كريم: و جيبتها ازاي؟
عاصم: ها يجي الوقت اللي احكي فيه كل حاجة يا كريم بس مش دلوقتي.
خرجوا من المكتب وقعدوا معاهم في الريسبشن..
فاطمة: تعالي جنبي يا نور انتي وريهام..
راحت البنات قعدت جنبها يمين وشمال وهي حضناهم..
انجي: اشمعني انا يا ماما اللي مش بتقوليلي تعالي جنبي.
فاطمة: يا بت دا انتي العاقلة اللي فيهم، دول مجانين الاتنين.
كلهم ضحكوا علي كلام فاطمة..
فاطمة: دا غير عشان كريم ما يغيرش مني.
انجي وشها احمر.
كريم: لأ يا حاجة ما تقلقيش.
فاطمة: (بإبتسامة خبيثة كوميدية) يعني مش بتغير علي انجي؟
انجي بصت لكريم برفعة بس من جواها بتضحك ومكسوفة..
كريم حس انه بيغرز.. و مش عارف ينطق..
كلهم باصين ليه ومستنين اجابة و ماسكين نفسهم من الضحك بالعافية..
كريم: (خد نفس طويل) انا بغير عليها من الهوا اللي بيلمس شعرها، بس مش الغيرة اللي تخنق، انا ثقتي فيها ملهاش حدود ولو وسط الف راجل عارف ان قلبها وعقلها معايا انا.. ملكي انا.
الكل كان ساكت معجب بالرد..
انجي كانت خلاص هتقوم تاخده في حضنها.. و مكسوفة ووشها حواليه دباديب وقلوب..
قطع الصمت ده علي وهو بيصقف..
علي: يابو كريم يا جامــــــــــــــــــــــــــد.
كلهم ضحكوا..
انجي: (بتبص لكريم و من غير صوت.. حركة شفايف بس) بحبك.
و كريم عمل زيها..
رجع صالح من برة وبعده فادي وخالد، وكمان جه فواز والدكتور عمر كمان ومراته..
اتغدوا مع بعض كلهم وبعدها قعدوا يهزروا ويضحكوا.. مفيش كلام في شغل او الظروف اللي مرت..
كانوا بيفضوا دماغهم من اي مشاكل.. و بيستغلوا اللحظات اللي قاعدينها مع بعض..
خلصت القعدة علي نص الليل.. وقام الكل يروح..
صالح عرف الكل انه راجع اسكندرية بكره، وراه مصالح كتير متعطلة في اسكندرية..
بعد كلام كتير البنات اقنعته يفطروا معاه بكره وبعدها يسافر..
واتفقوا علي كده..
كله قام يروح.. وصالح وفاطمة طلعوا يناموا..
وعلي فضل مع عاصم شوية وبعدها طلع ينام..
بعد شوية لما عاصم اطمن انهم ناموا خرج ركب عربيته وطلع علي المنصورية..
عند قاعدة القوات الخاصة الجديدة..
وقف قبل المزرعة وغمض عينيه.. و طار هو ومشيرة علي القاعدة تحت المزرعة..
بعد ما خد هو ومشيرة جولة جوا القاعدة وعرفوا اللي فيها.. واقفين بيتكلموا..
مشيرة: العدد المرة دي غير أي مرة، لما كنا عند الجبل في الواحات انت مقدرتش تسيطر علي نفسك عشان عددهم كبير، المرة دي العدد الضعف تقريباً.. القوات العادية والقوات الخاصة، انتي اغمي عليك المرة اللي فاتت، واللي لحقك اللي كانوا بيراقبوا المنطقة من الأمن، المرة دي محدش هنا، يعني لو حصل ليك حاجة محدش هيلحقك أو يحس بيك.
عاصم: ما تخافيش اللي هيحصل المرة دي غير المرة اللي فاتت، في تغيير هيحصل..
مشيرة: ناوي علي ايه؟
سكت شوية..
عاصم: جنبي؟
فجأة حضور مشيرة اتغير..
مشيرة: (بحضورها الغريب وبتتكلم بحنان و بقوة في نفس الوقت) للنهاية.
وإختفت و رجع ظهورها العادي..
عاصم مبقاش يستغرب الحضور ده، علي العكس كان بدأ يحبه..
عاصم نزل من العربية واتحرك علي رجليه دخل المزرعة جوا الارض الزراعية (الغيطان) مش من ناحية البوابة الرئيسية..
كانت لفة طويلة عشان يبقي جوا الارض الزراعية وفوق القاعدة..
كان غيط مزروع.. قعد علي الأرض وسط الزرع و ربع رجليه وغمض عينيه..
المرة دي اللي ناوي عليه غير أي مرة..
فضل مغمض عينيه ومفيش حواليه غير الصمت من تركيزه علي اللي بيعمله مشيرة إختفت من أول لحظة..
مفيش حاجة غير الصمت و صوت الهوا من حواليه..
بس اللي كان بيحصل تحته كان علي عكس الهدوء اللي حواليه خااااااااالص..
كان في معركة بتحصل تحت..
طب نرجع من الأول نشوف اللي بيحصل تحت..
عاصم غمض عينيه وعقله انطلق..
تحت..
القوات الخاصة في الراحة و أغلب القوات العادية كمان، مفيش غير الحراسات اللي عليهم وردية الليل..
فجأة قائد القوات الخاصة خرج من الأوضة بتاعتة.. اتوجه لمركز المراقبة..
وقف ركب كاتم صوت علي سلاحه..
دخل المركز و ضرب كل المراقبين بالنار من ضهرهم.. وبعدها أمن بطلقة في دماغ كل واحد..
اتحرك ناحية جهاز الكومبيوتر الرئيسي فضل شوية بيعمل شوية حاجات والنتيجة انه قطع كل الاتصالات مع القاعدة..
بعدها في جهاز الاتصال الداخلي عمل استدعاء لكل القوات الخاصة.. بكامل تجهيزهم وسلاحهم..
طبعا مفيش استغراب من أي حد.. الإستدعاء ممكن يحصل في أي لحظة لأي حد..
القائد العام سمع الاستدعاء وراح علي مركز المراقبة يفهم في ايه..
استقبله قائد القوات الخاصة بطلقة في دماغه..
بعدها قائد القوات الخاصة علي جهاز الاتصال الخاص في ودن كل فرد من القوات الخاصة..
فهم رجالته ان في أوامر بتصفية كل القوات العادية، وانهم يتمركزوا حوالين الساحة هيعملوا كمين للقوات العادية في الساحة..
بعدها استدعي قائد القوات العادية لمركز المراقبة..
لما وصل وشاف القائد العام مقتول لسه هيسحب سلاحه لقي مسدس في قفاه..
قائد القوات الخاصة أمره انه يعمل استدعاء لكل القوات العادية في الساحة..
قائد القوات العادية عارف انه ما يقدرش علي قائد القوات الخاصة ابداً لو دخلوا في اشتباك مع بعض.. فإضطر انه ينفذ..
بعدها أصدر الأمر و عمل الإستدعاء، قائد القوات الخاصة ضربه طلقة في دماغه..
قائد القوات الخاصة فضل في مركز المراقبة بيتابع تجميع القوات العادية ولما اطمن ان كلهم وصلوا، حتي اللي عليهم الحراسة وصلوا هما كمان.. وكلهم في الساحة..
مسك جهاز الاتصال الخاص اللي بينه وبين القوات الخاصة.. وقال كلمة واحدة..
قائد القوات الخاصة: نفذ.
ضرب النار اشتغل من كل مكان متمركز فيه القوات الخاصة..
بكثافة ضرب مستحيلة.. اللي خزنته بتفضي بيبدلها في ثانية..
بعدها بدأوا يخرجوا من أماكنهم ولسه مكملين ضرب، وبيتقدموا ناحية الجثث في دايرة مقفولة..
فضل الضرب شغال لحد ما اطمنوا ان مفيش حد حي..
إداهم أمر انهم ينتظموا في صفوف.. ويعيدوا تجهيز نفسهم..
بعدها فتح بوابة الدخول الخارجية وراح عند رجالته ووقف قصادهم انتباه..
بعد دقايق دخل عاصم ووقف قصادهم..
الف فرد من القوات الخاصة.. 10 مجموعات.. كل مجموعة 100 فرد و ليها قائد..
العدد الكلي 1111 فرد واقفين انتباه قصاد عاصم..
عاصم فضل واقف قصادهم وغمض عينيه.. وهما كمان غمضوا عينيهم بأمر من عقله..
دقايق مفيش غير الصمت ورائحة الدم في المكان..
فضلوا واقفين كلهم لمدة 10 دقايق.. محدش اتهز لحظة..
بعدها عاصم فتح عينيه وكلهم فتحوا عينيهم..
في اللحظة دي كان كل القوات الخاصة بقت رجالة عاصم..
هو الملك بالنسبة ليهم.. حمايته و خدمته هدفهم الوحيد في الحياة..
القائد أمرهم ينقلوا كل الذخيرة والأسلحة اللي في المخازن في عربيات..
بعدها خدوا أوامر انهم يركبوا عربيات زي عربيات الأمن المركزي ويخرجوا ويستنوا أوامرة..
عاصم وقف مع القائد دقايق لوحدهم.. وبعدها سابه ومشي..
بعدها القائد أمر العربيات تتحرك علي نقطة حددها ليهم..
كده مفيش في المكان غير القائد بس..
طلع علي مركز المراقبة وشغل تسلسل التفجير الذاتي.. وخرج بره المكان ركب عربية مستنياه وراح ورا العربيات اللي سبقته..
عاصم كان وصل لعربيته وركبها وبيبعد عن المكان في نفس الوقت اللي القوات الخاصة بتبعد عن المكان..
وبعدها بدأت الانفجارات والقاعدة بقت كوم تراب..
وصل عاصم الفيلا علي الفجر..
طلع خد شاور ونام عشان يكون فايق وجاهز لمعاد الملك مع الوزراء بتوعه..
تاني يوم..
صحي في معاده ونزل كان صالح وفاطمة تحت وعلي نازل وراه..
واقف هو وعلي بيهزروا مع بعض علي السلم..
وفجأة سابه وراح يفتح الباب..
علي: يابني هو الجرس رن حتي، رايح فين؟
عاصم مش بيرد وبيفتح الباب..
كانت نور طالعة تجري علي سلالم الفيلا ولما عاصم فتح بنفسه ابتسمت وكانت فرحتها كبيرة جداً، ومكملة جري ونطت في حضن عاصم..
عاصم خدها في حضنه و من اندفاعها رجع خطوة لـ ورا..
علي اول ما شاف المنظر ابتسم..
هو عارف ان نور بتحب عاصم، كلهم بقوا متأكدين بس مش عايزين يتكلموا دلوقتي..
اللي قلقانين منه كلهم ان عاصم يكون مش بيحبها زي ما هي بتحبه.. ده اللي قالقهم.. وخايفين علي نور من كده..
نور: (بحب) وحشتني.
عاصم: وانتي كمان.
نور: (بفرحة) بجد؟
عاصم: (بإبتسامة هادية) بجد.
مشيرة: نحن هنا.
نور: (بتبص لمشيرة بفرحة) وحشتيني اوي.
مشيرة: (بضحك) ما هو واضح.. انزلي يا بت.
نور: (وشها احمر من الكسوف) ما تزعليش.
مشيرة: لأ مش زعلانه ما تخافيش.. بس علي واقف هناك.
نور نزلت من حضن عاصم وبتبص لعلي ومكسوفة من منظرها قصاده..
علي: (بيغير الموضوع عشان ما يكسفهاش انه واقف) بدأنا الجنان ع الصبح.
نور: (بتعمل شبح بس شكلها مسخرة) مالك ياض ع الصبح؟
علي مش قادر يمسك نفسه من الضحك علي منظرها وعاصم بيضحك علي رخامتهم علي بعض..
دخلوا التلاتة وسلمت علي صالح وباسته وهو مبتسم من الجو اللي عملته لما دخلت وفرحان بيها، وبعدها راحت خدت فاطمة بالحضن وقاعدة جنبها..
بعدها بدقايق وصلت ريهام وبدأوا يرخموا علي بعض هي و نور و علي، وبعدها وصل كريم وانجي مع بعض كالعادة..
قاموا فطروا مع بعض.. وبعد الفطار صالح وفاطمة وعلي رجعوا اسكندرية.. علي وعد من عاصم والشلة انهم يزوروهم قريب.. فاطمة اتعودت يكونوا قريبين منها وتشوفوهم علي طول..
قعدوا شوية مع بعض، وبعدها عاصم بص في الساعة..
عاصم: انا هسيبكم شوية وراجع علي طول.
نور: (بلهفة وقلق) هتروح فين؟
عاصم: (بإبتسامة بيطمنها) ما تخافيش هرجع.
نور عينيها فضحاها و كلهم فاهمين.. بس مبقاش عندها اي استعداد انها تخبي.. وكلهم فرحانين ليها..
نور: هستناك.
عاصم: مش هتأخر.
عاصم خرج ركب عربيته ومشي مسافة نص ساعة من بيته..
وصل عند فيلا بس بطراز مختلف عن اللي حواليها، والحراسة اللي عليها كبيرة..
لو ركزنا شوية هنعرف انهم من الحرس الملكي..
آخر مجموعة من الحرس الملكي اللي فلتت من هجوم عاصم علي مصنع بدر عشان مكانوش موجودين فيه..
دول مسئولين عن حراسة الديوان الملكي وكان معاهم مجموعة حراسة الملك..
مجموع الحرس الملكي اللي فاضل 30 فرد.. 10 منهم مسئولين عن حراسة المكان و الباقي مع الملك دايما في كل حتة..
عاصم واقف قصاد الديوان الملكي بالعربية بس بعيد شوية..
غمض عينيه ودخل المكان هو مشيرة وشافوا الاجتماع شغال والملك بيتكلم بعصبية بعد ما وصل ليه أخبار دمار قاعدة المنصورية بعد 24ساعة من كارثة بدر..
الوزراء كلهم موجودين ومع كل وزير الفيل والحصان والطابية بتاعته..
عاصم فتح عينيه وبص لمشيرة ومبتسمين..
طلع الفون بتاعة وطلب رقم.. اول ما الطرف التاني رد عاصم قال كلمة واحدة..
عاصم: إبدأ.
فجأة المكان اتقلب جحيم من الرصاص والقنابل اللي بتتحدف هنا وهناك..
القوات الخاصة بتهاجم المكان.. ومحاصرة المكان من كل جنب حتي نفق الهروب بتاع الملك كان اول حاجة دمروها..
الهجوم بدأ بقنابل اترمت بإحتراف علي الـ 10 المتوزعين حوالين المكان.. مكانش ينفع غير كده..
لو دخلوا مواجهة مباشرة مع الحرس الملكي.. القوات الخاصة هيموتوا كلهم..
بعد 10 دقايق من كثافة الضرب وعنصر المفاجأة الرهيب.. القوات الخاصة سيطرت علي المكان..
خسروا كتير جداً جداً لحد ما وصلوا جوه القاعة وسيطروا عليها ونضفوها من الحرس الملكي بالكامل..
و بلغوا القائد بتمام التنفيذ.. اللي بلغ عاصم بإنتهاء المهمة..
عاصم بلغ القائد بتنفيذ الجزء التاني..
القائد أمر رجالته يربطوهم كلهم.. 17 فرد.. وغموا عينيهم وياخدوهم ويخرجوا من المكان بسرعة..
و ده اللي حصل.. خلال دقيقتين كان المكان فاضي وعربيات الأمن بتوصل المكان..
والقائد ورجالته اللي فضلت اختفوا بالغنيمة اللي معاهم..
عاصم اتحرك هو كمان وبعد عن الديوان ورجع الفيلا وهو بيفتكر كلامه مع القائد لما كان في قاعدة المنصورية قبل تفجيرها..
فلاش باك..
عاصم: إتحرك دلوقتي و حاصر الديوان الملكي.. عارفه؟
القائد: عارفه يا فندم.
عاصم: جهز خطتك بالشكل اللي تشوفه مناسب بالعدد المناسب.. انت عارف حراسة المكان وحراسة الملك قد إيه؟
القائد: حراسة المكان 10 أفراد من الحرس الملكي، وحراسة الملك مكونة من 20 فرد.
عاصم: يعني انت هتواجه 30 فرد من قوات الحرس الملكي.
القائد: بالظبط، دول آخر الحرس الملكي بعد موت كل الحرس الملكي في معسكر بدر.
عاصم: بما انك عارف المكان أكيد عارف اذا كان في خطة هروب ولا لأ؟
القائد: في خطة هروب يا فندم.
عاصم: جهز خطتك بحيث ان محدش يهرب ومش عايز حد حي غير اللي في الاجتماع جوه الديوان، 17 فرد عايزهم أحياء كلهم.. و هتنقلهم علي معسكر حلوان.. فهمت؟
القائد: تمام يا فندم.
عاصم: بالتوفيق.
فاق عاصم من أفكاره وهو علي باب الفيلا.. كالعادة نور حست بيه وفتحت الباب وواقفة مستنياه..
نور: انا كنت قلقانة عليك، في أخبار عن ارهابيين ورصاص وقنابل علي اليوتيوب والفيسبوك، وفي ناس مصورة فيديوهات والمكان قريب من هنا.
عاصم: انا بردو عرفت الموضوع لفيت ورجعت ما كملتش.
نور: كويس عشان كنت هموت من القلق عليك.
عاصم: ما تخافيش، مهما حصل هرجعلك.
نور كانت هتموت من الفرحة بالكلمة دي.. حست فعلاً ان عاصم بيحبها، مش مجرد حب أخ لأخته.. لأ بيحبها فعلاً..
مسكت ايد عاصم ودخلوا الفيلا..
دخلوا للشلة وفضلوا يتابعوا الأخبار عن الحادثة اللي حصلت قريب منهم دي، ومستغربين كمية العنف اللي بقت موجوده حواليهم..
طبعاً التليفونات اشتغلت من اهاليهم بيطمنوا عليهم وبيتأكدوا انهم عند عاصم في البيت ومخرجوش..
خلال 3 شهور بعد الحادثة دي..
الامن القومي بالتنسيق مع و المخابرات العامة والحربية..
حملة اعتقالات جوة وبرة مصر، لكل اللي اساميهم كانت علي الهارد اللي جابه عاصم..
عملية كان اسم الملف بتاعها "المقبرة"
وبعتوا نسخ للدول اللي فيها التنظيم، كل دولة المعلومات اللي تخصها..
و في دول المخابرات بتاعتنا كانت صايعة ما بعتتش كل المعلومات ليها، وخلت الناس اللي فيها تحت سيطرتها..
لكن كل الدول اتبعت ليها اماكن تمركز القوات الخاصة فيها..
والدول دي خلت جيشها هو اللي يتعامل علي طول بعد تحذير المخابرات بتاعتنا من قوتهم وتسليحهم..
بس كان في 3 أسامي مش موجود عنهم أي حاجة في الهارد اللي مع الأمن القومي..
الملك و جعفر مهران وسليمان الشواتفي..
ومفيش أي معلومات عن معسكر حلوان..
دي كانت الحاجات اللي عاصم شالها من الهارد قبل ما ياخده ظباط الأمن القومي وهو بيجهز خطته..
دا غير انهم معرفوش يوصلوا لباقي المجلس رغم المعلومات اللي عندهم عنه..
بالنسبالهم هم اختفوا مع الملك بتاعهم.. مايعرفوش انهم تحت ايد عاصم..
خلال الـ3 شهور دول عاصم ما زارش معسكر حلوان نهائي..
كان مستني الوقت المناسب وان الوضع يهدي..
كان بيطمن من قائد القوات الخاصة علي الأوضاع عندهم..
دخلت امتحانات اخر السنة وخلصوها..
وطلعوا علي اسكندرية يقضوا شوية من الاجازة هناك عند الحاج صالح..
وطبعا في الفترة دي كان علي مطرود بره البيت وعايش هو كريم عند عاصم في الشقة بتاعته..
في الصعيد..
سليمان مش عارف يوصل لجعفر.. و اغلب التجار اللي بيتعامل معاهم يا إما اتقبض عليه يا إما مات علي ايد الشرطة..
و حاسس ان الدايرة بتقفل عليه.. بس بردو شايف ان الحكومة ما تعرفش عنه حاجة.. وإلا كانوا مسكوه مع اللي اتمسكوا..
و جعفر مختفي من فترة، و في عز تفكيره في المصيبة اللي بتحصل حواليه بيفكر ازاي يخلص من بيت مهران، ازاي يستغل غياب جعفر ويخلص من البيت ده وتبقي البلد بتاعته لوحده هو وعائلته..
بس خايف من الجو المكهرب الفترة دي، وبردو بيت مهران مش بيت قليل، هيخسر رجالة كتير قبل ما يخلص عليهم..
وبيت مهران اصلا الدنيا مكهربة عندهم وكل رجالتهم رافعة السلاح بعد غياب كبيرهم..
اساسا في كلام في بيت مهران انهم شاكين ان سليمان قتل جعفر أو خطفه ومستني الوقت المناسب يهجم عليهم..
ومعني كده لو جعفر ما ظهرش قريب الحرب هتقوم بين العائلتين.. ومحدش هيعرف يوقفها..
و مش هتقف غير بنهاية عائلة من العائلتين او بنهاية العائلتين مع بعض..
نرجع لعاصم..
يوم عن يوم نور أملها في حب عاصم ليها بيكبر وبتتعلق بيه بشكل مختلف عن الأول..
كلهم ملاحظين ده وبقي عادي وشايفين معاملة عاصم لنور وعرفوا ان هو كمان بيحبها بس كأنه بيقاوم ده..
و سايبين الامور تمشي براحتها..
و زي ما قولنا في فترة الاجازة كريم مع أبوه في الشغل و ريهام مع ابوها في الشغل.. وبعد شغلهم بيتجمعوا كلهم عند عاصم..
ودي كانت أصعب الأوقات علي نور عشان مش بتبقي مع عاصم من أول اليوم زي ما اتعودت في الدراسة..
بتستني لما كريم يجيب انجي وريهام تخلص ويتقابلوا عند عاصم..
طارق و شيماء اختفوا من حياتهم تماماً.. اي مكان تظهر في الشلة وهما موجودين بيسيبوه ويمشوا..
هارون فهم انه مش هيقدر علي عاصم، بعد ما عرف انه كان سبب في المقبرة اللي اتفتحت لناس كتير في الحكومة ورجال الاعمال الفترة اللي فاتت..
دكتور عمر والدكتور رمزي قعدوا مع عاصم مرة تانية وبيحاولوا يقنعوه يوافق علي الاختبارات اللي عايزين يعملوها..
عاصم وافق انه يعمل الاختبارات دي و كانت النتيجة سلبية بالنسبالهم وانه انسان عادي معندوش قدرات فائقة ولا حاجة..
طبعاً عاصم بوظ الاختبارات عن قصد..
شهور فاتت والمجموعة اللي في معسكر حلوان محدش يعرف عنهم حاجة وتحت حراسة القوات الخاصة، وبيتعاملوا
احسن معاملة، بياكلوا ويشربوا بس محدش شاف النور..
عايشين في ضلمة طول الوقت اللي فات..
في يوم راح ليهم عاصم.. دخل الاوضة اللي محبوسين فيها و معاه القائد..
كلهم متغمي عينيهم..
عاصم بص ليهم شوية وبعدها شاور للقائد علي سلاحه..
القائد طلع سلاحة و شد الأجزاء..
كلهم اترعبوا لما سمعوا الصوت.. هما فاهمين دا صوت ايه..
عاصم شاور علي الفيل بتاع كل وزير..
4 طلقات والفيلة خرجت برة الملعب..
شاور علي حصان كل وزير..
4 طلقات تانية وحصلوا اللي ماتوا..
شاور علي 3 وزراء و 3 طوابي..
وبردو ماتوا..
عاصم بص للقائد يرفع الغمامة اللي علي عيونهم.. ويشغل النور..
خدوا وقت كبير لحد ما عينيهم اتعودت علي الإضاءة..
ولما قدروا يفتحوا عينيهم شافوا الجثث اللي حواليهم وعرفوا مين اللي فضل عايش..
الملك.. الوزير الأول.. الطابية جعفر مهران..
وشافوا عاصم واقف قصادهم ووراه بخطوة قائد القوات الخاصة..
اكتر واحد اتصدم كان الملك.. عشان قائد القوات الخصة بتاعتة خانه وباعه..
اكتر واحد كان مرعوب كان جعفر.. عشان شايف عاصم واقف قصاده وهو تحت رجليه وجعفر كان بيحلم بعكس كده..
الوزير مش فاهم اي حاجة.. سؤال واحد بيسألة لنفسه.. ازاي وصل بيهم الحال لكده.. ازاي ملكهم اتدمر..
عاصم ما اتكلمش معاهم.. سابهم وخرج..
بعدها ادي أمر للقائد انهم يجيبوا سليمان الشواتفي جنبهم..
مجموعة صغيرة من 5 أفراد اتحركت علي الصعيد..
بعد يومين بالظبط كان سليمان مربوط جنبهم.. واتصدم لما شاف جعفر..
سليمان: انت ايه اللي عمل فيك كده؟ ومين دول؟ ومين اللي جابوني هنا دول؟
جعفر: ابن الجيوشي اللي جابنا هنا.
سليمان: (بصدمة) ابن الجيوشي.
جعفر: ايوة، ومن ساعة ما جابنا قبلك معملش معانا حاجة، بقالنا شهور متربطين ومرمين هنا ومحدش يعرف عننا اي حاجة.
سليمان: رجالتنا هتوصل لينا، هيقلبوا علينا الدنيا لحد ما يلاقونا.
جعفر: كان حد فيهم عرف يوصللي، بقوللك بقالنا شهور محدش يعرف عننا حاجة.
سليمان: احنا لازم نخرج من هنا، البلد هتولع لو ما رجعناش بسرعة.
جعفر: في ايه؟
سليمان: رجالتك فاكرين ان انا خاطفك او قتلتك، بس مش متأكدين عشان كده ما عملوش حاجة بس بيلموا سلاح وبيجهزوا نفسهم، ودلوقتي رجالتي هيفتكروا ان رجالتك خطفتني او قتلتني عشان ترد علي اللي عملته فيك، انت فاهم يعني ايه؟ يعني الدم هيبقي للركب ومش هيقف لحد ما العائلتين يصفوا بعض.
الملك: كل ده من تخطيط عاصم.. هو اللي عمل فينا كلنا كده.
سليمان: وانت مين انت كمان؟
الوزير: احفظ ادبك وانت بتتكلم مع الملك.
سليمان: (بتريأة) هو انت الملك، اهو جابك تحت رجله.
الملك: (بحسرة علي حاله) في ظروف تانية كان زمانك بتشوف العذاب عشان رفعت عينك قصادي.
سليمان: و اهو كلنا جنب بعض اهو.. (بيبص لجعفر) لازم نوصل معاه لإتفاق يا جعفر.. لازم نخرج عشان نلحق المصيبة اللي في البلد.. نسلنا كله هيموت في الحرب دي لو قامت.
الوزير: ما يتحرق نسلكم كله، انتوا شوية حشرات.
جعفر: اخرس بقي، عملتلي البحر طحينة وقولتلي اننا بنحكم العالم، اهو حتة عيل دمرنا كلنا، وهيكون سبب موتنا.
سليمان: طيب هو عايز ايه؟ معرفتوش عايز ايه؟
جعفر: ولا نطق بكلمة.. سايبنا كده من شهور وبناكل وبنشرب كأنه بيعلفنا عشان يدبحنا علي العيد.
الكلمة نزلت عليهم زي الصاعقة..
بعد كام يوم
عاصم دخل عليهم و دي كانت اول مرة سليمان يشوف عاصم..
اول ما شافه عرفه علي طول.. شبة ابوه.. لأ ده نسخة من جده عبدالملك..
عاصم واقف باصص ليهم.. ووراه القائد..
عاصم: فك الايد اليمين للملك و لسليمان.
القائد فك الايد اليمين للملك وسليمان ورجع وقف ورا عاصم..
عاصم: سيبني لوحدي.
خرج القائد وقفل الباب وراه..
عاصم: دلوقتي بعد ما جعفر نقل أملاكه ليا، ..
جعفر: املاك ايه اللي نقلتها ليك انت بتخرف بتقول ايه.
عاصم: (بإبتسامة سخرية) اه صحيح انت ناسي.
عاصم بص لجعفر في عينيه.. دقيقة وجعفر افتكر كل اللي حصل لما عاصم كان عنده في بيته..
جعفر: انت مش بني ادم انت شيطان.
طبعا كلهم فهموا انه يقصد ان عاصم قدر بالحيلة يخدع جعفر، مش فاهمين ان جعفر يقصد المعني الحرفي انه شيطان حقيقي مش انسان..
عاصم: (بنفس الإبتسامة) بعد ما نقلت املاك جعفر فاضل أملاك سليمان واملاك الملك برة مصر، (بيبص للملك) انا عرفت انك ملكش أي أملاك بإسمك جوه مصر، كلها للمنظمة وكلها الحكومة صادرتها، الحاجة الوحيدة اللي بإسمك هو قصر الجيوشي و ده انا خبيته عن الحكومة انه بتاعك، ود ه اللي انا عايزة.
الملك: مش هتاخده، خد كل حاجة الا ده لازم احسرك عليه.
عاصم: طب خليك انت للآخر عشان تحاسب علي كله.
بص لسليمان.. حط ورق عقود وقلم وبصامة قصادة..
عاصم: امضي يا سليمان.
سليمان: مستحيل.
عاصم فضل باصص ليه شوية وعينيه بتسود..
سليمان بيغرق جوا عيون عاصم.. معندوش القدرة انه يقاوم القبر اللي بيبلعه..
كلهم شايفين عيون عاصم وهي بتسود مش قادرين يستوعبوا المنظر..
جعفر اللي كان بيموت من الرعب من عيون عاصم.. هو شافها قبل كده وعارف تأثيرها..
سليمان مد ايده للقلم مضي علي كل ورقه وبعدها بصم عليهم..
سليمان عارف المصيبة اللي بيعملها بس مش قادر يمنع نفسه انه يمضي علي الورق..
بعد ما مضي عاصم اخد الورق.. و ساب سليمان اللي كان بيعيط علي شقي عمره اللي راح في لحظة..
بس فكر ان طالما عاصم خد اللي عايزة يشبع بشوية الورق دول، ولما يسيبه يرجع البلد يبقي يشوف عاصم هيعرف ياخد منه الارض ازاي..
عاصم: دلوقتي كل أرض الجيوشي ومصانعه رجعت لصحابها تاني وزيادة كمان تعويض عن سرقتكم ليها، فاضل قصر الجوشيي يرجع لصحابه هو كمان.. (بيبص للملك)
الملك: (بيتكلم وهو مرعوب) مهما عملت مش هتقدر تخليني أمضي.
بس هو نفسه مش مصدق الكلام ومش واثق انه هيقدر يقاوم..
بس بردو مضي زي ما جعفر وسليمان مضوا..
ومضي كمان علي أملاكه في دول كتير تانية وحسابات بنوك في دول كتير اتحولت لحسابات عاصم كان عملها..
ميقدرش يقاوم أو يقول لأ..
خد منهم كل حاجة.. لأ مش كل حاجة.. لسه فاضل عندهم أغلي حاجة.. وهياخدها..
نده القائد اللي دخل ووقف انتباه جنب عاصم..
شاور له علي الوزير.. القائد سحب خنجر من ضهره ورايح ناحية الوزير..
عاصم: دا عقابك عشان هاجمتني في بيتي.
القائد في نفس اللحظة بيدبح الوزير ونظرات الذهول والرعب علي وشه.. و علي وش الباقيين..
بص عاصم للتلاتة بإبتسامة كأن الموت بيسلم عليهم وبيتفق معاهم علي معاد..
سابهم و خرج..
عاصم طلب حازم يجي ياخد العقود دي يوثقها جوه وبره مصر..
وحازم قال ان الموضوع هياخد شوية وقت، عاصم عرفه رقم ايلين وقال لحازم يتواصل معاها وهي هتعرف تتصرف..
وفعلاً ايلين وفرت علي حازم وقت كبير بإتصالاتها..
كل أملاك الملك بره مصر وحساباته في البنوك بقت بإسم عاصم..
أرض جعفر وسليمان حازم وثقها بإسم عاصم فاضل يعملوا الحيازة علي الأرض.. يحطوا ايديهم عليها..
استمرت الأوضاع هادية في القاهرة و اسكندرية مفيش جديد..
كانوا وصلوا سنة رابعة.. سنة التخرج..
عاصم طلب من شركة مقاولات تعيد بناء قصر الجيوشي علي صورته القديمة وغير حواليه حاجات كتير بحيث انه يكون قلعة مش مجرد قصر..
عمل حوالين القصر سور قوي وعالي..
وهيعمل قريب من القصر زي معسكر صغير للقوات الخاصة يستقروا فيه ويتدربوا فيه.. للقوات اللي هتكون هناك لحماية القصر والاراضي.. بس مش دلوقتي.. وباقي القوات هتكون في قاعدة حلوان.. او ممكن ينقلهم كلهم هناك لسه ما اخدش قرار..
عائلة مهران وعائلة الشواتفي مستغربين..
مين اللي اشتري القصر وبيجدده.. بس مش وقته السؤال ده دلوقتي..
لما نخلص من اللي بيحصل هنا نبقي نفوق لصاحب القصر.. ده اللي كانوا بيقولوه لنفسهم في قعداتهم..
الصعيد بقي متوتر، وعائلات كبيرة اتدخلت عشان تمنع الحرب اللي هتقوم قبل ما تقوم..
بيت مهران بيتهموا الشواتفة في موت كبيرهم جعفر مهران..
و بيت الشواتفي بيتهموا المهارنة في موت كبيرهم سليمان الشواتفي..
مفيش فايدة.. وبدأت الحرب فعلاً..
ايام كتير عدت غرقانة في الدم والرصاص والنار..
مفيش بيت مكانش فيه قتيل..
عاصم كان مخلي مجموعة من القوات الخاصة بتراقب الوضع هناك وبتنقل بث مباشر لكل الضرب اللي بيحصل وجعفر وسليمان بيتفرجوا علي البث المباشر من أرض المعركة..
بيتفرجوا علي اهاليهم بيموتوا وبيتوهم بتتحرق.. وبيتحسروا علي حالهم واللي بقوا فيه..
العائلتين قربوا يخلصوا من كتر الاموات اللي فيهم..
ولما ناس اتدخلت عشان يقفوا الضرب ويبقي في هدنة..
عاصم أمر المجموعة اللي هناك تنقسم مجموعتين وتضرب نار علي العائلتين تاني وتختفي..
طبعا عند كل عائلة.. او اللي فاضل فيهم يعني.. شافوا ان العائلة التانية خانت الاتفاق..
وبدأ الضرب من جديد.. لحد ما خلاص بيخلصوا فعلا..
قبل ما يبدأوا يفكروا يتفقوا علي الصلح عشان خلاص مبقاش فيهم غير الحريم والعيال الصغيرة..
عاصم أمر المجموعة اللي هناك واتدخلت خلصت علي الباقي..
وكده مبقاش فاضل في البلد غير الحريم والاطفاال بس..
كل ده وجعفر وسليمان بيتفرجوا علي اللي بيحصل أول بأول..لحد ما شافوا اخر راجل في بيوتهم بيقع..
سليمان لما شاف ولاده بيموتوا ما استحملش الصدمة... اتجنن..
جعفر اللي كان ماسك نفسه وكرهه بيزيد كل لحظة لعاصم..
عاصم امر ان سليمان يبقي في اوضة لوحدة..
وبردو سايبهم ومش بيزورهم الا قليل..
تاني يوم بعد ما انتهت مجزرة الصعيد..
الشلة متجمعة عند عاصم بعد المحاضرات، وعاصم جاله تقرير من المراقبين بتوعه ان الحرب انتهت..
عاصم غمض عينيه وخد نفس طويييييل..و ابتسم..
نور: مالك يا عاصم؟
عاصم باصص في عينيها بإبتسامة.. نور بتبص لعيونه بفرحة وحب وبعدها اتكسفت ووطت وشها في الارض..
ريهام: مالك يا عاصم، انت سمعت خبر حلو صح؟
عاصم: صح يا ريهام.
كريم: طب ما تفرحنا يا عم.
عاصم: لأ نفرح كلنا مع بعض.
انجي: يعني ايه؟
عاصم: يلا علي اسكندرية دلوقتي.
كلهم مستغربين بس قاموا بسرعة معاه..
وصلوا المدافن.. قرأوا الفاتحة لمشيرة..
عاصم: ما تزعليش يا مشيرة بس انا المرة دي جاي لعمتي جيهان، جاي ابلغها خبر.
الشباب انتبهوا..
عاصم: من فترة بيت سعد السباعي مسك في بعضه ورفعوا السلاح علي بعض والعائلة دي مبقاش فيها غير النسوان واطردوا من البلد، طبعا اللي عمل فيهم كده بيت مهران وبيت الشواتفي، والنهاردة وصلني خبر ان بيت مهران وبيت الشواتفي رفعوا السلاح علي بعض بقالهم اسبوع او أكتر، والعائلتين دلوقتي بردو مبقاش فيهم الا الحريم..
انتقام **** منهم وصل لهم في الدنيا يا عمتي، وفضلت حي لحد ما تار الجيوشي اتاخد، ارتاحي يا عمتي وارتاحي انتي كمان يا قلبي، حقنا رجع، وهشتري كل اراضينا منهم وارجع قصر الجيوشي ومصانعه.. مهما كان التمن.
كل الشلة كانوا فرحانين لعاصم..
كريم: الف مبروك يا عاصم، وانا هكلم بابا يكون معاك في الموضوع ده، عشان لو السيولة اللي معاك مقضتش يكمل هو، بابا مش هيتأخر عنك انت عارف.
عاصم: (مبتسم) ما تقلقش يا كريم.. اللي معايا يكفي، ولو الفلوس قصرت هقولّك.
ريهام: هتبقي صاحب اراضي ومصانع يا معلم، وهتقعد في قصر كمان.
كريم: اقعدي احسدي في الواد لحد مايموت مننا وهو واقف.
ريهام: كريم انا مش بحسد.. انا بأر بس.
كلهم بيضحكوا.. بس نور ساكتة..
نور: هتعيش هناك يا عاصم وتسيبني؟
كلهم اتصدموا من السؤال..
المفروض نور تقول وتسيبنا مش تسيبني..
نور دموعه بتنزل وبتبدأ تترعش..
عاصم حط كف ايده علي خد نور وبيمسح دمعه نزلت منها بصباعه الابهام..
نور اول ما عاصم حط ايده علي خدها غمضت عينيها وحست بالأمان وبدأ جسمها يهدي..
عاصم: يلا بينا علي الحاج صالح.
نور فتحت عينيها وابتسمت..
خرجوا راحوا للحاج صالح اللي اتفاجئ هو وفاطمة بيهم..
عاصم عرف الحاج صالح الوضع، وصالح كان عارف ومتابع اللي بيحصل في الصعيد..
عاصم عرفه انه هيشتري الاراضي وانه بعت حازم يخلص المواضيع..
فرح صالح بالخطوة دي، وفهم عاصم انه هيعرف يلاقي ناس تشتغل في الأرض والمصانع، وانه ما يشغلش باله بالموضوع ده، اول ما عاصم يبلغه انه اشتري هو هيتحرك علي طول.. و عاصم وافق علي الموضوع ده..
رجعوا القاهرة واستقرت الاوضاع..
عاصم نزل الصعيد بعد ما سبقة جزء كبير من القوات الخاصة يأمنوا القصر..
ومعاه حازم.. طلعوا علي مديرية الامن الأول وقبل ما يدخلوا عاصم كلم اللواء احمد اذا كان يعرف حد هنا في مديرية الأمن..
بعدها علي طول تليفون عاصم رن وكان مدير أمن أسوان بيكلم عاصم..
وبيعرفه ان اللواء احمد كلمه وبيوصيه علي عاصم..
عاصم عرفه انه بره المديرية والراجل بعت اللي يستقبل عاصم..
عاصم وحازم بيقعدوا مع مدير الأمن وبيشربوا القهوة..
عاصم عرفه انه اشتري من جعفر مهران ومن سليمان الشواتفي الأراضي والمصانع..
وانه جاي عشان يثبت حقوقه ويستلمهم..
مدير الأمن عرفه ان مبقاش في حد في العائلتين دول أساساً، فمش هبقي فيه مشاكل، بس للتأمين هيبعت معاه قوة من المديرية عشان يستلم الاراضي والمصانع وتبقي في حيازته..
قعد عاصم اسبوع في اسوان لحد ما بقت الدنيا تمام.. وبلغ صالح انه استلم الأرض والمصانع..
وصالح عرفه ان في ناس كتير عايزة تشتغل هيبعتها لعاصم وهيبعت معاهم اللي بيفهم في تشغيلهم.
عاصم اتفق مع حازم انه يسيب شغله في المكتب، ويبقي معاه كمدير لأعماله، واتفقوا علي مرتب خيالي بالنسبة لحازم..
الاسبوع ده نور كانت بتتحرق فيه.. كل يوم بتتصل بعاصم 4 أو 5 مرات في اليوم ولمدد طويلة..
لحد ما عاصم رجع القاهرة..
عدت سنة رابعة ونجحوا كلهم كما هو متوقع بتقديرات عالية..
عاصم اترشح يبقي معيد بس رفض وكان التاني في الترتيب انجي بعده، وهي قبلت وبقت معيده في الكلية..
كريم اتفرغ لشغل والده وريهام كمان بقت متفرغة لشغل أبوها..
خلال السنة الرابعة في الدراسة.. عاصم كان شغل المصانع وبقي ليه شغل كتير جوه وبره مصر..
حازم معاه بيدير ليه الشغل..
وعمل شغل مع فواز ابو كريم في مجاله الأغذية.. زي ما كان جعفر وسعد وسليمان بيعملوا..
بقي رجل اعمال ناجح علي صغر سنه.. و اسمه بدأ يسمع في الصعيد.. ومجد عائلة الجيوشي بيرجع خطوة خطوة..
لما كان بيحصل مشاكل في الصعيد وتحصل قعدات عرفي كان بيتطلب منه انه يحضر..
طبعاً كان بيعرف مين الغلطان من اول الجلسة.. بس كان بيسمع منهم للآخر..
كان كلامه سيف.. ولما يقول الحكم محدش كان يقدر يعترض بعد كلمته..
طبعاً كلنا عارفين بينهي كلامة ازاي..
نور كان الفراغ وسفر عاصم لأيام بيقتلها.. كريم في الشغل مع والده و ريهام كذلك، انجي بتجهز عشان شغلها في الجامعة وبتحضر للماجستير، وعاصم مانعها انها تيجي الفيلا لوحدها..
في ايام كريم بيبقي عايز يقعد مع انجي لوحدهم فبيخرجوا سوا لوحدهم.. فممكن اليوم كله ما تشوفش عاصم و دي بتبقي ايام سوده بالنسبه ليها..
بعد ما عاصم بني مركز للقوات الخاصة ورا القصر بحيث يتمركزوا فيه ويحموا القصر والأرض و المصانع، نقلهم كلهم هناك.. والقائد عمل التأمينات المطلوبة..
عاصم بني فيلا كويسه لحازم عشان يستقر فيها جنبه.. وكانت هدية من عاصم لحازم..
كان الموجود في قاعدة حلوان.. 10 من القوات الخاصة لحراسة الملك وجعفر..
سليمان اتجنن خلاص ومفيش منه أمل..
عاصم راح حلوان..
اول حاجة عملها انه ساب سليمان يخرج والحراسة خرجته في الصحرا وسابته يواجه مصيره..
عاصم بلغ الرجالة تجهز وتحفر قبرين وبعدها هيسبوا المكان هنا نهائي..
المكان اساسا بقي فاضي من كل حاجة.. نقلوا كل حاجة للمكان الجديد في أسوان..
عاصم واقف قصاد جعفر و الملك..
عاصم: دلوقتي ارض الجيوشي وقصره رجعوا زي ما كانوا زمان، المصانع اشتغلت تاني، والارض بتتزرع تاني، القصر إتبني من جديد وبقي أحسن من زمان كمان، هحكم الصعيد زي جدودي، وكل القرف والوساخة اللي كنتوا بتعملوها من هناك هتقف بموتكم، ولو حد تاني ظهر هكون مستنيه وهيموت هو كمان.. انتقام الجيوشي بدأ بيكم وهيطول اي حد يفكر انه يدمر البلد دي.
غمض عينيه علي طول ومشيرة جنبه ملامحها قوية وثابتة..
فتحها وكانت بتنور بنور الاسود البشع المرعب..
جعفر بيترعش وبيصرخ.. بينزف من عينيه وكل حته في وشه..
الملك كمان بيصرخ بس عاصم ما عملش معاه حاجة.. هو بيصرخ من الرعب اللي شايفه ومنظر جعفر وهو بينزف لوحده وبيصرخ..
فجأة جعفر اتنفض واتنفض .. شهق.. ومات..
الملك كان بيصرخ وبيحاول يبعد عن جعفر وبيرجع بضهرة للحيط ومش عارف يتحرك..
عاصم بص للملك..
عاصم: انا خدت منك كل حاجة، رجعت كل اللي دمرته انت، بيت الجيوشي هيرجع اقوي من زمان، بس انت مش هتبقي موجود تشوف كل ده، كان نفسي اخليك معايا تشوف كل اللي هعمله.. بس في ناس مستنياك عشان تصفي حسابها معاك ولازم تروحلهم..(عاصم بيبتسم) يلا معاد موتك جه.
المرة دي عاصم ما غمضش عينه وفتحها.. لأ.. فضل مفتحها وبيبص للملك في عينيه..
الملك حس بقبضة باردة بتضغط علي قلبه وبتعصرها..
فضل الضغط شغال لحد ما حس ان قلبه هينفجر..
فجاة عاصم سابه..
الملك بياخد نفسه كأنه كان بيغرق..
قبل ما يرتاح عاصم قبض علي قلبه تاني..
كررها كذا مرة.. ويسيبه..
الملك: (بيصرخ) اقتلني.. اقتلني.. كفاية بقاااااااااااا.. ارحمنييييييييي.
عاصم: زي ما وعدتك انا اهو واقف فوق دماغك وانت بتموت.. وانت عارف انك كل احلامك اتدمرت، كل رجالتك ماتت، كل ثروتك راحت، مستني الموت عشان يبقي أرحم من الرعب والعذاب اللي بتعيشه علي ايدي..
عاصم قبض علي قلب الملك و بيضغط أكتر و أكتر لحد ما القلب انفجر.. والملك شهق ومات..
عاصم امر رجالته يدفنوا الجثث ويطلعوا علي أسوان..
بعد كام يوم عاصم عرف ان الأمن لقي جثة سليمان الشواتفي في الصحرا.. ميت من الجوع والعطش..
عاصم في يوم اتصل بنور وعرفها انه رايح يزور مشيرة وهيرجع قبل ما الشلة تتجمع عنده..
نور أصرت انها تيجي معاه وهو وافق..
وصل المدفن وواقف و جنبه نور.. وشايف مشيرة جنبها..
عاصم: حقك رجع يا مشيرة.. حقك رجع، واللي خايف منه حصل.. الهدف خلص.. ولسه حي.. ما متش مع اللي ماتوا.
نور ماسكة ايده واتنفضت من الكلمة.. عاصم ضغط علي كف ايدها بيطمنها..
فجاة مشيرة ظهرت بحضورها الغريب..
نور فاكرة ان عاصم بيعمل معاها زي كل مرة.. بس حاسة ان الحضور ده غريب..
الحضور ده شافته لما كانوا مستخبيين في اوضة عاصم ومنعت كريم انه ينزل..
عاصم عشان يأكد لنور انه مش هو اللي بيعمل كده سحب ايده من ايد نور..
هنا نور اتفاجئت بجد انها شايفة مشيرة قصادها من غير مساعدة عاصم..
مشيرة علي وشها أجمل ابتسامة ممكن أي حد يشوفها.. أجمل من أي مرة فاتت..
مشيرة: نور بتحبك يا عاصم بجد، خليها جنبك وكمل حياتك معاها، انا عارفة انك مش هتنساني، وهي مش هتزعل من كده، لحد ما نتقابل هي هتحاول تعوضك عني.. (بتبص لنور) خدي بالك منه يا نور، هو كمان بيحبك بس بيقاوم ده عشان خاطري، فاكر انه بيخونني.. (بتبص لعاصم تاني) انا جنبك في الدنيا لحد ما نتقابل في الآخرة.. بس لحد ما نتقابل عيش يا عاصم.. عيش وافرح وحب وابني بيتنا من تاني.. مش عايزة انك تكون اخر نسل الجيوشي.. ابني بيت الجيوشي من جديد.. (دموعها نزلت وابتسامتها بقت أجمل).. بحبك.
وفجأة اختفت زي ما ظهرت..
نور بتبص لعاصم وهي مذهولة من اللي حصل دلوقتي.. و في نفس الوقت مكسوفة جداً من عاصم عشان اللي قالته مشيرة..
بتبص لعاصم بنظرة حب و خوف وشوق (رغم انه جنبها) عينيها فيها دمعه وابتسامتها جميلة و رقيقة زيها..
عاصم افتكر ابتسامة مشيرة.. واعترف لنفسه انها فعلا هي و مشيرة في حاجات كتير من بعض..
عاصم في اللحظة فهم انه بيحب نور.. وكل افعاله معاها الفترة اللي فاتت كانت من حبه ليها بس هو مكانش فاهم كده..
فاهم انه كده بيخون مشيرة لو فكر في واحدة تانية بقلبه.. مش مجرد واحدة ليلة وخلاص..
و كان كل تركيزه علي انتقامه وبس..
عاصم بيبص لنور في عينيها نظرة كان فيها كل الحنان والحب..
نور كانت فرحانة من نظرته بس ودمعة من عينيها نزلت..
عاصم باس عينيها وخدها في حضنة..
نور مكانتش محتاجة تسمعها منه كلمة بحبك.. لما باس عينيها حسيتها.. لما ضمها حسيتها..
خرجت من حضنه وعلي وشها فرحة الدنيا كلها..
نور: بحبك يا عاصم.
عاصم ابتسم ليها.. وخدها في حضنه تاني..
كانت ودنها علي قلبه وسمعت نبضة وحست انه ليها..
خد نور وخرجوا وراحوا علي الحاج صالح..
ليل وأهلها كانوا عند الحاج صالح..
نعمة الخدامة اول ما فتحت الباب..
نور: ازيك يا نعمة وحشتيني. (وبتبوسها)
نعمة: و**** وانتي كمان يا ست نور.. و**** ما تعرفي بفرح اد ايه لما بشوفك، وبفرح بفرحة الحاجة بيكي.
نور: **** يخليكي يا نعمة، وقولتلك 100 مرة اسمي نور وبس، ما تزعلينيش منك.
نعمة: حاضر يا نور، (بتبص لعاصم) ازيك يا سي عاصم.
عاصم: عاصم بس يا نعمة، انا كمان قولتلك كده من زمان.
نعمة: **** يخليك يا سي عاصم، اهي دي صعب.
نور دخلت تجري علي فاطمة اللي فرحت جدا انها جت.. وقدت جنبها في حضنها
فاطمة: وحشتينيي يا نور.
نور: وانتي اكتر يا ماما.
نور بتبص لصالح وهي في حضن فاطمة..
نور: ازيك يا عمو، معلش ماما كانت وحشاني اوي.. عامل ايه يابو علي.
وخدت بالها ان في ناس قاعدة ومعاهم ليل..
فبتخرج من حضن فاطمة وهي مكسوفة من الجنان بتاعها..
صالح بينقذها من الموقف اللي هي فيه..
صالح: اعرفكم ببعض.. دا والد ليل و دي والدتها وانتي شوفتي ليل قبل كده. (وبيضغط علي حروف اخر كلمتين، عشان نور ما تتجننش علي ليل وتحصل مشكلة) و دي نور.. زي بنتي بالظبط.
نور: اهلا بيكم، اسفه علي الموقف بس ماما كانت وحشاني اوي.
ليل هتنطق بكلام رخم عاصم دخل..
ابو ليل وامها اتضايقوا..
عاصم دخل سلم علي صالح وعلي وبعدها باس راس فاطمة وقعد علي كرسي فاضي جنب صالح..
بيبص لأبو ليل وامها..
عاصم: عايز اوضح نقطة عشان ننهي الخلاف اللي حصل قبل كده، (سكت لحظات عشان يضمن انتباههم) لما حصل واتعملّي محضر سكر دي كانت اول مرة تحصل، دا غير اني كنت في فترة صدمة من اللي حصل لمشيرة، الموضوع ده وقف وانا مكررتهاش تاني، لما اتفصلت من الجامعة كان عشان حد عايز يدمرني واستغل الموقف، انا مش ببرر موقفي وفي نفس الوقت مش طالب عفو منكم، انتم اخدتم موقف نتيجة لظروف حصلت حبيت اوضح ليكم الظروف كاملة، بوضح الصورة دي عشان انا موجود في البيت ده و واحد منه وهفضل فيه، الحاج صالح زي والدي والحاجة فاطمة زي والدتي، و علي اخويا.
صالح بيبص لأبو ليل وامها مستني رد..
علي باصص لعاصم وفرحان بيه..
نور في حضن فاطمة.. وبتراقب الوضع وهي ساكتة..
عاصم عارف انهم خدوا الموقف ده مش عشان خايفين انه بيشرب وخمورجي و كده..
بس اتضايقوا من الموقف و خدوا رد فعل اقوي من اللازم ومبقاش ينفع يتراجعوا..
دايما التكبر بالغلط بيدمر..
ابو ليل: انا عارف ان موقفنا كان عنيف منك يا عاصم، بس انا كنت متضايق من اللي حصل، انت كنت حاجة كبيرة في عيني، فجأة نسمع انك مقبوض عليك في قضية سكر، ومع ذلك كنت فرحان بعلي انه ما بعدش عنك ووقف جنبك، بس مكنتش اقدر ابين ده.. سامحني يابني.
عاصم: مفيش حاجة حصلت.. اللي فات مات.
ام ليل: انا كنت مقهورة علي مشيرة يابني، وزعلت عليك وافتكرت انك خدت السكة دي عشان تنسي اللي حصل، بس بعدها عرفت لما ظهرت تاني انها كانت غلطة وراحت لحالها.. سامحني انا كمان يا بني.
عاصم: محصلش حاجة حضرتك، ننسي اللي فات.
علي بيبص لـ ليل..
علي: مش عايزة تقولي حاجة؟
ليل: (بصت لعلي وبعدها بصت لعاصم) انك تعمل كده بعد موت مشيرة حرقني منك يا عاصم، مش مشيرة اللي تتنسي كده، مش مشيرة اللي تتنسي أصلاً، مش عارفة اسامحك يا عاصم.
عاصم: (بإبتسامة) مفيش مشكلة.. ممكن نتكلم لوحدنا دقيقتين.
نور بتخرج من حضن فاطمة وبتبص لعاصم وبتعقد حواجبها..
فاطمة شافتها و ومقدرتش تمنع نفسها من الضحك وخدت نور في حضنها تاني وهي بتضحك، نور اتكسفت وبقت تضحك معاها، صالح مبتسم وفاهم..
علي: ما تقلقيش.
ليل بتبص لأبوها وامها.. فهزوا دماغهم بالموافقة..
خرج عاصم وليل ووقفوا قصاد بعض بعيد عنهم بس شايفينهم..
عاصم باصص لـ ليل في عيونها بتركيز..
ليل اتهزت من النظرة.. بعدها غمضت عينيها..
ليل شافت مشيرة واقفة جنب عاصم فتحت عينيها ولقتها لسه واقفة..
ليل اتخضت وفرحت في نفس الوقت..
مشيرة: وحشتيني يا ليل.
ليل: وانتي كمان يا مشيرة وحشتيني اوي.
مشيرة: سامحي عاصم يا ليل وانسي اللي فات، انا سامحته خلاص.
ليل: انا كنت زعلانه عليكي يا مشيرة، كنت زعلانه انه باللي عمله هيزعلك.
مشيرة: غلطة وراحت لحالها خلاص، انسي يا ليل.
ليل: حاضر يا مشيرة عشان خاطرك.
فجأة حضور مشيرة اتغير وعاصم خد باله.. ليل مخدتش بالها عشان مش فاهمة حاجة أصلا..
مشيرة: واتصالحي مع البنات، نور بتحب عاصم وعاصم كمان بيحبها وانا موافقة.
ليل: (بإستغراب) موافقة!! ازاي؟
مشيرة: انا موافقة يا ليل.. باركي.
ليل: حاضر يا مشيرة.. هبارك.
مشيرة اختفت.. ليل فضلت تبص لعاصم مش مصدقة اللي حصل..
عاصم: انسي اللي حصل يا ليل وما تسأليش حصل ازاي، مشيرة مش بتفارقني لحظة، هتفضل جنبي لحد ما اموت.
ليل: خلاص يا عاصم ننسي اللي فات.
عاصم: كده تمام.. كده انا نفذت وصية مشيرة اني اصالحك.. يلا نرجع ليهم.
رجع عاصم وليل..
ليل قعدت جنب علي و وشها مرتاح.. و علي خد بالي و فهم انهم اتصالحوا..
علي بيحب ليل وبردو بيحب عاصم، خلافهم ده كان عامل ليه أزمة، لما عاصم كان بعيد كان الوضع نايم، مش بيجيب سيرته قصادها وخلاص، انما لما رجع تاني هو مش هيبعد عن صاحبه الوحيد اللي بيعتبره اخوه..
فكان لازم يبقي في حل للوضع ده، واهو الحمد *** خلص..
ليل بتبص لنور.. نور كانت علي وشها تكشيرة طفولية جميلة وهي بتبص لعاصم، عاصم كان بيتكلم مع الحاج صالح اللي كان مبتسم وهو بيسمع عاصم..
ليل: يا بت فكي التكشيرة دي.
نور بتبص ليها بدهشة من التغيير في المعاملة..
ليل: بس تصدقي شكلك حلو في التكشيرة دي.
نور ابتسمت..
ليل: (راحت قعدت جنب فاطمة من الناحية التانية) اوعي يا بت الحضن ده بتاعي، نور بتمسك في فاطمة اكتر وبتطلع لـ ليل لسانها..
فاطمة و ليل فطسوا علي نفسهم من الضحك علي حركات نور..
ابو ليل وامها بيضحكو علي مناقرتهم..
و علي كان مبسوط ان ليل بتهزر مع نور..
فاطمة كانت فرحانة أكتر واحدة بيهم..
صالح بينهي كلامه مع عاصم..
صالح: علي خيرة ****.
فاطمة: خير يا حاج؟
صالح بيبص لعاصم..
عاصم: انا هخطب نور يا حاجة ايه رأيك؟
فاطمة ضربت زغروطة راحت ليل محصلاها بواحدة زيها..
نور وشها كان زي الطمطماية ومستخبية في حضن فاطمة وبتبص لعاصم بفرحة..
فاطمة بعد ما خلصت الزغروطة هي و ليل..
فاطمة: ايه رأيك يا بنيتي.
نور كان هيغمي عليها من الفرحة..
ليل: العروسة مش موافقة يا عاصم، هخطبلك غيرها.
نور: (بتطلع من حضن فاطمة) دا انا اروح فيكم في داهية.
كلهم ماتوا من الضحك علي منظر نور..
ليل: ما تخافيش هجوزهولك غصب عنه.
نور: (بغضب طفولي) ايوة كده.
كلهم رجعوا يضحكوا تاني..
عاصم: هنقوم احنا نرجع عشان اوصل نور وارتب معاد مع اهلها، هبلغك عشان تطلب ايدها يا حاج.
صالح: (وفرحان بكلام عاصم) ماشي يا عاصم هستني منك المعاد.
قام عاصم وقامت نور وسلمت عليهم وخدت ليل بالحضن..
ليل: (في ودنها) خدي بالك علي عاصم.. دا غالي عندنا.
نور: في قلبي.
ليل: بطلي محن.
وضحكوا الاتنين..
رجع عاصم ونور ووصلها البيت وعرفها انها تبلغ ابوها انه عايز منه معاد..
نور نزلت وكانت فرحانة جداً لدرجة انها اول ما دخلت بلغت ابوها علي طول اللي اتفاجئ، بس كان متوقع ان ده هيحصل..
عاصم كلم كريم حكي ليه اللي حصل وانه هيخطب نور..
كريم فرح جدا وبلغ انجي اللي كلمت نور، نور كانت بتقفل مع ريهام بعد ما بلغتها وكلمت انجي..
كلهم كانوا فرحانين ومستنيين ده يحصل..
بعدها بكام يوم
عاصم راح لخالد ابو نور ومعاه الحاج صالح وفاطمة و علي وكريم، انجي وريهام كانوا مع نور من اول اليوم..
صالح: احنا جايين نطلب ايد بنتك نور لأبني عاصم.
خالد: وانا يشرفني يا حاج صالح، مش هلاقي لنور عريس يحبها ويخاف عليها زي عاصم.
صالح: يبقي نتفق علي الأصول.
اتفقوا علي كل حاجة، وعاصم وضح انه هيستقروا في اسوان، كان في رفض من ام نور بس عرفوا يقنعوها..
واتفقوا ان مش هتكون في خطوبة هيكون كتب كتاب علي طول بعد شهر..
بعد شهر عملوا فرح كبير، حضره ناس كتير كبار جداً في البلد..
عاصم بيرقص مع نور..
نور: انا مش مصدقة يا عاصم اللي بيحصل.
عاصم: صدقي وافرحي يا نور، و لسه هتفرحي.
نور: انا مش عايزة حاجة تاني.
عاصم: بس انا لسه عايز.
نور: نفسك في ايه؟
عاصم: عايز عيال كتير يا نور، وعايزهم كلهم منك انتي وبس.
نور: اد كده بتحبني.
عاصم: مش هتتخيلي بحبك اد ايه.
نور كانت هتغلط وتسأله اد مشيرة.. بس مشيرة في اللحظة دي ظهرت جنبها..
مشيرة: حبه ليا مختلف يا نور عن حبه ليكي، عيشي حبه ليكي وبس.
عاصم: (باصص لنور في عينيها) بحبك.
نور ابتسمت وحطت راسها علي صدر عاصم وغمضت عينيها..
بعد مرور 20 سنة..
عاصم قاعد علي الغدا وجنبه نور و حواليه ولاده..
عاصم عنده دلوقتي بالترتيب..
مشيرة 19 سنة، سليم 17 سنة، حكم و فخر (توأم) 16 سنة، عبدالملك 14 سنة، صالح 12 سنة، فاطمة و خديجة (توأم) 10 سنين، علي 8 سنين، كريم 6 سنين..
نور أصرت ان تسمي أول بنت مشيرة، وعاصم فرح بكده جدا، ومشيرة كمان..
ساعة ولادتها ولما نور قالت الاسم.. كانوا لوحدهم في المستشفي مكنش لسه حد وصل من القاهرة او إسكندرية..
حضور مشيرة الغريب ظهر.. مبتسمة اجمل إبتسامة ممكن تشوفها عينك..
اجمل من أي إبتسامة ليها قبل كده..
ونور شافت مشيرة وابتسمت ودموعهم الاتنين نزلت..
مشيرة: دي انا اللي هربيها بنفسي.. محدش فيكم ليه دعوة بيها.
عاصم ونور ابتسموا.. ونور كانت فرحانة جداً..
كريم اتجوز انجي وحياتهم جميلة وهادية، ماسك شغل ابوه وانجي بقت دكتور في الجامعة ومسكت القسم بتاعها..
خلفوا فواز و عمر و داليا..
علي اتجوز ليل وفتح مستشفي وبيديرها هو وليل، خلفوا صالح وعاصم و ليل، علي اصر ان البنت تبقي اسمها ليل..
ريهام مسكت شغل ابوها واتجوزت هي كمان من رجل اعمال وحياتها مستقرة.. وخلفت ولدين فادي علي اسم ابوها و ماهر علي اسم حماها..
الصعيد محكوم بقبضة من حديد في إيد عاصم..
ناس كتير حاوت تخلص من عاصم بس عاصم ورجالته (القوات الخاصة) كانوا بيواجهوا اي حد..
أي حد بيحاول يعمل قلق او يهرب سلاح او مخدرات او اثار كان بيت الجيوشي اللي بيقف قصاده..
الحكومة نفسها كانت مطمنة طالما ان بيت الجيوشي موجود في الصعيد..
مؤسسات مشيرة الجيوشي الخيرية في كل مكان في مصر..
بيت الجيوشي رجع للمجد وهيستمر..
واللي هيفكر يكسر كلمته هيقابل انتقام الجيوشي..
خاتمة..
القصة نزل أول جزء منها في 2 يونيو 2024..
آخر جزء نزل النهاردة بتاريخ 16 اكتوبر 2024..
حوالي 5 شهور من اجمل ايام عمري معاكم..
قضيت معاكم وقت كان من أمتع الاوقات بالنسبالي..
كنت بفرح بكل تعليق بتقولوه وبستفيد منه، حتي لو في منكم معجبتوش القصة، كنت بستفاد من اي حد منكم بأراءكم..
و كنت بفرح بمناقشتكم للتفاصيل وتوقاعتكم وتخيلاتكم.. فرحتوني أكتر ما فرحتكم..
كنت بتمني اني اقدم حاجة تليق بيكم، بس اعذروني انها جت كده.. حاولت..
اتمني تسامحوني لو حد فيكم زعل مني..
عاصم ومشيرة واقفين..
هي بإبتسامتها الرقيقة الجميلة، وهو عينيه بتسود وتنور نورها الأسود وبصوت القبر المخيف..
كلامي خلص..
تمت،،،
من النار كنت و إلي النار أعود و بالنار و الدم أحكم..
والجحيم بين يدي أقدم..
و عليكم أبواب النار تُفتح..
جملة قديمة منحوتة علي أساسات أسوار ضخمة إتبنت من آلاف السنين..
أسوار صعب علي أي جيش أنه يعبرها من ارتفاعها أو يحفر نفق من تحتها حتي ..
أسوار طيبة.. مملكة طيبة.. أرض المجد..
آل المارد
المرده أو المردان (جمع مارد) زي الناس ما كانت بتناديهم..
و حكايتنا بتكون مع ولي العهد الحالي لسلالة المارد..
أسد الدين كفاح (القاهر) إبن عبدالملك (المظفر) إبن داود (المنصور) إبن الحكم (الصالح) إبن فخر الدين (العادل) إبن هاشم (الناصر) إبن زيد (الكامل) إبن همام (الرشيد) إبن نورالدين (الأمين) إبن إدريس (الصالح) إبن أقوش (السفاح) إبن.... إبن.... إبن مارد (الأول)..
سلسال طويل ومعروف..
دي مقدمة من الحكاية الجديدة .. "طيبة"
هظبط فيها وانزلها قريب.. أتمني انها تكون علي نفس مستوي "إنتقام الجيوشي" و أتمني إنها تعجبكم..
تحياتي ليكم.. وتسلمولي كلكم يا رب..
وصل عاصم مطار القاهرة الصبح.. خد عربيته اللي كانت مركونة في جراج المطار..
خرج وطلع علي طريق مصر اسكندرية الصحراوي في اتجاهه لإسكندرية..
ما راحش علي الشقة.. طلع علي المقابر.. راح مدافن عائلة حمد..
مشيرة مدفونة هناك.. الحاج صالح دفنها في مدافن عائلته هي و عمته جيهان.. فتح المدفن و دخل..
دي اول مرة عاصم يزور قبر مشيرة من ساعة وفاتها..
قرأ الفاتحة لمشيرة وعمته جيهان.. مشيرة واقفة جنبه وعلي وشها ابتسامتها الرقيقة الجميلة وسط دموعها اللي بتلمع في عينيها..
عاصم: حقك جزء منه رجع، وهجيبلك باقي حقك.. انا بدأت ومفيش حاجة هتقف في طريقي، انتقامي بدأ وهيكون نار تاخد في وشها كل حاجة، حتي لو هموت بيها في الآخر مش مهم.. المهم انهم يموتوا معايا.. لازم يتحرقوا بناري زي ما حرقوا قلبي عليكي.. دا وعد مني ليكي.. هيموتوا كلهم وهجيبلك حقك.. انتقام الجيوشي بدأ.
مشيرة: ابقي زورني يا عاصم.. انا جنبك علي طول.. بس زورني.
عاصم: (دموعه بتنزل) انا مش هزورك انا هجيلك، استنيني مش هتأخر.
مشيرة: هستناك.
لف عاصم وخرج من المدفن.. وخد طريقة للقاهرة تاني..
انتقام الجيوشي بدأ ومفيش حاجة هتقف في طريقه.. طوفان نار جاي هيحرق الكل..
وصل عاصم القاهرة وقبل ما يدخل الفيلا كلم نور يطّمن عليها.. ونور ردت مع اول رنة..
نور: عاصم عامل ايه، حصل ايه هناك، الدنيا مقلوبة عندك، الاخبار بتقول ان في عمليات ارهابية بتحصل في لندن، تفجيرات وضرب نار، منطقة منهم قريبة منك (شقة يسري الاساسية)، والتانية كانت بعيد.
عاصم: اهدي يا نور.. اهدي، انا بتصل بيكي عشان اعرفك إني وصلت مصر.
نور: بجد.. امتي؟ انت فين دلوقتي؟
عاصم: انا داخل الفيلا اهو.
نور: طب انا جاية حالاً.
عاصم: تيجي فين يا مجنونة، انا هدخل انام ونتقابل بكره.
نور: تنام ايه احنا العصر، انا مش ههدي ولا هعرف اعمل حاجة غير لما اشوفك.
عاصم: عشان خاطري يا نور سيبيني ارتاح شوية ونتقابل بالليل.
نور: خلاص ارتاحلك ساعتين كده ونتقابل.
عاصم: يا بنتي اهمدي، ساعتين ايه، انا جسمي كله مكسر.
نور: مليش فيه، ولا اقولك نام براحتك ولما تصحي كلمني.
عاصم: تمام.. يلا سلام.
نور: سلام.
دخل عاصم الفيلا ركن، هو عارف ان جمال و عواطف مش موجودين.. اجازة لحد ما يرجع..
اتصل بجمال عرفه انه رجع، وجمال قال انه هيكون عنده الصبح تاني يوم..
دخل عاصم اوضته خد شاور وخرج نام..
محسش بالوقت عدي قد ايه.. هو صحي علي صوت جرس الفون والباب بيرنوا كتير اوي..
بص علي الفون اللي سكت كانت نور..
قام لبس ونزل يفتح الباب..
فتح الباب ولقي في وشه فواز وفادي وخالد.. ووراهم كريم و ريهام و نور.. وحراسة فواز منتشرة في الجنينة..
دخلوا كلهم وقعدوا..
عاصم: تشربوا ايه، انا هعمل نسكافيه لنفسي حد يشرب معايا.
فواز: (بعصبية) احنا مش جايين نتضايف، انا عايز افهم ايه اللي حصل هناك.
عاصم: (بملامح حجرية) انا هشرب نسكافية حد هيشرب معايا.
خالد: (بيهدي الجو) نور وريهام يعملوا لينا قهوة او نسكافيه.. قوموا يا بنات.
البنات فهمت انهم بيتوزعوا.. بس اضطروا يقوموا..
فادي: مفيش داعي للعصبية يا فواز، عاصم هيفهمنا حصل ايه.
عاصم: حصل ايه في ايه؟
فواز: (بغضب وبصوت عالي) انت هتستهبل.
عاصم عينيه اسودت وملامح الموت ظهرت علي وشه.. ملامح مخيفه ومرعبه..
كريم كان اول مرة يشوف عاصم بالشكل ده، والباقيين كمان اتخضوا.. اتخضوا ايه دول كانوا بيموتوا..
حسوا بضغط رهيب علي عقولهم.. حسوا بصداع شديد.. حسوا كأنهم بيموتوا..
عاصم مش مدرك هو بيعمل ايه.. لولا ان مشيرة وكانت ملامح القلق علي باينة علي وشها وبتشاور لعاصم انه يسيطر علي اعصابه.. كان ممكن يقتلهم من غير ما ياخد باله..
اول ما خف الضغط.. كانت نور جاية تجري..
نور: في ايه؟ ايه اللي بيحصل يا عاصم؟
فواز: (بعصبية وصوت عالي) انت مستحيل تكون طبيعي، دي مش افعال بني ادم طبيعي، ده شغل سحر وعفاريت.
عاصم: (بعد ما سيطر علي اعصابه) صوتك ما يعلاش في بيتي، وتتكلم بطريقة احسن من دي.
فادي و خالد و كريم واقفين مذهولين من اللي حصل، مش فاهمين عاصم عمل فيهم ايه.. وايه الضغط الرهيب اللي حسوا بيه ده..
سؤال واحد كان في دماغ فادي وخالد وكريم.. هل عاصم معاه جن بجد.. ولا هو ماله.. بيعمل كده ليه و الاهم ازاي..
نور واقفة مش فاهم في ايه هي وريهام اللي خرجت علي الصوت العالي..
فواز: (لسه في حالة الغضب والرعب) انت بتكلمني انا كده؟ انا ادمرك.
عاصم: (بغضب) بردو بتعلي صوتك.
خالد: يا عاصم يا ابني، احنا مش جايين نعمل مشكلة، وفواز مايقصدش يتعصب عليك، بس هو عايز يفهم وكلنا كمان عايزين نفهم
عاصم سكت شوية..
مشيرة ونور في صوت واحد: عاصم في ددمم. (وبيشاوروا علي مناخيرة)
عاصم قام وراح الحمام غسل وشه ورجع قعد معاهم تاني..
كانت نظرات القلق علي وشوش الكل بأسباب مختلفة..
نور وكريم و ريهام قلقانين علي عاصم، فواز وفادي وخالد قلقانين منه..
عاصم: (بعد ما هدي وسيطر علي أعصابه) عايزين تعرفوا ايه؟
فواز هيرد فادي مسك ايده سكته.. فواز سكت وهو متعصب.. خالد اللي اتكلم..
خالد: يا عاصم يابني، احنا مش بنحقق معاك، احنا عايزين نطمن بس، الأخبار نقلت احداث عنف وتفجيرات وناس ماتت في لندن، احنا كنا عايزين نطمن عليك بس.
عاصم: و انا قدامكم سليم والحمد ***.
فادي: يا عاصم احنا عرفنا ان يسري مات، صحيح الأخبار ما جابتش ده، بس احنا عرفنا بطريقتنا، السؤال هو انت ليك يد في اللي حصل؟
عاصم: انا تابعت الأخبار وعرفت انا كمان، تفتكروا ان واحد يقدر يعمل كل ده، ده أكيد فريق كامل.. عصابة كاملة اللي عملت كده.
فواز: رغم اني متأكد ان ليك يد في الموضوع بس هتفق معاك ان مش واحد اللي عمل كده، لما سألناك انت اللي عملت كده مكناش نقصد عملته بإيدك، نقصد انت اللي أمرت بكده.
عاصم: (ببرود) كان ممكن تسأل بطريقة احسن من كده.
خالد: حقك عليا انا معلش، الموقف وترنا كلنا، يسري مات بطريقة بشعة، وإحنا كلنا كنا هناك ومات بعد ما مشينا بكام ساعة، تفتكر الشرطة مش هتشك فينا، أكيد هيحصل.
تليفون عاصم رن.. كانت ايلين..
ايلين: عاصم انت كويس؟
عاصم: اه كويس يا ايلين، في حاجة؟
ايلين: سكوتلانديارد (مباحث العاصمة) استدعتني عشان حصل هجوم ارهابي، وسبب الاستدعاء عربيتك.
عاصم فتح الاسبيكر..
عاصم: عربيتي انا، انا قولتلك تبلغي انها اتسرقت.
ايلين: حصل.. بلغت انها اتسرقت، ولقوها في في مكان الحادثة.
عاصم: يعني اللي سرق عربيتي عمل بيها الحادثة اللي بيتكلموا عليها؟
ايلين: بالظبط.. في حد عايز يورطك في الموضوع.
عاصم: وانتي عملتي ايه؟
ايلين: ما تقلقش، سكوتلانديارد مقتنعة ان الهجوم اللي حصل مستحيل يكون فردي، أكيد عصابات بتصفي حسابها، عشان كده استبعدوا انك طرف، هما لما ربطوا الموضوع قالوا ان حد سرق العربية المتسجلة بإسمك عشان يخلوا الشبهه بين اتنين مصريين بيصفوا بعض.
عاصم: عظيم.. يعني انا كده مفيش اي مشكلة قانونية عليا؟
ايلين: ما تقلقش، هما طبعاً استغربوا سفرك المفاجي في نفس اليوم، بس انا اقنعتهم انك سافرت عادي مش بتهرب.
عاصم: شكرا يا ايلين تعبتك بجد معايا.
ايلين: ده شغلي ما تقلقش.
خلصت المكالمة وكلهم بيبصوا لعاصم..
عاصم: سمعتوا بنفسكم، اني مليش يد في الموضوع ده، حد تاني اللي عمل كده، اللي حارق دمي ان يسري ما ماتش علي ايدي.
فواز: وانت فاكر اني هصدق كلمة من اللي اتقالت دي.
عاصم: (ملامحه هتبدأ تقلب) تصدق ما تصدقش مش مشكلتي، انا مش مطالب ابرأ نفسي قصادك، شايف ان انا اللي عملتها روح بلغ عني.
فواز كان متأكد ان عاصم ليه يد في لموضوع بس معندوش دليل، فمش عارف يتكلم، و في نفس الوقت خايف من عاصم يحضر الجني بتاعه (ده اللي في دماغه) ويتحول عليهم..
فادي: (اللي كان ساكت اغلب الوقت) اسمعني يا عاصم، موت يسري رغم انه مصلحة كبيرة لينا هيضرنا، مش مصلحة انه مات عشان شغلنا..لأ، مصلحة لأنه كان تهديد لحياتنا، احنا مش هنفرح لموت حد.. احنا مش كده، انا عن نفسي كنت عايز اعرف عشان اطمن عليك، انت ليك *** في رقبتي.. انت انقذت حياتي وحياة أهل بيتي مرتين.
خالد: وانقذني انا كمان، مرة في بيت فادي ومرة في المزرعة، وفواز كمان، كل واحد فينا عاصم انقذه مرة واتنين، يابني احنا مش جايين نحقق معاك او نحاسبك، احنا فعلاً جايين نطمن عليك، عشان لو ليك يد في الموضوع ده نعرف نتصرف، ما تنكرش اننا لينا علاقات واتصالات قوية وهنعرف نحميك.
عاصم: ما تقلقوش، انتوا سمعتوا ايلين بنفسكم، انا مفيش اي خطر عليا، ومش هقول ان لو في اي خطر انا هعرف اتصرف رغم انكم متأكدين من ده، بس انا مقدر اهتمامكم، عموماً تقدروا تطمنوا كلكم.. ننسي الكابوس اللي اسمه يسري ونعيش حياتنا عادي.
نور: (اللي ما اتكلمتش من ساعة ما شافت ددمم عاصم) انا بقول كده بردو.
ريهام: خلاص مات وراح لحاله، نعيش حياتنا من غير خوف بقي.
جرس الباب رن.. عاصم قام يفتح.. واتفاجئ بالنقيب يوسف علي الباب..
عاصم: (بإستغراب حقيقي) يوسف!!! ايه اللي جابك؟ وعرفت البيت منين؟
يوسف: ايه يا عم المقابلة دي؟ هو انا كنت بايت في حضنك؟
عاصم باصص ليوسف وساكت..
يوسف: هتفضل موقفني علي الباب كده؟ طب قوللي اتفضل.. اعزمني علي حاجة اشربها، دا انت صعيدي حتي.. يعني اهل الكرم.
عاصم: ادخل يا يوسف.
يوسف دخل وكانت نور واقفة في الريسبشن بتشوف في ايه.. واتفاجئت بيوسف داخل اللي فرح لما شافها بس لم نفسه بسرعة..
يوسف: آنسة نور انتي هنا؟ مفاجأة حلوة بجد.
نور: (بكسوف) اهلا يوسف.. عامل ايه؟
يوسف: انا بخير، طمنيني عليكي.
عاصم واقف هو مشيرة وشايفين قلوب ودباديب طايرة حوالين الاتنين..
عاصم: نور.
نور انتبهت واتكسفت ووشها إحمر..
مشيرة: ما تسيبها يا عاصم في ايه؟
عاصم: اتفضل يا يوسف.. الجماعة جوة.
يوسف دخل وسلم علي الناس اللي جوا وهما كمان اتفاجئوا بوجوده..
خالد: خير يا يوسف بيه، غريبة انك تيجي تزور عاصم.
يوسف: حضرتك انا كنت بتصل بيك عشان اجي لحضرتك البيت، بس تليفونك كان مقفول، اضطريت اروح البيت والمدام عرفتني ان عاصم رجع وانك هنا.
خالد: كنت جايلي البيت!! ليه في حاجة؟
يوسف: انا عرفت باللي حصل في لندن بعد ما سافرنا، فكنت جاي اطمن علي عاصم منك، بس لما عرفت ان عاصم رجع خدت العنوان وجيت عليه علي طول..
(أي هري وخلاص.. هو كان واخد اللي حصل حجة عشان يروح لخالد ويشوف نور)
عاصم فهم ده من غير حتي ما يقرأ أفكاره.. ونور كمان فهمت وابتسمت بكسوف بس محدش خد باله.. مشيرة بقي اللي كانت واقفة ميتة علي نفسها من الضحك..
خالد وفادي حكوا ليوسف اللي عرفوه واللي سمعوه من ايلين..
يوسف مستغرب ومش بالع الموضوع، بس معندوش دليل.
حتي في حادثة المزرعة هو ما شافش عاصم غير وهو مرمي علي الأرض بين الشجر.. ما شافش عاصم عمل ايه، هو استنتج بس ان عاصم اللي منع الهجوم، انما ما حضرش الأحداث..
يوسف: عموماً يا جماعة انا هتابع مع الداخلية والخارجية كمان لو حصل ووجهوا اتهام لعاصم، رغم اني متأكد ان ايلين محامية شاطرة جداً.
نور كانت عايزة تولع في يوسف.. مشيرة اخدة بالها وجت وقفت جنب نور كأنها بتهديها..
نور فجأة حست بهدوء غريب.. مش فاهمة في ايه وعلامات الاستغراب علي وشها.. عاصم شايف مشيرة واقفة جنب نور وابتسم..
فادي: اعتقد اننا حلينا المشكلة وكلنا فهمنا الوضع، (بيبص لفواز) يا ريت ننسي كلنا اللي حصل وكأنه ما حصلش من أساسه، وبالنسبة لموت يسري وأثره علي السوق، أعتقد يا فواز انك هتقدر تلم السوق وتحكمه، محدش هيتضر او تيجي سيرته في الموضوع.
خالد: كده تمام، نقفل علي الموضوع وننساه، يلا بينا نقوم نشوف اللي ورانا، مصالحنا متعطلة من فترة بسبب الكلب ده.
قام فواز وفادي وخالد..
فادي: هتيجوا معانا يا ولاد ولا هتقعدوا شوية..
كريم: لأ مش هنقعد، احنا هنخرج كلنا (وبيبص لعاصم)..
ريهام: ايوة هنخرج كلنا وهنتصل بإنجي تيجي معانا.
يوسف: (بإحراج) طب هقوم اروح انا.
مشيرة بتبص لنور شوية وشايفه عينيها مع يوسف فبصت لعاصم برجاء..
عاصم: لو مش وراك شغل تعالي اخرج معانا، اهو تغير جو شوية.
يوسف: (بفرحة بيحاول يداريها) مش عايز ابقي تقيل انتوا صحاب مع بعضكم.
عاصم بص بصة سريعة لنور اللي كانت بتبص لعاصم ونفسها يقول ليوسف تعالي.. ورجع بص ليوسف..
عاصم: لأ أبدأً.. انت بقيت من ضمن الفريق كمان.
يوسف: (بفرحة باينة اوي معرفش يداريها) اذا كان كده ماشي.
مشي فواز وفادي وخالد، ريهام وكريم بيكلموا انجي عشان تقابلهم.. يوسف بيتكلم مع نور وهما مبسوطين جداً..عاصم طلع يغير هدومه ومعاه مشيرة..
مشيرة: ايه اللي حصل تحت ده يا عاصم؟
عاصم: صدقيني انا مش فاهم ازاي قربوا لبعض بالسرعة دي.
مشيرة: انتي بتتكلم علي ايه؟
عاصم: (بإستغراب) علي نور ويوسف، اومال انتي بتتكلمي علي ايه؟
مشيرة: علي اللي عملته في فواز وفادي وكريم و خالد.. عاصم انت كنت هتقتلهم، انت كان فاضل كام ثانية عقلك يدمر عقولهم من الضغط اللي عملته عليهم.. انا كنت بنادي عليك واشاورلك وانت مش منتبه ليا نهائي.
عاصم: (إستغرابه بيزيد) بتنادي عليا!!!!!! انتي ما تكلمتيش خالص يا مشيرة، انتي شاورتي مرة واحدة بس، وانا وقفت في لحظتها لما شوفت اشارتك.
مشيرة: لأ يا عاصم انا ناديت عليك كذا مرة وكنت بشاور في نفس الوقت، انت اللي عقلك كان طاقته اعلي من انك تركز معايا، و ده مش كويس يا عاصم، انت لو فقدت السيطرة تاني مش عارفه ايه اللي ممكن يحصل، دا غير ان النزيف عندك بيزيد بشكل مخيف، لازم تروح لدكتور يا عاصم.
عاصم: يا حبيبتي دكتور ايه، ده بس من الارهاق مش أكتر.
مشيرة باصه ليه وساكتة وفي عينيها نظرة عشان خاطري..
عاصم: حاضر يا حبيبتي، هروح لدكتور.
مشيرة: مش بتسكتني وخلاص يا عاصم؟
عاصم: انا عمري كدبت عليكي؟
مشيرة (بإبتسامة) أبداً.
عاصم: خلاص يبقي هيحصل.
مشيرة: ماشي.
نزلوا تحت كان كريم وريهام ونور ويوسف في انتظاره وانجي كانت لسه واصله.. خرجوا كلهم واتقسموا في عربية عاصم ويوسف، عاصم قال لنور تركب معاه كانت هتعترض بس سكتت، كريم وانجي ركبوا مع يوسف ونور وريهام مع عاصم، اتفسحوا وراحوا سينما..
اكتر ناس كانت فرحان بالخروجة دي كان انجي ونور ويوسف.. ومشيرة كمان، انجي عشان كانت مع كريم وجنبه اغلب الوقت، ويوسف ونور ما سابوش بعض، وريهام لاحظت وكانت بتلقح بالكلام بهزار، ومشيرة كانت فرحانة انهم خارجين مع بعض وراحت السنيما..
عاصم وصل ريهام الأول وبعد كده بيوصل نور، ويوسف وصل انجي وبعدها كريم..
عند عاصم ونور..
نور: هو ايه اللي حصل يا عاصم؟
عاصم: حصل ايه بالظبط؟
نور: لما كنا بنعمل القهوة، انا حسيت بخنقة غريبة وريهام كمان، حسينا اننا بنتخنق وفجأة الاحساس ده راح، رغم اني كنت شايفة ريهام عندها نفس الإحساس، بس هو طول عندها، بس في وسط الخنقة دي حسيت اني بهدي فجأة كأن في طاقة غريبة دخلت جوايا بتهديني، والاحساس ده اتكرر لما .......
عاصم: لما يوسف اتكلم علي ايلين وغيرتي عليه منها.
نور: (بعصبية) انا ما غيرتش، ايلين مين دي اللي أغير منها؟ و انا اغير علي يوسف ليه؟ مفيش بيني وبينه حاجة عشان أغير عليه.
عاصم لأول مرة يضحك من سنين.. ضحك بجد.. ضحك من قلبه علي عصببية نور و ردها..
مشيرة كانت بتضحك هي كمان وفرحانة، بتضحك علي الموقف وردود نور وفرحانة لأن بقالها كتيييييييييير ما سمعتش ضحكة عاصم..
مشيرة: وحشتني ضحكتك يا عاصم.
نور: ممكن افهم بتضحك ليه؟
مشيرة: مجنونة.
عاصم: مش قولتلك.
نور: (بتبص وراها) طب ممكن تفهميني انتي بيضحك علي ايه؟
مشيرة اتفاجئت بحركة نور وعاصم اتفاجئ أكتر منها..
نور: انا حاسة بيكي يا مشيرة، صحيح مش شايفاكي، بس حاسة بيكي، وحسيت بيكي مرتين في البيت عند عاصم، مرة لما كنت في المطبخ ساعة ما كنت هتخنق، ومرة لما كان يوسف بيتكلم عن ايلين، حسيت بيكي بتهديني، مش عارفة ازاي بس حسيت بيكي جنبي.، وعارفة ومتأكدة ان احساسي صح.
مشيرة مش عارفة ترد.. وعاصم كمان..
عاصم: (وملامحة قلبت جد) فهميني أكتر يا نور.
نور: مفيش أكتر يا عاصم، انا قولت كل اللي حسيته.
مشيرة: غريبة يا عاصم البنت دي، انا فعلا عملت كده وكنت لسه هتحرك اهدي ريهام، بس قولت ارجعلك بسرعة لما لقيتك مش سامعني وانا بنادي عليك انك توقف اللي بيحصل ساعتها.
عاصم: انا معنديش تفسير لكلامك يا نور، بس من الواضح ان ارتباطك بمشيرة يوم عن يوم بيبقي اقوي.
نور: يعني هيجي يوم و اشوفها؟
عاصم: مش عارف يا نور.. بجد مش عارف
كانوا وصلوا عند بيت نور وكانت عايزاه ينزل معاها بس هو اعتذر.. ورجع البيت ينام..
تاني يوم الصبح
عاصم نايم وشايف مشيرة وبيتكلموا..
هو مش عارف اذا كان حلم ولا لأ.. متفرقش، حقيقة ولا لأ.. بردو ما تفرقش..
مشيرة: عاصم اصحي جمال وعواطف وصلوا، وبيفتحوا الباب الخارجي.
عاصم: حاضر هقوم اهو.
قام عاصم خد شاور و لبس.. كان جمال وعواطف في اوضتهم بيفضوا شنطهم..
نزا وعمل لنفسه النسكافيه البلاك المتين..
مشيرة: عاصم قولنا ايه؟
عاصم: يا مشيرة مش بعرف اشرب أو آكل أي حاجة قبل النسكافية.
مشيرة: في عصير في التلاجة، اشرب كوباية علي الاقل.
عاصم: حاضر.
دخل عليه جمال وعواطف مع بعض.. وبعد السلامات كل واحد فيهم راح يشوف شغله..
بس كانت عواطف بردو بتبص لعاصم نظرة غريبة، مكس بين غضب وهيجان..
مشيرة لاحظت وكانت هتكلم عاصم علي عواطف بنرفزة.. هي مش عارفة هتعمل ايه فيها لسه بس كانت متضايقة منها..
هي فاهمة نظرة عينيها كويس.. هتبقي تتكلم مع عاصم في النقطة دي بعدين..
تليفون عاصم رن.. كانت انجي.. وعاصم كان مستغرب جداً..
انجي: صباح الخير يا عاصم، عامل ايه؟
عاصم: الحمد ***، انتي عاملة ايه بعد خروجة امبارح، مودك بقي احسن؟
انجي: جدا جدا.. صحيح كريم كان قاللي انك نزفت امبارح لما اتعصبت، وانا كلمت بابا علي الموضوع ده، وقاللي اقولك انك تيجي تقابلة في المستشفي، انت عارف ان بابا جراح مخ وأعصاب.
مشيرة: كويس جداً، اهي وفرت عليك انك تدور علي دكتور.
عاصم: (بيبص لمشيرة بغيظ وبيكلم انجي) اه عارف.. تمام يا انجي، هظبط اموري واروح ليه.
مشيرة: أمور ايه اللي تظبطها؟
انجي: تمام يا عاصم، عرفني قبلها بس عشان اعرفه.
عاصم: تمام يا انجي.
انتهت المكالمة ومشيرة باصة لعاصم هي كمان بغيظ..
مشيرة: ممكن افهم امور ايه اللي تظبطها؟
عاصم: يا مشيرة انا اه وعدتك اروح لدكتور، بس مش معني كده ان اروح دلوقتي، انا مش مستعد دلوقتي لحاجة زي كده.
مشيرة: عاصم انت مخبي عليا حاجة؟
عاصم: و ده هيبقي ازاي وانتي جوه دماغي.
مشيرة سكتت ما ردتش بس ملامحها باين عليها القلق..
في الصعيد
جعفر قاعد في مكتبه وجاله تليفون من رقم محجوب..
جعفر: (بحذر) الو.. مين معايا؟
صوت: مش مهم تعرف دلوقتي، انا بس ببلغك ان الباشا مات في لندن، وانا اللي هتابع معاك الشغل دلوقتي،
كل الشغل اللي كان واقف يرجع زي ما كان، كفاية عطلة بقي.
جعفر: ازاي مات؟ وانت مين؟ وانا اعرف منين انك مكانه.
صوت: انا الوزير.. ده اسمي، في علي بابك دلوقتي واحد من رجالتي مع أمانة ليك.
في نفس اللحظة واحد من رجالة جعفر بيبلغه ان في واحد بره عايزة..
الوزير: قوم قابله وخد اللي معاه.
قام جعفر وهو مش فاهم حاجة.. قابل واحد هضبة كده طول بعرض..باب واقف علي رجلين..
المرسال: الوزير باعت لك العلبة دي. (بيمد ايده بعلبة متوسطة الحجم)..
جعفر: (والمكالمة لسه شغالة) وانا ايه اللي يضمنلي انها مش قنبلة.
المرسال ابتسم وهو سامع صوت ضحكة الوزير..
الوزير: افتح الاسبيكر يا جعفر.
جعفر فتح الاسبيكر..
الوزير: افتح العلبة.
المرسال فتح العلبة وكان فيها تليفون كأنه لاسلكي شكله غريب.. (تليفون اتصال بالأقمار الصناعية)..
الوزير: من هنا ورايح اتصالاتنا معاك هتكون عن طريق التليفون ده، مش اي تليفون تاني، والتليفون ده مش بيطلب غير رقمي وبس، مش هيعمل اتصال علي اي رقم تاني، استني مني التعليمات الجديدة..هكلمك علي التليفون الجديد.
قفل في وش جعفر واتصل بيه علي التليفون الجديد.. كان المرسال اتحرك ومشي..
جعفر بيبص للمرسال شوية وللتليفون اللي بيرن في ايده شوية.. بعدها رد..
الوزير: كل ده عشان ترد، ترد مع اول رنة بعد كده، لو نايم تصحي، لو بتعمل ايه تسيبه اللي في ايدك وترد.. فاهم؟
جعفر: فاهم حضرتك.
الوزير: تمام، زي ما قولتلك استني مني تعليمات الشغل الجديدة.. سلام.
جعفر: طب سؤال بس.
الوزير: مش بحب الأسئلة يا جعفر، انا اللي أسأل وبس.
جعفر: معلش مرة ومش هتتكرر.
الوزير: رغم اني مش بحب كلمة معلش، بس عشان دي اول مرة ليك معايا هعديها.. ايه سؤالك؟
جعفر: الباشا مات ازاي؟ يعني مات طبيعي ولا اتقتل ولا مات ازاي؟
الوزير: لآخر مرة هتسأل يا جعفر، انا هرد علي السؤال ده بس، وبعد كده لو سألت عن حاجة ما تخصكش هتموت.. فاهم يا جعفر؟
جعفر: فاهم حضرتك.
الوزير: مش بحب كلمة حضرتك والكلام ده، اسمي الوزير.. تقول حاضر يا وزير.
جعفر: حاضر يا وزير.
الوزير: الباشا اتقتل في لندن.
جعفر: مين اللي....
الوزير: اياك يا جعفر.. اياك تسأل، انا سمحت لك بسؤال واحد وجاوبتك، اياك تفكر تسأل تاني.
جعفر: حاضر حض.... اقصد حاضر يا وزير.
الوزير: كويس يا جعفر بتتعلم بسرعة.. سلام.
جعفر: سلام يا وزير.
جعفر بعد المكالمة قعد يفكر..
مين اللي قتل الباشا؟ ومين الوزير ده كمان؟ شكله اكبر من الباشا، بس هو قال انه الوزير.. يعني ممكن يكون في ملك..
احا.. ايه هو ده، يعني مكانش الباشا هو كبير اللعبة؟ وانا اللي كنت فاكر اني بتعامل مع الكبير وطلع ترس في مكنة كبيرة.. في وزير وممكن يكون في وزرا غيره ومن فوقهم ملك، اللعبة بتكبر.. بس انا كمان هكبر، كنت بتعامل مع الباشا اللي بيتعامل مع الوزير، انا دلوقتي بتعامل مع الوزير علي طول، يعني ممكن اكون انا الباشا دلوقتي.. شكلها هتحلو اوي..
ايه ده.. طب ابن الجيوشي، الباشا مات ومعرفنيش هو عمل ايه او وصل لإيه..
طب اكلم الوزير ولا استني ولا اتحرك لوحدي بعيد عنهم..
لأ.. الناس اللي زي دي ما ينفعش اتحرك من وراهم.. هيعرفوا وممكن يزعلوا ويزعلوني عشان شغلهم..
الحل اني ابعت كام راجل يراقبوا بيت ابن الجيوشي، لو لقوه في البيت يبقي الباشا ما عملش حاجة..
طب نفرض انه كان مرتب لحاجة و مستني الوقت المناسب والناس هتتحرك..
لأ.. لو مرتب لحاجة والناس مستنية الوقت المناسب أكيد الموضوع هيقف عشان مات..
لأ مش هينفع افضل علي اعصابي كده.. انا أكلم الوزير احكي ليه الموضوع وهو يقوللي اتصرف ازاي.
اتصل بالوزير ما ردش.. اتصل تاني ماردش.. اتصل التالتة الوزير رد..
الوزير: (بغضب) اياك يا جعفر ترن كتير، ترن مرة، ارد او ما أردش براحتي، انا ارن عليك ترد من اول مرة مهما كان اللي في ايدك، فاهم يا جعفر.. ماتتكررش تاني.
جعفر: حاضر يا وزير.
الوزير: (بغضب) كنت عايز ايه؟ بتتصل ليه؟
جعفر: كان في موضوع كده كنت طلبته من الباشا اللي يرحمه، مش عارف عمل فيه ايه.
الوزير: (بهدوء) موضوع ايه ده؟
جعفر: كان في حد كنت عايزة يموت، وعشان شغال مع الباشا من زمان وعمري ما قصرت في شغلي، قاللي انه موت الواد ده هيبقي هدية منه ليا.
الوزير: (بغضب وصوت عالي) يعني الشغل اللي اتعطل الفترة اللي فاتت كانت بسببك انت، البيه كان موقف شغلنا عشان خاطرك، البيه بيجاملك بوقتنا وشغلنا، واد مين ده اللي توقفوا شغلنا عشانه.
جعفر: يا وزير انا ما وقفتش شغل، انا مجاش ليا شغل من فترة.
الوزير: (لسه بيزعق) ومين ده بقي اللي كان هيبعتلك راسه هديه؟
جعفر: ابن الجيوشي.
الوزير: (بهدوء فجأة) هو مكانش لسه خلص عليه؟
جعفر: يعني حضرتك عارف الموضوع؟
الوزير: (بخبث) دا سؤال يا جعفر؟
جعفر: لأ لأ مش سؤال، انا مستغرب بس.
الوزير: هههههههههههههههههههههه، بتتعلم بسرعة اوي يا جعفر، اه يا جعفر عارف الموضوع، انت فاكر ان الباشا بتاعك هيتحرك من غير اذني، اه عارف الموضوع كله وهو واخد مني الإذن انه يتعامل مع ابن الجيوشي، بس حظه في رجليه ابن المحظوظة، هههههههههه لسه ليه عمر.
جعفر: (بإستغراب من ردود أفعال الوزير) طب الوضع ايه دلوقتي، اتعامل انا معاه واخلص، ولا استني ولا أعمل ايه يا وزير؟
الوزير: ملكش دعوة بيه نهائي، ركز في الشغل اللي هبعته ليك، لو خلصت كل الشغل اللي هيجيلك من غير تقصير أو غلطة واحدة، انا بنفسي اللي هبعتلك راسه هدية، لو لأ.. هبعت راسك ليه.. فهمتني.
جعفر: تحت امرك يا وزير.
الوزير: (بزعيق) فمهت ولا لأ؟
جعفر: فهمت.. فهمت يا وزير.
الوزير: (بهدوء كأنه مكانش بيزعق من شوية) شاطر.
وقفل السكة في وش جعفر..
جعفر: ايه ابن المجنونة ده، شوية يتعصب ويزعق و في لحظة يبقي هادي ولا كأن في حاجة، شكلي داخل علي ايام سودة، انا هركز في الشغل اللي هيبعته.. دا مجنون يا عم بيتحول في ثانية، وشكلها هيبقي في شغل كتير وتقيل الفترة الجاية..
طب سعد وسليمان هعمل فيهم ايه، دا كل يوم ينطولي ويسألوني.. عملت ايه؟ وايه الاخبار؟ الباشا بتاعك فين؟
ياخي يلعن ابوهم كلهم، مش هينفعوني في حاجة، لولا اني مش عايز افتح العيون عليا كنت خلصت عليهم وعلي نسلهم كله..
عموماً.. انا مش هتحرك من غير أوامر الوزير، لو هما مستعجلين يبقوا يتصرفوا لوحدهم، وانا هعرف الوزير انهم ممكن يتحركوا لوحدهم من ورايا.. عشان ابقي في الأمان.. مضمنش لو اتحركوا من غير ما ابلغه يفتكر اني معاهم وما استأذنتش منه يتحول عليا.. دا مجنون يا عم.
في اسكندرية
الحاجة فاطمة في المدافن بتزور مشيرة..
فاطمة: وحشتيني يا بنيتي، واجعني فراقك يا نني عيني لحد دلوقتي، اااااااااااه.. يا حرقة قلبي عليكي يا بنيتي، سنتين فاتوا ولسه حرقة قلبي عليكي زي ما هي، سنتين فاتوا مش عارفة انساكي، سنتين بداري وجع قلبي ودمعتي قصاد الناس واقول نسيت، تعبت يا بنيتي..تعبت..
نعمة: (خدامة فاطمة) كفاية يا ستي بقي، حرام عليكي نفسك، البكي مش هيرجع اللي راحوا، هي ارتاحت ومش هترضالك اللي بتعمليه في نفسك ده.
فاطمة: سيبيني يا نعمة في حالي، سيبيني اشكيلها وجع القلب اللي مش عايز يطيب من ساعة فراقها.
نعمة: يا ستي و**** حرام اللي بتعمليه في نفسك ده، من يوم ما ماتت وانت صحتك ضعفت، لا بتاكلي كويس ولا بتنامي كويس، ولما بتكوني لوحدك دايما دمعتك نازلة، انا مش هستني لما يجرالك حاجة، انا هقول للحاج يشوف صرفة معاكي.
فاطمة: اياكي يا نعمة، اياكي الحاج يعرف حاجة.
نعمة: وانا مش هستني لما يجرالك حاجة يا ستي.
فاطمة: (بتمسك اعصابها) انا قولتلك اياكي يا نعمة الحاج يعرف.. فاهمة.
صالح: وانتي فاكرة اني مش عارف يا فاطمة.
الاتنين بيتخضوا من دخول صالح المدفن عليهم..
صالح: (بيكمل) انا عارف ان كل شهر بتيجي هنا يا حاجة، صحيح بتخرجي من غير اذني، بس انا مسامح فيها دي، أكيد مش همنعك تزوريها، بس حرام عليكي نفسك وصحتك يا فاطمة.
فاطمة: (اتفتحت في العياط تاني) وحشتني اوي يا حاج، وجعتني اوي بفراقها، يشهد **** ان لو كان عندي بنت ما كانت هتبقي في غلاوتها.
صالح: وجعتنا كلنا يا فاطمة مش لوحدك، ** يرحمها، و اهو ** عوضك بـ ليل، هي كمان بتحبك يا فاطمة.
فاطمة: عارفة يا حاج، بس مش زي مشيرة.. مفيش زي مشيرة، ليل هتبقي مراة ابني وليها غلاوتها، بس مشيرة من اول مرة شوفتها وهي جوة قلبي يا حاج، ولما ماتت ...
ومقدرتش تكمل ودموعها بتنزل أكتر..
صالح: حاسس بيكي يا حاجة وفاهمك، انا كمان كنت بعتبرها بنتي، لسه فاكرها وهي بتضحك ولسه فاكرها وهي في فرحها بفستانها، وفاكر لما خلتني ابقي وكيلها.
كات دمعه هتفلت من عينه بس مسك أعصابه وبص حواليه..
صالح: انتي اخر مرة جيتي هنا امتي يا حاجة؟
فاطمة: بتبص حواليها (وانتبهت) من شهر يا حاج ما انت عارف.
صالح: طب ازاي؟ في ورد والمدفن مكنوس.. كأن في حد جه هنا قريب.
نادي علي السواق يجيب الحارس بتاع المدافن..
الحارس: أأمرني يا حاج.
صالح: مين اللي دخل المدفن قريب؟
الحارس: امبارح الصبح يا حاج في واحد جه وسألني علي المدفن بتاع حضرتك، شاورت له عليه، سألني مقفول ولا مفتوح وعرفته انه مقفول، قاللي اني أكيد معايا مفتاح احتياطي، انا استغربت وقلقت منه يا حاج وكنت هقول لأ مش معايا، بس لحد دلوقتي انا معرفش ازاي فتحت له المدفن، و**** يا حاج ما اخدت منه فلوس ولا حاجة، بس عينيه يا حاج.. عينيه ما تعرفش تقول ليها لأ أبداً.
صالح فهم ان الكلام علي عاصم..
صالح: شاب طويل.. طولي كده او اطول شوية..جسمه قوي، عينيه سوده بشعر ناعم، وشه فيه هيبه.. صح؟
الحارس: ايوة يا حاج بالظبط انت تعرفه؟
صالح: و عمل ايه؟
الحارس: كان غريب يا حاج، كان معاه ورد وكنس المدفن بنفسه، ووقف قرأ الفاتحة وكان بيكلم نفسه كأنه بيكلم حد، وبعد كده ركب عربيته ومشي.
فاطمة: عاصم يا حاج، ده عاصم.. صح؟
صالح: ايوة يا حاجة هو، (بيكلم الحارس) انت شوفته قبل كده؟ جه هنا قبل كده؟
الحارس: لأ يا حاج.. دي اول مرة اشوفه.
صالح: لو شوفته تاني، تكلمني علي طول في اي وقت.. فاهم في أي وقت أول ما تشوفه تتصل بيا.
الحارس: حاضر يا حاج.. هيحصل.
صالح: يلا يا فاطمة.
فاطمة: سيبني شوية يا حاج.
صالح: لأ يا فاطمة، اياكي تكوني فاهمة اني مش عارف حالك بيبقي ازاي لما بترجعي من هنا كل مرة.
فاطمة: سيبني اتونس بيها شوية يا حاج.
صالح: يلا يا فاطمة، وهنيجي نزورها تاني قريب.
خرجوا من المدفن ورجعوا البيت..
عند الوزير
قاعد في اجتماع..
ترابيزة 5 كراسي.. اربعة قصاد بعض اتنين و اتنين، وكرسي علي راس الترابيزة، قاعد عليهم 3 والكرسي الخامس اللي علي راس الترابيزة فاضي..
التلاتة الموجودين كلهم وزراء.. دي رتبتهم في المجلس ده.. الاضاءة ضعيفة بس شايفين بعض.. الكرسي الخامس اللي علي راس الترابيزة في الضلمة..
دخل عليهم واحد.. شايفين جسمه بيتحرك بس من الإضاءة الضعيفة مش شايفين وشه..
دخل وقعد علي الكرسي الخامس اللي علي راس الترابيزة.. وفضل ساكت..
اللي يبص علي المنظر من بعيد يقول ان في 3 قاعدين بس وبيتكلموا.. مش هياخد باله ان في واحد كمان قاعد..
اللي قاعد علي راس الترابيزة بينادوه بالملك وهما الوزراء بتوعه..
الوزير بتاعنا اللي كان بيكلم جعفر هنسمية وزير1 والباقي بالأرقام وزير2 و وزير3..
وزير2: احنا محتاجين وزير جديد مكان اللي مات ومحتاجين طابية جديدة بدل اللي مات في لندن (يقصد الباشا).
الملك: فيل الوزير4 هيترقي مكانه بعد ما يعدي الاختبارات المعتادة، وزير1 بيقوم بأعمال الوزير4 اللي مات لحد ما يجي الوزير الجديد ويستلم منه، بالنسبة للطابية ده ترشيحه في ايد الوزير بتاعه..وزير1.
وزير1: (الوزير بتاعنا) انا ماسك الملفين ومسيطر عليهم لحد ما جلالتك تختار وزير جديد، بدأت في إستكمال اعمال الوزير الراحل، الطابية اللي مات عندي بديل ليه وجاهز هيدخل الاختبارات ونشوف.
وزير3: مش كتير عليه ملفين جلالتك؟
الملك: ...................
وزير3: انا اسف جلالتك مقصدش.
الملك: الملفات هتفضل علي توزيعها اللي قولته، وزير1 معاه ملف الاثار وملف السلاح مكان وزير4، وزير2 معاه ملف المخدرات، وزير3 معاه ملف تجارة الأعضاء وتجارة الرقيق..
كل واحد فيكم يشدد علي الفيل والحصان والطابية اللي معاه، عايز تركيز كبير الفترة الجاية..
عندنا وزير4 مات بس ده لأسباب طبيعية مفيش فيها شبهه بس اعترف اني زعلت عليه لأنه كان كفء، وعندنا طابية وزير4 اتقتلت ومش عارفين اللي عملها لحد دلوقتي، دا غير الفيل بتاع وزير2 اللي اتسجن من سنتين واضطرينا نقتله ونبدله بفيل جديد، وكنا خسرنا حصان وزير3 لما مراتة قتلته..ههههههههههههههه..بعد ملفه الهايل في شغله ومجنن الانتربول معاه..مراته تسمه هههههههههههههههه.
كلهم بيضحكوا..
الملك خبط علي الترابيزة بعنف.. كلهم سكتوا
الملك: انا مش ناسي انكم معرفتوش تجيبوا اللي سلم فيل وزير2 للحكومة، كلكم مسئولين قصادي تعرفوني مين اللي عملها، وهيزيد عليها دلوقتي مين اللي قتل طابية وزير4.. عايز اعرفهم بسرعة.. لو عايزين نفضل علي القمة لازم نكون مسابقين دايما بخطوات مش خطوة.. لازم نعرف كل حاجة عن اي حاجة.. مفيش حاجة اسمها مش عارفين.
الوزراء: أوامرك جلالتك.
الملك: الاجتماع انتهي.
نرجع لعاصم..
عاصم بعد مكالمة انجي كان بيفكر في الموضوع انه يقابل ابوها، ومشيرة بتحاول تقنعه انه يسرع المقابلة دي وتكون في اقرب وقت..
بس عاصم نقل تفكيره فجأة من موضوع انجي وابوها وسرح بتفكيره في سعد السباعي..
حتي ان مشيرة سكتت لحظة كده بتستوعب النقلة..
عاصم مش ناسي ان سعد بعت رجالة تهجم عليه في الفيلا وتبان محاولة سرقة وتسببت في موته..
وهو متأكد ان الراجل اللي فضل حي ومات في المستشفي مات مقتول..
وسعد مش هيتحرك من غير جعفر وسليمان.. ثلاثي الأوساخ..
بس من اللي فهمه من جوه دماغ فواز لما اتكلم عنهم عرف ان جعفر ذكي جداً مش هيعمل حركة متسرعة زي دي..
يبقي سعد اتحرك لوحدة..
وطالما عملها مرة من وراهم ممكن يعملها تاني.. يبقي لازم يبقي اول واحد يزيحه من الطريق..
التعامل مع جعفر وسليمان هيبقي فيه ذكاء وهدوء ممكن يوصل للبرود.. وهتاخد وقتها براحتها..
انما عصبية سعد وتسرعه ممكن تعمل مشاكل..
قطع تفكيره حركة عواطف في الليفنج بتنضف وبتشوف شغلها وهي لابسه جلابية ضيقة عليها مجسمة جسمها، وبتحاول تلفت نظر عاصم ليها.. وبتبص في الخباثة كده اذا كان عاصم بيبص عليها ولا لأ..
مشيرة: الست دي لازم تمشي من هنا.. ان مش طايقاها يا عاصم.
عاصم: كان ممكن من كام شهر فاتوا تقلقي يا قلب عاصم.. إنما دلوقتي لأ.. دي لو قلعت ملط مش هبص ليها..
مشيرة: انت قليل الأدب.
عاصم: (بإبتسامة) كنت يا قلبي.. دلوقتي انا رجعتلك تاني.. انتهت الفترة دي بلا رجعة ماتقلقيش.
مشيرة: بس انا بردو مش طايقاها.
عاصم: سيبيها تاكل في بعضها، ولا هتهز مني شعره.
مشيرة: انا خايفة انها تتبلي عليك وتلبسك مصيبة.
عاصم: قبل ما تاخد اي خطوة هنعرف.. صح ولا لأ؟
مشيرة: (بإبتسامة) صح.. طب ماتيجي نخرج شوية، انا وحشاني نور عايزة اشوفها.
عاصم: طب انا هروح لها بسبب ايه؟
مشيرة: وانت تروح ليها ليه؟ ما تتصل بيها وتنزلوا تتقابلوا.
عاصم: طب ما بدل الصداع اللي هي بتعمله، ما تيجي نخرج انا وانتي لوحدنا.
مشيرة: معنديش مشكلة.
قاطعهم صوت جرس الباب..
راحت عواطف تفتح وكانت نور و ريهام..
نور داخلة تجري علي عاصم وريهام جابت عواطف من فوق لتحت بسرعة.. وعجبتها.. ودخلت ورا نور..
عاصم قام يستقبلهم.. بس نور جريت عليه وحضنته..وتبص علي الكرسي اللي جنب عاصم..
نور: وحشتوني انتوا الاتنين.
مشيرة وعاصم ابتسموا.. خلاص اتعودوا علي جنان نور واتعودوا انها بتحس بوجود مشيرة..
مشيرة: وانتي كمان وحشتيني.
ريهام: (بإستغراب) مين الاتنين؟
عاصم: (بيبص لنور بعتاب) هي دايما محسساني اني بشخصيتين، واحد طيب وهادي والتاني هرقليز، عشان كده بتقول وحشتوني انتوا الاتنين.
ريهام: هي بصراحة عندها حق يا عاصم، انا كمان بحس كده احياناً.
عاصم: (بإبتسامة) محسسني اني عندي انفصام في الشخصية.
ريهام: لا انفصام ولا حاجة، يعني مين فينا اللي تحس انه عاقل.
عاصم: كمان بقيت مجنون.
كلهم ضحكوا..
عاصم: ايه اللي جابكم بقي.
ريهام: قوللي الاول يا نمس، ايه الخدامة اللي عندك دي، وايه اللي لبساه ده، دا الجلابية هتفرقع من عليها.
نور انتبهت وبصت لعواطف اللي كانت جاية وجايبة عصير.. وبصتلها بتركيز و رافعة حاجب.. وعواطف خدت بالها بس قافلة بوقها..
عواطف وطت تحط العصير ونص بزازها بان كانوا هيطلعوا من الجلابية..
نور: هو ما ينفعش تلبسي حاجة محترمة عن كده.
ريهام: (بدهشة وذهول) نور.. بتقولي ايه.
عواطف: (برفعة حاجب) حضرتك دي لبس الشغل، و سي عاصم ما علقش علي كده.
نور: وانا بقولك غيري اللبس ده والبسي حاجة محترمة، دا انتي كأنك عريانة.
عواطف: بس صاحب البيت ما أمرش بكده.
نور: مستحيل يكون قال لك تعملي كده (بصت لعاصم بغضب) انت اللي قولتلها تلبس كده.
مشيرة واقفة مبسوطة من موقف نور عشان متغاظة من رد عواطف..
ريهام: يا نور ملناش دعوة.
نور: (صوتها بيعلي) انا اخته يعني ست البيت ده واللي اقوله يمشي.
مشيرة واقفة وراها بتصقف ومبسوطة جداً..
عواطف: (بإسغراب علي تريأة) ست البيت. وبتبص لعاصم..
ريهام واقفة مش عارفة تنطق من كلام نور ومستغربة سكوت عاصم..
عاصم: كلام نور يمشي يا عواطف.
عواطف: (بتحاول تتدلع) بس يا سي عاصم...
نور: (بتقاطعها) مفيش بس كلميني انا، يا تغيري القرف اللي انتي لبساه.. يا تمشي واجيب غيرك دلوقتي.
عواطف: اللي تأمري بيه.
نور: تروحي تغيري دلوقتي، وتلبسي حاجة محترمة بدل القرف ده، وتعملي حسابك اني هاجي في اي لحظة ليل او نهار، ولو شوفتك كده تاني هطردك.. فاهمة.
عواطف: حاضر.
نور: امشي.
مشيت عواطف وقعدوا التلاتة ونور بتبص لعاصم لقت ملامحة حجر وعينيه سوادها بيزيد بس ببطئ..
تحس انه عايز يتنرفز عليها وماسك نفسه او في حاجة بتمنعه او مشيرة بتمنعه بمعني اصح..
مشيرة: عارف يا عاصم لو اتعصبت علي البنت.. هزعل منك بجد.
نور: يا عاصم انا اسفه.. ما تزعلش مني، بس انا مش مستريحة للست دي.
ريهام: بص يا عاصم رغم ان عارفة ان نور غلطانة في رد فعلها، بس هي معاها حق، الست دي شمال.
عاصم: انتوا اخواتي.. بس مفيش صوت يعلي وانا واقف تاني.. فاهمين؟
البنات: فاهمين.
تليفون ريهام رن وقامت بعدت عنهم ترد..
نور: انا عارفة اني غلطت لما عليت صوتي وانت واقف، بس انا حسيت اني مش لوحدي المخنوقة منها، مشيرة كمان مخنوقة منها، انا حسيت بيها، ولما عملت كده حسيت انها مبسوطة.
مشيرة: جداً.
عاصم: (بيبص لمشيرة اللي واقفة جنب نور) جاتلك علي مزاجك.
نور ومشيرة ابتسموا ابتسامة طفولية..
نور: هي واقفة جنبي.. صح؟
عاصم: ايوة.
نور: مش واخد بالك ان بقالنا كام مرة لما بكون موجود بتكون جنبي انا مش جنبك انت؟
مشيرة وعاصم خدوا بالهم من الحتة دي..
مشيرة: (بإبتسامة) تصدق عندها حق.
عاصم: (للإتنين) خدت بالي.. المهم ايه اللي جابكم دلوقتي؟
نور: أبداً.. الأجازة مملة، ومفيش حاجة تتعمل ومش هنقعد في البيت طول اليوم.. فكلمت انجي وريهام وكريم نتجمع عندك، ريهام كانت جايه عليا اصلاً، جبتها وجيت وكريم هيفوت علي انجي ويجوا..
عاصم: طب ما هنبقي قاعدين في البيت بردو.
نور: لأ هتفرق لما نكون مع بعض، شوية ضحك وهزار وممكن نلعب اي حاجة، ممكن نخرج نسهر شوية.. كده يعني.
مشيرة ونور: (في صوت واحد) بدل ما انت قاعد لوحدك زي قرد قطع كده.
عاصم باصص للإتنين بإستغراب..
مشيرة بتضحك من قلبها.. ونور مكسوفة انها قالت كده..
عواطف رجعت بعد ما غيرت ولبست حاجة اوسع وكويسة..
عواطف: كده كويس يا هانم؟
نور ومشيرة بيبصوا ليها بتركيز..
نور: كده تمام، يا ريت تحافظي علي كده.. اتفضلي كملي شغلك.
مشيرة: عايزه احضنها البت دي يا عاصم.
عاصم: اشبعي بيها.
مشيرة بتضحك..
نور: مين دي؟
عاصم: لأ اهمدوا انتوا الاتنين انا مش هشتغل مترجم ما بينكم، انا كده اتجنن حقيقي.
نور: (بتغيظ عاصم بحركات *****) مش محتاجة مترجم علي فكرة، انا عارفة اني ها يجي يوم واشوفها واسمعها، و انا وهي هنتكلم مع بعض لوحدنا من غير عزول (وبتطلعله لسانها)
مشيرة هتموت من كتر الضحك..
ريهام رجعت بعد ما خلصت مكالمتها.. جرس الباب رن وكان كريم وانجي وصلوا..
قعدوا يهزروا ويرغوا ويضحكوا.. شوية وعواطف قالت ان الغدا جاهز.. قاموا اتغدوا مع بعض.. وخلصوا ورجعوا الليفنج يقعدوا مع بعض..
كريم: هنفضل قاعدين باقي اليوم هنا ولا هنخرج ولا الخطة ايه؟
عاصم: اتفقوا وانا معاكم..
ريهام: قبل اي حاجة.. عيد ميلاد شيماء قرب، هيبقي الأسبوع الجاي.. وهي أكيد هتعمل حفلة زي كل سنة، هنروح ولا مش هنروح.
كلهم سكتوا وبيفكروا..
عاصم اللي رد..
عاصم: انا من رأيي انكم تروحوا.. هي خلافها معايا انا وانتوا خدتم موقف عنيف، روحوا وهاتو هدية شيك وصالحوها.
نور: انت بتقول ايه يا عاصم، انا اللي ما يقبلش اخويا ما اقبلوش.
انجي: بس عاصم معاه حق، احنا كان ممكن نحل الموقف بصورة ابسط من اللي حصل.. انا موافقة علي كلام عاصم وهروح.
ريهام: انا كمان موافقة علي كلام عاصم وهروح.
كريم: انا ما تفرقش معايا اصلاً، بس مفيش مشكلة اني اروح.
نور: انا مش هروح.. لو انت هتروح يا عاصم انا هاجي معاك، غير كده لأ.
عاصم ساكت.. وكلهم باصين ليه..
مشيرة: انا شايفة انك تروح يا عاصم، شيماء دي من اللي فهمته انها بنت مساعد وزير الداخلية، و ده ممكن يفيدنا كتير.
عاصم: انا ما ينفعش اروح، مش عايز اكبر المشكلة.. هي عندها مشكلة معايا وانا معنديش استعداد ابذل اي مجهود ان اصلح صورتي عندها لأنها ما تفرقش عندي.. بس انتوا تروحوا عادي.. اللي عايز يروح يروح.. انا مش بجبركم.. انا بقول انه رأي مش أكتر.
نور: هو مش هيبقي الأسبوع الجاي.. خلاص لسه قدامنا وقت.
انجي: طب نتفق من دلوقتي عشان ما نرجعش نتكلم في الموضوع تاني وتتضايقي.
نور: لأ مش هتضايق، انتوا التلاتة هتروحوا عادي، (وبعصبية *****) بس لو عاملتكم وحش تعرفوني وانا هديها علي دماغها.
كلهم ضحكوا وعاصم ابتسم.. حتي مشيرة ضحكت اوي..
كلهم عارفين انها بوق بس مجنونة وتعملها..
كريم: يا جماعة طب احنا مش المفروض نستني تعزمنا ولا هنحضر مع نفسنا.
عاصم: هي كل سنة بتعزمكم ولا ايه الترتيب اللي بيحصل؟
انجي: لأ كل سنة بتعزمنا.. لأننا بنبقي في الأجازة.
عاصم: خلاص.. تستنوا وتشوفوا هتعزمكوا أصلا ولا لأ.
ريهام: دي تبقي ندلة حقيقي لو ما عزمتناش.
عاصم: لأ هتعزمكم.. وهتبلغكم تعزموني كمان.
كريم: ومنين الثقة دي بقي؟
عاصم: صدقني ده اللي هيحصل، وحاجات تانية كمان.
نور: حاجات ايه يا عاصم، ما انت مش تبقي عارف ان في حاجة هتحصل وتسيبهم يروحوا لوحدهم وانت مش معاهم.
مشيرة: عندها حق يا عاصم.
ريهام: تقصد ايه يا عاصم؟
عاصم: اهدوا، انتوا مش رايحين تحاربوا، كل اللي هيحصل لو عزمتكم انكم لما تروحوا هتستقبلكم ببرود ومش هتقف معاكم بعدها لحظة، وهتـطنشكم طول الحفلة.
ريهام: نعم.. واحنا رايحين نهزأ نفسنا ولا إيه، ما لو احنا متأكدين إن ده هيحصل.. يبقي ما نروحش من أصله.
انجي: عندك حق يا ريهام، يبقي بلاش الصداع من الاول.
كريم: بقولكم ايه تعالوا نعمل اي حاجة ونفكنا من الحوار ده، تعالوا نلعب لعبة الصراحة.
كلهم وافقوا وعاصم بعد محايلة من نور وضغط من مشيرة وافق..
ريهام: طب هنلعبها ازاي؟
كريم: انا معايا زهر، كل واحد هيختار رقم، اللي هيطلع صح يسأل ويختار اللي يسألة، واللي هيتسأل ملوش انه يهرب من السؤال لازم يجاوب، ولو محدش طلع الرقم اللي اختاره صح نعيد اللعب.. متفقين؟
كلهم: تمام.
طلع كريم الزهر واتفقوا علي الارقام.. و رمي كريم الزهر وانجي اللي كسبت اول دور..
كريم: هتسألي مين يا انجي؟
انجي: انا عندي اسئلة كتير ليكم كلكم.. مش عارفة ابدأ بمين.
كريم: يا ستي اعملي حادي بادي.. ههههههههههه.
وضحكوا كلهم..
انجي: طب انا هسأل نور، انا كنت عايزة اسأل عاصم، بس اكيد السؤال اللي كنت هسأله ليه في حد فيكم هيسألة.
نور: ماشي إسألي.
انجي: من غير زعل ومن غير هروب..في حاجة بينك وبين يوسف الظابط؟
نور: (وشها إحمر) لأ مفيش بيني وبينه حاجة، ممكن يكون إعجاب بس انما من ناحيته.. انا معرفش.
انجي: طب..
كريم: لأ هو سؤال واحد.
رموا الزهر تاني.. وكسب كريم..
كريم: هسأل عاصم.. انت سيبت كلية طب وقولتلنا عشان حصلت مشكلة، وقولت مش حابب اتكلم فيها، بس الكلام ده كان من مدة كنا لسه ما نعرفش بعض اوي، بس دلوقتي اعتقد انك واثق فينا أكتر.. ممكن اعرف السبب؟
انجي: اهو السؤال ده كنت هسأله ليك يا عاصم، بس كنت متأكده ان كريم هيسألة هو كمان..
عاصم ونور وبصوا لبعض.. هما فاههمين ان انجي معجبة بكريم..
عاصم سكت شوية وبص لمشيرة اللي كانت ملامح الحيرة باينة علي وشها مش عارفة يجاوب ولا ما يجاوبش..
كلهم فاكرين ان عاصم اتضايق او بيفكر يرد ازاي..
نور كانت باصة ناحية المكان اللي فيه مشيرة.. بتحاول تحس هي بتقول ايه لعاصم..
عاصم: بعد وفاة مشيرة انا دخلت في غيبوبة قعدت فيها 7 شهور، بعد ما فوقت بيومين قابلت زميلة قديمة ليا وطلبت تقعد معايا نتكلم، قعدنا في ديسكو وشربنا ودي كانت اول مرة اشرب، طبعا انا بعدها محستش بحاجة، تقريبا حاولت تروحني ووقفنا في لجنة واتقبض عليا، هي سابتني ومشيت.
نور: سابتك ازاي يعني؟
عاصم: ابوها كان عضو مجلس الشعب وخافت علي اسمه.. الظابط حطها بين اختيارين يا تفضل معايا ويتعمل لينا احنا الاتنين محضر فعل فاضح ومحضر سكر.. يا تسيبني وتمشي، هي خافت علي نفسها وسابتني ومشيت.
نور: يعني خليتك تشرب وسلمتك للشرطة.. دي قاصدة بقي؟
عاصم: لأ ما تقصدش.. انا متأكد، هي بس قالت يلا نفسي، المهم.. بعد ما اتقبض عليا واتعملي محضر سكر واترحلت علي النيابة، المحضر وقف هناك، وكيل النيابة كان شخصية محترمة وقدر الموقف والظروف، وافرج عني ودفعت غرامة بس.
كريم: طب سيبت الكلية ازاي بردو؟
عاصم: حد بعت المحضر للكلية، وطبعا طلعت قرار فصل.
ريهام: حد مين؟
عاصم: انا لحد اللحظة دي معرفش مين بعت صورة المحضر اللي اتعمل لإدارة الكلية.
كريم: طب مش يمكن..
عاصم: كفاية يا كريم المفروض سؤال واحد.
كريم: ماشي.
رموا الزهر تاني وريهام كسبت..
ريهام: هسأل عاصم.. مفيش واحدة كده ولا كده عجبتك او ميال ليها يعني، انت شاب من عائلة كبيرة وغني، يعني ممكن تتجوز تاني عادي.
مشيرة ملامح وشها قلبت بس وبصت لعاصم، بس وعينيها رايحة لعاصم قابلت عيون نور.. للحظة حست ان نور شايفاها، بس إتأكدت ان نور بتبص علي الفراغ مش أكتر.. مش شايفاها..
نور: ممكن أرد انا علي السؤال ده يا عاصم.
عاصم مبتسم من رد فعل نور.. هز رأسه بمعني موافق..
ريهام: وهي ترد ليه يا عاصم؟
نور: عشان عارفة عاصم هيرد يقول ايه.
ريهام: ماشي.. ردي.
نور: مفيش واحدة هتملي عين عاصم بعد مشيرة، انا عارفة ده، انا لما بتخيل جمال مشيرة بقول لنفسي عنده حق، مفيش واحدة في جمالها، ده لو هنبص للجمال، ولو علي الحب، مفيش واحدة حبت او هتحب عاصم اد مشيرة..
سرحت لحظة وهي باصة للفراغ وبتتخيل ان مشيرة واقفة باصة ليها (وفعلاً مشيرة كانت واقفة في الزاوية دي).. نور إبتسمت.. ورجعت تكمل..
نور: صدقيني يا ريهام.. مفيش واحدة في جمال وطيبة وحنية مشيرة، ومفيش واحدة هتحب عاصم أدها.
ريهام: لما بتتكلمي بالشكل ده بتحسسيني انك تعرفيها، قابلتوا بعض وكنتوا اصحاب.. واصحاب اوي كمان.
نور: انت عارفة ان ده ما حصلش، بس انا بتخيل مشيرة في خيالي، وعارفة ان وصفها اللي في خيالي صح، مستنية بس في مرة عاصم يخليني اشوف صورة ليها.. وهتأكد.
ريهام بتبص لعاصم..
عاصم: كل كلمة قالتها نور صح.. انا نصيبي من الدنيا في الحب كان مشيرة، وخدت نصيبي بالكامل.. يلا نكمل.
كريم رمي الزهر وعاصم كسب..
عاصم: هسأل كريم.. افترض ان في بنت بتحبك و....
كريم: (بلهفة) مين دي؟
عاصم: يا بني اصبر اكمل كلامي.. انا بقول افترض ان في بنت بتحبك وانت مش واخد بالك منها و مش حاسس بيها، تنصحها بإيه عشان تلفت انتباهك؟
كريم تنح لعاصم شوية مش فاهم يقصد إيه بالسؤال ده..
ريهام كمان مش فاهمة عاصم يقصد إيه..
نور فاهمة ان عاصم بيساعد انجي، وبصت في الارض عشان لو بصوا في وشها هيعرفوا انها فاهمة والبنات مش هتسيبها..
انجي بقي اللي كانت متفاجئة بجد من سؤال عاصم، وكانت ملهوفة تسمع إجابة كريم، و في سرها بتشكر عاصم..
كريم: انا مش فاهم السؤال.
عاصم: ايه الصعب في السؤال؟
كريم: يعني انت عايز ايه مش فاهم بجد.
نور: كريم ما تركز شوية، هبسطهالك يا سيدي، افرض مثلا ان انجي بتحبك....
انجي: (بتبرق لنور) نعم؟!!!
نور: يا ستي بقول افرض، خلاص حقك عليا، افرض يا كريم ان ريهام او انا يا سيدي عشان ريهام ماتزعلش هي كمان، افرض يا سيدي ان انا بحبك او معجبة بيك وانت مش حاسس بكده، انا اعمل ايه عشان الفت انتباهك لحبي واخليك تحبني.. فهمت كده؟
كريم: (برخامة) يعني انتي بتحبيني يا نور؟
نور سحبت مخدة صغيرة من جنبها وضربت كريم بيها جت في وشه..
نور: يلعن ابو رخامتك عيل بارد.. هرد مكانه انا يا عاصم..
ريهام: لأ سيبيلي الطلعة دي يانور.
نور: علي وضعك يا شبح.
ريهام: تمام يا زميلي.. بص يا عاصم لما بنت تكون معجبة بولد وعايزة تلفت انتباهه ليها، ممكن تبقي متواجده معاه علي طول، ممكن تعمل حاجات بيحبها، تلمحله مثلا، لو هو ضايع خالص زي صاحبنا ده يبقي مفيش احسن من المواجهة وتقول له علي طول، عشان بعد كل ده ممكن صاحبنا يكون في دماغه حد تاني والبنت تكون بتعلق نفسها بوهم.
((الرد ده حصل بالحرف قصادي.. مش ليا بس كنت قاعد في قعدة زي دي))
انجي مركزة اوي في كل اللي بيتقال..
ريهام لما ردت افتكرت شكل انجي لما كانت مع كريم، وافتكرت شكل نور لما كانت مع يوسف في اخر خروجة ليهم..
وبدأت تجمع..
كريم: هو كلام ريهام صح، بس ممكن ازود عليه حاجة.
انجي انتبهت اوي..
كريم: لو البنت دي بتحبني اوي مش مجرد اعجاب هحس بيها انا مش حجر يعني، هيبان من نظراتها ومن تعاملها معايا.
كان بيكلمهم وبيبص لوش كل واحد شوية بس وقف شوية عند انجي و اخد باله هي بتبص ليه ازاي، رجع بص لعاصم كأنه بيسأله.. هو في إيه؟
عاصم: تمام يا كريم.. كده تمام.
نور: انا زهقت ما تيجوا نخرج نروح اي مكان؟
قاموا كلهم وخرجوا وقعدوا في كافية يرغوا ويهزروا ويرخموا علي بعض طول الليل..
بعد كده قاموا روحوا كلهم..
تاني يوم الصبح
في الصعيد
جعفر وسعد وسليمان مع بعض..
سعد: في ايه يا جعفر، الباشا بتاعك مش عايز يخلص ليه، من سااعة ما قتلت الراجل بتاعي وانت ما عملتش حاجة، ولا انت بتتشطر علي رجالتي بس؟
جعفر: (ماسك اعصابه بالعافية) شوف يا سعد عشان انا علي اخري اصلا منك ومن الموضوع ده، الباشا لا هيخدمني ولا هيخدم حد تاني، الباشا مات.. اللي يريحك اعمله بره عني.. عشان انا خلااااص قرفت من الحوار ده.
سليمان: مات امتي وازاي؟
جعفر: معرفش، ده اللي وصلني.
سليمان: وصلك من مين.. فهمني؟
جعفر: الباشا ما طلعش الكبير، في حد كلمني وعرفني ان الباشا كان من رجالته، وهو اللي عرفني بموته.
سليمان: الباشا مكانش الكبير، انت داخل في وسط غيلان يا جعفر.
جعفر: ما تخافش عليا.
سليمان وسعد: (في سرهم) ياكش يولعوا فيك.
سعد: كده خلصت يا جعفر طالما رفعت ايدك، يبقي اعمل اللي يحلالي.
جعفر: براحتك يا سعد مش هقف قصادك، بس مليش دعوة لو قلبت عليك.
سعد: ملكش دعوة، انا أصد قصاد الدنيا.
سليمان: وانا معاك يا سعد المرة دي.
جعفر: تمام علي الاقل يبقي التخطيط احسن.
سعد: تقصد ايه؟
جعفر: ولا اقصد ولا زفت.
قام سعد وسليمان مشيوا وسابوا جعفر لوحده بيفكر..
طلع التليفون اللي بيكلم الوزير و رن مرة لحد ما الجرس فصل.. بس ما اتصلش تاني..
بعد ربع ساعة كانت اعصابه خلاص هتتدمر.. التليفون رن.. رد قبل ما الجرس يكمل اول الرنة..
الوزير: خير يا جعفر، بتتصل ليه؟
جعفر: انا بس عايز ابلغك ان سعد وسليمان هيتصرفوا مع نفسهم في موت ابن الجيوشي، انا مليش صالح باللي هيطلع منهم، انا ببلغك يا وزير عشان ما تقولش اني اتحركت من وراك.
الوزير: تمام يا جعفر، انا ما يهمنيش سعد وسليمان رغم انهم حاولوا يكلموا واحد تبعي انهم يدخلوا في تجارة السلاح هما كمان.. عايزين يكبروا بسرعة زيك.
جعفر: اه يا ولاد الكلب.
الوزير: ما تقلقش يا جعفر حتي لو دخلوا هنخليهم تحت ايدك وانت اللي تديهم الاوامر، انت لو نفذت اللي هقولهولك بالحرف هتكبر كتيير يا جعفر، مش هيوصلوا لربع اللي هتوصله.
جعفر: وانا من ايدك دي لإيدك دي يا وزير.
الوزير: سيبهم يا جعفر يعملوا اللي هما عايزينه، هنتابعهم، عرفوا يخلصوا عليه يبقي استريحتم كلكم ونفوق لشغلنا، لو ما عرفوش يبقي لما يجي وقته هنخلص عليه احنا، احنا مش فاضيين للعب العيال ده دلوقتي.
جعفر: تمام يا وزير.
الوزير قفل المكالمة وجعفر قاعد بيحسبها مع نفسه..
جعفر: ولاد الكلب عايزين يكبروا من ورايا، وممكن كمان يكونوا عايزين يخلصوا مني عشان بكبر عنهم، الوزير عنده حق، لو خلصوا علي ابن الجيوشي هنستريح كلنا من الصداع ده، و اركز في الشغل اكتر والوزير هيكبرني أكتر، ولو ما عرفوش اكيد حد فيهم او الاتنين هيروحوا فيها، يعني انا كده كده كسبان، وابن الجيوشي هيموت هيموت، علي ايد سعد وسليمان او علي ايد الوزير مش هتفرق.. بس موته اكيد.. وانا بردو الكسبان.
يبقي خلاص اقف اتفرج عليهم كلهم وهما بيولعوا في بعض ونشوف مين هيطلع حي.. واللي يفضل نخلص عليه..
عدت الايام عادية جداً مفيش اي جديد
عاصم ونور وريهام وكريم وانجي بيتقابلوا كل يوم.. دايما بيتجمعوا عند عاصم طول اليوم..
أهاليهم عارفين كده ومطمأنين طالما عند عاصم..
عيد ميلاد شيماء قرب فاضل يومين.. شيماء اتصلت بانجي عزمتها وقالتلها تعزم الباقي عشان مشغولة في تجهيز الحفلة..
ما اتصلتش بعاصم رغم ان ابوها اللواء عادل طلب منها تعزمه عشان عايز يقابله.. بس هي طنشت..
انجي كانت بتكلم شيماء وهما عند عاصم متجمعين.. بعد ما خلصت المكالمة..
انجي: اهي بتعزم الكل.. هنعمل ايه؟
ريهام: مضطرين نروح.
كريم: انا اللي هيخنقني بجد اني عارف ان طارق هيكون موجود، وانا بصراحة مبقتش احب اتعامل معاه.
نور: ولا انا كمان، بس هتعملوا ايه لازم تروحوا.
انجي: ايه تروحوا دي؟ انتي مش جاية ولا ايه؟
نور: لا مش هروح.
عاصم: خلاص يا جماعة اللي عايز يروح براحته، لو مش عايزين بردو براحتكم.. مفيش حاجة تجبركم.
خدوا قعدتهم وروحوا بيوتهم..
بس كريم و ريهام و نور لما رجعوا عرفوا ان اهاليهم اتعزموا من ابو شيماء، و كده بقي اجباري انهم يروحوا الحفلة..
عرفوا بعض واتفقوا انهم يروحوا مع بعض..
يوم الحفلة
شخصيات كبيرة معزومة في الحفلة جيش وشرطة ورجال أعمال واعضاء مجلش شعب..
كانت معمولة في جنينه الفيلا.. فيلا ايه دي قصر.. حاجة كده تحفة.. مساعد وزير الداخلية بردو..
وصل فواز ومراته وكريم واخته الصغيرة، و وصل فادي ومراته فريدة و ريهام، و وصل خالد ومراته و نور، و وصلت انجي وابوها دكتور عمر الألفي ومراته، كان اللواء هارون ومراته وطارق ابنه موجودين..
الشباب اتجمعوا مع بعض، واللي قاله عاصم حصل بالحرف..
شيماء سلمت عليهم ببرود وهما بيقدموا الهدايا وبعد كده استأذنتهم وسابتهم ووقفت مع شلة واقفة الناحية التانية..
طارق شافهم راح وقف معاهم..
طارق: ايه يا بشر عاملين ايه؟ وفين عاصم بيه؟ ما جاش يعني.. ولا الحفلات دي تقيلة عليه.
نور لسه هترد ريهام مسكت دراعها.. فمسكت اعصابها وسكتت وبتبص بعيد وبتتخيل مشيرة واقفة جنبها عشان تهدي نفسها..
كريم: يا بني انت مالك بعاصم، هو عمل ليك ايه عشان تفضل حاطة في دماغك.
طارق: عاصم مين يابني اللي احطه في دماغي، ده ولا يشغلني حتي.
انجي: (بتريأة) اومال بتسأل عليه ليه؟
طارق: اصلي عرفت انكم مش بتتحركوا من غيره، ما هو بقي قائد القطيع.
ريهام: ما تلم لسانك يابني ادم، قطيع ايه انت شايفنا بهايم، وعاصم اللي بتتكلم عليه ده بيعاملنا احسن منك الف مرة، ومش بيتعامل بأسلوب العربجية بتاعك.
طارق: ههههههه ريهام اللي بتتكلم، طب انتي يفرق معاكي في ايه اصلا، اللي اعرفه انك ملكيش في الرجالة.
الكلمة نزلت عليهم كلهم زي الصاعقة..
ريهام بعد ما كانت ماسكة ايد نور عشان تهدي.. نور اللي مسكت ايدها تسندها لما لقيتها اترعشت واتنفضت واتخضت من الكلمة..
انجي استوعبت الكلمة بس مش مصدقة، وبتقول في نفسها ان طارق بيقول اي كلام وخلاص..
كريم: انت بتخرف بتقول ايه، انت شارب يا طارق.
طارق: ما بلاش انت يا كوكو.
كريم: لم نفسك يا طارق، صدقني اقدر ازعلك.
طارق: ولا تعرف.
نور: (وهي بتبص من ورا كتف طارق) بس انا اعرف.
طارق بيبص لنور بإستهزاء (اللي هو مابقاش غيرك اللي ينطق) ولسه هيتكلم حس ان في همهمة بتحصل وكل الناس عينيهم رايحة ناحية البوابة..
بيبص وراه لقي عاصم داخل.. وجاي عليهم.. داخل بخطوات ثابتة وقوية بس فيها سرعة خفيفة كأنه مستعجل.. مش شايف حد غيرهم و ما سلمش علي حد.. متوجه ناحيتهم وبس..
وصل عندهم ونور سابت ايد ريهام ووقفت جنب عاصم ومسكت دراعه بتتحامي فيه كالعادة..
وريهام كمان جت من الجنب التاني ومسكت دراع عاصم ودي كانت اول مرة تعملها.. والكل لاحظ..
عاصم وهو داخل.. كان حضوره طاغي..
نظرة عينيه قوية و واضحة للكل.. عينيه هي اللي عملت الحضور القوي بتاعة.. مش مظهره او شكل جسمه..
رغم انه كان شيك جداً و وسيم جداً..
الكل كان بيهمس مين اللي داخل ده.. وشايفينه اول ما دخل كان متوجه لنقطة معينة..
اول ما وصلها في بنتين وقفوا علي يمينه وشماله ماسكين ايديه..
اللواء عادل واللواء هارون وفواز وخالد وفادي ومعاهم دكتور عمر ابو انجي..
وزوجاتهم واقفين مع بعض بردو بعيد عنهم شوية..
عمر الألفي كان أول مرة يشوف عاصم بس عرفه من وصف انجي بنته ليه.. وكان مركز مع الشخصية اللي دخلت دي بحضورها الرهيب..
اللي انتبه لطريقة عاصم ودخلته دي كان فادي وخالد..
فهموا ان عاصم داخل يا اما هيلم مصيبة يا اما هيعمل مصيبة..
ولما البنات وقفوا جنبه ومسكوا ايديه.. خالد اتضايق من بنته نور.. وفادي استغرب من بنته ريهام..
عند عاصم
عاصم بص لنور لقاها مبتسمة، بص لريهام لقي دمعه في عينيها.. عينيه بدأت تسود..
بص لكريم وانجي لقاهم متوترين.. و في الاخر بص لطارق..
نور كان بتبص علي شمالها هي واقفة جنب عاصم علي شماله، بتبص علي شمالها ومتأكده ان مشيرة واقفة هنا دلوقتي..
(كان عندها حق)..
عاصم باصص لطارق بصه طويلة.. بصة خلت الرعب مسك في قلب طارق..
عاصم عينيه بتسود أكتر وطارق احساسه بالرعب بيزيد..
طارق حاسس ان قلبه بيدق بسرعة كأنه في سباق وبدأ ينهج كأنه داخل علي أزمة قلبية..
مشيرة اتحركت ووقفت بين عاصم وطارق.. وبتبص لعاصم بعتاب شديد..
عاصم في لحظة غمض عينيه وبدأ يهدي نفسه..
فتح عينيه تاني وسوادها بيقل وهو باصص لمشيرة وهي فهمت ورجعت جنب نور تاني..
عاصم باصص لطارق..
عاصم: (بصوت مش هقول مرعب.. لأ دا كان مميت) إعتذر.
طارق: (بكل الرعب اللي هو حاسس بيه) انا آسف.. و**** انا آسف.. مش هتتكرر تاني.
طارق اول ما قلبه بدأ يهدي طلع يجري من قصادهم.. والكل مستغرب من شكله وهو بيجري وبيتكعبل في اي حاجة وهو بيجري، ويقوم ويكمل جري لحد ما خرج وركب عربيته ومشي..
محدش علق علي موقف طارق.. والحفلة استمرت عادي..
واقفين الخمسة مع بعض..
نور: انا فرحانة انك جيت.. بس انت جيت ليه؟
انجي: انتي عبيطة يا بنتي.. ده سؤال.
كريم: سيبيها عاصم اتعود علي هبلها ده، **** يكون في عونك و****.
نور: (بتطلع ليهم لسانها) مالكمش دعوة اخويا وعارف جناني.
عاصم: (بيكلم ريهام بصوت واطي) ما تخافيش انا جنبك.
ريهام: (وسط دموعها) **** يخليك ليا.
انجي: مستحيل طارق ده يكون في وعيه، انا عارفه انه بيشرب، بس مكنتش اتخيل انه يعملها ويجي هنا وهو شارب.
كريم: انت جيت في الوقت المناسب.
نور: اخويا دايما بتاع الوقت المناسب.
امها: (من وراها) طب طالما فعلا بتعتبريه اخوكي يبقي انا هشتكيكي ليه.
بيبصوا كلهم وراهم وبيلاقوا امهااات الأربعة داخلين عليهم.. ومعاهم اتنين كمان.. عاصم يعرف اتنين من الستة بس..
ام نور و ام ريهام..
بيسلموا علي بعض وبيتعرفوا بعاصم.. (مش مهم اساميهم.. مش هتفيدنا)
ام نور: انا عايز اشتكيلك نور يا عاصم.
ام ريهام: وانا كمان عايز اشتكي ريهام ليك يا عاصم، هي بردو بتعتبرك اخوها.
عاصم: الاربعة اخواتي حضرتك (بيبص لنور وريهام اللي لسه ماسكين دراعاته.. وبهزار) عملتوا ايه؟
ام نور: في عريس متقدم لنور وهي رافضاه، ده تاني عريس يتقدم ليها وهي ترفضة، شوفلك صرفة معاها.
نور: انا مش هفكر في الموضوع ده غير بعد الجامعة.
عاصم: نور.. لو مناسب ممكن تدي لنفسك فرصة.
نور: (بتبص لعاصم في عينيه) يا عاصم.. (عايزة تقول ما انت عارف اللي فيها)
عاصم: (بيبص لأم نور) خلاص حضرتك.. انا هبقي اتفاهم مع نور في الموضوع ده بعدين وافهم منها.
ام نور: خلاص ماشي.
ام ريهام: يبقي تتفاهم مع ريهام كمان يا عاصم عشان دي نفس المشكلة.
عاصم: (بيبص لريهام) هبقي اقعد معاها هي كمان.
ام كريم: طب طالما بيسمعوا كلامك اوي يبقي تكلم كريم كمان.
كريم: ايه في عريس اتقدملي وانا رفضته؟
كلهم ضحكوا..
عاصم: لا يا رخم، والدتك عايزاك تخطب وانت مطنش.
كريم: وانت عرفت منين؟
نور: يخرب بيت ذكائك.. هو الكلام داير علي ايه دلوقتي؟
كريم: اه صحيح.
ام انجي: (بتكلم انجي) وانت بقي بتعتبريه اخوكي الكبير بردو ولا ايه؟
انجي: هتشتكيني انا كمان؟
ام انجي: اه.
انجي: يبقي ولا اعرفه.
الكل ضحك..
نور: يخرب بيت ندالتك.
عاصم: عريس انجي عندي، بس لسه مش دلوقتي.
نور ابتسمت وبتبص ناحية مشيرة اللي كانت واقفة مبتسمة..
ام انجي: ويبقي مين؟
عاصم: ما تشغليش بال حضرتك، ها يجي في الوقت المناسب.
ام انجي: ما تردي عليه، اشمعني لسانك معايا 2متر.
كريم: مش هتقدر ترد، محدش فينا بيقدر يقول كلمة بعد عاصم، هو الكبير وكلمته تمشي.
نور: (بهزار) كلام اخوك الكبير يصير يا ولدي.
ريهام: (بتكمل) ليه يا بوي.
انجي: عشان هو الكبير ياولدي.
وبيضحكوا كلهم..
شيماء: (دخلت وسطهم) كبيركم انتوا.
نور: (بتتعدل وفي عينيها نظرة تحدي) اخونا الكبير.. وكبيرنا.. وانتي اللي..
عاصم ضغط علي كف ايديها.. سكتت..
عاصم: (بملامح وشه الصخر) كل سنة وانتي طيبة يا شيماء.
شيماء: (عايزة تتعامل ببرود وتكبر بس مش قادرة) وانت طيب يا عاصم.
ام طارق: (بعصبية) ممكن اعرف بقي ايه اللي حصل لطارق.
ريهام اتخضت وافتكرت اللي طارق قاله.. مسكت في دراع عاصم اكتر..
عاصم: احنا ما نعرفش هو عمل كده ليه.
ام طارق: يعني ايه، دا اول ما شافك طلع يجري.
عاصم: (بزهق وعينيه بتسود) حضرتك تقدري تسأليه.
نور بتبص لأم طارق بغيظ وعينيها خلاص هتطلع نار و ام طارق واخدة بالها بس مش معبراها..
ريهام بتبص لعاصم بتوتر..
انجي وقفت جنب كريم وكريم حس انها قريبة اكتر من اللازم، بس حس انها بتتحامي فيه.. ده خلي عنده شعور عجيب من الثقة في النفس.. فخد خطوة صغيرة خلي نص انجي وراه.. كأنه بحميها..
ام طارق: (بدأ صوتها يعلي) انت ترد لما أنا أسأل.
عاصم ظهرت في عينيه ضلمة القبر وصوته كان مميت..
الشباب كلهم حتي شيماء متوقعين الكلمة الجاية.. وفعلاً..
عاصم: كلامي خلص.
كل الواقفين اتنفضوا و اتهزوا من جواهم، قلوبهم اترعشت..
ام شيماء اللي مفتحتش بوقها بكلمة طول الوقت ده خدت ام طارق واتحركت بعيد شوية وراحت وراهم شيماء..
امهااات الأربعة الباقيين لسه واقفين مذهولين من اللي بيحصل..
هما عارفين ان ام طارق ست متكبرة شوية، وبيتعاملوا معاها بحذر وبحدود، مش خوف منها.. بس هما مش بيحبوا اسلوبها، وبيخلوا التعامل في حدود المجاملات بس..
بس اللي عمله عاصم كان مخيف..
فض الاشتباك دخول دكتور عمر الألفي.. جه وقف جنب انجي بنته اللي اتكسفت وبعدت عن كريم شوية..
عمر: معرفتنيش يا انجي علي اصدقاءك
انجي: حضرتك عارف نور و ريهام، دا كريم، وده عاصم اللي حكيت لحضرتك عنه.
عمر كان باصص لعاصم بتركيز وبنته بتتكلم..
عمر وهو داخل عليهم سمع كلمة عاصم.. ورغم انها مش موجهه ليه بس هزته من جواه.. حس بطاقة خوف رهيبة حواليه.
عمر: اتشرفت بيكم يا شباب.
كريم: الشرف لينا يا عمو.
عاصم: اتشرفت بيك يا دكتور.
عمر: انجي كانت حكت ليا علي موضوع النزيف بتاعك.
عاصم: دا كان مجرد ارهاق حضرتك، انا دلوقتي احسن.
عمر: بس ايه القوة اللي بتتكلم بيها دي، انا ر..عجبتني الكلمة. (كان هيقول رعبتني)
فادي: (بيقف جنبه) صدقني يا دكتور انا بترعبني الكلمة دي.
خالد: (جاي من وراه) انا قولت انت جاي يا هتعمل مصيبة يا جاي تلحق مصيبة.. ها مين فيهم؟
عاصم: لا مصيبة ولا حاجة، انا اتعزمت وجيت.. عادي يعني.
ام انجي: انت وداخل الكل خد باله من شكلك، انت داخل كأنك رايح تلحق حاجة او حد.. انت لو بصيت حواليك هتلاقي اغلب البنات عينهم عليك..
نور: (بتبص حواليها) فين دول وانا اخزق عين اللي تبص لأخويا.
ام نور: يا بنتي عيب الكلام ده.. اللي يسمع كلامك يقول مراته وبتغير عليه، عيب يا بنتي عشان مش كل الناس هتفهم انك بتعتبريه اخوكي.
ريهام: يا طنط انا عارفه و واثقة انها بتعتبره اخوها و كريم و انجي كمان عارفين كده، وانتوا عارفين و واثقين فينا، يبقي مش هيفرق معانا حد، احنا مش بنعمل حاجة غلط.
ام ريهام: اه واثقين فيكم، و اه واثقين في عاصم.. انا علي الاقل واثقة فيه.. معرفش شعور الباقي ايه.. بس بردو في مظاهر لازم تحافظوا عليها.
ام نور: انا واثقة في عاصم، وثقتي فيه زادت بعد اللي حصل في لندن، ومطمنة علي نور وهي جنبه.
(بترسم علي عريس)
ام انجي: انا اول مرة اشوفك يا عاصم مش هقدر اقول زيهم بس انا بثق في انجي وعقلها، وهي بتقول اخوها الكبير، يبقي انت أهل لكده.
ام كريم: كريم طول الوقت بيحكي عنك.. وكنت مستغربة لأنه مش في العادة بيحكي بالإعجاب ده عن حد، وبعد ما حكالي اللي حصل في لندن كنت مستغربة اكتر، اللي عملته هنا عند فريدة وفادي واللي عملته معاهم في لندن حاجة فوق الوصف.
عاصم: (صوته في الجملة دي كان قوي بشكل غريب) اخواتي وبدافع عنهم.. الموت اهون من ان حد يقربلهم.
ام ريهام: وعشان كده كلنا واثقين فيك ومطمنين لما بيكونوا معاك، و أكبر دليل انهم دايما عندك في البيت، رغم ان في اصول وعادات وتقاليد تمنع ده.. بس احنا واثقين فيهم وفيك انهم تحت عينيك.
(اه هما من مجتمع راقي و هاي كلاس بس مش معني كده إن الأمور سايبة)
عاصم: انا اسف ليكم.. مقصدش اساءة.. بس انا مضطر أستأذن.
نور وريهام: (في صوت واحد) ليه؟
انجي: ما تخليك يا عاصم.
كريم: علي فين يا كبير؟
عاصم: انتوا عارفين اني مليش في جو الحفلات وكده.
عمر: (بتركيز غريب) اومال جيت ليه؟
انجي: (بإستغراب) بابا.
عمر: يا بنتي هو فاهم اني مقصدش اهانة، هو متأكد من دي.
عاصم: انا فاهم حضرتك، مفيش حاجة.
نور: طب فهمني انا، انت قولت مش جاي عشان ما تحصلش مشكلة، بس انت جيت ولحقت المشكلة اللي كانت هتحصل، كأنك كنت عارف.
كريم: دا حتي السيناريو اللي اللي قولته حصل بالحرف.
كل الواقفين ماعادا الشباب استغربوا..
فادي: سيناريو ايه الي قاله عاصم؟
ريهام: عاصم كان قال ان شيماء هتعزمنا وهتعاملنا وحش بعد المشكلة اللي حصلت عندنا في البيت يا بابا.
فادي: هي لسه شايله في صدرها اللي حصل؟
ام انجي: هي طبعها كده.. انا لاحظت ده ونبهت انجي.
انجي: يا ماما طالما ما عملتش معايا حاجة وحشة يبقي خلاص.
نور: هي؟؟؟؟
عاصم: اه.
ريهام: لأ أفهم.
نور: بطلي رخامة.
ريهام: أخويا زي ما هو أخوكي.
الاتنين واقفين جنب عاصم يمين وشمال وماسكين دراعاته لحد دلوقتي، وبقي وشهم في وش بعض زي الأطفال بيغيظوا بعض..
الكل واقف بيضحك عليهم..
ام نور: و**** يا عاصم انا مش عارفة انت عملت فيهم ايه، مكانوش كده.
عاصم: يعني بقوا احسن ولا أوحش؟
ام ريهام: (بسرعة) لأ أحسن بكتير.. دا انا بعد كده لو ريهام عملت حاجة ما عجبتنيش ههددها بيك.
ريهام: طب ما تقوليله انك حاولتي تقلديه قبل كده.
ام ريهام: (بكسوف) بس يا بنت.
فادي: (بيضحك جامد) فكرتيني يا ريهام، دا انا مت علي نفسي من الضحك.
ام ريهام: (بتضحك هي كمان) و**** انا كمان كل ما افتكر افضل اضحك.
كريم: هو حصل ايه؟
ريهام: ماما كانت عايزاني اقابل عريس هيتقدملي وانا كنت رافضة، وماما اصرت وعشان تنهي الكلام قالت كلامي خلص وهي بتقلد عاصم لما يخبط بكف ايده علي مسند الكرسي.
كلهم ماتوا علي نفسهم من الضحك حتي ام ريهام..
انجي: يا طنط.. طب انا هقولها دلوقتي اهو (وبتحاول تخلي ملامحها جد.. ومكشرة كده وبتخن صوتها) كلامي خلص.
كلهم قعدوا يضحكوا تاني وفضلوا يضحكوا شوية علي شكل انجي اللي كانت بتضحك هي كمان..
كريم: و**** منظرك عسل.
انجي اتكسفت وامها لاحظت.. وبدأت تركز مع كريم..
ريهام: يا ماما.. يا حبيبتي، انا قولتلك عاصم مختلف.. حتي لما بيقول الكلمة دي كل مرة بتبقي بشكل مختلف واحساسنا بيها احنا كمان بيبقي مختلف، وبتبقي علي حسب الموقف.
نور: صح يا طنط، يعني عاصم ما قالش الكلمة دي لطارق بس طارق طلع يجري زي اللي عامل عمله، بس قالها لمامته، وانتي شوفتي هي كانت عاملة ازاي قبل وبعد الكلمة.
فادي: هي عملت ايه، رغم ان جوزها هارون لواء ومدير الأمن بس شخصية محترمة جدا، علي عكسها.
نور: يا عمو بتقول لعاصم، لما انا أسال انت ترد، بمنتهي الكبر والعنجهية، بس علي مين اخويا علي وضعه، رزعها الكلمة في نص الجبهة طيرها.
ريهام: دا دمر الجبهة يا بنتي.
كلهم بيضحكوا..
ريهام: بردو يا عاصم انت ماقولتش جيت ليه؟ وانت هتفهمني صح في سؤالي ده.
عاصم باصص لمشيرة ونور كمان بتبص ناحيتها..
عمر هو اللي خد باله وبص هو كمان بس مش شايف حاجة طبعاً..
عاصم: كنت نايم وحلمت وفي الحلم اتقال لي الحقكم.
كريم وانجي وريهام: (في صوت واحد) مشيرة.
نور: (مبتسمة) أكيد.
عاصم: بالظبط، لبست وجيت علي طول، انا كنت داخل بدور عليكم.
ام انجي: مين مشيرة؟
انجي: مراته **** يرحمها يا ماما، ما جاتش فرصة احكي ليكي عنها.
ام كريم : كريم كان حكالي عنها **** يرحمها، **** يصبرك يا عاصم، تعيش وتفتكر.
نور: عاصم مش بينسي مشيرة عشان يفتكرها، مشيرة جنبه في كل وقت.
عاصم ضغط علي كف نور.. ونور قطعت كلامها..
عمر: وانت يا عاصم بتشوفها في احلامك كتير؟ وبتصدق اللي بتقوله ليك؟ طب في كل الوقت كلامها بيبقي صح؟
عاصم باصص لعمر بإستغراب من أسئلته، طبيعة الأسئلة غريبة عليه، يعني هو مش فضولي عايز يعرف شخصية عاصم وخلفيته.. لأ تحس أنه بيسأل بدافع الفضول العلمي..
كريم حس ان عاصم مش عايز يرد، وخالد (ابو نور) حب يلطف الجو..
خالد: هضحككم، مرة كنا عند عاصم في البيت وحصل شد في الكلام مع فواز وعاصم قال الكلمة بتاعته عشان ينهي النقاش، فواز من خضته قال ان عاصم بتاع جن وعفاريت.
(جه يكحلها عماها.. أو ممكن يكون قاصد)
محدش ضحك..
كريم: انا قعدت مع عاصم فترة طويلة ماكناش بنسيبه غير علي النوم ايام الامتحانات، مشوفتش منه حاجة زي كده، حتي لما بشوفه بيبص للفراغ، انا متأكد انه بيبقي سرحان في مشيرة مش أكتر، مش شايف جن والكلام ده يا عمو، وحتي اللي بيعملوا الكلام ده بيبقوا ليهم شكل مختلف.
انجي (بتسند كريم) ايوة معاك حق، انا قرأت عنهم وبيبقي ليهم شكل معين وحاجات تانية كده، عاصم ملوش في الكلام ده.
عمر ملاحظ دفاع بنته وكريم عن عاصم، وملاحظ وقفة نور وريهام جنبه، ومسكة نور لكف ايده..
عمر: بص يا عاصم، اعتقد ان بعد وفاة مراتك انت إتأثرت أوي بموتها لدرجة انك مش مصدق انها ماتت، وده هيأثر علي حالتك النفسية، اعتقد انك محتاج تقابل طبيب نفسي.. وما تفهمش غلط.
نور: (بعصبية) اخويا مش مجنون.
فادي وفريدة: يا بنتي عيب.. بالراحة مش كده.
عاصم: مفيش حاجة يا جماعة، بالراحة علي نور.. (بيبص لعمر) بعد وفاتها حصل وقابلت طبيب نفسي عشان يأهلني لتقبل الصدمة.. وهو اللي قال اني اقدر اكمل حياتي عادي.
عمر: انا اعرف طبيب نفسي يعتبر الأفضل في تخصصه، وكمان صديقي، انا وهو مع بعض من ايام الكلية، اسمه رمزي.
عاصم: د. رمزي حبيب؟
عمر: (بإستغراب شديد) بالظبط هو.. انت تعرفه؟
عاصم: ايوه.. هو اللي كان معايا بعد ما فوقت من الغيبوبة.
ام انجي: غيبوبة؟
انجي: هبقي احكيلك التفاصيل لما نروح.
ام انجي هزت راسها بمعني تمام..
عمر: انا قولت اني شوفتك قبل كده، بس طلع انك انت اللي حكالي عنك رمزي ووصفك ليا، عشان كده كنت بشبه عليك.
عاصم: د. رمزي شخص محترم جداً.
عمر: وهو كان معجب بيك جداً، اعتقد انه مش هيبقي عندك مانع لو اتقابلنا كلنا.
عاصم: مفيش اي مانع يا دكتور.
خلصوا كلام وسابوا الحفلة شغالة واستأذنوا ورا بعض ومشيوا روحوا بيوتهم..
كريم قاعد مع مامته، نور قاعدة مع ابوها وامها، وكمان ريهام ما ابوها وامها، وانجي مع ابوها وامها..
كل واحد حكي لأهلة كل اللي يعرفه عن عاصم تاني.. واهاليهم بقت عارفة كل اللي يعرفوه..
عند كريم..
ام كريم: بس انا شايفة انك بتحب عاصم ده جداً.
كريم: حقيقي يا ماما، انا فعلاً بعتبره اخويا الكبير، انا حكيتلك كل حاجة اعرفها عنه، بس ما قولتش انا اتعرفت عليه ازاي.
ام كريم: مش انتوا زملا في الكلية؟
كريم: اه زملا، بس انا عرفته قبلها في خناقة.
ام كريم: (بإستغراب) خناقة.. اتخانقتوا مع بعض.
كريم: لأ مش مع بعض، كنا في السينما انا والبنات، وخرجنا وشباب عاكسوهم وكنت بتخانق معاهم، بس كانوا تلاتة وانا لوحدي.. عاصم ماشي في الشارع شاف الوضع اتدخل وضرب التلاتة لوحدة، مش هنسي اللي قاله ساعتها.
ام كريم: قال ايه؟
كريم: قال لو واحد لواحد مكنتش هتدخل، انما تلاتة لواحد.. لأ لازم احط التاتش بتاعي، وبعدها اتخانقت في الجامعة تاني يوم ليا فيها، وهو اتدخل بردو، حسيت الاول انه زاقق الناس دي عليا عشان يتصاحب عليا لأنه اكيد عارف انا مين وابن مين، بس طلعت غلطان وهو ماكانش مهتم حتي يعرف اسمي مش انا ابن مين حتي.
ام كريم: شخصية غريبة جداً.. قوللي بقي في ايه بينك وبين انجي؟
كريم: (اتصدم شوية ومش مستوعب السؤال) مفيش حاجة بيني وبين انجي يا ماما، احنا صحاب وبس.
ام كريم: كيمو حبيبي، هتخبي علي مامتك.
كريم: صدقيني مفيش حاجة، بس مكدبش عليكي انا حاسس انها ميالة ليا.. (سكت شوية وافتكر حاجة) اه يابن اللعيبة يا عاصم.
ام كريم: في ايه؟
كريم: من كام يوم كنا بنلعب لعبة الصراحة، وعاصم سألني سؤال غريب، سألني لو في بنت معجبة بيا وانا مش واخد بالي منها، انصحها بإيه.
ام كريم: (بتضحك جامد) يعني صاحبك خد باله وانت لأ.
كريم: تفتكري؟؟؟؟
ام كريم: اه افتكر، انجي معجبة بيك فعلا وانا اخدت بالي، وواضح ان عاصم واخد باله من فترة وبيحاول ينبهك، والبنت ما شاء **** عليها ادب واخلاق ومن عائلة محترمة.
كريم: مش عارف يا ماما.
ام كريم: خد وقتك يا حبيبي، واديها فرصة.
عند انجي..
عمر: غريب عاصم ده؟
ام انجي: فعلاً شخصية غريبة، ما تحسش انه شاب في جامعة..لأ، تحس انه راجل عجوز الزمن عمل فيه كل حاجة.
انجي: عشان كده احنا بنعتبره اخونا الكبير، تحسي انه عنده خبرة في الحياة مش مع حد في سنة.
عمر: اللي حكيتيه من شوية مش سهل يا بنتي، انا مش عارف هو ازاي قادر يستحمل كمية الصدمات اللي خدها دي، ده المفروض يتحط تحت الفحص النفسي طول عمره، دا لو ما اتجننش اصلاً.
ام انجي: والمفروض ان الغيبوبة اللي قعد فيها 7 شهور دي تأثر علي عضلات جسمة بشكل كبير، بس هو عادي و طبيعي، دا تخصصي وانا عارفة بقول ايه.
انجي: يا ماما، احنا محصلش اننا حسينا ان عاصم عنده مشكلة في جسمة، دايما نشيط ولما حصلت كذا مشكلة وفي ناس اتعرضوا لينا في الجامعة والسينما عاصم كان قادر انه يتعامل معاهم.
عمر: سيبك من خناقة الجامعة والسينما، اللي حكيتيه ليا عن اللي حصل في بيت فادي واللي حصل بعدها في لندن، رغم اني زعلان منك انك خبيتي عليا حاجة زي دي، بيأكد كلامك ان عقله و جسمه بيتفاعلوا بشكل كويس.
انجي: انا اسفة يا بابا ان ماقولتش عن اللي حصل في بيت عمو فادي واللي حصل في لندن، بس انا خوفت تقلقوا وكنت هحكي في الوقت المناسب.
عمر: مفيش مشكلة انا مش متضايق.. انا بس بخاف عليكي يا حبيبتي.
عند ريهام..
فادي: انا عايز افهم طارق عمل ايه خلي عاصم يعمل فيه كده.
ريهام: (بتوتر) هو قل ادبه بالكلام علينا بأسلوبه العربجي بتاعه، كانت نور هترد عليه بس كنت بهديها وانجي وكريم هما اللي بيردوا عليه، بس الموضوع كان بيكبر وهتبقي مشكلة كبيرة اوي، اساسا طارق مش طايق عاصم من زمان، الغبي ده فاكر ان عاصم خرجه من الشلة عشان يبقي كبيرنا مكانه، ما يعرفش انه ما ينفعش كبير علي عشة فراخ اصلا.
فريدة: طارق دلوعة امه، امه معوداه يعمل او ياخد اللي هو عاوزه.. متوقعين منه ايه يعني.
ريهام: لولا عاصم ظهر في الوقت المناسب كان أكيد هيقل أدبه أكتر من كده، لما نور قالت انا اللي هرد عليك انا استغربتها جداً.. منين القوة اللي بتتكلم بيها دي مع عربجي زي طارق مش هيراعي انها بنت اصلا، بس لما لقيتها مش بتبص ليه وبتبص بعيد بصيت لقيت عاصم داخل علينا حتي ما سلمش علي حد في سكته ولا عليك يا بابا، ولا كأنه كان شايف غيرنا موجود.
فريدة: وحصل ايه ساعتها؟
ريهام: صدقيني انا مش فاهمة اللي حصل لحد دلوقتي، عاصم فضل واقف باصص لطارق وعينيه بتسود زي كل مرة لما بيغضب، هو ما نطقش غير بكلمة واحدة..إعتذر.
فريدة: (بإستغراب) وطارق إعتذر!!!.. ما أصدقش.
ريهام: لأ إعتذر يا ماما.. إعتذر وطلع يجري بعدها.
فادي: انا اللي عايز افهمه ازاي عرف ان اللي حصل ده بيحصل في الوقت ده، انا بدأت أصدق فعلا انه مخاوي جن.
ريهام: يا بابا مفيش الكلام ده، انا واثقة في كده.. بس تفسيري الوحيد اللي بقنع نفسي بيه ان ارتباط عاصم الشديد جدا بمشيرة **** يرحمها وصله لدرجة ان روحها بقت معاه، وهي اللي بتنبهه لحاجات زي دي، هي متأكدة اننا بنعاملة كأخ، وعشان كده بتحمينا احنا كمان، نور اكتر واحدة متعلقة بمشيرة رغم انها ما شافتهاش ولا مرة، نور كانت اكتر واحدة متضايقة من معاملة طارق.. عشان كده عاصم ظهر، انتوا مش هتتخيلوا هو بيحب نور قد ايه.
فريدة: يابنتي انتي مش قولتي انه بيحب مراته ومش هينساها؟
ريهام: يامامااا، هو بيحب نور كأخته الصغيرة مش اكتر من كده، هو قالها قبل كده.. نصيبة من الدنيا كانت مشيرة، وهو مكتفي بيها وبس.
عند نور..
نور ما اتكلمتش مع ابوها وامها في اي حاجة.. قالتلهم تصبحوا علي خير وطلعت اوضتها خدت شاور ودخلت تنام علي طول.. كانت نايمة ومتخيلة مشيرة نايمة جنبها وبتبص ليها ومبتسمة.. ابتسمت وغمضت عينيها وراحت في النوم
عند عاصم في البيت..
عاصم رجع الفيلا وقبل ما يفتح البوابة دخلت وراه عربيتين كانوا مستنين و قفلوا عليه..
نزل من العربيتين 8 شباب كان وسطهم طارق وكلهم ماسكين مضارب بيسبول..
عاصم لما شاف طارق فهم في ايه.. طارق لم اصحابه ورجع لعاصم يعلم عليه..
مفيش مجال للمناقشة ومفيش مجال للتفاهم..
وهجموا كلهم عليه مرة واحدة قبل ما عاصم يلحق يطلع من العربية.. واحد ضرب باب العربية برجله.. الباب خبط في رجل عاصم وصدره بقوة.. بس عاصم مسك نفسه وخرج من الباب ومسك ايد واحد لسه هتنزل بالمضرب علي كتفة وبيضربه بالرجل في بضانه ويشد من ايده لمضرب، كان واحد تاني بيضرب ايد عاصم اللي ماسكه صاحبة بالمضرب بتاعه، عاصم خد الضربة والمضرب وقع من ايده وبيتعدل علي التاني ده وبالإيد السليمة بيحاول يمسك المضرب مش عارف كان الباقي اتلم عليه وواحد ضرب عاصم بمضربه في رجله نزله علي الأرض.. وبدأت الحفلة..
ضرب بالرجلين وبالمضارب في كل حته وعاصم مش ملاحق علي الضرب..
واتنين مش عارفين يضربوا عاصم بقوا يضربوا العربية بالمضارب في جسم العربية و إزازها دمروها..
مشيرة واقفة دموعها نازلة وبتنادي علي عاصم ومش عارفة تعمل حاجة..
عاصم بياكل ضرب في دراعاته وضهره ورجليه وضربه فتحت راسه وبتنزف، مناخيره اتكسرت وبتزف..
مشيرة: (بتصرخ) عاصم.. دافع عن نفسك.
عاصم في وسط الضرب والدم عينيه بتسود أكتر من أي مرة حصلت قبل كده.. أي مرة قولت فيها ان عيون عاصم بتسود بغباء او تحس انها ضلمة قبر ما كانتش زي المرة دي.. المرة دي غير أي مرة..
صرخة عظيمة طلعت من صدره.. صرخة مخيفة لدرجة ان الشباب اللي بتضرب وطارق معاهم اتجمدوا في مكانهم..
فجأة كلهم وقعوا علي الأرض مغمي عليهم وبينزفوا من مناخيرهم و بوقهم و ودانهم و عيونهم..
مشيرة اختفت.. و دي كان اخر حاجة عاصم فاكرها واغمي عليه هو كمان..
يتبع،،
الجزء الثاني..
الصرخة كانت قوية لدرجة إن جمال وعواطف صحيوا منها..
الصرخة صحت الناس اللي في الفيلل اللي حواليه وخرجوا يشوفوا في ايه بيحصل..
خرج جمال وعواطف لحد البوابة وشافوا المنظر ده..
عاصم وحواليه كذا شاب وكلهم مرميين علي الأرض مغمي عليهم..
جمال راح ناحية عاصم لقي جسمه متدمر وبينزف وفي بقعة ددمم كبيرة تحت راسه.. طلب الاسعاف..
وصلت الاسعاف والشرطة في نفس الوقت.. كان حد من الجيران طلب الشرطة..
البلاغ لما وصل القسم ومأمور القسم عرف انها نفس الفيلا بتاعت عاصم، قام بنفسه وهو مستحلف لعاصم المرة دي، ما هو مش كل المصايب في نطاق القسم بتاعه هتكون من تحت راس عاصم..
كان اول واحد وصل.. نزل من عربيته وهو بيدور علي عاصم بعينيه بس مش لاقيه..
قال في عقله يبقي في الفيلا جوه.. ما هو عليه برود غريب.. هشوف الوضع وبعد كده ابقي ادخل ليه جوه..
وصل عند الناس اللي مرمية علي الأرض.. 9 شباب كلهم مغمي عليهم.. وحقيقي اتفاجئ ان عاصم في وسطهم.
نزلوا بتوع الاسعاف نقلوا التسعة علي المستشفي..
كان بيسأل جمال وعواطف والجيران الموجودين اذا كان حد شاف حاجة..
كل الموجودين قالوا ان محدش شاف اي حاجة.. هما صحيوا علي صوت رهيب صحاهم من النوم..
خرجوا لقوا الوضع كده ومحدش قرب منهم لحد ما وصلت الشرطة والاسعاف..
الظابط كان مستغرب جداً.. صرخة ايه اللي تصحي كل دول..
ركب عربيته وطلع علي المستشفي..
في المستشفي
كل الحالات دخلت الطوارئ.. وبيتعاملوا معاهم.. التسعة كانوا عندهم نزيف داخلي في اماكن متفرقة
ودخلوا العمليات بالتتابع..
4 ماتوا في العمليات عشان مقدروش يوقفوا النزيف ..
عاصم وطارق وتلاتة تاني طلعوا للعناية الفائقة.. وحالتهم كلهم حرجة جداً وخصوصاً عاصم..
الاستقبال كان هيتصل بأهالي المصابين بس المأمور قال ان هو اللي هيتصل بيهم رسمي..
كلم اللواء هارون اول واحد وبعد كده كلم اهالي التلاتة التانيين أصحاب طارق وبردو اهاليهم ناس تقيلة..
جه عند عاصم ومعرفش يكلم حد.. هو عارف انه وحيد ومفيش جهة اتصال يبلغها بحالتة..
واتصل كمان بأهالي الشباب اللي ماتت عشان يستلموهم ويدفنوهم..
وصل اللواء هارون وباقي اهالي المصابين التلاتة وواقفين مع الظابط والدكتور.. بيسألوهم عن حالتهم وعن سبب اللي حصل ده حصل ازاي..
الدكتور: احنا جالنا 9 حالات عندهم اصابات مختلفة.. 8 منهم عندهم نزيف داخلي.. التمانية كانت حالتهم واحدة بالظبط.. الرئة وجدار القلب كانوا في حالة سيئة.. التاسع كان عنده كسور في دراعاته ورجليه و4 ضلوع، دا غير كسر في الجمجمة وارتجاج في المخ، ونزيف داخلي في المعدة وجدار المعدة كان متهتك..
للأسف اربعة منهم مقدرناش نوقف النزيف وتوفوا في العمليات..
الباقي قدرنا نوقف النزيف وهما دلوقتي في الرعاية.. مش هخبي عليكم حالتهم كلهم حرجة.. لو عدت الـ24 ساعة الجاية يبقي انكتب ليهم عمر جديد.
هارون: (بعصبية وبيبص للمأمور) انا عايز اللي عملوا كده.. انت مسئول قصادي انك تجيبهم يا اما هتقعد في بيتكم.
الظابط: يا فندم احنا لسه ما فرغناش الكاميرات اللي في الشارع.. أكيد هنعرف مين اللي عملها..
هارون: اتفضل ارجع مكتبك وتجيبلي تقرير كل ساعة.. فاهم؟
الظابط: أوامر يا فندم.
بيلف و هيمشي وبيكلم نفسه..
الظابط: منك *** يا عاصم يا جيوشي.. دايما جايبلي المصايب.
هارون: (سمعه) استني عندك.
الظابط لف ورجع لهارون..
الظابط: اوامرك يا سيادة اللواء.
هارون: انت قولت ايه؟
الظابط: (برعب فهم ان هارون حس انه بيتكلم عليه) ابداً يا فندم ما قولتش حاجة.
هارون: (بغضب) ماله عاصم الجيوشي؟
الظابط: ما عاصم ضمن المصابين يا فندم والحادثة كانت عند فيلته أصلاً.
هارون: وابني كان رايح لعاصم يهبب ايه؟
الظابط: معرفش يا فندم، اكيد هفهم لما نفرغ الكاميرات.
هارون: اتفضل علي مكتبك دلوقتي وتبعتلي تقرير كل ساعة.. يلا.
مشي الظابط وهارون راح للدكتور تاني يستفسر عن حالة عاصم.. الدكتور عرفه ان عاصم هو اللي مصاب بالكسور وارتجاج في المخ.. وحالته حرجة أكتر من الأربعة الباقيين..
الظابط في مكتبه بيراجع الكاميرات وشاف اللي حصل وعرف ان طارق واللي معاه هما اللي هجموا علي عاصم، وعاصم كان بيدافع عن نفسه قصادهم..
بس لحد ما التسجيل خلص مقدرش يفسر اللي حصل.. مقدرش يفسر طارق واللي معاه وقعوا كلهم مرة واحدة ليه..
المشهد جايبهم بيوقفوا ضرب للحظة وبعدها علي طول بيقعوا علي الأرض..
التسجيل صورة بس مفيش صوت.. مسمعش الصوت الي الناس حكت عليه..
طب هيقول للواء هارون ايه.. هيقول ابنك كان بيضرب واحد فجأة وقع مغمي عليه وجاله نزيف وحالته بقت في وضع حرج.. احيه دا يقعده في بيتهم في ساعتها..
مفيش اي حاجة في التسجيل تقول ان حد ساعد عاصم..
مفيش حد اتدخل اصلا.. الشارع كان فاضي مفيش حد غيرهم..
كان كل شوية هارون يتصل بيه وهو بيتحجج بأي حجج عشان يهرب منه.. لحد ما هارون اتعصب عليه وقال له تعالالي المستشفي دلوقتي..
في المستشفي
وصل المأمور و واقف قصاد اللواء هارون متوتر ومش عارف يقول له ايه..
هارون: وصلت لإيه؟
المأمور: يا فندم احنا فرغنا الكاميرات بس ما وصلناش لحاجة.
هارون: يعني ايه ما وصلتش لحاجة، انت هتهزر، الكاميرات مسجلة ايه انطق.
المأمور: انا خدت نسخة من التسجيل وجيبته لحضرتك.
هارون: وريني.
المأمور طلع الفون بتاعه كان ناقل الفيديو عليه..
هارون مسك الفون بيتفرج..
شاف الكاميرات وهي جايبة العربيات بتقفل علي عاصم قبل ما يدخل الفيلا..
طارق واصحابه بينزلوا من العربيات وطارق صورته كانت واضحة..
الشباب وهما بيهجموا علي عاصم وبينزلوا فيه ضرب..
فجأة اتجمدوا كلهم و وقعوا مغمي عليهم..
هارون عاد الفيديو تاني وتالت ومش مستوعب اللي شايفه..
هارون: يعني ايه؟ ازاي يقعوا فجاة كلهم كده؟ الفيديو ده في حاجة غلط.. الفيديو ده مقصوص او ملعوب فيه.
المأمور: صدقني يا فندم الفيديو زي ما هو بالظبط مفيش فيه اي تعديل، انا قصيت من قبل الحادثة لحد ما وصلنا، والباقي مفيش فيه اي حاجة تفيدنا.
هارون: يعني ايه؟ مين اللي عمل فيهم كده؟
المأمور: الاجابة دي حضرتك عندهم.. لما يفوقوا نعرف منهم اللي حصل، غير كده مفيش اي إفادة.
هارون: غور من وشي.
المأمور: طب حضرتك لازم تعمل اتصالاتك عشان الفيديو ده ما ينفعش يتحرز مع التحقيق، ابن حضرتك صورته واضحة، وهيتهموه بجنحة تعدي وضرب ممكن يؤدي لموت.
هارون: قولت غور.. انا هتصرف.
مشي المأمور وفضل هارون يفكر في الوضع، ابنه راح لعاصم ومعاه صحابه وضربوه، والفيديو بيثبت ان هما اللي اعتدوا عليه..
طب طارق يعمل كده ليه.. اكيد في حاجة حصلت في عيد الميلاد لما خرج يجري بالشكل ده..
اكيد عاصم عمل له حاجة وطارق بيردها ليه.. ماهو طارق مش مجنون عشان يهاجمه كده..
وفضل يفكر ويجيب اللوم علي عاصم.. مش عايز يستوعب ان ابنه اساساً عايز ضرب الجزمة.. إبنه بردو..
طلع عليه النهار وهو في المستشفي ومش عارف يوصل لتفسير لكل اللي حصل..
عند نور..
نور صحيت فجأة وهي مخضوضة..
شافت عاصم في حلم غريب.. مرمي علي الأرض غرقان في دمه..
قامت مفزوعة وبتمسك الفون بتاعها وبتتصل بيه بس مفيش رد..
اتصلت بيه كذا مرة ومفيش رد.. في المرة الخامسة حد رد عليها..
نور: انت فين يا عاصم، انا بتصل بيك بقالي شوية.
صوت: حضرتك تعرفي صاحب الفون ده؟
نور: مين معايا؟ وفين عاصم؟
صوت: انا اسف اني ابلغ حضرتك بالخبر ده، هنا مستشفي ********* صاحب الفون اتعرض لحادثة وهو في الرعاية الفائقة دلوقتي.
نور ما ردتش علي الراجل قفلت وقامت بسرعة تلبس..
نازلة علي السلم بتجري.. ابوها خالد شافها..
خالد: رايحة فين يا نور بدري كده؟
نور: عاصم يا بابا عمل حادثة وفي المستشفي. انا لازم اروح دلوقتي.
خالد: استني هاجي معاكي.
خرجوا الاتنين ركبوا العربية ونور بتتصل بريهام وكريم وانجي تبلغهم..
التلاتة اتحركوا بسرعة، كريم راح لوحدة، ريهام ابوها وامها فادي وفريدة اتحركوا معاها، انجي ابوها الدكترو عمر راح معاها..
اتقابلوا كلهم قصاد المستشفي ودخلوا مع بعض..
نور كانت اول واحدة وصلت الاستقبال وبتسأل علي عاصم.. عرفت هو فين وطلعت تجري.. والباقي وراها..
وصلوا الدور اللي فيه الرعاية ولقوه مليان حراسة.. مدير الأمن لسه في المستشفي..
الحراسة منعتهم انهم يدخلوا عشان قافلين الدور..
نور كانت بتزعق مع الحراسة ومش فارق معاها حد.. هتدخل يعني هتدخل..
والحراسة لسه هتتعامل معاها بغشم لحقها خالد وفادي.. وحاولوا مع الحراسة بسب رافضين بردو..
فادي: (بيزعق) انا فادي وصفي.. اوعي من طريقي بدل ما اقعدكم في بيوتكم كلكم.
ظابط الحراسة: ممنوع يا فندم في شخصية سيادية في المكان، ولازم نأمنها.
فادي: انا هكلم قصادك دلوقتي مساعد الوزير، ونشوف هتفضل لابس البدلة دي لحد امتي.
بيطلع تليفونه وبيتصل باللواء عادل فؤاد.. وصل هارون علي صوت الزعيق..
هارون: (بيزعق) مين اللي بيزعق ده؟ دا انا هطلع ....
وقطع كلامه لما لقي فادي وخالد في وشه..
فادي: انت هنا يا هارون، ما تشوف رجالتك.. مش عايزين يخلونا ندخل، انا كنت لسه هكلم عادل.
هارون: مفيش داعي يا فادي، (بيبص لظابط الحراسة) خليهم يعدوا يابني.
الظابط عداهم..
دخلوا كلهم ونور ما وقفتش معاهم طلعت تجري علي الرعاية ووقفت قصاد الإزاز بتبص علي عاصم..
اتصدمت من المنظر اللي شايفاه.. متجبس ومتوصل بأجهزة كتير..
ريهام وانجي وكريم كانوا حصلوها.. نور اترمت في حضن ريهام وبتعيط بحرقة..
ريهام وانجي وكريم دموعهم نازلة.. حصلهم خالد وفادي وفريدة وعمر ووقفوا جنبهم.. واتخضوا من المنظر..
في دكتور كان بيطمن علي حالة عاصم وخرج..
نور خرجت من حضن ريهام..
نور: طمني يا دكتور، عاصم عامل ايه؟ هيقوم امتي؟
الدكتور: الحالة لسه مش مستقرة.. ادعوا ليه..
عمر: اسمحلي يا دكتور.. انا دكتور عمر الألفي جراح مخ وأعصاب.
الدكتور: طبعاً يا دكتور غني عن التعريف.. حضرتك شخصية معروفة، اتفضل معايا المكتب تشرب حاجة وتشوف تقرير الحالة.
راح عمر مع الدكتور..
فادي بيسأل هارون..
فادي: انت بتعمل ايه هنا يا هارون؟ انت أكيد مش جاي عشان عاصم.. ايه اللي جابك.
هارون: طارق في الرعاية هو كمان.
كريم وانجي وريهام ونور اتخضوا..
كريم: ازاي؟ حصل ايه؟
انجي: يعني عاصم وطارق في الرعاية في يوم واحد.. دا ايه ده يا ***.
ريهام: ازاي يا عمو الاتنين جم هنا؟
نور كانت حاسة بحاجة غلط في الموضوع.. في حاجة في دماغها بس خايفة تقولها عشان معندهاش دليل..
بتبص للفراغ وبتتخيل مشيرة واقفة.. دموع نور لسه بتنزل..
فادي: ما تقول يا هارون حصل ايه؟
هارون: (بعصبية) انا لحد دلوقتي مش عارف ايه اللي حصل، معنديش معلومة لسه.
خالد: يعني ايه معندكش معلومة، اومال مين اللي عنده، الولاد في الرعاية عاصم عمل حادثة وطارق مش عايز تقول حصل له ايه.. ما تنطق يا هارون مش سر حربي هو.
نور: (وسط دموعها) طارق هو اللي عمل في عاصم كده.
الكل اتصدم.. الكل بيبص لنور وهارون بذهول.. هارون نفسه بيبص لنور بذهول.. هي عرفت منين..
هارون عارف ان محدش لسه عرف حاجة عن الموضوع، و المأمور هيحتفظ بتفريغ الكاميرات لحد ما هارون يقول له يعمل ايه.. يبقي نور عرفت منين..
هارون: انت بتخرفي بتقولي ايه؟
نور: ابنك اللي عمل في اخويا كده، ابنك اللي رقد اخويا وخلي حالته كده، ابنك لو طلع حي منها انا هقتله.
هارون: (بكل غضبه) انا اقدر امحيكي من علي وش الارض في ثانية، بس عامل اعتبار لأبوكي (بيبص لخالد) لم بنتك يا خالد بدل ما احزنك عليها.
خالد: (بعصبية) تحزنني علي مين يا هارون.. انت اتجننت، انا اقدر ادمرك واقلعك البدلة دي، ركز يا هارون بتقول ايه، انا لولا مقدر حالتك دلوقتي وخوفك علي ابنك كنت هرد عليك رد تاني.
هارون: عايزك ترد يا خالد.. وريني هتعمل ايه؟
فادي: كفاية.. الناس بتتفرج علينا.. راعوا اننا في مستشفي.. لما نطمن علي الولاد تبقوا تعملوا في بعض اللي انتوا عايزينه.. فاهمين انتوا الاتنين.. (بيبص لهارون) نطمن علي الولاد ونبقي نتحاسب بعدها علي كل اللي اتقال.
وبيضغط علي حروف اخر كام كلمة..
فادي بيبص لنور اللي عينيها حمرا من الدموع والغضب اللي جواها..
فادي: نور بلاش كلام زي ده طالما ما تعرفيش حاجة ومعندكيش دليل.
نور: طارق..
فادي: (بيقاطعها) كفاية يا نور لو سمحتي.
ريهام حضنت نور وبتهديها وتسكتها في نفس الوقت.. ونور بتعيط في حضنها..
تليفون فادي بيرن.. كان اللواء عادل..
عادل: خير يا فادي بتتصل بدري كده ليه؟ انا كنت في اجتماع مع الوزير ومعرفتش ارد عليك.
فادي: مفيش يا عادل بس عاصم وطارق ابن هارون في المستشفي، عملوا حادثة والاتنين في الرعاية.. كنت بتصل بيك لو تعرف حاجة.
عادل: وهارون فين؟ ازاي ما يبلغنيش بحاجة زي دي؟
فادي: هارون قصادي اهو، بس ممكن من قلقه علي ابنه يكون نسي يبلغك.
عادل: طب انا هتصرف واتابع الموضوع بنفسي.. سلام دلوقتي.
فادي: سلام.
فادي: (بيبص لهارون) روح يا هارون اطمن علي ابنك، عادل هيتابع الموضوع بنفسه.
هارون مشي وهو بيبص لنور بكل غضب..
فجأة لقوا الدكتور اللي بيتابع عاصم ودكتور عمر ابو انجي بيجروا علي اوضة عاصم..
وقفوا كلهم قصاد الإزاز بيشوفوا ايه اللي بيحصل ومرعوبين..
عمر والدكتور واقفين بيتابعوا الوضع وبيدوا تعليمات لطقم التمريض اللي معاهم..
عمر بيبص علي جهاز رسم المخ وشايف المؤشر بتاعه في اعلي درجاته..
كان بيبص للمؤشر بذهول.. مفيش مخ في حالة اغماء يوصل للمعدل ده أبداً..
الدكتور اللي بيتابع الحالة مستغرب هو كمان.. كل مؤشرات الجسم طبيعية، جهاز رسم المخ هو اللي بيصفر لوحده..
باقي الأجهزة عادية..
كلهم واقفين بره مش فاهمين ايه اللي بيحصل جوه..
شايفين الدكتور وطقم التمريض مش بيتحركوا.. واقفين بيتفرجوا وبس..
بعد شوية خرج الدكتور المعالج ومعها الدكتور عمر..
انجي: في ايه يا بابا؟ عاصم كويس؟
نور: طمني يا عمو.
عمر: ما تقلقوش، الحالة لسه زي ما هي، نشاط زيادة للمخ ورجع لطبيعته تاني.
كريم: يعني ايه؟
الدكتور المعالج: يعني الحالة لسه زي ما هي، مفيش جديد.. النشاط الزيادة ده مش دليل علي اي حاجة (طبعاً بيهديهم وبس).. (بيبص لعمر) اتفضل معايا يا دكتور.
عند الدكتور المعالج و دكتور عمر..
الدكتور: عندك تفسير للي حصل يا دكتور.
عمر: انا اول مرة اشوف مخ يقدر يوصل للمعدلات دي، المخ ده مش طبيعي، لازم لما تستقر الحالة نعيد الفحص.
الدكتور: ازاي بس يا دكتور، لازم موافقة حد من أهله، انا مستغرب ان مفيش حد من أهله ظهر.
عمر: اللي أعرفه انه وحيد.. كل أهله ماتوا.
الدكتور: كده الامور وضحت، يبقي الضغط النفسي هو اللي أثر علي المخ بالشكل ده، أعتقد يا دكتور ان الحالة دي مش هتعيش، هيخرج من الرعاية علي التلاجة.
عمر: (وهو سرحان شوية) مش عارف يا دكتور.. ممكن يكون عندك حق، بس انا مش بحب اكون متشائم.. بس النشاط اللي شوفناه ده بيأيد الاحتمال اللي انت قولته.
الدكتور: يبقي مفيش قدامنا غير اننا نستني ونشوف اللي هيحصل.
عمر: ده صحيح.. نستني ونشوف اللي هيحصل.
عند الجماعة بره..
فريدة: تعالو يا ولاد نطمن علي طارق.
نور: انا مش هروح.
كريم: يا انجي عيب، مهما كان دا صاحبنا.
نور: مش هروح.. هو السبب.. انا متأكدة ان هو السبب.
ريهام: يا نور متأكدة ازاي؟ وايه اللي هيخلي طارق يعمل في عاصم كده، طب بفرض ان هو اللي عملها، مين اللي عمل فيه هو كده، ما هو اكيد مش عاصم، ولو عاصم اللي عمل فيه كده يبقي ازاي عاصم وصل للحالة دي.
نور: مش عارفة.. مش عارفة.
فادي: اسمعيني كويس يا نور، انا مقدر حالتك وخوفك علي عاصم.. بس الكلام اللي بتقوليه ده خطر، انت بتتهمي ابن مدير الأمن من غير دليل، ده ممكن يعمل مشاكل كتير ليكي ولخالد، حاولي تسيطري علي اعصابك، ولما يفوق عاصم نبقي نشوف مين اللي عملها.. ماشي.. واوعدك أياً كان اللي عملها انا اللي هتعامل معاه، عاصم ليه *** في رقبتي ولازم هرده ليه.. ما تقلقيش.
عند اللواء هارون
واقف قصاد إزاز اوضة ابنه طارق.. وبيكلم نفسه..
ايه اللي يخليك تروح هناك يا طارق.. اكيد هو قال ليك حاجة في الحفلة وانت كنت عايز تردهاله، وكنتوا خلاص جبتوه علي الأرض تحت رجليكم.. ايه بقي اللي حصل؟ ازي اغمي عليكم بالشكل ده؟ شكل فواز عنده حق والواد ده مخاوي..
ما هو يعني ايه جايبينه علي الارض تحت رجليكم وبتكسروا فيه ويغمي عليكم كلكم وفي اللي يموت كمان..
بس ازاي يا طارق تعمل كده اصلاً.. لو الواد ده فاق وبلغ عنك وجابوا تفريغ الكاميرات هتبقي مشكلة كبيرة جداً..
لأ ما ينفعش الواد ده يفوق.. ابني مش هيدخل السجن عشان مشكلة تافهه زي دي..
ما ينفعش استني لحد ما يفوق ونشوف هيعمل ايه.. الواد ده لو حب يردها محدش هيعرف يقف قصاده..
لازم رد الفعل يكون جاهز ومستني، فاق والموضوع اتلم يبقي خلاص.. لو حب يردها يبقي يستحمل اللي هيحصل فيه..
لأ.. فاق او ما فاقش.. حب يردها أو الموضوع اتلم.. لازم أرد عليه في اللي عمله في ابني.. اللي يقرب من ابني أدمره..
طلع تليفونه وعمل مكالمة..
هارون: اسمعني كويس، عايزك تعمل محضر تحريات عن شاب بيتاجر في المخدرات، ظبط محضر ما يكونش فيه غلطة ...... ظبط المحضر وسيب بيانات الشاب فاضية هبعتهالك بعدين، ولما اقولك تتحرك هتلاقي الأحراز في مكان هبلغك بيه قبلها ...... لأ عايزها إتجار مش تعاطي ...... لأ مش مجرد قرصة ودن ...... نفذ اللي بقول عليه...... تمام استني مني تليفون تاني، سلام.
خلص المكالمة.. ورجع يبص علي ابنه.. وبيكلم نفسه تاني..
هارون: اللي يقرب منك هدمره..
مر يومين وطارق واصحابه فاقوا وخرجوا من العناية الفائقة..
كريم وانجي بس اللي راحوا يطمنوا علي طارق وسألوه ايه اللي عمل فيه كده بس ما ردش عليهم..
نور وريهام اتأكدوا ان طارق ليه يد في الموضوع لما كريم وانجي قالوا انه مردش لما سألوه، وانجي وكريم شكهم بدأ يزيد في طارق..
هارون شايف كل ده وساكت عايز يقعد مع ابنه لوحدهم يفهم منه.. وحصل..
بعد ما انجي وكريم خرجوا والدكتور خلص الفحص المعتاد.. خرج مراته بره وقعدوا لوحدهم الاتنين..
هارون: ممكن تفهمني ايه اللي حصل بالظبط؟
طارق: .............
هارون: يا طارق يابني، انا جيبت تفريغ الكاميرات وشوفت اللي حصل كله، انا عارف اللي حصل، انا بسألك مين اللي عمل فيكم كده، عاصم كان تحت رجلك فجأة وقعتوا كلكم.. عايز افهم ده حصل ازاي؟
طارق سرح شوية وبيفتكر اللي حصل..
طارق: انا مش عارف ايه اللي حصل، انا كنت خلاص هدوس علي رقبته بجزمتي، بس فجأة صرخ.. صرخ صرخة ما سمعتش زيها قبل كده.. صرخة تحس انها طالعة من 100 واحد مع بعض.. انا معرفتش اعمل حاجة ساعتها.. مقدرتش.. الدنيا ضلمت بعدها وصحيت لقيت نفسي هنا.. انا مش عارف ايه اللي حصل عشان احكيلك.
هاورن: (بعصبية) يعني ايه؟ يعني فواز معاه حق والواد ده معاه جن.. مخاوي.. انا ما يدخلش دماغي الكلام ده.
طارق: يا بابا انا معرفش صدقني، طب هو حصل فيه ايه؟
هارون: لسه في الرعاية ما فاقش.. ياكش يموت ونخلص.
طارق: لأ يموت ايه.. انا لسه عايز حقي منه.
هارون: ما تقلقش.. انا اللي هجيب حق رقدتك دي، وهيكون تمنها غالي.
طارق: لازم يا بابا تجيبلي حقي.
هارون: قولتلك ما تقلقش.
مر 4 ايام كمان و لسه عاصم ما فاقش.. ولسه في الرعاية..
نور كانت معاه لحظة بلحظة وكانت بتبات في المستشفي غصب عن اي حد..
كريم وانجي وريهام كانوا كل يوم عنده من بداية الزيارة لنهايتها.. ومحدش فيهم كان بيزور طارق.. رغم انه بعيد عنهم بكام اوضة..
في يوم مع بداية الزيارة كانت نور وريهام وكريم وانجي واقفين قصاد اوضة عاصم كالمعتاد وبيكلموا بعض..
دخل عليهم ظابط ومعاه عساكر ووراه الدكتور اللي بيتابع حالة عاصم وكان معاهم دكتور عمر الالفي ابو انجي..
الدكاترة الاتنين متعصبين وبيحاولوا يوقفوا الظابط واللي معاه..
الظابط متوجه ناحية اوضة عاصم وشكله عايز يدخل الرعاية..
نور اتنفضت ووقفت قصاد الباب بتمنع الظابط..
الظابط بيزق نور كانت هتقع لولا ريهام لحقتها.. بس الدكتور عمر وقف قصاد الباب ومنع الظابط..
الظابط: اوعي من قصادي بدل ما ازعلك.. هاخده علي مستشفي السجن.. وهما يعملوا تقرير بحالته.
عمر: بنقولك في الرعاية في غيبوبة، مستحيل تتكلم معاه او تقبض عليه.
الظابط: اشوف بنفسي.
الدكتور: انا الدكتور المعالج وبقولك مش هينفع، انا ممكن اعمل لحضرتك تقرير بالحالة ممضي ومختوم عشان تصدق.
الظابط: يبقي هيفضل تحت الحراسة لحد ما يفوق.
كريم: حراسة ايه؟ انت بتعمل كده ليه؟ عاصم عمل ايه؟
الظابط: (بيبص لكريم بقرف) خليك في حالك ياض انت. (بيبص للدكتور) هتعمل التقرير وهسيب حراسة هنا لحد ما يفوق و آخده معايا.
كريم: تاخد مين معاك، ما تفهمنا في ايه.
الظابط بيتحرك ناحية كريم وبيرفع ايده هيضربة علي وشه..
نور اتحرك فجاة وبقت بين الظابط وكريم وعينيها فيها غضب الدنيا كله.. بس الظابط ايده مكملة عادي..
في نفس اللحظة اللي نور بتقف بينهم.. اجهزة رسم المخ عند عاصم كانت بتصفر ومؤشر رسم المخ كان اتجنن..
عمر والدكتور بيجروا ودخلوا اوضة عاصم..
الظابط اتجمد مكانه مش قادر يحرك ايده وحاسس بضغط رهيب..
الكل كان في دماغه ان الظابط مسك نفسه عشان ما يبقاش ضرب بنت.. نور نفسها افتكرت كده..
بس محدش فيهم كان عارف اللي بيحصل للظابط حقيقي..
ايد الظابط بتنزل جنبه بهدوء.. بالنسبالهم..
بس الظابط كان حاسس كأن في حد ماسك دراعه بينزله جنبه..
الظابط فضل ساكت شوية بيستوعب اللي حصل فيه بس ما نطقش بكلمة وكأن المشهد كله اتجمد.. كلهم ساكتين..
مؤشر رسم المخ سكت ورجع للطبيعي..
بعدها اتكلم الظابط مع العساكر اللي معاه..
الظابط: تفضلوا علي باب اوضته محدش يدخل عنده غير الدكاترة، و اول ما يفوق تبلغوني علي طول.
وسابهم ومشي علي طول بخطوات سريعة لولا انه عايز يحافظ علي شكله كان طلع يجري..
اول ما خرج من المستشفي كلم حد..
الظابط: معرفتش اخده يا فندم، الدكتور قال ان ما ينفعش ننقله، وهيقدم تقرير بكده.
صوت: (بعصبية وزعيق) انت اتجننت، يعني ايه ما عرفتش تاخده، انت بتخالف اوامر مباشرة.
الظابط: يا سيادة اللواء الدكتور قال انه مش هينفع يتنقل، والواد في غيبوية مش هيروح في حتة او يهرب، وسيبت عساكر علي باب اوضته يبقي تحت عينيهم، واول ما يفوق هيبلغوني وهيلاقيني فوق دماغه.
صوت: الموضوع ده فيه رقبتك، رقبتك قصاد الواد ده.. فاهم؟
الظابط: تمام يا فندم.
خلصت المكالمة..
عند هارون..
كان في اوضة طارق في المستشفي وسمع اغلب الزعيق اللي عند اوضة عاصم بس ما اتحركش من مكانه..
طارق: حصل ايه؟
هارون: ما تقلقش، في قضية مطبخة ومظبوطة في انتظاره لما يفوق.. فيها 25 سنة مستريح.
طارق: (بيضحك) ابن حلال ويستاهل.. هبقي ازوره واجيبله عيش وحلاوة.
الاتنين بيضحكوا بصوت عالي..
عند نور والشباب..
عمر خرج والدكتور اللي معاه وبياخدوا نفسهم..
نور: انا عايزة افهم في ايه.
عمر: صدقيني يا بنتي احنا ما نعرفش حاجة، الظابط دخل علينا المكتب وانا بتابع تقارير حالة عاصم، وبيقول ان معاه امر بالقبض علي عاصم، حاولنا نفهمه انه في غيبوبة، قال هينقله علي مستشفي حكومي تطلع تقرير بحالته، واتحرك جاي علي اوضة عاصم واحنا بنجري وراه زي ما شوفتوا.
كريم: وعايز يقبض علي عاصم ليه؟
عمر: ما قالش حاجة، هو كان جاي ياخده ويمشي.
كريم: انا هروح اسأل عمو هارون، أكيد هيفهم في ايه.
نور: (بصوت عالي) اياك.
كلهم بيبصوا ليها بإستغراب..
كريم: ليه؟
انجي: يا نور لازم نفهم في ايه؟
ريهام: (بتبص لنور) هنفهم.. بس مش هنسأل عمو هارون.
كريم وانجي: اومال هنسأل مين؟
ريهام: (لسه باصة لنور) انا وكريم اللي هنعرف، كريم هيكلم عمو فواز وانا هكلم بابا.. هما هيعرفوا في ايه بيحصل، وانتي كمان يا نور كلمي باباكي اسأليه.
طلعوا تليفوناتهم وكل واحد فيهم كلم ابوه..
اكتر واحد اندهش كان فواز.. صحيح هو مش طايق عاصم من آخر مرة.. بس مش قليل الأصل او ناكر للجميل..
وصحيح هو مش بيزور عاصم، بس عشان مشغول في شغله مش أكتر، وبيطمن علي عاصم يومياً من كريم..
فادي كان بيكلم هارون اللي عمل نفسه متفاجئ وهيسأل ويفهم والكلام ده..
فواز اتصل باللواء عادل فؤاد علي طول.. اللي قال هسأل و ارد عليك..
بعد شوية جه تليفون لفواز من عادل وفهمه انه صدر أمر بالقبض علي عاصم بعد عمل تحريات انه بيتاجر في المخدرات وتم مداهمة فيلته وبعد التفتيش لقوا في الفيلا 2 كيلو هيروين خام..
طبعاً عادل نفسه مش مصدق الموضوع بس مش هيقدر يعمل حاجة، في تحريات سليمة ومحضر مظبوط ولقوا المخدرات في البيت في اوضة نوم عاصم.. يعني الموضوع لابسه مفيش فيه ثغرة..
فواز بردو مش مصدق، بس مش عارف يعمل ايه غير انه يخلي المحامي الخاص بتاعة يتابع الموضوع بنفسه..
فواز كلم كريم وفهمه اللي حصل.. كريم مصدوم ومش عارف يبلغ البنات ازاي..
كريم خلص المكالمة وراجع لبنات..
ريهام: انا كلمت بابا وهو كلم عمو هارون، وعمو هارون قال انه ما يعرفش اي حاجة بس هيسأل ويرد علي بابا.
نور: عمو هارون اللي بعد كام اوضة مننا وحتي ما فكرش يخرج يشوف احنا بنزعق ليه او ايه الدوشة اللي جنب اوضة ابنه، مش بعيد يا ريهام يكون ليه يد في اللي بيحصل.
انجي: اهدي يا نور بلاش الكلام ده.. احنا لسه مش عارفين هما كانوا عايزين عاصم ليه اصلاً، مش يمكن كان عايزينه عشان التحقيق في اللي حصل ليه.
نور: انتي مصدقة للي بتقوليه يا انجي، ولو هيحققوا معاه في الحادثة بتاعته، ليه هينقلوه من المستشفي، ما هما عارفين انه لسه ما فاقش.. والظابط اللي جاب عاصم كل يوم هنا بيطمن علي حالته وبيسأل امتي هيفوق عشان يكملوا التحقيق، وعارف وضع الحالة ايه.
كريم ساكت وسامع الكلام ومش عارف يقول لهم ازاي..
انجي: ساكت ليه يا كريم؟ انت عرفت حاجة؟
كلهم بصوا ليه ونور لما شافت وشه فهمت ان في حاجة غلط..
نور: انت عرفت حاجة يا كريم؟
كريم: ...............
نور: انطق يا كريم عرفت ايه.
كريم: في خبر انا مش عارف اقوله ازاي.. انا مش مصدقة اصلاً.
نور وريهام: ما تنطق.
كريم: الظابط اللي جه كان جاي يقبض علي عاصم.
نور: ما احنا فهمنا ده.. ما تقول كلامك كله علي بعضه يا كريم.
كريم: في أمر بالقبض علي عاصم عشان بيتاجر في المخدرات.
ريهام وانجي شهقوا وحطوا ايدهم علي بوقهم من الصدمة..
نور من الصدمة ما عرفتش ترد.
التلاتة فضلوا يبصوا لكريم ومش بينطقوا.. كريم نفسه باصص ليهم ومش عارف ينطق بحرف زيادة..
في نفس اللحظة عند الدكتور عمر والدكتور اللي بيتابع حالة عاصم..
الدكتور: يا دكتور عمر انا اول مرة اشوف حالة بالشكل ده، رغم انه مش عايز يقوم، بس نشاط المخ بيتفاعل بشكل غريب مع الاوضاع اللي حواليه، انت خدت بالك لما الظابط كان هيدخل الاوضة المؤشر كان عادي، بس لما اتعرض لحد من اصحابه المؤشر كان هينفجر.
عمر: و ده للي انا مستغرب ليه جداً، ازاي حس بيهم او عرف اللي بيحصل بره اوضته رغم ان الاوضة المفروض انها عازلة للصوت، معني كده انه مخه نطاق المؤشرات بتاعته او نطاق الطاقة بتاعته بمعني ادق.. اعلي من طاقة الانسان الطبيعي.. لازم نعيد الفحص في اسرع وقت.
الدكتور: عندك حق يا دكتور، مش هينفع نستني لحد ما يفوق، انا هنقله لأوضة الفحص مع كل التجهيزات الضرورية.
عمر: تمام يا دكتور، انا هخرج للولاد، ولما تجهز عرفني عشان لازم اكون معاك.
الدكتور: تمام يا دكتور.
خرجوا الاتنين.. عمر راح للشباب، والدكتور راح يجهز..
عند الشباب
لسه واقفين ساكتين مش عارفين يقولوا ايه او يردوا علي كريم بإيه..
نور كان خلاص من الانفعال والعصبية اللي هي فيها كان قلبها هيقف وبدأت تدوخ..
فجأة حست بإنها بتهدي وقلبها ضرباته بترجع للمعدل الطبييعي ونفسها بينتظم تاني والدوخة بتروح..
فهمت بسرعة ان مشيرة هي اللي بتعمل كده.. مشيرة حواليها.. أكيد موجودة ما هي مش هتسيب عاصم لوحده..
ابتسامة وسط دموعها اللي بتلمع في عينيها ظهرت علي وشها.. ابتسامة إطمئنان غريب.. كأن عاصم اللي واقف جنبها..
طب ماهو عاصم ومشيرة واحد.. (بتقول لنفسها).. نفس شعور الأمان اللي بتحسه لما يكون عاصم جنبها..
نور اتعدلت في وقفتها وبتتكلم بهدوء غريب بالنسبة ليهم بس طبيعي بالنسبة ليها..
نور: مين اللي بلغك بالموضوع ده يا كريم؟
كريم: (بإستغراب من شكلها وهدوءها) بابا كلم عمو عادل وهو اللي بلغه.
ريهام: مستحيل، يكون الكلام ده حقيقي، عاصم ما يعملش كده.
انجي: طبعاً مستحيل اكيد في غلط في الموضوع.
نور: اهدو يا جماعة عشان نرتب افكارنا.
كلهم بيبصوا ليها بإستغرب شديد جداً.. نور فيها حاجة متغيرة..
نور عمرها ما كانت بتتكلم بالثقة دي غير وعاصم جنبها.. ومن ساعة ما عاصم دخل الرعاية وهي متوترة وخايفة..
وعاصم ما فاقش لسه.. يبقي جايبة الثقة والهدوء ده منين..
نور: الموضوع ده كله تلفيق، في حد ليه مصلحة انه يعمل كده في عاصم؟
انجي: مين اللي ممكن يعمل كده.
كريم: يا نور مين اللي ممكن يحط لعاصم الكمية اللي لاقوها في بيته دي.. انا مقولتش الكمية كام، دول لقوا 2كيلو.. فاهمة يعني ايه 2كيلو؟ بابا بيقول دي فيها 25 سنة سجن علي الأقل.
نور: معني كلامك انه حد تقيل اوي، حد يقدر يجيب الكمية دي ويعرف يحطها لعاصم في البيت.. مين اللي ممكن يعمل كده؟
انجي: ما هو ده السؤال.
نور: اجابة السؤال واضحة.. هارون.
كلهم: ايه؟
دكتور عمر كان جاي من وراهم وسمع اغلب الحوار..
عمر: اتهامك ده خطير يا نور.. من غير دليل قوي، ممكن هارون يحبسك.
كلهم بيبصوا لعمر..
عمر: انا مقدر انفعالك وخوفك علي عاصم.. بس لازم تكوني هادية وتفكري صح.
نور: انا هادية ياعمو.. هادية جدا وأكتر من اي وقت فات.
ريهام: و ده اللي انا مستغرباله يا نور، من شوية كنتي خلاص هتقعي مننا، دلوقتي واقفة ولا كأن عاصم جنبك.
انجي: صح يا ريهام.. انا كنت بقول لنفسي نور مش بتبقي كده غير وعاصم جنبها، بحس لما بيكون جنبها انها تقدر تواجه اي حاجة عشان واثقة انه معاها.. بس عاصم اهو.. قصادنا نايم في الرعاية، وهي كانت متوترة وخايفة طول الوقت.. دلوقتي بقي انتي ازاي بقيتي كده؟
نور: انا مش هعرف افسر ليكم انا حاسة بإيه.. وسيبونا من الموضوع ده دلوقتي، احنا لازم نشوف محامي يتابع القضية دي.
كريم: بابا خلي المحامي بتاعة يتابع القضية، هيروح وهيشوف ازاي ده حصل.
نور: (بتكلم نفسها) انا لازم اكلم المستشار عدلي.. هو أكيد بردو هيعرف يتصرف.
عقلها: عاصم قال انك ماتتصليش بيه الا لما يموت.
نور: طب ما هو بين الحياة والموت، ولازم محامي كويس يتابع القضية.
عقلها: اسمعي كلام عاصم يا نور عشان لما يفوق ما يزعلش منك.
نور حاسه بمشيرة جنبها او حواليها.. عايزة تشوفها وتاخد رأيها.. بس مش عارفة ازاي..
نور فكرت انها تاخد القرار.. ولو مشيرة موافقة علي القرار تهديها زي ما بتعمل..
ففكرت انها خلاص هتتصل بعدلي.. واتوترت مستنية رد الفعل.. بس ما حصلش حاجة..
ففكرت انها مش هتتصل بعدلي.. وبردو متوترة يمكن تكون فاهمة اللي بيحصل غلط وتكون مفيش مشيرة اصلا حواليها وكل ده وهم من خيالها..
فجأة حست زي المرة اللي فاتت انها بتهدي ونبضها بيرجع للطبيعي وتوترها بيروح.. ففهمت ان مشيرة موافقة انها ما تتصلش بعدلي..
وكده عرفت هتتعامل مع مشيرة ازاي بعد كده..
ريهام: نوووور رحتي فين؟
نور: انا معاكم اهو.
عمر: لأ انتي سرحتي يا نور.. كنتي بتفكري في ايه؟
نور: ابدا يا عمو انا قلقانة بس علي عاصم.
عمر: عاصم ده حالة غريبة جداً، انا اول مرة اشوف زيها.
انجي: ليه يا بابا؟
عمر: مؤشرات مخ عاصم لما الظابط اتعرضلكم كانت في قمتها بشكل خطير.
نور: (بخوف) و ده معناه ايه يا عمو؟
عمر: كأنه كان حاسس باللي بيحصل معاكم.
كريم: ازاي يا عمو وهو في الغيبوبة زي ما هو.
عمر: حتي اللي في الغيبوبة الابحاث اكدت انهم بيحسوا بالمؤثرات اللي حواليهم، عشان كده بنشجع اهل المريض انهم يتكلموا معاه ويحكوا ليه اللي بيحصل في يومهم كأنه صاحي و واعي للي بيحصل، بس عاصم كانت معدلاته أعلي من كده، مش عارف اشرحهالكم ازاي، بس انا لازم افحص عاصم، عموما الدكتور المعالج بيجهز وجاي دلوقتي هنعيد فحص عاصم.
وصل الدكتور ونقلوا عاصم غرفة فحص تانية وواقفين منتظرين النتيجة..
عند الشباب
نور: ريهام كلمي عمو فادي وعرفيه اللي حصل، اكيد لسه ما يعرفش حاجة.
ريهام: ازاي يا بنتي اكيد عمو هارون بلغه.
نور: صدقيني عمو فادي لسه ما يعرفش حاجة، طب بصي.. لما تكلميه اسأليه هتعمل ايه في قضية عاصم.
ريهام بتطلع التلفون بتاعها وبتكلم ابوها وهي مستغربة ثقة وكلام نور جداً..
ريهام: ايو يا بابا، هتعمل ايه في قضية عاصم.
فادي: (بإستغراب شديد) قضية ايه؟ انتي عرفتي حاجة انا معرفهاش؟
ريهام: (بتبص لنور بدهشة وإستغراب.. وبتكمل مع ابوها) يا بابا قضية المخدرات المتلفقة لعاصم.
فادي: مخدرات ايه وزفت ايه؟ انتي جيبتي الكلام ده منين؟
ريهام: عمو فواز هو اللي قال كده.
فادي: ازاي ده؟ هارون لسه ما عرفش حاجة، اقفلي وهكلمك تاني.
ريهام قفلت وبصت لنور بصة طويلة وهي ساكتة..
نور: ما تستغربيش يا ريهام ان عمو مش عارف، انتي قولتي انه كلم هارون وقال انه هيرد عليه، وكريم بلغ عمو فواز اللي رد عليه بعدها بسرعة مفيش ربع ساعة، اكيد عمو فواز كلم عمو عادل، اللي جاب الموضوع في ثانية، انما هارون مش فارق ليه الموضوع اوي او هو اللي ورا الموضوع بمعني اصح.
كلهم سكتوا بيعيدوا تفكير في كلام نور.. وكل الكلام من اوله لآخرة بيقول انها صح ومعاها حق..
ريهام: (بدأت تتعصب) يعني ابنه يدخل عاصم المستشفي، وهو يحاول يدخل عاصم السجن.. طب ليه عاصم عمل ليهم ايه؟
كريم: انا هروح لطارق افهم منه.
انجي: (بتمسك ايد كريم) لا يا كريم ما تروحش.. انا مضمنش يعمل فيك ايه انت كمان.
كريم بيبص لإيد انجي بدهشه.. انجي سحبت ايدها بسرعة ومكسوفة من انها عملت كده.. بس هي كانت خايفة عليه بجد..
صحيح هارون مش هيعرف يعمل مع كريم اللي عمله مع عاصم عشان خاطر ابوه فواز ممكن يدمره..
بس هي ما تضمنش بردو..
نور وريهام بيبصوا لبعض بصه سريعة وبيبتسموا والابتسامة بتختفي بسرعة عشان انجي ما تتكسفش اكتر..
نور: بص يا كريم، كلم عمو فواز خليه يعرف بالظبط ايه اللي حصل يوم الحادثة، اكيد الكاميرات جابت اللي حصل، عرفه وهو اكيد هيتصرف بطريقته يجيب فيديوهات الكاميرات دي، لازم نشوف اللي حصل ساعتها.
طبعاً كلهم اتعودوا علي التغير اللي حصل لشخصية نور رغم انهم مش فاهمينه.. بس محدش فيهم اعترض.. مش بياخدوها علي اد عقلها..لأ.. هما كأنهم شايفين عاصم بيتكلم..
كريم: انا هطلب من بابا يشوف الموضوع ده.
نور: خليه يتحرك بسرعة يا كريم عشان حاسة ان الفيديوهات دي هتختفي.
محدش علق علي كلامها رغم استغرابهم بردو..
كريم كلم ابوه وفهمه هو عايز ايه، وفواز استغرب ازاي مجاش في باله الموضوع ده، وكريم قال انه خايف ان التسجيلات ممكن تختفي عشان مصلحة حد..
فواز ما علقش علي الحتة دي.. بس استغرب مين يكون ليه مصلحة ان الفيديوهات دي تختفي.. هيكون فيها ايه يعني..
فواز بعت رجالته يستفسروا ويجيبوا تفريغ الكاميرات.. بس فعلا الفيديوهات كانت ممسوحة من كل الكاميرات..
و ده اللي خلي فواز يستغرب أكتر.. ويعند اكتر.. و خد الموضوع تحدي كرامة..
لازم يجيب الفيديوهات دي.. خلال 8 ساعات بحث وفلوس بتتدفع هنا وهناك.. وصل للفديوهات من جوه قسم التجمع..
وجاتله نسخة..
شاف الفيديو واستغرب جدا من هجوم طارق واللي معاه علي عاصم، بس استغرابه ده مكانش اد استغرابة ومفاجئتة لما شافهم كلهم بيقعوا مرة واحدة..
فواز: (لنفسه) و**** الواد ده مخاوي.. ماهي ملهاش تفسير تاني.
قطع تفكيرة تلفونه بيرن.. كان كريم..
فواز: ايوة يا كريم.
كريم: وصلت لحاجة يا بابا؟
فواز: اه يا كريم.. جيبت تفريغ الكاميرات.
كريم: طب اتأخرت كده ليه؟
قبل ما فواز يرد كانت نور خدت الفون من كريم..
نور: انت ملقتش تفريغ الكاميرات يا عمو.. صح؟ انت اكيد وصلتلها بطريقة تانية.. صح؟
فواز مستغرب كلام نور.. بس هي عندها حق.. أكيد في حد ليه مصلحة ان الفيديوهات دي تختفي، ومحدش هيكون ليه مصلحة أكتر من هارون.. اه يا هارون الكلب بتغطي علي ابنك.. دا انا هدمرك انت وابنك..
نور: عمو فواز.. مين اللي عمل كده يا عمو؟
فواز: صدقيني لسه ما عرفش يا بنتي، بس هعرف.. ولما اوصل ليه هندمه علي كده.
نور: هارون اللي عمل كده ياعمو، هو اللي لفق القضية لعاصم، والفيديو ده جايب ان طارق اللي بيهاجم عاصم.. صح يا عمو؟
فواز: (بدهشه حقيقية) وانتي عرفتي منين؟
نور: انا حسيت بكده يا عمو.
فواز: لو فعلا هارون اللي ملفق القضية لعاصم هدمره.. انا هقفل معاكي دلوقتي وهبعت لكم الفيديو عشان يبقي في كذا نسخة.. وانا هعمل اتصالاتي وهشوف هوصل لإيه.
خلصت المكالمة وبعد شوية وصل لكريم الفيديو علي الفون..
شافوا الفيديو وكانت دموع نور وريهام وانجي وحتي كريم بتنزل وهما شايفين عاصم وهو بيتضرب والمضارب نازله علي كل حته في جسمه..
بس عيونهم برقت ودموعهم وقفت لما شافوهم بيتجمدوا في مكانهم وبعد كده بيغمي عليهم كلهم فجأة..
محدش فيهم علق.. محدش فيهم عارف يفسر اللي حصل ده حصل ازاي..
فضلوا ساكتين محدش اتكلم خالص.. بيحاولوا يستوعبوا اللي شافوه..
دخل عليهم دكتور عمر بعد ما خلص فحص عاصم..
عمر: مالكم يا ولاد عاملين كده ليه؟ (محدش بيرد) .. في ايه؟ (محدش بيرد) .. حصل حاجة؟ عرفتوا حاجة جديدة؟
نور كانت اول واحدة فاقت من استغرابها وسرحانها..
نور: عاصم عامل ايه يا عمو؟
كلهم انتبهوا ومستنيين رد عمر اللي سكت لحظة وباصص ليهم بحذر من منظرهم اللي شافه..
عمر: عاصم كويس وبخير.. الفحص الجديد كان سلبي مفيش اي مشكلة في المخ والحمد *** طبعا، بس انا كنت فاكر اني هلاقي سبب للنشاطات الغربية اللي مخه بيعملها.. بس ما وصلتش لحاجة.
انجي: و ده كويس ولا وحش يا بابا؟
عمر: مش مسألة كويس أو وحش، احنا كنا بندور علي تفسير لحالة مفاجئة بتظهر في ظروف احنا مش عارفين نحددها بدقة، بس عموماً حالة عاصم مستقرة وممكن يفوق في اي وقت هو عايزة، الموضوع في ايده هو.
نور: يعني هيخرج من الرعاية لأوضة عادية واقدر اكون جنبه؟
عمر: بكره الصبح هيتنقل لأوضة عادية، وتقدري تكوني جنبه عادي والزيارة مسموح بيها من لحظة نقله.
فرحوا جدا بالخبر..
عمر: ممكن افهم في ايه بقي؟ محدش جاوب علي سؤالي.
سكتوا شوية مش عارفين يخلوه يشوف الفيديو ولا لأ..
انجي: يا بابا احنا شوفنا فيديو مصور اللي حصل لعاصم بالظبط.
عمر: (بإستغراب) ايه؟ فين الفيديو ده، و ازاي جيبتوه؟ وازاي ما راحش للشرطة؟
كريم: ما هو لما تشوف الفيديو يا عمو هتفهم.
عمر: فين الفيديو ده؟
كريم شغل الفيديو وعمر بيتفرج..
عمر لما شاف طارق والكاميرا جايبة وشه بوضوح.. وقف الفيديو..
عمر: مش ده طارق صاحبكم؟
كلهم بدون اتفاق و في صوت واحد: مش صاحبنا.
عمر بص ليهم بدهشه شوية وابتسم و رجع يكمل الفيديو..
بدأ الهجوم وشاف الضرب..
عمر: ايه الهمجية دي؟
ومكمل الفيديو..
و جت اللقطة اللي بيتجمدوا فيها وبعدها بيقعوا..
عاد اللقطة دي كذا مرة.. وكل مرة اندهاشة واستغرابه بيزيد..
عادها 10 مرات علي الاقل اذا ماكانش اكتر..
عمر: عايز نسخة من الفيديو ده.
نور: ابعت لينا كلنا يا كريم، لازم يكون في اكتر من نسخة بعيد عن بعض.
كريم: (رغم استغرابه من عمر ونور) حاضر.
وبعت ليهم كلهم الفيديو وانجي بعتت لأبوها نسخة..
كان عاصم رجع العناية وواقفين قصاد الاوضة كلهم..
نور: ريهام ابعتي لعمو فادي نسخة من الفيديو عشان يعرف وساخة هارون.
ريهام: هبعته حالاً.
وبعتت لأبوها نسخة اللي أول ما شاف الفيديو كلم ريهام..
فادي: اللي شفته ده حقيقي يا ريهام.
ريهام: اه يابابا.
فادي: يعني طارق اللي عمل كده في عاصم؟
ريهام: ايوة يا بابا.
فادي: طب انا خلاص قربت من المستشفي، لما اجي نتكلم.
خلصت المكالمة..
ريهام: بابا خلاص قرب يوصل، لما يجي نسألة وصل لإيه.
انجي بتبص لأبوها اللي كان غرقان في افكاره..
انجي: بابا.. انت سرحان في ايه؟
عمر بيكلم بنته بس كأنه بيكلم نفسه.. لسه سرحان..
عمر: نشاط المخ بيزيد في لحظات الخطر، عليه او علي القريبين منه، ده طبيعي عند اي حد، بس هو معدلاته بتبقي اعلي من اي مستوي مسجل.. بس ازاي نتأكد من الافتراض ده.
انجي: نتأكد من ايه يا بابا؟
عمر انتبه فعلا لبنته المرة دي..
عمر: لا يا حبيبتي انا بكلم نفسي بس، هتعملوا ايه دلوقتي؟
انجي: عمو فادي علي وصول....
قطع كلامها وصول فادي فعلاً..
فادي: ازيك يا دكتور عمر؟ ازيكم يا ولاد.. ايه الاخبار؟
نور: احنا كلنا كويسين يا عمو، حضرتك اللي وصلت لإيه؟
فادي: لما ريهام قالتلي علي موضوع القضية، كلمت فواز عشان افهم منه، وكان خالد عندي في نفس الوقت لأنه استغرب تأخير هارون في الرد، المهم فواز فهمني اللي بيحصل وانا كلمت المحامي بتاعي عشان ينسق مع المحامي بتاعه ويتابعوا الموضوع، علي فكرة والدك تحت وطالع هو كان بيعمل تليفون وجاي..
و دخل عليهم خالد ابو نور ووقف معاهم..
نور: انت شوفت الفيديو يا بابا؟
خالد: ايوة يا نور شوفته مع فادي لما وصل ليه.
نور: طارق هو اللي عمل كده في عاصم، وهارون بيغطي علي ابنه وبيحاول يلبس عاصم قضية عشان ينتقم من عاصم.
هارون من وراها..
هارون: ما تلمي نفسك يا بت انتي، قضية ايه اللي الفقها لكلب زي ده.. انا ادمره من غير حاجة.
نور: (بتتعصب) اخويا مش كلب.. انت اللي ستين كلب.
عمر شاف ان الموقف بيتوتر ومن خبرته الشخصية ونظرته لواحد زي هارون.. اللي زي ده لما بيدخل في تحدي بيعمل المستحيل عشان يكسبة بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، مش بيفرق معاه..
وفي الوضع ده ممكن يتهور ويمد ايده علي نور عشان كرامته..
يعني نور في خطر.. يعني ممكن نشاط مخ عاصم يتغير دلوقتي..
انسحب بخفة ودخل اوضة عاصم وكان في جهاز جنب عاصم شغله ووقف يتفرج..
المشهد تحسه بالتصوير البطئ..
هارون كان فعلاً اتعصب جامد وبيقرب من نور عايز يضربها علي وشها..
نور رغم انها متأكدة من الخطوة دي بس ما اتحركتش وكان علي وشها ابتسامة غريبة بتحدي كبير.. وحاسة بمشيرة بتهديها وبتقويها..
هارون بيرفع ايده وهيضرب نور..
خالد بيحاول يشد بنته بعيد..
فادي بيحاول يقرب من هارون يمسك ايده وكريم كمان..
انجي كانت بعيد عن نور فـ واقفة مصدومة..
ريهام كانت بتقرب من نور بردو عايزة تشدها..
مؤشرات رسم المخ عند عاصم اتجننت..
عمر واقف بيبص للمشهد برة وللأجهزة جوة بإنفعال غريب.. ما بين دهشة علي فرحة انتصار.. مش مفهوم..
فجأة يتجمد المشهد كله..
وتظهر مشيرة بس محدش شايفها وهي واقفة بين هارون ونور.. وبتبص لهارون بغضب رهيب..
فجأة يتحرك المشهد بالصورة الطبيعية..
وكل اللي كان بيحاول يعمل حاجة بيكملها..
خالد يسحب بنته بعيد وتيجي في حضن ريهام اللي كانت بتقرب منها..
فادي وكريم يوصلوا لهارون عشان يمسكوا ايده..
فجأة المؤشرات عند عاصم تسكت كلها.. وترجع لطبيعتها..
هارون بيشهق وعينيه بتبرق..
فادي بيتفاجئ ان هارون بيغمي عليه ويقع في حضنه..
كريم بينادي علي الدكاترة يلحقوهم..
دكتور يجي ومعاه ممرضة وكريم وفادي وخالد يساعدوه ينقلوا هارون علي سرير نقال.. عشان ينقلوه للطوارئ يكشفوا عليه..
عند عاصم..
دكتور عمر واقف بيتابع الجهاز وهو مش مصدق ان الجهاز اللي موجود جنب جهاز رسم المخ.. قدر يسجل الموجات اللي طلعت من مخ عاصم في اللحظة دي..
كان نصر علمي بالنسبة ليه.. باب جديد بيتفتح في أبحاث المخ والأعصاب..
كان بيقرب من الجهاز اللي وقف لما نشاط مخ عاصم وقف..
رجع يبص لعاصم وبقي في قمة الرعب اللي ممكن اي حد يتخيله وهو شايف عاصم مفتح وباصص ليه وعيونهم الاتنين في عيون بعض..
عيون عاصم كانت الضلمة في ابشع صورها.. قبر مفتوح عايز ياخدك في حضنه..
ضلمة بشعة تحسسك ان مفيش نور في الدينا كلها..
لحظة..
لحظة واحدة هي كانت المدة اللي دكتور عمر شاف الضلمة دي..
فجأة عيون عاصم رجعت لطبيعتها تاني.. النظرة الواثقة الحزينة الحنينة..
رجع عاصم اللي نعرفه..
بس الدكتور عمر لسه واقف فاقد النطق.. مش قادر يسيطر علي اعصابه ومشاعره.. و رعبه..
خد دقايق عقبال ما قدر يسيطر علي نفسه تاني.. وخد بعدها دقيقة كمان عقبال ما عرف ينطق..
عمر: انت فوقت ازاي؟ مخك مستحيل يكون في طبيعته بعد النشاط ده، انت المفروض يغمي عليك بعد نشاط زي ده.
عاصم: ايه اللي حصل؟ انا جيت هنا ازاي؟
كان الناس بره بعد ما نقلوا هارون رجعوا يبصوا علي عاصم.. بس لقوه مفتح وبيكلم دكتور عمر..
نور جريت تفتح الباب.. عمر شاور لها تستني وما تدخلش.. عايز يكمل كلامه مع عاصم ويفهم.. بس نور مقدرتش تستني ودخلت وكلهم دخلوا وراها..
نور كانت هتنط في حضن عاصم بس في اخر لحظة افتكرت ان جسمه كله في الجبس واقل حركة ممكن تأذيه..
وقفت جنبه وحطت ايدها علي صدره من فوق الجبس عند قلبه.. ودموعها كانت شلال..
عاصم: (بإرهاق واضح) انتي كويسه يا نور؟
نور: (طلعت منها ابتسامه جميلة وسط دموعها) انا بخير طول ما انتوا جنبي..
الواقفين كلهم فهموا انها تقصدهم..
ريهام حست ان نور تقصد حاجة تانية..
عاصم اللي فهم نور تقصد ايه..
عمر شاف انه مش هيعرف يتكلم براحته مع عاصم.. خرج من الاوضة وطلع الفون بتاعه وعمل اتصال..
الطرف التاني رد من اول رنة..
صوت: دكتور عمر.. واحشني يا راجل، ماشوفتكش من ساعة مؤتمر برلين.
عمر: دكتور رمزي.. انا طالب منك خدمة.
دكتور رمزي حبيب طبيب نفسي.. اللي كان بيتابع حالة عاصم بعد وفاة مشيرة **** يرحمها..
طبيب نفسي مشهور ومن القليلين علي مستوي العالم اللي ليهم بصمة في مجال الطب النفسي وأبحاث المخ في الماورائيات..
رمزي: (بتركيز) خير يا دكتور؟
عمر: عايزك تكون في القاهرة بكرة الصبح في مستشفي *******.
رمزي: صعب يا دكتور، انا في المانيا عندي مؤتمر وكمان في كذا محاضرة في جامعة برلين.
عمر: هترجع امتي؟
رمزي: اسبوعين تلاتة بالكتير واكون في مصر.
عمر: تمام ماشي، بس اول ما تنزل من الطيارة تكلمني يا رمزي.
رمزي: طب فهمي في ايه يا عمر.
عمر: مش هينفع في التليفون، لازم تشوف بنفسك.
رمزي: (بضحك) بتلعب علي فضولي يا عمر، بس بردو صعب اني اسيب الدنيا هنا فجأة وانزل مصر.
عمر: خلاص مفيش مشكلة، بس لو عرفت تنزل بدري يبقي احسن، وانا هكون عملت كام حاجة كده عقبال ما تيجي.
خلصت المكالمة وعمر واقف بيفكر مع نفسه هيعمل ايه مع عاصم..
عند عاصم
كان بيفهم منهم ايه اللي بيحصل والاخبار ايه وهما بيحكوا ليه كل اللي عرفوه.. بس محدش جاب سيرة القضية..
وهما بيتكلموا وعاصم حاسس انهم مخبيين عليه حاجة بس مش قادر يقرأ أفكار حد.. حاسس بصداع رهيب..
فجأة فتح الظابط اللي كان عمل مشكلة مع نور قبل كده..
دخل ونور قامت وقفت بسرعة بينه وبين عاصم.. وواقفة بنظرة تحدي كبيرة.. (اخوها فاق بقي)...
الظابط وقف يبص ليهم كلهم شوية وبعد كده بص لعاصم وعلي وشه ابتسامة شماته اختفت بسرعة..
الظابط: انت عاصم سليم؟
عاصم: (بتريأة) افتكر من منظرهم وهما بيبصوا ليك ومن نظرتك ليهم واضح انكم اتقابلتوا قبل كده، يعني عارف هما مين، ويبقي أكيد عارف انا مين.
الظابط: اتكلم عدل بدل ما تزعل..(بيكمل بتريأة) ولا هتزعل اكتر من كده ايه..
نور: انت عايز ايه تاني؟
الظابط: (طنش نور وبيكلم عاصم) صدر أمر بالقبض عليك بتهمة الاتجار في المخدرات؟ هتتنقل دلوقتي لمستشفي حكومي لعمل كشف طبي لحالتك وتبقي تحت الحراسة هناك.
فادي: انت واعي انت بتقول ايه؟ مفيش الكلام ده، وانا حسابي معاك بعدين، بس كلامي مش معاك.. كلامي مع اللواء عادل فؤاد.
الظابط: (اتهز شوية) يا فندم انا بنفذ الأوامر.
ريهام: وأوامرك انك تتعدي علينا وتحاول تمد ايدك علينا.
فادي: (بغضب كبير) انت كنت عايز تمد ايدك علي بنتي؟ انت اتجننت؟
الظابط: (بتوتر) انا ما مدتش ايدي عليكي يا انسه.
ريهام: (بتكلم ابوها) يا بابا كان عايز يضرب كريم، ولما نور وقفت ما بينهم زقها كان هيوقعها.
خالد: (بغضب) انت اتجننت بتمد ايدك علي بنتي، دا انا هقعدك في بيتكم، و**** ما هيطلع عليك نهار بكره وانت لابسها.
الظابط حس ان غرز ودخل في منطقة ألغام، دا غير انه مش عارف يوصل لهارون..
الظابط: (جاب ورا) يا فندم انا بعتذر للآنسه (وبيبص لنور) انا آسف يا آنسة بس انت وقفتي في النص بسرعة ملحقتش أفاديكي، انا كنت عايز أأدب الواد ده (بيشاور لكريم)
انجي: انت عارف ده يبقي ابن مين اللي بتقول عليه واد وعايز تأدبه، دا كريم الرشيدي.. ابن فواز الرشيدي، انت فاهم انت واقف وسط مين وبتتكلم مع مين.
عمر كان اول مرة يشوف بنته بتتكلم بالأسلوب ده، انجي عمرها ما كانت بتحب التفاخر وتقول انا مين وبنت مين، بس حس انها محروقة علي كريم.. وفهم انها ميالة ليه..
الظابط كان خلاص هيموت حس انه رايح في داهية.. بس حاول يحافظ علي كرامته شوية..
الظابط: انا بعتذر رسمي عن كل اللي حصل مني، وممكن الوزارة تشوف العقاب المناسب وتنفذه، بس بردو انا بنفذ الأوامر وهاخده معايا.
عاصم كان ساكت وبيسمع كل اللي بيتقال.. فجأة مشيرة ظهرت.. وكان مستغرب اختفاءها..
بس من ساعة ما فاق وهو حاسس بصداع ومع الوقت اللي بيعدي الصداع بيروح.. واول ما الصداع راح نهائي مشيرة ظهرت..
يعني كل ما يكون ذهنه صافي كل ما يكون حضور مشيرة مستمر..
نور في اللحظة دي هي كمان حست بمشيرة وبصت ناحية مكانها وابتسمت.. ومشيرة ابتسمت..
عاصم بعد ما بدأ يرجع لطبيعته ويسطير علي الصداع اللي ماسك دماغه..
بدأ يتكلم بصوت كأنه طالع من قبر.. قوي عميق هادي ومخيف..
كلهم اترعشوا لما سمعوا صوته..
نور وسعت ووقفت علي جنب لما سمعت عاصم عشان يبقي وشه في وش الظابط.. اللي كان بيترعش من الصوت..
عاصم: اسمعني.. (هنا نور وسعت.. والظابط عينيه جت في عين عاصم وغرق فيها) انت هتمشي دلوقتي وتروح للي باعتك تفهمه اني مش هتنقل من هنا، ولما اخرج هنتحاسب.. (سكت لحظة) امشي.
الظابط لسه هيرد..
عاصم: كلامي خلص.
الظابط ما اتكلمش.. ما فتحش بوقه.. لف ومشي وبس..
خرج وبيكلم هارون وهارون مش بيرد..
عند عاصم..
عاصم: فهموني واحدة واحدة ايه اللي حصل الفترة اللي فاتت.
لسه هيتكلموا في صوت واحد كلهم..
عاصم: مع احترامي الكامل ليكم كلكم، نور.. احكيلي انتي كل حاجة.
نور بصت ناحية مشيرة وعاصم خد باله ورجعت بصت لعاصم وابتسمت وخدت نفس طويل وبدأت تحكي كل حاجة حصلت من ساعة ما عرفت ان عاصم في المستشفي لحد اللحظة اللي واقفين فيها دي..
حكت كل حاجة بأدق التفاصيل ما نسيتش تفصيلة صغيرة حتي..
كلهم كانوا مستغربين من دقة نور وترتيبها للشرح والنقط اللي بتتكلم فيها..عاصم كان منتبه ليها ومركز ومبتسم في نفس الوقت، وكل شوية لما نور تبص لمكان مشيرة اللي اتحركت وبقت جنب عاصم وواقفة في وش نور.. عاصم بياخد باله..
ريهام كانت مستغربة حركات عين نور كأنها متابعة حد واقف.. بس مش شايفه حد..
خلصت نور كل اللي عندها وخدت نفسها وسكتت ومستنية رد عاصم.. وكلهم مستنيين عاصم هيقول ايه في الوضع اللي هو فيه ده..
قطع سكوتهم خبط علي باب الأوضة ودخل يوسف الراوي..
يوسف: الف سلامة عليك يا عاصم.. انا لسه عارف من شوية.
نور بتبص ليوسف بنظرة عتاب ودورت وشها بعيد..
يوسف: (بيكلم عاصم بس الكلام لنور وعاصم فاهم) و**** انا اول ما عرفت الخبر جيت، انا كنت برة مصر في مهمة ولسه راجع من كام ساعة، حقك عليا، انا يدوب قدمت تقرير بالعملية، وحاولت اكلمك بس انت مش بترد، رحت ليك البيت وعرفت اللي حصل وجيت علي طول.
عاصم: (بإبتسامة وبيكلم يوسف بس الكلام لنور بردو) خلاص مفيش مشكلة.. انا مش زعلان.
والأربعة ابتسموا.. عاصم ومشيرة ونور ويوسف..
فادي: ما تقلقش يا عاصم من موضوع القضية، المحامي بتاعي والمحامي بتاع فواز هيتابعوا الموضوع، واكيد هيطلعوك منها.
يوسف: قضية؟!!! قضية إيه؟
شرحوا ليوسف الموقف وكان مستغرب من الكلام.. للحظة شك في عاصم بس نفض الموضوع من دماغه ورجع ركز بسرعة..
يوسف: انا هكلم واحد صاحبي في المكافحة وكنا دفعة واحدة، هكلمة يقوللي تمام الموضوع ده ايه، مع متابعة المحامين وصاحبي من جنب، وانا كمان هعمل شوية تحريات بمعرفتي، اكيد هنوصل للي عمل التلفيقة دي.
نور: ما تتعبوش نفسكم وتدوروا.. هارون اللي ورا الموضوع ده، هو اللي عمل القضية دي لعاصم عشان يحمي طارق.
كلهم قلقوا من كلام نور..
يوسف: تقصدي اللواء هارون؟!!.. ومين طارق اللي هيحميه ده؟
نور: طارق هارون..
يوسف: وابنه عمل ايه؟ وبيحميه من عاصم ليه؟
عاصم: صحيح انا عايز اشوف الفيديو اللي قولتوا عليه.
كلهم اتوتروا ماعدا يوسف اللي مش فاهم فيديو ايه.. ومش فاهم هما اتوتروا كده ليه..
بس نور طلعت فونها شغلت الفيديو وعاصم بيتفرج.. يوسف كان عايز يقف جنب عاصم يشوف الفيديو، راح كريم شغل الفيديو علي الفون بتاعة ومد ايده ليوسف..
يوسف بيتفرج ومستغرب وكل شوية يبص لعاصم ويرجع يبص للفيديو..
عاصم عند اللحظة اللي بيتجمدوا فيها افتكر اللي حصل وافتكر صرخة مشيرة وهي بتقول.. دافع عن نفسك..
بص لمشيرة وكانت واقفة ملامحها حزينة.. كانت ملامحة بدأ يبان عليها الغضب لثواني وهما خدوا بالهم، بس سيطر علي نفسه وهدي..
في نفس اللحظة اللي يوسف اتخض لما شاف نفس المنظر وهما بيقعوا..
يوسف: هو ايه اللي حصل بالظبط؟
محدش رد..
يوسف: بجد الناس دي وقعت كده ازاي؟ انت عملت ايه يا عاصم؟
نور: (بعصبية) وعاصم هيكون عمل ايه وهو مرمي علي الارض جسمه بيتكسر من ضربهم وغرقان في دمه؟
خالد: اهدي يا نور مش كده.. احنا كلنا بنسأل نفسنا نفس السؤال.. ازاي ده حصل.. كنا مستنيين عاصم لما يفوق عشان يشرحلنا اللي حصل، بس احنا شايفين ان هو كمان مستغرب اللي حصل.
فادي: انا هسألك سؤال يا عاصم.. وأيا كانت إجابتك انا موقفي مش هيتغير من ناحيتك.
عاصم: و ايه لازمة السؤال؟
فادي: معلش استحملني وجاوبني.
عاصم: إسأل وانا هجاوبك بصراحة.
فادي: انت ليك علاقة بالجن والعفاريت والكلام ده؟ اقصد مخاوي يعني؟
كلهم اتفاجئوا بالسؤال.. وأفكارهم إشتغلت بيفسروا حاجات كتير من المنظور ده..
كريم سمعها من ابوه لما كانوا في الفيلا وكان خالد معاهم بردو.. بس ما استوعبش الفكرة وانشغل في نزيف عاصم.. انجي وريهام اللي استغربوا من السؤال وخافوا شوية من رد فعل عاصم..
نور طبعاً عارفة ان الكلام مش صح.. عاصم اكد ليها قبل كده انه ملوش علاقة بالكلام ده وهي مصدقاه.. كانت هترد.. بس سابت لعاصم الرد..
دكتور عمر اللي اتفاجئ حقيقي بالسؤال.. ومش مصدق اللي بيتقال.. هو رجل علم مش بيقتنع بالكلام ده..
بس شك للحظة و بيبص للموضوع من منظور تاني، انه لو حقيقي فهو بردو قدر يسجل اشارات من العالم ده..
يعني سواء كان عاصم مخاوي او اللي حصل كان نشاط (باراسيكولوجي) فهو قدر يسجله بطريقة علمية بأجهزة..
عاصم: هو ليه كل حاجة ملهاش تفسير نقول جن وعفاريت؟ ليه الناس شايفه ان الجن والعفاريت اقوي من الانسان؟ عموماً عشان ننهي الكلام في الموضوع ده ومش هنتكلم فيه تاني.. انا مليش اي علاقة من قريب او بعيد بالكلام ده، انا مش مخاوي والكلام ده، ولا ليا علاقة بالتحضير و السحر عشان ده كفر ب****..
انا انسان طبيعي بتحصل حواليه حاجات مش طبيعية ومش قادر افسرها لسه.. بس مش معني اني مش عارف افسرها يبقي ارميها علي شماعة الجن والعفاريت.
كريم: بس دول حقيقة يا عاصم.
عاصم: انا ما انكرتش انهم حقيقة.. انا قولت ان مش كل حاجة مش عارفين نفسرها نقول جن وعفاريت.
فادي: وانا مصدقك يا عاصم.. و زي ما قولت موقفي من ناحيتك حتي لو ليك علاقة بالكلام ده مش هيتغير، وانا مش هتكلم في الموضوع ده تاني، (وبيبص للي حواليه) اعتقد اننا قفلنا باب المناقشة في الموضوع ده؟
كلهم هزوا راسهم بالموافقة..
فات اسبوع كمان بعد ما عاصم فاق بس لسه ما فكش الجبس.. لسه اسبوع كمان، يوسف وصاحبة بيحاولوا يوصلوا لأي معلومة تخص القضية.. بس الموضوع متكتم عليه او متقفل..
المحامين بتوع فواز وفادي بيحاولوا يمنعوا الشرطة تنقل عاصم لمستشفي حكومي عشان حالته الصحية..
هارون في المستشفي عنده نزيف وحالته خطر عشان سنه.. ابنه طارق بدأت حالته تتحسن ومش عارف ابوه هيحصل فيه ايه..
الظابط عرف ان هارون في المستشفي نفسها اللي فيها عاصم.. ومش عارف يكمل اللي بدأه ولا يعمل إيه..
نور مع عاصم مش بتسيبه لحظة.. كريم وانجي وريهام بيزوروه كل يوم وبيقضوا اليوم عنده..
فات اخر اسبوع وعاصم بيفك الجبس، وبيبدأ بعدها العلاج الطبيعي، خلال الاسبوع اللي بعده عاصم جسمه بيرجع زي ما كان واحسن..
في اليوم اللي عاصم خارج فيه نور راحت الفيلا جابت لبس لعاصم ونبهت علي عواطف انهم راجعين كلهم علي هنا وتحضر غدا كويس عشان خاطر عاصم.. بتتعامل معاها فعلاً علي انها ست البيت..
اتجمعوا في المستشفي وهما خارجين قابلوا طارق داخل..
كان مش طايق اي حد فيهم ولا هما كمان طايقينه.. نظرات الاحتقار والكره متبادلة من الجانبين..
كان آخر واحد نازل هو عاصم ونور ماسكه ايده قال يعني بتسنده.. بس هي مش عايزة تسيب اخوها لحظة..
وقابلوا طارق.. نور كانت عايزة تضرب طارق بس عاصم ضغط علي كف ايدها فهديت..
عيون طارق وعاصم اتقابلت..
طارق كان في عيونه نظرة كره رهيبة لعاصم.. بس وهو بيبص لعاصم في عينيه لقي عيون عاصم بتسود وسوادها بيبلعه..
خاف بجد.. الرعب مسك قلبه بقبضة حديد.. حس ان جسمه كله بارد..
خاف عاصم يعمل اللي عمله فيه هو اصحابه تاني.. هو لحد دلوقتي مش عارف ايه اللي حصل.. بس هو متأكد مليون في المية ان عاصم السبب.. بس عملها ازاي ما يعرفش..
طارق وطي راسه في الأرض وفات من جنب نور مش عاصم..
نور: (بصوت واطي بس مسموع) كلب.
طارق ما قدرش يرد.. لأنه عارف انه لو فكر يرد عاصم مش هيرحمه.. فقفل بوقه وكمل طريقه رايح يشوف ابوه.. اللي لسه ما فاقش..
لسه بيعدوا جنينة المستشفي ولقوا يوسف داخل ووراه الظابط اللي عايز يقبض علي عاصم..
يوسف مش واخد باله مين اللي وراه بس لما شاف نظرة نور ليه وبعد كده بتبص من فوق كتفه لف و وقف.. كأنه بياخد نور في ضهره..
يوسف بيكلم الظابط..
يوسف: انا الرائد يوسف الراوي حراسات خاصة.. خير حضرتك.
الظابط: انا المقدم صادق من مكافحة المخدرات، عندي أمر بالقبض علي عاصم سليم بتهمة الإتجار في المخدرات، الترحيل إتأجل لأسباب صحية خاصة بالمتهم، ودلوقتي هو واقف اهو، يبقي أقدر أخده عشان أكمل محضري ويترحل علي النيابة..
يوسف: رغم ان أكيد في حاجة غلط في الموضوع ده وعاصم مستحيل يعمل كده والقضية كلها تلفيق، بس محدش هيقدر يعترض انك تنفذ القانون، اتفضل حضرتك واحنا هنطلع وراك علي مديرية الأمن.
صادق: ماينفعش يا سيادة الرائد.. هيركب معايا البوكس وهحط في إيده الكلبشات كمان.
فادي: هو انت ايه مش بتفهم؟ هو هيهرب؟ بنقولك جايين وراك.. كلنا جايين وراك، واللواء عادل هيكون مستنينا بنفسه هناك، ابقي فرجني تفسيرك ليه لما يسألك علي اللي انت بتهببه ده.
الظابط: ولو شافه بردو وهو نازل من عربيته ومن غير كلبشات واتكلم معايا.. حضرتك مش هتنفعني، ده غير ان باخد تعليماتي من السيد اللواء مدير الأمن.. مش حد تاني.
فادي: تقصد هارون اللي راقد فوق.. عموماً بسيطة.
رفع الفون بتاعه وكلم اللواء عادل..
عادل: ايوة فادي انا عملت اتصالاتي ووصيت علي عاصم.. هيتعامل بطريقة محترمة مفيش حد هيتعرض له.
فادي: واضح انك عملت اتصالاتك فعلاً.
عادل: في ايه يا فادي، حاسس انك بتتريأ.
فادي: عندي هنا المقدم صادق من مكافحة المخدرات.. بقول ليه عاصم هيركب معايا ونيجي وراه.. بيقول لأ يركب البوكس وفي إيده الكلبشات.
عادل: افتح الاسبيكر.
فادي فتح الاسبيكر..
عادل: انت عارف انا مين يا سيادة المقدم؟
صادق عرف الصوت علي طول..
صادق: أوامرك يا سيادة اللواء.
عادل: عاصم ها يجي علي مديرية الامن في عربية فادي بيه، لو عايز تركب معاهم ماشي مفيش مشكلة، انا هكون منتظركم في المديرية بنفسي.. فهمت؟
صادق: أوامر سيادتك.
عادل: (بيكلم فادي) خلاص يا فادي انا طالع علي هناك وهستناكم، المحامي بتاعك وبتاع فواز وصلوا هناك فواز عرفني كده.
فادي: تمام يا عادل، واحنا مسافة السكة ونوصل.
قفلوا المكالمة واتحركوا كلهم علي مديرية الأمن، واتقابلوا مع المحامين واللواء عادل..
دخل عاصم مع المقدم صادق والمحامين عشان يعمل محضر التحقيق مع عاصم..
والكل استني بره ماعدا عادل طلع لمساعد مدير الأمن اللي ماسك مكان هارون لحد ما هارون يطلع من المستشفي..
عند عاصم
بدأ التحقيق بالشكل المعتاد الاسم والسن والعنوان، واتهامه بحيازة المخدر في بيته، وانكار عاصم والمحامين بينفوا عنه التهمة، عاصم شايف مشيرة واقفة ساكتة بس غضبانة، الظابط قفل المحضر وأمر بتحويلة للنيابة.. وبيقول لعاصم النيابة تبقي تحقق براحتها..
خرج عاصم والمحامين.. نور كانت اول واحدة جريت عليه..
نور: حصل ايه يا عاصم؟ عملت ايه؟
عاصم ساكت ما ردش..
فادي بيسأل المحامين وفهموه انه هيترحل علي النيابة..
نور: يعني ايه بردو؟ عاصم برئ المفروض يخرج؟
محدش عرف يرد علي نور.. ونور دموعها نازلة..
اترحل عاصم علي النيابة.. واتعرض علي وكيل النائب العام..
وعشان ما ندخلش في تفاصيل كتير.. عاصم رغم محاولات المحامين بإستماتة خد 15 يوم حبس علي ذمة القضية مع مراعاة التجديد في نهاية المدة.. المحامين حاولوا يخرجوه بكفالة أياً كان رقمها.. بس الوكيل رفض بحزم..
اترحل عاصم علي سجن الإستئناف.. وبعد نهاية الـ15 يوم هيتعرض علي النيابة تاني..
نور انهارت واغمي عليها.. الموقف كان فوق قدرتها علي الإحتمال..
بيحاولوا يفوقوا نور ماعرفوش.. طلبوا الإسعاف ونقولها علي المستشفي..
عاصم بيكلم مشيرة..
عاصم: خليكي جنبها.
مشيرة: انت اللي خليني جنبها.
عند طارق..
طارق عرف من المقدم صادق اللي طبخ قضية عاصم ان عاصم اتحبس 15 يوم، وهياخد 15 في 15 لحد ما يتحدد له جلسه في المحكمة، وبيطمنه انه مش هيعرف يخرج منها..
وطارق واقف جنب ابوه و علي وشه ابتسامة شماته وفرحان في عاصم والشلة كلها..
عند الوزير..
واحد من رجالته بلغه الخبر..
الوزير بردو أمر ان عاصم يبقي تحت عينهم حتي جوه السجن ومحدش يتعرض له..
عند سعد وسليمان..
سليمان عرف ان عاصم دخل سجن الإستئناف وبلغ سعد..
سعد قال انها فرصة.. ليه ناس في السجن يخلصوا علي عاصم ومش هيعرف يهرب منهم..
وبدأ يعمل اتصالاته..
خلال الأسبوعين اللي قضاهم عاصم في سجن الإستئناف إتعرض لـ 4 محاولات قتل.. وفشلوا كلهم..
سعد وسليمان كانوا هيتجننوا من اللي بيحصل.. إزاي مش عارفين يقتلوه لحد دلوقتي..
مأمور السجن حس ان في حاجة غلط.. شاب عنده 20 سنة متهم في قضية مخدرات ويتعرض لكل محاولات القتل دي.. مش عارف يبلعها..
وعشان فات عليه ناس كتيييييير في السجن بقي يقدر يميز مين مجرم ومين مظلوم..
عشان كده هو حس ان عاصم مظلوم.. جابه في اوضته وقعد يتكلم معاه..
المأمور: بص يابني، انا فات علي هنا ناس ياما، في اللي مظلوم و في اللي بيمثل انه مظلوم، وفي اللي بيتباهي بجريمته.. انا عايز اسمع منك الحكاية من أولها، لأني مش بالع انك تاجر مخدرات بالكميات اللي مكتوبة في ملفك، انا حاسس انها تلفيق.. بس ليه.. هو ده اللي عايز اعرفه منك.
عاصم: مفيش حاجة احكيها، انا كنت عامل حادثة وفي المستشفي، وبعدها عرفت ان طلع أمر بالقبض عليا عشان بتاجر في المخدرات، انا لحد دلوقتي معرفش مين اللي حط المخدرات في بيتي او مين اللي بلغ عني، بس المحامي لما جابوا تفريغ الكاميرات لحد ما الشرطة دخلت البيت، مفيش حد غريب دخل البيت.
المأمور: في حد معاك في البيت؟
عاصم: الحارس ومراته بس.
المأمور: مش يمكن هما، حد زقهم عليك خلاهم يحطوا المخدرات في بيتك؟
عاصم: لأ مش هما.. انا واثق فيهم.
المأمور: مفيش حاجة اسمها واثق فيهم، اللي انت واثق فيهم ممكن وبقول ممكن.. ممكن هما اللي يكونوا عملوها عشان عارفين انك مش هتشك فيهم.
عاصم: هطلب اني اقابلهم ولما اقعد معاهم هعرف، هم مش هيعرفوا يكدبوا عليا.
المأمور: طب انت مش شاكك في حد، مليكش اي أعداء.
عاصم: انا مليش أعداء انا طالب في الجامعة ملحقتش أعمل عداوة مع حد.
(اه يابن الكدابه دا انت طوب الأرض عايز يخلص منك)..
المأمور: طب انت قولت انك عملت حادثة، حادثة ايه؟
عاصم: واحد زميلي في الجامعة طلع عليا هو اصحابه واتخانقنا مع بعض، والنتيجة اننا كلنا دخلنا المستشفي.
المأمور: خناقة ايه اللي تدخلكم كلكم المستشفي؟ وكنتم كام واحد؟
عاصم حكي للمأمور اللي حصل من بداية هجوم طارق لحد اللحظة اللي هما فيها..
المامور: يعني انت ضربت ابن مدير الأمن ورقدته في المستشفي بين الحياة والموت، وبتقوللي مش عارف مين اللي عمل فيك كده، انت عبيط يابني، ما هي واضحة زي الشمس.. اختك كان عندها حق.
عاصم: تقصد ان اللواء هارون هو اللي عملها بجد، مش مجرد ان نور كانت متضايقة من طارق وابوه وبترمي اتهامات خلاص.. طب ليه؟
المأمور: مش مشكلة ليه دلوقتي.. رغم ان الإجابة واضحة، المشكلة الحقيقية هي ازاي هتثبت الكلام ده.
عاصم: معني كده ان حضرتك مقتنع ان كلام نور حقيقي؟
المأمور: يابني انا اعرف هارون من زمان، شخص انتهازي وحقود، انا اصدق ان هو اللي عملها، بس مفيش دليل واحد ضده.
انتهت القعدة وعاصم رجع الإنفرادي تاني..
فاتوا الـ15 يوم وإتعرض عاصم علي النيابة تاني واتجدد ليه 15 يوم تاني..
وهو في النيابة قابل نور ويوسف وكريم وانجي وريهام وفادي ابوها.. وكمان حازم المحامي بتاعه اللي عاصم كان كلمه وكان بيتشقلب عشان يوصل لأي حاجة يبرأ بيها عاصم..
عاصم بيكلم حازم..
عاصم: حازم انت اتكلمت مع جمال وعواطف؟
حازم: اتكلمت معاهم يا عاصم وكنت بعصرهم، مايعرفوش حاجة.
عاصم: انا عارف انهم ما يعملوهاش.. انا كنت عايز اقفل جبهه بس، اسمعني كويس يا حازم.. حاول توصل للواء هارون هو ليه يد في الموضوع ده، هو عارف مين للي عملها اذا ما كانش هو اللي عملها.
نور: انا كنت متأكدة ان هو اللي عملها بس محدش صدقني.
عاصم: (بيبص ليها بكل حنية اب لبنته مش أخ لأخته حتي) انا عايزك تاخدي بالك من صحتك أكتر من كده، فاهمه؟
نور: (وسط دموعها) اخرج بالسلامة وانا هرجع احسن من الأول.
عاصم: (بيميل علي ودن نور) هي جنبك ما تخافيش.
نور: (بصوت واطي) انا عارفة، لولا انها جنبي كنت مت من الخوف عليك.
فادي: يا عاصم الكلام اللي بتقوله ده خطر ومفيش دليل عليه.
عاصم: عارف (بيسكت شوية) عايز اقابل الظابط اللي قبض عليا، الظابط ده عنده طرف الخيط اللي هيطلعني براءة.
يوسف: انا هحاول اجيبه ليك، مش عارف هعملها ازاي بس هتصرف.
كريم: انا ممكن اخلي بابا يتصرف في الموضوع ده.
عاصم: حازم شوف الموضوع ده مع كريم ويوسف، عايز اقابل الظابط ده بأي تمن.
حازم: ما تقلقش يا عاصم، قبل معاد جلسة المحكمة هيكون عندك.
عاصم: المعاد امتي؟
حازم: انت خدت 15 يوم وبعدها 15 تاني، يبقي الجلسة الأولي بعد نهاية الـ15 التانية علي طول.
اترحل عاصم تاني علي السجن..
حازم راح مع كريم ويوسف ونور وانجي وريهام وفادي لفواز الرشيدي..
فواز كان في البيت ولقاهم كلهم داخلين عليه..
فواز: ايه الأخبار؟
فادي: خدت 15 يوم كمان لحد الجلسة.
فواز: اللي لبسهاله لعبها صح.
كريم: يعني انت واثق انه برئ يا بابا؟
فواز: شوف يا كريم مهما كنت مش طايق عاصم عشان ردود افعاله الغريبة اللي بيعملها، بس مستحيل انكر انه شخص يستحق الإحترام، ده غير انه ليه *** في رقبتي وانقذني وانقذكم من الموت كذا مرة، وعرض نفسه للخطر عشان خاطرنا كذا مرة، انا قديم في السوق يابني وجيبتها من تحت لحد ما وصلت للي انا فيه ده، شوفت كتير واتعاملت مع ناس كتير، وبعرف افهم الناس اللي قصادي، وعاصم ما يعملش كده.
كريم: يبقي كلام نور كان صح يا بابا، وعمو هارون هو اللي عملها.
فواز: مش هنكر اني حطيت الاحتمال ده في حساباتي، بس استبعدته.. عشان هارون مش هيعمل حركة زي دي ويخسرنا فيها، مش هيخسرني انا وفادي وخالد بس.. وعادل كمان، بس لو هو اللي عملها يبقي لعبها من بعيد عشان محدش يشك فيه.
فادي: عاصم شاكك في الظابط اللي قبض عليه، معني كده ان الظابط لفقهاله بتحريض من هارون.
انجي: طب مين اللي حط المخدرات لعاصم في البيت، الاستاذ حازم قال انه اتكلم مع الحارس ومراته وهو شايف انهم مايعرفوش حاجة.
فواز بيبص لحازم..
حازم: حضرتك انا اتكلمت معاهم، وضغطت عليهم في الكلام وجيبتهم يمين وشمال، بس لأ.. هما فعلا ما يعرفوش حاجة.
يوسف: كده يبقي ملهاش غير سيناريو واحد.
كلهم بصوا ليوسف..
ويوسف سكت شوية بيرتب كلامه..
نور: ما تنطق يا يوسف.
يوسف: اللواء هارون كلم المقدم صادق يظبط محضر تحريات ما يكونش فيه غلطة، وخد إذن من النيابة بناء علي محضر التحريات، وأكيد قال في التحريات ان المخدرات موجوده في البيت، وطلب تفتيش البيت، ولما راحوا يفتشوا وأثناء التفتيش صادق بنفسه أو خلي حد من رجالته يحط المخدرات لعاصم ويطلع يقول لقيت المخدرات، وكده وبالكمية دي بقت حيازة وإتجار، دا السيناريو الوحيد اللي يوصف الوضع ده.
نور: و أكيد ده اللي حصل بالظبط.
حازم: طب تفتكروا عاصم عايز يقابل صادق ده عشان كده.
فواز: (بإستغراب) وعاصم عايز يقابله ليه؟ وانتوا فاكرين ان لو هو اللي عملها هيقول لعاصم سامحني انا كنت بنفذ الأوامر.. انتوا بتهزروا.
فادي: يا فواز احنا مش عارفين عاصم عايزه ليه، احنا كنا جايين ليك تساعدنا في الموضوع ده، لأن مفيش أي حاجة تجبره انه يعمل المقابلة دي، انت الوحيد فينا اللي علاقته قوية جداً بعادل، خلي عادل يبعت الظابط ده لعاصم في السجن.
فواز: بسيطة.
مسك الفون بتاعه وكلم اللواء عادل فؤاد، وبعد رغي كتير عادل وافق يبعت المقدم صادق لعاصم في السجن..
عند الدكتور عمر الألفي..
عمر كان في المطار بيستقبل دكتور رمزي حبيب اللي لسه راجع من المانيا..
رمزي: بنفسك بتستقبلني.. لأ ده الموضوع خطير بقي.
عمر: صدقني يا رمزي، موضوع هيغير نظريات كتير.
رمزي: يبقي نقعد عندي في البيت نتكلم براحتنا.
عمر: لأ هنوصل مراتك البيت ونطلع علي المستشفي.
رمزي: للدرجادي؟!!
عمر: لما تشوف التقارير هتفهمني.
رمزي: خلاص يلا بينا.
ركبوا عربية عمر ووصلوا مدام رمزي للبيت وطلعوا علي المستشفي اللي كان عاصم فيها..
عمر جاب التقارير اللي عملها وتسجيلات مؤشر رسم المخ بتاع عاصم في كل الحالات اللي سجلها، وكمان تقرير جهاز الموجات اللي سجل موجات مخ عاصم..
رمزي راجع كل التقارير والأشعة وكل الورق اللي جابه عمر بتركيز شديد..
وعمر كان ساكت طول الوقت ما قاطعش رمزي لحظة..
رمزي بعد مراجعة التقارير فضل ساكت شوية بيرتب أفكاره.. وبردو عمر ساكت سايبه براحته اوي..
رمزي: (بهدوء) انت عايز توصللي انك لقيت مخ بقدرات متفوقة.. أقصد إدراك فائق الحس.. ممكن يكون E.S.P..
Extra Sensory Perception.
عمر: انا عرضت عليك كل اللي قدرت أوصل ليه، الجهاز ده بيقيس ويسجل الموجات الكهرومغناطيسية E.M.P،
انا عارف انه مش كفاية، بس ممكن نعمل خطة بحث نقدر نحدد بيها اذا كانت الحالة اللي تحت ايدينا دي فعلاً كده ولا لأ.
رمزي: طب هي فين الحالة؟
عمر سكت ومش عارف يرد..
رمزي: ايه يا دكتور، بسألك فين الحالة؟
عمر: (بتردد) في السجن.
رمزي: (بإستغراب) في السجن.. وسجلت ملاحظاتك ازاي؟
عمر حكي لرمزي حادثة عاصم واللي حصل فيها و رمزي شاف الفيديو بس ما علقش رغم إستغرابه الشديد، وبعد كده عمر حكي لرمزي موقف هارون ونور، وهو بيعرض التقرير بتاع رسم الموخ وجهاز الموجات في الموقف ده..
رمزي: (بتفكير) غريب جداً.. بس كل ده مش دليل يدعم نظريتك يا دكتور.
عمر: أكتر حاجة مستغربها هي الفيديو، انت شوفته.. ايه تعليقك.
رمزي: اعترف اني مفيش تعليق عندي علي اللي شوفته، انا كمان مش عارف افسر اللي شوفته ده، بس بردو اني اقول انه ناتج عن موجات دماغية ده شئ سابق لأوانه جداً يا دكتور.
عمر: يا دكتور مش هنستعجل النتائج او القرارات، هناخد وقتنا في البحث والملاحظة، هنعمل خطة بحث شاملة، انا بس عايز اعرف انت معايا ولا لأ.
رمزي: الموضوع مثير بالنسبالي.. طبعاً معاك.
عمر: يبقي اتفقنا.
عند عاصم..
عاصم في فترة الـ15 يوم اللي فاتوا عليه في السجن، مقدرش يعرف مين اللي بيحاول يقتله، محدش من اللي حاولوا يقتلوه عنده المعلومة دي، واحد بعت رسالة في السجن انه عايز عاصم ميت وليه مكافئة كبيرة علي راسه..
ولما بيكون لوحده في الزنزانة الانفرادي كان بيحاول بعقله يخرج بره السجن بس المدي بتاعة مش بيخليه يروح بعيد..
عند نور..
نور فعلا اللي كان مخليها هادية ومسيطرة علي اعصابها انها حاسة بمشيرة جنبها طول الوقت..
كريم وانجي وريهام بيحاولوا يخففوا عن نور الصدمة اللي هي فيها (هما فاكرين كده)..
ويوسف كمان كان بيحاول مع حازم يوصل لأي معلومة يبرأ بيها عاصم او تأكد الاحتمال اللي هو حطه..
وراح هو و حازم عند عاصم في البيت وقابلوا جمال وعواطف تاني وبيتكلموا معاهم عن اليوم اللي الشرطة جت تفتش الفيلا..
يوسف: عايزكم تحكولي بالظبط وبالتفصيل الممل ايه اللي حصل من ساعة ما الشرطة جات البيت لحد ما خرجوا من هنا.
جمال: يا باشا احنا قولنا للأستذ حازم كل حاجة.
يوسف: مش بحب اعيد الكلام مرتين.
جمال: حاضر ياباشا، انا كنت علي البوابة وجات الشرطة وفتحت ليهم، عاصم كان في المستشفي في الوقت ده، الباشا الظابط خلي العساكر تمسكني ودخلنا كلنا الفيلا، وقفني انا وعواطف هنا (وبيشاور جنب الباب) وخلي العاسكر تفتش الفيلا حتة حتة، بعد شوية واحد نزل من فوق وبيقول لقيت ده يا فندم، وماسك كيسين بودره، احنا اتخضينا يا باشا ومصدقناش ان عاصم يكون بيتاجر في الممنوع.
عواطف: ياباشا الليلة دي كلها تلفيق.
يوسف: (بتركيز) اللي يخليكي تقولي كده؟
عواطف: ياباشا الأوضة بتاعت عاصم انا اللي منضفاها ومروقاها في اليوم اللي قبله، وشيلت كل حاجة فيها خرجتها بره الأوضة نضفتها ورجعتها تاني، حتي اللبس اللي جوه الدولاب انا شيلته غسلته ورجعته تاني، الأوضة مكانش فيها الهباب ده يا باشا، الباشا اللي جه هو اللي حطها، بس امانة عليك ياباشا احنا غلابة ومش هنقدر نقف قصادهم ونشهد بالكلام ده.
يوسف: ما تقلقيش، الكلام اللي بتقولوه ما ينفعش دليل يبرأ عاصم، بس بيأكدلي انا اللي كنت شاكك فيه، انا كنت عايز افهم المخدرات دي وصلت هنا ازاي، وكده فهمت.
عند عاصم
قاعد مع مأمور السجن..
عاصم: لو عايز اسجل اعتراف لحد ممكن تساعدني.
المأمور: أيا كان الاعتراف ده من مين مش هيبقي ليه لازمة من غير إذن النيابة.
عاصم: ممكن أستعمل تليفون حضرتك؟
المأمور بيناول عاصم الفون بتاعة علي طول..
عاصم بيكلم حازم وفاتح الإسبيكر..
عاصم: ركز معايا يا حازم، عملتوا ايه في موضوع الظابط اللي عايزه يقابلني.
حازم: فواز الرشيدي كلم اللواء عادل، واللواء عادل قال هيبعته ليك بس ما حددش معاد.
عاصم: طب انا هسجل ليه واحاول اخليه يقول اي حاجة يعرفها، بس المأمور بيقول ان التسجيل مش هيكون ليه قيمة من غير إذن نيابة.
حازم: ده صحيح.
عاصم: طب انت تقدر تجيب اذن نيابة؟
حازم: مش سهل بس مش مستحيل، هحتاج وقت بس.
عاصم: يبقي اللي هيحصل كالتالي ومحدش يتحرك من دماغه، تنفذوا اللي هقوله بالحرف.
حازم: قول يا عاصم.
عاصم: كلموا فواز يعطل المقابلة بأي شكل، لحد ما انت تاخد اذن من النيابة بالتسجيل، لما تجهز تعرفني وتفهم فواز عشان المقابلة تكمل، وساعتها انا هخليه يقول اللي عنده.
حازم: طب ماهو يا عاصم لما يقول له روح وبعدها يقول استني وبعدها يقول روح، أكيد هيشك انك مرتب له حاجة وعايز وقت عشان تجهزها.
المأمور: عندي حل للموضوع ده، هبعتك مستشفي السجن بأي حجة، لحد ما يخلصوا ويجيبوا إذن النيابة، وعموماً انت اتعرضت لمحاولات قتل كتير نقول ان واحده فيهم نجحت ونقلتك المستشفي، وتفضل في المستشفي لحد ما المحامي يخلص.
حازم: كده زي الفل، والكلام يبقي منطقي، ولو قال ان ممكن يروح المستشفي، نقول ان الدكاترة مانعة عنك الزيارة.
عاصم: كده يبقي اتفقنا يا حازم، هتتحرك امتي؟
حازم: بكره الصبح هكون في النيابة.
المأمور: وانا هجهز ورق النقل، وبكره الصبح انقلك المستشفي.
عاصم: يبقي صادق يعرف اني اتنقلت المستشفي بكره، بعد ما اتنقل عشان لو سأل تبقي الأمور طبيعي.. اتفقنا؟
حازم: اتفقنا.
المأمور: اتفقنا.
تاني يوم الصبح عاصم اتنقل المستشفي تحت حراسة وممنوع اي حد يزوره..
حازم راح النيابة وعمل كل الإجراءات الممكنة وعرف وكيل النيابة بشكوكه ان في ظابط هو اللي ملفق القضية بأمر من اللي أكبر منه، وبعد مناقشات طويلة عرف يقنع وكيل النيابة بشكوكه، وقدر يطلع اذن النيابة بعدها بيومين..
فواز كلم اللواء عادل يأجل المقابلة بين عاصم وصادق لحد ما عاصم يخرج من المستشفي..
عادل اتفاجئ بموضوع المستشفي، بس كلم صادق انه يأجلها لحد ما عاصم يخرج..
صادق استريح للتأجيل وراح زار هارون اللي فاق بس لسه في المستشفي وعرفه الأخبار، وعرفه ان عاصم عايز يقابله، وهارون طمنه ان عاصم مش هيعرف يعمل معاه حاجة بس بردو حذره يبقي ياخد باله من كلامه عشان لو عاصم حب يسجل ليه اي حاجة..
حازم قعد مع يوسف وفادي ووكريم والبنات في بيت فواز وعرفهم ايه اللي بيحصل.. وطلب منهم يحافظوا علي السر لحد ما الموضوع يخلص.. وكلهم فهموا..
يوم المقابلة..
حازم راح السجن وقابل عاصم و مأمور السجن واتفق معاهم علي كل حاجة وانه ظبط مع النيابة ان التسجيل يبقي بمعرفتهم..
النيابة مش هتخلي المباحث هي اللي تعمل التحريات و تسجل عشان ما يحصلش تسريب للمعلومة والدنيا تخرب..
بس وكيل النيابة هيكون حاضر في اوضة تانية ومعاه حازم والمأمور وبيسمعوا اللي بيتقال ويتسجل..
عشان بردو ما يكونش في شك عند وكيل النيابة ان عاصم وحازم فبركوا اي تسجيل وخلاص..
وصل صادق السجن وقعد مع المأمور اللي كان محافظ علي هدوءه بشكل ممتاز بصراحة، وبعت عسكري يجيب عاصم من زنزانته..
بيتكلموا مع بعض وصادق بيحاول يطلع من المأمور بأي معلومة تفهمه سبب المقابلة..
بس المأمور كان راجل تقيل.. صادق معرفش يطلع منه بأي حاجة..
وصل عاصم.. والمأمور قام وسابهم لوحدهم.. راح للأوضة اللي جنبه اللي فيها حازم و وكيل النيابة.. وبدأوا التسجيل..
عند عاصم وصادق..
صادق: عرفت انك عايز تقابلني.. خير في ايه؟
عاصم: (بهدوء) مفيش.. كنت عايز اعرف انت عملت كده ليه؟
صادق: عملت ايه؟
عاصم: حطيت المخدرات في بيتي ليه؟
صادق: انت عبيط ياض، مخدرات ايه اللي احطها في بيتك، انت اتجننت يابني، انت تاجر مخدرات واحنا بنراقبك من مدة، لحد ما وصلتك المخدرات وهجمنا علي البيت ولقيناها في اوضة نومك، ده اللي حصل وده المثبت في المحضر والنيابة، مفيش كلام تاني.
عاصم مش مهم عنده يحاول يقنع صادق انه يعترف، هو ركب دماغه وشاف كل اللي حصل بينه وبين هارون..
وعارف هيعمل ايه عشان صادق يحكي كل حاجة.. هو كان بيتسلي عليه وبس..
عاصم بيركز في عيون صادق اللي حس انهم بيبلعوه.. مش عارف يفلت منهم.. مش عارف يركز في اي حاجة غير عيون عاصم..
عاصم: هتقول كل اللي تعرفه، انا كده كده في السجن ولبستها خلاص، مفيش ضرر انك تستعرض عليا قوتك وتفهمني عملتها ازاي.
عاصم بيزوق الكلام عشان اللي بيسمعوه الناحية التانية يبقي الكلام بالنسبالهم منطقي..
صادق ساكت عشان عاصم مسيطر عليه ومخليه ساكت.. كأنه بيفكر..
صادق حكي لعاصم كل حاجة من ساعة ما هارون كلمه يظبط محضر تحريات حوالين عاصم، وانه سرق حرز مخدرات من الأحراز القديمة، وانه خلي عسكري من بتوعه يطلع بيه اوضة نوم عاصم وينزل يقول لقاهم فيها، وان كان متابع مع هارون كل الموضوع.. وهارون اللي بيفهمه يتحرك ازاي، لحد معاد المقابلة دي..
ساعة كاملة بيحكي لعاصم كل اللي حصل..
ساعة كاملة وكيل النيابة والمأمور وحازم مصدموين من اللي بيتقال..
وكيل النيابة قال للمأمور يقبض علي صادق ويتحفظ عليه لحد ما يبعت قوة تستلمه..
دخلوا علي عاصم وصادق الأوضة ومعاهم مجموعة عساكر..
صادق فاق من سيطرة عاصم لما عاصم سابه..
بص حواليه لقي المأمور وحازم ووكيل النيابة واقفين بيبصوا ليه بإحتقار شديد..
بص لعاصم وفهم انه كان بيسجل ليه، بس هو مش فاكر هو قال ايه..
ايه اللي حصل يخليهم بالشكل ده..
وكيل النيابة بيكلم المأمور..
وكيل النيابة: سيادة العقيد.. يا ريت تتحفظ علي المقدم صادق لحد ما تيجي قوة من الشرطة تقبض عليه ويترحل علي النيابة.
صادق: انتوا اتجننتوا.. بتهمة ايه؟
وكيل النيابة: بتهمة تلفيق تهمة، وسرقة أحراز، واستغلال نفوذك.. حاجات كتير، وكله بالدليل وبإعترافك اللي متسجل بإذن من النائب العام.
اتقبض علي صادق وبعدها اترحل علي النيابة.. واتحقق معاه ومقدرش ينكر اللي اتقال في التسجيل، اعترافه وبصوته هينكر ايه.. بس هو مش فاكر انه قال الكلام ده.. عاصم عمل ايه يخليه يعترف..
عاصم كمان اترحل علي النيابة تاني عشان يقفلوا التحقيق وافرجوا عنه في ساعتها من النيابة بالضمان الشخصي..
حازم كان مع عاصم في النيابة، اتصل بلغ يوسف باللي حصل اللي كان مع نور والباقي متجمعين في بيت فادي مستنيين الأخبار..
نور كانت بتتنطط من الفرحة زي الأطفال لما سمعت الخبر..
كلهم كانوا بيضحكوا عليها من الفرح اللي هي عاملاه..
نور وقفت لحظة وبصت للفراغ و في سرها بتكلم مشيرة..
نور: شكرا ليكي بجد انك كنتي جنبي طول الوقت.
مفيش رد وهي مش مستنية رد.. بس حست بطمأنينة غريبه في قلبها.. شعور جميل بالسكون.. وفهمت ان ده من فعل مشيرة..
اتحركوا كلهم وراحوا يستقبلوا عاصم.. ووصلوا في الوقت اللي كان خارج فيه من النيابة ومعاه حازم..
نور جريت علي عاصم وحضنته..وكانت بتعيط..
عاصم ابتسم وضمها لصدره اوي وبيبص لمشيرة اللي كانت دموعها نازلة وبتبتسم هي كمان..
عاصم: سابتك لحظة؟
نور: أبداً، جنبي طول الوقت.
عاصم: (بإبتسامة) طب هي فين؟
نور: (من غير ما تطلع من حضنه) اهي جنبي.
عاصم: (بنفس الإبتسامة) صح.
كريم: حمد *** علي سلامتك يا عاصم.
ريهام: (بهزار) كفارة يا زميلي.
كلهم ضحكوا..
انجي: حمد *** علي سلامتك يا عاصم، اخيرا هتريحنا من المجنونة دي.
نور: (بتطلع لسانها لانجي) خليكم كده متغاظين.
كلهم بيضحكوا علي جنانها.. ومشيرة ميتة علي نفسها من الضحك من حركات نور..
يوسف وفادي بيباركوا لعاصم علي خروجه.. وبيتحركوا كلهم عشان يرجعوا البيت عند فادي..
يتبع،،،
الجزء الثالث..
خلاص رايحين يركبوا العربيات واتفقوا يطلعوا علي بيت فادي..
واحد بيقرب من ورا عاصم وبيمد ايده في جيبه وبيقف ورا عاصم اللي مش واخد باله وبيخرجها بمطوة..
نور كانت واقفة جنب عاصم وقلبها اتقبض فجأة وبتبص وراها لقت الراجل واقف ورا عاصم وعينيه مركزة علي عاصم..
في لحظة كانت بين عاصم والراجل..
الراجل: السباعية باعتينلك السلام يابن الجيوشي.
الراجل بيضرب عاصم بالمطوة في ضهرة ونور اللي خدت الضربة في بطنها.. عاصم لما سمع الكلمة بيلف بسرعة وبياخد نور اللي بتقع في حضنه..
الكل اتجمد مكانه.. حتي عاصم لأول مرة يتجمد مكانه وهو واخد نور في حضنه وبينزل بيها علي الارض وبيقعد وهي في حضنه..
يوسف كان الوحيد اللي اتحرك..
من غضبه و خوفه علي نور مسك الراجل كسر دراعه اللي ماسكه المطوة.. وبقي يضرب فيه بكل غل لحد ما العساكر اللي قصاد النيابة اتدخلت ورفعت يوسف من علي الراجل اللي كان بيجيب ددمم من كل حته..
عاصم قام وشال نور وركبوا العربيات وطلعوا بسرعة علي المستشفي..كان راكب مع يوسف..
يوسف سايق وعاصم واخد نور في حضنه ورا.. يوسف طاير بالعربية.. كان هيعمل كذا حادثة لحد ما وصل المستشفي..
دخلوا الطوارئ والدكاترة خدت نور علي العمليات..
فادي كان بلغ خالد ابو نور اللي جه هو ومراته واول ما شاف عاصم كان بيبصله بغضب رهيب ومش طايق يشوف وشه..
عاصم واقف لوحده علي جنب.. ما اهتمش بنظرات خالد ليه.. كان بيفكر انه هو السبب في اللي حصل لنور.. الراجل كان جاي ليه هو ونور وقفت ما بينهم وخدت الضربة مكانه..
هو واقف معاهم.. بس هو جوه في العمليات متابع الوضع.. مشيرة واقفة جنبه بتحاول تهديه ودموعها نازلة..
يوسف مش علي بعضه رايح جاي وقلقان علي نور..
ريهام بتعيط وراحت وقفت جنب عاصم ومسكت دراعه وخايفة علي نور.. بس عاصم مش حاسس بيها او بأي حد حواليه..
انجي بتعيط بردو بس واقفة جنب كريم.. وكريم بدأ فعلاً يحس بإنجي وياخد باله من اهتمامها بيه..
فادي واقف مع خالد وام نور بيهديهم ويطمنهم.. وجات مراته فريده عشان تطمن علي نور..
بعد ساعة خرج الدكتور وطمنهم علي نور وانها هتتنقل الإفاقة وهتبقي زي الفل..
فرحوا كلهم وطلبوا يشوفوها.. بس الدكتور قال ممكن بكره يشوفوها لما تفوق..
عاصم: (بصوت أقل وصف ليه انه مخيف) يلا يا يوسف.
يوسف فهم عاصم يقصد ايه و ظهر علي وشه كل غضب الدنيا بعد الفرحة بسلامة نور..
يوسف: يلا يا عاصم.
ريهام: رايح فين يا عاصم؟
عاصم: خليكي جنبها يا ريهام، ما تسيبيهاش..
ريهام: حاضر.
عاصم: (بيبص لكريم) البنات تحت عينك.
كريم: حاضر.
عاصم: (بيبص لانجي) هيحتاجوا هدوءك.
انجي: ما تقلقش.
فادي وخالد وام نور وفريدة بيبصوا ليهم كلهم بإستغراب ومش بينطقوا..
اتحرك عاصم ويوسف.. عاصم وهو ماشي جنب يوسف كان بيكلم مشيرة بصوت واطي..
عاصم: خليكي جنبها.
مشيرة: حاضر.
عند سعد السباعي..
موجود في القاهرة وبيكلم سليمان في التليفون..
سليمان: عملت ايه يا سعد؟
سعد: فلت منها زي كل مرة، انا مش فاهم فيه ايه، مش بيموت، اربع مرات في السجن وبيفلت من كل مرة، وحتي لما خلاص الراجل كان هيضربها في ضهره واحدة معاه خدتها مكانه.
سليمان: انا بدأت أقلق يا سعد، في كل مرة بيفلت منها.. أو يتقتل اللي مبعوت ليه يقتله.. أو حد تاني يموت مكانه، حاسس انه مش هيموت غير لما يموتنا احنا الأول.
سعد: لا يا سليمان مش هيحصل وهيموت.. حتي لو اخر حاجة هعملها في حياتي.. لازم يموت معايا.
سليمان: هتعمل ايه تاني، ارجع يا سعد ونرتبلها تاني.
سعد: لأ.. مش هرجع من غير روحه.. هاخد روحه يعني هاخد روحه.
سليمان: يا سعد بلاش جنان.. نهدي اللعب ونفكر براحتنا.
سعد: لأ يا سليمان.. ده اخر ما عندي، يا ارجع براسه يا مش راجع.
سليمان: خلاص يا سعد اللي تشوفه.. بس ابقي عرفني بتعمل ايه.
عند الوزير..
الوزير جاله اتصال بيبلغه ان عاصم خرج من القضية، وان كمان حد حاول يضربه قصاد النيابة بمطوة وجت في واحدة واقفة معاه..
الوزير استغرب من عدد محاولات القتل لعاصم خلال الكام اسبوع اللي فاتوا اللي وصلوا لـ5 محاولات لحد اللحظة دي..
مين ده اللي محاولات قتله بالعدد ده.. ومين ده اللي يفلت منهم كلهم..
بس الوزير مش فاضي للعب العيال ده (بالنسباله) لما يبقي يخلص الشغل والمصايب اللي وراه يبقي يفوق لعاصم..
بس بردو أمر ان المراقبة علي عاصم تفضل زي ما هي..
عند عاصم..
عاصم ويوسف رجعوا النيابة تاني يسألوا الواد اللي ضرب نور نقلوه علي فين..
عرفوا انه اتنقل علي مستشفي ****** الحكومي وراحوا هناك..
عاصم سمع الراجل بيقول (السباعية باعتين السلام) بس خوفه علي نور نساه اللي اتقال، وركز مع نور في حالتها..
دلوقتي لازم يتأكد اللي سمعه ده صح ولا كان بيتهيأله..
يوسف بيسأل الدكاترة عن حالته وبيعرفوه انه حالته مستقرة وممكن المباحث تستجوبة بكره..
عاصم بيطلب من يوسف انه يشوفه ومش هيعمل حاجة، حتي ممكن الدكتور يكون موجود عشان يبقي مطمن..
بيدخل الدكتور ومعاه يوسف وعاصم ومعاهم ظابط كان جاي يسأل الدكتور بردو الواد ده هيفوق امتي..
عاصم كان واقف اخر واحد وسايب يوسف والظابط بيسألوا الدكتور عن الحالة ووضعها وأي هري..
عاصم في لحظات كان جوه دماغ الراجل..
وعرف منه ان سعد اللي امره بشكل مباشر انه يعمل كده..
سعد هو اللي كان ورا محاولات قتله في السجن..
سعد في القاهرة.. قاعد في فيلا في الشيخ زايد.. وعرف عنوانها..
خرج عاصم من دماغ الراجل.. وسابهم وخرج من الأوضة..
يوسف شافه وهو خارج بس لسه بيتكلم مع الظابط، والدكتور بيحاول يطلعهم بره الاوضة عشان حالة المريض..
عاصم واقف بره الاوضة ساند بضهره علي الحيطة ومغمض عينيه..
يوسف والظابط بيفتحوا باب الاوضة عشان يخرجوا والدكتور وراهم..
فجأة الراجل بدأ يتنفض علي سريره زي اللي عنده نوبة صرع..
الدكتور بيخرج يوسف والظابط وبينده علي التمريض وبيرجع للراجل..
الدكتور بيحاول يعمل اي حاجة عشان يسيطر علي الحالة بس مش عارف..
فجأة الراجل سكت.. الدكتور بيفحصه كان مات..
عاصم بيفتح عينيه وعلي وشه ابتسامة وعينيه سواد القبر ظاهر فيها.. وبيلاقي يوسف بيبص ليه..
إبتسامة عاصم بتختفي وعينيه سوادها بيختفي بردو.. وترجع ملامح وشه الحجر زي ما كانت..
عاصم: في ايه؟
يوسف: (ساكت وبيبص لعيون عاصم شوية.. وبعد كده رد) انا افتكرت انك تعبان لما شوفت منظرك وانت مغمض وساند علي الحيطة.
عاصم: وصلت لإيه؟
يوسف: مفيش، مش هنعرف نستجوبة دلوقتي، وحتي واحنا خارجين جاتله نوبة والدكتور خرجنا.
خرج الدكتور و أعلن وفاة الحالة.. يوسف كان هيطق.. كان عايز يجب حق نور..
هي اه بخير.. بس كان شايف ان لسه حقها مجاش.. مايعرفش ان حقها جالها بالكامل..
الظابط بيكلم الدكتور وعايز يفهم منه اذا كان الضرب اللي خده من يوسف ممكن يكون السبب في الوفاة..
الدكتور نفي تماماً كده، وقال انه وصل المستشفي بكسر في دراعة وكدمات بس.. مفيش حتي نزيف داخلي يكون أدي للوفاة، دا غير ان الحالة كانت مستقرة هو كان نايم بس للراحة.. مفيش سبب غير انه عمره خلص..
خرج عاصم ويوسف رجعوا المستشفي اللي فيها نور.. عرفوهم اللي حصل..
خالد: اللي حصل لبنتي بسببك يا عاصم، انت ليك في رقبتي ***، ومديون لك بحياتي.. بحياتي انا بس بنتي لأ.
فادي: يا خالد ما تقولش كده، عاصم ملوش ذنب في اللي حصل.
عاصم: لأ.. اللي حصل لنور بسببي فعلاً، الراجل ده كان جاي ليا انا، عايز يقتلني انا، لولا ان نور وقفت ما بيننا كان زماني انا اللي راقد مكانها، هي ملهاش ذنب غير انها كانت جنبي، انا بعتذر لحضرتك عن اللي حصل.. ومش هتشوف وشي تاني.. سلام.
سابهم ومشي.. كريم وانجي وريهام ويوسف بيطلعوا وراه، خالد دموعه بتنزل من خوفه علي بنته ومراته كمان، فادي واقف معاهم بيحاول يهديهم.. وفريدة واخدة ام نور في حضنها بتهديها..
الشباب واقفين مع عاصم بره المستشفي..
كريم: ما تزعلش من عمو خالد يا عاصم، حاول تقدر حالته، نور بنته الوحيدة وخايف عايها.
عاصم: انا مش زعلان منه، انا مقدر حالته ما تقلقش وفاهم انه ما يقصدش شر بكلامه.
انجي: طب مشيت ليه؟ احنا فهمنا انك زعلت.
يوسف: مشي عشان الموضوع ما يكبرش، هو عمل الصح وقال اللي يهدي خالد بيه.
ريهام: انا عارفه ان عمو خالد زعلان علي نور وخايف عليها، بس بردو كان ممكن يأجل الكلام لبعدين، ماكانش وقته يعني.
عاصم: هو كان عنده شحنه من التوتر والضغط العصبي وكان لازم يخرجها، وكويس انها جات فيا انا مش حد تاني منكم او من الدكاترة، انا هقدر موقفه وهفهم، غيري ممكن لأ.
ريهام: طب هتعمل ايه دلوقتي؟
عاصم: (ملامح وشه بتقلب) محتاج اقعد مع نفسي اعيد حسابات كتير، منها اللي حصل النهاردة.. ومنها اللي عمله هارون.. ومنها طارق واللي عمله.
انجي: (بخوف من ملامح عاصم) ناوي علي ايه يا عاصم؟
عاصم: تصدقيني لو قولتلك اني لأول مرة مش عارف خطوتي الجاية ايه؟ (كداااااااااااااب)
ريهام: اللي المفروض تعمله دلوقتي انك تروح تنام، انت محتاج النوم أكتر من أي حد فينا دلوقتي.
كريم: ريهام بتتكلم صح، انت المدة اللي كنت فيه في السجن اكيد مكنتش بتنام كويس واللي حصل النهاردة كمان وترنا كلنا، لازم تروح وتغير لبسك من الدم اللي عليه ده، و بكره نتجمع كلنا هنا.
يوسف: عندك حق يا كريم، وكده كده مواعيد الزيارة هتخلص كمان شوية يبقي نروح كلنا نرتاح، ونيجي بكره من اول ما الزيارة تبدأ.
عاصم: انا مش هينفع اظهر في المستشفي اليومين دول لحد ما والد نور يهدي من ناحيتي شوية، مش عايز اضغط علي اعصابه أكتر.
ريهام: لو نور فتحت عينيها وملقتكش قصادها اول واحد حتي قبل عمو وطنط هتزعل منك بجد، وحالتها هتبقي وحشة.
عاصم: ماشي يا ريهام.. انا هرجع البيت دلوقتي ونتقابل بكره هنا.
رجع عاصم البيت.. المستشفي مش بعيده عن البيت.. دخل خد شاور من تعب الأيام اللي فاتت وراح علي سريره ينام..
مشيرة: عاصم انت نمت؟
عاصم: لأ لسه.
مشيرة: عايزة اتكلم معاك في اللي حصل.
عاصم: في ايه بالظبط، اللي حصل كتير.
مشيرة: في اللي حصل قصاد الفيلا.. في طاقة عقلك اللي معرفتش تسيطر عليها وكانت هتكون سبب في موتك.
عاصم: بس انا لسه حي.. ومحصلش حاجة.
مشيرة: والغيبوبة اللي دخلتها؟
عاصم: ممكن بس عشان اول مرة تحصل.
مشيرة: عايزة منك وعد يا عاصم.
عاصم: أوعدك.
مشيرة: اسمعني الأول.. مش عايزاك تعمل كده تاني، حاول ما تجهدش عقلك بالشكل ده تاني، عشان خاطري يا عاصم.
عاصم: حاضر.. أوعدك.
مشيرة: (ظهرت علي وشها ابتسامتها الرقيقة الجميلة) بحبك.
عاصم: مش أكتر مني.
ونام..
ما يعرفش هو نام اد ايه بس فاق علي صوت الفون بيرن.. كانت ريهام..
ريهام: ايه يا عاصم كل ده نوم؟
عاصم: خلاص يا ريهام صحيت، فاضل اد ايه علي الزيارة؟
ريهام: نص ساعة.
عاصم: خلاص هلبس واحصلكم علي هناك.
ريهام: تمام.. هنستناك هناك.
قام عاصم خد شاور بسرعة ولبس ونزل راح ركب تاكس وطلع علي المستشفي..
قابل يوسف علي الباب وطلعوا مع بعض.. عاصم قال ليوسف يسبقه يشوف الوضع ايه..
يوسف راح ورجع..
يوسف: نور فاقت بس الدكتور لسه عندها ومحدش لسه دخل.
عاصم: تمام.. هستني شوية لحد ما الدكتور يخلص وابقي ادخل وراكم وانتوا داخلين.
يوسف: خلاص ماشي.
وقفوا بعيد شوية بس شايفين ابو نور وامها وكريم وانجي وريهام واقفين قصاد الاوضة..
بعد شوية خرج الدكتور طمنهم وسمح بالزيارة..
دخلوا كلهم ونور كانت فاقت وبتبص علي اللي داخلين وبتدور بعينيها علي عاصم..
دخل ابوها وامها الاول ووراهم ريهام وانجي ووراها كريم ونور كل ما حد يدخل تفتكره عاصم.. بس مش عايزة تسأل..
خايفة يكون جراله حاجة.. بس في نفس الوقت حاسه بهدوء وراحة نفسية وفهمت انها مشيرة بتطمنها علي عاصم.. فمستغربة طب هو فين..
ابوها واخد باله من نظرة عينيها.. وفاهم انها بتدور علي عاصم..
دقيقة كان يوسف بيخبط وداخل، عينيها فرحت بيوسف بس بردو عايزة عاصم..
وعاصم ما اتأخرش دخل ورا يوسف علي طول..
اول ما شافته غمضت عينيها وارتاحت.. هي لسه مرهقة والدكتور بلغهم انها ما ينفعش تتكلم كتير وترهق نفسها..
خالد شاف عاصم وملامحه هتقلب بس مسك أعصابه عشان خاطر بنته..
ام نور: حمدا *** علي سلامتك يا بنتي.
نور مش قادرة تتكلم بتشاور بدماغها بس.
كلهم بيكلموها وبيطمنوا عليها..
عاصم كان ساكت وعينه في عينها.. نور ابتسمت بإرهاق واضح..
فضلوا معاها الزيارة كلها وعاصم أغلب الوقت ساكت ونور لو مش بتتابع حد بيتكلم بتبقي عينها عليه وهو عينه ثابته عليها بهدوء كأنه بيطمنها..
جه فادي وفريدة وفواز كمان جه يزور نور ويطمن عليها..
الغريب ان الدكتور عمر والدكتور رمزي وصلوا هما كمان يطمنوا علي نور..
رمزي وعاصم اول ما شافوا بعض افتكروا بعض..
رمزي عرف حالة نور وعرض انه يتابع تأهيلها النفسي بعد الحادثة بنفسه..
واحدة رقيقة زي نور ممكن تشوف كوابيس كتير للي حصل فيها، ويأثر علي حالتها النفسية..
خرج عاصم والدكتور عمر والدكتور رمزي بره وقفوا يتكلموا مع بعض..
عمر: انا عايز اتكلم معاك يا عاصم انا والدكتور رمزي في موضوع.
عاصم باصص لهم وساكت مستني يكمل كلام..
رمزي كمان كان ساكت بيراقب تعبيرات عاصم بتركيز شديد..
بس عاصم ملامح وشه حجرية.. مش ده الشخص اللي كان غرقان في حزنه بعد وفاة مراته من سنتين تقريباً..
عمر: انا سجلت نشاط لمخك وانت في الغيبوبة اللي مريت بيها بعد حادثتك، النشاط كان فوق النشاط الطبيعي لأي مخ في غيبوبة، وفي تسجيل تاني لموجات (الكترومجناتيك) في حالة تعرض حد بتحبه للخطر واقصد مشكلة نور مع اللواء هارون، والفيديو اللي متسجل ليك ساعة مشكلتك مع طارق واصحابه، اللي شوفته في الفيديو ده من أغرب المشاهد اللي شوفتها في حياتي، انا لحد اللحظة دي معنديش تفسير للي حصل، مفيش تفسير علمي للي حصل غير ان في موجه غير مسجلة طلعت من مكان مش معروف أثرت عليهم بالشكل اللي شوفته ده وهي اللي عملت فيهم كده، طب الموجه دي جت منين؟ الموجه دي طلعت منك انت.. ايوه منك انت لما حسيت بالخطر علي نفسك.. المخ عمل اجراء دفاعي وبيحمي الجسم كله اللي كان بينهار طبعاً.. المخ عمل اقوي رد فعل واقوي اجراء دفاعي ممكن يتعمل.. ده تفسيري للي حصل، بس التفسير ده ملوش اي دليل يأكده.
عاصم فضل ساكت شوية وبيبص لعمر.. رمزي كان واقف علي جنب مش في مجال عين عاصم، بس عاصم عارف انه مركز معاه وبيحاول يفهم من تعبيرات وش عاصم بيفكر في ايه..
بس مش عارف يوصل لحاجة لأن وش عاصم زي ما قولت مش بتظهر عليه اي تعبيرات.. جامد حجر..
عاصم: والمطلوب يا دكتور؟
عمر: توافق اننا نعمل معاك شوية تحاليل وفحوص و اختبارات.
عاصم: ولو رفضت؟
عمر: (بخيبة أمل بتظهر علي وشه) محدش يقدر يجبرك علي حاجة.
رمزي: بس هتخلينا نشك أكتر في ان احتمالاتنا سليمة ولو بنسبة بسيطة.
عمر بيبص لرمزي بدهشة.. الجملة دي كانت مش متوقعة منه..
عاصم ورمزي بيبصوا لبعض..
رمزي بيحاول يحافظ علي ثبات ملامحه وشه قصاد ملامح وش عاصم الحجر.
عاصم دخل دماغ رمزي وعرف انه بيحاول يستفز مشاعره عشان يفهم اذا كان عاصم مخبي حاجة ولا لأ..
وفي نفس الوقت معندوش اللي يأكد او ينفي احتمالات الدكتور عمر..
عاصم: انا بعتذر ليكم.. بس يا ريت نأجل الكلام ده لوقت تاني، انا لسه ما رجعتش لكامل صحتي يا دكتور عمر، انت عارف اللي انا مريت بيه خلال الفترة اللي فاتت، دا غير اني عايز اطمن علي نور، ولو وافقت او رفضت هيبقي بعد ما أطمن عليها.. بعد إذنكم.
رجع عاصم لأوضة نور.. اللي كانت بتعاتبة بعينيها انه سايبها لوحدها.. بس عاصم طمنها بعينيه انه جنبها..
عند الوزير..
الوزير بيكلم الفيل بتاعه..
الفيل: في اخبار من لندن يا وزير.
الوزير: ايه هي؟
الفيل: الطابية (يسري الباشا) كان هناك بيحاول يخلص علي فواز الرشيدي وفادي وصفي وخالد الجابري.
الوزير: ما احنا عارفين الكلام ده، ايه الجديد؟
الفيل: الطابية قبل ما يموت كان نقل من شقته لفيلا تانية ومعاه حراسة جديدة مش من رجالتنا، سبب النقل ان في حد هجم علي شقته وقتل اغلب الحراسة.
الوزير: ومن اللي عملوا كده؟
الفيل: هما مش مين يا وزير، اللي عمل كده واحد بس.
الوزير: نعم!!! انت هتهزر، واحد بس قدر علي رجالتنا احنا، دا مين سوبرمان ده؟
الفيل: لسه ماوصلناش ليه يا وزير، و رغم ان الموضوع رسمياً اتقفل بس المباحث هناك شغالة علي الموضوع في السر، واحنا متابعين تحرياتهم، وبردو بندور بمعرفتنا، اول ما نوصل لحاجة هعرفك، بس لما عملوا تتبع لخط سير العربية اللي استعملها في الهجوم وصلوا لعمارة في ميدان ترفلجار، وبردو كان في عربية تانية اللي كانت في الهجوم علي الفيلا اللي استخبي فيها الطابية لما راجعوا خط سيرها كانت خارجة من نفس المنطقة..
الوزير: يعني اللي عمل الهجمتين شخص واحد.. وانتوا عملتوا تحرياتكم عن اللي في العمارة دي؟
الفيل: حصل يا وزير، مفيش حد فيهم معروف او قابلناه قبل كده، دا حتي فيهم واحد مصري، كان هو صاحب العربية بس كان بلغ عن سرقتها قبل الهجوم، وعشان كده الشرطة هناك قالت ان حد استخدمها عشان يبعد عنه الشكوك ويلبسها للمصري.
الوزير: او هو اللي عمل كده عشان يبعد الشكوك عن نفسه، عايز بياناته في اسرع وقت.
الفيل: انا جيبت اسمه، بس هبدأ أجمع لك كل المعلومات المتاحة عنه.
الوزير: اسمه ايه؟
الفيل: عاصم الجيوشي.
الوزير: مين؟!!!!!!!!!
الفيل: عاصم الجيوشي يا وزير.. في ايه انت تعرفه؟
الوزير: اقفل انت وانسي الموضوع ده.. عايزك تركز في شغلنا الفترة الجاية، ما تشغلش بالك بالموضوع ده تاني، انا هتصرف فيه.
الفيل: زي ما تحب يا وزير.
خلصت المكالمة والفيل بيقول لنفسه مين عاصم ده اللي الوزير بنفسه اللي هيتعامل معاه..
الفيل: (بتريأة) قلبي معاك يا عاصم.. دا انت الموت ليك رحمة ولا انك تواجه الوزير.
عند الوزير..
الوزير بيكلم نفسه..
الوزير: يبقي انت اللي عملتها يا عاصم وقتلت الطابية بتاعتي، صحيح مفيش اللي يثبت ده، بس كل الظروف بتقول انك ليك علاقة بالموضوع، الطابية كان عايز يقتلك هدية لجعفر، بس انت عرفت ازاي، ولا الصدفة اللي وقعتكوا في بعض، مفيش حاجة اسمها صدفة، لازم اعرف.. الملك قال عشان نفضل علي القمة يبقي لازم نبقي عارفين كل حاجة.. المعلومات دلوقتي هي نص المكسب.. لازم اعرف عنه كل حاجة.
كلم رجالته وطلب يجيبوا تاريخ حياة عاصم من ساعة ما اتولد لحد اللحظة اللي وزير بيطلب فيها المعلومات..
ورجالته اتحركت تنفذ اللي أمر بيه..
عند عاصم..
خلصت الزيارة عند نور و كلهم قاموا يمشوا..
قصاد العربيات عاصم بيكلم فادي وخالد..
عاصم: انا بعتذر ليك عن اللي حصل لنور مرة تانية، وعارف اني قولت انك مش هتشوف وشي تاني، بس حالة نور النفسية كانت هتبقي صعبة لو مكنتش زورتها وشافتني.
خالد: انا عارف وما تزعلش من الكلام اللي قولته، بس بنتي وبخاف عليها.. ده حقي يا عاصم.
فادي: خلاص يا خالد.. خلاص يا عاصم، موضوع وخلص، ننسي اللي فات ونبدأ صفحة جديدة.
عاصم: هو في أي أخبار عن هارون؟
فادي: سألت عادل عليه وعرفت ان في تحقيق شغال معاه بعد كلام الظابط اللي لفق ليك القضية، جاب سيرة هارون في التحقيق وقال ان هارون اللي أمره يعمل كده، هو هارون يعملها بس هارون مش غبي عشان يعمل كده من غير ما يكون مأمن نفسه.
عاصم: طب وطارق؟
فادي: بعد القضية اللي اتعملت ليك، موضوع طارق اتكتم عليه واتلم في القسم، ومأمور قسم التجمع قفل المحضر لما عرف ان ابن مدير الأمن هو اللي اتهجم عليك.
عاصم: يعني هارون أمن ابنه وكان عايز ينتقم مني في نفس الوقت.
خالد: و اهو وقع في شر أعماله، ما تفتكرش انه هيفضل في مكانه بعد التحقيق ده، لو ما اتقبضش عليه هيقعد في بيتهم، مستحيل يفضل في مكانه بعد اللي حصل.
عاصم: يفضل في مكانه أو لأ مش هتفرق معايا.
ركبوا عربياتهم وكل واحد رجع بيته..
عاصم ركب مع يوسف يوصله في طريقة لحد ما يصلح عربيته..
يوسف: عايز اتكلم معاك يا عاصم في موضوع.
عاصم: خير؟
يوسف متردد يبدأ ازاي وساكت مش عارف يتكلم..
عاصم: اقولك انا.. أصله مش سر.. كلنا واخدين بالنا من اهتمامك بنور، وانا خدت بالي لما الراجل مات اللي كان عايز يضربني بالمطوة، انت كنت هتتجنن كنت عايز تنتقم منه علي اللي عمله في نور..انت معجب نور.. صح؟
يوسف: ايوة يا عاصم انا بحب نور، ومش عارف احساسها ايه من ناحيتي، وعايز اتجوزها.
عاصم: طالما عايز الموضوع رسمي يبقي تكلم ابوها علي طول.
يوسف: انا عارف ده، بس اللي انا متأكد منه ان نور مش هتوافق لو انت عندك اعتراض، فعشان كده انا بتكلم معاك وبسألك.. هل انت عندك اي اعتراض عليا؟
عاصم: لأ يا يوسف انا معنديش اي اعتراضات عليك، انت شاب كويس ومن عائلة محترمة، ابوك ظابط جيش متقاعد بعد اصابته في عملية ارهابية علي الحدود، والدتك ست بيت طيبة ومحترمة وبسيطة، ليك أخ واحد اصغر منك في الكلية الحربية، العائلة كلها ظباط ما شاء ****، اتربيتوا كويس والدكم رباكم علي انكم تبقوا رجالة بالفعل مش بالكلام، بتحب شغاك جداً وبتطور من نفسك دايما، وبتاخد فرق تدريب كتير عشان دايما تبقي متفوق، دخلك كويس وممكن تعيش نور في مستوي اجتماعي مناسب ليها، رغم انها مش هتهتم اوي بالنقطة دي بس الكلام ده عشان خاطر ابوها، والدك مأمن مستقبلك المادي انت واخوك.. شقة لكل واحد فيكم و وديعة بمبلغ كويس لكل واحد فيكم، كل دا مايهمنيش.. انا اللي يهمني انك بتحب نور وهتحافظ عليها.. بس لو حصل في مرة جت تشتكي منك ومش بتكلم عن مشاكل بين اي اتنين متجوزين.. انا بتكلم ان لو حصل في مرة مديت ايدك عليها او خُنتها يا يوسف.. نور هتاخد لقب أرملة مش مطلقة..
و أقسم ب**** اني اقدر يا يوسف و مش هيتهزلي رمش.. فهمتني يا يوسف؟
عاصم في الجملة الأخيرة كانت طالعه منه بنار من صدره..
يوسف اتنفض من الجملة الأخيرة.. و بقي متأكد ان عاصم يعملها..
مشيرة: (قاعدة في الكرسي اللي ورا) بالراحة يا عاصم.. هو بيحبها فعلاً.
يوسف: انا بحب نور يا عاصم.. مستحيل أعمل فيها كده، اللي بيحب حد ما يرضاش انه يتأذي بسببه.
عاصم: تمام يا يوسف، لما تخرج نور بالسلامة فاتحها في الموضوع، وشوف رأيها إيه؟
يوسف: يعني انت موافق؟
عاصم: موافق يا يوسف و مبروك مقدماً.. لو هي وافقت.
يوسف: **** يبارك فيك.. عايز بس أقابلها واقعد معاها لوحدنا، مش عارف اتكلم معاها لوحدنا مرة.
عاصم: هتصرف في الموضوع ده.
يوسف وصل عاصم قصاد الفيلا بتاعته ومشي رجع بيته..
فات اسبوع وحالة نور بقت كويسة واتكتبلها خروج من المستشفي..
وكانوا كلهم موجودين يوم خروجها.. حتي يوسف اللي كان بيزورها كل يوم وبيطمن عليها رغم ظروف شغله..
عند الوزير..
الوزير عرف تاريخ حياة عاصم كله، وبيحاول يستوعب كل اللي مر بعاصم قبل ما يرفع تقريره للملك عشان ياخد قرار بخصوص عاصم..
عند جعفر مهران..
جعفر مهران نسي عاصم مؤقتاً، بقي كل تركيزه في شغله و ازاي يرضي الوزير بأي شكل..
عند سليمان الشواتفي..
سليمان في البلد متابع شغله وشغل سعد وبيعرف من سعد الاخبار اول بأول بيشوروا بعض في كل خطوة..
عند سعد السباعي..
سعد بقاله فترة مش بيعرف ينام.. بيشوف عبدالملك الجيوشي (الجيوشي الكبير جد عاصم) كل ليله في أحلامه بيقتله..
هو عارف ان عبدالملك مات من سنين وفاهم ان الحلم ده إشارة ان عاصم اللي هيقتله، بس هو مش هيسمح بكده، هيدفع اخر مليم في ثروته وهيضحي بأخر راجل في رجالته لحد ما عاصم يموت..
عند عاصم..
عاصم ما اخدش اي خطوة ضد سعد ولا حضر لأي خطوة.. هو بس كل يومين يروح مدينة الشيخ زايد ويقعد في عربيته في حته قريبة من الفيلا اللي فيها سعد.. يطمن انه لسه في الفيلا..
في يوم متجمعين كلهم عند عاصم، وعاصم بلغ يوسف انهم متجمعين عنده لو يحب يجي عشان يتكلم مع نور في موضوعهم.. ويوسف قال لعاصم انه جاي علي طول..
قاعدين بيتكلموا..
كريم: فاضل شهر علي الدراسة، عايزين نسافر اي حته نغير جو، بعد كمية المصايب اللي مرت علينا يا بشر.
انجي: بس انا بابا مش هيسمح اني اسافر برة مصر تاني، كفاية اللي حصل في لندن.
ريهام: مش لازم نسافر برة مصر، ممكن نروح الساحل او شرم نغير جو ونرجع.
نور: انا موافقة جداً.. ايه رأيك يا عاصم؟
عاصم: مفيش عندي اي مشكلة، ولو وافقتوا ممكن نروح الساحل، ونقعد في الفيلا بتاعتي هناك.
فضلوا يتكلموا ويظبطوا واتفقوا في الآخر انهم يطلعوا الساحل ويبقوا يظبطوا مع أهاليهم وياخدوا موافقتهم..
رن جرس الباب وعواطف فتحت وكان يوسف..
دخل يوسف عليهم ونور إتفاجئت بيه، واتكسفت شوية وكلهم واخدين بالهم.. أساسا كريم وانجي وريهام عارفين وفاهمين ان يوسف معجب بنور، وحاسين ان نور معجبة بيه هي كمان..
يوسف قعد معاهم وبيتكلموا وبيضحكوا..
عاصم خد يوسف وقاموا وقفوا بعيد شوية بس الباقي شايفينهم..
بعد شوية عاصم ساب يوسف في مكانه في الريسبشن ورجع الليفنج للباقي..
عاصم: نور.. يوسف عايزك في موضوع.. قومي وما تتحركيش من قصاد عيني.
نور استغربت علي اتكسفت بس قامت وما علقتش بكلمة..
بعد ما قامت..
ريهام: (بفضول) هو في ايه يا عاصم.. هاه .. هاه.
انجي: ريهام مش هتسكت يا عاصم غير لما تعرف.. رغم اننا كلنا عارفين الموضوع.
كريم: صحيح كلنا عارفين، بس لما نسمعه بيتقال بتفرق.
انجي: يعني انت كمان عايز تعرف؟
كريم: رغم اني عارف.. بس هموت و اعرف بردو.
كلهم بيضحكوا بصوت واطي..
عاصم: دقايق وهنعرف اذا كان في موضوع من أساسه ولا لأ.
ريهام: إيه ده هي نور ممكن تكون مش ميالة ليوسف.. لأ إزاي.. انا حاسه ان هي كمان معجبه بيه.
انجي: عاصم صح يا ريهام، ممكن اه تكون معجبة بس مش لدرجة انها تكمل معاه حياتها، وخدي بالك ان شغل يوسف خطر، ده في الحراسات الخاصة، يعني حياته في خطر كل لحظة، هي لازم تحط ده في حساباتها، هل هتقدر تعيش الحياة دي ولا لأ، ولو وافقت يبقي ما ينفعش ترجع تشتكي من شغله، لأنها وافقت وهي عارفة طبيعة شغله، مواعيده مش ثابته، وممكن يغيب لفترة، وممكن بعد الشر يجي خبر موته في أي لحظة.
ريهام: لأ و علي ايه الرعب ده.. دي مش هتبقي حياه أصلاً.
كريم: لو بتحبه حقيقي يبقي هتستحمل، هي مش مجبرة علي حاجة، تاخد وقتها وتفكر علي مهلها.
عاصم باصص ليهم وفرحان بيهم انهم خايفين علي سعادة نور..
ريهام: مالك يا عاصم بتبص لينا كده ليه؟
عاصم: (بإبتسامة خفيفة) فرحان بيكم.
انجي: (مبسوطة من الكلام) ليه؟
عاصم: عشان خايفين علي نور وبتفكروا معاها، كلكم بتحبوا بعض والمشاكل اللي مرينا بيها قربتكم من بعض أكتر.
كريم: يا عاصم احنا بنعامل بعض كلنا علي إننا إخوات وبنخاف علي بعض، و انا مش هنسي ان في كل مرة نكون بنواجه مشكلة انت بتقوللي كلمة واحدة (البنات تحت عينك) بحس ان أخويا الكبير بيوصيني علي أخواتي البنات الصغيرين.
انجي: ودايما بتقولي كلمة واحدة (هيحتاجوا هدوءك) بفرح لما بعرف انك بتثق في عقلي وهدوءي في المواقف الصعبة.
ريهام: طب انت كنت بتقوللي خليكي جنبها.. اشمعني انا؟
عاصم: عشان انتوا الاتنين أقرب لبعض.. انتوا أخوات انتوا الأربعة بس حتي بين الاخوات بيبقي في اتنين اقرب لبعض من الباقي مش معني كده انهم بيحبوا الباقي أقل، لأ بس هما بيبقوا متفاهمين أكتر وسرهم مع بعض.
ريهام: (بترخم بهزار) يعني احنا فرقتين انا ونور وكريم وانجي..
عاصم ابتسم من التلميح الخبيث بتاع ريهام، انجي اتكسفت وبتبص لنور بتبريقة، كريم قلبه كان بيدق بسرعة، وبيفكر ياخد خطوة هو كمان..
كريم: عايزك يا عاصم في موضوع علي جنب.
عاصم بص لكريم شوية وفهم هو عايز ايه..
عاصم: خطوة خطوة يا كريم، أخلص خطوة نور واشوف خطوتك.
كريم ابتسم عشان فهم ان عاصم فاهمة وانجي مفهمتش يقصدوا ايه، واترعبت حست ان كريم عايز يكلم عاصم علي بنت غيرها، ريهام فهمت كريم هي كمان بس ما حستش بخوف انجي..
عاصم اللي حس بإنجي.. وبص ليها وعيونهم جت في بعض.. وانجي حست بهدوء وإطمئنان وابتسمت..
عند نور ويوسف..
نور: خير يا يوسف عاصم بيقول انك عايزني؟
يوسف: (متوتر) شوفي يا نور انا بحبك وعايز اتقدملك.
نور اتفاجئت من كلام يوسف حقيقي.. الطريقة كانت فيها استعجال شوية..
فضلت ساكتة وبتبص ليوسف بتحاول تستوعب اللي بيقوله..
يوسف: انا آسف علي الطريقة دي، انا مليش تجارب سابقة مع اي بنت، ولا ارتبطت ولا خطبت ولا حبيت قبلك، كنت طول حياتي ملتزم بدراستي وبعد الكلية ملتزم في شغلي، شغلي كان كل حياتي لحد ما شوفتك اول مرة في لندن، حسيت اني لأول مرة قلبي بيدق.
نور ابتسمت ووشها بيحمر علي خفيف..
يوسف: اول مرة شوفتك اعترف انك خطفتيني، بس لما لقيتك متعلقة بعاصم قولت تبقوا مرتبطين، بس بعدها عرفت انك بتعتبريه اخوكي الكبير وبس، شوفت حبك ليه وخوفك عليه وحنيتك بجد، واتعلقت بيكي اكتر، لما كان في المستشفي لندن وكنت داخل هولع فيه لما اتصاب (نور بترفع حاجب) لما بصيتي ليا بعتاب مقدرتش اعمل حاجة (نور بتنزل الحاجب و بتبتسم) ابتسامتك دي من اجمل الحاجات اللي بشوفها، بحب اشوف ابتسامتك جداً، بحب اشوفك علي طول، وبتمني تفضلي جنبي و في حياتي علي طول، ايه رأيك؟
نور بعد فترة سكوت يوسف كان بيستوي علي نار هادية فيها..
نور: وانا مش هنكر اني معجبة بيك يا يوسف وميالة ليك، وبحب اشوفك انا كمان.
يوسف: طب ايه رأيك لو اتقدمت ليكي؟
نور وشها بيحمر اوي وبتتكسف ترد..
يوسف: طب ممكن تاخدي معاد من والدك اجي اقابله واتقدم رسمي.
نور: (مكسوفة) استني انا محتاجة فرصة افكر.
يوسف: ولا تاخدي رأي عاصم.
نور اتفاجئت تاني لأنها كانت هتعمل كده فعلاً..
نور: انت عرفت ازاي؟
يوسف: عاصم معلق موافقته علي موافقتك، لو وافقتي هو هيوافق.
نور: يبقي تطلبني من عاصم الأول.. عاصم أخويا الكبير.
يوسف: بحبك.
نور فرحت علي اتكسفت ووشها بقي زي الطمطماية..
وسابته وقامت راجعة الليفنج للباقي..
عاصم شايفها داخله عليهم ووشها محمر ومكسوفة.. ولما عيونهم قابلت بعض إبتسم وهي وطت وشها في الأرض..
يوسف داخل وراها ومبتسم وفرحان..
كريم وانجي وريهام بيبصوا ليهم وفرحانين بس مستنيين هما اللي يبدأوا الكلام..
يوسف: عاصم.. نور بتعتبرك أخوها الكبير، وانا بعتبرك صاحبي، انا مليش صحاب كلهم زمايل شغل وبس، انما انت وكريم اعتبرتكم اصحابي، وبعتبر انجي وريهام اخواتي.
كريم: واحنا كمان بنعتبرك اخونا وصاحبنا.
انجي وريهام: ده صحيح.
يوسف: عاصم انا بحب نور وعايز اتقدملها رسمي، قولتلها عايز معاد من والدها قالت عاصم اخويا الكبير اطلبني منه الأول، فأنا بطلب إيد نور منك، عايزها شريكة حياتي.. اتمني توافق.
عاصم مبتسم وساكت وكلهم باصين ليه وساكتين مستنيين هيرد يقول ايه.. وسكوته طال..
عاصم: وانا مش هلاقي احسن منك يحب نور ويخاف عليها، انا موافق ان نور تاخد معاد من والدها تقابله وتطلبها.
نور: (بإستغراب) وانت مش هتكون موجود؟
عاصم: اول قعدة لأ.
نور: يبقي لأ.
ريهام: يعني ايه؟
نور: انا هبلغ بابا وهطلب معاد ليوسف وهعرف بابا ان عاصم لازم يبقي موجود، لو رفض يبقي الموضوع كله مرفوض.
عاصم: لأ يا نور.. مش عايز يبقي في مشكلة بينك وبين والدك.
نور: (بعصبية) بابا لازم يوافق علي وجودك جنبي.
عاصم: قولت لأ.
نور: يا عاصم...
عاصم: (بهدوء خبط علي مسند كرسيه) كلامي خلص.
المرة دي عاصم قالها بهدوء.. عينيه ما اسودتش زي كل مرة.. الموقف مش مستاهل..
بس دا ما يمنعش انهم كلهم قفلوا بوقهم..
عاصم: (بص لكريم) تعالي يا كريم عاوزك.
قاموا مع بعض وقفوا في الريسبشن زي ما كان عاصم واقف مع يوسف..
وبعدها بشوية اتكرر الموقف..
عاصم رجع وقال لإنجي ان كريم عايزها.. وهي كانت مش مصدقة.. بس قامت بسرعة..
ريهام بتبص ليها وهي قايمة ومبتسمة وغمزتلها.. نور فهمت اللي بيحصل وفرحت هي كمان.. يوسف مش فاهم بس لما شاف فرحة نور ولقي ان الموقف ده هو اللي حصل معاه من شوية فهم..
ريهام: (بهزار) طب وانا يا عاصم مفيش حد هيعمل معايا كده انا كمان؟
كلهم ضحكوا..
شوية وكريم وانجي دخلوا عليهم وايديهم في ايدين بعض.. أصلا انجي بتحب كريم جداً ومستنياه من زمان..
كريم وانجي عرفوهم ان انجي هتاخد معاد من ابوها عشان كريم يجي يخطبها..
ريهام شغلت اغاني وكانوا بيهيصوا وفرحانين ببعض..
كانت فرحتهم كبيرة.. وكانت فرحة عاصم بيهم وهو قاعد علي كرسيه ساند ضهره وبيبص عليهم وهما بيرقصوا أكبر..
ومشيرة جنبه قاعدة علي مسند الكرسي حطة ايدها علي كتفة وبتبص ليهم بفرحة.. وفرحانة أكتر لفرحة نور..
كان علي وشها ابتسامة جميلة وفي عيونها دمعه بتلمع من فرحتها بنور وبيهم كلهم..
مشيرة: نور بتفكرني بنفسي يا عاصم، وريهام بتفكرني بـ ليل، وكريم ويوسف بيفكروني بـ علي، إسأل عليهم يا عاصم.
عاصم: حاضر.
نور في وسط تنطيطها بتبص لعاصم بتلاقيه قاعد مبتسم وبتحس بمشيرة جنبه.. بتبتسم وعينيها بتلمع وبتشاور بعينيها علي مكان مشيرة بالظبط، وعاصم بيهز دماغه بمعني صح.. نظرات التلاتة لبعض كأنهم في عالم لوحدهم محدش حواليهم.. ومفيش أغاني شغاله حواليهم.. مفيش غيرهم هما التلاتة..
ترجع نور للواقع لما ريهام تشدها يكملوا رقص وتنطيط..
قضوا اليوم كله في هيصة واغاني وفرح وقاموا يرجعوا بيوتهم.. كلهم ركبوا عربياتهم ونور كانت جاية مع ريهام..
يوسف كان عايز يوصل نور بس عاصم قال انه هيوصلها عشان عايز يتكلم معاها..
ركب عاصم عربيته ونور جنبه (كان صلح العربية واستلمها)..
نور: انا عايزاك يا عاصم جنبي في يوم زي ده، انت اخويا ولازم تبقي جنبي.
عاصم: ما تقلقيش هي هتبقي جنبك كأني موجود بالظبط.
نور: انا عارفة انها جنبي علي طول، بعرف امتي بتبقي موجوده وامتي لأ.. بحس بيها، نفسي اشوفها يا عاصم، عايز اشوف صورة ليها.. عشان خاطري يا عاصم.
عاصم كان قرب من فيلا نور.. ركن علي جنب..
نور: وقفت ليه هنا؟
عاصم: بتثقي فيا يا نور؟
نور: (بإستغراب بس ردت بسرعة) طبعاً.
عاصم: (مد ايده لنور) هاتي ايديك.
نور من غير كلمة مدت ايده ومسكت ايد عاصم..
عاصم: غمضي عينيكي.
نور غمضت عينيها علي طول.. عاصم غمض عينيه هو كمان و ركز..
نور وهو مغمضة فجأة شافت..
فجأة حست انها مش مغمضة وشايفة، بصت حواليها لقت الصورة حواليها زي ما هي.. بس بردو حاسة انها مش الطبيعي..
شافت عاصم بيبص ليها ومبتسم، ابتسامته خليتها تهدي، فجأة لقت ايد علي كتفها، بتبص وراها لقت مشيرة قاعدة وراها..
كانت اول مرة تشوف مشيرة.. انبهرت من جمالها ورقتها.. شديتها عيونها الزرق.. وملامحها الرقيقة الجميلة..
الابتسامة الجميلة الحنينة اللي علي وش مشيرة خلت دمعة نزلت من عيون نور..
نور فضلت باصة لمشيرة ومش قادرة تنطق..
مشيرة وعاصم هما كمان ساكتين.. سايبين نور تستوعب علي مهلها..
نور بعد فترة صمت وهو مش بترفع عينها عن عيون مشيرة اللي حاسة انها بتغرق فيهم من جمالهم..
نور: مشيرة؟
مشيرة بتهز راسها بمعني ايوة وعلي وشها ابتسامة فرحة جميلة جداً..
نور: اد ايه انتي جميلة، انا مش عارفة اذا كان ده حلم او حقيقة، بس لو حلم فهو اجمل من كل احلامي واتمني لو يطول، ولو حقيقة......
سكتت مش عارفة تكمل تقول ايه..
عاصم: مشيرة اجمل من اي حلم يا نور.. مشيرة اجمل من الحقيقة.
نور: (وعينيها علي مشيرة) عندك حق.
مشيرة: كان نفسي نتقابل ونشوف بعض من مدة.
نور: وانا كمان.. انتي مش متخيلة انا فرحانة اد ايه.
مشيرة: مش زي فرحتي بيكي النهاردة بالذات.
عاصم: مش كفاية كده.
مشيرة و نور: (في صوت واحد) لأ يا عاصم استني شوية.
عاصم سحب ايده من كف نور، ونور فتحت عينيها..
بتبص لعاصم وبعد كده بتبص علي مشيرة ملقتهاش..
نور: (بتعيط) حرام عليك يا عاصم، ليه تعمل كده.. ليه؟
عاصم: مش هنفضل طول العمر هنا يا نور، لازم تروحي، وإحنا كمان لازم نروح.
نور: طب اشوفها مرة كمان.
عاصم: مش انتي بتحسي بيها.. خلاص بقي.
نور ومشيرة دموعهم نازلة.. بس مش دموع حزن.. دموع شوق..
عاصم اتحرك بالعربية ووصل نور اللي كانت زعلانة انها سابت مشيرة..
ما علقتش علي عاصم ازاي عمل كده، كانت فرحانة جدا انها شافت مشيرة، لدرجة نسيتها ازاي عاصم عمل كده..
تاني يوم..
نور بلغت ابوها ان يوسف عايز يتقدملها وعايز معاد، ابوها وافق وامها كانت فرحانة ليها جداً..
ونور طلبت من خالد ابوها ان عاصم يحضر القعدة دي، خالد قال هيفكر في الموضوع ده ويرد عليها..
يوسف بردو بلغ ابوه وامه وكانوا فرحانين ان ابنهم اخيراً هياخد الخطوة دي بعد ما كانوا تعبوا من انهم يقنعوه يخطب..
كريم بلغ ابوه انه عايز يتقدم لإنجي وامه كانت فرحانه جداً بإختياره.. وفواز ما كانش عنده اي اعتراضات علي انجي او عائلتها..
انجي كانت بتبلغ ابوها بنفس الكلام وكان فرحان لبنته عشان شايف فرحتها في عينيها وهي بتبلغه..
ريهام حكت لابوها وامها كل اللي حصل واد ايه هي فرحانة ليهم.. وهما كمان فرحوا ليهم جداً..
وكلهم اتصلوا بعاصم يبلغوه باللي حصل معاهم.. وكان فرحان ليهم..
عند الوزير..
قاعد في اجتماع خاص مع الملك..
مفيش حد من الوزرا الباقيين موجود.. اجتماع بين الملك و وزيره الأول..
الوزير بيعرض علي الملك تقارير عن شغل باقي الوزراء.. ايوة بالظبط بيراقب باقي الوزراء من غير علمهم بأمر من الملك..
الملك راضي نوعاً ما عن الشغل اللي بيتعمل الفترة اللي فاتت بس دايما عايز شغل أعلي..
بعد ما انتهت التقارير والمناقشات ما بينهم وحددوا مع بعض خطة الفترة الجاية..
الوزير: في تقرير جلالتك بره شغلنا.
الملك ساكت مستني الوزير يتكلم..
الوزير: عندنا شكوك بالنسبة للي حصل في لندن.
الملك بان علي وشه الإهتمام بس بردو مش بيتكلم..
الوزير: الفيل كان في لندن عايز يخلص من فواز الرشيدي وخالد الجابري وفادي وصفي في ضربة واحدة، عشان القرارات اللي كان عايز يتوافق عليها في الغرفة، وحاول ينفذ في مصر بس ظهر قدامه مشكلة وقفت الموضوع، المضحك انه كان بيحاول يخلص من المشكلة دي بالصدفة من جنب تاني، وهو..
الملك: (بيقاطعه) يعني ايه مشكلة كان عايز يخلص منها ووقفت قصاده انه يخلص من التلاتة.. مشكلة ايه؟
الوزير: شاب كان الطابية عايز يقتله هدية لواحد من رجالته، اللي هو بيمر دلوقتي بالإختبارات عشان يبقي الطابية الجديدة، الشاب ده وقف قصاد رجالة الطابية مرتين، مرة لما حاول يخلص من فادي وصفي، و مرة لما فواز وفادي وخالد كانوا مجتمعين عند فادي وبالصدفة كان الشاب ده عند فادي في البيت، وأثناء.........
الملك: (بيقاطعة) وهو كان عند فادي ليه؟
الوزير: يبقي زميل بنته جلالتك.
الملك: (بهدوء) انت عايز تفهمني ان عيل عنده 20 سنة وقف قصاد الطابية؟
الوزير: ده اللي حصل جلالتك.
الملك ما ردش بس شاور بدماغه بمعني كمل..
الوزير: بعدها سافروا.. خالد الجابري سافر وخد مراته وبنته معاه وخد معاه ابن فواز وبنت فادي والشاب كمان سافر معاهم، والطابية سافر وراهم وحاول يخلص من خالد هناك وياخد الولاد، بس فجأة ظهر فواز وفادي في لندن وخدوا الولاد ورجعوا علي طيارة خاصة مصر، وفضل الشاب هناك، وبعدها حصل مجموعة حوادث انتهت بموت الطابية.
الملك: و ايه علاقة الشاب ده بموت الطابية؟
الوزير: شكوكي جلالتك انه هو اللي قتل الطابية.
الملك: ابعت فريق يخلص عليه.
الوزير: انا بستأذن جلالتك ان الفريق يكون من القوات الخاصة.
الملك بإستغراب واضح و دي من المرات القليلة اللي بتظهر انفعالاته فيها..
الملك: القوات الخاصة!! انت اتجننت، شكلي هرقي وزير أول جديد.
الوزير: (بسرعة) انا بعتذر جلالتك، لكن الشاب ده لوحدة قدر يقتل كل الحرس والمرتزقة اللي كانوا مع الطابية، حضرتك عارف ان كل حرس الطابية كانوا من النخبة في الفرقة أ، ومع ذلك قدر عليهم هنا وهناك.
الملك: (بدأ يتعصب) مين ده اللي يعمل في رجالتنا كده؟
الوزير: اسمه عاصم الجيوشي.
الملك سمع الإسم وبرق بس ما قالش اي تعليق وفضل ساكت شوية..
الوزير بقي عنده شك ان الملك يعرفه.. بس منين و ازاي.. ما يعرفش..
الملك: بعد تنفيذ خطط المرحلة الجاية عندك تصريح بإستخدام القوات الخاصة في تصفيته.. عايز راسه..
سكت شوية لما خد باله انه شكله هيبان ان في حاجة بينه وبين عاصم..
الملك: احنا ما نسيبش حق رجالتنا عشان الهيبة بتاعتنا ما تتهزش يا وزير.. فاهم.. الهيبة يا وزير.
وسابه وقام مشي وكده الاجتماع انتهي..
الوزير بقي متأكد ان الملك يعرف عاصم.. والموضوع بقي شخصي مش مجرد هيبة بيحافظ عليها..
بس يعرفه منين.. ده السؤال..
عند عاصم..
فاتت الايام عادية مفيش جديد..
يوسف أجل معاد المقابلة مع خالد ابو نور عشان اتكلف بمهمة..
انجي حددت معاد لكريم و أهله عشان يجي يتقدم ليها..
في اليوم اللي كريم وابوه وامه راحوا يخطبوا انجي.. نور وريهام كانوا عندها ومعاها من أول اليوم..
فواز و عمر اتفقوا وكان عمر مرحب بكريم جداً عشان شايف انه شخصية كويسة خلال فترة تعاملة المدة اللي فاتت في إصابة نور..
واتفقوا علي معاد الخطوبة وعمر وضح ان الجواز هيبقي بعد الجامعة..
عدي اسبوع و رجع يوسف من مهمته وحدد معاد مع خالد ابو نور..
ونور عرفت عاصم..
عاصم حاول يفلت من الحاح نور بس صعبت عليه لما بكت ودموعها نزلت.. وشايف مشيرة دموعها نازلة عشانها هي كمان..
عاصم اتصل بخالد وبعد نقاش مش طويل خالد وافق ان عاصم يحضر القعدة..
يوم المقابلة..
عاصم وصل قبل الضيوف وقاعد مع خالد بيتكلموا والبنات كمان وصلوا ومع نور و امها في اوضتها..
خالد: عرفت اخر اخبار هارون؟
عاصم: لأ.. ما اهتمتش اعرف بعد البراءة.
خالد: هارون خرج منها رغم التسجيل اللي بصوت الظابط اللي لفق لك القضية، الظابط رجع غير اقواله وقال انه قال كده عشان يخف عن نفسه الحكم.
عاصم: ما اعتقدش ان عمل كده من دماغه، اكيد بالإتفاق مع هارون.
خالد: بالظبط، الموضوع كله اطبخ والظابط شالها لوحده، و رسيت علي انه خرج من الخدمة بعد ما ناس كتير اتدخلت و منهم هارون.
عاصم: وانت علاقتك بهارون بقت ازاي دلوقتي، وخصوصاً بعد كلام نور ليه؟
خالد: انا ما يفرقش معايا هارون، ومش هيعرف يعمل معايا حاجة.. وانا اعرف احمي بنتي كويس.
عاصم: انا مش بتكلم علي حماية نور.. (عينيه بتسود وبيغضب) اللي يقرب من نور أدمره.
خالد بيتهز من شكل عيون عاصم.. وعاصم بيرجع بسرعة لطبيعته..
خالد: علي الرغم من زعلي علي نور من الحادثة اللي حصلت ليها وكنت متضايق منك اوي عشان حسيت انك السبب في كده، علي اد ما انا مطمن عليها معاك.. انا عارف انها اتعلقت بيك في وقت صغير جداً، ممكن عشان ملهاش اخوات، وممكن عشان شافت فيك اللي انا ما شوفتوش كأخ، بس أياً كانت الأسباب فأنا مطمن عليها و انت جنبها..
عاصم: انا عارف انك لسه زعلان مني ومتضايق من اللي حصل، بس صدقني حق نور هجيبه من اللي عملها، ممكن يكون الراجل اللي ضربها المطوة مات.. بس اللي أمره يعمل كده لسه عايش، و ده اللي هجيب حقها منه.
خالد: مين اللي أمر بكده؟
عاصم: هو مكنش قاصد نور، بس بالنسبالي هو السبب.
خالد: مين يا عاصم.. مين؟
عاصم: سعد السباعي.
خالد: النائب السابق؟!! مش دا واحد من اللي انت قولت اساميهم انهم السبب في اللي حصل لعائلتك؟
عاصم: بالظبط.
خالد: وهتعمل معاه ايه؟
قطع كلامهم رنة جرس الباب والخدامة بتفتح..
قام خالد وعاصم يستقبلوا يوسف وأهله.. أبوه و أمه وأخوه..
قعدوا وبيتعرفوا علي بعض وعاصم ساكت بيتكلم في أضيق الحدود وسايب لخالد المجال كأب وبيسأل عريس بنته..
نزلت ام نور ونور يرحبوا بالضيوف، نور كانت جميلة جداً خطفت العيون بجمالها..
وخدوا ام يوسف تقعد معاهم ومع البنات..
ابو يوسف: انا اللي فهمته من كلام يوسف ان نور وحيدة.
خالد: عاصم يعتبر أخو نور الكبير.
يوسف: ايوه يا والدي، نور وحيدة بس بتعتبر عاصم اخوها الكبير، وعمو خالد بيعتبره كمان اخوها الكبير وبيبقي مطمن انها مع عاصم اغلب وقتها، لو هو مش موجود عاصم موجود.
خالد: صح يا يوسف يا ابني، انا مش بطمن وانا مسافر حتي لو في جاردات حواليها غير لما عاصم بيكون معاها.
اخو يوسف: شئ كويس ان اتنين أصدقاء يعتبروا بعض أخوات، بس ما يكونش بالإسم بس.
عاصم: لأ ما تقلقش، نور أختي الصغيرة، صحيح مش من دمي، بس ليها كل حقوق الأخت مع أخوها حتي ولو ورث.
يوسف: يا عم بعد الشر، ايه اللي جاب السيرة دي.
عاصم: الموت حق مش شر يا جو، بس انت صح خلونا نفرح بيكم.
ابو يوسف كان متابع عاصم وهو بيتكلم ومركز معاه..
ابو يوسف: طب نتكلم في التفاصيل.
خالد: قبل اي تفاصيل، الوضع هيبقي خطوبة بس لحد ما نور تخلص الجامعة.. دي نقطة لازم تبقي واضحة من دلوقتي.
ابو يوسف: ده أمر مفروغ منه.. ما تقلقش خالد بيه.
خالد: خالد بس احنا هنبقي أهل، ولا تحب اناديك بسيادة اللواء.
ابو يوسف: لأ من غير رسميات.. ناديني ابويوسف انا بحب ينادوني كده.
خالد: تمام يابو يوسف، وانا خالد بس او ابو نور لو تحب.
ابو يوسف: تمام يابو نور، نتكلم بقي في التفاصيل المعتادة.. طلباتك؟
خالد: المهر هيبقي .......... والشبكة دي هدية يوسف لنور، الشقة هيختاروا عفشها مع بعض و...
عاصم: انا اسف لمقاطعة حضرتك.
خالد: مفيش حاجة يا عاصم.. خير عايز تقول ايه؟
عاصم: في فيلا جنبي اشتريتها ودي هتبقي هديتي لنور ويوسف.
طبعاً كلهم اندهشوا من المفاجأة.. خالد ابتسم..
يوسف: (بضيق خفيف) بس انا مراتي تعيش علي اد ظروفي يا عاصم.
عاصم: انا مقولتش اننا هنصرف عليها يا يوسف، الزوجة الأصيلة تعيش علي أد ظروف جوزها وتستحملها طالما بتحبه، انما دي هدية بعيد عن اي حاجة.
يوسف: زي مزرعة لندن؟
عاصم: لأ مزرعة يوركشاير الوضع فيها مختلف.. انا اعتبرت المزرعة ورث نور مني.
ابو يوسف: انت عندك مزرعة في انجلترا؟
يوسف: ايوة يا والدي، مزرعة كبيرة بقصر فخم في يوركشاير، عاصم اشتراها وخلي نور تمضي عقودها بإسمها.
ابو يوسف: انت مصدر ثروتك ايه؟
طبعا السؤال كان رخم.. وفضولي أكتر من اللازم.. خالد ويوسف قلقوا من رد فعل عاصم.. وحسوا ان في نبرة إتهام في السؤال.. و ده قلقهم أكتر..
يوسف لسه هينطق عشان يهدي الجو اللي هيتكهرب دلوقتي..
بس عاصم سبقه..
عاصم: انا عاصم الجيوشي.. الوريث الوحيد لعائلة الجيوشي، أكيد واحد في مركز حضرتك سمع عن عائلة الجيوشي، وعارف هي كانت ايه وثروتها أد ايه.
ابو يوسف: وفهمت كمان انت بتتكلم بالطريقة دي ليه.. أقصد الأسلوب والسكوت والشخصية.
يوسف: انا للحظة قلقت منك يا عاصم.
عاصم: (بإبتسامة خفيفة) مفيش حاجة تقلق يا جو، المهم.. زي ما قولت دي هديتي ليكم.. (بيبص لخالد) تقدر تكمل كلامك حضرتك.
خالد: (بيبتسم) تمام.. نكمل.
وفضلوا يتكلموا في التفاصيل واتفقوا علي كل حاجة وعلي معاد الخطوبة..
نور كانت فرحانة.. مش عشان هتتخطب هي فعلاً معجبة بيوسف.. بس فرحانة بعاصم وحاسة بفرحة مشيرة وكان نفسها تشوفها في اللحظة دي..
خلصت القعدة واهل يوسف اتحركوا يروحوا وفضل يوسف شوية بيتكلم مع نور..
وقاعد علي جنب هو نور قصاد عين ابوها وامها وكان معاهم عاصم وانجي وريهام..
شوية ونادي خالد عليهم يقعدوا معاهم..
يوسف: ما تزعلش يا عاصم من كلام بابا، هو استغرب بس من اللي عملته.
خالد: ما تقلقش يا يوسف، لو كان زعل كنا هنعرف كويس اوي.
وضحك وكلهم ضحكوا..
عاصم: ما تقلقش يا يوسف، والدك عايز يطمن عليك ويشوف اللي بيتكلم ده مين، عادي يعني.
خالد: انا حسيت يا عاصم انك كنت هتقولها.
كلهم ضحكوا..
عاصم: مش للدرجة دي يا جماعة.. بس دا ما يمنعش اني أأكد علي كلامي ليك قبل كده تاني يا يوسف.
يوسف: ما تقلقش يا عاصم، مش هيحصل.
نور: كلام إيه؟
يوسف: عاصم حذرني ان لو يوم اشتكيتي مني هيقتلني.
نور بتبص لعاصم بحب أخوي حقيقي.. وبخوف بسيط علي يوسف..
عاصم: انا ما قولتش كده.. عشان نور ما تقلقش من كلامي.. انا قولت لو حصل في مرة جت تشتكي منك ومش بتكلم عن مشاكل بين اي اتنين متجوزين.. انا بتكلم ان لو حصل في مرة مديت ايدك عليها او خنتها يا يوسف.. نور هتاخد لقب أرملة في مش مطلقة.
كلهم سكتوا شوية.. وانفعالاتهم مختلفة..
نور وانجي وريهام.. كانوا فرحانين ان ليهم أخ كبير بيخاف عليهم..
خالد ومراته كانوا مطمنين علي بنتهم من بعدهم..
يوسف احترامه لعاصم بيزيد وهو كده كده بيحبها فعلاً.. ومش بيفكر أبدا انه يعمل حاجة تجرحها..
ريهام: انا فرحانة بجد انك بتعتبرنا اخواتك يا عاصم، لو جالي عريس انا مش هتنازل عن انك تكون قاعد مع بابا زي ما عملت مع نور.
انجي: معلش يا عاصم معرفتش اعملها.. حقك عليا..
عاصم: انتوا اخواتي مفيش بينا اعتذارات يا انجي، وانتي يا ريهام لما يحصل.. غصب عنك هكون موجود في قعدة الاتفاق زي نور.
ريهام: اخويا اللي مشرفني..
كلهم ضحكوا.. خلصت القعدة و يوسف وعاصم روحوا..
فات كام يوم وعاصم نزل اشتري عربية جديدة واحتفظ بالقديمة عشان ليها ذكريات جميلة..
كلهم بيتقابلوا عند عاصم.. حتي يوسف كان بيكون معاهم في الأوقات اللي مش عنده مهمات..
قضوا اوقات كتير حلوة مع بعض.. فرح و ضحك و حب..
خلاص الأجازة بتخلص والدراسة هتبدأ..
جعفر اترقي بقي الطابية الجديدة (مكان الباشا).. دنيا جديدة وسلطات اوسع تحت حكم الوزير..
خلاص كبر علي الشغل اللي كان بيعمله في الصعيد..
و عرض فرصة العمر علي سليمان إنه يبقي الراجل بتاعه في الصعيد مكانه..
وسليمان ما سابش الفرصة دي، وما فرقش معاه سعد.. الفرصة دي بتيجي مرة واحدة في العمر.. ومفيش فيها أصحاب..
وهما ما كانوش اصحاب هي المصالح كانت متفقة مع بعضها.. متفقين يكبروا مع بعض ويزيحوا جعفر من سكتهم.. بس لما المصالح اختلفت .. باع سعد و سابه وراه..
جعفر عشان عارف ان الوزير مش بيحب يتسأل.. ما طلبش منه حاجة بخصوص عاصم..
الوزير راجل ذكي شايف السؤال في عيون جعفر.. وعاجبه ان جعفر ملتزم بالتعليمات وبيسمع الكلام وينفذه..
هارون طلع سليم من القضية زي ما عرفنا.. صادق شالها لوحدة وقال انها اسباب شخصية بينه وبين عاصم..
اتعزل من رتبته واتشال من الخدمة وخد حكم بالسجن.. بس هارون وعده انه هيطلعه منها ويعوضه.. وفعلاً عمل كده..
عاصم وصل لواحد من اللي كانوا معاه في سجن الإستئناف ساعة قضيته.. وطلب منه سلاح..
عرض علي مسدس هيكلر هدية منه.. بس عاصم طلب آلي..
بعت معاه واحد من رجالته لواحد حبيبه.. عرض عليه حاجات كتير بس في الآخر عاصم أخد MK47 و 3 خزن..
اتعامل معاه قبل كده.. خدهم عاصم حطهم في البيت في المكتب وخباهم كويس..
طارق عرف ان انجي وكريم اتخطبوا وعرف ان يوسف خطب نور..
فعرض علي أبوه عشان يأمنوا دنيتهم انه يخطب شيماء بنت اللواء عادل فؤاد..
ابوه وافق وقال انه كان هيعرض عليه الخطوبة دي..
خدوا معاد من عادل وراحوا طلبوا شيماء و وافقت وعادل اضطر يوافق.. واتفقوا بردو علي كل حاجة..
عاصم بقي يومياً يدرس ويدور علي اي معلومة تخص مجال الطاقة اللي خرج من عقله، ازاي يكرره بمزاجه ويسيطر عليه، هو عارف انه ساعة الخطر بيظهر، بس بيبقي ملوش اي سيطرة علي قوته او المدي بتاعه..
وعرف انه اليوجا والتأمل بدون اي استخدام لطاقة لعقله بتخليه يسيطر أكتر علي عقله..
يكون في حالة السكون المطلق..
ايام كتير عدت عليه وهو كل ليله بيتأمل وبيكون في حاله سكون.. عقله بيبقي اقوي و أصفي يوم عن يوم..
حتي مجال قدرته علي قراءة الأفكار بيوسع.. قبل كده ما كانش محتاج ده وما كانش مهتم..
بس الوضع دلوقتي بقي مختلف وخطر..
سعد مش عايز يوم يعدي يكون عاصم هادي.. عايز يضيق عليه ويخنقه عشان يعرف يخلص منه..
كان الأول عايزه حي يقتله بإيده ويشمت فيه.. بس بعد كده بلغ رجالته انه مش عايزه حي.. اللي يعرف يقتله في ساعتها يعملها..
عاصم ما اتكلمش في الموضوع ده مع حد بس سعد حاول يقتله 3 مرات تاني بعد خروجه من السجن..
مرة عربيات زنقت عليه وحاولت تقلبه وكأنه فيلم (نيد فور سبيد) علي الطريق وفلت منهم وقلب عربية منهم..
مرة لعبوا في فرامل العربية بتاعته لما كانت في جراج المول اللي كان مع الشلة فيه.. وكان هيموت فيها فعلا بس لسه ليه عمر..
مرة عربية عدت من جنبه وهو سايق وضربت عليه نار وخد طلقة في كتفه قبل ما يبعد بالعربية، والعربية التانية تهرب..
عاصم مجابش سيرة عن الحوادث دي لحد.. مش عايز يقلقهم وخصوصاً نور.. عشان تركز في خطوبتها..
نور و يوسف و كريم و انجي اتفقوا انهم يعملوا خطوبتهم مع بعض..
كان في اعتراضات من فواز بس في الآخر قدروا كلهم يقنعوه و وافق..
وقرروا ان يكون قبل الدراسة..
وكانت حفلة كبيرة وجميلة جداً.. وحضرها شخصيات تقيلة جداً في البلد.. وكانت متأمنة كويس جداً..
وكانت فرحة عاصم ومشيرة بنور والباقي كبيرة جداً.. بس مشيرة كانت فرحانة جداً جداً بنور.. كأن بنتها اللي بتتخطب..
اللواء عاد ومراته وبنته شيماء حضروا الخطوبة.. وشيماء كانت بتسلم بتكبر علي البنات وهما كان بيسلموا ببرود واشمئزاز..
وكان المود بتاعهم هيتقلب بس عاصم بص لريهام تروح تهدي انجي..
انجي هديت بسرعة.. هي أعقل من انها تعصب نفسها في يوم زي ده..
نور بقي عاصم راح لها بنفسه ووقف جنب الكرسي بتاعها.. مسك كف ايديها وهي بصت ليه.. فهمت.. لسه هتغمض عينيها ضغط كف ايديها بمعني لأ.. غمض عينيه وهو واقف جنبها..
نور بتبص حواليها وهي مفتحة وشايفة كل حاجة طبيعي بس كأنها مستنية حد أو بتدور علي حد.. يوسف بيص ليها بإستغراب.. بتدور علي مين..
شايفة مشيرة جاية عليها ولابسه فستان أسود جميل.. (نفس الفستان اللي كان في خطوبة علي وليل) شكلها وهي داخلة كان جميل.. وقفت جنب عاصم بحيث اللي يشوف نور وهي بتبص لمشيرة او بتكلمها يفهم انها بتكلم عاصم..
عاصم فتح عينيه بس لسه ماسك كف نور عشان يحافظ علي الاتصال..
مشيرة: (بدموع فرح وابتسامة فرحة جميلة) الف مبروك يا نور.. حبيبتي انت مش متخيله فرحتي بيكي عامله ازاي.
نور: انا اللي فرحانة اني شوفتك دلوقتي.. عايزة اقوم اخدك في حضني.
عاصم: اعقلي يا مجنونة.
نور: انتي اجمل هدية جات ليا النهاردة.. شكرا بجد يا عاصم.
مشيرة: بس خدي بالك يا نور، محدش هيصدقك انك بتشوفيني، هيقولوا عليكي مجنونة.
نور: انا مش هحكي لحد أصلا اني بشوفك، دا سر بيننا احنا التلاتة..
يوسف كان بيكلم كريم جنبه وانجي.. وبيتعدل يبص لنور اللي شايفها بتتكلم مع عاصم وهي ماسكة ايده..
للحظة غار عليها من عاصم.. وعاصم حس بيه.. وشاف نظرة عينيه.. وسحب ايده بهدوء من كف نور..
نور طبعاً اتفاجئت بإختفاء مشيرة.. وبتبص لعاصم وعينيها هتبدأ تدمع..
نور: ليه يا عاصم.. ليه كل مرة بتعمل كده؟
عاصم: انتي مخطوبة يا نور دلوقتي، لازم تحافظي علي مشاعر خطيبك، يوسف ممكن يغير عليكي.
نور: يغير عليا من أخويا، دا انا ابوظ الخطوبة دلوقتي.
عاصم: اعقلي يا مجنونة.. من حقه يغير عليكي، وهو عارف انك بتعامليني كأني أخوكي بس انا مش أخوكي بالدم.. يبقي لازم تراعي مشاعره.. وانتي عارفه انه بيحبك.. يبقي تحافظي وتراعي مشاعرة.. فهمتي؟
نور: فهمت.
عاصم: يلا خليكي معاه.
وسابها واتحرك يبقي في وسط المعازيم.. ونور لفت ليوسف كان باصص لها.. مسكت ايده وابتسمت له بحنان وطبطبت علي ايده.. فإبتسم ليها.. وفهموا بعض..
بعد شوية حضر هارون ومراته وابنه طارق، عادل بلغه بالخطوبة وانه (عادل يعني) معزوم، و هارون بمنتهي البجاحة راح يحضر..
فواز و فادي وخالد وقفوا يسلموا علي هارون لما قرب منهم.. وبيتعاملوا ببرود..
فواز و خالد كانوا شايلنها لهارون انه كان هيمد ايد علي عيالهم، فادي اللي كان واخد موقف عشان خاطر عاصم..
راح هارون يسلم علي العرسان.. اللي سلموا عليه ببرود وهو ببرود أكتر..
انجي وكريم بيسلموا ببرود وكريم كان مخنوق من هارون وطارق انهم حضروا.. بس انجي كانت ماسكة ايد كريم وبتهديه..
بعد ما هارون مشي يسلم علي يوسف ونور..
انجي: انا عارفة انك متضايق من وجوده يا حبيبي بس هو قاصد كده، ما تفرحوش انه ضايقك.
كريم: انا مش عارف ايه البجاحة اللي هو فيها دي.
انجي: عشان خاطري يا حبيبي ما تضايقش نفسك في يوم خطوبتنا.. هزعل بجد.
كريم: (بإبتسامة) وانا مقدرش علي زعلك في يوم زي ده.
هارون كان وصل عند يوسف ونور وبيمد ايده يسلم علي يوسف اللي احترم نفسه قبل ما يحترم هارون وقام سلم عليه..
هارون بيلف لنور وهيسلم عليها قبل ما يمد ايده يسلم علي نور كان عاصم بياخد ايد هارون في ايده..
هارون: انت هنا.. كنت هسأل عليك العروسة.
عاصم: عملت اللي انت عايزة؟ تمام.. تاخد ابنك ومراتك و تمشي دلوقتي وبلاش نتقابل تاني ولو صدفة.
نور بتتوتر من الموقف اللي هيولع دلوقتي (هارون مش هيسكت وهيعمل شوشرة ملهاش لازمة) ويوسف بيقوم عشان يلحق يلم الموقف.. فواز وخالد وفادي شافوا الوضع وبيتحركوا من مكانهم رايحين ناحية العرسان يلموا الوضع..
هارون ببرود لسه هيتكلم..
عاصم عينيه اسودت وضغط علي كف ايد هارون عصر عضمها..
عاصم: (بهدوء) كلامي خلص.
رغم دوشة الدي جي والحفلة والناس.. بس يوسف ونور، وكريم وانجي، وهارون طبعاً وابنه طارق اللي واقف جنبه..
سمعوا الكلمة بوضوح كأنها طلقة في سكون الليل..
رعب رهيب كان في قلب هارون وطارق.. طارق بالذات مكانش عايز يروح عشان مش عايز يقابل عاصم..
يوسف وكريم وانجي محسوش بالإحساس اللي بيحسوه لما بيقول الكلمة دي..
يمكن عشان طاقتها مش متوجهه ليهم..
نور اللي اول ما سمعت الكلمة ابتسمت وحست براحة.. وبصت لهارون وطارق بشماته..
فواز وفادي وخالد كان وصلوا عند الاستيدج للعرسان.. وشايفين الكل ساكت..
عاصم ساب ايد هارون اللي اول ما عاصم سابه لف ومسك ايد ابنه وخرجوا بسرعة من المكان ومراته حصلتهم وهي مستغربة من اللي بيحصل..
فواز بيبص لعاصم اللي كانت عيونه بترجع لهدوءها وبيبص للباقي كانوا بيبتسموا..
فهموا ان مفيش مشكلة والموضوع انتهي.. ومحبوش يسألوا عن اللي حصل دلوقتي.. يبقوا يستفسروا بعدين بعد الحفلة..
كملوا الحفلة والليلة كانت جميلة والأجمل كانت فرحة نور ويوسف وكريم وانجي.. وعاصم ومشيرة فرحانين بيهم أكتر..
وبعد كده قاموا كلهم والعرسان كانوا هيسهروا مع بعض الأربعة.. وطبعاً مارضيوش يتحركوا من غير عاصم معاهم..
خرجوا الستة وسهروا طول الليل وبعد كده كريم وصل انجي، وعاصم ساب يوسف يوصل نور..
و اكد علي نور انها اول ما توصل تطمنه عليها..وعشان انجي ما تزعلش أكد عليها بردو انها اول ما توصل تعرفه..
عاصم فضل يلف بالعربية شوية مش عايز يرجع الفيلا..
جاله تليفون من انجي الأول انها وصلت، وبعدها تليفون من نور انها وصلت هي كمان، وكان متوقع الترتيب ده، كريم هيروح انجي علي طول، انما يوسف هيتدلع في الطريق شوية..
عاصم وهو بيكلم نور كان في طريقه للفيلا ووصل وهو بيقفل معاها..
عاصم رجع الفيلا ودخل من البوابة الخارجية للجنينة..
كان نازل الجراج بس وقف في نص الممر ونزل من العربية..
احساس غريب بالخطر جاله فجأة..
مشيرة واقفة عند باب العربية التاني ومركزة جداً وبتبص حواليها..
عاصم ما نزلش الجراج وساب العربية واتحرك ناحية الفيلا.. و بيفتح الباب..
فجأة رجالة كتير طلعوا علي عاصم من كل حتة جوة الجنينة ومن الجراج..
وضرب النار اشتغل.. وفي أزايز مولتوف بتترمي علي الفيلا.. والدنيا ولعت..
عاصم رمي نفسي علي الأرض ودخل الفيلا وضرب الباب برجله قفله..
زحف لحد ما وصل المكتب وطلع منه الـ MK47 و الـ3 خزن الإضافي حط واحدة في السلاح وحط الاتنين التانيين في جنبه..
وبدأت الجولة التانية..
ضرب عليهم نار وهما بيردوا عليه..
طلقات كتير منهم و مش عارفين يخلصوا عليه.. بس كان عنده اصابات كتير.. كتير اوي.. وبينزف من أماكن كتير..
والطلقة منه براجل.. لحد ما خلص الرصاص اللي معاه واللي بره لسه ما خلصوش والفيلا النار ماسكة فيها..
يعني لو ما ماتش من الرصاص هيموت محروق او مخنوق من الدخان..
واقف ساند ضهره للحيط وبيدور علي طريقة تخرجه من الموقف الأسود اللي هو فيه..
مشيرة واقف قصاده وملامح الخوف علي وشها..
مشيرة: انا قولتلك ما تعملهاش تاني.. بس الظروف بتجبرنا علي كده.. طلع طاقتك يا عاصم.. (وبصوت قوي وعالي) دافع عن نفسك.
عاصم غمض عينيه لحظات وفجأة فتحهم..
مش عارف اوصفلكم شكل عيون عاصم كان عامل ازاي المرة دي..
تحس انهم بينوروا.. مش نور ابيض زي اللي نعرفه او بنشوفه في عيون الابطال في الأفلام..
لأ.. كانت عيونة سوده بالكامل وليها بريق غريب.. كأنه نور أسود..
فجأة الناس اللي بره كأن في قنبلة اترمت في وسطهم..
هما ما انفجروش.. بس اترموا في دايرة كأن في انفجار حصل في وسطهم والموجه بتاعته رمتهم في كل حته..
جسمهم سليم من بره بس بينزفوا من جوا..
قام عاصم وخرج من الفيلا..
بيبص علي اثار الحرب والدمار اللي حصلوا..
اكتر من 150 راجل مرمين علي الأرض فيهم اللي مات من رصاص عاصم وفيهم اللي مات من موجة عقله..
عاصم قرر ان سعد لازم تكون نهايته الليلة.. مش هينفع يصبر عليها أكتر من كده..
سعد كان أقرب للنجاح المرة دي أكتر من أي وقت فات، وأكتر من أي حد عاصم واجهه قبل كده..
ركب عربيته التانية (القديمة) العربية الجديدة اتدمرت وسط ضرب النار.. و راح عند سعد في الشيخ زايد..
الفيلا كانت من غير حراسة..
سعد كان بعت كل رجالته في الهجوم ده..
عاصم رن الجرس وفتحت الخدامة..
اتخضت من منظر عاصم وهو بينزف من كل حته ولبسه متقطع ومحروق والرماد والدم علي وشه وجسمه..
عاصم بص ليها.. بعدت بتوسع لعاصم الطريق..
عاصم دخل الفيلا وكان سعد في وشه اول ما دخل الريسبشن..
سعد عرفه علي طول.. مستحيل يتوه عن ملامح عبد الملك الجيوشي او سليم ابنه..
حاول يطلع سلاحة بس مش عارف.. كأن في حد ماسك ايده..
عيون عاصم كانت في اسود حالاتها.. بس مش زي ما كانت في الفيلا من شوية.. كانت أقل..
عاصم افتكر كل اللي حصل زمان..
موت ابوه وجده موت كل أهله.. موت عمته جيهان..
نور وهي بتاخد المطوة في بطنها..
ووقف عند اللحظة اللي بتموت فيها مشيرة..
ركب دماغ سعد وشاف فيها كل اللي حصل زمان تاني بس من عيون سعد..
غضبه زاد لما شافه واقف فوق جثة ابوه و جده، كان مشارك في قتلهم بنفسه مش برجالته بس زي جعفر وسليمان..
شاف نظرة الشماته في عيونه وهو بيبص لأبوه و جده..
الموت ليه حضور.. اللي بيموت واللي حواليه علي سرير الموت بيحسوا بحضوره..
لو سألتوا اهل واحد ميت لما كانوا حاوليه في الثواني الأخيره.. هيقولوا انهم حسوا بالموت حضر..
عاصم كان كده.. سعد لما شافه حس بالموت.. مش حس ان عاصم هيقتله.. لأ..
حس بحضور غريب حواليهم.. في تُقْل في المكان.. حتي النفس اللي بياخده كان صعب وتقيل..
فعلاً حس بحضور الموت دلوقتي..
سعد شايف عيون عاصم في اللحظة دي زي القبر المفتوح اللي عايز يضُمّه.. مش شايف غير ضلمته..
حس ان الدنيا حواليه بتضلم.. ضلمة في عز الضهر..
عاصم بيبص لسعد في عينيه.. بعدها بص جنبه..
مشيرة واقفة وبتبص لسعد وبعد كده بصت لعاصم..
سعد باصص لعاصم وهو متجمد مكانه مش قادر يتحرك زي التمثال..
عاصم ومشيرة بصوا لبعض لمده.. بصة طويله فيها معاني وافكار وانفعالات كتير..
بعدها.. مشيرة هزت راسه بمعني موافقة..
عاصم رجع بص لسعد.. وعينيه بتسود أكتر وأكتر.. ونورت زي ما كانت في الفيلا بس بريق أقل..
سعد بدأ يصرخ.. ويصرخ..
الشغالين اللي في البيت اتجمعوا وبيحاولوا يساعدوا سعد وفيهم اللي بيطلب الاسعاف..
وبيبصوا لعاصم بإستغراب من وقفته ومن نظرته..
محدش قدر يقرب لعاصم.. رعب رهيب مسك قلوبهم بقبضة باردة خليتهم اتنفضوا..
سعد لسه بيصرخ وماسك دماغه وبيتلوي في الأرض من العذاب اللي هو فيه..
بينزف من بوقه ومناخيره وودانه..
بيصرخ من الألم والعذاب اللي حاسس بيه..
بيصرخ من القبضة اللي ماسكه قلبه بتعصره..
سعد بدأ ينزف من عينيه وصراخه بيزيد لدرجة ان في من الشغالين اللي بقي يحط ايده علي ودانه من قوة الصريخ..
سعد شهق شهقة طويلة وجسمه اتشنج لحظات.. ومات..
كلهم اتصدموا من السكوت المفاجئ.. كلهم بصوا لعاصم برعب.. ومحدش بردو عارف يقرب منه..
عاصم بص ليهم ومسح صورته من دماغهم كلهم..
وسابهم وخرج من الفيلا..
ماشي وجنبه مشيرة والاتنين علي وشهم حزن غريب..
يتبع،،،
الجزء الرابع..
خر ج عاصم ومشيرة جنبه وعلي وشهم حزن غريب..
حزن مش مفهوم..
المفروض انهم يفرحوا انهم خلصوا من واحد من التلاتة اللي قتلوا اهلهم..
شخص كان السبب في موت مشيرة..
طب ليه الحزن ده؟
ركب عاصم عربيته وطلع علي المستشفي اللي كان محجوز فيها ساعة حادثته..
اول ما دخل الاستقبال الممرضة قامت بسرعة ورايحة عليه.. طلب منها تكلم الدكتور اللي كان متابع حالته..
كلموا الدكتور اللي كان في مكتبه ونزل بسرعة..
عاصم علي الرغم من الدم اللي نزفه والمجهود العقلي والبدني اللي عمله بس واقف بثبات.. الصداع هو اللي كان فوق الاحتمال..
دخل الطوارئ وخيطوا جروحه وعالجوا الحروق والكدمات، الدكتور قال لعاصم انه لازم يفضل تحت الملاحظة..
بس عاصم أصر انه يرجع البيت يشوف اللي بيحصل هناك..
خرج عاصم ورجع البيت وكلم حازم وهو في الطريق وقال له يحصله علي البيت عشان في مشكلة..
كانت الشرطة والمطافي والاسعاف وصلوا والمطافي طفت الحريق والبيت كان خرابة..
جمال وعواطف طلعوا بسلام بس كانوا مع رجال الاسعاف بيطمنوا علي حالتهم..
مأمور قسم التجمع كان بيدور علي عاصم في وسط الناس اللي علي الأرض..
عاصم دخل ووقف جنبه.. والمأمور اتفاجئ بعاصم..
المأمور: انت لسه حي.. انت ايه يا بني بـ7 أرواح، المرة دي ما تقولش ملكش ذنب، دول في بيتك ومش محاولة سرقة، دول أكتر من 100 راجل بكمية سلاح مهولة، دول داخلين يجيبوا راسك بأي تمن أو يحرقوا البيت عليك.
عاصم: صدقني انا معنديش اي فكرة دول مين او جايين ليه، انا لسه راجع من فرح وفجأة لقيت الدنيا بتولع من حواليا.
المأمور: انت هتيجي معايا القسم، ومديرية الأمن خدت خبر ومهتمين بالموضوع اوي.. (وطي صوته وبيميل علي ودن عاصم) مدير الأمن مهتم بالموضوع اوي، نصيحة يابني صفي مشاكلك معاه.
عاصم: انت عارف مشكلتي معاه؟
المأمور خد عاصم ووقف علي جنب بعيد عن ان حد يسمعهم..
المأمور: ايوة عارف.. انا اول واحد شاف الفيديو بتاع الحادثة، ولما لبست قضية المخدرات كنت متأكد انه هو اللي وراها، بس يابني انا خلاص قربت اخرج من الخدمة، ما كنتش اقدر اقول لأ لما قال اخفي الفيديو، بس ما قدرتش اسكت كتير، انا اللي سربت الفيديو لرجالة فواز الرشيدي لما كانوا بيدوروا عليه.. كان لازم الفيديو يخرج عشان يعرفوا يتصرفوا.
عاصم: انا بشكرك علي اللي انت عملته، بس انا مش عارف هارون عايز ايه تاني، انا لسه مقابله من شوية في الفرح اللي كنت فيه، وقولتله ياريت ما نتقابلش صدفة حتي.
المأمور: انت مجنون يابني، حد يقول لمدير الأمن كده، ما هو أكيد هيحطك في دماغه.
عاصم: (بخبث) تفتكر هو اللي ورا الموضوع ده؟
المأمور بيتخض وبيبص حواليه اذا كان حد سمع اللي بيتقال..
المأمور: وطي صوتك، انت اتجننت.. مستحيل يعمل كده (بيبص حواليه وبيطمن) ما استبعدش انه يعمل كده.. (بيفكر شوية) بس لأ مش طريقته، طريقته هي قضية المخدرات اللي لبسهالك، الدم مش طريقته.
عاصم: هشوف هنوصل انا وهو لإيه، المهم ايه الوضع دلوقتي؟
المأمور: سؤال بس الاول بعيد عن اي حاجة.. و بيني و بينك، كل الرجالة دي كان معاها كلاشينكوف، في حتة سلاح غيرهم موجودة اتحرزت، الحتة بتاعتك؟
عاصم: ايوة.
المأمور: ما تقولش في التحقيق انها بتاعتك، قول زي المرة اللي فاتت انك ضربتهم بسلاحهم.
عاصم: (ابتسم) تمام.
المأمور: عشان لو قولت كده هارون هيسيب كل ده وهيخليهم يمسكوا في انك معاك سلاح آلي بدون ترخيص، و دي قضية حيازة سلاح فيها 7 سنين سجن.. فهمت؟
عاصم: انا بشكرك بجد علي كل اللي عملته معايا.
المأمور: من غير شكر.. انا لا شوفتك ولا أعرفك.. فاهمني طبعاً.
عاصم: (بيبتسم) فاهمك.
بيقرب منهم ظابط برتبة ملازم..
الملازم: جت إشارة يا فندم بضبط وإحضار عاصم سليم الجيوشي لمديرية الأمن.
المأمور باصص للملازم وساكت و طول في سكوته.. لدرجة ان الملازم قلق..
المأمور: بدأنا اللعب.
الملازم: مش فاهم يا فندم.
عاصم: لأ ما تشغلش بالك، (بيبص للمأمور) يلا نلعب.
طلعوا علي مديرية الامن وعاصم كلم حازم يغير طريقه ويروح علي هناك..
بدأوا التحقيق وكان واضح ان العقيد اللي بيحقق بيتلكك لعاصم، بس حازم اثبت انه محامي داهية رغم صغر سنة، المحقق معرفش يدين عاصم بأي حاجة، لأ و حازم طلب حراسة من الشرطة علي بيت عاصم، وطلب الموافقة علي رخصة سلاح كمان..
بعد 3 ساعات من التحقيق.. المحقق معرفش يوصل لأي حاجة يدين بيها عاصم فإضطر يسيبه..
عاصم وحازم خرجوا قابلوا المأمور اللي استقبلهم بإبتسامة فرح حقيقية.. وعرف اللي حصل من حازم وإطمن علي عاصم..
خارجين التلاتة وقابلوا هارون في وشهم ومعاه ظباط كتير حواليه.. هارون اول ما شاف عاصم غير طريقه ومشي في ممر في الجنب..
عاصم ابتسم والمأمور وحازم استغربوا اللي حصل..
خرجوا و واقفين قصاد العربيات.. سلموا علي المأمور وعاصم ركب مع حازم هيوصله..
حازم: بص انا مش هسألك اللي حصل ده حصل ازاي و ليه، انا عارف انك مش هتجاوب، بس الموضوع بقي خطر جدأً يا عاصم، العدد اللي هجم عليك ده محصلش الا في هجمات إرهابية.
عاصم: و اهو كلهم ماتوا يا حازم، ما تقلقش عليا.
حازم: وهتعمل ايه دلوقتي؟
عاصم: هطلع علي الفيلا اشوف عواطف وجمال اديهم اجازة وفلوس تبقي معاهم لحد ما اصلح اللي حصل في الفيلا.
حازم: سيب الفيلا عليا انا بكره الصبح هخلي مقاول يجي يشوف اللي يتعمل ويشتغل علي طول.
عاصم: تمام وانا هقعد في فندق لحد ما تخلص.
حازم: تمام.. اتفقنا.
حازم وصل عاصم الفيلا..
عاصم واقف في الجنينه اللي اتدمرت بالكامل.. نادي جمال وعواطف وخرجوا علي صوته من اوضة الجراج..
عاصم قال انهم ياخدوا اجازة لحد ما يظبط الفيلا.. وهيبلغهم لما تجهز..
لو حبوا يرجعوا بعد كل اللي حصل.. تمام مفيش مشكلة، لو رفضوا هو معندوش مشكلة..
دخل الفيلا.. فتح المكتب اللي اتدمر.. كان في خزنة صغيرة لسه سليمة، فتحها خد الفلوس اللي فيها والأوراق..
صرف ليهم مرتبهم ومرتب شهرين كمان لحد ما تتظبط الفيلا.. ومشيوا..
عاصم رجع الفيلا بص عليها من جوه شوية وبعد كده طلع الدور التاني..
دخل اوضته لم السليم من لبسه وحطه في شنطة خد شاور وغير لبسه وخرج ركب عربيته القديمة وطلع علي أقرب فندق..
حجز وطلع اوضته فرد جسمه علي سريره ومشيره جنبه طول الوقت بس ساكته، ما اتكلمتش كلمة من ساعة ما خرجوا من عند سعد، فضل باصص ليها هو كمان مش بيتكلم وعينيه قفلت من التعب ونام..
صحي تاني يوم الصبح علي الصداع المعتاد من رن التليفون الكتير اللي بتعمله نور..
عاصم: الو.
نور: انت فين يا عاصم؟ انت بخير؟ انا واقفة قصاد الفيلا ومش مصدقة اللي شايفاه، امتي حصل الكلام ده؟ وعواطف وجمال فين؟ الحريقة دي حصلت ازاي؟
عاصم: هتفضلي تسألي بس ولا هتديني فرصة اجاوب.
نور: انت فين دلوقتي؟
عاصم: انا في فندق ********.
نور: طب احنا جايين حالاً.
غاصم: لأ اطلعوا عند اي حد فيكم وانا شوية واحصلكم.
نور: عاصم انت كويس؟
عاصم: ما تقلقيش هحكي كل حاجة لما اجي، بس عرفيني هتروحوا فين.
نور: ريهام بتقول نروح عندها.
عاصم: خلاص اسبقوني علي هناك وانا شوية و جاي.. يلا سلام.
نور: سلام.
عند نور وكريم وانجي وريهام قصاد فيلا عاصم..
كريم: انا مش مستوعب اللي انا شايفه ده، حصل امتي وازاي؟
ريهام: وعاصم ما اتصلش بأي حد فينا ليه؟
انجي: أكيد يا ريهام مش هيتصل بيكي او بيا او حتي بنور يقول انا بيتي بيولع، السؤال هو ليه ما اتصلش بكريم او يوسف؟
نور: يوسف سافر النهاردة مأمورية تبع الشغل وعاصم عارف، عشان كده ما اتصلش بيه، يبقي ليه ما اتصلش بكريم؟
كريم: لما نشوفه هنسأله، هنعمل ايه دلوقتي؟
ريهام: ولا حاجة.. زي ما اتفقنا هنطلع علي عندي وهو هيحصلنا.
طلعوا كلهم علي بيت ريهام.. كان فادي وفريدة لسه هيخرجوا من الفيلا ولقوهم كلهم داخلين..
فريدة: انتوا مش كنتوا رايحين لعاصم؟! حصل حاجة؟
كلهم ساكتين ومتوترين و مش عارفين يقولوا ايه..
فادي شاف قلقهم وتوترهم..
فادي: في حاجة يا ولاد؟ عاصم كويس؟ هو فين مش معاكم ليه؟
نور: (بكل توتر) احنا لقينا الفيلا محروقة يا عمو، كان الدخان لسه بيطلع منها، كلمت عاصم وبيقول انه بات في فندق وجاي علي هنا.
فادي: محروقة!!!! امتي و ازاي؟ طب قال اي حاجة تاني؟ طمنكوا عليه؟
نور: ما قالش اي حاجة، قال انه هيحصلنا علي هنا و بس.
فادي و فريدة عملوا كام تليفون للشغل عشان هيتأخروا شوية النهاردة..
بعدها فادي عمل تليفون لفواز عشان هو ملوش اتصال كتير علي اللواء عادل..
وفهم فواز اللي حصل، اللي اتصل بعادل يفهم منه وعادل عرفه حقيقة الوضع، الهجوم والسلاح والناس اللي ماتت..
فواز اتفاجئ حقيقي من الهجوم وعدد الرجالة بكمية السلاح والذخيرة اللي معاها..
رجع اتصل بفادي وفهمه الوضع الحقيقي اللي حصل مش انها مجرد حريقة وخلاص..
وطلب منه يفهم من عاصم في ايه وانه مش هيعرف يجي يحضر القعدة دي عشان عنده شغل ضروري ومش هينفع يسيبه، بس هيبقي يتصل بيه يعرف الاخبار..
فادي ما قالش حاجة من اللي عرفها للولاد.. شاف ان يستني عاصم يحكي هو..
فضلوا قاعدين مستنيين عاصم ساعة لحد ما كان بيرن جرس الباب والخدامة رايحة تفتح ونور جاية تجري عشان تفتح هي و وراها ريهام بتجري بردو..
فريدة: استنوا هنا ممكن يكون اي حد تاني.
انجي: لا يا طنط.. هو عاصم، نور مش هتجري كده الا اذا كانت حست بيه.
فريدة: طب والمجنونة التانية.
كريم: المجنونة التانية حست بيه بردو.. بس مش متأكده زي ما نور بتكون متأكدة.. هي واخدة نور مؤشر.
كلهم ضحكوا..
عند نور..
نور اول ما شافت عاصم واقف اطمنت.. بس ما تعرفش ان في جروح كتير تحت اللبس..
جريت عليه وحضنته.. عاصم اتوجع وكتم اه كانت هتطلع.. بس نور خدت بالها.. بصت جنبها وهي حاسة بمشيرة..
وحاسه انها زعلانة او قلقانة..
ريهام وقفت جنب عاصم وبيطمنوا عليه ودخلوا التلاتة مع بعض..
عاصم بيقعد بالراحة علي الكرسي وكان باين علي انه بيقعد بحذر.. (لسه الجروح جديدة بردو)
عاصم: قبل ما تبدأوا هجوم الأسئلة.. انا هحكي كل حاجة حصلت من ساعة ما سيبتكم لحد اللحظة دي.. ماشي، يا ريت بس تصبروا للآخر ومحدش يقاطعني عشان انا مرهق أصلاً.
كلهم: ماشي.
حكي عاصم كل اللي حصل بالتفصيل من ساعة ما سابهم بعد السهرة اللي بعد حفلة الخطوبة لحد ما دخل الفندق ينام..
كل التفاصيل برصاصها بنارها بالتحقيق في مديرية الأمن.. كل حاجة..
الحاجة الوحيدة اللي ما اتكلمش عنها طبعاً انه راح لسعد..
فادي: ازاي يا عاصم ما تتصلش بيا في موقف زي ده، انا بعتبرك ابني.. كان المفروض تكلمني.
عاصم: صدقني ما كانش في وقت اعمل اي اتصال، انا طلعلي امر ضبط واحضار وطلعنا علي مديرية الأمن علي طول.
فادي: و طبعاً قابلت هارون؟
عاصم: هارون اللي طلع أمر الضبط.
نور: هو عايز ايه تاني؟ مش كفاية ان المحضر بتاع طارق اتقفل عليه رغم القضية اللي كان هيلبسهالك.
عاصم: ما تقلقيش مش هيعرف يعمل حاجة، ومش هيعمل حاجة تاني.
فادي: المهم معرفتش مين اللي عمل كده؟
عاصم: لأ لسه.. التحقيق شغال، المشكلة ان محدش طلع حي عشان يحققوا معاه.
فادي: و ده شئ أغرب بردو يا عاصم، ازاي قدرت عليهم كلهم؟
عاصم: انا كنت متداري كويس.. وهما كانوا واقفين في الجنينة، وحضرتك شوفتني انا بتحرك ازاي قبل كده.
الشباب كلهم ساكتين ومنتبهين للي بيتقال..
فريدة: وهتعمل ايه دلوقتي؟
انجي: لازم نطلع علي المستشفي نطمن عليه.
عاصم: انا طلعت وعملوا اللازم ما تقلقوش.
فادي: وبالنسبة للفيلا؟
عاصم: حازم المحامي المفروض كلم حد عشان يظبط الفيلا، وهيبلغني هتاخد وقت اد ايه، المدة اللي هتتصلح فيها الفيلا انا هبقي في الفندق عادي لحد ما تبدأ الدراسة، انا بس هسافر اسكندرية يوم واحد وراجع.
نور: رجلي علي رجلك، مش هسيبك.
عاصم: يا بنتي انا مش رايح اصيف ولا حتي هبات ليلة، انا هقعد هناك كام ساعة و ارجع علي طول.
كريم: طب رايح ليه، ما ينفعش تخلص مشوارك ده بالفون بدل ما تروح وترجع.
انجي: بصراحة يا عاصم احنا كل ما نسيبك تحصل مصيبة.
ريهام: انجي معاها حق، احنا سيبناك كام ساعة حصل عليكم هجوم ولا بتوع داعش، والمرة اللي فاتت ساعة عيد ميلاد شيماء، بردو سيبناك وبعدها بكام ساعة طارق عمل اللي عمله، فعلاً احنا ما ينفعش نسيبك لوحدك.
عاصم: كل ده قضا **** عليا.. مكنتش ههرب منه، انا بس ببلغكم عشان تبقوا عارفين و ما تقلقوش.
نور في اللحظة دي كانت بصت جنبها ناحية مشيرة.. ورجعت بصت لعاصم و في عينيها دمعه هتنزل..
نور: عاصم.. انت رايح تزور مشيرة.. صح؟
أكتر واحد اتفاجئ فعلاً كان عاصم.. كلهم اتفاجئوا.. بس عاصم كان أكتر..
فضل باصص في عينيها شوية وساكت.. ما حاولش يقرأ أفكارها.. كل أفكارها واضحة في عينيها..
كلهم بيبصوا ليهم وساكتين..
عاصم: (بهدوء) ايوة يا نور.
نور: انا جاية معاك.
ريهام: وانا كمان.
كريم وانجي: واحنا كمان.
فريدة: اهدوا مش رحلة مدرسة هي.
نور: (بتمسك كف عاصم) عاصم عشان خاطري انا جاية معاك.
عاصم سكت شوية ولسه باصص ليها..
عاصم: (بإبتسامة) ماشي يا نور.
ريهام: وانا كمان يا عاصم عشان خاطري.
عاصم بص ليها وبص لكريم وانجي..
عاصم: تمام مفيش مشكلة بالنسبالي انكم كلكم تيجوا، بس لازم تستأذنوا كلكم من أهلكم.. متفقين؟
كلهم: متفقين.
ريهام: بصت لأبوها وأمها..
ريهام: ممكن يا بابا توافق.
فادي: (بيبص لعاصم) يعني انا لو موافقتش هي مش هتروح.
عاصم: طبعاً.
ريهام: عشان خاطري يا بابا وافق.
فريدة: (بتضحك) يا حبيبتي بابا موافق، بس بيشوف عاصم هيقول ايه.
فادي: (بيضحك) قفشاني انتي علي طول.
فريدة: (بتضحك) انت حبيبي.. دول 20 سنة يا فادي.
ريهام: طب طقم كمنجات للحبيبة يا جماعة.
كلهم بيضحكوا..
فادي: انا موافق.. روحي زوري مشيرة وسلمولي عليها.
فريدة: وانا كمان سلمولي عليها.. صحيح يا عاصم انت مش معاك صورة ليها.
عاصم: انا مكنتش بشيل ليها صورة عشان دايما جنبي، وحتي بعد موتها دايما جنبي.
عاصم لما قال الجملة دي كلهم ابتسموا بحزن..
نور بصت جنبها بدمعه في عينيها وابتسامة جميلة..
مشيرة كانت ساكتة مش بتتكلم مع عاصم زي العادة في وجود نور.. سكوتها كان قالق عاصم..
فادي: هتروحوا امتي؟
عاصم: اول ما نور و انجي وكريم يستأذنوا أهلهم هنتحرك.
كريم وانجي كل واحد طلع الفون بتاعه بسرعة يكلموا فواز وعمر..
نور سكتت شوية..
عاصم مال علي ودنها وبيكلمها بصوت واطي..
عاصم: بعد ماتكلمي ابوكي، كلمي يوسف عرفيه.. من حقه يعرف بردو.
نور ابتسمت برقة.. وطلعت فونها وقامت تكلم ابوها ويوسف..
محدش اعترض علي سفرهم..
قاموا كلهم ركبوا عربية كريم.. وطلعوا علي اسكندرية..
وصلوا مدافن الحاج صالح.. عاصم خلي الحارس (اللي افتكره علي طول) فتح باب المدفن..
وقف عاصم جوه المدفن بص عليه شوية ونور علي يمينه وريهام علي شماله وانجي وكريم جنب ريهام..
عاصم شايف مشيرة واقفة قصاده وملامحها بدأ الحزن او الزعل اللي فيهم يروح..
ووقفوا كلهم يقرأوا الفاتحة لمشيرة..
الحارس بعد ما فتح الباب لعاصم رجع بسرعة يتصل بالحاج صالح يعرفه ان الشاب اللي جه قبل كده المدفن موجود دلوقتي..
الحاج صالح كان في البيت مع مراته الحاجة فاطمة.. اول ما عرف وبلغها اتحركوا الاتنين بسرعة علي المدافن..
هي أصلا كانت رايحة اليوم ده..
علي كان مع ليل مش في البيت..
عاصم ماكانش هيفضل كتير في المكان كان هيزور مشيرة ويمشي علي طول.. مش هيقعد في اسكندرية ساعة زيادة..
بس كل ما يجي يمشي نور وريهام يطلبوا يستنوا مع مشيرة شوية..
هو فاهم نور وارتباطها الغريب والقوي بمشيرة، بس مستغرب ريهام..
ريهام: مش عارفه ليه عايزه افضل هنا شوية كمان يا عاصم، حاسه اني عايز افضل مع مشيرة شوية، حاسه بروحها في المكان.
نور إفتكرت ان ريهام بتحس بمشيرة هي كمان وبتبص لعاصم بإستغراب..
بس عاصم فاهم ريهام، هي بس حست براحة في المكان، زي بعض الناس اللي بتحس براحة في سكون المدافن..
فضلوا واقفين مفيش كلام كتير داير.. دموع كتير نزلت من نور، وريهام كمان، انجي كانت بتبكي عشان رهبة الموت وان بنت صغيرة في عمرها عروسة وماتت..
كريم ماسك ايد انجي بيطبطب عليها وبيطمنها..
وقفت فجأة وراهم قصاد باب المدفن عربية الحاج صالح..
نزلت منها الحاجة فاطمة بتجري وباين عليها التعب و دموعها علي خدها..
اول ما شافت عاصم بقت تبكي أكتر..
فاطمة: عاصم.. ولدي.
وخدته في حضنها وبتعيط.. الشباب واقفين مستغربين مين دي..
دخل الحاج صالح وراها بهدوء وهو ماسك أعصابه..
عاصم بيطبطب علي الحاجة فاطمة..
عاصم: اهدي يا حاجة انا بخير، طمنيني عليك انتي بس، ليه شكلك تعبان وصحتك مش كويسة؟
فاطمة: بقيت بخير لما شوفت يا غالي.
صالح: كيفك يا ولدي؟
عاصم بيروح يسلم علي صالح اللي بياخده في حضنه..
صالح: ليه يا ولدي؟
عاصم: بلاش دلوقتي يا حاج.
صالح: ماشي يا ولدي، نتكلم بعدين.
فاطمة: (بتبص للشباب) مين ضيوفك يا ولدي؟
قبل ما عاصم يرد..
نور: (بطفولة) انا أخته.
صالح وفاطمة بيبصوا لنور بإستغراب.. الشباب ما يعرفوش لسه مين دول..
عاصم: ده الحاج صالح و دي الحاجة فاطمة، اقرب الناس ليا بعد أهلي **** يرحمهم، وهما كمان بيعتبروني ابنهم.
نور عرفت ان الحاج صالح ده اللي عاصم حكي ليها عليه قبل كده ساعة وصيته..
وشها إحمر واتكسفت..
نور: انا أسفه.. بس انا بعتبر عاصم أخويا.
فاطمة: (بتبسم إبتسامة طمنت نور) من غير اسفة يا بنتي.
عاصم: و دي ريهام، وكريم وخطيبته انجي، و كلهم بردو اخواتي.
صالح: شرفتونا.. واخوات عاصم ولادي.
كلهم: الشرف لينا يا عمو.
فاطمة بتبص للمدفن وبتكلم مشيرة ودموعها نازلة..
فاطمة: الغالي رجع يا بنيتي، رجوعه هيجبر قلبي الموجوع عليكي يا نني عيني، وحشتيني يا مشيرة، وحشتيني يا نور عيني.
عاصم خدها في حضنه وبطبطب عليها..
فاطمة: (بكاها بيزيد وبتتنفض في حضن عاصم من الحزن) مشيرة وحشتني يا عاصم، قلبي واجعني عليها يا ولدي.
كل الواقفين بيبكوا علي بكي الحاجة فاطمة..
كريم بيطبطب علي انجي ومش عارف يحضنها يطمنها..
نور راحت للحاجة فاطمة خدتها من حضن عاصم لحضنها وبقوا بيبكوا الاتنين بحرقة..
ريهام راحت جنب نور وبقوا الاتنين حاضنين فاطمة..
فاطمة: يا وجع قلبي عليكي يا مشيرة.. يا حرقة قلبي علي فراقك يا بنيتي.
قعدوا شوية يهدوا فيها لحد ما طلعت الشحنه اللي جواها.. وبعدها الحاج صالح بعد 100 حلفان بالاحياء والاموات خدهم و رجع علي البيت بتاعه..
من فرحته برجوع عاصم نسي هو الحاجة فاطمة يكلموا علي يبلغوه..
اول ما دخلوا البيت عند الحاج صالح ودخلوا الليفنج قابلتهم صورة كبيرة جدا لمشيرة بفستان الفرح..
عاصم ما شافش الصورة دي قبل كده.. الحاجة فاطمة اللي عملتها بعد ما عاصم ساب اسكندرية..
كانت صورة من أجمل الصور اللي اتاخدت لمشيرة في فرحها..
كانت صورة ليها لوحدها بس ساعتها كانت باصة لعاصم اللي مش في الكادر.. كانت علي وشها ابتسامة فرحة جميلة..
عيونها كانت بتضحك وفرحانة..
اول واحدة عرفتها نور.. هي شافت مشيرة قبل كده.. وطلعت من الكلمة بتلقائية..
نور: مشيرة.
ريهام وكريم وانجي بصوا للصورة و تنحوا..
فاطمة: هي يا بنتي.
كانوا بيبصوا ليها بإنبهار من جمالها لرقتها لضحكة عيونها.. كلها علي بعضها يتحب..
اول واحدة خرجت من حالة الانبهار كانت ريهام..
ريهام: (بتبص لمشيرة في الصورة) يخرب بيت جمال عينيكي.
انجي: ليك حق يا عاصم، انا مشوفتش في جمالها.
كريم: ذوق عالميييييي.
نور: اهمد بدل ما ازعلك.
الحاجة فاطمة بتبص ليهم بفرحة ان عاصم حواليه ناس بتحبه وهو بعيد عنهم..
وفرحانة بنور.. مش عارفة ليه استريحت ليها أكتر واحدة، كلهم كويسين في نظرها بس نور اللي خطفتها وبعدها ريهام..
الحاج صالح بردو فرحان بيهم وشايف انهم طيبين..
نور: زي ما شوفتها يا عاصم (خدت بالها هي قالت ايه) اقصد زي ما تخيلتها وشوفتها في أحلامي.
ريهام: انا ولا يخطر في احلامي جمال زي ده، لولا اني اخاف تزعل كنت قولت فوتوشوب.
فاطمة: ايه فوتوبوب ده؟
كلهم ضحكوا..
نور: لا يا ماما فوتوشوب، دا برنامج بيتعمل عشان يحسن الصور ويطلع اللي في الصورة أحلي من الطبيعي.
فاطمة: مشيرة بنيتي مش محتاجة حاجة عشان تبقي حلوة، هي قمر كده طبيعي من عند ****.
نور: و**** هي أحلي من القمر يا ماما (وبتبص جنبها وهي بتقول الكلمة دي)
فاطمة: تعالي يا بت انتي جنبي.
كلهم ضحكوا..
نور قامت وقعدت جنب فاطمة اللي خدتها في حضنها وبتطبطب عليها..
فاطمة: انتي مخطوبة؟
كلهم ماتوا علي نفسهم من الضحك حتي عاصم ومشيرة.. وكلهم فهموا الحاجة فاطمة بترمي علي ايه..
عاصم فرح لما شاف مشيرة بتضحك.. وهي ابتسمت ليه.. (اخيراااااااااا)
نور: اه انا مخطوبة يا ماما.
فاطمة: ومين اللي امه بتحبه اوي و داعية ليه في ساعة استجابة ده؟
نور: ظابط شرطة.. وعاصم وافق عليه.
فاطمة: (بتبص لعاصم) زين الولد يا عاصم؟
عاصم: اطمني يا حاجة.
فاطمة: مش هتصدقوني فرحت بيكم اد ايه يا بنات، كأن مشيرة في وسطنا دلوقتي.
عينيها هتبدأ تدمع.. ريهام قعدت جنبها من الناحية التانية..
ريهام: بصي يا ماما محدش يقدر يعوض غياب مشيرة، انا بس شوفتها وزعلت اني ما قابلتهاش في الحقيقة، وحسيت اد ايه انتي بتعتبريها بنتك، وليكي حق.. هي تتحب من اول نظرة، بس صحتك بردو مهمة.
فاطمة عدلت دراعها وبقت واخدة نور وريهام في حضنها..
وبقت نور وريهام يناقروا في بعض ويضحكوها وهي بتضحك من قلبها..
والحاج صالح فرحان بفاطمة ان حالتها النفسية اتعدلت في لحظة..
وكريم وانجي قاعدين جنب بعض ماسكين ايدين بعض وبيهزروا معاهم وبيضحكوا كلهم..
رن جرس الباب كان علي ومعاه ليل.. سمعوا صوت الضحك.. دخل هو وليل علي الليفنج..
علي داخل مبتسم هو وليل من صوت الضحك.. شاف عاصم اول واحد في وشه.. فضل واقف من الصدمة ومش عارف ينطق..
نور وريهام وانجي وكريم سكتوا مش عارفين مين ده و واقف كده ليه..
عاصم قام وقف وباصص لعلي وساكت شوية.. وبعد كده فتح دراعاته..
علي فاق وراح علي عاصم خده بالحضن.. وفضلوا واقفين شوية في حضن بعض..
بعد شوية خرجوا من حضن بعض..
علي: ليه يا صاحبي؟
عاصم: ما كانش ينفع يا علي.
علي: هونت عليك يا صاحبي؟
عاصم: لأ يا علي، بس الظروف احيانا بتجبر الواحد ياخد قرارات هو مش عايزها.
صالح لما لقي عاصم بدأ يتكلم.. اتدخل في الكلام..
صالح: بس إحنا أهلك يا ولدي.
عاصم: عارف يا حاج صالح.. بس مكنتش هستحمل اني ابقي تقيل علي حد.
صالح: انا بعتبرك ابني الخامس يا عاصم، هتبقي تقيل علي ابوك ولا امك ولا اخواتك، ازاي يا ولدي الكلام ده.
فجأة قطع كلامهم ليل..
ليل: بعد إذنك يا عمي انا مضطرة أمشي، هتوصلني يا علي ولا اركب تاكس.
فاطمة: اقعدي يا بنتي ما ينفعش الكلام ده.
ريهام: (بتبص لنور وبصوت واطي) مالها دي؟
نور باصة لـ ليل وشايفة نظرة مش لطيفة فيها قرف علي احتقار مش عارفة تحددها.. من ليل لعاصم..
قامت وقفت جنب عاصم.. وبتكلم علي..
نور: انا نور اخت عاصم (علي بيبص ليها ولعاصم بإستغراب.. ونور بتكمل) ودي ريهام اخته التانية، وده كريم و دي انجي اخته التالتة وخطيبة كريم.
علي: انا علي ابن الحاج صالح.. و دي ليل خطيبتي.
ليل: علي انا همشي.
نور رايحة لـ ليل.. وبتتعامل بتلقائية بسيطة..
نرو: اتشرفت بمعرفتك يا ليل.
ليل: (ببرود) شكراً.
ريهام: (اتعصبت) في ايه لكل ده؟
ليل بصت ليها وما ردتش.. بصت لعلي وبدأت تتنرفز..
ليل: علي.
عاصم: روح يا علي وصل ليل، انا هستناك.
ليل: مبقاش الا السكرانين اللي يكلمونا.
وهنا انفجرت نور..
نور: انتي مين انتي عشان تكلمي اخويا كده، انا بس عشان خاطر عمو صالح وماما فاطمة واخويا عاصم موجودين كان هيبقي ليا تصرف تاني.
ليل: هتعملي ايه يعني.. ما انتي أكيد...
ريهام: (بتقاطعها وبتقف) لأ اعقلي كده وركزي هتقولي ايه، احنا خمسة اخوات اي واحد فينا عنده استعداد يموت عشان خاطر الباقي، مش هقول احنا ولاد مين في البلد عشان ما تتخضيش، بس خليها بيننا وبينك و بلاش الأهالي...
ليل هتقاطعها..
ريهام: اياكي تفكري تغلطي في اخونا واحنا واقفين، صحيح هو كفيل بيكي وبأي حد يقف وراكي، بس مش هنخليه يقف قصاد بنت.. فإنتي بتاعتنا احنا.
كريم مش عارف يتدخل عشان دي خناقة بنات.. بس بص لإنجي (صوت العقل) وضغط علي كفها تتدخل بينهم..
صالح قاعد بيراقب اللي بيحصل بهدوء وتركيز..
فاطمة باصة لنور وريهام وليل و مش عارفة تقف لمين فيهم..
انجي: (قامت وقفت) يا بنات نهدي شوية.
ريهام ونور سكتوا، هما عارفين ان انجي اعقل و اهدي واحده فيهم.. انجي وقفت قصاد ليل..
انجي: انسه ليل.. انا معرفش الخلاف اللي بينك وبين اخويا عاصم.. بس ايا كان الخلاف فمفيش داعي للتجريح، في جميع الأحوال احنا هنا ضيوف، وانت أهنتي ضيف في بيت حماكي.. و ده غلط، انا مش بعرفك الصح والغلط.. بس لو بصيتي لحماكي هتلاقيه متضايق من فعلك، كان ممكن تعملي اللي انتي عايزاه بأسلوب تاني يوضح موقفك انك مش عايزة تكوني موجودة مع عاصم في مكان واحد، وعمو صالح هيتفهم الموقف أكيد، بس انتي كده غلطّي نفسك.
ليل ما عرفتش تفتح بوقها بكلمة من منطق انجي وهدوءها..
انجي ادت ضهرها لـ ليل و بصت لنور وريهام..
انجي: نبطل جنان شوية ونمسك أعصابنا، احنا كلنا ضيوف هنا.
قالت الكلمة الاخيرة وهي بتبص لعاصم اللي ابتسم من ذكاءها..
نور وريهام بيبصوا لـ ليل بغيظ وهي كمان مش طايقاهم..
صالح خرج من سكوته واتكلم بهدوء..
صالح: روح وصل خطيبتك يا علي وما تتأخرش عشان عايزك.
علي: حاضر يا حاج.
بيبص لعاصم..
علي: استناني يا صاحبي.
عاصم: (بإبتسامة) حاضر.
خرج علي و ليل..
نور و ريهام وقفوا قصاد عاصم ونور بتدبدب برجليها في الأرض..
نور وريهام: مالها دي؟
عاصم: (بص لإنجي) ذكية يا انجي.
انجي: (بإبتسامة) انت قولتهالي قبل كده، هيحتاجوا هدوءي.
عاصم: (بإبتسامة) و دي احلي ميزة فيكي، انك بتبقي هادية في وسط اي توتر.
كريم: هو انا بحبها من شوية.
انجي: (بصت لكريم ووشها احمر) كريم.
فاطمة: كسفت البنية يا ولدي.. ليه كده، بس عفارم عليكي يا بنتي، قولتي اللي لازم يتقال ومن غير غلط.
بتبص لنور وريهام..
فاطمة: انما انتوا مجانين.
نور: (بغضب طفولي) محدش يزعل اخويا و اسكت.
ريهام: و انا كمان.
نور: انا عشان خاطرك انتي وعمو سكت.
ريهام: وانا كمان.
نور: وانجي لمت الموضوع.
ريهام: وانا كمان.
نور بصت لريهام بإستغراب.. وكلهم بيضحكوا.. ريهام انتبهت وضحكت معاهم..
نور: في ايه يا بنتي، هو انتي مش حافظة غيرها.
الحاجة فاطمة بتضحك من قلبها علي جنانهم..
صالح: من زمان يا حاجة ما سمعتش ضحكتك دي.
فاطمة: (والحزن هيمسكها تاني) من ساعة المرحومة يا حاج.
كريم: عشان خاطرنا يا طنط، بلاش دموع، انتي معاكي هنا اهو جوز مجانين يخلوكي تضحكي شهر قدام.
فاطمة: (بتضحك) وانا و**** فرحانة بيهم وبيكم كلكم يا بني. (بتبص لريهام) خدي يا بت انتي تعالي جنبي.
ريهام بتضحك وبتروح جنب فاطمة..
نور: وانا لأ يعني؟
فاطمة: لأ تعالي انتي كمان.
وقعدت وخدتهم في حضنها يمين وشمال وبتكلم ريهام..
فاطمة: انتي مخطوبة؟
ريهام: لأ لسه يا ماما.
فاطمة: الشباب اتعموا ولا ايه؟
كلهم بيضحكوا..
صالح: شوفوا يا ولاد.. انتوا واضح انكم قريبين من عاصم قوي عشان انكم تتحمقوا عشانه بالشكل ده، انا عارف عاصم من قبلكم واعرف اهله، عرفوني بيكم وبأهاليكم.
بيبص لريهام..
صالح: هبدأ بيكي انتي الأول عشان خاطر اللي قولتيه.
ريهام: (بإستغراب) انا قولت ايه؟
صالح: انتي في وسط كلامك قولتي انا مش هقول احنا ولاد مين في البلد عشان ما تتخضيش، بس خليها بيننا وبينك بلاش الأهالي، انا عجبني منك انك مرضيتيش تتفاخري بأهلك وخليتيها بينكم.. بنات في بعضكم، عرفيني انا بقي بأهلك.
ريهام: انا يا عمو اسمي ريهام فادي وصفي.
صالح: بنت فادي وصفي رئيس الغرفة؟
ريهام: بالظبط يا عمو.
صالح: (هز راسه بفهم) كده فهمت.
بيبص لنور..
نور: انا نور خالد الجابري..
صالح: عرفته.
بيبص لإنجي..
انجي: انا والدي دكتور عمر الألفي.. جراح مخ وأعصاب.
صالح: (بإبتسامة) تشرفنا يا بنتي.. واضح انك واخده من أبوكي هدوء أعصابه والتفكير الهادي.
إنجي: (بإبتسامة فخر) شكراً يا عمو.
صالح بيبص لكريم..
كريم: كريم فواز الرشيدي.
صالح: (بإستغراب) ابن فواز الرشيدي.. دي الدنيا ضيقة اوي.. ابقي سلم علي ابوك وقول له الحاج صالح بيقولّك علي اتفاقه معاك.
كريم: (بإستغراب) حاضر يا عمو.
فاطمة: ما تزعلوش من ليل يا بنات، بس صدقوني هي طيبة، هي مشكلة حصلت وهي خدت موقف من ساعتها بأمر أهلها.
نور: يا ماما احنا عارفين المشكلة، عاصم حكي لينا اللي حصل، وما اخدناش الموقف اللي هي اخدته، احنا عرفنا انها غلطة وهو قال انها غلطة وما اتكررتش تاني، مش هنحاسب واحد علي غلطة حصلت في ظروف صعبه.
فاطمة: عين العقل يا بنتي.
ريهام: احنا لحد اخر لحظة كنا ماسكين عصابنا عليها.، ونور كمان عشان خاطركم مسكت نفسها، دي مجنونة كان ممكن تاكلها.
كلهم بيضحكوا.. ونور بتكشيرة *****..
نور: عايزاني اسكت ليها يعني؟
فاطمة: لا يا حبييتي، اللي يقرب من اخوكي تاكليه، انت معندكيش اخوات؟
نور: عاصم بس.
فاطمة: وانتي يا ريهام وانتي يا انجي وانت كمان يا كريم.
ريهام وانجي: عاصم بس بردو.
كريم: عاصم الكبير وليا اخت صغيرة.
دخلت نعمة الخدامة عرفتهم ان الغدا جاهز..
قاموا يتغدوا وعلي كان رجع وقعدوا يتغدوا مع بعض كلهم..
علي كان عايز عاصم يحكي كل اللي حصل من ساعة ما ساب اسكندرية لحد اللحظة دي..
عاصم حاول يهرب بس علي أصر..
خلصوا الغدا ورجعوا الليفنج يقعدوا..
صالح وفاطمة وعلي بيحاولوا يخلوا عاصم يحكي..
نور: (بصت لعاصم) ممكن احكي انا يا عاصم.
عاصم ابتسم و هز راسه موافق..
نور خدت نفس طويل وبدأت تحكي كل اللي تعرفه من ساعة ما شافوا عاصم في الخناقة عند السينما لحد اللحظة دي..
كانت ريهام وانجي وكريم بيساعدوها في تفاصيل..
صالح و علي كانوا مصدموين من اللي بيسمعوه، فاطمة دموعها نزلت لما عرفت مين اللي قتل مشيرة..
زعلوا لما عرفوا بدخوله المستشفي تاني، وزعلوا لما عرفوا بقضية المخدرات، وزعلوا علي بيته اللي اتحرق..
بعد ما نور خلصت الكلام.. عتاب كتير حصل.. بس النفوس صافية..
دخل عليهم الليل..
عاصم: يلا نرجع.
فاطمة: رايح فين يا ولدي؟
عاصم: لازم نرجع، الليل دخل.. البنات دي لازم تروح.
فاطمة: لا يا ولدي مش هتسيبني تاني، انت الوحيد اللي هيصبرني علي فراق الغالية.
عاصم: هاجي تاني يا حاجة ما تقلقيش.
علي: طب ما ترجع تعيش تاني هنا، وننسي اللي فات.
عاصم: حياتي خلاص اترتبت في القاهرة.. دراستي بقت هناك.
صالح: بات الليلة هنا ونتكلم بكره في الموضوع ده.
عاصم: والبنات دي؟ مش هينفع يا حاج صالح، لازم يروحوا واطمن عليهم.
فاطمة: أكلم اهاليهم واحدة واحدة، واطمنهم انهم عندنا.
كريم: انا عن نفسي مفيش مشاكل عندي، بس عاصم عنده حق.. المشكلة في البنات.
ريهام: انا عن نفسي بابا مطمن طالما اني مع عاصم.
نور: وانا كمان.
عاصم: لأ.. انتي وانجي وضعكم مختلف.
انجي: بابا.. هيتضايق عشان بيحب يشوفني كل يوم، بس انا عارفة انه هيوافق.
نور: ما تقلقش يا عاصم بابا ويوسف مش هيرفضوا.
عاصم: طب كل واحد فيكم يعمل اتصال بالبيت عنده طمنوهم عليكم وعرفوهم.
قاموا الاربعة يعملوا تليفوناتهم..
انجي وريهام خدوا موافقة سريعة من أهلهم..
كريم عرف ابوه وقال له انه عند الحاج صالح بتاع اسكندرية وفواز استغرب انه عنده..
وفهم منه ازاي وصلوا لبعض.. وفواز كلم صالح سلموا علي بعض..
نور اللي كانت الموافقة بتاعتها صعبه شوية.. من يوسف أكتر من ابوها..
ابوها الأول كان خايف من تعلق نور بعاصم.. بس لما اتخطبت الخوف ده قل..
يوسف اللي كان رافض انها تبات بره البيت وكان هيحصل صدام بينهم..
بس مشيرة اتدخلت و هدت نور.. وده كان اول تحرك لمشيرة من ساعة موت سعد..
يمكن عشان بتحب نور اوي اتحركت..
رجعوا الـ3 بنات وعرفوهم ان اهلهم موافقين..
عاصم: تمام البنات هحجز ليهم في فندق واخد كريم نبات في شقتي، وبكره الصبح نكون عندكم.
فاطمة: مش هيحصل.. البنات هتبات هنا، و علي خدوه معاكم شقتك.
علي: بعتيني في لحظة يا حاجة، ماكانش العشم.
فاطمة: (بتضحك) ما ينفعش تبات في البيت و فيه بنات، وانا مش هسيبهم بعيد عني، يبقي تروح انت تنام عند عاصم وتيجوا كلكم الصبح.
طبعاً كلهم بيضحكوا علي كلام الحاجة فاطمة وطريقتها..
فاطمة: وهيباتوا كلهم معايا كمان ايه رأيكم بقي.
صالح: (بمكر كوميدي) طب وانا يا فاطمة هتبيعيني؟
فاطمة سكتت مش عارفة ترد.. صالح لما شاف حيرتها ضحك من قلبه..
صالح: خدي وقتك معاهم يا فاطمة، بس لما تيجي تنامي تباتي في فرشتك.
فاطمة: (ابتسمت) حاضر يا حاج.
نور وريهام: طقم كمنجات للحبيبة.
كلهم ضحكوا علي جنان الاتنين..
علي: يلا بينا يا عاصم علي شقتك وسيب البنات مع الحاجة، احنا نروح وننام ونستريح شوية، وهنرجع نلاقيهم لسه صاحيين.
فاطمة: امشي يا علي بدل ما انت عارف.. هاه.
علي: يا حاجة.. يا حاجة انا كبرت علي الحوار ده.
نور: (بفضول طفولي) حوار ايه يا ماما.
علي: بلاش فضايح يا بنتي.
ريهام: فضايح.. لا يبقي اعرف.
علي: ايه يا عم عاصم اخواتك دول.. ما تسكتهم يا عم مش ناقصة فضايح.
كريم: انا عن نفسي هموت و اعرف هههههههههههههه.
علي: حتي انت يابو كريم مكانش العشم، (بيبص لإنجي) تحبي تشاركي.
انجي: لأ انا فهمت خلاص.
علي: لأ صعبه دي، دا سر حربي.
انجي: اهي كلمة سر حربي دي أكدت اللي فهمته.
علي: (يبص ليها بإستغراب ورجع بص لعاصم) انا بدأت أقلق.
كل ده وهما بيضحكوا..
عاصم: قولي يا انجي.
انجي: هو في غيره سلاح الأم الصعيدية الفتاك.. الشبشب.
كلهم ماتوا علي نفسهم من الضحك..
علي: (بيضحك ومستغرب) عرفتيها ازاي دي؟
كريم: لأ اوعي من دماغ انجي.
انجي بتمسك ايد كريم بحب..
نور: كفاية محن بقي.
كريم: اومال لو مكنتيش مخطوبة زينا، نشوف هتعملي ايه لما يوسف يرجع.
فاطمة: ما تكسفش بنتي يا كريم، التلاتة بناتي، عارف لو يوم زعلت انجي هعمل فيك ايه.
كريم: (بيمثل الخوف) ايه؟
فاطمة: مفيش غير الشبشب.
علي: يابني الحاجة عليها رمية شبشب، لو واقف ورا باب هتلاقيه لف في الهوا وضربك بردو.
ماتوا علي نفسهم من الضحك تاني..
علي: ويبقي حظك اسود لو كنت هدف ثابت.. يا نهار اسود بيبقي عامل زي الطلقة.
فاطمة: (بتمد ايديها ناحية الشبشب) هتمشوا ولااااا.
علي: طب نتعشي الأول.
فاطمة: (بتمسك الشبشب) لأ ملكومش عشا عندي، يلا امشوا.
قام التلاتة خرجوا بسرعة وهما بيضحكوا..
فضلت الحاجة فاطمة مع البنات بيضحكوا وبيهزروا وصالح فرحان بيها وبيهم..
بعد شوية قام وسابهم مع بعض..
وبقت تسألهم عن نفسهم تتعرف بيهم أكتر، وعن عاصم في الفترة اللي فاتت واللي حصل معاه..
البنات كانت بتجاوب بكل صراحة.. هما فاهمين ومتأكدين انها مش بستجوبهم لأ.. هي بتحب عاصم وعايزة تطمن عليه، وعرفوا انها حبتهم وعايزة تقرب منهم أكتر..
عند عاصم..
كريم وعلي كانوا خدوا علي بعض واندمجوا بسرعة وبيهزروا وبيضحكوا مع بعض.. ركبوا عربية علي و راحوا علي شقة عاصم..
عاصم قابل البواب اللي سلم بحرارة علي عاصم..
طلعوا الشقة.. عاصم حط المفتاح في الباب وفضل واقف قصاد الباب شوية مش عايز يفتح..
كريم مستغرب بس علي فاهم..
علي: لو مش قادر يا صاحبي، ممكن نبات الليلة في اي فندق وخلاص.
كريم: مالك يا عاصم؟
علي: الشقة دي كان عاصم عايش فيها هو المرحومة وعمته **** يرحمها.
كريم: (فهم بسرعة) بلاش يا عاصم، تعالي نقعد في اي فندق و اهي ليلة وخلاص.
عاصم: (بهدوء) لأ هندخل.
فتح الشقة ودخلوا.. عاصم كان مقفل الشقة كويس.. بس ده ما يمنعش انها كانت متربة.. ماهي مقفولة بقالها سنة ونص تقريباً أو أكتر..
عاصم فتح اوضته وقال لكريم وعلي يباتوا فيها.. وهو راح اوضة مشيرة.. كانت زي ما سابها اخر مرة قبل ما يمشي..
ظبطوا قعدتهم وقعدوا يرغوا مع بعض شوية، وبعد كده دخلوا يناموا..
كريم وعلي كان بيحكوا مع بعض اللي يعرفوه عن عاصم ومشوارهم معاه..
عاصم دخل اوضة مشيرة.. هو دايما شايف مشيرة بس هو محتاج يتكلم معاها بصفاء وسكون..
عاصم قعد علي الأرض مربع في وضع اليوجا.. غمض عينيه وعقله انطلق..
كالعادة مشيرة كانت واقفة بحضورها لما بيغمض عينيه ويشوف بعقله..
عاصم مسك ايد مشيرة وخرجوا من البلكونة طايرين لحد ما وصلوا للبحر..
واقفين جنب بعض علي الشط وبيتفرجوا علي البحر بالليل.. فضلوا ساكتين.. وفجأة..
عاصم ومشيرة في صوت واحد: مالك؟
سكتوا وبصوا لبعض شوية..
عاصم: مالك يا مشيرة، من ساعة موت سعد وانت متغيرة.. مالك في ايه؟
مشيرة: مش عارفة يا عاصم.. مشاعري متلغبطة.
عاصم: ليه؟
مشيرة: خوفت يا عاصم.
عاصم: (بإستغراب) مني؟
مشيرة سكتت..
عاصم: لو خوفتي مني يبقي ما استحقش اعيش يا مشيرة، انا عايش عشان انتي جنبي، لو خوفتي مني ومحستيش بالأمان، تبقي دي النهاية.
مشيرة: يا عاصم انت مش فاكر اللي حصل عندك في الفيلا.
عاصم: (بيعقد حواجبه) لأ فاكر.. وفاكر كويس أوي.
مشيرة: يا حبيبي مستوي طاقتك بقي مخيف.. انت قتلتهم يا عاصم من غير حتي ما تنزف من المجهود، الخوف انك مسيطر علي المستوي ده وبتتعامل براحتك فيه، كأنك متعود علي كده، انا خايفة يا عاصم بس مش منك و دي اول مرة ما تفهمنيش او تفهم احساسي بيك، انا لما سكت كنت مستغربة انك بتسأل السؤال ده.. ازاي اخاف منك.
عاصم: حقك عليا انا آسف.
مشيرة: طب واللي حصل عند سعد.
عاصم: حصل ايه انا ما احتاجتش كل قوتي معاه..
مشيرة: ايوة.. انت ما استخدمتش كل طاقتك، بس الطريقة اللي عذبته بيها لحد ما مات، انت ما شوفتش شكلك وانت بتعذبه، انا خايفة يا عاصم عليك مش منك، خايفة تتغير في الطريق ده.
عاصم: انا مش هرجع من طريقي يا مشيرة، لازم يموتوا وبعدها يحصل اللي يحصل حتي لو مت، بس لازم يموتوا قبلي، يسري مات عشان امر بموتك، وسعد مات عشان اللي ماتوا زمان وعشان خطط لموتك مع سليمان وجعفر، واتفقوا علي كده مع يسري، اتنين ماتوا وفاضل اتنين.. خلاص هانت.
مشيرة: وبعدين؟
عاصم: هو ده اللي حقيقي انا خايف منه.
مشيرة: ليه؟
عاصم: لو حصل وقدرت علي سليمان وجعفر، بعد كده ايه الهدف اللي هيبقالي؟ هعيش ليه؟ انا عايش عشان الانتقام واني اخد حقك، بس بعد ما يموتوا وفضلت عايش.. هعمل ايه؟ اوقات بتمني ان اخر واحد فيهم وانا بقتله اموت معاه عشان تخلص الحكاية وتتقفل، بس ارجع واقول لو ما حصلش، هعمل ايه؟
مشيرة ما ردتش.. معرفتش ترد تقول ايه..
فضلوا واقفين باصين للموج في عتمة الليل.. وصوت البحر العالي..
ما يعرفوش فات وقت اد ايه..
مشيرة: يلا يا عاصم نرجع.. انت محتاج تنام.
عاصم: مش هعرف انام يا مشيرة وانا حاسس انك متغيرة من ناحيتي.
مشيرة: انا بخاف عليك يا عاصم اكتر من نفسي وانت عارف، ما اقدرش ازعل منك.. انا بس خايفة عليك.
عاصم: ما تخافيش يا مشيرة طول ما انتي جنبي انا قوي، انا مش قوي بقدراتي ولا قوتي، انا قوي بيكي، طول ما انتي جنبي اقدر اواجه اي حاجة و اي حد، طول ما انتي جنبي يبقي الدنيا هي اللي تخاف.
مشيرة: (بإبتسامة هي الأروع و عينيها بتلمع بالقوة اللي جواها) انا جنبك لآخر الزمن.. مش هسيبك لحظة لحد ما **** يجمعنا تاني سوا.
عاصم: بحبك.
مشيرة: (بإبتسامة أجمل واجمل) بحبك يا حب عمري.
فتح عاصم عينيه وشاف مشيرة واقفة بردو قصاده.. قام ينام ومشيرة نايمة جنبه..
مشيرة: عاصم غنيلي عشان انام..
عاصم ابتسم وبدأ يغني يلا تنام ريما.. وهو بيغنيها نام..
مشيرة حضورها اتغير.. بس لسه موجودة.. حضور مش زي اللي عاصم متعود عليه..
مشيرة: تصبح علي خير يا نور عيني.
واختفت..
تاني يوم الصبح صحيوا كلهم مع بعض..
كل واحد خد الشاور بتاعة وعاصم دخل المطبخ يعمل اي حاجة يفطروا بيها..
علي: ما تعملش حاجة.. الحاج مستنينا علي الفطار.. يلا بينا.
عاصم قفل الشقة زي ما كانت و نزلوا التلاتة راحوا علي بيت الحاج صالح..
وهما داخلين كان الحاج صالح بينهي مكالمة علي التليفون..
دخلوا لقوا البنات صاحيين وقاعدين مع الحاجة فاطمة بيضحكوا ويهزروا..
الحاجة فاطمة كانت اتغيرت في الكام ساعة دول.. كأنها إتبدلت.. وشها التعب اللي عليه راح فجأة..
فعلا وجود البنات أثر في نفسيتها جامد.. والبنات حاسين بكده.. وخايفين من اللحظة اللي هيمشوا فيها..
دخلوا يفطروا مع بعض و كلهم ملاحظين الحيرة اللي علي وش الحاج صالح..
كلهم ساكتين وبياكلوا ومستنيين انه يقول في ايه..
كالعادة محدش اتسحب من لسانه غير نور..
نور: عمو صالح.
صالح بيبص ليها بإبتسامة علي طريقتها..
صالح: يا عيون عمك صالح.
نور: مالك يا عمو؟
صالح: (سكت شوية وبعد كده بص لعاصم) في خبر جاني من شوية، مش عارف افرح بيه ولا اقلق منه.
كلهم بيبصوا ليه بإستغراب ماعدا عاصم ملامحه حجر كالعادة..
صالح: (لسه باصص لعاصم) سعد السباعي مات.
الحاجة فاطمة زغرطت بصوت عالي..
صالح: (بغضب) عيب يا فاطمة، مفيش شماتة في موت.
فاطمة: حقك عليا يا حاج، بس ما قدرتش امسك نفسي.
صالح: (بغضب) ما تتكررش يا فاطمة.
فاطمة: حاضر يا حاج.
نور: معلش يا عمو، بس مين سعد ده، وليه ماما فرحت انه مات؟
علي: يا نور دا واحد من اللي كانوا السبب في موت عائلة عاصم زمان.
عاصم: وكان سبب في موت مشيرة.
ريهام: يبقي غار في داهية ونوزع علي موته شربات كمان.
صالح: عيب يا بنتي، بنت الاصول ما ينفعش تقول الكلام ده، انا عارف انك زعلانه علي مشيرة، بس غيري مش هيفهم.. فهماني يا بنتي.
ريهام: فهمت يا عمو.
نور: بعد كلامك ده يا عمو مش هينفع اعمل حاجة، كنت عايزة اعمل زي ماما بس ما بعرفش.
كلهم ضحكوا..
كريم: طب وانت تقلق ليه يا حاج؟
صالح: سعد مات في بيته جاله نزيف في المخ ومعرفوش يلحقوه، بس الصعيد هيولع اليومين الجايين.
انجي: (بفضول) ليه يا عمو؟
صالح: كبير السباعية مات وماكانش عنده ولد يبقي الكبير بعده، اخواته وولاد اعمامه لو ما اتفقوش علي كبير هيضيعوا، المهارنة والشواتفة هياكلوهم، وممكن يخلصوا عليهم كلهم عشان البلد تبقي بين العائلتين دول بس.
نور: (بتبص لعاصم) مش دول اللي كنت بتكلم عمو فواز عليهم بردو؟
عاصم: (هز دماغه بس بمعني ايوه)
علي: ياكش يولعوا في بعض كلهم.. اهو نخلص منهم و احنا بعيد.
عاصم: (بـ كره رهيب) جعفر مهران بتاعي يا علي.
نور وريهام بيبصوا لعاصم.. واتفاجئوا من ملامح الكره اللي علي وشه..
انجي فهمت ان جعفر ده اساس الفساد كله..
كريم: اشمعني ده يا عاصم؟ رغم اني فاكر انك قولت لبابا الـ3 عائلات اشتركوا في موت عائلتك.
انجي: كلهم كان وراهم جعفر يا كريم، جعفر كان العقل المدبر للموضوع كله.
صالح: (بيبص لإنجي بإعجاب) ذكية زي ما قال عنك عاصم يا بنتي، انا معرفتش مين اللي دبر اللي حصل زمان في وقتها، بس كلنا اتأكدنا بعد كده ان جعفر هو راس التعبان.
كريم: طب هما ليهم شغل ما بابا زي ما فهمت، ممكن نخلي بابا يقطع شغله معاهم.
انجي: مش هينفع يا كريم، صحيح عمو فواز ممكن يعملها، بس في عقود ممضية وشروط جزائية، مش هينفع عمو فواز يفسخ العقود دي فجأة، اسمه في السوق ممكن يتضر.
صالح: صح يا بنتي.. **** يكملك بعقلك.
عاصم: انا هحضر الجنازة.
كلهم اتصدموا من كلام عاصم..
صالح: تروح فين يا ولدي.. مستحيل اسيبك تعمل كده، انت لو قتلوك محدش هيعرف عنك حاجة ولا حد هيعرف يعمل معاهم حاجة.
نور: بلاش يا عاصم، عشان خاطري، عشان خاطرنا كلنا.
عاصم بيبص لمشيرة ونور كمان بتبص ناحيتها.. ومشيرة باين عليها الخوف علي عاصم..
عاصم: (وهو لسه باصص لمشيرة) حاضر يا نور عشان خاطركم، (بيبص لصالح) وانت يا حاج هتروح؟
صالح: لا يا ولدي انا مش هروح، لكن في ناس من البلد هتروح.
قعدوا يهزروا ويضحكوا والبنات عاملين جو حوالين الحاجة فاطمة اللي فرحانة بيهم جداً..
ليل بتتصل بعلي وبيقوم يرد عليها وبيعرفها انهم مش هينفع يتقابلوا النهاردة.. و ليل اتضايقت..
يوسف كل شوية يكلم نور يعرف رجعت ولا لسه.. و قفش عليها.. ونور اتضايقت..
فضلوا لحد الغدا وبعدها عاصم قال ان لازم يرجعوا..
و بعد محايلة و وعود انهم هيزوروها تاني الحاجة فاطمة سابت البنات بالعافية.. وكانوا الاربعة دموعم نازلة..
خرجوا يركبوا عربية كريم ومعاهم الحاج صالح وعلي والحاجة فاطمة بيودعوهم..
وصلوا القاهرة ووصلوا البنات.. عاصم خد عربيته من عند ريهام ورجع الفندق..
في الصعيد
بعد ما دفنوا سعد وعملوا العزاء..
زي ما توقع الحاج صالح بيت السباعي مسك في بعضه مين أحق يبقي الكبير..
جعفر مهران (الطابية) وسليمان الشواتفي اللي بقي الراجل بتاعه واقفين بتفرجوا عليهم.. لحد ماقربوا يصفوا بعض..
في خلال الشهرين اللي بعد الجنازة حصلت حوادث قتل بالجملة في بيت السباعية.. تقريبا ما فضلش في البيت ده غير الحريم.. و الحريم بالقوة باعت البيوت والاراضي وسابوا البلد..
وفعلاً البلد اتقسمت بين جعفر وسليمان..
جعفر مش عاجبه التقسيمة دي، وعلي الرغم من ان سليمان بقي الراجل بتاعه وتحت طوعه بس بيفكر يخلص منه..
فات شهرين مفيش فيهم أحداث عند عاصم واللي معاه..
علي اتصالح مع ليل وفهمها ان وجود عاصم في حياته امر مفروغ منه.. ولازم تتقبل الوضع ده، وهو من ناحيته عشان ما يضايقهاش مش هيجيب سيرة عن عاصم معاها..
كريم وانجي علاقتهم بتبقي اقوي كل يوم.. وكريم بيكتشف يوم عن يوم هو بيحب انجي اد ايه..
نور بتحاول تفهم طباع يوسف في الفترة اللي بيبقي موجود معاها فيها، وعاصم عشان ما يعملش ضغط عليها بيختفي الايام دي.. لأنه حاسس بغيرة من يوسف ناحيته..
ريهام كانت الايام عندها عادية.. بس في تحولات غريبة بتحصل في شخصيتها.. بدأت علاقتها بالبنات اللي بتنام معاهم تقل.. هي كانت وقفت علاقاتها من ساعة المشكلة اللي حصلت معاها وعاصم اتدخل وحلها.. مفيش علاقة عملتها من ساعة ايلين في لندن.. هي مستغربة نفسها ومش فاهمة السبب.. بس قالت لنفسها يمكن عشان خوفها ان المشكلة اللي حصلت ممكن تتكرر.. او ممكن عشان شافت كريم وانجي ونور ويوسف.. حبت النوع ده من العلاقات..
الدراسة بدأت تاني وكلهم انتظموا.. عاصم رجع فيلته تاني.. علي كان علي اتصال بيه دايما، واحياناً كان بينزل القاهرة يقعد معاهم لما يتجمعوا عند عاصم ويبات ويرجع اسكندرية تاني يوم..
عاصم خلال الشهرين دول راح اسكندرية مرتين، مرة راحوا كلهم معاه.. و مرة راح هو ونور وريهام بس..
البنات كانوا خدوا رقم الحاجة فاطمة وعلي تواصل معاها بشكل دايم.. نور بتكلمها كل يوم تطمن عليها، وريهام كمان..
دخلت امتحانات نص السنة والدنيا هادية وخلصوها..
وقضوا الاجازة في إسكندرية..
الحاج صالح عمل عزومة كبيرة في بيته وعزم فواز و فادي و خالد وعمر، ووصل كل واحد ومراته..
الستات مع بعض والرجالة مع بعض..
عند الستات..
كلهم بلا استثناء حبوا الحاجة فاطمة عشان طيبتها وبساطتها.. وملاحظين حبها للبنات..
قاعدة و واخدة البنات التلاتة في حضنها..
عند الرجالة..
الحاج صالح كان بيرحب بضيوفه بكرم كبير.. وفواز شايف تعامل الحاج صالح مع كريم كأنه ابنه زي علي..
الدكتور عمر كان بيحاول يقنع عاصم انه يقعد معاه تاني هو الدكتور رمزي وعاصم بيهرب بشياكة منه..
فادي وخالد كانوا معجبين بالحاج صالح وهيبته..
كانت قعدة جميلة وكلهم فرحانين بيها.. و رجعوا القاهرة..
الوزير عند الملك..
الوزير: التقارير اللي قصاد جلالتك بتقول اننا حققنا فوق النسبة اللي جلالتك كنت حاططها.
الملك: تمام.. بلغ المجموعة بتاعتك اني راضي عنهم.
الوزير: دا شئ يسعدهم جلالتك.
الملك: اخبار طابيتك ايه؟
الوزير: بيتقدم جدا جلالتك.
الملك: ابعت ليه هدية.
الوزير: هيفرح جداً جلالتك.
الملك: هتحتاج اد ايه؟
الوزير: انا كنت بفكر الأول اني ابعت فريق من 3 من القوات الخاصة و ده هيبقي كفاية جداً لأي شخص مهما كانت حراستة، حتي ولو كانت 100 فرد، بس حصل تطور فاجئني.
الملك: (بإهتمام) ايه هو؟
الوزير: حصل هجوم بعدد مكون من 167 فرد عشان يتعامل معاه.
الملك: (بإستغراب) بس المعلومة اللي عندي انه لسه عايش.
الوزير: لأنهم ماتوا كلهم جلالتك.
الملك: (بإستغراب حقيقي) كلهم؟
الوزير: ده اللي حصل جلالتك، محدش يعرف تفاصيل عن الموضوع، وحاولت بكل الطرق اني اعرف اللي حصل، بس كل تقارير وزارة الداخلية وتحقيقاتها موصلتش لحاجة.
الملك: وتفريغ الكاميرات.
الوزير: كل الكاميرات جلالتك مفيش واحده عرفت تجيب حاجة من بعد دخولهم الفيلا..
الملك: غريبة.
الوزير: فعلاً جلالتك.
الملك: وتقديرك الجديد للموقف؟
الوزير: وحدة كاملة من القوات الخاصة.
الملك: (بإستغراب) مش كتير؟
الوزير: انا كنت هطلب من حضرتك ان الحرس الملكي هو اللي يقوم بالمهمة دي.
الملك: (بغضب) انت اتجننت؟
الوزير: انا آسف جلالتك.
الملك: عايز الحرس الملكي جوهرة جيشنا يقوم بمهمة زي دي.
الوزير: عشان كده رجعت وقولت وحدة كاملة تقوم بالمهمة.
الملك: انا اديتك تصريح قبل كده عشان تنفذ المهمة، مفيش مشكلة انك تدي اوامر ان وحدة تتحرك.
الوزير: شكراً جلالتك.
الملك: (بيقوم) هستني تقرير العملية.
الوزير: اوامر جلالتك.
الملك سابه ومشي..
توضيح..
جيش المنظمة بيتكون من 3 مجموعات..
القوات الأساسية: و دول بيبقي منهم الحراسات ومنهم اللي بينفذوا العمليات اللي المنظمة بتعملها.. تدريبهم عالي وقوي..
القوات الخاصة: و دول أقوي وأعلي في التدريب، بيخرجوا في عمليات محدودة (العمليات المستحيلة).. نسبة نجاحهم دايما 100%، ما حصلش وفشلوا في مهمة قبل كده..
قوات الحرس الملكي: و دول جوهرة الجيش كله.. الواحد منهم بـ 20 واحد من القوات الخاصة.. و دول مسئولين عن تنفيذ أوامر الملك الخاصة وحراستة الشخصية..
عند الوزير..
قاعد مع الفيل والحصان والطابية (جعفر) بتوعه..
الوزير: لازم نركز في شغلنا الفترة الجاية، صحيح انكم عملتوا شغل كويس جداً الفترة اللي فاتت، بس الملك طالب شغل اعلي، احب ابلغكم ان الملك راضي عن أدائكم.. وصدقوني رضا الملك غير أي حاجة انتوا شوفتوها في حياتكم.
كلهم: وإحنا يهمنا رضاه عننا.
فضلوا يتناقشو في شغل الفترة الجاية واتفقوا علي كل حاجة هتمشي ازاي ومين مسئول عنها.. وبعد ما خلص الاجتماع وكلهم قاموا يرجعوا يتابعوا شغلهم..
الوزير نادي علي جعفر..
الوزير: انت بقيت عضو رسمي في مجلس الملك يا طابية، معني كده ان الحراسة اللي عندك لازم تتغير بحرس من عندنا.
جعفر: اللي تأمر بيه يا وزير.
الوزير: الحراسة هتوصل عندك اول ما انت تدخل بيتك، تمشي الحراسة القديمة وتسلم الحراسة الجديدة كل حاجة.. البيت والعربية وكل حاجة، هما عارفين هيعملوا ايه كويس.
جعفر: تمام يا وزير.
الوزير: دي مش هدية الملك ليك، الهدية ان راس عاصم هدية من الملك ليك.
جعفر: بجد يا وزير؟
الوزير: دا قرار ملكي، الحاجات دي مافيهاش هزار يا طابية، لما توصلك الحراسة وتشوفها اعرف ان دول مش اللي هخلصوا علي ابن الجيوشي، لأ.. قوات اعلي منهم في التدريب والكفاءة.
جعفر: انا مش عارف اشكرك ازاي يا وزير.
الوزير: مش انا اللي تشكرني، تشكر الملك انك تنفذ كل اللي يتطلب منك وما تقصرش في اي شغل.
جعفر: (بحماس) هتشوف يا وزير الشغل الفترة الجاية هيبقي ازاي، مش هقول لأ هعمل وهتشوف.
الوزير: (مبتسم) انا متأكد.
جعفر: هتشوف يا وزير.
الوزير: (بيتحول) روح شوف شغلك.. هنرغي كتير ولا إيه.
جعفر قفل بوقه وخرج بسرعة..
جعفر: (لنفسه) اه يابن المجنونة.
بعد اسبوع كمان..
عاصم في الفيلا لوحدة.. جمال وعواطف مرضيوش يرجعوا يشتغلوا عند عاصم.. خافوا علي نفسهم..
كان في واحدة حازم اتفق معاها تيجي كل اسبوع تنضف الفيلا وتمشي..
الحياة هادية ومستقرة نوعاً ما..
في يوم بعد ما الشلة خرجت من عند عاصم وهو قفل نور الفيلا وطلع اوضته ينام..
قبل ما ينام كالمعتاد قعد في وضع اليوجا اللي بيعمله..
شايف مشيرة واقفة كالعادة بحضورها القوي وبيتكلموا مع بعض.. طايرين جنب بعض في الجنينه..
فجأة وقفت 3 عربيات جيب سودة نزل منها 12 واحد لابسين لبس العمليات الخاصة بالدروع الكاملة (الصدر والدراع والرجل) اتقسموا اربع مجموعات كل مجموعة تلاتة.. كلهم تسليحهم بـ G29 HK416..
مجموعتين دخلوا علي باب الفيلا.. مجموعة لفت من ورا للباب الخلفي اللي من ناحية المطبخ.. ومجموعة فضلت عند الباب الخارجي للتأمين والدعم..
مشيرة: عاصم.
عاصم: ما تقلقيش، مش هيبقوا أصعب من اللي فاتوا.
مشيرة: دول غير أي حد فات يا عاصم.
عاصم: (بيبص عليهم تاني) في احتمالين، يا اما اللي بعتهم ما يعرفش باللي حصل هنا قبل كده وبيجرب، يا اما عارف كويس اللي حصل.
مشيرة: ومعني انه عارف اللي حصل ويبعت العدد ده، يبقي دول أقوي من اللي فاتوا، حتي أقوي من مجموع اللي بعتهم سعد.
المجموعتين اللي علي الباب فتحوا ودخلوا في نفس الوقت اللي المجموعة اللي عند الباب الخلفي دخلت هي كمان، بعد التأمين وبتحركات منظمة فتشوا الدور الاول بالكامل وأمنوه..
مجموعتين طلعوا الدور التاني ومجموعة فضلت في الدور اللي تحت..
في الدور اللي فوق قسموا نفسهم 2 لكل اوضة.. واحد بيفتح والتاني بيدخل..
عاصم كان رجع.. ووقف مستني اللي هيدخلوا الأوضة بتاعته.. كان واقف ورا الباب..
اول واحد دخل بيأمن يمين والتاني وراه بيأمن شمال..
عاصم مسك سلاح القريب منه وبيبعده عنه وبيضرب التاني بكعب رجله في صدره يبعده عنه.. بيحاول يسحب السلاح بس كلهم معلقين السلاح في كتافهم، ومش معلقينه علي كتف واحد يقدر يسحبه بسهولة لأ.. الحزام جاي من فوق الكتف الشمال لتحت الباط اليمين..
عاصم لسه ماسك السلاح وضرب الراجل اللي قصادة بالركبة في معدته اللي ايده بتسيب السلاح وعاصم ماسكه وهو لسه متعلق في كتف الراجل ويضغط الزناد عشان يضرب التاني بالنار.. بس مفيش حاجة حصلت.. السلاح ما ضربش.. عاصم اتفاجأ وهو بيبص للسلاح بإستغراب..
كانت ثانية والراجل التاني محترف إتعدل بسرعة وبيضرب نار علي عاصم..
عاصم بسرعة ساب السلاح ومسك الراجل اللي في ايده و عدله في وش الرصاص..
والتاني ضرب عادي وجات في زميلة بس محصلش لزميله حاجة.. الدروع قوية..
عاصم خد باله من اللي حصل.. كان في ضهر الراجل اللي عاصم ماسكة خنجر.. سحبه عاصم وهو بيزق الراجل اللي ماسكه علي زميله وهو لسه ماسكه وبيتحرك بيه..
سحب الخنجر وبيضربه في ضهر اللي ماسكة بس الخنجر ما اخترقش الدرع..
عاصم رفع ايده اللي ماسكه الراجل وميل رقبته وضربه بالخنجر في رقبته في الحتة اللي بانت..
وبسرعة اتحرك من وراه ومسك سلاح التاني ورفعه في الهوا وضربه بالخنجر في رقبته..
مسك سلاح التاني وحاول يضرب نار بس بردو ما ضربش..
فهم انه سلاح بالبصمة..
طبعاً اللي بره حسوا بالإشتباك اللي بيحصل جنبهم.. وقفوا في الممر قصاد الاوضة المفتوحة..
الاتنين اللي في وش الباب شايفين زمايلهم علي الأرض ومش شايفين عاصم..
خدوا ساتر يمين وشمال الباب من بره.. واحد سحب قنبلة شد فتيلها ورماها عند عاصم..
عاصم قبل ما القنبلة تقع علي الارض كان بيخبطها برجله بيرجعها بره الاوضة بقت في وسطهم..
القنبلة انفجرت بصوت واطي.. ما كانتش قنبلة من العادية..لأ، كانت قنبلة ضوء.. بتعمل نور عالي يعمي اللي يشوفها مؤقتاً..
عاصم اول ما انفجرت كان في وسطهم.. وبالخنجر وبسرعة الاربعة كانوا علي الأرض في دمهم..
التلاتة اللي تحت سمعوا صوت الانفجار وانتبهوا وبيتحركوا علي السلم اللي يطلع الدور التاني..
عاصم كان سحب قنبلتين من اللي بيعملوا نور ورماهم علي اللي طالعين علي السلم..
ونفس اللي حصل مع اللي فوق حصل مع اللي تحت..
عاصم وقف لحظة بيراجع في دماغه اللي حصل وعرف ان في لسه تلاتة ما دخلوش..
عاصم سحب سلاح من كتف واحد من اللي ماتوا ومسك كف ايده حطه علي المقبض والزناد..
لمبة خضرة صغيرة نورت في الجنب.. وقف وهو ماسك السلاح وبعد عن الراجل وضرب طلقة في الأرض بيجرب..
السلاح ما ضربش.. يبقي لازم صاحب السلاح يفضل ماسك سلاحه..
طلع الدور التاني بص من البلكون علي الجنينه..
شاف التلاتة الباقين قلقانين في وقفتهم.. تقريباً مستغربين تأخير زمايلهم..
نزل بسرعة خرج من الباب الخلفي وطلع يجري لف حوالين الفيلا وبقي عند الباب الأمامي وواقف وراهم..
غمض عينيه لحظة.. كانوا التلاتة دخلوا في حالة الذهول والتجميد اللي بيعملها عاصم.. اتحرك واتعامل معاهم هما كمان..
فضل عاصم واقف شوية بيبص للفراغ وسرحان..
مشيرة: عاصم.. عاصم.
عاصم انتبه وبيبص لمشيرة..
مشيرة: مالك يا عاصم؟
عاصم: واضح ان في حد جديد واقف قصادنا.
مشيرة: و شخص قوي.
عاصم: قوي جداً.. السلاح اللي معاهم متطور بيشتغل ببصمة صاحبة بس، و دي مش حاجة هتبقي متوفرة غير لأجهزة الأمن القوية، او منظمات ارهابية كبيرة.
مشيرة: مش هارون يا عاصم، المأمور قال ان الدم مش طريقه.
عاصم: لازم نعرف مين، هو بدأ مرة.. و ردي عليه اهو، يبقي هيكون في تاني وتالت.
مشيرة: هنعمل ايه دلوقتي؟
عاصم: هبلغ الشرطة؟
دخل عاصم الفيلا وبلغ الشرطة.. بعد نص ساعة وصلوا وكان علي راسهم مأمور القسم.. وعاصم كان واقف بره الفيلا في إنتظارهم..
المأمور: (بيضحك) عملت ايه تاني؟
عاصم: (ملامحه جامدة) المرة دي غير أي مرة.
المأمور: (ملامحة بتقلب جد) حصل ايه؟
عاصم: خلي رجالتك تستني دقيقة برة وتعالي معايا لوحدك.
المأمور امر اللي معاه يستنوا مكانهم ومحدش يدخل جنينة الفيلا..
دخل عاصم والمامور وشاف التلاتة اللي في الجنينة..
المأمور بيبص ليهم بإستغراب ويرجع يبص لعاصم ويرجع يبص ليهم تاني..
قرب منهم ووطي يفحصهم.. شاف لبسهم ودروعهم وسلاحهم ونوعه..
عاصم: ايه رأيك؟
المأمور: مين اللي عنده امكانيات زي دي؟ و ليه يستخدمها ضدك؟ انت مين يابني؟
عاصم: في 9 غيرهم جوا الفيلا.
المأمور: (بصدمة) ليه كل ده؟ انت شايف الواحد فيهم عامل ازاي، ده زي التور.
عاصم: وتدريبهم وتنظيمهم عالي.
المامور: في حاجة تاني عايز تخليني اشوفها قبل ما أدخل اللي بره.
عاصم: لأ.
المأمور نادي علي رجالته اللي دخلوا ومستغربين من وقفتهم بره، واستغرابهم زاد لما شافوا التلاتة اللي علي الأرض..
المأمور خلي ظابط يطلب الإسعاف عشان تشيل الجثث، وعرف ظابط تاني ان في جثث جوه..
عاصم طلب من المأمور انه يحتفظ بحتة سلاح من الموجودين عشان يدور وراها، بس المأمور فهمه انه صعب دلوقتي..
المأمور: لو كنت خدت واحدة قبل ما نيجي مكانش حد هيعرف، انما دلوقتي اتاخد العدد واتحرزوا.. (بيغمزله) فهمت.
عاصم: فهمت هاخد بالي المرة الجاية.
المأمور: اهو ده اللي خايف منه.. المرة الجاية.. يابني اللي عنده القوة دي مش سهل تقف قصاده، وما تفكرش.. ده ما شغل جهة امنية.. لأن فيهم اللي مش مصريين، الموضوع ده هيوصل لجهاز الأمن القومي، اجانب بالتسليح ده.. دخلوا امتي و ازاي وداخلين ليه؟ وطبعاً انت كمان هتتجاب عشان يسألوك.. توقع منهم زيارة قريب علي فكرة.. بس اتمني انها ما تحصلش.
عاصم: ما تقلقش انا جاهز.
المأمور: طب يلا علي القسم يا بيه، ومفيش داعي تكلم المحامي بتاعك وتشحططه، انا هقفل المحضر بسرعة.
عاصم: تمام يلا بينا.
طلعوا علي القسم وخلصوا المحضر ورجع عاصم البيت..
فضل صاحي لحد ما طلع عليه النهار وهما كانوا كام ساعة يعني.. مش كتير..
عاصم كان بيلوم نفسه انه ما سابش واحد حي يستجوبه ويعرف مين اللي وراه..
لأول مرة يتصرف غلط.. يمكن عشان ما كانش لسه يعرف حدود قدرات اللي قصاده فإتصرف بإستعجال..
بس هو واثق ان اللي عمل كده هيكررها تاني، ساعتها هيتصرف بهدوء أكتر من كده..
عند الوزير..
الوزير لما محصلش اتصال من الوحدة اللي راحت لعاصم.. بعت اللي يعرف الأخبار ورجع عرفه انهم كلهم ماتوا.. وقبل ما توصل الشرطة.. يعني الهدف هو اللي خلص عليهم..
جاب تقرير الطب الشرعي المبدأي اللي بيقول ان كل الجثث ماتت بطعنة نافذة في الرقبة..
الوزير كان هيتجنن.. يعني مش كفاية انهم فشلوا في انهم يقتلوه.. لأ وماتوا كمان علي ايد واحد بس، والواحد ده اكتشف نقطة ضعف من تحت الخوذة فوق الدرع بالظبط واستغلها بكفاءة..
طب يبلغ الملك يقول ايه..
ماهو مستحيل يكون هو اللي هيبلغه بأول فشل للقوات الخاصة في الجيش الملكي..
اللي هيبلغ الملك هو اللي هياخد الغضب كله..
الوزير: (لنفسه) يبقي قائد الجيش اللي يبلغه.. ماهو مش هلبسها انا.
و ده اللي حصل..
في نفس الوقت كان قائد الجيش في اجتماع مع الملك وبيبلغه بتطور الاداء والتجهيزات..
كان بيكلمه وهو متوتر.. بعد ما الملك خلص مراجعة التقارير..
الملك: في عملية كنت اديت تصريح للوزير بتنفيذها.. فين تقريرها؟
القائد: (بتوتر) جلالتك.. انا.. انا..
الملك: فين التقرير؟
القائد قدم تقرير للملك من صفحة واحدة عن عملية الجيوشي..
نص الصفحة فيها اوامر ادارية بخروج الوحدة وأسلحتها و عددها..
نص الصفحة التاني مكتوب فيه جملة واحدة..
""لم يتم التخلص من الهدف.. تم القضاء علي الوحدة بالكامل""
الملك فضل ماسك التقرير دقايق باصص ليه وهو كاتم غضبه واستغرابه..
بس مش لمدة طويلة.. وانفجر في وش قائد جيشه وبيزعق..
الملك: انت فاشل.. يعني ايه عيل يقضي علي وحدة كاملة.. وحدة الراجل فيها بفرقة كوماندوز.. مش ده كلامك عن القوات الخاصة.. (صوته بيعلي بغضب) انت بتكدب عليا.
القائد مش عارف يرد..
الملك كان هيصدر أمر بإعدامه بس مسك اعصابه في آخر لحظة.. طلب الوزير اللي وصل بسرعة..
الوزير لما شاف وش الملك عرف انه علي آخره.. ولما شاف قائد الجيش عرف انه بلغ الملك بفشل العملية.
الملك: فين تقرير عملية الجيوشي؟
الوزير: لسه مستني التقرير جلالتك.
الملك ابتسم بسخرية وفهم ان الوزير عارف بس مرضيش يبلغه هو عشان ما ياخدش رد الفعل..
الملك: الموضوع ده يتكتم عليه، الموضوع ده لو اتعرف هيبتنا هتضيع، جهزوا عملة تانية بتنسيق أحسن من اللي فات، هيبتنا ما ينفعش تتهز انتوا فاهمين.. الموضوع ده لو اتعرف انتوا الاتنين اموات.
الوزير والقائد: (برعب) أمر جلالتك.
الملك: (بغضب) امشوا.
خرج الوزير والقائد وقعدوا مع بعض ينسقوا عملية جديدة..
والوزير اقترح وحدتين يتحركوا المرة دي.. بس القائد كان مغلول ومتغاظ جداً من عاصم عشان عرضه لغضب الملك..
وقال ان 3 وحدات اللي هيتحركوا.. طبعاً الوزير استغرب بس وافق جداً لأن ده يضمن الفوز تماماً..
عند عاصم..
الشلة اتجمعت كالعادة.. وعاصم مرضيش يعرفهم اللي حصل..
بس نور كانت حاسه بحاجة وحاولت تفهم من عاصم بس عاصم مرضيش يخوفها..
بعد يومين..
عاصم قام فطر عشان خاطر مشيرة ما تزعلش وعمل قهوة وبيشربها وجاله تليفون من المأمور..
المأمور: اسمعني يا عاصم.. جالي خبر من واحد حبيبي في الأمن القومي انهم امروا بإستدعاءك للتحقيق معاك في اللي حصل.
عاصم: ايه اللي حصل لكده؟
المأمور: المباحث العامة ملقتش بيانات لأي حد من اللي ماتوا.. انت فاهم ده معناه ايه؟ دا معناه ان في جهة عندها القوة والنفوذ انها تخفي المعلومات دي، كيان ايده نافده جوه الداخلية نفسها.. و دي كارثة يا عاصم.
عاصم: (بهدوء) وامن الدولة عايز يحقق معايا انا ليه؟ انا اللي اتضريت.. انا اللي هاجموني.
المأمور: هما مش هيحققوا معاك بالشكل اللي فهتمه.. مش لأنك متهم.. هو هيبقي بشكل ودي.
عاصم: تنصح بإيه؟
المامور: الحقيقة.. قول الحقيقة بس، الناس دي بتعرف صدقني.
عاصم: وانا معنديش حاجة اخبيها أو أكدب فيها.
المأمور: كده تمام.
في نفس اليوم كانت الشلة متجمعة عند عاصم زي كل يوم..
رن جرس الباب وقام عاصم يفتح وكان واحد بيبلغه انه مطلوب في مديرية الأمن..
عاصم دخل بلغ الشلة اللي اتخضوا وكلهم بيعملوا اتصالاتهم..
كريم كلم ابوه وكذلك ريهام ونور وكلمت يوسف كمان..
راح عاصم مديرية الأمن والظابط اللي معاه كان بيعامله بإحترام بصراحة..
عقبال ما وصل كان اللواء عادل فؤاد فهم الموضوع و وصي ان عاصم يتعامل بطريقة كويسة..
وبلغ فواز اللي بلغ فادي وخالد ان الموضوع مجرد مناقشة واستفسار عن شوية حاجات مش تحقيق رسمي و إن عاصم مش متهم بحاجة..
خلال اليومين اللي فاتوا.. الأمن القومي كان جاب تاريخ حياة عاصم من ساعة ما اتولد لحد اللحظة دي..
قاعد عاصم في مكتب فخم وكان معاه في الأوضة 3 رجالة لابسين بدل شيك كلهم..
محدش قاعد علي المكتب كلهم قاعدين علي الانترية الموجود في الاوضة وطلبوا من عاصم يقعد هو كمان معاهم..
عايزين يوصلوا ليه انها قعدة ودية.. دردشة مش أكتر..
كانوا سايبين كرسي فاضي لعاصم زاويته تخليهم كلهم شايفين عاصم في وشهم..
عرفوا نفسهم التلاتة.. اتنين برتبة عقيد صبري و سامي.. وواحد برتبة مقدم اسمه محمد..
قعد عاصم.. وبدأ المقدم يتكلم.. وعاصم لاحظ ان الاتنين التانين مركزين أوي معاه..
المقدم: بص يا عاصم القعدة دي مش رسمية، احنا هنا بشكل ودي.. عندنا شوية اسئلة بنحاول نلاقي ليها اجابات، في أسئلة منها بنعتقد اننا هنلاقي اجابتها عندك.
عاصم: (بهدوء وملامح حجر) و انا لو عندي اجابة لأي سؤال هقولها.
المقدم: تعرف ايه عن الهجوم اللي حصل عليك من يومين؟
عاصم: صدقني انا معرفش مين دول ولا كانوا جايين يقتلوني ليه؟
المقدم: تعرف ايه عن يسري تميم؟
عاصم: كل اللي اعرفه انه حاول يخطف فادي وصفي وكنت انا هناك بالصدفة وقدرت امنع ده، بعدها عرفت بالصدفة انه الباشا، وحاول يقتلنا عند فادي وصفي تاني وكان موجود ساعتها فواز الرشيدي وخالد الجابري، بس اعتقد انكم عارفين التفاصيل دي، بعدها سافرنا نهرب منه علي لندن وهو حصلنا علي هناك، بعدها هربنا منه تاني علي يوركشاير، حاول يوصل لينا هناك لكن بمساعدة المحامية بتاعتي هناك واتصالتها قدرنا نمنع هجوم في يوركشاير، وبعدها هربنا علي مصر لما فواز الرشيدي جه وأصر اننا نرجع، انا مرجعتش معاهم كنت بظبط شوية حاجات مع المحامية بتاعتي ورجعت بعدهم علي طول، بعدها عرفنا بخبر موته.
المقدم: احنا عرفنا من تقرير النقيب يوسف الراوي انك انت اللي منعت الهجوم في يوركشاير لوحدك، تقدر توضحلي النقطة دي.
عاصم: مفيش تفاصيل كتير، عرفت من هاكر تبع ايلين المحامية بتاعتي، ان في تجمع لمرتزقة وكان يسري اللي جامعهم، ومش هخبي عليك اشتريت سلاح من هناك وطلعت وراهم، وقابلتهم قبل ما يوصلوا الفيلا في يورك، واعتقد ان يوسف في تقريره المفروض انه يقول انه هو اللي انقذني مش انا اللي انقذتهم.
المقدم: عرفنا التفاصيل دي، سؤالي انت تعرف يسري شغال مع مين؟
عاصم: لأ.
المقدم: تعرف شغال في ايه؟
عاصم: لأ.
المقدم: صدقني انا مش بنوجه ليك اتهام، احنا بس بنحاول نربط بين اللي حصل في لندن واللي حصل هنا من يومين، واللي حصل قبلها بكام شهر.(قصد هجوم رجالة سعد)
عاصم: اللي حصل من كام شهر ده ملوش علاقة باللي حصل من يومين.
المقدم: ممكن توضحلي؟
عاصم: اللي هجموا عليا من كام شهر وولعوا في بيتي، دول من رجالة سعد السباعي.
المقدم: النائب سعد بتاع الصعيد؟
عاصم: بالظبط.
المقدم: و ده ايه علاقتك بيه؟ وليه يعمل كده؟ وفين الدليل علي كلامك؟
عاصم: علاقتي بيه هي ان سعد السباعي وناس تانية كانوا السبب في موت أهلي كلهم زمان، ليه عمل كده عشان فاكر اني هرجع اخد بالتار منهم وهو حب يسبق، الدليل علي كلامي ان يوم خروجي من السجن في القضية اللي حضرتك أكيد عارفها واحد حاول يقتلني وزميلتي وقفت بيننا وقال السباعية بيبلغوك السلام، والكلمة دي اتكررت وهما بيحرقوا البيت.
المقدم: انت عرفت ان سعد مات؟
عاصم: اه عرفت.. الحاج صالح حمد بلغني.
المقدم: يعني انت شايف ان الهجوم اللي حصل عليك من يومين واللي قبله مش تبع بعض؟
عاصم: لأ ما أظنش.
المقدم: ليه؟
عاصم: اللي كانوا في المرة التانية كانوا بيتحركوا زي قوات الجيش او الشرطة، انما رجالة سعد كانوا همج بيضربوا نار ومولوتوف وخلاص.
فضل المقدم يسأل عاصم كتيييير أوي.. القعدة خدت حوالي 4 ساعات..
بعد القعدة ما خلصت..
عقيد من الاتنين..
عقيد1: سؤال بعيد عن الموضوع يا عاصم.
عاصم بص ليه وساكت منتظر السؤال و لسه محافظ علي ملامحه الحجر..
عقيد1: ايه اللي حصل في حادثة طارق هارون؟
عاصم: لحد دلوقتي انا معنديش تفسير للي حصل.
عقيد2: طب تفسر بإيه ان عدد كبير من اللي ماتوا في الهجوم علي بيتك من رجالة سعد ماتوا بنزيف في المخ ومفيش طلقة واحدة في جسمهم؟
عاصم: معنديش تفسير للموضوع ده بردو، انا اول مرة اعرف النقطة دي.
عقيد1: تمام يا عاصم.. تقدر تتفضل.
وانتهت المقابلة وخرج عاصم مشي.. بعد ما خرج..
عقيد2: الواد ده وراه حاجة تانية، الواد ده مش طبيعي.
قام عاصم رجع الفيلا وكان الشلة كلها لسه عنده مستنيين..
حكي ليهم كل حاجة بالتفصيل عشان يطمنهم..
واضطر يحكي اللي حصل من يومين (هجوم رجالة الوزير) وان ده سبب استدعائة..
نور كانت هتتحول علي عاصم بس عاصم قدر يهديها..
نور: انا كنت حاسة ان في حاجة انت مخبيها، البيت في حاجة غلط، بس مكنتش عارفة احددها.
ريهام: انت لازم يبقي في حراسه في الفيلا هنا يا عاصم، مش هينفع الكلام ده.
كريم: (بتوتر) عاصم في حاجات غريبة بتحصل حواليك، محاولات كتير لقتلك، محتاجين نفهم يا عاصم.
انجي: اهدي يا كريم.
كريم: انا هادي يا انجي، انا خايف علي عاصم.. انا خايف نيجي في يوم نلاقيه ميت.
نور: (بعصبية ودموع) بعد الشر.
ريهام: ما يقصدش يا نور، انا كمان خايفة من كده، كلنا خايفين علي عاصم.. احنا مش خايفين علي نفسنا من ان حاجة تحصل لينا واحنا معاه، احنا دايما مطمنين واحنا معاه، بس بعد الشر لو حصل ليه حاجة انا عن نفسي مش عارفة ايه اللي ممكن يحصل لينا.
نور: (بدموع وصوتها بيعلي) مش هيحصل ليه حاجة، محدش هيقرب من أخويا.
ريهام بتقرب من نور وبتاخدها في حضنها تهديها..
ريهام: ما تخافيش يا نور، محدش هيقرب منه..
نور كانت بدأت تدخل في نوبة فزع وبتنفضض في حضن ريهام..
ريهام بدأت تتوتر ومش عارفة تتصرف.. انجي جت قعدت جنب نور وبردو بتحاول تهديها وبتطبطب علي ضهرها بس نور مش بتهدي..
هنا مشيرة اتحركت وبتحاول هي كمان تهدي نور.. نور حست بيها وكانت بدأت تهدي بس جه في دماغها حاجة..
لو عاصم اختفي من حياتها مشيرة كمان هتختفي من حياتها.. ساعتها رجعت لنوبة الفزع تاني..
عاصم قرأ أفكار نور وعرف هي بتمر بإيه..
وقف و راح ناحية نور اللي حاطة راسها في حضن ريهام..
مسك كف ايدها وقفها وخدها في حضنه..
نور حست بطاقة غريبة.. طاقة خارجة من عاصم بتحاوط قلبها..
حست بسكون غريب.. لدرجة انها ابتسمت.. ريهام اللي شافت الابتسامة لأن وش نور كان ناحيتها..
ساعتها ابتسمت هي كمان.. هي حاسه بيها.. حست بإحساسها بالأمان..
بعد دقايق..
عاصم بيبعد ونور ماسكة فيه.. عاصم ابتسم..
عاصم: بطلي دلع.. خلاص بقي.
نور: (بتضحك بطفولة) سيبني شوية عشان خاطري.
كلهم بيضحكوا..
مشيرة كانت بتضحك وعينها في دمعه.. صعبت عليها نور..
فضلوا يضحكوا يهزروا ويتريأوا علي نور.. وبعد كده قاموا يروحوا..
بعد ما مشيوا.. عاصم قاعد بيفكر هو مشيرة..
عاصم عارف ومتأكد ان هجوم قوات الملك مش هيبقي آخر هجوم.. اللي حصل بيقول كده..
(هو لسه ما يعرفش الوزير أو الملك ولا أي حاجة عن الموضوع ده)
والسلاح العادي مش هينفع معاهم.. وسلاحهم هما مش بيأثر علي دروعهم..
عاصم: انا كده محتاج سلاح غير اللي اتعاملت بيهم قبل كده، ومش هينفع اتعامل كل مرة معاهم بخنجر زي ما عملت المرة اللي فاتت.
مشيرة: مش بفهم في الأسلحة زيك، بس ممكن نعمل بحث علي النت ونشوف ايه افضل حل مناسب للمشكلة دي، أو في فكرة أحسن، ممكن تكلم المأمور.. من الواضح انه شخصية كويسة.
عاصم: عندك حق، ممكن يفيدنا، هنعمل البحث بعد ما أكلمه، لأنه ممكن يرفض عشان وضعه.
كلم عاصم المأمور وعرف ان هو لسه في القسم وسأله اذا كان ممكن يجي يقعد معاه.. عايز يتكلم معاه شوية.. المأمور رحب وعرّف عاصم انه مستنيه..
راح عاصم للمأمور اللي رحب بيه واستغرب من سؤاله.. بس فهم هو يقصد ايه من السؤال..
المأمور: انا مش هقدر أفيدك في الموضوع ده، مش هينفع.. أرجو انك تقدر موقفي.. في ظروف تانية انا المفروض اتعامل معاك بإسلوب أعنف من ده.. انت بتطلب من ظابط شرطة يوفرلك سلاح غير شرعي، ومعلومات عن تحقيقات شغالة.
كان بيتكلم مع عاصم بهدوء مش متناسب مع كلامه اللي بيقوله وهو بيراجع أوراق وبيمضيها وبيكتب حاجات في ورقة صغيرة..
عاصم: (بيقوم) انا اسف اني ازعجتك.. أرجو ان المقابلة دي ما تأثرش علي العلاقة اللي بيننا.
المأمور: (بيقوم وبيسلم علي عاصم) لا ما تقلقش المقابلة دي ما حصلتش.
عاصم وهو بيسلم علي المأمور حس بورقة صغيرة مطبقة في إيده..
خدها وضامم ايده عليها وإبتسم للمأمور وخرج..
خرج عاصم من القسم ركب عربيته ورجع البيت..
مفتحش الورقة غير وهو في الليفنج..
لقي مكتوب فيها اسم ورقم تليفون وتحتهم (قول انك من طرفي)
تاني يوم كلم الاسم اللي في الورقة و عرفه انه من طرف المأمور..
الراجل اللي كان عاصم بيكلمه كان صوته هادي وتقيل.. واتفقوا علي معاد عند الراجل وعاصم جاله لوكيشين يروح عليه..
الشلة اتجمعت عند عاصم زي كل يوم.. والعصر كده عاصم عرفهم ان عنده معاد مهم وبعد أسئلة كتير عاصم عرفهم انه رايح يقابل راجل ممكن يكون عارف حاجة عن اللي بيحصل..
طبعاً ده كدب رسمي بس مش هينفع يقول انه رايح يجيب سلاح..
وقال انهم يستنوا في البيت عادي.. ولو اتأخر يمشوا و يتقابلوا بكره..
راح عاصم المعاد.. كان في فيلا في مدينة الرحاب..
لما دخل البساطة والاناقة اللي في المكان لفتت انتباهه..
خدامة قابلته ودخلته الصالون لما عرفت ان في معاد.. وسألته يشرب ايه..
بعد دقايق دخل عليه راجل في حدود الـ 65، شعره ابيض ملامحه باين فيها الذكاء والجدية..
تحس انه ظابط قديم..
قعدوا مع بعض بيتكلموا في مواضيع عادية وبيتعرفوا علي بعض أكتر..
الراجل موضحش اكتر من إنه كان لواء في الشرطة.. أسمه اللواء أحمد..
عاصم طول القعدة ملامحة جامدة بدون انفعالات نهائي.. والراجل مستغرب بس مش باين عليه هو كمان..
اللواء أحمد: انا كنت عرفت من فكري (المأمور) تفاصيل عامة حوالين القضية بتاعتك، بس عشان أعرف أفيدك محتاج أسمع منك بالتفصيل.
عاصم: مفيش مشكلة.
وحكي عاصم كل اللي حصل بالتفصيل في الهجوم اللي حصل عليه من رجالة الوزير..
اللواء أحمد: من وصفك للدروع والسلاح، أقدر أول ان الدرع هو نوع من الدروع المطورة جديد للقوات الخاصة الأمريكية، والسلاح أعتقد انه من نوع هيكلر بس مش هقدر أحدد الموديل طبعا غير لما أشوفه، و ده يقول ان التنظيم اللي انت بتواجهه قوي جداً وموارده كبيرة جداً جداً.
عاصم: انا مليش اي علاقة بأي تنظيمات، ولما حصل وقابلت ناس من الأمن القومي وضحت النقطة دي، وأعتقد انهم عملوا تحرياتهم كويس وإلا ما كانوش سابوني أمشي.
اللواء أحمد: قابلت مين؟
عاصم: كانوا تلاتة.. إتنين أغلب الوقت ساكتين العقيد صبري والعقيد سامي و واحد أصغر منهم المقدم محمد هو اللي كان بيتكلم معايا.
اللواء أحمد وصف لعاصم أشكالهم وكانوا هما فعلاً.. وعاصم إتأكد ان الراجل ده كان في الأمن القومي هو كمان..
اللواء أحمد: فعلاً القعدة دي كانت ودية، والتلاتة دول من أشطر الظباط في الجهاز، وواضح انهم مقدرين الخطر اللي عليك من الكيان ده، بس أكيد هما مستغربين ليه إنت، ليه الهجوم ده، هما أكيد عندهم معلومات تانية مش هيقدروا يقولوها ليك حوالين شكوكهم عن التنظيم ده، المهم خلينا بعيد عن الموضوع ده، العميد فكري كان قاللي انك محتاج مساعدتي، أقدر أساعدك إزاي.
عاصم: ايه نوع السلاح اللي ينفع مع الدروع دي، انا عندي شك انهم هيكرروا اللي حصل تاني.
اللواء أحمد: (بإبتسامة سخرية) شك.. انت المفروض تكون متأكد ان في هجوم تاني وقريب جداً.
عاصم: ومش هيكون بالعدد ده، أعتقد ان العدد هيكون أكبر.
اللواء أحمد: بالظبط كده.
عاصم: ايه السلاح اللي ينفع مع الدروع دي.
اللواء احمد: أعتقد ان مفيش غير الخرطوش اللي ينفع معاها ومن مسافة قريبة.
عاصم: مش فاهم.
اللواء احمد: الدرع ده مش هينفع معاه غير .Mossberg 590A1
عاصم: بصفة ودية، هل هي متاحة؟
اللواء أحمد: (بإبتسامة مكر) بصفة ودية.. متاحة.
عاصم: تمام.. انا بشكر حضرتك علي وقتك.
اللواء احمد: لو احتجت نصيحة أو مشورة ما تترددش انك تتصل بيا.
عاصم: (بيقوم) هيحصل، واعتقد انه هيحصل بعد الهجوم التاني.
اللواء أحمد: (بيقوم هو كمان) لو حصل هجوم تاني وطلعت منه حي واتمني ده.. ياريت نتقابل بعدها علي طول.
بيسلموا علي بعض وبيوصل عاصم للباب..
مشي عاصم ورجع الفيلا كانت الشلة لسه عنده..
عاصم: انا قولت زهقتوا من الانتظار ومشيتوا.
نور: وانا ازاي همشي من غير ما اطمن عليك.
ريهام: ما احنا كل ما نسيبك تحصل مشكلة، دا احنا بنفكر ازاي نفضل حواليك طول الوقت، ونعملها شيفتات.
كلهم بيضحكوا..
نور: يا اما انت تبات عند كل واحد فينا يوم.
مشيرة واقفة بتضحك من قلبها علي كلامه نور وريهام..
كريم: انا معنديش مانع.
ريهام: ولا انا.
انجي واقفة مكسوفة ترد.. مش هينفع تقول زيهم هي كمان..
نور: وانا صاحبة الاقتراح يبقي أكيد موافقة.
عاصم: طب تصدقي ان ممكن ريهام وانتي لأ.
نور زعلت بجد و دمعة لمعت في عينيها..
مشيرة اتحركت بسرعة ووقفت جنب نور وبتطبطب عليها..
نور حست بالهدوء في ثانية وفهمت علي طول ان مشيرة جنبها..
مشيرة بتبص لعاصم بعتاب..
عاصم: افهموني، الموضوع كله هزار مفيش داعي للزعل.. ده أولاً، ثانياً بقي ان دلوقتي يا نور انتي في حياتك يوسف، لازم تاخدي بالك من كده كويس، يوسف بيغير عليكي و ده حقه.
نور: (بتوتر) هيغير عليا منك.. هيغير عليا من أخويا.
انجي: بالنسباله عاصم مش أخوكي.. افهمي يا نور عاصم معاه حق، يوسف ممكن يقفش عليكي من كده، لما بنكون كلنا مع بعض اه بتبقي قاعدة معاه بس تركيزك أغلبه مع عاصم، وانا لاحظت ان اوقات عاصم مش بيخرج معانا عشان خاطر يوسف يعرف يتكلم معاكي.
ريهام: وانا كمان لاحظت ده، ووضحتلك ده قبل كده.
نور: لأ مستحيل يوسف يكون كده، هو عارف ان عاصم اخويا وعلاقتنا قوية علي الاساس ده بس.
انجي: لو عرف بقي ان عاصم بايت عندك في البيت ده لو عمو خالد وافق أصلاً، صدقيني هتبقي مشكلة.. وكبيرة جداً، مفيش داعي ليها.
نور: وبابا مش هيوافق ليه؟
انجي: نور يا حبيبتي، مش كل الناس بتفكر نفس تفكيرك، عمو خالد اه بيحب عاصم بس مش هيوافق يبات عندكم، عمو فواز هيوافق عادي، مفيش في البيت غير كريم واخته صغيرة مفيش قلق عليها، (بتبص لريهام) وعشان ما تفهمينيش غلط عمو فادي مش هيوافق هو كمان بسهولة، ممكن بعد ضغطك عليه يوافق.
ريهام: (بزعل) انا عارفة.
عاصم: (ملامح وشه بتقلب وعينيه بتسود ببطئ) اسمعوني كويس.
كلهم سكتوا وقلقوا..
عاصم: انا مش هستني ومش هقبل اني اكون سبب في حرج او تدمير حياة اي حد فيكم، انا أقدر اختفي من حياتكم في لحظة لو حسيت اني ممكن أكون سبب في دمارها، يبقي تعقلوا وتسمعوا الكلام.. مش عايز منكم كلام زي ده تاني، والكلام ليكي انتي بالذات يا نور.
نور لسه هتتكلم..
عاصم: كلامي خلص.
بعد دقيقة صمت..
انجي: علي فكرة انت محتاج تجيب حد في البيت هنا يخدمك، محدش عارف يعمل حاجة كويسه تتشرب.
كلهم ضحكوا يطلعوا توترهم بعد كلمة عاصم..
كريم: اومال هتبقوا ستات بيوت ازاي؟
انجي: ما تقلقش ماما بتدربني.
كريم: من غير اي حاجة يا قلبي انا هقبل اي حاجة من ايدك.
ريهام: ابوس ايديكم بطني بتقلب من المحن الزيادة.
نور: بطلي حقد بقي.
كلهم بيضحكوا والموضوع عدي..
عاصم: انا فعلا محتاج حد بشكل دايم هنا، مش هينفع اللي بتيجي كل اسبوع تنضف وتمشي دي.
نور: بس ما تكونش زي عواطف.
ريهام ومشيرة كانوا بيموتوا من الضحك.
كريم لسه هينطق..
انجي: كانت عاجباك ولا ايه؟
كريم: انا و**** ما فتحت بوقي.
انجي: افتكرت.
نور: يا عيني يا كريم، دي هتربيلك الرعب.
عاصم ابتسم وافتكر علي وليل في موقف شبه ده.
خلص اليوم وقاموا روحوا..
بعد ما مشيوا عاصم خرج راح للراجل بتاع السلاح اللي كان جاب منه الآلي قبل كده.. وطلب منه البندقية اللي اللواء أحمد كلمه عليها وجاب صورتها من النت عرضها علي الراجل..
الراجل قال انها مش متاحة تحت ايده دلوقتي، بس لو صبر يومين هيكون جابها..
عاصم وافق ودفع تمنها مقدم وطلب الذخيرة بتاعتها معاها.. وطلب منه سلاح ابيض (خنجر) بس يكون زي بتاع الجيش..
الراجل عرض عليه صور لتشكيلة حلوة وعاصم اختار واحد.. والراجل قال هيكون موجود مع السلاح.. ويعتبره هدية منه ليه..
تاني يوم الصبح..
انجي وكريم كانوا عند عاصم.. ونور وريهام راحوا المول يشتروا شوية حاجات ليهم وقالوا انهم هيرجعوا علي عاصم..
التلاتة قاعدين بيتكلموا و رن جرس الباب عاصم قام يفتح لقي يوسف.. سلموا علي بعض ودخلوا.. يوسف سلم علي كريم وانجي ومستغرب ان نور مش موجودة..
يوسف: انا قولت اعملها مفاجأة و اجيلكم علي هنا علي طول، انا عارف انهم بيتجمعوا عندك دايما.
عاصم وكريم وانجي خدوا بالهم من الكلمة.. وفهموها..
انجي: نور وريهام في المول وجايين علي طول مش هيتأخروا.
في المول..
نور وريهام علي عكس المعتاد اشتروا اللي هما عايزينه بسرعة وما إتأخروش..
في نفس الوقت طارق وشيماء في المول ومعاهم اصحابهم..
شيماء شافت نور وريهام وهما ما خدوش بالهم منها..
طارق كمان شافهم وبص لشيماء شافها متضايقة.. قال في نفسه ياخد بونط علي قفاهم عند شيماء..
طارق بص للشباب اللي معاه (كانوا تلاتة).. (التلاتة بتوع الحادثة اللي فضلوا عايشين)
طارق: بقولكم ايه، شايفين البنتين اللي هناك دول؟
اصحابه بيبصوا عليهم وشيماء بتركز مع طارق مستنيه تشوف هيعمل ايه..
البنات اللي معاهم ساكتين..
واحد من اصحابه: مالهم.
طارق: عايزكم تعملوا عليهم نمرة.
صاحب2: لحد فين؟
طارق: مش بعيد هزأوهم بس.
صاحب3: البت اللي علي اليمين دي عجباني (يقصد ريهام).
طارق: عيش يا معلم.
قام التلاتة وراحوا ناحية نور وريهام ووقفوا قصادهم..
وبدأوا يستظرفوا ويستخفوا دمهم وفي نفس الوقت بيحاولوا يتحرشوا بيهم.. ايد هنا ايد هناك..
ريهام بتزعق وبتشتم فيهم نور بتتصل بعاصم.. والناحية التانية شيماء وطارق بيضحكوا..
عاصم رد وعرف اللي بيحصل واتحركوا كلهم بسرعة علي المول.. دقايق كانوا هناك..
اول واحد دخل يجري كان يوسف وعاصم أخر نفسه بالقصد.. بقي ورا كريم وانجي اللي خدوا بالهم وفاهمين..
وصلوا كلهم وكان يوسف سحب نور وريهام وراه واشتبك..
يوسف كان بيضرب فهم بـ غل شديد.. موقفوش غير الامن..
يوسف بيطمن علي نور وكريم وانجي بيطمنوا علي ريهام.. وعاصم باصص ليهم كلهم..
التلاتة المزقوقين عليهم مشيوا وعاصم متابعهم بعنيه لحد ما غابوا من قصاده بس فضل وراهم بدماغه..
لحد ما وصلوا عند طارق وشيماء..
بص لمشيرة اللي كانت متضايقة لما فهمت الموقف كله.. عينيه بدأت تسود وريهام اللي لاحظت الأول..
ريهام: عاصم.. عاصم.
كلهم بيبصوا لعاصم وشافوا عينيه كده ومش فاهمين في ايه..
نور: عاصم.. مالك في ايه؟
في اللحظة دي عند طارق واصحابه..
صحاب طارق التلاتة مسكوا طارق نزلوا فيه ضرب لما عجنوه..
وبردو ما وقفهومش غير الأمن وبيطردوهم بره المول..
عاصم عينيه بترجع للعادي وبيركز معاهم..
كلهم واقفين مركزين معاه وعلي وشهم ملامح قلق..
عاصم: مالكم؟
يوسف: انت اللي في ايه؟
عاصم: مفيش حاجة يلا بينا.
لسه بيتحركوا.. الأمن فات من قصادهم ماسكين التلاتة بيخرجوهم من المول، واتنين من الأمن ساندين طارق اللي اتعجن وشيماء ماشية جنبه.. وشافوها وشافتهم..
كلهم فهموا الموقف.. طارق زق اصحابه عليهم ولما اتضربوا رجعوا ضربوه..
بصوا كلهم لطارق بـ كره.. كان شايفهم وبيتحرق من جواه هو و شيماء بعد ما كانوا بيضحكوا..
يتبع،،،
الجزء الخامس..
عاصم بياخد الطلقة في صدره وبيقع علي الارض..
ثانية واحدة..
ايه اللي حصل ده ؟؟ دا اللي هو ازاي يعني؟؟
اخر حاجة انا فاكرها ان عاصم كان في المول..
اتضرب بالنار فين؟؟ واتضرب بالنار ليه؟؟
خلاص كده شكلها النهاية بجد المرة دي..
طب ممكن نرجع شوية لـ ورا عشان أفهم..
في المول..
خارجين من المول يوسف ماسك ايد نور وكريم ماسك ايد انجي..
ريهام: اشمعني احنا يعني.
راحت ماسكة ايد عاصم وهي ماشية جنبه..
كريم وانجي ضحكوا ويوسف ابتسم..
نور اللي بصت لعاصم وريهام بصة غريبة.. ريهام ما أخدتش بالها بس عاصم شافها وما علقش..
عاصم ساب عربيته ليوسف ونور.. وركب هو وريهام وانجي عربية ريهام..
هو اللي سايق وريهام جنبه وكريم وانجي ورا.. نور وهي بتركب شايفة ريهام جنب عاصم..
بردو علي وشها نفس النظرة والانفعال الغريب اللي مش مفهوم..
طلعوا علي بيت عاصم كلهم..
طول الطريق يوسف بيتكلم مع نور وهي مش مركزة اوي معاه..
ويوسف اتضايق وزعقوا مع بعض.. وصلوا الفيلا وعاصم وراهم .. ونور نزلت بتقفل باب العربية بعصبية ورايحة ناحية باب الفيلا.. وقفت لما افتكرت ان عاصم وراها مش جوا.. عاصم نزل من عربية ريهام و رايح ناحية يوسف اللي واقف متعصب خد منه المفاتيح ورماها في الهوا لنور اللي لقطتها وفتحت الباب ودخلت..
عاصم بص لريهام وكريم وانجي..
عاصم: ادخلوا انتوا وهنحصلكم.
كلهم: ماشي.
ودخلوا عشان يفهموا من المجنونة اللي جوا متعصبة ليه..
عندهم جوا..
انجي: في ايه يا بنتي؟ متنرفزة كده ليه؟
ريهام: مالك يا نور؟ يوسف ضايقك؟
نور: (بعصبية) انا مش عارفة انا عملت ايه عشان عصبيته دي كلها.. هو بيتكلم وانا سرحت شوية.. ايييه كفرت، مش من حقي أسرح، بيقوللي انتي مش مهتمة بكلامي.. ولا بتسمعي كلامي، ولما اقول له انت مكبر الموضوع كده ليه، يقوللي انتي شايفه ان كلامي تافه، اقول له طب انت عايزني اعمل ايه، يقوللي مش لازم كل حاجة اقولها لازم تفهمي لوحدك، طب قولولي انتم أنجم يعني ولا اضرب الودع.
انجي: اهدي يا نور، انت متعصبة اوي.
نور: ما هو حرق دمي يا انجي.
ريهام: ما هو يا نور في جزء من كلامه صح.
نور: بت انتي اسكتي خالص انا مش طايقاكي.
ريهام: (بإستغراب) مش طايقاني!!! ليه؟
نور سكتت ما ردتش، انجي خدت بالها وغيرت الموضوع بسرعة عشان ما تحصلش مشكلة جديدة..
انجي: نور يا حبيبتي، لازم يكون في تفاهم بينك وبين يوسف أكتر من كده، لازم تعرفي بيحب ايه وبيتضايق من ايه، لازم لما تكوني معاه تركيزك بالكامل يبقي معاه، اه من حقك تسرحي مفيش اعتراض علي ده، بس انتي مش بتشوفي يوسف كل يوم عشان لما تقعدي معاه تسرحي في حاجة غيره، لازم بردو يحس بإهتمامك بيه في الفترة الصغيرة اللي بيكون موجود معاكي فيها.
نور ضاربة بوز زي ******* بس بتفكر في كلام انجي وبتقتنع بيه..
عند عاصم ويوسف..
عاصم ساكت وباصص ليوسف بهدوء..
يوسف: عاجبك اللي بتعمله نور يا عاصم؟
عاصم: بالراحة علي نور يا يوسف، انت اول واحد في حياتها، وملهاش علاقات قبل كده، بالراحة.. علمها وعرفها، تقدر تفهمها طبعك واحدة واحدة والمفروض انت كمان تفهم طبعاها وامتي تتعصب عليها وامتي تحتويها، انا معرفش ايه سبب الموقف اللي حصل، صحيح هي غلطانه في الاسلوب بس معرفش اذا كانت غلطانة في السبب ولا لأ، مش هدخل في تفاصيل بينكم.. دي حياتكم لازم تبنوها واحدة واحدة مع بعض عشان تعرفوا تعيشوا مع بعض.
يوسف: يا عاصم انت عارف انا مش ببقي موجود كتير، شغلي بيضطرني اني ابقي بعيد عنها لمدة، يبقي علي الاقل الوقت اللي ابقي موجود فيه تبقي معايا و ليا.
عاصم: اي مشكلة أو اي وضع ممكن يتحل بالنقاش، اقعدوا مع بعض و اتكلموا، بدون عصبية و نرفذة، صدقني الهدوء بيكسب.
يوسف: ماشي يا عاصم ههدي واتكلم معاها.
عاصم: وانت عارف من الاول ان نور وحيدة ومتدلعة شوية، انت بتتعامل مع **** طبطب عليها واحتويها.
يوسف: حاضر يا عاصم.
عاصم: يلا إدخل.. واهدي كده وسيطر علي أعصابك.
دخلوا جوا يوسف الاول و عاصم وقف شوية في الجنينه..
يوسف راح ناحية نور اللي كان باين عليها العصبية لسه ومسك ايديها..
يوسف: انا اسف يا نور، معلش اتعصبت عليكي، حقك عليا وانسي اللي حصل، انا مش بشوفك كل يوم عشان نزعل مع بعض، مش عايز الوقت اللي بكون موجود معاكي فيه نضيعه في خناق.
نور لسه ساكته وعلي وشها تكشيرة طفولية حلوة..
يوسف: خلاص بقي هجيبلك الشوكليت اللي بتحبيها.
نور ابتسمت.. وهنا كلهم ماتوا علي نفسهم من الضحك..
انجي: عرف يدخللك منين يا جزمة.
ريهام: وانا كمان عرفت هصالحها ازاي.
كريم: بس هي مش زعلانة منك.
ريهام: لأ هي قالت انها مش طايقاني مش عارفة ليه بس لازم اصالحها.. (وبتروح تحضن نور) انا مش عارفة ضايقتك في ايه بس حقك عليا.
عاصم داخل عليهم ومشيرة جنبه بعد ما إتأكدوا ان نور ويوسف اتصالحوا..
نور بتبص ناحية مشيرة وهي مبتسمة ومشيرة كمان..
كلهم شايفين ان نور بتبص لعاصم ويوسف كمان.. بس عاصم حب يثبت ليهم انها مش بتبص ليه عشان يوسف ما يتضايقش ان لما عاصم دخل نور ركزت معاه..
بص لمشيرة واتحرك رايح للمطبخ.. مشيرة واقفة مكانها ونور باصة علي مكانها بردو..
يوسف كان بيبص لعاصم وهو بيتحرك وبيرجع يشوف عين نور فين.. لقاها لسه ثابته مش مع عاصم أصلاً...واستغرب..
عاصم: (من المطبخ) حد هيشرب حاجة؟
نور بتنتبه وبتبص ناحية المطبخ..
كل واحد بيقول هيشرب ايه..
ريهام: انا جاية اساعدك.
نور بتبص لريهام نفس البصة الغريبة.. بس المرة دي انجي خدت بالها.. وبتحاول تفهم النظرة.. بس ما علقتش..
مشيرة كمان خدت بالها.. وافكار كتيييييييييير في دماغها..
قضوا باقي اليوم مع بعض.. وأحياناً نور كانت بترخم علي ريهام أتقل شوية..
انجي اللي كانت مركزة اوي مع حركات نور مع ريهام.. خصوصاً لما ريهام تكون بتتكلم مع عاصم..
عاصم ومشيرة واخدين بالهم هما كمان بس هيتكلموا مع بعض بعدين..
تاني يوم الصبح
كلهم بدأوا يوصلوا عند عاصم..
وصل كريم وانجي مع بعض كالعادة، بعدهم وصلت ريهام، بعدهم وصل يوسف لوحدة..
يوسف: اومال فين نور.
ريهام: انت بتسألنا احنا؟
انجي: انت ما تصلتش بيها؟
يوسف: اتصلت بيها مش بترد، افتكرت انها لسه زعلانه من امبارح فجيت علي هنا علي طول.
كريم: طب ما تكلميها يا انجي شوفيها فين.
انجي بتتصل بيها جرس و مش بترد.. جربت مرتين تاني ومفيش رد.
انجي: مش بترد.
ريهام: تفتكروا تكون نايمة الوقت دا كله.. انا هكلم طنط اخليها تصحيها.
ريهام بتكلم ام نور..
ريهام: ازيك يا طنط عاملة ايه؟
ام نور: ازيك يا ريهام، انا بخير يا حبيبتي انت ومامتك عاملين ايه؟
ريهام: بخير يا طنط.. ميرسي، اومال فين نور؟
ام نور: (بإستغراب) هي مش معاكم؟
ريهام: (بإستغراب أكتر) لا بنتصل بيها مش بترد.
ام نور: ازاي يا ريهام دي نزلت من بدري وقال انها رايحة عند عاصم.
ريهام: (بتتوتر بس بتحاول تلم الموضوع) يبقي اكيد راحت تجيب حاجة قبل ما تيجي وزمانها علي وصول.
ام نور: خليها تكلمني اول ما توصل يا ريهام.
ريهام: حاضر يا طنط.
قفلت المكالمة..
ريهام: راحت فين دي؟
يوسف: ومش بترد علي تليفونها ليه؟
انجي: هي مقالتش اذا كانت رايحة اي مشوار قبل ما تيجي يا يوسف؟
يوسف: لأ.
كريم: طب حصل حاجة لما وصلتها؟
يوسف: ابداَ.. الوضع كان مستقر وبدأت تفك.
عاصم ساكت ومشيرة قاعدة جنبه بيفكروا..
انجي: عاصم ساكت ليه؟ انت تعرف حاجة؟
عاصم: ريهام كلمي والدة نور خليها تدخل اوضتها تشوف الفون بتاعها.
ريهام: (بإستغراب) نور عمرها ما نسيت الفون يا عاصم.
عاصم باصص ليها وساكت.. بس نظرته بتقول اعملي اللي بقول عليه..
ريهام: حاضر.
ريهام كلمت ام نور تاني اللي عرفتها انها بتتصل بنور ومش بترد عليها بردو، فريهام طلبت منها انها تشوف تليفون نور في اوضتها، وفعلاً ام نور بتلاقي الفون في الأوضة..
ام نور في نهاية المكالمة بتاكد علي ريهام ان نور تكلمها اول ما توصل.. وريهام بتقول لها حاضر..
فضلوا قاعدين مستنيين ظهور نور بس مفيش حاجة..
عدت ساعة وام نور اتصلت بريهام وريهام عرفتها انها لسه ما جاتش..
عدت ساعة كمان والقلق بدأ يظهر بجد علي الكل..
الساعة بقت ساعتين.. فات 3 ساعات ونور ما ظهرتش..
يوسف: لأ كده كتير.. كده اتأخرت اوي، هتكون راحت فين كل ده؟
ريهام: انا فعلاً بدأت أقلق، وخايفة عليها اوي.
كريم: لأ فعلا كده كتير، لازم نخرج ندور عليها او نبلغ الشرطة.
يوسف: لو بلغت الشرطة مش هتعتبره اختفاء غير لو فات 24 ساعة، هي غايبة بقالها 3 ساعات بس، ولو ظهرت بعدها هيتوجه لينا تهمة البلاغ الكاذب.
كريم: الكلام ده لو حد فينا اللي قدم البلاغ مش انت.
يوسف: مش هقدم بلاغ بس هخلي حبايبي يدوروا معايا بشكل ودي.
هما بيتكلموا و عاصم قاعد ساكت بيفكر وريهام عينها عليه..
عاصم علي كرسيه ومشيرة جنبه علي مسند الكرسي..
فجأة حضور مشيرة اتغير.. عاصم حس بكده.. وبيحاول يفهم في إيه..
مشيرة: عاصم.. نور عندي.
وفجأة بردو حضورها اتغير.. وعاصم حس بحضورها العادي..
عاصم قام وقف.. كلهم سكتوا وباصين ليه بإنتباه..
ريهام: في إيه يا عاصم؟
عاصم: يلا.. هنروح لنور.
يوسف: (بغضب) يعني كنت عارف هي فين؟
عاصم: (بيبص ليه وعينيه بتسود ببطئ والحروف خارجة ببطء) يلا.
قاموا كلهم وركبوا عربية عاصم.. ريهام جنبه ويوسف وكريم وانجي بالترتيب ورا..
اتحرك علي الطريق وخد صحراوي اسكندرية..
ريهام: هي نور في اسكندرية يا عاصم؟
عاصم ما ردش ومركز في الطريق وبيدوس بنزين أكتر..
السرعة كانت جنونية..
عيون عاصم كانت سوده.. محدش عارف يتكلم معاه وهو مش مركز معاهم.. هو بياكل الطريق أكل..
وصلوا اسكندرية في وقت قياسي جداً.. عاصم خد طريق المقابر وكريم وانجي وريهام عرفوه..
وصل المدفن ونزل عاصم من العربية بسرعة من غير كلمة واحدة.. كلهم نزلوا وراه بيجروا..
دخل المدفن وهما وراه.. كانت نور قاعدة علي يمينه علي مصطبة اسمنت معمولة زي مقعد..
نور رفعت راسها كانت بتعيط ودموعها نازلة وعينيها محمرة.. من الواضح ان بقالها فترة بتعيط..
ريهام وانجي بسرعة راحوا عليها وحاضنينها من الجنبين وبيطبطبوا عليها.. ومن الحالة اللي هي فيها دموعهم نزلت هما كمان..
يوسف ملامح الغضب علي وشه من اللي نور عملته.. كريم مستغرب ايه اللي جاب نور هنا..
عاصم واقف ساكت عينيه ما اترفعتش من علي نور.. مشيرة واقفة جنبه ودموعها نازلة..
يوسف: (بغضب) انت ايه اللي جابك هنا؟ وبتاع مين المدفن ده أصلاً؟
كريم: (بيمسك يوسف من دراعه) اهدي يا يوسف.. هشرحلك بعدين.
يوسف: (بيزق ايده وصوته بيعلي) اسكت انت.. (بيبص لنور) ردي عليا.. انتي ازاي تخرجي من بيتك وما تعرفيش حد انتي رايحة فين، وسايبة تليفونك ليه؟
كان بيتحرك ناحية نور بعصبية وغضب.. هو مكانش هيعمل لنور حاجة.. عاصم اتعدل و بقي في وش يوسف و نور في ضهره..
عينيه بتسود ببطئ وهو باصص ليوسف.. بس يوسف الغضب هو اللي سايقة دلوقتي وعنده طاقة غضب عالية..
يوسف: (بعصبية وصوت عالي) اوعي يا عاصم.. دي حاجة بيني وبين خطيبتي.. ما تتدخلش انت.
هنا حرفياً كلهم اتوتروا.. الدنيا هتولع دلوقتي بين عاصم ويوسف..
عاصم ساكت مش بيتكلم.. القرار اللي هيتاخد دلوقتي صعب..
لو اتخانق مع يوسف يبقي الخطوبة باظت..
لو سابه.. يوسف هيتعصب اكتر علي نور وهي أصلا رقيقة جدا ومش هتستحمل، وعاصم مش هيسكت..
دخلت عليهم الحاجة فاطمة واتفاجئت بيهم..
فاطمة: انتوا هنا يا ولاد.
كلهم بصوا ليها.. عاصم بيسيطر بسرعة علي نفسه وعينيه بترجع لطبيعتها..
نور قامت جريت علي فاطمة وهي بتعيط وبترمي نفسها في حضنها..
فاطمة: مالك يا بنيتي؟ فيكي ايه يا حبيبتي؟
نور لسه بتعيط.. ومش بتنطق..
فاطمة ما سألتش تاني.. ضمت نور اوي في حضنها وبتطبطب عليها بس..
كلهم ساكتين لحد ما نور هديت بس ما خرجتش من حضن فاطمة.. تحسها نامت..
فاطمة بعد ما اتطمنت ان نور هديت.. بصت ناحية المدفن وقرأت الفاتحة لمشيرة.. بعد ما خلصت..
فاطمة: سامحيني يا مشيرة يا بنيتي، مش هقدر اقعد معاكي النهاردة.. قلقانة علي أختك نور، هاخدها اطمن عليها ونرجعلك تاني.. سلام يا نور عيني.
خدت فاطمة نور وبتخرج من المدفن..
يوسف: استني يا ست انتي.. انتي مين؟
نور اتنفضت في حضن فاطمة بس فاطمة حضنتها تاني اوي وبتطمنها..
الشلة كلها وقفت..
كريم: في ايه يا يوسف انت مش عامل لحد اعتبار.
ريهام: اهدي يا يوسف.. كله الا دي، عند ماما فاطمة و تقف.
انجي: سيادة الرائد انا شايفة ان عصبيتك مخلياك تتعامل بأسلوب مش كويس.
يوسف لسه هيرد بغشومية..
عاصم كانت عينيه اسودت بغباء..
عاصم: يوسف.. (يوسف بص ليه.. عينيهم الاتنين في عيون بعض ويوسف بدأ بترعش) ارجع القاهرة دلوقت، ولما نرجع هنتحاسب.
يوسف عايز يعترض.. عايز يرد.. عايز يعمل اي حاجة.. بس مش قادر..
عاصم راح قافلها..
عاصم: (بصوت أقل وصف ليه انه ممكن يقتل) كلامي خلص.
محدش حس بالرعب غير يوسف.. محدش حس انه هيغمي عليه غيره..
كلهم كانوا حاسين انهم متأمنين.. إلا هو..
يوسف خرج علي رجله لحد بره المدافن وبعد كده رجع القاهرة مواصلات..
فاطمة: يلا يا ولاد نرجع البيت.
نور: (لسه بتعيط) انا عايزة افضل مع مشيرة شوية.
عاصم: (بغضب) نووور.
نور اتنفضت واستخبت أكتر في حضن فاطمة.. وفاطمة بتضمها أكتر وباصة لعاصم بعتاب..
مشيرة واقفة ساكتة.. بس فجأة حضورها اتغير.. اللي ظاهر ان هو هو نفس حضور مشيرة.. بس عاصم حاسس انه مختلف.. في حاجة متغيرة..
مشيرة: (بعتاب و زعل) سيب البنت يا عاصم.
وبعد كده بقي حضورها زي ما عاصم متعود عليه.. وهو شخصياً متلغبط..
ريهام جت قصاد عاصم..
ريهام: معلش يا عاصم مش دلوقتي، نور مش مستحملة كلمة.
كريم و انجي: (في صوت واحد) عشان خاطرنا يا عاصم، سيبها دلوقتي.
عاصم: (بيهدي) ما تقلقوش.. انتوا مش هتخافوا عليها أكتر مني.
نور ابتسمت وسط دموعها في حضن فاطمة بس محدش شافها..
عاصم: محدش هيخاف عليكم زيي.
فاطمة: يبقي نتكلم في البيت.. يلا قدامي.
خرجوا كلهم ورجعوا علي بيت الحاج صالح..
قعدوا كلهم ونور وريهام علي يمين وشمال الحاجة فاطمة..
كريم وانجي جنب بعض..
عاصم قاعد علي الكرسي اللي قصادهم.. بحيث يبقوا كلهم قصاده..
ريهام بتكلم ام نور تطمنها ومرضيتش تعرفها انهم في اسكندرية.. واتحججت انها مش هتعرف تكلمها دلوقتي عشان في الحمام.. واللي أخرها ان حد عاكسها في الطريق وحصلت مشكلة بس خلصت وهي معاهم دلوقتي..
عاصم: اسمعوني كويس.. (كلهم انتبهوا) انا ممكن اموت في اي لحظة.
لسه هيتكلموا يعترضوا.. شاور ليهم بإيده كلهم سكتوا..
عاصم: العمر بإيد ****.. انا عارف، بس انا في ناس كتير طالبه موتي لأسباب مختلفة.. في اللي أعرفه وفي اللي لأ، لازم اطمن عليكم، كريم وانجي انا مطمن عليهم مع بعض.. بيكملوا بعض، ريهام انا عارف انها تقدر تكمل حياتها وبردو انتوا هتبقوا جنبها (بيبص لكريم وانجي)، انما انتي يا نور.. انتي اللي قلقان عليكي من بعدي.
نور بدأت تعيط تاني.. الحاجة فاطمة واخدها في حضنها وبتبص لعاصم بعتاب واستغراب من كلامة..
فاطمة: بعد الشر عنك يا ولدي.. ليه بتقول كده.
عاصم: الحقيقة يا حاجة.. انا بقول الحقيقة، نور اللي عملته النهاردة ده مش صح، خرجت من بيتها علي انها جاية عندي ومجاتش.. دي جات علي هنا، وسابت تليفونها في البيت عشان محدش يعرف يوصل ليها، خطيبها علي الرغم من اسلوبه بس عنده حق في عصبيته، انا مش عايش العمر كله ليكي يا نور، افرضي ما كنتش عرفت انتي فين كنتي هتفضلي هنا لإمتي، حال أهلك كان هيبقي عامل ازاي وهما مش عارفين يوصلوا ليكي، انا لو مت يا نور هتعملي ايه؟
نور مش بترد وبدأت تتنفض في حضن الحاجة فاطمة اللي اتخضت..
فاطمة: اهدي يا بنيتي.. اهدي .. بسم **** الرحمن الرحيم.. فيكي ايه يا بنيتي؟ ردي عليا يا نور.
ريهام وانجي قاموا يشوفوا نور وبيحاولوا يهدوها..
انجي: يا عاصم بيحصلها زي المرة اللي فاتت.
نور بتتنفض وبتترعش وماسكة في الحاجة فاطمة اللي مرعوبة عليها.. نوبة الفزع اللي بتمر بيها دلوقتي أقوي..
البنات بدأت تخاف هي كمان..
كريم: اتصرف يا عاصم.
عاصم: (ملامحه حجر) ولو مت هتتصرف هي ازاي؟
نور اول ما سمعت الكلمة دي حالتها بتسوء أكتر..
فاطمة: كفاية يا ولدي.. حرام عليك كفاية.
عاصم بيبص لمشيرة.. كان باين علي وشها ملامح الزعل والغضب..
عاصم قام راح ناحية نور ومسك ايدها قومها بالراحة وخدها في حضنه..
نور اول ما دخلت حضن عاصم بدأت تهدي علي طول.. فضل عاصم حاضنها لحد ما هديت خالص..
عاصم: (ونور لسه في حضنه) اللي عملتيه ده غلط يا نور.
نور: عارفه.
عاصم: ما يتكررش.
نور: حاضر.
عاصم: لو عايزة تيجي لمشيرة تقوليلي وانا هجيبك.
نور: حاضر.
عاصم: هتتصلي بيوسف وتعتذري.
نور: (لسه في حضن عاصم.. بس رفعت راسها تبص ليه) انا مغلطتش في حقه.
عاصم مش عارف ليه في اللحظة دي افتكر مشيرة لما كانت في بتعيط في حضنه..
باس جبينها فإبتسمت..
ريهام: يا مسهوكة.
الحاجة فاطمة بتبص ليهم وفرحانة ان نور فاقت بس مستغربة اللي بيحصل في نفس الوقت..
نور ما هديتش غير في حضن عاصم..
خرجها عاصم من حضنه رغم انها كانت ماسكة فيه بس خرجها، وقعدها جنب الحاجة فاطمة تاني اللي حضنتها وبتطبطب عليها..
فاطمة: بقيتي كويسه يا بنيتي؟
نور: اه يا ماما.
ريهام: حضن عاصم فيه الشفا.
محدش ضحك المرة دي.. لدرجة ان ريهام اتحرجت..
بس فاطمة كانت بتفكر في الكلمة أوي.. وانجي كمان..
كريم: دلوقتي يا عاصم عندنا مشكلة.
عاصم بيبص لكريم و ساكت..
كريم: يوسف.. هتعمل معاه ايه؟
فاطمة: يوسف ده اللي كان معاكوا من شوية؟
كريم: ايوة.
فاطمة: (بتبص لنور) ده خطيبك؟
نور بتهز راساها بمعني اه.
فاطمة: ما هو عنده حق يا بنيتي يزعل، انتي خرجتي من غير اذنه.
نور: انا خطيبته يا ماما مش مراته.
فاطمة سكتت شوية وبتركز في الكلمة..
ما لو نور بتحب يوسف حقيقي مش هتقول الكلمة دي.. اه لازم يكون في مساحة من الخصوصية، بس بردو ما ينفعش تعمل تصرف زي ده من غير ما خطيبها علي الاقل يبقي عارف، عشان لو حصل ليها حاجة يبقي عارف يتصرف ازاي..
انجي: بردو يا نور انتي اتصرفتي غلط.. حتي لو مش عايزة تعرفي يوسف، كان لازم تعرفي حد وخلاص، تعرفينا احنا.. احنا مش هنمنعك، بس لو حاجة حصلت ليكي وانتي لوحدك علي الاقل نعرف نتصرف، وانتي عشان عارفة انك غلطانة في قرارك ما اخدتيش الفون معاكي عشان محدش يمنعك.
انجي قالت كل اللي بتفكر فيه الحاجة فاطمة.. وفاطمة معجبة بذكاءها جداً..
انجي: احنا لولا ان عاصم عرف انتي فين كنا.. (وقطعت كلامها وبصت لعاصم كأنها إفتكرت حاجة)
انجي: (بإستغراب) عاصم انت عرفت منين ان نور هنا؟
كريم وريهام بصوا لعاصم وافتكروا هما كمان..
كريم: صح يا عاصم، انت كأنك كنت عارف، بس لأ.. انت مكنتش تعرف لأنك سألت علي نور هي فين وكنت قلقان كمان؟
كلهم مستنين اجابة عاصم حتي نور بصت ليه.. هي عارفة الاجابة بس مستنياها منه..
عاصم ساكت لسه..
نور: مشيرة قالتله.
كريم وانجي وريهام بيبصوا لنور شوية ويرجعوا يبصوا لعاصم.. هما فهموا الاجابة.. بس مستغربين ان نور عارفة..
فاطمة: مشيرة!!! ازاي يا بنيتي؟
ريهام: عاصم بيشوف مشيرة يا ماما.. دايما معاه، احنا اتعودنا علي كده، بس الغريب ان نور متأكده انها اللي عرفته، احنا عارفين ارتباط نور بمشيرة هي كمان، بس مكناش نتوقع انه للدرجة دي.
انجي: فعلاً يا نور، انا كنت متوقعة الاجابة دي من عاصم مش منك.
نور: صدقوني معنديش رد.. هو مجرد احساس.
كريم: طب نرجع للنقطة الاساسية، كده كده احنا كنا عارفين الاجابة مش هتفرق جات من مين، المهم دلوقتي يوسف هنعمل معاه ايه؟
نور: انا مش عايز أكمل.
كلهم اتفاجئوا من الكلام.. حتي عاصم حقيقي اتفاجئ..
فاطمة: انتي بقولي ايه يا نور، ازاي يا بنيتي؟ مش معني انه اتعصب عليكي تفسخي الخطوبة، ما هو لو كل واحد اتعصب علي خطيبته وفسخت الخطوبة مش هيبقي في جواز، لازم تتعلمي ان الدنيا شوية عليه وشوية عليكي، أخد و عطا، مش عايزة اسمع منك الكلام ده تاني.
نور: يا ماما..
فاطمة: اسمعي كلامي يا نور.. خدي فرصة تانية يا بنيتي، هو كمان لازم ياخد فرصة تانية معاكي، حاولي تفهميه أكتر وهو كمان لازم يفهمك أكتر.. ولو حسيتي ان فعلا مفيش تفاهم بينكم انا بنفسي اللي هوقف الجوازة دي.. اتفقنا؟
نور: (مبتسمة بطفولة) حاضر.
فاطمة بتاخدها في حضنها وبتطبطب عليها وبتبوس راسها.. وبترجع تبص لكريم وانجي..
فاطمة: وانتوا.. هتتجوزا امتي.
انجي اتكسفت..
كريم: بعد الجامعة علي طول.
فاطمة: وفيها ايه لما تتجوزوا وتكملوا مع بعض الجامعة.. انا عايزة افرح بعيالكم قبل ما اموت.
البنات: بعد الشر عنك.
كريم: ليه بتقولي كده؟
عاصم: ما تزعلينيش منك يا حاجة.
فاطمة: مش كفاية عليا علي، مش عايز يتجوز غير لما يخلص الكلية هو كمان، انا عارفة ان ليل هي اللي عايزة كده واهلها كمان وانا وافقت من الاول، بس انا عايزة اطمن عليكم كلكم قبل ما اموت، انتوا كلكم ولادي بردو.
ريهام: عشان خاطري يا ماما ما تقوليش كده تاني، بجد هزعل.
فاطمة بتطبطب عليها..
فاطمة: وانتي بقي؟
ريهام: (بقلق كوميدي) انا ايه.. و**** ما عملت حاجة.
كلهم بيضحكوا..
فاطمة: مش ناوية تتخطبي انت كمان.
ريهام: (بضحك) هو انا جالي حد و قولت لأ.
نور: جالك بدل الواحد اتنين وانتي رفضتيهم.
فاطمة: ليه يا بنيتي؟
ريهام: كلهم متدلعين يا ماما، انا عايزة راجل يحافظ عليا واحس معاه بالامان.
فاطمة: اذا كان كده ماشي، و**** لولا ان علي خاطب ما كنتي عديتي من تحت ايدي.
كلهم بيضحكوا..
بعد شوية هزار مع بعض وصل الحاج صالح.. اللي فرح بوجودهم..
هو داخل سامع ضحكة الحاجة فاطمة من علي الباب.. وفهم ان عاصم والعصابة جوا..
صالح: و**** مبقتش عارف بفرح بمجيتكم عشان بحب اشوفكم، ولا عشان بحب اسمع ضحكة فاطمة اللي مش بسمعها غير في وجودكم.
قاموا سلموا عليه كلهم ونور وريهام حضنوه..
قعدوا وبيتكلموا وفاطمة بتشهد صالح علي اللي نور عملته..
صالح: اللي حصل يا نور ده غلط، انا مش بتكلم علي خطيبك هتكلم عليه بعدين، بس إفرضي اني ابوكي، ومش عارف بنتي فين، تفتكري هعمل معاكي ايه؟
نور بتبص في الأرض ومش عارفة ترد..
صالح: اهلك واثقين فيكي وعارفين انك عند عاصم، وهما واثقين في عاصم عشان كده سايبينك براحتك، افرضي انهم عرفوا انك مكنتيش مع اخواتك ومكنتش مع خطيبك، شكلك هيبقي ايه؟ شكل اخواتك انهم بيكدبوا هيبقي ايه؟
نور: انا اسفه يا عمو.
صالح: من غير اسف يا بنتي، انتي بنتي وبخاف عليكي، وريهام وانجي كمان بناتي وبخاف عليهم، وخوفي عليكم يخليني انصحكم، لازم تعملي حساب لتصرفاتك يا نور، انا دلوقتي موجود وبنصحك والحاجة كمان ووالدك ووالدتك، بس احنا لينا معاد مش هنعيش العمر كله، فلازم نطمن عليكم.
ريهام: يا عمو انتوا ليه كلكم ماسكين سيرة الموت النهاردة.. اه الاعمار بيد ****، بس **** يبارك في عمركم كلكم.
صالح: طال العمر او قصر هيخلص هيخلص، المهم انكم فهمتوا انا عايز اقول ايه.
كلهم: فهمنا يا عمو.
صالح بيبص لعاصم..
صالح: ساكت ليه يا عاصم؟
عاصم: ابداً يا حاج، انا كنت لسه بقول نفس الكلام بالظبط من شوية، عموماً هي غلطة و هتتعلم منها.
قعدوا باقي اليوم مع صالح وفاطمة وكان علي جه وفرح بيهم هو كمان عشان ما اتقابلوش من فترة..
بعدها رجعوا القاهرة علي بيت عاصم، ومن هناك خدوا عربياتهم وروحوا كلهم..
بعد ما مشيوا عاصم كلم الراجل اللي اتفق معاه علي السلاح..
الراجل عرفه ان الحاجة جاهزة يقدر يجي ياخدها..
عاصم راح خد الحاجة وجرب طريقتها وشغلها و رد الفعل من الضرب.. وكان ليها الجراب بتاعها، وخد الخنجر اللي اتفقوا عليه بالجراب والحزام بتاعة.. التاجر عرض عليه درع زي اللي كان رجالة الوزير لبساه، عاصم كان رافض الأول بس الراجل نصحه انه ياخده.. وعاصم وافق واشتراه..
تاني يوم..
عاصم كلم يوسف يجي عنده..
وصل يوسف والشلة متجمعة كالمعتاد..
عاصم: انا هراعي الضغط العصبي اللي كنت فيه وانك كنت قلقان علي نور، بس افتكر ان نور اختي قبل ما تبقي خطيبتك، وتعاملك مع كريم كمان كان مش كويس، بس كريم قاللي انه مقدر بردو ظروفك في الوقت ده، بس ده ما يمنعش انك لازم تاخد بالك من افعالك وما تخليش عصبيتك تعميك، كلنا غلطنا نور وهي هتعتذر ليك عن اللي حصل.
عاصم بيبص لنور..
نور: انا اسفه يا يوسف.
يوسف: خلاص يا نور ما حصلش حاجة.
عاصم: قوموا اقعدوا مع بعض صفوا الخلاف ده.. بس قصاد عيني، فاهمين؟
بيقولها بهزار بس هي جد..
قاموا الاتنين قعدوا جنبهم بشوية.. وبيتكلموا مع بعض..
كريم: بقولك يا عاصم.. عايز اتدرب علي السلاح وضرب النار.
انجي: (بإستغراب) ليه يا كريم؟
كريم: محتاج اتعلم حاجة ادافع بيها عن نفسي، مش هفضل كده يا انجي.
انجي: انت مش محتاج تتغير يا كريم.. انا بحبك كده.
كريم: عارف يا انجي وانا بحبك اكتر عشان متقبلاني بطبيعتي دي، بس ده عشان بكره وبعده.
ريهام: كريم عنده حق يا انجي، ده ما يزعلكيش علي فكرة المفروض تفرحي أكتر.
انجي: انا فرحانة يا ريهام انه بيفكر لقدام، وموافقة علي الخطوة دي، بس مش بالسلاح ممكن رياضات قتالية مش لازم السلاح يعني.
عاصم: الاتنين يا انجي.. كريم هيتدرب علي الاتنين.
كريم: وانا موافق يا عاصم.
عاصم: تمام. هنشوف مدرب تدرب معاه قتال يدوي حر، وانا هدربك علي ضرب النار.
كريم: اتفقنا.
عند الملك
الملك قاعد مع الوزير وقائد الجيش..
الملك: انا كنت أمرت بعملية عشان تردوا علي اللي حصل مع الوحدة اللي اتدمرت.
الوزير: تم التنسيق مع قائد الجيش جلالتك، والخطة جاهزة و واقفة علي التنفيذ، خلال يومين هيتم التنفيذ جلالتك.
قائد الجيش: مش هيكون في غلط جلالتك المرة دي، هتسمع اخبار كويسة.
الملك: وقفوا كل حاجة.. في مشكلة بتحصل في اوروبا، المانيا وفرنسا بيخرجوا عن السيطرة، لازم عمليات تأديب تتم الفترة الجاية.
الوزير: تحب جلالتك نتحرك بأنهي خطة.
الملك: هيروشيما.
الوزير و قائد الجيش اتخضوا.. خطة هيروشيما معناها الإبادة لكل المعارضين.
الوزير: بس ده هياخد وقت جلالتك، وكمان هنحتاج كل القوات الخاصة عشان نسيطر علي الدولتين.
الملك: الخطة هتتنفذ حسب الجدول الزمني ليها، (بيبص لقائد الجيش) مش واثق في رجالتك ولا ايه؟
قائد الجيش: هتتنفذ في أقل من الوقت المحدد ليها، ثق في كده جلالتك.
الملك: بعدها تنفذوا عملية الجيوشي.
الوزير وقائد الجيش: أوامر جلالتك.
سابهم وقام.. وكده الاجتماع انتهي..
فات شهرين كانت اوروبا اتقلبت من كمية الاغتيالات اللي حصلت لشخصيات كتير.. سياسين علي رجال اعمال علي شخصيات في الحكومة.. كل اللي ماتوا كان فيهم الفاسد والنضيف، بس التصفيات الاكتر كانت في العصابات.. عصابات كتير اتدمرت.. الموضوع ما وقفش علي فرنسا والمانيا بس، لأ ضم انجلترا واسبانيا وروسيا..
الملك كان بيصفي كل المعارضين ليه بضربة واحدة عشان يسيطر علي نضافة..
خلال الشهرين دول جعفر بيكبر عند الوزير اوي، وبيعمل كل اللي بيتطلب منه بإخلاص شديد..
وسليمان بيسيطر علي شغل السلاح والاثار تحت ايد جعفر وبيحاول يحكم الصعيد بس مش قادر..
كريم كان مستواه بيتطور يوم عن يوم وانجي والبنات وعاصم فرحانين بيه..
عاصم من وقت للتاني بيعمل معاه مباراة قتال بشكل ودي، طبعاً عشان يعرف مستواه وصل لحد فين..
وفي نفس الوقت متابع معاه تدريبه علي ضرب النار..
في يوم كالمعتاد متجمعين عند عاصم واتأخروا عنده في اليوم ده.. داخلين علي الفجر..
نور بتحس انها قلبها بيتقبض وبتحط ايها علي قلبها..
ريهام: مالك يا نور؟
انجي: انتي كويسه؟
عاصم باصص لمشيرة اللي بتبص حواليها بقلق..
عينيه بتسود وكريم بياخد باله..
عاصم بيشوف عربيات بتقف حوالين الفيلا وبينزل منها رجالة بنفس اللبس والسلاح بتاع الهحوم اللي فات..
بيرجع يبص ليهم..
عاصم: قوموا اطلعوا الدور اللي فوق، ومهما حصل او سمعتوا ما تنزلوش من فوق غير لما اقول.. فاهمين؟
نور: انا خايفة يا عاصم.
عاصم: اياكي.. يلا علي فوق.. (بيبص لكريم) البنات في رقبتك يا كريم.. دافع عنهم بحياتك.
كريم: خليني معاك يا عاصم.
عاصم: لأ.. مفيش وقت يلا علي فوق.
ريهام: طب ما نخرج من هنا كلنا.
عاصم: (صوته بيعلي) مفيش وقت.. يلا.. ومحدش يدخل البلكون.. خليكم جوا الاوضة بس.. يلا.
قاموا كلهم بسرعة يطلعوا فوق ودخلوا اول اوضة تقابلهم وكانت اوضة عاصم..
عاصم لما شافهم دخلوا الاوضة و قفلوها وراهم راح لمفاتيح الكهربا العمومية و نزلها كلها.. و الدنيا بقت ضلمة كحل..
عند رجالة الوزير برة..
اتوزعوا بهدوء وصمت في الجنينة وحوالين الفيلا حسب الخطة المتدربين عليها.. وبدأوا الهجوم..
لما عاصم قفل الكهربا، نقلوا علي منظار الرؤية الليلية.. بتخلي الرؤية خضرة شوية بس واضحة..
عاصم دخل مكتبه طلع سلاحة الجديد وعمره لبس الدرع من تحت الشيرت اللي لابسه وحط حزام الخنجر حوالين وسطه وكان فيه مكان للطلقات ملاها..
رجالة الوزير كسروا الباب ودخلوا بيأمنوا بعض.. عاصم خرج من المكتب بسرعة..
الوضع المره دي مختلف مفيش اماكن يستخبي فيها و يضرب.. كلهم في وش بعض، مفيش غير خطة واحدة..
التجميد والضرب..
بس التجميد مش بيكون لوقت طويل.. مش بيعدي الـ5 ثواني مش أكتر من كده..
هيبقي مضطر ينفذ خطتة علي مراحل.. يثبتهم مكانهم ويضرب أكبر عدد ممكن ويستخبي عشان يقدر يثبتهم تاني..
و ده اللي عمله بالظبط..
اول ما خرج من المكتب ثبتهم وضرب اربعة بالنار.. وطلع يجري من قصادهم وهما بيضربوا عليه نار كتيير.. بعدها بثواني جمدهم تاني وقتل منهم تاني.. و فضل الوضع كده يجمد و يقتل و يجري.. و الدرع بتاعه كان مساعدة..
عند الشلة فوق..
سامعين صوت ضرب النار وانفجارات ومرعوبين.. كريم حاسس انه زيه زي البنات اللي قاعدة دي..
وقف وبيتحرك ناحية الباب و انجي بتمسك ايده وبتعيط..
انجي: عشان خاطري يا كريم.. خليك جنبي.
كريم: مش هينفع اسيبه يا انجي لوحده، لازم اساعدة بأي حاجة، مش هفضل قاعد زي زيكم كده.. طب انتوا بنات...
انجي: (بتقاطعة) بس هو اللي طلب منك تبقي معانا.. هو واثق فيك انك تحمينا.
ريهام: عشان خاطرنا يا كريم، انا مش بقلل منك.. بس عاصم هيبقي مطمن اكتر وانت هنا، هيعرف يتحرك براحته أكتر.
نور كانت هادية شوية.. اه خايفه علي عاصم بس حاسه بمشيرة بتطمنها..
كريم: انا مش هصبر لحد ما يموت وارجع اندم اني مكنتش جنبه.
نور: اسمع كلام عاصم يا كريم، هو قال البنات في حمايتك.. ما تحسسوش ان ثقته فيك غلط.
كريم: (بعصبية) انتوا مش سامعين صوت ضرب النار.. الصوت بيقول ان الناس اللي تحت كتير.. و كتير اوي كمان، وعاصم تحت لوحده.. انا مش هسمع كلمه تاني.
و بيلف عشان يروح ناحية الباب و قبل ما يوصل فجأة تظهر مشيرة قصادة..
كريم اترعب حرفياً.. كلهم اتخضوا وخافوا..
ازاي مشيرة قصادهم.. اه هي مشيرة.. هما حفظوا وشها من الصور اللي شافوها عند الحاجة فاطمة..
محدش فيهم قادر ينطق من الرعب اللي حاسسين بيه..
ما كسرش الرعب ده غير انها ابتسمت.. ابتسامة كانت أجمل ما يكون.. ابتسامه حسوا بعدها براحة غريبة حوالين قلوبهم.. هدوء نفسي غريب حسوا بيه.. سكون كان اجمل من الوصف.. احساس بالامان محسوش بيه قبل كده..
مشيرة ما اتكلمتش فضلت واقفة بين كريم والباب بتبص لكريم وساكته.. مفيش غير ابتسامتها..
كريم وانجي وريهام ونور كانوا واقفين غرقانين في جمال ابتسامة مشيرة و نظرة الطيبة والحنان اللي في عيونها..
عند عاصم تحت..
الطلقات اللي كانت مع عاصم مش علي قد العدد اللي قصاده..
هما 36 فرد.. و هو كان معاه 30 طلقة بس، بعد ما الطلقات خلصت اضطر انه يتعامل بالخنجر اللي في ضهره بنفس الاسلوب مع الباقي.. يجمد و يقتل و يجري..
خلص منهم لحد ما كان فاضل اتنين.. قتل واحد بسرعة قصاد عين زميله اللي كان مذهول من اللي بيحصل.. ازاي واحد بس قدر علي 3 وحدات.. مفيش حد بالكفاءة والتدريب ده (عنده حق)..
عاصم جمده وضربه في رقبته اغمي عليه.. سحبة علي تحت الفيلا في أوضة جمال وعواطف..
ربطه كويس وكممه.. وسحب منه كل التسليح بتاعة و قلعه لبسه و درعه خلاه بالبوكسر بس..
رجع الفيلا رفع سكينة الكهربا.. وطلع يطمن علي الناس اللي فوق..
أول ما دخل الأوضة (مشيرة اختفت) كانوا كلهم متجمعين في ركن الأوضة بعيد عن الباب.. اول ما شافوه فرحوا وخصوصا نور طبعاً اللي لسه هتجري عليه.. فجأة لمحت نقطه حمرا علي صدر عاصم..
قبل ما تنطق وقبل ما حد فيهم ينطق عشان فهموا النقطة دي ايه..
عاصم بياخد الطلقة في صدره و بيقع علي الارض..
نور اول ما شافت كده اغمي عليها..
كريم بياخد انجي في حضنة وبيوطي بيها علي الارض بيحميها بجسمه..
ريهام وطت علي الأرض و بتحاول تستخبي بعيد عن البلكون..
بس مفيش حاجة حصلت تاني.. مفيش ضرب تاني رغم انهم مكشوفين..
فاتت كام دقيقة و مفيش حد عايز يتحرك..
كريم لما لقي الوضع ساكت كان هيتعدل من فوق انجي عشان يطمن علي عاصم..
عاصم: (لسه علي ضهره علي الأرض) محدش يتحرك من مكانه.
اتفاجئوا ان عاصم لسه عايش.. وبيكلموه وهما لسه علي اوضاعهم..
كريم: انت عايش يا عاصم؟ طب ازاي؟
ريهام: المهم انه بخير، هنفهم بعدين.
انجي: عايزة اطمن علي نور.
عاصم: استنوا دقيقتين بالظبط.
وده كان الوقت اللي احتاجة القناص يلم حاجتة وينسحب عشان يرفع تقريره للقائد بتاعة..
بعد ما عاصم شافه بيركب عربية مركونة بعيد و بيمشي، اتعدل و وقف علي رجليه وراح ناحية نور.. وكلهم قاموا وراحوا عليها..
بيحاولوا يفوقوا نور بأي شكل مش بتفوق..
عاصم بص لمشيرة اللي واقفة قلقانة علي نور..
عاصم عدل نور نص قعدة وساندها وخدها في حضنه وضمها أوي لحضنة..
فضلت في حضنه ثواني وفجأة فتحت عينيها وبتشهق زي اللي كان بيغرق..
بتبص لعاصم ومتافجئة.. بتبص حواليها وشايفاهم متجمعين حواليها وقلقانين..
افتكرت اللي حصل ورجعت تبص لعاصم تاني..
اتنفضت وبتحضن عاصم..
نور: انت كويس؟ بس ازاي؟ انا شوفتك....
وما قدرتش تكمل الكلمة وبتعيط..
عاصم: ما تخافيش لسه ليا عمر.
انجي: (اللي رجعت لتركيزها و هدوءها) انت لابس درع يا عاصم تحت الشيرت ده.. صح؟
عاصم: ايوة يا انجي.
ريهام: منك *** يا اخي رعبتنا عليك.
كريم: انا خلاص كنت نازل واللي يحصل يحصل.. بس مشيرة اللي منعتني.
عاصم بيبص ليه بإستغراب كبير ومش مستوعب الكلام..
عاصم: بتقول ايه؟
ريهام: ايو يا عاصم.. مشيرة فجأة ظهرت ومنعت كريم انه ينزل تحت يساعدك.
عاصم: لأ واحدة واحدة كده.. واحكولي اللي حصل بالظبط.
سمع من كل واحد فيهم لوحده اللي حصل.. مخلاش حد يساعد حد في الكلام او يقاطعه..
وكلهم قالوا زي بعض بالظبط..
مشيرة ظهرت فجأة وهما خافوا واترعبوا وهي بمجرد ابتسامة طمنتهم.. ما اتكلمتش فضلت ساكتة.. اختفت وانت بتفتح الباب..
عاصم بيبص لمشيرة.. كان حضورها مختلف.. الحضور اللي مش عارف يفهمه لحد اللحظة دي..
كانت مبتسمة نفس الابتسامة اللي طمنتهم بيها..
فجأة اختفت من قصاد عينيه لما سمعوا صوت سارينة الشرطة..
ساعد نور انها تقف ونزلوا تحت شافوا اثار الدمار والجثث في كل حته..
ريهام ونور ماسكين في دراعات عاصم يمين وشمال ومرعوبين من المنظر اللي شايفينه.. كريم حاضن كتف انجي وماسك ايدها وبيضمها اوي بيطمنها.. خرجوا بره الفيلا في دخول الشرطة..
كان اول واحد داخل هو المأمور فكري..
فكري: انت بخير؟
عاصم: انا كويس ما تقلقش.
فكري: بتوع المرة اللي فاتت؟
عاصم: ايوة.
فكري: الوضع كده بقي أخطر من اي مرة.
عاصم: لما تشوف العدد اللي جوه هتعرف انك صح.
فكري: أكتر من المرة اللي فاتت؟
عاصم: حوالي 3 أضعاف.
فكري مصدوم من الرقم..
فكري: لييييه؟ انت عملت ليهم ايه عشان يعملوا كل ده عشان يخلصوا منك؟ ايه اللي عملته عشان يبعتوا العدد ده؟
نور: (لسه واقفة جنب عاصم وماسكه في دراعه) حضرتك عارف مين دول؟
فكري من خوفه علي عاصم مخدش باله من الباقي.. كان بيبص لنور زي ما يكون اتفاجئ انهم حواليه.. كان تركيزه كله علي عاصم..
فكري: صدقيني يا بنتي انا معنديش اي معلومات عن اللي بيحصل، انا نفسي بحاول اوصل لمعلومة بس الموضوع بعيد عن صلاحياتي.
عاصم: انا عارف انك ما تعرفش حاجة.. انا متأكد من ده.
بيفك دراعاته من البنات بالعافية وبياخد المأمور علي جنب..
عاصم: اول ما نخلص الاجراءات اللي بتحصل كل مرة عايزك ترجع هنا تاني.
فكري: (بيبص لعاصم بإستغراب) ليه في حاجة؟
عاصم: هتعرف لما نخلص.
الاسعاف نقلت الجثث، والنار اللي كانت ماسكه في الفيلا من جوه هنا وهناك من الانفجارات العساكر طفتها..
المشكلة ان العساكر حرزت كل السلاح بما فيها بندقية عاصم..
طلعوا علي مديرية الأمن..
والشلة أصرت انها تطلع معاه.. وعاصم أكد عليهم محدش يتصل بأهله..
خدوا وقت طويل في مديرية الأمن والتلاتة من الامن القومي اللي قابلوا عاصم في قعدة ودية قبل كده كانوا حاضرين التحقيق.. و كان نفس العقيد بتاع المرة اللي فاتت اللي كان بيحقق مع عاصم هو بردو اللي كان بيحقق المرة دي..
طبعا وسط الأحراز كان في سلاح مختلف عن الباقي.. مكانش محتاج ذكاء عشان يعرف ان السلاح ده بتاع عاصم وحاول كتير يثبت علي عاصم ان السلاح ده بتاعة بس عاصم بذكاء كان بيهرب من الاجابة..
ظباط الأمن القومي مبتسمين وفاهمين اللي بيحصل ومعجبين برخامة عاصم و ذكاءه في الاجابات..
العقيد المحقق كان متنرفز وعايز يثبت علي عاصم اي مصيبة.. بس مفيش دليل..
عقيد من الاتنين بتوع الامن القومي.. أمره يقفل التحقيق ويخرج كاتب المحضر بره الاوضة..
العقيد المحقق قفل المحضر وبعدها أمر الكاتب يخرج..
فضلوا التلاتة ظباط الامن القومي العقيد صبري والعقيد سامي والمقدم محمد ومعاهم العقيد المحقق وعاصم بس في الأوضة وكلهم ساكتين..
العقيد صبري: دلوقتي الكلام اللي هيتقال هيكون بصفة ودية ومش هيتثبت في اي تحقيق، ولو حصل واتسجل احنا هننكر اي كلام فيه.
العقيد المحقق مستغرب من الكلام ولسه هيعترض..
العقيد سامي: اهدي واسمع للاخر.
المقدم محمد: تحركات الكيان المجهول لحد دلوقتي لينا ضدك مش مفهومة يا عاصم، مش عارفين نلاقي سبب واحد لكل اللي بيحصل معاك ده.
عاصم: صدقني ولا انا.. بس لازم هعرف.
العقيد صبري: ازاي؟
عاصم: مفيش خطة معينة في دماغي بس هحاول.
المحقق: طالما ان القعدة بدون تسجيل.. السلاح اللي اللي اتحرز وكان غير سلاحهم ده بتاعك؟
العقيد سامي: ايوة بتاعة.
المحقق: وانتوا متأكدين ازاي؟
المقدم كمال: (مبتسم) من طريقة اجابته عليك.
العقيد صبري: المشكلة يا عاصم اننا مش هنعرف نحطك تحت الحراسة، دا غير ان في حد بيتدخل عشان يمنع ده وانت فاهم انا اقصد مين.
عاصم: (بيبص للمحقق) هارون.
المحقق اتخض عشان عرف ان عاصم فاهم ان هارون مسخنه عليه..
ظباط الامن القومي ابتسموا بسخرية من انفعال المحقق..
المقدم محمد: اعتقد اننا مش محتاجين نتكلم في اي حاجة تاني.. تقدر تروح ترتاح يا عاصم.
قام عاصم يخرج ومعاه الظباط التلاتة وسابوا المحقق في الاوضة..
خرجوا بره كان المأمور فكري والشلة مستنيين..
خرجوا كلهم برة المديرية وواقفين قصاد العربيبات..
عاصم سابهم و اخد المأمور فكري ورايح ناحية ظباط الأمن القومي..
وقفوا الخمسة مع بعض..
عاصم: لو محتاجين معلومة ياريت كلكم بصفة غير رسمية تيجوا علي الفيلا كمان ساعة.. هنتكلم هناك احسن.
بصوا ليله بإستغراب بس وافقوا...
عاصم رجع علي الفيلا وقال للبنات تروح وكريم يروحهم لحد بيوتهم ويطمنوه لما يوصلوا حتي كريم..
ويناموا براحتهم ويبقوا يتجمعوا عند كريم بكره.. لحد ما يظبط اثار الدمار..
كريم فعلاً وصل البنات و رجع بيته وطمنوه كلهم انهم وصلوا..
عدت الساعة وعاصم قاعد علي سلالم الفيلا قصاد الباب المكسور ومشيرة جنبه..
لقي 3 عربيات داخلين الفيلا..
عربيه فيها المأمور فكري، وعربية فيها ظباط الامن القومي التلاتة، وعربية فيها اللواء احمد اللي عاصم كان استشاره في موضوع السلاح قبل كده..
نزلوا الخمسة وسلموا علي بعض والتلاتة سلموا علي اللواء احمد بحرارة لأنهم عارفينه كويس..
واتفاجئوا من وجوده بس فهمهم انه عارف تفاصيل عن الموضوع.. صحيح مش كتيرة بس عنده خلفية..
عاصم شكر فكري انه كلم اللواء احمد وبلغه اللي حصل..
واقفين الستة في الجنينه لسه..
العقيد صبري: خير يا عاصم كنت عايزنا بصفة غير رسمية ليه، ومعلومة ايه اللي تعرفها.
عاصم: نشرب حاجة الاول.. انتوا ضيوفي و اول مرة تزوروني.
العقيد سامي: انا عايز اعرف هدوء اعصابك ده منين؟
المأمور فكري: واحد اتعرض لكل محاولات القتل دي و**** نجاه منها، مبقاش فارق معاه.. يحصل اللي يحصل بقي.
عاصم: احنا هنطول شوية هنا، اعتقد اننا نشرب قهوة كلنا او نسكافيه عشان نبقي فايقين للي هيحصل.
المقدم محمد: نسكافيه ايه اللي نشربه، وايه اللي هيحصل.
اللواء احمد: في ايه يا محمد، الموضوع واضح.. عاصم سايب حد حي يستجوبه.
كلهم بيبصوا لعاصم ومصدومين من المفاجأة..
عاصم: (بإبتسامة) بالظبط حضرتك.
المقدم محمد: فين يا عاصم؟ وما قولتش ليه الكلام ده قبل كده؟
عاصم: اعتقد انكم خدتوا بالكم من طريقة التحقيق، المحقق مكانش مهتم يعرف مين دول، هو عايز يمسك عليا اي غلطة وخلاص، وانتوا عارفين السبب.. هارون مش بس حاول يمنع عني الحراسة عشان اللي هاجموني يمكن ينجحوا يخلصوه مني، لأ هو كمان بيحاول يلبسني اي قضية عشان ينتقم مني، فمستحيل اقول المعلومة دي غير لناس انا عارف انها هتهتم بيها، ناس عايزين يوصلوا لمعلومة تفيدهم في اللي بيدوروا عليه.
كلهم ساكتين ومقتنعين بكلام عاصم..
اللواء احمد: (بهدوء وابتسامة) أنا هشرب نسكافيه بلاك معاك.
فكري: انا هشرب قهوة.. هتعرف تعمل ولا اعملها بنفسي. (وبيضحك)
العقيد صبري وسامي والمقدم كمال.. ابتسموا من الطريقة اللي بيتعاملوا بيها.. ولا كأن في اي حاجة..
التلاتة: هنشرب قهوة..
دخل عاصم الفيلا وسط انقاض المطبخ وعمل النسكافيه والقهوة وخرج بيهم للناس اللي بره.. اللي كانوا واقفين بيتناقشوا في الموقف وتطوراته..
خدهم عاصم ونزل اوضة الجراج ولقوا الراجل متربط و متكمم لسه..
كلهم بيسألوا ما عدا عاصم اللي كان واقف علي جنب بيتفرج عليهم..
الراجل ما كانش بيرد..
عاصم كده كده عرف اللي الراجل يعرفه..
عاصم وقف قصاد الراجل ومسكه من رقبته..
عاصم: انت كده كده ميت.. المحاضر قالت ان محدش طلع حي، لو مفيش فايدة منك بالنسبالي هتموت حقيقي بس الناس دي هي اللي واقفة بيني وبينك، يعني لو مانطقتش بأي معلومة تفيدهم هيرفعوا ايديهم عنك وتبقي بتاعي.. فاهم؟
الراجل لسه ساكت..
عاصم ركن علي جنب وركب دماغ الراجل طلع موبايله يسجل وخلي الراجل يقول كل اللي عنده..
علي اساس انه فكر في كلام عاصم شوية و قرر ينطق..
عرفوا تقسيمة الجيش و عدده..
عرفوا مكان التدريب والتجمع بتاعهم..
عرفوا ان في ملك أقسموا ليه بالولاء والطاعة..
عرفوا تقسيمة المجلس.. ملك و 4 وزراء..
بس ما عرفوش أسامي، الراجل ما يعرفش أسامي أي حد.. ما يعرفش حتي اسم القائد اللي اعلي منه في الترتيب..
صحيح المعلومات اللي خدوها مش كتير.. بس نقطة كويسة يتحركوا من عندها..
عاصم: الراجل ده لو اتعرف انه حي هيغيروا كل حاجة.
العقيد صبري: دا هناخده احنا يشرف عندنا شوية.. و محدش هيعرف عنه حاجة.
خرجوا بره في الجنينة و فضلوا يتكلموا شوية..
اللواء احمد: انا كنت متأكد ان في هجوم جديد عليك، بس مكنتش متخيل انه هيبقي بالقوة دي (بيبص لصبري) مخدتش بالك من وصف عاصم لطريقتهم ان دي طريقة تدريب قوات الجهاز؟
العقيد صبري: خدت بالي، ولسه مش قادر استوعب ازاي.
العقيد سامي: مستحيل يكون اللي بالك صح يا فندم.
اللواء احمد: (بإبتسامة) و ايه اللي في بالي؟
العقيد سامي: ان حد من عندنا يكون اللي بيدربهم.
اللواء احمد: (ابتسامته بتبقي اكبر) شاطر يا سامي، تربيتي فيك طمرت.. بس انا علمتك ايه؟
العقيد سامي: (بخجل) اني ما استبعدش اي احتمال حتي لو كان نسبته 1%.
اللواء احمد: بالظبط كده.
العقيد صبري: يا فندم معني كده ان الجهاز مخترق.
اللواء احمد: لأ يا صبري، مش للدرجة دي، طريقة التدريب دي مش الخطة اللي ماشيين عليها دلوقتي عندنا، احنا كمان طورنا اساليبنا، بس التدريبات دي من قريب، حد كان موجود في الجهاز من وقت قريب وخرج وانضم ليهم.
المقدم محمد كان ساكت طول الوقت بيتفرج علي اساتذته بتتناقش وبيتعلم..
المأمور فكري بردو ساكت لأن الكلام فيه حاجات كتير معندوش معلومات عنها..
عاصم كان بيكلم مشيرة..
مشيرة: دلوقتي يا عاصم هما هيفتكروا انك مت، تفتكر الوقت اللي معانا لحد ما يكتشفوا الحقيقة هيكون قد أيه؟
عاصم: يومين أو اقل.
مشيرة: كده مش كفاية.
عاصم: عارف.. مش هلحق اعمل اي حاجة.
مشيرة: مقصدش كده.. انا كنت عايزاك تاخد نفسك، بس كده هيبقي في هجوم تاني.
عاصم: تقصدي تالت.
مشيرة: بطل رخامة.. مش بعد نقط انا، اللي اقصده ان هيبقي في هجوم جديد قريب، المشكلة انهم بيتعلموا بسرعة، خطة الهجوم ده غير المرة اللي فاتت، يعني كل هجمة بخطة جديدة، ومش هنفضل يا عاصم بندافع عن نفسنا.
عاصم: بتفكري في ايه؟
مشيرة: محتاجين رد فعل.
عاصم وابتسامة شريرة علي وشه بطريقة تضحك مش خبيثة..
عاصم: وانا معاكي.
مشيرة بتضحك علي شكله..
مشيرة: بلاش الوش ده مش عارفه افكر من الضحك.
يقطع تفكيره صوت فكري..
فكري: عاصم.. مالك؟ انت عامل كده ليه؟
عاصم: لأ أبداً.. سرحت في حاجة كده.
فكري: طب هنمشي احنا وحاول تنام انت شوية (بيبص للفيلا) رغم اني مش عارف انت هتنام فيها ازاي دي.
عاصم: ما تقلقش.. هنام عادي ولما اصحي هجيب ناس تظبطها.
اللواء احمد: انت محتاج حراسه يا عاصم.
عاصم: حضرتك شوفت هما عاملين ازاي، اي حراسه هجيبها هيبقي مصيرها الموت، حرام.. ذنبهم هيبقي في رقبتي.
اللواء احمد: (بابتسامة) عندك حق، يبقي مفيش غير انك تغير مكانك.
عاصم: ولا هيبقي في اي تغيير، هنا الهجوم مش هيبقي فيه ضرر علي حد غيري، صحيح النهاردة كان ممكن ناس تانية تتضر، بس انا هلاقي حل للموضوع ده.
اللواء احمد: تمام.. (بيبص للمقدم محمد) انت راجع علي الجهاز.. صح؟
المقدم محمد: صح يا فندم.
اللواء احمد: خد الواد اللي جوه يا محمد حطه في شنطة العربية بتاعتك.. ولما توصل الجهاز محدش يقرب منه، ولو ينفع يبقي ياريت محدش يعرف عنه حاجة.
المقدم محمد: وهاخده كده بالبوكسر يا فندم.. سمعة الجهاز تبوظ.
كلهم بيضحكوا..
واتحركوا كلهم يمشوا والمقدم محمد خد الراجل معاه (بالبوكسر) و رجع علي الجهاز..
عاصم دخل الفيلا وطلع اوضته نام علي السرير بس صاحي..
بيفكر في حاجات كتير ومش عار ف ينام..
عند الملك
الملك كان عرف ان الوحدات اتحركت ومستني التقرير..
بعد فترة ولما لقي ان التقرير اتأخر.. طلب الوزير وقائد الجيش يحضروا فوراً..
وصلوا وهما داخلين كان القائد بيستلم تقرير العملية علي الباب وما لحقش يقرأه..
الملك: فين تقرير عملية الجيوشي؟
القائد: لسه مستلمه حالاً جلالتك.
الملك: هات.
الوزير والقائد مستغربين، في العادة الملك بيسمع منهم تقديرات الموقف وبعدها بيقرأ التقارير بنفسه..
بس القائد ما يقدرش يعترض.. ناول الملك التقرير..
الملك بيقرأ التقرير.. وابتسم وبعدها بدأت معالم الغضب تظهر علي وشه..
قام وقف والاتنين رجعوا خطوة لـ ورا من الرعب اللي هما فيه..
الملك سحب سلاح واحد من الحرس بتوعه (الحرس الملكي) وضرب القائد طلقة في دماغه..
الوزير واقف مذهول.. فهم ان العملية فشلت و ان الدور عليه.. غمض عينيه ومستني الطلقة..
الملك: أقعد يا وزير.
الوزير فتح عينه ومتفاجئ انه لسه عايش..
الملك قعد والوزير شاف اتنين من الحرس الملكي بيسحبوا جثة القائد المقتول..
الملك بيرمي التقرير في وش الوزير..
الملك: اقرأ.
الوزير بيقرأ التقرير وبيعرف ان عاصم مات.. فرح.. بيكمل التقرير عرف ان الوحدات تم ابادتها بالكامل.. وان القناص اللي الوزير اقترح انه يكون مرافق مع الوحدات هو اللي كمل المهمة..
اتصدم من التقرير وفهم الملك قتل القائد ليه..
الملك: كده نقفل ملف عائلة الجيوشي للأبد.
الوزير: تمام جلالتك.
الملك: عايزكم تركزوا أكتر لفترة الجاية، وكل وزير يرشح قائد للجيش عشان اختار.
الوزير: أمر جلاتك.
الملك قام ومشي وبكده الاجتماع انتهي..
الوزير خد نفس طويل عشان طلع حي من الموقف ده..
عند عاصم
فات كام ساعة مش كتير ومش عارف ينام بردو.. اتعدل علي السرير وبيبص في الفون كانت الساعة 10..
اتصل بحازم يبعت له المقاول اللي صلح الفيلا المرة اللي فاتت، حازم مستغرب وبيسأل ليه، وعاصم عرفه انه عايز يغير شوية ديكورات مش اكتر.. (مش عايز يخض حازم).
نزل عاصم وقف في الريسبشن تحت و بيبص لكل ركن في الفيلا.. وبيحدد لنفسه لو حصل معركة جديدة ايه الاماكن اللي ممكن يتمركز فيها و ازاي تتأمن..
بعد ساعة جه المقاول لوحده و قعد مع عاصم و فهم منه اللي عايز يعمله..
عاصم طلب منه يعمل سلم مخفي من أوضة المكتب لحد أوضة الجراج تحت الفيلا..
ويعمل صبات خرسانة في أجزاء معينة كأنها زوايا يتحط عليها احواض سمك (أي هري هي هتبقي سواتر ليه)..
اوضة الجراج تتعمل من تاني و تكون خرسانة بالكامل..والباب بتاعها يكون حديد مصفح..
الدور اللي فوق.. سور السلم الداخلي اللي بيبص علي الريسبشن يتشال ويتعمل سور جديد خرسانة بردو..
باب الفيلا الخلفي يتلغي ويقفل السور..
فضلوا يتكلموا شوية عن الوقت والتكلفة واتفقوا علي كل حاجة..
عاصم طلب منه انه يشتغل من النهاردة عشان ينجز في الوقت، واول حاجة يعملها يركب باب جديد بدل اللي اتدمر ده..
خرج عاصم من الفيلا وساب المقاول مستني الرجالة بتاعته..
كانت الساعة داخله علي 12.. ونور وريهام مش مبطلين رن علي الفون وهو بيكنسل عليهم عشان يركز مع المقاول..
وصل عند كريم و حرس الفيلا عارفينه و دخل..
اتجمعوا الخمسة..
نور: انا معرفتش انام من امبارح، كل ما انام افتكر شكلك وانت بتقع اتخض وافضل صاحية.
ريهام: انت وقعت قلبنا يا عاصم.
كريم: بس الحمد *** اهو زي الفل و وسطنا، ومعلش يا عاصم الموضوع ده لو اتكرر واحنا موجودين انا مش عمل زي ما انت قولت تاني.
عاصم: يا كريم افهم، لو اللي كانوا بيهجموا حد غير بتوع امبارح كنت خليتك جنبي، اهو اشوف نتيجة تمرينك عملي، انما بتوع امبارح انا شخصيا اعترف ان كذا مرة كانوا هينجحوا يخلصوا مني بس **** ستر، صعب يا كريم كنت اسيبك جنبي امبارح الوضع كان مختلف، دا غير ان اللي طلبته منك ما يقلش اهمية عن حياتي، انا طلبت منك تحميهم، و ده كان هدفي لما طلعتكم فوق.. اني احمي البنات، وكان لازم معاهم خط دفاع تاني.. اللي هو انت.. فهمتني؟
كريم: فهمتك.
انجي: الموضوع ده هيتكرر يا عاصم؟
عاصم: ايوة.. و عشان كده مش هنتجمع عندي في الفيلا تاني الفترة الجاية، هنتجمع عند اي حد فيكم، معنديش استعداد اللي حصل امبارح يتكرر، في لحظة جات وانا تحت ان مجموعة كانت عايزة تطلع الدور التاني عندكم، وانا كنت مزنوق وبيتضرب عليا نار كتير، مش عارف اتعامل معاهم او اتحرك ناحية اللي طالعين ليكم، انما لو كنت لوحدي مكنتش هبقي في الوضع ده.
ريهام: مش مشكلة نتجمع فين، ممكن نتجمع عندي كل يوم و تباتوا كمان لو عايزين، بابا و ماما مش هيعترضوا.
انجي: صح.. علي الرغم اننا متجمعين كل يوم عند عاصم بس محدش من اهلنا اعترض، بس انا هيبقي فيها احراج ليا لو اتجمعنا عند كريم كل يوم.
ريهام: عشان كده بقول نتجمع عندي.
و كالعادة بيكونوا بيتكلموا في حاجة.. و نور تطلع بقذيفة ترميهم في حتة تانية..
نور: انت ما قولتش حاجة يا عاصم عن ظهور مشيرة.
كلهم سكتوا وبيبصوا لعاصم..
عاصم كمان ساكت و خد وقت في سكوته.. وكلهم مستنيين اجابة..
عاصم: انا لحد اللحظة دي معنديش تفسير للي قولتوه، انا زي ما قولتلكم قبل كده اه بشوف مشيرة و هي دايما جنبي، ومشيرة واقفة هنا دلوقتي.
نور: (بتبص ناحية مشيرة وبتشاور) هنا يا عاصم.
عاصم: ايوة يا نور.
انجي: انتي شايفاها يا نور؟
نور: لأ يا انجي، انا بس بحس بيها.
عاصم: الاول كنت بقول لنفسي انها خيالات او تهيؤات، وممكن تعتبروها كده.. نور من ارتباطها بيا كأخ بتحب كل حاجة انا بحبها، عشان كده لما بحس مشيرة جنبي بتكون هي كمان بتحس بيها.. انا معنديش تفسير لظهورها عندكم في الوقت اللي كانت فيه جنبي تحت وسط ضرب النار.. فعلا مش عارف افسر ده، حتي لما عرفت ان نور في اسكندرية، كلكم عارفين ان مشيرة اللي قالت ده، بس اللي متعرفوهوش ان حضور مشيرة جنبي كان مختلف.. مش هعرف اوصف ليكم اللي حصل.. ويا ريت نقفل الموضوع ده دلوقتي لحد ما افهم اللي بيحصل.
عدت ايام من الهدوء ودخلوا الترم التاني وكانوا بيتجمعوا يذاكروا عند ريهام واحيانا عند نور او كريم..
خلصت الامتحانات والدنيا هادية..
علاقة نور ويوسف مش أقوي حاجة .. تحسها عادية أو أقل من العادية كمان..
انجي وريهام دايما بينصحوا نور، ولما يلاقوها بتعند معاهم بيقولوا لعاصم ولو اقتنع برأيهم بيقنع نور وهي علي طول بتنفذ..
عاصم كان استلم الفيلا بعد التعديلات اللي طلبها من المقاول..
وكان لسه مانع اي حد يزوره في الفيلا لحد ما يطمن..
وما كانش متخيل ان خبر موته يفضل مستمر للفترة دي كلها..
او بمعني ادق هما ما صدقوا انهم عرفوا انه مات وما طلبوش تأكيد..
وبعد ما خلصت الامتحانات عاصم بلغهم انهم يقدروا يرجعوا يتجمعوا عنده.. الدنيا بقت هادية..
هو بعد ما اطمن علي التعديلات اللي عملها في الفيلا وبعد ما شاف ان الدنيا هادية وافق انهم يرجعوا عادي..
بس بردو مش هيفضلوا طول العمر فاهمين انه ميت..
الـ 3 ظباط في جهاز الأمن القومي عملوا مراقبة للمكان اللي عرفوه من الراجل اللي عاصم مسكه و ملقوش حاجة..
صحرا وجبل بس مفيش اي شئ يدل علي وجود حد حي في المكان..
الراجل مش بينطق ومش عايز يتكلم، وهما مستغربين السكوت بتاعه بعد ما قال كل حاجة عند عاصم..
عاصم بيتصل باللواء احمد.. اللي علي اتصال دائم بالظباط التلاتة في السر.. عشان يعرف منه اذا كان في جديد ولا لأ..
واللواء احمد بيعرفه انهم مقدروش يوصلوا لحاجة..
في يوم بعد ما الشلة اتجمعت عند عاصم ورجعوا بيوتهم..
عاصم خرج من البيت وركب عربيته وفضل سايق.. دخل طريق الواحات و بعد كده دخل في قلب الصحرا كتير..
وصل للمكان اللي عرفه من دماغ الراجل.. وفعلا ظباط الأمن القومي عندهم حق.. مفيش حاجة نهائي..
صحرا وجبل بس..
نزل من العربية ووقف قصادها ساند علي وشها..
غمض عينيه وطبعاً اول حاجة شافها كانت مشيرة و واقفة مبتسمة..
طاروا مع بعض لحد ما وصلوا الجبل وشافوا اللي محدش عرف يشوفه..
بطن الجبل مجوف من جواه.. قاعة كبيرة جداً أكبر من مساحة الجبل نفسه..
متقسمة ساحات تدريب ومساكن للجنود ومخازن للسلاح.. كل ده تحت الأرض..
بطن الجبل نفسه هو المدخل بس.. و في وحدات مراقبة متطورة.. ومدخل وحيد للساحة اللي تحت الأرض..
اغلب الجنود في الراحة ومنهم اللي نايمين مش صاحي غير اللي عليهم وردية الحراسة..
عاصم ومشيرة رجعوا.. عاصم فتح عينيه وباصص لمشيرة..
عاصم: ايه رأيك في اللي شوفتيه؟
مشيرة: بالقوة اللي شوفتها دي بدات أخاف عليك يا عاصم.
عاصم: (بإستغراب) من ايه؟
مشيرة: لو عرفوا انك لسه عايش ممكن يخليهم كلهم يهجموا عليك.. مع العدد ده هيبقي صعب يا عاصم انك تخرج سليم.
عاصم: (بإبتسامة) انت مش واثقة في قوتي؟
مشيرة: (بإبتسامة) هزعل من سؤالك ده.
عاصم: وانا مستحيل ازعلك.
مشيرة: انا خايفة عليك انك تتعب بعد المجهود اللي بتعمله وخصوصا ان العدد المرة دي كبير.
عاصم: الناس اللي جوه دي عملوا كتير، كانوا سبب في موت ناس كتير، صحيح هما بينفذوا اوامر كبيرهم الملك بتاعهم، بس لو فضلوا عايشين هيكونوا سبب في موت ناس تانية كتير، لازم نكسر دراعهم اللي بيضربوا بيه.
مشيرة: موافقة.
ركب العربية واتحرك بيها لحد ما بقي تحت الجبل.. نزل من العربية تاني و وقف بيبص للجبل..
بعدها بص لمشيرة..
عاصم: جنبي؟
مشيرة: للنهاية.
غمض عاصم عينيه و فضل مغمضهم شوية.. بس المرة دي مش شايف مشيرة وهو مغمض زي كل مرة..
دقيقة كاملة مغمض عينيه.. دقيقة كاملة بيجمع طاقته وتركيزه..
فجأة فتح عينيه وهي بتنور..
لو بنتفرج علي فيلم كارتون.. الوصف اللي ممكن نقوله ان طلع من عاصم زي دايرة طاقة تخبط في الجبل وتعدي منه..
نرجع للواقع.. عاصم فضل واقف وعينيه بتنور بنور أسود.. فضل دقيقتين علي الوضع ده..
لحد ما بدأ ينزف من مناخيره..
مشيرة: كفاية يا عاصم.. وقف.
عاصم مكمل وتقريباً مش سامع مشيرة..
مشيرة: (بتصرخ) كفاية يا عاصم.
بردو عاصم مش سامعها ولا حتي شايفها..
فجأة مشيرة أختفت.. و فجأة مشيرة ظهرت..
بالظبط كده إختفت فجأة و ظهرت فجأة تاني..
بس فرق كبير بين مشيرة اللي اختفت واللي ظهرت تاني..
مشيرة اللي ظهرت هي مشيرة اللي حضورها مختلف.. اللي عاصم شافه مرات قليلة..
الحضور اللي ظهر قصاد نور وكريم وانجي وريهام..
الحضور اللي عاصم مش فاهمه لحد دلوقتي..
مشيرة اتحركت وحطت كف ايدها علي ضهر عاصم من ناحية القلب..
فجأة عاصم عينيه رجعت لطبيعتها.. بص وراه وشاف مشيرة بحضورها الغريب.... واغمي عليه..
ما يعرفش فضل مغمي عليه قد ايه.. هو فتح عينيه لقي نفسه علي سرير صغير في مكتب..
بص في الساعة المتعلقة علي الحائط اللي جنبه لقي الساعة 9 الصبح..
يعني فضل نايم حوالي 6 ساعات..
بس هو جه هنا ازاي؟؟ وهنا اللي هو فين اصلاً؟؟
باب الأوضة بيتفتح وبيدخل المقدم محمد.. رايح ناحية مكتبه ومش واخد باله ان عاصم فاق..
عاصم بيتعدل علي السرير والمقدم محمد بينتبه ليه..
محمد: اخيراً صحيت.. ايه يا عم النوم ده كله.
عاصم: انا جيت هنا ازاي؟
محمد: احنا اللي جبناك، رجالتنا اللي بتراقب المنطقة اللي كنت فيها شافتك وصورتك وبعتت الصور لينا وعرفنا انه انت، بعدها بلغونا انك وقعت علي الارض ومش عارفين يعملوا ايه، العقيد صبري امر انهم يتدخلوا يجيبوك علي هنا.. دا كل اللي حصل، ممكن أفهم بقي ايه اللي خلاك تروح هناك؟
عاصم: كنت عايز اشوف المكان بنفسي، يمكن اشوف حاجة انتوا ما خدتوش بالكم منها.
محمد: ووصلت لحاجة؟
عاصم: لأ.. بس كان في فكرة مجنونة في دماغي معرفتش اتأكد منها.
محمد: (بإهتمام) فكرة ايه؟
عاصم: ليه ما يكونش المعسكر بتاعهم في بطن الجبل نفسه؟
محمد: صورالاقمار الصناعية نفت الاحتمال ده، انا فكرت فيها رغم انها فكرة مجنونة بس اللواء احمد قال ما نستبعدش اي احتمال حتي ولو كانت نسبته 1%، فقولت الاحتمال ده و العقيد صبري بصراحة طلب ساعتها صور القمر الصناعي للجبل، وبشوية حاجات فنية كده مش هشغلك بيها عرفوا ان الجبل مفيش جواه حاجة.
عاصم: مفيش فايدة يعني؟
محمد: معلش.. تتعوض المرة الجاية.. بس قوللي انت اغمي عليك ليه؟ الرجالة قالت انك كنت بتنزف.
عاصم: انا بقالي فترة مش كويس والنزيف ده اتكرر.
محمد: يبقي لازم تروح لدكتور، ولا تحب نعرضك علي الدكاترة بتوعنا.
عاصم: الدكتور عمر الألفي.. اعتقد انك تعرفه؟
محمد: اه اعرفه.
عاصم: دكتور عمر هو اللي بيتابع حالتي الصحية بعد الحادثة اللي حصلت مع ابن هارون.
محمد: تمام، ابقي طمني عليك بس.
عاصم: ماشي، وشكرا علي اللي عملتوه معايا، يا تري اقدر امشي.
محمد: اه مفيش مشكلة، انا هبقي ابلغ العقيد صبري والعقيد سامي بكلامنا ده.
عاصم: شكرا مرة تانية.. بعد اذنك.
قام عاصم عشان يخرج والمقدم محمد طلب عسكري يوصله لعربيته و يخرجه من المبني..
خرج عاصم و رجع الفيلا.. فطر وعمل النسكافيه اللذيذ وبعدها الشلة بدأت توصل ورا بعض..
عند الملك..
في المعتاد الملك بيقابل قائد الجيش بتاعه يومياً يتابع معاه تقارير العمليات وتدريب القوات..
قائد القوات الجديد إتأخر اليوم ده..
طلب حضوره فوراً.. بس كل الاتصالات بالمعسكر مفيش إجابة عليها..
الاتصال بالقائد العام مفيش استجابة..
الاتصال بالقادة الفرعيين مفيش استجابة..
الاتصال بمركز المراقبة والمدخل مفيش استجابة..
عرفوا الملك بالوضع، وعرفوه ان في وحدة استطلاع طلعت للمعسكر تبلغ القائد بالاستدعاء.. لأن في احتمال يكون عندهم مشكلة في الاتصالات..
راحت وحدة للمعسكر وبتحاول تتصل بمركز المراقة عشان يدخلوا بس مفيش رد من جوه..
واقفين قصاد كاميرات المدخل عشان لو اللي جوه مش سامعينهم علي الاقل يشوفوهم.. بس مفيش فايدة.
بلغوا الحرس الملكي اللي بلغ الملك..
الملك حس بالخطر.. في حاجة غلط.. وبالشفرات اللي استلموها فتحوا الباب ودخلوا وهما ناقلين بث حي للملك..
شاف المجموعة المسئولة عن مركز المراقبة قاعدة علي الكراسي قصاد أجهزتها بس زي ما يكون مغمي عليهم..
واحد من الجنود بيعدل واحد من المسئولين عن مركز المراقبة بيحاول يصحيه..
بيلاقي ددمم ناشف علي بوقه ومناخيره وعينيه وودانه..
وبيعرفوا ان كل اللي موجودين كده..
الملك متابع الموقف ومعندوش تفسير..
اتحركت الوحدة ونزلوا للساحة تحت الجبل.. بردو لقوا كل المسئولين عن الحراسة زيهم زي المسئولين عن مركز المراقبة..
اتوزعوا في المكان بيشوفوا اذا كان في حد تاني كده ولا الحراسة والمراقيبن بس.. وفين باقي القوات..
بعد تفتيش المعسكر كله ملقوش حد حي..
اغلب القوات نايمة في سرايرها ميتين بينزفوا من كل مكان في وشوشهم..
كل القوات العادية والقوات الخاصة ماتت.. كلهم.. محدش طلع حي..
الملك كان في قمة غضبه.. ازاي.. ازاي ده حصل..
ازاي يخسر جيشه كله في أقل من 24 ساعة.. امبارح القائد كان عنده بيطمنه علي القوات.. النهارة يلاقيهم ميتين كلهم..
طب إزاي.. كلهم ماتوا من غير طلقة واحدة.. الإنذار مضربش لو كان في هجوم بالغاز السام أو غاز الأعصاب..
أمر كل الوزراء بالحضور، وأمر انهم يبعتوا حراساتهم والمساعدين بتوعهم ومع شوية من قوات الحرس الملكي (اللي للأسف مش بيكونوا في نفس المكان مع القوات العامة و فرق القوات الخاصة) عشان يحرقوا الجثث ويبعتوا مجموعة مختلفة للتشريح عشان يفهم ايه اللي حصل..
امر الوزراء كلهم بمتابعة الموضوع بنفسهم لحد ما يخلص تقرير الفحص.. وأمر كمان قوات الحرس الملكي اللي راحت ترجع للقصر.. وكفاية القوات اللي هناك..
تقرير الفحص ظهر وكل الجثث اللي اتفحصت كعينة كانت عندها نزيف داخلي وأعضاء كتير داخلية متدمرة.. زي القلب والرئة والكبد.. مفيش اثار لأي نوع من الغازات المعروفة.. يبقي السؤال هنا.. ماتوا ازاااااي؟
عند عاصم..
الشلة متجمعه كالعادة.. وببيضحكوا ويهزروا..
عاصم رغم ان كلامه قليل كالمعتاد.. بس باين في عينيه انه فرحان..
طبعاً الضربة اللي ضربها دي هتقلل فرق القوة اللي بين المنظمة و عاصم..
عند الأمن القومي..
الاقمار الصناعية لقطت أثناء متابعتها إشارة كانت لمدة دقيقة و وقفت تاني..
وبعتوا تقرير للعقيد صبري بكره..
العقيد صبري فكر تاني في فكرة المقدم خالد ان الجبل مجوف من جواه..
بس ازاي في المرة الاولي صور الاقمار الصناعية نفت ده وفي المرة التانية كان في اشارة..
يبقي حاجة من الاتنين..
- يا إما في خاين في الجهاز غير نتايج الفحص للأقمار الصناعية.
- يا إما المنظمة عندهم جهاز شوشرة علي الموجات، و ده هو اللي خلي النتيجة تطلع بالشكل ده.
الاحتمال التاني مخيف.. معني كده ان الكيان اللي بيواجهوه عنده التكنولوجيا اللي تقدر تشوشر علي الاقمار الصناعية و عنده الكفاءات اللي تشغل التكنولوجيا دي، و عنده التمويل اللي يخليه يجيب التكنولوجيا دي، دي غير المعلومات اللي عند الجهاز بقدرات الجيش بتاع الكيان ده..
انت بتتكلم علي قدرات دولة صغيرة بتبني نفسها ببطء في الضلمة.. ومحدش حس بيها..
طلب من مدير الجهاز تجهيز عملية، وعشان عارف ان اللي بيواجهة فوق قدرات الأمن المركزي طلب الاستعانة بالجيش..
بعد ساعتين من الرغي و الأخد والرد والاتصالات بين الوزارتين..
تم توجية ضربة جوية للجبل.. بحيث انهم ما يخسروش قوات أرضية.. و ان القوات الجوية هي اللي هتجيب تأكيد أو نفي للموضوع كله..
القوات الجوية طلعت طيارتين من نوع الرافال وضربوا الجبل بعد دقيقة مخزن الذخيرة جوا الجبل انفجر وبعدها بدأت سلسلة انفجارات جوه الجبل..
و ده التأكيد اللي كان محتاجينه عشان يبدأوا يفكروا بشكل تاني مع المنظمة اللي بيواجهوها..
عند الملك..
بعد ما شغل تسلسل التفجير الذاتي واقف بيتفرج علي الانفجارات لحد ما المقر بقي كوم رماد..
أمر بمراجعة تفريغ كاميرات المراقبة اللي حوالين الجبل في أماكن مخفية.. لمدة 24 سابقة من لحظة التفجير..
وراجعوا التسجيلات كلها ومفيش أي حاجة..
لحد ما جات اللقطة اللي شافوا عربية واقفة بعيد شوية و قصادها حد واقف بس المسافة بعيد..
بعدها بشوية العربية بتقرب جدا والسواق بينزل منها يقف قصادها..
وبعد كده يشوفوه كأنه بيكلم حد جنبه.. بس هما مش شايفين حد جنبه..
بعد كده بيشوفوه بيغمض عينيه لمدة دقايق وبعدها بيغمي عليه..
بعدها بيظهر شوية رجالة لابسين بدو بياخدوا عاصم والعربية ويمشوا..
ظبطوا الفيديو وعرضوه علي الملك اللي اتفرج عليه والوزراء بتوعه جنبه..
الملك اتفاجئ بعاصم.. هو كان شاف صور ليه في التقارير السابقة عنه..
الوزير بتاعنا كان متفاجئ أكتر من الملك.. وعرف ان وقته في الدنيا خلاص بيخلص..
الملك بيبص للوزير بغضب..
الملك: انت كنت عارف؟
الوزير: مستحيل جلالتك اكون عارف و اخبي عليك.. الموت اهون من كده.
الملك: لازم اعرف كان بيعمل ايه هناك؟ وصل هناك ازاي؟ حياتك قصاد المعلومات دي يا وزير، المعلومات دي و رأسه، فاهم يا وزير؟
الوزير: فاهم جلالتك.
في الصعيد..
سليمان الشواتفي اتعلم من الغلطة اللي عملها سعد السباعي..
حط ابنه من بعده كبير للعائلة، و لو ابنه مات يبقي اخو سليمان كبير العائلة..
جمع اراضي العائلة كلها وبيوتها بإسمه، وتتنقل بعد ما يموت للكبير اللي بعده..
كل بيت في العائلة بيدرب عياله علي السلاح و بيتخزن في البيت سلاح وذخيرة كتير..
مش عايز يحصل في عائلته اللي حصل في عائلة السباعي، وعائلة الجيوشي من قبلهم..
نرجع لعاصم..
ايام عادية عدت مفيش اي جديد..
ريهام عرفت تجيب اتنين ستات يشتغلوا في البيت عند عاصم، او والدتها اللي عملت كده، بس مش بيباتوا بيمشوا علي الساعة 10..
مكتب عاصم بقي فيه سلم مخفي ينزل علي اوضة الجراج.. اللي بقت غرفة محصنة بالكامل..
اتصالاته باللواء احمد والمأمور فكري كانت مستمرة.. وعرف اللي حصل في الجبل من القوات الجوية..
خلصت الدراسة ودخلوا اجازة اخر السنة..
علاقة يوسف بنور منتظمة.. مش بتطور لكن منتظمة..
كريم و انجي حبهم لبعض بيزيد يوم عن يوم..
ريهام زي ما هي بس خدت قرار نهائي انها تقطع كل علاقتها بالبنات..
انجي وريهام بيحاولوا ينجحوا علاقة نور ويوسف على قد ما يقدروا.. احيانا بتسمع كلامهم، واوقات كتير بترمي كلامهم في البحر..
في مبني الأمن القومي..
العقيد صبري والعقيد سامي والمقدم محمد في اجتماع..
صبري: حد عنده تفسير للي حصل؟
سامي: انا مش داخل دماغي كلام عاصم، يعني ايه رايح يشوف بنفسه يمكن ياخد باله من حاجة احنا ما شوفنهاش؟
صبري: مش دي بس، تفسر بإيه الراجل اللي مش عايز ينطق تحت ده، رغم ان اتكلم فعلا لما كنا عند عاصم في البيت؟
سامي: والجبل اللي انفجر بعد الضربة الجوية، القوات الجوية أكدت ان الضربة بتاعتها مش ده هيكون تأثيرها، رجالتنا لسه مخلصتش رفع الانقاض، تفسيري انهم حسوا انهم اتكشفوا فدمروا المكان عشان ما نعرفش نوصل ليه.
صبري: شاكك في ايه يا سامي؟
سامي: في لعبة اتعملت، حاسس ان عاصم علي اتصال بالكيان ده وكل اللي بيحصل لعبه بينهم.
محمد: صعب حضرتك، احنا اللي حصل في الهجوم الاول والتاني و..
سامي: احنا ما شوفناش حاجة يا محمد، احنا شوفنا الاثار بس، مفيش كاميرا جابت اللي حصل، شوشروا علي كل الكاميرات قبل الهجوم.
صبري: احنا مش هنهمل اي احتمال، حتي احتمال ان عاصم مش برئ وانه عضو في المنظمة دي وكل اللي بيحصل تمثيلية بينهم عشان هدف احنا لسه مش فاهمينه، يبقي عاصم يفضل تحت عينينا لحد ما نفهم.. دي مهمتك يا محمد.
محمد: تمام يا فندم.
صبري: سامي عايز تقرير كل ساعة عن الوضع عند الجبل.
سامي: تمام يا فندم.
صبري: تقدروا تتفضلوا.
قام سامي ومحمد يشوفوا هيعملوا ايه..
في الصعيد..
رغم ان الاجواء تحس انها هادية بس هي غير كده خالص..
زي ما قولنا سليمان بيجهز نفسه والعائلة كلها وبيدرب كل شباب العائلة علي السلاح بإحتراف مش مجرد ضرب نار..
بيعمل جيش صغير..
جعفر معندوش خبر بالموضوع ده.. علي الرغم من ذكاءه بس سليمان عارف يخبي الموضوع ده..
واللي ظاهر ولاءه لجعفر وانه بينفذ تعليمات شغله..
جعفر بيعيد حساباته ناحية سليمان وانها كانت خطوة غلط انه خلاه يمسك مكانه (شغله مع الباشا قبل ما يبقي الطابية)..
بس طالما الوضع مستقر مش هياخد خطوة ضد سليمان دلوقتي..
دا غير ان نقل من الصعيد ونزل القاهرة واستقر هناك عشان الشغل..
جعفر مش عنده اولاد.. كل خلفته بنات متجوزين.. ملوش وريث..
هو معندوش شهوة النسوان او الخمور او المخدرات..
هو شهوته الفلوس والسلطة.. ويمكن السلطة اكتر من الفلوس..
نقل في قصر علي طريق مصر الاسماعيلية الصحراوي..
عند الملك..
الملك عين قائد للجيش من جديد واحد من صفوة الحرس الملكي، وبيأمرة يكون وحدات جديدة و يدربها.. وتكون جاهزة في أسرع وقت ممكن..
و لحد ما تعدي فترة التدريب هيسحب وحدة من كل فرع للمنظمة من كل الدول اللي المنظمة متواجده فيها..
ولما يخلص تكوين الجيش في مصر الوحدات دي ترجع مكانها تاني..
مكان التدريب الجديد قاعة نسخة طبق الاصل من المكان اللي اتدمر مع تفجير الجبل..
بس مش في الواحات.. في المنصورية تحت مزرعة هناك..
الحراسة اتضاعفت.. بناء علي اوامر الوزير.. مش لجعفر بس (الطابية) لأ.. وللفيل والحصان بتوعه..
زود الحراسة عليهم من حرسه الشخصي.. وهو اتمركز في القصر الملكي تحت حماية الحرس الملكي وبيدير شغله من هناك..
عند هارون..
هارون مش ناسي اللي حصل من عاصم بس كل ما يفكر في مصيبة جديدة لعاصم يفتكر كلمته في فرح كريم وانجي ونور ويوسف.. يا ريت ما نتقابلش تاني ولو صدفة..
ورغم محاولاته لتسخين المحقق عليه في كل مرة تحصل مشكلة مع عاصم بس مفيش فايدة..
مفيش حاجة جامدة يمسكها عليه..
وانه يلبسه قضية مخدرات تانية مش حاجة سهلة.. دا غير ان العين بقت عليه من ساعتها..
ففكر انه يهدي اللعب شوية لحد ما يلاقي فرصة يخلص فيها من عاصم..
بعد ما خلصت السنة التانية من الدراسة..
كريم وريهام كل واحد نزل الشغل في مجموعة والده.. صحيح مش مجال دراسته بس كل واحد ليه أسبابه..
كريم عشان يبين لإنجي انه قد المسئولية ومش هيعتمد علي والده و انه جدير بيها..
ريهام عشان تشغل دماغها عن التفكير في البنات..
تجمعهم بقي بعد خروج كريم و ريهام من الشغل..
عاصم طلب من نور ان وجودها عنده يكون مع الشلة عشان متبقاش عنده لوحدها.. لأن انجي مش هتروح لعاصم غير مع كريم..
نور اتضايقت بس مش هتعرف تقول لعاصم لأ..
علي كان بيزور عاصم مرة في الاسبوع يوم الخميس ويبات عنده ويرجع الجمعة بالليل اسكندرية..
الشلة بقت تعتبر علي اخوهم السادس..
بيخرجوا مع بعض كلهم و اوقات يوسف بيكون معاهم..
شهور الاجازة كانت هادية وطبيعية..
عاصم تحت مراقبة الأمن القومي والمنظمة.. بس مفيش جديد من أي جهة..
جعفر مش هنقول انه نسي عاصم.. بس هو مركز في دنيته الجديدة مع المنظمة..
سليمان بيأمن وضعه في الصعيد.. عشان عاصم وجعفر مع بعض.. الاتنين بالنسبة ليه خطر زي بعض..
عدت اجازة اخر السنة ودخلوا تالتة.. علي و ليل في خامسة طب دلوقتي..
ايام عادية وهادية.. بس يا تري هتفضل كده ولا ده الهدوء اللي قبل العاصفة..
يتبع،،،
*******************************************************************
الجزء السادس والأخير..
يوسف و نور قاعدين في كافيه بيتكلموا مع بعض لوحدهم..
كريم و انجي وريهام عند عاصم في البيت بعد المحاضرات..
عاصم قال هيستناهم في البيت عشان ياخدوا مساحة من الوقت أكتر مع بعض..
كريم: انا قلقان من تعامل نور مع يوسف.
انجي: انت قولت اللي انا بفكر فيه.
ريهام: انا حذرت نور كذا مرة انها لازم تهتم بيوسف اكتر من كده، هو اصلا مش موجود معاها علي طول عشان شغله، يبقي علي الأقل في الفترة اللي موجود فيها تركز معاه.
عاصم ساكت بيتابع كلامهم وبيفكر في نفس الوقت..
انجي: في اوقات بحس ان نور انبهرت بس بيوسف، البدلة و ظابط و وسيم و معجب بيها، فانبهرت بيه وافتكرت ان ده حب، خايفة تكون في حالة انبهار بس و تخلص.. ساعتها الواقع هيبقي مؤلم.
كريم: لو حالة انبهار و اعجاب بس يبقي لازم تفوق دلوقتي، لانهم لو اتجوزوا واكتشفت بعد كده انه مش حب هتبقي كارثة.
ريهام: احنا جنبها في كل خطوة وهنساعدها في أي قرار تاخده وننصحها قبل التنفيذ، بس لو أخدت قرار مش هينفع نمنعها، لأن دي حياتها بردو يا جماعة ولازم تاخد قراراتها بنفسها.
عند نور ويوسف..
اوقات كتير نور كانت بتسرح في مشيرة ويوسف بيكلمها.. بس بترجع تركز بسرعة..
هي بتسرح بتحاول تحس مشيرة واقفة فين.. مش حاجة تاني..
عينيها بتتحرك حواليها كأنها بتدور علي حد أو مستنية حد..
يوسف لاحظ حركة عينيها.. افتكر انها بتدور علي عاصم أو مستنية ظهوره..
يوسف: انتي بتدوري علي حد يا نور؟
نور: (بتوتر) لأ أبداً.. حد زي مين؟
يوسف: عاصم مثلاً؟
نور: (بإستغراب حقيقي) و إيه اللي هيجيب عاصم، ما انت عارف انه مستنينا في الفيلا لما نخلص قعدتنا.
يوسف: طب ليه عينيكي مش معايا؟ ليه حاسس انها بتدور علي حد؟
نور: انا مش بدور علي حد يا يوسف، انا بس كنت بفكر في حاجة.
يوسف: و ده اللي بيضايقني يا نور، انا مش بشوفك كتير و في الوقت القليل اللي بكون فيه معاكي مش بتكوني معايا.
نور: انا آسفة، بس فعلا مش عن قصد.
يوسف اتضايق فعلاً بس خبي ده.. و قام هو نور عشان يروحوا للشلة..
نور كانت فرحانة بتلقائية انها هتتجمع مع الشلة وممكن نقول انها فرحانة عشان هتكون مع مشيرة وهتحس بيها..
بان علي وشها ابتسامة مش مقصودة.. بتلقائية منها..
المشكلة ان يوسف فهمها غلط وافتكر انها فرحانة ان القعدة خلصت.. و ده ضايقة أكتر كمان..
و هي راكبة جنب يوسف جالها اتصال.. الحاجة فاطمة..
نور: وحشتيني وحشتيني وحشتيني اوي يا ماما. (يوسف سامع ومستغرب الكلام)
فاطمة: انا لو وحشتك كنتي اتصلتي.. ما اتصلتيش ليه يا بت زي كل يوم، ريهام وانجي كلموني النهاردة وانتي لأ.
نور: معلش يا ماما كنت مع يوسف ومعرفتش اتصل بيكي.
يوسف بيشاور لها تفتح الاسبيكر.. نور اتضايقت جداً.. بس فتحت الاسبيكر عشان يهدي..
فاطمة: مهما كنتي مع مين تكلميني يا بت تطمنيني عليكي. (فاطمة بتقولها بهزار وبتلقائية أُم)
يوسف: (بعصبية وصوت عالي عشان فاطمة تسمعه) و حضرتك مين عشان تسيبني وتكلمك؟
نور: يوسف.. عيب دي ماما فاطمة.
يوسف: (بعصبية) ومين الليدي فاطمة؟
فاطمة: بالهداوة يا ولدي.. مفيش داعي للعصبية دي، نور دي زي بنتي وبطمن عليها، حقك عليا يا ولدي لو ضايقتك.
نور: (بعصبية) انت ما غلطتيش عشان تعتذري يا ماما، يوسف اللي غلط ولازم يعتذر.
يوسف: (بزعيق) اعتذر لمين.. انت اتجننتي.
نور: (صوتها بيعلي) لو سمحت اتكلم كويس.
فاطمة: اهدي يا بنتي مش كده، معلش يا ولدي حقك عليا انا.
نور: ما تعتذريش يا ماما.
فاطمة: انا هقفل يا نور وهكلمك بعدين، خليكي مع خطيبك.
نور: استني يا ماما...
بس فاطمة قفلت وكانت بتعيط..
نور: (بصوت عالي) انت ايه اللي عملته ده؟
يوسف: (بغضب) وطي صوتك يا نور و انتي بتتكلمي معايا.
نور: (لسه صوتها عالي) انت غلطت و لازم تعتذر.
يوسف: انا مغلطتش في حد يا نور.. و وطي صوتك.
كانوا بيدخلوا جنينة فيلا عاصم..
نور قبل ما العربية تقف بالكامل كانت فتحت الباب و بتنزل..
يوسف شد فرامل اليد و نزل وراها و بينادي عليها بصوت عالي، لدرجة ان اللي جوه سمعوه وقاموا يشوفوا في ايه بيحصل بره..
نور بتمد بسرعة عشان تدخل الفيلا و مش بترد علي يوسف..
يوسف لحقها و مسكها من دراعها قبل سلالم الفيلا.. و بيعدلها ناحيته..
كان ماسك دراعها جامد لدرجة ان ساب علامات علي دراعها.. و نور بتتوجع جامد..
نور: اه.. سيب ايدي يا يوسف.
يوسف: (بغضب) انا بنادي عليكي.. يبقي تقفي وتسمعيني.. فاهمة؟
نور: سيب ايدي.
يوسف: (بغضب) انا بسأل سؤال.. فهمتي؟
اول واحدة خرجت من الفيلا كانت ريهام.. شافت المنظر جريت علي نور و بتحاول تشدها من ايد يوسف..
ريهام: يوسف انت اتجننت.. سيب نور.. سيبها بقولك.
يوسف: ابعدي يا ريهام ما تتدخليش انتي.
كريم: مش كده يا يوسف، عيب كده.
يوسف: خليك في حالك يا كريم.
كريم: (بزعيق) دا اختي يا يوسف، يعني ايه اخليني في حالي؟
انجي كانت خرجت وراهم و بتفكر بسرعة تهدي الموقف ده ازاي.. بتبص علي عاصم مش شايفاه معاهم.. رجعت الفيلا تاني..
اول ما دخلت من الباب كان في وشها لدرجة انها كانت هتخبط فيه.. رجعت خطوة ولسه هتتكلم شافت عينيه بتسود..
عينيه رعبتها لأول مرة بالشكل ده.. لدرجة انها حطت ايدها علي بوقها تمنع صرخة كانت هتفلت منها.. ومرعوبة من منظر عينيه..
هي شافت سواد عينيه كتير قبل كده.. بس المرة دي اترعبت..
عاصم اتحرك ناحية الباب.. انجي جات علي جنب بتوسع من قصاده.. بيخرج بره و مشيرة جنبه و ملامحها غضبانة عشان نور..
عاصم ما اتكلمش.. هما حسوا ان الجو بيتقل حواليهم.. في ضغط بيحصل..
كلهم بصوا لعاصم.. و انجي خارجة وراه..
يوسف اترعش.. و نور شدت دراعها منه و جريت علي عاصم حضنته كأنها بتستخبي في حضنه..
يوسف رغم الخوف اللي حاسس بيه بس غضبه غلب خوفه..
يوسف: انت السبب في كل ده، طول الوقت وانا حاسس انها ميالة ليك بس بكدب نفسي، حاسس ان في حاجة بينكم، و الدليل اهو.
ريهام: احترم نفسك يا بني ادم.. انت بتخرف بتقول ايه.
يوسف: (بيبص لريهام بغضب) صحيح ما انتوا شلة واحدة، اكيد مقضينها كلكم مع بعض والدنيا درمغة بينكم.
كريم: انت يا حيوان اتكلم بأدب. (وبيزق يوسف في صدره)..
يوسف رجع لورا خطوة وبيرجع بالبوكس علي وش كريم..
قبل ما يوصل كان عاصم مسك ايد يوسف..
يوسف بيحاول يسحب ايده من ايد عاصم مش عارف.. فبيحاول يضرب بالإيد التانية.. عاصم مسك ايده التانية..
قبضة عاصم كانت بتعصر ايد يوسف وسابت علامات زرقه عليها بعد كده..
عاصم: هحاسبك علي كل حرف قولته، وهتندم علي كل اللي عملته.. امشي يا يوسف ومش عايز اشوف وشك تاني هنا.. فاهم؟
يوسف بيحاول يشد ايد من قبضة عاصم.. وعاصم بيضغط علي ايد يوسف أكتر..
عاصم: (بصوت مميت) انا بسأل سؤال.. فهمت؟
يوسف: فهمت. (مقدرش يعمل حاجة غير كده)
عاصم: امشي.. واستني حسابي معاك.
يوسف ركب عربيته ومشي..
عاصم غمض عينيه و رجع يهدي..
لف وبص ليهم وكلهم كانوا متوترين.. مش من عاصم.. من تسارع الاحداث اللي حصل..
عاصم: ادخلوا جوا يلا.. انا هتصرف في الموضوع ده.
نور: عاصم انا عايزة اروح اسكندرية دلوقتي.
كلهم استغربوا..
كريم: تروحي ليه يا نور دلوقتي؟
نور: يوسف قل ادبه علي ماما فاطمة ولازم اطمن عليها، مش هينفع بالفون لازم اشوفها بنفسي.
كريم: غبي.
ريهام: يخرب بيت عصبيته.
انجي: لازم نحل المشكلة دي بسرعة، وقبل ما توصل لعمو خالد يا عاصم، اللي حصل هنا لازم يفضل في حدود هنا ما يخرجش برة بأي شكل.
عاصم: صح يا انجي.. و ده اللي هيحصل.. يلا بينا علي اسكندرية الاول، وبعدها هتصرف مع يوسف.
ركبوا عربية عاصم و نور شبطت تركب جنبه، المفروض كريم وتبقي البنات ورا، بس هي أصرت..
طلعوا علي اسكندرية.. وصلوا علي الساعة 5..
عاصم ما راحش المدافن زي ما بيعمل اول ما ينزل اسكندرية.. طلع علي بيت الحاج صالح..
عند الملك..
في اجتماع مع الوزير الأول..
بيتناقشوا في تقارير اوضاع المنظمة وشغلها..
الملك راضي عن أداء رجالته بس مش بيظهر ده عشان يطلعوا شغل أعلي..
الوزير في عينيه سؤال بس مش قادر يسأل..
الملك ملاحظ ده و مطنش..
الاجتماع قرب يخلص والوزير هيموت ويسأل..
الملك: ما تشغلش دماغك بالتفكير في الموضوع ده يا وزيرنا الاول.
الوزير: انا اسف جلالتك.. بس حضرتك ما قولتش اي اوامر بخصوص الموضوع ده.
الملك: عشان كل مرة بتفشلوا يا وزير.. الفشل اللي فات مات فيه قائد الجيش، ولو فشلتوا تاني هتموت، وانا مش عايزك تموت دلوقتي.
الوزير: انا اسف جلالتك.
الملك: ما تقلقش يا وزير.. انا هتصرف في الموضوع ده.
الوزير اتصدم.. الملك هيتصرف بنفسه.. كده في حرب هتقوم..
الملك سابه.. و كده الاجتماع انتهي..
الملك طلب قائد الحرس الملكي.. أمره بشوية حاجات و سابه و مشي..
عند الحاجة فاطمة..
بعد ما قفلت مع نور..
فاطمة فضلت تعيط وزعلانة انها عملت مشكلة لنور مع خطيبها.. فات ساعتين وهي علي الحال ده..
صالح جه من بره وشافها كده اتخض عليها..
صالح: مالك يا فاطمة حصل ايه؟
فاطمة: نور اتخانقت مع خطيبها بسببي يا حاج.
صالح: (مش فاهم) وتتخانق مع خطيبها بسببك ليه؟ وخطيبها يعرفك منين اصلا؟
فاطمة: كنت بكلمها وبهزر معاها و معرفش خطيبها سمعني ازاي وانا بقولها تكلميني حتي لو مع مين، فضل يزعق وكنت..
صالح: (بيقاطعها بغضب) بيزعق لمين يا فاطمة؟
فاطمة: (بتكدب) ما زعقش ما زعقش.. هو اتعصب علي نور.
صالح ساكت وباصص في عينيها..
فاطمة: انا خايفة عليها يا حاج.. انت عارف انها مش حمل عصبية.
صالح: انا هكلم عاصم اشوف الموضوع ده.
فاطمة: بلاش عاصم يا حاج.. عاصم ممكن يزعل عشاني انا ونور وتحصل مشكلة. (متعرفش ان الدنيا باظت أصلاً)
صالح: هكلم كريم او ريهام.. هكلم ريهام هي قريبة منها أكتر.
بيتصل بريهام وريهام مش بترد.. دقايق وسمع جرس الباب بيرن.. والخدامة بتفتح الباب..
بعدها شاف نور جاية تجري و وراها ريهام داخلين علي فاطمة علي طول و بيقعدوا جنبها وبيحضنوها..
فاطمة اول ما شافتهم رجعت تعيط.. بس هي بتعيط فرحانة بيهم..
دخل وراهم كريم و انجي.. و بيسلموا علي الحاج صالح، و بعدها انجي راحت حضنت راس الحاجة فاطمة وباستها..
ونزلت علي ركبتها قصادها.. والاربعة بيدمعوا..
عاصم دخل سلم و وقف جنب الحاج صالح وكريم..
نور: انا اسفة يا ماما حقك عليا.. ما تزعليش.
فاطمة: حقك عليا انا يا بنتي.
و بتطبطب علي دراع نور و نور اتوجعت..
فاطمة: مالك يا بنيتي فيكي ايه؟
نور بتشد كم الشيرت اللي لبساه وبتشوف درعاها و علامات صوابع يوسف معلمة بالازرق علي دراع نور..
صالح فاطمة و انجي و ريهام اتخضوا من المنظر..
كريم اتضايق جدا و شالها في نفسه من يوسف..
عاصم بيبص لمشيرة اللي دموعها نازلة علي حالة نور.. و بيمسك نفسه بصعوبة عشان ما ياخدش اجراء متسرع ضد يوسف يدمره فيه..
فاطمة: تعالي معايا يا نور فوق.. تعالوا يا بنات.
طلعوا فوق و فاطمة بتدهن بكريمات دراع نور وبيطمنوا عليها وبيفهموا منها اللي حصل من أوله..
عند عاصم تحت..
صالح: ايه اللي حصل يا عاصم؟
عاصم: صدقني مش عارف اللي حصل بالظبط. بس اطمن علي نور وبعدها هرد علي اللي حصل.
صالح: انت ما تتدخلش في الموضوع ده نهائي.
عاصم بيبص لصالح بإستغراب وبيبدأ يتعصب..
عاصم: يعني يمد ايده علي اختي واسكت.
صالح: انت عارف من الاول انه بيغير عليها منك.
كريم: عمي صالح عنده حق يا عاصم، الكلمة اللي اتقالت هناك لوحدها مشكلة، صحيح محدش هيصدقها بس هتعمل شوشرة ملهاش لازمة.
صالح: كلمة ايه يا كريم؟
كريم: (بيبص لعاصم كأنه بياخد رأية و بيرجع يبص للحاج صالح) اننا مقضينها مع بعض و الدنيا درمغة.
صالح: (باين علي وشه انه اتضايق) كده هتحصل مشكلة.
كريم: انا قولت كده بردو.
فاطمة نزلت من فوق و معاها البنات و حالتهم كلهم بقت احسن.. شوية..
ريهام كانت بتتشقلب فوق عشان تضحكهم و تخرجهم من المود..
صالح: بقيتي كويسة يا نور؟
نور: (بإبتسامة الطفلة الجميلة) اه يا عمو.
صالح: و انتي يا حاجة؟
فاطمة: انا بخير طول ما هما بخير و شايفاهم كويسين يا حاج.
صالح: هتعملوا ايه دلوقتي في اللي حصل؟
نور: انا مش هكمل.
كلهم بيحاولوا يرجعوها عن قراراها و عاصم و كريم ساكتين..
صالح كمان ساكت و بيبص لعاصم..
مشيرة ما اتدخلتش في الموضوع عشان متضايقة.. قرارها مش هيبقي محايد..
صالح: أياً كان قرارك يا بنتي لازم ما يتاخدش دلوقتي، انتي دلوقتي غضبانة و قرارك هيكون من غضبك بس، لما تهدي و تقعدي تفكري مع نفسك تاني ممكن حساباتك تتغير.
نور: لا يا عمو انا هادية جداً دلوقتي، انا مش هينفع اكمل في العلاقة دي، هو مش عايز يفهمني ومش عارف يتعامل معايا.. انا مش طالبة منه أكتر من انه يفهمني، و هو مش عايز يستوعب كده، و بيتعامل معايا كأني عسكري عنده، و انه يمد ايده عليا.. دي تهد اي حاجة بيننا، و اول ما ارجع البيت هبلغ بابا بكده و ننهي الموضوع ده.
انجي: بالعقل يا نور من غير استعجال في القرارات، ممكن تأجلي القرار ده شوية لحد ما نقعد مع يوسف تاني، (بتبص لعاصم) ما تقول حاجة يا عاصم.. خليها ترجع عن تفكيرها ده..
كلهم بصوا لعاصم بس عاصم سكت ما ردش..
فاطمة و نور و ريهام فهموا ان عاصم موافقها.. و انجي كمان فهمت كده..
انجي: ما ينفعش توافقها علي كده يا عاصم.
كريم: انا موافق نور علي قرارها.
انجي: (إتفاجئت) انت بتقول ايه يا كريم.
كريم: افرضي يا انجي ان حصل خلاف بيني وبينك، لا قدر **** يعني، و وسط الخلاف ده مديت ايدي عليكي.. موقفك هيبقي ايه؟
انجي سكتت وبتفكر في رد عاقل ما يسخنش الوضع أكتر.. بس مش عارفة..
هي متأكدة ان الموقف غلط.. وتصرف يوسف مهما كان سبب المشكلة غلط بردو..
كريم ما استناش عليها تفكر كتير..
كريم: مفيش داعي للتفكير يا انجي، انا فاهمك.. انتي مش عايزة تردي رد يسخن نور أكتر.. انا عارف.
انجي بتبتسم عشان كريم فاهم طريقة تفكيرها..
كريم: بس مفيش اي سبب مهما كان يخليني امد ايدي عليكي الا لو بتخونيني، و حتي دي مش همد ايدي عليكي.. مش ههين نفسي، اي مشكلة تانية تحت دي تتحل بالنقاش والكلام.. مش بمد الإيد والضرب.
كريم بيبص للحاج صالح..
كريم: حاج صالح.. انت متجوز طنط فاطمة من سنين طويلة.. صح؟
صالح: 40 سنة يابني.
كريم: أكيد قابلتك مشاكل حصلت بينك و بين الحاجة.. صح؟
صالح: مفيش بيت بيخلي من المشاكل يابني.. دي سنة الحياة.
كريم: هل في مرة مهما كان الخلاف بينكم و انت متأكد ان الحاجة اللي غلطانة مديت ايدك عليها؟
فاطمة: (ردت بسرعة) و**** عمره يابني ما عملها.. مهما كانت المصيبة اللي عملاها.. عمره ما فكر يمد ايده عليا.
كريم: **** دايما.. (بيبص للكل) اللي حصل مؤشر لينا ان يوسف لما بيتعصب مش بيقدر يسيطر علي اعصابة و مش بيميز مين اللي حواليه و بيتعامل ازاي، غضبه بيسوقه، و بيبقي اسهل حاجة عنده انه يستعمل القوة، المشكلة انه بيتعامل مع نور، عارفين لو كان خاطب ريهام مثلا او انجي مكانش هيحصل ده أبداً، وقبل ما تستغربوا هوضح انا اقصد ايه، انجي كلنا عارفين انها الأذكي بعد عاصم وانا بعترف انها أذكي مني و مش زعلان من كده انا فخور بيها، اما ريهام فإحنا عارفين انها متدردحة.. و انا اسف في اللفظ.. متدردحة عن نور بتعرف تتصرف وعندها سرعة تصرف أكبر من نور، نور كلنا عارفين انها رقيقة و بنتعامل معاها كطفلة.. مقصدش انك عبيطة (نور بتكشر بطفولة بس فاهمة) لأ انت روحك روح **** بتتعاملي ببراءة، و عاصم زمان نبهك لكده في اول تعارف لينا معاه، و قال لك معانا اتعاملي براحتك محدش هيفهمك غلط، انما مع غيرنا لأ.
نور: وانا مش هغير طبيعتي عشان خاطر حد، هو عايزني زي ما انا تمام، غير كده يبقي لأ.
كريم: وانا موافقك المرة دي يا نور، انا كمان شايف ان الخطوبة دي ما تنفعش تكمل.
ريهام: و انا كمان بعد اللي عمله انا مش هآمن عليها معاه.
انجي: علي الرغم من اني مش عايزة نوصل للنهاية دي، بس كلامك كله منطقي يا كريم، غلبتني المرة دي، انا كمان موافقة علي قرار نور.
كريم: حبيبتي انا ما غلبتكيش ولا حاجة، بس انت نفسك كنتي بتفكري في نفس الوقت بنفس الطريقة اللي قولت بيها كلامي.. صح ولا غلط؟
انجي: (بإبتسامة كلها حب) صح.
ريهام و نور: لمون وطقم كمنجات..
كلهم بيضحكوا.. وانجي اتكسفت..
فاطمة: بس يا عيال يا رخمة كسفتوا البت، تعالي يا إنجي في حضني.. (راحت انجي حضنتها) **** يكملك بعقلك ويهدي سرك يا حبيبتي.
كلهم: آمين.
كريم: طالما خدنا القرار، دلوقتي نتفق بقي هيتنفذ ازاي.
دخل عليهم علي..
علي: يا مرحب يا مرحب.. طب كان حد اتصل بيا يعرفني انكم هنا.
فاطمة: اقعد ما تعملش دوشة.
علي: حاضر يا حاجة.
بيسلم عليهم وبيقعد.. بيبص ليهم شوية.. و فهم انه قطع كلام داير..
علي: مش بعادة يعني تيجوا كده من غير ما تعرفوني، كريم كان بيتصل بيا لو عاصم مش هيعرف، من الاخر كده في حوار.. عملتوا ايييييه؟
بيبصوا لنور نحكي ولا لأ..
ريهام: علي أخونا و لازم يعرف هو كمان.
علي: (بقلق) في ايه فهموني.. (لما لقاهم بيبصوا لنور) حصل ايه يا نور؟
نور: انا مش قادرة يا علي احكي (بتبص لريهام) احكي انت يا ريهام.
ريهام بتحكي لعلي اللي حصل كله لحد اخر كلام قاله كريم..
علي: و أنا كمان موافق نور علي قراراها.. يوسف مش ينفع نآمن علي نور معاه، لسه علي البر وبيعمل كده طب لما يتقفل عليهم باب هيعمل فيها ايه، كده يبقي مش فاضل غير رأي الحاج والحاجة وعاصم.. صح؟
كرم: صح.
علي: ايه رأيك يا حاجة؟
فاطمة: المرة اللي فاتت لما اتعصب عليها عند مشيرة، قولتلها ياخدوا فرصة الاتنين ولو حصل حاجة انا اللي هوقف الجوزاة دي.
علي: يعني انتي موافقة يا حاجة؟
فاطمة: ايوه انا اخاف عليها منه.
صالح: بس انا مش موافق يا ولاد.
انجي: (بإستغراب.. وكلهم مستغربين) ازاي يا عمو.. بعد كل اللي قولناه ده.
صالح: انا ما قولتش ان اللي عمله يوسف صح، انا بقول انا مش موافق علي انها تنهي الخطوبة دلوقتي، هي لسه غضبانة وانتوا كمان كلكم زعلانين عشانها، قراركم دلوقتي غلط.. لازم تاخد وقت تفكر تاني، مش هينفع القرار ساعة عصبية.
نور: بس انا مش متعصبة يا عمو، انا دلوقتي اهدي بكتير عشان في وسطكم، انا ما أخدتش القرار غير هنا.. انا لو كنت اتسرعت و أخدت قرار ساعة عصبية كنت رجعت البيت كلمت بابا وماما و عرفتهم ان الموضوع انتهي.
صالح سكت شوية.. وكلهم مستنين رده..
صالح: رغم ان يعز عليا ان بنتي تفسخ خطوبتها.. بس فعلا هو ما ينفعهاش.. وانا زي أي أب مش هجبرك علي واحد مهما كنت شايفه مناسب، فما بالك بقي بواحد زي ده.
علي: يعني انت موافق يا حاج؟
صالح: (بزعل) موافق.
كريم: يبقي نرجع للنقطة اللي كنا وقفنا عنده لما دخل علي.. هننفذ ده ازاي؟
ريهام: و هي دي عايزة خطة، هتبلغ عمو خالد انها مش عايزة تكمل و هو هيبلغه ان كل شئ قسمة و نصيب.
علي: ولو عاد الكلمة اللي قالها عند عاصم يبقي ايه الحال؟
ريهام: تقصد ايه؟
علي: اقصد موقف ابوها ايه و هو بيسمع عن بنته كلام وحش من خطيبها عليها هي اصحابها، وانهم.. انا اسف في اللي هقوله.. مع بعض يعني.. فاهمين انا اقصد ايه؟ مش عايز اعيد الكلمة بتاعته.
انجي: فاهمين يا علي.. و ده اللي قالقني، رد الفعل اللي هيحصل من عمو خالد مش هيكون بسيط، و خلينا نتكلم بصراحة، هو مش عاجبة اصلا تعلق نور بيك يا عاصم، و فرح جدا انها اتخطبت عشان تبقي بعيد عنك.
نور: انتي بتقولي ايه يا انجي.
ريهام: بتقول الحقيقة يا نور، كلنا عارفين كده حتي عاصم.
كريم: مش هنتكلم في النقطة دي دلوقتي، نأجلها لما الوضع اللي احنا فيه يخلص.
نور: (بعصبية) لأ انا عايزة افهم.
صالح: اسمعي كلامي انا يا نور، نركز في المشكلة دي الأول وبعدها انا كمان عايز افهم الكلام ده.
نور: لما ارجع البيت هقول لبابا وماما اني مش هقدر أكمل مع يوسف، وهخلي بابا يتفق معاه يرجع الشبكة والهدايا بتاعته، مفيش اي حاجة تاني غير كده، بابا مستحيل يصدق اي حاجة هيقولها يوسف، و خصوصاً لما يعرف ان مد ايده عليا، ده مش بعيد يموته.
صالح بيبص لعاصم اللي كان ساكت طول الوقت ده و ملامحه ثابته و مفيش فيها اي انفعالات خالص و مشيرة جنبه قاعدة علي مسند كرسيه ساكتة بردو مفيش اي رد فعل منها..
صالح: انت ما تتدخلش في الموضوع ده يا عاصم، كريم اللي هيتكلم وانت ما تظهرش في الموضوع ده.
عاصم: (بهدوء غريب) تمام يا حاج.
كلهم استغربوا هدوء عاصم.. بس ما علقوش..
كريم: طب احنا لازم نرجع عشان نلحق نبلغ عمو خالد قبل يوسف ما يتحرك.
صالح: تمام، وانا هستني منكم تليفون تبلغوني حصل ايه.
كريم: ماشي يا حاج.. هنقوم احنا.
قاموا كلهم ورجعوا القاهرة..
عاصم وصل نور اول واحدة.. و عند الفيلا بتاعتها.. بص للبنات في المرايا..
عاصم: هتنزلوا مع نور يا بنات وهتباتوا عندها النهاردة.
كلهم استغربوا..
انجي: ليه يا عاصم.. في حاجة ولا ايه؟
نور بتبص علي الفيلا.. شافت عربية يوسف..
نور: يوسف جوا.
كلهم اتفاجئوا.. المواجهة جت اسرع من اللازم..
كريم: يبقي انا كمان هنزل معاهم وانت هتستني يا عاصم، زي ما قال الحاج صالح انت ما ينفعش تظهر في الصورة دلوقتي.
عاصم: (بالهدوء الغريب) مفيش مشكلة يا كريم.
نزلوا الأربعة دخلوا الفيلا..
عاصم بيبص لمشيرة..
عاصم: خليكي جنبها.
مشيرة بتهز راسها و بتختفي..
في الفيلا جوا..
خالد و مراته و يوسف قاعدين.. و داخل الأربعة عليهم..
ريهام اللي بدأت الكلام..
ريهام: انت ليك عين تيجي بعد اللي عملته؟
خالد: استني يا ريهام، انا عايز افهم منكم اللي حصل.. و فين عاصم؟
يوسف: اكيد مش هيظهر عشان يعيش دور البرئ.
كريم: (بعصبية) انا لآخر مرة بحذرك، اتكلم كويس يا يوسف.
يوسف: (بيقف) هتعرف تعمل ايه؟
انجي بتمسك دراع كريم عشان يهدي.
كريم: (بياخد نفس يسيطر علي اعصابه) انا قولتلك مش هسيبك تمد ايدك علي اختي وهسكت، صدقني حساب اللي عملته كبير.
خالد: انا عايز اعرف ايه اللي حصل، يوسف جاي بيشتكي منكم انكم بتوقعوا بينه و بين نور، و انها عايزة تفسخ الخطوبة عشان مش عاجبكم انتوا.. و هي ماشية وراكم، عايز أفهم في ايه.
انجي حكت لخالد اللي حصل لحد قبل سفرهم، وما قالتش انهم سافروا اسكندرية..
انجي: نور ممكن تخلي حضرتك تشوف العلامات اللي علي دراعها بسبب يوسف.
خالد: (بيبص ليوسف بغضب) الكلام ده صح؟
ريهام: (قبل يوسف وبغضب) احنا مش هنكدب عليك يا عمو (بتكشف دراع نور) اهو شوف بنفسك.
ام نور: (شافت دراع بنتها واتخضت) انت اتجننت.. تعمل في بنتي كده.
خالد: الخطوبة دي انتهت.. اتفضل و هنبعت كل حاجتك علي بيتك.
يوسف عرف انها قضية خسرانة وغضبه عماه في وقتها..
يوسف: شوف بنتك الاول بتعمل ايه هي واصاحبها اللي بيقولوا علي نفسهم اخواتها، شلتها دي شلة وسخة و كبير العصابة عاصم، عايز تفهمني انك عارف لما بيتجمعوا عنده كل يوم بيعملوا ايه، دول مقضينها مع بعض كلهم، انت متعرفش مين في حضن مين.
طبعا كله بقي يشتم في يوسف اللي بيرد الشتايم والدنيا بقت هيصة و محدش عارف يحكمها..
صوتهم علي بعض كان عالي..
نور بس اللي كانت ساكتة.. ما اتكلمتش من ساعة ما دخلت.. ما نطقتش بحرف..
حاسة بمشيرة جنبها بتهديها وبتقويها.. بس علي الرغم انها عارفة ان مشيرة جنبها مقدرتش تمنع دموعها..
من الصوت العالي محدش سمع جرس الباب و هو بيرن..
الخدامة فتحت و كان عاصم..
صحيح صالح قال انه ما يتدخلش بس الوضع خرج عن السيطرة جوا و لازم يتدخل..
من الضغط الرهيب اللي حسوا بيه كلهم سكتوا و حسوا بدوخة خفيفة..
كلهم بصوا ناحية عاصم..
نور اول واحدة حست بيه وجريت عليه ودخلت في حضنه..
يوسف كان طايح لما شاف ان عاصم مش معاهم.. دلوقت حس ان موقفه زي الزفت أكتر من الأول..
عاصم فضل ساكت و باصص ليوسف.. نور لسه في حضنه..
يوسف مش عارف ينطق من نظرة عاصم ليه.. و زي ما وصفتها مرة قبل كده..
عينيه كانت زي قبر فاتح بابه وعايز يضمك بشوق..
الموقف كأنه متجمد كلهم ثابتين علي وضع واحد.. لولا انهم بياخدوا نفسهم كان ممكن تقول انهم تماثيل..
فجأة يوسف نزل علي ركبه.. ضغط رهيب نزله علي ركبه..
يوسف: انا اسف.. كل كلمة قولتها كانت كدب.. من غضبي و ان نور بترفضني قولت كده، انا اسف يا عمي.. (بيوطي أكتر) انا اسف يا نور.. انا بعتذرلك و مش هتشوفي وشي تاني.
طبعا كلهم متفاجئين من التغير اللي حصل.. بس كلهم توقعوا ان ده من تأثير رعب يوسف من عاصم..
عاصم لسه ضاغط علي عقل يوسف.. و يوسف بدأ يترعش..
عاصم بيبص لنور وهي في حضنه..
عاصم: حقك جالك؟
نور بتهز راسها في حضن عاصم بمعني اه و علي وشها ابتسامة جميلة وسط دموعها..
عاصم: (بيبص ليوسف وبنبرة الصوت اللي ممكن تقتل) امشي.
قام يوسف علي رجليه بصعوبة ولما حس ان الضغط خف طلع يجري..
فضلوا دقايق ساكتين و بيبصوا لبعض و بعدها بيبصوا لعاصم و نور..
نور كانت حاضنه عاصم كأنه هيهرب..
فجأة..
خالد: انت السبب.
كلهم بصوا لخالد بإستغراب حتي نور رفعت راسها من حضن عاصم و بتبص لأبوها بإستغراب.. عاصم كان الوحيد اللي ملامحة زي ما هي.. حجر من غير أي إنفعالات..
خالد: (بعصبية و زعيق) من يوم ما ظهرت في حياة بنتي وهي كأنها إتبدلت، الكلمة كلمتك عندها وما تعملش حاجة من غير مشورتك، من يوم ما ظهرت وهي متعلقة بيك، وكانت هتموت بسببك، يا أخي حرام عليك بقي.. ابعد عننا، ما شوفناش من وراك غير الموت و الدم، حتي خطوبة البنت اتفسخت بسببك، مش عشان الكلام الفارغ اللي قالّه الزفت يوسف، انا بنتي انضف من ألف زيه.. لأ عشان انت في حياتها، ولو الف واحد اتقدملها خطوبتها هتبوظ بسببك.. عشان متعلقة بيك، هتدمر حياة بنتي، اطلع برة حياتنا ومش عايز اشوف وشك تاني.. اطلع برة.
كريم وانجي وريهام بيحاولوا يدافعوا عن عاصم و يهدوا خالد..و عاصم فضل ساكت..
عاصم مسك دراعات نور وبيفكها من حواليه..
نور رافضه بس عاصم عرف يفك نفسه..
فضل باصص شوية لنور في عينيها.. كل ده و كريم و انجي و ريهام بيتكلموا مع خالد.. بس نور مش سامعه اي كلمة منهم.. مش حاسه بوجود حد غير عاصم.. و دموعها نازلة..
عاصم حط كفوف ايده علي خدود نور وباس جبينها.. وبعدها باس عينيها علي دموعها..
لف وخرج..
نور واقفة مصدومة و مش بتنطق..
دقايق فاتت و هي واقفة شايفه عاصم من ضهره وهو بيخرج من الباب.. حتي ما بصش وراه لحظة..
نور قدرت تنطق وصرخت بإسمه..
صرخة سمعها عاصم بره بس بردو ما وقفش..
مع صرخة نور كلهم انتبهوا ان عاصم مش موجود..
نور واقفه بتترعش.. امها جريت عليها وخدتها في حضنها.. و البنات جريوا عليها..
كريم طلع يجري ورا عاصم بس عاصم كان مشي..
كان هيطلع يوقف تاكس و يروح وراه بس سمع انجي بتنادي عليه من جوا.. رجع تاني..
نور كانت بتتنفض في حضن امها.. ريهام وانجي فاهمين ايه اللي بيحصل.. نوبة فزع مرت علي نور قبل كده مرتين.. بس اللي كان بيعرف يخرجها عاصم.. كريم دخل عندهم تاني.. خالد بيتصل بالدكتور..
انجي: فين عاصم؟
كريم: مشي.. ملحقتوش.
ريهام: (بتزعق بعصبية) اتصل بيه.
كريم بيتصل بعاصم.. وعاصم مش بيرد.. حاول كذا مرة.. بردو عاصم مش بيرد..
كريم: مش بيرد.
نور رعبها زاد و بقت تتنفض أكتر.. فجأة سكتت و أغمي عليها..
الدكتور طلب نقلها المستشفي..
انجي كانت كلمت ابوها وعرفته الوضع ايه.. و طلب انهم ينقلوها علي المستشفي عنده..
استقبلهم بنفسه في المستشفي و كان معاه الدكتور رمزي حبيب..
دخل هو و الدكتور رمزي و معاهم رؤساء الأقسام بيفحصوها..
كلهم واقفين بره بيتابعوا الوضع، ابو نور وامها و كريم و انجي و ريهام و بعد شوية وصل فادي و فريدة وقفوا جنب ريهام.. بيسألوها عن اللي حصل وهي حكت ليهم بإختصار..
الدكاترة فضلت مع بعضها في أوضة نور بيتكلموا وبيناقشوا بعض في الحالة..
خرجوا كلهم بعدها.. الدكاترة سابوا دكتور عمر و دكتور رمزي معاهم و رجعوا يشوفوا شغلهم..
خالد: طمني يا دكتور عمر.
عمر ساكت ومش عارف يبلغهم ازاي..
رمزي رفع عنه الحرج..
رمزي: صدمة عصبية حادة، من الواضح انها اتعرضت لضغط عصبي قوي.. هو اللي وصلها لكده، هي دخلت في إغماء.. نوع من أنواع دفاع العقل عن الجسم و رفضه للوضع اللي وصله لكده.
خالد: هتفوق امتي طيب؟
رمزي: علي حسب قوتها هي، ممكن تقوم بعد انتهاء المهدئ اللي في المحلول، وممكن.... انا اسف.. ممكن ترفض تقوم.
ريهام: لازم نجيب عاصم بأي شكل.. انا هروح ليه البيت اجيبه.
كريم: انا جاي معاكي.
انجي: يلا بينا.
خرجوا التلاتة راحيين لعاصم..
عمر: ممكن نفهم ايه اللي حصل؟ انا كنت عرفت من انجي ان نور كانت جاتلها نوبة فزع قبل، وكانت بتسألني ازاي تساعدها، وان كنت عرضت الموضوع علي الدكتور رمزي بصفته طبيب نفسي. (بيبص لرمزي عشان يكمل)
رمزي: انا نصحت بأنها تبعد عن اي ضغط عصبي، نوبات الفزع بتحصل مع ظرف واحد، خوف معين بيحاول المريض دايما انه يبعد عنه، مثال.. اللي بيخافوا من المرتفعات او الاماكن المغلقة بيحاولوا دايما يبعدوا عن اسباب خوفهم، والضغط عليه عشان يواجه خوفه ده أحيانا بيدخله في نوبة الفزع عشان العقل رافض، ولو أجبرته علي كده بالقوة بيدخل في صدمة عصبية، في حالتنا دي نور عندها خوف من حاجة معينة انا لسه مش عارفها.. و واضح انه حصل مواجهة بينها وبين خوفها ده، عشان كده محتاج اعرف ايه اللي حصل وصلها لكده.
خالد ساكت و مش عارف يحكي اللي حصل..
ام نور هي اللي حكت كل حاجة حصلت، فادي وفريدة ما كانوش عرفوا من ريهام كل التفاصيل..
رمزي و عمر كانوا بيسمعوا بإهتمام وتركيز..
رمزي: (بيسأل عمر) انجي ما قالتش ليك ازاي كانت بتخرج من نوبة الفزع اللي مرت بيها قبل كده.
عمر: لأ.. هربت من الاجابة، وانا ما رضيتش اضغط عليها.
رمزي: طب اتكررت؟
عمر: تقريبا مرة قبلها.
رمزي: يعني مرتين و دي التالتة؟
عمر: بالظبط.
رمزي: اولا لازم نعرف قدرت تقاوم نوبات الفزع دي ازاي؟ لو لوحدها يبقي هتفوق بس هتاخد وقت، لو عامل مساعد اتدخل في الموضوع يبقي لازم نلاقيه في اسرع وقت عشان ده هيوفر علينا وقت كبير.
خالد: و لو معرفناش نوصل؟
رمزي: للأسف الوضع هيبقي صعب.. بس من اللي قالته المدام واضح تعلق نور بعاصم جداً، وانك لما طردته من البيت هو ده اللي أثر عليها بالشكل ده، اعتقد ان خوف نور هو ان عاصم يسيبها.. عشان كده الولاد قالوا لازم نجيب عاصم، دا مجرد تصور للموقف، لازم نعرف اسباب النوبات اللي فاتت ايه، عشان نقدر نعمل تقييم كامل للوضع.
فادي بيحاول يتصل بعاصم مش بيرد عليه..
بيتصل بريهام و بيعرف منها انهم قربوا يوصلوا البيت عند عاصم..
عند عاصم
الشباب بيوصلوا البيت عند عاصم وبيلاقوا الباب مفتوح.. استغربوا بس دخلوا..
بيلاقوا ريسبشن الفيلا كأن في خناقة حصلت.. الدنيا مبهدلة و كراسي مقلوبة و فازات متكسرة.. و في نقط ددمم هنا و هناك..
بيدوروا في الفيلا حتة حتة ومش لاقيين عاصم..
عربيته بره في المدخل.. ومفاتيحه قصادهم علي الارض والفون بتاعة كمان..
كريم خد الفون والمفاتيح وقفلوا انوار الفيلا وقفلوا الباب ورجعوا المستشفي..
قابلوا خالد و ام نور وفادي وفريدة ودكتور عمر و دكتور رمزي لسه واقفين عند اوضة نور..
فادي: فين عاصم؟ مجاش معاكم ليه؟
التلاتة ساكتين..
خالد: أكيد مرضيش يجي معاكم بعد كلامي ليه، انا هروح اعتذرله واخليه يجي.
التلاتة لسه ساكتين و دكتور رمزي فهم انهم مخبيين حاجة.. لأ دول مخبيين مصيبة مخوفاهم..
ام نور: روح يا خالد هاته.. اعمل اي حاجة بس هاته.. بنتي اهم من اي حاجة.
خالد بيتحرك عشان يروح لعاصم..
كريم: عمو خالد استني.
خالد وقف وبيبص ليه..
خالد: (بعصبية) مفيش وقت يا كريم لازم عاصم يجي.. نور حياتها في خطر.
ريهام: عاصم مش في البيت.
فادي: راح فين يعني؟ وانتوا رجعتوا ليه من غيره؟ كنتم استنوه لحد ما يرجع، اكيد متضايق من كلام خالد و هيقعد لوحده شوية بس هيرجع علي البيت.. كان لازم تستنوه.
انجي: يا عمو احنا لما روحنا البيت.. كان في اثار خناقة في البيت و في ددمم علي الأرض، الفون والمفاتيح كانوا موجودين في البيت والباب مفتوح والعربية في المدخل.. عاصم اتخطف.
كلهم اتصدموا ما توقعوش ان في حد يقدر يعمل كده، عاصم بالنسبة للي شافوه بيعمله كان زي الكائن الاسطوري أو سوبرمان، بس اهو طلع في حد يقدر عليه..
السؤال بقي مين اللي عمل كده؟ وعمل كده ازاي؟
نرجع ساعة لـ ورا بعد خروج عاصم من بيت خالد ركب عربيته وهو سامع صرخة نور بتنادي بإسمه.. بس مقدرش يرجع.. مش هينفع يرجع، نور هتتعب هو عارف، بس لازم تتعود علي عدم وجوده في حياتها، هو عارف ومتأكد ان كريم و انجي و ريهام مش هيسبوها لوحدها، و ده اللي مصبره.. هو مش مطمن بس بيضحك علي نفسه بكده..
وصل الفيلا و مش مركز مع مشيرة اللي ملامح القلق باينة علي وشها، افتكر ان ده من قلقها علي نور..
فتح الباب و بيدخل وقبل ما يولع النور حس بحد واقف..
فتح النور وشاف واحد واقف لابس زي بتوع القوات الخاصة الملكية اللي هاجموه قبل كده.. بس اللون مختلف..
اللي هاجموه المرة اللي فاتت كان زيتي.. ده لابس اسود وعلي دراعة من الجنب قبل الكتف في شعار..
جوهرة لافف حواليها تعبان..
فهم ان ده من رجالة المنظمة.. بس غريبة انهم باعتين واحد بس..
بس الواحد ده كان عملاق حقيقي..
أطول من عاصم بـ 10 أو 15 سم.. (مش عاصم طويل أهو ده أطول)، عضلاته باينه من كل حته، كتلة عضلات واقفة علي رجلين، مش باين منه غير عينيه، نظرة عينيه بتقول انه جاي لهدف واحد.. موت عاصم..
عاصم حط الفون والمفاتيح علي الكومود اللي جنب الباب..
و وقف باصص للراجل اللي قصاده..
الراجل هو اللي خد الخطوة الأولي واتحرك ناحية عاصم وبيضم قبضته وبيقرب..
عاصم مستنيه يقرب..
الراجل ضرب اول بوكس وعاصم إتفاداه وبيضرب الراجل بالبوكس في جنبه..
الراجل بعد ما عاصم اتفادي البوكس ايده لسه مكمله و بتيجي في الحيط ورا عاصم و بتسيب علامه في الحيط من قوة الضربة.. في نفس الوقت اللي عاصم وطي و بيضربه بالبوكس في جنبه بس الراجل ولا كأن حد لمسه..
الراجل بيرجع بالكوع بيضرب عاصم في ضهر دماغه.. عاصم بياخد الضربة و بيتحرك خطوتين لقدام بس بيتعدل بسرعة وبيحاول يسيطر علي الصداع اللي جاله من الخبطة..
الراجل بيتعدل و بيضرب عاصم بوكس في وشه.. عاصم فهم ان لو البوكس ده جه في وشه يبقي جيم اوفر..
بيرجع بضهره بسرعة و البوكس بيعدي من قصاده.. بيمسك ايد الراجل و بيضربه في رجله عشان ينزله علي الأرض، بيقلل من فرق الطول بينهم.. بس الراجل ما اتهزش..
بيتعدل يمسك عاصم من قميصه و بيرفعه في الهوا و بيرميه..
عاصم اترمي علي الكنبة خدها واتقلب بيها بس قام بسرعة..
بيمسك فازة بيرميها علي الراجل.. و هي في الهوا في طريقها للراجل عاصم كان وراها علي طول..
الراجل ضرب الفازة فرتكها ولقي عاصم جاي عليه و بينط في الهوا و برجليه الاتنين بيضربه في صدره..
الراجل شد عضلات صدره ومال شوية لقدام ناحية عاصم ورجع رجل واحدة لـ ورا..
عاصم اترد و وقع علي الارض كأنه خبط في حيطه.. الراجل رجع خطوتين لـ ورا وعدل نفسه بسرعة..
عاصم كمان اتعدل بسرعة و بيحاول يلاقي طريقة يتصرف بيها مع الخرتيت اللي قصادة..
عاصم غمض عينيه و عايز يجمده.. الراجل سحب فازة ضرب بيها عاصم في وشه جت في مناخيره جابت ددمم..
عاصم فتح عينيه لقي الراجل قصاده مفيش خطوتين.. عاصم لسه هيرجع الراجل مسك دراعة عشان ما يهربش وبيضرب بالبوكس بالايد التانية..
عاصم جمع كل طاقته واستقبل الضربة علي دراعه وبعدها مسك ايد الراجل..
الاتنين ماسكين دراعات بعض..
الراجل ضرب عاصم روصية في دماغه هزت عاصم.. حس فعلاً انه بيدوخ..
الراجل سحب ايده من دراع عاصم ورجعها لـ ورا وبيصبر ثانية كأنه بيجمع باور زي العاب الفيديو وبيضرب عاصم بوكس في صدره..
عاصم سمع صوت ضلوعه وهي بتتكسر..
شهق و كح و بوقه رمي ددمم علي الارض..
الراجل ما استناش علي عاصم ياخد نفسه.. ضربه علي دماغه وعاصم اغمي عليه..
شال عاصم علي كتفه و خرج بيه من الفيلا حطه في شنطة عربية مستنياه ومشي..
في الأمن القومي..
المقدم محمد دخل علي اللواء صبري والعقيد سامي من غير حتي ما يخبط علي الباب..
محمد: عاصم اتخطف.
سامي: ازاي؟ ورجالتنا اللي مراقباه فين؟ ما اتدخلوش ليه؟
صبري: رجالتنا ما ينفعش يتدخلوا عشان ما يكشفوش نفسهم، (بيبص لمحمد) بس المفروض انهم هيفضلوا مراقبين عاصم.
محمد: اللي خطف عاصم هرب من المراقبة، ومش عارفين يوصلوا ليه.
صبري: (بغضب وبيخبط بكف ايده علي مكتبه) انت بتهزر، يعني ايه؟ ازاي يهرب منهم؟
محمد: ده اللي حصل يا فندم، المراقبين قالوا انهم شافوا واحد خارج من بيت عاصم وشايله علي كتفه و حطه في شنطة عربية جيب مستنياه.. ركبها والعربية مشيت بسرعة، ركبوا وطلعوا وراه بس هرب منهم، ومن شوية بلغوني انهم لقوا العربية فاضية ومركونة في شارع جانبي، يعني بدلوا العربيات.
سامي: شايله علي كتفه؟!!!
محمد: المراقبين قالوا ان عاصم كان تقريباً مغمي عليه.
صبري: لازم نعرف ايه اللي حصل بالظبط، اعملوا تتبع للعربية وشوفوا العربيات اللي ظهرت عند النقطة اللي تم التبديل فيها، لازم نعرف هو فين.
محمد: تمام يا فندم.
وخرج ينفذ التعليمات الجديدة..
في نفس الوقت اللي اللواء احمد بيكلم اللواء صبري يسأله علي المستجدات..
اللواء صبري بيعرف اللواءاحمد اللي حصل.. واللواء احمد بيطلب من اللواء صبري يتابعه بالأخبار..
اللواء احمد بيبلغ المأمور فكري باللي حصل.. وفكري اتحرك علي فيلا عاصم بس لقاها هادية ومقفولة..
فكري خلي اللواء احمد يتصل باللواء عادل فؤاد مساعد الوزير (ابو شيماء) عشان يوصل لحد من اصحاب عاصم..
واللواء احمد اضطر يعرف اللواء عادل ان عاصم اتخطف..
اللواء عادل كلم فواز اللي كلم فادي وعرف منه ان نور في المستشفي وانهم هناك ومعاهم الولاد..
فكري راح علي المستشفي هو كمان..
في المستشفي..
فكري بعد ما عرف اللي شافوه في الفيلا.. أكد ليهم ان عاصم اتخطف..
فادي بيعمل اتصالاته مع فواز عشان يعرفوا طريق عاصم..
ريهام جالها تليفون من الحاجة فاطمة بتطمن علي الأخبار، محدش كلمها من ساعة ما سابوها في اسكندرية..
ريهام بتحاول تطمنها بس فاطمة حست ان في حاجة غلط..
ريهام ما عرفتش تخبي عليها وحكت علي كل حاجة..
فاطمة قفلت معاها وعرفت صالح و علي وقاموا نزلوا علي القاهرة..
بعد 3 ساعات..
فاطمة بتكلم ريهام بتعرفها انها قصاد المستشفي..
الدكتور عمر كلم الأمن يسمحوا انهم يدخلوا..
فاطمة داخلة متسندة علي دراع علي.. قابلها ريهام وانجي وخدوها بالحضن وسندوها لحد ما وصلت عند اوضة نور وبتبص عليها من الازاز بره الاوضة.. بعدها سلمت علي فريدة و ام نور ورجعت وقفت قصاد الازاز تاني..
فاطمة: (ساندة راسها علي الازاز وبتكلم نفسها ودموعها نازلة) ليه يا بنيتي، مين عمل فيكي كده يا نور عيني، ما توجعيش قلبي عليكي يا نور، مش هستحمل فيكي حاجة، قومي يا نور عشان خاطري، ماتوجعيش قلبي عليكي يا بنيتي، مايبقاش مشيرة وانتي.. و**** اموت فيها دي يا نور، و**** ما استحملها بعدكم.
ريهام وانجي واقفين جنبها دموعهم نازلة من كلامها وبيطبطبوا عليها..
كريم راح يسلم علي الحاج صالح و علي، و فادي وخالد وعمر راحوا يسلموا علي الحاج صالح بردو..
صالح بيفهم منهم اللي حصل لعاصم و نور.. وعرفوه الوضع..
دكتور عمر بيطلب منهم انهم يروحوا يرتاحوا كلهم ويجوا بكره من اول النهار حتي قبل معاد الزيارة، وهو هيفهم الأمن الوضع..
فاطمة: انا مش هسيب بنتي غير لما تقوم وتخرج، مش هتنقل من هنا غير لما تقوم.
صالح: يا حاجة ما ينفعش، احنا اغراب بردو، ما يصحش.
فادي: انت بتقول ايه يا حاج صالح، اغراب ايه.. ايه الكلام ده، الولاد بيحبوكم وبيعتبروكم من العائلة، الفكرة بس اننا مش عايزين نتعب الحاجة فاطمة، هنرجع عندي البيت نرتاح شوية و نيجي الصبح.
فاطمة: انا مش هسيب بنتي، مش هنام ولا هرتاح الا لما تقوم.
عمر: مفيش مشكلة.. كده كده كنت هسيب والدة نور كمرافق، مش عشان نور هتحتاجها، عشان بس تبقي مطمنة علي نور، مفيش مشكلة لو الحاجة عايزة تفضل معاهم، الاوضة اللي جنبها فاضية يباتوا فيها.
فاطمة: انا مش هتنقل من هنا، مش هنام.
فريدة: يا حاجة انتي صحتك مش كويسة اصلا.. كده غلط عليكي، لازم ترتاحي، هتكوني مع نور ما تقلقيش، بس لازم تنامي وترتاحي.. وانتي مش هتبقي بعيد عنها.. بينكم حيطة بس.
بعد محايلة كتيييييير فاطمة وافقت بس قالت لما تتعب هتدخل تنام غير كده هتفضل في اوضة نور..
عمر سمح لفاطمة ووالدة نور يدخلوا الاوضة يقعدوا مع نور بس لو ناموا يخرجوا للأوضة التانية.. عشان يرتاحوا في النوم..
فات 3 ايام لا نور فاقت ولا حد عارف اي حاجة عن عاصم..
الأمن القومي قالب الدنيا عايز يعرف عاصم فين..
فواز وفادي رجالتهم انتشرت في كل حته بتدور علي عاصم.. وخالد كمان بيدور عليه..
الحاج صالح كلم اهله ومعارفه اللي في القاهرة (و دول ناس كتير) يدوروا هما كمان..
فاطمة مش بتسيب نور ليل او نهار قاعدة جنبها علي طول والبنات مش بتسيبها..
3 ايام وصحة فاطمة بتنزل يوم عن يوم ودموعها ما وقفتش لحظة.. لدرجة انها تعبت هي كمان ونقلوها الاوضة اللي جنب نور وعلقوا ليها محاليل تقويها..
البنات بقوا شوية عند نور و شوية عند فاطمة.. ونفسيتهم بقت زفت.. و ام نور وفريدة كمان..
يومين كمان فاتوا ومفيش اي جديد، والكل خلاص فقد الأمل انه يوصل لعاصم أو ان حالة نور تتغير..
هي لسه في حالة شبه الغيبوبة، مش عايزة تصحي..
ليل و اهلها جم من اسكندرية يطمنوا علي فاطمة.. الاصول بردو..
وقابلوا عندها ريهام وانجي..
انجي عرفت تحتوي الوضع عشان ما يحصلش مشكلة بين ريهام و ليل..
انجي و ريهام لو احتاجوا اي حاجة بيطلبوها من كريم.. اخوهم الكبير دلوقتي لحد ما يرجع عاصم.. دا كلام ريهام..
فات اسبوع والتاني.. ومفيش اي جديد..
بعد مرور اسبوعين..
كانوا كلهم زي كل يوم عند نور و فاطمة..
كريم وانجي وابو نور وامها عند نور، صالح و علي وريهام وفريدة امها عند فاطمة..
فجأة باب اوضة نور اتفتح ودخل عليهم عاصم..
اتفاجئوا.. وكريم و انجي قاموا يسلموا ويطمنوا عليه.. ما عدا خالد و مراته (عشان جوزها ما يزعلش).. وبيسألوه كان فين وايه اللي حصل..
عاصم مش بيرد وعينيه متركزة علي نور.. اتحرك ناحية نور و وقف جنب سريرها..
كريم خرج بلغ صالح واللي معاه ان عاصم رجع وخرجوا معاه بسرعة..
حتي فاطمة كانت عايزة تقوم بس جوزها قال انه هيجيبه ليها.. بس تصبر..
دخل صالح و علي و ريهام وفريدة ورا كريم وشافوا عاصم لسه واقف جنب نور..
الكل ساكت..
عاصم قعد جنب نور علي السرير، وبيعدلها وبقت قاعدة نص قعدة كده و نايمة في حضنه..
حضنها اوي و غمض عينيه..
فضل الوضع ساكت ومحدش بيتحرك كأنها لوحة مرسومة مش حقيقة..
دقايق من الصمت عدت.. دقايق كانت تقيلة علي الكل..
فجأة نور فتحت عينيها..
اول كلمة نطقتها كانت عاصم..
اول ما فاقت عرفت انها في حضنه و دموعها نزلت.. حضنته..
نور: هونت عليك.
عاصم: حقك عليا.
نور: ما تسيبونيش تاني.
عاصم: احنا جنبك.
مسك كف ايديها وغمض عينيه..
فجأة مشيرة ظهرت قصادها قاعدة علي طرف السرير عند رجليها وبتطبطب عليها..
الاتنين ابتسموا في وقت واحد ودموعهم نازلة..
مشيرة بتحط صباعها علي بقها بمعني ولا كلمة عشان محدش ياخد باله..
ام نور اول ما شافت ابتسامة بنتها جريت عليها وبتاخدها من حضن عاصم بالعافية عشان نور مش عايزة تسيبه وبتحضنها.. مشيرة اختفت من قصاد نور.. (الاتصال اتقطع)..
ام نور: قلقتيني عليكي يا حبيبتي، تعملي فيا كده.. دا انا كنت هموت.
نور: بعد الشر يا ماما، انا هو جنبك ما تقلقيش.
هنا بدأ الكل يخرج من الصمت والذهول اللي هما فيه..
وبيسألوا عاصم كان فين وايه اللي حصل.. عاصم بيهرب من الاجابة..
عاصم بيسأل صالح ايه اللي جابه وحكوا ليه اللي حصل وعرف ان فاطمة في الاوضة اللي جنبهم..
نور اتخضت علي فاطمة وعايزة تروح ابوها بيمنعها بس نظرة من عين عاصم رجعته..
نور قامت وقفت و مسنودة علي دراع عاصم.. داخت شوية من الوقفة و بعدها الدنيا اتظبطت وقدرت تكمل..
دخل عاصم و نور علي فاطمة اللي اتعدلت في سريرها و عايزة تقوم..
عاصم ساعد نور عشان تتحرك اسرع و يسبقوا فاطمة قبل ما تقوم.. نور اترمت في حضن فاطمة و بيبكوا الاتنين..
فاطمة وسعت في السرير و رجعت بضهرها سندت علي شباك السرير وخدت نور جنبها في حضنها..
الدكتور عمر دخل اوضة نور يطمن عليها لقاها فاضية.. استغرب جداً راحت فين دي.. والباقي كمان راح فين..
راح اوضة فاطمة يمكن يفهم لقاهم كلهم متجمعين عندها..
اتفاجئ ان نور فايقة و قاعدة معاهم و بتضحك كمان..
راح ناحيتها وبيعمل شوية فحوص وبيطمن عليها..
طلب من ممرضة تطلب الدكتور رمزي.. تجيبه من مكتبه..
شوية و جه الدكتور رمزي واستغرب من الموقف..
طلب يقعد مع نور شوية.. نور بصت لعاصم بتاخد رأيه.. عاصم هز راسه بمعني موافق..
قامت نور من حضن فاطمة بالعافية.. رجعت اوضتها والبنات والممرضة بيسندوها..
خرجت البنات والممرضة وفضل الدكتور رمزي بس قاعد مع نور..
هي قاعدة علي سريرها ساندة ضهرها علي شباك السرير ومغطيه رجليها بالغطا الخفيف بتاع السرير..
رمزي قاعد قصادها علي كرسي ساند ضهرة وحاطط رجل علي رجل وباصص ليها بإبتسامه هادية وتركيز عالي..
رمزي: حمدا *** علي السلامة يا نور.
نور: **** يسلمك يا دكتور.
رمزي: انا رمزي حبيب طبيب نفسي، عايز اتكلم معاكي شوية لو مش هيبقي ضغط عليكي وممكن نأجلها لو حاسة انك تعبانة.
نور: لأ انا كويسه جداً دلوقتي.
رمزي: طب كويس جداً.. ممكن تفهميني ايه اللي حصل؟
نور: بخصوص ايه؟
رمزي: بعد الصدمة اللي اتعرضتي ليها لازم نحاول مع بعض اننا نعديها عشان ما تتكررش تاني، (بياخد نفس و بيكمل) نبدأ من نوبات الفزع اللي حصلت ليكي قبل كده، تقدري تقوليلي كان إيه سببها، وهحتاج انك تتكلمي معايا بكل صراحة، وخليكي متأكده إن أي كلام هتقوليه محدش هيعرف عنه اي حاجة.. الكلام هيبقي بيني وبينك بس، احنا كلنا عايزين نطمن عليكي و نشوفك في احسن حالة، و دي مهمتي معاكي.
نور سكتت شوية بتفكر و تفتكر، رمزي ساكت سايبها براحتها بس مركز علي ملامح وشها و بيراقب انفعالاتها..
نور: حصلت مرتين بس، مرة كان بعد حادثة اتعرض ليها عاصم في البيت عنده و كان كريم اللي بيتكلم عن خوفه ان عاصم يحصل ليه حاجة، معرفش خوفت ليه اوي علي عاصم المرة دي، حسيت انه ممكن يحصل له حاجة ومش هعرف اشوفه تاني..
بتاخد نفسها بسرعة وعينها بتلمع بدمعه.. بس مسحتها بسرعة..
رمزي خد باله من حالتها.. ما قاطعش كلامها او انفعالتها، سابها تاخد وقتها..
نور خدت نفس طويل و رجعت تكمل..
نور: المرة التانية كنا في اسكندرية، ساعتها انا كنت رحت لمشيرة ازورها لوحدي، كنت محتاجة اقعد معاها لوحدي، روحت وما عرفتش حد انا فين، دا غلط انا عارفه، بس عاصم عرف وجالي هناك و زعل مني، عاصم و هو بيعاتبني قاللي انا موجود معاكي النهاردة مش موجود بكره، خوفت (عينها بتدمع) مكانش عندي استعداد اخسرهم الاتنين.
رمزي: مين الاتنين؟
نور: (بتلقائية) عاصم ومشيرة.
رمزي: بس اللي اعرفه ان مشيرة ماتت.
نور سكتت و مش عارفة ترد.. وسكوتها طول..
رمزي ما ضغطش علي النقطة دي وعداها عشان نور تقدر تكمل براحتها..
رمزي: مش مشكلة النقطة دي دلوقتي، نرجع لموضوعنا.. افهم من كلامك ان المرتين اللي اتعرضتي فيهم لنوبات الفزع كان بسبب خوفك من اختفاء عاصم من حياتك.. (سكت لحظة) انه يموت.
نور اتنفضت لما سمعت الكلمة دي و رمزي خد باله..
رمزي: طب و ايه اللي حصل في اليوم اللي جيتي فيه المستشفي؟
نور: بابا طرد عاصم من البيت بعد مشكلة مع حد كنت مخطوبة ليه، بابا كان شايف ان عاصم السبب في فسخ الخطوبة.
رمزي: طبعا لما والدك طرد عاصم، حسيتي ان عاصم ممكن يختفي من حياتك وما يظهرش تاني.. صح؟
نور: (بتهز راساها بمعني صح)
رمزي: و ده خلاكي اترعبتي، طب ما حاولتيش ليه تمنعي عاصم؟
نور: انا معرفش انا اتجمدت ازاي، افكار كتير كانت في دماغي كلها اني مش هشوف عاصم تاني، لما ناديت عليه و متأكده انه سمعني.. مردش عليا، كريم جري وراه وما لحقوش.. بعدها انا معرفش حصل ايه.
رمزي: انتي بتحبي عاصم يا نور؟
نور: طبعاً بحب عاصم.
رمزي: نور.. انتي فاهمة سؤالي كويس؟
نور: تقصد ايه؟
رمزي: حبك لعاصم مش حب اتنين اصدقاء او حتي اخوات، لأ.. انتي بتحبي عاصم.
نور سكتت وبتبص لإيدها اللي بتفركهم في بعض بتوتر.. و رمزي واخد باله..
رمزي: حالة الفزع و الصدمة العصبية اللي اتعرضتي ليها و اللي فوقتي منها لما عاصم رجع كل ده بيوضح انك بتحبي عاصم، انا مش بلومك او بشجعك، انا بوضح نقطة عشان نقدر نتحرك من عندها، بس لازم تنتبهي لنقطة كويس جداً.
نور: ايه هي؟
رمزي: (سكت شوية عشان يضمن تأثير كلمته اللي هيقولها) اننا كلنا هنموت.
نور اتنفضت اكتر.. ودموعها بتنزل..
رمزي: اسمعيني يا نور كويس، خوفك من فقدان عاصم لأي سبب مش ضروري يكون الموت هو اللي وصلك للحالة دي، لازم تتقبلي فكرة ان مفيش حد مخلد، لازم هنموت في يوم من الأيام، يبقي لحد معادنا ما يجي نفرح بحياتنا ونستمتع بيها، انا شايف ان مفيش عندك مشكلة تحتاج التأهيل النفسي، كل الموضوع انك لازم تعيشي حياتك جنب عاصم، اعترفي ليه بحبك، و..
نور: عاصم بيحب مشيرة بس.
رمزي: (سكت دقيقة وباصص في عينيها) و انتي شايفة ايه الحل من وجهة نظرك؟
نور: محدش يقدر ياخد عاصم من مشيرة، وانا مش عايزة اخده من مشيرة، انا بس عايزاه يفضل جنبي، مش عايزة اكتر من كده.
رمزي: هتقدري تعيشي في الضل طول عمرك؟
نور: طول ما هو جنبي هقدر.
رمزي: جنبك ازاي وهو مع مشيرة.
نور: وانا قولت اني مش هاخده من مشيرة، انا عايزاه في حياتي وخلاص، مش لازم يحبني، كفاية عليا انه بيعتبرني اخته الصغيرة وفي حمايته.
رمزي: وحياتك دي هتبقي حياة.. لما تكبري في السن وتكوني لوحدك من غير زوج أو أولاد، وبعدها ممكن عاصم يكون عمره جه وقته ويخلص.. تبقي خسرتي كل حاجة.
نور سكتت ومش عارفة ترد..
رمزي: صارحيه يا نور.
نور: مش هينفع.
رمزي: تحبي المح ليه انا؟
نور: (بعصبية) لأ.
رمزي: طب بفرض ان عاصم اتجوز..
نور: (بتقاطعه) مستحيل.
رمزي: مسحتيل يتجوز ولا مستحيل تسمحي بكده..
نور سكتت وبتسأل نفسها نفس السؤال.. والحيرة باينة علي وشها.. فعلاً مش لاقية اجابة..
هل هي فعلا مستبعدة فكرة ان عاصم يتجوز ولا هي اللي مش عايزاه يتجوز.. ولو مش عايزاه يتجوز طب ايه السبب.
نفسها: يعني فعلاً بتحبيه وبتغيري عليه و مش عايزاه لحد غيرك..
نور: لأ.. عشان قولت لمشيرة اني مش هخلي واحدة تانية تقرب منه..
نفسها: بس انتي قولت الكلام ده لمشيرة عشان لما كان بيعمل حاجات مع ستات تانية.. عشان ما يغلطش مع ستات تانية.
نور: تقصدي ايه؟
نفسها: اقصد ان حجتك دي عشان موقف معين انتهي من زمان من ايام لندن وما اتكررش تاني اصلا.
نور: (بزهق وعصبية) عايزة تقولي ايه؟
نفسها: انتي بتحبيه.
رمزي ساكت وشايف ملامح نور وفي ابتسامة خفيفة علي وشه.. مش ابتسامة دكتور لأ ابتسامة ابوية.. بحنان اب..
هو فاهم الصراع اللي بتمر بيه دلوقتي.. وسايبها تاخد وقتها لحد ما توصل للقرار لوحدها..
نور بتبص لرمزي بدموعها..
رمزي ابتسم بنفس الحنية.. نور ابتسمت وسط دموعها..
نور: انصحني.
رمزي: (ابتسامتة بقت اكبر) ايا كان قرارك دلوقتي، استغلي الوقت اللي هتبقي فيه جنب عاصم وقربي منه أكتر، انا واثق انه مش هيبعد عنك الفترة دي علي الأقل عشان صحتك، بس لو في مرة حصل وقال انه هيتجوز ما ينفعش تقفي في طريقه، انتي اخترتي انك تعيشي في الضل طالما انه موجود في حياتك وخلاص..
رمزي بيستفزها و يضغط عليها عشان عارف انها مش هتقبل بكده..
وفعلاً نور عقدت حواجبها بعند طفولي وتكيشرة ******* الجميلة بتاعتها..
رمزي: (بنفس الابتسامة) يبقي تعرفيه مشاعرك، علي الأقل تفهمي وضعك في حياته ايه، عشان ما تبنيش قصر في الهوا وتدمري كل أحلامك، لازم تقفي علي ارض صلبة يا نور.
نور بتهز راسها بالموافقة..
رمزي: هخرج اطمنهم عليكي، انت مش محتاجة نتقابل تاني، بس لو احتاجتيني هتعرفي توصلي ليا عن طريق الدكتور عمر.
خرج رمزي من الاوضة و قابل خالد وام نور بره وطمنهم عليها و انها تقدر تخرج في اي وقت..
دخلوا ليها ومعاهم كريم و انجي و ريهام.. انجي و ريهام بيقعدوا جنبها علي السرير يمين وشمال وبيحضنوها..
نور: عاصم فين؟
ريهام: ما تقلقيش بيطمن علي ماما فاطمة وجاي علي طول.
انجي: خضتينا عليكي يا جزمة.
ريهام: ما تعمليش كده تاني.
نور: (بإبتسامة) **** ما يحرمني منكم.
انجي وريهام: ولا منك.
دخلت عليهم الحاجة فاطمة ومعاها عاصم والباقي.. البنات قامت يساعدوها و قعدت جنب نور علي السرير..
فاطمة: كده توجعيني عليكي يا نور، اهون عليكي يا بنيتي.
نور: حقك عليا يا ماما.
فاطمة: تقومي بالسلامة وهضربك بالشبشب.
كلهم ضحكوا..
عاصم واقف وراهم وعينه علي نور ومشيرة جنبه مبتسمة ومبسوطة..
فجأة مشيرة حضورها اتغير زي ما حصل في المرات القليلة اللي حصلت.. وبردو لسه مش عارف يفسرها..
اللي أكد ان في اختلاف ان ملامحها الاول كانت بتضخك علي كلام فاطمة انما ملامح مشيرة دلوقتي كانت فيها حزن علي فرح مش مفهومة..
مشيرة: نور بتحبك يا عاصم.
عاصم باصص ليها بإستغراب من الحضور والكلام..
مشيرة: و اللي بدأته في الايام اللي فاتت لازم تكمله وتنهيه بسرعة.
فجأة الحضور ده اختفي ورجعت مشيرة العادية اللي متعود عليها و كانت بتبص ليه بإستغراب..
عاصم فاهم ان في فرق بين ظهور مشيرة اللي عقله بيظهرها قصاده واللي بيبقي أقوي لما بيغمض عينيه وقت التأمل، وبين حضورها ده اللي اختفي من لحظات..
طب حضورها العادي ده نتيجة عقله وعارف انه عقله اللي بيعمل كده، حتي الكلام بينهم وأراءها من جواه هو.. من عقله، بس هو حابب الشكل والطريقة دي.. انما الحضور اللي حصل من شوية ده مختلف ملوش اي تدخل فيه.. مش منه، يبقي ازاي وايه اللي بيحصل..
قطع تفكيره دخول دكتور عمر و معاه دكتور رمزي، وبيعرفوهم ان حالة نور وحالة فاطمة تسمح انهم يخرجوا من المستشفي دلوقتي لو عايزين..
فاطمة طلبت انهم يرجعوا معاها اسكندرية..
بس عاصم أصر ان صالح و فاطمة و علي يروحوا معاه البيت يقعدوا معاه فترة وبعدها يرجعوا اسكندرية..
الحاج صالح بعد محايلة البنات عليه وفاطمة كمان وافق..
رجعوا كلهم علي بيت عاصم وطلب غدا من بره عشان الشغاليين مش موجودين في اليوم ده..
اتغدوا مع بعض كلهم..
صالح وفاطمة وعلي، نور وابوها وامها، ريهام وامها وفادي كان راح عليهم هو كمان لما عرف انهم خرجوا، كريم وانجي.. وعاصم..
بعد الغدا وصل فواز لما عرف التطورات وبلغ اللواء عادل، وظباط الامن القومي التلاتة وصل ليهم الخبر من المراقبين ولما وصل ليهم ان البحث عن عاصم وقف في الداخلية عشان لقيوه، و كمان وصل الفيلا اللواء احمد لما عرف منهم وبلغ المأمور فكري اللي جه هو كمان..
بعد التعارف بين الكل والسلامات والاطمئنان..
فكري: ممكن افهم بقي انت كنت فين؟ وايه اللي حصل خلال الاسبوعين اللي فاتوا؟
كلهم بيبصوا لعاصم وعينيهم بتسأل نفس السؤال..
عاصم باصص ليهم وشايف الفضول والقلق في عينيهم.. في اللي عايز يعرف عشان يطمن و في اللي عايز يعرف عشان يفهم.. فضل ساكت شوية.. وبعدها نطق..
عاصم: هحكيلكم.
نرجع بالوقت لما عاصم اغمي عليه والراجل شايله علي كتفه وبيحطه في شنطة العربية..
الراجل ركب عربيته وطلع.. المراقبين طلعوا وراه.. كشف انه متراقب و كان عامل حسابه، في نص الطريق عربيتن نفس النوع واللون ونفس الأرقام دخلوا علي الطريق والمراقبين اتلخبطوا في العربيات وما عرفوش العربية اللي فيها عاصم..
كانوا تلاتة في عربية المراقبة اتنين نزلوا من العربية و وقفوا تاكسي لكل واحد وحاولوا يحصلوا العربيات التانية بس طبعا خدوا وقت كانت العربيات تاهت في الزحمة بعد شوية وقت بيدوروا كل واحد من المراقببن لقي العربية اللي بيراقبها مركونة في شارع جانبي وفاضية..
بلغوا باللي حصل للمقدم محمد اللي بلغ اللواء صبري واتنرفز عليه وعلي رجالته.. زي ما شوفنا قبل كده..
عملوا تتبع و ماعرفوش يوصلوا لحاجة.. العربيات كانت مركونة في نقطة مفيش فيها كاميرات..
عاصم طبعاً ما يعرفش ده لأنه كان مغمي عليه..
عاصم خد وقت طويل لحد ما فاق.. هو كان مرهق اصلا من قبل الاشتباك ده..
فاق وهو حاسس بطعم الدم في بوقه.. بيمد ايه عشان يمسح بوقه انتبه ان ايده مربوطة..
فتح عينيه وبيبص لإيده.. لقاها مشدوده بسلسلة حديد لحد حيطة جنبه، ودراعة التاني بنفس الشكل.. كان علي الارض علي ركبه، ودراعاته المشدودة هي اللي ساندة وزنه عشان ما يقعش علي وشه..
بدأ يبص حواليه هو فين.. اوضة كبيرة و واسعة وفاضية.. مفيش فيها غير كرسي كبير جنبه ترابيزة صغيرة محطوط عليها فنجان قهوة..
الاوضة تقريباً ضلمة الاضاءة ضعيفة جداً تخليك تشوف بصعوبة كبيرة..
حاول يقوم وبيعدل نفسه، شهق من الوجع الرهيب اللي في صدره.. ونفسه بقي تقيل مش قادر ياخده..
فهم ان الضربة اللي خدها في صدره فعلا كسرت ضلع او اكتر مش قادر يحدد..
بيبطأ تنفسه عشان الألم يخف، لأن تقريباً كده الضلع المكسور ضاغط علي الرئة..
غمض عينيه وبياخد نفس بطئ طويل عشان عقله يصفي..
دقايق خدها لحد ما عقله هدي وبقي صافي.. في اللحظة اللي عقله صفي فيها مشيرة ظهرت وكان علي وشها ملامح القلق عليه..
بتبص حواليها بتستكشف المكان..
الاتنين خدوا بالهم ان في ناس زي الخرتيت اللي هاجم عاصم في الفيلا منتشرين في المكان، بس مع الاضاءة الضعيفة عاصم ما شافش حد فيهم لما فتح عينيه.. بس دلوقتي هو شايفهم كويس بعقله..
نفس الطول و الحجم و كتلة العضلات.. كأنهم مستنسخين من بعض.. و كلهم علي دراعهم نفس الشعار.. جوهرة لافف حواليها تعبان..
12 واحد منهم منتشرين في الاوضة في أماكن مختلفة بنظام يخليهم حاكمين الاوضة..
في كشاف نوّر فوق عاصم مركز عليه الاضاءة بحيث ان اي حد يبقي شايفه وبيخلي رؤية عاصم اصعب أكتر..
(ده لو هو شايفهم بعينيه أصلاً.. غلابة)
دقايق صمت عدت بعد ما النور اشتغل، خطوات داخلة عليه..
اتنين داخلين واحد قعد علي الكرسي والتاني واقف جنبه.. وساكتين..
اللي قاعد.. ساكت عشان مركز علي عاصم، و اللي واقف.. ساكت احتراماً للي قاعد..
الملك و الوزير الأول..
الملك: حد يفوقه.
اتحرك واحد من العمالقة اللي واقفين و في ايده جردل مياه ساقعة بـ تلج و دلقه في وش عاصم..
حتت التلج كانت كبيرة و خبطت عاصم في ضلوعة المكسورة.. وجعته.. بس علي قد ما قدر سيطر علي نفسه..
عاصم فتح عينيه وبص ليهم بس مش شايف ملامح وشهم.. هو فتح عينيه عشان يشوفوا انه فاق بس.. بعدها غمض عينيه عشان يشوفهم كويس هو كمان..
الملك: اخر نسل الجيوشي.. عاصم.. سليم.. عبدالملك.. حكم.. الجيوشي، عائلة نسلها في الصعيد من زمن الزمن، ودلوقتي.. (بيسكت لحظات) مش فاضل منها غيرك.. ولما تموت يبقي العائلة دي انتهت وهتبقي فعلاً تاريخ.
عاصم: (بسخرية) ما اقدرش امنعك انك تحلم، بس آخرك تحلم.. مش اكتر من كده.
الملك غضب من الرد بس سيطر علي انفعاله..
الوزير اتصدم من الرد ومن جرأة عاصم أصلاً..
الملك: احلامي كلها بتحقق يابن الجيوشي، مفيش حلم حلمته ما حققتوش، يوم ما حلمت ان ادمر عيلتكم زمان فضلت ورا حلمي لحد ما اتحقق.
عاصم والوزير ركزوا في الكلام..
عاصم في اللحظة دي ركب دماغ الملك.. والملك بيحكي اللي عاصم شايفه..
الملك: جد أبوك حكم الجيوشي وقف قصادي زمان علي حكم الصعيد، اي حد عارف ان اللي يحكم الصعيد يحكم مصر كلها، جدك ابوك حكم ومن بعده جدك عبدالملك و عائلة الجيوشي من وراه وقفت قصاد حلمي، فكان لازم اخلص منهم ولازم يكونوا عبرة لأي حد يقف قصادي، كبار الشواتفة والسباعية اللي قبل سعد وسليمان اتفقت معاهم بس كانوا اضعف من انهم يواجهوا حكم، وابنه عبدالملك كان اقوي واصعب من ابوه، وكان اخواته فخر وسليم ابوك دايما في ضهره، شغلت جعفر معايا بس ما يعرفش انا مين و سيبته عليكم.. وعرف ياخد سعد وسليمان تحت جناحه، عرف يستغل جنان سعد وخلاه قتل ابوك وجدك، جعفر ده داهية اعترفله بكده بس احلامه صغيره، قدر يخطط لقتل جدك وابوك من غير ما حد يعرف يمسك عليهم حاجة، وعشان محدش يشك فيه لما يهجموا علي بيت الجيوشي خليته يقنعهم يهجموا معاه بكل رجالتهم، جعفر مكانش عنده رجالة اللي هجم بيهم كانوا رجالتي انا..
لما تمت العملية واستريحت اخيرا من البيت ده ساعتها قدرت اسيطر علي الصعيد، بس ركنت جعفر علي جنب و سيبته يكبر تحت عيني وهو فاكر انه بيكبر لوحده..
قصر عيلتكم واراضيها والمصانع انا اللي اشتريتها من عمتك وهي ما تعرفش عني حاجة، عرضت سعر أعلي مرتين من اي حد يشتري، بعدها بعت الاراضي والمصانع لجعفر وسعد وسليمان بملاليم.. ما كانوش يلزموني..
القصر بس اللي لسه ملكي.. سيبته زي ما هو خرابه عشان الكل يفضل فاكر اللي حصل فيكم.. وسربت الخبر لعمتك يمكن تموت بحسرتها.. بس اختفت.. 15 سنة مختفيين لحد ما ظهرت انت تاني و وقعت تحت ايدي عشان انهي اللي حصل زمان..
الوزير مصدوم ان الملك يعرف جعفر من زمان.. هو فاكر انه هو اللي اللي رشحه للملك يبقي الطابية مكان يسري (الباشا).. والملك طلع ماسكهم كلهم زي قطع الشطرنج بيحركهم براحته..
واتفاجئ بمعرفة الملك لعاصم وعائلته هو كان شاكك بس اتفاجئ بردو..
الملك: (بيكمل) حلمت اني اسيطر علي العالم.. وحلمي اتحقق، العالم تحت ايدي وبحكمه من ورا الستارة.. مؤقتاً، رؤساء دول بتاخد مني اوامر، حتي لما عرفت ان لسه في حد من بيت الجيوشي لسه عايش، حلمت انه يموت و اهو انت تحت ايدي وهتموت.
عاصم ساكت و لسه جوه دماغ الملك وهو مشيرة بيجمعوا كل المعلومات اللي في دماغ الملك، عرفوا حاجات كتير.. حاجات لو أجهزة الامن عرفتها هحتصل كارثة من حملة الاعتقالات اللي هتحصل..
الملك: و دلوقتي يابن الجيوشي هسيبك ترتاح شوية عشان حفلة اعدامك بكره.
الوزير: (بإستغراب) حفلة إعدام.
الملك: طبعاً يا وزيرنا الأول، لازم تحصل حفلة عشان الهيبة، لازم حفلة عشان اتفرج عليه وهو بيموت علي أنغام الموسيقي.. ههههههههههههههههههههههههههههههههه.
عاصم بصوت تقيل وفي ضغط بدأ يحصل في المكان.. محدش فيهم فاهم في ايه.. بس حاسيين بالضغط..
عاصم: اخر حاجة هتشوفها هي انا.. واقف فوق دماغك وانت بتموت وانت عارف انك كل احلامك اتدمرت، كل رجالتك ماتت، كل ثروتك راحت، مستني الموت عشان هيبقي أرحم من الرعب والعذاب اللي هتعيشه علي ايدي، حق اللي راحوا كلهم عندك، انا مش هحاسبك، انا هاخد روحك و ابعتك ليهم وتتحاسبوا هناك، استني مني... الموت.
الملك عايز يرد عشان يحافظ علي منظرة اللي اتهز قصاد وزيره اللي كان ميت من الرعب اصلاً..
عايز يقول اي حاجة تحافظ علي هيبته اللي بتروح مع كلام عاصم..
بس مش قادر الضغط اللي بيحصل كان مخيف وبياخدوا نفسهم بتقل..
عاصم فتح عينيه فجأة و كان شكلهم يرعب.. لدرجة ان الوزير خد خطوة لـ ورا من الرعب.. اول مرة يحس انه شايف القبر مفتوح ليه، و القبرعايزه في حضنه..
عاصم: كلامي خلص.
خرج الملك ومعاه الوزير والنور اللي فوق عاصم انطفي..
الحرس الموجود خرجوا وفضل اتنين بس مع عاصم..
عاصم فضل زي ما هو مش بيعمل حاجة غير انه بينظم تنفسه ومغمض عينيه وبيصفي عقله أكتر عشان ينطلق بشكل اوسع..
خرج هو مشيرة ورا الملك والوزير..
عرف انه في بدروم تحت الارض في فيلا في المقطم..
الفيلا مفيش فيها حد غيره ومعاه الاتنين الحراسة.. الفيلا كلها فاضية مفيش فيها اي حاجة.. علي البلاط..
عاصم لسه مغمض عينيه.. سيطر علي دماغ واحد من الاتنين خلاه يقتل التاني.. بعدها خلاه يفكه.. بعدها عاصم جمده و قتله..
عاصم خرج من الفيلا ركب تاكس و طلع علي اخر مكان حد يتوقعه.. راح عند حازم المحامي..
كان النهار في اوله.. بدل التاكس كذا مرة، اخر تاكس خلاه يقف قبل بيت حازم بمسافة كبيرة، عشان ما يعملش مشكلة لحازم لو حد هيعمل تتبع لخط سيره في الكاميرات.. وحتي قبل ما يوصل لبيت حازم دخل و خرج من شوارع كتير..
طلع خبط علي شقة حازم..
حازم فتح وشاف عاصم بشكله المبهدل اتخض..
عاصم: هات دكتور وعرفه اني عندي ضلع مكسور او اكتر، ومش هتنقل اي مستشفي.. بسرعة ياحازم.
سنده حازم لحد الصالون وخرج.. عمل تليفون لدكتور ساكن قريب منه وعرفه الوضع، الدكتور جه بسرعة وعمل اللازم..
عاصم بعد ما مشي الدكتور بيقوم عشان يمشي..
حازم: انت رايح فين؟ الدكتور قال لازم راحة.
عاصم: انا مش هينفع افضل هنا كتير، انا صحيح عملت كل اللي اقدر عليه عشان محدش يعرف اني جيت ليك، بس بردو مفيش حاجة مضمونة.
حازم: طب هتروح فين؟
عاصم: هتصرف يا حازم.
حازم: طب بص.. في علي اول الشارع شقة اهلي القديمة، هي فاضية وكل مدة مراتي بتروح تنضفها، اقعد فيها الكام يوم دول لحد ما تشد حيلك وبعدها اعمل اللي انت عايزة.
عاصم فكر فيها شوية وشاف ان الفكرة كويسة..
محدش بعد اللي عمله خلال الطريق هيعرف انه هنا، دا غير ان حازم بقاله فترة مش ظاهر في حياة عاصم..
عند الملك..
الملك لما عرف ان عاصم هرب غضبه كان رهيب..
لولا ان الاتنين اللي كانوا بيحرسوا عاصم ماتوا كان قتلهم 100 مرة..
امر كل الوزراء تدور علي عاصم لحد ما يلاقوه.. يوقفوا كل شغل المنظمة في مصر لحد ما يلاقوه..
وإلا هيكون عقابهم الموت..
فضل قاعد في شقة حازم التانية 10 ايام.. وحازم كان معاه وبيزوره يطمن عليه علي طول..
10 ايام مش بيعمل حاجة غير انه بيعمل تأمل وبيفكر بس.. حتي النوم كان قليل جداً..
عاصم كان في الفترة دي بيعيد ترتيب المعلومات اللي خدها من الملك والوزير، معلومات الملك كانت شاملة أكتر..
عرف المكان الجديد لمعسكر القوات العادية والخاصة اللي في المنصورية تحت المزرعة..
عرف مكان تمركز قوات الحرس الملكي..
عرف مكان بيت الملك..
وعرف مكان المقر اللي بيقابل فيه الوزراء بتوعه.. او زي ما بيسموه الديوان الملكي..
وعرف المكان اللي فيه السيرفرات اللي متخزن عليها كل المعلومات عن التنظيم واماكن وجوده ورجالته في كل الدول المتواجد فيها..بكل المتعاونين معاهم في الحكومات..
رتب أولوياته وعرف ايه هو المهم.. مركز المعلومات أهم من اي حاجة..
بس لازم ياخدها من غير ما حد يعرف انه خدها عشان الملك ما يأمرش بتبديل كل حاجة.. لازم يفضل فاكر انه أمان ومحدش قرب ليه..
فكر يطلب الهاكر ليو اللي ساعده في لندن.. بس مش عارف هيقدر يساعده ولا لأ..
اتصل بيه و ليو افتكره علي طول..
بس وضح لعاصم ان الانظمة اللي زي دي بتبقي مقفولة ملهاش ثغرات صحيح مفيش نظام آمن 100%، بس لحد ما يوصل ممكن يتكشف، الا لو عارف كود حد بيدخل، او عرف يدخل فلاشة عليها برامج اختراق علي السيرفر يقدروا يسيطروا عليه بيها..
فضل عاصم يفكر هيعمل ايه لحد ما وصل لفكرة.. هي مش الخطة المتكاملة بس هيقلل فرق القوي بينه وبين المنظمة..
اول حاجة لازم يخلص من قوات الحرس الملكي..
تاني حاجة لازم يخلص من القوات العادية الخاصة.. عشان يكسر دراعات المنظمة ويقدر يتحرك براحته ولو بشكل مؤقت.. لأنهم اكيد هيستدعوا قوات من بره زي ما حصل قبل كده..
(توضيح: قوات الحرس الملكي متواجدة في مصر بس.. القوات اللي في اي دولة تانية هي القوات العادية والخاصة)
دول أمرهم هيبقي سهل.. هيعمل معاهم زي ما عمل مع القوات اللي كانت في بطن الجبل..
بس لازم المرة دي يكون حريص ان محدش يشوفه، عشان ما يربطوش بين ظهوره كل مرة عند مراكزهم و بين موت القوات..
القوات العادية والقوات الخاصة في المنصورية.. قوات الحرس الملكي تمركزها في في المنطقة الصناعية في مدينة بدر..
تحت مصنع كبير شغال بس محدش يعرف ان تحته قاعدة عسكرية..
تالت حاجة الوزراء والفيلة والحصنة والطوابي لازم يموتوا.. (ومنهم الطابية جعفر)
رابع حاجة لازم يوصل للسيرفرات ويبعتها للأمن القومي وهما يتصرفوا مع رجالة المنظمة في الحكومة..
الملك لازم يفضل للآخر.. لازم يشوف مملكته بتقع و تتدمر.. لازم يشوف انتقام بيت الجيوشي هيعمل فيه ايه..
هو بيحط لنفسه أهداف لازم تتحقق، مش مشكلة الترتيب ايه قبل ايه.. المهم انهم يتنفذوا..
بس اللي مفيش بديل عنه ان الملك يفضل للآخر.. لازم يتفرج علي اللي هيحصل..
عاصم كان جسمه خلاص رجع طبيعي زي الاول..
في اليوم الـ 11 عاصم نزل من شقة حازم..
اشتري كاب حطه علي راسه بيغطي ملامحه.. راح علي مول كومبيوتر اشتر 2 هارد 1 تيرابايت..
ركب تاكس وطلع علي القرية الذكية..
وقف قصاد شركة "النظام لتقنية المعلومات"
الشركة دي ستارة.. هي فعلا شغالة في الانترنت والسيرفرات ونظم الامن والحماية كواجهة..
شركة 10 أدوار.. اول 7 تبع الشركة فعلاً و شغلها..
اخر 3 أدوار بالنسبة للشركة متأجرين لناس تانية.. والمفروض انهم فاضيين.. ومحدش بيطلع من موظفين الشركة ناحيتهم نهائي.. والسلم اللي بيطلع ليهم مقفول، والاسانسير أرقامة ملغيه من بعد الدور السابع..
بس اللي محدش يعرفة من موظفين الشركة ان الـ3 أدوار دول ليهم اسانسير مخصوص من جراج الشركة، باب الاسانسير عليه 2 من الحرس الملكي لابسين لبس عادي.. كل واحد لابس بدلة..
ممكن نسأل ازاي الحراسة ضعيفة جدا كده علي مكان مهم زي ده..
لكن الرد ان مفيش حد يعرف أصلا ان المكان ده موجود..
ولا حتي اللي شغالين في الشركة في الادوار السبعة اللي تحت يعرفوا ان في حاجة أصلا في الادوار التلاتة اللي فوق..
بالنسبالهم الشركة 7 أدوار بس ومفيش مدخل واحد للأدوار اللي فوق..
دا غير ان الواحد من الحرس الملكي يقدر يواجه 20 فرد من القوات الخاصة لأي دولة..
عاصم داخل عليهم ومش شايفين ملامح وشه..
اتجمدوا وعاصم ركب دماغهم وخلاهم فتحوا الاسانسير.. ركب ومسح صورته من دماغهم ونساهم انهم شافوه او ركبوه الاسانسير..
ركب وطلع للدور التاسع.. الدور كان عباره عن اوضة واحدة واسعة بمساحة الدور كله.. كلها مكاتب عليها مهندسين ومبرمجين و فنيين..
في آخر القاعة مكتب لوحدة.. من الواضح انه بتاع كبير الناس اللي قاعدة دي..
محدش واخد باله منه.. كله مركز في الكومبيوتر بتاعه..
عاصم ركب دماغ كبيرهم وجابه لحد عنده برة القاعة..
ركبوا مع بعض الاسانسير وطلعوا الدور العاشر..
ادي كبير المهندسين هارد من اللي معاه..
المهندس خد الهارد و وصله بسيرفر ونقل عليه كل الداتا اللي عنده والهارد مكانش كافي..
بس عاصم ما نقلش علي الهارد التاني حاجة..
طبعا المكان فيه كاميرات بس محصلش انها عرفت تجيب وش عاصم نهائي..
و عشان الامان خلي المهندس يمسح من سيرفر الكاميرات من اول ما عاصم وصل لحد اللحظة اللي هما فيها ويوقف تسجيل لمدة 15 دقيقة لحد ما عاصم يخرج من المكان..
خد الهارد من المهندس.. نزلوا مع بعض تاني، المهندس راح علي مكتبه وعاصم ركب الاسانسير ومسح من دماغ المهندس كل اللي حصل اخر نص ساعة..
ركب الاسانسير وعدي من الحرس الملكي بعد ما جمدهم وبعدها مسح من دماغهم اللي حصل..
خرج من الشركة ركب تاكس ورجع شقة حازم..
حازم طول الفترة دي ما سألش عاصم عن اللي حصل.. وايه اللي وصله للحالة اللي شافه فيها ساعة ما جاله البيت..
فادي اتصل بحازم يسأله اذا كان يعرف حاجة عن عاصم..
وحازم قال لأ.. لحد ما يفهم من عاصم حصل ايه..
حازم ما يعرفش ان عاصم خرج، هو رجع لقي عاصم موجود كالعادة.. و بلغ عاصم باللي حصل لنور..
عاصم فضل يوم كامل هو مشيرة يتناقشوا مع بعض في وضع نور..
عاصم عايز يبعد عشان تعرف تعيش حياتها من غيره..
مشيرة شايفه انه لو بعد عنها هيدمرها.. والدليل الصدمة اللي دخلت فيها..
عاصم طلب من حازم يعمل عقود بيع لأراضي وبيوت ومصانع، عاصم عرفه أسامي البائعين وهو هيبقي المشتري،
والعقود هتبقي عقود بيع وشراء مدفوعة القيمة وخالصة مش فاضل فيها غير التوقيعات و التسجيل وبس..
حازم عمل اللي عاصم عايزة بالظبط وراجعوا مع بعض العقود، مع انه مستغرب من كمية العقود والحاجات المكتوبة فيها..
عاصم شكر حازم علي فترة الاستضافة دي و مشي..
راح علي مول للكومبيوتر تاني اشتري لاب جديد و رجع الفيلا..
نقل اللي في الهارد علي الهارد التاني وعلي اللاب كمان..
و مسح من الهارد الاول شوية حاجات..
فضل طول اليوم يفكر هيعمل ايه لحد ما ثبت شوية خطوات هيتحرك عليها..
تاني يوم راح لنور المستشفي..
عاصم طبعا مش كل حاجة حكاها..
ما قالش انه راح الشركة، ما قالش علي المقابلة مع الملك، ما قالش حاجة عن الهاردات اللي معاه..
كل اللي قاله ان اتخطف من المنظمة وعرف يهرب وقعد عند حازم مستخبي لحد ما صحته رجعتله، وحازم عشان خايف عليه خبي انه مستخبي عنده لحد ما يقدر يقوم..
صالح: كل ده عند حازم من غير ما تبلغنا، مش هقول لك مجتش اسكندرية ليه واننا هنعرف نحميك من اي حد هناك، طب كنت كلمني وهخلي حبايبنا هنا وهما كتير يخبوك عندهم وبردو هيعرفوا يحموك من اي حد.
عاصم: اللي حصل يا حاج، حازم ما كانش هيخطر علي بال حد، انتوا نفسكم ما توقعتوش اني ابقي عند حازم.
فاطمة: المهم انك بخير يا ولدي ووسطنا.
نور طول القعدة عينيها علي عاصم ما اتحركتش، ولما عرفت ان ضلوعه مكسوره دموعها نزلت من غير صوت..
كريم وانجي وريهام خدوا بالهم بس مش وقته..
المأمور فكري واللواء احمد قاموا بعد ما اطمنوا علي عاصم..
عاصم قام يوصلهم وواقف معاهم برة..
عاصم: انا قدرت اوصل لمعلومات عن التنظيم، عايز اقعد معاكم ومع ظباط الامن القومي نتكلم فيها.
احمد: تقدري تقولهالي وانا هوصلها لصبري.
عاصم: المعلومات علي هارد، و أكتر من اني اقولها لحضرتك، لازم نقعد كلنا ومعانا جهاز كومبيوتر.
احمد: هظبط معاد مع صبري وابلغك بيه، وهيكون في اسرع وقت ممكن.
عاصم: تمام.. شكرا ليك.
مشيوا و رجع عاصم الفيلا..
قضوا اليوم لاخره مع بعض وبعدها بدأوا يتحركوا يرجعوا بيوتهم..
نور كانت مش عايزة تمشي.. ومتضايقة.. كريم وانجي وريهام واخدين بالهم..
عاصم راح جنبها ووطي علي ودنها وقال حاجة.. هي ابتسمت بعدها.. و بردو كريم وانجي وريهام ملاحظين وفاطمة كمان خدت بالها..
نور روحت مع ابوها وامها
كريم خد انجي يوصلها.. وفواز رجع شغله..
ريهام روحت مع ابوها وامها..
عاصم عرف الحاج صالح و علي الاوض اللي هيباتوا فيها..
فاطمة طلبت من الحاج صالح انها هتستني مع عاصم شوية عايزة تكلمه في حاجة..
طلع صالح وعلي الاوض..
فاطمة: عايزة اتكام معاك يا ولدي.
عاصم: وانا سامعك يا حاجة.. قولي اللي عندك.
فاطمة: اول هام انت قولت لنور ايه خلاها مبسوطة كده.
عاصم إبتسم وساكت..
فاطمة: (إبتسمت) انت عارف انا بحب مشيرة ادي ايه؟
عاصم: (بإستغراب) عارف يا حاجة، انتي كنتي بتعتبريها بنتك.
فاطمة: ولسه بعتبرها بنتي، وعشان بنتي وعارفاها بقولّك انه مش هيرضيها حالك ده.
عاصم: ماله حالي يا حاجة؟
فاطة: نور بتحبك يا عاصم.
عاصم اتفاجئ من التغيير في الكلام اللي حصل..
بس مش عارف يرد.. كان رد علي مشيرة في حضورها الغريب..
فاطمة: مالك يا عاصم؟ رد علي كلامي.
عاصم: انا عارف يا حاجة انها بتحبني، انا اكتشفت ده متأخر، بس انا معنديش رد علي الكلام ده.
فاطمة: طب انت بتحبها؟
عاصم: انتي عارفة يا حاجة ان مشيرة حب عمري وبس.
فاطمة: بس يا ولدي مشيرة ماتت، والحي ابقي من الميت، مش هتفضل طول حياتك عازب و لوحدك، بيت الجيوشي لازم يكبر بيك تاني، ويبقي ليه نسل ويرجع عائلة كبيرة زي ما كان.
عاصم ساكت وبيفكر في كلامها..
فاطمة: فكر علي راحتك يا ولدي، بس لو وصلت ان كلامي صح، مش هتلاقي احسن من نور تكون جنبك.
قامت عشان تطلع تنام..
لفت لعاصم تاني..
فاطمة: مش هتقول قولتلها ايه؟
عاصم: (إبتسم) قولتلها متخافيش هفضل جنبك ومش هختفي تاني.
فاطمة: (إبتسمت) انت كده خلصت نص الطريق يا ولدي.
وسابته وطلعت.. وحكت لصالح كل اللي قالته لعاصم.. و عجبه الكلام..
فضل عاصم لوحدة بيفكر..
نزل علي وقعد معاه..
علي: مالك يا صاحبي؟
عاصم: مفيش يا علي.
علي: مفيش ازاي يا صاحبي، امي قالت ايه مخليك كده؟
عاصم: (فكر شوية) امك عايزاني اتجوز.
علي: و فيها ايه دي؟
عاصم: (بإستغراب) يعني انت موافق علي كلامها؟
علي: و ايه المشكلة؟ ما انت مش هتعيش باقي حياتك من غير جواز، انا عارف انت بتحب مشيرة اد ايه، مش هقول كنت بتحبها، لأ انا عارف انك لسه بتحبها، بس الحياة لازم تستمر يا صاحبي، لازم يكون عندك بيت واسرة واولاد يفرحوك وتفرح بيهم.
عاصم: انت عارف مين العروسة؟
علي: لأ مش عارف رغم اني شاكك.
عاصم: و شاكك في مين؟
علي: نور.
عاصم: اشمعني.
علي: عشان واضح انها بتحبك ومن زمان، و اكبر دليل اللي حصل ليها لما سيبتها.
عاصم: و ليه ما يكونش مجرد اعجاب مش أكتر.
علي: لأ الإعجاب ده كان بيوسف مش أكتر، ولما فاقت اديك شوفت اللي حصل.
عاصم: في حاجات دلوقتي اهم من الحب والجواز دلوقتي يا علي.
علي: كل اللي شاغل بالك بيه واللي انت حكيته النهاردة هيخلص، صحيح هياخد وقت بس هيخلص في النهاية، بعد ما يخلص بقي.. ايه اللي هيحصل؟
عاصم افتكر كلامه مع مشيرة لما كان خايف من اللي هيحصل بعد ما ينهي انتقامه..
نفس السؤال اهو بيتسأل.. هيعمل ايه؟
بيبص لمشيرة بس شايفها ساكتة ومنتبهه للكلام..
علي شايف الحيرة علي وش عاصم..
علي: نصيحتي يا صاحبي فكر في نور، انا شايف انها مناسبة ليك بعد مشيرة، انا مش عايز اقولك انك المفروض تتجوز أكتر من واحدة اصلاً. (وبيضحك)
عاصم: (ابتسم) اكتر من واحدة، هو انا ناقص جنان.
علي: لا كفاية عليك واحدة، صاحب الاتنين يا قادر يا فاجر.
عاصم: وانا لا قادر ولا فاجر يا عم.
علي: عموماً انت لسه قصادك وقت لحد ما تخلصوا الجامعة.. بعدها يحلها الحلال، يلا هقوم انام انا.. وانت ما تسهرش كتير.. تصبح علي خير.
عاصم: ماشي يا علي.. وانت من اهل الخير.
فضل عاصم ساعة قاعد لوحدة لحد ما اطمن ان الكل نام..
قام ركب العربية وخرج في اتجاه مدينة بدر..
وقف قبل المصنع اللي قاعدة الحرس الملكي تحته.. فضل دقايق واقف بعيد عن المصنع..
المكان اللي هو فيه مش هينفع يركز و يستعمل قدرته.. لازم يكون اقرب..
بس مش هينفع يظهر او عربيته تظهر في الكاميرات.. هتبقي مكشوفة اوي ان ليه يد في الموضوع..
لف و رجع بالعربية..
وصل لحد موقف العاشر من رمضان نزل من العربية وراح عند مجموعة عربيت نقل واقفة..
اتفق مع سواق علي نقلة مستعجلة..
ركب جنب السواق و رجع علي المصنع تاني..
وقفوا قصاد المصنع.. وبعد ثانية كان السواق مغمي عليه..
عاصم قاعد جنب السواق ومشيرة واقفه جنبه.. و غمض عينيه..
دقايق تقيلة عدت.. بعدها عينيه فتحت بنورها الاسود القوي المخيف..
دقايق عدت وهو بالحالة دي والدنيا تحت المصنع بقت مقبرة..
بس المرة دي كان واقف هو ومشيرة تحت بيتفرجوا علي اللي بيحصل..
كل الحرس الملكي بيقع فجأة وهو بينزف من عينيه علي طول، مش حتي زي اللي حصل مع القوات الخاصة في الجبل، كانوا بدأوا ينزفوا من مناخيرهم الأول.. لأ الضغط المرة دي كان مكثف وعنيف جداً علي المخ..
وعاصم كل مرة بيتعلم عن المرة اللي قبلها..
بعد ما اطمن ان كل الحرس الملكي في القاعدة مات..
راح علي مركز العمليات بتاعهم وشغل تسلسل التفجير الذاتي.. وكان واقف علي خطوة التشغيل..
عاصم فتح عينيه وفوق السواق..
و فهم السواق ان اغمي عليه فجأة وشكله تعبان، يبقوا يجوا في وقت تاني..
رجع مع السواق وقبل ما يخرج من المدي.. شغل اخر خطوة للتفجير..
وبدأ العد التنازلي للتفجير بعد 5 دقايق..
كان عاصم والسواق بعدوا جداً لما حصل الانفجار..
والسواق بيستغرب من الصوت و مش متخيل انه صوت انفجارات..
عاصم بيوصل مع السواق لموقف العاشر تاني..
بيمسح من دماغ السواق صورته وبيزرع صورة تانية، و قصة انه كان جاي في نقله والزبون معرفش يوصل للمكان عشان الدنيا ليل..
بيدي للسواق فلوس فوق تمن النقله مرتين، وبيخليه ينسي انه خدهم اصلاً وبيخليه فاهم انها فلوسه من نقله غيرها..
وبيرجع عاصم البيت بعد تنفيذ اول خطوة في تدمير حياة الملك..
رجع عاصم البيت و اول ما دخل لقي علي في الريسبشن قاعد ووشه للباب كأنه مستنيه..
علي: كنت فين يا عاصم؟
عاصم: (ملامحة ثابتة) كنت بتمشي شوية يا علي.. ايه اللي صحاك؟
علي: انا سمعت صوت العربية وشوفتك من البلكون خارج.. قلقت عليك.. انت بقالك ساعتين برة.
عاصم: لا ما تقلقش كنت بتمشي بالعربية شوية بفكر في اللي قولتوه.
علي: ووصلت لإيه؟
عاصم: (لا فكر في الموضوع ولا نيلة) ما وصلتش لحاجة يا علي.. لسه بفكر.
علي: خلاص.. سيبها علي **** واطلع نام، خليها ماشية زي ما هي ونشوف هترسي فين.
عاصم: ماشي.. يلا اطلع نام وانا كمان طالع.
علي: تصبح علي خير.
عاصم: وانت من أهله.
طلعوا يناموا.. بس عاصم خد شاور وقعد علي الارض مربع وعقله بينطلق..
عاصم كنا عرفنا قبل كده انه ممكن المجال بتاعه يكون واسع جداً بس ما يكونش ليه تأثير فيه، زي ما حصل قبل كده لما كان في لندن و قدر يطمن عليهم في يوركشاير..
يقدر يشوف بس.. أكتر من كده لأ..
راح هو و مشيرة لمدينة بدر شاف عند المصنع عربيات الشرطة و المطافي و الاسعاف حوالين المصنع والدنيا مولعة..
المصنع بالكامل اتحرق و الارض هبطت من تحته كأنها بتبلعه..
دخلوا المصنع و نزلوا تحت الأرض يطمنوا تاني ان مفيش حد حي.. خرجوا بره تاني بيتابعوا الوضع..
شاف عربية جيب واقفة وفيها اتنين من الحرس الملكي بيراقبوا الوضع هما كمان..
بعد شوية العربية طلعت.. كان عايز يمشي وراهم، بس مشيرة أعترضت..
مشيرة: هما أكيد هيرجعوا للملك اللي احنا عارفين مكانه ومش محتاجين نمشي وراهم، المفروض انك ترتاح دلوقتي عشان نجهز للجولة التانية.
عاصم: (بإبتسامة) موافق.. يلا بينا نرجع.
عاصم فتح عينيه و طبعا مشيرة واقفة قصاده بإبتسامتها الجميلة..
قام عاصم حط جسمه علي السرير وغرق في النوم.. ومشيرة اختفت..
فجاة مشيرة ظهرت لوحدها..
مشيرة: (بحضورها الغريب) بدأت أقلق عليك يا عاصم..
فضلت واقفة دقايق بتبص عليه بشوق علي لهفة كأنها بتملي عيونها منه..
بعدها ابتسمت واختفت..
تاني يوم الصبح..
عاصم صحي ونزل كان الشغالين اللي فريدة والدة ريهام أكدت عليهم انهم يرجعوا عادي وصلوا وبدأوا شغلهم..
كانوا عارفين من ام ريهام ان في ضيوف..
عاصم نزل و شافهم مجهزين فطار لعدد كبير مش 4 بس..
قبل ما يسأل لقي جرس الباب بيرن و راح هو اللي يفتح..
كان كريم وانجي، و وراهم ريهام وفادي وفريدة، ووراهم نور وخالد وامها..
رحب بيهم عاصم ودخلوا كلهم كان الحاج صالح نزل هو و علي..
البنات سلمت عليه و طلعوا يجروا علي اوضة فاطمة..
قعدوا كلهم علي السفرة و نزلت فاطمة و البنات وقعدوا معاهم..
رغم ان صالح أكبر واحد سناً في القعدة.. وعاصم من باب الاحترام ساب مكانة علي راس الترابيزة ليه، بس الحاج صالح رفض.. و أصر ان عاصم يفضل مكانه..
قعد عاصم علي راس الترابيزة..
ممكن تقولوا انها شكليات مش مهمة.. بس في الصعيد دي ممكن تروح فيها رقاب..
مش تفاهه.. لأ.. احترام لكبير البيت او العائلة..
فطروا مع بعض في جو كان أسري و جميل.. حتي خالد ابو نور كان بدأ يهدي شوية..
بعد الفطار قام فادي و خالد كل واحد راح شغله، صالح كمان قام و راح يقابل ناس قرايبه..
عاصم جاله تليفون من اللواء احمد يعرفه ان اللواء صبري وسامي ومحمد ظباط الامن القومي هيقابلوه بره الجهاز، هيقابلوه عنده في البيت، بشكل مش رسمي طبعاً..
عاصم عرفه انه مش ها يجي لوحده وهيكون معاه علي و كريم.. هما عارفين كل حاجة..
(كريم وعلي ما يعرفوش كل حاجة.. هو قال كده بس عشان ما يتكسفوش من قعدتهم مع الستات)
اللواء احمد رحب بيهم ومعندوش مشكلة..
عاصم قام هو وعلي وكريم، انجي كانت عينيها مع كريم بس ابتسم ليها وطمنها وعرفها هما رايحين فين..
نور كانت عينيها مع عاصم وريهام خبطتها في كتفها من غير ما حد يلاحظ، بس فاطمة كانت متابعاهم..
فضلوا الستات مع بعض..
وصل عاصم واللي معاه عند اللواء احمد وكان المأمور فكري موجود اللي سلم عليهم بـ ود..
بعدهم بدقايق وصل ثلاثي الامن القومي..
بعد السلامات عاصم دخل مباشر في الموضوع.. طلع اللاب اللي جابه وحط جنبه الهارد (هو ساب الهارد التاني في خزنته في البيت)
عاصم: انا قولت امبارح اني هربت من الفيلا اللي كنت فيها مع الملك، الهارد ده انا سرقته من الفيلا قبل ما اهرب، ولما رجعت البيت نقلته علي اللاب ده وشوفت اللي عليه، الهارد ده انا مش هحتاجه.. ده هدية مني ليكم، بس هنشوف مع بعض الأول اللي عليه، عشان تعرفوا حجم الكارثة اللي بنواجهها.
شغل اللاب وبيشوفوا فيديوهات لعمليات المنظمة عملتها ومصوراها..
بيانات لعمليات بيع اثار وسلاح ومخدرات وبشر..
حسابات بنكية كتيييييييير..
مراكز قوات المنظمة في اغلب الدول.. حتي المركز الجديد في مصر.. (عزبة المنصورية)
قوائم بالمتعاونين مع المنظمة في الحكومات والحاجات اللي المنظمة ماسكاهم علي الناس دي عشان تسيطر عليهم..
عاصم كان مخلي المفاجاة للآخر..
معلومات عسكرية عن الجيش.. المنظمة بتجسس علي الدولة وبتبيع اسرارها لدول اجنبية..
كل اللي قاعدين مصدموين من المصايب اللي هما شايفينها.. مفاجآت فوق استيعابهم..
علي: احا (انتبه للي قاله) انا اسف يا جماعة.. بس اللي انا شايفه ده كارثة.
اللواء احمد: عندك حق، (بيبص لصبري) عندك شغل كتير يا صبري، ولازم يتم التنسيق مع أجهزة كتير، المخابرات والجيش والمباحث العامة، ولازم تحافظوا علي السرية، الناس دي لو خدت خبر هيختفوا في لحظة ومش هنعرف نوصل ليهم.. (بيبص لعاصم) خسارة يا عاصم انك ما عرفتش توصل لمقر الملك بتاعهم.
عاصم: انا سرقته زي ما هو مكنتش اعرف عليه ايه، بس اعتقد ان لما تمسكوا كل دول أكيد هتلاقوا اللي يوصلكم للملك.
صبري: أكيد طبعاً.
سامي: انا عايز اعتذر ليك يا عاصم.
عاصم: (بإستغراب) عن ايه؟
سامي: جت فترة كنت شاكك فيك انك بتتعاون مع المنظمة وكل اللي بيحصل ده كان بالتنسيق معاهم، وكنت حاطك تحت المراقبة كمان.
اللواء احمد: حصل خير يا سامي، اكيد عاصم هيقدر موقفك من خلال الظروف اللي عدينا بيها، (بيبص لعاصم) مش كده يا عاصم؟
عاصم: أكيد.. انا لو مكانة وحصل معاه اللي بيحصل ده هشك فيه.. بس عموما حصل خير و اعتقد ان الموقف كده بقي واضح، وموقفي كمان بقي سليم عندكم.
صبري: تمام يا عاصم، احنا بنشكرك جدا علي المعلومات دي، (بيبص لسامي و محمد) يلا يا رجالة عندنا شغل كتير، مفيهاش نوم اسبوع قدام.
قام التلاتة رجعوا الجهاز..
عند الملك
الملك عرف باللي حصل في الحرس الملكي..
وكانت صدمة فوق احتماله كانت هتجيبله جلطة بصراحة..
و مفيش اي خيط يفهمه اللي حصل ده حصل ازاي.. بس أكيد في رابط بينه وبين اللي حصل لقاعدة الواحات..
أمر بإجتماع يحضره كل الوزراء و الفيلة والحصنة والطوابي.. في الديوان الملكي..
بس عشان مش كلهم موجودين في مصر في اللحظة اللي أمر فيها.. الاجتماع معاده اتحدد بعد 24 ساعة من لحظة الأمر بيه..
عاصم وكريم وعلي خرجوا من عند اللواء احمد..
عاصم وصلهم الفيلا وقال انه هيروح مشوار سريع وراجع..
سابهم وطلع علي صحراوي الاسماعيلية
ووقف عند القصر اللي فيه جعفر مهران..
مشيرة: مش قرار متسرع شوية يا عاصم؟
عاصم: لأ.. مفيش وقت.. الدنيا هتولع في الايام اللي جاية بعد ما ظباط الامن القومي وصلوا للمعلومات اللي تحت ايديهم دلوقتي، و حتي لو مش هيتحركوا دلوقتي انا لازم اخلص منهم بسرعة قبل ما يلحقوا يأمنوا نفسهم، صحيح مفيش حاجة تربطنا باللي حصل في المصنع امبارح، بس ما نضمنش الظروف بردو.
مشيرة: طب وهنعمل ايه دلوقتي، انت مش هتقدر تشتبك مع كل دول مرة واحدة، وحتي لو اشتبكت معاهم ممكن جعفر يهرب.
عاصم: ما تقلقيش، مفيش اشتباكات او موت لأي حد النهاردة.
دخل عاصم علي بوابة القصر.. الأمن وقفه (القوات العادية للمنظمة) بلغهم انه عاصم الجيوشي وعنده معاد مع جعفر مهران..
الأمن بلغ جعفر اللي اتفاجئ جداً من وجود عاصم، بس حسبها بسرعة.. ابن الجيوشي هنا في بيته، يعني ممكن يخلص منه ويقول ان هو اللي اتعدي عليه..
طب يبلغ الوزير؟
لأ.. هقول ان الامور اتحركت بسرعة وكنت بدافع عن نفسي ومات.. ماكانش في وقت اتصل بيه..
جعفر طلب من الامن يدخلوه ويدخلوا معاه بعد ما يفتشوه كويس..
بعد دقايق عاصم وصل ودخل الريسبشن و الأمن معاه.. 6 منهم..
دخلوا كلهم مكتب جعفر اللي كان علي مكتبه مستنيهم.. درج مكتبه كان مفتوح جنبه وجواه المسدس بتاعه..
جعفر: ياه يابن الجيوشي، بعد السنين دي كلها اخيرا اتقابلنا.
عاصم: اول و اخر مرة نتقابل فيها يا جعفر.
جعفر: عندك حق في دي.. دي اول و آخر مرة هنتقابل.. عارف ليه؟ عشان انت هتموت هنا و دلوقتي.
عاصم: (بإبتسامة سخرية) غريبة نفس الكلام اللي كنت هقوله ليك.
جعفر استغرب من طريقة كلام عاصم بس لسه محافظ علي هدوءه..
جعفر: جاي ليه يابن الجيوشي؟ ولا مش هتفرق انت كده كده هتموت دلوقتي، بس لأ.. لو مت من غير ما اعرف انت جاي ليه هموت من الفضول.
عاصم: من ناحية هتموت فأنت هتموت.
الحرس استعد و شد أجزاء السلاح بتاعه..
عاصم قرب من مكتب جعفر والحرس بيتحرك معاه.. حط ملف علي مكتب جعفر ورجع بضهرة تاني زي ما كان واقف الاول وبردو الحرس معاه..
جعفر: (بتريأة) و ده ايه ده؟ وصيتك؟
عاصم: (بإستفزاز) لأ.. وصيتك انت.
عاصم غمض عينيه.. في نفس اللحظة جعفر بيتكلم..
جعفر: (بيقف) يابن الـ...
فجأة عاصم فتح عينيه وهي بتنور أسود.. و الحرس كله وقع مغمي عليه..
جعفر من الخضة وقع بالكرسي بتاعة.. وقام وقف وهو بيرجع بضهره للحيط..
عاصم: (بصوت طالع من قبر) إمضي يا جعفر.
جعفر مش بيتحرك من الرعب..
عاصم ركب دماغه.. جعفر مضي علي كل ورقة و بصم عليها كمان.. وعرف ان في معاد مع الملك تاني يوم..
عرف منه امتي و فين..
عاصم فوق الحرس بس مسيطر عليهم..
خرج ومسح من دماغ جعفر و الحرس الـ 6 كل اللي حصل..
و رجع علي الفيلا..
قبل ما يدخل نور جريت علي الباب حتي قبل ما يرن الجرس وفتحت الباب..
عاصم لما شافها ابتسم تلقائي.. وهي كانت فرحانة جدا انه رجع.. هو بيحب يشوف ابتسامتها أصلاً..
كانت هتنط في حضنة بس رجع خطوة لـ ورا وهو مبتسم ليها ونظرة عينيه بتقول عيب يا مجنونة في ناس جوه..
نور رجعت خطوة لـ ورا فعاصم اتعدل و داخل.. راحت نور ناطة في حضنة.. ورجلها متشعلقة في الهوا وراها..
مشيرة كانت بتموت علي نفسها من الضحك انها عرفت تفاجئ عاصم..
عاصم نفسه ضحك ونور ضحكت هي كمان.. سابها شوية في حضنه لحد ما حس انها اطمنت وبعدها نزلها..
عاصم دخل وهي ماسكة دراعه وماشية جنبه..
سلم علي الموجودين ودخل المكتب و نور دخلت وراه وعلي وكريم وحصلهم انجي وريهام..
فتح خزنته حط فيه الورق واتصل بحازم يفوت عليه عشان عايز يسجل العقود دي.. وحازم قال هيفوت عليه قبل ما يروح المكتب بتاعة..
علي: عقود ايه دي يا عاصم؟
عاصم: اول خطوة في حق بيت الجيوشي يا علي، دي عقود بنص اراضي الجيوشي الكبير، اللي اتاخدت غصب و غدر.
كريم: و جيبتها ازاي؟
عاصم: ها يجي الوقت اللي احكي فيه كل حاجة يا كريم بس مش دلوقتي.
خرجوا من المكتب وقعدوا معاهم في الريسبشن..
فاطمة: تعالي جنبي يا نور انتي وريهام..
راحت البنات قعدت جنبها يمين وشمال وهي حضناهم..
انجي: اشمعني انا يا ماما اللي مش بتقوليلي تعالي جنبي.
فاطمة: يا بت دا انتي العاقلة اللي فيهم، دول مجانين الاتنين.
كلهم ضحكوا علي كلام فاطمة..
فاطمة: دا غير عشان كريم ما يغيرش مني.
انجي وشها احمر.
كريم: لأ يا حاجة ما تقلقيش.
فاطمة: (بإبتسامة خبيثة كوميدية) يعني مش بتغير علي انجي؟
انجي بصت لكريم برفعة بس من جواها بتضحك ومكسوفة..
كريم حس انه بيغرز.. و مش عارف ينطق..
كلهم باصين ليه ومستنين اجابة و ماسكين نفسهم من الضحك بالعافية..
كريم: (خد نفس طويل) انا بغير عليها من الهوا اللي بيلمس شعرها، بس مش الغيرة اللي تخنق، انا ثقتي فيها ملهاش حدود ولو وسط الف راجل عارف ان قلبها وعقلها معايا انا.. ملكي انا.
الكل كان ساكت معجب بالرد..
انجي كانت خلاص هتقوم تاخده في حضنها.. و مكسوفة ووشها حواليه دباديب وقلوب..
قطع الصمت ده علي وهو بيصقف..
علي: يابو كريم يا جامــــــــــــــــــــــــــد.
كلهم ضحكوا..
انجي: (بتبص لكريم و من غير صوت.. حركة شفايف بس) بحبك.
و كريم عمل زيها..
رجع صالح من برة وبعده فادي وخالد، وكمان جه فواز والدكتور عمر كمان ومراته..
اتغدوا مع بعض كلهم وبعدها قعدوا يهزروا ويضحكوا.. مفيش كلام في شغل او الظروف اللي مرت..
كانوا بيفضوا دماغهم من اي مشاكل.. و بيستغلوا اللحظات اللي قاعدينها مع بعض..
خلصت القعدة علي نص الليل.. وقام الكل يروح..
صالح عرف الكل انه راجع اسكندرية بكره، وراه مصالح كتير متعطلة في اسكندرية..
بعد كلام كتير البنات اقنعته يفطروا معاه بكره وبعدها يسافر..
واتفقوا علي كده..
كله قام يروح.. وصالح وفاطمة طلعوا يناموا..
وعلي فضل مع عاصم شوية وبعدها طلع ينام..
بعد شوية لما عاصم اطمن انهم ناموا خرج ركب عربيته وطلع علي المنصورية..
عند قاعدة القوات الخاصة الجديدة..
وقف قبل المزرعة وغمض عينيه.. و طار هو ومشيرة علي القاعدة تحت المزرعة..
بعد ما خد هو ومشيرة جولة جوا القاعدة وعرفوا اللي فيها.. واقفين بيتكلموا..
مشيرة: العدد المرة دي غير أي مرة، لما كنا عند الجبل في الواحات انت مقدرتش تسيطر علي نفسك عشان عددهم كبير، المرة دي العدد الضعف تقريباً.. القوات العادية والقوات الخاصة، انتي اغمي عليك المرة اللي فاتت، واللي لحقك اللي كانوا بيراقبوا المنطقة من الأمن، المرة دي محدش هنا، يعني لو حصل ليك حاجة محدش هيلحقك أو يحس بيك.
عاصم: ما تخافيش اللي هيحصل المرة دي غير المرة اللي فاتت، في تغيير هيحصل..
مشيرة: ناوي علي ايه؟
سكت شوية..
عاصم: جنبي؟
فجأة حضور مشيرة اتغير..
مشيرة: (بحضورها الغريب وبتتكلم بحنان و بقوة في نفس الوقت) للنهاية.
وإختفت و رجع ظهورها العادي..
عاصم مبقاش يستغرب الحضور ده، علي العكس كان بدأ يحبه..
عاصم نزل من العربية واتحرك علي رجليه دخل المزرعة جوا الارض الزراعية (الغيطان) مش من ناحية البوابة الرئيسية..
كانت لفة طويلة عشان يبقي جوا الارض الزراعية وفوق القاعدة..
كان غيط مزروع.. قعد علي الأرض وسط الزرع و ربع رجليه وغمض عينيه..
المرة دي اللي ناوي عليه غير أي مرة..
فضل مغمض عينيه ومفيش حواليه غير الصمت من تركيزه علي اللي بيعمله مشيرة إختفت من أول لحظة..
مفيش حاجة غير الصمت و صوت الهوا من حواليه..
بس اللي كان بيحصل تحته كان علي عكس الهدوء اللي حواليه خااااااااالص..
كان في معركة بتحصل تحت..
طب نرجع من الأول نشوف اللي بيحصل تحت..
عاصم غمض عينيه وعقله انطلق..
تحت..
القوات الخاصة في الراحة و أغلب القوات العادية كمان، مفيش غير الحراسات اللي عليهم وردية الليل..
فجأة قائد القوات الخاصة خرج من الأوضة بتاعتة.. اتوجه لمركز المراقبة..
وقف ركب كاتم صوت علي سلاحه..
دخل المركز و ضرب كل المراقبين بالنار من ضهرهم.. وبعدها أمن بطلقة في دماغ كل واحد..
اتحرك ناحية جهاز الكومبيوتر الرئيسي فضل شوية بيعمل شوية حاجات والنتيجة انه قطع كل الاتصالات مع القاعدة..
بعدها في جهاز الاتصال الداخلي عمل استدعاء لكل القوات الخاصة.. بكامل تجهيزهم وسلاحهم..
طبعا مفيش استغراب من أي حد.. الإستدعاء ممكن يحصل في أي لحظة لأي حد..
القائد العام سمع الاستدعاء وراح علي مركز المراقبة يفهم في ايه..
استقبله قائد القوات الخاصة بطلقة في دماغه..
بعدها قائد القوات الخاصة علي جهاز الاتصال الخاص في ودن كل فرد من القوات الخاصة..
فهم رجالته ان في أوامر بتصفية كل القوات العادية، وانهم يتمركزوا حوالين الساحة هيعملوا كمين للقوات العادية في الساحة..
بعدها استدعي قائد القوات العادية لمركز المراقبة..
لما وصل وشاف القائد العام مقتول لسه هيسحب سلاحه لقي مسدس في قفاه..
قائد القوات الخاصة أمره انه يعمل استدعاء لكل القوات العادية في الساحة..
قائد القوات العادية عارف انه ما يقدرش علي قائد القوات الخاصة ابداً لو دخلوا في اشتباك مع بعض.. فإضطر انه ينفذ..
بعدها أصدر الأمر و عمل الإستدعاء، قائد القوات الخاصة ضربه طلقة في دماغه..
قائد القوات الخاصة فضل في مركز المراقبة بيتابع تجميع القوات العادية ولما اطمن ان كلهم وصلوا، حتي اللي عليهم الحراسة وصلوا هما كمان.. وكلهم في الساحة..
مسك جهاز الاتصال الخاص اللي بينه وبين القوات الخاصة.. وقال كلمة واحدة..
قائد القوات الخاصة: نفذ.
ضرب النار اشتغل من كل مكان متمركز فيه القوات الخاصة..
بكثافة ضرب مستحيلة.. اللي خزنته بتفضي بيبدلها في ثانية..
بعدها بدأوا يخرجوا من أماكنهم ولسه مكملين ضرب، وبيتقدموا ناحية الجثث في دايرة مقفولة..
فضل الضرب شغال لحد ما اطمنوا ان مفيش حد حي..
إداهم أمر انهم ينتظموا في صفوف.. ويعيدوا تجهيز نفسهم..
بعدها فتح بوابة الدخول الخارجية وراح عند رجالته ووقف قصادهم انتباه..
بعد دقايق دخل عاصم ووقف قصادهم..
الف فرد من القوات الخاصة.. 10 مجموعات.. كل مجموعة 100 فرد و ليها قائد..
العدد الكلي 1111 فرد واقفين انتباه قصاد عاصم..
عاصم فضل واقف قصادهم وغمض عينيه.. وهما كمان غمضوا عينيهم بأمر من عقله..
دقايق مفيش غير الصمت ورائحة الدم في المكان..
فضلوا واقفين كلهم لمدة 10 دقايق.. محدش اتهز لحظة..
بعدها عاصم فتح عينيه وكلهم فتحوا عينيهم..
في اللحظة دي كان كل القوات الخاصة بقت رجالة عاصم..
هو الملك بالنسبة ليهم.. حمايته و خدمته هدفهم الوحيد في الحياة..
القائد أمرهم ينقلوا كل الذخيرة والأسلحة اللي في المخازن في عربيات..
بعدها خدوا أوامر انهم يركبوا عربيات زي عربيات الأمن المركزي ويخرجوا ويستنوا أوامرة..
عاصم وقف مع القائد دقايق لوحدهم.. وبعدها سابه ومشي..
بعدها القائد أمر العربيات تتحرك علي نقطة حددها ليهم..
كده مفيش في المكان غير القائد بس..
طلع علي مركز المراقبة وشغل تسلسل التفجير الذاتي.. وخرج بره المكان ركب عربية مستنياه وراح ورا العربيات اللي سبقته..
عاصم كان وصل لعربيته وركبها وبيبعد عن المكان في نفس الوقت اللي القوات الخاصة بتبعد عن المكان..
وبعدها بدأت الانفجارات والقاعدة بقت كوم تراب..
وصل عاصم الفيلا علي الفجر..
طلع خد شاور ونام عشان يكون فايق وجاهز لمعاد الملك مع الوزراء بتوعه..
تاني يوم..
صحي في معاده ونزل كان صالح وفاطمة تحت وعلي نازل وراه..
واقف هو وعلي بيهزروا مع بعض علي السلم..
وفجأة سابه وراح يفتح الباب..
علي: يابني هو الجرس رن حتي، رايح فين؟
عاصم مش بيرد وبيفتح الباب..
كانت نور طالعة تجري علي سلالم الفيلا ولما عاصم فتح بنفسه ابتسمت وكانت فرحتها كبيرة جداً، ومكملة جري ونطت في حضن عاصم..
عاصم خدها في حضنه و من اندفاعها رجع خطوة لـ ورا..
علي اول ما شاف المنظر ابتسم..
هو عارف ان نور بتحب عاصم، كلهم بقوا متأكدين بس مش عايزين يتكلموا دلوقتي..
اللي قلقانين منه كلهم ان عاصم يكون مش بيحبها زي ما هي بتحبه.. ده اللي قالقهم.. وخايفين علي نور من كده..
نور: (بحب) وحشتني.
عاصم: وانتي كمان.
نور: (بفرحة) بجد؟
عاصم: (بإبتسامة هادية) بجد.
مشيرة: نحن هنا.
نور: (بتبص لمشيرة بفرحة) وحشتيني اوي.
مشيرة: (بضحك) ما هو واضح.. انزلي يا بت.
نور: (وشها احمر من الكسوف) ما تزعليش.
مشيرة: لأ مش زعلانه ما تخافيش.. بس علي واقف هناك.
نور نزلت من حضن عاصم وبتبص لعلي ومكسوفة من منظرها قصاده..
علي: (بيغير الموضوع عشان ما يكسفهاش انه واقف) بدأنا الجنان ع الصبح.
نور: (بتعمل شبح بس شكلها مسخرة) مالك ياض ع الصبح؟
علي مش قادر يمسك نفسه من الضحك علي منظرها وعاصم بيضحك علي رخامتهم علي بعض..
دخلوا التلاتة وسلمت علي صالح وباسته وهو مبتسم من الجو اللي عملته لما دخلت وفرحان بيها، وبعدها راحت خدت فاطمة بالحضن وقاعدة جنبها..
بعدها بدقايق وصلت ريهام وبدأوا يرخموا علي بعض هي و نور و علي، وبعدها وصل كريم وانجي مع بعض كالعادة..
قاموا فطروا مع بعض.. وبعد الفطار صالح وفاطمة وعلي رجعوا اسكندرية.. علي وعد من عاصم والشلة انهم يزوروهم قريب.. فاطمة اتعودت يكونوا قريبين منها وتشوفوهم علي طول..
قعدوا شوية مع بعض، وبعدها عاصم بص في الساعة..
عاصم: انا هسيبكم شوية وراجع علي طول.
نور: (بلهفة وقلق) هتروح فين؟
عاصم: (بإبتسامة بيطمنها) ما تخافيش هرجع.
نور عينيها فضحاها و كلهم فاهمين.. بس مبقاش عندها اي استعداد انها تخبي.. وكلهم فرحانين ليها..
نور: هستناك.
عاصم: مش هتأخر.
عاصم خرج ركب عربيته ومشي مسافة نص ساعة من بيته..
وصل عند فيلا بس بطراز مختلف عن اللي حواليها، والحراسة اللي عليها كبيرة..
لو ركزنا شوية هنعرف انهم من الحرس الملكي..
آخر مجموعة من الحرس الملكي اللي فلتت من هجوم عاصم علي مصنع بدر عشان مكانوش موجودين فيه..
دول مسئولين عن حراسة الديوان الملكي وكان معاهم مجموعة حراسة الملك..
مجموع الحرس الملكي اللي فاضل 30 فرد.. 10 منهم مسئولين عن حراسة المكان و الباقي مع الملك دايما في كل حتة..
عاصم واقف قصاد الديوان الملكي بالعربية بس بعيد شوية..
غمض عينيه ودخل المكان هو مشيرة وشافوا الاجتماع شغال والملك بيتكلم بعصبية بعد ما وصل ليه أخبار دمار قاعدة المنصورية بعد 24ساعة من كارثة بدر..
الوزراء كلهم موجودين ومع كل وزير الفيل والحصان والطابية بتاعته..
عاصم فتح عينيه وبص لمشيرة ومبتسمين..
طلع الفون بتاعة وطلب رقم.. اول ما الطرف التاني رد عاصم قال كلمة واحدة..
عاصم: إبدأ.
فجأة المكان اتقلب جحيم من الرصاص والقنابل اللي بتتحدف هنا وهناك..
القوات الخاصة بتهاجم المكان.. ومحاصرة المكان من كل جنب حتي نفق الهروب بتاع الملك كان اول حاجة دمروها..
الهجوم بدأ بقنابل اترمت بإحتراف علي الـ 10 المتوزعين حوالين المكان.. مكانش ينفع غير كده..
لو دخلوا مواجهة مباشرة مع الحرس الملكي.. القوات الخاصة هيموتوا كلهم..
بعد 10 دقايق من كثافة الضرب وعنصر المفاجأة الرهيب.. القوات الخاصة سيطرت علي المكان..
خسروا كتير جداً جداً لحد ما وصلوا جوه القاعة وسيطروا عليها ونضفوها من الحرس الملكي بالكامل..
و بلغوا القائد بتمام التنفيذ.. اللي بلغ عاصم بإنتهاء المهمة..
عاصم بلغ القائد بتنفيذ الجزء التاني..
القائد أمر رجالته يربطوهم كلهم.. 17 فرد.. وغموا عينيهم وياخدوهم ويخرجوا من المكان بسرعة..
و ده اللي حصل.. خلال دقيقتين كان المكان فاضي وعربيات الأمن بتوصل المكان..
والقائد ورجالته اللي فضلت اختفوا بالغنيمة اللي معاهم..
عاصم اتحرك هو كمان وبعد عن الديوان ورجع الفيلا وهو بيفتكر كلامه مع القائد لما كان في قاعدة المنصورية قبل تفجيرها..
فلاش باك..
عاصم: إتحرك دلوقتي و حاصر الديوان الملكي.. عارفه؟
القائد: عارفه يا فندم.
عاصم: جهز خطتك بالشكل اللي تشوفه مناسب بالعدد المناسب.. انت عارف حراسة المكان وحراسة الملك قد إيه؟
القائد: حراسة المكان 10 أفراد من الحرس الملكي، وحراسة الملك مكونة من 20 فرد.
عاصم: يعني انت هتواجه 30 فرد من قوات الحرس الملكي.
القائد: بالظبط، دول آخر الحرس الملكي بعد موت كل الحرس الملكي في معسكر بدر.
عاصم: بما انك عارف المكان أكيد عارف اذا كان في خطة هروب ولا لأ؟
القائد: في خطة هروب يا فندم.
عاصم: جهز خطتك بحيث ان محدش يهرب ومش عايز حد حي غير اللي في الاجتماع جوه الديوان، 17 فرد عايزهم أحياء كلهم.. و هتنقلهم علي معسكر حلوان.. فهمت؟
القائد: تمام يا فندم.
عاصم: بالتوفيق.
فاق عاصم من أفكاره وهو علي باب الفيلا.. كالعادة نور حست بيه وفتحت الباب وواقفة مستنياه..
نور: انا كنت قلقانة عليك، في أخبار عن ارهابيين ورصاص وقنابل علي اليوتيوب والفيسبوك، وفي ناس مصورة فيديوهات والمكان قريب من هنا.
عاصم: انا بردو عرفت الموضوع لفيت ورجعت ما كملتش.
نور: كويس عشان كنت هموت من القلق عليك.
عاصم: ما تخافيش، مهما حصل هرجعلك.
نور كانت هتموت من الفرحة بالكلمة دي.. حست فعلاً ان عاصم بيحبها، مش مجرد حب أخ لأخته.. لأ بيحبها فعلاً..
مسكت ايد عاصم ودخلوا الفيلا..
دخلوا للشلة وفضلوا يتابعوا الأخبار عن الحادثة اللي حصلت قريب منهم دي، ومستغربين كمية العنف اللي بقت موجوده حواليهم..
طبعاً التليفونات اشتغلت من اهاليهم بيطمنوا عليهم وبيتأكدوا انهم عند عاصم في البيت ومخرجوش..
خلال 3 شهور بعد الحادثة دي..
الامن القومي بالتنسيق مع و المخابرات العامة والحربية..
حملة اعتقالات جوة وبرة مصر، لكل اللي اساميهم كانت علي الهارد اللي جابه عاصم..
عملية كان اسم الملف بتاعها "المقبرة"
وبعتوا نسخ للدول اللي فيها التنظيم، كل دولة المعلومات اللي تخصها..
و في دول المخابرات بتاعتنا كانت صايعة ما بعتتش كل المعلومات ليها، وخلت الناس اللي فيها تحت سيطرتها..
لكن كل الدول اتبعت ليها اماكن تمركز القوات الخاصة فيها..
والدول دي خلت جيشها هو اللي يتعامل علي طول بعد تحذير المخابرات بتاعتنا من قوتهم وتسليحهم..
بس كان في 3 أسامي مش موجود عنهم أي حاجة في الهارد اللي مع الأمن القومي..
الملك و جعفر مهران وسليمان الشواتفي..
ومفيش أي معلومات عن معسكر حلوان..
دي كانت الحاجات اللي عاصم شالها من الهارد قبل ما ياخده ظباط الأمن القومي وهو بيجهز خطته..
دا غير انهم معرفوش يوصلوا لباقي المجلس رغم المعلومات اللي عندهم عنه..
بالنسبالهم هم اختفوا مع الملك بتاعهم.. مايعرفوش انهم تحت ايد عاصم..
خلال الـ3 شهور دول عاصم ما زارش معسكر حلوان نهائي..
كان مستني الوقت المناسب وان الوضع يهدي..
كان بيطمن من قائد القوات الخاصة علي الأوضاع عندهم..
دخلت امتحانات اخر السنة وخلصوها..
وطلعوا علي اسكندرية يقضوا شوية من الاجازة هناك عند الحاج صالح..
وطبعا في الفترة دي كان علي مطرود بره البيت وعايش هو كريم عند عاصم في الشقة بتاعته..
في الصعيد..
سليمان مش عارف يوصل لجعفر.. و اغلب التجار اللي بيتعامل معاهم يا إما اتقبض عليه يا إما مات علي ايد الشرطة..
و حاسس ان الدايرة بتقفل عليه.. بس بردو شايف ان الحكومة ما تعرفش عنه حاجة.. وإلا كانوا مسكوه مع اللي اتمسكوا..
و جعفر مختفي من فترة، و في عز تفكيره في المصيبة اللي بتحصل حواليه بيفكر ازاي يخلص من بيت مهران، ازاي يستغل غياب جعفر ويخلص من البيت ده وتبقي البلد بتاعته لوحده هو وعائلته..
بس خايف من الجو المكهرب الفترة دي، وبردو بيت مهران مش بيت قليل، هيخسر رجالة كتير قبل ما يخلص عليهم..
وبيت مهران اصلا الدنيا مكهربة عندهم وكل رجالتهم رافعة السلاح بعد غياب كبيرهم..
اساسا في كلام في بيت مهران انهم شاكين ان سليمان قتل جعفر أو خطفه ومستني الوقت المناسب يهجم عليهم..
ومعني كده لو جعفر ما ظهرش قريب الحرب هتقوم بين العائلتين.. ومحدش هيعرف يوقفها..
و مش هتقف غير بنهاية عائلة من العائلتين او بنهاية العائلتين مع بعض..
نرجع لعاصم..
يوم عن يوم نور أملها في حب عاصم ليها بيكبر وبتتعلق بيه بشكل مختلف عن الأول..
كلهم ملاحظين ده وبقي عادي وشايفين معاملة عاصم لنور وعرفوا ان هو كمان بيحبها بس كأنه بيقاوم ده..
و سايبين الامور تمشي براحتها..
و زي ما قولنا في فترة الاجازة كريم مع أبوه في الشغل و ريهام مع ابوها في الشغل.. وبعد شغلهم بيتجمعوا كلهم عند عاصم..
ودي كانت أصعب الأوقات علي نور عشان مش بتبقي مع عاصم من أول اليوم زي ما اتعودت في الدراسة..
بتستني لما كريم يجيب انجي وريهام تخلص ويتقابلوا عند عاصم..
طارق و شيماء اختفوا من حياتهم تماماً.. اي مكان تظهر في الشلة وهما موجودين بيسيبوه ويمشوا..
هارون فهم انه مش هيقدر علي عاصم، بعد ما عرف انه كان سبب في المقبرة اللي اتفتحت لناس كتير في الحكومة ورجال الاعمال الفترة اللي فاتت..
دكتور عمر والدكتور رمزي قعدوا مع عاصم مرة تانية وبيحاولوا يقنعوه يوافق علي الاختبارات اللي عايزين يعملوها..
عاصم وافق انه يعمل الاختبارات دي و كانت النتيجة سلبية بالنسبالهم وانه انسان عادي معندوش قدرات فائقة ولا حاجة..
طبعاً عاصم بوظ الاختبارات عن قصد..
شهور فاتت والمجموعة اللي في معسكر حلوان محدش يعرف عنهم حاجة وتحت حراسة القوات الخاصة، وبيتعاملوا
احسن معاملة، بياكلوا ويشربوا بس محدش شاف النور..
عايشين في ضلمة طول الوقت اللي فات..
في يوم راح ليهم عاصم.. دخل الاوضة اللي محبوسين فيها و معاه القائد..
كلهم متغمي عينيهم..
عاصم بص ليهم شوية وبعدها شاور للقائد علي سلاحه..
القائد طلع سلاحة و شد الأجزاء..
كلهم اترعبوا لما سمعوا الصوت.. هما فاهمين دا صوت ايه..
عاصم شاور علي الفيل بتاع كل وزير..
4 طلقات والفيلة خرجت برة الملعب..
شاور علي حصان كل وزير..
4 طلقات تانية وحصلوا اللي ماتوا..
شاور علي 3 وزراء و 3 طوابي..
وبردو ماتوا..
عاصم بص للقائد يرفع الغمامة اللي علي عيونهم.. ويشغل النور..
خدوا وقت كبير لحد ما عينيهم اتعودت علي الإضاءة..
ولما قدروا يفتحوا عينيهم شافوا الجثث اللي حواليهم وعرفوا مين اللي فضل عايش..
الملك.. الوزير الأول.. الطابية جعفر مهران..
وشافوا عاصم واقف قصادهم ووراه بخطوة قائد القوات الخاصة..
اكتر واحد اتصدم كان الملك.. عشان قائد القوات الخصة بتاعتة خانه وباعه..
اكتر واحد كان مرعوب كان جعفر.. عشان شايف عاصم واقف قصاده وهو تحت رجليه وجعفر كان بيحلم بعكس كده..
الوزير مش فاهم اي حاجة.. سؤال واحد بيسألة لنفسه.. ازاي وصل بيهم الحال لكده.. ازاي ملكهم اتدمر..
عاصم ما اتكلمش معاهم.. سابهم وخرج..
بعدها ادي أمر للقائد انهم يجيبوا سليمان الشواتفي جنبهم..
مجموعة صغيرة من 5 أفراد اتحركت علي الصعيد..
بعد يومين بالظبط كان سليمان مربوط جنبهم.. واتصدم لما شاف جعفر..
سليمان: انت ايه اللي عمل فيك كده؟ ومين دول؟ ومين اللي جابوني هنا دول؟
جعفر: ابن الجيوشي اللي جابنا هنا.
سليمان: (بصدمة) ابن الجيوشي.
جعفر: ايوة، ومن ساعة ما جابنا قبلك معملش معانا حاجة، بقالنا شهور متربطين ومرمين هنا ومحدش يعرف عننا اي حاجة.
سليمان: رجالتنا هتوصل لينا، هيقلبوا علينا الدنيا لحد ما يلاقونا.
جعفر: كان حد فيهم عرف يوصللي، بقوللك بقالنا شهور محدش يعرف عننا حاجة.
سليمان: احنا لازم نخرج من هنا، البلد هتولع لو ما رجعناش بسرعة.
جعفر: في ايه؟
سليمان: رجالتك فاكرين ان انا خاطفك او قتلتك، بس مش متأكدين عشان كده ما عملوش حاجة بس بيلموا سلاح وبيجهزوا نفسهم، ودلوقتي رجالتي هيفتكروا ان رجالتك خطفتني او قتلتني عشان ترد علي اللي عملته فيك، انت فاهم يعني ايه؟ يعني الدم هيبقي للركب ومش هيقف لحد ما العائلتين يصفوا بعض.
الملك: كل ده من تخطيط عاصم.. هو اللي عمل فينا كلنا كده.
سليمان: وانت مين انت كمان؟
الوزير: احفظ ادبك وانت بتتكلم مع الملك.
سليمان: (بتريأة) هو انت الملك، اهو جابك تحت رجله.
الملك: (بحسرة علي حاله) في ظروف تانية كان زمانك بتشوف العذاب عشان رفعت عينك قصادي.
سليمان: و اهو كلنا جنب بعض اهو.. (بيبص لجعفر) لازم نوصل معاه لإتفاق يا جعفر.. لازم نخرج عشان نلحق المصيبة اللي في البلد.. نسلنا كله هيموت في الحرب دي لو قامت.
الوزير: ما يتحرق نسلكم كله، انتوا شوية حشرات.
جعفر: اخرس بقي، عملتلي البحر طحينة وقولتلي اننا بنحكم العالم، اهو حتة عيل دمرنا كلنا، وهيكون سبب موتنا.
سليمان: طيب هو عايز ايه؟ معرفتوش عايز ايه؟
جعفر: ولا نطق بكلمة.. سايبنا كده من شهور وبناكل وبنشرب كأنه بيعلفنا عشان يدبحنا علي العيد.
الكلمة نزلت عليهم زي الصاعقة..
بعد كام يوم
عاصم دخل عليهم و دي كانت اول مرة سليمان يشوف عاصم..
اول ما شافه عرفه علي طول.. شبة ابوه.. لأ ده نسخة من جده عبدالملك..
عاصم واقف باصص ليهم.. ووراه القائد..
عاصم: فك الايد اليمين للملك و لسليمان.
القائد فك الايد اليمين للملك وسليمان ورجع وقف ورا عاصم..
عاصم: سيبني لوحدي.
خرج القائد وقفل الباب وراه..
عاصم: دلوقتي بعد ما جعفر نقل أملاكه ليا، ..
جعفر: املاك ايه اللي نقلتها ليك انت بتخرف بتقول ايه.
عاصم: (بإبتسامة سخرية) اه صحيح انت ناسي.
عاصم بص لجعفر في عينيه.. دقيقة وجعفر افتكر كل اللي حصل لما عاصم كان عنده في بيته..
جعفر: انت مش بني ادم انت شيطان.
طبعا كلهم فهموا انه يقصد ان عاصم قدر بالحيلة يخدع جعفر، مش فاهمين ان جعفر يقصد المعني الحرفي انه شيطان حقيقي مش انسان..
عاصم: (بنفس الإبتسامة) بعد ما نقلت املاك جعفر فاضل أملاك سليمان واملاك الملك برة مصر، (بيبص للملك) انا عرفت انك ملكش أي أملاك بإسمك جوه مصر، كلها للمنظمة وكلها الحكومة صادرتها، الحاجة الوحيدة اللي بإسمك هو قصر الجيوشي و ده انا خبيته عن الحكومة انه بتاعك، ود ه اللي انا عايزة.
الملك: مش هتاخده، خد كل حاجة الا ده لازم احسرك عليه.
عاصم: طب خليك انت للآخر عشان تحاسب علي كله.
بص لسليمان.. حط ورق عقود وقلم وبصامة قصادة..
عاصم: امضي يا سليمان.
سليمان: مستحيل.
عاصم فضل باصص ليه شوية وعينيه بتسود..
سليمان بيغرق جوا عيون عاصم.. معندوش القدرة انه يقاوم القبر اللي بيبلعه..
كلهم شايفين عيون عاصم وهي بتسود مش قادرين يستوعبوا المنظر..
جعفر اللي كان بيموت من الرعب من عيون عاصم.. هو شافها قبل كده وعارف تأثيرها..
سليمان مد ايده للقلم مضي علي كل ورقه وبعدها بصم عليهم..
سليمان عارف المصيبة اللي بيعملها بس مش قادر يمنع نفسه انه يمضي علي الورق..
بعد ما مضي عاصم اخد الورق.. و ساب سليمان اللي كان بيعيط علي شقي عمره اللي راح في لحظة..
بس فكر ان طالما عاصم خد اللي عايزة يشبع بشوية الورق دول، ولما يسيبه يرجع البلد يبقي يشوف عاصم هيعرف ياخد منه الارض ازاي..
عاصم: دلوقتي كل أرض الجيوشي ومصانعه رجعت لصحابها تاني وزيادة كمان تعويض عن سرقتكم ليها، فاضل قصر الجوشيي يرجع لصحابه هو كمان.. (بيبص للملك)
الملك: (بيتكلم وهو مرعوب) مهما عملت مش هتقدر تخليني أمضي.
بس هو نفسه مش مصدق الكلام ومش واثق انه هيقدر يقاوم..
بس بردو مضي زي ما جعفر وسليمان مضوا..
ومضي كمان علي أملاكه في دول كتير تانية وحسابات بنوك في دول كتير اتحولت لحسابات عاصم كان عملها..
ميقدرش يقاوم أو يقول لأ..
خد منهم كل حاجة.. لأ مش كل حاجة.. لسه فاضل عندهم أغلي حاجة.. وهياخدها..
نده القائد اللي دخل ووقف انتباه جنب عاصم..
شاور له علي الوزير.. القائد سحب خنجر من ضهره ورايح ناحية الوزير..
عاصم: دا عقابك عشان هاجمتني في بيتي.
القائد في نفس اللحظة بيدبح الوزير ونظرات الذهول والرعب علي وشه.. و علي وش الباقيين..
بص عاصم للتلاتة بإبتسامة كأن الموت بيسلم عليهم وبيتفق معاهم علي معاد..
سابهم و خرج..
عاصم طلب حازم يجي ياخد العقود دي يوثقها جوه وبره مصر..
وحازم قال ان الموضوع هياخد شوية وقت، عاصم عرفه رقم ايلين وقال لحازم يتواصل معاها وهي هتعرف تتصرف..
وفعلاً ايلين وفرت علي حازم وقت كبير بإتصالاتها..
كل أملاك الملك بره مصر وحساباته في البنوك بقت بإسم عاصم..
أرض جعفر وسليمان حازم وثقها بإسم عاصم فاضل يعملوا الحيازة علي الأرض.. يحطوا ايديهم عليها..
استمرت الأوضاع هادية في القاهرة و اسكندرية مفيش جديد..
كانوا وصلوا سنة رابعة.. سنة التخرج..
عاصم طلب من شركة مقاولات تعيد بناء قصر الجيوشي علي صورته القديمة وغير حواليه حاجات كتير بحيث انه يكون قلعة مش مجرد قصر..
عمل حوالين القصر سور قوي وعالي..
وهيعمل قريب من القصر زي معسكر صغير للقوات الخاصة يستقروا فيه ويتدربوا فيه.. للقوات اللي هتكون هناك لحماية القصر والاراضي.. بس مش دلوقتي.. وباقي القوات هتكون في قاعدة حلوان.. او ممكن ينقلهم كلهم هناك لسه ما اخدش قرار..
عائلة مهران وعائلة الشواتفي مستغربين..
مين اللي اشتري القصر وبيجدده.. بس مش وقته السؤال ده دلوقتي..
لما نخلص من اللي بيحصل هنا نبقي نفوق لصاحب القصر.. ده اللي كانوا بيقولوه لنفسهم في قعداتهم..
الصعيد بقي متوتر، وعائلات كبيرة اتدخلت عشان تمنع الحرب اللي هتقوم قبل ما تقوم..
بيت مهران بيتهموا الشواتفة في موت كبيرهم جعفر مهران..
و بيت الشواتفي بيتهموا المهارنة في موت كبيرهم سليمان الشواتفي..
مفيش فايدة.. وبدأت الحرب فعلاً..
ايام كتير عدت غرقانة في الدم والرصاص والنار..
مفيش بيت مكانش فيه قتيل..
عاصم كان مخلي مجموعة من القوات الخاصة بتراقب الوضع هناك وبتنقل بث مباشر لكل الضرب اللي بيحصل وجعفر وسليمان بيتفرجوا علي البث المباشر من أرض المعركة..
بيتفرجوا علي اهاليهم بيموتوا وبيتوهم بتتحرق.. وبيتحسروا علي حالهم واللي بقوا فيه..
العائلتين قربوا يخلصوا من كتر الاموات اللي فيهم..
ولما ناس اتدخلت عشان يقفوا الضرب ويبقي في هدنة..
عاصم أمر المجموعة اللي هناك تنقسم مجموعتين وتضرب نار علي العائلتين تاني وتختفي..
طبعا عند كل عائلة.. او اللي فاضل فيهم يعني.. شافوا ان العائلة التانية خانت الاتفاق..
وبدأ الضرب من جديد.. لحد ما خلاص بيخلصوا فعلا..
قبل ما يبدأوا يفكروا يتفقوا علي الصلح عشان خلاص مبقاش فيهم غير الحريم والعيال الصغيرة..
عاصم أمر المجموعة اللي هناك واتدخلت خلصت علي الباقي..
وكده مبقاش فاضل في البلد غير الحريم والاطفاال بس..
كل ده وجعفر وسليمان بيتفرجوا علي اللي بيحصل أول بأول..لحد ما شافوا اخر راجل في بيوتهم بيقع..
سليمان لما شاف ولاده بيموتوا ما استحملش الصدمة... اتجنن..
جعفر اللي كان ماسك نفسه وكرهه بيزيد كل لحظة لعاصم..
عاصم امر ان سليمان يبقي في اوضة لوحدة..
وبردو سايبهم ومش بيزورهم الا قليل..
تاني يوم بعد ما انتهت مجزرة الصعيد..
الشلة متجمعة عند عاصم بعد المحاضرات، وعاصم جاله تقرير من المراقبين بتوعه ان الحرب انتهت..
عاصم غمض عينيه وخد نفس طويييييل..و ابتسم..
نور: مالك يا عاصم؟
عاصم باصص في عينيها بإبتسامة.. نور بتبص لعيونه بفرحة وحب وبعدها اتكسفت ووطت وشها في الارض..
ريهام: مالك يا عاصم، انت سمعت خبر حلو صح؟
عاصم: صح يا ريهام.
كريم: طب ما تفرحنا يا عم.
عاصم: لأ نفرح كلنا مع بعض.
انجي: يعني ايه؟
عاصم: يلا علي اسكندرية دلوقتي.
كلهم مستغربين بس قاموا بسرعة معاه..
وصلوا المدافن.. قرأوا الفاتحة لمشيرة..
عاصم: ما تزعليش يا مشيرة بس انا المرة دي جاي لعمتي جيهان، جاي ابلغها خبر.
الشباب انتبهوا..
عاصم: من فترة بيت سعد السباعي مسك في بعضه ورفعوا السلاح علي بعض والعائلة دي مبقاش فيها غير النسوان واطردوا من البلد، طبعا اللي عمل فيهم كده بيت مهران وبيت الشواتفي، والنهاردة وصلني خبر ان بيت مهران وبيت الشواتفي رفعوا السلاح علي بعض بقالهم اسبوع او أكتر، والعائلتين دلوقتي بردو مبقاش فيهم الا الحريم..
انتقام **** منهم وصل لهم في الدنيا يا عمتي، وفضلت حي لحد ما تار الجيوشي اتاخد، ارتاحي يا عمتي وارتاحي انتي كمان يا قلبي، حقنا رجع، وهشتري كل اراضينا منهم وارجع قصر الجيوشي ومصانعه.. مهما كان التمن.
كل الشلة كانوا فرحانين لعاصم..
كريم: الف مبروك يا عاصم، وانا هكلم بابا يكون معاك في الموضوع ده، عشان لو السيولة اللي معاك مقضتش يكمل هو، بابا مش هيتأخر عنك انت عارف.
عاصم: (مبتسم) ما تقلقش يا كريم.. اللي معايا يكفي، ولو الفلوس قصرت هقولّك.
ريهام: هتبقي صاحب اراضي ومصانع يا معلم، وهتقعد في قصر كمان.
كريم: اقعدي احسدي في الواد لحد مايموت مننا وهو واقف.
ريهام: كريم انا مش بحسد.. انا بأر بس.
كلهم بيضحكوا.. بس نور ساكتة..
نور: هتعيش هناك يا عاصم وتسيبني؟
كلهم اتصدموا من السؤال..
المفروض نور تقول وتسيبنا مش تسيبني..
نور دموعه بتنزل وبتبدأ تترعش..
عاصم حط كف ايده علي خد نور وبيمسح دمعه نزلت منها بصباعه الابهام..
نور اول ما عاصم حط ايده علي خدها غمضت عينيها وحست بالأمان وبدأ جسمها يهدي..
عاصم: يلا بينا علي الحاج صالح.
نور فتحت عينيها وابتسمت..
خرجوا راحوا للحاج صالح اللي اتفاجئ هو وفاطمة بيهم..
عاصم عرف الحاج صالح الوضع، وصالح كان عارف ومتابع اللي بيحصل في الصعيد..
عاصم عرفه انه هيشتري الاراضي وانه بعت حازم يخلص المواضيع..
فرح صالح بالخطوة دي، وفهم عاصم انه هيعرف يلاقي ناس تشتغل في الأرض والمصانع، وانه ما يشغلش باله بالموضوع ده، اول ما عاصم يبلغه انه اشتري هو هيتحرك علي طول.. و عاصم وافق علي الموضوع ده..
رجعوا القاهرة واستقرت الاوضاع..
عاصم نزل الصعيد بعد ما سبقة جزء كبير من القوات الخاصة يأمنوا القصر..
ومعاه حازم.. طلعوا علي مديرية الامن الأول وقبل ما يدخلوا عاصم كلم اللواء احمد اذا كان يعرف حد هنا في مديرية الأمن..
بعدها علي طول تليفون عاصم رن وكان مدير أمن أسوان بيكلم عاصم..
وبيعرفه ان اللواء احمد كلمه وبيوصيه علي عاصم..
عاصم عرفه انه بره المديرية والراجل بعت اللي يستقبل عاصم..
عاصم وحازم بيقعدوا مع مدير الأمن وبيشربوا القهوة..
عاصم عرفه انه اشتري من جعفر مهران ومن سليمان الشواتفي الأراضي والمصانع..
وانه جاي عشان يثبت حقوقه ويستلمهم..
مدير الأمن عرفه ان مبقاش في حد في العائلتين دول أساساً، فمش هبقي فيه مشاكل، بس للتأمين هيبعت معاه قوة من المديرية عشان يستلم الاراضي والمصانع وتبقي في حيازته..
قعد عاصم اسبوع في اسوان لحد ما بقت الدنيا تمام.. وبلغ صالح انه استلم الأرض والمصانع..
وصالح عرفه ان في ناس كتير عايزة تشتغل هيبعتها لعاصم وهيبعت معاهم اللي بيفهم في تشغيلهم.
عاصم اتفق مع حازم انه يسيب شغله في المكتب، ويبقي معاه كمدير لأعماله، واتفقوا علي مرتب خيالي بالنسبة لحازم..
الاسبوع ده نور كانت بتتحرق فيه.. كل يوم بتتصل بعاصم 4 أو 5 مرات في اليوم ولمدد طويلة..
لحد ما عاصم رجع القاهرة..
عدت سنة رابعة ونجحوا كلهم كما هو متوقع بتقديرات عالية..
عاصم اترشح يبقي معيد بس رفض وكان التاني في الترتيب انجي بعده، وهي قبلت وبقت معيده في الكلية..
كريم اتفرغ لشغل والده وريهام كمان بقت متفرغة لشغل أبوها..
خلال السنة الرابعة في الدراسة.. عاصم كان شغل المصانع وبقي ليه شغل كتير جوه وبره مصر..
حازم معاه بيدير ليه الشغل..
وعمل شغل مع فواز ابو كريم في مجاله الأغذية.. زي ما كان جعفر وسعد وسليمان بيعملوا..
بقي رجل اعمال ناجح علي صغر سنه.. و اسمه بدأ يسمع في الصعيد.. ومجد عائلة الجيوشي بيرجع خطوة خطوة..
لما كان بيحصل مشاكل في الصعيد وتحصل قعدات عرفي كان بيتطلب منه انه يحضر..
طبعاً كان بيعرف مين الغلطان من اول الجلسة.. بس كان بيسمع منهم للآخر..
كان كلامه سيف.. ولما يقول الحكم محدش كان يقدر يعترض بعد كلمته..
طبعاً كلنا عارفين بينهي كلامة ازاي..
نور كان الفراغ وسفر عاصم لأيام بيقتلها.. كريم في الشغل مع والده و ريهام كذلك، انجي بتجهز عشان شغلها في الجامعة وبتحضر للماجستير، وعاصم مانعها انها تيجي الفيلا لوحدها..
في ايام كريم بيبقي عايز يقعد مع انجي لوحدهم فبيخرجوا سوا لوحدهم.. فممكن اليوم كله ما تشوفش عاصم و دي بتبقي ايام سوده بالنسبه ليها..
بعد ما عاصم بني مركز للقوات الخاصة ورا القصر بحيث يتمركزوا فيه ويحموا القصر والأرض و المصانع، نقلهم كلهم هناك.. والقائد عمل التأمينات المطلوبة..
عاصم بني فيلا كويسه لحازم عشان يستقر فيها جنبه.. وكانت هدية من عاصم لحازم..
كان الموجود في قاعدة حلوان.. 10 من القوات الخاصة لحراسة الملك وجعفر..
سليمان اتجنن خلاص ومفيش منه أمل..
عاصم راح حلوان..
اول حاجة عملها انه ساب سليمان يخرج والحراسة خرجته في الصحرا وسابته يواجه مصيره..
عاصم بلغ الرجالة تجهز وتحفر قبرين وبعدها هيسبوا المكان هنا نهائي..
المكان اساسا بقي فاضي من كل حاجة.. نقلوا كل حاجة للمكان الجديد في أسوان..
عاصم واقف قصاد جعفر و الملك..
عاصم: دلوقتي ارض الجيوشي وقصره رجعوا زي ما كانوا زمان، المصانع اشتغلت تاني، والارض بتتزرع تاني، القصر إتبني من جديد وبقي أحسن من زمان كمان، هحكم الصعيد زي جدودي، وكل القرف والوساخة اللي كنتوا بتعملوها من هناك هتقف بموتكم، ولو حد تاني ظهر هكون مستنيه وهيموت هو كمان.. انتقام الجيوشي بدأ بيكم وهيطول اي حد يفكر انه يدمر البلد دي.
غمض عينيه علي طول ومشيرة جنبه ملامحها قوية وثابتة..
فتحها وكانت بتنور بنور الاسود البشع المرعب..
جعفر بيترعش وبيصرخ.. بينزف من عينيه وكل حته في وشه..
الملك كمان بيصرخ بس عاصم ما عملش معاه حاجة.. هو بيصرخ من الرعب اللي شايفه ومنظر جعفر وهو بينزف لوحده وبيصرخ..
فجأة جعفر اتنفض واتنفض .. شهق.. ومات..
الملك كان بيصرخ وبيحاول يبعد عن جعفر وبيرجع بضهرة للحيط ومش عارف يتحرك..
عاصم بص للملك..
عاصم: انا خدت منك كل حاجة، رجعت كل اللي دمرته انت، بيت الجيوشي هيرجع اقوي من زمان، بس انت مش هتبقي موجود تشوف كل ده، كان نفسي اخليك معايا تشوف كل اللي هعمله.. بس في ناس مستنياك عشان تصفي حسابها معاك ولازم تروحلهم..(عاصم بيبتسم) يلا معاد موتك جه.
المرة دي عاصم ما غمضش عينه وفتحها.. لأ.. فضل مفتحها وبيبص للملك في عينيه..
الملك حس بقبضة باردة بتضغط علي قلبه وبتعصرها..
فضل الضغط شغال لحد ما حس ان قلبه هينفجر..
فجاة عاصم سابه..
الملك بياخد نفسه كأنه كان بيغرق..
قبل ما يرتاح عاصم قبض علي قلبه تاني..
كررها كذا مرة.. ويسيبه..
الملك: (بيصرخ) اقتلني.. اقتلني.. كفاية بقاااااااااااا.. ارحمنييييييييي.
عاصم: زي ما وعدتك انا اهو واقف فوق دماغك وانت بتموت.. وانت عارف انك كل احلامك اتدمرت، كل رجالتك ماتت، كل ثروتك راحت، مستني الموت عشان يبقي أرحم من الرعب والعذاب اللي بتعيشه علي ايدي..
عاصم قبض علي قلب الملك و بيضغط أكتر و أكتر لحد ما القلب انفجر.. والملك شهق ومات..
عاصم امر رجالته يدفنوا الجثث ويطلعوا علي أسوان..
بعد كام يوم عاصم عرف ان الأمن لقي جثة سليمان الشواتفي في الصحرا.. ميت من الجوع والعطش..
عاصم في يوم اتصل بنور وعرفها انه رايح يزور مشيرة وهيرجع قبل ما الشلة تتجمع عنده..
نور أصرت انها تيجي معاه وهو وافق..
وصل المدفن وواقف و جنبه نور.. وشايف مشيرة جنبها..
عاصم: حقك رجع يا مشيرة.. حقك رجع، واللي خايف منه حصل.. الهدف خلص.. ولسه حي.. ما متش مع اللي ماتوا.
نور ماسكة ايده واتنفضت من الكلمة.. عاصم ضغط علي كف ايدها بيطمنها..
فجاة مشيرة ظهرت بحضورها الغريب..
نور فاكرة ان عاصم بيعمل معاها زي كل مرة.. بس حاسة ان الحضور ده غريب..
الحضور ده شافته لما كانوا مستخبيين في اوضة عاصم ومنعت كريم انه ينزل..
عاصم عشان يأكد لنور انه مش هو اللي بيعمل كده سحب ايده من ايد نور..
هنا نور اتفاجئت بجد انها شايفة مشيرة قصادها من غير مساعدة عاصم..
مشيرة علي وشها أجمل ابتسامة ممكن أي حد يشوفها.. أجمل من أي مرة فاتت..
مشيرة: نور بتحبك يا عاصم بجد، خليها جنبك وكمل حياتك معاها، انا عارفة انك مش هتنساني، وهي مش هتزعل من كده، لحد ما نتقابل هي هتحاول تعوضك عني.. (بتبص لنور) خدي بالك منه يا نور، هو كمان بيحبك بس بيقاوم ده عشان خاطري، فاكر انه بيخونني.. (بتبص لعاصم تاني) انا جنبك في الدنيا لحد ما نتقابل في الآخرة.. بس لحد ما نتقابل عيش يا عاصم.. عيش وافرح وحب وابني بيتنا من تاني.. مش عايزة انك تكون اخر نسل الجيوشي.. ابني بيت الجيوشي من جديد.. (دموعها نزلت وابتسامتها بقت أجمل).. بحبك.
وفجأة اختفت زي ما ظهرت..
نور بتبص لعاصم وهي مذهولة من اللي حصل دلوقتي.. و في نفس الوقت مكسوفة جداً من عاصم عشان اللي قالته مشيرة..
بتبص لعاصم بنظرة حب و خوف وشوق (رغم انه جنبها) عينيها فيها دمعه وابتسامتها جميلة و رقيقة زيها..
عاصم افتكر ابتسامة مشيرة.. واعترف لنفسه انها فعلا هي و مشيرة في حاجات كتير من بعض..
عاصم في اللحظة فهم انه بيحب نور.. وكل افعاله معاها الفترة اللي فاتت كانت من حبه ليها بس هو مكانش فاهم كده..
فاهم انه كده بيخون مشيرة لو فكر في واحدة تانية بقلبه.. مش مجرد واحدة ليلة وخلاص..
و كان كل تركيزه علي انتقامه وبس..
عاصم بيبص لنور في عينيها نظرة كان فيها كل الحنان والحب..
نور كانت فرحانة من نظرته بس ودمعة من عينيها نزلت..
عاصم باس عينيها وخدها في حضنة..
نور مكانتش محتاجة تسمعها منه كلمة بحبك.. لما باس عينيها حسيتها.. لما ضمها حسيتها..
خرجت من حضنه وعلي وشها فرحة الدنيا كلها..
نور: بحبك يا عاصم.
عاصم ابتسم ليها.. وخدها في حضنه تاني..
كانت ودنها علي قلبه وسمعت نبضة وحست انه ليها..
خد نور وخرجوا وراحوا علي الحاج صالح..
ليل وأهلها كانوا عند الحاج صالح..
نعمة الخدامة اول ما فتحت الباب..
نور: ازيك يا نعمة وحشتيني. (وبتبوسها)
نعمة: و**** وانتي كمان يا ست نور.. و**** ما تعرفي بفرح اد ايه لما بشوفك، وبفرح بفرحة الحاجة بيكي.
نور: **** يخليكي يا نعمة، وقولتلك 100 مرة اسمي نور وبس، ما تزعلينيش منك.
نعمة: حاضر يا نور، (بتبص لعاصم) ازيك يا سي عاصم.
عاصم: عاصم بس يا نعمة، انا كمان قولتلك كده من زمان.
نعمة: **** يخليك يا سي عاصم، اهي دي صعب.
نور دخلت تجري علي فاطمة اللي فرحت جدا انها جت.. وقدت جنبها في حضنها
فاطمة: وحشتينيي يا نور.
نور: وانتي اكتر يا ماما.
نور بتبص لصالح وهي في حضن فاطمة..
نور: ازيك يا عمو، معلش ماما كانت وحشاني اوي.. عامل ايه يابو علي.
وخدت بالها ان في ناس قاعدة ومعاهم ليل..
فبتخرج من حضن فاطمة وهي مكسوفة من الجنان بتاعها..
صالح بينقذها من الموقف اللي هي فيه..
صالح: اعرفكم ببعض.. دا والد ليل و دي والدتها وانتي شوفتي ليل قبل كده. (وبيضغط علي حروف اخر كلمتين، عشان نور ما تتجننش علي ليل وتحصل مشكلة) و دي نور.. زي بنتي بالظبط.
نور: اهلا بيكم، اسفه علي الموقف بس ماما كانت وحشاني اوي.
ليل هتنطق بكلام رخم عاصم دخل..
ابو ليل وامها اتضايقوا..
عاصم دخل سلم علي صالح وعلي وبعدها باس راس فاطمة وقعد علي كرسي فاضي جنب صالح..
بيبص لأبو ليل وامها..
عاصم: عايز اوضح نقطة عشان ننهي الخلاف اللي حصل قبل كده، (سكت لحظات عشان يضمن انتباههم) لما حصل واتعملّي محضر سكر دي كانت اول مرة تحصل، دا غير اني كنت في فترة صدمة من اللي حصل لمشيرة، الموضوع ده وقف وانا مكررتهاش تاني، لما اتفصلت من الجامعة كان عشان حد عايز يدمرني واستغل الموقف، انا مش ببرر موقفي وفي نفس الوقت مش طالب عفو منكم، انتم اخدتم موقف نتيجة لظروف حصلت حبيت اوضح ليكم الظروف كاملة، بوضح الصورة دي عشان انا موجود في البيت ده و واحد منه وهفضل فيه، الحاج صالح زي والدي والحاجة فاطمة زي والدتي، و علي اخويا.
صالح بيبص لأبو ليل وامها مستني رد..
علي باصص لعاصم وفرحان بيه..
نور في حضن فاطمة.. وبتراقب الوضع وهي ساكتة..
عاصم عارف انهم خدوا الموقف ده مش عشان خايفين انه بيشرب وخمورجي و كده..
بس اتضايقوا من الموقف و خدوا رد فعل اقوي من اللازم ومبقاش ينفع يتراجعوا..
دايما التكبر بالغلط بيدمر..
ابو ليل: انا عارف ان موقفنا كان عنيف منك يا عاصم، بس انا كنت متضايق من اللي حصل، انت كنت حاجة كبيرة في عيني، فجأة نسمع انك مقبوض عليك في قضية سكر، ومع ذلك كنت فرحان بعلي انه ما بعدش عنك ووقف جنبك، بس مكنتش اقدر ابين ده.. سامحني يابني.
عاصم: مفيش حاجة حصلت.. اللي فات مات.
ام ليل: انا كنت مقهورة علي مشيرة يابني، وزعلت عليك وافتكرت انك خدت السكة دي عشان تنسي اللي حصل، بس بعدها عرفت لما ظهرت تاني انها كانت غلطة وراحت لحالها.. سامحني انا كمان يا بني.
عاصم: محصلش حاجة حضرتك، ننسي اللي فات.
علي بيبص لـ ليل..
علي: مش عايزة تقولي حاجة؟
ليل: (بصت لعلي وبعدها بصت لعاصم) انك تعمل كده بعد موت مشيرة حرقني منك يا عاصم، مش مشيرة اللي تتنسي كده، مش مشيرة اللي تتنسي أصلاً، مش عارفة اسامحك يا عاصم.
عاصم: (بإبتسامة) مفيش مشكلة.. ممكن نتكلم لوحدنا دقيقتين.
نور بتخرج من حضن فاطمة وبتبص لعاصم وبتعقد حواجبها..
فاطمة شافتها و ومقدرتش تمنع نفسها من الضحك وخدت نور في حضنها تاني وهي بتضحك، نور اتكسفت وبقت تضحك معاها، صالح مبتسم وفاهم..
علي: ما تقلقيش.
ليل بتبص لأبوها وامها.. فهزوا دماغهم بالموافقة..
خرج عاصم وليل ووقفوا قصاد بعض بعيد عنهم بس شايفينهم..
عاصم باصص لـ ليل في عيونها بتركيز..
ليل اتهزت من النظرة.. بعدها غمضت عينيها..
ليل شافت مشيرة واقفة جنب عاصم فتحت عينيها ولقتها لسه واقفة..
ليل اتخضت وفرحت في نفس الوقت..
مشيرة: وحشتيني يا ليل.
ليل: وانتي كمان يا مشيرة وحشتيني اوي.
مشيرة: سامحي عاصم يا ليل وانسي اللي فات، انا سامحته خلاص.
ليل: انا كنت زعلانه عليكي يا مشيرة، كنت زعلانه انه باللي عمله هيزعلك.
مشيرة: غلطة وراحت لحالها خلاص، انسي يا ليل.
ليل: حاضر يا مشيرة عشان خاطرك.
فجأة حضور مشيرة اتغير وعاصم خد باله.. ليل مخدتش بالها عشان مش فاهمة حاجة أصلا..
مشيرة: واتصالحي مع البنات، نور بتحب عاصم وعاصم كمان بيحبها وانا موافقة.
ليل: (بإستغراب) موافقة!! ازاي؟
مشيرة: انا موافقة يا ليل.. باركي.
ليل: حاضر يا مشيرة.. هبارك.
مشيرة اختفت.. ليل فضلت تبص لعاصم مش مصدقة اللي حصل..
عاصم: انسي اللي حصل يا ليل وما تسأليش حصل ازاي، مشيرة مش بتفارقني لحظة، هتفضل جنبي لحد ما اموت.
ليل: خلاص يا عاصم ننسي اللي فات.
عاصم: كده تمام.. كده انا نفذت وصية مشيرة اني اصالحك.. يلا نرجع ليهم.
رجع عاصم وليل..
ليل قعدت جنب علي و وشها مرتاح.. و علي خد بالي و فهم انهم اتصالحوا..
علي بيحب ليل وبردو بيحب عاصم، خلافهم ده كان عامل ليه أزمة، لما عاصم كان بعيد كان الوضع نايم، مش بيجيب سيرته قصادها وخلاص، انما لما رجع تاني هو مش هيبعد عن صاحبه الوحيد اللي بيعتبره اخوه..
فكان لازم يبقي في حل للوضع ده، واهو الحمد *** خلص..
ليل بتبص لنور.. نور كانت علي وشها تكشيرة طفولية جميلة وهي بتبص لعاصم، عاصم كان بيتكلم مع الحاج صالح اللي كان مبتسم وهو بيسمع عاصم..
ليل: يا بت فكي التكشيرة دي.
نور بتبص ليها بدهشة من التغيير في المعاملة..
ليل: بس تصدقي شكلك حلو في التكشيرة دي.
نور ابتسمت..
ليل: (راحت قعدت جنب فاطمة من الناحية التانية) اوعي يا بت الحضن ده بتاعي، نور بتمسك في فاطمة اكتر وبتطلع لـ ليل لسانها..
فاطمة و ليل فطسوا علي نفسهم من الضحك علي حركات نور..
ابو ليل وامها بيضحكو علي مناقرتهم..
و علي كان مبسوط ان ليل بتهزر مع نور..
فاطمة كانت فرحانة أكتر واحدة بيهم..
صالح بينهي كلامه مع عاصم..
صالح: علي خيرة ****.
فاطمة: خير يا حاج؟
صالح بيبص لعاصم..
عاصم: انا هخطب نور يا حاجة ايه رأيك؟
فاطمة ضربت زغروطة راحت ليل محصلاها بواحدة زيها..
نور وشها كان زي الطمطماية ومستخبية في حضن فاطمة وبتبص لعاصم بفرحة..
فاطمة بعد ما خلصت الزغروطة هي و ليل..
فاطمة: ايه رأيك يا بنيتي.
نور كان هيغمي عليها من الفرحة..
ليل: العروسة مش موافقة يا عاصم، هخطبلك غيرها.
نور: (بتطلع من حضن فاطمة) دا انا اروح فيكم في داهية.
كلهم ماتوا من الضحك علي منظر نور..
ليل: ما تخافيش هجوزهولك غصب عنه.
نور: (بغضب طفولي) ايوة كده.
كلهم رجعوا يضحكوا تاني..
عاصم: هنقوم احنا نرجع عشان اوصل نور وارتب معاد مع اهلها، هبلغك عشان تطلب ايدها يا حاج.
صالح: (وفرحان بكلام عاصم) ماشي يا عاصم هستني منك المعاد.
قام عاصم وقامت نور وسلمت عليهم وخدت ليل بالحضن..
ليل: (في ودنها) خدي بالك علي عاصم.. دا غالي عندنا.
نور: في قلبي.
ليل: بطلي محن.
وضحكوا الاتنين..
رجع عاصم ونور ووصلها البيت وعرفها انها تبلغ ابوها انه عايز منه معاد..
نور نزلت وكانت فرحانة جداً لدرجة انها اول ما دخلت بلغت ابوها علي طول اللي اتفاجئ، بس كان متوقع ان ده هيحصل..
عاصم كلم كريم حكي ليه اللي حصل وانه هيخطب نور..
كريم فرح جدا وبلغ انجي اللي كلمت نور، نور كانت بتقفل مع ريهام بعد ما بلغتها وكلمت انجي..
كلهم كانوا فرحانين ومستنيين ده يحصل..
بعدها بكام يوم
عاصم راح لخالد ابو نور ومعاه الحاج صالح وفاطمة و علي وكريم، انجي وريهام كانوا مع نور من اول اليوم..
صالح: احنا جايين نطلب ايد بنتك نور لأبني عاصم.
خالد: وانا يشرفني يا حاج صالح، مش هلاقي لنور عريس يحبها ويخاف عليها زي عاصم.
صالح: يبقي نتفق علي الأصول.
اتفقوا علي كل حاجة، وعاصم وضح انه هيستقروا في اسوان، كان في رفض من ام نور بس عرفوا يقنعوها..
واتفقوا ان مش هتكون في خطوبة هيكون كتب كتاب علي طول بعد شهر..
بعد شهر عملوا فرح كبير، حضره ناس كتير كبار جداً في البلد..
عاصم بيرقص مع نور..
نور: انا مش مصدقة يا عاصم اللي بيحصل.
عاصم: صدقي وافرحي يا نور، و لسه هتفرحي.
نور: انا مش عايزة حاجة تاني.
عاصم: بس انا لسه عايز.
نور: نفسك في ايه؟
عاصم: عايز عيال كتير يا نور، وعايزهم كلهم منك انتي وبس.
نور: اد كده بتحبني.
عاصم: مش هتتخيلي بحبك اد ايه.
نور كانت هتغلط وتسأله اد مشيرة.. بس مشيرة في اللحظة دي ظهرت جنبها..
مشيرة: حبه ليا مختلف يا نور عن حبه ليكي، عيشي حبه ليكي وبس.
عاصم: (باصص لنور في عينيها) بحبك.
نور ابتسمت وحطت راسها علي صدر عاصم وغمضت عينيها..
بعد مرور 20 سنة..
عاصم قاعد علي الغدا وجنبه نور و حواليه ولاده..
عاصم عنده دلوقتي بالترتيب..
مشيرة 19 سنة، سليم 17 سنة، حكم و فخر (توأم) 16 سنة، عبدالملك 14 سنة، صالح 12 سنة، فاطمة و خديجة (توأم) 10 سنين، علي 8 سنين، كريم 6 سنين..
نور أصرت ان تسمي أول بنت مشيرة، وعاصم فرح بكده جدا، ومشيرة كمان..
ساعة ولادتها ولما نور قالت الاسم.. كانوا لوحدهم في المستشفي مكنش لسه حد وصل من القاهرة او إسكندرية..
حضور مشيرة الغريب ظهر.. مبتسمة اجمل إبتسامة ممكن تشوفها عينك..
اجمل من أي إبتسامة ليها قبل كده..
ونور شافت مشيرة وابتسمت ودموعهم الاتنين نزلت..
مشيرة: دي انا اللي هربيها بنفسي.. محدش فيكم ليه دعوة بيها.
عاصم ونور ابتسموا.. ونور كانت فرحانة جداً..
كريم اتجوز انجي وحياتهم جميلة وهادية، ماسك شغل ابوه وانجي بقت دكتور في الجامعة ومسكت القسم بتاعها..
خلفوا فواز و عمر و داليا..
علي اتجوز ليل وفتح مستشفي وبيديرها هو وليل، خلفوا صالح وعاصم و ليل، علي اصر ان البنت تبقي اسمها ليل..
ريهام مسكت شغل ابوها واتجوزت هي كمان من رجل اعمال وحياتها مستقرة.. وخلفت ولدين فادي علي اسم ابوها و ماهر علي اسم حماها..
الصعيد محكوم بقبضة من حديد في إيد عاصم..
ناس كتير حاوت تخلص من عاصم بس عاصم ورجالته (القوات الخاصة) كانوا بيواجهوا اي حد..
أي حد بيحاول يعمل قلق او يهرب سلاح او مخدرات او اثار كان بيت الجيوشي اللي بيقف قصاده..
الحكومة نفسها كانت مطمنة طالما ان بيت الجيوشي موجود في الصعيد..
مؤسسات مشيرة الجيوشي الخيرية في كل مكان في مصر..
بيت الجيوشي رجع للمجد وهيستمر..
واللي هيفكر يكسر كلمته هيقابل انتقام الجيوشي..
خاتمة..
القصة نزل أول جزء منها في 2 يونيو 2024..
آخر جزء نزل النهاردة بتاريخ 16 اكتوبر 2024..
حوالي 5 شهور من اجمل ايام عمري معاكم..
قضيت معاكم وقت كان من أمتع الاوقات بالنسبالي..
كنت بفرح بكل تعليق بتقولوه وبستفيد منه، حتي لو في منكم معجبتوش القصة، كنت بستفاد من اي حد منكم بأراءكم..
و كنت بفرح بمناقشتكم للتفاصيل وتوقاعتكم وتخيلاتكم.. فرحتوني أكتر ما فرحتكم..
كنت بتمني اني اقدم حاجة تليق بيكم، بس اعذروني انها جت كده.. حاولت..
اتمني تسامحوني لو حد فيكم زعل مني..
عاصم ومشيرة واقفين..
هي بإبتسامتها الرقيقة الجميلة، وهو عينيه بتسود وتنور نورها الأسود وبصوت القبر المخيف..
كلامي خلص..
تمت،،،
من النار كنت و إلي النار أعود و بالنار و الدم أحكم..
والجحيم بين يدي أقدم..
و عليكم أبواب النار تُفتح..
جملة قديمة منحوتة علي أساسات أسوار ضخمة إتبنت من آلاف السنين..
أسوار صعب علي أي جيش أنه يعبرها من ارتفاعها أو يحفر نفق من تحتها حتي ..
أسوار طيبة.. مملكة طيبة.. أرض المجد..
آل المارد
المرده أو المردان (جمع مارد) زي الناس ما كانت بتناديهم..
و حكايتنا بتكون مع ولي العهد الحالي لسلالة المارد..
أسد الدين كفاح (القاهر) إبن عبدالملك (المظفر) إبن داود (المنصور) إبن الحكم (الصالح) إبن فخر الدين (العادل) إبن هاشم (الناصر) إبن زيد (الكامل) إبن همام (الرشيد) إبن نورالدين (الأمين) إبن إدريس (الصالح) إبن أقوش (السفاح) إبن.... إبن.... إبن مارد (الأول)..
سلسال طويل ومعروف..
دي مقدمة من الحكاية الجديدة .. "طيبة"
هظبط فيها وانزلها قريب.. أتمني انها تكون علي نفس مستوي "إنتقام الجيوشي" و أتمني إنها تعجبكم..
تحياتي ليكم.. وتسلمولي كلكم يا رب..