جدو سامى 🕊️ 𓁈
كبير المشرفين
إدارة ميلفات
كبير المشرفين
مستر ميلفاوي
كاتب ذهبي
ناشر قصص
ناشر صور
ناشر أفلام
فضفضاوي متألق
ميلفاوي متميز
ميلفاوي كوميدي
إستشاري مميز
ميلفاوي شاعر
ناشر موسيقي
ميلفاوي سينماوي
ميلفاوي نشيط
ناشر قصص مصورة
نجم ميلفات
ملك الصور
ناقد قصصي
زعيم الفضفضة
فيلم: Khartoum (1966(
التقييم 8/10
واجب المشاهدة لمحبي الأفلام التاريخية.
القرن ال19 كان وقت صراعات مزلزلة وإضطرابات عاتية حول العالم.
التوتر العالمي دا جلب معاه إنتعاشة كبيرة جدا فيما تسمى حركات الصحوة والإحياء الديني revivalism & awakening ومع الحماسة والعصبية الدينية المبالغ فيها حصل إزدهار ملازم فيما يعرف بحركات وطوائف نهاية الزمان endtimes/doomsday cults.
من أبرز تجليات توجه نهاية الزمان دا، كانت الحركة المهدية في السودان. رجل أسمه محمد أحمد إدعى إنه المهدي المنتظر إللي جاء ليحرر السودان والمسلمين أجمعين من ظلم وسيطرة القوى الإمبريالية ومن الظلم العثماني والمصري ويحكم قبضته على كل العالم الإسلامي، ثم العالم بأسره ويحقق الوعد الإلهي.
لإخماد الثورات المهدية على الإحتلال الإنجليزي-مصري للسودان، السلطات البريطانية إستدعت واحد من أمهر وأكفأ القادة العسكريين بتوعها "تشارلز جوردون" المشهور بلقب "جوردون الصيني" بسبب بطولاته ومآثره المشهودة في الصين، وخاصة دوره في إخماد أقوى حرب أهلية مدمرة في تاريخ العالم المعروفة بأسم "ثورة تايبنج" حيث إدعى دجال مجذوب صيني بأسم "هونج شيوشان" أنه الأخ الأصغر للمسيح واتبعه ملايين، ودعى للثورة على الدولة والإطاحة بها لتوطيد حكمه وبدء العهد المقدس الجديد.
الثورة مات فيها حوالي 30 مليون إنسان من جميع الأطراف، وتشارلز جوردون كان أهم قائد في إخمادها بقيادته شديدة الفاعلية والنجاح لما يسمى الجيش المنتصر أبدا The Ever Victorious Army المكون من جنود صينيين تحت قيادة ضباط أوروبيين. للمقارنة، الحرب الأهلية الأمريكية مات فيها 700,000 فقط، أي أن حرب تايبينج مات فيها 42 ضعف الحرب الأهلية الأمريكية (وفي الحقيقة مات فيها أكتر من الحرب العالمية الأولى!)
كذلك منحة السلطان العثماني الباشوية تكريما لجهوده في إدارة وضبط السودان.
الجدير بالذكر أيضًا، أن جوردون لعب دور محوري في إنهاء العبودية في الشرق الأوسط وخاصة في السودان عن طريق حملة شرسة على كبار تجار العبيد في السودان زي "الزبير رحمة منصور" وقطع جميع الطرق المستخدمة لتوريد العبيد خارج السودان، برغم المعارضة الشديدة من تجار العبيد المحليين في السودان والكثير من أصحاب النفوذ في مصر إللي كانت لهم مصالح قوية في إستمرار تجارة العبيد، وأعدم بعضهم زي سليمان الزبير (ابن الحاكم وتاجر العبيد سابق الذكر) كعبرة وتهديد للتجار الآخرين بعد تمردهم وإستمرارهم في كسر القوانين الجديدة.
ونفس القصة مكررة في ملف العبودية في أغلب دول المنطقة، تدخل بريطاني لفرض إلغائها بالقوة وسط معارضة قوية من نخبة الدول المحلية السياسية والدينية.
في نفس الحقبة المجتمع البريطاني إجتاحته موجة شديدة من العصبية الدينية، وخاصة بين أتباع مذهب أصولي بروتستانتي أسمه الإنجيلية وإللي كان كتير من صفوة المجتمع وصناع القرار منهم، وأيضًا كان لهم نظرة للعالم شبيهة بنظرة المهدي ولكن من منظور مسـيحي، وانهم أقوى حامل ومرسال لرسالة يسوع، ومأموريتهم العظمى هي التبشير ونصرة المسيح بتنصير العالم وبالتالي إنقاذه من الديانات الكاذبة والهلاك.
جوردون من ناحيته كان متحمس بشدة للتصدي للمهدي وحركته، وقبل التكليف بدون تفكير، ودوافعه في ذلك كانت متنوعة ومن ضمنها إشفاق على السكان المحليين في السودان إللي المهدي واعوانه كانوا بيسوموهم سوء العذاب ويرهبوهم لتقديم فروض الطاعة لقائدهم، وكتير من السكان إستقبلوا جوردون إستقبال أبطال.
ونداء الواجب كظابط لنصرة بلده وإعلاء رايتها. ولكن ربما أهم حافز هو أنه رأى أنه المكافئ والند المسـيحي للمهدي، وانه في مقارعته للمهدي تلبية نداء مقدس ما.
الفيلم بيتناول ملحمة المواجهة بين النقيضين، المُخلّص المسـلم والفارس المسـيحي.
أيضًا، دي الفترة والمعارك إللي شهدت إستخدام واحد من أهم الإختراعات الفارقة في تاريخ البشرية، الرشاش الآلي، من إختراع الأمريكي "حيرم ماكسيم،" إللي بسبب الأهمية الشديدة لإختراعه كرمته فيكتوريا ملكة بريطانيا بوسام الفروسية (أعلى وسام بريطاني) برغم إنه أمريكي!
يقال أن إلهام ماكسيم في إختراع الرشاش إنه لما كان في معرض باريس للتقنية عام 1881 قابل رجل قال له "لو حابب تغتني، إخترع حاجة تساعد الأوروبيين على قتل بعضهم بسرعة أكبر وكفاءة أعلى!"
واحدة من أوائل المعارك إللي شهدت إستخدام الرشاش كانت معركة أم درمان بين البريطانيين والمصريين من جهة وجيوش السودان من جهة، مات واصيب فيها أكتر من 25,000 سوداني (واتأسر أكتر من 5,000) مقابل أقل من 50 فقط قتلى على الجانب البريطاني! أكتر من %90 من الجيش الدراويش السوداني وقع بين قتيل ومصاب وأسير!
بعدها إخترعوا مصطلح turkey shoot أو صيد الديوك الرومي بسبب الفارق الرهيب إللي صنعه الرشاش بين الجيشين واللي جعل المعركة بالنسبة للبريطانيين أشبه بصيد الفراخ!
ابنه "حيرم بيرسي ماكسيم" هو مخترع كاتم الصوت، واخترعه عشان يحافظ على سمع أبوه من صوت الرشاشات أثناء التجارب، ولكن كان فات الأوان وابوه بالفعل كان سمعه بدأ في التدهور الشديد وانتهى بالطرش بسبب الأصوات إللي كان بيتعرض لها أثناء تجاربه في صناعة الأسلحة.
وينستون تشرتشل وقت معركة أم درمان كان صحفي في مقتبل عمره (23 سنة) ومراسل مع الجيش البريطاني وشاهد عيان عليها وباقي صراعات الجيوش الأنجلومصرية مع الجيوش السودانية، وكتب عنها وصف تفصيلي مبهر ومرهب في آن واحد في كتاب The River إللي كان من أكبر أسباب حصوله على نوبل لاحقا.
الجدير بالملاحظة أيضًا أن تأثير محمد أحمد المهدي لا يزال ممتد في السودان حتى يومنا هذا ولازالت عائلته ونسله يتمتعوا بسطوة ونفوذ كبير في السياسة والمجتمع السوداني والقيادة الدينية، والصادق المهدي أحد أحفاده كان رئيس وزراء السودان، ورجال الدين من أحفاده لهم مكانة خاصة كقيادات حركة "أنصار المهدي" الصوفية، وكتير هناك بيعتبروا العائلة رمز للمقاومة والقومية السودانية.
التقييم 8/10
واجب المشاهدة لمحبي الأفلام التاريخية.
القرن ال19 كان وقت صراعات مزلزلة وإضطرابات عاتية حول العالم.
التوتر العالمي دا جلب معاه إنتعاشة كبيرة جدا فيما تسمى حركات الصحوة والإحياء الديني revivalism & awakening ومع الحماسة والعصبية الدينية المبالغ فيها حصل إزدهار ملازم فيما يعرف بحركات وطوائف نهاية الزمان endtimes/doomsday cults.
من أبرز تجليات توجه نهاية الزمان دا، كانت الحركة المهدية في السودان. رجل أسمه محمد أحمد إدعى إنه المهدي المنتظر إللي جاء ليحرر السودان والمسلمين أجمعين من ظلم وسيطرة القوى الإمبريالية ومن الظلم العثماني والمصري ويحكم قبضته على كل العالم الإسلامي، ثم العالم بأسره ويحقق الوعد الإلهي.
لإخماد الثورات المهدية على الإحتلال الإنجليزي-مصري للسودان، السلطات البريطانية إستدعت واحد من أمهر وأكفأ القادة العسكريين بتوعها "تشارلز جوردون" المشهور بلقب "جوردون الصيني" بسبب بطولاته ومآثره المشهودة في الصين، وخاصة دوره في إخماد أقوى حرب أهلية مدمرة في تاريخ العالم المعروفة بأسم "ثورة تايبنج" حيث إدعى دجال مجذوب صيني بأسم "هونج شيوشان" أنه الأخ الأصغر للمسيح واتبعه ملايين، ودعى للثورة على الدولة والإطاحة بها لتوطيد حكمه وبدء العهد المقدس الجديد.
الثورة مات فيها حوالي 30 مليون إنسان من جميع الأطراف، وتشارلز جوردون كان أهم قائد في إخمادها بقيادته شديدة الفاعلية والنجاح لما يسمى الجيش المنتصر أبدا The Ever Victorious Army المكون من جنود صينيين تحت قيادة ضباط أوروبيين. للمقارنة، الحرب الأهلية الأمريكية مات فيها 700,000 فقط، أي أن حرب تايبينج مات فيها 42 ضعف الحرب الأهلية الأمريكية (وفي الحقيقة مات فيها أكتر من الحرب العالمية الأولى!)
كذلك منحة السلطان العثماني الباشوية تكريما لجهوده في إدارة وضبط السودان.
الجدير بالذكر أيضًا، أن جوردون لعب دور محوري في إنهاء العبودية في الشرق الأوسط وخاصة في السودان عن طريق حملة شرسة على كبار تجار العبيد في السودان زي "الزبير رحمة منصور" وقطع جميع الطرق المستخدمة لتوريد العبيد خارج السودان، برغم المعارضة الشديدة من تجار العبيد المحليين في السودان والكثير من أصحاب النفوذ في مصر إللي كانت لهم مصالح قوية في إستمرار تجارة العبيد، وأعدم بعضهم زي سليمان الزبير (ابن الحاكم وتاجر العبيد سابق الذكر) كعبرة وتهديد للتجار الآخرين بعد تمردهم وإستمرارهم في كسر القوانين الجديدة.
ونفس القصة مكررة في ملف العبودية في أغلب دول المنطقة، تدخل بريطاني لفرض إلغائها بالقوة وسط معارضة قوية من نخبة الدول المحلية السياسية والدينية.
في نفس الحقبة المجتمع البريطاني إجتاحته موجة شديدة من العصبية الدينية، وخاصة بين أتباع مذهب أصولي بروتستانتي أسمه الإنجيلية وإللي كان كتير من صفوة المجتمع وصناع القرار منهم، وأيضًا كان لهم نظرة للعالم شبيهة بنظرة المهدي ولكن من منظور مسـيحي، وانهم أقوى حامل ومرسال لرسالة يسوع، ومأموريتهم العظمى هي التبشير ونصرة المسيح بتنصير العالم وبالتالي إنقاذه من الديانات الكاذبة والهلاك.
جوردون من ناحيته كان متحمس بشدة للتصدي للمهدي وحركته، وقبل التكليف بدون تفكير، ودوافعه في ذلك كانت متنوعة ومن ضمنها إشفاق على السكان المحليين في السودان إللي المهدي واعوانه كانوا بيسوموهم سوء العذاب ويرهبوهم لتقديم فروض الطاعة لقائدهم، وكتير من السكان إستقبلوا جوردون إستقبال أبطال.
ونداء الواجب كظابط لنصرة بلده وإعلاء رايتها. ولكن ربما أهم حافز هو أنه رأى أنه المكافئ والند المسـيحي للمهدي، وانه في مقارعته للمهدي تلبية نداء مقدس ما.
الفيلم بيتناول ملحمة المواجهة بين النقيضين، المُخلّص المسـلم والفارس المسـيحي.
أيضًا، دي الفترة والمعارك إللي شهدت إستخدام واحد من أهم الإختراعات الفارقة في تاريخ البشرية، الرشاش الآلي، من إختراع الأمريكي "حيرم ماكسيم،" إللي بسبب الأهمية الشديدة لإختراعه كرمته فيكتوريا ملكة بريطانيا بوسام الفروسية (أعلى وسام بريطاني) برغم إنه أمريكي!
يقال أن إلهام ماكسيم في إختراع الرشاش إنه لما كان في معرض باريس للتقنية عام 1881 قابل رجل قال له "لو حابب تغتني، إخترع حاجة تساعد الأوروبيين على قتل بعضهم بسرعة أكبر وكفاءة أعلى!"
واحدة من أوائل المعارك إللي شهدت إستخدام الرشاش كانت معركة أم درمان بين البريطانيين والمصريين من جهة وجيوش السودان من جهة، مات واصيب فيها أكتر من 25,000 سوداني (واتأسر أكتر من 5,000) مقابل أقل من 50 فقط قتلى على الجانب البريطاني! أكتر من %90 من الجيش الدراويش السوداني وقع بين قتيل ومصاب وأسير!
بعدها إخترعوا مصطلح turkey shoot أو صيد الديوك الرومي بسبب الفارق الرهيب إللي صنعه الرشاش بين الجيشين واللي جعل المعركة بالنسبة للبريطانيين أشبه بصيد الفراخ!
ابنه "حيرم بيرسي ماكسيم" هو مخترع كاتم الصوت، واخترعه عشان يحافظ على سمع أبوه من صوت الرشاشات أثناء التجارب، ولكن كان فات الأوان وابوه بالفعل كان سمعه بدأ في التدهور الشديد وانتهى بالطرش بسبب الأصوات إللي كان بيتعرض لها أثناء تجاربه في صناعة الأسلحة.
وينستون تشرتشل وقت معركة أم درمان كان صحفي في مقتبل عمره (23 سنة) ومراسل مع الجيش البريطاني وشاهد عيان عليها وباقي صراعات الجيوش الأنجلومصرية مع الجيوش السودانية، وكتب عنها وصف تفصيلي مبهر ومرهب في آن واحد في كتاب The River إللي كان من أكبر أسباب حصوله على نوبل لاحقا.
الجدير بالملاحظة أيضًا أن تأثير محمد أحمد المهدي لا يزال ممتد في السودان حتى يومنا هذا ولازالت عائلته ونسله يتمتعوا بسطوة ونفوذ كبير في السياسة والمجتمع السوداني والقيادة الدينية، والصادق المهدي أحد أحفاده كان رئيس وزراء السودان، ورجال الدين من أحفاده لهم مكانة خاصة كقيادات حركة "أنصار المهدي" الصوفية، وكتير هناك بيعتبروا العائلة رمز للمقاومة والقومية السودانية.