رسالة إلي قاضي القلوب
أجلس في مكتبي تملائني السعادة لتأسيس الجريدة التي كنت أتمناها منذ الصغر ، لكن القلق يملأ قلبي وأنا في إنتظار إصدار العدد الأول وأتمني أن يخرج بالشكل اللائق وأن يترك أثره مع القراء ..
ينتزعني تليفوني الداخلي من أفكاري ، مديرة مكتبي تخبرني بأن هناك زائر يريد مقابلتي وما أن ذكرت أسمه حتي أبلغتها بالسماح له بالدخول ، ونهضت مسرعاً لإستقابله فهو صديقي القديم وعالم الأثار الكبير ، وبعد السلامات الحارة ..
أنا| النهارده فرحت مرتين حقيقي ، مرة علشان قدرت أحقق حلمي وأسس الجريدة ، ودلوقتي المرة التانية علشان حضورك يا صديقي ومشاركتك سعادتي بتحقيق حلمي ..
صديقي| مكنش ينفع مبقاش موجود معاك أول يوم وأشاركك سعادتك بتحقيق حلمك ، الف مبروك يا صديقي ، بس شد حيلك بقي لازم العدد الأول يترك صدي جيد عند القراء ..
أنا| في إيدك يا صاحبي تساعدني ، محتاج حاجه من التاريخ بس تكون غريبة وتعلم مع القراء ..
صديقي| يسكت قليلاً وكأنه يتذكر أمر ما ، وبعدها يكمل – في واحدة من رحلتنا البحثية عثرنا علي إحدي الرسائل الغريبة جداً ، يبدوا كأنها تنتمي لإحدي الممالك القديمة ، لا نعلم في أي زماناً كانت ولا حتي مكانها بالتحديد ، الأمر كله أشبه بالأسطورة يا صديقي ..
أنا| وما كان الغريب في هذه الرسالة ..
صديقي| الرسالة كانت تحتوي علي حكاية لواحد من عامة الشعب مع قاضي ديوان المظالم وقتها ، لكن أثناء حديثهم ذكر أن هذه المملكة كان لها قاضي للقلوب يحكم في قضايا الحب والغرام لكنه قاضي غير معلوم ولا يقابل أحداً فقط ترسل له الشكاوي ويقوم بالرد لاحقاً ..
أنا| قاضي للقلوب ، فعلاً ، غريبه جداً ، طيب قولي فحوي الرسالة وأنا هانشرها في العدد الأول ..
صديقي| أسمع يا سيدي ، الحكاية بدأت في ديوان المظالم لما قاضي الديوان طلب دخول صاحب القضية ..
القاضي| ما هي شكواك ..
الشخص| سيدي القاضي لقد أرسلت إلي قاضي القلوب بشكوي ولم يرد عليها حتي الأن ..
القاضي| وماهي شكواك ..
الشخص| أشكو إليك ضعفي وقلة حيلتي مع محبوبتي ، أشكو إليك من ملت إليها ولم تستجب ..
القاضي| كيف لم تستجب ، ألم تخبرها بحبك ، ألم تسألها عن ردها ، ألم تعلم أنها لن تكون قضية إلا إذا كان بينكم قصة حب متبادلة ..
الشخص| لم أسألها صراحة لكني لمحت لها ، وأعلم ما تقصده يا سيدي ..
القاضي| هل رفضت تلميحك ، عاملتك بشكل يوحي بذلك ..
الشخص| العكس يا سيدي ، إذا ما تقابلنا وتحدثنا دائماً تكون ردودها كلها جميلة ..
القاضي| إذا صارحها ..
الشخص| أخاف أن أصارحها فترفض يا سيدي ووقتها تقطع أمالي في حبها ، أنا أعلم أنه ليس لي الحق في شكواها ولكني أخبرت كل ذلك لسيدي قاضي القلوب ..
القاضي| إذا لماذا أتيت إلي ..
الشخص| لكي أشكو إليك ، لعل النفس ترضي قليلاً ، ولعل النار المشتعلة في قلبي أيضاً تهدأ قليلاً ..
القاضي| إذا عليك إنتظار رد قاضي القلوب ربما يحمل رده ما يهديء قلبك ..
إلي هنا إنتهت الرسالة ولم نعثر علي أي رسائل أخري توضح رد قاضي القلوب ..
كان معكم راوي القصاصة/ يوسف