رابط قصة الباشا (البدايات) السلسلة الأولي
مقدمة
وأخيرا عاد الباشا للحكى ... إنتظرته طويلا حتى يتكلم ...
بنهاية السلسلة الأولى من قصة بداياته كنت أشعر بمدى الألم النفسى الذى تسبب فيه تداعى ذكرياته وتذكره ما كان يدور حوله من أحداث وما تعرض له وما شاهد وطنه يتعرض له ... تداعت أحلامه فى إستكمال مسيرة أستاذه ... أخذت منه زوجة أحبها وفقد حبيبة تمناها وانهار بسبب فقدها ... ترك وطنه وسافر لوطن آخر لم يكن يعرف عن لغته أقل القليل .... واصل مغامراته وتحديه لقدره حتى أصبح إسمه معروفا فى مجاله ... لكن للأسف خارج وطنه ... كان إنتصاره الأول على القدر بنجاحه فى عمله ... وانتصاره الثانى إستعادة حبيبته التى فقدها بسبب طيشه وشهوانية أمها
أحداث كتيرة رواها لى الباشا منها ما ذكرته ومنها مالا يسمح المجال بذكره ... شخصيات ذكرت بالتلميح فأصحابها لا زال لهم من النفوذ كثير ... وشخصيات لم تذكر لكنها موجودة وكانت تحرك الأحداث
والآن إسمحوا لى قرائى بأن نعود لللإستماع إلى حكى الباشا ... وكعادتى معكم أرجوكم ألا تكتفوا بقراءة الكلمات .. ولكن
أرجوكم إقرأوا ما بين السطور
الجزء الأول
كانت الرقيقة مُنى جالسة محاطة بتلك النسوة المتشحات بالسواد وعيناها معلقتان بالباب تنتظر قدوم فارسها وحبيب عمرها . هى متاكدة من قدومه لينقذها من ذلك المصير الذى يعتقد كل من حولها أنه محتوم . لكن يقينها بأنه لن يخذلها جعلها لا تهتم بما يعتقدن ويعتقدون . فحبيبها لم يخذلها يوما ولم يخلف وعدا وعدها إياه .
سنوات مرت عليها لا تستطيع النوم إلا فى فراشه مرتدية بيجامته محتضنة وسادته فى غرفته الضيقة التى تحمل رائحته ورائحة ذكرياتها معه . إنها تشعر بمدى الجرح الغائر الذى صنعته بيدها عندما طلبت منه الإبتعاد لكنها لا تستطيع ألا تحبه . حتى عندما شعرت بأن حبيب عمرها قد ذهب إلى أخرى فإنها التمست له العذر . لقد عذبته وتعذبت بسبب أمها . لكنها بعد تلك السنوات تشعر بأنها مخطئة . فما حدث له بعدها وانهياره وهو فى قمة لحظات مجده هى السبب فيه . رأته بعينيها يغيب فى سيارة إلهام تجاوره صديقتها سهام فى إسبوع سيقضيه معهما بعيدا ولكن ....
سهام قد تزوجت واختفت مع زوجها الوسيم وترك هو وطنه لبلد بعيد بينما أصبحت إلهام صديقتها الوحيدة مع أمها الروحية " ام أمجد" . كانت تعرف أنه لم ينسها للحظة . دائما يتصل فى موعده الذى اعتاده . لم يكن يتحدث ولم تكن . فقط تستمع لصوت أنفاسه وهى تعلم أنه يطمئن لسماع صوت أنفاسها
لكنها عندما واجهت حقيقة أنها أصبحت جارية تباع فى سوق النخاسة لم تجد أمامها غير أن تستنجد به . فهو دائما فارسها ومنقذها ... إنه حبيبها وهى حبيبته
لم يغب عن ذهن الرقيقة منى ما دار بينها وبين أعمامها وأبيها . هؤلاء الأعمام الأجلاف الذين ظهرت عليهم أعراض التطرف الشكلى فجأة بمجرد تعرفهم بهذا النخاس تاجر الملابس الرخيصة . لم يغب عن ذهنها زيارة زوجات أعمامها المفاجئة وهن يخبرنها بأن هناك "عريس لقطة" قد تقدم لطلب يدها . لم تنس كيف تحولت مداهناتهن إلى هجوم إتهمنها فيه بأنها فقدت عذريتها مع خطيبها السابق ولذلك ترفض كل المتقدمين لها بعد أن فسخت خطبتها من سنوات. لم تنس خوض أعمامها فى شرفها بلا خجل ولا إحساس بأن ذلك الشرف الذى يخوضون فيه هو شرفهم قبل أن يكون شرفها وشرف أخيهم الأكبر . كل ما كان يهمهم وقتها أبواب المال التى ستنفتح بمشاركتهم لذلك النخاس المستتر خلف لحية محناة وجلباب قصير . كانت تدرى وكانوا يدرون بأن تلك الزيجة لا تعدوا كونها بيعها كجارية يستمتع بها لعام أو عامين على الأكثر قبل أن يطلقها بعد أن يقضى منها وطره ثم يملها . لم تنس نظرة الإنكسار التى لاحت فى وجه أبيها أمام هجوم من يُفترض بهم أنهم إخوته لكنهم تحولوا لوحوش نهمة باعوا إبنة أخيهم فى سوق الرقيق بحفنة من المال
دار فى ذهن الرقيقة مُنى كل ما جرى خلال أيام ثلاثة . دار فى ذهنها مكالمته التى أستنجدت به فيها وكيف منعها أعمامها وزوجاتهم بحصارهم الدائم لها من أن تمس التليفون مرة أخرى . إبتسمت الرقيقة منى عندما تذكرت تلك الزيارة الغير متوقعة من صديقتها القديمة صفاء وقد بدأت بطنها فى الإنتفاخ قليلا وكيف سعدت عندما علمت أن قصة الحب التى رعتها قد أثمرت *** فى أحشاء الصديقة . كادت وقتها تطير سعادة وصديقتها تخبرها بأن أمجد عائد لينقذها من ذلك المصير الذى بدا محتوماً
طالما أرسل لها فارسها تلك الرسالة فهو آت لا محالة . لا تذكر الرقيقة أن فارسها قد خذلها يوما منذ أن كانوا صغارا . دائما ما يكون فى موعده ينقذها ويحيطها بحمايته .
لم تكن تدرى ماذا سيفعل ولا كيف سينقذها لكنها متأكدة أنه سيفعل وسينقذها .
رغم مرور الوقت إلا أن القلق لم يتسرب لقلبها ولو للحظة . ظلت عيناها معلقة بالباب تنتظر قدومه . إنه قريب ! إنها تشعر بوجوده وتكاد تسمع أنفاسه
لم يخيب فارسها ظنها . فقبل موعد سوقها للذبح وجدته أمامها يحيطه أخوه واثنين من حراسها القدامى ومعهم آخر ضخم منتفخ العضلات متجهم الوجه فلم تتمالك نفسها وتجاهلت وجود أبيها وأعمامها ونخاسها وألقت بنفسها بين ذراعيه ليحتويها بتلك الضمة الحانية لتخفى وجهها فى صدره باكية ليتركها حتى تنهى بكائها ويرفع عن رأسها ذلك الغطاء الذى أُجبرت على وضعه لأجل خاطر من أشتراها ويتقدم ليضعه على كتفه وهو ينظر لوجهه تلك النظرة القاسية التى تعرفها عندما يغضب
توقعت الرقيقة أن ينشب عراك أو حتى شجار .... ولكن لم يحدث أى شئ مما توقعته ... فقط عندما حاول أحد أعمامها الإعتراض أوقفت نظرة قاسية من وجه ذلك الضخم الذى علمت فيما بعد أنه صديق لأمجد وقائده السابق بالوحدة التى كان يخدم فيها فترة تجنيده الكلمات فى حلق عمها
كل ماحدث من إعتراض كان من ذلك الجلف ذو الذقن المحناة وكان إعتراضه فقط على إسترداد ما دفعه كثمن للجارية الحسناء.... شعرت بالإهانة التى طعنت قلب أبيها من ردة فعله وإسراعه لإحضار تلك الرزم الثلاث من الأوراق المالية وإلقائها فى وجه ذلك النخاس الجلف .
لم تدر كيف سارت الأمور بتلك السلاسة وكيف عقد المأذون الذى حضر فى دقائق قرانها على حبيب عمرها ... شعرت بقلبها يكاد يشق صدرها حينما أعاد أمجد دبلتها وشبكتها لأصبعها ويدها ... لم يصل خيالها يوما لتصور أن يكون عقد قرانها على أمجد بتلك الصورة ولا بتلك الأحداث المتسارعة
لم تدر كيف واتتها الجرأة لتأخذ بيد حبيبها الذى أصبح رسميا زوجها وتتجه به نحو غرفتها وتغلق الباب خلفهما لتعرض عليه كل ذكرياتها التى إختزنتها لسنوات
إحتواها حبيبها بين ذراعيه فى حضن شعرت فيه أخيرا بأمان إفتقدته لسنوات ... إستمعت لدقات قلبه أخيرا .... دمعت عيناها الجميلتان وهى تفتح له تلك الكراسات التى حفظت بها الوردات الثلاث اللاتى أهداهن إياها فى فترة خطبتهما القصيرة
تحدثا طويلا .... لكن كعادتهما لم يفتح أحدهما فمه بكلمة ... لم يحسبا كم من الوقت مضى فى حديثهما الصامت ... كل ما كانا يشعران به هو شعور الأمان الذى إفتقداه كثيرا لسنوات
..........................................................................................
بينما يغيب الحبيبان فى غرفة منى يتعاتبان كان أبو أمجد وأمه يجالسان أبو منى وزوجته فى الصالون وجميعهم يشعر بشعورين قل أن يجتمعا سويا
فكلهم يشعر بالسعادة وكلهم يشعر بالإحراج ... فطريقة إتمام عقد القران لم يكن ليتخيلها أى منهم ولم تدر بذهن أحدهم ... فكل ما اتفق عليه أمجد مع أبو منى كان تجهيز الشقة خلال الشهور الثلاثة القادمة ولم يتم الإتفاق على أى أمر آخر خاص بمواعيد شراء ما يلزم لتلك الشقة وموعد الزفاف وما إلى ذلك ... إنتحى أبو أمجد بزوجته بعد أن أخذ أبو منى زوجته لخارج الغرفة ليحادث كل منهما زوجته على إنفراد
لم تكن الأم ترغب فى إيقاظ العاشقين لكنها أضطررت للإقتراب منهما وهزت كتف أمجد برفق ليفتح الحبيبين عيناهما فى نفس اللحظة وينتفضا جالسين
إنها إلهام ... الصديقة والأم الروحية ... الوحيدة فى العالم التى تعلم عن أمجد تلميذها وصديقها وإبنها الروحى كل شئ ... تعلم عنه مالا تعلمه أمه ولا حبيبته ... تعرف مشاكله الحالية وتتوقع الآتية
قطع حديثهم دخول الرقيقة مُنى تمسك بيد أم أمجد مرتدية ذلك الفستان الأسود ذو الزهور الوردية الذى يبرز جمالها ... ورغم أن منى فقدت الكثير من وزنها إلا أنها كانت متألقة الجمال بعد أن عاودتها إبتسامتها وضحكة عيناها الجميلتين
على الفور قامت إلهام لتتلقف العروس الجميلة بين يديها وهى تطلق زغرودة عالية تبعتها أم منى بأخرى أكثر صخبا والدموع تسيل من عينيها ... فهاهى أبنتها الجميلة قد أصبحت أخيرا عروساَ للشاب الذى أحبته وسيسعدها ... تشعر ريرى الآن أنها قد كفرت عن خطأها فى حق إبنتها وأقسمت ألا يكون أمجد بعدها إلا إبن ... كما كان يجب أن يكون منذ زمن طويل
أسرع أمجد لشقته ليعود حاملا جاكيت الفرو الذى اشتراه لحبيبته ويخرجه من غلافه ليضعه حول كتفى تلك الجميلة التى زادت جماله جمالا وينبهر الموجودين بسطوع جمال الرقيقة منى
............................................................................................
فى اليوم التالى كانت المرة الأولى التى ترى فيها منى تلك الشقة التى أشتراها أمجد أول ما أشتراها لتكون مملكة تلك الأميرة الرقيقة ... بالطبع كانت الأتربة تغلف أرضيتها وحوائطها ونوافذها المحطمة وحتى تلك الحشية التى كانت يوما ما مرتبة لفراش أمجد وزوجته الجميلة سهام ... كل شئ مغطى بتراب الزمن الممزوج بظلم خفافيش الظلام الذين حولوها من عش زوجية جميل لبقعة خربة فى مبنى عامر بالسكان ... لم تصطحب مُنى أمها الحقيقية لكنها اكتفت بإصطحاب أمها الروحية وأبيها ... إستمعت إلهام لإقتراحات مُنى التى كانت تبديها بخجل واضح ... فهى تشعر فى قرارة نفسها أن تلك الشقة الخربة كانت من الممكن أن تصبح عش زوجيتها منذ زمن ... لكنها كانت سعيدة ... سعيدة بأن حلمها قد أوشك على التحقق
إنفردت إلهام بأمجد جانبا وهمست له بأنه يجب أن يوافيها بشقتها للحديث فى كل الأمور المعلقة ... فهناك زوجة أخرى وبالتأكيد فموعد الصدام قد اقترب ... وهناك ترتيبات يجب أن تجرى بخصوص عداواته مع طيور الظلام المتحكمة فى مصائر بلد يخطو بسرعة نحو الهاوية .
بمجرد عودة الجميع لشقة أمجد إنفرد أمجد بحبيبته الرقيقة فى غرفتهما ... بمجرد إغلاق الباب عليهما أحاطها بذراعيه وأندمجا فى قبلة عميقة ... قبلة إفتقداها لسنوات ... لم يبال أمجد تلك المرة بأن تعرف امه ما يفعله أو يخاف من أن يزال الروج من شفتى مُنى ... كانت القبلة عنيفة والأحتضان بتلك القوة التى تحمل حرمان سنوات من تلاصق القلبين وشعرت منى بإنتصاب زبر أمجد فرفعت جسدها كى تشعر بذلك الإنتصاب يضغط كسها فرفعها أمجد بين ذراعيه ولأول مرة تمتد يديه أسفل فستانها تتحسس جلدها وبمجرد وصول أصابعه لمؤخرتها إنفجر بركان حممها المكبوت منذ سنوات وألصقت شفتيها بشفتى أمجد بقوة لتمنع صوتها من الخروج ... فبداخلها لازالت تظن أن أم أمجد واقفة خلف الباب .
لم تكن الأم تستمع لما يجرى بين إبنها وزوجته فهى متأكدة مما يجرى بينهما وواثقة من أنهما يدخران لحظتهما للوقت المناسب لكنها أضطرت لطرق الباب لغرض آخر .... فهناك مكالمة واردة لأمجد من أسبانيا قد تكون تحمل أخبار سعيدة للزوجين ... ساعد أمجد زوجته الرقيقة لتجلس لطرف الفراش وتستند بظهرها مغمضة عيناها وبينما يخرج لتلقى المكالمة دخلت الأم لتحتضن الرقيقة منى التى غطى وجهها إحمرار الخجل وذروة الشبق التى وصلتها وتضع رأس الرقيقة على صدرها وتهمس فى أذنها
وقفت من خلفه تراقبه وهو يقرأ بيانات المشروع ولا إراديا وجدت نفسها تقف خلفه تحيطه بذراعيها وتضع رأسها على ظهره واضعة كفيها على قلبه
بعد أن جاوزت الساعة منتصف الليل طرقت أم أمجد الباب عليهما
لكن السيد فريدريك لم يكن مصدقا لتلك السرعة التى انتهى بها التصميم وأبلغ أمجد أنه سيتصل بشركة الطيران لترسل مندوب ليتسلم منه التصميم ويسلمه مستحقاته عن هذا التصميم ... وبالعملة الأجنبية ... أشد ما تعجب له أمجد الكلمة التى أنهى بها فريدريك الحوار ... فقد أنهاه بكلمةadios mi companero بمعنى إلى اللقاء يا شريكى ... إعتبرها أمجد تعبير عن تقدير الرجل لمجهوده ليس أكثر
إنشغل أمجد مع أبو زوجته فى الأيام التالية بتصفية شراكته مع أعمام منى وإندهش أمجد من سرعة إنهاء الإتفاق وكأن الأخوة كانوا يعدون عدتهم من قبل لتصفية تلك الشراكة .... فالأوراق جاهزة والحسابات موجودة ولكن أختهم الصغرى فاطمة وزوجها رفضا الإنضمام إلى الأخوة وفضلا أن ينضما لأبو منى فى تجارته الجديدة ... فالأخت الصغرى كانت رافضة لكل ما يفعله إخوتها بأخوهم الأكبر وما كادوا أن يفعلوه بإبنة أخيهم
مساء اليوم التالى كان أمجد على باب الزاوية التى يلقى فيها الشيخ ممدوح درسه الإسبوعى ... كانت الزاوية الصغيرة شبه مزدحمة بمريدي الشيخ المزيف وكان ممدوح يجلس على كرسى مذهب فى صدارة المكان ... شق أمجد الزحام حتى وقع نظر ممدوح عليه ... ورغم إمتقاعة وجهه السريعة التى أخفاها سريعا عندما أشار له ممدوح على طرف مظروف يحمله إلا أنه تمالك نفسه سريعا حتى أنهى محاضرته بعد نصف ساعة ليقف أمجد ويتجه نحوه فيقف ممدوح ويتصنع السعادة ويحتضن أمجد فى ود مصطنع ويعرفه للجالسين على أنه صديق قديم حضر من السفر وأنه متشوق للإنفراد به لإستعادة الذكريات القديمة .
خرج ممدوح مصطحبا أمجد لمكتب صغير مجاور للزاوية وقد بدأ هدوء أمجد يثير أعصابه ... فكيف يجروء على المجئ وحيدا ليقابله وسط أنصاره ومحبيه ... لابد أنه يحمل فى جعبته شئ آخر سوى المظروف الذى يعلم جيدا ما فيه
بمجرد خروج أمجد من مكتب الشيطان عرف أنه متبوعا ... وقبل أن يصل لسيارة والده القديمة قرر إرسال رسالة صغيرة سيفهمونها بالتأكيد ... فالحاج الكبير هو أكثر من قابلهم منهم ذكاء وسيفهم تلك الرسالة بالتأكيد .
كان المراقب تلك المرة أكثر براعة وتدريبا فى المراقبة ... لكن حواس أمجد التى أكتسبها فى فترة تجنيده لا زالت كما هى مرهفة ... وكما إعتاد الإختفاء فى اللا مكان إختفى فى الزحام وظل يراقب مراقبه لدقائق وهو يتلفت باحثا عنه ليظهر بجواره راسما على وجهه إبتسامة صفراء
إستسلمت منى للمساته وقد إرتفع تنفسها فهى المرة الأولى فى حياتها التى تصل أصابعه لتلك النقطة ولأول مرة فى حياتها تلمس أصابعه فتحة شرجها البكر. بل هى المرة الأولى منذ أن وعت على الدنيا التى تصل أصابع غير أصابعها لذلك المكان ولم تكن تتوقع أن اللمسة لذلك المكان من الممكن أن تثير بداخلها ذلك الشعور الذى أجتاح جسدها وذلك الخدر الذى شعرت به فى ساقيها فرفعت ساقيها لتلفهما حول خصر حبيبها وزوجها ولم يعد يفصل بين كسها وبين جسده إلا هذا الكيلوت الصغير ولم يتمالك أمجد نفسه وأنحنى بجسده ليضعها على طرف الفراش ويضغط بزبره على كسها البكرمن فوق ذلك الحاجز الرقيق بينهما فلم تتمالك نفسها وندت عنها آهة شبقة وهى تقذف بمائها فسارع أمجد بوضع شفتيه على فمها ليمنعها من التمادى فى صوتها لكنه فشل .
كانت أم أمجد جالسة فى مجلسها عندما سمعت تلك الآهة فأسرعت لباب الغرفة وطرقته فهى لا تعلم مدى ما وصل إليه الحبيبان وتخشى أن يتعجلا ما لم يحن وقته
عندما أنتهى ذلك اليوم وتركت منى حبيبها لتعود لشقتها لم يستطع أمجد التوقف عن التفكير فيما دار بينه وبين ذلك الشيخ .... فبداخله هو يعلم أن ما اتفق عليه معه مخالف لكل ما تربى عليه وبأن تلك الأموال التى سيساعدهم فى دخولها لمصر لن تستخدم فى خير ... لم يكن هناك من يستطيع أن يبوح له بالسر أو يأخذ رأيه ... لم يكن يستطيع إبلاغ السلطات فحتى الآن لم يحدث ما يبلغ عنه ... كانت الأفكار تطن فى رأسه لكنه كعادته قرر المضى فى المغامرة بعد أن إستقر أخيرا على قرار ما ... فلتكن وجهته للجهة الوحيدة التى يثق بها ... وهناك سيعرف ما يجب عليه أن يفعله فى ذلك الإختبار الذى وضعه فيه القدر
فى الصباح التالى كان أمجد فى طريقه لفرع البنك و كالعادة عرف أنه مراقب وترك الفرصة لمراقبه كى يتبعه حتى فرع البنك حتى أنه دخل وراءه البنك بعد أن تم تحذيره من مهارة أمجد فى الإفلات من المراقبة وبعد خروجه من البنك تعمد أن يرهق مراقبه بالمشى لأطول فترة ممكنة قبل أن يختفى من أمامه ويراقبه وهو يتلفت حوله بحثا عن طريدته وسط زحام وسط القاهرة ويتجه بعدها مباشرة للمكان الذى قد يجد فيه إجابة عن تساؤلاته ... ذلك المبنى الكبير الذى سبق له دخوله قبل نهاية خدمته العسكرية ليطلب مقابلة نفس الضابط الذى قابله فى المرة الأخيرة .
تلك المرة لم يحيى أمجد الضابط التحية العسكرية فهو الآن مدنى لا يحق له آدائها لكنه مد له يد محييا إياه وشد على يد بشوق حنينه لرائحة البارود المختلطة برائحة التراب الممزوج بالعرق
كانت إلهام منتظرة بالخارج مع أم أمجد وأبيه ... كعادة أمجد لا يحب أن يصطحب أحبائه لوداعه فهو يكره لحظات الوداع ... إحتضن أبيه وأمه وإخوته وحماه
خاتمة
تعجبت من تمسك الباشا بزوجته الأولى رغم زواجه من حبيبة عمره ... منطقه فى تحليل ما فعله جعلنى فى غاية الإرتباك ... إنه حسب قوله يحب الفتاتين ... ولكن هل يقبل قلب الرجل القسمة على إثنتين؟
أشفقت عليه من الإختبار الذى وضعه القدر فيه بدفعه للتعاون مع أعداء قدامى هو أكثر من يعلم مدى غدرهم وقراره الخطير بالتعاون مع من يظن أنهم قادرون على وقفهم ... إنه حسب قوله كان كلاعب سيرك قرر الرقص مع الشيطان على حبل مشدود بين جبلين وأسفله هاوية مشتعلة
يقول أن هذا العصر كان يستوجب الدخول فى تلك المغامرة ... فهو يحب هذا الوطن ويشفق عليه ... يحبه كأى رجل ولد على أرضه ويشفق عليه من المصير الذى يراه يقاد إليه
حيرنى هذا الرجل وأربكنى منطقه الذى لا تستطيع أن تجادله فيه... لكننى مثلكم متشوق لمعرفة باقى قصته ومعرفة كيفية تحوله من شاب يكتفى بعشرة جنيهات شهريا لهذا الجالس أمامى بسيجاره الضخم ويطلق عليه الجميع لقب الباشا
وإلى لقاء قريب مع الجزء التالى لنستمتع معا بحكى الباشا
الجزء الثانى
إتجه أمجد يدفع العربة التى تحمل شنط إلهام للخروج من صالة الوصول وهى تسير بجواره
أسرع أمجد تجاه الدكتور إبراهيم أستاذه ومعلمه وقبل أن يصل إليه بخطوات إذا بالجميع يفاجأ بتلك الجميلة ذات الشعر الأحمر تقتحم الجميع وتتعلق برقبة أمجد وتمطر وجهه بالقبلات لا مبالية بنظرات المرأتين والرجل الوقور المندهشة ... فهى المرة الأولى التى يرون فيها تلك الفتاة التى لا يعرفون عنها شيئا
بعد أن أنهت إيزابيلا إستقبالها الحافل لأمجد إلتفت أمجد للدكتور إبراهيم وأحتضنه بشوق السنوات التى لم يره فيها وقبل أن يبدأ فى مهمة التعارف نظرت له إلهام نظرتها الساخرة
طوال طريقه من سكنه إلى الكوخ الذى تسكنه إيزابيلا كان ذهن أمجد مشغولاً بما سيقوله لها ومحاولة توقع ردود أفعالها ... فإنهاء علاقته بغيورة مثلها لن يمر مرور الكرام ... إصطحب معه باقة زهور وزجاجة النبيذ التى اشتراها من المطار وهو يرجو أن ينتهى الموضوع فقط بتحطم زجاجة النبيذ ... ربما على الأرض وغالبا على أم رأسه ... وسيرضيه الأمر إذا إنتهى فقط بأى من الحالتين
كان الجو بالخارج يميل للبرودة عندما طرق أمجد باب كوخ إيزابيلا لينفتح الباب وتطل إيزابيلا برأسها فقط من خلفه بإبتسامة رائعة تدعو أمجد للدخول للدفء الذى تبثه تلك المدفأة المحببة لقلب أمجد بالكوخ ليدخل لتستقبله إيزابيلا متعلقة برقبته طابعة على شفتيه قبلة رقيقة قبل أن تحمل عنه باقة الزهور وزجاجة النبيذ لتحتضن الباقة بحب وتتشممها بعد أن وضعت الزجاجة على المائدة
جلس أمجد يستعيد ما أعده من كلمات لإنهاء علاقته بتلك الجميلة حتى لا ينسيه ذلك الجمال الذى يراه أمامه ما عاهد نفسه على فعله وإصراره على ألا يخون حبيبة عمره مع أخرى ... ولكن ....
قفز أمامه فجأة ذلك الشيطان الذى يسكنه ... قفز أمامه مبتسما وهو يرى نظرة الشبق التى يعرفها تطل من عينيه ... عاد إليه شيطان شبقه ليوسوس له ... مضى عليه شهر كامل منذ ليلة سفره للقاهرة لم يمارس الجنس ... فلم لا تقضى تلك الليلة مع تلك الجميلة ... إنها تستحق ... ماذا يدعوك لتكسر قلبها فى ليلة بدت فيها كأنها عروس تستعد للقاء عريسها ...
أدار أمجد وجهه بعيدا عن هذا الوحش الماثل أمامه ليتخلص منه لكنه وجده يجلس جواره ... إنها ليلة واحدة ... أجل قرارك لليلة ... لن تخسر شيئا ... لا تجعلك حماقتك بتلك القسوة التى تحطم فيها قلب تلك الجميلة
أنهت الجميلة إيزابيلا حواره مع شيطان شبقه بحضورها وإمساكها بكلتا يديه ودفعه للقيام ليجد نفسه يحتضنها بقوة يشعر معها بتلك الحلمات التى انتصبت تغوص فى صدره
كعادته سحب أمجد الكرسى لإيزابيلا لتحتك مؤخرتها بمقدمة جسده أثناء جلوسها ليملأ أنفه ذلك العطر المثير الذى يفوح من كل جسدها
هنا إنهارت مقاومة أمجد لشيطان شبقه تماما وقرر أن يؤجل قراره بإنهاء علاقته بتلك الجميلة لوقت آخر
فتح أمجد زجاجة النبيذ وصب منها كأسين ورفع كأسه لشفتى الجميلة إيزابيلا لتأخذ منه الرشفة الأولى قبل أن تلتقط كأسها وتفعل بالمثل ليدفع أمجد كرسيه ليجاور كرسى الجميلة إيزابيلا ليجلس بجوارها ويحيطها بذراعه الأيسر فتضع رأسها على صدره ويمتلئ صدره برائحة شعرها الرائعة
لم يستطع أمجد كبح جماح وحش شبقه بمجرد إنتهاءه من غسل يديه وفمه مع الجميلة فاحتضنها بشدة وذاب معها فى قبلة عميقة إمتص فيها شفتيها ولسانها بشبق بينما يعتصر بيديه ثدييها وتجاوبت معه قبل أن تطلب منه الإنتظار قليلا حتى تنتهى من تغيير ملابسها ... فحسب قولها فإنها أعدت له مفاجأة تعتقد أنها قد تسعده
إنتظر أمجد فى مكانه المحبب له أمام المدفأة بعد أن ملأ كأسين آخرين من النبيذ ليفاجأ بإيزابيلا قادمة وقد إرتدت قميص نوم قصير جدا يكشف عن فخذيها الرائعين وبالكاد يصل لمنتصف فلقتيها وقد حملت بيدها أرجيلة صغيرة وصندوق صغير من التبغ الخاص بها لتضعهما أمامه وهى تنحنى فيظهر ثدييها كاملين من فتحة قميص النوم المتسعة
أغمضت إيزابيلا عينيها بإستمتاع مستمتعة برائحة التبغ وبالجو الأسطورى الذى أضافه الدخان الذى انتشر حول وجهها ليمرر أمجد مبسم الأرجيلة على شفتيها المكتنزتين قبل أن تجرب تدخينها لتنفس الدخان فى وجه أمجد فينقض على شفتيها ممتصا إياهما ويقحم لسانه فى فمها يتحسس لسانها وسرعان ما يشتبك اللسانان فى مصارعة عنيفة بينما يد أمجد الملتفة حول الجميلة تمتد لتعتصر ثديها الأيسر ضاغطا على حلمته فاركا أياها بقماش قميص النوم الخفيف فتمتد يدها لتتحسس زبر أمجد الذى انتصب قبل أن تمتد أصابعها لتفتح له أزرار قميصه ثم تفك له حزامه ثم سوستة بنطاله لتمسه من فوق الكيلوت الذى يرتديه بلمسات شبقة ليقفز شيطان شبق امجد أمامه غامزا بعينه مبتسما إبتسامة إنتصار تتحول لقهقهة لا يسمعها إلا أمجد فيغمض عينيه معلنا هزيمته أمام هذا الوحش الذى يسكنه .
نحى أمجد مبسم الأرجيلة جانبا ليحتوى هذا الجسد الرائع بين يديه وينهال بقبلات طويلة شبقة على وجهها ثم يهبط بشفتيه على رقبتها مقبلا كل سنتيمتر فيها ويشفط جلدها الرقيق بفمه تاركا علامات حب واضحة عليه قبل أن ينتقل لصدرها مقبلا كل مافيه ويضغط جسد الجميلة فتستجيب له وتنام على ظهرها فينزل حمالتى قميص النوم بينما هى تخلص قميصه من كتفيه وذراعيه وترفع جسدها قليلا ليخلص أمجد قميص النوم من جسدها وتبقى فقط بهذا الكيلوت الصغير الرقيق الذى لا يخفى شيئا من كسها وبقى هو ببنطاله معلق بخصره فتخلص منه بسرعة ليعود لشفتى إيزابيلا الرائعتين ينهل من رحيقهما بينما تمتد يده حولها تعتصر ثديها ويده الأخرى تزيح كيلوتها جانبا متحسسا بأصابعه بظرها لتتحول اللمسات إلى إحتكاكات عنيفة بين أصابعه وبظرها وإعتصارات قوية لكسها
كان أمجد يعرف مفاتيح جسد تلك الجميلة ... فهى فقط تحتاج لبعض الوقت قبل أن يتجاوب جسدها ... لكن بمجرد إستجابة هذا الجسد تتحول لشعلة شبق مستمرة ... كان أمجد يملك من الصبر الكثير ... فظل يداعب شفريها وبظرها برقة أحيانا وبقوة أخرى حتى استجابت وبدأ كسها فى إفراز سوائله التى شعر بها على أصابعه فترك شفتيها والتقم حلمة ثديها اليسر بفمه يمتصها ويحرك عليها لسانه فبدأت بالتأوه معلنة له عن إستجابة جسدها للمساته فهبط بشفتيه مقبلا بطنها ونام بين فخذيها ووضع فمه على شفرى كسها يمتصهما ويحرك لسانه على زنبورها الذى انتفخ وتمدد فالتقمه بين شفتيه يمتصه ويحرك لسانه عليه بينما اقحم إصبعه داخل فتحة كسها يدلك بها جوانبه حتى إنتفضت معلنة عن وصولها ذروتها الأولى مطلقة فى فمه مائها الذى يحبه ولم يترك أمجد منه نقطة تخرج بعيدا عن فمه بل أقحم لسانه بداخل تلك الفتحة التى اتسعت يتحسس به جوانبها بينما يداعب بإصبعه شرجها بهدوء قبل أن يبلله بلسانه ويمزج لعابه بماء إيزابيلا اللزج ويقحم إصبعه برقة فى ذلك الشرج الذى توسع فى هدوء مرحبا بضيفه ليتوغل قليلا قليلا حتى يغيب بكامله داخله
لم تتحمل الجميلة ذلك التوغل وبدأت فى التأوه مرة أخرى ليدير أمجد إصبعه بداخلها ... فهو يعرف إن تلك الحركة تزيد من إستثارتها ولم تتحمل الجميلة تلك الدورات المتعاكسة طويلا قبل أن تقذف بمائها مرة أخرى ليخرج أمجد إصبعه ويدير جسده ليصبح زبره أمام شفتيها فتقبض عليه بيدها الرقيقة وتمرر لسانه على رأسه بينما يعالج هو ذلك الكيلوت الرقيق بيديه لكنه فوجئ به يتمزق ويسقط ليقحم رأسه مرة أخرى بين هذين الفخذين الرائعين ويعيد لعق هذا الكس المبلل بقوة بينما تتتشبث كفيه بفلقتيها الجميلتين تفرقهما مفسحة الطريق لوجهه وفمه ليصل لسانه لشرجها يتلمسه بطرفه أولا قبل أن تتحول اللمسات للعقات عنيفة يدخل طرفه بعدها لداخله
إنتفضت إيزابيلا قاذفة بماء شبقها للمرة الثالثة فى وجه أمجد وهى ترجوه أن يقتحمها بزبره الذى يشتاق كسها لوجوده فيستدير أمجد ليجلس بين فخذيها رافعا ساقيها فوق كتفيه ثم يمرر زبره على كامل كسها .... يصل حتى فتحة شرجها ليفركها برأسه قبل أن يجلد زنبورها المنتفخ عدة مرات برأس زبره فتتعالى أصوات شبقها ليقتحم كسها بقوة ويغوص فى أعماقه فتشهق الجميلة شهقة عميقة فيسحب أمجد زبره بهدوء حتى يخرج كاملا فيضرب به زنبورها مرتين تطلق معهما آهتين فيقتحم كسها مرة ثانية بهدوء ثم يعيد سحب زبره مرة ثانية حتى لايبقى بكسها إلا رأسه فيدخله بسرعة ثم تشتعل النار فى جسده فيضغط بكتفيه على فخذيها فيرتفع خصرها لأعلى لتبدأ بعدها موجة جنونه لتصبح حركته عنيفة ويختلط صوت إرتطام جسده بجسدها مع صوت تأوهاتها التى تركت لها العنان لتملأ كوخها بصوت متعتها لتأتى لحظة قذفتها الكبرى مع لحظة قذفته فيضغط زبره بكل جسده لتتقابل إنتفاضات زبره مع إنقباضات كسها وكأنها تستحلب كل نقطة من منيه داخلها وقد إرتفعت أنفاسهما وغطى جسديهما العرق حتى يهدأ وتهدأ ويستلقى بجوارها محيطا جسدها بذراعيه ليضمها لصدره ويتلاصق الجسدان المتعرقان وكأنهما جسد واحد
غابا قليلا فى قبلة طويلة ناعمة قبل أن يطلق شفتيها
.............................................................................................
إستقبل حارس الأمن أمجد بدون أى شعور بالإستغراب ... فهو قد تعود على جنون المصممين وخصوصا هذا المصمم العربى الذى دائما ما يأتى خلال الليل ويستغرق ساعات قد تصل لأكثر من يوم أمام لوحاته
قاد حارس الأمن أمجد لمكتبه الجديد وانصرف كالعادة ليعد صينية المشروبات والماء الساخن بينما يعاين أمجد مكتبه الجديد
ليس مكتبا كبيرا لكنه مريح ... لوحة رسمه إنتقلت من المكتب المشترك مع باقى المصممين لتلك الغرفة ... مكتب صغير عليه عدة أظرف كتب عليها إسمه بخط عريض ... وشيزلونج مريح إحتل جانب المكتب وبجانبه مائدة صغير خالية
إستعرض أمجد الأظرف الموجودة فوق سطح مكتبه وانتقى أحدها ... فبداخل كل ظرف بيانات للمشروع الذى عليه تنفيذه ... إنتقى أمجد المشروع المناسب لما يشتعل فى ذهنه من أفكار وثبت ورقة الرسم الكبيرة فوق ترابيزة الرسم وبدأ فى عمله ... شعر أمجد بحارس الأمن وهويضع الصينية فوق المائدة الصغيرة وينسحب كما اعتاد فى هدوء ليتركه لإبداعه
لم يدر أمجد كم من الوقت مضى قبل أن يشعر بيد حانية تربت على كتفه مع رائحة نعناع قوية تخترق أنفه ليستدير فيجد أمه الروحية إلهام تقف خلفه وفى يدها كوب كبير من الشاى بالنعناع ... لم تتحدث معه ولم تناوشه لكنها وضعت الكوب فى يده وأشارت له بعينيها كى يستكمل ما كان يفعله دون أن تتكلم ...فقط من نظرتها أفهمته ما تريد
عاد أمجد لعمله وبين وقت وآخر يجد تلك الصديقة الرائعة تضع فى يده كوب الشاى .... وحين انتهى من آخر نقطة فى تصميمه إلتفت ليجدها نائمة على الشيزلونج ليتجه إليها ويهز كتفها برفق لتفتح عينيها وتنظر له بحنان أم مشفقة على إبنها
سقط أمجد فى نوم عميق إستيقظ منه على يد إلهام تهزه برفق ليفتح عينيه ويراها أمامه مبتسمة
.............................................................................................
وأخيرا أتى اليوم الذى انتظره أمجد لسنوات ثلاث ... أخيرا سيرى الزوجة التى ساندته فى محنته ورافقته لسنوات أربعة ملأت فيها حياته بالحب ... وصل أمجد مبكرا لشقة إلهام بعد أن قام بزيارة للبنك لفتح حساب وللقنصلية لتسجيل نفسه ومقابلة مسؤل الأمن واتصل برقم تليفون الشيخ ابو ابراهيم ليمليهم رقم حسابه والذين طلبوا منه إعادة إرسال الرقم بفاكس أملوه رقمه
إلهام هى الصديقة التى يمكن لها أن تسانده فى غياب الدكتور إبراهيم ... إصطحب أمجد معه شريط كاسيت وضعه بداخل جهاز الكاسيت الضخم الموجود بغرفة الصالون قبل أن ينفرد بإلهام
دخلت سهام خلف أبوها منكسة الوجه مكتئبة الملامح ... لكنها كما تعودها ... جميلة لم يُنقِص من جمالها كل ما تعرضت له ... ظل أمجد واقفا متحملا تلك النظرة القاسية من أبو سهام الممتلئة بكل إحتقار له ولفعلته ... طلبت إلهام من الجميع الجلوس فى بهو الشقة المتسع بعد أن طلبت من الجميع التحدث بهدوء ... قفز قلب أمجد فرحا بعد أن لاحظ مالم يلحظه غيره ... أشياء ثلاثة تعنى له الكثير ... خاتم رخيص كان اشتراه لزوجته فى أول أيام زواجهما ... وسلسلة فضية إشتراها لها فى آخر عيد ميلاد لها عندما كانا سويا ... وذلك الخلخال الذى اشترته فى بداية علاقتهما كى تنافس به خلخال منى
شعر أمجد أنها لا تريد الطلاق رغم ماصرحت به لإلهام ورغم ما يبدو على وجهها ... وبعد أن استقر الجميع جلوسا وسهام تشيح بوجهها بعيدا عن أمجد قطع أمجد الصمت
If you go away
On this summer day
Then you might as well
Take the sun away
وكأن أبو سهام وجدها فرصة ليشفى غليله من هذا الذى أخذ منه إبنته فانهال على أمجد بالركلات والصفعات وأخذ أمجد يتراجع بظهره وهو يحيط زوجته بذراعيه غير مبالى مما يناله من ضربات تزداد حدة ضربة بعد أخرى حتى وقف الحائط بينه وبين مزيد من التراجع وباتت الجميلة بينه وبين الحائط تحتمى بجسده الذى تحول لكيس ملاكمة لقبضة الأب لكنه لم يهتز لمرة وتحمل كل ما يطاله من ضربات فازداد غيظ الأب الغاضب من ثبات هذا الذى يعتبره حشرة فأمسك بالفازة الموجودة بالغرفة ليضرب بها وجه أمجد فتتحطم ويبدأ رأسه بالنزف فوق عينه اليمنى تماما ويغطى الدم عيناه لكنه لم يسقط وازداد تشبثا بحماية إمرأته ولكن ...
لكنه فى النهاية سقط ولم يستطع المقاومة فانهال الأب على جسده بركلات متتالية حتى بدأت الدنيا فى الإظلام فى عينى أمجد وبدا فى فقدان وعيه ... وكان آخر ما رآه هو إلهام وقد تحولت لنمرة شرسة تدافع عن وليدها وسهام وقد جثت بجوار رأسه تحاول بيدها إيقاف النزيف الذى اندفع من جبهة زوجها مغرقا كل ما حوله
.............................................................................................
أفاق أمجد على نفس الصوت الذى أفاقه فى غيبوبته الأولى ... لكن تلك المرة كان يعلم أنه صوت سهام ... زوجته الحبيبة
جلس أبو سهام وأمجد والدكتور إبراهيم فى غرفة الصالون الملحقة بشقة الدكتور وأمجد بملابسه الملطخة بدمه وقد وضعت ضمادة على جبينه أخفت نصف عينه اليمنى المغلقة ... وبعد صمت بدا طويلا بدأ الدكتور إبراهيم الحديث
مكث أمجد فى شقته ولم يعد يحمل هم الإتصال بمُنى من كابينة التليفون بعد أن عثر بالمصادفة على رقم مكتب إتصالات يستطيع أن يطلب منه مكالمات دولية من مكانه نظير عمولة بسيطة يرسل له أحد مندوبيه لتحصيل قيمتها مع قيمة المكالمة فلم يخرج من بيته ذلك اليوم وتكفلت إلهام بإحضار طعامه وطمأنته على سهام بعد أن وعدت أبيها بأنها لن تتصل به قبل أن يتقدم له بطلب يدها .
واتى يوم لقاء أمجد والدكتور إبراهيم بأبو سهام واصطحبا معهما بالطبع إلهام ووصلوا جميعا للفيلا الفاخرة التى يقطنها أبو سهام مع أسرته الصغيرة والتى تنافس فى فخامتها الفيلا التى يملكها فى مصر واصطحب أمجد معه باقة زهور ضخمة وأحد صندوقى السيجار الذين اشتراهما من المطار كهدية لأبو العروسة
جلسوا جميعا مع أبو سهام الذى تقمص دور الأب الذى يقابل طالب يد أبنته مما أثار فى نفوسهم شيئا من السخرية لكنهم كانوا جميعا على علم بأن المقاول الكبير يتقمص الدور للحصول على أكبر مكاسب ممكنة من الزيجة التى يعتبرها صفقة جديدة يضيفها لسلسلة صفقاته الناجحة
وقف الجميع وحمل أمجد باقة زهوره وتقدم نحوها لتتناولها منه وتضمها لصدرها فبدت وكأنها أجمل زهرة فى باقة الزهور وعلى عكس ما كان يتوقع أمجد فقد بدت سعادة حقيقية على وجه أمها التى تجاورها ... إنها سعيدة لسعادة ابنتها
جلست سهام على الكنبة المواجهة للمقعد الذى كان يحتله ابيها وجلس أمجد إلى يسارها واحتلت إلهام الطرف الآخر ممسكة بيدها تساعدها على تجاوز خجلها وبدا الأب سعيدا بتلك السعادة التى فيها ابنته
شعر الأب بالذنب وبإشفاق حقيقى على صغيرته فاتجه ناحيتها وأخذ يربت عليها فى حنان حقيقى إستغربه أمجد والحاضرين من رجل الأعمال الذى فشل فى كبح جماح مشاعره أمام إبنته فأوسعت له إلهام مكانها ليجذب ابنته فى هدوء برقة بالغة لحضنه ويربت عليها وهو يقبل رأسها
خاتمة
وهكذا إنتهى حكى الباشا فى هذا الجزء
أيام قليلة فى عمر الزمان لكنها كانت من أكثر الأيام تأثيرا فى حياته
لقد أصبح شريك فى مكتب تصميمات شهير ... عادت له زوجته الأولى التى حارب من أجل إستعادتها ... كانت أولى الخطوات فى تحوله من المهندس الشاب أمجد إلى الباشا رغم صغر سنه وقتها
أما كيف كانت علاقته بزوجتيه وكيف وازن بين علاقته بهما فأنا مثلكم فى إنتظار إستكمال حكيه فى الجزء الثالث من السلسة الثانية فأنا مثلكم متشوق لإكتشاف كيف تعامل مع كل ما يحيطه من أمور
إلى لقاء أرجو أن يكون قريبا
إذا كان بالعمر بقية
الجزء الثالث
مقدمة
وأخيرا عاد الباشا للحكى ... فى هذا الجزء كشف لى الباشا أسرار عن حياته لم أكن أتخيلها ... كشف لى عن أول مرة يطلق عليه فيها اللقب الذى رافقه طوال حياته ... كشف عن أشياء منها ما ذكرته ومنها مالم أذكره ... أسماء وأحداث أخفيتها وأخرى صرحت عنها بالإشارة ... أيام قد تبدوا لمن يقرأ عنها ما هو معروف هادئة ... لكن الهدوء الظاهرى كان يخفى تحته صراعات كشف لى عنها ... وكاعادة أصدقائى أرجوكم لا تكتفوا بقراءة الكلمات المكتوبة
لكنى أرجوكم أن تقرأوا ماهو بين السطور
والآن لنستكمل معا قراءة ما أملاه على الباشا
إستعاد أمجد عافيته بعد أيام قلائل من لقائه مع أبو سهام وهبط الورم الذى كان يملأ وجه ولم يتبق فقط إلا ضمادة بسيطة يخفى بها الغرز الثلاث فى جبينه وبقى يومان على موعد مغادرة سهام وأسرتها برشلونة للإستعداد للعودة لأمريكا ثم العودة لمصر.
دعا الدكتور إبراهيم وزوجته أسرة سهام لسهرة رآها واجبة للإحتفال بخطبة الزوجين و اختارملهى الفندق الشهير ذو الطراز المعمارى العتيق بوسط العاصمة بشارع la Rrambla أجمل فنادق العاصمة الكتالونية وقتها لقضاء تلك السهرة .
أصرت سهام على الذهاب للسهرة فى سيارة أمجد المتواضعة بدلا من الذهاب بتلك السيارة الفاخرة التى إستأجرها أبوها فقد إشتاقت لوجودها بجواره فى سيارة يقودها ... لم تدع سهام لحظة بمجرد تحرك السيارة حتى أحتضنت ذراع زوجها ... كم اشتاقت لملمس ذراعه على صدرها ... كم اشتاقت لمناكفاتها معه عن رفضه ركوب سيارة تقودها أمرأة ... كم اشتاقت لقبلة كان دائما ما يضعها على أناملها عندما يرفع كفها لفمه بيد بينما يقود السيارة بيده الأخرى ... إشتاقت لكل هذا ولم ترفع عينيها عنه طوال خمس وأربعون دقيقة إستغرقتها رحلة سيارة زوجها المتواضعة تتبع سيارة أبيها الفاخرة.
فى الموعد كانت سهام تسير خلف أبويها تتأبط ذراع زوجها ترتدى ذلك الفستان الأسود الضيق المفتوح الجانب الذى اشترته خصيصا لتلك السهرة.... لأول مرة منذ زواجها لا تجد نفسها تخشى من أن يراها أحد معارف أبيها مع أمجد ... زوجها وحبيبها ... كان دائما ما يعاملها كأميرة برقته حتى فى لفة ذراعه برقة حول خصرها ... تمنت أن يلف ذراعه حول خصرها كما كان يفعل دائما فى شقتهما التى دمرها ابوها وأصبحت الآن مملكة لأخرى ... لكنها لم تهتم ... فستنشئ مملكتها الخاصة من جديد ... الآن بدون خوف من علم أبيها وأمها .
وصلوا للملهى الفخم ذو الطراز الكلاسيكى والأرضيات الخشبية ومكان الرقص الفسيح فى وسطه الذى تتصدره فرقة موسيقية ليجدوا صاحب الدعوة وزوجته وبالطبع الأم الروحية لكلا الشابين قد سبقوهم ليجلس الجميع بترتيب الأصول
أبو سهام تجاوره زوجته ثم إلهام ثم زوجة الدكتورإبراهيم يجاورها زوجها .... جلست الجميلة سهام تجاور أبيها وجلس جوارها زوجها ... أو خطيبها حسب رأى أبيها ... لم تستطع سهام كبح جماح نفسها فألصقت فخذها بفخذ أمجد طوال فترة تناولهم العشاء وتسللت يدها أحيانا تتحسس فخذ زوجها الذى لم يتوقف لحظة عن ملامسة فخذها العارى الملاصق له حتى بدأت الموسيقى فى إشعال النار فى جسدى الشابين فوقف أمجد وأستأذن أبو سهام فى أن يراقصها .... وافق الأب على مضض بعد نظرة سريعة لوجوه الجالسين خجل بعدها من أن يرفض طلب أمجد
تلاصق جسدا الشابين خلال الرقص ونسيا كل الجالسين حول المائدة يراقبونهم ... كلهم بسعادة إلا أبو سهام الذى كان على وشك الإنفجار لولا لمسات زوجته المهدئة
نظرت أم سهام لإلهام وزوجة الدكتور الذين مالا على بعضهما يتحدثان بهمس وضحك مكتوم بينما ينظران للشابين المتراقصين وهى تشعر بأن الحديث يدور حول ابنتها فبادرتها إلهام هامسة ضاحكة كعادتها
تانجو por una cabeza
بمجرد إنظلاق ذلك التانجو كأنما شيطان تلبس سهام فباتت إلتصاقتها بأمجد وإنحناءاتها حول جسده تعبر عن جرأة لا متناهية وطاوعها أمجد فى جنون رقصها فبات يحملها ويدور بها على أنغام التانجو بعد أن توقف كل من كانوا يرقصون عن الرقص وتحول كل من فى القاعة لمشاهدين معجبين بهذا الثنائى الشاب المتناغم وعادت النسوة لتجميع روؤسهن والحديث
عندما وصل الركب الصغير أمام باب الفيلا دخل أبو سهام من الباب أولا ووقفت أمها أمام الباب المفتوح تراقب ابنتها حسب تعليمات زوجها وامسك أمجد بيدى زوجته يقبلها بينما هى تهمس له
تسلل أمجد خلف زوجته لغرفتها وأغلقت الباب خلفهما بالمفتاح فى هدوء شديد ونظرت لزوجها بإبتسامة رائعة وصدرها يعلو ويهبط من إثارة المغامرة ... ومن إثارة وجودها مع حبيبها خلف باب مغلق بعد فراق سنوات ثلاث
عندما أنهى أمجد حواره مع وحش شبقه كانت سهام قد فكت كل أزرار قميصه وبدأت فى تقبيل صدره
إمتدت أصابع أمجد للسوستة الخلفية الطويلة للفستان بينما تزيح شعرها بدلال دائما ما تعرف إنه يثيره وبدأ فى فتح السوستة بهدوء وهو يقبل كل جزء ينكشف من ظهرها حتى وصل لقفل السوتيان الذى ترتديه ففتحه بهدوء وجلس على ركبتيه عندما وصل لطرف ذلك الكيلوت الصغير ليقبل نهاية ظهرها ثم يرفع يديه ليزيح الفستان عن كتفيها وذراعيها لتنطلق منها تنهيدة حارة وهو يخلع عنها الفستان ويخلع معه السوتيان ويبدأ فى تحريره من ردفيها ومعه الكيلوت ليقذف بكل ما كانت ترتديه فتتناثر ملابسها فى كل أنحاء الغرفة
فتح أمجد فمه محاولا إحتواء كس سهام بداخله مداعبا بظرها بلسانه بينما يفركه بشاربه ويفرك شرجها بأنفه بسرعة فعادت الجميلة للتأوه بصوت حاولت أن يكون خفيضا حتى عض أمجد زنبورها المنتفخ عضة رقيقة فصرخت صرخة شبقة كتمتها بعضة على عانته فدفعها أمجد من فوقه لتسقط بظهرها على الفراش لينقض بجسده كاملا عليها يقبل شفتيها بجنون بينما يتلمس زبره طريقه لفتحة كسها ليدخل طرفه فقط وهو يعتصر ثدييها الشهيين ويفرك حلماتها بين أصابعه وبمجرد أن رفع شفتيه عن فمها إمتدت يدها للوسادة تلتقطها وتضغط عليها بأسنانها لتمنع أصوات محنتها من الخروج فرفع أمجد فخذيها على كتفيه وفرج بينهما ليجلد زنبورها بزبره كما اعتاد فتحاول الهرب بجسدها لكنه لم يعطها الفرصة وظل يدور بجسده معها فى الفراش قبل أن يدفع زبره بقوة بداخلها فتتأوه بصوت لم تستطع كتمانه بالوسادة التى تضعها على فمها فيضغط أمجد فخذيها على صدرها بينما تتمسك كفاه بقوة بأثدائها وينتاب جسده الجنون فيظل يدفع زبره دخولا وخروجا بكسها وعلت فى الغرفة أصوات إصطدام الجسدين الشابين وبلغت الجميلة ذروتها لمرتين قبل أن يخرج أمجد زبره من فتحة كسها ليندفع منيه يغرق بطنها ويصل لصدرها ويداها تتخبط على جانبيها فى الفراش فيثبت يديها بيديه ويزيح أمجد الوسادة التى تغطى بها وجهها برأسه ويلتقم شفتيها بقبلة عميقة إمتدت حتى هدأت الجميلة من فورتها فيستلقى بجانبها ويحيطها بذراعه ويجذبها لصدره فتنام عليه مغمضة عينيها وتمتد أصابعه لتداعب شعرها وتزيحه عن وجهها
...................................................................................................
إستيقظت الجميلة على يد تهزها بحنان وتزيح شعرها عن وجهها لتفتح عينيها مبتسمة والسعادة تطل منهما
جلست أم سهام على مائدة الإفطار بجوار زوجها وقد إنعكست سعادة ابنتها على سعادتها التى بدت ظاهرة على وجهها
قضى أمجد الأيام التالية فى رحلات مع إلهام لإختيار موديلات الملابس التى ستصطحبها معاها بعد أن قبض أجره عن التصميمين الذين أنجزهما وفوقهما مكافأة خاصة من الأمير العربى صاحب التصميم الأول بعد أن رأى أمام عينيه ماكيت التصميم والذى حضر من وطنه خصيصا ليشاهده
أصبح مشوار أمجد للبنك يوميا لمتابعة حسابه وأخذ كشف بما تم تحويله إليه من أموال ليرسل صورة منه بالفاكس لمكتب الشيخ إبراهيم ويعطى صورة أخرى لمسؤل الأمن بالقنصلية وقد فوجئ بذلك التضخم الكبير فى حسابه من التحويلات التى كان معظمها بمبالغ غير كبيرة ومن دول أوروبية مختلفة ... أقلقه ذلك التضخم السريع خاصة أن مندوب الشيخ إبراهيم طلب منه تليفونيا الإحتفاظ بكل مافى الحساب بالبنك وعدم تحويله لحسابه فى مصر
وبعد أن كان قراره بقطع علاقته بإيزابيلا نهائيا تراجع عنه ... فهو أيضا شعر بأنه لا يستطيع الإبتعاد عنها ... روحها دائما ما تجدد فيه شيئا ما يجهله ... أصبحت له إيزابيلا نوعا من الإدمان!!!
أنجز أمجد عدد كبير من التصميمات ... وبات حسابه فى المكتب رقم ليس بالقليل ... و تزايدت طلبات التصميمات الخاصة له حتى تراكم على مكتبه أكثر من 10 بيانات لتصميمات عليه أن ينجزها قبل العودة لمصر ... بالطبع لم يكن فى إمكانه إنهاؤها فاتفق مع فريدريك على أن ينجز تصميمان فقط وأن يؤجل الباقى لينجزه بمصر ... أو لتحوّل لأحد المصممين الآخرين بالمكتب لإنجازها بعد التفاهم مع أصحابها .
شرع أمجد فى إختيار التصميمين اللذان سينجزهما ووضع القدر أمامه فرصة جديدة ... وجد من بين التصميمات طلب لتصميم مقر لدار أزياء شهيرة بالعاصمة مدريد ... إنها فرصة ذهبية لمشروع أبو زوجته ... طلب من فريديريك تحديد موعد لمقابلة صاحب دار الأزياء لتوضيح بعض النقاط ... رغم تعجب فريديريك إلا أنه اتصل بصاحب دار الأزياء وحدد موعد معه لأمجد ... لكن فى مدريد
إستغرق أمجد يومه فى عمل خاص ... كان يعمل على اسكتشات صغيرة سيصطحبها معه ... فوقت صاحب دار الأزياء محدود وأمجد يريد إستغلال كل دقيقة له معه ... ورحلة أمجد لمدريد سريعة ساعة ونصف بالطائرة وساعة واحدة مع الرجل المهم ثم عودة للمطار للحاق برحلة عودته لبرشلونة
تآلف الرجل سريعا مع أمجد بشخصيته القوية وتركيزه مع خفة ظله ... وساعد تمكن أمجد من الإسبانية فى التفاهم دون وجود وسيط وهو ما أُعّجِب به الرجل المهم ... عرض عليه أمجد أن يكون لتصميم الدار هوية محددة تتكرر فى كل فروع الدار ... سواء أماكن بيع أو إدارة أو أى مكان يحمل إسم الدار ... إستعان أمجد بالإسكتشات التى رسمها لشرح إقتراحه ... كان أمجد يريد صنع رابط ما مع هذا الرجل ... إنه فنان آخر فى مجال آخر .... ومثلما أمجد يبرع فى مجال تصميم المبانى فهذا الرجل يبرع فى تصميم الملابس ... وجمع الأموال .... وبنهاية اللقاء كان التآلف بينهما كان اكتمل لدرجة تبادل أرقام التليفونات على وعد بلقاء آخر بعيدا عن العمل عندما تسمح الظروف .
بمجرد عودة أمجد لسكنه بالعاصمة الكتالونية فوجئ بإتصال من فريدريك يهنأه فيه بالصفقة التى أنجزت ... ولما لم يكن أمجد على علم بأى صفقة فتساءل عن تلك الصفقة ... أخبره فريدريك بإعجاب صاحب دار الأزياء بفكرته وأنه اتفق مع المكتب على أن يتم تصميم 3 فروع جديدة لدار الأزياء بثلاث دول أوروبية ... على نفس النمط الذى اقترحه أمجد ... إذا فقد بدأت الخطوة الأولى التى كان ينتظرها أمجد ... كانت الخطوة التى سيستطيع بعدها مفاتحة مصمم الأزياء بأن يكون حماه وكيلا لتلك الشركة العالمية فى مصر
...........................................................................................................
بينما كان أمجد منشغلا بكل تلك الأمور فى إسبانيا كانت إلهام بالقاهرة تتابع الكثير ..... بمجرد وصولها قابلها أبو أمجد وأبو منى بالمطار وتعجبا من كيفية خروجها بكل ما تحمله من المطار بكل تلك السهولة ... لكنها إلهام المليئة بالمفاجآت ورغم وحدتها التى يعلم بها كل المقربين إلا أنها تمتلك شبكة من المعارف فى كل مكان فى مصر ... شبكة سهلت لها الخروج من المطار بعد إجراءات شكلية دفعت بعدها مبلغ يعتبر زهيدا كجمارك لكل ما تحمله ... لم تكن تلك المرأة الرائعة تحمل شيئا يخصها ... كانت تحمل حقائب ضخمة ممتلئة بموديلات سيقلدها أبو منى فى المشغل الذى أسسه بإحدى الشقق القديمة المتسعة بالحى المجاورللمول الشهير الذى أستأجر فيه المحل الكبير ... فقط خمس ماكينات خياطة ومقص واحد كهربى وترابيزة كبيرة للقص وبضع فتيات وسيدات إتفق معهن على العمل وغرفة خصصت كمخزن بينما جهزت الصالة المتسعة بعدد كبير من حوامل التعليق .... كان أبو منى سعيدا وقلقا ً فى نفس الوقت ... لم يكن يدرى إلى أين ستنتهى به المغامرة التى أطاع فيها صهره ... إستنزف الكثير من أمواله ولولا ما كان يرسله أمجد من أموال لأنتهى كل ما يملك وكل ما إستأمنته عليه أخته الصغرى من نصيبها فى تجارتهم السابقة ... وككل تاجر حرص الرجل على إخفاء كل ما يفعله عن الجميع ... وخصوصا إخوته ... بمجرد أن سلمته إلهام حقائبها انطلق بها لمشغله الصغير ... فتح الحقائب وصنف مابها ليبدأ العمل فى أقرب وقت ... وكما أكد عليه أمجد أكد هو على العاملات بمشغله على جودة التشطيب ... لكن متى سيبدأ العمل ؟
جلس أبو منى واضعا رأسه بين يديه بعد عودته لبيتته يفكر لحل للمشكلة التى تواجهه ولاحظت منى إنشغاله والهم البادى على وجهه
طالت مكالمتهما الليلة ولم يكن أمجد يريد إنتهائها ولم تكن تريد ... لكنها قدرت أن تلك المكالمة قد كلفته الكثير من الأموال التى يجمعها بعرقه وموهبته... لم تخبره بما اتفقت عليه مع أبيها بشأن شراكته ... فقط أخبرته أنها ستعطى أبيها ما تركه لها من مال ... إنها تعرفه وتعرف ما سيقوله قبل أن يقوله ... لن يقبل إلا أن يكون ما أعطاه لأبيها هدية له نظير الهدية الكبرى التى أعطاه ابيها إياها ... بالفعل إنه يعتبرها هدية ... هدية قدره وأيقونة حظه ... أخبرته إنها أعطت أبيها بعض المال .... لكنها لم تخبره بإتفاق الشراكة.
..........................................................................................................
منذ اليوم التالى لوصول إلهام كانت أعدت نفسها لما ينتظرها من أعمال ... ومن مجهود .... كانت كالنحلة بين شقة أمجد وبين المكتب القديم لتجديده وبين الوزارة والهيئة لإستعادة التراخيص ... وفوق كل هذا ترافق الرقيقة منى فى رحلاتها لإختيار الموبيليا التى تناسب شقتها ... وعندما تعود لشقتها مساء تجد فى إنتظارها مكالمات تليفونية عديدة أصبحت يومية ... من أم سهام التى أصبحت صديقة جديدة ومن الدكتور إبراهيم الذى يطمئن يوميا على سير أوراق المكتب وعمليات تجديده ومن زوجته التى تطول مكالمتها معها تطمئن عليها كأم وتستفسر منها عن تفاصيل يومها ... وآخر مكالمة تتلقاها تكون من سهام
جرت الأيام سريعا بأمجد واقترب موعد عودته للقاهرة ولكن قبل عودته بأيام وعندما تسلم كشف حسابه كالعادة من موظف البنك والذى أصبح يعدّه لأمجد حتى قبل وصوله وجد تحويلا بمبلغ ضخم من تلك الدولة التى أصبحت مقرا للأموال لكل من يريد تهريب أمواله من رقابة بلده .... تحويلا جعل حسابه فى البنك يصل لستة أصفار ... وبالعملة الأجنبية .... سارع أمجد بكشف الحساب لمسؤل الأمن بالقنصلية والذى أصبح هو أيضا صديقا مقربا لأمجد ليخبره بهذا التضخم المفاجئ لحسابه ... أخبره المسؤل بأن هذا التحويل هو مجرد قطرة فى بحر الأموال التى يتعامل بها الشيخ أبو ابراهيم ... وبأنه سيكون إختبار لولائه لهم ... طالبه بهدوء الأعصاب وبأن يتصل بمكتب الشيخ ليخبرهم بكل مافى حسابه ويخبرهم بإفتراب موعد عودته لمصر وكيف سيتصرف فى كل تلك الأموال ... فهو سيمكث فى مصر فترة لن تقل عن شهر وغالبا ستزيد ... طالبه من أجاب عليه بأن يتصل مساءً ليتلقى من الشيخ بنفسه تعليمات التصرف فى المال .
عندما اتصل بالشيخ مساء وجده جاهز بالرد ... سيحول نصف مافى حسابه لمصر .... وسيحول مبلغ آخر ضخم للدولة العريقة القديمة بالقارة الأوروبية فى حساب أخبره برقمه وسيعيد إرساله له على رقم الفاكس الخاص بمكتب خدمة رجال الأعمال الذى يتعامل معه أمجد ... وسيتبقى فى حسابه بأسبانيا مبلغ ليس بالقليل
فى اليوم التالى قام أمجد بتنفيذ كل ما طالبه به الشيخ أبو إبراهيم حسب تعليمات مسؤل أمن السفارة وأعاد إرسال صور التحويلات لمكتب الشيخ أبو إبراهيم واتصل بهم ليتأكد من وصول الصور.
مرت الأيام الباقية سريعا وقضاها أمجد فى إتصالات متتالية لترتيب ما ينتظره فى مصر ... سيكون موعد إفتتاح محل أبو منى فى نفس يوم وصوله ... والمكتب أصبح معدا وأتمت إلهام إتفاقها مع المهندسين والموظفين كطاقم للمكتب ... سيكون زفافه على حبيبة عمره بعد وصوله بإسبوع ... سيبدأ المكتب العمل فى أول أيام الشهرالجديد بعد إسبوعين من زفاف أمجد ... تسلمت إلهام بيانات القرية السياحية من شركة أبو سهام للعمل على تصميماتها
الشئ الوحيد الذى بقى معلقا هو موعد عقد قرانه على سهام ... أخبرته إلهام أن أبوها يسوف مواعيد عودته وعودتها لمصر ويعلقها على إنتهاء التصميمات .
إستراح أمجد لهذا التسويف فهو يريد بعض الوقت لترتيب حياته بين زوجتين ومكتب وشركة أبو سهام ... وأيضا ضرورة عودته لإسبانيا على فترات قصيرة لمتابعة دراسته العليا ومتابعة حسابه البنكى الذى يتضخم دون تدخل منه ... على كل الأحوال إنه بحاجة لفترة راحة يلتقط فيها أنفاسه ستكون تلك الراحة فى وجوده مع حبيبة عمره ... الرقيقة منى .
يوم سفره مر أمجد على القنصلية ليودع صديقه مسؤل الأمن الذى أخبره بضرورة التواصل مع ذلك المسؤل بالجهاز الكبير بمجرد وصوله ... وقبل أن يلتقى بالشيخ إبراهيم ... فهناك تلقين سريع له من ذلك المسؤل لطريقة التصرف مع الشيخ حتى يتم له الحصول على ثقته التامة ... التى يحتاجها ويحتاجونها .
أخبره مسؤل السفارة بأن هناك من سيساعده فى المطار لخروجه بكل ما يحمله من أغراض دون معارضة ... فهو سيحمل معه الكثير من الملابس اللازمة لمشروع حماه علاوة على كل أغراضه التى كانت فى شقته ... كان لابد له من إخلائها لتسليمها للمكتب .... فهو فى رحلاته القادمة لبرشلونة سيعامل كشريك وليس كموظف وسيقطن فى أيامه التى سيقضيها بالعاصمة الكتالونية بإحدى الشقق الكبيرة المخصصة للضيوف .... عندما هم برفض المساعدة أخبره مسؤل الأمن بأن ذلك لن يعد تهربا من الجمارك ... بل يعتبر مكافأة لتعاونه ... أخبره الرجل بأنه بإختراقه تلك الشبكة حقق للجهاز مهمة فى غاية الصعوبة
كان وداعه مع إيزابيلا وداعا عاصفا ... قضى ليلته كاملة معها ... مارس معها الجنس كما لم يمارسه معها من قبل ... ولأول مرة تقضى ليلتها عارية بين ذراعيه كما كانت تتمنى ... كان يريد أن يترك لها ذكرى طيبة ... فقد قرر أن تكون تلك الليلة هى ليلتها الأخيرة معه ... قرر ما قرره كثيرا من قبل ... لكنه لم يستطع أن يصارحها بما قرره ... سمح له بأن توصله للمطار بعد أن ترك لها السيارة كهدية ... أخبرها أنها ستظل معها وأنه سيعود قريبا ... قرر أن يترك لها أملاً بدلا من أن يصدمها بما قرره ... وفى المطار قابله مندوب المكتب لإنهاء إجراءات سفره ... فهو قد أصبح شخصية هامة للمكتب ... دفع أمجد يومها مبلغا كبيرا نظير الوزن الزائد ... لكنه لم يهتم ... فكله فى النهاية سيعود لحبيبته الرقيقة التى يشعر بأنه يظلمها بعلاقاته المتعددة
...........................................................................................................
لم تستغرق أجراءات خروج أمجد من المطار طويلا ... وجد أبوه وأبو منى فى إنتظاره ... إمتلأت سيارة أبو منى الكبيرة تماما بما حمله معه أمجد للمحل الجديد وبالكاد إتسعت سيارة أبوه لأغراضه ... تعجلوا الخروج على موعد بلقاء فى المحل ... فالإفتتاح بعد ساعات ... وأمجد يتحرق شوقا لرؤية حبيبته
وجد أمجد حبيبته فى إنتظاره وقد تزينت واستعدت للقائه وأصطحابه للمحل الجديد ... إنفرد بها فى غرفتهم ولم يترك بقعة فى وجهها ولا شفتيها إلا وأوسعها تقبيلا
بعد أن انهى تقبيله وإحتضانه ظل ينظر إليها وقد عادت منى لطبيعتها القديمة ... نفس الوجه ونفس الجسد الذى كانت تملكه منذ كانت فى الثامنة عشر ... عاد إليها جمالها الغير عادى وبسمتها التى تضئ وجهها
بعد أن فتحوا أبواب المحل بدقائق دخلت أولى الزبائن ... سيدة عربية تبدو عليها مظاهر الثراء الشديد ... تجولت بين المعروضات طويلا قبل أن تتخير أحد الموديلات لقياسها ... رافقتها عاملة المحل الجديدة ذات الخبرة فى البيع لغرفة القياس ... جلس الجميع ينتظرون نجاح الصفقة الأولى لمشروعهم ... أقلقهم تردد العاملة خروجا ودخولا لمكان القياس وكل مرة تحمل فستان جديد
خلال وقت قليل فوجئوا بالمحل يمتلئ بسيدات أخريات ... إنشغلت البائعات جميعا ... بدأت السعادة تظهر على وجه الرجل الخبير بالتجارة حتى ملأت الإبتسامة وجهه
أخيرا ظهرت صانعة السعادة بينهم ومعها أخرى ... الجميع عرفها إلا أمجد ... إلتفت النساء حول تلك الضيفة ... حاول أمجد تذكرها لكنه لم يستطع ... إنه يعرف الوجه لكنه لا يعرف لمن هو
إستأذن أبو أمجد فى الإنصراف وانشغل أبو منى بممارسة مهنته كبائع محترف وانشغلت النساء بالنساء ليهمس أمجد فى أذن منى بأنه سيذهب قليلا للكافيتريا لشرب الشاى والتدخين ... فهو مرهق من طول السفر وعدم الراحة
جلس أمجد على مقعد وثير بالكافيتريا المطلة على النيل وأشعل سيجار ضخم كان أصطحبه معه وبدأت أعصابه فى الإرتخاء قليلا بفعل دخان السيجار ... كان يبدو مختلفا تلك المرة ... فبدلته الأنيقة التى ارتداها دون رباط عنق مع ذلك الصديرى والسيجار الكبير جعلوا العاملين فى الكافيتريا يهابونه ... إنهم يشعرون بأنه شخصية هامة من تلك الشخصيات التى اعتادت إرتياد المكان ... إنها المرة الأولى له لكنهم يريدون ألا تكون الأخيرة ... فوجود مثل هذا الشاب الذى يوحى منظره بالأهمية فى محلهم كفيل وحده بجذب الزبائن ... حرص كل العاملين على ألا يزعجه أحد وتركوه فى تأمله للنيل ... إنهم يعرفون بخبرتهم من فى حاجة للهدوء ومن فى حاجة للرفقة
قطع تأمل أمجد للنيل صوت إلهام الصاخب وهى تقف بجواره ومعها تلك الضيفة التى عرفها الجميع إلا هو
إنهم طيبون لدرجة السذاجة
الباشا
كان وقع الكلمة على أذن أمجد غريبا ... لم يستسغها ولم يحبها فى ذلك اليوم ... فهو لم يزل فى نظر نفسه ذلك الشاب الذى يهيم حبا بفتاته ويرغب فى إسعادها وفقط ... أيقونة حظه ورفيقة عمره الرقيقة منى
بمجرد إنفراد أمجد بمنى فى غرفتهم أخفضت وجهها خجلا منه ... فامتدت أصابعه لأسفل ذقنها ورفع وجهها إليه فأرخت عيناها خجلا
...........................................................................................................
توجه أمجد من فوره للمبنى الكبير وقابل الرجل الوقور الذى قابله فى المرة الأولى وكأنه كان فى إنتظاره
عندما عادت منى وأم أمجد من شقتها بعد أن وضعتا لمساتهما النهائية اللازمة ليوم الزفاف عليها إجتمعت ريرى وأم أمجد و مُنى فى غرفتها ليبدآ رحلة تجهيز العروس وقد بدا الوجوم على وجه مُنى وأمها... فهى لن تتعرى أمام تلك المرأة التى تظن أنها تتمنى أن تكون مكانها بين ذراعى حبيبها
مسكينة يا رقيقة فأنتِ لا تعرفين الحقيقة
أرادت أم أمجد إنهاء ذلك الموقف فبدأت الحديث
....................................................................................................
مرت الأيام سريعا وأنهى أمجد تدريبه السريع وأتهى كذلك كل ما كان معلق من إجراءات بخصوص المكتب وأطاع ما طلبه منه الرجل الوقور فى المبنى الكبير وقدم طلباً لتركيب خط تليفون فى شقته الجديدة لسهولة التواصل معه بعد أن أخبره الرجل هناك إنهم سيساعدونه وأن طلبه سينفذ خلال أقل من شهر بمساعدتهم ولن ينتظر لسنوات كما كانت العادة فى تلك الأيام ... لكنه طلب منه أن يطلب توصية مكتوبة من الشيخ أبو إبراهيم لمصلحة التليفونات ... حتى لا يشك الرجل لسرعة تركيب خط التليفون الغير معتادة دون توصية
وأخيرا بات أمجد ومنى على بعد ساعات من أن يجمعهما بيت واحد ولم يستطع أمجد فى اليوم السابق للفرح رؤية رقيقته ... فهو "يوم الحنة" حيث تتجمع النساء والفتيات فى يومهم الخاص بالنساء ولا يصح أن يكون بينهم رجل حتى ولو كان العريس ... أو كما قالت له أمه
وهكذا أصبح أمجد على بعد ساعات من بداية حياة جديدة كرجل مسؤل عن زوجة وبيت وقريبا ***** ... كانت المرة الأولى التى إقترن فيها أسمه بلقب الباشا ... هذا اللقب الذى أطلقه عليه أولا عمال الكافيتريا وسرعان ما أنتشر بين أروقة المركز التجارى ليتجاوزه فيما بعد ... كانت الأيام الأولى التى انغمس بعدها فى معاونة أفراد الجهاز الكبير فى حربهم وحربه مع طيور الظلام ... كانت خطوته الأولى فى هذا العالم المثير بسرية وهدوء ... سر لم يعلمه إلا هو وقليل من أفراد هذا الجهاز المجهولين ... حتى أسمائهم الحقيقية لم يعرفها ولم يعرف إسمه الحقيقى بينهم إلا القليلون ... هذا السر الذى إخفاه طيلة حياته ... وإلى الآن
وإلى اللقاء يا أصدقائى الأعزاء قريبا كما أتمنى فى فصل جديد من حياة الباشا إذا كان فى العمر بقية
الجزء الرابع
مقدمة
فى هذا الجزء أصر الباشا على ذكر تفاصيل حفلات زفاف الطبقة المتوسطة بالتفصيل ... أصر على أن ينقل للقراء الجو المحيط والسعادة التى كانت تجد طريقها لقلوب البسطاء رغم قسوة حياتهم فى تلك الأيام ... اصر على ذكر تكاتف أبناء الشارع الواحد وجيران الفرح لإنجاح فرحتهم ... بعض التفاصيل التى قد تبدو غريبة عن بعض أبناء جيل الألفية الجديدة ... لكنها كانت حقيقية بالكامل لم أزد أو أنقص كلمة مما ذكره لى فى حكيه علّى أستطيع أن أضعكم فى نفس حالة السعادة التى شعر بها ورأيتها فى عينيه عندما تذكرها
فى هذا الجزء أيضا تطرق الباشا لزلزال إقتصادى حدث بمصر تزعزعت معه أحلام كثير من البسطاء حتى انهارت ... ذكر بعض تأثيرات هذا الحدث الذى تألم له رغم إستفادته منه وكيف عرف بعض خفايا هذا الزلزال
أصبح الباشا شريك فى مكتب تصميمات كبير وشريك فى مشروع تجارى ناجح
كيف مرت تلك اليام القليلة على الفتى صغير السن وكيف عاشها وكيف أضافت لخبراته هذا ما سوف نعرفه عندما نتابع قراءة ما أملاه على الباشا من كلمات
والآن لنعد سويا لإستكمال قصتنا وكالعادة أرجوكم أعزائى ألا تكتفوا بقراء الكلمات
لكن إقرأوا ما بين السطور
............................................................................................................
وأشرق نهار يوم الزفاف لم يستطع أمجد حتى أن يطيل مكالمته الصباحية مع حبيبته ... لقد فوجئ بصوت أمه على الطرف الآخر بعد نصف ساعة فقط من بدء مكالمته التى كان يتمنى أن تمتد لساعات
فها هو أخيرا حلم يكتمل بزواج إثنين ولدا وكبرا سويا أمام أعين الجميع
حلم تحقق فى زمن أصبحت فيه الآمال مستحيلة
كانت المفاجأة التى لم يتوقعها أحد من الأسرتين حضور أعمام منى وزوجاتهم .... لقد تسرب إليهم خبر نجاح مشروع أخيهم الأكبر وأختهم الصغرى عن طريق أحد التجار الذى تصادف ذهابه للمركز التجارى ... لم يعلم هذا الرجل إلا أن محل أبو منى بات مقصدا لزوجات وجوه المجتمع وأن هذا المحل فى الأصل مملوك لشاب مهم بات كل من فى المركز التجارى يطلقون عليه لقب الباشا .... ذهبت بهم ظنونهم بأن أمجد ومنى قد انفصلا ثانيةً وأن منى فى طريقها للزواج بآخر آكثر ثراء ونفوذا من الشيخ نور الذى كانوا يريدون تزويجها له ... صوّر لهم طمعهم أنهم قد يستطيعون الإشتراك فى كعكة الثروة التى يظنون أخيهم ينعم بها
كم كانت دهشة زوجات العم عندما رأين أم أمجد تقوم بتجهيز العروس وتشترك معها فى كل تفصيلات مكياجها وشعرها ... لم يستوعبن أن العريس الذى سمعن عن ثرائه هو أمجد الذى أضاع من أزواجهن فرصة مصاهرة أحد أكبر التجار فى مصر ... كانت دهشة أزواجهن أكبر عندما أستطاعوا أخيرا التكلم مع أخيهم فى ذروة أنشغاله بتجهيزات عرس ابنته عندما سألوه عن إسم عريس إبنة أخيهم ومن هو ... عندها فقط فهم الرجل الطيب سر حضورهم من بورسعيد للقاهرة والسعادة المصطنعة التى رسموها على ووجوههم هم و زوجاتهم
إشتعل الحفل بوصول إلهام وكان سبب إشتعاله وصول النجمة الشهيرة إيناس برفقتها وتجمعت الفتيات حولها وتطلعت أعين الشباب والرجال لتلك النجمة التى لم يكن أحد يتخيل رؤيتها على الحقيقة فإذا هى فى حيهم وفى حفل عرس إبن شارعهم تشاركهم فرحتهم بزفافه.... وتعجب أعمام منى وزوجاتهم من هذا الخليط العجيب الموجود ... نجمة سينمائية وأحد كبار تيار يرفض وجود السينما من أساسه فى نفس المكان ... وتهامس أعمام منى بينهما يتسائلان ... إلى أى مدى وصل هذا الشاب فى سنوات أقل من عدد أصابع اليد الواحدة وإلى اين وصلت شبكة معارفه
إنتهى العرس فى موعده منتصف الليل وتحرك موكب العريس تتقدمه السيارة الفارهة المزينة وشارك فى الموكب كل من يملك سيارة بالشارع حتى توقفوا أمام العمارة التى تقع شقة العريس فى آخر أدوارها ... لم يرافق العروسان إلا أم العريس وأم العروس وأبويهما حسب الأصول بينما انصرفت سيارة العروسان إنتظرالجميع عودة كبار الأسرتين أمام باب العمارة يصخبون ويرفعون أصوات فرحتهم وزغاريد النساء .
فتحت أم العريس باب الشقة ودخل أمجد تتأبط ذراعه عروسه الجميلة تتعثر فى خجلها لتجلس العروس على الكنبة الموجودة بصالة الشقة و معها أمها وأبيها بينما تصطحب أم أمجد وأبيه إبنهما لغرفة النوم ... فكل أم وأب لابد أن يوصيا إبنهما وإبنتهما التوصيات الأخيرة اللازمة لبدء حياتهما الزوجية
لأول مرة فى حياته يشعر أمجد بالرغبة فى النوم بعد ممارسته الجنس ... شعر بطاقة العمل تتفجر فى عقله لكنه وجد نفسه يرغب فى أن ينام ... ربما إلتصاق رفيقة عمره به وإحساسه بملمس جسدها على جسده جعل هذا الخدر والإسترخاء يتسرب إليه ... راقب وجهها الملائكى النائم قليلا قبل أن يستغرق هو الآخر فى نوم عميق
...........................................................................................................
شعر أمجد أنه استغرق فى النوم كما لم يستغرق من قبل ... عندما فتح عينيه كان يتخيل أن الوقت قد قارب الظهيرة نظر لتلك الجميلة النائمة على صدره مبتسمة رغم إستغراقها فى النوم ... أزاحها بهدوء عن صدره لتتململ الرقيقة قليلا قبل أن تفتح عينيها
لم يدر أمجد كم مر عليه من الوقت قبل أن يفيق على جرس الباب ... إرتدى جاكيت البيجاما وفتح الباب وهو يغلق حزامه ليجد صديقة عمره إلهام أمام الباب تحمل فى يدها حقيبتين بلاستيكيتين كبيرتين بيد بينما تحمل بالأخرى علبة شيكولاتة ضخمة
يعد وقت قليل خرجت إلهام ومعها منى يرفعان الأطباق التى لم تمس وينشغلان بتحضير وجبة سريعة لإفطار العروسين ومعهما إلهام وكالعادة لم تتركه إلهام دون مناكفة
قدم أمجد للضيفات الجدد الشيكولاتة بينما إصطحبت أم أمجد وأم منى العروس لغرفة نومها بينما أصرت إلهام على مصاحبتهم بعدما رأت إصرار زوجات الأعمام على الدخول معهم للتحدث فى أمور نسائية خاصة وظل أمجد فى مكانه لتتعالى الزغاريد مرة أخرى من غرفة النوم ... زغاريد لم يدر سببها إلا بعد أن همست له أمه فى أذنه بعد خروجها إنها إحتفالا بذلك المنديل الحريرى الذى قدمته لهم العروس وسط خجلها ... زغاريد أعقبتها ضحكات ماجنة إخترقت الباب المغلق ثم خرجت إلهام وأم أمجد تاركين الجميلة منى مع سيدات أسرتها
وأخيرا أنهت الأم الموقف سريعا بعد أن لاحظت الموقف ووقفت بعد أن أشارت لأم أمنى
...........................................................................................................
مساء الإثنين كانت زيارة أمجد وزوجته لأسرتيهما ... كانت العروس فى قمة الإشراق ... وكالعادة ألقت منى بنفسها بين ذراعى أم أمجد التى إصطحبتها على الفور لغرفة النوم لتنفرد بها
لم يترك أمجد وقتا ليضيع ... دون أن يغيرا ملابسهما أصطحب أمجد عروسه لشراء ملابس تصلح للمصيف ... فهم لم يحسبا قبل زواجهما حساب تلك الفكرة المفاجئة ... تعجبت منى من إصرار أمجد على أن يشترى لها مايوه
إكتملت الصحبة بوصول الصديقة إلهام وعندما انتهى إسبوع العسل كان جسد الجميلة الأبيض قد تحول للأحمر بينما إزداد جسد أمجد الأسمر إسمرارا ... لم يكن أى من الثلاثة يرغب فى إنتهاء العطلة لكنها ككل الأيام الجميلة لابد أن تنتهى
وقبل العودة للقاهرة كان أمجد قارب على الإنتهاء من كل ما يخصه من تصميمات القرية ... قرية أبو سهام ذات التصميم المتميز الذى انبهرت به إلهام نفسها لقد تفوق على نفسه تلك المرة ... فقد كانت أيقونة حظه دائما قريبة منه تساعده برقتها وبتفانيها المفرط فى إشعاره بحبها .
...........................................................................................................
عند عودته للقاهرة كانت قنبلة قد أنفجرت فى كل أنحاء المجتمع المصرى حينها ... وجد ملايين المصريين أموالهم قد ذهبت أدراج الرياح بالقبض على صاحب أكبر شركة توظيف أموال فى هذا الوطن المنكوب الذى ابتُلى بمن يستغله دائما بشعارات الحلال والحرام
الملايين سحبت ودائعها ومدخراتها من البنوك لتسلمها لتلك الشركة ولشركات أخرى ... لم يستطع أغلب البسطاء إستعادة أموالهم المنهوبة التى سلموها بطيب خاطر نظير أرباح شهرية أكبر من أرباح البنك السنوية ... آلاف العاملين بالخارج فقدوا مدخرات عمرهم ... آلاف أخرى وضعت مكافآت نهاية خدمتها فى تلك الشركة ... وسرعان ما تهاوت باقى الشركات كقطع الدومينو ... قلة فقط من إستطاعت الحصول على بعض أموالها بعد أن تم خصم ما صرفوه مسبقا من أرباح من أصل مبالغ إيداعهم ... أما الباقى فكان عليهم الإنتظار... إنتظار سيطول لسنوات ولن يستطيعوا إستعادة ما فقدوه ... البعض أرتضى ان يأخذ بضائع من مخازن الشركات بما يقدره المدعى الإشتراكى من باقى أموالهم ... بضائع لم تبع ... فهى بضائع ملأت الأسواق ... ومن يريد إستعادة بعض ماله فليبع ما تحصل عليه بنصف الثمن ... إذا وجد من يشتريه ... كانت مصيبة حلت بهذا الوطن الطيب الذى صدق أبناءه شيوخهم الذين ظهروا فى إعلانات تلك الشركات ... وآخرين إندفعوا لوضع أموالهم بعدما تسربت أنباء كبار البلد المساهمين بأموالهم فى تلك الشركات ... كبار ومسؤلين كانوا يتحصلون على أرباح دون المساهمة فى رأس المال ... إنها كشوف البركة التى توزع على كبار المسؤلين فقط ليصمتوا .... يصمتوا عما يعلمونه عن إستغلال أموال المودعين فى المضاربة ببورصات لندن ونيويورك
إنهارت أحلام البسطاء بالحياة السهلة المرفهة دون عمل وانهارت معها أحلام الثراء ... إستسلموا لأحلامهم تغذيها ترهات عُبِئّت بها شرائط عن الحلال والحرام ... صدقوا الترهات وألجموا كل من يحاول إفهامهم الحقيقة ... إمتلأت الأسواق بالكماليات تباع بنصف ثمنها بينما ارتفعت أسعار الغذاء ... فتلك الشركات كانت تؤمن غذاء البطون لتلهى العقول ... حتى دار النشر التى إفتتحوها كانت كتبها مقصورة على ما يغذى فى عقول البسطاء أن ما يفعلونه هو فقط الحلال وكل ما عداه حرام
تضاعف سعر العملة الأجنبية بفعل ما خرج منها على إيدي كل طيور الظلام ... كلهم بلا إستثناء ... فالشيخ أحمد الريان وأخيه كانا يملكان من العملة الأجنبية أكثر من الموجود فى خزائن البنوك ... وكلهم لا يتعاملون مع بنوك الوطن لإن التعامل معها حرام حسب ما غذوا به عقول البسطاء ... وكأن بنوك الوطن حرام لكن بنوك الخارج هى عين الحلال
أى مصيبة حلت ببسطاء هذا الوطن حينما انقادوا لمن يقودونهم من آذانهم لحتفهم
لم يتأثر أمجد بتلك المصيبة وكذلك أسرته وأسرة زوجته ... إعتبر أبو منى أن أمجد أنقذه بمشروعه من أن يلقى ما لقاه أخويه الذين ضاعت مدخراتهم بالكامل ولم يبق لهم إلا المحل الذى انتهبوه من أخيهم الأكبر ... لم يعد لديهم سيولة تكفى لتسيير تجارتهم بعدما وضعوا كل ما يملكونه من سيولة فى تلك الشركات ... وبينما يزدهر عمل أخيهم كاد محلهم يخلو من البضاعة ... فما يباع بمحلهم من بضائع رخيصة بالكاد يكفى لإطعام الأسرتين ... بينما ما يباع بمحل أخيهم من بضائع غالية لم يتأثر بالأزمة ... فعملائهم البسطاء ضاعت أموالهم بينما عملاء أخيهم من الطبقة المخملية لم يتأثروا ... فحقوقهم حفظت ورُدَت لهم أموالهم أولا قبل جرد الشركات
فجأة وجد أمجد نفسه من ضمن الأثرياء ... فالأموال التى تركها بحسابه بالبنك الأجنبى تضاعفت بعد أن تضاعف سعر العملة ... وجد حسابه إذا تحول للعملة المصرية قد وصل للأصفار الخمسة وأقترب من الصفر السادس ... لم يكن يعلم بحسابه فى هذا البنك إلا هو والشيخ أبو إبراهيم ورجاله ومسؤلى المبنى الكبير
أى لعبة يلعبها القدر بهذا الشاب ؟ تارة يصعد به للسماء وتارة يمرغ وجهه فى التراب ... لكنها كلها خبرات يضيفها القدر لخبراته وكلها حفظها وتعلم كيف يستفيد منها
...........................................................................................................
بعد إنفجار تلك القنبلة الإقتصادية بأيام كان موعد أمجد للقاء محبوبة أخرى ... توجه مع إلهام لتاجر السيارات المستعملة لشراء سيارة .... عرض عليه التاجر ما يراه مناسبا لكنه كان وقع مسبقا فى غرام تلك الأمريكية السوداء التى تقف فى الجانب البعيد من المعرض
سيارة خلبت عقله بمجرد رؤيتها ... ترانس ام سوداء جميلة تبدو رقيقة لكنها تخفى أسفل غطائها أفضل نموذج للعضلات الأمريكية ... ذوقه فى النساء أصبح ذوقه فى السيارات ... جميلة و رقيقة من الخارج لكنها قوية من الداخل ... يريد صاحبها بيعها بمبلغ زهيد رغم أن عمرها لم يتجاوز العامين ... فسلندراتها الثمانية تستهلك وقودا لم يعد قادرا على دفع ثمنه بعد أن ذهبت أمواله أدراج الرياح ... كان طلب صاحبها الوحيد هو تحصيل ثمنها فورى دون تقسيط ... وكان ما لدى أمجد من السيولة يكاد لا يتأثر لو إقتطع منه ثمنها بالكامل
وفى اليوم التالى توجه للبنك وسحب ما يكفى من أموال وبالطبع حولها للعملة المصرية عن طريق الشيخ أبو إبراهيم وتسلم السيارة وأنهى إجراءاتها فى نفس اليوم عن طريق معارف صاحب المعرض وانطلق بها فى جولته الأولى تجاوره الرقيقة زوجته
...........................................................................................................
وأخيرا أتى يوم إفتتاح المكتب ... وحضر الجميع كعادة العاملين بالمكتب ودعت إلهام بعض أصدقاء الدكتور إبراهيم النافذين... لكن كانت المفاجأة السعيدة لأمجد حضور الدكتور إبراهيم المفاجئ ... أراد الرجل أن يجعلها مفاجأة للجميع ... مفاجأة أسعدت الجميع بوجود أستاذهم بينهم
أصر أمجد على أن يبقى ترتيب المكتب كما هو ... مكتب الدكتور إبراهيم فى مكانه يجاوره مكتب أمجد وإلهام ... حتى ترتيب ترابيزات الرسم كما هو ... ترابيزة إلهام يمينا وترابيزة أمجد لليسار ... عاد للمكتب رونقه من الداخل ... لكن للأسف دون حديقة ... فالمبانى المرتفعة حوله تمنع الضوء عنها ... تحولت الحديقة لجلسة خارجية لمن يريد من العاملين إلتقاط أنفاسه لبعض الوقت وأستبدل السور النباتى الجميل بسور يحجب النظر عن أعين المتطفلين
بعد نهاية الإحتفال تجمع أمجد وإلهام والدكتور العظيم ببهو إستحدثته إلهام بالدور الثانى مع أصدقاء الدكتور وأبو أمجد الذى كان يبدو متجهما لسبب ما وهناك دار الحديث عما حدث ... علم أمجد وقتها فقط مدى توغل طيور الظلام فى أركان الوطن ومدى توحشهم ... كان سبب تلك الكارثة التى حلت بالبسطاء صراع بين جناحى طيور الظلام ... إستورد صاحب شركة توظيف الأموال شحنة ذرة صفراء بنصف ثمن ما اشترته الحكومة فى نفس الوقت ... تفاخر صاحب الشركة بقدرته ونشر الخبر ... لم يكن يعلم بأنه بهذا الإعلان قد جلب عداوة من هو أقوى منه ... صاحب الصفقة التى اشترتها الحكومة بضعف الثمن هو ابن المسؤل الكبير الصاعد بسرعة الصاروخ فى مجال الأعمال ... كل الأعمال وأى أعمال
وهنا قرر مجلس الظلام التضحية بأحد أكبر أعضاءه ... فهم ليسوا على إستعداد لحرق المسؤل الكبير أو تعريضه للخسارة ... فضلوا انهيار إمبراطورية توظيف الأموال رغم ما كانت تدره عليهم من ربح ليكون صاحبها عبرة لمن يفكر فى مناطحة الكبار.
عندما خرج أمجد لوداع والده إستفسر منه عن سبب تجهمه فسلمه خطاب إستدعاء وصل صباحا من القوات المسلحة ... مطلوب منه تسليم نفسه لوحدته قبل مرور 72 ساعة ... فوجئ أمجد لكنه لم يبتأس
ساعات قضاها أمجد حتى وصل أخيرا لوحدته ... كان فى إستقباله صديقه وقائده ... وجد مخلاته فى إنتظاره فى مخزن الوحدة ... وجدها كما تركها منذ ما يزيد عن سنتين ... ملابسه كما هى ... غير ملابسه المدنية بملابسه العسكرية ... عندها فقط إكتشف سبب رفضه إلغاء إستدعائه ... إنه يعشق تلك الملابس ويحن دائما لرائحة العرق المختلطة برائحة التراب ... إنه من داخله كما هو لم يتغير منذ أيام مدرسته العسكرية ... بداخله جندى يتوق لحمل السلاح !!!
كانت الوحدة قد تغيرت ... أنشات بها إنشاءات جديدة ... وتم تجهيز ميدان حديث للرماية بطرفها البعيد ... كانت إختبارات اللياقة أولا للمستدعين تلتها إختبارات الرماية للقناصين ... سمع أمجد أحد القناصين المستدعين وهو ينصحه بتعمد عدم إصابة الأهداف حتى لا يتم ترحيله مع باقى الوحدة للمنطقة الغربية ويبقوا فى الوحدة كمؤخرة للحراسة ... فهم فى النهاية جنود إحتياط مستدعون ولهم حياتهم خارج القوات المسلحة .
كانت نية أمجد الأخذ بنصيحة زميله ... لكن بمجرد أن وضعت بيده بندقية الإختبار وملأت أنفه رائحة زيتها وبارودها لم يستطع مقاومة سحرها ... تلك البندقية التى تستفز قدرات حاملها ... كان إختباره ست طلقات ... الأولى لإختبار إنحراف السلاح والخمسة التالية للإختبار... لم يشعر أمجد بنفسه وهو يلتقط نفسا عميقا ملأ صدره برائحة زيت البندقية والبارود ... إستجمع كل تركيزه قبل أن يطلق طلقته الأولى ويضع السلاح بجواره بعد تأمينه فى إنتظار إشارة المصحح لمكان الإصابة ... كانت الإصابة دقيقة لدرجة جعلت الظابط المصحح يصفق له قبل أن يبتعد عن هدف الرمى ... أطلق بعدها أمجد الخمس طلقات الباقية لتأتى كلها حول نقطة المنتصف أو "السوادة" أو فى داخلها ... لم يفقد حساسيته كقناص رغم مرور الشهور .... بمجرد خروجه من نطاق الرمى قابله صديقه وقائده ضاحكا بصوته الجهورى
أمضى أمجد نصف نهاره التالى فى التعرف على حبيبته الجديدة وإطلاق عدد كبير من الطلقات منها ... وبعد أن انتصف النهار وصلت السيارات التى ستحمل جنود الوحدة لمنطقة المناورات ... فى الغرب على شاطئ البحر.
عندما وصل أمجد للمكان المعد لإستقرار وحدته وجده معد من خيام وأرض وكل شئ ... بجوارهم معسكر للوحدة الأجنبية التى سيكون تدريبهم الأساسى معها أحيانا وضدها أحيانا أخرى ... تعجب أمجد من معسكر الوحدة الأجنبية ... كرفانات مكيفة وملاعب كرة سلة وكرفانات حمامات ... حتى محيط معسكرهم محاط بأجهزة لمنع التسلل وليس كمعسكرهم يعتمد على الحراسة الآدمية ... إنهم قادمون فى رحلة وليس لتدريب عسكرى ... هكذا فكر أمجد عندما وجد شاحنات الطعام المبردة تتوالى على المعسكر الأجنبى تحمل لهم طعام جاهز وفاكهة طازجة بينما هم يعتمدون على التعيين الجاف وبعض الوجبات الساخنة من مطبخ ميدانى صغير تقدم لهم مرة واحدة فى اليوم
بدأت المناورات فى اليوم التالى مباشرة بعد طابور العرض الأولى ... بدأت بالتنافس بين الوحدات وانتهت بالتركيز على التعاون والإتصالات ... كان أمجد دائما أول إختيارات صديقه وقائده فى كل مهمة تدريبية رغم أن المتعارف عليه أن يكون الجنود العاملين لهم الأولوية وليس الإحتياط ... حتى فى تدريب التخفى المنفرد والرماية الليلية كان أمجد دائما خيار قائده ... نجح أمجد فى إجتذاب أنظار كبار القادة من الجانبين ... كانت نقمة لم يدر أمجد بها إلا فيما بعد ... بكثير
...........................................................................................................
عاد أمجد بعد إنتهاء إستدعائه لبيت أسرته إستقبلته زوجته بالأحضان وبالدموع ... تعجبت أم أمجد من ذلك الذى يحدث أمامها ... فلأول مرة تتناسى منى وجود الجميع وتبدى تلك اللهفة وعدم الخجل ... إنه الحب الذى زالت كل حواجز الخجل أمامه ... وعندما حل الليل إستأذن أمجد أمه وأبيه فى الذهاب
And I love you so
The people ask me how
How I’ve lived till now
I tell them I don’t know
وأخيرا تحدث أمجد بعد أن أمتلك مشاعره قليلا
خرج أمجد ليجد زوجته أعدت مائدة العشاء وأطفأت الأضواء وأشعلت شموع وضعتها على ترابيزة السفرة وهى ترتدى ذلك البيبى دول الأبيض الذى كان اشتراه لها منذ سنوات ولم ترتديه من قبل ... توجه إليها وأحتضنها فى شوق لكنتها طلبت منه التمهل قليلا حتى يتناولا ما أعدته من طعام لأول مرة منذ زواجها ... كعادته سحب له كرسيها لتجلس أولا وبعد أن جلس قامت مرة ثانية لتعد له طبقه وهى تحتك به فى دلال وبمجرد وضعها الطبق أمامه جذبها لتجلس على ساقه اليسرى و اخذ يتشمم جسدها المعطر وهو يتحسسه
كانت الرقيقة تتشوق للمسة لسانه لتلك المنطقة فتأوهت آهة شبق عالية دفعها بعدها برقة لترقد بنصفها العلوى على الفراش ويدفن وجهه بين فخذيها التى فتحتهما ويلتقم بظرها بين شفتيه ليمتصه بنهم لتنطلق شهوتها وسط إنقباضات جسدها وتغلق فخذيها على رأسه وتدفعها ناحيتها لتستمع بلمسات شفتيه على كسها فيرفع أمجد ساقيها عاليا ويضغطهما على صدرها ويمرر لسانه على كامل كسها حتى يصل لشرجها فيلعقه لعقات سريعا تتأوه لها الرقيقة بصوت عال ... فهى المرة الأولى التى يصل فيها لسانه لتلك النقطة ولم تكن الرقيقة تتوقع مثل تلك اللمسات
أحاط أمجد جسدها بذراعيه ورفعها بينما زبره لا يزال مختفى بكامله داخل كسها لينام على ظهره وتصبح هى فوقه وتعرف الجميلة ما يريده حبيبها فتتحرك بهدوء أولا قبل أن تشتعل النار مرة ثالثة بجسدها وتجعلها تتقافز على زبره فيتمسك بثدييها يفرك حلماتها بقوة وقد إنتابتها نوبة جنون فى حركتها حتى تطلق صرخة مرتفعة وتجلس على زبره تعتصره بإنقباضات كسها ويتركها حتى تهدأ قبل وتقوم من فوقه وتستلقى على يساره فيحيطها بذراعه الأيسر بينما يرفع ساقها اليسرى ويحرك جسده لأسفلها ويقحم زبره بكسها ويحرك جسده بقوة مدخلا زبره ومخرجا إياه بسرعة منه فتفقد الجميلة تحكمها فى نفسها ويرتفع صوت آهاتها بينما يبدأ صوت تنفس أمجد فى الإرتفاع وتتجاوب أصوات آهاته مع آهاتها وتلتقى لحظتى قذفهما وتشنج أعضائهما سويا حتى ينتهى من قذفه وتنتهى من قذفها ويهدأ صوت تنفسهما قليلا قليلا ويترك أمجد زبره داخلها حتى يرتخى عضوه ويخرج من مكمنه الساخن الزلق ليعتدل بجوارها ويحيطها بذراعه ويغيبا فى قبلة هادئة تلك المرة وهو يتحسس جسدها برقة حتى يرتوى كل منهما من شفتى الآخر فتريح رأسها على صدره منهكة مستمتعة بإنهاكها
خاتمة
وهكذا إنتهى حكى الباشا عن تلك الأيام القليلة من حياته ... حكى أوضح لى كيف كان القدر دائما ما يساعده ... هاهى أزمة إقتصادية تعصف بوطنه تكون نتيجتها تضاعف أمواله ... إشترى أول سيارة فاخرة فى حياته بثمن بخس وهو كان منذ سنوات قليلة يحلم بأخرى متواضعة مثل سيارة أبيه ... إبتسمت له الدنيا رغم كل شئ ... فلقد عادت أيقونة حظه بين يديه وظلت الحواجز بينه وبين الدنيا تنهارالواحدة تلو الأخرى دون مجهود منه ... عرفت منه أن نجاحه فى حياته كلها كان بسبب إهتمامه بكل فرصة تقع أمامه وعدم تعجله للكسب المريح ... أصبح الطريق أمامه مفتوحا ليكون وسط الكبار ... عرفت منه بعض خفايا أزمة إنهيار شركات توظيف الأموال التى التهمت مدخرات البسطاء ... والطامعين فى الثراء بدون مجهود
هذا ما سنعرفه فى الأجزاء القادمة إذا كان فى العمر بقية
وإذا سمح الباشا
الجزء الخامس
مقدمة
أولا أعتذر لكم أصدقائى عن تأخرى فى نشر هذا الجزء من مذكرات الباشا
إستغرق منى الأمر كثيرا فى إختيار ما يمكن نشره ومالا يجب أن يكتب ولو بالتلميح ... هذا الجزء ولو أنه يحكى عن أيام قليلة مرت بحياة الباشا إلا أن به من الأسرار الكثير ... ذكر لى الباشا اسماء اصحاب الأحداث لكن لا أستطيع التصريح بها ... فهى أسماء لو ذكرت لكانت قنبلة تنفجر فى وجه الجميع ... أحداث كُتِب معظمها فيما بين السطور
والآن لنعد لنقرأ معا بعض ما أملاه على الباشا وكالعادة
أرجوكم إقرأوا ما بين السطور
.............................................................................................................
إستيقظ أمجد كعادته مبكرا ... نظر لتلك الرقيقة ذات الوجه الملائكى النائمة على صدره تحتضنه بذراعها واضعة فخذها على بطنه ... كان أمجد يمنى نفسه بقضاء يوم إجازته الأخير كاملا مع زوجته ... دون إزعاج ... كان مخططه أن يقضوا نصف اليوم بالخارج ليعرفها على أكثر أحياء القاهرة قربا لقلبه والنصف الآخر معها فى الفراش ... لم يدر كم مر من الوقت وهو ينظر إليها حتى فتحت عينيها ناظرة إليه بحب
إستغرق عمال التليفونات طويلا فى إنهاء عملهم وأنصرفوا مخبرين أمجد بأن التليفون سيعمل خلال إسبوع على الأكثر وتمت مقابلة منى مع السيدة التى ستساعدها وأتفقوا على بداية العمل فى اليوم التالى لكن مُنى بطبيعتها وطريقة تربيتها كانت غير متقبلة لوجود من يساعدها ... فهى ترى أن بيتها هو واجبها وحدها
كان أمجد أول من وصل للمكتب ولم يتعرف عليه حارس الأمن ولاعمال النظافة ... فهم فقط الموجودين قبل وصول المهندسين والموظفين... فهو لم يروه من قبل وتخيل موظف الأمن من سيارته الفارهة وأناقته أنه أحد العملاء
إستعاد أمجد ذكريات دخوله المكتب عندما بدا العمل به فى سنوات دراسته الأولى عندما وجد أثنان من مهندسى المكتب القدامى فى المكتب يستعدون لبدء عملهم ... تعلم منهم الكثير ولم يبخل أى منهم فى مساعدته طوال سنوات وجوده معهم ... لم ينس لهم مساعدتهم له فى دراسته أيام كان يعمل معهم ... كلهم تعلم منهم وكلهم له عنده كل التقدير ... إستغرقوا ثلاثتهم فى موجة ذكرياتهم
وأخيرا وصل لسمعهم جميعا الصوت المجلجل لإلهام خارج مكتب المهندسين ودهش أمجد لحالة الفزع التى ظهرت على وجوه المهندسات وزميلهم الجديد فانطلق هو وزملاؤه القدامى فى موجة ضحك لم يستطيعوا إيقافها حتى اقتحمت عليهم إلهام المكتب كعادتها
قطع حديثهم وصول الدكتور إبراهيم والذى توقف أمجد عن الحديث بمجرد ظهوره وقام واقفا إحتراما لأستاذه العظيم وتبعه الجميع
أكمل الدكتور إبراهيم ما بدأه أمجد فى كسر الحاجز النفسى الذى توقعه من وقع مفاجأة كون أمجد مديرا لمن يسبقونه بسنوات خبرة طويلة .... وحديثه عن تضحية أمجد بمركز مماثل فى الخارج وتفضيله العمل مع زملاء قدامى تقديرا لهم
صعد الجميع لمكاتبهم بعد التعارف وأصطحب الدكتور إبراهيم أمجد وإلهام لمكتبه لترتيب المهام وطريقة العمل ... وطمأن الرجل العظيم أمجد بأنه سيكون بجواره دائما حتى يصبح مديرا ناجحا كما هم مصمم ناجح وانصرف أمجد وإلهام لمكتبهم .
بمجرد دخولهم المكتب فوجئ أمجد بإلهام تلنقط سماعة التليفون لتحادث موظفة الريسبشن
...........................................................................................................
عندما دخل أمجد من باب شقته لفحت أنفاسه رائحة شهية قادمة من المطبخ وعندما اتجه إليه وجد منى واقفة مع مساعدتها الجديدة ... كان أمجد متشوق لإحتضان طويل لكن وجود المرأة مع منى منعه ليناديها لتلحقه بغرفة النوم ... وعندما هم بإحتضانها منعته برقة
قبل إجتماع السكان إلتقى أمجد فى شقته بصاحب الشقة المجاورة ... لم يحاول أمجد الضغط عليه بأى صورة لتخفيض الثمن ... لقد كان يشفق على الرجل الذى وضع تحويشة عمره فى شركة توظيف الأموال المنهارة ويريد بيع الشقة ليبدأ بثمنها مشروع يعينه على البدء من جديد ... كان الرجل قد إنتقل لشقة صغيرة فى حى آخر أقل فى المستوى ويريد بيع الشقة بما تبقى فيها من إغراض ... فشقته الجديدة أصغر من أن تحتوى كل ما كان فى تلك الشقة الفخمة التى كان يقطن بها ... لم يخفض أمجد من الثمن الذى طلبه الرجل جنيها واحدا نظير الشقة وما بقى بها ... غرفة نوم وثلاجة ومطبخ وبوتجاز كبير ... أكبر من أن يتسع له مطبخ شقته الجديدة ... الصغيرة ... إتفق مع الرجل على المقابلة ظهر الأحد فى شقته لكتابة العقود وليتسلم الرجل ماله كاملا ... عندها تيقن الرجل من أن كلام الحارس عن جاره صحيح وأن من إشترى منه شقته أحد ابناء ذوى النفوذ ... أو باشا
كم أنتم طيبون يا بؤساء عصر تسيطر عليه طيور الظلام
فضل أمجد الذهاب للمقهى الذى أخبره الحارس أن الجيران سيجتمعون به مبكرا وجلس وأشعل سيجاره بعد أن طلب كوب من الشاى بالنعناع ليبدأ وصول أول الجيران ... لم يعرفه أمجد لكن الرجل عرفه من وصف الحارس له وسرعان ما تجمع الجيران لمناقشة تشكيل إتحاد الملاك وإختيار من سيكون مسؤلا عن تسيير الأمور ... فى البداية كان الجميع يريدون أن يكون هذا الشاب الأنيق الذى تبدو عليه ملامح الهيبة هو المسؤل ... لكنه رفض بشدة ... فوقته ليس متاحا له وسيغيب عن العمارة كل فترة لمتابعة مسؤلياته بالخارج ... هكذا أخبرهم فشعروا جميعا أن جارهم الجديد شخص ذو أهمية لكنه وعدهم بأنه سيكون معهم وسيستغل معارفه كمهندس فى أى أمر يطلب منه ... ووعدهم بأنه سيبذل جهده فى التعاقد مع شركة تتولى تركيب الأسانسير فى أقرب وقت وتفرع الحديث لكل الأمور المالية المتعلقة بمصاريف العمارة وصيانتها ومر كعادتنا فى مصر وقت طويل فى مناقشات طويلة لا طائل من ورائها إلا محاولة ظهور كل شخص بمظهر العالم المسيطر ... إلا أمجد ... كان قليل الكلام وكانت نبرته المنخفضة الواثقة تجعل الكل يصمت ليستمع لكلامه ... وانتهى الإجتماع وقد ثبت اللقب على أمجد بين جيرانه أيضا ... الباشا
كانت مفاجأة أمجد لزوجته هى عقد الشقة الجديد ... لقد كتب عقد شراء الشقة بإسمها ... ورغم فرحتها إلا أنها عاتبته لعدم إخبارها بنيته من قبل
فى أحد أيام السبت وصل أمجد كعادته لعمله ليجد إلهام قد سبقته للمرة الأولى ... تعجب من وجودها قبله لكنها كالعادة إلهام المليئة بالمفاجآت
شعرت إيناس بالغيظ الشديد من هذا الشاب الذى يتهرب من الإنفراد بها ... فهى إمرأة قد إعنادت أن تكون محط أنظار الرجال إينما وجدت ... لكن هذا الشاب مختلف ... لم يكلف نفسه حتى بالنظر إليها أو مطالعة وجهها ... إنه رغم أناقته وحلو حديثه مستفز لأقصى درجة ... كيف لشاب مثله أن يتهرب من لقاء نجمة مشهورة مثلها
...........................................................................................................
قبل الظهر بقليل إتصلت موظفة الريسبشن بأمجد تبلغه بوصول العميل صاحب مشروع القرية وأنه يعاين الماكيت الآن بالريسبشن ويطلب حضوره لمناقشته ... على الفور إتجه أمجد لمكتب الدكتور إبراهيم يبلغه بوصول أبو سهام
كان فنانو الماكيت فى المكتب حقا مبدعون ... كان ماكيت يخطف القلوب بتفاصيله الدقيقة وألوانه التى تشابه الحقيقة ... ماكيت قادر وحده على أن يستخرج الأموال من جيوب العملاء دون مجهود
إصطحب أمجد أبو سهام لمكتبه كما نصحه الدكتور إبراهيم ... وفتح علبة السيجار الموجودة فوقه ليتناول أبو سهام أحدها وينظر للسيجار ولأمجد الذى اتخذ مقعده على الكرسى الكبير خلف المكتب وناول أبو سهام مقص السيجار الفخم بعد أن قص مؤخرة سيجاره قبل أن يشعل ولاعة خاصة بالسيجار يضعها أسفل مقدمة سيجاره ويناولها لأبو سهام بإحترام
مساءً إجتمع أمجد وإلهام والدكتور إيراهيم لمناقشة أمور العمل وترتيبها قبل موعد سفر أمجد ... وأى المشروعين الموجودين سيتم العمل عليه أولا وأيهما سيتم تأجيله وترتيبات موعد معاينة موقع فيلا إيناس التى أصرت على أن يكون بالغد وعلى أن يقوم أمجد بالمعاينة
عندما خلع عنها أمجد ملابسها ككل ليلة ووضع رأسه بين فخذيها لم يكتفى بلحس كسها أو إمتصاص بظرها بهدوء ككل ليلة ... لكنه إمتص بظرها المنتفخ بكل قوة ... شهقت الجميلة وارتفع صوت محنتها عندما شعرت ببظرها ينتفخ بين شفتى أمجد وهو يقحم إصبعه بهدوء فى شرجها ... قذفت مرتها الأولى وانتفض جسدها بقوة لم تعهدها من قبل ... لأول مرة منذ زواجها تطلق العنان لصوتها كى يرتفع دون أن تحاول كتمانه .... تركها أمجد تنتفض حتى هدأت ووضع زبره أمام وجهها ... مرره بنعومة على شفتيها ... لأول مرة تتجرأ وتمسك زبر زوجها المنتصب بيديها وتقبله بنهم ... تركها أمجد تقبله وهو يمرر يده بين خصلات شعرها ليدخل زبره بهدوء بين شفتيها فتطبقهما عليه وتفعل برأسه مثلما فعل ببظرها ... كانت ساذجة فى محاولتها الأولى لإمتصاص رأسه ... تذوقت لأول مرة طعم السائل المالح الذى يخرج من فتحته ... أغمضت عينيها خجلا عندما وقعت عينيها فى عينيه .... جذب ذقنها قليلا لأسفل ففتحت فمها مغمضة العينين ليدفع زبره بهدوء لداخل فمها ... لم تكن تدرى سر اللذة التى انتابتها عندما شعرت بعضوه المنتصب يلامس لسانها ... عندما أخرجه من فمها أخرجت لسانها معه تلعقه ... أدار زبره حول لسانها ففهمت ما يريده وأدارت لسانها حوله ... دفع زبره مرة أخرى فى فمها ونام بجسده فوقها ورفع فخذيها واضعا رأسه بينهما وعاد لإمتصاص بظهرها بهدوء أدار جسدها لتصبح فوقه وفتح فلقتيها بيديه يلعق كسها ويحرك لسانه على تلك المنطقة الصغيرة الساحرة بين الفتحتين حتى يصل لفتحة شرجها فيلعقها ويفركها بشاربه فتتأوه الرقيقة بشبق وترتخى فتحة شرجها فيدفع مقدمة لسانه داخلها سريعا قبل أن يسحبه ويعود لكسها يحتويه كاملا بفمه ويمتص شفراتها بقوة قبل أن يقحم لسانه داخله لأقصى ما يستطيع بلوغه داخل كسها فتنتفض الجميلة مطلقة مائها داخل فمه وقد إرتفع صوت محنتها يملأ فراغ الغرفة لكنه يحكم إمساك فلقتيها بيديه ولا يتوقف حتى ينتهى قذفها ولا يستمع لتوسلاتها بأن يرحمها ويتوقف عما يفعله بها ويعود لفرك شاربه بين شفريها بقوة فتعود نارها للإشتعال وتحرك كسها على وجهه كاملا تسأله المزيد فيقحم أنفه داخل فتحة كسها بينما يلتهم بظرها وشفريها بفمه ولسانه وتتواصل تأوهات الرقيقة مرتفعة وتضغط بكسها على وجهه وهى تعيد القذف فيقحم إصبعه كاملا داخل شرجها يديره داخله فى نفس لحظة قذفها فتغلق عضلاته عليه كأنها تريد أن تحتفظ به داخلها حتى تنتهى من قذفها وينهار جسدها فوق جسد أمجد ويرتفع صوت تنفسها فيحرك جسده من تحتها ويسقط جسدها على الفراش وقد إرتخت تماما وفقدت أى قوة لديها على الحراك ويخرج إصبعه من شرجها فتتاوه آه ناعمة .
قام أمجد واقفا بجوار الفراش وأدار جسدها المستسلم لتصبح نائمة بعرض الفراش ويفتح ساقيها ويجلس على ركبتيه ثم يرفعها قليلا من خصرها قبل أن يعود ليلعق كسها وشرجها بسرعة فترفع خصرها قليلا وتفتح ما بين فخذيها لأقصى ما تستطيع وهى فى هذا الوضع فيقف أمجد خلفها ويمد يديه فيجذب يديها ناحية فلقتيها ويضعها عليهما فتفهم الرقيقة ما يريده منها وتفرج بين فلقتيها بيديها فيضع يده اليسرى على نهاية ظهرها بينما يمسك زبره بيده اليمنى يمرر رأسه على كسها حتى يصل لفتحة شرجها فيداعبه قليلا برأس زبره ثم يعود ليحك رأس زبره ببظهرها فتتأوه الجميلة تأوهة خافتة وترجوه أن يدخله فيدفعه قليلا ختى تدخل رأسه ثم يعيد إخراجه يفرك برأسه بظرها قبل أن يدخله كاملا بدفعة واحدة فتتأوه الرقيقة آهة شبق عالية فيمد إبهامه يحركه بحركات دائرية على فتحة شرجها فتسترخى فيدفع عقلته الأولى داخلها وينحنى بجسده على ظهر الجميلة ويمد يده اليمنى يعتصر بها ثديها وتندلع النار فى جسد الجميلة فتدفع بجسدها ناحيته وتطبق على زبره بكسها فيحركه بهدوء خارجا ليدفعه مرة أخرى داخلا وترتفع سرعة إدخاله وإخراجه لزبره قليلا قليلا حتى تتحول لحركات محمومة بينما يغوص إبهامه الأيسر عميقا داخل شرجها وتشتد قبضته على ثديها ويرتفع صوت إرتطام الجسدان ويرتفع معه صوت آهات الرقيقة وتتوالى إنقباضات كسها ويلتقى القذفان فى نفس اللحظة وينتفض الجسدان ويتلاحمان حتى تهدأ فورتهما فيخرج أمجد إصبعه من شرجها وينام فوقها محيطا جسدها الجميل بذراعيه حت يرتخى زبره ويخرج من مكمنه فينام على جانبه وهو يحتضنها بينما يختفى زبره المرتخى بين فلقتيها وتدفع جسدها ناحيته وتغمض عينيها بينما هو يزيح شعرها عن جانب وجهها ويقبل رقبتها قبلات ناعمة وتذهب الرقيقة فى نوم عميق مباشرة وقد أُنهكت تماما ولم تستطع حتى أن تقلب جسدها لتحتضنه كما أعتادت كل يوم منذ زواجهما
جذب أمجد الملاءة الرقيقة يغطى به جسد حبيبته وقام مباشرة وكأنما هناك من يدفعه ... إرتدى بنطاله دون أى شئ آخر واتجه للصالون ووقف أمام لوحة رسمه بعد أن ثبت عليها إحدى الأوراق وأخرج من حقيبة أوراقه الخرائط والبيانات التى جمعها صباحا ووضع المسطرة على اللوحة ووضع أول خطوط تصميمه الجديد ... فيلا إيناس
...........................................................................................................
إستيقظت منى على صوت جرس التليفون يدق جوارها بإلحاح فنظرت جهة الشباك لتجد ضوء النهار يتسلل قويا خلف الستائر المسدلة لترفع سماعة التليفون وتجيب بكسل شديد فتجد إلهام على الطرف الآخر
عندما دخلت إلهام المكتب يتبعها أمجد إحتضنتها إيناس وقبلتها فرحا بما تراه أمامها وكعادته سلم عليها أمجد بكل هدوء وسحب يده برقة من بين كفيها عندما إستبقتها قليلا ... فهو لا يزال يخاف من أن يدفعه الشيطان الذى يسكنه لموقف لا يريده ... طلب الدكتور إبراهيم من أمجد شرح تصميمه للفنانة إيناس كما يناديها دوما ... إنبهرت إيناس بشرح أمجد بصوته الهادئ المنخفض النبرات وهى تستمع لدقة التفاصيل التى لم تكن تتخيل يوما أنها موجودة فى تصميم معمارى ... شرح كل شئ ... حتى مسارات الهواء فى الفيلا شرحها ... شكرته كثيرا خصوصا على فكرة حمام السباحة التى لم تخطر ببالها وهى تخبره برغباتها فى فيلتها ... عندما أخبرها الدكتور إبراهيم أن أمجد لم ينم منذ أيام ثلاثة لإنهاء التصميمات الخاصة بها كاد قلبها يرقص فرحا ... لقد ظنت أن لها مكانة خاصة عند أمجد رغم محاولاته الدائمة للتهرب منها ... بمجرد أن أخبرها الدكتور بأتعاب التصميم أخرجت دفتر شيكاتها وحررت شيكا بإسم المكتب الذى أملاه لها الدكتور إبراهيم ... فوجئت عند توقيع العقد بأن أمجد هو الذى وقع على العقود وليس الدكتور إبراهيم كما تظن ... حدثتها نفسها بأن وراء هذا الشاب الكثير من الأمور التى لابد أن تعرفها ... فضول أنثى أولا وفضول سيدة أعمال ثانيا ... فمن الواضح أن هذا الشاب ذو شأن كبير وهناك شئ ما يجعله يستتر خلف شخصية المصمم ... رغم خبرتها فى الحياة خدعتها المظاهر مثل الجميع .
بمجرد توقيع العقود إستأذن أمجد من الدكتور إبراهيم للذهاب لمنزله لنيل قسط من الراحة قبل موعد عودته مساءً ... أذن له أستاذه بالذهاب ... فهو يعلم بحاجته للنوم الآن ... فأمامه مقابلة حامية مساء مع أبو سهام
عندما خرجت إلهام مع إيناس من مكتب الدكتور إبراهيم شكرتها إيناس بشدة لتعريفها بأمجد
عندما وصل أمجد والدكتور إبراهيم وإلهام لفيلا سهام كانت الجميلة سهام هى فتحت لهم الباب بمجرد أن دقوا الجرس وكأنها كانت تنتظر خلف الباب ... بمجرد أن وقعت عينها على أمجد ألقت نفسها بين ذراعيه مطوقة عنقه بذراعيها ... نظرت لها إلهام نظرة ساخرة قبل أن تنطلق فى حديثها الصاخب كالمعتاد
نظر ابو سهام لإبنته شزرا قبل أن يعود للحديث
وأنهى ابو سهام الجلسة بعد حديث حاول الدكتور إبراهيم وإلهام إطالته قدر الإمكان ووقف متعللا بحاجته للنوم وأنصرف أمجد بصحبة الدكتور إبراهيم وإلهام وودعتهم سهام للباب ولم يتركها أبوها لحظة واحدة دون رقابة
...........................................................................................................
فى اليوم التالى كان أمجد أول الواصلين للمكتب وبمجرد دخوله إلتقط أوراق المشروع الذى أرسله فريدريك ليبدأالعمل فيه لكنه فوجئ بمجرد دخوله بتليفون من موظف الأمن بأن الفنانة إيناس كريم قد وصلت ولم يستطع منعها من الدخول وأنها الآن فى طريقها إليه ... تعجب أمجد من وصول إيناس بهذا الوقت المبكر ولم يدرى سبب زيارتها ... فهو يعلم بأن الدكتور إبراهيم وإلهام قد أخبراها بأن الماكيت وباقى الخرائط الباقية لمشروعها ستنتهى خلال إسبوع على الأقل ... وبمجرد وضعه سماعة التليفون وجدها تقتحم عليه المكتب
كانت المكالمة مفاجأة للجميع ... فليست فقط الخطوط الثلاث أصبحت متاحة ... بل هناك خط رابع متاح للمكتب إذا أرادوا التعاقد عليه ... أنهت تلك المكالمة تردد الجميع بخصوص الحفلة ... فالكل عرف مدى نفوذ الفنانة ومدى تشعب علاقاتها ... فما كان ليستغرق سنوات ولو حتى بالرشوة إنتهى فى ساعات بمجرد تدخلها ... كم كنت بائسا إيها الوطن الجميل
...........................................................................................................
حرص أمجد على الوصول للحفل فى ميعاده ... رحبت به إيناس بشدة رغم إكتظاظ الشقة الكبيرة بالمدعوين ... رجال سياسة ورجال أعمال وصحفيين تمتلئ الصحف بصورهم .... رجال نظام ورجال طالما عارضوهم على أوراق الصحف يتضاحكون ويتبادلون الفكاهة بينما تحمل إيديهم الكوؤس ... رجل لطالما أحترمه أمجد لمواقفه التى يبديها على الصفحات يجالس فى ود رجلاً آخر لطالما حاول التلميح بفساده ... رجال بلا نساء ونساء بلا رجال يتبادلون الحديث فى صفقات بملايين فى وطن يعيش أكثر من ربعه فى عشوائيات لا آدمية ... جو لم يألفه أمجد الشاب الذى لازالت مدرسته العسكرية تحيا بداخله لكنه مضطر لمجاراته رغم أنفه ... فقط كى يستطيع أن يعيش فى وطنه الذى يعشقه
عرفته إلهام بالموجودين بعد أن أعطاها الهدية التى إختارتها إلهام وعرفتهم به على أنه أعظم مصمم معمارى مصرى ... وأن تصميماته أيضا تغزو أوروبا ... رحب به الجميع كأنه فرد منهم لكنه إنسحب لأحد الأركان البعيدة ليشعل سيجاره يدخنه فى هدوء ... قرر الإنصراف بمجرد إنتهاء السيجار لكنه لمح بطرف عينه رجل يدخل من الباب تتأبط ذراعه جميلة ربما من سن إبنته إن لم تكن أصغر ... لم يستطع أمجد إخفاء إبتسامته رغم أنه أخفى نفسه خلف الضيوف ... كان الضيف الذى لم يتوقعه أمجد هو أبو سهام ... قرر أمجد الإنصراف بهدوء قبل أن يراه الرجل ... لكن شيطانه دفعه لتصرف آخر ... إقترب أمجد من الرجل الذى يقف محيطا خصر الفتاة التى معه بيده وربت على كتفه ليلتفت إليه الرجل وتتسع عيناه ذهولا ... إستأذن الرجل من مرافقته ومن الواقفين حوله وانتحى بأمجد جانبا
أجنحة طيور الظلام
خاتمة
لقد أوجع الباشا قلبى حينما نظرت فى عينيه بعد نهاية حكيه لهذا الفصل من حياته ... أوجعت قلبى تلك الدموع التى إنسالت من عينيه وهو يتذكر خيبة أمله فى رجال طالما تغنوا بحقوق الفقراء وهم يمتصون دماءهم ... لقد ذكر لى أسماءهم ... لكنى لاأجروء على كتابتها ... إنها أسماء لايزال البعض منها يلمع كشرفاء ... لكنهم رآهم فى ذلك الحفل على حقيقتهم ... حفل سقطت فيه أمامه كل الأقنعة ... حتى هذا الصحفى المعارض الذى كان يعتبره رمزا للأمانة ويرى فيه أملاً لهذا الوطن سقط عنه قناعه وهو يراه يجالس أحد أكبر رموز الفساد فى سعادة ... شعرت فى قلبى بذلك الألم الذى شعر به بالتأكيد حينما سقط الحاجز الذى كان يحجب عنه رؤياه ويوهمه بأن الخلاص قادم على أيدى بعض الرجال ... أو من كان يظنهم رجالاً يأمل فيهم الخير
وإلى لقاء أرجو أن يكون قريبا نستكمل فيه معأً قراءة ما سوف يمليه على الباشا
إذا كان فى العمر بقية ... وإذا سمح الباشا
الجزء السادس
إنصرف أمجد من الحفل وقد تبدل مزاجه لإسوأ حال ... لقد أيقن أن طيور الظلام أحكمت قبضتها على وطن يتغير ... وطن يتحول تدريجيا لمسخ على إيدى حفنة من أشباه البشر لا تعرف قدره ولا تشعر بفداحة جريمتهم فى حقه
وصل أمجد بيته ليجد زوجته فى إنتظاره ليحتضنها يلتمس من قلبها دفء يحتاجه قلبه ... إحتضنته مربتة على رأسه وهو يدفن رأسه فى صدرها
فى اليوم التالى توجه أمجد للمبنى الكبير ليبلغهم بموعد سفره النهائى وبزواجه الثانى ... قابله المسؤل الوقور المسؤل عن تشغيله لإعطائه التعليمات اللازمة بالتواصل أثناء سفره ... فتلك المرة لن يبقى فى برشلونة غير إسبوع واحد يتوجه بعده لمايوركا
وأتى يوم السبت السابق لسفر أمجد ... اليوم المحدد لعقد قران أمجد على زوجته الثانية ... أو عقد قرانه الرسمى على زوجته الأولى ... سهام الجميلة الجريئة القوية .... أخبر أمجد عائلته أن ميعاد سفره هو السبت وليس الأحد ... غادر منزله فى ميعاده تودعه دموع مُنى ودعوات أمه وأبيه ... كاذب هو ... لم يتوجه للمطار لكن توجه لفيلا سهام ... وصل ليجد أبو سهام فى إنتظاره ... بحث بعينيه عن عروسه لكن نظرات أبيها أوقفته ... ترك حقيبة سفره للخادمة الأسيوية التى أستقبلته عند الباب لتحملها لغرفة سهام التى ستشهد ليلتهما الأولى كزوجين بعلم أسرتها ... ساد السكون جلسته مع أبو سهام قليلا قبل أن يقطعه صوت إلهام والدكتور إبراهيم ... قطعت إلهام الصمت بزغرودة طويلة قبل أن تتركهم لتلتحق بالغرفة التى يتم فيها تجهيز العروس لعرسها ... قبلها إستأذن أمجد فى إستخدام التليفون ليخبر منى أن الطائرة تأجلت رحلتها لليوم التالى بسبب عطل فنى وأنه سيبيت فى فندق المطار حسب تعليمات شركة الطيران لحين تجهيز طائرة بديلة ... أخبرها بأنه سيتصل بها بمجرد تحديد موعد إقلاع الطائرة ليطمئنها ... عاد ليجالس الدكتور إبراهيم وأبو سهام فى الصالون الكبير
كانت سهام تسير بين أمها و إلهام وتتبعها مربيتها وقد تعالت زغاريد المربية فرحة بتلك السعادة التى تظهر على وجه الفتاة الجميلة التى رعتها منذ كانت رضيعة وإلى أن أصبحت ربيبتها تلك الشابة الجميلة المشرقة بجمال يخطف أنظار النساء قبل الرجال
إنتهت إجراءات عقد القران سريعا وأنصرف الدكتور إبراهيم وإلهام وجلست سهام بخجل بجوار زوجها تنتظر الإذن من أبيها للصعود لغرفتها بصحبة زوجها ... كان أبو سهام تتنازعه الفرحة بتلك السعادة الظاهرة على وجه إبنته من جهة وخوفه عليها مما قد يحدث فى المستقبل عندما تعلن تلك الزيجة ... كان واثقا من أن أمجد هو أكثر من يناسبها فى الدنيا بخوفه عليها وحبه لها وحبها له ... كان يخفى فخره بما وصل إليه هذا الشاب خلال سنوات قليلة من مكانة فى مهنته ... لكنه كان خائفا عليه وعلى إبنته ... فلو وصلت أنباء تلك الزيجة لزوجها السابق الذى لم ينل منها شيئا لأنقلبت الدنيا على رأسه ورأس زوج إبنته ... فأبيه سيعتبرها إهانة له ... وما أدراك من هو أبيه ومدى نفوذه
بعد قليل نادت أم سهام على زوجها لتعلن له أن العشاء جاهز فى غرقة السفرة ... عشاء يليق بإبنتها الجميلة وزوجها ... تقدمهم أبو سهام وجلس على رأس السفرة وإلى يمينه زوجته ... وجلس أمجد إلى يساره تجاوره سهام ... وكعادتها ألصقت فخذها بفخذه ... إنها تتشوق لإحتضانه ولا تريد أن تضيع أى لحظة قبل سفره بعيدة عن أحضانه ... بعد إنتهاء العشاء دعا أبو سهام إبنته وزوجها لحديث خاص فى غرفة مكتبه .... فتح أبو سهام خزينته وأخرج منها بعض الأوراق ومظروفا منتفخا بأوراق النقد الأجنبية ناولهما لأمجد
خلع عنها أمجد روبها الشفاف وألقاه جانبا وأخذ وجهها بين كفيه وجذبها لتجلس على فخذه الأيسر ففركت كسها بركبته قبل أن تستقر ليحيطها بذراعيه ويأخذ شفتيها فى قبلة طويلة إمتص فيها شفتها العليا طويلا قبل أن يقحم لسانه فى فمها وهو يفك حمالة قميص نومها من خلف رقبتها ليسقط حتى خصرها كاشفا له صدرها الشهى فيضمها لصدره يتحسس ظهرها ويقبل رقبتها فتتأوه وهى تحرك نصفها السفلى تحك كسها بفخذه وهى تنهج ... لقد بدأت لحظات إثارتها ...خلع عنها أمجد قميص نومها فوقفت ليسقط تحت قدميها لتخلصه و تقف أمام أمجد وهى فقط ترتدى ذلك الكيلوت الأبيض الشفاف والذى يظهر من تحته كسها وقد بدا فى البلل وقد ظهر من طرف الكيلوت العلوى ذلك التاتو الذى نقشته فوق كسها تماما ... قلب أحمريخترقه سهم كتب فوقه إسم أمجد ... جذبها أمجد ناحيته ليشبع عانتها والقلب المرسوم عليها تقبيلا وهو يعتصر فلقتيها ويفتحهما لتتسلل أصابعه بينهما ملامسة شرجها ... فرد جسده على الشيزلونج و جذبها ليصبح كسها فوق فمه ويفرك ما بين فخذيها بأنفه وشاربه من فوق قماش الكيلوت الخفيف ... أقحم إصبعه الأوسط فى شرجها وهو يطبق بفمه على كسها ويحرك لسانه على كيلوتها ... لم تتحمل الجميلة طويلا قبل أن تطلق آهة عالية وتنفجر حممها مطلقة شلال من سوائلها تغرق كيلوتها فيزيحه أمجد جانبا بأنفه وفمه ويقحم لسانه فى كسها يرتشف رحيقه بينما يبلل أصبعه بمائها اللزج ليقحمه عميقا فى شرجها فتصرخ الجميلة صرخة مرتفعة بينما أمجد يطبق على زنبورها بأسنانه برفق فتضغط كسها على فمه مطالبة بالمزيد فيمد يديه ويجتذب اسفل الكيلوت بشدة من طرفيه فيتمزق من الأسفل مفسحا الطريق بين فمه و كل ما بين فخذيها فيقحم لسانه داخل كسها يحركه دخولا وخروجا بسرعة بينما يفرك زنبورها المنتفخ بشده بشاربه الخشن الثقيل ويدخل إصبعه السبابة مع الوسطى داخل شرجها الذى أتسع يدلك به جوانبه فلا تتحمل الجميلة طويلا قبل أن تطلق لشهوتها العنان مرة ثانية وهى ترفع صوتها بتأوهات مستمتعة تدفعه للمزيد فيزيحها من فوق فمه ليحركها لأسفل يحتك كسها المبتل بصدره ثم بطنه إلى أن تستقر على عانته فتمد يدها تخرج زبره من مكمنه تحرك عليه أظافرها بهدوء وتضغط رأسه بقوة قبل أن تقفز واقفة بجوار الشيزلونج فتخرج أصابعه المدفونة فى شرجها فتطلق آهة عالية قبل أن تخلع عنه كيلوته الأسود فيساعدها برفع خصره فتلقى بالكيلوت جانبا وتنهال على زبره تقبيلا من خصيتيه حتى رأسه ثم تمرر لسانها عليه تلعقه من أول خصيتيه وحتى رأسه فيمد يده يعتصر ثديها الأيسر فاركا حلمته بين أصابعه بقوة فتخرج زبره من فمها وتطلق آهة عالية قبل أن تدور بلسانها حول راس زبره المنتفخة وتمتص ما يخرج منها من سوائل فيعتدل جالسا ويجذب رأسها بين فخذيه ويساعدها بإدخال زبره وإخراجه فى فمها بينما يعتصر كلا ثدييها سويا بكفيه فاركا الحلمات بباطن كفيه وهى لا تتوقف عن مص زبره بينما تنظر فى عينيه فيرفعها من أثدائها حتى تقف أمامه قبل ان يجتذبها بقوة واضعا فخذيه بين فخذيها ليصبح رأس زبره ملامسا لفتحة كسها فتجلس بهدوء حتى يختفى زبره بالكامل فى كسها فيعود لإدخال إصبعيه فى شرجها بينما يده الأخرى تطبق على فلقتها ليرفعها حتى لا يبقى داخلها غير رأس زبره فتعود هى لضغط جسدها للأسفل فيغيب زبره كاملا مرة أخرى داخلها وتنتابها موجة من الجنون فتظل تتقافز على زبره وقد إنتابتها حمى شبقة قبل أن تجلس وتعتصر زبره بكسها وهى تقذف للمرة الثالثة وتنشب أظافرها فى صدره فيخرج إصبعيه من شرجها ويلف كفيه حول خصرها ويقف ليضع ظهرها على الشيزلونج ويرفع ساقيها لأعلى ويضغط فخذيها على صدرها ويثبتهما بكفيه بينما يخرج زبره بهدوء من كسها ليدفعه بهدوء مرة أخرى لكن تلك المرة فى فتحة شرجها فينزلق بنعومة بفعل سوائلها التى تغرقه بينما يمد أصابعه يفرك بها بظرها فتغلق الجميلة عضلاتها على زبره الذى غاب طويلا عن شرجها فيحركه مرتين دخولا وخروجا قبل أن يسحبه كاملا ويدفعه بقوة داخل كسها فتتواصل تأوهات الجميلة وقد إرتفع صوت شبقها وتجاوز باب الغرفة فيلف ذراعيه حول جسدها ليرفعها وهى تتعلق برقبته وتلف فخذيها حول خصره بينما زبره يغيب داخل كسها فيحملها ويدور بها فى أرجاء الغرفة يبحث عن حائط خالى ليسند ظهرها عليه فلا يجد غير باب الغرفة فيضع ظهرها ملاصقا له ويمسك بكفيه فلقتيها يفتحهما ويستمر فى إدخال زبره وإخراجه فى كسها فتنطلق الجميلة فى موجات قذف متتالية وتنتابه حمى الشبق هو الآخر فيندفع فى إدخال زبره وإخراجه ويتداخل صوت إرتطام جسده بجسدها بصوت إرتطام جسدها بالباب وصرخاتها الشبقة حتى تأتى لحظة قذفه فيضغط بجسده جسدها وتندفع شلالات حممه داخلها بينما تحكم ذراعيها بقوة حول عنقه وقد أغرق العرق الجسدين الشابين
دقائق مرت قبل أن يهدأ الشابان وهما فى وضعهما قبل أن يبدأ زبر أمجد فى الإرتخاء ويخرج من كس الجميلة وتهدأ الجميلة لكنها لا تنزل ساقيها المحيطين بجسد أمجد
يحملها أمجد ويتجه بها للفراش يريحها عليه فتفك الجميلة أسر جسده من فخذيها لكنها تظل متعلقة برقبته وعندما يعتدل جسده تعتدل معه وتجلس وتنزل ذراعيها من حول عنقه لتجد زبره النصف منتصب أمامها فتحيطه بكفيها الرقيقين وتدلكه قليلا قبل أن تمرر لسانها عليه مرات ومرات تلعق ما علق به من سوائلها وسوائله ثم تمتصه بشدة وهى تحرك أصابعها بنعومة حول خصيتيه فينتصب مرة أخرى معلنا إستعداده لجولة أخرى فتضعه الجميلة بين ثدييها وتغلقهما عليه بيديها فيحركه أمجد بينهما فتخفض رأسها حتى تتلقفه بين شفتيها كلما أرتفع فيزيح أمجد كفيها ويتمسك هو بثدييها يضغطهما حول زبره ويفرك حلماتها مرارا قبل أن يبتعد قليلا ويدفعها لتنام على ظهرها قبل ان يقلبها على وجهها ليجد تلك المفاجأة الأخرى التى أعدتها له .... تاتو آخر وشمته على نهاية ظهرها يبدأ من نقطة إلتقاء فلقتيها على شكل قلب مزخرف كتب بداخله إسمه فينهال أمجد تقبيلا على ظهرها وفلقتيها وذلك المكان الذى كتبت فيه إسمه ويفتح فلقتيها ويمررلسانه بينهما فترفع له خصرها قليلا وتمد يديها تتمسك بفلقتيها تبعدهما عن بعضهما ليمد يمناه يفرك بظرها من الخلف بينما يسراه تمتد لتعتصر ثديها الأيسر ولسانه فى رحلة لا تهدأ من شرجها وحتى فتحة كسها ... يدخل لسانه لأقصاه بكسها ثم يعود ليدخل فى فتحة شرجها وهكذا حتى تنطلق حممها مرة أخرى فيضغط زبره فى كسها من الخلف ويحركه مرات ومرات دخولا وخروجا ويعود صوت إرتطام الجسدين عاليا مرة أخرى قبل أن يخرج زبره من كسها فى لحظة قذفها ليدفعه بقوة داخل فتحة شرجها ويرتفع صوت الجميلة مرة أخرى بآهة عالية ويضع أمجد كفيه حول خصر الجميلة ويستمر فى إدخال زبره وإخراجه ويرتفع صوت تنفسه قبل أن يقذف كامل حممه داخل شرج الجميلة ويضغط بجسده على فلقتيها فتتركهما وتضغط بعضلات شرجها وفلقتيها على زبره حتى ينتهى من قذفه وينام بجسده على جسدها قبل أن يحيطه بذراعيه ويدور بجسده لينام على جانبه الأيسر بينما يلتصق ظهرالجميلة ببطنه ولا يزال زبره داخل شرجها ... إحتضن أمجد سهام بيده اليمنى بينما وضع ذراعه الأيسر تحت راسها فأزدادت إلتصاقا ببطنه عندما أمتدت أصابعه تداعب ثديها الأيمن بعد أن أزاح عنه شعرها الملتصق بوجهها ورقبتها وكتفيها وطبع بضع قبلات رقيقة على ذلك العنق الجميل
...........................................................................................................
فتحت الجميلة عينيها صباحا على صوت طرقات خفيفة على باب الغرفة وصوت أمها يناديها لتفتح عينيها لتجد أمجد يطالع وجهها بإعجاب لتهمس لأمجد
عندما انتهى العروسان من حمامهما أرتدى كل منهما أحد روبى الحمام المعلقين بعناية وخرجا من الحمام ليجدا أم سهام جالسة فى الغرفة تنتظر خروجهما
...........................................................................................................
وصل أمجد لمطار برشلونة ... لقد بدأت شهر الصيف .... فقد قارب شهر يونيو على الإنتهاء وبدأت حرارة الجو فى الإرتفاع .... إتصل أمجد بمنى من صالة الوصول وطمأنها على وصوله وأخبرها بأن إتصالاته قد لاتكون منتظمة لكثرة العمل الذى ينتظره فطمأنته بأنها بخير وبألا يقلق فأمها دائما بجوارها وأمه وعدتها بالقدوم إليها يوميا ... إتصل بسهام أيضا وكانت فى إنتظار مكالمته ... بمجرد خروجه من صالة الوصول وجد أمجد مندوب الشركة فى إنتظاره يسلمه مفتاح الشقة التى سيبقى بها خلال الإسبوع الذى سيقضيه ببرشلونة ... نفس الشقة الفخمة التى كان يشغلها الدكتور إبراهيم فى زيارته الأخيرة لإسبانيا ... فهو الآن شريك لصاحب المكتب ... أو ممثل شريكه ... كالعادة وجد إيزابيلا فى إنتظاره وكعادتها قفزت لتحتضنه وتغرق وجهه بالقبلات .... كانت ترتدى شورت ساخن يكشف كل ساقيها وفوقه بلوزة خفيفة بدون أكمام تظهر ما تحتها ... سوتيان خفيف يبرز جمال ثدييها المتوسطى الحجم الشامخين بجمالهما ... وبمجرد ملامسة جسدها لجسده إنتصبت حلماتها ليظهر إنتفاخهما أسفل السوتيان ... إنها جميلة مثيرة وهو يعرف مفاتيح جسدها الشهى .
لم تنتظر إيزابيلا أكثر من لحظة بعد أن أغلق أمجد باب شقته لتخلع عنه الجاكيت الذى يرتديه وقميصه وبنطاله وكل ما يرتديه ثم تنقض على زبره تمتصه بشراهة وتبتلعه فى فمها وهى تخلع بيديها ملابسها وتقف لتخلص شورتها الذى ترتديه ومعه كيلوتها الصغير وترتمى بين ذراعى أمجد عارية وتتعلق برقبته ... كان أمجد قد عقد عزمه كالعادة على قطع علاقته بإيزابيلا ... لكن شيطان شبقه كالعادة أيضا كان واقفا أمام الجسدين العاريين يزين له جسد تلك الجميلة العارية بين ذراعيه .... لم يقاوم أمجد شيطانه طويلا قبل أن يلتقم لسان إيزابيلا فى فمه يمتصه بشراهة وهو يمد يده اليمنى تعبث فى أرجاء هذا الصدر الجميل بينما يسراه تمتد لكسها ... كان يعرف مفاتيحها ... فهى إلى الآن لم يصبها البلل ... بلل أمجد أصابعه بلسانه قبل أن يعيدها لتفرك هذا االكس الشهى ... قرص زنبورها الجاف بقوة بضع مرات حتى إنتفخ قبل أن يدفع جسدها ناحية الكنبة ويغوص بين فخذيها ليأخذه بين شفتيه يمتصه مرات ومرات ويرطبه بلسانه الذى يجول بحرية بين شفريها بينما يدخل سبابته اليسرى إلى فتحة كسها يدلك بها جوانبها حتى يصل لتلك النقطة الساحرة بأعلى مهبلها ليدلكها بقوة مرات ومرات قبل أن يبدا كسها فى إفراز سوائله الأولى فيعض زنبورها بأسنانه فتتأوه آهة شبق جائعة ... كان يعرف أنها تستغرق بعض الوقت قبل أن تشتعل نارها ... فإذا أشتعلت لا تنطفئ .
بلل إصبعه بسوائلها قبل أن يداعب به شرجها وهو يقحم لسانه بكسها ويفرك زنبورها بشاربه وانفه بعنف حتى إنطلقت فورتها الأولى فأقحم زبره فى كسها وظل يدفعه حتى يغوص فى أعماقها قبل أن يخرجه ليجلد به بظرها ويدفعه مرة أخرى وهو يدفع إصبعه عميقا فى شرجها ولم تستغرق تلك المرة طويلا قبل أن تطلق شهوتها الثانية فيمد أصابعه يفرك حلمتيها بقوة تتأوه معها وهو يدفع جسده مرات ومرات لينغرس زبره بكسها مرات ومرات وتنطلق شهوتها الثالثة ليرتفع بعدها صوت تنفسه معلنا قرب إتيانه بشهوته فتحيط خصره بساقيها تدفعه ليغوص أكثر بداخلها وعندما تنطلق شهوته تضغط فخذيها حول خصره تعتصره بينما تعتصر زبره بتشنجات مهبلها حتى تهدأ فورتها ويرتخى جسدها وتضع قدميها على الأرض فيخرج أمجد زبره من كسها ويجلس بجانبها فتضع رأسها على فخذيه وتمد يدها تمسك زبره وتطبع عليه قبلات طويلة
قضى أمجد ليلته بعد أن عاد هو وإيزابيلا فى وصلة جنس طويلة ... وبعد أن شعرت إيزابيلا بالإنهاك التام ذهبت فى نوم عميق وقضى أمجد ليلته فى تأمل هذا الجسد الرائع النائم بجواره ... وفى الصباح قام من جوارها بهدوء ليأخذ حمامه ويرتدى ملابسه قبل أن يوقظها بقبلة على شفتيها
ذهب أمجد أولا للبنك لسحب كشف حسابه ... أدهشته ضخامة المبلغ الموجود به ... وعرض عليه صديقه موظف البنك إستخراج بطاقة إئتمانية يسدد رصيدها من حسابه الموجود بالبنك وأخبره أن تلك البطاقة الإئتمانية صالحة للإستخدام فى معظم دول العالم ومنها مصر لكن أمجد رفض أن تربط بطاقته الإئتمانية بالحساب الخاص بالأموال المحولة إليه من الخارج وبدلا من ذلك فتح حساب جديد بنصف المبلغ الذى أعطاه له أبو سهام لقضاء شهر العسل وقام بملئ الأوراق الخاصة بإصدار البطاقة وأخبره الموظف أنه يمكنه إستلامها بعد ثلاثة أيام من البنك
أخذ أمجد كشف الحساب وتوجه للقنصلية حيث قابل صديقه مسؤل الأمن وأطلعه عليه .
دق جرس إنذار فى عقل أمجد ... كان هناك مبلغ ضخم سيتم تحويله لدولة مجاورة لمصر ... شئ ما بداخل أمجد أخبره بأن هذا المبلغ بالذات لن يتم إستخدامه فى خير ... هذا الهاجس جعل أمجد يعود للقنصلية ليبلغ مسؤل الأمن بشكوكه ... تلقى رجل الأمن الخبر وكأنه كان ينتظره ... طلب من أمجد الإتصال به مساءً للضرورة قبل أن يحول الأموال فى الصباح التالى
ذهب أمجد لمكتب فريدريك وانفرد به ... عرض عليه فريديريك ثلاثة مشاريع مطلوب منه تنفيذها ... تخير أمجد إثنين منهما وطلب إرسال الثالث لمكتبه بمصر ليعمل عليه حين يعود ... تعجب فريدريك من طلب أمجد بأن يأخذ معه لشقته التى يقيم بها إحدى ترابيزات الرسم ... لكنه لم يمانع فهو أكثر من يعلم جنون الفتى الذهبى فى العمل ... لربما أراد كسب الوقت للعمل من البيت وعدم إضاعة وقت فى الإنتقال للمكتب ... وضعت إحدى ترابيزات الرسم فى سيارة أمجد التى إتسعت مقاعدها الخلفية بالكاد لها ... قبل مغادرة أمجد للمكتب أجرى إتصالا تليفونيا بصديقه صاحب دار الأزياء الشهيرة ليخبره بوصوله ... رحب به الرجل كثيرا وطلب منه أن يتقابلا قبل عودة أمجد لمصر ... أخبره أمجد بأنه سيبقى فى برشلونة لإسبوع قبل أن ينتقل لقضاء باقى الشهر بمايوركا ... نصحه الرجل بفندق معين للنزول به خاصة عندما علم أنه سيقضى به شهر عسله مع زوجته المصرية ... فندق هادئ عبارة عن فيلات صغيرة منفصلة تحيط بها الحدائق على شاطئ مايوركا الأسطورى ... تواعدا على اللقاء بمدريد فى طريق أمجد لمايوركا لقضاء بعض الوقت
كان النهار على وشك الإنتهاء قبل أن يخرج أمجد من المكتب متوجها لمكتب حجز الفندق الذى نصحه به صديقه بشارع passeig de Gracia وحجز فيلا صغيرة تحتوى على حمام سباحة تقع بالطرف البعيد من الفندق واتصل بصديقه فى القنصلية يخبره بإسم الفندق
عاد أمجد للشقة التى يقيم بها يحمل ترابيزة الرسم وبمجرد دخوله لاحظ التغير الذى صنعته إيزابيلا بالشقة ... إنها دائما ما تفاجئه بلمساتها الرقيقة التى لا يتوقعها ... لقد وجد الزهور تملأ كل الفازات الموجودة بالشقة ومعها رائحة الصنوبر التى يعشقها ... إستقبلته كعادتها معه بإحتضان طويل وقبلة طويلة ... وضع ترابيزة الرسم والأوراق الكبيرة التى يحملها جانبا ليستمتع بهذا الحضن الرائع .
عندما عاد للشقة لم يكمل عمله مباشرة ... أخذ حماما بماء دافئ وارتدى بنطال قطنى فقط قبل أن ينهمك لمدة ساعتين فى تمارين اليوجا حتى يستعيد تركيزه بعدها إستغرق مرة ثانية فى العمل ... أنهى اللوحة الأولى قبل أن ينهمك فى إستكمال باقى لوحات التصميم ... أفاق على يد إيزابيلا مرة ثانية تربت على كتفه
إنتهى أمجد ممن التصميمن قبل نهاية الإسبوع وعندما عرضهما على فريديريك لم يتمالك الرجل نفسه من إحتضانه ... لم يكن يتوقع أن ينتهيا بتلك السرعة وبتلك الروعة ... أعطاه فريدريك شيك بمبلغ كبير إتجه أمجد بعدها للبنك لصرفه وحول نصفه لحسابه فى الأول فى مصر وليس للحساب الخاص بأموال الشيخ أبو إبراهيم ووضع الباقى فى حسابه الجديد المربوط ببطاقة الإئتمان بعد أن تسلمها ... أول بطاقة إئتمان يمسكها فى حياته .... مطبوع عليها إسمه بحروف فضية بارزة وتحمل رقم مميز
فى اليوم التالى سلم أمجد الشقة وودع إيزابيلا وأتجه للمطار ... أخبرها بمدى كرهه للحظات الوداع... فلم ترافقه ... إستقل الطائرة لمدريد حيث موعده مع مصمم الأزياء الكبير ... تناولا سويا طعام الغداء ودعاه أمجد لزيارة مصر .. إنها خطوته الأولى فى الخطة التى يريد لها أن تتحقق بأن تكون شركته مع حماه فى مصر هى الوكيل لشركة هذا الرجل ... بعد إنتهاء اللقاء توجه للمطار مرة أخرى ليستقل الطائرة لمايوركا ... كان وصوله لمطار بالما دى مايوركا يوم السبت السابق لوصول سهام ... تسلم فيلته بالفندق وقام ببعض الترتيبات التى أراد جعلها مفاجأة لسهام ... إتصل بمنى فى مصر وأخبرها بأنه توجه لمايوركا لبعض الأعمال وأنه سيعود لمصر فى موعده ... أعطاها رقم التليفون ... إتصل بعدها بصديقه بالقنصلية فى مصر ليعطيه رقمه للتواصل ... فلابد من وجود وسيلة تواصل بينه وبين المسؤل عنه دائما .
جلس قليلا فى تراس الفيلا المواجه للبحر يراقب غروب الشمس ... ذلك المنظر البانورامى الرائع الذى عشقه وظل عالقا فى ذهنه طوال سنوات حياته ... تمنى وجود أرجيلته معه لتكتمل متعته .
فى المساء توجه أمجد للبار المفتوح على الشاطئ حيث تعزف الموسيقى ... طلب من البارمان كأس من الموهيتو المنعش الذى تعرف عليه أولا فى برشلونة .. كان معدا بإتقان وبطعم مختلف عما أعتاده من قبل ... وعندما سأل الرجل عن إختلاف مذاقه أخبره بأنه معد على الطريقة الكوبية وليست الإسبانية ... نفس المكونات لكن بنسب مختلفة أكثر دقة وأروع مذاقا ... لإجادته الإسبانية عكس معظم ضيوف الفندق تآلف معه البارمان الكوبى وسأله عن ملامحه الشرقية ... ظهرت السعادة على وجه الرجل عندما علم بأنه مصرى يعمل فى إسبانيا ... كان أول عربى يجيد الإسبانية يقابله الرجل العجوز منذ بدأ العمل فى الفندق منذ سنوات ... أخبره بعشقه لمصر وتمنيه زيارتها وإحتفاظه بصور لها ... لم يحكى له أمجد عما حدث لتشويه لهذا البلد وفضل أن يحتفظ الرجل بالصورة الحالمة التى يتخيلها ... إستمع لأغنية طالما عشقها ... أغنية Guantanamera التى سمعها لأول مرة فى خلفية أحد مشاهد فيلمه المفضل “The God Father” إنغمس أمجد بكل كيانه مع الموسيقى والكلمات حتى أنه ظل يتراقص معها وهو جالس على الكرسى المرتفع أمام البار
Guantanamera
Guahjera guantanamera
Yo soy un humbre cinsero
De donde crece la palma
فوجئ أمجد بجميلة شقراء ترتدى مايوه بكينى تغطى نصفها السفلى بإيشارب كبير يدارى نصف المايوه السفلى ... إقتربت منه تتراقص ومدت يدها ناحيته تدعوه للرقص ... كان أمجد فى تلك اللحظة بالذات يتمنى لو كانت سهام معه ليراقصها على تلك الموسيقى الرائعة لذلك لم يمانع قبول الدعوة وأنطلق معها لمنطقة الرقص المواجهة للبار ... إندمج أمجد معها تماما فهى راقصة بارعة لكنه أيضا راقص ممتاز ... إلتفت الجميع نحو هذا الثنائى الغريب ... شقراء أوروبية تراقص أسمر شرقى ببراعة وتناغم .
بعد إنتهاء الرقصة حيا أمجد الشقراء ودعاها لإحتساء مشروب فقبلت بترحاب ... وأبدع صديقه البارمان فى صنع كأسين من الموهيتو لم يذق أمجد قبلها مثله ... دار حديث بين أمجد وبين ضيفته تعرفت فيه عليه وعرفته بنفسها ... بريندا ... أمريكية
طال الحديث بين أمجد وبريندا حتى إنتصف الليل ... وعندما إستأذن أمجد فى الإنصراف تعجبت بريندا لعدم دعوته لها لقضاء الليلة معه ... لقد كانت تظنه معجب بها وسيدعوها لفراشه وكانت تستعد للرفض ... دفعها تعجبها لسؤاله عن السبب ... أخبرها بأنه لا يحب العلاقات العابرة السريعة ولا يدعو لفراشه إلا من يشعر نحوها بشعور خاص ... وأخبرها بكل وضوح إنه فى إنتظار وصول زوجته ظهر اليوم التالى ... حيته على صراحته وسألته أن يصبحا أصدقاء هى وهو وزوجته ... وعدها بالمحاولة إذا سمح الوقت ... فهو مشتاق لزوجته ... تبادلا أرقام تليفونات فيلته وفيلتها على وعد بلقاء صباحا على مائدة الإفطار.
عاد أمجد لغرفته وأستلقى على الشيزلونج الموجود بتراس فيلته ... لم يكن يشعر بحاجة إلى النوم ... صعد للدور العلوى حيث غرفة النوم و فتح دولابه وألتقط علبة السيجار وأخذ منها سيجار وقص طرفه وقبل أن يشعله خطر له خاطر ... فتح الثلاجة الصغيرة الموجودة بالغرفة ليجد مجموعة من زجاجات الخمر الصغيرة فالتقط زجاجة النبيذ الصغيرة وقرأ ما عليها muscat 1988 ... أفرغها فى كاس فارغ من الكوؤس الموضوعة بجوار الثلاجة الصغيرة وأشعل سيجاره وقبل أن يعود لجلسته فوجئ بجرس الفيلا يدق مرة ثانية ... فتح أمجد الباب ليجد شاب ذو ملامح إسبانية يقتحم الباب وهو يرفع إصبعه ليظهر لأمجد خاتم مماثل لخاتمه الذى يرتديه ... إنها وسيلة التعارف التى وضعت له للإتصال فى حالة الطوارئ ... أغلق أمجد الباب مباشرة ... فطالما حضر أحدهم لمقابلته إذا فهناك أمر لا يحتمل التأخير ... دعا أمجد ضيفه للدخول لكنه وجلسا متجاورين فى بهو الفيلا
فى الصباح إتجه أمجد للمطعم لتناول إفطاره ووجد بريندا قد سبقته فجلس على نفس الترابيزة قبل أن يقوم معها للبوفيه حيث ملأ طبقه وملأت طبقها وجلسا لتبادل الحديث بالإنجليزية
خاتمة
مرحلة جديدة من حياة البشا تبدأ ... مرحلة وجد نفسه فيها ينزلق لعالم جديد لم يكن يتخيل نفسه فيه ... مرحلة طلب منه فيها أكثر من مجرد معرفة أين تذهب حسابات طيور الظلام ومن أين تأتى
دعونا ننتظر معا لرؤية ما فعله الباشا وإلى أين وصلت به مغامرته الجديدة
وإلى لقاء أتمناه قريبا إذا كان فى العمر بقية
الجزء السابع
مقدمة
لقد أصبح أمجد زوجا لجميلتين ... وينتظر بعد شهور أن يصبح أباً ... فى ذلك الجزء سنستعرض معا أياما أخرى من حياة الباشا ... أياما سعيدة ونجاحات جديدة ... توسعت مهمة أمجد فى الجهاز الكبير ولم تعد تقتصر على مجرد معرفة أرقام حسابات وكميات أموال ... فهاهم المسؤلين عنه يكلفونه بمهمة أخرى لا يعرف سببها ... أيام قليلة فى حياة الباشا لكنها مثلت إنعطافا آخر فى رحلة حياته ... أصر الباشا أن يحكى لكم عن أسابيع عسله الثلاثة ببعض التفصيل ... أراد أن يشرككم جمال تلك الجزيرة التى قضى بها شهر عسله مع سهام ... وأهم ما فى هذا الجزء هو نهايته ... نهاية جزء وبداية تجربة جديدة دخلها الباشا مرغما ... تجربة قاسية لكنها مهمة ... والآن لنعود معا لسماع حكى الباشا وكالعادة
"أرجوكم إقرأوا ما بين السطور"
...........................................................................................................
إنطلق أمجد فى سيارته المستأجرة التى إنتقاها خصيصا لترافقه و زوجته الجميلة فى شهر عسلهما ... شيفروليه كمارو حمراء مكشوفة ... كان يعرف حب زوجته للإنطلاق وحبها لشعور الهواء عندما يتخلل شعرها الناعم المتموج ... وصل لمطار بالما دى مايوركا أكثر مطارات أوروبا إزدحاما فى فصل الصيف ... تتداخل رحلات الوصول والمغادرة كخلية نحل لا تنقطع حركتها ليلا ونهارا ... لم يكن هناك الكثير من المستقبلين ولكن حركة الواصلين لا تنقطع ... وأخيرا لمح جميلته تشرق وسط الزحام ... إبتسم عندما رآها بتلك البلوزة الحمراء والبنطلون الجينز ... وناداها بصوت مرتفع ضاع وسط زحام الواصلين لكنها لم تكن بحاجة لندائه ... إتجهت عيناها نحوه وسط الزحام وأشارت له بفرح قبل أن تذهب إليه فيقفز فوق الحاجز المعدنى ويتلقاها بين ذراعيه ... لفت الجميلة ذراعيها حول عنق أمجد وأستكانت بين ذراعيه وهو يمطرها بالقبلات قبل أن يمسك بيدها ويسحب حقيبتها خلفه ويتوجه بها لمكان السيارة
Where do I begin
To tell the story of how great a love can be
The sweet love story that is older than sea
The simple truth about the love she brings to me
Where do I start
وصلت السيارة أمام المبنى الذى يقع فيه إستقبال الفندق وتركها أمجد لعامل الجراج واستقل مع زوجته إحدى سيارات الجولف حيث أوصلتهما لفيلتهما وبعد أن إنصرف عامل حمل الحقائب أصطحب أمجد زوجته للتراس ليريها المنظر الرائع الذى تطل عليه
لم يزعج أمجد الجميلة النائمة على صدره حتى بدأت الشمس فى المغيب فأزاح شعرها عن وجهها ورفعه ناحيته وقبل شفتيها قبلة طويلة ففتحت أعينها ونظرت له بحب
إنطلقت سهام فى رقصها مع أمجد بجرأتها فى رقصها معه وإحساسها بحركاته ولمساتها الجريئة لجسده فى الرقص وكأنما تريد أن تعلن لجميع الحاضرين بأن هذا الشاب هو رجلها الذى يعشقها وتعشقه ... توقف الجميع عن الرقص كما يحدث دائما عندما يتراقص أمجد وسهام وأفسحوا لهما الحلبة كاملة وعندما أنتهت الرقصة تعالت الأصوات بكل اللغات تطالب الزوجين برقصة جديدة وعندما نظر أمجد فى عينى حبيبته قرأ فيها رغبتها فى الإستمرار فأشار لمشغل الإسطوانات بموافقته ليضع مشغل الإسطوانات الأغنية الشهيرة وقتها Sway وكأنما يزيد التحدى للراقصين البارعين ... وقبل الزوجان التحدى وتراقصا متجاهلين كل تلك الأعين التى تحيطهما ... تراقصا كأنهما طائرين يرقصان فى البرية رقصة التزاوج
إنتهت الرقصة وقد تعرق أمجد و تعرقت سهام من المجهود الذى بذلاه ومن الإثارة التى أصابتهم فى رقصتهم الأخيرة وبمجرد إنتهاء الموسيقى إشتبكا فى قبلة ساخنة وسط تصفيق الحاضرين وإعجابهم بهذا الثنائى الذى يصرح فى كل ثانية بحب كل منهما للآخر وبأن كل منهما ملك للآخر ... كانت بريندا قد وصلت للصف الأول من المتفرجين وأخذتها الحماسة فى التصفيق إعجابا يصديقيها الجدد وأسرعت لتتلقف كفى سهام بين كفيها وتشد عليها قبل أن يعودوا جميعا للجلوس أمام البار الذى جهز صاحبه أكواب الموهيتو سريعا تحية للراقصين وإعجابا بهما ... إلتقط أمجد وسهام كوبيهما وبدأ يرتشفان المشروب ببطء كى ينعشهما ويرطب حلقيهما الذين جفا من شدة المجهود الذى بذلاه ومن شدة الإثارة التى كانا بها ... ونظرت بريندا لعينى سهام المعلقة بوجه أمجد
قاده الجرسون لمائدته وجلس أمجد مواجها جميلته التى خطف المنظر أنفاسها بمجرد أن سحب لها كرسيها لتجلس ووقدم لهما الجرسون قائمة الطعام إنتظر أمجد حتى إنتهت من إختياراتها قبل أن يطلب مثلما طلبت ... قطعة من الأستيك المشوى ومعها بعض السوتيه ... وأسر للنادل ببضع كلمات بالإسبانية إنصرف بعدها ليحضر حاملا زجاجة من الشمبانيا عرضها على أمجد قبل أن يفتحها ويملأ الكأسين الموجودين أمامهما
إنطلق الشابان للمياه الرائقة وقد إتخذت المنقذة كرسيها المرتفع بغير إهتمام كبير ... فهذا الشاطئ لا خطر فيه .... فلا أمواج عالية ولا عمق كبير ... شاطئ يصلح تماما للمرح بين عروسين ... إستسلمت سهام للمياه تحملها و أمجد بجوارها وأبتعدا قليلا حتى وصل عمق المياه لخصرهما واخذ أمجد عروسه بين ذراعيه وأحتضنها فلفت ساقيها حول خصره وأستسلمت ليديه تعبث بجسدها ولشفتيه تقبل رقبتها قبل أن يغيبا فى قبلة طويلة تسللت معها أصابع أمجد أسفل المايوه تداعب شرجها وكسها ليزيح المايوه جانبا وينزل المايوه الذى يرتديه فتهبط بنصفها السفلى ليستقر زبره فى مكمنه الحبيب فتتنهد تنهيدة خفيفة وهى تهمس فى أذنه تنعنه بالجنون وعدم الصبر قبل أن تحرك وسطها تستمتع بمتعة الجنس فى وسط المياه ... متعة لم تكن تتخيل أنها موجودة وصلت معها لذروتها فى لحظات قليلة قبل أن تضع رأسها على كتفه وتهمس فى أذنه
حاولت سهام الجميلة تخفيف ما تشعر بما يعانيه أمجد من داخله فقبلته فى شفتيه قبل أن تقف واضعة يديها فى وسطها
فى اليوم التالى إصطحبت سهام بريندا معهما للشاطئ الخاص ... أرادت تقوية علاقتها بها قدر الإمكان كما أخبرها أمجد ... إرتدت المايوه البكينى الذى أشتراه لها أمجد ويظهر منه التاتو الموجود على ظهرها وطرف التاتو الآخر الموجود على عانتها ... أثار التاتو إهتمام بريندا ... فهى المرة الأولى التى ترى فيه عربية تضع وشما فى مثل تلك المناطق ... ظنتها عادة غربية فقط
أصبحت سهام صديقة مقربة من سهام وزوجها ... وقبل أن تغادر فى نهاية الإسبوع جمعتها معهما جلسة عشاء أخرى يودعانها فيها
إصطحب أمجد زوجته فى هذا اليوم للشاطئ الخاص ... لقد تشوق للإنفراد بها وهى ترتدى ذلك المايوه المثير الذى أشتراه لها ... سبحا قليلا وتبادلا قذف المياه على وجوه بعضهما قبل أن يفاجئها أمجد بإحتضانها من الخلف ويخرج زبره وبنزل قطعة المايوه السفلية الخاصة بها ويضع زبره بين فلقتيها يحركه بهدوء لتفاجئه سهام بالتخلص منه وترفع المايوه وتجرى بإتجاه الشاطئ ليعيد زبره المنتصب داخل المايوه الصغير الذى يرتديه وتظهر رأسه منه ليلحقها وقد وصلت للخيمة وأستلقت على الأرض ورفعت يديها خلف رأسها وثنت ركبتها اليسرى فى وضع مثير وهى تنظر لعينيه بإغراء ... إنقض أمجد عليها وهى تتصنع الممانعة وتضحك فى دلال فخلع عنها قطعة المايوه العلوية وأنقض على ثدييها يقبلهما بنهم قبل أن يلتقم حلمتها اليسرى بفمه فتمد يديها تخلع عنه المايوه وتتمسك بزبره تدلكه برقة يخلع عنها ورقة التوت التى تستر بالكاد كسها وينهال عليه لعقا وتقبيلا وهى تدفع رأسه ليغوص بين فخذيها وهى تتأوه بدلال فيرفع ساقيها لأعلى ويفرش كسها برأس زبره عدة مرات قبل أن يدخله كاملا فى كسها الرطب ويتمسك بثدييها يعتصرهما ويفرك حلماتها بقوة وهو يدفع زبره داخلا ويسحبه خارجا حتى تأتى قذفتها الأولى فيقلبها على وجهها ويرفع خصرها لأعلى ويعيد إدخال زبره وإخراجه من كسها ليدخله فى شرجها فتدفع نفسها ناحيته ويستمر فى تبادل إدخال زبره بين كسها وشرجها حتى تأتى قذفتها الثانية فيغرس زبره عميقا فى شرجها ويرتفع صوت تنفسه معلنا قرب إتيانه بمائه فتغلق على زبره عضلات شرجها تستمتع بإنتفاضاته داخلها حتى ينتهى من قذفته ويجذبها لتنام على جانبها وهو خلفها بينما زبره لم يخرج من شرجها حتى تهدأ فورتها وتدفع جسدها ناحيته فيضع ذراعه تحت رأسها ويمد ذراعه الآخر يحتضن صدرها ويعتصر ثدياها
أمضى أمجد وزوجته باقى العطلة بين زيارات لمعالم مايوركا المختلفة قلعة بيلفير و الحمامات العربية و وكتدرائية مايوركا ... لم يمر عليهما يوما دون مشاهدة جديد فى تلك البقعة الجميلة من العالم والتى لا يدرى بجمالها الكثيرون ... وأقتربت رحلة شهر عسلهما من الإنتهاء
...........................................................................................................
وأخيرا عاد أمجد لمصر ... كالعادة إستقبله أبوه وأبو منى فى المطار وبالتأكيد معهم أمه الروحية والصديقة المخلصة إلهام .... أخذ منه أبو منى ما أحضره معه من موديلات الملابس وأتجه بها فورا للمشغل ... فتلك ستكون الموديلات الجديدة لموسم الصيف الذى بدأ منذ أكثر من شهر فقد بقى إسبوع واحد على حلول شهر أغسطس الذى تنشط فيه مبيعات الموديلات الصيفية وتزدحم القاهرة بضيوفها من السائحين العرب الذين تمتلئ بهم فنادقها وشققها المفروشة ولابد أن يمتلئ محله بالموديلات الجديدة .... ذهب أمجد مباشرة لشقته ليجد زوجته فى الإنتظار ... إنتفخت بطنها قليلا لكن جسدها لا يزال كما هو جميلا ومثيرا ... إحتضنها أمجد طويلا وأمطر وجهها بالقبلات ... إنحنى ليقبل بطنها ويضع أذنه عليها ... وكالعادة بدأت إلهام فى مناوشاتها معه
بعد أن خرجا من الحمام أعدت منى المائدة وتناولا الطعام كعادتهما ... كل منهما يأكل فقط من يد الآخر ... وبعد أن أنتهيا جلسا على الكنبة الموجودة بالصالة وهو يضمها إليه .... يضمها لقلبه هى وإبنه الموجود بأحشائها .... يضع يده على بطنها يحركها برقة بينما هى تستكين على صدره وأمامهما كوبا الشاى بالنعناع
ترك أمجد زوجته وأتجه أول ما أتجه إلى المكتب ... إستقبله الجميع بالترحاب ... فهو محبوب من الجميع ... إتجه بعدها لمكتبه لتنفرد به إلهام ... فبالتأكيد هناك ما تريد إخباره به عن أحوال المكتب والعمل
وصل أمجد لفيلا ابو سهام لتستقبله عند الباب كعادتها تحتضنه وتقبله تحت عين أبوها ... وكعادته أيضا أراد إستفزاز أبيها فالتقم شفتيها فى قبلة طويلة جعلت أبو سهام يناديه من جلسته فى البهو القريب حيث إستغرق معه فى شرح دوره فى المكتب وأكد عليه أنه سيتسلم عمله بداية من أول يوم فى الشهر الجديد ... وكما أتفقا من قبل سيكون عمله يومين إسبوعيا إستقرا أن يكونا الأريعاء والإثنين من كل إسبوع ... بعدها إستأذن من ابيها فتمسكت سهام بيده وأصرت على أن يذهب معها للملحق الذى أنتهى بنائه وفرشه حتى يرى بيته الجديد ... بمجرد دخولهما من باب الملحق إرتمت سهام فى أحضان زوجها وتحسست جسده كما تحب أن تفعل دائما ... وهو أيضا أصبح يستمتع بلمساتها لجسده وبتحسس جسدها وإعتصار صدرها وفلقاتها ... مرت سهام به على الدور السفلى من الملحق وكم كان سعادته عندما وجد المدفأة عادت لمكانها وأمامها كنبة مثل تلك التى إعتاد ممارسة الجنس فوقها مع سهام فى أيام علاقتهما الأولى قبل زواجهما العرفى ثم إصطحبته سهام للدور العلوى حيث تقع غرفة النوم
عندما وصل أمجد وجد منى قد ذهبت فى النوم فقبلها على شفتيها قبلة سريعة وأزاح شعرها الذى يغطى وجهها ففتحت عينيها فى كسل
إستيقظت أم سهام من نومها مبكرا وذهبت لغرفة إبنتها كى توقظها ... فاليوم سترافق أبيها للشركة كأول يوم عمل لها ... ذهبت لغرفتها فلم تجدها ووجدت الفراش لم يمس ... خمنت الأم أن أبنتها قد قررت المبيت فى بيتها الجديد ... إتجهت للملحق وصدق توقعها عندما صعدت لغرفة النوم لتجد إبنتها نائمة ... أيقظتها فى هدوء وأخبرتها بضرورة الإستعداد للذهاب للشركة وأنصرفت لتتصل بصديقتها ... إلهام
وصل أمجد للمكتب مبكرا كعادته وأتجه لمكتبه قبل وصول المهندسين وجلس فى مكتبه بعد أن أشعل سيجاره وأعد بنفسه كوب الشاى بالنعناع وتبادل المزاح مع الموجودين من عمال النظافة وفرد اللوحة التى إنتهى منها على ترابيزة الرسم وجلس يتأملها ليتأكد من عدم وجود أى ملاحظات بها .... دق باب مكتبه لتدخل بعدها موظفة الإستقبال حاملة كوب آخر من الشاى بالنعناع وقبل أن تصل لمكتبه تجد إلهام خلفها تتحدث بصوتها الصاخب فترتبك الفتاة حتى يكاد الكوب أن يسقط من يدها
...............................................................................................
مرت الأيام سريعا وأستغرب أمجد نفسه من تلك السرعة التى أنهى بها كل التصميمات المعطلة وبدأ بالفعل فى مساعدة إلهام فى إنهاء التصميمات الداخلية ودارت عجلة العمل فى المكتب وأنشغل جميع المهندسين والموظفين ... وفى يوم الإثنين السابق لبدء أمجد عمله فى شركة أبو سهام كان يقضى ليلته مع سهام .... بعد أن مارسا جنسهما الصاخب سويا ذهبت سهام كعادتها فى النوم بينما تسلل أمجد من فراشها ليعمل كعادته ليفيق من عمله على ذراعى سهام تحتضنانه من الخلف وتفرك ظهره بثدييها
وأخيرا أتى يوم الأربعاء .... الأول من أغسطس أول يوم عمل لأمجد فى شركة أبو سهام .... عندما وصل المقاول الكبير لشركته إستقبله مدير أمن الشركة الذى إعتاد مقابلته عند الباب و إخباره بكل ما يجرى فى الشركة ... وبكل ما حدث قبل وصوله
إستيقظ أمجد فى اليوم التالى على الكارثة التى حلت بكل العالم العربى ... إنه يوم الخميس المشؤم ... 2 أغسطس 1990
يوم أن حرض الشيطان الأعظم الأخ الأقوى ليبتلع أرض أخيه ... الأخ الصغير الذى ساعده لسنوات فى دفع ثمن أسلحته فى حربه الطويلة ... كثير من الأسلحة التى لم يعد لها فائدة فرأى البائع أنه لابد من تدميرها قبل أن تقوى شوكة الأخ الخارج من حرب لا مهزوم فيها ولا فائز ... وبعد أن ظن العالم أنه سيسود الهدوء لبعض الوقت فإذا بالأخ الذى ظن أنه الأقوى وأنه سيُطلق له العنان فى إبتلاع شقيقه الأصغر يندفع فى مغامرته المجنونة ... لعبة كانت مكشوفة للجميع لكن الأخ المغرور إبتلع الطعم فتحركت قواته لتقتحم حدود أخيه وتستولى على أرضه خلال ساعات ... كان الجميع فى دهشة ... فكيف يبتلع من كان يُنظر له كزعيم كبير أن يكون بمثل تلك السذاجة فيندفع فى تلك المغامرة لمجرد وعد من الشيطان بأنه سيغض الطرف ؟ لم يعرف أحد تفاصيل ما حدث خلف أبواب القصور المغلقة لكن الكل كان على يقين بأن تلك الحماقة يدفعها من يدير اللعبة من القارة البعيدة ... لعبة كان الكل يعرف مخاطرها ... إلا اللاعب الذى إستسلم لأوهام الزعامة ودفعه الشيطان الأكبر ليصدق بأنه الزعيم الملهم .
يومها فقط فهم أمجد الكلمة التى قالها له المسؤل فى المبنى الكبير ... فهم لماذا لن يستطيع العودة لإسبانيا فى موعده ... فتلك الحرب بالتأكيد سيصل لهيبها للجميع ... البعيد والقريب ... منتهى العبث ... حرب أخرى سيخسرفيها كل أطرافها ولن يفوز فيها إلا صانع السلاح الذى يستنزف تلك الأطراف
أيام قليلة مضت بعد هذا اليوم المشؤم كان أمجد متأكدا بما سيحدث بعدها ... إيام حرص فيها على إنهاء كل ما يمكنه من عمل لجمع المال ... كان متأكدا من إستدعائه فى أى لحظة فحرص على تعويض زوجتيه عن فترة غيابه التى لا يعلم أحد كم ستطول .... وبعد مرور ايام قلائل حدث ما توقعه ... قبل أن تعلن التعبئة العامة فى مصر أتصل به أبوه يبلغه بوصول خطاب إستدعائه ... خلال 72 ساعة لابد أن يسلم نفسه لوحدته ... تلك المرة قد تكون رحلة ذهاب بلا عودة ... فليست مناورات ولا تدريبات ... إنها حرب سيواجه فيها مالا يعرفه .... حرب يستبيح فيها الأخ ددمم أخيه من أجل برميل من البترول ... أسرع أمجد أولا للمبنى الكبير كى يخبرهم بإستدعائه ... تلك المرة لم يعرض عليه المسؤل التدخل لإلغاء الإستدعاء .... فتلك المرة لا مجال لأى إستثناء ... من تم إستدعائه لا بد له أن يذهب ... تمنى له المسؤل السلامة على وعد بلقاء حين يعود ... إذا قدر له أن يعود
إتصل بمكتب الشيخ إبراهيم حتى يتوقف تحويل الأموال لحسابه فى إسبانيا ... فعودته غير مضمونة ولا يريد أن يتسبب فى مشاكل لمن سيرثونه إذا قدر له عدم العودة ... ودع سهام وداع حار وودعته الجميلة بالدموع ... وفى ليلته الأخيرة مع حبيبة عمره مُنى حدثها كثيرا وهو يحاول ألا ينقل لها قلقه .... لكنها لازالت كما هى ... تقرأ ما فى قلبه
خاتمة
وهكذا ترك أمجد عمله وزوجتيه ليذهب لقتال عبثى بين أخوين .... حرب ليست حربه على أرض ليست أرضه ... أرض غريبة لا يعرف عنها شيئا ولم يسبق له رؤيتها... لعبة أخرى يلعبها الشيطان وإختبار آخر يضعه فيه القدر ... إختبار ذهب إليه ولا يعرف هل سيعود أم يلقى حتفه فى صراع بين أخوين لا طائل من ورائه ... حرب مثلت للباشا منعطف جديد فى حياته ... إختبار شديد القسوة لشاب بالكاد إستطاع أن يقف على قدميه ... عصا أخرى توضع فى عجلة حياته التى بدأت فى الدوران
ماذا حدث للباشا أو للشاب أمجد فى تلك الملهاة التى سميت حربا وكيف عاد منها بتطور آخر فى شخصيته .... هذا ما أتوق لمعرفته فى الأجزاء القادمة إذا كان فى العمر بقية
وإذا سمح الباشا
الجزء الثامن
مقدمة
عاد الباشا للحكى ... هذا الجزء قد يكون مختلفا عن باقى أجزاء القصة ... قصة رجال طمست بطولاتهم وقد حان الوقت ليحظوا ببعض التقدير ولو حتى من قراء معدودين ... رجال نسبت بعض بطولاتهم لآخرين والبعض الآخر دفن تحت ركام النسيان ... فكل الجزء يحكى قصة حرب عبثية نشبت يوما بين أبناء الوطن العربى ... حرب إشترك فيها الباشا مرغماً ... حرب خرج منها بعد أن عاين مدى عداء الجنس البشرى للبشرية نفسها... عاين مدى إنحطاط القيم الإنسانية ... حرب أديرت من القارة البعيدة ونقلتها محطة فضائية أنشئت خصيصا كى تنقلها على الهواء وتكون بوقا للشيطان الأكبر
وأعتذر منكم أصدقائى فهذا الجزء خالى تماما من أى مشاهد جنسية ... فما ستقرأونه لا مجال معه لذكر الجنس من الأساس قد يرى البعض أن هذا الفصل من القصة قاسى إلى حد ما وقد يراه البعض بلا فائدة ... لكن الباشا أصر أن تشاركوه كل مشاعره التى بلورت شخصيته سواء كانت مشاعر فرحة أو حزن وقد تشعرون ببعض التقدير لزملاء سلاحه
قد يكون من المناسب توضيح بعض الكلمات المذكورة فى هذا الجزء لحضرات القراء اللذين لم يخدموا بالقوات المسلحة لذلك سأذكرها هنا
الأول أن تقرأوا كل كلمة ولا تهملوا أى منها فكل كلمة لها أهميتها فى هذا الجزء بالذات
الرجاء الثانى هو الرجاء المعتاد الذى أرجوه منكم كل مرة وهو
"أرجوكم إقرأوا ما بين السطور"
...............................................................................................................
وأخيرا وصل أمجد لوحدته ... سيارة نقل جنود كبيرة إستقلها عشرة رجال كلهم مستدعون ... منهم من زامل أمجد فى خدمته وآخرون لا يعرفهم لكن الكل تآلفوا فى دقائق ... فكلهم يحمل نفس الهم ... أعمال تعطلت وأسر تركت ... لكنه نداء الواجب لابد أن يُلبّى فمن يتخلف إما سيعرض نفسه للمحاكمة وإما لن يستطيع مواصلة حياته .... وصلت السيارة لمقر الوحدة وهبط الجميع ليستقبلهم قائدها .... لا زال الظابط أكرم هو القائد ... رحب بالجميع وألتف حوله الجميع فكلهم يعرفونه ... وبالطبع كان أكثرهم ترحيبا به هو صديقه القديم ... أمجد ... مباشرة توجه الجميع للمخزن ليتسلم كل منهم مخلاته القديمة وبدّل الإحتياط المستدعون ملا بسهم المدنية بزيهم العسكرى وتم الجمع فى أرض الطابور للنداء على تشكيل السرايا والفصائل ... وكالعادة تسلم أمجد سلاحه الخاص ... لم يكن هناك مجال للإختبار كفترة الإستدعاء السابقة لكن لا بد له من التعرف على حبيبته الجديدة ... فورا تم توجيه أمجد لميدان الرماية ليطلق عشرات الطلقات حتى يتم التآلف بينه وبين قناصته الجديدة ... قناصة حديثة هو أول من يطلق منها النار .... وبمجرد إنتهاء القناصة من التعرف على حبيباتهم إنطلق بروجى الجمع ليهرع الجميع لأرض الطابور وتتراص الصفوف حسب الرتب ... ثلاث فصائل مقاتلون وفصيلة قناصة ... كان أمجد أعلى القناصة رتبة فهو الوحيد الذى يحمل ذراعه ثلاث شرائط ... ثمانية وثلاثون هم مقاتلى الوحدة زاد عليهم عشرة مستدعون من الإحتياط إصطفوا فى ثمانية صفوف .... إصطف أمامهم خمسة ضباط لإعطاء التمام لقائد الوحدة الذى وقف أمامهم لإعطاء تمام الجمع قبل التلقين ... تحدث القائد أكرم بصوته الجهورى للجميع
تحركت السيارات تحمل الرجال لتدريب جديد ... ساعتان وكان الجميع يصطف على رصيف الميناء الحربى قبل تحرك الطابور لداخل السفينة التى سيبدأ منها التدريب ... رست السفينة بعد العصر فى عرض البحر حيث لا أثر يلوح لشاطئ قريب .... إبتسم أمجد فى داخله عندما تذكر رحلته الأخيرة فى البحر ... شتان بين ما بين المهمة الحالية والمهمة السابقة ... وشتان ما بين الصحبتين
نودى على الرجال للتجمع فى ميز السفينة للقاء مع القبطان ومع الضباط ... قاد الطابور ضابط بحرى حتى وصل الرجال للمكان وأستقروا لشرح المهمة ... كان القبطان أول المتحدثين ... فهو الأعلى رتبة وهم فى البحر ... وفى البحر يكون الضابط البحرى قائد قرينه البرى من نفس الرتبة
كان أمجد هو الرتبة الأعلى بين مجموعته ... إذا فمهمته مزدوجة ... فهو قناص المجموعة ودليلها والمسؤل عن حركة أفرادها جميعا ... خمس رجال معه يحمل مسؤليتهم طالما هم على البر ... أى خطأ من اى منهم يتحمل هو مسؤليته ... كل فرد مسؤل عن حماية زملاؤه وإنجاح المهمة .
توجه أمجد لإستلام أدوات التخفى ومهمات الحماية للبنادق ... إنطلق الجميع فى ضحك صاخب ... فأدوات التخفى ما هى إلا علبة ورنيش اسود ومهمات الحماية هى علبة واقى ذكرى .... لم يتمالك الجميع أنفسهم حين كان يشرح لهم الضابط كيفية تركيب الواقى الذكرى على فوهة البندقية لحمايتها من تسرب الماء .
مع آخر ضوء إنتهى وقت الضحك وجاء وقت العمل ... تم تركيب مناظير الرؤيا الليلية على بنادق القناصة وأخذ كل رجل مكانه فى القارب المخصص لمجموعته ليتم إنزال القوارب الثمانية من السفينة وتتراص متجاورة لتنطلق لعدها للشاطئ تدفعها محركات قوية لكنها بلا صوت ... بدء التوتر يتسرب للرجال فهى مرتهم الأولى لتنفيذ مثل هذا التدريب ... شعر قائد القارب بتوتر الرجال فأراد كسره
إستقبل أكرم الثلاث مجموعات مهنئا وهنأهم القبطان لإجتيازهم الأختبار الأول وهنأ الجميع البحارة الثلاثة قادة الزوارق وبعد قليل عادت القوارب الخمسة الأخرى خالية من الرجال
قبل الإنزال تجمع جميع من هم خارج الخدمة حول جهاز الإستقبال الذى وضع بالميز لبث تطور العملية ... وبمجرد سماع إشارة تحرك القوارب تحول الجميع لآذان تصغى لما يذاع
تحول الأمر لأمجد لنوع من الشغف والتحدى ... وبمجرد عبور مجموعته الطريق الأسفلتى كان أتخذ قراره ... لن يسير فى الطريق المحدد لكنه سيدور حوله ... بخبرته المهنية كان أمجد هو الأقدر على حفظ الخريطة كاملة عكس باقى الزملاء ... فرسم الخرائط هى مهنته التى يبرع بها ... كان إتخاذ طريق آخر يعنى كيلومترات أكثر عليه وعلى مجموعته قطعها ... لكنه القائد ولا مناقشة فى قراراته ... وقبل وصول المجموعة للمكان المحدد بنهاية الكيلومترات الخمسة كانت شعلة مضيئة تنطلق فى السماء تلتها شعلة أخرى ... إذا فقد تم رصد المجموعتين الأخريين ... هنأ الرجال قائدهم قبل أن يعودوا للقارب ليقلهم للسفينة ويصعدون وسط تهليل مشجعيهم وكأنهم فريق فاز فى مباراة... وتوجه أمجد حيث يقف قائده مع قبطان السفينة ليحييه التحية العسكرية ويخبره بتمام إنجاز المهمة
تلك المرة فوجئ أفراد المجموعة بمروحية تمسح مسرح العملية بكشاف قوى فى دورات متعاقبة ... كان على المجموعة الإختباء لحساب وقت مرور المروحية قبل كل خطوة ... إنهم وصلوا لأبعد نقطة فى التدريب ولا يريدون الخسارة ... فسمعة الوحدة الآن على المحك
وأتخذت المجموعة خط السير الذى حدده أمجد ... إستطاعوا بعد أكثر من ساعتين الوصول للمبنى الموجود فيه الرهينة المفترضة ... وتم رصد الحراسة الخارجية والداخلية وتوزيع المهام بين الأفراد ... كلهم جنود تم تدريبهم ... وكثيرا ما كان يتم تبادل الأدوار بين الوحدتين فى التدريبات
كان المبنى به ثغرة واضحة فى الجزء الخلفى من المفترض إستغلالها فى الإقتحام ... لكن أمجد قرر التغاضى عن الثغرة والإقتحام من المواجهة ... الإتفاق أن من يصاب بطلقة طلاء يرقد مكانه بلا حراك ولا يعود للإشتراك فى اللعبة ... ومن يمسه طرف السلاح الأبيض يعتبر قتيل
لم يستغرق الإشتباك وتحييد الحراسة طويلا ... فأفراد الحراسة كانوا يتوقعون الهجوم من أضعف نقطة وتركزت حراستهم عليها وفوجئوا بالمهاجمين فى أقوى نقطة وفوق روؤسهم ... تم إصطحاب الرهينة وبقى الإبلاغ
...........................................................................................................
وصل الرجال منهكون لوحدتهم وبعد طابور التمام إتجه الجميع لعنابرهم لأخذ قسط من الراحة ... فأمامهم يوم آخر سيبدأ بعد ساعات ... بعد دقائق كان الكل نيام فى العنبر إلا أمجد ... جلس على فراشه الضيق وأخرج حبيبته من دولابها ليعتنى بها ... لم يستطع النوم رغم إرهاقه الشديد ... لقد إعتاد على النوم لساعات قليلة والعمل لساعات طويلة ... وهو كما هو ... لا يستطيع العمل إلا واقفا وتعود ألا ينام إلا بجوار زوجته ... أو بالأحرى إحدى زوجتيه
إنتهى أمجد من تنظيف سلاحه وتزييته وبمجرد أن أغلق الدولاب الخاص به شعر بأقدام تتسلل إلى العنبر فى هدوء ... إنه القائد أكرم أتى ليطمئن على راحة رجاله ... إبتسم فى الظلام وجسده الضخم يحجب الضوء البسيط المتسلل من خارج باب العنبر
قبل نهاية الطابور نودى على أسماء أمجد ومجموعته للتوجه لمكتب الشئون الإدارية .... هناك تم تصويرهم بعد إستبدال ستراتهم العسكرية بقمصان مدنية ... لم يجبهم أحد عن السبب ... لكن تم تسليمهم بعدها تصاريح إجازاتهم ... كل الوجوه كان يعلوها الوجوم ... تسلم الرجال تصاريحهم وأنصرفوا لتغيير ملابسهم إستعدادا للمغادرة ... إجازة لمدة يوم قد تكون إجازتهم الأخيرة من الوحدة ... زيارة لتوديع الأحباء ووداع قد يكون الوداع الأخير .
جلس أمجد وحيدا فى العنبر يعد مخلاته ويراجع مهماته حتى دخل عليه أكرم مرة أخرى بعد أن أنهى عمله فى المراجعة على إكتمال تجهيزات الوحدة
قبل أن يشرب أمجد كوب شايه لاحظ تليفون موجود فى جانب المقهى الصغير ... إستفسر من عامل المقهى عن إمكانية إستخدامه فنظر لملابسه العسكرية التى يرتديها هو وصديقه قبل أن يجيبه بأنه عادة لا يسمح بإستخدامه لكنه سيسمح له إكراما لهم .... فأهل ذلك الوطن دائما ما يقدرون الجنود ويقدرون شوقهم لأسرهم .... أجرى أمجد مكالمتين سريعتين ... كل مكالمة لزوجة من زوجاته يطمإنها أنه بخير ... لم يخبرهم بسفره ... فبهم من القلق ما يكفيهم ... كانت المكالمة الأولى لمنى والثانية لسهام ... عاد بعدها لمجلسه وهو يشعربشعور جديد ... أنهى مكالمتيه وقد تمكن منه الشعور بأنه سيعود ... سيقاتل من أجل أن يعود
...........................................................................................................
قبل عصر اليوم التالى كان الرجال يتخذون أماكنهم بتلك الطائرة العسكرية ... إتخذ كل من الجنود مكانه وسط فصيلته وحسب أقدميته ... أُغلق الباب الخلفى وهدرت محركات الوحش إستعدادا للطيران ... إرتفعت الطائرة ليلتفت كل رجل خلفه للنظر من نوافذها ليلقى كل منهم نظرة على الأرض التى يحبها وسيعادرها للدفاع عن أرض غريبة عليه ... طالما تدربوا وقاموا بعمليات على تلك الأرض وكان يقينهم الدائم أن تلك الأرض أرضهم ... يحمونها وهى تحميهم ... ترى هل ستحميهم الأرض الذاهبون للقتال فوقها أم ستتخلى عنهم ... سؤال دار فى أذهان الجميع أرجأوا إجابته ... فبعد ساعات سيصبحون فوق أرض غريبة ليتعرفوا عليها ... ويواجهوا فوقها المجهول .
ساعتان أو أكثر قليلا قبل أن تحط الطائرة هلى مدرج تلك القاعدة الجوية وينادى القائد على رجاله بالتجهز للنزول ... حمل كل رجل مخلاته وتحرك الطابور للإصطفاف على أرض المطار قبل أن تحملهم أوتوبيسات مكيفة لمقر إقامتهم ... تندر الرجال ... فهى المرة الأولى التى يركبون أتوبيسات مكيفة فى مهمة عمل وتغلب الجميع على توترهم كما أعتادوا بالضحك والنكات
- إيه ده يا وحوش أتوبيسات مكيفة
- باينها مهمة زى الفل يا رجالة .... أنا لو قولت لأبويا إنى بأركب أتوبيس مكيف زى ده هيقولى خدنى معاك
- بس يا جندى منك ليه بلاش دوشة ... خلونا نتمتع بالتكييف
- يا فرحة أمك بيك لما تعرف أنك ركبت المكيف ياض ... كنت بتروح بلدكم على حمارة
وصل الجميع لمكان إقامتهم ... لم يكن مكان كالذى إعتادوا عليه ... هناجر مكيفة بكل منها عشرون فراشا وبها مرافق لم يتعودوا عليها طوال مدة خدمتهم
جمع الرجال عتادهم وساروا خلف مساعد تعليم الكتيبة لمكتب القائد ... إصطفوا أمامه بوقفة إنتباه حتى وصلهم صوت مساعد التعليم "جماعة صفا" ... إسترح ... تمام يا فندم ... قالها مساعد التعليم وأستدار للخلف وأنصرف من المكتب وأغلق الباب خلفه ليتحدث إليهم أكرم بلهجته الحازمة ونبراته القوية
وتحرك الرجال بخطوات منتظمة ترتفع ركبهم لمستوى فخوذهم يدقون الأرضية بدقات قوية ويتجهون للخارج ليصطفوا فى طابورين بجوار الطائرة لينادى أمجد بصوت مرتفع ... قف ... إنتباه ... لليمين در .. يلتفت الرجال لليمين وتدق كعوبهم الأرض دقة واحدة ليستدير أمجد ويتحرك بالخطوة السريعة ليقف أمام قائده وقفة معتدلة بنظر ثابت ويوجه كلامه لقائده بعد أن يرفع يده بالتحية العسكرية ويخفضها جانبا بعد أن يضم قبضته
جلس الجميع فى صفين متواجهين وبدأت محركات الطائرة فى الدوران ووضع أكرم سماعات الرأس على أذنيه ليكون همزة الوصل بين الطيارين والمرافق والرجال وأرتفعت الطائرة عن الأرض وبدأت رحلتها وقد نال الرجال إحترام من يرافقونهم .
بمجرد هبوط المروحية الضخمة على سطح تلك السفينة شديدة الضخامة تم إستدعاء أكرم وأمجد لعقد إجتماع مع الرجل الذى من المفترض أنه سيقود العملية من السفينة ... أبيض آخر حليق الرأس ولكنه ليس بضخامة مرافقهم ويمسك بين أصابعه سيجار مشتعل ... تجاهل أمجد الرجل تماما ولم ينظر إليه ولم يجبه على أى كلمة وجهها إليه ... كان أكرم فقط هو من يتحدث معه ... وجه أمجد حديثه لقائده
بدل الرجال ملابسهم بالملابس المدنية الموجودة فى حقائب صغير على ظهورهم ... أخفوا ملابسهم العسكرية تماما كذلك أسلحتهم ... فقط بندقية أمجد لم يتم إخفاؤها معهم ... فبندقيته مكانها بأعلى المبنى حيث يستطيع منظارها نقل الرؤيا من مسافات بعيدة .... صعد أمجد لأعلى المبنى كى يبدأ المراقبة ... فكل دقيقة لها حسابها وكل حركة حولهم يجب أن تدون ... ترك أمجد رجاله للراحة بعد أن وزع بينهم ساعات الحراسة الليلية ... كان أمجد يعد نفسه لثلاث ليال أخرى بلا نوم ولا راحة ... ففى رقبته مسؤلية خمس رجال من خيرة الشباب عليه حمايتهم أولا ... ومهمة يجب إنهاؤها فى موعدها ثانيا ... أخرج أمجد من جيبه قلم ونوتة صغيرة لكتابة الملاحظات ... ملاحظات سوف يكتبها على صورة خطوط وأرقام ... لو وقعت فى يد أى شخص آخر سيجدها مجرد ملاحظات مهندس عن سير العمل فى موقعه ... لكنها فى الحقيقة ملاحظات عن كل ما يرصده منظاره وعينيه ... فهو كالصقر يجيد الرؤيا فى الظلام
فى الصباح وبعد أن إنتهى حظر التجوال وبدأت الحركة تدب فى الشوارع ... حركة بسيطة لا تقارن بحركة مدينة ... لكن بين الحين والآخر يقطع شخص ما الطريق سواء خروجا من عمارة أو ذهابا لمكان ما أو سيارة عسكرية تسير بسرعة... أخفى أمجد حبيبته جيدا وهبط لرجاله فى الدور السفلى فوجدهم مستيقيظين
عاد أمجد لزملاؤه يحمل لهم الطعام ... طعام بالكاد سيكفيهم ليومهم ... حمل معه 10 زجاجات من المياه ... زجاجة لكل رجل وسيبقى الباقى ليحملونه معهم فى حالة الإحتياج .
وأخيرا لمح أمجد ما طمأنه ... حركة بسيطة للستائر المسدلة ووجه طل سريعا خلف نافذة قبل أن يختفى ... إذا فالهدف فى مكانه ... والمهمة الآن تنتظر التنفيذ
اسرع أمجد بالهبوط حيث أخفوا جهاز الإتصال ليتصل بقائده
فى الليلة التالية إجتمع أمجد برجاله .... فاليوم التالى هو موعد التنفيذ ... قرر عدم الإلتزام بالخطة ... فحساباته تخبره بأن تغيير الموعد سيكون أكثر أماناً ... أرجأ إخبار رجاله بخطته لحين التأكد من تمامها ... تناول بعض الطعام بعد إلحاح رجاله ... فغدا يحتاج لكامل قوته وكامل تركيزه
فى الصباح التالى ترك الرجال للقيام بجولته المعتادة ... لكن تلك المرة توجه مباشرة لشقة الهدف ... طرق الباب بهدوء أكثر من مرة ... وبعد وقت ليس بالقليل أتاه صوت من الداخل ... صوت وقور لرجل كبير ... وعندما سأل عن الطارق أجابه أمجد بهدوء شديد
وجد أمامه بريندا تقف بجوار الرجل الذى يحمل صورته ... إتسعت عينا أمجد دهشة وساد الصمت لثوان قبل أن تجرى تهرول بريندا تجاهه وتلقى بنفسها بين ذراعيه باكية
واقتربت الساعة من الحادية عشر ... ثبت أمجد تلسكوب الرؤية الليلية فوق بندقيته ووجهه ناحية البحر يراقب وصول القوارب ... وأخيرا ظهر قاربان سريعان يشقان الماء فى إتجاه الشاطئ ... أمر أمجد الجميع بالإستعداد وتجمع حوله رجاله ... بكلمات سريعة أكد كل رجل على مهمته ... آخر مرحلة من المهمة وأهمها
أشار أمجد لرجاله بالحركة فتحركت المجموعة الأولى فى إتجاه البحر ... الشيخ وزوجته وبناته يرافقهم تلاث رجال .... وصلوا فى نفس لحظة وصول القارب فساعد الرجال الشيخ وبناته وزوجته على الصعود قبل أن يقفزوا للقارب ويساعدهم البحار فى إرتداء جاكيت النجاة ويستدير بهم عائدا للماء ... تبعهم أمجد وبريندا وأبوها والرجلين الباقيين وقفزوا جميعا للقارب ... كان أمجد آخر من قفز للقارب بعد أن ساعد أبو بريندا على الصعود وأصرت بريندا على أن تجلس بجوار أمجد فى مقدمة القارب ... إستدار القارب وتحرك يشق الماء بسرعة حتى تجاور القاربان وزادا من سرعتيهما حتى توقفا بجوار السفينة الضخمة حيث السلم الذى سيصعدون عليه لظهرها .... كان المدنيون هم الصعود أولا ... وأول من صعد كان الدبلوماسى وتبعه الشيخ فزوجته وبناته حيث تلقفتهم أيدى الرجال الموجودين على حاجز السفينة ... أصرت بريندا ألا تصعد إلا قبل أمجد مباشرة ... فهو صديقها وزوج صديقتها وتريد أن تشكره .... عندما وصل أمجد لظهر السفينة إستقبله رجاله ورجال الفريق الثانى بهتافهم ... الهتاف الذى يرددونه دائما فى طوابيرهم
"بص يمينك ... بص شمالك ... رجالة الصاعقة ... وحوش قدامك "
ظلوا يرددون الهتاف بصوت مرتفع وسط معانقة الرجال لزملاءهم ... لم تدو صافرة السفينة ترحيبا بالرجال العائدين من مهمة كانت تبدو مستحيلة ... فرجال البحرية الأمريكية لا يحيون إلا رجالهم ... لكن إستمر المرح والغناء بين جميع العائدين ... وبينما أصطحب رجال البحرية الأمريكية رجلهم لمستشفى السفينة لتوقيع الكشف عليه رفضت بريندا بإصرار ترك الرجال وترك صديقها ... فهى لأول مرة منذ أسابيع تشعر بأنها فى أمان ... أعجبها مرح الرجال الذين عادوا من مهمة صعبة وبالتأكيد يستعدون لغيرها ورغم ذلك لا يشعرون بالخوف
" إنهم رجال لا تهاب الموت "
إقترب أكرم من صديقه وحدثه بالعربية حتى لا تفهم من تلتصق بكتفه ما يقول
إقتحم دائرة المرح الجنرال يضع سيجاره فى فمه ويتبعه المترجم ... أمر المترجم أن يترجم كلماته للجميع ... فهو يشعر بالإهانة من عدم إطاعة هؤلاء القادمون من العالم الثالث لأوامره التى يطيعها المئات من جنود الدولة العظمى
سلم الرجل على أمجد هو وأسرته وأنصرفوا نحو سيارة سوداء كانت فى إنتظارهم بينما أنفردت بريندا بأمجد تودعه ... فوجئ أمجد ببريندا تحتضنه بشدة بينما عاد صوت المروحية للإرتفاع إستعدادا لطيرانها فى مهمة أخرى ورفعت صوتها تحدثه كى يصل أليه مع هدير محرك الطائرة
وأخيرا عاد الرجال لمعسكرهم .... إستقبلهم زملائهم بالعناق وألتفت حولهم الأذرع مهنئة لهم بنجاحهم .... إتجه الجميع لمكان العشاء ... قبل أن يستبدل الرجال حتى ملابسهم أو يزيلوا عن أجسادهم عرق أيام ثلاثة قضوها فى عمل متصل ... وبعد العشاء أنفرد أكرم بأمجد ليشرح له ما كتبه فى النوتة الصغيرة من معلومات ... معلومات مهمة عن تحركات الدوريات وأماكن تمركز قوات الدولة الغازية وطرق تحركها فى المدينة المحتلة ... إنصرف أمجد للراحة والإستحمام بينما تواصل أكرم مع قياداته يخبرهم بكنز المعلومات الذى يمتلكه والذى رفض مشاركته مع الجنرال الأصلع ... ثمنوا المعلومات وردوا عليه بأن ينتظر زيارة مهمة فى اليوم التالى من مسؤل كبير ... وأن عليه تسليم النوتة للرجل القادم وأن يشرح له ما فيها بالتفصيل وضرورة وجود الرقيب أمجد لمناقشته... أخبروه بالأوامر الجديدة وهنأوه بنجاح رجاله ... وصلت إليهم شكوى الجنرال من عدم تعاونه ورجاله معهم لكنهم كانوا سعداء .... سعداء لإن رجالهم رفضوا أن يكونوا تحت قيادة غير قيادتهم ولإنهم نفذوا بدقة ما تدربوا عليه .
فى الصباح التالى تليت علي الرجال أوامرهم كالعادة فى طابور التمام .... وكان هناك خبر سعيد فى إنتظار الجميع تلاه عليهم أكرم
سلم أمجد خطابيه لمكتوب الشئون الإدارية ووضع المظروفين أمامه فى مظروف كبير أغلق وتم ختمه ... فلن يقرأ ما كتب فيهما إلا ضابط كبير يراجع المكتوب ولا يعرف حتى إسم الجندى صاحب الخطابات ... هكذا تسير الأمور... وجد أمرا فى مكتب الشئون الإدارية بالتوجه لمكتب القائد بمجرد تسليم خطاباته ... فالقائد فى إجتماع مع القادم من مصر لمناقشة المعلومات ... دخل أمجد وتناقش مع الرجل فى كل تفصيلات المهمة التى قام بها .... بعد إنتهاء المهمة سلم الرجل لأكرم مظروف كبير بأوامر قادمة من مصر وطلب منه فتحه والإعداد للأوامر الموجودة فيه وتركه مع أمجد لإستكمال المناقشة ... بمجرد خروج أكرم إلتفت الرجل لأمجد
يرقى عريف مجند سليم سلمان لرتبة رقيب
يرقى عريف مجند عبد الوالى السيد لرتبة رقيب
يرقى عريف خالد أحمد لرتبة رقيب
يرقى جندى مجند على علوان لرتبة عريف
يرقى جندى مجند فهيم الباز لرتبة عريف
مع تعديل الأقدميات ... اللله الوطن بالأمر ... نافذ
تقدم الرجال الستة وأصطفوا أمام القائد ليعلق بنفسه رتبهم الجديدة على أذرعهم ليحيوه فيرد لهم التحية قبل أن يتم صرف الطابور ويتجمع الرجال حول زملاءهم مهنئين ويعلو صوت الجميع بأغنية سلاحهم " بص يمينك ... بص شمالك .... رجالة الصاعقة ... وحوش قدامك "
مرت أيام أصبحت أسابيع ثم شهور والرجال لا يعرفون الراحة ... مجموعات صغيرة تخرج فى مهمات محددة لأيام ثم تعود ... لا تكاد المجموعة تعود حتى تخرج فى مهمة جديدة ... فترات راحة لا تتعدى أيام بين المهمة والأخرى ... كلها عمليات إستطلاع للقوات الغازية ... أماكن تمركز ... وحدات دفاع جوى ... تشوينات ذخيرة ... وحات مدفعية ... وحدات مدرعة ... كل شئ حول الوضع على الأرض فى تلك الدولة الصغيرة تم جمعه .... خرائط لطرق وخطوط سير تم رسمها ... ظن الرجال أن ماهم فيه لن ينتهى ... إنتهى العام وأتى عام جديد ... إنتصف الشهر الأول من العام الجديد وفوجئ الرجال بتطور جديد ... بدأت ضربات الطيران والصواريخ توجه لأراضى الدولة الصغيرة المحتلة بعد أن كانت من قبل توجه للدولة الغازية ... كان أمجد هناك ... هناك حيث تمثلت أمامه قمة المهزلة ... الصواريخ الذكية أصابها الغباء فباتت تسقط على مبانى سليمة فتهدمها .... قنابل ثقيلة تسقط على طرق فتدمرها ... كان شاهدا على مهزلة ممر الموت حيث شاهد ما جعله ينتفض من نومه مذعورا لباقى عمره كلما عادت إليه ذكريات ما شاهده .... شاهد رجالا إحترقوا فى ثوان وهم جالسون ... سرعة تفحم جثثهم لم تدع لهم الفرصة حتى يقوموا بعد أن أشتعلت فى أجسلدهم النيران ... شاهد مالم يتخيل يوما أن العقل البشرى قادر على تخيله من قسوة السلاح ... لم يتخيل أن الجسد البشرى قد ينصهر ويختلط بالمعادن المصنوعة منها السيارات ... كجندى لم يعرف ما الجدوى من قصف جنود منسحبة ... تيقن يومها أن البشر هم أعداء البشرية نفسها ... أى شرف فى حرب تكسبها دون مواجهة حتى لو كان الغرض شريف ... لماذا تقتل جندى منسحب بعد أن إنقطعت إتصالاته بقياداته فلم يجد أمامه غير ترك الميدان ... أدرك يومها أن العالم كما يعرفه إنتهى ... تأكد أن الوطن الكبير كله دخل فى دوامة لن يخرج منها ....وإن خرج يحتاج عقود ... رجل واحد أغرته أطماع القوة ودفعه شيطان فأغرق أمة كاملة ووضعها بين أنياب ذلك الشيطان ... أنهار نفط سالت مشتعلة أظلمت من دخانها الدنيا فى وسط النهار ... أى عبث وأى هزيمة طالت الجميع ... حرب خرج منها أطرافها مهزومين وفاز فيها فقط صانع السلاح ... دمر مدنٍ ليفوز بعدها بعقود الأعمار ... أدرك أن مصيبة وطنه عامة ... فالكل أصبح ينقاد من أذنيه وأكثر ... قناة تليفزيونية إنطلقت من هناك ... من القارة البعيدة تصنع للرأى العام العربى طريقا مرسوماً لا يعرف نهايته إلا من يديرونها فى الدولة العظمى ... أو مدللتهم التى تقع وسط محيط من البشر ... لكنهم ليسوا بشر مثلهم ... فهم بالنسبة للعم الجالس فوق عرش الشيطان مجرد أدوات ... أدوات تخرج لهم وقود حياتهم ... فالنفط الآن صراع حياة .
وأخيرا تلقت المجموعات الأمر بالعودة لمعسكرهم ... أيام تجمع فيها الرجال ... لم يصب منهم أحد ... لكنهم عادوا ليس كما ذهبوا ... عادوا بنظرات حزينة رغم سعادتهم بالعودة ... فما رأوه لن يتخيل أحد بشاعته ... وهم فى النهاية بشر وإن كانوا جنود
وأخيرا صدرت الأوامر بالعودة للوطن ... صدر الأمر بمجرد بدء الحرب البرية ... إستعانت القوات المقتحمة بالمعلومات التى جمعها الرجال عن كل ما كان يدور على أرض الدولة الصغيرة التى غزاها الأخ الأكبر ... خرائط رسمها رجال كانوا دائما خلف الخطوط يراقبون ... رجال لم يذكرهم أحد ... فبالنسبة للكل هم لم يكونوا موجودين
إنتهت الحرب فى أيام ... وأخيرا صدرت الأوامر بتسريح الإحتياط من تلك الوحدة الخاصة ... فلقد قضوا سبعة أشهر إلا قليلا وحان وقت عودتهم لحياتهم المدنية ... ولكن من عادوا ليسوا هم من ذهبوا .... عادوا رجالا آخرين بعد أن حفرت تلك التجربة القاسية فى قلوبهم ذكرى لن ينسوها مهما مر عليها من سنوات.
...........................................................................................................
ودع أمجد زملاءه وبندقيته التى رافقته لشهور ... خلع ملابسه العسكرية فتلك هى المرة الأخيرة التى سيراها فيها ... فالقادة يعلمون أن حرب واحدة مثل تلك كافية للجندى .... حتى عندما تم إستدعاؤه مرة أخرى كى يتقلد وسام شجاعة أعطوه زى عسكرى جديد ... تسلم وسامه ليرقد بجوار ميدالياته فى ذلك الصندوق المهمل بقاع دولابه ... أما مكافأته المالية الضخمة التى تسلمها نظير شهور إستدعاؤه فلم يحتفظ بها ولم تدخل بيته ... تبرع بها لأول دار أيتام قابلته فى طريقه ... فهو مجند لا يتقاضى أموال عن خدمته ... جندى فى خدمة وطنه لا مرتزق يحارب نظير المال ... إنه يرفض كل ما رآه ... يتمنى أن يعود العالم يوما كما كان قبل سنوات ... عندما كان الإنسان لا يزال إنساناً
خاتمة
حكى لى الباشا عن لقاء جمعه بقبطان السفينة الأمريكية مصادفة بأحد فنادق اليونان بعد سنوات عديدة مرت على صدامه معه ... قال لى على لسان القبطان " لقد كدت أدخل بسببكم مصحة عقلية ... كنتم بالنسبة لى تمثلون الشئ وعكسه ... كنتم أكرهكم ولكن كنت معجب بأدائكم ... كنتم قمة التسيب لى وقمة الإنضباط مع قائدكم ... عرضت تسجيلات محادثاتكم على خبراء ترجمة ومنهم مصريون ففشلوا فى ترجمة كلامكم ... لا أخفى عليك بأننا أرسلنا خلفكم فى إحدى المرات فرقة متخصصة للتعرف على أساليبكم لكنكم إختفيتم فجأة من أمامهم وبمجرد إبلاغهم عن إختفائكم عادو ليبلغوا أنكم تحيطون بهم ... لم يعرفوا أين أختفيتم ولا من أين أتيتم ... تذكر متابعيكم ما كانت تفعله قوات الفيتكونج مع الجنود فى فيتنام لكنهم كانوا يختفون فى الغابات بينما أختفيتم فى صحراء مفتوحة ... تحملتم ظروف لا يتحملها بشرى ... أيقنت وقتها أن ضباطكم تدربوا فى منشأتنا فقط ليتعرفوا على أساليبنا لو تحتم عليكم مواجهتنا كما أخبرنى الديبلوماسى يومها ... أرهقتمونى ... بالفعل أجبرتمونى على إحترامكم رغم كرهى لكم"
وأخيرا إنتهى حكى الباشا عن تلك الشهور القاسية ... شهور لا زالت ذكرى أيامها البشعة محفورة فى قلبه ... عرفت الآن سر إستيقاظه الدائم ... فكلما أغمض عينيه رغم مرور تلك السنوات الطويلة يجد أمامه مناظر الجثث المتفحمة لرجال جالسون ... يجد أمامه منظر لحوم بشرية إنصهرت حتى إختلطت بمعادن سيارات ومدرعات ... رائحة نفط مشتعل مختلطة برائحة لحم بشرى يُشوى ... صدّقت كلماته وأشفقت عليه... فأنا أيضا كنت هناك .
الجزء التاسع
مقدمة
أولا أعتذر لكم أصدقائى عن تأخرى فى نشر هذا الجزء ولإنه قصير نسبيا عن باقى الأجزاء ... فبعد إنتهاء الباشا من حكى الجزء الثامن إنتابته حالة من الكآبة حتى كاد يتوقف عن الحكى لكننى أقنعته بواجب إستكمال القصة ... فهناك الكثيرون ينتظرون إستكمالها
هذا الجزء يحكى فقط قصة إسبوعين أو أقل قضاهما الباشا فى وطنه بعد العودة ... كان من الضرورى ذكر ما جرى فى تلك الأيام القليلة لتوضيح التغير الذى طرأ على شخصية الشاب أمجد وأسبابه ... عندها فقط عرفت سبب إستيقاظه شبه الدائم وسرعة ردود أفعاله ... إسبوعين عرف فيهما سبب ما يحدث لجسده من نشاط فى وقت المفترض فيه أن يشعر بالخمول ... إسبوعين أوضحا مدى قسوة المنحنى الذى حدث فى حياته تحول بعده من مجرد شاب تخدمه الظروف لشاب يسعى وراء خلق الفرص وليس فقط لإستغلالها ... أيام قليلة فى عمر الزمن لكنها أيام ما جرى فيها قد يفصح عن الكثير من شخصية هذا الرجل الذى يراه البعض عظيما لكنى أراه مسكينا
والآن لنهد سوياً لقراءة ما أملاه على الباشا وكالعاددة
"أرجوكم إقرأوا ما بين السطور"
...........................................................................................................
وصل أمجد أخيرا للقاهرة ... رحلة مع نفس الرجال العشرة المستدعون ... قد تكون المرة الأخيرة التى يلتقون فيها ... لم يكونوا نفس الرجال الذين ذهبوا ... كلهم شباب لم يصلوا للثلاثين من عمرهم لكن التجربة التى عادوا منها زادت أعمارهم عشرات السنين ... لم تكن رحلة عودتهم مليئة بالمزاح كما كانت رحلة ذهابهم ... فما رأوه وما تعرضوا له حفر فى نفوسهم جرح عميق لا ينسى ... وكيف ينسى ؟
تعانق الرجال مودعين بعضهم وأنصرف كل فى طريقه ... توجه أمجد لأقرب تليفون ليتصل بأحبائه يخبرهم بعودته ... إتصل أولا بسهام فلم يجدها .... لا فى المنزل ولا فى الشركة ... إتصل بإلهام ... وجدها فى المكتب كعادتها .... لم تسطع أن تخفى سعادتها التى ظهرت فى صوتها بمجرد سماع صوته
وصل أمجد أمام باب شقته ... لم يفتح الباب بمفتاحه ... بل دق جرس الباب بمنتهى الهدوء ... إنفتح الباب ليجد أمامه أمه ... صرخت من الفرحة وتعلقت برقبة إبنها و الدموع تملأ عينيها ... لم تدرى أهى دموع فرحة بعودة إبنتها أم هى دموع حزن للخبر الذى سيتلقاه ... وسريعا ما وجد حبيبة عمره تقف خلفها وتضع يدها على بطنها وكأنها تحاول أن تخفى عنه خبر فقدانه لإبنه حتى حين ... لكنه إبتسم لها وربت على أمه وأخذ زوجته بين ذراعيه ...إنهارت الرقيقة بين ذراعى زوجها ... بكت بحرقة ... حرقة أم فقدت جنينها فى غياب زوجها ... رفع وجهها إليه ومسح دموعها بيده ونظر فى عينيها نظرة حب
إحتضنها أمجد من الخلف وظل يداعب حلمتيها وهى مستندة على صدره
إستقل أمجد و منى وأمه سيارته التى إفتقدها ... لقد أحسن أبوه فى غيابه الإعتناء بها ... وجدها نظيفة وجاهزة للإستعمال ... أخبرته أمه بما قاله لها ابو أمجد " لازم يرجع يلاقى عربيته زى ما سابها وأحسن" صعد مع منى وأمه للسلام على أبيه وأخوته ... إحتضنه أبيه بشدة ... كان يظن مما رآه أن أبنه سيعود إليه محطم النفسية ... فهو أكثر من يعلم أن إبنه بداخله فنان ... وبالتأكيد ما رآه فى الحرب المقيتة قد أثر فى نفسيته ... تغير أمجد ولم يلاحظ هذا التغير غير أبيه ... حتى الأم لم تلاحظ هذا التغير ... رأى الأب فى عينى إبنه تحفز لكل شئ ... بات يلاحظ أشياء لم يكن يلاحظها من قبل ... تغيرت أراؤه ولم يعد هذا الشاب الذى يرى الجمال فى كل ما حوله ويرفض القبح ... فما رآه من قبح يتضاءل معه كل قبح الدنيا ... صقلته تجربته وبات حذرا من المستقبل ... المستقبل الذى كان يبحث فيه عن نقطة ضوء مهما بدا مظلماً ... تغيرت فكرته عن عدم مشروعية انتهاز الفرصة لو كان بها شبهة ... باتت نظرته للفرص مختلفة ... أشفق الأب على إبنه من هذا التغير ... أجل الحديث معه فى ذلك التغير لوقت آخر بعد أن يمر بعض الوقت على تجربته الأليمة ... فبالتأكيد هو فى حاجة الآن لتناسى ما شاهده ... لم يكن الأب الطيب يدرى شيئا عن تلك البشاعة التى رآها أمجد ... لم يكن يدرى بأن مافى نفسه ليس مجرد جرح قد يشفى بمرور الوقت ... لم يكن يدرى أن رائحة النفط المحترق ورائحة اللحم البشرى المحترق لن تغادر عقل أمجد لباقى سنوات حياته .
عاد أمجد وزوجته لشقتهم قبل التاسعة ... بمجرد دخولهم إنهمكوا فى وصلة جنس طويلة لم تعاينها منى منذ بداية زواجها ... أنهكت حتى أنها بالكاد تكلمت مع أمجد مغمضة العينين .
خرج أمجد ليتناول التليفون ويتصل بسهام ... كانت الساعة لم تتجاوز الحادية عشرة ... كان يعلم أنها لم تذهب لفراشها بعد ... كان يعلم أنها تعد نفسها للقائه فى الصباح ... إتصل لترفع سماعة التليفون بعد رنتين فقط
إنطلق أمجد لمحل الحلوانى الشهير الذى لا يغلق أبوابه قبل الثانية صباحا ... إشترى منه بعض الأطعمة الخفيفة و أربع قطع من الجاتوه ... فى طريقه لمنزل سهام صادف نفس الكشك الذى إشترى منه سابقاً أول هدية يشتريها لسهام ... كشك الشرائط الذى لا يغلق ليلا ولا نهارا ... إستعرض الشرائط المعروضة وأشترى أحدها وتوجه بعدها ليصف سيارته أمام باب الملحق الذى أصبح عش زوجيته مع سهام ... فتح الباب ليطالع المكان الذى أوحشه كثيراً ... وضع ما بيده وصعد للدور العلوى حيث غرفة النوم ... وجد سهام جالسة أمام مرآتها تنتهى من وضع مكياجها وتصفف شعرها ... بمجرد ما رأت صورته فى المرآة قفزت وأستدارت لتتعلق برقبته وتنهمر على وجهه بالقبلات وسط دموع فرحتها بعودته إحتضنها وغابا فى قبلة طويلة ... قبلة إرتشف فيها كل منهما من رحيق الآخر
وضع أمجد الشريط الذى أشتراه فى جهاز الكاسيت وخلع جاكيته وحذائه وأشعل المدفأة وجلس أمامها فاردا ساقيه ... وكأن السماء ارادت أن تعوضه عن أيامه القاسية فبدأت قطرات من المطر تتساقط على سطح الملحق ... نفس ما حدث فى ليلته الأولى مع الجميلة ... وكأنه ركب آلة الزمن وعاد بها سنوات يستعيد ذكريات أيامه الجميلة .... أغلق أمجد كل إضاءة الملحق ونظر فى إتجاه الجميلة الواقفة فى المطبخ ... إنها تعد له مشروب ليلتهما الأولى ... القرفة بالحليب ... إختلطت رائحة القرفة برائحة الصنوبر المنبعثة من المدفأة وأختلط صوت المطر بصوت مغنيين لم يعرف أمجد إسمهما ينشدان أغنية قديمة باللغة الإسبانية ... أغنية جميلة من الزمن الجميل بموسيقى حديثة
Siempre que te pregunto
Qui quando como y donde
Tu siempre me respondes
Quizas , quizas , quizas
أحضرت الجميلة طبق واحد به الجاتوه وبعض المخبوزات وكوبى القرفة بالحليب ووضعت ما تحمله بينها وبين أمجد وجلست بجواره تتحسس ذراعه وجسده ... كما فعلت منذ سنوات وثنت ساقيها ليمرر أمجد أصابع على فخذيها مستعيدا ذكريات أيامهما الأولى حتى يصل لكيلوتها فيمرر اصابعه على كسها فتتأوه الجميلة فى دلال قبل أن يدخل يده أسفل الكيلوت يداعب بظرها المنتفخ ويدخل إصبعه فى كسها لتقف الجميلة و تخلع كل ما ترتديه بحركات إغراء وتمد يديها تنزع عن أمجد كل ما يرتديه وهو مستسلم لحركاتها الشبقة لتنام بعدها بين فخذيه وتمرر لسانها على زبره المنتصب فيتنهد تنهيدة حارة لتقوم الجميلة بشئ لم يتوقعه أمجد ... أخذت الجميلة إحدى قطع الجاتوه لتمررها على زبر أمجد المنتصب فيعلق به كل ما على سطحها من كريمة وشيكولاتة وتقضم منها قضمة وهى تنظر لعينيه بشبق وإغراء وتضع فمها على فمه بعد مضغت تلك القضمة وتضعها بفمها فيبتلعها وتهبط الجميلة بشفتيها لتلعق ما علق بزبره بلسانها وشفتيها ثم تضع زبره فى فمها تمتصه بشبق وهى تنظر فى عينيه نظرة ملتهبة فيمد يده ويدفعها برفق لتنام على ظهرها ويأخذ قطعة أخرى من الجاتوه يضع بعض مما تحمله على حلمتيها فتفتح له ساقيها ليضع الباقى على كسها وبين شفريها ثم يأخذ رأسها بين فخذيه وينحنى ليلعق الحلمتين ويمتصهما ويمرر لسانه على بطنها حتى يصل لكسها فيلعق كل ما وضعه على كسها حتى يصل لسانه لبظرها وشفتيه تلتهم كل كسها فتنطلق شلالات الجميلة مطلقة مائها فيتلقى مائها كله بفمه يبتلعه ثم يقحم لسانه فى فتحة كسها ويبلل أصبعه بإفرازاتها ليقحمه فى شرجها الذى يتسع مرحبا بضيفه الذى يشتاق إليه فتمسك الجميلة زبره بيدها وتلف حوله شفتيها وتمتصه فى لهفة بينما أصابع أمجد تقتحم فتحة كسها وتغوص داخلة وخارجة من شرجها وتطلق الجميلة آهة شبق عالية وهى تغلق فخذيها على رأس أمجد التى تغوص بين فخذيها وشفتاه تمتص بظرها وتطلق مائها للمرة الثانية فيعتدل أمجد جالسا على ركبتيه ويديرها لتنام على بطنها ويرفع خصرها قليلا ويمرر رأس زبره على كامل ما بين فلقتيها حتى يصل لبظرها فيفركه بشدة ثم يحركه بين الشفرين حتى يصل لشرجها ثم يعود لبظرها مرة أخرى قبل أن يقحمه فى فتحة كسها بهدوء فتشهق الجميلة شهقة عالية فيخرج زبره حتى لا يبقى بداخلها إلا الرأس ثم يعيد دفعه ويستمر فى إدخاله وإخراجه حتى تأتى بقذقتها الثالثة وقد إرتفع صوت شبقها حتى توارت معه أصوات الموسيقى والمطر فيخرج زبره كاملا ليدفعه بشرجها فتزيد من تأوهاتها فيخرجه من شرجها ويدفعه ثاتية فى كسها ويظل يتبادل إخراجه وإدخاله بين الفتحتين وتتلاحم مرات قذفها ويعلو صوت إرتطام الجسدين الشابين وتتحول آهاتها لصرخات ترجوه أن يقذف فجسدها يشتاق لمائه ويرتفع صوت تنفسه وتزاداد ضربات جسده لجسدها عنفا ويدفع زبره كاملا فى كسها وقد إقتربت لحظة قذفه ويلتقى القذفان و يعلو صوت تأوهات الحبيبين وينهار بجسده على جسدها يحتضنها وينام بها على جانبه وتستكين الجميلة بين ذراعيه مستسلمة لخدرها وبالكاد تستدير لتحتضنه ويغيبا فى قبلة أخرى طويلة وهى بالكاد تكاد تلتقط أنفاسها وتذهب الجميلة فى نوم عميق ... يقطعه أمجد بعد وقت قليل لتفيق فتجده يحملها بين ذراعيه ويصعد بها السلم ليضعها فى فراشها ويسحب عليها الغطاء لتستفيق مرة أخرى على صوت أمجد يرتدى ملابسه
إنتهى أمجد من تصميمه وأخذ نفسا عميقا وجلس أخيرا على الكرسى المرتفع يعاين تصميمه ليفاجئه صوت إلهام
نظرت ريرى بسعادة لمنى وأمجد وهما يداعبان رضيعتها ... شعرت بأن رضيعتها ستكون فى أمان لباقى حياتها طالما هى فى رعاية أختها الكبرى وزوجها ... رغم ما عاهدت عليه نفسها وجدت أنها تحسد إبنتها على زوجها ... فهى تعلم مدى المتعة التى تصل إليها إبنتها إليها مع هذا الشاب الفنان فى الجنس
" كم هى دنيئة تلك النفس البشرية "
عندما خطر لريرى هذا الخاطر إستأذنت فى الذهاب لشقتها ... مدت يدها لتأخذ الرضيعة لكن منى رفضت
بعد الغداء إستغرق أمجد ومنى فى وصلة حب عنيفة ... وبدأت منى تستجيب لمداعبات أمجد لشرجها الضيق الذى بات يتسع لإصبعين من أصابع أمجد وباتت تستمع بها ... باتت تعرف ما يعده لها وتتقبله ... فهى تريد خوض تجربة جديدة مع حبيبها .
...........................................................................................................
قبل عودة أمجد لبيته ذهب لمقابلة الشيخ أبو إبراهيم فى مكتبه ... رحب به الرجل ترحيبا كبيرا ووصفه بالبطل ... لم يدر أمجد سر هذا الترحيب إلا بعدما إستمع للشيخ
أخبر أمجد حماه بالزيارة المرتقبة لزوجة الشيخ أبو إبراهيم فى اليوم التالى وأوصاه بأن يحرص على إرضائها فى كل ما تطلبه وأن يتم تفصيل ما تريده بالقماش الذى تنتقيه خلال يوم واحد ... وافق الرجل وطمأن أمجد قبل أن يحتضنه مرة أخرى قبل أن ينصرف لشقته
بعد أن أنصرف ابو منى وأمها إنخرط الحبيبان كالعادة فى وصلة الجنس الليلية المعتادة ... وتلك المرة أدخل مقدمة رأس زبره فى شرجها ... لم يشعرها بألم ... فقط شعرت بشعور جديد ممتع ... كادت ترجوه أن يكمل لكنه حريصاً على ألا يؤلمها
بمجرد أن ذهبت الرقيقة فى النوم قام أمجد من فراشهما ... فلا أمل عنده فى النوم ولم يحاول حتى أن يغمض عينيه ... توجه للصالون حيث حقيبة أوراقه وترابيزة رسمه وأنغمس فى عمله ولم يفق إلا على صوت الجميلة وهى تحتضنه وتهمس فى أذنه بتحية صباحها الجميلة ... أعدت له الإفطار وأخبرها أنه اليوم فى شركة أبو سهام ... وأنه سيقضى ليلته فى المكتب كى يعوض الساعات التى فاتته هناك ... إرتدى ملابسه وحمل أوراقه ولوحات تصميمه التى أنتهت وأستقل سيارته وتوجه لشركة المقاولات ... شهور مضت منذ أن رأى الشركة قبل سفره ... وهناك وجد سهام فى إنتظاره ... أغلقت المكتب وحظيا بإحتضان سريع وقبلة طويلة ... لم يتركا لأنفسهما العنان ... فهناك دائما من يراقب ... بعد قليل حضر ابوسهام وأقتحم المكتب دون أن يطرق الباب فوجد إبنته وزوجها منهمكان فى العمل ... فهناك عمل كثير بالشركة ينتظر أمجد والعديد من الأوراق لتوقيعها بصفته مدير التصميمات ... طلب أبو سهام من إبنته وأمجد الحضور لمكتبه لمناقشة الأعمال ... فالعمل فى القرية السياحية يتقدم بسرعة وقد بيعت كل وحداتها ... وفيلا إيناس كريم سينتهى العمل فيها قريبا ... والمشروع السكنى الحكومى الذى فازت به الشركة لابد أن تنتهى تصميماته سريعاً
أمضى أمجد فترة الظهيرة كاملة فى اللعب مع تلك الجميلة هو ومنى وغادر ليتجه للمكتب ... أخبر منى أنه سيقضى الليلة بالمكتب ... لكنه فى الواقع كان سيقضيها مع سهام ... لقد رتب نفسه على أن يقضى ليلة مع كل زوجة .
................................................................................................
بمجرد وصوله صباحا لمكتبه فوجئ أمجد برجل الأمن يخبره بأن هناك من يريد مقابلته ... الممثلة إيناس كريم ... لقد رأت سيارته أمام الباب ولم يستطع الرجل منعها ... كان أمجد مضطرا لمقابلتها ... فهى تملك كل المفاتيح فى عالم رجال الأعمال... دخلت إيناس المكتب ورحب بها أمجد و ذهب بنفسه ليعد كوبين من الشاى بالنعناع ... قدم أحدهما لإيناس وأخذ الآخر ... جلست إيناس على الشيزلنج الموجود فى المكتب وجلس أمجد على المقعد المقابل لها
فهو لا يحب لحظات الوداع
خاتمة
وهكذا إنتهى فصل جديد من حياة الباشا ... إسبوعين لم يجر فيهما الكثير من الأحداث ولكن إتضح فيهما التغير فى شخصية الشاب أمجد ... هذا التغير الذى طرأ على شخصيته جراء تورطه فى حرب عبثية بين شقيقين ... إسبوعان فقط لكن ما جرى فيهما كان نتيجة لتجربة إستمرت لشهور سبعة هى عمر حرب عبثية إكتسب فيها الشاب البرئ خبرات لم يكن ليكتسبها فى سنوات ... سبعة أشهر تغير فيها أمجد وتغير فيها مصير وطن ... إسبوعان تعرف فيهما على سبب إستيقاظه الدائم وجوعه الذى لا ينتهى لممارسة الجنس !!!
وإلى لقاء أتمنى أن يكون قريبا ... إذا كان فى العمر بقية ...
الجزء العاشر
مقدمة
أولا ً أعتذر منكم أصدقائى لغيابى الذى أعتقد إنه طال عنكم .... لكن كلى أمل أن تقبلوا إعتذارى .... فظروف العمل والظروف الأسرية والنفسية أحيانا تبعد الإنسان عن ما يحب .... وكتاباتى والتواصل معكم هى أكثر ما أحب
فى هذا الجزء نعيش مع الباشا فصل جديد من حياته .... فصل كان له أكبر الأثر فى تكوين شخصية الباشا العملية وتحويله إلى من هو عليه الآن .... علاقة جديدة بدأت فى حياة الباشا وخطوة جديدة قطعها فى رحلة حياته الطويلة من كونه الشاب أمجد إلى أن أصبح الباشا
تعالوا معى أصدقائى لنقرأ معا فصل جديد من حياة هذا الرجل الذى يعتبره من حوله أسطورة
وكالعادة أرجوكم
إقرأوا ما بين السطور
..............................................................................................................
وصل أمجد لمطار برشلونة ... وكالعادة وجد إيزابيلا فى إنتظاره لتتعلق فى رقبته وتنهمر عليه بالقبلات ... تلك المرة كان أمجد متخذا قراره ... لن يقطع علاقته بإيزابيلا ... إنها تستحق وهو قد يأس من التراجع فى قراره بقطع علاقته بها ... تسلم مفتاح الشقة من مندوب المكتب وأستقل السيارة مع إيزابيلا التى لم تترك ذراعه للحظة ... إستأذنها فى الذهاب للمكتب أولا ... فهو بحاجة لبعض التصميمات كى يعمل عليها بعد أن وضع الطبيب النفسى يده على علته ... سيستفيد من ذلك العيب الخلقى ... أو من تلك الميزة التى حباه بها الخالق ... بات يعرف أكبر نقاط قوته ... الجنس والعمل .... كالعادة رحب به فريديرك وحيا إيزابيلا ... فكما قال له الرجل فإنها تكاد تتصل بالمكتب يوميا لتعرف موعد عودة أمجد لبرشلونة ... كان فريدريك يريد الإجتماع بأمجد لشأن آخر ... فتصميمات أمجد باتت مطلوبة فى أماكن عديدة ... يريد أن يزيد من عدد التصميمات التى ينجزها أمجد تحت إسم مكتبه الإسبانى ... أخبره أمجد بالموافقة على ألا ينقص ذلك من عدد التصميمات التى تأتى عن طريق فريدريك لمكتب القاهرة ... بعد مباحثات قصيرة إستقروا على إتفاق ... سيكون كل تصميم لحساب فريدريك أمامه تصميم يرسل لمكتب القاهرة ... إنتهى الإجتماع الصغير وأصطحب أمجد الجميلة إيزابيلا للشقة ... لم يضيعا وقتا طويلا ... بمجرد دخولهما إنخرطا فى وصلة حب طويلة ... تجردا من ملابسهما قبل وصولهما حتى لغرفة النوم ... كانت إيزابيلا جائعة لممارسة الجنس مع الوحيد الذى إستطاع معرفة مفاتيح جسدها ومعرفة كيف يوصلها لذروتها الجنسية ... باتت تعشقه وتنتظر عودته إليها مهما طال الوقت ومهما تباعدت مواعيد الزيارات ... بعد أن أنهوا موقعتهما الجنسية وضعت الجميلة رأسها على صدر أمجد ... كانت تتحسس جسده كأنها تطمئن على كل جزء فيه
فى اليوم التالى توجه أمجد للجامعة وتأكد من موعد إختباراته قبل أن يتوجه للبنك لسحب كشف حسابه كالمعتاد ... ذهل أمجد من ضخامة المبلغ المحول لحسابه خلال إسبوعين فقط ... آلاف الدولارات حولت له من دول لم يكن يحول منها من قبل أى مبالغ ... العديد من المقيمين بالخليج أصبحوا يحولوا أموالهم لحسابه وبمبالغ ضخمة ... أخذ كشف الحساب وتوجه للقنصلية لتسليم صورة منه قبل أن يتصل بمكتب الشيخ أبو إبراهيم ويرسل لهم صورة من كشف الحساب ... عاد لشقته وأستغرق فى مراجعة مواد الإختبار الذى سيجريه فى اليوم التالى ... قطع إستغراقه صوت التليفون ليرفع السماعة ليجد صوتا فاجأه ... كانت إيناس على الطرف الآخر
.......................................................................................................
أنهى أمجد كل أعماله المعلقة فى برشلونة ... هذه المرة كانت الأموال التى حولها لحساب أبو إبراهيم ضخمة ... لكنه حول مبلغ آخر كبير لحساب آخر فى دولة تتشارك الحدود مع مصر ... دولة شقيقة أخرى يجرى بها ما يجرى من صراعات عادة بين الطامحين للقفز على الكرسى ... هذا التحويل بالذات الذى أصبح نقطة قوة لأمجد فى الجهاز ... فبتتبعه إنكشف لهم الكثير .... محاولة إغتيال لشخصية مهمة ... وصله خبر كشف المحاولة قبل أن يغادر برشلونة ... وصله الخبر مع طمأنة بأنه بعيد عن الشك ... فالقبض على منفذى تلك العملية قبل تنفيذها جرى تنفيذه بحيث يبدو كمصادفة نتيجة حادث مرورى ... لم يكن حادث لكن كانت خطة مدبرة لإبقاء أمجد بعيداً عن الشبهات ... قبل مغادرته برشلونة تلقى حسابه هناك مبلغ ضخم ... أبلغه مسؤل القنصلية أنه هدية من الشخصية المهمة بالبلد الشقيقة لإنقاذه من الإغتيال ...هدية إعتبرها الرجل تقديراً لرجل لا يعرفه أنقذ حياته من على بعد آلاف الأميال .
كانت شحنة الملابس التى شحنها أمجد لحماه فى بورسعيد ضخمة تلك المرة ... وشحن معها كمية من الأقمشة الفخمة ... ستصل الشحنة التى ملأت حاوية بضائع من الحجم المتوسط إلى بورسعيد بعد عودته لمصر ... سيذهب لبورسعيد مع حماه وسيواجه أعمام زوجته ... لابد لهم أن يتوقفوا عن إزعاج هذا الرجل الطيب .
قابل أمجد إيناس فى صالة السفر ... ودع إيزابيلا ووعدها بالعودة قريبا ... راقبته وهو يختفى فى مدخل صالة السفر فى طريقه لمالاجا ... كانت تود لو ترافقه لكنه أخبرها أنه فى رحلة عمل ولن يتاح له أى وقت فراغ ليبقى معها ... جلس أمجد بجوار إيناس التى حاولت الإلتصاق به لكنه إبتعد عنها بلطف
توجه كل منهما لجناحه وأتصل أمجد بالقنصلية فى برشلونة يخبرها بوصوله لمالاجا ... وبرقم تليفون الشاليه ... توجه بعدها لمطعم الفندق ليطلب حجز مائدة خاصة ... مائدة منعزلة تطل على البحر ... طلب منهم كذلك موسيقى خاصة ... موسيقى التانجو التى يحبها ... لم يكن الفندق ممتلئا فى هذا الوقت من السنة فأستجاب مدير المطعم لطلباته بعد أن نفحه بقشيشا سخيا ... عاد أمجد لغرفته ليخبر إيناس بأن تكون جاهزة للعشاء خلال ساعة ... بعد الساعة دق بابها بهدوء ففتحت له وهى ترتدى فستان سهرة ضيق مكشوف الظهر حتى الخصر يجسم جمال جسدها ويبرز مؤخرتها المثيرة ووضعت مكياج يبرز جمال وجهها وعيناها ... قدم لها باقة الزهور التى وصلت له للتو
قبل أن يأتى الطعام تبدأ الموسيقى فى عزف مقطوعة Tango Rosanne ليقوم أمجد ويمد يده لإيناس
تناست إيناس كل ما حولها وذابت فى حركات أمجد البارعة فى الرقص ولمساته المثيرة لظهرها العارى حتى إنتهت الرقصة ... طلبت إيناس أن ترقص مع أمجد رقصة أخرى على موسيقى أخرى ليضع مشغل الإسطوانات موسيقى تانجو أخرى لتصبح حركات إيناس أكثر جرأة بعد أن أشعلت الموسيقى جسدها
إنتهت الرقصة وعاد الثنائى لمائدتهما وقد تعرقت إيناس من الرقص وأنهيا عشائهما سريعا ولكنهما أنهيا معه زجاجة الشمبانيا .
لم يصلا للسكر ولكن أصبحا يشعران بخفة فى روؤسهما وجلسا أمام البركة الصغيرة التى تتوسط غرفتيهما لتخلع إيناس حذائها وتلقيه جانبا ويخلع أمجد الجاكيت الذى يرتديه ويضعه على كرسى آخر فتمد إيناس يديها فى الهواء وتتمطى للخلف فيبرز ثدياهما المثيران للأمام قبل أن تلقى برأسها على كتف أمجد
حاول أمجد التخلص من هذا الشيطان وأدار وجهه بعيدا لكنه وجده أمامه مرة أخرى " إنها نجمة يتمنى كل الرجال مجرد القرب منها ... هاهى تعرض عليك نفسها ... إنتهز الفرصة فقد لا تعود"
نفض أمجد رأسه محاولا إبعاد هذا الشيطان عن رأسه لكنه عاد " إذا إمنحها قبلة ... قبلة واحدة ولا تسترسل ... حتى إذا رفضت شروطك تكون حظيت بمذاق جديد "
إقترب أمجد بشفتيه من شفتى إيناس وطبع عليها قبلة سريعة ففتحت شفتيها تطالب بالمزيد ليمتص أمجد شفتها العليا فتمتص شفته السفلى بشبق قبل أن تلتقم لسانه لتمتصه ببراعة ... وبجنون ... إنها محترفة فى التقبيل ... وجد أمجد يده تمتد لتعتصر ثديها الأيسر لتقوم إيناس دون أن تترك شفتة أمجد ولسانه لتجلس على فخذيه محيطة بهما ساقيها وتبدأ فى فك أزرار قميصه بجنون وتعتصر صدره بيديها .
هنا تنتهى مقاومة أمجد تماما ويستسلم لوحش شبقه ليبادلها إعتصار ثدييها فتتأوه إيناس آهة شبق لتتخلص من يدى أمجد وتقف ناظرة فى عينيه لتفاجئه بإنحناءة رشيقة تنزع بها كيلوتها وتلقيه جانبا قبل أن تعود لجلستها على فخذيه وتنزع عنه قميصه وتنهال تقبيلا على صدره بجنون لتفك له حزامه وسوستة بنطاله وتخرج زبره من مكمنه وتبدأ فى لعقه بإحتراف ... لم يتركها أمجد تفعل ما تريد ... فهو يريد أن يبقى مسيطرا عليها طول الوقت ... جذب أمجد رأسها بقوة ووقف أمامها ليدفعها ناحية الكرسى ويخلع عنها فستانها لتصبح عارية تماما إعتصر أمجد ثدياها وأعتصر الحلمتين بقوة جعلتها تصرخ فأسكت صوتها بشفتيه يلتهم بها شفتيها بينما أمتدت يده اليسرى بين فخذيها تفرك كسها بقوة بينما يده اليمنى تعتصر ثديها الأيسر بنفس القوة فبدأت أنفاسها فى التهدج وأستسلمت تماماً ليديه يفعل بها ما يشاء ولشفتيه وهى تعتصر شفتيها ولسانه يعبث بلسانها ولم يستغرق الأمر كثيرا قبل أن تطبق فخذيها بقوة على يده المدفونة بينهما معلنة إتيانها بمائها لكنه لم يتركها وأستمر فى فرك شفريها وبظرها بقوة بينما يكتم صوتها بفمه وأخذ جسدها فى التخبط محاولا التخلص من أسر يديه وشفتيه لكنه لم يدع لها الفرصة وفرج ما بين فخذيها بقوة وجلس على الآرض واضعا رأسه بينهما ليفرك بظرها بشاربه الكثيف ويدفع لسانه بداخل كسها بينما يديه تعتصران ثدييها وتفركان حلماتها ليرفع ساقيها على كتفيه ويضغطهما حتى تلامس ركبتيها كتفيها ويلتقم شفريها بفمه ليعضهما عضات سريعة خفيفة قبل أن يشفط بظرها فى فمه ويضغط عليه بشفتيه أولا ثم أسنانه وتتسلل أصابع يده اليسرى لتفرك شرجها بمائها الذى أغرقه ويدفع إصبعه الوسطى ليغوص فيه بسهولة فيحرك لسانه بسرعة على زنبورها المنتصب بينما يدخل إصبعه ويخرجه بسرعة من شرجها فتنطلق حممها مرة ثانية فيضغط بجسده على ساقيها يمنع جسدها من الحركة تماما فتنطلق آهاتها وشخراتها عالية وبحركة رشيقة يتخلص من بنطاله لينطلق زبره منتصبا من أسره ليدفعه كاملا وبقوة داخل فتحة كسها الغارقة بمائها ويمنع بفمه صرخة كادت تنطلق من فمها ليحرك خصره بقوة محركا زبره دخولا وخروجا فى كسها ثم يتمسك بكاحليها ويدفعهم بقوة حتى كادتا تلامسا الشيزلزنج النائمة عليه وتبدأ حركته تصبح عنيفة ويرتفع صوت إرتطام حوضه بلحم مؤخرتها فينطلق مائها للمرة الثالثة غزيرا ولا يزال جسدها يعجز عن الحركة تحت رحمة جسده وذراعيه ليخرج زبره من مكمنه الدافئ بكسها ويحركه على شرجها الذى أصبح مستعدا الآن لإستقباله ويضغط رأسه برفق فتنزلق بسهولة للداخل فيدفعه قليلا قليلا حتى يختفى كاملا بداخله ويفك أسر ساقها اليسرى لتعبث أصابعه ببظرها وزنبورها المنتصب ويبدأ فى فركه بقوة بينما تبدأ رحلة زبره دخولا وخروجا فى فتحة شرجها لتنطلق فورتها للمرة الرابعة بعد دقائق قليلة فيخرج زبره من ذلك الشرج الشهى ويقف بجوارها وقد إرتخت ذراعيها على جانبى الشيزلونج ليجمع شعرها بيده اليمنى ويمسك بزبره بيده اليسرى ويرفع رأسها وهى مستسلمة لكل ما يفعله بها فيضع زبره أمام فمها فتدرك ما يرغب به وتفتح فمها لتستقبله فيضغط زبره داخلا حتى يصل لحلقها حتى تكاد تختنق فيخرجه لتلتقط أنفاسها ويعيد الكرة مرات ومرات حتى شعر أنها أنهكت تماما فيمسك كفها ليضعه على زبره المنتصب فتضع كفها الآخر معه وتبدأ فى تدليك زبره الغارق بمائها ولعابها مرات ومرات حتى تنطلق من رأس زبره دفعات منيه قوية ويرتفع صوت تنفسه ويغرق وجهها تماما بمنيه فتخرج لسانها تلعق ما علق بشفتيها منها قبل أن تنهار بجسدها على الشيزلونج وهى بالكاد تكاد تلتقط أنفاسها وهو واقف بجوارها ... وبعد لحظات صمت طويلة تنطق أخيرا
..............................................................................................................
إستيقظت إيناس بعد أن غمر ضوء النهار غرفتها وهى تشعر بكل جسدها يؤلمها ... تمطت قبل أن تجبر نفسها على النزول من فوق الفراش ليقع بصرها من الشباك العريض المطل على البركة بين الغرفتين لتجد أمجد منهمكا فى الرسم لتتحسس جسدها الذى أنهكه هذا الشاب وتتحسس شعرها الذى تشابكت خصلاته بفعل منيه لتتجه بعدها للحمام تزيل عن جسدها وشعرها ما علق به من موقعتها الليلة الماضية .
خرجت من الحمام عارية لتفتح دولابها وتقف أمامه قليلا قبل أن تبتسم لنفسها وتجذب الروب وترتديه وحده بلا أى ملابس و تخرج من غرفتها لتقف خلف أمجد تنظر لما يفعله قبل أن تحيط رقبته بذراعيها وتتحسس صدره بيديها وتهمس فى أذنه بنعومة
إستلقت على الفراش وقد قررت أن تقطع علاقتها به ... فهى لا تقبل أن يملى عليها شروط ... دائما ما تضع هى شروطها ودائما ما يرضخ لشروطها الرجال ... أغمضت عينيها وقد إستراحت لقرارها ولكن ...
لكنها أستعادت أحداث الليلة الماضية ... لقد وصلت لمتعة لم تصلها من قبل ... متعة لم تكن تدرى أن هناك أنثى قد تصلها ... عندما تقلبت بجسدها على الفراش إستعادت كيف سيطر أمجد عليها وعلى جسدها ... إستعادت ألم جسدها الممتع وحالة الإسترخاء التى وصلت إليها ... رغم خبرتها بالرجال وممارساتها العديدة مع زوجها وبعده مع من كان حبيبها لم تصل أبدا لمثل تلك المتعة ... لأول مرة تشعر بأن هناك من يستطيع ترويض هذا الجسد الفائر ... أغمضت عينيها وشعرت بأنها بالفعل تحبه ... ليس مجرد نزوة ... إنه رجل مختلف عن كل من عرفتهم ... تساءلت بينها وبين نفسها لماذا أحبته رغم محاولاته الدائمة للهرب منها ... إنها لن تستطيع أن تتركه ... إنها بحاجة لشعور الأنثى الذى فجره هذا الشاب بداخلها ... شعور الأنثى التى يتحكم بها رجلها ولا تتحكم هى به ... وأخيرا إتخذت قرارها ... سوف توافق على شروطه لكنه سيكون لها وحدها ... لتشاركها فيه زوجته لكنها ستصبح هى الأنثى الأهم فى حياته ... ستجعله يستغنى بها عن كل نساء العالم
مسكينة يا فنانة .... فكل من عرفن هذا الشاب بعدك حاولن وفشلن
حزمت إيناس أمرها وخرجت لتجد أمجد كما هو فى جلسته المتأملة يحمل كراسة رسمه لتقف أمامه وقد ظهرت على وجهها علامات الإستسلام
بمجرد دخولهما من مدخل الكهف شعرت إيناس بالإنبهار من جمال ما يمكن للطبيعة أن تفعله ... إبهار لا يمكن لبشر أن يتوقعه ... إلتصقت إيناس بأمجد فأحاط كتفيها بذراعه وضمها إليه ليتحركا خلف مرشد رحلتهما متلاصقين ... شعرت إيناس وهى تتحرك تحت ذراع أمجد بشعور لم تشعره منذ زمن طويل ... لا تدرى ما سبب هذا الشعور الذى أحاطها ... إنه شعور بالأمان إفتقدته منذ بدأ إسمها يلمع فى سماء الفن ... كيف لهذا الشاب أن يشعرها بهذا الشعور الذى لم تشعر بمثله فى علاقاتها السابقة ... كيف لهذا الشاب الذى يبدو بسيطا أن يشعرها بالأمان الذى لم تشعر به حتى وهى فى حضرة أكثر الرجال قوة ونفوذا ... حينها أيقنت أنها بالفعل تحب هذا الشاب ... فشعور الأمان دائما ما يرافق الشعور بالحب
أنتهى أمجد وإيناس من زيارة الكهف ليصطحبهم الدليل إلى القلعة العظيمة Castillo Gibrafaro أو قلعة جبل طارق والتى يستطيع من يقف على قمة سورها أن يشاهد قارة إفريقيا إذا كان الجو صحو
لم تبتعد إيناس عن أمجد للحظة واحدة مستمتعة بهذا الشعور الذى تشعر به ... وعندما إصطحبهم الدليل الى البلدة القديمة لتناول الطعام تعمدت أن يلتصق ظهرها كاملا بأمجد وهو يسحب لها الكرسى للجلوس ... وعندما عادت معه للفندق وبمجرد إغلاق الباب المفضى للبركة التى تتوسط غرفتهما ألقت بنفسها بين ذراعيه وأحاطت عنقه بذراعيها
خرجت النجمة وقد أعدت نفسها أيضا لليلة أخرى بين ذراعى هذا الشاب الذى تشعر فى وجوده بالأمان ... ولم تنكر لنفسها أن إنفرادها به بصوته الهادئ دائما ما يثير شبقها ويطلق بللها ... إرتدت فستان قصير من قماش خفيف مكشوف الظهر ولا يثبته على صدرها إلا حمالتين تربطان معا من خلف رقبتها ... هى أيضا لم ترتدى أى ملابس داخلية ... فقد كانت مثله تشعر بالراحة عندما تتحرر من قيد تلك الملابس التى تقيد أعضائها .
كان أمجد يجلس على الشيزلونج وقد فرد جسده وعقد يداه خلف رأسه ولم تجلس إيناس على الشيزلونج المجاور ... جلست على نفس الشيزلونج الذى يجلس عليه أمجد وألصقت مؤخرتها بفخذه الأيمن وأمتدت يديها لتلتقط كفيه وتضعهم على فخذيها فأحتضن كفيها الصغيرين و نظر فى عينيها العسليتان الواسعتان الناطقتان بالحب والشهوة
وأخيرا يرتخى زبره ويخرج من مكمنه فتدفع إيناس جسدها ناحيته حتى يلتصق ظهرها ببطنه فيضع ذراعه أسفل رأسها ويحيط جسدها بذراعه الآخر يعبث بحلماتها وقد هدأت ثورة شبقه وشبقها
كالعادة لم يداعب النوم أمجد ولكنه لم يترك الفراش .... ظلت تلك الجميلة نائمة بين ذراعيه وظل طوال الليل يتأملها .... إنها جميلة ورقيقة وتخفى بداخلها إمرأة تتشوق للحب وتبحث عمن يحتويها لكنها بداخلها تحمل قلب قوى مغامر على إستعداد للتضحية لصالح من تحب .... نفس الأنثى التى أحبها فى زوجتيه وصديقته.
لم تنتبه إيناس من نومها إلا فى ظهر اليوم التالى أفاقت على لمسات حانية تزيح شعرها عن وجهها وقبلة رقيقة تطبع على شفتيها ففتحت عينيها بدلال قبل أن تتمطى فى فراشها وتحيط رقبة أمجد بذراعيها
جهزت إيناس لأمجد طبق إفطاره وعندما همت بالجلوس على الكرسى المجاور لأمجد جذبها لتجلس على ساقيه فارتمت على صدره محتضنة إياه وطبعت على شفتيه قبلة رقيقة
توجه أمجد بعدها فى زيارة سريعة لبرشلونة لمتابعة حسابه البنكى والإتصال بمكتب الشيخ أبو إبراهيم وتحويل الأموال لحسابه ومقابلة مسؤل القنصلية .... ثلاثة أيام قضاها أمجد فى رحلات مكوكية بين مالاجا ومدريد وبرشلونة قبل أن يستقل الطائرة أخيرا فى طريق عودته الى القاهرة
..............................................................................................................
وأخيرا عاد أمجد لوطنه الذى يحبه .... يحب رائحة هواؤه حتى وإن كان ملوثا .... يحبه رغم الفساد الذى يضرب كبراؤه وصفوته .... يحبه رغم طيور الظلام التى بنت أعشاشها فى أركانه بذقونهم المحناة وإبتساماتهم الصفراء اللزجة.... يحب أهله البسطاء رغم أنهم يقادون من آذانهم لمصير مظلم .... يحبه ويفعل ما يظن أنه قد يكون صحيحاً وأنه يساعده .... يحبه رغم مضى الشهور التى تحمله بعيداً عنه وعن حياته وزوجاته اللاتى يعشقهن .... عاد لوطنه وقد أضيفت لحياته معشوقة جديدة .... إيناس .... لا يستطيع أن ينكر أنها قد شغلت مكان فى قلبه وعقله .... بالطبع ليست مثل منى أو سهام .... لكنها أصبحت جزء من حياته لا ينوى التخلى عنه .
كالعادة إستقبله أبوه وحماه فى المطار .... لم يكن يحمل الكثير تلك المرة ... فالشحنة الضخمة فى طريقها وستصل لبورسعيد خلال أيام قليلة .... كان يحمل حقائب ثلاث فقط .... حقيبة صغيرة بها ملابسه وحقيبة متوسطة تركها بالسيارة مخبرا أباه أن بها أشياء خاصة بالعمل ... وحقيبة كبيرة .
أوصله أبيه وحماه لشقته وبمجرد دخوله وجد حبيبته تنتظره عند الباب فأختطفها من على الأرض وأنهمربالقبلات على وجهها الذى أحمر خجلا ورغبة .... خجلا من وجود الأسرتين ورغبة لإفتقادها حبيبها .... تمالك أمجد نفسه بعد أن لاحظ النظرات المحدقة وسلم على الموجودين وسرعان ما رأى الصغيرة التى تعلق بها قلبه تنظر إليه فأخذها وأحتضنها برقة قبل أن يضعها بين يدى زوجته ويصطحبهما للغرفة الداخلية ومعه الحقيبتين ليفتح الحقيبة الكبيرة .... كانت الحقيبة مقسمة لنصفين متساويين .... أحدهما خاص بهدايا لزوجته والآخر ممتلئ بملابس ولعب لتلك الصغيرة
لم يطق أمجد الإنتظار طويلا وبمجرد أن لامست قدمى سهام الأرض ودون أن تنفصل شفاهما بدأ فى خلع ملابسها ولم تعترض بل بادلته خلع ملابسه وسرعان ما أشتبك الجسدين العاريين فى موجة ممارسة جنسية دون حتى أن ينتظرا الصعود لغرفة نومهما ... بعد أن هدأت حمى لقائهما الجنسية إستقر جسد سهام العارى بين ذراعى أمجد وقد إفترشا الأرض وطوقت سهام رقبة حبيبها بذراعيها بينما هو يضم جسدها العارى بذراعيه ليلتصق الجسدان
بعد الغداء إصطحبت سهام أمها لتعرض عليها هدايا زوجها لها .... كانت الفرحة تقفز من عينيها وهى تصطحب أمها للملحق وتفتح الحقيبة التى تحوى هدايا أمجد لها
غادر أمجد الفيلا متوجها للمبنى الكبير .... قابله المسؤل عنه وأخذ تقريره عن الأموال المحولة وأستفسر منه عن بضع نقاط قبل أن يحول الحديث لمنحى آخر
فى طريقه مر أمجد بأحد الأكشاك وخطر له خاطر .... صف سيارته وهبط ليجرى مكالمة تليفونية .... مكالمة لم يعرف سر إهتمامه بإجرائها .... طلب رقم إيناس .... إستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن ترفع سماعة التليفون على الطرف الآخر ليجيب عليه صوت أنثوى .... صوت عاملة المنزل .... طلب منها إخبار الفنانة أن المهندس أمجد يطلبها على التليفون .... سرعان ما أتاه صوت إيناس على الطرف الآخر
..............................................................................................................
فى المساء عندما وصل أمجد لشقة إيناس وجدها قد هيأت له جو ساحر .... أضواء خافتة وشموع معطرة وجلسة أرضية مريحة .... وأفضل ما أعدته له كمفاجأة كان وجود أرجيلة جميلة الشكل وموسيقى هادئة إصطحبته إيناس من الباب حتى الغرفة التى أعدت بها الجلسة وأجلسته وجلست بجواره ملتصقة به .... أشعلت له بعض الجمرات وأعدت له الأرجيلة وعندما عادت للجلوس جذبها لتجلس على ساقيه حيث إلتصق صدرها بصدره وغابا فى قبلات هادئة تقطعها أصوات الأرجيلة ويحيطهما الدخان المنبعث من فم أمجد .
..............................................................................................................
صباح الخميس إصطحب أمجد أبو منى لبورسعيد وتقابلا مع مستخلص الجمارك الذى يتعامل معه عادة أبو منى وسلماه أوراق الشحنة قبل أن يتوجه مع حماه للقاء المرتقب والمواجهة التى حان وقتها مع أعمام زوجته .... حرص أمجد أن يكون اللقاء فى حضور عدد من أصدقاء أبو منى التجار حتى تتضح الصورة أمام الجميع .... وبعد أن رحب الجميع بأبو منى وصهره فوجئ أمجد بالجميع يناديه بلقب الباشا .... هذا اللقب الذى أصبح ملتصق به حتى فى تلك المدينة البعيدة .... جلس أعمام منى مترقبين ما سيحدث .... فلقد أبلغهم أخيهم بأن صهره يريد الإجتماع بهم لأمر هام .... لم يكن الأعمام يعلمون ما هو هذا الأمر الهام .... كانوا يأملون أن يكون هذا الأمر هو موافقة أمجد على شراكتهم .... فلو وافق فإن الشريك الثالث لن يمانع .... فالشريك الثالث هو أختهم التى يجلس زوجها معهم الآن .... بعد إنتهاء الترحيب بدأ أمجد الحديث وهو ينظر بتركيز للأخوين محاولا قراءة ما يدور فى أذهانهم
فتح أمجد حقيبته وأخرج منها المبلغ المطلوب وناوله ببساطة للمستخلص فأتسعت أعين كل الحاضرين .... وأبتلع أعمام منى ريقهم خوفا و طمعاً ووتوجه أمجد بحديثه للمستخلص
ترك أمجد وأبو منى بورسعيد ورافقا السيارة التى تحمل بضاعتهم الجديدة حتى مكان عملهم الجديد .... وفى صباح اليوم التالى كان أبو منى يفرغ الحاوية فى مخزن كبير ملحق بالعنبر الذى إستأجره إستعدادا لبدء مرحلة جديدة من مشروعهم .... مرحلة يتحول فيها المشغل لمصنع ملابس بدأ بعنبر مستأجر لكنه نما ليصبح بعد سنوات مصنع كبير
..............................................................................................................
أنهى أمجد تدريبه فى الجهاز الكبير .... تدريب تعلم فيه كيف يستطيع السيطرة على من أمامه وكيف يدفعه لقول ما يملك من معلومات .... تلك المرة كانت المغامرة فى عقر دار من يملك خيوط اللعبة بالكامل ويدير عجلتها .... تعلم أمجد دراسة الشخصيات وتحليلها وتوقع ردود أفعالها .... تعلم الكثير والكثير مما لا يمكن ذكره .... لكن ما تعلمه أثر فى مسيرة حياته كاملة ... فلقد إستغل ما تعلمه فى التعامل مع من هم حوله فى كل مجال
خاتمة
بدأت مرحلة جديدة فى حياة الباشا مع بداية علاقته بإيناس .... تلك الفنانة الجميلة التى أحبته ولم تطلب مقابل لحبها .... ساعدته كثيرا بصلاتها الواسعة وظلت مختفية فى ركن حياته لا يعلم بوجودها فيها أى إنسان .... كانت المرة الأولى التى لا تعرف فيها أمه الروحية إلهام بعلاقته .... لكنها لم تكن الأخيرة .
كان إنتقال أمجد لمرحلة جديدة فى علاقته مع الجهاز نقطة فارقة أيضا فى حياته .... تدرب تدريب لا يحصل عليه إلا قلة ممن تؤهلهم شخصياتهم للحصول عليه .... تدريب يعتبرونه تدريباً سريا ولا يحصل عليه إلا المميزين من رجالهم ممن يؤهلونهم لمهام معينة .... حصل منهم على الحماية والمساندة بجوار التدريب .... فلقد أصبح أحد أهم رجالهم.
أنهى أمجد مشكلات أبو منى مع إخوته .... موقف حمله الرجل لأمجد باقى سنوات عمره .... إعتبره إبنه الذكر الذى لم ينجبه وأعتبره هدية السماء له .... أصبح أمجد مصدر ثقة الرجل وموضع سره وتلميذه فى أسرار التجارة
ماذا حدث فى رحلة أمجد لبيت الشيطان وكيف كانت مهمته ؟
هذا ما سنعرفه معاً فى الجزء القادم إذا كان فى العمر بقية ...... وإذا سمح الباشا .
الجزء الحادى عشر
مقدمة
رحلة الشاب أمجد لأمريكا شكلت منحنى آخر فى حياته .... رحلة إنطلق إليها بعد تدريب هام لا يتلقاه إلا من يحملون صفات شخصية معينة .... تدريب إجتازه أمجد وكانت رحلته إختبار لإستيعابه له وقدرته على تنفيذ ما تدرب عليه .... رحلة هدفها الحصول على معلومة واحدة لا أكثر .... ترتيبات تمت لمساعدته فى إتمام مهمته .... رحلة شكلت فيه شخصية رجل الأعمال الناجح الذى يعرف كيف يقتنص الصفقات .... رحلة تعلم منها وتعلم فيها وتعرف فيها على أشياء لم يكن يعرفها عن دولة الحلم فى بدايات التسعينيات حيث تشكل عالمنا العربى بشكل جديد
والآن تعلوا معى لنستمع إلى حكى الباشا فى رحلته الأولى لأرض الأحلام .... وكالعادة أصدقائى أرجوكم
"إقرأوا ما بين السطور"
...............................................................................................................
قبل سفره لأمريكا كان أمام أمجد مهمة أخيرة .... الإجتماع بالصديق العربى .... هذا الرجل الذى ظل يسأل عليه دوما ودائما ما تحول الظروف دون اللقاء .... كان لقائهم الأول فى القاهرة حينما حضر الرجل لرؤية الماكيت الخاص بفيلته ..... وصل الرجل وإبنتيه للمكتب ووقف امام ماكيت الفيلا الذى أخذ مكانه فى الريسيبشن وأتصلت السكرتيرة بأمجد ليهبط ويستقبل الرجل الذى إحتضنه فى شوق وحب حقيقى
..............................................................................................................
لامست عجلات الطائرة مطار ميامى .... رحلة تعدت عشرون ساعة تخللها التوقف فى ثلاثة مطارات غير مطار الوصول .... توقف بمطار أثينا وآخر بمطار لندن ثم مطار نيويورك قبل أن تحط الطائرة أخيرا بمطار ميامى .... وقت أتاح له طول الوقت مراجعة تدريبه وتلقينه وخطة إخلاؤه إذا ساءت الأمور
تذكر تلقين مدربه الأخير بعد أن أوضح له كل جوانب شخضية بريندا .... ترك له الرجل حرية التصرف حسب تطوراعلاقة بينه وبينها
فى صالة الوصول وجد مندوب الشركة التى سيتعاقد معها على التصميم فى إنتظاره يحمل لوحة عليها إسمه .... كان أول المغادرين للجوازات والجمارك .... فهو لا يحمل إلا حقيبة متوسطة بها ملابس تكفيه لإسبوع وحقيبة أوراقه الخاصة .... إصطحبه الشاب فى سيارة فخمة تليق بإسم الشركة للفندق المطل على شاطئ البحر .... أخبره بأن السيارة وسائقها تحت تصرفه طوال الإسبوع مدة مكوثه فى الفندق .... شكره وطلب من السائق الإنصراف لليوم والعودة صباح الغد لإصطحابه للشركة .... صعد لغرفته المطلة على المحيط ووقف خلف الزجاج الذى يفصل التراس عن الغرفة قبل أن يدخل للتراس يستنشق عبق البحر .... كم يحب رائحة البحر وكم يعشق منظره .
عاد للغرفة وجلس على فراشه وألتقط التليفون الموضوع على الكومود ليتصل بالقاهرة يطمئن من فيها على وصوله ويطمئن عليهم إنه يعلم إن جميع أحبائه فى إنتظار هذا التليفون .... إتصل أولا بمنى ثم سهام ..... ثم أتصل بإيناس .... كان يعلم أنهن جميعا فى إنتظار إتصاله ..... أغلق سماعة التليفون قبل أن يبتسم ويعود للإتصال برقم آخر ..... رقم الأم الروحية
رافقت بريندا أمجد حتى باب الخروج وعندما وصلت السيارة مد يده للسلام ولكنها كما فعلت سابقا تجاهلت يده الممدودة وأحتضنته سريعا وطبعت قبلة سريعة على خده .... لم يلفت الإحتضان ولا القبلة نظر أى من رواد الفندق ..... ولم يلتفت إليهما أى شخص ..... الوحيد الذى تعجب من الموقف كان أمجد الذى أعترت وجهه حمرة خجل سريعة قبل أن ينصرف لركوب السيارة .
عاد أمجد بعد الظهر بقليل وخلع البدلة التى يرتديها وأرتدى بنطال خفيف دون ملابس داخلية كعادته ووقف يتأمل منظر البحر من خلف الزجاج المغلق حتى أتاه رنين التليفون .... كانت بريندا كما توقع
..............................................................................................................
إلتقى أمجد فى الصباح ببريندا .... إعتاد على إحتضانها السريع وقبلتها التى تطبعها على وجهه .... بادلها إحتضانها وبمجرد جلوسهما فوجئ بأبيها يحضر ليشاركهم الإفطار
فتحت بريندا الباب .... وللمرة الثانية يبهره جمالها ..... إنها جميلة وتجيد إظهار جمالها حينما تريد .... كانت ترتدى فستان قصير بالكاد يغطى مؤخرتها .... فستان ضيق بلون بنفسجى فاتح يتعلق بكتفيها بحمالتين رفيعتين بينما يظهر منه شق ثدييها المرتفعين بلونهما العاجى و قد رسمت زهرة صعيرة على أعلى ثديها الأيسر تظهر كاملة من الفستان .... أخرج أمجد من فمه صفارة إعجاب قصيرة قبل أن يناولها الزهرة التى إصطحبها لها فتتناولها وتحتضنه إحتضانها المعتاد فيلف ذراعيه حولها وهى تطبع على وجهه قبلتها التى أصبحت عادية .... إستمهلته لدقيقة لتعود وقد وضعت على كتفيها بلوزة رقيقة بيضاء اللون تركت أزرارها مفتوحة قبل أن يهبطا لبهو الفندق ومنه إلى الجراج حيث أشارت له على سيارة رياضية مكشوفة وتخبره أنها سيارتها .... فتح أمجد لها باب السائق لتقود هى السيارة .... فهو لا يعرف طرق ميامى ولا يحمل رخصة قيادة تتيح له القيادة بأمريكا .... جلست بريندا أمام عجلة القيادة بينما دار هو حول مقدمة السيارة ليجلس على الكرسى المجاور .... نظرت له مبتسمة
صب الجرسون قليلا من النبيذ فى كأس أمجد الذى حركه قليلا قبل أن يتذوقه ويشير للجرسون بعلامة الموافقة فيملأ كأس بريندا أولا ثم كأسه وينصرف لإحضار الطعام الذى طلباه .... قطعتى ستيك متوسطة النضج وبعض المقبلات .... نظرت بريندا لأمجد وهى تبتسم
إنتهت الرقصة وقد إحتضن أمجد بريندا بحيث يتلامس كامل جسديهما ثم إصطحبها عائدين للمائدة التى تم وضع الطعام عليها وقد أنهكتها الرقصة تماما
تتابعت الرقصات وبين وقت وآخر كان أمجد وبريندا يعودان لمائدتهما يتناولا بعض النبيذ .... حرص أمجد ألا يتجاوزا الحد فى الشراب .... فهو يحتاج لكامل تركيزه ويريد أن تكون بريندا واعية لما سيحدث .... فالليلة مفصلية فى مهمته .... هكذا تدرب وهكذا ظل محافظا على تركيزه .
لم يغادرا المكان إلا وهو يوشك على إغلاق أبوابه.... تجاوزت الساعة الثانية بعد إنتصاف الليل وأمجد يحيط خضر بريندا بذراعه وهى تحمل على كتفها بلوزتها بإهمال .... فتح لها باب السيارة وقبل أن تجلس طوقت عنقه بيديها وطبعت على شفتيه قبلة .... قبلة سريعة لكنها تحمل الكثير من المشاعر .... جلس بجوارها فى السيارة قبل أن تتحرك
جلسا متجاورين على الأرض دون أن ينطق أحدهما بكلمة واحدة ووضعت بريندا راسها على كتف أمجد فأحاطها بذراعه اليسرى وضم جسدها لجسده بقوة ولم تقاومه بل إستكانت للمساته وظلت تتنفس بعمق حتى بدأ لون السماء فى التغير وبدأت السماء تصتبغ بلون أحمر إيذانا بقرب شروق الشمس .... حينها خلعت بريندا حذاءها ووقفت على قدميها ووقف أمجد خلفها يراقبان قرص الشمس الذى بدأ طرفه فى الظهور خلف مياه المحيط فدفعت جسدها للخلف ليلتصق كامل جسدها من الخلف بكامل جسد أمجد من الأمام فيمد ذراعيه حول جسدها ويضمها بشدة ويحرك أصابعه برقة حول رقبتها ومبدأ صدرها فتزيد إلصاق جسدها بجسده فيحرك أصابع يده على بطنها بينما أصابع يده الأخرى تداعب فخذيها الذى أنحسر عنهما فستانها القصير فتلقى برأسها على كتفه فيضع فمه بجوار أذنها ويخرج من فمه زفير حار .... أرادت بريندا أن تستدير بجسدها لتواجه أمجد لكنه منعها من التحرك وأحكم ذراعيه عليها فحاولت المقاومة قليلا قبل أن تستسلم ليديه ولأنفاسه التى تلفح رقبتها بحرارة ويشعر ببللها يصيب أطراف أصابعه التى تتحرك بنعومة على كيلوتها من الأمام فيديرها بقوة ويلتقم شفتيها بقبلة حارة ويرفع جسدها عن الأرض ليضع كسها أمام زبره المنتصب أسفل بنطاله ويضغط جسدها بقوة فترتفع أنفاسها حارة فى فمه فيدس يده بين فلقتها يحركها برقة على مكان فتحة شرجها فيتشنج جسدها قليلا قبل أن يبدأ فى الإنتفاض فلا يتركها ويزيد من إحكام ذراعيه عليها حتى تنتهى فورتها ويستسلم جسدها ويرتخى فيحتفظ بها بين ذراعيه حتى تتمالك نفسها وتستطيع الوقوف على قدميها قبل أن يتركها لتظهر على وجهها إبتسامة مستمتعة
And I love you so
The people ask me how
How I’ve lived till now
I tell them I don’t know
طوال الطريق لم يتحادثا .... لكنه لم يرفع عينيه عنها وكانت بين وقت وآخر تستدير بوجهها إليه فيشير لها بوجهه كى تلتفت للطريق .
ووصلا أخيرا لجراج الفندق فألتقطت حذائها من الخلف وأستدارت عندما فتح لها باب السيارة لتضع الحذاء فى قدميها وألتقط البلوزة التى كانت ملقاة بإهمال على المقعد الخلفى ووضعها حول كتفيها و أختطف قبلة سريعة من شفتيها قبل أن يسير وتسير بجواره وقد تشابكت إيديهما نحو المصعد المؤدى لبهو الفندق حيث أخذا مفتاحى غرفتيهما ومنه للمصعد المؤدى للغرف .
خرجا من المصعد وقد إلتصق جسداهما وأمجد يحكم ذراعه حول كتفيها وعند مفترق الطرق بين غرفته وغرفتها وقفا وترددا قليلا قبل أن يقودها أمجد فى إتجاه غرفته .... فتح الباب وزاد من ضغط ذراعه على كتفيها وبمجرد دخولهما وإغلاق الباب خلفهما تعلقت برقبته بينما هو يضئ الضوء فالغرفة تغرق فى ظلام دامس بفعل الستائر الثقيلة المسدلة على الحاجز الزجاجى الذى يفصل بين الحجرة وتراسها المطل على البحر ....أحاط خصرها بذراعيه وغابا فى قبلة عميقة إلتهم فيها شفتيها والتهمت شفتيه وقد إشتعلت نيران الشبق بينهما فأسقطت عن كتفيها البلوزة وخلعت عنه الجاكيت الذى يرتديه وهو يفتح سوستة فستانها من الخلف ونزعت عنه قميصه وأسقط فستانها ووضع كفيه على كتفيها ونظر فى عينيها ولم تستطع أن تطيل النظر لعينيه .... إحتضنها بصدره العارى وغابا فى قبلة أخرى وتسللت يده ليفتح قفل سوتيانها الذى يرفع صدرها وأبعد صدره قليلا ليسقط السوتيان أرضا فلا حمالات تشبكه بكتفيها .
أعاد إحتضانها بقوة وأحتكت حلماتها التى إنتصبت بصدره ومدت يديها تفك حزام البنطال وتفتحه ليسقط أرضا فيخلص قدميه منه ويعيد جسديهما الإلتحام وكل منهما لا يستره إلا ورقة التوت ....مد أمجد يديه يعتصر فلقاتها ويحرك أصابعه بينهما أسفل هذا الكيلوت الصغير الذى يختفى خيطه الرفيع بين تلك الفلقتين الجميلتى التكوين .... ليستا بالكبيرتين لكنهما مثاليتين فى إستدارتهما ..... رفعها أمجد من الأرض وأنزل الكيلوت الصغير حتى منتصف فخذيها فمدت يديها وأنحنت قليلا لتخلصه من ساقيها وقدميها وأوقفها أمجد وأبعدها على طول ذراعيه الممسكتان بكتفيها يعاين هذا الجسد الرائع ذو البشرة العاجية قبل أن يعيد تركيز نظراته فى عينيها
مرت أكثر من ساعة قبل أن يقوم أمجد من مكانه ليزيح الستائر الثقيلة ويقف عارياً يتأمل المحيط العريض الممتد أمامه وظهره للفراش وبعد وقت قليل شعر بخطوات تتحرك خلفه قبل أن يشعر بذراعى بريندا تحيطان بجسده
..............................................................................................................
فى صباح يوم الإثنين كان أمجد وبريندا يشقان طريقهما وسط الموائد فى المطعم الممتد وسط البحر ليجا أبيها قد سبقهما .... جلسوا جميعا حول مائدة الإفطار ونظر الرجل لوجه إبنته الذى تقفز منه ملامح السعادة والرضا قبل ان يتوجه بحديثه لأمجد
هبط أمجد ليجد بريندا وأبيها فى إنتظاره وإصطحبته بريندا لباب الفندق الذى بدا هادئا بعد نهاية أيام المؤتمر على وعد باللقاء حين عودته من عمله .... فلقد أخذت الإذن من والدها أن يكون باقى أيام الإسبوع إجازة بالنسبة لها على أن تقابله فى نيويورك يوم الأحد
..............................................................................................................
صباح الثلاثاء إستيقظت بريندا لتجد أمجد فى وقفته عارياً يتأمل البحر وسارعت لتحتضنه من الخلف كعادتها فيجذبها لتقف أمامه ويلتصق جسده بجسدها وتلقى برأسها للخلف على كتفه
كانت رحلة القارب بالفعل ممتعة وسط مياه الكاريبى.... أقل قليلا من ساعتين لم تبتعد فيها بريندا عن ذراعى أمجد التى يحتضناها وهو واقف خلفها .... لم يتحدثا كثيرا فجمال الرحلة إختطف ذهن أمجد من كل ما حوله .
لم تستغرق إجراءات دخولهم الجزيرة من الميناء طويلا حيث إستأجرا سيارة صغيرة قادها أمجد بنفسه تلك المرة وأرشدته بريندا للطريق الذى إنحرف قليلا بعد وقت قصير لتسير السيارة على طريق غير مرصوف لكنه ممهد بين أشجار تحجب عنه الشمس ليتوقفا فى النهاية أمام مبنى صغير يحوطه سور من الأحجار يتوسطه بوابة حديدية فتحتها بريندا ليدخل أمجد السيارة ويوقفها فى مكان حددته له بريندا وأصطحبته وهو يحمل حقيبتهما الصغيرة ليدخلا من باب صغير ليفاجأ أمجد بأنه فى بهو غاية فى الفخامة رغم حوائطه الحجرية
كان المبنى الصغير مكون من طابقين .... الطابق الأول يحتله بهو مؤثث بطاقم فخم مريح ومطبخ صغير لكنه حديث وحمام متوسط المساحة تجاوره غرفة صغيرة .... إصطحبته بريندا للطابق الثانى الذى كان عبارة عن غرفة نوم كبيرة وحمام كبير فقط .... فتحت بريندا باب الشرفة ليجد أمجد أمامه أروع منظر للبحر قد رآه فى حياته .... شاطئ رملى صغير خاص بالمبنى تحوطه أشجار عالية وعلى الجانب القريب من البحر نخلتين إستوائيتين تميلان تجاه البحر .... منظر كأنه حلم الجنة .
جذبت بريندا أمجد من يده وهبطا للطابق السفلى وفتحت باب خشبى عريض ليرى أمجد أمامه مسطح خشبى به ترابيزة ومقعدين وشيزلونجين عريضين ينتهى بدرجتين للشاطئ الرملى .... كان المكان منعزلاً تماما عن أى شئ .... لا يسمع فيه إلا أصوات الموج تداعب رمال الشاطئ وصوت بعض الطيور الإستوائية تصدح فى المكان .
فوجئ أمجد ببريندا تخلع ملابسها تماما وتجرى مخترقة الشاطئ الرملى لتلقى بنفسها عارية بين الأمواج الخفيفة وتشير له بيدها كى يتبعها فخلع ملابسه ولحق بها ليجتذبها بين ذراعيه ويغيبا فى قبلة عميقة بين مياه البحر التى تداعب موجاتها الرقيقة جسديهما المختفى نصفهما تحت الماء.... كانت المياه صافية لدرجة لم يعاينها أمجد من قبل وكانت بعض الأسماك الصغيرة تسبح بين ساقيه وكأنها لا تهتم لوجوده أو أن وجوده لا يزعجها
أيام مرت كالحلم بين أمجد وبريندا .... أيام لم يرتد فيها أمجد ملابس إلا فى أقل القليل .... فقط للذهاب لشراء طعام من المدينة .... إندمجا فى عشق الطبيعة والبحر .... والجنس .... أيام إستطاع فيها أمجد أن يستخلص من بريندا معلومات وأسماء أشخاص ..... أشخاص يقيمون فى وطنه المفترض فيهم الحفاظ على مقدراته لكنهم فى الخفاء يديرون لعبة أموال قذرة فى بورصات العالم .... ذلك ما تعرفه بريندا وما أخبرت به أمجد .... لكن ما خلف ذلك لا تعرفه ولن يعرفه .... هوفقط سيذكر للمسؤل عن تشغيله الأسماء التى تذكرتها بريندا وذكرتها له حول عشاء دافئ على ضوء الشموع أو فى موجة جنس على رمال شاطئ ساحر
وأخيرا عادا لميامى ليأخذا حقائبهما ويتوجها فورا للمطار للحاق برحلتهما لنيويورك .... وصلا يوم السبت مساءً ..... ستصل زوجته وأصدقائه يوم الإثنين .... قضيا ليليتين سوياً فى الفندق .... أخبرته بريندا بأنها لن تزعجه طوال وقت وجود زوجته معه .... لكنها حصلت على وعد منه بأن يلتقيا كل عدة أشهر .... إختارت أن تلقاه فى اليونان حيث تؤمن بأنها مكان الآلهة القديمة .... تؤمن بأن اليونان هى مكان آلهة الأولمب .... تؤمن هى بأن أمجد هو تجسد روح بوسايدون فى جسد بشرى .
..............................................................................................................
كان أمجد واقفا عند بوابة صالة الوصول يراقب الخارجين من طائرة القاهرة عندما رأى من ينتظرهم .... سهام وابيها .... الدكتور إبراهيم تتأبط ذراعه زوجته وتجاورها أمه الروحية إلهام .... أرادت سهام أن تقفز لتتعلق بعنق أمجد لكن أبوها قبض على يدها يمنعها .... وكالعادة لم تستطع إلهام أن تلزم الصمت
فى صباح اليوم التالى رن جرس تليفون غرفة أمجد ليلتقطه ليجد إلهام على الطرف الآخر
..............................................................................................................
إنتهت الأعمال بإتفاق مربح للجميع وتم توقيع العقود ولا زال أمجد لا يلتقى منفرداً مع زوجته إلا مساء عندما يخلد أبيها للنوم ..... كانت كالعادة إلهام هى من تغطى على لقاءات أمجد وسهام عندما تتسلل لغرفته كى تبيت بين ذراعيه ..... بقى تلاثة أيام على موعد عودتهم للقاهرة وأجتمع الجميع على مائدة عشاء للإحتفال بنجاح رحلة عملهم
بعد ثلاثة أيام إفترق الجميع كل إلى وجهته ..... ابو سهام والدكتور إبراهيم وزوجته ومعهم إلهام للقاهرة .... وأمجد وسهام لجزيرة هاواى .... قضوا ثلاثة أيام سويا وكأنهم آدم وحواء فى فيلا منعزلة بأحد الفنادق .... مارسوا الجنس كما يحلو لهم ورقصوا سويا كما يريدون .... وبعد الثلاثة أيام عادوا للقاهرة .... لكن كالعادة إفترقوا عند باب الطائرة حتى لا يلاحظ أحد عودتهما سويا .... ثلاثة أيام إختطفاها من عمر الزمان وإحتفظا بذكراها طويلا .... بالنسبة لسهام كانت ثلاثة أيام فى الجنة .
خاتمة
وهكذا إنتهت مغامرة جديدة فى حياة الباشا .... مغامرة إنتهت بأنه أصبح فعليا من أصحاب الملايين .... مغامرة فتحت له فيما بعد أبواب كثيرة لم يكن حتى يعرف بوجودها .... لقد أصبح الباشا بافعل من رجال الأعمال .... لم يكن رجل أعمال مرموقاً ولا معروفاً .... فإنه لا يزال يكره أن يكون محط الأنظار
ماذا حدث لأمجد بعد عودته لمصر ؟ هذا ما سنعرفه فى الجزء القادم إذا كان فى العمر بقية ..... وبالطبع إذا سمح الباشا
ملاحظة:
أرجو من قرائى وأصدقائى الأعزاء ملاحظة أن تلك الرحلة تمت فى أوائل تسعينيات القرن الماضى قبل إندلاع فورة التحرر الجنسى ..... وقتها حتى فى أمريكا كان إنكشاف أمر علاقة مثلية يعنى القضاء على مستقبل أطرافها وقد يدعو بعض أطرافها للإنتحار ..... "أحياناً"
الجزء الثانى عشر
مقدمة
كالعادة أشعر بالخجل منكم أصدقائى القراء لتأخرى فى نشر الجزء .... لكنها رحلة عمل بالخارج عطلتنى عن الكتابة ..... ولسبب أجهله تماما فإنى عندما أبتعد عن مصر تنتهى تماما رغبتى فى الكتابة ..... فألتمس منكم جميعا السماح وقبول إعتذارى
فى هذا الفصل من حياة الباشا نرى بداية ظهور أسنان الباشا فى عالم رجال الأعمال .... حظى بمعلم آخر فى مجال آخر .... معلم ليس بفنان كالدكتور إبراهيم وإلهام ..... لكنه معلم فى عالم الحيتان التى كانت ولا تزال تسيطر على عالم البيزنس كما يطلقون عليه
فى هذا الفصل قد تقرأون كلمة غريبة على أسماع البعض ..... وهى كلمة :
الحملة
والحملة فى أى شركة مقاولات تعنى معدات الشركة وسياراتها وسائقيها وعمال صيانتها والمهندسين عن تلك الصيانات ..... وفى مجال المقاولات تمثل الحملة الجزء الأهم فى الشركة والجزء الأعظم من رأسمالها العامل
والآن إسمحوا لى أن أصحبكم فى تلك الرحلة ولنقرأ معا ما أملاه على الباشا من ذكريات .... وأرجوا منكم رجاء حار ألا تهملوا أى كلمة ..... فكل كلمة كتبت فى هذا الفصل تمثل جزء هام من تكوين شخصية الباشا ..... وكالعادة
أرجوكم إقرأوا ما بين السطور
...............................................................................................................
وأخيرا وصل أمجد لبيته .... تلك المرة لم ينتظره أى شخص فى المطار كما طلب من أبيه ..... إستقل سيارة ليموزين من المطار لبيته ووصل لشقته وهو يحمل حقيبة ملابسه المتوسطة ومعها حقيبة كبيرة بداخلها كالعادة هدايا لزوجته ولتلك الصغيرة التى خطفت قلبه .... دخل شقته ليجد مُنى تنتظره خلف الباب وكأنها كانت تشعر بوصوله .... تعلقت برقبته ورفعها من فوق الأرض يدور بها وهو يغرق وجهها بالقبلات وسط نظرات المنتظرين بالريسيبشن .... فوجئ بتلك الصغيرة والتى بدأت فى الحركة تزحف نحوه وهى تنظر إليه وإلى زوجته .... رفعها بين يديه وأحتضنها طويلا .... حاول أمجد أن يضع الصغيرة بين يدى أختها لكنها رفضت وتمسكت بملابسه وبدت على وجهها تكشيرة جعلت أمجد وزوجته ينفجرا ضحكا وأضطر أن يسلم على الجميع وهو يحملها .... إستأذن الجميع سريعاً .... فهم يعرفون أن الشوق بين الحبيبين وصل مداه .... وحينما حاولت أم منى أن تأخذ الصغيرة من بين ذراعى أمجد إنطلقت فى البكاء لكنها أخذتها وأنصرفت إلى شقتها .... ضحكت منى كثيراً وهى تنظر للصغيرة التى تحاول التملص من بين يدى أمها وهى تبكى وتنظر لها ولزوجها
قام أمجد من نومه ليجد مُنى لازالت بين ذراعيه عارية كما كانت قبل نومه .... لم تغير رقدتها ولم تترك ذراعيها جسده .... لم يشأ أن يوقظها بل زاد فى ضمها لصدره .... فإحساس ضمتها لصدره مختلف عن كل النساء..... وأخيرا إستيقظت الرقيقة لتجد أمجد ينظر لوجهها .... أخجلتها نظرته رغم أنها زوجته .... نظرة لا زالت تشعر معها أنها عروس تتعرى لأول مرة أمام زوجها .... لازال حب السنين كما هو بينهما بل زاد ..... أرخت جفنيها فى دلال وهو يحكم ذراعيه حولها
.......................................................................................................
قبل ذهابه للمكتب كان على أمجد الذهاب للمبنى الكبير لتقديم تقريره عن الرحلة .... كان عليه تسجيل كل ما حدث بصوته على جهاز التسجيل الموجود على مكتب المسؤل عن تشغيله .... تسجيل إستهلك أكثر من ساعتين وملأ أكثر من شريطى كاسيت .... لم يغفل كلمة دارت ولا حدث وقع سواء خاص بالمهمة أو بالعمل .... فتلك هى القاعدة ..... لم يتدخل المسؤل ولم يقاطعه بأى سؤال .... لكنه طلب منه بعد إنتهاء التسجيل كتابة اسماء من ذكرتهم له بريندا سواء إسم حبيبها السابق أو صديقه أو أسماء المتعاملين معه مصريين أو عرب .... إنتهت الجلسة الرسمية وبدأ الحديث بين أمجد والمسؤل عنه كصديقين
بمجرد دخول أمجد من باب المكتب شعر بالحركة الجديدة التى تدب فيه .... فالجميع مشغولون والكل يتحرك بسرعة وكالعادة إلهام كالنحلة تدور بين المكاتب .... بمجرد وقوع عينيها على إبنها الروحى إلتقطته بين أحضانها وعندما لاحظت نظرة موظفة الريسبشن لها حدجتها بنظرة أوقعت فى قلبها الرعب
بنهاية الإسبوع كان أمجد يعد مفاجأة صغيرة للرقيقة منى .... لقد قرر أن يدعوها لنفس الديسكو الذى شهد يوم زفافه الأول على سهام .... وأوصى بموسيقى التانجو كى يراقص حبيبة عمره لأول مرة على مرأى من غرباء .... كانت خجلة تتعثر فى مشيتها لكنه شجعها واندمجا فى الرقص ونسيا الأعين التى تحيطهما .... لكن .... لم تكن فى براعة سهام ..... كانت لمساتها لجسد زوجها خجولة فهى لا تملك جرأة سهام ..... لكنه استمتع بالرقص معها ..... فالرقص معها كان من أحلام فترة خطبتهما الأولى التى لم تستمر طويلا ..... وعند عودتهما للمائدة كانت الرقيقة تلهث من المجهود .... ومن الخجل ..... مالت على أذنه تهمس له
وعاد الحبيبان أخيرا لبيتهما .... لم تترك ذراعه يخرج من بين صدرها و ذراعيها للحظة طول الطريق .... رحلة قصيرة شعرت بها أن حبه لها يزداد بمرور الأيام مثلما يزداد حبها له .... رحلة أثبتت فيها لنفسها أنها حبيبته الوحيدة التى لن تحتل غيرها مكانتها فى قلبه .... فهى لا زالت تشعر به وتقرأ قلبه كما كانت طوال رحلة عمرهما معا .... لم يتغير عن أمجد الصغير رغم الثراء الذى بات فيه ورغم العمل الذى يأخذ معظم وقته .... أيقنت أن حبه لها لم تغيره الأيام
...............................................................................................................
فى اليوم التالى كان موعد أمجد فى شركة أبو سهام بعد غياب طويل .... الكثير من العمل فى إنتظاره والكثير من الأوراق لمراجعتها قبل وضع توقيعه .... فالباشا منذ بدأ مشوار نجاحه دقيق فى مراجعة كل ورقة يضع توقيعه عليها .... بإستثناء ما يقدمه له أستاذه وأمه الروحية .... فهما فقط من يوقع على ما يقدمانه له من أوراق دون النظر لما تحويه
بعد أن أنتهى أمجد من عمله تم إستدعاؤه هو سهام لإجتماع مع أبيها وباقى مديرى الشركة .... إجتماع طال فى بحث إستعدادات الشركة لمشروع إعادة الإعمار ..... عدد العمال والمهندسين المطلوب توظيفهم .... موقف المعدات .... المعدات الجديدة التى سيتم شرائها من أوروبا وشحنها للخليج .... التمويل المطلوب ..... السيولة بالعملة الصعبة المطلوبة .... عشرات المواضيع لم يكن يعلم عنها شيئا ولم يكن يعرف من قبل ضرورة تجهيزها .... عمل ضخم مطلوب إنهاؤه فى وقت قصير قبل بدأ العمل .... فبعض الشركات قد بدأت فى الفعل فى تصدير معداتها .... لم يشترك أمجد فى الحديث إلا قليلا .... فوجوده الطويل فى أسبانيا أتاح له معرفة عدد من الشركات التى تنتج أو تبيع المعدات التى يحتاجها العمل .... أمجد بطبيعته قليل الكلام يتحدث بهدوء بصوت منخفض يجبر من يتحاور معه على الإنصات .... رغم خبرته القليلة إلا أنه لاحظ نظرة إعجاب من ابو سهام نحوه أخفاها سريعا .... بطول الإجتماع بدأ الحضور فى التململ .... فوقت الإنصراف قد مر عليه ساعة كاملة قبل أن يأذن لهم أبو سهام بالإنصراف ويخبرهم بأن على بعضهم العمل من الإسبوع القادم لساعات إضافية فى الفترة المسائية .... إنصرف الجميع بعد أن إستبقى المقاول الكبير إبنته وزوجها ليجلس خلف مكتبه ويجلسوا على الكرسيين أمام المكتب فى إنتظار معرفة السبب .... فسهام تتعجل الوقت للذهاب لإعداد نفسها .... فالليلة ليلتها مع أمجد بعد أن حرمت من إحتضانه لفترة بدت لها طويلة .... فتح الرجل الخزانة الموجودة بجواره وأخرج منها بعض الأوراق قدمها لأمجد
طيب إتفضلوا روحوا دلوقتى .... أشوفك بليل عالعشا .... مش هاتعشى غير لما تيجى .... عايزك فى موضوع مهم
عندما أغلقا خلفهما الباب كست إبتسامة فرح وراحة وجه أبو سهام .... لقد أيقن ان ابنته وثروتها بين يدى شاب ناجح ذكى يحبها .... وبالتأكيد سيحافظ عليها وعلى ثروته التى جمعها خلال السنين
خرج أمجد تجاوره سهام تكاد تتقافز فرحا حتى دخلوا مكتبهم المجاور لمكتب أبيها ففوجئ بها تغلق الباب خلفها وتتعلق برقبته تغمر وجهه بالقبلات
إستجابت سهام فى القبلة التى طالت ومدت يديها تخلع عن أمجد الجاكيت الذى يرتديه ومدت يديها تتحسس جسده الذى تعشق تفاصيله حتى وصلت لبنطاله فمدت يديها تفتح له سوستته وتمد يديها لزبره تتحسسه بنعومة فاستجاب لها وبدأ فى الإنتصاب
لكن فجأة يسمع صوت الباب من خلفه يغلق وصوت حماه يأتيه هامسا بغضب
وعاد صوت الأب هامسا بنفس الغضب
عندما وصل أمجد للمكتب مساء يحمل خرائطه التى انتهى منها وجد إلهام تجلس على الكرسى المقابل للمكتب وكأنها تنتظره .... وبمجرد دخوله قابلته بإبتسامة لم يفهم معناها وهى توجه له نظرها مضيقة عيناها
بينما تنهمك سهام وأمها فى حديثهم فى المطبخ كان أمجد يجلس أمام أبو سهام فى إنتظار ما سيناله من تقريع وظل الأب صامتا حتى دخلت الأم بالصينية وضعتها بينهم على المكتب وخرجت لتغلق الباب خلفها وعندها تكلم الأب فى نبرة هادئة عكس المتوقع
كانت ليلة أمجد وسهام أكثر من رائعة .... ضحكا كثيرا على منظرهما عندما دخل ابو سهام عليهما .... ولأول مرة تشعر سهام بتلك السعادة عندما شعرت أن أمجد أخيرا يتحدث عن أباها بحب رغم عدم إخباره لها بما دار بينهما .... فالوقت الذى إستغرقه أمجد مع أبيها كان أطول من مجرد الحديث عن تشطيب الشقة لكنها لم تبال كثيراً .... فكل ما يهمها هو تلك السعادة التى تشعر بأن زوجها يعيشها بعد حواره مع أبيها
..............................................................................................................
مر يومان وفى الليلة الثالثة كان هناك موعد آخر ينتظر أمجد .... موعد مع إيناس التى كانت تشتاق إليه .... إتفقا على أن يذهب إليها .... لكن تلك المرة كان اللقاء فى الفيلا الجديدة .... بمجرد أن دق أمجد جرس الفيلا فتحته إيناس بنفسها وبسرعة وكأنها تنتظر خلف الباب .... ألقت بنفسها بين ذراعيه وأوسعت وجهه تقبيلا قبل أن يغيبا فى قبلة طويلة تحسس فيها أمجد جسدها .... وردفيها .... فهى بالفعل تملك ردفين أكثر من رائعين رغم جسدها الذى يميل للقصر .... فإيناس عبارة عن 58 كيلوجرام من الإثارة والجمال
على حمام السباحة وجد أمجد إيناس قد جهزت جلسة بسيطة لكنها جميلة .... مجرد مقعدين مريحين منخفضين وضعا متجاورين وأمامهما ترابيزة زجاجية وضعت عليها زجاجة نبيذ وزجاجتى عصير وبعض الكؤوس الفارغة .... وبين المقعدين من الجهة الخلفية تطل شيشة ثمينة تجاورها ترابيزة وضع عليها علبة دخان فاخر وطبق معدنى متوسط به بعض الفحم وموقد كهربى صغير وعبوة من المناديل المبللة.... جو أعد لسهرة من نوع خاص .... لا تعده أمرأة إلا لرجل تعتبره رجل خاص .... خلعت إيناس عن أمجد الجاكيت الذى يرتديه لتضعه على ظهر أحد الكرسيين ونظرت لأمجد بإغراء
إستمرت لعبة الحب والتدخين والشراب حتى إنتهت الكأس الأولى ولم تغادر شفتا إيناس شفتى أمجد إلا قليلا .... ولم تغادر أصابع أمجد ثديى إيناس إلا أقل .... بدأت آثار النبيذ فى إشعال الجسدين فمدت إيناس أصابعها تفتح لأمجد قميصه وتخلعه عنه ومد أمجد أصابعه لحزام عبائتها ليفتحه ويلقيه جانبا فأنفتحت العباءة كاشفة هذا الجسد الرائع الذى يحلم به معظم الرجال فى مصر ودائما ما يتخيلون أنفسهم يرونه عارى .... لكنه بالنسبة لأمجد كان جسد حقيقى بين يديه إمتدت ذراع أمجد اليمنى لتزيح العباءة عن جسد إيناس ويضع كفه على هذا الصدر البض يداعبه ويفرك حلماته بنعومة بينما تمتد يده اليسرى بين فخذيها تتحرك أصابعه بنعومة على باطن فخذيها فتفتح الجميلة شفتيها وتلهث وقد بدأ جسدها فى الفوران حتى تصل أصابعه لمكمن كنزها فيداعب بظرها بنعومة شديدة فيشتد لهاثها فيضع فمه على فمها ويقحم لسانه فى فمها فتغلق شفتيها تمتص لسانه بينما تعتصر كفه اليمنى ثديها الأيمن ويقتحم بطرف سبابته السفلى هذا الكس الذى فاض بلله ليداعب أعلى مهبلها بهدوء وهو يزيد من إقحام سبابته حتى يصل لتلك النقطة التى بات يعرفها جيدا ً والتى تشعل نار شهوتها فيزيد من ضغطه عليها مرة ومرة ثم يفركها بطرف سبابته مرات ومرات وتلهث الجميلة بينما تفتح فمها لتفك أسر لسانه فيزيد من حركة إصبعه فتطلق الجميلة تأوهات متتالية قبل أن تغلق فخذيها على يده ويتشنج جسدها شيئا فشيئا حتى تصبح تشنجاتها رهزات متتالية ويرتفع صوت آهاتها تردده جدران حمام السباحة وتطلق مائها غزيرا معلنة إتيانها بقذفتها الأولى غزيرة طويلة حتى تترك بقعة كبيرة على قماش عبائتها الحريرى ثم تلقى برأسها على صدر أمجد العارى تقبله بجنون أولا قبل أن تستكين وتفك أسر يده من بين فخذيها فيحيطها بذراعيه يداعب جانب وجهها بأصابعه حتى تهدأ وتغمض عينيها تلتقط أنفاسها فيأخذ أمجد تلك الشفتان اللاتى تشبهان ورقات زهرة تتفتح فى قبلة رقيقة
هدأت أنفاس الجميلة أخيرا وفوجئ أمجد بها تقف وتواجه أولا قبل أن تدير له ظهرها وتخلع عنها عبائتها وتلقيها أرضا بدلال مستعرضة جمال منظر جسدها من الخلف قبل أن تقفز فى حمام السباحة عارية تماما وتنعكس أضواء الحمام على جسدها شديد البياض وتترك جسدها ليحمله الماء فيتخلل ضوء أحد الكشافات مابين تلك الفلقتين الممتلئتين شديدتى الإثارة قبل أن تقف وتمد له يديها بحركة مثيرة
أدارها أمجد ليقف خلفها فتتمسك بأطراف حوض السباحة وتترك جسدها ليطفو فيدخل أمجد بين ساقيها ويعيد مداعبة كسها بزبره بينما تقبض إحدى يديه على ثديها الأيسر تعتصره وتداعب حلماته قبل أن يعيد إدخال زبره فى مكمنه الدافئ ويدفع فخذيها للأمام فتتجاوب معه تسند ركبتيها لحائط الحمام فيثنى جسده تحتها وتصبح كأنها تجلس على زبره يحملها الماء فيضم خصرها لجسده ويعيد دفع زبره مرات ومرات ويعود صوتها للتأوهات وسريعا ما تنتابها حمى قذفتها الثالثة فلا يتركها تلك المرة لتستريح ويعاود فارسه غزواته السريعة لحصنها مرات ومرات وتتلاحم قذفتها الثالثة مع الرابعة فيخرج زبره من كسها ويدفعها بنعومة ليقتحم شرجها بينما تمتد أصابعه تداعب بظرها حتى تقترب قذفتها التالية فيزيد من دفعاته وتخشن لبظرها لمساته ويبدأ صوته فى الإرتفاع وتختلط تأوهاتها مع صوته ويلتقى قذفه فى شرجها مع قذفتها فيحتضنها وهو يلهث وهى بالكاد تلتقط أنفاسها حتى يهدآ فيحملها ويخرج يها من الماء ويستلقيان عاريان على الأرضية المحيطة به فتحتضنه ويتبادلان قبلات ناعمة هادئة
صباح الإثنين التالى إلتقى أمجد وزوجته فى مدخل الشركة ووصلا مكتبهما سويا وكل منهما يحمل حقيبة أوراقه .... بمجرد دخولهما من باب مكتبهما إنطلقت سهام فى موجة ضحك هيستيرية أخرى أضطر أمجد معها لإغلاق الباب حتى لا يصل صوت ضحكها للخارج .
كان أبوها قد أعد لهما مفاجأة من نوع خاص ..... الحائط الفاصل بين مكتبه ومكتبهما قد أزيل نصفه وأحتله باب جرار عريض.... باب جرار بدون قفل .... أى أن أبو سهام لن يسمح لهما بالإنفراد ثانية طوال وقت وجودهم بالشركة .
جلس أمجد وسهام على الكرسيين أمام مكتبه .... وطلب الرجل الكبير قهوة لنفسه وكوبين من الشاى لأمجد وزوجته وفوجئ أمجد بالرجل يقدم له سيجار ليشعله .... وعندما شعر أن أمجد يشعر بالإحراج أفهمه الهدف
بعد خروج الرجلين وإغلاقهما الباب خلفهما إبتسم أبو سهام إبتسامة سعيدة عريضة وقام ليضع ذراعيه حول إبنته وزوجها ويحتضنهما سوياً فلقد أسعده ما فعلاه وتيقن من إستيعاب إبنته لدرسها الأول و إستيعاب زوجها لدرسه الثانى
لكن ما حدث لأمجد فى الحرب كان قد أكسبه قدرة ما .... قدرة على تقبل ما كان يرفضه تماما من قبل .... لقد صهرته الحرب مثلما صهرت أجساد الرجال لتختلط بحديد مركباتهم المحترقة .... بعدما شاهد الجندى يطلق الرصاص على زميله المصاب كى يأخذ مكانه فى المركبة المنسحبة أيقن أن ما تحويه النفس البشرية من قذارة أكثر بكثير مما يجرى حوله فى عالم رجال الأعمال
...............................................................................................................
بعد أيام فوجئ أمجد بإلهام تقتحم عليه المكتب وفى عينيها نظرة يعرفها .... نظرة الأم التى تريد التأكد من شك ما فى نفسها جهة إبنها
وقعت عينا أمجد فى عينا الشيخ .... كل منهما تجاهل الآخر تماما كأنه لايعرفه .... فوجئ أمجد بكل الفنانين يتجمعون حول الشيخ الوقور ويسلمون عليه بحفاوة وكأنه صديق قديم .... لكن إيناس عندما أتجهت إليه نظرت أولا لأمجد فلاحظت نظرته المستنكرة فحيت ضيفها سريعا وابتعدت عنه متعللة بإنشغالها بإعداد تورتة الحفل لكنها أخبرته بأن "البيت بيته" لم يلاحظ تلك النظرة السريعة بين أمجد وإيناس إلا إلهام التى كانت تراقب وكأنها تنتظر تلك النظرة .... إزدادت دهشة أمجد عندما وجد كل السياسيون ينسحبون واحدا وراء الآخر لداخل الفيلا وينخرطون فى نقاش ما بداخل البهو بعد أن جلسوا جميعاً لم تدع إلهام الفرصة لأمجد ليحاول معرفة ما يدور .... سحبت أمجد لجانب بعيد ونظرت إليه النظرة التى يعرفها جيداً
حمل أمجد ما رآه للمكان الوحيد الذى ظن أنه يحمل إجابة عن تساؤله .... ما الذى يجمع هذا العدد من السياسيين فى حفلة تقيمها ممثلة .... وفيم كان إجتماعهم الغامض ..... قابل المسؤل عن تشغيله تساؤله بإبتسامة حزينة
قبل سفر أمجد بأيام طلب منه الشيخ أبو إبراهيم مقابلته قبل السفر .... أبلغ المسؤل عن تشغيله وذهب لمقابلة الرجل فى مكتبه .... إستقبله الرجل بكل ترحاب وكان كوب الشاى جاهزاً .... ولأول مرة ينفرد به أمجد بعد أن صرف مساعده
ووصل أمجد مرة أخرى لبرشلونة التى أصبحت وطنه الثانى ..... وأتبع تعليمات أبو سهام وفتح حساب بإسم الشركة بالتفويض الذى منحه إياه الرجل .... إتصل بحماه أبلغه رقم الحساب .... ومساء إتصل بالشيخ أبو إبراهيم ليعرف رقم الحساب الذى سيتم تحويل الأموال إليه .... كان المبلغ من الضخامة بشكل أذهل أمجد .... وشعر أمجد بأن مطرقة قد هوت على رأسه عندما أبلغه الرجل برقم الحساب ..... كان نفس رقم الحساب الذى فتحه أمجد فى الصباح .... هل يكون حماه عضو فى تلك الشبكة التى ينقل هو أخبارها للجهاز الكبير ؟
سارع أمجد للقنصلية لمقابلة مسؤل الأمن ليبلغه كالعادة بالتطورات .... ضحك الرجل من إنزعاج أمجد
ترك أمجد الرجلين ينعمان برحلاتهما اليومية بين الشركات اللأربعة التى رشحوها من قبل .... رحلات فى ظاهرها التفاوض والمعاينات وفى باطنها الإتفاق على العمولات .... عرف أمجد كم هو داهية أبو سهام .... فسرعان ما حدث ما توقعه الرجل عندما قرر الرجلان مفاتحته فى أمر إنهاء عملية الشراء وعرض العمولة التى سينالها .... وكما علمه الحوت الكبير .... يبدو مترددا أولا أمام تلميحاتهم حتى يقرروا مفاتحته بكل وضوح
فى المساء إجتمعوا مع أمجد فى شقته للتحضير لتوقيع العقد فى الصباح التالى .... أغرقهم أمجد بإتسامة رضى مزيفة صدقوها ..... لقد أصبح مثل أبو زوجته يستمتع باللعب بمشاعر اللصوص .... أسهبوا له فى إستحلال العمولة وبأن هناك عمولة أخرى تنتظره .... رحب أمجد بهم قبل أن يستأذن منهم لدقائق ليعود ويضع أمامهم كتالوجات المعدات التى أنهى الإتفاق عليها .... نظر لهم بإبتسامة أخرى ونظرة أرعبتهم .... إنها نفس نظرة أبو سهام عندما يواجه ضحيته التى وقعت متلبسة بجرم الإختلاس
ولكن قبل السابعة صباح اليوم التالى كانوا يدقون باب أمجد لإصطحابه للميناء .... كانت الخيبة التى تعلو وجوههم تعبر عما حدث بينهم وبين أبو سهام .... وقعوا محاضر الإستلام وهم يمنون أنفسهم بجزء آخر من الكعكة .... كعكة الشحن
..............................................................................................................
عاد أمجد أخيرا لوطنه .... عاد لمكتبه وزوجاته ولإيناس .... كانت إيناس تلح على أمجد للذهاب لموقع التصوير لرؤية الديكور الذى وضع رسوماته وأكملته أستاذته وأمه الروحية .... لكنه رفض حتى الذهاب .... تعلل بإلهام وتهديدها له .... لكنه فى الحقيقة كان يكره أن يرى مجهوده يهدر فى ديكور ينفذ ثم يهدم بعد التصوير بأيام .... فهو فى قرارة نفسه يؤمن بأنه يصمم مبانى تعيش لسنوات وليس ديكور يبنى ويهدم خلال أيام معدودات .
كان الخبر السعيد الذى ينتظره هو حمل حبيبة عمرة منى .... رغم شوقه إليها إلا أنه كان حريصا على إبنه الذى تحمله فى أحشائها .... قاوم رغبته ورغبتها كى يحافظ تلك المرة على حياة صغيره .... فهو ليس على إستعداد لفقدان آخر .... ولكن !!!!
ولكن كأنما هذا العام يرفض الذهاب بدون أحزان .... كانت مصر على موعد آخر مع حزن آخر .... غرق العبارة سالم إكسبريس .... تلك السفينة التى كان من المفترض خروجها من الخدمة لكثرة أعطالها لكن أحدهم إستمر فى إستخدامها لجنى الأموال .... ظن صاحبها أنه بإستعانته بأحد أفضل الربابنة المصريين سيتجنب غرقها المحتوم .... لكن مهما كانت براعة القبطان تظل السفينة المتهالكة متهالكة لا تصلح معها أعمال الترميم ولا العمرات .
كان موعد أمجد مع حزن جديد .... حزن فقدان أبيه لأحد أبناء عمومته العائد من رحلة الشقاء لقضاء بعض الأوقات .... فضل هذا العم إستقلال العبارة ليصطحب معه سيارته .... فغرقت العبارة وغرق الرجل وغرقت سيارته.
كان على أمجد مرافقة والده فى تلك الرحلة الحزينة .... فالقرية التى ينحدرون منها ما هى إلا أسرة واحدة ضخمة العدد .... الكل يشترك فى إسم الجد الأكبر .... والأسرة لابد لها من كبير .... وكان قدر أمجد أن يكون والده هو كبير تلك الأسرة الضخمة بعد وفاة أبيه وجده .... رافق أمجد والده لإنه الواجب .... واجبه نحو أبيه ونحو أسرته الضخمة القوية التى عرف بإسمها فى العالم كله .... فالكل يعرف أمجد بإسمه الأول يليه إسم أبيه فإسم الجد الأكبر حسب رغبة والده .... وصل أمجد وأبيه بعد يوم من غرق العبارة ليجدا فى إنتظارهم عشرات من رجال الأسرة ينتظرون إنتشال الجثمان ..... آلاف البشر إحتشدوا إنتظارا لسماع خبر إنتشال جثة ليهرع العشرات لمحاولة التعرف عليها بعد أن نشرت أسماء العدد القليل من الناجين .... إنتظروا يومين آخرين قبل أن تنتشل جثة فقيدهم .... تعرف عليها أحد إخوته فقط من خاتم علق فيما تبقى من إصبعه .... فلقد فعلت المياه المالحة وقضمات الأسماك فعلتها فى الجثامين .
ولأول مرة يجد أمجد نفسه يتصل بالجهاز الكبير طلبا لمساعدتهم .... فالإجراءات الطويلة تعنى وصولهم بالجثمان لبلدتهم البعيدة فى وقت غير مناسب .... كان أقرب تليفون متاح بعيدا .... وبمجرد عودة أمجد للجمع الموجود بجوار المشرحة وجد الكل يبحث عنه .... لقد أتى العديد من المسؤلين للبحث عن أمجد لمساعدته فى إنهاء الإجراءات المقيتة خلال اقل من ساعة .... وتحرك الموكب الحزين .... سيارة نقل الموتى تتقدمها سيارة أمجد وبها ابيه وأخ شقيق للفقيد .... عرف الجمع قيمة كبيرهم عندما تقدمت إحدى سيارات الشرطة تسير أمام الركب وتفسح له الطريق .... لم تتركهم السيارة إلا عند حدود المحافظة لتسلمهم لسيارة أخرى تطلق سارينتها لفتح الطريق .... حتى الكمائن التى يستغرق المرور منها وقت قد يستغرق أحيانا ساعات للتفتيش فتحت حواجزها لمرورهم دون أى توقف .... وأخيرا يصل الركب الحزين لمشارف قريتهم المنكوبة بمصابها .... توقفت سيارة الشرطة لتتيح لهم حمل جثمان الرجل على أكتاف الرجال .... أخر رحلة يقطع فيها شوارع القرية والمرة الأولى لأمجد التى يزور فيها مسقط رأس أبيه .... قد تكون الثانية أو الثالثة لكنها فى ذهنه كانت المرة الأولى
عاد الرجال لمكان العزاء .... المضيفة الكبيرة التى تقع ببيت جد أمجد الكبير .... فوجئ أهل القرية البسطاء بهذا الجمع من أشخاص لم يكونوا يعرفوا حتى من قبل مكان قريتهم أو حتى بأنها موجودة على خارطة البلاد .... لكنهم كانوا دوما ما يتسائلون عن مكان منزل المهندس أمجد حسن قبل الذهاب للعزاء .... حتى الشيخ أبو إبراهيم أوفد أحد كبار أتباعه للعزاء .... فتلك الأيام حتى هم كانوا لا يزالوا يعرفون معنى كلمة الواجب
بنهاية أيام العزاء كان أمجد إكتسب لقبا أحبه .... أصبح إسمه إبن الكبير .... اى فى عرف أهل القرية أصبح أمجد لهم هو الكبير القادم بعد عمر طويل
خاتمة
وهكذا ينتهى فصل آخر من حياة الباشا .... فصل ذكر فيه سبب إكتسابه لقبه الثانى .... فصل ذكر فيه الباشا كيف كانت تدور الأمور فى تلك الأيام .... لم يذكر كل التفاصيل لكنه ذكر منها مايمكن له ذكره .... فالكثير مما مر به وعرفه فى تلك الأيام لا يمكن ذكره .... تفاصيل كثيرة عن عالم رجال الأعمال وعن عالم طيور الظلام .... ذكر بعضها فى هذا الفصل وترك الآخر لفطنة قراءه التى يثق بأنها قادرة على قراءة ما بين السطور .... فما بين سطور هذا الفصل أكثر بكثير مما كتب فى تلك السطور
وإلى لقاء أرجو أن يكون قريباً إذا كان فى العمر بقية ..... وإذا سمح الباشا
الجزء الثالث عشر والأخير
مقدمة :
وصلنا أصدقائى للفصل الأخير من تلك السلسلة عن حياة الباشا .... سلسلة عن أعوام قليلة لكنها كانت فاصلة فى مسيرة تحوله من أمجد إلى الباشا .... أعوام تعلم فيها كيف يدير عملا وسط غابة من الذئاب دون أن تفترس أى شاة من قطيعه .... دروس تعلمها من أبو سهام ..... ودرس حياته الأكبر تعلمه من أبيه .... سأفتقدكم أصدقائى وأفتقد تعليقاتكم الجميلة .... فكالعادة التأثير النفسى لتداعى الذكريات يستلزم منى بعض الوقت للتخلص من آثاره النفسية
أعتذر لكم أصدقائى عن عدم وجود مشاهد جنسية صريحة فى هذا الجزء خشية تكرار الكلمات .... فأنا أقدر الكلمات وتكرارها يجعلها فى نظرى إلى حد ما مبتذلة .... ولكن قد يعطي وجود المشهد الجنسى بالإشارة فى هذا الجزء فكرة عن كيف ستكون المشاهد الجنسية فى القصة المطبوعة
وأخيرا أحب أن أوضح لحضراتكم معنى كلمة التفكشى التى وردت فى هذا الجزء فإنى على يقين بأن الكثيرين منكم لا يعلمون معناها وهى فى الأصل كلمة غير عربية تطلق على فنى إصلاح الأسلحة
والآن لتتفضلوا معى لقراءة ما أملاه على الباشا وأرجوكم أن تقرأوا كل كلمة بإهتمام فى هذا الجزء فكل كلمة لها أهميتها أو كما قال عبد الرحمن الشرقاوى "الكلمة نور .... وبعض الكلمات قبور" وأرجو أن تكون كلماتى نوراً يضيئ ظلام سنوات من كفاح جيل ظلمه أبناء الجيل اللاحق .... وكالعادة أرجوكم
إقرأوا مابين السطور
..............................................................................................................
وأنتهت أيام العزاء الثلاثة .... وعادت القرية لحياتها الطبيعية .... وكان على إبن الكبير التعرف على القرية وأهلها .... فهو "كوِلد الكبير" كما ينطقونها لابد له من التعرف على تسلسل كل فرد من العائلة الضخمة .... فعلى حوائط مضيفة بيت جده مرسومة شجرة العائلة .... أو أصل البيت كما يقولون
بنهاية أيام العزاء الثلاثة كان على أمجد حضور جلسة هامة بمرافقة أبيه فى مضيفة الأسرة .... جلسة تقسيم ميراث الراحل .... وفى عرف قريتهم أو أسرتهم الكبيرة لا ترث البنات الأرض .... وكان الراحل قد وضع كل ثروته فى أراض إشتراها من نفس أفراد الأسرة .... ففى عرفهم لا تباع أراضيهم لغريب .... ولا ترث البنات الأرض حتى لا تؤول يوما لغريب .... والغريب عندهم هو من لا يحمل إسم العائلة
كان على شقيق الفقيد دفع ثمن أرض شقيقه لبنات أخيه .... لكن الرجل لا يملك من المال ما يستطيع دفعه ثمناً لتلك الأرض .... ولا يريد أن تؤول أرض أخيه لآخرحتى لو كان يحمل إسم الأسرة .... فهو كما قال "راكب الأرض" وهو من يزرعها ويعتمد رزقه ورزق أبنائه على نصيبه من إنتاجها .... كان على الكبير حل تلك المشكلة .... الكل سينفذ ما يقوله دون إعتراض .... لكن أبو أمجد لا يريد أن يتسبب تقسيم الميراث فى غضب أى من أفراد الأسرة المسؤل عنها فغضبهم أعمى
كان أمجد لا يجيد لهجة أهل قريته .... بالكاد فهم ما يدور حوله النقاش .... نظر لأبيه أولاً قبل أن يجد فى عينيه قبوله .... إستأذن من أبيه قبل أن يتحدث بصوته الهادئ المنخفض النبرات
فى جولته الأولى بين طرقات القرية رافق أبيه وعمدة القرية .... علم أمجد وقتها فقط أن هذا العمدة العجوز هو عم أبيه وأخو جده الصغير .... فهو الذى يلى أبيه فى المقام وينوب عنه فى غيابه .... رغم أنه أكبر سنا من أبيه إلا أنه يتعامل مع الكبير بكل إحترام .... فتلك هى أصول التعامل بالأسرة .... إقترب الثلاثة يرافقهم خفيران كالعادة يعلقان على أكتافهما البنادق الميرى .... بنادق إنجليزية طلقاتها كالقنبلة من حقبة الحرب العالمية الأولى لكنها لا تفقد كفائتها مهما مرعليها من أعوام .... البندقية الأيقونة التى لا تزال موجودة حتى الآن بين أيدى أبناء الصعيد .... البندقية لى أنفيلد أو كما يطلقون عليها فى قرانا بالصعيد البندقية "الميزر" تشابها بينها وبين قرينتها الألمانية التى تحمل ذلك الإسم
وصل الركب الصغير لأطراف الأرض الزراعية ..... أو كما يطلقون عليها فى قرية الباشا وما يحيطها من قرى "النخل" فثروة الرجل فى قريتهم تقدر بعدد النخيل الذى يمتلكه وليس بمساحة الأرض ..... فنخيلهم قوى ممتدة جذوره فى الأرض كما تمتد جذورهم كرجال .... نظر العمدة لأبو أمجد قبل أن يشير له الأب بعينيه ليتكلم
بعد أن إنتهى أمجد من إعادة تركيب البندقية ضمها لصدره بحب وطبع على مؤخرتها قبلة تعجب منها الأب والعمدة
...........................................................................................................
عاد أمجد للقاهرة بعد أيام قضاها فى الجنوب ..... أيام قليلة تعلم فيها درس جديداً وأكتسب لقبا جديداً .... عاد لحياته ولزوجاته وطاحونة حياته .... أصبح لأمجد فى شركة أبوسهام وضع خاص .... فالكل أصبح يحسب حسابه .... فليس هو الفتى الساذج الذى حسبوه .... أصبح الجميع يوقن أن له أنياب قد تكون أحد من أنياب صاحب شركتهم .... لكنها أنياب مختفية خلف وجه طيب وإبتسامة توزع على الجميع .... وللغرابة أصبح أمجد محبوبا بين موظفى الشركة بعد أن إنتشر خبر عودة مدير الحملة والمدير المالى خاليا الوفاض وأن هذا الشاب الصغير لعب بهما طوال فترة تواجدهما معه .... إجتمع أبو سهام مع نائبيه .... إبنته وزوجها
...............................................................................................................
فى لقائه الأول مع مسؤل تشغيله فى الجهاز الكبير بعد عودته من قريته كان على أمجد شكر الرجل لكل ما فعلوه له من تسهيلات خلال رحلته .... لكن كان هناك تساؤل ما يدور فى ذهنه وكان عليه طرحه على من يعتقد أنه يملك الإجابة
فى تلك الأشهر حدث تطور فى علاقة أمجد وزوجتيه .... أو بالأحرى فى علاقة الزوجتين .... لقد أصبحت سهام ضيفة شبه دائمة على بيت أمجد .... بصورة شبه يومية عندما يعود أمجد من مكتبه ظهرا يجد سهام مع منى فى جلسات ضاحكة تطول .... وعندما يكون فى الشركة مع سهام تتبعه بسيارتها حتى بيته وتظل موجودة حتى يذهب للمكتب مساءً ولا تنصرف إلا قبل موعد لقائهما فى بيتهما بملحق فيلا أبيها .... أصبحت سهام مشغولة بإبن أمجد القادم مثل إنشغال منى تماماً .... مشغولة بكل ما سيحتاجه الصغير القادم .... أصبحت ترافق منى وأم أمجد فى رحلات شراء ما يلزم للمولود بل أحيانا ما تذهب هى فى رحلات منفردة لشراء ما تراه مناسب للمولود القادم .... كان حبها لأمجد ولمنى حقيقيا وأنعكس هذا الحب على الوليد القادم .... كانت تجلس لأوقات طويلة تضع فمها بالقرب من بطن منى التى بدأت فى الإنتفاخ تحادث ذلك الجنين وتدير معه حوار وكأنه يجيب عليها .... ضحك أمجد طويلا فى أحدى المرات على ما يحدث
وأتى أخيرا يوم والولادة .... شعرت مُنى بأول آلامها عند الظهر .... كان أمجد لتوه عائداً من المكتب عندما أتتها أول آلام المخاض .... طلبت منه أول ما طلبت الإتصال بسهام .... لم تطلب منه الإتصال بأمه أو بأمها .... لم يدر أمجد أن سهام أصبحت لمنى هى الأقرب .... نفذ طلبها وطلب منها اللحاق به للمستشفى .... وصل للمستشفى وقبل دخول منى للغرفة كانت سهام بجوارها .... وصلت قبل الجميع .... أخبرتهم الطبيبة أن الوقت لا زال مبكراً .... فتلك الآلام التى تشعر بها منى هى فقط المقدمة .... كانت الرقيقة راقدة على الفراش ويقف على جانبيه أمجد وسهام .... يمسك أمجد بيدها اليمنى وتمسك سهام بيدها اليسرى .... لم يتحركا .... وكلما إنتابت منى إحدى نوبات الألم كانت صرخات سهام على الممرضات والأطباء تعلو .... كانت تجفف العرق الذى ينضح من جبين منى بنفسها .... كانت منى تنظر لها بحب حقيقى .... وبينما كان الشبان الثلاثة جذعون من آلام الرقيقة كانت أم منى وأم أمجد جالستان فى هدوء يبتسمان
أصرت سهام يومها أن تبيت هى كمرافقة لمنى .... لم يستطع أمجد الرفض ولكنه كعادته .... قضى ليلته أمام المستشفى منتظرا طلوع النهار .... فالآن بداخل المستشفى حبيبتيه .... ولن يتركهما إلا وهو أقرب ما يستطيع منهما
خرجت منى فى ظهر اليوم التالى وتوجه الجميع لشقة أمجد وأصرت سهام على أن تحمل هى الصغير أثناء صعودهم فى الأسانسير ولم تتركه إلا عندما أستقرت منى فى فراشها لتضعه بين يديها وتجلس بجوارها تداعب الصغير وتلبى طلبات منى النسائية .... لم تسمح لأى من الجدتين أن تساعد منى فى أى صغيرة أو كبيرة .... حتى فى دخولها للحمام .
مساء عندما حان وقت إنصراف سهام إجتمع أمجد معها ومع إلهام .... كان يريد أن يحتضنها فرحة بإبنه وفرحاً بما رآه منها .... هى تلك الجميلة التى يظهر معدنها الحقيقى فى أوقات اللزوم
...............................................................................................................
قبل موعد سفره التالى كان أمجد على موعد مع الشيخ أبو إبراهيم ..... موعد طلب فيه الشيخ مقابلة أمجد قبل سفره على غير المعتاد .... توقع أمجد أن يكون طلب اللقاء بأموال أخرى ستحول إليه .... لكنه فوجئ بطلب الشيخ
..............................................................................................................
فى طائرته لبرشلونة تصفح أمجد جرائد مصر .... وجد فيها خبرا عن نجاح الشرطة فى القبض على خلية إرهابية كانت تقيم بأحدى المناطق الجبلية بالجنوب .... كانت تخطط لمجموعة لإغتيالات .... حفلت صفحات الجرائد بنجاح فلان بتوجيهات من العميد فلان واللواء فلان بعد تعليمات من الوزير فلان وبعد تحريات أجراها فلان وفلان .... إبتسم أمجد .... فهاهو نجاح آخر ينسب له فى الجهاز الكبير .... نجاح يشعر به حتى لو لم يذكر فيه إسمه .... فهو فخور بأنه جندى الظل .
شهر أمضاه أمجد فى رحلات متواصلة .... تنقل فيه بين مطارات دول أربع .... دائما ما يقتله الحنين لوطنه .... ولزوجاته .... والآن لإبنه .... إنتقل بين ثلاث قارات فى شهر واحد .... من القاهرة لبرشلونة لأثينا قبل أن تحمله الطائرة فى رحلته للولايات المتحدة .... تلك المرة رافقته بريندا فى الطائرة فى رحلته من أثينا إلى واشنطن .... رحلة لإحدى عشرة ساعة أو تزيد .... ودعها لينتظر فى المطار لساعتين أخريين قبل أن يعود لطائرة أخرى لشركة أخرى فى رحلة لساعات أربعة حتى مطار كاران ..... مطار لاس فيجاس الذى يبعد عن قلب المدينة بكيلومترات قليلة .... حطت أخيرا الطائرة وأصطحب أمجد حقيبة أوراقه ومضى لسير الحقائب ليصطحب حقيبتيه ..... حقيبة بها هدايا منى وإبنه وتلك الصغيرة التى إستقر حبها فى قلبه ولم يزاحمها فيه إبنه .... فمثلما يشعر أن لكل من زوجتيه قلب خاص بها تحتله فهو يشعر بأن الصغيرة تحتل مكان فى أحد قلبيه وإبنه يحتل مكان فى القلب الآخر ..... وحقيبة أخرى بها ملابسه وهداياه لسهام .
خرج من بوابة المطار يبحث بعينيه عمن يفترض به إستقباله لتقع عينيه على فاتنة أمريكية ذات شعر أشقر ناعم وجسد رشيق مثالى التقسيم تحمل لافتة أنيقة كتب عليها إسمه .... أخفى نفسه قليلا وسط زحام الخارجين حتى يتأملها .... وبنظرة فاحصة عرف أن مهمة تلك الجميلة هى مراقبته .... فمن أرسلوها يعرفون ذوقه جيدا فى النساء ومن غير الطبيعى أن تكون من أرسلت لإستقباله تحمل نفس الذوق .... جسد متوسط فى كل شئ وسيقان رائعة .... لم يبتإس أمجد فهو تعود على ان يكون تحت المراقبة .... إما مراقبة أصدقاء أو أعداء .... توجه إليها أمجد وهو يدفع أمامه عربة حقائبه .... ومن نظرتها الأولى عرف أنها تعرف صورته .... فلقد توجهت بعينيها ناحيته بمجرد خروجه من الزحام .... حسناً فلتبدأ اللعبة .
إصطنع أمجد على وجهه نظرة بلا معنى وتوجه إليها يعرفها بنفسه .... إبتسمت إبتسامة مثيرة وهى تمد إليه يدها للسلام .... سلم عليها سريعا وتجاهل النظر إليها .... تحدثت إليه بالعربية بلكنة لبنانية حاولت إخفائها
وصل أمجد للفندق وإصطحبته مرافقته لإستلام مفاتيحه بل وصعدت معه لذلك الجناح الذى تم حجزه له
بعد نصف ساعة كان أمجد يجاورها فى تلك السيارة الفخمة فى طريقهما لموقع المشروع .... لم يلتفت أمجد ناحيتها ولو لمرة فى جلستها بجواره رغم أنها تعمدت كشف معظم ساقيها .... تشاغل فى النظر لمعالم تلك المدينة البغيضة عسى أن يجد فيها ما يلفت نظره .... لكنه لم يجد فيها إلا المحاولات المشوهة لتقليد حضارات أخرى .
عندما وصل أمجد لموقع المشروع وجده محاطا بسياج معدنى .... أرض كان يشغلها من قبل فندق تمت إزالته .... وقف أمجد فى وسط تلك المساحة الشاسعة محاولا مرة أخرى أن يجد فى نفسه الطراز الذى سوف يبدأ تصميمه على أساسه .... لم يجد فى نفسه أى شغف بأى شئ .... كره المكان كما كره المدينة .... وعندما عاد للسيارة كانت لوسى قد تعمدت كشف المزيد من ساقيها وصدرها .... لم ينظر لما كشفته لكنه نظر مرة أخرى فى عينيها تلك النظرة التى تربكها .... نظرة شعرت معها أنه يقرأ كل ما يدور بذهنها ما جعلها تجذب الجيبة القصيرة التى ترتديها تدارى بها بعض ما كشفته .
كانت لوسى تراقب أمجد بإحكام فلم تتركه للحظة .... كانت تراقب حركة عينيه فى المكان .... كانت تحاول معرفة ردود أفعاله .... تعجبت من هذا الوجه الذى توقعت إنبهار صاحبه بما يراه لكنه ظل جامدأً لا تلفت نظره مؤخرات مكشوفة ولا صدور شبه عارية .... أنهى أمجد جولته فى كازينو القمار وأخبر لوسى بأنه رأى كل مايريد
وأخيرا عاد أمجد للفندق وقد بدأ الظلام فى الحلول .... كانت علامات الإنهاك واضحة على وجه لوسى .... أنهكها بكل السير الذى ساره على ضفاف البحيرة .... لم يلتفت إليها لحظة حتى عندما تصنعت التعثر .... أمسك بكتفها يمنعها من الوقوع على الآرض .... أو الوقوع على صدره
بدل أمجد ملابسه وقرر النزول للسير قليلا فى الشوارع المحيطة بالفندق .... أخذ كارت من الإستقبال يحمل إسم الفندق وتليفوناته فى حالة إذا ما ضل الطريق .... خرج من الفندق يسير بجوار عربات الأجرة التى تراصت فى صف بجوار المدخل فى إنتظار الزبائن .... زبائن الليل الذين أقترب وقتهم ..... سار يبحث عن طريق يمشى به وسط الزحام .... وقبل نهاية صف السيارات وجد من يتحدث إليه بلهجة مصرية ..... أخيرا وجد ما ينهى ضجره
ضمها أمجد لصدره بقوة قبل أن يبدآ الرقص
كانت لوسى راقصة تانجو أبرع من منى .... لكنها لم تكن تقارن ببراعة سهام ولا تفاهمها مع أمجد فى الرقص .... لكنها كانت تمتلك من الجرأة ضعفى سهام فى طريقة ملامستها لجسد أمجد والإلتصاق به وأشعل النبيذ المعتق جسدها ..... فهى شربت أربعة كوؤس بينما أمجد لم يرتشف إلا رشفة واحدة من كأسه الثانية
حرص أمجد على إنهاكها فى الرقص .... حرص على أن يتحكم فيها تماما .... ويشعل جذوة إثارتها .... فالتانجو لمن يندمج فى رقصه قادر على إشعال الأجساد .... المستعدة للإشتعال
عادا للمائدة وقد تعرق جسديهما تماما حتى أن كتفى لوسى وصدرها باتا يلمعان من قطرات العرق .... كانت تلهث عندما جلست وهى تنظر لهذا الشاب الذى إستطاع إنهاكها وإشعارها بالتحكم فى كل حركات جسدها أثناء الرقص .... تأكدت بأنه ليس العربى الساذج الذى كانت تظنه عندما كلفوها بالمهمة .
إنتظر أمجد قليلا قبل أن ينادى للجرسون لدفع حسابه وحجز نفس الترابيزة لليلة القادمة وخرج مع لوسى التى وضعت ذراعها فى ذراعه فلم يمنعها وهبطا حتى مدخل الفندق حيث كان السائق ينتظرهما
وصلت السيارة وصعد أمجد ولوسى وهى لا تزال تتأبط ذراعه حتى وصلا لباب غرفتها
دخل أمجد لغرفته إستبدل ملابسه بعد أن أخذ حمامه .... ذهب لغرفة نومه وهو يعرف أنها مراقبة .... خرج للتراس وأندمج فى تمرين يوجا طويل وتجاهل رنين التليفون الذى إستمرحتى الواحدة حتى إقتربت الساعة من االخامسة .... إرتدى ملابس رياضية ووضع بعض الملابس فى حقيبة ظهر خفيفة وكتب بعض الأشياء فى ورقة صغيرة وهبط ليخرج من الفندق يبحث عن صديقه المصرى بعد أن سحب مبلغ من بنك الفندق على بطاقته البنكية .... بالفعل وجده فى مؤخرة صف التاكسى فسلم عليه بحرارة وجلس بجواره فى سيارته
تعجب أمجد من علامات الفرحة الشديدة التى ظهرت على وجه لوسى .... لم يدر أمجد سبب فرحتها .... فحسب علمه هى موظفة فى الشركة لا يعنيها ما يتم من تعاقدات لكنه أرجأ معرفة ما يريده لوقته .... فأمامه يومان كاملان يستخرج منها فيهما كل ما يريد معرفته .... فرصة لإختبار مهاراته وتجريب ما تعلمه فى الجهاز الكبير .
إفترقا عند باب غرفتها بعد أن شدت كثيرا على يد أمجد وحاولت إستبقاء يدها فى يده لكنه سحب يده سريعاً
تناول أمجد العشاء تلك المرة وهو يتعمد النظر الدائم فى عينى لوسى .... هربت من عينيه أولا قبل أن تستلم لتضع عينيها فى عينيه .... وبعد تناول العشاء إلتقط أمجد كفها بين كفيه .... ضغط بإبهامه منبت إبهامها برقة قبل أن يحركه على باطن كفها وهو ينظر فى عينيها .... إستسلمت لعينيه وبدأ تنفسها فى الإرتباك عندما ألصق ركبته بركبتها .... حين إنتهى العرض وأنصرف الراقصان كانت لوسى قد وضعت رأسها على كتف أمجد وأحتضنت ذراعه بعد أن قاربت زجاجة الشمبانيا على الإنتهاء.... تناول الزهرة التى كان قد أعطاها لها ورفع شعرها عن جانب وجهها وثبت فيه الزهرة .... إبتسمت فى دلال وأخذت كفه طبعت عليه قبلة .... وبدأت الموسيقى فى العزف .... تانجو Oblivion الهادئ الذى طلبه أمجد .... تانجو يتيح له التحكم فيها وإثارة شبقها ..... وقف أمجد ومد لها يده لترافقه لمنطقة الرقص الخالية
إنتهت الرقصة وتبعتها رقصة أخرى حتى شعرت لوسى بأن ساقيها لا تستطيعان حملها .... من الإجهاد .... ومن الإثارة .
عادا للمائدة وهى تلهث وبمجرد جلوسها مال أمجد على أذنها
توقف مارك أمام شاليه خشبى مصنوع من جذوع أشجار البلوط تحمله أعمدة من جذوع نفس الأشجار القوية ويرتفع عن الأرض بمسافة مترين وله سلالم من نفس الأخشاب .... إندفع أمجد وهو يمسك بيد لوسى التى تابعته حتى فتح باب الشاليه وأستدار لها ليحملها بين ذراعيه ويدخل ويغلق الباب خلفه .... كوخ بسيط لكنه جميل .... صالة بها أنتريه بسيط على جانبها الأيسر بار صغير وكرسيين مرتفعين وباب خشبى محكم يؤدى لتراس صغير وغرفة واحدة بها فراش متسع وحمام جميل .... وكله من جذوع الأشجار الطبيعية .... نظرت لوسى حولها ليقع بصرها على ترابيزة الرسم التى وضعت فى جانب الصالة وقد تكوم بجوارها أدوات الرسم والأوراق
لم يستغرق الأمر دقائق حتى كانا عاريين تماما حتى من ورقة التوت .... ودخلا فى موجة جنس عنيفة إستمرت لأكثر من ساعة .... أنهكها أمجد تماما ولم يترك الفرصة لجسدها كى يتحرر من قيد جسده .... إستمتعت وأطلقت لنفسها العنان للإستمتاع والإحتفال .... وكالعادة تركها أمجد بعد أن ذهبت فى نوم عميق وخرج للصالة حيث تناول بنطال خفيف إرتداه وأعد ترابيزة رسمه ووضع أمامها أحد كراسى البار الذى لن يجلس عليه .... لكنها العادة التى تعود عليها....وبدأ فى أولى خطوات التصميم .... ذلك التصميم الذى جعله فيما بعد أكثر المطلوبين فى العالم لتصميم الفنادق أو حتى لإعادة تصميمها عند تجديدها
فى الصباح إستيقظت لوسى لتجد نفسها وحيدة عارية فى الفراش .... نظرت خلال الباب المفتوح فوجدت أمجد واقفا معطيها ظهره ومنهمك فى الرسم وكأنه غائب عن العالم .... تسللت حتى وصلت للصالة فتعثرت بملابسها وملابس أمجد المبعثرة .... إلتقطت قميص أمجد وضمته لصدرها وملأت صدرها برائحته قبل أن ترتديه مفتوحا .... تسللت حتى وقفت خلف أمجد لتحتضن جسده العارى من أعلى وتضغط ثدييها بظهره .... إستدار أمجد وأخذها بين ذراعيه وجلس على الكرسى المرتفع وجذبها لتقف بين ساقيه .... قبلها قبلة طويلة إعتصر فيها ثدياها وفرك حلماتها فتأوهت فأدارها ليضم ظهرها لصدره العالى بينما إحدى يديه تتحسس صدرها والأخرى تتحسس بطنها .
بمجرد عودة أمجد للفندق الذى يقيم به طلب من مارك الحجز له على أول طائرة تغادر لاس فيجاس فى مساء اليوم التالى لواشنطن قبل إقلاع الطائرة المتجهة لمصر .... سلمه التذكرة وطلب منه أن تكون رحلته لواشنطن على أى شركة طيران غير أمريكية .... وأن رحلته من واشنطن تكون على متن أى خطوط عربية .... فهو لا يعرف من هم وراءه
بمجرد توقيع العقود إصطحب أمجد صديقته الجديدة إلى مطعم بعيد .... أخبرها بأنه سيغادر اليوم ... لمح الدموع تلمع فى عينيها
وأخيرا شعر أمجد بالراحة .... بمجرد مغادرة الأجواء الأمريكية شعر بأنه فى أمان وأنه غير مراقب .... حينما خرج أمجد من بوابة مطار القاهرة ملأ صدره بهواء القاهرة .... إنه يحبه ويحب رائحته .... رغم تلوثه يحبه .... رغم العادم الذى يملأه يحبه .... إنه الهواء الذى يشعر بالأمان حين يتنفسه حتى وإن كان مُراقب .... حتى لو كان الخطر يحيط به فهو واقف على أرضه .... يحميها وتحميه .... إنها بالنسبة له الأمان .
لم يكن أحد على علم بموعد وصول أمجد .... إتصل من المطار بالجميلة سهام وبأمه الروحية يخبرهم إنه عاد .... توجه لشقته .... فتح الباب بهدوء وملأ صدره بهواء بيته .... بيته الذى يحمل دائما رائحة مُنى وبات الآن يحمل رائحة إبنه معها .... لم تصدق منى نفسها حين رأته أمامها .... تركت أمها وأم أمجد لكى ترتمى بين ذراعيه .... لم تحاول حتى أن تمنعه عندما التقم شفتيها فى قبلة عميقة .... شعرت المرأتان بالإحراج لكنهما كانتا سعيدتين .... سعيدتين بتلك السعادة التى تظهر على وجهى فلذتى كبديهما .... كالعادة تعلقت الصغيرة بملابس أمجد .... رفعها وضمها لصدره .... إنها دائما ما تخطف قلبه بإبتسامتها التى لا تفارق وجهها طالما هى معه .... حمل إبنه على ذراعه الآخر .... ضخك كثيرا من التكشيرة التى رسمتها الصغيرة على وجهها .... فهى تشعر بالغيرة من هذا الصغير الذى يقاسمها أمجد ومنى .... فهى تشعر أنهما ملكها وحدها .
إستأذنت السيدتان وحملا الصغيرة رغم بكائها وذهبا .... داعب أمجد إبنه حتى راحت عينا الصغير فى النوم .... هو أيضا يحتاج للنوم .... ويعرف أنه لن ينام إلا إذا أمتلأ صدره برائحة الرقيقة منى بين ذراعيه
لكنه إستيقظ كالعادة على كابوسه البغيض
جندى يقتل زميله المصاب
ولحوم رجال منصهرة إختلطت بمعادن المركبات
...........................................................................................................
لم ينتظر أمجد طويلا .... ففى صباح اليوم التالى كان فى مكتب المسؤل عن تشغيله ليسجل تقريره عن الرحلة .... بعد إنتهاء التقرير يحين الوقت للإجابة عن تساؤلاته .... من هم وماذا كانوا يفعلون ؟
عاد أمجد لبيته .... لم يستطع الذهاب لمكتبه .... كان بحاجة لإتخاذ قرار .... إما النجاة بنفسه وبزوجاته وإبنه .... وإما الإستمرار .... فى طريقه دارت برأسه ذكريات حياته .... حيه القديم .... أصدقاء المدرسة .... حتى سميرة ولحظات المتعة الساذجة المسروقة .... أبيه وأمه وإخوته .... سطح منزلهم .... صراعات الجامعة .... كلها دارت بذهنه حتى وصل لبيته .... حمل الصغيرين .... داعبهما وراقب ضحكهما .... هل سيترك تلك الصغيرة التى خطفت قلبه .... هل سيهرب ليعود إبنه بعد سنين فلا يجد وطنا يؤيه .... إتخذ قراره ..... لن ينسحب ويترك خلفه نساء وصغار .... فكابوسه علمه نهاية من ينسحب ويعطى ظهره للشيطان الأكبر .... إما قاتل لزميله .... أو مقتول .... أو قطعة لحم بشرى منصهرة مختلطة بحديد مصهور .
سيقاتل كما تعلم .... سيبقى رجلا لا يترك سلاحه حتى الموت .... سيقاوم مخالب ذلك الشيطان وأصابعه التى تقبض على رقبة وطنه.... لن يترك وطنه فريسة .... فلطالما ولد الصغار فالأمل موجود
نهاية السلسلة الثانية
خاتمة
أنهى الباشا حديثه وأنخرط فى بكاء عميق .... دموعه التى لم يرها غيرى منذ سنين أخبرتنى بالصراع الذى وجد نفسه منخرطا فيه .... أصبح من أصحاب الملايين فى سن أصغر مما كان يتوقع .... ولم يكن يوما يتوقع أن يكون من ضمن أصحاب الملايين .... لكنه مطالب الآن بأن يقاتل فى معركة قد تكون أكبر من إمكانياته .... معركة بينه وبين الشيطان الأكبر الذى يحرك اللعبة من هناك .... من قارة محمية بمحيطين .... لقد ظُلم هذا الرجل كثيراً .... الكل يراه قوى لكنه بداخله فنان .... فنان مصاب بحب وطنه .... أيقنت أن مفتاح شخصية الباشا ليس النساء ولا الموسيقى كما ظن أستاذه .... مفتاح شخصيته الحقيقى هو الحب .... فالباشا أخيرا كشف عن إنه فقط إنسان .... لكنه إنسان لا يزال يحتفظ بداخله بحب الحب .
أدركت أخيرا سبب موافقته على نشر مذكراته .... أو ذكرياته .... فهو يريد تبرئة نفسه وتبرئة جيله بأنهم جيل أضاع الخيرات .... لكنهم فى الحقيقة كانوا فى حرب ... كل منهم يقاتل بطريقته كى يحافظ علي صاحبة تلك الخيرات .... بلده التى يعشقها .... وأرضه التى علمه أبوه أنه لابد له من السلاح .... كى يحميها وإن ضاعت فستضيع الأرض والأنفس والخيرات .
وأسمحوا لى أصدقائى قبل أن أترككم أن تسمتمعوا لتلك الأغنية عسى أن تشعروا بشعور الباشا حين أنهى هذا الجزء من حياته وقد ذكرتنى بها إحدى جميلات المنتدى .... صديقتى العزيزة أو كما تعودت أن أناديها صديقتى اللدودة @MadamVanDerSexXx
أغنية This Land Is Mine بصوت العظيم Indy Williams
حاولوا أن تشعروا بشعوره قد تجدون له العذر فى هفواته ..... أو نزواته
وهنا توقف الباشا عن الحكى وإلى اللقاء
إذا كان فى العمر بقية
وإذا سمح الباشا
مقدمة
وأخيرا عاد الباشا للحكى ... إنتظرته طويلا حتى يتكلم ...
بنهاية السلسلة الأولى من قصة بداياته كنت أشعر بمدى الألم النفسى الذى تسبب فيه تداعى ذكرياته وتذكره ما كان يدور حوله من أحداث وما تعرض له وما شاهد وطنه يتعرض له ... تداعت أحلامه فى إستكمال مسيرة أستاذه ... أخذت منه زوجة أحبها وفقد حبيبة تمناها وانهار بسبب فقدها ... ترك وطنه وسافر لوطن آخر لم يكن يعرف عن لغته أقل القليل .... واصل مغامراته وتحديه لقدره حتى أصبح إسمه معروفا فى مجاله ... لكن للأسف خارج وطنه ... كان إنتصاره الأول على القدر بنجاحه فى عمله ... وانتصاره الثانى إستعادة حبيبته التى فقدها بسبب طيشه وشهوانية أمها
أحداث كتيرة رواها لى الباشا منها ما ذكرته ومنها مالا يسمح المجال بذكره ... شخصيات ذكرت بالتلميح فأصحابها لا زال لهم من النفوذ كثير ... وشخصيات لم تذكر لكنها موجودة وكانت تحرك الأحداث
والآن إسمحوا لى قرائى بأن نعود لللإستماع إلى حكى الباشا ... وكعادتى معكم أرجوكم ألا تكتفوا بقراءة الكلمات .. ولكن
أرجوكم إقرأوا ما بين السطور
الجزء الأول
كانت الرقيقة مُنى جالسة محاطة بتلك النسوة المتشحات بالسواد وعيناها معلقتان بالباب تنتظر قدوم فارسها وحبيب عمرها . هى متاكدة من قدومه لينقذها من ذلك المصير الذى يعتقد كل من حولها أنه محتوم . لكن يقينها بأنه لن يخذلها جعلها لا تهتم بما يعتقدن ويعتقدون . فحبيبها لم يخذلها يوما ولم يخلف وعدا وعدها إياه .
سنوات مرت عليها لا تستطيع النوم إلا فى فراشه مرتدية بيجامته محتضنة وسادته فى غرفته الضيقة التى تحمل رائحته ورائحة ذكرياتها معه . إنها تشعر بمدى الجرح الغائر الذى صنعته بيدها عندما طلبت منه الإبتعاد لكنها لا تستطيع ألا تحبه . حتى عندما شعرت بأن حبيب عمرها قد ذهب إلى أخرى فإنها التمست له العذر . لقد عذبته وتعذبت بسبب أمها . لكنها بعد تلك السنوات تشعر بأنها مخطئة . فما حدث له بعدها وانهياره وهو فى قمة لحظات مجده هى السبب فيه . رأته بعينيها يغيب فى سيارة إلهام تجاوره صديقتها سهام فى إسبوع سيقضيه معهما بعيدا ولكن ....
سهام قد تزوجت واختفت مع زوجها الوسيم وترك هو وطنه لبلد بعيد بينما أصبحت إلهام صديقتها الوحيدة مع أمها الروحية " ام أمجد" . كانت تعرف أنه لم ينسها للحظة . دائما يتصل فى موعده الذى اعتاده . لم يكن يتحدث ولم تكن . فقط تستمع لصوت أنفاسه وهى تعلم أنه يطمئن لسماع صوت أنفاسها
لكنها عندما واجهت حقيقة أنها أصبحت جارية تباع فى سوق النخاسة لم تجد أمامها غير أن تستنجد به . فهو دائما فارسها ومنقذها ... إنه حبيبها وهى حبيبته
لم يغب عن ذهن الرقيقة منى ما دار بينها وبين أعمامها وأبيها . هؤلاء الأعمام الأجلاف الذين ظهرت عليهم أعراض التطرف الشكلى فجأة بمجرد تعرفهم بهذا النخاس تاجر الملابس الرخيصة . لم يغب عن ذهنها زيارة زوجات أعمامها المفاجئة وهن يخبرنها بأن هناك "عريس لقطة" قد تقدم لطلب يدها . لم تنس كيف تحولت مداهناتهن إلى هجوم إتهمنها فيه بأنها فقدت عذريتها مع خطيبها السابق ولذلك ترفض كل المتقدمين لها بعد أن فسخت خطبتها من سنوات. لم تنس خوض أعمامها فى شرفها بلا خجل ولا إحساس بأن ذلك الشرف الذى يخوضون فيه هو شرفهم قبل أن يكون شرفها وشرف أخيهم الأكبر . كل ما كان يهمهم وقتها أبواب المال التى ستنفتح بمشاركتهم لذلك النخاس المستتر خلف لحية محناة وجلباب قصير . كانت تدرى وكانوا يدرون بأن تلك الزيجة لا تعدوا كونها بيعها كجارية يستمتع بها لعام أو عامين على الأكثر قبل أن يطلقها بعد أن يقضى منها وطره ثم يملها . لم تنس نظرة الإنكسار التى لاحت فى وجه أبيها أمام هجوم من يُفترض بهم أنهم إخوته لكنهم تحولوا لوحوش نهمة باعوا إبنة أخيهم فى سوق الرقيق بحفنة من المال
دار فى ذهن الرقيقة مُنى كل ما جرى خلال أيام ثلاثة . دار فى ذهنها مكالمته التى أستنجدت به فيها وكيف منعها أعمامها وزوجاتهم بحصارهم الدائم لها من أن تمس التليفون مرة أخرى . إبتسمت الرقيقة منى عندما تذكرت تلك الزيارة الغير متوقعة من صديقتها القديمة صفاء وقد بدأت بطنها فى الإنتفاخ قليلا وكيف سعدت عندما علمت أن قصة الحب التى رعتها قد أثمرت *** فى أحشاء الصديقة . كادت وقتها تطير سعادة وصديقتها تخبرها بأن أمجد عائد لينقذها من ذلك المصير الذى بدا محتوماً
طالما أرسل لها فارسها تلك الرسالة فهو آت لا محالة . لا تذكر الرقيقة أن فارسها قد خذلها يوما منذ أن كانوا صغارا . دائما ما يكون فى موعده ينقذها ويحيطها بحمايته .
لم تكن تدرى ماذا سيفعل ولا كيف سينقذها لكنها متأكدة أنه سيفعل وسينقذها .
رغم مرور الوقت إلا أن القلق لم يتسرب لقلبها ولو للحظة . ظلت عيناها معلقة بالباب تنتظر قدومه . إنه قريب ! إنها تشعر بوجوده وتكاد تسمع أنفاسه
لم يخيب فارسها ظنها . فقبل موعد سوقها للذبح وجدته أمامها يحيطه أخوه واثنين من حراسها القدامى ومعهم آخر ضخم منتفخ العضلات متجهم الوجه فلم تتمالك نفسها وتجاهلت وجود أبيها وأعمامها ونخاسها وألقت بنفسها بين ذراعيه ليحتويها بتلك الضمة الحانية لتخفى وجهها فى صدره باكية ليتركها حتى تنهى بكائها ويرفع عن رأسها ذلك الغطاء الذى أُجبرت على وضعه لأجل خاطر من أشتراها ويتقدم ليضعه على كتفه وهو ينظر لوجهه تلك النظرة القاسية التى تعرفها عندما يغضب
توقعت الرقيقة أن ينشب عراك أو حتى شجار .... ولكن لم يحدث أى شئ مما توقعته ... فقط عندما حاول أحد أعمامها الإعتراض أوقفت نظرة قاسية من وجه ذلك الضخم الذى علمت فيما بعد أنه صديق لأمجد وقائده السابق بالوحدة التى كان يخدم فيها فترة تجنيده الكلمات فى حلق عمها
كل ماحدث من إعتراض كان من ذلك الجلف ذو الذقن المحناة وكان إعتراضه فقط على إسترداد ما دفعه كثمن للجارية الحسناء.... شعرت بالإهانة التى طعنت قلب أبيها من ردة فعله وإسراعه لإحضار تلك الرزم الثلاث من الأوراق المالية وإلقائها فى وجه ذلك النخاس الجلف .
لم تدر كيف سارت الأمور بتلك السلاسة وكيف عقد المأذون الذى حضر فى دقائق قرانها على حبيب عمرها ... شعرت بقلبها يكاد يشق صدرها حينما أعاد أمجد دبلتها وشبكتها لأصبعها ويدها ... لم يصل خيالها يوما لتصور أن يكون عقد قرانها على أمجد بتلك الصورة ولا بتلك الأحداث المتسارعة
لم تدر كيف واتتها الجرأة لتأخذ بيد حبيبها الذى أصبح رسميا زوجها وتتجه به نحو غرفتها وتغلق الباب خلفهما لتعرض عليه كل ذكرياتها التى إختزنتها لسنوات
إحتواها حبيبها بين ذراعيه فى حضن شعرت فيه أخيرا بأمان إفتقدته لسنوات ... إستمعت لدقات قلبه أخيرا .... دمعت عيناها الجميلتان وهى تفتح له تلك الكراسات التى حفظت بها الوردات الثلاث اللاتى أهداهن إياها فى فترة خطبتهما القصيرة
تحدثا طويلا .... لكن كعادتهما لم يفتح أحدهما فمه بكلمة ... لم يحسبا كم من الوقت مضى فى حديثهما الصامت ... كل ما كانا يشعران به هو شعور الأمان الذى إفتقداه كثيرا لسنوات
..........................................................................................
بينما يغيب الحبيبان فى غرفة منى يتعاتبان كان أبو أمجد وأمه يجالسان أبو منى وزوجته فى الصالون وجميعهم يشعر بشعورين قل أن يجتمعا سويا
فكلهم يشعر بالسعادة وكلهم يشعر بالإحراج ... فطريقة إتمام عقد القران لم يكن ليتخيلها أى منهم ولم تدر بذهن أحدهم ... فكل ما اتفق عليه أمجد مع أبو منى كان تجهيز الشقة خلال الشهور الثلاثة القادمة ولم يتم الإتفاق على أى أمر آخر خاص بمواعيد شراء ما يلزم لتلك الشقة وموعد الزفاف وما إلى ذلك ... إنتحى أبو أمجد بزوجته بعد أن أخذ أبو منى زوجته لخارج الغرفة ليحادث كل منهما زوجته على إنفراد
- ما تخشى تشوفى العيال يا أم أمجد ... شكلنا وحش ... عايزين نكمل إتفاق مع الراجل وميصحش يفضلوا لوحدهم كده
- وانا هاعمل إيه يا حسن ... واحد ومراته وقافلين عليهم الباب ... مينفعش أفتح عليهم الباب زى ما كنت باعمل قبل كده
- يا أم أمجد ده كتب كتاب بس ... مينفعش كده ... شكلنا هيبقى وحش قدام الراجل ... روحى إندهى ابنك خلينا نشوف ناوى على إيه ... يصبروا شوية التلات شهور دول ... مينفعش يدخلوا دلوقتى
- متخفش مش هيعملوا حاجة ... هتلاقيهم بس بيشتكوا بعض لبعض ... اللى شافوه السنين اللى فاتت مش شوية هما الإتنين ... محتاجين يحكوا لبعض حاجات كتير
- إسمعى الكلام بس وقومى خبطى عليهم ... الأيام قدامهم كتير وكفاية الإحراج اللى انا وابوها فيه دلوقتى
لم تكن الأم ترغب فى إيقاظ العاشقين لكنها أضطررت للإقتراب منهما وهزت كتف أمجد برفق ليفتح الحبيبين عيناهما فى نفس اللحظة وينتفضا جالسين
- ماما .... صدقينى محصلش حاجة ... كنا بنتكلم وعينى راحت فى النوم ... مرهق من السفر والمشوار
- يا بنى عادى ... مصدقاك ... وبعدين دى مراتك ... قوم أقعد مع ابوك وعمك عرفهم أنت ناوى على إيه و هتعمل إيه
- بس انا مش عارف لسة هاعمل إيه
- لأ لازم تعرف ... إتفق إنت ومنى شوفوا هتدخلوا هنا ولا هتستنوا شقتكم تخلص ولا هتسافروا ولا هتعملوا إيه
- لأ..... لأ يا ماما أنا مش ممكن ادخل هنا .... هستنى لما أمجد يخلص الشقة وندخل .... أو اسافر معاه .... أنا مش ممكن اعيش هنا فى الشقة دى
- يا بنتى زى ما تحبى .... إتفقوا مع بعض وشوفوا هتعملوا إيه
- مبدئيا أنا لازم اسافر فى أقرب وقت علشان مافيش معايا حاليا ولا مليم .... وكمان علشان ارتب إقامة منى وسفرها ... هابعت لكم كل الفلوس اللى باشتغل بيها تشطبوا الشقة وارجع ندخل هنا وآخد منى ونسافر
- مافيش معاك ولا مليم إزاى يابنى ؟ إنت دفترك فيه فلوس تكفى تشطيب الشقة والعفش كمان
- يا حضرة الناظرة أنا لما سافرت مكانش فيه فى الدفتر غير 100 جنيه ... شقة إيه وعفش إيه اللى ب100 جنيه
- إنت عبيط يابنى ؟ الفلوس اللى كنت بتبعتها كلها أبوك كان بيحولها مصرى وبنحطهالك فى دفترك ... هو إحنا كنا مستنيين فلوسك ... صحيح حمار على رأى ابوك
- بجد يا ماما ؟ بتتكلمى جد ؟ يعنى فيه فى الدفتر فلوس تكفى ؟
- آه يا حبيب ماما هتكفى وتفيض كمان
إنها إلهام ... الصديقة والأم الروحية ... الوحيدة فى العالم التى تعلم عن أمجد تلميذها وصديقها وإبنها الروحى كل شئ ... تعلم عنه مالا تعلمه أمه ولا حبيبته ... تعرف مشاكله الحالية وتتوقع الآتية
- ده صوت إلهام ؟ جت فى وقتها .... ماما من فضلك ساعدى منى تغير الشوال اللى لبساه ده وتلبس فستان من فساتينها وتحط مكياج وانا هاخرج للمجنونة اللى برة دى ... لو شافتها كده مش هنخلص من طولة لسانها .... بسرعة متتأخروش عليا ... ولا أقولك أستنى أساعدك
- إطلع برة يا سافل ... لسة مش دلوقتى .... لما تدخلوا تبقى تساعدها زى مانت عايز
- ماشى ... بس متتأخروش عليا
- وحشتنى يا بغل ... كنت فاكرة مش هشوف وشك تانى يا حمار
- يعنى أغيب عنك كل ده وارجع الاقى لسانك لسة زى ماهو ... منقصش حتة
- هينقص ليه يا حمار أنت ... دا انت ابنى اللى مخلفتوش ياض ... إخواتك قابلونى فى الشارع وحكولى على اللى عملته ... مجنون زى مانت
- بذمتك كان ينفع عقل مع البهايم اللى كانوا هنا دول ... دول مينفعش معاهم غير الجنان يام لسان طويل
- بس بصراحة ياض عجبتنى ... بس هتعمل إيه بعد كده معاهم ؟ تفتكر هيسيبوك فى حالك
- يعملوا اللى يعملوه ... مالهمش حاجة عندى ولا ليا مصلحة معاهم
- نبقى نتكلم بعدين ... بس إيه ياض اللى انت عامله فى مكتب فريدريك ده ؟ دا إنت بقيت نجم يا بغل والمكتب هناك مش ملاحق على المشاريع ... الريس كل ما يكلمنى بيحكيلى على شغلك
- الريس وحشنى أوى يا إلهام ... بافكر أسافر له
- لأ متفكرش ... هو هيقابلك هناك فى أسبانيا ... قاللى إنه رايح كمان إسبوعين وهيستنى أجازتك تخلص وتقابله .... عايزك فى موضوع ضرورى مقاليش عليه
- ياريت يا إلهام .... لو كده هاتصل بالمكتب يبعتولى التذكرة واسافر بعد أسبوعين
- وتسيب عروستك يا بغل
- مانا لازم اسافر اجهز إقامتها هناك ... إنتى عارفة الشغل بالنسبة لى هنا هيبقى مستحيل
- صحيح ... خصوصا بعد العملة اللى عملتها النهاردة ... بقيت عدوهم رسمى
- إيه ده يا أمجد ؟ إنتوا ناويين تعيشوا برة ؟
- أمال هنعمل إيه يا عمى ؟ شغلى هناك
- وهتحرمنى من بنتى الوحيدة يا أمجد ؟ إحنا متفقناش على كده .... وبعدين أكيد الشركة بينى وبين إخواتى مش هتنفع تانى ... بعد اللى حصل مش ممكن هآمن لهم على تجارتى ولا على مصالحى ... وهما أكيد مش هيكملوا معايا ... أنا كنت فاكر إن إنت اللى هتقف جنبى وتساعدنى إنت ومنى
- ولا يهمك ياعمى ... كل مشكلة وليها ألف حل ... ولو أمرتنى ماسافرش مش هاسافر ... مش ممكن هاحرمك من مُنى ومن وقوفها جنبك .... مصالحك هى مصالح منى .... ومُنى عندى أهم من مستقبلى نفسه
- طب ما تشتغل معايا ياض ... الشغل فى السينما حلو وبيجيب فلوس كتير ... بدال ما بتصمم على خرسانة وطوب هتصمم على خشب .... سيبك من موضوع بتصمم مبانى تعيش سنين وكده
- مش وقته يا إلهام دلوقتى ... أنا واثق إنها هتتحل ... طول ما مُنى جنبى عارف إن الرزق هيفتح لى بابه ... المهم أنا عايزك بكرة تقابلينا فى الشقة بتاعتى تشوفى مُنى عايزة إيه ويتعمل فى أسرع وقت ... كل اللى قدامنا 3 شهور زى ما وعدت عمى ... عايزك تستغلى كل موهبتك ومعارفك وتخليها الشقة اللى منى بتحلم بيها
- ماشى يا عم روميو متحملش هم الشقة خالص ... هارجعهالك أحسن من ما كانت
قطع حديثهم دخول الرقيقة مُنى تمسك بيد أم أمجد مرتدية ذلك الفستان الأسود ذو الزهور الوردية الذى يبرز جمالها ... ورغم أن منى فقدت الكثير من وزنها إلا أنها كانت متألقة الجمال بعد أن عاودتها إبتسامتها وضحكة عيناها الجميلتين
على الفور قامت إلهام لتتلقف العروس الجميلة بين يديها وهى تطلق زغرودة عالية تبعتها أم منى بأخرى أكثر صخبا والدموع تسيل من عينيها ... فهاهى أبنتها الجميلة قد أصبحت أخيرا عروساَ للشاب الذى أحبته وسيسعدها ... تشعر ريرى الآن أنها قد كفرت عن خطأها فى حق إبنتها وأقسمت ألا يكون أمجد بعدها إلا إبن ... كما كان يجب أن يكون منذ زمن طويل
أسرع أمجد لشقته ليعود حاملا جاكيت الفرو الذى اشتراه لحبيبته ويخرجه من غلافه ليضعه حول كتفى تلك الجميلة التى زادت جماله جمالا وينبهر الموجودين بسطوع جمال الرقيقة منى
- إيه ده يا أمجد ؟ ده أكيد غالى أوى
- مافيش حاجة تغلى عليكى ... لو كان معايا وانا راجع فلوس أكتر كنت اشتريتلك أحسن منه كمان
- إنت برضه مش ناوى تبطل الحركة دى ... كل ما تشتريلى حاجة تشتريها بكل اللى معاك
- مش مهم ... طالما رجعتيلى يبقى كل حاجة هترجعلى ... إيه رأيك يا عمى ؟
- حلو أوى يابنى ... ده فى مصر يساوى ثروة
- تصدق يا عمى إنت كده لقيت فكرة حلوة .... إيه رأيك تشتغل فى الحاجات الغالية بدال الحاجات الشعبية
- بس يا بنى الحاجات دى مش هتتباع عندنا ... اللى بيروح بورسعيد بيدور على حاجات بسعر معقول ... ده مش هيمشى هناك
- وليه بورسعيد؟ إيه رأيك نأجر محل هنا فى مكان راقى ... سيبنى كده أفكر وأقولك ونشوف رأيك إيه
- ماشى يا أمجد فكر وانا معاك
- إنتوا لسة صاحيين بترغوا ... يابنى ناموا شوية ريحوا جسمكم .... لسة هتروحوا الشقة ويومكم امبارح كان طويل
- لسة يا ماما .... مش عايز دقيقة واحدة تضيع بعيد عن منى ... هنفطر وبعدين ننام
- ماشى ... هى منى طالعة دلوقتى
- هنفطر فى البرجولة ... وحشتنى
- طيب يا حبيبى .... صحى أخواتك يطلعوا معاك ... محدش طلع البرجولة من سنين ... هتحتاج حد يساعدك فى تجهيزها
............................................................................................
فى اليوم التالى كانت المرة الأولى التى ترى فيها منى تلك الشقة التى أشتراها أمجد أول ما أشتراها لتكون مملكة تلك الأميرة الرقيقة ... بالطبع كانت الأتربة تغلف أرضيتها وحوائطها ونوافذها المحطمة وحتى تلك الحشية التى كانت يوما ما مرتبة لفراش أمجد وزوجته الجميلة سهام ... كل شئ مغطى بتراب الزمن الممزوج بظلم خفافيش الظلام الذين حولوها من عش زوجية جميل لبقعة خربة فى مبنى عامر بالسكان ... لم تصطحب مُنى أمها الحقيقية لكنها اكتفت بإصطحاب أمها الروحية وأبيها ... إستمعت إلهام لإقتراحات مُنى التى كانت تبديها بخجل واضح ... فهى تشعر فى قرارة نفسها أن تلك الشقة الخربة كانت من الممكن أن تصبح عش زوجيتها منذ زمن ... لكنها كانت سعيدة ... سعيدة بأن حلمها قد أوشك على التحقق
إنفردت إلهام بأمجد جانبا وهمست له بأنه يجب أن يوافيها بشقتها للحديث فى كل الأمور المعلقة ... فهناك زوجة أخرى وبالتأكيد فموعد الصدام قد اقترب ... وهناك ترتيبات يجب أن تجرى بخصوص عداواته مع طيور الظلام المتحكمة فى مصائر بلد يخطو بسرعة نحو الهاوية .
بمجرد عودة الجميع لشقة أمجد إنفرد أمجد بحبيبته الرقيقة فى غرفتهما ... بمجرد إغلاق الباب عليهما أحاطها بذراعيه وأندمجا فى قبلة عميقة ... قبلة إفتقداها لسنوات ... لم يبال أمجد تلك المرة بأن تعرف امه ما يفعله أو يخاف من أن يزال الروج من شفتى مُنى ... كانت القبلة عنيفة والأحتضان بتلك القوة التى تحمل حرمان سنوات من تلاصق القلبين وشعرت منى بإنتصاب زبر أمجد فرفعت جسدها كى تشعر بذلك الإنتصاب يضغط كسها فرفعها أمجد بين ذراعيه ولأول مرة تمتد يديه أسفل فستانها تتحسس جلدها وبمجرد وصول أصابعه لمؤخرتها إنفجر بركان حممها المكبوت منذ سنوات وألصقت شفتيها بشفتى أمجد بقوة لتمنع صوتها من الخروج ... فبداخلها لازالت تظن أن أم أمجد واقفة خلف الباب .
لم تكن الأم تستمع لما يجرى بين إبنها وزوجته فهى متأكدة مما يجرى بينهما وواثقة من أنهما يدخران لحظتهما للوقت المناسب لكنها أضطرت لطرق الباب لغرض آخر .... فهناك مكالمة واردة لأمجد من أسبانيا قد تكون تحمل أخبار سعيدة للزوجين ... ساعد أمجد زوجته الرقيقة لتجلس لطرف الفراش وتستند بظهرها مغمضة عيناها وبينما يخرج لتلقى المكالمة دخلت الأم لتحتضن الرقيقة منى التى غطى وجهها إحمرار الخجل وذروة الشبق التى وصلتها وتضع رأس الرقيقة على صدرها وتهمس فى أذنها
- مالك يا بت ... عاملة كدة ليه ؟
- مبسوطة يا ماما ... مش مصدقة إن أمجد رجعلى
- ماهو مكانش سابك يا هبلة ... إنتوا مسبتوش بعض يوم واحد ... قلوبكم هتفضل متعلقة ببعض حتى وانتوا بعيد عن بعض
- باحبه يا ماما ... باعشقه ... وحشتنى لمسة شفايفه وحضنه
- يا بت عيب كده متقوليش قدامى حضنه وشفايفه ... بطلى محن ... إتكلمتوا هتعملوا إيه ؟
- لأ ... مكانش عندنا وقت
- آه يا مايصة
- ونتكلم ليه فى اللى هو قرره قبل كده ... أنا معاه فى كل اللى يقول عليه .... مش ممكن اخلى حاجة تزعله تانى ... كفاية اللى حصل له بسببى قبل كده
- مش قولتلك يا ماما ... طالما القردة دى رجعتلى أبواب الرزق مش هلاحق عليها
- خير يا بنى ... أنا قولتلك قبل كده إنها وش السعد عليك
- تصميم إتطلب من المكتب إنى أنا اللى اعمله بالإسم ... مش مستنيين لما ارجع وهيبعتهولى أعمله وابعتهلهم .... هاستلم البيانات بكرة من مكتب إيبريا فى وسط البلد ... صاحب المكتب هيدينى نسبة من أتعاب التصميم لإنى فى أجازة ... يعنى مبلغ محترم يا ماما
- بصى بقى ... أنا هاخلص التصميم ده وكل فلوسه هتاخديها ... عايزك تشترى بيهم كل اللى نفسك فيه ... فصلى فساتين جديدة وإشترى جزم جديدة وشنط جديدة
- أنا مش محتاجة حاجة يا أمجد ... خلى الفلوس تنفع فى أى حاجة تانية
- الفلوس هتبقى معاكى ... هاعمل لماما توكيل علشان لما تحبوا تسحبوا فلوس من الدفتر وانا مسافر
- وتعملى توكيل أنا ليه يا أمجد؟ عندك مراتك إعمل لها التوكيل ... أنا مش هيبقى عندى وقت أتابع الشقة والعفش والحاجات دى
- خلاص يا ماما ... بكرة الصبح انزل انا ومنى اعملها التوكيل وبعدين نعدى على مكتب إيبريا فى وسط البلد آخد الورق من هناك
- ...............................................................................................
- هتعمل إيه يا عم روميو فى باقى مصايبك ؟
- قصدك مشاكلى مع الجماعة إياهم؟ أنا هاخد مراتى ونغور من هنا ... وهناك مش هيقدروا يجوا جنبى
- والبت الغلبانة التانية اللى معلقها بجوازتك الطين على دماغ أهلك
- سهام ؟ مش عارف لسة
- يعنى إيه مش عارف ؟ يعنى ناوى تطلقها ولا ناوى تنيل إيه على عين أمك
- مش هاطلق سهام غدر بعد كل اللى شافته بسببى يا إلهام ... مش هاطلقها غير لو هيا عايزة تطلق
- وانت فاكر إنها هتتمسك بيك يا عم شهريار بعد ما اتجوزت ؟
- هيا لما عرفتنى كانت عارفة إنى باحب منى وكانت موافقة على على علاقتنا
- بس هى متجوزتكش غير بعد ما سبت منى يا أمجد
- بس أنا بأحبها
- يعنى إيه بتحبها ؟ إنت أهبل ؟ بتحب سهام ولا بتحب منى ؟
- باحبهم الإتنين ... سهام وقفت جنبى فى أكبر لحظات ضعفى ... سهام لما عرفتها لقيتها مش البنت الدلوعة المغرورة اللى كنت فاكرها ... سهام فضلت معايا 4 سنين مشوفتش منها غير كل حب ... وقفت قدام أبوها وكل الدنيا علشانى ... تفتكرى بعد كده ممكن أفرط فيها بسهولة كده
- دى أنانية يا أمجد مش حب ... إنت عايز البنتين لإنك أنانى مش لإنك بتحبهم
- لأ يا إلهام متظلمنيش ... أنا قولتلك إنى هاطلق سهام لو دى رغبتها ... لكن لو لسة عايزانى مش ممكن أفرط فيها
- مش قادرة أفهمك يا أمجد بصراحة ومش مستوعبة اللى بتقوله ده ... على كل حال كلها كام يوم وابوها هيعرف إنك إتنيلت إتجوزت وأكيد هيقولها ... وأكيد هيا اللى هتطلب منك تبعد عنها
- لما أسمع منها الكلام ده بنفسى هابقى أعمل اللى هيا عايزاه .... أنا على كل الأحوال مش عارف دنيتى هتمشى إزاى .... أنا لازم ارجع أسبانيا أجدد الإقامة وارتب سكن أعيش فيه مع منى ... مش هينفع تعيش معايا فى الإستوديو اللى ساكن فيه دلوقتى هناك
- ماشى .... أنا كمان هاسافر معاك ... الريس طلب منى أقابله معاك لما ترجع ... بيقول عايزنا إحنا الإتنين فى حاجة مهمة
- إيه هى الحاجة المهمة اللى هيعوزنا فيها الريس إحنا الإتنين
- أكيد شغل يا ذكى ... على كل حال فكر فى موضوع شغلك معايا لو كنت هترجع مصر ... شغل الديكور هيعجبك صدقنى
- بمناسبة الديكور .... هتبدأى شغل فى شقتى إمتى ؟
- من بكرة يا بغل العمال هيكونوا فى الشقة ... هخلصهالك فى أقل من شهرين ... إتفقت مع مقاول هياخدها كلها مقاولة واحدة ... على ما يخلصوا تكسير أكون أنا خلصت لهم البلانات اللى هيشتغلوا عليها ... والعفش هانزل انا ومنى ننقيه أول ما أرجع من اسبانيا
- تمام كده
- حاول تسافر بسرعة قبل ما الجماعة يجهزولك مصيبة
- أنا فيه شغل فريدريك باعتهولى وهيحولى فلوسه ... هاخلصه وابعتهوله واسافر ... مش هاكمل الشهر هنا
- يبقى أحسن ... كنت سافرت عملت الشغل هناك أحسنلك ... وجودك هنا خطر عليك
- مينفعش ... لازم أشوف ابو منى هيعمل إيه قبل ما اسافر ... بافكر فى حاجة كده
- بتفكر فى إيه يا ناصح
- بافكر ابعت له بضاعة من هناك .... أنا اتفقت معاه يشوف محل فى أى مول من المولات الجديدة ينفع يبيع فيه حاجات محترمة ... هابعت له الحاجة من هناك وهو عنده إذن إستيراد من الأول
- هتبعت هدوم من أسبانيا ؟ ومين هيشتريها هنا ؟ أكيد هتبقى غالية
- طبعا هتبقى غالية ... وعلشان كده هتتباع ... الطبقة الجديدة اللى ظهرت بتحب تشترى الحاجات الغالية دى ... عصر الإنفتاح يا بنتى ... وبعدين برضه متنسيش إنك هتنفعينا
- هانفعك إزاى يا روح امك ؟
- إنتى مش بتشتغلى فى السينما ؟ يعنى كام ممثلة من اللى إتعرفتى عليهم يشتروا ويظهروا باللى إشتروه هتلاقى المحل مش ملاحق
- وانت بقى هتلاحق تبعت بضاعة تكفى لو المحل إشتغل
- يشتغل هو بس وهتشوفى
وقفت من خلفه تراقبه وهو يقرأ بيانات المشروع ولا إراديا وجدت نفسها تقف خلفه تحيطه بذراعيها وتضع رأسها على ظهره واضعة كفيها على قلبه
- هاروح أعملك شاى بالنعناع وآجى
- متتأخريش ... مش هابدأ غير لما ترجعى
بعد أن جاوزت الساعة منتصف الليل طرقت أم أمجد الباب عليهما
- مُنى ... لازم تنزلى دلوقتى علشان أبوكى ميتضايقش
- لسة مخلصناش يا ماما
- كملوا بكرة ... مش هيحصل حاجة
لكن السيد فريدريك لم يكن مصدقا لتلك السرعة التى انتهى بها التصميم وأبلغ أمجد أنه سيتصل بشركة الطيران لترسل مندوب ليتسلم منه التصميم ويسلمه مستحقاته عن هذا التصميم ... وبالعملة الأجنبية ... أشد ما تعجب له أمجد الكلمة التى أنهى بها فريدريك الحوار ... فقد أنهاه بكلمةadios mi companero بمعنى إلى اللقاء يا شريكى ... إعتبرها أمجد تعبير عن تقدير الرجل لمجهوده ليس أكثر
إنشغل أمجد مع أبو زوجته فى الأيام التالية بتصفية شراكته مع أعمام منى وإندهش أمجد من سرعة إنهاء الإتفاق وكأن الأخوة كانوا يعدون عدتهم من قبل لتصفية تلك الشراكة .... فالأوراق جاهزة والحسابات موجودة ولكن أختهم الصغرى فاطمة وزوجها رفضا الإنضمام إلى الأخوة وفضلا أن ينضما لأبو منى فى تجارته الجديدة ... فالأخت الصغرى كانت رافضة لكل ما يفعله إخوتها بأخوهم الأكبر وما كادوا أن يفعلوه بإبنة أخيهم
- متأكد يا أمجد إنك هتقدر تبعت حاجات تكفى المحل الجديد ؟
- بص يا عمى ... أنا فكرتى بسيطة جدا ... أنا هابعت لك حتة واحدة من كل موديل ... ونعمل زيها ... نقلدها بالظبط .... هى المسألة بس جودة فى الفينش ... مبيخترعوش الذرة هما فى أوروبا .... حضرتك هنشوف مكان نجيب فيه كام ماكينة خياطة وكام بنت شاطرين فى المهنة وحضرتك بس هتتابعهم ... تتأكد بس من إن الفينش كويس ... وبالنسبة للقماش حضرتك موجود فى بورسعيد كل أنواع القماش المستورد ... حتى لو مش موجود ممكن أبعتهولك من هناك.... صدقنى هنكسب كتير
- طيب والمكان .... مكان المحل اللى هنبيع فيه الحاجات الغالية دى هيكون فين
- أنا عرفت إن فيه فى المول الكبير على النيل أصحاب محلات عايزين يأجروا محلاتهم ... قبل ما أسافر هاكون لقيت محل مناسب نأجره ... أهم حاجة بقى إن الورق والفواتير والضرايب وكل الحاجات دى تكون سليمة علشان محدش يمسك علينا حاجة
- متقلقش يابنى ... أنا طول عمرى راجل مظبوط
- عزيز .... لو قولتلك وحشتنى هتصدقنى
- هاصدقك يا باشمهندس ... إنت كمان وحشتنى .. بس إنت عارف مكنتش أقدر احاول حتى أتصل بيك أو اقابلك
- عامل إيه يا راجل ... لسة شغال مع الجماعة زى مانت
- وهاشتغل إيه ... مافيش قدامى غيرهم
- أقعد أقعد إنت واحشنى ... ينسون يا معلم ثابت للأستاذ ... وهاتلى الشيشة بتاعتى ... أجيبلك شيشة يا عزيز
- لأ شيشة إيه ... إنت عايز تبوظ أخلاقى ... أنا جايلك فى موضوع مهم ومش هاقدر أستنى معاك كتير ... الجماعة عرفوا إنك رجعت وعينهم هتتحط عليك من بكرة ... خد بالك
- أنا مش مطول هنا ... كام يوم وهاسافر تانى ... خليهم يحطوا عينهم عليا زى ماهم عايزين
- بس المرة دى مختلفة ... خد بالك وخد مراتك وسافروا
- مش فاهم ... إنت عرفت إزاى إنى إتجوزت ؟
- الجماعة مستنيين تعمل فرح ... غالبا مش هتعدى على خير ... المرة دى هيبقى فيها ددمم يا أمجد
- يعنى هيعملوا إيه ؟ هيموتونى؟ مش هتعدى بالساهل وهم أكيد عارفين كده
- المرة دى هتبقى فرح بيبوظوه زى أى فرح ... ولو حصلك حاجة هتبقى مشاجرة والفاعل مجهول زى أى حفلة بيبوظوها
- يا نهار إسود ؟ هم وصلت معاهم للدرجة دى
- وأكتر ... أديك شوفت اللى عملوه فى فرج فودة ... إنت مش هتبقى أهم منه يا أمجد ... إسمع كلامى وخد مراتك وأهرب
- مش هينفع ... فيه إلتزامات كتير هنا فى مصر
- طيب خد بالك ... أو أجل الفرح بقدر المستطاع
- المشكلة إن فرحى لازم يتعمل هنا .... والمصيبة إن هيكون فيه ناس كتير من البلد جايين ... ودول مبيمشوش من غير سلاح ... يعنى هتبقى مجزرة وهيتعمل تار بينهم وبين عيلة كبيرة مبتسكتش على تارها
- باقولك إهرب يا أمجد ... ده الحل الوحيد
- مش عارف أقولك إيه يا عزيز ... كتر خيرك ... باقولك ... أنا باعمل مشروع صغير كده فى مصر ... ما تسيبك من الجماعة دول وتيجيى تشتغل معايا
- الجماعة دول اللى بيدخل وسطهم مبيطلعش يا أمجد ... أنا خلاص دخلت معاهم ومش هاطلع غير بالدم ... إسمع كلامى واهرب ... مبقاش فيه حاجة ممكن يخافوا منها ... أنا مش هينفع أستنى معاك أكتر من كده ... خد بالك من نفسك ... سلام يا أمجد
- سلام يا صاحبى ... خد بالك انت من نفسك
- بجد يا أمجد ؟ بتعتبرنى صاحبك ؟
- صحيح يا عزيز ... أنا باعتبرك صاحبى من ساعة ما كنت ماشى ورايا ... إلى اللقاء يا عزيز ... يمكن فى يوم نقدر نتقابل ونقعد مع بعض من غير خوف
- ماعتقدش يا أمجد اليوم ده هيجيى ... بلعوا البلد خلاص ... عن إذنك يا صاحبى
- مالك يا باشمهندس ؟ الجدع ده قالك إيه خلاك مهموم كده
- مافيش يا ثابت ... أنا رايح مشوار كده لغاية البنك أغير فلوس وارجع
- طيب وإيه يخليك تغير الفلوس فى البنك ... ما تغيرها برة وأهو تكسب قرشين زيادة
- إيه يا ثابت ... ليك فى العملة كمان ؟
- هو معاك كام ؟
- عشرتلاف ... معاك تغيرهملى وتوفر عليا المشوار؟
- لأ كتير عليا دول ... مبلغ كبير ... بس ممكن تروح للشيخ ممدوح ... ده هيديك بريزة زيادة عن البنك ... يعنى باكو بحاله زيادة فى المبلغ اللى معاك
- الشيخ ممدوح مين ؟ ماعرفش انا شيخ إسمه ممدوح ... وبعدين فى شيخ فى الدنيا اسمه ممدوح ... متركبش على بعضها
- معقولة مش فاكره؟ ده صاحبك اللى كان ساكن هنا ؟
- ممدوح ؟ البايظ ده بقى شيخ ؟
- لأ ده أتغير خالص ... سافر أمريكا قعد هناك 3 سنين ورجع حاجة تانية خالص ... ربى دقنه وإتعدل حاله وبيساعد كل الناس ... ده حتى بيدى دروس فى الزاوية اللى أبوه بناها كل يوم تلات بليل... الناس بتروحله مخصوص
- سافر أمريكا ورجع شيخ ؟ لا يا شيخ ؟ إنت بتهزر يا ثابت
- صدقنى مبهزرش ... روح غير عنده الفلوس وهتشوف بنفسك .... الحاج أبوه هو أكبر تاجر عملة فى البلد دلوقتى ... ده أبوه بقى عضو مجلس شعب وعنده حصانة
- أحا ... تاجر عملة وعضو مجلس شعب ؟ تركب إزاى دى
- الخير اللى ابوه بيعمله فى الناس بيخليهم ينتخبوه
- هو ممدوح ليه أخ إسمه إبراهيم؟
- لأ دى كنية .... إسم الشيخ أبو غبراهيم دلوقتى بيهز أجدع شنب فى البلد
- ههههههههه ... طب شنبى متهزش ليه لما قولت إسمه قدامى ... على كل حال شكرا يا ثابت ... أهو بكرة التلات ....هأجل تغيير الفلوس لغاية بكرة وأهو بالمرة أشوف الشيخ ممدوح .... أصله وحشنى العرص ... هاتلى بقى حجر حلو زيك كده وواحد شاى بالنعناع علشان فيه موضوع شاغلنى شوية
مساء اليوم التالى كان أمجد على باب الزاوية التى يلقى فيها الشيخ ممدوح درسه الإسبوعى ... كانت الزاوية الصغيرة شبه مزدحمة بمريدي الشيخ المزيف وكان ممدوح يجلس على كرسى مذهب فى صدارة المكان ... شق أمجد الزحام حتى وقع نظر ممدوح عليه ... ورغم إمتقاعة وجهه السريعة التى أخفاها سريعا عندما أشار له ممدوح على طرف مظروف يحمله إلا أنه تمالك نفسه سريعا حتى أنهى محاضرته بعد نصف ساعة ليقف أمجد ويتجه نحوه فيقف ممدوح ويتصنع السعادة ويحتضن أمجد فى ود مصطنع ويعرفه للجالسين على أنه صديق قديم حضر من السفر وأنه متشوق للإنفراد به لإستعادة الذكريات القديمة .
خرج ممدوح مصطحبا أمجد لمكتب صغير مجاور للزاوية وقد بدأ هدوء أمجد يثير أعصابه ... فكيف يجروء على المجئ وحيدا ليقابله وسط أنصاره ومحبيه ... لابد أنه يحمل فى جعبته شئ آخر سوى المظروف الذى يعلم جيدا ما فيه
- خير يا أمجد ... إيه فكرك بيا ... مش إحنا خلصنا الموضوع اللى بينا من زمان
- أعمل إيه ... كل ما أحب أغور من وشك ألاقيك قدامى
- إنت اللى جايلى يا أمجد مش انا اللى جايلك ... إنطق عايز إيه ... والظرف اللى معاك ده جاى تهددنى بيه ليه
- أنا جايلك فى مصلحة ... ليك و ليا .
- إتفضل قول
- مش هتجيبلى كوباية شاى حتى ؟ يا أخى عيب دا أنا سمعت إن أنت وابوك مغرقين الدنيا بكرمكم
- أنا مبشربش شاى يا أمجد ... ومافيش هنا شاى ... إخلص وقول اللى عندك علشان انا معنديش وقت
- لأ يا روح امك تفضيلى نفسك ... وتبعت أى حد يجيب كوباية شاى بالنعناع ... صدعت من هبد أمك اللى كنت بتهبده عالناس ده
- حاضر ... هابعت أجيبلك شاى بالزفت
- بص بقى يا ممدوح .... الصور اللى معايا دى أنا جاى أديهالك يمكن نسيتها ... أنت عارف إنى سايب مصر وقاعد فى أسبانيا ... وهناك بقى مقولكش على جمال إستوديوهات الطبع والتحميض ... تصدق النيجاتيف القديم اللى عدى عليه ست سنين طبعوا منه صور ... مقولكش على جودتها عاملة إزاى ... ده حتى النيجاتيف عملوا منه نسخة تانية
- يعنى عايز إيه من الآخر ... عرفت إنك طبعت صور تانى وعندك نيجاتيف تانى ... خير
- بص بقى .... الجماعة اللى انت بقيت منهم ناويين يأذونى .
- وانا مالى يا أمجد ... أنا لا عايز أأذيك ولا عايز أفتكرك حتى
- ماهى دى بقى المصلحة اللى عايزك فيها ... النيجاتيف الجديد والصور فى خزنة فى بنك فى أسبانيا ... لو حصلى حاجة الخزنة دى لازم تتفتح طبعا ... أنا شخصيا مش عارف انا شايل المفتاح فين ... لكن لو حاجة حصلتلى والمحامى جاب أمر بفتح الخزنة هيلاقوا الصور والنيجاتيف ... وانت عارف بقى .... هتبقى حكاية ويدوروا على صاحب الصور وتبقى متهم ... وانا هابقى ميت طبعا ومش هعرف ادافع عنك والجرايد هناك تنشر والناس هنا تاخد خبر وتبقى فضيحتك بجلاجل
- صدقنى يا أمجد أنا مليش دخل بأى حد عايز يأذيك ... شوف مين عايز يأذيك وإتفاهم معاه
- أنا شخصيا ماعرفش مين .... بس الجماعة بتوعك هم اللى هينفذوا ... من مصلحتك زى ما قولت إنى متأذيش علشان اعرف أحافظ على وعدى ليك .... ده حتى من مصلحتك إنك تحافظ على حياتى ... لو القدر كان ليه رأى تانى وخبطتنى عربية مثلا أو وقع على دماغى عمود نور إنت هتتأذى ... وانا ميرضنيش أذيتك
- الموضوع اللى بتقول عليه ده أكبر منى ... بس ممكن أسأل وأقولك تعمل إيه
- طالما أكبر منك يبقى تشوف حد أكبر منك أتكلم معاه ... بيقولوا الوالد عضو مجلس شعب وواصل ... أكيد هيعرف يحل الموضوع خلينى أقابله واتكلم معاه
- تقابله ؟؟؟؟ أوعى تقوله على موضوع الصور يا أمجد
- يعنى هو مش عارف ؟ على كل حال مش هأقوله ... خلينى أقابله على أساس إنى باشتغل برة ومعايا عملة عايز أغيرها ... أنا معايا عشرتلاف ... قوله إنى صاحبك من أيام الجامعة وابن حتتك وكده ... مصلحتك يا ممدوح إنى أفضل سليم من غير ولا خدش .... لا أنا ولا منى ولا أى حد أعرفه ... إنت عارف الشيطان شاطر
- منى ؟ إنتوا رجعتوا لبعض ؟ أنا آخر حاجة عرفتها إن خطوبتكم إتفسخت
- هو انت مش متابع ولا إيه ؟ معقولة متعرفش إننا كتبنا كتابنا من أكتر من عشر أيام ؟
- يا عم صدقنى أنا لا متابعك ولا عايز أسمع أى حاجة عنك ... أحلفلك بأيه بس علشان تصدق
- خلاص متحلفش ... هأقابل الحاج إمتى بقى ؟
- مش عارف ... هأسأله وأقولك
- لأ ... إخلص بسرعة أنا معنديش وقت ومسافر كمان كام يوم
- طيب إستنى مِنى تليفون النهاردة بليل عالساعة 12 كده أكون عرفت أتكلم معاه وأقولك ... إدينى رقم تليفونك
- هو هو رقم التليفون القديم يا ممدوح إنت نسيته ؟
- يا سيدى بأقولك أنا نِفسى أنسى وجودك فى الدنيا من أساسه ... وبعدين إنت عمرك ما إديتنى رقم تليفونك ولا عمرى كلمتك فى التليفون أصلا
- آه صحيح ... طيب خد رقمى أهو
- إتفضل يا باشمهندس .... شرفتنا ... ممدوح قاللى إنك صاحبه من زمان وإنك ليه عنده جميل عايز يردهولك ... إتفضل أقعد
- أهلا بيك يا حاج ... أنا هادخل فى الموضوع فورا لإن واضح إنك مشغول .
- إتفضل
- الحقيقة يا حاج فيه ناس تبعكم مش ناويين لى على خير ... معرفش ليه ... وطبعا أنا مش عايز أدخل فى مشاكل مع حد ... فياريت لو حضرتك تساعدنى فى الموضوع ده أكون شاكر ليك جدا
- هو أنت بقى اللى اتجوزت البنت اللى كان نور عايز يتجوزها ... حد يعمل كده يا راجل
- يا حاج أنا إتجوزت خطيبتى اللى كنت خاطبها قبل ما نور ده يعرفها ... يعنى هو اللى اتعدى عليا مش انا اللى اتعديت عليها
- فعلا يا شيخنا .... أمجد كان خاطب مُنى من زمان وموعودين لبعض من وهما لسة عيال ... وانا أشهد على كده
- بس إنتوا كنتوا سيبتوا بعض يا أمجد .... والحاج نور متعداش عليك لما راح خطبها
- خطبها غصب عنها ... ولو كانت موافقة عالخطوبة دى مكانتش سابته أول ما شافتنى ِرجعت من السفر
- بس برضه يا ابنى مكانش يصح الطريقة اللى عملتها دى ... تبوظ فرحة الراجل يوم دخلته
- وهو مستنى دخلة ولا خارجة ... ماهو كل كام شهر بيتجوز ويطلق ... مجتش على دى يعنى
- بس يا باشمهندس إنت عامل عداوة بينا وبينك من أيام ما كنت طالب ... الورق اللى قدامى بيقول كده
- أنا لا عملت عداوة ولا فبالى عداوة مع حد ... أنا بس دماغى غير دماغهم ومبحبش حد يركب دماغى ... أنا راجل صعيدى ودمى حامى ومبحبش حد يمشينى ... وبعدين فين العداوة دى ... أدينى جيتلك وباطلب منك خدمة ... لو فيه عداوة كنت هاجى لغاية عندك ؟
- طيب قولى المقاول الكبير كان عايز يعرف أخبارك ليه ؟ خدت منه مرة هو كمان
- يا حاج آخد منه إيه بس ... هو فين وانا فين ... كانت مشكلة بينه وبين الدكتور إبراهيم فى الشغل وخدنى فى رجليه
- مش مصدقك يا أمجد بس هامشيها بمزاجى ... إنت واضح إنك شاب جرئ وعجبانى جرأتك ... إيه رأيك تبقى معانا ومحدش هيقدر يبصلك تانى
- يا حاج أنا لسة قايلك دماغى غير دماغكم ... وبعدين أنا راجل باحب الفرفشة وباشرب خمرة وبتاع نسوان ... يعنى ينفع أشتغل معاكم وانا خمورجى ونسوانجى ؟
- وانطلق الحاج الكبير فى ضحكة مقهقهة تلك المرة حتى دمعت عيناه
- خمورجى ونسوانجى ؟ بس الورق اللى قدامى مبيقولش كده .
- ماهو مش كل حاجة مكتوبة عندك يا حاج ... حتى أسأل اللى كانوا ماشيين ورايا لما كنت باحب أزوغ منهم كنت بازوغ إزاى
- قصدك الواد عزيز اللى كنت بتهرب منه كل ما تحب وفى الآخر بقى صاحبك وبيقعد معاك عالقهوة
- ماله عزيز ... راجل محترم وعمل اللى عليه ... وحتى اللى كان بيمشى ورايا بعده كنت بالعب بيه وأفسحه زى مانا عايز وأزوغ منه وقت ما أحب ... فياريت متحملوش عزيز الذنب ومتأذوهوش .
- متخافش معملناش فيه حاجة ... إحنا قرصنا ودنه بس علشان يبقى ياخد باله من شغله
- مش مشكلتى عزيز دلوقتى ... راجلكم وانتوا حرين معاه ... أنا جاى اتكلم عن نفسى ... وبعدين فيه حاجة مهمة ... إنت عارف إن أهلى صعايدة والفرح اللى عايزين تبوظوه هيكونوا موجودين ودول مبيتحركوش من غير سلاح ... والمعازيم هيكون فيهم ظباط جيش كتير ... يعنى لو رجالتكم حاولوا يعملوا حاجة هتبقى مجزرة ... ولو واحد من ظباط الجيش دول أتخدش هتبقى مشكلتكم مع الجيش ومع الصعايدة ... ليه بقى ندخل بعض فى مشاكل ممكن نتجنبها .... طبعا ده مش تهديد ولا حاجة ... لكن بس شرح للمشكلة اللى ممكن كلنا نتورط فيها من غير داعى
- وانت عرفت منين إن فيه ناس هتبوظ فرحك؟
- يا حاج مافيش حاجة بتستخبى ... وانا برضه عندى دماغ بتفكر وباقدر اتوقع اللى هيحصل
- بس ده مش توقع ... ده كده حد قالك معلومة ... بس صدقنى دى أوهام ... هو فرحك ده إمتى ؟
- لسة محددتش المعاد بالظبط ... لما أحدده هابقى أعزم حضرتك بالتأكيد ... ده لو هتوافق طبعا ... بس طبعا ده هيبقى فرح مش زى أفراحكم ... يعنى هتبقى فيه رقاصة ومغنيين وكده
- هههههههه يعنى بالعربى هتعزمنى ومش عايزنى آجى .... مش بأقولك جرئ ودماغك حلوة .... طب خلاص يا سى أمجد ...إعتبر إن فرحك هيتم على خير وكمان تحت حمايتى ... ومحدش من ناحيتنا هيقرب ناحيتك .... مبسوط يا سيدى؟ نتكلم بقى فى الشغل
- شغل إيه حضرتك ؟ ما قولت لحضرتك إنى خمورجى ونسوانجى ومينفعش أشتغل معاكم
- يا ولا ... إنت هتعمل عبيط ... مش ٍإنت قلت لممدوح إن معاك عملة وعايز تغيرها
- آه يا حاج لا مؤاخذة نسيت ... معايا مبلغ صغير كده ... عشرتلاف ... قالوا لى إنكم بتكرموا معارفكم وبتغيروا أغلى من البنك
- ياسلام ... عنينا ليك يا هندسة...بس عشرتلاف مبلغ مش قليل ...جبته منين؟
- يا حاج مش باشتغل فى أوروبا وكده ..أكيد انت عارف
- طيب قولى بتكسب حلو هناك
- مستورة يا حاج وباكسب كويس
- طيب أنا باغير بعشرة قروش أكتر من البنك وعلشان خاطرك هاديك خمستاشر إيه رأيك مبسوط
- كتر خيرك يا حاج ... بس الكرم ده ليه سبب أكيد
- هأقولك عالسبب هات فلوسك الأول أغيرهالك
- إيه دول يا حاج ؟
- دول تعتبرهم نقوطك طالما مش عايزنى أحضر فرحك ... من الآخر كده إنت هتشتغل معانا ... واعتبرها خدمة قصاد خدمة
- مانا قولتلك يا حاج منفعش أشتغل معاكم
- باقولك إيه ... إنت فاكر كل اللى معانا زينا كده بيلبسوا جلالايب وبيربوا دقنهم ... كل الكبار اللى فى البلد بيشتغلوا معانا ولينا مصالح مع بعض وكلهم يا إما خمورجى يا إما ميلفات يا إما الإتنين... إنت هتعملنا خدمة وهتستفيد منها
- أسمع الأول أشوف هانفع ولا لأ
- هتنفع ومش هتعمل حاجة ضد القانون ولا حد هيقدر يفتح بوقه معاك ... إنت هتاخد ال 500 دول تفتح بيهم حساب فى فرع البنك الأجنبى اللى فاتح جديد فى وسط البلد ... هتعمل الحساب بالباسبور بتاعك مش بالبطاقة ... البنك ده ليه فروع فى أسبانيا هتعمل حساب تانى هناك بنفس الباسبور ... تحويل الفلوس بين الحسابين هتبقى عمولته شبه معدومة
- طيب وحضرتك بقى هتحتاج الحسابين دول فى إيه
- حاجة بسيطة خالص ... الناس اللى شغالة فى أوروبا هتحول فلوسها اللى بالعملة الأجنبية على حسابك هناك وأهاليهم هيستلموها هنا بالجنيه وانت تحول الفلوس دى على حسابك اللى هنا ... وأحيانا هنطلب منك تحول فلوس من حسابك اللى هناك لحسابات تانية فى أوروبا أو أمريكا
- طيب وهاعمل إيه بفلوس الناس اللى هتتحول على حسابى اللى هنا ؟
- هتحولها هنا لحسابات تانية تبعنا ... وهتاخد عمولة كويسة
- وانتوا هتعرفوا منين إتحول لحسابى كام ؟ مش يمكن أغالطكم فى الحساب ولا حاجة
- هههههههه لأ متخافش إحنا واثقين فيك ... وبعدين كل واحد بيحول لحسابك فلوس هيبعتلنا صورة للتحويل أو الإيداع فى حسابك لو هو فى أسبانيا
- هيبعتهالكم إزاى ؟ دى البوسطة تاخد لها إسبوعين على ما الجواب بيوصل من أسبانيا لهنا ... يعنى يحول فلوسه على هنا أسرع
- بالفاكس يا أمجد ... هيبعتلنا صورة التحويل عالفاكس ... إيه مسمعتش عنه
- سمعت عنه لكن ماعرفش إنه وصل مصر ولا إنه بيشتغل على الخطوط اللى هنا
- لأ يا سيدى وصل وبيشتغل
- بس ده مافيهوش حاجة غلط يا حاج ؟
- متخافش ... مفيهاش أى حاجة غلط ... وطبعا مش هنشترى بيها سلاح ولا حاجة من الأفكار الغلط اللى انت واخدها عننا دى ... ده حتى ساعات الحكومة بتلجأ لنا وتاخد مننا الفلوس الأجنبى دى تمشى بيها حال البلد ... يعنى انت بتخدم البلد بالطريقة دى ..... بكرة أول ما تروح البنك تسأل عالأستاذ **** هو هيخلصلك كل حاجة ... أنا هاكون مديه خبر
- ماشى يا حاج .... كده إتفقنا على كل حاجة .... حضرتك هتمنع عنى الأذى وأنا هأساعدك فى الشغلانة البسيطة دى وكلنا هنستفيد ... أستأذن أنا بقى أخدت من وقتك كتير
- مع السلامة يا أمجد
- وبالنسبة للناس اللى ماشية ورايا مافيش داعى يتعبوا نفسهم زى ما أتفقنا لأنى وقت ما أحب أزوغ منهم هزوغ
- من دلوقتى محدش هيمشى وراك ... أنا أديتك كلمتى خلاص ... متقلقش
بمجرد خروج أمجد من مكتب الشيطان عرف أنه متبوعا ... وقبل أن يصل لسيارة والده القديمة قرر إرسال رسالة صغيرة سيفهمونها بالتأكيد ... فالحاج الكبير هو أكثر من قابلهم منهم ذكاء وسيفهم تلك الرسالة بالتأكيد .
كان المراقب تلك المرة أكثر براعة وتدريبا فى المراقبة ... لكن حواس أمجد التى أكتسبها فى فترة تجنيده لا زالت كما هى مرهفة ... وكما إعتاد الإختفاء فى اللا مكان إختفى فى الزحام وظل يراقب مراقبه لدقائق وهو يتلفت باحثا عنه ليظهر بجواره راسما على وجهه إبتسامة صفراء
- أنا مروح ... تحب أوصلك معايا يا شيخ ؟
- لا شكرا ... معايا عربية
- طيب وفر البنزين بقى ومتجيش ورايا ... أنا مش رايح حتة غير البيت .... ومتنساش تسلملى على الشيخ أبو إبراهيم
- ..................................................................
- إيه يا حضرة الناظرة .... نزرع لكم شجرة لمون فى الصالة تقعدوا تحتها ... أنا باغير على مراتى على فكرة
- بس يا حمار إنت ... خد مراتك أهى ماخدتش منها حتة
- طيب عادى يعنى ممكن نبوس ونحضن قدامك طالما هيا مراتى
- هاقوم أضربك بالشبشب يا سافل ... خد مراتك وشوف عايز تقولها إيه وأخلص ... ومن غير قلة أدب .... أبوك جوة
- طيب هاخش اسلم عليه ... إسبقينى يا مُنى على أوضتنا
إستسلمت منى للمساته وقد إرتفع تنفسها فهى المرة الأولى فى حياتها التى تصل أصابعه لتلك النقطة ولأول مرة فى حياتها تلمس أصابعه فتحة شرجها البكر. بل هى المرة الأولى منذ أن وعت على الدنيا التى تصل أصابع غير أصابعها لذلك المكان ولم تكن تتوقع أن اللمسة لذلك المكان من الممكن أن تثير بداخلها ذلك الشعور الذى أجتاح جسدها وذلك الخدر الذى شعرت به فى ساقيها فرفعت ساقيها لتلفهما حول خصر حبيبها وزوجها ولم يعد يفصل بين كسها وبين جسده إلا هذا الكيلوت الصغير ولم يتمالك أمجد نفسه وأنحنى بجسده ليضعها على طرف الفراش ويضغط بزبره على كسها البكرمن فوق ذلك الحاجز الرقيق بينهما فلم تتمالك نفسها وندت عنها آهة شبقة وهى تقذف بمائها فسارع أمجد بوضع شفتيه على فمها ليمنعها من التمادى فى صوتها لكنه فشل .
كانت أم أمجد جالسة فى مجلسها عندما سمعت تلك الآهة فأسرعت لباب الغرفة وطرقته فهى لا تعلم مدى ما وصل إليه الحبيبان وتخشى أن يتعجلا ما لم يحن وقته
- أمجد لِم نفسك أبوك جوة
- حاضر يا ماما ... متخافيش محصلش حاجة ... منى درج المكتب قفل على صباعها
- صباعها يا ممحون ... تعالى يا بت يا منى عايزين نعمل صينية كنافة
- كنافة إيه دلوقتى يا ماما .... لسة بدرى على رمضان ....عشر دقايق وهتخرجلك
- عاجبك كده ... أهى سمعت وهتسمعَنى كلمتين دلوقت
- مانتى اللى صوتك عالى ... وبعدين إنتى مراتى يعنى من حقنا ... المهم ... خدى الفلوس دى ... عايزك تشترى بيها فساتين جديدة ... وإلهام وهيا نازلة هابعت لك معاها فساتين تانية ... تخلى أبوكى يقلدها وتاخديهم إنتى
- كل الفلوس دى أشترى بيها فساتين ... غير اللى هتبعتهم مع إلهام .... إنت مجنون يا أمجد ؟ إنت مش مليونير يا حبيبى علشان تشتريلى بكل الفلوس دى هدوم
- لو معايا قدهم عشر مرات كمان مش خسارة فيكى ... لازم تبقى أشيك بنت فى البلد كلها
- لأ يا أمجد بلاش جنان ... لما أحتاج حاجة هابقى آخد منهم ... أنا هافصل فساتين عند الخياطة اللى فى وسط البلد زى ما كنت ... وانت عودتنى إن هدومى تبقى متفصلة ليا مخصوص ... لو الموديلات اللى هناك عجبتك هبقى أفصل زيهم
- خلاص ... حطى الفلوس فى الدرج ووقت ما تعوزى تاخدى منها حاجة أهى موجودة عندك .... ومعاكى كمان التوكيل لو إحتاجتى فلوس إسحبى من الدفتر
- خلاص .... سيبنى بقى ماما واقفة ورا الباب
- طب هاتى بوسة قبل ما تخرجى
- توء .... أمك برة
- يلا يا مُنى ... مش وقته
- يا بت بلاش مياصة ... أهدوا شوية ... يوم صباحيتكم لازم أبوكى وأمك يشوفوا المنديل عليه ددمم... مش عايزين فضايح ... إسبقينى عالمطبخ يا مايصة
- يا ماما ماهو قالك الدرج قفل على صباعى
- الدرج برضه اللى قفل على صباعك يا ممحونة ... إجرى يا بت عالمطبخ
- مستريحة كده يا حضرة الناظرة ... الواحد مش عارف يقعد مع مراته شوية
- لما تبقوا تروحوا بيتكم يا ممحون ... مينفعش كده ... إتعدل وهدى نفسك وإلا أقسم إن مافيش قفل باب عليكم تانى لغاية ما تتنيلوا تدخلوا
- يا ماما قلت لك الدرج قفل على صباعها
- لا يا شيخ ؟ هبلة انا مش هاعرف صوت الدرج من صوت مياصتكم
- نفسى أعرف الردار اللى مركباه فى ودانك جيباه منين
عندما أنتهى ذلك اليوم وتركت منى حبيبها لتعود لشقتها لم يستطع أمجد التوقف عن التفكير فيما دار بينه وبين ذلك الشيخ .... فبداخله هو يعلم أن ما اتفق عليه معه مخالف لكل ما تربى عليه وبأن تلك الأموال التى سيساعدهم فى دخولها لمصر لن تستخدم فى خير ... لم يكن هناك من يستطيع أن يبوح له بالسر أو يأخذ رأيه ... لم يكن يستطيع إبلاغ السلطات فحتى الآن لم يحدث ما يبلغ عنه ... كانت الأفكار تطن فى رأسه لكنه كعادته قرر المضى فى المغامرة بعد أن إستقر أخيرا على قرار ما ... فلتكن وجهته للجهة الوحيدة التى يثق بها ... وهناك سيعرف ما يجب عليه أن يفعله فى ذلك الإختبار الذى وضعه فيه القدر
فى الصباح التالى كان أمجد فى طريقه لفرع البنك و كالعادة عرف أنه مراقب وترك الفرصة لمراقبه كى يتبعه حتى فرع البنك حتى أنه دخل وراءه البنك بعد أن تم تحذيره من مهارة أمجد فى الإفلات من المراقبة وبعد خروجه من البنك تعمد أن يرهق مراقبه بالمشى لأطول فترة ممكنة قبل أن يختفى من أمامه ويراقبه وهو يتلفت حوله بحثا عن طريدته وسط زحام وسط القاهرة ويتجه بعدها مباشرة للمكان الذى قد يجد فيه إجابة عن تساؤلاته ... ذلك المبنى الكبير الذى سبق له دخوله قبل نهاية خدمته العسكرية ليطلب مقابلة نفس الضابط الذى قابله فى المرة الأخيرة .
تلك المرة لم يحيى أمجد الضابط التحية العسكرية فهو الآن مدنى لا يحق له آدائها لكنه مد له يد محييا إياه وشد على يد بشوق حنينه لرائحة البارود المختلطة برائحة التراب الممزوج بالعرق
- إزيك يا أمجد ... عامل إيه يا باشمهندس
- إزى حضرتك يا فندم ... كويس إنك لسة فاكرنى
- طبعا لسة فاكرك ... خير فيه حاجة تانى حصلت بخصوص موضوعك القديم ؟
- لأ حضرتك ... موضوع جديد
- موضوع إيه يا أمجد ؟ إحكيلى
- للأسف يا أمجد الموضوع ده مينفعش نتدخل فيه ... أى حاجة برة الجيش ممنوع نتدخل فيها
- ماهى الفلوس دى حضرتك مش هيدخلوها مصر يعملوا بيها أعمال خيرية مثلا ... أكيد هيعملوا بيها مصيبة .
- مانا عارف ... لكن الموضوع خارج تخصصنا ... إستنانى خمس دقايق هاعمل تليفون وأجيلك
- بص يا أمجد ... أنا اتصلت لك بالناس فى الجهاز الكبير ... إهتموا بالموضوع وطلبوا إنك تروحلهم دلوقتى ... فيه عربية هتاخدك دلوقتى توديك هناك وتحكيلهم كل اللى حكيتهولى
- بص يا باشمهندس .... اللى هتعمله مفيهوش مخالفة للقانون الحالى ... هو مجرد تحايل عالقانون
- ماهو زى ما كنت باقول لحضرة الظابط هناك الفلوس دى مش هيعملوا بيها أعمال خيرية ... أكيد هيعملوا بيها مصيبة
- بالظبط كده ... وعلشان كده إحنا طلبنا إنك تجيلنا هنا ... طبعا طالما جيت لغاية عندنا يبقى عندك إستعداد تتعاون معانا
- طبعا ... أنا تحت أمركم
- إنت هتعمل كل اللى قالولك عليه بالظبط ... مش مهم مين هيحولك فلوس هناك لإنهم غالبا ناس بتشتغل فى أوروبا وعايزة تزود قرشين تلاتة يبعتوهم لأهلهم هنا ...إلا لو إتحول لحسابك مبلغ كبير طبعا يبقى ده عليه علامة إستفهام
- تمام ... والمطلوب منى إيه ؟
- المطلوب منك بقى الناس اللى انت هتحولها الفلوس دى هنا .... والأهم منهم لو طلبوا تحول فلوس لحسابات تانية فى أوروبا أو أمريكا... أرقام حساباتهم والمبالغ اللى حولتها ليهم وأسماءهم لو عرفتها وتواريخ التحويل ... وكذلك أرقام الحسابات اللى بتحول مبالغ كبيرة
- تمام ... وهابلغكم إزاى ؟
- إنت طبيعى فى أسبانيا إنك بتروح السفارة تسجل نفسك هناك ... لما تروح السفارة المرة الجاية تطلب تقابل مسؤل الأمن فى السفارة ... هاقولك إسمه ... هو هيكون عنده خبر وهيقابلك ... إنت مسافر إمتى
- كمان إسبوعين
- قبل ما تسافر بيومين إتصل بيا ... هاديك رقم تليفونى هنا ... لو ملقتنيش سيبلى خبر إنك مسافر يوم كذا وانا هاتصل بيك قبل ما تسافر
- شكرا يا فندم ... استأذن أنا بقى علشان زمان الجماعة اللى بيراقبونى قلقانين عليا ... أنا كده مختفى عنهم من وقت طويل
- ههههههههههه ... خايف على قلق اللى بيراقبوك ... قلبك كبير
- لا كبير ولا صغير ... أنا بس مش عايزهم يغيروا الرجالة اللى بتراقبنى ... إتعودت عليهم خلاص
- ماشى يا أمجد ... مع السلامة وخد بالك من نفسك ... ومتزعلش لإننا إحنا كمان هنراقبك ... ونراقب اللى بيراقبوك
- لأ مش هازعل ... تقريبا كده بقيت باقلق لما اكون فى مصر ومش متراقب
- ههههههههه ... باين عليك مشكلة يا أمجد ... خد بالك من نفسك ... إحنا ما صدقنا نلاقى حد يدخلنا وسطهم ... هابعت معاك عربية توصلك لغاية البيت
- لأ عربية إيه .... هما عادة لما باهرب منهم بيستنونى عند البيت ... مينفعش يلاقونى نازل من عربية ميعرفوش بتاعت مين
- متخافش ... اللى هيوصلك عربية تاكسى ... ومتنساش تحاسبه قبل ماتنزل
- هههههه تمام حضرتك ... هاحاسبه واديله بقشيش كمان
- وحشتينى يا حبيبتى ... عايزك فى حاجة مهمة ... إطلعيلى
- لا يا خويا ... أطلعلك وامك ترجع من المدرسة تلاقينى معاك لوحدنا فى الشقة ... كفاية الكلام اللى سمعته منها إمبارح
- يا بت إنتى مراتى ... تسمعك كلمتين إيه بس ... طيب اطلعى شوية وانزلى قبل ما تيجى
- أمك قالت لما نبقى نروح بيتنا ... وانت عارف امك بتعرف كل حاجة لوحدها
- يووووووه بقى ... طب إنتى وحشانى دلوقتى ... أعمل إيه ... أنزلك انا
- لأ يا أمجد متنزلش لو سمحت
- طيب إطلعى نقعد فى البرجولة .... أهى إتصلحت ورجعت أحسن من الأول ... حتى نسقى الزرع اللى جبته حواليها سوا
- خلاص ... هاغير وأقابلك فوق ... عشر دقايق واكون عندك يا حبيبى
- آآآآآآآآآه ... قوليها تانى كده
- يا ح ب ي ب ى
- هما غلطوا ولا إيه ؟ تذكرة فرست كلاس؟ لا يخصموا منى فرق التذكرة لما أروحلهم
- ياض إنت مسافر مع إلهام شخصيا ... وانا مبسافرش غير فرست ... عد الجمايل بقى يا بغل
- ............................................................ ................
- خلاص بقى يامنى بطلى عياط .... وإلا أقسم إلغى سفرى وأقعد جنبك
- مش قادرة يا أمجد ... مش عارفة هاقدر اعيش ازاى وانت مش موجود
- يا بت كلها شهرين وارجعلك ونعيش فى بيتنا ... مش عايز ارجع الاقيكى خاسة ووشك اصفر ... فاكرة يا بت يوم ما أمى قفشتنا وانا بافرجك البيبى دول
- آه فاكرة ... وده يوم يتنسى
- أهو انا بقى عايز جسمك يرجع زى ما كان علشان أشوفك وانتى لبساه
- ده وقته ؟ إنت مسافر وانا باعيط ومش قادر تبطل سفالة
- يا حبيبتى راجعلك ... وهاتصل بيكى كل يوم ... متقلقيش ... مش عايز اسافر وانتى كده بتعيطى
- حاضر يا أمجد ... خد بالك من نفسك
كانت إلهام منتظرة بالخارج مع أم أمجد وأبيه ... كعادة أمجد لا يحب أن يصطحب أحبائه لوداعه فهو يكره لحظات الوداع ... إحتضن أبيه وأمه وإخوته وحماه
- خلاص يا عمى إلهام وهى نازلة هتجيب معاها شوية موديلات زى ما إتفقنا ... وانا هاشحن الباقى على بورسعيد فى أقرب وقت ... شد حيلك يا عمى ... عايزين نعمل الإفتتاح بمجرد ما أرجع ... علشان يبقى الفرح فرحين
- متقلقش يابنى ... كل حاجة هتبقى تمام
- وإنتى يا ماما خدى بالك من القردة الحلوة مراتى دى ... مش عايز ارجع ألاقيها خست ووشها اصفر زى المرة اللى فاتت
- متخافش عليها يا أمجد
- وإنتى يا منى ... خدى بالك من الزرع اللى عالبرجولا ... على ما ارجع هيكون كبر وزهر
- متخفش يا حبيبى
- أشوف وشك بخير يا بابا ... كل دول وانا معاهم أمانة فى رقبتك شايلها طول السنين
- ياللا بقى يا عم روميو ... الليموزين اللى جاية بيه مستنى تحت بقاله نص ساعة ... فين شنطتك
- شنطة إيه ... أنا هدومى كلها اصلا هناك ... جيت بطولى من غير شنط
- لأ ناصح ... ياللا بينا بقى
- فيه خبر ليك مردتش أقولهولك وإحنا فى بيتكم
- خير ... خبر حلو زيك كده ولا خبر مهبب
- بصراحة معرفش هو حلو زيى ولا مهبب زى وشك ... سهام وأبوها هايقابلونا فى أسبانيا ... هم وصلوا هناك من يومين وابوها عايز يقابلك
- بجد يا إلهام ؟ بتتكلمى جد ؟ أخيرا هشوف سهام
- يخربيتك وبيت أهلك ... إيه السعادة اللى نطت على خلقتك دى أول ما سمعت الخبر ... يا منيل باقولك سهام وابوها هناك وعرفوا انك كتبت كتابك على منى ... يعنى هتبقى مقابلة زى الطين على دماغك ... البت عايزة تطلق
- إنتى سمعتى منها بنفسك الكلام ده ؟ هى قالتلك إنها عايزة تطلق
- لأ ... بس ابوها قاللى ... وأكيد هى مش هتوافق إنها تكمل معاك بعد ما إتنيلت إتجوزت
- لو هى عايزة تطلق بجد مش هاظلمها معايا ... لكن لو عايزة تكمل معايا واتجوزها رسمى مش ممكن افرط فيها
- ياض إنت حمار ... تكمل معاك إيه ... إنت مش إتجوزت حب عمرك خلاص ... عايز منها إيه
- وسهام كمان حب عمرى يا إلهام ... سهام بنت مافيش زيها فى الدنيا
- ومُنى يا موكوس
- مُنى كمان مافيش زيها فى الدنيا
- وعلشان كده عايز تخونها وتتجوز عليها
- أنا مش هاتجوز عليها ... أنا متجوز سهام قبل ما أتجوز منى بسنين
- إنت قولتلها إنك متجوز صاحبتها ؟
- لأ مقولتلهاش طبعا ... بس مش ممكن أفرط فى سهام بالساهل كده
- إنت إزاى كده يا أمجد ؟ أنا كنت فاكراك قطة مغمضة ساعة ما شوفتك ... إنت أنانى يا أمجد وعايز تكوش على كل حاجة
- مش أنانى يا إلهام ... أنا باحب منى وباحب سهام ... لو سهام رغبتها الحقيقية إنها تطلق هاطلقها ... غير كده لأ
- إنت حر ... إتفلق إنت وهما واياكش تطبل على دماغك وهما الإتنين يتطلقوا منك
- مش هيحصل .... هما الإتنين بيحبونى ومش ممكن يستغنوا عنى
- ماشى يا ناصح هنشوف
- كنتوا بترغوا فى إيه وبتضحكوا والمزغودة دى بتبصلى كده ليه
- بتسألنى عليكى علشان شايفاكى حلوة
- عندها ذوق البت دى
- كانت فاكرانا أصحاب وكده وبتقول إن سنك أكبر منى بكتير
- جتها شكة فى عينها معندهاش نظر ... أكبر منك إيه يا بغل
- لأ ماهو أنا قولتلها إنك أمى مش صاحبتى
- جتك مو فى عينك ... أمك أيه يا بغل دا أنا أكبر منك بعشر سنين بس
- يا إلهام ... بذمتك هم عشر سنين بس
- آه هم عشر سنين واتكتم بقى بدال ما أقوم أديك قلمين فى وسط الناس ... محدش هيقول حاجة ... أمك وبتربيك علشان مش متربى
خاتمة
تعجبت من تمسك الباشا بزوجته الأولى رغم زواجه من حبيبة عمره ... منطقه فى تحليل ما فعله جعلنى فى غاية الإرتباك ... إنه حسب قوله يحب الفتاتين ... ولكن هل يقبل قلب الرجل القسمة على إثنتين؟
أشفقت عليه من الإختبار الذى وضعه القدر فيه بدفعه للتعاون مع أعداء قدامى هو أكثر من يعلم مدى غدرهم وقراره الخطير بالتعاون مع من يظن أنهم قادرون على وقفهم ... إنه حسب قوله كان كلاعب سيرك قرر الرقص مع الشيطان على حبل مشدود بين جبلين وأسفله هاوية مشتعلة
يقول أن هذا العصر كان يستوجب الدخول فى تلك المغامرة ... فهو يحب هذا الوطن ويشفق عليه ... يحبه كأى رجل ولد على أرضه ويشفق عليه من المصير الذى يراه يقاد إليه
حيرنى هذا الرجل وأربكنى منطقه الذى لا تستطيع أن تجادله فيه... لكننى مثلكم متشوق لمعرفة باقى قصته ومعرفة كيفية تحوله من شاب يكتفى بعشرة جنيهات شهريا لهذا الجالس أمامى بسيجاره الضخم ويطلق عليه الجميع لقب الباشا
وإلى لقاء قريب مع الجزء التالى لنستمتع معا بحكى الباشا
الجزء الثانى
إتجه أمجد يدفع العربة التى تحمل شنط إلهام للخروج من صالة الوصول وهى تسير بجواره
- إنت اشتريت علبتين السيجار وإزازة الواين دول من السوق الحرة علشان صاحب المكتب طبعا يا منافق
- صاحب مكتب مين .... دول ليا
- ليك ؟ ... إنت بتشرب سيجار يا معفن ... بس نقول إيه ... مانتا بقيت عالمى
- ماهو مافيش شيشة هنا يا إلهام ... هاشرب إيه يعنى
- طب والواين ؟ بتسكر يا بغل ؟
- يا إلهام لا بسكر ولا بتاع ... وبعدين انتى عمرك شوفتى حد سكر من كاس نبيت ؟... بس لو فيه سهرة كدة ولا حاجة لازم الواحد يجارى الجو
- هو انت كنت كده من الأول ياض وانا كنت مغفلة ولا إتغيرت كده لما جيت هنا
- كده إزاى يعنى يا إلهام؟
- خمورجى ونسوانجى يا روح أمك ... دى لو امك عرفت حقيقتك هتطلع ميتين أهلك
- أوعى تقولى لأمى وابويا يا إلهام
- هأقولهم إيه وزفت إيه على دماغك ... أمك هتفتكرنى انا اللى علمتك ... جتك نيلة عليك وعلى أمك
أسرع أمجد تجاه الدكتور إبراهيم أستاذه ومعلمه وقبل أن يصل إليه بخطوات إذا بالجميع يفاجأ بتلك الجميلة ذات الشعر الأحمر تقتحم الجميع وتتعلق برقبة أمجد وتمطر وجهه بالقبلات لا مبالية بنظرات المرأتين والرجل الوقور المندهشة ... فهى المرة الأولى التى يرون فيها تلك الفتاة التى لا يعرفون عنها شيئا
بعد أن أنهت إيزابيلا إستقبالها الحافل لأمجد إلتفت أمجد للدكتور إبراهيم وأحتضنه بشوق السنوات التى لم يره فيها وقبل أن يبدأ فى مهمة التعارف نظرت له إلهام نظرتها الساخرة
- مين دى كمان يا ابن أم أمجد ؟
- أعرفك يا إلهام ... إيزابيلا صديقتى .... وبتعرف عربى ... يعنى نمسك لساننا شوية ... أعرفك يا إيزبيلا بأصحاب الفضل عليا فى كل حياتى ... الدكتور إبراهيم وزوجته .... إلهام ... صديقتى اللى حكيت لك عنها كتير
- أها ... أمك الروحية ... أمك جميلة أمجد ... تشرفنا دكتور ... تشرفنا مدام ... تشرفنا إلهام
- شكرا يا ستى ... مين دى يا أمجد ؟ وعرفت معاد رجوعك إزاى
- أكيد من المكتب طبعا ... هاعرفك بعدين يا إلهام
- مانا عرفت خلاص ... ياللا بينا بقى ولا هنفضل واقفين فى المطار
- أنا عايزك إنتى وأمجد يا إلهام ... هتتغدوا معايا علشان نتكلم فى الشغل ضرورى
- تحت أمرك يا دكتور ... هاوصل إيزابيلا وآجى لحضرتك ... حضرتك نازل فين ؟
- أنا نازل فى شقة المكتب اللى فى باسيج دى جراسيا ... أجرت الشقة اللى جنبها علشان إلهام تبقى تقعد فيها ... وصل صاحبتك وتعالى لنا على هناك
- تحت أمرك يا دكتور ... هاوصل إيزابيلا واعدى على السكن أغير هدومى واجيلكم
- رجلى على رجلك يا سى أمجد ... وبالمرة أشوف الزريبة اللى انت عايش فيها
- يا إلهام سيبيه براحته ... أكيد فيه كلام مهم عايز يقوله لصاحبته
- أنا عارفة الكلام اللى عايز يقوله يا ريس ... مش هاسيبه ... أمه مسلماهولى على وصل ... أصل انا إكتشفت إنه عايز يتربى من أول وجديد
- طيب عن إذنكم خمس دقايق بس اتصل بيهم فى مصر أطمنهم على وصولى .... من فضلك إيزابيلا إدينى عملات معدنية من معاكى .
- إيه بقى حكاية القطة يا سى زفت
- صديقة يا إلهام ... مانا قولتلك
- لا ياشيخ ... هبلة انا زى المسكينة اللى فى مصر ولا زى التانية اللى معلقها بقالك 3 سنين لاهى متجوزة ولا متطلقة علشان أصدقك ... إنطق بدل ما اطين عيشتك
- إنتى فاهمة يا إلهام ... مش محتاجة شرح ... إنتى اللى عارفة مفاتيحى كلها
- صحيح ... ماهو انا قولت كده برضه ... طالما طلعت شغل حلو يبقى أكيد فيه واحدة بتنام معاها ... وبتشتغل إيه بقى الأمورة؟ ولا انت بسلامتك اللى بتصرف عليها
- بتشتغل مصورة يا إلهام .... بس فنانة حقيقية ... ليها صور كتير منشورة فى الباييس ... لما تشوفى الصور اللى مصوراها للساجرادا فاميليا بس هتعرفى أد إيه هى فنانة
- أه بقى قولتلى ... الساجرادا فاميليا ... وانت بقى عرفتها من إمتى ؟
- بعد ما جيت هنا بإسبوع
- وناوى على إيه بقى ؟ هتخون اللى لسة كاتب عليها قبل حتى ما تدخلوا
- لأ طبعا ... أنا هاقطع علاقتى بإيزابيلا بس مستنى أمهد للموضوع
- تمهد له إزاى يعنى ؟ ماهو يا تقطع علاقتها بيها يا إما هتفضل معاها
- بصى يا إلهام ... إيزابيلا الوحيدة فى العالم اللى لو إتعملت مسابقة فى الجنان ممكن تكسبك ... يعنى لو قطعت علاقتى بيها ممكن تعمل مصيبة
- أنا اللى مجنونة يا بن المجنونة ... طيب هى تعرف إنك متنيل على عينك متجوز
- عارفة كل حاجة عنى ... عارفة إنى متجوز سهام وعارفة إنى باحب منى وعارفة كل اللى حصل لسهام بسببى وكل اللى حصلى لما اتفسخت خطوبتى بمنى
- وناوى إمتى بقى تقولها ؟
- النهاردة بعد ما اسيبك إنتى والريس هاروح اتعشى معاها وأبدأ أمهد لها الموضوع ... لكن مش هينفع أقطع علاقتى بيها فجأة كده ... إيزابيلا وقفت جنبى كتير فى اول أيامى هنا
- يعنى ناوى تتنيل وتنام معاها النهاردة ؟
- لأ طبعا ... بعد ما اتجوزت منى وسهام خلاص رجعالى مش هاخونهم يا إلهام
- سهام مين اللى ترجعلك دى يا بغل ... سهام جاية تطلق منك
- حتى لو طلقت سهام مش هاخون منى
- طيب يا خويا أدينا هنشوف ... مع إنى عارفة إن ديل الكلب عمره ما يتعدل ... بسرعة بقى ورينى الزريبة اللى انت عايش فيها خلينا نلحق الغدا مع الريس ... معرفش لسة الشقة بعيدة عن سكنك ولا لأ و لسة هاخد حمام واغير هدومى
- إيه ده يا منيل ... دول مهتمين بيك أوى فى المكتب ... إيه الجمال ده ... وحاطينلك ورد جديد ... بس إيه الصورة دى
- دى الساجرادا فاميليا ... بس انا مكنتش سايب الأستوديو بالنضافة دى ...ولا كان فيه فازات أصلا هنا
- بس الصورة رائعة يا ولا ... أبيض واسود و اللى مصورها فنان
- أنا عارف الصورة دى ... دى من صور إيزابيلا
- أهم ياعم جايبينلك حاجة من ريحة المزة ... بس باين عليها فنانة بجد ياض
- هما مين يا إلهام ... أنا مش سايب مفتاح الشقة فى المكتب
- ماهم أكيد عندهم مفتاح تانى يا ناصح ... مش الشقة دى أصلا بتاعتهم
- بس .....
- إيزابيلا هيا اللى وضبت الإستوديو بالشكل ده ... وهى اللى جابت الفازات وحطت فيها الورد وراحت قطعت بنفسها فروع الصنوبر اللى معاه ... أصلها عارفة إنى باحب ريحته
- كمان عارفة إنك بتحب إيه وجايبهالوك ... وهيا دخلت الشقة إزاى وانت بتقول مش سايب المفتاح
- مش سايبه فى المكتب ... كنت سايبه لإيزابيلا
- أحيه عليك يا أمجد ... دى شكلها بتحبك بجد يا زفت ...وانت سايبلها مفتاحك كده ... إفرض قلبت حاجتك يا بهيم وانت مسافر
- تقلب مين بس يا إلهام ... إيزابيلا أغنى منى ومن أهلى أصلا .... هى عازماكى إنتى والدكتور والمدام يوم الحد على الغدا وبتسألكم إذا كنتوا تحبوا تتغدوا عندها فى البيت
- نفسى أفهم فيك إيه يتحب ... مع إنى باعتبرك إبنى بس برضه مش شايفة فيك حاجة تتحب ... إتنيل خش خدلك دش وغير هدومك خلينا نروح للريس ... مراته وحشتنى أوى وعايزة أرغى معاها كتير ... أنا متبنياك وهى متبنيانى ... إخلص بسرعة ... ونبقى نشوف رأى الريس ومراته فى موضوع العزومة ده
- إيه يا إلهام ... إنتى لسة مغيرتيش هدومك ... هنتغدى أمتى
- ثوانى يا ريس ... هاروح آخد دش واغير وارجعلكم ... أصلكم وحشتونى أوى ... كنت فى مصر لوحدى ولا اليتيمة ... مفيش حاجة كانت بتهون عليا غير وجود أم الواد أمجد ده ومراته
- طيب خلصى اللى هتعمليه وتعالى بسرعة ... لسة بعد الغدا عندنا شغل كتير ... خدتى مفتاح شقتك ؟
- آه أخدته ... مش هتأخر عليكم ... متحضريش السفرة انتى يا ست الكل ... هاجى أحضّرها معاكى ... ولا أقولك ... ما تيجى معايا
- إمشى يا بت ... هتحميكى كمان ... إخلصى انا جوعت
- يا إلهام إخلصى وتعالى نتكلم فى الشغل ... مش هتطير هيا ... نخلص شغل وكملوا رغى للصبح لو عايزين
- بصوا بقى يا عيال ... أنا مبقتش قادر على العيشة بعيد عنكم وعن مصر ... أنا هارجع مصر وعايزكم معايا
- بجد يا ريس هترجع مصر ؟ وولاد الكللابب اللى هناك هتعمل معاهم إيه
- مش هيحسوا بيا ... هارجع ومش هاتكلم فى حاجة ... هاكتفى بشغل المكتب وبس ... أخدت وعد من اللى مشغلينهم إنهم مش هيجيبوا سيرتى طول مانا ساكت ... ومش هيعرفوا إنى رجعت أصلا
- حلو أوى يا ريس ... بس أكيد لما ترجع وتفتح المكتب هيعرفوا ... ماهى التصاريح والورق هيكونوا بإسمك ودول منتشرين فى كل حتة ... فى النقابة وفى الهيئة وفى الضرايب
- ماهو ده بقى اللى عايزكم علشانه ... أنا عملت شركة مع مكتب فريدريك ... وهنعمل مكتب فى مصر تابع للشركة دى ... نصيبى فى الشركة هيكون هو مكتب مصر ... هيبعتوا لنا شغل نعمله هناك وياخدوا عمولة ... والشغل اللى هنعمله فى مصر ملهمش دعوة بيه ... هيكتفوا بإن إسم الشركة يتكتب عليه
- حلو أوى يا ريس ... بس كده لازم نعمل تصاريح جديدة للمكتب ... ولازم شريك مصرى علشان التصاريح دى تطلع بإسمه
- فهمتنى يا أمجد !!!... إنت وإلهام هتكونوا شركا معايا فى المكتب ... أنا النص كممثل لمكتب فريدريك وكل واحد فيكم الربع
- طيب إنت يا ريس النص وإلهام الربع دى مفهومة .... أنا الربع بقى إزاى؟ والشريك المصرى هيبقى نصيبه فين ؟ ماهو الشريك ده لازم يبقى مهندس علشان تصاريح النقابة .... إلهام فنون جميلة و النقابة مش هتطلع تصاريح بإسمها
- تصدق ياض انت حمار زى ابوك ما بيقول عليك ... يا غبى هو إنت مش مهندس ... مش فاهمة انا البنات دى بتحبك على إيه .... غبى وشكلك وحش ... البنات دى إتعمت ومبتفهمش
- أصبرى بس يا إلهام ... أمجد مش غبى ولا حاجة ... هو بس مش مستوعب
- يابنى إنت هتبقى انت وإلهام الشريك المصرى ... التصاريح هتطلع بإسمك وانت اللى هتمضى العقود والورق
- مش حضرتك قولت انك راجع مصر وليك 50% من المكتب ؟ أنا همضى ورق إزاى فى وجود حضرتك
- يابنى إهدى كده وركز معايا شوية .... أنا هابقى ممثل الشريك الأجنبى ... لازم الورق يبقى فيه توقيعك كممثل الشريك المصرى ... يعنى انت هتبقى المدير المسؤل عن الشغل اللى هيتعمل فى المكتب فى مصر
- أنا يا دكتور ؟ بس انت عارف الحالة .... أنا حاليا كل اللى حيلتى يدوب يخلص الشقة اللى هتجوز فيها
- يابنى افهم بقى ... يخربيت حموريتك ... إنت مش هتدفع فلوس ... نصيبك فى المكتب هيبقى نظير الإدارة
- أنا ؟ إدارة ؟ أدارة إيه يا إلهام ... انا بتاع تصميم بس ماليش فى موضوع الإدارة ده
- يا بنى افهم بقى تعبتنى ... الريس هو اللى هيدير ... أنت بس هتمضى عالورق المطلوب فيه توقيع مدير المكتب المصرى
- آآآآه فهمت ... بس ده كتير أوى عليا يا دكتور ... معقولة اتنقل النقلة دى وانا لسة فى السن ده
- مافيش حاجة كتير عليك يا أمجد ... إنت إسمك كمصمم إبتدى يتعرف وتصميماتك بتطلب بالإسم ... يابنى انت اللى قدرت احقق فيه حلمى بأن يكون عندنا مصمم مصرى معروف
- شوفت يا زفت ... أهو الريس بيعتبرك حسن فتحى بس على صغير
- حسن فتحى فين وانا فين بس يا إلهام ... مصر مجابتش غير اتنين فنانين فى التصميم ... الدكتور وحسن فتحى
- وانت كمان يا أمجد ... أنا متوقعلك مستقبل كبير يابنى ... ها موافق ولا إيه ؟
- موافق ؟ إنت لو قلت لى نط من البلكونة دلوقتى مش هاتردد لحظة ... دانت ابويا مش استاذى بس يا دكتور
- يا حنين .... تصدق الدمعة هتفر من عينى ياض ... يابنى ده الريس مش البنات اللى بتنيمهم بكلامك الناعم ده
- وانتى يا إلهام ؟ موافقة على العرض ده
- طبعا يا ريس موافقة ... بس إيه رأيك نزود على نشاط المكتب تصميم الديكور كمان ؟ صدقنى بيجيب فلوس حلوة أوى .
- ديكور إيه يا إلهام ؟ هنصمم ديكورات إيه ؟
- ديكورات كل حاجة ... شقق كبيرة .... فيلات ... حتى ممكن نصمم ديكورات أفلام كمان ... صدقنى يا دكتور انا جربت الشغل ده وعارفاه ... ومع دماغ زى دماغ البغل ده هنعمل شغل الناس كلها تتكلم عنه ... وهيشتغل غصب عن عين أمه فى الديكور ... رغم إنى شايفاه بغل لكن جواه فنان ... فنان حتى فى اختياراته للنسوان
- يا إلهام بطلى طولة لسان ... لما نخلص كلام فى الشغل لسة هاشوف المصيبة اللى عملها بجوازته من سهام دى وهاحسبكم عليها إنتوا الإتنين ... مانتى أكيد كنتى عارفة ومخبية عليا
- هى اللى جوزتنا يا ريس ودخلنا فى الشاليه بتاعها كمان
- أه يا واطى ... بتبعنى يا ابن حسن ... طب لما استفرد بيك بس يا بغل
- مش وقته دلوقتى يا ولاد ... الورق بتاع الشركة اهو ... العقود مكتوبة بالعربى والإنجليزى وموقعة من فريدريك ... إمضوا العقود علشان بكرة تتوثق فى القنصلية وتاخدى يا إلهام نسخة معاكى وانتى نازلة مصر وتبدأى فى إجراءات تأسيس المكتب وتجهيز المكتب القديم علشان نفتحه ... أكيد هيحتاج شغل كتير ... مقفول بقاله كام سنة .
- ماشى يا ريس متقلقش كله هيبقى زى الفل
- وانت يا أمجد ... فيه كام تصميم المفروض تعملهم هنا قبل ما تسافر ... خلصهم علشان تاخد فلوسهم قبل ما ترجع مصر علشان لازم تمضى ورق التصاريح فى مصر ... فريديك خصص لك مكتب صغير لوحدك بعيد عن باقى المصممين بصفتك الممثل بتاعى فى المكتب ... أنا شوفته ... مكتب صغير بس مريح ... هتلاقى الداتا بتاعت التصميمات المطلوبة منك جنب ترابيزة الرسم
- ماشى يا ريس ... بس حتى لو إلهام تقدر تخلص الورق ده وهى فى مصر تخلصه ... أنا سايب توكيل عام لمنى ممكن تخلص بيه الورق
- لأ مش هينفع ... لازم نموذج توقيعك يتاخد هناك ... خصوصا فى البنك اللى هيبقى فيه حساب المكتب
- ماشى يا ريس ... أخلصهم فى أسرع وقت
- بص بقى يا أمجد حساب شغلك فى المكتب هيكون إزاى ... فيه تصميمات فريدريك هيبعتها للمكتب يخلصها بالكامل ونبعت له البلانات كاملة ... دى هتاخد على الساعة فيها مبلغ أقل من اللى بتاخدها هنا طبعا... لكن نصيبك فى أرباح المكتب هيغطى النقص ده ويزيد كمان زى ما أتمنى ... وفيه تصميمات هتتبعت ليك انت مخصوص هتعمل البلان الرئيسى بس ... دى خاصة بالمكتب هنا ومكتب مصر مالوش دعوة بيها وهتتحاسب عليها زى ما بتتحاسب هنا بالظبط ... هيكون مجهود عليك لكن إنت قدها
- كمان أنا قدمت هنا علشان اكمل دراسات عليا ... إمتحان المعادلة الشهر الجاى
- فريدريك قالى إنك قدمت وقالى إن الأساتذة فى الجامعة عارفين إسمك ومعجبين بتصميماتك ... كان نفسى تاخد شهادتك من مصر
- مانتا عارف يا دكتور ... الجماعة هناك مش هيدونى الفرصة دى ... وكمان علشان تفضل إقامتى هنا سارية طالما هارجع مصر ... متقلقش عليا من المجهود يا دكتور
- أه فعلا هيبقى مجهود عليه يا ريس... خصوصا المجهود التانى اللى بيعمله
- مجهود تانى إيه يا إلهام ؟
- النسوان يا ريس ... ماهو ده الزمبلك بتاعه اللى بيشغله مبيتمليش غير بالحريم ... تلميذك يا ريس ميلفات درجة أولى
- يخربيت لسانك ... طب إحترمى وجودى حتى يا مجنونة انتى
- تلاقيك إنت كمان زيه والغلبانة اللى جوا دى فاكراك ملاك ... كلكم صنف واحد
- بس يا بت بطلى طولة لسان .... ياللا يا ولاد إمضوا علشان نقعد شوية مع بعض ... قعدتكم وحشتنى .
- يا بت إبعدى عنها شوية ... إحنا خلفناكى ونسيناكى
- هى راضية ... متتدخلش بينا يا ريس لو سمحت ... وخلينا نتكلم فى المصايب بتاعت الموكوس اللى قدامك ده
- صحيح ياض يا أمجد إيه اللى انت عملته ده ... تتجوز البت عرفى من ورا ابوها وتفضلوا سنين متجوزين محدش ياخد خبر
- إلهام كان عندها خبر يا ريس ... ومتجوزين على إيدها وكانت حاضرة كتابة العقد كمان
- مش باقولك واطى ... آدى أخرة اللى يمشى ورا العيال ... أستفرد بيك بس وهاوريك يا بغل ...أمال إنت كنت فاكره بيطلع الشغل اللى بيطلعه ده إزاى يا ريس ... كل الشغل اللى طلعه معانا فى المكتب كان بسبب علاقته بسهام
- وناوى تعمل إيه يا أمجد ؟ أبو سهام هنا ... إتصل بيا وعايزنى أتدخل فى الموضوع
- أنا قلت لإلهام ... لو الطلاق رغبة سهام هاطلقها ... لو مش رغبتها مش ممكن هافرط فيها
- عندك حق يا أمجد ... واضح من اللى ابوها حكاه إنها بتحبك بجد
- وانا كمان باحبها
- ياض متخلينيش اقوم أضربك ... بتحبها تقوم متجوز واحدة تانية
- قولتلك باحبهم الأتنين يا إلهام
- طيب خلاص متتخانقوش... بصى يا إلهام ... سهام وابوها هنا ... نازلين فى فيلا فى ستيجيس ... رقم التليفون معايا ... إتصلى بيه وحددى معاه معاد ... خليه يجيى يقابلك فى شقتك هنا ... أنا مش هاحضر المقابلة دى علشان الإحراج طبعا
- خلاص اتصل بيه يجيى بكرة خلينا نخلص
- لأ خليها يوم الإتنين ... بكرة هاروح المكتب ... الشغل وحشنى ...ويوم الحد إيزابيلا عزماكوا عالغدا ... بتسأل يا دكتور إذا كنتوا تحبوا تتغدوا عندها فى البيت ولا تحبوا تتغدوا فى مكان عام
- لأ هنتغدى عندها فى البيت ... أنا عايزة اشوف بيتها البت دى
- صحيح إيه حكايتها البنت دى يا أمجد ... واضح إنها متعلقة بيك جدا
- بنات خايبة يا ريس ... مش عارفة إيه اللى بيعجبهم فى المعفن ده ... والمصيبة إنه مبيقعش غير واقف ... كلهم قمرات
- دى صديقتى إتعرفت عليها أول ما جيت هنا يا دكتور ... وقفت جنبى وهى اللى علمتنى الأسبانى ... تعرف أيه أكتر حاجة شدتنى ليها ؟
- إيه يا أمجد ؟
- الوحيدة فى الدنيا دى اللى بتنافس إلهام فى جنانها
- أنا مجنونة يابن المجانين ... إنت من ساعة ما ركبنا الطيارة وانت نفسك تاخد منى قلمين
- يا ستى إستنى لما اكمل كلامى ... إيزابيلا يا دكتور فنانة حقيقية ... مصورة وبتطلع كادرات بالكاميرا بتاعتها محدش ممكن يتصورها ... إلهام شافت صور من صورها
- أهى فى دى عندك حق ... فنانة زيى
- وهتحبيها أوى لما تعرفيها يا إلهام
- لا عايزة اعرفها ولا هباب ... كفاية يا خويا اللى عرفتهم من ناحيتك ... مش هيبقى فى مصر وفى اسبانيا كمان
- خلاص يا أمجد ... قلها إن إحنا قبلنا دعوتها يوم الحد فى بيتها ... وانتى يا إلهام خلى أبو سهام يجي يقابل أمجد عندك يوم الأتنين
- وسهام معاه
- شوف الواد ... يابنى باقولك عايزة تطلق ... إفهم بقى ... مش هتوافق تستمر معاك
- لازم اسمعها منها بودنى يا إلهام وأتأكد إنها عايزة تطلق بجد مش ضغط من ابوها
- حقه يا إلهام ... فهمي أبو سهام كده ويجيبها معاه
- ماشى يا ريس
- طيب أستأذن انا يا دكتور علشان عندى معاد مهم
- آه يا خويا ... روح شوف القطة التانية ... لأ تانية مين ... التالتة
- ماشى يا أمجد ... إتفضل انت شوف اللى وراك
- بصى يا إلهام ... أنا هانهى علاقتى بإيزابيلا النهاردة ... خدى تليفون شقتى وعنوان بيت إيزابيلا و تليفونها ... لو ملقتينيش فى شقتى الصبح إسأليها عليا ... ولو شتمتك تبقى تدورى عليا فى المستشفيات ... أو المشرحة
- ههههههههههه ياريت يا أخى تقتلك وتريحنا منك ... خد بالك من نفسك ياض ... لو لقيتها ناوية تقتلك ولا حاجة تبقى تطلع تجرى ... هات يا خويا أرقام التليفونات وعنوان السنيورة.
طوال طريقه من سكنه إلى الكوخ الذى تسكنه إيزابيلا كان ذهن أمجد مشغولاً بما سيقوله لها ومحاولة توقع ردود أفعالها ... فإنهاء علاقته بغيورة مثلها لن يمر مرور الكرام ... إصطحب معه باقة زهور وزجاجة النبيذ التى اشتراها من المطار وهو يرجو أن ينتهى الموضوع فقط بتحطم زجاجة النبيذ ... ربما على الأرض وغالبا على أم رأسه ... وسيرضيه الأمر إذا إنتهى فقط بأى من الحالتين
كان الجو بالخارج يميل للبرودة عندما طرق أمجد باب كوخ إيزابيلا لينفتح الباب وتطل إيزابيلا برأسها فقط من خلفه بإبتسامة رائعة تدعو أمجد للدخول للدفء الذى تبثه تلك المدفأة المحببة لقلب أمجد بالكوخ ليدخل لتستقبله إيزابيلا متعلقة برقبته طابعة على شفتيه قبلة رقيقة قبل أن تحمل عنه باقة الزهور وزجاجة النبيذ لتحتضن الباقة بحب وتتشممها بعد أن وضعت الزجاجة على المائدة
- أوحشتنى أمجد ... كل مكان فى المدينة إفتقدت فيه وجودك
- أنتى كمان وحشتينى أوى إيزابيلا
- إخلع الجاكيت وإجلس ... سأحضر العشاء خلال دقائق
جلس أمجد يستعيد ما أعده من كلمات لإنهاء علاقته بتلك الجميلة حتى لا ينسيه ذلك الجمال الذى يراه أمامه ما عاهد نفسه على فعله وإصراره على ألا يخون حبيبة عمره مع أخرى ... ولكن ....
قفز أمامه فجأة ذلك الشيطان الذى يسكنه ... قفز أمامه مبتسما وهو يرى نظرة الشبق التى يعرفها تطل من عينيه ... عاد إليه شيطان شبقه ليوسوس له ... مضى عليه شهر كامل منذ ليلة سفره للقاهرة لم يمارس الجنس ... فلم لا تقضى تلك الليلة مع تلك الجميلة ... إنها تستحق ... ماذا يدعوك لتكسر قلبها فى ليلة بدت فيها كأنها عروس تستعد للقاء عريسها ...
أدار أمجد وجهه بعيدا عن هذا الوحش الماثل أمامه ليتخلص منه لكنه وجده يجلس جواره ... إنها ليلة واحدة ... أجل قرارك لليلة ... لن تخسر شيئا ... لا تجعلك حماقتك بتلك القسوة التى تحطم فيها قلب تلك الجميلة
أنهت الجميلة إيزابيلا حواره مع شيطان شبقه بحضورها وإمساكها بكلتا يديه ودفعه للقيام ليجد نفسه يحتضنها بقوة يشعر معها بتلك الحلمات التى انتصبت تغوص فى صدره
- إنتظر حبيبى ... بعد العشاء ... الليل بالكامل ملكنا
كعادته سحب أمجد الكرسى لإيزابيلا لتحتك مؤخرتها بمقدمة جسده أثناء جلوسها ليملأ أنفه ذلك العطر المثير الذى يفوح من كل جسدها
هنا إنهارت مقاومة أمجد لشيطان شبقه تماما وقرر أن يؤجل قراره بإنهاء علاقته بتلك الجميلة لوقت آخر
فتح أمجد زجاجة النبيذ وصب منها كأسين ورفع كأسه لشفتى الجميلة إيزابيلا لتأخذ منه الرشفة الأولى قبل أن تلتقط كأسها وتفعل بالمثل ليدفع أمجد كرسيه ليجاور كرسى الجميلة إيزابيلا ليجلس بجوارها ويحيطها بذراعه الأيسر فتضع رأسها على صدره ويمتلئ صدره برائحة شعرها الرائعة
- أمجد .... te amo
- أنا كمان باحبك إيزابيلا
- ننهى عشائنا أولا حبيبى ... أعددته بنفسى وأريدك أن تتذوقه
لم يستطع أمجد كبح جماح وحش شبقه بمجرد إنتهاءه من غسل يديه وفمه مع الجميلة فاحتضنها بشدة وذاب معها فى قبلة عميقة إمتص فيها شفتيها ولسانها بشبق بينما يعتصر بيديه ثدييها وتجاوبت معه قبل أن تطلب منه الإنتظار قليلا حتى تنتهى من تغيير ملابسها ... فحسب قولها فإنها أعدت له مفاجأة تعتقد أنها قد تسعده
إنتظر أمجد فى مكانه المحبب له أمام المدفأة بعد أن ملأ كأسين آخرين من النبيذ ليفاجأ بإيزابيلا قادمة وقد إرتدت قميص نوم قصير جدا يكشف عن فخذيها الرائعين وبالكاد يصل لمنتصف فلقتيها وقد حملت بيدها أرجيلة صغيرة وصندوق صغير من التبغ الخاص بها لتضعهما أمامه وهى تنحنى فيظهر ثدييها كاملين من فتحة قميص النوم المتسعة
- إيه ده إيزابيلا ؟ جبتيها منين دى ؟
- صديقة لى كانت فى رحلة عمل لإسطنبول فطلبت منها أن تشتريها لى ... لم أنس ما أخبرتنى به عن حبك لتدخين الشيش
- شيشة يا إيزابيلا ... شي شة
- شى شة ... bueno ... شيشة ... علمنى كيف أعدها للإستعمال ... في ماء فى الزجاجة ... صديقتى خبرتنى
أغمضت إيزابيلا عينيها بإستمتاع مستمتعة برائحة التبغ وبالجو الأسطورى الذى أضافه الدخان الذى انتشر حول وجهها ليمرر أمجد مبسم الأرجيلة على شفتيها المكتنزتين قبل أن تجرب تدخينها لتنفس الدخان فى وجه أمجد فينقض على شفتيها ممتصا إياهما ويقحم لسانه فى فمها يتحسس لسانها وسرعان ما يشتبك اللسانان فى مصارعة عنيفة بينما يد أمجد الملتفة حول الجميلة تمتد لتعتصر ثديها الأيسر ضاغطا على حلمته فاركا أياها بقماش قميص النوم الخفيف فتمتد يدها لتتحسس زبر أمجد الذى انتصب قبل أن تمتد أصابعها لتفتح له أزرار قميصه ثم تفك له حزامه ثم سوستة بنطاله لتمسه من فوق الكيلوت الذى يرتديه بلمسات شبقة ليقفز شيطان شبق امجد أمامه غامزا بعينه مبتسما إبتسامة إنتصار تتحول لقهقهة لا يسمعها إلا أمجد فيغمض عينيه معلنا هزيمته أمام هذا الوحش الذى يسكنه .
نحى أمجد مبسم الأرجيلة جانبا ليحتوى هذا الجسد الرائع بين يديه وينهال بقبلات طويلة شبقة على وجهها ثم يهبط بشفتيه على رقبتها مقبلا كل سنتيمتر فيها ويشفط جلدها الرقيق بفمه تاركا علامات حب واضحة عليه قبل أن ينتقل لصدرها مقبلا كل مافيه ويضغط جسد الجميلة فتستجيب له وتنام على ظهرها فينزل حمالتى قميص النوم بينما هى تخلص قميصه من كتفيه وذراعيه وترفع جسدها قليلا ليخلص أمجد قميص النوم من جسدها وتبقى فقط بهذا الكيلوت الصغير الرقيق الذى لا يخفى شيئا من كسها وبقى هو ببنطاله معلق بخصره فتخلص منه بسرعة ليعود لشفتى إيزابيلا الرائعتين ينهل من رحيقهما بينما تمتد يده حولها تعتصر ثديها ويده الأخرى تزيح كيلوتها جانبا متحسسا بأصابعه بظرها لتتحول اللمسات إلى إحتكاكات عنيفة بين أصابعه وبظرها وإعتصارات قوية لكسها
كان أمجد يعرف مفاتيح جسد تلك الجميلة ... فهى فقط تحتاج لبعض الوقت قبل أن يتجاوب جسدها ... لكن بمجرد إستجابة هذا الجسد تتحول لشعلة شبق مستمرة ... كان أمجد يملك من الصبر الكثير ... فظل يداعب شفريها وبظرها برقة أحيانا وبقوة أخرى حتى استجابت وبدأ كسها فى إفراز سوائله التى شعر بها على أصابعه فترك شفتيها والتقم حلمة ثديها اليسر بفمه يمتصها ويحرك عليها لسانه فبدأت بالتأوه معلنة له عن إستجابة جسدها للمساته فهبط بشفتيه مقبلا بطنها ونام بين فخذيها ووضع فمه على شفرى كسها يمتصهما ويحرك لسانه على زنبورها الذى انتفخ وتمدد فالتقمه بين شفتيه يمتصه ويحرك لسانه عليه بينما اقحم إصبعه داخل فتحة كسها يدلك بها جوانبه حتى إنتفضت معلنة عن وصولها ذروتها الأولى مطلقة فى فمه مائها الذى يحبه ولم يترك أمجد منه نقطة تخرج بعيدا عن فمه بل أقحم لسانه بداخل تلك الفتحة التى اتسعت يتحسس به جوانبها بينما يداعب بإصبعه شرجها بهدوء قبل أن يبلله بلسانه ويمزج لعابه بماء إيزابيلا اللزج ويقحم إصبعه برقة فى ذلك الشرج الذى توسع فى هدوء مرحبا بضيفه ليتوغل قليلا قليلا حتى يغيب بكامله داخله
لم تتحمل الجميلة ذلك التوغل وبدأت فى التأوه مرة أخرى ليدير أمجد إصبعه بداخلها ... فهو يعرف إن تلك الحركة تزيد من إستثارتها ولم تتحمل الجميلة تلك الدورات المتعاكسة طويلا قبل أن تقذف بمائها مرة أخرى ليخرج أمجد إصبعه ويدير جسده ليصبح زبره أمام شفتيها فتقبض عليه بيدها الرقيقة وتمرر لسانه على رأسه بينما يعالج هو ذلك الكيلوت الرقيق بيديه لكنه فوجئ به يتمزق ويسقط ليقحم رأسه مرة أخرى بين هذين الفخذين الرائعين ويعيد لعق هذا الكس المبلل بقوة بينما تتتشبث كفيه بفلقتيها الجميلتين تفرقهما مفسحة الطريق لوجهه وفمه ليصل لسانه لشرجها يتلمسه بطرفه أولا قبل أن تتحول اللمسات للعقات عنيفة يدخل طرفه بعدها لداخله
إنتفضت إيزابيلا قاذفة بماء شبقها للمرة الثالثة فى وجه أمجد وهى ترجوه أن يقتحمها بزبره الذى يشتاق كسها لوجوده فيستدير أمجد ليجلس بين فخذيها رافعا ساقيها فوق كتفيه ثم يمرر زبره على كامل كسها .... يصل حتى فتحة شرجها ليفركها برأسه قبل أن يجلد زنبورها المنتفخ عدة مرات برأس زبره فتتعالى أصوات شبقها ليقتحم كسها بقوة ويغوص فى أعماقه فتشهق الجميلة شهقة عميقة فيسحب أمجد زبره بهدوء حتى يخرج كاملا فيضرب به زنبورها مرتين تطلق معهما آهتين فيقتحم كسها مرة ثانية بهدوء ثم يعيد سحب زبره مرة ثانية حتى لايبقى بكسها إلا رأسه فيدخله بسرعة ثم تشتعل النار فى جسده فيضغط بكتفيه على فخذيها فيرتفع خصرها لأعلى لتبدأ بعدها موجة جنونه لتصبح حركته عنيفة ويختلط صوت إرتطام جسده بجسدها مع صوت تأوهاتها التى تركت لها العنان لتملأ كوخها بصوت متعتها لتأتى لحظة قذفتها الكبرى مع لحظة قذفته فيضغط زبره بكل جسده لتتقابل إنتفاضات زبره مع إنقباضات كسها وكأنها تستحلب كل نقطة من منيه داخلها وقد إرتفعت أنفاسهما وغطى جسديهما العرق حتى يهدأ وتهدأ ويستلقى بجوارها محيطا جسدها بذراعيه ليضمها لصدره ويتلاصق الجسدان المتعرقان وكأنهما جسد واحد
غابا قليلا فى قبلة طويلة ناعمة قبل أن يطلق شفتيها
- طبعا ستتركنى كالعادة وتذهب لمكتبك ... دائما تفعلها رغم أنى أتمنى أن أنام بين ذراعيك
- هاعوضك عن اللى باعمله دايما إيزابيلا ... كل مرة وجودى معاكى بيخلى ذهنى يتفتح بأفكار جديدة ... باخاف الأفكار دى تضيع من ذهنى لو عدا عليها الوقت
- أنا سعيدة أمجد بإن وجودى معك بيعطيك طاقة للعمل ... عكس كل من عرفت ... كلهم ينهون ما يفعلون ثم يستسلمون لنوم عميق ... إذهب لعملك ... موعدنا الأحد على الغداء مع أصدقائك .
- بالتأكيد ... هما كمان نفسهم يشوفوا بيتك ... هما كمان فنانين زيك لكن فى مجال تانى
.............................................................................................
إستقبل حارس الأمن أمجد بدون أى شعور بالإستغراب ... فهو قد تعود على جنون المصممين وخصوصا هذا المصمم العربى الذى دائما ما يأتى خلال الليل ويستغرق ساعات قد تصل لأكثر من يوم أمام لوحاته
قاد حارس الأمن أمجد لمكتبه الجديد وانصرف كالعادة ليعد صينية المشروبات والماء الساخن بينما يعاين أمجد مكتبه الجديد
ليس مكتبا كبيرا لكنه مريح ... لوحة رسمه إنتقلت من المكتب المشترك مع باقى المصممين لتلك الغرفة ... مكتب صغير عليه عدة أظرف كتب عليها إسمه بخط عريض ... وشيزلونج مريح إحتل جانب المكتب وبجانبه مائدة صغير خالية
إستعرض أمجد الأظرف الموجودة فوق سطح مكتبه وانتقى أحدها ... فبداخل كل ظرف بيانات للمشروع الذى عليه تنفيذه ... إنتقى أمجد المشروع المناسب لما يشتعل فى ذهنه من أفكار وثبت ورقة الرسم الكبيرة فوق ترابيزة الرسم وبدأ فى عمله ... شعر أمجد بحارس الأمن وهويضع الصينية فوق المائدة الصغيرة وينسحب كما اعتاد فى هدوء ليتركه لإبداعه
لم يدر أمجد كم من الوقت مضى قبل أن يشعر بيد حانية تربت على كتفه مع رائحة نعناع قوية تخترق أنفه ليستدير فيجد أمه الروحية إلهام تقف خلفه وفى يدها كوب كبير من الشاى بالنعناع ... لم تتحدث معه ولم تناوشه لكنها وضعت الكوب فى يده وأشارت له بعينيها كى يستكمل ما كان يفعله دون أن تتكلم ...فقط من نظرتها أفهمته ما تريد
عاد أمجد لعمله وبين وقت وآخر يجد تلك الصديقة الرائعة تضع فى يده كوب الشاى .... وحين انتهى من آخر نقطة فى تصميمه إلتفت ليجدها نائمة على الشيزلونج ليتجه إليها ويهز كتفها برفق لتفتح عينيها وتنظر له بحنان أم مشفقة على إبنها
- خلصت يا أمجد ؟
- آه يا إلهام خلصت ... تصدقى شكلك وانتى نايمة مختلف خالص ... وانتى ساكتة ولسانك فى بوقك بتبقى زى الملاك
- بس يا بغل ... أنا ملاك طول عمرى ... ورينى هببت إيه
- إيه ده ياض؟ ليه حق فريدريك يمسك فيك بإيديه وسنانه ... تعليمى نفع فيك يا منيل ... بجد يا أمجد أنا فخورة بيك
- بجد يا إلهام ؟ عجبك البلان ؟
- طبعا يا أمجد ... الريس مش هيصدق اللى انت وصلتله ده ... ياللا بينا بقى نمشى ... هى الساعة كام دلوقتى
- الساعة 3 ... بس المكتب هادى كده ليه ؟
- يخربيتك ... إنت مش عارف إحنا 3 العصر ولا 3 الفجر ... أنا لما غفلت كانت الساعة 2 بعد نص الليل
- 2 بعد نص الليل ؟ معقولة كل ده 3 ساعات بس ؟ أنا فاكر إنى دخلت المكتب الساعة 11
- ينيلك ؟ ياض إنت هنا بقالك 24 ساعة وعليهم 4 ساعات ... أنا أول ما جيتلك كانت الساعة 11 الضهر .
- وفضلتى هنا كل ده يا إلهام مروحتيش ؟
- ياض اروح ازاى واسيبك ... البت إيزابيلا قالتلى انك متعود تسيبها وتيجى تشتغل ... طبعا بما إنك اتنيلت وطلعت الشغل ده يبقى مقطعتش علاقتك بيها وكنت متنيل نايم معاها ... مانا عارفاك مبيطلعش منك الشغل ده غير لما تبقى قايم من فوق مرة
- مش قادرة تسيبنى أصدق إنك مبسوطة بشغلى من غير ما تطولى لسانك ... ياللا بينا أروحك علشان ارجع اروح انام شوية ... كده معادنا مع إيزابيلا كمان كام ساعة ... وعايز اتصل بمنى اطمنها ... أكيد قلقانة علشان ماتصلتش بيها
- يا بجاحة أمك يا أخى ... خايف على قلق منى وانت لسة قايم من فوق واحدة تانية من كام ساعة؟ متخافش .... أنا اتصلت بيها وطمنتها إنك زى القرد بس الحالة جتلك وتوهت فى الشغل ونسيت الوقت
- ماشى ... أكلمها فى الطريق ... أنا متأكد إنها صاحية مستنية تليفونى ... هاكلمها من اقرب كابينة واوصلك وبعدين اروح
- لأ ... كلمها فى التليفون وبعدين نروح سوا نجيب هدومك اللى هتروح بيها معانا عند إيزابيلا وهات معاك بيجاما وتعالى بات عندى ... فيه أوضة نوم تانية تبقى تنام فيها .
- بس ده هيبقى إزعاج ليكى يا إلهام
- لا إزعاج ولا بتاع ... مانت قارفنى فى عيشتى من ساعة ما شوفت خلقتك
- إنت مش ممكن يا أمجد ... مش عارفة الرجالة كلهم زيك كده ولا انت عندك عيب خلقى ولا دى إعاقة ذهنية ... بتحب منى وانا متأكدة ... ومتمسك بسهام وبتقول إنك بتحبها وبتخونهم الإتنين مع إيزابيلا ... مبقتش عارفة إنت إيه بالظبط
- مش عارف يا إلهام ... أقسملك إنى مش عارف ... باحب منى وباحب سهام ... وفعلا كنت رايح لإيزابيلا أقطع علاقتى بيها ... لكن مقدرتش ... مقدرتش يا إلهام
- خلاص يا أمجد ...إهدى وبلاش نتكلم فى الموضوع ده دلوقتى ... إنت مرهق ومنمتش من ساعة ما وصلنا ... نبقى نتكلم بعدين
- خش خدلك حمام قبل ما تنام علشان جسمك يفك وتنام مستريح
سقط أمجد فى نوم عميق إستيقظ منه على يد إلهام تهزه برفق ليفتح عينيه ويراها أمامه مبتسمة
- قوم يا بغل علشان تلحق تستعد لمعاد السنيورة بتاعتك ... الساعة بقت 1 الضهر
- ياه ... أنا نمت كتير قوى ... مصحتنيش بدرى شوية ليه يا إلهام
- ياض انت بقالك كام يوم صاحى ... وطول مانت بتشتغل واقف على رجليك مبتقعدش ... قوم خدلك دش على ما احضرلك لقمة تاكلها
- تحضريلى لقمة إيه ؟ إنتى عندك حاجة تتاكل
- أمال إيه يا بغل انت ... انا قبل ما اروحلك المكتب مليت التلاجة هنا ... مش بتاعت أكل جاهز انا .
- أنا كنت فاكرك بتاكلى مع الريس والمدام
- مانا ساعات باجوع بليل ياض ... هاخبط عليهم أقولهم أكلونى فى نص الليل
- آه صحيح ... إنتى جبتى نعناع منين هنا ؟
- لقيته فى السوق ... وانا رايحالك المكتب خدت معايا شوية ... مانا عارفة إنك بتحبه
- كان نفسى الريس يشوف التصميم بتاعى ... بس النهاردة الحد والمكتب قافل ... هاطلب منه بكرة يجيى معايا يشوفه
- الريس فى المكتب دلوقتى بيشوفه ... لما حكيتله عليه إتصل بفريدريك وطلب يروح المكتب يشوفه ... فريدريك نفسه لما الريس قاله مكانش قادر يستنى لغاية بكرة ... وبعدين انت مش رايح المكتب بكرة ... سهام وابوها جايين الصبح .
- بجد سهام جاية بكرة ؟ تستاهلى بوسة عالخبر ده يا إلهام
- بوسة إيه ياض ؟ إنت فاكرنى عيلة من اللى بتضحك عليهم ؟ وبعدين انا كلمت سهام وقالتلى بنفسها إنها عايزة تطلق منك ... يعنى متفرحش قوى كده
- أسمعها منها بودنى يا إلهام
- طب قوم يا خويا خدلك دش وإفطر وخلى الموضوع ده لبكرة قوم بسرعة ... الريس زمانه راجع وأكيد هيعوز يقعد معاك
- تصدق ياض يا أمجد البت فنانة بجد ... كادراتها غير طبيعية
- مش قولتلك يا إلهام هتحبيها ... شوفتى ذوقها حلو إزاى ... كل حتة فى بيتها بتقول انها فنانة
- لا هاحبها ولا هانيلها ... كفاية ياخويا الاتنين التانيين اللى حبتهم بسببك ... والبت عنيها كلها حب يا زفت الطين ... مبتقعش غير واقف يابن المحظوظة ... لأ وجايبالك شيشة وبتاع ... جابتها منين بنت القرود دى ؟
- جايبهالى من تركيا مخصوص ... وجايبة معاها معسل مقولكيش على جماله ... بعد الغدا نبقى نضربلنا حجرين .
- ومالو يا خويا ... ولو إنى باتكسف ادخن قدام مرات الدكتور ... بس هاعمل نفسى عبيطة
.............................................................................................
وأخيرا أتى اليوم الذى انتظره أمجد لسنوات ثلاث ... أخيرا سيرى الزوجة التى ساندته فى محنته ورافقته لسنوات أربعة ملأت فيها حياته بالحب ... وصل أمجد مبكرا لشقة إلهام بعد أن قام بزيارة للبنك لفتح حساب وللقنصلية لتسجيل نفسه ومقابلة مسؤل الأمن واتصل برقم تليفون الشيخ ابو ابراهيم ليمليهم رقم حسابه والذين طلبوا منه إعادة إرسال الرقم بفاكس أملوه رقمه
إلهام هى الصديقة التى يمكن لها أن تسانده فى غياب الدكتور إبراهيم ... إصطحب أمجد معه شريط كاسيت وضعه بداخل جهاز الكاسيت الضخم الموجود بغرفة الصالون قبل أن ينفرد بإلهام
- إلهام ... عايز منك خدمة صغيرة ... عايز إقعد مع سهام لوحدنا فى أوضة الصالون ... عايز اسمع منها اللى هيا عايزاه بعيد عن أبوها
- يابنى انت لسة عندك أمل ؟
- آه يا إلهام ... أنا متأكد إن سهام بتحبنى زى ما ابحبها ... أنا من حقى أسمع هى عايزة إيه بعيد عن أبوها ... أبوها هيسمع كلامك لو طلبتى منه ده
- يسمع كلامى إيه يا عجل انت ... يعنى تتجوز البت من وراه وتخليها تقف قصاده وعايزه يسمع كلامى ويسيبها معاك لوحدها ؟ ليه ماسكة عليه ذلة أنا ولا إيه
- يا هوما يا قمر إنتى ... الراجل أكيد لسة دايب يا جميل .
- بس يا واد بلاش قلة أدب ... دايب إيه وهباب إيه ... الكلام ده كان من سنين
- يا قمر إنتى ... هوانتى اللى يحبك يقدر ينساكى برضه ... ده تلاقيه هيموت ويقعد معاكى لوحدكم ... بصى ... أنا هاطلب منه أقعد مع سهام لوحدنا وانتى بس إسندينى فى الكلام
- ماشى يا بغل ... هاحاول بس متنتظرش إنه يوافق ... أو حتى سهام توافق
- سيبى سهام عليا ملكيش دعوة
- ماشى يا أمجد ... مش عارفة اخرتها إيه معاك بس ماشى
دخلت سهام خلف أبوها منكسة الوجه مكتئبة الملامح ... لكنها كما تعودها ... جميلة لم يُنقِص من جمالها كل ما تعرضت له ... ظل أمجد واقفا متحملا تلك النظرة القاسية من أبو سهام الممتلئة بكل إحتقار له ولفعلته ... طلبت إلهام من الجميع الجلوس فى بهو الشقة المتسع بعد أن طلبت من الجميع التحدث بهدوء ... قفز قلب أمجد فرحا بعد أن لاحظ مالم يلحظه غيره ... أشياء ثلاثة تعنى له الكثير ... خاتم رخيص كان اشتراه لزوجته فى أول أيام زواجهما ... وسلسلة فضية إشتراها لها فى آخر عيد ميلاد لها عندما كانا سويا ... وذلك الخلخال الذى اشترته فى بداية علاقتهما كى تنافس به خلخال منى
شعر أمجد أنها لا تريد الطلاق رغم ماصرحت به لإلهام ورغم ما يبدو على وجهها ... وبعد أن استقر الجميع جلوسا وسهام تشيح بوجهها بعيدا عن أمجد قطع أمجد الصمت
- ممكن يا عمى أقعد مع سهام لوحدنا شوية ؟
- سهام مين اللى تقعد معاها يا حشرة أنت ... إنت طلبت تسمع منها إنها عايزة تطلق وانا طاوعت مدام إلهام وجبت سهام معايا علشان تقولهالك ... كفاية كده ونخلص أحسنلك
- يا عمى سهام لسة مراتى شرعأً ومن حقى اسمع منها طلباتها من غير وجود حضرتك
- متقولش عمى دى تانى على لسانك يا صرصار إنت .. فاهم
- فاهم ... بس انا مصر إنى اسمع منها على إنفراد
- خلاص بقى يابو سهام ... سهام لسة مراته ومن حقه وحقها يتفاهموا
- يتفاهموا على إيه يا إلهام ؟ لازم يرمى عليها يمين الطلاق قدامى دلوقتى
- علشان خاطرى انا ... هيا عايزة تطلق وهو هيعمل اللى هى عايزاه ... قلقان من إيه بقى ؟ وبعدين فعلا هى لسة مراته ... يدخلوا الصالون تقوله اللى هيا عايزاه وهو هينفذه ... هو وعدنى وانا مصدقاه
- بس يا إلهام ...
- مافيش بس ... باقولك علشان خاطرى ... وكمان فيه موضوع تانى عايزة اتكلم معاك فيه ومش عايزة العيال دى تسمعه ... أمجد ابنى زى ما سهام بنتك ... وبنتى
- طب إتفضل غور فى داهية واسمع منها بودانك ... عارف لو قولتلها كلمة تضايقها هاعمل فيك إيه ؟ هاقتلك
- سهام ... وحشتينى
- إتكلمى يا سهام ... قولى عايزة إيه
- طلقنى يا أمجد
- عايزة تطلقى بجد يا سهام ؟
- آه عايزة اتطلق ... إنت مش إتجوزت حبيبتك خلاص ... عايز منى إيه بقى ؟
- وانتى إيه يا سهام ؟ إنتى كمان حبيبتى ... ومراتى ... يا سهام إنا مسمحتش لحد يشوفنى ضعيف غيرك ... محدش حاول يعالجنى لما كان جسمى كله كدمات غيرك ... محدش وقف جنبى غيرك فى شغلى وفى حياتى ... بعد كل ده مش عايزانى أقول عليكى حبيبتى
- يا سلام ... علشان كده أول ما منى ندهتلك جريت عليها ... إنت محبتنيش يا أمجد ... أنا كنت تعويض ليك عن منى وأهى منى رجعتلك ... سيبنى أشوف حياتى بقى
- يا سهام أنا مقدرش استغنى عنك ... مش قادر اتخيل حياتى من غير وجودك فيها ... يا سهام أنا باحبك ... إنتى حب عمرى الحقيقى يا سهام
If you go away
On this summer day
Then you might as well
Take the sun away
- يعنى أول مرة تقولى باحبك وانا معاك تكون واحنا بنتطلق ؟ وبعدين احنا لسة فى الشتا
- مين قال إن إحنا هنطلق ... أنا مش ممكن افرط فيكى طول مانا عايش وصيف أو شتا لو بعدتى عنى هتاخدى الشمس معاكى .... يا سهام إنتى الشمس اللى بتنور حياتى
- بتتجوز عليا يا أمجد .... وأعز صاحبة ليا ... وفى شقتى اللى كل حتة فيها على ذوقى ... وعلى عفشى اللى إتفصل ليا مخصوص
- شقة إيه وعفش إيه يا سهام ... هو ابوكى مقلكيش على اللى رجالته عملوه فى الشقة ... ابوكى مخلاش فيها شقة ولا عفش ... حتى البلاط خلعوه من مكانه ... والعفش دمروه ومخلوش فيه حتتين خشب ماسكين فى بعض
- بابا عمل كده ؟ هو قالى انه جاب هدومى وورقتين الجواز من هناك وبس
- لأ عمل كده وأكتر من كده كمان
- وسميرة اللى كانت رايح جاى معاها ... بابا ورانى صورك معاها ... حتى صورتك وانت بتبوسها خلانى اشوفها
- ماهو ده من ضمن اللى عمله ابوكى ... كان ممشى ورايا ناس تراقبنى وانا عرفت ... إفتكرت لما يشوفنى مع سميرة هيرجعك مصر واشوفك تانى ... كانت عارف إن اللى ماشيين ورايا تبعه وهيبلغوه بكل اللى باعمله
- تقوم بايسها يا أمجد ... تبوس سميرة وانت عارف إنها اكتر واحدة باغير منها
- انا لو قالولى إنى ابوس حية سامةعلشان ترجعى مصر واشوفك كنت هاعملها ... كنت مستعد اضحى بعمرى علشان بس اشوفك تانى ... انا باحبك يا سهام
- بجد يا أمجد بتحبنى ؟ يعنى بتحبنى زى ما بتحب منى ؟
- لأ يا سهام ... باحبك أكتر من منى
- وانا كمان باحبك يا أمجد ومش متخيلة انى ممكن أكون مع راجل غيرك ... كنت هاموت وبابا بيورينى صورك مع سميرة ... انا كنت باتضرب وانت بتبوس ... يا خاين
- سيبك من سميرة ومن سيرتها دلوقتى ... مش عايز اسمع منك كلمة طلقنى تانى دى طول عمرى
- بتحبنى حتى بعد ما تخنت وجسمى إتغير
- تخنتى ؟ إنتى لا تخنتى ولا حاجة .... إنتى طول عمرك قمر وهتفضلى قمر
- لأ ياخويا تخنت ... دانا تخنت أكتر من خمسة كيلو ... بس متخفش هاخسهم تانى علشان يرجع جسمى زى ما كان ... مانا كنت محبوسة ومافيش قدامى غير الأكل أطلع غلى فيه
- أوعى !!... إنتى كده أحلى يا حبيبتى
- أقولك حاجة ؟ أنا كنت باقولك طلقنى وخايفة تعملها بجد ... انا باحبك يا أمجد رغم إنك رجعت لمنى اللى سابتك من غير سبب
- متظلميش منى يا سهام ... منى ضحت بيا غصب عنها لو عرفتى السبب هتعذريها
- وإيه هو السبب اللى خلاها تتخلى عنك فجأة كده
- يا حبيبتى يا منى ... كلنا ظلمناها وكل اصحابها قاطعوها وهى يا حبيبتى كانت بتتعذب وشايلة فى قلبها كل ده
- شوفتى بقى أنا رجعتلها ليه ؟ علشان ماظلمهاش أنا كمان
- وهنعمل إيه دلوقتى ؟
- هاكتب عليكى طبعا ... رسمى مش عرفى
- بابا مش هيوافق يا أمجد ... مبيقولش عليك غير الصرصار اللى اتجوزتيه عرفى
- طز فى ابوكى يا سهام ... إحنا خلاص مع بعض ومش هيعرف يفرقنا تانى ولا هيعرف ياخدك منى تانى
- ومُنى ؟ هتعمل معاها إيه ؟ أوعى تقول إنك هتطلقها .... أنا ميرضنيش إنها تتجرح جرح زى ده
- ولا انا ممكن اعمل حاجة زى دى ... نحل المشاكل الأهم فالمهم ... أهم حاجة دلوقتى إنى أكتب عليكى رسمى ومحدش ياخدك منى تانى
- إنتى بتعملى إيه يا كلبة ... ده اللى عايزة تطلقى منه ؟ مرمية فى حضنه يا حيوانة
وكأن أبو سهام وجدها فرصة ليشفى غليله من هذا الذى أخذ منه إبنته فانهال على أمجد بالركلات والصفعات وأخذ أمجد يتراجع بظهره وهو يحيط زوجته بذراعيه غير مبالى مما يناله من ضربات تزداد حدة ضربة بعد أخرى حتى وقف الحائط بينه وبين مزيد من التراجع وباتت الجميلة بينه وبين الحائط تحتمى بجسده الذى تحول لكيس ملاكمة لقبضة الأب لكنه لم يهتز لمرة وتحمل كل ما يطاله من ضربات فازداد غيظ الأب الغاضب من ثبات هذا الذى يعتبره حشرة فأمسك بالفازة الموجودة بالغرفة ليضرب بها وجه أمجد فتتحطم ويبدأ رأسه بالنزف فوق عينه اليمنى تماما ويغطى الدم عيناه لكنه لم يسقط وازداد تشبثا بحماية إمرأته ولكن ...
لكنه فى النهاية سقط ولم يستطع المقاومة فانهال الأب على جسده بركلات متتالية حتى بدأت الدنيا فى الإظلام فى عينى أمجد وبدا فى فقدان وعيه ... وكان آخر ما رآه هو إلهام وقد تحولت لنمرة شرسة تدافع عن وليدها وسهام وقد جثت بجوار رأسه تحاول بيدها إيقاف النزيف الذى اندفع من جبهة زوجها مغرقا كل ما حوله
.............................................................................................
أفاق أمجد على نفس الصوت الذى أفاقه فى غيبوبته الأولى ... لكن تلك المرة كان يعلم أنه صوت سهام ... زوجته الحبيبة
- قوم يا حبيبى ... أنا جنبك ومستنياك
- أنا فى المستشفى ؟ جيت هنا ازاى
- الإسعاف جابتك يا عين امك ... الحارس سمع صوت زعيق ابو الممحونة اللى جنبك وصوت الرزع والتكسير فطلب البوليس ... والإسعاف جت شالتك جابوك على هنا
- وابو سهام فين ؟
- البوليس خده عالقسم باين... مكناش عارفين نتفاهم معاهم لغاية ما الريس اتصل بفريديرك فهمهم إن الممحونة دى مراتك وانا امك وهو ابو مراتك وحصلت مشكلة بينه وبينك... سابونا نقعد جنبك وخدوا ابوها عالقسم وفريدريك راح معاه... كانوا عايزين يتصلوا بالقنصلية لكن فريدريك أقنعهم يستنوا لعاية مانت تفوق وياخدوا أقوالك ... فيه واحد من البوليس واقف على باب الأوضة مستنيك تفوق
- والريس فين دلوقتى ؟ راح مع ابوسهام القسم ؟
- لأ الريس فى الإستراحة برة مستنيك تفوق
- طيب نادى علي الظابط اللى واقف برة وخلى الدكتور يجيى لو سمحتى يا إلهام ... مينفعش الموضوع يوصل القنصلية خالص ... إنتى متأكدة يا سهام إنك تخنتى مش ورمتى من ضرب ابوكى
- إنت بتهزر ... ابويا مكانش بيضربنى بالغباوة دى ... كنت زمانى مُت فى إيده
- أنا آسف لحضرتك يا دكتور بس الموضوع لازم يتلم ... حضرتك لو ممكن تروح مع الظابط ده لغاية القسم تفهم ابو سهام إنى قلت فى المحضر إنه حمايا وإنه كان جايب الفازة هدية ليا انا وسهام بمناسبة جوازنا وانا باتفرج عليها إتكعبلت فى السجادة ووقعت ودماغى خبطت فى الفازة وإتعورت ... خلى فريدريك يترجم اللى هيقوله لإنهم مبيعرفوش إنجليزى ... اللى فهمته إن فريدريك ظبطهم فى القسم وهيعدوا أى حاجة يقول عليها
- هو هنا كمان الشرطة بتتظبط ؟
- يووووووه يا إلهام ... أكتر من عندنا كمان
- طيب يا أمجد هنعمل إيه دلوقتى ؟ يعنى ناوى على إيه
- هاتجوز سهام رسمى يا دكتور
- يابنى مش باتكلم على سهام ... إنت هتقعد فى المستشفى لغاية ما تخف ولا هتعمل إيه ؟
- لأ يا دكتور مستشفى إيه اللى اقعد فيها ... دى شوية كدمات وهتخف على طول .
- كدمات ؟ ياض إنت واخد 3 غرز فوق عينك ووشك مش باينله ملامح
- يا إلهام ياما حصلى اكتر من كده وانا بالعب ... متقلقيش انتى بس ... انا عايز اقابل ابو سهام اول ما اخرج من المستشفى ... ممكن تساعدنى يا دكتور ؟
- يعنى عايز اعملك إيه ؟
- نتقابل تانى فى شقة إلهام واطلب منه إنى اتجوز سهام رسمى
- ياض البت بتقولك بيعتبرك صرصار ... هيرضى يجوز بنته لصرصار؟
- نجرب تانى يا إلهام ... ماهو لو موافقش هتجوزها غصب عنه ... أنا وهيا دلوقتى كبار مش قُصّر لسة ... ولو نشف دماغه هاروح اعقد عليها فى القنصلية ... وطبعا سهام الخارجية كلها عارفة حكايتها مع الراجل اللى ابوها جوزهاله ... يعنى هتبقى فضيحة وابو الواد هيحس إنه اضحك عليه من ابو سهام ... وإنتى عارفة ابوه يبقى مين وممكن يعمل إيه
- يابن اللذينة ... هتبتز الراجل يعنى
- مش هابتزه يا إلهام ... أنا بس هاخد مراتى منه ... ممكن تساعدنى يا دكتور
- ماشى ... انا هاروح مع الظابط القسم دلوقتى و خلينا نتقابل فى شقتى المرة دى ... كفاية اللى حصل فى شقة إلهام ... وانا هاجيب ابو سهام وآجى
- شكرا يا ريس ... مش عارف أرد جمايلك عليا إزاى
- إلهام ... ممكن تخرجى علشان أمجد هيغير هدومه
- نعم يا روح أمك ؟ بتغيرى عليه منى يا بت ولا إيه
- لأ مش قصدى يا هوما ... دانتى امه ... بس ميصحش تشوفيه وهو قالع
- يا ممحونة مش هينفع يعمل معاكى حاجة دلوقتى بعد اللى ابوكى عمله فيه ... ده لو مكانش ابوكى بوظه خالص أصلا... وبعدين مانتى هتشوفيه وهو قالع يا هايجة ... مجتش عليا انا
- هو جوزى يا هوما .... يعنى مش هاشوف حاجة مشوفتهاش قبل كده
- أه يا كلبة ... ماشى هاروح اشوف حساب المستشفى على ما جوزك يغير ... يام شخة انتى وجوزك ابوشخة
- حساب إيه يا إلهام ... شركة التأمين هتدفع كل حاجة ... فريدريك مأمن على كل اللى فى المكتب
- خلاص هستناكوا برة ... إخلصوا بسرعة ... غيريله هدومه بس يا ممحونة مش حاجة تانية ... لما نتنيل نشوف ابوكى هيعمل إيه معاه
جلس أبو سهام وأمجد والدكتور إبراهيم فى غرفة الصالون الملحقة بشقة الدكتور وأمجد بملابسه الملطخة بدمه وقد وضعت ضمادة على جبينه أخفت نصف عينه اليمنى المغلقة ... وبعد صمت بدا طويلا بدأ الدكتور إبراهيم الحديث
- عايزين ننهى الموضوع يا جماعة و كفاية اللى حصل
- أنا يادكتور قدامك اهو باعتذر للباشمهندس على جوازى من سهام من غير علمه ... وباطلب إيدها منه فى حضورك
- سهام مين اللى تطلب إيدها منى يا صرصار إنت ... بنتى انا تتجوز صرصار زيك ؟
- يا باشمهندس أمجد دلوقتى أهم مصمم فى مكتب فريدريك ... وانت عارف وزن مكتب فريدريك فى العالم كله ... وغير كده أمجد دلوقتى شريك لفريدريك وهيفتحوا فرع فى مصر للمكتب اللى هنا
- برضه هيفضل فى نظرى صرصار ... هيشارك فريدريك بأيه الشحات ده ... كبيره خمسة فى المية نظير الإدارة
- لأ يا باشمهندس ... نصيب أمجد فى مكتب مصر 25% ... وغير كده أمجد دلوقتى ليه إسم كمصمم ... يعنى إنت هتجوز بنتك المهندسة لمهندس شاطر إنت محتاجه .... أنا عرفت إنك أخدت أرض فى الساحل الشمالى علشان تعملها قرية سياحية ... أكيد لما يكون معاك مصمم شاطر هيبقى تصميم القرية ومبانيها حاجة تانية ووحداتها هتتباع بفلوس تانية... شوف بقى لما يبقى المصمم ده كمان جوز بنتك ... شوف هتوفر كام بس فى بند التصميم
- خلاص ... يجيى يطلبها منى حسب الأصول
- ما هو أنا باطلبها من حضرتك أهو
- لأ يا حبيبى ... تيجى تطلبها منى فى بيتى ... ويا إما أوافق أو موافقش
- يا عمى هاطلب منك أيد مراتى ؟
- ما تقولش عمى دى علشان بتفور دمى ... ومش مراتك لسة ... لما ابقى اوافق وتتجوزوا رسمى تبقى مراتك
- طب اقولك إيه بس ؟ حضرتك لسة ماضى على محضر رسمى إن انا جوز بنتك .
- لأ ... لازم تيجيى تطلبها منى واوافق
- حضرتك انا لسة قدامى هنا شهرين تلاتة لغاية ما أرجع مصر ... هنستنى كل الوقت ده علشان اطلبها منك
- خلاص ... تيجيى تطلبها منى هنا فى البيت اللى انا قاعد فيه ... وتجيب ابوك معاك ... هى دى الأصول
- هاجيب ابويا منين دلوقتى ؟ أبويا أصلا علشان ياخد موافقة ويطلع فيزا أكون انا رجعت مصر
- خلاص يا باشمهندس ... إعتبرنى انا ابوه هاجيبه وآجى نطلبها منك هنا قبل ما تسافر ... ولا انت مش عايز تناسبنى ... أمجد زى ابنى بالظبط
- إزاى بس يا إبراهيم مش عايز اناسبك ... أنا موافق ... تعالوا بعد بكرة قابلونى واطلبوها منى ... و تسمعوا طلباتى وطلبات البنت
- خلاص يا باشمهندس إحنا موافقين ... بعد بكرة هاجيب أمجد ونطلب منك إيد سهام رسمى ... نقرا الفاتحة بقى
- فاتحة إيه بس يا إبراهيم ... لما تيجوا ونتفق نبقى نقرا الفاتحة .
- خلاص إتفقنا ... ننادى العروسة بقى علشان تسمع الإتفاق
- إحنا متفقناش على حاجة لسة ... والولد ده مش هيشوفها غير بعد ما نتفق ويوافق على طلباتى
- وانا موافق يا عمى ... مش هاحاول اشوفها من غير موافقة حضرتك
- قلت كلمة عمى دى بتعصبنى ... مش عايز اسمعها منك تانى
- تحت امرك يا عمى
- شوف الواد برضه ... قلتلك متقوليش عمى
- ....................................................................................................
مكث أمجد فى شقته ولم يعد يحمل هم الإتصال بمُنى من كابينة التليفون بعد أن عثر بالمصادفة على رقم مكتب إتصالات يستطيع أن يطلب منه مكالمات دولية من مكانه نظير عمولة بسيطة يرسل له أحد مندوبيه لتحصيل قيمتها مع قيمة المكالمة فلم يخرج من بيته ذلك اليوم وتكفلت إلهام بإحضار طعامه وطمأنته على سهام بعد أن وعدت أبيها بأنها لن تتصل به قبل أن يتقدم له بطلب يدها .
واتى يوم لقاء أمجد والدكتور إبراهيم بأبو سهام واصطحبا معهما بالطبع إلهام ووصلوا جميعا للفيلا الفاخرة التى يقطنها أبو سهام مع أسرته الصغيرة والتى تنافس فى فخامتها الفيلا التى يملكها فى مصر واصطحب أمجد معه باقة زهور ضخمة وأحد صندوقى السيجار الذين اشتراهما من المطار كهدية لأبو العروسة
جلسوا جميعا مع أبو سهام الذى تقمص دور الأب الذى يقابل طالب يد أبنته مما أثار فى نفوسهم شيئا من السخرية لكنهم كانوا جميعا على علم بأن المقاول الكبير يتقمص الدور للحصول على أكبر مكاسب ممكنة من الزيجة التى يعتبرها صفقة جديدة يضيفها لسلسلة صفقاته الناجحة
- خير يا بنى ... كنت عايز تقابلنى فى إيه ؟
- مانت عارف إحنا جايين ليه ... مالك يا عم
- لأ بصراحة مش عارف يا مدام إلهام
- إستنى بس يا إلهام ...إحنا جايين يا باشمهندس نطلب إيد بنتك سهام لإبننا أمجد
- أنا يشرفنى يا دكتور ... لكن هل أمجد هيقدر على طلباتى
- أنا تحت أمرك يا عمى فى كل اللى تطلبه
- إنت عارف إن سهام بنتى ووريثتى الوحيدة ... يعنى لازم أكون متأكد إنك مقدرها ومش طمعان فيها
- أؤكد لك يا عمى إنى هاشيل سهام فى عنيا ومش هازعلها فى يوم
- وهتقدر على مهرها ؟
- أنا تحت أمرك
- أنا مش هاطلب منك فلوس مهر ... لكن ... تصميمات القرية السياحية بالكامل هتعملها مجانا ... من بلانات المعمارى لغاية الماكيت ... مش بتقول إنك شريك فى مكتب التصميمات ؟
- وإحنا موافقين يا باشمهندس ... بلانات القرية كلها والماكيت مهر سهام
- بس يا دكتور .....
- أسكت إنت يا أمجد ... طلباتك إيه تانى يا باشمهندس
- الشبكة ... الشبكة تكون فى حدود ....
- الشبكة سهام اللى تختارها زى ماهى عايزة ... أجل الكلام فى الشبكة لغاية ما سهام تيحيى وتقول رأيها
- ماشى كلامك يا مدام إلهام .... أهم حاجة بقى ... أنا موافقش إن بنتى تكون زوجة تانية
- سامحنى حضرتك فى اللى هاقوله لكن سهام هى الزوجة الأولانية ... إحنا متجوزين من 7 سنين
- برضه مش هتعرف تنرفزنى ... خلاص يبقى انا موافقش إنك تتجوز على بنتى
- حضرتك لما نكتب الكتاب هابقى إتجوزت بنتك على مراتى ... يعنى هتكون هى الزوجة التانية
- إنت هتلاعبنى ... أجيلك من هنا تجينى من هنا .... خلاص أنا مش موافق إن بنتى يكون لها ضرة وخلاص
- أعتقد يا عمى الرأى الأخير فى الموضوع ده يكون لسهام
- يا باشمهندس ... سهام عارفة إنه متجوز ومراته صاحبتها ومش هتمانع
- بس لو فى يوم جيت على بنتى يا صرصار إنت هاخرب بيتك
- متخافش حضرتك ... عمرى ما هاجى على سهام
- نيجى بقى لأهم نقطة ... هتعيش بنتى فين ؟ أظن الشقة اللى كانت حيلتك هتتجوز فيها مراتك التانية
- هأجر لسهام شقة فى المكان اللى هيا تحبه
- بنتى انا تعيش فى شقة متأجرة ... ده اللى مش ممكن اوافق عليه ... بنتى طول عمرها عايشة فى فيلا
- ماهو يا عمى أنا إمكانياتى متسمحش بأنى أشترى فيلا دلوقتى
- تبقى تعيش مع بنتى فى فيلتى فى مصر ... هتبقى بنتى تحت عينى وحتى لما تبقى مع مراتك التانية تبقى هى فى ونسنا أنا وامها ... أوضتها واسعة ... تبقى تشترى أوضة نوم نفرشها فيها وخلاص
- إزاى بس ياعمى ... كده مش هنبقى براحتنا فى وجودك إنت وماماتها طبعا
- براحتك يعنى إيه يا ولد ... ما تحترم نفسك
- مش قصدى يا عمى ... قصدى لو هزرنا مع بعض وصوتنا على ولا حاجة أكيد هيكون فيها إحراج
- خلاص بقى متحبكهاش ... نسأل سهام ... لو عايزة تعيش فى الفيلا معاكم أمجد هيوافق لو عايزة شقة يبقى يشتريلها شقة بالتقسيط حتى
- بس يا مدام إلهام ....
- مافيش بس ... وافق بقى ومتبقاش رذل
- بس كده يبقى فيه طلب تانى نظير إن بنتى هتعيش فى شقة أو معايا
- تحت أمرك
- تشتغل عندى فى الشركة
- أشتغل عند حضرتك إزاى يعنى ؟ إنت عارف حضرتك أنا بآخد كام فى شغلى؟
- هتكون بتاخد كام يعنى ؟
- أمجد بياخد فى الساعة مبلغ كبير بالدولار يا باشمهندس
- فى الساعة ؟ هو انا بأجر عجلة ؟ وهو هياخد منى زى ما بياخد من الغريب ؟ ماهى فى الآخر شركة مراته
- والمكتب يا عمى اللى هيتفتح فى مصر ده ؟ مانا لازم اكون موجود فيه ...هاشتغل عند حضرتك إزاى
- خلاص ... أنا هاحلهالكم ... أمجد يشتغل معاك فى شركتك يومين فى الإسبوع بنص أجره اللى بياخده
- خلاص موافق علشان خاطرك بس يا دكتور... بس هيبقى مسؤل عن قسم التصميمات فى الشركة عندى كله ... أى غلطة هيتحبس هو
- ماشى ... وإحنا موافقين ... نادى بقى عالعروسة ناخد رأيها فى اللى قولنا عليه ونقرا الفاتحة
- لسة حاجة أخيرة
- يووووه ... لسة إيه تانى ... أنا اتخنقت منك وهاخد الواد ونمشى
- لأ ... دى حاجة فى مصلحة الجميع يا مدام إلهام... الجوازة دى لو تمت لازم تفضل سر محدش يعرفه غير فى الوقت المناسب ... إنتو عارفين لو أبو طليق سهام عرف ممكن يعمل فيا وفى أمجد إيه ... حتى الشغالين اللى فى الفيلا لو سهام وافقت تقعد معايا هاجيبهم كلهم أجانب ... مش هارجّع غير الدادة بتاعت سهام والبواب ... دول بس اللى هثق فيهم لإنهم هيحافظوا عالسر
- ماشى ياسيدى ... محدش هيعرف غير لما ابو المحروس يغور فى داهية تاخده ... روح بقى خلى العروسة وامها يجوا ويجيبوا القهوة ... ولا يجيبوا الشربات علطول
- يا دكتور طيب تصميمات المعمارى أنا هاعملها والديكور أنا وإلهام هنعملها ... باقى التصميم مين هيعمله بس
- يا أمجد هو احنا أول ما هنفتح المكتب هيجيلنا شغل علطول كده ؟ لغاية ما فريدريك يبقى يبعت لنا شغل يبقى المهندسين هناك يشتغلوا على المشروع بتاع حماك .... كده أو كده هياخدوا مرتباتهم
وقف الجميع وحمل أمجد باقة زهوره وتقدم نحوها لتتناولها منه وتضمها لصدرها فبدت وكأنها أجمل زهرة فى باقة الزهور وعلى عكس ما كان يتوقع أمجد فقد بدت سعادة حقيقية على وجه أمها التى تجاورها ... إنها سعيدة لسعادة ابنتها
جلست سهام على الكنبة المواجهة للمقعد الذى كان يحتله ابيها وجلس أمجد إلى يسارها واحتلت إلهام الطرف الآخر ممسكة بيدها تساعدها على تجاوز خجلها وبدا الأب سعيدا بتلك السعادة التى فيها ابنته
- يا سهام ... الباشمهندس أمجد طالب إيدك ... أنا موافق لو انتى موافقة ... لكن فيه حاجات لازم ناخد رأيك فيها الأول وتوافقى عليها
- اللى تشوفه يا بابا .
- أول حاجة انتى عارفة إن أمجد متجوز ... موافقة تكونى زوجة تانية ؟
- أنا الأولانية يا بابا مش التانية
- يووه هتعملى زيه واقولك التانية تقولى الأولى وأقولك الآولى تقولى التانية
- أنا موافقة يا بابا ... منى أعز صاحباتى ومش ممكن أجرحها
- تانى حاجة الشبكة ... إحنا اتفقنا إنك تختارى الشبكة اللى انتى عايزاها وأمجد إتعهد إنه يجيب اللى انت عايزاه
- شبكة إيه يا بابا ... أمجد إشترالى شبكة غالية لما كنا ... كنا ... كنا مع بعض يعنى ... وانا مش عايزة شبكة تانية
- إشترالك شبكة غالية ؟ إمتى ده ؟
- أنا حتى جايبها معايا ... اطلع أجيبها من أوضتى وارجع حالا
- كنت متأكدة إن ابوها هيعمل حركة الشبكة دى ... نزلت انا وسهام الصبح إشتريناها... هديتى انا والريس ليكوا يا بغل
- خلاص بقى يا جماعة ... أهى الشبكة موجودة ... أمجد يلبس سهام شبكتها دلوقتى ويبقى كله تمام
- إستنى يا مدام إلهام ... لسة باقى الأمور اللى لازم سهام تقول رأيها فيها ... أمجد يا سهام كان عايز تعيشوا فى شقة متأجرة ... وانا كان رأيى تعيشوا معانا فى الفيلا ... نوضب أوضتك وتعيشوا فيها حتى لما يبقى عند مراته التانية تبقى معانا . إيه رأيك ؟
- مش هنبقى على راحتنا يا بابا لو إتجوزنا فى أوضتى فى الفيلا ... أنا عندى رأى تالت ... إيه رأيكم نتجوز فى الملحق ... نزود عليه أوضة تبقى أوضة نوم وهابقى براحتى وبرضه معاكوا ؟
- ملحق إيه يا سهام ؟ باباكى هد الملحق وسواه بالأرض
- إنت بتقول إيه يا أمجد ؟ إنت عملت كده يا بابا ؟ حرام عليك ... دا كل ذكرياتى فيه من أول ما وعيت عالدنيا ... ليه كده يا بابا ...ليه كده
شعر الأب بالذنب وبإشفاق حقيقى على صغيرته فاتجه ناحيتها وأخذ يربت عليها فى حنان حقيقى إستغربه أمجد والحاضرين من رجل الأعمال الذى فشل فى كبح جماح مشاعره أمام إبنته فأوسعت له إلهام مكانها ليجذب ابنته فى هدوء برقة بالغة لحضنه ويربت عليها وهو يقبل رأسها
- متعيطيش يا سهام بالشكل ده ... هارجعلك الملحق أحسن مما كان ... بس بلاش تعيطى وانتى فى عز فرحتك
- أنا مش عايزاه أحسن من ما كان ... رجعهولى علشان خاطرى بس زى ما كان ... ورجعلى الدفاية مكانها
- خلاص هارجعهولك زى ما كان ... وهاعملك دور تانى فوق منه يبقى أوضة نوم ... مبسوطة ؟
- خلاص بقى يا بت متنكديش علينا وإحنا فرحانين ... إفردى بوزك ... أهو ابوكى قالك هيرجعهولك زى ماكان
- وكمان يا ستى أمجد هيشتغل معانا فى الشركة ... هنعمل قسم للتصميمات وهتبقى انتى مديرته وأمجد هيكون المسؤل عنه ... يعنى هتبقى مديرة جوزك ... وبدال ما بندفع فلوس لمكاتب تصمم لنا نوفرها ويبقى زيتنا فى دقيقنا
- خلاص بقى يا أولاد قوم يا أمجد لبس مراتك شبكتها ... قصدى خطيبتك ... يوووه أنا مبقتش عارفة انتوا مخطوبين ولا متجوزين
- نتفق بس على المواعيد يا مدام إلهام ... إحنا هنرجع أمريكا كمان كام يوم علشان نرتب حالنا ونجيب حاجتنا قبل ما نرجع مصر ... يعنى شهر كمان ونكون فى مصر ونبتدى فى بنا الملحق ... هيحتاج 6 شهور على ما يخلص يعنى نقول الجواز هيتم على شهر 9 مثلا
- شهر 9 بعيد أوى يا بابا
- يابت إهمدى مش قدام ابوكى ... يخربيت محن البنات ... خلاص تبقوا تقعدوا فى أوضة سهام وخلاص لغاية الملحق ما يخلص
- أنا قدامى هنا شهرين على ما ارجع مصر ... هاقعد هناك شهر وارجع هنا تانى علشان فيه شوية حاجات لازم أخلصها
- خلاص يبقى تدخلوا قبل ما ترجع وتقضوا شهر العسل هنا ... حتى تكون خلصت موضوعك هناك .
- لأ هنا مش هينفع ... مش هاعرف استمتع بالأجازة وفريدريك مش هيسيبنى فى حالى ... إناهآجى اخلص اللى ورايا وسهام تجيلى على مايوركا ... محدش هيزعجنى هناك
- ومالو يا خويا ... علشان تبقوا براحتكم ... موافق يابو العروسة ؟
- موافق يا مدام إلهام... نقرا الفاتحة
خاتمة
وهكذا إنتهى حكى الباشا فى هذا الجزء
أيام قليلة فى عمر الزمان لكنها كانت من أكثر الأيام تأثيرا فى حياته
لقد أصبح شريك فى مكتب تصميمات شهير ... عادت له زوجته الأولى التى حارب من أجل إستعادتها ... كانت أولى الخطوات فى تحوله من المهندس الشاب أمجد إلى الباشا رغم صغر سنه وقتها
أما كيف كانت علاقته بزوجتيه وكيف وازن بين علاقته بهما فأنا مثلكم فى إنتظار إستكمال حكيه فى الجزء الثالث من السلسة الثانية فأنا مثلكم متشوق لإكتشاف كيف تعامل مع كل ما يحيطه من أمور
إلى لقاء أرجو أن يكون قريبا
إذا كان بالعمر بقية
الجزء الثالث
مقدمة
وأخيرا عاد الباشا للحكى ... فى هذا الجزء كشف لى الباشا أسرار عن حياته لم أكن أتخيلها ... كشف لى عن أول مرة يطلق عليه فيها اللقب الذى رافقه طوال حياته ... كشف عن أشياء منها ما ذكرته ومنها مالم أذكره ... أسماء وأحداث أخفيتها وأخرى صرحت عنها بالإشارة ... أيام قد تبدوا لمن يقرأ عنها ما هو معروف هادئة ... لكن الهدوء الظاهرى كان يخفى تحته صراعات كشف لى عنها ... وكاعادة أصدقائى أرجوكم لا تكتفوا بقراءة الكلمات المكتوبة
لكنى أرجوكم أن تقرأوا ماهو بين السطور
والآن لنستكمل معا قراءة ما أملاه على الباشا
إستعاد أمجد عافيته بعد أيام قلائل من لقائه مع أبو سهام وهبط الورم الذى كان يملأ وجه ولم يتبق فقط إلا ضمادة بسيطة يخفى بها الغرز الثلاث فى جبينه وبقى يومان على موعد مغادرة سهام وأسرتها برشلونة للإستعداد للعودة لأمريكا ثم العودة لمصر.
دعا الدكتور إبراهيم وزوجته أسرة سهام لسهرة رآها واجبة للإحتفال بخطبة الزوجين و اختارملهى الفندق الشهير ذو الطراز المعمارى العتيق بوسط العاصمة بشارع la Rrambla أجمل فنادق العاصمة الكتالونية وقتها لقضاء تلك السهرة .
أصرت سهام على الذهاب للسهرة فى سيارة أمجد المتواضعة بدلا من الذهاب بتلك السيارة الفاخرة التى إستأجرها أبوها فقد إشتاقت لوجودها بجواره فى سيارة يقودها ... لم تدع سهام لحظة بمجرد تحرك السيارة حتى أحتضنت ذراع زوجها ... كم اشتاقت لملمس ذراعه على صدرها ... كم اشتاقت لمناكفاتها معه عن رفضه ركوب سيارة تقودها أمرأة ... كم اشتاقت لقبلة كان دائما ما يضعها على أناملها عندما يرفع كفها لفمه بيد بينما يقود السيارة بيده الأخرى ... إشتاقت لكل هذا ولم ترفع عينيها عنه طوال خمس وأربعون دقيقة إستغرقتها رحلة سيارة زوجها المتواضعة تتبع سيارة أبيها الفاخرة.
فى الموعد كانت سهام تسير خلف أبويها تتأبط ذراع زوجها ترتدى ذلك الفستان الأسود الضيق المفتوح الجانب الذى اشترته خصيصا لتلك السهرة.... لأول مرة منذ زواجها لا تجد نفسها تخشى من أن يراها أحد معارف أبيها مع أمجد ... زوجها وحبيبها ... كان دائما ما يعاملها كأميرة برقته حتى فى لفة ذراعه برقة حول خصرها ... تمنت أن يلف ذراعه حول خصرها كما كان يفعل دائما فى شقتهما التى دمرها ابوها وأصبحت الآن مملكة لأخرى ... لكنها لم تهتم ... فستنشئ مملكتها الخاصة من جديد ... الآن بدون خوف من علم أبيها وأمها .
وصلوا للملهى الفخم ذو الطراز الكلاسيكى والأرضيات الخشبية ومكان الرقص الفسيح فى وسطه الذى تتصدره فرقة موسيقية ليجدوا صاحب الدعوة وزوجته وبالطبع الأم الروحية لكلا الشابين قد سبقوهم ليجلس الجميع بترتيب الأصول
أبو سهام تجاوره زوجته ثم إلهام ثم زوجة الدكتورإبراهيم يجاورها زوجها .... جلست الجميلة سهام تجاور أبيها وجلس جوارها زوجها ... أو خطيبها حسب رأى أبيها ... لم تستطع سهام كبح جماح نفسها فألصقت فخذها بفخذ أمجد طوال فترة تناولهم العشاء وتسللت يدها أحيانا تتحسس فخذ زوجها الذى لم يتوقف لحظة عن ملامسة فخذها العارى الملاصق له حتى بدأت الموسيقى فى إشعال النار فى جسدى الشابين فوقف أمجد وأستأذن أبو سهام فى أن يراقصها .... وافق الأب على مضض بعد نظرة سريعة لوجوه الجالسين خجل بعدها من أن يرفض طلب أمجد
تلاصق جسدا الشابين خلال الرقص ونسيا كل الجالسين حول المائدة يراقبونهم ... كلهم بسعادة إلا أبو سهام الذى كان على وشك الإنفجار لولا لمسات زوجته المهدئة
نظرت أم سهام لإلهام وزوجة الدكتور الذين مالا على بعضهما يتحدثان بهمس وضحك مكتوم بينما ينظران للشابين المتراقصين وهى تشعر بأن الحديث يدور حول ابنتها فبادرتها إلهام هامسة ضاحكة كعادتها
- آه بنتكلم على بنتك ... عايزة تسمعى قربى دماغك هنا بعيد عن جوزك ... مبنقولش حاجة وحشة
- كنت باقولها إن بنتك مش هتعدى الليلة دى من غير ما تتبسط
- تتبسط اكتر من كده ؟ دول لازقين فى بعض وابوها عايز يقوم يخنقها
- لأ يا ختى ... هى عايزة تتبسط اكتر من كده ... دول كانوا مجننين أمى فى المكتب ... كنت باخاف أسيبهم لوحدهم خمس دقايق أرجع الاقيهم راكبين على بعض
- إيه ؟ بتبص لها كده ليه ؟ بنقول كلام نسوان ملكش دعوة بيه ... قربوا يا ستات نكمل كلامنا
- بس يا مدام إلهام أنا مكنتش فاكرة سهام ممكن تتجرأ كده ... عالأقل تتكسف من وجود أبوها ... متبينش جنانها كده
- إيه مدام إلهام دى ... قولى إلهام علطول متتكسفيش... وبعدين تتكسف من إيه يا ولية ... ده جوزها
- لأ جوزها إيه ... ده برضه يعتبر لسة خطيبها
- إنتى هتستعبطى ؟ مانتى عارفة إنهم متجوزين ... ده لو مكانش الحركة اللى عملها المفترى جوزك كان زمان عندهم عيلين تلاتة دلوققتى
- لا ياشيخة حرام عليكى ... عيلين تلاتة إيه اللى يجيبوهم فى 3 سنسن
- باقولك مبيهمدوش هما الإتنين ... إنتى فاكرة اللى بنتك بتعمله دلوقتى ده وهى بترقص مع أمجد جنان ؟ أنا دلوقتى هوريكى جنان بنتك على أصله
تانجو por una cabeza
بمجرد إنظلاق ذلك التانجو كأنما شيطان تلبس سهام فباتت إلتصاقتها بأمجد وإنحناءاتها حول جسده تعبر عن جرأة لا متناهية وطاوعها أمجد فى جنون رقصها فبات يحملها ويدور بها على أنغام التانجو بعد أن توقف كل من كانوا يرقصون عن الرقص وتحول كل من فى القاعة لمشاهدين معجبين بهذا الثنائى الشاب المتناغم وعادت النسوة لتجميع روؤسهن والحديث
- إيه ده يا مدام إلهام ؟ أنا مكنتش اعرف إن سهام بترقص تانجو .... دى بترقص مع أمجد كأنهم محترفين ... والبت معندهاش ريحة الكسوف
- قلتلك بلاش مدام دى ... عايزاها تتكسف من إيه ... دى بترقص مع جوزها ... يعنى شافوا بعض بلابيص ... إيه مكونتيش بتعملى كده وانتى فى سنها
- لا ياختى ... إحنا عمرنا ما عملنا كده
- مانتو علشان كده مخلفتوش غير بنت واحدة ... جتكوا خيبة
- دانتى مصيبة يا إلهام ... أحنا لازم نبقى اصحاب ... لما نرجع مصر انا مش هاسيبك إدينى رقم تليفونك فى مصر
- دى كده ماسكة نفسها علشان بتخاف من إبراهيم ... إقعدى معاها لوحدكوا كده هتسمعى منها بلاوى
- لأ دى متتسابش ... إلاقيكى فين فى مصر
- هتلاقينى مرزوعة فى مكتب جوز بنتك يا حبيبتى ... مافيش ورايا حاجة غيره هو ومكتبه ... باشتغله دادة وحارس فى نفس الوقت
- يعنى افتح نافوخك تانى علشان تتلم ... إيه اللى هببتوه ده قدام الناس
- يا عمى عملنا إيه بس ... واحد بيرقص مع مراته ... عادى يعنى
- قولتلك متفولش عمى دى ... ومش مراتك لسه ... لما تبقى تدفع مهرها تبقى تقول مراتى
- تحت أمرك ... طب لما احب اكلمك اقولك إيه
- متقولش حاجة ... لما تحب تكلمنى قول اللى انت عايزه من غير ألقاب ... أنا أصلا مش عايز اسمع صوتك
- هاتولى البت دى جنبى ... عايزاها فى كلمتين ... أقعدى انتى جنب جوزك يام سهام بس خليكى معانا ... علشان نعرف البت دى غلطتها
- إيه يابت يا سهام الحلاوة دى ... كان ناقص تقلعى الواد بنطلونه وانتى بترقصى
- بس يا إلهام ... أنا كان متهيألى ابوها هيقوم يجيبها من شعرها وسط الناس ... لولا خاف من الفضايح كان عملها
- يجيبها من شعرها ليه ياختى ؟ واحدة بترقص مع جوزها
- كان واحشنى اوى يا إلهام ... 3 سنين محرومة منه ... لولا خوفى من بابا كنت عملت اكتر من كده
- شوفى البت ... يابت بلاش هيجان ... الهيجان عالواد هينط من عنيكى
- يا إلهام متكسفيش البنت بقى ... جوزها وبقالهم سنين مشافوش بعض ... وكانوا بيرقصوا سوا
- مش بقولك كانوا مجننى فى المكتب ... إهمدى بقى بدال ابوكى ما ينكد علينا واحنا مبسوطين
عندما وصل الركب الصغير أمام باب الفيلا دخل أبو سهام من الباب أولا ووقفت أمها أمام الباب المفتوح تراقب ابنتها حسب تعليمات زوجها وامسك أمجد بيدى زوجته يقبلها بينما هى تهمس له
- ربع ساعة واستنانى قدام باب التراس اللى عالبيسين ... عايزة اقعد معاك شوية
- بس ابوكى لو شافنا هيعملها حكاية
- متخفش مش هيشوفنا ... هيطلعوا يناموا علطول
- إقلع الجزمة علشان محدش يسمع صوت رجليك على السلم
- ليه هو احنا هنقعد فين؟
- فوق فى أوضتى ... علشان محدش ياخد باله .
تسلل أمجد خلف زوجته لغرفتها وأغلقت الباب خلفهما بالمفتاح فى هدوء شديد ونظرت لزوجها بإبتسامة رائعة وصدرها يعلو ويهبط من إثارة المغامرة ... ومن إثارة وجودها مع حبيبها خلف باب مغلق بعد فراق سنوات ثلاث
- سهام ... أبوكى لو سمع صوتنا هيعمل جناية ... أنا عايزة يفضل هادى عليا لغاية ما نكتب ... مش عايزه ياخدك تانى بعيد عنى
- متخفش ... إنت بس وحشتنى وعايزة أقعد معاك لوحدنا
- تعالى نقعد عالشيزلونج ده ... من ساعة ما جيت هنا وانا باتخيل نفسى قاعدة معاك عليه
- وحشتنى أوى يا أمجد ... كل حتة فيك وحشتنى
- وانا مش قادر اقولك إنتى أد إيه وحشانى يا سهام ... عمرى ماكنت اتخيل إنى باحبك كل الحب ده
- يا حبيبى ...
عندما أنهى أمجد حواره مع وحش شبقه كانت سهام قد فكت كل أزرار قميصه وبدأت فى تقبيل صدره
- سهام ... إنتى بتعملى إيه ... أبوكى فى الأوضة التانية
- متخافش يا حبيبى ... إحنا بس هنقعد براحتنا بدال تكتيفة الهدوم دى ... إفتح لى سوستة الفستان علشان مش طايلاها
إمتدت أصابع أمجد للسوستة الخلفية الطويلة للفستان بينما تزيح شعرها بدلال دائما ما تعرف إنه يثيره وبدأ فى فتح السوستة بهدوء وهو يقبل كل جزء ينكشف من ظهرها حتى وصل لقفل السوتيان الذى ترتديه ففتحه بهدوء وجلس على ركبتيه عندما وصل لطرف ذلك الكيلوت الصغير ليقبل نهاية ظهرها ثم يرفع يديه ليزيح الفستان عن كتفيها وذراعيها لتنطلق منها تنهيدة حارة وهو يخلع عنها الفستان ويخلع معه السوتيان ويبدأ فى تحريره من ردفيها ومعه الكيلوت ليقذف بكل ما كانت ترتديه فتتناثر ملابسها فى كل أنحاء الغرفة
- أمجد ... مش خايف من أبويا
- طظ فى ابوكى يا سهام
- أنا قلت كده برضه ... طظ فى أبويا يا .... حبيبى
- بتبصلى كده ليه ؟ أول مرة تشوفنى عريانة
- وحشتنى كل حتة فى جسمك يا سهام ... يا مراتى ... يا حبيبتى
- إوعى إيدك... دى شغلتى اللى مستنياها من ساعة ما كنت باغيرلك هدومك فى المستشفى
فتح أمجد فمه محاولا إحتواء كس سهام بداخله مداعبا بظرها بلسانه بينما يفركه بشاربه ويفرك شرجها بأنفه بسرعة فعادت الجميلة للتأوه بصوت حاولت أن يكون خفيضا حتى عض أمجد زنبورها المنتفخ عضة رقيقة فصرخت صرخة شبقة كتمتها بعضة على عانته فدفعها أمجد من فوقه لتسقط بظهرها على الفراش لينقض بجسده كاملا عليها يقبل شفتيها بجنون بينما يتلمس زبره طريقه لفتحة كسها ليدخل طرفه فقط وهو يعتصر ثدييها الشهيين ويفرك حلماتها بين أصابعه وبمجرد أن رفع شفتيه عن فمها إمتدت يدها للوسادة تلتقطها وتضغط عليها بأسنانها لتمنع أصوات محنتها من الخروج فرفع أمجد فخذيها على كتفيه وفرج بينهما ليجلد زنبورها بزبره كما اعتاد فتحاول الهرب بجسدها لكنه لم يعطها الفرصة وظل يدور بجسده معها فى الفراش قبل أن يدفع زبره بقوة بداخلها فتتأوه بصوت لم تستطع كتمانه بالوسادة التى تضعها على فمها فيضغط أمجد فخذيها على صدرها بينما تتمسك كفاه بقوة بأثدائها وينتاب جسده الجنون فيظل يدفع زبره دخولا وخروجا بكسها وعلت فى الغرفة أصوات إصطدام الجسدين الشابين وبلغت الجميلة ذروتها لمرتين قبل أن يخرج أمجد زبره من فتحة كسها ليندفع منيه يغرق بطنها ويصل لصدرها ويداها تتخبط على جانبيها فى الفراش فيثبت يديها بيديه ويزيح أمجد الوسادة التى تغطى بها وجهها برأسه ويلتقم شفتيها بقبلة عميقة إمتدت حتى هدأت الجميلة من فورتها فيستلقى بجانبها ويحيطها بذراعه ويجذبها لصدره فتنام عليه مغمضة عينيها وتمتد أصابعه لتداعب شعرها وتزيحه عن وجهها
- وحشتينى يا سهام ... مش عارف كنت عايش إزاى وانتى بعيد عنى
- ولا أنا يا أمجد ... كنت باموت كل يوم انت بعيد عنى
- وانا ياما عدت عليا أيام وليالى مش قادر اغمض عينى من قلقى عليكى وشوقى ليكى
- أمجد ... إنت ليه نزلت على جسمى من برة ... كان نفسى أحس بلبنك جوايا
- يا مجنونة انتى لو حصل حمل دلوقتى ابوكى هيقتلك ويقتلنى ويقتل ابننا .
- صحيح يا أمجد عايز تجيب منى إبن
- لأ مش عايز إبن ... عايز عشرة ... بس فى وقتهم .
- عندك حق ... أنا كمان مكنتش عاملة حسابى وكان ممكن احمل منك الليلة وتبقى مصيبة
- أنا لازم امشى دلوقتى قبل ما حد يحس بيا
- طيب إستنى أقوم اوصلك
- لأ خليكى ... أنا هاتسحب واخرج زى ما دخلت
- أنا كمان مكنتش قادرة أقوم من السرير أصلا
...................................................................................................
إستيقظت الجميلة على يد تهزها بحنان وتزيح شعرها عن وجهها لتفتح عينيها مبتسمة والسعادة تطل منهما
- صباح الخير يا ماما ... يا حبيبتى
- صباح النور يا حبيبتى ... إيه اللى منيمك كده ؟
- ولا حاجة يا ماما كنت حرانة فقلعت هدومى وراحت عليا نومة
- حرانة ؟ إحنا فى الشتا يابنتى حرانة إيه؟ ولو حرانة مشغلتيش التكييف ليه
- من المجهود اللى عملته فى الرقص يا ماما ... جسمى تقريبا سخن من المجهود ... وتاه عن بالى موضوع التكييف ده ... إدينى بس خمس دقايق اتصل بأمجد اصبح عليه ونتكلم زى مانتى عايزة يا قلبى انتى
- صباح الخير يا إلهام
- صباح الخير يا زفتة ... بتتصلى عالصبح كده ليه ... قومتينى مفزوعة من النوم
- باتصل بأمجد مبيردش عليا
- تلاقيه لسة نايم
- أمجد بيصحى بدرى ومش ممكن يكون نايم
- تلاقيه فى المكتب يا سهام
- مكتب إيه يا إلهام الساعة 7 الصبح
- الساعة 7 ؟ ... بت يا سهام ... إنتوا نيلتوا إيه امبارح بعد ما سبناكم ... مش هو راح يوصلك وابوكى وامك كانوا فى العربية وراكم
- آه يا إلهام ... وصلنى ومشى علطول ... حتى إسألى ماما أهى جنبى اهى
- أمك جنبك ؟ طب جاوبى بآه أولأ يا بنت الهايجة ... إتنيلتوا امبارح ونام معاكى؟
- آه
- يبقى راح عالمكتب يا عين امك ... إدينى امك اصبح عليها ... متقلقيش عالمحروس ... شوية كده وهابقى اروحله ... مانا الدادة اللى أهاليكوا جايبنهالكوا
- طب هو هيخلص شغل إمتى
- إنتى وحظك بقى ياختى ... طالما الحالة جاتله يبقى مش هيفوق غير لما يخلص اللى فى إيده ... إياك بس يخلص قبل ما تسافرى انتى وأهلك ... إدينى امك بقى اكلمها ... لسة بعد ما اخلص هانزل اتنيل اشوف تليفون اتصل منه عالموكوسة التانية اللى فى مصر أطمنها عالمحروس جوزكوا... جتكوا البلاوى انتوا التلاتة قارفينى فى عيشتى.
- خشى يا سهام خدى حمامك علشان نلحق ننزل نفطر مع بابا ... تبقى تطبقى الملاية دى علشان عايزة آخدها معايا واحنا مسافرين
- تاخدى الملاية معانا ليه ؟
- عاجبانى وهاديهم تمنها ... ولما تخرجى من الحمام تبقى تلمى حاجاتك المبعترة فى كل حتة دى ... وبصى جنب الشيزلونج كويس ... ميصحش الهاوسكيبنج ييجوا يلاقى هدومك فى كل حتة كده
- حاضر يا روح قلب سهام من جوة
- شوفتى البت يا إلهام ؟ عاملة زى ما تكون شاربة حاجة
- مش قولتلك مش هتعدى الليلة من غير ما تنبسط ... عيب عليكى ... اللى مربى قرد عارف لعبه
- وهو الواد إزاى اتجرأ وعمل كده ... إمتى جه وإزاى وصل أوضتها من غير ما نحس بيه ؟
- باقولك كانوا مجننين أمى فى المكتب ... بس بنتك شكلها مبسوطة
- مبسوطة ؟ البت عاملة زى ما تكون ماشية فوق السحاب ... وصاحية هادية ورقيقة كده ووشها منور
- أكيد !!!... محرومة من الواد كام سنة ... أكيد كانت ليلتها فلة
- فلة؟ وأى فلة دى فاضل تطلع من عنيها قلوب وفراشات زى أفلام الكرتون... البت هدومها متبعترة فى الأوضة والكرافتة بتاعت الواد نسيها جنب الشيزلونج والسرير كأنهم كانوا بيلعبوا عليه مصارعة ... ده لو ابوها عرف هيقتلها ويقتله
- يقتلهم ليه ياختى ... واحد ومراته وناموا مع بعض ... محدش له عندهم حاجة ...وإيه حكاية الملاية اللى عايزة تاخديها دى
- الملاية عليها بقعتين ددمم وبقع تانية وريحتها كلها بتاع ده ... مش هاسيبها كده لموظفين الفيلا
- هههههههههههه بتاع إيه يا ولية ... إنتى بتتكسفى ... ودم إيه اللى عالملاية
- أكيد ددمم البت ... ماحنا كنا عملنالها عملية أول ما سافرنا علشان ندارى المصيبة ... بس جوزها معرفش يجيى جنبها... أهى طلعت برضه من نصيب ابنك
- يعنى الواد ابنى فتح البت بنتك مرتين ... حظه فى رجليه
- تصدقى انا لو كنت اعرف إن البت بتحب الواد ده كده وبتبقى بالسعادة دى معاه كنت وقفت قدام ابوها ومخليتوش يبعدهم عن بعض ... عمرى ما شفت سهام بالسعادة دى ولا وشها منور بالشكل ده عالأقل مكانش هيتجوز غيرها
- اللى حصل حصل بقى ياختى واهم رجعوا لبعض ومحدش عرف يفرقهم ... ومراته التانية صاحبة بنتك وبنتك بتحبها ... نصيبهم إنهم يتفرقوا ويرجعوا يتجمعوا تانى ... سلام بقى علشان فيه ممحونة تانية فى مصر زمانها هتموت وتتطمن على الواد وهوهتلاقيه حابس نفسه فى المكتب بيشتغل ولو محدش أكله وشربه هينسى ... هاتصل بيكى تانى ولازم اشوفك قبل ما تسافروا
- ماشى يا حبيبتى ... هاروح انا اتطمن على تجهيز الفطار ... زمان ابو سهام صحى ومش عايزاه يجيى على هنا يشوف منظر الأوضة ... بدال ما ينكد عالبت وهى فرحانة كده
جلست أم سهام على مائدة الإفطار بجوار زوجها وقد إنعكست سعادة ابنتها على سعادتها التى بدت ظاهرة على وجهها
- أمال فين سهام؟ مش هتنزل تفطر معانا ولا إيه؟
- زمانها نازلة .... كانت بتاخد حمام بس ... عايزة أسألك على حاجة كده يابو سهام بس من غير ما تتعصب
- إسألى ... عايزة تسألى عن إيه؟
- إنت عملت إيه بالورقتين العرفى اللى كانوا بين أمجد وسهام ؟
- بتسألى السؤال ده ليه ؟ غريبة أوى
- بسأل بس ... أصل شكلهم امبارح كان يفرح وهما بيرقصوا مع بعض
- قصدك شكلهم كان سافل وقليل الأدب
- قليل الأدب إيه بس يا راجل ... ده حتى الخواجات اللى كانوا قاعدين كانوا فرحانين بيهم ... قولّى بقى عملت إيه بالورقتين ... إوعى تكون قطعتهم
- لأ مقطعتهمش ... مرميين فى الخزنة هناك فى البيت فى أمريكا ... مقولتيش برضه بتسألى عليهم ليه
- لا ولا حاجة ... كنت باتطمن بس
- صباح الخير يا بابى يا حبيبى
- مالك يا بت ؟ أيه الحب والحنان اللى نزلوا عليكى فجأة كده ؟ دانتى لسة من يومين مكونتيش طايقة تبصى فى وشى
- يا بابى يا حبيبى أنا باموت فيك ... فيه بنت تبقى مش طايقة تبص فى وش ابوها اللى بتحبه ؟
- طيب إفطرى بقى علشان آخدك وننزل السوق اشتريلك شوية حاجات ... الهدوم هنا حلوة أوى أحسن من اللى فى أمريكا
- لأ أنا هاكل حاجة خفيفة كده علشان مش عايزة اتخن وبعدين هانزل اعوم شوية فى البيسين الجميل ده أفك جسمى شوية واطلع اكمل نوم ... خد القمر اللى جنبك دى معاك واشتروا اللى انتوا عايزينه ... حاسة إن جسمى مكسر
- هى البت بنتك مالها ... عاملة زى ما تكون شاربة حاجة عالصبح ؟
- ملهاش يا خويا ... البت فرحانة بس برجوعها لجوزها اللى بتحبه
- متقوليش جوزها دى ... الكلمة دى بتفور دمى
- خلاص يا خويا متآخذنيش ... اللى كان جوزها ... يووووه قصدى خطيبها اللى هيبقى جوزها ... أمجد وخلاص أنا مبقتش عارفة هو إيه بالظبط دلوقتى ... مكدبش عليك إمبارح لما شوفتهم سوا أتمنيت إن جوازتهم من الأول كانت تبقى قدام الناس
- تصدقى وانا كمان ... بامثل إنى مش طايقه بس من جوايا حبيته الحيوان ده ... الولد خايف عالبت وبيحبها بجد ... لما حاولت اضربها وقف بينى وبينها ومخلاش إيدى توصل لها حتى ... رغم إنى كنت متغاظ منه وفتحت نافوخه بس عجبنى فى حمايته ليها وخوفه عليها وجرأته و تصميمه على تمسكه بيها رغم كل اللى عملته فيه علشان يبعد عنها
- ....................................................................................................
قضى أمجد الأيام التالية فى رحلات مع إلهام لإختيار موديلات الملابس التى ستصطحبها معاها بعد أن قبض أجره عن التصميمين الذين أنجزهما وفوقهما مكافأة خاصة من الأمير العربى صاحب التصميم الأول بعد أن رأى أمام عينيه ماكيت التصميم والذى حضر من وطنه خصيصا ليشاهده
أصبح مشوار أمجد للبنك يوميا لمتابعة حسابه وأخذ كشف بما تم تحويله إليه من أموال ليرسل صورة منه بالفاكس لمكتب الشيخ إبراهيم ويعطى صورة أخرى لمسؤل الأمن بالقنصلية وقد فوجئ بذلك التضخم الكبير فى حسابه من التحويلات التى كان معظمها بمبالغ غير كبيرة ومن دول أوروبية مختلفة ... أقلقه ذلك التضخم السريع خاصة أن مندوب الشيخ إبراهيم طلب منه تليفونيا الإحتفاظ بكل مافى الحساب بالبنك وعدم تحويله لحسابه فى مصر
وبعد أن كان قراره بقطع علاقته بإيزابيلا نهائيا تراجع عنه ... فهو أيضا شعر بأنه لا يستطيع الإبتعاد عنها ... روحها دائما ما تجدد فيه شيئا ما يجهله ... أصبحت له إيزابيلا نوعا من الإدمان!!!
أنجز أمجد عدد كبير من التصميمات ... وبات حسابه فى المكتب رقم ليس بالقليل ... و تزايدت طلبات التصميمات الخاصة له حتى تراكم على مكتبه أكثر من 10 بيانات لتصميمات عليه أن ينجزها قبل العودة لمصر ... بالطبع لم يكن فى إمكانه إنهاؤها فاتفق مع فريدريك على أن ينجز تصميمان فقط وأن يؤجل الباقى لينجزه بمصر ... أو لتحوّل لأحد المصممين الآخرين بالمكتب لإنجازها بعد التفاهم مع أصحابها .
شرع أمجد فى إختيار التصميمين اللذان سينجزهما ووضع القدر أمامه فرصة جديدة ... وجد من بين التصميمات طلب لتصميم مقر لدار أزياء شهيرة بالعاصمة مدريد ... إنها فرصة ذهبية لمشروع أبو زوجته ... طلب من فريديريك تحديد موعد لمقابلة صاحب دار الأزياء لتوضيح بعض النقاط ... رغم تعجب فريديريك إلا أنه اتصل بصاحب دار الأزياء وحدد موعد معه لأمجد ... لكن فى مدريد
إستغرق أمجد يومه فى عمل خاص ... كان يعمل على اسكتشات صغيرة سيصطحبها معه ... فوقت صاحب دار الأزياء محدود وأمجد يريد إستغلال كل دقيقة له معه ... ورحلة أمجد لمدريد سريعة ساعة ونصف بالطائرة وساعة واحدة مع الرجل المهم ثم عودة للمطار للحاق برحلة عودته لبرشلونة
تآلف الرجل سريعا مع أمجد بشخصيته القوية وتركيزه مع خفة ظله ... وساعد تمكن أمجد من الإسبانية فى التفاهم دون وجود وسيط وهو ما أُعّجِب به الرجل المهم ... عرض عليه أمجد أن يكون لتصميم الدار هوية محددة تتكرر فى كل فروع الدار ... سواء أماكن بيع أو إدارة أو أى مكان يحمل إسم الدار ... إستعان أمجد بالإسكتشات التى رسمها لشرح إقتراحه ... كان أمجد يريد صنع رابط ما مع هذا الرجل ... إنه فنان آخر فى مجال آخر .... ومثلما أمجد يبرع فى مجال تصميم المبانى فهذا الرجل يبرع فى تصميم الملابس ... وجمع الأموال .... وبنهاية اللقاء كان التآلف بينهما كان اكتمل لدرجة تبادل أرقام التليفونات على وعد بلقاء آخر بعيدا عن العمل عندما تسمح الظروف .
بمجرد عودة أمجد لسكنه بالعاصمة الكتالونية فوجئ بإتصال من فريدريك يهنأه فيه بالصفقة التى أنجزت ... ولما لم يكن أمجد على علم بأى صفقة فتساءل عن تلك الصفقة ... أخبره فريدريك بإعجاب صاحب دار الأزياء بفكرته وأنه اتفق مع المكتب على أن يتم تصميم 3 فروع جديدة لدار الأزياء بثلاث دول أوروبية ... على نفس النمط الذى اقترحه أمجد ... إذا فقد بدأت الخطوة الأولى التى كان ينتظرها أمجد ... كانت الخطوة التى سيستطيع بعدها مفاتحة مصمم الأزياء بأن يكون حماه وكيلا لتلك الشركة العالمية فى مصر
...........................................................................................................
بينما كان أمجد منشغلا بكل تلك الأمور فى إسبانيا كانت إلهام بالقاهرة تتابع الكثير ..... بمجرد وصولها قابلها أبو أمجد وأبو منى بالمطار وتعجبا من كيفية خروجها بكل ما تحمله من المطار بكل تلك السهولة ... لكنها إلهام المليئة بالمفاجآت ورغم وحدتها التى يعلم بها كل المقربين إلا أنها تمتلك شبكة من المعارف فى كل مكان فى مصر ... شبكة سهلت لها الخروج من المطار بعد إجراءات شكلية دفعت بعدها مبلغ يعتبر زهيدا كجمارك لكل ما تحمله ... لم تكن تلك المرأة الرائعة تحمل شيئا يخصها ... كانت تحمل حقائب ضخمة ممتلئة بموديلات سيقلدها أبو منى فى المشغل الذى أسسه بإحدى الشقق القديمة المتسعة بالحى المجاورللمول الشهير الذى أستأجر فيه المحل الكبير ... فقط خمس ماكينات خياطة ومقص واحد كهربى وترابيزة كبيرة للقص وبضع فتيات وسيدات إتفق معهن على العمل وغرفة خصصت كمخزن بينما جهزت الصالة المتسعة بعدد كبير من حوامل التعليق .... كان أبو منى سعيدا وقلقا ً فى نفس الوقت ... لم يكن يدرى إلى أين ستنتهى به المغامرة التى أطاع فيها صهره ... إستنزف الكثير من أمواله ولولا ما كان يرسله أمجد من أموال لأنتهى كل ما يملك وكل ما إستأمنته عليه أخته الصغرى من نصيبها فى تجارتهم السابقة ... وككل تاجر حرص الرجل على إخفاء كل ما يفعله عن الجميع ... وخصوصا إخوته ... بمجرد أن سلمته إلهام حقائبها انطلق بها لمشغله الصغير ... فتح الحقائب وصنف مابها ليبدأ العمل فى أقرب وقت ... وكما أكد عليه أمجد أكد هو على العاملات بمشغله على جودة التشطيب ... لكن متى سيبدأ العمل ؟
جلس أبو منى واضعا رأسه بين يديه بعد عودته لبيتته يفكر لحل للمشكلة التى تواجهه ولاحظت منى إنشغاله والهم البادى على وجهه
- مالك يا بابا ؟ فيه حاجة مضايقاك؟
- مافيش حاجة يا بنتى ... أمجد باعت حاجات حلوة قوى ... لو إتقلدت صح هتتخطف حتى لو غالية
- طيب فيه إيه؟
- دلوقتى أمجد بعت لى فلوس مش قليلة ... غير تمن الحاجات اللى بعتها مع صاحبتكم ... علشان أقدر أسدد الفلوس دى لازم كل حتة من اللى بعتهم يتعمل منها 4 حتت تقليد
- وإيه المشكلة يا بابا ... مش إنت بتقول البنات اللى اتفقت معاهم شاطرين وكويسين
- آه يا منى شاطرين وكويسين وكل حاجة .... بس الفلوس اللى فاضلة معايا مش هتكفى تمن القماش والكلف اللى هيشتغلوا بيها ... الحاجات دى علشان تتنفذ صح مينفعش تتعمل بقماش رخيص ... ومافيش قدامنا غير شهر واحد قبل ما أمجد يرجع
- ولا يهمك يا بابا ... أمجد لما يتصل بيا الصبح أقوله يبعت لك فلوس تانى ... هو قاللى النهاردة إن شغله هناك ماشى كويس
- وهاسدد له كل ده إمتى يا منى .... مينفعش أجوزك ليه وانا مديون له بكل الفلوس دى ... لازم تفضلى غالية فى عينيه
- يا بابا أمجد مش بتاع الحاجات دى ... وبيعتبرك زى عمى حسن بالظبط
- برضه يا بنتى مينفعش ... الأصول أصول
- طيب إيه رأيك فى اللى يحل لك المشكلة دى ؟ وفى دقايق من دلوقتى ؟
- هتحليها إزاى يا حبيبتى فى دقايق ولّا حتى فى أيام
- هتشوف .... ربع ساعة ويكون الحل قدامك
- إيه ده يا منى ؟ جبتى الفلوس دى كلها منين ؟
- أمجد كان سايبهملى علشان اشترى بيهم هدوم ... وطبعا انا مش هاشترى هدوم بكل ده ... هابقى أفصل كام فستان زى اللى هو بعتهم مع إلهام ... هنفعكوا يعنى
- بس كده نبقى بنضحك على جوزك يا منى ... أنا ميرضنيش كده
- لأ مانا هأقولك نعمل إيه ... دلوقتى الشغل كله شركة بينك وبين فاطمة وعملتوا ورق بكده ... صح؟
- آه صح
- يبقى انت تحسب أمجد بعتلك فلوس أد إيه وعليهم الفلوس دى وتمن الحاجات اللى بعتها أد إيه ويدخل شريك معاك أنت وفاطمة
- يعنى ناخد الفلوس ونصرفها ولما يرجع نقوله إنت شريك معانا ... لأ مينفعش يا منى
- إحنا لا هنستنى ولا غيره ... إنت تاخد الفلوس وتشترى بكرة كل اللى يلزمك ... بعد بكرة نروح عند المحامى نعمل عقد شركة جديد بينك أنت وفاطمة وبينه ونسجله وانا بالتوكيل اللى سايبهولى هامضى عنه ... سهلة أهى ... ومش هتبقى مديون له بمليم واحد ... إيه يا عم الحاج ... موافق تشاركنا ولا نشوف لنا شريك تانى ؟
- إنتى إمتى يا مُنى كبرتى كده .... عمرى ماكنت أتخيل العقل ده فيكى .... لسة لغاية دلوقتى شايفك العيلة الصغيرة المجنونة
- يووووه كبرت من زمان أوى .... مامت أمجد قالت لى الكلمتين دول يجيى من 10 سنين
طالت مكالمتهما الليلة ولم يكن أمجد يريد إنتهائها ولم تكن تريد ... لكنها قدرت أن تلك المكالمة قد كلفته الكثير من الأموال التى يجمعها بعرقه وموهبته... لم تخبره بما اتفقت عليه مع أبيها بشأن شراكته ... فقط أخبرته أنها ستعطى أبيها ما تركه لها من مال ... إنها تعرفه وتعرف ما سيقوله قبل أن يقوله ... لن يقبل إلا أن يكون ما أعطاه لأبيها هدية له نظير الهدية الكبرى التى أعطاه ابيها إياها ... بالفعل إنه يعتبرها هدية ... هدية قدره وأيقونة حظه ... أخبرته إنها أعطت أبيها بعض المال .... لكنها لم تخبره بإتفاق الشراكة.
..........................................................................................................
منذ اليوم التالى لوصول إلهام كانت أعدت نفسها لما ينتظرها من أعمال ... ومن مجهود .... كانت كالنحلة بين شقة أمجد وبين المكتب القديم لتجديده وبين الوزارة والهيئة لإستعادة التراخيص ... وفوق كل هذا ترافق الرقيقة منى فى رحلاتها لإختيار الموبيليا التى تناسب شقتها ... وعندما تعود لشقتها مساء تجد فى إنتظارها مكالمات تليفونية عديدة أصبحت يومية ... من أم سهام التى أصبحت صديقة جديدة ومن الدكتور إبراهيم الذى يطمئن يوميا على سير أوراق المكتب وعمليات تجديده ومن زوجته التى تطول مكالمتها معها تطمئن عليها كأم وتستفسر منها عن تفاصيل يومها ... وآخر مكالمة تتلقاها تكون من سهام
- عاملة إيه يا إلهام
- زى الزفت يا سهام ... طالع عين أمى علشان خاطر المحروس جوزك ومصالحه ومراته التانية
- إشتريتوا العفش خلاص
- آه يا ستى إشترينا العفش وهيتنقل الإسبوع ده
- طيب !!
- مالك يا بت ؟ غيرانة؟
- بصراحة يا إلهام آه ... أنا صحيح باحب منى ... لكن مش قادرة اتخيل أمجد بيعمل اللى بيعمله معايا مع واحدة غيرى
- وهو بيعمل إيه يا بت إحكيلى
- إحنا فى إيه ولا فى إيه بس يا إلهام ... باقولك غيرانة تقوليلى بيعمل إيه ... مانتى عارفة بيعمل إيه
- طب إحكيلى يوم ما كان معاكى فى أسبانيا وطلعتيه أوضتك من وراهم يا بنت الهايجة
- هههههههههه دى كانت حتة ليلة يا إلهام ... قتلنى ... لما جه ماشى مكنتش قادرة أقف على رجليا ... كنت خايفة ماما الصبح لما جت صحتنى تكون عرفت
- وانتى فاكراها معرفتش يا روح امك ؟ لأ عرفت بس عملت نفسها عبيطة
- عِرفت بقى ولا معرفتش ... جوزى وكان نايم معايا ... حقى
- ولو كانت قالت لأبوكى يا عين امك ... كان هيعمل فيكى وفيه إيه
- يا لهوى يا إلهام ... أنا مش متخيلة لو بابا عرف ممكن يعمل فيا إيه ... بس كان واحشنى أوى يا إلهام
- ماهو كان واضح ياختى انه كان واحشك ... من ساعة ما كنتوا بترقصوا وأنا عارفة إنك مش هتعدى الليلة من غير ما تتناكى
- إيه تتناكى دى يا إلهام ... عيب كده
- وهى ليها إسم تانى يا ممحونة ؟
- ليها أسماء كتيرة بس إنتى بتستعبطى
- باقولك إيه يا بت انا مش ناقصة هم ... إنتى بتحبيه ومش هتقدرى تستغنى عنه ... وعارفة انه متجوز واحدة تانية ... ولو مش هتقدرى تتحكمى فى غيرتك هتبقى أيامكوا سودا مع بعض ... إهمدى بقى أو اتصلى بيه قوليله انك مش هتقدرى تكملى معاه
- هاحاول يا إلهام ... بس مش هاقدر ابعد عنه
- وانتوا راجعين مصر إمتى؟
- بابا بيقول عنده شوية شغل هنا هياخدوا منه شهر ونص .... وبعدين هنروح باريس أشترى شوية حاجات من هناك علشان الدخلة وكده
- دخلة إيه يا بت أنتى هتستعبطى ... هو انتوا لسة هتدخلوا تانى
- آه يا إلهام ... عايز افضل فى عينيه عروسة طول عمرى ... صحيح ... إنتى لسة عارفة عنوان الست اللى عملتلى حنة المرة اللى فاتت ... عايز قبل دخلتى مع أمجد أعملّه حنة زى اللى عملتها
- آه ياختى عارفة عنوانها
- أنا بافكر اعمل كمان ورا فى ضهرى تاتو واكتب فيه إسم أمجد فيه هنا فى أمريكا أماكن بتعمل تاتو حلو أوى
- يخربيت هيجانك ... يابت اهمدى ضهرك إيه وزفت إيه ... لو هتعملى تاتو يبقى لما تروحى باريس ... هبقى أديكى عنوان مركز هناك بيعملوا تاتو حلو أوى ... وشغال فيه بنات كمان
- أنا عايزة إسمه بالعربى مش هيعرفوا يكتبوه
- تبقى ترسمى لهم إنتى اللى عايزاه على ورقة وهيعملوهولك ... بس ده مبيخلصش فى يوم واحد ... هتاخديلك 10 أيام علشان بيعملوه بالألوان... ولو هتعمليه مش هتخرجى ولا تمشى علشان ميحصلكيش إلتهابات مكانه
- ماشى ... هبقى اشترى اللى انا عايزاه الأول وبعدين اعمل التاتو ... وبدال مانستنى إسبوعين فى باريس يبقوا شهر ... حتى أمجد يكون خلص الشغل اللى بابا طلبه منه وميبقاش عنده حجّة يأجل جوازنا
- طيب سيبينى بقى أتنيل اتخمد لسة قدامى بكرة 30 حاجة لازم تتعمل ... جتكوا البلاوى كلكوا ... تصبحى على خير
- إحنا لسة الصبح يا إلهام
- الصبح عندكوا يا روح امك إحنا عندنا هنا بليل وعايزة انام ... سلام يا روح امك
- سلام يا إلهام
جرت الأيام سريعا بأمجد واقترب موعد عودته للقاهرة ولكن قبل عودته بأيام وعندما تسلم كشف حسابه كالعادة من موظف البنك والذى أصبح يعدّه لأمجد حتى قبل وصوله وجد تحويلا بمبلغ ضخم من تلك الدولة التى أصبحت مقرا للأموال لكل من يريد تهريب أمواله من رقابة بلده .... تحويلا جعل حسابه فى البنك يصل لستة أصفار ... وبالعملة الأجنبية .... سارع أمجد بكشف الحساب لمسؤل الأمن بالقنصلية والذى أصبح هو أيضا صديقا مقربا لأمجد ليخبره بهذا التضخم المفاجئ لحسابه ... أخبره المسؤل بأن هذا التحويل هو مجرد قطرة فى بحر الأموال التى يتعامل بها الشيخ أبو ابراهيم ... وبأنه سيكون إختبار لولائه لهم ... طالبه بهدوء الأعصاب وبأن يتصل بمكتب الشيخ ليخبرهم بكل مافى حسابه ويخبرهم بإفتراب موعد عودته لمصر وكيف سيتصرف فى كل تلك الأموال ... فهو سيمكث فى مصر فترة لن تقل عن شهر وغالبا ستزيد ... طالبه من أجاب عليه بأن يتصل مساءً ليتلقى من الشيخ بنفسه تعليمات التصرف فى المال .
عندما اتصل بالشيخ مساء وجده جاهز بالرد ... سيحول نصف مافى حسابه لمصر .... وسيحول مبلغ آخر ضخم للدولة العريقة القديمة بالقارة الأوروبية فى حساب أخبره برقمه وسيعيد إرساله له على رقم الفاكس الخاص بمكتب خدمة رجال الأعمال الذى يتعامل معه أمجد ... وسيتبقى فى حسابه بأسبانيا مبلغ ليس بالقليل
فى اليوم التالى قام أمجد بتنفيذ كل ما طالبه به الشيخ أبو إبراهيم حسب تعليمات مسؤل أمن السفارة وأعاد إرسال صور التحويلات لمكتب الشيخ أبو إبراهيم واتصل بهم ليتأكد من وصول الصور.
مرت الأيام الباقية سريعا وقضاها أمجد فى إتصالات متتالية لترتيب ما ينتظره فى مصر ... سيكون موعد إفتتاح محل أبو منى فى نفس يوم وصوله ... والمكتب أصبح معدا وأتمت إلهام إتفاقها مع المهندسين والموظفين كطاقم للمكتب ... سيكون زفافه على حبيبة عمره بعد وصوله بإسبوع ... سيبدأ المكتب العمل فى أول أيام الشهرالجديد بعد إسبوعين من زفاف أمجد ... تسلمت إلهام بيانات القرية السياحية من شركة أبو سهام للعمل على تصميماتها
الشئ الوحيد الذى بقى معلقا هو موعد عقد قرانه على سهام ... أخبرته إلهام أن أبوها يسوف مواعيد عودته وعودتها لمصر ويعلقها على إنتهاء التصميمات .
إستراح أمجد لهذا التسويف فهو يريد بعض الوقت لترتيب حياته بين زوجتين ومكتب وشركة أبو سهام ... وأيضا ضرورة عودته لإسبانيا على فترات قصيرة لمتابعة دراسته العليا ومتابعة حسابه البنكى الذى يتضخم دون تدخل منه ... على كل الأحوال إنه بحاجة لفترة راحة يلتقط فيها أنفاسه ستكون تلك الراحة فى وجوده مع حبيبة عمره ... الرقيقة منى .
يوم سفره مر أمجد على القنصلية ليودع صديقه مسؤل الأمن الذى أخبره بضرورة التواصل مع ذلك المسؤل بالجهاز الكبير بمجرد وصوله ... وقبل أن يلتقى بالشيخ إبراهيم ... فهناك تلقين سريع له من ذلك المسؤل لطريقة التصرف مع الشيخ حتى يتم له الحصول على ثقته التامة ... التى يحتاجها ويحتاجونها .
أخبره مسؤل السفارة بأن هناك من سيساعده فى المطار لخروجه بكل ما يحمله من أغراض دون معارضة ... فهو سيحمل معه الكثير من الملابس اللازمة لمشروع حماه علاوة على كل أغراضه التى كانت فى شقته ... كان لابد له من إخلائها لتسليمها للمكتب .... فهو فى رحلاته القادمة لبرشلونة سيعامل كشريك وليس كموظف وسيقطن فى أيامه التى سيقضيها بالعاصمة الكتالونية بإحدى الشقق الكبيرة المخصصة للضيوف .... عندما هم برفض المساعدة أخبره مسؤل الأمن بأن ذلك لن يعد تهربا من الجمارك ... بل يعتبر مكافأة لتعاونه ... أخبره الرجل بأنه بإختراقه تلك الشبكة حقق للجهاز مهمة فى غاية الصعوبة
كان وداعه مع إيزابيلا وداعا عاصفا ... قضى ليلته كاملة معها ... مارس معها الجنس كما لم يمارسه معها من قبل ... ولأول مرة تقضى ليلتها عارية بين ذراعيه كما كانت تتمنى ... كان يريد أن يترك لها ذكرى طيبة ... فقد قرر أن تكون تلك الليلة هى ليلتها الأخيرة معه ... قرر ما قرره كثيرا من قبل ... لكنه لم يستطع أن يصارحها بما قرره ... سمح له بأن توصله للمطار بعد أن ترك لها السيارة كهدية ... أخبرها أنها ستظل معها وأنه سيعود قريبا ... قرر أن يترك لها أملاً بدلا من أن يصدمها بما قرره ... وفى المطار قابله مندوب المكتب لإنهاء إجراءات سفره ... فهو قد أصبح شخصية هامة للمكتب ... دفع أمجد يومها مبلغا كبيرا نظير الوزن الزائد ... لكنه لم يهتم ... فكله فى النهاية سيعود لحبيبته الرقيقة التى يشعر بأنه يظلمها بعلاقاته المتعددة
...........................................................................................................
لم تستغرق أجراءات خروج أمجد من المطار طويلا ... وجد أبوه وأبو منى فى إنتظاره ... إمتلأت سيارة أبو منى الكبيرة تماما بما حمله معه أمجد للمحل الجديد وبالكاد إتسعت سيارة أبوه لأغراضه ... تعجلوا الخروج على موعد بلقاء فى المحل ... فالإفتتاح بعد ساعات ... وأمجد يتحرق شوقا لرؤية حبيبته
وجد أمجد حبيبته فى إنتظاره وقد تزينت واستعدت للقائه وأصطحابه للمحل الجديد ... إنفرد بها فى غرفتهم ولم يترك بقعة فى وجهها ولا شفتيها إلا وأوسعها تقبيلا
بعد أن انهى تقبيله وإحتضانه ظل ينظر إليها وقد عادت منى لطبيعتها القديمة ... نفس الوجه ونفس الجسد الذى كانت تملكه منذ كانت فى الثامنة عشر ... عاد إليها جمالها الغير عادى وبسمتها التى تضئ وجهها
- عاجبك كده ؟ أديك بوظت كل المكياج اللى كنت حطاه ... لازم أعيده كله من الأول قبل ما ننزل
- وإيه يعنى ؟ عيديه
- أمك هتعرف إنك كنت بتبوسنى وهتسمعنى كلمتين
- يعنى إنتى فاكرة هيا مش عارفة إنى بابوسك دلوقتى ؟ أمى دى مفيش حاجة بتستخبى عنها ... أما انا جبتلك شوية حاجات وانا جاى يا منى ... شنطة بحالها بتاعتك
- طيب خلينى أشوف
- ياللا يا منى سيبى أمجد يغير ... وانت يا أمجد غير علشان تاخدلك دش قبل ما ننزل ... مش عايزين نتأخر
- حاضر يا ماما ... هاورى منى الحاجة اللى جايبهالها وأقلع واخش الحمام
- تقلع ؟؟؟
- آه يا قليل الأدب ؟ بتضحك عليا يا واد فين الشنطة اللى فيها حاجة منى ؟
- دى يا ماما ... مافيهاش غير حاجاتها
- وحاجاتك انت فين ... فى الشنطة التانية اللى هناك دى
- طيب ... هانده أخوك ياخد الشنطتين دول بقى علشان بكرة نوديهم شقتكوا ... إحنا رصينا الدولاب خلاص ومش فاضل غير هدومك
- طيب مش هاورى منى الحاجة اللى جبتهالها
- هتشوفها بكرة يا روح امك ... ماهى هتيجى معايا
- كويس ... بكرة هأبقى آجى معاكوا أوضب الدولاب بتاعى بالمرة
- تيجيى فين يا أهبل انت ... هدومها اللى فى الدولاب مينفعش تشوفها دلوقتى ... لما تدخلوا تبقى تشوف
- يعنى كمان مش هاشوف الشقة
- لأ تشوف الشقة زى مانت عايز ... بس متجيش ناحية الدولاب
- إيه الظلم ده
- لو كان عاجبك يا ممحون ... إخلص بقى عايزين ننزل
- طيب خلى منى معايا تساعدنى أغيّر هدومى
- بطل قلة أدب ... أصبر الكام يوم اللى فاضلين ... إخلص ... تعالى يا بت أصلحلك مكياجك اللى باظ ده
بعد أن فتحوا أبواب المحل بدقائق دخلت أولى الزبائن ... سيدة عربية تبدو عليها مظاهر الثراء الشديد ... تجولت بين المعروضات طويلا قبل أن تتخير أحد الموديلات لقياسها ... رافقتها عاملة المحل الجديدة ذات الخبرة فى البيع لغرفة القياس ... جلس الجميع ينتظرون نجاح الصفقة الأولى لمشروعهم ... أقلقهم تردد العاملة خروجا ودخولا لمكان القياس وكل مرة تحمل فستان جديد
خلال وقت قليل فوجئوا بالمحل يمتلئ بسيدات أخريات ... إنشغلت البائعات جميعا ... بدأت السعادة تظهر على وجه الرجل الخبير بالتجارة حتى ملأت الإبتسامة وجهه
أخيرا ظهرت صانعة السعادة بينهم ومعها أخرى ... الجميع عرفها إلا أمجد ... إلتفت النساء حول تلك الضيفة ... حاول أمجد تذكرها لكنه لم يستطع ... إنه يعرف الوجه لكنه لا يعرف لمن هو
إستأذن أبو أمجد فى الإنصراف وانشغل أبو منى بممارسة مهنته كبائع محترف وانشغلت النساء بالنساء ليهمس أمجد فى أذن منى بأنه سيذهب قليلا للكافيتريا لشرب الشاى والتدخين ... فهو مرهق من طول السفر وعدم الراحة
جلس أمجد على مقعد وثير بالكافيتريا المطلة على النيل وأشعل سيجار ضخم كان أصطحبه معه وبدأت أعصابه فى الإرتخاء قليلا بفعل دخان السيجار ... كان يبدو مختلفا تلك المرة ... فبدلته الأنيقة التى ارتداها دون رباط عنق مع ذلك الصديرى والسيجار الكبير جعلوا العاملين فى الكافيتريا يهابونه ... إنهم يشعرون بأنه شخصية هامة من تلك الشخصيات التى اعتادت إرتياد المكان ... إنها المرة الأولى له لكنهم يريدون ألا تكون الأخيرة ... فوجود مثل هذا الشاب الذى يوحى منظره بالأهمية فى محلهم كفيل وحده بجذب الزبائن ... حرص كل العاملين على ألا يزعجه أحد وتركوه فى تأمله للنيل ... إنهم يعرفون بخبرتهم من فى حاجة للهدوء ومن فى حاجة للرفقة
قطع تأمل أمجد للنيل صوت إلهام الصاخب وهى تقف بجواره ومعها تلك الضيفة التى عرفها الجميع إلا هو
- إيه يا أخينا ... سبتنا ورحت فين
- معلش يا إلهام ... إنتى عارفة لسة جاى من السفر ورحلة الطيارة طويلة ... قلت اريح شوية وارجع ... إتفضلى أقعدى ... إتفضلى يا هانم
- مش تعرفينى بضيفتك يا إلهام ؟
- إنت مش عارفاها .... يخربيتك ... فيه حد فى مصر كلها ميعرفش النجمة إيناس كريم
- آه ... آسف جدا يا هانم ... الظاهر إرهاق اليوم خلانى مش مركز ... أهلا بحضرتك
- أهلا بيك يا باشمهندس أمجد ... إلهام حكيتلى عنك كتير ... خليتنى متشوقة إنى اشوفك
- تشرفنا إيناس هانم ... شرف كبير إنك تشرفينا
- إيناس إختارت 5 فساتين يا أمجد ... عايزين نعملها خصم كويس
- طبعا طبعا ... قولى لمنى وباباها ... إنتى عارفة ماليش فى مواضيع البيع والشرا دى .
- مانا قولتلها عالخصم اللى عايزينه وقالتلى اقولك الأول
- يا ستى قوليلها إنك قولتيلى ووافقت ... مع إنى ماليش فيه ... حاجة منى وابوها
- هى منى معرفتكش ولا إيه؟
- عرفتنى إيه ؟ معرفتنيش حاجة
- بعدين هابقى اقولك ... المهم انا مش جايبة إيناس وطالعالك علشان الخصم والكلام ده طبعا
- أنا تحت أمرك وأمر إيناس هانم
- إيناس واخدة حتة أرض فى التجمع وعايزانا نعمل لها تصميماتها كلها
- ودى عايزة كلام !!! تحت أمرها طبعا ... نفتح المكتب بس ونعمل لها كل اللى تأمر بيه
- بس هى عايزاك انت اللى تعمل الديزاين ... بتقول أنها سمعت عنك من ناس كتير
- بس إنتى عارفة يا إلهام ... مشروع القرية لوحده هياخد عالأقل 3 شهور ... الهانم هتنتظر كل ده ؟
- هانتظر يا باشمهندس ... حتى لو 6 شهور كمان ... لكن محدش هيصمم فيلتى غيرك
- خلاص تحت أمرك يا هانم ... وانا أوعدك إنى هاعملك ديزاين محصلش ... بس نفتح المكتب ونخلص تصميم القرية وهابدأ فى فيلتك فوراً
- فرح أمجد آخر الإسبوع يا إيناس ... تبقى تشرفينا
- حقيقى ؟ ألف مبروك يا باشمهندس ... أكيد هآجى
- تشرفينى يا هانم ... بس الفرح مش هيبقى أد المقام ... هيبقى فى سطوح البيت ... إنتى عارفة بقى ... أهلى جايين كلهم من الصعيد ومش هياخدوا راحتهم فى فندق ولا نادى
- دى أحلى أفراح اللى بتبقى فى السطوح دى ... لازم هاجى
- طيب ياللا بينا يا إيناس ... زمانهم جهزوا الحاجة ... أنا هاروّح دلوقتى يا أمجد .... بكرة لازم تعدى عليا علشنا نلحق نخلص الكام ورقة اللى فاضلين ... سلام
- سلام يا إلهام ... تشرفنا يا إيناس هانم
- تقريبا ده صاحب المحل اللى افتتاحه النهاردة
- لأ ... صاحب المحل راجل كبير ... من تجار بورسعيد
- ماهو أنا عرفت من بنت شغالة معاهم إن ده جوز بنته ... واضح إن المحل بتاعه هو ومش عايز حد يعرف فمخلى حماه واجهة ... بس هو مين ده بقى ؟
- بكرة الصبح هاعرفلك متقلقش ... أول ما يفتحوا هنزل للبنات اللى شغالين فى المحل وافتح معاهم كلام واعرفلك مين ده بالظبط ... أكيد إبن واحد من الكبار أوى
- أنا عايزه يبقى زبون عندنا ... طلباته أوامر ... فاهم
- فاهم يا ريس
إنهم طيبون لدرجة السذاجة
- مكنتش متخيل يا أمجد إن الحاجات الغالية دى هتمشى بالشكل ده يا أمجد
- ماهى مشيت علشان غالية يا عمى ... تعرف لو كانت رخيصة ؟ مكانتش إتباعت هنا
- طيب يابنى ... دلوقتى إنت لازم تاخد فوس الحاجة اللى جبتها معاك وانت جاى النهاردة ... دى معملناش حسابها فى الشركة اللى بينّأ
- شركة إيه اللى بينّا يا عمى ؟
- هى منى ماقالتلكش ؟
- لأ ماقالتش أى حاجة ... إحنا معرفناش نتكلم أصلا من ساعة ما جيت
- إزاى يا منى متقوليش لأمجد حاجة زى كده ... متآخذنيش يابنى ... بنتى غلطانة
- غلطانة فى إيه أنا مش فاهم حاجة
- منى إدتنى فلوس كنت انت سايبها هنا ... وحسبت كل اللى الفلوس اللى انت بعتّها ليا وتمن الحاجة اللى مدام إلهام جابتها معاها ودخلتك معانا انا وفاطمة شريك وعملنا عقود جديدة ونصيبك 30% فى الشركة دى ... وهى مضت مكانك بالتوكيل اللى معاها
- آه يا عمى ... أنا نسيت ... هى كانت قالتلى وانا افتكرتها بتهزر ... على كل حال أنا مكنتش عامل حسابى على حاجة زى دى ... حضرتك إعمل كل اللى انت عايزه ... ياللا بينا بقى نقوم لإنى ميت من التعب
الباشا
كان وقع الكلمة على أذن أمجد غريبا ... لم يستسغها ولم يحبها فى ذلك اليوم ... فهو لم يزل فى نظر نفسه ذلك الشاب الذى يهيم حبا بفتاته ويرغب فى إسعادها وفقط ... أيقونة حظه ورفيقة عمره الرقيقة منى
بمجرد إنفراد أمجد بمنى فى غرفتهم أخفضت وجهها خجلا منه ... فامتدت أصابعه لأسفل ذقنها ورفع وجهها إليه فأرخت عيناها خجلا
- أنا آسفة يا أمجد ... مرضتش أقولك علشان كنت عارفة إنك مش هتوافق ... بابا كان مزنوق فى فلوس فأضطريت أديله الفلوس اللى انت كنت سايبها
- تقومى واخدة على ابوكى ورق يا مجنونة أنتى .... إديله الفلوس وخلاص
- أولا مكانش هيرضى ... ثانيا أنت جوزى ولازم احافظ على فلوسك .... وأصلا المشروع ده كله فكرتك ... يعنى كان المفروض من غير ما تدفع ولا مليم تكون شريك فيه
- باقولك إيه ...سيبك بقى من المشاريع ومن الفلوس دلوقتى ... أنتى وحشانى وعايز اشبع منك ... بكرة بعد ما نفطر ورايا كام مشوار صغيرين كده مع إلهام هيخلصوا عالعصر ... هارجع وآخدك ونخرج نتغدى ونخش سينما ... وحشتنى السينما معاكى يا قردة
- أنا وماما هنروح الصبح نكمل ترتيب دولابى ودولابك .... هنرجع عالضهر كده أجهز نفسى على ما تيجى ... ماشى
- أمجد ... أبوك نايم جوة علشان عنده شغل بكرة... منى لازم تنزل تنام علشان مشوارنا الصبح
- حاضر ياحضرة يا حضرة الناظرة إتفضلى ادخلى مبنعملش حاجة قلة إدب
- مانا عارفة انكم مبتعملوش حاجة ... حتى باين على وش الممحونة مراتك ... أهمدوا شوية الكام يوم اللى فاضلين .
- وانتى مش رايحة شغلك أنتى كمان يا حضرة الناظرة ... ممكن اروح انا ومنى نوضب الدولاب مع بعض
- لأ يا روح امك ... خدت أجازة لغاية الفرح .
- ليه كده بس تتعبى نفسك ... أنا ومنى هنخرج بكرة بعد الضهر
- لأ يا روح امك ... منى مش هتخرج بكرة ولا طول الإسبوع ... يا دوب نلحق
- تلحقوا إيه ؟
- نلحق نخلص اللى ورانا ... لازم منى تجهز وفيه حاجات هتتعمل ... ومش هتشوفها طول الإسبوع .
- تانى يا ماما ؟ هتفعصوا فيا تانى ؟ حرام عليكوا بجد
- بس يا بت بلاش مياصة فارغة ودلع بنات ... ده فيه حاجات تانية هتتعمل أكتر من المرة اللى فاتت
- يا ماما طيب سيبينا نخرج مرة واحدة بس ... مش معقول بعد ما بعدت عنها كل ده مشوفهاش إسبوع كمان
- بس يا واد ... تبقوا تفطروا كل يوم مع بعض وخلاص ... إخرس بقى بدال ما اقولك مافيش فطار كمان
- طيب متفعصوش فيها أوى ... سيبولى شوية تفعيص
- تصدق إنت من ساعة ما سافرت وانت سفالتك زادت عن حدها ... ياللا يا بت أنزلى على شقتكوا ... وانت اتخمد ونام ... إنت ماريحتش ساعة حتى من ساعة ما رجعت من السفر
...........................................................................................................
توجه أمجد من فوره للمبنى الكبير وقابل الرجل الوقور الذى قابله فى المرة الأولى وكأنه كان فى إنتظاره
- بص بقى يا باشمهندس ... النهاردة هتقابل الشيخ ابو ابراهيم ... بعد ما تسيبنى تتصل بيه فورا ... مش هتلاقيه لإنه فى المجلس دلوقتى ... هيطلبوا منك الأول تروحلهم تقابل دراعه اليمين ترفض
- ماشى ... ولما أقابله اديله صور كشوفات الحساب اللى معايا واعرف هاعمل إيه فى فلوسهم اللى فى حسابى هنا طبعا
- هما طبعا مش عارفين إنك أسست مشروع ليك هنا وإنك هتكون شريك فى مكتب الدكتور إبراهيم اللى هتفتحوه تانى بإسم فريدريك
- إنتوا عارفين دى كمان ؟
- أمال إنت فاكر الورق بتاع تأسيس المكتب والمحل وتصريح المشغل بتاعك انت وحماك خلص بالسرعة دى ازاى
- تصدق أنا معرفتش إنى شريك فى مشروع الملابس ده والمشغل ده غير من كام ساعة بس
- إحنا بقى عارفين وكنا بنسهل لك إجراءاتك من بعيد لبعيد .... المهم إنهم هيقلقوا من إنك هتستقر فى مصر ... تطمنهم إنك لازم كل شهرين تلاتة ترجع أسبانيا علشان دراستك اللى بتكملها هناك .
- ده حقيقى
- هما محتاجينلك ... البنوك فى أسبانيا مافيش عليها رقابة زى اللى فى إنجلترا وفرنسا ... وسويسرا عارفين ان العين عليها ... اليونان عارفين إن المصريين هناك كتير ويخافوا يثقوا فى حد ممكن يكون مدسوس عليهم ... وكذلك إيطاليا ... أسبانيا معظم العرب اللى فيها من المغرب وتونس ودول برضه مش هيثقوا فيهم
- ليه ؟ دا فيه مغاربة وتوانسة كتير منهم
- علشان كده بيخافوا منهم .... بيخافوا من بعض أكتر من خوفهم من الغريب ... لو حد منهم سرقهم مش هيقدروا يعملوا معاه حاجة ... يعنى انت بالنسبة لهم لقطة ... هما لغاية دلوقتى مش واثقين فيك ... بس مهمتك بقى إنك تخليهم يثقوا فيك ثقة تامة
- وده أعمله إزاى ؟؟؟
- إنت بطبيعتك أعصابك هادية وبتعرف تتحكم فى إنفعالاتك ... من بكرة هتكون معانا ساعتين كل يوم هتدرب فيهم على شوية حاجات ... لكن مقابلتك النهاردة مع الشيخ أبو إبراهيم مهمة وهاقولك تكسب ثقته إزاى
- بس فرحى كمان إسبوع ... يعنى مش هينفع سعادتك أسيب عروستى وآجى اتدرب
- ههههههههه ... متخفش ... تدريبك هيخلص قبل فرحك
- طيب بالنسبة لمقابلتى مع الشيخ ابو إبراهيم النهاردة؟
- عايزك تحاسبه على عمولتك اللى اتفقت معاه عليها بالمليم ... متسيبش ولا سنت من غير ما تحاسبه عليه
- دى سهلة ... أنا معايا كشوف الحساب وهاحاسبه زى مأمور الضرايب وأكتر
- تمام أوى ... أهم حاجة هدوء أعصابك ... هيحاول يعرف اللى جواك ... إوعى تتوتر ولا تخليه يعرف إنت بتفكر فى إيه ... وخد بالك ... أبو إبراهيم مش سهل ... ده من أذكى الناس اللى فيهم
- ماشى ... متقلقش من الناحية دى
- طيب يا بطل ... إتوكل إنت دلوقتى ومعادنا بكرة الساعة 10
- تمام حضرتك ... أشوفك بكرة
- إزيك يا أمجد ... ولا نقول يا عريس ... بقى يا راجل مش عايز تتحاسب مع المحاسب بتاعى وتصمم إنك تقابلنى وتضيع وقتك اللى بتجهز فيه لفرحك
- يا حاج إزاى بس مقابلكش ... أمال اعزمك على فرحى إزاى ... وبعدين أسيب البركة اللى بتحل عليا لما اشوفك ... ده كلام
- لأ ناصح ... وفرحك إمتى يا أمجد ؟
- يوم الجمعة الجاى ... أنا لسة واصل إمبارح
- وإيه أخبارك ... وعامل إيه فى شغلك هناك
- كله تمام ... الشغل ماشى زى الفل ... حتى شاركت صاحب المكتب اللى شغال فيه وعملنا شركة ... هنفتح مكتب فى مصر وهاكون المدير بتاعه
- إيه ده ؟ إنت مش هترجع أسبانيا تانى ولا إيه ؟
- لأ لازم كل شهرين تلاتة أسافر هناك شهر ولا حاجة ... ولو فيه حاجة مهمة أسافر لها ... أنا باعمل دلوقتى دراسات عليا فى الجامعة هناك وفيه حاجات هناك لازم أسافرلها كل شوية
- إيه ده كله ... دا إنت بقيت رجل أعمال كبير أهو يا أمجد
- البركة فى دعواتك يا حاج ... مش قولتلك باتبارك بيك ... المهم مش عايز أضيع وقتك ... هتشربونى شاى ولا لأ؟
- متآخذنيش يا حاج ... الشغل شغل
- لأ حقك يا أمجد ... إحنا كنا حاسبين الحسبة وطلعت زى مانت حسبتها بالظبط ... بس كنا ناسيين موضوع المكالمات والفاكسات ده
- طيب كده تمام ... الفلوس اللى انا حولتها لمصر بقى أعمل فيها إيه ؟ طبعا هاخصم عمولتى منها ... أعمل بالباقى إيه ؟
- هتاخد 3 أرقام حسابات تحولهم ليها هنا فى مصر ... وهاقولك تحول لكل حساب كام بالظبط
- ماشى يا حاج أستأذن أنا بقى ... هاستناك يوم الجمعة ... الفرح فى البيت عالسطوح ... بس باقولك أهو علشان متزعلش ... هيكون فيه رقاصة
- هههههههههه مبروك يا أمجد هآجى ... ولما الرقاصة تيجيى هبقى ابص بعيد يا سيدى
- تنورنا يا حاج ...حتى تزيدنا بركة
- ....................................................................................................
عندما عادت منى وأم أمجد من شقتها بعد أن وضعتا لمساتهما النهائية اللازمة ليوم الزفاف عليها إجتمعت ريرى وأم أمجد و مُنى فى غرفتها ليبدآ رحلة تجهيز العروس وقد بدا الوجوم على وجه مُنى وأمها... فهى لن تتعرى أمام تلك المرأة التى تظن أنها تتمنى أن تكون مكانها بين ذراعى حبيبها
مسكينة يا رقيقة فأنتِ لا تعرفين الحقيقة
أرادت أم أمجد إنهاء ذلك الموقف فبدأت الحديث
- روحى يا ريرى جهزى الحاجة وأعمليلنا كوبايتين شاى ... وهاتى للبت دى كوباية لبن ... متشربش شاى ولا قهوة من النهاردة لغاية يوم الدخلة
- باقولك إيه يا مُنى ... مينفعش اللى انتى عملاه مع امك ده ... متنفعش التكشيرة دى فى وشها فى وقت زى ده
- مش قادرة يا ماما ... مش قادرة اتخيل إنها تشوف جسمى ... مبقتش حاسة إنها أمى ... مش شيفاها غير واحدة بتحب جوزى وعايزة تخطفه منى
- بصى بقى يا منى ... ريرى ملهاش فى الدنيا غيرك ... حرام عليكى تحرميها من فرحتها بيكى ... دى فرحة عمرها
- تلاقيها زعلانة إنى هتجوز أمجد مش فرحانة
- يا بت متقوليش كده ... طيب أنا هاقولك حاجة مع إنها كانت محلفانى إنى مقولهاش ... أمك السبب فى رجوع أمجد يوم كتب كتابك عالزفت اللى كانوا اعمامك عايزين يجوزوهولك
- يا سلام ... عبيطة انا بقى علشان اصدق الكلام ده
- لا صدقى ... إنتى متعرفيش هى عملت إيه علشان أديها تليفون أمجد فى أسبانيا ... أحلفلك إنها وطت على رجلى باستها ... أنا وإلهام كنا متفقين إننا منقولش لأمجد على اللى بيحصل لك ... كنا شايفين إن رجوعه مش هيغير حاجة وكنا خايفين عليه .... هى اللى اتصلت بيه وقالتله
- يعنى مش إنتى اللى قولتى لأمجد
- أحلفلك بإيه إنى مش انا ... مخبيش عليكى كنت خايفة عليه ... هى اللى إتجرأت وقالتله ... دى فضلت فى السنترال طول النهار تتصل بيه لغاية ما رد عليها ... لو اللى فى دماغك الوسخة ده صح كانت سابتك تتجوزى وخلاص
- بس ده مينمنعش إنها فكرت فيه فى يوم من الأيام
- يا بت ... دا أنا باقول عليكى مخك كبير وبتفهمى ... إنتى هتحاسبى واحدة على تخريف قالته وهى فى البنج ؟ متظلميش امك يا منى ومتكسريش قلبها وفرحتها بيكى ... كفاية كام سنة بتعذبيها وهى شيفاكى معتبرانى أخدت مكانها عندك ... كام شهر وهتبقى أم وهتعرفى الأم ممكن تحس بأيه لما واحدة تاخد منها ضناها
- أنا هاروح انا اعمل الشاى واجيبلك كوباية اللبن وهاسيبكم مع بعض شوية ... عايز اسمع ضحتك وضحكتها اللى فاضحانا بيها ... ماشى يا بنتى ؟
....................................................................................................
مرت الأيام سريعا وأنهى أمجد تدريبه السريع وأتهى كذلك كل ما كان معلق من إجراءات بخصوص المكتب وأطاع ما طلبه منه الرجل الوقور فى المبنى الكبير وقدم طلباً لتركيب خط تليفون فى شقته الجديدة لسهولة التواصل معه بعد أن أخبره الرجل هناك إنهم سيساعدونه وأن طلبه سينفذ خلال أقل من شهر بمساعدتهم ولن ينتظر لسنوات كما كانت العادة فى تلك الأيام ... لكنه طلب منه أن يطلب توصية مكتوبة من الشيخ أبو إبراهيم لمصلحة التليفونات ... حتى لا يشك الرجل لسرعة تركيب خط التليفون الغير معتادة دون توصية
وأخيرا بات أمجد ومنى على بعد ساعات من أن يجمعهما بيت واحد ولم يستطع أمجد فى اليوم السابق للفرح رؤية رقيقته ... فهو "يوم الحنة" حيث تتجمع النساء والفتيات فى يومهم الخاص بالنساء ولا يصح أن يكون بينهم رجل حتى ولو كان العريس ... أو كما قالت له أمه
- هتقعد بين النسوان تعمل إيه !!!!!
وهكذا أصبح أمجد على بعد ساعات من بداية حياة جديدة كرجل مسؤل عن زوجة وبيت وقريبا ***** ... كانت المرة الأولى التى إقترن فيها أسمه بلقب الباشا ... هذا اللقب الذى أطلقه عليه أولا عمال الكافيتريا وسرعان ما أنتشر بين أروقة المركز التجارى ليتجاوزه فيما بعد ... كانت الأيام الأولى التى انغمس بعدها فى معاونة أفراد الجهاز الكبير فى حربهم وحربه مع طيور الظلام ... كانت خطوته الأولى فى هذا العالم المثير بسرية وهدوء ... سر لم يعلمه إلا هو وقليل من أفراد هذا الجهاز المجهولين ... حتى أسمائهم الحقيقية لم يعرفها ولم يعرف إسمه الحقيقى بينهم إلا القليلون ... هذا السر الذى إخفاه طيلة حياته ... وإلى الآن
وإلى اللقاء يا أصدقائى الأعزاء قريبا كما أتمنى فى فصل جديد من حياة الباشا إذا كان فى العمر بقية
الجزء الرابع
مقدمة
فى هذا الجزء أصر الباشا على ذكر تفاصيل حفلات زفاف الطبقة المتوسطة بالتفصيل ... أصر على أن ينقل للقراء الجو المحيط والسعادة التى كانت تجد طريقها لقلوب البسطاء رغم قسوة حياتهم فى تلك الأيام ... اصر على ذكر تكاتف أبناء الشارع الواحد وجيران الفرح لإنجاح فرحتهم ... بعض التفاصيل التى قد تبدو غريبة عن بعض أبناء جيل الألفية الجديدة ... لكنها كانت حقيقية بالكامل لم أزد أو أنقص كلمة مما ذكره لى فى حكيه علّى أستطيع أن أضعكم فى نفس حالة السعادة التى شعر بها ورأيتها فى عينيه عندما تذكرها
فى هذا الجزء أيضا تطرق الباشا لزلزال إقتصادى حدث بمصر تزعزعت معه أحلام كثير من البسطاء حتى انهارت ... ذكر بعض تأثيرات هذا الحدث الذى تألم له رغم إستفادته منه وكيف عرف بعض خفايا هذا الزلزال
أصبح الباشا شريك فى مكتب تصميمات كبير وشريك فى مشروع تجارى ناجح
كيف مرت تلك اليام القليلة على الفتى صغير السن وكيف عاشها وكيف أضافت لخبراته هذا ما سوف نعرفه عندما نتابع قراءة ما أملاه على الباشا من كلمات
والآن لنعد سويا لإستكمال قصتنا وكالعادة أرجوكم أعزائى ألا تكتفوا بقراء الكلمات
لكن إقرأوا ما بين السطور
............................................................................................................
وأشرق نهار يوم الزفاف لم يستطع أمجد حتى أن يطيل مكالمته الصباحية مع حبيبته ... لقد فوجئ بصوت أمه على الطرف الآخر بعد نصف ساعة فقط من بدء مكالمته التى كان يتمنى أن تمتد لساعات
- إقفل التليفون يا أمجد وقوم شوف اللى وراك ... منى وراها ستين حاجة ويا دوب تلحق تخلص قبل الكوافير ما يجيى
- لسة بدرى يا ماما ... الكوافير مش هيجيى الساعة 7 الصبح ... وبعدين أنا مافيش ورايا حاجة أصلا
- لأ فيه ... لسة عايز تستحمى وتحلق وتجهز الهدووم اللى هتلبسها
- هاستحمى واحلق فى 12 ساعة يا ماما ... ليه حوت هيستحمى ويحلق
- خلاص إتفلق ... منى مش فاضيالك ... كلها كام ساعة وتبقوا مع بعض باقى عمركم
- طيب نكمل كلامنا بس
- مافيش وقت يادوب نلحق ... والشقة عندك شوية وهتتملى ناس
- إنتى نزلتى إمتى عند منى ولا كنتى بايتة تحت ولا إيه
- إخرس واقفل السكة
فها هو أخيرا حلم يكتمل بزواج إثنين ولدا وكبرا سويا أمام أعين الجميع
حلم تحقق فى زمن أصبحت فيه الآمال مستحيلة
كانت المفاجأة التى لم يتوقعها أحد من الأسرتين حضور أعمام منى وزوجاتهم .... لقد تسرب إليهم خبر نجاح مشروع أخيهم الأكبر وأختهم الصغرى عن طريق أحد التجار الذى تصادف ذهابه للمركز التجارى ... لم يعلم هذا الرجل إلا أن محل أبو منى بات مقصدا لزوجات وجوه المجتمع وأن هذا المحل فى الأصل مملوك لشاب مهم بات كل من فى المركز التجارى يطلقون عليه لقب الباشا .... ذهبت بهم ظنونهم بأن أمجد ومنى قد انفصلا ثانيةً وأن منى فى طريقها للزواج بآخر آكثر ثراء ونفوذا من الشيخ نور الذى كانوا يريدون تزويجها له ... صوّر لهم طمعهم أنهم قد يستطيعون الإشتراك فى كعكة الثروة التى يظنون أخيهم ينعم بها
كم كانت دهشة زوجات العم عندما رأين أم أمجد تقوم بتجهيز العروس وتشترك معها فى كل تفصيلات مكياجها وشعرها ... لم يستوعبن أن العريس الذى سمعن عن ثرائه هو أمجد الذى أضاع من أزواجهن فرصة مصاهرة أحد أكبر التجار فى مصر ... كانت دهشة أزواجهن أكبر عندما أستطاعوا أخيرا التكلم مع أخيهم فى ذروة أنشغاله بتجهيزات عرس ابنته عندما سألوه عن إسم عريس إبنة أخيهم ومن هو ... عندها فقط فهم الرجل الطيب سر حضورهم من بورسعيد للقاهرة والسعادة المصطنعة التى رسموها على ووجوههم هم و زوجاتهم
- بقى كده نعرف من الغرب إن فرح بنت اخونا النهاردة ...لو مكانش اصحابك التجار اللى عزمتهم وقالولنا مكناش عرفنا .... إحنا حبينا نعمل الواجب برضه مع إنك مكلفتش خاطرك وعزمتنا
- كان المفروض تبقوا جنبى من الأول مش يوم فرحها بس ... إنتوا ناسيين اللى عملتوه فى بنتى وفيا ولا إيه
- إحنا كنا عايزين لبنتك الخير وانت وهى كسفتونا قدام الراجل اللى كنا جايبينهولها .... بس حصل خير يا خويا ... واهى اتجوزت اللى أحسن منه
- طبعا أحسن منه ميت مرة
- طبعا أكيد ... إحنا عرفنا أن عريسها راجل من عيلة كبيرة وواصل
- إنتوا بتقولوا إيه ؟ عيلة كبيرة مين وواصل إيه ؟ إنتوا مش عارفين جوز بنت أخوكم مين ؟
- لأ مش عارفين ... مانت لو كنت معتبرنا اخواتك بجد كنت عرفتنا على جوز بنتك ... مش فجأة كده نعرف من الناس
- أعرفكوا على مين ؟ إنتوا فيه إيه فى مخكم ؟ مانتوا عارفين من قبل ما تسيبوا البيت ده آخر مرة دخلتوه إن أمجد هو اللى هيتجوز منى .
- أمجد ؟ أمجد مين ؟ البلطجى اللى طرد الشيخ نور من بيتك ؟
- أمجد مش بلطجى ومحدش فيكم يفتح بوقه بكلمة عليه ... أمجد عمل اللى انا مقدرتش اعمله ولحق بنتى من المصيبة اللى كنتوا هترموها فيها
- أمال المحل الكبير والبضاعة المستوردة اللى انت وفاطمة شغالين فيها دى إيه ؟ أمجد هو اللى فتح لكم المحل وجاب لكم البضاعة ؟ منين ؟
- أنا لا شغال فى بضاعة مستوردة ولا غيره ... دى كلها حاجات معمولة هنا فى مشغل أنا فتحته ... هما كام حتة مستوردين بس اللى فى المحل مفيش غيرهم
- أمال الباشا اللى الناس كلها بتتكلم على أنه جوز بنتك يبقى مين
- آآآآآآه علشان كده بقى سبتوا شغلكم وجيتوا جرى .... الباشا اللى الناس بتتكلم عليه هو أمجد يا خويا انت وهو ... جوز بنتى وشريكى انا واختكم
- وهو أمجد جاب الفلوس دى كلها منين
- فلوس إيه وهباب إيه اللى بتتكلموا عليها ... عملنا مشغل وأجرنا محل بنبيع فيه اللى بنعمله ... مش محتاجة ملايين ... إحنا بس علشان نيتنا صافية وقلبنا سليم ربناا كرمنا .... وبعدين إنتوا جايين تباركوا ولا جايين تقروا علينا
- نقر أيه بس يا بو منى ... حد يقر على فلوس أخوه .... فلوسك هى فلوسنا يا حبيبى
- لا يا حبيبى مش فلوسكم ... فلوسى هى فلوس بنتى وجوز بنتى اللى وقف معايا
- ماشى يا خويا ... لو وجودنا مضايقك نمشى
- مش مضايقنى ولا حاجة ... بس إحنا فى ايه ولا فى أيه ... بدال ما تقولوا نساعدك فى إيه يا خويا جايين تشوفوا فتحت المحل إزاى وباشتغل إزاى
- حاضر ياحبيبى ... عايزنا نساعدك فى إيه
- شوفوا الناس اللى شغالة وخلوا نسوانكوا تساعد باقى الستات والطباخ فى البوفيه ... إنتوا مش شايفين الدنيا هايصة ازاى
- من عنينا يا خويا ... صحيح هو أمجد كلف الفرح ده كله لوحده واللا أنت دافع معاه
- يوووووه مش قادرين تبطلوا !! لأ ياسيدى هو اللى مكلف الفرح ... وأهل الشارع وحبايبه هم اللى بيساعدوه ... سيبونى بقى افرح ببنتى
- عروستك حلوة يا ولا ... ليه حق نور يتحصر عليها
- إنت هتعاكس ولا إيه يا حاج .
- ياض اعاكس مين وسط أهلك الصعايدة دول ... هما جايين يدخلوا حرب بكل السلاح اللى معاهم ده ... ده لولا إنى موصى مأمور القسم ميجيش جنبكم كان زمانه حبس نص الفرح
- ماهو ده عشمنا فيك يا حاج ... بس إيه رأيك فى الرقاصة
- بس ياض ... قولتلك مش هابص عليها
إشتعل الحفل بوصول إلهام وكان سبب إشتعاله وصول النجمة الشهيرة إيناس برفقتها وتجمعت الفتيات حولها وتطلعت أعين الشباب والرجال لتلك النجمة التى لم يكن أحد يتخيل رؤيتها على الحقيقة فإذا هى فى حيهم وفى حفل عرس إبن شارعهم تشاركهم فرحتهم بزفافه.... وتعجب أعمام منى وزوجاتهم من هذا الخليط العجيب الموجود ... نجمة سينمائية وأحد كبار تيار يرفض وجود السينما من أساسه فى نفس المكان ... وتهامس أعمام منى بينهما يتسائلان ... إلى أى مدى وصل هذا الشاب فى سنوات أقل من عدد أصابع اليد الواحدة وإلى اين وصلت شبكة معارفه
إنتهى العرس فى موعده منتصف الليل وتحرك موكب العريس تتقدمه السيارة الفارهة المزينة وشارك فى الموكب كل من يملك سيارة بالشارع حتى توقفوا أمام العمارة التى تقع شقة العريس فى آخر أدوارها ... لم يرافق العروسان إلا أم العريس وأم العروس وأبويهما حسب الأصول بينما انصرفت سيارة العروسان إنتظرالجميع عودة كبار الأسرتين أمام باب العمارة يصخبون ويرفعون أصوات فرحتهم وزغاريد النساء .
فتحت أم العريس باب الشقة ودخل أمجد تتأبط ذراعه عروسه الجميلة تتعثر فى خجلها لتجلس العروس على الكنبة الموجودة بصالة الشقة و معها أمها وأبيها بينما تصطحب أم أمجد وأبيه إبنهما لغرفة النوم ... فكل أم وأب لابد أن يوصيا إبنهما وإبنتهما التوصيات الأخيرة اللازمة لبدء حياتهما الزوجية
- خد بالك من منى يا أمجد وشيلها فى عينيك ... البنت جوهرة مافيش زيها
- مش هتوصينى على منى يا بابا ... منى فى عنيا من ساعة ما اتولدنا
- بالراحة عليها يا أمجد النهاردة ... البنت هتلاقيها مكسوفة شوية فى الأول إستحملها ومتستعجلش
- حاضر يا ماما ... مش هاستعجل ... على أقل من مهلى
- متزودش يا أمجد ... هيبقى فيه جرح ومش لازم يلتهب ... إنت فاهمنى طبعا
- فاهم يا بابا متقلقش
- المنديل الأبيض اللى على المخدة ده عارف طبعا سايبنه هنا ليه
- عارف يا ماما ... متقلقيش
- إنتى إيدك ساقعة وعرقانة كده ليه يا حبيبتى ؟
- خايفة ... ومش عارفة مالى
- خايفة من إيه ؟ متخافيش من أى حاجة وانتى معايا
- إنت بتعمل إيه يا أمجد ... عيب كده ... إستنى لما ندخل جوه
- القميص ضيق وخنقنى ... ومتقلقيش مش هاعمل حاجة ... هاقعد مؤدب
- إنت تقعد مؤدب ... إنت أصلا قليل الأدب
- متخافيش مش هأقل أدبى .
- شوفت بقى ... مش قولتلك إنك قليل الأدب
- يا بت متخافيش ... إحنا بس هنقعد مرتاحين بدال تكتيفة الفستان دى ... قومى أقلعك الفستان وهنقعد تانى
- هو خلاص كده ؟
- خلاص إيه ... مش هينفع حاجة تانى النهاردة ... هى امك مقالتلكيش
- يا قليل الأدب مش ده قصدى ... قصدى خلاص أنا مبقتش بنت خلاص
- إنتى شايفة إيه ... إنتى عبيطة يا بت ؟
- إفهم بقى ... أمال فين الوجع اللى كانوا بيقولوا عليه ... دى البت صفاء كانت بتقولى إنها صوتت أول مرة صاحبك نام معاها من الوجع
- ههههههههه مانتى صوتتى وصوتك وصل الشارع اللى ورانا
- مش بقولك قليل الأدب... قصدى مافيش حاجة وجعتنى
- يعنى انتى صوتك عالى كده علطول ... يادى الفضايح
- بجد يا أمجد صوتى كان عالى قوى ... أنا مكنتش حاسة بنفسى
- لأ مش عالى ولا حاجة يا حبيبتى ... كنت باهزر
- أنا مبسوطة يا أمجد .... مبسوطة قوى ... باحبك
- وانا كمان مبسوط قوى يا منى ... باحبك باحبك باحبك ... جعانة؟
- توء ... عايزة اناااااااام ... أقوم أحضرلك حاجة تاكلها ؟
- تقومى إيه ... مش هتقومى من حضنى الليلة ... دانا ما صدقت
- طيب نقوم نلبس حاجة ؟
- مافيش لبس ... طول ماحنا لوحدنا يبقى مافيش لبس
- قليل الأدب ... وانا كمان مش عايزة البس حاجة ... هافضل كده فى حضنك يا .. حبي ... بى
لأول مرة فى حياته يشعر أمجد بالرغبة فى النوم بعد ممارسته الجنس ... شعر بطاقة العمل تتفجر فى عقله لكنه وجد نفسه يرغب فى أن ينام ... ربما إلتصاق رفيقة عمره به وإحساسه بملمس جسدها على جسده جعل هذا الخدر والإسترخاء يتسرب إليه ... راقب وجهها الملائكى النائم قليلا قبل أن يستغرق هو الآخر فى نوم عميق
...........................................................................................................
شعر أمجد أنه استغرق فى النوم كما لم يستغرق من قبل ... عندما فتح عينيه كان يتخيل أن الوقت قد قارب الظهيرة نظر لتلك الجميلة النائمة على صدره مبتسمة رغم إستغراقها فى النوم ... أزاحها بهدوء عن صدره لتتململ الرقيقة قليلا قبل أن تفتح عينيها
- صباح الخير يا حبيبى ... هى الساعة كام ؟
- معرفش ... كملى نوم أنا رايح الحمام وراجع
لم يدر أمجد كم مر عليه من الوقت قبل أن يفيق على جرس الباب ... إرتدى جاكيت البيجاما وفتح الباب وهو يغلق حزامه ليجد صديقة عمره إلهام أمام الباب تحمل فى يدها حقيبتين بلاستيكيتين كبيرتين بيد بينما تحمل بالأخرى علبة شيكولاتة ضخمة
- صباح الخير يا عريس ... صباحية مباركة
- إلهام ؟ أنا قلت برضه مافيش غيرك ممكن يزعج عريس وعروسة عالصبح كده
- صبح إيه يا مسطول .... الساعة 1 إنت لسة نايم فى العسل
- يخربيتك ... إنت ياض مقدرتش تصبر لغاية ما تدخلوا أوضة النوم ... نمتوا هنا ولا إيه
- نمنا هنا إيه بس يا إلهام ... بلاش غلاسة بقى ... هاخش أصحيلك منى ... كنت باشتغل
- أنا برضه قلت كده ... طالما فيها نيك يبقى مش هتمسك نفسك من الشغل ... واشتغلت على إيه يا خويا ورينى
- كنت شغال على مشروع قرية الساحل ... عندك عالترابيزة جوة فى الصالون ... هاخش أصحيلك منى
- على فكرة أنا جاية بطلب من أمك مش جاية أغلس .... البومتين مراتات اعمام منى مصممين ييجوا معاها هى وريرى ... عايزين يتطمنوا يا خويا على بنت اخوهم ... ومجتش بإيدى فاضية ... جبت لك معايا شيشة وفحم ومعسل علشان تعدل مزاجك
- كتر خيرك يا إلهام ... فعلا كنت محتاجهم ... يخليكى ليا
- وايه اللى عالسفرة ده ... إنتوا مكلتوش ... الحاجة متلمستش ... زمان الأكل باظ يا زفت
- مكناش جعانين يا إلهام ... هاخش اصحيلك منى علشان اخلص من لسانك
- مكونتوش جعانين ولا مكونتوش فاضيين يا هايج ... خش صحيهالى نظبط الدنيا قبل أمك وأمها ما ييجوا ومعاهم البومتين
- صباح الخير يا حبيبى
- مساء الخير يا قلبى ... إحنا الساعة 1
- مكسلة قوى ومش عايزة أقوم
- معلش لازم تقومى يا منى ... إلهام برة ... أمى وامك زمانهم جايين ومعاهم مراتات اعمامك
- يووووه وأيه اللى هيجيبهم مع امى وامك دول ... أنا مش باحبهم و باخاف من عنيهم
- معلش يا حبيبتى ... أمى اتصلت بإلهام وقالتلها تيجيى قبل منهم ... قومى البسى علشان تخرجيلها
- طيب أنا المفروض البس إيه ... ألبس فستان ولا هدوم بيت ولا إيه
- معرفش ... إلبسى أى حاجة
- صباحية مباركة يا عروسة ... قمر يا بت ... مش عارفة حبيتى المعفن ده ازاى
- أمجد قمر يا إلهام ... تعالى معايا علشان تقوليلى البس إيه أقابل بيه الناس اللى جايين
- طيب يا قمر ... شيلى معايا هدومكوا دى ندخلها جوة ... شيلى إنتى هدوم جوزك وانا هاشيل الطرحة والفستان وباقى حاجاتك
يعد وقت قليل خرجت إلهام ومعها منى يرفعان الأطباق التى لم تمس وينشغلان بتحضير وجبة سريعة لإفطار العروسين ومعهما إلهام وكالعادة لم تتركه إلهام دون مناكفة
- ما تقوم يا بنى آدم تساعدنا بدال مانتا عامل فيها هارون الرشيد وبتشرب شيشة
- لأ يا إلهام ميصحش... أمجد يفضل مكانه وانا أجيبله الفطار لحد عنده
- دلعيه ياختى دلعيه لغاية ما يتعوج عليكى ... ماهو كان عايش لوحده فى أسبانيا وبيعمل كل حاجة لوحده ... يا بت إسمعى كلامى وخليه يعمل معاكى كل حاجة
- لأ يا إلهام ... جوزى حبيبى ميعملش حاجة
- طب ياختى خلينا نخلص بقى علشان تغيرى هدومك قبل ما النسوان تيجيى تلقيكى لابسة الروب عاللحم كده يفتكروا انكوا كنتوا بتعملوا حاجة وانا باتفرج عليكوا ... وانت خش البس الروب فوق البيجاما ... مينفعش تقابلهم كده .... جتكوا خيبة أنتوا الإتنين
- أمجد ... إلهام برة وامك وامى زمانهم جايين ... إلبس الروب واستنى برة مع إلهام
- طب استنى معاكى لغاية ما تلبسى
- يبقى مش هتسيبنى البس ... علشان انت قليل الأدب ... إخلص بقى لأنى انا كمان مش قادرة امسك نفسى وإلهام لسانها مبيسكتش ... هتعرف ومش هنخلص من سفالتها
- معلش الظاهر جيت بدرى شوية ... أنا لسة داخلة قدامكم
- كويس إنى قابلتك يا إلهام كنت عايزاكى فى موضوع ... شوفتى العروسة ولا لسة
- لسة يام أمجد ... أنا لسة يادوب واصلة
- منى جاية حالا يا ماما ... هاناديلك عليها
قدم أمجد للضيفات الجدد الشيكولاتة بينما إصطحبت أم أمجد وأم منى العروس لغرفة نومها بينما أصرت إلهام على مصاحبتهم بعدما رأت إصرار زوجات الأعمام على الدخول معهم للتحدث فى أمور نسائية خاصة وظل أمجد فى مكانه لتتعالى الزغاريد مرة أخرى من غرفة النوم ... زغاريد لم يدر سببها إلا بعد أن همست له أمه فى أذنه بعد خروجها إنها إحتفالا بذلك المنديل الحريرى الذى قدمته لهم العروس وسط خجلها ... زغاريد أعقبتها ضحكات ماجنة إخترقت الباب المغلق ثم خرجت إلهام وأم أمجد تاركين الجميلة منى مع سيدات أسرتها
- هم مخرجوش معاكم ليه ؟
- خرجنا وسيبناهم لوحدهم ... البومتين كانوا عايزين منى
- وسيبتوها لوحدها معاهم ليه بس يا ماما ... منى أساسا بتكرههم ومبتطيقهمش
- جرى إيه يا بغل إنت ... نسوان اعمامها وعايزينها لوحدها ... أكيد عايزين يدوها نقطتها من غير ما احنا نشوف ... مش هايكلوها ... أمها معاها
- يا إلهام أنا اصلا مش مستريح للإتنين دول من ساعة ما دخلوا الشقة ... عمالين يقلبوا عنيهم فى كل ركن كأنهم هيشتروها و بصتهم لمنى ساعة ما خرجت كانت مش مريحة خالص
- متخفش على منى يا حبيبى ... مش هيقدروا يضايقوها فى وجود أمها ... أمها أصلا بتتلكك لهم
- ماهو يا ماما مينفعش أمها تعمل خناقة يوم صباحية بنتها ... أقسم لو زعلوها لاطردهم واللى يحصل يحصل
- متقلقش يا حبيبى مش هيتجرأوا يزعلوها ... هما بيجرّوا ناعم معاها ومع ابوها من ساعة ما جم من بورسعيد
- ما تهدى بقى يا بغل إنت ... مش هيحصل حاجة
- منى متضايقة ومخنوقة ... أنا عارف .
- عارف منين ياض ما تهدى بقى
- عارف ... ومحدش يقولى عارف منين ... عارف وخلاص ... ونبى يا ماما خبطى عليهم وطلعيها من وسطهم ... منى لو إستنت معاهم شوية كمان هتعيط ... علشان خاطرى يا ماما
- حاضر يابنى ... هاقوم أندهالك ... بس إهدى انت وبلاش العصبية اللى انت فيها دى
وأخيرا أنهت الأم الموقف سريعا بعد أن لاحظت الموقف ووقفت بعد أن أشارت لأم أمنى
- ياللا بينا احنا ونسيب العرسان لوحدهم ... خد بالك من عروستك يا أمجد ...هاجيلكم كمان كام يوم يا ولاد خدوا بالكم من بعضكم ... نازلة معانا ولا قاعدة يا إلهام
- لأ نازلة معاكم ... هأقعد أعمل إيه
- لا إستنى شوية يا إلهام ... عايز منك حاجة
- ماشى يا أمجد .
- خلاص ماشى ... أنا بكرة هاروح لبابا آخد العربية ونسافر يوم التلات
- وهى عربية ابوك المعفنة دى هتوصلكوا ... يبقى هتباتو فى الطريق
- متخافيش ... إنتى بس مش عارفة قيمتها ... دى أصيلة وعمرها ما عملت أى حركة نقص
- طب ما تاخد عربيتى ... عالأقل مريحة وهابقى متطمنة عليكوا
- لأ إنتى عندك مليون مشوار علشان نفتح المكتب قى معاده
- إنت المفروض تشتريلك عربية إنت كمان ... طالما هتستقر فى مصر خلاص
- لما اشوف اللى معايا الأول وأبقى اشوفلى عربية
- أنا اعرف معرض بيبيع عربيات مستعملة بالقسط ... يعنى مش هتحتاج مبلغ ... على ما ترجع من أسكندرية أكون رتبتلك الأمور ... ميصحش تبقى مدير لمكتب أجنبى وتروح شغلك بالأتوبيس
- ماشى يا إلهام ... بمناسبة المكتب ... بلان القرية السياحية جايلى من غير ليفيلنج ... ياريت تتصلى بيهم تخليهم يبعتوا مساح يمسح الليفلات بتاعتها وتجيبيلى البلان أول ما ارجع
- كمان بتدينى تعليمات يابو شخة ... ماشى مانت المدير
- يخربيت لسانك ... يعنى مش قادرة تقولى مدير وبس
- ماشى يا عم المدير ... إنت بتفكر فى إيه فى مشروع القرية ... مش هتخليها ليفيل واحد ؟
- لأ طبعا ... أنا عايز أظبطها بحيث كل الوحدات تشوف البحر .
- يابن الناصحة ... حلوة الفكرة دى ... هيكسبوا فيها فلوس أد كده دى
- شوفتى بقى الفرق بين تفكيرى وتفكيركم
- وعايزين نشوف مهندس متخصص علشان حمامات السباحة ... حمل حمام السباحة ليه حسابات تانية سواء خرسانة أو كهربا علشان المواتير
- ماشى يا خويا ... متعملش فيها مدير بقى بدال ما اضربك قدام مراتك ... هانزل انا بقى واسيبكم تكملوا اللى كنتم بتعملوه
- كنا بنعمل إيه يام لسان زفر ... إنتى جيتى لقيتينى باشتغل و منى نايمة
- نايمة برضه يا بغل ... ماهى تبقى غلطتك لما القمر دى تنام منك
- القمر يقى زعلان ليه ... فيه عروسة تبقى مكشرة كدة أول يوم جواز
- مافيش يا حبيبى ... شوية كده وهابقى كويسة ... هاقوم احضر الغدا
- مش هتقومى ولا هتتحركى من هنا غير لما تقولى العقربتين دول قالوا إيه زعلك
- مقالوش حاجة يا أمجد متشغلش بالك
- لأ هتقولى ... لإنى تقريبا عارف
- عارف منين ؟ إنت سمعتنا
- يا حبيبتى انتِ عارفة انى باعرف اللى مضايقك من غير ما تتكلمى ... إتكلمى وطلعى اللى جواكى
- عمالين يسألوا ... جوزك قاعد ولا مسافر .. بيكسب كام ... معاه كام ... إشترى الشقة بكام ... هو جاب إيه وابوكى جاب إيه ... مشارك ابوكى بكام ... إزاى جاب الفلوس دى كلها ... الناس اللى كانت فى الفرح يعرفهم منين ... وانا اقولهم معرفش وامى تقولهم ماعرفش ومش عايزين يسكتوا ... كان ناقص يقوموا يفتحوا التلاجة يشوفوا فيها إيه
- ده اللى مزعلك يا عبيطة ... ده زمان اعمامك راحو لابوكى المحل وفاتحينله محضر هم كمان ... إياك بس ابوكى ميتعصبش عليهم ويطردهم ... قومى البسى نخرج نتغدى برة ونتفسح ونخش سينما ... وحشنى الخروج معاكى يا قردة ... قومى ومش عايز اشوفك زعلانة تانى أبدا ... أمال انا لزمتى إيه فى الدنيا لما العينين الحلوة دى تبقى فيها دموع
- أمك قالتلى مينفعش نخرج قبل 3 ايام ... هى قالت كده
- 3 ايام إيه ؟ هو احنا محبوسين على ذمة قضية ... قومى يا بت وبلاش عبط
- لا ياخويا أمك تزعل وتسمعنى كلمتين
- يا بت بطلى رعب من امى ... إحنا خلاص إتجوزنا ... ومتخافيش ... مش هتعرف إننا خرجنا
- أمك بتعرف كل حاجة من غير ما حد يقولها
- طب إيه رأيك بقى هنخرج ونتفسح ونروح لهم كمان ... علشان تتأكدى إنها مش هتعملك حاجة
- لأ بلاش نروحلهم النهاردة ... امك هتزعل ... خلينا نروحلهم يوم تانى ... بصراحة لسة باخاف منها
- طيب خلاص قومى البسى بسرعة علشان نلحق نتغدى ونروح سنيما
- طيب ... هاقوم اخد دش ونلبس وننزل ... مينفعش انزل كده ... لازم استحمى
- آجى معاكى اساعدك علشان تخلصى بسرعة؟
- يبقى مش هنخرج ولا هاعرف استحمى ... علشان إنت قليل الأدب أصلا ... أنا هاستحمى الأول و على مانت تاخد حمامك أكون انا جهزت
...........................................................................................................
مساء الإثنين كانت زيارة أمجد وزوجته لأسرتيهما ... كانت العروس فى قمة الإشراق ... وكالعادة ألقت منى بنفسها بين ذراعى أم أمجد التى إصطحبتها على الفور لغرفة النوم لتنفرد بها
- إيه يا بت ؟ وشك منور ... مبسوطة؟
- مبسوطة إيه .... ده أنا هاطير من السعادة .... أمجد جميل أوى يا ماما ... محسسنى إنى أميرة بجد ... تخيلى من يوم ما دخلنا مبيخلنيش حتى أدخل المطبخ ... أكتر حاجة باعملها كوباية الشاى وبس
- إنتوا لسة مخلصتوش الأكل اللى فى التلاجة يا بت ؟ إيه مبتاكلوش ؟
- إحنا ملمسناش الأكل اللى فى التلاجة أصلا ... كل يوم بنتغدى برة ونتفسح
- يا مجانين ... كل يوم ؟ ومبتفطروش
- أمجد بيحب يفطر فطار خفيف ... يادوب كوباية شاى بلبن وحلويات من اللى بنجيبها واحنا مروحين ... باقولك مش بيخلينى أعمل أى حاجة
- عيشيلك يومين يا منى ... كلها كام يوم وهتلاقى نفسك مطحونة فى تنضيف البيت والطبيخ والغسيل
- أمجد وصى البواب يشوفله واحدة تيجيى تساعدنى فى شغل البيت ... باقولك يا ماما بيعاملنى كأنى أميرة ... دايما يقولى الإيدين الحلوة دى متتعبش فى شغل البيت
- ربناا يسعدكوا يا بنتى ... والأمور التانية ؟ مبسوطة فيها
- واضح على وشك يا مايصة ... ولبستيله ياختى البيبى دول الأبيض اللى كان هيموت ويشوفك لبساه
- لأ ملبستوش لسه
- ليه يا بت ؟ أوعى تكونى بتلبسيله بيجامات وانتوا لسة فى شهر العسل
- ولا بيجامات يا ماما
- أمال بتلبسى إيه يا عين امك ؟ قمصان نوم
- يا ماما إبنك طول ماحنا لوحدنا مبيخلنيش البس حاجة أصلا
- آه يا قليلة الأدب
- أنا اللى قليلة الأدب برضه ولا أبنك ... مبنلبسش هدوم غير وإحنا خارجين ... حتى بنطلون البيجاما اللى بيلبسه وهو بيشتغل بيقلعه أول ما اصحى من النوم
- بيشتغل ؟ بيشتغل إمتى بقى وانتى بتقولى طول النهار عريانين
- معرفش بيصحى إمتى ... بيهلكنى كل يوم واروح فى النوم وانا حضناه علشان ميقومش اصحى الصبح ألاقيه بيشتغل فى الصالون ... وأول ما اصحى يسيب الشغل ويفضل معايا
- وانتى طبعا مبسوطة يا مايصة
- بصراحة آه ...مكنتش فاكرة إنى ممكن اكون سعيدة كده
- الشغل ماشى حلو أوى يا أمجد ... بس كده مش هنلاحق على البيع والمحل هيبقى مش مليان بضاعة زى الأول
- خير ياعمى ... كله خير ... رزق من السما
- بس انا كنت بافكر فى حاجة كده وحبيت آخد رأيك فيها
- تحت أمرك يا عمى
- كنت بافكر نأجر شقة تانية ونوسع المشغل ... نشترى كام ماكينة خياطة جديدة ومقص تانى
- فكرة حلوة يا عمى ... ولقيت الشقة ؟
- الشقة اللى جنب المشغل صاحبها كلمنى ... عايز يأجرها وبيقولى إننا أولى من الغريب
- طيب ماهى متيسرة أهى يا عمى ... فين المشكلة
- مافيش مشاكل ولا حاجة ... بس كده هنضطر ناخد من القلوس اللى كسبناها علشان المكن الجديد
- وإيه المشكلة ؟ المهم البنات اللى هتشتغل تبقى بنفس كفاءة اللى معاك علشان يطلع الشغل زى ما كان ... لازم يبقى الشغل كله واحد
- متقلقش من النقطة دى ... بس كده لما الشغل يوسع هنتأخر فى المكسب شوية
- مش مهم ياعمى ... إحنا مش مستعجلين عالمكسب ولا كان فى دماغنا اننا هنكسب بسرعة كده ... أهم حاجة تكون فواتيرنا وضرايبنا سليمة ... عايزين نفضل فى السليم
- متقلقش من الناحية دى ... وانا شوفت محاسب كويس يمسكلنا الحسابات والورق ... راجل طيب كان بيشتغل فى الضرايب قبل ما يطلع معاش
- على خير يا عمى ... إعمل اللى انت شايفه ... والمكتب عندى هيفتح على أول الشهر وهيكون فيه فلوس جاية ... حتى لو إتزنقنا هنلاقى معانا اللى يكفينا ... متقلقش وجمد قلبك
- متشكر أوى يا إلهام على كل حاجة بتعمليها معايا
- مافيش حاجة يا بغل ... هتسافروا إمتى
- بكرة الصبح بدرى ... إحنا حضرنا الشنط خلاص
- طب ما تباتوا معايا النهاردة يا عيال تونسونى ... هسيبلكم الأوضة بتاعتى وانام انا فى اوضة الضيوف
- لا نبات معاكى إيه ... مينفعش ... مش جايبين معانا هدوم
- طيب خدوا بالكم من بعض ... وطمنونى عليكم أول ما توصلوا
- متخافيش ... ما تبقى تيجيى تقعدى معانا يومين يا إلهام .
- بتتكلمى جد يا منى ؟ عايزانى أجيلكم
- آه باتكلم جد ... إيه رأيك يا أمجد ؟
- ياريت ... حتى تستريح شوية من المجهود اللى بتعمله من ساعة ما رجعت من أسبانيا
- يعنى مش هضايقكوا ؟
- تضايقينا إيه بس ... ده إحنا قاعدين فى الشاليه بتاعك أصلا
- طب بصوا ... أنا هستنى لما الشركة تبعت بلانات الليفلينج ... هاجيبهالكوا وآجى ... هتلاقى ترابيزة رسم فى الشاليه يا أمجد علشان عارفة إن منى هتفتح نفسك عالشغل ...ومتخافوش هاكلم السمسار يشوفلى شاليه جنبكوا علشان مضايقكوش
- وليه ؟ ما تقعدى معانا .
- مينفعش يا بت ... هاقعد اتفرج على مياصتكوا ولا اسمعكوا بليل ... هبقى أقضى النهار معاكوا واروح بليل عالشاليه التانى .
- ماشى يا إلهام ... تصبحى على خير
- تصبحوا على خير .. خدوا بالكم من بعض ... ومتنسوش تكلمونى أول ما توصلوا
لم يترك أمجد وقتا ليضيع ... دون أن يغيرا ملابسهما أصطحب أمجد عروسه لشراء ملابس تصلح للمصيف ... فهم لم يحسبا قبل زواجهما حساب تلك الفكرة المفاجئة ... تعجبت منى من إصرار أمجد على أن يشترى لها مايوه
- مايوه إيه يا أمجد ... ده أنا ملبستش مايوه من وانا عندى 12 سنة
- يا بت دى فرصة ... ننزل البحر وهو فاضى ... موسم المصيف خلص واديكى شايفة مافيش حد على البلاج كله من أوله لآخره
- لا يا خويا ... أمك تزعقلى
- يخربيت كده ... وامى هتعرف منين ... هى معانا
- أمك بتعرف كل حاجة يا أمجد... وبتعرف توقعنى فى الكلام ... وبعدين ابويا كمان مكانش بيخلينى البس مايوه فى أى مصيف
- أبوكى مكانش بيخليكى تلبسى مايوه علشان كنا بنصيف مع بعض إحنا وانتو ... كان بيخاف عليكى مِنى ... لكن دلوقتى هيخاف من إيه ؟
- بس هتكسف يا أمجد اقعد معاك بالمايوه
- ياهبلة انتى .... مانتى بتقعدى معايا من غير حاجة خالص ... هتتكسفى من إيه ... فرصة البحر مش هيبقى فيه غيرنا
إكتملت الصحبة بوصول الصديقة إلهام وعندما انتهى إسبوع العسل كان جسد الجميلة الأبيض قد تحول للأحمر بينما إزداد جسد أمجد الأسمر إسمرارا ... لم يكن أى من الثلاثة يرغب فى إنتهاء العطلة لكنها ككل الأيام الجميلة لابد أن تنتهى
وقبل العودة للقاهرة كان أمجد قارب على الإنتهاء من كل ما يخصه من تصميمات القرية ... قرية أبو سهام ذات التصميم المتميز الذى انبهرت به إلهام نفسها لقد تفوق على نفسه تلك المرة ... فقد كانت أيقونة حظه دائما قريبة منه تساعده برقتها وبتفانيها المفرط فى إشعاره بحبها .
...........................................................................................................
عند عودته للقاهرة كانت قنبلة قد أنفجرت فى كل أنحاء المجتمع المصرى حينها ... وجد ملايين المصريين أموالهم قد ذهبت أدراج الرياح بالقبض على صاحب أكبر شركة توظيف أموال فى هذا الوطن المنكوب الذى ابتُلى بمن يستغله دائما بشعارات الحلال والحرام
الملايين سحبت ودائعها ومدخراتها من البنوك لتسلمها لتلك الشركة ولشركات أخرى ... لم يستطع أغلب البسطاء إستعادة أموالهم المنهوبة التى سلموها بطيب خاطر نظير أرباح شهرية أكبر من أرباح البنك السنوية ... آلاف العاملين بالخارج فقدوا مدخرات عمرهم ... آلاف أخرى وضعت مكافآت نهاية خدمتها فى تلك الشركة ... وسرعان ما تهاوت باقى الشركات كقطع الدومينو ... قلة فقط من إستطاعت الحصول على بعض أموالها بعد أن تم خصم ما صرفوه مسبقا من أرباح من أصل مبالغ إيداعهم ... أما الباقى فكان عليهم الإنتظار... إنتظار سيطول لسنوات ولن يستطيعوا إستعادة ما فقدوه ... البعض أرتضى ان يأخذ بضائع من مخازن الشركات بما يقدره المدعى الإشتراكى من باقى أموالهم ... بضائع لم تبع ... فهى بضائع ملأت الأسواق ... ومن يريد إستعادة بعض ماله فليبع ما تحصل عليه بنصف الثمن ... إذا وجد من يشتريه ... كانت مصيبة حلت بهذا الوطن الطيب الذى صدق أبناءه شيوخهم الذين ظهروا فى إعلانات تلك الشركات ... وآخرين إندفعوا لوضع أموالهم بعدما تسربت أنباء كبار البلد المساهمين بأموالهم فى تلك الشركات ... كبار ومسؤلين كانوا يتحصلون على أرباح دون المساهمة فى رأس المال ... إنها كشوف البركة التى توزع على كبار المسؤلين فقط ليصمتوا .... يصمتوا عما يعلمونه عن إستغلال أموال المودعين فى المضاربة ببورصات لندن ونيويورك
إنهارت أحلام البسطاء بالحياة السهلة المرفهة دون عمل وانهارت معها أحلام الثراء ... إستسلموا لأحلامهم تغذيها ترهات عُبِئّت بها شرائط عن الحلال والحرام ... صدقوا الترهات وألجموا كل من يحاول إفهامهم الحقيقة ... إمتلأت الأسواق بالكماليات تباع بنصف ثمنها بينما ارتفعت أسعار الغذاء ... فتلك الشركات كانت تؤمن غذاء البطون لتلهى العقول ... حتى دار النشر التى إفتتحوها كانت كتبها مقصورة على ما يغذى فى عقول البسطاء أن ما يفعلونه هو فقط الحلال وكل ما عداه حرام
تضاعف سعر العملة الأجنبية بفعل ما خرج منها على إيدي كل طيور الظلام ... كلهم بلا إستثناء ... فالشيخ أحمد الريان وأخيه كانا يملكان من العملة الأجنبية أكثر من الموجود فى خزائن البنوك ... وكلهم لا يتعاملون مع بنوك الوطن لإن التعامل معها حرام حسب ما غذوا به عقول البسطاء ... وكأن بنوك الوطن حرام لكن بنوك الخارج هى عين الحلال
أى مصيبة حلت ببسطاء هذا الوطن حينما انقادوا لمن يقودونهم من آذانهم لحتفهم
لم يتأثر أمجد بتلك المصيبة وكذلك أسرته وأسرة زوجته ... إعتبر أبو منى أن أمجد أنقذه بمشروعه من أن يلقى ما لقاه أخويه الذين ضاعت مدخراتهم بالكامل ولم يبق لهم إلا المحل الذى انتهبوه من أخيهم الأكبر ... لم يعد لديهم سيولة تكفى لتسيير تجارتهم بعدما وضعوا كل ما يملكونه من سيولة فى تلك الشركات ... وبينما يزدهر عمل أخيهم كاد محلهم يخلو من البضاعة ... فما يباع بمحلهم من بضائع رخيصة بالكاد يكفى لإطعام الأسرتين ... بينما ما يباع بمحل أخيهم من بضائع غالية لم يتأثر بالأزمة ... فعملائهم البسطاء ضاعت أموالهم بينما عملاء أخيهم من الطبقة المخملية لم يتأثروا ... فحقوقهم حفظت ورُدَت لهم أموالهم أولا قبل جرد الشركات
فجأة وجد أمجد نفسه من ضمن الأثرياء ... فالأموال التى تركها بحسابه بالبنك الأجنبى تضاعفت بعد أن تضاعف سعر العملة ... وجد حسابه إذا تحول للعملة المصرية قد وصل للأصفار الخمسة وأقترب من الصفر السادس ... لم يكن يعلم بحسابه فى هذا البنك إلا هو والشيخ أبو إبراهيم ورجاله ومسؤلى المبنى الكبير
أى لعبة يلعبها القدر بهذا الشاب ؟ تارة يصعد به للسماء وتارة يمرغ وجهه فى التراب ... لكنها كلها خبرات يضيفها القدر لخبراته وكلها حفظها وتعلم كيف يستفيد منها
...........................................................................................................
بعد إنفجار تلك القنبلة الإقتصادية بأيام كان موعد أمجد للقاء محبوبة أخرى ... توجه مع إلهام لتاجر السيارات المستعملة لشراء سيارة .... عرض عليه التاجر ما يراه مناسبا لكنه كان وقع مسبقا فى غرام تلك الأمريكية السوداء التى تقف فى الجانب البعيد من المعرض
سيارة خلبت عقله بمجرد رؤيتها ... ترانس ام سوداء جميلة تبدو رقيقة لكنها تخفى أسفل غطائها أفضل نموذج للعضلات الأمريكية ... ذوقه فى النساء أصبح ذوقه فى السيارات ... جميلة و رقيقة من الخارج لكنها قوية من الداخل ... يريد صاحبها بيعها بمبلغ زهيد رغم أن عمرها لم يتجاوز العامين ... فسلندراتها الثمانية تستهلك وقودا لم يعد قادرا على دفع ثمنه بعد أن ذهبت أمواله أدراج الرياح ... كان طلب صاحبها الوحيد هو تحصيل ثمنها فورى دون تقسيط ... وكان ما لدى أمجد من السيولة يكاد لا يتأثر لو إقتطع منه ثمنها بالكامل
وفى اليوم التالى توجه للبنك وسحب ما يكفى من أموال وبالطبع حولها للعملة المصرية عن طريق الشيخ أبو إبراهيم وتسلم السيارة وأنهى إجراءاتها فى نفس اليوم عن طريق معارف صاحب المعرض وانطلق بها فى جولته الأولى تجاوره الرقيقة زوجته
...........................................................................................................
وأخيرا أتى يوم إفتتاح المكتب ... وحضر الجميع كعادة العاملين بالمكتب ودعت إلهام بعض أصدقاء الدكتور إبراهيم النافذين... لكن كانت المفاجأة السعيدة لأمجد حضور الدكتور إبراهيم المفاجئ ... أراد الرجل أن يجعلها مفاجأة للجميع ... مفاجأة أسعدت الجميع بوجود أستاذهم بينهم
أصر أمجد على أن يبقى ترتيب المكتب كما هو ... مكتب الدكتور إبراهيم فى مكانه يجاوره مكتب أمجد وإلهام ... حتى ترتيب ترابيزات الرسم كما هو ... ترابيزة إلهام يمينا وترابيزة أمجد لليسار ... عاد للمكتب رونقه من الداخل ... لكن للأسف دون حديقة ... فالمبانى المرتفعة حوله تمنع الضوء عنها ... تحولت الحديقة لجلسة خارجية لمن يريد من العاملين إلتقاط أنفاسه لبعض الوقت وأستبدل السور النباتى الجميل بسور يحجب النظر عن أعين المتطفلين
بعد نهاية الإحتفال تجمع أمجد وإلهام والدكتور العظيم ببهو إستحدثته إلهام بالدور الثانى مع أصدقاء الدكتور وأبو أمجد الذى كان يبدو متجهما لسبب ما وهناك دار الحديث عما حدث ... علم أمجد وقتها فقط مدى توغل طيور الظلام فى أركان الوطن ومدى توحشهم ... كان سبب تلك الكارثة التى حلت بالبسطاء صراع بين جناحى طيور الظلام ... إستورد صاحب شركة توظيف الأموال شحنة ذرة صفراء بنصف ثمن ما اشترته الحكومة فى نفس الوقت ... تفاخر صاحب الشركة بقدرته ونشر الخبر ... لم يكن يعلم بأنه بهذا الإعلان قد جلب عداوة من هو أقوى منه ... صاحب الصفقة التى اشترتها الحكومة بضعف الثمن هو ابن المسؤل الكبير الصاعد بسرعة الصاروخ فى مجال الأعمال ... كل الأعمال وأى أعمال
وهنا قرر مجلس الظلام التضحية بأحد أكبر أعضاءه ... فهم ليسوا على إستعداد لحرق المسؤل الكبير أو تعريضه للخسارة ... فضلوا انهيار إمبراطورية توظيف الأموال رغم ما كانت تدره عليهم من ربح ليكون صاحبها عبرة لمن يفكر فى مناطحة الكبار.
عندما خرج أمجد لوداع والده إستفسر منه عن سبب تجهمه فسلمه خطاب إستدعاء وصل صباحا من القوات المسلحة ... مطلوب منه تسليم نفسه لوحدته قبل مرور 72 ساعة ... فوجئ أمجد لكنه لم يبتأس
- فيها إيه يا بابا ... أنا لسة على قوة الإحتياط ... معداش لسة سنتين على خروجى والإحتياط بتاعى 9 سنين
- وهتعطل نفسك ليه بس يا بنى وانت لسة فاتح مكتبك ... وبعدين بيستدعوك ليه ومفيش إعلان طوارئ حرب
- لازم يحافظوا على جاهزيتنا يا بابا ... أكيد علشان المناورات اللى هتبدأ الإسبوع الجاى مع الجيش الأجنبى
- طيب ما تتخلف وبلاش تروح
- مش هينفع يا بابا ... لو انا قاعد فى مصر كان ينفع ... لكن انا لازم اسافر كل كام شهر علشان دراستى فى أسبانيا ولازم آخد تصريح سفر ... لو إتخلفت مش هاخد تصريح سفر وهتحول لمحاكمة ... متقلقش هما إسبوعين بالكتير
- وشغلك يا أمجد
- متخافش شغلى مش هيتأثر ... أنا خلصت الحاجات المهمة وعلى ما يجيى شغل تانى اكون انا رجعت ... المهم أنا مش هينفع أسيب منى لوحدها فى الشقة ... تبقى تكلم أبوها وامها ييجوا يقعدوا معاها
- أنا كلمت ابوها وقال أن امها مش عايزة تسيب بيتها ... تبقى تخليها تقعد عندهم وحتى تبقى تحت عينى انا وامك لو احتاجت حاجة
- يخليكوا ليا **** أنت وماما ... أنا هاكون عندكم الصبح بدرى علشان الحق اخلص شوية حاجات قبل ما اسلم نفسى
ساعات قضاها أمجد حتى وصل أخيرا لوحدته ... كان فى إستقباله صديقه وقائده ... وجد مخلاته فى إنتظاره فى مخزن الوحدة ... وجدها كما تركها منذ ما يزيد عن سنتين ... ملابسه كما هى ... غير ملابسه المدنية بملابسه العسكرية ... عندها فقط إكتشف سبب رفضه إلغاء إستدعائه ... إنه يعشق تلك الملابس ويحن دائما لرائحة العرق المختلطة برائحة التراب ... إنه من داخله كما هو لم يتغير منذ أيام مدرسته العسكرية ... بداخله جندى يتوق لحمل السلاح !!!
كانت الوحدة قد تغيرت ... أنشات بها إنشاءات جديدة ... وتم تجهيز ميدان حديث للرماية بطرفها البعيد ... كانت إختبارات اللياقة أولا للمستدعين تلتها إختبارات الرماية للقناصين ... سمع أمجد أحد القناصين المستدعين وهو ينصحه بتعمد عدم إصابة الأهداف حتى لا يتم ترحيله مع باقى الوحدة للمنطقة الغربية ويبقوا فى الوحدة كمؤخرة للحراسة ... فهم فى النهاية جنود إحتياط مستدعون ولهم حياتهم خارج القوات المسلحة .
كانت نية أمجد الأخذ بنصيحة زميله ... لكن بمجرد أن وضعت بيده بندقية الإختبار وملأت أنفه رائحة زيتها وبارودها لم يستطع مقاومة سحرها ... تلك البندقية التى تستفز قدرات حاملها ... كان إختباره ست طلقات ... الأولى لإختبار إنحراف السلاح والخمسة التالية للإختبار... لم يشعر أمجد بنفسه وهو يلتقط نفسا عميقا ملأ صدره برائحة زيت البندقية والبارود ... إستجمع كل تركيزه قبل أن يطلق طلقته الأولى ويضع السلاح بجواره بعد تأمينه فى إنتظار إشارة المصحح لمكان الإصابة ... كانت الإصابة دقيقة لدرجة جعلت الظابط المصحح يصفق له قبل أن يبتعد عن هدف الرمى ... أطلق بعدها أمجد الخمس طلقات الباقية لتأتى كلها حول نقطة المنتصف أو "السوادة" أو فى داخلها ... لم يفقد حساسيته كقناص رغم مرور الشهور .... بمجرد خروجه من نطاق الرمى قابله صديقه وقائده ضاحكا بصوته الجهورى
- عليك نور يا يا قومندان ... النهاردة ليك عشا فاخر معانا فى ميز الظباط
- إشمعنى يا فندم ... هو انتوا بتعشوا المستدعين فى ميز الظباط
- لا يا وحش ... أصلى كنت مراهن عليك ... كل الظباط كانوا متأكدين إن القناصة هيتعمدوا يجلّوا وانا قلت لهم ماعدا أمجد ... حافظك وكسبت الرهان ... وانا وانت النهاردة هنتعشى على حسابهم ... روح دلوقتى على السلاحليك ... هتستلم بندقية جديدة بشحم بلادها ومهمات تخفى حديثة ياعم
- كمان بندقية جديدة ... ده إيه الكرم ده كله
- كمان هتلاقى سرير جديد فى صدر عنبر القناصة المجندين ... مانت أقدمهم .... وجنبها دولاب تبيت فيه حبيبتك الجديدة ياللا يا عم أشوفك فى طابور العشا
أمضى أمجد نصف نهاره التالى فى التعرف على حبيبته الجديدة وإطلاق عدد كبير من الطلقات منها ... وبعد أن انتصف النهار وصلت السيارات التى ستحمل جنود الوحدة لمنطقة المناورات ... فى الغرب على شاطئ البحر.
عندما وصل أمجد للمكان المعد لإستقرار وحدته وجده معد من خيام وأرض وكل شئ ... بجوارهم معسكر للوحدة الأجنبية التى سيكون تدريبهم الأساسى معها أحيانا وضدها أحيانا أخرى ... تعجب أمجد من معسكر الوحدة الأجنبية ... كرفانات مكيفة وملاعب كرة سلة وكرفانات حمامات ... حتى محيط معسكرهم محاط بأجهزة لمنع التسلل وليس كمعسكرهم يعتمد على الحراسة الآدمية ... إنهم قادمون فى رحلة وليس لتدريب عسكرى ... هكذا فكر أمجد عندما وجد شاحنات الطعام المبردة تتوالى على المعسكر الأجنبى تحمل لهم طعام جاهز وفاكهة طازجة بينما هم يعتمدون على التعيين الجاف وبعض الوجبات الساخنة من مطبخ ميدانى صغير تقدم لهم مرة واحدة فى اليوم
بدأت المناورات فى اليوم التالى مباشرة بعد طابور العرض الأولى ... بدأت بالتنافس بين الوحدات وانتهت بالتركيز على التعاون والإتصالات ... كان أمجد دائما أول إختيارات صديقه وقائده فى كل مهمة تدريبية رغم أن المتعارف عليه أن يكون الجنود العاملين لهم الأولوية وليس الإحتياط ... حتى فى تدريب التخفى المنفرد والرماية الليلية كان أمجد دائما خيار قائده ... نجح أمجد فى إجتذاب أنظار كبار القادة من الجانبين ... كانت نقمة لم يدر أمجد بها إلا فيما بعد ... بكثير
...........................................................................................................
عاد أمجد بعد إنتهاء إستدعائه لبيت أسرته إستقبلته زوجته بالأحضان وبالدموع ... تعجبت أم أمجد من ذلك الذى يحدث أمامها ... فلأول مرة تتناسى منى وجود الجميع وتبدى تلك اللهفة وعدم الخجل ... إنه الحب الذى زالت كل حواجز الخجل أمامه ... وعندما حل الليل إستأذن أمجد أمه وأبيه فى الذهاب
- ما تباتوا هنا النهاردة ياولاد ... أهى أوضتكم موجودة وممكن تباتوا تحت فى أوضة منى
- مينفعش يا حضرة الناظرة
- مينفعش ليه يا واد ... باتوا هنا وامشوا الصبح
- يعنى واحد محروم من مراته إسبوعين ... هيبات هنا ... ميصحش يا حضرة الناظرة إنتى عارفة
- وإيه يعنى ... هو إحنا هنتصنت عليكوا يا سافل
- مش هتحتاجوا تتصنتوا ... إحنا بيبقى صوتنا عالى
- يا قليل الأدب ... صوتكوا عالى إيه ... طب باتوا فى أوضة منى تحت ... أهى بعيد عن أوضة أمها وابوها
- لأ يا ماما !!!!! مش هبات انا تحت مع أمجد
And I love you so
The people ask me how
How I’ve lived till now
I tell them I don’t know
وأخيرا تحدث أمجد بعد أن أمتلك مشاعره قليلا
- إيه رأيك نروح نغير وننزل نتعشى فى أى حتة
- توء ... مش عايزة أخرج ولا اروح أى حتة ... عايزة أفضل معاك فى بيتنا الليلة ... هاحضرلك انا العشا بإيدى ... من ساعة ما اتجوزنا معملتلكش الأكل ولا مرة... متخفش انا باعرف اعمل أكل حلو على فكرة
- وليه تتعبى نفسك ... طيب نشترى عشا ناكله فى البيت
- توء .... على ما تاخد حمام هاكون حضرتلك انا العشا .
- على رأيك ... أنا محتاج اتنقع ساعتين فى البانيو علشان أخلص من التراب اللى لازق فى جتتى ده
- حمدلله على سلامتك أمجد باشا
- شكرا يا محمد ... أخبارك إيه
- تمام يا باشا ... كنت عايز أقولك بس على حاجتين
- خير يا محمد ... قول
- أول حاجة صاحب الشقة اللى جنبك كان عايز يقابلك
- خير فيه حاجة؟
- تقريبا كده عايز يعرض عليك شقته تشتريها ... بيقول إنك ممكن تحتاجها لو عايز توسع شقتك ... الفرق بين الشقتين حيطة واحدة فاصلة الريسبشن ... جارك اللى فى الشقة اللى قصادك إشترى الشقة اللى جنبه وهيفتح الشقتين على بعض ... لو اشتريتها هتبقوا شقتين بس فى الدور
- طيب تمام ... خليه يقابلنى أى يوم جمعة
- ماهو ده الموضوع التانى ... السكان كانوا منتظرينك ترجع من السفر علشان عايزين يعملوا إجتماع ... عايزين يركبوا الأسانسير ويعملوا اتحاد ملاك ... كانوا محددين يوم الجمعة الجاية بس مأكدوش المعاد منتظرين رجوعك
- أخيرا هيركبوا الأسانسير ونستريح من طلوع ال11 دور ...خلاص يبقى يوم الجمعة الجاية نقعد مع صاحب الشقة قبل إجتماع السكان ... هى العمارة فيها كام شقة ساكنين
- العمارة 44 شقة ولو فتحت انت وجارك اللى قصادك شققكوا على الشقق اللى جنبكوا هيبقوا 42 ... لكن اللى قاعدين بصفة مستمرة 12 شقة
- عالبركة ... متعرفش جارنا ده طالب كام ؟
- لا مقاليش ... بس هتمشى زى اللى ماشى فى المنطقة 50 ألف ... ويمكن يتهاود معاك شوية علشان شكله مستعجل
- خلاص إتصل بيه وخليه يقابلنى قبل إجتماع السكان
- خش عالحمام خدلك شاور وانا هاحضر العشا ... خد راحتك عالآخر فى الحمام ... متخرجش من الأوضة غير لما اندهلك
خرج أمجد ليجد زوجته أعدت مائدة العشاء وأطفأت الأضواء وأشعلت شموع وضعتها على ترابيزة السفرة وهى ترتدى ذلك البيبى دول الأبيض الذى كان اشتراه لها منذ سنوات ولم ترتديه من قبل ... توجه إليها وأحتضنها فى شوق لكنتها طلبت منه التمهل قليلا حتى يتناولا ما أعدته من طعام لأول مرة منذ زواجها ... كعادته سحب له كرسيها لتجلس أولا وبعد أن جلس قامت مرة ثانية لتعد له طبقه وهى تحتك به فى دلال وبمجرد وضعها الطبق أمامه جذبها لتجلس على ساقه اليسرى و اخذ يتشمم جسدها المعطر وهو يتحسسه
- أصبر لما نتعشى ... الليل قدامنا طويل ومش هاسيبك النهاردة تقوم من السرير وتشتغل
- هنتعشى وأنتى قاعدة زى مانتى على رجلى ... هناكل إحنا الإتنين من طبق واحد ... وحشتينى يا قردة الجبلاية
- وانت كمان وحشتنى يا كلب البحر
كانت الرقيقة تتشوق للمسة لسانه لتلك المنطقة فتأوهت آهة شبق عالية دفعها بعدها برقة لترقد بنصفها العلوى على الفراش ويدفن وجهه بين فخذيها التى فتحتهما ويلتقم بظرها بين شفتيه ليمتصه بنهم لتنطلق شهوتها وسط إنقباضات جسدها وتغلق فخذيها على رأسه وتدفعها ناحيتها لتستمع بلمسات شفتيه على كسها فيرفع أمجد ساقيها عاليا ويضغطهما على صدرها ويمرر لسانه على كامل كسها حتى يصل لشرجها فيلعقه لعقات سريعا تتأوه لها الرقيقة بصوت عال ... فهى المرة الأولى التى يصل فيها لسانه لتلك النقطة ولم تكن الرقيقة تتوقع مثل تلك اللمسات
- أمجد ... إنت بتعمل إيه
- ششششش ... كل حتة فيكى وحشانى
أحاط أمجد جسدها بذراعيه ورفعها بينما زبره لا يزال مختفى بكامله داخل كسها لينام على ظهره وتصبح هى فوقه وتعرف الجميلة ما يريده حبيبها فتتحرك بهدوء أولا قبل أن تشتعل النار مرة ثالثة بجسدها وتجعلها تتقافز على زبره فيتمسك بثدييها يفرك حلماتها بقوة وقد إنتابتها نوبة جنون فى حركتها حتى تطلق صرخة مرتفعة وتجلس على زبره تعتصره بإنقباضات كسها ويتركها حتى تهدأ قبل وتقوم من فوقه وتستلقى على يساره فيحيطها بذراعه الأيسر بينما يرفع ساقها اليسرى ويحرك جسده لأسفلها ويقحم زبره بكسها ويحرك جسده بقوة مدخلا زبره ومخرجا إياه بسرعة منه فتفقد الجميلة تحكمها فى نفسها ويرتفع صوت آهاتها بينما يبدأ صوت تنفس أمجد فى الإرتفاع وتتجاوب أصوات آهاته مع آهاتها وتلتقى لحظتى قذفهما وتشنج أعضائهما سويا حتى ينتهى من قذفه وتنتهى من قذفها ويهدأ صوت تنفسهما قليلا قليلا ويترك أمجد زبره داخلها حتى يرتخى عضوه ويخرج من مكمنه الساخن الزلق ليعتدل بجوارها ويحيطها بذراعه ويغيبا فى قبلة هادئة تلك المرة وهو يتحسس جسدها برقة حتى يرتوى كل منهما من شفتى الآخر فتريح رأسها على صدره منهكة مستمتعة بإنهاكها
- مبسوط يا حبيبى ؟
- إنتى شايفة إيه ؟ بعد ده كله ومش عايزانى اكون مبسوط
- بس إيه اللى انت عملته النهاردة ده ؟ أول مرة تعمل كده
- قصدك لحست طيزك يعنى ... مراتى بقى وعايز اعرف طعم كل حتة فيها
- يا قليل الأدب
- مش إنتى اللى سألتى ... أنا كنت باجاوبك
- أنا سعيدة أوى يا أمجد ... مكنتش اتخيل إن فيه متعة بالشكل ده
- أنا كمان سعيد أوى يا منى ... حاسس انى باحلم حلم جميل
- أنا كمان حاسة إنى باحلم حلم مش عايزة أصحى منه ... باحبك يا أمجد
- وانا باعشقك يا منى
خاتمة
وهكذا إنتهى حكى الباشا عن تلك الأيام القليلة من حياته ... حكى أوضح لى كيف كان القدر دائما ما يساعده ... هاهى أزمة إقتصادية تعصف بوطنه تكون نتيجتها تضاعف أمواله ... إشترى أول سيارة فاخرة فى حياته بثمن بخس وهو كان منذ سنوات قليلة يحلم بأخرى متواضعة مثل سيارة أبيه ... إبتسمت له الدنيا رغم كل شئ ... فلقد عادت أيقونة حظه بين يديه وظلت الحواجز بينه وبين الدنيا تنهارالواحدة تلو الأخرى دون مجهود منه ... عرفت منه أن نجاحه فى حياته كلها كان بسبب إهتمامه بكل فرصة تقع أمامه وعدم تعجله للكسب المريح ... أصبح الطريق أمامه مفتوحا ليكون وسط الكبار ... عرفت منه بعض خفايا أزمة إنهيار شركات توظيف الأموال التى التهمت مدخرات البسطاء ... والطامعين فى الثراء بدون مجهود
هذا ما سنعرفه فى الأجزاء القادمة إذا كان فى العمر بقية
وإذا سمح الباشا
الجزء الخامس
مقدمة
أولا أعتذر لكم أصدقائى عن تأخرى فى نشر هذا الجزء من مذكرات الباشا
إستغرق منى الأمر كثيرا فى إختيار ما يمكن نشره ومالا يجب أن يكتب ولو بالتلميح ... هذا الجزء ولو أنه يحكى عن أيام قليلة مرت بحياة الباشا إلا أن به من الأسرار الكثير ... ذكر لى الباشا اسماء اصحاب الأحداث لكن لا أستطيع التصريح بها ... فهى أسماء لو ذكرت لكانت قنبلة تنفجر فى وجه الجميع ... أحداث كُتِب معظمها فيما بين السطور
والآن لنعد لنقرأ معا بعض ما أملاه على الباشا وكالعادة
أرجوكم إقرأوا ما بين السطور
.............................................................................................................
إستيقظ أمجد كعادته مبكرا ... نظر لتلك الرقيقة ذات الوجه الملائكى النائمة على صدره تحتضنه بذراعها واضعة فخذها على بطنه ... كان أمجد يمنى نفسه بقضاء يوم إجازته الأخير كاملا مع زوجته ... دون إزعاج ... كان مخططه أن يقضوا نصف اليوم بالخارج ليعرفها على أكثر أحياء القاهرة قربا لقلبه والنصف الآخر معها فى الفراش ... لم يدر كم مر من الوقت وهو ينظر إليها حتى فتحت عينيها ناظرة إليه بحب
- صباح الخير يا حبيبى .
- صباح الخير يا أميرتى
- صحيت إمتى؟
- من بدرى .... مرضتش أقوم علشان متصحيش
- بتبصلى كده ليه ؟ أول مرة تشوفنى
- مش عايز تمر دقيقة عليا من غير ما أملى عينى بيكى ... آخر يوم أجازة بقى ... قومى بقى علشان نخرج
- الصبح كده ؟
- عايز اوريكى أحلى حتة فى مصر ... هوديكى الجمالية والحسين وشارع المعز ... حاجات عمرك ما شوفتيها ولا تتخيلى جمالها
- إنت كده مش هتخرج ولا هتخرجنى
- هنخرج بس بعد شوية ... لما نخلص
- إنت مبتشبعش ... كنت باقول عليك قليل الأدب بس مكنتش متخيلة إنك قليل الأدب للدرجة دى
- لأ مبشبعش منك
- خير يا محمد ... فيه حاجة ؟
- خير يا باشا ... عمال التليفونات تحت وعايزين يطلعوا علشان يركبوا التليفون بتاع سعادتك ... مبروك يا باشا
- يبارك فيك يا محمد ... طيب خليهم يركبوا الكابل لغاية ما اغير هدومى بس ... عملت لى إيه فى الست اللى قولتلى هتيجيى تساعد المدام
- موجودة يا باشا ... سعادتك عايزها إمتى ؟ لو عايزها من النهاردة نص ساعة وتكون هنا
- طب خليها تيجيى كمان شوية تقابل المدام وتبدأ من بكرة لو إتفقوا
- أوامرك يا باشا
إستغرق عمال التليفونات طويلا فى إنهاء عملهم وأنصرفوا مخبرين أمجد بأن التليفون سيعمل خلال إسبوع على الأكثر وتمت مقابلة منى مع السيدة التى ستساعدها وأتفقوا على بداية العمل فى اليوم التالى لكن مُنى بطبيعتها وطريقة تربيتها كانت غير متقبلة لوجود من يساعدها ... فهى ترى أن بيتها هو واجبها وحدها
- مكانش ليه داعى يا أمجد تجيب حد يساعدنى ... مش هاغلب انا فى تنضيف البيت وعمل حاجتك
- يا حبيبتى إنتى مش لازم تتعبى نفسك فى البيت ... وبعدين أنا هاروح المكتب من بكرة ومش عايزك تفضلى لوحدك ... فيه 3 حاجات مش مسموح لحد غيرك يمد إيده عليهم
- إيه بقى التلات حاجات دول؟
- أكلى وهدومى وسريرى ... دول محدش يعملهم غيررك
- هو انت هتفضل فى المكتب طول النهار يا أمجد ؟
- هارجع الضهر وانزل تانى عالساعة 5 ... وانتى عارفة ممكن أسهر فى المكتب وممكن ابات هناك كمان
- وهتسيبنى لوحدى كل ده ؟ أنا اتعودت على وجودك معايا طول اليوم
- معلش يا حبيبتى .... لازم اشتغل علشان نبنى حياتنا ... واهى الست اللى هتساعدك هتبقى موجودة معاكى كل يوم لغاية الضهر
- طب وبليل يا أمجد ؟ هاخاف اقعد لوحدى
- ماهو ده بقى الموضوع اللى عايز اكلمك فيه
- أوعى تقولى اروح اقعد عند ماما وتاخدنى من هناك كل يوم
- لأ مش كده بالظبط ... هاشترى الشقة اللى جنب مننا ... صاحبها عارضها للبيع ... أنا طول النهار فى شغلى وابوكى طول النهار فى المحل والمشغل ... أبوكى وامك يقعدوا فيها واهو تاخدوا بالكم من بعض إنتى وامك
- لأ يا أمجد ... مش عايزة امى تقعد معانا هنا
- يا بت مش هتقعد معانا ... هم فى شقة وإحنا فى شقة ... يعنى هنبقى براحتنا ... متخفيش مش هيسمعوا صوتنا
- برضه مش عايز تبطل قلة أدب ... بس إنت ذنبك إيه تدفع الفلوس دى كلها فى شقة مش هتستفيد منها بحاجة
- إفهمى يا بت ... الشقة دى قدام هنفتحها على شقتنا وتبقى شقة كبيرة بتراس كبير زى ما كنتى عايزة ... بس مش دلوقتى ... إحنا كام شهر وهيكون عندنا إبن ولازم تكون شقتنا كبيرة
- طب وابويا وامى هيروحوا فين وقتها ؟ أوعى تقولى هيقعدوا معانا
- يا ستى المنطقة مليانة شقق فاضية ... وكده كده أنا عارف ابوكى ... أول ما هيلاقى معاه فلوس هيدور على شقة هنا يشتريها علشان مش هيبقى مستريح بوجوده فى شقة مش بتاعته... هو كمان عايز يفضل جنبك ... بس نعدى الفترة الأولانية دى علشان متبقيش لوحدك
- إللى تشوفه يا أمجد ... بس باقولك من دلوقتى أهو ... أنا مش هاخلى امى تستنى معايا دقيقة واحدة وانت موجود
- يا منى ماتعقلى بقى وانسى اللى فى دماغك ده
- مش قادرة يا أمجد .... باحاول بس مش قادرة
- طيب خلاص ... قومى بقى البسى علشان عايزين نخرج .... هافسحك فسحة متتخيليهاش
- هتودينى فين ؟
- قلتلك هنروح الحسين وشارع المعز ... هنتغدى عند ابو باسم وهتشوفى حاجات عمرك ما شوفتيها ... إلبسى بقى بسرعة علشان نلحق الأماكن قبل ما تقفل
- أماكن إيه اللى هتقفل .. إنت فاكرنى عبيطة ... هو الشارع ليه باب بيتقفل
- لأ يا حبيبتى ... المزارات اللى هناك هى اللى بتتقفل ... بيت السحيمى ومجموعة محمد ابن قلاوون ... حاجات كتير أوى مش هتتخيلى جمالها غير لما تشوفيها
- هأقوم انا بقى آخد حمام والبس علشان انزل
- لسة بدرى يا أمجد ... نام لك ساعة ولا حاجة قبل ما تنزل ... إحنا منماش طول الليل
- لأ مش عايز انام ... نفسى مفتوحة عالشغل
- أنت إيه ؟ مبتتعبش؟ أنا مش قادرة أقوم من السرير أصلا وجسمى كله مكسر
- متقوميش يا حبيبتى ... خليكى زى مانتى ونامى .... هاخد حمام والبس وانزل
- لأ مينفعش ... على ما تاخد حمامك أحضرلك الفطار واجهزلك هدومك وانام لما تنزل
- لو تعبانة بلاش
- أنا صحيح جسمى مكسر بسبب قلة أدبك لكن لازم اقوم ... مش هتنزل من غير فطار ... روح عالحمام وانا هاقوم أحضر الفطار
كان أمجد أول من وصل للمكتب ولم يتعرف عليه حارس الأمن ولاعمال النظافة ... فهم فقط الموجودين قبل وصول المهندسين والموظفين... فهو لم يروه من قبل وتخيل موظف الأمن من سيارته الفارهة وأناقته أنه أحد العملاء
- صباح الخير يا باشا .
- صباح الخير ... هو لسة محدش جه؟
- لسة حضرتك ... بييجوا على الساعة 9 ... حضرتك جاى فى شغل
- أيوه جاى فى شغل
- طيب إتفضل حضرتك إستريح جوة ... نعملك حاجة تشربها لغاية ما ييجوا
- لأ أنا هاروح مشوار صغير وراجع ... مدام إلهام بتيجى إمتى
- 9 بالظبط بتكون هنا ... لسة راجعة من الأجازة امبارح ... نقولها مين؟
- قولها المهندس أمجد ... الساعة 9 هاكون موجود
- زى ما تحب حضرتك
- صباح الخير يا باشمهندس... مدام إلهام زمانها على وصول ... مدير المكتب الجديد هيجيى النهاردة ولازم تكون موجودة ... والدكتور إبراهيم هيكون موجود على الساعة 10
- إيه دكتور إبراهيم ومدام إلهام دى ؟ هو النظام إتغير ...مش إسمهم الريس وإلهام برضه
- ده حضرتك عارف النظام هنا بقى ... واضح إن حضرتك عميل للمكتب القديم
- حاجة زى كده ... فيه حد من المهندسين اللى من المكتب القديم جه ؟
- أيوه ... موجودين فى مكتبهم ... إتفضل حضرتك أوصلك
- لأ متتعبيش نفسك ... أنا عارف طريقى ... لما إلهام توصل قوليلها أمجد فى مكتب المهندسين
- زى ما تحب يا باشمهندس
- يا آنسة إسمى أمجد ... من غير ألقاب ... لما إلهام تيجيى إديها خبر بس
- تحت أمرك يا باشمهندس أمجد
- يووووووه الظاهر إنى هتعب معاكى هنا
إستعاد أمجد ذكريات دخوله المكتب عندما بدا العمل به فى سنوات دراسته الأولى عندما وجد أثنان من مهندسى المكتب القدامى فى المكتب يستعدون لبدء عملهم ... تعلم منهم الكثير ولم يبخل أى منهم فى مساعدته طوال سنوات وجوده معهم ... لم ينس لهم مساعدتهم له فى دراسته أيام كان يعمل معهم ... كلهم تعلم منهم وكلهم له عنده كل التقدير ... إستغرقوا ثلاثتهم فى موجة ذكرياتهم
- فرحنا جدا لما عرفنا إنك هتكون معانا يا أمجد ... محدش كان مصدق إنك هتسيب أسبانيا وترجع تشتغل معانا
- يا عم أنا أسيب الدنيا كلها علشان أبقى معاكم ... كفاية إننا نرجع تانى نشتغل مع الريس
- وهما هنا هيدفعولك زى ما كنت بتاخد فى أسبانيا ؟ إحنا عرفنا إنك بتاخد مبلغ كبير فى كل ساعة شغل
- هيبعتولى شغل أشتغله جنب شغلى معاكم هنا ... وبعدين إنتوا اللى مربينّى وعارفين إنى باشتغل بمزاج ... يعنى ميفرقش معايا آخد كام أد ما يفرق معايا أطلع شغل حلو
- يا عم مربيينك إيه ... ده مافيش واحد فينا إسمه وصل لعُشر اللى وصله إسمك
- ماهو البركة فيكوا ... تعليمكم ليا إنتوا والريس هو اللى وصلنى لكده ... هو انتوا بس اللى رجعتوا ولا بقيت التيم كمان ؟
- مش كله ... إحنا بس من المهندسين القدام ... ورئيس قسم الماكيت... فيه معانا مهندس وإتنين مهندسات جداد ... بس ممتازين ... إلهام اللى جايباهم
- طب مش هتشربونا حاجة ولا أيه ؟
- يا سلام عنينا .... أحلى كوباية شاى بالنعناع للعبقرى
وأخيرا وصل لسمعهم جميعا الصوت المجلجل لإلهام خارج مكتب المهندسين ودهش أمجد لحالة الفزع التى ظهرت على وجوه المهندسات وزميلهم الجديد فانطلق هو وزملاؤه القدامى فى موجة ضحك لم يستطيعوا إيقافها حتى اقتحمت عليهم إلهام المكتب كعادتها
- إنت بتشرب شاى هنا وسايب شغلك ؟ مروحتش على مكتبك ليك يا أفندى
- معلش يا إلهام ... الناس كانوا واحشينى وجيت أسلم عليهم وعزمونى على كوباية شاى ... وبعدين برضه ميهونش عليا أدخل المكتب وانتى مش فيه يا قمر
- طب قدّامى على مكتبك لما نشوف هنهبب إيه ... عديت على مكتب الماكيت تشوف ماكيت القرية ولا لسة؟
- لسه يا هوما ... إنتوا خلصتوا كل البلانات ولا إيه
- لسة شوية فى الكهربا ... بس هيخلصوا خلال إسبوعين ... يكون الماكيت خلص ونسلمه يا عريس ... إنجر قدامى عالمكتب
- لأ إزاى ... ليديز فيرست
- صح ... منستش الأصول فى السنين اللى قضيتها برة ... ورايا عالمكتب
- شوف بقى ... أول حاجة لازم نعّرف الموظفين هنا إنك انت مديرهم ... لازم الكل يكون عارف وضعك الجديد
- مش هينفع أعمل مدير على اللى علّمونى يا إلهام ... إحنا إتفقنا أن انا مدير عالورق بس ... يعنى أمضى وخلاص
- لأ لازم تتعلم ... فيه عملا هييجوا المكتب تمضى معاهم العقود ... لازم الكل يعرف إنك المدير من أول ما يدخلوا من الباب
- الريس هو المدير يا إلهام ... مينفعش المكتب ده يبقى له مدير تانى
- الريس هو مديرنا كلنا ... ودى تعليماته ... لازم تنفذها
- واعملها إزاى دى ؟ أنا لا باعرف ابقى مدير ولا بافهم حاجة فى الإدارة
- هتتعلم ... غصب عن عين أمك هتتعلم ... ومتخافش يا بغل ... أنا والريس مش هنسيبك لوحدك ... هنفضل وراك ... وزى ما علمناك التصميم هنعلمك الإدارة
- بس يا إلهام ....
- مافيش بس ... اللى باقوله لازم تسمعه ... أنا هاجمع الموظفين فى المكتب هنا علشان أعرفهم ... كفاية إنى سمعت كلامك ومقولتلهمش لغاية دلوقتى ... مش هاقول إنك شريك فى المكتب علشان محدش ينُق عليك ... هاقولهم إنك المدير اللى بتمثل الشريك الأجنبى وإن ليك حق التوقيع .
- طيب مفيش داعى تخليهم ييجوا المكتب هنا ... خلينا نتجمع فى الإستراحة برة نشرب شاى مع بعض كلنا ... الكل ... حتى الأمن والنضافة والبوفيه يكونوا موجودين ... المكتب هنا لازم يبقى كله عيلة واحدة
- طب مانت حلو أهو ياض ... بتقول متنفعش مدير ليه يا حمار ... أديك عارف لوحدك أول حاجة أهو
- تلميذك يا هوما يا قمر ... مش هتحضنينى بقى زى ما كنتى بتعملى زمان لما تنبسطى منى
- لا يا روح أمك دا كان زمان قبل ما أعرف حقيقتك ... يا ميلفات يا وسخ .... قال حضن قال ... يا جوز الإتنين يا ميلفات ... نفسى أعرف القمرات دول بيحبوا فيك إيه يا معفن
- طب أنا هاسبق أنا أدخن سيجار قبل ما الناس تتجمع علشان أخلص من لسانك... متتأخريش عليا علشان إنتى عارفة إنى باتكسف
- وانت وش كسوف أوى ... بتنيك البت فى أوضتها وابوها وأمها فى الأوضة اللى جنبها يا قادر ... وبتقولى باتكسف
- إيه ده إنتى عرفتى منين ؟... أوعى تقولى لأمها يا إلهام ... مش عايز مشاكل مع ابو سهام دلوقتى خالص
- مقولش لأمها ... هيهى ... جتك خيبة ... دى أمها هى اللى قالتلى يا بغل
- أمها ؟ وأمها عرفت منين ؟
- من الكرافتة اللى نسيتها فى أوضتها يا ناصح ومن البت اللى كانت نايمة بلبوصة ومن الملاية اللى كنتوا بتتنيلوا عليها ومن جسم البت اللى كان متعلم عليه ... إنت فاكر أمها هبلة أظن ... غور إنزل إستنانى تحت ... هابلغ السكرتيرة تحت تجمع الناس وانزِلّك
- آسفة يا باشمهندس أمجد ... مدام إلهام بس قالتلى أبلغ كل الناس تتجمع هنا علشان تعرفنا بالمدير الجديد ... قلت أبلغك ... ميصحش طبعا تقابل المدير الجديد وانت بتدخن
- يا ستى قولتلك إسمى أمجد وإسمها إلهام من غير ألقاب ... ومتقلقيش ... قبل ما المدير الجديد يوصل هاطفى السيجار ... يا ريت تبلغى حد من البوفيه إن انا باشرب الشاى بالنعناع ... إلهام قالتلى إننا هنشرب الشاى كلنا مع بعض
- إحنا هنفضل واقفين هنا ولا إيه ... خشى بلغى باقى الموظفين إن المدير الجديد وصل وفى إنتظارهم ... وخلى البوفيه يعمل شاى للكل ... وكل الموظفين يكونوا موجودين زى ما قولت ... حتى عمال النضافة والأمن
- حاضر يا مدام إلهام ... أنا كنت باعرّف الباشمهندس أمجد إن المدير الجديد قرّب يوصل
- لأ ياختى المدير الجديد وصل خلاص ... وقولت من ساعة ما بدأنا شغل إننا بننادى بعض بأسامينا من غير ألقاب ... أنا باضرب اللى ميسمعش كلامى على فكرة
- بت هبلة ... فكرتنى بيك أول ماجيت ... الظاهر عايزة درس زى اللى أنت خدته علشان لسانها يتعدل
- إيه هتهدديها تغتصبيها هى كمان ؟ حرام عليكى يا شيخة
- الظاهر كده ... جتكوا البلا جيل هم ... المهم عايزاك تفك مع الموظفين الجداد كده ومتخليش حواجز بينك وبينهم ... لازم يحبوك ويحترموك فى الوقت نفسه ... متخليهمش يخافوا منك ... الفريق ده أنا منقياه بالواحد ... حتى البت الهبلة بتاعت الريسبشن ... بنت واحدة معرفة
- هاحاول بس خليكى جنبى يا إلهام
- مانا من ساعة ما شوفت وش أمك وانا جنبك ... متخافش ياض ... وخليك ماسك السيجار زى مانت ... مديلك هيبة كده ومخليك شكل الحرامية اللى عاملين نفسهم رجال أعمال
- مدينى هيبة ومخلينى شكل الحرامية ... فيه حرامى ليه هيبة برضه يا إلهام
- آه يا خويا ... البلد دلوقتى فى إيدين الحرامية ... وهم اللى ليهم هيبة
قطع حديثهم وصول الدكتور إبراهيم والذى توقف أمجد عن الحديث بمجرد ظهوره وقام واقفا إحتراما لأستاذه العظيم وتبعه الجميع
أكمل الدكتور إبراهيم ما بدأه أمجد فى كسر الحاجز النفسى الذى توقعه من وقع مفاجأة كون أمجد مديرا لمن يسبقونه بسنوات خبرة طويلة .... وحديثه عن تضحية أمجد بمركز مماثل فى الخارج وتفضيله العمل مع زملاء قدامى تقديرا لهم
صعد الجميع لمكاتبهم بعد التعارف وأصطحب الدكتور إبراهيم أمجد وإلهام لمكتبه لترتيب المهام وطريقة العمل ... وطمأن الرجل العظيم أمجد بأنه سيكون بجواره دائما حتى يصبح مديرا ناجحا كما هم مصمم ناجح وانصرف أمجد وإلهام لمكتبهم .
بمجرد دخولهم المكتب فوجئ أمجد بإلهام تلنقط سماعة التليفون لتحادث موظفة الريسبشن
- باقولك ... عايزاكى تتصلى بدار الأوبرا تشوفى أول معاد فاضى فى حفلة البولشوى الإسبوع الجاى ... أيوة عايزاكى تحجزى تذكرتين بإسم المهندس أمجد حسن وحرمه ... وتبعتيلى حد ياخد الفلوس ويروح يجيب التذاكر
- حفلة بولشوى إيه يا إلهام اللى عزمانى عليها أنا ومنى الإسبوع الجاى دى
- البولشوى فى مصر وهيعملوا 3 حفلات ... بس هى مش هتلاقى تذاكر ... التذاكر كلها خلصت من شهر
- طب وكان إيه لازمته تخليها تتصل وتسأل على تذاكر وانتى عارفة إنها مش هتلاقى ... حرام عليكى يا مفترية
- لأ يا روح أمك ... علشان الفيلم العربى اللى دار فى دماغها بس ينتهى ومتفضلش عايشة فيه لما تعرف إنك متجوز
- فيلم إيه اللى دار فى دماغها يا أم العريف
- فيلم السكرتيرة الحسناء والمدير الشاب يا روح أمك ... أنا كان هاين عليا أعرفها إنك متجوز إتنين علشان أفوقها
- يا شيخة حرام عليكى ... هى لحقت تعمل فيلم و تعيش فيه كمان
- آه يا حبيبى عملت فيلم وعاشت فيه من ساعة ما كلمتك وانت قاعد بره ... أنا عارفة البت دى هبلة أصلا وعنيها فاضحاها ... قولت أفوقها بدرى بدرى قبل ما تعيش الدور ... كفاية عليا همك وهم جوز الغلابة اللى اتنيلوا وحبوك واتجوزوك يا روح امك .
- دانتى مفترية يا شيخة
- سيبك بقى من الكلام ده كله علشان عايزين نروح مشوار كمان شوية قبل الضهر
- خير مشوار إيه ... هو احنا مش هنشتغل بقى ؟ عايزين نكمل شغل الإنتريور بتاع القرية
- ماهو ده شغل برضه ... هنوصل السنترال تعمل طلب بالتصريح بتركيب فاكس على خط من خطين التليفون اللى عندنا ... ونعمل طلب تانى بتركيب 3 خطوط تانية ... لازم الريس يكون ليه خط مباشر وأنا وانت هيكون لينا خط مباشر للمكتب والتالت هيبقى رقم تانى للمكتب
- وهنجيب جهاز فاكس منين ... هو بيتباع فى مصر
- الفاكس موجود فى المخزن تحت بس مش هنقدر نركبه غير بتصريح ... أنا كلمت مدير السنترال وأول ما نقدم الطلب هيبعت ناس تعاين الجهاز ويركبوه ... ضرورى يركب بسرعة علشان الشغل اللى هيبعته فريدريك بدال ما نبعت حد فرع إيبريا ياخد الشغل من هناك ... وفيه شركة بريد سريع فتحت فى مصر نبقى نبعت البلانات عن طريقهم ... بتوصل خلال 48 ساعة
- دا إنتى معجزة يا إلهام ... عرفتى تخلصى ده كله إمتى ؟
- أمال يا بنى ... هو انتوا تعرفوا تخلصوا حاجة من غيرى ... إخلص بقى خلينا ننزل ... هنروح بعربيتك ... لسة مركبتهاش انا ولا مرة يا بغل من ساعة ما أشتريتها ... هبقى آخدها منك لفة
- يا سلام ... خديها خالص لو عجباكى يا هوما
- لأ يا روح امك مش هتبقشش عليا ... لو عايزاها هابقى أشترى واحدة زيها
...........................................................................................................
عندما دخل أمجد من باب شقته لفحت أنفاسه رائحة شهية قادمة من المطبخ وعندما اتجه إليه وجد منى واقفة مع مساعدتها الجديدة ... كان أمجد متشوق لإحتضان طويل لكن وجود المرأة مع منى منعه ليناديها لتلحقه بغرفة النوم ... وعندما هم بإحتضانها منعته برقة
- مش دلوقتى يا أمجد ... الست برة وريحتى كلها بصل وطبيخ
- يووووه بقى يا منى ... وحشتينى
- أصبر ... كلها نص ساعة ونتغدى وهيا تمشى ونبقى براحتنا
- ماشى يا حبيبتى ... خليها هيا تتغدى الأول قبل ما تمشى ... وتبقى تعملى حسابك فى الأكل بعد كده علشان تاخد منه لبيتها وهى مروحة
- عاملة حسابى يا حبيبى متخفش ... خش خد حمامك بس وهتطلع تلاقى الغدا جاهز
- ياللا يا حبيبى ناكل
- هى الست روحت ؟
- أيوه يا حبيبى روحت ... أقعد كل لقمة بقى علشان تستريح شوية قبل ما تنزل
- يا أمجد مش هينفع وانا ريحتى كلها طبيخ وعرق كده ... أصبر نتغدى وآخد حمام واعمل اللى انت عايزه
- مش هتغدى ومش هاصبر ... وإذا كان عالحمام مش مشكلة
- إنت بقيت مجنون رسمى ... الأكل هيبرد
- يبرد مش مشكلة
- يا مجنون ... إنت مبتشبعش
- مبشبعش منك يا حياتى
- طب ياللا بقى أخرج خلينى أكمل حمامى واطلع ... طول مانت هنا مش هنخلص النهاردة
- حاضر هاسيبك بس توعدينى بحاجة
- إيه ؟
- متتعبيش نفسك ولا تعملى حاجة تخلى ريحتك بصل ولا عرق ... خلى الست هى اللى تعمل الحاجات دى
- مش قلت إن انا اللى لازم اطبخلك ... إنت هتجننى ليه بقى
- إنتى تطبخى بس ... هى تجهز لك الحاجة وانتى بس تحطى نَفسِك فى الطبيخ ... لا تقشرى بصل ولا تفصصى توم ولا الحاجات دى ... إنتى أميرة يا منى ... عمرك شوفتى أميرة بتقشر بصل
- حاضر ... أنا عرفت إنت عايز إيه ... مش عايزنى أعمل حاجة خالص أصلا .
- لأ اعملى اللى انتى عايزاه ... بس من غير ما تتعبى نفسك ... هدومك متتأثرش حتى باللى بتعمليه
- حاضر يا أمجد ... أوعدك هترجع من الشغل تلاقينى مستنياك وكأننا لسة متجوزين امبارح ... مش ده اللى انت عايزه ... يا سافل
- هههههههههه إنتى كده فهمتينى ... هاستناكى على باب الحمام ... مش هاكل غير وانتى فى حضنى زى كل يوم
قبل إجتماع السكان إلتقى أمجد فى شقته بصاحب الشقة المجاورة ... لم يحاول أمجد الضغط عليه بأى صورة لتخفيض الثمن ... لقد كان يشفق على الرجل الذى وضع تحويشة عمره فى شركة توظيف الأموال المنهارة ويريد بيع الشقة ليبدأ بثمنها مشروع يعينه على البدء من جديد ... كان الرجل قد إنتقل لشقة صغيرة فى حى آخر أقل فى المستوى ويريد بيع الشقة بما تبقى فيها من إغراض ... فشقته الجديدة أصغر من أن تحتوى كل ما كان فى تلك الشقة الفخمة التى كان يقطن بها ... لم يخفض أمجد من الثمن الذى طلبه الرجل جنيها واحدا نظير الشقة وما بقى بها ... غرفة نوم وثلاجة ومطبخ وبوتجاز كبير ... أكبر من أن يتسع له مطبخ شقته الجديدة ... الصغيرة ... إتفق مع الرجل على المقابلة ظهر الأحد فى شقته لكتابة العقود وليتسلم الرجل ماله كاملا ... عندها تيقن الرجل من أن كلام الحارس عن جاره صحيح وأن من إشترى منه شقته أحد ابناء ذوى النفوذ ... أو باشا
كم أنتم طيبون يا بؤساء عصر تسيطر عليه طيور الظلام
فضل أمجد الذهاب للمقهى الذى أخبره الحارس أن الجيران سيجتمعون به مبكرا وجلس وأشعل سيجاره بعد أن طلب كوب من الشاى بالنعناع ليبدأ وصول أول الجيران ... لم يعرفه أمجد لكن الرجل عرفه من وصف الحارس له وسرعان ما تجمع الجيران لمناقشة تشكيل إتحاد الملاك وإختيار من سيكون مسؤلا عن تسيير الأمور ... فى البداية كان الجميع يريدون أن يكون هذا الشاب الأنيق الذى تبدو عليه ملامح الهيبة هو المسؤل ... لكنه رفض بشدة ... فوقته ليس متاحا له وسيغيب عن العمارة كل فترة لمتابعة مسؤلياته بالخارج ... هكذا أخبرهم فشعروا جميعا أن جارهم الجديد شخص ذو أهمية لكنه وعدهم بأنه سيكون معهم وسيستغل معارفه كمهندس فى أى أمر يطلب منه ... ووعدهم بأنه سيبذل جهده فى التعاقد مع شركة تتولى تركيب الأسانسير فى أقرب وقت وتفرع الحديث لكل الأمور المالية المتعلقة بمصاريف العمارة وصيانتها ومر كعادتنا فى مصر وقت طويل فى مناقشات طويلة لا طائل من ورائها إلا محاولة ظهور كل شخص بمظهر العالم المسيطر ... إلا أمجد ... كان قليل الكلام وكانت نبرته المنخفضة الواثقة تجعل الكل يصمت ليستمع لكلامه ... وانتهى الإجتماع وقد ثبت اللقب على أمجد بين جيرانه أيضا ... الباشا
كانت مفاجأة أمجد لزوجته هى عقد الشقة الجديد ... لقد كتب عقد شراء الشقة بإسمها ... ورغم فرحتها إلا أنها عاتبته لعدم إخبارها بنيته من قبل
- ليه كده يا أمجد ... إنت اللى دافع فلوسها ليه تكتبها بإسمى انا
- مش إتفقنا إن ابوكى وامك هييجوا يقعدوا فيها دلوقتى ؟ علشان ابوكى يبقى حاسس إنه قاعد فى شقه بنته مش جوز بنته ... هتفرق معاه كتير صدقينى
- بس ده كتير عليا أوى ... لسة كل ما يبقى معاك فلوس تشتريلى بيها كلها حاجات
- يا بت دا انتى وش السعد عليا ... كل ما باشتريلك حاجة بيرجعلى أد فلوسها عشر مرات ... همتك إنتى بقى تقنعى ابوكى وامك ييجوا يقعدوا هنا علشان ابقى متطمن عليكى ... أنا هسافر الشهر الجاى علشان علشان دراستى هناك ومش هاغيب اقل من شهر ... مش هتقعدى شهر لوحدك كده
- ماهو التليفون خلاص إشتغل يا أمجد وممكن تطمن عليا
- أنا مش عارف ظروف الشغل والدراسة هناك يا حبيبتى ... أكيد فريدريك مش هيسبنى فى حالى وهيدينى شغل ... ويمكن معرفش اتصل بيكى ... علشان ابقى متطمن عليكى ... والشقة التانية يا دوب مش محتاجة حاجة غير أنتريه وكام سجادة ... ممكن نبقى ننزل انا وانتى نشتريهم يوم الجمعة
- لأ يا أمجد ... كده يبقى كتير ... هاخلى بابا يشتريهم هو ... علشان كمان ميحسش إنك عامل كل حاجة .
- اللى تشوفيه ... المهم بقى تستخدمى كل إمكانياتك وتستغلى حب ابوكى ليكى وتخليهم ينقلوا بسرعة ... عايز قبل ما اسافر يكونوا إستقروا هنا خلاص ... ويخلوا شقتهم زى ما هى ... مش هيحصلها حاجة ... حتى لو حبينا نبات يوم هناك ولا حاجة نبات فيها
- زى ماتحب
- ....................................................................................................
فى أحد أيام السبت وصل أمجد كعادته لعمله ليجد إلهام قد سبقته للمرة الأولى ... تعجب من وجودها قبله لكنها كالعادة إلهام المليئة بالمفاجآت
- صباح الخير يا سى زفت
- صباح الخير يا إلهام ... زفت ليه عالصبح ... الدنيا حلوة والمكتب ماشى زى الساعة وقربنا نخلص تصميمات... وفريدريك بعت إمبارح مشروع جديد ... زفت ليه بقى
- زفت على دماغك ... حماك رجع إمبارح واتصل بيا ... هيجيى النهاردة يشوف الماكيت
- إيه ده سهام هنا فى مصر ؟
- أنا قلت سهام ولا جبت سيرة سهام يا حمار ... قولت لك أبوها هو اللى جه ... عايز يتطمن عالمهر بروح أمه هو كمان .... مش عايز ينسى إنه رجل أعمال إبن الكلب
- يا ستى يجيى ... الماكيت جاهز والبلانات كمان ... هاخليهم يطلعوا الماكيت فى الريسبشن قبل ما يوصل
- وهتعمل إيه يا معدول ؟ هتعرف ترتب حياتك بين منى وسهام إزاى ؟
- متقلقيش هارتبها وكل حاجة هتبقى زى الفل .
- وهترتب شغلك هنا وفى شركة حماك إزاى ؟ إنت هنا بتفضل تشتغل من ساعة ما تدخل لغاية ما تروح
- هما يومين اللى هاكون فيهم فى الشركة ... وهيكونوا الصبح بس ... وبليل هآجى عالمكتب أخلص شغل ... متشيليش هم إنتى
- مش قالقنى غير ثقتك دى ... ياكش تتهد على نافوخك يا ميلفات يا وسخ ... أنا جيت بدرى علشان أقولك ... الريس باعتنى كام مشوار للمكتب ويمكن ملحقش ارجع تانى غير بليل ... خد بالك من نفسك ... أوعى يعوّرَك فى حاجة تانى ... هو كده واخد حقه وزيادة ... وخد بالك من المكتب ... والممحونة اللى فى الريسبشن خد بالك منها ... شكلها هتاخد علقة منى علشان تفوق لنفسها
- متقلقيش ... كل حاجة هتبقى زى مانتى عايزة ... بس حاولى تخلصى بسرعة وترجعى عالمكتب ... لسة أنا مأخدتش على جو المدير ده .
- لأ فوق لنفسك إنت كمان علشان مديكش قلمين على وشك ... الريس هيجيى عالساعة 10 ... لو إتزنقت فى حاجة أجلّها لغاية ما يجيى
- حاضر ... أى أوامر تانية يا هوما يا قمر إنتى
- لأ يا ممحون ... إيه الواد ده .. بس ليك حق ... أنا فعلا قمر ... أنا ماشية ... وملكش دعوة بالقمر اللى فى الريسبشن ... لو إحتجت حاجة أطلب من البوفيه علطول ... وبلاش منيكة طول مانت فى الشغل
- فيه ضيفة طالبة تقابلك يا مستر أمجد
- يا بنتى قولتلك إسمى أمجد من غير ألقاب ... أمجد بس ... قولى تانى بقى اللى قولتيه
- فيه ضيفة طالبة تقابلك يا ... أمجد
- كده حلو ... مين بقى الضيفة اللى طالبة تقابلنى ؟
- الفنانة إيناس كريم
- إيناس كريم ؟ هو الريس لسة موصلش؟
- وصل من نص ساعة وطلع مكتبه بعد ما مر على المكاتب
- طيب وصلى الضيفة لمكتب الريس ... وقوليله طبعا قبل ما تطلعوا ... هأقابلها هناك مع الريس
- بس هى قالت إنها عايزة تقابلك إنت مش الريس ... بتقول فى شغل
- مش قالت شغل ؟ يبقى لازم تقابل الريس ... إحنا مبنعملش شغل غير اللى هو بيقول عليه ... على ما تطلع أكون أنا غسلت إيدى وأقابلها هناك ...وخليهم يجيبولى كوباية شاى بنعناع فى مكتب الريس
- حاضر يا ..... أمجد
- فيه حاجة ؟
- لأ مافيش ... الضيفة مع الدكتور إبراهيم
- طيب ربع ساعة بالظبط وتيجيى تقوليلى إنهم عايزينى فى ورشة الماكيت ... وبلغيهم ينقلوا الماكيت فى الريسبشن علشان صاحب المشروع جاى النهاردة ... ماشى؟
- ماشى ... بس ليه ؟ هما إتصلوا بيك من الورشة؟
- لأ متصلوش .. بس عايز أكون موجود وهما بينقلوه ... متنسيش ... ربع ساعة مش أكتر
- أخبارنا إيه يا أمجد
- كله تمام يا دكتور ... الماكيت جاهز تقريبا وصاحب المشروع جاى يشوفه ... هنبدأ من بكرة الشغل عالمشروع الجديد
- عليكم نور يا أولاد ... مدام إيناس جاية النهاردة علشان عندها حتة أرض فى التجمع عايزة تعمل عليها فيلا ... بس هى طالبة إن انت بالذات اللى تعمل تصميمها
- ده شرف ليا يا دكتور ... مدام إيناس كانت كلمتنى لما قابلتها مع إلهام أول ما رجعت من السفر ... وأنا وعدتها إنى اعمل التصميم ... بعد إذن حضرتك طبعا
- وانت وعدتنى يا باشمهندس إنك تشتغل فى التصميم بتاعى أول ما تخلص تصميم القرية ... وواضح أهو إنك خلصتها ... هتبتدى إمتى بقى ؟
- حضرتك بس هاتيلنا البلان المساحى للمشروع ونعرف متطلبات حضرتك فى الفيلا ونبدأ فورا
- بص أهم حاجة عندى إن يكون فيه جنينة كبيرة أد ما تقدر ... ومش عايزة المكان يبقى مخنوق ... عايزاه منور ومشرق كده من جوه ... عايزة الشمس والهوا الطبيعيين يدخلوه من كل مكان ... وعايزة أوضة النوم واسعة وفيها دريسينج روم وحمامها كبير
- كده هنحتاج حد يحدد لنا إرتفاعات المبانى اللى حوالين الأرض وإتجاهاتها علشان نشوف تأثيرها على الشمس ودوران الهوا ... حضرتك إبعتيلنا البلان المساحى وهنبعت حد من عندنا يعاين المكان
- طب إيه رأيك تيجيى معايا دلوقتى تشوف بنفسك المكان ... ونعدى عالبيت عندى تشوف البلان اللى انت عايزها ... أكيد هتكون موجودة فى ورق الأرض ... أنا ساكنة قريب هنا فى مصر الجديدة
- للأسف يا هانم أنا النهاردة مشغول جدا ومعنديش وقت ... ممكن نبعت حد معاكى لو حبيبتى
- لأ ... أنا عايزاك بنفسك علشان أشرحلك اللى انا عايزاه عالطبيعة
- خلاص يا إيناس هانم ... هنشوف مع السكرتارية مواعيد أمجد ويروح معاكى بنفسه
- طيب إيه رأيك أعدى عليك بكرة الصبح هنا فى المكتب وآخدك نروح سوا وبعدين تيجيى معايا البيت تشوف الخرايط اللى انت عايزها ؟
- لما إلهام ترجع نرتب المعاد معاها... لإنها هى اللى بترتب شغل المكتب كله بما فيهم أنا والريس
- آه يا أستاذة إيناس ... محدش فينا بيقدر يتحرك من غير أوامرها ... إنتى أكيد عارفة صاحبتك أكتر مننا ... مفترية وكلنا بنخاف منها ... حتى أنا
- هههههههه دى إلهام طيبة وجميلة ... متخافوش هى لو عرفت إن أنا اللى عايزة المعاد مش هتتأخر عنى
- هنشوف يا إيناس هانم ... لو كانت موجودة كانت حددت المعاد
شعرت إيناس بالغيظ الشديد من هذا الشاب الذى يتهرب من الإنفراد بها ... فهى إمرأة قد إعنادت أن تكون محط أنظار الرجال إينما وجدت ... لكن هذا الشاب مختلف ... لم يكلف نفسه حتى بالنظر إليها أو مطالعة وجهها ... إنه رغم أناقته وحلو حديثه مستفز لأقصى درجة ... كيف لشاب مثله أن يتهرب من لقاء نجمة مشهورة مثلها
...........................................................................................................
قبل الظهر بقليل إتصلت موظفة الريسبشن بأمجد تبلغه بوصول العميل صاحب مشروع القرية وأنه يعاين الماكيت الآن بالريسبشن ويطلب حضوره لمناقشته ... على الفور إتجه أمجد لمكتب الدكتور إبراهيم يبلغه بوصول أبو سهام
- أبو سهام جه تحت يا ريس بيتفرج عالماكيت وعايزنى
- طيب كويس ... إنزل أقف معاه وشوف لو عايز تعديلات ولا حاجة
- إنت مش هتيجيى معايا يا ريس ؟
- لأ طبعا ... إنت مدير المكتب المسؤل يا أمجد وانت اللى تتناقش معاه ... وده تصميمك ومحدش هيعرف يشرحه أحسن منك ... ومتخافش .... هو عمره ما كان يتخيل إن القرية يبقى تصميمها بالشكل ده ... أنا نفسى منبهر بالتصميم
- بس يا ريس ....
- مافيش بس ... متخليش تقتك بنفسك تتهز لأى سبب ... هو دلوقتى عميل زى أى عميل تانى للمكتب ... إنسى إنك جوز بنته وإنه عوّرَك قبل كده ... بعد ما تخلصوا خده على مكتبك متجيبهوش هنا ... لازم يحس بأهمية مركزك الجديد ... وأنا هابقى أحصلكم على مكتبك ... هو دلوقتى لما شاف الماكيت عرف قيمتك ومش هيقدر يقلل من مكانتك تانى ... حتى بينه وبين نفسه
- اللى تشوفه يا ريس
- ولما تروحوا مكتبك تبقى تديله سيجار من بتوعك ... وولع قدامه سيجارك عادى ... وانت نازل تمشى على أقل من مهلك ... مش لازم يحس إنك مستعجل على مقابلته ... إنت عاملّه شغل يساوى ملايين ومخدتش منه ولا مليم ... يعنى دفعت مهر بنته وشبكتها وبالزيادة كمان
كان فنانو الماكيت فى المكتب حقا مبدعون ... كان ماكيت يخطف القلوب بتفاصيله الدقيقة وألوانه التى تشابه الحقيقة ... ماكيت قادر وحده على أن يستخرج الأموال من جيوب العملاء دون مجهود
إصطحب أمجد أبو سهام لمكتبه كما نصحه الدكتور إبراهيم ... وفتح علبة السيجار الموجودة فوقه ليتناول أبو سهام أحدها وينظر للسيجار ولأمجد الذى اتخذ مقعده على الكرسى الكبير خلف المكتب وناول أبو سهام مقص السيجار الفخم بعد أن قص مؤخرة سيجاره قبل أن يشعل ولاعة خاصة بالسيجار يضعها أسفل مقدمة سيجاره ويناولها لأبو سهام بإحترام
- كوهيبا ... بتشرب كوهيبا سيجار يا صرصار
- أحسن سيجار موجود فى الوقت الحالى يا عمى ... لما شوفتك بتشربه قلت مش ممكن أشرب غيره
- لا يا شيخ ؟ إنت آخرك تشرب معسل قص يا معفن مش كوهيبا
- معقولة أبقى جوز بنت شخصية عظيمة زى حضرتك وأشرب معسل قص ... لازم أحافظ على مظهر جوز بنتك بين الناس
- قولتلك لسة مش جوز بنتى ... وقلت لك ميت مرة مش عايز حد يعرف إن بنتى أنا هتتجوز صرصار زيك ... فاهم ولا أقوم أفتح نافوخك تانى
- فاهم يا عمى فاهم ... بس فعليا أنا جوز بنتك ... إنت قولت لما تدفع مهرها تبقى مراتك ... والمهر حضرتك لسة شايفه بعينك دلوقتى تحت
- لسة مكتبتوش الكتاب ... ولسة مجتش تشتغل معايا فى الشركة زى ما أتفقنا
- إحنا إتفقنا إنى هشتغل فى الشركة مع سهام ... وسهام مش هتشتغل فى الشركة غير بعد شهر العسل ... يبقى أنا كده مش هشتغل فى الشركة غير بعد شهر العسل
- ماشى يا سى زفت ... البلانات خلصت ولا لسة ؟ عايز أودى البلانات والماكيت على شركة التسويق
- مش بدرى شوية على موضوع التسويق ده يا عمى ؟ مش لما تبنوا تبقوا تبيعوا
- قولت لك ميت مرة كلمة عمى دى بتفور دمى ... وإنت مال أهلك انت هنبيع إمتى ولا إزاى ... مش شغلك خالص ده
- إيه رأيك فى الماكيت يا باشمهندس ... فكرة جديدة مافيهاش غلطة
- فعلا ... البركة فيك يا إبراهيم
- البركة فى جوز بنتك ... فكرته وكان مستعجل يخلصها بأسرع وقت ... حتى حمامات السباحة أصر إن يعمل أحمالها مهندس متخصص دفع حسابه من فلوسه
- من فلوسه ؟ هاعمل نفسى مصدقك يا دكتور ولو إنى مأظنش
- طيب كده أمجد عمل اللى يخصه فى الإتفاق ... هنتمم الإتفاق إمتى بقى
- سهام هتوصل كمان يومين ... وانا هاحافظ على كلمتى ويكتبوا الكتاب قبل ما أمجد يسافر
- إنت مسافر إمتى يا أمجد
- كمان إسبوعين يا ريس ... آخر يوم حد فى الشهر علشان اروح الجامعة يوم الإتنين
- خلاص ... يبقى تكتبوا الكتاب يوم السبت اللى قبل سفرك علطول ... وزى ما اتفقنا سهام هتحصلك على أسبانيا بعدها بإسبوع
- اللى حضرتك تشوفه يا ريس ... لو عمى بس يسمح أزور سهام فى البيت عندهم علشان أرتب معاها كل حاجة
- سهام جاية من السفر كمان يومين ... تبقى تيجيى تشوفها تانى يوم ماتيجى بليل
- وليه تانى يوم ... هاروح أستقبلها فى المطار علشان وحشتنى
- إنت بهيم ياض إنت ؟ باقولك مش عايز حد يعرف إن بنتى متجوزة صرصار زيك تقولى هاستقبلها فى المطار
- خلاص ... هاجى أشوفها يوم ما تيجى بليل ... علشان كمان آخد باسبورها أحجز لها التذكرة واطلع لها الفيزا
- مالكش دعوة بالزفت الفيزا ... مش عايز حد يعرف إنها مسافرة معاك ... وهابقى أحجز لها انا التذكرة وأخصم تمنها من المرتب اللى هتلهفه منى
- بس خد بالك يا عمى ... أنا مراتى متسافرش غير فرست كلاس ... البيزنس والسياحة مش هتستريح فيهم والرحلة طويلة ... مش عايزها توصل عندى تعبانة و مرهقة
- وإنت هتخاف على مصلحة بنتى أكتر منى يا حيوان إنت... وإيه مش عايزها توصل عندى مرهقة دى ... إنت عايزنى أقوم أضربك تانى ... هو انا شاحنلك قطة هتستلمها من المطار
- وفيها إيه بس يا عمى ... واحد بيحب مراته وخايف عليها من الإرهاق ... مفيهاش حاجة يعنى
- قلت لك دمى بيفور لما اسمع منك كلمة يا عمى دى ... ولسة مبقتش مراتك
مساءً إجتمع أمجد وإلهام والدكتور إيراهيم لمناقشة أمور العمل وترتيبها قبل موعد سفر أمجد ... وأى المشروعين الموجودين سيتم العمل عليه أولا وأيهما سيتم تأجيله وترتيبات موعد معاينة موقع فيلا إيناس التى أصرت على أن يكون بالغد وعلى أن يقوم أمجد بالمعاينة
- بص يا أمجد ... أنا عارف إنك بتتهرب من معاد إيناس مش عارف ليه ... ومش عايز اعرف ... لكن باقولك لازم تجارى الجو الموجود دلوقتى ... شغلنا مع إيناس هيفتح لنا هنا شغل فى مصر كتير بدال الهبل اللى حاصل السنين السودة دى ... نحاول نحط بصمة لينا يمكن الناس لما تشوف الجمال تحس بالمصيبة اللى حاصلة
- بس يا ريس مش فيلا اللى هتفتح لنا شغل ... أنا اعرف آه لو مبنى تجارى كبير أو فندق هو اللى ممكن يفتح لنا مجال شغل هنا
- يابنى إفهم بقى ... إنت مش عارف تأثير اللى زى إيناس دى ... إيناس كل المهمين فى البلد يعرفوها وتعرفهم ... أنا عارفة إنك خايف منها ومش مستريح لنظراتها ليك ... وانا كمان خايفة عليك منها ... حاول تخلى علاقتك بيها فى حدود الشغل وبس ... وانا هاروح معاك مشوار بكرة علشان متبقاش قلقان وومش هسيبك معاها لوحدكم
- خلاص يا أمجد ... أديك هتبقى معاك إلهام وهتوقفها عند حدها ... متقلقش بقى وجمد قلبك ... أنا عايزك تبقى رجل أعمال كبير وطول مانت بتخاف عمرك ما هتكون رجل الأعمال اللى انا عايزك تكونه
- اللى تشوفه يا ريس ... أنا مقدرش أقول أى كلمة بعد كلمتك
- هو الجدع ده بيعمل إيه يا إلهام
- ملكيش دعوة انتى ... هو كده ... طالما تاه مننا فى الولا حاجة كده يبقى أتأكدى إن تصميم فيلتك هيطلع محصلش
- هو ماله الواد ده ... بيخاف من الناس ولا إيه
- لا بيخاف من الناس ولا حاجة ... هو بس فنان فى شغلته ومبيحبش حد يقطع أفكاره
- أمال ماله كده ... حاسة إنه مش طايقنى أو خايف منى ... يكونش شافلى فيلم من اللى عملتهم وصدق اللى فيه
- خايف منك ؟ دانتى غلبانة ... ده مبيخافش يا حبيبتى ... وبعدين هو مبيشوفش أفلام عربى أصلا ... متخافيش عليه
- أمال ماله بس ... حتى لما جيت عندكم المكتب مقعدش معايا ربع ساعة على بعضها
- لا مالهوش ... هو بس كان عنده شغل كتير يومها ... وانتى عايزة منه إيه يا إيناس ... الفيلا وهيصممهالك ... متفكريش فى أى حاجة تانية علشان مش هيبقى فيها فايدة ... أمجد بيحب مراته من ساعة ما اتولدوا ومش ممكن يفكر فى غيرها
- لأ متفهمينيش غلط ... أنا قصدى بس شخصيته عجبانى ... هادى وراسى كده ومش خفيف زى الشباب اللى فى سنه وعايزة نبقى أصدقاء مش أكتر
- برضه دى مش هتنفع ... أمجد شغله ودراسته واخدين كل وقته ومعندوش وقت يصاحب ولا يبقى له أصدقاء
- إنتى خايفة عليه مِنّى ولاّ إيه يا إلهام ... أنا مش هاخطفه من مراته ولا هاكله
- ونبى أنا خايفة عليكى إنتى منه
- بتقولى إيه ؟
- لا ولا حاجة ... باقولك لا خايفة عليه ولا حاجة ... بس انا باوضح لك ظروفه علشان متزعليش منه بس.
- هى صاحبتك دى عبيطة يا إلهام ... حد يسيب شقة زى دى ويروح يقعد فى الهو فى الصحرا ... ده كفاية جمال العمارة اللى قاعدة فيها
- تصدق إن انت اللى عبيط ... شوف إنت التجمع ده بعد كام سنة هيبقى إيه ... حتة الأرض دى لوحدها كمان كام سنة هتبقى تساوى ملايين
- ولا حتى بملايين ممكن حد عاقل يسيب شقة زى دى
- ومين قالك إنها هتسيبها ... هتفضل معاها برضه وممكن كمان تفضل عايشة فيها
- أمال عايزة تبنى الفيلا وتكلف نفسها ليه ؟
- الفيلا دى يا حمار هتبقى للحفلات ... علشان محدش هناك هيشوف مين اللى جاى ومين اللى رايح ... لكن الشقة أى حد هيجيلها هيبقى معروف طالع فين ونازل منين ... إفهم بقى الدنيا ماشية إزاى ... ومين قالك إنها هتدفع مليم واحد فى بنا الفيلا ؟
- إيه يعنى ؟ هتبنيها ببلاش ؟
- آه هتبنيها ببلاش ... ألف مقاول يتمنوا يخدموها ويبنوهالها ببلاش
- ليه يعنى ؟ هى المقاولين بتلاقى فلوسها فى الأرض ؟
- لأ يا ناصح ... المقاول اللى هيبنيلها الفيلا هترجع له الفلوس اللى دفعها أضعاف ... هيبنيلها الفيلا وتعرفه على مسؤل فى الوزارة يديله مشروع من مشاريع الدولة يعوض فيه اللى دفعه عشر مرات ... هى البلد ماشية كده دلوقتى ... ناس بتخلص مصالح لناس تانية وكله بيستفيد ... نفع وإستنفع
- طب وشغلنا ؟ إوعى تقولى هنعمله ببلاش برضه ... إحنا لا لينا مصالح مع حد ولا عايزين حاجة من حد أصلا .
- لأ عايزين ... عايزين إسم المكتب يتعرف ... دول بيقلدوا بعض ... يعنى التصميم اللى انت هتعمله هتلاقى بعدها ناس تانية جاية تدور على اللى عمل التصميم ده ... والمنطقة اللى فيها حتة الأرض دى بالذات كل الكبار واخدين فيها أراضى علشان بعيد عن التصميم الموحد ... ماهم إشتروها لما كانت بملاليم قبل ما تتعمل فيها الطرق والمرافق ... دلوقتى الحتة الواحدة متقلش عن ربع مليون
- يا ساتر ... للدرجة دى
- آه للدرجة دى وأكتر كمان ... إنت لسة متعرفش حاجة عن البلاوى المستخبية ... بس لازم تعرفها علشان تعرف تعيش فى البلد دى
- يعنى هنعمل الشغل ده ببلاش برضه ؟
- لأ مش ببلاش ... هنعمله بفلوس أقل من أتعابنا الحقيقية ... متقلقش هنكسب أكتر من تكاليفه ... بس مش هنكسب كتير ... بس هيتفتح لنا باب كبير ... أول ما نوصل المكتب بس إدينى الداتا بتاعت حتة الأرض علشان نكتب العقود وهيا هتيجى بعد بكرة تمضيها معاك
- وتمضيها معايا ليه ؟ مش الريس موجود ؟
- يابنى إنت إمتى هتقتنع إنك إنت المدير المسؤل والتوقيع عالورق مسؤليتك إنت مش الريس ... الريس هو اللى هيتفق معاها عالأتعاب وهنكتبها فى العقد وانت تمضى عليه
- طيب إعملى حسابك فى الأتعاب تحسبى مصاريف الجسات
- جسات إيه يابنى ... هو انت هتبنى برج ؟ دى فيلا دورين وروف
- حتى لو دور واحد ... لازم مهندسين المدنى قبل ما يشتغلوا عالخرسانة والتسليح تكون عندهم جسات التربة ... الأرض دى شكلها مش مريحنى ... فيها طبقات مختلفة بالتأكيد ... مش عايزين شغلنا يبقى فيه غلطة ... وانا بافكر أعمل حمام سباحة فى الفيلا ... طالما هتبقى فيها حفلات يبقى حمام السباحة هيكون حاجة حلوة ... وتشوفيلنا بقى مكتب متخصص فى الموضوع ده تتعاقدى معاه بحيث منبقاش كل شوية بندور على واحد يصمم لنا أحمال وكهربا حمام سباحة ... لو اللى قولتيهولى حقيقى يبقى هنحتاجهم كتير... لإنه مش هيبقى آخر مشروع فيه حمام سباحة ...ومتنسيش تحطى كل ده فى تكاليف التصميم ... هتقدرى تخلصى كل ده النهاردة؟
- شوفت بقى يا بغل لما بتصدق إنك مدير بتفكر صح إزاى ... الريس هيفرح أوى لما احكيله على الكلمتين اللى إنت قولتهم دول ... ومتقلقش ... النهاردة بليل كل عناصر التكاليف هتبقى على مكتب الريس ... بس إنت شد حيلك وارسم الفكرة علشان كلام الريس معاها يبقى واضح وسهل تفهمه
عندما خلع عنها أمجد ملابسها ككل ليلة ووضع رأسه بين فخذيها لم يكتفى بلحس كسها أو إمتصاص بظرها بهدوء ككل ليلة ... لكنه إمتص بظرها المنتفخ بكل قوة ... شهقت الجميلة وارتفع صوت محنتها عندما شعرت ببظرها ينتفخ بين شفتى أمجد وهو يقحم إصبعه بهدوء فى شرجها ... قذفت مرتها الأولى وانتفض جسدها بقوة لم تعهدها من قبل ... لأول مرة منذ زواجها تطلق العنان لصوتها كى يرتفع دون أن تحاول كتمانه .... تركها أمجد تنتفض حتى هدأت ووضع زبره أمام وجهها ... مرره بنعومة على شفتيها ... لأول مرة تتجرأ وتمسك زبر زوجها المنتصب بيديها وتقبله بنهم ... تركها أمجد تقبله وهو يمرر يده بين خصلات شعرها ليدخل زبره بهدوء بين شفتيها فتطبقهما عليه وتفعل برأسه مثلما فعل ببظرها ... كانت ساذجة فى محاولتها الأولى لإمتصاص رأسه ... تذوقت لأول مرة طعم السائل المالح الذى يخرج من فتحته ... أغمضت عينيها خجلا عندما وقعت عينيها فى عينيه .... جذب ذقنها قليلا لأسفل ففتحت فمها مغمضة العينين ليدفع زبره بهدوء لداخل فمها ... لم تكن تدرى سر اللذة التى انتابتها عندما شعرت بعضوه المنتصب يلامس لسانها ... عندما أخرجه من فمها أخرجت لسانها معه تلعقه ... أدار زبره حول لسانها ففهمت ما يريده وأدارت لسانها حوله ... دفع زبره مرة أخرى فى فمها ونام بجسده فوقها ورفع فخذيها واضعا رأسه بينهما وعاد لإمتصاص بظهرها بهدوء أدار جسدها لتصبح فوقه وفتح فلقتيها بيديه يلعق كسها ويحرك لسانه على تلك المنطقة الصغيرة الساحرة بين الفتحتين حتى يصل لفتحة شرجها فيلعقها ويفركها بشاربه فتتأوه الرقيقة بشبق وترتخى فتحة شرجها فيدفع مقدمة لسانه داخلها سريعا قبل أن يسحبه ويعود لكسها يحتويه كاملا بفمه ويمتص شفراتها بقوة قبل أن يقحم لسانه داخله لأقصى ما يستطيع بلوغه داخل كسها فتنتفض الجميلة مطلقة مائها داخل فمه وقد إرتفع صوت محنتها يملأ فراغ الغرفة لكنه يحكم إمساك فلقتيها بيديه ولا يتوقف حتى ينتهى قذفها ولا يستمع لتوسلاتها بأن يرحمها ويتوقف عما يفعله بها ويعود لفرك شاربه بين شفريها بقوة فتعود نارها للإشتعال وتحرك كسها على وجهه كاملا تسأله المزيد فيقحم أنفه داخل فتحة كسها بينما يلتهم بظرها وشفريها بفمه ولسانه وتتواصل تأوهات الرقيقة مرتفعة وتضغط بكسها على وجهه وهى تعيد القذف فيقحم إصبعه كاملا داخل شرجها يديره داخله فى نفس لحظة قذفها فتغلق عضلاته عليه كأنها تريد أن تحتفظ به داخلها حتى تنتهى من قذفها وينهار جسدها فوق جسد أمجد ويرتفع صوت تنفسها فيحرك جسده من تحتها ويسقط جسدها على الفراش وقد إرتخت تماما وفقدت أى قوة لديها على الحراك ويخرج إصبعه من شرجها فتتاوه آه ناعمة .
قام أمجد واقفا بجوار الفراش وأدار جسدها المستسلم لتصبح نائمة بعرض الفراش ويفتح ساقيها ويجلس على ركبتيه ثم يرفعها قليلا من خصرها قبل أن يعود ليلعق كسها وشرجها بسرعة فترفع خصرها قليلا وتفتح ما بين فخذيها لأقصى ما تستطيع وهى فى هذا الوضع فيقف أمجد خلفها ويمد يديه فيجذب يديها ناحية فلقتيها ويضعها عليهما فتفهم الرقيقة ما يريده منها وتفرج بين فلقتيها بيديها فيضع يده اليسرى على نهاية ظهرها بينما يمسك زبره بيده اليمنى يمرر رأسه على كسها حتى يصل لفتحة شرجها فيداعبه قليلا برأس زبره ثم يعود ليحك رأس زبره ببظهرها فتتأوه الجميلة تأوهة خافتة وترجوه أن يدخله فيدفعه قليلا ختى تدخل رأسه ثم يعيد إخراجه يفرك برأسه بظرها قبل أن يدخله كاملا بدفعة واحدة فتتأوه الرقيقة آهة شبق عالية فيمد إبهامه يحركه بحركات دائرية على فتحة شرجها فتسترخى فيدفع عقلته الأولى داخلها وينحنى بجسده على ظهر الجميلة ويمد يده اليمنى يعتصر بها ثديها وتندلع النار فى جسد الجميلة فتدفع بجسدها ناحيته وتطبق على زبره بكسها فيحركه بهدوء خارجا ليدفعه مرة أخرى داخلا وترتفع سرعة إدخاله وإخراجه لزبره قليلا قليلا حتى تتحول لحركات محمومة بينما يغوص إبهامه الأيسر عميقا داخل شرجها وتشتد قبضته على ثديها ويرتفع صوت إرتطام الجسدان ويرتفع معه صوت آهات الرقيقة وتتوالى إنقباضات كسها ويلتقى القذفان فى نفس اللحظة وينتفض الجسدان ويتلاحمان حتى تهدأ فورتهما فيخرج أمجد إصبعه من شرجها وينام فوقها محيطا جسدها الجميل بذراعيه حت يرتخى زبره ويخرج من مكمنه فينام على جانبه وهو يحتضنها بينما يختفى زبره المرتخى بين فلقتيها وتدفع جسدها ناحيته وتغمض عينيها بينما هو يزيح شعرها عن جانب وجهها ويقبل رقبتها قبلات ناعمة وتذهب الرقيقة فى نوم عميق مباشرة وقد أُنهكت تماما ولم تستطع حتى أن تقلب جسدها لتحتضنه كما أعتادت كل يوم منذ زواجهما
جذب أمجد الملاءة الرقيقة يغطى به جسد حبيبته وقام مباشرة وكأنما هناك من يدفعه ... إرتدى بنطاله دون أى شئ آخر واتجه للصالون ووقف أمام لوحة رسمه بعد أن ثبت عليها إحدى الأوراق وأخرج من حقيبة أوراقه الخرائط والبيانات التى جمعها صباحا ووضع المسطرة على اللوحة ووضع أول خطوط تصميمه الجديد ... فيلا إيناس
...........................................................................................................
إستيقظت منى على صوت جرس التليفون يدق جوارها بإلحاح فنظرت جهة الشباك لتجد ضوء النهار يتسلل قويا خلف الستائر المسدلة لترفع سماعة التليفون وتجيب بكسل شديد فتجد إلهام على الطرف الآخر
- صباح الخير يا أمورة ... إنتوا لسة نايمين؟
- صباح الخير يا إلهام ... هى الساعة كام دلوقتى
- الساعة 10 ياختى ... صحى جوزك علشان الشغل
- الساعة 10 ؟ بس أمجد مش نايم يا إلهام .... وعمره ما هينزل من غير ما يصحينى أفطره
- هو انتوا ليلتكم كانت فلة ولا إيه يا بت ؟ تلاقيه بعد ما نمتى راح يشتغل ونسى نفسه ... عادته ولا هيشتريها
- إحنا كل ليالينا فلة ياختى ... إستنى أقوم ابص عليه فى الصالون وارجع لك ... ولا تحبى أوديله التليفون ؟
- لأ بصى عليه بس ... لو لاقيتيه تايه زى ما بيتوه متقطعيش عليه حبل أفكاره وسيبيه يشتغل ... مافيش داعى تزعجيه
- بيشتغل فى الصالون يا إلهام ... فيه حاجة عايزانى أقولهاله ؟
- لأ مافيش حاجة ... كنت باطمن عليه بس ... أول ما يخلص خليه يكلمنى ... أنا لو مش فى المكتب هاكون فى البيت ... مافيش ورايا حاجة النهاردة ... حاولى تأكليه حاجة
- حاضر ... ولو انه لما بيبقى بيشتغل مبياكلش ... هاقوم البس واعمله كوباية شاى بلبن
- أه طبعا ... تلاقيكى نايمة بلبوصة من امبارح يا مايصة
- يوووه بقى يا إلهام ... أمجد بيحب يخلينى انام كده ... وانا كمان مبقتش اعرف انام غير كده ... سلام بقى علشان الحق اعملّه حاجة يشربها
- صباح الخير يا حبيبى ... خلّصت شغل؟
- صباح الفل يا حبيبتى ... إنتى ليه نمتى هنا ؟ مدخلتيش تنامى جوة ليه
- معلش عينى غفلت ... خش خدلك دش على ما احضرلك لقمة تاكلها وتنام شوية قبل ما تروح المكتب ... إلهام عايزاك تكلمها
- لأ متتعبيش نفسك ... أنا اللى هاحضرلك الفطار النهاردة ... خشى إنتى إفردى جسمك شوية
- لأ مينفعش ... أنا اللى هحضرلك الفطار
- باقولك إيه ... إحنا مش هنقضى اليوم نعزم على بعض .... أنا اللى هاحضرلك الفطار وانتى فى السرير ... ومش هتمشى كمان لغاية السرير ... هاشيلك لغاية هناك
- صباح الخير يا إلهام
- صباح الخير يا بغل ... أول ما افتكرت إن فيه مكتب وانت مديره ولازم تتصل بيه
- مانا كنت باشتغل للمكتب اللى انا مديره يام لسان طويل ... وفيه برضه مدير مكتب يتقاله يا بغل؟
- أنا اقول اللى انا عايزاه ... ها خلصت فكرة الفيلا ولا لسه ... إيناس جاية النهاردة علشان تمضى العقد
- فكرة إيه يا بنتى ... أنا خلصت كل حاجة ... كل بلانات المعمارى خلصت وجاهزة
- بتتكلم جد ؟ معقولة ؟
- أمال إنتى فاكرة كل ده كنت بارسم فكرة ؟ إحسبى عندك 35 ساعة شغل ... ممكن ورشة الماكيت تبدأ شغل من النهاردة لو تحبى
- طب ناملك ساعتين ولا حاجة وتعالى عالمكتب يكون الريس جه
- أنا هاخد شاور وآجى مش عايز أنام عايز أخد رأى الريس فى الشغل ... شغل ما اتعملش فى مصر قبل كده ... ولا حتى فى أى حتة تانية
- شوقتنى يا منيل ... طب إنجز بقى وانا هاتصل بالريس أقوله ... خد حمامك وتعالى ... مفيش داعى تنيك قبل ما تيجيى ... أنا عارفاك عيل هايج
- مش قادرة تبطلى زفارة لسان ... هاخد دش وأجى ... هاسيب مُنى تنام شوية ... صاحية معايا بقالها يومين
- طب إديهالى أصبّح عليها
- مش تعدى عليا الأول يا بنى آدم إنتا علشان نيجيى نفرج الريس على الشغل سوا ... كبرت عليا ياض ولا إيه
- مش قادرة تبطلى طولة لسان ... أنا افتكرتك هنا مع الريس فى المكتب ... وبعدين أنا لسة بافتح أول لوحة بس
- ورينى يا بغل عملت إيه
- عمل عظمة يا إلهام ... رسم قصر مش فيلا ... أحسن إستغلال مساحات شوفته فى حياتى
- دى إيناس هتتجنن لما تشوف الرسم ده ... وعملت إيه كمان يا أمجد
- عملت كل حاجة حتى الإنتريور ... فاضل بس إنتى تختارى الموبيليا وألوان الدهانات الداخلية
- سيب اللوحة دى مكانها يا أمجد علشان إيناس لما تيجيى تشوفها ... إفتح باقى البلانات عالأرض هنا جنب بعض نشوفهم سوا
- مش عارف اقولك إيه يا أمجد ... شغل عظيم ... إنت خلصت شغل أى مهندس مش ممكن يخلصه فى أقل من إسبوعين فى يوم واحد
- البركة فى المُزة اللى عنده فى البيت يا ريس ... خُد شغل من ده كتير ... الزمبلك بتاع شغله هيفضل مليان طول ما هو بينيك
- يا بنتى نقى ألفاظك شوية ... إمسكى لسانك
- وانا قولت إيه يا ريس ... ماهو ملهاش معنى تانى أقوله
- طيب إبعتى هاتى ترابيزتين رسم تانيين من تحت حطيهم هنا جنب الترابيزة دى ... هنخلى لوحة الواجهة زى ما هى ونحط جنبها بلان حمام السباحة واللاندسكيب وجنبهم بلان المدخل والبهو وخلى باقى البلانات عندكوا فى المكتب لغاية ما نمضى العقد مع صاحبتك ونبدأ شغل فى الماكيت و الكهربا ... على ما تيجى إتصلى بالمكتب بتاع تصميم حمامات السباحة إديهم الشيب والمساحة علشان نعرف هياخدوا مننا كام فى التصميم وجهزى لى بقى تكاليف التصميم النهائية علشان صاحبتك زمانها جاية ... عايز العقد على مكتبى خلال نص ساعة ... روح إنت يا أمجد إستريح فى مكتبك شوية لغاية ما أخلص إتفاقى مع إيناس علشان تيجيى تمضى معاها العقد
- ومتنساش يا نحنوح الممحونة التانية جاية النهاردة .... شوف هتروح لأبوها إمتى علشان نخلص من موضوعكم الهباب ده ونفوق لشغلنا
- نروح لهم النهاردة ... إيه رأيك نمشى من المكتب النهاردة بدرى شوية ونروح لها
- ماشى يا خويا ... خلينى طالع عين أمى معاك إنت وحريمك ... إياكش نخلص بقى ... مش عارفة بيحبوا فيك إيه بشنبك ده
- هههههههه ... مالكيش دعوة انتى ... هما بيحبوه زى ما هو كده ... وانا هاجى معاكم علشان نتمم إتفاقنا مع ابوها ... علشان متتخانقوش تانى انت وهو
- ربناا يخليك ليا يا ريس
عندما دخلت إلهام المكتب يتبعها أمجد إحتضنتها إيناس وقبلتها فرحا بما تراه أمامها وكعادته سلم عليها أمجد بكل هدوء وسحب يده برقة من بين كفيها عندما إستبقتها قليلا ... فهو لا يزال يخاف من أن يدفعه الشيطان الذى يسكنه لموقف لا يريده ... طلب الدكتور إبراهيم من أمجد شرح تصميمه للفنانة إيناس كما يناديها دوما ... إنبهرت إيناس بشرح أمجد بصوته الهادئ المنخفض النبرات وهى تستمع لدقة التفاصيل التى لم تكن تتخيل يوما أنها موجودة فى تصميم معمارى ... شرح كل شئ ... حتى مسارات الهواء فى الفيلا شرحها ... شكرته كثيرا خصوصا على فكرة حمام السباحة التى لم تخطر ببالها وهى تخبره برغباتها فى فيلتها ... عندما أخبرها الدكتور إبراهيم أن أمجد لم ينم منذ أيام ثلاثة لإنهاء التصميمات الخاصة بها كاد قلبها يرقص فرحا ... لقد ظنت أن لها مكانة خاصة عند أمجد رغم محاولاته الدائمة للتهرب منها ... بمجرد أن أخبرها الدكتور بأتعاب التصميم أخرجت دفتر شيكاتها وحررت شيكا بإسم المكتب الذى أملاه لها الدكتور إبراهيم ... فوجئت عند توقيع العقد بأن أمجد هو الذى وقع على العقود وليس الدكتور إبراهيم كما تظن ... حدثتها نفسها بأن وراء هذا الشاب الكثير من الأمور التى لابد أن تعرفها ... فضول أنثى أولا وفضول سيدة أعمال ثانيا ... فمن الواضح أن هذا الشاب ذو شأن كبير وهناك شئ ما يجعله يستتر خلف شخصية المصمم ... رغم خبرتها فى الحياة خدعتها المظاهر مثل الجميع .
بمجرد توقيع العقود إستأذن أمجد من الدكتور إبراهيم للذهاب لمنزله لنيل قسط من الراحة قبل موعد عودته مساءً ... أذن له أستاذه بالذهاب ... فهو يعلم بحاجته للنوم الآن ... فأمامه مقابلة حامية مساء مع أبو سهام
عندما خرجت إلهام مع إيناس من مكتب الدكتور إبراهيم شكرتها إيناس بشدة لتعريفها بأمجد
- مش عارفة أشكرك إزاى يا إلهام ... مكنتش متخيلة إن أمجد شاطر كده
- أشكريه هو ياختى ... وأشكرى مراته كمان ... فضلت جنبه طول ماهو بيشتغل مسابتهوش لحظة واحدة ... بيموووووت فيها يا إيناس وهى بتعشق التراب اللى بيمشى عليه
- هى مراته حلوة يا إلهام
- حلوة ؟؟؟ حلوة دى مش كفاية ... دى لو بتعرف تمثل كانت قعدتكم كلكوا فى بيوتكوا ... دى مش تقولى عليها حلوة ... تقولى عليها قمر ... ملكة جمال يا بنتى ... أحلى من ممثلين هوليوود
- ليه حق بقى يطلع شغل بالجمال ده ... ما تفرجينى مكتبك ... نفسى أشوف فنانة زيك بتشتغل فين
- تعالى ياختى ... حتى لما تيجيى تستلمى باقى شغلك تبقى تيجيلى عليه بدال ما تستنى فى الريسبشن تحت
- مكتبك حلو أوى يا إلهام ... وحلو أوى الشيزلونج ده ... بس ليه فيه ترابيزتين رسم ومكتب واحد
- أنا وأمجد ساعات بنشتغل فى وقت واحد ... والمكتب محدش فينا بيقعد عليه كتير ... يا دوب لو حد عايز يمضى ورقة ولا حاجة وخلاص
- وطبعا علبة السيجار دى بتاعت أمجد
- آه بتاعته ... بس ساعات باخد منها واحد ولا حاجة
- طيب يا إلهام ... خليكى بقى فى مكتبك وانا همشى كفاية عطلتك كتير ... أنا عارفة طريقى وهاخرج لوحدى ... متشكرة مرة تانية يا حبيبتى
عندما وصل أمجد والدكتور إبراهيم وإلهام لفيلا سهام كانت الجميلة سهام هى فتحت لهم الباب بمجرد أن دقوا الجرس وكأنها كانت تنتظر خلف الباب ... بمجرد أن وقعت عينها على أمجد ألقت نفسها بين ذراعيه مطوقة عنقه بذراعيها ... نظرت لها إلهام نظرة ساخرة قبل أن تنطلق فى حديثها الصاخب كالمعتاد
- إيه يا جزمة ... مش شايفانى أنا والريس ... ولا خلاص الشوق واكلك لحبيب القلب
- آسفة يا إلهام ... آسفة يا دكتور ... بس أمجد كان واحشنى أوى
- طب ياختى سيبى رقبته بقى بدال ما ابوكى يجيى يكسرهاله ويطين عشتك ويفتح نافوخه تانى ... هو ابوكى فين يا حلوة
- مستنى جوة فى الصالون الكبير ... تعالى يا أمجد معايا نوصلهم وآخدك أفرجك على أوضتى ... وبالمرة أفرجك عالحاجات اللى جبتها معايا من باريس
- أوضتك مين يا بنت العبيطة أنتى ... إنتى فاكرة نفسك هتسربيه لأوضتك زى ما سربتيه فى أسبانيا ... دا كان أبوكى دبحك ودبحه ... إهمدى يا بت واصبرى الكام يوم اللى فاضلين خلينا نخلص من وقعتكوا السودة دى
- يووه بقى يا إلهام ... متنسيش إنه جوزى ومن حقى أقعد معاه لوحدنا
- تقعدى معاه ولا تنامى معاه يا هايجة ... إنجرى يابت قدامى على الصالون اللى ابوكى مستنينا فيه
- إحنا جايين علشان نتفق بقى على مواعيد كتب الكتاب وسفر سهام لجوزها يا باشمهندس
- أنا تحت أمرك يا إبراهيم ... إحنا على إتفاقنا ... نكتب الكتاب قبل سفر أمجد بيوم وبعد إسبوع سهام هتسافرله أسبانيا
- طيب ما نكتب بكرة ولا بعده يا بابا ... مش هيحصل حاجة ... حتى لو حبينا نقعد مع بعض شوية لوحدنا محدش يبقى ليه عندنا حاجة
- أنا قلت قبل ما يسافر يعنى قبل ما يسافر ... وتبقوا تقعدوا مع بعض براحتكوا فى اسبانيا
- يعنى هستنى 10 أيام قبل ما يسافر وكمان إسبوع بعد ما يسافر ... كتير أوى يا بابا
نظر ابو سهام لإبنته شزرا قبل أن يعود للحديث
- خلاص يا إبراهيم ... نكتب قبل ما يسافر بيوم ويدخلوا هنا وبعدين تبقى تحصله أول ما يخلص شغله
- ماشى يا عمى وأنا موافق .
- وهتعملها إزاى دى يا ناصح ... هتقول لمراتك إيه؟ هتقولها أنا هبات بكرة مع مراتى التانية
- متقلقش يا عمى ...أنا هتصرف ... نقرا الفاتحة بقى ونشرب الشربات ولا إيه
- قولتلك عمى دى بتفور دمى لما باسمعها منك ... قومى يا سهام إعمليلنا القهوة ... نشربها الأول ونقرا الفاتحة على إتفاقنا
- بس يا عمى إنت عارف إنى مبشربش قهوة
- عارف وعلشان كده قلتلها تعمل قهوة ... وهتشربها ... وهتخلص فنجانك قدامى ... عندك مانع ولا مش عايز تشرب قهوة من إيد خطيبتك
- خلاص يا أمجد ... إشرب القهوة وخلصنا فى يومكوا ده اللى مش عايز يعدى
- ماشى يا عمى ... اللى تؤمر بيه ... هاشرب أى حاجة سهام هتعملها
- دقايق يا بابا وتكون القهوة جاهزة ... بس ممكن أمجد يجيى معايا بعد ما يشرب القهوة أفرجه أوضتى
- إنتى إتجننتى يا بنت ؟ أوضتك إيه اللى عايزة تفرجيهاله ... بعد ما تكتبوا الكتاب تبقى توريهالوا
- يعنى مش هاعرف أقعد مع جوزى لوحدنا شوية ؟ ده ظلم ده
- جوزك إيه يا منيلة ؟ معلش يا خويا سامحها ... هى قصدها تقعد مع خطيبها شوية ... علشان يرتبوا هيعملوا إيه
- يقعدوا فى التراس قدام عنيا يا مدام إلهام ... والباب مفتوح
- ماشى يا عمى اللى تشوفه
- جوزك وأمجد عاملين زى العيال الصغيرة اللى بيكيدوا بعض
- معلش خليه يستحمل الكام يوم الجايين دول خلى الأمور تخلص على خير
وأنهى ابو سهام الجلسة بعد حديث حاول الدكتور إبراهيم وإلهام إطالته قدر الإمكان ووقف متعللا بحاجته للنوم وأنصرف أمجد بصحبة الدكتور إبراهيم وإلهام وودعتهم سهام للباب ولم يتركها أبوها لحظة واحدة دون رقابة
...........................................................................................................
فى اليوم التالى كان أمجد أول الواصلين للمكتب وبمجرد دخوله إلتقط أوراق المشروع الذى أرسله فريدريك ليبدأالعمل فيه لكنه فوجئ بمجرد دخوله بتليفون من موظف الأمن بأن الفنانة إيناس كريم قد وصلت ولم يستطع منعها من الدخول وأنها الآن فى طريقها إليه ... تعجب أمجد من وصول إيناس بهذا الوقت المبكر ولم يدرى سبب زيارتها ... فهو يعلم بأن الدكتور إبراهيم وإلهام قد أخبراها بأن الماكيت وباقى الخرائط الباقية لمشروعها ستنتهى خلال إسبوع على الأقل ... وبمجرد وضعه سماعة التليفون وجدها تقتحم عليه المكتب
- صباح الخير يا أمجد
- صباح الخير يا إيناس هانم ... إتفضلى أقعدى ... خير؟
- خير متقلقش ... أنا قلت اعدى عليك بدرى قيل ما تنشغل ... مش هاطول عليك
- طيب دقيقة واحدة أخليهم يعملوا لحضرتك حاجة تشربيها ... تحبى حضرتك تشربى إيه؟
- لأ معنديش وقت ... أنا بس جاية أعزمك على حفلة عندى فى البيت الخميس الجاى .
- حفلة بمناسبة إيه حضرتك ؟
- من غير مناسبة يا أخى ... وبعدين إيه حضرتك وهانم دى نادينى بإسمى زى ما باناديك بإسمك من غير ألقاب ... إنت مش عايزنا نبقى أصدقاء ولا إيه ؟
- يشرفنى يا هانم ... حد يطول يبقى صديق للنجمة المشهورة إيناس كريم و طالما هى عزومة على حفلة تعبتى نفسك ليه بس وجيتى ... كان كفاية تعزمينى فى التليفون
- مافيش تعب ولا حاجة ... وبعدين أنا معرفش رقم تليفونك المباشر ... ولا حتى رقم إلهام فى المكتب هنا وعلشان اطلبك لازم السكرتيرة تحولنى ليك وتسأل عن سبب المكالمة وانا مبحبش الدوشة
- تليفون مباشر إيه بس حضرتك .... هو رقم واحد بس فى المكتب كله والرقم التانى عليه الفاكس
- معقولة معندكش رقم مباشر... بقى المكتب ده كله مافيهوش غير خط تليفون واحد ليكوا كلكوا ... يا أخى متقدموا على خطين أو تلاتة ... حتى يبقى فيه خط خاص بمكتبك وخط خاص بمكتب الدكتور
- ماهو إحنا مقدمين ومحطوطين فى قايمة الإنتظار ... إلهام كلمت مدير السنترال بنفسه وقالها مفيش خطوط فاضية فى الكابينة ... بس وعدها إن أول خط يفضى فى الكابينة هيديهولنا
- مدير سنترال إيه ... وإلهام مقالتليش ليه ... أنا الوزير نفسه معرفة ... هابقى اكلمهولكوا والخطوط بتاعتكم هتركب وتشتغل خلال إسبوع
- وهو الوزير هيجيب خطوط فاضية منين بس يا هانم ... مدير السنترال بيقول الكابينة مليانة .
- ملكش دعوة إنت بس ... هما بيبقى عندهم خطوط فاضية بس مبيدوهاش غير للحبايب
- زى ما تحبى ... تبقى خدمتينا خدمة مش هننساهالك حقيقى
- طيب خلاص ... إعتبر بقى وجودك فى الحفلة رد للخدمة دى ... هاستناك يوم الخميس الساعة 9 ... إوعى متجيش ... هازعل بجد
- لكن انا مش متعود أسهر برة البيت يا إيناس هانم ... باخلص المكتب واروح علطول
- لو معجبتكش الحفلة تبقى تروح ... بس انا متأكدة إنها هتعجبك ... باى بقى علشان الحق مواعيدى
- ها يا إلهام ... قولتى إيه ... اروح ولا مروحش ؟
- مش عارفة يا أمجد ... إيناس مش سهلة زى كل اللى انت عرفتهم قبل كده ... إيناس إتعلمت تلعب بالبيضة والحجر علشان تعرف تعيش
- خلاص يبقى مش هاروح الحفلة
- الحفلة دى هيكون فيها أكيد ناس مهمة زى كل حفلات إيناس ... وعدم مرواحك هيخليها تتمسك أكتر بالحاجة اللى فى دماغها ... إيناس عمر ما حد رفضها زى مانت بتعمل كده
- حاجة إيه اللى فى دماغها يا إلهام بس ... متخليش مخك يروح لبعيد أوى كده
- لأ يا روح امك .... إنت فاهم زى مانا فاهمة اللى فى دماغها ... لو مروحتش هتفضل تزن عليك ومش بعيد كمان تسلط حبايبها يقرفوك علشان تلجأ ليها ... ولو إحتجت ليها وروحتلها برجليك يبقى هتاخد منك اللى هيا عايزاه وتشبكك معاها
- هى حبايبها كتير كده ؟ طيب ما تيجيى معايا وأهى لما تشوفك يمكن تخاف شوية
- طالما ما عزمتنيش يبقى مش هاينفع اروح ... حفلاتها بيبقى متحدد المعازيم فيها بالإسم ... وبيبقى فيها ناس كبار قوى ومش مسموح لحد مش معزوم يدخلها
- طيب أعمل إيه دلوقتى ؟ أروح ولا ماروحش
- لسة كام يوم عالحفلة ... نشوف الدنيا إيه ونسأل الريس ... هو أدرى منى بالحفلات دى ومخه أكبر منى ومنك
كانت المكالمة مفاجأة للجميع ... فليست فقط الخطوط الثلاث أصبحت متاحة ... بل هناك خط رابع متاح للمكتب إذا أرادوا التعاقد عليه ... أنهت تلك المكالمة تردد الجميع بخصوص الحفلة ... فالكل عرف مدى نفوذ الفنانة ومدى تشعب علاقاتها ... فما كان ليستغرق سنوات ولو حتى بالرشوة إنتهى فى ساعات بمجرد تدخلها ... كم كنت بائسا إيها الوطن الجميل
...........................................................................................................
حرص أمجد على الوصول للحفل فى ميعاده ... رحبت به إيناس بشدة رغم إكتظاظ الشقة الكبيرة بالمدعوين ... رجال سياسة ورجال أعمال وصحفيين تمتلئ الصحف بصورهم .... رجال نظام ورجال طالما عارضوهم على أوراق الصحف يتضاحكون ويتبادلون الفكاهة بينما تحمل إيديهم الكوؤس ... رجل لطالما أحترمه أمجد لمواقفه التى يبديها على الصفحات يجالس فى ود رجلاً آخر لطالما حاول التلميح بفساده ... رجال بلا نساء ونساء بلا رجال يتبادلون الحديث فى صفقات بملايين فى وطن يعيش أكثر من ربعه فى عشوائيات لا آدمية ... جو لم يألفه أمجد الشاب الذى لازالت مدرسته العسكرية تحيا بداخله لكنه مضطر لمجاراته رغم أنفه ... فقط كى يستطيع أن يعيش فى وطنه الذى يعشقه
عرفته إلهام بالموجودين بعد أن أعطاها الهدية التى إختارتها إلهام وعرفتهم به على أنه أعظم مصمم معمارى مصرى ... وأن تصميماته أيضا تغزو أوروبا ... رحب به الجميع كأنه فرد منهم لكنه إنسحب لأحد الأركان البعيدة ليشعل سيجاره يدخنه فى هدوء ... قرر الإنصراف بمجرد إنتهاء السيجار لكنه لمح بطرف عينه رجل يدخل من الباب تتأبط ذراعه جميلة ربما من سن إبنته إن لم تكن أصغر ... لم يستطع أمجد إخفاء إبتسامته رغم أنه أخفى نفسه خلف الضيوف ... كان الضيف الذى لم يتوقعه أمجد هو أبو سهام ... قرر أمجد الإنصراف بهدوء قبل أن يراه الرجل ... لكن شيطانه دفعه لتصرف آخر ... إقترب أمجد من الرجل الذى يقف محيطا خصر الفتاة التى معه بيده وربت على كتفه ليلتفت إليه الرجل وتتسع عيناه ذهولا ... إستأذن الرجل من مرافقته ومن الواقفين حوله وانتحى بأمجد جانبا
- إنت بتعمل إيه يا صرصار إنت هنا
- معزوم يا عمى زى حضرتك بالظبط
- وانت مين يا صرصار إنت علشان تتعزم فى حفلة زى دى ... وتعرف إيناس منين علشان تعزمك
- بينى وبينها شغل يا عمى ... زيك بالظبط
- ومراتك عارفة إنك معزوم على حفلة زى دى ؟
- مراتى أنهى فيهم ؟ مراتى اللى فى بيتى عارفة ... لو حبيت إنى اعرف مراتى التانية مش هتأخر ... تليفون صغير أعرفها أنا فين ومع مين
- إنت بتهددنى يا حيوان ؟ طب عرفها علشان متشوفش وشها تانى
- بهددك إيه بس يا عمى ... إنت مش معرّف الحاجة إنك معزوم على حفلة زى دى ؟
- لأ مش باعرف حد بشغلى أنا ... أنا جاى هنا أخلص شغل
- بس مش صغير عليك الشغل ده يا عمى ؟ ده أصغر من سهام مراتى
- إخرس يا حيوان ... أنا جاى علشان إيناس عايزانى فى شغل ليها
- هو انت اللى هتبنى فيلا التجمع ... ههههههههه
- وانت تعرف موضوع الفيلا ده منين يا حيوان انت
- ما هو انا اللى مصممها يا عمى ... يعنى زيتنا فى دقيقنا ... أنا صممت وانت هتنفذ ... بس إنت هتتفق كده عالمغمض ... مش تشوف البلانات الأول قبل ما تتفق ؟ ولا ده هيبقى كادوه للفنانة
- إخرس خالص ... طالما مش فاهم حاجة متتكلمش فيها ... ده بيزنس كبير عليك ... لسة بدرى عليك على ما تفهم يا حشرة
- إيه ده إنتوا تعرفوا بعض ولا إيه ؟
- أيوه يا إيناس ... أمجد كان زميل سهام بنتى فى الكلية وكانوا بيتجمعوا كلهم سوا عندنا فى البيت يذاكروا
- طب كويس ... أنا كنت عايزة اعرفكوا على بعض ... مكتب أمجد هو اللى صمم الفيلا ... يعنى أكيد هتحتاجوا تقعدوا مع بعض
- المكتب كله تحت أمر عمى ... الماكيت وكل البلانات هتكون جاهزة خلال أيام ... لو تحب يا عمى تشوفهم تبقى تشرفنى فى مكتبى
- حاضر يا أمجد ... هبقى أعدى عليك فى المكتب أشوفهم ... قبل ما تسافر
- إيه ده ؟ هو أمجد مسافر ؟
- آه يا إيناس ... مسافر كمان كام يوم ... عنده شغل مهم فى أوروبا
- وهتقعد أد إيه يا أمجد ؟ مش عايزة شغلى عندكم فى المكتب يتعطل
- متقلقيش ... شغلك هيكون جاهز قبل ما اسافر .
- طيب أسيبكم مع بعض علشان باقى الناس ميزعلوش ... لازم اشوفك تانى قبل ما تسافر يا أمجد
- أكيد يا هانم .
أجنحة طيور الظلام
خاتمة
لقد أوجع الباشا قلبى حينما نظرت فى عينيه بعد نهاية حكيه لهذا الفصل من حياته ... أوجعت قلبى تلك الدموع التى إنسالت من عينيه وهو يتذكر خيبة أمله فى رجال طالما تغنوا بحقوق الفقراء وهم يمتصون دماءهم ... لقد ذكر لى أسماءهم ... لكنى لاأجروء على كتابتها ... إنها أسماء لايزال البعض منها يلمع كشرفاء ... لكنهم رآهم فى ذلك الحفل على حقيقتهم ... حفل سقطت فيه أمامه كل الأقنعة ... حتى هذا الصحفى المعارض الذى كان يعتبره رمزا للأمانة ويرى فيه أملاً لهذا الوطن سقط عنه قناعه وهو يراه يجالس أحد أكبر رموز الفساد فى سعادة ... شعرت فى قلبى بذلك الألم الذى شعر به بالتأكيد حينما سقط الحاجز الذى كان يحجب عنه رؤياه ويوهمه بأن الخلاص قادم على أيدى بعض الرجال ... أو من كان يظنهم رجالاً يأمل فيهم الخير
وإلى لقاء أرجو أن يكون قريبا نستكمل فيه معأً قراءة ما سوف يمليه على الباشا
إذا كان فى العمر بقية ... وإذا سمح الباشا
الجزء السادس
إنصرف أمجد من الحفل وقد تبدل مزاجه لإسوأ حال ... لقد أيقن أن طيور الظلام أحكمت قبضتها على وطن يتغير ... وطن يتحول تدريجيا لمسخ على إيدى حفنة من أشباه البشر لا تعرف قدره ولا تشعر بفداحة جريمتهم فى حقه
وصل أمجد بيته ليجد زوجته فى إنتظاره ليحتضنها يلتمس من قلبها دفء يحتاجه قلبه ... إحتضنته مربتة على رأسه وهو يدفن رأسه فى صدرها
- مالك يا أمجد ... حصل حاجة فى الحفلة ضايقتك
- مافيش يا حبيبتى ... مرهق شوية من الشغل طول النهار والحفلة كانت دوشة قوى وانتى عارفة إن الدوشة بتتعبنى
- هتخبى على حبيبتك يا أمجد ... إنت فاكر إنى بطلت أحس بيك ولا إيه ... إنت من ساعة ما وصلت الحفلة وانت متضايق ... قلبى حس بيك ... تعالى نقعد وإحكيلى
- وانت مالك ومالهم يا أمجد .... طالما مش هتتورط معاهم يبقى مفيش مشكلة
- إزاى يا منى بس ... إزاى مش هاتورط معاهم ... دول زيهم زى التانيين بالظبط ... وجهين لعملة واحدة ... اللى مش معاهم يبقى ضدهم ... ولعلمك هما والتانيين بيشتغلوا أصلا مع بعض بس مقسمين البلد بينهم ... كل واحد بينهب من حتة
- خلاص يا أمجد ... نسيب البلد ونمشى ... نروح نقعد فى أسبانيا أو فى أى بلد خليجية .... إنت شغلك مش واقف على وجودك فى مصر
- ولما أنا أمشى والدكتور إبراهيم يمشى وكل واحد شريف يمشى ... هنسيبها لمين ؟ لشوية حرامية بيسرقوا البلد عينى عينك ولا لشوية جهلة بيسوقوا الناس من ودانهم .
- إحنا مش هنقدر نصلح الكون يا أمجد ... خلاص خلى شغلك بعيد عنهم ... إنت لا بتدخل فى صفقات ولا عندك شركة مقاولات ... إنت بتصمم وبس
- وإبننا اللى جاى فى السكة يا منى ... هيطلع يلاقى إيه ؟ هيطلع يا إما فاسد زيهم يا إما متطرف زى التانيين ... يعنى هيطلع مش منتمى لبلده .
- إبننا ؟ إنت عرفت منين ؟ ده أنا لسة عارفة من كام ساعة بس
- عارفة إيه ؟ بجد يا منى ؟ إنتى حامل ؟
- آه يا أمجد حامل ... روحت مع ماما للدكتورة وعملت لى تحليل وقالت لى إنى حامل ... لسة حملى مكملش سهر
- ياااااااااااااااااه .... أخيرا حاجة تفرح فى اليوم الكئيب ده ... بس إنتى مقولتيش إنك تعبانة أصلا كنت روحت معاكى للدكتور
- أقولك بس متضحكش ؟
- قولى ومش هاضحك ... هاضحك على إيه
- إحنا كنا رايحين علشان ماما أصلا ... تعبانة بقالها شوية وطلبت منى أروح معاها
- وإيه اللى يضحك فى إن امك تعبانة
- أصل أمى طلعت حامل فى شهرين
- شوفت بقى ... مش قولت إنك مش هتضحك ... أديك بتضحك أهو
- معلش يا منى ... أصل الخبر يضحك .... ده أبوكى طلع شقى أهو ... لما اروح أخبط عليه أباركله
- لأ إستنى ... تخبط عليه إيه ... أمى ماقالتلوش لسه ... مش عارفة هتقوله إزاى ... مكسوفة تقوله ... كانت فاكرة إن اللى عندها أعراض سن اليأس وطلع حمل
- زمانه طاير من الفرح ... بعد السن ده هيبقى أب تانى ؟
- تصدق أنا كمان فرحانة أوى إن هيبقى ليا أخ أو أخت ... وهيبقى إبنى وأخويا من سن بعض ... بس أمى مرعوبة ... لسة هتولد وترضع وتغيّر فى السن ده
- كويس إنك جنبها علشان تبقى تاخدى بالك منها وتاخد بالها منك ... المهم بقى الدكتورة قالت لك إيه
- قالت لى إنى حامل فى 3 أو 4 أسابيع بس ... بس قالت لى حاجة ممكن تزعلك
- قالت إيه ممكن يزعلنى ... هو فيه حاجة ممكن تزعلنى بعد خبر زى ده
- قالت لى لازم نخف شوية ... يعنى بالراحة وبلاش موضوع كل يوم ده ... شهر كمان لغاية ما الحمل يثبت
- مش مهم ... أنا كده أو كده هاقعد فى أسبانيا مش أقل من شهر ... ويا ستى اللى خلانى أستنى السنين دى كلها بعيد عنك أستنى شهر ولا شهر ونص كمان ... المهم إبنى يوصل بالسلامة
- نفسك فى ولد ولا بنت يا أمجد ؟
- كل اللى يجيبه ربناا كويس ونعمة ... بس بصراحة أنا نفسى فى بنت ... وتكون شبهك كده ... ده أنا أدلعها دلع ... مش هاخلى حد فى الدنيا يملى عينها
- يا سلام يا أخويا ... بنت وتحبها أكتر منى ؟ لأ أنا هاجيب ولد
- هاتى اللى تجيبيه ... المهم تحافظى على نفسك وعلى صحتك وتتغذى كويس ... عايز إبنى ولا بنتى يطلعوا جامدين كده ... واللى نفسه فيه يجيله فورا
- نفسه فى إيه يا عبيط إنت ... هو هيبقى نفسه فى إيه وهو لسة فى بطنى
- ماهو كمان شوية كده هتلاقي نفسه فى حاجات وبيقولك عليها ... مش ده الوحم يا بت
- طيب خش بقى غير هدومك وخدلك حمام وانا هاحضر لك العشا
- لأ مافيش عشا ... إنتى هتلبسى دلوقتى وهنخرج نحتفل بالخبر الجميل ده
- نخرج إيه يا أمجد ؟ الساعة عدت 12
- هنخرج نروح الحسين ... بكرة الجمعة ومافيش مكتب ... هنتعشى ونسهر لغاية الفجر ... ونرجع بعد الفجر ننام
- ماشى يا حبيبى زى ماتحب ... هاخش أغير وأجيلك .
فى اليوم التالى توجه أمجد للمبنى الكبير ليبلغهم بموعد سفره النهائى وبزواجه الثانى ... قابله المسؤل الوقور المسؤل عن تشغيله لإعطائه التعليمات اللازمة بالتواصل أثناء سفره ... فتلك المرة لن يبقى فى برشلونة غير إسبوع واحد يتوجه بعده لمايوركا
- يابنى إنت لحقت ... إنت متجوز معداش عليك أكتر من شهرين حد يعمل فى نفسه كده
- يا فندم مراتى التانية دى هى مراتى الأولانية
- يعنى إزاى فهمنى
- أنا كنت متجوز سهام عرفى من وإحنا فى الكلية وبعد ما إتخرجنا أبوها خدها وسافر وجوّزها غصب عنها ... أكيد سمعتوا عن الموضوع ده ... كانت متجوزة دبلوماسى إبن ** *****
- هو انت بقى اللى كانت بتحبه .... يخربيتك ... ده أبوه لو عرف هينفخك ... دى البت فضحت الواد فى الخارجية كلها
- إحنا كنا متجوزين فعليا قبلها بأربع سنين مش حب بس .... أوعى تقوله ... هو لسة يقدر ينفخنى
- ده يقدر ينفخك وينفخنى أنا شخصيا بس متخافش مش هيعرف حاجة ... ولا حد هياخد خبر بالموضوع ده ... إنت عندنا أهم منه ومن أبوه ... أبوه لو مكانش قريب أوى من الراجل الكبير وكل أسراره عنده كان زمانه إتحبس ... متقلقش منه خالص
- طيب هاعمل إيه مع أبو إبراهيم ؟
- عادى ....أول ما توصل برشلونة هتروح البنك تسحب كشف الحساب وتبلغ أبو إبراهيم بالفلوس اللى فيه وشوف هيقولك تعمل فيهم إيه ... وتبلغ الراجل بتاعنا فى القنصلية زى كل مرة قبل ما تروح مايوركا ... عرفنا بس إسم الفندق اللى هتنزل فيه هناك علشان لو فيه حاجة عايزين نبلغهالك ... مبروك يا أمجد
وأتى يوم السبت السابق لسفر أمجد ... اليوم المحدد لعقد قران أمجد على زوجته الثانية ... أو عقد قرانه الرسمى على زوجته الأولى ... سهام الجميلة الجريئة القوية .... أخبر أمجد عائلته أن ميعاد سفره هو السبت وليس الأحد ... غادر منزله فى ميعاده تودعه دموع مُنى ودعوات أمه وأبيه ... كاذب هو ... لم يتوجه للمطار لكن توجه لفيلا سهام ... وصل ليجد أبو سهام فى إنتظاره ... بحث بعينيه عن عروسه لكن نظرات أبيها أوقفته ... ترك حقيبة سفره للخادمة الأسيوية التى أستقبلته عند الباب لتحملها لغرفة سهام التى ستشهد ليلتهما الأولى كزوجين بعلم أسرتها ... ساد السكون جلسته مع أبو سهام قليلا قبل أن يقطعه صوت إلهام والدكتور إبراهيم ... قطعت إلهام الصمت بزغرودة طويلة قبل أن تتركهم لتلتحق بالغرفة التى يتم فيها تجهيز العروس لعرسها ... قبلها إستأذن أمجد فى إستخدام التليفون ليخبر منى أن الطائرة تأجلت رحلتها لليوم التالى بسبب عطل فنى وأنه سيبيت فى فندق المطار حسب تعليمات شركة الطيران لحين تجهيز طائرة بديلة ... أخبرها بأنه سيتصل بها بمجرد تحديد موعد إقلاع الطائرة ليطمئنها ... عاد ليجالس الدكتور إبراهيم وأبو سهام فى الصالون الكبير
- هى سهام فين يا عمى ؟
- بتجهز ونازلة كمان شوية ... المأذون هيكون هنا كمان نص ساعة ... زى ما إتفقنا محدش هيعرف بموضوع الجواز ده ... واضح ؟
- واضح يا عمى .
- هتبات هنا الليلة وبكرة تروح عالمطار ... عارف لو زعّلت بنتى فى يوم يا صرصار إنت هاعمل فيك إيه
- عارف يا عمى ... هتفتح نافوخى تانى
- لأ مش هافتح نافوخك ... هانسفك من على وش الأرض ... مش هاخلى الدبان الأزرق يعرفلك طريق
- متقلقش يا عمى ... سهام فى عنيا من غير ما توصينى .... صحيح تصميمات فيلا إيناس عجبتك ؟
- آه يا خويا عجبتنى ... شد حيلك علشان أول ما هترجع مع سهام من برة هتعمل زيها كتير عندى فى الشركة ... خلاص قسم التصميمات فى الشركة عندى بقى جاهز ... واخترتلك مهندسين شاطرين يشتغلوا معاك ... سهام هتبقى معاك فى التصميمات وهتبقى نائب رئيس مجلس الإدارة .... مكتبكم هيبقى جنب مكتبى
- متشكر يا عمى ... مين هيشهد عالعقد مع الدكتور إبراهيم ؟
- ملكش دعوة ... واحد متعرفوش
- اللى تشوفه يا عمى ... هى سهام مش هتنزل بقى ؟
- لما المأذون يجيى هتنزل
كانت سهام تسير بين أمها و إلهام وتتبعها مربيتها وقد تعالت زغاريد المربية فرحة بتلك السعادة التى تظهر على وجه الفتاة الجميلة التى رعتها منذ كانت رضيعة وإلى أن أصبحت ربيبتها تلك الشابة الجميلة المشرقة بجمال يخطف أنظار النساء قبل الرجال
إنتهت إجراءات عقد القران سريعا وأنصرف الدكتور إبراهيم وإلهام وجلست سهام بخجل بجوار زوجها تنتظر الإذن من أبيها للصعود لغرفتها بصحبة زوجها ... كان أبو سهام تتنازعه الفرحة بتلك السعادة الظاهرة على وجه إبنته من جهة وخوفه عليها مما قد يحدث فى المستقبل عندما تعلن تلك الزيجة ... كان واثقا من أن أمجد هو أكثر من يناسبها فى الدنيا بخوفه عليها وحبه لها وحبها له ... كان يخفى فخره بما وصل إليه هذا الشاب خلال سنوات قليلة من مكانة فى مهنته ... لكنه كان خائفا عليه وعلى إبنته ... فلو وصلت أنباء تلك الزيجة لزوجها السابق الذى لم ينل منها شيئا لأنقلبت الدنيا على رأسه ورأس زوج إبنته ... فأبيه سيعتبرها إهانة له ... وما أدراك من هو أبيه ومدى نفوذه
بعد قليل نادت أم سهام على زوجها لتعلن له أن العشاء جاهز فى غرقة السفرة ... عشاء يليق بإبنتها الجميلة وزوجها ... تقدمهم أبو سهام وجلس على رأس السفرة وإلى يمينه زوجته ... وجلس أمجد إلى يساره تجاوره سهام ... وكعادتها ألصقت فخذها بفخذه ... إنها تتشوق لإحتضانه ولا تريد أن تضيع أى لحظة قبل سفره بعيدة عن أحضانه ... بعد إنتهاء العشاء دعا أبو سهام إبنته وزوجها لحديث خاص فى غرفة مكتبه .... فتح أبو سهام خزينته وأخرج منها بعض الأوراق ومظروفا منتفخا بأوراق النقد الأجنبية ناولهما لأمجد
- إيه ده يا عمى
- دول ورقتين العرفى اللى كنتوا كاتبينهم يا أمجد .... ملهمش لازمة عندى دلوقتى ... إحتفظوا بيهم للذكرى ... والظرف ده هديتى ليكوا علشان تقضوا شهر العسل
- هو إنت مقطعتهمش زى ما قولتلى يا بابا ... أنا باحبك أوى ... الورقتين دول أجمل هدية
- لأ يا سهام مقطعتهمش .... كنت ناوى أخليهم ورقة أخيرة أضغط بيهم على أمجد ... بس طلع مبيضغطش عليه ... بص يا أمجد أنا مش بأكرهك زى مانت فاكر ... صحيح كان نفسى أقتلك واخلص منك ومن قرفك ... لكن إنت أثبت ليا إنك راجل يعتمد عليه وبتحب بنتى بجد ... روحى إنتى يا سهام وسيبينى مع أمجد شوية ... عايزه فى كلمتين
- حاضر يا بابا ... بس متأخروش معاك علشان أمجد مسافر بكرة
- يا بت بطلى قلة أدب بقى وراعى إنى أبوكى ... مش هأخره
- بص يا أمجد ... أنا مش هاعيش لسهام باقى عمرها ... بعد ما ترجعوا من السفر سهام هتكون مسؤلة عن كل حاجة فى الشركة وانت معاها طبعا ... أنا ورثت الشركة دى من أبويا وكبرتها لغاية ما بقت زى مانت شايف كده ... سهام طايشة لكن ذكية ... مع بعض إنت وهيا الشركة دى ممكن تبقى أكبر شركة مقاولات فى البلد
- لكن يا عمى أنا ماليش فى مواضيع الإدارة دى ... وعالم البيزنس واللى شوفته يوم الحفلة مش هلاقى نفسى فيه
- لأ يا أمجد ... البيزنس كله زى مانت شوفت كده ... مصالح متشابكة ... مش فى مصر بس لكن فى العالم كله ... وعلشان تعيش فى العالم ده لازم تتعلم ... أنا مش هأسيبكم وهأفضل معاكم لغاية ما إنت تتعلم إزاى تلعب مع الكبار ... أنا مش فاسد زيهم ولا بأتاجر بقوت الغلابة زى مانت فاكر ... يمكن بأضطر أحيانا أدفع رشوة لده أو أجامل ده بخدمة علشان الشغل يمشى ...لكن عمرى ما غشيت فى مواصفة ولا حاجة من اللى بتتعمل دلوقتى ... كلها مصالح وناس بتسترزق من ورا ناس
- بس يا عمى ...
- مافيش بس ... إنت مصمم شاطر فى شغلك ... التصميم اللى عملته للقرية تصميم عبقرى ... أنا مهندس قبل ما أكون مقاول ... تعرف إن وحدات القرية إتباعت بالكامل خلال الإسبوعين اللى فاتوا دول؟
- إتباعوا إزاى ؟ ده إنتوا لسة منزلتوش معدات فى الأرض حتى ... بعتوا الهوا يعنى
- لأ بعنا على الماكيت اللى إتعمل عندك فى المكتب ... إنت مشوفتش الحملة الإعلانية اللى إتعملت ؟
- لأ مشوفتهاش ... مكانش عندى وقت أشوف حاجة ... بس إزاى الناس تشترى حاجة مش موجودة ؟ وعلى أى أساس الحكومة سمحت بكده
- ماهو ده البيزنس يا أمجد ... الناس شافت الموقع وشافت الماكيت وإشترت ... مقدم الوحدات اللى خدناه هو اللى هيمول المبانى والإنشاءات كلها ... وكل اللى بعد كده هيبقى مكسب للشركة بعد ما نسدد تمن الأرض
- هو حضرتك أخدت الأرض قبل ما تدفع تمنها ؟
- دفعت مقدم تخصيص بس ... تمن الأرض هيندفع من أول قسط الملاك هيدفعوه وهيفيض كمان مكسب محترم للشركة
- مش فاهم
- بكرة تفهم كل حاجة ... لما ترجعوا من السفر هبقى أقعد معاك إنت وسهام وأشرح لكم كل حاجة بالتفصيل ... روح إنت بقى لعروستك وأشوفكم بكرة عالفطار ... مبروك يا أمجد
- وحشتينى يا سهام .
- إنت كمان وحشتنى يا أمجد ... إستنى أقلعك هدومك والبسك البيجاما
- بيجامة إيه ؟ أنا هاقلع ومش هالبس حاجة طول مانتى معايا
خلع عنها أمجد روبها الشفاف وألقاه جانبا وأخذ وجهها بين كفيه وجذبها لتجلس على فخذه الأيسر ففركت كسها بركبته قبل أن تستقر ليحيطها بذراعيه ويأخذ شفتيها فى قبلة طويلة إمتص فيها شفتها العليا طويلا قبل أن يقحم لسانه فى فمها وهو يفك حمالة قميص نومها من خلف رقبتها ليسقط حتى خصرها كاشفا له صدرها الشهى فيضمها لصدره يتحسس ظهرها ويقبل رقبتها فتتأوه وهى تحرك نصفها السفلى تحك كسها بفخذه وهى تنهج ... لقد بدأت لحظات إثارتها ...خلع عنها أمجد قميص نومها فوقفت ليسقط تحت قدميها لتخلصه و تقف أمام أمجد وهى فقط ترتدى ذلك الكيلوت الأبيض الشفاف والذى يظهر من تحته كسها وقد بدا فى البلل وقد ظهر من طرف الكيلوت العلوى ذلك التاتو الذى نقشته فوق كسها تماما ... قلب أحمريخترقه سهم كتب فوقه إسم أمجد ... جذبها أمجد ناحيته ليشبع عانتها والقلب المرسوم عليها تقبيلا وهو يعتصر فلقتيها ويفتحهما لتتسلل أصابعه بينهما ملامسة شرجها ... فرد جسده على الشيزلونج و جذبها ليصبح كسها فوق فمه ويفرك ما بين فخذيها بأنفه وشاربه من فوق قماش الكيلوت الخفيف ... أقحم إصبعه الأوسط فى شرجها وهو يطبق بفمه على كسها ويحرك لسانه على كيلوتها ... لم تتحمل الجميلة طويلا قبل أن تطلق آهة عالية وتنفجر حممها مطلقة شلال من سوائلها تغرق كيلوتها فيزيحه أمجد جانبا بأنفه وفمه ويقحم لسانه فى كسها يرتشف رحيقه بينما يبلل أصبعه بمائها اللزج ليقحمه عميقا فى شرجها فتصرخ الجميلة صرخة مرتفعة بينما أمجد يطبق على زنبورها بأسنانه برفق فتضغط كسها على فمه مطالبة بالمزيد فيمد يديه ويجتذب اسفل الكيلوت بشدة من طرفيه فيتمزق من الأسفل مفسحا الطريق بين فمه و كل ما بين فخذيها فيقحم لسانه داخل كسها يحركه دخولا وخروجا بسرعة بينما يفرك زنبورها المنتفخ بشده بشاربه الخشن الثقيل ويدخل إصبعه السبابة مع الوسطى داخل شرجها الذى أتسع يدلك به جوانبه فلا تتحمل الجميلة طويلا قبل أن تطلق لشهوتها العنان مرة ثانية وهى ترفع صوتها بتأوهات مستمتعة تدفعه للمزيد فيزيحها من فوق فمه ليحركها لأسفل يحتك كسها المبتل بصدره ثم بطنه إلى أن تستقر على عانته فتمد يدها تخرج زبره من مكمنه تحرك عليه أظافرها بهدوء وتضغط رأسه بقوة قبل أن تقفز واقفة بجوار الشيزلونج فتخرج أصابعه المدفونة فى شرجها فتطلق آهة عالية قبل أن تخلع عنه كيلوته الأسود فيساعدها برفع خصره فتلقى بالكيلوت جانبا وتنهال على زبره تقبيلا من خصيتيه حتى رأسه ثم تمرر لسانها عليه تلعقه من أول خصيتيه وحتى رأسه فيمد يده يعتصر ثديها الأيسر فاركا حلمته بين أصابعه بقوة فتخرج زبره من فمها وتطلق آهة عالية قبل أن تدور بلسانها حول راس زبره المنتفخة وتمتص ما يخرج منها من سوائل فيعتدل جالسا ويجذب رأسها بين فخذيه ويساعدها بإدخال زبره وإخراجه فى فمها بينما يعتصر كلا ثدييها سويا بكفيه فاركا الحلمات بباطن كفيه وهى لا تتوقف عن مص زبره بينما تنظر فى عينيه فيرفعها من أثدائها حتى تقف أمامه قبل ان يجتذبها بقوة واضعا فخذيه بين فخذيها ليصبح رأس زبره ملامسا لفتحة كسها فتجلس بهدوء حتى يختفى زبره بالكامل فى كسها فيعود لإدخال إصبعيه فى شرجها بينما يده الأخرى تطبق على فلقتها ليرفعها حتى لا يبقى داخلها غير رأس زبره فتعود هى لضغط جسدها للأسفل فيغيب زبره كاملا مرة أخرى داخلها وتنتابها موجة من الجنون فتظل تتقافز على زبره وقد إنتابتها حمى شبقة قبل أن تجلس وتعتصر زبره بكسها وهى تقذف للمرة الثالثة وتنشب أظافرها فى صدره فيخرج إصبعيه من شرجها ويلف كفيه حول خصرها ويقف ليضع ظهرها على الشيزلونج ويرفع ساقيها لأعلى ويضغط فخذيها على صدرها ويثبتهما بكفيه بينما يخرج زبره بهدوء من كسها ليدفعه بهدوء مرة أخرى لكن تلك المرة فى فتحة شرجها فينزلق بنعومة بفعل سوائلها التى تغرقه بينما يمد أصابعه يفرك بها بظرها فتغلق الجميلة عضلاتها على زبره الذى غاب طويلا عن شرجها فيحركه مرتين دخولا وخروجا قبل أن يسحبه كاملا ويدفعه بقوة داخل كسها فتتواصل تأوهات الجميلة وقد إرتفع صوت شبقها وتجاوز باب الغرفة فيلف ذراعيه حول جسدها ليرفعها وهى تتعلق برقبته وتلف فخذيها حول خصره بينما زبره يغيب داخل كسها فيحملها ويدور بها فى أرجاء الغرفة يبحث عن حائط خالى ليسند ظهرها عليه فلا يجد غير باب الغرفة فيضع ظهرها ملاصقا له ويمسك بكفيه فلقتيها يفتحهما ويستمر فى إدخال زبره وإخراجه فى كسها فتنطلق الجميلة فى موجات قذف متتالية وتنتابه حمى الشبق هو الآخر فيندفع فى إدخال زبره وإخراجه ويتداخل صوت إرتطام جسده بجسدها بصوت إرتطام جسدها بالباب وصرخاتها الشبقة حتى تأتى لحظة قذفه فيضغط بجسده جسدها وتندفع شلالات حممه داخلها بينما تحكم ذراعيها بقوة حول عنقه وقد أغرق العرق الجسدين الشابين
دقائق مرت قبل أن يهدأ الشابان وهما فى وضعهما قبل أن يبدأ زبر أمجد فى الإرتخاء ويخرج من كس الجميلة وتهدأ الجميلة لكنها لا تنزل ساقيها المحيطين بجسد أمجد
يحملها أمجد ويتجه بها للفراش يريحها عليه فتفك الجميلة أسر جسده من فخذيها لكنها تظل متعلقة برقبته وعندما يعتدل جسده تعتدل معه وتجلس وتنزل ذراعيها من حول عنقه لتجد زبره النصف منتصب أمامها فتحيطه بكفيها الرقيقين وتدلكه قليلا قبل أن تمرر لسانها عليه مرات ومرات تلعق ما علق به من سوائلها وسوائله ثم تمتصه بشدة وهى تحرك أصابعها بنعومة حول خصيتيه فينتصب مرة أخرى معلنا إستعداده لجولة أخرى فتضعه الجميلة بين ثدييها وتغلقهما عليه بيديها فيحركه أمجد بينهما فتخفض رأسها حتى تتلقفه بين شفتيها كلما أرتفع فيزيح أمجد كفيها ويتمسك هو بثدييها يضغطهما حول زبره ويفرك حلماتها مرارا قبل أن يبتعد قليلا ويدفعها لتنام على ظهرها قبل ان يقلبها على وجهها ليجد تلك المفاجأة الأخرى التى أعدتها له .... تاتو آخر وشمته على نهاية ظهرها يبدأ من نقطة إلتقاء فلقتيها على شكل قلب مزخرف كتب بداخله إسمه فينهال أمجد تقبيلا على ظهرها وفلقتيها وذلك المكان الذى كتبت فيه إسمه ويفتح فلقتيها ويمررلسانه بينهما فترفع له خصرها قليلا وتمد يديها تتمسك بفلقتيها تبعدهما عن بعضهما ليمد يمناه يفرك بظرها من الخلف بينما يسراه تمتد لتعتصر ثديها الأيسر ولسانه فى رحلة لا تهدأ من شرجها وحتى فتحة كسها ... يدخل لسانه لأقصاه بكسها ثم يعود ليدخل فى فتحة شرجها وهكذا حتى تنطلق حممها مرة أخرى فيضغط زبره فى كسها من الخلف ويحركه مرات ومرات دخولا وخروجا ويعود صوت إرتطام الجسدين عاليا مرة أخرى قبل أن يخرج زبره من كسها فى لحظة قذفها ليدفعه بقوة داخل فتحة شرجها ويرتفع صوت الجميلة مرة أخرى بآهة عالية ويضع أمجد كفيه حول خصر الجميلة ويستمر فى إدخال زبره وإخراجه ويرتفع صوت تنفسه قبل أن يقذف كامل حممه داخل شرج الجميلة ويضغط بجسده على فلقتيها فتتركهما وتضغط بعضلات شرجها وفلقتيها على زبره حتى ينتهى من قذفه وينام بجسده على جسدها قبل أن يحيطه بذراعيه ويدور بجسده لينام على جانبه الأيسر بينما يلتصق ظهرالجميلة ببطنه ولا يزال زبره داخل شرجها ... إحتضن أمجد سهام بيده اليمنى بينما وضع ذراعه الأيسر تحت راسها فأزدادت إلتصاقا ببطنه عندما أمتدت أصابعه تداعب ثديها الأيمن بعد أن أزاح عنه شعرها الملتصق بوجهها ورقبتها وكتفيها وطبع بضع قبلات رقيقة على ذلك العنق الجميل
- إنت متعتبتش ... أنا حاسة مفاصلى كلها سايبة
- لأ متعتبتش ... إنتى تعبتى ؟
- أنا هلكت مش تعبت ... مش قادرة حتى افتح عينى يا مجنون إنت
- بس أنا مشبعتش منك لسة
- ولا أنا ممكن أشبع منك أبداً ... بس خلااااااص مش قادرة آخد نفسى ... أنا كده أخدت كفايتى الإسبوع كله .
...........................................................................................................
فتحت الجميلة عينيها صباحا على صوت طرقات خفيفة على باب الغرفة وصوت أمها يناديها لتفتح عينيها لتجد أمجد يطالع وجهها بإعجاب لتهمس لأمجد
- صباح الخير يا حبيبى ... هى الساعة كام دلوقتى ؟
- الساعة 10 تقريبا ... مامتك بتخبط عالباب
- أيوه يا ماما ... عايزة حاجة
- آه يا حبيبتى ... نص ساعة ويكون الفطار جاهز ... بابا مستنيكى إنتى وأمجد تفطروا معاه
- حاضر يا ماما ... نص ساعة وننزل
- ثوانى ويكون الحمام جاهز يا حبيبى ... أنا مجهزة كل حاجة من إمبارح
- طالما مجهزة كل حاجة من إمبارح يبقى نخش سوا ناخد حمامنا مع بعض... عايز أشبع منك قبل ما أسافر
- كل ده ومشبعتش ؟ إنت إيه مبتشبعش
- مبشبعش من إيه ؟
- إنت عارف من إيه ... مبتشبعش من النوم مع الستات ... أسألك سؤال وترد عليه بصراحة
- لآ متسأليهوش علشان عارفه ... مش إحنا متفقين إن مفيش غيرة ؟
- مش غيرة يا حبيبى .... حب إستطلاع بس
- هاجاوبك ومتسأليش تانى ... إنتى أحسن .... ومش كدب ولا مجاملة ... إتبسطت معاكى أكتر ... ومتسأليش أكتر من كده
- ولو سألت هتعمل إيه ؟؟؟
- أقولك هاعمل إيه
عندما انتهى العروسان من حمامهما أرتدى كل منهما أحد روبى الحمام المعلقين بعناية وخرجا من الحمام ليجدا أم سهام جالسة فى الغرفة تنتظر خروجهما
- أنا آسفة يا أولاد ... إتأخرتوا عليا فدخلت لقيتكوا فى الحمام مرضتش أزعجكوا ... إلبسوا هدومكوا بسرعة ... بابا مستنى تحت عالسفرة
- حاضر يا ماما
- بسرعة متخلوش أبوكى يتنرفز ... فاهمانى
- فاهمة يا ماما ... إنتى بقالك كتير هنا ؟
- لأ مش كتير أوى ... هاسيبكوا تلبسوا وأسبق أنا على تحت ... متخلوش الفطار يبرد
- متفتحش الشنطة يا أمجد ... تعالى
- دى بتاعتك ... إشتريت لك كل حاجة من فرنسا وأنا جاية ... أنا عارفة إنك بتحب هدومك تكون متفصلة ليك مخصوص بس محبتش تدخل بيتك ومتلاقيش دولابك مليان
- ليه كده يا سهام ؟ مانا هدومى فى الشنطة اللى هاسافر بيها
- علشان متضيعش وقت فى توضيب شنطتك تانى ... مش عايزة دقيقة واحدة تضيعها بعيد عنى طول مانت معايا
- إحتضنها أمجد وتسللت يده أسفل روبها لتعتصر فلقتيها العاريتين وتغوص بينهما
- بأقولك إيه ... واضح إن أمى سمعتنا وإحنا فى الحمام ... خلينا ننزل نفطر معاهم وبعدين نروح نشوف الملحق إتعمل فيه إيه ... مش مستريحة وإحنا نايمين مع بعض وأمى وأبويا فى الأوضة اللى جنبنا ... أكيد سمعوا صوتنا إمبارح
- يسمعوا بقى ولا ميسمعوش إحنا مكناش بنعمل حاجة عيب ... وانا قلت لأبوكى من الأول نأجر شقة ندخل فيها قال لأ ... خلاص بقى هو حر ... يستحمل
- طب يالا يا قليل الأدب ننزل علشان ميفتكروش إننا بنعمل حاجة تانى ... مش عارفة هتفضل إنت وأبويا تغيظوا فى بعض لغاية إمتى ... دا إنتو ولا العيال الصغيرين اللى بيكايدو فى بعض
- صباحية مباركة يا عرسان ... شكلكم مبسوطين
- مبسوطين يا عمى ببركة وجودك
- بس إنتوا سهرتوا كتير أوى إمبارح يا أمجد ... مش كان المفروض تناموا بدرى شوية علشان تبقى مستريح قبل ما تسافر
- لا سهرنا ولا حاجة يا عمى ... أنا متعود مبنامش كتير ... وسهام كانت وحشانى قوى ونسينا نفسنا شوية
- نسيتوا نفسكوا كتير يا أمجد مش شوية .
- أنا آسف يا عمى لو كنا أزعجناكم .
- ماشى يا أمجد ... على ما ترجع من السفر هكون خلصت الملحق ... هضاعف عدد العمال اللى بيشتغلوا فيه من النهاردة ... بعد الفطار سهام تاخدك وتروحوا تبصوا عليه قبل العمال ما تيجى ... ألخرسانات خلصت وكل الطوب متشون خلاص ... خلال إسبوع بالكتير هيكونوا بدأوا فى السباكة والكهربا والتشطيبات مع بعض
- متشكر أوى يا عمى ... بس مكانش فيه داعى للإستعجال
- لأ فيه داعى ...أنا إمبارح كنت ه ....
- صباح الخير يا إلهام ... عاملة إيه
- كويسة يا ختى ... إنتى اللى عاملة إيه ... والعيال عاملين إيه
- إسكتى يا إلهام ... ده أبو سهام كان هاين عليه إمبارح يكسر عليهم باب الأوضة ويشتمهم الإتنين من اللى كانوا عاملينه
- ههههههههههه ... إيه هو أنتوا كنتوا بتتصنتوا عليهم يا ولية ولا إيه
- نتصنت إيه وهباب إيه ... دول فضلوا للساعة 2 بعد نص الليل يخبطوا ويرزعوا كأنهم كانوا فى معركة ... والبت سهام المايصة بنتى صوتها متهيألى كان مسمع الفيلا كلها ... أنا مكنتش أعرف إن بنتى ممكن تعمل كده
- لأ يا ختى تعمل أكتر من كده كمان ... بنتك لما بتبقى قريبة من الواد أمجد ده متعرفيش بيحصلها إيه ... زى ما يكون عفريت هَيَجان بيركبها
- عفريت واحد ؟ قولى 100 عفريت ... البت طول الليل آهات ولا أم كلثوم ... ده حتى أبوها اللى بيفضل ميجيش جنبى بالشهر صوتهم تعبه أمبارح وإتجنن عليا هو كمان جنان مشوفتوش من ساعة ما إتجوزنا
- طب آهى جت مصلحة ليكى أهو يا ولية ... إدعى بقى للواد والبت ... المهم بنتك صاحية شكلها إيه ... مبسوطة ؟
- إلا مبسوطة ... مبسوطة لدرجة إن مشيتها مش طبيعية يا إلهام ... الواد إبنك ده باين عليه مفترى
- بنتك هيا اللى هايجة ... بأقولك كنت بأخاف اسيبهم لوحدهم خمس دقايق من الهيجان اللى بينط من عنيها لما تكون معاه
- ومتعرفيش إيه غيتهم يرموا هدومهم فى كل حتة ... مبيصبروش حتى يعلقوا هدومهم فى الدولاب ... حتى ياختى لقيت الكلوت اللى كانت لبساه متقطع من تحت ... مكانش عنده صبر يقلعهولها حتى؟
- شباب بقى ... كويس إنهم معملوش حاجة بعد ما صحيوا كمان
- ومين قالك إنهم معملوش ... خبطت عليهم لما إتأخروا عالفطار ولما مردوش دخلت الأوضة لقيتهم فى الحمام بيستحموا سوا ... وبرضه صوت الرزع وآهات البت خارجة من الباب ... متعبوش من اللى عملوه بليل ولاد الإيه دول وبيكملوا الصبح
- يا ستى سيبيهم يتمتعوا بشبابهم ... كام سنة محرومين من بعض بعد ما كانوا كل يوم مع بعض ... يعوضوا شوية من اللى ضاع منهم خصوصا إن امجد مسافر النهاردة وهيبعدوا عن بعض إسبوع بحاله
- أبوها حلف ماهم بايتين فى الأوضة دى تانى بعد اللى سمعه ليلة إمبارح ... هيجيب عمال زيادة علشان يلحق يخلص لهم الملحق اللى هيقعدوا فيه قبل ما يرجعوا من شهر العسل
- ماهو أمجد قاله يقعدوا فى شقة لوحدهم وهو اللى رفض ... يستحمل بقى كل يوم يسمع بنته وهى بتتناك
- ههههههههههه يا بت بطلى قلة أدب ... قولتلك مش هيخليهم يباتوا فى الأوضة دى تانى ... ده حتى هياخد سهام بكرة تنقى العفش اللى عايزاه علشان يكون الملحق جهز ومفروش قبل ما يرجعوا ... فيه واحد صاحبه عنده معرض موبيليا كبير جنبنا هنا مبيقفلش يوم الحد
- أحسن برضه حتى علشان ميبقاش فيه إحتكاك كتير بينه وبين امجد ... كفاية عليهم اليومين اللى أمجد هيشتغلهم معاه فى الشركة ... هما مش طايقين بعض اصلا
- بينى وبينك أبو سهام قالى إنه بدأ يحب أمجد ... بس عايز يقرص عليه شوية علشان يخلص منه جوازه من البنت من وراه ... بس الصراحة الواد ميتعيبش ... أدب وأخلاق وشايل سهام فى عينيه وبيعاملها كأنها أميرة .
- ربناا يوفقهم يا أم سهام
- طيب اسيبك بقى علشان ألم هدومهم المرمية فى كل حتة دى ... ميصحش الدادة بتاعت سهام والشغالين يشوفوا منظر الأوضة كده ... كفاية الشيزلونج والسرير والبقع إللى عليهم ومش عارفة هتطلع ولا لأ
- ماشى ... سلميلى عالعيال ... وبكرة هاعدى عليكم الضهر بعد المكتب أقعد معاكى إنتى وسهام شوية ... حتى تحكيلى الواد عمل فيها إيه
- ماشى هنستناكى تتغدى معانا ... حتى تكون سهام رجعت هى وأبوها من مشوار الموبيليا اللى هيروحوه سوا ده
- وإنتى مش هتروحى معاهم ولا إيه ... حتى تشوفى عفش بنتك قبل ما تشتريه
- لا ياختى أنا مش حمل لف على موبيليا وطلوع ونزول ... المعرض تلات أدوار ومليان موبيليا ... وسهام بتختار بدماغها ومبتاخدش رأى حد
...........................................................................................................
وصل أمجد لمطار برشلونة ... لقد بدأت شهر الصيف .... فقد قارب شهر يونيو على الإنتهاء وبدأت حرارة الجو فى الإرتفاع .... إتصل أمجد بمنى من صالة الوصول وطمأنها على وصوله وأخبرها بأن إتصالاته قد لاتكون منتظمة لكثرة العمل الذى ينتظره فطمأنته بأنها بخير وبألا يقلق فأمها دائما بجوارها وأمه وعدتها بالقدوم إليها يوميا ... إتصل بسهام أيضا وكانت فى إنتظار مكالمته ... بمجرد خروجه من صالة الوصول وجد أمجد مندوب الشركة فى إنتظاره يسلمه مفتاح الشقة التى سيبقى بها خلال الإسبوع الذى سيقضيه ببرشلونة ... نفس الشقة الفخمة التى كان يشغلها الدكتور إبراهيم فى زيارته الأخيرة لإسبانيا ... فهو الآن شريك لصاحب المكتب ... أو ممثل شريكه ... كالعادة وجد إيزابيلا فى إنتظاره وكعادتها قفزت لتحتضنه وتغرق وجهه بالقبلات .... كانت ترتدى شورت ساخن يكشف كل ساقيها وفوقه بلوزة خفيفة بدون أكمام تظهر ما تحتها ... سوتيان خفيف يبرز جمال ثدييها المتوسطى الحجم الشامخين بجمالهما ... وبمجرد ملامسة جسدها لجسده إنتصبت حلماتها ليظهر إنتفاخهما أسفل السوتيان ... إنها جميلة مثيرة وهو يعرف مفاتيح جسدها الشهى .
لم تنتظر إيزابيلا أكثر من لحظة بعد أن أغلق أمجد باب شقته لتخلع عنه الجاكيت الذى يرتديه وقميصه وبنطاله وكل ما يرتديه ثم تنقض على زبره تمتصه بشراهة وتبتلعه فى فمها وهى تخلع بيديها ملابسها وتقف لتخلص شورتها الذى ترتديه ومعه كيلوتها الصغير وترتمى بين ذراعى أمجد عارية وتتعلق برقبته ... كان أمجد قد عقد عزمه كالعادة على قطع علاقته بإيزابيلا ... لكن شيطان شبقه كالعادة أيضا كان واقفا أمام الجسدين العاريين يزين له جسد تلك الجميلة العارية بين ذراعيه .... لم يقاوم أمجد شيطانه طويلا قبل أن يلتقم لسان إيزابيلا فى فمه يمتصه بشراهة وهو يمد يده اليمنى تعبث فى أرجاء هذا الصدر الجميل بينما يسراه تمتد لكسها ... كان يعرف مفاتيحها ... فهى إلى الآن لم يصبها البلل ... بلل أمجد أصابعه بلسانه قبل أن يعيدها لتفرك هذا االكس الشهى ... قرص زنبورها الجاف بقوة بضع مرات حتى إنتفخ قبل أن يدفع جسدها ناحية الكنبة ويغوص بين فخذيها ليأخذه بين شفتيه يمتصه مرات ومرات ويرطبه بلسانه الذى يجول بحرية بين شفريها بينما يدخل سبابته اليسرى إلى فتحة كسها يدلك بها جوانبها حتى يصل لتلك النقطة الساحرة بأعلى مهبلها ليدلكها بقوة مرات ومرات قبل أن يبدا كسها فى إفراز سوائله الأولى فيعض زنبورها بأسنانه فتتأوه آهة شبق جائعة ... كان يعرف أنها تستغرق بعض الوقت قبل أن تشتعل نارها ... فإذا أشتعلت لا تنطفئ .
بلل إصبعه بسوائلها قبل أن يداعب به شرجها وهو يقحم لسانه بكسها ويفرك زنبورها بشاربه وانفه بعنف حتى إنطلقت فورتها الأولى فأقحم زبره فى كسها وظل يدفعه حتى يغوص فى أعماقها قبل أن يخرجه ليجلد به بظرها ويدفعه مرة أخرى وهو يدفع إصبعه عميقا فى شرجها ولم تستغرق تلك المرة طويلا قبل أن تطلق شهوتها الثانية فيمد أصابعه يفرك حلمتيها بقوة تتأوه معها وهو يدفع جسده مرات ومرات لينغرس زبره بكسها مرات ومرات وتنطلق شهوتها الثالثة ليرتفع بعدها صوت تنفسه معلنا قرب إتيانه بشهوته فتحيط خصره بساقيها تدفعه ليغوص أكثر بداخلها وعندما تنطلق شهوته تضغط فخذيها حول خصره تعتصره بينما تعتصر زبره بتشنجات مهبلها حتى تهدأ فورتها ويرتخى جسدها وتضع قدميها على الأرض فيخرج أمجد زبره من كسها ويجلس بجانبها فتضع رأسها على فخذيه وتمد يدها تمسك زبره وتطبع عليه قبلات طويلة
- أوحشتنى أمجد
- وإنتى كمان وحشتينى إيزابيلا
- كم يوما ستبقى فى برشلونة ؟
- إسبوع واحد بس ... أنا جيت بس علشان اشوفك و عندى ميعاد بكرة فى الجامعة علشان أقابل أستاذى
- فقط إسبوع ؟ لماذا لا تبقى أكثر ؟
- عندى شغل كتير جدا فى مصر
- سوف نقضى الليلة سويا ... لن أتركك قبل الصباح
- طيب إيه رأيك أغير هدومى ونروح البيت عندك تغيرى ونتعشى سوا فى أى مكان ... أنا ميت من الجوع
- كما تحب ... سنسهر الليلة ونرقص سويا ويذهب كل منا لعمله صباحا
- أوكى ... هادخل آخد حمام وأغير هدومى وننزل
- سآتى معك .... أنا ايضا أحتاج لحمام ... سأحممك بيدى وتحممنى كما كنا نفعل
- طيب ياللا بينا .
قضى أمجد ليلته بعد أن عاد هو وإيزابيلا فى وصلة جنس طويلة ... وبعد أن شعرت إيزابيلا بالإنهاك التام ذهبت فى نوم عميق وقضى أمجد ليلته فى تأمل هذا الجسد الرائع النائم بجواره ... وفى الصباح قام من جوارها بهدوء ليأخذ حمامه ويرتدى ملابسه قبل أن يوقظها بقبلة على شفتيها
- أنا نازل رايح كام مشوار قبل المكتب ... هتنزلى معايا ولا هتنامى شوية
- سأنااااااام ... لن أذهب للعمل اليوم ... لقد أنهكتنى تماما يا أمجد ... خذ السيارة معك وعندما تعود ستجدنى فى إنتظارك ... إذا عدت قبل إنتهاء الإسبوع ولم تستغرق فى العمل ككل مرة
- لأ متخافيش هارجع .... لسة معنديش شغل ... لما أروح المكتب أشوف الشغل اللى فريدريك محضرهولى ... يعنى النهاردة هنقضى اليوم مع بعض
- إذا ستجدنى فى إنتظارك
ذهب أمجد أولا للبنك لسحب كشف حسابه ... أدهشته ضخامة المبلغ الموجود به ... وعرض عليه صديقه موظف البنك إستخراج بطاقة إئتمانية يسدد رصيدها من حسابه الموجود بالبنك وأخبره أن تلك البطاقة الإئتمانية صالحة للإستخدام فى معظم دول العالم ومنها مصر لكن أمجد رفض أن تربط بطاقته الإئتمانية بالحساب الخاص بالأموال المحولة إليه من الخارج وبدلا من ذلك فتح حساب جديد بنصف المبلغ الذى أعطاه له أبو سهام لقضاء شهر العسل وقام بملئ الأوراق الخاصة بإصدار البطاقة وأخبره الموظف أنه يمكنه إستلامها بعد ثلاثة أيام من البنك
أخذ أمجد كشف الحساب وتوجه للقنصلية حيث قابل صديقه مسؤل الأمن وأطلعه عليه .
- كل الفلوس دى إتحولت خلال الكام شهر دول ... أنا مش مصدق
- ده معناه إنهم بقوا واثقين فيك يا أمجد ... دى علامة كويسة ... قبل ما تروح المكتب إتصل بمكتب الشيخ أبو إبراهيم بلغهم بالمبلغ الموجود فى الحساب وشوف هيقولولك تعمل بيه إيه وتبقى تبلغنى ... حتى بالتليفون
- لأ أنا هاعدى عليك بكرة أقولك إيه اللى حصل ... أنا مش مطول هنا المرة دى ... يادوب إسبوع وهاطلع على مايوركا
- زى ما تحب
دق جرس إنذار فى عقل أمجد ... كان هناك مبلغ ضخم سيتم تحويله لدولة مجاورة لمصر ... شئ ما بداخل أمجد أخبره بأن هذا المبلغ بالذات لن يتم إستخدامه فى خير ... هذا الهاجس جعل أمجد يعود للقنصلية ليبلغ مسؤل الأمن بشكوكه ... تلقى رجل الأمن الخبر وكأنه كان ينتظره ... طلب من أمجد الإتصال به مساءً للضرورة قبل أن يحول الأموال فى الصباح التالى
ذهب أمجد لمكتب فريدريك وانفرد به ... عرض عليه فريديريك ثلاثة مشاريع مطلوب منه تنفيذها ... تخير أمجد إثنين منهما وطلب إرسال الثالث لمكتبه بمصر ليعمل عليه حين يعود ... تعجب فريدريك من طلب أمجد بأن يأخذ معه لشقته التى يقيم بها إحدى ترابيزات الرسم ... لكنه لم يمانع فهو أكثر من يعلم جنون الفتى الذهبى فى العمل ... لربما أراد كسب الوقت للعمل من البيت وعدم إضاعة وقت فى الإنتقال للمكتب ... وضعت إحدى ترابيزات الرسم فى سيارة أمجد التى إتسعت مقاعدها الخلفية بالكاد لها ... قبل مغادرة أمجد للمكتب أجرى إتصالا تليفونيا بصديقه صاحب دار الأزياء الشهيرة ليخبره بوصوله ... رحب به الرجل كثيرا وطلب منه أن يتقابلا قبل عودة أمجد لمصر ... أخبره أمجد بأنه سيبقى فى برشلونة لإسبوع قبل أن ينتقل لقضاء باقى الشهر بمايوركا ... نصحه الرجل بفندق معين للنزول به خاصة عندما علم أنه سيقضى به شهر عسله مع زوجته المصرية ... فندق هادئ عبارة عن فيلات صغيرة منفصلة تحيط بها الحدائق على شاطئ مايوركا الأسطورى ... تواعدا على اللقاء بمدريد فى طريق أمجد لمايوركا لقضاء بعض الوقت
كان النهار على وشك الإنتهاء قبل أن يخرج أمجد من المكتب متوجها لمكتب حجز الفندق الذى نصحه به صديقه بشارع passeig de Gracia وحجز فيلا صغيرة تحتوى على حمام سباحة تقع بالطرف البعيد من الفندق واتصل بصديقه فى القنصلية يخبره بإسم الفندق
عاد أمجد للشقة التى يقيم بها يحمل ترابيزة الرسم وبمجرد دخوله لاحظ التغير الذى صنعته إيزابيلا بالشقة ... إنها دائما ما تفاجئه بلمساتها الرقيقة التى لا يتوقعها ... لقد وجد الزهور تملأ كل الفازات الموجودة بالشقة ومعها رائحة الصنوبر التى يعشقها ... إستقبلته كعادتها معه بإحتضان طويل وقبلة طويلة ... وضع ترابيزة الرسم والأوراق الكبيرة التى يحملها جانبا ليستمتع بهذا الحضن الرائع .
- عملتى كل ده إمتى ؟
- صحيت بعد الظهر وأشتريت لك الزهور التى تحبها
- طيب أغير هدومى وننزل نتعشى برة ... أنا جعان جدا
- لا لن نخرج اليوم ... أعددت لك الطعام بنفسى
- خلاص نتعشى ونخرج نسهر
- لم أذهب لعملى اليوم ... لابد من النوم مبكرا اليوم حتى أستطيع الذهاب للعمل باكر ... سنتعشى سويا وأذهب للنوم مبكرا .... أنهكتنى أمس يا أمجد
- زى ما تحبى
- بدل ملابسك وأنا سأعد الطعام
- صباح الخير حبيبى ... عندما لم أجدك فى الفراش توقعتك فى المكتب .
- ماهو أنا جبت الترابيزة هنا علشان ماسيبكيش وأخرج زى كل مرة ... هى الساعة كام دلوقتى
- إنها الثامنة ... دائما ما يسرقك الوقت فى عملك ... سأنصرف الآن ... لابد من الذهاب لمنزلى لإرتداء ما يناسب العمل ولإصطحاب كاميراتى ... هل سأجدك عند عودتى
- طيب متنسيش تاخدى المفتاح التانى معاكى علشان لو رجعتى قبل منى ....أنا رايح بس مشوار لغاية البنك وهارجع أكمل شغلى ... خدى العربية معاكى مش محتاجها النهاردة ... لما ترجعى نبقى نخرج نتغدى برة فى أى مطعم
- لا تزعج نفسك ... سوف أحضر معى طعام يا حبيبى
عندما عاد للشقة لم يكمل عمله مباشرة ... أخذ حماما بماء دافئ وارتدى بنطال قطنى فقط قبل أن ينهمك لمدة ساعتين فى تمارين اليوجا حتى يستعيد تركيزه بعدها إستغرق مرة ثانية فى العمل ... أنهى اللوحة الأولى قبل أن ينهمك فى إستكمال باقى لوحات التصميم ... أفاق على يد إيزابيلا مرة ثانية تربت على كتفه
- الغداء جاهز يا حبيبى ... أنهيت عملك فى البنك ؟ أم نسيت
- لأ منسيتش ... روحت البنك ورجعت كملت شغلى ... إستنى عايز آخد رايك فى شغلى
- تاخد رأيى فى عملك ؟ لكنى لا أعرف شئ عن عملك ولم يسبق لى رؤية عملك من قبل
- هتبقى أول مرة ... كل مرة كنت باخلص شغلى فى المكتب ومبتشوفيهوش ... عايز رأيك كفنانة فى تصاميمى
- أنت فنان حقيقى أمجد ... تصميماتك رائعة ... لم أكن أتخيل أنك تملك تلك البراعة وكل تلك الموهبة ... كمصورة أتمنى أن تأتينى فرصة مشاهدة تلك التصميمات بعد تنفيذها وتصويرها
- يعنى عجبتك التصميمات
- كلها متأثرة بأفكار جاودى ... لكن بروح شرقية ... مزيج رائع ... من حق فريدريك الفخر بعملك
إنتهى أمجد ممن التصميمن قبل نهاية الإسبوع وعندما عرضهما على فريديريك لم يتمالك الرجل نفسه من إحتضانه ... لم يكن يتوقع أن ينتهيا بتلك السرعة وبتلك الروعة ... أعطاه فريدريك شيك بمبلغ كبير إتجه أمجد بعدها للبنك لصرفه وحول نصفه لحسابه فى الأول فى مصر وليس للحساب الخاص بأموال الشيخ أبو إبراهيم ووضع الباقى فى حسابه الجديد المربوط ببطاقة الإئتمان بعد أن تسلمها ... أول بطاقة إئتمان يمسكها فى حياته .... مطبوع عليها إسمه بحروف فضية بارزة وتحمل رقم مميز
فى اليوم التالى سلم أمجد الشقة وودع إيزابيلا وأتجه للمطار ... أخبرها بمدى كرهه للحظات الوداع... فلم ترافقه ... إستقل الطائرة لمدريد حيث موعده مع مصمم الأزياء الكبير ... تناولا سويا طعام الغداء ودعاه أمجد لزيارة مصر .. إنها خطوته الأولى فى الخطة التى يريد لها أن تتحقق بأن تكون شركته مع حماه فى مصر هى الوكيل لشركة هذا الرجل ... بعد إنتهاء اللقاء توجه للمطار مرة أخرى ليستقل الطائرة لمايوركا ... كان وصوله لمطار بالما دى مايوركا يوم السبت السابق لوصول سهام ... تسلم فيلته بالفندق وقام ببعض الترتيبات التى أراد جعلها مفاجأة لسهام ... إتصل بمنى فى مصر وأخبرها بأنه توجه لمايوركا لبعض الأعمال وأنه سيعود لمصر فى موعده ... أعطاها رقم التليفون ... إتصل بعدها بصديقه بالقنصلية فى مصر ليعطيه رقمه للتواصل ... فلابد من وجود وسيلة تواصل بينه وبين المسؤل عنه دائما .
جلس قليلا فى تراس الفيلا المواجه للبحر يراقب غروب الشمس ... ذلك المنظر البانورامى الرائع الذى عشقه وظل عالقا فى ذهنه طوال سنوات حياته ... تمنى وجود أرجيلته معه لتكتمل متعته .
فى المساء توجه أمجد للبار المفتوح على الشاطئ حيث تعزف الموسيقى ... طلب من البارمان كأس من الموهيتو المنعش الذى تعرف عليه أولا فى برشلونة .. كان معدا بإتقان وبطعم مختلف عما أعتاده من قبل ... وعندما سأل الرجل عن إختلاف مذاقه أخبره بأنه معد على الطريقة الكوبية وليست الإسبانية ... نفس المكونات لكن بنسب مختلفة أكثر دقة وأروع مذاقا ... لإجادته الإسبانية عكس معظم ضيوف الفندق تآلف معه البارمان الكوبى وسأله عن ملامحه الشرقية ... ظهرت السعادة على وجه الرجل عندما علم بأنه مصرى يعمل فى إسبانيا ... كان أول عربى يجيد الإسبانية يقابله الرجل العجوز منذ بدأ العمل فى الفندق منذ سنوات ... أخبره بعشقه لمصر وتمنيه زيارتها وإحتفاظه بصور لها ... لم يحكى له أمجد عما حدث لتشويه لهذا البلد وفضل أن يحتفظ الرجل بالصورة الحالمة التى يتخيلها ... إستمع لأغنية طالما عشقها ... أغنية Guantanamera التى سمعها لأول مرة فى خلفية أحد مشاهد فيلمه المفضل “The God Father” إنغمس أمجد بكل كيانه مع الموسيقى والكلمات حتى أنه ظل يتراقص معها وهو جالس على الكرسى المرتفع أمام البار
Guantanamera
Guahjera guantanamera
Yo soy un humbre cinsero
De donde crece la palma
فوجئ أمجد بجميلة شقراء ترتدى مايوه بكينى تغطى نصفها السفلى بإيشارب كبير يدارى نصف المايوه السفلى ... إقتربت منه تتراقص ومدت يدها ناحيته تدعوه للرقص ... كان أمجد فى تلك اللحظة بالذات يتمنى لو كانت سهام معه ليراقصها على تلك الموسيقى الرائعة لذلك لم يمانع قبول الدعوة وأنطلق معها لمنطقة الرقص المواجهة للبار ... إندمج أمجد معها تماما فهى راقصة بارعة لكنه أيضا راقص ممتاز ... إلتفت الجميع نحو هذا الثنائى الغريب ... شقراء أوروبية تراقص أسمر شرقى ببراعة وتناغم .
بعد إنتهاء الرقصة حيا أمجد الشقراء ودعاها لإحتساء مشروب فقبلت بترحاب ... وأبدع صديقه البارمان فى صنع كأسين من الموهيتو لم يذق أمجد قبلها مثله ... دار حديث بين أمجد وبين ضيفته تعرفت فيه عليه وعرفته بنفسها ... بريندا ... أمريكية
طال الحديث بين أمجد وبريندا حتى إنتصف الليل ... وعندما إستأذن أمجد فى الإنصراف تعجبت بريندا لعدم دعوته لها لقضاء الليلة معه ... لقد كانت تظنه معجب بها وسيدعوها لفراشه وكانت تستعد للرفض ... دفعها تعجبها لسؤاله عن السبب ... أخبرها بأنه لا يحب العلاقات العابرة السريعة ولا يدعو لفراشه إلا من يشعر نحوها بشعور خاص ... وأخبرها بكل وضوح إنه فى إنتظار وصول زوجته ظهر اليوم التالى ... حيته على صراحته وسألته أن يصبحا أصدقاء هى وهو وزوجته ... وعدها بالمحاولة إذا سمح الوقت ... فهو مشتاق لزوجته ... تبادلا أرقام تليفونات فيلته وفيلتها على وعد بلقاء صباحا على مائدة الإفطار.
عاد أمجد لغرفته وأستلقى على الشيزلونج الموجود بتراس فيلته ... لم يكن يشعر بحاجة إلى النوم ... صعد للدور العلوى حيث غرفة النوم و فتح دولابه وألتقط علبة السيجار وأخذ منها سيجار وقص طرفه وقبل أن يشعله خطر له خاطر ... فتح الثلاجة الصغيرة الموجودة بالغرفة ليجد مجموعة من زجاجات الخمر الصغيرة فالتقط زجاجة النبيذ الصغيرة وقرأ ما عليها muscat 1988 ... أفرغها فى كاس فارغ من الكوؤس الموضوعة بجوار الثلاجة الصغيرة وأشعل سيجاره وقبل أن يعود لجلسته فوجئ بجرس الفيلا يدق مرة ثانية ... فتح أمجد الباب ليجد شاب ذو ملامح إسبانية يقتحم الباب وهو يرفع إصبعه ليظهر لأمجد خاتم مماثل لخاتمه الذى يرتديه ... إنها وسيلة التعارف التى وضعت له للإتصال فى حالة الطوارئ ... أغلق أمجد الباب مباشرة ... فطالما حضر أحدهم لمقابلته إذا فهناك أمر لا يحتمل التأخير ... دعا أمجد ضيفه للدخول لكنه وجلسا متجاورين فى بهو الفيلا
- خير فيه حاجة ؟
- مافيش حاجة يا باشا
- إنت مصرى ؟
- أيوه ياسيدى أنا مصرى
- أصل شكلك اسبانى
- لأ مصرى ... بس طلعت شبه أهل أمى ... هما شكلهم كده
- فيه حاجة مطلوبة منى؟ أنا مراتى جاية بكرة علشان نبتدى شهر العسل
- مافيش حاجة محددة ... وهتقضى شهر العسل زى مانت عايز ... هى حاجة بسيطة هتعملها ومش هتاخد منك مجهود ولا هتعطلك عن شهر العسل
- خير ؟
- بريندا
- بريندا مين ؟ اللى كانت لسة معايا ؟ إنتوا عرفتوا منين ؟
- متقلقش ... أنا هنا علشان أتطمن علي إن مافيش حاجة غريبة حواليك بس وأحميك لو إستلزم الأمر... متخفش مش براقبك ولا هتشوفنى ... أنا بس جيت أنقلّك رسالة قبل ما أمشى
- أومال عرفت منين موضوع بريندا ده ... وفيه حد تانى هيراقبنى ولا إيه؟
- متقلقش ... إحنا عرفنا أنك حجزت شاطئ برايفت وطلبت إن اللايف جارد يكون بنت ... محدش هيشوف إنت بتعمل إيه مع مراتك لا أنا ولا غيرى
- طيب إيه الموضوع ... وإيه علاقة بريندا بمجيك دلوقتى
- الناس فى مصر عايزينك توطد علاقتك معاها ... يهمنا إن يبقى لها صديق تبعنا
- نعم؟ أوطد علاقتى بيها ؟ بأقولك مراتى جاية بكرة الضهر وانت تقولى أوطد علاقتى بيها
- يا باشا هو انت مينفعش توطد علاقتك بيها من غير ما تنام معاها ؟ صداقة بريئة يا أخى
- بريئة إيه ومذنبة إيه بس ... هاوطد علاقتى بيها إزاى فى وجود مراتى
- خليها تتعرف على مراتك ... مراتك بتتكلم إنجليزى كويس وبتحب الناس ... صداقة عائلية يعنى
- وأنا ومراتى بقى هنسيب شهر العسل ونصاحب واحدة منعرفهاش ... يا عم قول كلام معقول ... وبعدين أنا مش عايز مراتى تعرف حاجة عن شغلى معاكوا
- هينفع صدقنى ... ومقولتلكش تعرف مراتك عن شغلك معانا ... مجرد تعارف عادى ... بريندا دلوقتى محتاجة أصدقاء مش محتاجة حاجة تانية ... لسة طالعة من صدمة عاطفية ... هى دلوقتى وثقت فيك شوية لما محاولتش تعمل معاها حاجة ... وهتثق فيك أكتر لما تعرفها على مراتك ... خلى كل حاجة طبيعية وزى ما قولتلك هتبقى صداقة عائلية بريئة
- وتهمكم فى إيه البنت دى
- أنا معرفش تهمهم فى إيه ... أنا لما وصلت المعلومة للناس إنك إتعرفت بيها طلبوا منى أنى أطلب منك توطد صداقتك معاها وتعزمها تيجيى مصر لو قدرت
- يعنى إنتوا بتراقبونى ولا بتراقبوها ولا إيه بالظبط
- أنا مهمتى إنى أأمنك وأتطمن إن المكان مفيهوش حاجة بالنسبة لك ... لكن هيا عينهم كانت عليها ومعرفش ليه
- أنا مش فاهم حاجة
- ومافيش عندى حاجة أفهمهالك ... تأمينك كان مهمتى ... هيا معرفش عنها حاجة
- طيب هأحاول أعمل اللى قولت عليه ... إنت نازل فى الأوتيل هنا ؟
- أيوه ... بس هامشى بكرة لإن مافيش خطر عليك هنا... يعنى متقلقش من أى حاجة
- خلاص هاحاول بس مش هاوعدك إنى هأقدر
- مش مطلوب منك أكتر من كده
فى الصباح إتجه أمجد للمطعم لتناول إفطاره ووجد بريندا قد سبقته فجلس على نفس الترابيزة قبل أن يقوم معها للبوفيه حيث ملأ طبقه وملأت طبقها وجلسا لتبادل الحديث بالإنجليزية
- كيف كانت ليلتك يا صديقى
- لم أستطع النوم صديقتى .
- يبدو أنك متعجل للقاء زوجتك
- جدا ... تركتها بعد يوم واحد من زواجنا وجئت لأسبانيا لمتابعة بعض الأعمال قبل وصولها
- رائع ... ماذا تعمل ؟
- أنا مصمم معمارى ... كنت أعمل بأحد مكاتب التصميم فى برشلونة والآن أنا شريك فى فرع للمكتب بمصر
- أها ... لكنك تبدو مختلفا عن كل الرجال الشرقيين الذين قابلتهم من قبل
- هل قابلت كثيرا من الرجال الشرقيين قبل ذلك ؟
- أبى له العديد من الأصدقاء الشرقيين ... إنه دبلوماسى عمل لفترة طويلة فى منطقة الشرق الأوسط رافقته فى بعض رحلاته لبعض الدول العربية وتعرفت على العديد من أصدقائه
- إذا فقد زرت مصر من قبل
- لا ... فى الحقيقة لم أزر مصر من قبل ولو أنى أتمنى زيارتها
- مرحبا بك ... وما هو عملك ؟
- كنت أعمل كمساعدة شخصية لأحد رجال الأعمال هو أيضا له الكثير من الأصدقاء الشرقيين وقابلت بعضهم أثناء عملى معه لكنى تركت العمل وأنا الآن فى إجازة ... فكرت فى قضاء بضع أيام هنا فى مايوركا ... إنها جميلة
- فعلا جميلة ... لكن لم تذكرى لى ما هو الإختلاف بينى وبين من سبق لك مقابلتهم من الرجال الشرقيين
- ههههههه ... إنك لم تدعونى لفراشك لمجرد أنك راقصتنى
- ههههههه ... وهل كل رجل شرقى راقصك دعاك بعدها لفراشه
- يا صديقى إنهم يحاولون حتى قبل أن يراقصونى ... لكنك راقصتنى ببراعة ولم تحاول حتى التحرش بى ... هل تزوجت زوجتك بعد قصة حب؟
- تزوجتها بعد قصة حب طويلة بدأت فى أولى سنوات الجامعة ... لكننا تزوجنا فقط قبل إسبوع واحد ... بالمناسبة هى أيضا بارعة فى رقص التانجو
- إذا سأشاهد راقصى تانجو بارعين اليوم مساءً عند البار ... بالطبع إذا سمح وقتكما ... فبالتأكيد سيكون هناك ما يشغلكما أهم من الرقص
- سأحاول .... سنبقى هنا لثلاثة أسابيع وسيكون الوقت أمامنا مفتوحاً للرقص وللأشياء الأخرى
- حظ سعيد ... متى ستحضر زوجتك من المطار
- سأتجه للمطار بعد الإفطار مباشرة ... إستأجرت سيارة لتبقى معى طوال مدة وجودنا بمايوركا ... سأاعرفك بها اليوم عند البار
- أوكى وأنا فى الإنتظار
خاتمة
مرحلة جديدة من حياة البشا تبدأ ... مرحلة وجد نفسه فيها ينزلق لعالم جديد لم يكن يتخيل نفسه فيه ... مرحلة طلب منه فيها أكثر من مجرد معرفة أين تذهب حسابات طيور الظلام ومن أين تأتى
دعونا ننتظر معا لرؤية ما فعله الباشا وإلى أين وصلت به مغامرته الجديدة
وإلى لقاء أتمناه قريبا إذا كان فى العمر بقية
الجزء السابع
مقدمة
لقد أصبح أمجد زوجا لجميلتين ... وينتظر بعد شهور أن يصبح أباً ... فى ذلك الجزء سنستعرض معا أياما أخرى من حياة الباشا ... أياما سعيدة ونجاحات جديدة ... توسعت مهمة أمجد فى الجهاز الكبير ولم تعد تقتصر على مجرد معرفة أرقام حسابات وكميات أموال ... فهاهم المسؤلين عنه يكلفونه بمهمة أخرى لا يعرف سببها ... أيام قليلة فى حياة الباشا لكنها مثلت إنعطافا آخر فى رحلة حياته ... أصر الباشا أن يحكى لكم عن أسابيع عسله الثلاثة ببعض التفصيل ... أراد أن يشرككم جمال تلك الجزيرة التى قضى بها شهر عسله مع سهام ... وأهم ما فى هذا الجزء هو نهايته ... نهاية جزء وبداية تجربة جديدة دخلها الباشا مرغما ... تجربة قاسية لكنها مهمة ... والآن لنعود معا لسماع حكى الباشا وكالعادة
"أرجوكم إقرأوا ما بين السطور"
...........................................................................................................
إنطلق أمجد فى سيارته المستأجرة التى إنتقاها خصيصا لترافقه و زوجته الجميلة فى شهر عسلهما ... شيفروليه كمارو حمراء مكشوفة ... كان يعرف حب زوجته للإنطلاق وحبها لشعور الهواء عندما يتخلل شعرها الناعم المتموج ... وصل لمطار بالما دى مايوركا أكثر مطارات أوروبا إزدحاما فى فصل الصيف ... تتداخل رحلات الوصول والمغادرة كخلية نحل لا تنقطع حركتها ليلا ونهارا ... لم يكن هناك الكثير من المستقبلين ولكن حركة الواصلين لا تنقطع ... وأخيرا لمح جميلته تشرق وسط الزحام ... إبتسم عندما رآها بتلك البلوزة الحمراء والبنطلون الجينز ... وناداها بصوت مرتفع ضاع وسط زحام الواصلين لكنها لم تكن بحاجة لندائه ... إتجهت عيناها نحوه وسط الزحام وأشارت له بفرح قبل أن تذهب إليه فيقفز فوق الحاجز المعدنى ويتلقاها بين ذراعيه ... لفت الجميلة ذراعيها حول عنق أمجد وأستكانت بين ذراعيه وهو يمطرها بالقبلات قبل أن يمسك بيدها ويسحب حقيبتها خلفه ويتوجه بها لمكان السيارة
- وحشتينى يا قمر ... إيه الجمال ده
- قبل ما الطيارة توصل دخلت الحمام وظبطت مكياجى ... ميصحش تشوفنى بعد إسبوع غياب وانا من غير مكياج
- إنتى قمر من غير مكياج ... طبعا تعبانة ومحتاجة تستريحى ... عارف إن الرحلة كانت طويلة ومتعبة
- لأ إستريح مين ... أنا نايمة كتير فى الطيارة ومش تعبانة
- تصدقى البلوزة الحمرا دى تجنن عليكى ... لما نوصل للعربية هتعرفى ليه
- إنت كنت عارف إنى هلبس بلوزة حمرا وجبت عربية لونها ؟ صح
- لأ معرفش ... عجبتك العربية ؟
- عجبتنى ؟ دى تحفة ... وحلو أوى إنها مكشوفة ... الجو هنا جميل أوى ... أجمل من برشلونة
- ولسة كمان لما نوصل الفندق ... الفيلا إللى حجزتها التراس بتاعها الهوا فيه يجنن ... وعاملك بروجرام هايل .
- بجد ؟ فيه بلاج خاص لللفندق ؟
- فيه بلاج للفندق وفيه حمام سباحة صغير فى الفيلا وفيه حاجات كتير هتعجبك ... جبتى معاكى مايوه
- جبت 3 مايوهات مش مايوه واحد ... هنروح البحر إمتى بقى ؟
- أنا حجزت شاطئ برايفت علشان نبقى براحتنا ... بكرة هنروح البحر
- تعرف أنى بقالى سنين منزلتش البحر ... هاموت وانزل ... مينفعش ننزل النهاردة ؟
- لما نروح الأوتيل وتستريحى شوية ... وحشتينييييييي
- وانت كمان وحشتنى ... مش هتتخيل وحشتنى إزاى
Where do I begin
To tell the story of how great a love can be
The sweet love story that is older than sea
The simple truth about the love she brings to me
Where do I start
وصلت السيارة أمام المبنى الذى يقع فيه إستقبال الفندق وتركها أمجد لعامل الجراج واستقل مع زوجته إحدى سيارات الجولف حيث أوصلتهما لفيلتهما وبعد أن إنصرف عامل حمل الحقائب أصطحب أمجد زوجته للتراس ليريها المنظر الرائع الذى تطل عليه
- إيه الجمال ده ... الجو حلو أوى وريحته جميلة
- إستنى لما تشوفى المنظر من تراس أوضة النوم فوق ... محضرلك مفاجأة هتعجبك
- إيه الجمال ده ... معقولة فيه جمال كده ... ده منظر مش موجود فى أى تابلوه شوفته ... شجر وزهور وبحر أشوفهم من وانا نايمة عالسرير ... ربناا يخليك ليا يا حبيبى
- ولسة كمان لما تدخلى التراس ... هتحبى المنظر أكتر
- أحلى حاجة إن محدش ممكن يشوف حد قاعد فى التراس ده ... أنا ممكن أنام هنا أصلا
- لأ مش هتنامى هنا ... هنا هنعمل حاجة تانية
- يا قليل الأدب ... فى التراس كده فى الهوا
- آه فى التراس فى الهوا ... محدش شايفنا
- طيب إستنى أخش آخد شاور سريع ... هاغسل جسمى علشان العرق ... أنا قاعدة فى الطيارة فترة طويلة
- طيب متتأخريش ... لما تطلعى من الحمام هتلاقينى محضر لك حاجة بتحبيها
- عارفاها ... ومستنياها
- لأ مش عارفاها أوى ... متلبسيش حاجة وانتى خارجة من الحمام ... هتلاقينى مستنيكى هنا
- مش قولتلك عارفاها ..... هههههههه
- إيه ده ؟ هتعملى مساج ؟ هنا فى التراس ؟
- آه هاعملك مساج .... فاكرة لما عملتلك مساج قبل كده ؟
- طبعا فاكرة .... كل يوم قضيته معاك فاكراه ... إيامى معاك هى أيام عمرى الحقيقية يا أمجد ... السعادة اللى بتعيشنى فيها هى اللى مخليانى بأحب الحياة
- متقومش يا أمجد ... خليك جنبى هنا
- طيب أشيلك أدخلك جوة عالسرير وأنام جنبك
- لأ مش عايزة أقوم من هنا ... نام جنبى عالشيزلونج وخدنى فى حضنك ... مش عايزة أبعد عنك ثانية واحدة
- الشيزلونج ضيق يا سهام
- مش مهم ... هيساعنا إحنا الإتنين
لم يزعج أمجد الجميلة النائمة على صدره حتى بدأت الشمس فى المغيب فأزاح شعرها عن وجهها ورفعه ناحيته وقبل شفتيها قبلة طويلة ففتحت أعينها ونظرت له بحب
- ده اللى مش تعبانة ومش هتنامى ونمتى كتير فى الطيارة ... دانتى نايمة بقالك ساعتين
- مانا مش نايمة علشان تعبانة من الطيارة يا حبيبى ... أنا نايمة علشان جسمى مفكك من اللى انت عملته
- من المساج يعنى ؟
- آه من المساج
- يعنى مش من حاجة تانية؟
- هتسكت ولا أقوم أنا أعملك مساج تانى دلوقتى ؟
- لأ بلاش ... عايزين نقوم نقعد عالبحر شوية ... فيه بار هناك حلو قوى ... نتغدى ونقعد شوية ونرقص وبعدين نرجع نشوف موضوع المساج اللى عايزه تعمليهولى ده
- بجد ... هنرقص ... ياللا بينا نقوم ناخد دش وننزل
- فيه حاجة كمان هنعملها هناك ... مهمة للشغل
- شغل إيه يا أمجد ؟ إحنا جايين نتفسح ولا جايين نشتغل
- لأ هنتفسح ومش هنشتغل ... فيه بنت هنا إتعرفت عليها فى البار إمبارح ... عايزك تصاحبيها ... أبوها راجل دبلوماسى مهم أوى ... عايزك تصاحبيها من غير ما تجيبيلها سيرة الشغل
- بنت إيه بقى ياسى أمجد اللى اتعرفت عليها ؟ أنا قلت مش هاغير من منى بس ... لكن مش هاسمح لأى واحدة غيرنا تيجيى ناحيتك
- يا مجنونة وهو لو فيه حاجة تانية كنت هأقولك إتعرفى عليها ... يا حبيبتى إنتى عندى بكل ستات العالم
- إضحك عليا ياخويا ... وعايزنى أصاحب بنت دبلوماسى ليه؟ إنت شغلك كله فى التصميمات مش سفير إنت وأنا أصلا بأكره الدبلوماسيين ... دمهم بيبقى تقيل
- يا بت مش إنتى هتبقى مسؤلة عن شركة أبوكى ؟ لما تصاحبى بنت دبلوماسى أمريكى هتفتحى طريق علشان السفارة ترشح شركتك للمشاريع اللى بيعملوها الأمريكان فى مصر ... مش هتتكلمى مع دبلوماسيين ... هتتكلمى مع بنت عادية زيك بس بتتكلم إنجليزى ... عايزك تبقى أشطر مديرة شركة مقاولات فى مصر
- أمجد ... بأقولك إيه ؟ أنا يادوب قبلت إن منى تشاركنى فيك .
- يا سهام إفهمى ... الأيام الجاية فيها فرصة شغل كتير ... ومش هتخسرى حاجة لما تصاحبيها ... لو حسيتى منها بأى حاجة تانية إقطعى علاقتك بيها ... وأديكى هتشوفيها بنفسك النهاردة .
- ماشى يا أمجد ... ولو إنى مش مستريحة بس هاطاوعك ... بس لو لقيتك بصيت ناحيتها بصة كده ولا كده هاخرم عينك وعينها ... خليك عارف من دلوقتى أهو
- حتى لو خرمتى عينى يا حبيبتى هافضل شايفك أجمل بنت فى الدنيا
- لو خرمت عينك يا حبيبى مش هتشوف حاجة خالص
- هأشوفك بقلبى يا حبيبتى
- ضحكت سهام من كلمات أمجد وعندما إحتضنها وحاول تقبيلها تملصت منه وقفزت واقفة وأتجهت للحمام مسرعة يتبعها أمجد وتحمما سويا وجفف كل منهما جسد الآخر وبالطبع لم يخل الحمام من بعض المداعبات واللمسات والقبلات وجلست سهام أمام المرآة لتجفف شعرها وتضع مكياج خفيف يظهر شفتيها وجمال عينيها ووقف أمجد يشاهدها بإعجاب ... إنها جميلة تجيد الإعتناء بنفسها وإظهار جمالها
- كنتوا بتقولوا إيه يا أمجد
- كنت باعرف الراجل عليكى ... بيقول إن جمالك يشبه جمال بنات بلده
- هو بلده إيه ؟
- كوبا ... بلد جميلة لكن مظلومة ... تحبى تاكلى الأول ولا نشرب حاجة ؟
- لأ مش عايزة آكل دلوقتى ... هو ممكن أشرب إيه هنا ؟ عندهم عصير حلو؟
- أنا هاطلبلك على ذوقى
- إيه ده ؟ طعمه غريب أوى لكن حلو ... ده عصير نعناع ولا لمون ولا إيه ؟
- إسمه موهيتو ... مشروب من أمريكا الجنوبية واتنقل لأسبانيا ... منعش وبأحب طعمه جدا
- حتى إسمه غريب ... بس فظيع ... طعمه يجنن
- بريندا ... أمريكية تقضى إجازتها هنا فى الأوتيل .... زوجتى وحب حياتى سهام .
- إذا فتلك الجميلة هى الحبيبة التى خطفت قلبك و قصصت على قصة حبكما بالأمس ... لم أكن أتخيل أن النساء فى مصر يملكن كل هذا الجمال
- ليست كل النساء المصريات يملكن جمال حبيبتى ... فى نظرى هى أجمل نساء الأرض
- أوه ... كلماتك تنطق بعشق تلك الجميلة ... ولك كل الحق ... تشرفت بمعرفتك مدام أمجد
- يمكنك أن تنادينى بإسمى مباشرة .... سهام .
- أوكى سهام ... ويمكنك مناداتى بإسمى بريندا
- الآن ستشاهدين أجمل وأروع راقصة تانجو رأيتها فى حياتك
إنطلقت سهام فى رقصها مع أمجد بجرأتها فى رقصها معه وإحساسها بحركاته ولمساتها الجريئة لجسده فى الرقص وكأنما تريد أن تعلن لجميع الحاضرين بأن هذا الشاب هو رجلها الذى يعشقها وتعشقه ... توقف الجميع عن الرقص كما يحدث دائما عندما يتراقص أمجد وسهام وأفسحوا لهما الحلبة كاملة وعندما أنتهت الرقصة تعالت الأصوات بكل اللغات تطالب الزوجين برقصة جديدة وعندما نظر أمجد فى عينى حبيبته قرأ فيها رغبتها فى الإستمرار فأشار لمشغل الإسطوانات بموافقته ليضع مشغل الإسطوانات الأغنية الشهيرة وقتها Sway وكأنما يزيد التحدى للراقصين البارعين ... وقبل الزوجان التحدى وتراقصا متجاهلين كل تلك الأعين التى تحيطهما ... تراقصا كأنهما طائرين يرقصان فى البرية رقصة التزاوج
إنتهت الرقصة وقد تعرق أمجد و تعرقت سهام من المجهود الذى بذلاه ومن الإثارة التى أصابتهم فى رقصتهم الأخيرة وبمجرد إنتهاء الموسيقى إشتبكا فى قبلة ساخنة وسط تصفيق الحاضرين وإعجابهم بهذا الثنائى الذى يصرح فى كل ثانية بحب كل منهما للآخر وبأن كل منهما ملك للآخر ... كانت بريندا قد وصلت للصف الأول من المتفرجين وأخذتها الحماسة فى التصفيق إعجابا يصديقيها الجدد وأسرعت لتتلقف كفى سهام بين كفيها وتشد عليها قبل أن يعودوا جميعا للجلوس أمام البار الذى جهز صاحبه أكواب الموهيتو سريعا تحية للراقصين وإعجابا بهما ... إلتقط أمجد وسهام كوبيهما وبدأ يرتشفان المشروب ببطء كى ينعشهما ويرطب حلقيهما الذين جفا من شدة المجهود الذى بذلاه ومن شدة الإثارة التى كانا بها ... ونظرت بريندا لعينى سهام المعلقة بوجه أمجد
- ترقصان كأنكما محترفين تدربا على الرقصة طويلا
- لا لم نتدرب لكن كلانا يحب التانجو وأمجد قائد رقص بارع بريندا
- الحب يشع من أعينكما وأنتما ترقصان ... من يراكما يوقن بأنكما عاشقين قبل أن تكونا زوجين
- بالفعل بريندا إننا عاشقين ... إننى أعشقها وأعشق حتى الهواء الذى يمر حول وجهها
- ما أجمل الحب عندكم أيها الشرقيون ... إنكم تحبون بشغف وتعيشون لحظات الحب بإستمتاع
- وهل أنتم تحبون بطريقة مختلفة بريندا ؟ الحب واحد عند كل البشر
- القيم عندنا مختلفة عزيزتى سهام ... حتى الحب تطغى عليه القيم المادية فى الغرب ... الحب محدد بالإحتياجات فقط وليس مثل ما أراه فى أعينكما منذ رأيتكما معا ... ما رأيكما أن نتناول العشاء سويا اليوم ؟
- أعذرينى بريندا لن نستطيع ... لقد أعددت لفتاتى الجميلة تلك مفاجأة على العشاء الليلة ... فلنتركها ليوم غد
- أوكى ... بالتأكيد أنتم بحاجة لعشاء رومانسى الليلة لا يشارككما فيه أحد ... ليكن موعدنا غدا على العشاء فى المطعم الموجود على الجانب الآخر من الفندق
- أوكى ... سنراكى غد على الإفطار قبل أن ننطلق للشاطئ
- أوكى ... هل ستستخدمون الشاطئ الخاص بالفندق أم إنكم ذاهبون غدا لشاطئ آخر
- لا ... سنذهب لشاطئ خاص حتى نكون أكثر راحة وحدنا
- أوه ... كم أنتم رومانسيون إيها الثنائى العاشق ... إذا أراكم غدا فى وقت الإفطار ... حظ سعيد لكما فى ليلتكما ... إلى اللقاء
- إطلعى بقى غيرى هدومك علشان أعشيكى فى مكان روعة
- روعة أكتر من اللى انا فيه ... ده أنا حاسة إنى طايرة فى السما
- لسة مشوفتيش حاجة هنا ... ياللا بينا نغير ونلبس هدوم مناسبة للمكان اللى رايحينه ... عايزك تلبسى فستان سهرة حلو ... هنتعشى فى مكان كلاسيكى هيعجبك
- من عنيا يا قلبى ... أحلى فستان سهرة ... تعالى معايا ساعدنى أنقى الفستان
قاده الجرسون لمائدته وجلس أمجد مواجها جميلته التى خطف المنظر أنفاسها بمجرد أن سحب لها كرسيها لتجلس ووقدم لهما الجرسون قائمة الطعام إنتظر أمجد حتى إنتهت من إختياراتها قبل أن يطلب مثلما طلبت ... قطعة من الأستيك المشوى ومعها بعض السوتيه ... وأسر للنادل ببضع كلمات بالإسبانية إنصرف بعدها ليحضر حاملا زجاجة من الشمبانيا عرضها على أمجد قبل أن يفتحها ويملأ الكأسين الموجودين أمامهما
- إيه ده يا أمجد ؟ شامبانيا ؟ إنت مجنون يا حبيبى ؟ أنا عمرى ما شربت
- خلاص يا حبيبتى متشربيش ... هأشرب أنا الكاس اللى قدامى مع الأكل وخلاص
- إنت مليونير يا حبيبى وانا معرفش ولا إيه ؟ الفلوس اللى أخدناها من بابا مش هتكفى اللى بتعمله ده كله
- يا بت فلوس إيه اللى خدناها من بابا ... إنتى مش عارفة أنا بقيت إيه دلوقتى ؟ فلوس بابا دى باخد قدها 3 مرات من تصميم واحد بأعمله ... إنتى لازم تعيشى أحسن ما كنتى عايشة مع أبوكى ... إنتى أميرة حياتى يا سهام
- بأحبك أوى يا أمجد ... بص أنا هادوقها لو معجتنيش مش هاشرب تانى
- ماشى .... دوقيها بس لو عجبتك مش هنشرب أكتر من الكاسين دول ... هناخد معانا باقى الإزازة نشربها مع بعض لما نرجع الأوتيل
- خلاص هأجرب
- صباح الخير يا حبيبى ... صاحى بقالك كتير
- يووووه بقالى كتير قوى .... جمعت هدومنا اللى مرمية فى كل حتة وحطيت إزازة الشمبانيا فى التلاجة وأخدت دش وقولت أصحيكى علشان نلحق نفطر قبل ما نروح البحر
- طبعا لو كان فيه هنا ترابيزة رسم مكانش ممكن هنروح حتة ولا هتفتكر حتى تصحينى
- وفيه حد يبقى القمر ده موجود على سريره ويفكر يروح يشتغل
- أهو أنت كده بقى بتشتغلنى ... هادخل آخد دش وأخرج ... مش هتأخر
- آجى معاكى أساعدك
- لأ ... أنا جعانة ولو دخلت معايا مش هنفطر ولا هننزل أنا عارفاك
- كده برضه ... ماشى ... هاعمل تليفون أتطمن على تجهيز البلاج .
- تختار ألبس النهاردة الأحمر ولا الإسود ولا الزهرى ؟
- مممممم ... الإسود بيبقى عليكى يجنن
- خلاص ألبس النهاردة الإسود وبكرة الأحمر وبعد بكرة الزهرى
- لأ النهاردة هتلبسى الإسود وبكرة الأحمر علشان متفق بكرة على رحلة بحرية وبعد بكرة هتلبسى مايوه تانى هشتريهلوك النهاردة
- هتشتريلى مايوه ليه وأنا جايبة 3 مايوهات يا عبيط إنت
- هاشتريلك مايوه على ذوقى ... مايوه نفسى أشوفك بيه
- مايوه إيه بقى ؟
- هتعرفى النهاردة لما ننزل بعد الضهر
إنطلق الشابان للمياه الرائقة وقد إتخذت المنقذة كرسيها المرتفع بغير إهتمام كبير ... فهذا الشاطئ لا خطر فيه .... فلا أمواج عالية ولا عمق كبير ... شاطئ يصلح تماما للمرح بين عروسين ... إستسلمت سهام للمياه تحملها و أمجد بجوارها وأبتعدا قليلا حتى وصل عمق المياه لخصرهما واخذ أمجد عروسه بين ذراعيه وأحتضنها فلفت ساقيها حول خصره وأستسلمت ليديه تعبث بجسدها ولشفتيه تقبل رقبتها قبل أن يغيبا فى قبلة طويلة تسللت معها أصابع أمجد أسفل المايوه تداعب شرجها وكسها ليزيح المايوه جانبا وينزل المايوه الذى يرتديه فتهبط بنصفها السفلى ليستقر زبره فى مكمنه الحبيب فتتنهد تنهيدة خفيفة وهى تهمس فى أذنه تنعنه بالجنون وعدم الصبر قبل أن تحرك وسطها تستمتع بمتعة الجنس فى وسط المياه ... متعة لم تكن تتخيل أنها موجودة وصلت معها لذروتها فى لحظات قليلة قبل أن تضع رأسها على كتفه وتهمس فى أذنه
- مجنون .... إنت مجنون ... البت شافتنا
- مشافتش حاجة .... واحد حاضن مراته ... عادى وهى متعودة على كده
حاولت سهام الجميلة تخفيف ما تشعر بما يعانيه أمجد من داخله فقبلته فى شفتيه قبل أن تقف واضعة يديها فى وسطها
- بس مش معنى اللى قولته ده كله إنك تبوس سميرة وتحضنها ... كنتوا فين بقى لما عملت عملتك السودة دى
- يا بت قولتلك كنت عارف إن اللى مأجرهم أبوكى ماشيين ورايا وكنت عايزه يفتكر إنى نسيتك خلاص علشان يرجعك مصر
- برضه مقولتش كنتوا فى أنهى داهية
- كنا فى جنينة الأسماك يا ستى
- يبقى لازم لما ننزل مصر تودينى جنينة الأسماك دى ... وتبوسنى هناك زى ما بوستها ... لأ أحسن كمان من البوسة اللى بوستهالها
- إيه ده يا أمجد ؟ بكينى ؟ هتخلينى ألبس بيكينى ؟
- لو مش عايزة بلاش ... ممكن تختارى اللى انتى عايزاه
- مش عايزة إيه بس ... دا أنا كنت هاموت وأشترى واحد من مصر بس ماما قالتلى بلاش علشان انت متزعلش
- لأ مش هازعل ... عاجبك ده ولا تحبى تشوفى حاجات تانية
- لأ عاجبنى أوى ... بس ده صغنن أوى ... هيبقى كأنى نازلة البحر عريانة
- لو عايزة تنزلى عريانة مافيش مشكلة ... مسموح بده هنا طالما أحنا فى شاطئ خاص
- لا يا قليل الأدب مش هانزل البحر عريانة ... إذا كنت لابسة المايوه العادى ومسبتنيش ... هأنزل معاك عريانة
- ماهو أنا كمان لو نزلتى من غير مايوه هاعمل زيك وانزل من غير مايوه
- ده أنا كنت غرقتك فى البحر ... عايز البت اللى عالبلاج تشوفك من غير مايوه يا سافل ... مش كفاية السبيدو اللى أنت لابسه ومبين حاجتك كلها يا قليل الأدب
- ماهى دى المايوهات الرجالى اللى موجودة هنا ... ولا عايزانى أنزل البحر بكلسون زى اللى بيتباعوا فى مصر وبيقولوا عليهم مايوهات
- هههههه ... طب ياللا بينا بقى نمشى ... متنساش إن بريندا عزمانا عالعشا ... علشان نلحق نستريح شوية وننام ساعتين ولا حاجة
- بالفعل كنت بحاجة لأصدقاء فى تلك الرحلة ... أنت رائعة يا سهام
- أنت أيضا رائعة بريندا .... لماذا لا أشعر بأنك سعيدة فى ذلك المكان الرائع
- لأنى وحيدة سهام ... فقط الأوقات التى قضيتها بصحبتكم هى التى شعرت فيها بالسعادة ... لكن للأسف لا أستطيع البقاء معكم كل الوقت
- لماذا بريندا ... نحن هنا للإستمتاع وانت أيضا ... لم لا تكونين معنا كل الوقت
- أوه سهام ... إن لى عينان ترى ... أنتما عاشقان تزوجتما بعد قصة حب طويلة ولا أريد أن أقطع عليكما سعادتكما
- لا تقلقى من تلك النقطة بريندا ... نحن نستطيع دائما صنع سعادتنا حتى ولو فى وسط الآلاف ... أأخبرك بسر ؟
- أخبرينى عزيزتى
- إذا إقتربى حتى لا يسمع زوجى ما سأقوله لك
- لقد مارست الجنس مع أمجد فى وجود أمى وأبى فى الغرفة المجاورة
- هههههه .... وماذا فى ذلك ؟ أنتما زوجان ولكما أن تمارسا الجنس وقتما شئتم وأينما شئتم
- لالالالا ... أنت لم تفهمى مقصدى ... لقد كان جنس صاخب إرتفع فيه صوتنا حتى سمعه أبى
- أها ... أعلم أن هذا غير مقبول عندكم فى الشرق ... أن يستمع الأب لصوت إبنته تمارس الجنس الصاخب فى ليلتها الأولى مع زوجها أقصد ... بالتأكيد غضب أبيكى منك ومنه
- لكنه لم يعلم أننا مارسا الجنس على بعد خطوات من غرفته هو وأمى قبلها .... كنا فى زيارة لأمجد فى برشلونة وساعدته كى يتسلل لغرفتى ... لكن أبى لم يعرف بتلك المرة
- واو ... كم أنت جريئة يا سهام ... لكنى أعرف أن ممارسة الجنس بدون زواج أمر غير مقبول عندكم فى بلادكم
- كنت متشوقة لأمجد ... والكل كان يعلم أنى لن أتزوج بغيره مهما حدث ... كانت ليلة رائعة
- محظوظة أنت بحبك يا سهام ... لكن أمجد هو الأكثر حظا بزواجه من جميلة مثلك
- أليس لك حبيب أو رفيق بريندا ؟
- إننى هنا كى أتعافى من علاقة فاشلة ...علاقة إستمرت لأربع سنوات وأنتهت للأسف .
- ما رأيك أن نصطحبك معنا غدا ... سنذهب فى رحلة بحرية
- لا أريد أن أقطع عليكما خلوتكما
- لن تقطعى علينا خلوتنا ... فبالتأكيد من يقود القارب سيقطعها على كل الأحوال ... ما رأيك يا أمجد
- لا مانع بالطبع ... وسنتناول الغداء على متن القارب ... لقد حجزت الرحلة بالكامل ولن يكون هناك غيرنا على متن القارب
- طالما أنتما لا تمانعان إذا فسأكون سعيدة بوجودى مع ثنائع رائع مثلكما
- إذا موعدنا غدا على الإفطار فى السابعة ... الرحلة موعدها فى الثامنة تماماً
- أوكى ... ستجدانى هنا من قبل السابعة
فى اليوم التالى إصطحبت سهام بريندا معهما للشاطئ الخاص ... أرادت تقوية علاقتها بها قدر الإمكان كما أخبرها أمجد ... إرتدت المايوه البكينى الذى أشتراه لها أمجد ويظهر منه التاتو الموجود على ظهرها وطرف التاتو الآخر الموجود على عانتها ... أثار التاتو إهتمام بريندا ... فهى المرة الأولى التى ترى فيه عربية تضع وشما فى مثل تلك المناطق ... ظنتها عادة غربية فقط
- جميل الوشمان اللذان تملكينهما سهام ... هل عندكم فى مصر فنانى تاتو يستطيعون صنع مثل تلك الوشوم
- لا ... لقد رسمته لى إحدى فنانات الوشم فى باريس ... وشمته كى أجعله مفاجأة لزوجى الحبيب
- وما تلك الكلمات المكتوبة به؟
- إنه إسم أمجد بالعربية ... أردت أن يكون إسمه موشوما على جسدى للأبد
- أها ... إنك تعشقين هذا الرجل ... لكنه لا يملك وشم بإسمك عزيزتى
- إسمى موشوم فى قلبه بريندا ... إننى أملك قلبه كما يملك قلبى
- كم أنت جميلة سهام .... ألا تخشين أن يتركك فى يوم ما وتضطرين لإزالة إسمه الموشوم على جسدك
- لو عرفت كم عانى هذا الشاب كى يتزوجنى لما قلت هذا أبداً ... لقد حارب من هو أقوى منه عشرات المرات كى أعود إليه ويتزوجنى
- ومن هو هذا القاسى الذى أراد أن يحرم حبيبين مثلكما من حبهما ؟
- إنه أبى ... أمجد حارب أبى الذى يملك نفوذاً غير محدود فى بلادنا كى ينالنى ... حاربه أبى فى كل مكان حتى أضطره لترك وطنه والعمل فى قارة بعيدة ... أأخبرك بسر ؟
- أها ... أخبرينى وسأحفظ سرك
- كان أبى يريد تزويجى من آخر يملك مثل نفوذه لكنى رفضت ... فحاول بكل قوته القضاء على أمجد كى أوافق على تلك الزيجة ... لكن حبيبى لم يخش نفوذ أبى أو زوجى وحارب الجميع كى أعود أليه ... إنه بطلى وفارسى
- هنيئا لك بحب زوجك عزيزتى ... كم أنا سعيدة بسماع قصة حبكما ... ليت الرجل الذى أحببته كان حبه لى مثل حب زوجك لك .
- والآن هيا بنا إلى البحر ... فأمجد يعشق البحر كما أعشقه
أصبحت سهام صديقة مقربة من سهام وزوجها ... وقبل أن تغادر فى نهاية الإسبوع جمعتها معهما جلسة عشاء أخرى يودعانها فيها
- لقد أسعدتمانى أصدقائى بصحبتكما ... لم أكن لأستمتع هكذا لو لم تكونا حاضرين
- ولماذا لا تظلى معنا بضع ايام أخرى ... نحن سنبقى هنا لإسبوعين آخرين
- لا أستطيع عزيزتى البقاء ... فعلى العودة لأمريكا ... أنا الآن عاطلة عن العمل وقد أنفقت معظم مدخراتى فى تلك الرحلة وعلى البحث عن عمل ... وهو أمر ليس بالسهولة فى أمريكا هذه الأيام
- ولماذا تبحثين عن عمل ؟ أنت لست بحاجة للعمل عزيزتى كما أعتقد .
- لا يا سهام الأمر مختلف ... فأنا لا أعيش مع أبى مثلك .... أحتاج للعمل كى أدفع إيجار شقتى وثمن طعامى ووقود سيارتى
- ألا تعيشين مع أبيك بريندا ؟
- لا ... كنت أعيش مع حبيبى السابق ... وقد ترك الشقة التى كنا نقيم بها بعد إنفصالنا ... نحن فى أمريكا لسنا مثلكم
- ولم لا تعودين لتعيشى مع أبيك ؟ لا أعتقد أنه سيرفض
- لن يرفض لكنى لا أريد ... مع أنى قد أضطر لقبول عرضه بالعمل معه فى فريقه كمساعدة له لكنى لن أعود لأعيش معه
- إذا هل تقبلين دعوتنا لقضاء إجازة فى مصر ؟ ستحبينها
- بالتأكيد سأحبها ... لكنى لا أدرى ظروف عملى وقتها ... من الممكن أن أقضى بعض الوقت فى مصر فى إجازة الربيع القادمة
- إذا إتفقنا ... سأظل على إتصال دائم معك ... وأنت تملكين رقم تليفون منزلى وبمجرد أن أستقر فى عملى سأخبرك برقم تليفون مكتبى
- وأين ستعملين يا سهام ؟ بالطبع فى شركة أبيك
- سأعمل فى شركة أبى ... لكن مع زوجى ... إشترط أبى أن يعمل أمجد فى شركته كى يوافق على زواجى منه .
- هنيئا لكما ... بالفعل سأفتقدكما أيها الثنائى الرائع
إصطحب أمجد زوجته فى هذا اليوم للشاطئ الخاص ... لقد تشوق للإنفراد بها وهى ترتدى ذلك المايوه المثير الذى أشتراه لها ... سبحا قليلا وتبادلا قذف المياه على وجوه بعضهما قبل أن يفاجئها أمجد بإحتضانها من الخلف ويخرج زبره وبنزل قطعة المايوه السفلية الخاصة بها ويضع زبره بين فلقتيها يحركه بهدوء لتفاجئه سهام بالتخلص منه وترفع المايوه وتجرى بإتجاه الشاطئ ليعيد زبره المنتصب داخل المايوه الصغير الذى يرتديه وتظهر رأسه منه ليلحقها وقد وصلت للخيمة وأستلقت على الأرض ورفعت يديها خلف رأسها وثنت ركبتها اليسرى فى وضع مثير وهى تنظر لعينيه بإغراء ... إنقض أمجد عليها وهى تتصنع الممانعة وتضحك فى دلال فخلع عنها قطعة المايوه العلوية وأنقض على ثدييها يقبلهما بنهم قبل أن يلتقم حلمتها اليسرى بفمه فتمد يديها تخلع عنه المايوه وتتمسك بزبره تدلكه برقة يخلع عنها ورقة التوت التى تستر بالكاد كسها وينهال عليه لعقا وتقبيلا وهى تدفع رأسه ليغوص بين فخذيها وهى تتأوه بدلال فيرفع ساقيها لأعلى ويفرش كسها برأس زبره عدة مرات قبل أن يدخله كاملا فى كسها الرطب ويتمسك بثدييها يعتصرهما ويفرك حلماتها بقوة وهو يدفع زبره داخلا ويسحبه خارجا حتى تأتى قذفتها الأولى فيقلبها على وجهها ويرفع خصرها لأعلى ويعيد إدخال زبره وإخراجه من كسها ليدخله فى شرجها فتدفع نفسها ناحيته ويستمر فى تبادل إدخال زبره بين كسها وشرجها حتى تأتى قذفتها الثانية فيغرس زبره عميقا فى شرجها ويرتفع صوت تنفسه معلنا قرب إتيانه بمائه فتغلق على زبره عضلات شرجها تستمتع بإنتفاضاته داخلها حتى ينتهى من قذفته ويجذبها لتنام على جانبها وهو خلفها بينما زبره لم يخرج من شرجها حتى تهدأ فورتها وتدفع جسدها ناحيته فيضع ذراعه تحت رأسها ويمد ذراعه الآخر يحتضن صدرها ويعتصر ثدياها
- من ساعة ما أشتريتلى المايوه ده وأنا عارفة إنك عايز تعمل كده عالبحر
- أنا مبشبعش منك يا حبيبتى ... لا على البحر ولا بعيد عنه
- علشان إنت قليل الأدب ... بحبك أوى يا أمجد ... ضمنى ليك أوى ... عايز أدخل فى حضنك طول عمرى
أمضى أمجد وزوجته باقى العطلة بين زيارات لمعالم مايوركا المختلفة قلعة بيلفير و الحمامات العربية و وكتدرائية مايوركا ... لم يمر عليهما يوما دون مشاهدة جديد فى تلك البقعة الجميلة من العالم والتى لا يدرى بجمالها الكثيرون ... وأقتربت رحلة شهر عسلهما من الإنتهاء
- خلاص يا أمجد ... قربنا نرجع مصر
- كان نفسى نستنى هنا أكتر يا حبيبتى ... لكن لازم نرجع
- كان نفسى نرجع سوا فى طيارة واحدة ... لكن للأسف مش هينفع
- إنتى عارفة يا حبيبتى ... زى ما أبوكى قال ... مينفعش نظهر فى المطار مع بعضنا أصلا
- هترجع إمتى مصر ؟
- بعد ما تسافرى هاسافر برشلونة فى نفس اليوم وهأرجع مصر بعد 3 أيام
- وطبعا هترجع على بيت منى ؟
- زعلانة ؟
- طبعا زعلانة ... لكن ده حقها برضه ... وعلى كل حال هنكون مع بعض فى الشركة يومين كل إسبوع
- وهبات معاكى كل إسبوع يومين أو تلاتة
- وهتقول لمنى إيه ؟
- هى عارفة إنى ببات أيام كتير فى المكتب علشان الشغل ... مش هتحس بحاجة
- خايفة الحلم اللى أنا عايشة فيه يخلص يا أمجد ... يا ريت أبويا كان وافق نتجوز رسمى ومفرقناش عن بعض السنين دى ... كان زمانك ليا لوحدى
- النصيب يا سهام ... ومحدش عارف الأيام فيها إيه
- بحبك يا أمجد ... بحبك بحبك بحبك
...........................................................................................................
وأخيرا عاد أمجد لمصر ... كالعادة إستقبله أبوه وأبو منى فى المطار وبالتأكيد معهم أمه الروحية والصديقة المخلصة إلهام .... أخذ منه أبو منى ما أحضره معه من موديلات الملابس وأتجه بها فورا للمشغل ... فتلك ستكون الموديلات الجديدة لموسم الصيف الذى بدأ منذ أكثر من شهر فقد بقى إسبوع واحد على حلول شهر أغسطس الذى تنشط فيه مبيعات الموديلات الصيفية وتزدحم القاهرة بضيوفها من السائحين العرب الذين تمتلئ بهم فنادقها وشققها المفروشة ولابد أن يمتلئ محله بالموديلات الجديدة .... ذهب أمجد مباشرة لشقته ليجد زوجته فى الإنتظار ... إنتفخت بطنها قليلا لكن جسدها لا يزال كما هو جميلا ومثيرا ... إحتضنها أمجد طويلا وأمطر وجهها بالقبلات ... إنحنى ليقبل بطنها ويضع أذنه عليها ... وكالعادة بدأت إلهام فى مناوشاتها معه
- يابنى متخافش منقصتش حتة ... زى ما سبتها بالظبط
- وحشتنى أوى ... إزيكوا كلكوا عاملين إيه ؟
- كلنا بخير يا حبيبى ... متقلقش ... إنت عامل إيه
- أنا كويس يا منى ... كله تمام ... مامتك عاملة إيه ؟
- كويسة ... بس هيا بطنها كبرت عنى ... والواد أخويا بدأ يتحرك
- طيب تمام ... وإيه أخبار المكتب يا إلهام ؟
- المكتب ماشى تمام ... مستنينك علشان فيه شغل كتير ... إعمل حسابك من بكرة هتتنفخ شغل
- يا ستى هو أنا من إمتى مش منفوخ شغل
- آه مانا عارفة ... عرفت إنك إتنفخت شغل فى أسبانيا .
- فعلا الرحلة كانت مفيدة أوى يا إلهام .... مايوركا دى حاجة تانية خالص غير برشلونة ... جاتلى شوية أفكار هناك هتبقى قنبلة لو لقيت التصميم المناسب اللى تمشى معاه
- هتلاقى يا خويا ... فيه أكتر من عشر تصاميم مطلوبة فى المكتب ... سبعة منهم مطلوب إنك أنت تعملهم بالإسم
- خلاص هاعدى على المكتب النهاردة بليل أشوف الدنيا إيه وآخد واحد معايا وانا ماشى أفكر فيه بليل
- آه طبعا .... مانا عارفة إنك هتشتغل بليل طالما الزمبلك بتاعك هيتملى
- زمبلك إيه بس اللى هيتملى .
- هتستعبط ياض ... مانتا عارف زمبلك إيه اللى هيتملى ... بس إعمل حسابك لو هتيجيى المكتب بليل يبقى عندك شوية ورق لازم تمضيهم .... مانت لو الحالة جاتلك وإشتغلت بليل مش هنشوف وشك بكرة ويمكن بعد بكرة كمان .... أنا ماشية بقى ... هاعدى عالمكتب أجهز الورق على ما تيجيى ... فيه حد يسيب القمر دى ويروح الشغل ... صحيح عيل حمار زى أبوك ما بيقول
- ماشى يام لسان طويل ... فيه حد يقول على مديره حمار كده قدامه .
- مدير على نفسك يا بغل مش عليا ... سلام
- قوم بقى خدلك دش وغير هدومك على ما أحضر لك الغدا ... يادوب تتغدى وتريح شوية طالما نازل المكتب بليل
- أتغدى مين ... دانتى وحشانى موت ... مفيش غدا دلوقتى
- يا مجنون ... طب خش خد دش الأول
- هاخش آخد دش وأطلعلك ... متتحركيش من هنا
- طيب آجى أساعدك ؟
- آه تعالى ساعدينى
بعد أن خرجا من الحمام أعدت منى المائدة وتناولا الطعام كعادتهما ... كل منهما يأكل فقط من يد الآخر ... وبعد أن أنتهيا جلسا على الكنبة الموجودة بالصالة وهو يضمها إليه .... يضمها لقلبه هى وإبنه الموجود بأحشائها .... يضع يده على بطنها يحركها برقة بينما هى تستكين على صدره وأمامهما كوبا الشاى بالنعناع
- يعنى مسألتش على المفاجأة اللى قولتلك عليها فى التليفون
- آه صحيح أنا نسيت ... إيه هيا المفاجأة بقى ؟
- تفتكر مين جه زارنى هنا ؟
- مين ؟ حد أعرفه ؟
- آه حد تعرفه كويس جدا ومشوفتهوش من زمان أوى
- مين ؟ حد من أصحابنا ؟
- آه ... سهام
- سهام ؟ سهام اللى كانت معايا فى الكلية ؟ إيه اللى جابها ؟ هى نزلت أجازة هيا وجوزها ولا إيه ؟
- لأ ... إتطلقت ياعينى من جوزها ... قالت إنه كان مبهدلها وإتطلقت منه .... رجعت مصر من كام يوم وهتشتغل مع أبوها فى الشركة .
- هى لحقت ؟ أكيد طلقها بسبب رغيها .... ماهى رغاية رغى السنين
- حرام عليك يا أمجد .... دى غلبانة وصعبت عليا أوى ... إتصلِت بماماتك ولما عرفت إننا إتجوزنا أخدت منها العنوان وجت تزورنى ... وجابتلى معاها هدية غالية أوى .... تصدق كانت وحشانى أوى وكان نفسى أشوفها
- كويس إنها لسة فاكرانا ... هى رغاية صحيح بس بنت حلال
- جدا يا أمجد ... بقالها 3 أيام كل يوم تتصل بيا تطمن عليا ونقعد نرغى بالساعة ... لسة دمها خفيف زى ما هو ... بس تصدق إحلوت عن زمان ... شكلها كده راجعة من مصيف ... إسمرت شوية بس لسة حلوة زى ماهى
- إنتى بس اللى بتشوفى كل الناس حلوين ... علشان إنتى حلوة يا حبيبتى
- هى كانت طلبت منى حاجة كده ... ياريت توافق عليها
- طلبت منك إيه يا منى ... خير
- طلبت منى أقولك تشتغل معاها فى شركة أبوها ... بتقول إنها محتاجة حد عنده خبرة شوية تكون بتثق فيه علشان محدش يضحك عليها
- مش عندها أبوها ؟ عايزانى أشتغل معاها ليه؟
- معندهمش مصمممين فى الشركة بتاعتهم يا أمجد ... وهى بتقول إنك الوحيد اللى بتثق فيه من أيام ما كنتوا بتتمرنوا فى المكتب مع بعض ... علشان خاطرى وخاطر إبننا اللى جاى وافق يا حبيبى
- يا منى مانتى عارفة إنى بأشتغل فى المكتب الصبح وبعد الضهر ... هأسيب مكتبى وأروح أشتغل عند أبو سهام
- هى قالت يومين بس فى الإسبوع ... هتاخد مرتب كويس ... وشغلك فى المكتب مش هيتأثر بيومين تغيب فيهم عنه الصبح بس ... وتبقى تروح بعدها على المكتب ... إحنا هيكون عندنا إبن كمان كام شهر ومحتاجين كل قرش
- يا منى إحنا دخلنا كويس وعندنا رصيد مش وحش فى البنك ... لو إشتغلت مع سهام يبقى هأضطر أعوض الساعات اللى بأشتغلها معاها الصبح بساعات تانية فى المكتب ... يعنى هاغيب عنك كتير
- معلش يا حبيبى ... إتعب شوية علشان خاطرى ... مش عايزة أكسفها فى حاجة طلبتها منى بعد السنين دى كلها... وافق بقى علشان خاطرى
- ماشى يا منى ... بس متخليهاش تطلب منك حاجة تانى .... أنا معنديش وقت ... ولو مستريحتش فى الشغل معاها ومع أبوها مش هاكمل ... أنا بأقولك من دلوقتى علشان متزعليش لو سبتهم
- خلاص أنا موافقة ... هأقوم أتصل بيها بقى أقولها
- لأ ... متقوميش ولا تتحركى من حضنى ... لما أنزل تبقى تتصلى بيها ... سهام رغاية ولو إتصلتى بيها مش هتخلصوا كلام غير بعد ساعة
- ماشى يا حبيبى ... أقولك خبر كمان ؟
- قولى .... ياريت بس ميكونش حد طلب منك إشتغل معاه تانى
- لألألأ ... بابا إشترى شقة هنا فى آخر الشارع .... دفع فلوسها وكتب العقد الإسبوع اللى فات ... قال علشان ينقلوا فيها ويسيب الشقة اللى جنبنا دى علشان نفتح الشقتين على بعض ... بيقول علشان عيالنا يكبروا فى الوسع
- تصدقى كنت متوقع أبوكى يعمل كده ... أنا عارف دماغه ... برضه قاعد مش مستريح رغم إن أمك حملت منه فى الشقة دى بعد السنين دى كلها
- آه ... كان وشها حلو عليه ... بس أهم هيبقوا جنبى برضه لو إحتجت حاجة ... مش هينقلوا دلوقتى ... قالى إنه هيستنى لما أنا أولد وأبقى كويسة وبعدين ينقلوا ... ولسة الشقة اللى أخدوها محتاجة تشطيب ... واخدها عالمحارة وهو هيشطبها
- ماشى ... ممكن بقى أقولك كلمة فى بوقك ... وعايز أسلم عالواد اللى جوة ده
- يا قليل الأدب ... مانت سلمت عليه قبل الغدا
- أصله وحشنى فى الساعة دى وعايز أسلم عليه تانى
ترك أمجد زوجته وأتجه أول ما أتجه إلى المكتب ... إستقبله الجميع بالترحاب ... فهو محبوب من الجميع ... إتجه بعدها لمكتبه لتنفرد به إلهام ... فبالتأكيد هناك ما تريد إخباره به عن أحوال المكتب والعمل
- ها يا سى زفت ... ناوى تعمل إيه فى حريمك وفى الشغل المتلتل اللى وراك
- عادى يا إلهام كل حاجة هتمشى مظبوط متقلقيش ... إنتى عرفتى إن سهام راحت لمنى البيت ؟
- آه عرفت ... البت دى جريئة وقوية يا أمجد وبتحبك بجد ... صعبت عليا وهى بتحكيلى فى التليفون ... البت كان قلبها بيتقطع وهى قاعدة مع منى
- هاعوضها يا إلهام ... زى ما خليتها تنبسط معايا فى أسبانبا مش هاخليها تحس بأى حاجة هنا
- صح ... البت راجعة من أسبانيا محلوة وزى القمر .... واضح إنها أتبسطت ... وحكتلى على كل حاجة عملتها معاها ... بس إيه حكاية البت الأمريكية اللى عرفتها عليها هناك ؟ أوعى يا زفت تكون نيلت حاجة مع الأمريكان كمان ... إحنا مش قدهم دول
- متخافيش يام لسان طويل ... لقيتها بس فرصة يبقى لينا سكة معاهم ... أديكى شايفة داخلين عالبلد بصدرهم إزاى ومشاريعهم فى كل حتة ... والبنت أبوها دبلوماسى كبير يعنى لو عرفنا بحد فى السفارة هيتفتح لنا شغل معاهم بالعبيط
- لأ ناصح ... وأنت بقى هتلاحق على شغلك هنا وفى شركة أبو سهام ولا هتنيل إيه ؟ الريس إشتغل مكانك فى كام تصميم بس الصراحة أنت دماغك غير ... الماكيت بتاع فيلا إيناس حطاه عندها فى الشقة وجابتلنا عليه 4 فيلات تانيين لناس مهمين ... ولسة لما الفيلا تتبنى هتلاقى كل الممثلين عايزين زيها .
- ربناا يسهل ... إيه أخبار الشغل بقى ؟
- عندك 11 مشروع تشتغل فيهم ... وشد حيلك بقى علشان إحنا لغاية دلوقتى مبنكسبش وبندفع المرتبات من جيبنا ... يعنى مش هتنام لمدة شهرين يا حلو
- مش مهم ... طالما فيه شغل يبقى مش مهم ... أنا ممكن مانامش سنة طالما فيه شغل ... ورينى بقى ملفات المشاريع أختار منهم واحد آخده معايا أسهر عليه بليل ...سهام قالت لمنى إنها عايزانى أشتغل معاها من أول الشهر ... يعنى عايز أخلص أكبر كمية شغل فى الإسبوع ده ... أنا هانزل من هنا أروح مشوار صغير وبعدين أعدى على سهام أسلم عليها ... وحشتنى
- آه يابن ال.... ولا بلاش ... إنت إيه مبتهمدش ... دى البت قالتلى إنك مكنتش بتعتقها ... فى البحر يا سافل كده ... مخفتش سمك تقرمك وانت بتنيك يا بغل
- لأ مخفتش ... ورينى الملفات بقى وخلينى أمضى الورق اللى عايزانى أمضيه علشان أنزل ... لسة هأدخل للريس أسلم عليه .
- ممكن حضرتك تقولى بقى إيه موضوع بريندا ده وتعرفنى ليه طلبتوا منى أصاحبها أنا ومراتى ؟
- بص يا أمجد ... بريندا نفسها متهمناش فى حاجة ... إنت عارف إن أبوها دبلوماسى كبير ومنقدرش نيجيى ناحيته
- أمال طلبتوا منى أزود معرفتى بيها ليه؟
- بريندا كانت بتشتغل مساعدة لرجل أعمال مهم ... الراجل ده بقى هو اللى يهمنا ... هو بيشتغل فى الظاهر فى مجال الأسهم والأوراق المالية ... لكن الحقيقة إنه من أكبر تجار السلاح فى العالم ... والسلاح اللى بيتهرب لمصرمعظمه عن طريقه
- وتفتكر بريندا ممكن تحكيلى عن أسرار الراجل ده وعن السلاح اللى بيهربه ... وبعدين أعتقد إنها قالتلى إنها سابت الشغل معاه
- بريندا نفسها متعرفش فى الغالب حاجة مهمة عن موضوع السلاح ده ... إحنا محتاجين بس نعرف منها أى معلومة ممكن تكون نقطة ضعف ليه نضغط عليه بيها
- وإيه هيا المعاومة اللى ممكن تكون تعرفها عنه وتكون نقطة ضعف توصلوا بيها ليه
- بريندا كانت عايشة معاه ... هو كان البوى فريند بتاعها وكانوا بيحبوا بعض وعاشوا مع بعض 3 سنين ... وفجأة أنفصلوا وساب البيت اللى كانوا عايشين فيه ... مطلوب بس نعرف سابوا بعض ليه
- يمكن إتخانقوا ... يمكن يكون عاملها وحش مثلا ... ممكن يكون ضربها ... أو تكون عرفت إنه بيخونها مثلا
- أيوه .... هى الأخيرة دى ... معلوماتنا بتأكد إنهم كانوا زى السمن عالعسل لغاية قبل ما يمشى من شقتها بإسبوع ... يعنى مش موضوع عاملها وحش ولا ضربها ... أكيد الموضوع إنه خانها ... إحنا بقى عايزين نعرف خانها مع مين
- بس كده ؟ كل اللفة دى علشان نعرف خانها مع مين ؟ ماهو ممكن بمراقبته تعرفوا خانها مع مين
- يعنى تفتكر إحنا معملناش كده ؟ إحنا حاولنا لكن معرفناش بيخونها مع مين ... وده أكد لنا إن اللى كان بيخون بريندا معاها أكيد شخصية مهمة بحيث إننا مش قادرين نوصل لها ... لو وصلنالها هتكون عامل ضغط كويس عليه ونعرف منه السلاح اللى بيدخل مصر ده بيدخل منين وبيروح لمين
- بس أنا مش عايز مراتى تتورط فى أى حاجة ... مش عايزها تتعرض لأى خطر
- متقلقش من الناحية دى ... أنا بس عايزك تعزم بريندا تيجي مصر وتحاول تعرف منها سبب إنفصالها عن حبيبها
- من غير حاجة سهام عزمتها تيجي مصر وهى وعدتها إنها هتحاول تيجى فى أجازة الربيع الجاى .
- حلو جدا ... عايزك بقى تخلى رحلتها دى ممتعة لأقصى درجة ... عايزك تلففها مصر كلها بحيث إنها تحب مصر نفسها مش تبقى صديقة ليك أنت ومراتك بس
- ألففها إيه بس حضرتك ... أنا أصلا بألف حوالين نفسى من كتر الشغل ... مفيش عندى وقت ... وبعدين أنا لازم أسافر كمان 3 شهور علشان عندى إمتحان
- ماعتقدش إنك هتعرف تسافر يا أمجد ... فيه حاجات متوقع إنها تحصل الكام يوم الجايين هتمنع سفرك ... بس متقلقش ... لو حصل حاجة هنخلى القنصلية هناك تتصرف وتأجل إمتحانك
- حاجة إيه اللى هتحصل ؟ فيه خطر عليا أو على عيلتى
- لأ ... الموضوع بعيد عنك وعن عيلتك ... الموضوع أكبر من كده بكتير... وأتمنى إن ميحصلش حاجة تعطلك ... ولو إنه إحتمال بعيد
وصل أمجد لفيلا ابو سهام لتستقبله عند الباب كعادتها تحتضنه وتقبله تحت عين أبوها ... وكعادته أيضا أراد إستفزاز أبيها فالتقم شفتيها فى قبلة طويلة جعلت أبو سهام يناديه من جلسته فى البهو القريب حيث إستغرق معه فى شرح دوره فى المكتب وأكد عليه أنه سيتسلم عمله بداية من أول يوم فى الشهر الجديد ... وكما أتفقا من قبل سيكون عمله يومين إسبوعيا إستقرا أن يكونا الأريعاء والإثنين من كل إسبوع ... بعدها إستأذن من ابيها فتمسكت سهام بيده وأصرت على أن يذهب معها للملحق الذى أنتهى بنائه وفرشه حتى يرى بيته الجديد ... بمجرد دخولهما من باب الملحق إرتمت سهام فى أحضان زوجها وتحسست جسده كما تحب أن تفعل دائما ... وهو أيضا أصبح يستمتع بلمساتها لجسده وبتحسس جسدها وإعتصار صدرها وفلقاتها ... مرت سهام به على الدور السفلى من الملحق وكم كان سعادته عندما وجد المدفأة عادت لمكانها وأمامها كنبة مثل تلك التى إعتاد ممارسة الجنس فوقها مع سهام فى أيام علاقتهما الأولى قبل زواجهما العرفى ثم إصطحبته سهام للدور العلوى حيث تقع غرفة النوم
- بص بقى يا حبيبى ... جبت سرير عريض علشان نتشقلب عليه براحتنا ... وشيزلونج زى اللى فى أوضتى علشان عارفة إنك بتحبه .
- أمال فين الدولاب والتسريحة يا سهام ... هنعلق هدومنا عالحيطة ولا إيه
- لأ طبعا ... الباب ده باب دريسنج روم ... جوه هدومنا ومرايات علشان نلبس قدامها ... وتسريحة صغيرة علشان مكياجى ... والباب ده باب الحمام ... فيه جوه الشاور وبانيو جاكوزى علشان تفك جسمك لما تكون جاى تعبان .... وده تراس كبير هبقى أحط فيه زرع علشان نبقى نقعد فيه بليل لو حبينا نسهر فى الهوا ولا حاجة .... وخليت بابا نقل خط تليفون من الإتنين اللى فى الفيلا هنا لغاية ما يبقى يجيب خط جديد ... علشان لو حبيت تتصل تطمن على منى وإنت عندى .
- وإيه ترابيزة الرسم دى ؟ حد يحط ترابيزة رسم وأقلام و مساطرفى أوضة النوم ؟
- آه يا حبيبى ... علشان متسبنيش فى الأوضة وتخرج تشتغل ... حطيتها هنا علشان تشتغل ومتخرجش برة زى ما بتعمل مع منى
- آه يا مجنونة ... إنتى عرفتى من منى إنى بأسيبها نايمة وأخرج أشتغل فى الصالون ؟
- آه عرفت ... علشان كده حطيت ترابيزة الرسم هنا
- أنا مش عارف أقولك إيه يا سهام ... إنتى أجمل هدية إدهالى القدر ... كفاية إنك روحتى لمنى البيت علشان توفرى عليا إنى أقولها إنى هأشتغل معاكى
- علشان متحسش بالغيرة يا أمجد ... عمرها ما هتفكر إن يكون فيه حاجة بينى وبينك وأروح أطلب منها إنك تشتغل معايا ... دى دماغ منى وأنا عارفاها كويس
- طيب ما تيجى نجرب السرير ده كده نشوفه حلو ولا وحش
- يا قليل الأدب .... إنت مش مكفيك اللى عملته مع منى النهاردة وجاى تكمل معايا ؟
- مش لازم أعدل بينكم؟ ربناا قال كده ... زى ما نمت معاها أول ما رجعت من السفر لازم إنتى كمان تاخدى حقك
- يا مجنوووووون ... لو قربت منى هانده على بابا
- إندهى ... حتى لو سمعك مش هيجيى
- يعنى لابسة ده ومش عايزة ... أمال لو عايزة كنتى لبستى إيه
- أنا قلت مش عايزة ؟ أنا قلت هأنده بابا ... كنت عايزة أعرف بس إنت مشتاقلى زى ما أنا مشتقالك ولا لأ
- أنا حطيت لك مفتاح الملحق فوق الدفاية ... علشان متبقاش تيجيى بعد كده من باب الفيلا .
- إنتى هتباتى هنا
- آه طبعا هبات هنا ... ده بيتى ... روح إنت دلوقتى علشان متتأخرش على منى ... زمانها قلقانة عليك
- إنتى خايفة على قلق منى بجد ؟
- آه طبعا ... منى صاحبتى مش ضرتى ... وأنت بتحبها زى ما بتحبنى ... تصبح على خير يا حبيبى
عندما وصل أمجد وجد منى قد ذهبت فى النوم فقبلها على شفتيها قبلة سريعة وأزاح شعرها الذى يغطى وجهها ففتحت عينيها فى كسل
- إنت جيت يا حبيبى .... هأقوم أحضرلك العشا ... سامحنى الحمل مخلينى أنام كتير مقدرتش أستناك
- لا يا حبيبتى متتعبيش نفسك ... أنا مش جعان ... خليكى مستريحة وأنا هأروح أشتغل ... تصبحى على خير .
- صباج الخير يا حبيبى ... واضح إنك منمتش من إمبارح
- لأ يا حبيبتى ... بس خلصت شغل .... هى الساعة كام دلوقتى ؟
- الساعة 7 ... خش نام شوية
- لأ هاخد دش وأنزل المكتب ... فيه شغل كتير لازم أخلصه فى أسرع وقت
- إنت زعلان منى علشان نمت إمبارح قبل ما ترجع ؟
- يا حبيبتى أنا لو زعلت من الدنسا كلها مش ممكن أزعل منك ... أزعل منك وإنتى شايلة فى بطنك تانى أجمل هدية القدر بعتهالى
- وإيه هى بقى أول أجمل هدية ؟
- إنتى يا حياتى أجمل هدية
إستيقظت أم سهام من نومها مبكرا وذهبت لغرفة إبنتها كى توقظها ... فاليوم سترافق أبيها للشركة كأول يوم عمل لها ... ذهبت لغرفتها فلم تجدها ووجدت الفراش لم يمس ... خمنت الأم أن أبنتها قد قررت المبيت فى بيتها الجديد ... إتجهت للملحق وصدق توقعها عندما صعدت لغرفة النوم لتجد إبنتها نائمة ... أيقظتها فى هدوء وأخبرتها بضرورة الإستعداد للذهاب للشركة وأنصرفت لتتصل بصديقتها ... إلهام
- صباح الخير يا إلهام .... صحيتك ولا حاجة
- لأ أنا صاحية من بدرى .... هالبس علشان أروح المكتب ... أخبارك إيه والواد أمجد عمل إيه مع جوزك إمبارح ؟
- حرق دمه زى كل مرة ياختى ... مبيتكسفش الواد ده .... يحضن البت قدام أبوها ويبوسها ويحسس عليها كده قدام أبوها ؟ ما تقوليله يبقى يلم نفسه شوية
- وفيه إيه يا ولية ؟ مش مراته ؟ يعملوا اللى هما عايزينه ... إحمدى **** إنها جت على أد الحضن والبوس بس
- حضن وبوس ؟ البت خدت الواد تفرجه عالملحق إمبارح ومرجعتش ... رحت أصحيها الصبح لقيتها نايمة بلبوصة برضه وهدومها مرمية فى أوضة نومهم ... هو أبنك ده مبيهمدش؟ مش كان جاى من عند مراته التانية ؟
- يا ولية بطلى حقد عالعيال ... بيحبوا بعض ومبيقدروش يستغنوا عن بعض ... وبعدين ماهى بنتك برضه هايجة ومبتشبعش ... يعنى هو كان عمل حاجة غصب عنها ؟ أكيد برضاها ... إنتى بس اللى غيرانة علشان جوزك مبيعملش زيه
- بس الصراحة البت بتقوم من النوم طايرة زى الفراشة والفرحة بتنط من عنيها لما بيبقى معاها ... يا ريتها كانت مراته الوحيدة
- ربناا يسعدها يا أم سهام ... بنتك رجعت من السفر كأنها واحدة تانية .
- عندك حق ... البت إحلوت حلاوة فى الكام يوم اللى قعدتهم هناك ... وراجعة وشها منور وزى القمر.... فكرتنى بأيام ما كانت لسة فى الجامعة وبتصحى الصبح وشها منور فى اليوم اللى هيبقى جاى يذاكر معاها فيه
- طيب روحى بقى فطريها ... مش المفروض رايحة مع أبوها الشركة النهاردة ؟
- آه ... هاروح أفطرها وأبقى أتصل بيكى لما تخلصى شغل ... بس ونبى وصيه يخف شوية على أبو سهام وبلاش يحرق دمه كل ما يشوفه .... الراجل بيحبه ومش قادر يقوله من اللى هو بيعمله
- هاوصيه متقلقيش ... هو بس مش ناسى اللى جوزك عمله فيه الكام سنة اللى فاتوا .... سلام
وصل أمجد للمكتب مبكرا كعادته وأتجه لمكتبه قبل وصول المهندسين وجلس فى مكتبه بعد أن أشعل سيجاره وأعد بنفسه كوب الشاى بالنعناع وتبادل المزاح مع الموجودين من عمال النظافة وفرد اللوحة التى إنتهى منها على ترابيزة الرسم وجلس يتأملها ليتأكد من عدم وجود أى ملاحظات بها .... دق باب مكتبه لتدخل بعدها موظفة الإستقبال حاملة كوب آخر من الشاى بالنعناع وقبل أن تصل لمكتبه تجد إلهام خلفها تتحدث بصوتها الصاخب فترتبك الفتاة حتى يكاد الكوب أن يسقط من يدها
- إنتى سايبة الريسبشن فاضى وطالعة تهببى إيه هنا عالصبح
- طالعة أسلم على أمجد ... وجايباله كوباية شاى ... وكمان حبيت أعرفه إن إيناس كريم إتصلت تسأل عليه وجاية كمان شوية
- يخربيت هبلك ... وجايبة له كوباية شاى ليه ؟ مش فيه واحد فى البوفيه دى شغلته ... وبعدين ماهى كوباية الشاى قدامه أهى .... وفيه تليفون تبلغيه بيه إن إيناس جاية
- أنا قلت أطلع أصبح عليه ... جه بدرى ومشوفتوش
- لأ فيكى الخير ياختى ... هاتى بقى كوباية الشاى دى ... هاشربها أنا ... وإنجرى على المكتب تحت قبل ما أطين عيشتك ... أول ما الريس يجيى متخليش حد يزعجنا علشان فيه شغل كتير عندنا .... مفهوم
- مفهوم يا إلهام ... حاجة تانى
- آه ... إقفلى ياختى زرار البلوزة اللى فوق ده ... لو الريس شافك فاتحة صدرك كده هيخلى يومك إسود ... ياللا يا بت بلاش لكاعة ... وحلو البرفان اللى إنتى حطاه النهاردة ده ... تبقى تدينى إسمه
- إيه حكايتك مع البت دى كمان يا سى زفت ... بأقولك إيه إهمد كده بدال ما أطين عيشتك ... إنت متجوز بنتين زى الفل والإتنين زى بناتى ... يعنى ممكن أوريك وش الحما شكله إيه ... أصل أم دى وأم دى غلابة وميعرفوش مصايبك السودة
- لا حكاية ولا هباب ... وبعدين إنتى شايفة عندى وقت يعنى لأى حاجة ... ما أنا يا إما فى الشغل يا إما مع منى يا إما مع سهام ... ولسة كمان من يوم واحد فى الشهر هابقى فى الشركة مع سهام وأبوها ... يعنى مكنة دايرة طول ال24 ساعة .
- آه يا علق ... مكنة دايرة نيك ... بقى تتنيل مع الإتنين ورا بعض تسيب دى وتروح لدى ... هتشتغل إمتى بقى ؟
- لأ بأشتغل ... والشغل قدامك أهو ... ديزاين يخلص فى إسبوع خلصته فى يوم
- قصدك فى ليلة يا ميلفات ... والشغل ده بقى من نومتك مع منى ولا مع سهام ؟
- إنتى عرفتى موضوع سهام ده منين ... هى قالتلك ؟
- لأ يا خويا أمها اللى قالتلى ... راحت تصحى البت لاقتها متنيلة مش قادرة تقوم من النوم من اللى نيلتوه بليل ... الشغل ده بقى نتيجة مين فيهم ؟
- الإتنين يا إلهام
- ماشى يا خويا ورينى هببت إيه
- بصى بقى ... علشان نلحق نخلص الشغل اللى عندنا ده كله أنا هأعمل الديزاين الأساسى وإنتى تعملى الإنتريور ... ولما أخلص الديزاينات المتأخرة هابقى أدخل معاكى ... علشان منضيعش وقت ... عايز أخلص التصميمات كلها قبل ما أنزل شركة أبو سهام ... مش عايزين نتعطل
- ماشى .... خلص إنت بس الأساسى وأنا هاكمل وراك ... ولو إتزنقت هأخلى الريس يساعدنى
- عايزك بقى كمان تشوفيلنا مطبعة كويسة .... عايز أطبع إسم المكتب واللوجو بتاعه على كل الورق اللى بنشتغل عليه فى المكتب ... مش عايز بلان تطلع من المكتب من غير ما يكون عليها إسم المكتب
- فكرة حلوة دى ... شد حيلك بقى الأيام الجاية دى علشان نجيب شوية فلوس .
- طيب هآخد بقى معايا ملف ولا إتنين من الشغل المتأخر وهأمشى ... منمتش من ساعة ما رجعت ... هأخلص عالأقل واحد منهم النهاردة وأجيبه بكرة الصبح .... ولو قدرت هأبدأ فى التانى فى البيت وآجى أكمله هنا
- طب وإيناس اللى جاية دى ؟ أقولها إيه؟
- تبقى تقوليليها أى حاجة يا إلهام .... الأيام جاية كتير ... تبقى تصبحيلى عالريس ... أشوفكم بكرة
...............................................................................................
مرت الأيام سريعا وأستغرب أمجد نفسه من تلك السرعة التى أنهى بها كل التصميمات المعطلة وبدأ بالفعل فى مساعدة إلهام فى إنهاء التصميمات الداخلية ودارت عجلة العمل فى المكتب وأنشغل جميع المهندسين والموظفين ... وفى يوم الإثنين السابق لبدء أمجد عمله فى شركة أبو سهام كان يقضى ليلته مع سهام .... بعد أن مارسا جنسهما الصاخب سويا ذهبت سهام كعادتها فى النوم بينما تسلل أمجد من فراشها ليعمل كعادته ليفيق من عمله على ذراعى سهام تحتضنانه من الخلف وتفرك ظهره بثدييها
- صباح الخير يا حبيبى .... شكلك إشتغلت كتير
- صباح الفل يا حبيبتى ... خلصت شغل كتير .... تقريبا كده كل الشغل اللى إتأخر فى المكتب خلاص ... بعد بكرة هابدأ شغل معاكى فى الشركة
- وأنا جهزت لك مكتبك فى الشركة ... وحطيت فيه كنبة كبيرة وطقم أنتريه وترابيزة رسم ليك وترابيزة رسم ليا وشيزلونج مريح علشان لو حبيت تريح ولا حاجة وسط الشغل
- نريح مش اريح ... إحنا هنبقى مع بعض
- لأ بقولك إيه .... مش عايزين فضايح ... أبويا مشدد عليا ناخد بالنا كويس علشان الموظفين هناك مياخدوش بالهم إن فيه حاجة بينا .... وياسيدى لو حبكت معاك أوى نبقى نزوغ بأى حجة ونيجى هنا
- واخد بالى يا سهام متقلقيش ... أنا بس بأهزر معاكى
وأخيرا أتى يوم الأربعاء .... الأول من أغسطس أول يوم عمل لأمجد فى شركة أبو سهام .... عندما وصل المقاول الكبير لشركته إستقبله مدير أمن الشركة الذى إعتاد مقابلته عند الباب و إخباره بكل ما يجرى فى الشركة ... وبكل ما حدث قبل وصوله
- إيه الأخبار النهاردة ... فيه مشاكل ولا حاجة ... حد سأل عليا
- كله تمام حضرتك ... فيه بس شاب شكله كده عميل مهم ... عربيته الأمريكانى السودا اللى واقفة هناك دى ... قاعد مع سهام هانم فى مكتبها من ساعة ... شكله إبن باشا من الباشوات الكبار ولا حاجة
- هو جه ؟ ده مدير التصميمات اللى هيشتغل معانا من النهاردة ... عايز عينك عليه وتبلغنى بكل حاجة بيعملها بالظبط ... فاهم
- مدير التصميمات؟ بس مش صغير ده يا باشا على إنه يكون مدير التصميمات ؟
- لأ مش صغير ... ده واحد من أشطر المصممين فى مصر ... وعامل شغل كتير فى أوروبا ... هو اللى صمم القرية السياحية اللى بنبيع فيها دى ... عينك عليه بس علشان مش عايزين حد يخطفه مننا ... لو مراته مكانتش صاحبة سهام بنتى مكانش ممكن يوافق يشتغل معانا بالمرتب ده ... هيشتغل معانا يومين فى الإسبوع بس ... أصلا كان بيشتغل فى أكبر مكتب تصميمات فى أوروبا وكان بياخد فى الساعة أد اللى إنت بتلهفه منى فى إسبوع
- أوامر يا باشا ... ليك عليا أبلغك بالنفس اللى بيتنفسه فى الشركة هنا ... تحب حضرتك نخلى موظف السويتش يراقب تليفوناته ؟
- إنت إتجننت ... مكتبه هيبقى نفس مكتب بنتى ... عايز تتصنت على تليفونات بنتى ؟
- لا مؤاخذة يا باشا ... مأخدتش بالى
- ومش عايز حد يضايقه فى الشركة ولا يرغى معاه كتير ... ده وقته بفلوس زى ما قولتلك
- اللى تأمر بيه يا باشا
- إطفى السيجار ده ... متدخنش قدامى طول ما إحنا فى الشركة
- تحت أمرك يا عمى
- وهنا ما فيش عمى دى خالص ... أنا صاحب الشركة اللى إنت بتشتغل فيها
- حاضر يا باشمهندس
- عايزكم تاخدوا بالكم من تصرفاتكم كويس قدام الموظفين ... العين هتبقى عليكم من الموظفين والمهندسين ... إنتم سنكم أصغر من كل المهندسين اللى معاكم فى التصميمات ... اللى فى سنك يا سى زفت لسة مهندسين مواقع شغالين وسط التراب والمونة
- واخد بالى يا عمى ... ومتقلقش ... أنا وسهام إشتغلنا سوا فى مكتب الدكتور إبراهيم ونعرف نفرق بين وقت الشغل ووقت العلاقات الخاصة
- قولتلك بلاش عمى دى .... وياريتنى ما وافقت إنها تتنيل تشتغل معاك فى مكتب إبراهيم ... لو كنت أعرف اللى هيحصل كنت قعدتها من الكلية من أساسه
- اللى تشوفه يا باشمهندس
- وتاخدوا بالكم من الزفت مدير الأمن ... ده راجل واطى أساسا ويبيع أهله علشان الفلوس ... وهو مش راجل سهل ... زكى وناعم زى التعبان وفيه لؤم الدنيا كلها
- حاضر هناخد بالنا
- هتخرجوا من هنا على مكتبكم ... المهندسين اللى هيشتغلوا معاكم هيكونوا عندكم فى المكتب بعد أقل من ساعة ... طبعا ترتبوا الشغل وتوزعوا المهام ... أول شغل ليكم هيبقى مشروع عمارات مدينة نصر ... خدوا بالكم كويس من شغلكم ... إتفضل إنت يا أمجد عالمكتب وسيب سهام معايا شوية ... لازم قدام الناس يبان إن هى مديرتك فى الشغل ... الحاجات التانية تبقى فى البيت وبس ... مفهوم ؟
- مفهوم يا بابا
إستيقظ أمجد فى اليوم التالى على الكارثة التى حلت بكل العالم العربى ... إنه يوم الخميس المشؤم ... 2 أغسطس 1990
يوم أن حرض الشيطان الأعظم الأخ الأقوى ليبتلع أرض أخيه ... الأخ الصغير الذى ساعده لسنوات فى دفع ثمن أسلحته فى حربه الطويلة ... كثير من الأسلحة التى لم يعد لها فائدة فرأى البائع أنه لابد من تدميرها قبل أن تقوى شوكة الأخ الخارج من حرب لا مهزوم فيها ولا فائز ... وبعد أن ظن العالم أنه سيسود الهدوء لبعض الوقت فإذا بالأخ الذى ظن أنه الأقوى وأنه سيُطلق له العنان فى إبتلاع شقيقه الأصغر يندفع فى مغامرته المجنونة ... لعبة كانت مكشوفة للجميع لكن الأخ المغرور إبتلع الطعم فتحركت قواته لتقتحم حدود أخيه وتستولى على أرضه خلال ساعات ... كان الجميع فى دهشة ... فكيف يبتلع من كان يُنظر له كزعيم كبير أن يكون بمثل تلك السذاجة فيندفع فى تلك المغامرة لمجرد وعد من الشيطان بأنه سيغض الطرف ؟ لم يعرف أحد تفاصيل ما حدث خلف أبواب القصور المغلقة لكن الكل كان على يقين بأن تلك الحماقة يدفعها من يدير اللعبة من القارة البعيدة ... لعبة كان الكل يعرف مخاطرها ... إلا اللاعب الذى إستسلم لأوهام الزعامة ودفعه الشيطان الأكبر ليصدق بأنه الزعيم الملهم .
يومها فقط فهم أمجد الكلمة التى قالها له المسؤل فى المبنى الكبير ... فهم لماذا لن يستطيع العودة لإسبانيا فى موعده ... فتلك الحرب بالتأكيد سيصل لهيبها للجميع ... البعيد والقريب ... منتهى العبث ... حرب أخرى سيخسرفيها كل أطرافها ولن يفوز فيها إلا صانع السلاح الذى يستنزف تلك الأطراف
أيام قليلة مضت بعد هذا اليوم المشؤم كان أمجد متأكدا بما سيحدث بعدها ... إيام حرص فيها على إنهاء كل ما يمكنه من عمل لجمع المال ... كان متأكدا من إستدعائه فى أى لحظة فحرص على تعويض زوجتيه عن فترة غيابه التى لا يعلم أحد كم ستطول .... وبعد مرور ايام قلائل حدث ما توقعه ... قبل أن تعلن التعبئة العامة فى مصر أتصل به أبوه يبلغه بوصول خطاب إستدعائه ... خلال 72 ساعة لابد أن يسلم نفسه لوحدته ... تلك المرة قد تكون رحلة ذهاب بلا عودة ... فليست مناورات ولا تدريبات ... إنها حرب سيواجه فيها مالا يعرفه .... حرب يستبيح فيها الأخ ددمم أخيه من أجل برميل من البترول ... أسرع أمجد أولا للمبنى الكبير كى يخبرهم بإستدعائه ... تلك المرة لم يعرض عليه المسؤل التدخل لإلغاء الإستدعاء .... فتلك المرة لا مجال لأى إستثناء ... من تم إستدعائه لا بد له أن يذهب ... تمنى له المسؤل السلامة على وعد بلقاء حين يعود ... إذا قدر له أن يعود
إتصل بمكتب الشيخ إبراهيم حتى يتوقف تحويل الأموال لحسابه فى إسبانيا ... فعودته غير مضمونة ولا يريد أن يتسبب فى مشاكل لمن سيرثونه إذا قدر له عدم العودة ... ودع سهام وداع حار وودعته الجميلة بالدموع ... وفى ليلته الأخيرة مع حبيبة عمره مُنى حدثها كثيرا وهو يحاول ألا ينقل لها قلقه .... لكنها لازالت كما هى ... تقرأ ما فى قلبه
- بصى يا منى ... دفتر الشيكات موجود فى الدولاب ... أنا مضيته كله على بياض ... إنتى عارفة الحساب فيه كام ... أى فلوس تحتاجوها مافيش داعى تتعبى نفسك وتروحى البنك ... إكتبى شيك لبابا ويروح يصرفه ... ولو فى المكتب إحتاجوا فلوس إلهام هتبقى تجيلك تكتبيلها شيك باللى محتاجاه... أنا قايلها
- متقلقش يا أمجد ... المحل والمشغل شغالين كويس والفلوس اللى بييجوا منهم مش هيخلونا نحتاج حاجة خلى بالك إنت بس من نفسك
- مش عارف هألحق ولادة إبنى ولا لأ ... لو ولدتى قبل ما آجى تبقى تسمى الواد إبراهيم زى ما إتفقنا ... ولو بنت سميها هاميس
- يا أمجد متقولش كده ... هتحضر ولادة إبنك وانت اللى هتسميه
- أنا وصيت أمى تبقى تيجي تقعد معاكى هنا ... أمك أصلا عايزة اللى ياخد باله منها ... وابويا هيعدى عليكم كل يوم لو إحتاجتوا حاجة ... مش عايزك تنزلى من البيت غير للضرورى بس ... ومتعمليش أى مجهود
- يا أمجد قولتلك ماتخافش عليا ... أنا مش صغيرة
- لو مرجعتش تبقى تحكى لإبنى حكايتنا كلها ... من وإحنا عيال لغاية ما إتجوزنا ... وتبقى تسامحينى على أى غلطة غلطتها فى حقك
- متقولش كده يا أمجد ... هترجع وهتحكيله إنت كل حاجة بنفسك .
- تبقى تخلى بالك من أمى يا منى ... دى بتحبك أكتر ما بتحبنى
- خد بالك من مراتى وإبنى يا بابا ... لو مرجعتش هيبقوا أمانة فى رقبتك ... تبقى تربى إبنى زى ما ربتنى كده ... أشوف وشكم بخير
خاتمة
وهكذا ترك أمجد عمله وزوجتيه ليذهب لقتال عبثى بين أخوين .... حرب ليست حربه على أرض ليست أرضه ... أرض غريبة لا يعرف عنها شيئا ولم يسبق له رؤيتها... لعبة أخرى يلعبها الشيطان وإختبار آخر يضعه فيه القدر ... إختبار ذهب إليه ولا يعرف هل سيعود أم يلقى حتفه فى صراع بين أخوين لا طائل من ورائه ... حرب مثلت للباشا منعطف جديد فى حياته ... إختبار شديد القسوة لشاب بالكاد إستطاع أن يقف على قدميه ... عصا أخرى توضع فى عجلة حياته التى بدأت فى الدوران
ماذا حدث للباشا أو للشاب أمجد فى تلك الملهاة التى سميت حربا وكيف عاد منها بتطور آخر فى شخصيته .... هذا ما أتوق لمعرفته فى الأجزاء القادمة إذا كان فى العمر بقية
وإذا سمح الباشا
الجزء الثامن
مقدمة
عاد الباشا للحكى ... هذا الجزء قد يكون مختلفا عن باقى أجزاء القصة ... قصة رجال طمست بطولاتهم وقد حان الوقت ليحظوا ببعض التقدير ولو حتى من قراء معدودين ... رجال نسبت بعض بطولاتهم لآخرين والبعض الآخر دفن تحت ركام النسيان ... فكل الجزء يحكى قصة حرب عبثية نشبت يوما بين أبناء الوطن العربى ... حرب إشترك فيها الباشا مرغماً ... حرب خرج منها بعد أن عاين مدى عداء الجنس البشرى للبشرية نفسها... عاين مدى إنحطاط القيم الإنسانية ... حرب أديرت من القارة البعيدة ونقلتها محطة فضائية أنشئت خصيصا كى تنقلها على الهواء وتكون بوقا للشيطان الأكبر
وأعتذر منكم أصدقائى فهذا الجزء خالى تماما من أى مشاهد جنسية ... فما ستقرأونه لا مجال معه لذكر الجنس من الأساس قد يرى البعض أن هذا الفصل من القصة قاسى إلى حد ما وقد يراه البعض بلا فائدة ... لكن الباشا أصر أن تشاركوه كل مشاعره التى بلورت شخصيته سواء كانت مشاعر فرحة أو حزن وقد تشعرون ببعض التقدير لزملاء سلاحه
قد يكون من المناسب توضيح بعض الكلمات المذكورة فى هذا الجزء لحضرات القراء اللذين لم يخدموا بالقوات المسلحة لذلك سأذكرها هنا
- البيرق هو علم صغير ويكون لكل وحدة بيرقها بلون مميز
- كلمة ميز فى القوات المسلحة تعنى مطعم
- الترفيه فى القوات المسلحة يكون فى الغالب عبارة عن قطع إضافية من الحلوى أو علبة عصير تصرف للجنود
- مبيت الظباط هو المكان المخصص لراحة الظباط ونومهم
- التعيين هو مقدار ما يصرف للجندى من طعام وماء
- البروجى هو بوق ينفخ فيه بنغمات معينة وكل نغمة لها معنى يفهمه الجنود
- طابور التمام هو الطابور الذى يتم فيه التأكد من أن عدد الجنود الموجودين بالمعسكر مطابق لما هو مذكور فى سجلات الحضور والغياب ويجرى مرتين فى اليوم ... صباحا ومساء
- كلمة "الجمع" تعنى تجمع الرجال فى طوابير فى مكان محدد سلفا سواء أرض الطابور أو مكان آخر
- كلمة "سر الليل" هى كلمة تحدد يوميا لا يعرفها غير الأفراد المكلفون بالحراسة الليلية والأفراد المصرح لهم بالتحرك أثناء الليل فى المعسكر
- كلمة "الميرى" تعنى كل ما هو خاص بالقوات المسلحة ... سواء ملابس أو طعام أو خلافه
- كلمة "ملكى" تعنى الشئ المدنى سواء طعام أو شراب أو ملابس
- كلمة "من عدمه" تعنى الرفض عادة أو عدم وجود شئ ما
- ونهاية فكلمة "توبس" المذكورة فى القصة هى نوع من الواقيات الذكرية المنتجة فى مصر
الأول أن تقرأوا كل كلمة ولا تهملوا أى منها فكل كلمة لها أهميتها فى هذا الجزء بالذات
الرجاء الثانى هو الرجاء المعتاد الذى أرجوه منكم كل مرة وهو
"أرجوكم إقرأوا ما بين السطور"
...............................................................................................................
وأخيرا وصل أمجد لوحدته ... سيارة نقل جنود كبيرة إستقلها عشرة رجال كلهم مستدعون ... منهم من زامل أمجد فى خدمته وآخرون لا يعرفهم لكن الكل تآلفوا فى دقائق ... فكلهم يحمل نفس الهم ... أعمال تعطلت وأسر تركت ... لكنه نداء الواجب لابد أن يُلبّى فمن يتخلف إما سيعرض نفسه للمحاكمة وإما لن يستطيع مواصلة حياته .... وصلت السيارة لمقر الوحدة وهبط الجميع ليستقبلهم قائدها .... لا زال الظابط أكرم هو القائد ... رحب بالجميع وألتف حوله الجميع فكلهم يعرفونه ... وبالطبع كان أكثرهم ترحيبا به هو صديقه القديم ... أمجد ... مباشرة توجه الجميع للمخزن ليتسلم كل منهم مخلاته القديمة وبدّل الإحتياط المستدعون ملا بسهم المدنية بزيهم العسكرى وتم الجمع فى أرض الطابور للنداء على تشكيل السرايا والفصائل ... وكالعادة تسلم أمجد سلاحه الخاص ... لم يكن هناك مجال للإختبار كفترة الإستدعاء السابقة لكن لا بد له من التعرف على حبيبته الجديدة ... فورا تم توجيه أمجد لميدان الرماية ليطلق عشرات الطلقات حتى يتم التآلف بينه وبين قناصته الجديدة ... قناصة حديثة هو أول من يطلق منها النار .... وبمجرد إنتهاء القناصة من التعرف على حبيباتهم إنطلق بروجى الجمع ليهرع الجميع لأرض الطابور وتتراص الصفوف حسب الرتب ... ثلاث فصائل مقاتلون وفصيلة قناصة ... كان أمجد أعلى القناصة رتبة فهو الوحيد الذى يحمل ذراعه ثلاث شرائط ... ثمانية وثلاثون هم مقاتلى الوحدة زاد عليهم عشرة مستدعون من الإحتياط إصطفوا فى ثمانية صفوف .... إصطف أمامهم خمسة ضباط لإعطاء التمام لقائد الوحدة الذى وقف أمامهم لإعطاء تمام الجمع قبل التلقين ... تحدث القائد أكرم بصوته الجهورى للجميع
- من النهاردة يا رجالة هنبدأ الشغل من غير راحة .... هنطلع من الطابور على العنابر ... المهمات شدة خفيفة وكل واحد بسلاحه... خلال 30 دقيقة نكون فى العربيات .... تدريب جديد عليكم ... هنتنقل لمركب .... التمرين هيكون على التسلل و الإقتحام من البحر ... التدريب ده مطلوب يخلص فى 3 أيام ... رتب كبيرة هتكون موجودة تتابع التدريب وتقيم كل واحد فيكم تقييم منفرد ... مفيش نوم ... مفيش راحة .... الأكل تعيين جاف والشرب زمزمية واحدة فى اليوم ... عايزكم تطولوا رقبتى وتحافظوا على نفسكوا ... كل واحد فيكم مسؤل عن سلامة زميله .... عايز التدريب ينتهى على خير ... مش عايز أفقد حد فيكوا ... بالتوفيق يا رجالة ... حد عنده سؤال
- تمااااام يا فندم
- حضرات الظباط آخد تمام خلال نص ساعة إن كل الناس ركبت ... التحرك سعت 1430 كتيبة إنصراف
تحركت السيارات تحمل الرجال لتدريب جديد ... ساعتان وكان الجميع يصطف على رصيف الميناء الحربى قبل تحرك الطابور لداخل السفينة التى سيبدأ منها التدريب ... رست السفينة بعد العصر فى عرض البحر حيث لا أثر يلوح لشاطئ قريب .... إبتسم أمجد فى داخله عندما تذكر رحلته الأخيرة فى البحر ... شتان بين ما بين المهمة الحالية والمهمة السابقة ... وشتان ما بين الصحبتين
نودى على الرجال للتجمع فى ميز السفينة للقاء مع القبطان ومع الضباط ... قاد الطابور ضابط بحرى حتى وصل الرجال للمكان وأستقروا لشرح المهمة ... كان القبطان أول المتحدثين ... فهو الأعلى رتبة وهم فى البحر ... وفى البحر يكون الضابط البحرى قائد قرينه البرى من نفس الرتبة
- مساء الخير يا رجالة .... النهاردة أول يوم فى التدريب معانا ... حضراتكم هتتقسموا 8 مجموعات ... كل مجموعة منكم هتكون فى قارب بقيادة ظابط صف بحرى ... كل قارب يعتبر وحدة منفصلة بينفذ المهمة لوحدة ... مهمة القارب يوصلكوا للبر من غير ما يتم رصده ... بعد كده القارب هينسحب وكل مجموعة تنفذ مهمتها لوحدها .... بنهاية التدريب هيبقى قارب واحد بس بمجموعته ... فيه سفينة تانية بتنفذ تدريب مماثل ... آخر يوم فى التدريب القارب اللى هيفضل من عندنا والقارب اللى هيفضل من عندهم هينفذوا التسلل والإقتحام لإختيار مجموعة واحدة ... لو المجموعة دى منكم ليها عندى مفاجأة وهيتصرف ترفيه لوحدتكم بالكامل ... حضرة الظابط أكرم هيشرح لكم المهمة اللى هتقوموا بيها على البر ... إتفضل
- كل مجموعة هتكون خمس أفراد وقناص... وكل مجموعة هيكون ليها بيرق بلون محدد ... مهمتكم فى التمرين ده التسلل على الشاطئ وعبور الطريق الأسفلتى والإستيلاء على البيرق الخاص بالمجموعة بدون ما يتم رصدكم ... هيكون فيه مجموعات رصد متحركة ونقط رصد ثابتة ... المفترض إنكم متترصدوش لا من المجموعات المتحركة ولا من النقط الثابتة ... قيادات كتير من الجيش هتتابع التدريب ... قائد السلاح هيتابع عمليات التسلل والرصد من غرفة العمليات بنفسه مع رئيس الأركان ... التسلل على شاطئ رملى ... ميكونش فيه أثر ليكم على الرمل وأنتوا متدربين على ده ... التقصير فى المرحلة الأولى من التمرين معناه تكدير للمجموعة اللى هتقصر ... القناص كالعادة هيكون هو دليل الحركة اللى هتتحركوا وراه ... أعلى رتبة فى المجموعة هو قائدها عالبر ... قائد اللنش هو القائد فى البحر ... دى مهمتكوا الأولى ... كل يوم هيكون فيه تطوير للمهمة ... الإنزال هيتم مع آخر ضوء .... بعد التجمع هتكون مهمتكم العودة للقارب قبل أول ضوء بنص ساعة لإعادتكم للسفينة مع أول ضوء ... كل مجموعة هيكون البيرق المميز ليها على القارب بتاعها ... المجموعات متقسمة وهيتم النداء بالأسماء على كل مجموعة بعد المؤتمر ... وهيتم توزيع مهمات التخفى و مهمات خاصة لحماية السلاح من المية ... ودلوقتى هاشرح لكم عالخريطة طبوغرافية أرض العملية وأماكن نقط الرصد الثابتة .
كان أمجد هو الرتبة الأعلى بين مجموعته ... إذا فمهمته مزدوجة ... فهو قناص المجموعة ودليلها والمسؤل عن حركة أفرادها جميعا ... خمس رجال معه يحمل مسؤليتهم طالما هم على البر ... أى خطأ من اى منهم يتحمل هو مسؤليته ... كل فرد مسؤل عن حماية زملاؤه وإنجاح المهمة .
توجه أمجد لإستلام أدوات التخفى ومهمات الحماية للبنادق ... إنطلق الجميع فى ضحك صاخب ... فأدوات التخفى ما هى إلا علبة ورنيش اسود ومهمات الحماية هى علبة واقى ذكرى .... لم يتمالك الجميع أنفسهم حين كان يشرح لهم الضابط كيفية تركيب الواقى الذكرى على فوهة البندقية لحمايتها من تسرب الماء .
مع آخر ضوء إنتهى وقت الضحك وجاء وقت العمل ... تم تركيب مناظير الرؤيا الليلية على بنادق القناصة وأخذ كل رجل مكانه فى القارب المخصص لمجموعته ليتم إنزال القوارب الثمانية من السفينة وتتراص متجاورة لتنطلق لعدها للشاطئ تدفعها محركات قوية لكنها بلا صوت ... بدء التوتر يتسرب للرجال فهى مرتهم الأولى لتنفيذ مثل هذا التدريب ... شعر قائد القارب بتوتر الرجال فأراد كسره
- هما مش مدينكوا يا رجالة توبس زيادة ؟ الواحد أجازته قربه ومش عايز المرة تحبل ... عندى أربع عيال ومش عايز تانى
إستقبل أكرم الثلاث مجموعات مهنئا وهنأهم القبطان لإجتيازهم الأختبار الأول وهنأ الجميع البحارة الثلاثة قادة الزوارق وبعد قليل عادت القوارب الخمسة الأخرى خالية من الرجال
- أمال فين باقى الرجالة يا قائد
- بيتكدروا على الشط يا أمجد ... ده لسه يومهم أزرق النهاردة ... بس إنتوا رفعتوا راسنا ... مش كده ولا إيه يا قبطان
- المركب التانى صفيوا على مجموعتين بس يا أكرم ... يعنى لغاية دلوقتى إحنا كسبانين .
- أوامرنا إيه يا قائد ... نروح ننام
- تنام مين يا حبيبى أنت وهو ... مافيش نوم لغاية التدريب ما يخلص ... روحوا شيلوا الورنيش من وشكوا وإيديكوا والجمع هنا كمان ساعة
- ومن عندى أنا جركن مية بحاله لكل واحد علشان تغسلوا وشكوا بعد ما تشيلوا الورنيش
- أهو القبطان أهو أداكوا مكافأة من البحرية كمان ... إنصراف يا رجالة .
- ده جهاز إتصالات متصل بالقمر الصناعى مش لاسلكى عادى
- هو أحنا فى مصر عندنا قمر صناعى
- لأ معندناش .... صاحب الفرح عنده يا شاويش أمجد
- صاحب الفرح مين ؟
- لو معرفتوش لوحدك مش هتعرفك بقيت عمرك ... المهم الجهاز ده إتصالاتكم عليه مش هتكون مسموعة لأى جهة خارج نطاق قناة الإتصال ... يعنى لا يمكن التصنت عليها من أى جهة غير مرغوب فيها .... التعامل معاه هيكون كالآتى
- مهمة النهاردة هى التسلل زى أمبارح وهيزيد عليها التوغل فى طريق مرصود لمسافة 5 كيلو .... الطريق هيكون متحدد ببيارق وفى نهايته 3 بيارق بلون كل مجموعة ... التقصير النهاردة مفيش عليه تكدير ... نقط الرصد الثابتة هتتغير ومش هيتحدد لكم مكانها ... عليكم إنتم تحديد أماكن نقط الرصد ... ده غير مجموعات الرصد المتحركة ... ودلوقتى هأعرض عليكم خريطة لمسرح العملية بالكامل.... المفروض تحفظوها علشان تمشوا عليها بإستخدام البوصلة ... الصبح هيكون تم الإستقرار على مجموعة واحدة هى اللى هتمثل الوحدة فى تمرين بكرة ... أى أثر هيكون موجود للمجموعة الصبح معناه فشلها فى تحقيق المهمة وهتستبعد من تدريب بكرة حتى لو لم يتم رصدها أثناء التنفيذ ... الخريطة اللى قدامكم دى المفروض قبل ما تركبوا القوارب تكون إتحفظت ... وزى إمبارح العودة للقوارب هتكون قبل أول ضوء بنص ساعة ... القارب هيتحرك فى معاده للعودة للسفينة حتى لو موصلتش مجموعته ... بالتوفيق يا رجالة
قبل الإنزال تجمع جميع من هم خارج الخدمة حول جهاز الإستقبال الذى وضع بالميز لبث تطور العملية ... وبمجرد سماع إشارة تحرك القوارب تحول الجميع لآذان تصغى لما يذاع
تحول الأمر لأمجد لنوع من الشغف والتحدى ... وبمجرد عبور مجموعته الطريق الأسفلتى كان أتخذ قراره ... لن يسير فى الطريق المحدد لكنه سيدور حوله ... بخبرته المهنية كان أمجد هو الأقدر على حفظ الخريطة كاملة عكس باقى الزملاء ... فرسم الخرائط هى مهنته التى يبرع بها ... كان إتخاذ طريق آخر يعنى كيلومترات أكثر عليه وعلى مجموعته قطعها ... لكنه القائد ولا مناقشة فى قراراته ... وقبل وصول المجموعة للمكان المحدد بنهاية الكيلومترات الخمسة كانت شعلة مضيئة تنطلق فى السماء تلتها شعلة أخرى ... إذا فقد تم رصد المجموعتين الأخريين ... هنأ الرجال قائدهم قبل أن يعودوا للقارب ليقلهم للسفينة ويصعدون وسط تهليل مشجعيهم وكأنهم فريق فاز فى مباراة... وتوجه أمجد حيث يقف قائده مع قبطان السفينة ليحييه التحية العسكرية ويخبره بتمام إنجاز المهمة
- مش أنا قايلك من أول يوم يا قبطان المجموعة دى هى اللى هتنجح .
- رجالتك بقى يا حضرة الظابط و عارفهم ... عملتوها إزاى دى يا رجالة ... المركب التانى المجموعتين بتوعه إتكشفوا قبل ما يوصلوا لنص الطريق
- والمجموعتين بتوعنا يا فندم إترصدوا فين ؟
- واحدة قبل البيارق بكيلو والتانية بعد الأسفلت بشوية ... إنتوا بقى إزاى معرفوش يرصدوكم .
- علشان ممشيناش فى الطريق يا فندم ... لفينا حواليه
- أيوه بقى ... الغرض من التدريب كان إكتشاف القدرة على التصرف ... برافو عليك يا شاويش أمجد
- أمجد كان الحكمدار بتاعى فى الثانوية العسكرية يا قبطان ... قومندان من صغره ... مدخلش حربية معانا ودخل هندسة ... وطول عمره أشطر واحد فينا فى الطبوغرافية والخرايط
- عليك نور يا باشمهندس .... مجموعتكم هتصرف ترفيه فى فطار النهاردة ... ولو كسبنا المركب التانى الليلة ليكو عليا الوحدة كلها تتعشى عشا ما شوفتهوش فى جيشكوا كله
- عشا إيه بقى يا فندم ... إحنا هنخلص الصبح ... يبقى فطار قصدك
- لأ عشا يا شاويش ... بعد التدريب هنرجع عالقاعدة وهنوصل على معاد طابور العشا ... لو كسبتوا النهاردة إحنا وإنتوا معزومين على عشا فاخر على حساب رجالة قبطان المركب التانى ... إتفضلوا شيلوا الورنيش وإغسلوا وشكم علشان تتوجهوا للبر لإستكمال تدريبكم ... إنصراف ... شكرا يا رجالة
- التمرين النهاردة مختلف ... أصعب من اليومين اللى فاتوا بكتير ... نفس اللى إتعمل الليلة اللى فاتت وهيزيد عليه تحرير رهينة ... الرهينة فى مبنى عليه حراسة ... الحراسة هتكون من افراد الوحدة اللى بنتنافس معاها ... يعنى مُدرّبين زيكوا بالظبط ومقاومتهم مش هتكون سهلة ... المطلوب منكم توصلوا المبنى وتحددوا مكان الرهينة وتتغلبوا عالحراسة وترجعوا بالرهينة عالقارب .... كل قيادات الجيش هتتابع التدريب النهاردة ... المجموعة المنافسة هتكون فى أرض تدريب غيركم ... رهينة مختلفة والحراسة من عندنا ... خدوا بالكم مش عايزين خساير فى الأرواح ... هيكون معاكم طلقات بوية لكن السلاح الأبيض حقيقى ... هتركبوا كواتم صوت لإن المهمة برضه تحت الرصد والصوت ممكن يكشفكم ... الإقتحام وتحرير الرهائن إتدربتوا عليه كتير ... دى أصل إنشاء وحداتنا ... خدوا بالكوا الرهينة رتبة كبيرة ولو إتخدش فى العملية هتبقى وقعتنا سودة كلنا ... مش عايزينه يتبهدل ...من الآخر عايزين شغل فنادق ... الخريطة قدامكوا أهى إدرسوها وحددوا خط السير
- متقلقش يا قائد هنشرفك وهنعلم عليهم زى كل مرة وهنشيل الرهينة على كفوف الراحة
- لا يا خويا ... آخر مرة هما اللى علموا علينا ... عايزين ناخد تارنا
- متقلقش يا قائد ... هنعلم عليهم ... آخر مرة كان الشاويش أمجد مش معانا
- بمجرد تحرير الرهينة يتم الإبلاغ بجهاز اللاسلكى وتحديد سعت التلاقى مع القارب ... المرة دة القارب هينزلكوا ويرجع السفينة ... يعنى تحسبوا وقت وصولكوا ليه بالثانية علشان مينتظرش فى نقطة الإلتقاء ... رصد القارب معناه فشل المهمة
- خدوا بالكم الرصد المرة دى هيكون فيه مفاجآت غير متوقعة ... يعنى إعتبروا نفسكم فى أرض عدو ... بالتوفيق يا رجالة ... إنصراف وإبدأوا التجهيز للإنزال
- تمام يا فندم
تلك المرة فوجئ أفراد المجموعة بمروحية تمسح مسرح العملية بكشاف قوى فى دورات متعاقبة ... كان على المجموعة الإختباء لحساب وقت مرور المروحية قبل كل خطوة ... إنهم وصلوا لأبعد نقطة فى التدريب ولا يريدون الخسارة ... فسمعة الوحدة الآن على المحك
وأتخذت المجموعة خط السير الذى حدده أمجد ... إستطاعوا بعد أكثر من ساعتين الوصول للمبنى الموجود فيه الرهينة المفترضة ... وتم رصد الحراسة الخارجية والداخلية وتوزيع المهام بين الأفراد ... كلهم جنود تم تدريبهم ... وكثيرا ما كان يتم تبادل الأدوار بين الوحدتين فى التدريبات
كان المبنى به ثغرة واضحة فى الجزء الخلفى من المفترض إستغلالها فى الإقتحام ... لكن أمجد قرر التغاضى عن الثغرة والإقتحام من المواجهة ... الإتفاق أن من يصاب بطلقة طلاء يرقد مكانه بلا حراك ولا يعود للإشتراك فى اللعبة ... ومن يمسه طرف السلاح الأبيض يعتبر قتيل
لم يستغرق الإشتباك وتحييد الحراسة طويلا ... فأفراد الحراسة كانوا يتوقعون الهجوم من أضعف نقطة وتركزت حراستهم عليها وفوجئوا بالمهاجمين فى أقوى نقطة وفوق روؤسهم ... تم إصطحاب الرهينة وبقى الإبلاغ
- تم تحرير الهدف ... وإتخاذ طريق العودة
- تمام ... فى إنتظار إشارة تحرك عائمة الإلتقاط
- علم وينفذ ... سيتم إرسال الإشارة فى الوقت المناسب
...........................................................................................................
وصل الرجال منهكون لوحدتهم وبعد طابور التمام إتجه الجميع لعنابرهم لأخذ قسط من الراحة ... فأمامهم يوم آخر سيبدأ بعد ساعات ... بعد دقائق كان الكل نيام فى العنبر إلا أمجد ... جلس على فراشه الضيق وأخرج حبيبته من دولابها ليعتنى بها ... لم يستطع النوم رغم إرهاقه الشديد ... لقد إعتاد على النوم لساعات قليلة والعمل لساعات طويلة ... وهو كما هو ... لا يستطيع العمل إلا واقفا وتعود ألا ينام إلا بجوار زوجته ... أو بالأحرى إحدى زوجتيه
إنتهى أمجد من تنظيف سلاحه وتزييته وبمجرد أن أغلق الدولاب الخاص به شعر بأقدام تتسلل إلى العنبر فى هدوء ... إنه القائد أكرم أتى ليطمئن على راحة رجاله ... إبتسم فى الظلام وجسده الضخم يحجب الضوء البسيط المتسلل من خارج باب العنبر
- إنت لسة منمتش يا أمجد ... إيه اللى مصحيك
- مش جايلى نوم يا فندم ... نضفت السلاح ورجعته الدولاب .
- أنا كمان مش جايلى نوم ... تعالى نشرب كوباية شاى عندى فى المكتب ونتكلم سوا زى زمان ... وحشتنى أيام ثانوى يا صاحبى ووحشونى الشباب .
- ماشى ... هأغير لبس النوم وأحصلك ... هى كلمة سر الليل إيه علشان الخدمة متثبتنيش
- كلمة سر الليل "فجر" ... هأستناك
- الواحد نفسه فى كوباية شاى بالنعناع ... يا ترى هاقدر أشربها بعد أد إيه
- بكرة يا أمجد ممكن تشربها ... بكرة كل الكتيبة هتنزل 24 ساعة ... هتفضل المؤخرة بس وهنسافر بعد بكرة
- بسرعة كده ... بس لسة جلسة مجلس الأمن مخدتش قرار
- القرار متاخد يا أمجد من قبل ما الدنيا تولع أصلا ... غبى وفاكر نفسه زعيم وصدقهم ولبسنا كلنا فى الحيطة
- وانت نازل بكرة برضه يا أكرم ؟
- لأ أنا مش هانزل ... لسة راجع من الأجازة قبل ما انت تيجى بيوم ولازم أكون موجود فى التجهيزات
- كويس ... علشان مافضلش لوحدى هنا
- ليه ؟ إنت مش ناوى تنزل تسلم على أهلك ومراتك قبل السفر ؟
- لأ ... ودعتهم مرة ومش عايز أودعهم تانى ... بأكره لحظات الوداع .
- المرة دى غير كل مرة يا أمجد ... المرة دى حرب مش مناورات ولا سفر لشغل
- عارف ... وعارف إن أى واحد فينا ممكن ميرجعش ... مش عايزهم يقلقوا عليا ... وبعدين هاودع مين ومودعش مين ... حبايبى كتير يا أكرم
- براحتك يا أمجد ... على كال حال أنا هأعملك التصريح زيك زى باقى الرجالة ... فكر لغاية بكرة ... التصاريح هتتوزع بعد طابور التمام الصبح
- ماشى يا أكرم ... هو التمرين اللى كنا فيه ده خاص بالسفر
- مش هاقدر أقولك لإنى أنا نفسى لسة معرفش ... بس غالبا خاص بمهمتنا هناك .
- وليه الظباط ماشاركوش معانا فى التدريب زى كل مرة ؟
- التعليمات كده ... التمرين لجنود وصف ظباط بس ... أكيد هنعرف السبب لما نوصل هناك ... تعرف إن إسمك كان أول إسم مطلوب للإستدعاء المرة دى ... إسمك كان جاى فى كشف لوحده غير كشف باقى الناس
- إشمعنى يعنى ؟ توصية ولا حد عايز يخلص منى
- ههههههه ... لآ ... غالبا بسبب نتايجك فى المناورات الأخيرة... وإنت ملفك كله مشرف من ساعة ما كنت مجند يا أمجد ... من ساعة ما ملف التدريب جالى كنت عارف إنك الوحيد اللى هتكمله إنت والمجموعة اللى معاك
- ياللا يا عم عد الجمايل ... أدينا علمنالك على الوحدة التانية قدام القيادات كلها ... زمانهم متكدرين دلوقتى
- لا متكدرين ولا حاجة ... هيسافروا بعدنا بيوم هما كمان .... يعنة لازم ينزلوا أجازة بكرة ولا بعده ... فاكر يوم ما كدرتنا لما خسرنا فى المدرسة فى معسكر الرماية قدام سنة تالتة
- ههههههههههههه .... ياااااه ده انت قلبك إسود قوى ... دا إحنا كنا لسة فى سنة أولى
قبل نهاية الطابور نودى على أسماء أمجد ومجموعته للتوجه لمكتب الشئون الإدارية .... هناك تم تصويرهم بعد إستبدال ستراتهم العسكرية بقمصان مدنية ... لم يجبهم أحد عن السبب ... لكن تم تسليمهم بعدها تصاريح إجازاتهم ... كل الوجوه كان يعلوها الوجوم ... تسلم الرجال تصاريحهم وأنصرفوا لتغيير ملابسهم إستعدادا للمغادرة ... إجازة لمدة يوم قد تكون إجازتهم الأخيرة من الوحدة ... زيارة لتوديع الأحباء ووداع قد يكون الوداع الأخير .
جلس أمجد وحيدا فى العنبر يعد مخلاته ويراجع مهماته حتى دخل عليه أكرم مرة أخرى بعد أن أنهى عمله فى المراجعة على إكتمال تجهيزات الوحدة
- يرضه منزلتش يا أمجد ... حتى تطمنهم عليك
- مش عايز يا أكرم أشوف تانى فى عنيهم الألم اللى شوفته وانا ماشى ... مُنى حامل ومش عارف هأشوف إبنى ولا مش هيتكتب لى أشوفه ولا لأ ومراتى مش عارف هاشوفها تانى ولا لأ ... إنت فاهم
- متقلقش يا أمجد ... كلنا هنرجع .... ياما الرجالة دى وغيرها راحت مهمات كتير ورجعت ... عمرى ما فقدت واحد من رجالتى من ساعة ما بقيت قائد للوحدة دى
- إنت فاكرنى خايف من الموت يا أكرم ؟ بالعكس .... بس أنا وأنت وكل عسكرى فى الوحدة دى لما كنا بنطلع أى مهمة مكناش بنخاف ... لكن كنا بندافع عن أرضنا يا صاحبى ... أنا عن نفسى المهمة الوحيدة اللى طلعتها كنت بأتمنى فيها الشهادة ... بس كانت هتبقى شهادة يا أكرم لأنى كنت بأدافع عن أرضى ... تقدر تقولى إحنا رايحين علشان ندافع عن مين ضد مين ؟ هنحارب عساكر غلابة زيهم زينا قائدهم إتضحك عليه وطمعه عماه ... عايز يبقى زعيم الأمة وفاكر نفسه صلاح الدين ... رماهم فى حرب 8 سنين وأول ما خلصوها رماهم فى حرب تانية ... مكفاهوش اللى ماتوا واللى إتصابوا فى ال8 سنين وقرر يضحى بالباقى منهم ... رماهم فى حرب هتولع العالم كله حواليه وحوالينا ... واللى بيدور اللعبة من بعيد هو الوحيد اللى هيكسب فى الحرب دى ... هيحط رجله فى المنطقة وعمره ما هيطلع منها تانى ... يبيع السلاح للكل ويخلى كل واحد يدمر السلاح اللى مع التانى ويبيع لهم تانى وتالت ... إستعمار من نوع جديد وكله فى الآخر هيصب فى مصلحته .
- ربناا يستر يا أمجد ... إحنا فى الآخر جنود بننفذ أوامر ... إحنا هندافع عن الأضعف لغاية ما ياخد حقه من الأقوى وبس ... بأقولك إيه ... ما تقوم بينا نشرب كوبايتين شاى بالنعناع
- ههههههههه .... وهنجيب النعناع منين فى الصحرا اللى إحنا فيها دى ؟ وبعدين مش عايز أزود فى الشاى أبو كافور بتاع الجيش ده ... أنا راجل متجوز دلوقتى
- لأ مش هنشرب شاى أبو كافور ... نعالى نخرج نشوف حتة نقعد فيها نشرب كوبايتين شاى نضاف .
- وهو فى حتة هنا يتشرب فيها شاى ... أنا مش شايف قدامى غير صحرا فى كل إتجاه
- فيه بلد قريبة هنا فيها قهاوى ... يعنى ممكن تشرب شيشة كمان
- بلد قريبة فين يا عم ... ده التلسكوب بتاع البندقية مبيجبش غير صحرا
- مش قريبة قوى .... 30 كيلو .... قوم بينا ناخد الجيب ونطلع نقعد شوية هناك ٍ
- يلا يا سيدى ... إياكش بس الشرطة العسكرية متمسكناش ونتحبس إحنا الإتنين
- يا بنى إنت مع القائد ... يعنى أنا اللى بأعمل التصاريح ... ياللا بينا بقى وبلاش إكتئاب .
قبل أن يشرب أمجد كوب شايه لاحظ تليفون موجود فى جانب المقهى الصغير ... إستفسر من عامل المقهى عن إمكانية إستخدامه فنظر لملابسه العسكرية التى يرتديها هو وصديقه قبل أن يجيبه بأنه عادة لا يسمح بإستخدامه لكنه سيسمح له إكراما لهم .... فأهل ذلك الوطن دائما ما يقدرون الجنود ويقدرون شوقهم لأسرهم .... أجرى أمجد مكالمتين سريعتين ... كل مكالمة لزوجة من زوجاته يطمإنها أنه بخير ... لم يخبرهم بسفره ... فبهم من القلق ما يكفيهم ... كانت المكالمة الأولى لمنى والثانية لسهام ... عاد بعدها لمجلسه وهو يشعربشعور جديد ... أنهى مكالمتيه وقد تمكن منه الشعور بأنه سيعود ... سيقاتل من أجل أن يعود
- ها يا وحش كلمت الجماعة ؟
- كلمتهم ... كويسين
- طيب روق كده وهاطلبلك حجر معسل على حسابى
...........................................................................................................
قبل عصر اليوم التالى كان الرجال يتخذون أماكنهم بتلك الطائرة العسكرية ... إتخذ كل من الجنود مكانه وسط فصيلته وحسب أقدميته ... أُغلق الباب الخلفى وهدرت محركات الوحش إستعدادا للطيران ... إرتفعت الطائرة ليلتفت كل رجل خلفه للنظر من نوافذها ليلقى كل منهم نظرة على الأرض التى يحبها وسيعادرها للدفاع عن أرض غريبة عليه ... طالما تدربوا وقاموا بعمليات على تلك الأرض وكان يقينهم الدائم أن تلك الأرض أرضهم ... يحمونها وهى تحميهم ... ترى هل ستحميهم الأرض الذاهبون للقتال فوقها أم ستتخلى عنهم ... سؤال دار فى أذهان الجميع أرجأوا إجابته ... فبعد ساعات سيصبحون فوق أرض غريبة ليتعرفوا عليها ... ويواجهوا فوقها المجهول .
ساعتان أو أكثر قليلا قبل أن تحط الطائرة هلى مدرج تلك القاعدة الجوية وينادى القائد على رجاله بالتجهز للنزول ... حمل كل رجل مخلاته وتحرك الطابور للإصطفاف على أرض المطار قبل أن تحملهم أوتوبيسات مكيفة لمقر إقامتهم ... تندر الرجال ... فهى المرة الأولى التى يركبون أتوبيسات مكيفة فى مهمة عمل وتغلب الجميع على توترهم كما أعتادوا بالضحك والنكات
- إيه ده يا وحوش أتوبيسات مكيفة
- باينها مهمة زى الفل يا رجالة .... أنا لو قولت لأبويا إنى بأركب أتوبيس مكيف زى ده هيقولى خدنى معاك
- بس يا جندى منك ليه بلاش دوشة ... خلونا نتمتع بالتكييف
- يا فرحة أمك بيك لما تعرف أنك ركبت المكيف ياض ... كنت بتروح بلدكم على حمارة
وصل الجميع لمكان إقامتهم ... لم يكن مكان كالذى إعتادوا عليه ... هناجر مكيفة بكل منها عشرون فراشا وبها مرافق لم يتعودوا عليها طوال مدة خدمتهم
- إلحق يا جدع ... ده الحمامات فيها مية سخنة ... فندق ده ولا إيه يا شاويش
- وهو أنت عمرك شوفت فندق قبل كده
- يعنى العساكر عندهم هنا بيعيشوا فى التكييف وحماماتهم فيها سخن وبارد
- تبقى تحكى لأهلك لما ترجع يالا ... إنتوا لسة لما بتستحموا بتسخنوا المية على وابور الجاز؟
- ولا حتى وابور الجاز يابنى ... أنا لما بآجى أستحمى بأستحمى بخرطوم
- بس ده تسيب ... هنرجع وحدتنا إزاى بعد كده ... ودش المية المتلجة اللى بناخده كل يوم الصبح هناك هنعمل فيه إيه
- إخرس بقى بدال ما القائد يسمعك ويخليهم يقفلوا علينا المية السخنة ... خلينا نعيش لنا يومين
- لما عنابر العساكر كده يبقى مبيت الظباط هيبقى شكله إيه يا جدع ... مش بعيد يكون عندهم فيديو كمان فى مبيتهم
- النهاردة يا رجالة راحة .... طابور العشا بعد ساعة .... من بكرة الصبح هنرجع لطوابيرنا عادى ... متتعودوش عالتكييف .... بالنهار هتشوفوا هنا حر محدش فيكوا شافه قبل كده .... بعد طابور العشا فيه طابور تمام ... ناموا أد ما تقدروا ... الناس اللى هنادى على اساميها تجمع مهماتها من العنابر علشان هيباتوا فى عنبر تانى ... تبقوا تسلموا عليهم علشان هيغيبوا عنكم شوية ... أول مهمة لينا هنا هما اللى هيقوموا بيها ... متنسوش تدعولهم فى الفجر علشان هيحتاجوا دعواتكوا كلكوا
- رقيب إحتياط أمجد ... عريف مجند سليم ... عريف مجند عبد الوالى ... عريف مجند خالد ... جندى مجند على علوان ... جندى مجند فهيم الباز
جمع الرجال عتادهم وساروا خلف مساعد تعليم الكتيبة لمكتب القائد ... إصطفوا أمامه بوقفة إنتباه حتى وصلهم صوت مساعد التعليم "جماعة صفا" ... إسترح ... تمام يا فندم ... قالها مساعد التعليم وأستدار للخلف وأنصرف من المكتب وأغلق الباب خلفه ليتحدث إليهم أكرم بلهجته الحازمة ونبراته القوية
- بكرة يا رجالة الهليكوبتر هتنقلكوا لمركب فى عرض البحر ... المهمة اللى إتدربتوا عليها هتنفذوها ... هيكون فيه شوية تعديلات هأقولكوا عليها بكرة فى التلقين ... ناموا كويس الليلة علشان يمكن متلاقوش وقت تناموا فيه بعد كده ... عايزكوا تاخدوا بالكوا من نفسكوا وكل واحد يحمى زميله ... المهمة مفيهاش مجال للخطأ ... يعنى يا إما تنفذوها بنجاح يا إما مش هترجعوا ... محدش يعرف إننا هنا ... يعنى لو إترصدتوا أثناء التنفيذ محدش هيسأل عنكوا غير بعد الحرب دى ما تخلص ... إتفضلوا يا رجالة روحوا العنبر اللى هتباتوا فيه وأشوفكوا فى طابور العشا ... إستنى أنت يا أمجد شوية
- كان نفسى متكونش موجود يا أمجد فى المهمة دى ... لكن للأسف لبست أنت فيها
- ممكن أسأل سؤال ... سؤال من صديق مش من عسكرى فى الوحدة
- طبعا إسأل ... حتى لو مش صديق إنت هتكون قائد المهمة ومن حقك تسأل عن كل حاجة
- ليه المهمة دى مش هتكون موجود فيها ... أنا عارف إن مافيش مهمة الوحدة بتقوم بيها غير لما بتكون إنت موجود مع اللى هينفذوها
- الأوامر كده .... ظباط كتير من هناك درسوا فى الكلية الحربية عندنا وعارفين كتير مننا ... زى ما قلتلك المفروض إننا مش هنا ... وبكرة فى التلقين هتعرف المهمة دى هتتنفذ إزاى ... واللى هتسمعه هيرد على سؤالك ده
- طيب اللى فهمته إن المهمة هى تحرير رهينة موجودة هناك ... الرهينة دى فى البلد الصغيرة ولا الكبيرة ... يعنى إحنا هنكون على أرض مين
- إحنا مهمتنا فى البلد الصغيرة وبس ... مافيش عسكرى مصرى هيعدى حدود البلد الكبيرة ... آخر معلومات إن الرهينة موجود فى البلد الصغيرة
- والمعلومات دى معلومات أكيدة ؟
- مش أكيدة للدرجة دى ... معلومات وصلت من واحد خرج من هناك ... الرهينة نازل فى شقة شيخ محترم من البلد المعتدى عليها ... قاعد معاه لإنه ساعة إخلاء السفارة مكانش موجود فيها وفشلوا فى الإتصال بيه فى الفندق اللى كان نازل فيه ... الشيخ ده صديقه ولما لجأ ليه إستضافه فى بيته ... والراجل مش عارف يخرج من بيته من وقتها ومرضيش يهرب ويسيب ضيفه... المعلومة وصلت من سواق مصرى كان شغال مع الشيخ .... الراجل سابله العربية يهرب بيها لمصر هو وعياله وطلب منه يبلغ هناك بأن الراجل عنده فى البيت
- هى الرهينة شخصية مصرية ولا عربية ؟
- لا مصرية ولا عربية .... الرهينة دبلوماسى أمريكى ... ولغاية دلوقتى ميعتبرش رهينة ... هو هربان ومستخبى فى مبنى هناك والمطلوب منكم إنكم تهربوه
- أمال الجزء الأخير من التمرين كان فيه تحرير رهينة من وسط حراسة ليه
- علشان لو حصل وأتقبض عليه قبل ما توصلوا يبقى لازم تحرروه
- وليه الأمريكان مقاموش بالمهمة دى ... ما عندهم مشاة البحرية اللى ماليين الدنيا أفلام عن بطولاتهم وعن قدراتهم اللى ملهاش حل
- علشان اللى هيقوم بالمهمة لازم يكون وجوده طبيعى فى المكان ... شكله ولغته ولهجته ... إنتوا هتقعدوا هناك 3 أيام ... 3 أيام فى بلد عربى تحت إحتلال بلد عربى تانى ... يبقى علشان تختفوا وسطهم لازم تكونوا شبههم ... مصريين بيشتغلوا هناك... ومشاة البحرية معندهمش القدرة دى
- هتكون معانا لغاية فين يا أكرم ؟
- هأكون معاكم لغاية المركب ... مش هاتطمن غير لما أكون فى أقرب مكان منكم
- والإنزال هيكون من المركب اللى كنا عليه فى التدريب ؟
- لأ ... مراكبنا لسة فى مصر ... مش هتتحرك غير بعد قرار مجلس الأمن ... الإنزال هيكون من مركب أمريكى
- يعنى هتفضل لوحدك على مركب أمريكى لغاية ما نرجع ... لو رجعنا
- لأ ... المجموعة التانية اللى كانت بتتنافس معاكوا فى آخر التمرين هيكونوا موجودين ... إحتياطى فى حالة فشلكم أو إكتشافكوا
- يعنى الراجل ده هيجيى هيجيى ... حتى لو إحنا روحنا فى داهية هيبعتوا غيرنا وممكن يروحوا فى داهية هما كمان
- مش هتروحوا فى داهية ولا حاجة يا أمجد ... لو حسيت بأى خطر إلغى العملية فورا وأبعت إشارة إخلاء ... كل واحد فيكوا أهم عندى من الرئيس الأمريكى نفسه ... أى خطر إنسحب وكسمهم
- وبحارة القارب اللى هننفذ بيه هيكونوا مصريين ولا أمريكان ؟
- للأسف هيكونوا أمريكان ... رفضوا وجود بحارة مصريين على مركبهم ... لكن القارب اللى هتنفذوا بيه هيكون زى القارب اللى إتدربتوا عليه بالظبط بنفس الماتور الكاتم للصوت
- زى ما قولت إمبارح يا رجالة المهمة دى الأولى ليكم هنا ... أتمنى متكونش الأخيرة ... هنركب الهليكوبتر اللى هتنزلنا على المركب اللى هتقوموا منها بالعملية ... العملية 3 أيام ... هيكون معاكم غير تجهيزكم العادى هدوم ملكى ... وهتاخدوا معاكوا جهاز الإتصال الحديث اللى إتدربتوا عليه ... الهدف على بعد 3 كيلومتر من الساحل ... الخريطة قدامكوا موضح عليها البيت اللى فيه الهدف ... عمارة 11 دور الهدف فى الدور العاشر ... هتتمركزوا فى مبنى تحت الإنشاء على بعد 100 متر من الهدف ... أول ما توصلوا نقطة التمركز هتغيروا هدومكوا الميرى وتلبسوا ملكى ... تخفوا السلاح والهدوم الميرى ... هتراقبوا العمارة الموجود فيها الهدف لمدة 3 أيام ... مساء اليوم التالت هتلبسوا الميرى تانى وتتوجهوا للهدف وتحرروه ... الهدف دبلوماسى أمريكى والسكرتيرة بتاعته ... هتاخدوهم وتتوجهوا لنقطة الإلتقاط على الشاطئ المتحددة فى الخريطة ... الإلتقاط المفترض يكون قبل أول ضوء فجر اليوم الرابع بنص ساعة زى ما تم فى التدريب... هنكون على إتصال دائم سوا ... أنا اللى هاخد إتصالاتكوا .... فى ال3 أيام دول إنتوا هتكونوا متنكرين فى شكل عمال بناء ومهندس ... طبعا أمجد هيكون هو المهندس ... شغلته الحقيقية كده ... نقطة التمركز طبعا مفيهاش عمال دلوقتى والعمل متوقف فيها ... لو حصل وحد من القوة المعادية دخل عليكوا هتقولوا ببساطة إنكم عمال فى شركة المقاولات اللى بتبنى المبنى وسكنكم إتدمر فى الغزو ومافيش مكان تانى تروحوا فيه ... هتستلموا باسبورات سليمة وعليها تأشيرة دخول بتاريخ شهر يونيو وكارنيهات للشركة اللى كانت شغالة فى المبنى اللى هتستخبوا فيه ... يعنى مافيش معاكو فلوس ترجعوا مصر ... سلامتكم هى أهم حاجة ... أهم من الهدف نفسه ... فيه حد عنده سؤال
- هل هناخد معانا تعيين يكفى ال 3 ايام يا فندم ؟
- لأ يا سليم ... لو أخدتوا تعيين من بتاعنا هيكون عليه شعار الجيش ... هتاخدوا معاكم فلوس بعملة البلد ... فيه هناك مجمعات فاتحة تشتروا منها أكل ومية ... نقطة التمركز فيها مية لكن مية غير صالحة للشرب
- الحراسة الموجودة عالهدف كام فرد وتسليحهم إيه يا فندم ؟
- لغاية دلوقتى المعلومات اللى عندنا إن الهدف مستخبى ولم يتم القبض عليه ... القوات بتفتش هناك بيت بيت وشقة شقة ولسة موصولش للعمارة الموجود فيها الهدف ... هى عمليات نهب أكتر منها تفتيش ... الشقة اللى بيلاقوها خالية من السكان بياخدوا كل اللى فيها ... علشان كده عملية التفتيش ماشية ببطء شديد ... لكن لو وصلوا للهدف قبل منكوا هيتقبض عليه فورا هو واللى معاه .
- ولو إتقبض عليه قبل ما نوصل نعمل إيه ؟
- يبقى مهمتكم بقت أصعب وهتضطروا لتحريره بعملية إشتباك ... وأتمنى ده ميحصلش .
- لو حصل وقارب الإخلاء موصلش فى معاده ... نتصرف إزاى
- لو قارب الإخلاء موصلش فى معاده هتتضطروا تتوجهوا بالهدف للحدود وتعبروها ... طبعا ده هيكون صعب جدا لإن المسافة طويلة وهتاخد منكم أيام لقطعها والهدف مدنى وسنه كبير ومش هيتحمل مغامرة زى دى
- تمام يا فندم
- إتفضلوا إجهزوا ... الطيارة هتكون جاهزة خلال ساعة من دلوقتى ... بالتوفيق يا وحوش
وتحرك الرجال بخطوات منتظمة ترتفع ركبهم لمستوى فخوذهم يدقون الأرضية بدقات قوية ويتجهون للخارج ليصطفوا فى طابورين بجوار الطائرة لينادى أمجد بصوت مرتفع ... قف ... إنتباه ... لليمين در .. يلتفت الرجال لليمين وتدق كعوبهم الأرض دقة واحدة ليستدير أمجد ويتحرك بالخطوة السريعة ليقف أمام قائده وقفة معتدلة بنظر ثابت ويوجه كلامه لقائده بعد أن يرفع يده بالتحية العسكرية ويخفضها جانبا بعد أن يضم قبضته
- المجموعات جاهزة فى إنتظار الأوامر يا أفندم
- التحرك بالخطوة السريعة ... العودة للسيارات ... نفذ
- إنها الأوامر يا سيدى ... إنهم فى مهمة تحت مسؤلية القيادة المركزية وسيتلقون أوامرهم من الجنرال شخصيا
- رجالى لا يتلقون أوامرهم إلا منى ... هكذا تدربوا وهذا ما سوف يفعلونه
- لكن يا سيدى أوامرى أن أحملهم فقط للسفينة ولست معهم
- لن يتحرك رجالى بدونى .
- لكن يا سيدى معلوماتى أن هناك قائد ثان يليك فى الرتبة وهو من سيقوم بتنفيذ المهمة
- هذا القائد الثانى سيرفض تنفيذ أى أوامر تصدر له من أجنبى
- فلتنتظر قليلا يا سيدى حتى نتفاهم ... إنها تعليمات لابد أن تنفذ .
- تعليماتك تنفذها ... وتعليماتى أن أصطحب رجالى ... كل ينفذ تعليماته
- إذا أمهلنى لدقائق أتصل بقيادتى لأحيطهم علما بالوضع ... أرجوك سيدى إنها فقط بضع دقائق لا أكثر
- أرأيت ... لم يتوقفوا لندائى وتوقفوا لنداء قائدهم ... هكذا تسير الأمور عندنا ... أنا أصدر الأمر للقائد والقائد يصدر الأمر للرجال والرجال تستجيب له .... قائدى نفسه لا يستطيع إصدار الأمر لهم مباشرة ... الأمر يصدر من رجل لرجل حتى يصل الأمر للقائد الأخير ... هو وحده من سيستجيبون له
- رأيت يا سيدى ... رأيت وفهمت ... أمهلنى لدقائق فقط
جلس الجميع فى صفين متواجهين وبدأت محركات الطائرة فى الدوران ووضع أكرم سماعات الرأس على أذنيه ليكون همزة الوصل بين الطيارين والمرافق والرجال وأرتفعت الطائرة عن الأرض وبدأت رحلتها وقد نال الرجال إحترام من يرافقونهم .
بمجرد هبوط المروحية الضخمة على سطح تلك السفينة شديدة الضخامة تم إستدعاء أكرم وأمجد لعقد إجتماع مع الرجل الذى من المفترض أنه سيقود العملية من السفينة ... أبيض آخر حليق الرأس ولكنه ليس بضخامة مرافقهم ويمسك بين أصابعه سيجار مشتعل ... تجاهل أمجد الرجل تماما ولم ينظر إليه ولم يجبه على أى كلمة وجهها إليه ... كان أكرم فقط هو من يتحدث معه ... وجه أمجد حديثه لقائده
- عايز يا فندم يتحدد عالخريطة أماكن المجمعات الإستهلاكية اللى هتكون فى منطقة التمركز ... اللى هنشترى منها الأكل والمية
- إشمعنى يعنى يا أمجد ؟
- المفروض إننا فى المنطقة دى من شهر يعنى عارفين الأماكن اللى بنشترى منها أكلنا ... لو سالنا ممكن وجودنا ينكشف
- تمام يا أمجد ... حاجة تانية ؟
- طبعا أنا ليا الحرية فى تأجيل تنفيذ العملية حسب الظروف ... هكون على تواصل معاك دايما
- بالتأكيد ... متقلقش
- لماذا لا تتحدث الإنجليزية كى أفهم ما تقول ؟ معلوماتى أنك تتحدث الإنجليزية بطلاقة .
- قول للجدع ده إنى مبتكلمش غير عربى ... ومش هأقبل أى أوامر تتوجه ليا من قيادة غير قيادتى ... أنا جندى مصرى تحت قيادة مصرية
- أنا قائد العملية ... والتعليمات ستصدر من خلالى ... وأنا من سيتلقى الإتصالات ... وإن كان صديقك لا يريد التحدث بالإنجليزية فهناك مترجم عربى موجود على ظهر السفينة سينقل له أوامرى ... مترجم أمريكى من أصل عراقى
- لن يستجيب أحد من رجالى لأوامر غير أوامرى ... ونحن نصدر أوامرنا ونتلقاها باللهجة المصرية ... لن نستجيب لأوامر تصدر لنا بأى لهجة أخرى ... أنا قائد المهمة ورجالى من سينفذونها وأنا المسؤل عن سلامتهم وسلامة رجلكم ... إذا كنت تتوق لإصدار الأوامر فدع رجالك ينفذون المهمة ... رجالى لا يثقون فى غير قيادتهم
- إذا كنت مصرا على إدارة العملية فليكن ... ولكن إعلم أننى سأكون متواجدا طول الوقت ومترجمى معى ... وحين تنتهى تلك المهمة سيكون لى حديث آخر مع قادتك
- أرسلتنى قيادتى بعد أن طلبت قيادتك من يقوم بمهمة إنقاذ لرجلكم ... وتعليماتى واضحة تماما ... تنفيذ المهمة والحفاظ على أرواح رجالى ... والآن لتعرض علينا صورة الرهينة المطلوب إنقاذها
- فلتتجهزوا لعمليتكم ... سيتم إنزالكم خلال ساعة من الآن ... أغبياء
- الراجل هيطق ... أديناه درس فى الأخلاق وهو مش متعود على كده
- كسمه ... ماهم لو كانوا رجالة كانوا خلصوا الراجل بتاعهم
- عايزينكوا ترجعوا رافعين راسنا يا رجالة ... متخافوش إحنا فى ضهركوا وهتلاقونا معاكوا وقت ما تطلبوا
- ياعم مش هنحتاجكوا ولا حاجة ... بس عايزينكوا فى الكام يوم اللى هنغيبهم ترفعوا راسنا وسط ولاد اللبوة دول ... خصوصا الراجل اللى حاطط فى بوقه صباع ممبار ده ... عايزنكوا تطلعوا عين أمه
- متقلقوش ... كسمهم على كسمه
- ألم أخبرك بأن لنا لهجة خاصة لا يفهمها سوى المصريين ... إنهم يوصون بعضهم بشكرك
- أعتقد أنك لا تقول الحقيقة ... فهم يتحدثون بنبرة سخرية ... إنقل لهم تمنياتى بالنجاح فى مهمتهم
- تلك هى طبيعتنا ... نحن نسخر من كل شئ ... نتغلب بالضحك على صعوبة الأوقات
- النسر فى العش بيستعد للطيران
- عليه نور يا صعيدى... إصحى للصيد
بدل الرجال ملابسهم بالملابس المدنية الموجودة فى حقائب صغير على ظهورهم ... أخفوا ملابسهم العسكرية تماما كذلك أسلحتهم ... فقط بندقية أمجد لم يتم إخفاؤها معهم ... فبندقيته مكانها بأعلى المبنى حيث يستطيع منظارها نقل الرؤيا من مسافات بعيدة .... صعد أمجد لأعلى المبنى كى يبدأ المراقبة ... فكل دقيقة لها حسابها وكل حركة حولهم يجب أن تدون ... ترك أمجد رجاله للراحة بعد أن وزع بينهم ساعات الحراسة الليلية ... كان أمجد يعد نفسه لثلاث ليال أخرى بلا نوم ولا راحة ... ففى رقبته مسؤلية خمس رجال من خيرة الشباب عليه حمايتهم أولا ... ومهمة يجب إنهاؤها فى موعدها ثانيا ... أخرج أمجد من جيبه قلم ونوتة صغيرة لكتابة الملاحظات ... ملاحظات سوف يكتبها على صورة خطوط وأرقام ... لو وقعت فى يد أى شخص آخر سيجدها مجرد ملاحظات مهندس عن سير العمل فى موقعه ... لكنها فى الحقيقة ملاحظات عن كل ما يرصده منظاره وعينيه ... فهو كالصقر يجيد الرؤيا فى الظلام
فى الصباح وبعد أن إنتهى حظر التجوال وبدأت الحركة تدب فى الشوارع ... حركة بسيطة لا تقارن بحركة مدينة ... لكن بين الحين والآخر يقطع شخص ما الطريق سواء خروجا من عمارة أو ذهابا لمكان ما أو سيارة عسكرية تسير بسرعة... أخفى أمجد حبيبته جيدا وهبط لرجاله فى الدور السفلى فوجدهم مستيقيظين
- صباح الخير يا رجالة .. نمتوا كويس ؟
- نومة زى الزفت يا شاويش ... مكناش نمنا أحسن
- لأ شاويس إيه ركزوا ... أنا المهندس أمجد ... طول ما إحنا لابسين ملكى إسمى المهندس أمجد ... وإنتوا عمال كونتوا شغالين معايا هنا فى الموقع ده ... متنسوش
- ماشى يا هندسة ... هنفطر بقى ولا إيه ؟
- أنا هأخرج ألف لفة وأجيب حاجة ناكلها وأرجع ... متنسوش لو حد كبس عليكوا هتعملوا إيه ؟
- هنطلع الباسبورات اللى معانا نوريهالوا ونقولوا إن إحنا عمال فى الشركة اللى بتبنى المبنى ده ونوريه كارنيهات الشركة .
- تمام كده ... غالبا محدش هيدخل هنا ... الدوريات اللى عدت بليل كلها مفيش فيها حد بص ناحية المكان ... يعنى متطمنين إن المكان فاضى ... مش هتأخر عليكوا ... ساعة وأكون رجعت بالفطار .
عاد أمجد لزملاؤه يحمل لهم الطعام ... طعام بالكاد سيكفيهم ليومهم ... حمل معه 10 زجاجات من المياه ... زجاجة لكل رجل وسيبقى الباقى ليحملونه معهم فى حالة الإحتياج .
- كل واحد تعيينه إزازة مية واحدة يا رجالة... الأربع أزايز اللى فاضلين هنركنهم على جنب للظروف ... بكرة هنجيب 10 أزايز تانيين ويبقى عندنا 8 أزايز إحتياطى ... نوفر مية شرب على أد ما نقدر ... الجو هنا حر مشوفناش زيه قبل كده ... أنا طالع فوق أكمل مراقبة ... عايز أتأكد إن الهدف موجود فى الشقة وأراقب الشارع
- مش هتاكل يا باشمهندس؟
- لأ مش جعان ... شيلوا نصيبى لو جعت هاكله
- ولو مجوعتش ؟
- تبقى تاكله إنت يا سليم
- حبيبى يا هندسة
وأخيرا لمح أمجد ما طمأنه ... حركة بسيطة للستائر المسدلة ووجه طل سريعا خلف نافذة قبل أن يختفى ... إذا فالهدف فى مكانه ... والمهمة الآن تنتظر التنفيذ
اسرع أمجد بالهبوط حيث أخفوا جهاز الإتصال ليتصل بقائده
- القفص سليم ومليان ... البغبغان مظهرش
- إتأكد من إن البغبغان ما طارش ... وحرص من الغربان
- الغربان مشغولين ... هنلحق نجيب البغبان
- المراكبى عايز يتطمن عالبغبغان
- قول للمراكبى كسمك ... لما نصطاد هنبقى نقوله
فى الليلة التالية إجتمع أمجد برجاله .... فاليوم التالى هو موعد التنفيذ ... قرر عدم الإلتزام بالخطة ... فحساباته تخبره بأن تغيير الموعد سيكون أكثر أماناً ... أرجأ إخبار رجاله بخطته لحين التأكد من تمامها ... تناول بعض الطعام بعد إلحاح رجاله ... فغدا يحتاج لكامل قوته وكامل تركيزه
فى الصباح التالى ترك الرجال للقيام بجولته المعتادة ... لكن تلك المرة توجه مباشرة لشقة الهدف ... طرق الباب بهدوء أكثر من مرة ... وبعد وقت ليس بالقليل أتاه صوت من الداخل ... صوت وقور لرجل كبير ... وعندما سأل عن الطارق أجابه أمجد بهدوء شديد
- أنا ضيف جاى من مصر ... السواق بتاعك بعتنى أطمنك إن العربية وصلت بالسلامة
- لا مؤاخذة يا حاج ... مكانش فيه طريقة أبلغك إنى جاى الأول
- لا يابنى ... أنا كنت منتظر أى حد يجيى ... لكن ما توقعت ان الجاى مصرى
- توقعته أمريكانى طبعا علشان الضيف اللى عندك
- الحمل كان ثقيل يا إبنى ... خايف على ضيفى وخايف على بناتى وزوجتى ... كنت بأفكر كيف أتصرف لو اللى دق الباب عسكرى من التانيين
- متقلقش من أى حاجة يا حاج ... إحنا جايين نخلصك من الحمل التقيل ده
- صحيح يا إبنى بتقدر تطلعنا من ها الكابوس
- أه هاطلعكوا من الكابوس ... ممكن أشوف الضيف ؟
- دقيقة واحدة باناديلك عليه هو واللى معاه
- هو معاه حد غير سكرتيرته ؟ قالوا لنا إن هما الإتنين بس اللى عندك
- إي نعم هو وسكرتيرته ... باناديه ... إنتظر فى الصالون وباجيك أنا وهم
- طيب بسرعة يا حاج لو سمحت ... لازم أرجع بسرعة علشان أجهز أنا والرجالة اللى معايا
وجد أمامه بريندا تقف بجوار الرجل الذى يحمل صورته ... إتسعت عينا أمجد دهشة وساد الصمت لثوان قبل أن تجرى تهرول بريندا تجاهه وتلقى بنفسها بين ذراعيه باكية
- أمجد ؟ ما الذى أتى بك إلى هنا ؟
- ما الذى أتى بك أنت الى هنا ... أنا هنا فى مهمة
- حظى العاثر هو من أتى بى ... عملت كمساعدة لأبى وكانت تلك أولى أعمالى معه
- لكن إسمك يختلف عن الإسم الذى أعطوه لى ... أليس هذا الرجل هو أبيك
- إنى أستعمل إسم عائلة أمى ... هل أتيت لإنقاذى
- أرسلونى لإنقاذ أبيك ومساعده ولم يخبرونى بأنك أنت مساعدته
- من الذى أرسلك ؟ ألست مهندسا كما أخبرتنى ؟ وما تلك الملابس الرخيصة التى ترتديها
- أنا فى فترة الإحتياط بعد تجنيدى ... تم إستدعائى ووجدت نفسى فى مهمة إنقاذ لشخص أمريكى ... وتلك الملابس أرتديها كى أستطيع إستطلاع المدينة بحرّية لأضمن نجاح مهمتى فى إنقاذ شخص لا أعرفه إلا من صورته...و لم أكن أتخيل أن هذا الشخص هو أبيك
- ولماذا لم يرسلوا مشاة البحرية ؟ أليسوا هم المختصين بإنقاذ مواطنيهم ؟
- لإنهم أغبياء
- من تقصد بالأغبياء ؟ مشاة البحرية أم من أرسلوك ؟
- كلاهما أغبياء ... والآن دعينى أشرح لأبيك كيف سنتحرك للخروج ... فسلامته وسلامتك مسؤليتى كاملة
- وماذا عن الشيخ وأسرته ؟ لا تقل لى أنك ستتركهم خلفنا !!!
- وهل كان الشيخ يتوقع أن من سيأتى لإنقاذ أبيك سيخرجه ؟ لم يخبرنى مسؤليكم إلا بأنه على إخراج أبيك ومساعدته فقط
- هذا الرجل بقى معنا ولم يتركنا ويهرب ... فكيف تتوقع منى الهرب وتركه
- وهل هذا رأى أبيك
- كل ما يهمنى هو الخروج سالما من هذا الجحيم ... فلتنفذ أوامرك وتخرجنى أنا وأبنتى
- وتظن أنى سأترك الرجل ورائى ؟ لن يحدث يا سيدى ... إما أن نخرج جميعا وإما نبقى جميعا وأنا معكم
- يا إبنى نفذ أوامرك واتركنى أنا وأسرتى ... اللى بيحدث لينا بيحدث وكله قدر ومكتوب
- لا يا حاج ...مش متعودين نسيب حد ورانا ... هأخرجكم كلكم بأمر ربناا ... إنتوا كام واحد ؟
- أنا وبنتين وزوجتى
- خلاص ... إجهزوا وهتلاقونى عندكم فى أى وقت ... خليكوا جاهزين من دلوقتى ... هنتحرك على رجلينا مسافة طويلة شوية ... متجيبوش معاكم غير حاجات خفيفة ... وكل واحد يجيب معاه إزازة مية وبس ... مش عايزين حاجة تعطلنا
- اللى تشوفه يا إبنى ... وهتيجى بعد وقت أد أيش
- مش عارف ... لسة هاتصل بقيادتى وأجهز الرجالة ... فى أى وقت من بعد ما أخرج هتلاقونى رجعت ... إجهزوا فى أسرع وقت وإستنونى
- قابلت البغبغان ... كويس هو والعصفورة ... يمكن نغير معاد الصيد
- براحتك يا صعيدى ... إنت الصياد
- متنساش يا صاحبى تجهز العشا ... هنتعشى سوا الليلة
- هو مش كان فطار بكرة ؟
- أصلى جعان ومش هأقدر أستنى لبكرة ... العشا الليلة على حساب المراكبى
- المراكبى بيكرهك وعايز ينيمك من غير عشا
- طيب متنساش تقوله كسمك
- هننفذ النهاردة الضهر يا رجالة ... ده أحسن وقت
- الضهر إزاى يا باشمهندس ... دى محصلتش قبل كده
- الضهر الشوارع كلها بتبقى فاضية علشان الحر الولعة اللى فى البلد دى .... عساكر ومدنيين كله بيبقى مستخبى من الحر ... هيكون معانا ناس كتير وحركتنا هتبقى بطيئة ... لو إتحركنا الضهر هنوصل بعد العصر بساعة ... هنكن فى مكان كويس أنا لقيته هناك لغاية القوارب ما تجي تاخدنا
- قوارب ؟ هو كام نفر هيكونوا معانا . مش هما إتنين بس؟
- لأ يا سليم ... هيكون معانا 6 منهم 3 كبار فى السن والتلاتة التانيين بنات... يعنى كل واحد فينا هيبقى معاه واحد
- مش كتير كده يا ريس؟
- لأ مش كتير ... مش معقول نهرّب الخواجة ونسيب اللى مننا ... يا نهربهم كلهم يا نسيبهم كلهم
- أوامر يا هندسة ... هنجهز ونتحرك
- إجهزوا علشان نتحرك الساعة 1 ... ومتنسوش تاخدوا معاكوا كل أزايز المية ... هنسيب الهدوم الملكى هنا .... ندفنها فى أى حتة .
- والخطة إيه يا فندم
- على هيشيل جهاز الإتصال ... سليم هيأمن مدخل العمارة ... خالد هيطلع يأمن من السطح ... عبدالوالى هيبقى معايا يأمن باب الشقة ... فهيم هيدخل معايا يأمن الشبابيك .
- تمام يا باشمهندس
- على ... هتفضل طول الوقت فى ضهرى ... الجهاز اللى معاك أغلى حاجة عندنا دلوقتى ... لما نيجى نتحرك هأمنّك أنا ... لما أنا أتقدم حمايتك مهمة سليم ... ماشى يا رجالة
- تمام يا فندم ... نتوكل ؟
- توكلوا يا رجالة ... نقرا الفاتحة
- الصعيدى خلص صيد وجاهز ... البغبغان معايا ... لقينا عش جديد
- مبروك يا بلدينا ... المراكبى هيطق منك ... هنبتدى العشا إمتى
- خلى المراكبى يبعت فلوكتين ... السمك كتير
- هأبلغه وأديك التمام
- من عدمه ... المراكبى مش عايز يبعت غير فلوكة ... كل اللى يهمه القرموط الكبير والسمكة الصغيرة... عايزك تسيب باقى المعازيم
- من عدمه ... قول للمراكبى كسمك .... لو مش عايز يبعت الفلايك هارجع البغبغان القفص ويبقى يجيبه بمعرفته ... الضيوف مش هيستحملوا المشى ... أنا آخر واحد هاركب والبغبغان معايا ... لو ملقتش مكان هارمى البغبغان فى البحر
- تمام ... الفلايك هتبقى عندك فى معادها اللى متفقين عليه
- من عدمه ... عايزين نتفسح على 2300 ... الغربان بتبقى فى أعشاشها .
- ................... تمام ... الفلايك على 2300 .
- قول للمراكبى كسمك
- متقلقش هابلغه التحية
- فيه قاربين هيكونوا هنا الساعة 11 بليل ... ده أنسب وقت مافيش فيه دوريات ... حضرتك والهانم والبنات هتركبوا أول قارب ومعاكوا إتنين من الرجالة ... والخواجة وبنته وأنا وباقى الرجالة هنكون فى القارب التانى ... مش عايزأى حاجة تقلقك إنت تحت حماية الجيش المصرى لغاية ما توصل المركب .
- وبعد ما نوصل المركب أيه هيحصل ؟
- هنرجع على المكان اللى وحدتنا فيه ومعرفش اللى هيحصل بعد كده
- بترجعوا على على مصر؟
- كان نفسى ياحاج ... لكن للأسف بنرجع عالبلد اللى وحدتنا فيه ... واضح إننا مش راجعين مصر غير بعد المهزلة دى ما تخلص
- والللله ما أترككم .... ماكو أمان معاهم تانى .... شوف اللى غامرت ببيتى وأسرتى علشان أحميه إيه قال .... كان يبغى يتركنا ويهرب ... كيف أشعر بالأمان بوسطهم على زوجتى وبناتى ... بتاخدونى معكم وهناك بيتصرفوا معى كيف ما يكون .... عالأقل بأكون وسط عرب
- دى مش بإيدى يا عمى ... عن نفسى كنت أتمنى ماسيبكش غير لما أتطمن إنك فى أمان ... لكن بمجرد ما أحط رجلى على المركب هيكون أمرى كله مع الظابط بتاعى الموجود هناك ... لكن متقلقش ... الظابط بتاعى راجل جدع ولما أقوله هيعرف يتصرف
- جميلك فى رقبتى يا أمجد يا إبنى ... إنت أيش كنت بتشتغل قبل ما يستدعوك ؟
- أنا مهندس يا عمى ... شريك فى مكتب تصميمات وبأشتغل مع حمايا كمان فى شركته ... كنت قبلها بأشتغل فى مكتب تصميمات فى أسبانيا
- وتركت كل عملك وإلتحقت بالجيش ... أنا لو مكانك كنت رفضت
- عندنا مافيش الكلام ده ... محدش يقدر يرفض الإستدعا أو مينفذهاش ... فيها محاكمة عسكرية وحبس .
- أبشر يا أمجد ... بعد الحرب ليك عندى مكافأة كبيرة نظير اللى بتعمله .
- لا مكافأة ولا حاجة ... أنا بأعمل واجبى ... وبعدين يا حاج أنا عايزك بس تدعيلى أرجع بالسلامة لمراتى وشغلى وإبنى اللى مستنيه ومش عارف هأشوفه ولا مش هيكون ليا نصيب
- هترجع يا أبنى ... هترجع لشغلك ولحياتك ... لا أعتقد إن الحرب دى هتستمر كتير
- أتمنى يا عمى ... عن إذنك بقى علشان أشوف نقطة حراستى ... لسة فيه خطر علينا
واقتربت الساعة من الحادية عشر ... ثبت أمجد تلسكوب الرؤية الليلية فوق بندقيته ووجهه ناحية البحر يراقب وصول القوارب ... وأخيرا ظهر قاربان سريعان يشقان الماء فى إتجاه الشاطئ ... أمر أمجد الجميع بالإستعداد وتجمع حوله رجاله ... بكلمات سريعة أكد كل رجل على مهمته ... آخر مرحلة من المهمة وأهمها
أشار أمجد لرجاله بالحركة فتحركت المجموعة الأولى فى إتجاه البحر ... الشيخ وزوجته وبناته يرافقهم تلاث رجال .... وصلوا فى نفس لحظة وصول القارب فساعد الرجال الشيخ وبناته وزوجته على الصعود قبل أن يقفزوا للقارب ويساعدهم البحار فى إرتداء جاكيت النجاة ويستدير بهم عائدا للماء ... تبعهم أمجد وبريندا وأبوها والرجلين الباقيين وقفزوا جميعا للقارب ... كان أمجد آخر من قفز للقارب بعد أن ساعد أبو بريندا على الصعود وأصرت بريندا على أن تجلس بجوار أمجد فى مقدمة القارب ... إستدار القارب وتحرك يشق الماء بسرعة حتى تجاور القاربان وزادا من سرعتيهما حتى توقفا بجوار السفينة الضخمة حيث السلم الذى سيصعدون عليه لظهرها .... كان المدنيون هم الصعود أولا ... وأول من صعد كان الدبلوماسى وتبعه الشيخ فزوجته وبناته حيث تلقفتهم أيدى الرجال الموجودين على حاجز السفينة ... أصرت بريندا ألا تصعد إلا قبل أمجد مباشرة ... فهو صديقها وزوج صديقتها وتريد أن تشكره .... عندما وصل أمجد لظهر السفينة إستقبله رجاله ورجال الفريق الثانى بهتافهم ... الهتاف الذى يرددونه دائما فى طوابيرهم
"بص يمينك ... بص شمالك ... رجالة الصاعقة ... وحوش قدامك "
ظلوا يرددون الهتاف بصوت مرتفع وسط معانقة الرجال لزملاءهم ... لم تدو صافرة السفينة ترحيبا بالرجال العائدين من مهمة كانت تبدو مستحيلة ... فرجال البحرية الأمريكية لا يحيون إلا رجالهم ... لكن إستمر المرح والغناء بين جميع العائدين ... وبينما أصطحب رجال البحرية الأمريكية رجلهم لمستشفى السفينة لتوقيع الكشف عليه رفضت بريندا بإصرار ترك الرجال وترك صديقها ... فهى لأول مرة منذ أسابيع تشعر بأنها فى أمان ... أعجبها مرح الرجال الذين عادوا من مهمة صعبة وبالتأكيد يستعدون لغيرها ورغم ذلك لا يشعرون بالخوف
" إنهم رجال لا تهاب الموت "
إقترب أكرم من صديقه وحدثه بالعربية حتى لا تفهم من تلتصق بكتفه ما يقول
- إيه حكاية القطة يا وحش ... متهيألى مكانش عندك وقت تعمل حاجة فى المصيبة اللى كنتوا فيها
- يا عم متفهمش غلط ... دى صاحبة مراتى ... يعنى مافيش حاجة من اللى فى دماغك
- صاحبة مراتك؟ وهى مراتك لو شافت لزقتها فيك دى هتسيبك ... دى كانت قتلتك وقتلتها
- إحنا وحوش يا قائد مبنخافش من الموت ... إستنى أعرفك بيها
- دى ملاحظات عن كل حاجة هناك ... كل حركة على مسافة 10 كيلو من الشط مرصودة هنا ... تبقى تبص عليها بصة قبل ما تسلمها للقيادة ... لما نرجع المعسكر هبقى أشرحهالك بالتفصيل
- عليك نور يا أمجد ... المعلومات دى أكيد كانت هتاخد وقت طويل علشان تتجمع ... بس إيه الحلاوة دى ... ده الجنرال كان هيتجنن والمترجم بينقله الكلام اللى كنت بتقوله عالجهاز ... مكانش فاهم حاجة ... ولما قلت له إنك مُصِر تاخد الشيخ معاك وأنت راجع وإلا مش هترجع لهم الراجل بتاعك شتمك بكل الشتايم اللى يعرفها
- هههههههههه والمترجم كان بيترجمله كسمك إزاى ؟ ماهو مافيش فى الإنجليزى كسمك
- الراجل ده لوحده مسخرة ... كنت كل ما تقول قول للمراكبى كسمك كان بيقوله " أنه ينقل لك تحياته" ... هم أصلا مكانوش فاهمين إحنا بنقول إيه
- يا صديقى أنصحك بإطاعة الرجل ويكفى كل ما فعلتموه ... إنكم تتعمدون عصيان أوامره ودائما تبقونه خارج اللعبة
- إنه بالفعل خارج اللعبة ... حقا ... لماذا لم تكن تترجم له ما أقوله بدقة ؟
- أنا ؟ لقد كنت أترجم له ما تقولونه أنت وكابتن أكرم بكل دقة ... لكننى لم أكن أفهم شيئا مما تقولونه ... يبدو أن العامية المصرية مختلفة كثيرا عن العربية العادية
- إذا لماذا لم تكن تترجم له كلمة كسمك ؟
- للحقيقة أنا لا أعرف معناها ... فرغم أنى عراقى الأصل إلا أنى ولدت ونشأت بأمريكا ... تلك الكلمة لم أتعلمها من والدى ... ولكن على كل حال فأنى فهمت إنها نوع من السباب الفج ... وبالطبع لا أستطيع أن أنقله له
- إذا فلتذهب له لتخبره بأن قائدى رفض الذهاب إليه ... ورفض أيضا ذهابى إليه ... وأنا أطيع قائدى
- هل أنتم واثقون بأنكم تريدون أن تنقلوا له هذا
- بكل تأكيد يا صديقى ... ولا تنس أن تقل له كسمك
- هل لى أمجد أن أعرف معنى كسمك التى ترددونها كثيرا ؟ هل هو مصطلح عسكرى تستخدمونه فى عملياتكم ؟
- لماذا تضحكون ؟ هل فى سؤالى شئ مضحك ؟
- لا يا صديقتى ... لكن كلمة كسمك هى نوع من السباب القبيح عندنا فى مصر ... إنها كلمة أقوى من كلمة fuck you التى تستعملونها فى أمريكا ... لكنها عندنا بمعنى أقوى
- هههههههه هل كل مرة تتحدثون فيها عن الجنرال تسبونه ؟ لم أكن أتخيل
- دعك من كل هذا ولنعد للمرح ... فغالبا سوف نفترق الآن ... أعتقد أن الطائرة التى ستقلنا قد إقتربت من الوصول
إقتحم دائرة المرح الجنرال يضع سيجاره فى فمه ويتبعه المترجم ... أمر المترجم أن يترجم كلماته للجميع ... فهو يشعر بالإهانة من عدم إطاعة هؤلاء القادمون من العالم الثالث لأوامره التى يطيعها المئات من جنود الدولة العظمى
- إنى أستدعى الضابط أكرم والرقيب أمجد لجلسة إستماع عاجلة الآن لتقديم تقريرهم عن العملية ... هذا أمر عليهم إطاعته
- ترجم يا عم المترجم اللى هأقوله ده بالحرف علشان مش هاتكلم إنجليزى... كل أفراد المهمة مصريين مبياخدوش أوامر غير من قيادتهم ... المهمة إنتهت بنجاح بفضل الوحوش اللى نفذوها ... كان عندهم الحرية للتصرف حسب سير العملية ... خلصوها بنجاح ... وأنا كضابط مسؤل عن العملية مش هأسلم أى تقرير غير لرؤسائى ... المصريين
- الجنرال سيعتبر ما يحدث تذمر على سطح سفينة عسكرية ... إنه يأمركم بإلقاء سلاحكم وسوف يتم القبض عليكم وسجنكم لحين تسليمكم للقيادة المشتركة لمحاكمتكم
- هل جننت ... ترفع أسلحتك فى وجهى ... طاقم السفينة أكثر من مائة رجل وسوف يقتلونكم إذا أصابنى خدش واحد
- هؤلاء الرجال خرجوا من بيوتهم وهم على يقين أنهم لن يعودوا ... على كل الأحوال نعلم أننا سنموت ... سواء على يد أمريكى أم عربى فكلنا على يقين أننا سنموت ... فلنذهب للجحيم الآن و سنأخذك معنا
- ماذا يحدث هنا ؟ ما هذا الذى أراه
- هؤلاء متمردون على ظهر سفينتى سيدى ولا بد أن يعاقبوا
- ليست سفينتك يا جنرال ... إنها سفينة البحرية الأمريكية ... ما الذى يحدث؟
- هذا الظابط ومن معه يرفضون تقديم تقرير عن المهمة ... يرفضون مشاركة المعلومات ويصرون على تقديمها لقادتهم المصريين فقط
- هذا ما تدربوا عليه وتلك هى تعليماتهم ... لم تتعجل الحصول على معلومات سوف تمرر لقادتك على كل الأحوال ؟ أم تريد أن تنسب الفضل فى نجاح العملية لنفسك؟
- لقد نجحت العملية بفضل تدرب هذا القائد فى منشآت تدريب أمريكية ... تدرب لدينا ونقل تدريبه لرجاله ... إذا فنحن لنا الفضل فى نجاح تلك المهمة
- أها ... أتظن أنهم نفذوا العملية بأساليبكم ... كم أنت مسكين ... لقد تدربوا فى منشآتكم ليتعرفوا فقط على أساليبكم ... لقد نفذت تلك العملية بإسلوبهم هم ... أخرجونا من مدينة محتلة بآلاف الجنود دون أن يطلقوا طلقة واحدة ... مشاة بحريتك ليس هذا أسلوب عملهم ... لو كانت أسندت لهم مهمة أنقاذى لكنت فى الغالب الآن فى عداد الأموات ... لو كان لدينا علم بوجود مثل هؤلاء الرجال لتجنبنا الفضيحة فى طهران ... لا أعتقد أنك نسيتها ... إنهم تعلموا أساليبكم فقط ليستخدموها فى حال أضطروا لمواجهتكم ... تخل الأن عن غرورك و أستدع الطائرة التى ستنقلنى أنا وهم بعيدا عن تلك السفينة
- لكن يا سيدى لابد لى من الحصول على شئ أقدمه للقيادة ... فحتى أحاديثهم على جهاز الإتصال كانت تتم بشيفرة غريبة لم يستطع المترجم تفسيرها
- لإنهم يستخدمون عقولهم للعمل وليسوا كرجالك كتلة من العضلات بدون عقل ... سأقدم تقريرى بمجرد وصولى لواشنطن وسأذكر فيه كفاءة هؤلاء الرجال ... بالطبع لا تريد أن يذكر فى التقرير هذا المستوى من إنعدام الكفاءة الذى أراه الآن منك ... بالطبع لا تريد أن تكون نهايتك فى البحرية تسريح غير مشرف وخفض لرتبتك ... أعدك أن هذا سيحدث إذا لم تنهى هذا الموقف الآن ... والآن بمعنى فى تلك الدقيقة .
- أشكرك يا صديقى على أنقاذى أنا وأبنتى ... لقد أخبرَتنى بأنها صديقة لك ولزوجتك ... أرجوك أن تنقل تحياتى لزوجتك حتى أزوركم فى أقرب وقت .... وأنت حضرة القائد ... شكرا لك لقيادتك وتدريبك لمثل هؤلاء الرجال ... لك أن تفخر بهم ولقيادتك أن تفخر بك ... أرجوك أن تأمر رجالك بخفض أسلحتهم حتى ننهى هذا الموقف السخيف
- إين طائرتى ... لابد أن أجرى إتصالا مهما بوزير الدفاع فى أقرب وقت
- طائرتك فى الطريق يا سيدى ... الطائرة التى ستقل هؤلاء المصريين ومعهم العربى وأسرته ستصل خلال دقائق ... بمجرد إقلاعها ستكون الطائرة المخصصة لك ولسكرتيرتك مستعدة للهبوط
- سأغادر مع هؤلاء الرجال فى طائرتهم ... ينبغى لى أن أشكرهم لكل ما فعلوه ... فلتذهب لتأمر الطائرة الثانية بالعودة ... أخبرهم فى القيادة أنى أحتاج لطائرة تقلنى لواشنطن فى أسرع وقت
- كما تريد سيدى
- تعال يا إبنى أعرفك بأسرتى ... إنت ما رأيت وجوههم من وقت ما بدينا نتحرك ... تعال أنت وبريندا ... الحين هى صديقتهم
- أعرفك يا أمجد ...دى زوجتى ... ودى هنوف ... ودى عنود ... أجمل ما لى فى الدنيا
- تشرفنا يا هوانم .. أنا أمجد .... مهندس معمارى
- تشرفنا بيك يا أمجد ... واضح إنك بتعرف بريندا معرفة وثيقة ... ما بعدت عنك لحظة من ساعة ما جيت
- بريندا صديقة لمراتى ... وليا كمان ... إتعرفنا عليها فى رحلة شهر العسل
- حكت لنا عنكم ... لكن ما توقعنا بتكون إنت يلى بتيجى تنقذها
- أنا جيت أنقذ أبوها .... مكنتش أعرف إنها هى سكرتيرته ... حتى ما أدونيش صورة للسكرتيرة ... كان المفترض إنى آخد ابوها أولاً ولو فيه فرصة آخدها هى
- لكن إنت أخدتها وأخدتنا معانا ... لو كان الأمريكان يلى بيقوموا بالمهمة كانوا أخدوهم وتركونا
- لو كان المارينز اللى قاموا بالمهمة كانوا هيقلبوها فرح العمدة وكانوا لا هيجيبوها ولا هيخلصوا أبوها
- إيش فرح العمدة ؟ يعنى إيه؟
- يعنى كانوا هيضربوا نار ويتكشفوا ويتقبض عليهم وعلى أبوكم وأبوها ... هى دى طريقهم
- إيه عندك حق ... كيف ما عملوا فى طهران ... راحوا فيها وضيعوا الرهاين وبقيت فضيحة
- إسمع يا أمجد يا إبنى ... إحنا قررنا نستقر فى القاهرة لحين نهاية الحرب ... فين بنلاقيك
- غالبا أنا مش هرجع القاهرة غير بعد الحرب دى ما تخلص ... هأديك رقم تليفون المكتب وتبقى تسأل عليا ... لو رجعت مصر قبل ما إنتوا ترجعوا بلدكم يبقى هنتقابل ... للأسف مافيش معايا ورقة أكتب فيها رقم التليفون
- ما يخالف ... قول الرقم وإحنا بنحفضه
سلم الرجل على أمجد هو وأسرته وأنصرفوا نحو سيارة سوداء كانت فى إنتظارهم بينما أنفردت بريندا بأمجد تودعه ... فوجئ أمجد ببريندا تحتضنه بشدة بينما عاد صوت المروحية للإرتفاع إستعدادا لطيرانها فى مهمة أخرى ورفعت صوتها تحدثه كى يصل أليه مع هدير محرك الطائرة
- أشكرك صديقى على كل شئ
- إلى اللقاء بريندا .... أتمنى لك حظ سعيد ... هل لى أن أطلب منك رجاء ؟
- بالطبع أمجد أطلب ما تشاء
- أرجوك إتصلى بسهام لتطمئنيها على أحوالى ... فنحن هنا لا نستطيع الإتصال بمن خارج المعسكر
- بالطبع أمجد ... سأتصل بها بمجرد وصولى واشنطن ... فرقم تليفونها ليس معى الآن ... لو كان معى لكنت أتصلت بها فوراً ... فبالتأكيد يوجد تليفون فى المكان الذى سنذهب إليه الآن
- إذا سأكتب لك الرقم لتتصلى بها فى أقرب وقت تستطيعينه ... أتملكين ورقة ؟
- لا ... ولكن لو كنت تملك قلما أكتب لى الرقم هنا
- أخبرى زوجتى أنى بخير ..... وقولى لها أنى أحبها
- ساخبرها .... سأراك فى الربيع ... لا تتأخر
- يالللا يا عم روميو ... الرجالة جعانة و عايزين يتعشوا
وأخيرا عاد الرجال لمعسكرهم .... إستقبلهم زملائهم بالعناق وألتفت حولهم الأذرع مهنئة لهم بنجاحهم .... إتجه الجميع لمكان العشاء ... قبل أن يستبدل الرجال حتى ملابسهم أو يزيلوا عن أجسادهم عرق أيام ثلاثة قضوها فى عمل متصل ... وبعد العشاء أنفرد أكرم بأمجد ليشرح له ما كتبه فى النوتة الصغيرة من معلومات ... معلومات مهمة عن تحركات الدوريات وأماكن تمركز قوات الدولة الغازية وطرق تحركها فى المدينة المحتلة ... إنصرف أمجد للراحة والإستحمام بينما تواصل أكرم مع قياداته يخبرهم بكنز المعلومات الذى يمتلكه والذى رفض مشاركته مع الجنرال الأصلع ... ثمنوا المعلومات وردوا عليه بأن ينتظر زيارة مهمة فى اليوم التالى من مسؤل كبير ... وأن عليه تسليم النوتة للرجل القادم وأن يشرح له ما فيها بالتفصيل وضرورة وجود الرقيب أمجد لمناقشته... أخبروه بالأوامر الجديدة وهنأوه بنجاح رجاله ... وصلت إليهم شكوى الجنرال من عدم تعاونه ورجاله معهم لكنهم كانوا سعداء .... سعداء لإن رجالهم رفضوا أن يكونوا تحت قيادة غير قيادتهم ولإنهم نفذوا بدقة ما تدربوا عليه .
فى الصباح التالى تليت علي الرجال أوامرهم كالعادة فى طابور التمام .... وكان هناك خبر سعيد فى إنتظار الجميع تلاه عليهم أكرم
- يا رجالة من النهاردة هيكون فى مواصلة بريد عسكرى بينا وبين مصر ... فيه طيارة هتيجى كل 3 أيام ... ممكن تكتبوا جوابات لأهاليكم فى مصر ... طبعا الجوابات متتقفلش لإنها هتتراجع من المخابرات الحربية ... محدش يقول إحنا فين .... محدش يقول بنعمل إيه ... الجوابات بس تطمنوهم عليكم ... ممكن كمان أهاليكم يبعتولكم جوابات ... يكتبوا على الظرف الإسم و رقم الوحدة بس ويرموه فى أى صندوق بريد ... من غاير طابع بوستة ... وهتوصل لكم جواباتهم ... بس برضه عرفوهم إن الجوابات دى هتتفتح وتتراجع ... يعنى برضه يطمنوكوا عليهم وبس ... واضح يا رجالة
- تمام يا فندم
- مكتب الشئون الإدارية هيوزع عليكم أظرف وورق وأقلام .... بعد طابور الرياضة الصبح هيكون عندكم فسحة باقى اليوم تكتبوا فيه الجوابات وتسلموها ... ومتنسوش تكتبوا العنوان عالظرف من برة ... ومتقفلوهوش ... الجوابات هتوصل لبيوتكم خلال إسبوع
سلم أمجد خطابيه لمكتوب الشئون الإدارية ووضع المظروفين أمامه فى مظروف كبير أغلق وتم ختمه ... فلن يقرأ ما كتب فيهما إلا ضابط كبير يراجع المكتوب ولا يعرف حتى إسم الجندى صاحب الخطابات ... هكذا تسير الأمور... وجد أمرا فى مكتب الشئون الإدارية بالتوجه لمكتب القائد بمجرد تسليم خطاباته ... فالقائد فى إجتماع مع القادم من مصر لمناقشة المعلومات ... دخل أمجد وتناقش مع الرجل فى كل تفصيلات المهمة التى قام بها .... بعد إنتهاء المهمة سلم الرجل لأكرم مظروف كبير بأوامر قادمة من مصر وطلب منه فتحه والإعداد للأوامر الموجودة فيه وتركه مع أمجد لإستكمال المناقشة ... بمجرد خروج أكرم إلتفت الرجل لأمجد
- الناس فى المبنى الكبير بتبعت لك السلام .... يا باشا
- هو حضرتك من هناك ولا من المكتب بتاعنا ؟
- من الإتنين ... بيقولولك جميل أوى اللى حصل فى علاقتك مع العصفورة .... خد بالك من نفسك لإنك بقيت مهم جداً ... لما ترجع لازم تقابلها بأى شكل ... لو مجتش مصر هتروح إنت أمريكا
- ده لو ليا عمر ورجعت
- هترجع ... لازم ترجع ... كنت هأطلب من أكرم يبعدك عن العمليات لكن من المناقشة لقيت إنه مينفعش ... فهمته بس إن سلامتك مهمة ... خد بالك من نفسك.
- أوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية ... صدق رئيس الأركان على
يرقى عريف مجند سليم سلمان لرتبة رقيب
يرقى عريف مجند عبد الوالى السيد لرتبة رقيب
يرقى عريف خالد أحمد لرتبة رقيب
يرقى جندى مجند على علوان لرتبة عريف
يرقى جندى مجند فهيم الباز لرتبة عريف
مع تعديل الأقدميات ... اللله الوطن بالأمر ... نافذ
تقدم الرجال الستة وأصطفوا أمام القائد ليعلق بنفسه رتبهم الجديدة على أذرعهم ليحيوه فيرد لهم التحية قبل أن يتم صرف الطابور ويتجمع الرجال حول زملاءهم مهنئين ويعلو صوت الجميع بأغنية سلاحهم " بص يمينك ... بص شمالك .... رجالة الصاعقة ... وحوش قدامك "
مرت أيام أصبحت أسابيع ثم شهور والرجال لا يعرفون الراحة ... مجموعات صغيرة تخرج فى مهمات محددة لأيام ثم تعود ... لا تكاد المجموعة تعود حتى تخرج فى مهمة جديدة ... فترات راحة لا تتعدى أيام بين المهمة والأخرى ... كلها عمليات إستطلاع للقوات الغازية ... أماكن تمركز ... وحدات دفاع جوى ... تشوينات ذخيرة ... وحات مدفعية ... وحدات مدرعة ... كل شئ حول الوضع على الأرض فى تلك الدولة الصغيرة تم جمعه .... خرائط لطرق وخطوط سير تم رسمها ... ظن الرجال أن ماهم فيه لن ينتهى ... إنتهى العام وأتى عام جديد ... إنتصف الشهر الأول من العام الجديد وفوجئ الرجال بتطور جديد ... بدأت ضربات الطيران والصواريخ توجه لأراضى الدولة الصغيرة المحتلة بعد أن كانت من قبل توجه للدولة الغازية ... كان أمجد هناك ... هناك حيث تمثلت أمامه قمة المهزلة ... الصواريخ الذكية أصابها الغباء فباتت تسقط على مبانى سليمة فتهدمها .... قنابل ثقيلة تسقط على طرق فتدمرها ... كان شاهدا على مهزلة ممر الموت حيث شاهد ما جعله ينتفض من نومه مذعورا لباقى عمره كلما عادت إليه ذكريات ما شاهده .... شاهد رجالا إحترقوا فى ثوان وهم جالسون ... سرعة تفحم جثثهم لم تدع لهم الفرصة حتى يقوموا بعد أن أشتعلت فى أجسلدهم النيران ... شاهد مالم يتخيل يوما أن العقل البشرى قادر على تخيله من قسوة السلاح ... لم يتخيل أن الجسد البشرى قد ينصهر ويختلط بالمعادن المصنوعة منها السيارات ... كجندى لم يعرف ما الجدوى من قصف جنود منسحبة ... تيقن يومها أن البشر هم أعداء البشرية نفسها ... أى شرف فى حرب تكسبها دون مواجهة حتى لو كان الغرض شريف ... لماذا تقتل جندى منسحب بعد أن إنقطعت إتصالاته بقياداته فلم يجد أمامه غير ترك الميدان ... أدرك يومها أن العالم كما يعرفه إنتهى ... تأكد أن الوطن الكبير كله دخل فى دوامة لن يخرج منها ....وإن خرج يحتاج عقود ... رجل واحد أغرته أطماع القوة ودفعه شيطان فأغرق أمة كاملة ووضعها بين أنياب ذلك الشيطان ... أنهار نفط سالت مشتعلة أظلمت من دخانها الدنيا فى وسط النهار ... أى عبث وأى هزيمة طالت الجميع ... حرب خرج منها أطرافها مهزومين وفاز فيها فقط صانع السلاح ... دمر مدنٍ ليفوز بعدها بعقود الأعمار ... أدرك أن مصيبة وطنه عامة ... فالكل أصبح ينقاد من أذنيه وأكثر ... قناة تليفزيونية إنطلقت من هناك ... من القارة البعيدة تصنع للرأى العام العربى طريقا مرسوماً لا يعرف نهايته إلا من يديرونها فى الدولة العظمى ... أو مدللتهم التى تقع وسط محيط من البشر ... لكنهم ليسوا بشر مثلهم ... فهم بالنسبة للعم الجالس فوق عرش الشيطان مجرد أدوات ... أدوات تخرج لهم وقود حياتهم ... فالنفط الآن صراع حياة .
وأخيرا تلقت المجموعات الأمر بالعودة لمعسكرهم ... أيام تجمع فيها الرجال ... لم يصب منهم أحد ... لكنهم عادوا ليس كما ذهبوا ... عادوا بنظرات حزينة رغم سعادتهم بالعودة ... فما رأوه لن يتخيل أحد بشاعته ... وهم فى النهاية بشر وإن كانوا جنود
وأخيرا صدرت الأوامر بالعودة للوطن ... صدر الأمر بمجرد بدء الحرب البرية ... إستعانت القوات المقتحمة بالمعلومات التى جمعها الرجال عن كل ما كان يدور على أرض الدولة الصغيرة التى غزاها الأخ الأكبر ... خرائط رسمها رجال كانوا دائما خلف الخطوط يراقبون ... رجال لم يذكرهم أحد ... فبالنسبة للكل هم لم يكونوا موجودين
إنتهت الحرب فى أيام ... وأخيرا صدرت الأوامر بتسريح الإحتياط من تلك الوحدة الخاصة ... فلقد قضوا سبعة أشهر إلا قليلا وحان وقت عودتهم لحياتهم المدنية ... ولكن من عادوا ليسوا هم من ذهبوا .... عادوا رجالا آخرين بعد أن حفرت تلك التجربة القاسية فى قلوبهم ذكرى لن ينسوها مهما مر عليها من سنوات.
...........................................................................................................
ودع أمجد زملاءه وبندقيته التى رافقته لشهور ... خلع ملابسه العسكرية فتلك هى المرة الأخيرة التى سيراها فيها ... فالقادة يعلمون أن حرب واحدة مثل تلك كافية للجندى .... حتى عندما تم إستدعاؤه مرة أخرى كى يتقلد وسام شجاعة أعطوه زى عسكرى جديد ... تسلم وسامه ليرقد بجوار ميدالياته فى ذلك الصندوق المهمل بقاع دولابه ... أما مكافأته المالية الضخمة التى تسلمها نظير شهور إستدعاؤه فلم يحتفظ بها ولم تدخل بيته ... تبرع بها لأول دار أيتام قابلته فى طريقه ... فهو مجند لا يتقاضى أموال عن خدمته ... جندى فى خدمة وطنه لا مرتزق يحارب نظير المال ... إنه يرفض كل ما رآه ... يتمنى أن يعود العالم يوما كما كان قبل سنوات ... عندما كان الإنسان لا يزال إنساناً
خاتمة
حكى لى الباشا عن لقاء جمعه بقبطان السفينة الأمريكية مصادفة بأحد فنادق اليونان بعد سنوات عديدة مرت على صدامه معه ... قال لى على لسان القبطان " لقد كدت أدخل بسببكم مصحة عقلية ... كنتم بالنسبة لى تمثلون الشئ وعكسه ... كنتم أكرهكم ولكن كنت معجب بأدائكم ... كنتم قمة التسيب لى وقمة الإنضباط مع قائدكم ... عرضت تسجيلات محادثاتكم على خبراء ترجمة ومنهم مصريون ففشلوا فى ترجمة كلامكم ... لا أخفى عليك بأننا أرسلنا خلفكم فى إحدى المرات فرقة متخصصة للتعرف على أساليبكم لكنكم إختفيتم فجأة من أمامهم وبمجرد إبلاغهم عن إختفائكم عادو ليبلغوا أنكم تحيطون بهم ... لم يعرفوا أين أختفيتم ولا من أين أتيتم ... تذكر متابعيكم ما كانت تفعله قوات الفيتكونج مع الجنود فى فيتنام لكنهم كانوا يختفون فى الغابات بينما أختفيتم فى صحراء مفتوحة ... تحملتم ظروف لا يتحملها بشرى ... أيقنت وقتها أن ضباطكم تدربوا فى منشأتنا فقط ليتعرفوا على أساليبنا لو تحتم عليكم مواجهتنا كما أخبرنى الديبلوماسى يومها ... أرهقتمونى ... بالفعل أجبرتمونى على إحترامكم رغم كرهى لكم"
وأخيرا إنتهى حكى الباشا عن تلك الشهور القاسية ... شهور لا زالت ذكرى أيامها البشعة محفورة فى قلبه ... عرفت الآن سر إستيقاظه الدائم ... فكلما أغمض عينيه رغم مرور تلك السنوات الطويلة يجد أمامه مناظر الجثث المتفحمة لرجال جالسون ... يجد أمامه منظر لحوم بشرية إنصهرت حتى إختلطت بمعادن سيارات ومدرعات ... رائحة نفط مشتعل مختلطة برائحة لحم بشرى يُشوى ... صدّقت كلماته وأشفقت عليه... فأنا أيضا كنت هناك .
الجزء التاسع
مقدمة
أولا أعتذر لكم أصدقائى عن تأخرى فى نشر هذا الجزء ولإنه قصير نسبيا عن باقى الأجزاء ... فبعد إنتهاء الباشا من حكى الجزء الثامن إنتابته حالة من الكآبة حتى كاد يتوقف عن الحكى لكننى أقنعته بواجب إستكمال القصة ... فهناك الكثيرون ينتظرون إستكمالها
هذا الجزء يحكى فقط قصة إسبوعين أو أقل قضاهما الباشا فى وطنه بعد العودة ... كان من الضرورى ذكر ما جرى فى تلك الأيام القليلة لتوضيح التغير الذى طرأ على شخصية الشاب أمجد وأسبابه ... عندها فقط عرفت سبب إستيقاظه شبه الدائم وسرعة ردود أفعاله ... إسبوعين عرف فيهما سبب ما يحدث لجسده من نشاط فى وقت المفترض فيه أن يشعر بالخمول ... إسبوعين أوضحا مدى قسوة المنحنى الذى حدث فى حياته تحول بعده من مجرد شاب تخدمه الظروف لشاب يسعى وراء خلق الفرص وليس فقط لإستغلالها ... أيام قليلة فى عمر الزمن لكنها أيام ما جرى فيها قد يفصح عن الكثير من شخصية هذا الرجل الذى يراه البعض عظيما لكنى أراه مسكينا
والآن لنهد سوياً لقراءة ما أملاه على الباشا وكالعاددة
"أرجوكم إقرأوا ما بين السطور"
...........................................................................................................
وصل أمجد أخيرا للقاهرة ... رحلة مع نفس الرجال العشرة المستدعون ... قد تكون المرة الأخيرة التى يلتقون فيها ... لم يكونوا نفس الرجال الذين ذهبوا ... كلهم شباب لم يصلوا للثلاثين من عمرهم لكن التجربة التى عادوا منها زادت أعمارهم عشرات السنين ... لم تكن رحلة عودتهم مليئة بالمزاح كما كانت رحلة ذهابهم ... فما رأوه وما تعرضوا له حفر فى نفوسهم جرح عميق لا ينسى ... وكيف ينسى ؟
تعانق الرجال مودعين بعضهم وأنصرف كل فى طريقه ... توجه أمجد لأقرب تليفون ليتصل بأحبائه يخبرهم بعودته ... إتصل أولا بسهام فلم يجدها .... لا فى المنزل ولا فى الشركة ... إتصل بإلهام ... وجدها فى المكتب كعادتها .... لم تسطع أن تخفى سعادتها التى ظهرت فى صوتها بمجرد سماع صوته
- أمجد .... حمدلله بالسلامة ... جيت إمتى ؟
- لسة نازل من عربية الجيش دلوقتى ... مروحتش البيت حتى
- طيب عايزاك دلوقتى ضرورى ... تعالى عالمكتب
- مكتب إيه بس يا إلهام ... الهدوم اللى لابسها متنفعش ... بقالها 7 شهور مركونة ... ريحتها زفت وعاملة زى ما تكون طالعة من بق كلب ... هأروح البيت أغير هدومى وإنتى عدى عليا بعد المكتب
- لأ ... عايزة أشوفك ضرورى قبل ما تروح البيت
- فيه إيه يا إلهام ؟ منى وسهام حد فيهم جراله حاجة ؟ أنا أتصلت بسهام فى الشركة وفى البيت ملقتهاش ... بس أمها ردت عليا فى البيت ومقالتش إن فيها حاجة ؟ منى حصل لها حاجة وأنا فى الجيش
- متقلقش ... منى كويسة وسهام كويسة وكلنا بخير ... بس عايزة أشوفك حالا ... وحشتنى يا بغل ... أنا مش أمك ولا إيه ... بص قابلنى فى الكافيه اللى فى عباس العقاد ... مش هأعطلك عن نسوانك يا خويا متقلقش
- ماشى ... نص ساعة وأكون هناك ... بس إنتى اللى هتحاسبى .
- ماشى يا بغل ... هتلاقينى هناك
- إيه بقى ... حصل لك إيه هناك ... شكلك إتبهدلت
- إتبهدلت ؟ أنا اللى شوفته هناك كابوس .... تخيلى كابوس يستمر 7 شهور ... مهما حكيت مش هأقدر أوصفلك البشاعة اللى شوفتها يا إلهام
- طبعا يا بنى ... دى حرب مش مناورات ولا تدريبات ... الحرب بتبين أوسخ ما فى البشر
- دول مش بشر يا إلهام اللى يخترعوا أسلحة بالشكل ده مش ممكن يكونوا بشر... الشيطان نفسه ميجيش فى باله يخترع سلاح يعمل كده
- المهم ... هتروح فين النهاردة ؟ عند منى ولا عند سهام ؟
- هأروح عند منى طبعا الأول ... أعتقد معاد ولادتها قرب ... الشهر الجاى لو حساباتى مظبوطة
- بص يا أمجد ... إنت عارف إن الخلفة دى نصيب ... منى سقطت يا أمجد
- متزعلش يا أمجد ... إنتوا لسة صغيرين والعمر لسة قدامكوا ... وكلها شهر والتانى وتلاقيها حملت تانى
- إنتى فاكرة إنى زعلان؟ أنا بس متخيل حالة منى وزعلان عليها ... حصل إمتى ده؟
- بعد ما مشيت بشهرين ... طبعا مرضيتش تقولك فى الجوابات اللى كانت بتبعتهالك علشان متزودش همك فى البلوة اللى كنت فيها
- وكان فيه سبب ولا الإجهاض حصل من غير سابق إنذار ... الدكاترة قالوا إيه
- الدكاترة ملقوش سبب عضوى ... بس لما عرفوا إنك فى الجيش كلهم رجحوا إن السبب توترها بسبب قلقها عليك
- يعنى أنا السبب ... أنا السبب فى موت إبنى
- ده نصيب يا أمجد ... منى كانت حالتها صعبة قوى من ساعة ما ال cnn بدأت تذيع صور وفيديوهات الضربات الجوية ... كل نشرة كانت بتعيط ... خايفة عليك طول الوقت ... وجواباتك كانت بتوصل صحيح لكن بين كل جواب والتانى كانت بتموت كل يوم 100 مرة ... طبعا سهام مقدرتش تقولّها عن صاحبتكوا اللى قابلتك هناك وطمنتها عليك ... وفيه واحد عربى كمان إتصل أكتر من مرة يسأل عليك فى المكتب وقالّنا إن إنت اللى خرجته من هناك ... حبيت أطمن منى وأقولها لكن ده خلاها تقلق وتتوتر زيادة ... عِرفت إنك هناك فى وسط النار اللى بتتفرج عليها فى التلفيزيون
- نصيب ... تصدقى إن الوحدة اللى كنت فيها كلها رجعت سليمة ... مافيش واحد مننا إتصاب حتى
- حظكوا حلو ... كويس إنك رجعت بالسلامة
- وإيه أخبار سهام ؟ كويسة ولا حصلها حاجة هيا كمان ؟
- سهام كويسة ... البنت الأمريكية صاحبتكوا كانت بتطمنها إنك بخير كل فترة ... أبوها تقريبا كان بيتابعك هناك ... بس طبعا مكانتش تقدر تقول لمنى ... سهام دى طلعت جدعة بشكل يا أمجد ... تخيل لما منى تعبت فضلت جنبها ومسبتهاش ولا دقيقة لغاية ما وقفت على رجليها ... كانت بتقعد معاها بالساعات تحاول تخليها تفك عن نفسها ومرة خدتها وخرجوا وكام مرة تفضل تزن عليها وتاخدها معاها للكوافير
- سهام أصلا بتحب منى ... حاسة كمان بإنها خدت منها حاجة تخصها وبتحاول تعوضها ... الحقيقة هما الإتنين أجمل من بعض
- ما إنت إبن محظوظة أصلا ... إيه بقى حكاية البت الأمريكانية صاحبتكوا دى ؟ أوعى تكون هببت حاجة معاها هيا كمان
- هببت إيه بس ... هو فى البلوة اللى كنا فيها هيبقى الواحد فيه دماغ يهبب أى حاجة ... المهم إيه أخبار الشغل ؟
- الشغل ماشى كويس ... المكتب بدأ يحقق أرباح ... فيه شغل كتير جالنا وإتعطل لإن العملا كانوا طالبين إن إنت اللى تعمل التصميم ... فريدريك بعت كام مشروع والريس هو اللى إشتغلهم ... وفيه كام مشروع أصحابهم مستنيين تليفون من المكتب إنك هتشتغلهم إنت
- ولسة الشغل جاى كتير أوى يا إلهام .... شغل جاى أكتر من كل ما تتخيلى ... هنضطر نعين مهندسين جداد معانا
- إشمعنى يا بنى ؟ وإنت عرفت منين وإنت لسة راجع من مفيش ساعة ؟
- من اللى شوفته يا إلهام ... الأمريكان بيدمروا البلد هناك حرفيا ... طبعا شركاتهم هى اللى هتاخد عقود إعادة الأعمار ... وهيكون لينا نصيب محترم فى تصميمات المشاريع دى
- ,إنت عرفت منين ؟ بتقرا الطالع ولا بتعرف الغيب
- لا بأقرا الطالع ولا بأعرف الغيب ... البلد دى علشان ترجع زى ما كانت هتحتاج كل مكتب تصميم محترم فى العالم يشتغل معاها ... ومافيش أشهر من مكتب فريدريك ... وإنتى عارفاه ... قرد فى التسويق لنفسه ... يبقى فى الآخر نصيب محترم من التورتة اللى طبختها ماما أمريكا هيجيلنا
- إنت إتغيرت أوى يا أمجد .... بقيت بتفكر فى الشغل زى رجال الأعمال ... منين زعلان عالبلد اللى إتدمرت ومنين فرحان على إن الشغل فيها هيكون ليك جزء فيه
- أنا فعلا إتغيرت يا إلهام ... إتغيرت ومتلخبط ومش عارف التغيير ده وصل لفين ... المفروض اللى زيى يقول إنه محتاج راحة علشان يرجع الشغل ... لكن أنا حاسس إنى عايز أرجع أشتغل بسرعة ... يمكن الشغل ينسينى شوية من اللى شوفته
- طيب قوم روح بقى وغير هدومك وخدلك دش وأقعد مع منى شوية ... أكيد هتحتاج تقعد معاك كتير ... حاول متبينش إنك زعلان علشان متزعلش هيا كمان
- أكيد ... أنا هآجى المكتب بكرة متأخر شوية
- مكتب؟ مكتب إيه يا بغل إنت ... خدلك كام يوم أجازة إستريح ودلع نفسك ودلع نسوانك وبعدين تبقى تيجي المكتب
- متقلقيش .... ما هو أنا لما أدلع نفسى وأدلع نسوانى هبقى محتاج أشتغل .... إنتى عارفة
- آه يا خويا عارفة ... إياك بس متكونش الحرب خربتلك البضاعة
- أدينا هنجرب
وصل أمجد أمام باب شقته ... لم يفتح الباب بمفتاحه ... بل دق جرس الباب بمنتهى الهدوء ... إنفتح الباب ليجد أمامه أمه ... صرخت من الفرحة وتعلقت برقبة إبنها و الدموع تملأ عينيها ... لم تدرى أهى دموع فرحة بعودة إبنتها أم هى دموع حزن للخبر الذى سيتلقاه ... وسريعا ما وجد حبيبة عمره تقف خلفها وتضع يدها على بطنها وكأنها تحاول أن تخفى عنه خبر فقدانه لإبنه حتى حين ... لكنه إبتسم لها وربت على أمه وأخذ زوجته بين ذراعيه ...إنهارت الرقيقة بين ذراعى زوجها ... بكت بحرقة ... حرقة أم فقدت جنينها فى غياب زوجها ... رفع وجهها إليه ومسح دموعها بيده ونظر فى عينيها نظرة حب
- بتعيطى ليه ؟ ملناش نصيب ... لو لينا نصيب هيبقى عندنا غيره
- إنت عرفت منين ؟
- حسيت بيكى من وأنا هناك يا منى ... إنتى نسيتى ولا إيه ؟ قلوبنا مربوطة ببعض أكيد معرفتش فيه إيه لكن قلبى أتقبض ... لكن حاولت أضحك على نفسى وأقول ده بسبب اللى شوفته هناك ... أول ما وصلت إتصلت بإلهام أتطمن عليكى ... مرضيتش تخلينى آجى البيت قبل ما تقولى .
- يعنى إنت مش زعلان إن إبننا راح مننا يا أمجد؟
- إزاى مش زعلان ؟ طبعا زعلان ... بس زعلان أكتر من نفسى علشان مكنتش جنبك ... نصيبنا إن إبننا ميشوفش النور لكن لو لينا نصيب هيكون عندنا غيره وغيره ... إحمدى ربناا على كل حاجة بيجبها سواء خير أو شر ... تعالى بقى نقعد علشان من كتير أوى مقعدتش على حاجة مش ميرى ... تعالى يا حبيبتى
- تعالوا أقعدوا يا ولاد ... هحضرلك لقمة تاكلها يا أمجد على ما تغير هدومك وتاخد حمام
- لأ يا ماما متتعبيش نفسك ... أنا هاخد حمام وآخد القردة دى ونخرج ناكل برة ... وحشنى الخروج معاها ... إتصلى ببابا خليه يجي ونخرج كلنا سوا
- لأ أنا هاتصل بيه أقوله ميجيش ... وصلونى إنتوا فى طريقكم علشان بقالى كتير أوى مش ببات فى سريرى ... هو كل يوم بيجيى بليل يقعد معانا شوية ويمشى
- أيوه يا عم ... الحاج رشدى اباظة وحشك .
- بس يا واد بلاش قلة أدب ... خش شوف كنت عايز تعمل إيه لغاية ما أغير هدومى أنا ومنى خلينا ننزل .
- أنا هأدخل أتنقع فى البانيو ساعة بحالها عالأقل ... يعنى تغيروا براحتكوا
- طيب إستنى يا حبيبى عشر دقايق أجهزلك الحمام .... أقعد مع ماما شوية
- معلش يا أمجد ... متزعلش من اللى حصل ... بكره تعوضوه يا حبيبى
- أنا مش زعلان على اللى راح يا ماما ... ده قدر ومكتوب ... بس زعلان إنى مكونتش جنب منى فى محنتها
- ولا يهمك يا حبيبى .... هو كان بأيدك ؟ كفاية اللى كنت فيه
- الحمد**** إنها جت على أد كده ... الدكتور طمنكم عليها
- آه الدكتورة طمنتنا إن كل حاجة تمام ... هى بس نفسيتها كانت تعبانة أوى بعد الإجهاض ... بس بصراحة سهام مكانتش بتسيبها ... فضلت وراها تخرجها وتزن عليها تروح معاها كل شوية للكوافير ... سهام دى بنت جميلة أوى ... خسارة حظها وحش
- ربناا يعوضها يا ماما ... ويعوضنا إحنا كمان .. كل واحد بياخد نصيبه ... عن إذنك أتصل بسهام أشكرها وأشوف الشغل فى الشركة عامل إيه .... زمانهم رفدونى
- هههههه لا رفدوك ولا حاجة ... دى سهام كانت عايزة تدى منى مرتبك كل شهر بس منى وأبوك رفضوا ... قالوا لما ترجع بالسلامة تبقى تاخده .
- وابو منى وأمها عاملين إيه ؟
- كويسين ... الشغل فى المحل والمشغل ماشى كويس .... خلفوا بنت زى القمر ... شبه مراتك وهى لسة مولودة بالمللى
- أكيد عمى فرحان بيها أوى
- ده طاير من الفرح ... البت الصغيرة دى يمكن هى اللى هونت على منى شوية ... بتموت فيها والبت كمان لما بتشوف منى بتلاقيها بتبتسملها وتمد لها إيديها
- حمدلله على سلامتك يا حبيبى ... وحشتنى أوى
- إنتى كمان وحشتينى ... بأقولك إيه ... بكرة الصبح متروحيش الشركة ... هأجيلك نقضى اليوم كله سوا
- بجد ؟ هاستناك من دلوقتى ... هأجهز نفسى وأستناك ... هأنزل أروح للكوافير دلوقتى ... هتيجيى إمتى
- الساعة 8 بالكتير هأكون عندك ... سلام بقى علشان أمى برة
- سلام يا حبيبى .
- الحمام جاهز يا أمجد ... مليتلك البانيو و جهزتلك غيار جديد ... على ما تخلص حمامك أكون جهزتلك الهدوم اللى هتلبسها
- طيب ما تيجى معايا كده تورينى عملتى إيه ؟
- بلاش قلة أدب ماما موجودة
- ماهى مش هتبقى موجودة فى الحمام ... هى فى أوضة الضيوف وإحنا فى أوضتنا
- لا يا خويا هتسمعنا
- ماشى يا منى ... هأدخل آخد حمام على ما تجهزوا
- عايز حاجة يا أمجد ؟
- تعالى بس إدعكيلى ضهرى ... حاسس إن جسمى كله تراب وعفار ومش عارف أطول ضهرى
- حاضر ... بس من غير قلة أدب
- تعالى بس
- وحشتنى يا مجنون
- إنتى وحشتينى أكتر
- مش قولتلك إنك قليل الأدب ... زمان أمك سمعتنا
- وإيه يعنى لما تسمعنا ... مراتى ووحشانى
إحتضنها أمجد من الخلف وظل يداعب حلمتيها وهى مستندة على صدره
- مش كفاية كده ... ولا إنت رجعت فى كلامك ومش هنخرج؟
- كفاية ... لما نرجع نبقى نكمل
- مش بأقولك إنك قليل الأدب ... سيبنى بقى أخرج ... لسه هانشف شعرى وألبس
- يابت إتهدوا شوية ... مش قادرين تستنوا لغاية بليل
- يا ماما كنت بادعك لأمجد ضهره والمية جت عليا
- المية جت عليكى يا مايصة ... وشك بيبان عليه ... قدامى أنشف لك شعرك ده خلينا نخلص
- حمدلله عالسلامة يا باشا ... معلش قطعنا عليك حمامك
- ولا يهمك حضرتك ... أنا كده أو كده كنت هأتصل بيكوا أول ما أخرج من الحمام ... حضرتك عارف بقى اللى كنا فيه
- طيب هأستناك بكرة الساعة 11 الصبح ... فيه حاجات كتير لازم نتكلم فيها
- يعنى مينفعش نأجل المعاد لبعد بكرة ؟ فيه حاجات كتير ورايا بكرة
- لأ مينفعش ... محتاجينك بكرة
- تمام هأكون موجود فى المعاد
إستقل أمجد و منى وأمه سيارته التى إفتقدها ... لقد أحسن أبوه فى غيابه الإعتناء بها ... وجدها نظيفة وجاهزة للإستعمال ... أخبرته أمه بما قاله لها ابو أمجد " لازم يرجع يلاقى عربيته زى ما سابها وأحسن" صعد مع منى وأمه للسلام على أبيه وأخوته ... إحتضنه أبيه بشدة ... كان يظن مما رآه أن أبنه سيعود إليه محطم النفسية ... فهو أكثر من يعلم أن إبنه بداخله فنان ... وبالتأكيد ما رآه فى الحرب المقيتة قد أثر فى نفسيته ... تغير أمجد ولم يلاحظ هذا التغير غير أبيه ... حتى الأم لم تلاحظ هذا التغير ... رأى الأب فى عينى إبنه تحفز لكل شئ ... بات يلاحظ أشياء لم يكن يلاحظها من قبل ... تغيرت أراؤه ولم يعد هذا الشاب الذى يرى الجمال فى كل ما حوله ويرفض القبح ... فما رآه من قبح يتضاءل معه كل قبح الدنيا ... صقلته تجربته وبات حذرا من المستقبل ... المستقبل الذى كان يبحث فيه عن نقطة ضوء مهما بدا مظلماً ... تغيرت فكرته عن عدم مشروعية انتهاز الفرصة لو كان بها شبهة ... باتت نظرته للفرص مختلفة ... أشفق الأب على إبنه من هذا التغير ... أجل الحديث معه فى ذلك التغير لوقت آخر بعد أن يمر بعض الوقت على تجربته الأليمة ... فبالتأكيد هو فى حاجة الآن لتناسى ما شاهده ... لم يكن الأب الطيب يدرى شيئا عن تلك البشاعة التى رآها أمجد ... لم يكن يدرى بأن مافى نفسه ليس مجرد جرح قد يشفى بمرور الوقت ... لم يكن يدرى أن رائحة النفط المحترق ورائحة اللحم البشرى المحترق لن تغادر عقل أمجد لباقى سنوات حياته .
عاد أمجد وزوجته لشقتهم قبل التاسعة ... بمجرد دخولهم إنهمكوا فى وصلة جنس طويلة لم تعاينها منى منذ بداية زواجها ... أنهكت حتى أنها بالكاد تكلمت مع أمجد مغمضة العينين .
- طبعا هتروح تشتغل ؟
- للأسف مافيش شغل جاهز هنا .
- طيب حاول تنام
- هأحاول ... هأطلع أشرب شيشة وأرجع ... نامى إنتى ... لو صحيتى الصبح ملقتينيش متقلقيش ... هأروح المكتب بدرى وهأنزل بعد كده أروح كام مشوار ... متقلقيش لو ملقتينيش فى المكتب
- زى ما تحب يا حبيبى ... تصبح على خير
- تصبحى على خير .
خرج أمجد ليتناول التليفون ويتصل بسهام ... كانت الساعة لم تتجاوز الحادية عشرة ... كان يعلم أنها لم تذهب لفراشها بعد ... كان يعلم أنها تعد نفسها للقائه فى الصباح ... إتصل لترفع سماعة التليفون بعد رنتين فقط
- تصدق كنت متأكدة إنك هتتصل بيا قبل ما تنام
- وأنا كنت متأكد إنك مش هتنامى قبل ما أتصل بيكى
- هاستناك بكرة نفطر سوا ... أوعى تتأخر ... أنا قلت لبابا إنى مش رايحة الشركة بكرة
- طيب إيه رأيك لو جتلك وإتعشينا سوا النهاردة ؟
- إنت بتتكلم جد ؟ هتيجيى دلوقتى ؟
- آه هاجى دلوقتى ... إنتى إتعشيتى ؟
- أنا بأتعشى عشا خفيف علشان متخنش ... بس هأحضر لك عشا ونتعشا سوا
- لا متتعبيش نفسك ... أنا هأجيب حاجة خفيفة ناكلها سوا ... هاكون عندك الساعة 12
- زى زمان يا أمجد !!... وحشتنى أيام الجامعة وإنك تجيلى بعد ما يناموا ... هأجهز نفسى وأستناك
إنطلق أمجد لمحل الحلوانى الشهير الذى لا يغلق أبوابه قبل الثانية صباحا ... إشترى منه بعض الأطعمة الخفيفة و أربع قطع من الجاتوه ... فى طريقه لمنزل سهام صادف نفس الكشك الذى إشترى منه سابقاً أول هدية يشتريها لسهام ... كشك الشرائط الذى لا يغلق ليلا ولا نهارا ... إستعرض الشرائط المعروضة وأشترى أحدها وتوجه بعدها ليصف سيارته أمام باب الملحق الذى أصبح عش زوجيته مع سهام ... فتح الباب ليطالع المكان الذى أوحشه كثيراً ... وضع ما بيده وصعد للدور العلوى حيث غرفة النوم ... وجد سهام جالسة أمام مرآتها تنتهى من وضع مكياجها وتصفف شعرها ... بمجرد ما رأت صورته فى المرآة قفزت وأستدارت لتتعلق برقبته وتنهمر على وجهه بالقبلات وسط دموع فرحتها بعودته إحتضنها وغابا فى قبلة طويلة ... قبلة إرتشف فيها كل منهما من رحيق الآخر
- كنت ميتة وإنت بعيد عنى يا أمجد ... متغيبش عنى كده تانى
- هو كان بمزاجى يا سهام ؟ مانتى عارفة اللى أنا كنت فيه
- بريندا كانت بتتصل بيا كل يومين تلاتة تقريبا ... كانت بتطمنى عليك ... أبوها كان بيتطمن عليك من هناك
- ماهو أبوها واللى زيه هما اللى ولعوها ... بلاش السيرة دى علشان خاطرى ... أنا عايز أنسى الأيام السودة دى
- حاضر يا حبيبى ... غير هدومك لغاية ما أجهز لك لقمة
- لأ ... أنا هأنزل أولع الدفاية ونقعد تحت ... جايب معايا حاجات خفيفة ناكلها سوا ... عايز أفتكر أيام الجامعة ... أيام مكانش فيه هموم نشيلها .
- كنت عارفة يا حبيبى ... علشان كده لبست لك البيبى دول الإسود اللى كنت جايبه ليا
- هو لسة موجود؟ كنت فاكره داب بعد السنين دى
- داب مين يابنى ... ده أنا بأحافظ عليه زى عنيا ... كويس إنى مأخدتوش الشقة بعد ما أشترتها ... كان زمانه راح
- وحشتينى يا سهام .... وحشتينى أوى .
وضع أمجد الشريط الذى أشتراه فى جهاز الكاسيت وخلع جاكيته وحذائه وأشعل المدفأة وجلس أمامها فاردا ساقيه ... وكأن السماء ارادت أن تعوضه عن أيامه القاسية فبدأت قطرات من المطر تتساقط على سطح الملحق ... نفس ما حدث فى ليلته الأولى مع الجميلة ... وكأنه ركب آلة الزمن وعاد بها سنوات يستعيد ذكريات أيامه الجميلة .... أغلق أمجد كل إضاءة الملحق ونظر فى إتجاه الجميلة الواقفة فى المطبخ ... إنها تعد له مشروب ليلتهما الأولى ... القرفة بالحليب ... إختلطت رائحة القرفة برائحة الصنوبر المنبعثة من المدفأة وأختلط صوت المطر بصوت مغنيين لم يعرف أمجد إسمهما ينشدان أغنية قديمة باللغة الإسبانية ... أغنية جميلة من الزمن الجميل بموسيقى حديثة
Siempre que te pregunto
Qui quando como y donde
Tu siempre me respondes
Quizas , quizas , quizas
أحضرت الجميلة طبق واحد به الجاتوه وبعض المخبوزات وكوبى القرفة بالحليب ووضعت ما تحمله بينها وبين أمجد وجلست بجواره تتحسس ذراعه وجسده ... كما فعلت منذ سنوات وثنت ساقيها ليمرر أمجد أصابع على فخذيها مستعيدا ذكريات أيامهما الأولى حتى يصل لكيلوتها فيمرر اصابعه على كسها فتتأوه الجميلة فى دلال قبل أن يدخل يده أسفل الكيلوت يداعب بظرها المنتفخ ويدخل إصبعه فى كسها لتقف الجميلة و تخلع كل ما ترتديه بحركات إغراء وتمد يديها تنزع عن أمجد كل ما يرتديه وهو مستسلم لحركاتها الشبقة لتنام بعدها بين فخذيه وتمرر لسانها على زبره المنتصب فيتنهد تنهيدة حارة لتقوم الجميلة بشئ لم يتوقعه أمجد ... أخذت الجميلة إحدى قطع الجاتوه لتمررها على زبر أمجد المنتصب فيعلق به كل ما على سطحها من كريمة وشيكولاتة وتقضم منها قضمة وهى تنظر لعينيه بشبق وإغراء وتضع فمها على فمه بعد مضغت تلك القضمة وتضعها بفمها فيبتلعها وتهبط الجميلة بشفتيها لتلعق ما علق بزبره بلسانها وشفتيها ثم تضع زبره فى فمها تمتصه بشبق وهى تنظر فى عينيه نظرة ملتهبة فيمد يده ويدفعها برفق لتنام على ظهرها ويأخذ قطعة أخرى من الجاتوه يضع بعض مما تحمله على حلمتيها فتفتح له ساقيها ليضع الباقى على كسها وبين شفريها ثم يأخذ رأسها بين فخذيه وينحنى ليلعق الحلمتين ويمتصهما ويمرر لسانه على بطنها حتى يصل لكسها فيلعق كل ما وضعه على كسها حتى يصل لسانه لبظرها وشفتيه تلتهم كل كسها فتنطلق شلالات الجميلة مطلقة مائها فيتلقى مائها كله بفمه يبتلعه ثم يقحم لسانه فى فتحة كسها ويبلل أصبعه بإفرازاتها ليقحمه فى شرجها الذى يتسع مرحبا بضيفه الذى يشتاق إليه فتمسك الجميلة زبره بيدها وتلف حوله شفتيها وتمتصه فى لهفة بينما أصابع أمجد تقتحم فتحة كسها وتغوص داخلة وخارجة من شرجها وتطلق الجميلة آهة شبق عالية وهى تغلق فخذيها على رأس أمجد التى تغوص بين فخذيها وشفتاه تمتص بظرها وتطلق مائها للمرة الثانية فيعتدل أمجد جالسا على ركبتيه ويديرها لتنام على بطنها ويرفع خصرها قليلا ويمرر رأس زبره على كامل ما بين فلقتيها حتى يصل لبظرها فيفركه بشدة ثم يحركه بين الشفرين حتى يصل لشرجها ثم يعود لبظرها مرة أخرى قبل أن يقحمه فى فتحة كسها بهدوء فتشهق الجميلة شهقة عالية فيخرج زبره حتى لا يبقى بداخلها إلا الرأس ثم يعيد دفعه ويستمر فى إدخاله وإخراجه حتى تأتى بقذقتها الثالثة وقد إرتفع صوت شبقها حتى توارت معه أصوات الموسيقى والمطر فيخرج زبره كاملا ليدفعه بشرجها فتزيد من تأوهاتها فيخرجه من شرجها ويدفعه ثاتية فى كسها ويظل يتبادل إخراجه وإدخاله بين الفتحتين وتتلاحم مرات قذفها ويعلو صوت إرتطام الجسدين الشابين وتتحول آهاتها لصرخات ترجوه أن يقذف فجسدها يشتاق لمائه ويرتفع صوت تنفسه وتزاداد ضربات جسده لجسدها عنفا ويدفع زبره كاملا فى كسها وقد إقتربت لحظة قذفه ويلتقى القذفان و يعلو صوت تأوهات الحبيبين وينهار بجسده على جسدها يحتضنها وينام بها على جانبه وتستكين الجميلة بين ذراعيه مستسلمة لخدرها وبالكاد تستدير لتحتضنه ويغيبا فى قبلة أخرى طويلة وهى بالكاد تكاد تلتقط أنفاسها وتذهب الجميلة فى نوم عميق ... يقطعه أمجد بعد وقت قليل لتفيق فتجده يحملها بين ذراعيه ويصعد بها السلم ليضعها فى فراشها ويسحب عليها الغطاء لتستفيق مرة أخرى على صوت أمجد يرتدى ملابسه
- طبعا هتروح تشتغل
- هاروح المكتب أشوف الشغل اللى ممكن أعمله إيه ... إنتى عارفة
- ماشى يا حبيبى ... هاتصل بيك فى المكتب لما أصحى
- هتروحى الشركة ؟
- شركة مين ؟ أنا أصلا مش قادرة أتحرك من مكانى ... هلكتنى ... مش هأصحى قبل العصر
- لما تصحى كلمينى فى المكتب ... لو ملقتنيش فى المكتب هاتصل بيكى أول ما ارجع ... عندى كام مشوار مهمين
- زى ما تحب
إنتهى أمجد من تصميمه وأخذ نفسا عميقا وجلس أخيرا على الكرسى المرتفع يعاين تصميمه ليفاجئه صوت إلهام
- تصدق أنا قولت كده ... طالما رجعت يبقى هتنيك وهآجى آلاقيك غطسان هنا ... إتصلت بنسوانك لقيتهم الإتنين نايمين عرفت إنك روحت للإتنين يا بغل
- إلهام ؟ إنتى جيتى إمتى ؟ محستش بيكى
- أنا هنا من نص ساعة يا بغل ... جيت لقيت الممحونة اللى تحت واقفة وراك بتتأمل فى جمال أمك ... مشتها وقعدت جنب الباب علشان محدش يزعجك
- هى الساعة كام ؟
- الساعة تسعة ونص ... الريس زمانه على وصول
- طيب شوفى بقى فيه ورق إيه المفروض أمضيه علشان هأسلم عالريس وأنزل ... فيه كام مشوار مهمين لازم أعملهم
- مشاوير مهمة إيه يا بغل إنت ؟ إنت لسة راجع إمبارح ومأستريحتش ساعة حتى
- مش عارف مالى يا إلهام ... حتى لما حاولت أنام معرفتش ... ومش حاسس بأى إرهاق ... خايف الزفت اللى كانوا الأمريكان بيرموه هناك يكون أثر على حاجة فى نافوخى
- المهم إنها متكونش أثرت على زبك ... إنت متجوز إتنين مش عايزين فضايح
- تبقى تسأليهم يا حلوة
- وأنت فاكرنى مش هأسألهم ؟ بس البت منى بتتكسف تحكى ... سهام هى اللى بتقولى التفاصيل ... ماهو أنا لازم أتطمن على بناتى برضه
- بس موضوع عدم رغبتى فى النوم ده قالقنى أوى يا إلهام ... مش عارف هأقدر أستمر على كده أد إيه
- تلاقيك بس علشان لسة متوتر ... إنت أصلا مكنتش بتنام كتير... شوية وهتبقى زى الفل ... بس تعرف ياض لو مكانش شوية العقود والشيكات اللى مضتهم على بياض قبل ما تمشى كان حالنا وقف
- أنا كمان كنت ماضى شيكات على بياض وسايبهم لمنى علشان لو إحتاجتوا حاجة
- لأ ناصح ... هناخد من حسابك إحنا علشان نصرف عالمكتب ... إنت نسيت نفسك ولا إيه يا بغل
- تصدقى إن أنا غلطان ... هاتى بقى الورق اللى عايزانى أمضيه زمان الريس جاى
- معلش يا أمجد ... أنا عارف إن اللى شوفته هناك صعب ... شوية وهتنسى
- يا ريت يا ريس ... مهما وصفت مش هأقدر أوصف كم البشاعة اللى شوفتها ... صحيح الحرب بتطلع أوسخ ما فى البشر لكن متوقعتش إن البنى آدمين ممكن تكون جواهم البشاعة دى
- البنى آدم يا أمجد أصلا جواه حيوان ... الحرب بتطلع كل الغرايز الحيوانية اللى فى البشر ... متحكيش عن اللى شوفته علشان تنساه ... حاول تنسى ولو إنه صعب
- وأى صعوبة يا دكتور ... تخيل أنا شوفت ظباط وعساكر بتقتل بعض علشان مكان فى عربية ... بيقتل زميله الجريح اللى المفروض يحميه ... وأنا مقدرش أتدخل .
- خلاص يا أمجد ... المهم تحاول ترجع لشغلك .
- ماهو رجع خلاص يا ريس ... شوف اللوحة اللى على ترابيزة الرسم ... تقريبا كده الحرب خلت البغل ده إبداعه يزيد ... تخيل تصميم زى ده يتعمل فى ليلة
- أمجد طول عمره فنان يا إلهام ... وأنا متأكد إنه هيتجاوز المحنة اللى مر بيها ... إمشى إنت يا أمجد دلوقتى روح بيتك وأقعد مع مراتك ... صحيح هتقعد مع أنهى واحدة فيهم النهاردة ؟
- وهو ده بيعتق يا ريس ... عامل زى الطور الطلوقة ... هتلاقيه هيروح ينام مع الإتنين
- بس يا بت بطلى سفالة ... يروح زى ماهو عايز ... دى مراته ودى مراته ... دى بقى أصعب من الحرب العالمية
- إنت بقى يا باشا هتحكيلى كل اللى حصل بينك وبين بريندا بالتفصيل ... وبعد كده هتقعد مع الدكتور شوية ... هيتكلم معاك عن كل اللى حصل لك هناك ... أنا دورى هاخد منك تفاصيل اللى حصل فى مهمتك الأولى بس مع بريندا وهتروح مع الدكتور مكتبه يتكلم معاك شوية فى تفاصيل تانية
- يعنى أنا هأخضع لتقييم نفسى ؟
- مش بالظبط ... الدكتور قرا كل التقارير المكتوبة عنك ... شايف إن تأثرك باللى حصل هناك ممكن يكون ليه أثر على ثباتك الإنفعالى ... ممكن تحتاج تقعد معاه مرتين أو تلاتة كمان وممكن منحتاجش لكده
- تمام حضرتك ... أنا كمان كنت محتاج حاجة زى كده ... اللى شوفته هناك مش سهل ومش هأقدر أتكلم فيه مع حد
- بص يا أمجد ... إنت القدر إداك فرصة كبيرة باللى حصل هناك ده ... والفرصة دى لينا إحنا كمان ... معلش هتستنى معانا شوية كمان النهاردة ... بعد ما تخلص مع الدكتور هتستريح شوية وتشرب لك كوباية شاى وتجيلى نكمل كلام ... للأسف معندناش هنا شيشة ... لكن أهو سيجار هدية من عندنا تدخنه براحتك وأنت فى الإستراحة ... هتلاقى كل اللى هتحتاجه فى الأوضة اللى هتستريح فيها ... ولو إحتجت أى حاجة هيكون فيه حد موجود فى خدمتك ... بمجرد ما تدق الجرس هيجيلك فورا
- إنت كنت بتنام كويس قبل ما تسافر للحرب؟
- كنت بأنام ساعتين تلاتة بالكتير كل يوم ... وممكن أفضل يومين أو تلاتة من غير ما أنام
- كنت بتحس بإرهاق من قلة النوم ؟
- لأ أبداً ... بس كنت وقت ما أحب أنام بأ غمض عينى وبعد شوية أنام ... لكن دلوقتى ده مبيحصلش ... إحساسى فى الرغبة فى النوم نفسها مش موجودة ... ولو حاولت أغمض عينى علشان أنام ألاقى قدامى منظر العساكر المحروقين فى أماكنهم وصور الناس اللى لحمها داب
- يعنى لما بتحاول تجبر نفسك على النوم مبتقدرش ... صح كده ؟
- صح يا دكتور ... مبقدرش أبعد المناظر عن مخى
- طيب شوف يا أمجد ... مبدئيا كده أنا شاكك فى حاجة وهنعمل شوية تحاليل علشان أتأكد
- حضرتك شاكك فى إيه ؟ حاجة خطر ؟
- لأ مش خطر ... هى حالة موجودة بنسبة نادرة بين الناس ... خلل هرمونى معين ممكن يكون نتيجة عيب وراثى خلقى
- يعنى إيه ؟ مش فاهم
- الهرمون المسؤل عن النوم هو هرمون الميلاتونين ... أحيانا فيه ناس بتكون عندها مشكلة فى إفراز الهرمون ده ... ده مش عيب خلقى ... الأبحاث أثبتت إن الإنسان القديم كانت نسبة الهرمون ده عنده قليلة لظروف حياته اللى مينفعش فيها ينام كتير طبعا وسط خطر تعرضه لوحوش مفترسة حواليه ... وفى نفس الوقت إنت من وإنت صغير بتلعب رياضة قتالية تنافسية فده خلى إفراز هرمون الأدرينالين عندك عالى ... ده بيبرر عدم شعورك بالإرهاق بعد المجهود ... وبيخلى طاقتك الجنسية عالية ... وممارستك للجنس بتزود الأدرينالين فطاقتك تزيد فتبقى عايز تطلع الطاقة دى ... فإما بتطلعها فى الشغل أو فى الجنس ... فالأدرينالين بيرجع يعلى تانى ... وهكذا
- طيب والحل ؟ هأفضل صاحى كده طول عمرى من غير نوم؟
- لأ طبعا ... الحرب زودت عندك الأدرينالين بصورة كبيرة ... مع الوقت نسبة الهرمون فى الدم هتقل وترجع لطبيعتك ... اللى هى النوم لفترة قليلة ... لكن هرمون الميلاتونين هيفضل مستوياته منخفضة فى دمك
- والوقت ده هيكون أد أيه ؟
- مش هأقدر أحدد ... لكن بعد التحاليل ممكن أقولك وقت تقريبى ... لكن مافيش حاجة هتزود إفراز الميلاتونين عندك بشكل طبيعى ... هاديلك دوا يساعدك شوية
- منوم يعنى ؟
- لأ طبعاً ... لو إتعودت على النوم بمنوم الميلاتونين عندك هيتوقف إفرازه تماما ... ومع الوقت هتحتاج تزود الجرعة علشان تعرف تنام ... ومش عايزين ندخل فى إدمان
- طيب الدوا ده هيخلينى أنسى اللى شوفته هناك ؟
- الدوا ده هيساعدك إنك تتعايش مع اللى شوفته هناك مش تنساه ... اللى شوفته هناك عمرك ما هتنساه
- بص بقى يا باشا .... ركز فى اللى هأقولهولك كويس ولو إنى عارف إنك بتركز من غير حاجة ... بريندا هتيجي مصر الشهر الجاى ... أجازة الربيع
- والمطلوب ؟
- المطلوب إنها تتفسح فى مصر وتحبها ... هتحجز لها كل رحلتها فى مصر فى شركة السياحة اللى هأديك أسمها
- طيب أنا يادوب لسة راجع وعايز أظبط شغلى المتعطل فى كل حتة طالما هاقابلها واكون معاها
- إنت مش هتظبط حاجة ولا هتقابلها أصلا
- مش هأقابلها ؟ أمال الرحلة دى هتبقى إزاى؟
- الرحلة دى هتقوم بيها لوحدها ... هتاخد إسبوع هتلف فيها مصر كلها ... إنت مش هتكون فى مصر
- أمال هأكون فين ؟
- هتكون فى برشلونة ... إنت ناسى إن إمتحانك فى الجامعة هناك إتأجل ؟ معاد إمتحانك هيكون فى وقت وجودها فى مصر
- طيب وإيه لازمته إنها تتفسح على حسابى ؟
- لازمته إنها هتطلب من المدام تكون معاها فى وقت وجودها فى القاهرة ... زى أى إتنين أصدقاء ... ممكن يخرجوا مع بعض مرة أو تعزمها عالغدا فى بيتها مرة ... توطد علاقتها بيها أكتر
- وبعد ما توطد علاقتها بيها إيه اللى هيحصل ؟ هى لو قالت للمدام عن سبب إنفصالها عن حبيبها الأولانى المدام مش هتقولى بالتأكيد
- هى مش هتقولها حاجة ... طبيعة شخصيتها تخليها متقولش للمدام سبب إنفصالها عن حبيبها
- طيب بنعمل كل ده ليه ؟
- لإنها ممكن تقولك إنت بعد كده
- وهتقولى إزاى وأنا مش هأشوفها أصلا ؟
- هتقولك لما تقابلك فى أمريكا ... بعد ما ترجع من برشلونة هيوصل لمكتبك هنا فى مصر طلب تصميم لفندق كبير فى ميامى ... وهيتطلب منك تروح تعاين المكان وتمضى العقود هناك ... وهى هتكون فى ميامى لإن فيه مؤتمر كبير للحزب هيكون هناك وأبوها هيكون موجود فيه وطبعا بصفتها المساعدة بتاعته فلازم تكون معاه ... إنت هتنزل فى نفس الفندق اللى هيكون فيه المؤتمر وهتقابل بريندا وأبوها لإنهم هينزلوا فى نفس الفندق
- وحضرتك هى ممكن تحكيلى اللى مش هتحكيه لسهام؟
- أيوه ممكن تحكيلك ... الدكتور قال إنها مش هتحكى لحد غيرك ... إنت بالنسبة لبريندا دلوقت أقرب صديق ليها ... بعد اللى إتعرضت له فى الغزو هتعتبر وجودك هو مصدر الأمان ليها وهتحكيلك عن أى حاجة متقدرش تحكيها لحد ... متستهونش بحالتها النفسية اللى كانت فيها هناك ولا حرصها إنها تكون جنبك طول ما كنت موجود قريب منها
- طيب رحلتها فى مصر دى هتكلف كام تقريباً ... أنا لسة معرفش رصيدى فى البنك دلوقتى كام ... حضرتك عارف إن ليا 7 شهور مبشتغلش
- ملكش دعوة بتكاليف رحلتها هنا ... إنت بس هتروح شركة السياحة تحجز البرنامج اللى هيقولوك عليه وتاخد فاوتشر الحجز وتسيبه مع المدام ... شركة السياحة دى تبعنا
- تمام ... وبالنسبة للشيخ أبو إبراهيم ... هاعمل معاه إيه ؟ هأطنشه لغاية ما أرجع من أمريكا ؟
- لأ طبعاً ... إنت هتتصل دلوقتى بابوإبراهيم من هنا ... هتبلغه برجوعك وبإنك هتسافر أسبانيا كمان إسبوعين ... غالبا هيطلب منك تقابله ... تقابله عادى جدا
- طيب تمام ... يعنى أجهز نفسى للسفر تانى ... تقريبا إتكتب عليا مأستقرش فى بلدى كتير
- معلش يا أمجد ... فترة وهتعدى ... متنساش تعدى علينا كمان يومين ... تدينا تقريرك عن مقابلتك مع الشيخ أبو إبراهيم وتقابل الدكتور تانى علشان نتيجة التحاليل اللى إتعملت لك
- تحت أمرك يا فندم ... ممكن أستأذن دلوقتى ؟
- إتصل بأبو إبراهيم دلوقتى وشوف هتعمل إيه
نظرت ريرى بسعادة لمنى وأمجد وهما يداعبان رضيعتها ... شعرت بأن رضيعتها ستكون فى أمان لباقى حياتها طالما هى فى رعاية أختها الكبرى وزوجها ... رغم ما عاهدت عليه نفسها وجدت أنها تحسد إبنتها على زوجها ... فهى تعلم مدى المتعة التى تصل إليها إبنتها إليها مع هذا الشاب الفنان فى الجنس
" كم هى دنيئة تلك النفس البشرية "
عندما خطر لريرى هذا الخاطر إستأذنت فى الذهاب لشقتها ... مدت يدها لتأخذ الرضيعة لكن منى رفضت
- سيبيها معانا يا ماما شوية
- آه يا طنط ريرى ... سيبيها معانا ألعب معاها شوية ... دى عسولة أوى وبتضحكلى
- بس إنت راجع تعبان يا أمجد وأكيد عايز تستريح
- بقى حد يشوف الضحكة العسل بتاعت القمر الصغيرة دى ويبقى تعبان ... سيبيها معانا ومنى هتبقى توديهالك لغاية عندك لو زهقت مننا .
- لا مش هتزهق ... دى بتحب منى أكتر ما بتحبنى ... لما آخدها منها بتفضل تعيط وترفس وتفضح الدنيا
- طب خلاص سيبيها ... أنا شوية كده وهأنزل أروح المكتب
- طيب هأخدها لغاية ما تتغدوا حتى وبعدين أجيبهالكوا
- لأ يا ماما سيبيها ... أمجد هيلعب معاها لغاية ما أحضر الغدا ... وبعدين نبقى نجيبهالك
- حاضر يا منى ... بس لو لقيتيها هتتعب أمجد تجيبيها علطول ... حمدلله على يلامتك يا أمجد ... عمك عايز يقعد معاك سوية علشان شغلكوا
- حاضر يا طنط ... أنا هأرجع من المكتب بدرى ونقعد مع بعض كلنا ... وحشتنى القعدة مع عمى
- هأتصل بيه يجيى بدرى شوية علشان تلحق تقعد معاه ... سلام بقى
بعد الغداء إستغرق أمجد ومنى فى وصلة حب عنيفة ... وبدأت منى تستجيب لمداعبات أمجد لشرجها الضيق الذى بات يتسع لإصبعين من أصابع أمجد وباتت تستمع بها ... باتت تعرف ما يعده لها وتتقبله ... فهى تريد خوض تجربة جديدة مع حبيبها .
...........................................................................................................
قبل عودة أمجد لبيته ذهب لمقابلة الشيخ أبو إبراهيم فى مكتبه ... رحب به الرجل ترحيبا كبيرا ووصفه بالبطل ... لم يدر أمجد سر هذا الترحيب إلا بعدما إستمع للشيخ
- كل دى غيبة يا راجل ... كنا قلقانين عليك ... طمنى عليك
- كله كويس يا شيخ ببركة دعواتكم ... طبعا زمانكوا شوفتوا حد غيرى يخلص لكم مصالحكوا فى أوروبا
- ودى تيجى يا راجل .... هو إحنا ممكن نلاقى زيك ... مكانك محفوظ زى ما هو وحسابك فى أسبانيا بدأت التحويلات توصله من بعد ما إتصلت بيا علطول ... الوضع فى الخليج بقى صعب شوية علشان كده هتلاقى تحويلات فى حسابك من هناك
- مش عارف أشكرك إزاى يا شيخ على الثقة دى ... أتمنى أكون دايما عند حسن ظنك
- إنت تستحق الثقة يا أمجد ... صحيح عايز أقولك حاجة مهمة ... خلى بالك من أعمام مراتك ... مش سالكين وبيحسدوا حماك على مشروعه
- إزاى ده ؟ ده أبو منى مبيتأخرش عنهم فى حاجة
- لأ ... فى الكام شهر اللى فاتوا دول طلباتهم من الراجل كترت أوى ... حتى طلبوا من ناس تتوسطلهم عنده علشان يشاركوكم فى مشروعكم ولما الراجل رفض قلبوا عليه وبيلسنوا عليك وعليه وسط تجار بورسعيد
- بيلسنوا إزاى يعنى ؟ أبو منى شغله كله فى السليم حتى جايب موظف مخصوص للحسابات والضرايب
- قلوب سودا يا أمجد ... بيقولوا إنه بيهرب البضاعة اللى فى المحل من الجمارك
- بضاعة إيه اللى بيهربها من الجمارك ؟ كل الشغل اللى فى المحل طالع من المشغل ... والكام حتة اللى بجيبهم معايا من برة وأنا جاى جماركها بتتدفع على داير مليم قبل ما أخرج من المطار
- أنا قلت لك بس علشان تاخدوا بالكم منهم ... إنت تهمنى زى إبنى ... وبالمناسبة صحيح هبقى أبعت الحاجة المحل عندكم تشترى شوية حاجات ... عايزك توصى حماك يكرمها
- يا سلام ؟ المحل كله تحت أمرك وأمر الحاجة ... بس لا مؤاخذة يا حاج هى الحاجة هتلبس هدوم زى اللى عندنا إزاى ؟ دى كلها فساتين وعريانة وكده
- ياض متبقاش قفل ... الحاجة معاها جنسية ... تفتكر هتمشى هناك بالخيمة اللى بتمشى بيها هنا ؟ لأ طبعا ً لازم تلبس زيهم لما تبقى هناك
- آآآآآآه ... كده فهمت ... إدينى حضرتك بس خبر باليوم اللى الحاجة هتشرف فيه المحل وأنا أخلى حمايا يديها كل اللى تطلبه ... هدية منى ليك يا حاج
- لأ مش عايز هدية ... عايز بس حماك يطلعلها المستخبى اللى مبيطلعش غير للحبايب
- طب إيه رأيك بقى أنا هأقولك على فكرة أحسن ... الحاجة تختار الموديل اللى يعجبها وأخليهم فى المشغل يفصلولها زيه على مقاسها ... حتى لو طلبت تعديل يعملوه ... وخلال 24 ساعة تكون الهدوم عندها ... حتى لو المشغل كله إشتغل على هدومها بس
- فكرة حلوة يا ولا ... أنا هأقولها النهاردة وهتكون عند حماك فى المحل بكرة ... هتتبسط أوى بالفكرة دى
- إحنا تحت أمرك يا شيخ ... ميهمناش غير إنبساط الحاجة ... علشان تنبسط إنت كمان
- ياض بلاش قلة أدب ... إحنا كبرنا عالحاجات دى خلاص
- كبرت مين يا حاج ... ده الدهن فى العتاقى
- أهو أكتر حاجة عجبانى فيك يا واد إنت خفة دمك دى ... خلاص الحاجة هتكون عندكوا بكرة فى المحل عالساعة 12
- تحت أمرك وأمر الحاجة ... أستأذن أنا بقى علشان ألحق ابلغ حمايا
- ماشى يا أمجد مع السلامة
- إيه يا أمجد ... إنت ناوى تاخد منى البت التانية كمان ولا إيه
- ماهم الإتنين واحد يا حاج ... أكيد لما تكبر هتبقى قمر زى أختها
- طب تعالى نقعد لوحدنا شوية ... عايزين نتكلم شوية فى الشغل
- يا عمى أنا ماليش فى التجارة والحسابات والحاجات دى ... المهم الشغل عامل إيه ... أكيد الشغل قل فى ظروف الحرب اللى فاتت
- بالعكس يا أمجد ... الشغل زاد و زودت مكن جديد فى المشغل علشان نلاحق ... فيه ناس كتير جت مصر هربانة وماجابوش معاهم هدوم تكفى ... والناس دى متعودة تلبس حاجات غالية
- طيب كويس ... أوعى تكون عملت زى الناس ما بتعمل وزودت الأسعار ... إحنا زى ما إتفقنا الربح نسبة من التكاليف ... علشان ربناا يبارك لنا
- لأ متقلقش من الحتة دى ... إحنا زى ما إحنا
- طيب حلو أوى ... ربناا يبارك لك ... وإيه أخبار الدنيا هنا ... أنا جيت إتسحلت فى الشغل ومعرفش إيه اللى حاصل
- أسعار الشقق هنا فى مدينة نصر ولعت ... الخليج كله بيشترى شقق فى مصر دلوقتى ... تصدق الشقة اللى أشتريتها فى الشارع هنا إتعرض عليا فيها 4 أضعاف اللى دفعته فيها
- وناوى تبيع ولا إيه يا عمى ؟
- لأ طبعا ... أنا خلصت تشطيبها خلاص وهأبدأ أفرشها ... يعنى شهرين تلاتة وأنقل هناك
- برضه يا عمى عايز تسيبنا ؟ إحنا زعلناك فى حاجة ؟
- لا يابنى متقولش كده ... وبعدين ده بينا وبينكم عمارتين تلاتة ... يعنى خمس دقايق ... والمفروض بقى تفتح الشقتين على بعض وتوسعوا على نفسكوا
- ماهى الشقة واسعة وكل حاجة ... هنحتاج إيه أكتر من كده ... مش هنلعب كورة إحنا فى الشقة
- يابنى كام شهر وربناا هيعوض عليكوا بعيل بدال اللى متكتبلوش إنه يتولد ... خليه يكبر فى الوسع ... وبعدين حتى لما ننقل هتلاقى مراتى عندكوا علطول أو مراتك عندنا ... سبنى براحتى يا أمجد
- زى ما تحب يا عمى ... كنت عايز أقولك على حاجة كمان ... إعمام منى عامل معاهم إيه ؟
- تصدق أنا مكسوف من إن دول إخواتى ... برضه الطمع عاميهم وعايزين يشاركونى غصب عنى ... ودايرين يتكلموا عليا فى كل حتة فى بورسعيد
- عرفت يا عمى ... كنت عند الشيخ أبو إبراهيم وقالى وحذرنى منهم ... أنا كان ليا رأى كده لو تسمح
- قول يا أمجد
- إنت لازم تنزل بورسعيد فى زيارة كده ... تقابل التجار اللى هناك وتقعد معاهم ... ولو لقيت قماش كويس هناك تشترى ... وأنا لما أسافر هابعت الحاجة على المينا هناك ... بحيث تبقى الحاجة خارجة من المينا قدام الكل ... علشان محدش يقول إنك بتهرب زى ما بيقولوا
- ماشى كلامك ... وبالمرة أعدى على فاطمة أختى ... وحشتنى وليا كتير مشوفتهاش .
- حاجة بقى كمان عايز حضرتك تعملها ... هتنقلنا نقلة تانية خالص ... عايزك تشوف لنا عنبر كبير ينفع مصنع .
- مصنع إيه يا بنى ؟ المحل مش محتاج مصنع
- لأ يا عمى المحل هيفضل زى ما هو ... أنا إتعرفت فى أسبانبا على صاحب دار أزياء مشهورة أوى ... عايز أعمل معاه عقد إننا نبقى وكيل ليه فى مصر لكن مش هنستورد هدوم منه ... هيدونا الموديلات والإسم ونصنعها إحنا هنا فى مصر تحت إشراف ناس من عنده ... ولو وافق هنعمل فروع ليهم هنا والمحل بتاعنا يفضل زى ما هو
- بس ده يابنى مشروع كبير وهيحتاج فلوس كتير مش معانا دلوقتى
- هو إحنا هننفذ بكرة ؟ الموضوع ده هياخد سنة ونص عالأقل على ما نتفق عالنسب معاهم وكده ... إحنا بس هننقل المشغل بدل ماهو فى وسط البلد هيبقى فى المنطقة الصناعية ... فى أكتوبر أو العاشر ... هنوسع المشغل يعنى وأهى فرصة لو حبينا نزود مكن جديد يبقى فيه مكان ... أنا هأعزم الراجل يجى مصر كام يوم وآخده أفرجه على شغلنا ... مش هينفع أخليه يلاقينا شغالين فى مشغل شقتين ... لما يلاقى مصنع شغال وبيطلع إنتاج حلو ده هيشجعه يوافق
- زى ما تشوف يا بنى ... من بكرة هأسأل وأشوف ... بس طبعا مش هينفع نشترى عنبر ... نأجر أى عنبر من المقفولين
- صح كده ... وننقل المكن هناك ونزود كام مكنة جديدة ... وبالنسبة لأعمام منى لما تنزل بورسعيد متجبش سيرة ليهم إن وصلك كلامهم ... كأنك معرفتش حاجة ... وأقعد معاهم لكن يكون فيه ناس تانية موجودة ... وإفتح لهم سيرة الفلوس اللى عليهم قدامهم ... متطالبهمش بالفلوس ... كأنك بتطمن على شغلهم والناس تعرف إنهم شغالين بفلوسك إنت وفاطمة .
- وفلوسك كمان يا أمجد ... لو مكانتش فلوسك مكناش هنعرف نكمل المشروع ده
- فلوس منى يا عمى ... دى فلوس منى
- إيه ده يا عمى ؟
- ده نصيبك من الأرباح الفترة اللى فاتت دى .
- بس يا عمى إنت كنت بتدى منى فلوس طول ما أنا كنت مسافر ... إيه الفلوس دى
- دول بعد ما خصمنا اللى منى كانت بتاخده والحسابات قدامك لو عايز تتأكد ... ربناا كرمنا أوى الفترة اللى فاتت يابنى
أخبر أمجد حماه بالزيارة المرتقبة لزوجة الشيخ أبو إبراهيم فى اليوم التالى وأوصاه بأن يحرص على إرضائها فى كل ما تطلبه وأن يتم تفصيل ما تريده بالقماش الذى تنتقيه خلال يوم واحد ... وافق الرجل وطمأن أمجد قبل أن يحتضنه مرة أخرى قبل أن ينصرف لشقته
بعد أن أنصرف ابو منى وأمها إنخرط الحبيبان كالعادة فى وصلة الجنس الليلية المعتادة ... وتلك المرة أدخل مقدمة رأس زبره فى شرجها ... لم يشعرها بألم ... فقط شعرت بشعور جديد ممتع ... كادت ترجوه أن يكمل لكنه حريصاً على ألا يؤلمها
بمجرد أن ذهبت الرقيقة فى النوم قام أمجد من فراشهما ... فلا أمل عنده فى النوم ولم يحاول حتى أن يغمض عينيه ... توجه للصالون حيث حقيبة أوراقه وترابيزة رسمه وأنغمس فى عمله ولم يفق إلا على صوت الجميلة وهى تحتضنه وتهمس فى أذنه بتحية صباحها الجميلة ... أعدت له الإفطار وأخبرها أنه اليوم فى شركة أبو سهام ... وأنه سيقضى ليلته فى المكتب كى يعوض الساعات التى فاتته هناك ... إرتدى ملابسه وحمل أوراقه ولوحات تصميمه التى أنتهت وأستقل سيارته وتوجه لشركة المقاولات ... شهور مضت منذ أن رأى الشركة قبل سفره ... وهناك وجد سهام فى إنتظاره ... أغلقت المكتب وحظيا بإحتضان سريع وقبلة طويلة ... لم يتركا لأنفسهما العنان ... فهناك دائما من يراقب ... بعد قليل حضر ابوسهام وأقتحم المكتب دون أن يطرق الباب فوجد إبنته وزوجها منهمكان فى العمل ... فهناك عمل كثير بالشركة ينتظر أمجد والعديد من الأوراق لتوقيعها بصفته مدير التصميمات ... طلب أبو سهام من إبنته وأمجد الحضور لمكتبه لمناقشة الأعمال ... فالعمل فى القرية السياحية يتقدم بسرعة وقد بيعت كل وحداتها ... وفيلا إيناس كريم سينتهى العمل فيها قريبا ... والمشروع السكنى الحكومى الذى فازت به الشركة لابد أن تنتهى تصميماته سريعاً
- شد حيلك معانا يا أمجد ... تصميمات المشروع الحكومى لازم تخلص خلال شهر
- خلال إسبوعين يا عمى ... أنا مسافر إسبانيا بعد إسبوعين علشان إمتحاناتى ... عايز بس مصممين المدنى والكهربا يلاحقوا ورا شغلى أنا وسهام
- خلاص ... خليهم يا سهام يشتغلوا ساعات إضافى بعد وقت الشركة ... مش عايزين نتعطل
- حاضر يا بابا ... وبالنسبة لتصميم عمارة مدينة نصر ... تحب نشتغل فيه دلوقتى ولا نأجله ؟
- أجليه دلوقتى ... مش عايزين نشغل نفسنا بحاجات كتير ... بالنسبة للمدنى خلى إستشارى المدنى يشتغل ورا المصممين ... مش عايزين أخطاء
- عايز أسألك حضرتك على حاجة مهمة
- إسأل يا أمجد
- حضرتك إيه إمكانية إننا ندخل فى عمليات إعمار البلد اللى إتدمرت فى الحرب
- متهيألى يا أمجد ملناش فيها دى ... الأمريكان هيكوشوا عليها ومش هيسيبوا حد غريب يدخلها
- طيب واللى يخليلك نصيب فى العمليات دى تعمل معاه إيه ؟
- أديله اللى يطلبه ... تعرف حد يدخلنا فيها
- آه أعرف ... أعرف واحد من اللى فى إيديهم اللعبة كلها وواحد تانى مهم فى البلد اللى الشغل هيكون فيها
- دلنى عليهم وليك مكافأة عندى ... هأديلك شقة نص دور فى عمارة مدينة نصر
- شقة إيه بس يا باشمهندس ... يعنى هأجيبلك شغل بمليارات تقولى شقة ... لأنا عايز نسبة
- إيه ده إيه ده ... إنت كنت فى حرب ولا كنت بتاخد كورس رجال أعمال ... أديلك نسبة يا سيدى ... هاديلك 3 فى المية ... نسبة متحلمش بيها ... حتى متبقاش بنتى متجوزة صرصار
- لأ أنا هاخد واحد ونص ... وواحد ونص لسهام
- يا بنى آدم ما الشركة كلها أصلا بتاعت سهام
- لأ ... أنا عايز نسبة سهام برة الشركة ... فلوس تتحط فى رصيدها فى البنك ... لإنها هى اللى هتساعدنا ناخد الشغل ده
- ماشى كلامك ... بس نخلص بسرعة ... التورتة بدأت تتقسم من دلوقتى ... المقاولين العرب و حسن علام بدأوا يجهزوا نفسهم ... لو دخلنا معاهم هنبقى شركة القطاع الخاص الأولى اللى تدخل
- خلاص ... أنا هأشرح لسهام هيحصل إيه وقريب هتسمع أخبار كويسة
- طب فهمنى هتعملها إزاى ... وسهام هتعمل إيه
- لأ يا عمى دى أسرار شغلى بقى ... إنت ليك النتيجة
- بقيت تتكلم زى رجال الأعمال يا صرصار ... شكل بنتى بتفهم فى الناس أحسن منى ... إختارت صرصار زيك وأهو بيتكلم فى البيزنس زى رجال الأعمال الكبار ... ماشى يا سيدى ... هأبقى أفهم من سهام بعدين
- ومتشكر يا عمى عالشقة
- شقة إيه ؟ إنت مش قلت هتاخد نسبة ؟
- نسبة دى علشان الشغل ... الشقة هدية لجوز بنتك
- ماشى يا أمجد ... لما نشوف هتعمل إيه
- فهمنى بقى يا أمجد إزاى هتجيب الشغل ده
- بصى يا ستى ... إمتى آخر مرة بريندا كلمتك فيها ؟
- من يومين كده ... سألت عليك بس إنت مكونتش موجود ... قالت إنها هتيجى تقضى أجازة الربيع هنا فى مصر علشان تشوفك وتشكرك
- أنا مش هأكون موجود فى مصر لما تيجى ... لكن هأحجز لها برمامج سياحى فى شركة معروفة ... البرنامج هيكون إسبوع تقريبا ... باقى أجازتها عايزك تصاحبيها أكتر وتعزميها عندكوا فى البيت كمان
- وإيه علاقة بريندا بالمشاريع والبيزنس ؟
- هى ملهاش علاقة ... لكن بإتصالات أبوها ممكن ناخد نصيب كويس فى المقاولات اللى هتتم هناك ... وكمان فى واحد مهم من أهل البلد قاعد حاليا فى مصر ... قبل ما أسافر هأعرفك على عيلته ... مراته وبناته ... عايزك تصاحبيهم ... الراجل ده عايز يعمل أى حاجة علشان يرد ليا الجميل ... ماهو عيلته كانت مع بريندا وأبوها وطلعتهم معاهم من هناك... كده يبقى عندنا إتنين يساعدونا
- عمرى ما توقعت يا أمجد إنك تفكر فى البيزنس بالشكل ده ... طول عمرك ملكش غير فى التصميم ... كل ده إتعلمته فين
- الحرب يا سهام ... الحرب بتفتح عيون الواحد على حاجات جديدة ... الدمار بيخلى الواحد يفكر إزاى يأمن نفسه وبيته لو حصل حاجة غير متوقعة ... القنابل مش بس بتفجر مبانى وطرق ... بتفجر أفكار مدفونة متتخيليش وجودها
- واضح يا أمجد إنك تعبت كتير فى الحرب دى ... مش هأسألك على اللى شوفته لإنك أكيد عايز تنساه ... لكن مش عايزاك تتغير عن أمجد اللى عرفته وحبيته ... أمجد اللى بيعمل من شوية طوب وخرسانة مبنى جميل ... أمجد الفنان
- أنا بأحاول متغيرش يا سهام ... بس الواقع بيخلى الواحد يحاول يعيش فى وسط عالم مليان وحوش ... مش هاكون وحش زيهم ... لكن هأحاول أتعايش معاهم علشان أقدر أعيش فى أمان أنا وإنتوا
- هتيجى النهاردة ؟
- طبعا هآجى ... هأخلص المكتب وأجيلك ... نفسى نخرج سوا يا سهام
- وأنا كمان نفسى يا أمجد نخرج ونسهر ونرقص ... بس هنعمل إيه ... طول ما الزفت موجود هنفضل كده ... مش هنعرف نعيش حياتنا طبيعى غير لما نكون برا مصر
- ربناا ياخده بقى ويريحنا منه
أمضى أمجد فترة الظهيرة كاملة فى اللعب مع تلك الجميلة هو ومنى وغادر ليتجه للمكتب ... أخبر منى أنه سيقضى الليلة بالمكتب ... لكنه فى الواقع كان سيقضيها مع سهام ... لقد رتب نفسه على أن يقضى ليلة مع كل زوجة .
................................................................................................
بمجرد وصوله صباحا لمكتبه فوجئ أمجد برجل الأمن يخبره بأن هناك من يريد مقابلته ... الممثلة إيناس كريم ... لقد رأت سيارته أمام الباب ولم يستطع الرجل منعها ... كان أمجد مضطرا لمقابلتها ... فهى تملك كل المفاتيح فى عالم رجال الأعمال... دخلت إيناس المكتب ورحب بها أمجد و ذهب بنفسه ليعد كوبين من الشاى بالنعناع ... قدم أحدهما لإيناس وأخذ الآخر ... جلست إيناس على الشيزلنج الموجود فى المكتب وجلس أمجد على المقعد المقابل لها
- حمدلله على سلامتك يا أمجد ... كنت بأسأل عليك كل يوم تقريبا ً
- تسلمى يا إيناس ... بس مكانش فيه داعى للتعب ... جاية بدرى ... كنتى إتأخرتى شوية علشان تقابلى إلهام عالأقل
- أنا عايزة أكلمك لوحدك يا أمجد فى عدم وجود إلهام ... إلهام مش بتدينى فرصة أتكلم معاك براحتى
- تتكلمى معايا براحتك ؟ تتكلمى معايا براحتك فى إيه يا إيناس
- عايزة أعرف إنت ليه رافض نكون أصحاب ... ليه بأحس إنك بتتهرب من مقابلتى ... أوعى تكون بتصدق الكلام اللى بيتقال عالممثلات يا أمجد ولا تكون فاكر إن اللى بيحصل فى الأفلام ده حقيقى ... ده كله تمثيل
- بأهرب منك إيه بس يا إيناس وإيه رافض نكون أصحاب ... الموضوع بس إن ظروفى بتخلينى دايما مشغول ... يا دوب بأخلص شغلى وأروح بعد نص الليل علشان أصحى الساعة 6 الصبح أروح الشركة أو آجى هنا ... كمان مسافر كمان إسبوعين علشان عندى إمتحانات ... متخيلة بقى مدى الإنشغال اللى أنا فيه
- لأ كتير فعلا ... إنت بتدرس فى أسبانيا ... مش كده ؟
- أه فى برشلونة .
- طيب بتنزل فين فى برشلونة ؟ أتصل بيك لما تسافر يمكن أحتاج تجيبلى حاجة من هناك وإنت جاى ... ولا أنت مش بتجيب حاجة لحد
- يا سلام ؟ إنتى تؤمرى ... قوليلى بس عايزة إيه وأنا أجيبهولك من عنيا
- هو أنا بأقولك عايزاك تجيب حاجة ... إدينى تليفونك هناك علشان لو إفتكرت حاجة أبقى أطلبها منك ... إلهام مش هترضى تدينى التليفون علشان مأشغلكش عن المذاكرة ... محسسانى إنها أمك بحق وحقيقى مش مديرتك فى الشغل
- إلهام دى أكتر من أمى ... دى أمى وصاحبتى وبير أسرارى وكل حاجة
- طيب هات التليفون بقى قبل ما تيجى ... لو جت هتفتحلى تحقيق ... أنا عارفاها
- خدى يا ستى الرقم أهو************
- صباحك زفت يا بغل
- يا فتاح يا عليم ... زفت ليه عالصبح يام لسان طويل
- إيناس كانت بتعمل إيه هنا يا حمار
- جت تسلم عليا يا ستى
- جت تسلم عليك ولا جاية تتموحن يا ممحون ... بأقولك إيه ... البت دى مش سالكة وإنت مش قدها ... إهمد كده ولم نفسك بدال ما أقول لنسوانك
- ماشى يا قمر ... هلم نفسى ... معاكى حاجة ألم فيها ؟
- بس يا مايص ... طمنى عامل إيه مع نسوانك ... أنا بأتصل بيهم والإتنين مبسوطين
- طب إتطمنى عالشغل الأول وبعدين إسألى عليهم
- مانا لما أتطمن إنهم مبسوطين أبقى إتطمن علالشغل يا ناصح ... طول ما إنت بتنيك يبقى بتشتغل كويس ... ورينى هببت يه ... هى الليلة كانت سهام و لا منى
- سهام ... أهو الشغل قدامك
- ولسة بترموا هدومكوا فى كل حتة يا وسخ ولا بطلت ... مش عارفة إيه غيتك إنكوا تخشوا أوضة النوم بلابيص دى ... يا أخى تبقى تقلعهم فى أوضة النوم
- غية بقى يا إلهام .... المكان لما يتغير كل مرة بيبقى غير .
- ماشى يا وسخ ... إنت هتتنيل تسافر إمتى ؟
- كمان إسبوعين ... مش هتأخر ... هأقعد هناك إسبوعين أو21 يوم بالكتير وأرجع ... كفاية العطلة اللى حصلت لما روحت الجيش
- وطبعا الهبابة اللى هناك هتقعد معاك طول مانت هناك ... نفسى أعرف بيحبوا فيك إيه يا معفن إنت
- معفن بس بيحبونى ... وإنتى كمان بتحبينى وأنا معفن زى ما بتقولى
- أنا بأحبك علشان كان نفسى فى عيل أربيه ... لقيت العيل بس معرفتش أربيه ... طلعت ميلفات ووسخ ... صحيح ... إنت وسهام مش ناويين تجيبولكوا عيل تفرحها بيه هى كمان ... منى قالتلى على حبك للبت الصغيرة أختها ... منى هتحبل تانى وتجيبوا إبن ... الغلبانة التانية بقى إيه وضعها معاك
- أنا نفسى يا إلهام أجيب عيل من سهام كمان ... بس إزاى ؟ إذا كان مش قادرين نعرّف الناس إننا متجوزين أصلا ... لما تحمل هتقول للناس إيه
- عندك حق يا أمجد ... بس متزعلش ... بكرة أبو الزفت اللى كانت متجوزاه يغور فى داهية وتقدروا تعلنوا جوازكوا
- دول مبيغوروش يا إلهام ... ماسكين فى الكراسى بإيديهم وسنانهم ... حتى مبيموتوش
- ما فيش حاجة بعيد على ربناا يا أمجد ... ربناا يقدملكوا اللى فيه الخير ... صحيح الراجل العربى اللى كان بيتصل بيك إتصل وعايز يجيى يقابلك ... بيقول عنده حتة أرض فى أكتوبر عايزك تعملّها تصميم ... شكله بيحبك أوى الراجل ده ... كان عايز يعرف بيتك علشان يزورك .
- لو إتصل تانى خليه يقابلنى هنا بليل ... أنا كمان محتاج أقابله علشان عايزه يساعدنا فى موضوع مشاريع إعادة الإعمار ... هبقى أعزمه هو وعيلته مرة فى البيت على الغدا
- وأنهى بيت فيهم بقى يا ذكى ؟ منى ولا سهام ؟ ولا هو عارف إن عندك بيتين
- لسة محددتش ... بس غالبا سهام علشان شركة ابوها تاخد نصيب فى عقود الإعمار ... إتفقت مع أبو سهام إنى هاخد 3 فى المية من العقود اللى ياخدها ... واحد ونص لسهام وواحد ونص لمنى
- بقيت تتكلم زيهم يا أمجد ... خايفة تكون بتتحول
- متخافيش ... مش هاتحول ... بس لازم أكون ديب علشان أعرف أعيش وسط الديابة ... بس مش هبقى زيهم ... مش هأعض غير اللى يجيى ناحيتى أنا وعيلتى
فهو لا يحب لحظات الوداع
خاتمة
وهكذا إنتهى فصل جديد من حياة الباشا ... إسبوعين لم يجر فيهما الكثير من الأحداث ولكن إتضح فيهما التغير فى شخصية الشاب أمجد ... هذا التغير الذى طرأ على شخصيته جراء تورطه فى حرب عبثية بين شقيقين ... إسبوعان فقط لكن ما جرى فيهما كان نتيجة لتجربة إستمرت لشهور سبعة هى عمر حرب عبثية إكتسب فيها الشاب البرئ خبرات لم يكن ليكتسبها فى سنوات ... سبعة أشهر تغير فيها أمجد وتغير فيها مصير وطن ... إسبوعان تعرف فيهما على سبب إستيقاظه الدائم وجوعه الذى لا ينتهى لممارسة الجنس !!!
وإلى لقاء أتمنى أن يكون قريبا ... إذا كان فى العمر بقية ...
الجزء العاشر
مقدمة
أولا ً أعتذر منكم أصدقائى لغيابى الذى أعتقد إنه طال عنكم .... لكن كلى أمل أن تقبلوا إعتذارى .... فظروف العمل والظروف الأسرية والنفسية أحيانا تبعد الإنسان عن ما يحب .... وكتاباتى والتواصل معكم هى أكثر ما أحب
فى هذا الجزء نعيش مع الباشا فصل جديد من حياته .... فصل كان له أكبر الأثر فى تكوين شخصية الباشا العملية وتحويله إلى من هو عليه الآن .... علاقة جديدة بدأت فى حياة الباشا وخطوة جديدة قطعها فى رحلة حياته الطويلة من كونه الشاب أمجد إلى أن أصبح الباشا
تعالوا معى أصدقائى لنقرأ معا فصل جديد من حياة هذا الرجل الذى يعتبره من حوله أسطورة
وكالعادة أرجوكم
إقرأوا ما بين السطور
..............................................................................................................
وصل أمجد لمطار برشلونة ... وكالعادة وجد إيزابيلا فى إنتظاره لتتعلق فى رقبته وتنهمر عليه بالقبلات ... تلك المرة كان أمجد متخذا قراره ... لن يقطع علاقته بإيزابيلا ... إنها تستحق وهو قد يأس من التراجع فى قراره بقطع علاقته بها ... تسلم مفتاح الشقة من مندوب المكتب وأستقل السيارة مع إيزابيلا التى لم تترك ذراعه للحظة ... إستأذنها فى الذهاب للمكتب أولا ... فهو بحاجة لبعض التصميمات كى يعمل عليها بعد أن وضع الطبيب النفسى يده على علته ... سيستفيد من ذلك العيب الخلقى ... أو من تلك الميزة التى حباه بها الخالق ... بات يعرف أكبر نقاط قوته ... الجنس والعمل .... كالعادة رحب به فريديرك وحيا إيزابيلا ... فكما قال له الرجل فإنها تكاد تتصل بالمكتب يوميا لتعرف موعد عودة أمجد لبرشلونة ... كان فريدريك يريد الإجتماع بأمجد لشأن آخر ... فتصميمات أمجد باتت مطلوبة فى أماكن عديدة ... يريد أن يزيد من عدد التصميمات التى ينجزها أمجد تحت إسم مكتبه الإسبانى ... أخبره أمجد بالموافقة على ألا ينقص ذلك من عدد التصميمات التى تأتى عن طريق فريدريك لمكتب القاهرة ... بعد مباحثات قصيرة إستقروا على إتفاق ... سيكون كل تصميم لحساب فريدريك أمامه تصميم يرسل لمكتب القاهرة ... إنتهى الإجتماع الصغير وأصطحب أمجد الجميلة إيزابيلا للشقة ... لم يضيعا وقتا طويلا ... بمجرد دخولهما إنخرطا فى وصلة حب طويلة ... تجردا من ملابسهما قبل وصولهما حتى لغرفة النوم ... كانت إيزابيلا جائعة لممارسة الجنس مع الوحيد الذى إستطاع معرفة مفاتيح جسدها ومعرفة كيف يوصلها لذروتها الجنسية ... باتت تعشقه وتنتظر عودته إليها مهما طال الوقت ومهما تباعدت مواعيد الزيارات ... بعد أن أنهوا موقعتهما الجنسية وضعت الجميلة رأسها على صدر أمجد ... كانت تتحسس جسده كأنها تطمئن على كل جزء فيه
- كيف كانت الحرب أمجد ؟
- كانت شئ فظيع يا إيزابيلا ... شئ بشع لدرجة مش ممكن أوصفها
- شكرا للقدر إنك رجعت سالماً ... ستبقى معى إلى متى ؟
- إسبوع أو 10 أيام ... أخلص إمتحاناتى وأرجع فورا للقاهرة ... المكتب هناك إتعطل كتير فى الوقت اللى سافرت فيه
- إذا نجعلها 10 أيام فى الجنة ... سأنتهى من عملى كل يوم وأنت تنتهى من إمتحاناتك ونقضى وقتنا سويا ... سنزور كل معالم برشلونة سويا
- يا ريت ... وحشتنى برشلونة ... بقيت بأحس إنى جزء منها وهى جزء منى
- تقصد طبعا الساجرادا فاميليا
- كل مبنى فى برشلونة يا إيزابيلا ... مبقتش بأشعر إنى فى غربة لما أكون هنا ... برشلونة بقت بالنسبة لى وطنى التانى .
- وأنا أمجد ؟ أنا بأمثل إيه بالنسبة إلك
- إنتى بالنسبة لى أجمل هدية بعتها ليا القدر من القارة الأوروبية كلها إيزابيلا
- أحبك يا أمجد ... يا ليتك تعود تعيش فى برشلونة زى أول
فى اليوم التالى توجه أمجد للجامعة وتأكد من موعد إختباراته قبل أن يتوجه للبنك لسحب كشف حسابه كالمعتاد ... ذهل أمجد من ضخامة المبلغ المحول لحسابه خلال إسبوعين فقط ... آلاف الدولارات حولت له من دول لم يكن يحول منها من قبل أى مبالغ ... العديد من المقيمين بالخليج أصبحوا يحولوا أموالهم لحسابه وبمبالغ ضخمة ... أخذ كشف الحساب وتوجه للقنصلية لتسليم صورة منه قبل أن يتصل بمكتب الشيخ أبو إبراهيم ويرسل لهم صورة من كشف الحساب ... عاد لشقته وأستغرق فى مراجعة مواد الإختبار الذى سيجريه فى اليوم التالى ... قطع إستغراقه صوت التليفون ليرفع السماعة ليجد صوتا فاجأه ... كانت إيناس على الطرف الآخر
- مساء الخير يا أمجد .... مفاجأة مش كده
- مساء الخير يا إيناس ... مفاجأة حلوة ... إيه ؟ إفتكرتى حاجة عايزانى أجيبها معايا من هنا
- تجيب إيه يا بنى ... أنا حاليا هنا فى برشلونة
- برشلونة ؟ إيه اللى جابك برشلونة ؟ بتصوروى فيلم أسبانى ولا إيه
- لأ مبصورش فيلم أسبانى ... واخدة أجازة وقلت أقضيها فى برشلونة ... ها هتفسحنى إمتى ؟
- أفسحك ؟ أنا عندى إمتحانات طول الإسبوع وكمان عندى شغل
- ماهو أنا مش هأسيبك ... إدينى عنوانك وأنا أجيلك
- إنتى طلعتى مجنونة رسمى يا إيناس ... هأديكى العنوان ... بس قبل ما تيجيى لازم تعرفى إنى مش قاعد لوحدى
- مين قاعد معاك ؟ لو إنت قاعد فى شقة مع زمايلك تعالى قابلنى فى الفندق اللى انا نازلة فيه
- طيب خلاص ... هأجيلك بكرة بعد ما أخلص الجامعة ... إنتى نازلة فى فندق إيه ؟
- أنا نازلة فى الفور بوينتس باى ... عارفه ؟
- آه عارفه ... هأكون عندك بكرة عالساعة 12 الضهر
- ماشى هستناك ... إعمل حسابك نتغدى سوا
- لأ مش هينفع نتغدى سوا ... بكرة معزوم عالغدا
- لما تيجي نبقى نتكلم ... أوعى متجيش
- متخافيش هآجى
- بأقولك إيه يا أمجد ... أنا جاية هنا أتفسح ومافيش قدامى غيرك يفسحنى ... إتصرف بقى بأى طريقة
- بصى يا إيناس ... أنا هنا ليا أصدقاء كتير ما بيصدقوا إنى آجى ومبيسيبونيش ... مش هينفع أسيبهم وأفسحك
- أصدقاء ولا صديقات ؟ أنا ممكن أتفسح معاكوا
- صديقات يا إيناس ... وبتغير عليا جدا ... ومش هينفع نخرج معاكى
- أها ... قول كده بقى ... أنا برضه قلت إن مش ممكن يكون فيه راجل مخلص لمراته بالشكل ده ... طيب عرفنى عليها ... هى حلوة ؟
- آه حلوة ومش هينفع أعرفك عليها
- طيب إسمع بقى ... إنت هتخلص إمتحاناتك إمتى ؟
- هأخلص على آخر الإسبوع ... وهأستنى إسبوع كمان عندى هنا شوية شغل
- شوف بقى ... خلص إمتحاناتك وشغلك ... قدامك 10 أيام ... وبعدها تفضيلى نفسك ... هأقضى إسبوع معاك تفسحنى فيه ... إيه رأيك؟
- مش هينفع ... صديقتى مقيمة فى برشلونة ومش عايزها تشوفنى معاكى
- خلاص ... أنا قبل كده زرت مالجا ... جميلة وهادية ... هأحجز إسبوع هناك نقضيه سوا بعد 10 أيام إيه رأيك
- يعنى إيه نقضيه سوا يا إيناس ؟ مش هينفع
- لأ هينفع ... متخافش مش هنقعد فى أوضة واحدة ... هاحجز شاليهين عالبحر ... إنت فى واحد وأنا فى واحد ... إنت خايف منى ولا إيه؟
- يا ستى لا خايف ولا حاجة ... على كل حال موافق ... هأخلص اللى ورايا هنا ونسافر مالجا ... بس بأقولك إيه ... إلهام متعرفش إنك قابلتينى أصلا
- إنت بتخاف من إلهام ؟
- آه بأخاف منها ... عندك مانع ؟
.......................................................................................................
أنهى أمجد كل أعماله المعلقة فى برشلونة ... هذه المرة كانت الأموال التى حولها لحساب أبو إبراهيم ضخمة ... لكنه حول مبلغ آخر كبير لحساب آخر فى دولة تتشارك الحدود مع مصر ... دولة شقيقة أخرى يجرى بها ما يجرى من صراعات عادة بين الطامحين للقفز على الكرسى ... هذا التحويل بالذات الذى أصبح نقطة قوة لأمجد فى الجهاز ... فبتتبعه إنكشف لهم الكثير .... محاولة إغتيال لشخصية مهمة ... وصله خبر كشف المحاولة قبل أن يغادر برشلونة ... وصله الخبر مع طمأنة بأنه بعيد عن الشك ... فالقبض على منفذى تلك العملية قبل تنفيذها جرى تنفيذه بحيث يبدو كمصادفة نتيجة حادث مرورى ... لم يكن حادث لكن كانت خطة مدبرة لإبقاء أمجد بعيداً عن الشبهات ... قبل مغادرته برشلونة تلقى حسابه هناك مبلغ ضخم ... أبلغه مسؤل القنصلية أنه هدية من الشخصية المهمة بالبلد الشقيقة لإنقاذه من الإغتيال ...هدية إعتبرها الرجل تقديراً لرجل لا يعرفه أنقذ حياته من على بعد آلاف الأميال .
كانت شحنة الملابس التى شحنها أمجد لحماه فى بورسعيد ضخمة تلك المرة ... وشحن معها كمية من الأقمشة الفخمة ... ستصل الشحنة التى ملأت حاوية بضائع من الحجم المتوسط إلى بورسعيد بعد عودته لمصر ... سيذهب لبورسعيد مع حماه وسيواجه أعمام زوجته ... لابد لهم أن يتوقفوا عن إزعاج هذا الرجل الطيب .
قابل أمجد إيناس فى صالة السفر ... ودع إيزابيلا ووعدها بالعودة قريبا ... راقبته وهو يختفى فى مدخل صالة السفر فى طريقه لمالاجا ... كانت تود لو ترافقه لكنه أخبرها أنه فى رحلة عمل ولن يتاح له أى وقت فراغ ليبقى معها ... جلس أمجد بجوار إيناس التى حاولت الإلتصاق به لكنه إبتعد عنها بلطف
- فيه إيه يا أمجد ... هو أنا هأفضل أتحايل عليك كتير ولا إيه
- تتحايلى عليا ؟ حد يبقى مع نجمة مشهورة وجميلة زيك وهى اللى تتحايل عليه ... ده أنا اللى المفروض أتحايل عليكى
- أمال روحت بعيد ليه لما جيت جنبك ؟
- يا إيناس إنتى نجمة معروفة ... والطيارة فيها مصريين ... ميصحش يشوفونا لازقين فى بعض ... هتطلع إشاعات مش حلوة وهيفضلوا يدوروا مين ده وتعرفه منين ... مش عايز وجودى معاكى يسبب لك أى قلق
- يعنى إيه ؟ فين المصريين اللى فى الطيارة دول ؟ مافيش مصريين فى الطيارة
- لأ فيه فى الإكونومى مصريين ... كام واحد كده كانوا فى الطيارة لمحتهم قبل ما أقعد
- ماشى ... بس مش هأصبر كتير على كده .
- تصبرى على إيه بس يا إيناس ... إحنا أتفقنا إننا نبقى أصحاب ... أصحاب مش أكتر
- وليه مش أكتر ؟ هو أنا مش أد المقام ولا إيه يا باشمهندس
- مش أد المقام إيه بس ... هو أنا أطول ... بس أنا شخصيتى ممكن متناسبكيش ... أنا أصلا صعيدى قفل ... ميغركيش الشغل فى أوروبا وإنى مصاحب واحدة أسبانية وكده ... أنا لو هأدخل علاقة بيكون ليا فيها متطلبات خاصة ... ماعتقدش إنها هتناسبك
- وإيه هيا بقى المتطلبات دى يا خويا ؟ قول كده يمكن أنفع
- هأقولك ... بس مش دلوقتى ... لما نوصل الأوتيل هأعزمك عالعشا ونتكلم .
- أنا اللى عازماك ... الرحلة دى كلها على حسابى ... هأعيشك يومين مكنتش تحلم بيهم
- أهى دى أول حاجة لازم تعرفيها ... لو هنكون أصحاب لازم تعرفى إن أنا مبقبلش تكون صاحبتى هى اللى بتصرف عليا ... طالما إنتى اللى حجزتى الأوتيل يبقى كل حاجة بعد كده على حسابى
- ماشى ... أدينا هنشوف
توجه كل منهما لجناحه وأتصل أمجد بالقنصلية فى برشلونة يخبرها بوصوله لمالاجا ... وبرقم تليفون الشاليه ... توجه بعدها لمطعم الفندق ليطلب حجز مائدة خاصة ... مائدة منعزلة تطل على البحر ... طلب منهم كذلك موسيقى خاصة ... موسيقى التانجو التى يحبها ... لم يكن الفندق ممتلئا فى هذا الوقت من السنة فأستجاب مدير المطعم لطلباته بعد أن نفحه بقشيشا سخيا ... عاد أمجد لغرفته ليخبر إيناس بأن تكون جاهزة للعشاء خلال ساعة ... بعد الساعة دق بابها بهدوء ففتحت له وهى ترتدى فستان سهرة ضيق مكشوف الظهر حتى الخصر يجسم جمال جسدها ويبرز مؤخرتها المثيرة ووضعت مكياج يبرز جمال وجهها وعيناها ... قدم لها باقة الزهور التى وصلت له للتو
- إيه ده كله ... ده كده معاد غرامى يا أمجد .... شكلك غيرت رأيك
- أنا مغيرتش رأيى يا إيناس ... أنا مستنى قرارك
- قرار إيه اللى مستنيه ... قرارى واضح من ساعة ما جيت وراك برشلونة ... إنت هتستعبط ؟
- لأ مينفعش ... لازم تاخدى قرارك بعد ما تسمعينى
- طيب قول
- برضه مينفعش ... هنتعشى ونسهر ونرقص وبعدين نرجع الشاليه نتكلم
- ماشى أنا موافقة ... بس بتعرف ترقص ولا هتفضحنا
- عيب عليكى ... تبقى تسألى إلهام إذا كنت بأعرف أرقص ولا لأ
قبل أن يأتى الطعام تبدأ الموسيقى فى عزف مقطوعة Tango Rosanne ليقوم أمجد ويمد يده لإيناس
- بتعرفى ترقصى تانجو ولا ملكيش فيه ؟
- لأ بأعرف ... إنت بتعرف ولا هتفضحنا قدام الأجانب
- هتشوفى
تناست إيناس كل ما حولها وذابت فى حركات أمجد البارعة فى الرقص ولمساته المثيرة لظهرها العارى حتى إنتهت الرقصة ... طلبت إيناس أن ترقص مع أمجد رقصة أخرى على موسيقى أخرى ليضع مشغل الإسطوانات موسيقى تانجو أخرى لتصبح حركات إيناس أكثر جرأة بعد أن أشعلت الموسيقى جسدها
إنتهت الرقصة وعاد الثنائى لمائدتهما وقد تعرقت إيناس من الرقص وأنهيا عشائهما سريعا ولكنهما أنهيا معه زجاجة الشمبانيا .
لم يصلا للسكر ولكن أصبحا يشعران بخفة فى روؤسهما وجلسا أمام البركة الصغيرة التى تتوسط غرفتيهما لتخلع إيناس حذائها وتلقيه جانبا ويخلع أمجد الجاكيت الذى يرتديه ويضعه على كرسى آخر فتمد إيناس يديها فى الهواء وتتمطى للخلف فيبرز ثدياهما المثيران للأمام قبل أن تلقى برأسها على كتف أمجد
- قول بقى اللى كنت عايز تقوله ... أنا عندى إستعداد أقبل منك أى حاجة تقولها بعد السهرة دى
حاول أمجد التخلص من هذا الشيطان وأدار وجهه بعيدا لكنه وجده أمامه مرة أخرى " إنها نجمة يتمنى كل الرجال مجرد القرب منها ... هاهى تعرض عليك نفسها ... إنتهز الفرصة فقد لا تعود"
نفض أمجد رأسه محاولا إبعاد هذا الشيطان عن رأسه لكنه عاد " إذا إمنحها قبلة ... قبلة واحدة ولا تسترسل ... حتى إذا رفضت شروطك تكون حظيت بمذاق جديد "
إقترب أمجد بشفتيه من شفتى إيناس وطبع عليها قبلة سريعة ففتحت شفتيها تطالب بالمزيد ليمتص أمجد شفتها العليا فتمتص شفته السفلى بشبق قبل أن تلتقم لسانه لتمتصه ببراعة ... وبجنون ... إنها محترفة فى التقبيل ... وجد أمجد يده تمتد لتعتصر ثديها الأيسر لتقوم إيناس دون أن تترك شفتة أمجد ولسانه لتجلس على فخذيه محيطة بهما ساقيها وتبدأ فى فك أزرار قميصه بجنون وتعتصر صدره بيديها .
هنا تنتهى مقاومة أمجد تماما ويستسلم لوحش شبقه ليبادلها إعتصار ثدييها فتتأوه إيناس آهة شبق لتتخلص من يدى أمجد وتقف ناظرة فى عينيه لتفاجئه بإنحناءة رشيقة تنزع بها كيلوتها وتلقيه جانبا قبل أن تعود لجلستها على فخذيه وتنزع عنه قميصه وتنهال تقبيلا على صدره بجنون لتفك له حزامه وسوستة بنطاله وتخرج زبره من مكمنه وتبدأ فى لعقه بإحتراف ... لم يتركها أمجد تفعل ما تريد ... فهو يريد أن يبقى مسيطرا عليها طول الوقت ... جذب أمجد رأسها بقوة ووقف أمامها ليدفعها ناحية الكرسى ويخلع عنها فستانها لتصبح عارية تماما إعتصر أمجد ثدياها وأعتصر الحلمتين بقوة جعلتها تصرخ فأسكت صوتها بشفتيه يلتهم بها شفتيها بينما أمتدت يده اليسرى بين فخذيها تفرك كسها بقوة بينما يده اليمنى تعتصر ثديها الأيسر بنفس القوة فبدأت أنفاسها فى التهدج وأستسلمت تماماً ليديه يفعل بها ما يشاء ولشفتيه وهى تعتصر شفتيها ولسانه يعبث بلسانها ولم يستغرق الأمر كثيرا قبل أن تطبق فخذيها بقوة على يده المدفونة بينهما معلنة إتيانها بمائها لكنه لم يتركها وأستمر فى فرك شفريها وبظرها بقوة بينما يكتم صوتها بفمه وأخذ جسدها فى التخبط محاولا التخلص من أسر يديه وشفتيه لكنه لم يدع لها الفرصة وفرج ما بين فخذيها بقوة وجلس على الآرض واضعا رأسه بينهما ليفرك بظرها بشاربه الكثيف ويدفع لسانه بداخل كسها بينما يديه تعتصران ثدييها وتفركان حلماتها ليرفع ساقيها على كتفيه ويضغطهما حتى تلامس ركبتيها كتفيها ويلتقم شفريها بفمه ليعضهما عضات سريعة خفيفة قبل أن يشفط بظرها فى فمه ويضغط عليه بشفتيه أولا ثم أسنانه وتتسلل أصابع يده اليسرى لتفرك شرجها بمائها الذى أغرقه ويدفع إصبعه الوسطى ليغوص فيه بسهولة فيحرك لسانه بسرعة على زنبورها المنتصب بينما يدخل إصبعه ويخرجه بسرعة من شرجها فتنطلق حممها مرة ثانية فيضغط بجسده على ساقيها يمنع جسدها من الحركة تماما فتنطلق آهاتها وشخراتها عالية وبحركة رشيقة يتخلص من بنطاله لينطلق زبره منتصبا من أسره ليدفعه كاملا وبقوة داخل فتحة كسها الغارقة بمائها ويمنع بفمه صرخة كادت تنطلق من فمها ليحرك خصره بقوة محركا زبره دخولا وخروجا فى كسها ثم يتمسك بكاحليها ويدفعهم بقوة حتى كادتا تلامسا الشيزلزنج النائمة عليه وتبدأ حركته تصبح عنيفة ويرتفع صوت إرتطام حوضه بلحم مؤخرتها فينطلق مائها للمرة الثالثة غزيرا ولا يزال جسدها يعجز عن الحركة تحت رحمة جسده وذراعيه ليخرج زبره من مكمنه الدافئ بكسها ويحركه على شرجها الذى أصبح مستعدا الآن لإستقباله ويضغط رأسه برفق فتنزلق بسهولة للداخل فيدفعه قليلا قليلا حتى يختفى كاملا بداخله ويفك أسر ساقها اليسرى لتعبث أصابعه ببظرها وزنبورها المنتصب ويبدأ فى فركه بقوة بينما تبدأ رحلة زبره دخولا وخروجا فى فتحة شرجها لتنطلق فورتها للمرة الرابعة بعد دقائق قليلة فيخرج زبره من ذلك الشرج الشهى ويقف بجوارها وقد إرتخت ذراعيها على جانبى الشيزلونج ليجمع شعرها بيده اليمنى ويمسك بزبره بيده اليسرى ويرفع رأسها وهى مستسلمة لكل ما يفعله بها فيضع زبره أمام فمها فتدرك ما يرغب به وتفتح فمها لتستقبله فيضغط زبره داخلا حتى يصل لحلقها حتى تكاد تختنق فيخرجه لتلتقط أنفاسها ويعيد الكرة مرات ومرات حتى شعر أنها أنهكت تماما فيمسك كفها ليضعه على زبره المنتصب فتضع كفها الآخر معه وتبدأ فى تدليك زبره الغارق بمائها ولعابها مرات ومرات حتى تنطلق من رأس زبره دفعات منيه قوية ويرتفع صوت تنفسه ويغرق وجهها تماما بمنيه فتخرج لسانها تلعق ما علق بشفتيها منها قبل أن تنهار بجسدها على الشيزلونج وهى بالكاد تكاد تلتقط أنفاسها وهو واقف بجوارها ... وبعد لحظات صمت طويلة تنطق أخيرا
- يخربيتك ... إيه ده اللى عملته
- عملت إيه ؟ مش ده اللى كنتى عايزاه من ساعة ما جيتى أسبانيا ؟
- بس مكنتش فاكرة كدة ... إنت بتعمل كده مع مراتك وصحبتك ؟
- آه باعمل كده مع مراتى وصحبتى كل ليلة
- يا بختهم ... يا ريتنى كنت مراتك !!!
- طيب قومى نامى بقى علشان فى كلام مهم لازم أقولهولك بكرة
- أقوم فين ؟ أنا مش قادرة أرفع ضهرى أصلا
- لأ مينفعش ... قومى خشى أوضتك نامى والصبح نتكلم
- هتنام معايا فى أوضتى النهاردة ؟
- لأ ... لما نتكلم ونتفق على شكل علاقتنا أبقى أنام معاكى فى أوضتك
- إخص عليك يا أمجد ... ليه كده
- لازم تعرفى شروطى الأول قبل ما نكمل علاقتنا ... لو موافقتيش إعتبرى الليلة دى محصلتش وإنسيها
- أنسى إيه بس ... أنا أول مرة أتناك بالشكل ده ... أنا عرفت رجالة كتير بس محصلش اللى حصل النهاردة ده أبداً
- طيب قومى وبكرة نتكلم
- توء ... مش هأقوم ... شيلنى دخلنى أوضتى
..............................................................................................................
إستيقظت إيناس بعد أن غمر ضوء النهار غرفتها وهى تشعر بكل جسدها يؤلمها ... تمطت قبل أن تجبر نفسها على النزول من فوق الفراش ليقع بصرها من الشباك العريض المطل على البركة بين الغرفتين لتجد أمجد منهمكا فى الرسم لتتحسس جسدها الذى أنهكه هذا الشاب وتتحسس شعرها الذى تشابكت خصلاته بفعل منيه لتتجه بعدها للحمام تزيل عن جسدها وشعرها ما علق به من موقعتها الليلة الماضية .
خرجت من الحمام عارية لتفتح دولابها وتقف أمامه قليلا قبل أن تبتسم لنفسها وتجذب الروب وترتديه وحده بلا أى ملابس و تخرج من غرفتها لتقف خلف أمجد تنظر لما يفعله قبل أن تحيط رقبته بذراعيها وتتحسس صدره بيديها وتهمس فى أذنه بنعومة
- صباح الخير يا حبيبى
- صباح الخير ... هى الساعة كام دلوقتى
- الساعة 10 .. إنت صاحى من بدرى ؟
- آه صاحى من بدرى ... هأخش أطلب الفطار
- إيه يا أمجد ؟ مش خلاص بقينا مع بعض
- لأ لسة يا إيناس ... لما تسمعى اللى هأقولهولك وتوافقى عليه ... زى ما قولتلك إمبارح ... لو هنكمل مع بعض يبقى لازم توافقى على شروطى الأول
- أنا موافقة يا سيدى على كل شروطك من غير ما أسمعها
- لأ لازم تسمعيها ... يمكن تكون مش مناسبة ليكى يا إيناس
- طيب قول
- بعد ما نفطر نتكلم وإحنا بنشرب الشاى فى الجو الجميل ده
- أدينا فطرنا وبنشرب الشاى أهو ... قول بقى اللى عايز تقوله
- بصى يا إيناس ... أنا راجل صعيدى ... لو علاقتنا هتستمر يبقى لازم تعملى حسابك على كده
- كده اللى هو إزاى يعنى ؟
- إنتى عارفة إنى راجل متجوز ... وبحب مراتى ... ومش هأسمح لأى حاجة تجرحها ... يعنى علاقتنا لو هتستمر لازم محدش يعرف عنها أى حاجة .
- طبيعى يا أمجد ... أنا كمان ليا سمعتى ومش عايزة حد يقول عليا حاجة ... مش هأفضح نفسى أنا وأتكلم على علاقتنا مع أى حد
- تانى حاجة لازم تعرفى إنى غيور جداً ... مبحبش أكون رقم فى حياة أى ست عرفتها ... يعنى لو علاقتنا هتستمر يبقى أنا أكون رقم واحد فى حياتك ... وكلمتى تكون هى الأخيرة
- يا أمجد متفتكرش إنى شرموطة بأتنقل من راجل لراجل ... أنا معملتش علاقة مع أى حد من ساعة ما أتطلقت غير مع راجل بأحبه ... ولما سابنى إتجوزت ... أنا كل الرجالة اللى دخلوا حياتى كانوا طمعانين فيا ... إنت الوحيد اللى حسيت إنه مش طمعان فيا ولا عايز منى حاجة ... أنا حبيتك يا أمجد من ساعة ما قابلتك فى المول ... متقولّيش إزاى لإنى أنا نفسى مستغربة ... لكن اللى حصل إنى أتنيلت على عينى وحبيتك ... وطول مانا معاك مش هأخونك ولا أعرف راجل غيرك ... غير طبعا فى حدود الشغل ... ولا مش عايزنى أشتغل كمان ؟
- لآ مقدرش اقولك كده ... لكن لازم تعملى حسابك إن كلمتى تكون الأولى والأخيرة زى ما قولت
- يا سيدى موافقة ... فيه حاجة تانى ؟
- آه فيه ... ودى أهم حاجة .... أنا زى ما قولتلك إنى غيور لازم تعرفى إنى مبحبش الست اللى معايا تغير عليا ... أنا مبحبش أحس إنى مخنوق ... الوحيدة اللى من حقها تغير عليا هى مراتى
- إيه اللى بتقوله ده يا أمجد ؟ إزاى مش عايزنى أغير عليك وأنا بأحبك ؟ يعنى إنت تغير عليا ومش عايزنى أغير عليك ؟
- أيوه يا إيناس ... وزى ما قولتلك ... ممكن ننسى اللى حصل الليلة اللى فاتت كأن لم يكن ... مش عايزك تردى عليا دلوقتى ... خدى وقتك وفكرى ... لكن مش هلمسك تانى غير بعد ما توافقى ... غير كده إحنا أصدقاء وبس ... نتفسح ونخرج الكام يوم اللى قاعدينهم هنا وبعد ما نرجع مصر هتبقى علاقتنا محصورة فى الشغل اللى بينّا وبس
- إنت أنانى يا أمجد
- عارف إنى أنانى يا إيناس فكرى وردى عليا
إستلقت على الفراش وقد قررت أن تقطع علاقتها به ... فهى لا تقبل أن يملى عليها شروط ... دائما ما تضع هى شروطها ودائما ما يرضخ لشروطها الرجال ... أغمضت عينيها وقد إستراحت لقرارها ولكن ...
لكنها أستعادت أحداث الليلة الماضية ... لقد وصلت لمتعة لم تصلها من قبل ... متعة لم تكن تدرى أن هناك أنثى قد تصلها ... عندما تقلبت بجسدها على الفراش إستعادت كيف سيطر أمجد عليها وعلى جسدها ... إستعادت ألم جسدها الممتع وحالة الإسترخاء التى وصلت إليها ... رغم خبرتها بالرجال وممارساتها العديدة مع زوجها وبعده مع من كان حبيبها لم تصل أبدا لمثل تلك المتعة ... لأول مرة تشعر بأن هناك من يستطيع ترويض هذا الجسد الفائر ... أغمضت عينيها وشعرت بأنها بالفعل تحبه ... ليس مجرد نزوة ... إنه رجل مختلف عن كل من عرفتهم ... تساءلت بينها وبين نفسها لماذا أحبته رغم محاولاته الدائمة للهرب منها ... إنها لن تستطيع أن تتركه ... إنها بحاجة لشعور الأنثى الذى فجره هذا الشاب بداخلها ... شعور الأنثى التى يتحكم بها رجلها ولا تتحكم هى به ... وأخيرا إتخذت قرارها ... سوف توافق على شروطه لكنه سيكون لها وحدها ... لتشاركها فيه زوجته لكنها ستصبح هى الأنثى الأهم فى حياته ... ستجعله يستغنى بها عن كل نساء العالم
مسكينة يا فنانة .... فكل من عرفن هذا الشاب بعدك حاولن وفشلن
حزمت إيناس أمرها وخرجت لتجد أمجد كما هو فى جلسته المتأملة يحمل كراسة رسمه لتقف أمامه وقد ظهرت على وجهها علامات الإستسلام
- أنا موافقة يا أمجد ... موافقة على كل شروطك
- خدى بالك يا إيناس ... أى شرط من شروطى تخالفيه هتكون نهاية علاقتى بيكى للأبد
- موافقة ... بس إصبر عليا شوية فى موضوع الغيرة ده ... أنا من دلوقتى مش قادرة أتخيلك بتعمل اللى عملته معايا مع واحدة تانية ... حتى لو مراتك
- مش هينفع يا إيناس ... بمجرد رجوعنا مصر هتلاقى غيرتك بتغلبك
- طيب خلاص ... هاكتم غيرتى جوايا ومش هحسسك بيها
- هنشوف
- ممكن أسألك سؤال ... بس متزعلش
- إسألى
- إنت فيه بينك وبين إلهام حاجة ؟
- إنتى إتجننتى يا إيناس ؟ إلهام دى حاجة تانية ... إلهام أختى الكبيرة وصاحبتى وكل أسرارى معاها ... وبعدين إنتى أكيد عارفة إلهام كويس
- يعنى مفيش بينك وبينها حاجة ... أصلى كنت فاكرة إنها بتغير عليك وكده
- لأ يا إيناس ... مش بتغير عليا ... وهى أكتر واحدة كانت بتسعى فى جوازى ... وبعدين إحنا مش قولنا مافيش غيرة
- مش غيرة صدقنى ... أنا بس مستغربة علاقتكم ... علاقة عمرى ما شوفتها بين راجل وست
- إلهام بتعتبرنى إبنها اللى مخلفتوش يا إيناس ... بتخاف عليا وبتدور على مصلحتى ... علاقة أم بإبن مش أكتر
- خشى بقى إلبسى هدومك علشان نخرج نتفسح شوية
- نخرج إيه بس ... خلينا شوية ونخرج بليل
- إحنا قولنا إيه ؟ من أولها كده مش هنسمع الكلام
- حاضر يا سى السيد ... متزعلش نفسك هادخل ألبس وآجى
- نص ساعة علشان نلحق ... إلبسى بنطلون وبلوزة ... مش عريانة .
- حاضر ... نص ساعة وأكون جاهزة
بمجرد دخولهما من مدخل الكهف شعرت إيناس بالإنبهار من جمال ما يمكن للطبيعة أن تفعله ... إبهار لا يمكن لبشر أن يتوقعه ... إلتصقت إيناس بأمجد فأحاط كتفيها بذراعه وضمها إليه ليتحركا خلف مرشد رحلتهما متلاصقين ... شعرت إيناس وهى تتحرك تحت ذراع أمجد بشعور لم تشعره منذ زمن طويل ... لا تدرى ما سبب هذا الشعور الذى أحاطها ... إنه شعور بالأمان إفتقدته منذ بدأ إسمها يلمع فى سماء الفن ... كيف لهذا الشاب أن يشعرها بهذا الشعور الذى لم تشعر بمثله فى علاقاتها السابقة ... كيف لهذا الشاب الذى يبدو بسيطا أن يشعرها بالأمان الذى لم تشعر به حتى وهى فى حضرة أكثر الرجال قوة ونفوذا ... حينها أيقنت أنها بالفعل تحب هذا الشاب ... فشعور الأمان دائما ما يرافق الشعور بالحب
أنتهى أمجد وإيناس من زيارة الكهف ليصطحبهم الدليل إلى القلعة العظيمة Castillo Gibrafaro أو قلعة جبل طارق والتى يستطيع من يقف على قمة سورها أن يشاهد قارة إفريقيا إذا كان الجو صحو
لم تبتعد إيناس عن أمجد للحظة واحدة مستمتعة بهذا الشعور الذى تشعر به ... وعندما إصطحبهم الدليل الى البلدة القديمة لتناول الطعام تعمدت أن يلتصق ظهرها كاملا بأمجد وهو يسحب لها الكرسى للجلوس ... وعندما عادت معه للفندق وبمجرد إغلاق الباب المفضى للبركة التى تتوسط غرفتهما ألقت بنفسها بين ذراعيه وأحاطت عنقه بذراعيها
- أجمل يوم فى حياتى النهاردة يا أمجد ... مش عارفة أشكرك إزاى
- تشكرينى على إيه يا إيناس ... أنا كمان إستمتعت باليوم جدا
- ممكن أقلك حاجة يا أمجد ؟
- قولى يا إيناس
- بأحبك ... بأحبك بجد وبتمنى تفضل معايا باقى عمرى
- وانا كمان أتمنى تفضلى معايا دايما ... خشى بقى إستريحى شوية من مجهود اليوم ... تحبى نتعشى برة ولا نتعشى هنا فى الأوتيل ؟
- لا برة ولا فى الأوتيل ... أنا عايزة أتعشى هنا فى السويت ... أنا وإنت وبس .
- خلاص ... هأتصل بيهم يجيبولنا العشا هنا ... تحبى تتعشى إيه
- لأ أنا اللى هاتصل بيهم ... هاطلب انا العشا علشان عايزاهم يجهزوا لنا عشا مخصوص ... ده طبعا لو سمحت يا سى السيد
- ههههههههه ... ماشى يا أمينة ... أطلبى اللى انتى عايزاه ... أنا هأخش آخد شاور واعمل كام تليفون وأستريح شوية ونتقابل هنا ساعة العشا
خرجت النجمة وقد أعدت نفسها أيضا لليلة أخرى بين ذراعى هذا الشاب الذى تشعر فى وجوده بالأمان ... ولم تنكر لنفسها أن إنفرادها به بصوته الهادئ دائما ما يثير شبقها ويطلق بللها ... إرتدت فستان قصير من قماش خفيف مكشوف الظهر ولا يثبته على صدرها إلا حمالتين تربطان معا من خلف رقبتها ... هى أيضا لم ترتدى أى ملابس داخلية ... فقد كانت مثله تشعر بالراحة عندما تتحرر من قيد تلك الملابس التى تقيد أعضائها .
كان أمجد يجلس على الشيزلونج وقد فرد جسده وعقد يداه خلف رأسه ولم تجلس إيناس على الشيزلونج المجاور ... جلست على نفس الشيزلونج الذى يجلس عليه أمجد وألصقت مؤخرتها بفخذه الأيمن وأمتدت يديها لتلتقط كفيه وتضعهم على فخذيها فأحتضن كفيها الصغيرين و نظر فى عينيها العسليتان الواسعتان الناطقتان بالحب والشهوة
- بس إنتى يا إيناس محدش يعرف إنك كنتى متجوزة قبل كده ... كل الناس فاكرة إنك لسة آنسة
- بقى كل اللى عملته معايا ده بليل وتقولى آنسة ... آنسة وكنت هتعمل معاها ورا وقدام كده بسهولة
- أنا كنت بأسأل بس ... لو مش عايزة تقولى متقوليش ... أنا مش ممكن أحاسبك على أى حاجة قبل ما تعرفينى
- أنا عايزة أحكيلك ... عايزاك تعرف عنى كل حاجة ... أن مش ست سايبة ولا أنا من الستات اللى بتتنقل من راجل لراجل ... أنا عمرى ما نمت مع حد غير مع جوزى ومع الراجل اللى حبيته ... طبعا ده قبل ما أعرفك أو حتى أشوفك بكتير
- طيب أحكى
- أنا بدأت التمثيل من وأنا عندى 18 سنة ... على فكرة أنا كنت فى نفس الجامعة اللى أنت كنت فيها وكنت فى نفس الكلية اللى مراتك كانت فيها
- بتتكلمى جد ؟ كنتى مع منى فى نفس الكلية
- آه كنت معاها لكن مشوفتهاش فى الكلية ... أصل أنا مكونتش بأروح الكلية أصلا غير فى الإمتحانات ... حتى سمعت عن حكايتك معاها بعد ما حصلك إنهيار بعد البطولة الودية لكن معرفتش إن إنت غير من وقت قريب
- إلهام هيا اللى قالتلك ؟
- لأ ... إلهام متحفظة جدا فى الكلام عنك معايا ... علشان كده كنت فاكرة إن فيه بينك وبينها حاجة ... لكن بعد ما شوفتك سألت شوية وعرفت حكايتك إنت ومراتك ... حبيت علاقتكم أوى يا أمجد وكنت بأتمنى الاقى راجل يحبنى زى ما إنت حبيتها
- سيبك من علاقتى بمنى دلوقتى وإحكيلى حكايتك
- أول ما بدأت تمثيل ظهرت فى كام دور صغيرين ... وبعدين إتعرفت على مخرج كبير ... من اللى بيقولوا عليهم صناع النجوم ... حاول يعمل معايا علاقة لكن أنا رفضت
- طيب إزاى بقيتى نجمة وبطلة طالما إنتى رفضتى ؟
- ماهو غير طريقته .... دخل لى من باب تانى ... فضل يلف عليا ويهتم بيا ويجيبلى هدايا وجابلى كام دور كبار شوية ... حسسنى إنه بيحبنى وأنا كمان حبيته ... كنت صغيرة وصدقته
- وبعدين؟
- أقنعنى إننا نتجوز ... لكن طلب إن جوازنا يفضل سر لغاية الوقت المناسب .
- إتجوزتوا عرفى يعنى
- لأ إتجوزنا جواز رسمى على إيد مأذون ... أبويا كان لسة عايش ومكانش ممكن يقبل بموضوع الجواز العرفى ده ... وانا عمرى ما كنت هأتجوز من ورا أهلى
- والوقت المناسب مجاش ؟
- لأ مجاش .... المخرج كان بيخاف من مراته
- وكنتى سعيدة معاه يا إيناس ؟
- مش هأكدب عليك ... كنت سعيدة جداً .... كان أول راجل يلمسنى فى حياتى .... علمنى إزاى أستمتع بالجنس وأحبه ... كان بيبات معايا يوم أو يومين فى الإسبوع وكنت بأستناهم
- هو ده المخرج اللى عملك أول بطولة ليكى ؟
- لأ مش هو .... بس هو اللى أقنع المخرج اللى عمللى أول بطولة إنى أكون بطلة الفيلم .... وبعدها نزلت عليا عروض الأفلام زى المطر لدرجة إنى كنت بأقبل فيلم وأرفض تلاتة
- طيب وسيبتوا بعض ليه ؟
- لما بقيت نجمة ومشهورة إبتدا يطلب منى حاجات غريبة ... بدأ يسهرنى مع ناس معرفهاش ... رجال أعمال وسياسيين .... وقتها قلت مافيش مشكلة ... أنا كده أو كده بأسهر وطالما هو موجود يبقى مافيش مشكلة
- أمال إيه المشكلة اللى سبتوا بعض علشانها ؟
- الفنان طلع قواد ... طلب منى أجارى رجل اعمال كبير وأروح أقابله لوحدى .... طبعا رفضت وكانت النتيجة إنى أخدت علقة محترمة
- ضربك ؟
- آه ضربنى وحبسنى فى البيت لغاية ما وافقت
- وافقتى إنك تروحى تقابلى راجل لوحدك ؟ وهو سابك تروحى كده؟
- ياريت .... ده وصلنى لغاية عنده وسابنى ومشى
- يا نهار إسود ؟ وصلك ومشى
- آه وصلنى ومشى زيه زى أى قواد رخيص
- وعملتى إيه ؟
- أول ما مشى عملت نفسى مجنونة .... ما أنا ممثلة شاطرة .... الراجل خاف منى وطلعنى برة البيت وقفل الباب
- وهو لما روحتى بيتك عمل إيه ؟
- ماهو أنا مروحتش على بيتى ... رحت على بيته اللى فيه مراته
- يخربيت جنانك ... ومخوفتيش من مراته
- أخاف من إيه ؟ هو اللى يخاف .... حكيت لمراته كل حاجة ..... تصدق مراته طلعت أرجل منه .... بكلمة واحدة منها طلقنى .... والست مسابتنيش غير لما جاب المأذون وطلقنى رسمى وخدت وصل قسيمة الطلاق فى إيدى
- وهو سابك كده ؟ محاولش يعملك حاجة أو يوقف شغلك ؟
- خوفه من مراته خلاه يبعد عن طريقى خالص ... وأنا بقيت نجمة وكل المخرجين بيجروا ورايا .... يعنى محدش هيسمع منه لو حاول يوقف شغلى .... حتى الشقة اللى كان واخدها بإسمى محاولش ياخدها
- هى دى الشقة اللى فى مصر الجديدة ؟
- آه هيا ... طبعا كان من مصلحتى إن محدش يعرف بقصة جوازى منه دى علشان سمعتى متتأثرش .... فسبت كل الناس تفتكرنى مش متجوزة وإنى رافضة الجواز وبأفكر فى مستقبلى وبس .... لغاية ما إتنيلت على عينى وحبيت الفنان المشهور ..... أكيد سمعت عنه ؟
- لأ مسمعتش بصراحة .... أصلى مش متابع سينما عربى للدرجة
- المهم .... إتعرفت عليه وحبيته .... نجم وشيك ووسيم .... مثلنا مع بعض فيلم وقبل ما يخلص كنت وقعت فيه .... ده بقى اللى خلانى أحب من ورا ... هو اللى فتحنى من ورا وحسسنى بالمتعة دى لدرجة إنى بعد ماسيبته بقيت بأشوف أى حاجة أعمل بيها لنفسى من ورا .
- طيب طالما حبتيه وحبك سبتوا بعض ليه ؟
- فضلنا مع بعض سنتين .... ولما طلبت منه يتجوزنى رفض وسابنى مع إنه مش متجوز .... من وجهة نظره جوازه بيا هيقلل من حب الجمهور ليه ... كان عندى إستعداد أفضل معاه زى ما إحنا بس هو اللى بقى بيتهرب منى لغاية ما قطع علاقته بيا
- وبعدين؟
- بعدين إتجوزت مسؤل كبير .... ده مطولتش معاه .... سابنى لما اللى أكبر منه عرف إننا متجوزين وهدده ياإما يسيبنى يا إما يسيب منصبه .... طبعا إختار يتمسك بمنصبه
- طيب والبيزنس بقى .... دخلتى العالم ده إزاى ... أنا شوفت عندك ناس مش ممكن حد يتوقع وجودهم مع بعض فى مكان واحد .
- ميغركش اللى بتشوفه فى جلسات مجلس الشعب والخلافات اللى على صفحات الجرايد .... كل ده تمثيل يابنى ... كلهم أصحاب مصالح وبيخلصوها مع بعض ... حتى لما بيتخانقوا بجد بتكون الخناقة على مصلحة وإسترزاق مش زى ما الناس فاكرة إنها خناقات على مبادئ وسياسة وكده ... طبعا إنت إتصدمت لما شوفت الصحفى المشهور وهو بيضحك ويشرب مع السياسى اللى بيهاجمه كل إسبوع فى المقال بتاعه
- فعلا ... أنا كنت بأحترم الصحفى ده وشايفه أشرف واحد فى الدنيا
- أصل إنت غلبان .... أهم دول شغلهم مع بعض بالملايين ... والسياسى ده هو اللى مول جرنان الصحفى أول ما فتح
- دى عصابة بقى .... وأنتى دخلتى وسط الناس دى إزاى ؟
- أنا مدخلتش ... أنا لقيت نفسى فى وسطهم .... كنت مرة عاملة عيد ميلاد وعزمت ناس ... ناس كنت عرفتهم أيام ما كنت متجوزة .... فجأة بعد يومين لقيت واحد منهم جايبلى شيك بمبلغ محترم .... لما سألته قالى إن دى عمولتى عن مقاولة إتفق مع وكيل وزارة من اللى كانوا معزومين فى عيد الميلاد عليها .... لقيتها فرصة .... بقيت أعمل حفلات عندى فى البيت وأعزم فيها كل المهمين اللى أعرفهم .... وساعات ناس بتطلب منى أعرفهم على ناس تانية يخلصوا معاهم مصالحهم .... أسيب فرصة زى دى ليه ؟ أنا مبتدخلش فى شغلهم ولا بأشاركهم .... أنا بس بأجمعهم مع بعض .... وعمرى ما طلبت من حد منهم عمولة .... هما اللى بيخلصوا شغلهم مع بعض ويدونى العمولة اللى شايفينها .... مصالح وأهو كله بيسترزق .... لكن لما بأطلب من حد منهم خدمة عمره ما بيتأخر عنى بصراحة .... طبعا فيه ناس كتير منهم بيطمعوا فيا .... لكن بأصدهم بالأدب ... هما أصلا بيخافوا أفضحهم لو حد فيهم حاول يضغط عليا فبيلموا نفسهم بسرعة .... لكن علاقتى بيهم كلهم كويسة
- دانتى تنفعى تشتغلى فى السياسة يا إيناس ... إزاى بتقدرى توازنى أمورك كده ؟
- اللى يلاقى نفسه فى وسط الجبلاية لازم يتعلم لعب القرود يا أمجد .... وأنا إتعلمت اللعب بدرى أوى
- ياه يا إيناس ... دانتى طلعت حكايتك حكاية
- بأحبك يا أمجد .... بأحبك بجد ومش عارفة إزاى .... أقولك على حاجة ؟
- قولى
- أول مرة شوفتك فيها حسيت إنى عايزة أخنقك
- نعم ؟ تخنقينى ؟ إشمعنى يعنى
- حسيت إنك مش شايفنى أصلا .... كنت بتتكلم مع إلهام من غير حتى ما تبص ناحيتى .... ساعتها قلت إنك بتستعبط ... لكن بعد ما حاولت كذا مرة أقرب منك ولقيتك بتهرب منى إستفزتنى .... بقيت بافكر إزاى أخليك تتعلق بيا بأى شكل .... بس للأسف لقيت نفسى أنا اللى بأتعلق بيك كل يوم أكتر من التانى .... لقيت نفسى بافكر فيك ليل ونهار .... حتى شغلى مبقتش عارفة أركز فيه بسببك .... كل ما آجى أمثل أتخيلك أنت اللى قدامى .... جننتنى .... حتى لما جيت وراك أسبانيا لقيتك برضه بتحاول تهرب منى .... إفتكرتك مخلص لمراتك وكده يعنى علشان قصة حبكم .... ولما قلت لى إن ليك صاحبة عرفت إنك بتعرف ستات تانية على مراتك .... حسيت إن سكينة إتغرست فى قلبى .... هى صاحبتك أحلى منى يا أمجد ؟
- لأ يا إيناس مش أحلى منك .... لكن أنا بأبص للست نظرة مختلفة شوية .... صاحبتى مخلصة ليا ... مهما بعدت عنها بتفضل مخلصة .... من ساعة ما عرفتها وهى مخلصة وبتعمل كل اللى تقدر عليه علشان تسعدنى
- وأنا يا أمجد أوعدك إنى هافضل مخلصة ليك .... حتى وانا عارفة إنك بتحب مراتك هافضل مخلصة ليك ... حتى وانا عارفة إنك بتعرف ستات تانية هافضل مخلصة ليك ... هاوفى بوعدى وهنفذ كل اللى طلبته منى ... بس قولى إنك بتحبنى وإنى مش مجرد نزوة فى حياتك وهتقضى معايا كام ليلة وتسيبنى .... بعد ليلة إمبارح معاك بقيت متأكدة إنى مش هأقدر أستغنى عنك
- بصى يا إيناس ... أنا لو مكنتش حاسس بحاجة جوايا ناحيتك مكنتش ممكن أنام معاكى .... أنا مش بتاع علاقات سريعة لليلة أو ليلتين ... يمكن تستغربى لو قولتلك إنى عمرى ما هأنام مع واحدة من غير ما أحس إنى بأحبها ... يمكن حبى لمراتى مختلف ... لكن من وجهة نظرى إن الجنس ده شئ راقى ... شئ مش ممكن الإنسان يعمله من غير مشاعر ... الفرق بين الإنسان والحيوان هو إن الحيوان بيمارس الجنس من غير حب ... لكن الإنسان الحقيقى مش بيمارس الجنس غير مع شخص بيحبه
- يعنى إنت بتحبنى ؟
- آه يا أيناس بأحبك .... وكل يوم هيمر على علاقتنا هتعرفى ده
وأخيرا يرتخى زبره ويخرج من مكمنه فتدفع إيناس جسدها ناحيته حتى يلتصق ظهرها ببطنه فيضع ذراعه أسفل رأسها ويحيط جسدها بذراعه الآخر يعبث بحلماتها وقد هدأت ثورة شبقه وشبقها
- على فكرة مش عايزاك تخاف ... أنا عاملة حسابى
- عاملة حسابك على إيه ؟
- عاملة حسابى علشان مأحملش ... أنا عارفة إنك مش عايز تجيب فى كسى علشان خايف أحمل وتتدبس فيا ... متخافش
كالعادة لم يداعب النوم أمجد ولكنه لم يترك الفراش .... ظلت تلك الجميلة نائمة بين ذراعيه وظل طوال الليل يتأملها .... إنها جميلة ورقيقة وتخفى بداخلها إمرأة تتشوق للحب وتبحث عمن يحتويها لكنها بداخلها تحمل قلب قوى مغامر على إستعداد للتضحية لصالح من تحب .... نفس الأنثى التى أحبها فى زوجتيه وصديقته.
لم تنتبه إيناس من نومها إلا فى ظهر اليوم التالى أفاقت على لمسات حانية تزيح شعرها عن وجهها وقبلة رقيقة تطبع على شفتيها ففتحت عينيها بدلال قبل أن تتمطى فى فراشها وتحيط رقبة أمجد بذراعيها
- صباح الخير يا حبيبى ... إنت صحيت إمتى ؟
- يوووووووه ....أنا صاحى من زمان أوى ومرضتش أصحيكى
- هى الساعة كام دلوقتى ؟
- الساعة 12 .... قومى بقى كفاية نوم .... أنا جعان وعايز أفطر .... هاطلب الفطار على ما انتى تاخدى الشاور بتاعك
- إنت متعملش حاجة يا سى السيد ... أنا هأطلبلك الفطار بنفسى قبل ما أدخل الحمام ... بس ممكن أطلب منك طلب صغير؟
- أطلبى
- بلاش نخرج النهاردة .... خلينا هنا نقضى اليوم مع بعض هنا ... علشان خاطرى
- حاضر يا ستى زى مانتى عايزة ... بس معقولة نكون هنا فى مالجا ومنتفسحش
- النهاردة بس ... بعد كده نتفسح زى ما إحنا عايزين
- طيب قومى بقى بلاش كسل ... هاروح أوضتى آخد شاور على ما إنتى تجهزى ... متتأخريش عليا
- طيب ما تاخد الشاور بتاعك معايا ... وأهو نوفر وقت
- وهدومى يا ناصحة ؟ هدومى هناك فى الأوضة التانية
- علشان خاطرى .... خد الشاور بتاعك معايا وبعدين روح أوضتك غير هدومك
- هدوم إيه اللى أغيرها وأنا بلبوص قدامك مافيش معايا حتى لباس ألبسه
- يا سيدى خد الشاور بتاعك هنا وبعدين روح أوضتك إلبس ... بقولك علشان خاطرى
- حاضر
جهزت إيناس لأمجد طبق إفطاره وعندما همت بالجلوس على الكرسى المجاور لأمجد جذبها لتجلس على ساقيه فارتمت على صدره محتضنة إياه وطبعت على شفتيه قبلة رقيقة
- هأفطر أنا وإنتى فى طبق واحد ... هأكلك بإيدى ومش هتقومى من على رجلى غير بعد ما نخلص فطار
- على رجلك برضه ؟ إنت مزهقتش منى ؟
- حد يزهق من القمر ده ؟
- بأحبك يا أمجد
- أمجد ... ممكن أطلب منك طلب تانى
- إنتى طلبتى ميت طلب النهاردة ... بس ماشى ... طلباتك أوامر
- ممكن تعتبرنى مراتك ؟
- إزاى يعنى ؟
- مش هأقولك نتجوز ولا حاجة من دى ... عايزاك تعتبرنى مراتك ... يعنى تكون مسؤل عنى ... فاهم عايزة أقولك إيه ؟
- فاهم ... بس لما نرجع مصر هنعملها إزاى دى ؟
- لما نرجع مصر نبقى نفكر هنعملها إزاى .... أنا مش هاخد أى خطوة فى حياتى بعد كده غير لما آخد رأيك ... وزى مانت قولت .... رأيك هو هيبقى الرأى الأخير فى كل خطوة فى حياتى ... حتى شغلى بعد كده .... مش هأقبل أى دور غير لما آخد رأيك فيه
- ماشى .... بس هتتحملى ؟
- هأتحمل وهأبقى مبسوطة .... بس نعتبر الأيام اللى هنقضيها هنا شهر عسلنا .... هتبقى ذكرى لينا بعد كده باقى عمرنا
- خلاص أنا موافق .... ياللا بينا بقى نكمل شهر العسل
توجه أمجد بعدها فى زيارة سريعة لبرشلونة لمتابعة حسابه البنكى والإتصال بمكتب الشيخ أبو إبراهيم وتحويل الأموال لحسابه ومقابلة مسؤل القنصلية .... ثلاثة أيام قضاها أمجد فى رحلات مكوكية بين مالاجا ومدريد وبرشلونة قبل أن يستقل الطائرة أخيرا فى طريق عودته الى القاهرة
..............................................................................................................
وأخيرا عاد أمجد لوطنه الذى يحبه .... يحب رائحة هواؤه حتى وإن كان ملوثا .... يحبه رغم الفساد الذى يضرب كبراؤه وصفوته .... يحبه رغم طيور الظلام التى بنت أعشاشها فى أركانه بذقونهم المحناة وإبتساماتهم الصفراء اللزجة.... يحب أهله البسطاء رغم أنهم يقادون من آذانهم لمصير مظلم .... يحبه ويفعل ما يظن أنه قد يكون صحيحاً وأنه يساعده .... يحبه رغم مضى الشهور التى تحمله بعيداً عنه وعن حياته وزوجاته اللاتى يعشقهن .... عاد لوطنه وقد أضيفت لحياته معشوقة جديدة .... إيناس .... لا يستطيع أن ينكر أنها قد شغلت مكان فى قلبه وعقله .... بالطبع ليست مثل منى أو سهام .... لكنها أصبحت جزء من حياته لا ينوى التخلى عنه .
كالعادة إستقبله أبوه وحماه فى المطار .... لم يكن يحمل الكثير تلك المرة ... فالشحنة الضخمة فى طريقها وستصل لبورسعيد خلال أيام قليلة .... كان يحمل حقائب ثلاث فقط .... حقيبة صغيرة بها ملابسه وحقيبة متوسطة تركها بالسيارة مخبرا أباه أن بها أشياء خاصة بالعمل ... وحقيبة كبيرة .
أوصله أبيه وحماه لشقته وبمجرد دخوله وجد حبيبته تنتظره عند الباب فأختطفها من على الأرض وأنهمربالقبلات على وجهها الذى أحمر خجلا ورغبة .... خجلا من وجود الأسرتين ورغبة لإفتقادها حبيبها .... تمالك أمجد نفسه بعد أن لاحظ النظرات المحدقة وسلم على الموجودين وسرعان ما رأى الصغيرة التى تعلق بها قلبه تنظر إليه فأخذها وأحتضنها برقة قبل أن يضعها بين يدى زوجته ويصطحبهما للغرفة الداخلية ومعه الحقيبتين ليفتح الحقيبة الكبيرة .... كانت الحقيبة مقسمة لنصفين متساويين .... أحدهما خاص بهدايا لزوجته والآخر ممتلئ بملابس ولعب لتلك الصغيرة
- كل دى حاجات جايبها للمفعوصة دى ؟
- المفعوصة دى قمر وهتبقى وش السعد علينا وبكرة تشوفى
- تصدق أنا باموت فيها الكلبة دى مع إن المفروض أغير منها .... بتحبنى أكتر ما بتحب أمها
- إنتى كل الدنيا بتحبك يا قمر
- وجبتلى أنا إيه بقى ؟
- الشنطة دى بتاعتك إنتى وهيا بس .... الشنطة اللى فيها هدومى فيها هدايا لباقى العيلة .... هتلاقى كل واحد هديته فى شنطة مكتوب عليها إسمه .
- مين اللى لحق يعرف إنك جيت
- كل الناس يا ماما عارفة معاد رجوعى ... وزمان الشغل فى الشركة والمكتب متكوم عليا
- مساء الخير يا حبيبتى
- حبيبى ... إنت رجعت إمتى ؟
- لسة داخل من الباب حالا ... إستنينى فى البيت كمان 3 ساعات هاكون عندك .... هاروح المكتب أخلص شوية حاجات وآجى على عندك
- حاضر .... وحشتنى أوى أوى يا أمجد
- وإنتى كمان وحشتينى ... سلام بقى علشان ألحق أجهز نفسى وأجيلك
- يابنى مش تستريح شوية ... إنت لسة راجع .... حتى أقعد معانا شوية
- معلش يا ماما .... الشغل واقف فى المكتب وفيه ورق مهم لازم أمضى عليه .
- ماشى يا حبيبى .... إحنا هننزل بقى
- لأ تنزلوا إيه بس .... مينفعش
- لأ ينفع .... علشان تلحق تقعد مع مراتك شوية
- ما إحنا هنقعد مع بعض طول الليل متقلقيش
- آه يا سافل .... بتقولها قدامنا كده
- سافل إيه بس يا ماما .... بقولك هنقعد مع بعض .... مقولتش هنعمل إيه وإحنا قاعدين مع بعض
- مش بقولك سافل
- بس مش كتير عليك كده يا أمجد
- لا كتير ولا حاجة يا ريس .... طول ما فيه نسوان هيخلص الشغل ده كله ولا كأنه بيعمل حاجة
- مش ناوية تبطلى طولة لسان يا إلهام .... حتى علشان الهدية اللى لسة الراجل مديهالك
- دى مش طولة لسان يا ريس .... دى حقيقة .... زى ما العربية بتشتغل بالبنزين هو بيشتغل بالنسوان .... صح ياض ولا أنا غلطانة
- صح يا أم لسان طويل .... عجبتك الهدية اللى جبتهالك
- آه عجبتنى .... وجبت لنسوانك إيه بقى ؟ أكيد جايب لهم قمصان نوم وكلوتات ... مانت عيل ميلفات
- شكرا على لسانك يا إلهام .... المهم .... فيه عندى كام تصميم ؟
- عندك 12 تصميم .... 4 ليك باعتهم فريدريك والباقى شغل المكتب
- طيب هاخد معايا واحد أخلصه النهاردة .... وبكرة أبقى أشوف الباقى أخلصهم واح ورا التانى
- أنا مجهزة لك واحد .... فيلا جديدة فى الشيخ زايد .... بتاعة صاحبك العربى اللى إتعرفت عليه فى الحرب
- طيب تمام .... هآخده معايا واتوكل أنا علشان عندى معاد مهم
- معاد مع مين يا زفت ؟ أكيد رايح لسهام .... مانا عارفاك لازم توجب مع الإتنين بعد الغياب
- طالما عارفة بتسألى ليه ؟ ولا هى غلاسة والسلام .
- وحشتنى يا بغل وعايزة أقعد معاك .... هو أنا مش أمك ولا إيه
- بكرة يا ستى هآجى المكتب وأقعد معاكى زى مانتى عايزة .... الصبح هأروح الشركة وبعد الضهر هأكون معاكى زى مانتى عايزة
لم يطق أمجد الإنتظار طويلا وبمجرد أن لامست قدمى سهام الأرض ودون أن تنفصل شفاهما بدأ فى خلع ملابسها ولم تعترض بل بادلته خلع ملابسه وسرعان ما أشتبك الجسدين العاريين فى موجة ممارسة جنسية دون حتى أن ينتظرا الصعود لغرفة نومهما ... بعد أن هدأت حمى لقائهما الجنسية إستقر جسد سهام العارى بين ذراعى أمجد وقد إفترشا الأرض وطوقت سهام رقبة حبيبها بذراعيها بينما هو يضم جسدها العارى بذراعيه ليلتصق الجسدان
- مش هتسلم على بابا وماما ؟
- هأسلم عليهم طبعا .... أنا جايب لأبوكى هدية هتعجبه .... جبت له صندوق سيجار وولاعة ... وجبت لماما إزازة برفان
- وجبتلى إيه ؟
- باقى اللى فى الشنطة دى بتاعك
- طيب قوم بقى خد شاور وانا هأتصل بيهم أقولهم إننا هنتغدى معاهم
- صحيح عملتى إيه مع بريندا ؟
- دى زعلت أوى إنك مكونتش موجود .... كانت عايزة تشكرك على إنقاذك ليها هيا وأبوها ..... وبرنامج الرحلة اللى إنت حجزته ليها عجبها جدا .... بتقول إنها هتبقى تتصل بيك تشكرك بنفسها
- أهم حاجة إنها أتبسطت علشان لما أفاتح أبوها فى موضوع مشاركة شركة أبوكى فى عمليات الأعمار تبقى تساعدنى
- هى من غير حاجة عرضت عليا الموضوع وكانت عايزة تفتحه مع بابا لما عزمتها عالغدا هنا بس أنا طلبت منها تخلى الكلام معاك إنت .... لو أبويا إتدخل فى الموضوع مش هيديك العمولة اللى إتفق معاك عليها .... أنا عارفاه ممكن يعملها
- حتى لو عملها يا حبيبتى ولا يهمك .... لسة فيه باب تانى أبوكى ميعرفوش
- طب ياللا بينا بقى .... مع إنى مش عايزة أقوم من حضنك .... هتبات معايا إمتى ؟
- بكرة .... الصبح هأكون معاكى فى الشركة وبعد ما أخلص المكتب بليل هآجى على هنا
بعد الغداء إصطحبت سهام أمها لتعرض عليها هدايا زوجها لها .... كانت الفرحة تقفز من عينيها وهى تصطحب أمها للملحق وتفتح الحقيبة التى تحوى هدايا أمجد لها
- ربناا يسعدكوا يا بنتى .... تعرفى إنى بقيت أحس إن أبوكى ندمان لإنه فرقكوا عن بعض زمان .... قاللى ياريتنى كنت خلتهم مع بعض وإتحججت بأى حجة علشان أفسخ خطوبتها من جوزها الأولانى .... عالأقل كنتى هتبقى مراته الوحيدة
- خلاص يا ماما .... النصيب كده .... وأنا كمان بأحب منى ومش بأغير منها
- يابنتى هو هدومك دايما مرمية فى كل حتة كده .... مش صابرين لغاية ما تطلعوا أوضة نومكم
- يوه ياماما بقى .... كان واحشنى وكنت وحشاه .
- على رأى إلهام .... جوز هايجين وإتلموا على بعض .... متنسيش تبقى تشيلى هدومك دى قبل ما الشغالين ييجوا ينضفوا الملحق .... ميصحش يشوفوا حاجاتك مرمية كده
- حاضر يا ماما ... متقلقيش .... إيه رأيك بقى فى الحاجات اللى أمجد جايبهالى
غادر أمجد الفيلا متوجها للمبنى الكبير .... قابله المسؤل عنه وأخذ تقريره عن الأموال المحولة وأستفسر منه عن بضع نقاط قبل أن يحول الحديث لمنحى آخر
- قولى بقى علاقتك مع إيناس وصلت لحد فين
- وصلت لكل حاجة سعادتك ..... بقينا شبه متجوزين
- يعنى كده إنت متجوز تلاتة ؟ هههههههههههههه
- حاجة زى كده .... طبعا إنتوا عرفتوا إننا كنا نازلين مع بعض .... فيه ملاحظات عليها ولا حاجة
- لأ مافيش ملاحظات .... بس خليك حريص إن علاقتكم تفضل فى السر .... إيناس معجبينها كتير واللى نفسهم فيها من الكبار كتير .... مش عايزين مشاكل .... ووجودك قريب منها ممكن يخليها مصدر مهم للمعلومات ... كل الكبار بيتجمعوا عندها ودول منقدرش نراقبهم .... يعنى علاقتك بيها مصلحة لينا
- تمام .... وبالنسبة لبريندا ؟
- إنت هتسافر أمريكا آخر الشهر .... هيكون مؤتمر الحزب شغال وهتنزل فى نفس الأوتيل اللى هتنزل فيه هيا وأبوها .... هتعمل نفسك قابلتها صدفة طبعا .... هنرتبلك الصدفة دى .... ولازم تاخد منها المعلومة اللى مطلوبة منك .... إيه سبب إنفصالها عن الراجل اللى كانت عايشة معاه
- ولو معرفتش آخد منها المعلومة .... معلومة حساسة عن علاقة ست براجل زى دى صعب إنها تصرح بيها بسهولة
- طبعا مش سهل تاخد منها معلومة زى دى .... لكن فيه تدريب مهم جدا هتاخده خلال الفترة الجاية .... تدريب هيديهولك مجموعة من الدكاترة النفسيين متخصصين فى فرع مهم جداً .... تدريب السيطرة النفسية والذهنية وإستخلاص المعلومات
- يعنى إيه حضرتك ؟ هيعلمونى التنويم المغناطيسى مثلاً
- هههههههههههه .... تنويم مغناطيسى إيه يا باشمهندس .... هو إحنا فى فيلم خيال علمى ؟ لما تاخد تدريبك هتفهم .... الدكتور النفسى اللى قابلته المرة الأخيرة قيم شخصيتك وقال إنها صالحة للنوع ده من التدريب وقال إنه هيجيب نتيجة كويسة معاك .... ولعلمك التدريب ده هينفعك كبزنس مان وهينفعك كمان فى علاقاتك كلها مع الناس .
- طيب بمناسبة البيزنس .... أنا كنت هأحاول آخد جزء من مشاريع الإعمار لشركة حمايا ... كنت هأفاتح أبو بريندا فى الموضوع ده لما أقابله هناك .... مسموح بده ولا لأ
- ده يكون أفضل .... لما علاقتك بسياسى مهم زى ده تتوطد وتكسب ثقته هتكون نقطة قوة ليك .... إحتمال نحتاجه فى حاجة بعدين .... العلاقات المبنية على بيزنس بتكون قوية .... وخد بالك إنه هياخد عمولة طبعاً منك ومن حماك
- وهو السياسيين هناك برضه ليهم فى موضوع العمولات زى اللى عندنا ؟
- يابنى دول هما اللى علموا اللى عندنا
- تمام .... وهبدأ التدريب إمتى ؟
- من بكرة .... كالعادة ساعتين كل يوم .... رتب نفسك ووقتك بقى لإن الفاكس هيوصل لمكتبك بكرة .... وهيتطلب منك تسافر آخر الشهر زى ما قولتلك .... وحجز الطيران والتذاكر والفيزا الشركة اللى هتتعاقد معاكم على المشروع هتخلصهم .... يعنى الموضوع كله هيكون من هناك .... خلى الناس فى المكتب تتعامل مع الفاكس مش إنت .... يعنى الأمور تمشى فى مسارها الطبيعى كأى مشروع بيجيى المكتب
- و هناك هيكون فيه تواصل معاكم ؟ يعنى أروح السفارة أسجل نفسى وكده
- لأ .... السفارة فى واشنطن والقنصلية فى نيويورك وأنت هتكون فى ميامى .... يعنى مافيش فرصة تقابل حد من السفارة .... لكن إحنا عنينا هتكون عليك فى الفندق وبرة الفندق ولو لقينا أى خطر عليك هتلاقى حد من عندنا هيتواصل معاك بالتعليمات ويرتب حمايتك ورجوعك
- وهو ممكن يكون فيه خطر عليا هناك ؟
- متقلقش يا وحش .... هنكون وراك وفى ضهرك ومافيش حاجة هتحصل
فى طريقه مر أمجد بأحد الأكشاك وخطر له خاطر .... صف سيارته وهبط ليجرى مكالمة تليفونية .... مكالمة لم يعرف سر إهتمامه بإجرائها .... طلب رقم إيناس .... إستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن ترفع سماعة التليفون على الطرف الآخر ليجيب عليه صوت أنثوى .... صوت عاملة المنزل .... طلب منها إخبار الفنانة أن المهندس أمجد يطلبها على التليفون .... سرعان ما أتاه صوت إيناس على الطرف الآخر
- أمجد .... معقولة ؟ متوقعتش إنك تتصل بيا النهاردة
- ليه ؟ مانتى عارفة معاد رجوعى
- عارفة .... بس قولت لنفسى إنك هتقضى اليوم مع مراتك وأكيد مش هتسيبها وتكلمنى
- كنت فى مشوار وقلت أتطمن عليكى قبل ما أروح
- تصدق إنك فرحتنى بالكلمة دى .... ما تيجيى تقعد معايا شوية
- مش هينفع النهاردة .... هأجيلك بكرة الساعة 8 بس مش هأقعد كتير .
- ماشى ... وأنا هأفضى نفسى وهاخلى الشغالة تروح تبات فى بيتها علشان متشوفكش .... متتأخرش .... هأحضرلك العشا بنفسى
- لأ عشا إيه .... أنا لازم أتعشى فى البيت .... زى ما قولتلك مش هأقعد كتير .... وياريت متبقيش تحطى برفان .... إنتى عارفة طبعاً
- يا سيدى أنا عارفة وموافقة .... أشوفك بس علشان أنت وحشتنى
- يخربيت سنينك يا أمجد .... لحقت تخلص ده كله إمتى
- أمال يا إلهام .... تلميذك وتلميذ الدكتور إبراهيم شخصيا
- بس إنت إتفوقت على أساتذتك يا بغل .... مفيش حد يخلص تصميمين مختلفين بالسرعة دى ... إنت دماغك دى إيه كومبيوتر ؟
- صحيح يا إلهام .... عايزين نبقى نجيب أجهزة كومبيوتر فى المكتب .... فيه برنامج إسمه أوتوكاد هيسهل علينا كتير فى الشغل
- بس ده محتاج تدريب .... والمهندسين هنا هياخدوا وقت لغاية ما يتعلموه
- مش مهم .... يشتغلوا عادى لغاية ما يتعلموا .... أكيد هنلاقى شركة كومبيوتر ممكن تدينا كلنا كورسات
- ماشى .... دماغك بقت حلوة وعايز تسبق .... هتكمل شغل ولا هتعمل إيه ؟ فيه فاكس جه من أمريكا لمشروع جديد ...الريس بيقول إنه مشروع كبير .... إيه رأيك
- موافق طبعا .... بعتوا الداتا ؟
- لأ .... هما لسة بيعرضوا علينا المشروع .... لو وافقنا هيبعتوا لنا الداتا ويمضوا معانا العقود
- وإيه رأى الريس ؟
- الريس بيقول إنه موافق لو إنت هتقدر تنفذ
- من غير كلام طالما الريس موافق يبقى أنا هنفذ
- طيب روح للريس بقى إتفق معاه .... أنا هأدى التصميمين دول للمدنى والكهربا وأحصلك
- عايز الماكيت بتاع الفيلا يكون جاهز على آخر الإسبوع
- إنت هتعمل عليا مدير ولا إيه يا بغل .... فوق لنفسك بدال ما أوريك الوش التانى
- خلاص الطيب أحسن .... شوفى إنتى هيخلص إمتى براحتك
- أيوه كده إتعدل .... على آخر الإسبوع هيكون الماكيت جاهز
..............................................................................................................
فى المساء عندما وصل أمجد لشقة إيناس وجدها قد هيأت له جو ساحر .... أضواء خافتة وشموع معطرة وجلسة أرضية مريحة .... وأفضل ما أعدته له كمفاجأة كان وجود أرجيلة جميلة الشكل وموسيقى هادئة إصطحبته إيناس من الباب حتى الغرفة التى أعدت بها الجلسة وأجلسته وجلست بجواره ملتصقة به .... أشعلت له بعض الجمرات وأعدت له الأرجيلة وعندما عادت للجلوس جذبها لتجلس على ساقيه حيث إلتصق صدرها بصدره وغابا فى قبلات هادئة تقطعها أصوات الأرجيلة ويحيطهما الدخان المنبعث من فم أمجد .
- وحشتنى يا أمجد الكام يوم دول
- وإنتى كمان وحشتينى ... أخبارك إيه؟
- هأمضى عقد فيلم جديد الإسبوع الجاى .... دور حلو
- من دلوقتى مش عايز أدوار من إياها .... فهمانى طبعاً
- متخافش دور محترم .... أنا رشحت مكتبكم يعمل ديكور الفيلم .... علشان تبقى معايا وانا بأصور
- ديكور إيه بس يا إيناس وابقى معاكى إيه .... هو أنا عندى وقت ؟
- يا حبيبى دى فلوس الديكور كتير أوى .... وبعدين أهو شغل .... أكيد هتلاقى وقت يعنى
- أنا ماليش فى موضوع الديكور ده .... شوفى إلهام هتقولك إيه .... هيا كانت عايزة المكتب يشتغل فى الديكور .... أنا دورى هيبقى تصميم وبس .... التنفيذ هيبقى شغل إلهام
- ماشى .... بس برضه هتبقى تيحيى تشوف إحنا بنتعب أد إيه فى التصوير .... علشان خاطرى
- هأبقى أشوف .... لكن مش هاوعدك
- وأنا موافقة .... إيه أخبارك إنت بقى
- مطحون شغل من ساعة ما جيت .... المكتب شغال حلو والشركة كمان .... على فكرة فيلتك خلاص جاهزة على التسليم .... تبقى تروحى الشركة علشان تستلمى الفيلا
- بس توعدنى إن أنت تكون أول واحد يدخلها
- دى ممكن أوعدك .... بس ده مش قريب يعنى ....عندى شغل مهم جدا طول الشهر ده
- وأنا مش هأخلى حد يدخل الفيلا بعد منى غير بعد مانت تشوفها .... ولو حتى بعد سنة
- زى ما تحبى
- أنا هأقوم آخد دش وأمشى بقى
- مش هأقولك خليك معايا شوية .... هتجيلى إمتى تانى ؟
- مش عارف لسة .... هأبقى أديكى خبر زى المرة دى .... عندى شغل كتير لازم يخلص ومسافر بورسعيد علشان فيه شحنة هدوم جديدة جاية للمحل ومش عارف إجراءاتها هتاخد وقت أد إيه
- بجد ؟ طيب إتصل بيا بكرة بليل ..... هأكلم لك حد يخلص لك الإجراءات بسرعة بأقل جمرك علشان تخلص وترجع فى نفس اليوم
- يبقى كتر خيرك .... الشحنة المرة دى كبيرة شوية .... كونتينر كامل
- ولا يهمك .... وهأبقى آجى المحل كمان بعد ما الحاجات دى تنزل فيه ومعايا كام واحدة ممثلة من أصحابى .... هتبقى دعاية حلوة للمحل بتاعك
- كده بقى تبقى تستاهلى بوسة كبيرة
- بوسة بس ؟ ماشى يا سيدى .... بوسة بوسة ...أنا راضية
..............................................................................................................
صباح الخميس إصطحب أمجد أبو منى لبورسعيد وتقابلا مع مستخلص الجمارك الذى يتعامل معه عادة أبو منى وسلماه أوراق الشحنة قبل أن يتوجه مع حماه للقاء المرتقب والمواجهة التى حان وقتها مع أعمام زوجته .... حرص أمجد أن يكون اللقاء فى حضور عدد من أصدقاء أبو منى التجار حتى تتضح الصورة أمام الجميع .... وبعد أن رحب الجميع بأبو منى وصهره فوجئ أمجد بالجميع يناديه بلقب الباشا .... هذا اللقب الذى أصبح ملتصق به حتى فى تلك المدينة البعيدة .... جلس أعمام منى مترقبين ما سيحدث .... فلقد أبلغهم أخيهم بأن صهره يريد الإجتماع بهم لأمر هام .... لم يكن الأعمام يعلمون ما هو هذا الأمر الهام .... كانوا يأملون أن يكون هذا الأمر هو موافقة أمجد على شراكتهم .... فلو وافق فإن الشريك الثالث لن يمانع .... فالشريك الثالث هو أختهم التى يجلس زوجها معهم الآن .... بعد إنتهاء الترحيب بدأ أمجد الحديث وهو ينظر بتركيز للأخوين محاولا قراءة ما يدور فى أذهانهم
- بس أنا زعلان منكم .... من يوم الصباحية مافيش مرة تيجوا تزورونى
- مشاغل بقى يا جوز بنت أخويا .... وبعدين إحنا سمعنا إنك مشغول ومسافر دايماً
- دا حتى محاولتوش تزوروا بنت أخوكوا لما إستدعونى فى الجيش ينفع كده ؟ إحنا مش أهل ولا إيه
- إحنا كنا بنتطمن عليك من أبو منى .... وعلى كل حال حقك علينا يا باشا
- المهم .... عمى قال إنكم عايزين تدخلوا معانا فى مشروعنا .... طبعا الحاج هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة .... وأنا مش هأقدر اقول كلمة بعد كلمته .... بس إنتوا عارفين طبعا إن كل قرش بأكسبه لمنى نصيب فيه .... يعنى نصيبى فى المشروع كله بتاع منى ولازم أحافظ على مصالحها
- عداك العيب يا باشا .... واللى أخونا يقول عليه يمشى .... هو الكبير برضه
- خلاص يا حاج .... كله تمام وفاضل ندفع الجمرك والكونتينر يخرج
- تمام إيه يالا ... إنت لحقت ؟ ده انت كانت بتاخد نص يوم علشان تخلص لى بالة مستعمل .... خلصت كونتينر فى ساعة ؟
- يا حاج واضح إن الباشا واصل أوى .... لقيت كل حاجة جاهزة والورق مشى زى الصاروخ .... موظفين الجمرك كلهم بيقولوا إن الشحنة دى بتاعت أمجد باشا وهو اللى باعتها من أسبانيا
- والجمرك كام بقى يا فالح .... إياكش يكونوا هيخربوا بيتنا
- يا باشا الحاجة اللى فى الكونتينر تستاهل .... قماش وهدوم آخر فخامة .... بضاعة بريفكس يعنى .... وكل جنيه يدفع فيها يرجع عشرة
- أنت هتنق بروح أمك .... عايز كام
- الجمرك خمسين .... وزود كمان عشرة عرقى أنا و الرجالة .... غير الونش اللى هيحمل الكونتينر عالتريلا
- وعرقك إنت والرجالة عشرتلاف يا حرامى .... هما 4 بس
- طب خليهم خمسة يا حاج .... بس كل مرة أنا اللى أخلصلك حاجتك .... إوعى تنسى حبيبك بتاع زمان
فتح أمجد حقيبته وأخرج منها المبلغ المطلوب وناوله ببساطة للمستخلص فأتسعت أعين كل الحاضرين .... وأبتلع أعمام منى ريقهم خوفا و طمعاً ووتوجه أمجد بحديثه للمستخلص
- خد يا سيدى .... حمل الكونتينر عالتريللا وخلي السواق يستنانا فى القنطرة بعد المنفذ على طول ... وخد القفل ده إقفل بيه الكونينر .... لو لقيت قصقوصة قماش ناقصة هأحبس أمك
- يا باشا متخافش .... أسأل الحاج عنى .... وبعدين أنا حتى لو حرامى هأخاف أسرقك .... وأنا هأركب مع السواق ومندوب الجمرك لغاية ما نخرج من المنفذ ومش هأمشى غير لما تيجوا
- وإحنا هنخلص قعدتنا ونحصلك .... مش هنتأخر بالمشيئة
- حتى لو إتأخرتوا يا باشا .... إنت تعمل اللى أنت عايزه .... دا حصلنا الشرف إنك بتتاعمل معانا
- والشغل عامل معاكوا إيه ؟ يااارب تكون الأحوال تمام
- الأحوال مش أد كده يابومنى .... يادوب اللى جاى على أد اللى رايح .... حتى اللى بنبيعه مبنعرفش نشترى غيره
- ودى تبقى تجارة دى ؟ يعنى من الآخر بتخسروا
- الصراحة بنخسر .... ومش عارفين نعمل إيه .... لولاش مساعدتك كان زماننا قفلنا
- متقولوش كده .... إحنا إخوات
- بس إحنا كان أملنا فى حاجة تانية يابومنى .... كنا عايزين نرجع الشركة بينا زى ما كانت
- إزاى بقى ؟ أنا دلوقتى شغلى فى سكة غيركوا .... أنا وأمجد وفاطمة بنصنع ونبيع .... حتى المستورد اللى بنجيبه زى ما شوفتوا كده بيبقى جديد وغالى .... يعنى مينفعش عندكوا
- ماهو إحنا كنا عايزين ندخل معاكوا فى شغلكوا زى ما قولنا لك قبل كده
- وأنا موافق .... عايزين تشاركونا بكام فى المية ؟
- اللى تقول عليه .... حتى عندنا إستعداد نبيع المحل ونشارك بتمنه
- تبيعوا محل أبوكوا بعد ما طردتونى منه ؟ ينفع ده
- لا طبعا مينفعش .... وهو المحل هيجيب كام يعنى ..... المحل كان شغال زى الفل لما كان أبو منى اللى مدوره
- شوفتوا بقى التجار الكبار بيقولوا إيه .... لو هتبيعوا المحل أنا أشتريه .... بس لو بعتوا محل أبوكوا وأبويا يبقى مش ممكن أشارككم .... يبقى مالكوش أمان
- وفاطمة رافضة مبدأ الشراكة دى من الأساس
- خلاص يا جماعة .... الأمور العائلية دى نبقى نناقشها بعدين .... فى الآخر إحنا أهل
- بصوا بقى .... أوعوا تفتكروا إنى ناسى اللى عملتوه فى منى ..... لكن إكراما للراجل الطيب ده أنا مرضتش أعمل لكم أى قلق ... وأنا أقدر على فكرة .... ومتهيألى إنتوا عارفين كده كويس وإتأكدتوا منه .... أعتبروا دى آخر فرصة ليكوا .... الراجل ده لو سمعت إن حد فيكم ضايقه بكلمة أو جاب سيرته غير بالخير صدقونى هتزعلوا .... وهتزعلوا جامد ومحدش هيقدر يعمل أى حاجة يساعدكم بيها .... يعنى من الآخر كده تخليكوا فى حالكم وتسيبوا الراجل ده فى حاله وتنسوا موضوع الشراكة ده من أساسه .... أنا عارف إنه بيساعدكم وعارف إن عليكم ليه فلوس .... الراجل مقالش لحد ولا حتى لبنته ولا ليا ولا لفاطمة .... يعنى باقى علي الأخوة اللى بينكم وبينه
- وانت عرفت منين موضوع الفلوس اللى ليه عندنا ده ٍ طالما بتقول إنه مقالش لحد
- ما أنا بقولكم أهو .... فيه حاجات كتير متعرفوهاش عنى .... وأظن ده واضح بالنسبة لكم .... فياريت تلموا نفسكم أحسن وتشوفوا هترجعوله فلوسه إزاى .... الراجل ده دلوقتى عنده بنت لسة مولودة ولازم يأمنلها مستقبلها .... يعنى أى قرش بتاخدوه منه بيكون من حق البنت الصغيرة دى
- إنت بتكلمنا كده وكأننا عايزين ننهبه .... ده أخونا وفى الآخر فلوسه فلوسنا بعد عمر طويل
- فى الآخر وبعد عمر طويل ؟ إنتوا بتحسبوا ورثكم من الراجل وهو لسة على وش الدنيا .... طيب إيه رأيكوا بقى لو منع عنكوا البضاعة والفلوس اللى بيديهولكوا دلوقتى ؟ إسمع إنت وهو آخر الكلام .... تعتذروا للراجل عن الكلام اللى قولتوه عليه وتفهموا الناس اللى كنتوا بتشوهوا صورته قدامهم إنكم كذابين .... لإنه ببساطة لو كتب نصيبه بإسم بناته مش هتطولوا حاجة دلوقتى ولا بعد عمر طويل .... وأنا مش عامل حسابى إنى أموت دلوقتى .... يعنى هأفضل واقف لكم زى اللقمة فى الزور
- إنت هتدخل فى علم **** .... ما يمكن تموت دلوقتى
- حتى لو مت ..... فيه اللى هيحمى حقوق مراتى وأختها ..... ودول معندهمش رحمة .... يعنى ممكن متلاقوش نفسكوا أصلا إنتوا الإتنين ولا حد يعرف لكم طريق .... وممكن برضه إنتوا الإتنين تختفوا فى لحظة وولادكوا ميلاقوش ياكلوا
- خلاص يا أمجد .... إحنا فى الآخر عيلة واحدة و أبو منى أخونا الكبير .
- أولا كل الناس بتقولى يا باشا ما عدا حبايبى بس .... وأنتوا مش حبايبى ..... ثانياً متعتمدوش أوى على موضوع إننا عيلة واحدة دى لإنى أصلاً مش شايفكوا غير شوية معرصين كانوا عايزين يبيعوا بنت أخوهم .... ده آخر كلام عندى ومش عايز أسمع إن الراجل ده زعلان
- خلاص يا باشا .... اللى أنت شايفه
ترك أمجد وأبو منى بورسعيد ورافقا السيارة التى تحمل بضاعتهم الجديدة حتى مكان عملهم الجديد .... وفى صباح اليوم التالى كان أبو منى يفرغ الحاوية فى مخزن كبير ملحق بالعنبر الذى إستأجره إستعدادا لبدء مرحلة جديدة من مشروعهم .... مرحلة يتحول فيها المشغل لمصنع ملابس بدأ بعنبر مستأجر لكنه نما ليصبح بعد سنوات مصنع كبير
..............................................................................................................
أنهى أمجد تدريبه فى الجهاز الكبير .... تدريب تعلم فيه كيف يستطيع السيطرة على من أمامه وكيف يدفعه لقول ما يملك من معلومات .... تلك المرة كانت المغامرة فى عقر دار من يملك خيوط اللعبة بالكامل ويدير عجلتها .... تعلم أمجد دراسة الشخصيات وتحليلها وتوقع ردود أفعالها .... تعلم الكثير والكثير مما لا يمكن ذكره .... لكن ما تعلمه أثر فى مسيرة حياته كاملة ... فلقد إستغل ما تعلمه فى التعامل مع من هم حوله فى كل مجال
خاتمة
بدأت مرحلة جديدة فى حياة الباشا مع بداية علاقته بإيناس .... تلك الفنانة الجميلة التى أحبته ولم تطلب مقابل لحبها .... ساعدته كثيرا بصلاتها الواسعة وظلت مختفية فى ركن حياته لا يعلم بوجودها فيها أى إنسان .... كانت المرة الأولى التى لا تعرف فيها أمه الروحية إلهام بعلاقته .... لكنها لم تكن الأخيرة .
كان إنتقال أمجد لمرحلة جديدة فى علاقته مع الجهاز نقطة فارقة أيضا فى حياته .... تدرب تدريب لا يحصل عليه إلا قلة ممن تؤهلهم شخصياتهم للحصول عليه .... تدريب يعتبرونه تدريباً سريا ولا يحصل عليه إلا المميزين من رجالهم ممن يؤهلونهم لمهام معينة .... حصل منهم على الحماية والمساندة بجوار التدريب .... فلقد أصبح أحد أهم رجالهم.
أنهى أمجد مشكلات أبو منى مع إخوته .... موقف حمله الرجل لأمجد باقى سنوات عمره .... إعتبره إبنه الذكر الذى لم ينجبه وأعتبره هدية السماء له .... أصبح أمجد مصدر ثقة الرجل وموضع سره وتلميذه فى أسرار التجارة
ماذا حدث فى رحلة أمجد لبيت الشيطان وكيف كانت مهمته ؟
هذا ما سنعرفه معاً فى الجزء القادم إذا كان فى العمر بقية ...... وإذا سمح الباشا .
الجزء الحادى عشر
مقدمة
رحلة الشاب أمجد لأمريكا شكلت منحنى آخر فى حياته .... رحلة إنطلق إليها بعد تدريب هام لا يتلقاه إلا من يحملون صفات شخصية معينة .... تدريب إجتازه أمجد وكانت رحلته إختبار لإستيعابه له وقدرته على تنفيذ ما تدرب عليه .... رحلة هدفها الحصول على معلومة واحدة لا أكثر .... ترتيبات تمت لمساعدته فى إتمام مهمته .... رحلة شكلت فيه شخصية رجل الأعمال الناجح الذى يعرف كيف يقتنص الصفقات .... رحلة تعلم منها وتعلم فيها وتعرف فيها على أشياء لم يكن يعرفها عن دولة الحلم فى بدايات التسعينيات حيث تشكل عالمنا العربى بشكل جديد
والآن تعلوا معى لنستمع إلى حكى الباشا فى رحلته الأولى لأرض الأحلام .... وكالعادة أصدقائى أرجوكم
"إقرأوا ما بين السطور"
...............................................................................................................
قبل سفره لأمريكا كان أمام أمجد مهمة أخيرة .... الإجتماع بالصديق العربى .... هذا الرجل الذى ظل يسأل عليه دوما ودائما ما تحول الظروف دون اللقاء .... كان لقائهم الأول فى القاهرة حينما حضر الرجل لرؤية الماكيت الخاص بفيلته ..... وصل الرجل وإبنتيه للمكتب ووقف امام ماكيت الفيلا الذى أخذ مكانه فى الريسيبشن وأتصلت السكرتيرة بأمجد ليهبط ويستقبل الرجل الذى إحتضنه فى شوق وحب حقيقى
- كيفك يا إبنى ..... أوحشتنى .... كيفك وكيف أسرتك
- تمام يا شيخ الحمد *** .... كله بخير .... أنا آسف إنى مقدرتش أقابلك من ساعة ما رجعت من الحرب .... كان لازم أسافر علشان إمتحاناتى
- بالتوفيق يا إبنى .... لكن إنت شكلك متغير كتير عن آخر مرة كنت فيها معنا
- ماهو ده شكلى برة الجيش يا عمى .... إنت مشوفتنيش غير بهدوم المهمة والهدوم الميرى
- بس إنت يا أستاذ أمجد ملابسك شيك ومكتبك ما ش**** عليه أشيك .... أيش هو البرفان اللى بتستعمله
- ربناا يخليكى يا آنسة هنوف .... ده من ذوقك .... إيه رأيكم فى الفيلا بتاعتكم ؟
- تحفة تبارك اللله يا باشمهندس .... تسلم إيدك .... لكن إيش آنسة هنوف يلى بتقولها .... إسمى نوف .... هنوف هاد الإسم اللى مسمينى إياه أبوى ...كل أصدقائى بينادونى نوف .... نادينى نوف وباناديك أمجد
- زى ما تحبى يا نوف ..... ورأيك يا شيخ إيه ؟ عجبتك ؟
- مالى ملاحظة واحدة عليها .... كنك عامل فيلا أحلامنا أنا والعيلة
- طيب إتفضلوا معايا فى فوق أعرفكم على أساتذتى وأصحاب الفضل الفضل عليا .... تحبوا تشربوا إيه ؟
- الدكتور إبراهيم والمدام إلهام تقصد ؟ أنا قابلتهم قبل .... يا حظك بيهم .... ناس فوق الوصف
- طيب إتفضلوا معايا نعرفهم على باقى العيلة .... وبالمرة نشوف شركة المقاولات اللى هتنفذ لكم المشروع
- عرفنا إن أبو زوجتك يملك شركة مقاولات كبيرة .... يا ترى ممكن ينفذ لنا فيلتنا .
- هو عادة بياخد مقاولات كبيرة بس .... لكن أنا هأخليه يوافق .... مقولتوش تشربوا إيه ؟
..............................................................................................................
لامست عجلات الطائرة مطار ميامى .... رحلة تعدت عشرون ساعة تخللها التوقف فى ثلاثة مطارات غير مطار الوصول .... توقف بمطار أثينا وآخر بمطار لندن ثم مطار نيويورك قبل أن تحط الطائرة أخيرا بمطار ميامى .... وقت أتاح له طول الوقت مراجعة تدريبه وتلقينه وخطة إخلاؤه إذا ساءت الأمور
تذكر تلقين مدربه الأخير بعد أن أوضح له كل جوانب شخضية بريندا .... ترك له الرجل حرية التصرف حسب تطوراعلاقة بينه وبينها
- إفتكر يا أمجد .... بريندا حست معاك بالأمان .... إحساس أمان هيخدمك .... هى حاسة دلوقتى إنها بتحبك .... هتحاول تقرب منك من غير ما تخسر صداقتك لو صارحتك بإنها بتحبك .... ومش هتقدر تقاوم شعور الأمان اللى إتخلق جواها فى لحظات الخوف اللى صادفتها فى الخليج .... هى حاسة بإحساس مريح إنها مقابلتكش فى مصر .... فى مصر كان وجود مراتك هيحسسها بالذنب .... لكن هى فى أمريكا دلوقتى حاسة بالوحدة رغم إنها فى بلدها ووسط معارفها .... هتكون محتاجة تحسسها بدفء المشاعر اللى حسته من المصريين فى رحلتها .... الرحلة فى مصر كانت مصممة ليها مخصوص علشان تبقى تحت سيطرتك النفسية بالكامل لما تتقابلوا .... خد بالك وخليك حريص وإفتكر تدريبك فى السيطرة النفسية .... لازم تسيطر على مشاعرها وإحساسها .... هى دلوقتى مستعدة لكده .... رحلتها فى مصر كنا حريصين فيها إننا نحسسها إنك غامرت بروحك علشان تنقذها وإنك بطل أسطورى .... المعلومات اللى جمعناها عنها بتقول إنها مغرمة بالميثولوجيا الإغريقية.... ده هيسهل مأموريتك فى السيطرة على عقلها .... سيطر عليها بالطريقة المناسبة .... ومتنساش إنها محرومة من أى شعور عاطفى من وقت طويل .... هى محتاجة تحس بإنك أنت مصدر حب ليها .... لازم تشيل من جواها إحساس الخوف من خيانتها لمراتك .... حاليا هى مترددة فى علاقتها بمراتك ... شعورها الداخلى إن صداقتها لمراتك مش حقيقى وإنها صديقة ليك إنت .... يعنى ضغط بسيط منك هيقنعها إن صداقتها بمراتك مجرد نتيجة لصداقتها بيك مش صداقة حقيقية .... وأهم حاجة .... متنساش إن السيطرة الجسدية هى أسهل مفاتيح السيطرة النفسية .... فاهم أنا عايز أقولك إيه طبعاً .
- يعنى أخون مراتى يا دكتور ؟
- لآ وإنت مخلص أوى لمراتك ... أو مراتاتك .... مش عليا يا باشا .... إنت قلبك كبير يا باشا ويساع من الحبايب ألف .
فى صالة الوصول وجد مندوب الشركة التى سيتعاقد معها على التصميم فى إنتظاره يحمل لوحة عليها إسمه .... كان أول المغادرين للجوازات والجمارك .... فهو لا يحمل إلا حقيبة متوسطة بها ملابس تكفيه لإسبوع وحقيبة أوراقه الخاصة .... إصطحبه الشاب فى سيارة فخمة تليق بإسم الشركة للفندق المطل على شاطئ البحر .... أخبره بأن السيارة وسائقها تحت تصرفه طوال الإسبوع مدة مكوثه فى الفندق .... شكره وطلب من السائق الإنصراف لليوم والعودة صباح الغد لإصطحابه للشركة .... صعد لغرفته المطلة على المحيط ووقف خلف الزجاج الذى يفصل التراس عن الغرفة قبل أن يدخل للتراس يستنشق عبق البحر .... كم يحب رائحة البحر وكم يعشق منظره .
عاد للغرفة وجلس على فراشه وألتقط التليفون الموضوع على الكومود ليتصل بالقاهرة يطمئن من فيها على وصوله ويطمئن عليهم إنه يعلم إن جميع أحبائه فى إنتظار هذا التليفون .... إتصل أولا بمنى ثم سهام ..... ثم أتصل بإيناس .... كان يعلم أنهن جميعا فى إنتظار إتصاله ..... أغلق سماعة التليفون قبل أن يبتسم ويعود للإتصال برقم آخر ..... رقم الأم الروحية
- صباح الخير يا إلهام .... أخبارك إيه ؟
- كويس إنك إتصلت يا بغل .... كنت قلقانة عليك
- قلقانة عليا ؟ إشمعنى يعنى ؟ أول مرة أسافر ولا إيه ؟
- أول مرة تسافر بعيد كده .... عامل إيه ؟
- تمام .... لسة واصل
- خد بالك من نفسك .... وصحصح قبل ما تمضى
- أنا قبل ما أمضى هبعت لك صورة العقد بالفاكس .... الريس لازم يقدر هو الأتعاب بنفسه .... ماليش فى مواضيع الفلوس دى
- يابنى هو مش إحنا قدرنا الأتعاب قبل ما تسافر ؟ هتبعت تانى ليه
- إحنا قدرنا الأتعاب حسب الداتا اللى هم باعتينها .... لما أعاين الموقع يمكن ألاقى حاجة مختلفة
- زى ما تحب .... إنت هتروح إمتى تقابلهم
- بكرة الصبح هأقابلهم .... هأروح الموقع الأول وبعدين أطلع عالشركة .... هاتفق معاهم عالتفاصيل وأسيب تقدير الأتعاب للريس .... لما العقد يوصلكم وديه للمحامى يراجعه .
- ماشى .... خد بالك من نفسك .... وملكش دعوة بحاجة غير الشغل .... وبلاش صرمحة وجرى ورا النسوان .... إحنا مش أد نسوان أمريكا يا بغل
- نسوان إيه بس يا قمر .... أنا راجل مستقيم
- مستقيم إيه ؟ دا إنت شبه منحرف .... إقفل بقا خلينى أريح شوية .... منمتش من إمبارح.... خد بالك من نفسك
- حاضر يا هوما يا عسل إنتى .... سلام
- أمجد ؟ لماذا تأخرت ؟
- بريندا ؟ ماذا تفعلين هنا ؟ أنا هنا فى عمل خاص بمكتبى و عن ماذا تأخرت؟
- إذا لقد صدقت نبؤة العرافات !!!
- منذ متى وأنت هنا أمجد ؟
- أنا هنا منذ يومين .... لم تخبرينى ما الذى أتى بك إلى هنا ؟ ألست تقيمين فى نيويورك ؟ هل أنت هنا فى رحلة إستجمام أخرى ؟
- أنا هنا فى عمل .... مؤتمر الحزب هنا منعقد منذ عدة أيام وأنا هنا أمارس عملى كمساعدة لأبى
- إذاً أبيك هنا أيضا ..... كيف حاله ؟
- سيسعد أبى جدا برؤيتك .... إنه يتوق للقائك كى يشكرك بنفسك على ما فعلته معه
- كنت أؤدى واجبى كجندى بريندا .... لا تضخمى الأمور
- لا يا أمجد .... لقد خالفت أوامرك كى تنقذنى
- ماذا ؟
- آسفة .... أقصد خالفت أوامرك كى تنقذ كل من كانوا محتجزين معنا
- من فضلك أمجد لا تنظر لى هكذا
- لماذا ؟ وكيف لى أن أرفع عينى عن تلك الأعين الجميلة
- أرجوك أمجد .... نظراتك تربكنى ولا أستطيع أن أتحاشى النظر أليك
- وما تلك الملابس التى ترتدينها .... لم أتخيلك أبدا ترتدى ملابس بتلك الرسمية .... دائما أنت فى ذهنى ترتدى ملابس تبرز أنوثتك
- هههههههههههه إنها ملابس العمل يا صديقى .... لم تخبرنى ماذا تفعل هنا ؟
- أنا هنا كى أنهى إتفاق مع إحدى الشركات لتصميم فندق على الشاطئ .... سيقام فى مكان مذهل على إحدى الروابى المطلة على البحر
- أها .... إذا سيكون أجمل فنادق ميامى .... ومتى تنهى عملك هنا فى ميامى ؟
- كل الأمور إنتهت تقريباً .... أنا الآن فى إنتظار موافقة المحامى الخاص بمكتبى كى أوقع العقود ..... غالبا سأنهى كل الأعمال يوم الإثنين القادم وأعود للقاهرة فى طائرة الثلاثاء
- ومؤتمر الحزب سينتهى غدا الجمعة ..... ما رأيك لو قضينا عطلة نهاية الإسبوع هنا سويا ..... بالتأكيد فأنت لم تشاهد معالم ميامى
- وهل يستطيع مثلى أن يرفض ذلك العرض من جميلة مثلك ؟ بالتأكيد أنا موافق
- إتفقنا إذا .... هل عندك عمل اليوم ؟
- سأذهب للشركة بعد الإفطار للمناقشة النهائية فى بعض التفاصيل ..... سأعود فى منتصف النهار
- إذا سأتصل بك بمجرد إنتهائى من عملى اليوم .... فى أى غرفة تقطن ؟
- غرفة 2032
- أوه .... إننى أقطن فى نفس الطابق أنا وأبى .... أبى فى الجناح الكبير فى آخر الطابق وغرفتى بجواره ..... سأتصل بك بمجرد أن ينتهى عملى .... لا تعلم كم أنا سعيدة بلقائك
رافقت بريندا أمجد حتى باب الخروج وعندما وصلت السيارة مد يده للسلام ولكنها كما فعلت سابقا تجاهلت يده الممدودة وأحتضنته سريعا وطبعت قبلة سريعة على خده .... لم يلفت الإحتضان ولا القبلة نظر أى من رواد الفندق ..... ولم يلتفت إليهما أى شخص ..... الوحيد الذى تعجب من الموقف كان أمجد الذى أعترت وجهه حمرة خجل سريعة قبل أن ينصرف لركوب السيارة .
عاد أمجد بعد الظهر بقليل وخلع البدلة التى يرتديها وأرتدى بنطال خفيف دون ملابس داخلية كعادته ووقف يتأمل منظر البحر من خلف الزجاج المغلق حتى أتاه رنين التليفون .... كانت بريندا كما توقع
- هاى أمجد .... هل أنهيت عملك
- أنهيت العمل وتسلمت الفاكس بموافقة المحامى .... سأوقع العقود صباح الإثنين
- أبى يدعوك اليوم لعشاء سيقيمه على شرفك بالمطعم الكبير .... سيدعو بعض أصدقائه الذين يعرفون قصة إنقاذك له ليعرفك عليهم .... كلهم شوق لمقابلتك
- وهل ستكونى موجودة ؟
- بالتأكيد .... إنه عشاء رسمى ولابد من وجودى .... لا تتأخر .... موعدنا فى الثامنة فى المطعم الكبير
- بالتأكيد .... إلى اللقاء
- أخبرنا السيناتور عن مدى كفائتك الحربية .... هل أنت معتاد على مثل تلك المهام
- أنا مجرد جندى إحتياط .... تم إستدعائى وأنضممت لوحدتى التى كنت أخدم فيها فى فترة تجنيدى
- أتعنى أنك لست جندى محترف ؟ كيف هذا؟
- فى مصر لا يوجد محترفون سوى الضباط .... كل شاب عليه قضاء فترة تجنيد بعد تخرجه وبعد تسريحه يظل على قوة الإحتياط لعدة سنوات
- أتعنى أنك تم إستدعاؤك فقط لأداء تلك المهمة ؟
- لا .... تم إستدعائى كأى جندى فى فترة الإحتياط والمهمة كلفت وحدتى بأدائها ووقع إختيار القائد على من ضمن مجموعة لأداء تلك المهمة .... ولم تكن المهمة الوحيدة بالطبع .... قامت الوحدة بعشرات المهام فى فترة الحرب
- لكن السيناتور أخبرنا أنك كنت القائد
- كنت قائد المجموعة التى قامت بمهمة إنقاذ السناتور بما أنى أقدمهم .... لكن قائد الوحدة كان ينتظرنا فى السفينة التى تم إخلاء السناتور إليها .... كنا نأخذ منه التعليمات ونخبره بالتطورات
- لكن السيناتور يقول أنكم لم تطلقوا رصاصة واحدة فى مهمتكم
- ولماذا نهدر رصاصتنا دون فائدة ؟.... مرت المهمة بسلام ولم نضطر لإطلاق النار
- كفائتكم كانت موضع إعجاب لكل من علم بمهمتكم .... وكم تقاضيت نظير تلك المهمة ؟
- نحن لا نتقاضى أجور يا سيدى فى الجيش ..... الضباط والمتطوعين فقط هم من يتقاضون أجورا ً شهرية..... أما المجندين وجنود الإحتياط فهم يؤدون واجبهم نحو الوطن دون أجر أو بأجر رمزى لا يتعدى جنيهات قليلة.... لسنا مرتزقة يا سيدى
- لا أتخيل أن يقوم إنسان بتعريض حياته للخطر دون مقابل .
- إنها عقيدة يا سيدى .... لا نتقاضى أجرأً نظير الخدمة فى الجيش
- لا أتخيل ايضا مدى كفاءة محترفيكم إذا كنت ومجموعتك كما تقول مجرد جنود إحتياط ومجندين غير محترفين
- إن كفائتنا لا تقارن بكفائتهم يا سيدى .... فهم يقضون كل حياتهم فى التدريب
- وما رأيك كشاب مصرى فى موقف الولايات المتحدة من الحرب ؟
- يا سيدى أنا مهندس معمارى .... لاأفقه شيئا عن السياسة ولا حتى أحبها و بالتأكيد لا أستطيع أن أكون رأيا عن موقف الولايات المتحدة .... أنا أفهم فقط فى حسابات المبانى والتصميمات ولا صلة لى بحسابات السياسة
- وهل يتم منع الشباب فى مصر من العمل بالسياسة ؟
- بالطبع لا .... هناك العديد من الشباب منخرطون فى العمل بالسياسة .... لكنى لست بأحدهم
- وما هى العمليات الأخرى التى إشتركت بها خلال الحرب
- إنها أسرار عسكرية يا سيدى محظور على التحدث فيها
- سنتقابل غدا عند الإفطار ؟
- كما تشائين .... غدا لايوجد عندى ما أفعله
- غداً سأدعوك للعشاء خارج الفندق
- أعتقد أنه من واجبى دعوتك .... لكنى لا أعرف أى مكان هنا سوى الشركة وموقع الفندق
- إذا سأختار المكان وسأدعوك على العشاء .... على الأقل أرد جزء من دينى عن تلك الأيام الرائعة التى رتبتها لى فى رحلتى لبلدك
- إختارى أنت المكان .... لكنك تعلمين ......
- أعلم .... كرجل شرقى ترفض ان تقوم إمرأة بدفع حساب العشاء
- بالضبط ..... ليلة سعيدة .... أراك صباحا فى المطعم
- أحلام سعيدة يا .... أمجد
..............................................................................................................
إلتقى أمجد فى الصباح ببريندا .... إعتاد على إحتضانها السريع وقبلتها التى تطبعها على وجهه .... بادلها إحتضانها وبمجرد جلوسهما فوجئ بأبيها يحضر ليشاركهم الإفطار
- كيف حالك يا صديقى الشاب .... أرجو ألا تكون قد مللت من جلسة الأمس
- لا يا سيدى لم أمل .... لكنى شعرت بأنى فى جلسة تحقيق
- ههههههههههه..... هكذا هم السياسيون يا صديقى .... لا يملون من إحساسهم بأنهم مطالبون دائما بمعرفة المعلومات ..... وكيف حال عملك هنا ؟
- أنهيت عملى تقريباً .... سيتم توقيع العقود يوم الإثنين وسأعود لبلدى يوم الثلاثاء
- أبتلك السرعة .... يبدو أنك لم تحب فلوريدا
- بالعكس يا سيدى .... إنها جميلة لكنى لا أريد البقاء طويلا بعيدا عن عملى فى المكتب وفى شركة المقاولات التى تملكها زوجتى وأبيها
- أحقا تمتلك زوجتك شركة للمقاولات ؟
- يملكها أبيها .... لكنها إبنته الوحيدة وهى مهندسة مثلى .... وهى المسؤلة عن إدارة العمل فيها وأساعدها فى ذلك
- وهل تلك الشركة كبيرة بما يكفى ؟
- إنها شركة ضخمة .... تتولى إنشاء عدد من المشروعات الكبرى فى مصر وفى إحدى الدول المجاورة
- وهل ستشاركون فى عملية إعادة الإعمار فى تلك الدولة التى دمرتها الحرب
- إلى الآن لم نحصل على أى عقود .... لكننا نحاول
- حقاً ؟ إذا أردت مساعدة فلتخبرنى .
- إذا ها أنا أخبرك بأنى أريد المساعدة
- أوكى .... فلنتحدث فى ذلك فيما بعد .... أقترح أن تؤجل عودتك لمصر بضعة أيام .... وأعدك بأنك ستفوز بعقد يرضيك
- إذا كان الأمر كذلك فسأرجئ عودتى لنهاية الإسبوع القادم
- ممتاز .... والآن سنتركك لنذهب لعملنا مع أولئك الحمقى الذين يتحدثون فى السياسة .... فاليوم ختام المؤتمر
- يعنى هتتأخر كمان إسبوع يا أمجد ..... لا مينفعش وحشتنى
- بصى أنا يمكن أتأخر هنا أكتر كمان لكن لو خلال الإسبوع ده عرفت أوصل لحاجة يبقى هحتاجك إنتى وأبوكى تيجوا علشان الإتفاق النهائى .... إنتى عارفة إنى مبفهمش فى الحاجات دى
- بجد ؟ يعنى ممكن أجيلك ؟
- آه وساعتها نبقى نسيب أبوكى يغرق فى موضوع الإتفاقات ده ونخطف لنا يومين لوحدنا يا بت .... وحشتنى أيام مايوركا
- والزفتة بريندا هتبقى معانا طبعاً
- هتبقى معانا تهبب إيه بس .... هى هتبقى موجودة مع أبوها وهو بيتفق مع أبوكى .... ده أبوها طلع راجل مهم أوى .... إحنا نسيبهم مع بعض يخلصوا شغلهم ونفضل إحنا مع بعض
- بأحبك يا أمجد
- وأنا بأحبك .... إجهزى إنتى وأبوكى علشان لو إتوفقت عايزك جنبى فى أسرع وقت
- وهتتنيل تتأخر ليه يا زفت .... مش كل حاجة خلصت خلاص ولا وقعت على مزة أمريكانى عايز تقضى معاها يومين
- يا ستى ولا مزة ولا هباب .... لقيت فرصة أننا ناخد تصميم ولا إتنين فى مشاريع الإعمار قلت أستنى لما أخلصهم
- يعنى عايز تفهمنى إنك قاعد كل ده من غير نسوان ؟ مش مصدقاك
- يا ستى ما انا قعدت فى الجيش كام شهر من غير نسوان .... عادى يعنى
- ده فى الجيش يا روح أمك ..... لكن فى أمريكا النسوان فى كل حتة
- ماليش فى الأمريكانى أنا .... مبحبش غير المصرى
- إضحك عليا ياض إضحك .... طب قول ومش هقول لنسوانك
- غالبا سهام وأبوها هيجولى هنا لو نجحت إنى أجيبلهم عقود .... يعنى نسوانى هتجيلى
- والغلبانة التانية يا لوح .... بقت سهام دلوقتى اللى معاك فى كل حتة وسايب منى .... إنت مبقتش بتحبها ياض ولا إيه ؟
- يا ستى صدقينى مافيش حاجة من اللى بتقولى عليها بس منى وإحنا فى مصر بأعرف أخرجها وأفسحها .... لكن سهام مبتتفسحش معايا غير برا مصر إنتى فاهمة طبعا ظروفنا شكلها إيه .... وأنا أصلا قاعد هنا زهقان ونفسى أرجع النهاردة قبل بكرة .... بس مينفعش أسيب فرصة زى دى تضيع من المكتب
- طيب يا خويا .... أياكش بس تعرف تجيب شغل كويس
- متقلقيش .... تربيتك وتعليمك .... سلام بقى علشان المكالمات هنا غالية
- ماشى يا واطى .... غالية عليا ؟ غور فى داهية وإقفل ..... خد بالك من نفسك يا حمار
- مساء الخير أمجد .... أنهيت عملى حالاً .... موعدنا فى العاشرة للعشاء
- أوكى بريندا .... وأين سنتناول العشاء ؟
- حجزت مكاناً ستحبه .... مطعم هادئ عالبحر .... وبه الموسيقى التى تحبها .
- أوكى .... وهل سأراك قبلها ؟
- لا يا صديقى .... الوقت بالكاد يكفينى كى أتجهز .... إنه عشائى الأول معك
- هناك 4 ساعات قبل العاشرة بريندا .... ماذا ستفعلين فى أربع ساعات قادمة
- سترى يا أمجد .... أراك فى العاشرة .... سنذهب بسيارتى
- كما تريدين .... سأنتظرك فى بهو الفندق
- ولم لا تمر على لتأخذنى من غرفتى مادمنا نقطن بنفس الطابق .... إنه موعدنا الأول .... سأنتظرك
فتحت بريندا الباب .... وللمرة الثانية يبهره جمالها ..... إنها جميلة وتجيد إظهار جمالها حينما تريد .... كانت ترتدى فستان قصير بالكاد يغطى مؤخرتها .... فستان ضيق بلون بنفسجى فاتح يتعلق بكتفيها بحمالتين رفيعتين بينما يظهر منه شق ثدييها المرتفعين بلونهما العاجى و قد رسمت زهرة صعيرة على أعلى ثديها الأيسر تظهر كاملة من الفستان .... أخرج أمجد من فمه صفارة إعجاب قصيرة قبل أن يناولها الزهرة التى إصطحبها لها فتتناولها وتحتضنه إحتضانها المعتاد فيلف ذراعيه حولها وهى تطبع على وجهه قبلتها التى أصبحت عادية .... إستمهلته لدقيقة لتعود وقد وضعت على كتفيها بلوزة رقيقة بيضاء اللون تركت أزرارها مفتوحة قبل أن يهبطا لبهو الفندق ومنه إلى الجراج حيث أشارت له على سيارة رياضية مكشوفة وتخبره أنها سيارتها .... فتح أمجد لها باب السائق لتقود هى السيارة .... فهو لا يعرف طرق ميامى ولا يحمل رخصة قيادة تتيح له القيادة بأمريكا .... جلست بريندا أمام عجلة القيادة بينما دار هو حول مقدمة السيارة ليجلس على الكرسى المجاور .... نظرت له مبتسمة
- أخبرتنى سهام أنك لا تحب أن تستقل سيارة تقودها أمرأة
- هذا صحيح .... لكنى أيضا لا أحب أن أقود سيارة فى طرق لا أعرفها إذا كنت لا احمل رخصة القيادة المناسبة
- أتمنى أن يتغير هذا قريبا
صب الجرسون قليلا من النبيذ فى كأس أمجد الذى حركه قليلا قبل أن يتذوقه ويشير للجرسون بعلامة الموافقة فيملأ كأس بريندا أولا ثم كأسه وينصرف لإحضار الطعام الذى طلباه .... قطعتى ستيك متوسطة النضج وبعض المقبلات .... نظرت بريندا لأمجد وهى تبتسم
- بعد قليل سوف تعزف الموسيقى بعض مقطوعات التانجو التى تحبها
- إذا فسوف أراقصك الليلة حتى يغلق المطعم أبوابه
- أخشى أنى أخاف أن أراقصك بعد أن رأيت رقصك مع سهام .... لا أعتقد أنى قد أصل لمثل براعتها فى التانجو
- لكنى أعتقد العكس .... فقط إستجيبى للمسات يدى على جسدك وستجدين نفسك ترقصين بنفس براعتها .... إجعلى كل حواسك مرتبطة بلمساتى وسوف ترين أنك سترقصين بكل براعة
- أحقا يمكن هذا ؟
- بالتأكيد .... فقط إفعلى ما أقوله لك وسوف ترين .... إجعلى كل حواسك مرتبطة بلمساتى لجسدك
إنتهت الرقصة وقد إحتضن أمجد بريندا بحيث يتلامس كامل جسديهما ثم إصطحبها عائدين للمائدة التى تم وضع الطعام عليها وقد أنهكتها الرقصة تماما
- أرأيت كم كنت بارعة فى الرقص
- أحقا كنت بارعة ؟.... إننى لم أكن أشعر بنفسى
- ألا ترين نظرات الإعجاب التى تحيطك
- بالفعل لم أكد أتعرف على نفسى .... إنك بارع فى قيادة من تراقصها
تتابعت الرقصات وبين وقت وآخر كان أمجد وبريندا يعودان لمائدتهما يتناولا بعض النبيذ .... حرص أمجد ألا يتجاوزا الحد فى الشراب .... فهو يحتاج لكامل تركيزه ويريد أن تكون بريندا واعية لما سيحدث .... فالليلة مفصلية فى مهمته .... هكذا تدرب وهكذا ظل محافظا على تركيزه .
لم يغادرا المكان إلا وهو يوشك على إغلاق أبوابه.... تجاوزت الساعة الثانية بعد إنتصاف الليل وأمجد يحيط خضر بريندا بذراعه وهى تحمل على كتفها بلوزتها بإهمال .... فتح لها باب السيارة وقبل أن تجلس طوقت عنقه بيديها وطبعت على شفتيه قبلة .... قبلة سريعة لكنها تحمل الكثير من المشاعر .... جلس بجوارها فى السيارة قبل أن تتحرك
- ليلة جميلة أمجد .... أشكرك بشدة .... مضى وقت طويل منذ أن إستمتعت بوقتى هكذا
- أنا الذى يجب على أن أشكرك .... لقد إستمتعت بوقتى وبرقصك معى
- أنت راقص بارع أمجد .... أحسد زوجتك على رقصك وعلى مشاعرك
- هل سنعود للفندق الآن ؟ بقيت ساعتان على شروق الشمس
- كنت أتمنى أن أرى شروق الشمس معك بوسايدون .... حينما أكون سعيدة أحب أن أرى الشمس تشرق من قلب مملكتك ؟
- ماذا ؟ بوسايدون ؟ هل سكرت بريندا ؟ إذا كنت لا تستطيعين القيادة دعينى أقود السيارة وأرشدينى للطريق
- لالا .... لست سكرانة ... كلمة أفلتت منى دون قصد .... هل ستصاحبنى لتشاهد معى شروق الشمس من مملكة بوسايدون ؟
- أنا أيضا أحب مشاهدة الشمس تشرق من قلب البحر .... أتعرفين مكانا نشاهد منه الشروق سويا
- أعرف افضل مكان فى فلوريدا كلها .... ربما ستعرف وقتها ما أريد أن أخبرك به
- إذا هيا بنا .... ربما أدرك معنى ما تقولين
جلسا متجاورين على الأرض دون أن ينطق أحدهما بكلمة واحدة ووضعت بريندا راسها على كتف أمجد فأحاطها بذراعه اليسرى وضم جسدها لجسده بقوة ولم تقاومه بل إستكانت للمساته وظلت تتنفس بعمق حتى بدأ لون السماء فى التغير وبدأت السماء تصتبغ بلون أحمر إيذانا بقرب شروق الشمس .... حينها خلعت بريندا حذاءها ووقفت على قدميها ووقف أمجد خلفها يراقبان قرص الشمس الذى بدأ طرفه فى الظهور خلف مياه المحيط فدفعت جسدها للخلف ليلتصق كامل جسدها من الخلف بكامل جسد أمجد من الأمام فيمد ذراعيه حول جسدها ويضمها بشدة ويحرك أصابعه برقة حول رقبتها ومبدأ صدرها فتزيد إلصاق جسدها بجسده فيحرك أصابع يده على بطنها بينما أصابع يده الأخرى تداعب فخذيها الذى أنحسر عنهما فستانها القصير فتلقى برأسها على كتفه فيضع فمه بجوار أذنها ويخرج من فمه زفير حار .... أرادت بريندا أن تستدير بجسدها لتواجه أمجد لكنه منعها من التحرك وأحكم ذراعيه عليها فحاولت المقاومة قليلا قبل أن تستسلم ليديه ولأنفاسه التى تلفح رقبتها بحرارة ويشعر ببللها يصيب أطراف أصابعه التى تتحرك بنعومة على كيلوتها من الأمام فيديرها بقوة ويلتقم شفتيها بقبلة حارة ويرفع جسدها عن الأرض ليضع كسها أمام زبره المنتصب أسفل بنطاله ويضغط جسدها بقوة فترتفع أنفاسها حارة فى فمه فيدس يده بين فلقتها يحركها برقة على مكان فتحة شرجها فيتشنج جسدها قليلا قبل أن يبدأ فى الإنتفاض فلا يتركها ويزيد من إحكام ذراعيه عليها حتى تنتهى فورتها ويستسلم جسدها ويرتخى فيحتفظ بها بين ذراعيه حتى تتمالك نفسها وتستطيع الوقوف على قدميها قبل أن يتركها لتظهر على وجهها إبتسامة مستمتعة
- بالفعل لقد صَدَقَت نبؤة العرافات
- عن أى عرافات تتحدثين بريندا ؟ إنك منذ خرجنا من المطعم وأن تتفوهين بكلمات غريبة
- لا تشغل بالك .... هيا بنا لنعود للفندق .... وهناك سوف أشرح لك كل شئ
And I love you so
The people ask me how
How I’ve lived till now
I tell them I don’t know
طوال الطريق لم يتحادثا .... لكنه لم يرفع عينيه عنها وكانت بين وقت وآخر تستدير بوجهها إليه فيشير لها بوجهه كى تلتفت للطريق .
ووصلا أخيرا لجراج الفندق فألتقطت حذائها من الخلف وأستدارت عندما فتح لها باب السيارة لتضع الحذاء فى قدميها وألتقط البلوزة التى كانت ملقاة بإهمال على المقعد الخلفى ووضعها حول كتفيها و أختطف قبلة سريعة من شفتيها قبل أن يسير وتسير بجواره وقد تشابكت إيديهما نحو المصعد المؤدى لبهو الفندق حيث أخذا مفتاحى غرفتيهما ومنه للمصعد المؤدى للغرف .
خرجا من المصعد وقد إلتصق جسداهما وأمجد يحكم ذراعه حول كتفيها وعند مفترق الطرق بين غرفته وغرفتها وقفا وترددا قليلا قبل أن يقودها أمجد فى إتجاه غرفته .... فتح الباب وزاد من ضغط ذراعه على كتفيها وبمجرد دخولهما وإغلاق الباب خلفهما تعلقت برقبته بينما هو يضئ الضوء فالغرفة تغرق فى ظلام دامس بفعل الستائر الثقيلة المسدلة على الحاجز الزجاجى الذى يفصل بين الحجرة وتراسها المطل على البحر ....أحاط خصرها بذراعيه وغابا فى قبلة عميقة إلتهم فيها شفتيها والتهمت شفتيه وقد إشتعلت نيران الشبق بينهما فأسقطت عن كتفيها البلوزة وخلعت عنه الجاكيت الذى يرتديه وهو يفتح سوستة فستانها من الخلف ونزعت عنه قميصه وأسقط فستانها ووضع كفيه على كتفيها ونظر فى عينيها ولم تستطع أن تطيل النظر لعينيه .... إحتضنها بصدره العارى وغابا فى قبلة أخرى وتسللت يده ليفتح قفل سوتيانها الذى يرفع صدرها وأبعد صدره قليلا ليسقط السوتيان أرضا فلا حمالات تشبكه بكتفيها .
أعاد إحتضانها بقوة وأحتكت حلماتها التى إنتصبت بصدره ومدت يديها تفك حزام البنطال وتفتحه ليسقط أرضا فيخلص قدميه منه ويعيد جسديهما الإلتحام وكل منهما لا يستره إلا ورقة التوت ....مد أمجد يديه يعتصر فلقاتها ويحرك أصابعه بينهما أسفل هذا الكيلوت الصغير الذى يختفى خيطه الرفيع بين تلك الفلقتين الجميلتى التكوين .... ليستا بالكبيرتين لكنهما مثاليتين فى إستدارتهما ..... رفعها أمجد من الأرض وأنزل الكيلوت الصغير حتى منتصف فخذيها فمدت يديها وأنحنت قليلا لتخلصه من ساقيها وقدميها وأوقفها أمجد وأبعدها على طول ذراعيه الممسكتان بكتفيها يعاين هذا الجسد الرائع ذو البشرة العاجية قبل أن يعيد تركيز نظراته فى عينيها
- أرجوك أمجد .... قلت لك من قبل أن نظراتك تربكنى
- ولماذا تربكك .... أريد أن تمتلئ عيناى بتلك اللوحة البديعة
- أشعر أن نظراتك تقرأ ما فى داخلى
- وما هو الذى بداخلك ولا تريدين أن تقرأه نظراتى ؟
- أنت تعرف .... تعرف منذ فارقتنى فى ذلك المطار البعيد فى وسط الصحراء
- أريدك أن تقوليها بريندا .
- أننى أحبك يا أمجد .... هل هذا ما تريد سماعه ؟؟ ها أنا ذا أقولها .... إننى أحبك منذ ان غامرت بنفسك لتنقذنى وأعلم أنك تحبنى كما أحبك
- كم أحبك يا بوسايدون
مرت أكثر من ساعة قبل أن يقوم أمجد من مكانه ليزيح الستائر الثقيلة ويقف عارياً يتأمل المحيط العريض الممتد أمامه وظهره للفراش وبعد وقت قليل شعر بخطوات تتحرك خلفه قبل أن يشعر بذراعى بريندا تحيطان بجسده
- لم أكن أتخيل بأنى قد أحظى بتلك المتعة يوماً ما بين ذراعيك
- أخبرينى لماذا تركت حبيبك السابق .... كيف لرجل أن يتخلى عن أنثى مثلك
- لم يكن يستحقنى
- هل آذاك ؟
- بل فعل ما هو أفظع من الأذى .... لقد خاننى
- هل خانك مع امرأة تعرفينها ؟
- لو كان فعل لما تركته .... كنت ساقاتل من أجل هزيمتها
- إذا كيف خانك ؟
- خاننى مع رجل مثله
- كيف حدث هذا ؟ وكيف إكتشفت أنه على علاقة برجل .... هل كنت تغارين عليه من أصدقائه
- لا يا أمجد .... لقد كان يقيم علاقة جنسية مع رجل .... وفى فراشى وفى الشقة التى كنت أدفع نصف قيمة إيجارها
- أحكى لى ما حدث
- قبل إنفصالنا بأشهر كان يتعمد إرسالى فى مهام بعيدة .... أحيانا كانت مهام تافهة يمكننى إنهائها بالتليفون .... شككت أنه على علاقة بإمرأة أخرى خاصة وأنى كنت ألاحظ بعض الأثار الغريبة على الفراش حين أعود.... وفى إحدى المرات لم أذهب للمهمة التى أرسلنى لإنجازها وظللت فى سيارتى أترقب باب المبنى الذى نقيم به .... كنت أترقب دخول أى أمرأة غريبة .... ولما طال الوقت قررت الصعود للشقة فأنا لم أشاهده يغادر وظننت أن عشيقته قد دخلت دون أن أراها .... أو لعلها تكون إحدى القاطنات بالمبنى .... تسللت للداخل وأتجهت لغرفة النوم لأصطدم بذلك المنظر البشع .... تجمدت ساقى وأنا ارى حبيبى يمارس الجنس مع أحد الرجال الذين تربطه بهم علاقة عمل .... كانا يتبادلان الأدوار ولم يلحظا حتى وجودى .... لم أدر ما افعل وقتها إلا أنى تسللت للخارج مرة أخرى وعدت لسيارتى ..... لم أستطع البكاء .... إنتابتنى حالة من الصدمة .... ظللت فى مكانى لساعات قبل أن أستجمع قواى وأعود للشقة لأجده جالسا فى البهو يحتسى الويسكى وكأن شيئا لم يكن
- وماذا فعلت عندها ؟
- واجهته بما رأيته .... حاول تكذيبى أولا إلا أنه سرعان ما أخبرنى بأنه حر ليفعل ما يشاء
- وهل واتته الجرأة لمواجهتك بمثل هذا القول
- واتته الجرأة ورفع صوته يهددنى بالإنفصال .... بل وصفعنى على وجهى عندما هددته بالفضيحة
- وكيف تصرفت حينها
- خيرته بينى وبين صديقه .... فأجاب بمنتهى الهدوء أنه يفضل علاقته بصديقه على أى علاقة أخرى
- أتعرفين هذا الرجل معرفة شخصية بريندا ؟
- إنه شخصية مرموقة ..... أحد شبان السياسة الصاعدين بسرعة فى أروقة الحزب .... قد تكون سمعت إسمه من قبل .... إنه السيناتور *********** عضو الكونجرس الشاب
- لقد عانيت ألم كبير بريندا ..... وكيف تصرفت بعد ذلك
- لا شئ .... إتفقت معه على أن أترك العمل لديه وأن آخذ مكافأة نهاية خدمة كبيرة على أن أوقع على وثيقة أقر فيها بعدم الإفصاح عن أى معلومات تخصه أو تخص العمل لأى جهة أو شخص .... إنها وثيقة قانونية يوقع عليها عادة الموظفون الذين يمتلكون مفاتيح العمل فى أى جهة فى أمريكا .... فضلت مكافأة نهاية الخدمة .... فإنها على أية حال أفضل .... فلم يكن ليصدقنى أى شخص لو تحدثت
- ألم تخبرى أباك حتى بتلك المأساة ؟
- لا ..... أنت الشخص الوحيد فى العالم الذى تحدثت إليه .... وعلى كل حال فإن ما حدث أعتبره تسبب فى أفضل ما حدث لى على وجه الأرض .... فما حدث تسبب فى لقائى بك يا حبيبى بوسايدون
- إنى أشعر بالجوع ..... هل أنت مثلى ؟ سأطلب الإفطار هنا فى الغرفة .... فلنتناول الإفطار هنا سويا
- إننى أتضور جوعا يا حبيبى بعدما فعلته بى هذا الصباح ..... كل عضلات جسمى تؤلمنى وكأننى كنت فى معركة .
- إذا فلتأخذى حمامك لحين يحضر الإفطار .... سيزيل عنك الماء الدافئ هذا الشعور بالم العضلات .... هل تفضلين عصير طازج مع الإفطار أم مشروب ساخن .... أنا عادة اشرب الشاى مع الإفطار .... ستشربين مثلى
- سأشرب ما تريدنى أن أشرب .... فلا أستطيع مخالفتك فى أى شئ
- أكنت تخشى أن يرانى العامل فى غرفتك ؟ إنهم هنا لا يهتمون بمثل تلك الأمور .... الأمر هنا مختلف عن الشرق
- أعرف .... لكنى كرجل شرقى أرفض أن يراك غيرى شبه عارية بريندا
- أتغار على حبيبى ؟ أنا سعيدة بغيرتك الشرقية
- وأنت؟ أخشى أن تغارى من زوجتى وتتسبى بمشكلة ..... فهى سوف تأتى لأمريكا مع أبيها لو نجح أبوك فى مساعدتنا فى الحصول على بعض عقود الإعمار
- لا يحق لى الغيرة من سهام فهى زوجتك وحبك الأول
- وصديقتك أيضاً
- لا .... سهام لا تعتبرنى صديقة .... هى فقط تعتبرنى صديقة لك وتجاملنى على هذا الأساس .... شعرت بهذا فى زيارتى لمصر عندما لاحظت تحفظها الشديد كلما تطرق الحديث ناحيتك .... هى تحبك وتغار عليك من كل النساء وهذا حقها .... لو كانت تعتبرنى صديقتها لما شعرت بالخوف منى عليك .... لكن أنا لا أغار منها
- ولماذا لا تغارين منها ؟ وهل ستغارين علىّ من الأخريات
- بوسايدون كان له زوجة واحدة .... إمفتريت ..... وكانت له عشرات العشيقات يحببنه ولا يجرؤن على إظهار غيرتهم عليه .... فقط زوجته هى التى كانت تغار عليه منهن
- ما قصتك مع بوسايدون .... وماهى علاقتى به بريندا
- إنى عاشقة للأساطير الإغريقية .... وأنت بوسايدون أو تجسدت روحه فى جسدك فى هذه الحياة .... لقد أخبرتنى العرافات
- هههههههههههه ..... أنا بوسايدون ؟ وبماذا أخبرتك العرافات ؟ وأين قابلت تلك العرافات التى أخبرنك بأن أمجد هو بوسايدون ؟
- العرافات يتكلمن بالرموز يا عزيزى .... رموز لا يفهمها إلا من يستطيع تجميع قطع اللغز
- وأين قابلت العرافات .... أين يقمن تلك العرافات ؟
- إنهم لا يقمن فى مكان واحد يا حبيبى .... لقد قابلت ثلاث عرافات فى ثلاثة أماكن مختلفة بعيدة عن بعضها وكلهن أخبرننى بأشياء تثبت لى أنك حب العمر وأن روح بوسايدون تجسدت فى جسدك فأنت بالنسبة لى بوسايدون
- إذاً أخبرينى بما أخبرتك به تلك العرافات .... لقد شوقتنى لمعرفة القصة
- العرافة الأولى قابلتها عندكم فى مصر .... عند سفح الأهرامات .... جذبنى تجمع بعض السائحين حولها فطلبت من المرشد المرافق أن أتكلم إليها
- وهل تتحدث العرافة تحت سطح الأهرامات الإنجليزية ؟
- إنها تتكلم الإنجليزية والفرنسية والألمانية .... قد تكون تتكلمها بلكنة غريبة لكنها مفهومة
- وماذا حدث معها ؟
- طلبت منى أن اهمس لإحدى الأصداف بما يجول فى خاطرى .... همست للصدفة بسؤال إذا كنت سأقابل الحب الحقيقى أم لا وأين ساقابله .... أخذت منى الصدفة وخلطتها ببعض أصداف أخرى ووضعتها على بعض الرمال التى تحملها فى قطعة قماش كبيرة ..... أتعلم .... لقد أخبرتنى أولا عن أشياء مرت بى فى حياتى لا يعلمها إلا القليلون .... أخبرتنى أنى أتعافى من قصة حب فاشلة .... أخبرتنى بأنى بالفعل قابلت حب حياتى لكنى لم أدرك ذلك بعد.... أخبرتنى أن حب حياتى هو فارس أنقذنى من بين اصابع الموت وأنه غامر بحياته كى ينقذنى ..... سألتها وهل هذا الشخص يحبنى فأجابتنى أنه يحبنى لكنه مثلى لا يدرى .... أخبرتنى أن حبيبى دائما ما سيقابلنى عند البحر .... عندها فقط أدركت أن ما شعرت به نحوك أثناء عملية إنقاذى هو حب ولا شئ آخر
- وأين قابلت العرافة الثانية ..... لا تقولى أنك قابلتها عند الهرم الثانى
- لا لا لا .... لقد قابلتها على بعد مئات الأميال .... عند معبد الدير البحرى بالأقصر .... معبد الملكة حتشبسوت بالبر الغربى .... أخبرتنى بأشياء أخرى عن حياتى لم تذكرها العرافة الأولى .... أخبرتنى أن حبى الحقيقى لفارس أسطورى خرج من أعماق الماء لينقذنى برمحه من بين أيادى الشر .... أخبرتنى أن حبيبى هو روح فارس عابرة للعصور لكنه لا يدرى حقيقة ذاته .... أخبرتنى أن سعادتى متعلقة بهذا الفارس وأنه يحبنى لكنه لم يدرك ذلك بعد .... طالبتنى بالتمسك بحب هذا الفارس وأن أنتظره دائما عند البحر .
- بريندا !!! إنه كلام يحفظنه تلك الغجريات ويرددنه لكل من يقابلهن
- لا أمجد ليس كلام مرسل .... ما أخبرننى به عن حياتى ليس كلام مرسل .... كيف سيعرفن بحادث حدث لى على بعد آلاف الأميال .... كيف عرفن أنى كنت فى محنة تقربنى من الموت .... كيف عرفن أننى أصبت فى حادث سير وأنا فى المدرسة الثانوية .... إنهن صادقات وقد أكدت لى العرافة الثالثة صدقهن
- وأين قابلت العرافة الثالثة ؟
- قابلت العرافة الثالثة فى أثينا
- وهل ذهبت لأثينا لمقابلة عرافة بريندا ؟ إنك حقا مجنونة بالأساطير
- لم أذهب بإرادتى .... بل شئ غامض دفعنى للذهاب
- كيف حدث هذا ؟
- بعد مغادرتى للقاهرة كانت الطائرة فى طريقها لنيويورك عن طريق أثينا .... كان فى المقعد المجاور لى سيدة يونانية ولقطع الوقت تجاذبنا أطراف الحديث .... أخبرتها عن مدى براعة العرافات المصريات فأجابتنى أن العرافات اليونانيات هن أكثرعرافات العالم براعة .... أخبرتنى عن عرافة موجودة بسفح الأكروبوليس الذى يقع فوقه معبد البارثينون .... أتعلم أن الأكروبوليس كان مقر إجتماع الآلهة كلها قبل خلق الإنسان ؟
- أعلم تلك المعلومة .... لكن كيف ذهبت للأكروبوليس ومعبد البارثينون ؟ هل تركت الطائرة لتذهبى للأكروبوليس
- هذا ما أقوله لك بأن شئ غامض دفعنى للذهاب ..... عندما هبطت الطائرة بمطار أثينا وبعد أن غادرها الركاب الذين تنتهى رحلتهم هناك أعلن قائد الطائرة أن هناك عطل أصاب الطائرة وأننا سنضطر لقضاء يوم كامل فى أثينا لحين إصلاح العطل أو حضور طائرة أخرى تقلنا .... علمت أنها إشارة من القدر كى أقابل تلك العرافة التى أخبرتنى عنها السيدة اليونانية كى أتأكد من صدق إحساسى ..... وبمجرد وصولى للفندق الذى ساقضى فيه ليلتى طلبت منهم ترتيب زيارة سريعة للبارثينون ..... وهناك عند سفح الأكروبوليس بحثت عنها حتى وجدتها
- العرافة ؟ وهل وجدتها بكل سهولة ؟
- لا .... سألت العديد من حراس المعبد والعاملين حتى وصلت لمكانها .... وهناك أكدت لى كل ظنونى .
- وهل أيضا تحدثت إلى الأصداف وأخبرتها الحقيقة ؟
- لا .... لقد قرأت المكتوب فى كف يدى .... أخبرتنى أنى قابلت حبى عند البحر .... وأخبرتنى أن حبى هو بوسايدون الذى خرج من مملكته ليقابلنى .... أخبرتنى أنه إصطحب الترايدنت رمحه الثلاثى وأنقذنى من قبضة هيديس ملك العالم السفلى .... أخبرتنى أن لقائى به دائما سيكون عند البحر .... وانه سيقبلنى عند البحر .... وأنه سيضاجعنى لأول مرة فوق البحر .... أخبرتنى أن سعادتى مرتبطة به وأنه دوما سيحمينى
- وما علاقتى أنا بكل هذا بريندا
- أنظر ماذا ترى أمامك ؟ إنك لا ترى إلا البحر ..... أين تقابلنا لأول مرة ؟ على شاطئ مايوركا ببار البحر ..... كيف أتيت لتنقذنى من محنتى ؟ أتيت من البحر ..... كيف أخرجتنى من تلك المدينة ؟ عن طريق البحر..... أتذكر كيف كان البحر هادئا عندما كان القارب يشق الماء فى طريقنا للسفينة الحربية ؟ لم تقابلنا موجة واحدة تعيق طريق القارب ... أتذكر كيف تجمد جنود البحرية عندما أصطدمتم بقائدهم ؟ أتذكر كيف حضر ابى من مكانه ليفك الإشتباك بينكم وبين الجنرال ؟ كل هذا تأثير بوسايدون على البحر وكل من فيه وما فيه .... قل لى أيضا أين تقابلنا لأول مرة فى هذا الفندق؟ فى مطعم يمتد فى البحر..... أين كانت قبلتنا الأولى ؟ اليوم فجرا أمام البحر .... وهاهو الفراش الذى ضاجعتنى عليه لأول مرة وكأنه يسبح فوق البحر .... كل هذا ذكرته لى العرافة بالرموز .... هل عرفت لماذا أقول أن العرافات صدقن ؟
- إذا أين رمحى الثلاثى ؟ لقد كنت أحمل بندقية قناص وليس رمحاً
- أنظر .... هذا رمح الترايدنت الثلاثى .... وتلك البندقية التى كنت تحملها بحاملها ذو الشعبتين ..... عندما كنت لا تستعمل الحامل كنت ترفع شعبتى الحامل فيستقرا على جانبى فوهة بندقيتك .... أليس كذلك ؟ الحامل مع الفوهة كانوا بنفس شكل رمح الترايدنت .... هل صدقتنى الآن ؟ لقد كنت أخرج كل يوم لشواطئ نيويورك أبحث عنك .... كنت على يقين بأنى سألقاك على شاطئ البحر
- هل تقول شيئا يا حبى ؟
- لا لا .... كنت أقول أنك صادقة .... وهل سيوافق أبيك على علاقتنا تلك ؟ أعتقد أنه سيرفض إرتباطك بعلاقة مع عربى متزوج مثلى
- أولا أبى ليس له شأن بعلاقاتى فأنا بالغة راشدة.... ثانياً أبى يرى فيك مستقبل مبهر ويحبك ويقدر لك إنقاذه ولن يمانع ... فهو يشعر بأنى أحبك منذ كنا فى الخليج والمح لى أكثر من مرة بأنه لن يمانع إذا قامت علاقة بينى وبينك .... أبى رغم كل شئ لا يهمه إلا سعادتى .... وسعادتى لن تكون إلا معك
- أعتقد أن أبيك يفتقدك الآن .... هل عليك الإتصال به لطمأنته؟
- أبى الآن يلعب الجولف مع بعض السياسيين الحمقى .... سأتصل به بعد الظهر
- إذا دعينى أدعوه لتناول العشاء اليوم
- هل يمكننى أن أرجوك أن نقضى باقى اليوم وغدا سويا فى تلك الغرفة ولا نغادرها ؟ أريد أن أقضى معك أطول وقت ممكن دون وجود أى شخص معنا .... ونقابل أبى يوم الإثنين فى مطعم الإفطار قبل ذهابك لتوقيع عقودك وتدعوه بنفسك
- ألتلك الدرجة تحبيننى بريندا ؟
- لا تعرف كم أحبك حقا ..... هل أخبرك بسر من المفترض ألا تعرفه؟
- أخبرينى ولن أخبر احداً
- بالتأكيد لن تخبر أحداً لإنه سر خاص جدا وخاص بك .... لقد أزلت شعر جسمى كاملا أمس لأول مرة فى حياتى من أجلك أنت .... كنت أسخر من صديقاتى ذوات الأصول العربية عندما يفعلن ذلك من أجل رجالهن .... لكنى فعلتها من أجلك
..............................................................................................................
فى صباح يوم الإثنين كان أمجد وبريندا يشقان طريقهما وسط الموائد فى المطعم الممتد وسط البحر ليجا أبيها قد سبقهما .... جلسوا جميعا حول مائدة الإفطار ونظر الرجل لوجه إبنته الذى تقفز منه ملامح السعادة والرضا قبل ان يتوجه بحديثه لأمجد
- لقد حصلت على وعد من صاحب أكبر شركة مشاركة فى عقود الإعمار بإعطاء شركة زوجتك وأبوها بعض العقود الكبرى .... كنت أود أن أقابلك به لكنه غادر أمس لنيويورك .... كذلك حصلت على تأكيد من نفس الشركة بإسناد بعض التصميمات لمكتبك الخاص بعيدا عن شركة صهرك .... الرجل فقط ينتظر وصول صهرك لإتمام الإتفاق .... بالطبع سأكون حاضراً .... عليك التجهز بالأوراق اللازمة فى منتصف الإسبوع القادم
- حقا يا سيدى ؟ لا اعرف كيف اشكرك .... من الممكن أن يحضر صهرى وزوجتى فى بداية الإسبوع القادم لمقابلتك ومقابلة الرجل فلديهم تأشيرات مفتوحة لدخول الولايات المتحدة.... ولكن بالنسبة لعقود التصميم فيجب علىّ إحضار شركائى فى المكتب .... فلو أن لى حق التوقيع لكنهم هم من يقدرون الأتعاب
- لا مشكلة فى ذلك .... دعهم يأتون بصحبة صهرك وننهى كل الإتفاقات فى نفس الوقت
- إذا سأطلب منك خدمة أخرى .... إجراءات تأشيرات الدخول للولايات المتحدة تستغرق وقتا طويلا من سفارتكم فى القاهرة .... فهل تساعدنى فى سرعة إنهائها
- تباً لهؤلاء الموظفين الحمقى .... هذا رقم فاكس مكتبى بواشنطن فليرسل عليه شركائك صور جوازات سفرهم وسوف أنهى إجراءات تأشيرة الدخول من هنا خلال 24 ساعة وليس عليهم بعدها إلا الحصول على الختم من السفارة .... أرجوك بريندا إتصلى بمكتبى فى واشنطن وتابعى هذا الأمر بنفسك وبأقصى سرعة
- كما تريد يا أبى .... هل لى أن أطلب منك طلباً بما أن أمجد هنا فى أمريكا .... فلنحصل منه على خدمة بسيطة بصفته مصمم معروف
- ماذا تريدين من أمجد ؟ يكفيه عملا ما قام به فى الإسبوع الماضى وما سيقوم به فى الإسبوع القادم فليحصل هذا الإسبوع على راحة
- أريد أن يساعدنا فى وضع تصميم لتجديد كوخ عطلاتنا فى بيمنى .... أعتقد أنه يحتاج لبعض اللمسات
- أنا موافق إذا وافق أمجد .... أعتقد أنه سيحب المكان هناك .... ما رأيك يا عزيزى ؟
- بالطبع موافق ولو أنى لا أعلم أين بيمنى ولا أعلم ما شكل الكوخ
- بيمنى إحى جزر الباهاماس ....أعتقد أن بريندا ترغب فى أن تريك الكوخ بنفسها .... ويمكنكم قضاء يومين هناك للإستمتاع بجو جزيرة بيمنى الرائع
- يسعدنى ذلك سيناتور .... سانهى عملى اليوم وأكون متفرغا لتلك الرحلة التى تبدو رائعة
- هل لك أن تحضرى نظارتى للقراءة من غرفتى بريندا ؟ لقد نسيتها وأريد أن اراجع معك بعض الأوراق بعد أن يغادر أمجد .... هاهو مفتاح الغرفة .... ولا تنسى حقيبة الأوراق .... ستجدينها فى أسفل دولاب الملابس
- أعرف مكانها يا أبى .... لن أتأخر .... لا تغادر قبل عودتى أمجد .... سأتصل بالمكتب ليكونوا فى إنتظار صور جوازات اسفر
- مر وقت طويل منذ رايت أبنتى بمثل تلك السعادة .... رغم كل مشاغل الحياة حولى لا أهتم بغير سعادتها .... أعرف أنك سر تلك النظرة السعيدة الهانئة فى عينى إبنتى .... لا تظن أنى غافل عن مكوثها بغرفتك طوال اليومين الماضيين .... إنى أعطيك موافقتى على إستمرار علاقتك بها لكن بشرط واحد
- وما هو هذا الشرط سيدى ؟ أنت تعلم مسبقاً أنى متزوج
- أعلم ذلك ولن أطلب منك زواجها .... فهى لا تخطط للزواج بل تعتبره إجراء روتينى ممل يقضى على الحب ..... إنها فقط تبحث عن الحب
- إذا ما هو شرطك ؟
- شرطى أن تبقيها سعيدة كما هى الآن .... لو حافظت على تلك السعادة التى تقفز من وجهها الآن أعدك بأنى سأفتح أمامك ابواب من المستحيل عليك أن تفتحها .... أبواب ثروة ونفوذ لا يمكنك تخيلها
- يا سيدى إننى لست بباحث عن ثروة أو نفوذ .... فثروتى أصنعها بنفسى وبعلمى وبموهبتى .... أما عن النفوذ فأنى أجده شئ مرهق تتبعه مسؤليات ولا أتوق إليه
- إذا فلتسعد أبنتى الحبيبة وتعوضها عن فشل تجربتها الأخيرة وستجدنى دائماً أساعدك فى أى أمر.... إنها تحبك حقاً
- وأنا أيضا أحبها .... بريندا فتاة رائعة يتمنى أى رجل أن يسعدها
- تحبها رغم أنك متزوج ومعلوماتى تقول أنك تحب زوجتك حباً عظيماً
- وما المانع أن أحبها وأحب زوجتى ؟ لا أعلم هل مررت سيدى بمثل ذلك الإحساس الذى أمر به الآن أم لا .... أحب بريندا وأحب زوجتى .... و حبى لبريندا لم ينقص من حبى لزوجتى ولو بأقل القليل
- هههههههههههه ...... مرررت بهذا الإحساس كثيرا يا عزيزى فلست قديساً .... إستعد إذا لتسافر مع حبيبتك غدا لجزيرة بيمينى .... يمكنكم قضاء باقى الإسبوع معا قبل وصول زوجتك وأبوها من مصر
- أستأذنك الآن لدقائق قليلة كى أتصل بالمكتب ليرسلوا صور جوازات سفرهم .... سأعود لأودع بريندا قبل ذهابى لإنهاء أعمالى
- صباح الخير يا حبيبتى .... وحشتينى
- قصدك مساء الخير .... إنت كمان وحشتنى .... خلصت شغلك ولا إيه ؟
- عندنا هنا لسة الساعة 8 الصبح .... لسة هأروح أخلص شغلى .... أنا بأتصل بيكى علشان أقولك إن خلاص موضوع عقود إعادة الإعمار فى إنتظارك إنتى وأبوكى علشان يتم .... يوم الإتنين الجاى عايزكوا تكونوا فى نيويورك .... هأستناكوا هناك .... المقابلة هتكون يوم الأربع أو الخميس .... جيبوا معاكوا الأوراق اللازمة .... الموقف المالى وسابقة الأعمال والحاجات دى .... أكيد أبوكى عارف إيه هو الورق المطلوب .... المفروض إن الدكتور إبراهيم وإلهام يجوا هما كمان علشان فى مشاريع تصميم وأن ماليش فى موضوع تقدير الأتعاب .... هأخلى إلهام تتصل بيكى علشان تيجوا سوا .
- يعنى هنجيى فى شغل ومش هنعرف نتفسح يا أمجد ؟ نفسى أخرج معاك
- شغل مين يا بت .... هما يشتغلوا وإحنا نتفسح .... ماليش أنا فى مواضيع الإتفاقات بتاعت الفلوس دى .... هنقضى يومين عسل
- أنا هأجهز نفسى من دلوقتى ... باحبك
- وانا باموت فيكى يا مجنونة
- صباح الخير يا هوما يا قمر إنتى
- مساء الخير يا زفت ... إحنا الساعة عندنا 3 العصر ... عامل إيه ياض .... جاى إمتى
- إنتى والريس اللى هتجولى .... فيه شغل هنا مش هأعرف أتفق عليه
- أنا والريس إيه يا مجنون إنت ... يعنى نسيب المكتب أنا وانت والريس فى وقت واحد
- بأقولك إيه .... المكتب مش هيحصل فيه حاجة .... خلى المدير المالى يمسك المكتب وحد من المهندسين القدام يمشى الشغل .... الشغل بملايين كتير وأنا ماليش فى مواضيع الفلوس دى إنتى عارفة
- وهتتعلم إمتى يا بهيم .... مانت لازم تتعلم علشان فى الآخر إنت شريك فى المكتب زيى وزى الريس
- نبقى نتكلم بعدين فى موضوع التعليم ده .... وبعدين إنتى والريس من ساعة المكتب ما فتح مأخدتوش أجازة .... تعالوا هنا إتفسحوا يومين .... سهام وأبوها جايين يوم الإتنين .... إحجزوا معاهم وتعالوا سوا على نفس الطيارة
- إنت هتفضل حمار طول عمرك ؟ الفيزا عايزالها شهر على ما تطلع .... هنجيلك إزاى يوم الإتنين
- هاديكى رقم فاكس تبعتى عليه صور باسبوراتكم والفيزا هتكون عندكم خلال 24 ساعة .... إبعتى الصور من فاكس المكتب علشان يبعتولكم رقم الموافقة تاخدوه وتروحوا على السفارة هيختمولكوا الباسبورات فورا
- دا إنت بقيت واصل بقى وليك ناس فى أمريكا .... هأقول للريس وأشوف رأيه إيه
- قوليله إنى محتاجكم جدا هنا وهو مش هيمانع .... إبعتوا صورة باسبور المدام كمان تتفسح مع الريس .... زمانها زهقت من قعدتها فى مصر من غير خروج
- ماشى يا بغل هأقوله .... خد بالك من نفسك يا بغل لغاية ما أجيلك
- حاضر يا إلهام سلام بقى علشان المكالمات هنا غالية
- ماشى يا واطى .... سلام .
هبط أمجد ليجد بريندا وأبيها فى إنتظاره وإصطحبته بريندا لباب الفندق الذى بدا هادئا بعد نهاية أيام المؤتمر على وعد باللقاء حين عودته من عمله .... فلقد أخذت الإذن من والدها أن يكون باقى أيام الإسبوع إجازة بالنسبة لها على أن تقابله فى نيويورك يوم الأحد
..............................................................................................................
صباح الثلاثاء إستيقظت بريندا لتجد أمجد فى وقفته عارياً يتأمل البحر وسارعت لتحتضنه من الخلف كعادتها فيجذبها لتقف أمامه ويلتصق جسده بجسدها وتلقى برأسها للخلف على كتفه
- اليوم سنذهب لجزيرة بيمنى .... سوف تحبها فهى ستذكرك بمملكتك
- اها .... إذا على أن أحزم حقائبى للرحلة .... كم تستغرق الطائرة فى رحلتها إلى هناك
- لن نذهب بالطائرة .... سنذهب بقارب سريع .... الرحلة أقل من ساعتان ..... ولا داعى لحزم حقائبك لن تحتاج للكثير من الملابس سأترك حقائبى فى أمانات الفندق وأصطحبها عندما نتجه لنيويورك
- إذاً سأفعل مثلك .... أريد فقط أن نمر فى الطريق لشراء لباس بحر فانا لم أصطحب معى واحداً
- كما تريد يا ملكى العزيز ..... ولو أنك لن تحتاجه هناك .
- كيف ؟ أليس هناك شواطئ فى جزيرة بيمنى ؟ طالما هناك شواطئ فلن أستطيع مقاومة السباحة فى الماء
- بالطبع لا تستطيع مقاومة السباحة فى البحر هناك .... سترى أنك لن تحتاج للباس بحر . ... هيا بنا كى لا نتأخر فالقارب فى إنتظارنا فى الميناء
كانت رحلة القارب بالفعل ممتعة وسط مياه الكاريبى.... أقل قليلا من ساعتين لم تبتعد فيها بريندا عن ذراعى أمجد التى يحتضناها وهو واقف خلفها .... لم يتحدثا كثيرا فجمال الرحلة إختطف ذهن أمجد من كل ما حوله .
لم تستغرق إجراءات دخولهم الجزيرة من الميناء طويلا حيث إستأجرا سيارة صغيرة قادها أمجد بنفسه تلك المرة وأرشدته بريندا للطريق الذى إنحرف قليلا بعد وقت قصير لتسير السيارة على طريق غير مرصوف لكنه ممهد بين أشجار تحجب عنه الشمس ليتوقفا فى النهاية أمام مبنى صغير يحوطه سور من الأحجار يتوسطه بوابة حديدية فتحتها بريندا ليدخل أمجد السيارة ويوقفها فى مكان حددته له بريندا وأصطحبته وهو يحمل حقيبتهما الصغيرة ليدخلا من باب صغير ليفاجأ أمجد بأنه فى بهو غاية فى الفخامة رغم حوائطه الحجرية
كان المبنى الصغير مكون من طابقين .... الطابق الأول يحتله بهو مؤثث بطاقم فخم مريح ومطبخ صغير لكنه حديث وحمام متوسط المساحة تجاوره غرفة صغيرة .... إصطحبته بريندا للطابق الثانى الذى كان عبارة عن غرفة نوم كبيرة وحمام كبير فقط .... فتحت بريندا باب الشرفة ليجد أمجد أمامه أروع منظر للبحر قد رآه فى حياته .... شاطئ رملى صغير خاص بالمبنى تحوطه أشجار عالية وعلى الجانب القريب من البحر نخلتين إستوائيتين تميلان تجاه البحر .... منظر كأنه حلم الجنة .
جذبت بريندا أمجد من يده وهبطا للطابق السفلى وفتحت باب خشبى عريض ليرى أمجد أمامه مسطح خشبى به ترابيزة ومقعدين وشيزلونجين عريضين ينتهى بدرجتين للشاطئ الرملى .... كان المكان منعزلاً تماما عن أى شئ .... لا يسمع فيه إلا أصوات الموج تداعب رمال الشاطئ وصوت بعض الطيور الإستوائية تصدح فى المكان .
فوجئ أمجد ببريندا تخلع ملابسها تماما وتجرى مخترقة الشاطئ الرملى لتلقى بنفسها عارية بين الأمواج الخفيفة وتشير له بيدها كى يتبعها فخلع ملابسه ولحق بها ليجتذبها بين ذراعيه ويغيبا فى قبلة عميقة بين مياه البحر التى تداعب موجاتها الرقيقة جسديهما المختفى نصفهما تحت الماء.... كانت المياه صافية لدرجة لم يعاينها أمجد من قبل وكانت بعض الأسماك الصغيرة تسبح بين ساقيه وكأنها لا تهتم لوجوده أو أن وجوده لا يزعجها
- أرأيت أمجد .... ذلك جزء من مملكتك .... بماذا تشعر ؟
- أشعر كأنى فى حلم .... كيف وجد أبيك هذا المكان
- أنا من وجودته وطلبت من أبى شرائه .... إنى أعشق البحر مثلك .... وأنت تعشق البحر لإنه مملكتك وإن كنت لا تعرف ذلك
- كم هو رائع هذا الإحساس .... وكم أنت جميلة وسط كل ذلك المكان
أيام مرت كالحلم بين أمجد وبريندا .... أيام لم يرتد فيها أمجد ملابس إلا فى أقل القليل .... فقط للذهاب لشراء طعام من المدينة .... إندمجا فى عشق الطبيعة والبحر .... والجنس .... أيام إستطاع فيها أمجد أن يستخلص من بريندا معلومات وأسماء أشخاص ..... أشخاص يقيمون فى وطنه المفترض فيهم الحفاظ على مقدراته لكنهم فى الخفاء يديرون لعبة أموال قذرة فى بورصات العالم .... ذلك ما تعرفه بريندا وما أخبرت به أمجد .... لكن ما خلف ذلك لا تعرفه ولن يعرفه .... هوفقط سيذكر للمسؤل عن تشغيله الأسماء التى تذكرتها بريندا وذكرتها له حول عشاء دافئ على ضوء الشموع أو فى موجة جنس على رمال شاطئ ساحر
وأخيرا عادا لميامى ليأخذا حقائبهما ويتوجها فورا للمطار للحاق برحلتهما لنيويورك .... وصلا يوم السبت مساءً ..... ستصل زوجته وأصدقائه يوم الإثنين .... قضيا ليليتين سوياً فى الفندق .... أخبرته بريندا بأنها لن تزعجه طوال وقت وجود زوجته معه .... لكنها حصلت على وعد منه بأن يلتقيا كل عدة أشهر .... إختارت أن تلقاه فى اليونان حيث تؤمن بأنها مكان الآلهة القديمة .... تؤمن بأن اليونان هى مكان آلهة الأولمب .... تؤمن هى بأن أمجد هو تجسد روح بوسايدون فى جسد بشرى .
..............................................................................................................
كان أمجد واقفا عند بوابة صالة الوصول يراقب الخارجين من طائرة القاهرة عندما رأى من ينتظرهم .... سهام وابيها .... الدكتور إبراهيم تتأبط ذراعه زوجته وتجاورها أمه الروحية إلهام .... أرادت سهام أن تقفز لتتعلق بعنق أمجد لكن أبوها قبض على يدها يمنعها .... وكالعادة لم تستطع إلهام أن تلزم الصمت
- فيه إيه يا راجل إنت .... إنت هتفضل واقف لهم زى اللقمة فى الزور .... ما تسيب البت تحضن جوزها
- مش هينفع يا إلهام ..... ممكن حد يكون عالطيارة يعرف سهام وجوزها الأولانى .... مش عايزين مشاكل ..... طول ما إحنا هنا فى نيويورك هتبقى علاقتهم شغل وبس .... نيويورك فيها أكبر قنصلية لمصر وأكيد فيه ناس كتير تعرف سهام وتعرفنى
- طيب يا خويا .... خليك مرعوب كده ومنكد عالعيال .
- أنا مجهز عربيتين ليموزين نركب فيهم ..... الدكتور وعمى والمدام فى عربية وأنا وسهام وإلهام فى العربية التانية .... فيه مانع يا عمى إن مراتى تركب معايا ؟
- طب ما تركب مع الدكتور والمدام إنت وأنا أركب مع إلهام وسهام
- يا راجل إنت الواد وحشاه مراته .... وأنا كمان وحشاه .... مش هينط عليها فى العربية يعنى ... بلاش رذالة بقى
- بتضحكى على إيه يا جزمة
- ولا حاجة يا قمر .... بس حرام عليكى اللى بتعمليه فى الراجل ده
- حرام إيه يا جزمة أنتى ... وراجل مين
- هتستعبطى يا هوما .... أبويا .... الراجل لو كان لقى محل ورد عالطيارة كان جابلك وردة حمرا إدهالك
- أنا مش فاهم حاجة يا سهام .... فهمينى إيه الموضوع
- أبويا لسة مغرم صبابة بالقمر دى .... طول ما إحنا فى الطيارة مرفعش عينه من عليها .... تخيل إشترالها إزازة برفان من السوق الحرة علشان يديهالها .... وهى بجبروتها كسفت الراجل .... كان فاضل يزرعلها شجرة واتنين لمون عالطيارة
- إخرسى يا بنت الجزمة بدال ما أقلع اللى فى رجلى أديكى بيها .... قلت لك قبل كده لأ
- لأ ليه بس يا إلهام .... الراجل متمسك بحبه القديم
- يا جزمة هى اللى فى البيت دى مش أمك ولا جايالكوا عالعفش .... فيه بنت فى الدنيا عايزة تجيب ضرة لأمها .... وبعدين أبوكى بكرش وأنا مبحبش الراجل اللى بكرش .... حتى لو بأحب مش هاتجوز جوز صاحبتى
- وفيها إيه يا إلهام ؟ ما أنا متجوزة جوز صاحبتى وباحبها وهى بتحبنى عادى يعنى
- لا ياختى إنتى إتجوزتيه قبل صاحبتك .... وبعدين أبوكى رذل ودمه تقيل
- ما توافقى يا إلهام .... حتى علشان لما يتقدملك أخلص منه اللى عمله فيا لما جيت أتجوز سهام .... مش أنا ولى أمرك برضه
- إخرسوا يا حمار منك ليها .... إنت مالكش دعوة بالموضوع ده بدال ما اضربك بالجزمة .... وإنتى إخرسى وإياك أسمعك بتتكلمى فى الموضوع ده تانى .... هأجيبك من شعرك أمسح بيكى الأرض فاهمة ولا لأ؟
- أنا حجزت للدكتور والمدام سويت وحجزت لحضرتك يا عمى السويت اللى جنبه .... حجزت غرفة لإلهام بسريرين فى الغرفة اللى جنب الدكتور والمدام وغرفة ليا أنا وسهام جنبها غرفة بسرير عريض
- غرفة ليك أنت وسهام إيه يا بنى آدم إنت .... بأقولك مينفعش حد هنا يلاحظ إنكم متجوزين تقولى هتقعدوا فى أوضة مع بعض
- جرى إيه بقى .... أنا ساكتالك من الصبح .... هو مرافقها وبيقولك هتقعد معاه .... ده جوزها بعقد رسمى
- مينفعش يا مدام إلهام .... سهام هتقعد معايا فى السويت .
- تقعد معاك إيه يا راجل إنت .... هتقعد معاك تهبب إيه وجوزها فى الأوضة اللى جنبها
- مينفعش يقعدوا فى أوضة واحدة خالص يا مدام إلهام .... إنتى مش عارفة دول بيعملوا إيه لما بيبقوا لوحدهم
- راجل ومراته هيعملوا إيه يا راجل إنت .... ولا إنت عايز تغلس وخلاص
- مش موضوع غلاسة يا مدام إلهام .... دول مع بعض بيفضحوا الدنيا
- خلاص .... سهام هتقعد معايا .... حتى عالأقل ألاقى حد يسلينى
- لو كان كده أوكى .... بس عينك عليها
- حاضر يا خويا .... هأخلى عينى عليها .... مش هيخطفها من جنبى
- هو إيه ده .... أبقى مع جوزى فى فندق واحد وكل واحد فى أوضة .... ده حتى يبقى حرام
- إسكتى يا هايجة .... أبوكى قال كل واحد فى أوضة يبقى كل واحد فى أوضة .... هو عارف المصلحة أحسن منك
- طب والهدوم اللى جايباها معايا علشانه.... هأخليها فى الشنطة
- إخرسى بقى يا بت ... إطلعى قدامى على أوضتنا .... تعبانة وعايزة أنام
- أنا سهام .... إفتح بسرعة
- إلهام سابتك تيجيى .... صح ؟
- إلهام فى سابع نومة .... دخلت آخد حمام لقيتها نايمة .... غيرت هدومى وجيتلك جرى
فى صباح اليوم التالى رن جرس تليفون غرفة أمجد ليلتقطه ليجد إلهام على الطرف الآخر
- صباحية مباركة يا ولاد الهايجة .... حط حاجة على جتتك وخلى الممحونة اللى نايمة جنبك تستر نفسها وأفتحلى الباب .... بسرعة
- بتصحينى بدرى كده ليه يا أمجد .... سيبنى شوية
- قومى إلبسى بسرعة .... إلهام جاية حالاً
- إيه اللى صحاها بدرى كده .... ألبس إيه ؟
- ماعرفش ... أقولك .... خدى القميص بتاعى إلبسيه .... بسرعة
- آه يا بنت الهايجة .... صحيح أمك ليها حق تقول مبتستنوش لما تقلعوا حتى .
- إنتى صحيتى بدرى كده ليه يا إلهام ؟
- وإنتى كنتى فاكرانى كنت نايمة لما إتسحبتى من الأوضة يا ممحونة ؟ أنا سيبتك بمزاجى .... وصوت الرزع اللى رزعتوه طول الليل مخلانيش أعرف أتخمد .... الحيطة فى الحيطة ياختى .... كويس إن الأوضة اللى جنب منكوا الحمام حاجز بينها وبين أوضتكوا ... كنتوا خليتوا فضيحتنا بجلاجل فى أمريكا
- طب مسيبتناش شوية ليه بس
- أبوكى ياختى أتصل يتطمن عليكى .... قولتله إنك فى الحمام .... نزل يستنانا تحت عالفطار ... خشى ياختى البسى فى الحمام علشان ننزله .... وأنت إستنى شوية وحصلنا .... ولمى ياختى هدومك المتبعترة فى كل حتة دى خلينى أوديها أوضتنا على متلبسى ... إتحركى ياختى مافيش وقت
..............................................................................................................
إنتهت الأعمال بإتفاق مربح للجميع وتم توقيع العقود ولا زال أمجد لا يلتقى منفرداً مع زوجته إلا مساء عندما يخلد أبيها للنوم ..... كانت كالعادة إلهام هى من تغطى على لقاءات أمجد وسهام عندما تتسلل لغرفته كى تبيت بين ذراعيه ..... بقى تلاثة أيام على موعد عودتهم للقاهرة وأجتمع الجميع على مائدة عشاء للإحتفال بنجاح رحلة عملهم
- مبروك يا عمى .... زى ما وعدتك أهو .... عقود كويسة .... ولسة لما نرجع مصر فيه عقود تانية كمان
- برافو عليك يا أمجد .... أثبت إنك رجل أعمال ..... عمولتك اللى إتفقنا عليها والشقة هيكونوا جاهزين أول ما نرجع مصر
- طيب ممكن بقى أستأذنك أخرج مع مراتى أو أقضى معاها يومين فى أى حتة .... عايز أتفسح معاها
- قولنا مش هينفع يا أمجد .... أنا قابلت ناس كتير هنا يعرفونا .... وزمان الخبر وصل مصر ..... مش عايزين مشاكل تبوظ كل حاجة
- طيب عندى إقتراح ..... هآخد سهام ونسافر أى حتة
- أى حتة فين يابنى .... نيويورك فيها ناس كتير يعرفونا
- إيه رأيك آخدها ونسافر هاواى .... بعيد خالص عن السفارة والقنصلية ومأظنش حد يعرفها هناك
- طيب موافق بس بشرط ..... هتقعدوا فى فندق بعيد عن الناس .... ومافيش داعى تظهروا فى أماكن زحمة ..... يعنى لا كازينوهات ولا رقص ولا غيره ..... فيه مطاعم هناك هادية وكويسة
- أنا موافق يا عمى .... هاروح أحجز ونسافر النهاردة
- لأ النهاردة إيه ..... هتسافروا يوم ما إحنا نسافر .... علشان محدش ياخد باله من إختفاءكم إنتوا الإتنين
بعد ثلاثة أيام إفترق الجميع كل إلى وجهته ..... ابو سهام والدكتور إبراهيم وزوجته ومعهم إلهام للقاهرة .... وأمجد وسهام لجزيرة هاواى .... قضوا ثلاثة أيام سويا وكأنهم آدم وحواء فى فيلا منعزلة بأحد الفنادق .... مارسوا الجنس كما يحلو لهم ورقصوا سويا كما يريدون .... وبعد الثلاثة أيام عادوا للقاهرة .... لكن كالعادة إفترقوا عند باب الطائرة حتى لا يلاحظ أحد عودتهما سويا .... ثلاثة أيام إختطفاها من عمر الزمان وإحتفظا بذكراها طويلا .... بالنسبة لسهام كانت ثلاثة أيام فى الجنة .
خاتمة
وهكذا إنتهت مغامرة جديدة فى حياة الباشا .... مغامرة إنتهت بأنه أصبح فعليا من أصحاب الملايين .... مغامرة فتحت له فيما بعد أبواب كثيرة لم يكن حتى يعرف بوجودها .... لقد أصبح الباشا بافعل من رجال الأعمال .... لم يكن رجل أعمال مرموقاً ولا معروفاً .... فإنه لا يزال يكره أن يكون محط الأنظار
ماذا حدث لأمجد بعد عودته لمصر ؟ هذا ما سنعرفه فى الجزء القادم إذا كان فى العمر بقية ..... وبالطبع إذا سمح الباشا
ملاحظة:
أرجو من قرائى وأصدقائى الأعزاء ملاحظة أن تلك الرحلة تمت فى أوائل تسعينيات القرن الماضى قبل إندلاع فورة التحرر الجنسى ..... وقتها حتى فى أمريكا كان إنكشاف أمر علاقة مثلية يعنى القضاء على مستقبل أطرافها وقد يدعو بعض أطرافها للإنتحار ..... "أحياناً"
الجزء الثانى عشر
مقدمة
كالعادة أشعر بالخجل منكم أصدقائى القراء لتأخرى فى نشر الجزء .... لكنها رحلة عمل بالخارج عطلتنى عن الكتابة ..... ولسبب أجهله تماما فإنى عندما أبتعد عن مصر تنتهى تماما رغبتى فى الكتابة ..... فألتمس منكم جميعا السماح وقبول إعتذارى
فى هذا الفصل من حياة الباشا نرى بداية ظهور أسنان الباشا فى عالم رجال الأعمال .... حظى بمعلم آخر فى مجال آخر .... معلم ليس بفنان كالدكتور إبراهيم وإلهام ..... لكنه معلم فى عالم الحيتان التى كانت ولا تزال تسيطر على عالم البيزنس كما يطلقون عليه
فى هذا الفصل قد تقرأون كلمة غريبة على أسماع البعض ..... وهى كلمة :
الحملة
والحملة فى أى شركة مقاولات تعنى معدات الشركة وسياراتها وسائقيها وعمال صيانتها والمهندسين عن تلك الصيانات ..... وفى مجال المقاولات تمثل الحملة الجزء الأهم فى الشركة والجزء الأعظم من رأسمالها العامل
والآن إسمحوا لى أن أصحبكم فى تلك الرحلة ولنقرأ معا ما أملاه على الباشا من ذكريات .... وأرجوا منكم رجاء حار ألا تهملوا أى كلمة ..... فكل كلمة كتبت فى هذا الفصل تمثل جزء هام من تكوين شخصية الباشا ..... وكالعادة
أرجوكم إقرأوا ما بين السطور
...............................................................................................................
وأخيرا وصل أمجد لبيته .... تلك المرة لم ينتظره أى شخص فى المطار كما طلب من أبيه ..... إستقل سيارة ليموزين من المطار لبيته ووصل لشقته وهو يحمل حقيبة ملابسه المتوسطة ومعها حقيبة كبيرة بداخلها كالعادة هدايا لزوجته ولتلك الصغيرة التى خطفت قلبه .... دخل شقته ليجد مُنى تنتظره خلف الباب وكأنها كانت تشعر بوصوله .... تعلقت برقبته ورفعها من فوق الأرض يدور بها وهو يغرق وجهها بالقبلات وسط نظرات المنتظرين بالريسيبشن .... فوجئ بتلك الصغيرة والتى بدأت فى الحركة تزحف نحوه وهى تنظر إليه وإلى زوجته .... رفعها بين يديه وأحتضنها طويلا .... حاول أمجد أن يضع الصغيرة بين يدى أختها لكنها رفضت وتمسكت بملابسه وبدت على وجهها تكشيرة جعلت أمجد وزوجته ينفجرا ضحكا وأضطر أن يسلم على الجميع وهو يحملها .... إستأذن الجميع سريعاً .... فهم يعرفون أن الشوق بين الحبيبين وصل مداه .... وحينما حاولت أم منى أن تأخذ الصغيرة من بين ذراعى أمجد إنطلقت فى البكاء لكنها أخذتها وأنصرفت إلى شقتها .... ضحكت منى كثيراً وهى تنظر للصغيرة التى تحاول التملص من بين يدى أمها وهى تبكى وتنظر لها ولزوجها
- شكلى هاغير من المفعوصة دى .... البت هتتجنن علشان تفضل معاك
- دى قمر .... باموت فيها .... وفى أختها
- أنا كمان باموت فيها الكلبة دى .... ما باصدق النهار يطلع علشان أروح آخدها .... مش عارفة هاعمل إيه لما يمشوا من هنا
- هما خلاص ماشيين ؟
- آه .... بابا كان مستنيك ترجع علشان يروحوا شقتهم .... خلاص بقت جاهزة مش ناقص غير إنهم ينقلوا العفش
- طب ما تخليهم يسيبوها معانا ويمشوا هما .
- ياريت يرضوا .... أبوها وأمها ميقدروش يستغنوا عنها .... على كل حال شقتهم مش بعيد .... هابقى كل يوم اروح أخدها ونرجع هنا قبل مانت تيجيى .... صحيح .... لو تعرف واسطة ندخل لهم خط التليفون علشان أبقى اتطمن عليهم
- هاشوف .... تعالى بقى لما أفرجك جبتلك إيه من أمريكا
- طبعا جبت للمقروضة الصغيرة حاجات أكتر منى
- إنتى نص الشنطة وهى النص التانى .... بس هى علشان حاجتها صغننة هتطلع أكتر
- مش بأقولك هاغير منها
- ياللا بينا عالأوضة علشان أفرجك حاجتك
- تفرجنى حاجتى برضه ولا تفرجنى حاجتك؟ هاعمل نفسى مصدقة ..... أصل انا كمان هاموت عليك
قام أمجد من نومه ليجد مُنى لازالت بين ذراعيه عارية كما كانت قبل نومه .... لم تغير رقدتها ولم تترك ذراعيها جسده .... لم يشأ أن يوقظها بل زاد فى ضمها لصدره .... فإحساس ضمتها لصدره مختلف عن كل النساء..... وأخيرا إستيقظت الرقيقة لتجد أمجد ينظر لوجهها .... أخجلتها نظرته رغم أنها زوجته .... نظرة لا زالت تشعر معها أنها عروس تتعرى لأول مرة أمام زوجها .... لازال حب السنين كما هو بينهما بل زاد ..... أرخت جفنيها فى دلال وهو يحكم ذراعيه حولها
- سيبنى بقى أقوم أحضرلك الغدا .... إنت أكيد جعان
- غدا إيه وبتاع إيه اللى تحضريه .... إحنا نقوم ناخد حمامنا سوا وننزل ناكل برا
- ناخد حمام سوا ؟ إنت مبتتعبش ؟
- يا بت محروم منك بقالى شهر أتعب منك إزاى .... إنتى تعبتى ؟
- بصراحة لأ .... يالللا بينا
- أمجد .... عايزة حاجة نفسى فيها من زمان أوى بس مكسوفة
- مكسوفة ؟ إنتى اللى عايزاه يتعمل فورا .... إنتى تؤمرى يا أميرة حياتى
- عايزة أرقص معاك .... بس أنا مش باعرف .... ممكن تعلمنى ولا هتزعل لو إتعلمت ؟
- أزعل .... خلال إسبوع واحد هتكونى متعلمة .... أنا هاروح المكتب بكرة وبعدها آخدك ونسافر .... هنقعد إسبوع مع بعض وهنرجع من السفر تكونى إتعلمتى كل الرقصات اللى فى الدنيا .
- وهتعلمنى أرقص تانجو ؟ إلهام قالتلى إنها علمتك وبقيت بترقص زى المحترفين .... لما كنت فى الجيش قالتلى إنها عايزة تعلمنى بس أنا موافقتش .... كنت لسة قايمة من الإجهاض ونفسيتى وحشة .... ومش عايزة حد غيرك يعلمنى
- ده أنا هاعلمك أحسن من إلهام ميت مرة .... ياللا بينا عالبيت علشان نبتدى أول درس
.......................................................................................................
قبل ذهابه للمكتب كان على أمجد الذهاب للمبنى الكبير لتقديم تقريره عن الرحلة .... كان عليه تسجيل كل ما حدث بصوته على جهاز التسجيل الموجود على مكتب المسؤل عن تشغيله .... تسجيل إستهلك أكثر من ساعتين وملأ أكثر من شريطى كاسيت .... لم يغفل كلمة دارت ولا حدث وقع سواء خاص بالمهمة أو بالعمل .... فتلك هى القاعدة ..... لم يتدخل المسؤل ولم يقاطعه بأى سؤال .... لكنه طلب منه بعد إنتهاء التسجيل كتابة اسماء من ذكرتهم له بريندا سواء إسم حبيبها السابق أو صديقه أو أسماء المتعاملين معه مصريين أو عرب .... إنتهت الجلسة الرسمية وبدأ الحديث بين أمجد والمسؤل عنه كصديقين
- ها بقى يا عم أمجد .... عجبتك حكاية بوسايدون ولا معجبتكش
- عجبتنى ؟ دا أنا نفسى قربت أصدق إنى بوسايدون .... عملتوها إزاى دى ؟ .... دا إنتوا خليتوا مخ البت مهلبية مضروبة فى الخلاط
- بالدراسة والتخطيط يا أمجد .... دراسة خلفيات بريندا وولعها بالميثولوجيا الإغريقية خلى الدكاترة يحطوا البرنامج ده .... إستغلينا ظروف تعرفها بيك وكل اللى حصل فى الحرب فى ترسيخ المفهوم ده جواها .... هى كانت شايفة فيك البطل اللى أنقذ حياتها .... كل اللى عملناه إننا ضغطنا عالنقطة دى بطريقة مدروسة
- يعنى اللى بيقروا الودع فى الهرم دول كلهم تبعكوا ؟
- هههههههههه مش كلهم ..... لكن هى راحت للى تبعنا ..... وبرضه اللى فى الأقصر نفس الوضع
- طب وأثينا .... عطلتوا الطيارة إزاى .... وإزاى إقتنعت بالسهولة دى إنها تروح للعرافة اليونانية
- عيب عليك تسأل سؤال زى ده يا باشا .... هى كان عندها إستعداد تستقبل الإيحاء ده بكل سهولة بعد كل اللى مرت بيه .... المهم البت بسطتك
- تبقى بسطتك .... المهم علاقتك بيها تفضل مستمرة .... كل ما تروح مشوار أسبانيا تبقى تخطف لك يومين معاها فى أثينا أو كريت ..... بريندا دلوقتى مهمة لينا جدا
- مهمة إزاى ؟ مش عرفنا خلاص اللى يهمنا عن حبيبها الأولانى
- مهمة لإنها المساعدة الشخصية لأبوها يا أمجد ..... المعلومات اللى عندها مش ممكن تكون عند حد تانى ... حد جوة المطبخ هناك .... وقربها من ابوها هيخلى ثقته فيها من غير حدود
- تمام .... زى ما تحبوا .... أنا مسافر إسكندرية بكرة مع مراتى .... طبعا مش محتاجين منى حاجة اليومين دول
- لأ مش محتاجين حاجة .... خد أجازة إستمتع بيها بعد المجهود اللى عملته .... لكن بعد ما ترجع هنحتاجك هنا كام يوم ..... تدريب صغير وهتقعد مع الدكاترة هيسالوك عن شوية تفاصيل عن علاقتك ببريندا وبالمرة يتابعوا حالتك
- تفاصيل إيه ؟ ما انا قولت كل التفاصيل
- التفاصيل اللى مقولتهاش يا باشا ..... اللى حصل بينكم وانتوا لوحدكم فى الأوضة فى ميامى وفى كوخ بيمنى
- إيه ؟ تفاصيل زى دى هأحكيها إزاى .... مش هاعرف
- هما هيعرفوا يخلوك تحكى .... دى شغلتهم ..... متخفش محدش غيرهم هيعرف التفاصيل دى ولا حتى أنا .... لكن التفاصيل دى مهمة علشان يوجهوك وتفضل مسيطر عليها .... وبالمرة لو حبيت تستعمل المهارات دى فى باقى علاقاتك ..... مصلحة ليك يعنى ههههههههه
- ماشى .... أستأذن أنا علشان ألحق أعدى عالمكتب
بمجرد دخول أمجد من باب المكتب شعر بالحركة الجديدة التى تدب فيه .... فالجميع مشغولون والكل يتحرك بسرعة وكالعادة إلهام كالنحلة تدور بين المكاتب .... بمجرد وقوع عينيها على إبنها الروحى إلتقطته بين أحضانها وعندما لاحظت نظرة موظفة الريسبشن لها حدجتها بنظرة أوقعت فى قلبها الرعب
- إيه يا بت .... بتبصى على إيه .... إبنى وبقالى كام يوم مشوفتوش ..... خلى البوفيه يجيب شاى بالنعناع لأمجد فنجان قهوة دوبل ليا وقهوة مظبوطة للريس ويجيبهملنا على مكتب الريس .... ومتخليش حد يزعجنا لغاية ما نخلص .... إتحركى يا بت وبلاش مياصة
- إيه يا إلهام اللى بتعمليه فى البت ده .... حرام عليكى يا شيخة
- لا حرام ولا زفت على دماغك ودماغها .... أمها قالتلى أربيها .... عمالة ترفض فى عرسان الممحونة .... وانت يا بغل مش تستريح يومين قبل ما تنزل المكتب .... مش تعوض الغلبانة منى عن الوقت اللى بعدته عنها ده كله
- هاعوضها متخافيش ..... إدينى مفتاح الشاليه بس قبل ما أمشى وبكرة هاخدها ونقعد إسبوع هناك
- شاليه فى العجمى يا معفن .... يعنى تقعد مع واحدة إسبوع فى هاواى والتانية تاخدها العجمى
- يا ستى هى اللى طالبة وهى بتحب الشاليه بتاعك .... لو مش عايزة بلاش
- لأ طبعا عايزة .... بس الشاليه هيحتاج تنضيف .... هاكلم السمسمار يشوفلكوا حد ينضفه لما توصولوا
- قولى بقى عملت إيه مع سهام فى هاواى .... أظن فضلتوا بلابيص الإسبوع كله ومبتلطوش نيك
- يخربيت لسانك يا شيخة .... يعنى هى سهام محكتلكيش
- لأ لسه .... بس هتحكيلى غصب عن عين أمها .... أمها بتقول البت راجعة محلوة بشكل مشافتوش قبل كده .... إتبسطتوا فى هاواى؟
- آه إتبسطنا ورقصنا ولعبنا وعملنا كل حاجة .... أنا هاخد معايا تصميم من الجداد أحاول أخلصه فى الإسبوع ده
- تصميم واحد .... إنت تاخد معاك إتنين .... طول ما الموزة معاك ولوحدكم يبقى مش هتبطل نيك ولا شغل يا بغل
- ماشى كلامك .... عندك حق .... هاكلم سهام بقى قبل ما أنزل علشان أتطمن عليها .... يمكن معرفش اكلمها من البيت
- لأ صاحب واجب يا بهيم .... مش عارفة البنات القمرات دى بتحب إيه فى شكل أمك ده
- فيه حاجات الشكل فيها مش مهم .... حاجات أهم من الشكل .... إنتى بس مش عارفة قيمة ابنك
- طب خد الحاجة وغور بدل ما افتح لك نافوخك .... سلملى على منى .... هابقى أجيلكوا لما ترجعوا أقعد معاها شوية
بنهاية الإسبوع كان أمجد يعد مفاجأة صغيرة للرقيقة منى .... لقد قرر أن يدعوها لنفس الديسكو الذى شهد يوم زفافه الأول على سهام .... وأوصى بموسيقى التانجو كى يراقص حبيبة عمره لأول مرة على مرأى من غرباء .... كانت خجلة تتعثر فى مشيتها لكنه شجعها واندمجا فى الرقص ونسيا الأعين التى تحيطهما .... لكن .... لم تكن فى براعة سهام ..... كانت لمساتها لجسد زوجها خجولة فهى لا تملك جرأة سهام ..... لكنه استمتع بالرقص معها ..... فالرقص معها كان من أحلام فترة خطبتهما الأولى التى لم تستمر طويلا ..... وعند عودتهما للمائدة كانت الرقيقة تلهث من المجهود .... ومن الخجل ..... مالت على أذنه تهمس له
- عارف حاسة بإيه دلوقت يا أمجد ؟
- حاسة بإيه ؟ قولى ومتتكسفيش .... أنا عارف اللى حاسة بيه بس عايز أسمعه منك
- حاسة إنى عايزاك تاخدنى فى حضنك ونقلع هدومنا إحنا الإتنين دلوقتى حالا
- يا سلام .... غالى والطلب رخيص
- مجنون .... إنت مجنون رسمى .... كان قصدى نروح عالشاليه يا مجنون
- وانا لسة هاستنى نروح الشاليه .... نبات هنا الليلة وبكرة نروح ناخد شنطتنا ونمشى
وعاد الحبيبان أخيرا لبيتهما .... لم تترك ذراعه يخرج من بين صدرها و ذراعيها للحظة طول الطريق .... رحلة قصيرة شعرت بها أن حبه لها يزداد بمرور الأيام مثلما يزداد حبها له .... رحلة أثبتت فيها لنفسها أنها حبيبته الوحيدة التى لن تحتل غيرها مكانتها فى قلبه .... فهى لا زالت تشعر به وتقرأ قلبه كما كانت طوال رحلة عمرهما معا .... لم يتغير عن أمجد الصغير رغم الثراء الذى بات فيه ورغم العمل الذى يأخذ معظم وقته .... أيقنت أن حبه لها لم تغيره الأيام
...............................................................................................................
فى اليوم التالى كان موعد أمجد فى شركة أبو سهام بعد غياب طويل .... الكثير من العمل فى إنتظاره والكثير من الأوراق لمراجعتها قبل وضع توقيعه .... فالباشا منذ بدأ مشوار نجاحه دقيق فى مراجعة كل ورقة يضع توقيعه عليها .... بإستثناء ما يقدمه له أستاذه وأمه الروحية .... فهما فقط من يوقع على ما يقدمانه له من أوراق دون النظر لما تحويه
بعد أن أنتهى أمجد من عمله تم إستدعاؤه هو سهام لإجتماع مع أبيها وباقى مديرى الشركة .... إجتماع طال فى بحث إستعدادات الشركة لمشروع إعادة الإعمار ..... عدد العمال والمهندسين المطلوب توظيفهم .... موقف المعدات .... المعدات الجديدة التى سيتم شرائها من أوروبا وشحنها للخليج .... التمويل المطلوب ..... السيولة بالعملة الصعبة المطلوبة .... عشرات المواضيع لم يكن يعلم عنها شيئا ولم يكن يعرف من قبل ضرورة تجهيزها .... عمل ضخم مطلوب إنهاؤه فى وقت قصير قبل بدأ العمل .... فبعض الشركات قد بدأت فى الفعل فى تصدير معداتها .... لم يشترك أمجد فى الحديث إلا قليلا .... فوجوده الطويل فى أسبانيا أتاح له معرفة عدد من الشركات التى تنتج أو تبيع المعدات التى يحتاجها العمل .... أمجد بطبيعته قليل الكلام يتحدث بهدوء بصوت منخفض يجبر من يتحاور معه على الإنصات .... رغم خبرته القليلة إلا أنه لاحظ نظرة إعجاب من ابو سهام نحوه أخفاها سريعا .... بطول الإجتماع بدأ الحضور فى التململ .... فوقت الإنصراف قد مر عليه ساعة كاملة قبل أن يأذن لهم أبو سهام بالإنصراف ويخبرهم بأن على بعضهم العمل من الإسبوع القادم لساعات إضافية فى الفترة المسائية .... إنصرف الجميع بعد أن إستبقى المقاول الكبير إبنته وزوجها ليجلس خلف مكتبه ويجلسوا على الكرسيين أمام المكتب فى إنتظار معرفة السبب .... فسهام تتعجل الوقت للذهاب لإعداد نفسها .... فالليلة ليلتها مع أمجد بعد أن حرمت من إحتضانه لفترة بدت لها طويلة .... فتح الرجل الخزانة الموجودة بجواره وأخرج منها بعض الأوراق قدمها لأمجد
- إيه ده يا عمى ؟
- قولت لك متقولش زفت عمى دى بتنرفزنى .... إحنا فى الشركة
- خلاص .... إيه ده حضرتك
- ده عقد الزفت الشقة اللى وعدتك بيها .... باقى عمولتك .... إتفضل امضى وادينى النسخة بتاعت الشركة .... هاشيلها هنا فى الخزنة ومحدش هيشوفها
- بس العقد ده فيه حاجة غلط
- عارف إنه فيه زفت على دماغك حاجة غلط ..... إسمك مكتوب بخط الإيد .... مكنتش هاخلى العقود تعملك عقد مطبوع بإسمك علشان محدش يشك فى حاجة .... فهمت ؟
- مش قصدى حضرتك ده .... أنا قصدى الإسم مكتوب غلط
- غلط إيه ؟ مش ده إسمك الثلاثى اللى فى البطاقة
- أنا عايز العقد يبقى بإسم سهام مش بإسمى
- إنت هتبقشش على بنتى يا صرصار إنت .... لو عايز شقة لبنتى كنت كتبت لها كل شقق العمارة مش شقة واحدة
- أنا مش بابقشش على بنتك .... أنا أشتريت شقة وعايز أكتبها بإسم مراتى .... من حقها يكون ليها شقة ملكها و متفضلش عايشة فى بيتك .... وبعدين إحنا لو فى أوروبا كان زمان إسمك إتشال من بطاقتها واتكتب إسمى مكانه .... يعنى ملهاش دعوة بيك
- ولما انت ناوى تشترى لها شقة خلتنى أكلف نفسى ليه وابنى الملحق من أول وجديد .... هى خسارة والسلام
- مانا طلبت منك نتجوز فى أى حتة لغاية ما أقدر أشتريلها شقة تليق بيها وإنت مرضتش
- يعنى ناويين تسيبونا خلاص .... أحسن .... عالأقل هاستريح منك
- مش قصدى يا عمى .... قصدى إن لو سهام عايزة تفضل عايشة فى الملحق براحتها .... لكن لازم يكون ليها بيت .... إفرض إختلفنا أنا وانت .... هنقعد فى الشارع يعنى
- خلاص زى مانتوا عايزين .... وانا هافرشلكوا الشقة على حسابى
- برضه شكرا يا عمى ..... مهر سهام انت فرشت بيه الملحق ..... الشقة هتتفرش من فلوسى .... بليل هيكون مع سهام شيك ب100 ألف جنيه تفرش بيه الشقة زى ماهى عايزة .... ولو حبت تفرشها من أوروبا تشاور بس على اللى هيا عايزاه ويكون عندها .... سهام دى هدية الدنيا ليا ولازم تعيش ملكة فى المملكة اللى تختارها
طيب إتفضلوا روحوا دلوقتى .... أشوفك بليل عالعشا .... مش هاتعشى غير لما تيجى .... عايزك فى موضوع مهم
عندما أغلقا خلفهما الباب كست إبتسامة فرح وراحة وجه أبو سهام .... لقد أيقن ان ابنته وثروتها بين يدى شاب ناجح ذكى يحبها .... وبالتأكيد سيحافظ عليها وعلى ثروته التى جمعها خلال السنين
خرج أمجد تجاوره سهام تكاد تتقافز فرحا حتى دخلوا مكتبهم المجاور لمكتب أبيها ففوجئ بها تغلق الباب خلفها وتتعلق برقبته تغمر وجهه بالقبلات
- يا بت .... أبوكى فى المكتب اللى جنبنا .... مانا جايلك بليل
- باحبك يا أمجد .... باحبك ومش قادرة أتخيل إنى كان ممكن أتحرم منك .... باحبك أكتر من ابويا وامى ومن كل الدنيا
إستجابت سهام فى القبلة التى طالت ومدت يديها تخلع عن أمجد الجاكيت الذى يرتديه ومدت يديها تتحسس جسده الذى تعشق تفاصيله حتى وصلت لبنطاله فمدت يديها تفتح له سوستته وتمد يديها لزبره تتحسسه بنعومة فاستجاب لها وبدأ فى الإنتصاب
- سهام مش هينفع .... أبوكى .....
- هششششش ..... مش هيسمع حاجة وزمانه مشى .... مافيش حد فى الشركة غير الأمن تحت عالباب ..... مش قادرة أستنى
لكن فجأة يسمع صوت الباب من خلفه يغلق وصوت حماه يأتيه هامسا بغضب
- بتعمل إيه يا حيوان إنت والكلبة التانية دى .... إنتوا بهايم ؟ إفرضوا حد من الأمن شافكوا بالوضع ده ؟ هنعمل إيه
وعاد صوت الأب هامسا بنفس الغضب
- لموا نفسكوا .... وانتى البسى الزفت اللى مرمى عالأرض ده .... هستناكوا قدام باب المكتب .... دقيقة واحدة وتكونوا إنتوا الإتنين قدامى ..... هتخرجوا معايا لغاية باب الشركة .... ده إلهام كان ليها حق لما قالت لأمك إنكوا مينفعش تتسابوا لوحدكم .... جتكوا القرف فيكوا وفى عيشتكم
- شوفتى ؟ قلتلك انا هيحس بينا
- وإيه يعنى ؟ جوزى ومعملناش حاجة عيب ولا حرام
- طب البسى بقى خلينا نخرج
- توء .... مش هلبس ..... هاخده معايا فى الشنطة .... ماليش مزاج ألبسه .... دخل إنت حاجاتك وإقفل السوستة ويللا بينا نخرج .... إعمل حسابك بليل مش هسيبك تشتغل .... هفضل صاحيالك لغاية ما تنزل الصبح
- إتنيل حط الجاكيت على إيدك دارى بيه البقعة اللى فى البنطلون .... مش ناقص فضايح انا ... أمشى معايا يا كلبة .... هتروحى معايا فى عربيتى وهتسيبى عربيتك هنا .... هبقى اتصل بالزفت مدير الأمن يشوف سواق يجيبها البيت .... مش هاين عليك تسيبنى ساعة من غبر ما تنكد عليا .... صرصار وهتفضل صرصار
- طيب آجى معاك فى عربيتك ليه بس يا بابا .... ما انا كده أو كده مروحة عالبيت
- لا يا شيخة .... ماضمنش انا تتنيلوا تروحوا فى حتة تكملوا اللى كنتوا بتهببوه .....قدامى بدل ما اديكى على وشك قدام الموظفين
عندما وصل أمجد للمكتب مساء يحمل خرائطه التى انتهى منها وجد إلهام تجلس على الكرسى المقابل للمكتب وكأنها تنتظره .... وبمجرد دخوله قابلته بإبتسامة لم يفهم معناها وهى توجه له نظرها مضيقة عيناها
- نفسى أعرف بتعملها إزاى
- هى إيه اللى باعملها إزاى يا إلهام
- هتستعبط عليا ياض ؟ اللى عملته فى المكتب النهاردة مع سهام وأبوها
- يا إلهام مقدرتش أمسك نفسى .... سهام كانت وحشانى وهى اللى إبتدت
- إبتدت إيه يا منيل ؟ هو إنتوا اتنيلتوا فى الشركة
- إيه ؟ إنتى مكنتيش تعرفى ؟ أمال كان قصدك إيه
- قصدى إزاى بتحسس كل واحدة فيهم إنها حبك الوحيد يا بغل .... بس أديك وقعت بلسانك لوحدك أهو .... إحكيلى نيلتوا إيه
- ولا حاجة .... معرفناش نمسك نفسنا وأبوها ظبطنا فى المكتب وإحنا حاضنين بعض
- حاضنين بعض؟ إنت هتستعبطنى ؟ إنتوا برضوا بتوع حاضنين بعض .... مسكك وأنت بتنيك البت فى المكتب
- إيه يا إلهام الضحكة دى .... مينفعش كده
- أصلك مش عارف يا ريس .... البغل ده كان راكب على سهام فى المكتب وأبوها قفشهم
- إيه يا بنى اللى عملته ده .... هو مش ابوها محرج عليك بخصوص الموضوع ده
- اللى حصل بقى يا ريس .... كان شكلى زبالة لما دخل علينا المكتب
- متقلقش يا ريس .... أنا بكرة هاعرف من البت سهام وامها التفاصيل وابقى احكيها للمدام .... هى تبقى تحكيلك .... البغل ده هيتكسف يحكيلى حاجة
- كان مين فيكوا فوق ومين فيكوا تحت
- كنا واقفين يا إلهام .... أسكتى بقى
- كنتوا واقفين ؟ يعنى شاف طيزك ولا شاف طيز بنته
- مشافش طيز حد يا إلهام كنت لابس البنطلون .... أسكتى بقى
- لاااااء مانا لازم اعرف التفاصيل .... كنت بتنيك عالواقف .... دانت طلعت بلوة سودة
- مش هاحكى حاجة يا إلهام .... واحد ومراته .... مافيش حاجة تتحكى
- طب خلاص .... بكرة البت سهام هتحكيلى .... مش بتتكسف زيك .... قولى بقى بتعملها إزاى
- هى إيه دى اللى باعملها ازاى يا إلهام .... عادى زى ما كل الناس بتعملها
- لأ يا بغل مش قصدى بتنيك إزاى .... قصدى إزاى بتخلى كل واحدة فيهم تحس إنك بتحبها لوحدها .... أم سهام بتقولى البت راجعة من الشركة طايرة من الفرح بالشقة اللى اتكتبت بإسمها وبالشيك اللى هتديهولها تجيب بيه العفش .... بتجيب الأفكار دى منين
- حقها يا إلهام .... من حقها يكون ليها بيت خاص بيها زى ما منى ليها بيت خاص بيها .... العدل بيقول كده
- بس شقة منى بإسمك يا فالح مش بإسمها
- الشقة اللى قاعد فيها أبوها وامها دلوقتى بإسمها يا إلهام .... إستريحتى كده .... ولما الشقتين يتفتحوا على بعض بعد ما أبوها وأمها يمشوا هاكتب الشقة اللى قاعدين فيها إحنا دلوقتى كمان بإسمها .... يعنى هتبقى شقتها بنفس مساحة شقة سهام
- لأ عجبتنى يا بغل .... مش هتحكيلى بقى كنت بتنيك عالواقف إزاى
- لأ مش هاحكى .... خلينا نخلص شغل وامشى بقى علشان ابو سهام مستنينى عالعشا .... أكيد هيسمعنى كلمتين هو كمان
- بتضحكى على إيه يا بنت إنتى
- ولا حاجة يا بابا فرحانة بالشقة بتاعنى اللى أمجد إشترهالى
- وناوية تشترى العفش من نفس المعرض اللى إشترينا منه عفش الملحق ولا ناوية تشترى من مكان تانى
- تشترى يا عمى من المكان اللى تحبه .... ولو تحب تسافر أوروبا تشترى العفش من هناك أنا تحت أمرها .... سهام تحلم وأنا أحقق أحلامها
- أنا عايزة موبيليا تكون معمولة ليا مخصوص يا حبيبى .... هاكلم إلهام تشوفلنا النجار اللى كان عامل أوضة نومنا القديمة
- بلاش نجار يا سهام .... فيه شركة جديدة فاتحة عندها مصنع كبير .... إرسمى اللى إنتى عايزاه وهما ممكن يعملوه بالخشب اللى تختاريه
- زى ما تشوف يا حبيبى
- ما تحترمى نفسك يا بنت وتحترمى وجودى .... إيه حبيبى حبيبى دى اللى على لسانك النهاردة
- فيه إيه بس يا بابا .... ماهو حبيبى وجوزى وكل حياتى
- خلاص يا سهام متضايقيش أبوكى .... هو راجع متنرفز من الشركة مش عارفة فيه إيه
- ما فيش حاجة يا ماما ... بس بابا مشغول بموضوع المشروع الكبير بس
- خلاص بقى إنتى وهية .... خلصوا عشا وحصلنى يا أمجد على أوضة المكتب عايزك
- عايزنى معاه يا بابا ؟
- لأ مش عايزك .... هاخلص كلام معاه وأبعتهولك .... مش هاكله انا
- خلاص .... هأسبق أنا عالملحق .... متتاخرش عليا يا أمجد .... فيه حاجة مهمة عايزة أقولهالك
- ما تحترمى نفسك يا بنت قولت .... حاجة مهمة إيه وزفت إيه على دماغك ودماغه .... الشغل اللى هنتكلم فيه أهم
- كنا هنتكلم فى الموبيليا يا بابا .... فيه إيه
- إيه يا سهام بتضحكى على إيه ؟
- مش ممكت يا أمجد .... كل ما ابص فى وش بابا أفتكر شكله لما فتح الباب علينا .... إنت مشوفتوش .... كان متهيألى هيفتح دماغك تانى
- يا بت امسكى نفسك شوية .... هو من غير حاجة مش طايقنى
- تعالى يا سهام شوفى جوزك عايز يشرب إيه واعمليهوله .... أنا باعمل القهوة لأبوكى ..... سيبى أمجد يخلص شغله مع بابا
- فهمينى بقى إيه اللى حصل بدال ما أنا اللى افتح نافوخك
- أصل بابا قفشنى أنا وأمجد فى المكتب النهاردة
- يخربيتك .... مش هو قايل مافيش حاجة فى المكتب علشان محدش يفضح سركم .... قفشكم بتنيلوا إيه
- كان حاضنى .... بس جامد شوية
- حاضنك .... إنطقى يا بت وقولى الحقيقة .... ضحكك ووش أبوكى مش بتاع حضن .... كان بيبوسك فى المكتب
- توء .... أكتر شوية .... شوية كتير
- يا نهار أبوكى أسود ..... كنتوا بتتنيلوا فى المكتب .... ده كويس إنه مدبحكوش إنتوا الإتنين .... إلهام ليها حق تقول لما تبقوا لوحدكوا بيركبكم عفريت
- إيه يا ماما .... بعد اللى عمله فى موضوع الشقة مقدرتش أمسك نفسى .... بأحبه .... بأعشقه .... نفسى أفضل فى حضنه عريانة طول عمرى
- آه يا سافلة .... كويس إن محدش تانى اللى قفشكم .... إعملى لجوزك الشاى وأنا هادخلهم الشاى والقهوة .... لو ضحكتى قدام أبوكى هيلبسك الصينية بالشاى بالقهوة فى وشك .... إنتى جبتى المياصة دى منين .... دى لما إلهام تعرف هتطين عيشتك وعيشته
- اللى يعرف يعرف .... ميهمنيش
بينما تنهمك سهام وأمها فى حديثهم فى المطبخ كان أمجد يجلس أمام أبو سهام فى إنتظار ما سيناله من تقريع وظل الأب صامتا حتى دخلت الأم بالصينية وضعتها بينهم على المكتب وخرجت لتغلق الباب خلفها وعندها تكلم الأب فى نبرة هادئة عكس المتوقع
- إسمع يا زفت إنت اللى هأقوله من سكات ومش عايز أسمع منك أى إعتراض على اللى هأقوله
- أنا آسف يا عمى على اللى حصل النهاردة وأوعدك مش هيتكرر
- عارف إنك آسف وانا مش هأخليه يتكرر .... لكن أنا هاقولك حاجة تانية
- إتفضل يا عمى .... تحت أمرك
- المفروض سهام هتستلم الشقة الإسبوع الجاى .... إحنا بنسلم نص تشطيب أرضيات بلاط موزايكو وحيطان عالمحارة .... المهندس اللى ماسك التشطيبات هيجى لسهام يسألها عايزة التشطيب إيه .... الشركة هتشطب الشقة .... الأرضيات هتبقى باركيه .... الحمام والمطبخ هيتشطبوا سيراميك إسبانى .... شوفوا مع بعض الألوان اللى عايزينها وألوان الدهانات
- تحت أمرك يا عمى .... وهيكون عندك شيك بكل المصاريف اللى المهندس هيحددها
- يا أخى بطل رذالة بقى .... أنا أصلا مش طايقك .... إنت بتزودها برذالة أهلك .... التشطيب عليا ولو فتحت بوقك هأفتح نافوخك تانى
- متشكر يا عمى بس .....
- مافيش زفت بس .... إعتبرها تعويض عن شقتك اللى كسرتهالك ..... ياريتك يا أخى كنت فيها وكان العمال كسروها على دماغك .... كان زمانى مستريح منك ومن رذالتك
- اللى تشوفه يا عمى .... ألف شكر لحضرتك .... أقدر أستأذن ؟ زمان سهام مستنياتى فى الملحق
- برضه مش قادر تبطل رذالة .... مينفعش يا حيوان تقولها فى وشى كده .... حتى لو انا عارف إنك رايح تتزفت على عينك وتنام مع بنتى متقولهاش بالبجاحة دى..... لسه فيه موضوع تانى عايزك فيه .... أهم من الشقة
- تحت أمرك
- هاعملك تفويض بإسم الشركة تفتح إعتماد بنكى بحساب جديد بإسم الشركة فى أسبانيا علشان المعدات اللى هنحتاجها .... موضوع المعدات هيبقى مسؤليتك بالكامل
- لكن أنا مبفهمش حاجة فى موضوع المعدات ده .... مش فى مدير للحملة دى مسؤليته
- مدير الحملة حرامى .... وعارف إنه حرامى وبيسرقنى ..... لكن سرقته طالما فى المعقول معنديش مشكلة .... لكن المعدات دى بملايين وهيسرق فيها جامد وهياخد عمولات ويجيب معدات هتتعطل فى نص الشغل وهيبقى شكلنا زى الزفت
- طيب وحضرتك سايبه ليه وانت عارف إنه حرامى .... وهنعمل إيه علشان نتأكد من إن المعدات اللى هنتعاقد عليها سليمة
- إتعلم من اللى هأقوله علشان لما أموت هتبقى سهام وثروتها أمانة فى رقبتك .... الموظف الحرامى عينه مكسورة .... وطالما بيسرقك فى المعقول سيبه .... واللى يسرقه هو باليمين تاخده منه إنت بالشمال .... وطالما عينه مكسورة مش هيقدر يفتح بوقه ولا يشتكى .... ولو حاول يعمل شريف إحبسه
- تمام يا عمى .... طيب وبالنسبة لموضوع المعدات اللى أنا مش فاهم فيه حاجة .... أعمل فيه إيه
- إنت مش أبوك مهندس ميكانيكا ؟ خليه يرشح لك مهندس معدات يكون هو ضامنه ..... هيروح معاك أسبانيا من غير ما الحيوان اللى عندنا فى الشركة ياخد خبر وما تخافش هياخد مكافأة فوق الكويسة .... أنا قبل ما أنزل من المكتب بعت أجيب الكتالوجات كلها .... فى الخباثة كده هتقعد مع أبوك والمهندس اللى هيرشحه يختاروا هما المعدات المطلوبة .... لما تسافروا أسبانيا طبعا هيحصلك بعدها بكام يوم مدير الحملة والمدير المالى .... هيكونوا فاكرين إنهم هم اللى هيختاروا وهيلفوا على الشركات من وراك يظبطوا عمولاتهم .... تكون إنت والراجل اللى معاك مخلصين كل حاجة .... طبعا هيعملوا فيها زعلانين ومش موافقين وهيتصلوا بيا يقولوا إنك هتبوظ الدنيا .... هأقولهم إنى موافق على اللى أنت بتعمله وهالمح لهم بحاجة من مصايبهم هما الإتنين .... هيضطروا يمضوا على محاضر الشرا ورجليهم فوق رقابيهم
- طيب وبالنسبة لشحن المعدات دى .... ماهو اللى هيعملوه مع شركات المعدات هيعملوه مع شركات الشحن
- بكرة المدير المالى هيجيب لى أسماء 4 شركات شحن هو مظبط معاهم ومتفق على عمولته اللى هياخدها .... أنا بقى متفق مع شركة شحن غيرهم بنص السعر اللى هو هيجيبه .... هافضل أضيع وقت معاه ونبعت فاكسات ونستقبل فاكسات ومفاوضات رايحة جاية .... هأفسحه شوية لغاية ما إنت تخلص شرا المعدات وتشحنها ومش هيعرف إننا خلصنا غير لما تبقى المراكب اللى عليها المعدات فى عرض البحر
- ياه يا عمى .... دا إنت مدرسة
- هههههههههه أنا جامعة بحالها ياض مش بس مدرسة .... أمال انا عملت الشركة دى إزاى ..... خليك دايما قريب منى علشان تتعلم .... رغم إنك رذل بس فعلا سهام عرفت تختار .... إنت اللى هتحافظ عليها وعلى ثروتها
- متشكر يا عمى .... عن إذنك
- إتفضل .... مافيش داعى تيجيى الشركة يوم الأربع الجاى .... قضى اليوم مع مراتك براحتكوا ..... وانا مش هاخليها تروح الشركة باقى الإسبوع .... تقعد تعمل رسومات الموبيليا اللى عايزها .... متروحوش الشركة غير الإتنين الجاى .... وإتعلم من دلوقتى .... مينفعش الكلام فى الشغل مراتك تعرف عنه حاجة غير لما الشغل يخلص .... النسوان لسانهم فالت وأهم حاجة فى البيزنس محدش يعرف سر شغلك
- ربناا يخليك لينا ياعمى
كانت ليلة أمجد وسهام أكثر من رائعة .... ضحكا كثيرا على منظرهما عندما دخل ابو سهام عليهما .... ولأول مرة تشعر سهام بتلك السعادة عندما شعرت أن أمجد أخيرا يتحدث عن أباها بحب رغم عدم إخباره لها بما دار بينهما .... فالوقت الذى إستغرقه أمجد مع أبيها كان أطول من مجرد الحديث عن تشطيب الشقة لكنها لم تبال كثيراً .... فكل ما يهمها هو تلك السعادة التى تشعر بأن زوجها يعيشها بعد حواره مع أبيها
..............................................................................................................
مر يومان وفى الليلة الثالثة كان هناك موعد آخر ينتظر أمجد .... موعد مع إيناس التى كانت تشتاق إليه .... إتفقا على أن يذهب إليها .... لكن تلك المرة كان اللقاء فى الفيلا الجديدة .... بمجرد أن دق أمجد جرس الفيلا فتحته إيناس بنفسها وبسرعة وكأنها تنتظر خلف الباب .... ألقت بنفسها بين ذراعيه وأوسعت وجهه تقبيلا قبل أن يغيبا فى قبلة طويلة تحسس فيها أمجد جسدها .... وردفيها .... فهى بالفعل تملك ردفين أكثر من رائعين رغم جسدها الذى يميل للقصر .... فإيناس عبارة عن 58 كيلوجرام من الإثارة والجمال
- وحشتنى يا أمجد .... كنت بعد الأيام والساعات .... إحكيلى عملت إيه فى أمريكا
- مش لما نشوف الفيلا الأول .... عايز أشوف التصميم اللى عملته عامل إزاى فى الحقيقة
- تعالى نلف فى الفيلا .... الفيلا كلها ملكك وتحت أمرك .... إنت أول حد غيرى يدخلها زى ما وعدتك
- مش هتورينى حمام السباحة .... شكله أظن بليل تحفة
- إيه ده ؟ إنت عرفت منين إنى مجهزة لك مفاجأة على حمام السباحة .... إنت مخاوى يا أمجد ؟
- لا مخاوى ولا كنت اعرف إنك مجهزة حاجة على حمام السباحة .... أنا بس شكل المية بيريح أعصابى
- عارفة .... من ساعة ما كنا فى مالاجا وانا عارفة .... علشان كده جهزتلك قعدة على حمام السباحة هتعجبك
على حمام السباحة وجد أمجد إيناس قد جهزت جلسة بسيطة لكنها جميلة .... مجرد مقعدين مريحين منخفضين وضعا متجاورين وأمامهما ترابيزة زجاجية وضعت عليها زجاجة نبيذ وزجاجتى عصير وبعض الكؤوس الفارغة .... وبين المقعدين من الجهة الخلفية تطل شيشة ثمينة تجاورها ترابيزة وضع عليها علبة دخان فاخر وطبق معدنى متوسط به بعض الفحم وموقد كهربى صغير وعبوة من المناديل المبللة.... جو أعد لسهرة من نوع خاص .... لا تعده أمرأة إلا لرجل تعتبره رجل خاص .... خلعت إيناس عن أمجد الجاكيت الذى يرتديه لتضعه على ظهر أحد الكرسيين ونظرت لأمجد بإغراء
- حط فحمايتين على النار وأنا دقيقة واحدة وراجعة لك .... أنا اللى هاجهزلك الشيشة بنفسى
- رايحة فين ؟
- ثوانى وراجعالك .... قبل ما الفحم يولع هأكون رجعت
- إفتحها إنت .... جامدة عليا
- إنت النهاردة متعملش أى حاجة .... لو كنت أعرف أفتحها أنا كنت فتحتها
إستمرت لعبة الحب والتدخين والشراب حتى إنتهت الكأس الأولى ولم تغادر شفتا إيناس شفتى أمجد إلا قليلا .... ولم تغادر أصابع أمجد ثديى إيناس إلا أقل .... بدأت آثار النبيذ فى إشعال الجسدين فمدت إيناس أصابعها تفتح لأمجد قميصه وتخلعه عنه ومد أمجد أصابعه لحزام عبائتها ليفتحه ويلقيه جانبا فأنفتحت العباءة كاشفة هذا الجسد الرائع الذى يحلم به معظم الرجال فى مصر ودائما ما يتخيلون أنفسهم يرونه عارى .... لكنه بالنسبة لأمجد كان جسد حقيقى بين يديه إمتدت ذراع أمجد اليمنى لتزيح العباءة عن جسد إيناس ويضع كفه على هذا الصدر البض يداعبه ويفرك حلماته بنعومة بينما تمتد يده اليسرى بين فخذيها تتحرك أصابعه بنعومة على باطن فخذيها فتفتح الجميلة شفتيها وتلهث وقد بدأ جسدها فى الفوران حتى تصل أصابعه لمكمن كنزها فيداعب بظرها بنعومة شديدة فيشتد لهاثها فيضع فمه على فمها ويقحم لسانه فى فمها فتغلق شفتيها تمتص لسانه بينما تعتصر كفه اليمنى ثديها الأيمن ويقتحم بطرف سبابته السفلى هذا الكس الذى فاض بلله ليداعب أعلى مهبلها بهدوء وهو يزيد من إقحام سبابته حتى يصل لتلك النقطة التى بات يعرفها جيدا ً والتى تشعل نار شهوتها فيزيد من ضغطه عليها مرة ومرة ثم يفركها بطرف سبابته مرات ومرات وتلهث الجميلة بينما تفتح فمها لتفك أسر لسانه فيزيد من حركة إصبعه فتطلق الجميلة تأوهات متتالية قبل أن تغلق فخذيها على يده ويتشنج جسدها شيئا فشيئا حتى تصبح تشنجاتها رهزات متتالية ويرتفع صوت آهاتها تردده جدران حمام السباحة وتطلق مائها غزيرا معلنة إتيانها بقذفتها الأولى غزيرة طويلة حتى تترك بقعة كبيرة على قماش عبائتها الحريرى ثم تلقى برأسها على صدر أمجد العارى تقبله بجنون أولا قبل أن تستكين وتفك أسر يده من بين فخذيها فيحيطها بذراعيه يداعب جانب وجهها بأصابعه حتى تهدأ وتغمض عينيها تلتقط أنفاسها فيأخذ أمجد تلك الشفتان اللاتى تشبهان ورقات زهرة تتفتح فى قبلة رقيقة
هدأت أنفاس الجميلة أخيرا وفوجئ أمجد بها تقف وتواجه أولا قبل أن تدير له ظهرها وتخلع عنها عبائتها وتلقيها أرضا بدلال مستعرضة جمال منظر جسدها من الخلف قبل أن تقفز فى حمام السباحة عارية تماما وتنعكس أضواء الحمام على جسدها شديد البياض وتترك جسدها ليحمله الماء فيتخلل ضوء أحد الكشافات مابين تلك الفلقتين الممتلئتين شديدتى الإثارة قبل أن تقف وتمد له يديها بحركة مثيرة
- إنزل معايا المية .... أنا أول مرة أستعمل حمام السباحة وانت أول واحد لازم يكون معايا
- أنزل إيه يا مجنونة .... أنزل كده من غير مايوه
- وهتحتاج المايوه فى إيه .... هتدارى عنى حاجة مشوفتهاش قبل كده ولا هتتكسف منى
- إنتى مجنونة
- أجمل حاجة الجنان .... خصوصا لما يكون مع واحد بأحبه .... حتى لو مش هيحبنى غير الوقت اللى هنقضيه مع بعض .... جرب ولو معجبكش خلاص .... إطلع والبس هدومك تانى
- تسابقنى ولا مش هتقدر
- أسابقك .... بس اللى هيكسب ياخد إيه
- اللى يكسب يعمل فى التانى اللى هو عايزه
- كام مرة ؟
- كام مرة إيه ؟ كام مرة يعمل اللى هو عايزه؟
- يعنى السباق حمام السباحة كام مرة
- مرتين رايح جاى
- ماشى
- إنت ضحكت عليا على فكرة .... سبتنى أفتكر إنى سابقاك وسبقتنى فى الآخر
- أقولك الحقيقة
- قول
- أصل جسمك حلو أوى من ورا
- أنا عارفة ..... وعارفة عينك كانت على إيه طول ما أنا باعوم
- كانت على إيه
- على طيزى .... صح
- آه صح
- هتعمل إيه بقى فيا بعد ما كسبت
أدارها أمجد ليقف خلفها فتتمسك بأطراف حوض السباحة وتترك جسدها ليطفو فيدخل أمجد بين ساقيها ويعيد مداعبة كسها بزبره بينما تقبض إحدى يديه على ثديها الأيسر تعتصره وتداعب حلماته قبل أن يعيد إدخال زبره فى مكمنه الدافئ ويدفع فخذيها للأمام فتتجاوب معه تسند ركبتيها لحائط الحمام فيثنى جسده تحتها وتصبح كأنها تجلس على زبره يحملها الماء فيضم خصرها لجسده ويعيد دفع زبره مرات ومرات ويعود صوتها للتأوهات وسريعا ما تنتابها حمى قذفتها الثالثة فلا يتركها تلك المرة لتستريح ويعاود فارسه غزواته السريعة لحصنها مرات ومرات وتتلاحم قذفتها الثالثة مع الرابعة فيخرج زبره من كسها ويدفعها بنعومة ليقتحم شرجها بينما تمتد أصابعه تداعب بظرها حتى تقترب قذفتها التالية فيزيد من دفعاته وتخشن لبظرها لمساته ويبدأ صوته فى الإرتفاع وتختلط تأوهاتها مع صوته ويلتقى قذفه فى شرجها مع قذفتها فيحتضنها وهو يلهث وهى بالكاد تلتقط أنفاسها حتى يهدآ فيحملها ويخرج يها من الماء ويستلقيان عاريان على الأرضية المحيطة به فتحتضنه ويتبادلان قبلات ناعمة هادئة
- اسألك سؤال يا أمجد ومتعتبروش تدخل منى
- إسألى يا إيناس
- إنت كده مع كل اللى تعرفهم ولا معايا بس
- كل اللى اعرفهم ازاى يا إيناس
- يعنى إنت كده مع مراتك وصحبتك اللى كانت معاك فى أسبانيا
- برضه مش فاهم يا إيناس
- يعنى بتعمل اللى عملته معايا ده معاهم هما كمان
- لأ طبعا .... كل وقت وله ظروفه وكل مكان وليه ظروفه يا إيناس
- يعنى بتعمل حاجات تانية .... صح؟
- بلاش نتكلم فى الموضوع ده
- طيب سؤال أخير ممكن ؟
- إسألى
- إنت بتنام مع مراتك كل يوم
- تقدرى تقولى كده
- يا بختها
- طيب قومى بينا نلبس هدومنا علشان لازم أروح البيت
- يخربيتك ..... إنت لسه فيك نفس للبيت
- هنقر بقى ولا إيه ؟
صباح الإثنين التالى إلتقى أمجد وزوجته فى مدخل الشركة ووصلا مكتبهما سويا وكل منهما يحمل حقيبة أوراقه .... بمجرد دخولهما من باب مكتبهما إنطلقت سهام فى موجة ضحك هيستيرية أخرى أضطر أمجد معها لإغلاق الباب حتى لا يصل صوت ضحكها للخارج .
كان أبوها قد أعد لهما مفاجأة من نوع خاص ..... الحائط الفاصل بين مكتبه ومكتبهما قد أزيل نصفه وأحتله باب جرار عريض.... باب جرار بدون قفل .... أى أن أبو سهام لن يسمح لهما بالإنفراد ثانية طوال وقت وجودهم بالشركة .
- هو أبوكى ده مش ناوى يبطل حركات قرعة .... وانا كنت فاكره خلاص بقى صاحبى
- أبويا مبيحبش يكون مديون لحد يا أمجد .... خصوصا لما يكون الدين ده بمقلب .... هو بس حب ينكد عليك
- يعنى لو عايزين نعمل حاجة ده هيمنعنا ..... هنقفل الباب ونعمل اللى عايزينه
- إيه رأيكم فى المفاجأة دى يا ولاد ؟ عجبتكم .... صح ؟
- وإلا عجبتنا .... بس أنا وعدتك يا عمى إننا مش هنعمل حاجة تانى طول ما إحنا فى الشركة .... كان إيه لزمتها الحركة دى
- مانت وعدت قبل كده يا حبيبى .... الباب ده كى يطمئن قلبى مش أكتر
- والباب ده هيفضل مفتوح كده ؟ إفرض حضرتك فى إجتماع ولا حاجة وإحنا عندنا شغل .... هنشتغل إزاى ؟
- ما هو دى بقى المفاجأة التانية .... بعد كده أى إجتماع بينى وبين أى حد مهما كان لازم واحد منكم إنتوا الإتنين يحضره معايا .... وساعتها بس الباب ده هيتقفل ..... أنا يوم الخميس طلعت قرار إنك تكون نائب تانى لرئيس مجلس الإدارة .... مش معقول يبقى عندى إتنين نواب ومحدش فيهم يحضر إجتماعاتى
- دا إنت قلبك إسود قوى .... والترقية دى بقى بفلوس ولا ببلاش؟
- فلوس إيه يا بنى آدم إنت .... إنت مش مكفيك العمولة اللى لهفتها أنت ومراتك .... من غير فلوس طبعا .... وعلشان التفويض اللى هاعملهولك علشان فتح إعتماد شرا المعدات يبقى قانونى ومحدش يتكلم .... دلوقتى تعالوا إنتوا الإتنين معايا علشان فيه إجتماع مهم بين رئيس مجلس الإدارة ونوابه .... تحبوا نقعد هنا ولا فى مكتبى ؟ متفرقش .... المكتبين بقوا مكتب واحد
جلس أمجد وسهام على الكرسيين أمام مكتبه .... وطلب الرجل الكبير قهوة لنفسه وكوبين من الشاى لأمجد وزوجته وفوجئ أمجد بالرجل يقدم له سيجار ليشعله .... وعندما شعر أن أمجد يشعر بالإحراج أفهمه الهدف
- لما الساعى يدخل ويلاقيك بتدخن سيجار معايا هينقل الخبر فى الشركة كلها .... كلهم هيعرفوا إن بقى ليك وضع خاص عندى .... سهام معتبرينها بنت ومش هيخافوا منها كفاية .... لازم الموظفين يخافوا منك ويعملوا حسابك ..... عاملهم عادى زى ما بتعاملهم متغيرش معاملتك معاهم .... هتلاقى كل واحد من الموظفين بيتقرب منك وينقل أخبار زمايله .... كلهم وسخين وانا عارف .... لكن زى ما فهمتك قعدتنا اللى فاتت .... طالما الوساخة فى حدود المعقول مافيش منها مانع .... أول واحد هيجيلك هو أوسخهم .... المدير المالى .... هيحاول يبين لك إنك حبيبه وإنه مش طايقنى .... وهو فعلا مش طايقنى بس عينه مكسورة قدامى علشان حرامى .... خده على حجرك وخليك حريص فى التعامل معاه ..... هيجيلك بعده مدير الأمن ويعمل فيها الناصح الأمين .... بعد التفويض اللى هيتعملك هيحاول يعرف السر .... تبينله إنك لقيتها فرصة متتفوتش .... إسمع منهم بتركيز علشان تعرف هم هيسرقوك إزاى .... فاهم بأقول إيه ؟
- فاهم يا عمى
- وانسى كلمة عمى دى خالص حتى لو كنا لوحدنا .... وهتلاقينى من وقت للتانى هاتصل بيك فى التليفون أهزقك .... بتاع السنترال بيتصنت على مكالماتى ومكالماتك كلها أصلا وبينقل كل كلمة لمدير الأمن وللمدير المالى .... ولما تحب تعمل تليفون لمراتك التانية تخلى بالك فى الكلام ..... حتى تليفونى المباشر عاملين وصلة وبيتصنتوا عليه ..... كلامنا مع بعض فى الشغل هيكون مباشر هنا فى المكتب .... كلامنا فى التليفون هيكون اللى عايزينه يفهموه بس
- طيب ومستحملهم ليه حضرتك وانت عارف إنهم وسخين كده ؟ ما تمشيهم وتجيب غيرهم
- ههههههههههه .... وأمشيهم ليه .... كل واحد فيهم ليه عندى ملف يحبسه 20 سنة عالأقل .... لسه هاعين موظفين جداد وأدور بيسرقونى إزاى وبتجسسوا عليا إزاى .... كل الموظفين زى بعض ما عدا الموظفين الصغيرين .... وأول ما بيكبروا بيبقوا زى اللى سبقوهم
- وانا وأمجد هنعيش وسط دول إزاى يا بابا ؟ دى عصابة
- طالما هتعوموا مع الحيتان لازم تتعلموا إزاى تتقوا شرهم .... وأدينى باعلمكم أهو .... من النهاردة هتكونوا جنبى إنتوا الإتنين .... وهاخلى إجتماعاتى كلها إتنين وأربع علشان أمجد يحضرها .... هاديكم أرقام الخزنة اللى هنا .... مفيهاش ورق مهم طبعا .... كل ورقى المهم فى الخزنة اللى فى البيت .... مفهوم ؟ وخلوا بالكم .... كل شركة منافسة ليها جاسوس فى الشركة .... بالظبط زى ما انا حاطط جاسوس فى كل شركة منافسة
- مفهوم حضرتك
- دلوقتى بقى جهزوا نفسكم علشان الإجتماع الجاى .... مدير الحملة والمدير المالى هيقعدوا معانا علشان نناقش موضوع المعدات وشحنها .... كله هيبقى كلام هجص .... لكن لازم تتناقشوا معاهم بكل حرارة ..... أنا مش هاتدخل فى الحوار وهافضل أتفرج عليكم .... ورونى بقى إتعلمتوا إيه
بعد خروج الرجلين وإغلاقهما الباب خلفهما إبتسم أبو سهام إبتسامة سعيدة عريضة وقام ليضع ذراعيه حول إبنته وزوجها ويحتضنهما سوياً فلقد أسعده ما فعلاه وتيقن من إستيعاب إبنته لدرسها الأول و إستيعاب زوجها لدرسه الثانى
- بص بقى يا أمجد .... سهام تاخد بعضها وتروح دلوقتى .... تستريح شوية .... الليلة بتاعتها طبعا زى مانا عارف .... واهو يا سيدى تجهز نفسها علشان متقولش إنى بأقطع عليك ولا حاجة..... بعد سهام ما تخرج هتلاقى واحد من جوز الحيوانات اللى كانوا هنا يتصل بيك ويعزمك على كوباية شاى فى مكتبه .... غالبا هيكون التعبان الكبير المدير المالى ..... هيحذرك منى ومن إنى ممكن أمضيك على ورق يحبسك من غير ما تاخد بالك .... إسمع منه وخليه يحس إنك أصلا خايف من كده .... وهتلاقيه كل يوم ليك فى الشركة بيعزمك على كوباية شاى .... وهيحاول يعرفك على سكة تاخد بيها شوية فلوس من ورايا .... طبعا لازم ترفض فى الأول لغاية ما تروحوا أسبانيا مع بعض .... هناك بقى أعمل نفسك متردد .... نيمه فى الدرة لغاية ما تخلص اللى اتفقت معاك عليه .... وهاقولك بعدين تبقى تعمل إيه
- ألف مبروك يا باشمهندس .... من أول يوم شوفتك فيه وأنا شايف فيك مستقبل الشركة دى .... فعلا الراجل أحسن الإختيار
- متشكر جدا لذوقك .... لكن أنا نفسى فوجئت بالتعيين ده .... خصوصا إن انا باشتغل معاكم يومين بس فى الإسبوع
- وهتفضل برضه تشتغل معانا يومين بس؟ ..... إحنا محتاجينك كل يوم
- يا دوب ..... أنا أصلا عندى شغل تانى ..... وعلشان مدام سهام صاحبة مراتى جدا خلتها تضغط عليا علشان اشتغل اليومين دول معاكم
- آه أنا عارف إنك بتشتغل فى مكتب الدكتور إبراهيم من زمان .... من قبل ما يقفل حتى .... بس معرفش كنت بتشتغل فين الفترة اللى المكتب قفل فيها
- كنت باشتغل فى أسبانيا .... فى مكتب تصميم برضه ..... لكن أول ما الدكتور إبراهيم فتح المكتب تانى مقدرتش طبعا أرفض إنى ارجع
- بس أنا سمعت إنك مشارك الدكتور إيراهيم فى مكتبه
- لا مشاركه ولا حاجة .... هو بس بيدينى نسبة بسيطة من الأرباح .... تقدير منه يعنى علشان كنت باخد مبلغ كبير فى أسبانيا وسبته علشان أرجع أشتغل معاه
- بس كل البلانات بتاعت القرية ممضية بإسمك
- مش أنا اللى مصممها .... يبقى لازم أنا اللى امضى عليها طبعا
- أصل ملقتش عقد تصميم فى ورق القرية .... متعرفش الدكتور إبراهيم أخد كام فى التصميم ده
- بصراحة هو مبلغ كبير جداً .... أكيد العقد هتلاقيه فى مكتب رئيس مجلس الإدارة .... أتعابى أنا لوحدها مش هأقولك كام .... لكن مبلغ أكبر من تخيلك
- هو أنا مستغرب إن العقد مش عندى ولا فى الشئون القانونية .... إنت عارف قيمة التعاقدات اللى وصلت على القرية كام ؟
- مش مهم عندى أعرف .... طالما أتعابى وصلتنى هيهمنى إيه
- بجد أنا نفسى فخور بالتصميم بتاع القرية ده .... تصدق إن انا نفسى معرفتش آخد شاليه فيها
- بسيطة يا سيدى .... كلم رئيس مجلس الإدارة وهو يديك شاليه .... مش معقول كل الوحدات إتباعت
- لأ كلها إتباعت .... مفضلش ولا وحدة .... حتى المحلات كمان إتباعت .... وبعدين إحنا بنشتغل مع راجل أبوه وأمه الجنيه .... ميعرفش ابوه فى موضوع الفلوس
- ماهو علشان كده شركته بقت من أكبر الشركات فى المجال .... مبيعملش حساب للعواطف فى الشغل
- أنا عرفت إنه هيعمل ليك تفويض علشان تخلص موضوع المعدات .... إنت عندك خبرة فى الموضوع ده ؟
- لأ طبعاً .... لكن بما إنى كنت عايش فى أسبانيا وبتكلم أسبانى كويس فهو أكيد قال إنى هفيده هناك
- بس خد بالك يا باشمهندس .... الموضوع خطير ومش سهل زى مانت فاكر .... إوعى تمضى على حاجة من غير ما تكون متأكد منها .... والراجل اللى بنشتغل معاه كمان مش سهل
- أكيد طبعا هاخد بالى .... وأكيد حضرتك هتكون موجود معايا طبعا توجهنى
- أكيد طبعاً .... أنا من ساعة ما شوفتك وأنا حاسس إنى باحبك كأنك إبنى بالظبط .... حتى إسأل مدام سهام باقولها عليك إيه
- من غير ما أسأل .... القلوب عند بعضها
- هو أنت كنت معاهم فى أمريكا وهما بيمضوا عقود إعادة الإعمار ؟
- لأ أنا كنت فى أسبانيا .... كان عندى إمتحانات .... بس عرفت من رئيس مجلس الإدارة إنها عقود كويسة
- وإلا كويسة .... ده هيكسب منها مليارات مش ملايين .... الراجل ده رغم إنى شاكك فيه لكن بيعرف من أين تؤكل الكتف
- شاكك فيه إزاى يعنى ؟ طمنى علشان إنت قلقتنى كده
- أصل إشمعنى إحنا يعنى من بين شركات القطاع الخاص كلها ناخد عقود بالضخامة دى .... أكيد الموضوع فيه إنّ
- إنّ إزاى يعنى ؟
- أصل الراجل ده ليه طرق بينى وبينك مش نضيفة .... بيدفع رشاوى وليه إتصالات كتير بره مصر وبياخد شغل محدش بيعرف ياخده غيره
- كده يبقى راجل فاهم وواعى .... بيعرف يخلص شغله منين
- بالظبط كده .... أنا بقى عايزك تتعلم منه وتبقى زيه .... لما تلاقى فرصة فلوس جايالك متسيبهاش .... من غير تفكير
- يعنى إيه فلوس جايالى ؟ هتجيلى منين الفلوس ماهو أنا لازم أشتغل علشان تجيلى فلوس
- مش لازم أوى يا باشمهندس .... أنا ممكن أخدمك فى الموضوع ده .... هبقى أفهمك كل حاجة بعدين .... إنت زى إبنى برضه ويهمنى مصلحتك
- طيب أستأذن أنا بقى علشان عندى شغل .... شكرا على الشاى
- مستنيك يا باشمهندس نكمل كلامنا
- يوم الأربع بالمشيئة .... نبقى نقعد مع بعض شوية تانيين .... عن إذنك
- ههههههههههه حلو أوى اللى حصل ده .... المرة الجاية هيعرض عليك الموضوع بالتلميح .... تبقى ترفض وتعمل نفسك زعلان
- طيب وليه التمثيلية دى كلها يا عمى .... ما تجيبه وتفهمه إنك عارف وساخته .... أو حتى تمشيه خالص من الشركة
- بص يا أمجد .... الراجل ده مهم ليا جدا وجوده .... هو بينقل أخبار الشركة لأكبر منافس ليا .... حتى المناقصات بينقل له عرضى .... ولإن مناقصاتنا كلها بالأظرف المغلقة فدايما بيكون عارف سعر أعلى من اللى أنا بأتقدم بيه .... وقبل ما أبعت المظروف بأغير السعر وأقفل المظروف وأختمه.... فباخد المناقصة .... هو بيفتكر إنى دافع رشوة أكبر.... لكن الحقيقة إن هو اللى بيساعدنى
- يعنى إنت مش بتكون دافع رشوة ؟
- لأ طبعا باكون دافع .... لكن الكل بيكون دافع زيه زيى .... فالمناقصة بترسى على أقل سعر وكده أو كده المسؤل بيكون واخد حقه تالت ومتلت من أى واحد هترسى عليه المناقصة .... إسمع بقى اللى هأقولهولك
- تحت أمرك يا عمى
- كتالوجات المعدات اللى هنشتريها وصلت .... هاخلى البواب يحط لك الكرتونة فى عربيتك .... من سكات كده تاخد الكتالوجات دى وتقعد مع أبوك والمهندس اللى قولتلك تخليه يحضرهولك .... هو جاهز؟
- أيوه جاهز
- تمام أوى .... يبقى كده تخليه يشوف المواصفات فى الكتالوجات ويتأكد إنها تمام ومناسبة للشغل فى الحر هناك .... واعمل حسابك أول الشهر الجاى تسافر على أسبانيا إنت وهو .... جوز الحيوانات اللى عندى هيحصلوك بعد إسبوع .... تكون خلصتوا فيه كل حاجة والراجل يرجع على مصر بالسلامة .... وتديله فلوسه قبل ما يمشى .... سيبهم بقى يلفوا ويظبطوا نفسهم إسبوع كمان .... وتلف معاهم إسبوع زيه .... هتكون المعدات جهزت عالشحن وتمضيهم على محاضر الإستلام بعد ما هيتخانقوا معاك طبعا ويتصلوا بيا .... وبعد ما يمضوا بإسبوع واحد وهما بيلفوا على الأربع شركات شحن هتكون المعدات إتشحنت فى طريقها للخليج .... عارف بعد كده هيحصل إيه ؟
- أكيد هيكرهونى ويمكن يقتلونى
- بالعكس .... دول هيقربوا منك أكتر ويحاولوا يقلبوك فى أى قرشين .... ماهم هيبقوا متأكدين إنك قفشت عمولة فى المشوار ده .... والبهيم مدير الحملة إشترى عربية جديدة دفع مقدمها وكان مستنى القرشين بتوع المعدات علشان يدفع باقى تمنها ويدفع مقدم شقة يعط فيها مع سكرتيرة مدير الشئون القانونية اللى ماشى معاها
- ممكن أسألك سؤال ؟
- عارفه .... أنا بأستفيد إيه من كل اللى باعمله وانا عارف إنهم ولاد كلب أوساخ .... ممكن تقول كده باتسلى علشان مزهقش .... واهو برضه باكون ماسك على كل كلب فيهم ذلة لو حبيت أحبسه .... فهمت ؟
- فهمت .... تفتكر يا عمى أنا ممكن أكون فى يوم زيك كده
- ههههههههه .... هتكون .... أنا وأنا فى سنك كنت زيك كده .... بس أبويا علمنى كل ده .... إنت بقى أبوك راجل نضيف للأسف .... فمعلمكش غير الضمير فى الشغل زيه .... أنا بقى عايزك تكون زى أبوك فى نضافته وزيى فى الشغل .... يمكن يجيى يوم والبلد تنضف ووقتها هتحتاج واحد زيك .... نضيف بس عارف كل الألاعيب الوسخة
لكن ما حدث لأمجد فى الحرب كان قد أكسبه قدرة ما .... قدرة على تقبل ما كان يرفضه تماما من قبل .... لقد صهرته الحرب مثلما صهرت أجساد الرجال لتختلط بحديد مركباتهم المحترقة .... بعدما شاهد الجندى يطلق الرصاص على زميله المصاب كى يأخذ مكانه فى المركبة المنسحبة أيقن أن ما تحويه النفس البشرية من قذارة أكثر بكثير مما يجرى حوله فى عالم رجال الأعمال
...............................................................................................................
بعد أيام فوجئ أمجد بإلهام تقتحم عليه المكتب وفى عينيها نظرة يعرفها .... نظرة الأم التى تريد التأكد من شك ما فى نفسها جهة إبنها
- ولا يا بغل .... هأسألك سؤال وترد عليه بدال ما تاخد على وش أمك
- إسألى يا إلهام .... هاجاوب من غير ما تتعبى نفسك وتدينى على وش أمى
- فيه حاجة بينك وبين إيناس ؟
- هيكون فيه إيه بينى وبين إيناس ؟ مافيش غير إنها كل شوية بتعزمنى على حفلة فى الفيلا الجديدة وباقولك عليها
- هتستعبط ياض ؟ أنا مش قصدى عالحفلات .... قصدى على حاجات تانية يا روح امك
- حاجات تانية إيه وتالتة إيه .... هيكون فيه حاجات تانية إمتى وإنتى شايفة الساقية اللى انا متعلق فيها زى الطور.... دا أنا مبلحقش أقعد أستريح .... حتى نفسى يوم اروح اقعد على قهوة زى باقى الناس مش عارف
- باقولك إيه .... إيناس فضلت ترفض فى افلام من اللى متعودة عليها .... وأخيرا وافقت على فيلم .... فيلم محترم مافيهوش حتى حضن .... دى مش إيناس اللى اعرفها من ساعة ما بدأت تمثل
- وأنا مالى يا إلهام ؟ أنا لا شوفت لها أفلام ولا عمرى شوفتها بتمثل
- أصلها يا روح امك بطلت تسألنى عليك .... وركبت دماغها عالمخرج والمنتج إن المكتب هنا هو اللى يصمم ديكور الفيلم .... إنطق بالتى هى أحسن
- يعنى إنتى اللى أصريتى إن إحنا ندخل نشاط الديكور فى المكتب .... والست كتر خيرها جايبالنا شغل .... وبطلت تسألك عليا خلاص .... فين المشكلة
- المشكلة إن قلبى مش مستريح .... إيناس عمرها ما سابت حاجة نفسها فيها .... وعمرها ما مثلت فيلم محترم .... فجأة كده تتقلب .... عايز تفهمنى إنها شالتك من دماغها وغيرت من طريقتها فى التمثيل مرة واحدة كده
- يا ستى يمكن إتعرفت على راجل محترم مش عايزها تمثل أدوار فيها حاجة كده أو كده .... أنا مال أمى
- ولا .... أنا عارفة تأثيرك عالنسوان كويس .... وإلهام ياما بدأت علاقات مع رجالة محترمين وونفضتلهم لما طلبوا منها تبطل تمثل فى الأفلام إياها .... وبعدين إصرارها إن انت اللى تصمم ديكور الفيلم مع إنك ملكش خبرة فى المجال ده مش طبيعى
- يا ستى أنتى قلتى بلسانك أهو .... معنديش خبرة .... يعنى فى الآخر إنتى اللى هتصممى ديكور الفيلم .... قلت انا بقى إن فيه حاجة بينك وبينها
- لا يا خويا .... المنتج طلبك بالإسم إنك تصمم ديكور الفيلم .... هيعرف إسم أمك منين أصلا
- أكيد قالتله إن انا اللى صممت لها الفيلا فالراجل عجبه شغلى وحب يستفيد بافكارى .... وعلى كل حال بسيطة .... إرفضى الشغل وخلاص .... إحنا مش ملاحقين عالشغل أساسا
- عايزنى أرفض شغل بإتنين مليون جنيه .... ليه مجنونة أنا ؟
- طيب أعمل إيه أنا دلوقتى .... أنا بأنفذ الشغل اللى بتديهولى بنفسك .... حتى شغل فريدريك بتشوفيه قبل ما أبدأ أشتغل فيه .... لو إدتينى حاجة هأشتغلها .... حتى لو تصميم مراحيض
- تعرف يا بغل إنت لو إكتشفت إن فيه حاجة بينك وبينها .... هأخلى إيامك أسود من السواد نفسه .... هننفذ الشغل .... لكن لو سمعت إنك هوبت ناحية لوكيشين التصوير هتبقى وقعة أمك سودة
- يا ستى أنا كده كده مسافر أول الشهر .... يعنى يا دوب ألحق أنفذ الأفكار الرئيسية وهاسيبلك إنتى الباقى تكمليه .... يعنى لا هألحق أروح لوكيشن تصوير ولا لوكيشن زريبة حتى
- ماشى .... هامشيها لغاية ما اقفشك .... مسيرك هتتقفش يا بغل .... أنا هابلغ المنتج إننا موافقين .... وهنحضر الحفلة اللى هتتعمل فى الفيلا بتاعة إيناس سوا .... أنا وإنت والدكتور .... وساعتها هاعرف إن كان فيه حاجة بينك وبين اللبوة دى ولا مافيش
- يا ستى أنا لا عايز أحضر حفلة ولا غيره .... كفاية حفلة الشغل اللى انا عايش فيها ليل ونهار
- لأ هتحضر غصب عن عين أمك .... وانا هناك هاعرف إذا كان فيه حاجة بينك وبينها و لا لأ .... ومش هتعرف تزوغ منى يا ميلفات يا وسخ
- طب ما تجيبى بوسة بقى
- إيه ياختى الواد ده ؟ قولت لك ماليش فى العيال انا .... إتهبب كمل شغلك خلينا نخلص
وقعت عينا أمجد فى عينا الشيخ .... كل منهما تجاهل الآخر تماما كأنه لايعرفه .... فوجئ أمجد بكل الفنانين يتجمعون حول الشيخ الوقور ويسلمون عليه بحفاوة وكأنه صديق قديم .... لكن إيناس عندما أتجهت إليه نظرت أولا لأمجد فلاحظت نظرته المستنكرة فحيت ضيفها سريعا وابتعدت عنه متعللة بإنشغالها بإعداد تورتة الحفل لكنها أخبرته بأن "البيت بيته" لم يلاحظ تلك النظرة السريعة بين أمجد وإيناس إلا إلهام التى كانت تراقب وكأنها تنتظر تلك النظرة .... إزدادت دهشة أمجد عندما وجد كل السياسيون ينسحبون واحدا وراء الآخر لداخل الفيلا وينخرطون فى نقاش ما بداخل البهو بعد أن جلسوا جميعاً لم تدع إلهام الفرصة لأمجد ليحاول معرفة ما يدور .... سحبت أمجد لجانب بعيد ونظرت إليه النظرة التى يعرفها جيداً
- مش قولتلك إن فيه حاجة بينك وبينها .... إنطق يا بغل وإلا هتبقى ليلتك سودة
- بينى وبينها إيه بس يا إلهام .... أنا حتى مسلمتش عليها بالأيد
- لا يا شيخ ؟ إتعميت أنا ومشوفتش الربكة اللى ارتبكتها لما بصت لها وهى رايحة تسلم عالراجل .... دا لما كانت متجوزة مكانتش بتخاف من جوزها كده
- يا ستى أنا بس إستغربت وجوده هنا .... إنتى عارفة إن فيه بينى وبينه معرفة .... إنتى مش شوفتيه فى فرحى
- برضه متستعبطش .... إشمعنى هى اللى سلمت عليه من بعيد لبعيد .... ما كل النسوان اللى فى الحفلة خدته بالحضن وباسته .... إشمعنى هيا يعنى
- مانتى سلمتى عليه من بعيد لبعيد يا إلهام .... يمكن عملت زيك علشان مكسوفة منك
- هيهى .... مكسوفة منى ؟ ومن إمتى الكسوف ده .... ماهو الشيخ ده حبيب الفنانات كلها وكلهم بياخدوا رأيه فى حاجات كتير .... ونص اللى بطلوا تمثيل بطلوا على إيديه
- طيب يا ستى الراجل بيعمل اللى عليه وبيحاول يقوم بالدور اللى شايفه صح
- ونبى إيه ؟ ده ميلفات أكتر منك .... يعنى إنت مش عارف اللى بيعتزلوا دول بيعتزلوا ليه أظن وبيصرفوا على نفسهم منين؟
- وأنا هاعرف منين بس يا إلهام ..... بيعتزلوا ويتجوزوا ويقعدوا فى البيت .... أنا مال أمى بالموضوع ده
- لا يا خويا .... اللى بتعجبه بيتجوزها فى السر .... أو بتكون عاجبة واحد زيه بيتجوزها فى السر برضه .... ماهم بيطقموا أربعات يا روح أمك زى مانت ناوى تطقم
- يا ستى أنا متجوز إتنين مافيش زيهم فى الدنيا ومش ناوى أتجوز غيرهم ..... ماليين عينى وماليين حياتى
- والقطة اللى فى برشلونة .... ويا عالم مين غيرها .... تلاقيك مطقم زيهم.... وحياة أمك لو مقطعتش علاقتك بإيناس دى لأخلى عيشة أهلك طين
- علاقة إيه بس اللى أقطعها .... كل علاقتى بيها عن طريقك وتحت عينك .... حتى الشغل هأخلصه وأسافر وانتى هتكمليه وماليش دعوة بيه
- طب خلى بالك بقى علشان مش هارفع عينى من عليك وعليها .... ومسيرى هأقفشك يا روح امك
- صباح الخير يا إيناس .... آسف إنى صحيتك من النوم
- إنت تتصل فى أى وقت وتصحينى وقت مانت عايز .... إيه جايلى النهاردة؟
- لأ مش جايلك النهاردة .... بس عايز أعرف إيه اللى كان بيحصل إمبارح ده
- حصل إيه إمبارح ؟ مأخدتش بالى من حاجة ممكن تضايقك
- لأ يا إيناس .... الناس اللى إتسحبوا واحد ورا واحد ودخلوا عملوا إجتماع لوحدهم دول إيه .... إيه اللى لم الشامى عالمغربى .... كانوا بيعملوا إيه وبيتفقوا على إيه
- أحلفلك إنى معرفش .... أنا فوجئت بيهم بيطلبوا منى ييجوا الحفلة .... طبعا مقدرش أرفض .... ومكنتش أعرف إنهم متفقين مع بعض حتى .... متظلمنيش يا أمجد .... أنا من ساعة ما طلبت منك تكون دايما جنبى مخبتش عليك أى حاجة
- يعنى متأكدة إنهم متفقين مع بعض
- آه متأكدة .... كلهم طلبوا يحضروا الحفلة بنفسهم
- والشيخ أبو إبراهيم ؟ هو كمان طلب ده ؟ إنتى تعرفيه منين؟
- أبو إبراهيم على علاقة كويسة بكل الوسط .... كل الممثلين والممثلات بيخطبوا وده علشان ميترفعش قضايا على أفلامهم وتتمنع من العرض .... وكمان المعتزلات كلهم تحت باطه وفاضل يعملوله مقام .... وواحدة من المعتزلات هى اللى طلبت منى أعزمه ومقدرتش أقولها لأ لإنها ساعدتنى كتير وانا لسة بأبتدى .... حتى تليفونه مكنتش أعرفه وهيا اللى إديتهولى
- يعنى إيه تترفع قضايا على أفلامهم وتتمنع من العرض .... مش دى شغلة الرقابة
- لأ يا سيدى .... الرقابة بتوافق على الفيلم ولو معجبش اللى زى الشيخ أبو إبراهيم بيشوفوا أى مشهد أو أى جملة أو أى تلميح فى الفيلم ويرفعوا قضية فى المحكمة والمحكمة بتوقف عرضه .... فى محاميين دى شغلتهم
- والمحامين دول بيستفيدوا إيه من كده ؟ بيكسبوا فلوس يعنى من رفع قضايا على الأفلام
- بيكسبوا إن إسمهم يتردد فى الجرايد .... وبيكسبوا إن اللى فاتحينله المكتب يبقى كل الممثلين تحت ضرسهم وميقدروش يرفضولهم طلب .... زى أنا ما مقدرتش أرفض طلب إن الشيخ أبو إبراهيم يحضر الحفلة
حمل أمجد ما رآه للمكان الوحيد الذى ظن أنه يحمل إجابة عن تساؤله .... ما الذى يجمع هذا العدد من السياسيين فى حفلة تقيمها ممثلة .... وفيم كان إجتماعهم الغامض ..... قابل المسؤل عن تشغيله تساؤله بإبتسامة حزينة
- رغم كل اللى مريت بيه يا أمجد لسة جواك طالب المدرسة العسكرية .... لسة جواك طالب الثانوى العسكرى اللى بيحلم بوطن نضيف .... مقدرتش تفهم اللى جصل فى البلد فى الكام سنة دول
- يعنى إيه .... مش فاهم إزاى ناس معارضة تتجمع مع حزب حاكم وتيار يمينى فى بيت ممثلة .... كانوا بيعملوا إيه .... وإنتوا إزاى تسيبوهم يتجمعوا كده من غير ما تعرفوا بيتفقوا على إيه
- أولا هما كانوا مجتمعين علشان الإنتخابات
- إنتخابات إيه ؟ لسة بدرى عالإنتخابات
- لأ مش بدرى .... فيه 3 دواير هتفضى وكانوا بيقسموهم
- هتفضى إزاى يعنى
- فيه 3 أعضاء هيستقيلوا من المجلس علشان هيتم إتهامهم فى قضية فساد ..... وهما كانوا متجمعين علشان يقسموا الدواير دى بينهم .... مين يدخل الإنتخابات ومين يكسب الدواير
- مسمعتش أنا عن أى قضية فساد .... قضية بيتحقق فيها لسة ؟
- لأ قضية هتتفتح كمان إسبوعين تلاتة .... بلاغ هيتقدم من عضو والرقابة الإدارية هتحقق فيه
- لسة ها .... يتقدم .... وانتوا عرفتوا إزاى .... أكيد مراقبينهم
- منقدرش نراقبهم ولا نسجل لهم لإن كلهم عندهم حصانة .... لكن دى حسابات بينهم .... كل فترة يقدموا إتنين ولا تلاتة كبش فدا علشان المنظر يبقى حلو
- طيب ليه ميجتمعوش فى مكان ينفع للإجتماع ..... ضاقت عليهم الدنيا علشان يجتمعوا فى حفلة ممثلة عاملاها فى بيتها
- لإن كلهم بيخافوا من بعض .... يخافوا يجتمعوا فى مكتب حد فيهم
- طيب ما يجتمعوا فى فندق .... أى مكان يعرفوا حتى يتكلموا فيه
- أى فندق أو أى مكان عام وجود الناس دى مع بعضها هيثير تساؤلات .... ولسة فيه كام صحفى شريف فى البلد ممكن يعمل لهم قلق لو نشر إن الناس دى كانت متجمعة مع بعض .... فاتجمعوا فى حفلة إيناس .... ممثلة ملهاش ميول سياسية وعلاقتها كويسة بالكل .... فطبيعى إنها تعزمهم فى حفلة عملاها زى أى حفلة بتعملها .... كلهم معارف قديمة ووجودهم مش هيثير أى شك .
- لكن الحفلة كان فيها صحفيين .... يعنى كان ممكن أى صحفى يسرب الخبر
- كل الصحفيين اللى كانوا موجودين مافيش واحد فيهم هيفتح بوقه بكلمة .... حتى لو فتح بوقه هيقول إيه ؟ ممثلة كانت عاملة حفلة وعازمة سياسيين .... شئ عادى فى حالة إتصالات إيناس المتشعبة
- ووجود أبو إبراهيم فى حفلة زى دى مش هيثير الشبهات .... يعنى أنصاره يقولوا عليه إيه لو عرفوا
- ههههههههههههه ..... يابنى أفهم .... أبو إبراهيم بيحضر حفلات كتير زى دى .... تصدق لو واحد من أنصاره شافه نايم حتى مع إيناس كريم هيكدب عينه ويصدق أبو إبراهيم .... أنصار أبو إبراهيم واللى زيه مبيشوفوش غير اللى هو عايزهم يشوفوه .... عقولهم إتلغت من زمان أوى .
- طيب وإنتوا عرفتوا إزاى اللى دار فى الإجتماع طالما متقدروش تراقبوهم ولا تسجلوا لهم
- منهم هم شخصيا
- يعنى واحد فيهم بلغكم باللى دار فى الإجتماع؟
- كل واحد فيهم أول ما روح بيتهم إتصل بأمن الدولة وقالهم عن كل كلمة دارت فى الإجتماع
- يعنى بيبيعوا بعض بسهولة كده؟
- هى السياسة كده .... كل واحد بيبيع التانى علشان مصلحته
- حتى أبو إبراهيم ؟
- أولهم أبو إبراهيم .... المهم سيبك من كل ده وخلينا فى شغلنا .... إنت مسافر إمتى؟
قبل سفر أمجد بأيام طلب منه الشيخ أبو إبراهيم مقابلته قبل السفر .... أبلغ المسؤل عن تشغيله وذهب لمقابلة الرجل فى مكتبه .... إستقبله الرجل بكل ترحاب وكان كوب الشاى جاهزاً .... ولأول مرة ينفرد به أمجد بعد أن صرف مساعده
- وحشتنى يا باشمهندس .... من يوم الحفلة مشوفتكش .... إيه يا راجل مبوحشكش ؟
- حفلة إيه يا حاج ؟
- يا ولا ؟ حفلة إيناس كريم .... إنت كنت بتعمل إيه هناك؟
- مكتبى هو اللى هيعمل ديكور الفيلم يا حاج .... ومديرة المكتب صاحبة إيناس فعزمتنا على الحفلة .... بس أنا مشوفتكش خالص .... هو أنت يا حاج بتحضر حفلات زى دى ؟
- عفارم عليك يا أمجد .... أنا كمان مشوفتكش .... إيه اللى هيودينى أنا حفلة زى دى
- مانا باقول كده برضه يا حاج .... أنا خمورجى ونسوانجى ووجودى فى حفلة زى دى شئ طبيعى .... لكن إنت ؟ عمرى ما أتخيل حتى إنك تحضر حفلة زى دى .
- طيب خلينا بقى فى المهم .... إنت مسافر إمتى ؟
- كمان يومين .... عندى إمتحانات
- طيب إسمع اللى هأقولهولك كويس لإن محدش المفروض يعرف الكلام اللى هيتقال ..... لما توصل أسبانيا هتلاقى مبلغ كبير فى الحساب بتاع الشغل .... المبلغ ده كله هتحوله لحساب واحد بس .... هأبقى أديلك رقمه على التليفون .... حتى اللى معايا ميعرفوش رقم الحساب اللى هتحول عليه الفلوس
- طيب ما تدينى رقم الحساب دلوقتى بالمرة وإحنا مع بعض
- مينفعش .... بعد ما توصل هناك بيومين إتصل بيا بليل على رقم البيت .... مش المكتب
- بس أنا معرفش رقم بيت حضرتك يا حاج
- خد الرقم .... الرقم ده محدش يعرفه من اللى شغالين معايا حتى هنا فى المكتب .... ولا حتى مديه لحد من المجلس ..... ده رقم خاص غير اللى كلهم يعرفوه .... شوف بقى إنت بقيت مهم عندى أد إيه .... أهم حتى من أعضاء المجلس الموقر ههههههههههه
- طبعا هأحول الفلوس بعد ما أخصم عمولتى
- يا ساتر .... إنت إيه يا أخى مبتفوتش مليم ..... متخصمش عمولتك وأنا هأحولهالك على حسابك هنا .... وبالزيادة كمان علشان خاطر إنت مشوفتنيش فى الحفلة ...... ههههههههههه
ووصل أمجد مرة أخرى لبرشلونة التى أصبحت وطنه الثانى ..... وأتبع تعليمات أبو سهام وفتح حساب بإسم الشركة بالتفويض الذى منحه إياه الرجل .... إتصل بحماه أبلغه رقم الحساب .... ومساء إتصل بالشيخ أبو إبراهيم ليعرف رقم الحساب الذى سيتم تحويل الأموال إليه .... كان المبلغ من الضخامة بشكل أذهل أمجد .... وشعر أمجد بأن مطرقة قد هوت على رأسه عندما أبلغه الرجل برقم الحساب ..... كان نفس رقم الحساب الذى فتحه أمجد فى الصباح .... هل يكون حماه عضو فى تلك الشبكة التى ينقل هو أخبارها للجهاز الكبير ؟
سارع أمجد للقنصلية لمقابلة مسؤل الأمن ليبلغه كالعادة بالتطورات .... ضحك الرجل من إنزعاج أمجد
- إيه يا باشا ..... مالك مخضوض كده ليه ؟
- مخضوض ؟ دا أنا مرعوب .... أفتح الحساب النهاردة ألاقى نفسى بكرة هأحول له الفلوس دى كلها
- زى ما قالولى إنت لسة من جواك شاب طيب .... إنت نسيت إنك هتشترى معدات بملايين .... هتشتريها إزاى من غير فلوس
- أيوه .... لكن مصدر الفلوس دى هو اللى رعبنى .... ليه أبو مراتى يتعامل مع الناس دى .... وأنا اللى متصدر فى الموضوع كله
- أمال هيجيب الدولارات منين يابنى ..... أبو إبراهيم هو الوحيد اللى ممكن يوفر دولارات بالكمية دى ..... وحماك هيديله الفلوس فى مصر بالمصرى
- يعنى أبو مراتى مالوش دعوة بشغلهم التانى
- لا ليه دعوة بشغلهم التانى ولا يعرف بيه أصلا .... حول الفلوس بكرة وابعت لأبو إبراهيم صورة التحويل ومتقلقش من حاجة .... وإحنا هنساعدك كمان فى موضوع المعدات اللى جاى تشتريها وهنسهل لك نقلها للمينا علشان تبدأوا تشحنوها
ترك أمجد الرجلين ينعمان برحلاتهما اليومية بين الشركات اللأربعة التى رشحوها من قبل .... رحلات فى ظاهرها التفاوض والمعاينات وفى باطنها الإتفاق على العمولات .... عرف أمجد كم هو داهية أبو سهام .... فسرعان ما حدث ما توقعه الرجل عندما قرر الرجلان مفاتحته فى أمر إنهاء عملية الشراء وعرض العمولة التى سينالها .... وكما علمه الحوت الكبير .... يبدو مترددا أولا أمام تلميحاتهم حتى يقرروا مفاتحته بكل وضوح
- إحنا وصلنا لإتفاق هايل يا باشمهندس مع أحسن شركة معدات فى العالم
- طيب كويس .... عملتوا مجهود هايل .... أكيد مجلس الإدارة هيصرفلكم مكافأة كبيرة
- يا ريت .... مش هيدونا غير بدل السفر .... إذا إدوهولنا أصلا .... صاحب الشركة بتاعتنا بخيل جلدة وميت عالقرش .... إنت بدل السفر بتاعك كام
- أنا مسألتش بصراحة على موضوع بدل السفر ده ..... أنا أصلا جاى علشان عندى إمتحانات هنا وشوية شغل لازم يخلصوا
- يعنى ممكن تطلع من المشوار ده بلوشى بعد المجهود اللى عملته هنا ده كله
- يا سيدى .... أنا عملت إيه .... إنتوا اللى عملتوا كل حاجة وأنا يا إما فى الجامعة يا إما فى المكتب
- بس برضه .... طالما إنت اللى هتمضى عالعقد يبقى لازم تاخد مكافأة
- وهتيجى منين المكافأة وأنتوا بتقولوا إن صاحب الشغل بخيل وجلدة .... لو إدانى حاجة أهلا وسهلا ولو ما أدانيش مافيش مشكلة .... أنا أصلا شغلى فى الشركة دى واقف عليا بخسارة .... لولا مدام سهام صاحبة المدام مكنتش ممكن أوافق أشتغل معاكوا
- وليه تستنى المكافأة .... خدها إنت بنفسك
- إزاى يعنى آخدها بنفسى ؟ إنت المدير المالى يا سيدى وشوف ممكن أخدها إزاى
- دا إنت غلبان أوى يا هندسة .... أنا هأفهمك .... الشركة اللى هنمضى معاها هيا اللى هتديك المكافأة .... زى ما بنقول فى مصر كده حلاوة يعنى .... فى الخفا ومحدش هيسمع عنها حاجة
- وده قانونى ؟ يعنى مفيش خطر منه ؟
- قانونى جداً .... طالما مافيش ورق يقول إننا خدنا حاجة يبقى مخدناش حاجة
- طيب والحلاوة دى هتكون أد إيه ؟ فى حدود كام يعنى ؟
- مش هتقل عن 100 ألف جنيه مصرى .... إيه رأيك ؟
- بجد ؟ 100 ألف مرة واحدة ؟ طيب سيبونى أفكر لغاية بليل وأرد عليكم ..... أستأذنكم بقى علشان عندى بلان لازم أخلصها وأسلمها للمكتب هنا
فى المساء إجتمعوا مع أمجد فى شقته للتحضير لتوقيع العقد فى الصباح التالى .... أغرقهم أمجد بإتسامة رضى مزيفة صدقوها ..... لقد أصبح مثل أبو زوجته يستمتع باللعب بمشاعر اللصوص .... أسهبوا له فى إستحلال العمولة وبأن هناك عمولة أخرى تنتظره .... رحب أمجد بهم قبل أن يستأذن منهم لدقائق ليعود ويضع أمامهم كتالوجات المعدات التى أنهى الإتفاق عليها .... نظر لهم بإبتسامة أخرى ونظرة أرعبتهم .... إنها نفس نظرة أبو سهام عندما يواجه ضحيته التى وقعت متلبسة بجرم الإختلاس
- دى كتالوجات المعدات اللى إخترتها .... الإتفاق تم مع الشركة وبكرة هنروح نوقع العقود ومحاضر الإستلام .... المحاضر هتتمضى فى المينا .... أنا عملت لكم تصاريح الدخول
- إيه الكلام اللى بتقوله ده يابنى إنت .... إنت إزاى تعمل حاجة زى كده ؟ إنت بتستعبط
- مش باستعبط .... الإتفاق تم وبكرة هتمضوا على محاضر الإستلام
- إحنا مش هنمضى على حاجة .... مش عيل صغير زيك هيضحك علينا وياكلها لوحده .... إحنا هنتصل برئيس مجلس الإدارة ونقوله عالتهريج اللى إنت عملته
- براحتكم .... تحبوا تتصلوا بيه من هنا ولا هتتصلوا بيه من الفندق
- ملكش دعوة .... روح إمضى إنت محاضر الإستلام وإتحمل مسؤلية اللى هيحصلك لما ترجع مصر .... إنت هتتحبس هتتحبس ..... أبو سهام مش هيسيب عيل زيك يسرقه ويوديه فى داهية
- براحتكم .... هأستناكم هنا بكرة الساعة 7 علشان تيجوا معايا .... لو مجيتوش هاروح لوحدى .... تصبحوا على خير بقى علشان عايز أنام
ولكن قبل السابعة صباح اليوم التالى كانوا يدقون باب أمجد لإصطحابه للميناء .... كانت الخيبة التى تعلو وجوههم تعبر عما حدث بينهم وبين أبو سهام .... وقعوا محاضر الإستلام وهم يمنون أنفسهم بجزء آخر من الكعكة .... كعكة الشحن
- عايزين بقى نشحن بسرعة .... المعدات كلها وصلت المينا ومش عايزين ندفع أرضيات .... زى مانتو شايفين المعدات واخدة جزء كبير
- يومين إتنين بس ونكون إتفقنا مع شركة الشحن .... إحنا تقريبا مخلصين كل حاجة .... يعنى المعدات مش هتكمل إسبوع عالأرض
- تمام .... خلصوا كل حاجة وبعد يومين نتقابل نمضى العقد علشان عايز أسافر بسرعة .... عندى مشوار لغاية اليونان لازم أخلصه قبل ما أرجع مصر
- مشوار إيه ؟ شغل للشركة برضه
- شغل إيه اللى للشركة فى اليونان .... تبقى المدير المالى ومش عارف مشاريع الشركة فين .... هأستناكم بعد يومين علشان نروح نمضى ونخلص
- إنت كنت فين ؟ مش كان فيه معاد النهاردة علشان نمضى عقود الشحن
- شحن إيه ؟
- إنت بتتعاطى حاجة يا جدع إنت .... إنت نسيت إحنا هنا بنعمل إيه أصلا .... إزاى راجل كبير زى اللى بنشتغل معاه يحط ثقته فى واحد زيك
- صدقونى مش عارف إنتوا بتتكلموا عن إيه .... فهمونى
- بنتكلم عن المعدات المرمية فى المينا وكل يوم بتتحسب عليها أرضية بمبلغ وقدره .... إنت بتستعبط ولا نسيت بجد ؟
- آه المعدات ..... المعدات فى البحر من إمبارح يا حضرات .... أنا مسافر بكرة .... متتأخروش هنا علشان الشركة هتقفل حسابكم فى الفندق بكرة الضهر .... يا ريت تلحقوا تحجزوا علشان متناموش فى الشارع
..............................................................................................................
عاد أمجد أخيرا لوطنه .... عاد لمكتبه وزوجاته ولإيناس .... كانت إيناس تلح على أمجد للذهاب لموقع التصوير لرؤية الديكور الذى وضع رسوماته وأكملته أستاذته وأمه الروحية .... لكنه رفض حتى الذهاب .... تعلل بإلهام وتهديدها له .... لكنه فى الحقيقة كان يكره أن يرى مجهوده يهدر فى ديكور ينفذ ثم يهدم بعد التصوير بأيام .... فهو فى قرارة نفسه يؤمن بأنه يصمم مبانى تعيش لسنوات وليس ديكور يبنى ويهدم خلال أيام معدودات .
كان الخبر السعيد الذى ينتظره هو حمل حبيبة عمرة منى .... رغم شوقه إليها إلا أنه كان حريصا على إبنه الذى تحمله فى أحشائها .... قاوم رغبته ورغبتها كى يحافظ تلك المرة على حياة صغيره .... فهو ليس على إستعداد لفقدان آخر .... ولكن !!!!
ولكن كأنما هذا العام يرفض الذهاب بدون أحزان .... كانت مصر على موعد آخر مع حزن آخر .... غرق العبارة سالم إكسبريس .... تلك السفينة التى كان من المفترض خروجها من الخدمة لكثرة أعطالها لكن أحدهم إستمر فى إستخدامها لجنى الأموال .... ظن صاحبها أنه بإستعانته بأحد أفضل الربابنة المصريين سيتجنب غرقها المحتوم .... لكن مهما كانت براعة القبطان تظل السفينة المتهالكة متهالكة لا تصلح معها أعمال الترميم ولا العمرات .
كان موعد أمجد مع حزن جديد .... حزن فقدان أبيه لأحد أبناء عمومته العائد من رحلة الشقاء لقضاء بعض الأوقات .... فضل هذا العم إستقلال العبارة ليصطحب معه سيارته .... فغرقت العبارة وغرق الرجل وغرقت سيارته.
كان على أمجد مرافقة والده فى تلك الرحلة الحزينة .... فالقرية التى ينحدرون منها ما هى إلا أسرة واحدة ضخمة العدد .... الكل يشترك فى إسم الجد الأكبر .... والأسرة لابد لها من كبير .... وكان قدر أمجد أن يكون والده هو كبير تلك الأسرة الضخمة بعد وفاة أبيه وجده .... رافق أمجد والده لإنه الواجب .... واجبه نحو أبيه ونحو أسرته الضخمة القوية التى عرف بإسمها فى العالم كله .... فالكل يعرف أمجد بإسمه الأول يليه إسم أبيه فإسم الجد الأكبر حسب رغبة والده .... وصل أمجد وأبيه بعد يوم من غرق العبارة ليجدا فى إنتظارهم عشرات من رجال الأسرة ينتظرون إنتشال الجثمان ..... آلاف البشر إحتشدوا إنتظارا لسماع خبر إنتشال جثة ليهرع العشرات لمحاولة التعرف عليها بعد أن نشرت أسماء العدد القليل من الناجين .... إنتظروا يومين آخرين قبل أن تنتشل جثة فقيدهم .... تعرف عليها أحد إخوته فقط من خاتم علق فيما تبقى من إصبعه .... فلقد فعلت المياه المالحة وقضمات الأسماك فعلتها فى الجثامين .
ولأول مرة يجد أمجد نفسه يتصل بالجهاز الكبير طلبا لمساعدتهم .... فالإجراءات الطويلة تعنى وصولهم بالجثمان لبلدتهم البعيدة فى وقت غير مناسب .... كان أقرب تليفون متاح بعيدا .... وبمجرد عودة أمجد للجمع الموجود بجوار المشرحة وجد الكل يبحث عنه .... لقد أتى العديد من المسؤلين للبحث عن أمجد لمساعدته فى إنهاء الإجراءات المقيتة خلال اقل من ساعة .... وتحرك الموكب الحزين .... سيارة نقل الموتى تتقدمها سيارة أمجد وبها ابيه وأخ شقيق للفقيد .... عرف الجمع قيمة كبيرهم عندما تقدمت إحدى سيارات الشرطة تسير أمام الركب وتفسح له الطريق .... لم تتركهم السيارة إلا عند حدود المحافظة لتسلمهم لسيارة أخرى تطلق سارينتها لفتح الطريق .... حتى الكمائن التى يستغرق المرور منها وقت قد يستغرق أحيانا ساعات للتفتيش فتحت حواجزها لمرورهم دون أى توقف .... وأخيرا يصل الركب الحزين لمشارف قريتهم المنكوبة بمصابها .... توقفت سيارة الشرطة لتتيح لهم حمل جثمان الرجل على أكتاف الرجال .... أخر رحلة يقطع فيها شوارع القرية والمرة الأولى لأمجد التى يزور فيها مسقط رأس أبيه .... قد تكون الثانية أو الثالثة لكنها فى ذهنه كانت المرة الأولى
عاد الرجال لمكان العزاء .... المضيفة الكبيرة التى تقع ببيت جد أمجد الكبير .... فوجئ أهل القرية البسطاء بهذا الجمع من أشخاص لم يكونوا يعرفوا حتى من قبل مكان قريتهم أو حتى بأنها موجودة على خارطة البلاد .... لكنهم كانوا دوما ما يتسائلون عن مكان منزل المهندس أمجد حسن قبل الذهاب للعزاء .... حتى الشيخ أبو إبراهيم أوفد أحد كبار أتباعه للعزاء .... فتلك الأيام حتى هم كانوا لا يزالوا يعرفون معنى كلمة الواجب
بنهاية أيام العزاء كان أمجد إكتسب لقبا أحبه .... أصبح إسمه إبن الكبير .... اى فى عرف أهل القرية أصبح أمجد لهم هو الكبير القادم بعد عمر طويل
خاتمة
وهكذا ينتهى فصل آخر من حياة الباشا .... فصل ذكر فيه سبب إكتسابه لقبه الثانى .... فصل ذكر فيه الباشا كيف كانت تدور الأمور فى تلك الأيام .... لم يذكر كل التفاصيل لكنه ذكر منها مايمكن له ذكره .... فالكثير مما مر به وعرفه فى تلك الأيام لا يمكن ذكره .... تفاصيل كثيرة عن عالم رجال الأعمال وعن عالم طيور الظلام .... ذكر بعضها فى هذا الفصل وترك الآخر لفطنة قراءه التى يثق بأنها قادرة على قراءة ما بين السطور .... فما بين سطور هذا الفصل أكثر بكثير مما كتب فى تلك السطور
وإلى لقاء أرجو أن يكون قريباً إذا كان فى العمر بقية ..... وإذا سمح الباشا
الجزء الثالث عشر والأخير
مقدمة :
وصلنا أصدقائى للفصل الأخير من تلك السلسلة عن حياة الباشا .... سلسلة عن أعوام قليلة لكنها كانت فاصلة فى مسيرة تحوله من أمجد إلى الباشا .... أعوام تعلم فيها كيف يدير عملا وسط غابة من الذئاب دون أن تفترس أى شاة من قطيعه .... دروس تعلمها من أبو سهام ..... ودرس حياته الأكبر تعلمه من أبيه .... سأفتقدكم أصدقائى وأفتقد تعليقاتكم الجميلة .... فكالعادة التأثير النفسى لتداعى الذكريات يستلزم منى بعض الوقت للتخلص من آثاره النفسية
أعتذر لكم أصدقائى عن عدم وجود مشاهد جنسية صريحة فى هذا الجزء خشية تكرار الكلمات .... فأنا أقدر الكلمات وتكرارها يجعلها فى نظرى إلى حد ما مبتذلة .... ولكن قد يعطي وجود المشهد الجنسى بالإشارة فى هذا الجزء فكرة عن كيف ستكون المشاهد الجنسية فى القصة المطبوعة
وأخيرا أحب أن أوضح لحضراتكم معنى كلمة التفكشى التى وردت فى هذا الجزء فإنى على يقين بأن الكثيرين منكم لا يعلمون معناها وهى فى الأصل كلمة غير عربية تطلق على فنى إصلاح الأسلحة
والآن لتتفضلوا معى لقراءة ما أملاه على الباشا وأرجوكم أن تقرأوا كل كلمة بإهتمام فى هذا الجزء فكل كلمة لها أهميتها أو كما قال عبد الرحمن الشرقاوى "الكلمة نور .... وبعض الكلمات قبور" وأرجو أن تكون كلماتى نوراً يضيئ ظلام سنوات من كفاح جيل ظلمه أبناء الجيل اللاحق .... وكالعادة أرجوكم
إقرأوا مابين السطور
..............................................................................................................
وأنتهت أيام العزاء الثلاثة .... وعادت القرية لحياتها الطبيعية .... وكان على إبن الكبير التعرف على القرية وأهلها .... فهو "كوِلد الكبير" كما ينطقونها لابد له من التعرف على تسلسل كل فرد من العائلة الضخمة .... فعلى حوائط مضيفة بيت جده مرسومة شجرة العائلة .... أو أصل البيت كما يقولون
بنهاية أيام العزاء الثلاثة كان على أمجد حضور جلسة هامة بمرافقة أبيه فى مضيفة الأسرة .... جلسة تقسيم ميراث الراحل .... وفى عرف قريتهم أو أسرتهم الكبيرة لا ترث البنات الأرض .... وكان الراحل قد وضع كل ثروته فى أراض إشتراها من نفس أفراد الأسرة .... ففى عرفهم لا تباع أراضيهم لغريب .... ولا ترث البنات الأرض حتى لا تؤول يوما لغريب .... والغريب عندهم هو من لا يحمل إسم العائلة
كان على شقيق الفقيد دفع ثمن أرض شقيقه لبنات أخيه .... لكن الرجل لا يملك من المال ما يستطيع دفعه ثمناً لتلك الأرض .... ولا يريد أن تؤول أرض أخيه لآخرحتى لو كان يحمل إسم الأسرة .... فهو كما قال "راكب الأرض" وهو من يزرعها ويعتمد رزقه ورزق أبنائه على نصيبه من إنتاجها .... كان على الكبير حل تلك المشكلة .... الكل سينفذ ما يقوله دون إعتراض .... لكن أبو أمجد لا يريد أن يتسبب تقسيم الميراث فى غضب أى من أفراد الأسرة المسؤل عنها فغضبهم أعمى
كان أمجد لا يجيد لهجة أهل قريته .... بالكاد فهم ما يدور حوله النقاش .... نظر لأبيه أولاً قبل أن يجد فى عينيه قبوله .... إستأذن من أبيه قبل أن يتحدث بصوته الهادئ المنخفض النبرات
- أنا هأشترى الأرض .... بزيادة 10% عن تمنها .... الفلوس تتحط للبنات وديعة فى البنك .... يكون العمدة هو الوصى عليهم ..... والأرض هتفضل تحت إيد أخو المرحوم .... يبيع محصولها زى ماهو عايز ويسدد لى كل سنة اللى يقدر عليه .... وبعدها أرجع أكتب له الأرض بإسمه
- عليك نور يا ولدى .... لكن مايصحش نسيبها كده من غير رابط ..... قدام أخو المرحوم 5 سنين يسدد لك اللى دفعته .... بعد خمس سنين لو مكانش مالك رجعلك تبقى الأرض من حقك .... ترجع له اللى دفعه و نبقوا عملنا اللى علينا.... موافق يا كبير ؟
- موافق يا عمدة .... نقروا الفاتحة
فى جولته الأولى بين طرقات القرية رافق أبيه وعمدة القرية .... علم أمجد وقتها فقط أن هذا العمدة العجوز هو عم أبيه وأخو جده الصغير .... فهو الذى يلى أبيه فى المقام وينوب عنه فى غيابه .... رغم أنه أكبر سنا من أبيه إلا أنه يتعامل مع الكبير بكل إحترام .... فتلك هى أصول التعامل بالأسرة .... إقترب الثلاثة يرافقهم خفيران كالعادة يعلقان على أكتافهما البنادق الميرى .... بنادق إنجليزية طلقاتها كالقنبلة من حقبة الحرب العالمية الأولى لكنها لا تفقد كفائتها مهما مرعليها من أعوام .... البندقية الأيقونة التى لا تزال موجودة حتى الآن بين أيدى أبناء الصعيد .... البندقية لى أنفيلد أو كما يطلقون عليها فى قرانا بالصعيد البندقية "الميزر" تشابها بينها وبين قرينتها الألمانية التى تحمل ذلك الإسم
وصل الركب الصغير لأطراف الأرض الزراعية ..... أو كما يطلقون عليها فى قرية الباشا وما يحيطها من قرى "النخل" فثروة الرجل فى قريتهم تقدر بعدد النخيل الذى يمتلكه وليس بمساحة الأرض ..... فنخيلهم قوى ممتدة جذوره فى الأرض كما تمتد جذورهم كرجال .... نظر العمدة لأبو أمجد قبل أن يشير له الأب بعينيه ليتكلم
- وبتعرف يا ولدى تضرب نار .... ولا كيفك كيف المصاروة
- كل المصاروة بيدخلوا الجيش يا عمدة وكلهم بيعرفوا يضربوا نار
- مش قصدى يا ولدى .... قصدى تعرف تضرب نار كيف الصعايدة ..... جدك كان الوحيد اللى يعرف يسقط الجريدة من النخلة برصاصة واحدة .... أبوك بيسقطها برصاصتين ..... وانا كيف ابوك باسقطها برصاصتين .... تعرف تسقطها انت بكام رصاصة
- مجربتش يا عمدة موضوع الجريد ده .... بس ممكن أجرب لو الكبير سمحلى
- إستعملتها قبل كده يا ولدى ولا أول مرة ؟ خد بالك دى ردتها جامدة .... حاسب على كتفك
- إستعملت زيها من وأنا فى أولى ثانوى يا حاج .... متقلقش
- دلوقت ياولد الكبير تعال معانا هنوصل مشوار ..... مكان ميعرفوش غير أنا وأبوك والتربى
- إنت وأبويا والتربى ؟ إيه قاتلين قتيل وهتدفنوه فى السر ولا دافنين آثار
- هههههههههه ..... حاجة زى كده ..... لو قاتلين قتيل مش هتيجى معانا ولا إيه
- لأ إزاى .... هأسيب الكبير والعمدة لوحدهم ورونى القتيل ده فين وأنا أقتلهولكم تانى
- هنا يا ولدى بنخزن السلاح .... دى حماية العيلة
- كل ده سلاح ؟ إنتوا داخلين حرب
- لا يا ولدى .... السلاح ده علشان مندخلش حرب .... كل عيلة هنا فى الصعيد عندها سلاح .... علشان محدش يتعدى علينا لازم يكون عندنا سلاح كتير .... طول ماهو سلاحنا كتير محدش يفكر يهوب نواحينا
- وهم يعرفوا منين إن عندنا السلاح ده كله وهو مستخبى فى الترب
- هما يعرفوا إن عندنا سلاح كتير .... لكن ميعرفوش مستخبى فين يا ولدى .... دى فكرة جدك وأبوك .... يعرفوا عندنا سلاح أد ايه لكن ميعرفوش السلاح فين .... ولما الحكومة تعمل حملة بيفتشوا البيوت .... بيصادروا حتة ولا إتنين علشان خاطر المأمور بس
- وهو فيه سلاح كمان فى البيوت؟
- طبعا يا ولدى .... كل شاب أول ما يكبر بيشتغل ويحوش .... وقبل ما يحوش مهره بيحوش تمن حتة السلاح اللى نفسه فيها ويشتريها
- يعنى ده سلاح الناس ولا إيه ؟ مش فاهم
- لأ ده سلاح العيلة .... كل واحد ليه حتة سلاح فى بيته .... لكن لو ولعت عاركة التربة بتتفتح وكل واحد بياخدله سلاح من هنا غير السلاح اللى معاه
- يعنى أنا على كده بقى لازم أشوفلى حتة سلاح أشتريها وأحطها فى البيت
- ههههههههه يا ولدى كل السلاح ده بفلوس أبوك و جدك .... يعنى إنت تختار حتة السلاح اللى تعجبك وتتشال جنب سلاح ابوك اللى فى الدار
- أبويا كمان عنده سلاح فى الدار ..... مقولتليش عليها دى يا حاج
- حاجات كتير هأقولهالك يا بنى .... بس كنت مستنى الوقت المناسب ..... وأهو الوقت المناسب جه .... ياللا إختار السلاح اللى يعجبك وورى عمك العمدة بتستعمله إزاى
- إيه ده يا ولدى .... دى عطلانة من وقت ما أشتريناها .... كتير جربوها وكانت دايما رصاصها بيطيش
- عطلانة إزاى ؟ وإشترتوها منين وإمتى ؟
- إشتريناها من يجيى سنة كده من الجماعة اللى قاعدين فى الجبل
- جماعة إيه اللى فى الجبل وعندهم حتة سلاح زى دى
- جماعة هربانين من بتوع ربناا ..... مستخبيين فى الجبل من الحكومة .... لما بيضيق بيهم الحال بينزلوا يبيعوا حتة سلاح ولا حاجة لغاية ما أهلهم يبعتوا لهم فلوس
- وحد يكون عنده حتة سلاح زى دى ويبيعها ؟ وهم عندهم السلاح بيعملوا بيه إيه وهم زى ما بتقول بتوع ربناا
- ماهو لازم السلاح فى الجبل يا ولدى .... الجبل مليان ديابة ولو المطاريد فى الجبل عرفوا إنهم ميعرفوش يحموا نفسهم هينزلوا عليهم ويسرقوا اللى معاهم .
- وهم يبيعوا سلاح زى ده بالساهل كده ؟
- ماهو لو عرضوا حتة آلى ولا بندقية ميزر محدش هيشتريها منهم .... فيه اللى بيبيع زيها بأقل من اللى هيطلبوه .... دول مصاريفهم كتير يا ولدى .... عددهم كبير
- وانت مبلغتش عنهم يا عمدة وانت عارف إنهم هربانين من الحكومة
- أبلغ عنهم كيف وليه يا ولدى .... الجبل واسع ومنعرفوش هما فين .... وليه أبلغ عنهم واخلق بيننا وبينهم عداوة .... لو حد سألنى هأقول إننا بنشوفوهم ينزلوا يشتروا حاجات مالبلاد اللى حوالينا ويمشوا .... عمرهم حتى ما أشتروا باكو شاى من بلدنا .... غير كده معرفش .... اهل البلد كلهم أمانة فى رقبتى انا وابوك .... ومنخلقوش عداوة ملهاش داعى أحسن
- صح يا عمدة .... ومين جرب البندقية دى .... إنت؟
- أنا وغيرى يا ولدى .... طلقتها دايما طايشة ومبتصبش .... ركناها هنا وخلاص
- طب أجربها أنا .... بس الأول عايز حد يجيب لى شوية جاز وزيت .... أكيد عندكم
- براحتك يا ولدى .... عندك صندوق رصاص بتاعها مركون جنبيها هتلاقى فيه المزيتة وكل اللى تحتاجه .... هتعرف تنضفها دى يا ولدى
- هانضفها وأخليها زى الفل .... كـأنها طالعة من المصنع
- طيب ياللا بينا نطلعوا فى النور
- لأ نور إيه .... هنا حلو أوى .... إبعت بس حضرتك هاتلى شوية جاز
- ماشى يابو عمو
بعد أن إنتهى أمجد من إعادة تركيب البندقية ضمها لصدره بحب وطبع على مؤخرتها قبلة تعجب منها الأب والعمدة
- ياه يا ولدى .... دا مفيش تفكشى يعرف يعمل اللى عملته ده .... عملتها كيف دى
- مش مهم يا عمدة عملتها إزاى .... عايز أجربها
- كيف ما تحب يا ولدى .... بينا عالنخل جربها كيف مانت عايز
- لا نخل مين .... أنا عايز أجربها هنا .... فيه عندكوا أزايز فاضية
- أزايز .... هتجربها على أزايز
- آه .... حطولى 5 أزايز جنب بعض عالسور اللى برة أجربها عليهم
- ورينا بقى يا ولد الكبير هتنشن عليهم كيف
- هانشن عليهم من عند الجامع هناك ..... على طرف البلد .... حضرتك إستنوا هنا بس إبعدو عن السور علشان الإزاز ميجيش عليكم
- من عند الجامع .... ده نص كيلو يا ولدى .... ده الولد حاولوا يستعملوها من 20 متر يادوب وكانت بتطيش
- هنجرب يا عمدة .... هاتو كرسيين كده وأقعدوا أشربوا كوبايتين شاى وابعتوا معايا حد من الغفر بس علشان أطلع فوق الجامع .... أنا معايا ست طلقات بس .... هضربهم من هناك ولو فيه حاجة غلط فى البندقية هاصلحهاكوا قبل ما أمشى .... بس إقعدوا بعيد عن الإزاز بس
- هنشوف يا ولدى .... روح يا ولد مع ولد الكبير خليه يطلع فوق الجامع .... وانت أعمل لنا كوبايتين شاى نشربوهم لغاية ما ابو العم يجرب بندقيته
- ولد الكبير طلع بيضرب نار أحسن منينا كلنا .... مافيش طلقة طاشت .... مبروك عليك سلاحك يا ولدى ومبروك علينا ولد الكبير
- بقى يا بابا بتشترى بكل الفلوس دى سلاح ومش عايز تشترى لنفسك عربية جديدة
- بص يا أمجد .... علشان تتعلم .... نص إيراد الأرض اللى سابهالى جدك بأشترى بيها أرض تانية .... باوسع أرضى .... إنت عارف إنى الولد الوحيد لجدك .... نصيب عمتك من الأرض خدت بداله نصيبى من الفلوس .... إحنا سلونا البنات بتاخد دهب الأم والولاد بياخدوا الأرض .... وإنتوا 3 ولاد .... باوسع أرضك إنت وأخواتك
- وبالنص التانى بتشترى سلاح يا بابا .... أنا أول مرة أعرف إنك بتعرف تضرب نار
- لأ باعرف .... وباعرف كويس كمان .... لكن مش كل حاجة تعرفها لازم تعرف بيها الناس
- حتى أنا يا بابا
- إنت عرفت فى الوقت المناسب .... وأخواتك كمان هيعرفوا فى الوقت المناسب
- وماما عارفة كل ده وموافقة
- أمك هى الوحيدة من برة العيلة اللى عارفة أنا أرضى أد إيه وعارفة إيرادها بالمليم .... وكل قيراط بأشتريه بتعرف بيه زى ما منى مراتك عارفة رصيدك فى البنك أد إيه ونصيبك فى تجارة أبوها أد إيه
- طيب وليه تضيق على نفسك وإنت ممكن تعيش أحسن
- عمرك إنت وإخواتك حسيتوا بأى مشكلة فى الفلوس أو فى العيشة ؟ الأرض هى الأمان يابنى .... مش العربية ولا الشقة الكبيرة .... أنا فرحت بيك إمبارح لما عرضت تدفع فلوس الأرض وحليت المشكلة .... دلوقتى أى حد يحب يبيع أرض فى البلد هتكون إنت أول واحد يعرضها عليه .... ومتنساش إنك هتبقى كبير العيلة من بعدى .... يعنى كل الناس دى هتبقى مسؤلة منك .... بما فيهم العمدة .... عمى ..... تعالى بقى أفرجك على سلاح أبوك علشان تعرف أنا شايله فين فى البيت .... فيه مكان تحط بندقيتك جنبه وفيه مكان لسلاح إخواتك لما يجيى وقتهم
...........................................................................................................
عاد أمجد للقاهرة بعد أيام قضاها فى الجنوب ..... أيام قليلة تعلم فيها درس جديداً وأكتسب لقبا جديداً .... عاد لحياته ولزوجاته وطاحونة حياته .... أصبح لأمجد فى شركة أبوسهام وضع خاص .... فالكل أصبح يحسب حسابه .... فليس هو الفتى الساذج الذى حسبوه .... أصبح الجميع يوقن أن له أنياب قد تكون أحد من أنياب صاحب شركتهم .... لكنها أنياب مختفية خلف وجه طيب وإبتسامة توزع على الجميع .... وللغرابة أصبح أمجد محبوبا بين موظفى الشركة بعد أن إنتشر خبر عودة مدير الحملة والمدير المالى خاليا الوفاض وأن هذا الشاب الصغير لعب بهما طوال فترة تواجدهما معه .... إجتمع أبو سهام مع نائبيه .... إبنته وزوجها
- ها يا أمجد .... أخبار ولاد الكلب معاك إيه
- زى السمن عالعسل زى ما حضرتك قولت .... ولا كأنى عملت فيهم حاجة
- ههههههه .... عيب عليك ..... مش قولتلك
- هو أنت يا بابا كنت مرتب كل ده مع أمجد من غير ما تقولولى
- بس يا بت .... مش كل حاجة فى الشغل لازم تعرفيها عن جوزك .... وإيه أخبار التعبان التالت معاك يا أمجد ؟
- أنهى فيهم ؟ التعابين كتير حضرتك
- قصدى أبو ناب أزرق .... مدير الأمن .... جالك ولا لسة
- جالى .... الأول قال إنه عارف بموضوع العمولة وممكن يساعدنى إن الخبر ميوصلكش
- وقولت له إيه ؟
- قلت له هل فيه حاجة تثبت أنى أخدت عمولة ؟ لو فيه ورقة واحدة عنده يقدمهالك
- هو أنت أخدت عمولة يا أمجد ؟
- عمولة إيه اللى هاخدها يا سهام بس .... عمى مخلص كل حاجة من قبل ما نسافر أصلا
- سيبك منها يا أمجد وخليك معايا .... عمل معاك إيه بعد كده
- عمل نفسه زعلان عليا وقال إنه مضطر يسلم المستندات اللى معاه لحضرتك
- ههههههههه .... هو قبل ما يجيلك كان معايا .... وقالى إنه متأكد إنك واخد عمولة كبيرة فى المعدات والشحن .... وأنا قلت له يحاول يجيب مستند أو يوقعك فى الكلام
- حصل فعلا .... بعدها بدأ يسحب معايا ناعم ويعمل نفسه صاحبى .... بس إزاى الخبر إتنشر فى الشركة كده
- الأهطل مدير الحملة .... حكى للبت سكرتيرة مدير الشئون القانونية وهو معاها .... وإنت عارف النسوان ميتبلش فى بوقها فولة
- هههههههه .... وهيعملوا إيه بعد كده ؟
- غالبا هيزقوا عليك البنت سكرتيرة مدير الشئون القانونية .... هتحاول تصاحبك وتسحبك
- يعنى إيه يا بابا تصاحبه وتسحبه .... دا أنا أقتلها لو حاولت تيجيى جنب جوزى
- بس يا بت قلت .... ومتقوليش جوزى دى فى الشركة تانى .... ده شغل
- يعنى أصاحبها عادى يا عمى ؟
- إخرس إنت كمان .... مش مكفيك متجوز إتنين عايز تصاحب على بنتى .... صدها طبعا .... عايز الفكرة اللى تتاخد عنك فى الشركة إنك ملكش فى النسوان
- ماليش فى النسوان إزاى يعنى يا عمى .... مش هتبقى فكرة غلط شوية حضرتك
- صحيح يا بابا مالوش فى الستات إزاى وهو متجوز أحلى بنتين فى مصر .... مش هتركب عليه أنا عارفة
- يعنى أفتح نافوخك زى ما فتحت نافوخ جوزك قبل كده .... يعنى يفهموا إن السكة دى مبتمشيش معاك .... زيى كده
- وإخرس متفتحش بوقك بكلمة .... الحفلات حاجة والشغل حاجة
- حاضر يا عمى .... نروح نشوف شغلنا بقى ولا حضرتك عايز مننا حاجة تانية
- لأ روحوا .... والباب هيفضل مفتوح وعينى عليكم .... تبقى تردى إنتى على أى تليفون يجى لمكتبكم .... غالبا البت المايصة هى اللى هتتصل بيك كمان شوية .... لما هتلاقيكى إنتى اللى بتردى هتقولك إن مدير الشئون القانونية عايز أمجد علشان يسأله على حاجة بخصوص عقود المعدات والشحن
- شكلى هأرفد البت المايصة دى .... من الأول وشكلها مش عاجبنى .... من حقى أظن .... أنا نائبة رئيس مجلس الإدارة
- إرفديها علشان يجيبوا واحدة تانية مايصة أكتر منها ومش عارفين ألاعيبها .... يا بت إفهمى زى ما أمجد فهم كده .... عرفنا طريقتهم خلاص ومش عايزين نجيب حد تانى نفضل ندور وراه .... إتفضلوا شوفوا شغلكم
- أمجد .... أوعى البت دى تضحك عليك .... أهو إنت شوفت بابا قال إيه
- يا سهام بنت مين اللى تضحك عليا .... إنتى عبيطة
- لأ مش عبيطة بس بأغير
- متخافيش يا حياتى .... إنت بس فى القلب يا جميل
- نفسى فى بوسة بس خايفة من بابا
- بليل هاغرقك بوس .... ولا يهمك
- خير يا استاذ .... كنت عايزنى فى إيه
- خير يا باشمهندس .... إنت مستعجل ولا إيه
- مستعجل جدا بصراحة .... عندى شغل كتير عايز أخلصه قبل ما أمشى
- طيب نشرب حاجة وإحنا بنتكلم حتى .... إنت أول مرة تجيلى مكتبى .... أنا عرفت إنك بتشرب شاى بالنعناع .... لو سمحتى هاتي للباشمهندس شاى بالنعناع .... تجيبيه بنفسك موش عايز الساعى يدخل علينا
- خير .... أهو الشاى وصل
- خير مافيش حاجة .... بس كنت عايز أسألك عن توقيعك على عقود الشرا والشحن
- ماله توقيعى ؟ فيه حاجة غلط ؟
- لأ مافيهوش .... بس ده توقيع بالإنجليزى مش بالعربى
- مش العقود برضه مكتوبة بالإنجليزى ؟ وبعدين ده مش توقيعى بالإنجليزى .... ده بالأسبانى
- بس كان المفروض توقع بالعربى يا باشمهندس .... مش بالأسبانى
- هو حضرتك معداش عليك قبل كده أى ورقة أنا موقعها ؟ أنا أصلا ماليش توقيع بالعربى .... لا هنا ولا فى أى حتة تانية ولا حتى فى البنك .... وإسمى بالإنجليزى زى إسمى بالأسبانى على فكرة بس أنا كنت باتريق .... مش إنت برضه عندك نموذج توقيعى على عقدى معاكم فى الشركة هنا .... وهو نفس توقيعى على كل تصميم بيخرج من قسم التصميمات
- فعلا يا باشمهندس بس أنا أستغربت إن مالكش توقيع بالعربى
- لأ ماليش .... عن إذنك
- يعنى إنتوا عايزين نعمل يونيفورم لكل اللى شغالين فى الشركة ولا إيه بالظبط
- لأ يا بابا .... dressing code يعنى هنحط قواعد للبس .... كل واحد يلبس اللى هو عايزه لكن زى ما إحنا عايزين
- يعنى إيه ؟
- يعنى دلوقتى الموظفين اللى فى الشركة بتلاقى واحد لابس بلوفر وواحد تانى لابس جاكيت وغيره جاى ببالطو واللى لابس قميص مشجر واللى لابس بنطلون جينز
- واللى لابسة بنطلون محزق واللى لابسة كت واللى لابسة فستان واللى لابسة مينى جيب واللى لابسة جيبة ماكسى .... إحنا هنحدد بقى اللبس يبقى إيه .... يعنى مثلا الرجالة بدلة أو بنطلون وبليزروقميص .... والستات تايير طوله كذا وتحتيه بلوزة مقفولة مثلا
- زى مافى المكتب عندى حضرتك .... كل الناس لابسة شيك لكن مش لابسين زى بعض
- واشمعنى الفكرة دى جاتلكوا دلوقتى ؟ مانتوا ليكوا كام شهر معايا فى الشركة
- حضرتك لما شوفت السكرتيرة بتاعت الشئون القانونية وطريقة لبسها .... بلوزة مبينة نص صدرها وجيبة قصيرة و ضيقة .... مش لبس واحدة جاية تشتغل أبدا .... ده لبس واحدة رايحة كباريه
- كباريه ؟ هههههه ......ماهى كده بتشتغل ..... هههههههه
- هو حضرتك ليه مش عامل مكتب سكرتارية خاص بيك بالمناسبة زى كل ما أصحاب الشركات بيعملوا
- أحط جواسيس فى مكتبى ؟ لأ طبعا .... كفاية الفراش اللى قاعد جنب باب المكتب لما حد يحب يقابلنى يخش يقولى .... معايا فى الشركة من ساعة ما أبويا سابهالى
- مدرسة يا عمى .... مدرسة
- قولتلك بلاش عمى دى فى الشركة ..... وبعدين ياض أنا قولتلك أنا جامعة مش مدرسة ....ههههههههه
- طيب حضرتك إمضى عالقرار بقى طالما معندكش مانع
- لأ مش هأمضى .... إبعتوه فى ظرف مقفول لمدير شئون العاملين وإمضوا عليه إنتوا الإتنين .... خلينى أتسلى عليه شوية هو كمان لما يتصل بيا يبلغنى .... هههههههه
- تتسلى عليه إزاى يعنى يا بابا
- ماهو أول ما الظرف هيوصله هيتصل بيا يقولى إنكوا بتاخدوا قرارات من غير ما تقولولى .... أنا بقى هأعمل نفسى معرفش حاجة وأقوله يقولى إيه هو القرار اللى أخدتوه .... ولما يحكيلى هأقوله ده قرار ممتاز ومجاش فى بالى قبل كده وإنه كان لازم ياخد باله من سلوك الموظفين لو هو بيفهم فى شغلته .... وهأقوله أى قرار تبعتوهوله بعد كده ينفذه من غير ما يرجع لى .... وبالمرة أهزقه على الهدوم اللى الموظفين بييجوا بيها الشركة ..... هههههههههه
- دا إنت أكاديمية يا عمى مش جامعة بس
...............................................................................................................
فى لقائه الأول مع مسؤل تشغيله فى الجهاز الكبير بعد عودته من قريته كان على أمجد شكر الرجل لكل ما فعلوه له من تسهيلات خلال رحلته .... لكن كان هناك تساؤل ما يدور فى ذهنه وكان عليه طرحه على من يعتقد أنه يملك الإجابة
- لكن يا فندم فيه حاجة كنت عايز أستفسر عنها شوفتها وأنا فى البلد
- إيه هى يا أمجد ؟
- لقيت هناك بندقية قناصة زى اللى كانت معايا فى الجيش .... إزاى سلاح زى ده يوصل لأيدين مدنيين
- لقيت فى بلدكم بندقية قناصة ؟ وعملت فيها إيه ؟
- خدتها بقت بتاعتى .... مكانوش عارفين يستخدموها إزاى طبعا
- وعرفت جابوها منين ؟
- بيقولوا إشتروها من ناس قاعدة فى الجبل هربانة من الحكومة .... بس ده مش السلاح اللى بيبقى مع المطاريد .... حتى مش هيعرفوا يستعملوها .... دى محتاجة تدريب متخصص
- ومعرفتش الناس دى مين ؟ وليه يبيعوا سلاح زى ده
- لأ معرفتش بالتحديد الناس دى مين .... لكن السلاح العادى اللى بيتباع نواحى بلدنا بيتباع رخيص .... الناس اللى إشتروها منهم قالوا كده .... لما بيحتاجوا فلوس بيبيعوا حتة سلاح .... والآلى فيه ناس بتبيعه أرخص من اللى هم بيطلبوه .... فبيضطروا يبيعوا حتت سلاح غير التقليدى الموجود .... قالولى إن عددهم كبير ومصاريفهم كتير وساعات الفلوس اللى أهلهم بيبعتوها بتتأخر
- وإنت صدقت الكلام ده ؟
- لأ طبعاً .... وخمنت طبعا هم تبع إيه وبيعملوا إيه ومين اللى بيبعت لهم الفلوس
- وهل بيشتروا تموينهم من بلدكم ؟
- لأ .... إحنا أصلا أهل البلد بيشتروا تموينهم من المدينة لإنهم مش بيحتاجوا يشتروا حاجات كتير .... هو دكان بقالة واحد فاتح فى البلد بيبيع شوية بسكوت على فتايل لمض جاز على حاجات زى دى
- لكن إزاى عمد البلاد دى مبلغوش عن حاجة زى كده .... وإزاى ظباط الداخلية مياخدوش بالهم من حاجة مهمة زى دى
- هياخدوا بالهم إزاى يا فندم .... محدش هيشترى سلاح ويقولهم أنا أشتريت سلاح .... وعندنا مفيش مرشدين زى اللى فى المدن .... كل قرية عبارة عن عيلة واحدة ومش ممكن يبيعوا بعض .... والعمد كل همهم إن بلادهم تفضل هادية علشان الشرطة متتدخلش بين الأهل ويهمهم ميعملوش مشاكل بينهم وبين أى حد حتى لو غريب علشان لما بتولع فى الصعيد بتاخد سنين على ما تطفى
- و أنت أخدت البندقية دى إزاى ؟ جتلك هدية يعنى
- البندقية دى بتاعت العيلة .... إشتروها من سنة ومحدش عرف يستعملها .... الضرب بيها بيحتاج تدريب خاص زى اللى أنا أخدته فى الجيش .... ليها حسابات خاصة غير قواعد التنشين العادية .... كنت فاكر إنها غير متاحة إلا للجيوش
- ماهى المفروض غير متاحة فعلا إلا للجيوش .... بندقية زى دى بيبقى معروف هى مملوكة لجيش أنهى دولة
- لكن اللى مستغربله إزاى يبيعوا بندقية زى دى .... أكيد يعنى اللى وصلها لهم دربهم على إستعمالها .... المفروض يحتفظوا بيها
- ماهو لو مافيش عندهم غيرها مكانوش باعوها يا أمجد .... أكيد عندهم غيرها .... وأكتر من واحدة .... وده الخطير فى الموضوع
- فعلا .... البندقية دى مداها أكتر من كيلو .... يعنى ممكن يتم بيها عمليات إغتيال ومستحيل اللى قام بيها يتمسك .... غير إن الفيست الواقى من الرصاص مش ممكن يحمى اللى لابسه من رصاصتها
- إنت بالمعلومة دى هتخلي كل خطط تأمين الشخصيات المهمة تتغير .... أنا هأشوف مع الداخلية وأمن الدولة ممكن نعمل إيه فى اللى قاعدين فى الجبل دول .... أكيد ده معسكر تدريب على مصيبة بيتخطط لها
- لكن أرجوك بعيد عن بلدنا .... أى نشاط هيتم عن طريق البلد عندى هيحطنى فى موضع شبهات أنا مش عايز أتحط فيه
- بالتأكيد يا أمجد .... إحنا هنوصل المعلومة للداخلية إن فيه معسكر تدريب فى الجبل فى نطاق المركز كله .... وهم بطريقتهم هيحددوا مكانه .... غالبا المعسكر ده مش هيكون فى دايرة بلدكم .... هم أحرص من إنهم يبيعوا سلاح فى منطقة قريبة منهم .
- لكن مين ممكن يكون عنده القدرة إنه يوصل لسلاح زى ده ويبيعه للناس دى
- اللى بينتجه هو اللى بيبيعهولهم يا أمجد .....كل قطعة بتنتج من السلاح ده لازم يكونوا عارفين هى فين وفى إيد مين
فى تلك الأشهر حدث تطور فى علاقة أمجد وزوجتيه .... أو بالأحرى فى علاقة الزوجتين .... لقد أصبحت سهام ضيفة شبه دائمة على بيت أمجد .... بصورة شبه يومية عندما يعود أمجد من مكتبه ظهرا يجد سهام مع منى فى جلسات ضاحكة تطول .... وعندما يكون فى الشركة مع سهام تتبعه بسيارتها حتى بيته وتظل موجودة حتى يذهب للمكتب مساءً ولا تنصرف إلا قبل موعد لقائهما فى بيتهما بملحق فيلا أبيها .... أصبحت سهام مشغولة بإبن أمجد القادم مثل إنشغال منى تماماً .... مشغولة بكل ما سيحتاجه الصغير القادم .... أصبحت ترافق منى وأم أمجد فى رحلات شراء ما يلزم للمولود بل أحيانا ما تذهب هى فى رحلات منفردة لشراء ما تراه مناسب للمولود القادم .... كان حبها لأمجد ولمنى حقيقيا وأنعكس هذا الحب على الوليد القادم .... كانت تجلس لأوقات طويلة تضع فمها بالقرب من بطن منى التى بدأت فى الإنتفاخ تحادث ذلك الجنين وتدير معه حوار وكأنه يجيب عليها .... ضحك أمجد طويلا فى أحدى المرات على ما يحدث
- إنتى بتعملى إيه يا سهام ؟
- باكلم إبننا .... علشان يعرف صوتى لما يتولد
- هيطلع رغاى زيك يا سهام .... سيبى البيبى ينام شوية .... وبعدين أنا عايز بنت
- الدكتورة قالت إنه ولد .... يعنى مافيش فرصة ..... المرة الجاية تبقوا تجيبولى بنت .... بس متطلعش شبهك .... بنت قمر زى أمها كده
- هو إحنا فاتحين مزرعة يا سهام .... وبعدين مأحبش أنا أبنى يطلع ولد ورغاى
- آه عايزه ساكت زيك وبيطلع الكلمة بالعافية .... تصدقى يا منى فى الشركة بيترعبوا منه رغم إن صوته عمره ما على
- طول عمره كده يا سهام .... تقريبا ألناس بتخاف من شنبه
- تقريبا كده يا منى .... تصدقى لما بيبقى فى الشركة مبتسمعيش حس .... حتى بابا مبيخافوش منه كده
- وانتى مبتخافيش منه يا سهام ؟
- أنا ؟ أخاف من مين يا بنتى .... أنا لو زعلنى عارفة هاعمل إيه .... هآجى أقولك وإنتى تنكدى عليه .... مش إنتى هتزعليه لو زعلنى
- طبعا هازعله .... يزعل أكتر واحدة صاحبتى .... إنتى لو كنتى أختى يا سهام مكنتش هأحبك كده
- وأنا كمان بأحبك أوى يا منى .... مش عارفة كان ممكن أعيش فى الدنيا دى إزاى لو مكنتيش صاحبتى .... المهم هتسموا الواد إيه
- هنسميه إبراهيم .... أمجد مصمم
- إيه الإسم القديم ده ..... يعنى رذل حتى فى إختيار إسم إبنك
- بذمتك إنتى حد يقدر ينكر فضل الدكتور إبراهيم عليا .... أنا ومنى متفقين من ساعة ما إتجوزنا لو جبنا ولد نسميه إبراهيم
- ولو كانت بنت كنتوا هتسموها إلهام أظن
- لاااااء .... كفاية إلهام واحدة .... أسميها إلهام ويطلع لسانها طويل زيها
- الوحيدة اللى بتخاف منها .... مع إن أنا باموت فيها .... أنا وسهام على فكرة
وأتى أخيرا يوم والولادة .... شعرت مُنى بأول آلامها عند الظهر .... كان أمجد لتوه عائداً من المكتب عندما أتتها أول آلام المخاض .... طلبت منه أول ما طلبت الإتصال بسهام .... لم تطلب منه الإتصال بأمه أو بأمها .... لم يدر أمجد أن سهام أصبحت لمنى هى الأقرب .... نفذ طلبها وطلب منها اللحاق به للمستشفى .... وصل للمستشفى وقبل دخول منى للغرفة كانت سهام بجوارها .... وصلت قبل الجميع .... أخبرتهم الطبيبة أن الوقت لا زال مبكراً .... فتلك الآلام التى تشعر بها منى هى فقط المقدمة .... كانت الرقيقة راقدة على الفراش ويقف على جانبيه أمجد وسهام .... يمسك أمجد بيدها اليمنى وتمسك سهام بيدها اليسرى .... لم يتحركا .... وكلما إنتابت منى إحدى نوبات الألم كانت صرخات سهام على الممرضات والأطباء تعلو .... كانت تجفف العرق الذى ينضح من جبين منى بنفسها .... كانت منى تنظر لها بحب حقيقى .... وبينما كان الشبان الثلاثة جذعون من آلام الرقيقة كانت أم منى وأم أمجد جالستان فى هدوء يبتسمان
- إيه يا عيال المياصة اللى إنتوا فيها دى ؟ عمركوا ما شوفتوا واحدة بتولد قبل كده
- منى بتتوجع أوى يا ماما .... هى هتفضل كده كتير
- يا بنتى متقلقيش عليها .... ده لسة قدامنا لغاية المغرب عالأقل
- وهى هتفضل تتألم كده لغاية المغرب .... طيب يدوها مسكن عالأقل
- مينفعش يا سهام .... الأم بتفضل تتألم لغاية ما إبنها يجيى .... لو إدوها مسكن هتتعب فى الولادة .... أمال إنتوا فاكرينها بالساهل كده .... علشان تعرفوا بنتحمل أد إيه علشان تيجوا بالسلامة
- يا بت إهدى مافيش حاجة
- يعنى منى هتفضل تصرخ كده
- هتفضل تصرخ لغاية ما تسمعى صوت إبنها بيصرخ .... إدعيلها إنتى بس ربناا يسهل لها أمورها
- بادعيلها .... من ساعة ما عرفتها وأنا بأدعيلها
- جرى إيه يا بغل إنت .... ما تمسك نفسك شوية .... كفاية اللى المجنونة التانية عملاه
- مش قادر يا إلهام .... مش قادر أسمع صوتها بتتألم
- إهدى شوية علشان سهام تقدر تمسك نفسها شوية .... أنا أول مرة أسمع عن ضرة بتحب ضرتها كده
- سهام دى متتكررش .... مش أنا قولتلك ميت مرة قبل كده
- عرفت يابن المحظوظة .... تعالى معايا نشرب حاجة فى الكافيتريا .... على ما نرجع هتكون منى خرجت بالسلامة
- لأ .... مش هابعد عن الباب ده غير لما اتطمن على منى
- وعلى إبنك
- منى أهم عندى من إبنى
- ماشى يا ممحون .... برضه نفسى أفهم بتعملها إزاى
- ده وقته يا إلهام؟
أصرت سهام يومها أن تبيت هى كمرافقة لمنى .... لم يستطع أمجد الرفض ولكنه كعادته .... قضى ليلته أمام المستشفى منتظرا طلوع النهار .... فالآن بداخل المستشفى حبيبتيه .... ولن يتركهما إلا وهو أقرب ما يستطيع منهما
خرجت منى فى ظهر اليوم التالى وتوجه الجميع لشقة أمجد وأصرت سهام على أن تحمل هى الصغير أثناء صعودهم فى الأسانسير ولم تتركه إلا عندما أستقرت منى فى فراشها لتضعه بين يديها وتجلس بجوارها تداعب الصغير وتلبى طلبات منى النسائية .... لم تسمح لأى من الجدتين أن تساعد منى فى أى صغيرة أو كبيرة .... حتى فى دخولها للحمام .
مساء عندما حان وقت إنصراف سهام إجتمع أمجد معها ومع إلهام .... كان يريد أن يحتضنها فرحة بإبنه وفرحاً بما رآه منها .... هى تلك الجميلة التى يظهر معدنها الحقيقى فى أوقات اللزوم
- معلش يا سهام مش هأقدر أجيلك اليومين دول
- إنت بتستعبط ؟ إوعى تسيب منى دقيقة واحدة .... بكرة الصبح هتلاقينى عندكم .... مش هأروح الشركة غير لما منى تقوم بالسلامة .... تبقى تمشى الشغل إنت وبابا
- عقبال يا بت لما أشوف عوضك إنتى كمان
- لا يا إلهام .... مش عايزة أشوف اللى شافته منى ده .... مش هأستحمل أنا الألم
- يا بنت المجنونة يعنى منفسكيش فى عيل
- إلهام تبقى تجيب لنا إحنا الإتنين .... ماهم هيبقوا ولادنا إحنا التلاتة
- آه يا هايجة .... عايزة تتناكى بس مش عايزة عيال
- ماهو أنا مش متخيلة الألم اللى منى كانت فيه لما البيبى ده يخرج من الفتحة الصغيرة دى .... أكيد عذاب
- طب أمشى بقى .... هأبقى أكلمك لما اروح .... أنا شوية ونازلة
- لأ سيبينى أنام يا إلهام علشان مرهقة من اليوم ده .... بكرة الصبح هأكلمك قبل ما آجى أشوف منى محتاجة حاجة ولا لأ ..... لو منى إحتاجت حاجة بليل إتصل بيا أجيلها
- هتحتاج إيه يا مجنونة إنتى ... ما أمى وأمها بايتين معاها
...............................................................................................................
قبل موعد سفره التالى كان أمجد على موعد مع الشيخ أبو إبراهيم ..... موعد طلب فيه الشيخ مقابلة أمجد قبل سفره على غير المعتاد .... توقع أمجد أن يكون طلب اللقاء بأموال أخرى ستحول إليه .... لكنه فوجئ بطلب الشيخ
- ألف مبروك يا أمجد
- يبارك فيك يا حاج .... سميته إبراهيم علشان الناس تقولى يابو إبراهيم .... إسم كله بركة
- ههههههههه ..... يا ولا ..... مانا عارف إنك مسميه على إسم الدكتور إبراهيم .... بس ليك حق
- أهى بركة من الناحيتين يا حاج .... المهم كنت عايزنى فى إيه
- بص يا سيدى .... أولا كنت عايزك أديك نقوط أبنك يا أبو إبراهيم
- يدوم يا حاج .... بس مش كتير ده
- مافيش حاجة تكتر عليك يا باشمهندس .... وفيه موضوع تانى عايزك فيه .... شغل
- أنا تحت أمرك يا حاج .... شغل زى بتاع المرة اللى فاتت كده ؟
- لأ .... ده شغل تانى .... شغل طالبه منك متعلق بيك كمهندس
- تحت أمرك طبعاً .... ده إنت خيرك مغرقنى .... حضرتك ناوى تبنى عمارة جديدة ولا حاجة ؟ أنا عندى إستعداد أعملك التصميم كله هدية منى ليك
- لأ عمارة إيه .... أنا مببنيش فى مصر .... أنا باشترى وأبيع بس .... أنا عايزك فى حاجة أكبر من العمارة .... أنا مشارك جماعة أجانب وهنبنى فندق .... ومش فى مصر .... أول ما عرضوا عليا المشروع جيت فى بالى على طول .... حتى هما عرضوا المشروع على شريكك فى أسبانيا بس قالهم إن جدولك مافيش فيه وقت
- هو فعلا أنا جدولى مليان لآخر السنة تقريبا وفريدريك مش عايز يضغط عليا .... لكن علشان عيونك يا حاج أركن كل اللى ورايا .... وهاعملك كل التصميمات فى المكتب هنا كمان وهأخلى الدكتور إبراهيم يخفض الأتعاب كمان
- لأ .... أنا مش عايز حد فى مصر ياخد خبر بالمشروع ده ولا يعرف إن ليا علاقة بيه .... أنا عايزك تصمم المشروع ده لوحدك .... فى الخباثة يعنى
- أنا عنيا ليك طبعا يا حاج .... وهأعملك شغلى ببلاش كمان لو حبيت .... لكن أنا بأصمم المعمارى بس .... فيه مدنى وكهربا وميكانيكا ومعدات .... دول مش شغلتى
- لأ مش هتعمله ببلاش .... هتاخد أتعابك وبالزيادة كمان .... مش من جيبى .... إحنا شركا كتير وأتعابك هتاخدها زى ما تطلبها وزيادة .... إعمل إنت بس اللى يخصك فى الشغل وهما هيشوفوا حد من عندهم يكمل الباقى .... لما شافوا التصميمات اللى عملتها للفندق اللى فى ميامى صمموا إن إنت اللى تعمل تصميمات فندقنا
- إذا كان كده بسيطة .... خليهم يبعتوا بس الداتا وأنا أول ما أرجع من السفر أشتغل لهم عليها
- أنا مش عايز كده .... أنا عايزك تسافر إنت تشوف المكان زى ما عملت فى ميامى .... بيقولوا تصميمك ماشى مع روح المكان .... مش عارف يعنى إيه بس هما قالوا كده
- يا سلام .... غالى والطلب رخيص .... هو الفندق هيكون فين .... لو فى أوروبا ممكن أطلع من أسبانيا على هناك ونكسب وقت
- لأ مش فى أوروبا .... فى أمريكا
- أمريكا ؟ بس أنا فيزا أمريكا اللى معايا خلصت .... والفيزا هتاخد وقت على ما تتجدد
- لا هتاخد وقت ولا حاجة .... إنت ممكن تاخد الفيزا من أسبانيا .... طالما أخدت فيزا مرة هتبقى سهلة .... وأنا هاخليهم كمان يخلصوا الفيزا من أمريكا ويبعتوهالك على السفارة هناك
- سهلة يا حاج ولو إنها هتبقى تعب .... طالما إنت مش عايز حد ياخد خبر يبقى لازم الزيارة تبقى سريعة .... لكن علشان عيونك كله يهون
- هو ده العشم برضه يا أمجد
- الفندق فين بقى فى أمريكا ؟ فى ميامى برضه ؟
- لأ .... فى لاس فيجاس
- فيجاس ؟ بس دى كل فنادقها لازم يكون فيها نوادى قمار ؟
- وإحنا مالنا .... إحنا هنبنى الفندق وشركة هتديره نظير جزء من الأرباح وخلاص .... هما بيعملوا إيه بقى ميخصناش
- يعنى حلال يا حاج ؟
- طبعا حلال .... تفتكر أنا ممكن أعمل حاجة فيها شبهة .... أنا أخدت فتوى شرعية .... طالما مش مشارك فى القمار يبقى مافيش عليا ذنب .... كأنى بانى عمارة ومأجرها بالظبط .... أنا مالى بقى اللى أجر منى شقة بيعمل فيها إيه .... أنا ليا أخد إيجار الشقة وخلاص
- عندك حق يا حاج .... كل مرة لازم تعلمنى حاجة جديدة
- ليه يافندم واحد زى أبو إبراهيم يبنى فندق زى ده
- مش بتاعه لوحده .... معاه ناس كتير
- كلهم نفس إتجاهه
- فيه نفس إتجاهه .... وفيه كمان رجال أعمال وتجار سلاح ومسؤلين سابقين وحاليين كتير فى أكتر من دولة
- يعنى هدفهم إستثمار ؟ أبو إبراهيم بيستثمر فى حاجات تانية غير تجارة العملة ؟
- طبعا بيستثمر فى حاجات كتير غير تجارة العملة .... لكن الفندق ده هدفه الرئيسى مش الإستثمار
- أمال هدفه إيه ؟
- هأقولك علشان تفهم الدنيا رايحة فين السنين الجاية .... سنة 86 صدر فى أمريكا قانون بيسمح برفع السرية عن الحسابات اللى بتتضخم فى البنوك بشكل مبالغ فيه ..... القانون ده فعليا مبدأش تطبيقه غير السنة اللى فاتت .... لكن هيتوسعوا فى تطبيقه خلال الفترة الجاية
- وإيه علاقة فندق ونادى قمار بموضوع زى ده
- معظم الحسابات اللى هيتم إستهدافها أصحابها تجار سلاح أو تجار مخدرات أو ناس بتضارب فى سوق العملة .... الناس دى محتاجة مصدر يضفى مشروعية على الأموال الضخمة اللى فى حساباتهم .... فندق ونادى قمار يعنى محدش يقدر يحكم القمار ده بيكسب ولا بيخسر طبعا .... لإن مفيش حد بيكسب فى جولة قمار بيطلع له فاتورة بمكسبه ولا حد بيخسر بياخد مستند باللى خسره .... يعنى دى أفضل وسيلة يغسلوا بيها الفلوس ويخبوا فيها مصادر مكاسبهم الحقيقية .... لما الفلوس تروح البنوك عن طريق نادى قمار البنك مش هيدور ورا مصدرها .... إسمه غسيل أموال
- وطبعا الفلوس دى بيتضارب بيها فى بورصات لندن ونيويورك ويشتروا بيها أصول وعقارات ويبيعوها والفلوس دى يبقى مستحيل تتبع مصدرها
- بالظبط كده
- وإزاى أى شركة فنادق عالمية هتقبل إنها تدخل نفسها فى مشروع مشبوه زى ده
- ولا شركة الفنادق هتدخل نفسها ولا حاجة .... شركة الفنادق هتدى نادى القمار لشركة تانية متخصصة فى إدارة نوادى القمار .... هيأجروه يعنى .... الشركة التانية دى بقى مملوكة لنفس الأشخاص اللى هيبنوا الفندق .... لكن تحت واجهة أسماء تانية .... يعنى هم فى الأصل اللى هيكون كل الأمور فى إيديهم .... وسواء النادى كسب فلوس أو خسر فلوس مش مهم بالنسبة لهم .... لإنه هيطلع قدام الضرايب فى أمريكا دايما كسبان
- هما كمان هيدفعوا ضرايب ؟ يعنى مش هيتهربوا منها ؟
- بالعكس .... حتى لو النادى خسر هيطلعوه فى الحسابات كسبان .... الضرايب اللى هيدفعوها هى اللى هتدى فلوسهم المشروعية اللى فاتحين المشروع ده أساسا علشانه .... وعلى فكرة ده مش هيكون نادى القمار الوحيد اللى هيفتحوه .... ده بس اللى هيبدأوا بيه
- طيب مطلوب منى حاجة أنا ؟ يعنى أجيب لكم أسماء الشركا مثلا
- لأ مافيش داعى تتعب نفسك .... إنت كده أو كده مش هتعرف تجيب أسماءهم .... متتوقعش إن الشركا يقابلوك .... إنت مش هيقابلك غير مسؤل الشركة اللى هتدير الفندق وده برضه ميعرفش حاجة .... إنت تعمل شغلك وتصمم لهم مبنى يليق بإسمك .... وتاخد أتعابك
- يعنى كده أنا مش متورط معاهم فى حاجة
- بالظبط .... إنت هتتعاقد مع شركة إدارة فنادق عالمية مافيش عليها أى غبار
- طيب وبالنسبة لبريندا ؟ أقابلها فى فيجاس المرة دى
- إوعى تفكر فى كده .... لقاءاتك مع بريندا لازم تكون جنب البحر .... اليونان زى كل مرة أو قبرص لو حبيت تغير .... عرّفنا بس هتكون فين .... وطول ما إنت فى أمريكا هتكون تحت عنينا .... ولو حسينا بأى خطر عليك هننفذ خطة الإخلاء بتاعتك .... متقلقش من حاجة
..............................................................................................................
فى طائرته لبرشلونة تصفح أمجد جرائد مصر .... وجد فيها خبرا عن نجاح الشرطة فى القبض على خلية إرهابية كانت تقيم بأحدى المناطق الجبلية بالجنوب .... كانت تخطط لمجموعة لإغتيالات .... حفلت صفحات الجرائد بنجاح فلان بتوجيهات من العميد فلان واللواء فلان بعد تعليمات من الوزير فلان وبعد تحريات أجراها فلان وفلان .... إبتسم أمجد .... فهاهو نجاح آخر ينسب له فى الجهاز الكبير .... نجاح يشعر به حتى لو لم يذكر فيه إسمه .... فهو فخور بأنه جندى الظل .
شهر أمضاه أمجد فى رحلات متواصلة .... تنقل فيه بين مطارات دول أربع .... دائما ما يقتله الحنين لوطنه .... ولزوجاته .... والآن لإبنه .... إنتقل بين ثلاث قارات فى شهر واحد .... من القاهرة لبرشلونة لأثينا قبل أن تحمله الطائرة فى رحلته للولايات المتحدة .... تلك المرة رافقته بريندا فى الطائرة فى رحلته من أثينا إلى واشنطن .... رحلة لإحدى عشرة ساعة أو تزيد .... ودعها لينتظر فى المطار لساعتين أخريين قبل أن يعود لطائرة أخرى لشركة أخرى فى رحلة لساعات أربعة حتى مطار كاران ..... مطار لاس فيجاس الذى يبعد عن قلب المدينة بكيلومترات قليلة .... حطت أخيرا الطائرة وأصطحب أمجد حقيبة أوراقه ومضى لسير الحقائب ليصطحب حقيبتيه ..... حقيبة بها هدايا منى وإبنه وتلك الصغيرة التى إستقر حبها فى قلبه ولم يزاحمها فيه إبنه .... فمثلما يشعر أن لكل من زوجتيه قلب خاص بها تحتله فهو يشعر بأن الصغيرة تحتل مكان فى أحد قلبيه وإبنه يحتل مكان فى القلب الآخر ..... وحقيبة أخرى بها ملابسه وهداياه لسهام .
خرج من بوابة المطار يبحث بعينيه عمن يفترض به إستقباله لتقع عينيه على فاتنة أمريكية ذات شعر أشقر ناعم وجسد رشيق مثالى التقسيم تحمل لافتة أنيقة كتب عليها إسمه .... أخفى نفسه قليلا وسط زحام الخارجين حتى يتأملها .... وبنظرة فاحصة عرف أن مهمة تلك الجميلة هى مراقبته .... فمن أرسلوها يعرفون ذوقه جيدا فى النساء ومن غير الطبيعى أن تكون من أرسلت لإستقباله تحمل نفس الذوق .... جسد متوسط فى كل شئ وسيقان رائعة .... لم يبتإس أمجد فهو تعود على ان يكون تحت المراقبة .... إما مراقبة أصدقاء أو أعداء .... توجه إليها أمجد وهو يدفع أمامه عربة حقائبه .... ومن نظرتها الأولى عرف أنها تعرف صورته .... فلقد توجهت بعينيها ناحيته بمجرد خروجه من الزحام .... حسناً فلتبدأ اللعبة .
إصطنع أمجد على وجهه نظرة بلا معنى وتوجه إليها يعرفها بنفسه .... إبتسمت إبتسامة مثيرة وهى تمد إليه يدها للسلام .... سلم عليها سريعا وتجاهل النظر إليها .... تحدثت إليه بالعربية بلكنة لبنانية حاولت إخفائها
- مرحبا بك أستاذ أمجد
- مرحبا بك .... فلنتحدث بالإنجليزية .... فأعتقد أن لغتى الإنجليزية أفضل من لغتك العربية .... وهى أفضل للعمل
- كما تريد .... تفضل معى
- إسمى لوسى .... سأكون برفقتك طوال مدة وجودك بفيجاس مستر حسن
- لى الشرف آنسة لوسى .... يمكنك مناداتى بإسمى دون ألقاب .... إسمى أمجد ..... حسن هو إسم والدى
- شكلك كما تخيلتك تماما .... ملامح مصرية عربية
- أعتقد أنك رأيت صورتى ولم تتخيلينى ..... أليس كذلك ؟ من المفترض أن صورتى فى الباسبور الذى أرسلت لكم صورته
- أنت صريح جدا مستر أمجد .... صراحتك تربكنى .....أردت فقط كسر الجليد بيننا
- لا داعى لوجود الجليد من الأصل لوسى .... لقد طلبت إرسال نسخة من بيانات التصميم مع من سيستقبلنى بالمطار .... هل هى معك
وصل أمجد للفندق وإصطحبته مرافقته لإستلام مفاتيحه بل وصعدت معه لذلك الجناح الذى تم حجزه له
- بالطبع تحتاج للراحة بعد رحلتك الطويلة .... أراك صباح غدأً .... أنا مقيمة بالغرفة المجاورة لجناحك .... إذا أحتجت أى شئ لا تتردد فى طلبى .... أو المجئ لغرفتى إذا احببت
- شكراً لك لوسى .... من فضلك أريد الذهاب لموقع المشروع اليوم .... فلترتبى لى زيارة للموقع قبل حلول الظلام .... سأكون جاهزاً للتحرك بعد ثلاثين دقيقة .... ألقاك فى بهو الفندق .... سآخذ حمامى وأستبدل ملابسى
- ألن تستريح ؟
- لست متعباً .... أستأذنك الأن لأخلع ملابسى .... شكرا لك
بعد نصف ساعة كان أمجد يجاورها فى تلك السيارة الفخمة فى طريقهما لموقع المشروع .... لم يلتفت أمجد ناحيتها ولو لمرة فى جلستها بجواره رغم أنها تعمدت كشف معظم ساقيها .... تشاغل فى النظر لمعالم تلك المدينة البغيضة عسى أن يجد فيها ما يلفت نظره .... لكنه لم يجد فيها إلا المحاولات المشوهة لتقليد حضارات أخرى .
عندما وصل أمجد لموقع المشروع وجده محاطا بسياج معدنى .... أرض كان يشغلها من قبل فندق تمت إزالته .... وقف أمجد فى وسط تلك المساحة الشاسعة محاولا مرة أخرى أن يجد فى نفسه الطراز الذى سوف يبدأ تصميمه على أساسه .... لم يجد فى نفسه أى شغف بأى شئ .... كره المكان كما كره المدينة .... وعندما عاد للسيارة كانت لوسى قد تعمدت كشف المزيد من ساقيها وصدرها .... لم ينظر لما كشفته لكنه نظر مرة أخرى فى عينيها تلك النظرة التى تربكها .... نظرة شعرت معها أنه يقرأ كل ما يدور بذهنها ما جعلها تجذب الجيبة القصيرة التى ترتديها تدارى بها بعض ما كشفته .
- من فضلك لوسى .... أريد زيارة نادى للقمار .
- أها .... أتريد أن تجرب حظك فى اللعب مبكرا ؟
- لا أحب اللعب .... ولا أجرب حظى .... فقط أريد معرفة كيف تبدوا أندية القمار فى فيجاس .... فأندية القمار التى زرتها فى أوروبا تختلف بالتأكيد عن أندية القمار هنا .
- هناك نادى للقمار بالفندق يمكننا زيارته
- هل هو أفضل كازينو للقمار فى لاس فيجاس
- لا ولكن من أفضلهم
- أريد زيارة الأفضل ..... كى أصمم أفضل منه
- كم تعجبنى ثقتك بنفسك
- إنى أثق فى فنى لوسى
كانت لوسى تراقب أمجد بإحكام فلم تتركه للحظة .... كانت تراقب حركة عينيه فى المكان .... كانت تحاول معرفة ردود أفعاله .... تعجبت من هذا الوجه الذى توقعت إنبهار صاحبه بما يراه لكنه ظل جامدأً لا تلفت نظره مؤخرات مكشوفة ولا صدور شبه عارية .... أنهى أمجد جولته فى كازينو القمار وأخبر لوسى بأنه رأى كل مايريد
- ألا تريد أن تتناول شراباً .... فالشراب هنا مجانى لى ولضيوفى بصفتى عضو فى هذا النادى .
- أنا الآن فى عمل يا صديقتى .... ولا أتناول خمور أثناء عملى
- أها .... إذا تتناولها بعد العمل .... لقد أنهينا عملنا هنا ويمكنك تناول ما تريد
- لا يا صديقتى ..... لازال أمامنا عمل آخر
- ألا تشعر بالتعب .... لقد وصلت منذ ساعات ولم تسترح .... فلنذهب للفندق للراحة قليلا ونستكمل عملنا غداً
- لا أشعر بالتعب من العمل .... وغدا موعد إجتماعى لمناقشة التعاقد .... بالتأكيد تعلمين
- وماذا تريد الآن أن تفعل .... أعتقد أنك رأيت ما يكفى لتكوين صورة عن العمل
- لا زال هناك شئ واحد .... أريد مشاهدة معالم تلك المدينة
- لقد مررنا بكل المدينة اليوم .... لم يبق شيئا لتراه
- ألا يوجد شئ مميز هنا .... معلم أو ما شابه ..... شئ غير مزيف .... كل ما رأيته اليوم مزيف
- الشئ الوحيد المختلف عما رأيته هو البحيرة .... بحيرة ميد .... إنها تبعد 50 دقيقة عن المدينة
- أها .... هذا ما كنت أبحث عنه .... شئ حقيقى .... هيا بنا
وأخيرا عاد أمجد للفندق وقد بدأ الظلام فى الحلول .... كانت علامات الإنهاك واضحة على وجه لوسى .... أنهكها بكل السير الذى ساره على ضفاف البحيرة .... لم يلتفت إليها لحظة حتى عندما تصنعت التعثر .... أمسك بكتفها يمنعها من الوقوع على الآرض .... أو الوقوع على صدره
- أعتقد أنك ستذهب للنوم الآن أمجد .... أنا عن نفسى أنهكت تماما وأتوق لحمام دافئ وفراش .... هل تريد شئ بخصوص إجتماع الغد ؟
- لا أريد شيئا بخصوص الإجتماع .... لكنى أريد شراء ترابيزة رسم هندسى وأوراق مناسبة
- ترابيزة رسم هندسى ؟ هل ستحمل ترابيزة رسم من هنا لمصر ؟
- لالا ... لن أحملها لمصر .... فقط سأستخدمها هنا خلال الأيام التى سأقضيها معكم .... فأنا لا أستطيع الإبتعاد عن العمل
- أى عمل ؟ إنك حتى لم تتفق على بنود عقدك
- أحمل فى حقيبتى بيانات مشروعات أخرى أعمل عليها .... لا أريد أن يضيع وقتى هنا هباء .... Time is money
- لم أكن أعرف أن رجال العرب يقدرون الوقت مثل هذا التقدير .... عندما تعود من الإجتماع غداً ستجدها فى الجناح الخاص بك ومعها الأوراق
- عظيم .... أراك غداً
- هل أمر عليك فى جناحك لأصحبك
- لا تزعجى نفسى .... موعدنا غداً فى الثامنة فى بهو الفندق
- هل تريد ترتيبات معينة للإفطار .... قد يكون الإفطار هنا لا يناسبك .... لو أردت نتناول الإفطار فى أى من المطاعم التركية
- سأتدبر أمرى .... لا تقلقى نفسك بغير إجتماع الغد
بدل أمجد ملابسه وقرر النزول للسير قليلا فى الشوارع المحيطة بالفندق .... أخذ كارت من الإستقبال يحمل إسم الفندق وتليفوناته فى حالة إذا ما ضل الطريق .... خرج من الفندق يسير بجوار عربات الأجرة التى تراصت فى صف بجوار المدخل فى إنتظار الزبائن .... زبائن الليل الذين أقترب وقتهم ..... سار يبحث عن طريق يمشى به وسط الزحام .... وقبل نهاية صف السيارات وجد من يتحدث إليه بلهجة مصرية ..... أخيرا وجد ما ينهى ضجره
- مساء الخير يا باشا .... تحب تاخد جولة فى شوارع لوس أنجلوس ولا تحب تروح مكان تسهر فيه
- إيه ده ؟ مصرى ؟
- أيوة يا باشا مصرى .... محسوبك مارك من شبرا
- ياااااااه .... أخيرا لقيت حد أتكلم معاه ..... وإيه جابك من شبرا لهنا يا راجل
- أكل العيش ..... إتفضل يا باشا أركب .... هاخدك جولة محدش يعرفها غيرى
- وعرفت منين إنى مصرى يا مارك
- الدم بيحن يا باشا .... مش إنت الباشا برضه
- هاوريك بقى يا باشا حاجة من روايح مصر .... إيه رأيك فى الخاتم ده ؟
- إسمك بقى مارك ولا ده لزوم الشغل ؟
- لأ إسمى بجد .... ومن شبرا بجد .... أبويا كان بيحب الأسامى الخواجاتى
- هههههههه .... بأقولك .... أنا مخنوق من ساعة ما وصلت البلد الرذلة دى .... مافيش هنا قهاوى مصرية
- للأسف مافيش .... نيويورك هيا اللى فيها
- خسارة .... وانت كنت مستنينى ؟
- حاجة زى كده .... المهم .... خد بالك فيه كاميرا فى أوضة نومك .... ولاد الوسخة مركبينها .... فوق الدولاب متثبتة فى الحيطة .... صعب تاخد بالك منها ..... متركزة على السرير
- وأنتوا عرفتوا منين ؟ إنتوا اللى مركبينها علشان تتطمنوا عليا
- مش إحنا اللى مركبينها طبعا .... بس اللى ركبها تبعنا وشغال معاهم .... متقلقش .... إحنا حواليك فى كل حتة فى الفندق
- وهم مركبين كاميرا فى أوضة نومى ليه ؟ ومين هم اللى يهمهم يراقبونى وأنا نايم
- وانت نايم وانت صاحى وطول مانت هنا .... ولاد الوسخة مهتمين بيك ومش عارف ليه .... بس متقلقش .
- يعنى هما دلوقتى مراقبنى ؟
- إحنا زوغنا منهم من خمس دقايق .... تحب تروح حتة ولا نلف لفة ونرجع ؟
- عايز أشوف حتة أهدى فيها أعصابى .... المدينة بنت الوسخة دى موترانى من ساعة ما جيت
- طيب .... هاوديك فندق أمان ومفيهوش حد منهم .... فيه عرض تانجو بتاع كابل مكسيكى هيعجبك .... إتعشى وخد راحتك واسمع المزيكا اللى بتحبها لغاية ما يلاقوك
- وهيلاقونى إزاى وانت بتقول إننا زوغنا منهم ؟
- أنا هأوصلك وأرجع الأوتيل .... أول ما أرجع هيسألونى إنت روحت فين هأقولهم .... هيبعتوا حد وراك
- وتقولهم ليه بس يا مارك ؟ ما تتوههم
- ما ينفعش يا باشا .... لو مقولتش هيشكوا فيا وفيك .... أهو تريح منهم ساعة ولا حاجة .... طبعا انت عارف إن البنت اللى معاك أساسا بتراقبك والمفروض تورطك
- عارف .... بس متقلقش من الحتة دى .... أدينى بأتسلى معاهم بدل الملل اللى انا فيه ده
- طيب كويس .... انا باشتغل بليل .... باخلص 6 الصبح .... اللى راكب العربية دى الصبح تبعنا برضه .... بيكون فى الفندق من الساعة 7 الصبح .... لو إحتجت حاجة تبقى تنزل تسأل عليه .... إسمه كرم ..... هتلاقيه عارفك ومعاه الخاتم برضه ..... إحنا خلاص وصلنا .... حاسبنى وإنزل .... المطعم فى الدور التالت .... بس برضه إسأل عليه وانت داخل .... ريح منهم ساعة زى ما قولتلك .... لسة قدامك كام يوم ويمكن متلاقيش فرصة تريح منهم تانى
- شكرا يا مارك .... حاول ترجع الأوتيل متأخر شوية .... أريح شوية زيادة
- مينفعش يا باشا .... زمانهم مستنيين رجوعى على نار .... خد بالك من نفسك ومتقلقش من أى حاجة
- لوسى ؟ ماذا أتى بك إلى هنا ؟ ألم تكونى متعبة وتريدى النوم
- لم أستطع النوم .... عرفت أن هنا فى هذا المطعم عرض للتانجو وأنا أعشق التانجو .... حسبتك نائما ولن تحتاجنى فإذا بى أجدك هنا أيمكننى الجلوس معك ؟
- هذا من حسن حظى تفضلى بالجلوس
- لقد أنهيت للتو عشائى .... كنت أتمنى أن نتناول العشاء سويا .... ماذا تفضلين للعشاء
- لقد تناولت عشائى فى الفندق .... فلنجعلها غدا نتناول العشاء سويا
- أوكى .... إذا فلنشرب سويا .... أنا أفضل نبيذ بوردو فى المساء .... لكن فى وجود جميلة مثلك تجالسنى لابد أن نتناول شئ أفضل
- لالالا .... أنا أيضا أعشق نبيذ بوردو .... فلنجعل الأفضل للغد .... ولكن ما هو النبيذ الأفضل من بوردو يا عزيزى .... إنه أفضل نبيذ .... هل تقصد الويسكى ؟
- لا .... أكره طعمه .... أنا فقط أشرب النبيذ أو الشامبنيا .... فلنتناول اليوم النبيذ كنخب لصداقتنا وغدأ الشامبانيا
- ذوقك رائع فى الشراب .... أنا أيضا أكره الويسكى وما يخلفه من ألام الرأس بعد ذهاب تأثيره
- يبدو أنك خبير فى النبيذ .... لم اصادف عربى يفعل ما فعلته الآن
- لست خبيراً .... لكننى جالست كثيرا من الخبراء
- إذا أخبرنى ما هى قصتك .... عندما أخبرونى أن من سأرافقه هو أحد أفضل المصممين فى العالم ظننت أنى سأرافق عجوزا حتى عرضوا علي صورتك
- لست بأفضلهم .... لا زلت فى بداية طريقى .... أساتذتى هم أفضل المصممين فى العالم
- مصريون هم ؟
- مصرى واحد وإسبانى واحد ومجموعة من أساتذة أفضل معاهد التصميم فى إسبانيا .... هم الأفضل فى العالم
- متواضع أنت يا صديقى
- لست متواضعاً لكنى لا أنسب لنفسى مالا أملكه
- هل تصدقنى إذا قلت لك أنى معجبة بك
- بالطبع لن أصدقك .... فما يدعوا للإعجاب لم تره بعد
- ومتى سأراه ؟
- غالبا لن تريه .... دعينا الآن ننسى الإعجاب .... هل ترقصين التانجو ؟
- بالطبع .... أنا راقصة تانجو بارعة .... لكن لست ببراعة تلك التى كانت تقدم العرض .... وأنت هل ترقص التانجو؟
- سنجرب ونرى هيا بنا .... لقد أوشكت تلك المقطوعة على الإنتهاء .... فلنبدأ الرقص مع بداية المقطوعة التالية .
ضمها أمجد لصدره بقوة قبل أن يبدآ الرقص
كانت لوسى راقصة تانجو أبرع من منى .... لكنها لم تكن تقارن ببراعة سهام ولا تفاهمها مع أمجد فى الرقص .... لكنها كانت تمتلك من الجرأة ضعفى سهام فى طريقة ملامستها لجسد أمجد والإلتصاق به وأشعل النبيذ المعتق جسدها ..... فهى شربت أربعة كوؤس بينما أمجد لم يرتشف إلا رشفة واحدة من كأسه الثانية
حرص أمجد على إنهاكها فى الرقص .... حرص على أن يتحكم فيها تماما .... ويشعل جذوة إثارتها .... فالتانجو لمن يندمج فى رقصه قادر على إشعال الأجساد .... المستعدة للإشتعال
عادا للمائدة وقد تعرق جسديهما تماما حتى أن كتفى لوسى وصدرها باتا يلمعان من قطرات العرق .... كانت تلهث عندما جلست وهى تنظر لهذا الشاب الذى إستطاع إنهاكها وإشعارها بالتحكم فى كل حركات جسدها أثناء الرقص .... تأكدت بأنه ليس العربى الساذج الذى كانت تظنه عندما كلفوها بالمهمة .
إنتظر أمجد قليلا قبل أن ينادى للجرسون لدفع حسابه وحجز نفس الترابيزة لليلة القادمة وخرج مع لوسى التى وضعت ذراعها فى ذراعه فلم يمنعها وهبطا حتى مدخل الفندق حيث كان السائق ينتظرهما
- ألا زال السائق موجودا لم يذهب لبيته بعد ؟
- هو مقيم بغرفة أخرى فى الفندق لحين إنتهاء إقامتك .... إنه تابع للشركة والشركة هى التى تدير الفندق الذى تقطن فيه ليكون موجودا وقتما تشاء .... فقط حين تريد الذهاب لأى مكان إتصل بى وستجده منتظرك بعد ربع ساعة
- ولم ترهقون الرجل ؟ فليكن معنا فقط فى مهام العمل .... غير ذلك فأنا أستطيع التصرف
- كما تصرفت اليوم .... كيف وجدت هذا السائق المصرى بين كل سائقى لاس فيجاس ؟ المصريون هنا عددهم قليل
- يا عزيزتى المصريون يتعرفون على بعضهم فى أى مكان ..... إنه شعور ما نشعر به تجاه بعضنا .... لقد كان حظى سعيداً أن أصادفه .... خفف عنى الضجر والملل الذى أشعر به فى تلك المدينة
- فليكن .... لكنى لن أستطيع صرف السائق .... إنها تعليمات الشركة ولن يستطيع مخالفتها
وصلت السيارة وصعد أمجد ولوسى وهى لا تزال تتأبط ذراعه حتى وصلا لباب غرفتها
- ليلة سعيدة يا صديقتى .... أرجو أن تكونى إستمتعت بها
- إستمتعت للغاية
- أراك إذا غداً فى الثامنة فى بهو الفندق
- لا .... نلتقى فى السابعة فى المطعم للإفطار سويا .... Please
دخل أمجد لغرفته إستبدل ملابسه بعد أن أخذ حمامه .... ذهب لغرفة نومه وهو يعرف أنها مراقبة .... خرج للتراس وأندمج فى تمرين يوجا طويل وتجاهل رنين التليفون الذى إستمرحتى الواحدة حتى إقتربت الساعة من االخامسة .... إرتدى ملابس رياضية ووضع بعض الملابس فى حقيبة ظهر خفيفة وكتب بعض الأشياء فى ورقة صغيرة وهبط ليخرج من الفندق يبحث عن صديقه المصرى بعد أن سحب مبلغ من بنك الفندق على بطاقته البنكية .... بالفعل وجده فى مؤخرة صف التاكسى فسلم عليه بحرارة وجلس بجواره فى سيارته
- إيه اللى منزلك بدرى كده يا باشا
- نازل ليك مخصوص ..... عايز منك حاجة مهمة
- خير .... عايز إيه ؟
- عايز مُكنة حلوة .... حتة ميعرفوش طريقى فيها .... تكون فى مكان هادى وأمان
- دى سهلة .... فيه كوخ حلو عالبحيرة .... متطرف .... ممكن نأجره إسبوع لو حبيت .... أجرناه قبل كده كام مرة
- حلو أوى .... الورقة دى فيها شوية حاجات .... أدوات رسم هندسى وترابيزة رسم .... عايزك تشتريها وتحطها فى الكوخ .... وتجيب أكل فى الكوخ يكفى شخصين لمدة يومين
- ماشى .... هاملا لك التلاجة أكل .... وهديك تليفون بيتزيريا لو حبيت تغير غير أكل التلاجة .... الكوخ فيه تليفون .... إنت ناوى تعمل إيه ؟
- ناوى أدى ولاد الوسخة درس .... عايزك تستنانى الساعة 12 بعد نص الليل بالظبط قدام الباب الجانبى بتاع الفندق اللى ودتنى ليه إمبارح .... بالعربية .... مش عايز حد يعرف الكام يوم اللى هاختفى فيهم هاكون فين .... وخلى خروجك من الفندق طبيعى اللى انا نازل فيه .... مش عايزهم يعرفوا إنك هتبقى معايا
- دى برضه بسيطة .... هنخلى حد يخرج معايا بليل وأرجعه الصبح .... وهيقول إنى كنت معاه طول الليل
- حلو أوى .... تبقى تحط الشنطة دى فى الكوخ اللى هتأجره .... وخد ال1000 دولار دى علشان المصاريف
- لأ .... فيه معانا فلوس كفاية خليهم معاك .... إنت جاى بيهم من مصر ؟
- لأ سحبتهم من البنك قبل ما أخرجلك
- أحسن برضه .... علشان لو حد عرف إنى أنا اللى أجرت الكوخ ميسألش جبت الفلوس منين
- نزلنى بقى عند أقرب كابينة تليفون .... عايز أتصل بمصر أتطمن عالجماعة .... هارجع الفندق جرى كأنى كنت باعمل رياضة .... ولو حد سألك وديتنى فين؟
- وصلتك لكابينة تليفون .... ليه مكلمتش الجماعة من أوضتك ؟
- ماهم أكيد مراقبين التليفون .... مش عايزهم يسمعوا بأقول إيه لمراتى .... يمكن نقول كلام قلة أدب ولا حاجة
- ههههههههههه .... حلوة دى .... أشوفك بليل .... وكرم هيكون هنا الساعة 7 لو إحتجت حاجة .... خد رقم تليفونى فى السكن أى وقت تعوزنى هأجيلك .... أنا وكرم قاعدين مع بعض فى شقة واحدة .... يعنى هتلاقى حد يرد عليك طول الوقت .
- إتصلت بك الليلة الماضية كثيرا لكنك لم تجب .... وأعدت الإتصال صباحا لكنك لم تجب أيضا
- كنت نائما بالتأكيد يا عزيزتى .... وخرجت مبكرا للجرى قليلا .... جسدى كان يحتاج لبذل بعض المجهود
- ألم يكفك مجهود الرقص بالأمس ههههههه .... لقد كنت منهكة تماما بعد أن تركتنى
- ولماذا لم تخلدى للنوم بعد المجهود ؟
- لم أستطع النوم .... ظللت مستيقظة حتى الثالثة صباحا بعد أن يئست من أن تجيبنى .... كنت أريد التحدث معك
- سنتحدث كثيرا لوسى .... بعد إجتماع اليوم سنتحدث كثيراً .... وعلى العشاء سنتحدث كثيرا ونرقص كثيرا .... أعتقد سيكون أمامنا يومين للحديث بعد إجتماع اليوم لحين كتابة العقود إذا أتفقنا سنقضيهم كأصدقاء خارج العمل
- إتفقنا إذاً
تعجب أمجد من علامات الفرحة الشديدة التى ظهرت على وجه لوسى .... لم يدر أمجد سبب فرحتها .... فحسب علمه هى موظفة فى الشركة لا يعنيها ما يتم من تعاقدات لكنه أرجأ معرفة ما يريده لوقته .... فأمامه يومان كاملان يستخرج منها فيهما كل ما يريد معرفته .... فرصة لإختبار مهاراته وتجريب ما تعلمه فى الجهاز الكبير .
إفترقا عند باب غرفتها بعد أن شدت كثيرا على يد أمجد وحاولت إستبقاء يدها فى يده لكنه سحب يده سريعاً
- ألقاك مساء فى الثامنة .... إستعدى لقضاء سهرة رائعة
- أهو موعد غرامى ؟
- إعتبريه كما تريدين .... لكن إستمتعى به .
- .......................................................................................................
- إذا هو موعد غرامى .... هو ما أتمناه
- إحنا كده أجازة يومين .... يبقى ممكن نتكلم عربى
- أخيرا كلمتنى بالعربى .... ليه كنت مصر تتكلم إنجليزى
- لإننا كنا فى شغل يا لوسى .... كان لازم السواق يعرف كل كلمة بنقولها .... أكيد هيبقى مستريح أكتر
- شو ذكى .... وما تريد الشوفير يعرف نحنا بنقول إيه الحين
- بالظبط كده .... أول ما نوصل المكان اللى إحنا رايحينه قوليله إننا مش محتاجينه وهنرجع الأوتيل بتاكسى .... إحتمال أقعد هناك يومين .... لما أحتاجه هنبقى نتصل بيه .... علشان أكون بحريتى .... طول ماهو موجود بأحس إنى مخنوق .... وقت ما تحبى ترجعى الأوتيل ممكن تتصلى بيه طبعا .... أكيد هيجيى
- كيفك .... لكن ظنى إنه ما بيوافق
- يوافق أو ميوافقش دى مشكلته .... مش عايز أشوف وشه اليومين الجايين .... أنا حجزت غرفة فى الأوتيل التانى .... هأستنى هناك يومين
- أوكى .... كيف ماتحب
تناول أمجد العشاء تلك المرة وهو يتعمد النظر الدائم فى عينى لوسى .... هربت من عينيه أولا قبل أن تستلم لتضع عينيها فى عينيه .... وبعد تناول العشاء إلتقط أمجد كفها بين كفيه .... ضغط بإبهامه منبت إبهامها برقة قبل أن يحركه على باطن كفها وهو ينظر فى عينيها .... إستسلمت لعينيه وبدأ تنفسها فى الإرتباك عندما ألصق ركبته بركبتها .... حين إنتهى العرض وأنصرف الراقصان كانت لوسى قد وضعت رأسها على كتف أمجد وأحتضنت ذراعه بعد أن قاربت زجاجة الشمبانيا على الإنتهاء.... تناول الزهرة التى كان قد أعطاها لها ورفع شعرها عن جانب وجهها وثبت فيه الزهرة .... إبتسمت فى دلال وأخذت كفه طبعت عليه قبلة .... وبدأت الموسيقى فى العزف .... تانجو Oblivion الهادئ الذى طلبه أمجد .... تانجو يتيح له التحكم فيها وإثارة شبقها ..... وقف أمجد ومد لها يده لترافقه لمنطقة الرقص الخالية
إنتهت الرقصة وتبعتها رقصة أخرى حتى شعرت لوسى بأن ساقيها لا تستطيعان حملها .... من الإجهاد .... ومن الإثارة .
عادا للمائدة وهى تلهث وبمجرد جلوسها مال أمجد على أذنها
- بتحبى المغامرة ؟
- أنا أعشق المغامرة .... الرقص معاك بنفسه مغامرة أمجد
- تيجى معايا ؟
- لوين آجى معاك ؟
- مغامرة جديدة .... مكان كنت محضره أهرب فيه من ملل مدينتكم .... تيجى معايا ؟
- باروح لوين ما بتروح .... ما بتركك الليلة .... إنت طلعت كلك مفاجآت
- طب يالا بينا
توقف مارك أمام شاليه خشبى مصنوع من جذوع أشجار البلوط تحمله أعمدة من جذوع نفس الأشجار القوية ويرتفع عن الأرض بمسافة مترين وله سلالم من نفس الأخشاب .... إندفع أمجد وهو يمسك بيد لوسى التى تابعته حتى فتح باب الشاليه وأستدار لها ليحملها بين ذراعيه ويدخل ويغلق الباب خلفه .... كوخ بسيط لكنه جميل .... صالة بها أنتريه بسيط على جانبها الأيسر بار صغير وكرسيين مرتفعين وباب خشبى محكم يؤدى لتراس صغير وغرفة واحدة بها فراش متسع وحمام جميل .... وكله من جذوع الأشجار الطبيعية .... نظرت لوسى حولها ليقع بصرها على ترابيزة الرسم التى وضعت فى جانب الصالة وقد تكوم بجوارها أدوات الرسم والأوراق
- إيش هاد أمجد ؟ كيف عرفت ها المكان ؟ قلت لك أنك كلك مفاجآت
- ده مكانى السرى فى لاس فيجاس .... حضّرته علشان أهرب من قرف المدينة .... هاستنى هنا يومين .... عايزانى أخلى السواق يرجعك الأوتيل ولا تحبى تستنى معايا
- أممممممم .... لاس فيجاس مقرفة ؟..... ما بسيبك هاليومين .... بيبقوا يومين بالجنة ..... وهن بالشركة قالوا ما أتركك تغيب عن عينى .... بانفذ أوامرهن وبنغيب عن عيونهن نحنا التنتين
لم يستغرق الأمر دقائق حتى كانا عاريين تماما حتى من ورقة التوت .... ودخلا فى موجة جنس عنيفة إستمرت لأكثر من ساعة .... أنهكها أمجد تماما ولم يترك الفرصة لجسدها كى يتحرر من قيد جسده .... إستمتعت وأطلقت لنفسها العنان للإستمتاع والإحتفال .... وكالعادة تركها أمجد بعد أن ذهبت فى نوم عميق وخرج للصالة حيث تناول بنطال خفيف إرتداه وأعد ترابيزة رسمه ووضع أمامها أحد كراسى البار الذى لن يجلس عليه .... لكنها العادة التى تعود عليها....وبدأ فى أولى خطوات التصميم .... ذلك التصميم الذى جعله فيما بعد أكثر المطلوبين فى العالم لتصميم الفنادق أو حتى لإعادة تصميمها عند تجديدها
فى الصباح إستيقظت لوسى لتجد نفسها وحيدة عارية فى الفراش .... نظرت خلال الباب المفتوح فوجدت أمجد واقفا معطيها ظهره ومنهمك فى الرسم وكأنه غائب عن العالم .... تسللت حتى وصلت للصالة فتعثرت بملابسها وملابس أمجد المبعثرة .... إلتقطت قميص أمجد وضمته لصدرها وملأت صدرها برائحته قبل أن ترتديه مفتوحا .... تسللت حتى وقفت خلف أمجد لتحتضن جسده العارى من أعلى وتضغط ثدييها بظهره .... إستدار أمجد وأخذها بين ذراعيه وجلس على الكرسى المرتفع وجذبها لتقف بين ساقيه .... قبلها قبلة طويلة إعتصر فيها ثدياها وفرك حلماتها فتأوهت فأدارها ليضم ظهرها لصدره العالى بينما إحدى يديه تتحسس صدرها والأخرى تتحسس بطنها .
- هتعرفى تعمليلنا فطار ولا أتصل نجيب حاجة نفطر بيها
- أحلى ريوق .... لكن فيه هون أشيا تنفع فطور؟
- التلاجة مليانة .... على ما تعملى أحلى ريوق بتاعك ده أكون خلصت اللى فى إيدى .... عايز أتكلم معاكى كتير
- أنا كمان بدى حكى معاك كتير .... بدى عرف شو بتكون
- شو بكون إزاى يعنى ؟ مانا قدامك أهو بنى آدم عادى
- إنت مو عادى .... إنت قرد بيتنطط وما حدا عارف يملكه منين
- قوليلى بقى يا ست لوسى .... إنتى لبنانية ولا أمريكية
- أنا التنتين .... أجيت على أمريكا مع أهلى بعمر تمان سنين ..... أهلى من ضيعة صغيرة قريبة من زحلة .... أبى بيعمل شوفير شاحنة كبيرة .... معظم وقته بيقضيه بالخارج بيتنقل بين المدن
- وانت متجوزة ؟
- كنت متزوجة من شاب لبنانى متلى لكن ما كنا متفقين كتير .... كان شرس فى تعامله معى وكان بيهينى كتير .... وفى الآخر تورط بعمل غير قانونى وإنحبس .... طلبت الطلاق وتطلقت من سنة
- وبتشتغلى فى شركة الفنادق دى بقالك وقت طويل
- أى شركة فنادق ؟ أنا ما باشتغل بشركة الفنادق .... أنا مسجلة بشركة توظيف بتوظف السكرتيرات المؤقتات .... لما بيكون فيه عميل مهم أى شركة بتحتاج إله سكرتيرة الشركة تبعى بترسل إلهم السكرتيرة المناسبة
- تصدقى مكنتش أعرف المعلومة دى ؟ وشركتك بعتتك إنتى علشان تكونى سكرتيرة ليا خلال فترة وجودى فى أمريكا
- الشركة تبعى أرسلت لهم بيانات 3 سكرتيرات .... إختارونى لإنى بحكى عربى منيح .... شركة الفنادق وعدتنى بمكافأة كبيرة إذا نجحت خليك تمضى العقد تبعهن
- وانتى بقى كنتى بتراقبينى علشان أمضى معاهم ؟
- قالولى إنى لازم تضل عينى عليك لإنك ما بتوقع غير على عقد واحد وأن 3 شركات بيحاولوا يوقعوا العقد معك .... بيقولوا إتصلوا بالمكتب تبعك بإسبانيا وبالقاهرة قالوا إن جدولك مزدحم وإنهم فقط قدروا يتواصلوا معك عن طريق صديق ليهم .... منشان هيك كنت بحاول ما اتركك دقيقة واحدة .... حتى أول يوم إجيتلك بالمطعم هن يلى عرفوا وين مكانك و عرفوا إنك تعرفت على شوفير مصرى وطلبوا منى روح لعندك منشان ما حدا يتصل بيك من الشركات التانية وانت هناك
- يا سلام .... للدرجة دى انا مهم عندهم ؟
- مهم كتير .... حسيتهم زعلوا لما قولت لهم إنى حاولت أغريك وإنك حتى ما نظرت ناحيتى أول يوم
- وكان الإغراء ده ممكن يوصل لفين ؟
- ههههههه ....أنا باعرف العرب ما بيقاوموا إغراء النسوان .... كان ظنى إنك ممكن تتجاوب معى لمجرد إنى أبتسم بوجههك .... لكنك إنت يلى أغريتنى وجبتنى معك لحد هون
- يعنى إنتى مكنتيش ناوية من الأول على كده
- لا .... ما كنت باخلى الأمور توصل لهيك .... لكنها وصلت بسببك
- طيب والكاميرا اللى فى أوضة نومى ؟ كنتى عارفة إنها محطوطة علشان تسجل كل حاجة باعملها
- كاميرا بغرفة نومك ؟ مين واضعها ؟ وليش يوضعون كاميرا بغرفة نومك ؟
- علشان يسجلوا ليا فيلم وانا نايم معاكى
- صدقنى باللله ما كنت باعرف شى متل هيك .... ولا كان ببالى حتى الأمور توصل لهيك كانوا يريدوا يسجلوا لنا فيلم وحنا بنتنايك أنا وإنت .... كانوا يريدون يبتزونى الكللابب
- لأ .... كانوا عايزين يبتزونى أنا مش إنتى
- منشان هيك إنت أخدت هالكوخ ؟ ومن وين عرفت بموضوع الكاميرا هيك
- يا ستى مهندس .... يعنى باخد بالى من أى حاجة فى أى حيطة .... سيبك بقى من موضوع الكاميرا ده وقوليلى .... إنتى بتقولى إنك لبنانية من زحلة .... وإسمك أمريكى ... إزاى بقى ؟
- إسمى الأصلى سلمى.... لما إجينا عهون أمى سمتنى لوسى .... أنا أصلا بأشبههن وشكلى متل الأوروبيين غيرت إسمى علشان ما حدا يتنمر على ..... هنا بيتمروا على العرب كتير
- طيب أنا عاجبنى إسم سلمى أكتر من لوسى .... مش هاقولك لوسى تانى غير لما نكون فى إجتماع .... أو فى وجود السواق
- كيف ماتحب .... أنا كمان بحب سلمى اكتر ..... طبعا إنتى كده هتاخدى الفلوس اللى وعدوكى بيها لما اوقع العقد .... هما كتير
- إيه كتير .... أجرى عن العمل وضعفه مكافأة
- علشان كده بقى كنتى فرحانة لما أتفقنا .... أوعى يضحكوا عليكى ومتاخديش المكافأة
- ما يقدروا .... أنا صريت إنها تتكتب فى العقد بيناتهم وبين الشركة تبعى .... هم هين نصابين أكتر من كل نصابين العالم
- هم اللى علموا العالم النصب أصلا يا سلمى
بمجرد عودة أمجد للفندق الذى يقيم به طلب من مارك الحجز له على أول طائرة تغادر لاس فيجاس فى مساء اليوم التالى لواشنطن قبل إقلاع الطائرة المتجهة لمصر .... سلمه التذكرة وطلب منه أن تكون رحلته لواشنطن على أى شركة طيران غير أمريكية .... وأن رحلته من واشنطن تكون على متن أى خطوط عربية .... فهو لا يعرف من هم وراءه
بمجرد توقيع العقود إصطحب أمجد صديقته الجديدة إلى مطعم بعيد .... أخبرها بأنه سيغادر اليوم ... لمح الدموع تلمع فى عينيها
- بسرعة هيك ؟ كنت باتمنى اقضى معك يومين
- معلش يا سلمى .... أنا مش عارف مين دول أصلا وبيراقبونى ليه .... لازم أسافر
- بترجع تانى؟
- غالبا لأ .... لكن مش عارف الظروف هتكون إيه
- بترجع .... أنا أكيدة بإنك بترجع .... أكتر من شركة بتريد خدماتك هون وفى كل الولايات .... لكن لما بترجع بتقابلنى ولا خلاص قصتنا بتنتهى هون ؟
- لو رجعت هاتصل بيكى .... إعتبرى نفسك سكرتيرتى فى أى مدينة لو رجعت أمريكا .... هتصل بالشركة اللى بتوظفك وأطلب منهم إنك تكونى معايا .... حتى لو أى شركة جابت لى سكرتيرة هتكونى إنتى معايا
- وأنا بأنتظرك
وأخيرا شعر أمجد بالراحة .... بمجرد مغادرة الأجواء الأمريكية شعر بأنه فى أمان وأنه غير مراقب .... حينما خرج أمجد من بوابة مطار القاهرة ملأ صدره بهواء القاهرة .... إنه يحبه ويحب رائحته .... رغم تلوثه يحبه .... رغم العادم الذى يملأه يحبه .... إنه الهواء الذى يشعر بالأمان حين يتنفسه حتى وإن كان مُراقب .... حتى لو كان الخطر يحيط به فهو واقف على أرضه .... يحميها وتحميه .... إنها بالنسبة له الأمان .
لم يكن أحد على علم بموعد وصول أمجد .... إتصل من المطار بالجميلة سهام وبأمه الروحية يخبرهم إنه عاد .... توجه لشقته .... فتح الباب بهدوء وملأ صدره بهواء بيته .... بيته الذى يحمل دائما رائحة مُنى وبات الآن يحمل رائحة إبنه معها .... لم تصدق منى نفسها حين رأته أمامها .... تركت أمها وأم أمجد لكى ترتمى بين ذراعيه .... لم تحاول حتى أن تمنعه عندما التقم شفتيها فى قبلة عميقة .... شعرت المرأتان بالإحراج لكنهما كانتا سعيدتين .... سعيدتين بتلك السعادة التى تظهر على وجهى فلذتى كبديهما .... كالعادة تعلقت الصغيرة بملابس أمجد .... رفعها وضمها لصدره .... إنها دائما ما تخطف قلبه بإبتسامتها التى لا تفارق وجهها طالما هى معه .... حمل إبنه على ذراعه الآخر .... ضخك كثيرا من التكشيرة التى رسمتها الصغيرة على وجهها .... فهى تشعر بالغيرة من هذا الصغير الذى يقاسمها أمجد ومنى .... فهى تشعر أنهما ملكها وحدها .
إستأذنت السيدتان وحملا الصغيرة رغم بكائها وذهبا .... داعب أمجد إبنه حتى راحت عينا الصغير فى النوم .... هو أيضا يحتاج للنوم .... ويعرف أنه لن ينام إلا إذا أمتلأ صدره برائحة الرقيقة منى بين ذراعيه
لكنه إستيقظ كالعادة على كابوسه البغيض
جندى يقتل زميله المصاب
ولحوم رجال منصهرة إختلطت بمعادن المركبات
...........................................................................................................
لم ينتظر أمجد طويلا .... ففى صباح اليوم التالى كان فى مكتب المسؤل عن تشغيله ليسجل تقريره عن الرحلة .... بعد إنتهاء التقرير يحين الوقت للإجابة عن تساؤلاته .... من هم وماذا كانوا يفعلون ؟
- مين دول بقى اللى كانوا عايزين يسجلولى فيلم سكس ؟
- ههههههه .... مانت ضيعت عليهم الفرصة ..... تصدق كان هيبقى فيلم يكسر الدنيا .... دول بقى يا سيدى اللى بيشغلوا اللعبة هنا
- وإيه أهميتى أنا بالنسبة لهم ؟ هل بيشكوا فى بريندا بعد المعلومات اللى اتسربت ؟ هل عرفوا علاقتى بيها
- هما لسة ميعرفوش إن المعلومات دى إتسربت أصلا .... لسة مجاش وقتها .... وهم فعلا عارفين علاقتك بيها .... لكن مبيشكوش فيها
- أمال كانوا عايزين منى إيه ؟
- عايزينك تدخل اللعبة .... تبقى تبعهم
- ليه ؟ ما كل التيارات بتلعب معاهم ..... شمال ويمين ورجال أعمال وصحفيين .... ليه أنا
- عايزينك تبقى واجهة .... مش عايزين يبقى شاب واحد بس فى الصورة بسبب منصب أبوه .... بيدوروا على شباب ناجح يبقوا فى الصورة معاه .... علشان ميبقاش ورثها .
- متهيألى إنى أصغر من كده .... أنا لا رجل أعمال ولا عندى مشاريع ولا ليا فى السياسة .... أنا مجرد مهندس
- إنت لسة يا أمجد مش عايز تحس بقيمتك ؟ يابنى فوق وبص إنت إيه .... إنت لسة 30 سنة .... ليك علاقات مع عضو كونجرس كبير .... وبنته علاقتها بيك معروفة .... وصديق لخليجى مهم جدا فى بلده .... وعندك مصنع ملابس مع دار أزياء عالمية كبيرة هيتفتح قريب .... وكل رجال الأعمال بقوا عارفين إنك أنت اللى بتدير شركة مقاولات من أكبر الشركات فى البلد .... وشريك فى أحسن مكتب تصميم فى مصر .... وكلهم متأكدين إنك شريك فريدريك فى أسبانيا .... إيناس اللى بتروجلك فى كل مكان.... غير علاقتك بأبو إبراهيم اللى يعتبر من أهم رجالة التيار ده فى مصر .... يعنى علاقات متشعبة ونجاح عملى وانت لسة متخرج من كام سنة بس ولما اتخرجت مكانش عندك ولا حاجة .... كل ده وتقولى عايزينك ليه ؟
- بس كل الحاجات دى حصلت من غير تخطيط منى.... كل حاجة كانت بتمشى لوحدها
- هم مش مهم عندهم مشيت إزاى .... المهم إنك شاب وناجح ممكن يروجوا بيه للموجة الجديدة .... موجة تمكين الشباب يا أمجد
- وهيخلونى واجهة إزاى ؟ يعنى هيعملوا بيا إيه أصلا
- يوووووه .... يعملوا حاجات كتير .... يخلوك عضو مجلس شعب .... عضو فى جمعية رجال الأعمال اللى تبعهم .... عضو فى غرفة التجارة .... حاجات كتير ممكن يستغلوك فيها
- بس أنا مبعرفش حاجة غير التصميم .... لا بافهم فى السياسة ولا باحبها .... ماليش فى جو رجال الأعمال والمشاريع .... حتى المصنع ده أنا بقيت شريك فيه بالصدفة
- هيتعرض عليك تخش الحزب .... ولو رفضت هيتعرض عليك تبقى عضو فى جمعية رجال الأعمال .... ولو رفضت هيتعرض عليك تبقى عضو فى الغرفة التجارية بتاعتهم
- بس أنا ماليش أى نشاط تجارى أو حتى عملى هناك .... كل اللى بينى وبينهم فندقين صممتهم هناك لصالح شركات تانية .... إزاى هابقى عضو فى غرفة التجارة بتاعتهم
- وانت فاكر إن كل المصريين اللى فى غرفتهم التجارية ليهم نشاط هناك ؟ هيعرضوا عليك الجنسية وبمجرد قبولك هتلاقى إتفتح بإسمك مشاريع هناك
- جنسية إيه اللى آخدها ؟ دا أنا مبكرهش حد فى الدنيا أد ما بكرههم .... كنت أخدت جنسية إسبانية .... أهم على الأقل بنى آدمين زينا وباحبهم
- مينفعش ترفض كل ده مرة واحدة .... هيحطوك فى دماغهم ويخربوا بيتك .... وفى الآخر هتسيب البلد ومش هتلاقى غيرهم يساعدك .... لازم تقبل حاجة واحدة عالأقل
- بس أنا مش ناوى أرجع هناك تانى .... فى لاس فيجاس كنت حاسس إن فيه حجر على قلبى ومش عارف أتنفس.
- لازم ترجع .... وهتعمل كمان مشروع خاص بيك هناك .... إنت وقعت على كنز معلومات هناك يا باشا
- كنز معلومات إيه .... سلمى مكانش عندها أى معلومات أصلا
- سلمى كنز معلومات .... هتأسس فى لاس فيجاس مكتب زى اللى لوسى بتشتغل فيه .... وهتبقى هيا مديرته .... وهتقدم خدمات أحسن بأسعار أفضل .... السكرتيرات دول بقى هما اللى هيخلوا كل اللى بيحصل فى فيجاس عندنا .... المهم إننا نتاكد إن لوسى تحت سيطرتك الكاملة .... فاهمنى ؟
- وأنا هأعمل ده إزاى .... مأعتقدش إن إمكانياتى المادية تسمح بكده
- لأ ..... إمكانياتك المادية تسمح .... المكتب ده هيبقى أصلا بتاعنا .... لكن إنت هتكون الواجهة .... وطبعا كده هتحتاج تكون هناك على فترات متقاربة .... إحنا عملنا تحرياتنا عن لوسى ولقينا إنها تصلح لعمل زى ده .... مافيش عليها حاجة
- وكده يبقى هانضم لغرفة التجارة بتاعتهم
- بالظبط كده .... وده بالنسبة لك هيكون أخف الأضرار .... الجهاز عندنا إتطلب منه تقرير عنك من الحزب .... طبعا التقرير طلع إنك شاب عصامى مجتهد محبوب من كل الأطياف .... النوع اللى بيحبوه يعنى
- ومعنى طلب التقرير ده إيه ؟
- معناه إنهم هيطلبوا منك الإنضمام للحزب ويأهلوك لشغل منصب عام
- حزب ؟ ده أنا مسميه الحِزن .... مش هانضم طبعا لأحزاب ولا عندى إستعداد أسيب شغلى علشان أى منصب عام
- إحنا عارفين .... لكن لما ترفض أرفض بشياكة .... يعنى متقولش إنك مبتحبهمش .... قول بس إن لسة بدرى عالخطوة دى وإنك لسة مشغول بتكوين مستقبلك .... وكفاية تكون فى غرفة التجارة بتاعتهم .
- لكن أنا رافض أكون جزء من الفساد
- مش هتكون جزء من الفساد .... يمكن تكون أنت أمل للخروج من دايرة الفساد اللى بدأنا نلف فيها من سنين
- وإنتوا كنتوا فين لما الدايرة دى بدأت تدور
- كنا موجودين لكن منقدرش نوقفها .... بنحاول نحافظ عالبلد أد ما نقدر .... إوعى تفتكر إنك الشاب الوحيد اللى بيتعاون معانا .... فيه زيك كتير يا أمجد بيحاولوا ينقذوها
- يعنى أكون ترس فى عجلة دايرة
- العجلة دارت من أول ما خلطوا اليمين بالشمال .... يا تبقى ترس تحاول تصحح مسار العجلة يا إما العجلة هتهرسك إنت واللى زيك .... وزيى .... اللى بيحلموا بيوم يعيشوا فى وطن حبوه
- يعنى مافيش مفر ؟
- يا تحاول زى ما إحنا بنحاول يا إما تاخد إبنك ومراتك وتهرب .... وتسيبها لمصيرها
- آخد مين وأسيب مين .... متعلمتش أهرب من معركة وأسيب سلاحى .... فى المدرسة قالولنا إن سلاحى هو شرفى لا أتركه حتى أذوق الموت
- يبقى تستمر فى المحاولة .... إنت والحالمين أمثالك الأمل الوحيد الفاضل للبلد دى .... إحنا خلاص .... كبرنا وهنخرج برة اللعبة قريب .... أنا واللى زيى بنحاول نلاقى أمل للبلد دى تعيش بيه
- والخطر ؟
- الخطر موجود طول ما الحياة نفسها موجودة .... المهم مين يواجه ومين يهرب .... لو هربت ؟ إبنك هيعيش غريب ولو رجع بلده هيلاقيها اتخطفت .... إما يمين أو شمال .... أو فوضى .... ولو صبرت كام شهر بس هتشوف الفوضى بدأت فى بلد شوفت إنت بنفسك اللى حصل لعساكرها اللى حاولوا الإنسحاب
- يعنى مافيش أمل ؟
- طول ما فيه شباب زيك هيفضل الأمل موجود .... مستنيك الإسبوع الجاى .... لو قررت تكمل هيبقى عندك تدريب جديد
عاد أمجد لبيته .... لم يستطع الذهاب لمكتبه .... كان بحاجة لإتخاذ قرار .... إما النجاة بنفسه وبزوجاته وإبنه .... وإما الإستمرار .... فى طريقه دارت برأسه ذكريات حياته .... حيه القديم .... أصدقاء المدرسة .... حتى سميرة ولحظات المتعة الساذجة المسروقة .... أبيه وأمه وإخوته .... سطح منزلهم .... صراعات الجامعة .... كلها دارت بذهنه حتى وصل لبيته .... حمل الصغيرين .... داعبهما وراقب ضحكهما .... هل سيترك تلك الصغيرة التى خطفت قلبه .... هل سيهرب ليعود إبنه بعد سنين فلا يجد وطنا يؤيه .... إتخذ قراره ..... لن ينسحب ويترك خلفه نساء وصغار .... فكابوسه علمه نهاية من ينسحب ويعطى ظهره للشيطان الأكبر .... إما قاتل لزميله .... أو مقتول .... أو قطعة لحم بشرى منصهرة مختلطة بحديد مصهور .
سيقاتل كما تعلم .... سيبقى رجلا لا يترك سلاحه حتى الموت .... سيقاوم مخالب ذلك الشيطان وأصابعه التى تقبض على رقبة وطنه.... لن يترك وطنه فريسة .... فلطالما ولد الصغار فالأمل موجود
نهاية السلسلة الثانية
خاتمة
أنهى الباشا حديثه وأنخرط فى بكاء عميق .... دموعه التى لم يرها غيرى منذ سنين أخبرتنى بالصراع الذى وجد نفسه منخرطا فيه .... أصبح من أصحاب الملايين فى سن أصغر مما كان يتوقع .... ولم يكن يوما يتوقع أن يكون من ضمن أصحاب الملايين .... لكنه مطالب الآن بأن يقاتل فى معركة قد تكون أكبر من إمكانياته .... معركة بينه وبين الشيطان الأكبر الذى يحرك اللعبة من هناك .... من قارة محمية بمحيطين .... لقد ظُلم هذا الرجل كثيراً .... الكل يراه قوى لكنه بداخله فنان .... فنان مصاب بحب وطنه .... أيقنت أن مفتاح شخصية الباشا ليس النساء ولا الموسيقى كما ظن أستاذه .... مفتاح شخصيته الحقيقى هو الحب .... فالباشا أخيرا كشف عن إنه فقط إنسان .... لكنه إنسان لا يزال يحتفظ بداخله بحب الحب .
أدركت أخيرا سبب موافقته على نشر مذكراته .... أو ذكرياته .... فهو يريد تبرئة نفسه وتبرئة جيله بأنهم جيل أضاع الخيرات .... لكنهم فى الحقيقة كانوا فى حرب ... كل منهم يقاتل بطريقته كى يحافظ علي صاحبة تلك الخيرات .... بلده التى يعشقها .... وأرضه التى علمه أبوه أنه لابد له من السلاح .... كى يحميها وإن ضاعت فستضيع الأرض والأنفس والخيرات .
وأسمحوا لى أصدقائى قبل أن أترككم أن تسمتمعوا لتلك الأغنية عسى أن تشعروا بشعور الباشا حين أنهى هذا الجزء من حياته وقد ذكرتنى بها إحدى جميلات المنتدى .... صديقتى العزيزة أو كما تعودت أن أناديها صديقتى اللدودة @MadamVanDerSexXx
أغنية This Land Is Mine بصوت العظيم Indy Williams
حاولوا أن تشعروا بشعوره قد تجدون له العذر فى هفواته ..... أو نزواته
وهنا توقف الباشا عن الحكى وإلى اللقاء
إذا كان فى العمر بقية
وإذا سمح الباشا