شخصيات الرواية
-1 البطل / جاسر، طويل القامه عريض المنكبين. يتميز بالبشرة البرونزيه والممح الحادة والجديه. ذات حاجبين كثيفين شيئا ما وعيونه بني غامق متسعه، وشعره أسود غزير، عندما يقطب جبينه ويضيق عينيه تشعر بالشر يقفذ من عينيه، يتميز بفتول العضت الواضح.
-2 البطلة / آسيل، يدل أسمها علي شخصيتها. حيث تعني كلمة آسيل الناعمة أو الملساء. تتميز بطول متوسط وبشره خمرية تأسر من يراها وعيونها عسلية اللون، تتميز بشعرها الطويل اسود الذي يتعدي أسفل ظهرها، تشعر بالنظر في عينيها بنقاء الروح وبراءة النفس، عنيدة تعرف ما تريد وتسعي للوصول لمبتغاها دائما.
-3 لميا / والدة آسيل، سيدة يشع الوقار من عدسات عينيها الخضراء. تتميز بالشعر البني المحمر وبشرتها خمرية اللون
-4 رؤؤف الشناوي / يتميز بطول القامه ونحيف الجسم، تدل خصت شعره البيضاء علي طول العمر الذي عاشه ذلك الرجل وكم لقنته الدنيا من دروس ومواعظ. حيث أن مهنة المحاماه التي أحترفها كانت لها الفضل في التعرف علي والدة آسيل
5 - سهيلة / اخت الصغري سيل، ولكن ممحهم مختلفه تماااما، فأن سهيله تتميز بالبشرة القمحيه والعيون الخضراء كوالدتها، وشعرها كيرلي قصير ذات لون بني فاتح. تدرس بكلية التربية قسم رياض *****
6 - أمجد / ضابط شرطة برتبة ( رائد )، خطيب آسيل
ورغم خطوبتهم التقليديه والتي لم تكن عن طريق حب ا انه أحبها بصدق.
7 - مودة / اخت الصغري لجاسر، ذات سن 17 عام **** بمعني الكلمة، ورغم أن سنها يزيد ا ان تصرفاتها طفوليه وبريئة للغايه.
8 - عيسي / الذراع اليمني لجاسر، يشبهه في ممحه الحادة، سوي بشرته البيضاء وشاربه الذي يغطي أسفل وأعلي فمه ( حول الفم )
- الشخصيات الرئيسيه تم عرضها ولكن هناك بعض الشخصيات لم يتم التعريف بها أما لدورها اولي في الروايه او لعنصر المفاجأة.
الجزء الاول.
- يركض بطريق أشبه بالصحراء حيث يحقة أحد ما يعرف هويته، يلهث ويتنفس بصعوبه بالغه وينظر خلفه من حين خر ليتعرف علي المسافات بينه وبين مطاردة، حتي سقط بحفرة عاليه عميقه نهايه لها. وهنا يستيقظ جاسر مختنقا هثا من ذلك الكابوس الذي يحقة لسنوات طويله.
جاسر بصوت مختنق: **** ياخدك ياحمدي، كانت شوره مهببه لما جيتلك هووووووف.
- أرتدي جاسر ( الروب ) القطيفه الخاص به وتوجه لسفل بخطوات متأنيه حتي وصل للمكان الخاص به، والذي كان أشبه ب ( بار ) موضوع عليه زجاجات كثيرة من أنواع الخمر المختلفه، فأمسك بكأسا وسكب به الخمر ليحتسيه علي مرة واحده. لتأتي خادمته.
كاثرين بضيق: سيدي. الساعة التاسعه صباحا و يصح أحتساء الخمر ان
جاسر بحدة: مالكيش فيه، انتي واصية عليا و أيه.
كاثرين مهدئة من حدة الوضع: لست بواصيه، ولكن هذا ميعاد قهوتك المفضله من صنع يدي، و أسمح بشئ أن يأخذ مكان قهوتي
جاسر ذافرا في ضيق: اتفضلي اعمليلي الزفت لحد ما أطلع أغير هدومي
كاثرين: أمرك سيدي.
( داخل منزل واسع يتميز بالبساطه الممزوجه بالرقي. وبالتحديد داخل غرفه هادئة يدل زوقها علي نعومه صاحبتها وشخصيتها الرقيقه. أقتربت تلك المجنونه من أذنيها وصرخت عاليا لتوقظها من نومها ).
سهيله بصراخ: آسيييييييييييييييل
آسيل بفزع: هاااا ايه ياسيدي القاضي
سهيله رافعه حاجبيها: قاضي! أنتي بتحلمي و أيه
آسيل واضعه يدها ع أذنيها: اااااااه ياوداني، أدعي عليكي بأيه ياشيخه، **** شعرك يقصر أكتر ما هو قصير
سهيله مداعبة خصت شعرها: ميرسي كتير ياسولي، ي قومي البسي وافطري عشان أنا قررت أنك هتوصليني النهارده.
آسيل رافعه أحدي حاجبيها: قررتي! انا محدش يديني أوامر ياميس سهيلة. وبعدين بالطريقه اللي صحتيني بيها دي مينفعش أتحرك من مكاني عشانك أص
سهيله مقبله وجنتها: حبيبتي ياسولي قومي بقي وحياتي وحياتي
آسيل بأستسم: *** امر من قبل ومن بعد، أديني قايمه أهو
- نهضت آسيل من فراشها بحيويه ونشاط وتوجهت للمرحاض الخاص بها، وبعد أن أغتسلت دلفت للخارج وهي تزيل عن وجهها قطرات المياه الباردة بمنشفتها القطنيه.
ودلفت داخل غرفة الطعام لتجد والدتها لميا تعد أكواب الشاي الساخن لهم، بينما يمسك رؤؤف ( بالنوته ) الخاصه بمواعيده ليراجعها، وعندما أنتبه لوجودها ترك ما ف يده ووجه حديثه أليها.
رؤؤف بنبرة هادئه: صباح الخير ياأستاذتي العزيزة
آسيل محاوطه عنقه: صباح الخير ياأستاذي ومعلمي العزيز
لميا بمرح: وأنا مفيش ليا حاجه ياسولي
آسيل مقبله رأسها: أحلي صباح حلي لولو في الدنيا.
لميا ممسدة ع شعرها: صباحك منور ياحبيبتي، أقعدي أفطري ي
آسيل باحثه بعينيها: فين الشاي باللبن بتاعي يالولو
لميا ممسكه بغية المياه: هصبلك شويه عقبال ما تاكلي
رؤؤف مرتشفا الشاي الخاص به: عندك أيه النهارده ياأستاذه
آسيل ممسكه بقطعة الخبز: هروح المحكمة اول عشان أحضر النقض بتاع قضيه أبن شهاب
رؤؤف: طيب لما تخلصي تعالي ع المكتب عشان هعرض عليكي قضيه وتقوليلي أيه رأيك فيها
آسيل: حاضر يابابا.
رؤؤف عاقدا حاجبيه: المكتب بتاعك جهز و لسه؟
آسيل: فاضل شويه تشطيبات وهاتنقل ليه أخر الشهر
رؤؤف باأبتسامه عفويه: و**** وبقيتي محامية كبيرة وسرقتي مني المهنه وخبراتها وكمان هتفتحي مكتب وتنافسيني
آسيل بضحكه خفيفه: هههههه أنت اصل وأنا الصورة ياأستاذي
لميا باابتسامه: هو أنا بنتي أي حد و أيه يارؤؤف، حبيبتي طالعالي لما تحط حاجه ف دماغها بتنفذها
رؤؤف قاطبا جبينه: علي فكرة طالعالي أنا مش أنتي.
لميا واضعة يدها ف خصرها: طبعا أنا والدتها اللي ولدتها يعني زم تطلعي أنا
رؤؤف: هو عشان أنتي اللي ولدتيها خص بقت شبهك
آسيل بمرح: خص ياجماعه أنتوا هتتخانقوا عليا و أيه، أنا عارفه أني بت زي القمر وعسوله وكيووووته جدا بس برده مش هتخسرو بعض عشاني يعني
رؤؤف مربتا علي ذراعها: هههههههه طبعا بنتي ملهاش زي
سهيله من الداخل: ي بقي ياسولي عشان هتأخر كده
آسيل بتذمر: أنا لسه مأكلتش و شربت الشاي ياسوسو.
- دلفت سهيله بسرعه خارج غرفتها وهي تضع حذائها العالي في قدميها وتمسك بيدها حقيبة يدها وبعض المراجع الخاصه بها.
سهيله محدقه: هااااااااا أنتي لسه هتشربي الشاي بتاعك، يعني هتقعدي سنه لسه يعني هتأخريني يعني مش هلحق المحاضرة يعني ال test بتاع الميدترم هيضيع مني يعني هسقط و...
آسيل: بسسسسسسسسسس أييييه كل الكم ده بتجيبيه منين، هقوم وأمري *** وابقي أشرب الشاي ف المكتب.
- تتميز مبس جاسر بالطريقه اسبانيه حيث تأخذ المبس شكل الجسم وتبرز عضته القويه، أرتدي قميصا من اللون اسود ذات الياقة البيضاء وأزرار بيضاء ومن اسفل بنطال من اللون اسود الكاحل، وحزام ع الخصر من اللون ابيض من أحدي الماركات العالميه ثم أمسك بمفاتيح سيارته وهاتفه انيق ذات الثمن الباهظ، خلل أصابعه في شعرة الغزير ثم أنطلق لسفل.
كاثرين ممسكه بفنجان القهوة الساخنه: أعددت إليك قهوتك المفضله ياسيدي.

جاسر ملوحا بيده: حطيه في المكتب وانا جاي
كاثرين: أوامرك سيدي
- دلفت كاثرين بالقهوة داخل المكتب وأسندتها علي المكتب الخشبي المصنوع من الزان احمر ثم دلفت للخارج، بينما جلس جاسر بالخارج علي كرسيه المفضل الذي صنع خصيصا له، أمسك هاتفه ولمسه عدة لمسات ثم وضعه ع أذنيه.
جاسر بصوت جهوري: أنت فين؟
عيسي: أنا في الطريق للشركه، أنت فين؟
جاسر مداعبا مفاتيحه: انا لسه ف القصر، هشرب القهوة بتاعتي وأجيلك.
عيسي: طيب ياكوتش مستنيك
جاسر بأاقتضاب: ماشي، سم
- بعد أن أرتشف جاسر عدة قطرات من قهوته دلف للخارج وأستقل سيارته الفارهه وأشار لحراسته الخاصه بانتظار في القصر وأ يتبعونه، وتوجه لشركته ( حيث يعمل بالشحن والتفريغ )
- داخل الشركة.
ما أن وصل جاسر حتي أعتدل الجميع في وقفتهم أمامه وهو يمر أمامهم بينما لم يولي أهتمامه ي منهم علي الرغم من محاولة الكثيرات بايقاع به ولكن دون فائدة، دلف لمكتبة الفخم والذي أعده وصممه أحد المهندسين اجانب علي الطراز امريكي الفاخر، جلس علي كرسيه الجلدي وفتح حاسوبه الشخصي وجلس بأنتظار الرسائل الجديدة الوارده إليه بينما دلف عليه عيسي بعد أن طرق عدة طرقات خفيفه.
عيسي: صباح الخير.
جاسر بعدم أهتمام: صباح النور، عملت أيه ف الشحنة بتاعت شركة النور.
عيسي بتفكير: قصدك شحنة ادوات المدرسيه؟
جاسر بنظرات غاضبه: في أيه ياعيسي، ما تركز معايا شويه
عيسي ويا شفتيه: خص ياجاسر متتعصبش أوي كده، الشحنه هتوصل بعد أسبوعين
جاسر موليه ظهرة: تمام، لو في أي طلبات تعاقد الفترة الجايه أرفضها، عشان مش هكون فاضي
عيسي: اللي يريحك
جاسر ممسدا علي شعره: تقدر تتفضل ولو عايزك هبعتلك
عيسي مضيقا عينيه بغيظ: ماشي.
( أمام أحدي الجامعات المصريه )
- أوصلت آسيل شقيقتها للجامعه بسيارتها الصغيرة وبعد أن ودعتها أنطلقت للمحكمة.
سهيله: هااي ياشباب
نورهان: هاي يا سوسو، وحشتينا
سهيله: أنتوا كمان واحشني، هو الدكتور لسه مجاش
سلمي: لسه، بس أيه الشياكه دي يالوسي
سهيله مداعبه خصت شعرها القصير: دي أقل حاجه عندي يابنات
سلمي ويا شفتيها: وياتري شعرك ده بتدهنيه بأيه، زيت عباد شمس و زيت ذرة.
سهيله بضحكه مستفزة: ههههههه ياروحي سيبتلك أنتي زيت اكل ده والجاز اللي بتحطيه علي شعرك، أنا مبستخدمش أ المستورد
سلمي بغيظ: شايفه يانور بتقولي أيه
نورهان بضيق: يووة بقي عليكوا، أنتوا علي طول مناكفين بعض كده
سهيله ببرود: أنتي اللي بتبتدي معايا بقلة زؤك دي
سلمي: بقي كده، أوكي انا ماشيه
سهيله: تعرفي طريق السكشن و أجي أوصلك يابيبي
سلمي بغيظ: شكرا مش عايزة منك حاجه هوووووف.
نورهان ملتفته لسهيله: خفي ع البت ياسوسو، دي هطق منك
سهيله بضحك: هههههههه هي اللي بتيجي لحد عندي
: أموت أنا ف ضحكتك الحلوة يا سوو
سهيله ملتفته للخلف: أه يا سامر How are you
سامر واضعا يدة ع كتفها: أنا قشطه الحمد ***، وأنتي؟
سهيله مزيحه يده من عليها: كويسه، بس أبعد بأيدك بليز عشان عندي حساسيه
سامر بضيق: أنتي شايفاني جربان و حاجه حضرتك؟
سهيله بعدم أهتمام: أكيد مش قصدي، بس نبهتك كذا مرة تخلي في بينا حدود.
سامر بخبث: طب ماانا بتعامل معاكي بحدود، لو عايزة تشوفي التعامل من غير حدود أوريكي
سهيله دافعه أياه: طب وسع كده من طريقي عشان ورايا test مهم
سامر في نفسه: هتقعي يعني هتقعي، ده أنا سامر الهواري ياحلوة.
- حل المساء عليه دون شعوره بعد يوم طويل من العمل أمام جهاز الحاسوب الشخصي الخاص به، فنظر بساعته الفضيه انيقه والغالية الثمن فوجدها تعدت التاسعه مساءا، فنهض من علي كرسيه وأخذ ( يتمطع ) في الهواء محركا جسدة يمينا ويسارا ثم وقف أمام اللوح الزجاجي ينظر للخارج ( حيث يتميز بلونه الغامق الذي يعكس الصورة ف يري من بالخارج الذي بالداخل )، وبعد مرور العديد من الدقائق زفر في ضيق وتوجه لمكتبه سحب مفتاحه وهاتفه وأغلق حاسوبه وأنطلق للخارج بخطوات متعجله.
( داخل مكتب رؤؤف الشناوي للمحاماه واستشارات القانونيه )
آسيل ناظرة للملف الورقي: أنا شايفه القضيه سهله وهقدر أطلع منها ثغرات كتير
رؤؤف من أسفل نظارته: مش مهم الثغرات ياأستاذه، المهم المتهم يستاهل البراءة و يستاهل العقاب.
آسيل: التهمه مش ثابته عليه ياأستاذي، وكون وجود أكتر من مشتبه فيه بالقضيه ده يخلينا نقبل القضيه وأحنا مطمنين
رؤؤف متسائ: وأن ثبتت التهمه عليه وطلع هو القاتل وعن عمد؟
آسيل بثبات: هتنازل عن القضيه وفورا، أنا بس محتاجه أطلع علي أخر محضر
رؤؤف نازعا نظارته: أنا بقي مش موافق ع القضيه؟
آسيل مضيقه عينيها: ممكن أعرف السبب؟
رؤؤف بأبتسامه: ن الكداب دايما بينسي كدبته، والمتهم كذب ونسي كذبته، المحضر اول المتهم قال أنه كان مع أصحابه ف السينما من 9: 6 مساءا لفيلم أجنبي أسمه (، )، في المحضر التاني اللي تمت فيه المواجهه بينه وبين المتهم اخر قال أنه كان أنه كان في السينما مع صاحبته مش أصحابه وكمان قال أنه شاف فيلم عربي مش أجنبي زي ما قال اول، وده يدل علي أنه وراه حاجه مخبيها وأ مكنش كذب، صح و.
آسيل بأابتسامه: هفضل عايشه عشان أتعلم منك
رؤؤف: العم مش عيب، المهم أنك تاخدي بالك بعد كده من أقل كلمة في أي محضر أو قضيه، ن الدقيقة بتفرق والحرف بيفرق ياأستاذة
آسيل بمرح: أستاذة أيه بقي، ده أنت اللي أستاذ
- داخل العيادة النفسيه للطبيب حمدي السعيد أستشاري اضطرابات النفسيه والعقليه، دلف جاسر بخطوات سريعه وعلي وجهه عمات الشر الشديد.
جاسر بصوت جهوري عميق: حمدي جوة؟
الممرضه بتوجس: اا ايوة ياأستاذ، بس عنده مريض
- لم يهتم جاسر بكمها وتوجه نحو غرفة الطبيب بينما حاولت منعه كثيرا ولكنها لم تستطيع فدلف للداخل بهجوم
جاسر مشيرا بيده للمريض: قوم أطلع بره
حمدي واقفا في مكانه: جاسر مينفعش كده
المريض بحده: أنت مجنون و أيه ياأخ
الممرضه: ياأستاذ مينفعش كده
- وضع جاسر يده خلف ظهره وأمسك بمسدسه ودفعه بوجه المريض.
جاسر بصوت عالي وثائر: تحب أعرفك الجنان علي أصوله.
حمدي بفزع: قوم قوم ياأستاذ وليك عندي جلسة عج تانيه علي حسابي
المريض بخوف: ماشي ماشي
جاسر للممرضه: أطلعي بره وخدي الباب ف أيدك، أخلصي
الممرضه بخوف: حح ح حاضر
- توجه جاسر لحمدي وأمسك بياقته ووضع مسدسه علي رأسه وقد جذبه أليه وأردف أليه قائ وهو يجز علي أسنانه
جاسر وهو يجز علي أسنانه: أنا مش قولتلك عايز زفت منوم يغيبني حتي عن احم
حمدي بذعر وصوت متقطع: مم ماانا كتبتلك علي أكتر من منوم ده غير المهدئ.
جاسر بصوت أشبه للصراخ: قولتلك معملش اي نتيجه وغيره، أنت حمار!؟
حمدي بأختناق: مانا لو أعرف أنت بتشتكي من أيه، وأيه هو الكابوس اللي بتشوفه هعرف أديك الدوا المناسب
جاسر ضاربا رأسه برأس حمدي: أنا هعرفك بالضبط أنا عندي أيه، بوووووووووووووم...
الجزء الثاني.
تملكة الغيظ والغضب فأنهال عليه باللكمات حتى شعر أنه سيفقد حياته في يده فدفعه بقوة قائلا
جاسر بحده: بعد كده ياتدي العلاج المظبوط ياتعتزل الطب كله، كتك داهيه
- هوي جسر بيده على المكتب وأزاح كل ما عليه على الارض الرخاميه ثم وضح سلاحه خلف ظهرة وانطلق للخارج.
حمدي ممسكه بوجهه وقائلا بهدوء: **** يخرب بيتك وبيت اليوم اللي دخلت فيه عيادتي.
- أمسك حمدي بوجهه الذي تشوه بفعل قبضته القويه ويديه الصلبتين التي تركت أثارها بوضوح عليه، وبمجرد خروج جاسر من غرفة حمدي حتى دلفت الممرضه الخاصه به بسرعه لتري ما الذي حدث بالداخل وما سبب تلك الضوضاء التي حدثت، حتى حدقت بعينيها على الهييئه المزريه التي أصبحت عليها الغرفه والاشياء الملقاه أرضا وبعضها الذي تهشم، ثم أنتقلت ببصرها لرب عملها لتعتريها الصدمه الشديده مما حدث له، فأقتربت منه هاتفه.
الممرضه بتزمجر: أيه ده يافندم؟! أزاي حضرتك مبلغتش البوليص ولا عملت أي حاجه في الهمجي ده؟
حمدي بتأوه من الالم: ااااااه، دي غلطتي ولازم أصلحها. كان المفروض أرفض حالته من الاول طالما عرفت أنه عنيف ف تصرفاته، ااااه
الممرضه بضيق: طب أجيب لحضرتك الاسعافات عشان وشك ده؟!
حمدي بنظرات ناريه ونبرة مرتفعه: ماله وشي ياغبيه أنتي، غوري من وشي
الممرضه بذعر: حاضر حاضر
حمدي في نفسه: منك *** ياشيخ.
- كان يسير بسيارته بسرعه بالغه، واضعا سيجاه في فمه ومنفثا فيها دون أمساكها حتى أعلن هاتفه عن أتصال ما، فنظر لشاشة هاتفه ثم ضغط عليه للرفض وألقاه جواره، ثم أمسك ب( عقب ) سيجارته ووضعه بالطافيه الجرانيتيه الخاصه به في السيارة حتى أعلن هاتفه عن الاتصال مرة أخري فذفر في ضيق وأضطر للايجاب.
جاسر بحده: في أيه ياعيسي، رن رن رن عايز أيه
عيسي بجديه: في شغل متعطل ياسيادة المشغول ولما روحتلك الشركه لقيتك مشيت.
جاسر بضيق: أنت مقولتليش أنك عايز حاجه تاني
عيسي بعدم اهتمام: مش مهم، المهم عايزك أنت فين؟
جاسر: أنا في الطريق للبيت
عيسي قابضا على شفتيه: خلاص هجيلك على هناك
جاسر ناظرا للطريق من حوله أثناء دورانه بسيارته حول ذلك الميدان: طيب هستناك. يلا سلام
عيسي لاويا شفتيه: سلام.
- تنهد جاسر بضيق ثم القي هاتفه على ( تابلو ) السيارة وحدث نفسه قائلا: عارف أني مقصر في حقك وبقالي كتير مجيتلكيش، بس غصب عني يامودة. وأكيد هاجيلك قريب ياحبيبتي
- على الجانب الجنوبي الشرقي لأوروبا، تحديدا في أثينا عاصمه اليونان وأكبر مدنها. يجلس رجل ذو مكانه وهيبه في أحدي المطاعم الفاخرة التي يمتلكها على شاطئ البحر، يرتدي حلته السوداء ونظارته الشمسية القاتمه وفي يده سيجار فاخر ينفث فيه...
ترك عقب سيجارته وأمسك هاتفه للرد عليه بعد أن أصدر عدة أهتزازات ليعلن عن متصل.
ثروت بصوت خشن: أيووه، طمني عملت أيه؟
يعني كله تمام، طب والعملية الجديدة أمتي؟
كويس أووي، خلي بالك العيون حواليك، سلام.
- تأتي فتاة ذات ملابس شبه عاريه تتميز بجمالها، شعرها من الكيرلي الكستنائي، ويثير أحمر شفاها الصارخ الانظار إليها، فحاوطته بذراعيها على كتفيه وقبلته بأغراء من وجنتيه ثم جلست قبالته.
جوان: Good morning يابيبي.
ثروت باأبتسامه خبيثة ناظرا لمفاتنها الظاهرة للغايه: صباح الخير ياحبيبتي، نمتي كويس
جوان رافعه نظارتها أعلي رأسها: أكيد، مش أنت معايا يبقي لازم أكون كويسه
ثروت بضحكه عاليه: ههههههههه بحبك وأنتي عارفه تضحكي عليا بمزاجي
جوان: هههههه وانا بحبك لما بتعديها، قولي ليث أتصل بيك؟
ثروت واضعا قدم أعلي قدم: لسه قافل معايا دلوقتي
جوان: والعمليه الجديدة أمتي؟
ثروت: قريب أوي؟ أنا عارف أنك بتسألي عشان عايزة تنزلي مصر.
جوان: ده أكيد، مصر وحشتني اوي
ثروت بمكر: مصر بس اللي وحشتك؟
جوان بأبتسامه خبيثة: مصر والناس اللي عايشه ف مصر
ثروت مضيقا عينيه: واضح أن ليث ليه تأثير كبير عليكي، أنا مش هنسي أنه كان سبب في تعرفنا على بعض
جوان واضعه قدم أعلي قدم بدلال: ياريت يابيبي متنساش، أوعي تكون بتغير عليا من ليث.
ثروت بعدم أهتمام: أغير؟ ليث ده دراعي اليمين وهو كل شغلي يعتبر، ده أبني اللي مخلفتوش وعمري ما هخسره عشان واحده مزاجي معاها، حطي ده ف بالك ياجوان
جوان بثبات: مين قالك أني عايزاك تخسره بالعكس، أنت عارف أن ليث بالنسبالي وقت لطيف وممتع وهو كمان بيلاقي اللي ناقصه معايا
ثروث بمكر: مأانا عارف كل ده، أوعي تكوني فاكراني معرفش العلاقه اللي بينكوا.
جوان بنظرات خبيثه من زاويه عينيها: أنا كمان عارفه أنك عارف ومش مهتم، ولا حتى حاططني في بالك. أنا مجرد نزوه وجسم جميل بالنسبالك
- أقترب ثروت رويدا رويدا، ثم لمس شفاها بأصابعه الصلبه مبتسما بمكر وهتف قائلا
ثروت بمكر ونظرات جائعه: وشفايفك أجمل ياجوي
جوان مبتعدة قليلا: ماأنا عارفه
ثروت ناهضا من مكانه: جهزي نفسك عشان السفر الاسبوع الجاي وأبقي سلميلي عليه لحد ما أقابله قريب
جوان متمايله بجسدها: sure يابيبي.
جوان في نفسها: ليث! أنت ياثروت عايز تقارن نفسك بليث. ده انا محدش يملا عنيا غيره، ده الراجل الوحيد اللي على وش الارض اللي قعدته على عرش قلبي ومحدش هياخد مكانه، أبدا.
- داخل أدارة مكافحة المخدرات، يجلس أحدي الرتب العاليه بالداخليه على رأس طاوله خشبيه كبيره ويحاوطه عدد من الضباط والرتب المختلفه.
العقيد بحده: أنتوا عارفين ان الموضوع زاد عن حدة الفترة الاخيرة والداخليه كلها هتقلب علينا لو معرفناش نمسك العمليه الجايه
مجدي بضيق: يافندم بقالنا سنه ماسكين قضيه مش عارفين نعمل فيها حاجه، ده غير الضباط اللي قبلنا اللي برده فشلوا
أمجد: ليث ده ولا الليث دماغه مش سهله أبدا، احنا حتى معرفناش نزرع حد جوه الشبكه بتاعته.
العقيد ضاربا ع الطاوله: عشان أغبيا، واحد زي ده محدش عارف حتى شكله أيه؟! ده احنا بقينا ملطشه لكل الادارات
مجدي بتهكم: اللي بيتريق ده المفروض نمسكه القضيه شهر واحد ونشوف هيعمل أيه فيها
أمجد قابضا على شفتيه: أن شاء **** العمليه دي أكيد هنعرف ناخد فيها خطوه للامام
العقيد: أما نشوف، أتفضلوا على مكاتبكوا.
- أنصرف فريق الضباط الذي دار الاجتماع بينهم الكل إلى مكانه، وأتجه أمجد لمكتبه وعلامات الانزعاج جاليه على وجهه، فوجد أكثر من 7 مكالمات فائته من حبيبته آسيل فضغط على هاتفه للاتصال عليها.
أمجد باأقتضاب: أيوة ياسولي
آسيل بلهفه: أيه ياميجو أنت فين من الصبح ياحضرت الضابط
أمجد: كان عندي أجتماع مهم، في حاجه حصلت؟
آسيل بترقب: لا مفيش أنا بس بطمن عليك، مال صوتك؟
أمجد: مفيش ياحبيبتي.
آسيل بنعومه: لا في، ماأنا مش هسيبك النهارده الا لما تقولي مالك؟
أمجد: نفس القضيه الملعونه دي اللي مش عايزة تخلص، أنا قرفت. وكذا مرة جوازنا يتأجل بسببها عشان مش عارف أخد اجازات كأن الزفت ده مصتقصدني
آسيل بمرح: قصدك على عم الأسد ده
أمجد بضحك: هههههه أنتي كمان بتهزري
آسيل: أيوة كده أضحك، دي الحياة بقي لونها بمبي وانا جمبك وأنت جمبي هههههههه.
أمجد باأبتسامه: يامزاجك العالي يالولي، ياريتني كنت طلعت محامي زيك كده ولا البهدله اللي انا فيها دي
آسيل: أجمد ياحضرت الضابط، أنا عايزك زي الوحش ف ساحة المعركه، وبعدين لو بتعمل كل ده عشان تلغي عزومة العشا النهارده أحب أقولك وفر مجهودك الغالي ده عشان أنت خلاص أتدبست يعني أتدبست
أمجد: ههههه وأنا أقدر أعترض برده، أجهزي الساعه 8 هعدي عليكي وأخدك
آسيل: وأنا موافقه جدا
أمجد باأبتسامه: وانا موافق أوي.
- في أحد الاماكن النائيه الهادئة، والتي تشبه المكان المهجور. يقف رجلان تتقارب أعمارهم ما بين الاربعينات
صابر بحدة: أنت أتجننت ولا أيه يأابو الفتوح، مين ده اللي عايز تقابله
أبو الفتوح: عايز أقابل الليث، فيها أيه دي
صابر مربتا ع ظهرة: أهدا ياعمنا، أنت عارف وأنا عارف. محدش شاف الباشا الكبير ولا يعرف يشوفه
أبو الفتوح بقلق: عمري ما طلعت عمليه لوحدي من ساعه ما عم أبو حمادة تعيش أنت، كان هو اللي بيطمني.
صابر مدخنا سيجارته بشراهه: ياعم جمد قلبك، الراجل الكبير بيخلي باله من رجالته
أبو الفتوح: بس اللي بيقع خلاص
صابر حاككا رأسه: بصراحه مش عارف، عمر ما حد من رجالته وقع، عشان كده معنديش علم بيتعامل أزاي
أبو الفتوح بذعر: ياخبر أسود ومنيل، طب لو حصلي حاجه عيالي ومراتي هيروحوا فين، دول يتشردو من بعدي
صابر بتأفف: أنت بتشيلني همك ليه يافتوح، ما كل واحد فيه اللي مكفيه ياعم.
أبو الفتوح: كله ع **** بقي واللي عايزة هيكون
صابر: المهم خلي بالك العمليه أخر الاسبوع ده يعني تفتح كده وخليك مفنجل
أبو الفتوح محركا رأسه في موافقه: ماشي
- على كورنيش نهر النيل، جلس أمجد بصحبة حبيبته الرقيقه آسيل. يتناولون حبات الذرة المشويه.
أمجد بمرح: مش حارمك من حاجه أهو، عشا واتعشينا درة وكلنا. مش عارف أنا هفضل أدلعك لحد أمتي
آسيل رافعه أحدي حاجبيها: غصب عنك هتفضل تدلعني وتجيبلي درة مشوي ع طول.
أمجد واضعا يده ع قلبه: وانا أقدر أتكلم برده ياقلبي
آسيل بخجل: ميرسي
أمجد قاطبا جبينه: هانت ياسولي، **** يخلصني من القضيه المهببه دي عشان أفوقلك وأدلعك براحتي
آسيل ضاربه ع صدرة: لم لسانك ياحضرت الضابط بدل ما أحبسك
أمجد ببراءة: هو أنا عملت حاجه طيب، ده انا بقول هدلعك ومرضيتش أقول حاجه تانيه خارجه عن القانون هههههه
آسيل: هههههه أيوة خليك مؤدب على طول
أمجد: ده أنا مؤدب جداااااا.
آسيل ناظرة لساعتها: الساعه 10 وربع، يلا بقي روحني عشان بابا ميضايقش
أمجد بأبتسامه حانيه: طيب يلا ياسولي
- في القصر الخاص بجاسر، جلس في مكتبه الفخم بصحبة عيسي يراجعون بعض الملفات الخاصه بوصول شحنات الادوات المدرسيه.
عيسي عابثا بأحدي الاوراق: أنت كده خلصت التصاريح والتراخيص كلها
جاسر تاركا قلمه الذهبي: الطلبيه دي لما توصل توزعها بنفسك على الشركات اللي طالباها.
عيسي بتنهيده: تمام، أروح أنا بقي عشان هموت نوم
جاسر بحده: ياريت كفايه نوم، أنت مبتشبعش!
عيسي محدقا: أتقي ****، ده انت مصحيني أمبارح الساعه 6 الصبح
جاسر موليه ظهره: المهم تكون بكره عندي بدري
عيسي لاويا شفتيه: ماشي، سلام.
- أنصرف عيسي وترك جاسر واقفا في مكتبه أمامه لوح زجاجي كبير يطل على حديقه قصره الفخم، شرد قليلا بذكرياته القديمه التي مر عليها سنوات من الزمن وترك الغبار أثره عليها ثم وضع يده في جيب بنطاله وأخرج هاتفه الباهظ الثمن وتأكد من أغلاقه كليا، ثم نظر لساعته ومرر أصابعه داخل خصلات شعره الاسود الغزير وأنطلق للخارج صاعدا لغرفته.
كاثرين مناديه: سيدي جاسر، لقد أعددت لك وجبة شهيه للعشاء.
جاسر بدون أهتمام: لا مش عايز، تقدري تروحي تنامي أنا مش هحتاج حاجه تاني
كاثرين قاطبه جبينها ف ضيق: كما تريد.
- صعد غرفته وبدل ملابسه، ثم دلف للمرحاض ليغتسل ودلف للخارج مرة أخري مرتديا شورت قصير يصل لأعلي ركبتيه، وترك صدره عاريا مكشوفا لنسمات الهواء تتخبط به، ثم وقف أمام المرآه يستعرض عضلات ذراعيه القويه البارزة، ثم نفض شعره من قطرات المياه البارده واستلقي على فراشه بأسترخاء شديد وأغمض عينيه ليستكين للغايه.
- وصل عيسي منزله وهو لا يكاد يري أمامه من قلة ساعات النوم التي أستغرقها بنومه، فوجد أخاه الاصغر بأنتظارة وعلى وجهه أبتسامه خبيثه فعلم أن وراءه مطلب يريد تحقيقه.
عيسي لاويا شفتيه في تهكم: أهلا وسهلا بالباشا اللي مش بشوف خلقته غير لو عايز حاجه
سامر مضيقا عينيه: أيه ياعيسوي الاسلوب ده عيب ده أحنا أخوات أجدع
عيسي بحده ونظرات ثابته: قولتلك مليون مرة متقوليش الاسم المهبب ده ولا تناديني بيه.
سامر: أوك اوك، المهم أخوك حبيبك مشطب على الاخرررررر شوفلي شويه فكة معاك وحيات أبوك **** يرحمه
عيسي بغضب: أنت أتجننت، أنت واخد 5000 جنيه من عشر أيام راحوا فين
سامر رافعا حاجبيه: طلعت رحلة أنا وأصحابي واتفسحنا، أيه متفسحش!
عيسي موليه ظهره: هو أنت فالح غير ف الرحلات والسقوط، ورحمة أمك لو ما نجحتش السنه دي ماانا دافع مليم أحمر تاني
سامر مداعبا وجنتيه: حاضر يأخويا ياحبيبي ياجميل أنت.
عيسي دافعا أياه برفق: أبعد أيدك دي، لما أصحي الصبح هسيبلك فلوس ع التربيزة
سامر وقد أنفرجت أساريرة: ماشي ياعيسي **** يخليك ليا ياحبيبي
عيسي ف نفسه: **** خلصني بقي من همه.
- تحادث أمجد ومجدي صديقه المقرب كثيرا بشأن تلك العمليه المنتظره، والتي لا يريد أمجد أن يمررها مرور الكرام.
أمجد: مستقبلي هيقف على العمليه دي، **** يوفقنا بقي أنا زهقت بجد.
مجدي بتأفف: مين سمعك، أنا طهقت بجد ولو معدتش المرة دي على خير وقدرنا نعمل حاجه هسيب القضيه
أمجد بجديه: أنا صعبان عليا بعد كل ده أسيب القضيه لحد تاني ويبدأ فيها من الاول، أصلا محدش هيوافق أننا نسيب القضيه دي عشان محدش في الادارة كلها هيرضي يمسكها
مجدي: ياعم ده أحنا بقينا عبره ليهم، ومحدش هيرضي أبدا أنه يمسكها بعدنا
أمجد مضيقا عينيه: ده غير الترقيه بتاعتي اللي أتاخرت بسبب الحيوان ده.
مجدي محدقا: آآااااااااه متفكرنيش بيه، هل يعقل أننا شغالين في قضيه ومش عارفين الراجل اللي عايزين نقبض عليه ده شكله أيه
أمجد بحده: دي كارثه يامجدي، مشوفتش دماغ زي دماغه، مفيش غلطه مفيش تكه تتمسك عليه
مجدي حاككا رأسه بتفكير: طب أفرض ضاعت كل حاجه على فشوش زي كل مره
أمجد محدقا بفزع: ده أنا أموت بالقلب يامجدي، عايز أتجوز ياناس، البت خللت من القعده
مجدي بضحكه عاليه: هههههه هو ده اللي همك، الجواز يا، ياميجو.
أمجد بضيق: أمال هيهمني أيه يعني، 3 مرات جوازي يتأجل بسبب العمليات اللي بنطلعها
مجدي غامزا: معلش ياعم بكره تتجوز وتنسااانا هنياله ياعم
أمجد لاويا شفتيه: أهو القر والحقد بتاعك ده اللي جايبني ورا
مجدي محدقا: أناا، لا ياعم أنا عيني مليانه وفيها بدل الواحده خمسه ههههههه
أمجد: أصل عينك لامؤاخذه فارغه، أنما انا عيني شبعانه الحمد ***
مجدي مبتسما: **** يديم عليك نعمة وجودها ياحبيبي.
أمجد بلهفه: ياارب، أنا هاروح أنام بقي عشان فاصل خاااالص
مجدي: طيب تصبح على خير
- كانت الساعه الرابعه فجرا، حيث كان جاسر يغوص في نوم عميق وسبات قوي. دلفت إليه خادمته كاثرين بسرعه توقظه لاخبارة أمرا هام.
كاثرين ضاربه ذراعه برفق: سيدي، أرجو أن تستيقظ فهناك أمر هام، سيدي جاسر
جاسر بصوت متقطع: في أيه ياكاثرين.
كاثرين: أنه روكس ياسيدي، غاضب بشدة ويصيح وينبح منذ وقت طويل ولا يستطيع أحد السيطرة عليه، يبدو أنه يبحث عنك
جاسر بتنهيدة: طيب أنا هنزل دلوقتي، روحي انتي.
الجزء الثالث.
نهض جاسر بخطوات ثابته ناحية خزانة ملابسه وألتقط أحدي تيشرتاته القطنيه ذات الماركات العالميه باللون الكحلي والمنقوش على ظهرها كلمات أنجليزيه باللون الابيض، فأارتداه وهبط للاسفل. وتوجه لحجرة صغيرة بحديقه منزله، بناها خصيصا له للجلوس بها وقت ما يشاء و يوجد بها ( روكس ) وهو الكلب الخاص بجاسر.
، وبمجرد أن فتح جاسر باب الغرفه نهض الكلب من مكانه سريعا وحاول الاتجاه إليه لكن ألجمته تلك السلسلة الفضيه المربوط بها بأحدي العواميد بالحجرة، فجثي جاسر على ركبتيه مقتربا منه ومسد على فروته السوداء، ومازال روكس في حالة من الثورة والهياج لعدم أهتمام جاسر به عدة أيام.
جاسر بنبره هادئه ممسدا عليه: ششششش، أهدا ياروكس أهدا
روكس بثورة: هووو هووو هو هووووو.
جاسر مبتسما: خلاص بقي ياروكي، انا عارف أني قصرت معاك جامد اليومين اللي فاتوا بس ميحوشنيش عنك الا الشديد القووي
روكس: هوو هوو هووووو
جاسر: ياااااه للدرجه دي زعلان مني، طب روق كده وليك عندي رحله انما اييييه عجب
روكس بهدوء: هوهو هو
جاسر ممسدا عليا: كاثرين هاتيله أكل، عايزة ياكل كويس
كاثرين: أوامرك سيدي.
- نظر جاسر حوله فوجد المشهد مزريا للغايه بسبب ثورة روكس وهياجه الشديد في الغرفه فعقد حاجبيه في ضيق ونظر لروكس مرة أخري هاتفا بنبرات ثابته
جاسر ناظرا حوله: روكس، أنا مش عايز المنظر اللي ف الاوضه ده يتكرر تاني، لما ياكل ياكاثرين خلي الجنايني يجي يضبظ البهدله دي
كاثرين مومأة رأسها بالموافقه: أوامرك، استأذنك بالانصراف
جاسر: روحي.
- في أحدي فيلال أشهر رجال التجارة بالمخدرات في مصر، جلس السعيدي مع أحدي رجاله للمشاورة.
السعيدي: أنا مبهزرش ف الشغل ياصابر
صابر: الليث لو سمع بس اللي أنت بتقوله ده هيقطع رقبتك وعليها رقبتي
السعيدي بغضب: ليه عاملين ألف حساب لليث ده، متنساش أنو مش شغال من نفسه وفي ناس من فوق هما اللي ليهم الكلام
صابر بقلق: أيوه بس. بس هو البوص الكبير ف مصر والوحيد اللي بيوزع.
السعيدي ضاربا على كرسيه بشده: أنا هسحقه، هشيل أسمه من على وش الدنيا. أنا ميدينيش النسبه بتاعتي ويعدي عليا الارباح كلها عشان بس أختلفنا ع السعر
صابر بتأفف: أنت عارف ان السعر واحد وهو اللي بيقرر ويختار ومحدش بيراجع كلمته، عندك 100 تاجر تحت أمره محدش فيهم عارضه
السعيدي عاقدا حاجبيه بنظرات ناريه: وأنا مش هعديهاله وحيات أمه.
صابر بخوف: الليث لو عرف أني قاعد معاك ولا بنقلك أخباره مش هيسكت ولا هيسيبني ف حالي
السعيدي بحده: جمد قلبك ياض، أنا برده مش شويه
صابر بتوجس: هو أنت شوفت ليث قبل كده؟
السعيدي بعدم أهتمام: شوفته مرة واحده
صابر بلهفه: طب شكله أيه، أصلي عمري ما شوفته ولا أنا ولا حد من رجالته
السعيدي لاويا شفتيه: راجل زي أي راجل، لولاش بس **** كرمه ومبارك ف طوله شويه
صابر محركا رأسه بتوتر: **** يسترها عليا
( صباح يوم جديد ).
- جلست سهيله مع رفيقاتها في كافيتريا الجامعه، على أحدي الطاولات البلاستيكيه البيضاء يتناولون بعض الاطعمه الجاهزة ويرتشفون معها المياه الغازيه. فقضمت نورهان قضمه كبيرة بلهفه من الشطيرة الخاصه بها قائله.
نورهان: **** يرحمنا بقي من الدكاترة وذلهم فينا
سهيله قاطبه جبينها: يابت خلصي الاكل اللي في بوقك ده الاول وبعدين أكلمي، أحسن تزوري هههههه
نورهان رافعه أحدي حاجبيها: أنتي بقي بتقري عليا صح.
سهيله مرتشفه شرابها: يعني مش قوي، هو الانسانه أيه غير شويه قر وحسد ونق فوق بعض هههههه
سلمي: ااااااه. مش قادرة أكل أكتر من كده، الدايت ممكن يبوظ
سهيله بتهكم: دايت! هو أنتي خليتي فيها دايت هههههههههههه
نورهان بسخريه: بقيتي شبه الدب الابيض الجنوبي هههههههههههه وكل شويه تقوليلي دايت دايت هههه
سلمي مضيقه عينيها: أنا دبه يانورهان، تصدقي أنك بايخه.
سهيله: خلاص خلاص يابنات، أنتوا هتتخانقوا وانا قاعده خلاص مبقاش في حيا ولا خشا
سلمي لاويا شفتيها: لا في الشرشوبه أنما الخيشه دي جوها قديم أوي
نورهان: ههههههه، طب يلا نقوم ونحاسب بقي عشان ورانا محاضره بعد أقل من تلت ساعه
سهيله ممسكه بحافظة نقودها: خدي يانور حاسبيلي معاكي
سلمي ممده يدها ببعض النقود: وانا كمان حاسبيلي
نورهان: أوك. خليكوا هنا ثواني.
( بعد عدة لحظات، عادت أليهم نورهان وعلى وجهها علامات الدهشه )
سهيله رافعه حاجبيها: في أيه مالك؟ ومحاسبتيش ليه!
نورهان قابضه على شفتيها: الحساب أدفع
سلمي بأابتسامه واسعه: **** بقي
سهيله عاقدا حاجبيها: وده مين اللي دفع الحساب
نورهان مشيرة برأسها أليه: سامر
سهيله محدقه: أييييييه، طب هاتي الفلوس دي بقي.
- ألتقطت سهيله النقود من رفيقتها وتوجهت لسامر الذي كان يقف على مقربه من تلك الكافيتريا الخاصه بالجامعه هو وأصدقائه، ثم مدت يدها بالنقود أليه دون أن تتحدث.
سامر باأبتسامه بارده: أيه ده ياقطه
سهيله بحده: ده تمن الاكل اللي دفعته، لما يكون معناش فلوس وعد هابقي أخليك تتدفعلي الحساب.
سامر ناظرا لأصدقائه: وانا معايا فلوس بزياده مش عارف أصرفها فين، قولت ياتري تعمل بيهم ايه ياواد ياسامر تعمل أيه تعمل أيه، قولت أدفعلكوا الحساب وأهو كله بثوابه
سهيله بحده ونظرات جامده: أحنا مش محتاجين أحسانك، ولو مش عارف تودي فلوسك فين عندك ***** الشوراع الجعانين كتير، روح وأدفعلهم تمن أكل زي اللي بتاكله
سامر مقتربا: طب ما تيجي معايا، قصدي توريني طريقهم يعني.
- استشاطت سهيله غضبا من نظراته الخبيثه والماكره لها وتلميحاته معها وكأنها فتاه من أحدي الشوارع الليليه. فقررت رد أفعاله بتصرف مهين له، فقامت بدفع النقود التي بيدها في وجهه وأنطلقت للذهاب من أمامه.
سامر ممسكا ذراعها بقوة: أنتي أتجننتي، أناا سامر الهواري بت مفعوصه زيك تحدف ف وشي الفلوس كده
سهيله غارزة أظافرها بيده: شيل أيدك لأقطعهالك.
سامر محاولا التحكم بالالم الذي أعتراه: أنتي كمان ضوافرك كبرت و بتخربشي ياحلوة
سهيله دافعه أياه من صدره: وزي ما ضوافري كبرت، سناني أكبر وبتجيب العضه بالدم
سامر غامزا: أموت فيك ياشرس
سهيله مبتعده بأاشمئزاز: كتك القرف البعيد جبله.
- أستيقظ مبكرا في صباح يوم جديد، دلف للمرحاض للخاص به للاغستال، فوقف داخل حوض المياه الكبير وأسفل صنبور المياة الكبيرة ذات الفتحات الصغيرة ( الدش ) وأغمض عينيه حتى تنسال المياه البارده على وجهه. ولم يمر كثيرا حتى أفاق من شروده ودلف خارج المرحاض بعد أن أحاط خصره بمنشفه قطنيه باللون الاخضر القاتم. وقف أمام خزانة ملابسه ينتقي منها مايرتديه حتى أنتقي قميصا من اللون الرصاصي وبنطال من اللون الاسود الكاحل وحول خصره وضع ( حزام أسود ) عريض من أحدي المركات العالميه. وأمسك بجاكت أسود من خامة الشمواه ووضعه أعلي كتفه دون أرتدائه، وبعد أن تأكد من تنظيم ياقته وهيئته بالمرآه. دلف للخارج وهبط للاسفل هاتفا لصوته الاجش.
جاسر: كاثرين. كاثرررين
كاثرين أتيه بسرعه: نعم ياسيدي!
جاسر موليها ظهره: جيبتي الحاجه اللي قولتلك عليها؟
كاثرين محركه رأسها بالايجاب: نعم ياسيدي، لقد أحضرت كل شئ تحتاجه من أجل سيدتي الصغيرة مودة
جاسر ملتفتا إليها: طيب كويس. حطي كل حاجه ف العربيه وأنا خارج
كاثرين: أوامرك سيدي، أستأذنك بالانصراف
جاسر مشيرا بأصبعه: أتفضلي.
- أنطلق جاسر بسيارته بعد أن وضعت بها كاثرين كل ما طلبه منها نحو أحدي المدراس الداخليه التي وضع بها أخته الصغيره ذات السبعة عشر عاما والتي كانت بالمرحله الثانويه. رحبت به المسؤوله كثيرا. حيث أنه كان يضع الكثير من المال بحوزتهم للاعتناء الزائد بصغيرته العزيزة، ثم أرسلت في طلبها للحضور اليه. وما أن علمت مودة بوجود أخيها الأكبر حتى هرولت إليه سريعا لاشتياقها الزائد. وما أن رأته حتى أرتمت بأحضانه باكيه لغيابه أكثر من شهر ونصف عنها فمسد على شعرها برفق وحنو بالغ واردف قائلا.
جاسر بنبرة هادئه: وحشتيني يامودة
مودة بدموع: أنت كمان واحشني أوي ياجاسر
المسؤوله باابتسامه وهي تظبط من وضعية نظارتها: أسيبكوا شويه مع بعض وأمر على المدرسه
جاسر بتفهم: اتفضلي
- جلس جاسر على الاريكه الجلديه المريحه وجذب أخته الصغيره لتجلس جواره. فحاوطها بذراعه وأردف قائلا
جاسر بثبات وهدوء: طمنيني على أحوالك يامودي
مودة مداعبه أصابع يده المحاوطه أياها: أنا كويسه الحمد ***، وانت عامل أيه؟
جاسر: كويس، جيبتلك كل اللي ممكن تحتاجيه لبس جديد. وكل الاكل اللي بتحبيه خليت كاثرين تعملهولك
ومنسيتش الشيكولاته الفرنساوي اللي بتحبيها طبعا
مودة بأابتسامه واسعه: وووااااوووو جيبتلي الشيكولاته اللي انا بحبها بجد
جاسر مربتا على ذراعها بحنو: طبعا، هو أنا أقدر أنسي حاجه مودي عايزاها برده، وكمان سيبتلك فلوس زياده في الخزنه بتاعتك عشان لو احتاجتي حاجه.
- تبدلت ملامح مودة للضيق والحزن ونظرت للاسفل، فأمسك بطرف ذقنها ورفع رأسها عاليا عاقدا حاجبيه في تساؤل
جاسر: مالك يامودة؟! في حد مزعلك هنا. في حاجه مضيقاكي
مودة محركه رأسها بالسلب: لا. بس كنت عايزة أعرف ناوي تعمل أيه معايا بعد السنه دي، أنت عارف أن دي أخر سنه ليا
جاسر بثبات: القمر الصغير نفسه في أيه وأنا أنفذ.
مودة بأبتسامه واسعه: نفسي أدرس في جامعة كامبردج، او جامعة كاليفورنيا. وده طبعا بعد ما أقضي معاك أجازة حلوة كده
جاسر ممسدا على وجنتيها: بس كده؟ أنتي تؤمري يامودي، أكبر جامعه تدرسي فيها وهسفرك مكان ما أنتي عايزة
مودة واضعه رأسها على صدره: **** يخليك ليا
جاسر مربتا على رأسها بهدوء: ويخليكي ليا.
- تبادلا الكثير من ألوان الحديث، حتى مر الكثير من الوقت عليهم كلحظات قليله مرت كمرور الطيف سريعا. وذهب تاركا أياها بعد الكثير من الوعود بعودته مرة أخري.
( بعد مرور أيام عديدة ).
- في تمام الساعه الثالثه والنصف فجرا بمنزل أمجد. كان يقف أمام مرآته يرتدي سترته الواقيه من الرصاص، ثم أرتدي قميصه الرصاصي القاتم وبعد أن أدي فريضة صلاة الفجر. أمسك بهاتفه وقام بالاتصال بآسيل. حيث كانت تؤدي فريضتها هي الاخري وفزعت عندما وجدته يتصل بهذا الوقت فلم تتردد وضغطت على هاتفها للايجاب.
آسيل بلهفه: أمجد أنت كويس، في حاجه حصلت
أمجد بنبرة دافئه: أهدي بس، تقبل **** منك الاول.
آسيل: منا ومنك ياحبيبي. بس غريبه تتصل ف وقت زي ده
أمجد بتنهيدة: عندي طالعه دلوقتي، مأموريه مهمه وحبيت أسلم عليكي قبل ما أمشي.
آسيل بقلق: ترجع بألف سلامه ياحبيبي متقلقش، وأوعي تكون شايل المصحف من جيبك
أمجد براحه: لا مش شايله، من ساعه ما هديتيني بيه وهو مبيفارقنيش
آسيل: ان شاء **** ترجع سالم
أمجد بأبتسامه: **** ياسولي، يلا لا أله إلا ****
آسيل: محمدا **** **** ياميجو.
- أغلقت آسيل هاتفها وتركته جانبا، فرفعت يدها للسماء ودعت ربها أن يحفظه ويحميه لها، وخلعت لباس الصلاة عنها وحاولت النوم. لكنه فارق عينيها قلقا عليه فظلت جليسة فراشها مستكينه عليه، وبعد العديد من الساعات المتتاليه...
رؤؤف بقلق: مالك ياآسيل، أيه اللي مصحيكي بدري كده
آسيل بتوتر: أمجد عنده مأموريه، مش عارفه أنام لحد ما أطمن عليه
رؤؤف مربتا على كتفها: طيب متقلقيش، خير أن شااء ****.
آسيل رافعه رأسها للسماء: ياااارب
- في أثينا عاصمة اليونان، كان ثروث يجري محادثه تليفونه مع ليث والغضب يعتري أثناتاهم
ثروت بفارغ صبر: يوووووة، ليث أهدي أنا خسارتي أقوي من خسارتك ومع ذلك مش عامل زيك. أهدا بقولك ومش عايزين تصرفات طايشه مش محسوبه، أنا عارف ومقدر بس مش كله بالعنف، ياليث أسمع كلامي مرة وبلاش تتصرف من دماغك، ألووو الوووو
جوان بترقب: في أيه اللي حصل.
ثروث بضيق: كان في كمين معمول ومتهيألي واحد من رجالة ليث وقع
جوان بقلق: طب وليث كويس؟
ثروت: أه كويس، أنتي عارفه أنه مبيحضرش كل الكلام ده، رجالته هما اللي بيخلصوا كل حاجه
جوان بتوجس: طب أنا هأجل سفري مصر ولا أيه يابيبي
ثروت منفثا في سيجارة: لا مش هتأجلي أنتي هتلغي خالص حكايه السفر دي
جوان عاقده حاجبيها في ضيق: whhhhhhy
ثروت: ليث جاي أول الاسبوع هتسافري أنتي ليه
جوان وقد أنفرجت أساريرها: خلاص أوك.
ثروت مقتربا: فرحانه أوي ياجوي
جوان محاوطه عنقه بذراعيها: عادي يابيبي
ثروت بمكر: طب مااا ماتيجي اا ا...
جوان بدلع: هههههه أنت مش بتشبع أبدا
ثروت مقتربا من شفتيها بمكر: لا مش بشبع
- بعد مرور العديد من الساعات الغير قليلة، كور جاسر قبضته بقوة وضرب بها سطح مكتبه ليهتز وتسقط عنه بعض الاشياء الموضوعه أعلاه.
جاسر والشر يتطاير من عينيه والغضب يقفذ من نبراته: أناااااا، أنا جاسر الليث يتعمل معايا كده، ده أنا مش هخلي الدبان الازرق يعطر فيه
عيسي محاولا تهدئته: طب أهدي طيب، وبعدين الحمد *** أنك كنت عارف بخيانته
جاسر مضيقا عينيه كالصقر: آه كنت عارف، عجبتني لعبة اللف والدوران ورا بعض. بس و**** لأندمهم هما الاتنين
عيسي بتوجس وخيفه: ياجاسر. مش ثروت قالك متتصرفش من دماغك.
جاسر بنبرة عاليه: أنت أتخبطت ف عقلك يابني أدم، أنا مش بمشي بكلام حد وانت عارف كويس ده
عيسي: عارف ياليث، المصيبه أني عارفك كويس وعارف أنك مش هتسكت، بس كل اللي عايزينه تصبر حبتين الحكايه تنام شويه
جاسر بصوت جهوري خشن: أنا اللي هقرر أمتي وفين وأزاي
جاسر في نفسه بصوت الانتقام: هخليك عبره لكل واحد عايز بس يقف قصاد جاسر الليث.
- بعد أن ظل أمجد مغلقا هاتفه لعديد من الوقت، قام بتشغيله مرة أخري وهاتف آسيل بسرعه لكي يطمئنها على أحواله وما ألت أليه الامور
آسيل بلهفه: حبيبي طمني عليك
أمجد: أنا كويس ياسولي وراجع البيت أهو، بس طمنيني عنك أنتي
آسيل براحه: طب حمدالله ع سلامتك ياحبيبي
أمجد بتردد: **** يسلمك، لما أغير هدومي وأفوق كده عايزك ف موضوع
آسيل واضعه يدها ع فمها وهي تتثائب: طب قول ياحبيبي.
أمجد بضحك: هههههه لا أقول أيه، أنتي تجري ع السرير وتنامي قبل ما تنامي ع نفسك. شكلك منمتيش
من أمبارح
آسيل بأرهاق: مش مشكله أنا معاك أهوو، سمعاك
أمجد بأصرار: لا لا أنتي هتروحي تنامي وانا كمان هنام، وبكرة نتقابل واحكيلك اللي حصل وأقولك عايزك في أيه
آسيل بأستسلام: حااضر، كده كده مش ورايا حاجه ف المكتب النهارده هاخد ريست شويه
أمجد: طيب ياسولي، يلا روحي تصبحي على كل خير.
- تركت آسيل الهاتف من يدها جوارها على الفراش وغاصت بنوم عميق بعد ساعات من القلق والتوتر وقلة النوم، بينما لم يقل أمجد عنها أرهاقا وقرر أن يستريح هو الآخر.
- في فيلا السعيدي، ظل غاضبا بشدة يثور على كل من أمامه ويتوعدهم بالتهديدات أذ لم يأتوا له بخبر الليث عاجلا وليس أجلا، فلقد بات الخوف في قلبه، بعدما شعر أنه قد علم بتورطه في التبليغ عن هذه الشحنه المذيفه.
السعيدي بغضب وصوت ثائر: شحنة أدوات مدرسيه؟! طب أزاااااااي، ازاي ده حصل؟
صابر بقلق: وفتوح أتقبض عليه كمان. دي الحكايه طينت ع الاخر. و**** أعلم عرف أنك ورا الكمين اللي اتعمل ولا لأ
السعيدي ضاربا كف بكف: مش ممكن، حتت واد زي ده والشرطه متعرفش توقعه ولا حته عندهم علم بشكله، دي داخليه بنت #
صابر بتوتر: أنا لازم أمشي من هنا، قلبي مش مطمن
السعيدي ماسكا بياقته: ياعيل يا # أنت أصلا مش راجل أنت واحد جبان و...
- لم يكمل السعيدي كلمته حتى جاءه أجد رجاله لاهثا ملتقطا أنغاسه بصعوبه.
أحدي رجال السعيدي: ألحقنا ياباشا، رجالة بره هجموا علينا خلصوا على أتنين من الرجاله وبيقتلوا ف الباقي بره
السعيدي بذعر: أنت بتقول أيه؟!
الرجل: زي ما سمعت ياباشا لازم ننفد بجلدنا دول مش سايبين حد.
- ألتفت السعيدي لصابر ولكنه لم يجده ولم يجد باقي رجاله الذين كانوا حوله، فحاول الفرار هو الاخر بأتجاه الشرفه المؤديه لأكتر من مدخل من مداخل الفيلا ولكن أستوقفه أحاطة رجال كثيرين أشداء البنيه لكافة مداخل فيلته، فدلف للداخل مرة أخري لمحاولة أيجاد منفذ آخر ولكن الوقت قد نفذ، فلقد أقتحم رجال الليث قصره وحاصروه لكي لا يستطيع الهرب فوقف وسطهم مذعورا، وقد بلل العرق كل جزء بجسده، حتى لمح طيف الليث يدخل من بوابة فيلته بعد القضاء على كل الحرس الذين بها فأرتعش جسده خوفا مما سيحدث به.
دلف للداخل وهو ينفث في سيجاره الفاخر بشراهه وينظر إليه بعيون فارغه من الرحمه مضيقا عينيه في غضب، ثم أشار لأحدي رجاله الذي لبي رغبته وأحضر له كرسي ليجلس عليه قبالته. فجلس ووضع قدما فوق قدم، وأخذ ينفث في سيجاره وهو يري الرعب في عينيه، ثم ألقي ( عقب ) سيجارته أرضا وأردف قائلا.
جاسر بصوت أجش قوي: أنا جاسر الليث، لسه متخلقش اللي يقف قدامي ويعاندني. ولا أتخلق اللي يرفض تنفيذ أوامري.
السعيدي بتعلثم: اا آآ ا انا كنت...
جاسر مشيرا له بيده بحده: مسمحتلكش تتكلم وتقاطعني، أنت أختارت متتعاملش معايا، غور ف داهيه، أنما تقرفني وتعملي وجع ف دماغي لأ. يبقي محدش قالك الليث لما بيزعل يبقي عامل أزاي، وأنا ميزعلنيش قد الخيانه.
- نظر له عدة نظرات ناريه قاتله أرعبته في مكانه، ثم نهض عن كرسيه وقذفه بقدمه بقوه، وأولاه ظهره لثوان معدوده ثم ألتفت له مره واحدة وسحب سلاحه من خلف ظهره وصوبه نحوه. وقبل أطلاق النار عليه أردف قائلا
جاسر بنظرات تحمل الشر: باي باي يا سعيدي
السعيدي برجاء وتوسل: لا ياليث أرجوك لا. لاااااااااا
بوووووووووووووووووووم.
- أطلق جاسر رصاصته على رأسه بدون رحمه، فسقط أرضا جثه هامده خاليه من الروح. فنظر له بعدم أشفاق ومد سلاحه لأحد رجاله ليحمله عنه. ثم أنطلق للخارج وهو يشعل سيجاره.
جاسر بنبرة قويه عميقه: مش عايز أثر للبيت ده، يتفحم حالا
أحدي رجاله: حاضر ياباشا
جاسر بتوعد ونظرات مرعبه: ولسه الكلب اللي هرب، هندمه أشد الندم...
الجزء الرابع
- يمتلك جاسر جيشا من الرجال ذات البنيه القويه والعضلات المفتوله، تم أختيارهم بعنايه فائقه لتنفيذ أوامره كما ينبغي أن يكون.
وبعد أن أمرهم بحرق منزل السعيدي، أنصرف تاركا أياهم للتصرف وفقا لأوامره، فقام رجاله بأغراق المنزل بالمواد شديدة الأشتعال وأشعلوا به النار. حتى تعالي لهيبها وصعدت أدخنتها للسماء. وبعد أن تأكدو من أحتراق المنزل بالكامل بما يحويه أنصرفوا جميعا على وجه السرعه.
- أمسك جاسر هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات ثم ألقاه جانبا بعد أن تأكد من وضع ( سماعة البلوتوث ) على أذنيه وأنتظر رد المتصل به.
جاسر بصوت أجش عميق: أسمعني كويس، تقب وتغطس والاقيك جايبلي صابر ده النهارده. قبل نص الليل يكون عندي
- ثم أغلق المكالمه دون أنتظار أي رد محدثا نفسه: قررت أحققلك أخر حلم ليك ياصابر، وهخليك تشوفني.
- لم يكن صابر قد أبتعد كثيرا عن منزل السعيدي، حيث أنه كان بمنطقه نائيه خاليه من وسائل الموصلات ونادرا ما تمر أي وسيله هناك، فأستطاع رجال الليث ( جاسر ) الوصول أليه بسهوله وأحضروه عنوه عنه. فقادوه لأحدي الفيلال المحاطه بأرض زراعيه ( مزرعه )، كان الظلام دامس وأسدل الليل خيوطه على أجواء المكان مما يجعل المشهد الخارجي للمزرعه مخيفا شيئا ما. وما أن رأي صابر ذلك المكان المخيف والمظلم حتى أرتعدت أوصاله أكثر وأكثر. فكانت حواسه ترتعش وعرقه يتصبب منه بغزاره، حتى وصلوا به لداخل ذلك الصرح الكبير والفخم ( الفيلا ) الخاصه بالليث. وداخل غرفه ضوئها خافت كان يجلس جاسر على أحدي الكراسي التي تتميز بخاصيه التأرجح غكان يميل به أماما وخلفا بهدوء حتى شعر بوجوده فتوقف عن تحريك مقعده وهتف بنبره قويه عميقه.
جاسر بصوت قوي أجش: سيبوه
- دفعه الرجال ليسقط أرضا يأخذ أنفاسه بصعوبه فأردف جاسر قائلا
جاسر بصوت خشن للغايه: سمعت أنك عايز تشوفني، فقررت محرمكش من أخر أمنيه ليك قبل ما يفتكرك عزرائيل
صابر بذعر ونبرات متقطعه: هه ه هو أنا أطول شرف شوفتك ياباشا
جاسر بحده: كويس أنك عارف أنه شرف. وشرف كبير عليك قووي.
- نهض جاسر من مكانه وأتجه أليه بخطوات بطيئه حتى أتضحت لصابر الرؤيه. فرأي في عينيه الشبيهه بالصقر الشر الدفين والنيه الغير صالحه له فأرتعد أكثر وأكثر وحاول الوقوف على قدميه المرتعشه أمامه حتى أصبح في قبالته فأكتشف فارق الطول والجسم بينهما فنظر للاسفل هاتفا
صابر بخوف: اا ا انا انا كنت هقولك يا باشا و...
جاسر بنبره عاليه: أخرس، أنا مكرهش في حياتي قد الخيانه. رجالتي مش محرومين من حاجه عشان يروحوا يدورا على الفلوس بره. أيه اللي ناقصك عشان تتصرف من ورايا
صابر مبتلعا ريقه بصعوبه: اا انا غصب عني و و...
جاسر بغيظ وصوت مرتفع: ليه ياروح أمك، كان مخدرك ولا ضاربك على دماغك
صابر بخطوات مذعورة للوراء: لل لا مش قصدي ياا باشا بس اانا...
- قبض جاسر قبضته بحده وضرب بها وجهه بقوة حتى كاد يسقط للوراء ولكن أمسكه من رقبته بقوة قبل أن يسقط وجذبه أليه. هتف في أذنيه بنبره عميقه قائلا.
جاسر بصوت قوي متسائلا: نفسك في حاجه قبل ما تقابل وجه كريم؟
صابر بذعر مختنقا: اا ااه اا ساامحني يي ياباشا وو و اااه
جاسر يجز على أسنانه بقوة قائلا: أنا مش ****، والليث مبيسامحش في الخيانه ياصابر. باي باي ياصابر.
- قبص على قصبته الهوائيه بقوة شديده للغايه بينما لم يستطيع مقاومته أطلاقا. حتى تم كسر قصبته الهوائيه وسالت الدماء من فمه، فدفعه بقوه للوراء ليسقط أرضا جثه هامده تركتها الروح صاعده للسماء
جاسر عاقدا حاجبيه وقابضا على شفتيه: خدوه من قدامي
أحد رجاله: أوامرك ياباشا
جاسر موليهم ظهره: مش عايز ليه أثر على وش الارض، وخلي اي حد ينظف دمه القذر والنجس ده من على الارض
أحدي رجاله: أوامر معاليك ياباشا.
- ألتقط الستره الخاصه به ومر بجواره ناظرا أليه بحده: **** يرحمه، كان أزبل رجالتي.
- ثم أنطلق للخارج مرة أخري تاركا رجاله لهم كل التصريف، وأستقل سيارته منطلقا بها سريعا لقصره. وبعد أن عبر من بوابه ذلك القصر الكبير ترك سيارته بالممر المزدان من جوانبه بالجرانيت الفاخر، ودلف خارجها متجها لغرفة كلبه الخاص ( روكس ) ونظر أليه من الخارج بهدوء حتى وجده مستكينا للغايه فتنفس الصعداء وتوجه لداخل قصره، وعندما رأته خادمته الوفيه كاثرين هتفت قائله.
كاثرين: سيدي! هل أعد لك وجبه غذائيه شهيه بعد يوم طويل من العمل؟
جاسر بتفكير: لا، مش لازم أعمليلي قهوة ودخليهالي المكتب
كاثرين محركه رأسها: أوامرك سيدي، السيد عيسي ينتظرك بالداخل
جاسر قاطبا جبينه: عارف، روحي أنتي وهاتيلي القهوة بتاعتي
كاثرين: اوامرك
- دلف جاسر لداخل مكتبه فوجد عيسي يجلس على الاريكه بأريحيه ومستندا برأسه على مرفقه فنظر له شذرا وتوجهه لمقعد المكتب الخشبي الخاص به هاتفا.
جاسر بتهكم: صباح الخير، لا لا خليك نايم ياراجل ملهوش لزوم تتعب نفسك وتقوم
عيسي بضيق: بطل تريقه بس وحيات أبوك
جاسر بعصبيه مفرطه: أيه وحيات أبوك دي، قولتلك مليون مرة ملكش دعوة بأبويا
عيسي بثبات: خلاص خلاص ياعم، أهدي شويه مكنتش كلمه
جاسر جالسا بغضب: اتفضل أقعد
عيسي جالسا: عايز أعرف أيه الادوات المدرسيه اللي أنت جايبها دي، أنت ناوي تفتح مدرسه ولا حاجه.
جاسر مستندا على ظهر كرسيه: أنت ناسي ان فعلا عندنا طلبية شحن أدوات مدرسيه
عيسي بتهكم: لا مش ناسي، بس الكميه اللي أنت جايبها أكتر بكتيرررر من اللي مطلوبه مننا
جاسر بعدم أهتمام: ماانا عارف
عيسي رافعا حاجبيه: أمال فين الشغل الاصلي بتاعنا!
- دلفت كاثرين في هذه اللحظه حاملة بيدها فنجان من القهوة المصنوعه خصيصا له، ثم وضعتها على سطح المكتب وأنصرفت سريعا.
عيسي ناظرا لكاثرين بعد خروجها: أنت بتثق في البت دي قوي ليه؟
جاسر ممسكا بقلمه الذهبي: دي أوفي منك أنت شخصيا، هديه من ثروت اللي أنت روحت قولتله على اللي ناوي أعمله في السعيدي
عيسي محدقا: أنت عرفت دي كمان!؟ عموما هو سألني وأنا مقدرتش أخبي عليه. ده برده البوص
جاسر بحده: عليك مش عليا، أديك قولتله عرف يمنعني؟
عيسي قابضا على شفتيه: لا، بس أنت عملت أيه معاه
جاسر مضيقا عينيه: فحمته.
عيسي محملقا عينيه: فف ف فحمته!
جاسر لاويا شفتيه: أقل حاجه تتعمل معاه، قوم معايا.
- نهض جاسر من مكانه وتوجه لخارج المكتب وتبعه عيسي وسط تساؤلات كثيره منه عما يحدث ولكنه لم يوليه أهتمام وصار في طريقه حتى وصل لمكان لم يراه من قبل. يشبه القبو تحت الارض، هبطا للاسفل عبر سلم رخامي ضيق حتى وصلا لغرفه بابها من الحديد، فأمسك جاسر بمفتاح القفل الكبير وقام بفتح الباب والضغط على زر الاضاءة لتشغيله. ثم دلف للداخل وتبعه عيسي وسط ذهوله من ذلك المكان الذي لا يعرفه رغم عمله لسنوات طويله معه.
عيسي بذهول: أيه المكان ده عملته أمتي!
جاسر بعدم أهتمام: بقاله كتير
عيسي مضيقا عينيه بضيق: وازاي متقوليش عليه!
جاسر رافعا عينيه: مين قالك أنك تعرف عني كل حاجه؟
عيسي محدقا: يعني كمان في حجات تانيه معرفهاش
جاسر موليه ظهره وعلى وجهه ابتسامه خبيثه: هتشوف بعينك دلوقتي.
- أقترب جاسر من أحدي الصناديق الكرتونيه وسحبه واضعا أياه على الطاوله وبدء في نزع الورق الملصق عنه ( سلوتب ) حتى كشف عن كثير من العلب الصغيرة التي تحمل أقلاما خشبيه ( أقلام رصاص )وأمسك بأحدهم وقام بالضغط عليه من المنتصف حتى كسره، فتناثرت منه بعض السموم البيضاء ( هيروين ) فحملق عيسي عينيه وضرب على رأسه عدة ضربات لتلك الافكار الخبيثه والماكره التي لن تخطر على عقل بشر.
عيسي بذهول: يخرب بيتك أنت أزاي دماغك كده
جاسر مبتسما بمكر: انا جاسر الليث، عيب أوي لما تشك في دماغي
عيسي محدقا: مش قادر أصدق بجد، بس أزاي ده ثروت كان هيتجنن وميعرفش فين البضاعه
جاسر تاركا الاقلام من يده: ومين قالك أن ثروت يعرف، ثروت اللي ليه عندي شغله يخلص وفلوسه توصله اي تفاصيل تانيه ميعرفهاش
عيسي بنبره حاقده: عشان كده محدش عارف ولا هيعرف ياخد مكانك.
جاسر بقهقهه عاليه: ههههههاهاااهاااا أسم الليث متحطش جمب أسمي من فراغ، المهم ان العمليه تمت والطلبات هتتوزع والداخليه هتولع للمره المليون
عيسي غامزا: أيوة ياحارقهم.
- صباح يوم جديده أشرقت شمسه الذهبيه على غرفتها، حتى تداعب تلك الخيوط الصفراء وجهها الاملس الناعم لتوقظها بحيويه ونشاط، ودلفت للخارج بعد أن بللت وجهها بقطرات المياه البارده وأرتدت ملابسها المكونه من تنورة كلاسيكيه من اللون الاسود تصل لبعد ركبتها. ومن الاعلي كنزة قصيرة تصل أكمامها لمنتصف عضضها، من اللون البرتقالي الزاهي.
أسيل باابتسامه: صباح الخير ياأستاذي.
رؤؤف ممسكا بحقيبته الجلديه: صباح الخير ياحبيبتي، عامله أيه؟
أسيل: الحمد *** يابابا
رؤؤف مضيقا عينيه: خلاص قررتي تسيبي المكتب؟
آسيل بفرحه: معلش بقي يابابا، أنا نقلت كل ملفات القضايا اللي شغاله فيها أمبارح لمكتبي، وبلغت العملاء بده. وباقي القضايا طبعا تبع حضرتك
رؤؤف مبتسما: **** يوفقك يالولو، ولو أحتاجتي أي حاجه قوليلي ومتتردديش
آسيل: حاضر ياأستاذي العزيز
رؤؤف مربتا على كتفها: عرفتي تجيبي سكرتيرة بقي.
آسيل محركه رأسها: أه، أتفقت مع بنت هاتيجي تستلم الشغل من بكره
لميا آتيه من الداخل: يلا يالولي ياحبيبتي، حضرتلك الفطار عشان تروحي شغلك وأنتي نشيطه كده ومصحصحه
آسيل باابتسامه واسعه: حبيبتي ياماما أنا فعلا هموت من الجوع
لميا عاقده حاجبيها: بعد الشر ياحبيبتي متقوليش كده، يلا اقعدي افطري عشان بابا سبقك
آسيل بشهيه مفتوحه: اه ماانا هفطر أكييييييد.
- أستيقظ أمجد من نومه بتثاقل وبعد أن أغتسل وأرتدي ملابسه، توجه حيث المكتب الجديد الذي لحبيبته آسيل لكي يشاركها فرحتها ببدء عملها المستقل بها.
آسيل بفرحه ناظرة لكل أركان المكتب: أنا مش مصدقه نفسي بجد أخيررررا فتحت المكتب بتاعي اوووو
أمجد باأبتسامه: الف مبروك ياسولي عايزك تشدي حيلك بقي وأنا هعملك دعايه أييييه هضبطك
آسيل بأابتسامه: أيوة بقي، حبيبي ياميجو.
أمجد مشيرا بيده: بس أيه التابلوه ( الصورة )الغريبه دي
أسيل ناظره للصورة: مش عارفه ليه لفتت نظري وشدتني، روحت جايباها
( كانت الصورة عبارة عن حيوان الذئب واقفا بشموخ وعزة، متربصا لأحدي فرائسه )
أمجد بتفكير: تحسيها غامضه شويه
آسيل مضيقه عينيها: سيبك من الصورة، المهم أيه اللي حصل في المأموريه وأيه اللي عايزني فيه.
أمجد جالسا على أحدي المقاعد المقابله للمكتب الخشبي الماهوجني: طب تعالي أقعدي على مكتبك، عايز أكلمك وأنتي قدامي
- أقتربت آسيل بخطوات واثقه نحو مقعدها الجلدي وجلست عليه وأرتدت نظارتها الخاصه بالقراءة ونظرت له بمرح من أسفل نظارتها.
آسيل بمزاح: أتفضل أتكلم وكلي آذان صاغيه
أمجد بأبتسامه خفيفه: بصي ياستي. العمليه من الاخر طلعت على فشوش
آسيل محدقه: أييييه!؟ تااني
أمجد بخيبة أمل: أه.
آسيل نازعه نظارتها: طب ايه اللي حصل!
أمجد بسخريه: عم الاسد ملهوش أثر، لما روحنا نشوف أيه الحكايه بناء على البلاغ اللي متقدم لقينا أدوات مدرسيه واقلام ومساطر واساتيك، موسم الدراسه بقي كل سنه وأنتي طيبه
آسيل محدقه: موسم دراسة أيه؟ دي السنه الدراسيه قربت تخلص
أمجد: دي مش قضيتي، المهم أن مكانش في أي مخالفات ولا في البضايع اللي جايه ولا في التصاريح ولا أي حاجه، كله في السليم.
- أصدر هاتف أمجد عدة رنات معلنا عن أتصال ما فضغط عليه للرد
أمجد بتأفف: أيوة يا مجدي، موجوده أهو أيه اللي حصل، بتقول أيه، ههههههههه هههههههههه، بضحك على خيبتنا، طبعا خيبه ووكسه كمان الحكايه عماله تتعقد ومش عارفين نوصل لخيط واحد حتي، طيب ياعم أقفل وأنا هجيلك على الادارة
أسيل بتساؤل: في أيه؟
أمجد بسخريه: ههههههههههههههه فيلا السعيدي رجل الاعمال اللي على أول الطريق الصحراوي هههههه أتحرقت هههههههه بيه هو ورجالته ههههههه
آسيل محدقه: ايه! طب ليه كده
أمجد: قدرنا نوصل مؤخرا للبلاغ اللي جالنا بخصوص عملية الليث وعرفنا أن مصدرها هو الموقع اللي فيه فيلا السعيدي، لما راحت قوة تستكشف المكان لقيته أتحرق، وده معناه أن الليث عارف حتى تحركاتنا. الموضوع بقي خطر ياسولي.
آسيل بتفكير: طب و، والراجل اللي أتقبض عليه ده، ازاي أتقبض عليه طالما مفيش حاجه غلط
أمجد محدقا وكأنه تذكر شيئا: أبو الفتوح! تصدقي كنت ناسي خالص حكاية الراجل ده. ده بقي حكايته حكاااايه وهو ده الموضوع اللي عايزك فيه
أسيل مضيقه عينيها: موضوع أيه؟ وأيه علاقتي بحاجه زي دي
أمجد باأبتسامه واسعه: أنا هقولك...
الجزء الخامس.
- مر يومان ليس بهم ما يذكر على أبطالنا، أستيقظ جاسر مبكرا للغايه بفعل ذلك الحلم الذي يراوده فنهض عن فراشه بحده وأمسك بمزهريه الورود وألقاها على المرآه وهو يصرخ بصوت مرتفع لتسقط قطعا صغيره. فصعدت كاثرين مهروله أليه بسرعه بفعل أصواته
جاسر بصوت مرتفع وعصبيه مفرطه: أنا جيبت أخري خلاص وزهقت يوووووووووووه
كاثرين مطرقه على باب الغرفه: سيدي! هل أنت بخير؟
جاسر بحده: أمشي من هنا مش عايز أشوف حد، أطلعي.
كاثرين مرتعده: أا اأوامرك ياسيدي.
- ألقي بجسده على الاريكه المريحه وأستند برأسه على مرفقه يفكر فيما يفعله بذلك الكابوس الذي يطارده كحيوان شرس ويرفض تركه حتى تحت سلطة المهدئات، فتنهد بحرارة ونهض من مكانه متجها للشرفه الخاصه به. وقف مستندا على الدرابزون الرخامي المزدان بالجرانيت الاحمر والاخضر القاتم مما يعطيه شكلا مبهجا للغايه. ظل ينظر حوله بتفكير وعيون مترقبه حتى ضيق عينيه وكأن فكره جديدة شيطانيه خطرت بباله، فدلف لغرفته وأتجه لخزانة ملابسه وأنتقي منها تي شيرت من اللون الاسود الكاحل ذات الخامه الناعمة والملساء التي تلتصق بالجسم لتبرز تفاصيله وعلى صدره منقوش كلمات أنجليزيه بالابيض. وبنطال من اللون الابيض ذات الخيوط السوداء الرفيعه والذي يصل لبعد ركبتيه، ثم مشط خصلات شعره الاسود والغزير ووضع عطره المميز والجذاب بغزاره. وألقي نظره أخيره على أنعكاسه في المرآه ودلف للخارج هابطا أسفل القصر.
جاسر هاتفا بصوت عميق: كاثرين، كااااثرين
كاثرين أتيه من الداخل: أوامرك سيدي؟
جاسر بعدم أهتمام: أجهزي عشان مسافرين بعد ساعتين
كاثرين محدقه عينيها: ماذا!؟ وو ولكن الوقت ضيق للغايه وو و...
جاسر رافعا أحدي حاجبيه: أنا أديت أمر، شكله كده مكنش واضح ليكي وعايزاني أكرره تاني. أوكي روحي أجهزي عشان مسافرين بعد ساعتين وجهزي روكس ومتنسيش الأكل بتاعه عشان مسافر معانا.
كاثرين قابضه على شفتيها بأاستسلام: أوامرك، كم ستستغرق الرحله حتى أعد الحقيبه الخاصه بك؟
جاسر موليها ظهره ومتجها للمكتب: يومين أو تلاته بالكتير قوي
كاثرين محركه رأسها بالايجاب: أوامرك سيدي. أستأذنك بالانصراف
جاسر: ...
- داخل أدراة مكافحة المخدرات، جلست آسيل قبالة أمجد على مكتبه الخشبي. منتظره قدوم أبو الفتوح إليها حتى طرق العسكري باب المكتب ليعلن عن وصوله. فسمح له بالدخول وأجلسه أمام آسيل. أخذت آسيل تتفحص وجهه ومعالم الخوف الباديه عليه حتى شعرت بالاشفاق عليه، ولكنها كبحت أنفعالاتها لممارسه مهنتها القانونيه بموضوعيه دون أنحيازيه. فأنتصبت في جلستها وأشارت برأسها لأمجد لكي يتركهم منفردين حتى أستسلم لرغبتها.
أمجد بنبرة جديه: طيب ياأستاذه، أنا هاسيبك مع المتهم وهرجعلكوا بعد شويه
آسيل بثبات: أتفضل ياسيادة الرائد
- دلف للخارج فوجهت نظرها بأابتسامتها العذبه إليه وأردفت قائله
آسيل بنبره مريحه: أزيك ياعم أبو الفتوح؟
أبو الفتوح بتردد: الحمد ***. ف في نعمه
آسيل: **** دايما. سمعت أن عندك أولاد؟
أبو الفتوح منتفضا من مكانه: هو ليث باشا عمل حاجه للعيال ولا أيه، أرجوكي متخبيش عني وتقوليلي عملهم أيه؟
آسيل رافعه حاجبيها: أهدا ياعم أبو الفتوح، العيال كويسين. أنا بس بسألك عليهم
أبو الفتوح جالسا بأرتياح وتنهيدة قويه: الحمد *** ****
آسيل بتوجس: إلا قولي ياعم أبو الفتوح. مين الليث ده
أبو الفتوح محدقا: لل ليث. مين ليث ده؟
آسيل مضيقه عينيها: اللي أنت لسه قايل أسمه حالا
أبو الفتوح بتعلثم: اا ا انا معرفش حد بب ب بالاسم ده.
آسيل ممسكه بكوب المياه البارده: أتفضل ياعم أبو الفتوح. أكيد عطشان والحجز مفيهوش ميا ساقعه
- ألتقط أبو الفتوح كوب المياه بلهفه وأرتشفه سريعا كأنه لم يذق طعم المياه من فتره طويله. ثم مسح فمه بذراع قميصه وتركه على سطح المكتب
آسيل بنبره رخيمه: أنا اتعينت من النيابه عشان أتابع قضيتك ولقيتها سهله قووي، ده انا كمان لقيت ثغرات كتير جدا هتخليني أخرجك من غير كفاله حتي.
أبو الفتوح وقد أنفرجت أساريره: بجد ياست هانم؟
آسيل بخبث: طبعااا، بس محتاجه منك تساعدني وتعرفني كل حاجه أنا برده محط أسرارك ومش عايزاك تخاف من أي حاجه
آسيل بهدوء ممزوج بالتفكير: مش عايزاك تفكر كتير، جربني ومش هتخسر
أبو الفتوح قابضا على عينيه: عايزه تعرفي أيه ياأستاذه!؟
آسيل بأابتسامه واسعه: كل حاجه تعرفها، كل حاجه ياعم أبو الفتوح
أبو الفتوح محركا رأسه: أنا هحكيلك اللي أعرفه. بس تصدقيني...
- سرد أبو الفتوح على مسامع آسيل الكثير من المعلومات التي هو على علم بها فأحتفظت بكل ما قصه عليها بذاكرتها وحفرته بها حتى لا يذهب عن مخيلتها.
- بعد أن أعدت كاثرين لتلك الرحله السريعه هبطت للاسفل وبحوزتها الحقيبه الصغيره الخاصه بجاسر، كما أهتمت بوضع طعام روكس في أحد الحقائب الخاصه بالطعام. وبعد أرتدائها ملابسها أبلغت سيدها أنها على أتم الاستعداد للسفر، فأصطحبها جاسر وبحوزتهم الكلب الخاص به وتوجه لمدينه الاسكندريه. حيث يرقد ( اليخت ) الخاص به وصعد على متن اليخت وراءه روكس وكاثرين، وأشار للسائق للبدء بالرحله التي كانت وجهتها لعاصمة تركيا ( أسطنبول )، فلبي السائق رغبته وتوجه به وسط أمواج البحر الزرقاء و المتعاليه إلى حيث يرغب.
( في أحدي الكافيهات الراقيه. جلس أمجد بصحبة
آسيل للتعرف منها على ما توصلت أليه كما أتفقا سويا )
أمجد مرتشفا بعض قطرات المشروب الساخن: أزاي الكلام ده؟ معقول حتى رجالته ميعرفوش شكله
آسيل واضعه كوب العصير البارد على الطاوله: ليك حق تستغرب، أنا نفسي مش مصدقه اللي سمعته
أمجد مضيقا عينيه بتفكير: طب والعمل، ده حتى الموزعين مش عارفينهم. ده حريص جداااا مش ممكن، معقول مش قادرين نمسك غلطه واحده.

آسيل حاككه رأسها: بقولك أيه. أيه حكاية شركة النور دي؟!
أمجد عاقدا حاجبيه: دي الشركه اللي تابع ليها شحنة الادوات المدرسيه. بس ملهاش علاقه ولا بدخول الشحنه ولا أي حاجه بمعني أصح وكلت عمليه الشحن والتفريغ لشركة كبيرة من شركات الشحن. وكل اللي عليها انها تستلم طلبيتها وتدفع قدامها فلوس.
آسيل رافعه أحدي حاجبيها: أهاا، طب أنت ناوي تعمل أيه دلوقتي؟
أمجد بضيق: كنت حاطط أمل على الراجل ده وطلع ميعرفش إلا القليل قوي
آسيل لاويا شفتيها: ما انت كمان بتهزر ياأمجد، رايح تجيب راجل لسه جديد عنده ودي أول عمليه يطلعها يدوب كل اللي قاله معاد العمليه وأكد أنها شحنه مشبوهه وطبعا الكلام ده نبله ونشرب ميته ومفيش عليه دليل
أمجد بجديه: أسيل. أنا مبهزرش أنتي عارفه أشمعنا الراجل ده بالذات اللي جيبته
#flash back.
- عند وصول الشحنه المطلوب ضبطها للميناء على شط عروس البحر المتوسط قام طاقم الضباط التابعين لأمجد وتحت أمرته بالهجوم على السفينه المحمله بتلك البضائع لتفتيشها وعندها.
أمجد ممسكا بسلاحه ومصوبه نحوهم: كله يثبت في مكانه، كل البضاعه دي تتفتش يابني
صابر برعب: في أيه بس ياباشا. التراخيص سليمه وعهد ****
مجدي ممسكا بأحدي الصناديق الكرتونيه: بص ياأمجد الصندوق ده شوف كده فيه أيه.
-نزع أمجد الشريط اللاصق عن الصندوق حتى وجد
الكثير من العلب الصغيرة فهتف قائلا
أمجد بصوت أجش: أيه كل العلب دي يابني
أبو الفتوح رافعا يده للاعلي بذعر ويكاد قلبه ان يسقط من مكانه خوفا: و**** ياسعات الباشا ما حجاتنا دي حجات الل...
صابر بحده: أبووو الفتوووح جري أيه أنت هتخرف من السهر ولا أيه
أمجد بعصبيه مفرطه: أخرس ياجدع أنت، ما تسيبه يقول اللي هو عايزه أنت مال أهلك، كمل يافتوح.
أبو الفتوح بتردد وتعلثم: قصدي يعني أن شغلنا سليم السليم مفيهوش حاجه
أمجد قابضا على شفتيه بغضب: أنت هتشتغلني ياراجل أنت، ولا فاكرني باخد على قفايا
مجدي مشدوها ومحدقا بعينيه: ااا أمجد، دي أقلام رصاص
أمجد فاغرا شفتيه: أيييييه! أزاي الكلام ده؟
صابر بأرتياح: مش قولتلك ياباشا كله سليم. دي شحنة أدوات مدرسيه سعتك
مجدي قاطبا جبينه: ولما هي شحنه أدوات مدرسيه، مالكوا كده كأنكوا عاملين عامله.
أمجد بعد أرتياح: أنت ياعسكري. هات الراجل ده
أبو الفتوح بذعر: اا انا انا ليه ياباشا ما الشغل طلع سليم أهو
أمجد مضيقا عينيه بغضب: أيه يافتوح خايف من أيه ياجدع، ده أحنا هندردش شويه مع بعض بس في القاهرة مش هنا، هاتوا يابني
أبو الفتوح هاتفا: ألحقني ياصابر أعمل حاجه
صابر مهرولا: أستني بس ياباشا، هو عمل ايه بس أسمعني.
- لم يهتم أمجد بهتافتهم وتوسلاتهم بل صار في طريقه وجواره طاقم العمل التابع له ومعهم أبو الفتوح الذي أثار شكوك أمجد ضده، فلولا ذلك الذي يدعي صابر لكان أعترف بكل شئ بسهوله ودون عناء.
#back
آسيل بتنهيده: عموما ده اللي حصل. وبعدين الحمد *** **** ستر والراجل مش فاهم في القانون ودخلت عليه حكايه أن النيابه هي اللي وكلتني ليه.
أمجد لاويا شفتيه: هعمل أيه ياآسيل يعني مكنش قدامي غير كده عشان يتكلم، أنا عارف أن ليكي كاريزما خاصه وطريقه معينه بتتعاملي بيها في شغلك مع النوع ده وكنت متأكد أنه هيتكلم معاكي
آسيل مشيره بيدها: المهم أنت لازم تفرج عن الراجل ده عشان حبسه غير قانوني بالمره. مفيش ضده أي تهم
أمجد محركا رأسه: أن شاء ****. المهم يلا نمشي
آسيل ملتقطه حقيبتها: يلا ياميجو.
- وصل جاسر للأراضي التركيه بعد العديد من الساعات. ومنها أستقل طائرته الخاصه متجها بها لأثينا عاصمة اليونان. مر الوقت عليه سريعا وسط شروده وتفكيره في الغد، فأن دوران رجال الشرطه حوله كل تلك السنوات ليس من فراغ. بل أنه يقضي أغلب وقته للتفكير والتخطيط لتفادي أي أخطاء.
- وعلى الأراضي اليونانيه كان ثروت من منتظرا قدومه على أحر من الجمر، وكانت جوان بأنتظاره بلهفه أكثر وأكثر. وما أن وصل حتى وجدهم بأنتظاره بلهفه. فضمه ثروت لصدره بقوه وربت على ظهره بحده قائلا
ثروت بنبره ثابته: أهلا ياليث، وحشتنا
جاسر باأبتسامه خفيفه لم تصل لعينيه: وانتوا كمان، وحشتوني
جوان محتضناه بقوه دون أهتمام بأي شئ أخر: روس واحشني موووت موت
جاسر نازعا يدها من حوله بهدوء: وانتي كمان وحشتيني ياجوان.
جوان عاقده حاجبيها: مش باين
ثروت بجديه: سيبك منها ياليث دي بتدلع، تعالي أركب معايا يلا
جوان ممسكه بذراعه الصلبه: لا لا جاسر هيركب معايا أنا
جاسر بهدوء ونبره عميقه: أنا هركب مع ثروت، كاثرين هاتي روكس وأركبي مع جوان في عربيتها
جوان محدقه بذعر: Noooo الكلب ده ميركبش عربيتي أبدا
جاسر بقهقهه عاليه: ههههاهههاههها خلاص هاخده معايا، وانتي معاكي كاثرين
جوان بنبرة خافته متعجرفه: كاثرين! Okey.
- أنطلق جيش السيارات التابع لثروت خلفه والذي حضر خصيصا لاستقبال جاسر، بينما ظلت جوان تتأفأف طوال الطريق على اصطحابها على تلك الخادمه الوضيعه من وجهتها. حتى وصلا لقصر ثروت الفخم، والذي كان على الطراز اليوناني الاصيل والفاخر. تحفه فنية بحق فنان من أبدعها ورسم تفاصيلها، دلفا للخارج بعد أن فتح لهم بوابة القصر الكبيرة رجال ثروت الاشداء البنيه كما فتحا لهما أبواب السيارات ليدلفا خارجها متجهين لداخل القصر.
ثروت بنبره رخيمه هادئه: أدخل ياليث
جاسر دالفا للداخل موجها نظره لما حوله: بقالي كتير مجيتش أثينا
ثروت بثبات: حوالي سنتين بالضبط
جاسر بقهقهه عاليه: هههههاهههاااههههاا أنت حاسبها ياثروت
ثروت: طبعا، جوان هاتيلي drink أنا وليث في الفراندا
جوان بتمايل: okey يابيبي
جاسر ممسدا على فراء كلبه: كاثرين. خدي روكس وأكليه كويس وبعدين تبقي تستريحي في الاوضه بتاعتك انتي عارفاها طبعا.
كاثرين مومأه رأسها بالايجاب: أوامرك سيدي. أستأذنك
جاسر مشيرا بيده: ...
ثروت: كويسه كاثرين؟!
جاسر مشعلا سيجاره: دي أفضل هديه أنت جيبتهالي ياثروت
ثروت بأابتسامه من زاوية فمه: دي حاجه تفرحني، عشان تعرف أن ثروت مش بيختار وخلاص
جاسر بتهكم: أكيد
ثروت مضيقا عينيه: البضاعه فين ياليث!؟
جاسر منفثا في سيجاره: الفلوس هتتحول لحسابك أخر الأسبوع
ثروت بترقب: يعني أيه! البضاعه وصلت؟
جاسر بنظرات غير مباليه: من زمان. وأتوزعت كمان
ثروت مقهقها بفرحه: هههاههههاااهاااا كنت متأكد أنك قدها
جوان ممسكه بكؤؤس الخمر: ضحكوني معاكوا
ثروت مشيرا بيده: تعالي تعالي، البضاعه وصلت وكمان أتوزعت
- جلست جوان على ذراع الكرسي العريض الذي يجلس عليه جاسر وتمايلت عليه حيث مدت يدها بكأس الخمر الخاص به فتناوله منها بفتور.
جوان باأبتسامه خبيثه: جاسر قدها وقدود.
جاسر ناظرا بزاويه عينيه وهامسا بخفوت: عايزه أيه ياجوي؟ ما تهدي شويه ده ثروت قاعد
جوان بلهفه: وحشتني ياجاسر
جاسر بحده: طب ياريت تسكتي شويه
ثروت متصنعا عدم الاهتمام: تحب تتغدا الاول ولا تستريح من الطريق وبعدين نتكلم
جوان جازبه جاسر من ذراعيه: لا هيستريح الأول، أنا هوصله أوضته يابيبي
ثروت ببرود: ماشي ياجوان.
- أستسلم جاسر لجذبها له وصعد معها للأعلي حيث الغرفه التي تم تجهيزها لأقامته بها. ثم دلفت به للداخل وأغلقت الباب. فأولاها ظهره قائلا.
جاسر: شكرا على تعبك ياجوان. تقدري تتفضلي
جوان محتضناه من ظهره: وحشتني مووووت ياجاسر، طمني عنك وعن أحوالك
جاسر ملتفتا بهدوء بعد التخلص من قبضتها: أنا كويس
جوان بنظرات مغريه: هو أنا موحشتكش زي ما وحشتني؟
جاسر مبتسما من زواية فمه: لا، لا وحشتيني
جوان بتنهيده: خضيتني ياليث.
جاسر بثبات: سلامتك من الخضه
جوان مداعبه صدره بأناملها: طط طب مش هتاخدني معاك مصر
جاسر مقتربا بخبث: لا، خليكي هنا ما ثروت، البيبي بتاعك
جوان ملامسه جبهته بأنفاسها: لا عايزاك أنت، وأنت عارف أن...
- لم تستكمل جوان كلمتها حتى ألجمها بقبلاته الشرهه، حيث أطلق العنان لقبلاته لكي تكبح كلماتها على أطراف لسانها فأستسلمت له بسرعه، بل الأحري انها بادلته شوقها الحار له. وقضيا ليلتهم سويا وسط خيوط الليل المنسدله على القصر.
- بعد أن قام أمجد بتوصيل آسيل لمنزلها كانت تجري بخواطرها بعض الأفكار، فلقد ملأ الشغف قلبها وعقلها للتعرف على الكثير عن تلك القضيه التي تمثل معضله للداخليه بأكملها. فقررت التصرف دون الرجوع لأمجد فأنه بالفعل سيرفض تدخلها بأي شكل.
- قامت بالتوجه لمقر شركة النور للاستيراد والتصدير وطلبت لقاء المسؤل عن الشركه بسرعه ولأمر طارئ، فلبي لها رغبتها بعد أنتظارها لعديد من الوقت. ودلفت لداخل مكتب المسؤل ( المدير الفعلي ) للشركه والذي أستقبلها أستقبالا يليق بها. ثم جلسا يتبادلون ألوان الحديث
آسيل مضيقه عينيها: طب أيه اللي يخليك تلجأ لشركات تانيه وتدفع فلوس وتخسر أكتر.
لطيف: ياأستاذه الموضوع مش سهل، وتراخيص ومينا وسفر ووجع قلب، وانا زي ماانتي شايفه كبرت ومش هقدر على اللف والدوران
آسيل باأبتسامه عذبه: **** يديك طول العمر ياحج
لطيف بهدوء: شكرا يابنتي
آسيل بتردد: طب والشركه دي مضمونه يعني؟
لطيف مؤكدا: أنا نفسي بتعامل معاهم بقالي فتره وشغلهم كله مظبوط
آسيل مضيقه عينيها: أسمها أيه الشركه دي؟
لطيف: شركة العرب جروب، وصاحبها أسمه، أسمه، أه أسمه سلامه. سلامة العربي. بس عمري ما شوفته غير مرة واحده من سنه ونص تقريبا وكل الشغل شايله مدير أعماله بتوكيل رسمي منه، وأسمه جاسر
آسيل مردده بخفوت: أمممم سلامه العربي وجاسر.
الجزء السادس .
- أستيقظت جوان من نومها بتثاقل وأخذت ( تتمطع ) بذراعيها في الهواء، ثم نظرت جوارها على الفراش لتجده غائص بثبات في نوم عميق حيث يعلو صدره ويهبط في دورات تنفسيه منتظمه، فأبتسمت أبتسامه أبرزت أسنانها ولامست بأناملها الملساء وجنته ففتح عينيه على الفور وكأنه لم يكن نائما. حول عينيه البنيه القاتمه إليها وحاول النهوض من مكانه فأمسكت ذراعه بجذب هاتفه
جوان بنعومه: رايح فين!؟
جاسر دون الألتفات أليها: نازل لثروت
جوان بدلع: طب كنت عايزة أطلب منك طلب؟
جاسر ناظرا أليها بتساؤل: طلب أيه ده؟
جوان باابتسامه: خدني معاك مصر المره دي
جاسر بقهقه خفيفه: ههههاههااااا وده ليه! ده أنا عارف أن ثروت مش مأخرلك طلب ولا مخليكي مح...
جوان مقاطعه: أنا مش عايزة أهرب من ثروت ياليث، بس زهقت من الجو هنا. عايزة أنزل مصر شويه
جاسر مفلتا ذراعه من قبضتها: أما أشوف
جوان: هتنزل برده؟!
جاسر عاقدا حاجبيه: أمال هقعد جمبك مثلا!
- لم ينتظر ردها عليه بل أمسك بحقيبته الجلديه الصغيرة و تركها وحيدة غرفتها وهبط للاسفل باحثا عن ثروت. فوجده جالسا بالشرفه الخاصه بمكتبه وأمامه حسابات المطاعم الخاصه به يقوم بمراجعتها. وما أن رأه هابطا من الأعلي حتى أنتصب في جلسته وترك ما بيده. فأشار له للقدوم أليه
ثروت: أتمني تكون نمت كويس أمبارح
جاسر جالسا قبالته: أيوة نمت كويس، المهم عايزك في حاجه جديده.
ثروت قاطبا جبينه: أيه هي الحاجه؟
- أمسك جاسر حقيبته وأخرج منها علبه صغيره من القطيغه الزرقاء ومد يده بها أليه. فألتقطها منه بتعجب وقام بفتحها، فحدق عينيه في ذهول هاتفا.
ثروت بدهشه: أيه ده ياليث!
جاسر واضعا قدم على قدم: زي ما أنت شايف. ألماظ أزرق
ثروت رافعا حاجبيه: عارف أنه ألماظ، بس ليه ومنين
جاسر باأبتسامه خفيفه: منين دي بتاعتي أنا. أما بقي ليه فده هيكون تمن الطلبيه الجديده اللي جايه نص الشهر.
ثروت بحده: ليث! أنت أتجننت. طلبية أيه اللي عايز تجيبها دلوقتي، دي العين مفتوحه ولازم تصبر شويه و...
جاسر بثبات ونبره واثقه: ماهو علشان العين مفتوحه عمر ما حد هيفكر أو يخطر بباله أن في عمليه هتتعمل الفتره دي
ثروت قاطبا جبينه: والماظ ده هيكفي طلبيه؟
جاسر لاويا شفتيه: دي مش كل الكميه اللي معايا، أنا جايبلك دول هديه تذكاريه مني.
جاسر بمكر: دماغي فيها فكره جديده جداا، أحنا هننتج الماظ أصطناعي شبيه باللي في الطبيعة و الحقيقي , وده بواسطة تعريض الغرافيت لضغط بمقدار- 50000 اتموسفيرا ( وحده ضغط جوي ) , بدرجة حراره 1400 درجة مئوية، الطريقة الثانية لانتاج الماظ الاصطناعي أسمها ألترسيب الكيماوي من الحاله الغازيه CVD ( Chemical Vapor Deposition ).
والتي بواسطتها بيتم تحليل خليط من غاز الميثان 4CH وغاز الهيدروجين 2H الى راديكالات مثل H. , CH , CH2 وده هيكون بواسطة تسخين سلك توهج من التونجستن او بواسطة أمواج المايكرو
ثروت بأابتسامه واسعه: دا أنت ناوي على شغل كبير قوي بقي
جاسر بتفكير: قوي قوي ياثروت، الموضوع هايبقي مكلف جدا جدا، بس عائده مش سهل ابدا، هاشوف الموضوع ده وابقي أقولك على الجديد فيه.
ثروت باابتسامه واسعه: أتفقنا، و هديه مقبوله ياليث! بس قولي لحقت تتفق على العمليه دي أمتي؟
جاسر: انا جاي من تركيا على هنا، وهناك تممت كل حاجه في أقل من ساعة زمن
ثروت بقهقه عاليه: ههاههههاااهههاااا قولي أمتي هقدر أتوقع دماغك واللي بيدور فيها
جاسر بخبث: أنا محدش يتوقعني ياثروت.
- ظل التفكير يقاتلها هل تذهب لتلك الشركه التي تدعي العرب جروب أم لا. وهل أن ذهبت بالفعل ستستطيع استخدام مكرها للتوصل لنشاط تلك المجموعه الكبيرة أم لا. وأثناء تفكيرها قاطعها صوت رنين هاتفها ليعلن أتصالا من أمجد فضغطت عليه للايجاب بدون تردد
آسيل: أيوة ياميجو صباح الخير
أمجد بأاقتضاب: صباح النور ياآسيل. كنتي فين أمبارح؟
آسيل بتردد: بصراحه كده، بصراحه يعني كنت في شركة النور.
أمجد بحده: أنتي مجنونه؟! مين قالك تتصرفي من دماغك وبدون ما تاخدي رآيي
آسيل بضيق: أنا معملتش جريمه ياأمجد، أنا حبيت أوصل لحاجه معينه مش أكتر
أمجد بعصبيه: أسمعي ياآسيل مش معني أني لجئت ليكي في حاجه ده معناه أنك هتدخلي في شغلي ولا تعرضي نفسك للخطر من بعيد أو من قريب
آسيل عاقده حاجبيها: خطر! على فكره الموضوع مش مستحق كل الحجم اللي أنت مديهوله ده.
أمجد بنبره عاليه: مش أييه! مش مستحق. ده واحد شغال يقتل في خلق ****. كل اللي بيقف في وشه بيديله أجازة بلانهايه من الدنيا
آسيل: أنا مجيتش جمب اللي أسمه ليث ده في حاجه؟ انا روحت لشركه من ضمن الشركات اللي كانت شحنتها على نفس المركب اللي جه عنها البلاغ
أمجد: أيا كان. مكنش المفروض تتصرفي بدون علمي
آسيل بتنهيده: خلاص ياأمجد متزعلش
أمجد باأقتضاب: سلام ياأسيل، عندي شغل
آسيل برقه: ياميجو بقي ياميجو، متزعلش بليز.
أمجد قابضا على عينيه: هنتكلم بعدين.سلام
آسيل لاويه شفتيها: بقي كده. أوكي ياأمجد سلام.

- أغلق أمجد هاتفه وبداخله غصه تقتحم أساريره. فلقد علم الخطورة التي أوقعها بها دون قصد. فهي شغوفه بتلك الانواع من القضايا وتسعي دائما للوصول لأصولها، فكيف ضاع من باله تلك الفكره. بات الندم يقتحم أغوار عقله ولكنه أقسم على الحفاظ عليها حتى وأن كان ذلك بالقسوة معها، لاحظ صديقه الذي كان جانبه أثناء مكالمته معها شروده والهموم التي تجمعت في عينيه فهتف قائلا.

مجدي بلطف: ياأمجد بأذن **** خير متقلقش عليها، هي ملحقتش تتدخل أوي يعني
أمجد قابضا على شفتيه: كان المفروض أفكر أكتر من كده قبل ما أدخلها في متاهات زي دي وأعرضها للخطر
مجدي بقلق: متقلقش وسيبها على ****، المهم أنك تقدر تقنعها متتدخلش تاني
أمجد بتفكير: أقنعها! هو فعلا مفيش حل غير كده. أنا بس لو أعرف أخد الأجازة بتاعتي عشان أتجوز وأخلص كنت عملتها، بقولك أيه يامجدي، شوفلي حكاية الأجازة دي.
مجدي محركا رأسه: حاضر هشوف الموضوع ده تاني. لعل وعسي المرة دي يتوافق عليها
أمجد برجاء: ياااااارب
( داخل منزل آسيل )
- حاولت آسيل الاستفسار من والدتها كيف علم أمجد بتواجدها خارج المنزل أمس، فبادرتها قائله
لميا بهدوء: أيوة عرف من رؤؤف، عشان أتصل بأبوكي يسأل عنه بعد ما كان ضغطه عالي أمبارح
آسيل بضيق: بقي كده!
لميا ناظره أليها: أنتي كنتي فين ياأسيل؟
آسيل بتوتر: هه، مفيش أصله زعلان عشان مقولتش أني خارجه.
لميا مضيقه عينيها: خرجتي فين؟
آسيل محاوله كبح توترها: كنت في مشوار تبع الشغل ياماما، وانتي عارفه مش بتكلم على حاجه بخصوص الشغل
لميا لاويا شفتيها: طب ياريت مفيش تأخير بره البيت مره تانيه
آسيل بتنحنح: أحم. هو بابا فين عشان أطمن عليه
لميا قابضه على شفتيها: مأانتي عارفه أبوكي وعنده، مرضيش يقعد يريح النهارده
آسيل: أنا هابقي أعدي عليه وانا راجعه من المكتب
لميا بتنهيده: ماشي ياآسيل.
آسيل مقبله جبينها: خلاص بقي يالولو متزعليش
لميا بأابتسامه: ماشي ياسولي على طول وكلاني بالكلام
آسيل بمرح: أه أه طبعا طبعا. ده أنا سولي مش أي حد
- ظلت تمزح مع والدتها، حتى أحاطتها بجو من المرح والفكاهه لكي تنزع عنها غطاء الحزن وتزرع بداخلها البسمه. وبالفعل نجحت في ذلك
- تلقي جاسر العديد من المكالمات الهاتفيه من رئيس شركة النور ( لطيف ) ولكنه قابل مكالمته بالرفض أو التجاهل.
- هاتفيا.
جاسر بتأفف: يعني أيه ياعيسي الكلام ده، طالما طلبيته وصلتله بيتصل بيا من الصبح وقارفني ليه
عيسي: معرفش! رد عليه وأخلص ده راجل زنان ومش هايسيبك
جاسر قاطبا جبينه: أتصل أنت بيه شوفه عايز أيه، انا مش فايق لوجع الدماغ ده
عيسي لاويا شفتيه: حاضر ياعم هاشوفه عايز أيه
جاسر ناظرا لهاتفه: أهو جه على waiting ( الانتظار ) تاني
عيسي بخبث: خلاص انا هقفل وانت رد بسرعه عشان تخلص منه. سلام.
جاسر ضاغطا على هاتفه وهو يجز على أسنانه: ألوو، خير ياأستاذ لطيف
لطيف: مساء الخير ياأستاذ جاسر، أوعي أكون معطلك ولا حاجه
جاسر بتهكم: لا خالص متقولش كده، انا كان عندي ( meeting )ميتنج مهم
لطيف بأابتسامه واسعه: معلش ياأستاذ جاسر مكنتش أعرف أتمني تكون وصلت لشغل كويس مع الزبونه اللي بعتهالك وأنا بقي مش هتنازل عن الخصم اللي هتعملهولي في الطلبيه الجايه
جاسر بأانتباه: زبونه! زبونه ايه.
لطيف عاقدا حاجبيه: الزبونه اللي هتتعاقد مع شركتك لشحن بضاعتها
جاسر مضيقا عينيه: أنا مش فاهم أنت بتتكلم عن أيه
لطيف بنيه صافيه: في واحده جت هنا عندي وطلبت مقابلتي شخصيا، وسألتني عن شركتك ونظامها والتعاقد فيها، وسألتني اسئله شخصيه عن استاذ سلامه وعنك و...
جاسر عاقدا حاجبيه: أسمها أيه وتبع أي شركه؟
لطيف ضاربا على جبهته: أخ، تصدق نسيت أسألها خالص.
جاسر بحده: أنت أتجننت ياراجل أنت، متصل تقولي واحده سئلت وزبونه وعايز خصم وانت اصلا متعرفش أسمها ولا حتى أسم شركتها
لطيف بتفكير: لا لا أسمها آسيل. خدوا البطاقه بتاعتها بره عشان يتأكدو من هويتها قبل ما تدخلي
جاسر مضيقا عينيه: والبطاقه دي خدتها ولا لأ؟
لطيف: لا نسيتها عندي ولسه السكرتاريه هنا هيكلموها و...
جاسر مقاطعا: عيسي هيعدي عليك كمان ساعه بالضبط ياخد منك البطاقه وهيرجعها لصاحبتها بنفسه.
لطيف بتردد: أيوه بس هي أكيد هتسأل و...
جاسر مقاطعا بحده ونبره عميقه: أنا قولت عيسي هيعدي عليك بعد ساعه، يبقي الكلام خلص ياأستاذ لطيف. سلام
- أنهي جاسر مكالمته مع لطيف على وجه السرعه وحك رأسه بتفكير حيث يحتاج الأجابه عن كل سؤال بعقله، وما آن أفاق من شروده حتى أتصل على عيسي ليأمره بتلك المهمه السريعه.
جاسر بنبره قويه: أيوة ياعيسي. أسمعني وركز معايا كويس اووووووووي.
- جلست آسيل بمكتبها بعد أنهاء عمل المقابلات الخاصه بعملائها وتصفحت أحدي المواقع الالكترونيه محاوله البحث أكثر عن العرب جروب ومدي نشاط المجموعه والكيان الكبير الذي أقيم بوقت قصير، فقاطع تركيزها دلوف السكرتيرة الخاصه بها.
السكرتيره: العملاء كلهم مشيوا يافندم، تؤمري بأي حاجه تانيه
آسيل بأنتباه: لا شكرا، تقدري أنتي تروحي
السكرتيره: ميرسي يافندم. عن أذنك
آسيل: أتفضلي.
آسيل في نفسها: اممم طب وأنا هقعد ليه؟ أبقي أكمل في البيت بقي عشان عايزة اعدي على بابا الاول قبل ما اروح
( وأثناء شرودها. شعرت بحركة أقدام في الخارج فضيقت عينيها بترقب وخرجت بخطوات متباطئه لتعرف ماذا في الخارج. حتى وجدته أمامه فحدقت به قائله )
آسيل بنظرات محدقه: مين حضرتك!
- لم يتفوه بكلمه بل ظل مثبتا نظره عليها من الاعلي والاسفل متفحصا أياها بدقه وتركيز، حتى قاطع تفحصه لها هتفاتها الحاده له.
آسيل بحده: في أيه ياأستاذ، حضرتك جاي هنا محتاج حاجه؟
عيسي بثبات: حضرتك آسيل الشناوي؟
آسيل مضيقه عينيها: أيوة أنا، خير
عيسي بترقب: حضرتك اللي عايزة مني مش انا اللي عايز
آسيل مضيقه عينيها: أيه الألغاز دي؟ ماتقول حضرتك
عيسي بجديه: بطاقه حضرتك نسيتيها في شركة النور عندنا
آسيل بشهقه: هاااا بطاقتي، طب هي فين؟
عيسي ممسكا بها: أتفضلي
آسيل ناظره للبطاقه بعد التقاطها: اه هي، ميرسي لحضرتك بس انت مين وجيبتها ازاي.
عيسي موليها ظهره بأانصراف: أنا بني أدم. سلام
آسيل بغيظ في نفسها: ماانا عارفه أنك أنسان. أمال عفريت يعني، أيه الناس اللي بتتحدف عليا دي ياربي
- بعد أن أنصرف عيسي ألتقطت آسيل أشيائها وأغلقت الباب الكبير الخاص بالمكتب، فأتجهت بعدها لمكتب والدها وجدته كاد ينصرف فأصطحبته للمنزل بعد يوم من العمل الطويل قضاه وسط قضاياه. حيث فرح بشده لزيارتها له بعد انشغالها بمكتبها الخاص.
أما عن جاسر فظل منتظرا بترقب لمعرفه هويه تلك الشخصيه ولما تبحث وراءه حتى قاطعه رنين هاتفه ليعلن عن أتصالا من عيسي فضغط للرد عليه سريعا
جاسر: ألووو، عملت أيه. وهي طلعت مين؟
ضابط! ضابط مين، هو اللي هجم على أخر عمليه، **** **** وهو بقي مصدرلي خطيبته ليه؟، ولا يكونش ماشي بنظام ما يجيبها الا ستاتها، طب أقفل وسيبني أقولك هتعمل أيه بالضبط معاها، طب وهي شكلها عامل أزاي، طب كويس اقفل انت واستني تعليمات مني، سلام
( أنهي جاسر مكالمته وهو بحاله من الغضب الشديد والعصبيه المفرطه فألتفت ليجد جوان خلفه )
جاسر بتهكم: هما بيطلعوا أمتي؟
جوان قاطبه جبينها: في أي وقت، مين دي اللي كنت بتتكلم عنها
جاسر بحده مشيرا بيده: أسمعي ياجوان، انا حذرتك قبل كده وبحذرك تاني، شغلي ملكيش علاقه بيه ولا تتدخلي فيه أصلا
جوان بضيق: أيوة بس أنا...
جاسر بنبرة قويه: بلا بس بلا بتاع، عن أذنك
جاسر مناديا بصوت عالي: كاثرين، كاااثرين
كاثرين مهروله إليه من الداخل: أمرك سيدي
جاسر: حضري نفسك راجعين مصر بكره
كاثرين مومأه برأسها: أمرك سيدي، سوف أعد العدة في أقل وقت.
ثروت دالفا للاسفل: ليه كده ياليث، لسه بدري
جاسر بأاقتضاب: معلش ياثروت عندي شغل، هنبقي نتكلم بعدين
ثروت محركا رأسه بأيجاب: اللي يريحك ياجاسر
جاسر في نفسه: واضح كده ان اللي جاي مش لطيف.
- أشرقت شمس يوم جديد بخيوطه الذهبيه حيث أستعدت آسيل للذهاب لجلسه قضائيه هامه لديها ودلفت خارج المنزل مبكرا قبل أستيقاظ الجميع حيث أبلغت والدتها في السابق بذلك. وبعد الانتهاء من تلك القضيه التي أستغرقت وقتا طويلا وجهدا منها أستطاعت الحصول على براءة المتهمه بقضيه السرقه. تلك السيده الفقيره التي أتعسها وجودها بالدنيا، فلجأت أليها لمساعدتها لضعف قدرتها الماديه على دفع الكثير من الاموال لحضور محامي يتولي القضيه عنها. وأستطاعت بالفعل الحصول على حكم قضائي بالسرقه لضعف وسيلة الضبط واجراءات القبض عليها.
- توجهت لمكتبها بعد الانتهاء من تلك الجلسه، فوجدت أمجد بأنتظارها داخل غرفتها الخاصه وجالسا على مكتبها الخاص، وعندما رأها وضع نظارتها على عينيه وأردف بمزاح
أمجد ناظرا من أسفل نظارته: خير يافندم، ممكن تحكيلي مشكلتك
آسيل باأبتسامه: لا بالطريقه دي أنا جايه مكتب أخصائي أجتماعي مش محامي هههههه
أمجد ناهضا من مكانه: هههههه أتريقي أتريقي، ماشي ياسولي. يلا عشان عندنا غداء عمل.
آسيل لاويا شفتيها وواضعه يدها أمام صدرها: غداء عمل وأنت مزعلني!
أمجد مداعبه وجنتها: مقدرش أزعل سولي أبدا
آسيل بأابتسامه: حيث كده بقي لازم بعد الغدا تجيباي ذره مشويه
أمجد: طبعااا مقدرش أنسي الدرة اللي بدأت أشك أنك بتحبيها أكتر مني أساسا
آسيل باأبتسامه: أساسا؟
أمجد بحنو: أساسا.
- أنطلقا سويا لقضاء أكثر قدر من الوقت الممتع بصحبة بعضهم البعض، حيث تمر أحلي الاوقات وأجملها بسرعه رهيبه، ثم أحضر لها الذرة المشوي التي تحبها وأنطلقا سيرا على الاقدام. حتى وجدا أحدي المعارض الخاصه ببيع الاثاث المنزلي العصري والحديث فوقفا سويا يتبادلا الاراء.
آسيل: لا لا يا ميجو و**** التاني ده شكله أحلي
أمجد محدقا: لا مبحبش اللون النبيتي أنا.
آسيل مشيرة بيدها:لا لا لو سمحت أوعي تغلط في اللون النبيتي انت عارف انه عشقي
أمجد لاويا شفتيه: ناقص تقوليلي انه حد من افراد العائله الكريمه
آسيل: هههههههه لا مش للدرجه دي، بس ده الاناقه كلها
أمجد باحثا بعينيه: طب أيه رأيك في الصالون ده، مش أشيك بزمتك؟
آسيل بتفحص: جميل، بس النبيتي ده أحلي برده.
- أثناء حديثهم سويا دوي في أذنيه صوتا ليس بغريب عليه، فدقق سمعه وبصره أكثر حتى وجد أن حواسه بالفعل ظنت الصحيح فأنه صوت ( تعمير سلاح ) فحدق بعينيه
ووقع نظره على أحدي المتربصين بهما. فأنتبهت أسيل لتغيره المفاجئ ونظرت بعينيها حيث ينظر فشهقت في ذعر حتى دفعها أمجد بقوة لتسقط أرضا، وأخرج سلاحه من خلف ظهره موجها أياه ألي ذلك الغامض
أمجد دافعا أياها بقوة: آآآآسييييييييل.
أسيل بفزع ورعب: اااااااااااه لااااااااااااا.
الجزء السابع.
- دوي صوت العديد من الطلقات الناريه المتتاليه بينما تجمع الناس حول امجد الذي سقط وسط دمائه، فنهضت آسيل من مكانها على وجه السرعه وأتجهت آسيل نحوه مذعورة من مشهد الدماء الذي لوث قميصه الابيض. أمسكت به بين ذراعيها بدموع وهي تصرخ بأسمه
آسيل بصراخ: أمجدددددد قوووم ارجوك أوعي تسيبني. أمجددد قوووم بقي
أمجد بتألم: أأأأأأااااااه، دراعي. اااااه
آسيل ملامسه وجنتيه: قوم ياحبيبي قوم والنبي.
شخص ما: ماعرفناش نمسك اللي عملها
شخص أخر: لحق يهرب أبن ال #
آسيل بدموع: أرجوكوا أسعاف. حد يطلب الاسعاف بسرررعه
شخص أخر: أنا هروح المستشفي اللي أخر الشارع أجيب منها عربية أسعاف
أمجد بصراخ: اااااااه، اااه
آسيل ببكاء مرير: أرجوك تصمد شويه ياحبيبي.
بعد دقائق معدودة من الذعر والخوف وتجمع الحشيه من الناس أمامهم أتت سيارة الأسعاف مهروله أليهم، حيث كانت المشفي على مقربه منهم، فحملته السيارة وأقلته ومعه آسيل للمشفي. وأدخلوه لغرفة العمليات فورا وسط بكاء آسيل وخوفها عليه حتى أنها أنتست أمر أخبار عائلته أو أحد أفراد أسرتها بما حدث.
خرج الطبيب بعد ما قضي ما يقرب من ساعه ونصف داخل الغرفه وعلى ثغره أبتسامه مبشرة بالامل.
آسيل بلهفه: أرجوك تطمني أيه اللي حصل يعني هو كويس. ولا جراله حاجه والنبي متخبيش عليا لو ينفع ننقله مستشفي تانيه ممكن ننقله و...
الطبيب مهدئا من روعها: أهدي بس ياأنسه وسيبيلي فرصه أتكلم
آسيل بتوتر بالغ: أه أه أتفضل قول.
الطبيب: الحمد *** الاصابه سطحيه، الاستاذ كان لابس قميص واقي من الرصاص وده اللي حماه بعد **** طبعا، هو بس مصاب برصاصه في دراعه اليمين ورصاصه تانيه مجرد بس لمست كف الايد وعملت جرح طفيف يعني مفيش خطوره ولا أي حاجه.
- تنفست آسيل الصعداء وشعرت بأن قدماها لا تستطيع حملها من على الارض الصلبه. حيث فرت منها أعصابها إلى حيث لا تعرف وتجمدت الدماء في عروقا فزعا عليه. فتقدمت ببطئ متكئه على الدرابزين الملتصق بالحائط وجلست على أقرب مقعد واضعه رأسها بين كفيها وتركت العنان لدموعها الساخنه لتنسال على وجنتيها.
الطبيب مقتربا: صدقيني هو كويس متقلقيش عليه
آسيل محاوله كبح أنفعالاتها: شكرا لحضرتك. ينفع أدخله.
الطبيب بأابتسامه هادئه: أتفضلي طبعا. اول غرفه على أيدك اليمين في الدور التاني
آسيل ناهضه من مكانها بتثاقل: شكرا لحضرتك. عن أذنك
توجهت آسيل للغرفه المنشودة بخطوات ثقيله ودلفت أليه وقد أغرورقت عيناها بالدموع. توجهت أليه وجلست قبالته على المقعد البلاستيكي هاتفه
آسيل بنبره خافته: أمجد. سامعني ياحبيبي
أمجد محاولا فتح عينيه: اا ا اه
آسيل مربته على يده: بسسسس متتكلمش ياميجو أستريح.
أمجد بنبرة خافته: أوعي يكون حصلك حاجه
آسيل محركه رأسها بالسلب: أنا كويسه ياحبيبي، المهم أنت
أمجد قابضا على كفها: كويس طالما أنتي كويسه
- على صوت هاتفه الذي كان بحوزتها فنظرت أليه وأردفت قائله
آسيل: ده مجدي
أمجد مبتلعا ريقه بصعوبه: ردي عليه. أحكيله اللي حصل وخليه يجيلي
آسيل ضاغطه على الهاتف: حاضر، ألوو أيوه ياأستاذ مجدي...
( قصت عليه آسيل ما حدث معهم بالطريق وهرب المجرم الفاعل وعدم العثور عليه. فزع مجدي مما ألقي على مسامعه وأستنجد برئيسه في الاداره حيث أبلغه بما حدث لزميله فقررا الذهاب أليه معا )
( داخل قصر جاسر )
- أستشاط جاسر غضبا وأمتلأت عينيه بالشر الدفين، وعلت أصواته العاليه أرجاء مكتبه الفخم.
جاسر بنبره عميقه قويه: أنت أيه مبتفهمش، أتجننت ياعيسي ولا أيه. ازاي تتصرف من دماغك يابني أدم من غير ما ترجعلي.
عيسي بحده: ما تهدي ياجاسر في أيه، ياعم سيبني أقولك الاول حمدالله على السلامه ده انت لسه راجع من سفر
جاسر بجديه ونظرات مخيفه: ولا تقولي ولا زفت، مين قالك تعرضلهم حد ولا تبعت اللي يخلص عليهم
عيسي لاويا فمه: انا مش بتصرف من دماغي، كل ده ترتيب ثروت
جاسر قاطبا جبينه بثبات: وطبعا أنت ياغبي اللي روحت قولتله صح!
عيسي: هو اللي أتصل وسألني عن سبب نزولك مصر فجأه.
جاسر ضاربا بقبضته على كتفه: أنت شغال تحت طوعي أنا، أنا جاسر الليث. مش تحت طوع حد تاني ياحيوان
عيسي قاطبا جبينه: خلاص ياليث خلصنا، أهو الواد عرف يهرب بس قالي أنه وقع الضابط بس، والبت اللي معاه سليمه
جاسر موليه ظهره: أخفي من قدامي في أقل من نص دقيقه
عيسي قابضا على شفتيه: ماشي ياجاسر
- أمسك جاسر هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات ثم رفعه على أذنيه منتظر رد المتصل به. حتى جاءه الرد.
جاسر بصوت عميق: أسمعني كويس ونفذ اللي هقولك عليه بالحرف
( داخل المشفي بحجرة أمجد )
لميا بضيق: بقي كده ياآسيل متكلميناش في ساعتها يابنتي
آسيل بأاقتضاب: معلش يالولو دماغي أتشغلت عن كل حاجه وأول ما بدأت أستوعب كلمتكوا على طول
رؤؤف بصوت رخيم: بس مين اللي ممكن يعمل كده ياأمجد
أمجد مضيقا عينيه: أعدائي كتير ياعمي بس *** بيسترها
آسيل ناظره أليه بتفهم: أه فعلا، أعداءه كتير جدا.
مجدي طارقا على الباب: مساء الخير، معايا العقيد سامي ياأمجد
أمجد محاولا الانتصاب في جلسته: اااه. خليه يتفضل طبعا
سامي بخطوات ثابته وصوت آجش: مساء الخير. الف الف سلامه عليك ياأمجد
أمجد باأبتسامه: **** يسلم سعتك يافندم. أتفضل
سامي جالسا: مين اللي عمل كده ياأمجد؟
أمجد بنظرات غاضبه: هو في غيره يافندم
سامي مضيقا عينيه: ليث؟!
أمجد بنبره حادة: أه هو
مجدي عاقدا جابينه: طب ليه شاكك فيه هو بالذات.
أمجد ناظرا لآسيل: عشان هو مفيش غيره
آسيل ناظره للأسفل: ...
سامي محركا رأسه: طيب يابطل، أبقي خدلك كام يوم أجازة عشان الاصابه وبعدين هانبقي...
أمجد فاغرا شفتيه: أجازة! لا لا مش عايز أجازة. أنا عايز أتجوز بقي
آسيل محدقه عينيها بحرج: أمجد!
سامي بضحكة عاليه: ههههههه أنت مستعجل أوي على القفص ليه ياعريس
أمجد قابضا على شفتيه: عايز أعيش يومين قبل ما يجرالي حاجه.
رؤؤف: يابني بعد الشر عليك، قوم بالسلامه الاول وبعدين **** يسهلها
سامي: طيب ياسيادة الرائد، أبقي نسق حكاية الأجازة دي وشوف عايزها أمتي وأنا هامضيلك عليها. والف مبروك مقدما
أمجد وقد أنفرجت أساريره: **** يبارك في سعادتك يافندم
سامي ناهضا من مكانه: عن أذنكم
رؤؤف، أمجد، مجدي: أتفضل
رؤؤف بسعادة: مبروك ياسولي، أخيرا هنفرح بيكي بقي
لميا باأبتسامه: **** يتمم على خير المره دي وميحصلش أي حاجه.
أمجد بتفكير: أيه رأيك في الأسبوع الجاي ياعمي
آسيل فاغره شفتيها: هااا
رؤؤف رافعا حاجبيه: ليه السرعه دي ياأمجد
أمجد محدقا: سرعه! سرعة أيه بس ياعمي ده الفرح أتاجل 3 مرات قبل كده الشقه جاهزة والعريس جاهز والعروسه جاهزة. مش ناقص غير بدله سودا وفستان أبيض
لميا: وفيها أيه يارؤؤف، أحسن يجيلو شغل تاني ولا يطلع مأموريات تانيه
رؤؤف حاككا طرف ذقنه: طيب خليها أول الاسبوع اللي بعده
آسيل بسرعه: اه اه، حلو المعاد ده.
أمجد قابضا على شفتيه: اه طبعا عايزة تأخري الجوازه بأي شكل، بس ده بعينك ياسولي
رؤؤف: هههههههه **** يتمم على خير ياولاد
( هاتف جاسر ثروت بدون تردد، وأشتدا معا في الحوار. حيث صب عليه جاسر جام غضبه وبادله ثروت تلك الشحنات الناريه والغاضبه ).
جاسر بصوت أشبه بزئير الاسد الجائع الذي يكاد يلتهم كل من هو أمامه: أنا جاسر الليث، الليث ياثروت انا اللي عارف أصول شغلي وانا بعمل ايه ومعملش أيه، أنت عارف كويس اني مباخدش برأي حد وماشي بدماغي، يعني بتحطني قدام الامر الواقع ياثروت، قتل ايه وبتاع أيه، انت عارف وانا عارف انها مش هتوصل لحاجه مهما دورت، انا هعرف ازاي اتصرف معاها ومعاه.
- أغلق الهاتف وألقاه جواره، ثم وقف أمام شرفته واضعا يده في جيبه. يسيطر التفكير على أغوار عقله بالكامل حتى ضيق عينيه بخبث ولمعت برأسه فكره شيطانيه فأعتلي وجهه أبتسامه واسعه برزت أسنانه وخلل أنامله في شعر رأسه الاسود الغزير. وأنطلق للاعلي حيث غرفته
- ما أن أستمعت سهيله بخبر زواج أختها العزيزة، حتى قفذت من مكانها فرحة لها، وأخذت تعلو و تهبط بقفذاتها المرحه أعلي فراشها وهي تهتف.
سهيله بمرح: هييييييه أخيرا سولي هتتجوز وانا هاخد الاوضه الجميله دي والمكتب والدولاب واوووووو
آسيل محدقه عينيها: أنتي فرحانه عشان هسيبلك الاوضه مش عشان هتجوز
سهيله: لا عشان الاوضه ياسولي، أنتي عارفه قد أيه كان نفسي من زمان اخد أوضتك الرقيقه دي
آسيل قاذفه وسادتها عليها: طب خدي بقي ياندله
سهيله: ههه هههههه ليه بس ياسولي ده انا هعملك هيصه وزمبليطه وهروقك
آسيل لاويا شفتيها: تروقيني! يابيئه.
سهيله عاقده حاجبيه: بقي كده، طب خلاص مش مروقاكي متستهليش اصلا
آسيل: هههههه خلاص متلويش بوزك
سهيله محتضناها: **** يتمم ليكي بخير ياسولي ****
آسيل مربته على ظهرها: هقبالك يالولي وافرح بيكي بقي
- قام أمجد بالتجهيز لعرسه بدقه شديده، حيث طبع الدعوات لدعوة المدعوين وقام بالحجز بقاعه رقيقه بأحدي الانديه الهادئه، وأهتم بتصميم بعض المفاجأت السارة لحبيبته آسيل.
بينما كانت آسيل تعد حقائبها الكبيره لنقلها لمسكنها الزوجي الجديد، وأهتمت بشراء فستان الفرح الابيض. الحلم الذي طال أنتظارها له مثلها كمثل باقي بنات حواء. وبالفعل حرصت على أنتقاء فستان رقيق هادئ ينم عن زوق من أختارته حيث كان ذات فتحة صدر ضيقه لا تبرز أي من مفاتنها حيث كان يكشف عن ذراعيها البيضاوتين.
وعنقها المشدود. كما كان منتفخ للغايه ( منفوش ) تنسدل خيوطه اللامعه والنبيذيه للاسفل. ومزدان من ناحية الصدر بالفصوص الماسيه اللامعه البيضاء والنبيذيه.
بينما انتقي أمجد حلة سوداء لامعه، وقميصا من الابيض الزاهي وجرافت من اللون النبيذي والتي قد أهدته أياها آسيل لأرتدائها في ذلك اليوم كي تتماشي مع فستانها الذي أختلطت ألوانه بين الابيض والنبيذي.
( في شركة. جاسر ).
- كان منكبا على بعض الاوراق الخاصه بأستيراد شحنة من الخمور المستورده. فهتف رنين هاتفه معلنا أتصالا ما بينما ضغط عليه للرد
جاسر تاركا قلمه: الوو، أمتي الفرح ده، تمام، فين البيوتي سنتر؟، خلاص سيبني اتصرف، فلوسك هتتحط في حسابك في البنك، لالا مبحبش شغل المجاملات ده وخيري مغرقك ومش مغرقك ده بيزنس، يلا اقفل سلام.
جاسر في نفسه: ياتري هعمل معامي ايه يابنت الشناوي، للاسف حظك المهبب رماكي في سكتي، وانتي اللي جيتي لحد عندي برجلك، قدرك كده بقي.
- بعد العديد من الايام ( اليوم المنتظر )
- كانت آسيل غائصه في نوم عميق قبل أن تدخل في يوم عميق ومتعب. فأاستيقظت بفزع على صوت عالي وصراخ وأتجهت لغرفة والدتها والتي أتي منها الصوت لتجد.
لميا بفزع ووجه مصفر: اااه بنتي اااه اعوذ ب**** من الشيطان الرجيم اللهم أجعله خير **** بنتي.
رؤؤف بقلق منيرا أضواء الغرفه: بسم **** الرحمن الرحيم، في أيه يالميا
لميا لاهثه: بنتي، بنتي يارؤؤف. قاعدة في الكوشه لوحدهاو بتعيط
آسيل طارقه على الباب بقلق: ماما. انتي كويسه ياماما
رؤؤف مشييرا بعينيه للميا: أيوة كويسه ياآسيل متقلقيش
آسيل مقتربه: أمال مالها مش قادرة تاخد نفسها ليه
لميا مسيطره على أنفعالاتها: مفيش ياحبيبتي، ده كابوس متشغليش بالك روحي كملي نومك ياعروسه.
آسيل بقلق: لا خلاص نوم أيه، مش هعرف أنام تاني
رؤؤف: طب روحي استريحي ياحبيبتي، لسه الساعه 9 الصبح
آسيل باأبتسامه: ماشي ياأستاذي العزيز. عن أذنكو.
رؤؤف ناظرا للميا: لميا أهدي شويه
لميا واضعه يدها على قلبها: قلبي واجعني يارؤؤف، حاسه ان هيحصل حاجه لبنتي
رؤؤف قابضا على شفتيه: اللهم أجعله خير ****، اللهم أجعله خير
- أستيقظ جاسر من نومه مبكرا دلف للمرحاض الخاص به فأغتسل سريعا ودلف للخارج مرتديا منشفته القطنيه، وكأنه بأنتظار هذا اليوم الهام، أمسك هاتفه سريعا وهو ينفض المياه عن رأسه وقام بالاتصال على عيسي
جاسر: أيوة ياعيسي، تعالالي فورا.
عيسي بصوت ناعس: ايه ياجاسر، اجي فين دلوقتي كده
جاسر بصوت حاد وقوي: بقولك تعالي فورا في ورانا مشوار مهم
عيسي بخضه: طب متزعقش طيب، هقوم البس واجيلك
جاسر بصوت أجش: حالا ياعيسي، ساعه وتكون عندي.
- أغلق جاسر هاتفه دون انتظار الرد وشرع في أرتداء ملابسه والذي تعمد أن تكون مريحه في الحركه. وهبط للاسفل متجها للمكان الخاص به ( البار ) وبدأ في أحتساء الخمر كأس يليه الأخر. ثم نهض عن مكانه متجها لمكتبه، أحضر مفاتيح سيارته ودلف للخارج حيث وصل عيسي أليه وكاد يدلف للداخل ولكن وجده أمامه يكاد يفترسه من الغيظ
جاسر بغيظ: ساعتين في طريق مياخدش أكتر من نص ساعه.
عيسي موليه ظهره: أنا رأيي نشوف المهمه اللي جايبني
عشانها عز الصبح
جاسر متقدما بخطواته: تعالي بعربيتك ورايا
عيسي بتأفف: ماشي
- نهضت لميا من مكانها بعد ان نفضت عن نفسها غبار الحزن والضيق حيث الليله عرس طفلتها الغاليه فقامت بتحضير وجبة الافطار كي يأكلا أبنتاها قبل ذهابهم للمركز الخاص بالتجميل
آسيل بشهيه مفتوحه: ****، تسلم أيدك يالولو
سهيله فاركه عينيها: أيه ده ياماما، مش عامله أومليت.
لميا: لا ياحبيبتي هدخل اعملك
سهيله: لا خلاص هدخل انا أعمل
آسيل: ماما. هو بابا مش ها...
- قطع حديث آسيل أستماعها لاصوات غريبه تأتي من غرفتها وكأن شخصا ما بداخلها، فدب الرعب بداخلها وشعرت بالقلق الشديد فقررت الدلوف للداخل لتري ماذا هناك
لميا عاقدا حاحبيها: مالك ياآسيل سكتي ليه
آسيل باأنتباه: هه. مفيش ياماما أفتكرت حاجه هدخل أجيبها من جوه.
- دلفت للداخل بخطوات حريصه ومتباطئه وفتحت الباب بسرعه، فلم تجد أي شئ فدهشت في نفسها ولكنها بثت الطمأنينه داخلها حتى لا تشعر بقلق
سهيله مربته على كتفها: مالك واقفه كده ليه ياسولي
آسيل بأنتباه: هاا لا مفيش حاجه. يلا نكمل فطار عشان ننزل.
دلفت آسيل مرة أخري لغرفة الطعام وأكملت وجبتها الغذائيه على وجه السرعه ودلفت لداخل غرفتها كي ترتدي ثيابها حتى تذهب لمركز التجميل، وبعد أن أرتدت ثيابها فتحت خزانة ملابسها لأحضار الفستان الخاص بها وأثناء مراجعتها عليه شهقت فزعا عندما وجدت
آسيل فاغره شفتيها: هااااا نهار أبيض، أيه اللي قطع طرحتي كده
سهيله دالفه للداخل: يلا ياسولي انا خلصت لبس
آسيل محدقه عينيها بفزع: ألحقيني ياسهيله، طرحة الفستان أتقطعت.
سهيله رافعه حاجبيها: أيه! أتقطعت ازاي
آسيل بقلق: مش عارفه. بصي أنا لازم أروح الاتيليه أخليها تتصرف ياأما تصلحها او تشوفلي طرحه غيرها
سهيله: هاا دلوقتي، طب ماما و...
آسيل بسرعه: لا لا ماما وأمجد مش هيعرفو حاجه، انا هبدل الطرحه او أصلحها وأجيلك على السنتر على طول
سهيله بتفكير: بس،!
آسيل قابضه على عضدها: مفيش وقت ياسهيله انا هنزل بسرعه بالفستان وأنت أسبقيني على السنتر
سهيله قابضه على شفتيها: حاضر.
- توجها الفتاتان معا حيث ذهبت سهيله للمركز الخاص بالتجميل بينما توجهت آسيل لل ( Beuty center) لكي تجد حلا لتلك ال ( الطرحه ) التي فسدت بعد قطعها
آسيل في نفسها: ازاي ده حصل، الطرحه دي أتقصت بالمقص. أيوة بالمقص دي مش قصة أيد أبدا بس مين وامتي وازاي، مش عارفه قلبي مقبوض ليه **** استرها ****.
- صفت أسيل سيارتها الصغيرة أسفل البنايه الموجود بها المركز ودلفت خارجها ثم أمسكت بفستانها المغلف وأنطلقت للاعلي بعد أن أغلقت سيارتها.
- أستقلت آسيل المصعد ولم تنتبه لوجود شخص ما داخل المصعد حيث أن حملها للفستان أشغلها عن الانتباه لما يدور حولها. وفجأة تعطل المصعد ووقف ما بين الدور الثاني والثالث ففزعت آسيل وحاولت طلب النجده ولكن يد ما أسرعت نحوها لتلثم فمها عن التفوه فشعرت بالرعب يسري يجسدها وكادت تصرخ وتستغيث، ولكن سكنت حركتها للغايه بعد أن شعرت بوغزة في عنقها نتيجة حقنها بمخدر أفقدها قدرتها على الحركه. حتى سكنت تماما.
- مرت ساعتين. حاولت سهيله الاتصال بآسيل ولكن كان هاتفها خارج نطاق الخدمه فشعرت بالقلق الشديد عليها، وما أثار قلقها وتوترها أكثر هو أتصال أمجد عليها أكثر من مرة فأضطرت للرد عليه
سهيله بتوتر: اا ااالووو
امجد بعصبيه: أديني آسيل ياسهيله
سهيله مبتلعه ريقها بصعوبه: اا اا اصلها...
أمجد بحده: في أيه ياسهيله، فين آسيل
سهيله بقلق: آسيل راحت للاتيليه عشان تغير طرحة الفستان
أمجد فاغرا شفتيه: هاا.
سهيله قابضه على شفتيها: أصل الطرحه أتقطعت و...
أمجد بتوتر: بقالها قد أيه ياسهيله
سهيله بخوف: حوالي ساعتين ونص
أمجد محدقا: أيه!
- كانت لميا داخل المطبخ تصنع لها فنجان من لقهوة الساخنه، وبعد أن أعدتها أمسكت بها ودلفت خارج المطبخ. وما أن وصلت أمام غرفة أبنتها حتى سقطت القهوة من يديها أرضا، وشعرت بقبضه قويه في قلبها فهتفت بصراخ
لميا بذعر: بنتي! بنتي جرالها حاجه...
الجزء الثامن.
- وزع جاسر المهام على رجاله حيث أمر أحدهم بمحاولة أقتحام غرفة آسيل تحديدا وقطع الطرحه الخاصه بها، وآخر يسهل له وجوده داخل المصعد ومنع أحدهم من الصعود به، وآخر يقوم بقطع الكهرباء عن المصعد ما بين الطابق الثاني والثالث، وبالفعل نفذ كل منهم مهمته. حيث وقف جاسر داخل المصعد ولم تشعر هي بوجوده نتيجة ألهائها بذلك الفستان الكبير الحجم وحجبه رؤيتها، وما أن أنقطع تيار الكهرباء لثم فمها بقبضته القويه وغرز بوريد عنقها أبره طبيه محشوه بالمواد المخدره لافقادها السيطره على نفسها، ومن ثم نزع من يديها حقيبتها الشخصيه وفستانها وحملها بين ذراعيه بعد أن أعطي الاشارة لرجالة لتشغيل المصعد. ثم حملها للخارج حيث كان عيسي بأنتظاره أمام البنايه، ففتح له سيارته حتى يتركها بالخلف وأستقل هو سيارته أمام المقود وأنطلق سريعا وخلفه سيارة أخري كبيره تحمل رجاله.
#back
عيسي ناظرا للخلف: هتعمل معاها أيه دي، وجايبنها على فين أصلا
جاسر ناظرا أليها من المرآه: مش لازم تعرف، المهم أنها تحت أيدي
عيسي بقلق: خطيبها مش هيسكت وهيهيج الدنيا علينا واحنا مش ناقصين ياليث
جاسر مضيقا عينيه بغضب: أعلي ما في خيله يركبه
عيسي حاككا طرف ذقنه: **** يستر
جاسر بأاقتضاب: انا هوصلك بيتك وبعدين انا همشي
عيسي رافعا حاجبيه: طب وليه مجيش معاك مكان ماأنت واخدها.
جاسر بحده: عشان مبحبش التطفل والتحشر في كل حاجه
عيسي بتأفف: هوووف اللي يريحك ياعم ليث.
- هاتفت لميا زوجها برعب لكي تبلغه بما تشعر به واتصالاتها المتكرره على أبنتها والتي جائت بالفشل، أما أمجد فلم ينتظر لثانيه واحده. بل توجه لذلك المركز الخاص ببيع فساتين الزفاف والسهره وما أن رأي سيارتها الصغيره تصطف في الأسفل شعر بأرتياح وريبه بنفس الوقت فأنطلق للداخل وأستقل المصعد للصعود لأعلي، فأعترته الصدمه عندما وجد حقيبتها الشخصيه والغلاف الكبير الذي يحمي فستانها ملقي أرضا. دب الذعر بداخله وهو يلتقط أشيائها من الأرض فوجد بينهما قطعه من الرخام منقوش عليها بالحفر أسم ( الليث ).
تتطاير الشر من عينيه وكادت يعتصر قلبه تألما على ما قد يلحق بحبيبته وبتلك الليله التي طالما أنتظراها. أمسك بأشيائها وأنطلق راكضا للخارج. أستقل سيارته وأندفع بها بأقصي سرعه متجها للادارة.
- بينما انتحبت سهيله وظلت تبكي مرارا وتكرارا وتنسال قطراتها اللؤلؤيه على وجنتيها في يأس، حتى أتصلت بوالدها لتبلغه ما حدث لعله يفعل شيئا.
( هاتفيا )
سهيله ببكاء: و**** يابابا ده اللي حصل.
رؤؤف بعصبيه: أزاي ياسهيله تسيبيها لوحدها أنتي أتجننتي
سهيله بدموع: و**** قالتلي مش هتتأخر يابابا، معرفش راحت فين
رؤؤف بتزمجر: أقفلي ياسهيله اقفلي، خليني اروح أشوف أمجد عمل ايه
- أغلق الهاتف على وجه السرعه وأنطلق لخارج مكتبه وهو يحاول الأتصال على أمجد لعله توصل لشئ مؤخرا ولكنه لم يجيبه. بينما ثارت ثائرته وهو يحاول الوصول أليها وقام بأبلاغ أدارته وفريق العمل الخاص والمكلف بقضية الليث.
سامي عاقدا حاجبيه: أزاي ده حصل وأمتي
أمجد قاطبا جبينه بضيق شديد: ازاي معرفش. حصل من حوالي 3 ساعات
سامي ناهضا من مكانه: طب حاولت تتصل على تليفونها يمكن نقدر نحدد مكانها
أمجد بصوت عميق: الكائن الحيواني ده مش غبي يافندم. ساب شنطتها بكل اللي فيها حتى التليفون في الأسانسير
مجدي قابضا على شفتيه: طب والعمل ياسيادة العقيد
سامي حاككا رأسه بتفكير: لازم يكون في خيط يوصلنا ليه على الأقل، مش معقول مفيش غلطه.
أمجد مكورا قبضته: عن أذنك يافندم
سامي: رايح فين ياأمجد. أمجد!
مجدي محدقا: معلش يافندم بس أصل أعصابه متوترة دلوقتي
سامي بحده: أزاي أنادي عليه وميردش عليا
مجدي بتردد: اا ا ا يافندم معلش أرجوك تعذره، هو مش في وعيه
سامي ضاربا على سطح مكتبه: ماشي ياأمجد
- ظلت لميا تبكي بمراره ويزداد صراخها، أخذت تضرب على فخذيها وهي تردد
لميا ببكاء: بنتي، أنا عايزة بنتي يارؤؤف. هاتولي بنتي.
رؤؤف قابضا على عينيه: أهدي يالميا، أمجد زمانه جاي وياارب يمون وصل لحاجه
لميا ضاربه على فخذيها: انا كنت حاسه، أحساسي ميكدبش عليا بنتي جرالها حاجه
رؤؤف واضعا رأسه بين كفيه: لا حول ولا قوة ألا ب****، **** هون ويسر ****، **** عطرنا فيها ****
لميا بصراخ: اااااه اااه يابنتي اه
- في هذه اللحظه هتف جرس الباب بأاصواته العاليه فنهض رؤؤف ولميا سريعا راكضين نحو باب المنزل
لميا بلهفه: أمجد، طمني يابني بنتي فين.
رؤؤف بنبره عاليه: ما تنطق ياأمجد وتفهمنا يابني
أمجد واضعا يده على رأسه: آآ آ آسيل أ اا أتخطفت ياعمي
لميا بصراخ: يالهوووي بنتي
رؤؤف واضعا يده على رأسه: اا آسيل
- أرتفع ضغط الدم لدي رؤؤف وأحمر وجهه بشده، أغرورقت عيناه وأصبح لونها بالاحمر الملتهب وزادت سخونة رأسه وتشوشت رؤية عيناه، فلم يشعر بنفسه آلا وسقط أرضا فتوجه أليه أمجد بسرعه وحول أفاقته ولكنه فشل. فأقله إلى المشفي بسرعه.
- بعد أن قام جاسر بتوصيل عيسي لمنزله توجه لقصره الفخم وبعد أن مر بوابة قصره الكبير توجه نحو باب القصر الكبير وقام بفتحه ثم توجه لسيارته مرة أخري وحملها بكل خفه و صفع باب السيارة بقدمه ثم توجه بها للأمام. رأته خادمته كاثربن فشهقت بفزع وحدقت باآسيل بعينيها
جاسر بنظرات ناريه: كاثرين! مش عايز أسمع منك حرف
كاثرين برعب: اا أوامرك سيدي الشاب.
- توجه بها جاسر لمخبأه تحت الأرض بعد أن قام بتجهيزة لأستضافتها لأيام او اسابيع أو أشهر، لا يعرف ما ينتوي فعله معها. ولكنه يري أن ما فعله هو الصواب لمنع بحثها الطويل وراءه، دلف لداخل الغرفه المظلمه وتركها على فراش صغير قام بوضعه خصيصا لها. كما وضع بالغرفه مبرد صغير به بضع زجاجات المياه البارده. نظر أليها بعدم أهتمام ثم ترك الغرفه وأنصرف بعد أن أحكم أغلاقها عليها.
جاسر هاتفا: كاثرين.
كاثرين مهروله: أمرك سيدي الشاب
جاسر موليها ظهره وواضعا يده في جيبه: حضريلي الغدا
كاثرين مومأه رأسها بالايجاب: أوامرك سيدي
- توجه جاسر نحو مكانه المحبب إليه وأخذ يسكب أنواع عديده من الخمور في كأس واحد كبير. ثم ألتقطه وأتجه نحو غرفة المكتب الخاص به وأخذ يرتشف منه بهدوء وهو يفكر بشأن ما سيفعله، حتى قاطع شروده رنين هاتفه ليعلن
عن أتصال من جوان فضغط عليه بتذمر.
جاسر باأقتضاب: ايوه.
جوان بدلع: أزيك باجاسر، وحشتني
جاسر بسخريه: هو انا لحقت
جوان بضحكه عاليه: انت بتوحشني دايما يابيبي
جاسر بعدم اهتمام: ماشي ياجوان
جوان وقد تبدلت ملامحها: جاسر، هو انت عملت أيه مع البت دي. خطيبة الضابط
جاسر معتدلا في جلسته: واضح أن ليث مش بيخبي حاجه عنك
جوان لاويه شفتيها: ويخبي ليه!؟
جاسر عاقدا حاجبيه: على الأقل دي أسرار شغل
جوان بصوت مرتفع قليلا: أنا حقي فيك أكبر من أسرار الشغل بتاعتك دي.
جاسر بحده: واضح أنك هتبدأي تغلطي غلطة عمرك، وتفكري مجرد تفكير أنك تعلي صوتك عليا
جوان بصوت هادئ وناعم: ياحبيبي بغير عليك **** بقي
جاسر بحده: مش عايزك تغيري، غيري على حاجه ملكك. انما حاجه مش بتاعتك يبقي مش من حقك
جوان بضيق: جاسر أنت حقي
جاسر ببرود: مكنتش ولا هكون، باي باي ياجوان
جوان: ...
- لم ينتظر جاسر ردها عليه، بل أغلق الهاتف سريعا ثم أغلق الجهاز المحمول بالكامل وألقاه على سطح المكتب وبدأ يرتشف مشروبه الخمري مره أخري.
( في المشفي )
- بعد أن قاموا بنقل رؤؤف للمشفي وأدخاله قسم الطوارئ، قام الطبيب المتخصص بالكشف عليه لمعرفة ما هي علته ثم قبض على شفتيه وهو يهتف لهم
الطبيب: للأسف الاستاذ أتصاب بمرض السكر، نتيجة العصبيه والضغط العصبي الزائد.
أمجد ممسدا على شعره بتنهيده: طب والحل أيه يادكتور
الطبيب عاقدا حاجبيه: حقن بالانسولين، لان البنكرياس توقف عن أفراز مادة الانسولين تماما
أمجد محركا رأسه: طيب اللي تشوفه حضرتك
-نظر أمجد للجهه الاخري ليجد لميا تجلس على أحدي المقاعد الرخاميه وقد أبرز الحزن تجاعيد وجهها وخيم اليأس عليها فأنسدلت قطرات عابره من مقلتيها، فتوجه إليها بخطوات بطيئه وجلس في وضع القرفصاء ممسكا بكف يديها وأردف قائلا.
أمجد بنبره رخيمه: و**** هعمل اللي في وسعي عشان أرجعها، وأكتر من اللي في وسعي كمان
لميا بنظرات معاتبه: ...
أمجد قاطبا جبينه في ضيق بالغ: و**** ما زنبي اا انا، انا و**** ما كنت اعرف اي حاجه من اللي هتحصل و. و
لميا مقاطعه: عن أذنك هدخل أشوف جوزي، تعالي معايا ياسهيله
سهيله بدموع: حاضر.
- سحبت لميا يدها بهدوء ونهضت من مكانها متوجهه لغرفة زوجها المريض الذي أصيب بمرض السكري لعدم قدرته على تحمل الصدمه لكي تطمئن عليه، بينما وقف أمجد في مكانه نادما، محملا نفسة مسؤليه ما حدث لحبيبته مسؤليه كامله. فقرر ترك المشفي والانصراف سريعا لتحاشي المواجهه الصعبه بينه وبين أسرتها.
- بعد أن أحتسي جاسر شرابه الخمري المسكر، لعبت الخمر برأسه وأفقدته توازنه، فتراجع عن رغبته في تناول وجبة الغداء وصعد لغرفته مترنحا يمينا ويسارا حتى وصل لفراشه. فألقي بجسده الثقيل على الفراش وترك العنان لعينيه كي تغوص في نوم عميق.
بينما في الغرفة المظلمه. بدأت آسيل تفتح عينيها الثقيلتين ببطئ شديد، حيث تشعر وكأن شخصا ما واضع كف يده على عينيها لكي لا تستطيع فتحهما. ظلت تفرك مقلتيها بيدها محاوله أستيعاب ما يجري حولها ولكنها لم تستطع، حيث كان المخدر أقوي من سيطرتها على نفسها. وبعد ما يقرب من 20 دقيقه بدأت تتذكر ما حدث لها وهجوم شخص ما مجهول الهويه عليها، فأنتفضت في مكانها بفزع وحاولت النظر لحالها لكن المكان معتم للغايه، فتحسست جدسها وملابسها حتى تتأكد من سلامتها وان لم يمسها سوء. وما أن أطمئنت على سلامتها تنهدت بصعوبه بالغه وكأن شيئا ما عالقا بحلقها، ثم نهضت عن مكانها بترنح شديد وأخذن تلامس الجدران بحثا عن أي زر لأضاءة الغرفه ولكنها لم تجد، وأثناء بحثها أصتدمت بالمبرد الصغير بقامت بفتحه لينير لها بضوءه الخافت ذلك المكان المجهول وتري الأسر الذي وقعت به. أستطاعت رؤيه الباب الحديدي الموصد عليها فتوجهت إليه وظلت تقرع عليه بكل ما أوتيت من قوة. حتى أن ذراعاها آلمتاها بشده من قوة ملمسه وحدته، وعندما فقدت الأمل في أن يستمع أليها أحد سالت عبراتها الساخنه على وجنتيها وجلست على طرف الفراش تنتحب حظها العسير الذي أوقع بها في أسر ذلك المجهول الذي لا تعرفه.
بينما كان جاسر غائصا بنوم عميق فرأي خلف جفنه
( يركض بطريق أشبه بالصحراء حيث يلاحقة أحد ما لا يعرف هويته، يلهث ويتنفس بصعوبه بالغه وينظر خلفه من حين لأخر ليتعرف على المسافات بينه وبين مطاردة، حتى سقط بحفرة عاليه عميقه لا نهايه لها. ).
أنتفض من نومه فزعا فألتقط أنفاسه الاهثه بصعوبه وبمعدل سريع ثم صاح بأعلي صوته غاضبا ثورا هائجا وذئبا شرسا وظل يطيح بكل ما أمامه على الارضيه الرخاميه ليسقط كل شئ قطعا صغيره. أستمع كل من في القصر لأصواته وأصوات الاشياء التي تسقط متهشمه حتى أن حراسته الخاصه أتت من الخارج للداخل مهروله من هول الضجه التي أحدثها. فخرجت كاثرين من غرفتها سريعا حتى أنها لم تتأكد من ملابسها التي ترتديها.
الحارس 1 بفزع: كاثرين في أيه
الحارس 2: هو الباشا جراله حاجه
كاثرين قابضه على شفتيها: لا أعرف ما الذي أصابه، لقد كان غائصا بنومه العميق لا أدري ما حدث
الحارس 1 بتوتر: يلا بينا أحنا على أماكنا عشان لو جه لقانا واقفين و**** فيها رفد
الحارس 3: بينا يارجاله
كاثرين في نفسها بضيق: لا أدري ما الحل في تلك المعضله التي تواجهها يوما بعد يوم سيدي الشاب.
( بينما على الجهه الاخري كانت آسيل تبكي بمراره إلى أن شعرت بجفاف حلقها وعطشها الزائد، فلقد مرت عليها ساعات دون أرتشاق قطرة ماء واحده. فجرت قدميها بخيبة أمل نحو المبرد، وبعد أن جذبته أليها لفتحه أمسكت بأحدي الزجاجات التي تحتوي على المياه المعدنيه وتأكدت أنها مازالت مغلفه بذلك الورق البلاستيكي الشفاف. حتى تضمن سلامه المياه التي سوف ترتشف منها لتروي عطشها وتلجم ظمأها. وما أن وضعتها على فمها ومع أول قطرة مياه أستمعت لصوته الذي أخترق الجدران من قوته، فأنتفضت فزعا حتى سقطت منها زجاجة المياه أرضا و أخرجت كل ما تحويه من مياه. بينما ركضت أسيل إلى ذلك الركن الصغير من الغرفه وجلست به ترتعش من ثورة ذلك الثور الهائج.
بينما دلف جاسر من غرفته وعلى وجهه عبارات الضيق والغضب الشديد، هبط للأسفل بخطوات متعجله ثم توجه بخطواته خارج القصر متجها نحو حوض المياه الجرانيتي الكبير ( البسين ) وألقي بكل جسده بداخله. ظل ما يقرب من دقيقتان ونصف دقيقه أسفل المياه البارده لعلها تطفئ ناره وتهدئ من روعه. بينما رأته كاثرين فصعدت غرفته سريعا وأحضرت منشفته القطنيه وذهبت أليه.
صعد برأسه أعلي المياه بعد أن تأكد من أنقطاع أنفاسه وظل يلتقط الاكسجين من الهواء في دورات تنفسيه غير منتظمه ثم توجه سابحا إلى طرف الحوض ليجد خادمته الخاصه بأنتظاره وبيدها منشفته. صعد أعلي الحوض وخلع عن جسده التيشرت القطني الذي كان يرتديه وألقاه أرضا ثم ألتقط منها المنشفه بحده وجلس على أحدي المقاعد البلاستيكيه المغطاه بطبقه من الجلد، وأرخي جسده عليها دقائق.
هدأت آسيل من فزعها وحاولت تدعيم تلك القوة المكمونه بداخلها حتى تستطيع مواجهه المجهول. فنهضت من مكانها وسارت بأتجاه الباب وظلت تقرع عليه بقوة أكبر مما مضي وتهتف بصوتها عاليا
آسيل بصراخ ونبره قويه: ياناس ياللي هنا. حد يفتحلي. مين جابني هنا حد يرد عليااااااا يانااااااس. يانااس ياللي برااا.
- بعد أن شعر بالهدوء وسكون ثورته نهض عن مكانه ممسكا بمنشفته القطنيه ثم ألقاها لتلتقطها كاثرين من الهواء. ثم سارت خلفه بخطوات هادئه، صار بجسده العاري وعضلاته البارزه وما أن وصل للدرج حتى هتف قائلا
جاسر بصوت جهوري آجش: بكره تشوفيلي صرفه في الاوضه بتاعتي ياكاثرين
كاثرين مومأة برأسها: أوامرك مطاعه ياسيدي
جاسر ملتفتا أليها: وعايزك كمان ت...
( توقف جاسر عن الكلام لوهله ثم ضيق عينيه بتفكير ودقق حاسة السمع لديه. حتى أخترق صوتها العالي وصرخاتها المتتاليه أذنيه، فعقد حاجبيه بأنزعاج وآردف قائلا )
جاسر بنبره عميقه: أيه الصوت ده
كاثرين بتوتر: اا ا ان انها تلك الغريبه التي أ اأحضرتها في الصباح
جاسر ممررا أصابعه على شعره: أووووف. هي لحقت تصحي وتقرفني
كاثرين محاوله أنقاذ الموقف: اا سأتوجه أليها وأنت، تستطيع الصعود للغرفه الاخري ياسيدي.
جاسر متجها إليها بنظرات مخيفه: خلاص انا هتصرف.
- حاولت كاثرين أن تتصرف هي نيابه عنه لكي تنقذ تلك الفتاه من براثنه. ولكن باءت محاولتها بالفشل فصارت خلفه بخطوات متعجله، حتى هبط للاسفل حيث تلك الغرفه المظلمه تحت الارض. ثم فتح الباب بعد أن حرره من القفل الموصد به، بينما أستعمت آسيل لصوت الباب ينفتح فأرتجعت خطوات للوراء وظلت منتظره بخوف ودقات قلب مضطربه. حتى وجدت ظلا كبيرا يقف أمامها فخطت بقدميها الثقيلتين للوراء، بينما وضع جاسر يده اليسري على الجدار فأنفتح الضوء لتجد رجلا بملامح صارمه عاقدا حاجبيه قابضا على شفتيه بقوه من الغضب، وناظرا أليها نظرات توحي بالشر الذي يدخره لأجلها. وبعد أن رأها وتفحصها جيدا من أعلي لأسفل أردف بنبره جهوريه صارمه قائلا.
جاسر: صوتك عالي ليه ياأستاذه!؟
آسيل بصدمه: اا. آآ أا...
الفصل التاسع
- توقفت الكلمات على حافه لسانها، تريد السقوط من فوهه فمها ولكن لا تستطيع. وعندما أمعنت النظر به وسط صدمتها العارمه وجدته عاري الصدر، شهقت في فزع ثم ألتفتت مبتعده لتوليه ظهرها. فضيق عينيه ثم نظر لهيئته ليتفهم ما سبب رد فعلها ثم أشار لكاثرين قائلا
جاسر بلهجه آمره: هاتيلي تيشرت من فوق
كاثرين: أمرك سيدي
جاسر ببرود: مقولتليش كنتي بتزعقي ليه؟
آسيل بقلق بالغ: ...
جاسر رافعا حاجبيه: سلامه لسانك، جالك شلل ولا أيه؟
آسيل بخفوت ونبرات متقطعه: اا ا. اا اأنت مين. وو وايه جابني هنا
جاسر لاويا شفتيه: حظك الأسود هو اللي جابك
آسيل بنظرات زائغه: يي يعني أيه؟
جاسر مقتربا بثبات: يعني أنتي اللي جيتي لحد عندي، ووقعتي نفسك في سكتي يبقي تستحملي
آسيل مضيقه نظرها في تساؤل: هي فزورة.
- دلفت كاثرين راكضه أليه مره أخري وأعطته تيشيرتا من اللون الأزرق الفاتح. فألتقطه منها وأرتداه على الفور ثم أشار أليه بيده قائلا
جاسر مشيرا بيده: أمشي أنتي
كاثرين قابضه على شفتيها: ا اوامرك سيدي
جاسر ملتفتا اليها مره أخري وأردف بلهجه آمره: أقعدي
آسيل مبتعده بخطوات متعثره: شكرا مش عايزة
- أقترب منها بخطوات ثابته وأمسك ذراعها بقوة ثم أجبرها على الجلوس، فسحب أحد الكراسي البلاستيكيه وجلس قبالتها.
آسيل ممسكه بذراعيها: ااااي. أيه الغباوة دي
جاسر بنظرات ناريه غاضبه: أمسكي لسانك بدل ما أقطعهولك يا، ياعصفوره
آسيل رامشه بعينيها: أنت عايز أيه؟ وجايبني ليه هنا
جاسر لاويا شفتيه: أنتي اللي عايزة أيه، بتنخوري ليه ورايا وبتدوري عليا؟!
آسيل محاوله أستيعاب ما يحدث: اانا، اانت انت...
جاسر بأبتسامه واسعه برزت أسنانه: الليث، أنا جاسر الليث
آسيل ناهضه من مكانها بفزع: هاااااا
جاسر معتدلا في جلسته: مفاجأه! مش كده.
آسيل بصدمه: اا ا انت! عايز مني أيه؟
جاسر ناهضا من مكانه واقفا قبالتها: أنتي اللي عايزة أيه؟ بتحفري قبرك بدري ليه؟
- بعد صدمتها القويه والشديده حاولت أستجماع ما أوتيت من قوة لمواجهه ذلك الوحش الذي طالما سمعت عنه. شعرت بالرهبه تجتاح كيانها، ولكن لابد من أن تتمسك بالصمود والتظاهر بالقوة حتى لا يشعر فيها بالضعف.
آسيل بنبره قويه واضعه يدها أمام صدرها: هو أنت بقي عم الأسد.
جاسر رافعا أحدا حاجبيه: هما قالولك عني كده، تؤ تؤ أخس عليهم أخس ملهمش حق يوصفوني بالأسد. أنا أستاهل لقب أقوي من كده.
آسيل بنبره حاده: أنت فعلا تستاهل لقب أكبر، على الاقل الأسد حيوان مش عاقل. بياكل الأضعف منه عشان يعيش، أنما واحد زيك عايش على دم الناس وأرواحهم مينفعش يتشبه بالحيوانات، لأننا كده بنظلم المخلوقات اللي **** سخرها لينا لخدمتنا أو عشان نعتبر منها. أيه الأفاده اللي عادت عليك من كل اللي عملته، وأكيد في مصايب كتير محدش دريان بيها، وما خفي كان أعظم.
جاسر مصفقا بيده: بصراحه عجبتني المحاضره، ولا نسميها مرافعه عشان تناسبك
آسيل عاقده حاجبيها: انا عايزة أمشي من هنا فورا، وإلا مش هايحصلك كويس أبدا
جاسر مقتربا بهدوء: هتعمليلي أيه
آسيل متراجعه للوراء بخطوات متعثره: هه اا هعمل كتير، أنا هسجنك
جاسر قابضا على عينيه بسخريه: ياااشيخه قولي كلام غير ده، أنتي خلاص دخلتي هنا، ومش هتخرجي من هنا
آسيل محاوله السيطره على أنفعالاتها: اا ا انا خطيبي هيوديك في داهيه.
جاسر بصوت أجش: أنا اللي هوديه رحله عند ****، رحله أبديه مفيش رجوع منها
آسيل بفزع: هاااا ليه حرام عليك كان عملك أيه ده ده طيب و...
جاسر رافعا حاجبيه: طيب!
- ولاها ظهره وأستعد للخروج من الغرفه. ولكنها تقدمت في خطواتها أمامه وأردفت قائله
آسيل: خرجني من هنا، أنا عايزة من هنا
جاسر بعدم أهتمام: وسعي ياعصفوره من سكتي، وشيلي الافكار الغلط اللي في دماغك دي
آسيل بتوتر: اا ا أفكار أيه اللي غلط!
جاسر هامسا بجوار أذنيها بنبره عميقه: مش هتخرجي من هنا، وللابد
آسيل فاغره شفتيها: يي يعني أيه؟ خلاص هابقي أسيره عندك ولا أيه
جاسر وقد لمعت عيناه عقب كلمتها الأخيره: حلو التشبيه ده، أيوه أنتي بقيتي أسيره عندي. أنتي العصفورة اللي ريشها ملون وفرحانه بيه وعماله تطير في الهوا وأنا قررت أقص ريشها ده. أنتي بقيتي أسيرتي، ومش أي آسيره. أنتي دخلتي عرين الأسد وبرغبتك.
- قام بدفعها بهدوء داخل الغرفه وأتجه نحو الباب للخروج منه. وعندما حاولت الركوض كمحاوله بائسه لا بد منها قبض على ذراعها بقوة وأرجعها للوراء قائلا
جاسر مقتربا من أذنها وبنبره آمره: متحاوليش! ملكيش مني مفر يا، أسيرتي
- دفعها بقوة لتسقط أعلي الفراش ثم توجه للباب الحديدي ودلف خارجا ولم يتناسي أوصاد قفله جيدا. وأحكم قبضته على المفتاح الخاص به وصعد للأعلي
( في المشفي ).
- بعد أن علم رؤؤف بأمر أصابته بمرض السكري لم يهتم أو بضع الأمر برأسه، حيث كان شاغله الأكبر هو أمر أبنته الغاليه التي أختفت عن الانظار. لم يستطع أحدا الوصول أليها.
رؤؤف بنبره منهكه: لل ل لميا. مفيش أي أخبار عن آسيل
لميا واضعه يدها أسفل ذقنها بحزن: مفيش يارؤؤف، البنت ضاعت مني خلاص
سهيله وقد لمعت عيناها بالدموع: ماما بليز، بلاش اليأس والكلام ده.
لميا لاويه شفتيها: آمال أقول أيه، اللهم سبحانك أني كنت من الظالمين. اللهم سبحانك اني كنت من الظالمين. مليش غير بناتي **** ردهالي
رؤؤف قابضا على عينيه بتألم: لا حول ولا قوة إلا ب**** العلي العظيم
- دلف الطبيب للداخل بعد أن طرق الباب عدة طرقات متتاليه
الطبيب واضعا يده في جيب ملابسه الطبيه البيضاء: صباح الخير، أتمني تكون كويس النهارده
رؤؤف بتنهيده: الحمد ***.
الطبيب بأسف: طبعا حضرتك عارف أنك هتتحقن بالأنسولين
رؤؤف محركا رأسه: أيوة عارف
الطبيب مشيرا بيده: أنا مش عايزك تقلق أطلاقا، الموضوع بسيط وناس كتير جدا مريضه بالسكر وعايشين حياتهم الطبيعيه
رؤؤف بأستسلام: الحمد ***
لميا بضيق: والحقن دي أمتي يادكتور؟
الطبيب: على الأقل مره يوميا، وفي مرضي بيستخدموا الانسولين في حالة أنخفاض نسبه السكر في الدم فقط
رؤؤف: طيب.
الطبيب: الافضل لحضرتك لو جيبت قلم خرطوش، الحقن عن طريق القلم بيكون أسهل وأسرع وأضمن كمان
رؤؤف: **** يسهل
الطبيب: طب الحمد *** على سلامتك. عن أذنكم
لميا: أتفضل
رؤؤف باحثا بعينيه: فين أمجد
لميا منتفضه بعصبيه: متجيبليش سيره الانسان ده تاني، ولا تسمعني أسمه يارؤؤف. هو السبب في اللي حصل لبنتي كله من تحت رأسه
سهيله بأعتراض: لا ياماما أمجد ملهوش ذنب.
لميا بنظرات غاضبه: أسكتي أنتي متعرفيش حاجه. أول مر ه كانت هتتقتل و**** سترها ودلوقتي أتخطفت ومنعرفش حتى مين اللي خاطفها
رؤؤف بتنهيده: ده قضاء وقدر يالميا
لميا بتهكم: اه فعلا، بس **** قال ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكه، يعني مروحش ارمي نفسي في النار واقول ده قدر
سهيله بحزن بالغ: عن أذنكوا هطلع بره شويه
لميا بتألم: متتأخريش ياسهيله وخلي بالك من نفسك. مش ناقصه أخسر أتنين يابنتي.
سهيله ناظره للأسفل: حاضر ياماما
- أنطلقت لخارج المشفي لا تدري إلى أين تذهب. بل تركت قدماها تقودها إلى حيث تشاء، حتى أكتشفت أنها قطعت شوطا كبيرا من السير على قدميها دون شعور ووجدت نفسها أسفل تلك البنايه العاليه التي تمتلك بها أختها العزيزة مكتبا خاصه بأمور المحاماه والاستشارات القانونيه. تنهدت بحرارة بعد أن نظرت لتلك اليافطه المعلق عليها أسمها بشكل بارز. ثم ألتفت لتعود من حيث أتت، سيرا على الأقدام.
- بعد أن قضي جاسر ليله الطويل في التفكير بتلك المتمردة وما هو الأسلوب الذي عليه متابعته معها، فالقادم ليس بقليل. وفي تلك الغرفه الأخري المجاورة لغرفته ترك العنان لجسده لكي يسترح بضع ساعات معدودة قبل الأستيقاظ بالصباح.
-أستيقظ متأخرا من نومه فذفر أنفاسه في ضيق ثم أمسك بالعلبه الذهبيه التي تحمل ( سجائره ) الفاخره وأشعل واحده منهم بعد أن قام بوضعها بين فكيه وأخذ ينفث بها بشراهه، ثم نهض من مكانه تاركا سيجارته داخل المطفأة الجرانيتيه الحمراء ودلف للمرحاض كي يغتسل، بينما كانت كاثرين تعد له وجبه الافطار المكونه من قهوته الساخنه ذات الرائحة الذكيه وقطع الخبز المخبوز والطازج بجانب قطعه من الجبن الأبيض الغير مالح، أمسكت بحامل الطعام ودلفت للخارج فوجدته هابطا للأسفل فأبتسمت بهدوء قائله.
كاثرين باأبتسامه: أعددت لك وجبه الافطار الشهيه، أتمني أن تخذل توقعاتي اليوم وتتناولها كامله
جاسر بأقتضاب: ماليش نفس، بس هاكل عشان أخذل توقعاتك
كاثرين بأبتسامه واسعه: تفضل سيدي الشاب.
- أتجهت لتلك الطاوله الصغيره أمام المقعد الوثير الخاص به ووضعت عليها حامل الطعام ثم أستأذنته بالأنصراف، بينما أمسك هاتفه وقام بأرسال رساله نصيه لعيسي. أبلغه فيها بتأخيره لبعض الوقت، ثم شرع في تناول وجبته الخفيفه بعد أن ترك هاتفه جانبا
( قامت سهيله بمحادثة أحدي زميلاتها المقربات لأبلاغها عدم قدرتها على حضور محاضراتها في تلك المرحلة من الوقت ).
سهيله بنبره جافه: زي ما بقولك كده يانورهان. أحتمال كمان أأجل السنه دي
نورهان بفزع: هااا لا حرام عليكي بعد كل المجهود ده عايزة تأجلي. ده مش فاضلنا إلا الفاينل
سهيله بتنهيده: غصب عني يانورهان، الظروف اللي فيها مش هتهيألي أبدا المذاكره والامتحانات
نورهان قابضه على شفتيها: معلش ياسوسو تعالي على نفسك شويه وحاولي بس بلاش تأجيل
سهيله بأاستسلام: **** يسهل. هقفل معاكي دلوقتي مش قادرة أتكلم.
نورهان بتفهم: ماشي ياحبيبتي كان **** في العون
سهيله: سلام
- أغلقت هاتفها وشرعت بالانتحاب والبكاء الشديد، حيث طلبت من **** أن يردها سالمه إليهم
( العرب جروب )
- كان جاسر جالسا على مكتبه الخشبي الزان والفخم يتفحص أحدي الاوراق. حتى دلف إليه عيسي وعلى وجهه أبتسامه واسعه قابلها جاسر بالبرود
عيسي بتهكم: الأبتسامه صدقه
جاسر ناظرا أليه: ...
عيسي: خلاص ياعمنا أنت لسه هتبحلقلي.
جاسر طارقا على سطح مكتبه بقلمه الفضي: عملت أيه في شحنة الوسكي اللي جاي بعد يومين
عيسي ممدا يديه: خد ده الفايل بتاع الشحنه كامل. فيه التصاريح والتراخيص والمواصفات القياسيه وموافقه اللجنه الرقابيه على الشحنه، يعني الفايل مستوفي كل حاجه
جاسر ملتقط الملف: طب روح أنت وانا هراجعه بنفسي
عيسي: أوكي يابوص، اا ا. ا يعني كنت عايز أسال يعني هو...
جاسر مقاطعا بدون النظر إليه: الموضوع ده شيل نفسك منه ومتسألش تاني عنه، كفايه أنك أتصرفت تصرف غبي من ورايا وده اللي ورطني أكتر في الموضوع
عيسي لاويا شفتيه: يابوص ما قولنا أوامر ثروت، وأنا عليا التنفيذ
جاسر ناظرا إليه بحده وصرامه: أكلك شربك لبسك وهندامك عيشتك وحياتك مني أنا، مرتبك انا اللي بدفعه وحصتك بتاخدها مني. مش من ثروت ياأفندي
عيسي بضيق: ماشي ياعم، ماأنت الخزنه.
جاسر لاويا شفتيه: بالضبط كده، تقدر تمشي عشان أشوف شغلي
عيسي باأقتضاب: أوك، سلام
جاسر: ...
- كان أمجد يقف بأحدي الكمائن للتفتيش على السيارات الدالفه خارج مدينة الاهرامات ( القاهرة ) حيث أشرف بنفسه على مهمة التفتيش بحثا عن مبتغاه. ولكن حتى الآن لم يستطع التوصل لأي شئ
مجدي خالعا نظارته الشمسيه: أمجد، أعتقد أنه مش هيخرج بره القاهرة بيها أبدا. على الأقل دلوقتي هو مش غبي للدرجه دي.
أمجد بحده خفيفه: أنا مش هسيب خرم أبره إلا لما أدور فيه عنها وأكيد **** عمره ما هيخذلني، لو تعبت أنت روح
مجدي باأشفاق: مقدرش أروح ولا أسيبك ياجدع، عيب عليك
أمجد بنظرات خاليه من الحياه: تسلم يامجدي
أمجد مشيرا بيده لأحدي العساكر الذين تحت أمرته: شوف العربيه النقل اللي جايه دي يابني
العسكري راكضا: تؤمر ياباشا
- تعمد ثروت ترك جاسر لبضعة أيام حتى يهدأ روعه وتسكن ثورته، ثم عاود مهاتفته بعد ذلك.
جاسر باأقتضاب: ألو
ثروت بثبات: أتمني تكون ريحت أعصابك شويه
جاسر لاويا شفتيه بتهكم: أه
ثروت معتدلا في جلسته: عملت أيه؟
جاسر مداعبا أنامله: بقت تحت أيدي
ثروت مضيقا عينيه: عفارم عليك. عارف هتعمل أيه!
جاسر بخبث: أنت عايز تعمل فيها أيه؟
ثروت بنظرات مشتعله: أكيد هتخلص عليها، دي عرفتك يعني مفيش قدامك حل تاني
جاسر بتفكير: هيحصل. بس كله في وقته
ثروت: أستني مني الأشاره وأنا هقولك أمتي
جاسر واضعا قدما على قدم: ماشي.
ثروت بأريحيه: هاقفل أنا وأسيبك تشوف اللي وراك
جاسر: ماشي، سلام
- أغلق هاتفه ونهض عن مقعده الوثير متجها نحو الشرفه المغطاه بالزجاج الغامق لعكس الرؤيه من الخارج، وقف أمامها واضعا يديه في جيب بنطاله لبضع لحظات ثم خلل أصابعه بخصلات شعره الأسود الغزير وألتقط سترته ومفاتيح سيارته وهاتفه وأنطلق خارج مقر الشركه.
- قامت كاثرين بتحضير وجبه غذائيه من أجل آسيل. ولكن لعد أن أعدتها تذكرت أن باب غرفتها موصدا من الخارج فزفرت بضيق قائله
كاثرين بضيق: يا اللهي! ماذا عساي أن أفعل الأن. لقد نسيت أمر ذلك الباب الحديدي الموصد
- بتلك اللحظه دلف احد الحرس الخاص لجاسر قائلا
الحارس مقاطعا لها بنبره عميقه: كاثرين، الناس اللي شغالين في الاوضه اللي فوق خلصوا شغل. مين هياحسبهم.
كاثرين واضعه يدها في جيب الزي الرسمي الخاص بها: لقد أمرني السيد الشاب بدفع أجورهم بعد أنتهاء العمل، ولكن دعني أنظر إلى حالة الغرفه أولا
الحارس بصوت أجش: أتفضلي
- ذهبت كاثرين بصحبته لغرفة جاسر الذي أبادها وحطمها بالأمس وها هي الأن تعيد كل شئ كما كان في سابق عهده وبعد أن تأكدت من سلامة الغرفه قامت بأخراج حفنه كبيره من الورق النقدي وأعطتها أليهم قائله
كاثرين بجديه: تفضلوا.
العامل بعيون لامعه: من يد ما نعدمها أبدا ياست هانم. وأحنا تحت الخدمه
الحارس مشيرا إليهم بالخروج: أتفضلوا معايا
العامل 2: يلا بينا ياعم سيد
العامل 1: يلا
- دلف كلاهما خارج الغرفه بينما ألقت كاثرين نظره صغيره على الغرفه ثم دلفت للخارج وأحكمت غلق الغرفه خلفها وهبطت للأسفل. فوجدت رب عملها قد وصل للتو فهرولت إليه قائله
كاثرين بلهفه: سيدي، فلتأذن لي بفتح باب الغرفه السفليه
جاسر مضيقا عينيه بحده: نعم!
كاثرين بتوتر: اا ا أأ أقصد. تلك الغريبه التي بالأسفل يجب عليها تناول الطعام
جاسر بتفهم: اهاا، طيب هاتي الأكل اللي أنتي عايزاه وتعالي معايا
كاثرين بأبتسامه: أوامرك سيدي.
- بينما كانت آسيل في غرفتها ملتزمه فراشها لا تنهض منه. يسيطر عليها الخوف ويدب الرعب داخلها، فلم تعد تعلم المصير الذي ينتظرها وهي تحت سيطرة ذلك الكاسر والمتوحش ولكن ما تعلمه يقينا أن النهايه لن تكون سعيده بالنسبه إليها، وبينما كانت شارده في خيالاتها المرعبه أستمعت لصوت القفل الموصد ينفتح فأعتدلت في جلستها سريعا ونهضت بسرعه حتى وقفت خلف الباب الحديدي، وما أن أنفتح الباب ونظر جاسر بعينيه الثاقبتين للداخل فلم يراها. كاد يلتفت لينظر خلف الباب ولكن كانت أسرع منه حيث قفذت بجسدها الرقيق على ظهرة وديقت قبضتها على عنقه حتى تحكم حركته. ولكن فارق الطول والجسد بينهما كان قويا بما يكفي لكي ينتصر عليها. حيث أنحني بجزعه للأسفل وقبض بيديه على قدميها وجذبهما للأمام حتى تسقط من فوق ظهره على الأرضيه.
آسيل بتألم: ااااااااه اااااي ااااااه
جاسر بقهقهه عاليه: ههههههههااا هههههههههههههههاهههااا
آسيل متألمه بدموع: ااااي ضهري منك ***
جاسر مشيرا بيدها لجسدها: هههههه أنتي. أنتي ياعصفورة عايزة تهربي ههههه والأدهي أنك فاكره ممكن تنتصري عليا هههههههه شكلك طيبه قوي هههههه
آسيل بغيظ: أنت بتضحك على أيه ياأفندي أنت، أنت اللي خدتني على خوانه
جاسر رافعا أحدي حاجبيه: الحرب خدعه يا أسيرتي.
كاثرين دالفه للداخل حامله بيدها الطعام: مساء الخير. لقد أحضرت الطعام
جاسر ناظرا لآسيل بتشفي: سيبيه هنا للعصفورة
آسيل بحده: مش عايزة حاجه منك
جاسر موليها ظهره: براحتك. يلا ياكاثرين
كاثرين: ااو اوامرك، فتاتي. أن الطعام طيب المذاق والمكونات وليس به ما يضر فالتطمئني وتتناوليه
آسيل واضعه يدها على ظهرها بتألم: ...
- دلف جاسر للخارج ومن خلفه خادمته ثم صغع الباب الحديدة صفعه مدويه وأغلق القفل الكبير الخاص بها، بينما حاولت آسيل النهوض من مجلسها ولكن أقتحمتها ألام فقرات ظهرها العظميه بفعل سقطتها القويه على الأرض الصلبه. فأراحت رأسها على الأرضيه وأنسالت الدموع من مقلتيها كمجري النهر الثائر، فبرغم من عدم كثرة محاولاتها إلا أنها تفقد الأمل في الهروب من بين يديه.
بينما صعد جاسر لغرفته بجسدا مجهدا وألقي بثقل جسده على الأريكه المريحه مستندا على ذراعها الكبير. بعد عدة لحظات نهض عن مكانه متوجها للمرحاض لكي ينفض عن جسده غبار الأرهاق والارق. وبعد أن زينت قطرات المياه البارده جسده الرياضي وقف أمام المرآه وهو يخلل أصابعه ويمررها بين خصلاته فلمح خدشا صغيرا برقبته. حدق عينيه في دهشه ثم جز على أسنانه بقوة قائلا.
جاسر بصوت هامس: هي مفيش غيرها بنت ال، لما نطت على ضهري. هووووف
- دلف للخارج بخطوات سريعه ثم أرتدي ملابسه على عجاله وأمسك بحاسوبه الشخصي وقام بفتحه ليتفحص أي جديد. حيث قام بمراسلة الشركة التركيه من أجل أستلام بضائعه الغير قانونية خلال أيام قليلة، ثم أغلق الحاسوب وأمسك هاتفه للأتصال ب...
جاسر: أيوة ياعيسي
عيسي: خير ياجاسر
جاسر بنبره ثابته: عايزك تجهز عشان الشحنه الجديده جايه اليومين الجايين.
عيسي عاقدا حاجبيه: بالسرعه دي؟
جاسر واقفا أمام الشرفه: أيوة بالسرعه دي، في حاجه كنت عايزك فيها بس نسيتها
عيسي مضيقا عينيه: حاجة أيه؟
جاسر حاككا ذقنه: مش فاكر، خلاص خليها بعدين
عيسي: خلاص أوك يابوص
جاسر: سلام
عيسي: سلام
- أغلق عيسي هاتفه فوجد أخيه الأصغر يدلف أليه بأبتسامه خبيثه قائلا
سامر: يامساء الجمال على أبو عيون جمال
عيسي مضيقا عينيه: عايز أيه من الأخر.
سامر بأبتسامه واسعه: عايز مفاتيح شاليه العين السخنه عشان رايح أنا وأصحابي
عيسي ناهضا من مكانه بحده: ده أنت بتحلم، مش كفايه المرة اللي فاتت جايبك من القسم بعد ما البوليص كبس عليك انت واصحابك وقفشوكوا بالحشيش والخمره وكمان نسوان
سامر: خلاص ياعيسي ميبقاش قلبك أسود، وبعدين متخافش و**** ما هنعمل حاجه المره دي
عيسي مشيرا بأصبعه في وجهه: ده على جثتي، انا مش فايق لمصايبك دلوقتي ياسامر. حل عن دماغي.
سامر لاويا شفتيه: بقي كده! طيب هات فلوس وانا هتصرف
عيسي محاولا تغيير الموضوع: أنت عامل أيه مع بنت أونكل حسين
سامر ملوحا بيده: يييييي ده بت تقيله ورخمه
عيسي رافعا حاجبيه: تقيله ورخمه! سبحان مغير الاحوال. كنت هتموت عشان بس كلمه منها ودلوقتي لما عبرتك بقت تقيله ورخمه
سامر سابحا في خياله: أنا في بالي دلوقتي حاجه تانيه خالص، حتت بت ياعيسي تقول للقمر قوم ياص وأنا أقعد مطرحك
عيسي محدقا: تقول للقمر قوم ياض!
سامر: اها. لو حتى هتجوزها عشان أعرف أوصلها هعملها. هاااااااح ياسهيله
عيسي لاويا شفتيه: نفس البوقين بتوع المره اللي فاتت، أنا مش هتصدرلك في مواضيع تاني و**** يستر واونكل حسين ميكلمنيش يهزقني بسبب طيشك
سامر مربتا على كتفه: متقلقش، المهم عايز فلوس
عيسي بخفوت: مبتنساش خالص. الصبح هتلاقيها على المكتب
سامر مقبلا رأسه: تسلملي ياعسل
عيسي بتأفف: أوووف. عسل أسود.
- مر 3 أيام. لم يسترح أمجد لوهله ولم يدخر وسعه في البحث عن اي معلومه ولو صغيرة للوصول أليها، بينما كان جاسر بمدينة الأسكندريه عروس البحر المتوسط للأشراف على تلك الشحنه التي ستصل من الاراضي التركيه لميناء الاسكندريه. وهي عباره عن الكثير من زجاجات الخمور المتنوعة والمختلفه، وبعد أن تم الاستلام ومراجعة التصاريح والتراخيص تمت تعبئة الشحنة بعربات النقل الكبيرة أخذ جاسر بعض الصناديق الكرتونيه المغلفه إلى حقيبة سيارته، وترك لعيسي مهمة الأشراف على وصول تلك الشحنة لمخازنه الخاصه بالقاهرة. ثم أنطلق بسيارته للعودة إلى القاهرة. وأثناء قيادته لسيارته بالطريق لمح أحد كمائن الشرطه فضيق عينيه ثم أمسك بحزام الأمان لكي يحاوط به جسده، وأمسك سيجاره وأشعل بأحداهن النر لكي ينفث بها. وصار بثبات في طريقه إلى أن جاء دوره.
أمجد مدققا النظر به: أنت جاي منين؟
جاسر منفثا دخان سيجارته في الهواء: جاي من أسكندريه أمجد بعدم أرتياح: هات الرخص وأفتح شنطة العربيه...
الفصل العاشر
أمسك جاسر برخصة القيادة التابعه له وقدمها له ثم ضغط على الزر الخاص بفتح مؤخرة السيارة. وبعد أن تأكد أمجد من سلامة الرخص تقدم بخطوات ثابته نحو ( شنطة ) السيارة فوجد بها بعض الصناديق الكرتونيه. فأمر أحد رجاله بأحضار أحدها وحلها من الغلاف الخاص بها ليجد الكثير من زجاجات الخمر المغلفه، فضيق عينيه وأنطلق نحو جاسر الذي ظل جالسا بسيارته بمنتهي الثبات والثقه قائلا.
أمجد بنبره حاده: أيه اللي في الشنطه ده؟!
جاسر ببرود: زي ما شوفت كده، خمره
أمجد بجديه: أربع صناديق كل صندوق ب 12 أزازة خمره يعني 48 أزازة خمره. ليه بتاجر فيهم؟
جاسر عاقدا حاجبيه: طالما مفيش حاجه غلط. يبقي براحتي أتاجر اشرب أهادي. زي ماانا عاوز
أمجد قابضا على شفتيه: أتكلم عدل. وبعدين أنت معاك رخصه بالحموله دي كلها من الخمرة.
- أخرج جاسر أصل التراخيص والتصاريح بأستيراد الخمر من الخارج ومدها أليه. فقام بمراجعتها جيدا من أول حرف بها حتى أخر حرف، ثم لوي شفتيه بأمتغاض ومد له أوراقه قائلا
أمجد بأقتضاب: فين باقي الكمية المذكورة في التصريح
جاسر ببرود: الشاحنه اللي بتنقل الشحنه سبقتني على القاهرة، أقدر أمشي ولا في أسئله تانيه؟
أمجد بعد أرتياح: أتفضل. أفتح الطريق ياعسكري
العسكري بأنتباه: حاضر يافندم.
- أفسحوا له الطريق فمر وسطهم بكل ثقه وغرور. فلقد نجح بالمرور وسط مخالب الشرطه التي تتربص به، فأعتلي ثغره أبتسامه واسعه تلاها قهقهه عاليه سخرية وتهكم على وزارة بأكملها فشلت لسنوات في التعرف حتى على هويته. توجه لقصره سريعا بعد أن دخل مدينه القاهرة، وعقب دلوفه من بوابة القصر الحديديه الكبيرة أشار لأحد رجاله لكي يتبعه ركضا خلف السيارة ثم فتح له بابها لكي يدلف خارجها. فأردف قائلا بنبره عميقه صارمه.
جاسر بحده: هات الصناديق اللي في الشنطه، ولو في حاجه أتكسرت هكسر رقبتك
الحارس ناظرا لأسفل: أمر معاليك
- دلف جاسر للداخل بخطوات ثابته فألتقي كاثرين بطريقه
جاسر ببرود: الأوضه بتاعتي خلصت؟
كاثرين مومأه رأسها: نعم ياسيدي، لقد أصبحت كسابق عهدها بل وأفضل
- نظر جاسر للأعلي بتفكير ثم حك رأسه بتفكير قائلا
جاسر مضيقا عينيه: الاوضه التانيه اللي جمبي جاهزة تستقبل البت اللي تحت دي
كاثرين محدقه: هااه.
جاسر عاقدا حاجبيه: في حاجه ياكاثرين
كاثرين بتوتر: لل ل لاا. أنها على أتم أستعداد سيدي الشاب
جاسر مشيرا بيده: أطلعي أفتحيها وتممي عليها لحد ما أجيب الاستاذه اللي تحت دي
كاثرين: أمرك.
( توجه نحو ذلك الدرج الرخامي الضيق وهبط للاسفل بخطوات بطيئه. بينما كانت أسيل قابعه على الفراش شارده بمستقبلها المظلم والمجهول المعالم، وأثناء شرودها شعرت بالأقفال الخاصه بالباب الحديدي تنفتح فوجهت نظرها للجهه الأخري كمحاوله منها لأبداء البرود واللامبالاه، دلف للداخل مدققا بها ثم هتف بلهجه آمره وصوت صارم )
جاسر بنبره صارمه: قومي معايا
آسيل بعدم أهتمام: ...
جاسر قاطبا جبينه بقوة وبنبره عاليه: أنتي مبتسمعيش، بقولك قومي معايا
آسيل بتمرد: مش قايمه في حته
جاسر رافعا حاجبيه: مش هتقومي! تمام جدا خليكي قاعده.
- أدخل يده في جيب سترته الداخلي وأخرج منها زجاجه صغيرة مصنوعه من الفضه الايطاليه وتحتوي على مواد كحوليه مسكره. قام بفتحها ونثر محتواها على الفراش الراقده عليه آسيل بينما ظلت آسيل تراقبه بتوجس في حين كان يبعث لها بنظراته الحاده والناريه تهديدا غير مباشر، بعد أن أفرغ محتوي الزجاجه القاها على الارضيه، فأشعل ( الولاعه )الذهبيه الخاصه به وأعتلي فمه أبتسامه خبيثه بينما شهقف هي الاخري في فزع وقد دب الرعب أوصالها هاتفه بصراخ.
آسيل بنبره صارخه: اا أنت يامجنون هتعمل أيه
جاسر ملقيا ب (الولاعه)علي الفراش: هولع في الاوضه وانتي فيها
- أمسكت النيران بالفراش وعلت ألسنة اللهب عاليا بينما كانت تصرخ آسيل بفزع ورعب من هول المنظر الذي تشاهده، مما أزعجه صوتها الصارخ والمرتفع كثيرا
آسيل بصراخ ونبرات هادره: عاااااااااا لاااااااااا
جاسر بعيون محدقه بغضب: أخرررسي. مش أنتي اللي مش عايزة تخرجي ودخلاها تحدي معايا، يبقي تشربي بقي.
آسيل برعب وقد تجمعت الدموع في مقلتيها: عااااا ياربي أخرتها هموت محروقه عاااااااا
- خطي بقدمه خطوتين للأمام وقبض على ذراعها بقوه، جذبها بشده للخارج ثم هتف بها بصرامه وغضب
جاسر بصرامه وصوت قوي: لما أنتي جبانه بتتحديني ليه
آسيل بتماسك: ااااااي. سيب دراعي هيتخلع في أيدك، منك *** ياشيخ أنت أيه مبتحسش. حيوان بشري على وش الأرض و...
- لم تكمل عبارتها الأخيره حيث لكمها بقبضته المكورة الصلبه في أنفها حتى فقدت قدرتها على أستيعاب ما يحدث وسقطت بين ذراعيه فألتقطها بذراع واحده ورفعها على كتفه هاتفا.
جاسر مضيقا عينيه: ده أنتي أيامك الجايه سودا معايا بس أصبري عليا، بقي أنا حيوان يا. ياأسيرتي مااشي.
- كانت كاثرين هابطه للأسفل فرأته يحملها على كتفه. ركضت نحوه بقلق بينما أشار لها بالصمت والذهاب لحيث تعمل، فلبت رغبته على مضض وذهبت بينما صعد جاسر بها للغرفه المجاورة له وبعد أن دفع باب الغرفه بقدمه أسندها على الفراش ثم مدد قدميها عليه وعدل من وضع ملابسه، ذفر في ضيق ثم دلف للخارج هاتفا بأسم أحد رجاله ليأتي له سريعا.
الحارس: أوامر معاليك ياباشا
جاسر بصرامه: أطلعلي يابني أدم.
الحارس صاعدا الدرج: تحت أمرك ياباشا
جاسر مشيرا للباب وبلهجه آمره: شايف الباب ده، لو عدت منه نمله حسابك عندي هيكون رقبتك
الحارس مبتلعا ريقه بصعوبه: حح ح حاضر معاليك.
- أنطلق جاسر للأسفل وتوجه نحو الصناديق التي أدخلها الحارس الأخر للداخل وقام بسحب أحدهم وأنطلق للدرج الرخامي الضيق وهبط للأسفل ووضعه على الارضيه جانبا. ثم نظر بالغرفه ليتأكد أن النيران قد خمدت وسكنت ألسنتها ( حيث أن الجدران مطليه بطلاء عازل للحراره وضد الحرق ) ودلف للأعلي مرة أخري. في حين أتي عيسي في تلك اللحظه بصحبة أحد رجاله وبحوزتهم بعض الادوات التي أمرهم جاسر بأحضارها.
عيسي مشيرا بيده: حط الحاجه دي هنا يابني
حامد: حاضر يافندم
جاسر بحده: اخرج انت بره
حامد مطأ طأه رأسه: أمرك ياباشا. عن أذنكم
عيسي حاككا رأسه: عايز أعرف الحاجه اللي طلبت نجيبها من المخزن دي عايزها ليه
جاسر موليه ظهره: هات الحاجه دي وتعالي ورايا
عيسي حاملا الادوات: ماشي.
- أنطلقا للأسغل حيث أحضر جاسر ما يشبه ب ( البوتجاز الصغير المحمول ) ووضع عليه قدحا واسعا والذي أحضره إليه عيسي. ثم أحضر بعض زجاجات الخمر وسكبها في القدح وأشعل النيران في ( البوتجاز ) لكي يقوم بتسخين القدح، فحدق عيسي في فزع وعاد بقدمه خطوات للوراء هاتفا بذعر
عيسي بذعر: أنت بتعمل أيه ياليث، أنت عايز تولع فينا ولا أيه ياجدع
جاسر بحده وصرامه: أنشف ياعيسي شويه، انا مش مشغل معايا سوسن ياخويا.
عيسي عاقدا حاجبيه بضيق: أسمي اللي بتعمله ده أيه
جاسر مضيقا عينيه بغيظ: دي مش خمرة. أتهد
عيسي بأريحيه: أديني أتهديت
- نظر عيسي للفراش المحترق الذي أكلته النيران بالكامل ثم لاوي شفتيه قائلا: أيه اللي ولع في السرير ده
جاسر ناظرا للفراش: أنا. سيبك منه وتعالي ركز هنا.
- وقف عيسي جواره وتأمل السائل الذي سكبه جاسر بالقدح وهي يغلي وبدأ في التبخر والانكماش. حتى كاد يختفي تماما من القدح. ففر عيسي شفتيه في دهشه وأردف قائلا
عيسي بنظرات مشدوهه: أيه ده؟! ده بيتبخر
جاسر بخبث: اها
عيسي رافعا حاجبيه: طب وأخرتها أيه
أشار جاسر بيده لداخل القدح وأردف قائلا: أخرتها ده
- نظر عيسي داخل القدح بتركيز. فحدق بصدمه بينما قهقه جاسر عاليا من هيئته المضحكه
جاسر: ههههاااههااهااا.
عيسي مضيقا عينيه: هيروين جوه الميا أزاي
جاسر لاويا شفتيه: دي مش ميا، دي حاجه شبه المواد الحافظه اللي بتتحط في العصاير عشان تحفظها، بس دي بقي بتخفظ الهيروين. وهو ده الشغل وهي دي الشحنه
- قالها بأفتخار وغرور، فلقد حقق بالمحال الغير شرعي رقما قياسيا في المكر والخداع بينما أعتلي وجه عيسي أبتسامه ليس لها معني. وأردف قائلا
عيسي: مش هتتغلب أبدا
جاسر بثقه: أبدا.
- بدأت آسيل تفيق من الغيبوبه المؤقته التي دخلت بها وتأوت من الألم الذي سببه لكمة جاسر القويه لها، فوضعت يديها على أنفها تتحسسها بتألم وبدأت تدقق بعينيها لتري المكان الذي تتواجد به ولكن قطع شرودها بذلك المكان رائحه نفاذه أخترقت أنفها، فظلت تحاول تذكر هوية تلك الرائحه إلى أن توصلت إليها أخيرا. نعم أنها رائحة عطر ذلك الوحش القويه والنفاذه، أنتفضت من مكانها ونظرت حولها وهيئتها ولكنه لم تجده بالغرفه. فأقتربت من الوسادة لتشتم رأئحتها فوجدتها غارقه برائحته فقامت بألقائها أرضا بحده وغضب ونهضت عن مكانها إلى الباب. وما أن قامت بفتحه حتى وجدت رجلا قوي البنيه عريض المنكبين طويل القامه يقف أمامها، فعادت للوراء خطوة واحده وأردفت قائله.
آسيل بحده: أنا عايزه أمشي من هنا
الحارس بصرامه: ممنوع
آسيل عاقده حاجبيها: يعني أيه ممنوع دي
الحارس بلهجه آمره: ياريت تدخلي ومتفتحيش الباب تاني، عشان مفيش خروج من هنا
آسيل مشيره بيدها: أمشي روح أندهلي اللي مشغلك خليه يرد عليا
الحارس ممسكا بمقبض الباب: لا
آسيل ممسكه بالمقبض من الداخل: أوعي كده أنت بتعمل أيه. أفتح الباب افتتتتتتتتح.
- أستندت آسيل على باب الغرفه وتركت جسدها يسقط رويدا حتى جلست على الأرضيه الصلبه وأجهشت في البكاء حتى لمحت زجاجا شفافا يتخلله ضوء خافت فنهضت من مكانها بعد أن مسحت عبراتها الرقيقه عن وجهها، ونظرت منه لتري حديقه القصر الواسعه والمساحه الزراعيه المزروعه بالأشجار الصغيرة والأزهار المختلفة الالوان والأشكال. ولكنها أكشفت ان الزجاج مغلقا بأحكام فذفرت بضيق وتوجهت للفراش مرة أخري وجلست على طرفه تتذكر خطيبها وليلة زفافها التي من المفترض أنها ليلة العمر لكل فتاه فلقد أصبحت ذكري مشئومه لها. أرخت ظهرها الذي ما زال يؤلمها على الفراش وظلت مسلطه نظرها للأعلي.
- بعد أن تأكد جاسر من تبخر المادة السائله وظلت المادة البيضاء ( السم الأبيض ) في أسفل القدح أطمئن على نجاح مخططه. أمر عيسي بالتخلص من ذلك القدح والزجاجات الفارغه على الفور وأعدامها، وبعد أن قام رجاله بتنظيف الغرفه كامله قام جاسر بطلب أحضار روكس من غرفته. فأحضره له أحد رجاله.
- جثي على ركبتيه أمام ( كلبه ) ومسد على فروته السوداء القاتمه ثم قرب من أنفه زجاجه من أحدي الزجاجات لكي يشتمها، ثم تركه للبحث عن الرائحه التي وراء تلك الزجاجه. ظل روكس يسير يمينا ويسارا وهو يتشمم كل ما يقابله، ولكنه لم يصل لأي رائحه في أي مكان. فأبتسم جاسر أبتسامه واسعه حيث نجح مخططه أيضا في مسح أي شئ قد يدل عليه، حتى مجرد الرائحه قضي عليها.
أمر رجاله جميعا بالأنصراف حتى عيسي، ثم أشار لروكس كي يتبعه لغرفة المكتب، فجلس على الكرسي المتأرجح وبجواره الكلب وظل يمسد عليه برفق بالغ وعلى ثغره أبتسامه صغيره. فأنه يعشق هذا الكائن الوفي الذي يدعي ( روكس )
( بقاعة الأجتماعات الواسعه - مديرية الأمن )
أجتمع العقيد سامي برجاله لكي يتابع ما التطورات الحديثه في تلك القضيه، وايضا ما يخص قضية البحث عن الضحيه المفقودة.
مجدي بيأس: أكتر من 8 كمائن بمناطق مختلفه وأوقات مختلفه في خلال أسبوع، ومفيش أثر لأي حاجه يافندم
سامي: وأنت ياأمجد. مفيش عندك أي ملحوظات؟
أمجد بنظرات ذابله خاليه من الحياة: معنديش يافندم
سامي مضيقا عينيه: أنا مش عايزكوا تيأسوا يارجاله، خير أن شاء ****
أمجد لاويا شفتيه: ...
مجدي بحده خفيفه: يعني سنين مش عارفين نوصله وتفتكر يافندم دلوقتي هنعرف، ده مش سايب وراه حاجه.
سامي قاطبا جبينه: أنا رجالتي مينفعش ييأسوا، أنتوا سامعين
أمجد بتنهيده: أه سامعين، عن أذنك يافندم
سامي مشيرا بيده: أتفضلوا
- كان جاسر بمكتبه داخل الشركه متفحصا أحد الملفات الهامه أمامه، قطع تركيزه رنين هاتفه المحمول بنغماته العاليه فترك قلمه الذهبي وأمسك هاتفه ضاغطا عليه.
جاسر مستندا بظهره على المقعد: أيوه. عملت أيه، يعني عرفت خطيبها يبقي مين، مين هو، أيه؟، الواد اللي كان في الكمين، **** ****، ماشي، أبقي عدي على الحسابات خد فلوسك
- أغلق جاسر هاتفه ووضع أحد أصابعه بين أسنانه بتفكير، ثم ضيق عينيه وعلى ثغره أبتسامه خبيثه ماكره قائلا في نفسه: أنا عايزك تفضل تدور وبردو مش هتطولها، دي خلاص بقت معايا وتحت أيدي، بقت أسيرتي...
-1 البطل / جاسر، طويل القامه عريض المنكبين. يتميز بالبشرة البرونزيه والممح الحادة والجديه. ذات حاجبين كثيفين شيئا ما وعيونه بني غامق متسعه، وشعره أسود غزير، عندما يقطب جبينه ويضيق عينيه تشعر بالشر يقفذ من عينيه، يتميز بفتول العضت الواضح.
-2 البطلة / آسيل، يدل أسمها علي شخصيتها. حيث تعني كلمة آسيل الناعمة أو الملساء. تتميز بطول متوسط وبشره خمرية تأسر من يراها وعيونها عسلية اللون، تتميز بشعرها الطويل اسود الذي يتعدي أسفل ظهرها، تشعر بالنظر في عينيها بنقاء الروح وبراءة النفس، عنيدة تعرف ما تريد وتسعي للوصول لمبتغاها دائما.
-3 لميا / والدة آسيل، سيدة يشع الوقار من عدسات عينيها الخضراء. تتميز بالشعر البني المحمر وبشرتها خمرية اللون
-4 رؤؤف الشناوي / يتميز بطول القامه ونحيف الجسم، تدل خصت شعره البيضاء علي طول العمر الذي عاشه ذلك الرجل وكم لقنته الدنيا من دروس ومواعظ. حيث أن مهنة المحاماه التي أحترفها كانت لها الفضل في التعرف علي والدة آسيل
5 - سهيلة / اخت الصغري سيل، ولكن ممحهم مختلفه تماااما، فأن سهيله تتميز بالبشرة القمحيه والعيون الخضراء كوالدتها، وشعرها كيرلي قصير ذات لون بني فاتح. تدرس بكلية التربية قسم رياض *****
6 - أمجد / ضابط شرطة برتبة ( رائد )، خطيب آسيل
ورغم خطوبتهم التقليديه والتي لم تكن عن طريق حب ا انه أحبها بصدق.
7 - مودة / اخت الصغري لجاسر، ذات سن 17 عام **** بمعني الكلمة، ورغم أن سنها يزيد ا ان تصرفاتها طفوليه وبريئة للغايه.
8 - عيسي / الذراع اليمني لجاسر، يشبهه في ممحه الحادة، سوي بشرته البيضاء وشاربه الذي يغطي أسفل وأعلي فمه ( حول الفم )
- الشخصيات الرئيسيه تم عرضها ولكن هناك بعض الشخصيات لم يتم التعريف بها أما لدورها اولي في الروايه او لعنصر المفاجأة.
الجزء الاول.
- يركض بطريق أشبه بالصحراء حيث يحقة أحد ما يعرف هويته، يلهث ويتنفس بصعوبه بالغه وينظر خلفه من حين خر ليتعرف علي المسافات بينه وبين مطاردة، حتي سقط بحفرة عاليه عميقه نهايه لها. وهنا يستيقظ جاسر مختنقا هثا من ذلك الكابوس الذي يحقة لسنوات طويله.
جاسر بصوت مختنق: **** ياخدك ياحمدي، كانت شوره مهببه لما جيتلك هووووووف.
- أرتدي جاسر ( الروب ) القطيفه الخاص به وتوجه لسفل بخطوات متأنيه حتي وصل للمكان الخاص به، والذي كان أشبه ب ( بار ) موضوع عليه زجاجات كثيرة من أنواع الخمر المختلفه، فأمسك بكأسا وسكب به الخمر ليحتسيه علي مرة واحده. لتأتي خادمته.
كاثرين بضيق: سيدي. الساعة التاسعه صباحا و يصح أحتساء الخمر ان
جاسر بحدة: مالكيش فيه، انتي واصية عليا و أيه.
كاثرين مهدئة من حدة الوضع: لست بواصيه، ولكن هذا ميعاد قهوتك المفضله من صنع يدي، و أسمح بشئ أن يأخذ مكان قهوتي
جاسر ذافرا في ضيق: اتفضلي اعمليلي الزفت لحد ما أطلع أغير هدومي
كاثرين: أمرك سيدي.
( داخل منزل واسع يتميز بالبساطه الممزوجه بالرقي. وبالتحديد داخل غرفه هادئة يدل زوقها علي نعومه صاحبتها وشخصيتها الرقيقه. أقتربت تلك المجنونه من أذنيها وصرخت عاليا لتوقظها من نومها ).
سهيله بصراخ: آسيييييييييييييييل
آسيل بفزع: هاااا ايه ياسيدي القاضي
سهيله رافعه حاجبيها: قاضي! أنتي بتحلمي و أيه
آسيل واضعه يدها ع أذنيها: اااااااه ياوداني، أدعي عليكي بأيه ياشيخه، **** شعرك يقصر أكتر ما هو قصير
سهيله مداعبة خصت شعرها: ميرسي كتير ياسولي، ي قومي البسي وافطري عشان أنا قررت أنك هتوصليني النهارده.
آسيل رافعه أحدي حاجبيها: قررتي! انا محدش يديني أوامر ياميس سهيلة. وبعدين بالطريقه اللي صحتيني بيها دي مينفعش أتحرك من مكاني عشانك أص
سهيله مقبله وجنتها: حبيبتي ياسولي قومي بقي وحياتي وحياتي
آسيل بأستسم: *** امر من قبل ومن بعد، أديني قايمه أهو
- نهضت آسيل من فراشها بحيويه ونشاط وتوجهت للمرحاض الخاص بها، وبعد أن أغتسلت دلفت للخارج وهي تزيل عن وجهها قطرات المياه الباردة بمنشفتها القطنيه.
ودلفت داخل غرفة الطعام لتجد والدتها لميا تعد أكواب الشاي الساخن لهم، بينما يمسك رؤؤف ( بالنوته ) الخاصه بمواعيده ليراجعها، وعندما أنتبه لوجودها ترك ما ف يده ووجه حديثه أليها.
رؤؤف بنبرة هادئه: صباح الخير ياأستاذتي العزيزة
آسيل محاوطه عنقه: صباح الخير ياأستاذي ومعلمي العزيز
لميا بمرح: وأنا مفيش ليا حاجه ياسولي
آسيل مقبله رأسها: أحلي صباح حلي لولو في الدنيا.
لميا ممسدة ع شعرها: صباحك منور ياحبيبتي، أقعدي أفطري ي
آسيل باحثه بعينيها: فين الشاي باللبن بتاعي يالولو
لميا ممسكه بغية المياه: هصبلك شويه عقبال ما تاكلي
رؤؤف مرتشفا الشاي الخاص به: عندك أيه النهارده ياأستاذه
آسيل ممسكه بقطعة الخبز: هروح المحكمة اول عشان أحضر النقض بتاع قضيه أبن شهاب
رؤؤف: طيب لما تخلصي تعالي ع المكتب عشان هعرض عليكي قضيه وتقوليلي أيه رأيك فيها
آسيل: حاضر يابابا.
رؤؤف عاقدا حاجبيه: المكتب بتاعك جهز و لسه؟
آسيل: فاضل شويه تشطيبات وهاتنقل ليه أخر الشهر
رؤؤف باأبتسامه عفويه: و**** وبقيتي محامية كبيرة وسرقتي مني المهنه وخبراتها وكمان هتفتحي مكتب وتنافسيني
آسيل بضحكه خفيفه: هههههه أنت اصل وأنا الصورة ياأستاذي
لميا باابتسامه: هو أنا بنتي أي حد و أيه يارؤؤف، حبيبتي طالعالي لما تحط حاجه ف دماغها بتنفذها
رؤؤف قاطبا جبينه: علي فكرة طالعالي أنا مش أنتي.
لميا واضعة يدها ف خصرها: طبعا أنا والدتها اللي ولدتها يعني زم تطلعي أنا
رؤؤف: هو عشان أنتي اللي ولدتيها خص بقت شبهك
آسيل بمرح: خص ياجماعه أنتوا هتتخانقوا عليا و أيه، أنا عارفه أني بت زي القمر وعسوله وكيووووته جدا بس برده مش هتخسرو بعض عشاني يعني
رؤؤف مربتا علي ذراعها: هههههههه طبعا بنتي ملهاش زي
سهيله من الداخل: ي بقي ياسولي عشان هتأخر كده
آسيل بتذمر: أنا لسه مأكلتش و شربت الشاي ياسوسو.
- دلفت سهيله بسرعه خارج غرفتها وهي تضع حذائها العالي في قدميها وتمسك بيدها حقيبة يدها وبعض المراجع الخاصه بها.
سهيله محدقه: هااااااااا أنتي لسه هتشربي الشاي بتاعك، يعني هتقعدي سنه لسه يعني هتأخريني يعني مش هلحق المحاضرة يعني ال test بتاع الميدترم هيضيع مني يعني هسقط و...
آسيل: بسسسسسسسسسس أييييه كل الكم ده بتجيبيه منين، هقوم وأمري *** وابقي أشرب الشاي ف المكتب.
- تتميز مبس جاسر بالطريقه اسبانيه حيث تأخذ المبس شكل الجسم وتبرز عضته القويه، أرتدي قميصا من اللون اسود ذات الياقة البيضاء وأزرار بيضاء ومن اسفل بنطال من اللون اسود الكاحل، وحزام ع الخصر من اللون ابيض من أحدي الماركات العالميه ثم أمسك بمفاتيح سيارته وهاتفه انيق ذات الثمن الباهظ، خلل أصابعه في شعرة الغزير ثم أنطلق لسفل.
كاثرين ممسكه بفنجان القهوة الساخنه: أعددت إليك قهوتك المفضله ياسيدي.

جاسر ملوحا بيده: حطيه في المكتب وانا جاي
كاثرين: أوامرك سيدي
- دلفت كاثرين بالقهوة داخل المكتب وأسندتها علي المكتب الخشبي المصنوع من الزان احمر ثم دلفت للخارج، بينما جلس جاسر بالخارج علي كرسيه المفضل الذي صنع خصيصا له، أمسك هاتفه ولمسه عدة لمسات ثم وضعه ع أذنيه.
جاسر بصوت جهوري: أنت فين؟
عيسي: أنا في الطريق للشركه، أنت فين؟
جاسر مداعبا مفاتيحه: انا لسه ف القصر، هشرب القهوة بتاعتي وأجيلك.
عيسي: طيب ياكوتش مستنيك
جاسر بأاقتضاب: ماشي، سم
- بعد أن أرتشف جاسر عدة قطرات من قهوته دلف للخارج وأستقل سيارته الفارهه وأشار لحراسته الخاصه بانتظار في القصر وأ يتبعونه، وتوجه لشركته ( حيث يعمل بالشحن والتفريغ )
- داخل الشركة.
ما أن وصل جاسر حتي أعتدل الجميع في وقفتهم أمامه وهو يمر أمامهم بينما لم يولي أهتمامه ي منهم علي الرغم من محاولة الكثيرات بايقاع به ولكن دون فائدة، دلف لمكتبة الفخم والذي أعده وصممه أحد المهندسين اجانب علي الطراز امريكي الفاخر، جلس علي كرسيه الجلدي وفتح حاسوبه الشخصي وجلس بأنتظار الرسائل الجديدة الوارده إليه بينما دلف عليه عيسي بعد أن طرق عدة طرقات خفيفه.
عيسي: صباح الخير.
جاسر بعدم أهتمام: صباح النور، عملت أيه ف الشحنة بتاعت شركة النور.
عيسي بتفكير: قصدك شحنة ادوات المدرسيه؟
جاسر بنظرات غاضبه: في أيه ياعيسي، ما تركز معايا شويه
عيسي ويا شفتيه: خص ياجاسر متتعصبش أوي كده، الشحنه هتوصل بعد أسبوعين
جاسر موليه ظهرة: تمام، لو في أي طلبات تعاقد الفترة الجايه أرفضها، عشان مش هكون فاضي
عيسي: اللي يريحك
جاسر ممسدا علي شعره: تقدر تتفضل ولو عايزك هبعتلك
عيسي مضيقا عينيه بغيظ: ماشي.
( أمام أحدي الجامعات المصريه )
- أوصلت آسيل شقيقتها للجامعه بسيارتها الصغيرة وبعد أن ودعتها أنطلقت للمحكمة.
سهيله: هااي ياشباب
نورهان: هاي يا سوسو، وحشتينا
سهيله: أنتوا كمان واحشني، هو الدكتور لسه مجاش
سلمي: لسه، بس أيه الشياكه دي يالوسي
سهيله مداعبه خصت شعرها القصير: دي أقل حاجه عندي يابنات
سلمي ويا شفتيها: وياتري شعرك ده بتدهنيه بأيه، زيت عباد شمس و زيت ذرة.
سهيله بضحكه مستفزة: ههههههه ياروحي سيبتلك أنتي زيت اكل ده والجاز اللي بتحطيه علي شعرك، أنا مبستخدمش أ المستورد
سلمي بغيظ: شايفه يانور بتقولي أيه
نورهان بضيق: يووة بقي عليكوا، أنتوا علي طول مناكفين بعض كده
سهيله ببرود: أنتي اللي بتبتدي معايا بقلة زؤك دي
سلمي: بقي كده، أوكي انا ماشيه
سهيله: تعرفي طريق السكشن و أجي أوصلك يابيبي
سلمي بغيظ: شكرا مش عايزة منك حاجه هوووووف.
نورهان ملتفته لسهيله: خفي ع البت ياسوسو، دي هطق منك
سهيله بضحك: هههههههه هي اللي بتيجي لحد عندي
: أموت أنا ف ضحكتك الحلوة يا سوو
سهيله ملتفته للخلف: أه يا سامر How are you
سامر واضعا يدة ع كتفها: أنا قشطه الحمد ***، وأنتي؟
سهيله مزيحه يده من عليها: كويسه، بس أبعد بأيدك بليز عشان عندي حساسيه
سامر بضيق: أنتي شايفاني جربان و حاجه حضرتك؟
سهيله بعدم أهتمام: أكيد مش قصدي، بس نبهتك كذا مرة تخلي في بينا حدود.
سامر بخبث: طب ماانا بتعامل معاكي بحدود، لو عايزة تشوفي التعامل من غير حدود أوريكي
سهيله دافعه أياه: طب وسع كده من طريقي عشان ورايا test مهم
سامر في نفسه: هتقعي يعني هتقعي، ده أنا سامر الهواري ياحلوة.
- حل المساء عليه دون شعوره بعد يوم طويل من العمل أمام جهاز الحاسوب الشخصي الخاص به، فنظر بساعته الفضيه انيقه والغالية الثمن فوجدها تعدت التاسعه مساءا، فنهض من علي كرسيه وأخذ ( يتمطع ) في الهواء محركا جسدة يمينا ويسارا ثم وقف أمام اللوح الزجاجي ينظر للخارج ( حيث يتميز بلونه الغامق الذي يعكس الصورة ف يري من بالخارج الذي بالداخل )، وبعد مرور العديد من الدقائق زفر في ضيق وتوجه لمكتبه سحب مفتاحه وهاتفه وأغلق حاسوبه وأنطلق للخارج بخطوات متعجله.
( داخل مكتب رؤؤف الشناوي للمحاماه واستشارات القانونيه )
آسيل ناظرة للملف الورقي: أنا شايفه القضيه سهله وهقدر أطلع منها ثغرات كتير
رؤؤف من أسفل نظارته: مش مهم الثغرات ياأستاذه، المهم المتهم يستاهل البراءة و يستاهل العقاب.
آسيل: التهمه مش ثابته عليه ياأستاذي، وكون وجود أكتر من مشتبه فيه بالقضيه ده يخلينا نقبل القضيه وأحنا مطمنين
رؤؤف متسائ: وأن ثبتت التهمه عليه وطلع هو القاتل وعن عمد؟
آسيل بثبات: هتنازل عن القضيه وفورا، أنا بس محتاجه أطلع علي أخر محضر
رؤؤف نازعا نظارته: أنا بقي مش موافق ع القضيه؟
آسيل مضيقه عينيها: ممكن أعرف السبب؟
رؤؤف بأبتسامه: ن الكداب دايما بينسي كدبته، والمتهم كذب ونسي كذبته، المحضر اول المتهم قال أنه كان مع أصحابه ف السينما من 9: 6 مساءا لفيلم أجنبي أسمه (، )، في المحضر التاني اللي تمت فيه المواجهه بينه وبين المتهم اخر قال أنه كان أنه كان في السينما مع صاحبته مش أصحابه وكمان قال أنه شاف فيلم عربي مش أجنبي زي ما قال اول، وده يدل علي أنه وراه حاجه مخبيها وأ مكنش كذب، صح و.
آسيل بأابتسامه: هفضل عايشه عشان أتعلم منك
رؤؤف: العم مش عيب، المهم أنك تاخدي بالك بعد كده من أقل كلمة في أي محضر أو قضيه، ن الدقيقة بتفرق والحرف بيفرق ياأستاذة
آسيل بمرح: أستاذة أيه بقي، ده أنت اللي أستاذ
- داخل العيادة النفسيه للطبيب حمدي السعيد أستشاري اضطرابات النفسيه والعقليه، دلف جاسر بخطوات سريعه وعلي وجهه عمات الشر الشديد.
جاسر بصوت جهوري عميق: حمدي جوة؟
الممرضه بتوجس: اا ايوة ياأستاذ، بس عنده مريض
- لم يهتم جاسر بكمها وتوجه نحو غرفة الطبيب بينما حاولت منعه كثيرا ولكنها لم تستطيع فدلف للداخل بهجوم
جاسر مشيرا بيده للمريض: قوم أطلع بره
حمدي واقفا في مكانه: جاسر مينفعش كده
المريض بحده: أنت مجنون و أيه ياأخ
الممرضه: ياأستاذ مينفعش كده
- وضع جاسر يده خلف ظهره وأمسك بمسدسه ودفعه بوجه المريض.
جاسر بصوت عالي وثائر: تحب أعرفك الجنان علي أصوله.
حمدي بفزع: قوم قوم ياأستاذ وليك عندي جلسة عج تانيه علي حسابي
المريض بخوف: ماشي ماشي
جاسر للممرضه: أطلعي بره وخدي الباب ف أيدك، أخلصي
الممرضه بخوف: حح ح حاضر
- توجه جاسر لحمدي وأمسك بياقته ووضع مسدسه علي رأسه وقد جذبه أليه وأردف أليه قائ وهو يجز علي أسنانه
جاسر وهو يجز علي أسنانه: أنا مش قولتلك عايز زفت منوم يغيبني حتي عن احم
حمدي بذعر وصوت متقطع: مم ماانا كتبتلك علي أكتر من منوم ده غير المهدئ.
جاسر بصوت أشبه للصراخ: قولتلك معملش اي نتيجه وغيره، أنت حمار!؟
حمدي بأختناق: مانا لو أعرف أنت بتشتكي من أيه، وأيه هو الكابوس اللي بتشوفه هعرف أديك الدوا المناسب
جاسر ضاربا رأسه برأس حمدي: أنا هعرفك بالضبط أنا عندي أيه، بوووووووووووووم...
الجزء الثاني.
تملكة الغيظ والغضب فأنهال عليه باللكمات حتى شعر أنه سيفقد حياته في يده فدفعه بقوة قائلا
جاسر بحده: بعد كده ياتدي العلاج المظبوط ياتعتزل الطب كله، كتك داهيه
- هوي جسر بيده على المكتب وأزاح كل ما عليه على الارض الرخاميه ثم وضح سلاحه خلف ظهرة وانطلق للخارج.
حمدي ممسكه بوجهه وقائلا بهدوء: **** يخرب بيتك وبيت اليوم اللي دخلت فيه عيادتي.
- أمسك حمدي بوجهه الذي تشوه بفعل قبضته القويه ويديه الصلبتين التي تركت أثارها بوضوح عليه، وبمجرد خروج جاسر من غرفة حمدي حتى دلفت الممرضه الخاصه به بسرعه لتري ما الذي حدث بالداخل وما سبب تلك الضوضاء التي حدثت، حتى حدقت بعينيها على الهييئه المزريه التي أصبحت عليها الغرفه والاشياء الملقاه أرضا وبعضها الذي تهشم، ثم أنتقلت ببصرها لرب عملها لتعتريها الصدمه الشديده مما حدث له، فأقتربت منه هاتفه.
الممرضه بتزمجر: أيه ده يافندم؟! أزاي حضرتك مبلغتش البوليص ولا عملت أي حاجه في الهمجي ده؟
حمدي بتأوه من الالم: ااااااه، دي غلطتي ولازم أصلحها. كان المفروض أرفض حالته من الاول طالما عرفت أنه عنيف ف تصرفاته، ااااه
الممرضه بضيق: طب أجيب لحضرتك الاسعافات عشان وشك ده؟!
حمدي بنظرات ناريه ونبرة مرتفعه: ماله وشي ياغبيه أنتي، غوري من وشي
الممرضه بذعر: حاضر حاضر
حمدي في نفسه: منك *** ياشيخ.
- كان يسير بسيارته بسرعه بالغه، واضعا سيجاه في فمه ومنفثا فيها دون أمساكها حتى أعلن هاتفه عن أتصال ما، فنظر لشاشة هاتفه ثم ضغط عليه للرفض وألقاه جواره، ثم أمسك ب( عقب ) سيجارته ووضعه بالطافيه الجرانيتيه الخاصه به في السيارة حتى أعلن هاتفه عن الاتصال مرة أخري فذفر في ضيق وأضطر للايجاب.
جاسر بحده: في أيه ياعيسي، رن رن رن عايز أيه
عيسي بجديه: في شغل متعطل ياسيادة المشغول ولما روحتلك الشركه لقيتك مشيت.
جاسر بضيق: أنت مقولتليش أنك عايز حاجه تاني
عيسي بعدم اهتمام: مش مهم، المهم عايزك أنت فين؟
جاسر: أنا في الطريق للبيت
عيسي قابضا على شفتيه: خلاص هجيلك على هناك
جاسر ناظرا للطريق من حوله أثناء دورانه بسيارته حول ذلك الميدان: طيب هستناك. يلا سلام
عيسي لاويا شفتيه: سلام.
- تنهد جاسر بضيق ثم القي هاتفه على ( تابلو ) السيارة وحدث نفسه قائلا: عارف أني مقصر في حقك وبقالي كتير مجيتلكيش، بس غصب عني يامودة. وأكيد هاجيلك قريب ياحبيبتي
- على الجانب الجنوبي الشرقي لأوروبا، تحديدا في أثينا عاصمه اليونان وأكبر مدنها. يجلس رجل ذو مكانه وهيبه في أحدي المطاعم الفاخرة التي يمتلكها على شاطئ البحر، يرتدي حلته السوداء ونظارته الشمسية القاتمه وفي يده سيجار فاخر ينفث فيه...
ترك عقب سيجارته وأمسك هاتفه للرد عليه بعد أن أصدر عدة أهتزازات ليعلن عن متصل.
ثروت بصوت خشن: أيووه، طمني عملت أيه؟
يعني كله تمام، طب والعملية الجديدة أمتي؟
كويس أووي، خلي بالك العيون حواليك، سلام.
- تأتي فتاة ذات ملابس شبه عاريه تتميز بجمالها، شعرها من الكيرلي الكستنائي، ويثير أحمر شفاها الصارخ الانظار إليها، فحاوطته بذراعيها على كتفيه وقبلته بأغراء من وجنتيه ثم جلست قبالته.
جوان: Good morning يابيبي.
ثروت باأبتسامه خبيثة ناظرا لمفاتنها الظاهرة للغايه: صباح الخير ياحبيبتي، نمتي كويس
جوان رافعه نظارتها أعلي رأسها: أكيد، مش أنت معايا يبقي لازم أكون كويسه
ثروت بضحكه عاليه: ههههههههه بحبك وأنتي عارفه تضحكي عليا بمزاجي
جوان: هههههه وانا بحبك لما بتعديها، قولي ليث أتصل بيك؟
ثروت واضعا قدم أعلي قدم: لسه قافل معايا دلوقتي
جوان: والعمليه الجديدة أمتي؟
ثروت: قريب أوي؟ أنا عارف أنك بتسألي عشان عايزة تنزلي مصر.
جوان: ده أكيد، مصر وحشتني اوي
ثروت بمكر: مصر بس اللي وحشتك؟
جوان بأبتسامه خبيثة: مصر والناس اللي عايشه ف مصر
ثروت مضيقا عينيه: واضح أن ليث ليه تأثير كبير عليكي، أنا مش هنسي أنه كان سبب في تعرفنا على بعض
جوان واضعه قدم أعلي قدم بدلال: ياريت يابيبي متنساش، أوعي تكون بتغير عليا من ليث.
ثروت بعدم أهتمام: أغير؟ ليث ده دراعي اليمين وهو كل شغلي يعتبر، ده أبني اللي مخلفتوش وعمري ما هخسره عشان واحده مزاجي معاها، حطي ده ف بالك ياجوان
جوان بثبات: مين قالك أني عايزاك تخسره بالعكس، أنت عارف أن ليث بالنسبالي وقت لطيف وممتع وهو كمان بيلاقي اللي ناقصه معايا
ثروث بمكر: مأانا عارف كل ده، أوعي تكوني فاكراني معرفش العلاقه اللي بينكوا.
جوان بنظرات خبيثه من زاويه عينيها: أنا كمان عارفه أنك عارف ومش مهتم، ولا حتى حاططني في بالك. أنا مجرد نزوه وجسم جميل بالنسبالك
- أقترب ثروت رويدا رويدا، ثم لمس شفاها بأصابعه الصلبه مبتسما بمكر وهتف قائلا
ثروت بمكر ونظرات جائعه: وشفايفك أجمل ياجوي
جوان مبتعدة قليلا: ماأنا عارفه
ثروت ناهضا من مكانه: جهزي نفسك عشان السفر الاسبوع الجاي وأبقي سلميلي عليه لحد ما أقابله قريب
جوان متمايله بجسدها: sure يابيبي.
جوان في نفسها: ليث! أنت ياثروت عايز تقارن نفسك بليث. ده انا محدش يملا عنيا غيره، ده الراجل الوحيد اللي على وش الارض اللي قعدته على عرش قلبي ومحدش هياخد مكانه، أبدا.
- داخل أدارة مكافحة المخدرات، يجلس أحدي الرتب العاليه بالداخليه على رأس طاوله خشبيه كبيره ويحاوطه عدد من الضباط والرتب المختلفه.
العقيد بحده: أنتوا عارفين ان الموضوع زاد عن حدة الفترة الاخيرة والداخليه كلها هتقلب علينا لو معرفناش نمسك العمليه الجايه
مجدي بضيق: يافندم بقالنا سنه ماسكين قضيه مش عارفين نعمل فيها حاجه، ده غير الضباط اللي قبلنا اللي برده فشلوا
أمجد: ليث ده ولا الليث دماغه مش سهله أبدا، احنا حتى معرفناش نزرع حد جوه الشبكه بتاعته.
العقيد ضاربا ع الطاوله: عشان أغبيا، واحد زي ده محدش عارف حتى شكله أيه؟! ده احنا بقينا ملطشه لكل الادارات
مجدي بتهكم: اللي بيتريق ده المفروض نمسكه القضيه شهر واحد ونشوف هيعمل أيه فيها
أمجد قابضا على شفتيه: أن شاء **** العمليه دي أكيد هنعرف ناخد فيها خطوه للامام
العقيد: أما نشوف، أتفضلوا على مكاتبكوا.
- أنصرف فريق الضباط الذي دار الاجتماع بينهم الكل إلى مكانه، وأتجه أمجد لمكتبه وعلامات الانزعاج جاليه على وجهه، فوجد أكثر من 7 مكالمات فائته من حبيبته آسيل فضغط على هاتفه للاتصال عليها.
أمجد باأقتضاب: أيوة ياسولي
آسيل بلهفه: أيه ياميجو أنت فين من الصبح ياحضرت الضابط
أمجد: كان عندي أجتماع مهم، في حاجه حصلت؟
آسيل بترقب: لا مفيش أنا بس بطمن عليك، مال صوتك؟
أمجد: مفيش ياحبيبتي.
آسيل بنعومه: لا في، ماأنا مش هسيبك النهارده الا لما تقولي مالك؟
أمجد: نفس القضيه الملعونه دي اللي مش عايزة تخلص، أنا قرفت. وكذا مرة جوازنا يتأجل بسببها عشان مش عارف أخد اجازات كأن الزفت ده مصتقصدني
آسيل بمرح: قصدك على عم الأسد ده
أمجد بضحك: هههههه أنتي كمان بتهزري
آسيل: أيوة كده أضحك، دي الحياة بقي لونها بمبي وانا جمبك وأنت جمبي هههههههه.
أمجد باأبتسامه: يامزاجك العالي يالولي، ياريتني كنت طلعت محامي زيك كده ولا البهدله اللي انا فيها دي
آسيل: أجمد ياحضرت الضابط، أنا عايزك زي الوحش ف ساحة المعركه، وبعدين لو بتعمل كل ده عشان تلغي عزومة العشا النهارده أحب أقولك وفر مجهودك الغالي ده عشان أنت خلاص أتدبست يعني أتدبست
أمجد: ههههه وأنا أقدر أعترض برده، أجهزي الساعه 8 هعدي عليكي وأخدك
آسيل: وأنا موافقه جدا
أمجد باأبتسامه: وانا موافق أوي.
- في أحد الاماكن النائيه الهادئة، والتي تشبه المكان المهجور. يقف رجلان تتقارب أعمارهم ما بين الاربعينات
صابر بحدة: أنت أتجننت ولا أيه يأابو الفتوح، مين ده اللي عايز تقابله
أبو الفتوح: عايز أقابل الليث، فيها أيه دي
صابر مربتا ع ظهرة: أهدا ياعمنا، أنت عارف وأنا عارف. محدش شاف الباشا الكبير ولا يعرف يشوفه
أبو الفتوح بقلق: عمري ما طلعت عمليه لوحدي من ساعه ما عم أبو حمادة تعيش أنت، كان هو اللي بيطمني.
صابر مدخنا سيجارته بشراهه: ياعم جمد قلبك، الراجل الكبير بيخلي باله من رجالته
أبو الفتوح: بس اللي بيقع خلاص
صابر حاككا رأسه: بصراحه مش عارف، عمر ما حد من رجالته وقع، عشان كده معنديش علم بيتعامل أزاي
أبو الفتوح بذعر: ياخبر أسود ومنيل، طب لو حصلي حاجه عيالي ومراتي هيروحوا فين، دول يتشردو من بعدي
صابر بتأفف: أنت بتشيلني همك ليه يافتوح، ما كل واحد فيه اللي مكفيه ياعم.
أبو الفتوح: كله ع **** بقي واللي عايزة هيكون
صابر: المهم خلي بالك العمليه أخر الاسبوع ده يعني تفتح كده وخليك مفنجل
أبو الفتوح محركا رأسه في موافقه: ماشي
- على كورنيش نهر النيل، جلس أمجد بصحبة حبيبته الرقيقه آسيل. يتناولون حبات الذرة المشويه.
أمجد بمرح: مش حارمك من حاجه أهو، عشا واتعشينا درة وكلنا. مش عارف أنا هفضل أدلعك لحد أمتي
آسيل رافعه أحدي حاجبيها: غصب عنك هتفضل تدلعني وتجيبلي درة مشوي ع طول.
أمجد واضعا يده ع قلبه: وانا أقدر أتكلم برده ياقلبي
آسيل بخجل: ميرسي
أمجد قاطبا جبينه: هانت ياسولي، **** يخلصني من القضيه المهببه دي عشان أفوقلك وأدلعك براحتي
آسيل ضاربه ع صدرة: لم لسانك ياحضرت الضابط بدل ما أحبسك
أمجد ببراءة: هو أنا عملت حاجه طيب، ده انا بقول هدلعك ومرضيتش أقول حاجه تانيه خارجه عن القانون هههههه
آسيل: هههههه أيوة خليك مؤدب على طول
أمجد: ده أنا مؤدب جداااااا.
آسيل ناظرة لساعتها: الساعه 10 وربع، يلا بقي روحني عشان بابا ميضايقش
أمجد بأبتسامه حانيه: طيب يلا ياسولي
- في القصر الخاص بجاسر، جلس في مكتبه الفخم بصحبة عيسي يراجعون بعض الملفات الخاصه بوصول شحنات الادوات المدرسيه.
عيسي عابثا بأحدي الاوراق: أنت كده خلصت التصاريح والتراخيص كلها
جاسر تاركا قلمه الذهبي: الطلبيه دي لما توصل توزعها بنفسك على الشركات اللي طالباها.
عيسي بتنهيده: تمام، أروح أنا بقي عشان هموت نوم
جاسر بحده: ياريت كفايه نوم، أنت مبتشبعش!
عيسي محدقا: أتقي ****، ده انت مصحيني أمبارح الساعه 6 الصبح
جاسر موليه ظهره: المهم تكون بكره عندي بدري
عيسي لاويا شفتيه: ماشي، سلام.
- أنصرف عيسي وترك جاسر واقفا في مكتبه أمامه لوح زجاجي كبير يطل على حديقه قصره الفخم، شرد قليلا بذكرياته القديمه التي مر عليها سنوات من الزمن وترك الغبار أثره عليها ثم وضع يده في جيب بنطاله وأخرج هاتفه الباهظ الثمن وتأكد من أغلاقه كليا، ثم نظر لساعته ومرر أصابعه داخل خصلات شعره الاسود الغزير وأنطلق للخارج صاعدا لغرفته.
كاثرين مناديه: سيدي جاسر، لقد أعددت لك وجبة شهيه للعشاء.
جاسر بدون أهتمام: لا مش عايز، تقدري تروحي تنامي أنا مش هحتاج حاجه تاني
كاثرين قاطبه جبينها ف ضيق: كما تريد.
- صعد غرفته وبدل ملابسه، ثم دلف للمرحاض ليغتسل ودلف للخارج مرة أخري مرتديا شورت قصير يصل لأعلي ركبتيه، وترك صدره عاريا مكشوفا لنسمات الهواء تتخبط به، ثم وقف أمام المرآه يستعرض عضلات ذراعيه القويه البارزة، ثم نفض شعره من قطرات المياه البارده واستلقي على فراشه بأسترخاء شديد وأغمض عينيه ليستكين للغايه.
- وصل عيسي منزله وهو لا يكاد يري أمامه من قلة ساعات النوم التي أستغرقها بنومه، فوجد أخاه الاصغر بأنتظارة وعلى وجهه أبتسامه خبيثه فعلم أن وراءه مطلب يريد تحقيقه.
عيسي لاويا شفتيه في تهكم: أهلا وسهلا بالباشا اللي مش بشوف خلقته غير لو عايز حاجه
سامر مضيقا عينيه: أيه ياعيسوي الاسلوب ده عيب ده أحنا أخوات أجدع
عيسي بحده ونظرات ثابته: قولتلك مليون مرة متقوليش الاسم المهبب ده ولا تناديني بيه.
سامر: أوك اوك، المهم أخوك حبيبك مشطب على الاخرررررر شوفلي شويه فكة معاك وحيات أبوك **** يرحمه
عيسي بغضب: أنت أتجننت، أنت واخد 5000 جنيه من عشر أيام راحوا فين
سامر رافعا حاجبيه: طلعت رحلة أنا وأصحابي واتفسحنا، أيه متفسحش!
عيسي موليه ظهره: هو أنت فالح غير ف الرحلات والسقوط، ورحمة أمك لو ما نجحتش السنه دي ماانا دافع مليم أحمر تاني
سامر مداعبا وجنتيه: حاضر يأخويا ياحبيبي ياجميل أنت.
عيسي دافعا أياه برفق: أبعد أيدك دي، لما أصحي الصبح هسيبلك فلوس ع التربيزة
سامر وقد أنفرجت أساريرة: ماشي ياعيسي **** يخليك ليا ياحبيبي
عيسي ف نفسه: **** خلصني بقي من همه.
- تحادث أمجد ومجدي صديقه المقرب كثيرا بشأن تلك العمليه المنتظره، والتي لا يريد أمجد أن يمررها مرور الكرام.
أمجد: مستقبلي هيقف على العمليه دي، **** يوفقنا بقي أنا زهقت بجد.
مجدي بتأفف: مين سمعك، أنا طهقت بجد ولو معدتش المرة دي على خير وقدرنا نعمل حاجه هسيب القضيه
أمجد بجديه: أنا صعبان عليا بعد كل ده أسيب القضيه لحد تاني ويبدأ فيها من الاول، أصلا محدش هيوافق أننا نسيب القضيه دي عشان محدش في الادارة كلها هيرضي يمسكها
مجدي: ياعم ده أحنا بقينا عبره ليهم، ومحدش هيرضي أبدا أنه يمسكها بعدنا
أمجد مضيقا عينيه: ده غير الترقيه بتاعتي اللي أتاخرت بسبب الحيوان ده.
مجدي محدقا: آآااااااااه متفكرنيش بيه، هل يعقل أننا شغالين في قضيه ومش عارفين الراجل اللي عايزين نقبض عليه ده شكله أيه
أمجد بحده: دي كارثه يامجدي، مشوفتش دماغ زي دماغه، مفيش غلطه مفيش تكه تتمسك عليه
مجدي حاككا رأسه بتفكير: طب أفرض ضاعت كل حاجه على فشوش زي كل مره
أمجد محدقا بفزع: ده أنا أموت بالقلب يامجدي، عايز أتجوز ياناس، البت خللت من القعده
مجدي بضحكه عاليه: هههههه هو ده اللي همك، الجواز يا، ياميجو.
أمجد بضيق: أمال هيهمني أيه يعني، 3 مرات جوازي يتأجل بسبب العمليات اللي بنطلعها
مجدي غامزا: معلش ياعم بكره تتجوز وتنسااانا هنياله ياعم
أمجد لاويا شفتيه: أهو القر والحقد بتاعك ده اللي جايبني ورا
مجدي محدقا: أناا، لا ياعم أنا عيني مليانه وفيها بدل الواحده خمسه ههههههه
أمجد: أصل عينك لامؤاخذه فارغه، أنما انا عيني شبعانه الحمد ***
مجدي مبتسما: **** يديم عليك نعمة وجودها ياحبيبي.
أمجد بلهفه: ياارب، أنا هاروح أنام بقي عشان فاصل خاااالص
مجدي: طيب تصبح على خير
- كانت الساعه الرابعه فجرا، حيث كان جاسر يغوص في نوم عميق وسبات قوي. دلفت إليه خادمته كاثرين بسرعه توقظه لاخبارة أمرا هام.
كاثرين ضاربه ذراعه برفق: سيدي، أرجو أن تستيقظ فهناك أمر هام، سيدي جاسر
جاسر بصوت متقطع: في أيه ياكاثرين.
كاثرين: أنه روكس ياسيدي، غاضب بشدة ويصيح وينبح منذ وقت طويل ولا يستطيع أحد السيطرة عليه، يبدو أنه يبحث عنك
جاسر بتنهيدة: طيب أنا هنزل دلوقتي، روحي انتي.
الجزء الثالث.
نهض جاسر بخطوات ثابته ناحية خزانة ملابسه وألتقط أحدي تيشرتاته القطنيه ذات الماركات العالميه باللون الكحلي والمنقوش على ظهرها كلمات أنجليزيه باللون الابيض، فأارتداه وهبط للاسفل. وتوجه لحجرة صغيرة بحديقه منزله، بناها خصيصا له للجلوس بها وقت ما يشاء و يوجد بها ( روكس ) وهو الكلب الخاص بجاسر.
، وبمجرد أن فتح جاسر باب الغرفه نهض الكلب من مكانه سريعا وحاول الاتجاه إليه لكن ألجمته تلك السلسلة الفضيه المربوط بها بأحدي العواميد بالحجرة، فجثي جاسر على ركبتيه مقتربا منه ومسد على فروته السوداء، ومازال روكس في حالة من الثورة والهياج لعدم أهتمام جاسر به عدة أيام.
جاسر بنبره هادئه ممسدا عليه: ششششش، أهدا ياروكس أهدا
روكس بثورة: هووو هووو هو هووووو.
جاسر مبتسما: خلاص بقي ياروكي، انا عارف أني قصرت معاك جامد اليومين اللي فاتوا بس ميحوشنيش عنك الا الشديد القووي
روكس: هوو هوو هووووو
جاسر: ياااااه للدرجه دي زعلان مني، طب روق كده وليك عندي رحله انما اييييه عجب
روكس بهدوء: هوهو هو
جاسر ممسدا عليا: كاثرين هاتيله أكل، عايزة ياكل كويس
كاثرين: أوامرك سيدي.
- نظر جاسر حوله فوجد المشهد مزريا للغايه بسبب ثورة روكس وهياجه الشديد في الغرفه فعقد حاجبيه في ضيق ونظر لروكس مرة أخري هاتفا بنبرات ثابته
جاسر ناظرا حوله: روكس، أنا مش عايز المنظر اللي ف الاوضه ده يتكرر تاني، لما ياكل ياكاثرين خلي الجنايني يجي يضبظ البهدله دي
كاثرين مومأة رأسها بالموافقه: أوامرك، استأذنك بالانصراف
جاسر: روحي.
- في أحدي فيلال أشهر رجال التجارة بالمخدرات في مصر، جلس السعيدي مع أحدي رجاله للمشاورة.
السعيدي: أنا مبهزرش ف الشغل ياصابر
صابر: الليث لو سمع بس اللي أنت بتقوله ده هيقطع رقبتك وعليها رقبتي
السعيدي بغضب: ليه عاملين ألف حساب لليث ده، متنساش أنو مش شغال من نفسه وفي ناس من فوق هما اللي ليهم الكلام
صابر بقلق: أيوه بس. بس هو البوص الكبير ف مصر والوحيد اللي بيوزع.
السعيدي ضاربا على كرسيه بشده: أنا هسحقه، هشيل أسمه من على وش الدنيا. أنا ميدينيش النسبه بتاعتي ويعدي عليا الارباح كلها عشان بس أختلفنا ع السعر
صابر بتأفف: أنت عارف ان السعر واحد وهو اللي بيقرر ويختار ومحدش بيراجع كلمته، عندك 100 تاجر تحت أمره محدش فيهم عارضه
السعيدي عاقدا حاجبيه بنظرات ناريه: وأنا مش هعديهاله وحيات أمه.
صابر بخوف: الليث لو عرف أني قاعد معاك ولا بنقلك أخباره مش هيسكت ولا هيسيبني ف حالي
السعيدي بحده: جمد قلبك ياض، أنا برده مش شويه
صابر بتوجس: هو أنت شوفت ليث قبل كده؟
السعيدي بعدم أهتمام: شوفته مرة واحده
صابر بلهفه: طب شكله أيه، أصلي عمري ما شوفته ولا أنا ولا حد من رجالته
السعيدي لاويا شفتيه: راجل زي أي راجل، لولاش بس **** كرمه ومبارك ف طوله شويه
صابر محركا رأسه بتوتر: **** يسترها عليا
( صباح يوم جديد ).
- جلست سهيله مع رفيقاتها في كافيتريا الجامعه، على أحدي الطاولات البلاستيكيه البيضاء يتناولون بعض الاطعمه الجاهزة ويرتشفون معها المياه الغازيه. فقضمت نورهان قضمه كبيرة بلهفه من الشطيرة الخاصه بها قائله.
نورهان: **** يرحمنا بقي من الدكاترة وذلهم فينا
سهيله قاطبه جبينها: يابت خلصي الاكل اللي في بوقك ده الاول وبعدين أكلمي، أحسن تزوري هههههه
نورهان رافعه أحدي حاجبيها: أنتي بقي بتقري عليا صح.
سهيله مرتشفه شرابها: يعني مش قوي، هو الانسانه أيه غير شويه قر وحسد ونق فوق بعض هههههه
سلمي: ااااااه. مش قادرة أكل أكتر من كده، الدايت ممكن يبوظ
سهيله بتهكم: دايت! هو أنتي خليتي فيها دايت هههههههههههه
نورهان بسخريه: بقيتي شبه الدب الابيض الجنوبي هههههههههههه وكل شويه تقوليلي دايت دايت هههه
سلمي مضيقه عينيها: أنا دبه يانورهان، تصدقي أنك بايخه.
سهيله: خلاص خلاص يابنات، أنتوا هتتخانقوا وانا قاعده خلاص مبقاش في حيا ولا خشا
سلمي لاويا شفتيها: لا في الشرشوبه أنما الخيشه دي جوها قديم أوي
نورهان: ههههههه، طب يلا نقوم ونحاسب بقي عشان ورانا محاضره بعد أقل من تلت ساعه
سهيله ممسكه بحافظة نقودها: خدي يانور حاسبيلي معاكي
سلمي ممده يدها ببعض النقود: وانا كمان حاسبيلي
نورهان: أوك. خليكوا هنا ثواني.
( بعد عدة لحظات، عادت أليهم نورهان وعلى وجهها علامات الدهشه )
سهيله رافعه حاجبيها: في أيه مالك؟ ومحاسبتيش ليه!
نورهان قابضه على شفتيها: الحساب أدفع
سلمي بأابتسامه واسعه: **** بقي
سهيله عاقدا حاجبيها: وده مين اللي دفع الحساب
نورهان مشيرة برأسها أليه: سامر
سهيله محدقه: أييييييه، طب هاتي الفلوس دي بقي.
- ألتقطت سهيله النقود من رفيقتها وتوجهت لسامر الذي كان يقف على مقربه من تلك الكافيتريا الخاصه بالجامعه هو وأصدقائه، ثم مدت يدها بالنقود أليه دون أن تتحدث.
سامر باأبتسامه بارده: أيه ده ياقطه
سهيله بحده: ده تمن الاكل اللي دفعته، لما يكون معناش فلوس وعد هابقي أخليك تتدفعلي الحساب.
سامر ناظرا لأصدقائه: وانا معايا فلوس بزياده مش عارف أصرفها فين، قولت ياتري تعمل بيهم ايه ياواد ياسامر تعمل أيه تعمل أيه، قولت أدفعلكوا الحساب وأهو كله بثوابه
سهيله بحده ونظرات جامده: أحنا مش محتاجين أحسانك، ولو مش عارف تودي فلوسك فين عندك ***** الشوراع الجعانين كتير، روح وأدفعلهم تمن أكل زي اللي بتاكله
سامر مقتربا: طب ما تيجي معايا، قصدي توريني طريقهم يعني.
- استشاطت سهيله غضبا من نظراته الخبيثه والماكره لها وتلميحاته معها وكأنها فتاه من أحدي الشوارع الليليه. فقررت رد أفعاله بتصرف مهين له، فقامت بدفع النقود التي بيدها في وجهه وأنطلقت للذهاب من أمامه.
سامر ممسكا ذراعها بقوة: أنتي أتجننتي، أناا سامر الهواري بت مفعوصه زيك تحدف ف وشي الفلوس كده
سهيله غارزة أظافرها بيده: شيل أيدك لأقطعهالك.
سامر محاولا التحكم بالالم الذي أعتراه: أنتي كمان ضوافرك كبرت و بتخربشي ياحلوة
سهيله دافعه أياه من صدره: وزي ما ضوافري كبرت، سناني أكبر وبتجيب العضه بالدم
سامر غامزا: أموت فيك ياشرس
سهيله مبتعده بأاشمئزاز: كتك القرف البعيد جبله.
- أستيقظ مبكرا في صباح يوم جديد، دلف للمرحاض للخاص به للاغستال، فوقف داخل حوض المياه الكبير وأسفل صنبور المياة الكبيرة ذات الفتحات الصغيرة ( الدش ) وأغمض عينيه حتى تنسال المياه البارده على وجهه. ولم يمر كثيرا حتى أفاق من شروده ودلف خارج المرحاض بعد أن أحاط خصره بمنشفه قطنيه باللون الاخضر القاتم. وقف أمام خزانة ملابسه ينتقي منها مايرتديه حتى أنتقي قميصا من اللون الرصاصي وبنطال من اللون الاسود الكاحل وحول خصره وضع ( حزام أسود ) عريض من أحدي المركات العالميه. وأمسك بجاكت أسود من خامة الشمواه ووضعه أعلي كتفه دون أرتدائه، وبعد أن تأكد من تنظيم ياقته وهيئته بالمرآه. دلف للخارج وهبط للاسفل هاتفا لصوته الاجش.
جاسر: كاثرين. كاثرررين
كاثرين أتيه بسرعه: نعم ياسيدي!
جاسر موليها ظهره: جيبتي الحاجه اللي قولتلك عليها؟
كاثرين محركه رأسها بالايجاب: نعم ياسيدي، لقد أحضرت كل شئ تحتاجه من أجل سيدتي الصغيرة مودة
جاسر ملتفتا إليها: طيب كويس. حطي كل حاجه ف العربيه وأنا خارج
كاثرين: أوامرك سيدي، أستأذنك بالانصراف
جاسر مشيرا بأصبعه: أتفضلي.
- أنطلق جاسر بسيارته بعد أن وضعت بها كاثرين كل ما طلبه منها نحو أحدي المدراس الداخليه التي وضع بها أخته الصغيره ذات السبعة عشر عاما والتي كانت بالمرحله الثانويه. رحبت به المسؤوله كثيرا. حيث أنه كان يضع الكثير من المال بحوزتهم للاعتناء الزائد بصغيرته العزيزة، ثم أرسلت في طلبها للحضور اليه. وما أن علمت مودة بوجود أخيها الأكبر حتى هرولت إليه سريعا لاشتياقها الزائد. وما أن رأته حتى أرتمت بأحضانه باكيه لغيابه أكثر من شهر ونصف عنها فمسد على شعرها برفق وحنو بالغ واردف قائلا.
جاسر بنبرة هادئه: وحشتيني يامودة
مودة بدموع: أنت كمان واحشني أوي ياجاسر
المسؤوله باابتسامه وهي تظبط من وضعية نظارتها: أسيبكوا شويه مع بعض وأمر على المدرسه
جاسر بتفهم: اتفضلي
- جلس جاسر على الاريكه الجلديه المريحه وجذب أخته الصغيره لتجلس جواره. فحاوطها بذراعه وأردف قائلا
جاسر بثبات وهدوء: طمنيني على أحوالك يامودي
مودة مداعبه أصابع يده المحاوطه أياها: أنا كويسه الحمد ***، وانت عامل أيه؟
جاسر: كويس، جيبتلك كل اللي ممكن تحتاجيه لبس جديد. وكل الاكل اللي بتحبيه خليت كاثرين تعملهولك
ومنسيتش الشيكولاته الفرنساوي اللي بتحبيها طبعا
مودة بأابتسامه واسعه: وووااااوووو جيبتلي الشيكولاته اللي انا بحبها بجد
جاسر مربتا على ذراعها بحنو: طبعا، هو أنا أقدر أنسي حاجه مودي عايزاها برده، وكمان سيبتلك فلوس زياده في الخزنه بتاعتك عشان لو احتاجتي حاجه.
- تبدلت ملامح مودة للضيق والحزن ونظرت للاسفل، فأمسك بطرف ذقنها ورفع رأسها عاليا عاقدا حاجبيه في تساؤل
جاسر: مالك يامودة؟! في حد مزعلك هنا. في حاجه مضيقاكي
مودة محركه رأسها بالسلب: لا. بس كنت عايزة أعرف ناوي تعمل أيه معايا بعد السنه دي، أنت عارف أن دي أخر سنه ليا
جاسر بثبات: القمر الصغير نفسه في أيه وأنا أنفذ.
مودة بأبتسامه واسعه: نفسي أدرس في جامعة كامبردج، او جامعة كاليفورنيا. وده طبعا بعد ما أقضي معاك أجازة حلوة كده
جاسر ممسدا على وجنتيها: بس كده؟ أنتي تؤمري يامودي، أكبر جامعه تدرسي فيها وهسفرك مكان ما أنتي عايزة
مودة واضعه رأسها على صدره: **** يخليك ليا
جاسر مربتا على رأسها بهدوء: ويخليكي ليا.
- تبادلا الكثير من ألوان الحديث، حتى مر الكثير من الوقت عليهم كلحظات قليله مرت كمرور الطيف سريعا. وذهب تاركا أياها بعد الكثير من الوعود بعودته مرة أخري.
( بعد مرور أيام عديدة ).
- في تمام الساعه الثالثه والنصف فجرا بمنزل أمجد. كان يقف أمام مرآته يرتدي سترته الواقيه من الرصاص، ثم أرتدي قميصه الرصاصي القاتم وبعد أن أدي فريضة صلاة الفجر. أمسك بهاتفه وقام بالاتصال بآسيل. حيث كانت تؤدي فريضتها هي الاخري وفزعت عندما وجدته يتصل بهذا الوقت فلم تتردد وضغطت على هاتفها للايجاب.
آسيل بلهفه: أمجد أنت كويس، في حاجه حصلت
أمجد بنبرة دافئه: أهدي بس، تقبل **** منك الاول.
آسيل: منا ومنك ياحبيبي. بس غريبه تتصل ف وقت زي ده
أمجد بتنهيدة: عندي طالعه دلوقتي، مأموريه مهمه وحبيت أسلم عليكي قبل ما أمشي.
آسيل بقلق: ترجع بألف سلامه ياحبيبي متقلقش، وأوعي تكون شايل المصحف من جيبك
أمجد براحه: لا مش شايله، من ساعه ما هديتيني بيه وهو مبيفارقنيش
آسيل: ان شاء **** ترجع سالم
أمجد بأبتسامه: **** ياسولي، يلا لا أله إلا ****
آسيل: محمدا **** **** ياميجو.
- أغلقت آسيل هاتفها وتركته جانبا، فرفعت يدها للسماء ودعت ربها أن يحفظه ويحميه لها، وخلعت لباس الصلاة عنها وحاولت النوم. لكنه فارق عينيها قلقا عليه فظلت جليسة فراشها مستكينه عليه، وبعد العديد من الساعات المتتاليه...
رؤؤف بقلق: مالك ياآسيل، أيه اللي مصحيكي بدري كده
آسيل بتوتر: أمجد عنده مأموريه، مش عارفه أنام لحد ما أطمن عليه
رؤؤف مربتا على كتفها: طيب متقلقيش، خير أن شااء ****.
آسيل رافعه رأسها للسماء: ياااارب
- في أثينا عاصمة اليونان، كان ثروث يجري محادثه تليفونه مع ليث والغضب يعتري أثناتاهم
ثروت بفارغ صبر: يوووووة، ليث أهدي أنا خسارتي أقوي من خسارتك ومع ذلك مش عامل زيك. أهدا بقولك ومش عايزين تصرفات طايشه مش محسوبه، أنا عارف ومقدر بس مش كله بالعنف، ياليث أسمع كلامي مرة وبلاش تتصرف من دماغك، ألووو الوووو
جوان بترقب: في أيه اللي حصل.
ثروث بضيق: كان في كمين معمول ومتهيألي واحد من رجالة ليث وقع
جوان بقلق: طب وليث كويس؟
ثروت: أه كويس، أنتي عارفه أنه مبيحضرش كل الكلام ده، رجالته هما اللي بيخلصوا كل حاجه
جوان بتوجس: طب أنا هأجل سفري مصر ولا أيه يابيبي
ثروت منفثا في سيجارة: لا مش هتأجلي أنتي هتلغي خالص حكايه السفر دي
جوان عاقده حاجبيها في ضيق: whhhhhhy
ثروت: ليث جاي أول الاسبوع هتسافري أنتي ليه
جوان وقد أنفرجت أساريرها: خلاص أوك.
ثروت مقتربا: فرحانه أوي ياجوي
جوان محاوطه عنقه بذراعيها: عادي يابيبي
ثروت بمكر: طب مااا ماتيجي اا ا...
جوان بدلع: هههههه أنت مش بتشبع أبدا
ثروت مقتربا من شفتيها بمكر: لا مش بشبع
- بعد مرور العديد من الساعات الغير قليلة، كور جاسر قبضته بقوة وضرب بها سطح مكتبه ليهتز وتسقط عنه بعض الاشياء الموضوعه أعلاه.
جاسر والشر يتطاير من عينيه والغضب يقفذ من نبراته: أناااااا، أنا جاسر الليث يتعمل معايا كده، ده أنا مش هخلي الدبان الازرق يعطر فيه
عيسي محاولا تهدئته: طب أهدي طيب، وبعدين الحمد *** أنك كنت عارف بخيانته
جاسر مضيقا عينيه كالصقر: آه كنت عارف، عجبتني لعبة اللف والدوران ورا بعض. بس و**** لأندمهم هما الاتنين
عيسي بتوجس وخيفه: ياجاسر. مش ثروت قالك متتصرفش من دماغك.
جاسر بنبرة عاليه: أنت أتخبطت ف عقلك يابني أدم، أنا مش بمشي بكلام حد وانت عارف كويس ده
عيسي: عارف ياليث، المصيبه أني عارفك كويس وعارف أنك مش هتسكت، بس كل اللي عايزينه تصبر حبتين الحكايه تنام شويه
جاسر بصوت جهوري خشن: أنا اللي هقرر أمتي وفين وأزاي
جاسر في نفسه بصوت الانتقام: هخليك عبره لكل واحد عايز بس يقف قصاد جاسر الليث.
- بعد أن ظل أمجد مغلقا هاتفه لعديد من الوقت، قام بتشغيله مرة أخري وهاتف آسيل بسرعه لكي يطمئنها على أحواله وما ألت أليه الامور
آسيل بلهفه: حبيبي طمني عليك
أمجد: أنا كويس ياسولي وراجع البيت أهو، بس طمنيني عنك أنتي
آسيل براحه: طب حمدالله ع سلامتك ياحبيبي
أمجد بتردد: **** يسلمك، لما أغير هدومي وأفوق كده عايزك ف موضوع
آسيل واضعه يدها ع فمها وهي تتثائب: طب قول ياحبيبي.
أمجد بضحك: هههههه لا أقول أيه، أنتي تجري ع السرير وتنامي قبل ما تنامي ع نفسك. شكلك منمتيش
من أمبارح
آسيل بأرهاق: مش مشكله أنا معاك أهوو، سمعاك
أمجد بأصرار: لا لا أنتي هتروحي تنامي وانا كمان هنام، وبكرة نتقابل واحكيلك اللي حصل وأقولك عايزك في أيه
آسيل بأستسلام: حااضر، كده كده مش ورايا حاجه ف المكتب النهارده هاخد ريست شويه
أمجد: طيب ياسولي، يلا روحي تصبحي على كل خير.
- تركت آسيل الهاتف من يدها جوارها على الفراش وغاصت بنوم عميق بعد ساعات من القلق والتوتر وقلة النوم، بينما لم يقل أمجد عنها أرهاقا وقرر أن يستريح هو الآخر.
- في فيلا السعيدي، ظل غاضبا بشدة يثور على كل من أمامه ويتوعدهم بالتهديدات أذ لم يأتوا له بخبر الليث عاجلا وليس أجلا، فلقد بات الخوف في قلبه، بعدما شعر أنه قد علم بتورطه في التبليغ عن هذه الشحنه المذيفه.
السعيدي بغضب وصوت ثائر: شحنة أدوات مدرسيه؟! طب أزاااااااي، ازاي ده حصل؟
صابر بقلق: وفتوح أتقبض عليه كمان. دي الحكايه طينت ع الاخر. و**** أعلم عرف أنك ورا الكمين اللي اتعمل ولا لأ
السعيدي ضاربا كف بكف: مش ممكن، حتت واد زي ده والشرطه متعرفش توقعه ولا حته عندهم علم بشكله، دي داخليه بنت #
صابر بتوتر: أنا لازم أمشي من هنا، قلبي مش مطمن
السعيدي ماسكا بياقته: ياعيل يا # أنت أصلا مش راجل أنت واحد جبان و...
- لم يكمل السعيدي كلمته حتى جاءه أجد رجاله لاهثا ملتقطا أنغاسه بصعوبه.
أحدي رجال السعيدي: ألحقنا ياباشا، رجالة بره هجموا علينا خلصوا على أتنين من الرجاله وبيقتلوا ف الباقي بره
السعيدي بذعر: أنت بتقول أيه؟!
الرجل: زي ما سمعت ياباشا لازم ننفد بجلدنا دول مش سايبين حد.
- ألتفت السعيدي لصابر ولكنه لم يجده ولم يجد باقي رجاله الذين كانوا حوله، فحاول الفرار هو الاخر بأتجاه الشرفه المؤديه لأكتر من مدخل من مداخل الفيلا ولكن أستوقفه أحاطة رجال كثيرين أشداء البنيه لكافة مداخل فيلته، فدلف للداخل مرة أخري لمحاولة أيجاد منفذ آخر ولكن الوقت قد نفذ، فلقد أقتحم رجال الليث قصره وحاصروه لكي لا يستطيع الهرب فوقف وسطهم مذعورا، وقد بلل العرق كل جزء بجسده، حتى لمح طيف الليث يدخل من بوابة فيلته بعد القضاء على كل الحرس الذين بها فأرتعش جسده خوفا مما سيحدث به.
دلف للداخل وهو ينفث في سيجاره الفاخر بشراهه وينظر إليه بعيون فارغه من الرحمه مضيقا عينيه في غضب، ثم أشار لأحدي رجاله الذي لبي رغبته وأحضر له كرسي ليجلس عليه قبالته. فجلس ووضع قدما فوق قدم، وأخذ ينفث في سيجاره وهو يري الرعب في عينيه، ثم ألقي ( عقب ) سيجارته أرضا وأردف قائلا.
جاسر بصوت أجش قوي: أنا جاسر الليث، لسه متخلقش اللي يقف قدامي ويعاندني. ولا أتخلق اللي يرفض تنفيذ أوامري.
السعيدي بتعلثم: اا آآ ا انا كنت...
جاسر مشيرا له بيده بحده: مسمحتلكش تتكلم وتقاطعني، أنت أختارت متتعاملش معايا، غور ف داهيه، أنما تقرفني وتعملي وجع ف دماغي لأ. يبقي محدش قالك الليث لما بيزعل يبقي عامل أزاي، وأنا ميزعلنيش قد الخيانه.
- نظر له عدة نظرات ناريه قاتله أرعبته في مكانه، ثم نهض عن كرسيه وقذفه بقدمه بقوه، وأولاه ظهره لثوان معدوده ثم ألتفت له مره واحدة وسحب سلاحه من خلف ظهره وصوبه نحوه. وقبل أطلاق النار عليه أردف قائلا
جاسر بنظرات تحمل الشر: باي باي يا سعيدي
السعيدي برجاء وتوسل: لا ياليث أرجوك لا. لاااااااااا
بوووووووووووووووووووم.
- أطلق جاسر رصاصته على رأسه بدون رحمه، فسقط أرضا جثه هامده خاليه من الروح. فنظر له بعدم أشفاق ومد سلاحه لأحد رجاله ليحمله عنه. ثم أنطلق للخارج وهو يشعل سيجاره.
جاسر بنبرة قويه عميقه: مش عايز أثر للبيت ده، يتفحم حالا
أحدي رجاله: حاضر ياباشا
جاسر بتوعد ونظرات مرعبه: ولسه الكلب اللي هرب، هندمه أشد الندم...
الجزء الرابع
- يمتلك جاسر جيشا من الرجال ذات البنيه القويه والعضلات المفتوله، تم أختيارهم بعنايه فائقه لتنفيذ أوامره كما ينبغي أن يكون.
وبعد أن أمرهم بحرق منزل السعيدي، أنصرف تاركا أياهم للتصرف وفقا لأوامره، فقام رجاله بأغراق المنزل بالمواد شديدة الأشتعال وأشعلوا به النار. حتى تعالي لهيبها وصعدت أدخنتها للسماء. وبعد أن تأكدو من أحتراق المنزل بالكامل بما يحويه أنصرفوا جميعا على وجه السرعه.
- أمسك جاسر هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات ثم ألقاه جانبا بعد أن تأكد من وضع ( سماعة البلوتوث ) على أذنيه وأنتظر رد المتصل به.
جاسر بصوت أجش عميق: أسمعني كويس، تقب وتغطس والاقيك جايبلي صابر ده النهارده. قبل نص الليل يكون عندي
- ثم أغلق المكالمه دون أنتظار أي رد محدثا نفسه: قررت أحققلك أخر حلم ليك ياصابر، وهخليك تشوفني.
- لم يكن صابر قد أبتعد كثيرا عن منزل السعيدي، حيث أنه كان بمنطقه نائيه خاليه من وسائل الموصلات ونادرا ما تمر أي وسيله هناك، فأستطاع رجال الليث ( جاسر ) الوصول أليه بسهوله وأحضروه عنوه عنه. فقادوه لأحدي الفيلال المحاطه بأرض زراعيه ( مزرعه )، كان الظلام دامس وأسدل الليل خيوطه على أجواء المكان مما يجعل المشهد الخارجي للمزرعه مخيفا شيئا ما. وما أن رأي صابر ذلك المكان المخيف والمظلم حتى أرتعدت أوصاله أكثر وأكثر. فكانت حواسه ترتعش وعرقه يتصبب منه بغزاره، حتى وصلوا به لداخل ذلك الصرح الكبير والفخم ( الفيلا ) الخاصه بالليث. وداخل غرفه ضوئها خافت كان يجلس جاسر على أحدي الكراسي التي تتميز بخاصيه التأرجح غكان يميل به أماما وخلفا بهدوء حتى شعر بوجوده فتوقف عن تحريك مقعده وهتف بنبره قويه عميقه.
جاسر بصوت قوي أجش: سيبوه
- دفعه الرجال ليسقط أرضا يأخذ أنفاسه بصعوبه فأردف جاسر قائلا
جاسر بصوت خشن للغايه: سمعت أنك عايز تشوفني، فقررت محرمكش من أخر أمنيه ليك قبل ما يفتكرك عزرائيل
صابر بذعر ونبرات متقطعه: هه ه هو أنا أطول شرف شوفتك ياباشا
جاسر بحده: كويس أنك عارف أنه شرف. وشرف كبير عليك قووي.
- نهض جاسر من مكانه وأتجه أليه بخطوات بطيئه حتى أتضحت لصابر الرؤيه. فرأي في عينيه الشبيهه بالصقر الشر الدفين والنيه الغير صالحه له فأرتعد أكثر وأكثر وحاول الوقوف على قدميه المرتعشه أمامه حتى أصبح في قبالته فأكتشف فارق الطول والجسم بينهما فنظر للاسفل هاتفا
صابر بخوف: اا ا انا انا كنت هقولك يا باشا و...
جاسر بنبره عاليه: أخرس، أنا مكرهش في حياتي قد الخيانه. رجالتي مش محرومين من حاجه عشان يروحوا يدورا على الفلوس بره. أيه اللي ناقصك عشان تتصرف من ورايا
صابر مبتلعا ريقه بصعوبه: اا انا غصب عني و و...
جاسر بغيظ وصوت مرتفع: ليه ياروح أمك، كان مخدرك ولا ضاربك على دماغك
صابر بخطوات مذعورة للوراء: لل لا مش قصدي ياا باشا بس اانا...
- قبض جاسر قبضته بحده وضرب بها وجهه بقوة حتى كاد يسقط للوراء ولكن أمسكه من رقبته بقوة قبل أن يسقط وجذبه أليه. هتف في أذنيه بنبره عميقه قائلا.
جاسر بصوت قوي متسائلا: نفسك في حاجه قبل ما تقابل وجه كريم؟
صابر بذعر مختنقا: اا ااه اا ساامحني يي ياباشا وو و اااه
جاسر يجز على أسنانه بقوة قائلا: أنا مش ****، والليث مبيسامحش في الخيانه ياصابر. باي باي ياصابر.
- قبص على قصبته الهوائيه بقوة شديده للغايه بينما لم يستطيع مقاومته أطلاقا. حتى تم كسر قصبته الهوائيه وسالت الدماء من فمه، فدفعه بقوه للوراء ليسقط أرضا جثه هامده تركتها الروح صاعده للسماء
جاسر عاقدا حاجبيه وقابضا على شفتيه: خدوه من قدامي
أحد رجاله: أوامرك ياباشا
جاسر موليهم ظهره: مش عايز ليه أثر على وش الارض، وخلي اي حد ينظف دمه القذر والنجس ده من على الارض
أحدي رجاله: أوامر معاليك ياباشا.
- ألتقط الستره الخاصه به ومر بجواره ناظرا أليه بحده: **** يرحمه، كان أزبل رجالتي.
- ثم أنطلق للخارج مرة أخري تاركا رجاله لهم كل التصريف، وأستقل سيارته منطلقا بها سريعا لقصره. وبعد أن عبر من بوابه ذلك القصر الكبير ترك سيارته بالممر المزدان من جوانبه بالجرانيت الفاخر، ودلف خارجها متجها لغرفة كلبه الخاص ( روكس ) ونظر أليه من الخارج بهدوء حتى وجده مستكينا للغايه فتنفس الصعداء وتوجه لداخل قصره، وعندما رأته خادمته الوفيه كاثرين هتفت قائله.
كاثرين: سيدي! هل أعد لك وجبه غذائيه شهيه بعد يوم طويل من العمل؟
جاسر بتفكير: لا، مش لازم أعمليلي قهوة ودخليهالي المكتب
كاثرين محركه رأسها: أوامرك سيدي، السيد عيسي ينتظرك بالداخل
جاسر قاطبا جبينه: عارف، روحي أنتي وهاتيلي القهوة بتاعتي
كاثرين: اوامرك
- دلف جاسر لداخل مكتبه فوجد عيسي يجلس على الاريكه بأريحيه ومستندا برأسه على مرفقه فنظر له شذرا وتوجهه لمقعد المكتب الخشبي الخاص به هاتفا.
جاسر بتهكم: صباح الخير، لا لا خليك نايم ياراجل ملهوش لزوم تتعب نفسك وتقوم
عيسي بضيق: بطل تريقه بس وحيات أبوك
جاسر بعصبيه مفرطه: أيه وحيات أبوك دي، قولتلك مليون مرة ملكش دعوة بأبويا
عيسي بثبات: خلاص خلاص ياعم، أهدي شويه مكنتش كلمه
جاسر جالسا بغضب: اتفضل أقعد
عيسي جالسا: عايز أعرف أيه الادوات المدرسيه اللي أنت جايبها دي، أنت ناوي تفتح مدرسه ولا حاجه.
جاسر مستندا على ظهر كرسيه: أنت ناسي ان فعلا عندنا طلبية شحن أدوات مدرسيه
عيسي بتهكم: لا مش ناسي، بس الكميه اللي أنت جايبها أكتر بكتيرررر من اللي مطلوبه مننا
جاسر بعدم أهتمام: ماانا عارف
عيسي رافعا حاجبيه: أمال فين الشغل الاصلي بتاعنا!
- دلفت كاثرين في هذه اللحظه حاملة بيدها فنجان من القهوة المصنوعه خصيصا له، ثم وضعتها على سطح المكتب وأنصرفت سريعا.
عيسي ناظرا لكاثرين بعد خروجها: أنت بتثق في البت دي قوي ليه؟
جاسر ممسكا بقلمه الذهبي: دي أوفي منك أنت شخصيا، هديه من ثروت اللي أنت روحت قولتله على اللي ناوي أعمله في السعيدي
عيسي محدقا: أنت عرفت دي كمان!؟ عموما هو سألني وأنا مقدرتش أخبي عليه. ده برده البوص
جاسر بحده: عليك مش عليا، أديك قولتله عرف يمنعني؟
عيسي قابضا على شفتيه: لا، بس أنت عملت أيه معاه
جاسر مضيقا عينيه: فحمته.
عيسي محملقا عينيه: فف ف فحمته!
جاسر لاويا شفتيه: أقل حاجه تتعمل معاه، قوم معايا.
- نهض جاسر من مكانه وتوجه لخارج المكتب وتبعه عيسي وسط تساؤلات كثيره منه عما يحدث ولكنه لم يوليه أهتمام وصار في طريقه حتى وصل لمكان لم يراه من قبل. يشبه القبو تحت الارض، هبطا للاسفل عبر سلم رخامي ضيق حتى وصلا لغرفه بابها من الحديد، فأمسك جاسر بمفتاح القفل الكبير وقام بفتح الباب والضغط على زر الاضاءة لتشغيله. ثم دلف للداخل وتبعه عيسي وسط ذهوله من ذلك المكان الذي لا يعرفه رغم عمله لسنوات طويله معه.
عيسي بذهول: أيه المكان ده عملته أمتي!
جاسر بعدم أهتمام: بقاله كتير
عيسي مضيقا عينيه بضيق: وازاي متقوليش عليه!
جاسر رافعا عينيه: مين قالك أنك تعرف عني كل حاجه؟
عيسي محدقا: يعني كمان في حجات تانيه معرفهاش
جاسر موليه ظهره وعلى وجهه ابتسامه خبيثه: هتشوف بعينك دلوقتي.
- أقترب جاسر من أحدي الصناديق الكرتونيه وسحبه واضعا أياه على الطاوله وبدء في نزع الورق الملصق عنه ( سلوتب ) حتى كشف عن كثير من العلب الصغيرة التي تحمل أقلاما خشبيه ( أقلام رصاص )وأمسك بأحدهم وقام بالضغط عليه من المنتصف حتى كسره، فتناثرت منه بعض السموم البيضاء ( هيروين ) فحملق عيسي عينيه وضرب على رأسه عدة ضربات لتلك الافكار الخبيثه والماكره التي لن تخطر على عقل بشر.
عيسي بذهول: يخرب بيتك أنت أزاي دماغك كده
جاسر مبتسما بمكر: انا جاسر الليث، عيب أوي لما تشك في دماغي
عيسي محدقا: مش قادر أصدق بجد، بس أزاي ده ثروت كان هيتجنن وميعرفش فين البضاعه
جاسر تاركا الاقلام من يده: ومين قالك أن ثروت يعرف، ثروت اللي ليه عندي شغله يخلص وفلوسه توصله اي تفاصيل تانيه ميعرفهاش
عيسي بنبره حاقده: عشان كده محدش عارف ولا هيعرف ياخد مكانك.
جاسر بقهقهه عاليه: ههههههاهاااهاااا أسم الليث متحطش جمب أسمي من فراغ، المهم ان العمليه تمت والطلبات هتتوزع والداخليه هتولع للمره المليون
عيسي غامزا: أيوة ياحارقهم.
- صباح يوم جديده أشرقت شمسه الذهبيه على غرفتها، حتى تداعب تلك الخيوط الصفراء وجهها الاملس الناعم لتوقظها بحيويه ونشاط، ودلفت للخارج بعد أن بللت وجهها بقطرات المياه البارده وأرتدت ملابسها المكونه من تنورة كلاسيكيه من اللون الاسود تصل لبعد ركبتها. ومن الاعلي كنزة قصيرة تصل أكمامها لمنتصف عضضها، من اللون البرتقالي الزاهي.
أسيل باابتسامه: صباح الخير ياأستاذي.
رؤؤف ممسكا بحقيبته الجلديه: صباح الخير ياحبيبتي، عامله أيه؟
أسيل: الحمد *** يابابا
رؤؤف مضيقا عينيه: خلاص قررتي تسيبي المكتب؟
آسيل بفرحه: معلش بقي يابابا، أنا نقلت كل ملفات القضايا اللي شغاله فيها أمبارح لمكتبي، وبلغت العملاء بده. وباقي القضايا طبعا تبع حضرتك
رؤؤف مبتسما: **** يوفقك يالولو، ولو أحتاجتي أي حاجه قوليلي ومتتردديش
آسيل: حاضر ياأستاذي العزيز
رؤؤف مربتا على كتفها: عرفتي تجيبي سكرتيرة بقي.
آسيل محركه رأسها: أه، أتفقت مع بنت هاتيجي تستلم الشغل من بكره
لميا آتيه من الداخل: يلا يالولي ياحبيبتي، حضرتلك الفطار عشان تروحي شغلك وأنتي نشيطه كده ومصحصحه
آسيل باابتسامه واسعه: حبيبتي ياماما أنا فعلا هموت من الجوع
لميا عاقده حاجبيها: بعد الشر ياحبيبتي متقوليش كده، يلا اقعدي افطري عشان بابا سبقك
آسيل بشهيه مفتوحه: اه ماانا هفطر أكييييييد.
- أستيقظ أمجد من نومه بتثاقل وبعد أن أغتسل وأرتدي ملابسه، توجه حيث المكتب الجديد الذي لحبيبته آسيل لكي يشاركها فرحتها ببدء عملها المستقل بها.
آسيل بفرحه ناظرة لكل أركان المكتب: أنا مش مصدقه نفسي بجد أخيررررا فتحت المكتب بتاعي اوووو
أمجد باأبتسامه: الف مبروك ياسولي عايزك تشدي حيلك بقي وأنا هعملك دعايه أييييه هضبطك
آسيل بأابتسامه: أيوة بقي، حبيبي ياميجو.
أمجد مشيرا بيده: بس أيه التابلوه ( الصورة )الغريبه دي
أسيل ناظره للصورة: مش عارفه ليه لفتت نظري وشدتني، روحت جايباها
( كانت الصورة عبارة عن حيوان الذئب واقفا بشموخ وعزة، متربصا لأحدي فرائسه )
أمجد بتفكير: تحسيها غامضه شويه
آسيل مضيقه عينيها: سيبك من الصورة، المهم أيه اللي حصل في المأموريه وأيه اللي عايزني فيه.
أمجد جالسا على أحدي المقاعد المقابله للمكتب الخشبي الماهوجني: طب تعالي أقعدي على مكتبك، عايز أكلمك وأنتي قدامي
- أقتربت آسيل بخطوات واثقه نحو مقعدها الجلدي وجلست عليه وأرتدت نظارتها الخاصه بالقراءة ونظرت له بمرح من أسفل نظارتها.
آسيل بمزاح: أتفضل أتكلم وكلي آذان صاغيه
أمجد بأبتسامه خفيفه: بصي ياستي. العمليه من الاخر طلعت على فشوش
آسيل محدقه: أييييه!؟ تااني
أمجد بخيبة أمل: أه.
آسيل نازعه نظارتها: طب ايه اللي حصل!
أمجد بسخريه: عم الاسد ملهوش أثر، لما روحنا نشوف أيه الحكايه بناء على البلاغ اللي متقدم لقينا أدوات مدرسيه واقلام ومساطر واساتيك، موسم الدراسه بقي كل سنه وأنتي طيبه
آسيل محدقه: موسم دراسة أيه؟ دي السنه الدراسيه قربت تخلص
أمجد: دي مش قضيتي، المهم أن مكانش في أي مخالفات ولا في البضايع اللي جايه ولا في التصاريح ولا أي حاجه، كله في السليم.
- أصدر هاتف أمجد عدة رنات معلنا عن أتصال ما فضغط عليه للرد
أمجد بتأفف: أيوة يا مجدي، موجوده أهو أيه اللي حصل، بتقول أيه، ههههههههه هههههههههه، بضحك على خيبتنا، طبعا خيبه ووكسه كمان الحكايه عماله تتعقد ومش عارفين نوصل لخيط واحد حتي، طيب ياعم أقفل وأنا هجيلك على الادارة
أسيل بتساؤل: في أيه؟
أمجد بسخريه: ههههههههههههههه فيلا السعيدي رجل الاعمال اللي على أول الطريق الصحراوي هههههه أتحرقت هههههههه بيه هو ورجالته ههههههه
آسيل محدقه: ايه! طب ليه كده
أمجد: قدرنا نوصل مؤخرا للبلاغ اللي جالنا بخصوص عملية الليث وعرفنا أن مصدرها هو الموقع اللي فيه فيلا السعيدي، لما راحت قوة تستكشف المكان لقيته أتحرق، وده معناه أن الليث عارف حتى تحركاتنا. الموضوع بقي خطر ياسولي.
آسيل بتفكير: طب و، والراجل اللي أتقبض عليه ده، ازاي أتقبض عليه طالما مفيش حاجه غلط
أمجد محدقا وكأنه تذكر شيئا: أبو الفتوح! تصدقي كنت ناسي خالص حكاية الراجل ده. ده بقي حكايته حكاااايه وهو ده الموضوع اللي عايزك فيه
أسيل مضيقه عينيها: موضوع أيه؟ وأيه علاقتي بحاجه زي دي
أمجد باأبتسامه واسعه: أنا هقولك...
الجزء الخامس.
- مر يومان ليس بهم ما يذكر على أبطالنا، أستيقظ جاسر مبكرا للغايه بفعل ذلك الحلم الذي يراوده فنهض عن فراشه بحده وأمسك بمزهريه الورود وألقاها على المرآه وهو يصرخ بصوت مرتفع لتسقط قطعا صغيره. فصعدت كاثرين مهروله أليه بسرعه بفعل أصواته
جاسر بصوت مرتفع وعصبيه مفرطه: أنا جيبت أخري خلاص وزهقت يوووووووووووه
كاثرين مطرقه على باب الغرفه: سيدي! هل أنت بخير؟
جاسر بحده: أمشي من هنا مش عايز أشوف حد، أطلعي.
كاثرين مرتعده: أا اأوامرك ياسيدي.
- ألقي بجسده على الاريكه المريحه وأستند برأسه على مرفقه يفكر فيما يفعله بذلك الكابوس الذي يطارده كحيوان شرس ويرفض تركه حتى تحت سلطة المهدئات، فتنهد بحرارة ونهض من مكانه متجها للشرفه الخاصه به. وقف مستندا على الدرابزون الرخامي المزدان بالجرانيت الاحمر والاخضر القاتم مما يعطيه شكلا مبهجا للغايه. ظل ينظر حوله بتفكير وعيون مترقبه حتى ضيق عينيه وكأن فكره جديدة شيطانيه خطرت بباله، فدلف لغرفته وأتجه لخزانة ملابسه وأنتقي منها تي شيرت من اللون الاسود الكاحل ذات الخامه الناعمة والملساء التي تلتصق بالجسم لتبرز تفاصيله وعلى صدره منقوش كلمات أنجليزيه بالابيض. وبنطال من اللون الابيض ذات الخيوط السوداء الرفيعه والذي يصل لبعد ركبتيه، ثم مشط خصلات شعره الاسود والغزير ووضع عطره المميز والجذاب بغزاره. وألقي نظره أخيره على أنعكاسه في المرآه ودلف للخارج هابطا أسفل القصر.
جاسر هاتفا بصوت عميق: كاثرين، كااااثرين
كاثرين أتيه من الداخل: أوامرك سيدي؟
جاسر بعدم أهتمام: أجهزي عشان مسافرين بعد ساعتين
كاثرين محدقه عينيها: ماذا!؟ وو ولكن الوقت ضيق للغايه وو و...
جاسر رافعا أحدي حاجبيه: أنا أديت أمر، شكله كده مكنش واضح ليكي وعايزاني أكرره تاني. أوكي روحي أجهزي عشان مسافرين بعد ساعتين وجهزي روكس ومتنسيش الأكل بتاعه عشان مسافر معانا.
كاثرين قابضه على شفتيها بأاستسلام: أوامرك، كم ستستغرق الرحله حتى أعد الحقيبه الخاصه بك؟
جاسر موليها ظهره ومتجها للمكتب: يومين أو تلاته بالكتير قوي
كاثرين محركه رأسها بالايجاب: أوامرك سيدي. أستأذنك بالانصراف
جاسر: ...
- داخل أدراة مكافحة المخدرات، جلست آسيل قبالة أمجد على مكتبه الخشبي. منتظره قدوم أبو الفتوح إليها حتى طرق العسكري باب المكتب ليعلن عن وصوله. فسمح له بالدخول وأجلسه أمام آسيل. أخذت آسيل تتفحص وجهه ومعالم الخوف الباديه عليه حتى شعرت بالاشفاق عليه، ولكنها كبحت أنفعالاتها لممارسه مهنتها القانونيه بموضوعيه دون أنحيازيه. فأنتصبت في جلستها وأشارت برأسها لأمجد لكي يتركهم منفردين حتى أستسلم لرغبتها.
أمجد بنبرة جديه: طيب ياأستاذه، أنا هاسيبك مع المتهم وهرجعلكوا بعد شويه
آسيل بثبات: أتفضل ياسيادة الرائد
- دلف للخارج فوجهت نظرها بأابتسامتها العذبه إليه وأردفت قائله
آسيل بنبره مريحه: أزيك ياعم أبو الفتوح؟
أبو الفتوح بتردد: الحمد ***. ف في نعمه
آسيل: **** دايما. سمعت أن عندك أولاد؟
أبو الفتوح منتفضا من مكانه: هو ليث باشا عمل حاجه للعيال ولا أيه، أرجوكي متخبيش عني وتقوليلي عملهم أيه؟
آسيل رافعه حاجبيها: أهدا ياعم أبو الفتوح، العيال كويسين. أنا بس بسألك عليهم
أبو الفتوح جالسا بأرتياح وتنهيدة قويه: الحمد *** ****
آسيل بتوجس: إلا قولي ياعم أبو الفتوح. مين الليث ده
أبو الفتوح محدقا: لل ليث. مين ليث ده؟
آسيل مضيقه عينيها: اللي أنت لسه قايل أسمه حالا
أبو الفتوح بتعلثم: اا ا انا معرفش حد بب ب بالاسم ده.
آسيل ممسكه بكوب المياه البارده: أتفضل ياعم أبو الفتوح. أكيد عطشان والحجز مفيهوش ميا ساقعه
- ألتقط أبو الفتوح كوب المياه بلهفه وأرتشفه سريعا كأنه لم يذق طعم المياه من فتره طويله. ثم مسح فمه بذراع قميصه وتركه على سطح المكتب
آسيل بنبره رخيمه: أنا اتعينت من النيابه عشان أتابع قضيتك ولقيتها سهله قووي، ده انا كمان لقيت ثغرات كتير جدا هتخليني أخرجك من غير كفاله حتي.
أبو الفتوح وقد أنفرجت أساريره: بجد ياست هانم؟
آسيل بخبث: طبعااا، بس محتاجه منك تساعدني وتعرفني كل حاجه أنا برده محط أسرارك ومش عايزاك تخاف من أي حاجه
آسيل بهدوء ممزوج بالتفكير: مش عايزاك تفكر كتير، جربني ومش هتخسر
أبو الفتوح قابضا على عينيه: عايزه تعرفي أيه ياأستاذه!؟
آسيل بأابتسامه واسعه: كل حاجه تعرفها، كل حاجه ياعم أبو الفتوح
أبو الفتوح محركا رأسه: أنا هحكيلك اللي أعرفه. بس تصدقيني...
- سرد أبو الفتوح على مسامع آسيل الكثير من المعلومات التي هو على علم بها فأحتفظت بكل ما قصه عليها بذاكرتها وحفرته بها حتى لا يذهب عن مخيلتها.
- بعد أن أعدت كاثرين لتلك الرحله السريعه هبطت للاسفل وبحوزتها الحقيبه الصغيره الخاصه بجاسر، كما أهتمت بوضع طعام روكس في أحد الحقائب الخاصه بالطعام. وبعد أرتدائها ملابسها أبلغت سيدها أنها على أتم الاستعداد للسفر، فأصطحبها جاسر وبحوزتهم الكلب الخاص به وتوجه لمدينه الاسكندريه. حيث يرقد ( اليخت ) الخاص به وصعد على متن اليخت وراءه روكس وكاثرين، وأشار للسائق للبدء بالرحله التي كانت وجهتها لعاصمة تركيا ( أسطنبول )، فلبي السائق رغبته وتوجه به وسط أمواج البحر الزرقاء و المتعاليه إلى حيث يرغب.
( في أحدي الكافيهات الراقيه. جلس أمجد بصحبة
آسيل للتعرف منها على ما توصلت أليه كما أتفقا سويا )
أمجد مرتشفا بعض قطرات المشروب الساخن: أزاي الكلام ده؟ معقول حتى رجالته ميعرفوش شكله
آسيل واضعه كوب العصير البارد على الطاوله: ليك حق تستغرب، أنا نفسي مش مصدقه اللي سمعته
أمجد مضيقا عينيه بتفكير: طب والعمل، ده حتى الموزعين مش عارفينهم. ده حريص جداااا مش ممكن، معقول مش قادرين نمسك غلطه واحده.

آسيل حاككه رأسها: بقولك أيه. أيه حكاية شركة النور دي؟!
أمجد عاقدا حاجبيه: دي الشركه اللي تابع ليها شحنة الادوات المدرسيه. بس ملهاش علاقه ولا بدخول الشحنه ولا أي حاجه بمعني أصح وكلت عمليه الشحن والتفريغ لشركة كبيرة من شركات الشحن. وكل اللي عليها انها تستلم طلبيتها وتدفع قدامها فلوس.
آسيل رافعه أحدي حاجبيها: أهاا، طب أنت ناوي تعمل أيه دلوقتي؟
أمجد بضيق: كنت حاطط أمل على الراجل ده وطلع ميعرفش إلا القليل قوي
آسيل لاويا شفتيها: ما انت كمان بتهزر ياأمجد، رايح تجيب راجل لسه جديد عنده ودي أول عمليه يطلعها يدوب كل اللي قاله معاد العمليه وأكد أنها شحنه مشبوهه وطبعا الكلام ده نبله ونشرب ميته ومفيش عليه دليل
أمجد بجديه: أسيل. أنا مبهزرش أنتي عارفه أشمعنا الراجل ده بالذات اللي جيبته
#flash back.
- عند وصول الشحنه المطلوب ضبطها للميناء على شط عروس البحر المتوسط قام طاقم الضباط التابعين لأمجد وتحت أمرته بالهجوم على السفينه المحمله بتلك البضائع لتفتيشها وعندها.
أمجد ممسكا بسلاحه ومصوبه نحوهم: كله يثبت في مكانه، كل البضاعه دي تتفتش يابني
صابر برعب: في أيه بس ياباشا. التراخيص سليمه وعهد ****
مجدي ممسكا بأحدي الصناديق الكرتونيه: بص ياأمجد الصندوق ده شوف كده فيه أيه.
-نزع أمجد الشريط اللاصق عن الصندوق حتى وجد
الكثير من العلب الصغيرة فهتف قائلا
أمجد بصوت أجش: أيه كل العلب دي يابني
أبو الفتوح رافعا يده للاعلي بذعر ويكاد قلبه ان يسقط من مكانه خوفا: و**** ياسعات الباشا ما حجاتنا دي حجات الل...
صابر بحده: أبووو الفتوووح جري أيه أنت هتخرف من السهر ولا أيه
أمجد بعصبيه مفرطه: أخرس ياجدع أنت، ما تسيبه يقول اللي هو عايزه أنت مال أهلك، كمل يافتوح.
أبو الفتوح بتردد وتعلثم: قصدي يعني أن شغلنا سليم السليم مفيهوش حاجه
أمجد قابضا على شفتيه بغضب: أنت هتشتغلني ياراجل أنت، ولا فاكرني باخد على قفايا
مجدي مشدوها ومحدقا بعينيه: ااا أمجد، دي أقلام رصاص
أمجد فاغرا شفتيه: أيييييه! أزاي الكلام ده؟
صابر بأرتياح: مش قولتلك ياباشا كله سليم. دي شحنة أدوات مدرسيه سعتك
مجدي قاطبا جبينه: ولما هي شحنه أدوات مدرسيه، مالكوا كده كأنكوا عاملين عامله.
أمجد بعد أرتياح: أنت ياعسكري. هات الراجل ده
أبو الفتوح بذعر: اا انا انا ليه ياباشا ما الشغل طلع سليم أهو
أمجد مضيقا عينيه بغضب: أيه يافتوح خايف من أيه ياجدع، ده أحنا هندردش شويه مع بعض بس في القاهرة مش هنا، هاتوا يابني
أبو الفتوح هاتفا: ألحقني ياصابر أعمل حاجه
صابر مهرولا: أستني بس ياباشا، هو عمل ايه بس أسمعني.
- لم يهتم أمجد بهتافتهم وتوسلاتهم بل صار في طريقه وجواره طاقم العمل التابع له ومعهم أبو الفتوح الذي أثار شكوك أمجد ضده، فلولا ذلك الذي يدعي صابر لكان أعترف بكل شئ بسهوله ودون عناء.
#back
آسيل بتنهيده: عموما ده اللي حصل. وبعدين الحمد *** **** ستر والراجل مش فاهم في القانون ودخلت عليه حكايه أن النيابه هي اللي وكلتني ليه.
أمجد لاويا شفتيه: هعمل أيه ياآسيل يعني مكنش قدامي غير كده عشان يتكلم، أنا عارف أن ليكي كاريزما خاصه وطريقه معينه بتتعاملي بيها في شغلك مع النوع ده وكنت متأكد أنه هيتكلم معاكي
آسيل مشيره بيدها: المهم أنت لازم تفرج عن الراجل ده عشان حبسه غير قانوني بالمره. مفيش ضده أي تهم
أمجد محركا رأسه: أن شاء ****. المهم يلا نمشي
آسيل ملتقطه حقيبتها: يلا ياميجو.
- وصل جاسر للأراضي التركيه بعد العديد من الساعات. ومنها أستقل طائرته الخاصه متجها بها لأثينا عاصمة اليونان. مر الوقت عليه سريعا وسط شروده وتفكيره في الغد، فأن دوران رجال الشرطه حوله كل تلك السنوات ليس من فراغ. بل أنه يقضي أغلب وقته للتفكير والتخطيط لتفادي أي أخطاء.
- وعلى الأراضي اليونانيه كان ثروت من منتظرا قدومه على أحر من الجمر، وكانت جوان بأنتظاره بلهفه أكثر وأكثر. وما أن وصل حتى وجدهم بأنتظاره بلهفه. فضمه ثروت لصدره بقوه وربت على ظهره بحده قائلا
ثروت بنبره ثابته: أهلا ياليث، وحشتنا
جاسر باأبتسامه خفيفه لم تصل لعينيه: وانتوا كمان، وحشتوني
جوان محتضناه بقوه دون أهتمام بأي شئ أخر: روس واحشني موووت موت
جاسر نازعا يدها من حوله بهدوء: وانتي كمان وحشتيني ياجوان.
جوان عاقده حاجبيها: مش باين
ثروت بجديه: سيبك منها ياليث دي بتدلع، تعالي أركب معايا يلا
جوان ممسكه بذراعه الصلبه: لا لا جاسر هيركب معايا أنا
جاسر بهدوء ونبره عميقه: أنا هركب مع ثروت، كاثرين هاتي روكس وأركبي مع جوان في عربيتها
جوان محدقه بذعر: Noooo الكلب ده ميركبش عربيتي أبدا
جاسر بقهقهه عاليه: ههههاهههاههها خلاص هاخده معايا، وانتي معاكي كاثرين
جوان بنبرة خافته متعجرفه: كاثرين! Okey.
- أنطلق جيش السيارات التابع لثروت خلفه والذي حضر خصيصا لاستقبال جاسر، بينما ظلت جوان تتأفأف طوال الطريق على اصطحابها على تلك الخادمه الوضيعه من وجهتها. حتى وصلا لقصر ثروت الفخم، والذي كان على الطراز اليوناني الاصيل والفاخر. تحفه فنية بحق فنان من أبدعها ورسم تفاصيلها، دلفا للخارج بعد أن فتح لهم بوابة القصر الكبيرة رجال ثروت الاشداء البنيه كما فتحا لهما أبواب السيارات ليدلفا خارجها متجهين لداخل القصر.
ثروت بنبره رخيمه هادئه: أدخل ياليث
جاسر دالفا للداخل موجها نظره لما حوله: بقالي كتير مجيتش أثينا
ثروت بثبات: حوالي سنتين بالضبط
جاسر بقهقهه عاليه: هههههاهههاااههههاا أنت حاسبها ياثروت
ثروت: طبعا، جوان هاتيلي drink أنا وليث في الفراندا
جوان بتمايل: okey يابيبي
جاسر ممسدا على فراء كلبه: كاثرين. خدي روكس وأكليه كويس وبعدين تبقي تستريحي في الاوضه بتاعتك انتي عارفاها طبعا.
كاثرين مومأه رأسها بالايجاب: أوامرك سيدي. أستأذنك
جاسر مشيرا بيده: ...
ثروت: كويسه كاثرين؟!
جاسر مشعلا سيجاره: دي أفضل هديه أنت جيبتهالي ياثروت
ثروت بأابتسامه من زاوية فمه: دي حاجه تفرحني، عشان تعرف أن ثروت مش بيختار وخلاص
جاسر بتهكم: أكيد
ثروت مضيقا عينيه: البضاعه فين ياليث!؟
جاسر منفثا في سيجاره: الفلوس هتتحول لحسابك أخر الأسبوع
ثروت بترقب: يعني أيه! البضاعه وصلت؟
جاسر بنظرات غير مباليه: من زمان. وأتوزعت كمان
ثروت مقهقها بفرحه: هههاههههاااهاااا كنت متأكد أنك قدها
جوان ممسكه بكؤؤس الخمر: ضحكوني معاكوا
ثروت مشيرا بيده: تعالي تعالي، البضاعه وصلت وكمان أتوزعت
- جلست جوان على ذراع الكرسي العريض الذي يجلس عليه جاسر وتمايلت عليه حيث مدت يدها بكأس الخمر الخاص به فتناوله منها بفتور.
جوان باأبتسامه خبيثه: جاسر قدها وقدود.
جاسر ناظرا بزاويه عينيه وهامسا بخفوت: عايزه أيه ياجوي؟ ما تهدي شويه ده ثروت قاعد
جوان بلهفه: وحشتني ياجاسر
جاسر بحده: طب ياريت تسكتي شويه
ثروت متصنعا عدم الاهتمام: تحب تتغدا الاول ولا تستريح من الطريق وبعدين نتكلم
جوان جازبه جاسر من ذراعيه: لا هيستريح الأول، أنا هوصله أوضته يابيبي
ثروت ببرود: ماشي ياجوان.
- أستسلم جاسر لجذبها له وصعد معها للأعلي حيث الغرفه التي تم تجهيزها لأقامته بها. ثم دلفت به للداخل وأغلقت الباب. فأولاها ظهره قائلا.
جاسر: شكرا على تعبك ياجوان. تقدري تتفضلي
جوان محتضناه من ظهره: وحشتني مووووت ياجاسر، طمني عنك وعن أحوالك
جاسر ملتفتا بهدوء بعد التخلص من قبضتها: أنا كويس
جوان بنظرات مغريه: هو أنا موحشتكش زي ما وحشتني؟
جاسر مبتسما من زواية فمه: لا، لا وحشتيني
جوان بتنهيده: خضيتني ياليث.
جاسر بثبات: سلامتك من الخضه
جوان مداعبه صدره بأناملها: طط طب مش هتاخدني معاك مصر
جاسر مقتربا بخبث: لا، خليكي هنا ما ثروت، البيبي بتاعك
جوان ملامسه جبهته بأنفاسها: لا عايزاك أنت، وأنت عارف أن...
- لم تستكمل جوان كلمتها حتى ألجمها بقبلاته الشرهه، حيث أطلق العنان لقبلاته لكي تكبح كلماتها على أطراف لسانها فأستسلمت له بسرعه، بل الأحري انها بادلته شوقها الحار له. وقضيا ليلتهم سويا وسط خيوط الليل المنسدله على القصر.
- بعد أن قام أمجد بتوصيل آسيل لمنزلها كانت تجري بخواطرها بعض الأفكار، فلقد ملأ الشغف قلبها وعقلها للتعرف على الكثير عن تلك القضيه التي تمثل معضله للداخليه بأكملها. فقررت التصرف دون الرجوع لأمجد فأنه بالفعل سيرفض تدخلها بأي شكل.
- قامت بالتوجه لمقر شركة النور للاستيراد والتصدير وطلبت لقاء المسؤل عن الشركه بسرعه ولأمر طارئ، فلبي لها رغبتها بعد أنتظارها لعديد من الوقت. ودلفت لداخل مكتب المسؤل ( المدير الفعلي ) للشركه والذي أستقبلها أستقبالا يليق بها. ثم جلسا يتبادلون ألوان الحديث
آسيل مضيقه عينيها: طب أيه اللي يخليك تلجأ لشركات تانيه وتدفع فلوس وتخسر أكتر.
لطيف: ياأستاذه الموضوع مش سهل، وتراخيص ومينا وسفر ووجع قلب، وانا زي ماانتي شايفه كبرت ومش هقدر على اللف والدوران
آسيل باأبتسامه عذبه: **** يديك طول العمر ياحج
لطيف بهدوء: شكرا يابنتي
آسيل بتردد: طب والشركه دي مضمونه يعني؟
لطيف مؤكدا: أنا نفسي بتعامل معاهم بقالي فتره وشغلهم كله مظبوط
آسيل مضيقه عينيها: أسمها أيه الشركه دي؟
لطيف: شركة العرب جروب، وصاحبها أسمه، أسمه، أه أسمه سلامه. سلامة العربي. بس عمري ما شوفته غير مرة واحده من سنه ونص تقريبا وكل الشغل شايله مدير أعماله بتوكيل رسمي منه، وأسمه جاسر
آسيل مردده بخفوت: أمممم سلامه العربي وجاسر.
الجزء السادس .
- أستيقظت جوان من نومها بتثاقل وأخذت ( تتمطع ) بذراعيها في الهواء، ثم نظرت جوارها على الفراش لتجده غائص بثبات في نوم عميق حيث يعلو صدره ويهبط في دورات تنفسيه منتظمه، فأبتسمت أبتسامه أبرزت أسنانها ولامست بأناملها الملساء وجنته ففتح عينيه على الفور وكأنه لم يكن نائما. حول عينيه البنيه القاتمه إليها وحاول النهوض من مكانه فأمسكت ذراعه بجذب هاتفه
جوان بنعومه: رايح فين!؟
جاسر دون الألتفات أليها: نازل لثروت
جوان بدلع: طب كنت عايزة أطلب منك طلب؟
جاسر ناظرا أليها بتساؤل: طلب أيه ده؟
جوان باابتسامه: خدني معاك مصر المره دي
جاسر بقهقه خفيفه: ههههاههااااا وده ليه! ده أنا عارف أن ثروت مش مأخرلك طلب ولا مخليكي مح...
جوان مقاطعه: أنا مش عايزة أهرب من ثروت ياليث، بس زهقت من الجو هنا. عايزة أنزل مصر شويه
جاسر مفلتا ذراعه من قبضتها: أما أشوف
جوان: هتنزل برده؟!
جاسر عاقدا حاجبيه: أمال هقعد جمبك مثلا!
- لم ينتظر ردها عليه بل أمسك بحقيبته الجلديه الصغيرة و تركها وحيدة غرفتها وهبط للاسفل باحثا عن ثروت. فوجده جالسا بالشرفه الخاصه بمكتبه وأمامه حسابات المطاعم الخاصه به يقوم بمراجعتها. وما أن رأه هابطا من الأعلي حتى أنتصب في جلسته وترك ما بيده. فأشار له للقدوم أليه
ثروت: أتمني تكون نمت كويس أمبارح
جاسر جالسا قبالته: أيوة نمت كويس، المهم عايزك في حاجه جديده.
ثروت قاطبا جبينه: أيه هي الحاجه؟
- أمسك جاسر حقيبته وأخرج منها علبه صغيره من القطيغه الزرقاء ومد يده بها أليه. فألتقطها منه بتعجب وقام بفتحها، فحدق عينيه في ذهول هاتفا.
ثروت بدهشه: أيه ده ياليث!
جاسر واضعا قدم على قدم: زي ما أنت شايف. ألماظ أزرق
ثروت رافعا حاجبيه: عارف أنه ألماظ، بس ليه ومنين
جاسر باأبتسامه خفيفه: منين دي بتاعتي أنا. أما بقي ليه فده هيكون تمن الطلبيه الجديده اللي جايه نص الشهر.
ثروت بحده: ليث! أنت أتجننت. طلبية أيه اللي عايز تجيبها دلوقتي، دي العين مفتوحه ولازم تصبر شويه و...
جاسر بثبات ونبره واثقه: ماهو علشان العين مفتوحه عمر ما حد هيفكر أو يخطر بباله أن في عمليه هتتعمل الفتره دي
ثروت قاطبا جبينه: والماظ ده هيكفي طلبيه؟
جاسر لاويا شفتيه: دي مش كل الكميه اللي معايا، أنا جايبلك دول هديه تذكاريه مني.
جاسر بمكر: دماغي فيها فكره جديده جداا، أحنا هننتج الماظ أصطناعي شبيه باللي في الطبيعة و الحقيقي , وده بواسطة تعريض الغرافيت لضغط بمقدار- 50000 اتموسفيرا ( وحده ضغط جوي ) , بدرجة حراره 1400 درجة مئوية، الطريقة الثانية لانتاج الماظ الاصطناعي أسمها ألترسيب الكيماوي من الحاله الغازيه CVD ( Chemical Vapor Deposition ).
والتي بواسطتها بيتم تحليل خليط من غاز الميثان 4CH وغاز الهيدروجين 2H الى راديكالات مثل H. , CH , CH2 وده هيكون بواسطة تسخين سلك توهج من التونجستن او بواسطة أمواج المايكرو
ثروت بأابتسامه واسعه: دا أنت ناوي على شغل كبير قوي بقي
جاسر بتفكير: قوي قوي ياثروت، الموضوع هايبقي مكلف جدا جدا، بس عائده مش سهل ابدا، هاشوف الموضوع ده وابقي أقولك على الجديد فيه.
ثروت باابتسامه واسعه: أتفقنا، و هديه مقبوله ياليث! بس قولي لحقت تتفق على العمليه دي أمتي؟
جاسر: انا جاي من تركيا على هنا، وهناك تممت كل حاجه في أقل من ساعة زمن
ثروت بقهقه عاليه: ههاههههاااهههاااا قولي أمتي هقدر أتوقع دماغك واللي بيدور فيها
جاسر بخبث: أنا محدش يتوقعني ياثروت.
- ظل التفكير يقاتلها هل تذهب لتلك الشركه التي تدعي العرب جروب أم لا. وهل أن ذهبت بالفعل ستستطيع استخدام مكرها للتوصل لنشاط تلك المجموعه الكبيرة أم لا. وأثناء تفكيرها قاطعها صوت رنين هاتفها ليعلن أتصالا من أمجد فضغطت عليه للايجاب بدون تردد
آسيل: أيوة ياميجو صباح الخير
أمجد بأاقتضاب: صباح النور ياآسيل. كنتي فين أمبارح؟
آسيل بتردد: بصراحه كده، بصراحه يعني كنت في شركة النور.
أمجد بحده: أنتي مجنونه؟! مين قالك تتصرفي من دماغك وبدون ما تاخدي رآيي
آسيل بضيق: أنا معملتش جريمه ياأمجد، أنا حبيت أوصل لحاجه معينه مش أكتر
أمجد بعصبيه: أسمعي ياآسيل مش معني أني لجئت ليكي في حاجه ده معناه أنك هتدخلي في شغلي ولا تعرضي نفسك للخطر من بعيد أو من قريب
آسيل عاقده حاجبيها: خطر! على فكره الموضوع مش مستحق كل الحجم اللي أنت مديهوله ده.
أمجد بنبره عاليه: مش أييه! مش مستحق. ده واحد شغال يقتل في خلق ****. كل اللي بيقف في وشه بيديله أجازة بلانهايه من الدنيا
آسيل: أنا مجيتش جمب اللي أسمه ليث ده في حاجه؟ انا روحت لشركه من ضمن الشركات اللي كانت شحنتها على نفس المركب اللي جه عنها البلاغ
أمجد: أيا كان. مكنش المفروض تتصرفي بدون علمي
آسيل بتنهيده: خلاص ياأمجد متزعلش
أمجد باأقتضاب: سلام ياأسيل، عندي شغل
آسيل برقه: ياميجو بقي ياميجو، متزعلش بليز.
أمجد قابضا على عينيه: هنتكلم بعدين.سلام
آسيل لاويه شفتيها: بقي كده. أوكي ياأمجد سلام.

- أغلق أمجد هاتفه وبداخله غصه تقتحم أساريره. فلقد علم الخطورة التي أوقعها بها دون قصد. فهي شغوفه بتلك الانواع من القضايا وتسعي دائما للوصول لأصولها، فكيف ضاع من باله تلك الفكره. بات الندم يقتحم أغوار عقله ولكنه أقسم على الحفاظ عليها حتى وأن كان ذلك بالقسوة معها، لاحظ صديقه الذي كان جانبه أثناء مكالمته معها شروده والهموم التي تجمعت في عينيه فهتف قائلا.

مجدي بلطف: ياأمجد بأذن **** خير متقلقش عليها، هي ملحقتش تتدخل أوي يعني
أمجد قابضا على شفتيه: كان المفروض أفكر أكتر من كده قبل ما أدخلها في متاهات زي دي وأعرضها للخطر
مجدي بقلق: متقلقش وسيبها على ****، المهم أنك تقدر تقنعها متتدخلش تاني
أمجد بتفكير: أقنعها! هو فعلا مفيش حل غير كده. أنا بس لو أعرف أخد الأجازة بتاعتي عشان أتجوز وأخلص كنت عملتها، بقولك أيه يامجدي، شوفلي حكاية الأجازة دي.
مجدي محركا رأسه: حاضر هشوف الموضوع ده تاني. لعل وعسي المرة دي يتوافق عليها
أمجد برجاء: ياااااارب
( داخل منزل آسيل )
- حاولت آسيل الاستفسار من والدتها كيف علم أمجد بتواجدها خارج المنزل أمس، فبادرتها قائله
لميا بهدوء: أيوة عرف من رؤؤف، عشان أتصل بأبوكي يسأل عنه بعد ما كان ضغطه عالي أمبارح
آسيل بضيق: بقي كده!
لميا ناظره أليها: أنتي كنتي فين ياأسيل؟
آسيل بتوتر: هه، مفيش أصله زعلان عشان مقولتش أني خارجه.
لميا مضيقه عينيها: خرجتي فين؟
آسيل محاوله كبح توترها: كنت في مشوار تبع الشغل ياماما، وانتي عارفه مش بتكلم على حاجه بخصوص الشغل
لميا لاويا شفتيها: طب ياريت مفيش تأخير بره البيت مره تانيه
آسيل بتنحنح: أحم. هو بابا فين عشان أطمن عليه
لميا قابضه على شفتيها: مأانتي عارفه أبوكي وعنده، مرضيش يقعد يريح النهارده
آسيل: أنا هابقي أعدي عليه وانا راجعه من المكتب
لميا بتنهيده: ماشي ياآسيل.
آسيل مقبله جبينها: خلاص بقي يالولو متزعليش
لميا بأابتسامه: ماشي ياسولي على طول وكلاني بالكلام
آسيل بمرح: أه أه طبعا طبعا. ده أنا سولي مش أي حد
- ظلت تمزح مع والدتها، حتى أحاطتها بجو من المرح والفكاهه لكي تنزع عنها غطاء الحزن وتزرع بداخلها البسمه. وبالفعل نجحت في ذلك
- تلقي جاسر العديد من المكالمات الهاتفيه من رئيس شركة النور ( لطيف ) ولكنه قابل مكالمته بالرفض أو التجاهل.
- هاتفيا.
جاسر بتأفف: يعني أيه ياعيسي الكلام ده، طالما طلبيته وصلتله بيتصل بيا من الصبح وقارفني ليه
عيسي: معرفش! رد عليه وأخلص ده راجل زنان ومش هايسيبك
جاسر قاطبا جبينه: أتصل أنت بيه شوفه عايز أيه، انا مش فايق لوجع الدماغ ده
عيسي لاويا شفتيه: حاضر ياعم هاشوفه عايز أيه
جاسر ناظرا لهاتفه: أهو جه على waiting ( الانتظار ) تاني
عيسي بخبث: خلاص انا هقفل وانت رد بسرعه عشان تخلص منه. سلام.
جاسر ضاغطا على هاتفه وهو يجز على أسنانه: ألوو، خير ياأستاذ لطيف
لطيف: مساء الخير ياأستاذ جاسر، أوعي أكون معطلك ولا حاجه
جاسر بتهكم: لا خالص متقولش كده، انا كان عندي ( meeting )ميتنج مهم
لطيف بأابتسامه واسعه: معلش ياأستاذ جاسر مكنتش أعرف أتمني تكون وصلت لشغل كويس مع الزبونه اللي بعتهالك وأنا بقي مش هتنازل عن الخصم اللي هتعملهولي في الطلبيه الجايه
جاسر بأانتباه: زبونه! زبونه ايه.
لطيف عاقدا حاجبيه: الزبونه اللي هتتعاقد مع شركتك لشحن بضاعتها
جاسر مضيقا عينيه: أنا مش فاهم أنت بتتكلم عن أيه
لطيف بنيه صافيه: في واحده جت هنا عندي وطلبت مقابلتي شخصيا، وسألتني عن شركتك ونظامها والتعاقد فيها، وسألتني اسئله شخصيه عن استاذ سلامه وعنك و...
جاسر عاقدا حاجبيه: أسمها أيه وتبع أي شركه؟
لطيف ضاربا على جبهته: أخ، تصدق نسيت أسألها خالص.
جاسر بحده: أنت أتجننت ياراجل أنت، متصل تقولي واحده سئلت وزبونه وعايز خصم وانت اصلا متعرفش أسمها ولا حتى أسم شركتها
لطيف بتفكير: لا لا أسمها آسيل. خدوا البطاقه بتاعتها بره عشان يتأكدو من هويتها قبل ما تدخلي
جاسر مضيقا عينيه: والبطاقه دي خدتها ولا لأ؟
لطيف: لا نسيتها عندي ولسه السكرتاريه هنا هيكلموها و...
جاسر مقاطعا: عيسي هيعدي عليك كمان ساعه بالضبط ياخد منك البطاقه وهيرجعها لصاحبتها بنفسه.
لطيف بتردد: أيوه بس هي أكيد هتسأل و...
جاسر مقاطعا بحده ونبره عميقه: أنا قولت عيسي هيعدي عليك بعد ساعه، يبقي الكلام خلص ياأستاذ لطيف. سلام
- أنهي جاسر مكالمته مع لطيف على وجه السرعه وحك رأسه بتفكير حيث يحتاج الأجابه عن كل سؤال بعقله، وما آن أفاق من شروده حتى أتصل على عيسي ليأمره بتلك المهمه السريعه.
جاسر بنبره قويه: أيوة ياعيسي. أسمعني وركز معايا كويس اووووووووي.
- جلست آسيل بمكتبها بعد أنهاء عمل المقابلات الخاصه بعملائها وتصفحت أحدي المواقع الالكترونيه محاوله البحث أكثر عن العرب جروب ومدي نشاط المجموعه والكيان الكبير الذي أقيم بوقت قصير، فقاطع تركيزها دلوف السكرتيرة الخاصه بها.
السكرتيره: العملاء كلهم مشيوا يافندم، تؤمري بأي حاجه تانيه
آسيل بأنتباه: لا شكرا، تقدري أنتي تروحي
السكرتيره: ميرسي يافندم. عن أذنك
آسيل: أتفضلي.
آسيل في نفسها: اممم طب وأنا هقعد ليه؟ أبقي أكمل في البيت بقي عشان عايزة اعدي على بابا الاول قبل ما اروح
( وأثناء شرودها. شعرت بحركة أقدام في الخارج فضيقت عينيها بترقب وخرجت بخطوات متباطئه لتعرف ماذا في الخارج. حتى وجدته أمامه فحدقت به قائله )
آسيل بنظرات محدقه: مين حضرتك!
- لم يتفوه بكلمه بل ظل مثبتا نظره عليها من الاعلي والاسفل متفحصا أياها بدقه وتركيز، حتى قاطع تفحصه لها هتفاتها الحاده له.
آسيل بحده: في أيه ياأستاذ، حضرتك جاي هنا محتاج حاجه؟
عيسي بثبات: حضرتك آسيل الشناوي؟
آسيل مضيقه عينيها: أيوة أنا، خير
عيسي بترقب: حضرتك اللي عايزة مني مش انا اللي عايز
آسيل مضيقه عينيها: أيه الألغاز دي؟ ماتقول حضرتك
عيسي بجديه: بطاقه حضرتك نسيتيها في شركة النور عندنا
آسيل بشهقه: هاااا بطاقتي، طب هي فين؟
عيسي ممسكا بها: أتفضلي
آسيل ناظره للبطاقه بعد التقاطها: اه هي، ميرسي لحضرتك بس انت مين وجيبتها ازاي.
عيسي موليها ظهره بأانصراف: أنا بني أدم. سلام
آسيل بغيظ في نفسها: ماانا عارفه أنك أنسان. أمال عفريت يعني، أيه الناس اللي بتتحدف عليا دي ياربي
- بعد أن أنصرف عيسي ألتقطت آسيل أشيائها وأغلقت الباب الكبير الخاص بالمكتب، فأتجهت بعدها لمكتب والدها وجدته كاد ينصرف فأصطحبته للمنزل بعد يوم من العمل الطويل قضاه وسط قضاياه. حيث فرح بشده لزيارتها له بعد انشغالها بمكتبها الخاص.
أما عن جاسر فظل منتظرا بترقب لمعرفه هويه تلك الشخصيه ولما تبحث وراءه حتى قاطعه رنين هاتفه ليعلن عن أتصالا من عيسي فضغط للرد عليه سريعا
جاسر: ألووو، عملت أيه. وهي طلعت مين؟
ضابط! ضابط مين، هو اللي هجم على أخر عمليه، **** **** وهو بقي مصدرلي خطيبته ليه؟، ولا يكونش ماشي بنظام ما يجيبها الا ستاتها، طب أقفل وسيبني أقولك هتعمل أيه بالضبط معاها، طب وهي شكلها عامل أزاي، طب كويس اقفل انت واستني تعليمات مني، سلام
( أنهي جاسر مكالمته وهو بحاله من الغضب الشديد والعصبيه المفرطه فألتفت ليجد جوان خلفه )
جاسر بتهكم: هما بيطلعوا أمتي؟
جوان قاطبه جبينها: في أي وقت، مين دي اللي كنت بتتكلم عنها
جاسر بحده مشيرا بيده: أسمعي ياجوان، انا حذرتك قبل كده وبحذرك تاني، شغلي ملكيش علاقه بيه ولا تتدخلي فيه أصلا
جوان بضيق: أيوة بس أنا...
جاسر بنبرة قويه: بلا بس بلا بتاع، عن أذنك
جاسر مناديا بصوت عالي: كاثرين، كاااثرين
كاثرين مهروله إليه من الداخل: أمرك سيدي
جاسر: حضري نفسك راجعين مصر بكره
كاثرين مومأه برأسها: أمرك سيدي، سوف أعد العدة في أقل وقت.
ثروت دالفا للاسفل: ليه كده ياليث، لسه بدري
جاسر بأاقتضاب: معلش ياثروت عندي شغل، هنبقي نتكلم بعدين
ثروت محركا رأسه بأيجاب: اللي يريحك ياجاسر
جاسر في نفسه: واضح كده ان اللي جاي مش لطيف.
- أشرقت شمس يوم جديد بخيوطه الذهبيه حيث أستعدت آسيل للذهاب لجلسه قضائيه هامه لديها ودلفت خارج المنزل مبكرا قبل أستيقاظ الجميع حيث أبلغت والدتها في السابق بذلك. وبعد الانتهاء من تلك القضيه التي أستغرقت وقتا طويلا وجهدا منها أستطاعت الحصول على براءة المتهمه بقضيه السرقه. تلك السيده الفقيره التي أتعسها وجودها بالدنيا، فلجأت أليها لمساعدتها لضعف قدرتها الماديه على دفع الكثير من الاموال لحضور محامي يتولي القضيه عنها. وأستطاعت بالفعل الحصول على حكم قضائي بالسرقه لضعف وسيلة الضبط واجراءات القبض عليها.
- توجهت لمكتبها بعد الانتهاء من تلك الجلسه، فوجدت أمجد بأنتظارها داخل غرفتها الخاصه وجالسا على مكتبها الخاص، وعندما رأها وضع نظارتها على عينيه وأردف بمزاح
أمجد ناظرا من أسفل نظارته: خير يافندم، ممكن تحكيلي مشكلتك
آسيل باأبتسامه: لا بالطريقه دي أنا جايه مكتب أخصائي أجتماعي مش محامي هههههه
أمجد ناهضا من مكانه: هههههه أتريقي أتريقي، ماشي ياسولي. يلا عشان عندنا غداء عمل.
آسيل لاويا شفتيها وواضعه يدها أمام صدرها: غداء عمل وأنت مزعلني!
أمجد مداعبه وجنتها: مقدرش أزعل سولي أبدا
آسيل بأابتسامه: حيث كده بقي لازم بعد الغدا تجيباي ذره مشويه
أمجد: طبعااا مقدرش أنسي الدرة اللي بدأت أشك أنك بتحبيها أكتر مني أساسا
آسيل باأبتسامه: أساسا؟
أمجد بحنو: أساسا.
- أنطلقا سويا لقضاء أكثر قدر من الوقت الممتع بصحبة بعضهم البعض، حيث تمر أحلي الاوقات وأجملها بسرعه رهيبه، ثم أحضر لها الذرة المشوي التي تحبها وأنطلقا سيرا على الاقدام. حتى وجدا أحدي المعارض الخاصه ببيع الاثاث المنزلي العصري والحديث فوقفا سويا يتبادلا الاراء.
آسيل: لا لا يا ميجو و**** التاني ده شكله أحلي
أمجد محدقا: لا مبحبش اللون النبيتي أنا.
آسيل مشيرة بيدها:لا لا لو سمحت أوعي تغلط في اللون النبيتي انت عارف انه عشقي
أمجد لاويا شفتيه: ناقص تقوليلي انه حد من افراد العائله الكريمه
آسيل: هههههههه لا مش للدرجه دي، بس ده الاناقه كلها
أمجد باحثا بعينيه: طب أيه رأيك في الصالون ده، مش أشيك بزمتك؟
آسيل بتفحص: جميل، بس النبيتي ده أحلي برده.
- أثناء حديثهم سويا دوي في أذنيه صوتا ليس بغريب عليه، فدقق سمعه وبصره أكثر حتى وجد أن حواسه بالفعل ظنت الصحيح فأنه صوت ( تعمير سلاح ) فحدق بعينيه
ووقع نظره على أحدي المتربصين بهما. فأنتبهت أسيل لتغيره المفاجئ ونظرت بعينيها حيث ينظر فشهقت في ذعر حتى دفعها أمجد بقوة لتسقط أرضا، وأخرج سلاحه من خلف ظهره موجها أياه ألي ذلك الغامض
أمجد دافعا أياها بقوة: آآآآسييييييييل.
أسيل بفزع ورعب: اااااااااااه لااااااااااااا.
الجزء السابع.
- دوي صوت العديد من الطلقات الناريه المتتاليه بينما تجمع الناس حول امجد الذي سقط وسط دمائه، فنهضت آسيل من مكانها على وجه السرعه وأتجهت آسيل نحوه مذعورة من مشهد الدماء الذي لوث قميصه الابيض. أمسكت به بين ذراعيها بدموع وهي تصرخ بأسمه
آسيل بصراخ: أمجدددددد قوووم ارجوك أوعي تسيبني. أمجددد قوووم بقي
أمجد بتألم: أأأأأأااااااه، دراعي. اااااه
آسيل ملامسه وجنتيه: قوم ياحبيبي قوم والنبي.
شخص ما: ماعرفناش نمسك اللي عملها
شخص أخر: لحق يهرب أبن ال #
آسيل بدموع: أرجوكوا أسعاف. حد يطلب الاسعاف بسرررعه
شخص أخر: أنا هروح المستشفي اللي أخر الشارع أجيب منها عربية أسعاف
أمجد بصراخ: اااااااه، اااه
آسيل ببكاء مرير: أرجوك تصمد شويه ياحبيبي.
بعد دقائق معدودة من الذعر والخوف وتجمع الحشيه من الناس أمامهم أتت سيارة الأسعاف مهروله أليهم، حيث كانت المشفي على مقربه منهم، فحملته السيارة وأقلته ومعه آسيل للمشفي. وأدخلوه لغرفة العمليات فورا وسط بكاء آسيل وخوفها عليه حتى أنها أنتست أمر أخبار عائلته أو أحد أفراد أسرتها بما حدث.
خرج الطبيب بعد ما قضي ما يقرب من ساعه ونصف داخل الغرفه وعلى ثغره أبتسامه مبشرة بالامل.
آسيل بلهفه: أرجوك تطمني أيه اللي حصل يعني هو كويس. ولا جراله حاجه والنبي متخبيش عليا لو ينفع ننقله مستشفي تانيه ممكن ننقله و...
الطبيب مهدئا من روعها: أهدي بس ياأنسه وسيبيلي فرصه أتكلم
آسيل بتوتر بالغ: أه أه أتفضل قول.
الطبيب: الحمد *** الاصابه سطحيه، الاستاذ كان لابس قميص واقي من الرصاص وده اللي حماه بعد **** طبعا، هو بس مصاب برصاصه في دراعه اليمين ورصاصه تانيه مجرد بس لمست كف الايد وعملت جرح طفيف يعني مفيش خطوره ولا أي حاجه.
- تنفست آسيل الصعداء وشعرت بأن قدماها لا تستطيع حملها من على الارض الصلبه. حيث فرت منها أعصابها إلى حيث لا تعرف وتجمدت الدماء في عروقا فزعا عليه. فتقدمت ببطئ متكئه على الدرابزين الملتصق بالحائط وجلست على أقرب مقعد واضعه رأسها بين كفيها وتركت العنان لدموعها الساخنه لتنسال على وجنتيها.
الطبيب مقتربا: صدقيني هو كويس متقلقيش عليه
آسيل محاوله كبح أنفعالاتها: شكرا لحضرتك. ينفع أدخله.
الطبيب بأابتسامه هادئه: أتفضلي طبعا. اول غرفه على أيدك اليمين في الدور التاني
آسيل ناهضه من مكانها بتثاقل: شكرا لحضرتك. عن أذنك
توجهت آسيل للغرفه المنشودة بخطوات ثقيله ودلفت أليه وقد أغرورقت عيناها بالدموع. توجهت أليه وجلست قبالته على المقعد البلاستيكي هاتفه
آسيل بنبره خافته: أمجد. سامعني ياحبيبي
أمجد محاولا فتح عينيه: اا ا اه
آسيل مربته على يده: بسسسس متتكلمش ياميجو أستريح.
أمجد بنبرة خافته: أوعي يكون حصلك حاجه
آسيل محركه رأسها بالسلب: أنا كويسه ياحبيبي، المهم أنت
أمجد قابضا على كفها: كويس طالما أنتي كويسه
- على صوت هاتفه الذي كان بحوزتها فنظرت أليه وأردفت قائله
آسيل: ده مجدي
أمجد مبتلعا ريقه بصعوبه: ردي عليه. أحكيله اللي حصل وخليه يجيلي
آسيل ضاغطه على الهاتف: حاضر، ألوو أيوه ياأستاذ مجدي...
( قصت عليه آسيل ما حدث معهم بالطريق وهرب المجرم الفاعل وعدم العثور عليه. فزع مجدي مما ألقي على مسامعه وأستنجد برئيسه في الاداره حيث أبلغه بما حدث لزميله فقررا الذهاب أليه معا )
( داخل قصر جاسر )
- أستشاط جاسر غضبا وأمتلأت عينيه بالشر الدفين، وعلت أصواته العاليه أرجاء مكتبه الفخم.
جاسر بنبره عميقه قويه: أنت أيه مبتفهمش، أتجننت ياعيسي ولا أيه. ازاي تتصرف من دماغك يابني أدم من غير ما ترجعلي.
عيسي بحده: ما تهدي ياجاسر في أيه، ياعم سيبني أقولك الاول حمدالله على السلامه ده انت لسه راجع من سفر
جاسر بجديه ونظرات مخيفه: ولا تقولي ولا زفت، مين قالك تعرضلهم حد ولا تبعت اللي يخلص عليهم
عيسي لاويا فمه: انا مش بتصرف من دماغي، كل ده ترتيب ثروت
جاسر قاطبا جبينه بثبات: وطبعا أنت ياغبي اللي روحت قولتله صح!
عيسي: هو اللي أتصل وسألني عن سبب نزولك مصر فجأه.
جاسر ضاربا بقبضته على كتفه: أنت شغال تحت طوعي أنا، أنا جاسر الليث. مش تحت طوع حد تاني ياحيوان
عيسي قاطبا جبينه: خلاص ياليث خلصنا، أهو الواد عرف يهرب بس قالي أنه وقع الضابط بس، والبت اللي معاه سليمه
جاسر موليه ظهره: أخفي من قدامي في أقل من نص دقيقه
عيسي قابضا على شفتيه: ماشي ياجاسر
- أمسك جاسر هاتفه وضغط عليه عدة ضغطات ثم رفعه على أذنيه منتظر رد المتصل به. حتى جاءه الرد.
جاسر بصوت عميق: أسمعني كويس ونفذ اللي هقولك عليه بالحرف
( داخل المشفي بحجرة أمجد )
لميا بضيق: بقي كده ياآسيل متكلميناش في ساعتها يابنتي
آسيل بأاقتضاب: معلش يالولو دماغي أتشغلت عن كل حاجه وأول ما بدأت أستوعب كلمتكوا على طول
رؤؤف بصوت رخيم: بس مين اللي ممكن يعمل كده ياأمجد
أمجد مضيقا عينيه: أعدائي كتير ياعمي بس *** بيسترها
آسيل ناظره أليه بتفهم: أه فعلا، أعداءه كتير جدا.
مجدي طارقا على الباب: مساء الخير، معايا العقيد سامي ياأمجد
أمجد محاولا الانتصاب في جلسته: اااه. خليه يتفضل طبعا
سامي بخطوات ثابته وصوت آجش: مساء الخير. الف الف سلامه عليك ياأمجد
أمجد باأبتسامه: **** يسلم سعتك يافندم. أتفضل
سامي جالسا: مين اللي عمل كده ياأمجد؟
أمجد بنظرات غاضبه: هو في غيره يافندم
سامي مضيقا عينيه: ليث؟!
أمجد بنبره حادة: أه هو
مجدي عاقدا جابينه: طب ليه شاكك فيه هو بالذات.
أمجد ناظرا لآسيل: عشان هو مفيش غيره
آسيل ناظره للأسفل: ...
سامي محركا رأسه: طيب يابطل، أبقي خدلك كام يوم أجازة عشان الاصابه وبعدين هانبقي...
أمجد فاغرا شفتيه: أجازة! لا لا مش عايز أجازة. أنا عايز أتجوز بقي
آسيل محدقه عينيها بحرج: أمجد!
سامي بضحكة عاليه: ههههههه أنت مستعجل أوي على القفص ليه ياعريس
أمجد قابضا على شفتيه: عايز أعيش يومين قبل ما يجرالي حاجه.
رؤؤف: يابني بعد الشر عليك، قوم بالسلامه الاول وبعدين **** يسهلها
سامي: طيب ياسيادة الرائد، أبقي نسق حكاية الأجازة دي وشوف عايزها أمتي وأنا هامضيلك عليها. والف مبروك مقدما
أمجد وقد أنفرجت أساريره: **** يبارك في سعادتك يافندم
سامي ناهضا من مكانه: عن أذنكم
رؤؤف، أمجد، مجدي: أتفضل
رؤؤف بسعادة: مبروك ياسولي، أخيرا هنفرح بيكي بقي
لميا باأبتسامه: **** يتمم على خير المره دي وميحصلش أي حاجه.
أمجد بتفكير: أيه رأيك في الأسبوع الجاي ياعمي
آسيل فاغره شفتيها: هااا
رؤؤف رافعا حاجبيه: ليه السرعه دي ياأمجد
أمجد محدقا: سرعه! سرعة أيه بس ياعمي ده الفرح أتاجل 3 مرات قبل كده الشقه جاهزة والعريس جاهز والعروسه جاهزة. مش ناقص غير بدله سودا وفستان أبيض
لميا: وفيها أيه يارؤؤف، أحسن يجيلو شغل تاني ولا يطلع مأموريات تانيه
رؤؤف حاككا طرف ذقنه: طيب خليها أول الاسبوع اللي بعده
آسيل بسرعه: اه اه، حلو المعاد ده.
أمجد قابضا على شفتيه: اه طبعا عايزة تأخري الجوازه بأي شكل، بس ده بعينك ياسولي
رؤؤف: هههههههه **** يتمم على خير ياولاد
( هاتف جاسر ثروت بدون تردد، وأشتدا معا في الحوار. حيث صب عليه جاسر جام غضبه وبادله ثروت تلك الشحنات الناريه والغاضبه ).
جاسر بصوت أشبه بزئير الاسد الجائع الذي يكاد يلتهم كل من هو أمامه: أنا جاسر الليث، الليث ياثروت انا اللي عارف أصول شغلي وانا بعمل ايه ومعملش أيه، أنت عارف كويس اني مباخدش برأي حد وماشي بدماغي، يعني بتحطني قدام الامر الواقع ياثروت، قتل ايه وبتاع أيه، انت عارف وانا عارف انها مش هتوصل لحاجه مهما دورت، انا هعرف ازاي اتصرف معاها ومعاه.
- أغلق الهاتف وألقاه جواره، ثم وقف أمام شرفته واضعا يده في جيبه. يسيطر التفكير على أغوار عقله بالكامل حتى ضيق عينيه بخبث ولمعت برأسه فكره شيطانيه فأعتلي وجهه أبتسامه واسعه برزت أسنانه وخلل أنامله في شعر رأسه الاسود الغزير. وأنطلق للاعلي حيث غرفته
- ما أن أستمعت سهيله بخبر زواج أختها العزيزة، حتى قفذت من مكانها فرحة لها، وأخذت تعلو و تهبط بقفذاتها المرحه أعلي فراشها وهي تهتف.
سهيله بمرح: هييييييه أخيرا سولي هتتجوز وانا هاخد الاوضه الجميله دي والمكتب والدولاب واوووووو
آسيل محدقه عينيها: أنتي فرحانه عشان هسيبلك الاوضه مش عشان هتجوز
سهيله: لا عشان الاوضه ياسولي، أنتي عارفه قد أيه كان نفسي من زمان اخد أوضتك الرقيقه دي
آسيل قاذفه وسادتها عليها: طب خدي بقي ياندله
سهيله: ههه هههههه ليه بس ياسولي ده انا هعملك هيصه وزمبليطه وهروقك
آسيل لاويا شفتيها: تروقيني! يابيئه.
سهيله عاقده حاجبيه: بقي كده، طب خلاص مش مروقاكي متستهليش اصلا
آسيل: هههههه خلاص متلويش بوزك
سهيله محتضناها: **** يتمم ليكي بخير ياسولي ****
آسيل مربته على ظهرها: هقبالك يالولي وافرح بيكي بقي
- قام أمجد بالتجهيز لعرسه بدقه شديده، حيث طبع الدعوات لدعوة المدعوين وقام بالحجز بقاعه رقيقه بأحدي الانديه الهادئه، وأهتم بتصميم بعض المفاجأت السارة لحبيبته آسيل.
بينما كانت آسيل تعد حقائبها الكبيره لنقلها لمسكنها الزوجي الجديد، وأهتمت بشراء فستان الفرح الابيض. الحلم الذي طال أنتظارها له مثلها كمثل باقي بنات حواء. وبالفعل حرصت على أنتقاء فستان رقيق هادئ ينم عن زوق من أختارته حيث كان ذات فتحة صدر ضيقه لا تبرز أي من مفاتنها حيث كان يكشف عن ذراعيها البيضاوتين.
وعنقها المشدود. كما كان منتفخ للغايه ( منفوش ) تنسدل خيوطه اللامعه والنبيذيه للاسفل. ومزدان من ناحية الصدر بالفصوص الماسيه اللامعه البيضاء والنبيذيه.
بينما انتقي أمجد حلة سوداء لامعه، وقميصا من الابيض الزاهي وجرافت من اللون النبيذي والتي قد أهدته أياها آسيل لأرتدائها في ذلك اليوم كي تتماشي مع فستانها الذي أختلطت ألوانه بين الابيض والنبيذي.
( في شركة. جاسر ).
- كان منكبا على بعض الاوراق الخاصه بأستيراد شحنة من الخمور المستورده. فهتف رنين هاتفه معلنا أتصالا ما بينما ضغط عليه للرد
جاسر تاركا قلمه: الوو، أمتي الفرح ده، تمام، فين البيوتي سنتر؟، خلاص سيبني اتصرف، فلوسك هتتحط في حسابك في البنك، لالا مبحبش شغل المجاملات ده وخيري مغرقك ومش مغرقك ده بيزنس، يلا اقفل سلام.
جاسر في نفسه: ياتري هعمل معامي ايه يابنت الشناوي، للاسف حظك المهبب رماكي في سكتي، وانتي اللي جيتي لحد عندي برجلك، قدرك كده بقي.
- بعد العديد من الايام ( اليوم المنتظر )
- كانت آسيل غائصه في نوم عميق قبل أن تدخل في يوم عميق ومتعب. فأاستيقظت بفزع على صوت عالي وصراخ وأتجهت لغرفة والدتها والتي أتي منها الصوت لتجد.
لميا بفزع ووجه مصفر: اااه بنتي اااه اعوذ ب**** من الشيطان الرجيم اللهم أجعله خير **** بنتي.
رؤؤف بقلق منيرا أضواء الغرفه: بسم **** الرحمن الرحيم، في أيه يالميا
لميا لاهثه: بنتي، بنتي يارؤؤف. قاعدة في الكوشه لوحدهاو بتعيط
آسيل طارقه على الباب بقلق: ماما. انتي كويسه ياماما
رؤؤف مشييرا بعينيه للميا: أيوة كويسه ياآسيل متقلقيش
آسيل مقتربه: أمال مالها مش قادرة تاخد نفسها ليه
لميا مسيطره على أنفعالاتها: مفيش ياحبيبتي، ده كابوس متشغليش بالك روحي كملي نومك ياعروسه.
آسيل بقلق: لا خلاص نوم أيه، مش هعرف أنام تاني
رؤؤف: طب روحي استريحي ياحبيبتي، لسه الساعه 9 الصبح
آسيل باأبتسامه: ماشي ياأستاذي العزيز. عن أذنكو.
رؤؤف ناظرا للميا: لميا أهدي شويه
لميا واضعه يدها على قلبها: قلبي واجعني يارؤؤف، حاسه ان هيحصل حاجه لبنتي
رؤؤف قابضا على شفتيه: اللهم أجعله خير ****، اللهم أجعله خير
- أستيقظ جاسر من نومه مبكرا دلف للمرحاض الخاص به فأغتسل سريعا ودلف للخارج مرتديا منشفته القطنيه، وكأنه بأنتظار هذا اليوم الهام، أمسك هاتفه سريعا وهو ينفض المياه عن رأسه وقام بالاتصال على عيسي
جاسر: أيوة ياعيسي، تعالالي فورا.
عيسي بصوت ناعس: ايه ياجاسر، اجي فين دلوقتي كده
جاسر بصوت حاد وقوي: بقولك تعالي فورا في ورانا مشوار مهم
عيسي بخضه: طب متزعقش طيب، هقوم البس واجيلك
جاسر بصوت أجش: حالا ياعيسي، ساعه وتكون عندي.
- أغلق جاسر هاتفه دون انتظار الرد وشرع في أرتداء ملابسه والذي تعمد أن تكون مريحه في الحركه. وهبط للاسفل متجها للمكان الخاص به ( البار ) وبدأ في أحتساء الخمر كأس يليه الأخر. ثم نهض عن مكانه متجها لمكتبه، أحضر مفاتيح سيارته ودلف للخارج حيث وصل عيسي أليه وكاد يدلف للداخل ولكن وجده أمامه يكاد يفترسه من الغيظ
جاسر بغيظ: ساعتين في طريق مياخدش أكتر من نص ساعه.
عيسي موليه ظهره: أنا رأيي نشوف المهمه اللي جايبني
عشانها عز الصبح
جاسر متقدما بخطواته: تعالي بعربيتك ورايا
عيسي بتأفف: ماشي
- نهضت لميا من مكانها بعد ان نفضت عن نفسها غبار الحزن والضيق حيث الليله عرس طفلتها الغاليه فقامت بتحضير وجبة الافطار كي يأكلا أبنتاها قبل ذهابهم للمركز الخاص بالتجميل
آسيل بشهيه مفتوحه: ****، تسلم أيدك يالولو
سهيله فاركه عينيها: أيه ده ياماما، مش عامله أومليت.
لميا: لا ياحبيبتي هدخل اعملك
سهيله: لا خلاص هدخل انا أعمل
آسيل: ماما. هو بابا مش ها...
- قطع حديث آسيل أستماعها لاصوات غريبه تأتي من غرفتها وكأن شخصا ما بداخلها، فدب الرعب بداخلها وشعرت بالقلق الشديد فقررت الدلوف للداخل لتري ماذا هناك
لميا عاقدا حاحبيها: مالك ياآسيل سكتي ليه
آسيل باأنتباه: هه. مفيش ياماما أفتكرت حاجه هدخل أجيبها من جوه.
- دلفت للداخل بخطوات حريصه ومتباطئه وفتحت الباب بسرعه، فلم تجد أي شئ فدهشت في نفسها ولكنها بثت الطمأنينه داخلها حتى لا تشعر بقلق
سهيله مربته على كتفها: مالك واقفه كده ليه ياسولي
آسيل بأنتباه: هاا لا مفيش حاجه. يلا نكمل فطار عشان ننزل.
دلفت آسيل مرة أخري لغرفة الطعام وأكملت وجبتها الغذائيه على وجه السرعه ودلفت لداخل غرفتها كي ترتدي ثيابها حتى تذهب لمركز التجميل، وبعد أن أرتدت ثيابها فتحت خزانة ملابسها لأحضار الفستان الخاص بها وأثناء مراجعتها عليه شهقت فزعا عندما وجدت
آسيل فاغره شفتيها: هااااا نهار أبيض، أيه اللي قطع طرحتي كده
سهيله دالفه للداخل: يلا ياسولي انا خلصت لبس
آسيل محدقه عينيها بفزع: ألحقيني ياسهيله، طرحة الفستان أتقطعت.
سهيله رافعه حاجبيها: أيه! أتقطعت ازاي
آسيل بقلق: مش عارفه. بصي أنا لازم أروح الاتيليه أخليها تتصرف ياأما تصلحها او تشوفلي طرحه غيرها
سهيله: هاا دلوقتي، طب ماما و...
آسيل بسرعه: لا لا ماما وأمجد مش هيعرفو حاجه، انا هبدل الطرحه او أصلحها وأجيلك على السنتر على طول
سهيله بتفكير: بس،!
آسيل قابضه على عضدها: مفيش وقت ياسهيله انا هنزل بسرعه بالفستان وأنت أسبقيني على السنتر
سهيله قابضه على شفتيها: حاضر.
- توجها الفتاتان معا حيث ذهبت سهيله للمركز الخاص بالتجميل بينما توجهت آسيل لل ( Beuty center) لكي تجد حلا لتلك ال ( الطرحه ) التي فسدت بعد قطعها
آسيل في نفسها: ازاي ده حصل، الطرحه دي أتقصت بالمقص. أيوة بالمقص دي مش قصة أيد أبدا بس مين وامتي وازاي، مش عارفه قلبي مقبوض ليه **** استرها ****.
- صفت أسيل سيارتها الصغيرة أسفل البنايه الموجود بها المركز ودلفت خارجها ثم أمسكت بفستانها المغلف وأنطلقت للاعلي بعد أن أغلقت سيارتها.
- أستقلت آسيل المصعد ولم تنتبه لوجود شخص ما داخل المصعد حيث أن حملها للفستان أشغلها عن الانتباه لما يدور حولها. وفجأة تعطل المصعد ووقف ما بين الدور الثاني والثالث ففزعت آسيل وحاولت طلب النجده ولكن يد ما أسرعت نحوها لتلثم فمها عن التفوه فشعرت بالرعب يسري يجسدها وكادت تصرخ وتستغيث، ولكن سكنت حركتها للغايه بعد أن شعرت بوغزة في عنقها نتيجة حقنها بمخدر أفقدها قدرتها على الحركه. حتى سكنت تماما.
- مرت ساعتين. حاولت سهيله الاتصال بآسيل ولكن كان هاتفها خارج نطاق الخدمه فشعرت بالقلق الشديد عليها، وما أثار قلقها وتوترها أكثر هو أتصال أمجد عليها أكثر من مرة فأضطرت للرد عليه
سهيله بتوتر: اا ااالووو
امجد بعصبيه: أديني آسيل ياسهيله
سهيله مبتلعه ريقها بصعوبه: اا اا اصلها...
أمجد بحده: في أيه ياسهيله، فين آسيل
سهيله بقلق: آسيل راحت للاتيليه عشان تغير طرحة الفستان
أمجد فاغرا شفتيه: هاا.
سهيله قابضه على شفتيها: أصل الطرحه أتقطعت و...
أمجد بتوتر: بقالها قد أيه ياسهيله
سهيله بخوف: حوالي ساعتين ونص
أمجد محدقا: أيه!
- كانت لميا داخل المطبخ تصنع لها فنجان من لقهوة الساخنه، وبعد أن أعدتها أمسكت بها ودلفت خارج المطبخ. وما أن وصلت أمام غرفة أبنتها حتى سقطت القهوة من يديها أرضا، وشعرت بقبضه قويه في قلبها فهتفت بصراخ
لميا بذعر: بنتي! بنتي جرالها حاجه...
الجزء الثامن.
- وزع جاسر المهام على رجاله حيث أمر أحدهم بمحاولة أقتحام غرفة آسيل تحديدا وقطع الطرحه الخاصه بها، وآخر يسهل له وجوده داخل المصعد ومنع أحدهم من الصعود به، وآخر يقوم بقطع الكهرباء عن المصعد ما بين الطابق الثاني والثالث، وبالفعل نفذ كل منهم مهمته. حيث وقف جاسر داخل المصعد ولم تشعر هي بوجوده نتيجة ألهائها بذلك الفستان الكبير الحجم وحجبه رؤيتها، وما أن أنقطع تيار الكهرباء لثم فمها بقبضته القويه وغرز بوريد عنقها أبره طبيه محشوه بالمواد المخدره لافقادها السيطره على نفسها، ومن ثم نزع من يديها حقيبتها الشخصيه وفستانها وحملها بين ذراعيه بعد أن أعطي الاشارة لرجالة لتشغيل المصعد. ثم حملها للخارج حيث كان عيسي بأنتظاره أمام البنايه، ففتح له سيارته حتى يتركها بالخلف وأستقل هو سيارته أمام المقود وأنطلق سريعا وخلفه سيارة أخري كبيره تحمل رجاله.
#back
عيسي ناظرا للخلف: هتعمل معاها أيه دي، وجايبنها على فين أصلا
جاسر ناظرا أليها من المرآه: مش لازم تعرف، المهم أنها تحت أيدي
عيسي بقلق: خطيبها مش هيسكت وهيهيج الدنيا علينا واحنا مش ناقصين ياليث
جاسر مضيقا عينيه بغضب: أعلي ما في خيله يركبه
عيسي حاككا طرف ذقنه: **** يستر
جاسر بأاقتضاب: انا هوصلك بيتك وبعدين انا همشي
عيسي رافعا حاجبيه: طب وليه مجيش معاك مكان ماأنت واخدها.
جاسر بحده: عشان مبحبش التطفل والتحشر في كل حاجه
عيسي بتأفف: هوووف اللي يريحك ياعم ليث.
- هاتفت لميا زوجها برعب لكي تبلغه بما تشعر به واتصالاتها المتكرره على أبنتها والتي جائت بالفشل، أما أمجد فلم ينتظر لثانيه واحده. بل توجه لذلك المركز الخاص ببيع فساتين الزفاف والسهره وما أن رأي سيارتها الصغيره تصطف في الأسفل شعر بأرتياح وريبه بنفس الوقت فأنطلق للداخل وأستقل المصعد للصعود لأعلي، فأعترته الصدمه عندما وجد حقيبتها الشخصيه والغلاف الكبير الذي يحمي فستانها ملقي أرضا. دب الذعر بداخله وهو يلتقط أشيائها من الأرض فوجد بينهما قطعه من الرخام منقوش عليها بالحفر أسم ( الليث ).
تتطاير الشر من عينيه وكادت يعتصر قلبه تألما على ما قد يلحق بحبيبته وبتلك الليله التي طالما أنتظراها. أمسك بأشيائها وأنطلق راكضا للخارج. أستقل سيارته وأندفع بها بأقصي سرعه متجها للادارة.
- بينما انتحبت سهيله وظلت تبكي مرارا وتكرارا وتنسال قطراتها اللؤلؤيه على وجنتيها في يأس، حتى أتصلت بوالدها لتبلغه ما حدث لعله يفعل شيئا.
( هاتفيا )
سهيله ببكاء: و**** يابابا ده اللي حصل.
رؤؤف بعصبيه: أزاي ياسهيله تسيبيها لوحدها أنتي أتجننتي
سهيله بدموع: و**** قالتلي مش هتتأخر يابابا، معرفش راحت فين
رؤؤف بتزمجر: أقفلي ياسهيله اقفلي، خليني اروح أشوف أمجد عمل ايه
- أغلق الهاتف على وجه السرعه وأنطلق لخارج مكتبه وهو يحاول الأتصال على أمجد لعله توصل لشئ مؤخرا ولكنه لم يجيبه. بينما ثارت ثائرته وهو يحاول الوصول أليها وقام بأبلاغ أدارته وفريق العمل الخاص والمكلف بقضية الليث.
سامي عاقدا حاجبيه: أزاي ده حصل وأمتي
أمجد قاطبا جبينه بضيق شديد: ازاي معرفش. حصل من حوالي 3 ساعات
سامي ناهضا من مكانه: طب حاولت تتصل على تليفونها يمكن نقدر نحدد مكانها
أمجد بصوت عميق: الكائن الحيواني ده مش غبي يافندم. ساب شنطتها بكل اللي فيها حتى التليفون في الأسانسير
مجدي قابضا على شفتيه: طب والعمل ياسيادة العقيد
سامي حاككا رأسه بتفكير: لازم يكون في خيط يوصلنا ليه على الأقل، مش معقول مفيش غلطه.
أمجد مكورا قبضته: عن أذنك يافندم
سامي: رايح فين ياأمجد. أمجد!
مجدي محدقا: معلش يافندم بس أصل أعصابه متوترة دلوقتي
سامي بحده: أزاي أنادي عليه وميردش عليا
مجدي بتردد: اا ا ا يافندم معلش أرجوك تعذره، هو مش في وعيه
سامي ضاربا على سطح مكتبه: ماشي ياأمجد
- ظلت لميا تبكي بمراره ويزداد صراخها، أخذت تضرب على فخذيها وهي تردد
لميا ببكاء: بنتي، أنا عايزة بنتي يارؤؤف. هاتولي بنتي.
رؤؤف قابضا على عينيه: أهدي يالميا، أمجد زمانه جاي وياارب يمون وصل لحاجه
لميا ضاربه على فخذيها: انا كنت حاسه، أحساسي ميكدبش عليا بنتي جرالها حاجه
رؤؤف واضعا رأسه بين كفيه: لا حول ولا قوة ألا ب****، **** هون ويسر ****، **** عطرنا فيها ****
لميا بصراخ: اااااه اااه يابنتي اه
- في هذه اللحظه هتف جرس الباب بأاصواته العاليه فنهض رؤؤف ولميا سريعا راكضين نحو باب المنزل
لميا بلهفه: أمجد، طمني يابني بنتي فين.
رؤؤف بنبره عاليه: ما تنطق ياأمجد وتفهمنا يابني
أمجد واضعا يده على رأسه: آآ آ آسيل أ اا أتخطفت ياعمي
لميا بصراخ: يالهوووي بنتي
رؤؤف واضعا يده على رأسه: اا آسيل
- أرتفع ضغط الدم لدي رؤؤف وأحمر وجهه بشده، أغرورقت عيناه وأصبح لونها بالاحمر الملتهب وزادت سخونة رأسه وتشوشت رؤية عيناه، فلم يشعر بنفسه آلا وسقط أرضا فتوجه أليه أمجد بسرعه وحول أفاقته ولكنه فشل. فأقله إلى المشفي بسرعه.
- بعد أن قام جاسر بتوصيل عيسي لمنزله توجه لقصره الفخم وبعد أن مر بوابة قصره الكبير توجه نحو باب القصر الكبير وقام بفتحه ثم توجه لسيارته مرة أخري وحملها بكل خفه و صفع باب السيارة بقدمه ثم توجه بها للأمام. رأته خادمته كاثربن فشهقت بفزع وحدقت باآسيل بعينيها
جاسر بنظرات ناريه: كاثرين! مش عايز أسمع منك حرف
كاثرين برعب: اا أوامرك سيدي الشاب.
- توجه بها جاسر لمخبأه تحت الأرض بعد أن قام بتجهيزة لأستضافتها لأيام او اسابيع أو أشهر، لا يعرف ما ينتوي فعله معها. ولكنه يري أن ما فعله هو الصواب لمنع بحثها الطويل وراءه، دلف لداخل الغرفه المظلمه وتركها على فراش صغير قام بوضعه خصيصا لها. كما وضع بالغرفه مبرد صغير به بضع زجاجات المياه البارده. نظر أليها بعدم أهتمام ثم ترك الغرفه وأنصرف بعد أن أحكم أغلاقها عليها.
جاسر هاتفا: كاثرين.
كاثرين مهروله: أمرك سيدي الشاب
جاسر موليها ظهره وواضعا يده في جيبه: حضريلي الغدا
كاثرين مومأه رأسها بالايجاب: أوامرك سيدي
- توجه جاسر نحو مكانه المحبب إليه وأخذ يسكب أنواع عديده من الخمور في كأس واحد كبير. ثم ألتقطه وأتجه نحو غرفة المكتب الخاص به وأخذ يرتشف منه بهدوء وهو يفكر بشأن ما سيفعله، حتى قاطع شروده رنين هاتفه ليعلن
عن أتصال من جوان فضغط عليه بتذمر.
جاسر باأقتضاب: ايوه.
جوان بدلع: أزيك باجاسر، وحشتني
جاسر بسخريه: هو انا لحقت
جوان بضحكه عاليه: انت بتوحشني دايما يابيبي
جاسر بعدم اهتمام: ماشي ياجوان
جوان وقد تبدلت ملامحها: جاسر، هو انت عملت أيه مع البت دي. خطيبة الضابط
جاسر معتدلا في جلسته: واضح أن ليث مش بيخبي حاجه عنك
جوان لاويه شفتيها: ويخبي ليه!؟
جاسر عاقدا حاجبيه: على الأقل دي أسرار شغل
جوان بصوت مرتفع قليلا: أنا حقي فيك أكبر من أسرار الشغل بتاعتك دي.
جاسر بحده: واضح أنك هتبدأي تغلطي غلطة عمرك، وتفكري مجرد تفكير أنك تعلي صوتك عليا
جوان بصوت هادئ وناعم: ياحبيبي بغير عليك **** بقي
جاسر بحده: مش عايزك تغيري، غيري على حاجه ملكك. انما حاجه مش بتاعتك يبقي مش من حقك
جوان بضيق: جاسر أنت حقي
جاسر ببرود: مكنتش ولا هكون، باي باي ياجوان
جوان: ...
- لم ينتظر جاسر ردها عليه، بل أغلق الهاتف سريعا ثم أغلق الجهاز المحمول بالكامل وألقاه على سطح المكتب وبدأ يرتشف مشروبه الخمري مره أخري.
( في المشفي )
- بعد أن قاموا بنقل رؤؤف للمشفي وأدخاله قسم الطوارئ، قام الطبيب المتخصص بالكشف عليه لمعرفة ما هي علته ثم قبض على شفتيه وهو يهتف لهم
الطبيب: للأسف الاستاذ أتصاب بمرض السكر، نتيجة العصبيه والضغط العصبي الزائد.
أمجد ممسدا على شعره بتنهيده: طب والحل أيه يادكتور
الطبيب عاقدا حاجبيه: حقن بالانسولين، لان البنكرياس توقف عن أفراز مادة الانسولين تماما
أمجد محركا رأسه: طيب اللي تشوفه حضرتك
-نظر أمجد للجهه الاخري ليجد لميا تجلس على أحدي المقاعد الرخاميه وقد أبرز الحزن تجاعيد وجهها وخيم اليأس عليها فأنسدلت قطرات عابره من مقلتيها، فتوجه إليها بخطوات بطيئه وجلس في وضع القرفصاء ممسكا بكف يديها وأردف قائلا.
أمجد بنبره رخيمه: و**** هعمل اللي في وسعي عشان أرجعها، وأكتر من اللي في وسعي كمان
لميا بنظرات معاتبه: ...
أمجد قاطبا جبينه في ضيق بالغ: و**** ما زنبي اا انا، انا و**** ما كنت اعرف اي حاجه من اللي هتحصل و. و
لميا مقاطعه: عن أذنك هدخل أشوف جوزي، تعالي معايا ياسهيله
سهيله بدموع: حاضر.
- سحبت لميا يدها بهدوء ونهضت من مكانها متوجهه لغرفة زوجها المريض الذي أصيب بمرض السكري لعدم قدرته على تحمل الصدمه لكي تطمئن عليه، بينما وقف أمجد في مكانه نادما، محملا نفسة مسؤليه ما حدث لحبيبته مسؤليه كامله. فقرر ترك المشفي والانصراف سريعا لتحاشي المواجهه الصعبه بينه وبين أسرتها.
- بعد أن أحتسي جاسر شرابه الخمري المسكر، لعبت الخمر برأسه وأفقدته توازنه، فتراجع عن رغبته في تناول وجبة الغداء وصعد لغرفته مترنحا يمينا ويسارا حتى وصل لفراشه. فألقي بجسده الثقيل على الفراش وترك العنان لعينيه كي تغوص في نوم عميق.
بينما في الغرفة المظلمه. بدأت آسيل تفتح عينيها الثقيلتين ببطئ شديد، حيث تشعر وكأن شخصا ما واضع كف يده على عينيها لكي لا تستطيع فتحهما. ظلت تفرك مقلتيها بيدها محاوله أستيعاب ما يجري حولها ولكنها لم تستطع، حيث كان المخدر أقوي من سيطرتها على نفسها. وبعد ما يقرب من 20 دقيقه بدأت تتذكر ما حدث لها وهجوم شخص ما مجهول الهويه عليها، فأنتفضت في مكانها بفزع وحاولت النظر لحالها لكن المكان معتم للغايه، فتحسست جدسها وملابسها حتى تتأكد من سلامتها وان لم يمسها سوء. وما أن أطمئنت على سلامتها تنهدت بصعوبه بالغه وكأن شيئا ما عالقا بحلقها، ثم نهضت عن مكانها بترنح شديد وأخذن تلامس الجدران بحثا عن أي زر لأضاءة الغرفه ولكنها لم تجد، وأثناء بحثها أصتدمت بالمبرد الصغير بقامت بفتحه لينير لها بضوءه الخافت ذلك المكان المجهول وتري الأسر الذي وقعت به. أستطاعت رؤيه الباب الحديدي الموصد عليها فتوجهت إليه وظلت تقرع عليه بكل ما أوتيت من قوة. حتى أن ذراعاها آلمتاها بشده من قوة ملمسه وحدته، وعندما فقدت الأمل في أن يستمع أليها أحد سالت عبراتها الساخنه على وجنتيها وجلست على طرف الفراش تنتحب حظها العسير الذي أوقع بها في أسر ذلك المجهول الذي لا تعرفه.
بينما كان جاسر غائصا بنوم عميق فرأي خلف جفنه
( يركض بطريق أشبه بالصحراء حيث يلاحقة أحد ما لا يعرف هويته، يلهث ويتنفس بصعوبه بالغه وينظر خلفه من حين لأخر ليتعرف على المسافات بينه وبين مطاردة، حتى سقط بحفرة عاليه عميقه لا نهايه لها. ).
أنتفض من نومه فزعا فألتقط أنفاسه الاهثه بصعوبه وبمعدل سريع ثم صاح بأعلي صوته غاضبا ثورا هائجا وذئبا شرسا وظل يطيح بكل ما أمامه على الارضيه الرخاميه ليسقط كل شئ قطعا صغيره. أستمع كل من في القصر لأصواته وأصوات الاشياء التي تسقط متهشمه حتى أن حراسته الخاصه أتت من الخارج للداخل مهروله من هول الضجه التي أحدثها. فخرجت كاثرين من غرفتها سريعا حتى أنها لم تتأكد من ملابسها التي ترتديها.
الحارس 1 بفزع: كاثرين في أيه
الحارس 2: هو الباشا جراله حاجه
كاثرين قابضه على شفتيها: لا أعرف ما الذي أصابه، لقد كان غائصا بنومه العميق لا أدري ما حدث
الحارس 1 بتوتر: يلا بينا أحنا على أماكنا عشان لو جه لقانا واقفين و**** فيها رفد
الحارس 3: بينا يارجاله
كاثرين في نفسها بضيق: لا أدري ما الحل في تلك المعضله التي تواجهها يوما بعد يوم سيدي الشاب.
( بينما على الجهه الاخري كانت آسيل تبكي بمراره إلى أن شعرت بجفاف حلقها وعطشها الزائد، فلقد مرت عليها ساعات دون أرتشاق قطرة ماء واحده. فجرت قدميها بخيبة أمل نحو المبرد، وبعد أن جذبته أليها لفتحه أمسكت بأحدي الزجاجات التي تحتوي على المياه المعدنيه وتأكدت أنها مازالت مغلفه بذلك الورق البلاستيكي الشفاف. حتى تضمن سلامه المياه التي سوف ترتشف منها لتروي عطشها وتلجم ظمأها. وما أن وضعتها على فمها ومع أول قطرة مياه أستمعت لصوته الذي أخترق الجدران من قوته، فأنتفضت فزعا حتى سقطت منها زجاجة المياه أرضا و أخرجت كل ما تحويه من مياه. بينما ركضت أسيل إلى ذلك الركن الصغير من الغرفه وجلست به ترتعش من ثورة ذلك الثور الهائج.
بينما دلف جاسر من غرفته وعلى وجهه عبارات الضيق والغضب الشديد، هبط للأسفل بخطوات متعجله ثم توجه بخطواته خارج القصر متجها نحو حوض المياه الجرانيتي الكبير ( البسين ) وألقي بكل جسده بداخله. ظل ما يقرب من دقيقتان ونصف دقيقه أسفل المياه البارده لعلها تطفئ ناره وتهدئ من روعه. بينما رأته كاثرين فصعدت غرفته سريعا وأحضرت منشفته القطنيه وذهبت أليه.
صعد برأسه أعلي المياه بعد أن تأكد من أنقطاع أنفاسه وظل يلتقط الاكسجين من الهواء في دورات تنفسيه غير منتظمه ثم توجه سابحا إلى طرف الحوض ليجد خادمته الخاصه بأنتظاره وبيدها منشفته. صعد أعلي الحوض وخلع عن جسده التيشرت القطني الذي كان يرتديه وألقاه أرضا ثم ألتقط منها المنشفه بحده وجلس على أحدي المقاعد البلاستيكيه المغطاه بطبقه من الجلد، وأرخي جسده عليها دقائق.
هدأت آسيل من فزعها وحاولت تدعيم تلك القوة المكمونه بداخلها حتى تستطيع مواجهه المجهول. فنهضت من مكانها وسارت بأتجاه الباب وظلت تقرع عليه بقوة أكبر مما مضي وتهتف بصوتها عاليا
آسيل بصراخ ونبره قويه: ياناس ياللي هنا. حد يفتحلي. مين جابني هنا حد يرد عليااااااا يانااااااس. يانااس ياللي برااا.
- بعد أن شعر بالهدوء وسكون ثورته نهض عن مكانه ممسكا بمنشفته القطنيه ثم ألقاها لتلتقطها كاثرين من الهواء. ثم سارت خلفه بخطوات هادئه، صار بجسده العاري وعضلاته البارزه وما أن وصل للدرج حتى هتف قائلا
جاسر بصوت جهوري آجش: بكره تشوفيلي صرفه في الاوضه بتاعتي ياكاثرين
كاثرين مومأة برأسها: أوامرك مطاعه ياسيدي
جاسر ملتفتا أليها: وعايزك كمان ت...
( توقف جاسر عن الكلام لوهله ثم ضيق عينيه بتفكير ودقق حاسة السمع لديه. حتى أخترق صوتها العالي وصرخاتها المتتاليه أذنيه، فعقد حاجبيه بأنزعاج وآردف قائلا )
جاسر بنبره عميقه: أيه الصوت ده
كاثرين بتوتر: اا ا ان انها تلك الغريبه التي أ اأحضرتها في الصباح
جاسر ممررا أصابعه على شعره: أووووف. هي لحقت تصحي وتقرفني
كاثرين محاوله أنقاذ الموقف: اا سأتوجه أليها وأنت، تستطيع الصعود للغرفه الاخري ياسيدي.
جاسر متجها إليها بنظرات مخيفه: خلاص انا هتصرف.
- حاولت كاثرين أن تتصرف هي نيابه عنه لكي تنقذ تلك الفتاه من براثنه. ولكن باءت محاولتها بالفشل فصارت خلفه بخطوات متعجله، حتى هبط للاسفل حيث تلك الغرفه المظلمه تحت الارض. ثم فتح الباب بعد أن حرره من القفل الموصد به، بينما أستعمت آسيل لصوت الباب ينفتح فأرتجعت خطوات للوراء وظلت منتظره بخوف ودقات قلب مضطربه. حتى وجدت ظلا كبيرا يقف أمامها فخطت بقدميها الثقيلتين للوراء، بينما وضع جاسر يده اليسري على الجدار فأنفتح الضوء لتجد رجلا بملامح صارمه عاقدا حاجبيه قابضا على شفتيه بقوه من الغضب، وناظرا أليها نظرات توحي بالشر الذي يدخره لأجلها. وبعد أن رأها وتفحصها جيدا من أعلي لأسفل أردف بنبره جهوريه صارمه قائلا.
جاسر: صوتك عالي ليه ياأستاذه!؟
آسيل بصدمه: اا. آآ أا...
الفصل التاسع
- توقفت الكلمات على حافه لسانها، تريد السقوط من فوهه فمها ولكن لا تستطيع. وعندما أمعنت النظر به وسط صدمتها العارمه وجدته عاري الصدر، شهقت في فزع ثم ألتفتت مبتعده لتوليه ظهرها. فضيق عينيه ثم نظر لهيئته ليتفهم ما سبب رد فعلها ثم أشار لكاثرين قائلا
جاسر بلهجه آمره: هاتيلي تيشرت من فوق
كاثرين: أمرك سيدي
جاسر ببرود: مقولتليش كنتي بتزعقي ليه؟
آسيل بقلق بالغ: ...
جاسر رافعا حاجبيه: سلامه لسانك، جالك شلل ولا أيه؟
آسيل بخفوت ونبرات متقطعه: اا ا. اا اأنت مين. وو وايه جابني هنا
جاسر لاويا شفتيه: حظك الأسود هو اللي جابك
آسيل بنظرات زائغه: يي يعني أيه؟
جاسر مقتربا بثبات: يعني أنتي اللي جيتي لحد عندي، ووقعتي نفسك في سكتي يبقي تستحملي
آسيل مضيقه نظرها في تساؤل: هي فزورة.
- دلفت كاثرين راكضه أليه مره أخري وأعطته تيشيرتا من اللون الأزرق الفاتح. فألتقطه منها وأرتداه على الفور ثم أشار أليه بيده قائلا
جاسر مشيرا بيده: أمشي أنتي
كاثرين قابضه على شفتيها: ا اوامرك سيدي
جاسر ملتفتا اليها مره أخري وأردف بلهجه آمره: أقعدي
آسيل مبتعده بخطوات متعثره: شكرا مش عايزة
- أقترب منها بخطوات ثابته وأمسك ذراعها بقوة ثم أجبرها على الجلوس، فسحب أحد الكراسي البلاستيكيه وجلس قبالتها.
آسيل ممسكه بذراعيها: ااااي. أيه الغباوة دي
جاسر بنظرات ناريه غاضبه: أمسكي لسانك بدل ما أقطعهولك يا، ياعصفوره
آسيل رامشه بعينيها: أنت عايز أيه؟ وجايبني ليه هنا
جاسر لاويا شفتيه: أنتي اللي عايزة أيه، بتنخوري ليه ورايا وبتدوري عليا؟!
آسيل محاوله أستيعاب ما يحدث: اانا، اانت انت...
جاسر بأبتسامه واسعه برزت أسنانه: الليث، أنا جاسر الليث
آسيل ناهضه من مكانها بفزع: هاااااا
جاسر معتدلا في جلسته: مفاجأه! مش كده.
آسيل بصدمه: اا ا انت! عايز مني أيه؟
جاسر ناهضا من مكانه واقفا قبالتها: أنتي اللي عايزة أيه؟ بتحفري قبرك بدري ليه؟
- بعد صدمتها القويه والشديده حاولت أستجماع ما أوتيت من قوة لمواجهه ذلك الوحش الذي طالما سمعت عنه. شعرت بالرهبه تجتاح كيانها، ولكن لابد من أن تتمسك بالصمود والتظاهر بالقوة حتى لا يشعر فيها بالضعف.
آسيل بنبره قويه واضعه يدها أمام صدرها: هو أنت بقي عم الأسد.
جاسر رافعا أحدا حاجبيه: هما قالولك عني كده، تؤ تؤ أخس عليهم أخس ملهمش حق يوصفوني بالأسد. أنا أستاهل لقب أقوي من كده.
آسيل بنبره حاده: أنت فعلا تستاهل لقب أكبر، على الاقل الأسد حيوان مش عاقل. بياكل الأضعف منه عشان يعيش، أنما واحد زيك عايش على دم الناس وأرواحهم مينفعش يتشبه بالحيوانات، لأننا كده بنظلم المخلوقات اللي **** سخرها لينا لخدمتنا أو عشان نعتبر منها. أيه الأفاده اللي عادت عليك من كل اللي عملته، وأكيد في مصايب كتير محدش دريان بيها، وما خفي كان أعظم.
جاسر مصفقا بيده: بصراحه عجبتني المحاضره، ولا نسميها مرافعه عشان تناسبك
آسيل عاقده حاجبيها: انا عايزة أمشي من هنا فورا، وإلا مش هايحصلك كويس أبدا
جاسر مقتربا بهدوء: هتعمليلي أيه
آسيل متراجعه للوراء بخطوات متعثره: هه اا هعمل كتير، أنا هسجنك
جاسر قابضا على عينيه بسخريه: ياااشيخه قولي كلام غير ده، أنتي خلاص دخلتي هنا، ومش هتخرجي من هنا
آسيل محاوله السيطره على أنفعالاتها: اا ا انا خطيبي هيوديك في داهيه.
جاسر بصوت أجش: أنا اللي هوديه رحله عند ****، رحله أبديه مفيش رجوع منها
آسيل بفزع: هاااا ليه حرام عليك كان عملك أيه ده ده طيب و...
جاسر رافعا حاجبيه: طيب!
- ولاها ظهره وأستعد للخروج من الغرفه. ولكنها تقدمت في خطواتها أمامه وأردفت قائله
آسيل: خرجني من هنا، أنا عايزة من هنا
جاسر بعدم أهتمام: وسعي ياعصفوره من سكتي، وشيلي الافكار الغلط اللي في دماغك دي
آسيل بتوتر: اا ا أفكار أيه اللي غلط!
جاسر هامسا بجوار أذنيها بنبره عميقه: مش هتخرجي من هنا، وللابد
آسيل فاغره شفتيها: يي يعني أيه؟ خلاص هابقي أسيره عندك ولا أيه
جاسر وقد لمعت عيناه عقب كلمتها الأخيره: حلو التشبيه ده، أيوه أنتي بقيتي أسيره عندي. أنتي العصفورة اللي ريشها ملون وفرحانه بيه وعماله تطير في الهوا وأنا قررت أقص ريشها ده. أنتي بقيتي أسيرتي، ومش أي آسيره. أنتي دخلتي عرين الأسد وبرغبتك.
- قام بدفعها بهدوء داخل الغرفه وأتجه نحو الباب للخروج منه. وعندما حاولت الركوض كمحاوله بائسه لا بد منها قبض على ذراعها بقوة وأرجعها للوراء قائلا
جاسر مقتربا من أذنها وبنبره آمره: متحاوليش! ملكيش مني مفر يا، أسيرتي
- دفعها بقوة لتسقط أعلي الفراش ثم توجه للباب الحديدي ودلف خارجا ولم يتناسي أوصاد قفله جيدا. وأحكم قبضته على المفتاح الخاص به وصعد للأعلي
( في المشفي ).
- بعد أن علم رؤؤف بأمر أصابته بمرض السكري لم يهتم أو بضع الأمر برأسه، حيث كان شاغله الأكبر هو أمر أبنته الغاليه التي أختفت عن الانظار. لم يستطع أحدا الوصول أليها.
رؤؤف بنبره منهكه: لل ل لميا. مفيش أي أخبار عن آسيل
لميا واضعه يدها أسفل ذقنها بحزن: مفيش يارؤؤف، البنت ضاعت مني خلاص
سهيله وقد لمعت عيناها بالدموع: ماما بليز، بلاش اليأس والكلام ده.
لميا لاويه شفتيها: آمال أقول أيه، اللهم سبحانك أني كنت من الظالمين. اللهم سبحانك اني كنت من الظالمين. مليش غير بناتي **** ردهالي
رؤؤف قابضا على عينيه بتألم: لا حول ولا قوة إلا ب**** العلي العظيم
- دلف الطبيب للداخل بعد أن طرق الباب عدة طرقات متتاليه
الطبيب واضعا يده في جيب ملابسه الطبيه البيضاء: صباح الخير، أتمني تكون كويس النهارده
رؤؤف بتنهيده: الحمد ***.
الطبيب بأسف: طبعا حضرتك عارف أنك هتتحقن بالأنسولين
رؤؤف محركا رأسه: أيوة عارف
الطبيب مشيرا بيده: أنا مش عايزك تقلق أطلاقا، الموضوع بسيط وناس كتير جدا مريضه بالسكر وعايشين حياتهم الطبيعيه
رؤؤف بأستسلام: الحمد ***
لميا بضيق: والحقن دي أمتي يادكتور؟
الطبيب: على الأقل مره يوميا، وفي مرضي بيستخدموا الانسولين في حالة أنخفاض نسبه السكر في الدم فقط
رؤؤف: طيب.
الطبيب: الافضل لحضرتك لو جيبت قلم خرطوش، الحقن عن طريق القلم بيكون أسهل وأسرع وأضمن كمان
رؤؤف: **** يسهل
الطبيب: طب الحمد *** على سلامتك. عن أذنكم
لميا: أتفضل
رؤؤف باحثا بعينيه: فين أمجد
لميا منتفضه بعصبيه: متجيبليش سيره الانسان ده تاني، ولا تسمعني أسمه يارؤؤف. هو السبب في اللي حصل لبنتي كله من تحت رأسه
سهيله بأعتراض: لا ياماما أمجد ملهوش ذنب.
لميا بنظرات غاضبه: أسكتي أنتي متعرفيش حاجه. أول مر ه كانت هتتقتل و**** سترها ودلوقتي أتخطفت ومنعرفش حتى مين اللي خاطفها
رؤؤف بتنهيده: ده قضاء وقدر يالميا
لميا بتهكم: اه فعلا، بس **** قال ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكه، يعني مروحش ارمي نفسي في النار واقول ده قدر
سهيله بحزن بالغ: عن أذنكوا هطلع بره شويه
لميا بتألم: متتأخريش ياسهيله وخلي بالك من نفسك. مش ناقصه أخسر أتنين يابنتي.
سهيله ناظره للأسفل: حاضر ياماما
- أنطلقت لخارج المشفي لا تدري إلى أين تذهب. بل تركت قدماها تقودها إلى حيث تشاء، حتى أكتشفت أنها قطعت شوطا كبيرا من السير على قدميها دون شعور ووجدت نفسها أسفل تلك البنايه العاليه التي تمتلك بها أختها العزيزة مكتبا خاصه بأمور المحاماه والاستشارات القانونيه. تنهدت بحرارة بعد أن نظرت لتلك اليافطه المعلق عليها أسمها بشكل بارز. ثم ألتفت لتعود من حيث أتت، سيرا على الأقدام.
- بعد أن قضي جاسر ليله الطويل في التفكير بتلك المتمردة وما هو الأسلوب الذي عليه متابعته معها، فالقادم ليس بقليل. وفي تلك الغرفه الأخري المجاورة لغرفته ترك العنان لجسده لكي يسترح بضع ساعات معدودة قبل الأستيقاظ بالصباح.
-أستيقظ متأخرا من نومه فذفر أنفاسه في ضيق ثم أمسك بالعلبه الذهبيه التي تحمل ( سجائره ) الفاخره وأشعل واحده منهم بعد أن قام بوضعها بين فكيه وأخذ ينفث بها بشراهه، ثم نهض من مكانه تاركا سيجارته داخل المطفأة الجرانيتيه الحمراء ودلف للمرحاض كي يغتسل، بينما كانت كاثرين تعد له وجبه الافطار المكونه من قهوته الساخنه ذات الرائحة الذكيه وقطع الخبز المخبوز والطازج بجانب قطعه من الجبن الأبيض الغير مالح، أمسكت بحامل الطعام ودلفت للخارج فوجدته هابطا للأسفل فأبتسمت بهدوء قائله.
كاثرين باأبتسامه: أعددت لك وجبه الافطار الشهيه، أتمني أن تخذل توقعاتي اليوم وتتناولها كامله
جاسر بأقتضاب: ماليش نفس، بس هاكل عشان أخذل توقعاتك
كاثرين بأبتسامه واسعه: تفضل سيدي الشاب.
- أتجهت لتلك الطاوله الصغيره أمام المقعد الوثير الخاص به ووضعت عليها حامل الطعام ثم أستأذنته بالأنصراف، بينما أمسك هاتفه وقام بأرسال رساله نصيه لعيسي. أبلغه فيها بتأخيره لبعض الوقت، ثم شرع في تناول وجبته الخفيفه بعد أن ترك هاتفه جانبا
( قامت سهيله بمحادثة أحدي زميلاتها المقربات لأبلاغها عدم قدرتها على حضور محاضراتها في تلك المرحلة من الوقت ).
سهيله بنبره جافه: زي ما بقولك كده يانورهان. أحتمال كمان أأجل السنه دي
نورهان بفزع: هااا لا حرام عليكي بعد كل المجهود ده عايزة تأجلي. ده مش فاضلنا إلا الفاينل
سهيله بتنهيده: غصب عني يانورهان، الظروف اللي فيها مش هتهيألي أبدا المذاكره والامتحانات
نورهان قابضه على شفتيها: معلش ياسوسو تعالي على نفسك شويه وحاولي بس بلاش تأجيل
سهيله بأاستسلام: **** يسهل. هقفل معاكي دلوقتي مش قادرة أتكلم.
نورهان بتفهم: ماشي ياحبيبتي كان **** في العون
سهيله: سلام
- أغلقت هاتفها وشرعت بالانتحاب والبكاء الشديد، حيث طلبت من **** أن يردها سالمه إليهم
( العرب جروب )
- كان جاسر جالسا على مكتبه الخشبي الزان والفخم يتفحص أحدي الاوراق. حتى دلف إليه عيسي وعلى وجهه أبتسامه واسعه قابلها جاسر بالبرود
عيسي بتهكم: الأبتسامه صدقه
جاسر ناظرا أليه: ...
عيسي: خلاص ياعمنا أنت لسه هتبحلقلي.
جاسر طارقا على سطح مكتبه بقلمه الفضي: عملت أيه في شحنة الوسكي اللي جاي بعد يومين
عيسي ممدا يديه: خد ده الفايل بتاع الشحنه كامل. فيه التصاريح والتراخيص والمواصفات القياسيه وموافقه اللجنه الرقابيه على الشحنه، يعني الفايل مستوفي كل حاجه
جاسر ملتقط الملف: طب روح أنت وانا هراجعه بنفسي
عيسي: أوكي يابوص، اا ا. ا يعني كنت عايز أسال يعني هو...
جاسر مقاطعا بدون النظر إليه: الموضوع ده شيل نفسك منه ومتسألش تاني عنه، كفايه أنك أتصرفت تصرف غبي من ورايا وده اللي ورطني أكتر في الموضوع
عيسي لاويا شفتيه: يابوص ما قولنا أوامر ثروت، وأنا عليا التنفيذ
جاسر ناظرا إليه بحده وصرامه: أكلك شربك لبسك وهندامك عيشتك وحياتك مني أنا، مرتبك انا اللي بدفعه وحصتك بتاخدها مني. مش من ثروت ياأفندي
عيسي بضيق: ماشي ياعم، ماأنت الخزنه.
جاسر لاويا شفتيه: بالضبط كده، تقدر تمشي عشان أشوف شغلي
عيسي باأقتضاب: أوك، سلام
جاسر: ...
- كان أمجد يقف بأحدي الكمائن للتفتيش على السيارات الدالفه خارج مدينة الاهرامات ( القاهرة ) حيث أشرف بنفسه على مهمة التفتيش بحثا عن مبتغاه. ولكن حتى الآن لم يستطع التوصل لأي شئ
مجدي خالعا نظارته الشمسيه: أمجد، أعتقد أنه مش هيخرج بره القاهرة بيها أبدا. على الأقل دلوقتي هو مش غبي للدرجه دي.
أمجد بحده خفيفه: أنا مش هسيب خرم أبره إلا لما أدور فيه عنها وأكيد **** عمره ما هيخذلني، لو تعبت أنت روح
مجدي باأشفاق: مقدرش أروح ولا أسيبك ياجدع، عيب عليك
أمجد بنظرات خاليه من الحياه: تسلم يامجدي
أمجد مشيرا بيده لأحدي العساكر الذين تحت أمرته: شوف العربيه النقل اللي جايه دي يابني
العسكري راكضا: تؤمر ياباشا
- تعمد ثروت ترك جاسر لبضعة أيام حتى يهدأ روعه وتسكن ثورته، ثم عاود مهاتفته بعد ذلك.
جاسر باأقتضاب: ألو
ثروت بثبات: أتمني تكون ريحت أعصابك شويه
جاسر لاويا شفتيه بتهكم: أه
ثروت معتدلا في جلسته: عملت أيه؟
جاسر مداعبا أنامله: بقت تحت أيدي
ثروت مضيقا عينيه: عفارم عليك. عارف هتعمل أيه!
جاسر بخبث: أنت عايز تعمل فيها أيه؟
ثروت بنظرات مشتعله: أكيد هتخلص عليها، دي عرفتك يعني مفيش قدامك حل تاني
جاسر بتفكير: هيحصل. بس كله في وقته
ثروت: أستني مني الأشاره وأنا هقولك أمتي
جاسر واضعا قدما على قدم: ماشي.
ثروت بأريحيه: هاقفل أنا وأسيبك تشوف اللي وراك
جاسر: ماشي، سلام
- أغلق هاتفه ونهض عن مقعده الوثير متجها نحو الشرفه المغطاه بالزجاج الغامق لعكس الرؤيه من الخارج، وقف أمامها واضعا يديه في جيب بنطاله لبضع لحظات ثم خلل أصابعه بخصلات شعره الأسود الغزير وألتقط سترته ومفاتيح سيارته وهاتفه وأنطلق خارج مقر الشركه.
- قامت كاثرين بتحضير وجبه غذائيه من أجل آسيل. ولكن لعد أن أعدتها تذكرت أن باب غرفتها موصدا من الخارج فزفرت بضيق قائله
كاثرين بضيق: يا اللهي! ماذا عساي أن أفعل الأن. لقد نسيت أمر ذلك الباب الحديدي الموصد
- بتلك اللحظه دلف احد الحرس الخاص لجاسر قائلا
الحارس مقاطعا لها بنبره عميقه: كاثرين، الناس اللي شغالين في الاوضه اللي فوق خلصوا شغل. مين هياحسبهم.
كاثرين واضعه يدها في جيب الزي الرسمي الخاص بها: لقد أمرني السيد الشاب بدفع أجورهم بعد أنتهاء العمل، ولكن دعني أنظر إلى حالة الغرفه أولا
الحارس بصوت أجش: أتفضلي
- ذهبت كاثرين بصحبته لغرفة جاسر الذي أبادها وحطمها بالأمس وها هي الأن تعيد كل شئ كما كان في سابق عهده وبعد أن تأكدت من سلامة الغرفه قامت بأخراج حفنه كبيره من الورق النقدي وأعطتها أليهم قائله
كاثرين بجديه: تفضلوا.
العامل بعيون لامعه: من يد ما نعدمها أبدا ياست هانم. وأحنا تحت الخدمه
الحارس مشيرا إليهم بالخروج: أتفضلوا معايا
العامل 2: يلا بينا ياعم سيد
العامل 1: يلا
- دلف كلاهما خارج الغرفه بينما ألقت كاثرين نظره صغيره على الغرفه ثم دلفت للخارج وأحكمت غلق الغرفه خلفها وهبطت للأسفل. فوجدت رب عملها قد وصل للتو فهرولت إليه قائله
كاثرين بلهفه: سيدي، فلتأذن لي بفتح باب الغرفه السفليه
جاسر مضيقا عينيه بحده: نعم!
كاثرين بتوتر: اا ا أأ أقصد. تلك الغريبه التي بالأسفل يجب عليها تناول الطعام
جاسر بتفهم: اهاا، طيب هاتي الأكل اللي أنتي عايزاه وتعالي معايا
كاثرين بأبتسامه: أوامرك سيدي.
- بينما كانت آسيل في غرفتها ملتزمه فراشها لا تنهض منه. يسيطر عليها الخوف ويدب الرعب داخلها، فلم تعد تعلم المصير الذي ينتظرها وهي تحت سيطرة ذلك الكاسر والمتوحش ولكن ما تعلمه يقينا أن النهايه لن تكون سعيده بالنسبه إليها، وبينما كانت شارده في خيالاتها المرعبه أستمعت لصوت القفل الموصد ينفتح فأعتدلت في جلستها سريعا ونهضت بسرعه حتى وقفت خلف الباب الحديدي، وما أن أنفتح الباب ونظر جاسر بعينيه الثاقبتين للداخل فلم يراها. كاد يلتفت لينظر خلف الباب ولكن كانت أسرع منه حيث قفذت بجسدها الرقيق على ظهرة وديقت قبضتها على عنقه حتى تحكم حركته. ولكن فارق الطول والجسد بينهما كان قويا بما يكفي لكي ينتصر عليها. حيث أنحني بجزعه للأسفل وقبض بيديه على قدميها وجذبهما للأمام حتى تسقط من فوق ظهره على الأرضيه.
آسيل بتألم: ااااااااه اااااي ااااااه
جاسر بقهقهه عاليه: ههههههههااا هههههههههههههههاهههااا
آسيل متألمه بدموع: ااااي ضهري منك ***
جاسر مشيرا بيدها لجسدها: هههههه أنتي. أنتي ياعصفورة عايزة تهربي ههههه والأدهي أنك فاكره ممكن تنتصري عليا هههههههه شكلك طيبه قوي هههههه
آسيل بغيظ: أنت بتضحك على أيه ياأفندي أنت، أنت اللي خدتني على خوانه
جاسر رافعا أحدي حاجبيه: الحرب خدعه يا أسيرتي.
كاثرين دالفه للداخل حامله بيدها الطعام: مساء الخير. لقد أحضرت الطعام
جاسر ناظرا لآسيل بتشفي: سيبيه هنا للعصفورة
آسيل بحده: مش عايزة حاجه منك
جاسر موليها ظهره: براحتك. يلا ياكاثرين
كاثرين: ااو اوامرك، فتاتي. أن الطعام طيب المذاق والمكونات وليس به ما يضر فالتطمئني وتتناوليه
آسيل واضعه يدها على ظهرها بتألم: ...
- دلف جاسر للخارج ومن خلفه خادمته ثم صغع الباب الحديدة صفعه مدويه وأغلق القفل الكبير الخاص بها، بينما حاولت آسيل النهوض من مجلسها ولكن أقتحمتها ألام فقرات ظهرها العظميه بفعل سقطتها القويه على الأرض الصلبه. فأراحت رأسها على الأرضيه وأنسالت الدموع من مقلتيها كمجري النهر الثائر، فبرغم من عدم كثرة محاولاتها إلا أنها تفقد الأمل في الهروب من بين يديه.
بينما صعد جاسر لغرفته بجسدا مجهدا وألقي بثقل جسده على الأريكه المريحه مستندا على ذراعها الكبير. بعد عدة لحظات نهض عن مكانه متوجها للمرحاض لكي ينفض عن جسده غبار الأرهاق والارق. وبعد أن زينت قطرات المياه البارده جسده الرياضي وقف أمام المرآه وهو يخلل أصابعه ويمررها بين خصلاته فلمح خدشا صغيرا برقبته. حدق عينيه في دهشه ثم جز على أسنانه بقوة قائلا.
جاسر بصوت هامس: هي مفيش غيرها بنت ال، لما نطت على ضهري. هووووف
- دلف للخارج بخطوات سريعه ثم أرتدي ملابسه على عجاله وأمسك بحاسوبه الشخصي وقام بفتحه ليتفحص أي جديد. حيث قام بمراسلة الشركة التركيه من أجل أستلام بضائعه الغير قانونية خلال أيام قليلة، ثم أغلق الحاسوب وأمسك هاتفه للأتصال ب...
جاسر: أيوة ياعيسي
عيسي: خير ياجاسر
جاسر بنبره ثابته: عايزك تجهز عشان الشحنه الجديده جايه اليومين الجايين.
عيسي عاقدا حاجبيه: بالسرعه دي؟
جاسر واقفا أمام الشرفه: أيوة بالسرعه دي، في حاجه كنت عايزك فيها بس نسيتها
عيسي مضيقا عينيه: حاجة أيه؟
جاسر حاككا ذقنه: مش فاكر، خلاص خليها بعدين
عيسي: خلاص أوك يابوص
جاسر: سلام
عيسي: سلام
- أغلق عيسي هاتفه فوجد أخيه الأصغر يدلف أليه بأبتسامه خبيثه قائلا
سامر: يامساء الجمال على أبو عيون جمال
عيسي مضيقا عينيه: عايز أيه من الأخر.
سامر بأبتسامه واسعه: عايز مفاتيح شاليه العين السخنه عشان رايح أنا وأصحابي
عيسي ناهضا من مكانه بحده: ده أنت بتحلم، مش كفايه المرة اللي فاتت جايبك من القسم بعد ما البوليص كبس عليك انت واصحابك وقفشوكوا بالحشيش والخمره وكمان نسوان
سامر: خلاص ياعيسي ميبقاش قلبك أسود، وبعدين متخافش و**** ما هنعمل حاجه المره دي
عيسي مشيرا بأصبعه في وجهه: ده على جثتي، انا مش فايق لمصايبك دلوقتي ياسامر. حل عن دماغي.
سامر لاويا شفتيه: بقي كده! طيب هات فلوس وانا هتصرف
عيسي محاولا تغيير الموضوع: أنت عامل أيه مع بنت أونكل حسين
سامر ملوحا بيده: يييييي ده بت تقيله ورخمه
عيسي رافعا حاجبيه: تقيله ورخمه! سبحان مغير الاحوال. كنت هتموت عشان بس كلمه منها ودلوقتي لما عبرتك بقت تقيله ورخمه
سامر سابحا في خياله: أنا في بالي دلوقتي حاجه تانيه خالص، حتت بت ياعيسي تقول للقمر قوم ياص وأنا أقعد مطرحك
عيسي محدقا: تقول للقمر قوم ياض!
سامر: اها. لو حتى هتجوزها عشان أعرف أوصلها هعملها. هاااااااح ياسهيله
عيسي لاويا شفتيه: نفس البوقين بتوع المره اللي فاتت، أنا مش هتصدرلك في مواضيع تاني و**** يستر واونكل حسين ميكلمنيش يهزقني بسبب طيشك
سامر مربتا على كتفه: متقلقش، المهم عايز فلوس
عيسي بخفوت: مبتنساش خالص. الصبح هتلاقيها على المكتب
سامر مقبلا رأسه: تسلملي ياعسل
عيسي بتأفف: أوووف. عسل أسود.
- مر 3 أيام. لم يسترح أمجد لوهله ولم يدخر وسعه في البحث عن اي معلومه ولو صغيرة للوصول أليها، بينما كان جاسر بمدينة الأسكندريه عروس البحر المتوسط للأشراف على تلك الشحنه التي ستصل من الاراضي التركيه لميناء الاسكندريه. وهي عباره عن الكثير من زجاجات الخمور المتنوعة والمختلفه، وبعد أن تم الاستلام ومراجعة التصاريح والتراخيص تمت تعبئة الشحنة بعربات النقل الكبيرة أخذ جاسر بعض الصناديق الكرتونيه المغلفه إلى حقيبة سيارته، وترك لعيسي مهمة الأشراف على وصول تلك الشحنة لمخازنه الخاصه بالقاهرة. ثم أنطلق بسيارته للعودة إلى القاهرة. وأثناء قيادته لسيارته بالطريق لمح أحد كمائن الشرطه فضيق عينيه ثم أمسك بحزام الأمان لكي يحاوط به جسده، وأمسك سيجاره وأشعل بأحداهن النر لكي ينفث بها. وصار بثبات في طريقه إلى أن جاء دوره.
أمجد مدققا النظر به: أنت جاي منين؟
جاسر منفثا دخان سيجارته في الهواء: جاي من أسكندريه أمجد بعدم أرتياح: هات الرخص وأفتح شنطة العربيه...
الفصل العاشر
أمسك جاسر برخصة القيادة التابعه له وقدمها له ثم ضغط على الزر الخاص بفتح مؤخرة السيارة. وبعد أن تأكد أمجد من سلامة الرخص تقدم بخطوات ثابته نحو ( شنطة ) السيارة فوجد بها بعض الصناديق الكرتونيه. فأمر أحد رجاله بأحضار أحدها وحلها من الغلاف الخاص بها ليجد الكثير من زجاجات الخمر المغلفه، فضيق عينيه وأنطلق نحو جاسر الذي ظل جالسا بسيارته بمنتهي الثبات والثقه قائلا.
أمجد بنبره حاده: أيه اللي في الشنطه ده؟!
جاسر ببرود: زي ما شوفت كده، خمره
أمجد بجديه: أربع صناديق كل صندوق ب 12 أزازة خمره يعني 48 أزازة خمره. ليه بتاجر فيهم؟
جاسر عاقدا حاجبيه: طالما مفيش حاجه غلط. يبقي براحتي أتاجر اشرب أهادي. زي ماانا عاوز
أمجد قابضا على شفتيه: أتكلم عدل. وبعدين أنت معاك رخصه بالحموله دي كلها من الخمرة.
- أخرج جاسر أصل التراخيص والتصاريح بأستيراد الخمر من الخارج ومدها أليه. فقام بمراجعتها جيدا من أول حرف بها حتى أخر حرف، ثم لوي شفتيه بأمتغاض ومد له أوراقه قائلا
أمجد بأقتضاب: فين باقي الكمية المذكورة في التصريح
جاسر ببرود: الشاحنه اللي بتنقل الشحنه سبقتني على القاهرة، أقدر أمشي ولا في أسئله تانيه؟
أمجد بعد أرتياح: أتفضل. أفتح الطريق ياعسكري
العسكري بأنتباه: حاضر يافندم.
- أفسحوا له الطريق فمر وسطهم بكل ثقه وغرور. فلقد نجح بالمرور وسط مخالب الشرطه التي تتربص به، فأعتلي ثغره أبتسامه واسعه تلاها قهقهه عاليه سخرية وتهكم على وزارة بأكملها فشلت لسنوات في التعرف حتى على هويته. توجه لقصره سريعا بعد أن دخل مدينه القاهرة، وعقب دلوفه من بوابة القصر الحديديه الكبيرة أشار لأحد رجاله لكي يتبعه ركضا خلف السيارة ثم فتح له بابها لكي يدلف خارجها. فأردف قائلا بنبره عميقه صارمه.
جاسر بحده: هات الصناديق اللي في الشنطه، ولو في حاجه أتكسرت هكسر رقبتك
الحارس ناظرا لأسفل: أمر معاليك
- دلف جاسر للداخل بخطوات ثابته فألتقي كاثرين بطريقه
جاسر ببرود: الأوضه بتاعتي خلصت؟
كاثرين مومأه رأسها: نعم ياسيدي، لقد أصبحت كسابق عهدها بل وأفضل
- نظر جاسر للأعلي بتفكير ثم حك رأسه بتفكير قائلا
جاسر مضيقا عينيه: الاوضه التانيه اللي جمبي جاهزة تستقبل البت اللي تحت دي
كاثرين محدقه: هااه.
جاسر عاقدا حاجبيه: في حاجه ياكاثرين
كاثرين بتوتر: لل ل لاا. أنها على أتم أستعداد سيدي الشاب
جاسر مشيرا بيده: أطلعي أفتحيها وتممي عليها لحد ما أجيب الاستاذه اللي تحت دي
كاثرين: أمرك.
( توجه نحو ذلك الدرج الرخامي الضيق وهبط للاسفل بخطوات بطيئه. بينما كانت أسيل قابعه على الفراش شارده بمستقبلها المظلم والمجهول المعالم، وأثناء شرودها شعرت بالأقفال الخاصه بالباب الحديدي تنفتح فوجهت نظرها للجهه الأخري كمحاوله منها لأبداء البرود واللامبالاه، دلف للداخل مدققا بها ثم هتف بلهجه آمره وصوت صارم )
جاسر بنبره صارمه: قومي معايا
آسيل بعدم أهتمام: ...
جاسر قاطبا جبينه بقوة وبنبره عاليه: أنتي مبتسمعيش، بقولك قومي معايا
آسيل بتمرد: مش قايمه في حته
جاسر رافعا حاجبيه: مش هتقومي! تمام جدا خليكي قاعده.
- أدخل يده في جيب سترته الداخلي وأخرج منها زجاجه صغيرة مصنوعه من الفضه الايطاليه وتحتوي على مواد كحوليه مسكره. قام بفتحها ونثر محتواها على الفراش الراقده عليه آسيل بينما ظلت آسيل تراقبه بتوجس في حين كان يبعث لها بنظراته الحاده والناريه تهديدا غير مباشر، بعد أن أفرغ محتوي الزجاجه القاها على الارضيه، فأشعل ( الولاعه )الذهبيه الخاصه به وأعتلي فمه أبتسامه خبيثه بينما شهقف هي الاخري في فزع وقد دب الرعب أوصالها هاتفه بصراخ.
آسيل بنبره صارخه: اا أنت يامجنون هتعمل أيه
جاسر ملقيا ب (الولاعه)علي الفراش: هولع في الاوضه وانتي فيها
- أمسكت النيران بالفراش وعلت ألسنة اللهب عاليا بينما كانت تصرخ آسيل بفزع ورعب من هول المنظر الذي تشاهده، مما أزعجه صوتها الصارخ والمرتفع كثيرا
آسيل بصراخ ونبرات هادره: عاااااااااا لاااااااااا
جاسر بعيون محدقه بغضب: أخرررسي. مش أنتي اللي مش عايزة تخرجي ودخلاها تحدي معايا، يبقي تشربي بقي.
آسيل برعب وقد تجمعت الدموع في مقلتيها: عااااا ياربي أخرتها هموت محروقه عاااااااا
- خطي بقدمه خطوتين للأمام وقبض على ذراعها بقوه، جذبها بشده للخارج ثم هتف بها بصرامه وغضب
جاسر بصرامه وصوت قوي: لما أنتي جبانه بتتحديني ليه
آسيل بتماسك: ااااااي. سيب دراعي هيتخلع في أيدك، منك *** ياشيخ أنت أيه مبتحسش. حيوان بشري على وش الأرض و...
- لم تكمل عبارتها الأخيره حيث لكمها بقبضته المكورة الصلبه في أنفها حتى فقدت قدرتها على أستيعاب ما يحدث وسقطت بين ذراعيه فألتقطها بذراع واحده ورفعها على كتفه هاتفا.
جاسر مضيقا عينيه: ده أنتي أيامك الجايه سودا معايا بس أصبري عليا، بقي أنا حيوان يا. ياأسيرتي مااشي.
- كانت كاثرين هابطه للأسفل فرأته يحملها على كتفه. ركضت نحوه بقلق بينما أشار لها بالصمت والذهاب لحيث تعمل، فلبت رغبته على مضض وذهبت بينما صعد جاسر بها للغرفه المجاورة له وبعد أن دفع باب الغرفه بقدمه أسندها على الفراش ثم مدد قدميها عليه وعدل من وضع ملابسه، ذفر في ضيق ثم دلف للخارج هاتفا بأسم أحد رجاله ليأتي له سريعا.
الحارس: أوامر معاليك ياباشا
جاسر بصرامه: أطلعلي يابني أدم.
الحارس صاعدا الدرج: تحت أمرك ياباشا
جاسر مشيرا للباب وبلهجه آمره: شايف الباب ده، لو عدت منه نمله حسابك عندي هيكون رقبتك
الحارس مبتلعا ريقه بصعوبه: حح ح حاضر معاليك.
- أنطلق جاسر للأسفل وتوجه نحو الصناديق التي أدخلها الحارس الأخر للداخل وقام بسحب أحدهم وأنطلق للدرج الرخامي الضيق وهبط للأسفل ووضعه على الارضيه جانبا. ثم نظر بالغرفه ليتأكد أن النيران قد خمدت وسكنت ألسنتها ( حيث أن الجدران مطليه بطلاء عازل للحراره وضد الحرق ) ودلف للأعلي مرة أخري. في حين أتي عيسي في تلك اللحظه بصحبة أحد رجاله وبحوزتهم بعض الادوات التي أمرهم جاسر بأحضارها.
عيسي مشيرا بيده: حط الحاجه دي هنا يابني
حامد: حاضر يافندم
جاسر بحده: اخرج انت بره
حامد مطأ طأه رأسه: أمرك ياباشا. عن أذنكم
عيسي حاككا رأسه: عايز أعرف الحاجه اللي طلبت نجيبها من المخزن دي عايزها ليه
جاسر موليه ظهره: هات الحاجه دي وتعالي ورايا
عيسي حاملا الادوات: ماشي.
- أنطلقا للأسغل حيث أحضر جاسر ما يشبه ب ( البوتجاز الصغير المحمول ) ووضع عليه قدحا واسعا والذي أحضره إليه عيسي. ثم أحضر بعض زجاجات الخمر وسكبها في القدح وأشعل النيران في ( البوتجاز ) لكي يقوم بتسخين القدح، فحدق عيسي في فزع وعاد بقدمه خطوات للوراء هاتفا بذعر
عيسي بذعر: أنت بتعمل أيه ياليث، أنت عايز تولع فينا ولا أيه ياجدع
جاسر بحده وصرامه: أنشف ياعيسي شويه، انا مش مشغل معايا سوسن ياخويا.
عيسي عاقدا حاجبيه بضيق: أسمي اللي بتعمله ده أيه
جاسر مضيقا عينيه بغيظ: دي مش خمرة. أتهد
عيسي بأريحيه: أديني أتهديت
- نظر عيسي للفراش المحترق الذي أكلته النيران بالكامل ثم لاوي شفتيه قائلا: أيه اللي ولع في السرير ده
جاسر ناظرا للفراش: أنا. سيبك منه وتعالي ركز هنا.
- وقف عيسي جواره وتأمل السائل الذي سكبه جاسر بالقدح وهي يغلي وبدأ في التبخر والانكماش. حتى كاد يختفي تماما من القدح. ففر عيسي شفتيه في دهشه وأردف قائلا
عيسي بنظرات مشدوهه: أيه ده؟! ده بيتبخر
جاسر بخبث: اها
عيسي رافعا حاجبيه: طب وأخرتها أيه
أشار جاسر بيده لداخل القدح وأردف قائلا: أخرتها ده
- نظر عيسي داخل القدح بتركيز. فحدق بصدمه بينما قهقه جاسر عاليا من هيئته المضحكه
جاسر: ههههاااههااهااا.
عيسي مضيقا عينيه: هيروين جوه الميا أزاي
جاسر لاويا شفتيه: دي مش ميا، دي حاجه شبه المواد الحافظه اللي بتتحط في العصاير عشان تحفظها، بس دي بقي بتخفظ الهيروين. وهو ده الشغل وهي دي الشحنه
- قالها بأفتخار وغرور، فلقد حقق بالمحال الغير شرعي رقما قياسيا في المكر والخداع بينما أعتلي وجه عيسي أبتسامه ليس لها معني. وأردف قائلا
عيسي: مش هتتغلب أبدا
جاسر بثقه: أبدا.
- بدأت آسيل تفيق من الغيبوبه المؤقته التي دخلت بها وتأوت من الألم الذي سببه لكمة جاسر القويه لها، فوضعت يديها على أنفها تتحسسها بتألم وبدأت تدقق بعينيها لتري المكان الذي تتواجد به ولكن قطع شرودها بذلك المكان رائحه نفاذه أخترقت أنفها، فظلت تحاول تذكر هوية تلك الرائحه إلى أن توصلت إليها أخيرا. نعم أنها رائحة عطر ذلك الوحش القويه والنفاذه، أنتفضت من مكانها ونظرت حولها وهيئتها ولكنه لم تجده بالغرفه. فأقتربت من الوسادة لتشتم رأئحتها فوجدتها غارقه برائحته فقامت بألقائها أرضا بحده وغضب ونهضت عن مكانها إلى الباب. وما أن قامت بفتحه حتى وجدت رجلا قوي البنيه عريض المنكبين طويل القامه يقف أمامها، فعادت للوراء خطوة واحده وأردفت قائله.
آسيل بحده: أنا عايزه أمشي من هنا
الحارس بصرامه: ممنوع
آسيل عاقده حاجبيها: يعني أيه ممنوع دي
الحارس بلهجه آمره: ياريت تدخلي ومتفتحيش الباب تاني، عشان مفيش خروج من هنا
آسيل مشيره بيدها: أمشي روح أندهلي اللي مشغلك خليه يرد عليا
الحارس ممسكا بمقبض الباب: لا
آسيل ممسكه بالمقبض من الداخل: أوعي كده أنت بتعمل أيه. أفتح الباب افتتتتتتتتح.
- أستندت آسيل على باب الغرفه وتركت جسدها يسقط رويدا حتى جلست على الأرضيه الصلبه وأجهشت في البكاء حتى لمحت زجاجا شفافا يتخلله ضوء خافت فنهضت من مكانها بعد أن مسحت عبراتها الرقيقه عن وجهها، ونظرت منه لتري حديقه القصر الواسعه والمساحه الزراعيه المزروعه بالأشجار الصغيرة والأزهار المختلفة الالوان والأشكال. ولكنها أكشفت ان الزجاج مغلقا بأحكام فذفرت بضيق وتوجهت للفراش مرة أخري وجلست على طرفه تتذكر خطيبها وليلة زفافها التي من المفترض أنها ليلة العمر لكل فتاه فلقد أصبحت ذكري مشئومه لها. أرخت ظهرها الذي ما زال يؤلمها على الفراش وظلت مسلطه نظرها للأعلي.
- بعد أن تأكد جاسر من تبخر المادة السائله وظلت المادة البيضاء ( السم الأبيض ) في أسفل القدح أطمئن على نجاح مخططه. أمر عيسي بالتخلص من ذلك القدح والزجاجات الفارغه على الفور وأعدامها، وبعد أن قام رجاله بتنظيف الغرفه كامله قام جاسر بطلب أحضار روكس من غرفته. فأحضره له أحد رجاله.
- جثي على ركبتيه أمام ( كلبه ) ومسد على فروته السوداء القاتمه ثم قرب من أنفه زجاجه من أحدي الزجاجات لكي يشتمها، ثم تركه للبحث عن الرائحه التي وراء تلك الزجاجه. ظل روكس يسير يمينا ويسارا وهو يتشمم كل ما يقابله، ولكنه لم يصل لأي رائحه في أي مكان. فأبتسم جاسر أبتسامه واسعه حيث نجح مخططه أيضا في مسح أي شئ قد يدل عليه، حتى مجرد الرائحه قضي عليها.
أمر رجاله جميعا بالأنصراف حتى عيسي، ثم أشار لروكس كي يتبعه لغرفة المكتب، فجلس على الكرسي المتأرجح وبجواره الكلب وظل يمسد عليه برفق بالغ وعلى ثغره أبتسامه صغيره. فأنه يعشق هذا الكائن الوفي الذي يدعي ( روكس )
( بقاعة الأجتماعات الواسعه - مديرية الأمن )
أجتمع العقيد سامي برجاله لكي يتابع ما التطورات الحديثه في تلك القضيه، وايضا ما يخص قضية البحث عن الضحيه المفقودة.
مجدي بيأس: أكتر من 8 كمائن بمناطق مختلفه وأوقات مختلفه في خلال أسبوع، ومفيش أثر لأي حاجه يافندم
سامي: وأنت ياأمجد. مفيش عندك أي ملحوظات؟
أمجد بنظرات ذابله خاليه من الحياة: معنديش يافندم
سامي مضيقا عينيه: أنا مش عايزكوا تيأسوا يارجاله، خير أن شاء ****
أمجد لاويا شفتيه: ...
مجدي بحده خفيفه: يعني سنين مش عارفين نوصله وتفتكر يافندم دلوقتي هنعرف، ده مش سايب وراه حاجه.
سامي قاطبا جبينه: أنا رجالتي مينفعش ييأسوا، أنتوا سامعين
أمجد بتنهيده: أه سامعين، عن أذنك يافندم
سامي مشيرا بيده: أتفضلوا
- كان جاسر بمكتبه داخل الشركه متفحصا أحد الملفات الهامه أمامه، قطع تركيزه رنين هاتفه المحمول بنغماته العاليه فترك قلمه الذهبي وأمسك هاتفه ضاغطا عليه.
جاسر مستندا بظهره على المقعد: أيوه. عملت أيه، يعني عرفت خطيبها يبقي مين، مين هو، أيه؟، الواد اللي كان في الكمين، **** ****، ماشي، أبقي عدي على الحسابات خد فلوسك
- أغلق جاسر هاتفه ووضع أحد أصابعه بين أسنانه بتفكير، ثم ضيق عينيه وعلى ثغره أبتسامه خبيثه ماكره قائلا في نفسه: أنا عايزك تفضل تدور وبردو مش هتطولها، دي خلاص بقت معايا وتحت أيدي، بقت أسيرتي...