• سجل عضوية للتمتع بالمنتدى واكتساب مميزات حصريه منها عدم ظهور الإعلانات

مكتملة ساڤانا +١٨ | السلسلة الثانية | خمس أجزاء _29/3/2024 (1 مشاهد)

ملك الظلال

ميلفاوي VIP
مستر ميلفاوي
عضو
ناشر قصص
ميلفاوي متميز
إمبراطور القصص
إنضم
30 مايو 2023
المشاركات
1,710
مستوى التفاعل
1,290
النقاط
4
نقاط
818
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
تلاقت عينا كارم مع عيني أريانا .. بدا أن الزمن قد تجمد .. الكرة الأرضية توقفت عن الدوران وعم السكون كل شيء..
لوهلة شعرت أريانا بالرعب من عينا كارم اللتان اكتسبتا طابعا زجاجيا .. لا يظهر عليهما أي شعور من أي نوع وهذا -في الحقيقة- كان مخيفا أكثر..
لوهلة أيقنت أن جسدها لا بد سيتبع الكاميرا ويتحطم معها أسفل الشجرة. جسدها كله معلق بأصابع كارم التي تمسم بمعصمها. كارم الذي كان -بلا شك- مشتعلا بالغضب بالتأكيد سيترك معصمها. لقد تسببت ليس فقط في خسارته لمجهود عام كامل بل أيضا ثمن الكاميرا الاحترافية الباهظ.
أغمضت أريانا عيناها في استسلام .. لا شيء في وسعها لتفعله الآن .. أي مقاومة لن تجدي .. حتى انها شعرت أنها تستحق ذلك إلى حد كبير..
ولكنها وجدت جسدها يرتفع لأعلى بدلا من أن يسقط لأسفل. فتحت عيناها لتجد كارم يجاهد ليرفع جسدها ويده الاخرى تكاد تنغرس في جذع الشجرة. لم تفهم، ولكنها تشبثت بيدها الاخرى في ذراعه الممدود وحاولت تذكر أي من دروس الجمباز التي اخذتها في طفولتها لتقوِس وسطها ورجليها وتلفهم حول جذع الشجرة.
بعد محاولات معقدة نجحا وجلست مرة أخرى على غصنها السابق وهما يلهثان في قوة وعرق التوتر والمجهود يغمرهما.
سألها كارم: هل أنت بخير؟
احتاجت عدة ثواني لتستطيع أن تقول بأنفاس متقطعة: ن.. نعم.. بخ.. بخير .. ششكرا لك.. لقد.. أن.. أنقذت .. حياتي..
هز كارم رأسه نفيا وقال: لم أفعل شيئا.
ثم نظر لأسفل وأكمل: لقد كاد قلبي ان يتوقف..
نظرت بدورها لأسفل حيث بقايا الكاميرا المتناثرة وكان المنظر لا يبشر بأي أمل، ثم رفعت عيناها ناحيته وقالت في خوف: أنا آسفة..
قال كارم في لهجة محايدة: لنتكلم فيما بعد، هل تستطيعين النزول الان ام تحتاجين لبضع دقائق اخرى؟
كان قلبها لا يزال ينبض في عنف، ولكنها قالت أنها تستطيع النزول..
وضع كارم كاميرته في حرص داخل حقيبة ظهره وارتداها، ثم في حرص أكبر نزل ببطء حتى وصل للأرض.
ارتدت أريانا حقيبتها شبه الخاوية ونزلت ببطء بالغ حتى انها شعرت ان نزولها استغرق سنوات، حتى شعرت بكفي كارم تمسك بكتفيها بلطف ويحملها منزلا إياها المتران الاخيران للارض وهو يهمس: ها قد وصلتي.
ثم وجدت كارم يجثو على الارض ويتفحص بيديه بقايا الكاميرا، ثم يفتح حقيبته ويضع القطع المهشمة بتؤدة بالغة فيها حتى بدا وكأنه يؤدي طقوسا دينية تستلزم الكثير من الخشوع.
جثت أريانا بجانبه والذنب يعتصر قلبها، ثم مدت يدها لتساعده. ولكنها توقفت فجأة إذ رأت تحذيرا عنيفا في عيني كارم اللتان نظرتا لها، وامتلأ قلبها بالخوف مرة أخرى عندما سمعته يقول بلهجة آمرة: ابتعدي.
YOU'LL ALSO LIKE
انتصبت وتراجعت في سرعة. عاد قلبها لنبضه المتسارع. أخذت تسأل نفسها عن سر تحول كارم المفاجيء. يبدو أنها كانت مخطئة عندما ظنت أنه قد يتغاضى عما فعلته. الحقيقة صارت واضحة، كارم لم يغفر لها. لماذا إذا أنقذها من السقوط؟!
انتهى كارم من تجميع ما استطاع جمعه من بقايا الكاميرا، ثم نهض وقال بهدوء بالغ: هيا بنا، الشمس كادت تختفي، لقد تأخرنا كثيرا..
قالها ثم اشار لها بيده لتتجه ناحية مكان تخييمهما. سارت أمامه وعقلها يعمل كمفاعل نووي موشك على الانفجار. ماذا يحدث؟ .. ما سر هدوء صوته الان؟ .. هل هو مجنون؟
رحلة العودة لم تكن متعبة جسديا لها، فحقيبتها شبه خالية. لا كاميرا ولا يوجد سوى بضعة أغراض شخصية و.. وشيء اخر.. تذكرت الان .. الخنجر لا يزال في حقيبتها ..
وصلا لمكان التخييم وبدأ كارم في تثبيت الخيمة. كان يبدو اكثر هدوءا من أي وقت مضى، وكأنه لم يخسر كل شيء تقريبا منذ قليل..
2
دون مقدمات صار كل شيء واضح في عقلها. تجمعت قطع الأحجية من تلقاء نفسها. لقد فهمت كل شيء.
كارم لم يغفر بالفعل. إنه فقط ينتظر. كأي شخص سيكوباتي يحب لعبة القط والفأر. سينتقم ولكن ليس على الفور. كان يطبق معها القول المشهور: "الانتقام طبق يُقدم باردا". نعم، لا بد أنه سينتظر حتى تغوص في نومها ثم ينحر عنقها كما كان يفعل ذلك القاتل المتسلسل في مسلسل (نتفلكس) الأخير. ستصير ضحيته ولكن لن يصنع أحد عنها أي مسلسل. بالتأكيد سيدعي كارم أن حيوانا مفترسا ما قد التهمها وسيصدقه الجميع فما أكثر ضحايا الساڤانا.
وقع قلبها في قدميها. هل ستنتهي حياتها بهذه الطريقة الشنيعة؟
انعقد حاجباها.. لا .. لن تسمح بذلك.. لن تنام .. ستظل مستيقظة طوال الليل، ليس الأمر صعبا وبالذات إن كانت حياتها في الميزان. ستتركه يدخل الخيمة وتتحجج بأي شيء وتقول انها ستتبعه ثم تنتظر في الخارج للصباح. وفي الصباح ستأتي السيارة التي ستقلهما. خطة بارعة بدون أخطاء.
انتبهت على صوت كارم وهو يقول مشيرا للخيمة: تفضلي، يمكنك أن تنالي بعض الراحة أخيرا.
ازدردت لعابها واجابت في صوت بذلت كل جهدها ليبدو لا مباليا: يمكنك ان تتفضل أنت ..س .. سأذهب للتبول أولا ثم اتبعك.
أومأ برأسه وقال: حسنا سأذهب معك.
هزت رأسها في عصبية قائلة: لا، سأذهب وحدي هذه المرة. يمكنك أن تنام أنت.
نظر لها بوجه خالي من التعبير وقال: هل أنت متأكدة؟
هزت رأسها إيجابا هذه المرة، وابتعدت بسرعة قبل أن يعترض..
سارت قليلا في نفس اتجاه الشجرة، طريق تعرفه خوفا من أن تتوه مرة أخرى. فكرت ان تتبول فعلا ولكن بدا ان عرق توترها البالغ قد سحب المياه من باقي اعضاء جسمها.
انتظرت ساعة كاملة حتى تتأكد أنه قد يأس من عودتها مبكرا وغط في النوم. بعدها عادت بخطوات متوجسة، وتنفست الصعداء إذ لم تره في مكانه السابق. ليس عليها سوى ان تغالب النوم لبضع ساعات لا أكثر وستكون بخير.
"لقد كنت على وشك الذهاب للبحث عنك، لا تقولي أنك قد تهت مرة أخرى"
ارتجفت عندما اخترق صوته أذنها. كان جالسا فأخفته اعشاب الساڤانا الطويلة.
قالت في صوت خرج مرتجفا رغما عنها: أنت .. أنت لم تنم.
مط شفتيه وأشار بكشاف صغير للأرض أمامه: هناك أشياء لم أنته منها بعد.
تضاعف هلعها ألف مرة عندما وجدت ضوء كشافه الخافت يشير لبقايا الكاميرا المحطمة الموضوعة امامه. عرفت ان قتلها هو الاشياء التي لم ينته منها. هل انغلق الفخ عليها تماما؟
سألها بغتة: ألا تعرفي أين خنجري؟ لم أجده في أي مكان.
فتحت فاها لتجيبه ولكنها أوقفت الكلمات قبل ان تخرج. لمعت الفكرة في ذهنها بغتة. كيف لم تفكر في ذلك من قبل؟! إنها تمتلك الخنجر. إن هذا يعطيها ميزة تفوق لا يمكن تخيلها. في ربع الثانية كانت الخطة الجدة ارتسمت في عقلها، الخطة الجديدة .. والأخيرة.
بدون انفعال هزت كتفيها وقالت: لا لم أره، ربما سقط منك في الطريق. دعنا نبحث عنه في الصباح.
ظهر بعض الاحباط على وجهه وقال: حسنا، لنأمل ألا يأتي أي حيوان مفترس هذه الليلة.
في عقلها قالت: لقد كان الحيوان المفترس ينام بجواري الليلتان الفائتتان بالفعل. ولكنها بفمها قالت: أتمنى ذلك أيضا، معذرة فأنا لا استطيع مقاومة النوم أكثر، ليلة سعيدة.
دخلت الخيمة في هدوء بالغ يتناقض تماما مع براكين الافكار التي تتفجر في عقلها. أغلقت نصف سحاب فتحة الخيمة، ثم فردت كيس نومها واندست داخله ببساطة ككل ليلة. ولكن هذه الليلة هناك فرقان. الاول أن عيناها مفتوحتان.. لن تنام. اما الثاني فهو الخنجر الذي تقبض اصابعها عليه في قوة تحت رأسها.
الخطة تدور في عقلها ملايين المرات في الثانية الواحدة. لا بد أنه أدرك أن الخنجر في حقيبتها. سينتظر هو بالتأكيد حتى تنام. سيدخل بهدوء إلى الخيمة. سيدس يده بهدوء في حقيبتها. سيخرج الخنجر بهدوء بالغ. سيفصل رأسها عن جسدها بنفس الهدوء.
ليس اليوم ايها القاتل .. ليس اليوم..
كان صدرها يعلو ويهبط في قوة من فرط الخوف، ولكنها بصعوبة بالغة سيطرت عليه. يجب أن يكون تنفسها بطيئا حتى يقتنع كارم انها نائمة.
الان الخطوات تقترب. خطوات بطيئة هادئة. سخاب الخيمة يُفتَح في بطء مرعب. كارم يهمس باسمها. بالطبع يريد أن يتأكد أنها قد غرقت في نومها. لا ترد وتحافظ على مستوى تنفسها البطيء.
للحظة مرت في عقلها فكرة أنها ربما تكون واهمة. ربما كارم ليس قاتل. ربما هو شخص متقلب الانفعالات او حتى مجنون. القتل شئ ضخم، نراه في المسلسلات فقط. لا بد انه سيفرد كيس نومه وينندس بداخله وينام ككل ليلة وستكتشف هي ان تلك مجرد تخاريف من عقلها.
ولكن كارم لم يفرد كيس نومه ككل ليلة. دون ان تلتفت إليه شعرت به وهو يقترب من جانب رأسها حيث تستقر حقيبتها. اعتصرت اصابعها الخنجر في قوة وفي ذهنها صوت وحيد، إن أدخل يده في الحقيبة باحثا عن الخنجر ستباغته هي بالخنجر في رقبته.
حبست انفاسها تماما. حياتها بأكملها على المحك. كل شيء في العالم الان يعتمد على الثانيتين المقبلتين وعلى أن يفتح كارم حقيبتها.
لثانية لم يحدث شيء. لكن الصوت الذي ملأ الثانية الثانية كان صوت سحاب حقيبتها المميز. لا مجال لسوء النية الان. كارم قاتل. وإما حياتها او حياته.
وكأنها تفعل ذلك طوال حياتها، نفضت جسدها بغتة ولوحت ذراعها بالخنجر في ثبات وقوة ناحية رقبة كارم...



وكأنها تفعل ذلك طوال حياتها، نفضت جسدها بغتة ولوحت ذراعها بالخنجر في ثبات وقوة ناحية رقبة كارم...
"ماذا تفعلين يا مجنونة؟!"
كانت هذه صيحة كارم المستنكرة. برغم المفاجأة لكن جسده ،الذي اعتاد رد الفعل السريع، انثنى للخلف في سرعة باعدا عنقه عن النصل المخيف. ثم مد أصابع يده اليمنى ليقبض على معصم أريانا ويثنيه بقوة ليجبرها على اسقاطه على أرض الخيمة.
وجدت أريانا أنها فقدت سلاحها الرئيسي والوحيد، ولكنها لم تستسلم. وكيف تستسلم والاستسلام يعني الموت ذبحا وسط الأدغال؟!. لذا تركت معصمها الأيمن في يده وأرسلت يدها اليسرى صائدة وجهه بأظافرها الطويلة.
برغم الظلام وبرغم اتجاه جسده المعاكس، إلا أن كارم نجح بالكاد في ابعاد وجهه عن أظافر أريانا المسنونة، فلم تنجح إلا في خدشه فقط.
ثم أمسك معصمها الأيسر بيسراه وشد يديها لتتقاطعان فوق صدرها ، ثم قفز ليسند ركبتيه على الأرض محيطا بهما ما تبقى من جسد أريانا.
في لحظة أدركت أريانا أنها أصبحت مشلولة الحركة تماما ومكبلة بواسطة قاتل متسلسل ووحيدة في الأدغال. كان هذا أسوأ كوابيسها. ولكنها لم تكن من تلك الفتيات اللاتي تستسلمن للذعر. إن كانت ستموت فسوف تموت وهي تقاتل.
هكذا أخذت يداها تحاول التملص من يديه القويتين، وأخذت ركبتاها تحاول ركله في خصيتيه.
كان كارم يكاد ينفجر من الغضب والغيظ. أحكم إمساكه بمعصميها وضيق المسافة بين فخذيه ليثبت جسدها ويمنعها من ركله.
ثم صاح فيها بصوت آمر ثابت النبرات: "اهدأي .. اهدأي"
ولكن أريانا لم تكن تريد أن تهدأ. وجدت نفسها قد صارت غير قادرة على تحريك أي جزء في جسدها فأدركت انها النهاية. لن تعود إلى أهلها وأصدقائها ولن تحظى حتى بحلقة وثائقية على نتفليكس.
بكل طاقة العناد المتبقية صرخت في وجه كارم: "لتذهب إلى الجحيم أيها القاتل القذر أنت وكاميرتك الغبية"
نظر إليها كارم لثوان بوجه بلا تعابير، ثم نقل عينيه بين الخنجر الملقى على الأرضية بجواره وبين وجه أريانا، ثم انفجر في الضحك بشكل هستيري.
تجمدت أريانا للحظة وسألت نفسها إن كان قد جُنّ. ثم أجابت على نفسها بأن هؤلاء القتلة غير مستقرين نفسيا وهم مجانين بالفعل.
ولكن العجيب ان كارم ترك معصماها، وأزاح فخذه ليحرر قدماها أيضا. كل هذا دون أن تتوقف هستيرية ضحكه.
تفاجأت هي بما حدث، ولكن عينها لمحت الخنجر الملقى بجوارها ففكرت أنه لا وقت لتحليل جنون كارم، كل ما عليها الان ان تلتقط الخنجر وتنهي خطتها كما أرادت من قبل.
لكن قبل أن تمد يدها للخنجر وجدت كارم يقول من بين ضحكاته: هل ظننت أنني أريد أن أقتلك؟
تجمد عقلها لسؤاله .. لهجة السؤال أصابتها بربكة لم تعتدها. برغم الضحك الذي يتخلل حروفه كان السؤال منطقيا ويحتاج إلى إجابة منطقية أيضا. هل ستكون الإجابة بنعم بها أي نوع من المنطق؟.
ثم وجدت كارم يتابع بينما صوت ضحكاته يهدأ: هل حقا كنتِ ستذبحينني لمجرد ظن سيء؟
ارتج على أريانا. صدمها السؤال. هل حقا كانت ستقتل كارم بالخنجر؟. فجأة بدا سيناريو كونه قاتل متسلسل غارقا في الخيال والسذاجة.
ولكن الجزء العنيد في عقلها جعل لسانها يقول له: ولكنك قلت انك ستقتلني إن لم تلتقط ذلك الفيلم الذي كنت تريده.
استرخى كارم في جلسته وهز رأسه مبتسما ثم رفع سبابته ووسطاه، وأشار على سبابته قائلا: أولا، لقد كانت مجرد مزحة. لم أكن أتخيل أنكِ قد تأخذينها حرفيا.
ثم أشار إلى وسطاه وقال: وثانيا، هل كنت تظنين كل هذا الوقت أن الفيلم قد ضاع بتحطم الكاميرا؟
ثم أدخل أصابعه في جيب سترته وأخرج كارت ذاكرة ضئيل وأردف باسما: كروت الذاكرة دائما تكون مؤمنة بعناية داخل جسم الكاميرا، ظننتك تعرفين هذا.
1
سقط فك أريانا السفلي من صدمة الاكتشاف المفاجيء. دون تمهيد وجدت ضوء الحقيقة الساطع يعمى عينيها. معلومة صغيرة لا تعرفها جعلت عقلها يرسم قصة تتعدى كل حدود المنطق. لقد كادت أن تقتل كارم بالفعل. مليمترات بسيطة كانت تفصل النصل عن عنقه. كارم كان سيتحول إلى جثة وكانت هي ستتحول إلى قاتلة. في خيالها رأت نفسها جالسة داخل الخيمة والدم ينبجس من رقبة كارم المغروس فيها الخنجر حتى اخره فيغرق يداها والخيمة والعالم بأكمله.
هنا لم تعد تحتمل. كل ضغط وتوتر هذه الثلاثة أيام وصل للذروة. انهار السد الذي كان يحجز مشاعرها فجأة لتجد نفسها تنفجر في البكاء.
لم يعرف كارم ما الذي ينبغي عليه فعله. كانت أريانا منحنية على الارض وجسدها يهتز من البكاء ودموعها تسيل على أرضية الخيمة. كارم الذي عاش في الصحاري والبحار والغابات وفي أسوأ الاماكن والظروف، ارتبك أمام ينابيع الدموع التي تفجرت بشكل أخافه أكثر من مخالب أي مفترس قابله في حياته. الأسوأ أن بكاء أريانا لم يقل مع الوقت بل اشتد.
لم يجد كارم أمامه سوى أن يربت على كتفها برفق، ولكن بدا ان هذا لا يجدي أيضا. قرر أن يرفعها قليلا من كتفيها حتى تهدأ قليلا.
ولكن ما أن اعتدل جسدها تلاقت عيناها بعيناه، وللحظة أدركت أن هاتان العينان المشعتان بالحياة كانتا ستظلمان للأبد جراء خطتها الحمقاء. انفجرت شلالات دموعها بصورة أشد وفقد جسدها تماسكه مع الفكرة ليسقط في المكان الوحيد المتاح أمامه، في حضن كارم...

ولكن ما أن اعتدل جسدها تلاقت عيناها بعيناه، وللحظة أدركت أن هاتان العينان المشعتان بالحياة كانتا ستظلمان للأبد جراء خطتها الحمقاء. انفجرت شلالات دموعها بصورة أشد وفقد جسدها تماسكه مع الفكرة ليسقط في المكان الوحيد المتاح أمامه، في حضن كارم...
قبل ان يحاول عقله فهم الامر وجد ذراعاه قد أحاطا بظهر أريانا ليضماها لصدره في قوة وفمه يقبل رأسها في حنو.
توقف بكاء أريانا فجأة. هنا اتسعت عينا كارم وأدرك أن هناك شيء .. شيء ما..
ضمة كارم وقبلته لرأسها أرسلتا رجفة غريبة في جسدها. لأول مرة منذ سنوات يختفي كل قلقها. شعرت بأمان تام لم تعهده قط، وكأنها عادت **** صغيرة لا تخشى شيء في هذا العالم.
في بطء رفعت أريانا رأسها. وبرغم حواس كارم المدربة لالتقاط اقل صوت حوله إلا ان الحياة كلها بدت كفيلم ضغط أحدهم زر ايقافه فثبتت الصورة واختفى الصوت.
التقت عيناها بعيني كارم وللمرة الأولى تجد عينا رجل بهذا الاتساع. ثقبان اسودان يهددان بابتلاع كل ما يقترب منهما. شعرت بأن هاتان العينان تجذباها جذبا ووجدت نفسها كالمسحورة تقترب من وجه كارم وتلصق شفتيها بشفتيه.
أما كارم فبدا أن عقله توقف تماما عن العمل، إذ انه ما ان شعر بملمس شفتيها حتى فتح شفتاه قليلا ليستقبل شفتاها. شيئا ما في شفتيها الدافئتين الشغوفتين جعله يغمض عيناها ويترك شفتيه تلتهم شفتيها. شيء ما في انفاسها الحارة جعله يلصق أنفه بجلدها. شيء ما في شعرها الفاحم المنسدل جعله يتخلله بأصابع مشتاقة. شيء ما في أريانا جعله يشعر وكأنه يريد ان يفعل كل هذا منذ قرون.
جسد اريانا يتخلى عن تصلبه .. يستكين .. يرتخي .. يسيل .. يتخلى عن كل مقاومة او حتى حماية غريزية. لم تعد تريد شيئا .. فقط تريد كارم...
جسد اريانا يتخلى عن تصلبه .. يستكين .. يرتخي .. يسيل .. يتخلى عن كل مقاومة او حتى حماية غريزية. لم تعد تريد شيئا .. فقط تريد كارم...
يسقط جسدها على كيس النوم المفتوح .. يسقط ببطء فيد كارم الاخرى تحيط بظهرها وتضمها له اكثر فأكثر..
كارم يتراجع قليلا لينفك التصاقهما الجسدي .. صمت تام .. لكن الاتصال البصري بين عيونهما بدا لا يمكن فكه أبدا..
يده تمتد لتفك ازرار قميصها الرجولي .. اريانا لا تعترض .. تترك اصابعه تعبث بأزرارها وهي تشعر ان كل انملة من انامله تكتب قصة على قميصها، قصة تقول انها لم تعد هي، وان كارم لم يعد هو، وانهما هما الاثنين لم يعودا هما.
ان كانت هي هي وهو هو، لم تكن لتسمح لكارم زميل العمل بالاقتراب منها. لكنها ليست هي وهو ليس هو، لذلك هي ليست فقط ستترك انامله، بل ستتمنى ان يسرع أيضا..
كارم يفك كل ازرار قميصها، يساعدها على خلعه. يلقي به جانبا. يساعدها على خلع سترتها الثقيلة، وسترتها الداخلية ايضا، لتظهر أخيرا امامه صدريتها الرياضية..
كارم يتةقف للحظة .. عينا تتعلقان بحلمتيها المنتصبتين البارزتين من اسفل الصدرية.. شيء ما يجعل دقات قلبه تتعالى..
اريانا تجده توقف مشدوها ناظرا لصدرها .. يرتفع حاجباها في تأثر .. يداها تتجهان لبنطالها .. تفك ازراره .. تخلعه عنها ..
كارم يتراجع بجسده اكثر .. ينظر للجسد المستلقي امامه بدهشة .. هل هذه اريانا فعلا؟!
ينتبه لعينيها المتشوقتين .. يخلع سترته .. يخلع بنطاله .. لا يفوته انفراجة شفتيها الممتلئتان ولا اتساع عيناها السوداءان اللتان تمسحان جسده ..
يمد يداه ليمسك بجانبي صدريتها ويخلعها عن صدرها .. تفلت من فمه شهقة .. ينظر لها في دهشة ويقول: كيف تخفين هذان تحت كل هذه الملابس؟! .. يتصاعد الدم لوجنتيها في خجل مختلط بالسعادة، وكارم لا يضيع وقتا .. يهبط برأسه دافنا وجهه بين ثدييها الممتلئان .. يعتصرهما .. يشبعهما تقبيلا .. يمتص الحلمتين المنتصبتان كنحلة تمتص رحيق زهرتان شديدتا الندرة ..
اصوات تنفس اريانا تتعالى .. اصابعها تتمسك بشعر كارم .. تجذبه لا اراديا مع كل امتصاصة منه لحلمتها .. ربما جذبته مليون مرة للآن..
رأس كارم تنخفض لأسفل قليلا .. يقبل بطنها .. يلعق سرتها .. يتوقف للحظة ثم ينزل سروالها قليلا وينفخ على منطقة ما حيث توقع ان يكون بظرها، ليسمع أنّة أريانا الأولى..
يرفع بصره لها وهو يخلع سروالها الداخلي بأصابعه .. ينزل برأسه ناحية المنطقة التي انكشفت الان .. يسحب نفسا عميقا لصدره .. نفس معبق برائحة منطقة أريانا الخاصة جدا ..
ينزل بوجهه حتى يلامسها هناك .. يقبلها .. يلعقها .. يلتهم جلدها بشفتين قويتين .. يسمع أناتها التي تتعالى، وبالكاد يمسك بيديه جانبي جسدها الذي يتقوس لأعلى كل ثانيتين..
YOU'LL ALSO LIKE

اريانا تشعر بأشياء في كل جسدها .. اشياء لا تعرفها ولم تختبرها من قبل برغم انها ليست المرة الاولى .. كل لمسة من فم او يدي كارم لا تثيرها فقط بل قل انها تعيد تعريفها للحياة بأكملها ..
كارم يتوقف ويصعد برأسه قليلا .. لا .. ليس بعد .. تدفعه بيدها الممسكة بشعره في رفق .. تعيد رأسه لما بين رجليها .. تريده ان يكمل ما بدأ، ليس الان وقت النهاية..
كارم يستجيب بابتسامة حانية .. نفس عميق اخر برائحة اريانا .. قبلات ولعقات اكثر قوة .. لا بأس .. هو يريد هذا ايضا..
تغيم الدنيا امام عقل اريانا .. تغمض عينيها .. تشعر بدموعها تسيل ولا تعرف لماذا .. تشعر أنها تكاد تنفصل عن كل مكان وزمان..
بأصابع عمياء تتحسس جسد كارم حتى تصل لسرواله الداخلي .. تحاول انزاله دون جدوى .. ولكن كارم يفهم .. ينزل هو سرواله ..
لا تستطيع فتح عيناها .. فقط تزيح كفيها لتتلمس قضيب كارم الساخن المنتصب .. تقبض عليه .. تجذبه في رفق ناحيتها .. تشعر بجسد كارم الدافيء ملتصقا بجسدها تماما .. تضغط بآخر قوتها على مؤخرته، لترتفع آهة لهفتها حينما تشعر بقضيبه القوي داخلها اخيرا...
لا تستطيع فتح عيناها .. فقط تزيح كفيها لتتلمس قضيب كارم الساخن المنتصب .. تقبض عليه .. تجذبه في رفق ناحيتها .. تشعر بجسد كارم الدافيء ملتصقا بجسدها تماما .. تضغط بآخر قوتها على مؤخرته، لترتفع آهة لهفتها حينما تشعر بقضيبه القوي داخلها اخيرا...
لدهشتها انزلق القضيب داخلها بسهولة، هنا ادركت كميات سائل الاثارة التي اغرقت مهبلها وكأن جسدها يعرف ان هذا الايلاج مرغوب بشدة ومنتظَر في لهفة..
يتوقف كارم عن الحركة الان .. تفتح عينيها لتجده ينظر لها في حنو بالغ .. يبدو وكأنهما يوقفان الزمن .. وكأنهما يلتقطان تلك اللقطة التي تسجل اتحادهما الكامل .. هو داخلها وهي حوله .. وكأنهما يريدان ان يظلان هكذا للابد
يقترب كارم بفمه .. يلمس شفتيها .. عذوبة شفتيه تضاعفت الالاف المرات عندما اقترنت بإدخاله لقضيبه مرة اخرى..
بطء التقبيل يصاحب بطء الادخال في تناغم يشبه سيمفونية موسيقية ..
لسانه اللعوب يتسرب من بين شفتيها .. يلمس لسانها .. يخبرها دون كلمات انه يريدها اكثر فأكثر..
يلتهم شفتيها بفمه .. يعضهما قليلا وكأنه يفترسهما بشغف لم تعرفه من قبل .. قضيبه ايضا صار اكثر شغفا بمهبلها بما لا يقاس .. تزداد حركته .. يسرع .. يندفع داخلها فينقل لها معه كل رغبة كارم ونشوته، ويندفع للخارج فينقل لكارم معه كل شوقها ومتعتها..
تزداد قوة الدخول فتشهق في غنج .. تلف ساقيها وذراعيها حول جسد كارم القوي .. تلتحم به .. تتعلق به وكأنه كل شيء .. تهمس في أذنه: أكثر .. تزداد عيناه اتساعا .. يزيد من قوته .. يهتز جسدها في كل مرة وكأنه بفعل ألف زلزال .. تصرخ .. تتخلى عنها قوتها .. لا تستطيع التحكم في رجليها ويديها فتسقط عن كارم .. لكنها تهمس: لا تتوقف ارجوك
عيناها مغمضتان ولكنها تشعر بكارم يجلس ويحملها من وسطها ويجلسها على حجره ووجهها لوجهه .. برفق يدخل قضيبه مهبلها مرة اخرى .. بطؤه يثيرها لاقصى درجة .. يرسل رعشات كهربية في كل جسدها .. وكأن كل مفاتيحها تنفتح معا فجأة ..
لا تستطيع الاحتمال .. تلقي بذراعيها المبتلتان بالعرق حول عنقه وتريح رأسها على كتفه، وتترك نفسها له .. تستسلم .. تدع جسدها لكارم وتأتمنه على نشوتها ..
وهو لا يخيب ظنها .. يقترب بجسده اكثر ليلتصقا .. يمسك جسدها بخفة وكأنه لا يزن شيئا .. يصعدها ويهبطها .. يدير جسدها فيمسح بقضيبه كل جزء من جدران مهبلها .. كل جزء له متعة خاصة ونشوة مختلفة ترسلها في أكوان عجيبة عبر الزمان .. وكأن كارم يصر على أن تختبر كل شيء..
رعدة طفيفة تسري في كل جسدها وتجد مهبلها ينقبض لا اراديا على قضيب كارم .. كارم كمعلم خبير يصعدها ويهبطها بحركتين قويتين لتختبر انقباضاتها الاخيرة والعظمى، بينما سائله يندفع داخلها في راحة ودفء..
اخذا لحظات لالتقاط انفاسهما، ثم دون ان يفلتخ، التف كارم بجسدها ليستلقيا متداخلان ومتعانقان فوق كيسي نومهما .. ودون كلام أتى نعاس لذيذ ليسدل الستار الاخير لتلك الليلة..

صوت نفير سيارة يأتي من بعيد وكأنه من ألف سنة ضوئية .. شيئا يسير على عنقها .. هل هو عقرب؟!
انتفضت أريانا جالسة من رقادها لتجد انها لازالت داخل الخيمة، وبجانبها كارم مبتسم في اشفاق. ادركت ان ما كان يتحسس عنقها هو اصابع كارم، وأن كارم راقد عاري بجوارها، وأنها أيضا .. عارية ..
احمرت وجنتيها واختطفت قميصها الملقى لتغطي به صدرها المكشوف.
ابتسامة كارم تتسع ويقول في هدوء: صباح الخير..
زاد احمرار وجنتيها وهي تجيب في خجل ادهشها: صباح الخير.
قال كارم: هيا، لقد جاء الرفاق. حان وقت العودة.
ثم نهض وبدأ في ارتداء ملابسه، بينما اريانا تشيح بوجهها حتى تمنحه بعض الخصوصية.
يخرج كارم رأسه من فتحة الخيمة ويحيي ركاب السيارة القادمة مشيرا لهم بذراعه حتى يعرفوا باستيقاظهم، وحتى يتوقفوا عن خرق موسيقا الادغال بنفيرهم المزعج.
يدخل رأسه مرة اخرى ويبدأ في جمع متعلقاته في حقيبته وطي كيس نومه وربطه. ثم ينظر لأريانا ضاحكا قائلا: ألن ترتدين ملابسك أم أنك ستخرجين هكذا؟
تضحك اريانا بالرغم منها عندما تخيلت كيف سيكون الامر إن خرجت عارية، ثم تقول: لا، فقط انتظرك لتخرج.
ارتفع حاجبا كارم في دهشة مصطنعة، ثم ابتسم ابتسامة ماكرة وجلس متربعا على الارض وقال: هكذا اذا .. حسنا، انا لن اخرج من الخيمة سوى بعدك.
ازدرت لعابها ونظرت له بلوم قائلة: كارم .. لا تمزح.
اسند كارم ذقنه على راحة يده واجاب: ومن قال انني أمزح؟!
رسمت امارات الغضب على وجهها، ولكن هذا بدا لم يفلح معه إذ رمقها بنظرات متحدية خبيثة.
بقيا هكذا بضعة دقائق دون حراك، حتى شق هواء الادغال نفير السيارة الذي صار اكثر ازعاجا الان من اي وقت مضى.
عضت اريانا شفتها وقالت له في توسل: كارم .. ارجوك.
ولكنه هز كتفيه ولم يتزحزح..
هتفت في وجهه بخفوت: اللعنة..
ثم نهضت -محاولة اخفاء ضحكتها- معطية له ظهرها العاري والتقطت سروالها الداخلي وارتدته بسرعة وهي تشعر بعيني كارم المعلقتان بمؤخرتها العارية، ثم ارتدت فوقه بنطالها ايضا..
لم تكن صدريتها في ذلك الجانب من الخيمة، فدارت برأسها قليلا حتى رأت جزء منها تحت فخذ كارم.
حاولت اخفاء نبرة الضحك من كلامها وهي تقول: اعطني الصدرية من فضلك.
يجيب كارم ببساطة: لا
نفير مزعج اخر من الخارج..
تصر أريانا بأسنانها لتبين حنقها، ولكنها تعرف ايضا انها تخفي بذلك ضحكتها التي تسيطر عليها بالكاد .. تميل بجسدها في حركة معقدة لتمد يسراها لتلتقط الصدرية بينما تحاول بيمناها اخفاء ما تستطيعه من ثدييها. لم يتزحزح كارم، ولكنها استطاعت سحب الصدرية برغم ذلك. اختل توازنها قليلا فاستندت بيمناها على الارض لئلا تسقط.
أمال كارم رأسه محدقا في صدرها العاري قائلا متظاهرا بالبراءة: هل تريدين أي مساعدة؟
YOU'LL ALSO LIKE
اعادت يمناها سريعا مغطية صدرها والضحكة العنيدة تقاوم اسنانها المغلقة، وقالت: لا.
سألها على الفور: ماذا؟ لم اسمع.. يبدو انك بحاجة للمساعدة..
هنا افلتت الضحكة الحبيسة بالرغم منها وهي تجيب: قلت لك لا..
ضحك كارم ايضا وقال: حسنا، لن اساعد .. هذه المرة على الاقل..
ارتدت صدريتها بسرعة وهي تحاول تجاهل تلميحه الماكر، ثم اعقبتها بسترتيها وقميصها، ثم انحنت لتطوي كيس نومها لتلاحظ عينا كارم اللتان تتابعان مؤخرتها.
جمعت ارادتها لتقول باكبر قدر استطاعته من الجدية: كف عن التحديق بمؤخرتي ايها المنحرف.
أجاب على الفور: معذرة، فلم أأخذ كفايتي من التحديق الليلة الفائتة.
اجابته الفورية مع نبرته الهادئة بددتا مقاومتها، لتفلت ضحكتها مرة ثانية دون تحكم منها. طوت كيس النوم كيفما اتفق، ثم اشارت له على فتحة الخيمة قائلة: هيا..
هز كارم رأسه وقال: لا .. الاتيكيت يقول النساء اولا..
قالت والابتسامة تملأ وجهها رغم كل محاولاتها لاخفائها: حسنا ايها الچنتلمان..
ثم انحنت لتخرج من فتحة الخيمة، حين شعرت بصفعة خفيفة من يده على مؤخرتها. عضت شفتها لتخفي ضحكتها الخجلى حتى لا يظهر شيء لزملاء السيارة.
خرجت وحيّتهم وركبت في المقعد الخلفي، وراقبت كارم وهو يفك الخيمة ويطويها، وحدقت بمؤخرته كنوع من الانتقام الخفي.
حيا كارم ركاب السيارة ووضع الخيمة وحقيبته وحقيبة أريانا في المساحة وراء المقعد الخلفي ثم جلس بجوار اريانا واغلق الباب.
انطلقت السيارة واخذ السائق والراكب بجواره يثرثران بصوت عال.
قالت اريانا بخفوت لكارم دون ان تنظر نحوه: هل تذكرت وضع الخنجر في الحقيبة؟
نظر لها مبتسما، ثم ادار وجهه للامام مرة اخرى مثلها وقال: نعم، لماذا تسألين؟
قالت بوجه جامد: اعطني اياه، اريد ان اقتلك ثانية.
كتم كارم ضحكته وسألها: ولم هذه المرة؟
قالت بنبرة محايدة: لأنك تحرشت بي وصفعت مؤخرتي.
قال بنفس نبرتها: لم يكن تحرشا، كان عقابا.
ادارت رأسها نحوه رافعها حاجبها الايمن وصاحت في دهشة: عقاب؟!
صمت الراكبان الاماميان اذ سمعا صيحتها، ونظرا ناحيتها. ولكن أريانا تظاهرت بالتشاغل بهاتفها حتى ادارا وجهيهما واكملا ثرثرتهما.
شعرت بالغيظ من وجه كارم الضاحك، واعادت بخفوت: عقاب؟!
قال كارم بنبرة جادة: بالتأكيد، أنت لم تطيعيني ولم تربطي رباط حذائك، فتسببتي في تحطم الكاميرا وكدت تموتين.
عقدت حاحبيها وقالت في عناد: لم يكن السبب رباط حذائي، انا لا اقع في نفس الخطأ مرتين.
لم يجب كارم، بل اشار للاسفل وانطلقت ضحكته مجلجلة في السيارة. نظرت حيث يشير لتجد انه يشير لحذائيها اللذان يستقران على أرض السيارة برباطين مفكوكين.
دون ارادتها انطلقت ضحكتها هي ايضا.
نظر الراكبان الاماميان نحو اريانا وكارم في دهشة، ثم هزا رأسيهما وقالا بلغتهما الاجنبية انهما معتوهان، ثم اكملا حديثهما..
اقترب رأس كارم منها وهمس في اذنها: ولا يزال لك عندي عقاب اخر..
همست وهي تداري ابتسامتها: لأي شيء؟
همس ثانية مقتربا من اذنها اكثر: لأنه كان لدينا ليلتان اخريتان لم نستغلهما.
ابتسمت في خجل ثم همست له بصوت تعجبت هي نفسها من نبرته: من يعرف، ربما هناك ليال أخرى.
ثم مدت يدها لتمسك بيده، وأراحت رأسها على كتفه .. واغمضت عيناها ، ولأول مرة منذ أتت للادغال، اسلمت عيناها لنوم عميق....
꧁ تمت ꧂
🎉 You've finished reading ساڤانا (+١٨) 🎉
 

Mr⚡Cool

ميلفاوي إمبراطور
مستر ميلفاوي
عضو
ناشر صور
ميلفاوي نشيط
إنضم
15 يونيو 2024
المشاركات
4,910
مستوى التفاعل
2,724
النقاط
0
نقاط
43,598
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
تلاقت عينا كارم مع عيني أريانا .. بدا أن الزمن قد تجمد .. الكرة الأرضية توقفت عن الدوران وعم السكون كل شيء..
لوهلة شعرت أريانا بالرعب من عينا كارم اللتان اكتسبتا طابعا زجاجيا .. لا يظهر عليهما أي شعور من أي نوع وهذا -في الحقيقة- كان مخيفا أكثر..
لوهلة أيقنت أن جسدها لا بد سيتبع الكاميرا ويتحطم معها أسفل الشجرة. جسدها كله معلق بأصابع كارم التي تمسم بمعصمها. كارم الذي كان -بلا شك- مشتعلا بالغضب بالتأكيد سيترك معصمها. لقد تسببت ليس فقط في خسارته لمجهود عام كامل بل أيضا ثمن الكاميرا الاحترافية الباهظ.
أغمضت أريانا عيناها في استسلام .. لا شيء في وسعها لتفعله الآن .. أي مقاومة لن تجدي .. حتى انها شعرت أنها تستحق ذلك إلى حد كبير..
ولكنها وجدت جسدها يرتفع لأعلى بدلا من أن يسقط لأسفل. فتحت عيناها لتجد كارم يجاهد ليرفع جسدها ويده الاخرى تكاد تنغرس في جذع الشجرة. لم تفهم، ولكنها تشبثت بيدها الاخرى في ذراعه الممدود وحاولت تذكر أي من دروس الجمباز التي اخذتها في طفولتها لتقوِس وسطها ورجليها وتلفهم حول جذع الشجرة.
بعد محاولات معقدة نجحا وجلست مرة أخرى على غصنها السابق وهما يلهثان في قوة وعرق التوتر والمجهود يغمرهما.
سألها كارم: هل أنت بخير؟
احتاجت عدة ثواني لتستطيع أن تقول بأنفاس متقطعة: ن.. نعم.. بخ.. بخير .. ششكرا لك.. لقد.. أن.. أنقذت .. حياتي..
هز كارم رأسه نفيا وقال: لم أفعل شيئا.
ثم نظر لأسفل وأكمل: لقد كاد قلبي ان يتوقف..
نظرت بدورها لأسفل حيث بقايا الكاميرا المتناثرة وكان المنظر لا يبشر بأي أمل، ثم رفعت عيناها ناحيته وقالت في خوف: أنا آسفة..
قال كارم في لهجة محايدة: لنتكلم فيما بعد، هل تستطيعين النزول الان ام تحتاجين لبضع دقائق اخرى؟
كان قلبها لا يزال ينبض في عنف، ولكنها قالت أنها تستطيع النزول..
وضع كارم كاميرته في حرص داخل حقيبة ظهره وارتداها، ثم في حرص أكبر نزل ببطء حتى وصل للأرض.
ارتدت أريانا حقيبتها شبه الخاوية ونزلت ببطء بالغ حتى انها شعرت ان نزولها استغرق سنوات، حتى شعرت بكفي كارم تمسك بكتفيها بلطف ويحملها منزلا إياها المتران الاخيران للارض وهو يهمس: ها قد وصلتي.
ثم وجدت كارم يجثو على الارض ويتفحص بيديه بقايا الكاميرا، ثم يفتح حقيبته ويضع القطع المهشمة بتؤدة بالغة فيها حتى بدا وكأنه يؤدي طقوسا دينية تستلزم الكثير من الخشوع.
جثت أريانا بجانبه والذنب يعتصر قلبها، ثم مدت يدها لتساعده. ولكنها توقفت فجأة إذ رأت تحذيرا عنيفا في عيني كارم اللتان نظرتا لها، وامتلأ قلبها بالخوف مرة أخرى عندما سمعته يقول بلهجة آمرة: ابتعدي.
YOU'LL ALSO LIKE
انتصبت وتراجعت في سرعة. عاد قلبها لنبضه المتسارع. أخذت تسأل نفسها عن سر تحول كارم المفاجيء. يبدو أنها كانت مخطئة عندما ظنت أنه قد يتغاضى عما فعلته. الحقيقة صارت واضحة، كارم لم يغفر لها. لماذا إذا أنقذها من السقوط؟!
انتهى كارم من تجميع ما استطاع جمعه من بقايا الكاميرا، ثم نهض وقال بهدوء بالغ: هيا بنا، الشمس كادت تختفي، لقد تأخرنا كثيرا..
قالها ثم اشار لها بيده لتتجه ناحية مكان تخييمهما. سارت أمامه وعقلها يعمل كمفاعل نووي موشك على الانفجار. ماذا يحدث؟ .. ما سر هدوء صوته الان؟ .. هل هو مجنون؟
رحلة العودة لم تكن متعبة جسديا لها، فحقيبتها شبه خالية. لا كاميرا ولا يوجد سوى بضعة أغراض شخصية و.. وشيء اخر.. تذكرت الان .. الخنجر لا يزال في حقيبتها ..
وصلا لمكان التخييم وبدأ كارم في تثبيت الخيمة. كان يبدو اكثر هدوءا من أي وقت مضى، وكأنه لم يخسر كل شيء تقريبا منذ قليل..
2
دون مقدمات صار كل شيء واضح في عقلها. تجمعت قطع الأحجية من تلقاء نفسها. لقد فهمت كل شيء.
كارم لم يغفر بالفعل. إنه فقط ينتظر. كأي شخص سيكوباتي يحب لعبة القط والفأر. سينتقم ولكن ليس على الفور. كان يطبق معها القول المشهور: "الانتقام طبق يُقدم باردا". نعم، لا بد أنه سينتظر حتى تغوص في نومها ثم ينحر عنقها كما كان يفعل ذلك القاتل المتسلسل في مسلسل (نتفلكس) الأخير. ستصير ضحيته ولكن لن يصنع أحد عنها أي مسلسل. بالتأكيد سيدعي كارم أن حيوانا مفترسا ما قد التهمها وسيصدقه الجميع فما أكثر ضحايا الساڤانا.
وقع قلبها في قدميها. هل ستنتهي حياتها بهذه الطريقة الشنيعة؟
انعقد حاجباها.. لا .. لن تسمح بذلك.. لن تنام .. ستظل مستيقظة طوال الليل، ليس الأمر صعبا وبالذات إن كانت حياتها في الميزان. ستتركه يدخل الخيمة وتتحجج بأي شيء وتقول انها ستتبعه ثم تنتظر في الخارج للصباح. وفي الصباح ستأتي السيارة التي ستقلهما. خطة بارعة بدون أخطاء.
انتبهت على صوت كارم وهو يقول مشيرا للخيمة: تفضلي، يمكنك أن تنالي بعض الراحة أخيرا.
ازدردت لعابها واجابت في صوت بذلت كل جهدها ليبدو لا مباليا: يمكنك ان تتفضل أنت ..س .. سأذهب للتبول أولا ثم اتبعك.
أومأ برأسه وقال: حسنا سأذهب معك.
هزت رأسها في عصبية قائلة: لا، سأذهب وحدي هذه المرة. يمكنك أن تنام أنت.
نظر لها بوجه خالي من التعبير وقال: هل أنت متأكدة؟
هزت رأسها إيجابا هذه المرة، وابتعدت بسرعة قبل أن يعترض..
سارت قليلا في نفس اتجاه الشجرة، طريق تعرفه خوفا من أن تتوه مرة أخرى. فكرت ان تتبول فعلا ولكن بدا ان عرق توترها البالغ قد سحب المياه من باقي اعضاء جسمها.
انتظرت ساعة كاملة حتى تتأكد أنه قد يأس من عودتها مبكرا وغط في النوم. بعدها عادت بخطوات متوجسة، وتنفست الصعداء إذ لم تره في مكانه السابق. ليس عليها سوى ان تغالب النوم لبضع ساعات لا أكثر وستكون بخير.
"لقد كنت على وشك الذهاب للبحث عنك، لا تقولي أنك قد تهت مرة أخرى"
ارتجفت عندما اخترق صوته أذنها. كان جالسا فأخفته اعشاب الساڤانا الطويلة.
قالت في صوت خرج مرتجفا رغما عنها: أنت .. أنت لم تنم.
مط شفتيه وأشار بكشاف صغير للأرض أمامه: هناك أشياء لم أنته منها بعد.
تضاعف هلعها ألف مرة عندما وجدت ضوء كشافه الخافت يشير لبقايا الكاميرا المحطمة الموضوعة امامه. عرفت ان قتلها هو الاشياء التي لم ينته منها. هل انغلق الفخ عليها تماما؟
سألها بغتة: ألا تعرفي أين خنجري؟ لم أجده في أي مكان.
فتحت فاها لتجيبه ولكنها أوقفت الكلمات قبل ان تخرج. لمعت الفكرة في ذهنها بغتة. كيف لم تفكر في ذلك من قبل؟! إنها تمتلك الخنجر. إن هذا يعطيها ميزة تفوق لا يمكن تخيلها. في ربع الثانية كانت الخطة الجدة ارتسمت في عقلها، الخطة الجديدة .. والأخيرة.
بدون انفعال هزت كتفيها وقالت: لا لم أره، ربما سقط منك في الطريق. دعنا نبحث عنه في الصباح.
ظهر بعض الاحباط على وجهه وقال: حسنا، لنأمل ألا يأتي أي حيوان مفترس هذه الليلة.
في عقلها قالت: لقد كان الحيوان المفترس ينام بجواري الليلتان الفائتتان بالفعل. ولكنها بفمها قالت: أتمنى ذلك أيضا، معذرة فأنا لا استطيع مقاومة النوم أكثر، ليلة سعيدة.
دخلت الخيمة في هدوء بالغ يتناقض تماما مع براكين الافكار التي تتفجر في عقلها. أغلقت نصف سحاب فتحة الخيمة، ثم فردت كيس نومها واندست داخله ببساطة ككل ليلة. ولكن هذه الليلة هناك فرقان. الاول أن عيناها مفتوحتان.. لن تنام. اما الثاني فهو الخنجر الذي تقبض اصابعها عليه في قوة تحت رأسها.
الخطة تدور في عقلها ملايين المرات في الثانية الواحدة. لا بد أنه أدرك أن الخنجر في حقيبتها. سينتظر هو بالتأكيد حتى تنام. سيدخل بهدوء إلى الخيمة. سيدس يده بهدوء في حقيبتها. سيخرج الخنجر بهدوء بالغ. سيفصل رأسها عن جسدها بنفس الهدوء.
ليس اليوم ايها القاتل .. ليس اليوم..
كان صدرها يعلو ويهبط في قوة من فرط الخوف، ولكنها بصعوبة بالغة سيطرت عليه. يجب أن يكون تنفسها بطيئا حتى يقتنع كارم انها نائمة.
الان الخطوات تقترب. خطوات بطيئة هادئة. سخاب الخيمة يُفتَح في بطء مرعب. كارم يهمس باسمها. بالطبع يريد أن يتأكد أنها قد غرقت في نومها. لا ترد وتحافظ على مستوى تنفسها البطيء.
للحظة مرت في عقلها فكرة أنها ربما تكون واهمة. ربما كارم ليس قاتل. ربما هو شخص متقلب الانفعالات او حتى مجنون. القتل شئ ضخم، نراه في المسلسلات فقط. لا بد انه سيفرد كيس نومه وينندس بداخله وينام ككل ليلة وستكتشف هي ان تلك مجرد تخاريف من عقلها.
ولكن كارم لم يفرد كيس نومه ككل ليلة. دون ان تلتفت إليه شعرت به وهو يقترب من جانب رأسها حيث تستقر حقيبتها. اعتصرت اصابعها الخنجر في قوة وفي ذهنها صوت وحيد، إن أدخل يده في الحقيبة باحثا عن الخنجر ستباغته هي بالخنجر في رقبته.
حبست انفاسها تماما. حياتها بأكملها على المحك. كل شيء في العالم الان يعتمد على الثانيتين المقبلتين وعلى أن يفتح كارم حقيبتها.
لثانية لم يحدث شيء. لكن الصوت الذي ملأ الثانية الثانية كان صوت سحاب حقيبتها المميز. لا مجال لسوء النية الان. كارم قاتل. وإما حياتها او حياته.
وكأنها تفعل ذلك طوال حياتها، نفضت جسدها بغتة ولوحت ذراعها بالخنجر في ثبات وقوة ناحية رقبة كارم...



وكأنها تفعل ذلك طوال حياتها، نفضت جسدها بغتة ولوحت ذراعها بالخنجر في ثبات وقوة ناحية رقبة كارم...
"ماذا تفعلين يا مجنونة؟!"
كانت هذه صيحة كارم المستنكرة. برغم المفاجأة لكن جسده ،الذي اعتاد رد الفعل السريع، انثنى للخلف في سرعة باعدا عنقه عن النصل المخيف. ثم مد أصابع يده اليمنى ليقبض على معصم أريانا ويثنيه بقوة ليجبرها على اسقاطه على أرض الخيمة.
وجدت أريانا أنها فقدت سلاحها الرئيسي والوحيد، ولكنها لم تستسلم. وكيف تستسلم والاستسلام يعني الموت ذبحا وسط الأدغال؟!. لذا تركت معصمها الأيمن في يده وأرسلت يدها اليسرى صائدة وجهه بأظافرها الطويلة.
برغم الظلام وبرغم اتجاه جسده المعاكس، إلا أن كارم نجح بالكاد في ابعاد وجهه عن أظافر أريانا المسنونة، فلم تنجح إلا في خدشه فقط.
ثم أمسك معصمها الأيسر بيسراه وشد يديها لتتقاطعان فوق صدرها ، ثم قفز ليسند ركبتيه على الأرض محيطا بهما ما تبقى من جسد أريانا.
في لحظة أدركت أريانا أنها أصبحت مشلولة الحركة تماما ومكبلة بواسطة قاتل متسلسل ووحيدة في الأدغال. كان هذا أسوأ كوابيسها. ولكنها لم تكن من تلك الفتيات اللاتي تستسلمن للذعر. إن كانت ستموت فسوف تموت وهي تقاتل.
هكذا أخذت يداها تحاول التملص من يديه القويتين، وأخذت ركبتاها تحاول ركله في خصيتيه.
كان كارم يكاد ينفجر من الغضب والغيظ. أحكم إمساكه بمعصميها وضيق المسافة بين فخذيه ليثبت جسدها ويمنعها من ركله.
ثم صاح فيها بصوت آمر ثابت النبرات: "اهدأي .. اهدأي"
ولكن أريانا لم تكن تريد أن تهدأ. وجدت نفسها قد صارت غير قادرة على تحريك أي جزء في جسدها فأدركت انها النهاية. لن تعود إلى أهلها وأصدقائها ولن تحظى حتى بحلقة وثائقية على نتفليكس.
بكل طاقة العناد المتبقية صرخت في وجه كارم: "لتذهب إلى الجحيم أيها القاتل القذر أنت وكاميرتك الغبية"
نظر إليها كارم لثوان بوجه بلا تعابير، ثم نقل عينيه بين الخنجر الملقى على الأرضية بجواره وبين وجه أريانا، ثم انفجر في الضحك بشكل هستيري.
تجمدت أريانا للحظة وسألت نفسها إن كان قد جُنّ. ثم أجابت على نفسها بأن هؤلاء القتلة غير مستقرين نفسيا وهم مجانين بالفعل.
ولكن العجيب ان كارم ترك معصماها، وأزاح فخذه ليحرر قدماها أيضا. كل هذا دون أن تتوقف هستيرية ضحكه.
تفاجأت هي بما حدث، ولكن عينها لمحت الخنجر الملقى بجوارها ففكرت أنه لا وقت لتحليل جنون كارم، كل ما عليها الان ان تلتقط الخنجر وتنهي خطتها كما أرادت من قبل.
لكن قبل أن تمد يدها للخنجر وجدت كارم يقول من بين ضحكاته: هل ظننت أنني أريد أن أقتلك؟
تجمد عقلها لسؤاله .. لهجة السؤال أصابتها بربكة لم تعتدها. برغم الضحك الذي يتخلل حروفه كان السؤال منطقيا ويحتاج إلى إجابة منطقية أيضا. هل ستكون الإجابة بنعم بها أي نوع من المنطق؟.
ثم وجدت كارم يتابع بينما صوت ضحكاته يهدأ: هل حقا كنتِ ستذبحينني لمجرد ظن سيء؟
ارتج على أريانا. صدمها السؤال. هل حقا كانت ستقتل كارم بالخنجر؟. فجأة بدا سيناريو كونه قاتل متسلسل غارقا في الخيال والسذاجة.
ولكن الجزء العنيد في عقلها جعل لسانها يقول له: ولكنك قلت انك ستقتلني إن لم تلتقط ذلك الفيلم الذي كنت تريده.
استرخى كارم في جلسته وهز رأسه مبتسما ثم رفع سبابته ووسطاه، وأشار على سبابته قائلا: أولا، لقد كانت مجرد مزحة. لم أكن أتخيل أنكِ قد تأخذينها حرفيا.
ثم أشار إلى وسطاه وقال: وثانيا، هل كنت تظنين كل هذا الوقت أن الفيلم قد ضاع بتحطم الكاميرا؟
ثم أدخل أصابعه في جيب سترته وأخرج كارت ذاكرة ضئيل وأردف باسما: كروت الذاكرة دائما تكون مؤمنة بعناية داخل جسم الكاميرا، ظننتك تعرفين هذا.
1
سقط فك أريانا السفلي من صدمة الاكتشاف المفاجيء. دون تمهيد وجدت ضوء الحقيقة الساطع يعمى عينيها. معلومة صغيرة لا تعرفها جعلت عقلها يرسم قصة تتعدى كل حدود المنطق. لقد كادت أن تقتل كارم بالفعل. مليمترات بسيطة كانت تفصل النصل عن عنقه. كارم كان سيتحول إلى جثة وكانت هي ستتحول إلى قاتلة. في خيالها رأت نفسها جالسة داخل الخيمة والدم ينبجس من رقبة كارم المغروس فيها الخنجر حتى اخره فيغرق يداها والخيمة والعالم بأكمله.
هنا لم تعد تحتمل. كل ضغط وتوتر هذه الثلاثة أيام وصل للذروة. انهار السد الذي كان يحجز مشاعرها فجأة لتجد نفسها تنفجر في البكاء.
لم يعرف كارم ما الذي ينبغي عليه فعله. كانت أريانا منحنية على الارض وجسدها يهتز من البكاء ودموعها تسيل على أرضية الخيمة. كارم الذي عاش في الصحاري والبحار والغابات وفي أسوأ الاماكن والظروف، ارتبك أمام ينابيع الدموع التي تفجرت بشكل أخافه أكثر من مخالب أي مفترس قابله في حياته. الأسوأ أن بكاء أريانا لم يقل مع الوقت بل اشتد.
لم يجد كارم أمامه سوى أن يربت على كتفها برفق، ولكن بدا ان هذا لا يجدي أيضا. قرر أن يرفعها قليلا من كتفيها حتى تهدأ قليلا.
ولكن ما أن اعتدل جسدها تلاقت عيناها بعيناه، وللحظة أدركت أن هاتان العينان المشعتان بالحياة كانتا ستظلمان للأبد جراء خطتها الحمقاء. انفجرت شلالات دموعها بصورة أشد وفقد جسدها تماسكه مع الفكرة ليسقط في المكان الوحيد المتاح أمامه، في حضن كارم...

ولكن ما أن اعتدل جسدها تلاقت عيناها بعيناه، وللحظة أدركت أن هاتان العينان المشعتان بالحياة كانتا ستظلمان للأبد جراء خطتها الحمقاء. انفجرت شلالات دموعها بصورة أشد وفقد جسدها تماسكه مع الفكرة ليسقط في المكان الوحيد المتاح أمامه، في حضن كارم...
قبل ان يحاول عقله فهم الامر وجد ذراعاه قد أحاطا بظهر أريانا ليضماها لصدره في قوة وفمه يقبل رأسها في حنو.
توقف بكاء أريانا فجأة. هنا اتسعت عينا كارم وأدرك أن هناك شيء .. شيء ما..
ضمة كارم وقبلته لرأسها أرسلتا رجفة غريبة في جسدها. لأول مرة منذ سنوات يختفي كل قلقها. شعرت بأمان تام لم تعهده قط، وكأنها عادت **** صغيرة لا تخشى شيء في هذا العالم.
في بطء رفعت أريانا رأسها. وبرغم حواس كارم المدربة لالتقاط اقل صوت حوله إلا ان الحياة كلها بدت كفيلم ضغط أحدهم زر ايقافه فثبتت الصورة واختفى الصوت.
التقت عيناها بعيني كارم وللمرة الأولى تجد عينا رجل بهذا الاتساع. ثقبان اسودان يهددان بابتلاع كل ما يقترب منهما. شعرت بأن هاتان العينان تجذباها جذبا ووجدت نفسها كالمسحورة تقترب من وجه كارم وتلصق شفتيها بشفتيه.
أما كارم فبدا أن عقله توقف تماما عن العمل، إذ انه ما ان شعر بملمس شفتيها حتى فتح شفتاه قليلا ليستقبل شفتاها. شيئا ما في شفتيها الدافئتين الشغوفتين جعله يغمض عيناها ويترك شفتيه تلتهم شفتيها. شيء ما في انفاسها الحارة جعله يلصق أنفه بجلدها. شيء ما في شعرها الفاحم المنسدل جعله يتخلله بأصابع مشتاقة. شيء ما في أريانا جعله يشعر وكأنه يريد ان يفعل كل هذا منذ قرون.
جسد اريانا يتخلى عن تصلبه .. يستكين .. يرتخي .. يسيل .. يتخلى عن كل مقاومة او حتى حماية غريزية. لم تعد تريد شيئا .. فقط تريد كارم...
جسد اريانا يتخلى عن تصلبه .. يستكين .. يرتخي .. يسيل .. يتخلى عن كل مقاومة او حتى حماية غريزية. لم تعد تريد شيئا .. فقط تريد كارم...
يسقط جسدها على كيس النوم المفتوح .. يسقط ببطء فيد كارم الاخرى تحيط بظهرها وتضمها له اكثر فأكثر..
كارم يتراجع قليلا لينفك التصاقهما الجسدي .. صمت تام .. لكن الاتصال البصري بين عيونهما بدا لا يمكن فكه أبدا..
يده تمتد لتفك ازرار قميصها الرجولي .. اريانا لا تعترض .. تترك اصابعه تعبث بأزرارها وهي تشعر ان كل انملة من انامله تكتب قصة على قميصها، قصة تقول انها لم تعد هي، وان كارم لم يعد هو، وانهما هما الاثنين لم يعودا هما.
ان كانت هي هي وهو هو، لم تكن لتسمح لكارم زميل العمل بالاقتراب منها. لكنها ليست هي وهو ليس هو، لذلك هي ليست فقط ستترك انامله، بل ستتمنى ان يسرع أيضا..
كارم يفك كل ازرار قميصها، يساعدها على خلعه. يلقي به جانبا. يساعدها على خلع سترتها الثقيلة، وسترتها الداخلية ايضا، لتظهر أخيرا امامه صدريتها الرياضية..
كارم يتةقف للحظة .. عينا تتعلقان بحلمتيها المنتصبتين البارزتين من اسفل الصدرية.. شيء ما يجعل دقات قلبه تتعالى..
اريانا تجده توقف مشدوها ناظرا لصدرها .. يرتفع حاجباها في تأثر .. يداها تتجهان لبنطالها .. تفك ازراره .. تخلعه عنها ..
كارم يتراجع بجسده اكثر .. ينظر للجسد المستلقي امامه بدهشة .. هل هذه اريانا فعلا؟!
ينتبه لعينيها المتشوقتين .. يخلع سترته .. يخلع بنطاله .. لا يفوته انفراجة شفتيها الممتلئتان ولا اتساع عيناها السوداءان اللتان تمسحان جسده ..
يمد يداه ليمسك بجانبي صدريتها ويخلعها عن صدرها .. تفلت من فمه شهقة .. ينظر لها في دهشة ويقول: كيف تخفين هذان تحت كل هذه الملابس؟! .. يتصاعد الدم لوجنتيها في خجل مختلط بالسعادة، وكارم لا يضيع وقتا .. يهبط برأسه دافنا وجهه بين ثدييها الممتلئان .. يعتصرهما .. يشبعهما تقبيلا .. يمتص الحلمتين المنتصبتان كنحلة تمتص رحيق زهرتان شديدتا الندرة ..
اصوات تنفس اريانا تتعالى .. اصابعها تتمسك بشعر كارم .. تجذبه لا اراديا مع كل امتصاصة منه لحلمتها .. ربما جذبته مليون مرة للآن..
رأس كارم تنخفض لأسفل قليلا .. يقبل بطنها .. يلعق سرتها .. يتوقف للحظة ثم ينزل سروالها قليلا وينفخ على منطقة ما حيث توقع ان يكون بظرها، ليسمع أنّة أريانا الأولى..
يرفع بصره لها وهو يخلع سروالها الداخلي بأصابعه .. ينزل برأسه ناحية المنطقة التي انكشفت الان .. يسحب نفسا عميقا لصدره .. نفس معبق برائحة منطقة أريانا الخاصة جدا ..
ينزل بوجهه حتى يلامسها هناك .. يقبلها .. يلعقها .. يلتهم جلدها بشفتين قويتين .. يسمع أناتها التي تتعالى، وبالكاد يمسك بيديه جانبي جسدها الذي يتقوس لأعلى كل ثانيتين..
YOU'LL ALSO LIKE

اريانا تشعر بأشياء في كل جسدها .. اشياء لا تعرفها ولم تختبرها من قبل برغم انها ليست المرة الاولى .. كل لمسة من فم او يدي كارم لا تثيرها فقط بل قل انها تعيد تعريفها للحياة بأكملها ..
كارم يتوقف ويصعد برأسه قليلا .. لا .. ليس بعد .. تدفعه بيدها الممسكة بشعره في رفق .. تعيد رأسه لما بين رجليها .. تريده ان يكمل ما بدأ، ليس الان وقت النهاية..
كارم يستجيب بابتسامة حانية .. نفس عميق اخر برائحة اريانا .. قبلات ولعقات اكثر قوة .. لا بأس .. هو يريد هذا ايضا..
تغيم الدنيا امام عقل اريانا .. تغمض عينيها .. تشعر بدموعها تسيل ولا تعرف لماذا .. تشعر أنها تكاد تنفصل عن كل مكان وزمان..
بأصابع عمياء تتحسس جسد كارم حتى تصل لسرواله الداخلي .. تحاول انزاله دون جدوى .. ولكن كارم يفهم .. ينزل هو سرواله ..
لا تستطيع فتح عيناها .. فقط تزيح كفيها لتتلمس قضيب كارم الساخن المنتصب .. تقبض عليه .. تجذبه في رفق ناحيتها .. تشعر بجسد كارم الدافيء ملتصقا بجسدها تماما .. تضغط بآخر قوتها على مؤخرته، لترتفع آهة لهفتها حينما تشعر بقضيبه القوي داخلها اخيرا...
لا تستطيع فتح عيناها .. فقط تزيح كفيها لتتلمس قضيب كارم الساخن المنتصب .. تقبض عليه .. تجذبه في رفق ناحيتها .. تشعر بجسد كارم الدافيء ملتصقا بجسدها تماما .. تضغط بآخر قوتها على مؤخرته، لترتفع آهة لهفتها حينما تشعر بقضيبه القوي داخلها اخيرا...
لدهشتها انزلق القضيب داخلها بسهولة، هنا ادركت كميات سائل الاثارة التي اغرقت مهبلها وكأن جسدها يعرف ان هذا الايلاج مرغوب بشدة ومنتظَر في لهفة..
يتوقف كارم عن الحركة الان .. تفتح عينيها لتجده ينظر لها في حنو بالغ .. يبدو وكأنهما يوقفان الزمن .. وكأنهما يلتقطان تلك اللقطة التي تسجل اتحادهما الكامل .. هو داخلها وهي حوله .. وكأنهما يريدان ان يظلان هكذا للابد
يقترب كارم بفمه .. يلمس شفتيها .. عذوبة شفتيه تضاعفت الالاف المرات عندما اقترنت بإدخاله لقضيبه مرة اخرى..
بطء التقبيل يصاحب بطء الادخال في تناغم يشبه سيمفونية موسيقية ..
لسانه اللعوب يتسرب من بين شفتيها .. يلمس لسانها .. يخبرها دون كلمات انه يريدها اكثر فأكثر..
يلتهم شفتيها بفمه .. يعضهما قليلا وكأنه يفترسهما بشغف لم تعرفه من قبل .. قضيبه ايضا صار اكثر شغفا بمهبلها بما لا يقاس .. تزداد حركته .. يسرع .. يندفع داخلها فينقل لها معه كل رغبة كارم ونشوته، ويندفع للخارج فينقل لكارم معه كل شوقها ومتعتها..
تزداد قوة الدخول فتشهق في غنج .. تلف ساقيها وذراعيها حول جسد كارم القوي .. تلتحم به .. تتعلق به وكأنه كل شيء .. تهمس في أذنه: أكثر .. تزداد عيناه اتساعا .. يزيد من قوته .. يهتز جسدها في كل مرة وكأنه بفعل ألف زلزال .. تصرخ .. تتخلى عنها قوتها .. لا تستطيع التحكم في رجليها ويديها فتسقط عن كارم .. لكنها تهمس: لا تتوقف ارجوك
عيناها مغمضتان ولكنها تشعر بكارم يجلس ويحملها من وسطها ويجلسها على حجره ووجهها لوجهه .. برفق يدخل قضيبه مهبلها مرة اخرى .. بطؤه يثيرها لاقصى درجة .. يرسل رعشات كهربية في كل جسدها .. وكأن كل مفاتيحها تنفتح معا فجأة ..
لا تستطيع الاحتمال .. تلقي بذراعيها المبتلتان بالعرق حول عنقه وتريح رأسها على كتفه، وتترك نفسها له .. تستسلم .. تدع جسدها لكارم وتأتمنه على نشوتها ..
وهو لا يخيب ظنها .. يقترب بجسده اكثر ليلتصقا .. يمسك جسدها بخفة وكأنه لا يزن شيئا .. يصعدها ويهبطها .. يدير جسدها فيمسح بقضيبه كل جزء من جدران مهبلها .. كل جزء له متعة خاصة ونشوة مختلفة ترسلها في أكوان عجيبة عبر الزمان .. وكأن كارم يصر على أن تختبر كل شيء..
رعدة طفيفة تسري في كل جسدها وتجد مهبلها ينقبض لا اراديا على قضيب كارم .. كارم كمعلم خبير يصعدها ويهبطها بحركتين قويتين لتختبر انقباضاتها الاخيرة والعظمى، بينما سائله يندفع داخلها في راحة ودفء..
اخذا لحظات لالتقاط انفاسهما، ثم دون ان يفلتخ، التف كارم بجسدها ليستلقيا متداخلان ومتعانقان فوق كيسي نومهما .. ودون كلام أتى نعاس لذيذ ليسدل الستار الاخير لتلك الليلة..

صوت نفير سيارة يأتي من بعيد وكأنه من ألف سنة ضوئية .. شيئا يسير على عنقها .. هل هو عقرب؟!
انتفضت أريانا جالسة من رقادها لتجد انها لازالت داخل الخيمة، وبجانبها كارم مبتسم في اشفاق. ادركت ان ما كان يتحسس عنقها هو اصابع كارم، وأن كارم راقد عاري بجوارها، وأنها أيضا .. عارية ..
احمرت وجنتيها واختطفت قميصها الملقى لتغطي به صدرها المكشوف.
ابتسامة كارم تتسع ويقول في هدوء: صباح الخير..
زاد احمرار وجنتيها وهي تجيب في خجل ادهشها: صباح الخير.
قال كارم: هيا، لقد جاء الرفاق. حان وقت العودة.
ثم نهض وبدأ في ارتداء ملابسه، بينما اريانا تشيح بوجهها حتى تمنحه بعض الخصوصية.
يخرج كارم رأسه من فتحة الخيمة ويحيي ركاب السيارة القادمة مشيرا لهم بذراعه حتى يعرفوا باستيقاظهم، وحتى يتوقفوا عن خرق موسيقا الادغال بنفيرهم المزعج.
يدخل رأسه مرة اخرى ويبدأ في جمع متعلقاته في حقيبته وطي كيس نومه وربطه. ثم ينظر لأريانا ضاحكا قائلا: ألن ترتدين ملابسك أم أنك ستخرجين هكذا؟
تضحك اريانا بالرغم منها عندما تخيلت كيف سيكون الامر إن خرجت عارية، ثم تقول: لا، فقط انتظرك لتخرج.
ارتفع حاجبا كارم في دهشة مصطنعة، ثم ابتسم ابتسامة ماكرة وجلس متربعا على الارض وقال: هكذا اذا .. حسنا، انا لن اخرج من الخيمة سوى بعدك.
ازدرت لعابها ونظرت له بلوم قائلة: كارم .. لا تمزح.
اسند كارم ذقنه على راحة يده واجاب: ومن قال انني أمزح؟!
رسمت امارات الغضب على وجهها، ولكن هذا بدا لم يفلح معه إذ رمقها بنظرات متحدية خبيثة.
بقيا هكذا بضعة دقائق دون حراك، حتى شق هواء الادغال نفير السيارة الذي صار اكثر ازعاجا الان من اي وقت مضى.
عضت اريانا شفتها وقالت له في توسل: كارم .. ارجوك.
ولكنه هز كتفيه ولم يتزحزح..
هتفت في وجهه بخفوت: اللعنة..
ثم نهضت -محاولة اخفاء ضحكتها- معطية له ظهرها العاري والتقطت سروالها الداخلي وارتدته بسرعة وهي تشعر بعيني كارم المعلقتان بمؤخرتها العارية، ثم ارتدت فوقه بنطالها ايضا..
لم تكن صدريتها في ذلك الجانب من الخيمة، فدارت برأسها قليلا حتى رأت جزء منها تحت فخذ كارم.
حاولت اخفاء نبرة الضحك من كلامها وهي تقول: اعطني الصدرية من فضلك.
يجيب كارم ببساطة: لا
نفير مزعج اخر من الخارج..
تصر أريانا بأسنانها لتبين حنقها، ولكنها تعرف ايضا انها تخفي بذلك ضحكتها التي تسيطر عليها بالكاد .. تميل بجسدها في حركة معقدة لتمد يسراها لتلتقط الصدرية بينما تحاول بيمناها اخفاء ما تستطيعه من ثدييها. لم يتزحزح كارم، ولكنها استطاعت سحب الصدرية برغم ذلك. اختل توازنها قليلا فاستندت بيمناها على الارض لئلا تسقط.
أمال كارم رأسه محدقا في صدرها العاري قائلا متظاهرا بالبراءة: هل تريدين أي مساعدة؟
YOU'LL ALSO LIKE
اعادت يمناها سريعا مغطية صدرها والضحكة العنيدة تقاوم اسنانها المغلقة، وقالت: لا.
سألها على الفور: ماذا؟ لم اسمع.. يبدو انك بحاجة للمساعدة..
هنا افلتت الضحكة الحبيسة بالرغم منها وهي تجيب: قلت لك لا..
ضحك كارم ايضا وقال: حسنا، لن اساعد .. هذه المرة على الاقل..
ارتدت صدريتها بسرعة وهي تحاول تجاهل تلميحه الماكر، ثم اعقبتها بسترتيها وقميصها، ثم انحنت لتطوي كيس نومها لتلاحظ عينا كارم اللتان تتابعان مؤخرتها.
جمعت ارادتها لتقول باكبر قدر استطاعته من الجدية: كف عن التحديق بمؤخرتي ايها المنحرف.
أجاب على الفور: معذرة، فلم أأخذ كفايتي من التحديق الليلة الفائتة.
اجابته الفورية مع نبرته الهادئة بددتا مقاومتها، لتفلت ضحكتها مرة ثانية دون تحكم منها. طوت كيس النوم كيفما اتفق، ثم اشارت له على فتحة الخيمة قائلة: هيا..
هز كارم رأسه وقال: لا .. الاتيكيت يقول النساء اولا..
قالت والابتسامة تملأ وجهها رغم كل محاولاتها لاخفائها: حسنا ايها الچنتلمان..
ثم انحنت لتخرج من فتحة الخيمة، حين شعرت بصفعة خفيفة من يده على مؤخرتها. عضت شفتها لتخفي ضحكتها الخجلى حتى لا يظهر شيء لزملاء السيارة.
خرجت وحيّتهم وركبت في المقعد الخلفي، وراقبت كارم وهو يفك الخيمة ويطويها، وحدقت بمؤخرته كنوع من الانتقام الخفي.
حيا كارم ركاب السيارة ووضع الخيمة وحقيبته وحقيبة أريانا في المساحة وراء المقعد الخلفي ثم جلس بجوار اريانا واغلق الباب.
انطلقت السيارة واخذ السائق والراكب بجواره يثرثران بصوت عال.
قالت اريانا بخفوت لكارم دون ان تنظر نحوه: هل تذكرت وضع الخنجر في الحقيبة؟
نظر لها مبتسما، ثم ادار وجهه للامام مرة اخرى مثلها وقال: نعم، لماذا تسألين؟
قالت بوجه جامد: اعطني اياه، اريد ان اقتلك ثانية.
كتم كارم ضحكته وسألها: ولم هذه المرة؟
قالت بنبرة محايدة: لأنك تحرشت بي وصفعت مؤخرتي.
قال بنفس نبرتها: لم يكن تحرشا، كان عقابا.
ادارت رأسها نحوه رافعها حاجبها الايمن وصاحت في دهشة: عقاب؟!
صمت الراكبان الاماميان اذ سمعا صيحتها، ونظرا ناحيتها. ولكن أريانا تظاهرت بالتشاغل بهاتفها حتى ادارا وجهيهما واكملا ثرثرتهما.
شعرت بالغيظ من وجه كارم الضاحك، واعادت بخفوت: عقاب؟!
قال كارم بنبرة جادة: بالتأكيد، أنت لم تطيعيني ولم تربطي رباط حذائك، فتسببتي في تحطم الكاميرا وكدت تموتين.
عقدت حاحبيها وقالت في عناد: لم يكن السبب رباط حذائي، انا لا اقع في نفس الخطأ مرتين.
لم يجب كارم، بل اشار للاسفل وانطلقت ضحكته مجلجلة في السيارة. نظرت حيث يشير لتجد انه يشير لحذائيها اللذان يستقران على أرض السيارة برباطين مفكوكين.
دون ارادتها انطلقت ضحكتها هي ايضا.
نظر الراكبان الاماميان نحو اريانا وكارم في دهشة، ثم هزا رأسيهما وقالا بلغتهما الاجنبية انهما معتوهان، ثم اكملا حديثهما..
اقترب رأس كارم منها وهمس في اذنها: ولا يزال لك عندي عقاب اخر..
همست وهي تداري ابتسامتها: لأي شيء؟
همس ثانية مقتربا من اذنها اكثر: لأنه كان لدينا ليلتان اخريتان لم نستغلهما.
ابتسمت في خجل ثم همست له بصوت تعجبت هي نفسها من نبرته: من يعرف، ربما هناك ليال أخرى.
ثم مدت يدها لتمسك بيده، وأراحت رأسها على كتفه .. واغمضت عيناها ، ولأول مرة منذ أتت للادغال، اسلمت عيناها لنوم عميق....
꧁ تمت ꧂
🎉 You've finished reading ساڤانا (+١٨) 🎉
🔥🔥🔥🔥🔥
 

المستخدمون الذين يشاهدون هذا الموضوع

أعلى أسفل