الرئيسية
ما الجديد
الأعضاء
الـتــيـــــــوب
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
سجل عضوية للتمتع بالمنتدى واكتساب مميزات حصريه منها عدم ظهور الإعلانات
قسم قصص السكس
قصص سكس جنسية
ساڤانا +١٨ | السلسلة الاولي | عشر أجزاء _ 29/3/2024
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="ملك الظلال" data-source="post: 141105" data-attributes="member: 59"><p>بالكاد تحافظ على توازنها. فتاة في اوائل عشريناتها، ما الذي يجبرها على تسلق إحدى الأشجار والإمساك بكاميرا والجلوس ساكنة لساعات دون حراك، مخاطرة بأن تسقط ويندق عنقها .. وتموت..؟!</p><p>كان ينظر ناحيتها بتعجب .. ألم يكن من الأفضل أن يرسلوا معه مصورا محترفا ككل مرة؟ .. ثم ألم يجدوا سوى تلك الفتاة الخرقاء التتي تتعثر في رباط حذائها ليعينوها في مهمة تقتضي الجلوس على فروع الاشجار لساعات وساعات؟!</p><p>فتاة سمراء رفيعة ترتدي ثلاث طبقات من الملابس بالرغم من حر الساڤانا. فتاة لا تضع أي مساحيق تجميل وتعقص شعرها خلف رأسها برباط مطاطي قبيح. فتاة ترتدي حذاء متربا عالي الرقبة والذي -للسخرية- لا يزال رباطه مفكوكا.</p><p>يقول لها: رباط حذائك يحتاج للربط</p><p>تنظر له بقرف وكأنه أهانها وتقول: شكرا</p><p>ثم تتجاهل ربط الحذاء</p><p>يهز رأسه في استغراب ويقول مرة أخرى: اربطيه حتى لا تتعثري ثانية.</p><p>تستغرق في التحديق في كاميرتها وتجيب دون ان تنظر ناحيته: أعتقد ان هذا حذائي وأنا حرة في ربطه او عدم ربطه.</p><p>ارتفع ضغط دمه من الغيظ وقال بحدة: لا لست حرة.</p><p>رفعت عينها عن الكاميرا ونظرت له في غضب، فتحت فمها لتجيبه ولكنه أكمل حديثه: طالما نحن معا في هذه المهمة، فليس أحد منا حر بمعزل عن الاخر.</p><p>قالت في غضب اكثر: ما الذي...</p><p>ولكنه قاطعها قائلا: إن تعثرتي وسقطتي من هذا الارتفاع، ستموتين لا محالة. قد تظنين ان حياتك تخصك وحدك ولكنها الآن ليست كذلك. إن سقطتي اولا ستجذبين أنظار الحيوانات وبالتالي سيهربون وسيضيع مجهود شهور من التحضير، وثانيا سأضطر لإكمال العمل وحدي وأنت تعرفين ان العمل يحتاج فردين على الاقل بسبب تعقيد الكاميرات. فأرجو أن تلقي بالعنجهية جانبا وتتفضلي بربط حذائك.</p><p>كانت تنظر إليه ويكاد الشرر يتطاير من عينيها. وسيطرت عليها فكرة أن تبصق عليه وليكن ما يكون. نعم إنه رئيسها، ونعم كانت تنتظر تلك الفرصة لتصوير موسم تزاوج وحيد القرن الأسود منذ سنوات. ونعم -للأسف- كلامه منطقي. لكن لهجته كانت تثير جنونها وكأن هناك ألف شيطان مشتعل الذيل يجري في عقلها.</p><p>في النهاية ابتسمت ابتسامة بسيطة .. ثم قامت بفك رباط الحذاء الآخر ونظرت له في تحدي وهو يبدو عليه أنه سيصاب بأزمة قلبية من تصرفها.</p><p></p><p></p><p>كاد أن يتفوه بها لولا أنه لاحظ اقتراب أحد ذكور وحيد القرن من الأنثى التي يراقبونها. ابتلع سخطه أو قل انه أجّله فقط لوقت لاحق، وقت سيدعه يخرج كالبركان ليحرق تلك الطفلة التي لم يعلمها أحد أن تخفي خوفها إلا بالعناد الغبي. نعم، تعامل مع الكثير ممن هم مثلها. نعم يتفهم خوفهم الداخلي ولكنه لا يسمح لهم باستخدامه ضده، وبالأخص عندما يؤثر ذلك على عمله.</p><p>كانت أنثى وحيد القرن تتبرز الان بينما يقترب منها الذكر. عندما أنهت تبرزها تحركت بخفة للأمام.</p><p>ما فعله الذكر بغد ذلك قد يبدو غريبا، ولكن الدارس لسلوك ذلك الحيوان يعرف انه امر عادي.</p><p>يقترب الذكر من براز الأنثى ويدوس عليه بأقدامه ويحاول نشره على اكبر مساحة ممكنة. يفعل هذا من أجل أن يضيّع رائحة تلك الأنثى على الذكور الاخرين وبالتالي يحظى بها لنفسه.</p><p>من أجل هذا ابتلع (كارم) كل شتائمه لها. ليس الآن. هذه السنة كانت ذات أمطار قليلة. الجفاف يؤثر على موسم تزاوج وحيد القرن الأسود. إذا ربما تكون هذه هي الفرصة الوحيدة التي يمكنه من التقاط الفيلم الذي أتى من أجله.</p><p>كان الغضب كان قد اختفى من ملامحه وهو يهمس لها: هذا الذكر.. لقطات مقربة .. انا سأراقب الأنثى.</p><p>لم تجبه (أريانا) .. كانت تفكر انه في خلال عدة ساعات نجح في جعلها لا تطيقه بالكلية. شخص متعجرف يظن نفسه يعرف كل شيء ويأمر من حوله كالعبيد. ولكن العمل أهم الآن. ينتهوا أولا ثم تثبت له أنها ليست خادمته الشخصية.</p><p>الذكر يزيد من سرعته ليلحق بالأنثى صاحبة البراز. يقترب منها فيبطئ من خطواته. تقول أريانا له في ذهنها: هيا .. ضاجعها .. إن لم تفعل فستنقرض أنت وهي وسأخسر أنا هذا العمل .. ضاجعها من أجلي.</p><p>بالطبع لو سمع أحد من خارج المجال ما يدور في ذهنها لصُدِم مما تفكر فيه. ولكن مصوري الحياة البرية اعتادوا على الاهتمام بمواسم التزاوج بالذات. أما تصوير تزاوج حيوانات قابلة للانقراض كوحيد القرن الأسود فهو أمر نادر. أمر إن نجحت فيه فليس فقط ستقبض مبلغا محترما، ولكنه سيكون إضافة لها ثقلها في سيرتها الذاتية. فنعم هي لا تبالغ عندما تفكر ان مضاجعة هذا الذكر لهذه الأنثى أمر سيتوقف عليه مسارها المهني كله.</p><p>الذكر يقف خلف الأنثى .. يحرك رأسه .. يصدر أصواتا غريبة .. الانثى تتوقف ..</p><p>"هيا خذها" .. صاح بها (كارم) في ذهنه .. إن لم يمارس الذكر معها الجنس، سيضيع كل المجهود البدني والنفسي المبذول. سيصير كل ما فعله هباء. والاكثر أن حلمه بجائزة مصور العام سيظل حلما مرة اخرى، لعام آخر .. على الأقل..</p><p>يقترب الذكر بهدوء حذر .. ظهر الان قضيبه المنتصب .. لا تفوت عدسة أريانا ذلك .. الأنثى تتراجع بجسدها مليمترات تكاد تكون غير ملحوظة، ولكن كاميرا كارم تلحظ ذلك..</p><p>يرفع الذكر قائمتيه الأماميتين ويضعهما على ظهر الأنثى .. أجزاء من الثانية مرت على كارم وأريانا كأنها سنوات .. ثم .. يدخل الذكر قضيبه في جسم الأنثى..</p><p>يهمس كارم لنفسه في فرح: نعم</p><p>وأريانا تلوح بقبضتها في انتصار ..</p><p>ولكن تلك التلويحة جعلت كاميرتها تهتز فجأة</p><p>كادت تسقط ولكن أريانا ثنت جزعها في سرعة لتلتقط الكاميرا بالكاد قبل سقوطها..</p><p>نجحت في التقاط الكاميرا بيدها، ولكن تلك الحركة كلفتها توازنها فوق فرع الشجرة، لتجد نفسها دون مقدمات تسقط هي والكاميرا...</p><p></p><p></p><p></p><p>اعتدلت في سرعة وتنفست الصعداء واضعة يدها على صدرها محاولة ابطاء ضربات قلبها التي اصيبت بالجنون من الرعب .. نظرت له بامتنان لم تخفه وقالت: شكرا لك..</p><p>ولكنه كان ينظر بتركيز فائق في شاشة كاميرته، لم يقل سوى: لنعد الى العمل، لا وقت لتضيعينه.</p><p>انقلب امتنانها إلى غضب .. هي ارادت ان اشكره وهو يتعامل معها بغلظة لا مبرر لها .. ازدادت كراهيتها له لمستويات لم تبلغها من قبل..</p><p>ولكنها مع كذلك -كمحترفة- أعادت تثبيت الكاميرا وتعديل بعد بؤرتها لتلتقط ذكر وحيد القرن مرة أخرى ..</p><p>ولكن ما ان فعلت هذا حتى وجدت الذكر يبتعد عن الأنثى .. لم تعرف ماذا تفعل، ولكنها استمرت في التقاط ابتعاده على الرغم من ذلك.</p><p>بطرف عينيها نظرت ناحية كارم الذي لم ينبس ببنت شفة، ساكنا ملتصقا بكاميرته كأنه تمثال.</p><p>مرت دقائق ولم يحدث شيء .. ثم تحولت الدقائق الى ساعات ومالت الشمس للمغيب، وبدأ الظلام يزحف على السافانا.</p><p>بدون مقدمات تراجع ظهر كارم للخلف ثم ضغط عدة أزرار في كاميرته. أغلقها وطواها في حذر ثم وضعها في حقيبته وارتدى الحقيبة على ظهره. ثبت يديه وقدميه على جزع الشجرة ونزل حتى الارض في ثبات.</p><p>لم تعرف أريانا ماذا تفعل. هل تتبعه لاسفل ام تظل كما هي؟ هل انتهوا من تصوير اليوم ام سيستكملون في الساعة الباقية قبل الظلام؟ .. ام هل انتهت مهمتهم بأكملها اذ التقطوا الفيلم الذي اتوا لأجله؟</p><p>كان كارم الان يخرج الخيمة المطوية من حقيبته الكبيرة .. يفردها في موضع ذي حشائش عالية ويثبت اعمدتها المعدنية في التربة بقوة. ثم إذ انتهى، دخل الخيمة وأغلق سحابها خلفه في هدوء.</p><p>أريانا لا تزال فوق الشجرة تسأل نفسها إن كان هذا يعني انهم انتهوا من عمل اليوم. تقول لنفسها بالتأكيد لن يشيد الخيمة إن كانوا لم ينتهوا. ولكن لماذا لم يقل هذا؟ ولماذا لم يساعدها على النزول من الشجرة العالية؟ ولماذا أصيب بالخرس فجأة بعد انقاذه لها من السقوط؟!</p><p>قررت أن تتجاهل كل تلك الأسئلة المنطقية. اطفأت كاميرتها ووضعتها بحرص داخل حقيبتها. ارتدت الحقيبة وتمسكت بجذع الشجرة ونزلت بحذر كما تعلمت في تدريبها وكما كان كارم يفعل منذ قليل.</p><p>مشت ناحية الخيمة الصغيرة وفتحتها ثم دخلت لتجد كارم مستلقيا مغمض العينين داخل كيس نومه. هل نام بهذه السرعة؟ ..</p><p>نادته في خفوت: كارم .. هل انت نائم؟ .. هل انتهينا اليوم؟</p><p>اجابتها انفاسه المنتظمة، إذا فلا بد من انه من هؤلاء الذين ينامون بمجرد وضع رؤوسهم على الوسادة .. حسنا .. ربما تعرف منه في الصباح ..</p><p>على بواقي ضوء الشمس المغادر، اخرجت كيس نومها وفردته ثم اغلقت سحاب باب الخيمة وانسلت داخل كيس النوم.</p><p>هي ليست مثله للاسف .. تحتاج بعض الوقت لتستحوذ مملكة النوم على عقلها .. قالت لنفسها انها يجب ان تكون سعيدة .. كانت ستموت اليوم، ولكنها لا تزال حية .. ولكنها لم تكن سعيدة للغاية، ولا تعرف لمَ ..</p><p>كعادتها، اخذت تبحث خلف مشاعرها .. ما تفعله دائما هو تحليل كل شعور لتعرف سببه .. كل شعور وراءه فكرة ما .. دائما ..</p><p>إذا لماذا هي ليست سعيدة لتلك الدرجة التي من المفترض ان تكون عليها؟ .. هل خوفها لا يزال يطغى على سعادتها؟ .. هل لان كارم هو من انقذها؟ .. هل لانها لا تستسيغ مهمة السافانا هذه منذ البداية؟ .. هل لأنها لا تحب الحياة بالقدر الكافي فلا تهتم ان عاشت او ماتت؟</p><p>تواصل حبل افكارها لبعض الوقت، واذ كانت على شفا النعاس شعرت بتعالي صوت تنفس كارم .. هل هو يحلم بكابوس من نوع ما؟</p><p>ولكن فجأة ملأ صوت كارم الخيمة .. لم يكن صوته هادئا باردا كعادته، بل كان غاضبا ثائرا بشكل لم تتخيله .. كان يقول: أيتها الغبية .. سقطتك تلك ضيعت عليّ سنة كاملة من التحضير...</p><p></p><p>تجمدت من نبرة صوته تلك التي تختبرها لأول مرة .. وكأنه تحول لشخص اخر .. شُلَّ تفكيرها ولم تعرف بم تجيب او تتصرف ..</p><p>لكن الغريب ان كارم صمت تماما بعد ما قاله .. هدوء غريب ساد حتى ان اريانا ظنت انها توهمت .. او انها تحلم ..</p><p>قالت لنفسها انها ان كانت تحلم فالأفضل ان تستيقظ، فهذا ليس حلما مريحا ترغب في اكماله .. حثت نفسها على قطع الحلم والاستيقاظ، ولكن لم يحدث شيء مختلف ..</p><p>قررت ان تتكلم .. بالتأكيد الكلام سيكشف إن كان هذا حلما ام لا..</p><p>قالت: كارم، هل قلت شيئا؟</p><p>للحظات لم تسمع شيء سوى اصوات نقيق بعض حشرات السافانا من بعيد ..</p><p>ولكن صوت كارم قطع الصمت: غبية وصماء أيضا؟!</p><p>إذا فهو ليس حلما .. هكذا حدثتها نفسها. ولكن مهلا .. هل ينعتها بالغبية؟!</p><p>للمرة الاولى تدرك اهانته لها .. تحولت المفاجأة الى غضب عارم بداخلها .. من يظن نفسه ليخاطبها هكذا؟!</p><p>التفتت نحوه وقالت والشرر يتطاير من كلماتها: كيف تخاطبني بهذه الطريقة؟ .. هل جننت؟!</p><p>لم يبد على وجهه اي تغير، اذ ظل مغمضا عينيه وهو يقول: بل انت المجنونة .. عنادك الطفولي كلفنا كل شيء .. عندما امرتك بربط حذائك كان عليكِ ان تطيعي بلا مناقشة. انظري الان إلام قادتنا صبيانيتك..</p><p>صُعِقَت من مدى فظاظته وتبجحه، ووجدت نفسها تصرخ فيه: انا لم اقع بسبب حذائي.. ثم "تأمرني"؟! .. هل انا عبدتك وانت السيد؟! .. أنت مجرد....</p><p>لم تكمل حديثها إذ انكتمت انفاسها فجأة .. انكتمت انفاسها بسبب اليد التي وُضِعَت على فمها .. كانت يد كارم نفسه..</p><p>اللعنة .. قالت لنفسها .. هل وصل الامر لهذا الحد؟! .. لا يجد ما يرد به عليها فيسكتها بيده؟ ..</p><p>امسكت بذراعه ودفعته بعيدا بكل قوتها وعادت لتقول: ما هذا الذي فعلته ايها ال...</p><p>ولكن كفه عادت في سرعة لتحيط بفمها وتكتمه، وشعرت برأسه تقترب منها وانفاسه ترتطم بأذنها وهو يهمس: اخرسي ايتها المعتوهة .. هناك شيء يقترب خارج الخيمة...</p><p></p><p>اتسعت عيناها في ذعر، إذ كانت صوت حركة الاعشاب بجوار الخيمة يؤكد ما قاله كارم ..</p><p>تسارعت ضربات قلبها في جنون اذ اقترب الصوت من خارج الخيمة .. انحبست انفاسها تلقائيا وتجمدت يد كارم على فمها كجزء من جسده المتصلب تماما..</p><p>ودون مقدمات هز الادغال زئيرا صاخبا انخلع له قلبها .. زئيرا بدا ان صاحبه كان على بعد امتار فقط من الخيمة ..</p><p>هنا رأت يد كارم الأخرى تسحب في صمت تام خنجرا كبيرا من حقيبته ، وراقبت صدره الذي يغلو ويهبط في توتر لا مسبوق..</p><p>للحظات توقف الكون تماما، وبدا شكلهما كإحدى لوحات العصور الوسطى .. امرأة ممددة دون حراك وفوقها رجل يكتم أنفاسها بيد ويمسك خنجرا حادا باليد الأخرى ..</p><p>لم يكن الامر يسمح بأدنى قدر من الطرافة وربما ولا حتى التفكير، فما هي الا ثواني ويتحدد مصيرهما. ليس مستقبلهما المهني هو ما يخشون تأثره هذه المرة بل حياتهما بأكملها..</p><p>صوت الأعشاب خارج الخيمة مرة أخرى .. هل الصوت أكثر خفوتا هذه المرة أم انهما يتوهما؟ .. هل معنى هذا ان ذلك الحيوان يستعد للانقضاض ام انه يبتعد؟</p><p>قطع الزئير أفكارهما مرة أخرى، ولكنه هذه المرة كان بعيدا .. لا يزال مخيفا ولكنه بعيد .. وهذا يعني .. يعني انه ذهب .. يعني انهما سيظلان أحياء .. لبعض الوقت على الاقل...</p><p>لعدة دقائق لم يتحرك كارم .. عقله ادرك ان المفترس ابتعد وانهما اصبحا في أمان نسبي .. ولكن جسده لم يكن قد اقتنع بعد .. لازالت كفه على فمها واصابعه تقبض بشدة على الخنجر .. ضربات قلبه تبدو كالقنابل من شدة قوتها وملابسه غارقة في شلالات عرقه المتساقط ..</p><p>عندما سمعا الزئير الثالث ادركا ان المفترس بعيد بالفعل هذه المرة .. أخيرا عاد جهاز اريانا التنفسي للعمل .. انتظرت ان يزيل كارم يده الملتصقة بفمها و لكن كارم بدا كتمثال لا يتحرك ..</p><p>في هدوء حاولت ان تزحزح كفه فإذ به يوجه لها بصره كأنه يراها لأول مرة .. عيناه السوداءان كانتا تحملان أطنانا من التوتر ..</p><p>توقفت عن زحزحة يده وربتت عليها في خفة .. رمشت عيناه وتغيرت نظرتهما كأنه يستيقظ من سبات، ثم نزع كفه عن فمها وسقط جسده ممددا بجانبها ..</p><p>لنصف ساعة او اكثر لم ينبس احدهما بحرف .. فقط كان صوت تنفسهما العالي هو الصوت الوحيد ..</p><p>في النهاية سألها في خفوت: هل أنتِ بخير؟</p><p>تنهدت وقالت: نعم .. وأنت؟</p><p>قال: بخير..</p><p>ساد الصمت مرة اخرى، ثم قطعته هي قائلة: هل .. هل يمكن ان يأتي مرة اخرى؟</p><p>قال: ربما .. وان كنت لا اظن .. لو كان لاحظنا لم يكن ليغادر .. ذكريني ان اشكر صناع هذه الخيمة الذين جعلوا قماشها مموها كجزء من الادغال يخدع حتى الحيوانات</p><p>ابتسمت وقالت: اتمنى الا يكون ان السبب هو ضعف نظر الحيوان</p><p>ابتسم هو ايضا وقال: اتمنى هذا ايضا</p><p>قالت: هل ستتصل بهم الان ليرسلوا سيارة المغادرة ام ستتصل في الصباح؟</p><p>دار بجسده لينظر لها وقال: من قال اننا سنغادر؟</p><p>تعلثمت ثم قالت: لقد كنا على وشك ان نُلتَهَم بواسطة حيوان مفترس، هل تظن انني سأظل هنا يومين اخرين حتى يأتي و يأكلني بالفعل؟</p><p>اخرج هاتفه من حقيبته والقاه بجانبها في عدم اكتراث قائلا: تفضلي، يمكنك ان تتصلي ليأتون ويقلوكِ. اما انا فلن اغادر قبل ان ألتقط ما جئت لأجله.</p><p>ثم أدار ظهره متجاهلا اياها .. تماما....</p><p></p><p>عندما بدأ الظلام في التلاشي، نهض كارم</p><p>طوى كيس نومه ثم امسك بحقيبته وخرج خارج الخيمة .. ومن الاصوات التي سمعتها اريانا، بدا انه يتناول افطاره ثم يبتعد. ادركت انه يتسلق الشجرة الان عائدا الى موضع مراقبتهم.</p><p>بجانبها كان هاتفه الذي ألقاه لها أمس. أمسكت به وفتحته. هاتف ساكن ينتظرها لتطلب سيارة الخلاص من جحيم السافانا هذا. الطريقة الوحيدة لتضمن ألا تصير وجبة أسد ما. ما هي الا عدة ضغطات وساعة من الانتظار لتصير في أمان تام.</p><p>*****</p><p>بعد نصف ساعة، رأى كارم أريانا تقترب من شجرته. بصغوبة لكن بهدوء تتسلق. ثم تستقر على الفرع التي احتله أمس. دون صوت تخرج كاميرتها وتقوم بضبطها وتجلس في سكون.</p><p>لم يسألها، ولكنه فهم انها تراجعت عن فكرة العودة. تعجب قليلا في داخله وقال لنفسه حسنا، هناك بعض الشجاعة داخل تلك المغرورة.</p><p>الغريب ان لا قرارها هذا ولا احتمالية موتهما أمس قد قلل من كراهيته لها. كانت من الاشخاص الذين لهم حضور ثقيل في المكان، وكأنها تقف بقدميها على قلبه لا على الغصن المجاور.</p><p>وجودها قد يضمن جودة الفيلم الذي يصوره، هذا إن كانت مهارتها تمثل واحدا في الالف من عنادها. وهذا إن حالفه الحظ أصلا ليأتي ذكرا وانثى آخرين في نطاق كاميرتهما.</p><p>ساعة مرت</p><p>ساعتان</p><p>خمس</p><p>عشر ساعات .. ولم يمر وحيد قرن واحد حتى ..</p><p>الشمس تتراجع في سرعة وكأنها تهزأ من فشلهما اليوم في التقاط أي شيء..</p><p>يتراجع ليحرك ظهره المتصلب، يبدأ بفك كاميرته وهو يقول لها: هيا، انتهى اليوم.</p><p>يضع كاميرته في الحقيبة ويتسلق الشجرة نازلا ثم يتجه ناحية مكان الهيمة. تتبعه أريانا نازلة ثم تسرع في مشيتها لتلحق به. قبل ان تصل إليه تسمع صوته الغاضب قائلا: اللعنة.</p><p>اقتربت لتجده يشير إلى الخيمة ووجهه يبدو عليه الجنون. يقول: ما هذا؟</p><p>لم تفهم. تقول في خوف: هل هناك شيء داخل الخيمة؟</p><p>يقول بنبرته الخافتة الغاضبة: أنت لم تطوي الخيمة.</p><p>تعقد حاجبيها وتقول في تردد: ألسنا سننام فيها مرة أخرى؟</p><p>ترى اصابع قبضته وهي تشتد على بعضها، يقول: ألا تعمل أي خلية في عقلك؟ .. في النهار يمكن لأي حيوان تمييز الخيمة. بعض الحيوانات هنا لديها ذاكرة حديدة، حتى انهم قد يعودون الى نفس المكان مرة اخرى عندما يحل الظلام.</p><p>ازدردت لعابها وقالت: ولكنك لم تقل لي هذا. لقد غادرت دون كلمة في الصباح.</p><p>ضغط على أسنانه في حنق وقال: أي *** يدري أي شيء عن الادغال كان ليعرف هذا. في الحقيقة يتطلب الامر عته خارق لترك الخيمة نهارا في الادغال.</p><p>لم تعرف بم تجيب على سيل الإهانات هذا .. كان عقلها مشتعلا بالغيظ حتى انها ودت لو تخرج الخنجر من حقيبته وتغرسه في عينه المحمرة تلك.</p><p>في النهاية قالت في حزم: الطفل فقط هو من يلقي باللوم في اخطائه على الاخرين.</p><p>هز رأسه في يأس. كان يفمر كيف يتسع رأسها الصغير هذا لكل هذا الكم من السذاجة والتخلف وتصلب الرأي. كان يعرف ان النقاش مع امثالها لن يجدي. هؤلاء لن يعترفوا بأنهم أخطأوا ولو بعد ألف عام.</p><p>منع نفسه بالكاد من ان يلف اصابعه حول رقبتها ويخنقها، برغم ان عقله أخذ يخبره انه يمكنه دفنها في الادغال وادعاء اختفاءها ولن يكتشف احد شيئا. قاوم اغراء هذا الهاجس وتشاغل بإخراج اعمدة الخيمة المعدنية من االارض وطيها.</p><p>صاحت اريانا: ماذا تفعل؟</p><p>لم يجبها. إن فتح فاه لن يخرج شيء سوى أقذر انواع السباب. طوى الخيمة بالكامل وحملها ونظر حوله. ثم سار في اتجاه نحو مكان قدر انه مناسب. يجب ان يبتعد بقدر الامكان عن مكان الخيمة السابق، ويجب ان يكون ايضا ذا اعشاب عالية لا يمكن تمييز قماش الخيمة خلالها.</p><p>صاحت من خلفه: إلى اين انت ذاهب؟</p><p>لم يرد. عرف انها تتبعه من صوت خطواتها وايضا من غمغماتها الحانقة. لا يهتم. يتمنى لو تفقد اثره وتضيع فعلا في الادغال.</p><p>وصل للمكان المختار. نصب الخيمة في هدوء. دلف الى الداخل وفرد كيس نومه وانسل بداخله.</p><p>بعد دقائق دخلت اريانا وفعلت المثل ثم اغلقت سحاب الخيمة. وساد الصمت التام.</p><p>بعد وقت ما .. استيقظ كارم على نغزات متتالية في كتفه. اخذ لحظة ليستوعب انه اصبع أريانا. فجأة عادت له ذكرى الليلة الفائتة، يبدو انه غط في النوم تماما فلم يسمع شيئا هذه المرة. سحب الخنجر في سرعة ونهض جالسا وقلبه يدق في سرعة. هذه المرة ربما لن يكونا محظوظان كالمرة الفائتة...</p><p></p><p></p><p></p><p>بعد وقت ما .. استيقظ كارم على نغزات متتالية في كتفه. اخذ لحظة ليستوعب انه اصبع أريانا. فجأة عادت له ذكرى الليلة الفائتة، يبدو انه غط في النوم تماما فلم يسمع شيئا هذه المرة. سحب الخنجر في سرعة ونهض جالسا وقلبه يدق في سرعة. هذه المرة ربما لن يكونا محظوظان كالمرة الفائتة...</p><p>كتم أنفاسه بينما انعقد حاجباه بشدة. بدا له وكأن جهازه العصبي كله تركز في إذنيه. الأمر لا يحتمل ثانية من السهو، فالهجوم قد يأتي من أي اتجاه.</p><p>مرت بضع لحظات ولم يكن هناك سوى صمت مطبق. ثم انتبه على نغزات اخرى من اصبع أريانا. نظر لها بنصف عين محافظا على انتباهه لكل ذرة هواء حوله.</p><p>كانت عيناه قد اعتادتا الظلام قليلا، فميز وجه أريانا تعلوه امارات الخجل. ولكنه أجّل تعجبه فالوضع لا يسمح الان.</p><p>ولكن أصبع اريانا ينغزه مرة أخرى. نظر نحوها في حدة وهمس بأخفت ما استطاعت حنجرته: ماذا؟</p><p>بدا عليها التردد الشديد وهي تقول: أريد .. أريد..</p><p>لم يكن في مزاج لأي ثأثأة طفولية وقتها، فضغط على أسنانه بشدة هامسا: ماذا؟</p><p>ازدردت ريقها ثم قالت بصوت مسموع بالكاد: كنت .. كنت أريد أن أذهب .. للحمام ..</p><p>تعجب من تلك الرغبة العجيبة في هذا الوقت. هل تظن ان هذا وقت مناسب لتتذكر ذلك بينما قد يصيران أشلاء خلال دقائق. بل ان ما يعرفه عن الجسم البشري يقول ان وقت الخطر يعمل الجهاز السمبثاوي العصبي، وهذا يمنع الانسان من التبول او التبرز وحتى يمنعه من التفكير بهما.</p><p>للحظات أخرى لم يسمع شيئا. ومع نغزات أصبعها للمرة الرابعة فطن لحقيقة الامر فجأة. شعر انه سيصاب بالسكتة الدماغية من فرط الغيظ. غرز الخنجر في الارض بقوة والتفت نحوها بأعين تكاد تشتعل من الغضب وقال: إذاً لم يكن هناك شيء يتحرك؟</p><p>اخذت شهيقا ثم هزت رأسها أن لا.</p><p>هتف: اللعنة .. ألم تستطيعين الذهاب قبل النوم كأي ***؟!</p><p>كانت لهجته تشعرها بالإهانة. في ظروف اخرى كانت سترد الإهانة بأقذع منها، ولكنها الان -للاسف الشديد- تحتاجه، فهي ليست مجنونة لتخرج وحدها في الادغال في هذا الظلام.</p><p>قالت في خفوت: لقد .. لقد نسيت. ثم انك انت الذي...</p><p>قطعت كلامها إذ شعرت أن لسانها سيوقعها في مشكلة. من العقل الان ألا تزيد غضب كارم، وإلا ستضطر ان تكون وحيدة في ظلام الادغال.</p><p>فهم كارم ما ارادت قوله غلى الرغم من ذلك. كانت -كعادتها- سترمي اللوم عليه وعلى انه لم يؤكد عليها أمس او اي شيء من هراءها.</p><p>في خياله الان كان يمسك بالخنجر ويغمده في قلبها جزاء لقلبه الذي كاد ينفجر توترا منذ قليل.</p><p>YOU'LL ALSO LIKE</p><p></p><p></p><p></p><p>هز رأسه في قوة لينفض عنه ذلك الخاطر المغري بالتنفيذ. جزء صغير في عقله قال أنها امرأة وفي حاجة إلى مساعدة. نعم هي امرأة عنيدة غبية أفسدت عمله، ولكنها -لحسن حظها- لا زالت امرأة.</p><p>دون كلمة تناول خنجره مرة أخرى ولكنه وضعه في حزامه، ثم فتح سحاب الخيمة وأشار لها بالخروج.</p><p>في صمت خرجت. مشى هو متلفتا حوله في حذر، فتبعته متلفتة هي أيضا. وجدته يبتعد فشعرت ببعض القلق الغريزي. سألته في خفوت: إلى أين تذهب؟</p><p>لم يلتفت إليها، بل واصل سيره واجاب في خفوت ايضا: إن كنت تريدين ان يميز احد الحيوانات المفترسة رائحة فضلاتك ويتبعها لخيمتك القريبة، يمكنك ان تعودي وتتبرزي هناك.</p><p>في حنق ظلت تتبعه. كانت تود لو تسبه بأشنع الالفاظ نظير اهاناته، ولكنها اخذت تذكر نفسها انها لم تكن لتستطيع الحياة نصف ساعة في تلك الادغال إن لم يكن موجودا. هو اكثر من قابلتهم فظاظة ولا يبدو انه تعامل مع انثى في حياته قط، ولكنها لا تستطيع انكار أنها يمكنها ان تغلق جفنيها وهو موجود برغم كل الاخطار المحيطة.</p><p>توقف فتوقفت. عندما لم تتحرك قال لها في ملل: هيا.</p><p>نظرت له في تحفز، فمط شفتيه وهز رأسه ثم استدار معطيا ظهره لها.</p><p>نزلت بجسدها قليلا مخفية جسدها تحت مستوى الحشائش ثم اسدلت بنطالها وسروالها. مر بعض الوقت دون ان يحدث شيء. يبدو ان مثانتها قد انغلقت من التوتر، او ان خجلها من كارم الواقف امامها هو ما يمنع البول من النزول. ادركت انها النرة الاولى التي تتبول في وجود رجل بجانبها. في كل علاقاتها السابقة كانت تهتم بأن تبدو بلا غبار أمام كل رجل منهم، حتى لو اقتضى منها الامر حبس بولها لساعات حتى تعود الى منزلها.</p><p>كارم يقول: هل انتهيت ام ماذا؟</p><p>تقول في خفوت: لحظة.</p><p>تغمض عينها، تذكر نفسها بأن كارم هذا ليس رجلا. إنه مجرد شخص بغيض عليها احتماله. لا تحتاج ان تبدو رائعة له، بل ربما تريد ان تبدو اكثر فظاظة منه كذلك.</p><p>شعرت اخيرا بسريان البول في داخلها قبل ان تسمع صوت تساقطه على التربة بين الاعشاب. عندما انتهت بدا وكأن الصوت لا يزال موجودا. فتحت عينيها فوجدت كارم نفسه يتبول وهو معطيا لها ظهره كما هو. من بين رجليه كانت ترى خيط الماء المتساقط.</p><p>2</p><p>ابتسمت على الرغم منها وقالت: هل انتهيت ام ماذا؟</p><p>لم يجب وإنما هز رأسه مرة أخرى. اعادت سروالها وبنطالها كما كانا ونهضت. كان هو لم ينته بعد، فقررت انها ليست بحاجة لانتظاره، لا يبدو هناك اي خطر في الانحاء. تركته وبدأت في التحرك ناحية الخيمة.</p><p>بعد عدة خطوات سمعت صوت اغلاقه لسحاب بنطاله. ثم سمعت صوته وميزت فيه نبرته المتهكمة قائلا: الخيمة ليست من هذا الاتجاه أيتها المتذاكية.</p><p>2</p><p>غمرها الخجل واستدارت ناحيته، فوجدته يسير دون ان ينظر لها حتى. تبعته مغتاظة. كانت تتمنى لو يضل الطريق. تود لو ان تحرجه بأي شكل كما احرجها حتى لو كان هذا يعنى ألا يجدا الخيمة على الاطلاق.</p><p>ولكن بعد قليل وصلا الى الخيمة بالفعل. دخل هو واندس في كيس نومه وتبعته هي واندست في كيس نومها هي الاخرى.</p><p>قال في حنق: سحاب الخيمة.</p><p>غمرها الخجل مرة اخرى اذ ادركت انها نست اغلاق الخيمة. قامت واغلقت السحاب في غيظ ثم عادت الى رقدتها.</p><p>حاولت ان تكبح لسانها فلم تستطع. وجدته قد اندفع يقول: طالما كنت انت ايضا بحاجة للتبول، لماذا كانت هذه المحاضرة الفظة عندما ايقظتك؟</p><p>زفر في حنق مرة اخرى وقال: لم اكن بحاجة للتبول ايتها العبقرية، ولكن صوت اي مياه يثير في الانسان الرغبة في التبول دائما. لقد قام صوت تبولك باللازم.</p><p>لم تقبل تبريره، فقالت معاندة: على الاقل تعترف ان تبولك قبل النوم لم يمنعك من الحاجة للتبول وسط الليل. وهذا يعني بالتالي انه لم يكن لك الحق في الصياح فيّ لأنني نسيت ذلك.</p><p>زفر ثانية ثم التف ليعطيها ظهره وقال: أريانا، نامي لان غدا فرصتنا الاخيرة. وإما أن أعود بالفيلم الذي جئت لأجله او أعود بجثتك. الاختيار لكِ.</p><p></p><p></p><p></p><p>تنفست الصعداء ونظرت له قائلة: لقد أخفتني، ظننتك حيوانا او شيء ما.</p><p>ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة وقال: انا حيوان بالفعل. علم الاحياء يصنف البشر ضمن القردة العليا.</p><p>ارتفع حاحبيها وقالت: اقصد حيوانا مفترسا. ولكن عجبا، أنت في مزاج للمزاح اليوم. كنت اتوقع عكس ذلك لأن اليوم فرصتنا الاخيرة .. في التقاط الفيلم.</p><p>قال: لماذا؟ .. في كل الاحوال سأعود بشيء، ألم أكن واضحا أمس؟</p><p>سرت رعدة خفيفة في جسدها وهي تتذكر قوله أمس إنه إما يعود بالفيلم او بجثتها. ظنته يمزح، ولكن نبرته الساخرة هذا الصباح لا تريحها.</p><p>أكمل هو دون ان ينتظر جوابها: هيا سأنتظرك بالخارج، لقد اعددت إفطارا.</p><p>ثم خرج من الخيمة ليتركها في حيرة اكبر. لطفه المفاجئ يثير توجسها.</p><p>خرجت بعد دقائق لتجده جالسا يحدق في كاميرته. ذهبت وجلست بجواره فناولها طبقا ورقيا من الجبن واللحم المعلب وبدأ كلاهما في الاكل.</p><p>بينما تمضغ طعامها، كان عقلها يمضغ فكرة عجيبة. ماذا لو لم يكن يمزح عندما قال انه سيعود بجثتها؟. هي تعرف ان هذا الفيلم يضع مستقبل كارم كله على المحك، هل يمكن ان يبلغ به الغضب إن لم يستطع التقاط الفيلم لدرجة الانتقام منها وقتلها؟.</p><p>ما سر تحوله المفاجيء من الغلظة الى اللطف في طريقة تعامله معها؟ ..</p><p>وقف الطعام في منتصف حلقها، هل ما تأكله يشبه الوجبة الأخيرة للمحكوم عليهم بالاعدام؟</p><p>ثم سرى خاطر اخر كادت معه ان تفرغ كل ما في معدتها. هل اكتسب كارم عادة أكل لحوم البشر من كثرة عمله في مناطق القبائل الافريقية؟</p><p>شعرت بهلع بالغ وهي تراقبه بينما هو يلوك طعامه في بطء دون أن يرفع عينيه عن الكاميرا. هل يمكن ان يصير لحمها هي بين هذه الاسنان بعد عدة ساعات؟!</p><p>نهض كارم فجأة بشكل كاد يصيبها بنوبة قلبية، ثم قال لها: هيا أيتها الزميلة، اليوم هو الفرصة الاخيرة، ومن مصلحتك ألا نضيعها.</p><p>ازدردت لعابها في صعوبة بالغة، ثم نهضت في بطء وقالت له في هدوء: حسنا، دعني احضر حقيبتي وحقيبتك من الخيمة.</p><p>دلفت إلى الخيمة، وبأصابع مرتعشة وفي خفوت بالغ فتخت سحاب حقيبته وتناولت الخنجر منها، واغلقتها. ثم أخفت الخنجر في حقيبتها.</p><p>خرجت من الخيمة وتكلفت برسم ابتسامة محايدة على شفتيها.</p><p>تناول منها حقيبته وهو يشكرها في بساطة. ثم أشار لها ليسيران ناحية شجرتهما.</p><p>كانت المرة الاولى ربما التي لا يسبقها ويتركها تسارع لتلحق به من خلفه. هل يتصرف هذه المرة ك (چنتلمان) أم أنه لا يريد لها ان تغيب عن ناظريه كما يفعل أي صياد بفريسته؟</p><p>اقتربا من الشجرة، وأشار لها بالصعود اولا.</p><p>بينما تتسلق سمعت صوته من اسفل وهو يقول: بالمناسبة، علم الاحياء لا يصنفنا كحيوانات فقط، بل كحيوانات آكلة للحوم أيضا...</p><p></p><p></p><p></p><p>اليوم الأخير..</p><p>الكل او لا شيء..</p><p>إما ان يلتقطا ذلك الفيلم او يصير كل ما فعلاه هباء..</p><p>اما بالنسبة لأريانا، فعدم التقاط الفيلم قد يكلفها اكثر بكثير .. قد يكلفها حياتها ذاتها..</p><p>تجمد كلاهما فوق الشجرة محدقين بعدستي كاميراتهما .. حتى صوت الرياح غطى على صوت تنفسهما فبدا كلاهما كتمثال نسى انه يمكنه الحركة..</p><p>"بالمناسبة، ما معنى أريانا؟"</p><p>انتفضت عندما سمعته يتكلم .. كانت عينه لا تزال على كاميرته ولم يلتفت إليها، حتى انها شكت إن كانت تتوهم انه يتحدث إليها..</p><p>ولكن فمه تحرك مرة أخرى مردفا: لم أصادف أحد من قبل بهذا الاسم.</p><p>ارتبكت قليلا ثم قالت: إنها تعني شديدة القداسة</p><p>قال: اسم كاميروني؟</p><p>هزت رأسها وقالت: بل أنجولي .. انا من أنجولا..</p><p>ساد الصمت .. سألت نفسها هل هذا هو كل الحوار؟</p><p>من قبيل المجاملة وجدت نفسها تسأل: وما معنى كارم؟</p><p>قال دون ان يحرك رقبته: اسم عربي، يعني الذي يصنع افعال الكرم.</p><p>منعت نفسها من التهكم على معنى اسمه. كادت تقول له ان ما يفعله دائما هو نقيض الكرم. ربما يليق به ان يكون اسمه (چيفري) او (تيد)، كأسماء اشهر القتلة المتسلسلين التاريخيين.</p><p>هنا شعرت بسخافة ما كانت تفكر به. عقلها -كعادته- اخذ أمرا صغيرا ونسج حوله قصة كبيرة مرعبة تليق بالأساطير عنها بالواقع. مزحة عابرة قالها كارم وسط حديثه وفجأة جعله خيالها آكل لحوم بشر وحشي. قالت لنفسها انها ذات مخيلة مضحكة بشكل لا يصدق.</p><p>"ألن تسأليني من أين أنا؟"</p><p>انتبهت من افكارها على جملته. ابتسمت إذ أرادت أن تخبره انها لا تعرف أين يولد آكلو لحوم البشر، ولكنها كتمت هذه المزحة.</p><p>بدلا من ذلك نظرت نحوه وقالت: حسنا، من أين أنت؟</p><p>لم يجبها، بل اقترب رأسه اكثر من كاميرته حتى كادت قزحيته تخترق العدسة..</p><p>ظنت انه لم يسمعها فأعادت سؤالها بصوت أعلى.</p><p>فجأة أدار رأسه نحوها وفي عينيه كانت أكثر النظرات غضبا في العالم .. لم يتكلم بل وضع سبابته أمام شفتيه في إشارة آمرة بالسكوت، ثم أشار ناحية جزء ما من الأدغال.</p><p>كادت أن تصرخ فيه إذ أن صفاقته قد فاقت طاقتها على الاحتمال، ولكنها إذ نظرت إلى حيث يشير انحبست انفاسها. كانت هناك انثى لوحيد القرن الأسود تقترب، وذكر يتبعها من بعيد....</p><p></p><p>كادت أن تصرخ فيه إذ أن صفاقته قد فاقت طاقتها على الاحتمال، ولكنها إذ نظرت إلى حيث يشير انحبست انفاسها. كانت هناك انثى لوحيد القرن الأسود تقترب، وذكر يتبعها من بعيد....</p><p>الأنثى تتهادى .. تتوقف كل عدة أمتار .. تأكل أشياء من الأرض وتلوكها ببطء .. هادئة تماما وكأن لا شيء يشغل بالها في العالم..</p><p>الذكر يقترب بتؤدة .. يتوقف حين تتوقف .. يبدو مترددا .. وكأنه خائفا من شيء لا يعلم كنهه..</p><p>ولكن كارم كان يعلم .. لقد كان الذكر خائف من الأنثى .. خائف من أن ترفضه .. ربما اختبر الرفض من قبل لذا لا يريد المخاطرة باستعادة ذلك الشعور المقيت..</p><p>هو خائف من نفسه كذلك .. من ألا تسانده شجاعته بينما هو في أشد الحاجة إليها..</p><p>خائف من العالم كذلك .. إن لم يتزاوج الان سينقضي موسم التزاوج، ولا يدري إن كان سيحيا للموسم القادم .. خائف من انقراض جنسه وضياع چيناته هباء ..</p><p>ولكن الذكر يقترب .. صارت مشيته ثابتة وكأنه وجد شجاعته المفقودة .. يسرع حتى صار على بعد امتار من الانثى التي لم يبد عليها انها انتبهت لوجوده حتى ..</p><p>تتبرز الأنثى ثم تبتعد .. الذكر يبعثر برازها بغريزته التي تعلمها دون معلم .. يتبعها بجد هذه المرة .. لا بد أن تكون هذه الانثى له .. إنها الفرصة الأخيرة ..</p><p>تتوقف الأنثى .. تدير رأسها للخلف لتلمح عيناها ذلك الذكر المقترب .. لا تتحرك إنما فقط تباعد قليلا بين أرجلها .. رائحة الذكر تقترب .. تثبت قدماها في الارض وتشعر بالدم وهو يملأ تلك المنطقة بين رجليها .. و .. أخيرا تشعر بالشيء الدافئ الصلب يدخل داخلها بينما خوار الذكر يملأ أذنيها ..</p><p>أريانا وكارم لم ينبسا ببنت شفة .. كانا وكأنهما توحدا مع المشهد وصارا جزءا من الادغال .. غصنان متجمدان لا يفرقهما عن باقي اغصان الشجرة سوى انهما يرتديان الملابس ويلتصقان بالكاميرات ..</p><p>بالتفاتة غير مقصودة تلمح عين أريانا كارم .. وجه بلا تعبير وجسد ساكن تماما وكأنه لا يتنفس .. ولكنها تعلم يقينا أنه في قمة توتره .. بل تكاد تتخيل أفكاره وهو يتوسل للأنثى ألا ترحل قبل اكتمال العملية .. لن يحتمل الفشل مرة اخرى ..</p><p>ولكن الامر اكتمل هذه المرة..</p><p>طالت العملية حتى أطلق الذكر خواره الاخير والأعلى .. ثم نزل عن الانثى وهو يتنفس في قوة .. اما الأنثى فقامت بهز جسدها عدة مرات، ثم ابتعدت في بطء ..</p><p>تابعت الكاميرات الاثنان وكل منهما يرحل من ناحية حتى غابا عن الانظار .. ولعدة دقائق أخرى ساد الصمت تماما على الشجرة ..</p><p>وببطء شديد وكأنه دهور، ارتسمت ابتسامة واسعة على وجه كارم وتنهد قائلا: أخيرا</p><p>تنفست أريانا الصعداء واقتلعت عينها التي كادت تلتحم بزجاج العدسة، ثم ابتسمت وهي ترى ابتسامة كارم. ثم استدارت بجسدها لتواجه كارم وتقول: لقد فعلناها..</p><p>ولكن تلك الاستدارة المباغتة كانت صعب التحكم فيها للغاية على جسد كان متجمدا لساعات .. تحركت قدمها الثابتة بسرعة في محاولة للتوازن فداست دون قصد على رباط حذائها، فاختلت القدمان معا ..</p><p>عيناها ترى الغصن الذي كان فوق رأسها بقليل يبتعد .. هنا أدركت أريانا أنها تسقط ..</p><p>ولكن الغصن توقف، وهذا يعني ان جسدها هي ما توقف عن السقوط .. شعرت بألم في كتفها وعندما نظرت وجدت كارم وهو يتشبث بالشجرة بيسراه في شدة ويمسك بمعصمها بيمناه ..</p><p>شعرت بامتنان بالغ ناحيته .. لقد انقذ حياتها .. ثانية ..</p><p>تسللت ابتسامة خجلة إلى شفتيها وفتحت فاها لتقول شيئا ولكن صوت ما قاطعها ..</p><p>كان الصوت قادم من أسفل الشجرة .. كان صوت تحطم .. تحطم الكاميرا...</p><p>9</p><p></p><p>تسللت ابتسامة خجلة إلى شفتيها وفتحت فاها لتقول شيئا ولكن صوت ما قاطعها ..</p><p>كان الصوت قادم من أسفل الشجرة .. كان صوت تحطم .. تحطم الكاميرا...</p><p>3</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="ملك الظلال, post: 141105, member: 59"] بالكاد تحافظ على توازنها. فتاة في اوائل عشريناتها، ما الذي يجبرها على تسلق إحدى الأشجار والإمساك بكاميرا والجلوس ساكنة لساعات دون حراك، مخاطرة بأن تسقط ويندق عنقها .. وتموت..؟! كان ينظر ناحيتها بتعجب .. ألم يكن من الأفضل أن يرسلوا معه مصورا محترفا ككل مرة؟ .. ثم ألم يجدوا سوى تلك الفتاة الخرقاء التتي تتعثر في رباط حذائها ليعينوها في مهمة تقتضي الجلوس على فروع الاشجار لساعات وساعات؟! فتاة سمراء رفيعة ترتدي ثلاث طبقات من الملابس بالرغم من حر الساڤانا. فتاة لا تضع أي مساحيق تجميل وتعقص شعرها خلف رأسها برباط مطاطي قبيح. فتاة ترتدي حذاء متربا عالي الرقبة والذي -للسخرية- لا يزال رباطه مفكوكا. يقول لها: رباط حذائك يحتاج للربط تنظر له بقرف وكأنه أهانها وتقول: شكرا ثم تتجاهل ربط الحذاء يهز رأسه في استغراب ويقول مرة أخرى: اربطيه حتى لا تتعثري ثانية. تستغرق في التحديق في كاميرتها وتجيب دون ان تنظر ناحيته: أعتقد ان هذا حذائي وأنا حرة في ربطه او عدم ربطه. ارتفع ضغط دمه من الغيظ وقال بحدة: لا لست حرة. رفعت عينها عن الكاميرا ونظرت له في غضب، فتحت فمها لتجيبه ولكنه أكمل حديثه: طالما نحن معا في هذه المهمة، فليس أحد منا حر بمعزل عن الاخر. قالت في غضب اكثر: ما الذي... ولكنه قاطعها قائلا: إن تعثرتي وسقطتي من هذا الارتفاع، ستموتين لا محالة. قد تظنين ان حياتك تخصك وحدك ولكنها الآن ليست كذلك. إن سقطتي اولا ستجذبين أنظار الحيوانات وبالتالي سيهربون وسيضيع مجهود شهور من التحضير، وثانيا سأضطر لإكمال العمل وحدي وأنت تعرفين ان العمل يحتاج فردين على الاقل بسبب تعقيد الكاميرات. فأرجو أن تلقي بالعنجهية جانبا وتتفضلي بربط حذائك. كانت تنظر إليه ويكاد الشرر يتطاير من عينيها. وسيطرت عليها فكرة أن تبصق عليه وليكن ما يكون. نعم إنه رئيسها، ونعم كانت تنتظر تلك الفرصة لتصوير موسم تزاوج وحيد القرن الأسود منذ سنوات. ونعم -للأسف- كلامه منطقي. لكن لهجته كانت تثير جنونها وكأن هناك ألف شيطان مشتعل الذيل يجري في عقلها. في النهاية ابتسمت ابتسامة بسيطة .. ثم قامت بفك رباط الحذاء الآخر ونظرت له في تحدي وهو يبدو عليه أنه سيصاب بأزمة قلبية من تصرفها. كاد أن يتفوه بها لولا أنه لاحظ اقتراب أحد ذكور وحيد القرن من الأنثى التي يراقبونها. ابتلع سخطه أو قل انه أجّله فقط لوقت لاحق، وقت سيدعه يخرج كالبركان ليحرق تلك الطفلة التي لم يعلمها أحد أن تخفي خوفها إلا بالعناد الغبي. نعم، تعامل مع الكثير ممن هم مثلها. نعم يتفهم خوفهم الداخلي ولكنه لا يسمح لهم باستخدامه ضده، وبالأخص عندما يؤثر ذلك على عمله. كانت أنثى وحيد القرن تتبرز الان بينما يقترب منها الذكر. عندما أنهت تبرزها تحركت بخفة للأمام. ما فعله الذكر بغد ذلك قد يبدو غريبا، ولكن الدارس لسلوك ذلك الحيوان يعرف انه امر عادي. يقترب الذكر من براز الأنثى ويدوس عليه بأقدامه ويحاول نشره على اكبر مساحة ممكنة. يفعل هذا من أجل أن يضيّع رائحة تلك الأنثى على الذكور الاخرين وبالتالي يحظى بها لنفسه. من أجل هذا ابتلع (كارم) كل شتائمه لها. ليس الآن. هذه السنة كانت ذات أمطار قليلة. الجفاف يؤثر على موسم تزاوج وحيد القرن الأسود. إذا ربما تكون هذه هي الفرصة الوحيدة التي يمكنه من التقاط الفيلم الذي أتى من أجله. كان الغضب كان قد اختفى من ملامحه وهو يهمس لها: هذا الذكر.. لقطات مقربة .. انا سأراقب الأنثى. لم تجبه (أريانا) .. كانت تفكر انه في خلال عدة ساعات نجح في جعلها لا تطيقه بالكلية. شخص متعجرف يظن نفسه يعرف كل شيء ويأمر من حوله كالعبيد. ولكن العمل أهم الآن. ينتهوا أولا ثم تثبت له أنها ليست خادمته الشخصية. الذكر يزيد من سرعته ليلحق بالأنثى صاحبة البراز. يقترب منها فيبطئ من خطواته. تقول أريانا له في ذهنها: هيا .. ضاجعها .. إن لم تفعل فستنقرض أنت وهي وسأخسر أنا هذا العمل .. ضاجعها من أجلي. بالطبع لو سمع أحد من خارج المجال ما يدور في ذهنها لصُدِم مما تفكر فيه. ولكن مصوري الحياة البرية اعتادوا على الاهتمام بمواسم التزاوج بالذات. أما تصوير تزاوج حيوانات قابلة للانقراض كوحيد القرن الأسود فهو أمر نادر. أمر إن نجحت فيه فليس فقط ستقبض مبلغا محترما، ولكنه سيكون إضافة لها ثقلها في سيرتها الذاتية. فنعم هي لا تبالغ عندما تفكر ان مضاجعة هذا الذكر لهذه الأنثى أمر سيتوقف عليه مسارها المهني كله. الذكر يقف خلف الأنثى .. يحرك رأسه .. يصدر أصواتا غريبة .. الانثى تتوقف .. "هيا خذها" .. صاح بها (كارم) في ذهنه .. إن لم يمارس الذكر معها الجنس، سيضيع كل المجهود البدني والنفسي المبذول. سيصير كل ما فعله هباء. والاكثر أن حلمه بجائزة مصور العام سيظل حلما مرة اخرى، لعام آخر .. على الأقل.. يقترب الذكر بهدوء حذر .. ظهر الان قضيبه المنتصب .. لا تفوت عدسة أريانا ذلك .. الأنثى تتراجع بجسدها مليمترات تكاد تكون غير ملحوظة، ولكن كاميرا كارم تلحظ ذلك.. يرفع الذكر قائمتيه الأماميتين ويضعهما على ظهر الأنثى .. أجزاء من الثانية مرت على كارم وأريانا كأنها سنوات .. ثم .. يدخل الذكر قضيبه في جسم الأنثى.. يهمس كارم لنفسه في فرح: نعم وأريانا تلوح بقبضتها في انتصار .. ولكن تلك التلويحة جعلت كاميرتها تهتز فجأة كادت تسقط ولكن أريانا ثنت جزعها في سرعة لتلتقط الكاميرا بالكاد قبل سقوطها.. نجحت في التقاط الكاميرا بيدها، ولكن تلك الحركة كلفتها توازنها فوق فرع الشجرة، لتجد نفسها دون مقدمات تسقط هي والكاميرا... اعتدلت في سرعة وتنفست الصعداء واضعة يدها على صدرها محاولة ابطاء ضربات قلبها التي اصيبت بالجنون من الرعب .. نظرت له بامتنان لم تخفه وقالت: شكرا لك.. ولكنه كان ينظر بتركيز فائق في شاشة كاميرته، لم يقل سوى: لنعد الى العمل، لا وقت لتضيعينه. انقلب امتنانها إلى غضب .. هي ارادت ان اشكره وهو يتعامل معها بغلظة لا مبرر لها .. ازدادت كراهيتها له لمستويات لم تبلغها من قبل.. ولكنها مع كذلك -كمحترفة- أعادت تثبيت الكاميرا وتعديل بعد بؤرتها لتلتقط ذكر وحيد القرن مرة أخرى .. ولكن ما ان فعلت هذا حتى وجدت الذكر يبتعد عن الأنثى .. لم تعرف ماذا تفعل، ولكنها استمرت في التقاط ابتعاده على الرغم من ذلك. بطرف عينيها نظرت ناحية كارم الذي لم ينبس ببنت شفة، ساكنا ملتصقا بكاميرته كأنه تمثال. مرت دقائق ولم يحدث شيء .. ثم تحولت الدقائق الى ساعات ومالت الشمس للمغيب، وبدأ الظلام يزحف على السافانا. بدون مقدمات تراجع ظهر كارم للخلف ثم ضغط عدة أزرار في كاميرته. أغلقها وطواها في حذر ثم وضعها في حقيبته وارتدى الحقيبة على ظهره. ثبت يديه وقدميه على جزع الشجرة ونزل حتى الارض في ثبات. لم تعرف أريانا ماذا تفعل. هل تتبعه لاسفل ام تظل كما هي؟ هل انتهوا من تصوير اليوم ام سيستكملون في الساعة الباقية قبل الظلام؟ .. ام هل انتهت مهمتهم بأكملها اذ التقطوا الفيلم الذي اتوا لأجله؟ كان كارم الان يخرج الخيمة المطوية من حقيبته الكبيرة .. يفردها في موضع ذي حشائش عالية ويثبت اعمدتها المعدنية في التربة بقوة. ثم إذ انتهى، دخل الخيمة وأغلق سحابها خلفه في هدوء. أريانا لا تزال فوق الشجرة تسأل نفسها إن كان هذا يعني انهم انتهوا من عمل اليوم. تقول لنفسها بالتأكيد لن يشيد الخيمة إن كانوا لم ينتهوا. ولكن لماذا لم يقل هذا؟ ولماذا لم يساعدها على النزول من الشجرة العالية؟ ولماذا أصيب بالخرس فجأة بعد انقاذه لها من السقوط؟! قررت أن تتجاهل كل تلك الأسئلة المنطقية. اطفأت كاميرتها ووضعتها بحرص داخل حقيبتها. ارتدت الحقيبة وتمسكت بجذع الشجرة ونزلت بحذر كما تعلمت في تدريبها وكما كان كارم يفعل منذ قليل. مشت ناحية الخيمة الصغيرة وفتحتها ثم دخلت لتجد كارم مستلقيا مغمض العينين داخل كيس نومه. هل نام بهذه السرعة؟ .. نادته في خفوت: كارم .. هل انت نائم؟ .. هل انتهينا اليوم؟ اجابتها انفاسه المنتظمة، إذا فلا بد من انه من هؤلاء الذين ينامون بمجرد وضع رؤوسهم على الوسادة .. حسنا .. ربما تعرف منه في الصباح .. على بواقي ضوء الشمس المغادر، اخرجت كيس نومها وفردته ثم اغلقت سحاب باب الخيمة وانسلت داخل كيس النوم. هي ليست مثله للاسف .. تحتاج بعض الوقت لتستحوذ مملكة النوم على عقلها .. قالت لنفسها انها يجب ان تكون سعيدة .. كانت ستموت اليوم، ولكنها لا تزال حية .. ولكنها لم تكن سعيدة للغاية، ولا تعرف لمَ .. كعادتها، اخذت تبحث خلف مشاعرها .. ما تفعله دائما هو تحليل كل شعور لتعرف سببه .. كل شعور وراءه فكرة ما .. دائما .. إذا لماذا هي ليست سعيدة لتلك الدرجة التي من المفترض ان تكون عليها؟ .. هل خوفها لا يزال يطغى على سعادتها؟ .. هل لان كارم هو من انقذها؟ .. هل لانها لا تستسيغ مهمة السافانا هذه منذ البداية؟ .. هل لأنها لا تحب الحياة بالقدر الكافي فلا تهتم ان عاشت او ماتت؟ تواصل حبل افكارها لبعض الوقت، واذ كانت على شفا النعاس شعرت بتعالي صوت تنفس كارم .. هل هو يحلم بكابوس من نوع ما؟ ولكن فجأة ملأ صوت كارم الخيمة .. لم يكن صوته هادئا باردا كعادته، بل كان غاضبا ثائرا بشكل لم تتخيله .. كان يقول: أيتها الغبية .. سقطتك تلك ضيعت عليّ سنة كاملة من التحضير... تجمدت من نبرة صوته تلك التي تختبرها لأول مرة .. وكأنه تحول لشخص اخر .. شُلَّ تفكيرها ولم تعرف بم تجيب او تتصرف .. لكن الغريب ان كارم صمت تماما بعد ما قاله .. هدوء غريب ساد حتى ان اريانا ظنت انها توهمت .. او انها تحلم .. قالت لنفسها انها ان كانت تحلم فالأفضل ان تستيقظ، فهذا ليس حلما مريحا ترغب في اكماله .. حثت نفسها على قطع الحلم والاستيقاظ، ولكن لم يحدث شيء مختلف .. قررت ان تتكلم .. بالتأكيد الكلام سيكشف إن كان هذا حلما ام لا.. قالت: كارم، هل قلت شيئا؟ للحظات لم تسمع شيء سوى اصوات نقيق بعض حشرات السافانا من بعيد .. ولكن صوت كارم قطع الصمت: غبية وصماء أيضا؟! إذا فهو ليس حلما .. هكذا حدثتها نفسها. ولكن مهلا .. هل ينعتها بالغبية؟! للمرة الاولى تدرك اهانته لها .. تحولت المفاجأة الى غضب عارم بداخلها .. من يظن نفسه ليخاطبها هكذا؟! التفتت نحوه وقالت والشرر يتطاير من كلماتها: كيف تخاطبني بهذه الطريقة؟ .. هل جننت؟! لم يبد على وجهه اي تغير، اذ ظل مغمضا عينيه وهو يقول: بل انت المجنونة .. عنادك الطفولي كلفنا كل شيء .. عندما امرتك بربط حذائك كان عليكِ ان تطيعي بلا مناقشة. انظري الان إلام قادتنا صبيانيتك.. صُعِقَت من مدى فظاظته وتبجحه، ووجدت نفسها تصرخ فيه: انا لم اقع بسبب حذائي.. ثم "تأمرني"؟! .. هل انا عبدتك وانت السيد؟! .. أنت مجرد.... لم تكمل حديثها إذ انكتمت انفاسها فجأة .. انكتمت انفاسها بسبب اليد التي وُضِعَت على فمها .. كانت يد كارم نفسه.. اللعنة .. قالت لنفسها .. هل وصل الامر لهذا الحد؟! .. لا يجد ما يرد به عليها فيسكتها بيده؟ .. امسكت بذراعه ودفعته بعيدا بكل قوتها وعادت لتقول: ما هذا الذي فعلته ايها ال... ولكن كفه عادت في سرعة لتحيط بفمها وتكتمه، وشعرت برأسه تقترب منها وانفاسه ترتطم بأذنها وهو يهمس: اخرسي ايتها المعتوهة .. هناك شيء يقترب خارج الخيمة... اتسعت عيناها في ذعر، إذ كانت صوت حركة الاعشاب بجوار الخيمة يؤكد ما قاله كارم .. تسارعت ضربات قلبها في جنون اذ اقترب الصوت من خارج الخيمة .. انحبست انفاسها تلقائيا وتجمدت يد كارم على فمها كجزء من جسده المتصلب تماما.. ودون مقدمات هز الادغال زئيرا صاخبا انخلع له قلبها .. زئيرا بدا ان صاحبه كان على بعد امتار فقط من الخيمة .. هنا رأت يد كارم الأخرى تسحب في صمت تام خنجرا كبيرا من حقيبته ، وراقبت صدره الذي يغلو ويهبط في توتر لا مسبوق.. للحظات توقف الكون تماما، وبدا شكلهما كإحدى لوحات العصور الوسطى .. امرأة ممددة دون حراك وفوقها رجل يكتم أنفاسها بيد ويمسك خنجرا حادا باليد الأخرى .. لم يكن الامر يسمح بأدنى قدر من الطرافة وربما ولا حتى التفكير، فما هي الا ثواني ويتحدد مصيرهما. ليس مستقبلهما المهني هو ما يخشون تأثره هذه المرة بل حياتهما بأكملها.. صوت الأعشاب خارج الخيمة مرة أخرى .. هل الصوت أكثر خفوتا هذه المرة أم انهما يتوهما؟ .. هل معنى هذا ان ذلك الحيوان يستعد للانقضاض ام انه يبتعد؟ قطع الزئير أفكارهما مرة أخرى، ولكنه هذه المرة كان بعيدا .. لا يزال مخيفا ولكنه بعيد .. وهذا يعني .. يعني انه ذهب .. يعني انهما سيظلان أحياء .. لبعض الوقت على الاقل... لعدة دقائق لم يتحرك كارم .. عقله ادرك ان المفترس ابتعد وانهما اصبحا في أمان نسبي .. ولكن جسده لم يكن قد اقتنع بعد .. لازالت كفه على فمها واصابعه تقبض بشدة على الخنجر .. ضربات قلبه تبدو كالقنابل من شدة قوتها وملابسه غارقة في شلالات عرقه المتساقط .. عندما سمعا الزئير الثالث ادركا ان المفترس بعيد بالفعل هذه المرة .. أخيرا عاد جهاز اريانا التنفسي للعمل .. انتظرت ان يزيل كارم يده الملتصقة بفمها و لكن كارم بدا كتمثال لا يتحرك .. في هدوء حاولت ان تزحزح كفه فإذ به يوجه لها بصره كأنه يراها لأول مرة .. عيناه السوداءان كانتا تحملان أطنانا من التوتر .. توقفت عن زحزحة يده وربتت عليها في خفة .. رمشت عيناه وتغيرت نظرتهما كأنه يستيقظ من سبات، ثم نزع كفه عن فمها وسقط جسده ممددا بجانبها .. لنصف ساعة او اكثر لم ينبس احدهما بحرف .. فقط كان صوت تنفسهما العالي هو الصوت الوحيد .. في النهاية سألها في خفوت: هل أنتِ بخير؟ تنهدت وقالت: نعم .. وأنت؟ قال: بخير.. ساد الصمت مرة اخرى، ثم قطعته هي قائلة: هل .. هل يمكن ان يأتي مرة اخرى؟ قال: ربما .. وان كنت لا اظن .. لو كان لاحظنا لم يكن ليغادر .. ذكريني ان اشكر صناع هذه الخيمة الذين جعلوا قماشها مموها كجزء من الادغال يخدع حتى الحيوانات ابتسمت وقالت: اتمنى الا يكون ان السبب هو ضعف نظر الحيوان ابتسم هو ايضا وقال: اتمنى هذا ايضا قالت: هل ستتصل بهم الان ليرسلوا سيارة المغادرة ام ستتصل في الصباح؟ دار بجسده لينظر لها وقال: من قال اننا سنغادر؟ تعلثمت ثم قالت: لقد كنا على وشك ان نُلتَهَم بواسطة حيوان مفترس، هل تظن انني سأظل هنا يومين اخرين حتى يأتي و يأكلني بالفعل؟ اخرج هاتفه من حقيبته والقاه بجانبها في عدم اكتراث قائلا: تفضلي، يمكنك ان تتصلي ليأتون ويقلوكِ. اما انا فلن اغادر قبل ان ألتقط ما جئت لأجله. ثم أدار ظهره متجاهلا اياها .. تماما.... عندما بدأ الظلام في التلاشي، نهض كارم طوى كيس نومه ثم امسك بحقيبته وخرج خارج الخيمة .. ومن الاصوات التي سمعتها اريانا، بدا انه يتناول افطاره ثم يبتعد. ادركت انه يتسلق الشجرة الان عائدا الى موضع مراقبتهم. بجانبها كان هاتفه الذي ألقاه لها أمس. أمسكت به وفتحته. هاتف ساكن ينتظرها لتطلب سيارة الخلاص من جحيم السافانا هذا. الطريقة الوحيدة لتضمن ألا تصير وجبة أسد ما. ما هي الا عدة ضغطات وساعة من الانتظار لتصير في أمان تام. ***** بعد نصف ساعة، رأى كارم أريانا تقترب من شجرته. بصغوبة لكن بهدوء تتسلق. ثم تستقر على الفرع التي احتله أمس. دون صوت تخرج كاميرتها وتقوم بضبطها وتجلس في سكون. لم يسألها، ولكنه فهم انها تراجعت عن فكرة العودة. تعجب قليلا في داخله وقال لنفسه حسنا، هناك بعض الشجاعة داخل تلك المغرورة. الغريب ان لا قرارها هذا ولا احتمالية موتهما أمس قد قلل من كراهيته لها. كانت من الاشخاص الذين لهم حضور ثقيل في المكان، وكأنها تقف بقدميها على قلبه لا على الغصن المجاور. وجودها قد يضمن جودة الفيلم الذي يصوره، هذا إن كانت مهارتها تمثل واحدا في الالف من عنادها. وهذا إن حالفه الحظ أصلا ليأتي ذكرا وانثى آخرين في نطاق كاميرتهما. ساعة مرت ساعتان خمس عشر ساعات .. ولم يمر وحيد قرن واحد حتى .. الشمس تتراجع في سرعة وكأنها تهزأ من فشلهما اليوم في التقاط أي شيء.. يتراجع ليحرك ظهره المتصلب، يبدأ بفك كاميرته وهو يقول لها: هيا، انتهى اليوم. يضع كاميرته في الحقيبة ويتسلق الشجرة نازلا ثم يتجه ناحية مكان الهيمة. تتبعه أريانا نازلة ثم تسرع في مشيتها لتلحق به. قبل ان تصل إليه تسمع صوته الغاضب قائلا: اللعنة. اقتربت لتجده يشير إلى الخيمة ووجهه يبدو عليه الجنون. يقول: ما هذا؟ لم تفهم. تقول في خوف: هل هناك شيء داخل الخيمة؟ يقول بنبرته الخافتة الغاضبة: أنت لم تطوي الخيمة. تعقد حاجبيها وتقول في تردد: ألسنا سننام فيها مرة أخرى؟ ترى اصابع قبضته وهي تشتد على بعضها، يقول: ألا تعمل أي خلية في عقلك؟ .. في النهار يمكن لأي حيوان تمييز الخيمة. بعض الحيوانات هنا لديها ذاكرة حديدة، حتى انهم قد يعودون الى نفس المكان مرة اخرى عندما يحل الظلام. ازدردت لعابها وقالت: ولكنك لم تقل لي هذا. لقد غادرت دون كلمة في الصباح. ضغط على أسنانه في حنق وقال: أي *** يدري أي شيء عن الادغال كان ليعرف هذا. في الحقيقة يتطلب الامر عته خارق لترك الخيمة نهارا في الادغال. لم تعرف بم تجيب على سيل الإهانات هذا .. كان عقلها مشتعلا بالغيظ حتى انها ودت لو تخرج الخنجر من حقيبته وتغرسه في عينه المحمرة تلك. في النهاية قالت في حزم: الطفل فقط هو من يلقي باللوم في اخطائه على الاخرين. هز رأسه في يأس. كان يفمر كيف يتسع رأسها الصغير هذا لكل هذا الكم من السذاجة والتخلف وتصلب الرأي. كان يعرف ان النقاش مع امثالها لن يجدي. هؤلاء لن يعترفوا بأنهم أخطأوا ولو بعد ألف عام. منع نفسه بالكاد من ان يلف اصابعه حول رقبتها ويخنقها، برغم ان عقله أخذ يخبره انه يمكنه دفنها في الادغال وادعاء اختفاءها ولن يكتشف احد شيئا. قاوم اغراء هذا الهاجس وتشاغل بإخراج اعمدة الخيمة المعدنية من االارض وطيها. صاحت اريانا: ماذا تفعل؟ لم يجبها. إن فتح فاه لن يخرج شيء سوى أقذر انواع السباب. طوى الخيمة بالكامل وحملها ونظر حوله. ثم سار في اتجاه نحو مكان قدر انه مناسب. يجب ان يبتعد بقدر الامكان عن مكان الخيمة السابق، ويجب ان يكون ايضا ذا اعشاب عالية لا يمكن تمييز قماش الخيمة خلالها. صاحت من خلفه: إلى اين انت ذاهب؟ لم يرد. عرف انها تتبعه من صوت خطواتها وايضا من غمغماتها الحانقة. لا يهتم. يتمنى لو تفقد اثره وتضيع فعلا في الادغال. وصل للمكان المختار. نصب الخيمة في هدوء. دلف الى الداخل وفرد كيس نومه وانسل بداخله. بعد دقائق دخلت اريانا وفعلت المثل ثم اغلقت سحاب الخيمة. وساد الصمت التام. بعد وقت ما .. استيقظ كارم على نغزات متتالية في كتفه. اخذ لحظة ليستوعب انه اصبع أريانا. فجأة عادت له ذكرى الليلة الفائتة، يبدو انه غط في النوم تماما فلم يسمع شيئا هذه المرة. سحب الخنجر في سرعة ونهض جالسا وقلبه يدق في سرعة. هذه المرة ربما لن يكونا محظوظان كالمرة الفائتة... بعد وقت ما .. استيقظ كارم على نغزات متتالية في كتفه. اخذ لحظة ليستوعب انه اصبع أريانا. فجأة عادت له ذكرى الليلة الفائتة، يبدو انه غط في النوم تماما فلم يسمع شيئا هذه المرة. سحب الخنجر في سرعة ونهض جالسا وقلبه يدق في سرعة. هذه المرة ربما لن يكونا محظوظان كالمرة الفائتة... كتم أنفاسه بينما انعقد حاجباه بشدة. بدا له وكأن جهازه العصبي كله تركز في إذنيه. الأمر لا يحتمل ثانية من السهو، فالهجوم قد يأتي من أي اتجاه. مرت بضع لحظات ولم يكن هناك سوى صمت مطبق. ثم انتبه على نغزات اخرى من اصبع أريانا. نظر لها بنصف عين محافظا على انتباهه لكل ذرة هواء حوله. كانت عيناه قد اعتادتا الظلام قليلا، فميز وجه أريانا تعلوه امارات الخجل. ولكنه أجّل تعجبه فالوضع لا يسمح الان. ولكن أصبع اريانا ينغزه مرة أخرى. نظر نحوها في حدة وهمس بأخفت ما استطاعت حنجرته: ماذا؟ بدا عليها التردد الشديد وهي تقول: أريد .. أريد.. لم يكن في مزاج لأي ثأثأة طفولية وقتها، فضغط على أسنانه بشدة هامسا: ماذا؟ ازدردت ريقها ثم قالت بصوت مسموع بالكاد: كنت .. كنت أريد أن أذهب .. للحمام .. تعجب من تلك الرغبة العجيبة في هذا الوقت. هل تظن ان هذا وقت مناسب لتتذكر ذلك بينما قد يصيران أشلاء خلال دقائق. بل ان ما يعرفه عن الجسم البشري يقول ان وقت الخطر يعمل الجهاز السمبثاوي العصبي، وهذا يمنع الانسان من التبول او التبرز وحتى يمنعه من التفكير بهما. للحظات أخرى لم يسمع شيئا. ومع نغزات أصبعها للمرة الرابعة فطن لحقيقة الامر فجأة. شعر انه سيصاب بالسكتة الدماغية من فرط الغيظ. غرز الخنجر في الارض بقوة والتفت نحوها بأعين تكاد تشتعل من الغضب وقال: إذاً لم يكن هناك شيء يتحرك؟ اخذت شهيقا ثم هزت رأسها أن لا. هتف: اللعنة .. ألم تستطيعين الذهاب قبل النوم كأي ***؟! كانت لهجته تشعرها بالإهانة. في ظروف اخرى كانت سترد الإهانة بأقذع منها، ولكنها الان -للاسف الشديد- تحتاجه، فهي ليست مجنونة لتخرج وحدها في الادغال في هذا الظلام. قالت في خفوت: لقد .. لقد نسيت. ثم انك انت الذي... قطعت كلامها إذ شعرت أن لسانها سيوقعها في مشكلة. من العقل الان ألا تزيد غضب كارم، وإلا ستضطر ان تكون وحيدة في ظلام الادغال. فهم كارم ما ارادت قوله غلى الرغم من ذلك. كانت -كعادتها- سترمي اللوم عليه وعلى انه لم يؤكد عليها أمس او اي شيء من هراءها. في خياله الان كان يمسك بالخنجر ويغمده في قلبها جزاء لقلبه الذي كاد ينفجر توترا منذ قليل. YOU'LL ALSO LIKE هز رأسه في قوة لينفض عنه ذلك الخاطر المغري بالتنفيذ. جزء صغير في عقله قال أنها امرأة وفي حاجة إلى مساعدة. نعم هي امرأة عنيدة غبية أفسدت عمله، ولكنها -لحسن حظها- لا زالت امرأة. دون كلمة تناول خنجره مرة أخرى ولكنه وضعه في حزامه، ثم فتح سحاب الخيمة وأشار لها بالخروج. في صمت خرجت. مشى هو متلفتا حوله في حذر، فتبعته متلفتة هي أيضا. وجدته يبتعد فشعرت ببعض القلق الغريزي. سألته في خفوت: إلى أين تذهب؟ لم يلتفت إليها، بل واصل سيره واجاب في خفوت ايضا: إن كنت تريدين ان يميز احد الحيوانات المفترسة رائحة فضلاتك ويتبعها لخيمتك القريبة، يمكنك ان تعودي وتتبرزي هناك. في حنق ظلت تتبعه. كانت تود لو تسبه بأشنع الالفاظ نظير اهاناته، ولكنها اخذت تذكر نفسها انها لم تكن لتستطيع الحياة نصف ساعة في تلك الادغال إن لم يكن موجودا. هو اكثر من قابلتهم فظاظة ولا يبدو انه تعامل مع انثى في حياته قط، ولكنها لا تستطيع انكار أنها يمكنها ان تغلق جفنيها وهو موجود برغم كل الاخطار المحيطة. توقف فتوقفت. عندما لم تتحرك قال لها في ملل: هيا. نظرت له في تحفز، فمط شفتيه وهز رأسه ثم استدار معطيا ظهره لها. نزلت بجسدها قليلا مخفية جسدها تحت مستوى الحشائش ثم اسدلت بنطالها وسروالها. مر بعض الوقت دون ان يحدث شيء. يبدو ان مثانتها قد انغلقت من التوتر، او ان خجلها من كارم الواقف امامها هو ما يمنع البول من النزول. ادركت انها النرة الاولى التي تتبول في وجود رجل بجانبها. في كل علاقاتها السابقة كانت تهتم بأن تبدو بلا غبار أمام كل رجل منهم، حتى لو اقتضى منها الامر حبس بولها لساعات حتى تعود الى منزلها. كارم يقول: هل انتهيت ام ماذا؟ تقول في خفوت: لحظة. تغمض عينها، تذكر نفسها بأن كارم هذا ليس رجلا. إنه مجرد شخص بغيض عليها احتماله. لا تحتاج ان تبدو رائعة له، بل ربما تريد ان تبدو اكثر فظاظة منه كذلك. شعرت اخيرا بسريان البول في داخلها قبل ان تسمع صوت تساقطه على التربة بين الاعشاب. عندما انتهت بدا وكأن الصوت لا يزال موجودا. فتحت عينيها فوجدت كارم نفسه يتبول وهو معطيا لها ظهره كما هو. من بين رجليه كانت ترى خيط الماء المتساقط. 2 ابتسمت على الرغم منها وقالت: هل انتهيت ام ماذا؟ لم يجب وإنما هز رأسه مرة أخرى. اعادت سروالها وبنطالها كما كانا ونهضت. كان هو لم ينته بعد، فقررت انها ليست بحاجة لانتظاره، لا يبدو هناك اي خطر في الانحاء. تركته وبدأت في التحرك ناحية الخيمة. بعد عدة خطوات سمعت صوت اغلاقه لسحاب بنطاله. ثم سمعت صوته وميزت فيه نبرته المتهكمة قائلا: الخيمة ليست من هذا الاتجاه أيتها المتذاكية. 2 غمرها الخجل واستدارت ناحيته، فوجدته يسير دون ان ينظر لها حتى. تبعته مغتاظة. كانت تتمنى لو يضل الطريق. تود لو ان تحرجه بأي شكل كما احرجها حتى لو كان هذا يعنى ألا يجدا الخيمة على الاطلاق. ولكن بعد قليل وصلا الى الخيمة بالفعل. دخل هو واندس في كيس نومه وتبعته هي واندست في كيس نومها هي الاخرى. قال في حنق: سحاب الخيمة. غمرها الخجل مرة اخرى اذ ادركت انها نست اغلاق الخيمة. قامت واغلقت السحاب في غيظ ثم عادت الى رقدتها. حاولت ان تكبح لسانها فلم تستطع. وجدته قد اندفع يقول: طالما كنت انت ايضا بحاجة للتبول، لماذا كانت هذه المحاضرة الفظة عندما ايقظتك؟ زفر في حنق مرة اخرى وقال: لم اكن بحاجة للتبول ايتها العبقرية، ولكن صوت اي مياه يثير في الانسان الرغبة في التبول دائما. لقد قام صوت تبولك باللازم. لم تقبل تبريره، فقالت معاندة: على الاقل تعترف ان تبولك قبل النوم لم يمنعك من الحاجة للتبول وسط الليل. وهذا يعني بالتالي انه لم يكن لك الحق في الصياح فيّ لأنني نسيت ذلك. زفر ثانية ثم التف ليعطيها ظهره وقال: أريانا، نامي لان غدا فرصتنا الاخيرة. وإما أن أعود بالفيلم الذي جئت لأجله او أعود بجثتك. الاختيار لكِ. تنفست الصعداء ونظرت له قائلة: لقد أخفتني، ظننتك حيوانا او شيء ما. ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة وقال: انا حيوان بالفعل. علم الاحياء يصنف البشر ضمن القردة العليا. ارتفع حاحبيها وقالت: اقصد حيوانا مفترسا. ولكن عجبا، أنت في مزاج للمزاح اليوم. كنت اتوقع عكس ذلك لأن اليوم فرصتنا الاخيرة .. في التقاط الفيلم. قال: لماذا؟ .. في كل الاحوال سأعود بشيء، ألم أكن واضحا أمس؟ سرت رعدة خفيفة في جسدها وهي تتذكر قوله أمس إنه إما يعود بالفيلم او بجثتها. ظنته يمزح، ولكن نبرته الساخرة هذا الصباح لا تريحها. أكمل هو دون ان ينتظر جوابها: هيا سأنتظرك بالخارج، لقد اعددت إفطارا. ثم خرج من الخيمة ليتركها في حيرة اكبر. لطفه المفاجئ يثير توجسها. خرجت بعد دقائق لتجده جالسا يحدق في كاميرته. ذهبت وجلست بجواره فناولها طبقا ورقيا من الجبن واللحم المعلب وبدأ كلاهما في الاكل. بينما تمضغ طعامها، كان عقلها يمضغ فكرة عجيبة. ماذا لو لم يكن يمزح عندما قال انه سيعود بجثتها؟. هي تعرف ان هذا الفيلم يضع مستقبل كارم كله على المحك، هل يمكن ان يبلغ به الغضب إن لم يستطع التقاط الفيلم لدرجة الانتقام منها وقتلها؟. ما سر تحوله المفاجيء من الغلظة الى اللطف في طريقة تعامله معها؟ .. وقف الطعام في منتصف حلقها، هل ما تأكله يشبه الوجبة الأخيرة للمحكوم عليهم بالاعدام؟ ثم سرى خاطر اخر كادت معه ان تفرغ كل ما في معدتها. هل اكتسب كارم عادة أكل لحوم البشر من كثرة عمله في مناطق القبائل الافريقية؟ شعرت بهلع بالغ وهي تراقبه بينما هو يلوك طعامه في بطء دون أن يرفع عينيه عن الكاميرا. هل يمكن ان يصير لحمها هي بين هذه الاسنان بعد عدة ساعات؟! نهض كارم فجأة بشكل كاد يصيبها بنوبة قلبية، ثم قال لها: هيا أيتها الزميلة، اليوم هو الفرصة الاخيرة، ومن مصلحتك ألا نضيعها. ازدردت لعابها في صعوبة بالغة، ثم نهضت في بطء وقالت له في هدوء: حسنا، دعني احضر حقيبتي وحقيبتك من الخيمة. دلفت إلى الخيمة، وبأصابع مرتعشة وفي خفوت بالغ فتخت سحاب حقيبته وتناولت الخنجر منها، واغلقتها. ثم أخفت الخنجر في حقيبتها. خرجت من الخيمة وتكلفت برسم ابتسامة محايدة على شفتيها. تناول منها حقيبته وهو يشكرها في بساطة. ثم أشار لها ليسيران ناحية شجرتهما. كانت المرة الاولى ربما التي لا يسبقها ويتركها تسارع لتلحق به من خلفه. هل يتصرف هذه المرة ك (چنتلمان) أم أنه لا يريد لها ان تغيب عن ناظريه كما يفعل أي صياد بفريسته؟ اقتربا من الشجرة، وأشار لها بالصعود اولا. بينما تتسلق سمعت صوته من اسفل وهو يقول: بالمناسبة، علم الاحياء لا يصنفنا كحيوانات فقط، بل كحيوانات آكلة للحوم أيضا... اليوم الأخير.. الكل او لا شيء.. إما ان يلتقطا ذلك الفيلم او يصير كل ما فعلاه هباء.. اما بالنسبة لأريانا، فعدم التقاط الفيلم قد يكلفها اكثر بكثير .. قد يكلفها حياتها ذاتها.. تجمد كلاهما فوق الشجرة محدقين بعدستي كاميراتهما .. حتى صوت الرياح غطى على صوت تنفسهما فبدا كلاهما كتمثال نسى انه يمكنه الحركة.. "بالمناسبة، ما معنى أريانا؟" انتفضت عندما سمعته يتكلم .. كانت عينه لا تزال على كاميرته ولم يلتفت إليها، حتى انها شكت إن كانت تتوهم انه يتحدث إليها.. ولكن فمه تحرك مرة أخرى مردفا: لم أصادف أحد من قبل بهذا الاسم. ارتبكت قليلا ثم قالت: إنها تعني شديدة القداسة قال: اسم كاميروني؟ هزت رأسها وقالت: بل أنجولي .. انا من أنجولا.. ساد الصمت .. سألت نفسها هل هذا هو كل الحوار؟ من قبيل المجاملة وجدت نفسها تسأل: وما معنى كارم؟ قال دون ان يحرك رقبته: اسم عربي، يعني الذي يصنع افعال الكرم. منعت نفسها من التهكم على معنى اسمه. كادت تقول له ان ما يفعله دائما هو نقيض الكرم. ربما يليق به ان يكون اسمه (چيفري) او (تيد)، كأسماء اشهر القتلة المتسلسلين التاريخيين. هنا شعرت بسخافة ما كانت تفكر به. عقلها -كعادته- اخذ أمرا صغيرا ونسج حوله قصة كبيرة مرعبة تليق بالأساطير عنها بالواقع. مزحة عابرة قالها كارم وسط حديثه وفجأة جعله خيالها آكل لحوم بشر وحشي. قالت لنفسها انها ذات مخيلة مضحكة بشكل لا يصدق. "ألن تسأليني من أين أنا؟" انتبهت من افكارها على جملته. ابتسمت إذ أرادت أن تخبره انها لا تعرف أين يولد آكلو لحوم البشر، ولكنها كتمت هذه المزحة. بدلا من ذلك نظرت نحوه وقالت: حسنا، من أين أنت؟ لم يجبها، بل اقترب رأسه اكثر من كاميرته حتى كادت قزحيته تخترق العدسة.. ظنت انه لم يسمعها فأعادت سؤالها بصوت أعلى. فجأة أدار رأسه نحوها وفي عينيه كانت أكثر النظرات غضبا في العالم .. لم يتكلم بل وضع سبابته أمام شفتيه في إشارة آمرة بالسكوت، ثم أشار ناحية جزء ما من الأدغال. كادت أن تصرخ فيه إذ أن صفاقته قد فاقت طاقتها على الاحتمال، ولكنها إذ نظرت إلى حيث يشير انحبست انفاسها. كانت هناك انثى لوحيد القرن الأسود تقترب، وذكر يتبعها من بعيد.... كادت أن تصرخ فيه إذ أن صفاقته قد فاقت طاقتها على الاحتمال، ولكنها إذ نظرت إلى حيث يشير انحبست انفاسها. كانت هناك انثى لوحيد القرن الأسود تقترب، وذكر يتبعها من بعيد.... الأنثى تتهادى .. تتوقف كل عدة أمتار .. تأكل أشياء من الأرض وتلوكها ببطء .. هادئة تماما وكأن لا شيء يشغل بالها في العالم.. الذكر يقترب بتؤدة .. يتوقف حين تتوقف .. يبدو مترددا .. وكأنه خائفا من شيء لا يعلم كنهه.. ولكن كارم كان يعلم .. لقد كان الذكر خائف من الأنثى .. خائف من أن ترفضه .. ربما اختبر الرفض من قبل لذا لا يريد المخاطرة باستعادة ذلك الشعور المقيت.. هو خائف من نفسه كذلك .. من ألا تسانده شجاعته بينما هو في أشد الحاجة إليها.. خائف من العالم كذلك .. إن لم يتزاوج الان سينقضي موسم التزاوج، ولا يدري إن كان سيحيا للموسم القادم .. خائف من انقراض جنسه وضياع چيناته هباء .. ولكن الذكر يقترب .. صارت مشيته ثابتة وكأنه وجد شجاعته المفقودة .. يسرع حتى صار على بعد امتار من الانثى التي لم يبد عليها انها انتبهت لوجوده حتى .. تتبرز الأنثى ثم تبتعد .. الذكر يبعثر برازها بغريزته التي تعلمها دون معلم .. يتبعها بجد هذه المرة .. لا بد أن تكون هذه الانثى له .. إنها الفرصة الأخيرة .. تتوقف الأنثى .. تدير رأسها للخلف لتلمح عيناها ذلك الذكر المقترب .. لا تتحرك إنما فقط تباعد قليلا بين أرجلها .. رائحة الذكر تقترب .. تثبت قدماها في الارض وتشعر بالدم وهو يملأ تلك المنطقة بين رجليها .. و .. أخيرا تشعر بالشيء الدافئ الصلب يدخل داخلها بينما خوار الذكر يملأ أذنيها .. أريانا وكارم لم ينبسا ببنت شفة .. كانا وكأنهما توحدا مع المشهد وصارا جزءا من الادغال .. غصنان متجمدان لا يفرقهما عن باقي اغصان الشجرة سوى انهما يرتديان الملابس ويلتصقان بالكاميرات .. بالتفاتة غير مقصودة تلمح عين أريانا كارم .. وجه بلا تعبير وجسد ساكن تماما وكأنه لا يتنفس .. ولكنها تعلم يقينا أنه في قمة توتره .. بل تكاد تتخيل أفكاره وهو يتوسل للأنثى ألا ترحل قبل اكتمال العملية .. لن يحتمل الفشل مرة اخرى .. ولكن الامر اكتمل هذه المرة.. طالت العملية حتى أطلق الذكر خواره الاخير والأعلى .. ثم نزل عن الانثى وهو يتنفس في قوة .. اما الأنثى فقامت بهز جسدها عدة مرات، ثم ابتعدت في بطء .. تابعت الكاميرات الاثنان وكل منهما يرحل من ناحية حتى غابا عن الانظار .. ولعدة دقائق أخرى ساد الصمت تماما على الشجرة .. وببطء شديد وكأنه دهور، ارتسمت ابتسامة واسعة على وجه كارم وتنهد قائلا: أخيرا تنفست أريانا الصعداء واقتلعت عينها التي كادت تلتحم بزجاج العدسة، ثم ابتسمت وهي ترى ابتسامة كارم. ثم استدارت بجسدها لتواجه كارم وتقول: لقد فعلناها.. ولكن تلك الاستدارة المباغتة كانت صعب التحكم فيها للغاية على جسد كان متجمدا لساعات .. تحركت قدمها الثابتة بسرعة في محاولة للتوازن فداست دون قصد على رباط حذائها، فاختلت القدمان معا .. عيناها ترى الغصن الذي كان فوق رأسها بقليل يبتعد .. هنا أدركت أريانا أنها تسقط .. ولكن الغصن توقف، وهذا يعني ان جسدها هي ما توقف عن السقوط .. شعرت بألم في كتفها وعندما نظرت وجدت كارم وهو يتشبث بالشجرة بيسراه في شدة ويمسك بمعصمها بيمناه .. شعرت بامتنان بالغ ناحيته .. لقد انقذ حياتها .. ثانية .. تسللت ابتسامة خجلة إلى شفتيها وفتحت فاها لتقول شيئا ولكن صوت ما قاطعها .. كان الصوت قادم من أسفل الشجرة .. كان صوت تحطم .. تحطم الكاميرا... 9 تسللت ابتسامة خجلة إلى شفتيها وفتحت فاها لتقول شيئا ولكن صوت ما قاطعها .. كان الصوت قادم من أسفل الشجرة .. كان صوت تحطم .. تحطم الكاميرا... 3 [/QUOTE]
إدراج الإقتباسات…
التحقق
1+1
رد
قسم قصص السكس
قصص سكس جنسية
ساڤانا +١٨ | السلسلة الاولي | عشر أجزاء _ 29/3/2024
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
موافق
معرفة المزيد…
أعلى
أسفل