المحروسة
الفصلُ الأول
" أغرب من الخيال" كان هذا عنوان برنامج إذاعي ناجح تعرضه إذاعتنا المصريه والذي كان يعرض حلقات منفصلة يقدِّم فيها قصصا من واقعنا والتي من شدَّة غرابتها تفوق في أحداثها بمراحل كثيرة خيالنا البشري.
قصتي هذه إحدى تلك القصص العجيبه والتي بدأت بالصدفة البحته وبذلك أكون قد دخلت هكذا في هذا العالم الغريب، عالم المرأة والليل بلا قصد مني وعلى الرغم من أنني لم أسعى يوما إلى هذا العالم باحثاً، إلاَّ أنني وجدت نفسي، بين ليلة وضحاها- كما يقولون- غارقا فيه، بدون أية مقدمات أواستعدادات مسبقة.
أحداث قصتي هذه بدأت صبيحة أحد الأيام الصيفية عندما ذهبت إلى منطقة (وسط البلد) بالقاهرة للبحث عن شيء ما يخص عملي، وأثناء سيري ترددت عدة مرات ذهابا وإيابا بالتحديد هنالك، حيث توجد السينمات والمسارح والمقاهي مثل مقهى (أم كلثوم) الشهير ومقهى (التوفيقيه) وأمامها يقطن (مطعم الدسوقي) حيث إعتدت أن أذهب هناك لتناول طعامي كلما دعت الحاجة إلى التواجد في هذا المكان ساعة الغداء، ولم أكن أعلم أنه تنتشر في المنطقة هذه صاحباتنا من بائعات الهوى، وتجمُّع الراقصات اللاتي يعملن في ملاهي وصالات ومسارح هذه المنطقة ليلا مثل (مسرح المنوعات)، مسرح (شهرزاد) الشهير، مسرح (ميرامار) وكثير من المحلات والفنادق التي تقدِّم لمرتاديها (الرقص الشرقي) وترقص على مسارحها وفي صالاتها الكثير من الراقصات، خاصة راقصات الدرجة الثالثه.
صبيحة ذاك اليوم ترددت، كما قلت، عدة مرات ذهابا وإيابا في ذلك الشارع المزدحم ليس فقط برواده بل أيضا بمقاهيه المتراصه على جوانبه والمزدحمة ليلا ونهارا، كنت أبحث عن شيء لا يمت إلى الجنس بشيء. وعندما توقفْتُ لكي أتذكر المكان الذي كنت أقصده، إقتربت مني سيده، والتي على مايبدو لي، أنها كانت تراقب حركة ذهابي وإيابي وقد لاحظت حيرتي وأنا أبحث عن شيء ما، ظنته هي بحكم مهنتها فتاه أو سيده من إياهم...،. وأُقْسِمُ، أنني حتى تلك اللحظات لم تكن فكرة كهذه قد غزت رأسي ولا طاف يوماً بخيالي الخروج بحثاً عن أمرأةٍ من إياهم.
إقتربت مني وحيتني بإبتسامه ساحرة: "صباح الخير يا سعادة البك" فرددت التحيه عندئذ سألتني وهي تحتفظ بإبتسامتها العريضه مع غمزه خفيفه من جانب عينها اليسرى قائلةً: " أتبحث حضرتك عن شيء ما؟..."، لم أكن أتوقع أبدا أن تقترب مني سيده في قلب القاهرة الكبرى لتسألني سؤال كهذا، والذي قبل أن أجد إجابة عليه، وبلا أي مقدمات، وجدت هذه السيدة تلقي في وجهي مفاجأتها قائلة: "لديَّ فتيات وسيدات أحلى من العسل... وأجمل من القمر وأروع من نجمات السينما... كما تريد... وحسب مواصفاتك... ". وقعت علي هذه المفاجأة وقعاً أخرسني عن الكلام ولم أجد ما أجيبها به. فنظرت إليَّ نظرة إستغراب وسألتني: "إيه! ... ألا تمشي في شارعنا ذهاباً وإياباً منذ الصباح للبحث عن فتاة أو سيدة... أم ماذا؟...". لا أعرف لماذا أجبتها بالإيجاب: "أ... آه ... نعم لقد كنت أبحث عن..." فقاطعتني قائله: "اتبعني..." وسارت أمامي وأنا أتبعها متأملا مشيتها وحركة ردفيها من الخلف وهما يتبادلان معا العلوي والهبوط وكأنهما في سباق مع الزمن، يزاحم أحدهما الآخر وهما يبرزان من خلف فستانها الطويل الذي يحجب رؤيتهما عن الأعين ولكنه وفي نفس الوقت يبرز مفاتنهما وهما يتنافسان معاً وكأنهما يريدان الانفصال الواحد عن الآخر. كانت سيدة في الخامسة والأربعين من عمرها تقريبا، بنت بلد كما يقولون، هذا أقله مايبدو من ملامحها وملبسها. تحتفظ بجمالها وشياكتها، تضع على وجهها (مكياجا) خفيفاً، وفوق رأسها (تحجيبه) صغيره ترسم بالتقريب طريقة تصفيفها لشعرها. وكان نهداها الممتلئان والمكتنزان كبرجان متنافران يجسمان على صدرها يتقدمان جسمها وكأنهما يرحبان بالأعين المتطفلة التي يلفت إنتباهها كبر حجميهما وإستدارتهما.... توقفَتْ بعد سير عدة دقائق عندما وصلت إلى الشارع الرئيسي بجانب كابينة التليفون وتقدمْتُ نحوها فسألتني: "طلباتك... يا بك... ماذا تريد... صبية صغيرة ولا شابة، أم أنك تريد سيده ناضجه متزوجه أو مطلَّقه؟". فأجبتها قائلاً: "أريد شابه ناضجه ولكن... غير متزوجه، لأني لا أحب مضاجعة الصبيات الصغيرات وكذلك السيدات المتزوجات". أخرجت عندئذ من حقيبة يدها ورقه بها بعض أرقام التليفونات وبدأت في طلب الرقم الأول ولكن على ما يبدو أن الطرف الآخر كان مشغولا أو لم يجب، وضعت سماعة التليفون ومن جديد بدأت في طلب رقم آخر وكان الرد سريعا هذه المرة وبدأت في الحديث، ورغم أنني لم أكن أسمع ما كان يقوله الطرف الآخر إلا أنني فهمت أن الطرف الثاني لم يلبي الطلب، فلربما كان لديها عميلاً آخر أو كان هناك مانع ما...، وهنا بدأ الضيق على صاحبتنا، ثم قامت بوضع سماعة التليفون وبدأت تبحث في حقيبة يدها عن شيء ما وهي تتمتم غاضبة ببعض الكلمات، بصوت غير واضح. ثم إتجهت نحوي بعد ذلك وأنا أقف على بعد خطوات منها وذلك بعدما فقدت الأمل في العثور على ذلك الشيء الذي كانت تبحث عنه بحقيبة يدها- وأغلب الظن أنه كان رقم تليفون آخر ربما تكون قد نسيته أو فقدته- وقالت لي: "لديَّ بنات كثيرات ولكن كما ترى فإن الوقت على ما يبدو مازال مبكراً وغالبية البنات ينمن في هذه الساعة لأنهن يرجعنَ إلى بيوتهن قرب الصباح... لا أعلم ماذا يمكنني أن أقول لك ؟..." وصمتت برهةً وأنا أنظر نحوها ولا أعرف بماذا أجيبها وهنا قطعت الصمت قائلة: "ماذا عني أنا؟. هل تود أن تنام معي ...؟. سأعجبك كثيراً... إذا وافقت" كاد قلبي أن يطير من الفرح، لأنني كنت أود أن أطلبها هي بالذات، خاصةً عندما قالت لي: "طلباتك... يا بك... ماذا تريد... صبية صغيرة أم شابه، أم أنك تريد سيده ناضجه متزوجه؟...". كنت أود أن أقول لها من البداية أُريدك أنت، والآن وقد عرضت نفسها عليَّ تظاهرت بالتردد والرفض لكي لا تغالي كثيرا في المبلغ الذي ستطلبه مني في مقابل ذلك. فقالت لي:" ممن تخاف... أنا سوف أجعلك تقضي وقتاً سعيداً ممتعاً معي... إسمعْ، لا تغرنَّك هذه (التحجيبه) ولا هذا (الفستان الطويل)... فأنا سأرويك من خمرة شفتي وأذيقك طعم تفاح خدودي" وهنا غمزت لي بعينها غمزه ذات معنى قائله: "وإن لم استطع أن أمتعك فلا تدفع لي" الهبت كلماتها وغمزاتها كل أحاسيسي ومشاعري وأنا أقف معها في الشارع، فهذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها إمرأه وهي تتحدث بهذه الجرأة. وكان لوقع كلماتها وطريقة حديثها ونطقها للكلمات سحر خاص، خاصة وهي تقول لي: "هل تود أن تنام معي"... "أنا سأعجبك كثيراً؟". فأجبتها قائلا: "هل يمكنك أن ترقص لي؟". فما كان منها إلا أنها قامت وفي لحظه بعمل حركه راقصه خاطفه وكأنها تود أن تؤكد مهاراتها في الرقص وهي تنظر حولها لترى أن كان هناك أحد يراها في الشارع وهي تقول: "طبعاً وأحلى من فيفي عبده". فأجبتها: "وأنا موافق" فظهرت على وجهها ملامح الرضى والإنبساط لا أدري إن كان سبب ذلك الرضى يرجع إلى المبلغ الذي سوف تتقاضاه أم هي المتعه التي تبحث عنها وهي إمرأه جاوزت ربما الخامسة والأربعين من عمرها.
عادت مرة أخرى للتليفون وأجرت مكالمه صغيره بدون أن تنظر للورقه التي بها الأرقام وتحدثت ببعض الكلمات وعادت إلي وقالت: "سنأخذ (سيارة أجرة) حتى (إمبابه) لكي لا نضيع الوقت" .
وصلنا إلى المكان المقصود ونزلنا من التاكسي وأشارت بيدها على أحد البيوت الذي يقع في نهاية الحارة تقريباً وقالت لي موصية: "سأدخل أم*** وبعد خمس دقائق إن لم انزل من البيت عليك بالصعود، الدور الثالث الشقه اللتي كتب على بابها إسم (...) عليك بدق جرس الباب دقة بسيطه لكي لا تلفت نظر أحد من الجيران وتنتظر حتى أفتح لك الباب".
مرت الدقائق الخمس وكأنها دهر طويل ولم تنزل فعرفت أن المكان آمن فإتجهت نحو البيت وصعدت إلى الدور الثالث وتأكدت من الشقة المطلوبه عن طريق قراءة اللافته المكتوبه على الباب وقبل أن أقوم برن جرس الباب فتحت لي هي الباب، فلم تكن تود أن تضيِع الوقت هباءً كما قالت لي من قبل حتى إنها عندما فتحت لي الباب كانت قد خلعت التحجيبه التي كانت على رأسها وتركت شعرها الطويل طليقا حراً ينحدر على كتفيها وينزل على ظهرها. وعندما دخلت من الباب أغلقت الباب خلفي بسرعه قبل أن يرانا أحد. وما أن خطوت خطوة للداخل حتى تسمرت رجليّ في مكانيهما عندما وجدت إمرأة أخرى تقف في الصالة، فتنبهت هي لذلك وقالت لي: "لا تخف هذه (...) صديقتي وصاحبة البيت اللذي نحن فيه الآن" وعندما وجدتني أنظر إلى هذه السيدة وقد فاجأني الأمر قالت لي بدلال العاهرات وغنجتهن: "أترغب فيها هي أما تريدني أنا" فقلت لها وأنا أبتلع ريقي: " أنت". فما كان منها ألاَّ أن سحبتني من يدي وأدخلتني حجرة بها سرير كان قد أعد بشكل جميل وقالت لي: "طبعاً تريدني أن أرقص لك أولاً ثم بعد ذلك تريد أن تنام معي...أهذا صحيح؟". فقلت لها وأنا بعد في زهولي: "آ... آه ، نعم". فأجابتني: "أذن عليك بدفع مبلغ (...... جنيه) ولا يوجد لديَّ فصال في موضوع النقود لكي لا نتحدث كثيراً ونضيع الوقت في الكلام، فأنا لا أقبل النقاش في أسعاري، وبعد ذلك سأكون تحت أمرك الوقت اللذي تريده وتحدده أنت، وكذلك سأفعل لك كل ما تريد". وما أن قامت بعَدّ المبلغ المطلوب والتحقق منه ووضعه في حقيبة يدها حتى قامت بخلع الفستان الذي كانت ترتديه ووضعته على حمالة الملابس خلف الباب وأنا أشاهد أمامي ولأول مرة امرأة بقميص النوم الذي كنت أتخيل أنها سترقص لي به. ولم تمضي سوى لحظات حتى قامت بخلع قميص النوم أيضا والحذاء وهنا ظهرت كنوزها جليه، صدر مكتنز أبيض كالعجين يشده لأعلى (حمَّالة صدر) وردي رسمت عليه وردتان صغيرتان وكأنهما وضعتا لتشيران إلى مكان حلمتيها الورديتين اللتين أتحرق شوقا لرؤيتهما، وكانت قطعة الملابس الداخلية الأخرى السفلية صغيرة جداً من نفس اللون عليها نفس الرسم من الأمام وكأنَّ هذه الورده وضعت كعلامة للترحيب بالزائرين وكذلك لتدلهم على موضع باب كنزها، أشعر بالدوار وحرارة جسدي وأنا أرى هذا الخصر الذي أود أن أحتضنه يتمايل بدلال أمامي، أما سرتها فكانت تشبه قعرة كاس كاملة الإستدارة، وردفيها المستديرين كأنهما نحتا من الرخام الأبيض. لم تشعر بالخجل وهي تخلع ملابسها وتسير أمامي بدلال، وكأن كل شئء بالنسبة لها يبدو طبيعيا لا توجد فيه أي غرابة أو دهشه. بعد ذلك نظرت نحوي قائلة: "إيه! ...ألن تخلع ملابسك" وإتجهت نحو أحد الأدراج وأخرجت منه شريط كاسيت ووضعته في جهاز التسجيل. وما أن أنتهيت من خلع ملابسي بالكامل وبينما أقوم بوضعها جانبا حتى دخلت صديقتها وهي تحمل لفافة مناديل ورقيه ممن تستخدم في التنظيف وضعتها على السرير ونظرت نحوي وما أن شاهدت قضيبي الذي كان في كامل أنتصابه حتى أطلقت شهقة عاليه قائله لصاحبتها: "واو... هل شاهدت حجم ذكره... أتقدري أن تتحملي كل هذا..." فأجابتها بإسلوب مثير وقح وبحركات تمثيليه لا تقل عن كلماتها إثارة وقالت: "لا تخافي عليَّ... فأنا أقدر على قضيبه هذا وأكبر منه أيضا... سوف أجعله كلا شيء كأي خرقة باليه...." وتابعت حديثها وهي تضحك ضحكة عاهرة وقالت وهي تنظر لي مشيرة بيدها: "المهم أن يكون صاحبنا قوي ويتحمل فلا ينكمش في جحره من المرة الأولى...". فقالت لها صاحبتها وهي خارجه من الحجرة "عموماً أنا جالسه في الخارج وفي الخدمه إذا لزم الأمر" وضحكت ضحكة ماجنه طويله بصوت عالى وهي تنظر نحو قضيبي ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها.
جلستُ على حافة السرير ثم قامت بتشغيل الكاسيت ووقفت أمامي وهي ترتدي قطعتي ملابسها الداخلية فقط، حافية القدمين طليقة الشعر وما أن عزفت الموسيقى لحنها حتى بدأت هي في الرقص. لم أكن أتخيل أبدا أن سيدة في مثل عمر هذه المرأة، التي تراها في الشارع وهي تضع (التحجيبه) على رأسها وترتدي فستانها الطويل وكأنها شيخه أو مترهبنه يمكنها أن ترقص بهذه الإثارة والفتنة والحيويه وهي ترتدي ملابسها الداخليه فقط وتجمع في آن واحد بين الخفة والدلال من جانب والخلاعة والعهاره من جانب آخر. لم تكذب إذن عندما قالت لي إنها ترقص: "أحلى من فيفي عبده". كانت رغم أمتلاء جسمها، تملك جسماً رشيقاً لا يدل على سنها وكان نهداها الكبيران الممتلأن غير المترهلان يشيران إلى أنها لم ترضع يوما أياً من أبنائها كما تفعل الفنانات المحترفات والراقصات وبعض النساء للحفاظ على جمال صدورهن. تراها وهي ترقص فلا تشك إنها راقصه محترفه ممن يرقصن في أفضل الفنادق والكباريهات، كان ينقصها فقط بدلة الرقص الشرقي التي تستخدمها الراقصات والتي أستعاضت عنها بملابسها الداخليه.
أخذت ترقص متمايله بشكل مثير تهز ردفيها وصدرها بشكل مثير في خفه ورقه ودلال لا يتناسبان مع عمرها وكأنها فتاة في الثامنة عشر أو العشرين من عمرها أحترفت الرقص منذ أن كانت **** صغيره أو أكتسبته عن أمها التي كانت تعمل راقصه في كباريه أو عالمه ترقص في الأفراح والحانات. ولم تكن حركة أياديها أقل إثاره من حركات صدرها وأردافها وهي تقوم بعمل إشارات جنسيه بأصابع أياديها وهي ترقص، كذلك فمها الذي كان يعبِر عن شدة شهوتها وإثارتها فاتحة إياه مرات وهي تواصل رقصها. رقصت ورقصت ورقصت وهي تهب وتشب تنزل بركبتيها على الأرض وتقفز في الهواء راسمة دوائر وهمية بوسطها مستديرة يمينا ويساراً للخلف وللأمام. مثيرة زلزال تهتز له الدنيا كلها وهي تهز أردافها وبطنها بتحكم عجيب. مدبرة نحوي بمؤخرتها وقد أشاحت بوجهها الى الناحية الأخرى لتريني جمال مؤخرتها وإثارة ردفيها وهما يقفزان لأعلى ولأسفل بالتبادل الواحد تلو الآخر على وقع صوت الموسيقى. أما نهداها اللذان زادتهما حمالة الصدر جمالاً وهي تشدهما لأعلى طالقة جزءً كبيراً منهما حراً مثيراً الشهوه ومخفياً حلمتيهما فتزيدهما هذه السريّة التي يختفيان فيها جمالاً على جمالهما، وكأن يد فنان نحتتهما من صخرتين متجاورتين يفصلهما عن بعض فراغ كأنه واد منخفض يفصل بين جبلين مرتفعين. عندئذ فهمت كذلك مقولة مثلنا القائل: "تجوع ولا تأكل بصدرها" إذن فهذه وأحدة ممن يأكلن بصدورهن أو نهودهن أو قل بكل جسمها الذي هو قمة في الفتنة والإثارة وكل شيء فيه جنسي ينطق بشهوة عارمة وعطش لا متناه.
لم أتمالك نفسي عندما مالت علي في إحدى حركاتها البديعة وهي ترقص فطوقتها بيديّ وسحبتها إلى السرير وما هي إلا لحظات حتى كانت ترقد أسفلي وأنا أحتضنها ولا أعرف كيف أستطاعت أن تتحرر بحركة بهلوانية من قطعة ملابسها السفلية التي كانت ترتديها وطوقت ظهري بساقيها الذين رفعتهما في الهواء فكنت أحتضنها بزراعي اللذين لففتهما حول خصرها أما هي فكانت تحتضن جسدي مطبقه عليه بساقيها. ويبدو أنها لم تكن محترفه فقط الرقص بل كانت محترفه أيضا فنون الحب والجنس بأنواعه وأشكاله وطرقه المختلفه والمتنوعه واللتي تؤديها بتلذذ كبير ومتعه عارمه. وفي لحظات لم أشعر إلاّ ويدها تمتد نحو قضيبي وتمسكه متحسسه إياه لحيظات قليله ثم بعد ذلك بدأت بتدليكه على مقدمة فرجها لأعلى ولأسفل وهي تتنهد بشهوانيه قبل أن تنطلق منها شهقه عاليه وتنهيده كبيره وهي تقوم بغرسه دفعه وأحده في داخل فرجها ثم بعد ذلك مكثت ساكنه للحظات وهي تعتصر جسمي بزراعيها وساقيها دافعة فرجها لأعلى لتتمكن من إدخال قضيبي بالكامل في فرجها ومكثت ثابته على هذه الوضعية لمدة نصف دقيقه تقريباً وكإنها تود أن تجعل فرجها يتعرف على هذا الزائر الجديد.
كان فرجها كالفرن الملتهب بالرغم من نعومته ولزوجته بفضل السائل الملطف الذي يفرزه والذي يساعد على ولوج قضيب الرجل فيه، والذي قد يكون في بعض الأحيان أكبر منه حجما، بسهوله وبدون ألم إلاّ ذلك الألم الممتع واللذي هو ناتج عن شهوة المرأة والتي تستمتع كثيرا بهذا الألم حتى أن أحداهن قالت: "إن المرأة لا تستمتع إلاّ إذا إلتهم زوجها جسدها كما يلتهم حمامة وهو يتلذذ بأكلها، وينهش جسمها وكأنه يغتصبها" حتى إن بعض النساء تتلذذن وتستمتعن بضرب وعض ازوجهن وهم يقومون بمعاشرتهن، خاصه إذا قام زوجها بضربها على مؤخرتها، وبعض النساء لا يصلن إلى إشباعهن إلاّ اذا تمت مضاجعتهنَّ بالقوه كأن يقوم زوجها بطرحها على الأرض ومعاشرتها بعنف. أما البعض وهن الرومانسيات الحالمات، يستمتعن ويتلذذن بمداعبتهن، خاصة عندما تتسلل يد زوجها أسفل ملابسها وهي مستلقيه على ظهرها لتجردها من (الكيلوت) اللذي تلبسه ويقوم بعد ذلك بإثارة فرجها بإصبعه ونهديها بفمه قبل أن يقوم بمعاشرتها. أخريات يثرن كثيرا ويستمتعن عندما يقوم زوجها برضاعة نهديها كالطفل، حتى وإن لم يكن بهما لبن. على العكس من ذلك بعضهن يتلذذن برضاعة لسان أزواجهن ومصه كالأطفال وهم يرضعون أثداء أمهاتهن فتأخذ المرأة لسان زوجها وتدخله بفمها وتقوم بمصه ورضاعته بنشوه، وبعضهن تقوم بإستعمال لسان زوجها لتمريره على شفتيها وتدليكهما به وكأنه أصبع (روج) "أحمر الشفاف" اللذي تستخدمه المرأة لطلاء شفتيها. ناهيك عن تلك التي تستمتع بالجنس من فمها أي أن تقوم بإدخال قضيب زوجها في فمها ومداعبته بلسانها وإدخاله وإخراجه في فمها كما تفعل تماما عنما يكون قضيب زوجها في فرجها، أي إنها تستخدم فمها كما ولو كان فرجها والبعض يفضلن في هذه الحاله أن يقوم زوجها بقزف "منيه" داخل فمها وهي في قمة المتعه والإثارة ولا مانع عند البعض منهن بتزوق طعم "مني" زوجها أو إبتلاعه بالكامل إذا حدث القذف في فمها.
قلت... كانت ترقد أسفلي وكأنني أنام فوق بركان ثائر ملتهب، مددت يدي وأزحت السوتيان الذي تضعه على نهديها فبدأ لي جمال نهديها وعرفت لماذا يطلق الرجال على نهدي المرأة إسم فاكهة "الرمان" فقد كانا مثل أجمل وأحلى فاكهة وبصفة خاصة "الرمان" الذي يشبههما في صورته وهو في قمة نضجه، متى كانت حلمتي المرأة منتصبتان بفعل إستثارتهما.
لم أكد أفيق من مفاجأة حتى تفاجئني مفاجأة أجمل منها خاصه وقد كان كل شيء بالنسبة لي آنذاك جديد، فقد دخلت هذا العالم السحري من أوسع أبوابه، أي بوابة هذه العاهرة المحترفه والعالمة الخبيره بكل خفايا عالم الجنس هذا وطرقه، خفاياه وحواريه، لا بل ويعجبها السياحة فيه، وتحترف قيادة روادها في دروبه بمنتهى المتعه والسهوله وتعرف أفضل الطرق التي يمكنها أن تستمتع هي شخصيا بها، أثناء هذه النزهه الطويله التي موقع جغرافيتها هو السرير وكنزها المكتشف هو جسدها.
كنت ما أزال تحت وقع تأثير رؤية نهدي إمرأة ناضجين لأول مره عندما أخذت هي المبادرة للخطوة التاليه عندما بدأت تعتصر جسمي وهي تطوق ظهري بزراعيها وتلف ساقيها حولي شابكه إياهم خلف مؤخرتي وكأنها تخاف من أن أهرب منها وبدأت هي في تحريك قضيبي في داخل فرجها للأمام والخلف دون أن تخرجه من فرجها وقد كان قضيبي في داخلها كأنه وتد حشر في جحر ضيق بقوه، وبدأت تتآوه وهي في قمة النشوه والمتعه. وكنت متأكداً أن صوت آهاتها يصل بالتأكيد إلى مسامع صاحبتها التي لابد أن تكون واقفه الآن خلف الباب للتلصص علينا أما هي فلم تكن تبالي بأي شيء آخر في هذه اللحظات سوى أن تصل إلى قمة متعتها وإشباع شهوتها. كنت أشعر بمتعة عارمه فهذه هي المرة الأولى التي أضاجع فيها إمرأه أو قل تضاجعني فيها إمرأة ففي الواقع كانت هي التي تضاجعني أو تقود العمليه الجنسيه كما تشاء، فهي الخبيره المحترفه في هذا المجال.
وفجأة زاد التصاقها بي وأطبقت ساقيها بكامل قوتها عليّ ورفعت فرجها لأعلى بأقصى قدر ممكن لتضمن ولوج قضيبي بالكامل إلى أعماق فرجها وتوقفت عن تحريكه داخل فرجها وحوطت رقبتي بزراعيها وصرخت بصوت عالي: "آه... آه...آه..." وصاحبت هذه الصرخات إنقباضات وإنفراجات متلاحقه في فرجها وكأنها تعتصر قضيبي أو تحلبه وهي تصرخ، عندئذ شعرت بتصلب جسمي للحيظه واحده بعدها بدأ قضيبي يقذف حممه البركانيه في داخل فرجها وهو ينبض بسرعه وكأن "موتور" يقوم بتشغيله ويحركه بقوه ومع نبضات قضيبي تدفق "منيي" إلى داخلها كموج البحر الثائر. كان فعل هذه النبضات كفعل ماكينة الري التي تقوم بسحب الماء من النبع لتقزفه على الأرض العطشى فترتوي. عندما بدأت في قزف "منيي" في داخلها زاد صراخها من قمة اللذة والإثاره وبدأت تصرخ بأعلى صوتها قائله: "أف، أح، أف، أخ..." وهي تكرر هذه الأصوات الغير مفهومه، عندئذ دخلت صاحبتها علينا وأغلب الظن أنها تعللت بحجة الصوت العالي لتدخل وتشاهد صاحبتها وهي في هذه الحاله من المتعه وقالت مخاطبه إياها: " صوتك يصل حتى آخر الدنيا أنتِ سوف تفضحينا في الحاره كلها يا قحبه... ألم تنتهيا بعد" وإقتربت منا بحجة أنها وضعت يدها على فم صاحبتنا لتسكتها. وبينما كانت تقول جملتها الأخيره " ألم تنتهيا بعد" مدت يدها الأخرى، وكأنها تود أن تتأكد، فوضعتها عند التقاء قضيبي اللذي كان مايزال يقذف بفرج صاحبتها وسحبتها بعد أن تبللت من "منيي" أختلستُ النظر إليها بعد ذلك فوجدتها تضع يدها بالقرب من أنفها لتشم رائحة "منيي" منتشيه.
بعد قليل بدأت أنفاسنا المتلاحقه في الهدوء وأشارت هي لصاحبتها بالخروج بعد ذلك قالت لي بلهجه همجيه ما معناه "كل هذا مختزنه في داخلك ومحتمله دون أن تنفجر" قاصده بذلك كمية "المني" الكبيره التي قذفتها بداخلها. كان قضيبي ما يزال منتصبا بعد داخلها، فأزاحتني عنها بعدما فكت ساقاها اللذان كانا يقيداني بها ومدت يدها إلى بكرة المناديل الورقيه وسحبت منها قطعه كبيره ولفتها ووضعتها بين أفخاذها لكي لا تدع "المني" يتسرب منها إلى خارج فرجها وينزل على الفراش الذي كنا ننام عليه وقامت بسحب قطعه طويله أخرى وبدأت في تنظيف قضيبي اللذي كان مايزال منتصبا وهي تداعبه قائله: " أمازلت تقف متصلباً كالوتد بعد... ألم تنهك قوتك... لنرى حتى متى ستبقى ثابت هكذا" وضحكت ضحكه عاهرة ذات معنى مفهوم.
بعد ذلك كررنا ما فعلناه بطريقه أخرى، ثم أخرى وكانت كل مره أكثر إثاره ومتعه بالنسبة لها وأكثر جرأه بالنسبة لي. كنت في قمة المتعه والسعاده. أعتقد أن قمة متعة الرجل الجنسيه تتحقق ليس فيما يفعل أو مايمكنه أن يفعل وإنما متعته يتلقاها من مشاعر المرأة ومتعتها. فلا أظن أنه هنالك متعه أكبر من هذه وهي أن يشعر الرجل أنه قادر على إشباع رغبات المرأة التي يضاجعها وشعوره بأن تلك المرأة مستمتعة به وتشعر بالرضى والإشباع معه وأن كل ما يقوم به يثيرها ويروي عطشها ويحقق لها اللذه، أعتقد أن هذه هي قمة متعة الرجل. أي إحساسه بأنه ينهك جسده ويتخلى عن قوته وهو يحاول أن يقدم لزوجته أقصى ما يمكنه من القوه لتستمتع وتتلذذ هي به وبقوته وشبابه، أقله هذا ما كنت أشعر به في هذه اللحظات.
لذلك يقال أن من أكبر عيوب وأخطاء المرأة الشرقيه أنها تخفي أو تحاول أن تخفي لذتها أثناء عملية الجماع بل إن البعض منهن يتظاهرن بعدم الرغبه وهنَّ يمارسن الجنس مع أزواجهن، ورغم شعورهن بقمة المتعه والإشباع يحاولن إظهار عكس ذلك ولهذا يصدق عليهن القول: "يتمنعن وهن الراغبات". ولا يدرين أنهن بذلك يحرمن الرجال من متعتهم الحقيقيه أي شعورهم بالرجوله الذي يتمثل في أقصى صوره في الفعل الجنسي. وهو شعور الرجل إنه قادر على إشباع زوجته اللذي يزيده زهواً أمام نفسه. ولا يوجد رجل أتعس حظاً في مجتمعنا أكثر من الرجل الذي يشعر بالعجز أمام تلبية رغبات زوجته الجنسيه، فيمكن لأي رجل أن يوهم الجميع بجبروته وقوته حتى وإن كان غير قادر على ذلك ولكنه لا يستطيع فعل الشيء نفسه أمام زوجته التي تعرف ماهو مستور ومخفي عن أعين الآخرين، لذلك لا يستجرء أن يرفع رأسه أمامها مهما كانت مكانته وسلطته في المجتمع متى كان غير قادر على إثبات رجولته أمامها.
أنهينا ما أمكننا أن نفعله حتى أصبحنا منهكين وغير قادرين على فعل المزيد وتمددت بجوارها على السرير، وقلت لها وقد إزدت شجاعه "أنت مثيرة وفاتنه في رقصك... أفضل من أي راقاصة أخرى... فلماذا لا تعملين كراقصه؟ ستكسبين مالاً أكثر... وعلى العموم، فأنت لاينقصك أي شيء، فجسمك رشيق ووجهك جميل صدرك ممتلئ" فأجابتني: "البلد لا ينقصها رقاصات...لأنه هناك جيش من البنات والسيدات من مختلف الأعمار يحترفون الرقص، أم أنك لا تذهب إلى المكان اللي قابلتك فيه اليوم ليلاً" سألتها وكنت أتلذذ بحديثها وأود أن اتحدث معها في أي شيء ولربما كنت قد فقدت صوابي وأصبحت مجنون بها " تتزوجيني...؟ أنا غني أملك ثروة كبيرة وأتمنى أن أقضي حياتي كلها معك" فأجابتني بإبتسامه الشك في كلامي قائله: "ليتني أستطيع فعل ذلك..." فقلت لها: "لماذا" وعندما لم تجبني كررت عليها السؤال فقالت لي ثانية: "لا أستطيع" نظرت في عينيها فوجدتهما وكأنها تريد أن تخفي سراً لا تود أن البوح به. وتحت وطأة الحاحي عليها لمعرفة السبب قالت لي: "أنا متزوجه ولديّ ابن يدرس في الجامعه وبنت في سن الزواج" فقاطعتها قائلاً "إذن فلماذا..... إن كنتِ سيدة متزوجه." وصمتُ عن الكلام ففهمت ما كنت أقصد وردت عليّ قائله: "أكل العيش... هذه هي المهنه الوحيده اللي أعرفها، الرقص ومعاشرة الرجال... وراقصة على المسرح لا استطيع أن أعمل وذلك بسبب أبنائي وأسرتي".
أنهينا حديثنا الذي لم يستمر طويلا بعد ذلك وقمنا لكي نرتدي ملابسنا. وبعد إلحاح كثير عليها وافقت أن تعطيني رقم تليفونها بعد أن أوصتني أن أكون حذراً جداً وأنا أستخدمه فبعد طلب رقم التليفون عليّ أن أنتظر رد الطرف الآخر المستقبل فإن كان الصوت ذكري علي أن أغلق التليفون مباشرة بدون الحديث أما إذا كان الصوت أنثوي فعلي أن أتحقق إن كان هذا صوتها هي أم صوت إبنتها، فإن كان على الطرف الآخر من التليفون إبنتها علي أن أخبرها أنني الأستاذ (...) وأحتاج (أم سعيد) لتنظيف المكتب الخاص بي فتقوم هي بالإتصال بعد ذلك عند عودتها للبيت للإتفاق على المطلوب مثل: المكان، الزمان، وما إذا كنت أحتاجها هي أم أخرى بحسب العمر الذي أحدده لتقوم هي بتدبير المطلوب.
ويبدو أنني قد أدمنتها هي جمالها، رقصها، إثارتها، طرقها الممتعه في ممارسة الجنس، طريقة كلامها، دلالها الممزوج بعهارتها، خلاعتها، شهوانيتها الجنسيه. فتعددت اللقاءات بيننا ولفتره طويله من الزمن أعتقد أنها تعدت العام الكامل، رغم ماكان يكلفني ذلك من أموال كثيره ولولا حالتي الماليه الجيده وعملي الذي يدر عليّ مبالغ طائله لربما كنت قد وقعت في مشكله ماليه بسبب هذه اللقاءات. وكنت في كل مره أطلبها في التليفون تجيبني إبنتها إلا مرات قليله كانت تجيبني هي وربما يعود سبب ذلك للساعات الطويله التي تقضيها يوميا في عملها هذا خارج البيت. حتى أنني أدمنت صوت أبنتها الذي كان يتحدث إلي من خلال التليفون بنبره عاديه وما أن تسمع عبارتي الشهيره "أنا الأستاذ (...) ومحتاج (أم سعيد) لتنظف لي المكتب" حتى تتغير لهجتها متصنعه غنجه في حديثها وكأنها تود أن تقول لي أنها تفهم كل شيء. ربما كانت هذه الفكرة صحيحه هذا ما كنت أفكر فيه ولكن في نفس الوقت كنت غير متيقن من ذلك لهذا كنت حريص على ألاّ أزيد على الكلام الذي كانت قد أوصتني أن أقوله أمها كلمه واحده خوفاً من أن تفسد كلمه ليست في مكانها كل شيء وتنتهي هذه العلاقه بلا رجعه. وكنت كثيرا ما أفكر في هذا الصوت الساحر الذي أسمعه من خلال التليفون، هل ستكون جميله مثل أمها، هل تمارس نفس المهنه، هل تجيد الرقص هي الأخرى، هل هي مثيره وجنسيه مثلها و... وأشياء كثيره أخرى، فإن كان هذا حال الأم فكم تكون الابنه....وقد شغلت هذه الأفكار رأسي لفتره طويله من الوقت.
وحانت في الأفق بادرة أنفراج لهذه الأزمه عندما إتصلت في أحد الأيام لأبلغ الفتاه كالعاده نفس الرساله لتقوم أمها فيما بعد بالحديث معي على التليفون عند عودتها، فما أن أنهيت جملتي الشهيره أنا الأستاذ (...) ومحتاج (أم سعيد) لتنظف لي المكتب" حتى سمعت ضحكه ذات مغز وصوت ساحر مليء بالغنجه والدلال يخاطبني قائلاً "ألا أستطيع أن أحلَّ أنا مكان أمي هذه المره ... أم إنني لا أنفع في أعمال نظافتك... أنا على إستعداد لتنظيف أي شيء" فأجبتها بلا تردد قبل أن أفيق من المفاجأة " يا ليت ذلك ممكناً... أقصد طبعاً... أنت وأمك واحد..." فقالت لي: "أنا مستعدة أن أكون عندك غداً صباحاً... فأين مكتبك... أم أين ترغب في لقائي " فأجبتها بعفويه بلا تردد "سأكون جالساً على مقهى "التوفيقيه" أمام "مطعم الدسوقي غدا صباحاً الساعة التاسعه " وبدأت في وصف المكان لها حتى تعرف كيفة الوصول إليه. بعد ذلك سألتني عن كيفيه التعرف علي أنا شخصياً فقلت لها أنني سأرتدي بدله كامله كحليه وأضع على عينيّ نظاره شمسيه وبجانبي على الأرض ستكون هناك حقيبه "سونسونايت" ممن تستخدم في حمل المستندات والأوراق وأنني سوف أجلس خارج المقهى بجوار الباب لكي يمكنها أن تتعرف علي بسهوله
الفصل الثاني وصلت المقهى صباحاً وجلست في المكان الذي كنت قد وصفته للفتاه التي لم أعلم حتى أسمها إلى هذه اللحظه، ولماذا أعطيتها الموعد في نفس المكان الذي كنت قد التقيت فيه بأمها لأول مره قبل عام تقريباً؟ جلست أدخن سيجارتي وأرتشف كوب الشاي وأنا أتأمل الفتيات اللاتي تسرن في الشارع. وفكلما ظهرت إحداهن من بعيد أمللي نفسي أن تكون هي تلك القادمه من بعيد، خاصه إذا كانت هذه جميله أو تمشي بشكل مثير أو إذا كانت ترتدي ملابس ملفته للإنتباه، أو حتى إذا نظرت نحو المقهى لدرحة أنني أوشكت أكثر من مره على القيام من مكاني للترحيب بهذه أو تلك التي تعبر أمامي الشارع ظاناً أن تكون هذه معشوقتي المجهوله.
وفجأة شردت بعقلي وذهبت بأفكاري إلى اللقاء الأول الذي جرى بيني وبين أمها، هل ستكون هذه مثيرة، شهوانيه، فاتنه، مثل أمها... وفجأة أفقت على صوت عذب رقيق وكأنه عزف موسيقي على آلة شجيه بجواري يناديني: "صباح الخير...حضرتك الأستاذ (...)" لا أعرف إن كنت قد أجبت التحية وقتها أم لا، فقد وجدت نفسي أخيرا أمام هذه المخلوقه المسحورة بلحمها وشحمها والتي كانت كل علاقتي بها صوت عذب مملوء بالدلال يأتيني عَبْرَ خطوط التليفون. مرت لحظات قبل أن أفيق من هذه المفاجأة لأجيبها "آه ... أنا (...)" وأنا أتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها مروراً بكل مفاتنها وكنوزها الطبيعيه قطعةً قطعه. فنظرتْ إليّ بنظرة متعجبه وقالت: "هل سننتظر كتير هنا؟!". قفزت من مكاني كمَنْ صعقه ماس كهربائي وسارت هي بجانبي بلا خوف كأي فتاه تسير مع خطيبها أو حبيبها في الطريق.
كانَتْ... أرق مما تصورت وأجمل مما كنت أتخيل وأحلى مما كنت أحلم، بل إن عزوبة صوتها ودلالها أثناء الحديث وغنجتها وهي تنطق الكلمات عَبْرَ سماعة التليفون لا يساويان شيئاً إذا ما قورنا بجمالها الأخاذ وحلاوتها وتناسق جسدها المتفجر إنوثةً، بكل ما تعني كل كلمة انوثه من معان ودلالات وإشارات، بل إن التعبيرات اللفظيه والكلمات والصور التوضيحيه والتشبيهات البلاغية تقف عاجزة حائرة مرارا كثيرة قبل أن تجد كلمات أو تعبيرات لوصف جمالها ومفاتنها، بل إن كل الكلمات والأوصاف والأمثال والتشابيه تعجز حتى عن إعطاء صورة مقربة لحقيقتها التي تفوق الخيال بمراحل.
قلت... أنني سرت في الشارع وهي بجانبي وبعد أن ابتعدنا قليلاً عن مكان التقائنا وجدتها تتآبط زراعي وتشبك زراعها بزراعي وكأنها تود أن تقبض عليَّ لكي لا أهرب منها وكانت تعلق في كتفها الآخر حقيبتها الشخصيه وتمسك بيدها مجموعة كشاكيل كالذي يستخدمه الطلبة في المدارس، شعرت وقتها بالنشوه فهذه أولى لمساتها ليدي، وكذلك فهذه المرة الأولى التي تتآبط زراعي يد فتاة جميله، بل ويد سيده على الأطلاق. لا أعلم لماذا تود الفتاة أو السيدة تآبط يد خطيبها أو يد رجلها؟ أهو بالنسبة لها نوع من الحماية والأمان، أم هو نوع من الإشباع العاطفي وربما الجنسي تستقيه المرأة بقربها من الرجل. شعرت بموجات كهربائيه تسري في جسدي كلما لامست جسدها وبالأخص كلما لامس كتفي أو زراعي نهدها والذي تعمدت لمسه عدة مرات ونحن نسير معاً في صمت عميق وكأنني أخرس- ابكم لا أبالي بما يدور حولي في الشارع بل لا أشعر بشيء في هذه اللحظات إلاّ بها هي ولمساتها. قطع صمتي صوتها وهي تقول لي: "أين المكان الذي تود أن تنظفه...؟" وضحكت ضحكه ماجنه لها دلالاتها. فقلت لها: "بالقرب من هنا توجد الشقه التي أسكن بها...". فتوقفت عن السير ونظرت نحوي نظرة جاده وسألتني: "ومَنْ يسكن معك فيها...؟" فأجبتها بهدوء وأنا غير قادر على التنبوء بردة فعلها "أسكن بها وحدي فالأهل لا يقيمون بالقاهرة..." إنفرجت عندئذٍ أسارير وجهها وتابعت السير معي، تصاحب وجهها مشاعر الرضى والسرور.
دخلنا إلى شقتي في حرص وأمان لكي لا يرانا أحد من السكان الذين يعرفون أنني أعيش في هذه الشقة الفاخرة بمفردي والتي لم أعتدْ أن يزورني فيها أحدٌ تقريباً وما أن دخلنا من الباب حتى القت كشاكيل المحاضرات جانباً وكذلك حقيبة يدها وجلست على مقعد واضعةً ساقاها الواحدةَ فوق الأخرى مظهرةً بذلك أجمل ساقين يمكن أن يراهما إنسان في الوجود. إتجهت نحوها وقلتُ لها مخاطباً: "كنت متأكد أنكِ جميله جدا فهذا الصوت الناعم الذي كان يحمله اليّ التليفون كان يؤكد لي إنك حوريّة جميله من الجَنَّه "وعندما رأيت أنها إبتسمت إبتسامه خفيفه، تشجعت وأكملت حديثي معها قائلاً: "لكن لم أكن أتصور أو أتخيل أبدا أنك بكل هذا الجمال وهذه الحلاوه..." في هذه اللحظات كنت أقِفُ خلفها وهي تجلس على الكرسي، فمددت يدي ولامست كتفيها، وعندما وجدت أنها لم تعترض أو تبدىء أي شعور بالرفض، بل على العكس من ذلك كانت تبدو راضيه بما تسمع وبلمس كتفها، تشجعت أكثر وأنا أقوم بتدليك كتفيها بيدي وبدأت في النزول إلى أسفل ببطء حتى لامست نهديها رويداً، رويداً... ها هما الآن تحت يديّ أتحسسهما بكلتا بيدي، أشعر بدفئهما، إمتلائهما، استدارتهما ونعومتهما والتي تجعلان من ملمسهما ما يشبه ثمرتي (مانجو) ناضجتين، وبروز حلمتيهما النافرتين تجعلاهما تشبهان ثمرتي (رومان). وعندما تسللت يدي كاللص للدخول من فتحة صدرها إلى حيث ترقد هاتان الرمانتان، أزاحت يدي برفق بعيدا ووقفت قبالتي وسألتني وهي تبتسم: "كم ستدفع لي...؟". فأجبتها: "كم تريدين؟" فقالت: "(... جنيه) وبدون نقاش". لم يكن أمامي الاّ القبول ففي هذه اللحظة كنت أريدها بأي ثمن. فأجبتها " أتفقنا..." فقاطعتني قائلة: "لكن على شرط..." فقلت لها: "أنا تحت أمرك وكل شروطك مجابة". فأشارت بيدها- وهي تثني أصبع يدها الأوسط بشكل جنسي فاضح (تلك العلامة التي تستخدم عندما يُراد التعبير بالإشارة عن قضيب الرجل)- وأشارت إلى مؤخرتها، التي عرضتها نحوي، بشكل مغري ومثير وكأنها تقدمها لي هدية وهي تقول: "فقط من هنا..." وصمتت برهه ثم أكملت حديثها قائلة: "لأني مازلت بكر عذراء بعد.... كذلك إن أردت، فأنا أحب المص..." ووضعت إصبعها بفمها وبدأت تداعبه بلسانها بشكل جنسي شهواني وهي مغمضة عينيها نصف إغماضة بشكل مغرٍ دلالة على نشوتها وهي تمص إصبعها كما تفعل بعض السيدات التي تمارس الجنس بفمها، وكأنها تمص قضيب رجل. ثم بعد ذلك أخرجت أصبعها من فمها وهي تقول: "وعندي اللعاب كثيره إذا أحببت أن تقوم بعملية تسخين أولاً..." فقلت لها: "مثل ماذا؟." فقالت: "مثل، لعبة (الفلاحه وهي تحلب البقره) و مثل (لعبة ركوب الحصان) و مثل..." فقاطعتها "أتجيدين الرقص؟" فقالت: "يعني...قليلاً، لأنني لم أرقص كثيراً من قبل". أمسكت يدها لكي أقودها إلى حجرة نومي فاستوقفتني قائله: "إلى أين؟." فقلت لها "هذه حجرة النوم" فأجابتني بإبتسامة ماكرة قائله: "هكذا بدون أي مقدمات ولا...؟ "فأجبتها "ماذا تريدين؟" فقالت: "لم أعتدْ أن أذهب إلى أي مكان إلاّ راكبه، لأنني لا أحب السير على قدميّ " وقفت متحيرا لا أدري ماذا يمكنني أن أقول لها... "ولكننا هنا في داخل شقتي... فأي مواصله هذه التي يمكننا أن نركبها من الصالة حتى غرفة النوم؟! فقاطعتني قائله: "لا... أنت لن تركب، أنا فقط التي ستركب الحصان... وهذه هي اللعبة الأولى". أمسكت يدي وجعلتني أحني رأسي وظهري لأسفل ووقفت هي على منضدة صغيره كانت موضوعه في منتصف الصالة لوضع الأشياء الصغيرة مثل علب السجائر وأكواب المشروبات عليها لا يزيد أرتفاعها عن نصف المتر، ثم قامت بوضع ساقها اليمنى على ظهري وبقفزة صغيره منها أصبحت فوق ظهري تعتليني وكأنها تركب فوق ظهر حصان، ساعدها على ذلك طولها الفاره ورشاقة جسمها رغم أمتلاء نهديها وردفيها المكتنزين إلاّ أنها كانت تتمتع برشاقة كبيره، لم تجد صعوبه في عمل ذلك لأنها كانت ترتدي بنطلون من "الجينز" لا أعرف كيف استطاعت حشر جسمها فيه فقد كان ملاصقا تماما لجسمها بالكاد ويصور كل مفاتنها، إرتدت فوقه (بلوزة) ضيقه مفتوحة من ناحية الصدر مما يظهر مفرق نهديها وجمال صدرها وحجمه أكثر مما تخفي منه.
أفقت من وقع المفاجأة على صوتها القائل: "حااااا شيح ياحمار حاااا..." وهي تكرر ذلك مع هزات ساقيها كما يفعل الفارس أو الفارسة- كما هو الحال الآن- ليستحثّ أو تستحثّ الحصان على المشي. فبدأت السير بها في الصالة بدلاً من الدخول إلى غرفة النوم، وقد أحسست من نبرات صوتها وهي تكرر قولها "حاااا... شيح يا حمار" لتستحثني على السير بها بشكل أسرع وهي تركب فوق ظهري، أنها في قمة النشوة والسعادة بل وتشعر كذلك بلذة كبيره وهي تركب فوقي كالحصان.
بدأت أنا أيضا أشعر بسعادة غامره، وإحساس عجيب، وأنا أتجاوب مع أوامرها وأمشي على وتر هزات ساقيها المتدليتين حول جسدي في الهواء. فلم أختبر من قبل إحساس كهذا، بل ولم تراودني أبداً حتىّ فكرة تشبه هذا الموقف الذي أنا فيه الآن طيلة حياتي، رغم كل خيالاتي وتوهماتي الواسعة. ولم يخطر على بالي يوما أن تكون هناك فتاة شابه بل إمرأة ناضجه كهذه تأتيها الجرأة لتطلب من رجل أن يحني ظهره لتركب عليه كالحصان بهذه النشوة واللذة، هذه لا بد وأن تكون في قمة الجرأة، بل قمة الوقاحة، وأعتقد أن فتاتي هذه ليست بعيدة عن هذا، فهي داعرة محترفة، تهوى مضاجعة الرجال وتستلذ بسلب قوتهم وطاقتهم هذا بجانب سلب أموالهم أيضا.
لا أدري لماذا بدأ يتسلل إلى نفسي شعور غريب باللذة، أهو الموقف نفسه؟، أم هو جسدها الملتهب الذي أشعر بحرارة أرق وأحس أجزائه يلامسني ويشعل في جسدي نارا متقدة؟. أم هو الإحساس الذي يشعره بعض الرجال الذين لا يشعرون باللذة والنشوة إلا إذا قامت المرأة التي يضاجعونها بإذلالهم؟، فهناك بعض الرجال من يطلب هو من زوجته الركوب عليه كالحمار والسير بها! والبعض يستلزون بتعذيب النساء لأجسادهم ووصفهم بأحقر الألفاظ والكلمات!. والبعض يتزلل هو لامرأته كان يقول لها أنا عبدك... أو منهم من يُقَبّل ليس فقط أرجل المرأة بل أيضاً الحذاء الذي تضعه في قدميها والبعض يستلذ عندما يسلم جسده لزوجته ويترك لها الحريه لتكون هي الفاعلة فيه وهي التي تملك زمام الأمور أثناء عملية الجماع وهؤلاء يستلزون فقط بقدرتهم على إشباع رغبات زوجاتهم وكل مايطلبنه منهم.
في حجرة النوم قمت بتجريدها من ملابسها قطعة قطعه وأنا أكتشف شيئاً فشيئاً كنوزها التي تحجبها عن اعين المتطفلين والمتطلعين إليها الملابس التي ترتديها والتي تبرز أحيانا أكثر مما تخفي، وبعدما قمت بتجريدها من كل ملابسها حاولت أن أتفحص فتحة (فرجها) بيدي والذي أصبحت شفتاه منتفختان ويكاد الدم ينفجر منهما من شدة الرغبة المتعطشه، إلاّ إنها مانعت في البدايه خوفاً من أن أتسبب في خرق فرجها أي خرق غشاء بكارتها وبعد أن أقسمت لها أنني لن أضرها في شيء ورجوتها مرات كثيره سمحت لي بان أقوم بلحس شفاه فرجها بلساني وهي مستلقيه على ظهرها تتلوى وتتآوه وتتنهد من قمة النشوة والشبق، ثم بعد ذلك. قامت هي بإدخال قضيبي في فمها وبدأت تداعبه بلسانها وتمصه كما ولوكانت تلتهم ال(آيس كريم المثلج). بعد ذلك أخرجته من فمها ووضعته بين نهديها المكتنزتين وضمتهما معا عليه وبدأت في تدليكه بنهديها وهي تضم نهديها عليه.
لم يمضي وقت طويل حتى أخرجت من حقيبة يدها علبة (كريم) وقامت بدهان قضيبي بهذا الكريم ثم بعد ذلك وضعت بعضه على مؤخرتها وبالتحديد فتحة شرجها ثم نامت على بطنها مباعدة بين ساقيها وفخذيها وأشارت لي أن أتمدد عليها وطلبت مني ألاّ أقوم بأي حركه قبل أن تتمكن هي من إدخال قضيبي في دبرها أو شرجها. أمسكتْ هي قضيبي المنتفخ وأنا أخشى ألاّ تتمكن من إدخاله في فتحة شرجها التي تبدو صغيره جداً، وقامت بوضع رأسه على بداية فتحة شرجها وأخذت ترفع مؤخرتها شيئاً فشيئاً وهي تتنهد وتتلوى تحتي حتى تمكنت من إدخال كامل قضيبي في شرجها وقد ساعدها على ذلك الكريم الذي دهنت به قضيبي والذي ساعده على الولوج في شرجها بسهوله وقتها أحسست أن قضيبي ينفذ حتى أعماقها بل ويصل إلى بطنها من الداخل.
بدأت في تحريك قضيبي داخل شرجها إلى الأمام والخلف دون أن أخرجه منها وأنا أمسك نهديها بيدي الإثنان وأعصرهما وأنا أود أن ألتهمهما كما تؤكل الفاكهة وأنا أُقَبِّل رقبتها وخديها. وبدأت هي في قمة المتعه والرضى وأنا أستثير شرجها بتحريك قضيبي فيه وهي تقوم بضم فخذيها عليه لتتمكن من إيلاجه بالكامل داخل فرجها وهي تطلق إلى العنان الآهات والتآوهات وأحيانا أيضا الصرخات وهي في قمة لذتها مستمتعة بمضاجعتي لها.
فجأة تصلب جسمي وشعرت بقشعيرة تسري في كل أعضائه وبدأت أنفاسي في ****اث وإزدادت ضربات قلبي سرعةً وعلى وقع هذه الضربات بدأ قضيبي ينبض بشكل متواتر ويقزف بحممه البركانية إلى أغوار شرجها العميقه، وبدأت هي الأخرى تطلق الآهات والتنهدات على وقع نبضات قضيبي في شرجها وتدفق سيل مائي أقصد "منيي" إلى داخل شرجها، وأخذت يدي من على إحدى نهديها ووضعت إصبعي في فمها وبدأت في مصه ومداعبته بلسانها، وإمتدت يدها الأخرى لتضعها على مؤخرتي وهي ترفع مؤخرتها قليلاً إلى أعلى لتدخل قضيبي بالكامل إلى أعماق فرجها، كأنها بوضع يدها على مؤخرتي تضمن بذلك عدم خروج قضيبي من شرجها إلى أن تحصل على إرتوائها وشبعها منه.
لا أعرف ماهو إحساس المرأة أثناء قذف الرجل "منيه" في فرجها أو شرجها وهي تشعر بتدفق هذا السيل أو السائل "مني" إلرجل إلى داخلها، أعتقد إنه شعور يجمع معاً كل الأحاسيس معاً، النشوه، الإثارة، المتعه، الإشباع، الإرتواء، ولا أستطيع أن أشبهه إلا بصورة الأرض الصحراويه القاحلة والعطشى عندما يسقط عليها الماء فترتوي، ثم تنبت فيها بعد ذلك براعم صغيره تصبح فيما بعد حياه .
كررنا هذا ثلاثة مرات بأوضاع وأشكال مختلفه حتى أحسسنا بالإرتواء والشبع ولكننا لم نشعر أبدا بالملل رغم الساعات التي أمضيناها معا. ولكن لم أغفر لها أنها لا تعرف الرقص وحتى عندما حاولت أن ترقص تحت كثرة إلحاحي عليها لم يعجبني رقصها ولم يكن هناك وجه للمقارنة بينها وبين أمها في هذا المجال والتي تعتبر بلا مبالغة راقصه محترف. كذلك شعرت بالتزمر عليها عندما حاولت أكثر من مره نكاحها من فرجها ولم أستطع بحجة أنها عذراء بكر. وعندما عبَّرت لها عن هذا وعدتني أن تحضر لي صديقتها، العروس التي لم يمضي على زفافها أكثر من شهر ونصف كانت هذه مثلها تمارس الجنس من الخلف قبل الزواج وتجيد الرقص بل فكرت في إحتراف الرقص ولكن أهلها منعوها من تحقيق هذا. وفي المقابل طلبت مبلغاً كبيراً من المال لأنها حسب ما قالت ستتقاسمه مع صديقتها، وكان عليَّ فقط علي أن أتصل بها تليفونيا لتحديد الموعد قبل ذلك بيوم واحد على أن يكون توقيت الموعد صباحا لأنه موعد ذهابا إلى المعهد الذي تدرس فيه وهكذا لن يكتشف أحد غيابها عن البيت الساعات التي ستمضيها معي.
"إذن فأنت طالبه؟" سألتها فأجابتني بالإيجاب: "نعم... طالبه في السنه الثانيه، بالمعهد الفني التجاري". وتنهدت طويلا وسرحت بخيالها مسافرة عبر الزمن الماضي الطويل عندما سألتها "ومنذ متى وأنتِ تقومين بهذا العمل؟... وكيف دخلتِ إلى هذا العالم؟" قالت: "كنت صغيره بعد عندما كنت أرى أبي يضاجع أمي أثناء الليل وأنا أنام معهما وكانا ينهراني ويطلبا مني أن أنام... ثم بعد ذلك رأيت أمي وأحد الشباب يضاجعها ممن كانت تذهب لتنظف لهم سكنهم، وذلك حسب عملها، وقد رأيتها أكثر من مره ومع أكثر من شخص تفعل ذلك عندما كانت تأخذني معها وأنا صغيره إلى الشقق والمكاتب والعيادات التي كانت تذهب لتنظيفها عندما كان يطلبها أصحابها لتقوم بنظافة هذه الأماكن. ثم تطورت الفكرة في عقلي منذ أن كنت اللعب عروسه وعريس مع ابن الجيران حتى قاربنا سن المراهقه، بعد ذلك بدأنا نلتقي في شقتنا أثناء الإجازة الصيفيه كلما خرج والداي للعمل. أما بداية عملي هذا فكانت عندما عادت أمي مرة مبكرة على غير العادة الى البيت وفتحت علينا الباب فجأة عندما سمعت همسات تأتي من خلف الباب الذي كنا نغلقه فوجدتني في حضن ابن الجيران على السرير وعلى الرغم أننا كنا بكامل ملابسنا إلاّ أن أمي ثارت وهاجت وهددت ابن الجيران انها ستبلغ والداه وقد ترجاها كثيراً لكي لا تفعل هذا. يومها ضربتني ضرباً مبرحاً وهي تهددني أنها ستبلغ أبي وسبتني بأقزر وأقبح الألفاظ الجنسيه التي كان أبسطها "يا قحبه... يا عاهره.... إلى آخر تلك الشتائم".
وبالمصادفه أتصلت بنا صاحبتها التي تسكن في نفس المنطقه التي نسكنها في "إمبابه" والتي كانت ترسلني إليها كلما أرادت شيئاً منها، وحكت لها على ماحدث، وقد هدأت هذه من روعها. ثم بعد أن أنهت الحديث معها على التليفون أرسلتني إليها، فلما وصلت عندها، طلبت مني أن أغسل عيني من الدموع التي كانت ماتزال تملأ عينيّ من تأثير الضرب والخوف الذي أصابني، بعد ذلك أخذت تدللني وتحدثني بشكل غير عادي وأفهمتني أنني أصبحت الآن عروسه ناضجه وأن بعض البنات الذين هم في مثل سني الآن كنَّ في الماضي، يفتحنَ بيوت ولديهن أبناء...يومها جعلتني أبات ليلتي عندها بعد أن أخبرت أمي بذلك، وفي الليل بدأت تحدثني عن البنات والسيدات المتزوجات وكانت وجنتي تلتهب حمرةً من حرارة الخجل، وبدأت تشرح لي أشياء عن الجنس وعن المعاشره الجنسيه وغشاء البكارة وليلة الدخله وأشياء كثيرة أخرى.
بعد عدة أسابيع أرسلتني أمي إليها وطلبت مني أن أسمع كلامها جيدا وأن أطيعها فيما ستقوله لي. وهناك أكملت لي بعض أحاديثها السابقة بشكل مثير ومشوق و سألتني فجأة إن كنت أحب الجنس فأحنيت رأسي خجلاً ولم أجبها. فقالت لي أن البنت تستطيع أن تحصل على كل ماتريد وأن تحافظ على بكارتها في نفس الوقت ...وأسهبت كثيراً في الشرح. وبعد ذلك سألتني إن كنت أحب ابن الجيران فأجبتها بنعم، فإبتسمت وقالت لي وهل تودين أن تنامي معه مرة أخرى، لم أجد الإجابة التي أستطيع أن أقولها لها، فضحكت ضحكة ماجنة عاهره وضربتني برفق على كتفي مداعبه وهي تقول لي: "آه منكِ أنت ياقحبه... " ثم أكملت حديثها قائله "لا تخافي أنا سوف أعلمك كل شيء" وإتجهت نحو خزانة ملابسها وأحضرت لي "سوتيان" و "كيلوت" و"قميص نوم" لونهم أحمر وطلبت مني أن أخلع ملابسي وأرتدي هذه الملابس لكي ترى أن كان مقاسها يناسبني أم لا، وخرجت من الحجره لكي تتركني أبدَّل ملابسي. أخذت أتأمل هذه الملابس قبل أن أضعها على جسدي فهذه المرة الأولى التي أضع فيها سوتيان فوق نهديّ اللذان لم يكونا قد نضجا تماما بعد ولكنهما كانا كفاكهة التي ماتزال لم تنضج بعد ولكنها تبشر بإنتاج طيب ووفير.
دخلت علي بعد أن أرتديت هذه الملابس وهي تتأملني بإعجاب وأخذت تنسق خصيلات شعري يميناً ويساراً وهي تقول لي الآن قد أصبحتِ سيدة كامله بهذه الملابس، ثم أخذت رأسي بين يديها وهي تقول لي غامزة لي بطرف عينها " وهذا المساء لكِ عندي مفاجأة أخرى..." عدت إلى البيت فوجدت أمي في إنتظاري وكان واضحاً أنها تحدثت على التليفون مع صديقتها هذه التي كنت أناديها ب "خالتي"، عند المساء وقرابة الساعة الخامسه أرسلتني أمي إلى صاحبتها وأوصتني أن أسمع كلامها جيدا وأنفذه بالحرف الواحد كلامها مهما طلبت مني أن أفعل وأن أكون مطيعه لها، وإلاّ أخبرت أبي بما كان بيني وبين ابن الجيران، ويبدو أنها قد وجدت ابن الجيران هذا كحجه تستخدمها وتلوَّح لي بها متى أرادت أن تهددني أو تجبرني على فعل شيء لا أريد أن أفعله.
عندما وصلت إلى بيت خالتي هذه المزعومه طلبت مني إرتداء الملابس التي كنت قد قمت بقياسها هذا الصباح, واحضرت لي عقداً جميلاً طويلاً يتدلى حتى أسفل صدري، وقتها ظننت أن هذه هي المفاجأة التي كانت قد أعدتها لي. بعد ذلك تركتني وخرجت وبينما كنت أنظر إلى صورتي التي تعكسها مرآة مثبته أمامي إذا بي أسمع صوت غريب في الصاله يتحدث إلى هذه السيده وضحكات غريبه تتعالى، وفجأة فتحت باب الحجرة ودخلت بعد أن أغلقته خلفها ومدّت يدها نحوي ببعض النقود وهي تقول لي: "هذه لك يا عروسه... المعلم (...) يُحييكِ ويرسل لك هذا" أمسكتهم بيدي بكل براءة وأنا أسألها "لماذا... أنا لا أعرف هذا الرجل ولم أسمع أبداً عن هذا الأسم من قبل" فنظرت إليّ نظره خبيثه وهي تقول: "والدروس التي أعطيها لك طوال الأسبوعين الماضيين وكل ما قلته لك وعلمتك إياه... ألم تفهمي؟... وأكملَتْ حديثها وهي تغمز لي بعينها بإشارة فاضحه قائلةً: وعلى العموم البنت لا يستطيع أحد أن يأخذ منها شيء بدون رضاها، لا تخافي أنا متفقه مع أمك على كل شيء... ترددت في حيره وأنا لا أجد ما أقوله لها، فالحَّت عليّ قائله: " ماذا تنظرين يا عروسه... إنه ينتظر في الخارج... لا تخافي، القليل من الدلال والحنان منك يمكنه أن يكفه... وإذا أردتيه أن يُكمل بعد ذلك... فأنا قد أفهمته إنك عذراء، وهو راضٍ أن ينكحك من الخلف فقط، لا تخافي..." وفتحت الباب وخرجت دون أن تنتظر إجابتي ودخلت بعد لحظات وهي تتقدم رجلا في الأربعين من عمره تقريباً وأشارت إليَّ بيدها مخاطبه إياه قائله: "ما رأيك في هذه العروسه..." تقدم نحوي بإعجاب وقال وهو يلمس زراعي " هذه قطعة من الملبن" حاولت أن أزيح يده عندما تسللت من كتفي إلى صدري فمانعتني خالتي وهي تمسك يدي وتقودني نحو السرير.
كانت هذه أولى خبراتي الحقيقيه مع الجنس وأول مره تتم فيها مضاجعتي من الخلف وقد كان هذا مؤلماً ومخجلاً للغايه بالنسبة لي، خاصةً وإن هذا الرجل قد ضاجعني أمام خالتي المزعومه هذه أو مَنْ اناديها بلقب "خالتي" والتي ساعدته في القيام بمعاشرتي ليس فقط بالقيام بمسك يدي بل بإثارة هذا الرجل بالكلمات والتعبيرات الجنسية مثل " أشبعها... وأروِها لأن هذه هي المرة الأولى التي يركب فيها هذه المهرة فارس. مبسوطه يا شرموطه يا قحبه...". ثم بعد ذلك تكررت هذه اللقاءات مراراً كثيرة وفي كل مره عندما كانت خالتي هذه تتصل بي لأذهب إليها كنت دائما متيقنه أنه هنالك عميلاً جديداً ينتظر مضاجعتي. ولقد كانت أمي تعلم هذا تماما.
سألتها عندئذ "وهل كان أبوكِ يعلم بهذا كله؟" فأجابتني بالنفي قائله: "لا... لا يعلم شيئاً... الوحيده التي تعلم هذا هي أمي وصديقتي وخالتي هذه التي قامت بتدريبي وتعليمي كل شيء عن الجنس والرجال وما يحبون في المرأة وما يمتعهم. أما أبي فهو لا يعلم شيئاً عن هذا ولا عما تقوم به أمي أثناء عملها في تنظيف الشقق والمكاتب والعيادات التي تذهب إليها، فأبي لا يملك شيئاً سوى عمله (ككاتب محامي) وهو بالكاد يدفع مصاريف أخي الجامعيه وإيجار الشقه التي نسكنها وفاتورتي الكهرباء والتليفون الذي كان مضطراً لتركيبه لا كنوع من الرفاهيه بل لأن المحامي الذي كان يعمل لديه كان يحتاجه كثيرا ويطلبه مرات عديده حتى في أيام الأجازات والأعياد ليقوم بقضاء مصالحه الشخصيَّه وطلبات بيته أيضاً. وما تبقى من راتبه كان يشارك به في مصاريف البيت الذي يعتقد حتى الآن أن أمي تسددها من عملها في نظافة البيوت والمكاتب، وهو لا يدري شيئاً عن غيابنا أثناء النهار لساعات وذلك لأنه يخرج في الصباح الباكر لكي يقوم بفتح مكتب المحامي وتنظيفه قبل أن يصل إليه المحامي ويعود إلى البيت في المساء بعد أن يبقى طوال اليوم بين المحكمة والمكتب لمقابلة الزبائن الذين قد يأتون إلى المكتب لرفع قضاياهم بعد عودة المحامي إلى منزله. وكان إبي يثور بمجرد أن نحاول الحديث معه في المصاريف لأنه كان ينفق كل ما كان يحصل عليه من أجر علينا والذي يكفينا بالكاد حتى نهاية الشهر، لهذا كنا ندبر نحن مصاريفنا من عملنا هذ وكان أبي يعتقد أن هذا كله من عمل أمي في النظافة.
الفصل الثالث اليوم موعدنا مع العروسه الجديده، هذا ليس فقط لأنها المرة الأولى التي ستحضرها لي رفيقتها، ولكن لأنها- كما قالت لي صاحبتها- عروسة جديدة لم يمضي على زفافها إلى عريسها إلاّ قرابة الشهر والنصف فقط. إذن فليكن اليوم هذا اللقاء إمتداد لشهر العسل الذي لابدَّ وأنها قد استمتعت وتستمتع به كثيراً بعد أن مارست الجنس سنوات طويله، ضاجعت فيها كثير من الرجال، من الخلف فقط، أي من شرجها الآن يمكنها أن توسِّع نشاطها ليشمل فتحتي بابيها أي (فرجها) و (شرجها) أو كما يسميه البعض (دبرها). هذا علاوةً على كونها راقصه فكرت في يوم من الأيام- وكما أخبرتني رفيقتها أيضاً- في إحتراف الرقص ولم يمنعها من ذلك سوى أسرتها التي عجَّلت بزواجها. فكثير من الناس والأسر يعتقدون أن زواج البنات سترة لهن وأن البنت ستصبح بالزواج سيدة فاضله محترمه حتى وإن كانت على العكس من ذلك قبل الزواج، وهذه فكرة خاطئه، فالفتاة الشقيه المثيرة قبل الزواج والتي تحب أن تلفت الأنظار إليها وتلهب أعين الرجال ومشاعرهم مثيرة إياهم بخطواتها وحركاتها، نظراتها وتلميحاتها، هذه تصبح بعد الزواج إمرأة لعوب عاهره لا تقل عن الداعرات شيئا بل وأحيانا تمتهن هذا العمل، أو ما يشابهه إذا لم تجد الإشباع الكافي في رجلها.
جلست أنتظر في شقتي فموعد اليوم هنا في بيتي، لأنه لا داع لتحديد موعد للإنتظار خارج البيت وقد عرفت رفيقتي مكان إقامتي وهي التي طلبت مني أن أنتظرها في البيت الذي اصبحت تعرفه الآن، لا بل إن هذا سيسهل عليهما دخول البيت دون أن يلفتا الأنظار إليهما إن كانتا بمفردهما بدون مصاحبتي، ويمكنهما العودة إلى الخلف إذا ماصادفا أحد من السُّكان على السلم أو إذا ما سألهما أحد عن الوجهة التي يقصدانها وذلك بحجة إنهما دخلا إلى البيت خطأ وإنهما كانا يقصدان ربما البيت المقابل أو المجاور. سبحت بخيالات بعيدا وأنا اتأمل اللقاءا التي تمت بيني وبين هذه الفتاة وكذلك لقاءاتي بأمها التي لا تعلم أنني اضاجع أيضاً إبنتها. وذلك الأب المخدوع الذي تعمل زوجته راقصه قطاع خاص، لجلسات السمر الشخصيه لزبائنها وتمتهن الدعارة هي وإبنتها دون أن يعلم هو شيئا عن سلوكيهما.
وراح خيالي يسبح بعيداً في العروس الجديدة التي لم يمضي على زواجها سوى شهر ونصف الشهر ونزلت تبحث عن عشاقها وخلانها في حقل الدعارة التي وعلى ما يبدو لي أنها مازالت تعمل فيه، ترى هل ستكون فاتنه مثيره كصاحبتها وأمها؟... أعتقد ذلك، وهذا الافتراض يدعمه سببان، أولهما: إنها مازالت عروس جديده. وثانيهما: إن كانت هذه قد أرادت من قبل أن تصبح راقصه فلابد وأن تكون جميله جداً فاتنه ومثيره شهوانيه وكل شيء في جسدها، حركاتها، ملابسها، كلماتها ينطق بالجنس ككل الراقصات اللذين نراهم في السينما والتليفزيون، الذين لم يحدث أن رأيت إحداهن ترقص يوما على أرض الواقع حتى الآن، إلاّ أم صديقتي والتي لا تعتبر راقصه بمعنى كلمة راقصه محترفه، وإن كانت لا تقل عنهم فتنه وإثاره. ترى ماذا ترتدي من ملابس؟ أترتدي "الجينز" والملابس الضيقه الحديثه وتترك لشعرها العنان يداعبه النسيم وهي تسير في الشارع بخطواتها الراقصه كما تفعل صاحبتها؟؟. أم إنها ترتدي الملابس المثيره كالتي نرى راقصاتنا ترتديها في الأفلام.
أفقت من خيالاتي على صوت جرس الباب الذي أعلن لي عن مقدمهما، فقفزت من مكاني نحو الباب فرحا وعندما فتحته وجدت نفسي أمام صاحبتي فقط التي كانت تقف أمام الباب بمفردها وقبل أن أفتح فمي لاسألها عن رفيقتها، أعطت إشاره من يدها لشخص ما ينتظرها أسفل على السلم لم يكن ظاهرا لي حتى هذه اللحظه وأزاحتني برفق إلى الداخل ووقفت هي مكاني على الباب لتنتظر القادم، وهنا دخلتُ أنا إلى الصاله منتظراً دخولها مع صديقتها. لم تمضي لحظات حتى دخلتا وأغلقتا الباب خلفهما، عندئذ نزلت عليَّ المفاجأة كالصاعقه وأنا أقف فاتحاً فمي من شدة الدهشة وهول هذه القنبلة السوداء الغامضة التي أقتحمت علي بيتي، على العكس من كل تخيلاتي وتصوراتي.
وقفت صاحبتي تراقب ردات فعلي والوجوم والعبث اللذان لوَّنا بالوانهما ملامح وجهي، من وقع هذه المفاجأة. فقد إنتظرت مترقباً مجيء راقصة كأللاتي نراهم عبر شاشات السينما والتليفزيون، أو أقله سيدة شابه ترتدي ثيابا مثيره وتضع مكياجاً باهراً على وجهها و...و... إلى آخر ذلك مما تفعل الراقصات، وحسبما كانت ترسم لي مخيلتي، وهاأنذا أقف الآن أمام إمرأة شبح، تتشح من أعلاها إلى اسفلها بالسواد. كان هذا بدون أي مبالغات حقيقة ما رأيت أمامي في تلك اللحظات: سيده لا تستطيع أن ترى منها أي شيء، بفعل فاعل ليس إلاّ. فقد كانت ترتدي رداءً طويلاً، هذا الرداء الذي يسمونه (عبائه) كالتي ترتديها نساء الخليج، طويلة جداً وفضفاضة، لا تظهر شيئاً من مفاتن المرأة وتحجب عن الناظرين حتى الحذاء الذي تضعه في قدميها، وقد كانت تغطي يديها بقفاز خفيف من نفس اللون، لكنَّ المفاجأة الحقيقيه كانت تكمن في إنها كانت مُنَقَّبه، وتضع على وجهها (برقع) أو بحسب ما يسمونه أيضاً (خُمار) لا يظهر شيئاً إلا عينيها وبلا وضوح. أفقت بعد لحظات من المفاجأة عندما إقتربت صاحبتي مني، فقلت لها بصوت منخفض لابد أن تكون قد سمعته أيضاً رفيقتها: "أهذه الراقصه المفاجأة التي حدثتيني عنها؟!..". ضحكت ضحكه عاليه وبدون أن تتحدث أو تنطق بكلمه واحده، أشارت إلى رفيقتها بيدها. فقامت هذه الثانيه بسحب الخمار، الذي كان يغطي وجهها، إلى أسفل دون أن تقوم بنزع بقية الغطاء الذي كان يغطي رأسها وكتفيها ويصل إلى أسفل صدرها بقليل، قامت بعمل هذا بحركة إستعراضيه بطيئه ، كمن تقوم بعرض تليفزيوني مشوق مثيرة أمام أعين المشاهدين المتلهفين الكشف عن مفاجأة كبرى. كاشفة بذلك عن وجهها فقط.
كانت المفاجأة الثانيه- رؤية هذا الوجه- أشد قوة وتأثير. فلا يمكن لأحد أن يتصور أن هذا الغطاء الصغير الأسود (البرقع)، وهو اللون الكريه عند الكثير من الناس يمكنه أن يحجب عن العالم كل هذا السحر والجمال، بل يحجب عن الناس جمال العالم كله الذي يتلخص و يختزل في هذا الوجه المستدير، العينان اللتان تشبهان بحر من البلور الذي لا نهاية لعمقه، يعلوه رمشان زادهما الكحل الأسود جمالاً فوق جمالهما الطبيعي وحاجبان مستديران كإنهما رسما رسماً بريشة فنان، ينزلان كخط مائل نحو عينيها الساحرتين واللتين تسرقان الفؤاد، وكأن هذين الحاجبين، منحنيان نحو العينين الساحرتين ليتعبدا لهما. أما فمها الصغير فكان اللون الأحمر الذي يكسوه، يظهر شفتيه وكإنهما قطعتي جمر متلاصقتين يزيد هواء الشوق التهاب جمرتيهما. تعلو هذا الفم، أنف صغير دقيق يلخص رقة ونعومة صاحبتها.
"تبارك الخلاق فيما خلق" كانت هذه إجابتي، عندما سألتني صاحبتي عن رأيي، وأنا مازلت أقف منتشيا مسلوب الإرادة كالسكير أمام روعة هذا الجمال، ورغم أنني لم أذق في حياتي طعم الخمرة أو المسكر من قبل إلاَّ أنني أقسم أنه لا توجد في العالم كله خمرة يمكنها أن تسكر رجلاً وتجعله يغيب عن وعيه وعن العالم كله من حوله أكثر من سحر إمرأة كهذه.
أزاحتني صاحبتي من أمامها وأشارت إليها بالدخول إلى الحجرة المقابلة- التي كنا قد أمضينا فيها ساعات من المتعة أيام مضت- قائله لها "عندما تكونين جاهزة نادي عليَّ" دخلت هي إلى الحجرة التي أشارت إليها صاحبتها وأغلقت الباب خلفها دون أن تنطق بكلمة واحدة حتى الآن. نظرت إلى صاحبتي- والتي كانت منشغله بوضع شريط كاسيت في جهاز التسجيل الذي كان في الغرفة الأخرى الأكثر إتساعا التي دخلنا إليها- وسألتها مندهشا عن سبب إرتداء صاحبتها هذه الملابس وقد كنت أتصور أنها ستأتي بملابس أخرى مثيره أو أقله ملابس مثل ملابسها هي فأجابتني قائله: "أن زوجها، وهو في نفس الوقت ابن عمها، شخص متزمت ويعاملها بشدة وقسوه منذ اليوم الأول لزواجهما ويضيِّق عليها كثيراً لأنه يعرف أنها كانت قبل الزواج، ترتدي الملابس المثيره، وإنها فتاة مدلله شقيه، تحب ****و كثيرا والخروج والنزهات والمشاركة في الأفراح بل أنها كانت تدعى خصيصا في أفراح المعارف والصديقات والجيران لأن الجميع كان يعرف أنها كانت إذا حضرت عرسا ما فإنها سترقص فيه كما تفعل كثير من النساء والبنات في المناسبات السعيده. ولقد كانت أمها تدللها كثيراً ولا تبخل عليها بأي شيء وتترك لها الحريه لأنها وحيدتها و...، قاطعتها هنا قائلاً وأنا في قمة الغضب والضيق: "ولماذا وافقت إذن على زواجها من ابن عمها؟ ألم تكن تعرفه قبل الزواج؟!" فأجابتني قائلة: "إنها لم توافق عليه وإنما فرض عليها من أعمامها وأخوالها وأقاربها، خوفاً من هربها من البيت. فعندما تسرب خبر رغبتها في احتراف الرقص والعمل كراقصه، ولم تستطع أمها عن أن تثنيها عن هذه الرغبه، لم تجد أمامها سوى العائلة لتلجأ إليها، وقد وجدت العائلة حلَّ هذه المشكلة في تزويجها من ابن عمها وذلك إنقاذاً لسمعة العائلة المهددة بالعار، وقد رأت العائلة أن ابن عمها والذي يعرف عنها كل شيء سوف يستطيع أن يحكم لجام طيشها بعد الزواج، وهكذا فقد تزوج كلاهما الآخر بدون رغبته. وزاد هذا الزواج ابن عمها كراهية لها وهو الذي كان ينظر إليها دائما قبل زواجه منها حتى قبل أن تفكر في العمل كراقصه كفتاة مستهترة، ووصل به الأمر أنه ضربها في إحد الأفراح عندما رآها ترقص وسط البنات وقال لها أمام الجميع أنك لا تصلحين إلاَّ راقصه عاهره. أما هي فإن هذا الزواج قد ذاد من عنادها رغم إنه حدَّ من حريتها. "ولكن كيف يمكنها الخروج من البيت وفعل هذا وزوجها يضيق عليها الخناق هكذا "سألتها مستغربا، فقالت لي: "بالطبع إنها لا تخرج الآن من البيت كما كانت تفعل في الماضي بحريه ولكن فقط كلما استطعت أنا تدبير فرصة لقاء لها - مثل اليوم- فتخروج من البيت بصحبتي... فزوجها يرفض خروجها من البيت بمفردها ويجبرها دائما على إرتداء هذه الملابس التي رأيتها الآن كلما خرجت من البيت لزيارة أمها أو قضاء حاجة، ظاناً منه إنه بذلك يستطيع إذلالها، وهو لا يعرف إن المرأة لا شيء يغلبها أو يستعصي عليها، بل وكما يقولون: (إنك إن أردت أن تذل رجلاً وتقهره فسلِّط عليه إمرأة)... وبينما يختنق زوجها الآن في زحام الأتوبيس العام الذي يعمل عليه كمحصل ويتصبب جبينه العريض عرقاً ويتراقص جسمه كالقرد على وقع مطبات الشارع وحفره، فإن زوجته، التي يعتقد أنه سجنها الآن في منزله وفي الملابس التي يفكر أنها ستخفيها عن الأعين وتقتل فيها رغباتها المكبوته، ستخرج لترقص لك عارية بلا ملابس وسترى أجمل راقصه رأتها عينان في الدنيا.
تركتني برهة ودخلت إلى الحجرة التي كانت بها رفيقتها وخرجت بعد دقائق قليله دون صاحبتها التي لم أتمكن من رؤيتها حتى الآن، رغم أنها عند خروجها تعمدت أن تفتح الباب على مصراعيه وتتركه مفتوحاً. إتجهت نحو جهاز الكاست الذي كانت قد وضعت فيه شريط الكاست وقامت بتجريبه منذ قليل. وصاحت بأعلى صوتها وهي تقول بطريقة مقدمات البرامج التليفزيونية عندما يُعلنَّ عن تقديم مغني أو راقصه على خشبة المسرح: "والآن نقدم لكم...... فاتنة الرقص الشرقي الراقصه ... (سُمَيَّه علي) سلطانة الرقص الشرقي والأفراح الليالي الملاح" ثم أدارت جهاز الكاست فإنطلقت منه موسيقى شرقيه عزبة ملأت جو المكان طرباً ونشوة، وجرت هي إلى مقعدها وجلست لتترك ساحة الحجرة مسرحاً خالياً لراقصتنا الفاتنه. مضت لحظات ونحن لا نرى من باب الحجرة إلاَّ زراعان عريانان يرقصان على نغمات هذه الموسيقى الجميلة الهادئة وما أن زاد صوت الموسيقى إرتفاعاً وسرعةً، حتى أختفت هاتان الزراعان لحظة، قبل أن تدخل راقصتنا قافزةً نحونا من باب الحجرة. دخلت علينا بخطوات مابين المشي والجري كما تفعل أي راقصة محترفة عندما تتقدم إلى المسرح عارضة نفسها وجمالها على جمهورها المترقب بشوق كبير لحظة صعودها على خشبة المسرح.
خرجت وهي ترقص عارية، أو قل شبه عاريه، خاصة إذا ماقارنا بين (عبائتها الطويلة) و(نقابها) الذين دخلت بهما الحجرة المجاورة و(سوتيانها) و(كيلوتها) اللذين ترقص بهما الآن. لقد كانت ترتدي بدلة رقص، نعم أقولها بصدق بدلة رقص كأي راقصه محترفه، وقد جائت وهي ترتدي هذه البدلة أسفل (العبائة) التي كانت ترتديها وسارت بها في الشارع وركبت بها المواصلة التي حملتها من بيتها إلى بيتي، ولا أبالغ في هذا فهي عندما دخلت إلى الحجرة المجاورة لم تكن تحمل معها شيئاً في يدها وقد تحققت من ذلك أيضاً عند إنصرافها حينما لبست فوق (بدلة الرقص) هذه، (العبائة) و(ال****) من جديد وهكذا خرجت كما دخلت. قمة المفارقة والعجب! (بدلة رقص) أسفل (عباءه) و(****)!. ولِمَ لا؟... ألا يتظاهر كثيرون في مجتمعنا بالورع والتقوى والصلاح ونكتشف فجأة أن تحت عباءة التقوى والصلاح التي ينسجونها حول أنفسهم ويحاولون أن يتخفوا تحت ظلها، يحيا شيطان رجيم، يتخفى في صورة الفضيلة هذه، حتى إذا ما جاءته الفرصة إنقض على فريسته ناهشاً، ألا يحيا البعض هكذا بيننا وهم يحاولون خداع الناس كالثعبان الذي يغير جلده بلون المكان والزمان الذي يحيى فيه. إذن فما الغرابة أن نجد في مجتمعنا هذه الصورة من الرياء والكذب وأن نجد فيه أيضاً راقصة بال**** أيضاً.
كانت (بدلة الرقص) التي ترتديها عبارة عن (سوتيان) مما ترتديه الراقصات لونه بنفسجي فُصِّل على شكل ورقتي شجرة كبيرتين تغطي كل ورقة منهما إحدى نهديها أو قل جزء صغير من نهدها المكتنز والممتلىء وترفعه إلى أعلى فتبرز جماله وحسنه الذي يبدو وكإنه حبة فاكهة نضجت وآن وقت قطافها، وبين هاتين الورقتين وردة صغيرة هي التي تربط بين هاتين الورقتين، بينما لا تخفي شيئاً من مفرق نهديها وتتدلى من طرف هاتين الوررقتين السفلي أو من أسفل هذا (السوتيان) الجميل هدائل ذهبيه اللون من الحرير تصل إلى أعلى بطنها، أما بطنها نفسه فكان عرياناً تماماً، تزينه سرتها الجميله التي تزيد جسمها روعةً وفتنه وجمالاً. ومن أسفل كانت تلبس (كيلوت) صغير من نفس اللون لا يخفي إلاَّ موضع عفتها من الأمام ومفرق فلقتي ردفيها من الخلف، ترتدي فوقه شيء خفيف جداً شفاف يظهر كامل جسمها تماما، هو (الجيبة) التي ترتديها الراقصة أثناء رقصها والتي فضلاً عن كونها شفافه للغايه لونها البنفسجي الخفيف لا يكاد يغير حتى لون ردفي هذه الراقصه الشديد البياض فهذه (الجيبة) كانت مفتوحة من جانبها لتترك لساقي الراقصة حرية الحركة ولردفيها سهولة الأهتزاز أثناء الرقص. شعرها الأسود طويل صففته بشكل مغرٍ، ينزل على عينيها فيزيد وجهها فتنة وإثارة وينساب خلفها طليقاً في الهواء وكأنه يرقص معها فرحاً بعدما نال حريته التي كان غطاء الرأس الموضوع عليه يقيده. كانت ترقص حافية القدمين وقد زينت أصابع يديها ورجليها بطلاء أظافر كان يقارب هو الآخر لون (بدلة الرقص) التي ترتديها.
رقصت.. ورقصت أفضل وأجمل وأمتع من أي راقصة أخرى شاهدتها في حياتي في السينما أو التليفزيون، بل إن شعورها بالأمان في هذا المكان وعدم خوفها من مباغتة أحد لها، كما تفعل مباحث الآداب التي قد تفاجىء راقصة على مسرح عام وهي تقوم بأداء حركة خليعه ، جعلها تسترسل في حركاتها أثناء الرقص وقامت بالرقص على موسيقات مختلفة وأغاني متنوعه، وقد كان من الواضح أنها رقصت مراراً عديدة على نفس هذه الموسيقات من قبل، لذلك كانت تحفظها جيدا وترقص عليها وكأنها هي التي قامت بتأليفها لترقص عليها أو كأن هذه الموسيقى قد وضعت خصيصاً وفصِّلت عليها ولرقصاتها. لم تترك شيئاً أو حركة أو إشارة خليعه إلا وقامت بأدائها وهي ترقص وكأنها تنفس عن نفسها وعن غلٍ دفين وكبت دافعه الأساسيّ سجنها في قفص الزوجية مع شخص لم تكن ترغب يوما ما في الزواج منه، وقمع مشاعرها وأحاسيسها خلف ملابس يحبها كثيرون بل ويقدسها البعض ولكنها كانت بالنسبة لها كابوسا يخنق أنفاسها مع كل مشاعرها وأحاسيسها لأنها فرضت عليها فرضا ولم ترتديها عن اقتناع أو تقوى أو إيمان كما تفعل الكثيرات اللاتي تشعرن بالزهو والفخر بإرتداء ثوب كهذا، أما بالنسبة لها فقد فكان هذا الرداء بمثابة عقوبة، أعتقد الآن أنني لو كنت قد طلبت منها الرقص عارية تماما في تلك الأثناء لما كانت قد تردَدَتْ في فعل هذا، فقد كان لديها إستعداد لفعل كل شيء وأي شيء.
في غرفة النوم وبعدما تحررنا تماما من ملابسنا، أمسكت بقضيبي وبدأت تقبِّله وتمصه بشهوة عارمه ولهفة المتعطش إلى الإرتواء، ولم يكن هناك داعِ بالنسبة لي لفعل ذلك فقد كان قضيبي في قمة إنتصابه، بل يكاد ينفجر الأن تحت تأثره بلحسها. وضعت يدها في الجيب الجانبي (للعبائة) التي كانت تلبسها عندما وصلت وأخرجت منه شيئاً صغيرا لم أتبينه في بادئ الأمر عرفت وهي تقوم بحشر قضيبي فيه إنه (الواقي الذكري) وهو كيس مطاطي رقيق للغايه وقوي يتم وضعه على قضيب الرجل لكي يمنع تسلل السائل المنوي إلى داخل فرج المرأة أثناء الجماع لكي لا تحبل. وعندما سألتها "لماذا... ألا تودين أن أقذف مائي (منيي) في داخل فرجك". قالت "ارغب في هذا، بل أتشوق للإحساس بهذا الشعور ولكنني أخاف أن أحبل منك، فتكون هذه فضيحتي الكبرى" فقلت لها "لماذا الفضيحه؟ ألستِ متزوجه؟" فأجابت والحزن يعلو وجهها "نعم ولكن زوجي لم يضاجعني مرة واحده منذ أن تزوجني حتى الآن، فيوم زفافي إليه، وبمجرد إنصراف المدعوين ودخولنا حجرتنا، جعلني أخلع ملابسي السفلية وأنا مازلت أرتدي فستان الفرح الأبيض بعد، وأمرني أن أنام على ظهري فوق السرير وكشف فخذي وأمرني أن اباعد بينهما لكي يرى فرجي وقام بفحصه جيداً ليتأكد من وجود غشاء بكارتي، وأنني مازلت عذراء، ثم بعد ذلك أدخل إصبعه في فرجي وقام بخرقي... خرق غشاء بكارتي بشكل عنيف فظ وكأنه يشفي غليله من هذا الفرج وذلك بإدخال إصبعه بل إصبعيه فيه بعنف حتى سال ددمم بكارتي على فستان زفافي الأبيض، كان كمن ينتقم من غريمه بعدما وقع هذا الغريم تحت يديه جريحاً... وعندما تأكد له أنني كنت ما أزال حتى تلك اللحظة عذراء، قام بمسح ددمم بكارتي الذي لطخ إصبعيه في الفستان الذي كنت أرتديه بشكل همجي وتركني وخرج من حجرتي. استجمعت قوتي وقمت من مكاني بعد ذلك وخلعت فستان زفافي ولبست بدلاً منه قميص نوم، وصففت شعري وجلست أنتظر عودته لكي نكمل ليلة دخلتنا معاً ككل العرسان، معتقدة أنه خرج ليغسل يديه فقد كان يظهر على وجهه القرف وهو ينظر إلى يديه بعدما فعل فعلته هذه وعندما وجدت أن غيابه قد طال خارجا، خرجت أبحث عنه فوجدته قد نام في الصالة، تركته ورجعت إلى حجرتي وأنا في قمة نقمتي وثورتي وحنقي على هذا الإنسان. وحتى هذه اللحظه لم يضاجعني حتى ولو لمرة واحدة بعدما سلب مني أعز ما كنت أملك وتملك أي فتاه.
مارسنا كل أنواع الجنس وبكل الطرق التي نعرفها والتي أردنا اختبارها مرات متعدده، وأنا أشعر بمتعة (سُمَيَّه) بكل أنواع الجنس خاصة لحظة قذف منيي في داخل فرجها والذي كان يمنعه (الواقي الذكر) من التسلل إلى داخل فرجها هذا الكيس الصغير الذي يقف حائلاً بيننا، وقد استمتعت كثيرا بمضاجعتها وبالأخص حينما أحسست أنني كنت قادر على إستثارة لذتها وإشباع رغباتها وإطفاء نار شهوتها الملتهبه، حتى وصلنا معنا للشبع الكامل. وبعدما أصبحنا منهكي القوى، استلقينا على السرير متجاورين نتحدث معا بينما نقوم بتجفيف وجهينا من العرق المتصبب منه وتنظيف أعضائنا مما قد علق بها من بقايا معاشرتنا.
سألتها عندئذ وأنا استلقي بجوارها والعب في خصلات شعرها الطويل بيديّ: "وما هي قصتك مع الرقص؟ ولماذا كنتِ تودي أن تصبحي راقصه؟؟" صمتت برهة وكأنها تستدعي إلى ذاكرتها ماضٍ بعيد ثم قالت: "لا أذكر متى كانت أول مره رقصت فيها وكإنني قد ولدت من بطن أمي راقصه وهكذا رقصت في كل مراحل عمري المختلفه. كنت أجد دائما لذتي ومتعتي الكبرى في الرقص لساعات وساعات طويله بدون ملل أو أدنى شعور بالتعب، لهذا كان لديّ إحساس دائم في قرارة نفسي إنني سأصبح يوما ما راقصة مشهوره وتضخم هذا الحلم في داخلي لدرجة إنني كنت أذهب إلى (خان الخليلي) خصيصاً لمشاهدة (بدل الراقصات) التي كانوا يعلقونها في الشارع لعرضها للبيع وأتخيل نفسي وأنا أرتدي واحدة منها، وما أن جمعت ثمن (بدلة رقص) رخيصه وغير مكلفه كثيراً حتى ذهبت واشتريتها، كنت وقتها قد بدأت العمل مع صاحبتي هذه بعد أن أقنعتني بالعمل معها لدى سيده تسكن بالقرب منَّا في (إمبابه) والتي يأتي الرجال لبيتها باحثين عن المتعه. تجلبهم هي لنا من (وسط البلد) بعيداَ عن المنطقه التي نسكن فيها حتى لا يتعرف علينا أحدهم فَيفضح أمرنا. وذلك بعد أن سهَّلت عليَّ صاحبتي الأمر كله قائله: إن هذه العمليه سهلة للغاية وممتعة وأنها هي شخصياً تستمتع كثيراً بمضاجعة الرجال وتجد لذة كبيرة في ممارسة الجنس معهم. وكذلك فإن هذا ليست فيه خطورة علينا لأننا سنكون في بيت هذه المرأة التي هي صاحبة أمها. أما بالنسبة لغشاء بكارتنا فلا خوف عليه فقد أفهمتني أننا سنمارس الجنس من الخلف فقط أي في فتحة شرجنا وليس من الأمام، وأن البنت لا يستطيع أحد أن يأخذ منها شيئاً دون رضاها. وبعد شرائي لبدلة الرقص تركتها في بيت هذه السيده، كنت ارتديها لأرقص بها أمام بعض الأشخاص الذين يحبون الرقص الشرقي والراقصات، كانت تجلبهم لي أفراداً هذه السيدة ليشاهدونني وأنا أرقص لكل منهم بمفرده في بيت هذه السيدة وأحياناً كانت تصحبني إلى بعض الشقق المفروشه للرقص لأحد السياح هنا أو هناك في هذه المدينة الكبرى قبل أن يقوم هذا بعد ذلك بمعاشرتي. ولكي تستطيع هذه السيدة أن تجعل روادي يقومون بدفع مبالغ كبيره كانت توهمهم إنني راقصه محترفه أعمل في ملاهي شارع الهرم ليلاً وكان يساعدني على تأكيد هذه الفكرة رقصي الشهواني المثير للغرائز و (بدلة الرقص) الحقيقيه التي كنت أرتديها والمكياج وتصفيف الشعر بشكل خاص كما تفعل أشهر الراقصات، لذلك كان هؤلاء يدفعون لهذه السيده مبالغ كبيره أضعاف ما كانوا يدفعون لصديقتي وكنا نحن الإثنان نحصل على جزء كبير من هذه المبالغ. وقد شجعتني هذه السيدة التي كنت أعمل معها على الرقص والتدريب عليه يوميا لكي يكون جسمي مستعد للرقص عندما أقرر اليوم الذي أبدأ فيه العمل كراقصة محترفه، أما أمي فكانت لا تشك في أي شيء لانها كانت تعلم أنني وصديقتي كأصبعين في يد واحدة ملتصقين فإن لم تجدني في البيت فهذا معناه أنني لدى صديقتي أو صديقة صديقتي هذه التي لم تكن تعرف أمي عنها شيئاً.
ودَّعتني هي وصديقتها التي كانت تنتظرها في الحجرة الأخرى منصرفة بعدما وعدتني بزيارات أخرى متعدده ومفاجآت لا تنتهي في المرات القادمه وطالما ظللت سخيا فيما أدفعه من مبالغ ماليه ، وقد ارتدت (عبائتها) الطويلة بعدما لبست تحتها بدلة الرقص التي كانت قد خلعتها قبل أن أنام معها ووضعت فوق شعرها غطاء الرأس وعلى وجهها البرقع أو الخمار، فنظرت إليها وأنا أبتسم قائلاً: "أعتقد إن هذه هي المرة الأولى التي يحدث أن تكون هناك راقصه مُنَقَّبه، أو تختفي في ملابس ***** وهي ذاهبة للرقص أو ترتدي (بدلة الرقص) تحت ال****! فنحن اعتدنا أن نرى دائماً الراقصات في أفلامنا العربيه وهم يرتدون أجمل الملابس وأكثرها إثارة". وضحكت متعجباً. فقالت لي صديقتها: "لماذا... ألا تخرج إلى وسط البلد ليلا؟. فيكفيك أن تذهب أثناء الليل إلى المكان اللذي قابلتك فيه أمام القهوة المرة السابقه وسترى العجب" فقلت لها: "أرى ماذا ؟". فأجابت (سُمَيَّه) وكأنها أرادت أن تخطف الإجابة من على فم صديقتها قائله: "سترى راقصات أحجام وأشكال الطويله والقصيره التخينه التي تبدو وكأنها حامل والرفيعه كالعصاه من مختلف الأعمار وألوان بداية من سن الواحدة والعشرين، وأحيانا أقل، وهن الذين يجاذفن ويعملن بدون تصريح عمل قانوني، وحتى سن الخمسين والستين أيضا، المتعلمه والجاهله، الجامعيه والتي لا تعرف فك الخط، البيضاء والسمراء". وهنا أكملت صديقتها قائله: "يكفيك أن تذهب هناك بعد الساعة الحادية عشر والنصف وستراهم وهنَّ يذهبن ويأتين في ذلك الشارع متنقلات من ملهى إلى ملهى ومن صالة إلى صاله. أما إذا ذهبت قبل ذلك وجلست أمام مقهى (أم كلثوم) لتشرب الشاي مثلاً في الشارع، فسيكون أم*** في العمارة المقابه والتي هي خلف (مسرح شهرذاد) مكتب وكيل فنانين مكتوب عليه لافتة تقول: (... نور الدين، وكيل فنانين، متعهد أفراح وحفلات ومناسبات...) هذا المكتب هو الذي يقوم بتنظيم عمل هذه الراقاصات في المنطقه لذلك فإن كل راقصه قبل أن تفعل أي شيء تذهب أولاً وتعرف خط سيرها هذه الليله من المكتب. وفي نفس العماره يوجد أيضا محل كوافير في الدور الثالث حيث تذهب إليه الراقصة لتصفيف شعرها ووضع مكياجها قبل النزول إلى الصالات والملاهي المختلفه. أما إذا كنت من المدققين في وجوه الداخلين إلى هذه العمارة فإنك سترى بعض السيدات خاصة الكبار منهم في السن وكذلك بعض الشابات وهنَّ أقليه أيضا، يدخلن إلى هذه العمارة وهن يضعن على رؤسهم ال**** ويلبسن الملابس العاديه التي ترتديها السيدات في المناطق الشعبيه ويخرجن بعد ذلك وهن مصففات شعورهن سافرات بلا **** يضعن المكياج الباهر على وجوههن وهنَّ ذاهبات للرقص في الصالات والملاهي أمام الجمهور الذي سيراهم بعد قليل (ببدلة الرقص العاريه) وهذه الفئة من الراقصات هنَّ اللاتي يعملنَ راقصات في السر لظروف خاصه مثل عدم معرفة أسرهم بذلك، أو مثل تلك التي إضطرها زوجها للعمل كراقصه لتصرف عليه وعلى أبنائها بعد أن ضاقت به الدنيا واستدان من كل إنسان يعرفه، ولم يكن يرى في عملها كراقصه عيباً ولا حرجاً فهي تجيد الرقص وكانت ترقص له أحيانا في البيت فماذا يضرها أن تعمل نفس الشيء وترقص في صالة أوملهى إن كان هذا سيضع حداً لحالتهم المالية المتدهورة، فهذه كانت تخرج من بيتها أمام أبنائها وجيرانها بكامل ملابسها العاديه وترجع لهم هكذا في الصباح بحجة أنها تعمل في مستشفى، وأثناء الليل كانت تتنقل بين الملاهي كأي راقصه، ترقص أمام الجمهور (ببدلة رقص) عاريه، نسيت أن أخبرك أن كثير من هؤلاء الراقصات يتركنَ ملابس الرقص بعد إنتهاء عملهن في مكتب وكيل الفنانين هذا، أوفي محل (الكوافير) الذي يعمل خصيصا لخدمة هؤلاء الراقصات فقط.
الفصل الرابع غريب أمر هذا العالم الذي نحيا فيه، بل غريب أمر الإنسان نفسه والذي يلخص في داخله، مختزلاً، العالم كله، هذا الإنسان المارد الذي دعاه أحدهم قائلاً: "أتظن إنك مارد صغير وفيك انطوى العالم الأكبر؟". نعم، إن مياه الأنهار بكل عزوبتها ومياه البحار المالحة التي لا تستطيع عين إنسان من رؤية عمقها، وكل لجج مياه المحيطات وأمواجها الانهائية كل هذا لا يعد شيئاً أمام أغوار الإنسان الدفينة وأسراره المختفية داخله والتي لا يعلم حتى هو نفسه بعضها أو معظمها في أغلب الأحيان. أما عالم المرأة فهو أغرب ما في عالم الآدميين هذا والليل وعالمه هو أغمض ما في الكون وذلك لما يخفي في طيات ظلامه من أسرار وما يستر من فضائح، خاصة إذا ما اقترن عالم الليل هذا بالمرأة.
جلست في بيتي اتأمل وأفكر طيلة فترة المساء، وذلك بعد أن صحوت من نومي منهك القوى، وأنا أشعر بشيء من الفتور بعد هذا الصباح الممتع الذي قضيته مع هاتين العاهرتين الداعرتين. جلست أفكر في حياتهن المليئه بالغرائب والمفارقات، وقد أصبحتا أداة للذة تسلمان جسديهما لمن يدفع لهما وتستعرضان مفاتنه في الرقص أمام الأعين المتعطشه.... ولا أدري لماذا تستمتع إمرأة كثيراً بإستثارة الرجل بحركاتها الماجنة الشهوانيه موقظة فيه غرائزه التي يحاول أن يكبتها أو حتى يروضها فيفشل في فعل هذا كثيراً.
والغريب أن بعض السيدات يتفنن في سيرهن في الشارع بشكل مثير يبدوا في كثير من الأحيان مصطنعاً. ناهيك عن الزينة والألوان التي يصبغون بها وجوههم المغالى فيها والتي تظهرهم أكثر فتنة وتجذب إليهم أنظار الشباب المتطفل والرجال، ثم بعد ذلك يغضبن أو يتصنعن الغضب إذا ما وصفهم أحد الشباب بتعبير جنسي أو نعتهم بكلمة جارحه، أقول يتصنعون فإن بعض النساء يغضبن عندما يخرجن إلى الشارع ويمررن أمام شاب أو أكثر دون أن يستطعن لفت إنتباهه بحركاتهن ومشيتهن الشبه راقصه. بل وإن البعض منهن يشعرن بالنشوة والإحساس باللذة عندما يرون نظرات الإعجاب في أعين مشاهديهم وهي تحاول أن تلتهم أجسادهن وتسرق نظرة من صدورهن التي هي في أحيان كثيرة تكون مزيفه، متورمة أومنتفخه، أو هكذا تبدو بفعل (الستيان) الذي ترتديه المرأة، ممتلئة مشدودة إلى أعلى وهي في الحقيقة وهمٌ خادع لا وجود له في واقع كثير من السيدات ولكن هذا الوهم، حلم كثير من الفتيات بإمتلاك نهدين كبيرين، يصبح تحقيقه سهلاً بإرتداء (سوتيان) كبير لاتظهره الملابس فيبدو حينها صدرالفتاة منتفخاً مكتنزاً. وقد استحدث العلم الحديث لحواء اليوم عمليات جراحة التجميل، كتكبير النهدين أو تصغيرهما وشد ترهلاتهما، وطالت هذه العمليات أيضاً وجه المرأة كتكبير أوتصغير شفتيها الخ... ذلك. وهكذا يفعل فعل (السوتيان) نفسه بالنهدين بعض الملابس الداخلية التي ترتديها المرأة أسفل فساتينها فتظهر ردفيها بشكل ممتلئ. ناهيك عن الملابس الداخلية الملاصقة للجسم والتي توضع لعدم إظهار بطن المرأة الكبير مثلاً فالمرأة تود أن يراها الناس دائما شابه صغيرة في عمر إبنتها أو حتى أصغر من إبنتها إذا استطاعت عمل هذا. أما الأحذية التي تضعها المرأة في قدميها والتي تجعلها تمشي وهي تتمايل كالغزال فلا يعكس جمال هذه الأحذية كونها مريحه لقدمي المرأة بل على العكس من ذلك تماما تكون، فالمرأة عندها قدرة كبيرة وصبر على الإحتمال وتستطيع أن تضحي مرات كثيرة براحتها إلاَّ أنها غير مستعدة على الإطلاق للتضحية بجمالها ودلالها خاصة أثناء مشيها وحركاتها.
أما أغرب نوع من أنواع النساء فهو- حسب رأيي- الراقصات، لقد شاهدت بعض الراقصات وهن يرقصنَ عَبْرَ شاشات وسائل الإعلام وهؤلاء وحتى إن ظهرنَ مثيرات وهن يرقصن شبه عاريات إلا أن كون ما نراه عبر الشاشة صورة متحركه للراقصه وليست الراقصه ذاتها بلحمها وشحمها هي التي ترقص أمامنا فهذا يمكنني إحتماله وكذلك فإن عقلي يقبله حتى الآن، وحتى الراقصات أو السيدات أو على الأصح السيدتان اللتان قد رقصتا لي أنا شخصيا بمفردي كرجل يمكنني تقبله. وفكرة أن ترقص إمرأة لرجل واحد أياً من كان هذا الشخص زوجها أو عشيقها أستطيع أن أتقبلها أيضاً. ولكنني غير قادر حتى الآن على تقبل فكرة خروج إمرأة أو فتاة، أمام جمهور من الناس وبالأخص الرجال والشباب لترقص لهم على مسرح أو في عرس يقام فوق سطح عمارة أو في شارع وهي ترتدي ملابس خليعه عاريه تظهر أكثر مما تستر فهذا صعب عليَّ تصديقه حتى الآن، ربما لأني لم أرى هذا بعيني حتى الآن على أرض الواقع بل لإني مازلت غير مصدق أن هناك إمرأة يمكنها حتى أن تقف بين جمهور من الناس هكذا ليروا عريها. هذا يصعب عليَّ تصديقه أو استيعابه أو استيعاب وفهم عقلية وسيكلوجية هذه المرأة أو الفتاة التي نسميها راقصة، والتي تزهو بكونها هكذا بل وتقدم نفسها للناس يسبق اسمها لقبها الذي لا اعرف إن كان هذا اللقب (الراقصه) يشير إلى مهنتها أم إلى صفتها. ونحن نعيش في مجتمع يحكم على المرأة ويحرِّمها حتى الآن.
إنني أود أن أعرف ماهية أحاسيس هذه الراقصه أو هذه المرأة وهي تقترب لتصعد على خشبة المسرح أمام جمهور من الناس لترقص عارية؟ وبماذا تشعور وهي ترى أعين مشاهديها تخترق مفاتنها وإن استطاعت لنفذت إلى مواضع عفتها، هذا إن كان لمثل هذه النوعيَّة من النساء، مواضع أو أماكن لم تكشف عنها بعد في جسمها، يمكن تسميتها مواضع عفة!؟. غريبة أنت أيتها الحية أقصد، غريبة أنت يا حواء!.
ساقتني قدماي إلى هناك وكأن هناك شيء يشدني نحو اكتشاف هذا العالم الليلي الغريب، هناك في منطقة (وسط البلد) حيث المسارح وصالات الرقص الشرقي والمقاهي الساهرة حتى الصباح، كانت الساعة تقارب الحادية عشر أو قبلها بقليل. جلست أمام مقهى (أم كلثوم) الشهير في مواجهة العمارة التي أمامنا والتي رأيت عليها لافته مكتوب فيها (فلان الفلاني وكيل فنانين... أفراح مناسبات...) وقرأت أيضا الافتة التي تعلن عن وجود محل تصفيف شعر النساء وزينتهنَّ داخل العمارة والذي لا يظهر أي شيء يدل على وجوده من الخارج ككل محلات تصفيف الشعر، سوى هذه اللافته المعلقه، جلست في مواجهة باب العمارة تقريباً أشرب كوب الشاي الذي حمله إليّ نادل المقهى التي تضم قرابة العشرين من الشباب الذي لم يجد بعد تخرجه من الجامعة فرصةً للعمل، سوى العمل في المقاهي كنادل، هذه المهنة التي كان يقوم بها في الماضي أي صبي متشرد أو أي صعلوك، رحم **** أيام الجامعة والشهادات والوظائف والأعمال ولطف بحال شبابنا الذي تحول الكثيرون منهم للعمل في تقديم الخدمة لرواد هذه المقاهي والقادم عدد كبير منهم من بلاد لا يعرف غالبية سكانها فك الخط ولكنه يملك في جيب جلبابه الأبيض ، نقوداً لا يعرف عدد لها، هذا ليس فقط لأنها كثيرة وإنما لأن أحداً ما لم يعلمه الحساب قبل إكتشاف النفط في أرضه. أكتظت المقهى بالرواد واصطف كثير منهم في الشارع والذي تحتل المقاهي جزءً كبيراً منه وكإنه إرثا طبيعياً لأصحابها. كان لطعم الشاي متعة خاصه في هذا المكان ولا أقصد بذلك مذاقه بل تجمع هذا الحشد من الناس معاً للحديث وقضاء حوائجهم وللمسامرة هذا ما يعطي للجلسة طعمها ورونقها الخاص. جلست أتأمل وجوه الناس وهي تجي وتمضي في الشارع كل إلى الغاية التي يقصدها. عندما رأيت أول إمرأة تدخل إلى هذه العمارة كانت شابه طويله ترتدي ملابس عصريه طليقة الشعر تمسك بيدها حقيبة، هذا علاوة على حقيبتها اليدويه، قلت في داخلي لابدّ وأن تكون هذه الحقيبه بها ملابس الرقص. لم يمضي وقت طويل بعد دخولها حتى تقدمت إلى الباب سيدتان لتدخلان أيضاً وقد تمهلتا قليلا على الباب عندما شاهدتا أحد الشباب مقبلاً نحوهما من الجانب الآخر للشارع حتى سلمتا عليه ثم دخلوا إلى البيت جميعاً واختفوا. كانت السيدتان إحداهما شابه يبدو من منظرها أنها راقصه فهي بالرغم من أنها كانت ترتدي عبائه طويله تصل حتى الأرض تمسك طرفها وترفعه قليلاً عن الأرض بيدها وهي تسير لكي لا تتعثر فيه قدميها إلا أنها تبدو في قمة الشياكه حتى في هذا الثوب الطويل. وينزل شعرها الذي جمعته معاً وربطته "بإشارب" طويل ينزل مع شعرها حتى منتصف الظهر. أما السيدة الأخرى فأغلب أظن أنها جائت معها لمرافقتها أو لكي تحمل لها حقيبة ملابس الرقص كما رأيت ذلك الآن، أو لربما كانت هذه هي التي تهتم بتزيينها قبل الخروج على المسرح للرقص. فهذه لا يمكن أن تكون راقصه ففضلاً عن كونها محجبه أي تضع (تحجبة) تغطي بها رأسها فإن سنها يقارب على الخمسين ممتلئة الجسم تملك (كرشاً) كبيراً كالسيدة الحامل في شهرها الخامس أو السادس، لا يتناسب هذا البطن مع جسم الراقصه، وهي بكل المقاييس لا تجذب إليها الأنظار على العكس من الفتاة أو السيدة الأخرى التي كانت تسير معها.
وتكرر دخول وخروج سيدات كثيرات من هذا الباب حتى إنني ظننت أن أغلب نساء البلد الذين تكتظ بهم المكاتب والمصالح والمواصلات والمحلات يعملن راقصات ليلاً. فتذكرت وقتها الفنان الكبير عادل الإمام ومقولته، في مسرحيته الشهيره (شاهد ماشفش حاجه) عنما قال: "لو كل واحد ساكنه تحته رقاصه هايعزل، البلد كلها هتنام في الشارع". ويبدوا أن هذه المقوله لم تكن على سبيل الدعابة وإثارة ضحكات الجمهور- الذي راح كل رجل فيه ينظر إلى أقرب إمرأة بجانبه ليقرأ تعبيرات وجهها إن كانت تتفق أو تختلف مع ما قيل، أي إن كانت تقبل أو لا تقبل أن تدعى ولو من باب المزاح راقصة- يبدو لي الآن أن هذه العبارة حقيقية، فإن كان هذا هو كم الراقصات الذي شاهدته في هذه المنطقة فقط، فكم وكم تكون اعداد الآخريات اللاتي تعملن في مناطق أخرى؟. أو اللاتي يرقصنَ ولا يمتهنَ الرقص حرفة؟، الهاويات منهن أو راقصات المناسبات الخاصه، كاللاتي يرقص في الأفراح والرحلات وبين الأصدقاء وللزوج فقط...الخ الخ.
هممت أن أقوم من على المقهى والإنصراف إلى بيتي عائداً، بعد أن ناديت على النادل ودفعت له الحساب، عندما مرت أمام عيني مفاجأة غريبه، فإذ بالسيدتين اللتين كانتا قد دخلتا معنا من قبل البيت الذي يقع أمام المقهى، تخرجان منه وقد أمسكت السيدة الشابة أو الفتاة بطرف ثوبها لترفعه قليلاً عن الأرض كما كانت تفعل من قبل وقد كانت ماتزال بعد بنفس زيها، يتقدمهما الشاب الذي سلَّما عليه عند دخولهما من باب العمارة حاملاً الحقيبة التي كانت تحملها السيدة الثانية ذات (الكرش) أو البطن الكبير والتي تغيرت ملامحها كثيراً وهي تخرج الآن من هذا البيت وقد خلعت (التحجيبة) التي كانت تغطي رأسها، وأطلقت لشعرها العنان بعد أن بدَّلتْ مساحيقُ الزينة الزاهية وجهها تماماً: هذه الألوان التي لطخت وجهها وكحلت عينيها وطَلَتْ شفتيها باللون الأحمر، وقد أطلقت خُصيلاتٍ صغيرات من شعرها لتتدلى منسقةً متساويةَ الطولِ تماماً، بفعل المقص الذي هذَّب أطرافها وجعلها تصل حتى الحاجبين فقط وكأن أطراف هذه الخصيلات قد رسمت على خط واحدٍ يوازي الحاجبين في إنحنائهما. وبجوار أذنيها اللتان يتدلى منهما حلق جميل، كانت تنزل خصلتان أخرتان طويلتان. أما بقية شعرها الطويل جداً واللذي كانت (التحجيبة) من قبل تغطيه، فقد جمعته الآن خلف ظهرها يضمه معا رباط على شكل وردة تزين شعرها. وقد بدأ ملمح وجهها أكثر شبابا من ذي قبل. ولكنَّ بطنها الكبير، الذي يبز حجمه أسفل الفستان الطويل الضيق الذي ارتدته الآن عندما صعدت إلى هذا البيت، كان قائم وكأنه شاهد على سنها الذي تحاول أن تتنكر له.
اللعنه... إنها هي حقاً، بلحمها وشحمها. إذن لم تكذب (سُمَيَّه) وصديقتها حينما قالتا لي هذا الصباح أن بعض راقصات الدرجة الثالثة الذين يعملنَ في الملاهي الليليه يضعن على رؤسهنَّ (التحجيبة) خارج أوقات عملهن كراقصات، وهن قادمات من بيوتهن وكذلك وهنَّ عائدات إليه بعد إنتهائهنَّ من الرقص، وهنَّ يستطعنَ هكذا أن يخدعنَ الجيران الذين يسكنون حولهم بل وحتى أقاربهن مرات، متظاهرات بالعفاف والإحترام كسيدات شريفات، يحيون يومهم في الحي أو المجتمع بشكل طبيعي ككل النساء بل وبعضهنَّ لديه عمل آخر يذهب إليه خلال ساعات النهار، وهنَّ متظاهرات أنه لا يمكن لأحد من الناس أن يرى طرف ثيابهن كما يقال للتدليل على عفة وطهارة هذه المرأة خاصة إذا كانت هذه المرأة (محجبه) ولكنك إذا ذهبت مرةً إلى صالات الرقص هذه فقد تصادفك إحدى هؤلاء النسوة ووقتها ستكتشف إنه ليس ثوبها فقط هو الذي ليس له طرف بل إنها هي ذاتها تقف لترقص وتتلوى أم*** مثل الحية بلا ثوب ولا طرف وغير قادرة على فهم ماذا يعني: (غضُّ الطرف)، كاشفةً لا فقط عن شعرها ونهديها وأردافها بل أيضا عن قبائحها التي لا ترى بالعين المجردة وقد خَلَعَتْ مع غطاء شعرها وثوبها برقعَ حيائها وشرفها من أجل حفنة نقود قد تكون في حاجة إليها. مثل هذه المرأة التي تكشف عن حقارة أخلاقها وتربيتها ودنائة وخسة أسرتها التي ربتها وعلمتها، تدق جرس الخطر في مجتمع بات كل شيء فيه للبيع، مجتمع بطله الأول الرياء والخداع والمظاهر الكاذبة التي اعتاد الناس عليها فصدقوها وربطوا القيم بعدة ظواهر لا تمت إلى جوهر الحقائق بشيء. فمجتمعنا ينظر للمرأة ويضعها في هالة من الفضيلة والتقوى متى كانت ترتدي ملابس يطلق عليها ملابس محتشمة دون الأخذ في الاعتبار شخصية مَنْ يرتدي هذه الملابس نفسها، حتى وإن كان رجلاً يتخفى في زي المرأة هذا ليقوم بفعلة شائنه أو جريمة فاحشة. ويصنف مجتمعنا ويعزل في خانة الهالكات من هم دون ذلك حتى وإن كنَّ أكثر طهراً ونقاء. ويحكم بالتدين أو عدمه على الأشخاص من مظاهرهم ولحاهم، جببهم وعمائمهم، علامة الصلاة التي تعلو جبينهم وإحنائة الرأس كعلامة لتقواهم. مصاحفهم وآياتهم صلبانهم وصورهم التي يضعونها ليزينوا بها صدورهم، كإعلان وعلامة جودة لهويتهم الدينية. وتلفت هذه الأشياء الأنظار في الواقع إلى ما تحتها ومَنْ يضعها ولا تعكس شيء من الدين بقدر ماتشير إلى مقدار الغنى أو الفقر المادي لمن تعلقها في رقبتها.
لا أدري ما الذي شدني نحوها وكأن سحر يجذبني لأسير خلف هاتين العاهرتين لأكتشف حقيقتيهما. وما هي سوى دقائق قليله حتى وصلنا إلى الشارع الموازي. فوقفت السيدة ذات البطن المنتفخ في كابينة التليفون العمومي وهي تتحدث على التليفون مع إبنها الذي لم أسمع صوته وهي تتحدث إليه. حينما وقفت في الناحية الاخرى للكابينة متصنعاً أنني أجري مكالمة هاتفية وأنا أخفي وجهي بعيداً عنها لكي لا يلفت وجودي نظرها على الرغم من أن المسافة الفاصلة بيننا لا يصل إلى خطوة واحدة وهو حجم الفاصل بين جانبي كابينة التليفون. كانت تتحدث بصوت عالٍ هذا ما مكنني من معرفة الحديث الذي جرى في مكالمتها والذي كان يمكن لأي شخص يتوقف في هذا الشارع المكتظ بالناس أن يسمعه. وعرفت من حديثها التليفوني أن اسمها (فوزيه) وأن اسم ابنها هذا أو ابنها الأكبر هو (حسن) وذلك عندما قالت أثناء حديثها: "إذهب إلى (...) وقل لها أنا ابن فوزيه، أو قلها فقط أم (حسن) تسلم عليك و...،. وقد تأكد لي أن اسمها (فوزيه) عندما وصلنا إلى المسرح الأول الذي صادفنا فحيتها الفتاة الأخرى قبل أن تدخل برفقة الشاب الذي كان يسير معها إلى المسرح قائله: "سلام إذن يا (فوزيه) نتقابل بعد الشغل.." وردت هي عليها التحية رافعة يدها في الهواء قائلة: "سلام ...سلام" ودخلت الراقصة الشابة إلى المسرح يستقبلهما رجل يرتدي ملابس حديثه بينما لا يبدو شاربه الطويل الأشعث الضخم متناسقاً مع ملابسه. وسارت الراقصة الثانيه إلى مسرح (شهرذاد) الذي لم يكن يبعد عن هذا المسرح إلاّ عدة أمتار وقد ذادت وتيرة خطواتها سرعة، عندما وجدت أن أعين المتطفلين الذين يملؤن الشارع من السيدات قبل الرجال تنهشها وهي تسير في الشارع. كنت أتمنى لو أمكنني أن أوقفها في الشارع لاسألها مائة الف سؤال يدور في رأسي الآن أبسطها هو: أين (التحجيبه) التي كانت على رأسك منذ قليل؟.
دَخَلَتْ إلى مسرح (شهرذاد) ودخَلْتُ خلفها اتبع خطواتها وبعد أن عبرت المدخل وصعدت السلم الذي يؤدي إلى المسرح وجدت شاباً أنيقاً يرتدي بنطلوناً أبيض وقميصاً أسود، أشار لي على نافذة التذاكر التي على الجانب الأيسر المخصصه لدفع رسم الدخول الذي لا يعد شيءً مقابل ما يدفعه أيٌ من رواد هذا المسرح في سهرته مثل ثمن المشروبات (السياحي) أو ما سيلقيه لهذه أو تلك الراقصة سواء فوق رأسها أو تحت قدميها أو الذي سيحشوه لها في صدرها بين نهديها من المال محاولاً بذلك لمس أو مسك نهدها وهي ترقص أمامه.
مسرح (شهرزاد) عباره عن صاله فسيحه جميلة جداً عاليه عليها رسومات الوانها فاخره ومؤسسه جيدا بالمقاعد والموائد والمفروشات تقع خشبة المسرح في عمق الصاله خلفها حجرات الملابس، عن يمينها الباب المؤدي إلى دورة المياه وعن يسارها الباب الذي يدخل منه المسؤلون أو أفراد الفرقة الموسيقيه، أما الراقصات فكن يدخلن من باب المسرح ولا يعبرن الصالة بين الجمهور عند حضورهن أو إنصرافهن بل كن يعبرن من ممر جانبي عن يسار المسرح يحجب رؤيتهم عن الجمهور عند حضورهم وإنصرافهم. هذا الممر يقودهم إلى ماخلف المسرح حيث حجرة الملابس، أما خشبة المسرح التي وضعت عليها مقاعد الفرقة خلف أدواتها الموسيقية، فقد كانت مفتوحة من ناحية الشمال بما يسمح للراقصة بالدخول إلى المسرح دون أن يراها الجمهور وهي تترقب خارجاً لحظة صعودها على خشبته. أما في صالة المسرح من الخلف الجزء الذي يعد للداخلين مدخل المسرح وبصفة خاصه الناحية الشماليه منه يقع مكتب الإدارة والخدمه...
جلست إلى مائدتي المستديرة وأنا أحتسي (البيرة) مع بعض الفاكهة التي أُحضرت لي في طبق كبير منسقه في شكل شرائح صغيره بحيث يمكن تناولها قطعة بعد الأخرى دون الحاجة إلى تقطيعها... كانت الفرقة الموسيقية تعزف موسيقاها بصوت عالٍ يملأ المكان وعلى الرغم من هذا لم تستطع الموسيقى أن يغطي على حالة الفتور التي تظهر على وجوه الحاضرين والذين لا يعيرون إنتباهاً للموسيقى وهم يترقبون ظهور الراقصة على خشبة المسرح والتي على ما يبدو قد تأخرت بعض الوقت عن موعدها. وهنا أعلن صوت من خلف المسرح، يتحدث إلينا عبر مكبر الصوت بنبرة حماسيه، قائلاً: "والآن نقدم لكم فاتنة الراقص وساحرة القلوب الراقصة (زيزي) ".
وفجأة غيرت الفرقة مقطوعتها الموسيقية وبدأت تعزف لحناً أكثر فرح وحماس جذب أنظار الحاضرين- الذين جلس كل منهم إلى مائدته- نحو خشبة المسرح. وخفت من قاعة المسرح الأضواء، فبقيت منيرة على جوانبه فقط، أضواء حمراء خافته... وفجأة صعدت على خشبة المسرح الراقصة، تثير ضجةً وجَلَبَةً صاخبه. ليست هذه الثورة ناتجة فقط عن رقصها ولا حتى من هتافات الجمهور التي تحييها وإنما كان سبب هذه الضجة يكمن في خشبة المسرح نفسها والتي بدأت وكأنها تئن وتصرخ ألماً تحت وقع قدمي هذه الراقصة، التي تقفز عليها مثل ثور هائج. وبعد لحظات من خروجها على المسرح أضيئت الأنوار بشكل طبيعي كما كانت من قبل لتكشف لنا عن لون هذه الراقصة الطبيعي وهي ترقص شبه عاريه يتقدمها بطنها الكبير العاري تماماً وكأنه لسيدة حامل. إذن فقد تحولت السيدة (فوزيه) هذه التي كانت تسير منذ ساعة في الشارع بحجابها كالمستشيخة أو كالمترهبنة العابدة بصعودها على خشبة المسرح ببدلة الرقص إلى الراقصة (زيزي) والتي لم تغير فقط ملبسها بل أيضا شخصيتها، وكأنها قامت بتبديلها كالقناع مع تغيير ملابسها. وكم من أقنعة نرى حولنا في الشارع والمواصلات والعمل وحتى في أماكن العبادة....يومياً ؟؟؟.
وهنا خرج شاب أنيق يرتدي ملابس شبابيه حديثه، يمسك بيده (ميكرفون لاسلكي) وهو يغني أغنية كان قد بدأها وهو مازال خلف المسرح لا نراه بعد. وعلى الرغم من أن صوت صاحبنا كان جميلاً ولحن الأغنية الشهيرة التي يتغنى بها من أروع الأغاني التي تختارها أغلب الراقصات لأداء الاستعراضات على أنغامها، فأحد من الحاضرين لم يُعر فناننا الشاب هذا أيَّ أهتمام، فقد كانت أعينهم جميعاً على الراقصة، لبسها، جسمها، حركاتها، هزاتها...إلخ...
إنتهت الرقصة الأولى أو مقطوعة الموسيقى الأولى وبدأت الثانية وقد بدأ فناننا الشاب يحتل جزءً من خشبة المسرح بجانب هذه الراقصة، خاصة عندما بدأت راقصتنا تلف وتدور حوله وترقص وهي تقف أمامه ملتصقة به تقريباً وهو يغني وكأنها ترقص له وحده وفي بعض الأحيان كانت حركاتها المثيرة للشهوة، تجعلها تبدو وكأنها تتعاطى الحب مع هذا المغني الشاب على خشبة المسرح. فكثير من حركاتها الراقصه كانت وعن قصد تجعل مؤخرتها، التي لا تتوقف أبداً عن الإهتزاز لحظة، تلامس أجزاء حساسة في جسم هذا الشاب بشكل ملفت للنظر وكأن هذه الراقصة تقدم لنا عرضاً جنسياً فاضحاً تعتمد فيه على هذا المغني الشاب في حركاتها وإيحاءاتها المثيره ناظرة إليه وهي تغلق عينيها نصف إغماضة وهي تميل بظهرها للخلف متكئة على صدره وهي تنظر نحوه نظرة النشوة والمتعة وكأنه قد أوصلها في هذه اللحظات إلى قمة زروتها وشبقها مع انتهاء أغنيته لهذه الفقرة وموسيقاها.
ما أن بدأت الموسيقى في العزف من جديد معلنة بداية الرقصة الثالثة، حتى تقدم هذا المغني الشاب الى الراقصة وسحبها من يدها لتنزل خلفه إلى الصالة وفي وسط الجمهور الذي بدأ يحييهما وهما يتخللانه وهي ترقص على صوت غنائه، وتوقفا أمام أحد رواد الصالة والذي يحتل أهم موقع فيها حيث يجلس في مكان مميز. وأخذت الراقصة ترقص أمامه وهي تتمايل عليه للأمام وللخلف في أثناء رقصها. فما كان من صاحبنا تحت تأثير نشوة رقصها إلا أن أخرج من جيبه رزمة من الأوراق المالية وراح ينثر منها أوراقاً كثيرة على رأس هذه الراقصة وهي ترقص أمامه. وأراد مطربنا أن يستحثّ هذا الرجل الذي توقف عن نثر اوراق البنكنوت على رأس الراقصه والتي كان الصبي، الذي يعمل في الصالة، قد التقطها من على الأرض، فأشار بيده للراقصه فقامت بالصعود على المائدة التي يجلس إليها هذا الرجل ووقفت عليها بعد أن أزاحت الكؤوس جانباً لترقص أمامه بشكل مغرٍ وهو ينظر إليها من أسفل وقد بدأ جسمها كله في هذه اللحظات مكشوف أمامه. وهنا تحت تأثير هذه النشوة التي بعثها إغراؤها في نفسه قام بإخراج مبلغ كبير من المال ونثره تحت قدميها.
وهكذا تكرر هذا العرض الفردي لواحد أو أكثر من الجالسين إلى نفس المائدة الواحدة معاً مع إختلافات بسيطه مثل اختلاف الأغنية والموسيقى التي كان الجمهور هو الذي يختارها في الغالب وبالتحديد الجالسين إلى المائدة التي سترقص لها أو عليها الراقصة حسب رغبة الجمهور وكذلك إختلاف المبلغ الذي سيمنحه هؤلاء للراقصة وطريقة دفعه لها، وهنا لا أقصد إن كانت الطريقة هي عداً ونقداً أو بشيك مقبول الدفع ككل المعاملات وإنما أقصد إن كان هذا الدفع سيتم عن طريق نثر النقود على رأسها أو أسفل رجليها أو حشوه حتى في صدرها بيد هذا أو ذاك الرجل الذي يجدها فرصة ليكون نهد هذه الراقصة بين يديه وهو يقوم بحشر هذه المنحة المالية في (سوتيانها) متحسساً نهديها أو ماسكاً إياهم خلسة بيده.
وبين الفقرة والفقرة كانت الراقصة تقف لتبتسم لهذا أو تغمز لذاك أو تسمع همسة أو كلمة إعجاب تصف في الغالب صدرها أو وسطها أو رقصها المغري بعبارات فاضحه وإلا فلماذا أصر صاحبها أن يقول هذه العبارة أو الكلمة لها في أذنها، وكانت الراقصه تتبع هذه الكلمات بضحكة فاضحه يعبر زيل ضحكتها الماجنة الطويل الذي يلحق بنهايتها على عهارة ومجون هذه المرأة. في أثناء ذلك يكون مطربنا الشاب يتفق مع الجالسين إلى المائدة على اسم الأغنية التي يطلبونها ولا مانع أن يسمع هو أيضا منهم مزحة، ثم بعد ذلك يتحدث الى الفرقه عن اللحن أو الأغنية المطلوبه. هذا بعد تحية الجالسين وتوجيه إهداء الأغنية لمن يريدون والذي يود كل منهم المغالاة فيه عن الآخرين.
أخيرا جاء دوري ووصلت هي إلى مائدتي التي كنت أجلس إليها وحيداً ومدت يدها لي بالتحية بطريقة اصطنعت فيها كثير من الرقة والدلال، كطريقة أميرات العصور الوسطى وهن يحييَن مليكهم في الأفلام القديمة التي كنا نراها. ووقفت بجانبي وهي تضع يداً في وسطها وهي تحاول الحديث معي بغنجة الراقصات وسحر حديثهن ولكن بدأ لي ومن جملتها الأولى التي نطقت بها أنها سيدة جاهلة رغم كل هذا الذي تحاول أن تدعيه. عندئذ سألتها وكان المغني لم يصل بعد وهو يقف يتكلم قليلاً بين الفقرات مع رواد المائدة التي كانت الراقصه ترقص لها من قبل: "ما اسمك؟" فأجابتني بدلال "زيزي" فقلت لها: "هذا اسمك الفني كما يقال، ولكنني أود أن أعرف اسمك الحقيقي؟" فأجابتني: "وهل اسمي يهمك كثيراً" قلت لها: "نعم يهمني". فقالت لي وهي تضحك: "لماذا؟ أتود أن تتزوجني أنت أيضا؟". فقلت لها مخاطباً: "لا... فأنا لا أحب الزواج ولا نية لي فيه". فردت عليّ وهي تدلل صوتها وتجعله أكثر عزوبة وسحراً وقد أحنت ظهرها تجاهي بعد أن وضعت يديها قبالتي فوق مائدتي كاشفة بإنحنائة ظهرها هذه عن صدرها كله أمامي تقريباً وهي تتظاهر بأنها مشغولة عنه بالمصوِّر الذي وقف على بعد مناسب منّا ليقوم بسحب عدة صور متلاحقة لنا، باداة التصوير الحديثه التي يمسكها بيده، من عدة زوايا مختلفه ، وقالت لي: "إذا لم تكن مصدق أن اسمي زيزي، فماذا تريد أن تسميني؟ اختر لي اسماً جميلاً بحسب ذوقك أنت؟" وسبَّلت عينيها في شبه إغماضة وهي تنتظر اسمها الجميل الذي ساختاره لها. فأجبتها بعد أن تظاهرت بالتفكير للحظة وقلت لها. "أريد أن اسميك... (فوزيه)...، على اسم (أم حسن) التي تسكن في منطقتنا، السيدة التي تدَّعي أنها محترمة، شريفة والتي تضع ال**** على وجهها وهي تسير في شارعنا بالنهار وتأتي إلى هنا عارية ليلاً لتعمل كراقصه...". لا أعرف كيف قلت لها هذا وقتها بشكل عفوي، استدعاه استرسالنا في الحديث معاً، بدون أية نية سابقة مني أو قصد مضمر. وكانت عفويتي هذه هي التي أعطت لحديثي لهجة صادقة ونغمة ثابته كان لها وقع أشدَّ تأثير من ضربة خنجر مسلول سُدِّدَ إلى قلب هذه المرأة في تلك اللحظة والتي كادت تهوي على الأرض من هول المفاجأة وقد تغير لون وجهها وملمحه وبدأت تظهر عليه كل ألوان الطيف جميعا الواحد بعد الآخر ولم تستطع حُمرة الأصباغ أن تخفي حُمرةَ خجلها وهي تحاول أن تلملم صدرها وتعدل نهديها داخل (سوتيانها) وقد بدأ عليها الخوف والهلع الخجل نتيجة لافتضاح أمرها وكشف سرها ومستورها. واتجهت نحو المغني الذي كان يقترب منا في هذه الأثناء وسحبته للخلف بيدها دون أن تتحدث إليه صاعدة إلى خشبة المسرح، وهنا بدأت الموسيقى في العزف فرقصت رقصتها الأخيرة لهذه الليله بفتور وهي تحني رأسها في خجل غير مبالية بعبارات الإعجاب والتشجيع التي يطلقها الجمهور هنا وهناك والتي كانت تثير فيها قبل قليل نشوة فتزيدها تفاعلاً مع الموسيقى وإيقاع الطبلة. ولم تفلح نظرات المغني الشاب وإشاراته، أثناء الغناء، في حثِّها على التفاعل معه بشكل أكبر. كانت سابحة في أفكارها وهي تواصل رقصها، فلربما كانت مشغولة في هذه الأثناء بما سوف يحدث لها أو تفكر في هذا الجار الزعوم الذي يسكن شارعها، هذا الجار الذي لا يدري هو نفسه أين يقع تحت سماء القاهرة أو حتى خارجها هذا الشارع، أو حتى لماذا قال لها هو نفسه هذا الكلام كله وحاك من نسج خياله هذه الكذبة. أو ربما كانت تظن في قرارة نفسها الآن إن هذا الغريب، الذي هبط عليها من السماء أو من الجحيم في هذه الليلة الكالحة السواد، ويعرف حقيقتها الآن كاملة عاريه، هو **** الانتقام، الذي سوف يذهب ليخبر جميع أهل المنطقة التي تسكن فيها بما رأى. إذن سينتشر هذا الخبر كله غداً تتناقله الألسن وتحيك حوله قصصاً وحكاياتٍ ويتم فضحها هي وعائلتها. وفي واقع الأمر، لم أكن أعرف عنها أي شيء أكثر من مجرد الكلمات التي نطقت بها أمامها، وقد ساعدتني الصدفة مرتين على نسج كل هذا الخيال وخداعها، المرة الأولى عندما رأيتها في بادئ الأمر وهي تدخل البيت لتغير ملابسها وتخلع تحجيبتها وتلطخ وجهها بالأصباغ ظانة أنها بذلك تستطيع أن تخفي حقيقة نفسها عن أعين ناظريها. والمرة الثانية عندما سمعت اسمها الحقيقي (فوزيه) واسم ابنها (حسن) أثناء المكالمة الهاتفية وقد ساعدني على ذلك ارتباكها الشديد الذي شلَّها عن التفكير وقتما القيت بمفاجأتي في وجهها، وكذلك بالطبع جهلها بشكل عام، الذي يبدوا من اسلوبها في الكلام، وجهلها الخاص بالتأكيد في معرفة كل الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة التي تسكن فيها. وما أن أنهت الفرقة عزفها حتى إنطلقت جاريه خارج خشبة المسرح حتى بلا تحية الحاضرين الذين بادروا بالتصفيق لها.
توقفت الفرقة عن العزف قليلاً ثم بدأت في عزفها من جديد بعد أن أعلن المذيع الداخلي: "والآن نقدم لكم فتنة الرقص والمتعة الراقصه الساحرة (سندس)..." وماهي إلاَّ لحظات وكانت (سندس) تتلوى راقصة على خشبة المسرح. وكم وددت في تلك الأثناء أن أكتشف حقيقة هذه الراقصة أيضاَ ومن تكون. ترى ماذا تكون أخلاق أي أبٍ أو أمٍ التي تسمح لشابة كهذه في قمة نضجها الجسدي وامتلائه أن تقف شبه عارية أمام الناس هكذا، لتعرض مفاتنها أمامهم وتستثير فيهم شهواتهم بحركاتها وغمزاتها. وأين حمرة الخجل في وجه زوج يرسل إمرأته أو لربما يصحبها لترقص بين الرجال هكذا عارية، وهي تتصنع التحرق والأثارة ورغبتها في إشباع شهوتها لتستحثهم على المزيد من التشجيع والتصفيق الذي يرافقه في العادة ظهور أوراق البنكنوت. وأين عزة شاب وشرفه وهو يرى أختة، ابنة ابيه والتي ترث معه كأخ لها لحم أمه ودمها نفسه وهي تقدِّم لحم نهديها لمن يدفع ليعبث به بحجة وضع بضع أوراق ماليه في صدرها. وأين، وأين... تزاحمت هذه الأفكارفي رأسي ولم أفق منها إلاَّ على يد خفيفة تنقر على كتفي برفق ووجدت أحد العاملين الشباب ينظر إليَّ نظرة خبيثة وهو يقول لي: "السيدة زيزي الراقصه، تنتظرك في الخلف، اتبعني...". تلفت بعينيَّ قبل أن أقوم من مكاني إلى حيث يتجه هذا العامل فوجدت (زيزي) أو (فوزيه) تجلس إلى مائدة في نهاية الصالة منزوية في ركنها وقد أعطت ظهرها لرواد الصالة الذين تبعد عنهم كثيرا الآن لكي لا يلفت وجودها في الصالة أنظارهم إليها. والذين بدأوا الآن أكثر انشغالاً مع الراقصة الجديدة، التي صعدت لتحتل مكانها على خشبة المسرح الذي تركته هي في النهاية متقهقرة.
جلست في الناحية المقابلة لها خلف المائدة التي كانت أمامها. دون أن أقول أيَّ كلمة وفي واقع الأمر لم يكن لديَّ ما أقوله، وذلك لسبب بسيط وهو أنني لا أمتلك أيَّ شيء لأقوله لها، فكل معرفتي عنها تختزل في الجملة التي القيتها من قبل في وجهها والتي تتلخص في معرفتي لأسمها الأول فقط واسم ابنها الأكبر، الذي لا أعرف كم عمره أو لونه أو مَنْ مِنَ الناس يكون أبوه.
رفعت عينيها الدامعتين من على سطح المائدة التي نجلس إليها وهي تصارع دموعها محاولة أن تصوب نظراتها نحوي وما تلبث أن تفشل في فعل هذا وهي تقول لي: "أنا تحت أمرك فيما تريد... ولكن أرجوك لا تفضحني، فأنت تعلم منطقتنا الشعبيه التي نسكن فيها، وإذا وصل الخبر إلى هناك فستكون هذه نهايتي ونهاية أولادي الذين سيحطمهم هذا الخبر، وستأكلهم السنة الناس قبل أسنانهم." وصمتت قليلاً وهي تحاول أن تجفف دمعها وتشيح بوجهها جانباً كلما مرَّ عامل من عمَّال الصالة أمامنا لكي لا تدعه يرى دمعها. كنت أعتقد دائماً أن أسرع وسيلة تستخدمها المرأة في الخديعة هي دموعها التي ما تلبس تجري أنهاراً هائجة لأتفه ريح أو زوبعه،... فكم وكم إذن إن كانت هذه الدموع هي دموع راقصة؟. لم أجبها بشيء، وذلك بالطبع، لأني لم أكن أدري بماذا أجيبها. فنظرت إليَّ نظرة استرحام وكأنها تطلب مني شفقة أو حسنة قائلة: " أنا تحت أمرك فيما تطلب أو تريد أيَّاً ما كان ماتطلبه أو تريده... ولكن أرجوك لا تفضح أمري..." صمتت برهة وهي تحاول أن تكتشف أو تستشف ما تخبئه نظراتي ثم قالت بصوت منخفض بعد ذلك "...أنا تحت أمرك وعبدتك... افعل بي ما تريد،... لكن لا تقل لأي أحد ما شاهدته هنا الليله...". صمت برهة بعد أن انهت حديثها ثم قلت لها: "أعتقد إنه من الصعب علينا أن نتكلم هنا في هذا المكان وعيون العمال تراقبنا والحاضرين يختلسون النظرات وهم ينظرون إلينا" فقالت لي متلهفة وكأنها وجدت في حديثي بادرة حل لمصيبتها "إذن فتعالى إلى بيتي غداً صباحاً..." أجبتها بلا ادنى تفكير بالنفي فأنا لا أعرف مكان بيتها، ويمكنني بالطبع أن اسألها عنه وإلاَّ لهدمت كل هذه الكذبة الكبيرة التي نصبتها حولها كشبكة صياد ماهر. فنظرت نحوي راجيةً وقالت: "فماذا إذن؟... ماذا يمكنني أن..."فقاطعتها قائلاً هل لديك تليفون بالبيت؟" فقالت بسرعه: "نعم " فأخرجت قلماً من جيبي ووضعته أمامها وقلت لها اكتبيه وسوف اتصل بك فيما بعد لنتحدث" وعندما وجدت أنها متردده مرتبكه قدمت لها منديلا ورقيا مما يحوي الصندوق الكرتوني الصغير الذي يوضع على المائدة ليستخدمه رواد الصالة في تنظيف أياديهم، ظناً مني انها كانت مرتبكة تبحث عن شيء لتكتب عليه، وهنا قالت لي أكتب أنت فخطي في الكتابة لا يستطيع أحد أن يقرأه سواي، سحبت القلم والمنديل وكتبت الرقم كما قالته لي ووضعت الورقة في جيب قميصي وأنا أقف معلنا بذلك نهاية اللقاء، فنظرة إليَّ نظرة تسترق بها قلبي وتود أن تسكت بها فمي، وإن أمكنها لأوقفت عقلي عن التفكير وهي لا تعرف أنها بهذه الورقة، التي تستخدم في تنظيف القاذورات والأوساخ، قد أسلمتني مفتاح بيتها وعقد رهان يعطيني حقَّ التدخل الآن في مجريات حياتها. فمنذ قليل كنت هذه المرأة بالنسبة لي مجرَّد اسم لا أعرف عنه شيء، أما الأن وعن طريق هذا الرقم فيمكنني أن أعلم عنها كل شيء، اسمها وبيتها وجيرانها وكل مايخصها من خلال هذا الرقم الصغير المكون من سبعة أعداد حسابيه والذي يستطيع أن يبدل حسابات هذه المرأة جميعها رأساً على عقب، فيمكنه أن يجمع حياة هذه المرأة وأسرتها ويضرب بها عرض الحائط أو يمكنه أن يقسمَّ سيرتها ويوزعها على كل لسان في الحي الذي تحيا فيه بل يمكنه أيضا طرح اسمها من عداد سكان هذه الأرض الأحياء أن وصلت فعلتها هذه إلى أهلها
الفصل الخامس إلى أين... لا أدري. لا أدري إلى أين ستقودني هذه الصدفة العجيبه أو الفخ الذي وقعت فيه صبيحة أحد الأيام، ذاك الصباح الأبيض الذي أضحى في طيي الذكرى بالنسبة لي علامة سوداء كعلامة النازية التي تشير إلى عصرها الدموي أو علامة الصهيونية التي تلوِّح رايتها على أرض، دلالة على وجود دولة أُحتلت وأرض ****** في غفلة من المجتمع الدولي أو بمباركته لهذا المشروع الاستعماري في لحظة سهو لأصحاب هذا البلد. ذاك الصباح البعيد الذي أستطاعت إمرأة فيه أن تنصب شباكها حولي وتوقعني في شركها بمهارة. أو قل وقعت أنا في حبائلها منزلقا في مستنقعها بسهولة. فإلى من يوجّه أصبع الاتهام إذن، أإلى الصدفة التي قد تلعب بمصائرنا، أم إلى القدر، الذي يقضي بكل شيء قبل أن يقدِّر وقوعه... أم إلى فاعل ذا كيان موضوعيّ، متهم بالضعف والتهاون والذي هو أنا ، أم إلى هذه السيدة أو تلك التي استخدمت جسمها كأداة وإمتهنته فأصبح وسيلة كسبها اليومي، الذي يجرّمه المجتمع ويلاحقه الجميع دون أن يسألوا عما أو عمن أسقط هذه السيدة في هذا المستنقع من أصله. أم يجب أن يوحه أصبع الإتهام إلى المجتمع بأسره الذي لم يستطع أن يحمي ضعفائه، هذا المجتمع الذي يحني رأسه أمام القادر ويدوس بقدميه المثقلتين بهموم الفقر والجهل هامات ضعفائه. ويفرض قوانين يفصلها الأقوياء والأغنياء لتطبق على الفقراء والضعفاء. أنني، أحلم (بمجلسشعب) يمثل بالفعل الشعبوأضع هاتين الكلمتين بين كل أقواس الدنيا وأسوارها العازلة، فمجلسنا هذا لا يمثل أبداشعبنا. فغالبية شعبنا مسحوق كادح معدم وقدضاعت فوارق طبقتيه "الفقيرة" و"المتوسطة" واللتان كونتا معاً طبقة جديدةهي الطبقة "المُعدمة" وأصبحت المسافة بينها وبين الطبقة الغنية المتحكمة مسافة لا نهائية. فهل من حقنا أن نحلمأن يصل إلى مجلس شعبنا: فقيراً يمثل غالبية شعبنا،حتى لو تم ذلك عن طريق تعيينه، لأنه لا أمللدخول أحد هؤلاء الغلابةلمجلسنا بالإنتخاب الذي أصبحالآن "معركة"، معركة انتخابية. وبالطبع لا أقصد هنا بوصولأحد هؤلاء الغلابة للمجلسليجلس على بابه متسولاً.
لا أدري لماذا أفكر في كل هذا وأنا أجلس واضعا الأسم الجديد الذي حصلت عليه مؤخرا أمامي، بالطبع لم يكن الاسم الذي يشير إليه رقم التليفون (لفوزيه) أو (لزيزي) وذلك كما توقعت. إذن فهذا الاسم هو على أرجح تقدير اسم زوجها وهذا العنوان لا بدَّ أن يكون محل إقامتها حيث يوجد التليفون. لم يكن من الصعب الوصول لهذه الأشياء ونحن نحيا الآن في عصر المعلومات والحكومة الإلكترونية.
حملتني رجليَّ إلى هناك حيث يتطابق العنوان الذي أحمله معي وذاك العنوان الباهت المكتوب على حائط الشارع الذي لا تكاد العين أن تميز أحرفه التي محتها شمس السنين وحرها. حي شعبي فقير متراصة بيوته بشكل عابث كئيب بفعل تأثير الزمان الذي رسم ملامح شيخوخته على جدرانها بل وعلى وجوه أغلب سكانها. وقفت أنظر مترقبا ظهور وجه أعرفه وأبحث عنه...أخيراً خرج من هذا البيت الذي كنت أقصده صبي صغير ناديت عليه بصوت منخفض وسألته إن كان يعرف (...) اسم الرجل الذي توقعت أن يكون ربَّ أسرة السيدة التي أبحث عنها، فأجابني الصبي بأن (...) مسافر منذ سنوات وإنني إن كنت أريد شيئاً من أسرته فعليَّ أن أنادي على (حسن) ابنه بأعلى صوتي وأنا اقف في الشارع. وذلك لأن السيدة أم (حسن) ستكون في البيت وحدها إن كان حسن في المدرسة. وقد أفهمني الصبي هكذا بذكائه الفطري أنني غير مسموح لي بالدخول على السيدة بمفردها وهي في بيتها. وقد شعرت بالرضى وبصدق كلام هذا الولد ودقة المعلوماتي عندما ذكر لي اسم (حسن) في سياق كلامه.
فَضَّلْتُ أن أقف بالقرب من البيت مراقباً لأنه لم تكن هناك إختيارات أخرى كمقهى أو مكان للانتظار في المنطقة. لم يمضي وقت طويل حتى أخرجت هامتها من الشباك ناظرة لتتحق من بائع جائل كان يقف تحت البيت الذي تسكنه ثم أدخلتها وعادت مرة أخرى إلى الشباك مسرعة، فعلى مايبدو أنها لمحتني وهي تسحب نفسها من الشباك، وهذه المرة عندما عادت إليه نظرت نحوي بشكل مباشر وهي تتحقق من وجودي بالفعل. بعدما أصبحت بالنسبة لها كالشبح الذي يخيفها ويقلق منامها. فلا شيء في مجتمعنا يقلقنا أكثر من الشرف وما يرتبط به. وبعد حوالي دقيقة عادت مرة أخرى لتظهر من جديد في شرفة البيت المتواضعه وأخذت تنظر يمينا وشمالا وهي تتحقق من عدم رؤية أحد لها وهي تنظر نحوي. كانت ترتدي ملابس أهل المناطق الشعبية وقد غطت رأسها ب**** صغير. ثم كررت بعد ذلك خروجها للشباك أكثر من مرة وهي تظهر لتختفي من جديد في كل مرة وهي تراقب وقوفي على بعد من البيت الذي تسكن فيه. لم يمضي وقت طويل قبل أن تنزل من هذا البيت سيدة غير معلومة الملامح، لأنها كانت تلف جسدها كله بما فيه رأسها (بملائة لف) فلا يظهر منها أي شيء، حتى ملامح وجهها التي كانت تخفيها كعادة بعض سيدات المناطق الشعبية المغلقة تحت هذه الملائه، وأطل وجهها بنظرة وهي تفسح له الطريق بيدها بين طيات غطائها لتصل إليَّ نظرتها التي بينما كانت تمر من أمامي، عرففتها وتيقنت منها خاصة بعدما وصلتني رسالة عينها وهي تغمز بإشارة واضحة وكأنها تقول لي اتبعني. سارت مسافة طويلة حتى خرجت من الحارة ثم قطعت بعض الشوارع الأخرى إلى أن وصلت إلى أحد المحلات الكبرى وتمهلت أمامه حتى لحقت بها، فبادرتني بالتحية ثم قالت: "لقد عشت هذه الأيام الثلاثة الماضية في رعب وكلما أرتفع صوت في الحارة كان قلبي يكاد أن يتوقف عن النبض و أنا أشعر وكأن الموت يترقبني، لماذا لم تأت أو تتصل من قبل". "كنت مشغول" أجبتها. وهنا أفسحت طرفيّ الملائة عن بعضهما فكشفت عن وجهها وعن التحجيبة التي تضعها على رأسها تحت هذا الغطاء، فقلت لها: "ما هذا كله؟... (تحجيبة) تحت (الملائة اللف)... ألا تغالين كثيراً ... أم أنك تودي أن تخفي بهما (بدلة الرقص) التي ترتدينها أسفلهما...؟". أحنت رأسها إلى الأرض خجلاً وبعد برهة من الصمت قالت وهي مستمرة في النظر للأرض وكأنها ترقب شيئاً عليها، "لا تظلمني... فيكفيني ظلم الحياة التي أعيشها... وظلمي لنفسي، بل وظلم أبنائي الغلابة، قبل أن تعرف حكايتي، ولماذا فعلت ما قد فعلته" فقاطعتها قائلا: "أعتقد أنه من الصعب علينا أن نتحدث هنا... ما رأيك... لديّ مكان أمن ملك لصاحب لي، يمكننا أن نذهب اليه قليلاً... فماذا قلت؟" أشارت برأسها علامة على قبولها ذلك بإنكسار وهي مازالت حتى هذه اللحظات مستمرة في النظر للأرض. فقد كان من الصعب عليها أن ترفض وهي تود أن تنهي هذه المسألة بطريقة لا تفضح أمرها مهما كلفها ذلك الأمر، كانت مستعدة للتضحية بأي وبكل شيء حتى بحياتها إن استدعى الأمر أن تموت أو تنتحر قبل أن ينفضح أمرها.
جلسنا نتحدث في الشقة التي أسكنها، والتي كنت قد قلت لها حينما كنا نتحدث في الشارع إنه مكان يملكه صاحب لي. وقد وضعت (ملائتها) جانبا، بعدما أزاحتها من على رأسها ونحن نستقل سيارة الأجرة التي أقلتنا إلى هنا مكتفية بالتحجيبة التي تضعها فوق رأسها خاصة بعد خروجها من دائرة معارفها وأقربائها. الآن تبدوا ملامحها الحقيقية بلا تزييف ولا تزيين، خاصة وهي بدون الأصباغ التي كانت تضعها على وجهها من قبل، وتغطي شعرها الطويل بهذا الغطاء. ملامح سيدة تقارب ما بين الأربعين والسابعة والأربعين من عمرها.
بينما كنا نتحدث مددت يدي وأمسكت عدة صور كانت موضوعة على المائدة التي أمامي بعدما أن أخرجتهم من مظروف كان يحويهم, وبدأت أقارن الصور بالسيدة الجالسة أمامي خاصة هذه الصورة التي تظهر فيها بمفردها على المسرح وهي ترتدي. وقد لاحظت هي أنني أفعل هذا وبدأ على وجهها الخجل. فقلت لها "أظن إنه لا يمكن أن يخطر على باله أحد أن هذه الراقصة التي ترقص هنا على المسرح ببدلة الرقص التي تظهر فتنة وتقاطيع جسمها يمكن أن تكون هي نفسها هذه السيدة الجالسة هنا الآن بال**** أمامي أو تلك التي كانت تسير منذ قليل (بالملائة اللف) في الحارة" وقدمت لها الصورة، فأمسكتها ولم تنظر لها كثيرا ووضعتها جانباً، فقلت لها: "لقد قمت بعمل نسخة مكبرة من صورتك هذه وأنت ترقصين ببدلة الرقص على خشبة المسرح، ووضعتها في إطار جميل، لكي أحتفظ بها للذكرى في غرفة نومي الخاصة... كما يحتفظ البعض بصور نجومهم المفضلين في غرفهم الخاصة... فأنت من الآن وصاعداً راقصتي المفضلة".
كانت صامته غالبية الوقت أو تجيب بكلمة واحدة أو بحركة من رأسها وبعد أن عرضت عليها جميع الصور وأنا أعلق عليها وعلى الملابس التي ترتديها أو قل لا ترتديها في الصور. وما أن أنتهيت من عرض الصور عليها والذين كان قد أحضرهم لي المصور في نهاية السهرة بالمسرح. قالت لي: "أنا تحت أمرك ماذا تريد مني؟" فأجبتها: "ماهي مهنتك؟". فقالت: "ربة بيت لأسرة مكونه من...". فقلت لها مقاطعاً: "ولكنني لم أتعرف عليك في البيت أو وسط أسرتك، لقد تعرفت عليك على خشبة المسرح، فماذا كنت تفعلين هناك؟ ماهي وظيفتك على المسرح؟." قالت: "ولكنني أقسم لك أنني سيدة فقيره و أربي ***** صغار..." قاطعتها: "سنتكلم في كل هذا فيما بعد ولكنني اسألك الآن سؤال في غاية البساطة. ماهو عملك على خشبة المسرح؟؟". فأجابت بصوت منخفض وهي في منتهى الخجل: "راقصه". فقلت لها: "هذا فقط ما أريد أن اسمعه منك والآن أريدك أن ترقصي لي".
لم يكن رقصها هنا كرقصها على المسرح ببدلة الرقص الشرقي التي كانت ترتديها خاصة وهي ترقص الأن بهذه الملابس العادية وبدون زينة وأصباغ على وجهها، كانت ترتدي عبائتها أو فستانها الطويل الذي ترتديه السيدات في المناطق الشعبيه وقد حزمت وسطها فوق العبائة بالغطاء الذي كانت تضعه على رأسها، مظهرة بذلك تضاريس ردفيها، ذلك بعد أن أطلقت لشعرها العنان. أخذت تتمايل يمينا وشمالاً وهي ترقص ولم تكن تعلو وجهها التعبيرات والإيحاءات الجنسية التي كانت تعلوه حينما كانت ترقص على خشبة المسرح، رقصت وراحت تسترسل في رقصها وبدأت تعود الإبتسامة إلى وجهها بعد أن إطمأنت إنها ربما تكون الآن بعيدة عن الفضيحة وكشف أمرها من ذي قبل.
كان لديها الاستعداد لفعل أي شيء وكل شيء لكي تهرب من المأزق الذي وقعت فيه. بل إنها أتت بإرادتها وهي تعرف ما قد ينتظرها وموافقة عليه وإلا فما معنى قبولها المجيء مع شاب إلى مكان بمفردها والصعود معه إلى مكان مغلق وهي تعرف إنها ستكون معه وحدها وخاصة وهو يعرف عنها ما يعرف فإنهما لم يتقابلا معاً في الجامعة أو في مكتبة عامه أو منتدى ثقافي أو علمي وإنما تعرف جيداً إنه التقاها في كباريه ويعرف إنها راقصه مبتزلة تحيا بعرق رقصها وتأكل بصدرها وتجذب إليها روادها بعريها. جاءت وهي تعرف إنها لم تأت لتناقش معه أزمة الثقافة في عصر الاستهلاك أو قضية العولمة وتأثيرها على الشعوب الفقيرة.
جاءت وهي تعلم ما ينتظرها وما هو مطلوب منها، والذي هو ليس بغريب عن عملها وعالم الليل الذي تمتهنه والذي سلعته الوحيدة هي جسدها الذي تتاجر به في إشباع غرائز روادها. لم يكن من الصعب دعوتها إلى غرقة النوم ومعاشرتها بكل الطرق المعروفة ولكن شيئاً واحداً كانت تختلف فيه هذه عن سابقاتها وهي أنها كانت في قمة الاستسلام حتى إنها لم تبدئ أي لذة أو اعتراض على شيء. فقد كانت تقوم بعمل كل ماهو مطلوب منها بدون اعتراض ولكن في نفس الوقت بدون تلذذ، حتى إنني بدأت أشعر بغرابة هذه السيدة التي كانت قمة الإثارة والشهوة وهي ترقص على خشبة المسرح والتي تبدو الآن في قمة البرود الجنسي وكأن ما يحدث فيها الآن هو شيء لا يخصها هي.
انتهيت من مضاجعتها وسألتها وهي ترتدي ملابسها من جديد "منذ متى وأنت تمتهنين الرقص... متى أصبحت راقصه؟. ومن الذي قام بتدريبك عليه؟." فأجابت قائلة: "لقد بدأت أعمل كرقاصه على المسارح منذ أربع سنوات فقط. ولكنني كنت أرقص قبل ذلك لكن في أماكن غير عامه". سألتها: "هل تحبين الرقص؟. ولماذا أخترت هذه المهنه بالذات وأنت تخافين أن يعرف أحد أنك رقاصه؟". فأجابت "لم أختر أبداً هذه المهنة ولم يخطر يوما على بالي أن أصبح رقاصه أو حتى لم تخطر على بالي هذه الفكرة يوما.... ولكن الظروف هي...". فقلت لها: "أي ظروف؟". فقالت لي: "هذه قصة طويله ( وتنهدت وهي تغمض عينيها وكأنها تحاول أن تسترجع أو تستدعي ماض بعيد، وقالت ) لقد كنت مثل كل بنات المناطق الشعبية التي رأيتها أحلم بزوج وأسرة وأن أحيا حياتي ككل النساء في تربية أبنائي ورعايتهم... ولكن القدر وقف لي بالمرصاد فبعد أن أعطاني الزوج والأبناء وبدأت حياتي نوعا ما في الإستقرار أبى إلا أن يعاندني، فقد سافر الزوج للعمل في العراق ككثير من الشباب تاركاً خلفه ولد وبنت لم يلتحقا بعد بالمدرسة وكانت حجته في السفر هي توفير حياة كريمة لهما لكي لا يعانيا الفقر والحرمان الذي عاناه هو شخصياً في طفولته.... ذهب ولم يعد للآن، فبعد سفره بفترة قصيرة وهي عدة أيام دخل الجيش العراقي دولة الكويت وعاد كثير من العاملين بعد ذلك إلى مصر تحسباً لحرب متوقعة ولكنه أبى ألاَّ يعود قبل أن يحقق مطمحه. وهكذا انقطعت أخباره حتى اليوم وقال بعضهم إنه قتل هناك أثناء العمليات الحربية وآخرون قالوا بل تزوج هناك من سيدة عراقية، وهكذا لم نسمع عنه أية أخبار طيلة هذه السنوات التي مضت...". "ولكن لماذا أخترت الرقص؟ ألم تجدي أي مهنة أخرى؟" سألتها فقالت: "أترى أن العمل متوفر بكثرة في البلد؟ وإعلانات الوظائف الشاغرة تملأ الصحف؟. أعتقد إنه حتى الشباب الذين تخرجوا من الجامعة ويحملون أعلى الشهادات يجدون صعوبة في الحصول على عمل! فكم وكم تكون صعوبتي أنا، وأنا لم أذهب إلى المدرسة سوى عدة سنوات أقل من أن تحصيها أصابع يد واحدة ولا أعرف من الكتابة والقراءة إلا اسمي بالكاد. فماذا كان يمكنني أن أعمل وأنا أعول أسرة مكونة مني ومن ولد وبنت يلزمهما الكثير وكذلك والدة زوجي التي توفت العام الماض؟. ماذا كان علي أن أعمل؟... أنا لم أمتهن هذه المهنة مثل البعض الذي يطمح في الثراء الفاحش أو الشهرة أو حباً في الرقص، ولم أحصل على شهادة قد تساعدني في الحصول على عمل يكفي أحتياج أسرتي". "وكيف بدأت العمل كرقاصه هل كان من السهل عليك الدخول بسهولة في هذا العالم؟". قالت وهي تسرح بخيالها للخلف متذكرة: " كان هذا منذ سنوات ولم أكن وقتها أفكر في الرقص كمهنه وقد كنت بعد أكثر شباباً. كان ذلك عندما كنت أحضر عرس إحدى صاحباتي وقد شاركت البنات والسيدات الذين كن يرقصن فوق سطح العمارة كواحدة منهن... كما نفعل عادة في الأفراح والمناسبات، ويبدو أن هناك عين كانت تراقبني وأنا أرقص كان هذا أحد الأثرياء الذي أعجب بي وعندما سأل إحدى صاحباتي والتي كان يعرفها جيداً عني قالت له إنها سيدة متزوجه وهي زوجة (...) وبعد أن أخبرها أنه معجب بي وبرقصي و...،. كنت قد توقفت عندئذ عن الرقص وجلست جانباً أشاهد بقية الذين يرقصون ولم أكن أفكر في أي شيء أو أتخيل أن هناك من يراقبني. عندئذٍ أشارت إلي صاحبتي وأخذتني جانباً وقالت لي وهي تضحك: "ما رأيك في 100 جنيه؟". فقلت لها: "ماذا تعنين بذلك؟ لا أفهمك!" فأجابتني قائلة: "هناك أحد الأشخاص معجب برقصك وأنا قمت بمراهنتة على مائة جنيه في مقابل أن أجعلك ترقصين مرة أخرى فماذا تقولين؟". فقلت لها بغضب: "كيف يمكنك أن تسمحي لأحد أن يتحدث عني أم*** بهذه الطريقه وهل تقبلي لي أن أكون رقاصه؟" فقالت لي وهي تهدئ من غضبي: "إنه لا يعرف إنني سوف أقول لك ماحدث بيني وبينه ولن أقول له أيضا مايدور بيننا الآن... وماذا سيضيرك في هذا لقد رقصتي منذ قليل، فماذا يمنع أن ترقصي مرة أخرى وسط هذا الحشد من البنات والسيدات التي ترقص وكانني لم أقل لك شيئاً عن هذا الرجل... سنكسب مائة جنيه تنفعنا في هذه الأيام الصعبه بدون تعب...".
وبعد حديث طويل معها وتردد كبير أقنعتني أن أرقص مرة أخرى وسط البنات والسيدات اللاتي كن يرقصن أمام العريس وعروسه الذين جلسا جانبا على كرسيهما في إحدى جوانب سطح العمارة. وهذه المرة عندما رقصت حاولت أن أطيل في رقصي بدون النظر لمن يراقبني وكأنني أفعل هذا من تلقاء نفسي. كانت هذه هي المرة الأولى التي أرقص فيها في مقابل مادي حيث تقاسمت مع صاحبتي هذه المائة جنيه بعد نهاية العرس.
لا توجد سيدة أو بنت لا تعرف شيئاً من الرقص. ولكن ليست كل سيدة يمكنها أن تصبح راقصة، حتى لو كانت تجيد الرقص. فالراقصة يجب أن تتمتع بصفات معينة كأن تكون على قدر من الجمال وأن يكون جسمها وقوامها يساعدها على ذلك كذلك أن تكون جريئة وأن تستطيع أن تتخلص من خجلها لأنها ستكون محط أنظار الناس، خاصة عندما ستكون ببدلة الرقص، على المسرح أو في أي تجمع، عرس أو مناسبة سعيدة. وكذلك أن تكون صبورة خاصة أمام ردود أفعال وكلمات الجمهور الذي يظن إنه اشتراها بالتذكرة التي دفعها أو "النقطة" التي وهبها. عليها أن تتحمل أقزر وأقبح العبارات الجنسية الفاضحة، التي كثيرا ما تقال لها في أذنها. وأن تبتسم لعشرات طلاب الزواج منها في كل ليلة دون أن يكون عند أحدهم الاستعداد للوقوف معها أمام مأذون أو الارتباط معها بورقة واحدة أو ا**** اسمه باسمها. نعم كثيرون يطلبون الزواج مني لكن بدون زفاف أو مأذون أو شهود، قالت هذا وهي تتنهد بمرارة.
"ولكن متى احترفت الرقص" سألتها وأنا أود أن أعرف كل خباياها وكيف تتحول فتاة أو سيدة إلى هذا العالم المليء بالغموض والسريّة فأجابتني قائلة: "في البداية لم يكن الموضوع سوى عملية نصب صغيرة لكسب بعض النقود من ذاك الرجل الذي راهن على أن أرقص في العرس والذي كانت تعرفه صاحبتي. هذا الرجل أخبر صديقتي مرة أنه مستعد أن يدفع لي أي مبلغ أطلبه على شرط أن أرقص له وحده. لقد كان لصديقتي هذه دور كبير في الزج بي إلى هذا العالم. جائت إلى زيارتي يوماً وأثناء حديثنا معاً وكانت تعرف كل ظروفي المادية وسفر زوجي الذي كان قد طال ولا نعرف عنه شيء، وأثناء حديثنا معاً قالت لي وهي ضاحكة وكأنها تريد أن تختبر ردة فعلي "تخيلي الرجل الذي راهن علي 100 جنيه لكي يقنعني أن أجعلك ترقصي في الفرح، جاء لزيارتنا أمس... تخيلي الرجل المجنون عارض أي مبلغ تطلبيه مقابل أنك ترقصي له وحده ...." وضحكت ضحكة لها مغزي وهي تنتظر معرفة ردة فعلي على ما قالت. فأجبتها "وأنت بماذا أجبتيه" قالت وهي تنظر نحوي بنظرة مكر وفي عينيها خبث ظاهر" ولا شيء... لم أجبه... مَنْ يعرف... يمكن نستطيع أن نستفيد منه بمبلغ ولا شيء مفيد". "أنت مجنونة، ما هذا الذي تفكرين فيه.... كيف يمكنك أن تفكري في شيء كهذا" كان هذا رد فعلي الذي لم يخلو من العصبية وأنا أجيبها فما كان منها إلاً أنها قالت لي وهي تحتفظ بكثير من هدوئها: " وماذا في ذلك إذا كنا سوف نعرف نستغله... هذا الرجل من الأثرياء، وهذا يعني أننا بلعبة صغيرة يمكننا أن نكسب منه الكثير... ليتني أعرف أرقص، لكنت رقصت له وفعلت كل مايريد".
السيقان تدرُّ ربحاً أكثر من العقول والعَوالِم يكسبن أكثر بكثير من العُلماء، فيكفيك أن تتأمل حياة لاعبي كرة القدم في أي بلد من بلاد العالم، وما يحصلون عليه من أرباح، هذا بالأخص إذا ما قارنت بينهم وبين رفاق دراستهم الذين أكملوا درب التعليم حتى نهايته، وحتى الذين وصلوا إلى أعلى السلم الوظيفي منهم. أو يكفيك أن تقارن بين ما تحصل عليه راقصه في ليلة واحده أو حفلة وما يحصل عليه أستاذ جامعي أو عَالِمَةٌ في مجال الكمياء أو الزرَّة أسرفت فأمضت غالبية عمرها بين الكتب والتجارب والأبحاث، وقتها ستدرك جيداً أن السيقان تدرُّ ربحاً أكثر من العقول، أفضل العقول في عصرنا هذا الذي أصبح كل شيء فيه للاستهلاك، وقد أصبح كل شيء فيه مستهلك وسلعة، حتى الإنسان نفسه أصبح سلعة يباع ويشترى ويعرض للبيع ويطرح في المزاد،... فإن كنت لا تصدق كلامي هذا فإنني أقول لك ألمْ تقرأ في كثير من صحفنا عن هذا اللاعب أو ذاك الذي بيعَ من النادي الذي يلعب له إلى ذاك بمبلغ (...) من المال أو ذاك البطل المعروض للإنتقال إلى ذاك البلد للإحتراف فيه مقابل (...) من المال. لقد أصبحنا بفضل أو قل بسوء ثقافة الاستهلاك التي تحكم عصرنا معروضين في سوق الاستهلاك مقابل ما نملك وأصبحت قيمتنا الاسمية هي قيمة شهاداتنا وثقافاتنا التي حصلنا عليها أما قيمتنا الفعلية فهي قيمة ما نملك من ثروة ومال. أما قيمتنا الحقيقية والانسانية فلا أحد يهتم بالبحث أوالسؤال عنها، ولا عزاء لأصحاب العزة والكرامة.
لم يكن من الصعب إذن الدخول إلى هذا العالم الذي تراني فيه الآن لقد بدأ الموضوع كله كحيلة لكسب بعض النقود، عملية نصب واحتيال صغيرة أو استغلال للتربح من هذا الانسان الذي بدأ كريما سخيا في عطائه في سبيل إشباع غرائزه وملء عينيه من مشاهدة إمرأة ترقص له وحده، لم يشبعه في بادئ الأمر المرور على أحد المسارح أو صالات الرقص المنتشرة التي تعرض رقصها وراقصاتها على الرواد وإنما ذهب به الطمع والأنانية إلى درجة الاستحواز، فأراد أن يمتع نفسه وحده برؤية هذه المرأة وهي ترقص له وحده. وقد زادت أوامره وطلباته ورغباته مع زيادة عطائه المادي الذي كان يقدمه، وهكذا تحولت من إمرأة ترقص مشاركة الأصدقاء فرحة زواجهم إلى راقصة ترقص مقابل هبة مادية ثم أجر مادي. من رقصة على سطح عمارة مع ما لا يقل عن عشرة فتيات وسيدات إلى رقصة في بيت صديقة أمامها وضيفها إلى رقصة أمام رجل وحده. من رقصة بكامل ملابسي كإمراة إلى رقصة مكشوفة الراس بدون غطاء إلى رقصة بقميص نوم بدون فستان إلى رقصة بملابس داخلية إلى رقصة ببدلة رقص كانت إحدى هداياه لي والتي أدخلتني إلى هذا العالم.
لا توجد فتاة أو إمرأة تفكر أول ما تفكر في احتراف الرقص، أو أن تصبح راقصة. ولكن توجد فتاة أو إمرأة ترقص في المناسبات الخاصة كعرس، رحلة نيلية إلى القناطر حفلة عيد ميلاد، جلسة بين الصديقات، وحتى إنه توجد كثير من النساء والبنات يرقصن بمفردهن في بيوتهن أمام التليفزيون أوعلى أنغام موسيقى الأغاني التي يسمعونها. هذه الفتاة أو المرأة إذا ما اتيحت لها الفرصة المناسبة تحولت إلى راقصة. وهذه تنتقل تدريجياً حتى في لبسها، فلا توجد راقصة أو فتاة بدأت رقصها ببدلة رقص وإنما يبدأ كل شيء تدريجي، ترقص بفستانها الذي ترتديه وحتى بال**** الذي يكون على رأسها، وفي مرحلة لاحقة بفستان أقصر بعض الشيء ثم بعد ذلك بقميص نوم أو ما يشبهه ثم بعد ذلك بالملابس الداخلية، وفي النهاية ببدل الرقص أشكالها وأنواعها. ترقص أمام الصديقات ثم بعد ذلك ربما في حضور أصدقاء، أقارب... ثم أمام صديق، خطيب، زوج، عشيق... وهكذا. وبالمثل كلما زادت الخصوصية كلما قلت الملابس ومساحة ما تغطيه أو تخفيه.
أما الفرصة المناسبة فيمكن أن تكون أزمة مالة تدفع الفتاة أو المرأة إلى الدخول إلى هذا الطريق الصعب عندما تجد أن كل الطرق الآخرى مغلقة أمامها، أوتجد نفسها مدفوعة بفعل فاعل إلى هذا الطريق. فأنا شخصيا أعرف بعض الذين دفعتهم ظروفهم الأسرية إلى هذا العالم، كأن يسمح زوج لزوجته بالدخول إلى هذا العالم والذي ربما يكون قد خطط من قبل أن يتزوج من فتاة من هذه النوعية، تهوى الرقص وبعد فترة من الزواج وتحت وطأة الظروف يدفعها إلى العمل كراقصة وتقبل هي هذا وذلك لأن بذرة هذا العمل تكون مغروسة فيها من قبل ولديها الاستعداد الداخلي للدخول إلى هذا العالم والذي ربما تكون قد بدأته من قبل عملها فيه بالفعل، ككل البنات اللاتي تمارس هواية الرقص في المناسبات، فماذا يضيرها أن تتحول هوايتها هذه إلى حرفة وعندئذ يستهويها أيضا بريق المال الكثير الذي تدره هذه المهنة والتي لا تحتاج إلى أي نوع من الشهادات أو المؤهلات الجامعية.
بل أن مهنة كهذه بعدما كانت حكراً على فريق من الناس يُعَدُّ فرزاً من إفرازات الطبقة الفقيرة والمعدمة التي تدفعها ظروف الفقر والعوز إلى مهنة كهذه ، أصبحت اليوم رغبة ومطمحاً لدى كثير من النساء والفتيات من حاملي أعلى الشهادات الجامعية. بل وكثيرات من سيدات الطبقة الغنية ترى في هذا الطريق أقصر الطرق إلى أهدافهم. ولا يخفى على أحد أنه قد إنتشرت، في الغرب الأوربي وأمريكا، كثير من المدارس التي تعلم الرقص الشرقي للسيدات الأوربيات وقد نافست كثيرات منهنَّ الراقصات المصريات والشرقيات في عقر دارهنَّ، خاصة الراقصات الروسيات، بل إن أغلب مطاعم روما، عاصمة أوربا، لا يخلو أحد مطاعمها وفنادقها ليالي الجمعة والسبت والأحد من راقصه شرقيه، غالباً ما تكون إيطاليه احترفت الرقص الشرقي، أو مصرية أو مغربيه. أذكر أنني في إحدى زياراتي لفرنسا وبالتحديد باريس، أرادت الأسرة التي كانت تضيفني أن تحتفي بي، فأخذوني إلى مطعم شرقي للعشاء- أعتقد أن اسمه كان (الشام)- وأثناء العشاء خفِّضت الإضاءة فجأة ودوت في المكان موسيقى شرقيه مصريه أصيله، وفجأة خرجت علينا راقصة، قمة في الروعة والفتنة والإثارة ترتدي بدلة رقص شرقي، رقصت كأجمل راقصاتنا. عرفت فيما بعد أن هذه الراقصه تنتمي إلى الجنس الثالث، أي أنها كانت شاب ككل الشباب ثم بعد ذلك ومن شدة عشقه وإعجابه بالرقص الشرقي وهوسه به حول جنسه من ذكر إلى أنثى، كاملة المعالم الإنثويه والتضاريس، بإجراء جراحات تجميل وتعاطي هرمونات انثويه. وذلك ليصبح (راقصه شرقيه) حتى إن أي شخص لا يعرف قصة تحوله هذه لا يستطيع أن يكتشف إنه كان فيما سابق ذكراً. وقد فعل كل هذا ليحترف الرقص الشرقي الذي يعشقه وقد أصبح الآن إحدى أشهر راقصات باريس، بل تغلب على كثير من المغربيات اللاتي يمتهن الرقص الشرقي هناك.
لقد تحول دور الراقصة من سيدة لا قيمة لها ولا تطمح في الانتماء إلى مركز أجتماعي مرموق أو شكل من أشكال التواجد المتميز في المجتمع، إلى راقصة اليوم التي تعد مظهرا من مظاهر المجتمع وأحد أوجهه اللامعة التي تتلاحق شاشات التليفزيون على استضافتها وتتسارع الصحف في تتبع حياتها، بل لقد غزت الراقصات بيوتنا عنوة، حتى في شهر الصيام، الذي تسارع مقدمو البرامج فيه إلى استضافة حتى الراقصات وذلك على اعتبارهن- وكما يقول البرنامج أو اسمه- من (نجوم رمضان). بل لقد أصبحت الكثير من الراقصات نجوم مجتمع ووصلن في علاقاتهن بمسؤلين في مواقع القرار والسلطة والسياسة إلى أواصر لا يحلم بها حتى الكثيرين من العلماء والمثقفين ورجال الدين والمفكرين... وكثيرون غيرهم من ابناء مجتمعنا.
لقد علمتني الخبرة أن المرأة إن اخطأت فالعقوبة يجب أن توقَّع على زوجها، أما إذا اخطأ الرجل فإن خطأه هذا هو علامة على خيبة زوجته. نعم إن أخطأت المرأة فالعقوبة يجب أن توقّع على زوجها الذي ليس فقط لم يستطع أن يحكمها بل ربما لم يستطع أن يشبع رغباتها وغرائزها وأحاسيسها، لم يستطع أن يعاملها ربما على إنها شريكة معه في كل شيء حتى في لذته الجنسيه وليست آداة لإشباع غرائزه وإفراغ طاقته. فهي مخلوق مثله لها إحتياجاتها، رغباتها، مشاعرها وأحاسيسها.
أما إذا أخطأ الرجل فإن خطأه هذا فهو علامة على خيبة زوجته التي لم تستطع أن تلبي رغباته أو تقدِّم له الإشباع الكافي فذهب يبحث عن ذلك حيثما يمكنه أن يجده، إن كثيرات من النساء تخمد عاطفتهن وتبرد رغبتهن بإنتهاء شهر العسل أو مع وصول أول *** يلدنَّ. وكأنهنَّ قد ضمنَّ بذلك أنهنَّ قد قيدنَّ إليهنَّ زوجهنَّ بقيد هذا الزواج أو ***** الذي ولدنَّ. وهذا خطأ قاتل.
على المرأة أن تبقى، ماعاشت على وجه الدنيا، ليس فقط زوجة وإنما عروس لزوجها، نعم أقولها وأقصد بالتحديد كلمة عروس، عروس بكل ماتحمله الكلمة من جمال وفتنة وزينة وملبس وبريق وقبلهم جميعاً أقصد كل ما تحمل الكلمة من أحاسيس.
أما الرجل فيجب أن تمتد فترة خطوبته لزوجته، بكل ماتحمل هذه الفتره من حب و رومانسيه وإعجاب وهيام، إلى اخر يوم في حياته وإن عاشا بالطبع، بعد الزواج عروسة وعريس.
الفصلُ الأول
" أغرب من الخيال" كان هذا عنوان برنامج إذاعي ناجح تعرضه إذاعتنا المصريه والذي كان يعرض حلقات منفصلة يقدِّم فيها قصصا من واقعنا والتي من شدَّة غرابتها تفوق في أحداثها بمراحل كثيرة خيالنا البشري.
قصتي هذه إحدى تلك القصص العجيبه والتي بدأت بالصدفة البحته وبذلك أكون قد دخلت هكذا في هذا العالم الغريب، عالم المرأة والليل بلا قصد مني وعلى الرغم من أنني لم أسعى يوما إلى هذا العالم باحثاً، إلاَّ أنني وجدت نفسي، بين ليلة وضحاها- كما يقولون- غارقا فيه، بدون أية مقدمات أواستعدادات مسبقة.
أحداث قصتي هذه بدأت صبيحة أحد الأيام الصيفية عندما ذهبت إلى منطقة (وسط البلد) بالقاهرة للبحث عن شيء ما يخص عملي، وأثناء سيري ترددت عدة مرات ذهابا وإيابا بالتحديد هنالك، حيث توجد السينمات والمسارح والمقاهي مثل مقهى (أم كلثوم) الشهير ومقهى (التوفيقيه) وأمامها يقطن (مطعم الدسوقي) حيث إعتدت أن أذهب هناك لتناول طعامي كلما دعت الحاجة إلى التواجد في هذا المكان ساعة الغداء، ولم أكن أعلم أنه تنتشر في المنطقة هذه صاحباتنا من بائعات الهوى، وتجمُّع الراقصات اللاتي يعملن في ملاهي وصالات ومسارح هذه المنطقة ليلا مثل (مسرح المنوعات)، مسرح (شهرزاد) الشهير، مسرح (ميرامار) وكثير من المحلات والفنادق التي تقدِّم لمرتاديها (الرقص الشرقي) وترقص على مسارحها وفي صالاتها الكثير من الراقصات، خاصة راقصات الدرجة الثالثه.
صبيحة ذاك اليوم ترددت، كما قلت، عدة مرات ذهابا وإيابا في ذلك الشارع المزدحم ليس فقط برواده بل أيضا بمقاهيه المتراصه على جوانبه والمزدحمة ليلا ونهارا، كنت أبحث عن شيء لا يمت إلى الجنس بشيء. وعندما توقفْتُ لكي أتذكر المكان الذي كنت أقصده، إقتربت مني سيده، والتي على مايبدو لي، أنها كانت تراقب حركة ذهابي وإيابي وقد لاحظت حيرتي وأنا أبحث عن شيء ما، ظنته هي بحكم مهنتها فتاه أو سيده من إياهم...،. وأُقْسِمُ، أنني حتى تلك اللحظات لم تكن فكرة كهذه قد غزت رأسي ولا طاف يوماً بخيالي الخروج بحثاً عن أمرأةٍ من إياهم.
إقتربت مني وحيتني بإبتسامه ساحرة: "صباح الخير يا سعادة البك" فرددت التحيه عندئذ سألتني وهي تحتفظ بإبتسامتها العريضه مع غمزه خفيفه من جانب عينها اليسرى قائلةً: " أتبحث حضرتك عن شيء ما؟..."، لم أكن أتوقع أبدا أن تقترب مني سيده في قلب القاهرة الكبرى لتسألني سؤال كهذا، والذي قبل أن أجد إجابة عليه، وبلا أي مقدمات، وجدت هذه السيدة تلقي في وجهي مفاجأتها قائلة: "لديَّ فتيات وسيدات أحلى من العسل... وأجمل من القمر وأروع من نجمات السينما... كما تريد... وحسب مواصفاتك... ". وقعت علي هذه المفاجأة وقعاً أخرسني عن الكلام ولم أجد ما أجيبها به. فنظرت إليَّ نظرة إستغراب وسألتني: "إيه! ... ألا تمشي في شارعنا ذهاباً وإياباً منذ الصباح للبحث عن فتاة أو سيدة... أم ماذا؟...". لا أعرف لماذا أجبتها بالإيجاب: "أ... آه ... نعم لقد كنت أبحث عن..." فقاطعتني قائله: "اتبعني..." وسارت أمامي وأنا أتبعها متأملا مشيتها وحركة ردفيها من الخلف وهما يتبادلان معا العلوي والهبوط وكأنهما في سباق مع الزمن، يزاحم أحدهما الآخر وهما يبرزان من خلف فستانها الطويل الذي يحجب رؤيتهما عن الأعين ولكنه وفي نفس الوقت يبرز مفاتنهما وهما يتنافسان معاً وكأنهما يريدان الانفصال الواحد عن الآخر. كانت سيدة في الخامسة والأربعين من عمرها تقريبا، بنت بلد كما يقولون، هذا أقله مايبدو من ملامحها وملبسها. تحتفظ بجمالها وشياكتها، تضع على وجهها (مكياجا) خفيفاً، وفوق رأسها (تحجيبه) صغيره ترسم بالتقريب طريقة تصفيفها لشعرها. وكان نهداها الممتلئان والمكتنزان كبرجان متنافران يجسمان على صدرها يتقدمان جسمها وكأنهما يرحبان بالأعين المتطفلة التي يلفت إنتباهها كبر حجميهما وإستدارتهما.... توقفَتْ بعد سير عدة دقائق عندما وصلت إلى الشارع الرئيسي بجانب كابينة التليفون وتقدمْتُ نحوها فسألتني: "طلباتك... يا بك... ماذا تريد... صبية صغيرة ولا شابة، أم أنك تريد سيده ناضجه متزوجه أو مطلَّقه؟". فأجبتها قائلاً: "أريد شابه ناضجه ولكن... غير متزوجه، لأني لا أحب مضاجعة الصبيات الصغيرات وكذلك السيدات المتزوجات". أخرجت عندئذ من حقيبة يدها ورقه بها بعض أرقام التليفونات وبدأت في طلب الرقم الأول ولكن على ما يبدو أن الطرف الآخر كان مشغولا أو لم يجب، وضعت سماعة التليفون ومن جديد بدأت في طلب رقم آخر وكان الرد سريعا هذه المرة وبدأت في الحديث، ورغم أنني لم أكن أسمع ما كان يقوله الطرف الآخر إلا أنني فهمت أن الطرف الثاني لم يلبي الطلب، فلربما كان لديها عميلاً آخر أو كان هناك مانع ما...، وهنا بدأ الضيق على صاحبتنا، ثم قامت بوضع سماعة التليفون وبدأت تبحث في حقيبة يدها عن شيء ما وهي تتمتم غاضبة ببعض الكلمات، بصوت غير واضح. ثم إتجهت نحوي بعد ذلك وأنا أقف على بعد خطوات منها وذلك بعدما فقدت الأمل في العثور على ذلك الشيء الذي كانت تبحث عنه بحقيبة يدها- وأغلب الظن أنه كان رقم تليفون آخر ربما تكون قد نسيته أو فقدته- وقالت لي: "لديَّ بنات كثيرات ولكن كما ترى فإن الوقت على ما يبدو مازال مبكراً وغالبية البنات ينمن في هذه الساعة لأنهن يرجعنَ إلى بيوتهن قرب الصباح... لا أعلم ماذا يمكنني أن أقول لك ؟..." وصمتت برهةً وأنا أنظر نحوها ولا أعرف بماذا أجيبها وهنا قطعت الصمت قائلة: "ماذا عني أنا؟. هل تود أن تنام معي ...؟. سأعجبك كثيراً... إذا وافقت" كاد قلبي أن يطير من الفرح، لأنني كنت أود أن أطلبها هي بالذات، خاصةً عندما قالت لي: "طلباتك... يا بك... ماذا تريد... صبية صغيرة أم شابه، أم أنك تريد سيده ناضجه متزوجه؟...". كنت أود أن أقول لها من البداية أُريدك أنت، والآن وقد عرضت نفسها عليَّ تظاهرت بالتردد والرفض لكي لا تغالي كثيرا في المبلغ الذي ستطلبه مني في مقابل ذلك. فقالت لي:" ممن تخاف... أنا سوف أجعلك تقضي وقتاً سعيداً ممتعاً معي... إسمعْ، لا تغرنَّك هذه (التحجيبه) ولا هذا (الفستان الطويل)... فأنا سأرويك من خمرة شفتي وأذيقك طعم تفاح خدودي" وهنا غمزت لي بعينها غمزه ذات معنى قائله: "وإن لم استطع أن أمتعك فلا تدفع لي" الهبت كلماتها وغمزاتها كل أحاسيسي ومشاعري وأنا أقف معها في الشارع، فهذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها إمرأه وهي تتحدث بهذه الجرأة. وكان لوقع كلماتها وطريقة حديثها ونطقها للكلمات سحر خاص، خاصة وهي تقول لي: "هل تود أن تنام معي"... "أنا سأعجبك كثيراً؟". فأجبتها قائلا: "هل يمكنك أن ترقص لي؟". فما كان منها إلا أنها قامت وفي لحظه بعمل حركه راقصه خاطفه وكأنها تود أن تؤكد مهاراتها في الرقص وهي تنظر حولها لترى أن كان هناك أحد يراها في الشارع وهي تقول: "طبعاً وأحلى من فيفي عبده". فأجبتها: "وأنا موافق" فظهرت على وجهها ملامح الرضى والإنبساط لا أدري إن كان سبب ذلك الرضى يرجع إلى المبلغ الذي سوف تتقاضاه أم هي المتعه التي تبحث عنها وهي إمرأه جاوزت ربما الخامسة والأربعين من عمرها.
عادت مرة أخرى للتليفون وأجرت مكالمه صغيره بدون أن تنظر للورقه التي بها الأرقام وتحدثت ببعض الكلمات وعادت إلي وقالت: "سنأخذ (سيارة أجرة) حتى (إمبابه) لكي لا نضيع الوقت" .
وصلنا إلى المكان المقصود ونزلنا من التاكسي وأشارت بيدها على أحد البيوت الذي يقع في نهاية الحارة تقريباً وقالت لي موصية: "سأدخل أم*** وبعد خمس دقائق إن لم انزل من البيت عليك بالصعود، الدور الثالث الشقه اللتي كتب على بابها إسم (...) عليك بدق جرس الباب دقة بسيطه لكي لا تلفت نظر أحد من الجيران وتنتظر حتى أفتح لك الباب".
مرت الدقائق الخمس وكأنها دهر طويل ولم تنزل فعرفت أن المكان آمن فإتجهت نحو البيت وصعدت إلى الدور الثالث وتأكدت من الشقة المطلوبه عن طريق قراءة اللافته المكتوبه على الباب وقبل أن أقوم برن جرس الباب فتحت لي هي الباب، فلم تكن تود أن تضيِع الوقت هباءً كما قالت لي من قبل حتى إنها عندما فتحت لي الباب كانت قد خلعت التحجيبه التي كانت على رأسها وتركت شعرها الطويل طليقا حراً ينحدر على كتفيها وينزل على ظهرها. وعندما دخلت من الباب أغلقت الباب خلفي بسرعه قبل أن يرانا أحد. وما أن خطوت خطوة للداخل حتى تسمرت رجليّ في مكانيهما عندما وجدت إمرأة أخرى تقف في الصالة، فتنبهت هي لذلك وقالت لي: "لا تخف هذه (...) صديقتي وصاحبة البيت اللذي نحن فيه الآن" وعندما وجدتني أنظر إلى هذه السيدة وقد فاجأني الأمر قالت لي بدلال العاهرات وغنجتهن: "أترغب فيها هي أما تريدني أنا" فقلت لها وأنا أبتلع ريقي: " أنت". فما كان منها ألاَّ أن سحبتني من يدي وأدخلتني حجرة بها سرير كان قد أعد بشكل جميل وقالت لي: "طبعاً تريدني أن أرقص لك أولاً ثم بعد ذلك تريد أن تنام معي...أهذا صحيح؟". فقلت لها وأنا بعد في زهولي: "آ... آه ، نعم". فأجابتني: "أذن عليك بدفع مبلغ (...... جنيه) ولا يوجد لديَّ فصال في موضوع النقود لكي لا نتحدث كثيراً ونضيع الوقت في الكلام، فأنا لا أقبل النقاش في أسعاري، وبعد ذلك سأكون تحت أمرك الوقت اللذي تريده وتحدده أنت، وكذلك سأفعل لك كل ما تريد". وما أن قامت بعَدّ المبلغ المطلوب والتحقق منه ووضعه في حقيبة يدها حتى قامت بخلع الفستان الذي كانت ترتديه ووضعته على حمالة الملابس خلف الباب وأنا أشاهد أمامي ولأول مرة امرأة بقميص النوم الذي كنت أتخيل أنها سترقص لي به. ولم تمضي سوى لحظات حتى قامت بخلع قميص النوم أيضا والحذاء وهنا ظهرت كنوزها جليه، صدر مكتنز أبيض كالعجين يشده لأعلى (حمَّالة صدر) وردي رسمت عليه وردتان صغيرتان وكأنهما وضعتا لتشيران إلى مكان حلمتيها الورديتين اللتين أتحرق شوقا لرؤيتهما، وكانت قطعة الملابس الداخلية الأخرى السفلية صغيرة جداً من نفس اللون عليها نفس الرسم من الأمام وكأنَّ هذه الورده وضعت كعلامة للترحيب بالزائرين وكذلك لتدلهم على موضع باب كنزها، أشعر بالدوار وحرارة جسدي وأنا أرى هذا الخصر الذي أود أن أحتضنه يتمايل بدلال أمامي، أما سرتها فكانت تشبه قعرة كاس كاملة الإستدارة، وردفيها المستديرين كأنهما نحتا من الرخام الأبيض. لم تشعر بالخجل وهي تخلع ملابسها وتسير أمامي بدلال، وكأن كل شئء بالنسبة لها يبدو طبيعيا لا توجد فيه أي غرابة أو دهشه. بعد ذلك نظرت نحوي قائلة: "إيه! ...ألن تخلع ملابسك" وإتجهت نحو أحد الأدراج وأخرجت منه شريط كاسيت ووضعته في جهاز التسجيل. وما أن أنتهيت من خلع ملابسي بالكامل وبينما أقوم بوضعها جانبا حتى دخلت صديقتها وهي تحمل لفافة مناديل ورقيه ممن تستخدم في التنظيف وضعتها على السرير ونظرت نحوي وما أن شاهدت قضيبي الذي كان في كامل أنتصابه حتى أطلقت شهقة عاليه قائله لصاحبتها: "واو... هل شاهدت حجم ذكره... أتقدري أن تتحملي كل هذا..." فأجابتها بإسلوب مثير وقح وبحركات تمثيليه لا تقل عن كلماتها إثارة وقالت: "لا تخافي عليَّ... فأنا أقدر على قضيبه هذا وأكبر منه أيضا... سوف أجعله كلا شيء كأي خرقة باليه...." وتابعت حديثها وهي تضحك ضحكة عاهرة وقالت وهي تنظر لي مشيرة بيدها: "المهم أن يكون صاحبنا قوي ويتحمل فلا ينكمش في جحره من المرة الأولى...". فقالت لها صاحبتها وهي خارجه من الحجرة "عموماً أنا جالسه في الخارج وفي الخدمه إذا لزم الأمر" وضحكت ضحكة ماجنه طويله بصوت عالى وهي تنظر نحو قضيبي ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها.
جلستُ على حافة السرير ثم قامت بتشغيل الكاسيت ووقفت أمامي وهي ترتدي قطعتي ملابسها الداخلية فقط، حافية القدمين طليقة الشعر وما أن عزفت الموسيقى لحنها حتى بدأت هي في الرقص. لم أكن أتخيل أبدا أن سيدة في مثل عمر هذه المرأة، التي تراها في الشارع وهي تضع (التحجيبه) على رأسها وترتدي فستانها الطويل وكأنها شيخه أو مترهبنه يمكنها أن ترقص بهذه الإثارة والفتنة والحيويه وهي ترتدي ملابسها الداخليه فقط وتجمع في آن واحد بين الخفة والدلال من جانب والخلاعة والعهاره من جانب آخر. لم تكذب إذن عندما قالت لي إنها ترقص: "أحلى من فيفي عبده". كانت رغم أمتلاء جسمها، تملك جسماً رشيقاً لا يدل على سنها وكان نهداها الكبيران الممتلأن غير المترهلان يشيران إلى أنها لم ترضع يوما أياً من أبنائها كما تفعل الفنانات المحترفات والراقصات وبعض النساء للحفاظ على جمال صدورهن. تراها وهي ترقص فلا تشك إنها راقصه محترفه ممن يرقصن في أفضل الفنادق والكباريهات، كان ينقصها فقط بدلة الرقص الشرقي التي تستخدمها الراقصات والتي أستعاضت عنها بملابسها الداخليه.
أخذت ترقص متمايله بشكل مثير تهز ردفيها وصدرها بشكل مثير في خفه ورقه ودلال لا يتناسبان مع عمرها وكأنها فتاة في الثامنة عشر أو العشرين من عمرها أحترفت الرقص منذ أن كانت **** صغيره أو أكتسبته عن أمها التي كانت تعمل راقصه في كباريه أو عالمه ترقص في الأفراح والحانات. ولم تكن حركة أياديها أقل إثاره من حركات صدرها وأردافها وهي تقوم بعمل إشارات جنسيه بأصابع أياديها وهي ترقص، كذلك فمها الذي كان يعبِر عن شدة شهوتها وإثارتها فاتحة إياه مرات وهي تواصل رقصها. رقصت ورقصت ورقصت وهي تهب وتشب تنزل بركبتيها على الأرض وتقفز في الهواء راسمة دوائر وهمية بوسطها مستديرة يمينا ويساراً للخلف وللأمام. مثيرة زلزال تهتز له الدنيا كلها وهي تهز أردافها وبطنها بتحكم عجيب. مدبرة نحوي بمؤخرتها وقد أشاحت بوجهها الى الناحية الأخرى لتريني جمال مؤخرتها وإثارة ردفيها وهما يقفزان لأعلى ولأسفل بالتبادل الواحد تلو الآخر على وقع صوت الموسيقى. أما نهداها اللذان زادتهما حمالة الصدر جمالاً وهي تشدهما لأعلى طالقة جزءً كبيراً منهما حراً مثيراً الشهوه ومخفياً حلمتيهما فتزيدهما هذه السريّة التي يختفيان فيها جمالاً على جمالهما، وكأن يد فنان نحتتهما من صخرتين متجاورتين يفصلهما عن بعض فراغ كأنه واد منخفض يفصل بين جبلين مرتفعين. عندئذ فهمت كذلك مقولة مثلنا القائل: "تجوع ولا تأكل بصدرها" إذن فهذه وأحدة ممن يأكلن بصدورهن أو نهودهن أو قل بكل جسمها الذي هو قمة في الفتنة والإثارة وكل شيء فيه جنسي ينطق بشهوة عارمة وعطش لا متناه.
لم أتمالك نفسي عندما مالت علي في إحدى حركاتها البديعة وهي ترقص فطوقتها بيديّ وسحبتها إلى السرير وما هي إلا لحظات حتى كانت ترقد أسفلي وأنا أحتضنها ولا أعرف كيف أستطاعت أن تتحرر بحركة بهلوانية من قطعة ملابسها السفلية التي كانت ترتديها وطوقت ظهري بساقيها الذين رفعتهما في الهواء فكنت أحتضنها بزراعي اللذين لففتهما حول خصرها أما هي فكانت تحتضن جسدي مطبقه عليه بساقيها. ويبدو أنها لم تكن محترفه فقط الرقص بل كانت محترفه أيضا فنون الحب والجنس بأنواعه وأشكاله وطرقه المختلفه والمتنوعه واللتي تؤديها بتلذذ كبير ومتعه عارمه. وفي لحظات لم أشعر إلاّ ويدها تمتد نحو قضيبي وتمسكه متحسسه إياه لحيظات قليله ثم بعد ذلك بدأت بتدليكه على مقدمة فرجها لأعلى ولأسفل وهي تتنهد بشهوانيه قبل أن تنطلق منها شهقه عاليه وتنهيده كبيره وهي تقوم بغرسه دفعه وأحده في داخل فرجها ثم بعد ذلك مكثت ساكنه للحظات وهي تعتصر جسمي بزراعيها وساقيها دافعة فرجها لأعلى لتتمكن من إدخال قضيبي بالكامل في فرجها ومكثت ثابته على هذه الوضعية لمدة نصف دقيقه تقريباً وكإنها تود أن تجعل فرجها يتعرف على هذا الزائر الجديد.
كان فرجها كالفرن الملتهب بالرغم من نعومته ولزوجته بفضل السائل الملطف الذي يفرزه والذي يساعد على ولوج قضيب الرجل فيه، والذي قد يكون في بعض الأحيان أكبر منه حجما، بسهوله وبدون ألم إلاّ ذلك الألم الممتع واللذي هو ناتج عن شهوة المرأة والتي تستمتع كثيرا بهذا الألم حتى أن أحداهن قالت: "إن المرأة لا تستمتع إلاّ إذا إلتهم زوجها جسدها كما يلتهم حمامة وهو يتلذذ بأكلها، وينهش جسمها وكأنه يغتصبها" حتى إن بعض النساء تتلذذن وتستمتعن بضرب وعض ازوجهن وهم يقومون بمعاشرتهن، خاصه إذا قام زوجها بضربها على مؤخرتها، وبعض النساء لا يصلن إلى إشباعهن إلاّ اذا تمت مضاجعتهنَّ بالقوه كأن يقوم زوجها بطرحها على الأرض ومعاشرتها بعنف. أما البعض وهن الرومانسيات الحالمات، يستمتعن ويتلذذن بمداعبتهن، خاصة عندما تتسلل يد زوجها أسفل ملابسها وهي مستلقيه على ظهرها لتجردها من (الكيلوت) اللذي تلبسه ويقوم بعد ذلك بإثارة فرجها بإصبعه ونهديها بفمه قبل أن يقوم بمعاشرتها. أخريات يثرن كثيرا ويستمتعن عندما يقوم زوجها برضاعة نهديها كالطفل، حتى وإن لم يكن بهما لبن. على العكس من ذلك بعضهن يتلذذن برضاعة لسان أزواجهن ومصه كالأطفال وهم يرضعون أثداء أمهاتهن فتأخذ المرأة لسان زوجها وتدخله بفمها وتقوم بمصه ورضاعته بنشوه، وبعضهن تقوم بإستعمال لسان زوجها لتمريره على شفتيها وتدليكهما به وكأنه أصبع (روج) "أحمر الشفاف" اللذي تستخدمه المرأة لطلاء شفتيها. ناهيك عن تلك التي تستمتع بالجنس من فمها أي أن تقوم بإدخال قضيب زوجها في فمها ومداعبته بلسانها وإدخاله وإخراجه في فمها كما تفعل تماما عنما يكون قضيب زوجها في فرجها، أي إنها تستخدم فمها كما ولو كان فرجها والبعض يفضلن في هذه الحاله أن يقوم زوجها بقزف "منيه" داخل فمها وهي في قمة المتعه والإثارة ولا مانع عند البعض منهن بتزوق طعم "مني" زوجها أو إبتلاعه بالكامل إذا حدث القذف في فمها.
قلت... كانت ترقد أسفلي وكأنني أنام فوق بركان ثائر ملتهب، مددت يدي وأزحت السوتيان الذي تضعه على نهديها فبدأ لي جمال نهديها وعرفت لماذا يطلق الرجال على نهدي المرأة إسم فاكهة "الرمان" فقد كانا مثل أجمل وأحلى فاكهة وبصفة خاصة "الرمان" الذي يشبههما في صورته وهو في قمة نضجه، متى كانت حلمتي المرأة منتصبتان بفعل إستثارتهما.
لم أكد أفيق من مفاجأة حتى تفاجئني مفاجأة أجمل منها خاصه وقد كان كل شيء بالنسبة لي آنذاك جديد، فقد دخلت هذا العالم السحري من أوسع أبوابه، أي بوابة هذه العاهرة المحترفه والعالمة الخبيره بكل خفايا عالم الجنس هذا وطرقه، خفاياه وحواريه، لا بل ويعجبها السياحة فيه، وتحترف قيادة روادها في دروبه بمنتهى المتعه والسهوله وتعرف أفضل الطرق التي يمكنها أن تستمتع هي شخصيا بها، أثناء هذه النزهه الطويله التي موقع جغرافيتها هو السرير وكنزها المكتشف هو جسدها.
كنت ما أزال تحت وقع تأثير رؤية نهدي إمرأة ناضجين لأول مره عندما أخذت هي المبادرة للخطوة التاليه عندما بدأت تعتصر جسمي وهي تطوق ظهري بزراعيها وتلف ساقيها حولي شابكه إياهم خلف مؤخرتي وكأنها تخاف من أن أهرب منها وبدأت هي في تحريك قضيبي في داخل فرجها للأمام والخلف دون أن تخرجه من فرجها وقد كان قضيبي في داخلها كأنه وتد حشر في جحر ضيق بقوه، وبدأت تتآوه وهي في قمة النشوه والمتعه. وكنت متأكداً أن صوت آهاتها يصل بالتأكيد إلى مسامع صاحبتها التي لابد أن تكون واقفه الآن خلف الباب للتلصص علينا أما هي فلم تكن تبالي بأي شيء آخر في هذه اللحظات سوى أن تصل إلى قمة متعتها وإشباع شهوتها. كنت أشعر بمتعة عارمه فهذه هي المرة الأولى التي أضاجع فيها إمرأه أو قل تضاجعني فيها إمرأة ففي الواقع كانت هي التي تضاجعني أو تقود العمليه الجنسيه كما تشاء، فهي الخبيره المحترفه في هذا المجال.
وفجأة زاد التصاقها بي وأطبقت ساقيها بكامل قوتها عليّ ورفعت فرجها لأعلى بأقصى قدر ممكن لتضمن ولوج قضيبي بالكامل إلى أعماق فرجها وتوقفت عن تحريكه داخل فرجها وحوطت رقبتي بزراعيها وصرخت بصوت عالي: "آه... آه...آه..." وصاحبت هذه الصرخات إنقباضات وإنفراجات متلاحقه في فرجها وكأنها تعتصر قضيبي أو تحلبه وهي تصرخ، عندئذ شعرت بتصلب جسمي للحيظه واحده بعدها بدأ قضيبي يقذف حممه البركانيه في داخل فرجها وهو ينبض بسرعه وكأن "موتور" يقوم بتشغيله ويحركه بقوه ومع نبضات قضيبي تدفق "منيي" إلى داخلها كموج البحر الثائر. كان فعل هذه النبضات كفعل ماكينة الري التي تقوم بسحب الماء من النبع لتقزفه على الأرض العطشى فترتوي. عندما بدأت في قزف "منيي" في داخلها زاد صراخها من قمة اللذة والإثاره وبدأت تصرخ بأعلى صوتها قائله: "أف، أح، أف، أخ..." وهي تكرر هذه الأصوات الغير مفهومه، عندئذ دخلت صاحبتها علينا وأغلب الظن أنها تعللت بحجة الصوت العالي لتدخل وتشاهد صاحبتها وهي في هذه الحاله من المتعه وقالت مخاطبه إياها: " صوتك يصل حتى آخر الدنيا أنتِ سوف تفضحينا في الحاره كلها يا قحبه... ألم تنتهيا بعد" وإقتربت منا بحجة أنها وضعت يدها على فم صاحبتنا لتسكتها. وبينما كانت تقول جملتها الأخيره " ألم تنتهيا بعد" مدت يدها الأخرى، وكأنها تود أن تتأكد، فوضعتها عند التقاء قضيبي اللذي كان مايزال يقذف بفرج صاحبتها وسحبتها بعد أن تبللت من "منيي" أختلستُ النظر إليها بعد ذلك فوجدتها تضع يدها بالقرب من أنفها لتشم رائحة "منيي" منتشيه.
بعد قليل بدأت أنفاسنا المتلاحقه في الهدوء وأشارت هي لصاحبتها بالخروج بعد ذلك قالت لي بلهجه همجيه ما معناه "كل هذا مختزنه في داخلك ومحتمله دون أن تنفجر" قاصده بذلك كمية "المني" الكبيره التي قذفتها بداخلها. كان قضيبي ما يزال منتصبا بعد داخلها، فأزاحتني عنها بعدما فكت ساقاها اللذان كانا يقيداني بها ومدت يدها إلى بكرة المناديل الورقيه وسحبت منها قطعه كبيره ولفتها ووضعتها بين أفخاذها لكي لا تدع "المني" يتسرب منها إلى خارج فرجها وينزل على الفراش الذي كنا ننام عليه وقامت بسحب قطعه طويله أخرى وبدأت في تنظيف قضيبي اللذي كان مايزال منتصبا وهي تداعبه قائله: " أمازلت تقف متصلباً كالوتد بعد... ألم تنهك قوتك... لنرى حتى متى ستبقى ثابت هكذا" وضحكت ضحكه عاهرة ذات معنى مفهوم.
بعد ذلك كررنا ما فعلناه بطريقه أخرى، ثم أخرى وكانت كل مره أكثر إثاره ومتعه بالنسبة لها وأكثر جرأه بالنسبة لي. كنت في قمة المتعه والسعاده. أعتقد أن قمة متعة الرجل الجنسيه تتحقق ليس فيما يفعل أو مايمكنه أن يفعل وإنما متعته يتلقاها من مشاعر المرأة ومتعتها. فلا أظن أنه هنالك متعه أكبر من هذه وهي أن يشعر الرجل أنه قادر على إشباع رغبات المرأة التي يضاجعها وشعوره بأن تلك المرأة مستمتعة به وتشعر بالرضى والإشباع معه وأن كل ما يقوم به يثيرها ويروي عطشها ويحقق لها اللذه، أعتقد أن هذه هي قمة متعة الرجل. أي إحساسه بأنه ينهك جسده ويتخلى عن قوته وهو يحاول أن يقدم لزوجته أقصى ما يمكنه من القوه لتستمتع وتتلذذ هي به وبقوته وشبابه، أقله هذا ما كنت أشعر به في هذه اللحظات.
لذلك يقال أن من أكبر عيوب وأخطاء المرأة الشرقيه أنها تخفي أو تحاول أن تخفي لذتها أثناء عملية الجماع بل إن البعض منهن يتظاهرن بعدم الرغبه وهنَّ يمارسن الجنس مع أزواجهن، ورغم شعورهن بقمة المتعه والإشباع يحاولن إظهار عكس ذلك ولهذا يصدق عليهن القول: "يتمنعن وهن الراغبات". ولا يدرين أنهن بذلك يحرمن الرجال من متعتهم الحقيقيه أي شعورهم بالرجوله الذي يتمثل في أقصى صوره في الفعل الجنسي. وهو شعور الرجل إنه قادر على إشباع زوجته اللذي يزيده زهواً أمام نفسه. ولا يوجد رجل أتعس حظاً في مجتمعنا أكثر من الرجل الذي يشعر بالعجز أمام تلبية رغبات زوجته الجنسيه، فيمكن لأي رجل أن يوهم الجميع بجبروته وقوته حتى وإن كان غير قادر على ذلك ولكنه لا يستطيع فعل الشيء نفسه أمام زوجته التي تعرف ماهو مستور ومخفي عن أعين الآخرين، لذلك لا يستجرء أن يرفع رأسه أمامها مهما كانت مكانته وسلطته في المجتمع متى كان غير قادر على إثبات رجولته أمامها.
أنهينا ما أمكننا أن نفعله حتى أصبحنا منهكين وغير قادرين على فعل المزيد وتمددت بجوارها على السرير، وقلت لها وقد إزدت شجاعه "أنت مثيرة وفاتنه في رقصك... أفضل من أي راقاصة أخرى... فلماذا لا تعملين كراقصه؟ ستكسبين مالاً أكثر... وعلى العموم، فأنت لاينقصك أي شيء، فجسمك رشيق ووجهك جميل صدرك ممتلئ" فأجابتني: "البلد لا ينقصها رقاصات...لأنه هناك جيش من البنات والسيدات من مختلف الأعمار يحترفون الرقص، أم أنك لا تذهب إلى المكان اللي قابلتك فيه اليوم ليلاً" سألتها وكنت أتلذذ بحديثها وأود أن اتحدث معها في أي شيء ولربما كنت قد فقدت صوابي وأصبحت مجنون بها " تتزوجيني...؟ أنا غني أملك ثروة كبيرة وأتمنى أن أقضي حياتي كلها معك" فأجابتني بإبتسامه الشك في كلامي قائله: "ليتني أستطيع فعل ذلك..." فقلت لها: "لماذا" وعندما لم تجبني كررت عليها السؤال فقالت لي ثانية: "لا أستطيع" نظرت في عينيها فوجدتهما وكأنها تريد أن تخفي سراً لا تود أن البوح به. وتحت وطأة الحاحي عليها لمعرفة السبب قالت لي: "أنا متزوجه ولديّ ابن يدرس في الجامعه وبنت في سن الزواج" فقاطعتها قائلاً "إذن فلماذا..... إن كنتِ سيدة متزوجه." وصمتُ عن الكلام ففهمت ما كنت أقصد وردت عليّ قائله: "أكل العيش... هذه هي المهنه الوحيده اللي أعرفها، الرقص ومعاشرة الرجال... وراقصة على المسرح لا استطيع أن أعمل وذلك بسبب أبنائي وأسرتي".
أنهينا حديثنا الذي لم يستمر طويلا بعد ذلك وقمنا لكي نرتدي ملابسنا. وبعد إلحاح كثير عليها وافقت أن تعطيني رقم تليفونها بعد أن أوصتني أن أكون حذراً جداً وأنا أستخدمه فبعد طلب رقم التليفون عليّ أن أنتظر رد الطرف الآخر المستقبل فإن كان الصوت ذكري علي أن أغلق التليفون مباشرة بدون الحديث أما إذا كان الصوت أنثوي فعلي أن أتحقق إن كان هذا صوتها هي أم صوت إبنتها، فإن كان على الطرف الآخر من التليفون إبنتها علي أن أخبرها أنني الأستاذ (...) وأحتاج (أم سعيد) لتنظيف المكتب الخاص بي فتقوم هي بالإتصال بعد ذلك عند عودتها للبيت للإتفاق على المطلوب مثل: المكان، الزمان، وما إذا كنت أحتاجها هي أم أخرى بحسب العمر الذي أحدده لتقوم هي بتدبير المطلوب.
ويبدو أنني قد أدمنتها هي جمالها، رقصها، إثارتها، طرقها الممتعه في ممارسة الجنس، طريقة كلامها، دلالها الممزوج بعهارتها، خلاعتها، شهوانيتها الجنسيه. فتعددت اللقاءات بيننا ولفتره طويله من الزمن أعتقد أنها تعدت العام الكامل، رغم ماكان يكلفني ذلك من أموال كثيره ولولا حالتي الماليه الجيده وعملي الذي يدر عليّ مبالغ طائله لربما كنت قد وقعت في مشكله ماليه بسبب هذه اللقاءات. وكنت في كل مره أطلبها في التليفون تجيبني إبنتها إلا مرات قليله كانت تجيبني هي وربما يعود سبب ذلك للساعات الطويله التي تقضيها يوميا في عملها هذا خارج البيت. حتى أنني أدمنت صوت أبنتها الذي كان يتحدث إلي من خلال التليفون بنبره عاديه وما أن تسمع عبارتي الشهيره "أنا الأستاذ (...) ومحتاج (أم سعيد) لتنظف لي المكتب" حتى تتغير لهجتها متصنعه غنجه في حديثها وكأنها تود أن تقول لي أنها تفهم كل شيء. ربما كانت هذه الفكرة صحيحه هذا ما كنت أفكر فيه ولكن في نفس الوقت كنت غير متيقن من ذلك لهذا كنت حريص على ألاّ أزيد على الكلام الذي كانت قد أوصتني أن أقوله أمها كلمه واحده خوفاً من أن تفسد كلمه ليست في مكانها كل شيء وتنتهي هذه العلاقه بلا رجعه. وكنت كثيرا ما أفكر في هذا الصوت الساحر الذي أسمعه من خلال التليفون، هل ستكون جميله مثل أمها، هل تمارس نفس المهنه، هل تجيد الرقص هي الأخرى، هل هي مثيره وجنسيه مثلها و... وأشياء كثيره أخرى، فإن كان هذا حال الأم فكم تكون الابنه....وقد شغلت هذه الأفكار رأسي لفتره طويله من الوقت.
وحانت في الأفق بادرة أنفراج لهذه الأزمه عندما إتصلت في أحد الأيام لأبلغ الفتاه كالعاده نفس الرساله لتقوم أمها فيما بعد بالحديث معي على التليفون عند عودتها، فما أن أنهيت جملتي الشهيره أنا الأستاذ (...) ومحتاج (أم سعيد) لتنظف لي المكتب" حتى سمعت ضحكه ذات مغز وصوت ساحر مليء بالغنجه والدلال يخاطبني قائلاً "ألا أستطيع أن أحلَّ أنا مكان أمي هذه المره ... أم إنني لا أنفع في أعمال نظافتك... أنا على إستعداد لتنظيف أي شيء" فأجبتها بلا تردد قبل أن أفيق من المفاجأة " يا ليت ذلك ممكناً... أقصد طبعاً... أنت وأمك واحد..." فقالت لي: "أنا مستعدة أن أكون عندك غداً صباحاً... فأين مكتبك... أم أين ترغب في لقائي " فأجبتها بعفويه بلا تردد "سأكون جالساً على مقهى "التوفيقيه" أمام "مطعم الدسوقي غدا صباحاً الساعة التاسعه " وبدأت في وصف المكان لها حتى تعرف كيفة الوصول إليه. بعد ذلك سألتني عن كيفيه التعرف علي أنا شخصياً فقلت لها أنني سأرتدي بدله كامله كحليه وأضع على عينيّ نظاره شمسيه وبجانبي على الأرض ستكون هناك حقيبه "سونسونايت" ممن تستخدم في حمل المستندات والأوراق وأنني سوف أجلس خارج المقهى بجوار الباب لكي يمكنها أن تتعرف علي بسهوله
الفصل الثاني وصلت المقهى صباحاً وجلست في المكان الذي كنت قد وصفته للفتاه التي لم أعلم حتى أسمها إلى هذه اللحظه، ولماذا أعطيتها الموعد في نفس المكان الذي كنت قد التقيت فيه بأمها لأول مره قبل عام تقريباً؟ جلست أدخن سيجارتي وأرتشف كوب الشاي وأنا أتأمل الفتيات اللاتي تسرن في الشارع. وفكلما ظهرت إحداهن من بعيد أمللي نفسي أن تكون هي تلك القادمه من بعيد، خاصه إذا كانت هذه جميله أو تمشي بشكل مثير أو إذا كانت ترتدي ملابس ملفته للإنتباه، أو حتى إذا نظرت نحو المقهى لدرحة أنني أوشكت أكثر من مره على القيام من مكاني للترحيب بهذه أو تلك التي تعبر أمامي الشارع ظاناً أن تكون هذه معشوقتي المجهوله.
وفجأة شردت بعقلي وذهبت بأفكاري إلى اللقاء الأول الذي جرى بيني وبين أمها، هل ستكون هذه مثيرة، شهوانيه، فاتنه، مثل أمها... وفجأة أفقت على صوت عذب رقيق وكأنه عزف موسيقي على آلة شجيه بجواري يناديني: "صباح الخير...حضرتك الأستاذ (...)" لا أعرف إن كنت قد أجبت التحية وقتها أم لا، فقد وجدت نفسي أخيرا أمام هذه المخلوقه المسحورة بلحمها وشحمها والتي كانت كل علاقتي بها صوت عذب مملوء بالدلال يأتيني عَبْرَ خطوط التليفون. مرت لحظات قبل أن أفيق من هذه المفاجأة لأجيبها "آه ... أنا (...)" وأنا أتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها مروراً بكل مفاتنها وكنوزها الطبيعيه قطعةً قطعه. فنظرتْ إليّ بنظرة متعجبه وقالت: "هل سننتظر كتير هنا؟!". قفزت من مكاني كمَنْ صعقه ماس كهربائي وسارت هي بجانبي بلا خوف كأي فتاه تسير مع خطيبها أو حبيبها في الطريق.
كانَتْ... أرق مما تصورت وأجمل مما كنت أتخيل وأحلى مما كنت أحلم، بل إن عزوبة صوتها ودلالها أثناء الحديث وغنجتها وهي تنطق الكلمات عَبْرَ سماعة التليفون لا يساويان شيئاً إذا ما قورنا بجمالها الأخاذ وحلاوتها وتناسق جسدها المتفجر إنوثةً، بكل ما تعني كل كلمة انوثه من معان ودلالات وإشارات، بل إن التعبيرات اللفظيه والكلمات والصور التوضيحيه والتشبيهات البلاغية تقف عاجزة حائرة مرارا كثيرة قبل أن تجد كلمات أو تعبيرات لوصف جمالها ومفاتنها، بل إن كل الكلمات والأوصاف والأمثال والتشابيه تعجز حتى عن إعطاء صورة مقربة لحقيقتها التي تفوق الخيال بمراحل.
قلت... أنني سرت في الشارع وهي بجانبي وبعد أن ابتعدنا قليلاً عن مكان التقائنا وجدتها تتآبط زراعي وتشبك زراعها بزراعي وكأنها تود أن تقبض عليَّ لكي لا أهرب منها وكانت تعلق في كتفها الآخر حقيبتها الشخصيه وتمسك بيدها مجموعة كشاكيل كالذي يستخدمه الطلبة في المدارس، شعرت وقتها بالنشوه فهذه أولى لمساتها ليدي، وكذلك فهذه المرة الأولى التي تتآبط زراعي يد فتاة جميله، بل ويد سيده على الأطلاق. لا أعلم لماذا تود الفتاة أو السيدة تآبط يد خطيبها أو يد رجلها؟ أهو بالنسبة لها نوع من الحماية والأمان، أم هو نوع من الإشباع العاطفي وربما الجنسي تستقيه المرأة بقربها من الرجل. شعرت بموجات كهربائيه تسري في جسدي كلما لامست جسدها وبالأخص كلما لامس كتفي أو زراعي نهدها والذي تعمدت لمسه عدة مرات ونحن نسير معاً في صمت عميق وكأنني أخرس- ابكم لا أبالي بما يدور حولي في الشارع بل لا أشعر بشيء في هذه اللحظات إلاّ بها هي ولمساتها. قطع صمتي صوتها وهي تقول لي: "أين المكان الذي تود أن تنظفه...؟" وضحكت ضحكه ماجنه لها دلالاتها. فقلت لها: "بالقرب من هنا توجد الشقه التي أسكن بها...". فتوقفت عن السير ونظرت نحوي نظرة جاده وسألتني: "ومَنْ يسكن معك فيها...؟" فأجبتها بهدوء وأنا غير قادر على التنبوء بردة فعلها "أسكن بها وحدي فالأهل لا يقيمون بالقاهرة..." إنفرجت عندئذٍ أسارير وجهها وتابعت السير معي، تصاحب وجهها مشاعر الرضى والسرور.
دخلنا إلى شقتي في حرص وأمان لكي لا يرانا أحد من السكان الذين يعرفون أنني أعيش في هذه الشقة الفاخرة بمفردي والتي لم أعتدْ أن يزورني فيها أحدٌ تقريباً وما أن دخلنا من الباب حتى القت كشاكيل المحاضرات جانباً وكذلك حقيبة يدها وجلست على مقعد واضعةً ساقاها الواحدةَ فوق الأخرى مظهرةً بذلك أجمل ساقين يمكن أن يراهما إنسان في الوجود. إتجهت نحوها وقلتُ لها مخاطباً: "كنت متأكد أنكِ جميله جدا فهذا الصوت الناعم الذي كان يحمله اليّ التليفون كان يؤكد لي إنك حوريّة جميله من الجَنَّه "وعندما رأيت أنها إبتسمت إبتسامه خفيفه، تشجعت وأكملت حديثي معها قائلاً: "لكن لم أكن أتصور أو أتخيل أبدا أنك بكل هذا الجمال وهذه الحلاوه..." في هذه اللحظات كنت أقِفُ خلفها وهي تجلس على الكرسي، فمددت يدي ولامست كتفيها، وعندما وجدت أنها لم تعترض أو تبدىء أي شعور بالرفض، بل على العكس من ذلك كانت تبدو راضيه بما تسمع وبلمس كتفها، تشجعت أكثر وأنا أقوم بتدليك كتفيها بيدي وبدأت في النزول إلى أسفل ببطء حتى لامست نهديها رويداً، رويداً... ها هما الآن تحت يديّ أتحسسهما بكلتا بيدي، أشعر بدفئهما، إمتلائهما، استدارتهما ونعومتهما والتي تجعلان من ملمسهما ما يشبه ثمرتي (مانجو) ناضجتين، وبروز حلمتيهما النافرتين تجعلاهما تشبهان ثمرتي (رومان). وعندما تسللت يدي كاللص للدخول من فتحة صدرها إلى حيث ترقد هاتان الرمانتان، أزاحت يدي برفق بعيدا ووقفت قبالتي وسألتني وهي تبتسم: "كم ستدفع لي...؟". فأجبتها: "كم تريدين؟" فقالت: "(... جنيه) وبدون نقاش". لم يكن أمامي الاّ القبول ففي هذه اللحظة كنت أريدها بأي ثمن. فأجبتها " أتفقنا..." فقاطعتني قائلة: "لكن على شرط..." فقلت لها: "أنا تحت أمرك وكل شروطك مجابة". فأشارت بيدها- وهي تثني أصبع يدها الأوسط بشكل جنسي فاضح (تلك العلامة التي تستخدم عندما يُراد التعبير بالإشارة عن قضيب الرجل)- وأشارت إلى مؤخرتها، التي عرضتها نحوي، بشكل مغري ومثير وكأنها تقدمها لي هدية وهي تقول: "فقط من هنا..." وصمتت برهه ثم أكملت حديثها قائلة: "لأني مازلت بكر عذراء بعد.... كذلك إن أردت، فأنا أحب المص..." ووضعت إصبعها بفمها وبدأت تداعبه بلسانها بشكل جنسي شهواني وهي مغمضة عينيها نصف إغماضة بشكل مغرٍ دلالة على نشوتها وهي تمص إصبعها كما تفعل بعض السيدات التي تمارس الجنس بفمها، وكأنها تمص قضيب رجل. ثم بعد ذلك أخرجت أصبعها من فمها وهي تقول: "وعندي اللعاب كثيره إذا أحببت أن تقوم بعملية تسخين أولاً..." فقلت لها: "مثل ماذا؟." فقالت: "مثل، لعبة (الفلاحه وهي تحلب البقره) و مثل (لعبة ركوب الحصان) و مثل..." فقاطعتها "أتجيدين الرقص؟" فقالت: "يعني...قليلاً، لأنني لم أرقص كثيراً من قبل". أمسكت يدها لكي أقودها إلى حجرة نومي فاستوقفتني قائله: "إلى أين؟." فقلت لها "هذه حجرة النوم" فأجابتني بإبتسامة ماكرة قائله: "هكذا بدون أي مقدمات ولا...؟ "فأجبتها "ماذا تريدين؟" فقالت: "لم أعتدْ أن أذهب إلى أي مكان إلاّ راكبه، لأنني لا أحب السير على قدميّ " وقفت متحيرا لا أدري ماذا يمكنني أن أقول لها... "ولكننا هنا في داخل شقتي... فأي مواصله هذه التي يمكننا أن نركبها من الصالة حتى غرفة النوم؟! فقاطعتني قائله: "لا... أنت لن تركب، أنا فقط التي ستركب الحصان... وهذه هي اللعبة الأولى". أمسكت يدي وجعلتني أحني رأسي وظهري لأسفل ووقفت هي على منضدة صغيره كانت موضوعه في منتصف الصالة لوضع الأشياء الصغيرة مثل علب السجائر وأكواب المشروبات عليها لا يزيد أرتفاعها عن نصف المتر، ثم قامت بوضع ساقها اليمنى على ظهري وبقفزة صغيره منها أصبحت فوق ظهري تعتليني وكأنها تركب فوق ظهر حصان، ساعدها على ذلك طولها الفاره ورشاقة جسمها رغم أمتلاء نهديها وردفيها المكتنزين إلاّ أنها كانت تتمتع برشاقة كبيره، لم تجد صعوبه في عمل ذلك لأنها كانت ترتدي بنطلون من "الجينز" لا أعرف كيف استطاعت حشر جسمها فيه فقد كان ملاصقا تماما لجسمها بالكاد ويصور كل مفاتنها، إرتدت فوقه (بلوزة) ضيقه مفتوحة من ناحية الصدر مما يظهر مفرق نهديها وجمال صدرها وحجمه أكثر مما تخفي منه.
أفقت من وقع المفاجأة على صوتها القائل: "حااااا شيح ياحمار حاااا..." وهي تكرر ذلك مع هزات ساقيها كما يفعل الفارس أو الفارسة- كما هو الحال الآن- ليستحثّ أو تستحثّ الحصان على المشي. فبدأت السير بها في الصالة بدلاً من الدخول إلى غرفة النوم، وقد أحسست من نبرات صوتها وهي تكرر قولها "حاااا... شيح يا حمار" لتستحثني على السير بها بشكل أسرع وهي تركب فوق ظهري، أنها في قمة النشوة والسعادة بل وتشعر كذلك بلذة كبيره وهي تركب فوقي كالحصان.
بدأت أنا أيضا أشعر بسعادة غامره، وإحساس عجيب، وأنا أتجاوب مع أوامرها وأمشي على وتر هزات ساقيها المتدليتين حول جسدي في الهواء. فلم أختبر من قبل إحساس كهذا، بل ولم تراودني أبداً حتىّ فكرة تشبه هذا الموقف الذي أنا فيه الآن طيلة حياتي، رغم كل خيالاتي وتوهماتي الواسعة. ولم يخطر على بالي يوما أن تكون هناك فتاة شابه بل إمرأة ناضجه كهذه تأتيها الجرأة لتطلب من رجل أن يحني ظهره لتركب عليه كالحصان بهذه النشوة واللذة، هذه لا بد وأن تكون في قمة الجرأة، بل قمة الوقاحة، وأعتقد أن فتاتي هذه ليست بعيدة عن هذا، فهي داعرة محترفة، تهوى مضاجعة الرجال وتستلذ بسلب قوتهم وطاقتهم هذا بجانب سلب أموالهم أيضا.
لا أدري لماذا بدأ يتسلل إلى نفسي شعور غريب باللذة، أهو الموقف نفسه؟، أم هو جسدها الملتهب الذي أشعر بحرارة أرق وأحس أجزائه يلامسني ويشعل في جسدي نارا متقدة؟. أم هو الإحساس الذي يشعره بعض الرجال الذين لا يشعرون باللذة والنشوة إلا إذا قامت المرأة التي يضاجعونها بإذلالهم؟، فهناك بعض الرجال من يطلب هو من زوجته الركوب عليه كالحمار والسير بها! والبعض يستلزون بتعذيب النساء لأجسادهم ووصفهم بأحقر الألفاظ والكلمات!. والبعض يتزلل هو لامرأته كان يقول لها أنا عبدك... أو منهم من يُقَبّل ليس فقط أرجل المرأة بل أيضاً الحذاء الذي تضعه في قدميها والبعض يستلذ عندما يسلم جسده لزوجته ويترك لها الحريه لتكون هي الفاعلة فيه وهي التي تملك زمام الأمور أثناء عملية الجماع وهؤلاء يستلزون فقط بقدرتهم على إشباع رغبات زوجاتهم وكل مايطلبنه منهم.
في حجرة النوم قمت بتجريدها من ملابسها قطعة قطعه وأنا أكتشف شيئاً فشيئاً كنوزها التي تحجبها عن اعين المتطفلين والمتطلعين إليها الملابس التي ترتديها والتي تبرز أحيانا أكثر مما تخفي، وبعدما قمت بتجريدها من كل ملابسها حاولت أن أتفحص فتحة (فرجها) بيدي والذي أصبحت شفتاه منتفختان ويكاد الدم ينفجر منهما من شدة الرغبة المتعطشه، إلاّ إنها مانعت في البدايه خوفاً من أن أتسبب في خرق فرجها أي خرق غشاء بكارتها وبعد أن أقسمت لها أنني لن أضرها في شيء ورجوتها مرات كثيره سمحت لي بان أقوم بلحس شفاه فرجها بلساني وهي مستلقيه على ظهرها تتلوى وتتآوه وتتنهد من قمة النشوة والشبق، ثم بعد ذلك. قامت هي بإدخال قضيبي في فمها وبدأت تداعبه بلسانها وتمصه كما ولوكانت تلتهم ال(آيس كريم المثلج). بعد ذلك أخرجته من فمها ووضعته بين نهديها المكتنزتين وضمتهما معا عليه وبدأت في تدليكه بنهديها وهي تضم نهديها عليه.
لم يمضي وقت طويل حتى أخرجت من حقيبة يدها علبة (كريم) وقامت بدهان قضيبي بهذا الكريم ثم بعد ذلك وضعت بعضه على مؤخرتها وبالتحديد فتحة شرجها ثم نامت على بطنها مباعدة بين ساقيها وفخذيها وأشارت لي أن أتمدد عليها وطلبت مني ألاّ أقوم بأي حركه قبل أن تتمكن هي من إدخال قضيبي في دبرها أو شرجها. أمسكتْ هي قضيبي المنتفخ وأنا أخشى ألاّ تتمكن من إدخاله في فتحة شرجها التي تبدو صغيره جداً، وقامت بوضع رأسه على بداية فتحة شرجها وأخذت ترفع مؤخرتها شيئاً فشيئاً وهي تتنهد وتتلوى تحتي حتى تمكنت من إدخال كامل قضيبي في شرجها وقد ساعدها على ذلك الكريم الذي دهنت به قضيبي والذي ساعده على الولوج في شرجها بسهوله وقتها أحسست أن قضيبي ينفذ حتى أعماقها بل ويصل إلى بطنها من الداخل.
بدأت في تحريك قضيبي داخل شرجها إلى الأمام والخلف دون أن أخرجه منها وأنا أمسك نهديها بيدي الإثنان وأعصرهما وأنا أود أن ألتهمهما كما تؤكل الفاكهة وأنا أُقَبِّل رقبتها وخديها. وبدأت هي في قمة المتعه والرضى وأنا أستثير شرجها بتحريك قضيبي فيه وهي تقوم بضم فخذيها عليه لتتمكن من إيلاجه بالكامل داخل فرجها وهي تطلق إلى العنان الآهات والتآوهات وأحيانا أيضا الصرخات وهي في قمة لذتها مستمتعة بمضاجعتي لها.
فجأة تصلب جسمي وشعرت بقشعيرة تسري في كل أعضائه وبدأت أنفاسي في ****اث وإزدادت ضربات قلبي سرعةً وعلى وقع هذه الضربات بدأ قضيبي ينبض بشكل متواتر ويقزف بحممه البركانية إلى أغوار شرجها العميقه، وبدأت هي الأخرى تطلق الآهات والتنهدات على وقع نبضات قضيبي في شرجها وتدفق سيل مائي أقصد "منيي" إلى داخل شرجها، وأخذت يدي من على إحدى نهديها ووضعت إصبعي في فمها وبدأت في مصه ومداعبته بلسانها، وإمتدت يدها الأخرى لتضعها على مؤخرتي وهي ترفع مؤخرتها قليلاً إلى أعلى لتدخل قضيبي بالكامل إلى أعماق فرجها، كأنها بوضع يدها على مؤخرتي تضمن بذلك عدم خروج قضيبي من شرجها إلى أن تحصل على إرتوائها وشبعها منه.
لا أعرف ماهو إحساس المرأة أثناء قذف الرجل "منيه" في فرجها أو شرجها وهي تشعر بتدفق هذا السيل أو السائل "مني" إلرجل إلى داخلها، أعتقد إنه شعور يجمع معاً كل الأحاسيس معاً، النشوه، الإثارة، المتعه، الإشباع، الإرتواء، ولا أستطيع أن أشبهه إلا بصورة الأرض الصحراويه القاحلة والعطشى عندما يسقط عليها الماء فترتوي، ثم تنبت فيها بعد ذلك براعم صغيره تصبح فيما بعد حياه .
كررنا هذا ثلاثة مرات بأوضاع وأشكال مختلفه حتى أحسسنا بالإرتواء والشبع ولكننا لم نشعر أبدا بالملل رغم الساعات التي أمضيناها معا. ولكن لم أغفر لها أنها لا تعرف الرقص وحتى عندما حاولت أن ترقص تحت كثرة إلحاحي عليها لم يعجبني رقصها ولم يكن هناك وجه للمقارنة بينها وبين أمها في هذا المجال والتي تعتبر بلا مبالغة راقصه محترف. كذلك شعرت بالتزمر عليها عندما حاولت أكثر من مره نكاحها من فرجها ولم أستطع بحجة أنها عذراء بكر. وعندما عبَّرت لها عن هذا وعدتني أن تحضر لي صديقتها، العروس التي لم يمضي على زفافها أكثر من شهر ونصف كانت هذه مثلها تمارس الجنس من الخلف قبل الزواج وتجيد الرقص بل فكرت في إحتراف الرقص ولكن أهلها منعوها من تحقيق هذا. وفي المقابل طلبت مبلغاً كبيراً من المال لأنها حسب ما قالت ستتقاسمه مع صديقتها، وكان عليَّ فقط علي أن أتصل بها تليفونيا لتحديد الموعد قبل ذلك بيوم واحد على أن يكون توقيت الموعد صباحا لأنه موعد ذهابا إلى المعهد الذي تدرس فيه وهكذا لن يكتشف أحد غيابها عن البيت الساعات التي ستمضيها معي.
"إذن فأنت طالبه؟" سألتها فأجابتني بالإيجاب: "نعم... طالبه في السنه الثانيه، بالمعهد الفني التجاري". وتنهدت طويلا وسرحت بخيالها مسافرة عبر الزمن الماضي الطويل عندما سألتها "ومنذ متى وأنتِ تقومين بهذا العمل؟... وكيف دخلتِ إلى هذا العالم؟" قالت: "كنت صغيره بعد عندما كنت أرى أبي يضاجع أمي أثناء الليل وأنا أنام معهما وكانا ينهراني ويطلبا مني أن أنام... ثم بعد ذلك رأيت أمي وأحد الشباب يضاجعها ممن كانت تذهب لتنظف لهم سكنهم، وذلك حسب عملها، وقد رأيتها أكثر من مره ومع أكثر من شخص تفعل ذلك عندما كانت تأخذني معها وأنا صغيره إلى الشقق والمكاتب والعيادات التي كانت تذهب لتنظيفها عندما كان يطلبها أصحابها لتقوم بنظافة هذه الأماكن. ثم تطورت الفكرة في عقلي منذ أن كنت اللعب عروسه وعريس مع ابن الجيران حتى قاربنا سن المراهقه، بعد ذلك بدأنا نلتقي في شقتنا أثناء الإجازة الصيفيه كلما خرج والداي للعمل. أما بداية عملي هذا فكانت عندما عادت أمي مرة مبكرة على غير العادة الى البيت وفتحت علينا الباب فجأة عندما سمعت همسات تأتي من خلف الباب الذي كنا نغلقه فوجدتني في حضن ابن الجيران على السرير وعلى الرغم أننا كنا بكامل ملابسنا إلاّ أن أمي ثارت وهاجت وهددت ابن الجيران انها ستبلغ والداه وقد ترجاها كثيراً لكي لا تفعل هذا. يومها ضربتني ضرباً مبرحاً وهي تهددني أنها ستبلغ أبي وسبتني بأقزر وأقبح الألفاظ الجنسيه التي كان أبسطها "يا قحبه... يا عاهره.... إلى آخر تلك الشتائم".
وبالمصادفه أتصلت بنا صاحبتها التي تسكن في نفس المنطقه التي نسكنها في "إمبابه" والتي كانت ترسلني إليها كلما أرادت شيئاً منها، وحكت لها على ماحدث، وقد هدأت هذه من روعها. ثم بعد أن أنهت الحديث معها على التليفون أرسلتني إليها، فلما وصلت عندها، طلبت مني أن أغسل عيني من الدموع التي كانت ماتزال تملأ عينيّ من تأثير الضرب والخوف الذي أصابني، بعد ذلك أخذت تدللني وتحدثني بشكل غير عادي وأفهمتني أنني أصبحت الآن عروسه ناضجه وأن بعض البنات الذين هم في مثل سني الآن كنَّ في الماضي، يفتحنَ بيوت ولديهن أبناء...يومها جعلتني أبات ليلتي عندها بعد أن أخبرت أمي بذلك، وفي الليل بدأت تحدثني عن البنات والسيدات المتزوجات وكانت وجنتي تلتهب حمرةً من حرارة الخجل، وبدأت تشرح لي أشياء عن الجنس وعن المعاشره الجنسيه وغشاء البكارة وليلة الدخله وأشياء كثيرة أخرى.
بعد عدة أسابيع أرسلتني أمي إليها وطلبت مني أن أسمع كلامها جيدا وأن أطيعها فيما ستقوله لي. وهناك أكملت لي بعض أحاديثها السابقة بشكل مثير ومشوق و سألتني فجأة إن كنت أحب الجنس فأحنيت رأسي خجلاً ولم أجبها. فقالت لي أن البنت تستطيع أن تحصل على كل ماتريد وأن تحافظ على بكارتها في نفس الوقت ...وأسهبت كثيراً في الشرح. وبعد ذلك سألتني إن كنت أحب ابن الجيران فأجبتها بنعم، فإبتسمت وقالت لي وهل تودين أن تنامي معه مرة أخرى، لم أجد الإجابة التي أستطيع أن أقولها لها، فضحكت ضحكة ماجنة عاهره وضربتني برفق على كتفي مداعبه وهي تقول لي: "آه منكِ أنت ياقحبه... " ثم أكملت حديثها قائله "لا تخافي أنا سوف أعلمك كل شيء" وإتجهت نحو خزانة ملابسها وأحضرت لي "سوتيان" و "كيلوت" و"قميص نوم" لونهم أحمر وطلبت مني أن أخلع ملابسي وأرتدي هذه الملابس لكي ترى أن كان مقاسها يناسبني أم لا، وخرجت من الحجره لكي تتركني أبدَّل ملابسي. أخذت أتأمل هذه الملابس قبل أن أضعها على جسدي فهذه المرة الأولى التي أضع فيها سوتيان فوق نهديّ اللذان لم يكونا قد نضجا تماما بعد ولكنهما كانا كفاكهة التي ماتزال لم تنضج بعد ولكنها تبشر بإنتاج طيب ووفير.
دخلت علي بعد أن أرتديت هذه الملابس وهي تتأملني بإعجاب وأخذت تنسق خصيلات شعري يميناً ويساراً وهي تقول لي الآن قد أصبحتِ سيدة كامله بهذه الملابس، ثم أخذت رأسي بين يديها وهي تقول لي غامزة لي بطرف عينها " وهذا المساء لكِ عندي مفاجأة أخرى..." عدت إلى البيت فوجدت أمي في إنتظاري وكان واضحاً أنها تحدثت على التليفون مع صديقتها هذه التي كنت أناديها ب "خالتي"، عند المساء وقرابة الساعة الخامسه أرسلتني أمي إلى صاحبتها وأوصتني أن أسمع كلامها جيدا وأنفذه بالحرف الواحد كلامها مهما طلبت مني أن أفعل وأن أكون مطيعه لها، وإلاّ أخبرت أبي بما كان بيني وبين ابن الجيران، ويبدو أنها قد وجدت ابن الجيران هذا كحجه تستخدمها وتلوَّح لي بها متى أرادت أن تهددني أو تجبرني على فعل شيء لا أريد أن أفعله.
عندما وصلت إلى بيت خالتي هذه المزعومه طلبت مني إرتداء الملابس التي كنت قد قمت بقياسها هذا الصباح, واحضرت لي عقداً جميلاً طويلاً يتدلى حتى أسفل صدري، وقتها ظننت أن هذه هي المفاجأة التي كانت قد أعدتها لي. بعد ذلك تركتني وخرجت وبينما كنت أنظر إلى صورتي التي تعكسها مرآة مثبته أمامي إذا بي أسمع صوت غريب في الصاله يتحدث إلى هذه السيده وضحكات غريبه تتعالى، وفجأة فتحت باب الحجرة ودخلت بعد أن أغلقته خلفها ومدّت يدها نحوي ببعض النقود وهي تقول لي: "هذه لك يا عروسه... المعلم (...) يُحييكِ ويرسل لك هذا" أمسكتهم بيدي بكل براءة وأنا أسألها "لماذا... أنا لا أعرف هذا الرجل ولم أسمع أبداً عن هذا الأسم من قبل" فنظرت إليّ نظره خبيثه وهي تقول: "والدروس التي أعطيها لك طوال الأسبوعين الماضيين وكل ما قلته لك وعلمتك إياه... ألم تفهمي؟... وأكملَتْ حديثها وهي تغمز لي بعينها بإشارة فاضحه قائلةً: وعلى العموم البنت لا يستطيع أحد أن يأخذ منها شيء بدون رضاها، لا تخافي أنا متفقه مع أمك على كل شيء... ترددت في حيره وأنا لا أجد ما أقوله لها، فالحَّت عليّ قائله: " ماذا تنظرين يا عروسه... إنه ينتظر في الخارج... لا تخافي، القليل من الدلال والحنان منك يمكنه أن يكفه... وإذا أردتيه أن يُكمل بعد ذلك... فأنا قد أفهمته إنك عذراء، وهو راضٍ أن ينكحك من الخلف فقط، لا تخافي..." وفتحت الباب وخرجت دون أن تنتظر إجابتي ودخلت بعد لحظات وهي تتقدم رجلا في الأربعين من عمره تقريباً وأشارت إليَّ بيدها مخاطبه إياه قائله: "ما رأيك في هذه العروسه..." تقدم نحوي بإعجاب وقال وهو يلمس زراعي " هذه قطعة من الملبن" حاولت أن أزيح يده عندما تسللت من كتفي إلى صدري فمانعتني خالتي وهي تمسك يدي وتقودني نحو السرير.
كانت هذه أولى خبراتي الحقيقيه مع الجنس وأول مره تتم فيها مضاجعتي من الخلف وقد كان هذا مؤلماً ومخجلاً للغايه بالنسبة لي، خاصةً وإن هذا الرجل قد ضاجعني أمام خالتي المزعومه هذه أو مَنْ اناديها بلقب "خالتي" والتي ساعدته في القيام بمعاشرتي ليس فقط بالقيام بمسك يدي بل بإثارة هذا الرجل بالكلمات والتعبيرات الجنسية مثل " أشبعها... وأروِها لأن هذه هي المرة الأولى التي يركب فيها هذه المهرة فارس. مبسوطه يا شرموطه يا قحبه...". ثم بعد ذلك تكررت هذه اللقاءات مراراً كثيرة وفي كل مره عندما كانت خالتي هذه تتصل بي لأذهب إليها كنت دائما متيقنه أنه هنالك عميلاً جديداً ينتظر مضاجعتي. ولقد كانت أمي تعلم هذا تماما.
سألتها عندئذ "وهل كان أبوكِ يعلم بهذا كله؟" فأجابتني بالنفي قائله: "لا... لا يعلم شيئاً... الوحيده التي تعلم هذا هي أمي وصديقتي وخالتي هذه التي قامت بتدريبي وتعليمي كل شيء عن الجنس والرجال وما يحبون في المرأة وما يمتعهم. أما أبي فهو لا يعلم شيئاً عن هذا ولا عما تقوم به أمي أثناء عملها في تنظيف الشقق والمكاتب والعيادات التي تذهب إليها، فأبي لا يملك شيئاً سوى عمله (ككاتب محامي) وهو بالكاد يدفع مصاريف أخي الجامعيه وإيجار الشقه التي نسكنها وفاتورتي الكهرباء والتليفون الذي كان مضطراً لتركيبه لا كنوع من الرفاهيه بل لأن المحامي الذي كان يعمل لديه كان يحتاجه كثيرا ويطلبه مرات عديده حتى في أيام الأجازات والأعياد ليقوم بقضاء مصالحه الشخصيَّه وطلبات بيته أيضاً. وما تبقى من راتبه كان يشارك به في مصاريف البيت الذي يعتقد حتى الآن أن أمي تسددها من عملها في نظافة البيوت والمكاتب، وهو لا يدري شيئاً عن غيابنا أثناء النهار لساعات وذلك لأنه يخرج في الصباح الباكر لكي يقوم بفتح مكتب المحامي وتنظيفه قبل أن يصل إليه المحامي ويعود إلى البيت في المساء بعد أن يبقى طوال اليوم بين المحكمة والمكتب لمقابلة الزبائن الذين قد يأتون إلى المكتب لرفع قضاياهم بعد عودة المحامي إلى منزله. وكان إبي يثور بمجرد أن نحاول الحديث معه في المصاريف لأنه كان ينفق كل ما كان يحصل عليه من أجر علينا والذي يكفينا بالكاد حتى نهاية الشهر، لهذا كنا ندبر نحن مصاريفنا من عملنا هذ وكان أبي يعتقد أن هذا كله من عمل أمي في النظافة.
الفصل الثالث اليوم موعدنا مع العروسه الجديده، هذا ليس فقط لأنها المرة الأولى التي ستحضرها لي رفيقتها، ولكن لأنها- كما قالت لي صاحبتها- عروسة جديدة لم يمضي على زفافها إلى عريسها إلاّ قرابة الشهر والنصف فقط. إذن فليكن اليوم هذا اللقاء إمتداد لشهر العسل الذي لابدَّ وأنها قد استمتعت وتستمتع به كثيراً بعد أن مارست الجنس سنوات طويله، ضاجعت فيها كثير من الرجال، من الخلف فقط، أي من شرجها الآن يمكنها أن توسِّع نشاطها ليشمل فتحتي بابيها أي (فرجها) و (شرجها) أو كما يسميه البعض (دبرها). هذا علاوةً على كونها راقصه فكرت في يوم من الأيام- وكما أخبرتني رفيقتها أيضاً- في إحتراف الرقص ولم يمنعها من ذلك سوى أسرتها التي عجَّلت بزواجها. فكثير من الناس والأسر يعتقدون أن زواج البنات سترة لهن وأن البنت ستصبح بالزواج سيدة فاضله محترمه حتى وإن كانت على العكس من ذلك قبل الزواج، وهذه فكرة خاطئه، فالفتاة الشقيه المثيرة قبل الزواج والتي تحب أن تلفت الأنظار إليها وتلهب أعين الرجال ومشاعرهم مثيرة إياهم بخطواتها وحركاتها، نظراتها وتلميحاتها، هذه تصبح بعد الزواج إمرأة لعوب عاهره لا تقل عن الداعرات شيئا بل وأحيانا تمتهن هذا العمل، أو ما يشابهه إذا لم تجد الإشباع الكافي في رجلها.
جلست أنتظر في شقتي فموعد اليوم هنا في بيتي، لأنه لا داع لتحديد موعد للإنتظار خارج البيت وقد عرفت رفيقتي مكان إقامتي وهي التي طلبت مني أن أنتظرها في البيت الذي اصبحت تعرفه الآن، لا بل إن هذا سيسهل عليهما دخول البيت دون أن يلفتا الأنظار إليهما إن كانتا بمفردهما بدون مصاحبتي، ويمكنهما العودة إلى الخلف إذا ماصادفا أحد من السُّكان على السلم أو إذا ما سألهما أحد عن الوجهة التي يقصدانها وذلك بحجة إنهما دخلا إلى البيت خطأ وإنهما كانا يقصدان ربما البيت المقابل أو المجاور. سبحت بخيالات بعيدا وأنا اتأمل اللقاءا التي تمت بيني وبين هذه الفتاة وكذلك لقاءاتي بأمها التي لا تعلم أنني اضاجع أيضاً إبنتها. وذلك الأب المخدوع الذي تعمل زوجته راقصه قطاع خاص، لجلسات السمر الشخصيه لزبائنها وتمتهن الدعارة هي وإبنتها دون أن يعلم هو شيئا عن سلوكيهما.
وراح خيالي يسبح بعيداً في العروس الجديدة التي لم يمضي على زواجها سوى شهر ونصف الشهر ونزلت تبحث عن عشاقها وخلانها في حقل الدعارة التي وعلى ما يبدو لي أنها مازالت تعمل فيه، ترى هل ستكون فاتنه مثيره كصاحبتها وأمها؟... أعتقد ذلك، وهذا الافتراض يدعمه سببان، أولهما: إنها مازالت عروس جديده. وثانيهما: إن كانت هذه قد أرادت من قبل أن تصبح راقصه فلابد وأن تكون جميله جداً فاتنه ومثيره شهوانيه وكل شيء في جسدها، حركاتها، ملابسها، كلماتها ينطق بالجنس ككل الراقصات اللذين نراهم في السينما والتليفزيون، الذين لم يحدث أن رأيت إحداهن ترقص يوما على أرض الواقع حتى الآن، إلاّ أم صديقتي والتي لا تعتبر راقصه بمعنى كلمة راقصه محترفه، وإن كانت لا تقل عنهم فتنه وإثاره. ترى ماذا ترتدي من ملابس؟ أترتدي "الجينز" والملابس الضيقه الحديثه وتترك لشعرها العنان يداعبه النسيم وهي تسير في الشارع بخطواتها الراقصه كما تفعل صاحبتها؟؟. أم إنها ترتدي الملابس المثيره كالتي نرى راقصاتنا ترتديها في الأفلام.
أفقت من خيالاتي على صوت جرس الباب الذي أعلن لي عن مقدمهما، فقفزت من مكاني نحو الباب فرحا وعندما فتحته وجدت نفسي أمام صاحبتي فقط التي كانت تقف أمام الباب بمفردها وقبل أن أفتح فمي لاسألها عن رفيقتها، أعطت إشاره من يدها لشخص ما ينتظرها أسفل على السلم لم يكن ظاهرا لي حتى هذه اللحظه وأزاحتني برفق إلى الداخل ووقفت هي مكاني على الباب لتنتظر القادم، وهنا دخلتُ أنا إلى الصاله منتظراً دخولها مع صديقتها. لم تمضي لحظات حتى دخلتا وأغلقتا الباب خلفهما، عندئذ نزلت عليَّ المفاجأة كالصاعقه وأنا أقف فاتحاً فمي من شدة الدهشة وهول هذه القنبلة السوداء الغامضة التي أقتحمت علي بيتي، على العكس من كل تخيلاتي وتصوراتي.
وقفت صاحبتي تراقب ردات فعلي والوجوم والعبث اللذان لوَّنا بالوانهما ملامح وجهي، من وقع هذه المفاجأة. فقد إنتظرت مترقباً مجيء راقصة كأللاتي نراهم عبر شاشات السينما والتليفزيون، أو أقله سيدة شابه ترتدي ثيابا مثيره وتضع مكياجاً باهراً على وجهها و...و... إلى آخر ذلك مما تفعل الراقصات، وحسبما كانت ترسم لي مخيلتي، وهاأنذا أقف الآن أمام إمرأة شبح، تتشح من أعلاها إلى اسفلها بالسواد. كان هذا بدون أي مبالغات حقيقة ما رأيت أمامي في تلك اللحظات: سيده لا تستطيع أن ترى منها أي شيء، بفعل فاعل ليس إلاّ. فقد كانت ترتدي رداءً طويلاً، هذا الرداء الذي يسمونه (عبائه) كالتي ترتديها نساء الخليج، طويلة جداً وفضفاضة، لا تظهر شيئاً من مفاتن المرأة وتحجب عن الناظرين حتى الحذاء الذي تضعه في قدميها، وقد كانت تغطي يديها بقفاز خفيف من نفس اللون، لكنَّ المفاجأة الحقيقيه كانت تكمن في إنها كانت مُنَقَّبه، وتضع على وجهها (برقع) أو بحسب ما يسمونه أيضاً (خُمار) لا يظهر شيئاً إلا عينيها وبلا وضوح. أفقت بعد لحظات من المفاجأة عندما إقتربت صاحبتي مني، فقلت لها بصوت منخفض لابد أن تكون قد سمعته أيضاً رفيقتها: "أهذه الراقصه المفاجأة التي حدثتيني عنها؟!..". ضحكت ضحكه عاليه وبدون أن تتحدث أو تنطق بكلمه واحده، أشارت إلى رفيقتها بيدها. فقامت هذه الثانيه بسحب الخمار، الذي كان يغطي وجهها، إلى أسفل دون أن تقوم بنزع بقية الغطاء الذي كان يغطي رأسها وكتفيها ويصل إلى أسفل صدرها بقليل، قامت بعمل هذا بحركة إستعراضيه بطيئه ، كمن تقوم بعرض تليفزيوني مشوق مثيرة أمام أعين المشاهدين المتلهفين الكشف عن مفاجأة كبرى. كاشفة بذلك عن وجهها فقط.
كانت المفاجأة الثانيه- رؤية هذا الوجه- أشد قوة وتأثير. فلا يمكن لأحد أن يتصور أن هذا الغطاء الصغير الأسود (البرقع)، وهو اللون الكريه عند الكثير من الناس يمكنه أن يحجب عن العالم كل هذا السحر والجمال، بل يحجب عن الناس جمال العالم كله الذي يتلخص و يختزل في هذا الوجه المستدير، العينان اللتان تشبهان بحر من البلور الذي لا نهاية لعمقه، يعلوه رمشان زادهما الكحل الأسود جمالاً فوق جمالهما الطبيعي وحاجبان مستديران كإنهما رسما رسماً بريشة فنان، ينزلان كخط مائل نحو عينيها الساحرتين واللتين تسرقان الفؤاد، وكأن هذين الحاجبين، منحنيان نحو العينين الساحرتين ليتعبدا لهما. أما فمها الصغير فكان اللون الأحمر الذي يكسوه، يظهر شفتيه وكإنهما قطعتي جمر متلاصقتين يزيد هواء الشوق التهاب جمرتيهما. تعلو هذا الفم، أنف صغير دقيق يلخص رقة ونعومة صاحبتها.
"تبارك الخلاق فيما خلق" كانت هذه إجابتي، عندما سألتني صاحبتي عن رأيي، وأنا مازلت أقف منتشيا مسلوب الإرادة كالسكير أمام روعة هذا الجمال، ورغم أنني لم أذق في حياتي طعم الخمرة أو المسكر من قبل إلاَّ أنني أقسم أنه لا توجد في العالم كله خمرة يمكنها أن تسكر رجلاً وتجعله يغيب عن وعيه وعن العالم كله من حوله أكثر من سحر إمرأة كهذه.
أزاحتني صاحبتي من أمامها وأشارت إليها بالدخول إلى الحجرة المقابلة- التي كنا قد أمضينا فيها ساعات من المتعة أيام مضت- قائله لها "عندما تكونين جاهزة نادي عليَّ" دخلت هي إلى الحجرة التي أشارت إليها صاحبتها وأغلقت الباب خلفها دون أن تنطق بكلمة واحدة حتى الآن. نظرت إلى صاحبتي- والتي كانت منشغله بوضع شريط كاسيت في جهاز التسجيل الذي كان في الغرفة الأخرى الأكثر إتساعا التي دخلنا إليها- وسألتها مندهشا عن سبب إرتداء صاحبتها هذه الملابس وقد كنت أتصور أنها ستأتي بملابس أخرى مثيره أو أقله ملابس مثل ملابسها هي فأجابتني قائله: "أن زوجها، وهو في نفس الوقت ابن عمها، شخص متزمت ويعاملها بشدة وقسوه منذ اليوم الأول لزواجهما ويضيِّق عليها كثيراً لأنه يعرف أنها كانت قبل الزواج، ترتدي الملابس المثيره، وإنها فتاة مدلله شقيه، تحب ****و كثيرا والخروج والنزهات والمشاركة في الأفراح بل أنها كانت تدعى خصيصا في أفراح المعارف والصديقات والجيران لأن الجميع كان يعرف أنها كانت إذا حضرت عرسا ما فإنها سترقص فيه كما تفعل كثير من النساء والبنات في المناسبات السعيده. ولقد كانت أمها تدللها كثيراً ولا تبخل عليها بأي شيء وتترك لها الحريه لأنها وحيدتها و...، قاطعتها هنا قائلاً وأنا في قمة الغضب والضيق: "ولماذا وافقت إذن على زواجها من ابن عمها؟ ألم تكن تعرفه قبل الزواج؟!" فأجابتني قائلة: "إنها لم توافق عليه وإنما فرض عليها من أعمامها وأخوالها وأقاربها، خوفاً من هربها من البيت. فعندما تسرب خبر رغبتها في احتراف الرقص والعمل كراقصه، ولم تستطع أمها عن أن تثنيها عن هذه الرغبه، لم تجد أمامها سوى العائلة لتلجأ إليها، وقد وجدت العائلة حلَّ هذه المشكلة في تزويجها من ابن عمها وذلك إنقاذاً لسمعة العائلة المهددة بالعار، وقد رأت العائلة أن ابن عمها والذي يعرف عنها كل شيء سوف يستطيع أن يحكم لجام طيشها بعد الزواج، وهكذا فقد تزوج كلاهما الآخر بدون رغبته. وزاد هذا الزواج ابن عمها كراهية لها وهو الذي كان ينظر إليها دائما قبل زواجه منها حتى قبل أن تفكر في العمل كراقصه كفتاة مستهترة، ووصل به الأمر أنه ضربها في إحد الأفراح عندما رآها ترقص وسط البنات وقال لها أمام الجميع أنك لا تصلحين إلاَّ راقصه عاهره. أما هي فإن هذا الزواج قد ذاد من عنادها رغم إنه حدَّ من حريتها. "ولكن كيف يمكنها الخروج من البيت وفعل هذا وزوجها يضيق عليها الخناق هكذا "سألتها مستغربا، فقالت لي: "بالطبع إنها لا تخرج الآن من البيت كما كانت تفعل في الماضي بحريه ولكن فقط كلما استطعت أنا تدبير فرصة لقاء لها - مثل اليوم- فتخروج من البيت بصحبتي... فزوجها يرفض خروجها من البيت بمفردها ويجبرها دائما على إرتداء هذه الملابس التي رأيتها الآن كلما خرجت من البيت لزيارة أمها أو قضاء حاجة، ظاناً منه إنه بذلك يستطيع إذلالها، وهو لا يعرف إن المرأة لا شيء يغلبها أو يستعصي عليها، بل وكما يقولون: (إنك إن أردت أن تذل رجلاً وتقهره فسلِّط عليه إمرأة)... وبينما يختنق زوجها الآن في زحام الأتوبيس العام الذي يعمل عليه كمحصل ويتصبب جبينه العريض عرقاً ويتراقص جسمه كالقرد على وقع مطبات الشارع وحفره، فإن زوجته، التي يعتقد أنه سجنها الآن في منزله وفي الملابس التي يفكر أنها ستخفيها عن الأعين وتقتل فيها رغباتها المكبوته، ستخرج لترقص لك عارية بلا ملابس وسترى أجمل راقصه رأتها عينان في الدنيا.
تركتني برهة ودخلت إلى الحجرة التي كانت بها رفيقتها وخرجت بعد دقائق قليله دون صاحبتها التي لم أتمكن من رؤيتها حتى الآن، رغم أنها عند خروجها تعمدت أن تفتح الباب على مصراعيه وتتركه مفتوحاً. إتجهت نحو جهاز الكاست الذي كانت قد وضعت فيه شريط الكاست وقامت بتجريبه منذ قليل. وصاحت بأعلى صوتها وهي تقول بطريقة مقدمات البرامج التليفزيونية عندما يُعلنَّ عن تقديم مغني أو راقصه على خشبة المسرح: "والآن نقدم لكم...... فاتنة الرقص الشرقي الراقصه ... (سُمَيَّه علي) سلطانة الرقص الشرقي والأفراح الليالي الملاح" ثم أدارت جهاز الكاست فإنطلقت منه موسيقى شرقيه عزبة ملأت جو المكان طرباً ونشوة، وجرت هي إلى مقعدها وجلست لتترك ساحة الحجرة مسرحاً خالياً لراقصتنا الفاتنه. مضت لحظات ونحن لا نرى من باب الحجرة إلاَّ زراعان عريانان يرقصان على نغمات هذه الموسيقى الجميلة الهادئة وما أن زاد صوت الموسيقى إرتفاعاً وسرعةً، حتى أختفت هاتان الزراعان لحظة، قبل أن تدخل راقصتنا قافزةً نحونا من باب الحجرة. دخلت علينا بخطوات مابين المشي والجري كما تفعل أي راقصة محترفة عندما تتقدم إلى المسرح عارضة نفسها وجمالها على جمهورها المترقب بشوق كبير لحظة صعودها على خشبة المسرح.
خرجت وهي ترقص عارية، أو قل شبه عاريه، خاصة إذا ماقارنا بين (عبائتها الطويلة) و(نقابها) الذين دخلت بهما الحجرة المجاورة و(سوتيانها) و(كيلوتها) اللذين ترقص بهما الآن. لقد كانت ترتدي بدلة رقص، نعم أقولها بصدق بدلة رقص كأي راقصه محترفه، وقد جائت وهي ترتدي هذه البدلة أسفل (العبائة) التي كانت ترتديها وسارت بها في الشارع وركبت بها المواصلة التي حملتها من بيتها إلى بيتي، ولا أبالغ في هذا فهي عندما دخلت إلى الحجرة المجاورة لم تكن تحمل معها شيئاً في يدها وقد تحققت من ذلك أيضاً عند إنصرافها حينما لبست فوق (بدلة الرقص) هذه، (العبائة) و(ال****) من جديد وهكذا خرجت كما دخلت. قمة المفارقة والعجب! (بدلة رقص) أسفل (عباءه) و(****)!. ولِمَ لا؟... ألا يتظاهر كثيرون في مجتمعنا بالورع والتقوى والصلاح ونكتشف فجأة أن تحت عباءة التقوى والصلاح التي ينسجونها حول أنفسهم ويحاولون أن يتخفوا تحت ظلها، يحيا شيطان رجيم، يتخفى في صورة الفضيلة هذه، حتى إذا ما جاءته الفرصة إنقض على فريسته ناهشاً، ألا يحيا البعض هكذا بيننا وهم يحاولون خداع الناس كالثعبان الذي يغير جلده بلون المكان والزمان الذي يحيى فيه. إذن فما الغرابة أن نجد في مجتمعنا هذه الصورة من الرياء والكذب وأن نجد فيه أيضاً راقصة بال**** أيضاً.
كانت (بدلة الرقص) التي ترتديها عبارة عن (سوتيان) مما ترتديه الراقصات لونه بنفسجي فُصِّل على شكل ورقتي شجرة كبيرتين تغطي كل ورقة منهما إحدى نهديها أو قل جزء صغير من نهدها المكتنز والممتلىء وترفعه إلى أعلى فتبرز جماله وحسنه الذي يبدو وكإنه حبة فاكهة نضجت وآن وقت قطافها، وبين هاتين الورقتين وردة صغيرة هي التي تربط بين هاتين الورقتين، بينما لا تخفي شيئاً من مفرق نهديها وتتدلى من طرف هاتين الوررقتين السفلي أو من أسفل هذا (السوتيان) الجميل هدائل ذهبيه اللون من الحرير تصل إلى أعلى بطنها، أما بطنها نفسه فكان عرياناً تماماً، تزينه سرتها الجميله التي تزيد جسمها روعةً وفتنه وجمالاً. ومن أسفل كانت تلبس (كيلوت) صغير من نفس اللون لا يخفي إلاَّ موضع عفتها من الأمام ومفرق فلقتي ردفيها من الخلف، ترتدي فوقه شيء خفيف جداً شفاف يظهر كامل جسمها تماما، هو (الجيبة) التي ترتديها الراقصة أثناء رقصها والتي فضلاً عن كونها شفافه للغايه لونها البنفسجي الخفيف لا يكاد يغير حتى لون ردفي هذه الراقصه الشديد البياض فهذه (الجيبة) كانت مفتوحة من جانبها لتترك لساقي الراقصة حرية الحركة ولردفيها سهولة الأهتزاز أثناء الرقص. شعرها الأسود طويل صففته بشكل مغرٍ، ينزل على عينيها فيزيد وجهها فتنة وإثارة وينساب خلفها طليقاً في الهواء وكأنه يرقص معها فرحاً بعدما نال حريته التي كان غطاء الرأس الموضوع عليه يقيده. كانت ترقص حافية القدمين وقد زينت أصابع يديها ورجليها بطلاء أظافر كان يقارب هو الآخر لون (بدلة الرقص) التي ترتديها.
رقصت.. ورقصت أفضل وأجمل وأمتع من أي راقصة أخرى شاهدتها في حياتي في السينما أو التليفزيون، بل إن شعورها بالأمان في هذا المكان وعدم خوفها من مباغتة أحد لها، كما تفعل مباحث الآداب التي قد تفاجىء راقصة على مسرح عام وهي تقوم بأداء حركة خليعه ، جعلها تسترسل في حركاتها أثناء الرقص وقامت بالرقص على موسيقات مختلفة وأغاني متنوعه، وقد كان من الواضح أنها رقصت مراراً عديدة على نفس هذه الموسيقات من قبل، لذلك كانت تحفظها جيدا وترقص عليها وكأنها هي التي قامت بتأليفها لترقص عليها أو كأن هذه الموسيقى قد وضعت خصيصاً وفصِّلت عليها ولرقصاتها. لم تترك شيئاً أو حركة أو إشارة خليعه إلا وقامت بأدائها وهي ترقص وكأنها تنفس عن نفسها وعن غلٍ دفين وكبت دافعه الأساسيّ سجنها في قفص الزوجية مع شخص لم تكن ترغب يوما ما في الزواج منه، وقمع مشاعرها وأحاسيسها خلف ملابس يحبها كثيرون بل ويقدسها البعض ولكنها كانت بالنسبة لها كابوسا يخنق أنفاسها مع كل مشاعرها وأحاسيسها لأنها فرضت عليها فرضا ولم ترتديها عن اقتناع أو تقوى أو إيمان كما تفعل الكثيرات اللاتي تشعرن بالزهو والفخر بإرتداء ثوب كهذا، أما بالنسبة لها فقد فكان هذا الرداء بمثابة عقوبة، أعتقد الآن أنني لو كنت قد طلبت منها الرقص عارية تماما في تلك الأثناء لما كانت قد تردَدَتْ في فعل هذا، فقد كان لديها إستعداد لفعل كل شيء وأي شيء.
في غرفة النوم وبعدما تحررنا تماما من ملابسنا، أمسكت بقضيبي وبدأت تقبِّله وتمصه بشهوة عارمه ولهفة المتعطش إلى الإرتواء، ولم يكن هناك داعِ بالنسبة لي لفعل ذلك فقد كان قضيبي في قمة إنتصابه، بل يكاد ينفجر الأن تحت تأثره بلحسها. وضعت يدها في الجيب الجانبي (للعبائة) التي كانت تلبسها عندما وصلت وأخرجت منه شيئاً صغيرا لم أتبينه في بادئ الأمر عرفت وهي تقوم بحشر قضيبي فيه إنه (الواقي الذكري) وهو كيس مطاطي رقيق للغايه وقوي يتم وضعه على قضيب الرجل لكي يمنع تسلل السائل المنوي إلى داخل فرج المرأة أثناء الجماع لكي لا تحبل. وعندما سألتها "لماذا... ألا تودين أن أقذف مائي (منيي) في داخل فرجك". قالت "ارغب في هذا، بل أتشوق للإحساس بهذا الشعور ولكنني أخاف أن أحبل منك، فتكون هذه فضيحتي الكبرى" فقلت لها "لماذا الفضيحه؟ ألستِ متزوجه؟" فأجابت والحزن يعلو وجهها "نعم ولكن زوجي لم يضاجعني مرة واحده منذ أن تزوجني حتى الآن، فيوم زفافي إليه، وبمجرد إنصراف المدعوين ودخولنا حجرتنا، جعلني أخلع ملابسي السفلية وأنا مازلت أرتدي فستان الفرح الأبيض بعد، وأمرني أن أنام على ظهري فوق السرير وكشف فخذي وأمرني أن اباعد بينهما لكي يرى فرجي وقام بفحصه جيداً ليتأكد من وجود غشاء بكارتي، وأنني مازلت عذراء، ثم بعد ذلك أدخل إصبعه في فرجي وقام بخرقي... خرق غشاء بكارتي بشكل عنيف فظ وكأنه يشفي غليله من هذا الفرج وذلك بإدخال إصبعه بل إصبعيه فيه بعنف حتى سال ددمم بكارتي على فستان زفافي الأبيض، كان كمن ينتقم من غريمه بعدما وقع هذا الغريم تحت يديه جريحاً... وعندما تأكد له أنني كنت ما أزال حتى تلك اللحظة عذراء، قام بمسح ددمم بكارتي الذي لطخ إصبعيه في الفستان الذي كنت أرتديه بشكل همجي وتركني وخرج من حجرتي. استجمعت قوتي وقمت من مكاني بعد ذلك وخلعت فستان زفافي ولبست بدلاً منه قميص نوم، وصففت شعري وجلست أنتظر عودته لكي نكمل ليلة دخلتنا معاً ككل العرسان، معتقدة أنه خرج ليغسل يديه فقد كان يظهر على وجهه القرف وهو ينظر إلى يديه بعدما فعل فعلته هذه وعندما وجدت أن غيابه قد طال خارجا، خرجت أبحث عنه فوجدته قد نام في الصالة، تركته ورجعت إلى حجرتي وأنا في قمة نقمتي وثورتي وحنقي على هذا الإنسان. وحتى هذه اللحظه لم يضاجعني حتى ولو لمرة واحدة بعدما سلب مني أعز ما كنت أملك وتملك أي فتاه.
مارسنا كل أنواع الجنس وبكل الطرق التي نعرفها والتي أردنا اختبارها مرات متعدده، وأنا أشعر بمتعة (سُمَيَّه) بكل أنواع الجنس خاصة لحظة قذف منيي في داخل فرجها والذي كان يمنعه (الواقي الذكر) من التسلل إلى داخل فرجها هذا الكيس الصغير الذي يقف حائلاً بيننا، وقد استمتعت كثيرا بمضاجعتها وبالأخص حينما أحسست أنني كنت قادر على إستثارة لذتها وإشباع رغباتها وإطفاء نار شهوتها الملتهبه، حتى وصلنا معنا للشبع الكامل. وبعدما أصبحنا منهكي القوى، استلقينا على السرير متجاورين نتحدث معا بينما نقوم بتجفيف وجهينا من العرق المتصبب منه وتنظيف أعضائنا مما قد علق بها من بقايا معاشرتنا.
سألتها عندئذ وأنا استلقي بجوارها والعب في خصلات شعرها الطويل بيديّ: "وما هي قصتك مع الرقص؟ ولماذا كنتِ تودي أن تصبحي راقصه؟؟" صمتت برهة وكأنها تستدعي إلى ذاكرتها ماضٍ بعيد ثم قالت: "لا أذكر متى كانت أول مره رقصت فيها وكإنني قد ولدت من بطن أمي راقصه وهكذا رقصت في كل مراحل عمري المختلفه. كنت أجد دائما لذتي ومتعتي الكبرى في الرقص لساعات وساعات طويله بدون ملل أو أدنى شعور بالتعب، لهذا كان لديّ إحساس دائم في قرارة نفسي إنني سأصبح يوما ما راقصة مشهوره وتضخم هذا الحلم في داخلي لدرجة إنني كنت أذهب إلى (خان الخليلي) خصيصاً لمشاهدة (بدل الراقصات) التي كانوا يعلقونها في الشارع لعرضها للبيع وأتخيل نفسي وأنا أرتدي واحدة منها، وما أن جمعت ثمن (بدلة رقص) رخيصه وغير مكلفه كثيراً حتى ذهبت واشتريتها، كنت وقتها قد بدأت العمل مع صاحبتي هذه بعد أن أقنعتني بالعمل معها لدى سيده تسكن بالقرب منَّا في (إمبابه) والتي يأتي الرجال لبيتها باحثين عن المتعه. تجلبهم هي لنا من (وسط البلد) بعيداَ عن المنطقه التي نسكن فيها حتى لا يتعرف علينا أحدهم فَيفضح أمرنا. وذلك بعد أن سهَّلت عليَّ صاحبتي الأمر كله قائله: إن هذه العمليه سهلة للغاية وممتعة وأنها هي شخصياً تستمتع كثيراً بمضاجعة الرجال وتجد لذة كبيرة في ممارسة الجنس معهم. وكذلك فإن هذا ليست فيه خطورة علينا لأننا سنكون في بيت هذه المرأة التي هي صاحبة أمها. أما بالنسبة لغشاء بكارتنا فلا خوف عليه فقد أفهمتني أننا سنمارس الجنس من الخلف فقط أي في فتحة شرجنا وليس من الأمام، وأن البنت لا يستطيع أحد أن يأخذ منها شيئاً دون رضاها. وبعد شرائي لبدلة الرقص تركتها في بيت هذه السيده، كنت ارتديها لأرقص بها أمام بعض الأشخاص الذين يحبون الرقص الشرقي والراقصات، كانت تجلبهم لي أفراداً هذه السيدة ليشاهدونني وأنا أرقص لكل منهم بمفرده في بيت هذه السيدة وأحياناً كانت تصحبني إلى بعض الشقق المفروشه للرقص لأحد السياح هنا أو هناك في هذه المدينة الكبرى قبل أن يقوم هذا بعد ذلك بمعاشرتي. ولكي تستطيع هذه السيدة أن تجعل روادي يقومون بدفع مبالغ كبيره كانت توهمهم إنني راقصه محترفه أعمل في ملاهي شارع الهرم ليلاً وكان يساعدني على تأكيد هذه الفكرة رقصي الشهواني المثير للغرائز و (بدلة الرقص) الحقيقيه التي كنت أرتديها والمكياج وتصفيف الشعر بشكل خاص كما تفعل أشهر الراقصات، لذلك كان هؤلاء يدفعون لهذه السيده مبالغ كبيره أضعاف ما كانوا يدفعون لصديقتي وكنا نحن الإثنان نحصل على جزء كبير من هذه المبالغ. وقد شجعتني هذه السيدة التي كنت أعمل معها على الرقص والتدريب عليه يوميا لكي يكون جسمي مستعد للرقص عندما أقرر اليوم الذي أبدأ فيه العمل كراقصة محترفه، أما أمي فكانت لا تشك في أي شيء لانها كانت تعلم أنني وصديقتي كأصبعين في يد واحدة ملتصقين فإن لم تجدني في البيت فهذا معناه أنني لدى صديقتي أو صديقة صديقتي هذه التي لم تكن تعرف أمي عنها شيئاً.
ودَّعتني هي وصديقتها التي كانت تنتظرها في الحجرة الأخرى منصرفة بعدما وعدتني بزيارات أخرى متعدده ومفاجآت لا تنتهي في المرات القادمه وطالما ظللت سخيا فيما أدفعه من مبالغ ماليه ، وقد ارتدت (عبائتها) الطويلة بعدما لبست تحتها بدلة الرقص التي كانت قد خلعتها قبل أن أنام معها ووضعت فوق شعرها غطاء الرأس وعلى وجهها البرقع أو الخمار، فنظرت إليها وأنا أبتسم قائلاً: "أعتقد إن هذه هي المرة الأولى التي يحدث أن تكون هناك راقصه مُنَقَّبه، أو تختفي في ملابس ***** وهي ذاهبة للرقص أو ترتدي (بدلة الرقص) تحت ال****! فنحن اعتدنا أن نرى دائماً الراقصات في أفلامنا العربيه وهم يرتدون أجمل الملابس وأكثرها إثارة". وضحكت متعجباً. فقالت لي صديقتها: "لماذا... ألا تخرج إلى وسط البلد ليلا؟. فيكفيك أن تذهب أثناء الليل إلى المكان اللذي قابلتك فيه أمام القهوة المرة السابقه وسترى العجب" فقلت لها: "أرى ماذا ؟". فأجابت (سُمَيَّه) وكأنها أرادت أن تخطف الإجابة من على فم صديقتها قائله: "سترى راقصات أحجام وأشكال الطويله والقصيره التخينه التي تبدو وكأنها حامل والرفيعه كالعصاه من مختلف الأعمار وألوان بداية من سن الواحدة والعشرين، وأحيانا أقل، وهن الذين يجاذفن ويعملن بدون تصريح عمل قانوني، وحتى سن الخمسين والستين أيضا، المتعلمه والجاهله، الجامعيه والتي لا تعرف فك الخط، البيضاء والسمراء". وهنا أكملت صديقتها قائله: "يكفيك أن تذهب هناك بعد الساعة الحادية عشر والنصف وستراهم وهنَّ يذهبن ويأتين في ذلك الشارع متنقلات من ملهى إلى ملهى ومن صالة إلى صاله. أما إذا ذهبت قبل ذلك وجلست أمام مقهى (أم كلثوم) لتشرب الشاي مثلاً في الشارع، فسيكون أم*** في العمارة المقابه والتي هي خلف (مسرح شهرذاد) مكتب وكيل فنانين مكتوب عليه لافتة تقول: (... نور الدين، وكيل فنانين، متعهد أفراح وحفلات ومناسبات...) هذا المكتب هو الذي يقوم بتنظيم عمل هذه الراقاصات في المنطقه لذلك فإن كل راقصه قبل أن تفعل أي شيء تذهب أولاً وتعرف خط سيرها هذه الليله من المكتب. وفي نفس العماره يوجد أيضا محل كوافير في الدور الثالث حيث تذهب إليه الراقصة لتصفيف شعرها ووضع مكياجها قبل النزول إلى الصالات والملاهي المختلفه. أما إذا كنت من المدققين في وجوه الداخلين إلى هذه العمارة فإنك سترى بعض السيدات خاصة الكبار منهم في السن وكذلك بعض الشابات وهنَّ أقليه أيضا، يدخلن إلى هذه العمارة وهن يضعن على رؤسهم ال**** ويلبسن الملابس العاديه التي ترتديها السيدات في المناطق الشعبيه ويخرجن بعد ذلك وهن مصففات شعورهن سافرات بلا **** يضعن المكياج الباهر على وجوههن وهنَّ ذاهبات للرقص في الصالات والملاهي أمام الجمهور الذي سيراهم بعد قليل (ببدلة الرقص العاريه) وهذه الفئة من الراقصات هنَّ اللاتي يعملنَ راقصات في السر لظروف خاصه مثل عدم معرفة أسرهم بذلك، أو مثل تلك التي إضطرها زوجها للعمل كراقصه لتصرف عليه وعلى أبنائها بعد أن ضاقت به الدنيا واستدان من كل إنسان يعرفه، ولم يكن يرى في عملها كراقصه عيباً ولا حرجاً فهي تجيد الرقص وكانت ترقص له أحيانا في البيت فماذا يضرها أن تعمل نفس الشيء وترقص في صالة أوملهى إن كان هذا سيضع حداً لحالتهم المالية المتدهورة، فهذه كانت تخرج من بيتها أمام أبنائها وجيرانها بكامل ملابسها العاديه وترجع لهم هكذا في الصباح بحجة أنها تعمل في مستشفى، وأثناء الليل كانت تتنقل بين الملاهي كأي راقصه، ترقص أمام الجمهور (ببدلة رقص) عاريه، نسيت أن أخبرك أن كثير من هؤلاء الراقصات يتركنَ ملابس الرقص بعد إنتهاء عملهن في مكتب وكيل الفنانين هذا، أوفي محل (الكوافير) الذي يعمل خصيصا لخدمة هؤلاء الراقصات فقط.
الفصل الرابع غريب أمر هذا العالم الذي نحيا فيه، بل غريب أمر الإنسان نفسه والذي يلخص في داخله، مختزلاً، العالم كله، هذا الإنسان المارد الذي دعاه أحدهم قائلاً: "أتظن إنك مارد صغير وفيك انطوى العالم الأكبر؟". نعم، إن مياه الأنهار بكل عزوبتها ومياه البحار المالحة التي لا تستطيع عين إنسان من رؤية عمقها، وكل لجج مياه المحيطات وأمواجها الانهائية كل هذا لا يعد شيئاً أمام أغوار الإنسان الدفينة وأسراره المختفية داخله والتي لا يعلم حتى هو نفسه بعضها أو معظمها في أغلب الأحيان. أما عالم المرأة فهو أغرب ما في عالم الآدميين هذا والليل وعالمه هو أغمض ما في الكون وذلك لما يخفي في طيات ظلامه من أسرار وما يستر من فضائح، خاصة إذا ما اقترن عالم الليل هذا بالمرأة.
جلست في بيتي اتأمل وأفكر طيلة فترة المساء، وذلك بعد أن صحوت من نومي منهك القوى، وأنا أشعر بشيء من الفتور بعد هذا الصباح الممتع الذي قضيته مع هاتين العاهرتين الداعرتين. جلست أفكر في حياتهن المليئه بالغرائب والمفارقات، وقد أصبحتا أداة للذة تسلمان جسديهما لمن يدفع لهما وتستعرضان مفاتنه في الرقص أمام الأعين المتعطشه.... ولا أدري لماذا تستمتع إمرأة كثيراً بإستثارة الرجل بحركاتها الماجنة الشهوانيه موقظة فيه غرائزه التي يحاول أن يكبتها أو حتى يروضها فيفشل في فعل هذا كثيراً.
والغريب أن بعض السيدات يتفنن في سيرهن في الشارع بشكل مثير يبدوا في كثير من الأحيان مصطنعاً. ناهيك عن الزينة والألوان التي يصبغون بها وجوههم المغالى فيها والتي تظهرهم أكثر فتنة وتجذب إليهم أنظار الشباب المتطفل والرجال، ثم بعد ذلك يغضبن أو يتصنعن الغضب إذا ما وصفهم أحد الشباب بتعبير جنسي أو نعتهم بكلمة جارحه، أقول يتصنعون فإن بعض النساء يغضبن عندما يخرجن إلى الشارع ويمررن أمام شاب أو أكثر دون أن يستطعن لفت إنتباهه بحركاتهن ومشيتهن الشبه راقصه. بل وإن البعض منهن يشعرن بالنشوة والإحساس باللذة عندما يرون نظرات الإعجاب في أعين مشاهديهم وهي تحاول أن تلتهم أجسادهن وتسرق نظرة من صدورهن التي هي في أحيان كثيرة تكون مزيفه، متورمة أومنتفخه، أو هكذا تبدو بفعل (الستيان) الذي ترتديه المرأة، ممتلئة مشدودة إلى أعلى وهي في الحقيقة وهمٌ خادع لا وجود له في واقع كثير من السيدات ولكن هذا الوهم، حلم كثير من الفتيات بإمتلاك نهدين كبيرين، يصبح تحقيقه سهلاً بإرتداء (سوتيان) كبير لاتظهره الملابس فيبدو حينها صدرالفتاة منتفخاً مكتنزاً. وقد استحدث العلم الحديث لحواء اليوم عمليات جراحة التجميل، كتكبير النهدين أو تصغيرهما وشد ترهلاتهما، وطالت هذه العمليات أيضاً وجه المرأة كتكبير أوتصغير شفتيها الخ... ذلك. وهكذا يفعل فعل (السوتيان) نفسه بالنهدين بعض الملابس الداخلية التي ترتديها المرأة أسفل فساتينها فتظهر ردفيها بشكل ممتلئ. ناهيك عن الملابس الداخلية الملاصقة للجسم والتي توضع لعدم إظهار بطن المرأة الكبير مثلاً فالمرأة تود أن يراها الناس دائما شابه صغيرة في عمر إبنتها أو حتى أصغر من إبنتها إذا استطاعت عمل هذا. أما الأحذية التي تضعها المرأة في قدميها والتي تجعلها تمشي وهي تتمايل كالغزال فلا يعكس جمال هذه الأحذية كونها مريحه لقدمي المرأة بل على العكس من ذلك تماما تكون، فالمرأة عندها قدرة كبيرة وصبر على الإحتمال وتستطيع أن تضحي مرات كثيرة براحتها إلاَّ أنها غير مستعدة على الإطلاق للتضحية بجمالها ودلالها خاصة أثناء مشيها وحركاتها.
أما أغرب نوع من أنواع النساء فهو- حسب رأيي- الراقصات، لقد شاهدت بعض الراقصات وهن يرقصنَ عَبْرَ شاشات وسائل الإعلام وهؤلاء وحتى إن ظهرنَ مثيرات وهن يرقصن شبه عاريات إلا أن كون ما نراه عبر الشاشة صورة متحركه للراقصه وليست الراقصه ذاتها بلحمها وشحمها هي التي ترقص أمامنا فهذا يمكنني إحتماله وكذلك فإن عقلي يقبله حتى الآن، وحتى الراقصات أو السيدات أو على الأصح السيدتان اللتان قد رقصتا لي أنا شخصيا بمفردي كرجل يمكنني تقبله. وفكرة أن ترقص إمرأة لرجل واحد أياً من كان هذا الشخص زوجها أو عشيقها أستطيع أن أتقبلها أيضاً. ولكنني غير قادر حتى الآن على تقبل فكرة خروج إمرأة أو فتاة، أمام جمهور من الناس وبالأخص الرجال والشباب لترقص لهم على مسرح أو في عرس يقام فوق سطح عمارة أو في شارع وهي ترتدي ملابس خليعه عاريه تظهر أكثر مما تستر فهذا صعب عليَّ تصديقه حتى الآن، ربما لأني لم أرى هذا بعيني حتى الآن على أرض الواقع بل لإني مازلت غير مصدق أن هناك إمرأة يمكنها حتى أن تقف بين جمهور من الناس هكذا ليروا عريها. هذا يصعب عليَّ تصديقه أو استيعابه أو استيعاب وفهم عقلية وسيكلوجية هذه المرأة أو الفتاة التي نسميها راقصة، والتي تزهو بكونها هكذا بل وتقدم نفسها للناس يسبق اسمها لقبها الذي لا اعرف إن كان هذا اللقب (الراقصه) يشير إلى مهنتها أم إلى صفتها. ونحن نعيش في مجتمع يحكم على المرأة ويحرِّمها حتى الآن.
إنني أود أن أعرف ماهية أحاسيس هذه الراقصه أو هذه المرأة وهي تقترب لتصعد على خشبة المسرح أمام جمهور من الناس لترقص عارية؟ وبماذا تشعور وهي ترى أعين مشاهديها تخترق مفاتنها وإن استطاعت لنفذت إلى مواضع عفتها، هذا إن كان لمثل هذه النوعيَّة من النساء، مواضع أو أماكن لم تكشف عنها بعد في جسمها، يمكن تسميتها مواضع عفة!؟. غريبة أنت أيتها الحية أقصد، غريبة أنت يا حواء!.
ساقتني قدماي إلى هناك وكأن هناك شيء يشدني نحو اكتشاف هذا العالم الليلي الغريب، هناك في منطقة (وسط البلد) حيث المسارح وصالات الرقص الشرقي والمقاهي الساهرة حتى الصباح، كانت الساعة تقارب الحادية عشر أو قبلها بقليل. جلست أمام مقهى (أم كلثوم) الشهير في مواجهة العمارة التي أمامنا والتي رأيت عليها لافته مكتوب فيها (فلان الفلاني وكيل فنانين... أفراح مناسبات...) وقرأت أيضا الافتة التي تعلن عن وجود محل تصفيف شعر النساء وزينتهنَّ داخل العمارة والذي لا يظهر أي شيء يدل على وجوده من الخارج ككل محلات تصفيف الشعر، سوى هذه اللافته المعلقه، جلست في مواجهة باب العمارة تقريباً أشرب كوب الشاي الذي حمله إليّ نادل المقهى التي تضم قرابة العشرين من الشباب الذي لم يجد بعد تخرجه من الجامعة فرصةً للعمل، سوى العمل في المقاهي كنادل، هذه المهنة التي كان يقوم بها في الماضي أي صبي متشرد أو أي صعلوك، رحم **** أيام الجامعة والشهادات والوظائف والأعمال ولطف بحال شبابنا الذي تحول الكثيرون منهم للعمل في تقديم الخدمة لرواد هذه المقاهي والقادم عدد كبير منهم من بلاد لا يعرف غالبية سكانها فك الخط ولكنه يملك في جيب جلبابه الأبيض ، نقوداً لا يعرف عدد لها، هذا ليس فقط لأنها كثيرة وإنما لأن أحداً ما لم يعلمه الحساب قبل إكتشاف النفط في أرضه. أكتظت المقهى بالرواد واصطف كثير منهم في الشارع والذي تحتل المقاهي جزءً كبيراً منه وكإنه إرثا طبيعياً لأصحابها. كان لطعم الشاي متعة خاصه في هذا المكان ولا أقصد بذلك مذاقه بل تجمع هذا الحشد من الناس معاً للحديث وقضاء حوائجهم وللمسامرة هذا ما يعطي للجلسة طعمها ورونقها الخاص. جلست أتأمل وجوه الناس وهي تجي وتمضي في الشارع كل إلى الغاية التي يقصدها. عندما رأيت أول إمرأة تدخل إلى هذه العمارة كانت شابه طويله ترتدي ملابس عصريه طليقة الشعر تمسك بيدها حقيبة، هذا علاوة على حقيبتها اليدويه، قلت في داخلي لابدّ وأن تكون هذه الحقيبه بها ملابس الرقص. لم يمضي وقت طويل بعد دخولها حتى تقدمت إلى الباب سيدتان لتدخلان أيضاً وقد تمهلتا قليلا على الباب عندما شاهدتا أحد الشباب مقبلاً نحوهما من الجانب الآخر للشارع حتى سلمتا عليه ثم دخلوا إلى البيت جميعاً واختفوا. كانت السيدتان إحداهما شابه يبدو من منظرها أنها راقصه فهي بالرغم من أنها كانت ترتدي عبائه طويله تصل حتى الأرض تمسك طرفها وترفعه قليلاً عن الأرض بيدها وهي تسير لكي لا تتعثر فيه قدميها إلا أنها تبدو في قمة الشياكه حتى في هذا الثوب الطويل. وينزل شعرها الذي جمعته معاً وربطته "بإشارب" طويل ينزل مع شعرها حتى منتصف الظهر. أما السيدة الأخرى فأغلب أظن أنها جائت معها لمرافقتها أو لكي تحمل لها حقيبة ملابس الرقص كما رأيت ذلك الآن، أو لربما كانت هذه هي التي تهتم بتزيينها قبل الخروج على المسرح للرقص. فهذه لا يمكن أن تكون راقصه ففضلاً عن كونها محجبه أي تضع (تحجبة) تغطي بها رأسها فإن سنها يقارب على الخمسين ممتلئة الجسم تملك (كرشاً) كبيراً كالسيدة الحامل في شهرها الخامس أو السادس، لا يتناسب هذا البطن مع جسم الراقصه، وهي بكل المقاييس لا تجذب إليها الأنظار على العكس من الفتاة أو السيدة الأخرى التي كانت تسير معها.
وتكرر دخول وخروج سيدات كثيرات من هذا الباب حتى إنني ظننت أن أغلب نساء البلد الذين تكتظ بهم المكاتب والمصالح والمواصلات والمحلات يعملن راقصات ليلاً. فتذكرت وقتها الفنان الكبير عادل الإمام ومقولته، في مسرحيته الشهيره (شاهد ماشفش حاجه) عنما قال: "لو كل واحد ساكنه تحته رقاصه هايعزل، البلد كلها هتنام في الشارع". ويبدوا أن هذه المقوله لم تكن على سبيل الدعابة وإثارة ضحكات الجمهور- الذي راح كل رجل فيه ينظر إلى أقرب إمرأة بجانبه ليقرأ تعبيرات وجهها إن كانت تتفق أو تختلف مع ما قيل، أي إن كانت تقبل أو لا تقبل أن تدعى ولو من باب المزاح راقصة- يبدو لي الآن أن هذه العبارة حقيقية، فإن كان هذا هو كم الراقصات الذي شاهدته في هذه المنطقة فقط، فكم وكم تكون اعداد الآخريات اللاتي تعملن في مناطق أخرى؟. أو اللاتي يرقصنَ ولا يمتهنَ الرقص حرفة؟، الهاويات منهن أو راقصات المناسبات الخاصه، كاللاتي يرقص في الأفراح والرحلات وبين الأصدقاء وللزوج فقط...الخ الخ.
هممت أن أقوم من على المقهى والإنصراف إلى بيتي عائداً، بعد أن ناديت على النادل ودفعت له الحساب، عندما مرت أمام عيني مفاجأة غريبه، فإذ بالسيدتين اللتين كانتا قد دخلتا معنا من قبل البيت الذي يقع أمام المقهى، تخرجان منه وقد أمسكت السيدة الشابة أو الفتاة بطرف ثوبها لترفعه قليلاً عن الأرض كما كانت تفعل من قبل وقد كانت ماتزال بعد بنفس زيها، يتقدمهما الشاب الذي سلَّما عليه عند دخولهما من باب العمارة حاملاً الحقيبة التي كانت تحملها السيدة الثانية ذات (الكرش) أو البطن الكبير والتي تغيرت ملامحها كثيراً وهي تخرج الآن من هذا البيت وقد خلعت (التحجيبة) التي كانت تغطي رأسها، وأطلقت لشعرها العنان بعد أن بدَّلتْ مساحيقُ الزينة الزاهية وجهها تماماً: هذه الألوان التي لطخت وجهها وكحلت عينيها وطَلَتْ شفتيها باللون الأحمر، وقد أطلقت خُصيلاتٍ صغيرات من شعرها لتتدلى منسقةً متساويةَ الطولِ تماماً، بفعل المقص الذي هذَّب أطرافها وجعلها تصل حتى الحاجبين فقط وكأن أطراف هذه الخصيلات قد رسمت على خط واحدٍ يوازي الحاجبين في إنحنائهما. وبجوار أذنيها اللتان يتدلى منهما حلق جميل، كانت تنزل خصلتان أخرتان طويلتان. أما بقية شعرها الطويل جداً واللذي كانت (التحجيبة) من قبل تغطيه، فقد جمعته الآن خلف ظهرها يضمه معا رباط على شكل وردة تزين شعرها. وقد بدأ ملمح وجهها أكثر شبابا من ذي قبل. ولكنَّ بطنها الكبير، الذي يبز حجمه أسفل الفستان الطويل الضيق الذي ارتدته الآن عندما صعدت إلى هذا البيت، كان قائم وكأنه شاهد على سنها الذي تحاول أن تتنكر له.
اللعنه... إنها هي حقاً، بلحمها وشحمها. إذن لم تكذب (سُمَيَّه) وصديقتها حينما قالتا لي هذا الصباح أن بعض راقصات الدرجة الثالثة الذين يعملنَ في الملاهي الليليه يضعن على رؤسهنَّ (التحجيبة) خارج أوقات عملهن كراقصات، وهن قادمات من بيوتهن وكذلك وهنَّ عائدات إليه بعد إنتهائهنَّ من الرقص، وهنَّ يستطعنَ هكذا أن يخدعنَ الجيران الذين يسكنون حولهم بل وحتى أقاربهن مرات، متظاهرات بالعفاف والإحترام كسيدات شريفات، يحيون يومهم في الحي أو المجتمع بشكل طبيعي ككل النساء بل وبعضهنَّ لديه عمل آخر يذهب إليه خلال ساعات النهار، وهنَّ متظاهرات أنه لا يمكن لأحد من الناس أن يرى طرف ثيابهن كما يقال للتدليل على عفة وطهارة هذه المرأة خاصة إذا كانت هذه المرأة (محجبه) ولكنك إذا ذهبت مرةً إلى صالات الرقص هذه فقد تصادفك إحدى هؤلاء النسوة ووقتها ستكتشف إنه ليس ثوبها فقط هو الذي ليس له طرف بل إنها هي ذاتها تقف لترقص وتتلوى أم*** مثل الحية بلا ثوب ولا طرف وغير قادرة على فهم ماذا يعني: (غضُّ الطرف)، كاشفةً لا فقط عن شعرها ونهديها وأردافها بل أيضا عن قبائحها التي لا ترى بالعين المجردة وقد خَلَعَتْ مع غطاء شعرها وثوبها برقعَ حيائها وشرفها من أجل حفنة نقود قد تكون في حاجة إليها. مثل هذه المرأة التي تكشف عن حقارة أخلاقها وتربيتها ودنائة وخسة أسرتها التي ربتها وعلمتها، تدق جرس الخطر في مجتمع بات كل شيء فيه للبيع، مجتمع بطله الأول الرياء والخداع والمظاهر الكاذبة التي اعتاد الناس عليها فصدقوها وربطوا القيم بعدة ظواهر لا تمت إلى جوهر الحقائق بشيء. فمجتمعنا ينظر للمرأة ويضعها في هالة من الفضيلة والتقوى متى كانت ترتدي ملابس يطلق عليها ملابس محتشمة دون الأخذ في الاعتبار شخصية مَنْ يرتدي هذه الملابس نفسها، حتى وإن كان رجلاً يتخفى في زي المرأة هذا ليقوم بفعلة شائنه أو جريمة فاحشة. ويصنف مجتمعنا ويعزل في خانة الهالكات من هم دون ذلك حتى وإن كنَّ أكثر طهراً ونقاء. ويحكم بالتدين أو عدمه على الأشخاص من مظاهرهم ولحاهم، جببهم وعمائمهم، علامة الصلاة التي تعلو جبينهم وإحنائة الرأس كعلامة لتقواهم. مصاحفهم وآياتهم صلبانهم وصورهم التي يضعونها ليزينوا بها صدورهم، كإعلان وعلامة جودة لهويتهم الدينية. وتلفت هذه الأشياء الأنظار في الواقع إلى ما تحتها ومَنْ يضعها ولا تعكس شيء من الدين بقدر ماتشير إلى مقدار الغنى أو الفقر المادي لمن تعلقها في رقبتها.
لا أدري ما الذي شدني نحوها وكأن سحر يجذبني لأسير خلف هاتين العاهرتين لأكتشف حقيقتيهما. وما هي سوى دقائق قليله حتى وصلنا إلى الشارع الموازي. فوقفت السيدة ذات البطن المنتفخ في كابينة التليفون العمومي وهي تتحدث على التليفون مع إبنها الذي لم أسمع صوته وهي تتحدث إليه. حينما وقفت في الناحية الاخرى للكابينة متصنعاً أنني أجري مكالمة هاتفية وأنا أخفي وجهي بعيداً عنها لكي لا يلفت وجودي نظرها على الرغم من أن المسافة الفاصلة بيننا لا يصل إلى خطوة واحدة وهو حجم الفاصل بين جانبي كابينة التليفون. كانت تتحدث بصوت عالٍ هذا ما مكنني من معرفة الحديث الذي جرى في مكالمتها والذي كان يمكن لأي شخص يتوقف في هذا الشارع المكتظ بالناس أن يسمعه. وعرفت من حديثها التليفوني أن اسمها (فوزيه) وأن اسم ابنها هذا أو ابنها الأكبر هو (حسن) وذلك عندما قالت أثناء حديثها: "إذهب إلى (...) وقل لها أنا ابن فوزيه، أو قلها فقط أم (حسن) تسلم عليك و...،. وقد تأكد لي أن اسمها (فوزيه) عندما وصلنا إلى المسرح الأول الذي صادفنا فحيتها الفتاة الأخرى قبل أن تدخل برفقة الشاب الذي كان يسير معها إلى المسرح قائله: "سلام إذن يا (فوزيه) نتقابل بعد الشغل.." وردت هي عليها التحية رافعة يدها في الهواء قائلة: "سلام ...سلام" ودخلت الراقصة الشابة إلى المسرح يستقبلهما رجل يرتدي ملابس حديثه بينما لا يبدو شاربه الطويل الأشعث الضخم متناسقاً مع ملابسه. وسارت الراقصة الثانيه إلى مسرح (شهرذاد) الذي لم يكن يبعد عن هذا المسرح إلاّ عدة أمتار وقد ذادت وتيرة خطواتها سرعة، عندما وجدت أن أعين المتطفلين الذين يملؤن الشارع من السيدات قبل الرجال تنهشها وهي تسير في الشارع. كنت أتمنى لو أمكنني أن أوقفها في الشارع لاسألها مائة الف سؤال يدور في رأسي الآن أبسطها هو: أين (التحجيبه) التي كانت على رأسك منذ قليل؟.
دَخَلَتْ إلى مسرح (شهرذاد) ودخَلْتُ خلفها اتبع خطواتها وبعد أن عبرت المدخل وصعدت السلم الذي يؤدي إلى المسرح وجدت شاباً أنيقاً يرتدي بنطلوناً أبيض وقميصاً أسود، أشار لي على نافذة التذاكر التي على الجانب الأيسر المخصصه لدفع رسم الدخول الذي لا يعد شيءً مقابل ما يدفعه أيٌ من رواد هذا المسرح في سهرته مثل ثمن المشروبات (السياحي) أو ما سيلقيه لهذه أو تلك الراقصة سواء فوق رأسها أو تحت قدميها أو الذي سيحشوه لها في صدرها بين نهديها من المال محاولاً بذلك لمس أو مسك نهدها وهي ترقص أمامه.
مسرح (شهرزاد) عباره عن صاله فسيحه جميلة جداً عاليه عليها رسومات الوانها فاخره ومؤسسه جيدا بالمقاعد والموائد والمفروشات تقع خشبة المسرح في عمق الصاله خلفها حجرات الملابس، عن يمينها الباب المؤدي إلى دورة المياه وعن يسارها الباب الذي يدخل منه المسؤلون أو أفراد الفرقة الموسيقيه، أما الراقصات فكن يدخلن من باب المسرح ولا يعبرن الصالة بين الجمهور عند حضورهن أو إنصرافهن بل كن يعبرن من ممر جانبي عن يسار المسرح يحجب رؤيتهم عن الجمهور عند حضورهم وإنصرافهم. هذا الممر يقودهم إلى ماخلف المسرح حيث حجرة الملابس، أما خشبة المسرح التي وضعت عليها مقاعد الفرقة خلف أدواتها الموسيقية، فقد كانت مفتوحة من ناحية الشمال بما يسمح للراقصة بالدخول إلى المسرح دون أن يراها الجمهور وهي تترقب خارجاً لحظة صعودها على خشبته. أما في صالة المسرح من الخلف الجزء الذي يعد للداخلين مدخل المسرح وبصفة خاصه الناحية الشماليه منه يقع مكتب الإدارة والخدمه...
جلست إلى مائدتي المستديرة وأنا أحتسي (البيرة) مع بعض الفاكهة التي أُحضرت لي في طبق كبير منسقه في شكل شرائح صغيره بحيث يمكن تناولها قطعة بعد الأخرى دون الحاجة إلى تقطيعها... كانت الفرقة الموسيقية تعزف موسيقاها بصوت عالٍ يملأ المكان وعلى الرغم من هذا لم تستطع الموسيقى أن يغطي على حالة الفتور التي تظهر على وجوه الحاضرين والذين لا يعيرون إنتباهاً للموسيقى وهم يترقبون ظهور الراقصة على خشبة المسرح والتي على ما يبدو قد تأخرت بعض الوقت عن موعدها. وهنا أعلن صوت من خلف المسرح، يتحدث إلينا عبر مكبر الصوت بنبرة حماسيه، قائلاً: "والآن نقدم لكم فاتنة الراقص وساحرة القلوب الراقصة (زيزي) ".
وفجأة غيرت الفرقة مقطوعتها الموسيقية وبدأت تعزف لحناً أكثر فرح وحماس جذب أنظار الحاضرين- الذين جلس كل منهم إلى مائدته- نحو خشبة المسرح. وخفت من قاعة المسرح الأضواء، فبقيت منيرة على جوانبه فقط، أضواء حمراء خافته... وفجأة صعدت على خشبة المسرح الراقصة، تثير ضجةً وجَلَبَةً صاخبه. ليست هذه الثورة ناتجة فقط عن رقصها ولا حتى من هتافات الجمهور التي تحييها وإنما كان سبب هذه الضجة يكمن في خشبة المسرح نفسها والتي بدأت وكأنها تئن وتصرخ ألماً تحت وقع قدمي هذه الراقصة، التي تقفز عليها مثل ثور هائج. وبعد لحظات من خروجها على المسرح أضيئت الأنوار بشكل طبيعي كما كانت من قبل لتكشف لنا عن لون هذه الراقصة الطبيعي وهي ترقص شبه عاريه يتقدمها بطنها الكبير العاري تماماً وكأنه لسيدة حامل. إذن فقد تحولت السيدة (فوزيه) هذه التي كانت تسير منذ ساعة في الشارع بحجابها كالمستشيخة أو كالمترهبنة العابدة بصعودها على خشبة المسرح ببدلة الرقص إلى الراقصة (زيزي) والتي لم تغير فقط ملبسها بل أيضا شخصيتها، وكأنها قامت بتبديلها كالقناع مع تغيير ملابسها. وكم من أقنعة نرى حولنا في الشارع والمواصلات والعمل وحتى في أماكن العبادة....يومياً ؟؟؟.
وهنا خرج شاب أنيق يرتدي ملابس شبابيه حديثه، يمسك بيده (ميكرفون لاسلكي) وهو يغني أغنية كان قد بدأها وهو مازال خلف المسرح لا نراه بعد. وعلى الرغم من أن صوت صاحبنا كان جميلاً ولحن الأغنية الشهيرة التي يتغنى بها من أروع الأغاني التي تختارها أغلب الراقصات لأداء الاستعراضات على أنغامها، فأحد من الحاضرين لم يُعر فناننا الشاب هذا أيَّ أهتمام، فقد كانت أعينهم جميعاً على الراقصة، لبسها، جسمها، حركاتها، هزاتها...إلخ...
إنتهت الرقصة الأولى أو مقطوعة الموسيقى الأولى وبدأت الثانية وقد بدأ فناننا الشاب يحتل جزءً من خشبة المسرح بجانب هذه الراقصة، خاصة عندما بدأت راقصتنا تلف وتدور حوله وترقص وهي تقف أمامه ملتصقة به تقريباً وهو يغني وكأنها ترقص له وحده وفي بعض الأحيان كانت حركاتها المثيرة للشهوة، تجعلها تبدو وكأنها تتعاطى الحب مع هذا المغني الشاب على خشبة المسرح. فكثير من حركاتها الراقصه كانت وعن قصد تجعل مؤخرتها، التي لا تتوقف أبداً عن الإهتزاز لحظة، تلامس أجزاء حساسة في جسم هذا الشاب بشكل ملفت للنظر وكأن هذه الراقصة تقدم لنا عرضاً جنسياً فاضحاً تعتمد فيه على هذا المغني الشاب في حركاتها وإيحاءاتها المثيره ناظرة إليه وهي تغلق عينيها نصف إغماضة وهي تميل بظهرها للخلف متكئة على صدره وهي تنظر نحوه نظرة النشوة والمتعة وكأنه قد أوصلها في هذه اللحظات إلى قمة زروتها وشبقها مع انتهاء أغنيته لهذه الفقرة وموسيقاها.
ما أن بدأت الموسيقى في العزف من جديد معلنة بداية الرقصة الثالثة، حتى تقدم هذا المغني الشاب الى الراقصة وسحبها من يدها لتنزل خلفه إلى الصالة وفي وسط الجمهور الذي بدأ يحييهما وهما يتخللانه وهي ترقص على صوت غنائه، وتوقفا أمام أحد رواد الصالة والذي يحتل أهم موقع فيها حيث يجلس في مكان مميز. وأخذت الراقصة ترقص أمامه وهي تتمايل عليه للأمام وللخلف في أثناء رقصها. فما كان من صاحبنا تحت تأثير نشوة رقصها إلا أن أخرج من جيبه رزمة من الأوراق المالية وراح ينثر منها أوراقاً كثيرة على رأس هذه الراقصة وهي ترقص أمامه. وأراد مطربنا أن يستحثّ هذا الرجل الذي توقف عن نثر اوراق البنكنوت على رأس الراقصه والتي كان الصبي، الذي يعمل في الصالة، قد التقطها من على الأرض، فأشار بيده للراقصه فقامت بالصعود على المائدة التي يجلس إليها هذا الرجل ووقفت عليها بعد أن أزاحت الكؤوس جانباً لترقص أمامه بشكل مغرٍ وهو ينظر إليها من أسفل وقد بدأ جسمها كله في هذه اللحظات مكشوف أمامه. وهنا تحت تأثير هذه النشوة التي بعثها إغراؤها في نفسه قام بإخراج مبلغ كبير من المال ونثره تحت قدميها.
وهكذا تكرر هذا العرض الفردي لواحد أو أكثر من الجالسين إلى نفس المائدة الواحدة معاً مع إختلافات بسيطه مثل اختلاف الأغنية والموسيقى التي كان الجمهور هو الذي يختارها في الغالب وبالتحديد الجالسين إلى المائدة التي سترقص لها أو عليها الراقصة حسب رغبة الجمهور وكذلك إختلاف المبلغ الذي سيمنحه هؤلاء للراقصة وطريقة دفعه لها، وهنا لا أقصد إن كانت الطريقة هي عداً ونقداً أو بشيك مقبول الدفع ككل المعاملات وإنما أقصد إن كان هذا الدفع سيتم عن طريق نثر النقود على رأسها أو أسفل رجليها أو حشوه حتى في صدرها بيد هذا أو ذاك الرجل الذي يجدها فرصة ليكون نهد هذه الراقصة بين يديه وهو يقوم بحشر هذه المنحة المالية في (سوتيانها) متحسساً نهديها أو ماسكاً إياهم خلسة بيده.
وبين الفقرة والفقرة كانت الراقصة تقف لتبتسم لهذا أو تغمز لذاك أو تسمع همسة أو كلمة إعجاب تصف في الغالب صدرها أو وسطها أو رقصها المغري بعبارات فاضحه وإلا فلماذا أصر صاحبها أن يقول هذه العبارة أو الكلمة لها في أذنها، وكانت الراقصه تتبع هذه الكلمات بضحكة فاضحه يعبر زيل ضحكتها الماجنة الطويل الذي يلحق بنهايتها على عهارة ومجون هذه المرأة. في أثناء ذلك يكون مطربنا الشاب يتفق مع الجالسين إلى المائدة على اسم الأغنية التي يطلبونها ولا مانع أن يسمع هو أيضا منهم مزحة، ثم بعد ذلك يتحدث الى الفرقه عن اللحن أو الأغنية المطلوبه. هذا بعد تحية الجالسين وتوجيه إهداء الأغنية لمن يريدون والذي يود كل منهم المغالاة فيه عن الآخرين.
أخيرا جاء دوري ووصلت هي إلى مائدتي التي كنت أجلس إليها وحيداً ومدت يدها لي بالتحية بطريقة اصطنعت فيها كثير من الرقة والدلال، كطريقة أميرات العصور الوسطى وهن يحييَن مليكهم في الأفلام القديمة التي كنا نراها. ووقفت بجانبي وهي تضع يداً في وسطها وهي تحاول الحديث معي بغنجة الراقصات وسحر حديثهن ولكن بدأ لي ومن جملتها الأولى التي نطقت بها أنها سيدة جاهلة رغم كل هذا الذي تحاول أن تدعيه. عندئذ سألتها وكان المغني لم يصل بعد وهو يقف يتكلم قليلاً بين الفقرات مع رواد المائدة التي كانت الراقصه ترقص لها من قبل: "ما اسمك؟" فأجابتني بدلال "زيزي" فقلت لها: "هذا اسمك الفني كما يقال، ولكنني أود أن أعرف اسمك الحقيقي؟" فأجابتني: "وهل اسمي يهمك كثيراً" قلت لها: "نعم يهمني". فقالت لي وهي تضحك: "لماذا؟ أتود أن تتزوجني أنت أيضا؟". فقلت لها مخاطباً: "لا... فأنا لا أحب الزواج ولا نية لي فيه". فردت عليّ وهي تدلل صوتها وتجعله أكثر عزوبة وسحراً وقد أحنت ظهرها تجاهي بعد أن وضعت يديها قبالتي فوق مائدتي كاشفة بإنحنائة ظهرها هذه عن صدرها كله أمامي تقريباً وهي تتظاهر بأنها مشغولة عنه بالمصوِّر الذي وقف على بعد مناسب منّا ليقوم بسحب عدة صور متلاحقة لنا، باداة التصوير الحديثه التي يمسكها بيده، من عدة زوايا مختلفه ، وقالت لي: "إذا لم تكن مصدق أن اسمي زيزي، فماذا تريد أن تسميني؟ اختر لي اسماً جميلاً بحسب ذوقك أنت؟" وسبَّلت عينيها في شبه إغماضة وهي تنتظر اسمها الجميل الذي ساختاره لها. فأجبتها بعد أن تظاهرت بالتفكير للحظة وقلت لها. "أريد أن اسميك... (فوزيه)...، على اسم (أم حسن) التي تسكن في منطقتنا، السيدة التي تدَّعي أنها محترمة، شريفة والتي تضع ال**** على وجهها وهي تسير في شارعنا بالنهار وتأتي إلى هنا عارية ليلاً لتعمل كراقصه...". لا أعرف كيف قلت لها هذا وقتها بشكل عفوي، استدعاه استرسالنا في الحديث معاً، بدون أية نية سابقة مني أو قصد مضمر. وكانت عفويتي هذه هي التي أعطت لحديثي لهجة صادقة ونغمة ثابته كان لها وقع أشدَّ تأثير من ضربة خنجر مسلول سُدِّدَ إلى قلب هذه المرأة في تلك اللحظة والتي كادت تهوي على الأرض من هول المفاجأة وقد تغير لون وجهها وملمحه وبدأت تظهر عليه كل ألوان الطيف جميعا الواحد بعد الآخر ولم تستطع حُمرة الأصباغ أن تخفي حُمرةَ خجلها وهي تحاول أن تلملم صدرها وتعدل نهديها داخل (سوتيانها) وقد بدأ عليها الخوف والهلع الخجل نتيجة لافتضاح أمرها وكشف سرها ومستورها. واتجهت نحو المغني الذي كان يقترب منا في هذه الأثناء وسحبته للخلف بيدها دون أن تتحدث إليه صاعدة إلى خشبة المسرح، وهنا بدأت الموسيقى في العزف فرقصت رقصتها الأخيرة لهذه الليله بفتور وهي تحني رأسها في خجل غير مبالية بعبارات الإعجاب والتشجيع التي يطلقها الجمهور هنا وهناك والتي كانت تثير فيها قبل قليل نشوة فتزيدها تفاعلاً مع الموسيقى وإيقاع الطبلة. ولم تفلح نظرات المغني الشاب وإشاراته، أثناء الغناء، في حثِّها على التفاعل معه بشكل أكبر. كانت سابحة في أفكارها وهي تواصل رقصها، فلربما كانت مشغولة في هذه الأثناء بما سوف يحدث لها أو تفكر في هذا الجار الزعوم الذي يسكن شارعها، هذا الجار الذي لا يدري هو نفسه أين يقع تحت سماء القاهرة أو حتى خارجها هذا الشارع، أو حتى لماذا قال لها هو نفسه هذا الكلام كله وحاك من نسج خياله هذه الكذبة. أو ربما كانت تظن في قرارة نفسها الآن إن هذا الغريب، الذي هبط عليها من السماء أو من الجحيم في هذه الليلة الكالحة السواد، ويعرف حقيقتها الآن كاملة عاريه، هو **** الانتقام، الذي سوف يذهب ليخبر جميع أهل المنطقة التي تسكن فيها بما رأى. إذن سينتشر هذا الخبر كله غداً تتناقله الألسن وتحيك حوله قصصاً وحكاياتٍ ويتم فضحها هي وعائلتها. وفي واقع الأمر، لم أكن أعرف عنها أي شيء أكثر من مجرد الكلمات التي نطقت بها أمامها، وقد ساعدتني الصدفة مرتين على نسج كل هذا الخيال وخداعها، المرة الأولى عندما رأيتها في بادئ الأمر وهي تدخل البيت لتغير ملابسها وتخلع تحجيبتها وتلطخ وجهها بالأصباغ ظانة أنها بذلك تستطيع أن تخفي حقيقة نفسها عن أعين ناظريها. والمرة الثانية عندما سمعت اسمها الحقيقي (فوزيه) واسم ابنها (حسن) أثناء المكالمة الهاتفية وقد ساعدني على ذلك ارتباكها الشديد الذي شلَّها عن التفكير وقتما القيت بمفاجأتي في وجهها، وكذلك بالطبع جهلها بشكل عام، الذي يبدوا من اسلوبها في الكلام، وجهلها الخاص بالتأكيد في معرفة كل الأشخاص الذين يعيشون في المنطقة التي تسكن فيها. وما أن أنهت الفرقة عزفها حتى إنطلقت جاريه خارج خشبة المسرح حتى بلا تحية الحاضرين الذين بادروا بالتصفيق لها.
توقفت الفرقة عن العزف قليلاً ثم بدأت في عزفها من جديد بعد أن أعلن المذيع الداخلي: "والآن نقدم لكم فتنة الرقص والمتعة الراقصه الساحرة (سندس)..." وماهي إلاَّ لحظات وكانت (سندس) تتلوى راقصة على خشبة المسرح. وكم وددت في تلك الأثناء أن أكتشف حقيقة هذه الراقصة أيضاَ ومن تكون. ترى ماذا تكون أخلاق أي أبٍ أو أمٍ التي تسمح لشابة كهذه في قمة نضجها الجسدي وامتلائه أن تقف شبه عارية أمام الناس هكذا، لتعرض مفاتنها أمامهم وتستثير فيهم شهواتهم بحركاتها وغمزاتها. وأين حمرة الخجل في وجه زوج يرسل إمرأته أو لربما يصحبها لترقص بين الرجال هكذا عارية، وهي تتصنع التحرق والأثارة ورغبتها في إشباع شهوتها لتستحثهم على المزيد من التشجيع والتصفيق الذي يرافقه في العادة ظهور أوراق البنكنوت. وأين عزة شاب وشرفه وهو يرى أختة، ابنة ابيه والتي ترث معه كأخ لها لحم أمه ودمها نفسه وهي تقدِّم لحم نهديها لمن يدفع ليعبث به بحجة وضع بضع أوراق ماليه في صدرها. وأين، وأين... تزاحمت هذه الأفكارفي رأسي ولم أفق منها إلاَّ على يد خفيفة تنقر على كتفي برفق ووجدت أحد العاملين الشباب ينظر إليَّ نظرة خبيثة وهو يقول لي: "السيدة زيزي الراقصه، تنتظرك في الخلف، اتبعني...". تلفت بعينيَّ قبل أن أقوم من مكاني إلى حيث يتجه هذا العامل فوجدت (زيزي) أو (فوزيه) تجلس إلى مائدة في نهاية الصالة منزوية في ركنها وقد أعطت ظهرها لرواد الصالة الذين تبعد عنهم كثيرا الآن لكي لا يلفت وجودها في الصالة أنظارهم إليها. والذين بدأوا الآن أكثر انشغالاً مع الراقصة الجديدة، التي صعدت لتحتل مكانها على خشبة المسرح الذي تركته هي في النهاية متقهقرة.
جلست في الناحية المقابلة لها خلف المائدة التي كانت أمامها. دون أن أقول أيَّ كلمة وفي واقع الأمر لم يكن لديَّ ما أقوله، وذلك لسبب بسيط وهو أنني لا أمتلك أيَّ شيء لأقوله لها، فكل معرفتي عنها تختزل في الجملة التي القيتها من قبل في وجهها والتي تتلخص في معرفتي لأسمها الأول فقط واسم ابنها الأكبر، الذي لا أعرف كم عمره أو لونه أو مَنْ مِنَ الناس يكون أبوه.
رفعت عينيها الدامعتين من على سطح المائدة التي نجلس إليها وهي تصارع دموعها محاولة أن تصوب نظراتها نحوي وما تلبث أن تفشل في فعل هذا وهي تقول لي: "أنا تحت أمرك فيما تريد... ولكن أرجوك لا تفضحني، فأنت تعلم منطقتنا الشعبيه التي نسكن فيها، وإذا وصل الخبر إلى هناك فستكون هذه نهايتي ونهاية أولادي الذين سيحطمهم هذا الخبر، وستأكلهم السنة الناس قبل أسنانهم." وصمتت قليلاً وهي تحاول أن تجفف دمعها وتشيح بوجهها جانباً كلما مرَّ عامل من عمَّال الصالة أمامنا لكي لا تدعه يرى دمعها. كنت أعتقد دائماً أن أسرع وسيلة تستخدمها المرأة في الخديعة هي دموعها التي ما تلبس تجري أنهاراً هائجة لأتفه ريح أو زوبعه،... فكم وكم إذن إن كانت هذه الدموع هي دموع راقصة؟. لم أجبها بشيء، وذلك بالطبع، لأني لم أكن أدري بماذا أجيبها. فنظرت إليَّ نظرة استرحام وكأنها تطلب مني شفقة أو حسنة قائلة: " أنا تحت أمرك فيما تطلب أو تريد أيَّاً ما كان ماتطلبه أو تريده... ولكن أرجوك لا تفضح أمري..." صمتت برهة وهي تحاول أن تكتشف أو تستشف ما تخبئه نظراتي ثم قالت بصوت منخفض بعد ذلك "...أنا تحت أمرك وعبدتك... افعل بي ما تريد،... لكن لا تقل لأي أحد ما شاهدته هنا الليله...". صمت برهة بعد أن انهت حديثها ثم قلت لها: "أعتقد إنه من الصعب علينا أن نتكلم هنا في هذا المكان وعيون العمال تراقبنا والحاضرين يختلسون النظرات وهم ينظرون إلينا" فقالت لي متلهفة وكأنها وجدت في حديثي بادرة حل لمصيبتها "إذن فتعالى إلى بيتي غداً صباحاً..." أجبتها بلا ادنى تفكير بالنفي فأنا لا أعرف مكان بيتها، ويمكنني بالطبع أن اسألها عنه وإلاَّ لهدمت كل هذه الكذبة الكبيرة التي نصبتها حولها كشبكة صياد ماهر. فنظرت نحوي راجيةً وقالت: "فماذا إذن؟... ماذا يمكنني أن..."فقاطعتها قائلاً هل لديك تليفون بالبيت؟" فقالت بسرعه: "نعم " فأخرجت قلماً من جيبي ووضعته أمامها وقلت لها اكتبيه وسوف اتصل بك فيما بعد لنتحدث" وعندما وجدت أنها متردده مرتبكه قدمت لها منديلا ورقيا مما يحوي الصندوق الكرتوني الصغير الذي يوضع على المائدة ليستخدمه رواد الصالة في تنظيف أياديهم، ظناً مني انها كانت مرتبكة تبحث عن شيء لتكتب عليه، وهنا قالت لي أكتب أنت فخطي في الكتابة لا يستطيع أحد أن يقرأه سواي، سحبت القلم والمنديل وكتبت الرقم كما قالته لي ووضعت الورقة في جيب قميصي وأنا أقف معلنا بذلك نهاية اللقاء، فنظرة إليَّ نظرة تسترق بها قلبي وتود أن تسكت بها فمي، وإن أمكنها لأوقفت عقلي عن التفكير وهي لا تعرف أنها بهذه الورقة، التي تستخدم في تنظيف القاذورات والأوساخ، قد أسلمتني مفتاح بيتها وعقد رهان يعطيني حقَّ التدخل الآن في مجريات حياتها. فمنذ قليل كنت هذه المرأة بالنسبة لي مجرَّد اسم لا أعرف عنه شيء، أما الأن وعن طريق هذا الرقم فيمكنني أن أعلم عنها كل شيء، اسمها وبيتها وجيرانها وكل مايخصها من خلال هذا الرقم الصغير المكون من سبعة أعداد حسابيه والذي يستطيع أن يبدل حسابات هذه المرأة جميعها رأساً على عقب، فيمكنه أن يجمع حياة هذه المرأة وأسرتها ويضرب بها عرض الحائط أو يمكنه أن يقسمَّ سيرتها ويوزعها على كل لسان في الحي الذي تحيا فيه بل يمكنه أيضا طرح اسمها من عداد سكان هذه الأرض الأحياء أن وصلت فعلتها هذه إلى أهلها
الفصل الخامس إلى أين... لا أدري. لا أدري إلى أين ستقودني هذه الصدفة العجيبه أو الفخ الذي وقعت فيه صبيحة أحد الأيام، ذاك الصباح الأبيض الذي أضحى في طيي الذكرى بالنسبة لي علامة سوداء كعلامة النازية التي تشير إلى عصرها الدموي أو علامة الصهيونية التي تلوِّح رايتها على أرض، دلالة على وجود دولة أُحتلت وأرض ****** في غفلة من المجتمع الدولي أو بمباركته لهذا المشروع الاستعماري في لحظة سهو لأصحاب هذا البلد. ذاك الصباح البعيد الذي أستطاعت إمرأة فيه أن تنصب شباكها حولي وتوقعني في شركها بمهارة. أو قل وقعت أنا في حبائلها منزلقا في مستنقعها بسهولة. فإلى من يوجّه أصبع الاتهام إذن، أإلى الصدفة التي قد تلعب بمصائرنا، أم إلى القدر، الذي يقضي بكل شيء قبل أن يقدِّر وقوعه... أم إلى فاعل ذا كيان موضوعيّ، متهم بالضعف والتهاون والذي هو أنا ، أم إلى هذه السيدة أو تلك التي استخدمت جسمها كأداة وإمتهنته فأصبح وسيلة كسبها اليومي، الذي يجرّمه المجتمع ويلاحقه الجميع دون أن يسألوا عما أو عمن أسقط هذه السيدة في هذا المستنقع من أصله. أم يجب أن يوحه أصبع الإتهام إلى المجتمع بأسره الذي لم يستطع أن يحمي ضعفائه، هذا المجتمع الذي يحني رأسه أمام القادر ويدوس بقدميه المثقلتين بهموم الفقر والجهل هامات ضعفائه. ويفرض قوانين يفصلها الأقوياء والأغنياء لتطبق على الفقراء والضعفاء. أنني، أحلم (بمجلسشعب) يمثل بالفعل الشعبوأضع هاتين الكلمتين بين كل أقواس الدنيا وأسوارها العازلة، فمجلسنا هذا لا يمثل أبداشعبنا. فغالبية شعبنا مسحوق كادح معدم وقدضاعت فوارق طبقتيه "الفقيرة" و"المتوسطة" واللتان كونتا معاً طبقة جديدةهي الطبقة "المُعدمة" وأصبحت المسافة بينها وبين الطبقة الغنية المتحكمة مسافة لا نهائية. فهل من حقنا أن نحلمأن يصل إلى مجلس شعبنا: فقيراً يمثل غالبية شعبنا،حتى لو تم ذلك عن طريق تعيينه، لأنه لا أمللدخول أحد هؤلاء الغلابةلمجلسنا بالإنتخاب الذي أصبحالآن "معركة"، معركة انتخابية. وبالطبع لا أقصد هنا بوصولأحد هؤلاء الغلابة للمجلسليجلس على بابه متسولاً.
لا أدري لماذا أفكر في كل هذا وأنا أجلس واضعا الأسم الجديد الذي حصلت عليه مؤخرا أمامي، بالطبع لم يكن الاسم الذي يشير إليه رقم التليفون (لفوزيه) أو (لزيزي) وذلك كما توقعت. إذن فهذا الاسم هو على أرجح تقدير اسم زوجها وهذا العنوان لا بدَّ أن يكون محل إقامتها حيث يوجد التليفون. لم يكن من الصعب الوصول لهذه الأشياء ونحن نحيا الآن في عصر المعلومات والحكومة الإلكترونية.
حملتني رجليَّ إلى هناك حيث يتطابق العنوان الذي أحمله معي وذاك العنوان الباهت المكتوب على حائط الشارع الذي لا تكاد العين أن تميز أحرفه التي محتها شمس السنين وحرها. حي شعبي فقير متراصة بيوته بشكل عابث كئيب بفعل تأثير الزمان الذي رسم ملامح شيخوخته على جدرانها بل وعلى وجوه أغلب سكانها. وقفت أنظر مترقبا ظهور وجه أعرفه وأبحث عنه...أخيراً خرج من هذا البيت الذي كنت أقصده صبي صغير ناديت عليه بصوت منخفض وسألته إن كان يعرف (...) اسم الرجل الذي توقعت أن يكون ربَّ أسرة السيدة التي أبحث عنها، فأجابني الصبي بأن (...) مسافر منذ سنوات وإنني إن كنت أريد شيئاً من أسرته فعليَّ أن أنادي على (حسن) ابنه بأعلى صوتي وأنا اقف في الشارع. وذلك لأن السيدة أم (حسن) ستكون في البيت وحدها إن كان حسن في المدرسة. وقد أفهمني الصبي هكذا بذكائه الفطري أنني غير مسموح لي بالدخول على السيدة بمفردها وهي في بيتها. وقد شعرت بالرضى وبصدق كلام هذا الولد ودقة المعلوماتي عندما ذكر لي اسم (حسن) في سياق كلامه.
فَضَّلْتُ أن أقف بالقرب من البيت مراقباً لأنه لم تكن هناك إختيارات أخرى كمقهى أو مكان للانتظار في المنطقة. لم يمضي وقت طويل حتى أخرجت هامتها من الشباك ناظرة لتتحق من بائع جائل كان يقف تحت البيت الذي تسكنه ثم أدخلتها وعادت مرة أخرى إلى الشباك مسرعة، فعلى مايبدو أنها لمحتني وهي تسحب نفسها من الشباك، وهذه المرة عندما عادت إليه نظرت نحوي بشكل مباشر وهي تتحقق من وجودي بالفعل. بعدما أصبحت بالنسبة لها كالشبح الذي يخيفها ويقلق منامها. فلا شيء في مجتمعنا يقلقنا أكثر من الشرف وما يرتبط به. وبعد حوالي دقيقة عادت مرة أخرى لتظهر من جديد في شرفة البيت المتواضعه وأخذت تنظر يمينا وشمالا وهي تتحقق من عدم رؤية أحد لها وهي تنظر نحوي. كانت ترتدي ملابس أهل المناطق الشعبية وقد غطت رأسها ب**** صغير. ثم كررت بعد ذلك خروجها للشباك أكثر من مرة وهي تظهر لتختفي من جديد في كل مرة وهي تراقب وقوفي على بعد من البيت الذي تسكن فيه. لم يمضي وقت طويل قبل أن تنزل من هذا البيت سيدة غير معلومة الملامح، لأنها كانت تلف جسدها كله بما فيه رأسها (بملائة لف) فلا يظهر منها أي شيء، حتى ملامح وجهها التي كانت تخفيها كعادة بعض سيدات المناطق الشعبية المغلقة تحت هذه الملائه، وأطل وجهها بنظرة وهي تفسح له الطريق بيدها بين طيات غطائها لتصل إليَّ نظرتها التي بينما كانت تمر من أمامي، عرففتها وتيقنت منها خاصة بعدما وصلتني رسالة عينها وهي تغمز بإشارة واضحة وكأنها تقول لي اتبعني. سارت مسافة طويلة حتى خرجت من الحارة ثم قطعت بعض الشوارع الأخرى إلى أن وصلت إلى أحد المحلات الكبرى وتمهلت أمامه حتى لحقت بها، فبادرتني بالتحية ثم قالت: "لقد عشت هذه الأيام الثلاثة الماضية في رعب وكلما أرتفع صوت في الحارة كان قلبي يكاد أن يتوقف عن النبض و أنا أشعر وكأن الموت يترقبني، لماذا لم تأت أو تتصل من قبل". "كنت مشغول" أجبتها. وهنا أفسحت طرفيّ الملائة عن بعضهما فكشفت عن وجهها وعن التحجيبة التي تضعها على رأسها تحت هذا الغطاء، فقلت لها: "ما هذا كله؟... (تحجيبة) تحت (الملائة اللف)... ألا تغالين كثيراً ... أم أنك تودي أن تخفي بهما (بدلة الرقص) التي ترتدينها أسفلهما...؟". أحنت رأسها إلى الأرض خجلاً وبعد برهة من الصمت قالت وهي مستمرة في النظر للأرض وكأنها ترقب شيئاً عليها، "لا تظلمني... فيكفيني ظلم الحياة التي أعيشها... وظلمي لنفسي، بل وظلم أبنائي الغلابة، قبل أن تعرف حكايتي، ولماذا فعلت ما قد فعلته" فقاطعتها قائلا: "أعتقد أنه من الصعب علينا أن نتحدث هنا... ما رأيك... لديّ مكان أمن ملك لصاحب لي، يمكننا أن نذهب اليه قليلاً... فماذا قلت؟" أشارت برأسها علامة على قبولها ذلك بإنكسار وهي مازالت حتى هذه اللحظات مستمرة في النظر للأرض. فقد كان من الصعب عليها أن ترفض وهي تود أن تنهي هذه المسألة بطريقة لا تفضح أمرها مهما كلفها ذلك الأمر، كانت مستعدة للتضحية بأي وبكل شيء حتى بحياتها إن استدعى الأمر أن تموت أو تنتحر قبل أن ينفضح أمرها.
جلسنا نتحدث في الشقة التي أسكنها، والتي كنت قد قلت لها حينما كنا نتحدث في الشارع إنه مكان يملكه صاحب لي. وقد وضعت (ملائتها) جانبا، بعدما أزاحتها من على رأسها ونحن نستقل سيارة الأجرة التي أقلتنا إلى هنا مكتفية بالتحجيبة التي تضعها فوق رأسها خاصة بعد خروجها من دائرة معارفها وأقربائها. الآن تبدوا ملامحها الحقيقية بلا تزييف ولا تزيين، خاصة وهي بدون الأصباغ التي كانت تضعها على وجهها من قبل، وتغطي شعرها الطويل بهذا الغطاء. ملامح سيدة تقارب ما بين الأربعين والسابعة والأربعين من عمرها.
بينما كنا نتحدث مددت يدي وأمسكت عدة صور كانت موضوعة على المائدة التي أمامي بعدما أن أخرجتهم من مظروف كان يحويهم, وبدأت أقارن الصور بالسيدة الجالسة أمامي خاصة هذه الصورة التي تظهر فيها بمفردها على المسرح وهي ترتدي. وقد لاحظت هي أنني أفعل هذا وبدأ على وجهها الخجل. فقلت لها "أظن إنه لا يمكن أن يخطر على باله أحد أن هذه الراقصة التي ترقص هنا على المسرح ببدلة الرقص التي تظهر فتنة وتقاطيع جسمها يمكن أن تكون هي نفسها هذه السيدة الجالسة هنا الآن بال**** أمامي أو تلك التي كانت تسير منذ قليل (بالملائة اللف) في الحارة" وقدمت لها الصورة، فأمسكتها ولم تنظر لها كثيرا ووضعتها جانباً، فقلت لها: "لقد قمت بعمل نسخة مكبرة من صورتك هذه وأنت ترقصين ببدلة الرقص على خشبة المسرح، ووضعتها في إطار جميل، لكي أحتفظ بها للذكرى في غرفة نومي الخاصة... كما يحتفظ البعض بصور نجومهم المفضلين في غرفهم الخاصة... فأنت من الآن وصاعداً راقصتي المفضلة".
كانت صامته غالبية الوقت أو تجيب بكلمة واحدة أو بحركة من رأسها وبعد أن عرضت عليها جميع الصور وأنا أعلق عليها وعلى الملابس التي ترتديها أو قل لا ترتديها في الصور. وما أن أنتهيت من عرض الصور عليها والذين كان قد أحضرهم لي المصور في نهاية السهرة بالمسرح. قالت لي: "أنا تحت أمرك ماذا تريد مني؟" فأجبتها: "ماهي مهنتك؟". فقالت: "ربة بيت لأسرة مكونه من...". فقلت لها مقاطعاً: "ولكنني لم أتعرف عليك في البيت أو وسط أسرتك، لقد تعرفت عليك على خشبة المسرح، فماذا كنت تفعلين هناك؟ ماهي وظيفتك على المسرح؟." قالت: "ولكنني أقسم لك أنني سيدة فقيره و أربي ***** صغار..." قاطعتها: "سنتكلم في كل هذا فيما بعد ولكنني اسألك الآن سؤال في غاية البساطة. ماهو عملك على خشبة المسرح؟؟". فأجابت بصوت منخفض وهي في منتهى الخجل: "راقصه". فقلت لها: "هذا فقط ما أريد أن اسمعه منك والآن أريدك أن ترقصي لي".
لم يكن رقصها هنا كرقصها على المسرح ببدلة الرقص الشرقي التي كانت ترتديها خاصة وهي ترقص الأن بهذه الملابس العادية وبدون زينة وأصباغ على وجهها، كانت ترتدي عبائتها أو فستانها الطويل الذي ترتديه السيدات في المناطق الشعبيه وقد حزمت وسطها فوق العبائة بالغطاء الذي كانت تضعه على رأسها، مظهرة بذلك تضاريس ردفيها، ذلك بعد أن أطلقت لشعرها العنان. أخذت تتمايل يمينا وشمالاً وهي ترقص ولم تكن تعلو وجهها التعبيرات والإيحاءات الجنسية التي كانت تعلوه حينما كانت ترقص على خشبة المسرح، رقصت وراحت تسترسل في رقصها وبدأت تعود الإبتسامة إلى وجهها بعد أن إطمأنت إنها ربما تكون الآن بعيدة عن الفضيحة وكشف أمرها من ذي قبل.
كان لديها الاستعداد لفعل أي شيء وكل شيء لكي تهرب من المأزق الذي وقعت فيه. بل إنها أتت بإرادتها وهي تعرف ما قد ينتظرها وموافقة عليه وإلا فما معنى قبولها المجيء مع شاب إلى مكان بمفردها والصعود معه إلى مكان مغلق وهي تعرف إنها ستكون معه وحدها وخاصة وهو يعرف عنها ما يعرف فإنهما لم يتقابلا معاً في الجامعة أو في مكتبة عامه أو منتدى ثقافي أو علمي وإنما تعرف جيداً إنه التقاها في كباريه ويعرف إنها راقصه مبتزلة تحيا بعرق رقصها وتأكل بصدرها وتجذب إليها روادها بعريها. جاءت وهي تعرف إنها لم تأت لتناقش معه أزمة الثقافة في عصر الاستهلاك أو قضية العولمة وتأثيرها على الشعوب الفقيرة.
جاءت وهي تعلم ما ينتظرها وما هو مطلوب منها، والذي هو ليس بغريب عن عملها وعالم الليل الذي تمتهنه والذي سلعته الوحيدة هي جسدها الذي تتاجر به في إشباع غرائز روادها. لم يكن من الصعب دعوتها إلى غرقة النوم ومعاشرتها بكل الطرق المعروفة ولكن شيئاً واحداً كانت تختلف فيه هذه عن سابقاتها وهي أنها كانت في قمة الاستسلام حتى إنها لم تبدئ أي لذة أو اعتراض على شيء. فقد كانت تقوم بعمل كل ماهو مطلوب منها بدون اعتراض ولكن في نفس الوقت بدون تلذذ، حتى إنني بدأت أشعر بغرابة هذه السيدة التي كانت قمة الإثارة والشهوة وهي ترقص على خشبة المسرح والتي تبدو الآن في قمة البرود الجنسي وكأن ما يحدث فيها الآن هو شيء لا يخصها هي.
انتهيت من مضاجعتها وسألتها وهي ترتدي ملابسها من جديد "منذ متى وأنت تمتهنين الرقص... متى أصبحت راقصه؟. ومن الذي قام بتدريبك عليه؟." فأجابت قائلة: "لقد بدأت أعمل كرقاصه على المسارح منذ أربع سنوات فقط. ولكنني كنت أرقص قبل ذلك لكن في أماكن غير عامه". سألتها: "هل تحبين الرقص؟. ولماذا أخترت هذه المهنه بالذات وأنت تخافين أن يعرف أحد أنك رقاصه؟". فأجابت "لم أختر أبداً هذه المهنة ولم يخطر يوما على بالي أن أصبح رقاصه أو حتى لم تخطر على بالي هذه الفكرة يوما.... ولكن الظروف هي...". فقلت لها: "أي ظروف؟". فقالت لي: "هذه قصة طويله ( وتنهدت وهي تغمض عينيها وكأنها تحاول أن تسترجع أو تستدعي ماض بعيد، وقالت ) لقد كنت مثل كل بنات المناطق الشعبية التي رأيتها أحلم بزوج وأسرة وأن أحيا حياتي ككل النساء في تربية أبنائي ورعايتهم... ولكن القدر وقف لي بالمرصاد فبعد أن أعطاني الزوج والأبناء وبدأت حياتي نوعا ما في الإستقرار أبى إلا أن يعاندني، فقد سافر الزوج للعمل في العراق ككثير من الشباب تاركاً خلفه ولد وبنت لم يلتحقا بعد بالمدرسة وكانت حجته في السفر هي توفير حياة كريمة لهما لكي لا يعانيا الفقر والحرمان الذي عاناه هو شخصياً في طفولته.... ذهب ولم يعد للآن، فبعد سفره بفترة قصيرة وهي عدة أيام دخل الجيش العراقي دولة الكويت وعاد كثير من العاملين بعد ذلك إلى مصر تحسباً لحرب متوقعة ولكنه أبى ألاَّ يعود قبل أن يحقق مطمحه. وهكذا انقطعت أخباره حتى اليوم وقال بعضهم إنه قتل هناك أثناء العمليات الحربية وآخرون قالوا بل تزوج هناك من سيدة عراقية، وهكذا لم نسمع عنه أية أخبار طيلة هذه السنوات التي مضت...". "ولكن لماذا أخترت الرقص؟ ألم تجدي أي مهنة أخرى؟" سألتها فقالت: "أترى أن العمل متوفر بكثرة في البلد؟ وإعلانات الوظائف الشاغرة تملأ الصحف؟. أعتقد إنه حتى الشباب الذين تخرجوا من الجامعة ويحملون أعلى الشهادات يجدون صعوبة في الحصول على عمل! فكم وكم تكون صعوبتي أنا، وأنا لم أذهب إلى المدرسة سوى عدة سنوات أقل من أن تحصيها أصابع يد واحدة ولا أعرف من الكتابة والقراءة إلا اسمي بالكاد. فماذا كان يمكنني أن أعمل وأنا أعول أسرة مكونة مني ومن ولد وبنت يلزمهما الكثير وكذلك والدة زوجي التي توفت العام الماض؟. ماذا كان علي أن أعمل؟... أنا لم أمتهن هذه المهنة مثل البعض الذي يطمح في الثراء الفاحش أو الشهرة أو حباً في الرقص، ولم أحصل على شهادة قد تساعدني في الحصول على عمل يكفي أحتياج أسرتي". "وكيف بدأت العمل كرقاصه هل كان من السهل عليك الدخول بسهولة في هذا العالم؟". قالت وهي تسرح بخيالها للخلف متذكرة: " كان هذا منذ سنوات ولم أكن وقتها أفكر في الرقص كمهنه وقد كنت بعد أكثر شباباً. كان ذلك عندما كنت أحضر عرس إحدى صاحباتي وقد شاركت البنات والسيدات الذين كن يرقصن فوق سطح العمارة كواحدة منهن... كما نفعل عادة في الأفراح والمناسبات، ويبدو أن هناك عين كانت تراقبني وأنا أرقص كان هذا أحد الأثرياء الذي أعجب بي وعندما سأل إحدى صاحباتي والتي كان يعرفها جيداً عني قالت له إنها سيدة متزوجه وهي زوجة (...) وبعد أن أخبرها أنه معجب بي وبرقصي و...،. كنت قد توقفت عندئذ عن الرقص وجلست جانباً أشاهد بقية الذين يرقصون ولم أكن أفكر في أي شيء أو أتخيل أن هناك من يراقبني. عندئذٍ أشارت إلي صاحبتي وأخذتني جانباً وقالت لي وهي تضحك: "ما رأيك في 100 جنيه؟". فقلت لها: "ماذا تعنين بذلك؟ لا أفهمك!" فأجابتني قائلة: "هناك أحد الأشخاص معجب برقصك وأنا قمت بمراهنتة على مائة جنيه في مقابل أن أجعلك ترقصين مرة أخرى فماذا تقولين؟". فقلت لها بغضب: "كيف يمكنك أن تسمحي لأحد أن يتحدث عني أم*** بهذه الطريقه وهل تقبلي لي أن أكون رقاصه؟" فقالت لي وهي تهدئ من غضبي: "إنه لا يعرف إنني سوف أقول لك ماحدث بيني وبينه ولن أقول له أيضا مايدور بيننا الآن... وماذا سيضيرك في هذا لقد رقصتي منذ قليل، فماذا يمنع أن ترقصي مرة أخرى وسط هذا الحشد من البنات والسيدات التي ترقص وكانني لم أقل لك شيئاً عن هذا الرجل... سنكسب مائة جنيه تنفعنا في هذه الأيام الصعبه بدون تعب...".
وبعد حديث طويل معها وتردد كبير أقنعتني أن أرقص مرة أخرى وسط البنات والسيدات اللاتي كن يرقصن أمام العريس وعروسه الذين جلسا جانبا على كرسيهما في إحدى جوانب سطح العمارة. وهذه المرة عندما رقصت حاولت أن أطيل في رقصي بدون النظر لمن يراقبني وكأنني أفعل هذا من تلقاء نفسي. كانت هذه هي المرة الأولى التي أرقص فيها في مقابل مادي حيث تقاسمت مع صاحبتي هذه المائة جنيه بعد نهاية العرس.
لا توجد سيدة أو بنت لا تعرف شيئاً من الرقص. ولكن ليست كل سيدة يمكنها أن تصبح راقصة، حتى لو كانت تجيد الرقص. فالراقصة يجب أن تتمتع بصفات معينة كأن تكون على قدر من الجمال وأن يكون جسمها وقوامها يساعدها على ذلك كذلك أن تكون جريئة وأن تستطيع أن تتخلص من خجلها لأنها ستكون محط أنظار الناس، خاصة عندما ستكون ببدلة الرقص، على المسرح أو في أي تجمع، عرس أو مناسبة سعيدة. وكذلك أن تكون صبورة خاصة أمام ردود أفعال وكلمات الجمهور الذي يظن إنه اشتراها بالتذكرة التي دفعها أو "النقطة" التي وهبها. عليها أن تتحمل أقزر وأقبح العبارات الجنسية الفاضحة، التي كثيرا ما تقال لها في أذنها. وأن تبتسم لعشرات طلاب الزواج منها في كل ليلة دون أن يكون عند أحدهم الاستعداد للوقوف معها أمام مأذون أو الارتباط معها بورقة واحدة أو ا**** اسمه باسمها. نعم كثيرون يطلبون الزواج مني لكن بدون زفاف أو مأذون أو شهود، قالت هذا وهي تتنهد بمرارة.
"ولكن متى احترفت الرقص" سألتها وأنا أود أن أعرف كل خباياها وكيف تتحول فتاة أو سيدة إلى هذا العالم المليء بالغموض والسريّة فأجابتني قائلة: "في البداية لم يكن الموضوع سوى عملية نصب صغيرة لكسب بعض النقود من ذاك الرجل الذي راهن على أن أرقص في العرس والذي كانت تعرفه صاحبتي. هذا الرجل أخبر صديقتي مرة أنه مستعد أن يدفع لي أي مبلغ أطلبه على شرط أن أرقص له وحده. لقد كان لصديقتي هذه دور كبير في الزج بي إلى هذا العالم. جائت إلى زيارتي يوماً وأثناء حديثنا معاً وكانت تعرف كل ظروفي المادية وسفر زوجي الذي كان قد طال ولا نعرف عنه شيء، وأثناء حديثنا معاً قالت لي وهي ضاحكة وكأنها تريد أن تختبر ردة فعلي "تخيلي الرجل الذي راهن علي 100 جنيه لكي يقنعني أن أجعلك ترقصي في الفرح، جاء لزيارتنا أمس... تخيلي الرجل المجنون عارض أي مبلغ تطلبيه مقابل أنك ترقصي له وحده ...." وضحكت ضحكة لها مغزي وهي تنتظر معرفة ردة فعلي على ما قالت. فأجبتها "وأنت بماذا أجبتيه" قالت وهي تنظر نحوي بنظرة مكر وفي عينيها خبث ظاهر" ولا شيء... لم أجبه... مَنْ يعرف... يمكن نستطيع أن نستفيد منه بمبلغ ولا شيء مفيد". "أنت مجنونة، ما هذا الذي تفكرين فيه.... كيف يمكنك أن تفكري في شيء كهذا" كان هذا رد فعلي الذي لم يخلو من العصبية وأنا أجيبها فما كان منها إلاً أنها قالت لي وهي تحتفظ بكثير من هدوئها: " وماذا في ذلك إذا كنا سوف نعرف نستغله... هذا الرجل من الأثرياء، وهذا يعني أننا بلعبة صغيرة يمكننا أن نكسب منه الكثير... ليتني أعرف أرقص، لكنت رقصت له وفعلت كل مايريد".
السيقان تدرُّ ربحاً أكثر من العقول والعَوالِم يكسبن أكثر بكثير من العُلماء، فيكفيك أن تتأمل حياة لاعبي كرة القدم في أي بلد من بلاد العالم، وما يحصلون عليه من أرباح، هذا بالأخص إذا ما قارنت بينهم وبين رفاق دراستهم الذين أكملوا درب التعليم حتى نهايته، وحتى الذين وصلوا إلى أعلى السلم الوظيفي منهم. أو يكفيك أن تقارن بين ما تحصل عليه راقصه في ليلة واحده أو حفلة وما يحصل عليه أستاذ جامعي أو عَالِمَةٌ في مجال الكمياء أو الزرَّة أسرفت فأمضت غالبية عمرها بين الكتب والتجارب والأبحاث، وقتها ستدرك جيداً أن السيقان تدرُّ ربحاً أكثر من العقول، أفضل العقول في عصرنا هذا الذي أصبح كل شيء فيه للاستهلاك، وقد أصبح كل شيء فيه مستهلك وسلعة، حتى الإنسان نفسه أصبح سلعة يباع ويشترى ويعرض للبيع ويطرح في المزاد،... فإن كنت لا تصدق كلامي هذا فإنني أقول لك ألمْ تقرأ في كثير من صحفنا عن هذا اللاعب أو ذاك الذي بيعَ من النادي الذي يلعب له إلى ذاك بمبلغ (...) من المال أو ذاك البطل المعروض للإنتقال إلى ذاك البلد للإحتراف فيه مقابل (...) من المال. لقد أصبحنا بفضل أو قل بسوء ثقافة الاستهلاك التي تحكم عصرنا معروضين في سوق الاستهلاك مقابل ما نملك وأصبحت قيمتنا الاسمية هي قيمة شهاداتنا وثقافاتنا التي حصلنا عليها أما قيمتنا الفعلية فهي قيمة ما نملك من ثروة ومال. أما قيمتنا الحقيقية والانسانية فلا أحد يهتم بالبحث أوالسؤال عنها، ولا عزاء لأصحاب العزة والكرامة.
لم يكن من الصعب إذن الدخول إلى هذا العالم الذي تراني فيه الآن لقد بدأ الموضوع كله كحيلة لكسب بعض النقود، عملية نصب واحتيال صغيرة أو استغلال للتربح من هذا الانسان الذي بدأ كريما سخيا في عطائه في سبيل إشباع غرائزه وملء عينيه من مشاهدة إمرأة ترقص له وحده، لم يشبعه في بادئ الأمر المرور على أحد المسارح أو صالات الرقص المنتشرة التي تعرض رقصها وراقصاتها على الرواد وإنما ذهب به الطمع والأنانية إلى درجة الاستحواز، فأراد أن يمتع نفسه وحده برؤية هذه المرأة وهي ترقص له وحده. وقد زادت أوامره وطلباته ورغباته مع زيادة عطائه المادي الذي كان يقدمه، وهكذا تحولت من إمرأة ترقص مشاركة الأصدقاء فرحة زواجهم إلى راقصة ترقص مقابل هبة مادية ثم أجر مادي. من رقصة على سطح عمارة مع ما لا يقل عن عشرة فتيات وسيدات إلى رقصة في بيت صديقة أمامها وضيفها إلى رقصة أمام رجل وحده. من رقصة بكامل ملابسي كإمراة إلى رقصة مكشوفة الراس بدون غطاء إلى رقصة بقميص نوم بدون فستان إلى رقصة بملابس داخلية إلى رقصة ببدلة رقص كانت إحدى هداياه لي والتي أدخلتني إلى هذا العالم.
لا توجد فتاة أو إمرأة تفكر أول ما تفكر في احتراف الرقص، أو أن تصبح راقصة. ولكن توجد فتاة أو إمرأة ترقص في المناسبات الخاصة كعرس، رحلة نيلية إلى القناطر حفلة عيد ميلاد، جلسة بين الصديقات، وحتى إنه توجد كثير من النساء والبنات يرقصن بمفردهن في بيوتهن أمام التليفزيون أوعلى أنغام موسيقى الأغاني التي يسمعونها. هذه الفتاة أو المرأة إذا ما اتيحت لها الفرصة المناسبة تحولت إلى راقصة. وهذه تنتقل تدريجياً حتى في لبسها، فلا توجد راقصة أو فتاة بدأت رقصها ببدلة رقص وإنما يبدأ كل شيء تدريجي، ترقص بفستانها الذي ترتديه وحتى بال**** الذي يكون على رأسها، وفي مرحلة لاحقة بفستان أقصر بعض الشيء ثم بعد ذلك بقميص نوم أو ما يشبهه ثم بعد ذلك بالملابس الداخلية، وفي النهاية ببدل الرقص أشكالها وأنواعها. ترقص أمام الصديقات ثم بعد ذلك ربما في حضور أصدقاء، أقارب... ثم أمام صديق، خطيب، زوج، عشيق... وهكذا. وبالمثل كلما زادت الخصوصية كلما قلت الملابس ومساحة ما تغطيه أو تخفيه.
أما الفرصة المناسبة فيمكن أن تكون أزمة مالة تدفع الفتاة أو المرأة إلى الدخول إلى هذا الطريق الصعب عندما تجد أن كل الطرق الآخرى مغلقة أمامها، أوتجد نفسها مدفوعة بفعل فاعل إلى هذا الطريق. فأنا شخصيا أعرف بعض الذين دفعتهم ظروفهم الأسرية إلى هذا العالم، كأن يسمح زوج لزوجته بالدخول إلى هذا العالم والذي ربما يكون قد خطط من قبل أن يتزوج من فتاة من هذه النوعية، تهوى الرقص وبعد فترة من الزواج وتحت وطأة الظروف يدفعها إلى العمل كراقصة وتقبل هي هذا وذلك لأن بذرة هذا العمل تكون مغروسة فيها من قبل ولديها الاستعداد الداخلي للدخول إلى هذا العالم والذي ربما تكون قد بدأته من قبل عملها فيه بالفعل، ككل البنات اللاتي تمارس هواية الرقص في المناسبات، فماذا يضيرها أن تتحول هوايتها هذه إلى حرفة وعندئذ يستهويها أيضا بريق المال الكثير الذي تدره هذه المهنة والتي لا تحتاج إلى أي نوع من الشهادات أو المؤهلات الجامعية.
بل أن مهنة كهذه بعدما كانت حكراً على فريق من الناس يُعَدُّ فرزاً من إفرازات الطبقة الفقيرة والمعدمة التي تدفعها ظروف الفقر والعوز إلى مهنة كهذه ، أصبحت اليوم رغبة ومطمحاً لدى كثير من النساء والفتيات من حاملي أعلى الشهادات الجامعية. بل وكثيرات من سيدات الطبقة الغنية ترى في هذا الطريق أقصر الطرق إلى أهدافهم. ولا يخفى على أحد أنه قد إنتشرت، في الغرب الأوربي وأمريكا، كثير من المدارس التي تعلم الرقص الشرقي للسيدات الأوربيات وقد نافست كثيرات منهنَّ الراقصات المصريات والشرقيات في عقر دارهنَّ، خاصة الراقصات الروسيات، بل إن أغلب مطاعم روما، عاصمة أوربا، لا يخلو أحد مطاعمها وفنادقها ليالي الجمعة والسبت والأحد من راقصه شرقيه، غالباً ما تكون إيطاليه احترفت الرقص الشرقي، أو مصرية أو مغربيه. أذكر أنني في إحدى زياراتي لفرنسا وبالتحديد باريس، أرادت الأسرة التي كانت تضيفني أن تحتفي بي، فأخذوني إلى مطعم شرقي للعشاء- أعتقد أن اسمه كان (الشام)- وأثناء العشاء خفِّضت الإضاءة فجأة ودوت في المكان موسيقى شرقيه مصريه أصيله، وفجأة خرجت علينا راقصة، قمة في الروعة والفتنة والإثارة ترتدي بدلة رقص شرقي، رقصت كأجمل راقصاتنا. عرفت فيما بعد أن هذه الراقصه تنتمي إلى الجنس الثالث، أي أنها كانت شاب ككل الشباب ثم بعد ذلك ومن شدة عشقه وإعجابه بالرقص الشرقي وهوسه به حول جنسه من ذكر إلى أنثى، كاملة المعالم الإنثويه والتضاريس، بإجراء جراحات تجميل وتعاطي هرمونات انثويه. وذلك ليصبح (راقصه شرقيه) حتى إن أي شخص لا يعرف قصة تحوله هذه لا يستطيع أن يكتشف إنه كان فيما سابق ذكراً. وقد فعل كل هذا ليحترف الرقص الشرقي الذي يعشقه وقد أصبح الآن إحدى أشهر راقصات باريس، بل تغلب على كثير من المغربيات اللاتي يمتهن الرقص الشرقي هناك.
لقد تحول دور الراقصة من سيدة لا قيمة لها ولا تطمح في الانتماء إلى مركز أجتماعي مرموق أو شكل من أشكال التواجد المتميز في المجتمع، إلى راقصة اليوم التي تعد مظهرا من مظاهر المجتمع وأحد أوجهه اللامعة التي تتلاحق شاشات التليفزيون على استضافتها وتتسارع الصحف في تتبع حياتها، بل لقد غزت الراقصات بيوتنا عنوة، حتى في شهر الصيام، الذي تسارع مقدمو البرامج فيه إلى استضافة حتى الراقصات وذلك على اعتبارهن- وكما يقول البرنامج أو اسمه- من (نجوم رمضان). بل لقد أصبحت الكثير من الراقصات نجوم مجتمع ووصلن في علاقاتهن بمسؤلين في مواقع القرار والسلطة والسياسة إلى أواصر لا يحلم بها حتى الكثيرين من العلماء والمثقفين ورجال الدين والمفكرين... وكثيرون غيرهم من ابناء مجتمعنا.
لقد علمتني الخبرة أن المرأة إن اخطأت فالعقوبة يجب أن توقَّع على زوجها، أما إذا اخطأ الرجل فإن خطأه هذا هو علامة على خيبة زوجته. نعم إن أخطأت المرأة فالعقوبة يجب أن توقّع على زوجها الذي ليس فقط لم يستطع أن يحكمها بل ربما لم يستطع أن يشبع رغباتها وغرائزها وأحاسيسها، لم يستطع أن يعاملها ربما على إنها شريكة معه في كل شيء حتى في لذته الجنسيه وليست آداة لإشباع غرائزه وإفراغ طاقته. فهي مخلوق مثله لها إحتياجاتها، رغباتها، مشاعرها وأحاسيسها.
أما إذا أخطأ الرجل فإن خطأه هذا فهو علامة على خيبة زوجته التي لم تستطع أن تلبي رغباته أو تقدِّم له الإشباع الكافي فذهب يبحث عن ذلك حيثما يمكنه أن يجده، إن كثيرات من النساء تخمد عاطفتهن وتبرد رغبتهن بإنتهاء شهر العسل أو مع وصول أول *** يلدنَّ. وكأنهنَّ قد ضمنَّ بذلك أنهنَّ قد قيدنَّ إليهنَّ زوجهنَّ بقيد هذا الزواج أو ***** الذي ولدنَّ. وهذا خطأ قاتل.
على المرأة أن تبقى، ماعاشت على وجه الدنيا، ليس فقط زوجة وإنما عروس لزوجها، نعم أقولها وأقصد بالتحديد كلمة عروس، عروس بكل ماتحمله الكلمة من جمال وفتنة وزينة وملبس وبريق وقبلهم جميعاً أقصد كل ما تحمل الكلمة من أحاسيس.
أما الرجل فيجب أن تمتد فترة خطوبته لزوجته، بكل ماتحمل هذه الفتره من حب و رومانسيه وإعجاب وهيام، إلى اخر يوم في حياته وإن عاشا بالطبع، بعد الزواج عروسة وعريس.