𝙷𝚄𝙻𝙺 𝙼𝙸𝙻𝙵𝙰𝚃
HULK MILFAT THE LEGND OF KILLER
مستر ميلفاوي
عضو
ناشر قصص
ناشر صور
ناشر أفلام
ميلفاوي متميز
ناشر موسيقي
ميلفاوي سينماوي
ناشر قصص مصورة
ناشر محتوي
مترجم قصص
ناقد قصصي
مقدّمة
ترددت كثيرا قبل كتابة قصّة جديدة ... ربما فسّرت سابقا خوفي من الضغط الذي يسلّطه عليا طلب الإسراع في تتمة القصص .... فكّرت ربما لو أني أكتب قصص قصيرة غير مجزأة لكن الفكرة لم ترق لي ... قررت إعتزال الكتابة في المنتدى ... لكن متابعتكم لي وتشجيعكم دفعني للعودة ... كما أن أحد التعليقات التي طالبتني بالكتابة خارج الصندوق وأن أروي القصة على لسان الأنثى سكن تفكيري ...
مغامرة قررت أن أخوضها رغم صعوبة تخيّل المشاعر والأحاسيس ... لكني سأخوضها
تنويه
كالعادة صديقي القارئ النهم للفعل الجنسي لن تجد ضالتك هنا ... تقريبا الكل صار يعرف أسلوبي في الكتابة ونظرتي للجنس ... لا تقرفني أرجوك ... إن كنت من عشاق الفعل السريع والمتكرر فهذه القصة لن تروقك
الجزء الأوّل
صوت رياح الخريف الأولى يصلني صريرها من خلف بلور الشباك ... صوتها يعزز رغبتي في النوم ... الكسل يضغط على عضلاتي كمارد جبّار يدعوني لملازمة السرير ... ما الذي يدفعني للنهوض ... أعمال البيت التي لا تنتهي ؟؟؟ فليذهب البيت بسكّانه للجحيم ... البيت الذي شيدت جدرانه على شظايا نصف عمري الذي تهشم فيه ...
صوت حركة بالمطبخ تدلّ على أن أحدا إستيقظ ... الضجيج المبالغ فيه يدلّ أنه زوجي معلنا عدم رضاه عن تكاسلي ... يعد فطوره بنفسه ... وإن يكن ... عشرون سنة وأنا أتفانى في خدمته ... في كل حالاتي الصحيّة والنفسية لم أقصّر يوما في واجباتي ...
صوت الأواني بالمطبخ دفعتني للإلتصاق أكثر بحاشية السرير ... غطيت وجهي باللحاف أخنق آخر همسات ضمير يريد أن يؤنبني ... لا يحق لأحد تأنيبي ...
صدى كلمات زوجي تدوي بين جدران الغرفة كالرصاص ... هو إعتاد إطلاق الرصاص ... عمله إطلاق الرصاص والأوامر ... فليكن ما يكون ... لست هدفا في ميدان رميه ولست مجنّدة يفرض عليها واجبها طاعته ...
إبتسامة خبيثة تتسلل من بين شفتي على وقع غلق الباب بعنف يعكس غضبه ... سعيدة أني تحديت إستسلامي وخنوعي .... ورحت في النوم ثانية ...
ملتحفة بروب منزلي يستر جسدي ... أقلّد خطوات القط حذرة أن أصادفه في إحدى أرجاء البيت ... مزاجي معكّر أصلا ... لا أريد المزيد ....
خارجة من الحمام وقد رد الماء البارد الحياة لروحي قبل وجهي ... تسمّرت حركتي على وقع خطوات تقترب مني ... أطرقت أذني للتأكد من مصدرها ... غرفة أمير هي مصدرها ... أمير معضلة حياتي الثانية ....
لم أفهم ماذا يريد ذلك الشاب ... متمرّد على كل شيء ... لا يهتم بدروسه ... ولا بشكله ولا يعير إهتمام لأي شيء ... أسرعت الخطى لغرفتي حتى لا أصطدم معه ... يكفيني ما فعله والده بي بالأمس ...
لجأت لغرفتي تخلّصت من بشكيري الخشن ... وقفت أمام المرآة ... أراقب ما فعله الزمن بجسدي ... ليس الزمن هو المسؤول ... بل إهمالي ... نعم ذلك الذي كنت أحسبه تفانيا ... أنا الوحيدة التي دفعت ثمنه ...
ترهلات كثيرة تحيط ببطني ... صدري الضخم هو الوحيد الذي نجا من حرب إستنزاف طالت ... حرب كنت أحسب نفسي إنتصرت فيها ... لكن نصري كان مزيفا كبيانات الإذاعات العربية ...
مؤخرتي إزداد حجمها ... شكلها يبدو جميلا رغم كل شيء ... بعض التجاعيد الصغيرة في رقبتي ... شعيرات بيضاء بدأت تغزو جبهتي ... نعم إنها بداية نهاية الطريق ...
رفعت صدري للأعلى بكلتى يدي ... وقفت على حافة أصابعي أراقب شكل فخذي المكتنزين ... كومة الشعر بينهما مقززة ... أهملته منذ أهمله زوجي ... هو أصلا لم يهتم به يوما ...
صدى كلماته وهو يتهمني بأني أنا السبب ... نعم أنا السبب ... فقداني لأختي الوحيدة ... كان يجب أن يكون أمرا عاديا ... أدفنها ثم أنساها ... أختي التي إختفت هي وعائلتها ... زوجها وأطفالها ...
لم يبقى لي من ذكراها شيء ... دمعة تريد أن تنسلّ لكني خنقتها ... أهدابي جفّت من بكائي عليها ... أربع سنوات أو أكثر مرّت على الحادثة ... الموت محزن وفقدان الأحبة يؤلم ... لكن أن يختفي كلّ من تحبهم فجأة فهذا لا يطاق ...
كانت تعشق الحياة تحب السفر ... ربما عزائي أنها ودعت الدنيا وهي تفعل شيئا تحبّه ... الصدمة هو موقف زوجي من حزني ... زوجي الذي كنت له خير سند في كل شيئ ... تقاسمت معه الحلو والمر ...
لم يواسيني ولم يتقبّل حزني على أختي ... طبيعته النرجسية المتعجرفة قتلت كل شعور نحوه ... آخرها إكتشاف يوم أمس ...
رسالة وردية بقلوب حمراء تزّين شاشة هاتفه ... نعم الرجل دخل في قصة حب جديدة ....
والتبرير حسب قوله ... أنا السبب ... لم يتحمّل إهمالي له بسبب حزني ... حزني الذي تضاعف على سنين عمري التي مرّت تحت قدميه ... ربما كان أمير ليكون بصيص أمل في حياتي ...
أمير ذلك الشاب المهذّب الأنيق ... إنقلب إلى النقيض فجأة ... أنا السبب كذلك ... هكذا إتهمني أبوه ... نعم إهمالي لإبني وإنغماسي في الحزن على أختي كانا السبب في رسوبه و تغيّر طباعه ...
نعم أنا السبب ... زوجي الذي يربي الدفعة تلو الأخرى من أبناء الرجال .... يعجز عن تربية إبنه ... التعلّة إنغماسه في شغله ... لكني أعمل أنا كذلك ... وأكسب أجرا يفوق أجره ...
لكن أنا السبب ...
كرهت هذه الكلمة ... فليكن ما يكون ... أفقت من غفوتي على صوت تكسّر كأس في المطبخ ... لا يهم فلتهدم أرجاء كل هذا البيت على أصحابه ... أنا السبب في بنائه ... إذن لا مانع أن أكون أنا السبب في تحطمه ...
كنت أريد الهروب من الجو الخانق بالبيت ... غيّرت ثيابي ... وهممت بالخروج ... حزمة من الأوراق النقدية كنت أدخرها لإتمام توضيب المرآب الخلفي ... أنا أحق بها من الحجارة ... خرجت دون هدف مقصود ...
أمير الذي توقّع عتابا حادا مني على تكسير الكأس كان يراقب صمتي بدهشة ... أغلقت باب الغم خلفي وخرجت ...
الشوارع فارغة في صبيحة يوم عطلة ...
سيّارة تاكسي تطلق منبهها بجانبي ... ركبتها دون هدف ... أريد الإبتعاد أكثر ما يكون ... أوصلتني لمركز تجميل قال سائقها أنه الأرقى في المدينة ...
صاحبته تستقبلني ببشاشة ... بشاشة إشتقت إليها في وجوه كلّ من أعرفهم ... البيت كئيب والعمل كئيب ... والكآبة تحيط بي من كلّ مكان ...
حمام *** ساخن ... عناية ببشرة تشققت بفعل الإهمال ... أنواع من المراهم الحديثة لتنعيم الجلد ... إستغراب ودهشة تعلو وجه صاحبة المركز لعدم إلمامي ...
كيف سأعرف وأنا التي كانت تجمع المليم فوق الآخر لإكمال بناء البيت ومصاريفه ... يداها الناعمتان تزيلان عني غبار السنين ... لم أفهم ذلك الشعور الذي إنتابني وهي تلامس جلدي ...
قشعريرة لم أفهم سببها ... لكنها لذيذة .... الماء الساخن ينسلّ على جلدي وهي تزيل لون المسحوق الأخضر ... إبتسامة منها وهي تلامس جلدي ...
" شفتي أديكي صغرتي 20 سنة "
كنت أتبعها نحو قاعة الحلاقة والتجميل ... هل أستطيع حقا أن أعود بالزمن لعقدين ... حتما سأغير كل اختياراتي ...
أفقت من حلم اليقضة على صوتها تدعوني للدخول .... خجلة من الفوطة التي تستر جسدي من الصدر حتى الفخذين ... جلدي الذي إكتسب لونا ورديا بفعل المراهم غطى على حمرة خجلي ....
قاعة فخمة ... كلّها بلور ... 3 كراسي دوّارة ... أمامها مغاطس لغسل الشعر وكل ما يلزم لمهنة تتقنها صاحبتها بشغف ...
إستلمتني صبية ... لم أتبين ملامحها فلست معتادة على ذلك .... كنت أغمض عيني مستسلمة لأنامل الصبية تمرر الصبغة بين خصلات شعري ... صوت ضاحك يعكس الروح المرحة لصاحبته يسلّم علينا ...
لمحت وجهها وهي تتبع صاحبة المركز مبتسمة نحو غرفة الساونا ... قالت بسخرية أن ضلوعها تؤلمها ... سخريتها زادت وهي تردّ على كلمات همست بها صاحبة المركز في أذنها ...
" لا يا حبيتي من قلّته "
إنفجرت الصبية عندي راسي ضاحكة ... ضحكهن سحب إبتسامة على وجهي ... يبدو أن الفقر العاطفي حالة عامة في بلدنا ...
قبل مغادرتي وقفت صاحبة المركز التي أطنبت في وصف شكلي الجديد وهي تودعني ... قالت أن ملابسي هذه لا تليق بشكلي الجديد ...
خجلت من صراحتها .... الحقيقة أن ملابسي تدفن جسدي ... هنا تدخّلت تلك السيدة ... تقدّمت نحوي ... قالت أنها تملك متجرا للملابس الجاهزة ويسعدها أن أكون زبونتها ...
لم أستطع سماع بقية كلامها ... وجهها المتفق بالحياة سحرني ... سرورها و بهجتها أشعرتني بالغيرة ... مالسر وراء كلّ تلك السعادة ...
سيدة في مثل سني تقريبا ... بنت الأربعة عقود بلا شك ... شعرها أسود داكن وقصير... عيناها واسعتان ... خداّن يكاد الدم ينضح منهما ...
طلبت مني إنتظارها إن كنت لا أمانع .... إسمها عائشة ... فعلا هي عائشة ... كل ما فيها يدلّ أنها تعيش ... عكسي تماما ...
كلامها وروحها الخفيفة سيطرت على كل الموجودات ... لا أعلم سرّ إعجابي بها ... بل سر إنجذابي نحوها ...
رافقتها بسيّارتها نحو محلّها ... ملابس داخلية ... فساتين ... موضة جديدة ... لم أواكبها ... بعض الأرقام الدالة على أسعارها جعلتني أشعر بالحرج ... لكنها أصرّت أن تختار لي ...
كرمها وتساهلها معي جعلني أشعر بالخجل ... أصرّت أن ألبس بنطلون جينز أزرق وقميص رمادي وحذاء رياضيا أبيض ... وقفت أمام المرآة أتملى في جسدي ...
صدري نافر يكاد ينطق داخل القميص ... مؤخرتي التي إرتفعت للأعلى داخل البنطلون الضيق ... رقبتي عادت لنعومتها ... قصة شعري الجديدة أعطت لوجهي تألقا برز في تلألأ عيني ...
قطعت عائشة شرودي أمم صورتي الجديدة بسؤالها ...
بدأت الدموع تحاول الإنسلال وأنا أحكي لعائشة الغريبة المقرّبة مني كيف إتهمني زوجي بأني السبب في ذلك ...
إسترسلت حتى وصفت لها تغيّر طباع إبني وكيف إنقلبت حياته ... ثم غصصت بالدمع ...
إزداد خجلي وهي تراقب بنظرة إحتقار لهاتفي القديم بين يدي ... فتحت درج مكتبها وسحبت منه هاتفا وضعته في يدي ... قالت أنه هدية منها ... ليس بالجديد ... مجرّد زيارة بسيطة لمحلّ تصليح وسيصبح جاهزا للإستعمال ...
ودعتها خجلة من الكرم الذي أمطرتني به ... قصدت شارعا تكثر فيه محلات الهواتف الجوّالة ...
ماحدث لي هذا اليوم بعثر كياني ... نظرات الشباب لي تحرق ظهري ... الكل يراقب مروري ... شكل مؤخرتي المستديرة في بنطلون الجينز سحب الأنظار نحوي ... لا أعلم لماذا كنت سعيدة بهذا الإحساس الجديد ...
نظرة الشاب الذي تولى إصلاح الهاتف لصدري وهو يرفض ثمن عمله كانت كبرق يشق ظلمة ليلي ...
تعمدّت العودة على قدمي للبيت ... كنت كمن تجمع نظرات الشباب تملأ بها سلّة إهمال طال منذ سنين ...
ثقلت سلّة إعجابي كثقل أكياس مشترياتي ... بدأت سعادتي تتشتت مع كل خطوة تقربني من البيت ... بدأت سحب الكآبة تغطي سماء نشوتي ...
دخلت البيت .... صمت الأموات يجثم على أرجائه ... دخلت الغرفة وفتحت دولابي لأدفن ملابسي الجديدة ... كنت كفراشة مزهوة ترفرف وأنا أجد دولاب زوجي فارغا من ملابسه ...
لقد رحل ... تركني لحريتي ورحل ... سعادة سرعان ما وئدت بسماع صوته يحدّث رجلا يساعده في تركيز جهاز تلفاز في غرفة أخرى ...
لم يرحل لكنه إنسحب من غرفتي ... يعني الحل مريح بالنسبة لي نوعا ما ....
إنتظرت حتى هدأ المكان ... بحثت عن أمير فلم أجده ... بدأت أسترجع كلام عائشة عن مخاطر الشارع ... بدأ الرعب يتملكني من فرضية فقدان إبني...
أنا المكلومة في أختها لن أحتمل ثكل ولدي ... إرتميت على السرير ... ساعات ثقيلة مرّت في رعب ... رعب إنتهى بسماع صوت الباب الخارجي يفتح ...
الساعة تشير للعاشرة ليلا ... هدوء الحي كلّه كسره صوت صراخ زوجي يهز المكان ... كوحش إنقض على أمير الذي لم يردّ على سؤاله " أين كان " ...
أمير الذي تحدى جبروت والده ... وهو ينهال عليه بالنطاق العسكري الأخضر ضربا ... لم يبكي كعادته ... المفروض كأم طبيعية أن أقف في جانب زوجي الساعي لتربية ولده ...
لكني كأنثى الدب تدافع عن ديسمها ... وقفت بينهما ... أمسكت يد زوجي قبل أن يصل الحزام لظهر أمير ثانية ...
نظرة حادّة مباشرة في عيني زوجي ... لا أعلم من أين أتتني الشجاعة ...
" لو رفعت إيدك عليه ثاني حأقطعهالك "
كلماتي سببت الشلل للجميع ... زوجي الذي إحمر ثم إخضر لونه ... وقف لدقائق ينظر لي مصدوما والشرر يقاتل الخوف في عينيه ... نعم خاف من هدم المعبد على ساكنيه ....
أمير الذي كبت كلاما كان سيوجهه لأبيه ... حشر في حلقه من صدمته لموقفي ...
دقائق وإنتهت الهدنة الصامتة ... إندفع الوحش يكسّر كل شيء يعترضه نحو الخارج ... صوت الزجاج يتناثر في كلّ مكان أصابني بالصمم ...
صوت الباب الخارجي يقفل بعنف أعادني للواقع ... أمير الذي جلس على الكنبة في الصالون يداري ألمه ... كان يراقبني بدهشة ...
إقتربت منه لأتفقد آثار الضرب على جسده .... لم تصل يدي الحنونة لكتفه بعد حتى نهرني وهرب نحو غرفته ...
عبثا حاولت معه أن يفتح لي الباب ... يكفي من الصراخ هذا اليوم ... تركته وإهتممت بتنظيف أثار القصف العشوائي ...
لم يغمض لي جفن ليلتها ... حللت كل تصرّفات أمير ... هو يهرب للشارع من كآبة البيت ... ببساطة هذا هو التحليل الوحيد ...
أنا أيضا أحسست بالراحة في الشارع ... تلك الفكرة ألهبت وهج سعادة تغمرني في غير محلّها ...
مع بزوغ أشعة الشمس ... سمعت الباب الخارجي يغلق ... سيّارة زوجي تغادر المكان ... لم أنتبه لموعد عودته ... خروجه فسح لي المجال للحركة ... ذهبت للمطبخ أعد طعام الإفطار ... أيقظت أمير لكنه رفض النهوض ...
لن يذهب للمدرسة ... فليكن ... أنا كذلك لن أذهب للمدرسة ... لن أستطيع تدريس أي شيء ... سأرسل للإدارة شهادة طبية ... 3 أيام تكفيني للراحة والتفكير ...
إستسلمت لشبه نعاس ... أذني كرادار تلتقط أول حركة بالبيت ... غرفة أمير التي تجاور غرفتي لا حركة فيها ... الساعة الثانية ظهرا ... سمعت الباب يفتح ... خطواته تدلّ أن إحدى الإصابات لاتزال تؤلم قدمه .... صوت المياه بالحمام يؤكّد أنه يبكي ويغسل وجهه ...
لا أعلم لماذا تعاطفت معه .... لقد إندمجت في صورة الأم الصارمة حتى خلقت بيني وبينه حواجز كثيرة ... غيّرت ملابسي وإستعددت للمهمة الأولى ...
يجب أن أعرف مالذي يفعل طوال اليوم .. بنطلون الجينز والتيشرت يعتبران تمويها بما أنه لم يرني بهما قط ...
نظارة شمسية غطت نصف وجهي ... جبت الشوارع خلفه ... كان يعرج من أثر الضرب وهو يلّف ويدور حتى ورمت قدماي ... يجول في اللاّمكان ...
بعض عبارات المديح لمؤخرتي كانت تتبع نظرات بعض الشباب المعاكسين ... حوالي الخامسة مساءا ... دخل أمير شارعا جانبيا ... خفت أنه سيتزود بمخدّرات أو شيء مماثل ... رأيته يدخل محلا لم يمضي على فتح بابه سوى دقائق ...
مررت أمامه عدّة مرّات ... باب معلّق عليه صورة لفرق كرة قدم أروبية ... تخيّلت أنه واجهة لمحل تعاطي للمخدّرات ... روحي خطفت مني ...
عدت للشارع الرئيسي ... دقائق طويلة مرّة كدهر وأنا أتخيّل أمير يحقن بإبر الموت ... أفقت من كابوسي على صوت شاب يعاكسني ... لا أعلم من أين أتتني الجرأة ... طلبت منه معروفا ...
أصلا هو لم يصدّق أن إبتسمت في وجهه ... تلك هي طبيعة المعاكسين ... يلقون بكلمات الإعجاب يائسين أن تردّ عليهم إحداهن ...
إنطلق نحو المحلّ مسرعا بعد أن وصفت له أمير ... أردت فقط أن أعرف ماذا يفعل ...
دقائق إنتظاره طالت ... لألمحه مسرع الخطى نحوي ... مبتسما كمن ظفر بوليمة ...
كدت أن أرتاح وأنام عندما خامرتني فكرة أنها ربما تكون بداية تعرّفه بالمنحرفين ... وتذكّرت شكل الأولاد والشباب بذلك الشارع فإرتعدت فرائصي ثانية ...
طال تفكيري رغم هدوء بالي ... صوت الباب يفتح وأمير يبحث عن شيء يقتل جوعه بالمطبخ ثم حشر نفسه في غرفته ...
إذا كان يعشق لعب البلايستشن سأشتري له واحدة ... ربما يريد أن يلاعب أصدقائه ... حتما سيرفضون القدوم للبيت ... وإن وافقوا فوجودهم سيعلن حربا مع والده ... يحب أن أجد حلا
بيتي مكون من طابقين ... الطابق الثاني لم يكتمل بنائه بعد ... أما الطابق الأرضي به صالون و 3 غرف وحمام ومطبخ ... أمامه حديقة شاسعة تطلّ على الشارع الرئيسي ... بينما يوجد خلفه مرآب سيّارة لم تكتمل بعد وحديقة صغيرة يحيطها سياج به باب حديدي صغير زرعت بها شجرة ليمون ....
... كنت فكّرت بما أنه على شارع فرعي نادر الحركة فذلك سيسهل دخول وخروج السيارة منه ... أعتقد أنه سيكون مناسبا ليكون قاعة ألعاب لأمير وأصحابه ... وهكذا يكون الوضع كلّه تحت السيطرة
مرّت تلك الليلة ثقيلة .... نفسي تتصارع بين الأمل والألم ... رحت أراجع تفاصيل حياتي من أوّلها ... البداية الخاطئة تؤدي لنهايات كارثية .... لم أنتبه لغياب زوجي تلك الليلة ... ربما بات في الفوج ...
ربما بات يعانق إحدى عشيقاته ... فليذهب حيث شاء ... لم أعد أهتم ... الخيانة مؤلمة أوّل مرّة ... إما تتعودها أو تحتقرها ... لا أعلم ماهية شعوري تحديدا لكن ذلك الجزء من حياتي إنتهى ...
بداية الحركة في الشارع الرئيسي تنبأ ببداية يوم جديد ... أصوات منبهات السيارات تقض مضجعي ... الساعة تشير للتاسعة صباحا ... الكل ذهب لعمله إلا أنا ... أمير لا يزال يقاطع مقاعد مدرسته لليوم الثاني ...
خطواتي مثقلة تجوب البيت ... حمل ثقيل يجثم على كتفي وصدري ... فتحت بصعوبة الباب الداخلي المؤدي للمرآب .... الإهمال ...
كل ما تهمله يصدأ ... حتى المشاعر إذا أهملتها تصدأ ... علاجها يتطلّب جهدا قد لا تقدر عليه ...
شمّرت على ذراعي لتنظيف المكان ... العناكب إستغلّت الموقف ... ألاف الكيلمترات من خيوطها تغطي الحيطان ...
أعجبني إصراها على بدأ بناء ما أهدمه من بيوتها مرارا ... لم يتطلّب الأمر جهدا كثيرا ... تخلّصت من بعض المهملات ... كنبة قديمة وطاولة تلفاز يمكن إستعمالها ...
هكذا أنا ... تلك الصفة في إستثمار كل شيء لا تبارحني ... حاولت فتح الباب الكبير المؤدي للشارع الخلفي عبثا ... يجب فتحه من الخارج ... للقيام بذلك يتوجب عليا مغادرة المنزل و قطع الشارع الرئيسي ثم شارعين فرعيين للوصول إليه ....
غيّرت ملابسي ... أعجبتني ملامحي الجديدة ... الثقة في النفس مصدرها إهتمامك بنفسك ... رائحة عطري الجديد تسبقني ... وخطوات أمير تسبقني للحمام ...
يتحاشى مقابلتي ... معه حق ... كنت طوال عمري بالنسبة له الأم الصارمة ... لم يكن قراري كنت أتبع خطوات أبيه في تربيته ... كثرة الضغط عليه ولّدت الإنفجار داخله ...
ربما حقا أنا السبب في ما وصل له ... وما الذي وصل له ... وإن يكن فشل في الدراسة ... ليست نهاية العالم ... سنة وضاعت يمكنه التعويض ... لم يبلغ الثامنة عشرة بعد ... يمكن إصلاح كلّ شيء ....
مع قراري بتولي الأمر بين يدي كانت خطواتي قادتني لحافة الشارع الفرعي المؤدي لباب المرآب ... شارع الحركة فيه نادرة ...
لمحت شابا يتقدم نحوي ويلتفت خلفه وعن يمينه وشماله كأنه يتحاشا شيئا ... شكله معروف لي ... إنه أحد تلاميذي ... حسين يدرس في السنة النهائية ... أكبر التلاميذ والزعيم على أترابه ....
يعيد السنة للمرة الثالثة كأنه يعاند النجاح ... تسريحته غريبة وملابسه أغرب ... تعجّبت من وجوده في هذا المكان ... إلتصقت بالحائط خشية أن يراني ...
المفروض في هذا التوقيت هو يدرس عندي ... أنا متغيّبة بحجة المرض ... لم أشأ أن أصادفه ... ربما دفعا للإحراج لكلينا ...
ما إن تجاوزني بخطوات حتى واصلت السير ... دهشتي لوجوده زادت بظهور آلاء ... آلاء إحدى تلميذاتي أيضا في نفس الفصل مع حسين ... كما أنّها بنت زميلة تدرّس معي ...
لم أجد ملجأ أختبأ فيه فواصلت السير نحوها ... تقابلنا لكنها لم تنظر نحوي ... تجاوزتني كأنها لم تعرفني ... هي لم تعرفني فعلا ... شكلي ولبسي تغيرا ...
آلاء تلك التلميذة المجتهدة ... الأكثر أدبا بين رفيقاتها ... ما الذي تفعله هنا ؟؟؟
لم أبحث عن الإجابة كثيرا ... فمفتاح الباب عاندني كثيرا حتى تمكّنت من فتحه .... صريره أزعج طيرا كان يرقص على غصن شجرة الليمون ...
بعض الأوراق المصفرة تحتها دفعتني لفتح باب الحديقة .... على عكس مثيله في المرآب فتح بسرعة وبهدوء ... حاولت إلتقاط تلك الورقات الذابلة ... تعجّبت من كمية أعقاب السجائر الملقاة تحتها ...
من أين تأتني ؟؟؟ هل أجهدت الرياح نفسها لتجمعها تحت شجرتي ... كوب قهوة ورقي وضع على حافة شبّاك المرآب ؟؟؟ من وضعه هناك ؟؟؟ لا أحد منا دخل الحديقة الصغيرة منذ شهور ؟؟؟
على شدّة إستغرابي لم أشغل نفسي كثيرا بالتفكير ... جولة طويلة لا تزال أمامي ... دخلت محلا لبيع الإلكترونيات ... أحدث ألعاب البلايستيشن بكل مستلزماتها .... لم تنتشر بعد في المحلات ... شاشة كبيرة ...
كرسيّان وكنبة جديدة وطاولة صغيرة ... وعدني التاجر بإيصالها للبيت غدا صباحا ...
رجعت للبيت تهزني الفرحة متخّيلة ردة فعل أمير من هديتي .... الساعة السادسة مساءا ... السكون يخيّم على البيت ... توقّعت أن أمير كعادته في الخارج ...
دخلت الحمام أغسل عرق وغبار هذا اليوم ... الصابون يغطي جلدي ... النعومة التي إكتسبتها من مركز التجميل تدغدغ كياني ... قطرات الماء الدافئة تفتح مسامي ...
وقفت أمام المرآة أنشّف جسدي ... رفعت صدري للأعلى ثم تركته يهتز ... إهتزازه دفع الدم في عروقي ... عروق زرقاء تزيّن قبتي صدري البيضاوتين ... مررت يدي على بطني ...طبقة صغيرة من الشحم تلفها ...
أمسكتها بيدي متحسّرة على جمال صباي ... مرارة الحسرة يغص بها حلقي ... فتحت درج ملابسي ... كيس من مقتنياتي الجديدة ... سحبت طقما داخليا ورديا ... مثلّث وردي مطرّز عليه شكل نجمة يغطي كسي ... وفتلة ناعمة تمر بين فردتي مؤخرتي ...
مثلثان يشدان نهديا للأعلى ... إستدرت مرارا وتكرارا أراقب جسدي في المرآة ... أبدو جميلة ... لم أزل أحتفظ ببعض الجاذبية ... هكذا رأيت نفسي ...
جلست أسرّح شعري ... أحمر شفاه فاتر يزيّن شفتي وقليل من الكحل يوشّم جفني ... قطرات عطر تملأ روحي رغبة في العيش ... تهت في تفاصيل وجهي ... عيناي ترددان كلام عائشة ... طلّقيه ...
إحتمال قائم ... لكن سيتطلّب المزيد من التضحية وأنا يكفيني ما خسرت ... خونيه ... خونيه ... بدأ صدى تلك الكلمة يتردد في حشايا صدري ... قطع صداه صوت طرق على الباب ....
أفقت من غفوتي ... من يكون الطارق ؟؟؟ هل عاد أمير من الخارج بسرعة الساعة لم تتجاوز السادسة ؟؟؟ كيف دخل ولم أسمعه ؟؟؟ هل هو زوجي ؟؟؟ إن كان هو فقد قدم لنهايته ؟؟؟ لم أزل أختزن حنقا يجب إفراغ شحنته فيه ...
سحبت قميص نوم خفيف وضعته على جسدي ... فتحت الباب متأهبة للقتال ... عينا أمير إنفتحت دهشة لشكلي ... أدركت إرتباكه من تلعثمه في الكلام ... طلب مني بعض المال ليخرج ...
أعطيته ورقة من فئة عشرين دينار ... كرم لم أعوده به ... وعدته بالسماح له بالإحتفاظ بها لو لم يتأخر عن الثامنة .... عاهدت نفسي لو إستجاب لأوامري سأكافئه ...
وفعلا لم يدم غيابه أكثر من نصف ساعة ... تناول عشائه كعادته لوحده ثم غيّبه باب حجرته ...
سعيدة ومثارة ... نمت نوما عميقا مطمئنة ... إستيقضت صباحا بنشاط غير معهود ... أمير لا يزال نائما ... مكالمة هاتفية من التاجر تعلمني أنه سيصل خلال دقائق ... أسرعت لفتح باب المرآب ...
ساعتان تقريبا وصار المرآب يشبه قاعة الألعاب ... حتى الحيطان الإسمنتية زينها التاجر بصور لفرق كرة القدم الشهيرة هدية منه ...
أغلقت خلفه باب المرآب ... وبدأ صوت شاحنته ينسحب فاسحا المجال لصمت سكون المكان .... جلست على الكنبة الجديدة أقلّب مقبض التحكم باللعبة ... أزرار عليها رسوم مربع ومثلث وقاطع ومقطوع ...
رحت أفكّر بخطة تدفع أمير لقبول المقايضة معي .... قاعة الألعاب الخاصة في مقابل العودة للدراسة ... إستسلامه لأوامري ليلا شجعني ... بدأت أضع تفاصيل الخطّة حين سمعت جلبة خفيفة من الحديقة ...
صوت همس وإغلاق حذر للباب ... لصوص تابعو الشاحنة لسرقة المرآب ... هكذا ضننت ... دقّات قلبي تزداد رعبا ... ألف سيناريو مرّ أمام عيني ... بركت على ركبتي وزحفت حتى حافة الشبّاك ...
بدأت أرفع رأسي بحذر للتعرّف على الزائر المتطفّل ... كنت أتوقع وجود لصوص ... لكن قلبي توقّف ... فتاة تعانق شابا ... نظري لم يسمح لي برؤية وجوههما ... فقد يداه القويتان تعصران مؤخرتها من فوق البنطلون ...
قماش ميدعة زرقاء تؤكد أنها تلميذة في الثانوي ... أصوات إمتصاص الشفتين تؤكد إنسجامهما في قبلة حارة ...
هكذا هي الحكاية حديقتي المهجورة أصبحت قبلة للمراهقين العشاق لإختلاس بعض الحب الممنوع ...
لم أستطع تفسير شعوري ... كنت أريد الصراخ فيهما وطردهما من حرمة منزلي لكن شيئا منعني ... حرام أن أفسد متعتهما ... ومن يعرف قيمة المتعة أكثر ممن حرم منها مثلي ...
طال عناقهما ... يداه تجولان في مؤخرتها بعنف وعنفوان ... روح الشباب تحارب للظفر بالمتعة ... بدأت الفتاة بالنزول على ركبتيها ... بدأ قلبي يخفق بعنف لرؤية وجهها ... نعم إنها هي آلاء ...
خدودها إكتسبت حمرة بحرارة الشوق ... عيناها البريئتان تحولتا لمقلتي أنثى نمر تطارد فريسة وهي تفتح أزرار البنطلون ...
فجأة رنت في أذني كلمات أمها وهي تمدح أخلاقها وخصالها ... البريئة تفتح بنطال شاب غريب في حديقة سطوا على خصوصيتها ...
كنت سأصرخ لأمنعها من إرتكاب جريمة في حقها وحق عائلتها ... لكني صمت غصبا عني ... على بعد ربع متر من عيني ... ألاء تداعب قضيبا يزداد صلابة بين يديها ... دائرة رأسه تخرج من بين قبضتها ... لونه الأحمر بعنفوان شباب صاحبه سحر لبي ...
أصابني الخرس والصمم ... كل حواسي تجمعت في عيني ... نصف زبه في فمها ويدها تداعب النصف الباقي ... عيناها المغمضتان تعكس متعتها بما تفعله ... أقسم أن وهج حرارة زبه لفحت وجنتي ...
حرارة أشعلت فتيل نار حرق جوفي ... أغمضت عيني ورحت أقارن بين حجم زبه وحجم زبي زوجي ... هذا يزيد عنه بحوالي النصف ... أحمر ولونه فاقع مبلل بريقها ... عضلة شابة بين شفتين غضتين ... نار بدأت تلتهب بين فخذي ...
أردت مداعبة كسي لكني تماسكت ... لا أدري لماذا ... لم أعلم كم من الوقت طال رضعها لقضيبه ... خلت أن المشهد الوردي المفاجئ سينتهي قريبا ... هكذا تخيّلت حسب خبرتي بالعلاقات الجنسية ... دقيقتان ... ثلاث على أقصى تقدير ...
فجأة إستدارت ألاء ووضعت يديها على حافة الشبّاك ... موضعي منعني من مشاهدة ما يحدث ... إن تحرّكت إنتبها لوجودي فخيّرت السكون ... عيناها تعكسان لي ما يحدث ... كانت تعض على شفتها السفلى بما لا يدع مجالا للشك أنها تتمتع ...
ماالذي يفعله بها هذا الشاب يجعلها تتمتع هكذا .... آهاتها تخرق أذني ... رطوبة شديدة تبلل ما بين فخذي ... أناملي تسللّت لتلامس شفرتي كسي ... دون قصد كنت أوازي حركاتي مع آهاتها ...
أصبعي يداعب بضري الذي تصلّب ... كتمت آهاتي بأنفاس تخرج حارقة من صدري ... ركبي بدأت تهتز ... جلست أرضا أفتح رجلي ... لم أعد أرى سوى عيني آلاء تقطران لذّة ...
بدأت مفاصلي ترتعد مع إرتفاع آهاتها ... أغمضت عيني وتخيّلت نفسي مكانها ... أيا كان ما يفعله هذا الشاب لكنه يتفانا فيه ... كنت أشك أنه حسين ... وفعلا تأكدّت من ذلك ...آلاء تطلب منه أن يسرع ...
على كلماتها الممزوجة بالآهات ... تملكتني رعشة هزت جسدي ... كدت أطلق العنان لحلقي أن يعبّر عن دفق رغبتي الذي إنفلت من بين أصابعي ... لكني خنقتها وتهت بعدها
الجزء الثاني
دقائق طويلة مرّت في خواء ... جالسة على الأرض دون هدى ... كل ما في تجمّد ... لملمت رغبتي ونهضت يغمرني الخجل من نفسي ... ما هذا الذي فعلته بنفسي ؟؟؟ أو ماذا فعل بي ...
الدم يتفّق صعودا لعقلي ... بدأ رأسي بالغليان ... آلاء ؟؟؟ رمز الأدب والنجاح ؟؟؟ غير معقول؟؟؟؟
أغلقت باب غرفتي بالمفتاح لا أدري لماذا ؟؟؟ ربما خشيت أن يقتحم أحدهم تفكيري...
جلست على حافة السرير أمسك رأسي بكلتا يدي ... خوفا أن تفجّره فكرة مجنونة ... صورة والدتها وهي تعدد مناقبها وخصالها كلما تقابلنا في قاعة المدرسين لا تفارقني ...
ترى ماذا فعلت لتستحق تلك العقوبة من إبنتها ... ألف سؤال دون إجابة تهاطلت على تفكيري ... ماذا عساي أفعل ؟؟؟ هل أخبر والدتها ؟؟؟ هل أفضحها ؟؟؟
لماذا أحشر نفسي ؟؟ شأنها وإبنتها ؟؟؟ أحسست ببعض الراحة ... ربما إحساسي أني لست الوحيدة التي فشلت في تربية ذريتها ...
هذه الراحة تحوّلت لمحاضرة ذاتية عن مشكلة هذا الجيل ؟؟؟ جيل يفعل ما يريد ... يحطّم كل القيم ... كلّ القيود ...
رحت أقارن بين تصرّفات آلاء وأمير ... النتيجة واحدة ... لا القسوة نفعت ولا الدلال آتى أكله ... التظاهر بالأدب يغطي بقية الأفعال ... هي خبيثة وإلى حد الآن نجحت في ذلك
طال جلوسي مع نفسي ... وطال تحليلي للموقف ... حكة شديدة بدأت تزعجني بين فخذي ... لم أغير كيلوتي الذي غرق متعة بالتلصص على ما لا أقبله ...
يكفيني نفاقا ... لست في الموقف الذي يسمح لي بالتسلّط والحكم على تصرّفات الآخرين ... إجتنابا للإحراج ودفعا لخطر تواجدهما في حديقتي ثانية .... قررت تغير قفل الباب و تعلية السور بسياج شائك ...
فليذهبا لمكان آخر ... دخلت الحمام لأتخلّص من ذنب متعة خطفت غصبا من بين فخذي ... جسدي ينتفض رفضا كأنه يخلع إثما لم أرتكبه ...
جوع شديد أصابني ... دخلت المطبخ أعد شيئا آكله ... مرق اللحم يغلي على الموقد وعقلي يغلي معه ... فتحت الثلاجة أبحث عن بعض الخضار ... حبتا خيار خضراء تطلبان مني قطعهما لإعداد سلطة ...
وقفت أغسلهما ... أمسكت إحداهما بيدي ... قبضتي تحيط بنصفها ... دون شعور وضعت النصف الآخر بين شفتي ورحت أضغط لأدخلها في فمي ...
أغمضت عيني وإستحضرت صورة زب حسين داخل فم آلاء ...
تقريبا حجمه يوازي حجم الخيارة ... حرارة شديدة تلهب شفرات كسي الذي بدأ ينفتح مع ذكرى تلك الصورة ...
إهتزاز غطاء الآنية فوق الموقد أيقضني من بداية حلم اليقظة الوردي ... ما الذي أفعله وفي ماذا أفكّر ؟؟؟
رميت الخيارة بعيد عني وهربت من المطبخ للصالون ... صورة زب حسين تطاردني ...
أي صدفة ألقت بذلك المشهد في خيالي ... جلست في الصالون أمسك رأسي مانعة عقلي أن يستحضر تلك الصورة ثانية ... لم أعلم كم مرّ من الوقت حتى سمعت صوت باب الحمام يفتح ...
أمير أفاق من سباته أخيرا ... وجوده أعادني للواقع ... أنا بالغة وراشدة ومدرّسة .... سيّدة يحترمها المجتمع ... يجب عليا التركيز في هدفي ... إن كنت خسرت زوجي أو خسرني هو ... يتوجب عليا المحافظة على إبني ...
أعددت له قهوة وبعض السندويتشات ... خرج من الحمام مباشرة نحو غرفته ... خفق قلبي طويلا قبل أن أطرق باب غرفته ...
صوته المتذمّر من إزعاجي له أحبطني ... فتحت الباب ببطئ ... رأيته يقف أمام المرآة يتأمّل شكله ... نظرة عينه تعكس عدم رضاه ... لن أنسى ما حييت تلك النظرة ... طلبت منه أن يلحقني للمطبخ ...
جلست للطاولة أنتظره ... لم أفكّر كيف سأفتح الموضوع معه لكني تشجعت ... الحوار سيحل مشكلتنا ...
دقائق وسمعت وقع خطاه المثقلة ... أستطيع أن أجزم أنه سيتحضّر لقتال معي ... وقف عند الباب مستندا حافته ...
التمرّد صار يلازمه في كلّ شيء ... لم ينتظر حتى أبدأ بالكلام لينطق بلهجة يتقاطر الإنزعاج والقرف منها ...
غيّرت ملابسي وخرجت أتجوّل وسط البلد .... إستوقفتني واجهة محلّ بيع ملابس للشباب ... قارنت بينها وبين ما يلبسه أمير ... أردت صفع نفسي ألف مرّة ...
إبني يلبس كأنه يعيش خارج الزمن ... لا يشبه أترابه ... لا حلاقته ولا ملابسه تتماشى مع سنه وعصره ... تلك كانت رغبة والده ... فليذهب والده للجحيم ...
دخلت المحلّ ... نظرة البائع تتبعني أينما جلت بين البضائع المعروضة ... تقدّم مني مبتسما ... شاب في منتصف العشرينيات ... وسيم بعض الشيء ... لكن جسده نحيل رغم طوله الفارع ....
أخرجت هاتفي القديم ... ثم الجديد الذي لم أستعمله بعد ... وبحثت عن البطاقة ووضعتها بين يديه ... تملى البطاقة جيّدا ثم نظر لي متعجبّا ...
كلفتني مبلغا كان يمكن أن يسبب لي الشلل سابقا ... كنت أهم بمغادرة المحل حين إقترح عليا الشاب البائع ...
أخيرا إلتحقت بالعالم الإفتراضي ... رغم أن كل من أعرفهم يتحدثون عنه لكنه لم يستهويني أبدا ...
إسم مستعار وصورة مستعارة ... كان أوّل صديق لي هو ذلك البائع الذي أقسم أنه لن يعاكسني أو يزعجني ... التاكسي تلوي الطريق نحو البيت ... تركيزي منصب على تقليب شاشة هاتفي ...
قبل أيام كنت أسخر من الناس كيف تشدهم هذه الأشياء ... أعتقد اني بدأت أصبح إنسانة طبيعية .... أو ربما غير طبيعية لكن ككل الناس ... الإستثناء يعزلك عن العالم حتى لو كنت على صواب ...
كلّفتني تلك الجولة كل المساء ... كنت أصارع لفتح الباب ويداي مثقلتان بالأكياس ... صادفني زوجي العزيز في الممر ... لم أجب تساؤلات عينيه عن حملي ... لم أسلّم حتى عليه ... تجاهل وجوده أسعدني ...
دخلت غرفت أمير ... إجتهدت في تنظيفها ... ألقيت كل محتويات خزانته ... كنت يوما اسميها ملابس ... وضبت كل ما إشتريت له فيها ...
وضعت رسالة قصيرة على سريره ...
" أنا وضبتلك الأمور مع إدارة المعهد ... بكرة تلبس هدومك الجديدة وتروح الدرس ... شاب جديد وحياة جديدة ... بحبك جدا "
دخلت لغرفتي وتخلّصت من ملابسي ... أغلقت الباب خلفي ... كنت أتمنى لو يستجيب أمير ... هل سيرضخ أم هل سيعاند ...
عارية إلا من تفكيري ... مستلقية على الفراش ... أقلّب هاتفي ... أكتشف ميزاته ... بوابة عالم جديد فتحت أمامي ... ربما أكون آخر من إلتحق به ...
إكتشفت سهولة البحث عن الأشخاص والصفحات ... بدأت أكتب أسماء زميلاتي السابقات والحاليات ... فكّرت في إضافة بعضهن لكني تراجعت ... أريد لهذا العالم أن يكون ملجأ أهرب فيه من واقعي ...
لست الوحيدة التي تفعل ... الكل يكذب هنا ... سرق هذا العالم ساعات من ليلي ... أرغمت نفسي على النوم ... سأباشر العمل غدا ...
مع نسمات الصباح الأولى إستيقظت نشيطة مقبلة على الحياة ... إخترت طقما جديدا من خزانتي ... فستان أزرق من قطعة واحدة ... رقبته مفتوحة حتى مفرق صدري ... قماشه يلامس الركبتين بخجل ...
نطاق من الجلد الأسود العريض يغطي الترهل البسيط في بطني ... وحذاء أسود ذو كعب عالي ... حقيبة يد سوداء ... تأنّق لم أعهده ... رائحة عطري تسبقني ... تعمّدت إصدار ضجيج ...
كانت روحي تتوق لسماع صوت أمير يتحضّر للذهاب للمدرسة ... لكن صوتي جذب من لا أرغب في تعكير صفوي بوجوده ...
هربت خارج المنزل لسماع صوت زوجي يستيقظ ...
الساعة لم تتجاوز السابعة ... لم أتناول شيئا ... أين سأذهب ... ترددت طويلا قبل الدخول لأحد المقاهي ... لم أفعلها يوما في حياتي ... خجلا ورغبة في التوفير ... أحبطني رفض أمير لعرضي ... لكني كنت أتوقعه ...
إستقبلني نادل بوجه بشوش يقودني لطاولة في ركن منزو ... الجميع صار بشوشا معي ... صراحة إبتسامتهم في وجهي تروي تشققا خلقته الكآبة في صدري ...
جلست أتناول إفطاري بنهم شديد ... الأكل لذيذ والجو الجديد يشعرني بالحماسة ... كنت أرى العالم بعين مختلفة ... سعادة وليدة بدأت تنبت في وجداني ... لم أعلم سببها لكني كنت أشعر بها ...
مجرّد تذكري لمصير إبني يخز صدري ... كلّ مرّة أتجاهل ذلك الشعور لكنه يطفو على سطح تفكيري من جديد ... ما خلّفه دوري السلبي أمام قسوة والده لا يمكن معالجته ببعض الملابس الجديدة ....
الموضوع معقّد أكثر ... كباب المرآب ... ما يصدأ لسنين يحتاج جهدا أكثر لفتحه ... لن أستسلم ... سأواصل ...
أنهيت إفطاري وخرجت بعد أن أكرمت النادل البشوش ... شكلي الجديد شكّل صدمة لكل الزملاء ... الرقاب كلها توجهت نحوي وأن أخطو داخل قاعة المدرّسين ... حتى البواب لم يعرفني ... إعتقد أني إحدى وليّات الأمور ....
سعيدة بنظرات الإعجاب في عيون الذكور والغيرة في عيون الإناث ... أوزع الإبتسامات على الجميع ... وقع الكعب العالي يخرق ضجيج الفصول ...
الكل يتابعني متسائلا ... تقدّمت بخطى ملكيّة نحو فصلي ... رأسي مرفوع للأعلى وصدري يهتز مع خفقان قلبي للحياة ... خفقان قلبي تحوّل لنبض مضطرب ...
الحصتان الأولى كنت أدّرس فصل حسين وآية ... دخلت القاعة وقد بدأت خطواتي الواثقة تضطرب ... همهمة شديدة صدرت من حناجر الجميع ... إثنان وثلاثون حنجرة همهمت مع بعض ...
أربع وستون عينا ترقبني ... صدمة برزت على وجوه الجميع ... لم أتراجع عن قراري رغم شعوري بالحرج ... إبتسمت لهم وصبحت عليهم إبتسامة مشرقة ... عادتي كانت الصرامة والعبوس ...
فرصتي لإستجماع شتات روحي كانت في الدقائق التي وضعت فيها حقيبتي ... جلست على الكرسي ورفعت رأسي ... آية بعينيها البرئتين ترقبني من المقعد الأول ... لا يفصلها عني سوى نصف متر ...
نفس المسافة لكن النظرة إختلفت ... هززت رأسي أطرد صورتها وهي تتألّم لذة في حديقة منزلي ... رفعت عيني ببطئ ... لم يكن صعبا عليا إيجاده ...
حسين كعادته في المقعد الأخير ... يشاكس زميلا له ... إستجمعت قوتي ونهرته ... ثم عدت للإبتسام ...
لم أجد قدرة على التدريس ... وجودهما بعثر كياني ... أنا التي كانت تستجدي اللذة متلصصة عليهما سرّا ...
قرار صارم ... الكل يضع أدواته أرضا ... ورقة بيضاء والأقلام ... إختبار حرّ ... فرصة لأتعرّف عليهم بشكل مختلف ...
أمليت عليهم الموضوع وسط تذمر أغلبهم .... الهوايات و نظرتك للمستقبل ... العالقات ... أي شيء يخطر ببالكم ... هكذا دون تفسير ...
أردت أن أفهم كيف يفكّر هذا الجيل علي أعوض جهلي ... وأجد ما بين الأسطر مبررا تصرفات آية المؤدبة وحسين المشاكس وأمير المتمرّد ...
خيّم الصمت على القاعة سوى وقع الأقلام على خشب الطاولات ... دقائق قليلة ثم أمسكت بزمام نفسي ...
صوت وقع الكعب العالي يخرق الصمت وأنا أجول بين الصفوف الثلاث ... لم يكن يفصلني سوى طاولتان عن مكان جلوس حسين حين رفع رأسه ونظر في عيني مباشرة ...
لم أفهم سرّ إرتباكي الذي جعلني ألتف وأعود لمكاني ... كنت أشعر بعينيه تطارد إهتزاز مؤخرتي ... لجأت لمكتبي رهبة من شيء لم افهمه ...
تظاهرت بأني منشغلة ببعض الأوراق ... دقائق ورفعت رأسي ثانية ... آية تمسك بالقلم وهي تفكّر ... تضع طرفه بين شفتيها وأحيانا تمرر لسانها عليه ... لتعيد لذهني صورة لم تفارقه بعد وهي ترضع زب حسين ...
حاولت أن أغمض عيني لكن ذلك المشهد كان يسكن رموشي ... كمن نظر للفانوس مباشرة ثم أغمض عينيه ...
توجهت نحو الباب ... سرحت بنظري وتفكير ... ساحة المدرسة الفسيحة ضاقت بأفكاري ... مالذي يحدث لي ؟؟؟
جلبة أحدثها تلميذ مشاغب أعادتني للواقع ... لم يكن صعبا عليا أن أعيد الإنضباط للفصل ... وأنا التي عوّدتهم بالصرامة ...
سحبت الكرسي بجانب المكتب وجلست أراقب الرؤوس المنحنية أمامي في خضوع ... طال الصمت الذي إستهلك نصف الحصة ... حركة لا إرادية مع تماسك إضطرابي ... وضعت رجلا على رجل ...
لم أنتبه أن فستاني إنحسر للخلف قليلا كاشفا عن أسفل فخذي الأيسر ... صوت وقوع قلم آخر الفصل سحب نظري نحوه ... حسين تعمّد إيقاع قلمه لينحني متمليا في لحمي المكشوف ...
حيلته المعروفة ألهبت نار الغضب في صدري ... لكني تجمّدت مكاني ... تركته يتمتع بما يراه ... لا أنا كنت أتمتع به يراني ...
لم أقم من مجلسي حتى إنتهى وقت الفرض ... سحبت الكرسي وعدت لمكتبي ... التلاميذ يتقدمون تباعا لإرجاع أوراق إجاباتهم نحوي ... كنت منكسة رأسي أنظم الأوراق ...
رفعت نظري لأصطدم بقبة ترتفع تحت قماش بنطلون جينز أزرق ... على بعد خطوة من عيني ... حسين يضع ورقته أمامي ويرحل لاحقا برتل زملائه ... تركني والنار تجمّد حركاتي ...
لم أفق من الصعقة إلا بعد مدّة طويلة ... هل أنا سببت له ذلك ؟؟؟ لا لا هو شاب والشباب دائما هكذا ... قارنت بيني وبين آية حبيبته ... لا مجال للمقارنة ؟؟؟
لجأت لقاعة التدريس أحتضن ورقات الإجابات أستر بها دقّات قلب المتسارعة ... جلست منزوية ... لم أفهم ما شغل تفكيري ...
بدأت أقلّب الأوراق ... أقرأ الأسماء بسرعة أبحث عن ورقة حسين ... خيبة أمل أصابتني ... فخطه الرديء يصعب قراءة الأسطر القليلة التي كتبها
" لا يمكنني الحديث عن العلاقات الإنسانية ... فلم أجد بعد ما يمكنني وصفه بأنها علاقة " ... أما الثاني ... " إن كانت العلاقات الخيالية تعتبر علاقة فأنا أعيش ما لم يتخيّله أحد " " ما أهواه يصعب مناله " مستقبلي مرتبط بكلّ ما سبق "
لم أستطع أن أقرأ ولا كلمة كتبها زملاؤه ... هل يقصد ما فهمته أم أني أتخيّل أنا أيضا ...
توجهت نحو مكتب المدير وقد تحوّل لوني للأصفر شرودا ... لا يمكنني مواصلة العمل ... سأكمل الأسبوع كلّه إجازة ...
هرعت للبيت ... ماء الحمام البارد لم يفلح في إيقاظي ... دخلت السرير ونمت ... ربما أغمي عليا ...
جسدي مثقل بهموم أفكاري ... يوم وليلة لم أترك فيها السرير ... ربما هي حمى أصابتني دون حرارة ... الكلمات التي كتبها حسين تختلط بصورة آلاء ترضع زبه تطاردني ...
إحساس غريب أصابني ... إحباط شديد وإنعدام الرّغبة في كلّ شيء ... لم يهتم أحد بإنكساري ... وإن كان موقف زوجي متوقعا وتعودت عليه ... لكن أمير الذي لم يلاحظ غيابي ... كسر قلبي
لم يطلب مني حتى مصروفه اليومي ... 3 أيّام في صراع بيني وبين نفسي ... جسدي يتفاعل مع ذكرى تلك الصدفة العجيبة ... كلماته التي خطها تشير أنه يريدني ... دون شك
كلّ صباح أرابط في قاعة الألعاب التي لم أهدها لأمير بعد ... كنت أتمنى قدومهما ... صرت أحلم أن أرى زبه ثانية حتى وهو يمتع به غيري .... لكنهما لم يأتيا ...
لم أفهم ما أشعر به لكن ذلك الإحساس سيطر عليا ...
حسين وآية ... ملامح وجهها وهو يفعل بها ما يفعل أشعرتني بالغيظ ... نعم بالغيظ ... تخيّلت نفسي مكانها ... صورة قضيبه الصلب بين شفتيها لم تتركني ... أسرتني كبلت تفكيري بقيودها ...
يئست من قدومهما ... كنت اشتهي أن أرى زبه ثانية ... فجأة لمعت بذهني فكرة ... الفيس ... بسرعة بحثت عن هاتفي ... الشاشة الزرقاء ترقص بين يدي ... كتبت إسمه بكلّ الطرق الممكنة بحثا عنه لكن عبثا ...
لم أجده في قائمة المستخدمين ... لا يمكن أن لا يكون مشتركا ... دائما يعبث بهاتفه حتى وقت الدرس ... ربما هو يستعمل إسما مستعارا ... أنا كذلك أستعمل واحدا مستعارا ...
بحثت عن حساب آية ... وجدتها ... صورها مع عائلتها ... كل منشوراتها أدعية ونصائح ... ضحكت ملأ شدقيا من نفاقها الخبيث ... قائمة أصدقائها طويلة .... الأغلب حسابات معروفة ...
ثلاثة فقط منها بأسماء مستعارة ... جذبني أحدها ... الثائر ... صور لرجل مقنّع ... كل منشوراته مضحكة ... أو كلام عن الوضع و الغدر والخيانة ...
الأمر شائع بين شباب هذا اليوم ... شيئا ما بداخلي يؤكد أنه هو حسين ... ترددت كثيرا لطلب إضافته ... تحققت من حسابي عشرات المرّات علي أهملت معلومة تدلّ عن شخصيتي الحقيقية ...
عدم خبرتي دفعني لشراء شريحة هاتف جديدة ... علّه يكشف شخصيتي عبر رقمي المعروف .... تشجعت أخير وبعثت طلب صداقة ... حسابي كلّه صور من على النت ... كصيّاد مبتدئ صرت أرقب ردّه ...
دقائق إنتظار تحوّلت لساعات ... لا جديد ... سوى إشارات وإعلانات تزيّن أعلى شاشتي ...
هدوء قاتل يخيّم حولي ... فجأة نشبت معركة بين أمير وزوجي ... الصراخ ملأ المكان ... كرهت وجودي بهذا البيت ... كمن وضعت نفسها داخل قبة زجاجية ... لم أتدخّل ... الأمر لم يعد يعنيني ...
كنت أسمع صراخ زوجي وهو ينهال على أمير ضربا كعادته ... غيّرت ملابسي ومررت بجانب المعركة معتمدة الحياد ... نظرة أمير المتعجبة من خروجي متأنقة وهو يتلقى الضرب لا يمكن تجاهلها ...
هو تجاهل دعوتي لتحسين سلوكه فليتحمل مسؤوليته ... الأمر متعلّق بالمال ... ربما سرق بعضه من جيب أبيه ...
كلمات الإعجاب ونظرات الشباب تطاردني ... بلسم يرطّب قلبي ... كلهم في بداية العشرينات ... في نفس سن حسين ... هل يراني حسين بنفس عيونهم ؟؟؟ أنا صرت أراه في وجوههم ...
دخلت أحد المقاهي ... إنزويت في طاولة ... أردت مراجعة نفسي ... تيّار قوي سببته موجة تلك الصدفة عند النافذة سحبني بعيدا عن عالمي ؟؟؟ ومالذي يشدني لعالمي ؟؟ لا شيء ... كآبة تثقل صدري كلّ ما ذكرت حياتي ... فليكن سأغادر عالمي الكئيب بحثا عن السعادة ...
المقهى شبه خالي من الزبائن ... بعض العشّاق ... وبعض طالبي اللجوء مثلي ... رشفة قهوة وسحبت هاتفي أتأكد من صنّارتي ... لا شيء جديد ... وضعت الهاتف على الطاولة وسرحت في تفكيري ...
ثورتي على أوضاعي تشعرني بالرضى ... أحرقت كل ملفات الماضي ... الزواج البيت ... جديتي تفاني سأغيّر كل طباعي ... مزّقت صورة أفنيت عمري في رسمها ... فقط شيء واحد هزمني ... شعور الأمومة ...
إشارة حمراء تشع أعلى شاشتي خطفت قلبي ... الثائر قبل دعوتي للصداقة ... أصابعي ترتعش فرحة ... أمعائي تتقلّص كمراهقة تنتظر حبيبها ... بدأت أفكّر من أين أبدأ معه ...
الإشارات تتوالي وضع قلوب إعجاب على كل صوري ومنشوراتي ... بدأت أفكّر في محادثته ... لكنه سبقني في الأمر
هو كذلك قدّم لي سيرة مغلوطة ... سمى نفسه مراد .... عمره 18 سنة ... له 3 إخوة ... أبوه متوفي ... لاشيء قاله يشبه وضع حسين سوى دراسته ....
تعارف طال ... سرقتني كلماته ... إسترسلت معه ... تجاوبت معه وتجاوب معي ... أضحكتني دعابته ... أسرتني روحه كما أسرني زبه سابقا...
رفعت رأسي للأفق لأجد أن الظلام قد حلّ ... ودعته بتعلّة تأخّر الوقت ... عالجت حزنه بموعد بعد ساعتين ...
رجعت للبيت ... تجاهلت آثار المعركة وطرفيها ... دخلت غرفتي ... تخلّصت من ملابسي .... كيلوت أزرق صغير يغطي مثلّثه شفرات كسي التي بللها ندى الرّغبة ... سوتيانة بنفس اللون ترفع صدري للأعلى ...
تعطّرت وتحضّرت لموعدي ... قلبي يخفق كاني أنتظر عشيقا يتسلل لفراشي ... سرّحت شعري ... وإستلقيت أنتظر قدومه ... ربما تمنيت قدومه ... قرّرت أن اسحبه نحوي ...
كلّما فكّرت بالتراجع عن مغامرتي المجنونة ... تظهر آية تعض شفتها متعة لتشجعني ... غيرتي أطلقت مارد الرغبة في جسدي ...
بدأ حوارنا ... بين السؤال عن الأحوال ... ماذا نفعل ؟؟؟ ... كيف الطقس ... أحسست أنه يريد أن يعرف كلّ شيء نحوي ؟؟ حماسته تلهب نار شوقي ... فجأة تراجع كلّ شيء ...
المرأة في منتصف العمر هي حلم المراهقين ... شجعني كلامه على المواصلة ... نمت على ظهري أتوسد مخدة تفرك ما بين فخذي ... حديثه ألهب مشاعري ... حرّك رغبتي ... لا مجال للتراجع ...
يومان مرا على نفس النسق ... نسهر للفجر ... أغلقت كلّ منفذ يستطيع ضميري تأنيبي عبره ... ثالث يوم قررّت أن أوجه نظر حسين لي ...
رفضت كلّ طلباته للجنس عبر الهاتف ... رغم إصراه ... أردت تذكية نار رغبته حتى أسحبه لشبكتي .... بدأ يشكو محنته ورغبته فيا ويلعن المسافات التي باعدت بينه وبين حلمه الأزلي ...
ثم نصحته بالإهتمام بالمادة التي تدرّسها ... كثرة المشاركة والأسئلة ... كمرحلة أولى ... أحسست أنه سيطير من الفرحة لخطتي ...
إنتهت إجازتي بعد أن صرت أتحكّم بتصرفات حسين عن بعد ... إتفقت معه على أن يجلب نظرها طوال الحصّة ثم يسألها آخر الحصة عن شيء لم يفهمه ... كنت أرمي بخطتي إقتراح تقديم دروسا خصوصية له على إنفراد ...
دخلت القسم صبيحة الإثنين تتصارع الرغبة والشوق لنتيجة خطتي ... حسين منحشر في آخر القاعة دون حركة ... تعمّدت تشريك الجميع في الدرس ... عبثا لم يتكلّم ولم يهتم ... بدأ الإحباط يسيطر علي ... إحباط تحوّل لمرارة هزيمة مع جرس نهاية الحصّة ...
خرج الجميع تباعا حين تقدّم مني أحد التلاميذ ... أسمه هيثم ... الأكثر إهمالا بين أترابه ... أصلا كنت لا أدرك وجوده ... إسمه هيثم ... بدأ يسألني عن بعض النقاط في الدّرس ...
طعم مرارة الخيبة يطغى على حلقي ... لم يعلق بصنّارتي سوى السمكة العمياء ... نظرة إليه بإشمئزاز ... وحاولت الخروج من الموقف دون إحراج ... مجرّد تخيّله يدفعني للغثيان ...
لم أعلم كيف أنهيت ذلك اليوم ... أغلقت هاتفي وإرتميت في سريري أتجرّع خيبتي ... أنا من وضعت نفسها في ذلك الموقف ... راجعت كلّ حساباتي ... لم أحدّث الثائر وقرّرت عدم التفكير في الموضوع ...
طردت صورة حسين وآية من رأسي نهائيا ... مغامرتي كادت تتحوّل لمصيبة ... يحترق جلدي من حرارة الخجل كل ما تذكّرت فعلتي ... صورتي عارية بين يدي ذلك المقرف ... الأكيد أن الكل يتداولها ...
لا يمكن له كتم السر ... ربما سيستعملها لجلب إهتمام أترابه ... رعب شديد تملكني وأنا أتخيلها تصل لأمير ... بعض الطمأنينة تغطيني حين أعيد التملي فيها ... لا شيء يدلّ أني صاحبتها حتى أثاث الغرفة ...
مرّ اليوم الموالي عادي ... بدأت أعيد التفكير في مشكلة أمير ... لم يلتحق بالمدرسة ولم أراه أصلا ... أي أم أنا ؟؟؟
بعدها بيوم كان فصل حسين وآية وهيثم على قائمة جدول أوقاتي ... حسين كان متغيبا عن الدرس ... أخبرني زملائه أنه إلتحق بالجيش كضابط صف ... يئس من الدراسة وقرر بداية حياة جديدة ... خبر نزل كالصاعقة عليا ...
سخرت من القدر ... عشيقي الوهمي صار أحد المستجدين عند زوجي ... نظرت لآية ... لم يظهر عليها أي علامة من علامة الحزن أو التأثر لغياب حبيبها ؟؟؟ مشرقة ناشطة مبتسمة مؤدبة كعادتها ...
المثير في الأمر أن هيثم صار يشع نشاطا بالفصل ... شعره مسرّح ملابسه نظيفة ... رائحة عطر تفوح منه ... كلامه منمق وموزون ...
ربما كان عزائي أن نتيجة مغامرتي أن حوّلت ذلك المهمل المقرف لمشروع شاب ناجح ... قررت أن أواصل معه ولو لمرّة أخرى ...
فعلا فتحت هاتفي تلك الليلة ... لم يسمح لي الثائر أن أقرأ الفقرات التي أرسلها لي مستفسرا عن غيابي ... بادرني بالسؤال عن السبب ... أخبرني بكلّ التطورات ... أعلمته أن يواصل في خطته وأن يجتهد في كل المواد ... علّه يصل لمراده ... بكى كثيرا عندما أعلمته أن علاقتنا يجب أن تنتهي هنا ...
خشيتي أن يكتشف أحد علاقتنا كانت هي التعلّة ... وداع مريح بالنسبة لي حزين بالنسبة له مع نصائح بالمواصلة على دربه الجديد ...
أسبوع مرّ ثقيلا ... حسين إختفى ... ودفنت ورائه زهور رغبتي التي لم تتفتح ... مغامرة حمقاء كنت سأقع فيها ... كل شي بدا ثقيلا سوى صورة هيثم التي إنقلبت رأسا على عقب ... حسنة يمكن أن تخفف عني ذنوب رغبتي ...
في آخر الأسبوع وجدت ورقة من زوجي يعلمني أنه سيغيب لمدة أسبوعين في العمل ... صراحة لم يعد يؤثر فيا غيابه بل صرت أتمناه لما يبعث في البيت من سكينة ... ورقت إستغللتها لبداية محاولة جديدة مع هيثم ...
إنتظرته أن يستيقظ في المطبخ ... قبل خروجه مددت له الورقة التي أبدى عدم إكتراث لمحتواها ... هددته أني سأغلق الباب من الداخل لو تأخّر عن السابعة مساءا ... لست قادرة على تحمّل ليلة رعب أن يقتحم أحد غريب بيتي في غيابهما ...هو رجل البيت منذ الآن ...
أحسست أني تلك الجملة أسعدته ... وفعلا آتى تهديدي أكله ... أو ربما المديح ... السادسة والنصف كان موجودا بالبيت ... سعيدة لبداية تحكمي بتصرّفاته ... لكنه لا زال يتجاهلني ... دخل غرفته وأغلق الباب على نفسه ...
إختلست النظر فسمعت صوت حاسوبه يفتح ... لسنا مشتركين في النت .... عدت لغرفتي وقد بدأ بصيص نور الأمل يشع في آخر نفق يأسي ...
ما نجحت في فعله مع هيثم الغريب ... يمكن فعله مع أمير القريب
الجزء الثالث
تجاهل أمير لي ورد فعله العنيف تجاه تقّ*** منه ... صعّبت الأمر عليا ... أنا والدته نعم لكني لم أكن أما أبدا بالنسبة له ... ذرفت دموعا طويلة وأنا أتحسّر على ما مضى ... بيتنا حوّله زوجي لأشبه بالمعسكر ...
كلّ شيء فيه بنظام ... الأكل ... النوم ... الترتيب ... طاعة عمياء وإنجراف وراء قراراته كانت نتيجتها أني فقدت شخصيتي التي ذابت بين أمواج سلطته ...
أمير كان مثالا للفتى المهذّب المطيع ... حسب معيار والده طبعا ... والمعايير تختلف من شخص لآخر ... تأنيب الضمير وروح الأمومة مع النقمة الوليدة على زوجي جعلتني أصرّ على تغيير كل شيء ... فلتسقط القيم والمبادئ ....
سألغي كلّ معيار يحدد لي طريقة عيشنا ... لسنا قطارات تلتزم بسكة معينة ... الطرق في الحياة متشعّبة ... النجاح ليس مرتبط بإطار معيّن ...
إنتظرت خروجه في اليوم الموالي ... دخلت غرفته أبحث عن شيء لم أحدده ... الفوضى تعم المكان ... ملابسه الجديدة كما هي ... لم يتقبّل هديتي ...
رفضه كان ردة فعل طبيعي ... ربما مواصلته في التمرّد ... فتحت جهاز الحاسوب ... طرازه قديم ... لم أجد فيه ما يشبع فضولي ...
لا صور لا ملفات مخفية ... طبعا ليس متصلا بالنت ... مجرّد ألعاب تجاوزها الزمن ...
خيبة أملي المتوقعة هزمت النوم ليلتها ... خطوات مثقلة تقودني تجاه مكتب الناظر ... كلماته كانت كالرصاص وهو يتساءل عن وضعية إبني ... متغيب منذ بداية السنة ... النتيجة سيقع فصله نهائيا إن لم يلتحق ...
وضعت يدي على خدي وانا أفكّر بحل ... ما المشكلة إن وقع فصله ... ربما سيبحث عن صنعة يتعلمها ... تخيّلت أصابعه الرقيقة ... ما طبيعة العمل الذي يمكنه القيام به ؟؟
ثقل صدري ... إضطررت للإتصال بطبيب والحصول على شهادة طبية تغطي غيابه حتى آخر الشهر ... مهلة من الزمن علي أجد حلا ...
أسبوع مضى دون جديد ... لم أخبره عن قاعة الألعاب فهو لم يتقبّل أي محاولة مني للتقرّب منه ... تجاهله صار يقتلني ... الشيء الوحيد الذي برّد خيبتي هو عودته المبكرة كل يوم ...
كنت أميز من الغيظ كلّ ما لاحظت التغيرات على سلوك هيثم ... ذلك الولد المقرف الكسول ... تحوّل لنجم حوارات مجلس التدريس ... كتلة نشاط تتقد ...
غياب حسين فسح له المجال لبداية تزعّم أترابه في الفصل ... زعامة تختلف عن سلوك حسين ... كنت أتمنى رؤية أمير يتحوّل ليصبح مثله ... لكن ما السبيل لذلك وهو يصد كل الأبواب في وجهي ...
كنت أخاف مواجهته ... ربما ستؤدي لنتيجة كارثية ... لا يمكنني توقع تصرّفاته ... لكني أخشى عليه ...
ليالي طويلة أفكر عليّ اهتدي لطريقة عبثا ... الأيام تتشابه ... نهاية الأسبوع ...نهضت من سريري ... أردت الهرب من كآبتي ... توجهت نحو صالون التجميل ... ترحاب و بشاشة غمرتني من صاحبة العمل والعاملات ...
إحساس بالسعادة يهز كياني ... لا أعلم لمذا ؟؟؟ ... كلما أرى نفسي جميلة تتزين الدنيا لي ... نعم تلك هي المعادلة ... كما تعطي تأخذ ...
تعجّبت من تحرر السيدات في الحديث ... كل المحرمات هنا مباحة ... هذه تصف ليلة حمراء قضتها ... والأخرى تتحسر حزنا من جفاف أصاب ما بين فخذيها ... الكلمات الجنسية القبيحة لها وقع خاص لما تخرج من شفاه النساء ...
قارنت نفسي بجميع الحاضرات ... لا أشبه إحداهن وكلّهن يشبهنني ... قررت التخلي عن موضوع أمير نهائيا ... فليفعل ما يحلو له وسأسانده في أي قرار ... سأتركه يحدد مصيره بيده ...
ربما بهذه الطريقة أجد متسعا في صدري للإهتمام بنفسي ... خرجت من الصالون تحملني بسط السعادة السحرية تطير بي من نهج لآخر ... همسات ونظرات بعض الشباب تزوّد خزان الفرحة لتزيد سرعة إنطلاقي ...
دخلت أحد المقاهي الفخمة على ضفاف الكرنيش ... رائحة القهوة السوداء تداعب أحاسيسي ... ونظرات الشباب تدغدغ ما بين فخذي ...
سيدة في منتصف العمر تجلس وحيدة في ركن منزوي ... متأنقة بتنورة زرقاء تراجعت بفعل الجلوس حتى منتصف الفخذ ... لتكشف عن لحم أبيض يبحث عن من يكتشف صبره ... قميص ضاق بإنتفاخ الصدر الذي يبحث عن من يغذي جوع لازمه منذ مدة ...
لا يمكن تفسير تواجدي إلا بأن وحيدة تبحث عن أنيس ... رحت أجيل النظر خلسة بين الزبائن القلّة ... إما أزواج أو أحباء يتبادلون أطراف الحديث ... أو مجموعات تعلو ضحكاتهم بين الفينة والأخرى ...
لفت إنتباهي شاب وسيم ... عيناه الخضراوان ترمقاني بخجل ثمّ تهربان مني خوفا من كشفهما ... تمليّت دون خجل ملامح وجهه الجميل ... غاصت عيني بين عضلات ذراعيه وصدره ...
أنيق وشاب وجميل ... يجلس وحيدا ... لا أعلم هل سلب لبي أم أني فقد حذري ... ركّزت نظري نحوه ... كنت أنتظر أن يرفع رأسه نحوي لأبتسم له ... هكذا فكّرت ... سأبادله بالإبتسامة وليكن بعدها ما يكون ...
عيل صبري ... لم ينظر نحوي حتى ساورني الشك أني مخطأة ... حرقة أصابت بين فخذي وتصلّب يشدّ عضلات مؤخرتي ... كنت أتخيّله شريكا لي في مغامرة وردية تروي شبقي ...
لم أعد أطيق صبرا ... توجهت نحو الحمام ... تخيّلت أن حركتي ستسحب نظره نحوي لكنه لم يفعل ... وقفت أمام المرآة طويلا أراقب هيأتي ...
تخيّلت نفسي جذّابة ... سأبادره بالحديث علّه يغلب خجله ... ماذا سأقول ؟؟ كم الساعة ؟؟ سأتظاهر أني غريبة عن المدينة وأسأله عن وجهة معينة ؟؟
طريقة تبدو منطقية لبدأ الحديث ... الحظ وقوده الجرأة ... لن أضيعه من بين يدي كما ضاع حسين ...
إستجمعت شجاعة لا أمتلكها ... تأكدت من هندامي وخرجت واثقة الخطى ... خطوات قليلة تفصل نبض قلبي أن يصم أذنيه ... كنت أصارع شفتي الّلتان تجمدتا أن تتحرّك ...
وقفت بجانبه ... شعره اللين الفاتح تفوح منه رائحة مرهم يعكس عناية ... عطره أخذني ... كدت أن أنطق حين رفع رأسه مبتسما ... لم يبتسم لي ... شابة في بداية العشرينات تلوّح له وتتوجه نحوه ...
إنسحاب بمرارة هزيمة في معركة لم أخضها ... شكرت القدر أنه تلطّف بكرامتي قبل أن تتبعثر على خطوات رغبتي ...
مؤخرتي إنغرست في الكرسي تشدني للأسفل مانعة الحركة ... خنقتني العبرة وأنا أراه يهتم بها ... هي حبيته لا شك ؟؟؟ شاب بهذه الأناقة والجمال لن يترك وحيدا أبدا ... كيف توهمت أنه سيهتم بي ... أنا التي سنها يقارب ضعف عمره ...
حمرة غطت بياض عيني السمراوتين ... حرقة الدمعة التي جاهدت أن لا تنسلّ مني ... لم أجد ملجأ أخفي فيه خجلي وحسرتي سوى هاتفي ...
رحت أقلّب دون هدى ... أحيانا أسترق النظر للتأكد أن أحدا لم يكتشف فضيحتي ... بدأت ألملم شتات روحي حين دخلت مجموعة من الشباب لتحدث ضوضاء كسرت سكون المكان وجماد نفسي ...
وجوههم مألوفة ... كانوا يوما بعض تلاميذي... تحوّل حنقي لإمتنان ... تخيّلت ماذا كان يمكن أن يحدث لو دخلوا ووجدوني أجالس شاب في سن ولدي ؟؟؟ سلامة سمعتي رتقت شرخ كرامتي ...
إنسحبت دون أن يلمحني أحدهم وأسرعت أطوي الطريق هربا ... أين المفرّ ؟؟؟ في البيت خيبة وفي الشارع خيبات ... قادتني خطاي لمحل عائشة ... لا أعلم كيف إقتحمته وجالستها ...
قابلت إعتذاري بترحاب كبير ... دعتني على الغذاء في أحد المطاعم ... لم أجد بدا من قبول دعوتها ... أي شيء يخفف عني مصابي ...
لم أعلم كيف تجرأت وقصصت عليها كلّ ما جرى لي منذ زيارتها آخر مرّة ... لم أعلم هل جرأة أم حماقة ؟؟ كشفت أسرارا لسيدة لم أعرفها إلا منذ فترة وجيزة ... لكني كنت مرتاحة لذلك ... عبئ وإنزاح عن صدري ... الفضفضة مريحة للنفس ...
المريح أكثر هو تفهمها لحالتي ... بالعكس نزعت عني كلّ شعور بالذنب ... كلامها كقطرات ندى تبلل صحراء ألمي ...
توادعنا على وعد كاذب مني بتكرار الزيارة ... هذه الشيطانة تزين لي طريقا بدأت أخافه ... ألف فكرة وألف طرق كلها مسدودة أمامي ... السريّة والحذر ؟؟؟ ما أسهل النظريات ؟؟؟
لإيجاد عشيق يمتعني ... يجب أولا أن يعجبني ؟؟؟ والأهم أن يعجب بي ؟؟؟ أن يحبني كما سأحبه ؟؟ يخاف عليا ؟؟؟ لا يشكل خطرا على سمعتي وعائلتي ؟؟؟ إن كان شابا فهو خطر دائم ويوما ما سيتركني ليواصل حياته ؟؟؟ وإن كان كهلا فالرجاء منقطع منه بفعل الزمن فيه ... مواصفات يستحيل إيجادها ؟؟
وإن وجد هذا الشخص النادر ... أين أجد المكان الآمن والظروف المريحة ؟؟؟
يلزمني ألف عمري مثل عمري ولن يتحقق ... وإن أعدت الكرّة في محاولة صيد مؤقتة كالتي هممت بها ... بوابات الجحيم يمكن أن تفتح أمامي ...
ألقيت ورود رغبتي وأطفيت شموع شبقي وعدت لأرض الواقع ... ذلك نصيبي من الحياة وإنتهى الأمر ... أنا السيدة المحترمة المهابة لن أضحي بذلك لأجل متعة زائلة ...
رجعت لقواعدي لا غالبة ولا مغلوبة ... سأواصل عملي ... وضعي بالبيت سأتأقلم معه ... أمير ؟؟؟ ليس أول شاب ترك مقاعد الدراسة ... سيضجر من وضعه وسيطلب المساعدة ...
الأسابيع القليلة الماضية غيّرت كل شيء في حياتي .... سأواصل العناية بنفسي ... لكني سأحافظ عليها ... قدرتي على كبت رغبتي كلّ تلك السنين لن تعجز على مواصلة سنين أخرى ...
عدت للعمل كالعادة ... البيت كالمعتاد ... فقط هيثم الذي صار يتقد حماسا ورغبة في النجاح والحياة ... لم أتخيّل أن أحدا كان قادرا على تحقيق تلك المعجزة بأي طريقة أخرى ...
شيء رائع سببه عزوفي عن الأكل لمدة طويلة ... فقدت بعضا من الوزن ... تلك الترهلات بدأت تتلاشي حول بطني ...
أصررت بعدها أن أعيد شكلي كما كان ... واظبت على رياضة المشي كلّ مساء ... أخرج من بيتي في ملابس رياضية وأجول أغلب أحياء المدينة ... ثم أعود للإستحمام والنوم ... بدأ ذهني يصفى ...
معاكسات الشباب لي كانت تكفي لهفتي ورغبتي المتقدة للجنس ... رغبة كنت أفرغها بنفسي تحت حمامي و ينتهي الأمر ... لم يقنعني الأمر حتى صرت أتحاشاه ....
شيء واحد بقي يخنقني ... المهلة الطبية المزيفة تشارف على النهاية ... بدأ اليأس يتسلل لقلبي ... أمير ؟؟؟ نكبة حياتي المتواصلة ...
كعادتي في مساء آخر الأسبوع ... خطوات نشيطة أجول بها شوارع المدينة ... صوت ينادي خلفي ... كنت تعودت المعاكسات وآهات الإعجاب والمراودة ... لكن بمثل هذا الإصرار كانت أوّل مرّة تحدث ...
إلتفت خلفي ... وجه مألوف يبتسم لي ... لم يكن صعبا تذكّره ... ذلك الشاب الذي إستعملته يوما للتلصص على أمير ... إستوقفني متأسفا ...
أفهمني أنه يريد إفتتاح محلّ حدادة ... كل وثائقه تامة ... سوى شرط الضامن ... يجب على موظف قار في الدولة أن يظمنه عند البنك ... المبلغ أتفه من أن تخشى الدولة ضياعه في حين تذوب الملايين في بطون المستكرشين دون ضمان ...
كلامه عن ملله من البطالة ورغبته في وضع حد لضياع سنوات عمره جعلني أتعاطف معه ... لا أعلم لماذا ؟؟؟ أحسست الصدق في كلامه ...
كنت أرى أمير بعد سنوات قليلة في مثل وضعه يدفع ثمن خطأ لن تسامحه عليه مطاحن الحياة ... وعدته بمساعدته ... وواعدته غدا عند باب المعهد ...
كاد يقبّل قدمي فرحة ... ثقلت خطواتي من هم هذا الوطن الذي يخصي أولاده ... فجأة خطرت ببالي فكرة يمكن أن تكون طرف خيط السيطرة على أمير ...
تقابلنا .... ذهبت معه للبنك شريطة أن ينفذ طلبا لي ... وافق دون شروط ... توجهت لأحد محلات بيع الهواتف الجوّالة ... إشتريت أحدث طراز ... أفهمته أنه عليه تقديمه لأمير في شكل رهان على إحدى الألعاب ...
لم يستسغ الأمر ... لكنه وافق بعد أن عدّل في الخطة .. يعني عليه ملاعبته على مبالغ تافهة وهي عادة سائدة ...كأن يدفع الخاسر ثمن اللعب ... أو شيء كذلك ثم يكبر الرهان ... كما أن أمير ليس باللاعب الماهر .... لم يكن أمامي سوى الإنتظار حسب قوله ...
في حالتي أصعب شيء يمكن أن أفعله هو الإنتظار ... فالمهلة شارفت على النهاية كما أن زوجي عاد من مهمته ... راحة عمل لمدة أسبوع ... بوادر تنذر بوقوع حرب ... وجوده بالمنزل طوال النهار مع أمير في دائرة ضيقة ... كالبنزين والنار ...
كنت سأطير من الفرح يوم لمحت الهاتف الجديد في يد إبني وهو عائد من سهرة مزهو بنصره فيها ... كنت كدجاجة أضاعت فراخها أبحث عن أوّل فرصة أتلصص فيها على شاشته ...
دخوله للحمام عند إستيقاظه كانت فرصتي التي لن أفوتها .... دقائق وتأكدت من وجوده على شبكة الفيس ... الإسم والصورة وعدت لمكمني بغرفتي ... لن أكرر خطأ حسين
ليلة طويلة أتابع فيها ما هو متاح على حسابه .... صور مستعارة لا أصدقاء ... لا إعجابات ... شيء طبيعي لشاب يتعمّد أن يكون نكرة ...
بدأت أفكّر في طريقة أستدرجه بها دون أن يخامره الشك أني أمه ... كنت أتابع منشورات إحدى المجموعات المخصصة للسيدات تعودت نشر الصور المضحكة ... تقوم بإستبيان رأي ...
السؤال موجه للنساء ... " مالذي يعجبك في الرّجل " ... بدأت أطالع التعليقات تباعا .... هذه تقول روحه ... والأخرى عقله ... وتلك أخلاقه ... سحبني تعليق طريف لحساب يضع صورة حبة يقطين حمراء كبيرة ... " بلاش نفاق هو زبه وخلاص " ...
كدت أسقط على الأرض ضحكا ... التعليقات تحوّلت كلها للرد عليها ... الطريف في الأمر أنها إستبسلت في الدفاع عن وجهة نظرها .... صرت أنتظر ردها على الهجمات بفارغ الصبر ...
ألجمت الجميع برد ساحق ... " الراجل لما يحب يختار وحدة لازم تعجبه مؤخرتها وصدرها وشفايفها وكسها وفخاذها ووشها ... وإنت يا حلت أمك بيعجبك أخلاقه ... إبقي حطي أخلاقه بين رجليك ونامي عليها ... مجتمع منافق "
كلمات سيدة اليقطين هدمت كل أسوار ممانعتي ... صورة زب حسين عادت ترقص بين عيني ثانية ... نسيت أمر خطتي مع أمير ... كلمة واحدة تتردد في عقلي ... زبه
صداها يهز كياني ... نعم الراجل لازم يمتع المرأة كما تفعل هي ... والمتعة لاتكون إلا به ... زبه ...
حاولت إستدراك أمري خوفا من فشل آخر... ملجئي الوحيد هو أمير ... إن كانت الصدفة أنقذتني سابقا فيمكن أن تحطمني مستقبلا ... دون تردد أرسلت له طلب إضافة ... لم يطل ترقبي ... دون مقدمات قبلني كصديقة مفترضة ...
أصابعي ترتعش وأنا أكتب أوّل حرف في قصّة محاولة تحسين سلوكه ... لم أعرف كيف أبدأ إستذكرت هيثم ... نفس التمشي قد ينفع ...
الصورة التي فرضها على شكله وهندامه ... يعيش خارج عصره ... ما جعله محط سخرية أترابه ... رأيه لا يسمع ... لم يتمتع يوما ... لم يزر ملاهي ... لم يعب في الشارع مثل أترابه ... أوامر وتنفيذ تلك هي حياته ...
دموعه كان تصلني لتشوي فؤادي ... نعم زوجي على حق أنا السبب ... المريح في الأمر أن كل شكواه كانت من أبيه ...
إستعملت معه أسلوب ألف ليلة وليلة ... لم أكمل له القصّة حتى أدفعه للحديث معي ثانية ... ودعته على عجل كأن زوجي أفاق من النوم ...
لم أنم ليلتها ... مزيج من السعادة والإثارة والسعادة والندم القاتل ... سأغيّر كل شيء ... سأجعله يتقبلني سأعوضه كل ما حرمته منه سابقا ...
مع بداية النهار ... حدث ما كان متوقعا ... الصراخ ملأ أرجاء البيت ... زوجي الذي لن يقبل طويلا بتمرّد إبنه وإنقلابه على سلطته ... دخل غرفة أمير ينهره للذهاب عنوة للمدرسة ...
مع رفض هذا الأخير ... بدأت المعركة ... هي ليست بالمعركة ... زوجي يوجه الضربات وأمير يحمي نفسه ... ثم يهاجمه بالكلام ... لم أستطع الحياد ...
دخلت الغرفة وأمسكت بيد زوجي بعنف ... صوت واثق يخرج من حلقي ...
" مش نبهتك لو رفعت إيدك عليه ثاني أقطعاها لك "
كنت أرى عينيه تتسعان في غضب شديد ... بدأت عيناه تختفيان خلف أصابع كف يده التي غرسها في وجهي ... قوة عضلاته التي دفعني بها أوقتني أرضا ليرتطم رأسي بالحائط ... طنين شديد وأنوار تدور حولي ... لقد مت ... هكذا تخيّلت ...
كنت أرى يده ترتفع عاليا تمسك الحزام العسكري الأخضر لتهوي على جسدي ... ضربة لو أصابتني لقسمتني نصفين .... تلقاها أمير بدلا عني ... رغم ألمي لكن موقفه أسعدني ... دفعه بعيدا عني ... وأراد نيل مراده ...
" جرّب إعملها وأنا أدخلك السجن ... حأكشف كلّ إلي عندي "
توقفت يده في الهواء ... رغم الموقف غالبني الضحك ... نفس صورة ذلك الممثل في الفيلم الديني وهو يقول " شلّت يدي " ....
تركنا وخرج من البيت يلعن اليوم الذي تعارفنا فيه ... حاول أمير مساعدتي بالوقوف ... لم يهتم هكذا بي قبلا ... أسعدني ذلك ...
توجهت بصعوبة للحمام أغسل دموع الألم وأتفقد إصابة رأسي ... ثم دخلت المطبخ ... كنت أقف وراء الموقد حين دخل أمير عليا ... نبرة صوته الحنونة لم تصل أذني قبلا ... لا بل صدري هو الذي سمعها ...
سحبت هاتفي وبدأت أسترجع كلامي معه ليلة أمس ... راجعت كل حرف علي أجد ما بذر الحنان فيه فأرويه وأبني عليه ... فجأة رنت إشارة إعلامي بوصول رسالة ...
نمت طوال المساء ... ألم في عظام جمجمتي يقض مضجعي كل حين ... صوت الجرس الخارجي أيقضني ... متثاقلة نحو الباب ... أمير الذي نسي مفاتيحه يقف خلفه ... فتحت له وكدت ألا أكلّمه ... ثم ذكرت أن بثينة هي الغاضبة منه لا أنا ... دخلت خلفه وهو يعرج ...
تركني ودخل غرفته ... طبخت كل الموجود في الثلاجة اللحم والنقانق والخضر والجبنة ... وضعتها على طبق وطرقت باب غرفته ... قبل الإذن بالدخول فتحته ... رأيته يخفي شيئا خلف الوسادة ... طبعا هاتفه ...
أصررت عليه أن ينهي طبقه كلّه ... فزّاعة على شكل رجل ... هيكل عظمي يرتدي ثيابا ... خطأ يتطلّب علاجه عناية فائقة ...
شعره الأسود الكثيف تأثر من كثرة القصّ ... وجهه الأبيض تكاد عظام الوجنتين تخرق جلد خدوده ... صدر هزيل ... قدمان نحيلتان ... من أين سأبدأ ...
تركته يتمتع بوجبته ودخلت غرفتي ... أمسكت هاتفي وفتحته ... ثلاثة رسائل تزيّن الشاشة ...
- ألو ؟؟؟ إنت هنا ؟؟؟ زعلانة ؟؟؟
فكّرت ألا أرد لكني خوفي أن أفقد وسيلة الإتصال الوحيدة به دفعتني للتراجع ... قررت المواصلة في لعبتي ...
قصة خيالية عبيطة شدت إنتباهه حتى تجاوز الليل نصفه ... وكالعادة إنسحبت شهرزاد القصة ... متعللة بالنعاس ...
صوت طنين عجيب يصلني من بيت أمير ... رفرف قلبي بين ضلوعي من الفرحة ... لقد ضبط منبهه ... الساعة السادسة والنصف ... صوت المياه تنهمر من الحمام ...
أخيرا طرد الكسل ... سمعته يفتح درج خزانته ... يختار ملابس مما إشتريت له ... النور يغمر قلبي ... وضع قدمه على بداية سكة حسن السلوك ...
السابعة والربع صباحا ... أغلق الباب ... وغادر ... رحت أرقص فرحا بنجاح خطتي ... أقفز على السرير كطفلة سعيدة بحذاء العيد ... وفجأة طفت الغيرة على سعادتي ...
بثينة الغريبة نجحت في يومين فيما عجزت عنه ... أنا أمه ؟؟؟
بنشاط وحماسة شديدة توجهت للعمل ... لم أركّز مع التلاميذ ... رحت أعد الدقائق التي صارت تزحف ... الثامنة وسبع وعشرون ... ثمانية وعشرون ... تسعة وعشرون ... فقط الثلاثون مرّت بسرعة ... تلتها البقية ...
التاسعة إلا ربع ... تملكني اليأس ... أمير لم يرسل شيئا ... ظلام أحاط بي ... دق جرس الفسحة ... لم أترك مقعدي ... ركبي لم تحملني من الخيبة ... إشارة تعلمني بوصول رسالة ...
أمير يجلس بين مقاعد الفصل مع إعتذار عن التأخير بسبب عدم القدرة على التصوير أثناء الدرس ... طار قلبي بين ضلوعي فرحا ... المهم أنه عاد لمزاولة دروسه ... بداية مشجعة ... الحصص المتبقية قضيتها فوق السحاب ...
سعادتي حطّمت مع تقدّم ناظر المدرسة يسأل عن حال أمير ... هل تحسنت صحته ؟؟؟ لم أستوعب ما حدث ... لو إلتحق بالدروس لمرّ بمكتب الناظر لتصريح الدخول ؟؟؟ تلعثمت كثيرا في الإجابة ...
أمير خدع بثينة ... تسلل للقسم وقت الفسحة .... أخذ الصورة وإنسحب للشارع ... فكرة خبيثة ...
ضغط دمي إرتفع من أفعاله ... مساءا بدأ يراسل بثينة بإصرار شديد ... لم أجد بدا من الإستجابة له ... لو أعلمته بإكتشاف كذبه شيكشف حقيقتي ... أو أقل تقدير سيتأكد من كذبي حول شخصيتي ...
اضطررت للتعامل مع أسألته عن حياة بثينة على مضض ... فقدت تلك الرسائل روحها ... العجيب في الأمر أنه أحس ببرودي ...
عاد أمير لطبيعته ... ينام فجرا ويستيقظ عصرا ... يخرج ثم يسهر مع بثينة ... ضجرت من مجاراته ... أسأله عن أحوال الدراسة فيكذب عليا أنه يجتهد ...
سقطت خطتي في الماء ... إحساسي بالفشل دفع تلك الرغبة المتقدة لتطفو مجددا على سطح مشاعري ... لن أهتم بأحد بعد الآن ... سأرفع علمي فوق جمهورية نفسي ... حرّة في تصرفاتي وجسدي لا أحد يملك الحق في محاسبتي ...
شيئا فشيئا صرت أهمل الحديث مع أمير ... صار يكره زوج بثينة التي يحرمه من متعة الحديث معها رغم براءته ... صددت كل محاولة منه للتقرّب بكلمات صادمة .... هزاله وشكله لا تعجبني .... حطّمت روحه إنتقاما من خديعته وفشلي ...
تحوّل تفكيري كلّه للمتعة ...
ذلك العالم الإفتراضي يسمح لك بالقيام بكل شيء ... قبلت بعض دعوات الشباب للصداقة ... هدفهم واحد ووحيد ... الجنس ...
إتفاق غريب بين الجميع على نفس الهدف ... بدأت أكون بعض العلاقات الإفتراضية ... أحدث هذا وأقبل مداعبة ذلك وأتغزّل بالآخر ... إشتركت في كلّ الصفحات ... صرت أتابع الأخبار والإعلانات ...
كمراهقة عديمة الخبرة صرت أقلّب صور الشباب ... أمضي ساعات طويلة أقلّب الحسابات على أضفر بصيد ... تتوفر فيه شروطي ...
شاب مهذّب ... وسيم في بداية العشرين ... وضعت الوصول إليه نصب عيني ... يسكن في مدينة تبعد عن مدينتنا حوالي الساعة ...
توطدت علاقتنا ... رغم عدم إعلانه رغبته بي لكنه يلمّح دائما ... كان يصرّ أن نتقابل ... وضعنا كل الإحتمالات خصوصا مع ظروفي العائلية وظروفه المادية ...
فكرت في إستئجار شقة بتلك المدينة ... تكون عش غرام ممنوع ... أذهب إليه صباحا وأعود مساء وفق مواقيت العمل ... لن يدرك أحد ذلك ولن يشك بي أحد ...
كلّفته بالبحث عن شقة في حي راقي لا شبهات فيه ... خنقت بخلي وحرصي ... رغبتي صارت تقود كل تصرفاتي ... سريعة الوقوع في الحب كنحلة تجذبها كل الزهور اليانعة ... إعتقدت أني وقعت في حبه ...
أعلمني بعد أيّام أنه وجد بغيتنا ... كان يتوق لرؤيتي غير مصدّق حضه السعيد الذي أوقعه بي ... تواعدنا وسط الأسبوع القادم .... للقاء تعارف وإتمام كل شيء ... حتى أني أرسلت له حوالة ببعض المال ...
وددت لو أطوي أوراق اليومية للوصول للموعد المنتظر ... بدأت أختار ملابسي ... أخذت موعدا في مركز التجميل كعروس تتأهب لدخلتها ... عريسي الشاب ينتظرني ...
مع كل هذا لم أقطع علاقة بثينة بأمير ... لعض الكلمات ثم أنسحب لأتركه يتجرّع ثمن خدعته ...
كما أني لم أستجب لطلبات الشباب في جنس الهاتف أو الفيديو ... لم يثرني الموضوع ... أحسست أن لا فرق بينه وبين تفريغ رغبتي بنفسي ... أمر عبثي لا يملأ فراغاتي
بعد التوجه لمركز التجميل دخلت مقهى ... لتناول الإفطار ... أدلل نفسي التي بدأت تتحرر من قيودها ... بدأت أعبث بهاتفي ... خبر تداولته كل الصفحات تقريبا ...
" القبض على سيدة وشاب في شقة مفروشة " خبر كثيرا ما نسمعه في مجتمعنا ... العنوان الأبرز والمثير للإهتمام هو " سيدة تدفع ثلاثة آلاف دينار شهريا لشاب مقابل علاقة محرّمة " ...
أحسست بوخز في صدري ... فتحت كل روابط تفاصيل الخبر ... قرأتها كلها ... سيدة أعمال متزوجة تخصص شقة لشاب تعاشره مع مبلغ شهري يبلغ ثلاثة آلاف دينار ... أجرة موظف سامي مقابل الجنس ؟؟؟ ...
المفروض والمتعارف عليه دائما هو أن الرجال تدفع مقابل الجنس ... غرابة الخبر وقيمة المبلغ جعلته ينتشر كالنار في الهشيم بين الصفحات ...
إسهال شديد أصابني للخبر ... جلست أطالع بعض التعاليق حوله ... مع مرور الوقت بدأت التعاليق تزداد ... إنقسمت بين اللعنات على تصرفات السيدة الماجنة والسخرية من قدرات هذا الشاب التي تستحق هذا المبلغ ...
تهت بين الكلمات ... لا أعلم لماذا تعاطفت معها ولماذا أرعبني الخبر ... تخيلت نفسي مكانها ... فضيحة خسرت معها كل شيء ... سمعتها بيتها ... مازاد الطين بلّة أنها علاوة كونها متزوجة فهي أم لولد وبنت ...
القلّة ممن تعاطف معها ... لامها فقط على سمعة ولديها ... سيحملان جريمة لم يرتكباها طوال عمرهما ... لقب أبناء القحبة سيرافقهما مدى الحياة ...
كنت كأني أنا من تتلقى سهام نقدهم لتصرّفاتها ... إتصلت بعشيقي المفترض أجّلت موعدنا دون سبب ... دخلت بيتي أستحم للتخلّص من رواسب عار لصقني ... عار كانت نفسي تتوق له ...
طوال المساء كنت أتجنب ملامسة الهاتف كأنه إثم يجب عليا إجتنابه... سجنت نفسي بغرفتي .... خيالي طاف بي في المستقبل ... لو كنت مكانها ماذا سيحدث لي ... ستة أشهر من السجن من أجل الزنى ... أفقد بعدها وظيفتي ... زوجي سيجد سبب للطلاق ويكون هو الضحية لا الجلاد ... أمير ؟؟؟؟ لا يمكنني تخيّل مصيره ... هو أصلا حاضره أسود هكذا ...
طال جلدي لنفسي ... تكسّرت كل أمواج الرغبة على صخور الخوف ... سحبت الهاتف أغلقت كل منفذ يمكن ن يتسللّ منه عشيقي .... أبحث عن جديد حول الموضوع ... رحت أطالع التعليقات ... تواصل رجم تلك المسكينة الداعرة ...
وسط كم السباب والشتم واللعن ... سيدة اليقطين تتدخّل بشجاعتها المعهودة ...
" كفايكم نفاق ... ماحدش له حق يحاسبها ... حطو نفسكم مكانها "
لم أكن بحاجة لوضع نفسي مكانها ... أنا أصلا في مكانها ... لم أشعر كيف وضعت إعجابا على أحد تعاليقها المدافعة أو الملتمسة العذر لمجرمة هذا اليوم ...
عادتي هي التلصص في صمت ... كنت أتابع دفاعها المستميت عن صاحبة هذا الحدث ... ألف عذر وضعتها لتبرير تصرفها ... الألف كلها تنطبق عليا ...
كان كلامها كمرهم يرطب إلتهاب ضميري ... كل ما أعجبني كلامها وضعت إعجابا عليه ... ربما كثرة إعجاباتي سحبتها ... طلبت إضافتي فوافت دون تردد ...
رسالة تصلني منها تستفسر عن رأي في ما حصل ... كنت أقارب فكرتها دون خجل ... قالت أنها ملّت مناقشة المنافقين ... ستجد راحتها في الحديث بعيدا عنهم ....
حساباتنا الوهمية تمنحنا الحق في التعبير عما في صدورنا دون خوف ... طال حوارنا حتى إستنزفنا الحروف ...
تجاوب كبير بيني وبينها ... تعارفنا ... لا أعلم ما الذي منعني من الكذب هذه المرّة ... إحتفظت فقط بالإسم والعنوان المزيفين حرصا ... رويت عليها كل تفاصيل حياتي بصدق دقيق ... كنت أشعر أني مستلقية على سرير طبيب نفسي ...
خبرتها وتفهمها شجعاني .. أعتقد أنها كذلك صدقتني في تعريفها بنفسها ... أكبر مني بخمس سنوات ... زوجها طيّار ... متأكدة أنه يخونها لكنها لا تملك دليلا ... قالت أن إسمها إيناس .... أكبر بناتها تدرس بالخارج ووسطاهما في مثل سن أمير والصغرى في الثالثة ثانوي ...
صرنا صديقتين مقربتين لأقصى درجة بسرعة عجيبة ... يومان فقط وصرت أدمن محادثتها سواء عن طريق الهاتف أو عبر الفيس ... متنفس رحمتني به الظروف ...
تقاسمنا الأسف والندم والحسرة ... ربما تشابه وضعيتنا جعلنا مقربتين ... حدثتها عن موضوع الحديقة والشباك ... عن الرغبة المتقدة التي ألهبها عضو حسين بين فخذي ...
كلامها الماجن لا حدود له ... تصف الأشياء بمسمياتها دون حرج ... تواجدها في حياتي منحني بعض التوازن ...
عاتبتني على تسرعي في الإرتباط بغريب ... وضعت أمامي إحتمالات خطرة يمكن ان تنجر عن تلك العالقة ... عشيقة في مدينة غريبة مع غريب وجدته على الفيس .... تعتبر فضيحة سيدة الأعمال أمامها لا شيء ...
نصحتني بقطع العالقة معه خشية الإستغلال و الفضيحة ... أحسست بالخجل من حمقي ... كلامها يشابه في منطقه بما حدثتني به عائشة ذات يوم ... الفرق الوحيد أني أنكرت كلام عائشة ساعتها ثم سعيت لتنفيذه ....
عائشة التي شبهت حديثها بوسوسة الشيطان يوما .... إيناس شيطان متمرس أكثر حذرا ... أحسست أنها تخفي شيئا لم يحن الوقت بعد لإطلاعي عليه ...
رغم التوازن الذي خلقه وجودها في حياتي وإحساسي بروح أختي ترفرف بأجنحتها حولي مع كل كلمة أسمعها منها ... إلا أني لست مرتاحة ...
فلا أنا أطلقت لنفسي العنان للمتعة والحصول على ما أريد ... ولا أنا دفنت رغبتي للأبد ...
كأسلحة الجيوش العربية ملقمة تنتظر الضغط على الزناد مع قدوم العدو رغم أنها تعرف مكانه .... هكذا كنت ...
البيت الذي إكتسب شيئا من الهدوء لم يفقد كآبته ... وجود زوجي الذي بدأ يصبح نادرا شيئا فشيئا يخنق حريتي و أمير الذي تعنت في عناده أغلقت درج التفكير فيه ... إلى حين ...
غيابه عن المدرسة تواصل لشهر ونصف ... الإمتحانات الجزئية إقترب موعدها ... رفعت رايات الإستسلام أمامه ... حديث بثينة بقي قليلا معه ... لم أقطع علاقتي به ولم أتقدم بها كثيرا ... هو كذلك رغم التجرح لم ينسحب ....
كنت أشعر بإنزعاجه لعدم مبالاتها به ... سمعت تذمره منها عبر الحائط الفاصل بين حجرتينا ... إستغرابي من الهدوء لم يدم طويلا ....
صبيحة يوم أحد ... كنت أتحدث مع إيناس على الهاتف ... حديث نساء عادي ... عن المطبخ والموضة ... فجأة سمعت جلبة أحدثها دخول زوجي لغرفة أمير ... نقاش هادئ على غير العادة ... أذني تتلصص متأهبة للحرب ... إقتراح ممزوج بالوعيد ....
إدارة المعهد إتصلت بزوجي للتنبيه بالفصل النهائي لأمير إن لم يلتحق قبل موعد الإمتحانات ... النتيجة ... معادلة صعبة ... ثلاث إقتراحات لا بديل عنها ... إما العودة للدروس .... أو الإلتحاق بالجيش عبر نفوذ والده ... أو الطرد من المنزل ...
رغم إقتناعي بأن أمير لن يقبل أي منهم ... لكني سعدت أن والده تحدث إليه كرجل لرجل ... عليه تحمّل مسؤوليته ...
الصوت العالي بينهما أحيانا يصل للمطبخ ليقطع عنا المكالمة التي لم أكن أركز معها .... فقط لم أقطع الخط لإيهام كليهما أن أمرهما لم يعد يعنيني ... إن صح ذلك مع زوجي فأنا أغالط نفسي فيما يخص أمير ...
إنتهت حلقة النقاش بخروج كليهما من المنزل ... تخبط أفكاري جعلني لا أتابع حديث إيناس بإهتمام ... أحسست أنها يمكنها مساعدتي ... خصوصا وأنها تلح عليا لمعرفة ما جرى ...
بدأت أقص عليها بالتفاصيل حكاية أمير منذ ولادته حتى موضوع الفيسبوك ... وكيف أن الموضوع نجح مع هيثم في حين فشل مع أمير ...
مع التهديد الأخير من زوجي يمكن إستغلال الموقف ... فأمير لا يحتمل زوجي في صورة الأب فكيف سيتحمّله في شكل آمر له ... وتركه للبيت مع خوفه وقلّة حيلته سيكون أمرا صعبا عليه ...
إنتظرت عودته في الليل ... أحسست أن الأمر يثقل عليه ... أعتقد أنه سيلين هذه المرّة ... العالمة الخضراء تشير أنه متّصل ...
الجنس هو أقوى وقود للإنسان ... أمير يستيقض مبكرا ... يستحم يغيّر ملابسه ... نظرة عينيه الخجولة وهو ينتظرني للذهاب معه للمعهد لتسوية موضوع غيابه ... سأركع أمام إيناس تعبيرا عن إمتناني لها ... رغم أن إنكسار أمير آلامني ....
كنت أتمنى عودته للمدرسة لكن بروح معنوية عالية .... إنكساره سببه الشرخ بين عناده السابق وخضوعه الحالي ...
زوجي الذي إعتقد أن تهديده أعطى أكله صار يرمقني بنظرة المنتصر كلما تصادفت عينانا ... " جاب الأسد من وذنه " ... إحتقار وسخرية تعلو محياي كل ما تذكرت شكله ...
نظام جديد فرضته بثينة على أمير ... نصف ساعة فقط تحدثه فيها تشد همته ... ثم تتركه ... كنت أرى نور غرفته يضيء لساعات متأخّرة وهو ينقل ما فاته من دروس ...
لعبت دور الأم الحنون ... دلال في الأكل ... سندويتشات وعصائر تدخل غرفته ... صرت أنفق على أكله ما لم أتخيّله قبلا ... بعض المسمنات والمدعمات الغذائية أدسها في أكله خلسة ...
رغم أنه بقي يتجاهلني في تمرّد منعته عزة نفسه عن التخلي عنه بسرعة ... لكنه صار منظما ... أقل شيء في مواعيده ...
وإن بقي على عادته في إحداث الفوضى أين تواجد لكني كنت سعيدة لما وصلت له ... إيناس تتابع معي التطورات هاتفيا أولا بأوّل ... وبثينة تمسك بخيوط تحرك أمير بها ...
الأمر ليس بالصعوبة ... كلما لاحظت إجتهاده تزيد بثينة في حرارة حوارتها معه ... بدأنا نتحدث عن العلاقات بين الشباب والبنات ... نفس الطريقة ... ألف ليلة وليلة أحمسه حتى أشعر أن النار تغلي في صدره شوقا لتعلّم المزيد ....
ثم أتركه ليفرغ تلك الشحنة في إجتهاده في دروسه ....
عادت جديدة إكتسبها ... ممارسة الجري كل مساء ... بعض الحركات الرياضية لتقوية العضلات ... يقابلها شحن بالأكل الدسم والمفيد مني ...
وصلت بثينة في الحديث معه ... حول القبل والعناق بين الجنسين ... لا أعلم من آثار ذلك الحديث أنا أو هو ...
بدأت أوّل زهوري تتفتح ... لقد تحصّل على درجات تعتبر جيّدة في الإمتحانات الجزئية ... كما توقعت كنت أنا التي ستدفع ثمن إجتهاد حثثته عليه دون علمه ....
كنت بغرفتي أضع بعض الخطوط العريضة للمرحلة القادمة ... حين سمعت طرقا خفيفا على الباب ... الخجل والتردد يبدوان من وقع قبضته على الخشب قبل وصول صوته المبحوح ... أمير يطلب الإذن بالدخول ... رأسه يسبق جسده المرتعش من التوتر ...
قام من مجلسه يريد المغادرة ... حين ناديته فاتحة ذراعي ....
" ما فيش حضن لماما إلي بتحبك "
كلماتي وذراعي كانت كمغنطيس يسحبه نحوي ... إرتمي في حضني كسفينة حطمت الرياح أشرعتها وأخيرا إهتدت للبر بعد مصير الغرق اليقين ... دموعه بللت كتفي وصدري ... لم أمنع نفسي من البكاء ندما ... دموعي وصلت أعلى رأسه ...
لم أشعر بحنان كما شعرت به اليوم ... ربما الفرحة بوصولي لمرادي وبعودة إبني لصدري الذي حرمته منه قبلا ... كان ينحني ليدفن رأسه في صدري ... أردت تقبيل شعر رأسه حين رفع وجهه نحوي يريد الكلام ...
دون شعور وقعت قبلتي بأسفل خده ... نصف شفتي على خده ونصفها على شفتيه ... نار إلتهبت في صدري ... تجمّدت عروقي
الجزء الرابع
إنفلت أمير من بين يدي أو أنا أفلته ... كلانا ليس متعودا على اللمسات الحنونة ... إنطلق مسرعا نحو غايته ... طريقان متوازيان صار يقطعهما سويّا ... الإجتهاد في الدراسة والجلد في التمارين ...
كل ما حولي تغيّر ... أمير صار في تصرّفاته هادئ وإن كان غير مطيع كليا ... البيت عاد لسكينته المعتادة ... حفاظا على أمير من تدخّل أرعن من زوجي يهدم كل ما بنيته ...
جلسة تفاوض مع زوجي ... هي الأخيرة ربما ... بنودها ... مواصلة العيش المشترك والقبول بحل الدولتين مع منح السلطة المحلية على أمير لي ... يبقى له حق الإعتراض إن حدث ما يتوجبه ...
التطبيع المعلن بيني وبين زوجي منحني إمتيازات عديدة ... أولها تخفيف عبئ المصاريف المستجدّة عني ... واجبه كأب في الإنفاق ...
أمضينا وثيقة السلام سرّا ... طالما أمير يجتهد ولا يخلق المشاكل فإن الإتفاقية متواصلة ... الإحتفاظ بحدود ما بعد النكسة ... الفراق ...
هو في غرفته وأنا في غرفتي ... أمضيت تنازلا عن حقوق ملكيتي فيه ... يمكنه فعل ما يريد شريطة عدم علمي وعدم الوقوع في الفضيحة ...
جو من السلام يخيّم على روحي ... لا صراخ لا معارك ... لا فقدان لأواني وأثاث تتكسر يوميا ... أمير يتقدّم بخطى ثابتة ... تحت الرقابة والتوجيهات على الفيسبوك ...
كبناء جديد بدأت ملامحه تتحدد بعد جهد دام شهرين ... شهران مرّا على وتيرة ثابتة ... لم أكن أن أنتظر طلباته ... أعرفها ليلا على الفيس و أحققه له نهارا في الواقع ...
كان يبدي دهشته من تغيري المفاجئ ... زوجي صار أكثر حذرا في التعامل معه ... في النهاية هو والده ... أعتقد أنه أدرك خطأه في تربيته لكنه لازال يكابر ...
مكالمات طويلة تؤلم عضلات بطني من كثرة الضحك مع إيناس ... إيناس التي أونست وحدتي ... نتحدّث في كل شيء ... أصلا صرنا نتفق على طبخ نفس الطعام في نفس الوقت ...
كنت أشعر أنها تعيش معي ... شيء واحد فقط بقي على حاله ... ذلك الفراغ وتلك الرغبة القاتلة ... الصحراء لا تستفيد من خصوبة الأراضي المجاورة لها ... كل مناطق خريطة حياتي أينعت إلا صحراء جسدي ...
إهتمامي بأمير والمجهود المبالغ فيه لوضع المخططات اليومية ملآ وقتي لكنهما لم يشغلا رغبتي المتواصلة للحياة ... الحياة هي الجنس ... جسد بلا جنس هو جسد لا يحيى ...
كما أن إحساس الأمومة المعدّلة التي صرت أعيشها ... يحرق فؤادي ... أمير الذي صار مطيعا وهادئ لم يتحوّل ليصبح ودودا ... لا يحضنني يكلمني وعيناه في الأرض ... لم أشعر أنه يطفئ رغبتي المتقدة في إستعادة إبن لم أفقده ...
لا يهم ... مصلحته هي الأساس ... تغييرات جديّة بدأت تبرز على جسده ... وجهه صار أكثر إشراقا ... مزيج ورثه من جمال جدته للأم ... عيناه السود الفاتحتان ... تناقض الألوان التي حبت بها الطبيعة عينيه يعكس كل ماعاشه من تناقضات ...
أعتقد أني صرت أرى إبني بعين أخرى ... وجنتاه توردتا وكساهما اللحم... إنعكس ذلك على نعومة جلدهما ... أنفه الصغير المدبب ... شفتاه الرقيقتان ... العناية بشعره وتخليه عن القصة العسكرية أنتجت شعرا لينا بدأ ينساب على جبينه مع التسريحة الجديدة ...
لم تسعفني الفرصة أن أكتشف نمو جسده بفعل التمارين ... لكن ملابسه بدأ ترسم ما تحتها ... تلك القصبة الهزيلة في رجله بدأ تخنق قماش بناطيله ... كرتا تنس بدأ ترسم في ذراعيه كلما تمطط ...
ألواح كتفيه تباعدتا مما أعطاه توازنا في حجمه ... مؤخرته أصبحت تبدو صلبة تحت البنطال الجينز ...
كنت كالتي تسقي فسل نخلة يئست من اخضرارها ... الآن صارت تراها بدأت تتطاول لتعانق السماء ... رغم قصر المدة لكن الخطة بدأت تأتي أكلها ...
إمتحانات الثلاثية الأولى على الأبواب ... بدأت أتعمّد أن أشد همة أمير أكثر فأكثر ... حديث طويل على الفيسبوك ثم أتركه يجتهد ... و في الواقع عناية بملبسة وأكله ...
رغم شعوري بإنفصام في الشخصية ... أمه في الواقع وصديقته في العالم الإفتراضي ... أصلا صرت أغار من نفسي ... هو يصارح بثينة الفيس بكل ما يختلج صدره عكسي تماما ...
كنت أدفن ذلك الشعور فرحا بما حققته ...و إن يكن فالأمر يسير على ما يرام ... كان عملي خلال أسابيع الإمتحانات يقتصر على مراقبة الفروض ... ساعة او ساعتان فقط يوميا ...
إهتممت أكثر بأمير ... كنت مطمئنة كونه سينجح ... إجتهاده وذكاءه ويؤكدان ذلك ... قررت ألا أنتظر النتيجة ... أحسست أن إختلست منه حقّه ... قاعة ألعابه الخاصة ستكون جائزة جهده ... وإن نجح سيكون هناك كلام آخر .. أردته أن يشعر أني أقدّر عمله ...
قبل نهاية أسبوع الإمتحانات بيوم ...فتحت الباب الداخلي للمرآب قصد تنظيفه وإعداده لإستقبال مالكه الجديد ... كل شيء بقي على حاله سوى ما فعلته العناكب النشيطة ... سحبت كرسيا أصعد فوقه أطارد بقايا بيت عنكبوت أصّرت على بنائه في أعلى الشبّاك ...
لمحت شابا يقف بدراجة نارية شعبية قرب باب الحديقة ... شكله مؤلوف لدي ... دائما ما كنت أراه بجانب المعهد يزعج المارين بصوت محرّك دراجته المستفز ... ليس من أبناء المعهد لكنه يرابط قربه دائما ...
كنا نتهمه بكونه نشّالا يصطاد فرائسه هناك... بعض الزميلات يقلن كونه مروج مخدّرات ... تواجده بالقرب من حديقتي الخلفية أزعجني ... أردت إعلام الشرطة ... سحبت هاتفي لأصوره كدليل على ترصده للحي الهادئ ...
بدأت ألتقط بعض الصور له ... دون مقدّمات فتح باب حديقتي و أدخل درّاجته ... قبل أن أستوعب ما يحدث آلاء تدخل خلفه وتغلق الباب ... لم أبلع ريق المفاجأة بعد حتى إرتمت في حضنه ...
شفتاها تمتص رحيق الرغبة من شفتيه ... حقيقة المشهد صدمني هذه المرّة ... في الأولى وإن كان حسين فاشلا لكنه زميلها في الدراسة ... هذه الفراشة الجميلة تسلّم شفتيها الجميلتين لهذا الشاب ...
يداه تعبث بجسدها ... عيناها مغمضتان في إستسلام لحركاته ... أصابعه تفتح أزرار ميدعتها الزرقاء ... يسحب تيشرت أبيضا كان تلبسه حتى عنقها ... سوتيانة بنية تسبح في بياض جلدها الناعم ... تخلّص منه على عجل لتبرز تفاحتا صدرها الغض الصغير ...
إلتقم أحد حلمتيها الورديتين بين شفتيه ... بدأت آهاتها تعلو لتصم أذني المشتاقتين للمتعة ... دون تفكير شغلت تسجيل الفيديو على الهاتف ... وجهها المستمتع بما يفعله بجسدها يظهر على شاشتي ... صدرها العاري ...
يداه تزحفان لتفتح أزرار بنطالها ... كخبيرة تراجعت بمؤخرتها للخلف لتسهّل عملية نزعه ... كيلوت أزرق صغير تطلّ على حافتيه شعيرات رقيقة ... سرعان ما غاصت يده فيه تنتزع من حنجرتها آهات لم تحاول كبتها ...
كنت أعاني للتركيز على التصوير أو المتابعة المباشرة لما يحدث ... بدأت أصابعه تغوص بين فخذيها حين بركت على ركبتيها تفتح بنطلونه ... زب أحمر قاني إنتصب مستقيما مقابلا وجهها ...
لم تجهد نفسها في إبتلاعه ... لم أتمكن من مشاهدته بوضوح لكنه يقارب زب حسين ... محضوضة هذه الفتاة ... دقائق طويلة ترضع قضيبه في متعة بللته بريق رغبتها ...
دون مقدمات وضعت يديها على حافة الشبّاك كمن خبرت مقاييس المكان ... الشاب يقف خلفها ليغرس زبه فيها ... كلمة واحدة صدرت منها قبل سلسة آهات ... " إوعى تدخلو من قدّام "
" أمال حيدخلو فين ؟؟؟ "
سؤال كدت أصرخ طالبة الإجابة منها ... لم تسعفني بطاّرية هاتفي أن أسأل أو أسمع إجابة ... طنين قوي فضح وجودي ... إنسحبت داخل بيتي قبل أن تكشفني عينا آلاء التي بدأت تستفسر الأمر ...
تركتهما ولا أدري كيف كانت نهاية ذلك المشهد ... وضعت هاتفي في الشحن ولجأت للحمام أسترجع أنفاسي مع ذكريات ما حدث بالتفصيل ...
آلاء وضعت قدمها على بداية سكة الإنحراف ... لا بل إنحرفت وإنتهى الأمر ... لا أعلم لماذا أنكرت تصرّفها هذه المرّة في حين تقبّلته أوّلا ... كيف تسمح لنفسها بالقيام بذلك ؟؟؟
أمها صديقتي ... سأعلمها بكل ما يحدث لتضع حدا لعهر إبنتها ... عادت الروح لشاشة هاتفي ... بحثت عن رقم والدتها ... كنت عزمت أن أروي القصة كاملة مستعينة بالمؤيدات والأدلة التي أملكها ...
ما إن سمعت صوت زميلتي من الجانب الآخر حتى تداركت نفسي ... ربما خفت عليها من الصدمة .... يمكن أن تشلّ لسماع هكذا خبر ... تلعثمت كثيرا حتى إهتديت لتعلّة تفسّر إتصالي المفاجئ ...
قلت لها أني إبنتها تراجعت في مادتي وأخشى رسوبها ... خصوصا وأن يوم الغد تمتحن فيه ... طلبت منها أن ترسلها لبيتي بعد الظهر لحصة دروس تتدارك بها إهمالها ...
أغلقت الهاتف ... تهمة الإهمال أخف وطئا مما كنت سأقوله ... حضرت لها بعض القهوة والحلويات ... زوجي يعمل وأمير يتدرّب من الرابعة حتى السادسة ... ساعتان تكفيان لتقويم سلوكها ....
سأهددها بأمها ... جرس الباب ينبئ بقدومها ... إستغراب يعلو محياها البريء وأنا أستقبلها ... هي الأكثر شطارة بين زملاءها ... لم تستوعب ما قلته لأمها ....
لم ترتح في مجلسها بعد حتى دخل أمير الذي أجّل تمارينه لما بعد الإمتحان ... نظرات دهشة رمقنا بها ودخل غرفته دون أن يسلّم ... أزعجني تصرّفه الفض لكني لم أركّز معه ...
بقاؤنا في المطبخ سيمنعني من مفاتحتها في الموضوع ... ولن تسنح لي فرصة أخرى أنفرد بها معها ... طلبت منها أن تتبعني ... خطوات واثقة ووجه تملأه البراءة يسيران خلفي ...
فتحت باب المرآب وتبعتني في الدخول ... جلست على الكنبة وطلبت منها الجلوس بجانبي ... عيناها تتمليان في دهشة ديكورات القاعة .... قبل أن تسألني عن سر المكان تسمّرت عيناها في الشبّاك ...
إنقطاع الأكسجين عنها حوّل لونها للبنفسجي ... قبل أن تنظر في وجهي وضعت الهاتف بين يديها ... لقطات قصيرة من مشهد مجونها ... وأغمي عليها ...
محاولات بسيطة وإستعادت الوعي ... جثمت على ركبتيها تقبل قدمي ... لم تتكلّم ... شهقة بكائها منعتها من الكلام ...
متعمّدة الزيادة في رعبها ... لازمت الصمت ... كلما زاد صمتي زادت الحشرجة في صدرها ... تخيّلت أن هذا الموقف كفيل بتربيتها ...
نظرت مباشرة في عيني وهي تركع عند قدمي تقبلهما طالبة الرحمة .....
الموضوع إبتدأ منذ سنتين ... كان عمري تقريبا 16 سنة حينها ... كانت ملامح البلوغ تبرز عليا... صدري بدأ يضغط للأعلى ... وأفخاذي بدأت تأخذ الشكل المدوّر... شعر أسود ناعم بدأ يغزو كسيّ... كانت الدورة بدأت تنتظم عندي ... سألت ماما ... فسّرت لي لكن دون وضوح ... قالت لي " إنتي إبتديتي تكبري "
كنت كلّ يوم أنزع ملابسي مشدودة لتغيّرات جسمي ... أراقب الشعر ينمو بين فخذي ... فخورة بتفاحات صدري وهو تخرج للدنيا... أتخيّل نفسي إمرأة ... أشبه أمي ... أشبه الممثلات ... جميلة وجذّابة ... كما هو الحال مع كل بنات سني ...
كان ذهابنا المصيف .... نسميها في تونس بالخلاعة ... أنا وماما وأخي الصغّير وخالي وزوجته ... بابا إعتذر بشغله ... فيلا صغيّرة على البحر إستأجرها خالي ...
حال وصولنا أردت النزول للبحر ...
تعودت منذ طفولتي أن ألبس البيكيني ... كان ذلك عاديا بالنسبة للجميع ... هذه المرّة أمي إعترضت ... أرغمتني على لبس مايو من قطعة واحدة وفوقه شورت ...
كنت أشعر بحركاتي مكبّلة داخله ... لم أستطع السباحة ... شعرت أني سأغرق ... فقاطعت النزول للبحر...
كنت أحب خالي جدا ... خالي يشبه الفنان أحمد عز ... ربما عيناه هي التي كانت تخيّل لي ذلك ... مر الأسبوع الأوّل ثقيلا ... لم أشعر أني في المصيف ... أمي صارت تقيّد حركاتي ...
الأسبوع الثاني كان موعد زفاف إبنة خالتي ... وبما أن خالي كان قد قطع علاقته بجميع إخوته إلا أمي فإنه رفض الحضور ... منزل خالتي يقع في قرية في الوسط الغربي ... الطقس في مثل هذا الوقت هناك يعتبر أحد نوافذ الجحيم ...
تحوّلت أمي وأخي وزوجة خالي بعد إصرار شديد من أمي وافق زوجها ... إصرار أمي إصطدم بإستماتتي لعدم الذهاب ...
تدخّل خالي لمصلحتي فلم تجد أمي بدا من الإذعان له ... ذهب الجميع وبقينا أنا وهو بمفردنا ...
بالليل كانت المتعة ... زرنا الملاهي ... البيتزا ... المثلّجات ... خالي لا يرفض لي طلبا ... عدنا آخر الليل ... نمت من كثرة التعب بالصالون ... كمية المشروبات والمثلجات أجبرتني للنهوض ليلا قصد الدخول للحمام ...
فتحت الباب بهدوء ... كان النور مفتوحا ... خالي كان يتحمم ... شعره مغطى بالشامبو وعيناه مغمضتان ... صوت الماء منعه من ملاحظة دخولي ... لكني لاحظت جسده العاري ... شيء ضخم ينتصب للأعلى بين فخذيه ... ثانيتان كانت كفيلتين أن ترسم تلك الصورة في عقلي للأبد ...
لم أفهم السبب لكن المنظر أسرني ... طرحت السؤال عديد المرات ... كيف يخفي ذلك الخنجر بين طيات ثيابه ... لم انتبه يوما لوجوده ... لم أنم ليلتها ...
إستيقضت مبكرا ... أعددت الإفطار حسب قدرتي ...
خالي كان سعيدا بذلك ... قال أني أصبحت إمرأة ... أعتقد أنه كاد يكشف نظراتي التي تلاحق بين فخذيه بحثا عن ذلك الخنجر ... لكنه لم يعقّب ...
خالي الذي كان يعتبرني صغيرة لم يمانع رغم إحساسه بالحرج ... عدنا الفيلا ... دخلت لألبس البيكيني الجديد بينما خالي ذهب يلبس شورت السباحة ...
وقفت طويلا أمام المرآة ... كنت أتخيّل نفسي هكذا كإحدى الممثلات المشهورات في المسلسلات التي تتابعها أمي ... سعيدة بشكلي الجديد خرجت لأقابل خالي بالصالون ...
الدهشة بانت على عينيه رغم محاولته التظاهر بالعكس ... نزلنا الشاطئ ... رويت عطشي لمائه المالح .... ساعات طويلة مرت وأنا داخله ... برودة المياه وإلتصاق قماش البيكيني بصدري كشفت تصلّبت حلماتي للناظرين ...
توقعت أن نفس الشيء سينطبق على خالي ... صرت أتعمد سحبه للماء علي أرى ذلك الشيء ثانية ... لا أعلم لمذا لكني صدمت ... إلتصاق قماش الشورت الذي يلبسه ... كشف عن تكوّر صغير بين فخذيه ...
إتهمت نفسي .... إعتقدت أن نظري خدعني ليلة أمس .... مرّ المساء وأوّل الليل ... حاولت إعادة الكرّة في التلصص عليه في الحمام لكني فشلت ... إنتظرت نومه رغم تعبي لكني صمدت ...
تسللت للغرفة وهو نائم أتسحب كفأر جائع ... إقتربت من سريره ... النور خافت لكن الرؤية ممكنة ... حاولت سحب اللحاف من فوقه ... لكنه أفاق من نومه ...
الصدمة والإرتباك داريتهما بخوف مصطنع ... أوهمته أن أخاف النوم وحدي ... أفسح لي المجال وحضنني ونمت بجانبه ... دفئ حضنه وتعبي من إرهاق السباحة بالنهار جعلني أخلد لنوم عميق ....
نوم بدأت أستيقض منه وحرارة شديدة تلتصق بما بين أردافي ... لم أشاهد ساعتها ولكني أحسست ... عضلة صلبة دافئة تحتك بي ... إحساس جميل يدغدغني ...
أردت تعديل وضعيتي لإكتشافه لكنه نهض مبتسما لي ... رأيت تلك القبة التي صنعها في قماش بيجامته اللين ... أحرقني الفضول ...
ما ذلك الشيء الذي يتغيّر حجمه ... هل كل الذكور هكذا ... لمذا يتقلّص أحيانا ويتمدد أحيانا أخرى ...
أوّل درس فهمته أن الإحتكاك يولّد ذلك التمطط في الحجم عند الذكور ....
أسبوع كامل لم يروي غليل شغفي سوى أني إكتشفت أنه يستعمله للتبوّل ... لم يتقبّل عقلي أن ذلك العضو يقتصر دوره على ذلك فقط ...
الدرس الثاني هو أن مشاهدة جسد الأنثى يفعل نفس فعل الإحتكاك بين فخذي الرجال عاد الجميع ولم أحقق معلومات أخرى .... وإنتهى المصيف وعدنا لشقتنا ...
لم تفارق صورته مخيلتي كما سكن عقلي ألف سؤال ... أسئلة أجابت عنها بعض صديقاتي ... كل حسب ما تعرفه ... معلومات بسيطة لكن الحديث فيها ممتع للغاية ...
كنت أجلس كل مساء بشرفة المنزل أراقب المارة ... كانت متعتي هي تخيّل أحجام ما يحمل الرجال السائرون في حينا بين أرجلهم ...
إحدى الليالي لم يلامس النوم فيها أهدابي ... أمضيت الليل كلّه في الشرفة أسترق بعض نسمات شهر أوت الجافة ... الحرارة شديدة ... كنت ألبس كيلوتا وسوتيانة صغيرة فقط محتمية بظلمة الليل ... وبخلود الجميع للنوم ...
بدأ نور الفجر يغزو المكان ... إنتظرت طلوع الشمس لإلتقاط صورة سلفي أخلّد فيها ذكرى تلك الليلة ... شكلي في شاشة التلفون أعجبني ... صرت أغيّر موضعي عدة مرّات ... أضع الشمس ورائي وأحيانا عن يساري وأخرى عن يميني ...
أفقدني نورها تركيزي ... كنت مبهورة بجمال جسدي شبه العاري ... لم أدرك أن الحركة دبّت في الحي إلا وصوت باب دكّان العطّار المقابل لنا يفتح ....
(العطّار في تونس هو الذي يبيع كل المواد الغذائية وليس فقط مواد العطارة ... فقط تنويه وتحية لصديقي فيروس ... كاتب رائعة دكان العطارة )...
أفزعني صوته ... هربت خوفا أن يكون رآني ... قلبي يخفق رعبا ... عمي سالم ... عطّار الحي ... تاجر لم يتجاوز الخمسين سنة .... في مثل سن أبي ... حريص جدا ... دقيق في الحسابات ...
لا يتسامح في مليم واحد شأنه شأن كل أصحاب تلك المهنة التي ننسبهم لجزيرة جربة ... لا أعلم السبب ... ربما أوّل من إمتهن تلك المهنة هم أبناء الجزيرة ....
المهم ... إختفيت تحت غطائي خوفا أن يكون عم سالم الجربي قد كشفني ... المصيبة الكبرى أن يعلم أبي بذلك ... فهو صديقه وكثيرا ما يسامره والدي أمام دكانه جالسا على صندوق بلاستيكي يحتسيان الشاي ...
حوالي الساعة العاشرة أيقظتني أمي للذهاب كعادتي لإقتناء مستلزمات البيت ... كنت أبتلع ريقي خوفا من مقابلة عم سالم وجها لوجه ... تعثّرت خطواتي كثيرا قبل عتبة دكانه ...
تلعثم لساني مرارا وأنا أمليه طلبي ... لم يكن ينظر في عيني ... لم يصبح عليا ببشاشة التجار المعهودة ... تأكدت أنه رآني في الشرفة ...
توقف قلبي رعبا وتجمد الدم في عروقي ... كنت أنظر له يحسب ثمن ما إقتنيته ... مددت له ورقة بقيمة 10 دينارات ... وضع في يدي قطع نقدية قيمة الباقي ... وكمّش الورقة النقدية وأعادها في يدي ...
رعشة يده وهو يلامسني لا يمكن نسيانها ... لم أفهم قصد تصرّفه ... لم أصدّق عم سالم الذي كان صوته يهز الحي صراخا ... عندما يتغافل زبون عن سداد ثمن بضاعة بمآت المليمات يتنازل لي عن عشرة دنانير ؟؟؟
رفع نظره نحو الشرفة ... لا أعلم أي شيطان دلّني على قصده ... مبلغ محترم ثمن ثواني قليلة إختلس فيها النظر ...
أحيانا كنت أمضي الأيام أستجدي أمي أن تمنحني نصفه لشراء شيء أريده ... أحصل عليه هكذا ببساطة ... وافقت على الصفقة السرية ...
إنتظرت الفجر الموالي ... وأعدت الكرّة ثانية لكني تعمّدت إنتظاره هذه المرة ... تركته يتملى في جسدي مثلما شاء ... وفي النهار غزوت محلّه ...
كل ما كانت نفسي تشتهيه كان مباحا ليدي ... الشكولاطة .... المثلجات ... الحلوى ... أمام صمته الذي يأذن لي بالمواصلة ... كنت أتمادى ....
موعدُ فجريُ صار يجمعنا دون كلام ... أتركه يتمتع بمشاهدة جسدي مقابل أن يتركني أمتع شهوات بطني ...
جمعت مبلغا يعتبر محترما في أيّام قلائل ... عم سالم تخلّى عن بخله أمام جمال جسدي ... شيطان سكن تحت جلدي الغض وأقام مملكة فيه ...
كانت الشقة التي تقابلنا يسكنها زوجان ... عمي أيمن و خالتي درّة ... رغم أن أمي أكبر منها سنا لكنهما كانتا صديقتين مقرّبتين ... درّة كانت حاملا ....
قبل نهاية العطلة الصيفية ... رزق الزوجان بمولود صغير ... أمي تجنّدت لمساعدة جارتها ... أبي لم يمانع طول مكوثها عندها ... غيابها يعفيه من النكد الذي تسببه له ... كما أن ذلك المعروف سيمنع عنه الإحراج عندما ينقله أيمن معه بسيّارته كلّ صباح ...
أيمن هو الوحيد الذي يمتلك سيّارة في حينا ... هي سيّارة الإسعاف والأجرة والنقل ... كان لا يرفض طلبا لأحد ...
كنت أرافق أمي يوميا لمساعدتها ... مهمة أثقلت كاهلي ... خصوصا وأني كنت أختزن النوم في فترة الظهيرة بما يسمح لي بالسهر حتى موعد التعري في الشرفة ...
أصلا صرنا تقريبا نسكن شقة الجيران لا نعود إلا للنوم ... أيّام قليلة وبدأت آخذ راحتي عندهم ... كنت أعبث بهاتفي القديم مستلقية على الكنبة ...
كان أيمن يقلّب قنوات التلفاز يبحث عن شيء لم يجده ...
لم أنتبه أنه تخلّى عن جهاز التحكّم إلا بعد مدّة هدأت فيها الصور التي أزعجني تراقصها من بحثه .... رفعت عيني فجأة ... كان نظره موجها نحو فخذي العاريين ...
كنت ألبس تنورة صيفية بيضاء قصيرة ... تراجعت لمنبت فخذي دون أن انتبه لها ... جزء من كيلوتي الوردي الصغير يدعوه للنظر ...
تملّكه الرعب ... كطفل صغير إنتفض متعللا الذهاب للحمام ... تأكدت من نظريتي الثانية من إنتفاخ أسفل بطنه .... ذلك الشيطان النشيط سرعان ما زرع فكرة إستثمار وقت الظهيرة في شيء مفيد ...
عدّلت جلستي وغطيت ما تعرى من جلد فخذي وإنتظرت عودته ... كان يتحاشى النظر في عيني مباشرة ... ركّز يتابع نشرة الأخبار ... أو هكذا تظاهر ...
كنت أتعمّد تعذيبه بطلبه أن يفسّر لي ما يحدث في بلدان شقيقة لنا ... أو أستفسر عن مكان مدينة سمعت إسمها على لسان مذيعة ...
كلماته المتقطّعة وصوته الخافت كانتا دليلا على توتره ... تخيلته يقاتل رغبته في النظر بين فخذي المفتوحتين بعفوية أمامه ...
تحت التلفاز كان هناك درج مليئ بأقراص مضغوطة ... تعللّت أني مللت الأخبار ...
خطواتي نحو طاولة التلفاز كنت أشعر أني أضغط بقدمي فيها على جوارحه ... إنحنيت كأني أبحث عن فلم يكسر الملل ... كنت أشعر بنظراته تلتهم مؤخرتي الصغيرة ... لا شك أن كيلوتي يدعوه لإشباع نظره فيه ...
تعمدت أن أطيل البحث ... كنت أسمع صوت حركة قدميه تعلمني أن الحديد سخن وحان وقت طرقه ...
ركبت بجانبه في السيّارة ... كان مركزا على الطريق ... سحبت تنورتي حتى أعلى فخذي ... كنت سأشتعل من الغيض لعدم إهتمامه بي ...
كنت أرى الصراع في عينيه ... بين الرفض والموافقة ... مددت يدي بين فخذي كأني أحك جلدي بصفة عفوية ... حركة إستسلمت معها كل كتائب مقاومته ...
أيمن ذلك الرجل الرصين ... عيناه تراوحان بين السبيلين ... سبيل يقود فيه سيّارته والآخر أقود فيه رغبته كما أشاء ...
كنت سعيدة لإكتشافي الأخير ... رغم أن قلبي بدا ينبض بعنف ... لا أعلم أي الرغبة أم هي الرهبة ...
دخلنا الطريق السيّارة بين العاصمة وباجة ... إختيار صائب منه ... في هذا التوقيت من المساء تكون خالية من السيّارات والدوريات ...
توقّف على الجانب الأيمن وهمّ بالنزول ...
بدأ يمسك يدي ويضعهما على مقود السيارة التي بدأت تتحرّك ببطئ ... حرارة جلده تلفح مسامي وأنفاسه تحرق رقبتي ... طال جلوسي على ركبتيه مما سبب له ألما خشي أن يتذمّر منه ...
تراجعت بمؤخرتي وجلست على حجره مباشرة ... كنت أشعر بإنتفاخ قضيبه تحت قماش بنطلونه الخشن .. فترة قصيرة وطلبت منه التوقف ...
مجرّد تخيّل مراهقة بريئة تعلم أمها أن جارهم أراد التجرّد من ملابسه أمامها يقتله ... قبل أن تزهق روحه من الرعب ... وافقت أن يخلع بنطاله ... أسارير وجهه تفتحت ...
كانت الدنيا بدأت تظلم ... لم أتحرّك من فوقه مما زاد عذابه ولهاثه وهو يصارع للتخلي عن ملابسه ... عاريا سوى من البوكسر ... قماش كيلوتي الذي بدأ يتبلل ...
كنت أعتقد أنه عرق لكن إنفتاحا بسيطا بين شفرتي كسي كان يشعرني بإحساس لم أتبينه ... لكنه لذيذ ...
عدنا لحصة التعليم من جديد ... أصلا صار يتعمّد الإبطاء في سرعة العربة كي تدوم متعته أكثر ... متعتي كانت ضارب ثلاثة ... التحكّم في السيّارة و التحكّم في صاحبها ... وذلك الشيء الصلب الحار الذي يدغدغ بين ردفي من تحتي ...
حلمات صدري تجاوبت مع إنفتاح كسي ... كنت أرغب أن أفركهما لكني خجلت ... مع تمكني من التحكم في المقود وتوجيه السيارة مستقيمة على الطريق ... طلبت منه أن يبعد كفيه عن ذراعي ...
أنزلهما بجانبنا على الكرسي ... أعلمته أن يبقيهما قريبين من يدي خشية أن يحدث طارئ ... وضعهما على كتفي فأعلمته أن ذلك يعيق حركتي ... طلب منه أن يضعهما تحت إبطي ...
أصابعه تلامس جوانب ثديي الصغيرين ... نار بدأت تشتعل فيهما ... حلماتي بدأت تتقدم للأمام معلنة بداية مغامرة حرّة لجسد مكبّل ...
السيارة تواصل زحفها على الطريق ... وأصابعه تزحف ببطئ لتتسلل لملامسة صدري ... رطوبة ما بين فخذي إمتزجت بحرارة قضيبه الذي يعاني تحت ثقل وزني ... تراجعت سنتمترات قليلة للخلف ليتحرر ذلك المارد من محبسه ...
قضيبه يحتك مباشرة بالفتحة بين شفرتي ... حرارتي تزداد ورغبة تتوقد ناشئة في صدري لتشهر دعوتها للعالم أني كبرت ...
جسد فتات تتوق أن تكون إمرأة ...
إقتربنا من مدخل العاصمة ... وجود سيّارة شرطة بعيدة قليلا عنا دفعه للتوقف ... نزل من السيّارة ... ربما لم يشبع رغبته بعد لكنه خشي الفضيحة ... لا يرتدي سوى البوكسر ... الظلمة تستر عريه لكني كنت أراه ... زبه يكاد يخرق القماش منتصبا للأمام ...
سحب سرواله يريد أن يرتديه ... لم أرغب أن تنتهي مغامرتي هنا ... كنت أريد أن أرى ذلك الشيء الذي إكتشفته في حمام خالي يوما ... كان أيمن يقف ملاصقا السيّارة ... يعدّل بنطلونه الذي خلعه على عجل بصعوبة ...
نزلت من السيّارة ... كنت أنوي العودة للمقعد الجانبي ... لكن الرغبة جذبتني ...
الحديث رغم كونه إتخذ طابعا علميا لكنه كان يشعر بالحرج ... حرجه تحوّل لخليط شيطاني لما أعلمني بأن الحمل يقع بخروج ماء من عضو الرجل يستقر ببطن المرأة ... طلبت رأيته ... تردد كثيرا ... كنت أتعامل معه كطفلة فضولية لا أكثر لكنه إستجاب ...
أنزل البوكسر لينطلق قضيبه للأعلى .... دائرة ناعمة عند رأسه المدبب ... نصفه الأعلى تغمره حمرة أقرب للوردي والأسفل يتحوّل للسواد كلما نزل نظري ... بدايات شعر تنبت حوله ... كيس بيضاته يطلّ من تحت قماش البوكسر ...
لم أتمالك نفسي ... يدي إنسحبت دون شعور نحوه ... أول ما لمست أناملي المتطفّلة جلده ... تيّار صاعق أصاب كلينا إرتعش ليهتز صدري لإرتعاشه ... بدأت أناملي تجول مكتشفة الجلد الناعم لعضلة تتصلّب بين يدي الطريتين ...
أحطته بيدي ... حجمه لم يكن بكبر زب خالي ... لكن ملمسه مثير ... بدأت أحرّك يدي صعودا ونزولا أملا أن يكبر أكثر ... أنزلت وجهي لأتملى في شكله جيدا ... قرّبت أنفي أتشمم ذلك الغصن ... كان مستسلما لحركاتي ...
كنت بدأت أتقن حركة صعود ونزول قبضتي الممسكة به ... حين طلب مني تبليل يدي باللعاب ... الفكرة سهّلت الحركة وبدأت تنتزع الأهات من صدره ... آهات تجاوب معها كسي ببلل جديد ... ثواني قليلة وخرج دفق ماء حار أصاب بعضه وجهي ...
أفلت يدي وتراجعت مرعوبة خوفا من إهتزازه ... رغم عدم رضاه من هروبي لكنه تقبّله ... إبتسامة عريضة علت محيّاه ...
كنت مندهشة من سرعة تراجع حجم ذلك الكائن الذي كان يعاند للصعود للسماء ... أصبح دائرة صغيرة يطل منها رأس خانع بين فخذيه ...
إنطلقت السيّارة لتعود بنا للمدينة ... الساعة تقارب التاسعة ... قال أن الوقت لن يسمح لنا بالتوجه لمحل الإشتركات ...
طلبت منه ثمنها وسأشتري ما أريد بنفسي ... جذب حافظة نقوده ... كان يختار من الأوراق أقلّها قيمة ...
مددت يدي نحوها وجذبت ورقة خضراء ذات خمسين دينارا ... لم يعترض رغم عدم تقبّله ... ثمن حصة تعلّم السياقة دفعه المدرّب لتلميذته ...
ليلا لم تمكني حرقة كسي من النوم .. تسللت أصابعي نحوه ... بدأت أفرك براحة يدي ... تبلل وتجاوب ... زرّ صغير بدا يتصلّب ... دعكته ... كمصباح سحري كلما دعكته طلب المزيد ...
بدأت أدخل طرف إصبعي بين شفرتيه ... بدأ يتجاوب أكثر وبدأت مفاصلي تهتز أكثر ... كنت سأتمادى لولا تذكّرت وصية أمي ... الكارثة ستنزل عليا ...
تراجعت مرغمة ... بدأت أمرر يدي تحت كسي ... طرف سبباتي بدأ يلامس فتحة مؤخرتي ... رائحة حادة وصلت خياشيمي ... لم تقرفني بل أثارتني ... بدأت أدفع بطرف إصبعي داخل تلك الفتحة ...
كانت تقضمه طلبا المزيد ... بللت إصبعي بمرطب سرقته من أدباش أمي ... إصبعي الوسطى بأكملها غاصت في فتحتي ...
إرتعشت حتى تملكني الرعب من لذة رعشتي ... ونمت
غياب أيمن ليومين بسبب عمله أشعرني بالفراغ ... عم سالم يرابط كعادته أما دكانه ينتظر ظهور بطلة مجونه على مسرح عهرها الفتي ... مكافآته بدأت تقلّ ...
فترة الظهيرة كان والدي نائما وأمي في بيت الجيران ... غياب أيمن لم يشجعني على مرافقة أمي ... جلست أراقب حركة المارة ... نادية زميلتي تمرّ أمام البيت ... طلبت منها الإنتظار وتسللت للحاقها ...
نادية كانت الأكثر إلماما بمواضيع الجنس ... هي المعلّمة بالنسبة لنا .... سحبتها في الحديث حتى فهمت كلّ شيء ... الرعشة الجنسية ... كيفية التعامل مع الزب ... الجنس الخلفي ... الثديين ... المص ...
راجعت كلماتها وتخيلتها ... كنت قد تمكنت في يومين من حشر إصبعين بمؤخرتي ... إعجابي برعشة اللذة التي يولدّها ذلك الفعل بجسدي جعلني أكررها مرارا
تكراري للعملية سهّل ذلك ... خصوصا مع خلو البيت ...
جاء موعد الحصة الثانية لتعليم السياقة ... نفس نسق الحصة الأولى دون مقدّمات ... طلب مني أيمن الجلوس على حجره كالعادة لكني ترددت ... تعجب من ذلك ...
قلت له أن كيلوتي تبلل كثيرا آخر مرّة مما سبب مشكلة مع أمي ... إقترحت خلعه دفعا للمشاكل .... لم يصدق أذنيه لكنه وافق بسعادة عجيبة ... كنت أرتدي تنورة قصيرة ... طلبت منه خلق البوكسر لو خاف هو أيضا من مشكلة مع زوجته ...
نظرة عينيه تؤكد أن السعادة رفعته للسحاب ... لحم يحتك باللحم ... لم يدم مشوارنا طويلا حتى طلبت منه التوقف ... دائرة فتحة مؤخرتي تصرخ طلبا لزائر ينجدها ... كنت أنا التي جلست على رأس زبه المنتصب تحتي بقوّة ...
بدأ يدخل بصعوبة في البداية ثم إتسع نفق متعتي الإحتياطي لإستقباله ... ما إن أحسست بإحاطة جلد داخل فتحتي عليه ... حتى إندفع السيل الحار داخلي ...
إحباط أصابني وخيبة أمل ... تواصلت الحصص تباعا ... لم أتعلّم السياقة لكني صرت أقود أيمن ... كما أدمنت دخول الزوار لفتحتي ... حجم زبه سهّل العملية رغم عدم توفّر الوقت حتى أستمتع ...
مرّت سنة على نفس النسق ... لكني مللت ... إرتفع مخزون ثروتي ... عم سالم الذي لم أره شريكا لي بدأ يعود سيرته الأولى في بخله فحرمته من متعة ربما تعودها فملّها ...
أيمن الذي لم يسعفه الوقت لتمتيعي كان يتمتع ويدفع ... لكني روحي كانت تتوق للمزيد ... بدأت أبحث عن شريك من سني ...
كانت آلاء تتحدّث وفمي مفتوح دهشة رافضة أن أصدّق ... لم تكمل حكايتها حتى قاطعنا رنين الهاتف ... أمها تتصّل تستفسر عن تأخرها ...
لقد سرقني الوقت ... لم يسرقني بل خرجت من دائرة الزمن ... لم يستوعب عقلي ما كنت أسمعه ... ودعتها دون أن أطفأ رعبها ...
خشيت أن تشعر بتعاطفي معها ... أعلمتها أني لم اتخذ قراري بعد ... سأحتفظ بالفيديوات وبالسر حتى أقرر ... يجب أن تنهي حكايتها فأقرر ...
الساعة تقارب الثامنة مساءا ... أمير الذي تعوّد الدلال منذ مدة قصيرة يستفسر سبب إنشغالي ... نظرت في عينيه ... أردت أن أعتذر منه ... هو ملاك مقارنة بما سمعت ...
أعددت له الطعام وهربت لغرفتي ... لم أحدّثه على الفيس ... كنت تائهة أراجع كل ما قالته آلاء بتفاصيله ... حقيقة أعجبتني جرأتها وقدرتها رغم صغر سنّها ...
وجدت حلا ربما لو لم تضعها الأقدار فطريقي لكانت نجحت في كتمانه ... صراحة عجزت عن تذكّر سذاجتي وأنا في مثل سنّها ... لسنا متشابهين ...
جيل وجد كل التطوّر التكنلوجي أمامه ... كل أبواب المعرفة مفتوحة ... المفروض أن يبحث عن المعرفة النافعة .... كرهت هذه العبارات ... ربما هي الناجحة بما تفعله ...
لم تبلغ الثامنة عشرة وقدرت على فعل ما لم أفعل عشره وأنا بنت الأربعين ... قابلتها غدا بالمعهد ... نبهتها أني لم أسامحها ولن أسمح لها أن تعيد الكرّة ... أوهمتها أني سأسأل والدتها عنها يوميا ...
لا أدري لماذا ... أردت فقط حرمانها من متعتها ... هي غيرة الأنثى لا أكثر ... عتاب شديد من إيناس على إهمالي الإتصال بها ... مستشارتي المقرّبة المجهولة ...
سردت عليها بالتفصيل كل ما حدث ... كانت تتابعني بإهتمام وتفهّم ... وافقتني على تعجبي من جرأة وخبث آلاء لكن عارضتني متحسّرة على جيلنا الذي ضاع صغره ...
كنت أكره تفوّق إيناس عليا في تفسير الأشياء ... قالت أن آلاء تشبه الشجرة التي تطرح غلالها مبكرا ... لا أعلم السبب لكن التشبيه سكن عقلي ...
رغم سعادتي بتغيير أمير وبالسلام المعلن بالبيت لكني كنت أشعر أني أحتاج شيئا ... إيناس قالت أن بنتيها ستسافران في عطلة لزيارة أختهما بألمانيا ... طبعا كل شيء مجّاني ...
أمير يطلب مني بحياء الإذن له بالإلتحاق بتربّص بأحد النزل تنظمه قاعة الرياضة ... سيقضي طيلة أسبوع العطلة الأوّل بعيدا ... لم يكن أمامي من بدّ سوى الموافقة ...
أردت مساعدته في تحضير حقيبته لكنه رفض ... رغم كل شيء لازالت الحواجز قائمة بيني وبينه ... زوجي أيضا سيسافر لحضور مؤتمر في إحدى الدول العربية ...
بيتي صار كقاعة إنتظار بالمطار ... الكل يحزم حقائبه ... أمير يبدو عليه التوتر لكنه سعيد ... أنا فقط لن أذهب إلى أي مكان ... فكّرت أنها فرصة للراحة ...
لكن الراحة من ماذا ... رحل الجميع ... فراغ يزيدني فراغا ... أمضيت الليلة الأولى كأني بين جدران سجن ... حوار بسيط على الفيس مع أمير الذي إعتذر مني بسبب التعب ...
أمسكت هاتفي وطلبت إيناس ... شكوتها إحساسي بالوحدة المضاعفة ... عرضت عليا زيارتها ... وافقت دون تفكير ... رغم خطورة كشف هوية الحقيقة لها لكني الأمر يشدني ...
سيّارة الأجرة تطوي الطريق من العاصمة نحو الساحل ... رغم إحساسي بالرهبة لكني لم أتراجع ... حركة نشيطة في محطة الوصول ...
أمسكت هاتفي وبدأت أتّصل بإيناس التي لا ترد ... بدأ الشك يساورني ... رحت أجيل النظر بحثا عنها ... عبثا ...
وقفت قرب باب الخروج وبدأت أفكّر بالعودة ... سيدة طويلة تلبس بنطلون جينز و قميصا أبيض ... تجيل النظر في الموجودين ... تشبه الفنانة وفاء عامر إلى حد بعيد ...
لا أعلم السبب لكن حدسي يخبرني أنها هي ... تقدّمت منها ... فإبتسمت ... عناق وسلام حار ... قالت أنها تعمّدت عدم الرد ..
أرادت منح الفرصة للأرواح أن تتعرّف على بعض ... وقد نجحت ... الإنسجام بيننا عجيب ...
لباقتها وحسن ضيافتها أشعرني بالراحة ... صديقتي الوهمية تحوّلت لواقع ... تسكن شقّة فخمة في الطابق الثالث من عمارة قرب الكرنيش ...
بدأت أشعر بالإحراج من كرم وفادتها لي ... المقابلة المباشرة تختلف عن الحديث عن بعد ... كنت أشعر بالخجل ... كأني أقف عارية أمامها وهي تعرف عني كل شيء من الواقع للإحساس للأحلام ...
وجبة غذاء دسم تلتها راحة قصيرة من تعب السفر ... جولة طويلة تعرفني بها بالمدينة خلال المساء ... إتصلت بأمير ليلا لأطمئن على أحواله ... سرعان ما أغلق الخط ...
إستقبال وتعارف جديد قديم في حياتي ... لأوّل مرّة أنام فيها في بيت غريب ... مع تلك القيلولة الإجبارية ... لم أهتد لسبيله بسرعة ... خشيت إن تحرّكت أن أزعج مضيفتي ...
لزمت غرفة إبنتها التي خصصتها لي ... فكّرت طويلا ... وجودي بمدينة لا يعرفني فيها أحد ألهب تلك الرغبة في صدري من جديد ... بدأت أحلام اليقظة تحيك خيالاتها في رأسي ...
ربما هي فرصة لم تسمح لي قبلا ... بدأت أفكّر جديا في ما كنت أنوي فعله من قبل ... لا خطر هنا ... فقط هو الحرج من إيناس ... ولماذا نتحرّج ... هي تعرف كل شيء ...
كنا نحتسي قهوة في إحدى الكافيهات ... وجهي يبدو عليه الغم رغم محاولة إيناس التخفيف عني ... ربما أحست بحرجي ... لم أكن صريحة وتلقائية كعادتي معها ...
إيناس تفكّر بمنطق سليم مقارنة بي ... من يده في الماء ليس كمن يده في النار ... هكذا فسّرت الحكاية ... الغريب في الأمر أنها غيّرت الموضوع ....
أمير ... هو محور الجزء الثاني من الحوار ... بدأنا نضع الخطوط الرئيسية للمرحلة الثانية معه ... هو دفعه للتقدّم أكثر ... يلزمه دافع أقوى ...
أن تفكّر بصوت عالي مع أحد آخر ... يدخل عقلك في حلبة تحدّي ... عناد يجعلك تفكّر أسرع من عادتك ...
إقتراح قابلته إيناس بالترحيب ... أصلا ضربت كفيها ببعض تصفيقا لفكرتي مما جذب أنظار الحاضرين لنا ... آلاء ... نعم سأستعمل وسيلة الضغط لإبتزاز آلاء لتكون جزءا في خطتي ...
معجبة ... عشيقة ... أي إسم لا يهم ... لو تقدّمت فتاة بجمال آلاء لتبدي إعجابها بأمير فذلك سيكون حافزا قويا له للمواصلة ... فكرة دعمتها إيناس بروافد أفكار أخرى ...
مر اليوم الثاني من رحلتي عند إيناس ... بين النقاش والتجوال ... رجعنا البيت عند المساء ... إتصلت بأمير الذي صار ينزعج من مكالماتي ...
فسّرت ذلك كون إتصال أمه به يحرجه أمام زملاءه ... كنت أشتاق له ... خصوصا وأنه شغل تفكيري طوال اليوم ... كانت إيناس بالمطبخ تعد بعض الأكل ...
جلست بالصالون أفكّر ... فتحت الفيسبوك ... أمير متّصل ... بعثت له رسالة ... حتى حواره البسيط على الفيس مع بثينة الوهمية تغيّر ... سرعان ما إنسحب ...
عادت إيناس للجلوس بجانبي ... لم يكن صعبا عليها إكتشاف حيرتي التي رسمت على وجهي ...
الإتصال جاري ... الإتصال جاري ... لم يتحدّث أحد ... خيبة أمل أصابتنا لكن عالجناها بأنها منحتنا فرصة لمزيد التخطيط ... حاولي النصف ساعة واعدنا الكرة ... كنت أضع إحدى السمعات في أذني وأضع يدي على فمي ... كنت أخشى أن تتسلل مني كلمة لمسمعه تهدم كل شيء ... أخيرا تكلّم
نظرة خفية من إيناس لها تعلمها بوجودي ... تغيّر ملامح وجهها من الصدمة ثم تمالكت نفسها وتوجهت تسلّم عليا ... إسمها إبتهال ... جارتهم في نفس العمارة ... صديقة بناتها ... قالت إيناس أنها تعوّدت السهر عندهم ...
جلست الصبية قبالتي في الصالون ... ملابس البيت لم تأثّر على جمالها ... كانت تتفحصني بطريقة عجيبة لم أفهمها ... نظراتها نحوي أشعرتني بالتوتر ... لم أتمالك نفسي ...
لاحظت نظرات وبعض الهمسات بينهما حين أوصلتها إيناس ... لم أعرها إهتماما ... عادت إيناس وعدنا لموضوع أمير ... دخلنا غرفتها ... أمسكت أنا بزمام الأمور في حين جلست إيناس بجانبي تحشر رأسها في الشاشة تراقب الحوار ...
صراحة أعجبني التغيير الذي حصل له ... كل الصور كانت لجزئه العلوي ... صدره وذراعاه ... طلبت إيناس صورة كاملة لجسده ووجهه ... وافق بعد مقايضة أن أرسل له بالمثل ...
تطوّعت إيناس لتكون بطلتها ... أرسلت له بعض الصور أمام مرآة غرفتها ... طبعا حرصت أن لا تكشف وجهها ... رغم أنها كانت بملابس نوم عاديا لكنها حاولت إثارته ...
كنا ننتظر إرسال صورته كاملة حين تساءل عمن تكون السيدة المستلقية على السرير في خلفية الصورة ... خطأ كاد يدمّر كل شيء لولا حسن الحظ ... وجهي لم يكن واضحا ...
أختي ... ذكّرته أن أختي قدمت لتبيت معي ... أصرّ على رؤيتها ... خوفي من أن يكون كشفني دفعني للقبول بلا تردد ... وقفت أمام الحائط متخذة كل الإحتياطات أن لا أسمح لخطأ آخر أن يكشفني ..
تولّت إيناس تصوري ... لإلهائه عن الصور الأولى .. بعض الوضعيات المثيرة ... هي مضحكة أكثر من كونها مثيرة ...
أرسلتها له ... رد بعدة قلوب حمراء ... ثم قال أن أختي أجمل مني ... كنت تعودت مشاكسته فقبلت الأمر على أنها دعابة يستفزني بها كعادته ... رددت على إستفزازه بإنهاء الحوار مدعية الغضب ...
ضحكنا ملأ شدقينا وقد أعجبتنا دقة ملاحظته ... إنسحبت من غرفة إيناس ... إستلقيت على الفراش أراجع أحداث هذا اليوم كعادتي ... خفت من أن تكون الصور فيها ما يكشف هويتي لإبني ...
فتحت الفيس ... فتحت الصور ... كبّرتها ... راجعت كل تفاصيلها ... لا شيء يدعو للخوف ... كنت سأغلق حين وصلتني رسالة منه ... الصورة التي لم يرسلها ... معها إعتذار عن دعابته السخيفة ...
سعيدة بالتطوّر والحماسة التي صارت عليها علاقتنا على الفيس ... لم يسعفني النوم بسرعة ... أغمضت عيني عبثا ...
أمسكت هاتفي ثانية ... فتحت صورة أمير الأخيرة ... كبّرتها بحثا عن التغييرات في جسده ... إنفتحت عيني على آخرها ....
إنتفاخ بين فخذيه يكاد يخرق القماش ... صدري أحرقني من المشهد ...
الجزء الخامس
كمن تخشى الإحتراق ... أطفأت شاشتي ... لا أعلم السبب لكني كنت أتفادى النظر إليها...
أفقت متكاسلة من نومي ... رائحة القهوة تشير أن إيناس تنتظرني بالمطبخ ... صوت أغنية شعبية يصلني من مذياعها ... إقتربت من باب المطبخ المفتوح ...
أربع أقدام متقابلة ... هذا ما سمحت لي الطاولة برؤيته ... تلامس أطراف الأصابع يؤكد أن صاحبتيها متعانقتان ...
دخولي قطع عناقهما ... إضطراب شديد في ردة فعل إيناس ... إبتهال حشرت رأسها في المغسل تتظاهر بتنظيف بعض الأواني ...
إرتباك شديد في تصرفاتي ... صعقني المشهد ... إيناس تعانق إبتهال ... ربما دخلت في وقت غير مناسب ... أو مناسب ؟؟
لعلها كانت تشكرها على صنيع ؟؟؟ ... لعلها كانت تساندها لمرورها بأزمة ؟؟؟ ألف لعل غمّست بها فطور الصباح ... أحسست بالوحشة بوجودي بهذا المنزل الغريب ...
أصررت على العودة لمنزلي رغم تعجّب مضيفتي ... المفروض أن أقضي أسبوعا معها ... أوهمتها بأمر طارئ يتوجب قطع إجازتي عندها ...
عدت كما ذهبت ... مثقلة بألف فكرة وألف خيبة ... راحة شديدة شعرت بها عند دخولي لبيتي ... بيتي الذي طالما شكوت كآبته ... بعيد عنه كنت أشعر بالغربة ...
توليت تنظيفه رغم كونه لا يحتاج ... ربما كنت أعيد نفسي إليه ... إستحممت متخلّصة من تراب بعدي عنه ...
دخلت غرفتي وإستلقيت أطلب الراحة ... كعادتي قبل النوم يجب إجراء موازنة للأحداث ...
آلاء ... تلك الصبية البريئة عرفت كيف تحمي نفسها لولا حظها العاثر أوقعا في حديقتي ... إختارت من لا يمكنه فضحها ... متزوج ورب لعائلة... لو تكلّم ستسقط السماء عليه كسفا ...
غفوة بسيطة إسترجعت بها نشاطي ... فتحت التلفزيون عله يؤنسني ... المساء بدأ يلقي بظلاله ... شعرت بالوحدة كما أن الفضول يقتلني لمعرفة بقية حكاية آلاء ...
لا أعلم كيف تشجعت لكني طلبت من أمها أن ترسلها للمبيت معي ... طلب غريب بالنسبة لعلاقة الزمالة الجافة ... لكنها وافقت خصوصا لما علمت بوحدتي ... كما أنها فرصة لمراجعة بعض الدروس مع آلاء ...
نصف ساعة وكانت آلاء تدق الجرس ... واقفة عند الباب وقد علت وجهها صفرة الرعب ... لا أعلم لماذا رق قلبي لها ... لكني تظاهرت بالصرامة ...
دخلت خلفي ترتعش من وقع هذه الليلة الطويلة المقبلة ... جلست بالصالون وجلست قبالتي ... تضع يديها بين ركبتيها تضغط عليهما تخفي إرتجافها ...
لم أشأ تعذيبها أكثر بصمتي ... كما أن شيئا ما بداخلي يدفعني لمعرفة بقية حكايتها ...
عادت آلاء تحاول التماسك ... جلست قبالتي على الكنبة فطلبت منها أن تجلس بجانبي ... إقتربت بحذر ... أمسكت يدها بحنان كأني أطمئنها ... بدأت الحرارة تدب في أوصالها التي جمّدها البرد ...
جسدها الرقيق ووجهها البريء عادت إليهما الروح ... لنجاح خطتي كان يتوجّب أن تثق بي آلاء ... خبثها يجعلني حذرة في التعامل معها ... ربما ستستغل أمير كورقة ضغط مضادة ضدي ...
كما أني لست شريرة لتلك الدرجة ... بدأت أهدأ من روعها .. أحسست أنها بدأت تتجاوب معي خصوصا لما أعلمتها أني لو وددت فضح سرّها لفعلت ...
من تحدّث عن رغبته في الفعل ... لن يتوانى عن وصف الفعل نفسه ...
آلامني جدا عدم ذكرها لحسين في قائمة المعجبين بي ... دخلنا غرفتي ... آلاء التي بدأت تطمئن لي تغيّر ملابسها أمامي دون حرج ... لا أعلم لماذا لكن جسدها الغض شدني لها ...
نومها بجانبي على السرير الذي تعودت خلوه ... بعث دفئا في قلبي قبل جسدي ... لم أهتد للنوم بسرعة ... أعدت سماع الحوار في ذهني ... هيثم ... عادل ... عدنان ... كلهم تلاميذي وأعرفهم ...
تخيّلت نفسي مع أحدهم ... أجساد شابة تعانقني ... هذا يدخل زبه في فمي والآخر في كسي والثالث في مؤخرتي ... حفلة جنسية كنت بطلتها ... حرارة شديدة تحرق ما بين فخذي ... نظرت لوجه آلاء ... ملاك نائم بجانبي ...
خدودها التي تورّدت و نفسها المنتظم يؤكدان إستغراقها في النوم ... تسللت يدي تداعب كسي ... إنفلت عقال خيالي ... صور ماجنة يصعب على أكبر منتجي الأفلام تصورها ...
رعشة شديدة تهز جسدي ... ثم إستسلمت للفراغ ... بدأت أجفاني تتلاصق ... أحدهم غيّر قناة شاشة أحلامي ... حلم اليقضة الوردي تحوّل لمشهد رعب ....
صورتي تزيّن كل صفحات الفضائح ... الشبان الثلاثة يجرونني من ثيابي للشارع ... الكون كله يتفرّج على فضيحتي وهم يتداولن مواقعتي في الشارع ...
إهتززت من أثر الرعب لأفتح عيني ... نور بسيط ينسلّ من الشباك يعلمني بطلوع النهار ... حلقي جاف والعرق يتصبب من كل مسامي ... هرعت للحمام أغسل عني بقايا عهري ...
كابوس أيقضني من غفوتي ... إيناس معها حق ...
من تحدث للغير برغبته فيا ... سيعتبر الوصول لي تتويجا يفتخر به أمام الجميع ... خرجت من الحمام ألف فوطة حول وسطي ... وعقلي تهز الأمواج العاتية ...
رائحة فطار تفوح من المطبخ ... كنت نسيت وجود آلاء بالبيت ... أسرعت الخطى للغرفة عندما لحقتني ... دخلت الغرفة دون إستئذان ... كنت أنشّف جسدي ... وقفت تنظر لي بتملّي ... أحسست بالحرج من نظراتها ... كنت أهم أن أطلب منها الخروج ... لكنها سبقتني بالكلام ...
خرجت معها أوصلها لبيتها ... لا أعلم سبب تلك الزيارة المفاجئة ... أطفأت نار الخوف في صدرها بكل الأوصاف الجميلة وكلمات الشكر والثناء على أخلاقها وتربيتها ... رسالة أيقنت معها أني لا أنوي لها شرّا ...
خرجت من باب عمارتهم شدني دكان سالم العطّار ... دخلت أكتشفه ... رجل نحيف عيناه شديدتا السواد ... الوقار يغلب على محيّاه ... إشتريت علبة علكة وخرجت أبصق نفاق هذا المجتمع ...
سيّارة تقف أمام العمارة ... رجل فارع الطول ينزل منها ... لا بد أنه هو أيمن ... شعرت بالإشمئزاز لما تذكّرت وصفها لحجم زبه وسرعة قذفه ....
شردت في الشارع بلا هدف ... صدفة عجيبة وضعت هيثم وعادل وعدنان أمامي ... قاموا بتحية يغلب عليها الخجل ... إرتبكت خطاي كأني أهرب منهم وأنا أبادلهم التحية ...
جلست على كرسي خشبي في حديقة عمومية ... لماذا كل هذا العذاب ... نفس الترددات تبعث الرغبة في جسدي بأحلام وردية تلهب روحي ثم تلحقها صور مرعبة لمصير محتوم ... إن كانت لا تريدني أن أشبع فراغ جسدي وروحي فلماذا تلهب شبقي ثم تطفئه بماء من حميم ... أتركيني كما أنا ..... لا تلهبيني ولا ترعبيني ...
رغبة ملعونة وخيال ملعون ...
بدأت نسمات السماء الباردة تهب منذرة بليلة ربما يزورنا فيها المطر الذي غاب عنا منذ مدّة ... أسرعت الخطى نحو المنزل مرددة أغنية الطفولة البريئة ... سقف بيتي حديد ركن بيتي حجر ...
مع دخولي للبيت بدأ صوت الرعد يدوي ... بلدنا المتهرئة يظهر عجزها أمام أوّل إمتحان ... عاصفة بسيطة أغرقت الحي كله في الظلام ... ليلة ثقيلة مظلمة باردة ...
بحثت عن شمعة تنير دربي ... دخلت غرفتي ... الظلمة وصوت الرياح عمقا شعوري بالوحدة والفراغ ... صوت المطر المنهمر بقوة يدفعني للتكمش تحت اللحاف طلبا للدفء ...
دفء وجدته بمكالمة إيناس ... ليس أمامي غيرها ... تؤنسني في هذه الوضعية ... وصفت لها الوضع الجوي والنفسي وكل ما حصل لي من أحلام اليقظة والمنام ...
تحاليلها تقارب المنطق لدرجة تدفعني للحنق ... منطق عجزت انا التي تدّرسه للناس أن أقاربه مع حالتي
قالت أن الفراغ هو ما يدفعني للتخيّل زائد الرغبة الجنسية زائد الشعور بالنقمة ... بينما العقل السليم المدرك يبعث رسائل تنبيه من الوقوع في الخطأ ...
الجنس شيء ضروري شريطة توفر الغطاء الآمن
***********************
(القصة ستكون على لسان إيناس)
إبتهال إبنت جارتي ... أعرفها منذ كانت تحبي ... رأيتها تتعثر في خطواتها الأولى ... كثيرا ما رسمت وخربشت حيطان الممر بالعمارة برسوماتها الصغيرة ... هي لم تكن من ند إحدى بناتي لكنها كانت صديقتهن جميعا ...
فتاة تشع رغبة في الحياة ... أمها كانت إحدى صديقاتي المقرّبات ... توفيت وتركتها بنت 10 سنوات ... ظروف والدها دفعته لإلحاقها ببيت جدتها من الأم للعناية بها ...
في السنة الأولى لإلتحاق إبنتي الكبرى بالدراسة في الخارج ... سنحت لي الفرصة والمساحة أن أفصل بين بنتيا الصغرى والوسطى بإعتبار أن غرفة أختيهما فرغت وهو ما سيرحمني من عراكهما ....
عمل شاق ومضني في نقل الآثاث بين الغرف ... ترتيب الغرفتين تطلّب وقتا طويلا وجهدا كبيرا ... جمعت كل متعلقات إبنتي الكبرى ووضعتها في علب ... أردت حفظها في غرفة صغيرة بجانب الباب كان يستعملها زوجي كمخزن لبعض أغراضه الخاصة ...
دخلت الغرفة ... كل شيء فيها مكدّس ومبعثر دون عناية ... تملكني الغضب مع التعب الشديد ... بدأت أنظم أغراض زوجي لأفسح لنفسي مجالا أضع فيه العلب الكرتونية ... كنت أحمل إحدى العلب الثقيلة ... لكنها تمزّقت مني ... كل ما فيها تبعثر ...
إزداد حنقي ... بدأت أعيد ما كان فيها وأنا في قمة غضبي ... أوراق وفواتير بكل لغات العالم ... مجموعة من الأكياس الصغيرة محشورة بين الأوراق ... كنت أعتقد أنها أكياس شامبو جلبها زوجي من أحد الفنادق كعادته ... أو ربما جال للشعر أو غير ذلك ...
تحسستها بين أصابعي ... صلبة بعض الشيء ... فضولي دفعني لفتحها ... مجموعة من الواقي الذكري مكتوبة على مغلفاتها باللغة الألمانية ... لم أعر الأمر إهتماما بادئ الأمر ... فأنا وزوجي لم نستعمله يوما في علاقتنا أبدا ...
فرض عليا التعب إغلاق الغرفة وتركها كما هي ... في المساء وللصدفة العجيبة ... إجتاج زوجي عدة صيده ... نعم زوجي يدمن الصيد البحري ... إما مسافر في إحدى رحلاته يعود للنوم ثم يلتحق بشاطئ البحر يلاحق بعض الأسماك ...
في بداية حياتي معه كان الأمر يزعجني ثم مع مرور الوقت وإنشغالي بتربية البنات ودراستهن ومشاكلهن لم أعد أهتم ... تعودت حضوره بالغياب ... مع كرمه والمستوى المعيشي الذي يوفره لنا ... صار الأمر عاديا بالنسبة لي ...
خرج من غرفة أغراضه و الإرتباك بادي عليه رغم محاولته التظاهر بالعكس ... أيقنت أن بالأمر سرّا ... كنت أشك أنه يحفظ نقوده في حساب مخفي عني ... منذ سنوات ورغم الترفيع في أجرته ومنحه بدأ إنفاقه على البيت يقل ...
في اليوم الموالي ... فتحت الغرفة مستغلّة خلو البيت وبدأت أبحث ... كلها فواتير وبقايا قصاصات نزل أو مطارات ... أوراق تتعلّق بعمله ... لم أجد ضالتي فكدت انسحب ... أردت إعادة بعض الفواتير لمكانها فسحبتني ورقة عليها شعار أحد النزل ...
إطلعت عليها ... كل التفاصيل فيها مضاعفة ... الخمر x 2 ... الأكل x 2 ... لم أستوعب الموقف ... زوجي في العادة يسكن غرفة منفردة ...
بدأ الشك يقتلني ... أردت مصارحته بشكوكي ... لكني تراجعت فهو يتقن الكذب والتأليف ... كما أن ذلك يمكن أن يكسر زجاج الثقة بننا للأبد ...
مرّت الأيام وفكرة أنه يخونني تتخمّر في رأسي أكثر شيئا فشيئا ... بدأت أراجع تصّرفاته ... عادة ما يعود و زي الطيران الخاص به تفوح منه العطور النسائية ... ذلك طبيعي بالنسبة لعمله ... الكثير من الدلائل التي كنت أتنكر لها ...
صرت أضع هاتفه تحت المراقبة الدقيقة... لا جديد فيه ... تصرّفاته طبيعية ... حتى بدأ ضميري يؤنبني أني شككت فيه ... لا بد أن الشركة أرادت التقشّف فأسكنت الطاقم في غرف زوجية ... الواقي الذكري ربما خجل أن يرفضه من إحدى حملات التوعية ضد الأمراض فأخفاه عني ...
أسابيع قليلة وبردت ناري وثوى لهيبها ... خرجت على غير العادة أتجوّل بالمدينة ... إحدى صديقات المراهقة تتوجه نحوي مستبشرة مستنكرة ... بعد السلام والتحيّة .. بدأت تعاتبني ...
تزلزلت الأرض من تحت قدمي ... رحت أبحث له عن عذر ... لم أقصّر في شيء ... هو الذي بدا ينفر مني شيئا فشيئا ...
عدّت للبيت متحفّزة إعلان الحرب ... حرب سأخسر فيها الكل... البيت ملكه والبنات قاربن سن الرشد ... طلاقي منه سيفقدني كلّ شيء ...
فكّرت في قتله والإنتقام لنفسي ... الأمر سهل ... تسميمه أبسط من غسل اليدين ... لكن البنات ؟؟؟ ما مصيرهن ؟؟؟؟
كتمت غيضا وألما سببه جرح لا يندمل ... صرت أمقت زوجي ... رائحته العطرة صارت تسبب لي الغثيان .... كنت كلّ ليلة أتعمّد السهر في الصالون مدعية متابعتي للتلفاز ثم أنام على الكنبة ...
العالم كلّه يتآمر عليا ... المسلسلات تتحدّث عن الخيانة ... الأفلام كذلك ... البرامج الإجتماعية .... هل الخيانة إحدى أركان العيش في هذا الزمان ...
خيانة بخيانة ويلكن ما يكون ... ليس أذكى مني ولا رغبته تضاهي رغبتي ... وضعت نصب عيني ... ياسر ذلك الفتى الذي يحرس عمارتنا ... دخوله وخروجه لكل البيوت أمر عادي ...
صرت أرابط في الشرفة وقد تملكني مارد يسير في عروقي إسمه الرّغبة في الإنتقام .... كنت أراقب تصرفاته ... حركاته النشيطة ... عضلاته المفتولة ... شفتاه الورديتان ... جلده الناعم ...
تخيّلت نفسي ألف مرّة بين أحضانه ... يقبّلني ... يرضع صدري وما بين فخذي ... يدخل ما يخفيه في مخزن أسرار رغبتي المكبوتة ... ستطول قرون زوجي حتى تضاهي السماء ...
وضعت خطّة أسحبه بها ... كان يوم سبت ... البنات عند خالتهم لحضور عيد ميلاد إبنتها الذي إعتذرت عن حضوره بمرض مثّلت أعراضه ...
ساعات طويلة قضيتها إستعدادا لدخلتي الجديدة ... نتفت شعر كسي ... نعّمت جلدي ... لبست كيلوتا أبيضا حريريا يدغدغ قماشه الناعم زرّ الرغبة كلما تحرّكت ... صدري العاري سترته بقميص نوم شفّاف ... يكشف أكثر مما يستر ...
وقفت أنظر لجسدي ... كم أنت محضوض يا ياسر ... نعم كل هذا الجمال سأهديه لك لتنهبه ممن لم يقدّره حق قدره ... تخيّلي لرجل آخر يفعل بي ما يفعل على سرير زوجي كان يثيرني حد الجنون ...
مضت ساعات الليل الأولى ... خطتي كانت قطع الكهرباء عن بيتي ثم النزول لمناداة ياسر بدعوى أن أحدهم تسلّق الشرفة ... ثم أطلب منه المبيت معي خوفا من عودته ... وبعدها سيهل الأمر ...
خلعت حذائي كي لا أحدث جلبة بالعمارة ... نزلت السلالم متوثبة بخطى القط ... إقتربت من غرفة البواب ... مددت قبضتي لأطرق الباب ... النور كان خافتا ..
خشيت أن يكون مستغرقا في النوم ... نظرت من فتحة المفتاح ... قبل أن تصلني الصورة وصلني صوت آهات خفيفة ... آهات لا يمكن لأذني أن تخطئها ... محنة جنس ...
كاد رأسي يغلي ... عشيقي الذي لم يعشقني سبقتني إحداهن إليه ... وضعت عيني على فتحة الباب ... مؤخرة سمراء صلبة عارية تهتز آمامي ...
إنتظرت قليلا حتى تعوّدت عيني ضيق مجال الرؤيا ... ياسر يضع يديه على حافة السرير بينما شاب أسمر يرهز خلفه ... شاب إفريقي دائما ما كنت أراه بالقرب ...
صوت آهات ياسر تؤكّد أنهما مستمتعان ... خطوات تقترب من باب العمارة ... دفعتني للهروب ... شبه عارية أمام غرفة البواب ... تهمة مؤكدة كاملة الأركان ...
لم أعلم كيف حملتني ركبي لأدخل غرفتي ... مزهرية جميلة كنت أعشقها دفعت ثمن الظلمة التي سببتها بنفسي ...
بكيت طويلا مزهريتي التي تكسّرت ... لملمت قطع روحي التي تبعثرت مني ... ما هذا الحظ الأحمق ... مالذي حدث للرجال ... خيانة وشذوذ ؟؟؟
العالم قارب أن ينتهي ... غلبني الضحك كلما تذكّرت خيالي مع ياسر ... ياسر الذي تخّيلته يسد كل فراغاتي جسدي ... كان في الأصل يبحث عما أتوق له ...
سخريتي من نفسي منعتني من النوم ... جلست في الشرفة أراقب الطريق الخالي ... صوت الفجر يهز نوم النائمين ... الشاب الأسمر يتسللّ خارجا من باب العمارة نحو وجهة مجهولة ...
ربع ساعة وبدأ ياسر يتحرّك تحتي ... نظرتي له تغّيرت ... يمسك مكنسته بين يديه ينظف الرصيف من أوساخ جلبتها الرياح ... كنت أتخيّل الزب الأسود بين يديه بدل عصى المكنسة ... وأضحك ملأ شدقيا من أفكاري ...
فتاة تجرّ حقيبة سفر تقترب من الباب ... نور هذا الصباح الكئيب منعني من معرفة هويتها ... تحدثت قليلا مع ياسر ثم إختفت داخل العمارة ...
أسبوع طويل مرّ دون جديد ... سوى تصاعد مستوى الكوميديا الحزينة في حياتي ... صرت أسخر من كل شيء ... البنتان في مدارستهما ... زوجي كعادته ...وأنا كل عاداتي تغيّرت ...
بدأت أفقد رغبتي في كلّ شيء ... فشلت كزوجة شريفة ... فشلت أن أكون إمرأة ماجنة ... حتى كأم فقد فشلت ... نجاح بناتي لا يغطي فشلي معهن ... خصوصا وأنهن يرابطن أما هواتفهن كالمقيّدات ...
كان يوم سبت ... إستيقضت حوالي منتصف النهار ... على صوت جرس الباب ... زوجي قام بتحضير حقيبته لوحده وإنصرف ... إمتننت له أنه لم يزعجني ... ابنتاي واقفتان عند الباب ... الصغرى تطلب مني أن أغمض عيني إستدعداد لمفاجئة ...
أي مفاجأة هذه ... لقد صرت أخشى المفاجآت ... سحبتني إبنتي الكبرى من يدي حتى الصالون ... كنت أشعر بيدها الأخرى تشير لأحدهم بالإقتراب ... يدان رقيقتان تبعدان يدي عن عيني ...
بدأت أفتحهما ... أوّل ما وصلني من الصورة شعر كستنائي مجعّد على شكل لوالب ... جبين عريض يقارب لونه السمرة ... حاجبان منمقان بعناية ... عينان سمراوان يسبحان في بياض يقطر الحنان منهما ... أنف مدبب صغير يعلو شفتين حمراوين ...
رقبة ناعمة يستر أسفلها قميص أبيض فضفاض يكشف إرتفاع صدره عن تفاحتين ناضجتين ... تنورة بنية تصل حتى منتصف الركبتين ... جوارب شفافة تغطي جلدهما الناعم لتلتقيا بحذاء جلدي بني ...
لا أعلم مالسبب لكني دهشت ... كلمات حشرت في حلقي للترحاب ... أصلا إسمها تاه في ذاكرتي ...
- إبتهال ؟؟؟ مش معقولة ؟؟؟ إنتي كبرتي وحلوتي إمتى ؟؟؟
(عناق طويل بيننا ... بفعل عامل الطول كان رأسها ينحشر بين ثديي تحرقني أنفاسها) إنت إلي صغرتي إمتى ؟؟؟ (أمسكتني من يدي تديرني حول نفسي)
دخلت البنتان غرفتيهما ... جلست أمام التلفاز أتابع شيئا لا أتابعه ... فقط العينان تنظران ولا تبصران ... إبتهال كبرت كثيرا ... صارت جميلة وجذّابة ... ما يقرب السبع سنوات لم أراه فيها ...
تذكّرت زوجي وهو ينتقد هذا الجيل يوما في قوله " بنات اليوم تبرز صدورهن قبل أسنانهن " ... ربما معه حق ... كما أن لبسها وشياكتها أكسبتها رونقا خاصا... وإن كانت في مثل هذا العمر ...
لا أعلم السبب ... رغم إستيقاضي متأخّرة فقد غالبني النعاس ... نمت نوم الرضع على صوت هدهدة التلفاز ... نفس ما حصل صباحا تكرّر الآن ... جرس الباب يدعوني للنهوض ...
فتحت الباب ... إبتهال بملابس رياضية ... شورت أزرق قصير يصل حتى منبت أفخاذها يغوص بينهما ... وتيشرت أسود فضفاض يغطي رقبتها ...
نظرت في عيني مستغربة ... قبّلتني بحرارة على وجنتي ... مستغربة كوني نائمة لمثل هذا الوقت ... دخلت أغسل وجهي وأنفض كسلي بينما ذهبت تسلّم على البنات ... خرجت لأجدها تتكلّم بالهاتف ... صوتها واثق ووقفتها شامخة ...
أعلمتني أنها طلبت بيتزا من محل قريب ... شعرت بالخجل كوني لم أحضر شيئا لضيافتها ... كما إندهشت من جراتها في دخول مطبخي وإكتشاف الأدراج والثلاجة كأنها تعيش هنا منذ الأزل ...
صراحة لم أكن أتقبّل هذا الموقف من غيرها ... إحداهن تقتحم عالمي دون إذن وأنا سعيدة ... دخلت أغّيّر ملابسي ... لا أعلم السبب ولكني قلّدتها في اللبس ... نفس الطقم ونفس الألوان مع إختلاف الكتابة ...
تعطّرت وسرّحت شعري ... البنتان لم تخرجا بعد من غرفتيهما ... صوت حنفيّة الماء في المطبخ جذبني ... كؤوس وبعض الصحون قامت بغسلها ... رغم خجلي من إهمالي كنت سعيدة بعفويتها ونشاطها ...
بناتي لا تتحرّكن إلا بعد سماع وابل من الصراخ ... هذه سرقت وجداني بروحها ... إجتمع الجميع حول الطاولة ... تناولنا البيتزا ... ثم إنسحبت البنتان لغرفتيهما ...
نهرتهما على تركهما لصديقتهما لوحدها ... لكنها قالت أن ذلك يسعدها ... جملة لم تدخل رأسي " خلينا ستات مع بعض " ...
ضحكت من موقفها ممن تعتبرهما أطفالا ... إحداهما أكبر منها بسنة والأخرى أصغر منها بأشهر ...
حقيقة كنت أحس أنها راشدة بتصرّفاتها وشخصيتها ... لا أعلم سبب هزيمة غيرتي عند مقارنتها ببناتي ...
ساعدتني في تنظيف بقايا الأكل ... أصلا قامت بتحضير الشاي ... مزيج عجيب لم أستعمله قبلا من الأعشاب ... وجلسنا بالشرفة نستمتع بالجو الجميل ...
راحت تقص عليا حياتها عند جدتها ... كانت تملك حماما عموميا ... الحمام هو مكان مفتوح للعامة للإستحمام ... بيوت ساخنة وماء ساخن ... يذهب الجميع له للتخلّص من الأوساخ كما أنه يردّ الروح والنشاط للجسد ...
يسمى عند الشرقيين " حمام تركي " في حين يعود تاريخ إستعماله بتونس لما قبل قدوم الفينيقيين أي قبل أن نعرف شيئا إسمه الأتراك بأربعة آلاف سنة ... المصريون يسمونه حمام مغربي وهذا أقرب للصحة بإعتبار الشراكة بين دول شمال إفريقيا ... أثار الحمامات موجودة بكل المدن والمواقع التاريخية بها...
عادة الذهاب للحمام يكون مرتبطا لموعد جنسي للأزواج ... عند عودة المرأة من الحمام تكون جميلة فلا يمكن لزوجها إضاعة الفرصة ... والعكس بالعكس ... لو أردت الدعاء لصبية ... تتمنين حضور حمام عرسها ...
بدأت أفهم سبب نضجها السابق لأوانه ... مخالطتها لكبيرات السن أكسبها خبرة لا يمكن لغيرها أن تكتسبها ... تتكلّم بطريقة تشبه العجائز ... نكتها طريفة رغم بعض الإيحاءات ...
كنت كالمصدومة بتحوّلها ... عقلي لا يزال يراها الطفلة التي ترسم على الحيطان ... صوت ضحكنا سحب نظر ياسر الذي كان يشتري شيئا ويدخل باب العمارة عندما رفع رأسه ...
قام بتحيتنا وتمنى لنا وقتا طيّبا وإنسحب ... حركة شفتيها وشكل وجهها تنم عن عدم إرتياحها له ... سألتها عن السبب ... لم تتردد في إجابة صدمتني ...
" أحرق صوابعي إن ما كانش ميبون "
الميبون هي التسمية التونسية للشاذ السلبي ... صدمتي الأولى كانت من إستعمالها للفظ يعتبر قبيحا ومحرّما ... هكذا دون تمهيد تخطت حاجز الإحترام بيننا ... لكن الصدمة الحقيقة هي كيف أدركت ذلك وأنا التي شهدت بأم عيني صحة توقعها ...
لم أستطع إمساك نفسي عن سؤالها ...
مرّ الوقت دون شعور ... إستغراقي في النوم طيلة النهار طرد النعاس من عيني ... نسمات باردة قامت بطردنا من الشرفة ... لجأنا للبيت ... البنتان تغطّان في نوم عميق ... لم تشأ إبتهال إزعاجهما ...
قالت أن النوم في الصالون يناسبها ... رغم أن ذلك محرج بالنسبة لضيفة لم نحسن إستقبالها ... لكن ليس هناك حلّ آخر ...
دخلت غرفتي ... غيّرت ملابسي ... وإستلقيت على الفراش ... عبثا حاولت النوم ... الساعة قاربت الثالثة فجرا وخشب السرير يئن من تقلّبي ...
عطش شديد يحرق جوفي ... فتحت الباب بهدوء خشية أن أزعج ضيفتي ... على أطراف أصابعي أتسلل خارجة نحو المطبخ ... نور فانوس إحتياطي يبعث أشعة بيضاء داخل الصالون ...
أردت الإطمئنان على الصبية إن كانت مرتاحة في نومها ... تقدمت من الكنبة ... كان الغطاء ملقى على الأرض ... أردت تغطيتها ... إنحنيت ألتقطه ... يدها اليمنى تتحرّك لتحك بطنها ...
صوت خربشة أضافرها على جلدها الناعم أثارت فيا شيئا لم أفهمه ... بدأت يدها تتصاعد نحو الأعلى وقماش التيشرت يتصاعد معها ... ثم عادت لسكون النوم ...
بطنها العارية المسطحة تتوسطها صرّة سمراء حولها تكميشات كشفتين ترسلان قبلة خجلة في الهواء ... النصف الأسفل لثدييها الطريين يشكلان جفنين ينافسان جمال عينيها النائمتين ...
ذراعاها السمراوان يكللان بطنها البيضاء كإطار خشبي منقوش حول لوحة تفننت الطبيعة في رسمها ... جمال شكل بطنها أسر نظري ... رفعت عيني لأتملى بجمال وجهها ... عيناها الحالمتان تنظران لي بدهشة وسرور غريبين ...
لا أعلم سرّ إرتباكي إلتقطت الغطاء ووضعته عليها أنزل الستارة على مشهد لم أستمتع به بعد ... أمسكت يدي بأصابعها الرطبة الطرية ... حركة إمتنان منها لعنايتي بها أشعلت نار تحت جلدي ...
كل مياه العالم لا تكفي لتطفأ ما إشتعل داخلي ... شربت الماء حتى إنتفخت بطني ... وهربت لغرفتي أراجع نفسي ...
أسبوعان طويلان لم أهتد لتحليل ما أصابني بوجود تلك الصبية ... ما أن تخبو ناري حتى تدخل إبتهال بيتي لأي سبب ... تلهب روحي وتنصرف ... إنجذاب غريب نحو بنت من سن أصغر بناتي ... لم أفهم ما يحدث لي ...
تعودت وجودها بالبيت ... تدخل كأنها تقيم فيه ... تفتح الثلاجة ... ترفع أغطية الأواني فوق الموقد ... تقضم ما تيسر ليدها من الغلال ... وجودها أسعد بناتي ... فحديثها ممتع وشيق وطريف ... كما أن حدة نقدي لهما تقلّ كلما وجدت ...
صارتا تؤكدان عليها الحضور بصفة متكررة .... حتى زوجي الذي يزعجه دخول ذكر ذباب غريب للبيت لم يعلّق على وجودها ...
كان يوم سبت ... زوجي عاد صباحا من إحدى رحلاته الوردية منهكا ... معركة حامية الوطيس بينه وبين بنتيه ... دعوة من أخيه لحضور مناسبة ببيته تتوجب نقله لهما لحضورها وهو يتمنى النوم ...
إنتهت لصالحهما رغم إستبساله ... البيت فارغ من كل شيء ... إنتقمت من زوجي بأن إستسلمت أنا للنوم ... ساعات بعد الظهر الطويلة رحت فيها بغيبوبة طويلة ... أيقضني منها صوت الجرس كالعادة ...
صحوت متأففة من هذا الزائر المزعج ... إبتهال تقف أمامي مبتسمة ... شعرها منسدل نصفه على وجهها ونصفه للخلف ... تورّم عينيها يؤكد أنها نهلت من النوم حتى الثمالة ... عقد صغير يزيّن رقبتها الرقيقة ... قميص أخضر رقبته المفتوحة حتى نصف صدرها مشدودة بخيوط متعاكسة ... تضيق كلما إقتربت من ثدييها المرتفعتان للأعلى بشموخ ... بنطلون جينز أبيض مشدود بحزام أسود ... حذاء أسود بلا كعب ...
وقفت تنظر لي بدلال ... إستغربت وجودها فهي كانت حاضرة وقت المعركة ... وغادرت البيت بمغادرة البنتين وأبيهما ... نظرة إستجداء ترمقني بها ...
تقابلنا قرب باب المطبخ ... كانت تنظر لي كأنها أعجبت بملابسي ... إبتسمت وهي تمسح يديها من أثر البلل بعد تنظيفها لبقايا أواني بالمطبخ ... هذه الصبية تخطف لبي ...
توجهنا على القدمين نحو المتاجر ... كنا نقف أمام كل واجهة لوقت طويل ... تفهم في الموضة والتصميمات والماركات العالمية وتسريحات الشعر وكل شيء ... هذه الصبية تسبق سنها بسرعة البرق ...
دخلنا سوق العطّارين ... محلات لبيع الأعشاب ... زواحف مجففة معلّقة ... روائح البخور تخطف حواس الشم لتسافر بك لأقصى شرق العالم ... قراطيس عديدة من أعشاب وبعض الزيوت ... وقفت تنتظر صبيا يطحن لها كمية من بذور الحلبة ...
إستغربت مما تفعل ... فهمت إستغرابي وهمست في أذني ...
" داه خليط فعّال ... بيكبّر... "
ثم صمتت حرجا ... نظرت في عيني ووضعت كفيها طاوية أصابعها حول صدرها ... غمزت وإبتسمت ... نظرات عينها دفعتني للإبتاسم رغم تعجبي ...
فهمت سبب حجم صدرها الذي لا يعكس عمرها ... لكني إندهشت من إهتمامها بذلك رغم صغر سنها ... وقفت تنظر لي كأنها تتملى في جسدي ... طلبت مني مبلغ عشرين دينارا ... كنت أضن أنها لا تملك ما يكفيها ... مكنتها من طلبها ....
قائمة طويلة أخرى من الطلبات والزيوت ثم غادرنا المكان ... كل من يرانا يعتقد أننا أم وإبنتها ... لكن الإبنة هي التي تقود خطوات الأم ... علبة صغيرة من الحلويات التقليدية قضت على ميزانيتها ...
صوت المغرب يعلمنا بدنو حلول الليل ... ركبنا سيّارة تاكسي أقلتنا للبيت ... ياسر يفتح لنا باب العمارة ... وقعت عيني في عين إبتهال ... تذكرنا كلماته عنه و إنفجرنا ضحكا ... صعدنا السلالم تاركين البواب المسكين مشدوها من تصرفنا ...
أمام باب بيتي ... مدت لي إبتهال أحد الأكياس ... قالت إنها تخصّني ... قبل أن أسألها عن الموضوع ... رن هاتفي ... إتصال من زوجي يعلمني أن الجميع سيبيت في بيت أخيه ... تركت إبتهال كل الأكياس على الأرض وهرولت نحو شقتهم ...
ما إن دخلت وبدأت أضع الأكياس بالمطبخ حتى رن الجرس ثانية ... إبتهال تمر من تحت يدي لندخل الشقة ... ألقت بكيس صغير فوق كنبة بالصالون وإلتحقت بالمطبخ ...
بدأت تفرغ قراطيس الأعشاب ... قالت أنها إستأذنت والدها للمبيت معي .... كانت تخلط هذه بتلك وتطحن المزيج لتضيف إليه بعض الزيوت ... سحبت الكرسي ووضعت مرفقي على حافة الطاولة أسند خديا لكفي ... كنت أتابع حركاتها الثابتة وهي تصنع سحرا بدأت روائحه تسكن حواسي ...
رفعت رأسها لترمقني بنظرة مبتسمة ثم عادت لعملها .... تركتها بعد أن يئست من محاولاتي أن تفهمني ماذا تفعل ... كانت تؤجل الإجابة عن أسئلتي الملحة أن تفسّر لي ...
قمت أحضّر بعض الطعام ... عقلي وتفكيري منصب حول ما تفعله ... قامت بتنظيف مكان عملها وضعت ما صنعته كل بعلبة منفردة ثم تقدّمت مني تساعدني ...
تناولنا العشاء ... جلسنا بالشرفة كالعادة ... كنت أحترق شوقا أن تفسّر لي ما صنعت وكيفية إستعمال تلك المساحيق وفائدتها ...
أحضرت علبها من المطبخ ووضعتها أمامي ... هذه تستعمل بغرض تكبير الثدي والأرداف ... مزيج من الحلبة وبعض الحبوب الأخرى ... كانت تشرح لي الطريقة ... كنت أتابع تعليماتها وحركاتها كتلميذة شغوفة للعلم ... والأخرى لتنعيم الجلد وإزالة الألوان الداكنة ... علب صغيرة لتفتيح البشرة ...
عالم غريب دخلته دون إستئذان ... كنت متعجبة من دقة معلوماتها ... يوما بعد يوم تصدمني هذه الصبية ...
عارية تحت الماء الدافئ ... أحاول الهروب من رغبة ربما تغيّر ما تبقى في حياتي ....
لم تترك لي إبتهال فرصة للتراجع ... فتحت الباب برفق تدعوني للخروج ... لففت فوطة حول جسدي وخرجت أتبعها ... دخلنا غرفة النوم ... كانت أعدت العدة ... فرشت أغطية على السرير ...
طلبت مني الصعود ... أطفأت النور إلا فانوس صغير ... كنت كمن تعيش حلما ... مسحوبة الإرادة ... طلبت مني النوم على بطني ... لم أحتج ولم أتحرّك عندما فتحت الفوطة وسحبتها من تحتي لتلقيها أرضا ...
أوّل مرة في حياتي أكون عارية أمام أحد غريب ... دقائق طويلة مرّت وهي تتملى في جسدي العاري أمامها ... رعشة بسيطة أصابتني ... برودة يدها المبللة بالخليط تلمس رقبتي ... بدأت أناملها تغوص في لحمي ...
قشعريرة غريبة سرت في أوصالي ... عشر أصابع تنتزع الإستسلام من عضلات رقبتي ... أغمضت عيني وتركت جسدي يستشعر ما يحدث ... طال تركيزها في تدليك رقبتي ... بدأت أصابعها الخبيرة تتسلل إلى عمودي الفقري ... كتفي ... أسفل ظهري ...
إستسلامي لم يكن نهائيا ... كنت أكبت تنهيدا حار يريد الإفلات كلما تلامست أطراف أصابعها الطرية جانبي صدري ... بدأت يدها تشعل ناري نزولا حتى أسفل ظهري ...
طال تدليكها لحزامي ... تلامس بسيط مع جلد مؤخرتي الطري يرفعني للأعلى ... كمن وخزها شيء ...
ثم توقف كل شيء ... لا أعلم سبب إحباطي ... لكنه لم يطل ... أمسكت أطراف قدمي وبدات تتعامل معها من إصبعي الأصغر حتى الأكبر ... إكتشفت أن مشاعر الإنسان تجتمع في أخمص قدمه لما بعثت حركاتها المداعبة له في روحي من رغبة ...
يداها تزحفان بضغط بطيء نحو الأعلى ... سحبت مني تعبي ووهني وضعفي وكذلك مقاومتي لما وصلت لفخذي ... أناملها تلامس طرف كسي ... إرتعشت من المفاجأة ... إنسحبت يدها وجلا لتستقر أعلى الفخذين من خلف ...
ندمت على ردة فعلي العفوية ... إبتهال فهمت حركتي بأنها رفض ... أحسست بذلك من فتور حركة أصابعها على جلدي ... لا أعلم كيف تسللت تلك الكلمة المبحوحة الخجولة الشبقة
" كمّلي"
كأنها كانت تنتظر أمري ... بدأت يداها الناعمتان تنزلقان على جلد مؤخرتي بحركات دائرية من الخارج نحو الداخل ... أصابعها تلامس مفرق مؤخرتي بثبات ... المرهم وبللي إختلطا .... زيت ونار ...
لم يعد هناك ما يدعو لكبت الآهات التي بدأ صداها يتردد بين جدران الغرفة ... أحسست أن شفرتي كسي تنسحبان في إتجاه عكسي لتفتح باب تجربة جديدة لذيذة ... كانت يداي تتوق للحركة وهي تمنعني ...
أزهقت روحي وهي تداعب طرف كسي لثانية وتنسحب لثواني ... ثم فجأة توقفت ... عيني المغمضة سمحت لأذني أن تلتقط صوت سكب دفعة جديدة من الزيت .... كنت أنتظر موجة لمستها الثانية على نار هادئة ...
طال إنتظاري ... رفعت رأسي وفتحت عيني ملتفتة للخلف ... إبتهال عارية تماما ... تدهن جسدها بالزيت من الأعلى للأسفل ... حلماتها تنتصب للأعلى كأنها تشد همة ثدييها أن يلحقاهما في إرتفاعهما أكثر ... بطنها المسطحة يلمع جلدها المدهون بالمرهم تحت نور الفانوس الخافت ...
إلتفت ونمت على ظهري لأتملى جمالها ... لم تتركني أنتظر ... صعدت على السرير وفتحت رجليها ليظهر كسها الصغير تحت مثلث من الشعر الناعم مهذب بعناية ... لم تتركني أشبع عيني من شكله ...
جلست على بطني ... وضعت يديها على يدي لتفردهما على السرير تشل حركتي ... مستسلمة لحركاتها أغمضت عيني من جديد .... حلماتها الصلبة تدغدغ حلماتي ... ثدياها يضغطان على صدري ... طرف كسها يعبث بصرّتي ...
نهر من الرغبة بدأ ينسلّ من بين فخذي ... طال تعذيبي الممتع بعراك الأثداء ... كلما لمست حلمتها الصلبة حلماتي المنتصبة إرتفع مخزون الرغبة وقوة خروج الآهات من صدري ...
صمتها قتلني ... أردت أن أسمع كلمة أحبّك منها ... كلمة وسأكون ملكها ما بقي من عمري ... لم تسمعها أذني لكنها وصلت شفتي ... عينها تنظر مراوحة بين شفتي التي تهتز رغبة وعيني التي تطلب الرحمة ... لم تنتظر إجابتي ...
إلتقمت شفتي السفلى بين شفتيها ... شفتي التي صامت العمر كلّه عن رحيق رغبة مماثل ... إختلط العسل في أفواهنا ... لسانها الناعم يتسلل بحثا عن لساني ليؤكد له أن كل ما يمثال جسدها في جسدي هو مطلوب برغبة شديدة منها ...
أطلقت يدي لتعانق رقبتي ترفع رأسي نحوها بعنف ... يدي تتسلل نحو وسطها ... أصابعي تكتشف ذلك الجلد الناعم ... حجم مؤخرتها لا يتجاوز راحة يدي ... عصرتها كأني أستخرج منها روح العشق ... بدأت أصابعي تلامس خشونة حارة في طرفي كسّها ...
إمتزجت الآهات ... فسقط من فوقي تجاورني ... يدها تنسلّ نحو كسي ... أصابعها تدخل بسرعة بين شفرتيه ... تداعب بضري ...
فهمت الآن سرّ ذلك الإنسجام الغريب ... شفتان متلاصقتان ... ثديان يعصران بعضهما بعضا ... الأصابع تغوص في حركات دائرية تزرع بذور رغبة تنتزع من صدورنا آهات توازنت في توقيتها ودرجتها ...
إهتزازات بدت كأنها ستخلع خشب السرير بيننا ...رعشة قوية تشدني من كل جوارحي ... ماء حار يسكب على أصابعي من أتون محنة تلك الصبية ...
طالت آهاتنا وإهتزازاتنا ... كالمهزومة في حرب إستلقيت على السرير ... لم يفلح أي جندي من جنود ضميري في التسلل لأسوار الرغبة التي زرعتها في إبتهال ...
المسكينة أجهدها التعب فأغمضت عينيها ... نظرت لتلك اللوحة المرسومة عارية بجانبي ... كنت أطير فوق السحاب ... توجهت للحمام لأغتسل من أثر الزيوت التي بدأت تسيل على جلدي ...
بدأت أراجع ما حدث لي ... شعور غريب مزيج بين السعادة والرغبة والرهبة ... إنتقمت من زوجي ووجدت توأم روحي وجسدي ... لم أتوقع يوما أني سأخوض تجربة سحاقية وبهذه الطريقة ومع صبية من سن أصغر بناتي ... ليست تجربة بل صححت مشاعري ...
لم أبدأ في التفكير بعد ... يد طرية تمرر الصابون خلف ظهري ... إلتفت لتستقبلني إبتهال بقبلة طويلة ... قبلة أعادت تنظيم صفوف الرغبة من جديد ...
لم أشعر بها إلا وهي تنسلّ بين فخذي ... لسانها يدغدغ بضري يلهب نارا لو عرفها المجوس قبلا لعبدوها ...
************************
كنت كالمشدوهة أعيش حلما أو فلما متقن المشاهد ... إيناس زادت في تدمير كياني ... أنهت حكايتها بوصفها لسعادتها في تجربتها مع حبيبتها الجديدة ... كيف صارت تنام معها في غرفتها والكل موجود دون أبسط شك ...
جنس آمن لا يشبع منه ... هكذا وصفته إيناس التي ودعتني لتتركني في حيرة شديدة ... رحت أراقب ضوء الشمعة المتراقص أمام عيني ... لم أرغب في تغييرها رغم أن الدخان الأسود بدأ يعلن قرب نهاية حياتها ...
ظلمة شديدة تطبق على المكان ... صوت المطر المتهاطل على السطح أشعرني بالدفئ ... نعم هكذا ... أشعرني بالدفئ ... رحت أراجع كلمات إيناس ... زرعت في روحي فكرة جديدة ...
أنا أحسست كل ما أحست بها ... يوما ما في مركز التجميل ألهبتني لمسات رقيقة من صبية على جلدي ... سحبني جسد آلاء ... عندما باتت آلاء بجانبي أعجبني دفئ جسدها على سريري ... ربما تكون بذرة ميول سحاقية لم أسقها لتنمو ...
بدأت أتخيّل نفسي مكان إيناس ... آلاء موجودة وتحت الطلب ... لماذا لا أجرّب ... أطلقت العنان لخيالي يصوّر لي مشاهد كنت بطلتها بالإشتراك مع آلاء ...
شيء ما يختلف عما روته لي إيناس ... العاطفة ... الحب ... الإنسجام ... الرغبة كل في الآخر ... لم تلتهب نار تلك الفكرة في صدري ...
سيكون إبتزازا لبنت وقعت تحت يدي بمحض الصدفة ... أي هم أعانيه ...
ألاء تغزّلت بجسدي يوما ... ربما مجاملة أو محاولة لجري للتخلّص من أوراق تهديدي .... رحت أعيد حساباتي ... آلاء الصبية وجدت كيف تطفأ رغبتها في سرية وآمان ... إيناس المتزوجة وجدت من تركن لها وتطفئ لهيب شوقها وعشقها ...
أنا ... من أنا ... ماذا أريد ؟؟؟؟ ... بدأت الظلمة تثقل على قلبي ... فراغ عاطفي وجسدي ووحدة موحشة وظلمة ... شيء لا يحتمل ...
بحثت عن هاتفي لأنير به الغرفة بحثا عن شمعة أخرى ... ضوء شاشته أزعج عيني التي تعودت الظلمة ... إشارة أعلاه تعلمني بورود عدة رسائل ...
أمير بعث لي عدّة مرّات مستفسرا غيابي ... لقد إستغرقت قصة إيناس عدة ساعات نسيت فيها العالم ... إستنزفت روحي كما إستنزفت ثلثي بطّارية هاتفي ...
أحسست برغبة شديدة في تغيير الجو ... ربما بعض المشاكسات مع أمير ستنقلني لموجة نفسية أخرى ...
لعنت الحظ على المطر على شركة الكهرباء على البلد كلّه ... وإستلقيت على السرير أطارد وميض البرق من النافذة ... صوت المطر بدأ يشتد ... وجفوني بدأت تثقل ...
صوت التلفاز ينادي من الصالون يعلمني أن التيّار عاد ... ضوء بسيط يتسلل من النافذة ... نور النهار يعاند السحب السوداء ليعلن للعالم صموده ...
إزدادت ضربات قلبي مع صوت المفتاح يدور في قفل الباب الخارجي ... صوت أمير يمسح الطين عن حذائه أمام الباب ... فتح الباب الداخلي ... نور ساطع في قلبي وهو يدخل مبتسما ... أوّل مرة يستقبلني ببشاشة ...
فتحت ذراعي لإستقباله ... إرتمى في حضني ... يعانقني ...
" إنت كويسة ؟؟؟ كنت قلقان عليكي ؟؟؟ وحشتيني "
لا أعلم رغم توقعي للموقف لكني أحسست أنه صادق ... قلبه كان يكلّمني ... آثار البلل على ملابسه تؤكد أن ماء المطر أخذ منه كل مأخذ ...
دخلت المطبخ ... فكّرت أنه سيسعد إذا سألته عن رغبته في أكل شيء معيّن ... سيزيد من ثقته بنفسه ويوطد تلك المشاعر الوليدة ....
وقفت أمام باب الحمام ... ناديته مرّات ومرّات فلم يجب ... إرتعبت أن مكروها أصابه ... فتحت الباب بعنف ...
أمير ينزع ملابسه ... يضع سماعات في أذنيه منعته من ملاحظتي .... ظهره العريض بدأت عضلاته تبرز للعيان ... مؤخرته المشدودة تحت قماش البوكسر المطاطي تؤكد جديته في التمارين .... فخذاه وقصبة رجليه الذان يكسوهما الشعر إكتسبت حجما محترما ...
كدت أنسحب وأغلق الباب حين إلتفت نحوي ... كرة ضخمة بحجم كرة التنس رسمت بين فخذيه ... إتسعت عيني من المفاجأة وإنفتحت شفتاي دهشة للخرطوم المرسوم فوق كرة التنس ...
لم أسمع سؤاله المضطرب عما يحدث ... أغلقت الباب بعنف ... إستندت على الحائط ... أغلقت عيني لأسترجع تلك الصورة ... لم أصدّق عيني وكذّبت ذاكرتي ... خفت أن تهتز صورتي أمامه ....
فتحت الباب ثانية ... كنت سأسأله عن طلبه في الأكل ... كان أمير قد نزع البوكسر ... كيس بيضات أسمر يرقد فوقها مارد يتدلى بين قدميه ....
كل أعضائي أصابها الشلل ... إلا عيني التي فتحت على آخرها وشفتي التي أخرجت واو لم أتمكن من حبسها ...
الجزء السادس و الأخير
لم أعلم كم لبثت دون حراك ... حتى أنفاسي حبست ... كمن نامت باليقظة ... إضطراب أمير من حضوري أعادني لوعيي ... كنت كمن وقعت بين المطرقة والسندان ... بقائي محرج وخروجي محرج ...
تقدّمت بخطة مضطربة نحو المغسل كأني أبحث عن شيء ... أحد خواتمي كان طوق نجاتي من أمواج هذا الموقف ... أمير الذي إحتمى بالبانيو يراقب ما أفعل ... قلت له أني خفت أن يضيع خاتمي بسقوطه في المواسير ... أظنه صدقني ...
كلماته المحرجة وهو يرد على سؤالي إن كانت نفسه تشتهي لونا معينا من الطعام ... سعدت روحي بقوله روحه تتوق لكل ما أقدّمه له .... نظرة عينيه وإبتسامته وهو يودعني بعثت نورا في ظلمة صدري
وقفت قرب الموقد ألملم شتات نفسي ... كدت أن أضيع نتيجة مجهود جبّار بذلته مع أمير ...
الطبخ لا يحتاج لتركيز ... حركات تلقائية يحفظها العقل ... عقلي كان تائها في ما حدث ... صورة أمير عاري أمامي لا تفارقني ... إنفعالات نفسية متداخلة غير مفهومة تهز كياني ...
بدأت رائحة الأكل تفوح في المنزل ... أفكاري تهرب مني كما يفلت البخار من القدر ... بدأت روحي تهدأ دون هدى ... الأفكار تتعب فتستسلم لوحدها ...
صوت أمير يقف خلفي هزني رعبا ... المفاجأة المتوقعة أفزعتني ... " يا سلام على الريحة الحلوة " ... أذني لم تتعوّد على الكلام الجميل ... لا منه ولا من أبيه ... تغيير أسعدني رغم أني كنت من رتبت الأحداث لحصوله ...
قطرة إطراء بللت عطش زهرة روحي ... إلتفت خلفي لأبادله الإطراء بإبتسامة حنونة ... أمير يقف عند باب المطبخ ... شعره المبلل يبدو ناعما ... عيناه في الأرض كأنه يبحث في خبايا تفكيره عن جملة يردف بها جملته الأولى ... قميص أبيض بالأكمام يلتصق على جسده يرسم عضلاته الفتية تحته .... بنطلون قماش رياضي أزرق ...
أشحت بعيني أن لا تقع بين فخذيه فتعود حالتي لما كانت ... رغم أني أتمنى قربه مني لكني أحسست أن وجوده أربكني ... إقتحامه بهذه السرعة لخبط خططي ...
كنت أنظر مباشرة في وجه أمير الذي يستجمع شجاعته ... كان يغرس عينيه في الطاولة كأنه يقرأ شيئا ... رفع عينيه فجأة لتتلاقى نظراتنا ... ربما هي المرة الأولى تتقابل أعيننا بلا عراك ...
كلانا هرب من عين الآخر ... هو رفع عينيه للسقف و أنا أنزلت عيني للأسفل ... كأننا نتقابل لأوّل مرّة ... هو تغيّر وأنا تغيّرت ... لم أحدد بعد ما الذي تغيّر في كلانا ...
قضم الندم قلبي ... ليتني لم أقتحم عليه غرفة الإستحمام ... هذا الخجل هو نتيجة ما حصل ... أمير يريد التقرّب مني ... لكني وضعت حجرا في طريقه ... ليتني وليتني وأف ليتني ...
كنت أفكّر في بداية الحديث معه ... صمته يقتلني ... أردته أن يصارحني بما يختلج صدره ... فيما يفكّر ؟؟؟ ماذا يخطط لمستقبله ؟؟؟ عقلي يدور والحكة في مؤخرتي تقرصني أكثر ... إن كانت يدي تسللت في خجل تقلع أسنان الحكة فهي لا تقدر الوصول لأنياب الندم في قلبي ...
صوت غريب يأتي من الموقد ... قارورة الغاز تلفظ آخر أنفاسها ... تطوّع أمير لتغييرها ... فك قارورة الغاز وحملها للدكان والعودة بها يعتبر تحديا بالنسبة له ... أراد أن يشير لي أنه صار رجلا يعتمد له ...
تقبّلت رسالته المشفرة بسعادة وإعجاب ربما يبدو مبالغا فيه ... هي فرصة تفسح الطريق أمامنا لتجديد اللقاء ... خروجه سمح لي بالإنتقام من حكة مؤخرتي ... أظافري قامت بالواجب ... إطرائي على قوته وقدراته المكتسبة أسعدته بل بعثت فيه روحا جديدة ... ذهابه وعودته بسرعة لم يسمحا لي بترتيب أفكاري ...
أحسست أن شعوره بأهمية دوره ترفع معنوياته ... صراحة تعجبت من قدرته على حمل القارورة الثقيلة نوعا ما ... لم يلهث ولم ترتجف عضلاته كما توقعت ...
فرصة جيّدة يجب إستثمارها بحذر ... لأوّل مرّة نجتمع على طاولة الطعام منذ مدّة ... راجعت ذكرياتي ... كلما قابلني على الطعام أغمس لقمه بالنقد والتقريع ... ثقل تلك الذكريات جعلني أكره نفسي ... أمير معه حق ...
الذكريات والماضي كابوس يجب أن أستيقظ منه ... إرتفاع منسوب الثقة في نفس أمير برز في عينيه ... تلك النظرة المنكسرة بدأت تلتأم ... عيناه جميلتان ... فيهما سحر المزج بين حزن دفين وروح تسعى للتألّق ...
بعض الكلمات خرجت تتسلل من شفتيه يثني فيها على نفسي في الطبخ ... وابل من الشكر إنهال عليه في المقابل ... كمسجون عانق الحريّة ... بدأ يتحدّث عن تمارينه ... وكيف بدأ يتطوّر في حمل الأوزان ...
قال أنه ممتن لي طول عمره ... إشتراك الجيم غيّر فيه أشياء كثيرة ... لم أقدر أن أقاطعه ... نبرة صوته الحنونة الواثقة تطرب قلبي ...
بعد الغذاء دخل غرفته يرتاح إستعدادا لبعض الفروض يريد إنهائها ليبقى الأسبوع الثاني من العطلة دون قيود ...
دخلت غرفتي وأجنحة السعادة ترفعني من على الأرض ... إستلقيت على السرير أهنأ نفسي على نجاحي ... دفء غريب يسري بين أوصالي ...
صورة أمير عاري أمامي تقفز لتفسد فرحتي ... حاولت أن ألوم نفسي لكن نفسي رفضت اللوم ... كان عليا القيام بذلك ... لماذا ؟؟؟؟ لست مطالبة بالإجابة ؟؟؟ فقط رغبة في صدري ...
هكذا ... دون تفسير يخضع لمنطق محدد ... أنا التي تدرّس المنطق كفرت بمبادئه وشروطه وأحكامه ... أمير سعيد وقد بدأ يتغيّر حقا ... أنا أشعر كوني سعيدة ...
النفسية هي من تتحكّم في تصرفات وحالة البشر ... لكن الطريق لا تزال طويلة ... فكّرت في الإتصال بآلاء ووضعها تدريجيا في طريق أمير ... ستكون محفزا له أن يواصل في إجتهاده ...
الجو الماطر وغياب عذر يقنع والدتها منعاني ... أجلت تلك الخطوة ... إنتظرت الليل على أحر من الجمر ... كنت متأكدة أنه سيصارح بثينة على الفيس بما لم يصارحني به ...
تعشينا سويا كما في الغذاء ... أتممنا الأكل ... دخلت غرفتي لأجلب غرضا ... عدّت فوجدته واقفا وراء المغطس ينظف الصحون ... لم أصدّق عيني ... علاقة أمير بالمطبخ تتلخص في كسره الأواني لا أن يغسلها ...
يكسرها إما قلة إنتباه في طفولته أو تنفيسا عن غضبه في مراهقته ... الطاولة تلمع نظيفة ... حيطان المطبخ ضاقت بسعادتي ...
تركته دون تعليق ودخلت الصالون ... فتحت التلفاز وتهت بين دقّات فلبي التي تعزف لحنا مقدسا ...
كأن أبواب النعيم فتحت أمامي ... أمير يتقدّم بخطى ثابتة ... يحاول أن يركز في حمله لطبق الشاي والفواكه الذي أعده بنفسه ...
قفزت من الكنبة كمشجع سجّل فريقه هدفا في أخر ثانية في لقاء تفادي نزول ... حركتي أربكته قليلا ... وضع الطبق أمامي ...
نظرت للطبق ثم في عينيه مباشرة ... حسرة كبيرة لما وجدت كأسا واحدة ... دون تفكير ... كلمات إستنكار خرجت من فمي ...
مر الأسبوع الموالي بنسق تصاعدي في كلّ شيء ... أمير صار يمضي معي وقته أكثر فأكثر ... بدأ كلامه معي يسترسل ... سلاسة في الحديث ... بدأت الحواجز بيننا تنهار تدريجيا ...
صار يطلب مني ما يريد دون تردد أو خوف ... كما أنه يجتهد في دروسه ... بدأت توجيهات الفيس تقلّ ... رغم إنزعاجه من تجاهلي لكنه لم يحتج ....
آخر يوم في العطلة ... غدا نلتحق بمدارسنا ... أمير نهض نشيطا كعادته المكتسبة حديثا ... حان وقت تنفيذ الخطة ... إتصلت بآلاء وطلبت منها أن تحضر للبيت بعد الظهر ... أتممت ما عليا فعله من أشغال البيت ثم إنتظرتها على أحر من الجمر ...
آلاء التي صارت تطيعني براحة وربما برغبة شديدة وصلت البيت قبل موعدها ... أمير كان بصالة التمارين ... دخلت غير مرعوبة هذه المرة ... جلسنا بغرفتي خشية أن يقتحم خلوتنا أحد ...
أصررت عليه أن يرافق آلاء لبيتها ... لا يجوز أن نترك صبية جميلة ترجع لمنزلها دون مرافقة رجل في هذا الوقت ... كلمة رجل هزت كيانه ...
هذا ما كنت أبغي من خطتي ... كنت كالجالسة على الشوك أنتظر عودته ... كعادتنا الجديدة إجتمعنا على العشاء ... حللت وجهه بجميع أجهزة الكشف ... يبدو عاديا رغم كل شيء ...
عودة زوجي من رحلة عمله قطعت جلستنا ... إلتحق كل من بغرفته ... إنتظرت رسالة منه على الفيس ... لم يفعل ... الفضول يحرقني لأعرف تفاصيل لقائه الأوّل ... بدأت أنا المحادثة ...
لا جديد فيها ... عدّة مرّات فكّرت بسؤاله عن علاقة غرامية جديدة لكني خشيت أن يكشفني ... إنتهت محادثتنا بصفة طبيعية لم تشفي غليلي ...
صباحا سبقني أمير للمدرسة ... رغم كل شيء فإني سعيدة بروحه الجديدة ... إنتظرت وقت الفسحة لأقابل آلاء ... حديث مقتضب أخبرتني آلاء أنه لم يتجاوب معها حتى بالكلام ... رغم محاولتها العديدة ... قالت أنه لم يرفع رأسه من الأرض طوال الطريق .
رغم إحباطي لكني لم أيأس ... أكدت عليها مطاردته أينما وجد ... كنت أمني نفسي أن يتجاوب معها ... أحسست أن هناك خطبا ما في خطتي ...
أسبوعان طويلان مرا دون تغيير ... آلاء تغريه نهارا .. وبثينة تستنطقه ليلا ... فلا هو تجاوب مع هذه ولا إعترف للأخرى ...
كدت أرمي أوراقي ... خرجت مساءا للمشي في شوارع المدينة مستغلّة الجو الجميل بعد أيّام طويلة من المطر ... زوجي يعمل وأمير في تمارينه ... لا أعلم كيف قادتني قدمي للمنطقة التي تقع بها قاعة الرياضة ...
وقف غير بعيدة عن الباب ... أراقب ... مجموعة من الشباب يدخلون القاعة ... شباب معتز بشبابه ... حقائب في أيديهم وأصواتهم تهز المكان ...
بدأت أنوار الطريق تشع بخجل كاسرة ظلمة فرضها فصل الشتاء مبكرا ... دقائق وخرجت مجموعة من الشباب ... أمير كان أحدهم يمشي متوسطهم ... يتحدّث براحة ويضحك معهم ...
تبعتهم حتى بدأ المجموعة في التفرّق أزواجا ... أمير يكمل طريقه مرافقا شابا يبدو في منتصف العشرينات تجانس كبير بينهما ... يضحكان ... يتصافحان ... أحيان يتعانقان بعد نكتة أو جملة مضحكة ...
المسافة منعتني من سماع حديثهما لكن كل شيء يوحي بأنهما مقرّبان ... إفترقا بوداع حار قبل شارعنا بقليل ... لا أعلم السبب لكن كلام إبتهال في حديثها مع إيناس سكن عقلي ... المثلية ...
رعب سكن قلبي ... هل يمكن أن يكون ما أتخيّله صحيحا ... هل أمير على علاقة بهذا الشاب ... رحت أراجع الكلمات بالحرف ... دخول هذا الشاب في حياة أمير بتلك الطريقة وبذلك الإنسجام ليس طبيعيا ...
ربما هي علاقة صداقة عادية ... ربما أمير معجب بشخصيته خصوصا وأنه يمثل
في سنه هذه قدوة له ... شاب ربما له من التجارب ما يدفع أمير للإنبهار به ... أي ربما منهم هي الأصح ؟؟؟؟
زلزال يهز كياني .. موجاته الإرتدادية أقوى من الهزّات نفسها ... حثثت الخطى أطرد تلك الصور ... أغلب الشواذ المعروفين هم من أبطال رياضة كمال الأجسام ... حكم أصدرته عليهم رغم معرفتي البسيطة ...
لحقت أمير بالمنزل ... كان خارجا من الحمام يستر جسده بفوطة يلف بها وسطه ... تحرّج من نظراتي الفاحصة لجسده النصف عاري ... كنت أتخيّله يمارس الجنس مع زميله ...
مشهد مقزز سواء فاعل أم مفعول به ... هرب من أمامي مبتسما ... دخلت الحمام علّ الماء المنهمر على رأسي يغسل تلك الفكرة منه ...
ذلك الحكم الغير مبرر ... نحن ننفر من مثليي الجنس في الذكور بينما تثيرنا المثلية في الإناث ... سواء كان لواطا أو سحاقا فكلاهما مثلية ... المفهوم الشرقي للجنس يقيد أحكامنا ..
خرجت من الحمام وقد سكنت فكرة أن أمير على علاقة بصديقه الجديد سكنت تفكيري ... وإلا كيف يرفض شابة بجمال آلاء ...
حاولت سبر أغواره ليلا على الفيس بفتح موضوع العالقات والصداقة ... أبدا لم يخرج من صدره شيء ... إجابات ثابتة أن الوقت لم يحن بعد ... مراوغته تستفزني ... وضعت ما وصلت له معه كأم على المحك وفتحت معه الموضوع مغامرة أن يهدم كل ما بنيته ... لكنه بقي على صمته ...
صمته أحرقني ... جمدني ... إيناس هي الحل ... خبيرة الجنس تلك ... موضوع خطير كهذا لا يمكنني البت فيه لوحدي ...
مر يومان دون أن تبرد ناري ... فتشت غرفته ... حاسوبه ... كتبه ... لا شيء فيها .... دخوله للحمام بعد التمرين كان فرصة تجرّأت فيها وفتشت هاتفه ... لا شيء فيه ... صور لدرّاجات وتفاهات أخرى ...
ملف صغير يحتوي على صور ... فتحته وقلبي ينبض أو لا ينبض ... صعقت للمشهد ... صور إيناس لما كنت عندها محفوظة عنده ... وصوري عندما إنتحلت شخصية أختها ...
صوت غلق باب الحمام دفعني للهروب ... اختبأت في غرفتي ... راحة مريحة أراحت أعصابي ... بما أنه يحتفظ بتلك الصور فإنها تعجبه ... إحتمالات كونه مثليا بدأت تتساقط ...
تعشينا سويا ... لم أستسغ طعم الأكل ... كنت أنظر له بتفحص ... شعره الناعم ... جبينه العريض ... عبناه الحالمتان ... أشفاره السوداء ... عضلات كتفيه التي برزت بعنف ... صدره العريض ...
كدت أصرخ في وجهه أن يجيب ويريحني ... لعنة ستنزل عليا لو صح أنه كما فكّرت فيه ... كعادته ساعدني في تنظيف المطبخ ودخل غرفته ...
أمسكت هاتفي وأرسلت له ... كلامه معي كان مقتضبا وبشدّة ... لم أفهم سبب تغيّر تصرفاته معي ... كان يحرقه الشوق لمكالمتي ويراسلني بإصرار حتى أرد عليه ... مالذي حدث ؟؟؟ ... مالسر وراء نفوره مني ؟؟؟
الآن صار متأكدا أني صاحبة الصورة ... لكنه كان يجرني للحصول على صور عارية أكثر .... طلب مني صورة أخرى بملابس مختلفة ... رغم تأففي من طلبه لكني وافقت ...
وقفت أمام المرآة ... إخترت أكثر ملابسي جرأة وإثارة .... سوتيانة شفافة تطلّ منها حلمات صدري فخورة بنفسها ... كيلوت بمثلّث أزرق شفّاف .... وفتلة تمر بين فردتي مؤخرتي ...
وقفت طويلا أتملى جسدي ... أنا أعجبتني نفسي ... صورة كهذه ستقطع الشك نهائيا ... بعدها أطلب منه صورة بالمقابل لأرى أثر عري عليه ...
كنت أهم بأخذ الصورة حين إنقطع التيّار الكهربائي .... تيقنت أنه سيكشفني ساعتها ... لا يمكن أن ينقطع التيّار في مدينتين تفصل بينهما كيلومترات عديدة في نفس اللحظة ... أطلقت عقيرتي بالصراخ مدعية الخوف من الظلمة ... رسالة سريعة من أمير ينهي المحادثة ... وصلتني وقت وصوله لباب الغرفة ...
دخل أمير ينير دربه بكشاف هاتفه ... يطمئن عليا ... كنت أخفي ملابسي من على الأرض ...لم أجد مفرّا سوى أن أمثّل سقوطي أرضا وأنا أتحسس طريقي في الظلمة ... وضع يده تحت إبطي يسندني ... يده القوية تحملني نحو السرير ... جلست على حافته أمثل الألم ... نور الكشّاف كان خافتا جدا ...
رفع رجلي التي إدعيت أنها مصابة ووضعها على السرير ... إستلقيت متأوهة من الألم ... قال أمير أنه يملك مرهما يزيل الألم ... خرج من الغرفة مسرعا تاركا المكان مظلما خلفه ... كنت أسترد أنفاسي وأنا أخفي الورقة وأغلق الهاتف ...
ظله الطويل يسبق جسده متسللا من فتحة الباب ... إهتممت بإخفاء آثار يمكن أن تكشفني .... لم أدرك أني لم أستر جسدي إلا حين أوقد شمعة بدأت تنير المكان ... ضوء بسيط يتراقص أمامي وأمير يقف مرتديا بوكسرا أزرق ...
خوفه عليا ينعكس على إرتعاشه ... ظله المتراقص تحت تأثير ضوء الشمعة ورعشة يديه وهو يسكب المرهم في يده ... كبطل مسرح ظلّ ... تقدّم من حافة السرير ببطئ ... لم يرفع نظره فيا خجلا لما إكتشف أني شبه عارية ...
جلس بجانبي يمسك قدمي المصابة كذبا ... أتقنت تمثيل دور الجريحة بصراخ وألم إدعيته ... بدأت أصابعه تدعك كعب قدمي ... يضغط بعنف و حنو لا يتقبلان حتى في الخيال ... كنت أتابع حركات أصابعه وهو يضع قدمي على فخذه الصلب ...
بدأت حركته تنسحب نحو الأسفل ... أخمس قدمي ... أصابعي ... تلك المنطقة الطرية بين الأصابع والأخمص غاصت فيها أنامله ... صدقت إيناس في قولها أن مشاعر الإنسان تتجمع هناك ...
جسد إفتقد لأي نوع من الإحتكاك .... لا يمكن أن يتجاهل حنية وعنفوان هذا التدليك ... حتى وإن كان قصده العلاج ...
أغمضت عيني ورحت أسترجع كلّ ما قالته إيناس عن شعورها وإبتهال تدلّكها ... نار بدأت تلتهب في صدري مع لهيب الدواء في قدمي ...
عارية إلا من ملابسي الداخلية ... مغمضة العينين ... مستسلمة للحركات الخبيرة لأمير تنتزع وجع روحي بدل وجع قدمي الذي إدعيته ... فتحت عيني فجأة ... أمير يشيح بعينيه يغرسهما في قدمي ...
كان يتملى في جسدي بلا شكّ ... شيء خشن يحيط بقدمي ... فتحت عيني لأراقب أمير وهو يلف ضمادة طبية يشد بها مكان الألم المزعوم ... لا أعلم السبب لكني وددت لو إستمر هذا التدليك للأبد ...
أنهى عمله بسرعة لم أقبلها ... رغم أن كذبي أنجاني من أن يكتشف أمير أني من كنت أحادثه على الفيس لكني وقعت في فخ آخر ...
حاول أمير مساعدتي على الوقوف ... صدره العريض كان ملجأ رأسي ويدي تلتف حول رقبته ... قبة صغيرة بدأت تظهر بين فخذيه ... عجز قماش البوكسر المشدود أن يداريها ... سعادة خفقت بقلبي ... مرارة أني إتهمته ظلما تحرق فؤادي ...
أردت أن أكفّر عن ذنبي والتأكد أكثر... ما إن حاولت الوقوف حتى إدعيت ألما شديدا في أسفل فخذي ... طلبت منه أن يدلّك مكان الألم الجديد ...
وضعت يدي على السرير وإستدرت أنام على بطني ... مؤخرتي عارية إلا من فتلة تخرق ما بين دفتيها ... سندت رأسي فوق يدي وأغمضت عيني مستسلمة ... لا يمكنني إلا الإستسلام لما يحدث ...
أمير الذي بدأ يبتلع ريقه بصعوبة ... يداه ترتعش وهو يلامس اللحم الطري لأسفل فخذي ... إرتباك ورعشة لم تدم طويلا ... غياب نظري عنه سمح له أن يتطلّع في لحمي المقدّم له على طبق وردي مغلّف بتعلّة العلاج ...
بدأت أنامله الطرية الواثقة تغوص في لحمي ... إنتزعت آهات أوهمته أنه من آثار الألم ... بدأت شفرات كسي تتباعد ... رطوبة حارقة تمر بينهما ... حركة عفوية قصدت بها فرك كسي بحشية السرير علي أبرد بها ناره ...
وقعت قدمي السليمة على فخذه ... مع إشتداد الحرقة بين فخذي بدأت قدمي تتحرك للأعلى ... رعشة هزت جسد أمير ما إن لامست أصابع قدمي ما بين فخذيه ... كرة طرية أضغط عليها ببطئ ...
كانت أصابعي تلامس نهاية كيس بيضاته المنتفخ ... لم يتحرّك أمير ... بل حاول التركيز على شغله ... أردت أن أوهمه أنها حركة عفوية ... فحركّت قدمي للأعلى قليلا ... حرارة وصلابة قابلني بها ما بين فخذيه ...
لم أتبيّن ما يحصل ولم أفهمه ... ضغطت بقدمي على ذلك الجسم الصلب للأسفل ... قابل ضغطي بحركة عكسية ... قدمي تضغط على زبّه وهو يعاند ليدفعها للأعلى ...
تجمعت كل مشاعري عند أصابع قدمي ... لم أتبيّن حجمه ولا طوله ... لكن من يثيره جسد إمرأة عارية لا يمكن أن يكون مثليا ... أغلقت القضية لعدم توفر الأدلّة ...
دليل براءته كان دليل إدانتي ... ما إن أنهى أمير عمله حتى سحب قدمي ببطئ ووضعها على الحاشية ... سحب غطاء يضعه عليا ببطء معتقدا أني إستسلمت للنوم ...
قبل وصوله للباب ... خشيت أن يعود لمراسلة بثينة على الفيس ... لم يعد هناك مجال للمواصة معه الآن .... يجب منعه من ذلك ... صوت مخنوق يؤكد كوني كنت في سبات ...
طلبت منه أن ينام بجانبي ربما أحتاج شيئا ... لا أعلم كم لبث يفكّر في الموضوع لكنه إستجاب ...
دلف تحت الغطاء بجانبي يتحسس بعض الدفء ... لم أغير من وضعيتي ... دفنت رأسي تحت المخدّة خوفا من تسرّب فكرة منه تكشفني ...
لم يدم تفكيري طويلا حتى سحبني النوم ... نوم طويل وهادئ ... أيقضني منه عصفور أسود يطرق بلور النافذة ... رغم تطيري من سواده لكني نهضت بهمة ونشاط ...
مررت يدي أتحسس جانب السرير ... كان فارغا كعادته ... سوى أن بقايا الدفء يؤكد أن ما عشته البارحة لم يكن حلما ... من يقتله البرد يقتله نصف الدفء ...
نزلت من السرير ... لولا وجود تلك الضمادة لنسيت إدعائي للإصابة ... ألقيت روبا حريريا على جسدي وفتحت باب الغرفة ... رائحة بيض مقلي تداعب جوعي متسللة من المطبخ ...
خطوات سريعة من أمير تهرول نحوي ... سندني من كتفي معاتبا بشدة ... لم يكن عليا النهوض من السرير ... ساعدني للوصول للحمام ... إنتظرني حتى خرجت ... حملني بين ذراعيه القويين إلى السرير ثانية ...
رغم وزني لكنه لم يئن ولم يلهث ... أعجبت بقوته المكتسبة ... ذهب مسرعا وعاد يحمل طبقا عليه فطور الصباح ...
حنان يقطر من عينيه ... آلمني ضميري أن سبب هذه الحنان إصابة مفتعلة ... هزمت أوّل طلائع ضميري مع أمواج السعادة التي غمرتني ... أصرّ عليا أن لا أبرح مكاني طوال اليوم ...
قال أنه سيعلم إدارة المعهد بغيابي ... قبل خروجه وضع بجانبي كلّ ما يمكن أحتاجه ... ماء ... بعض العصير ... شاحن الهاتف ... ما إن سمعت الباب الخارجي يغلق معلنا ذهابه لدروسه حتى بدأت بالقفز فوق السرير ...
في أكثر أحلامي تفائلا لم أتخيل موقفا يناصف ما حصل ... شهية مفتوحة للأكل .. رغبة في معانقة الحياة ... أن تشعر أن أحدهم يحبّك ... يهتمّ بك ... يدللك ...
رحت أقارن بين ما كان عليه أمير قبل أشهر قليلة وبين ما صار إليه ... رجل مكتمل الرجولة ... موقفه مني هذا الصباح جعلني أنظر إليه بعين مختلفة ...
نزعت الضمادة عن رجلي ... وقفت أمام المرآة أتأمّل نفسي ... تجرّدت من كل ملابسي ... جرّبت كل كيلوتاتي ... جسدي يسحق مقاومة أي رجل ... صور عديدة تفننت في تصويرها مقلّدة فنانات البورنو ...
ستكون مكافأة أمير على عنايته بي ... أمير الذي إتهمته باطلا في ساعة حمق ... يخزن بين رجله ما تتوق نصف نساء الكون له ... إنتظرت حتى العاشرة صباحا موعد الفسحة ... الإشارة الخضراء تؤكد أنه متّصل ...
بينما أنا فضحت سرّه للجميع ... عائشة ثم إيناس ثم آلاء ... بدأت أصفع نفسي على حماقتي في كشف أسرار بيتي ... أمير الشاب الغر يعرف كيف يكتم السر وأنا الراشدة ... أعريه أمام الجميع ...
فجأة بدأت الفكرة تتبلور في رأسي ... آلاء كشفت لي كل شيء عن شركائها في مغامرتها ... لأنهم غرباء عنها ... إيناس لم تتحرج من ذكر تفاصيل علاقتها المحرّمة بإبتهال رغم غرابتها ... بحكم كونها إبنة جيرانها ... فهي غريبة عنها ...
أمير لم يكشف سرا كان يمكن أن يتباهى به أمام شخص لا يعرفه ... بحكم كونه قريبا مني ... ستر وغطا ... الغطاء الآمن ... هذا هو ...
غطاء هو الأكثر سترا وهو الأكثر أمنا ... من سيكتم سرا أكثر منه ومن سيشكّ في ما يمكن أن يحصل بيننا ...
صورة زب أمير في الحمام ترقص أمام نظري ... نظرت لقدمي التي لامسته ليلا ... تخيّلت حجمه ... نار تلهب صدري لمجرّد التخيّل ...
أمير شاب يستحق المغامرة ... إنتصاب قضيبه وهو يدلّك أسفل فخذي يؤكّد أنه يرغب فيما أرغب أو على أقلّ تقدير شرارة يمكن تذكية نارها فيه ...
خرجت من غرفتي ... قست البيت طولا وعرضا جيئة وذهابا ... لهيب الرغبة يكوي ضلوعي ... دخلت الحمام ... نتفت شعر كسي رغم قصره ... إحمرّ لونه وإنتفخت جنباته ...
إستعملت كل ملينات الجلد ... أفخم العطور تاهت تحت إبطي ورقبتي ... أحمر شفاه خفيف ومكياج قليل زادا في جمالي ... سرّحت شعري ... فعلا أشبه الفنان هالة صدقي ...
أعدت ربط الضمادة على قدمي ... لبست شورتا قطنيا ورديا بدأ يضيق عليا ... وقميصا رماديا ملتصقا بجسدي ... صدري المكور نافر للأعلى بشموخ ... كسي يبدو رسمه من خلف القماش ... خياطة قماش الشورت منحشرة في فتحة مؤخرتي من أثر الضيق ...
ضاقت بي غرفتي ... الساعة الثالثة بعد الزوال ... فتحت التلفاز علّه يسرق بعض وقت الإنتظار الطويل ... كنت أتابع برنامجا إجتماعيا ... تزعم ضيفته أنها تعرضت لسحر غيّر حياتها ...
لم أركز فيما يقول الحاضرون ... تفكيري منصبّ في أمير ... في مصيري ... في مصيرنا ... آلاف الخيالات والصور الوردية جعلت دقائق الإنتظار كجمر موقد في يوم عاصف ...
خبر عاجل ... تفجير إرهابي يهز أحد ضواحي العاصمة .... عدد من الضحايا في صفوف الشرطة ... بدأت الأخبار تأتي تباعا ... أرقام الضحايا في إرتفاع ...
قوّات الحرس الوطني والشرطة والجيش تمشّط المكان ... نصف ساعة مرّت وبدأت الدعوات لأخذ الحيطة تتوالى ... المجموعة الإرهابية متمركزة بمنزل بأحد الضواحي ... إطلاق نار كثيف ... طائرات عمودية يصلني أزيز محركها رغم بعد المكان عن حيينا ...
رئيس الحكومة يعلن حالة الطوارئ وحضر التجوّل بداية من الخامسة ... وزير التربية يأمر بإيقاف الدروس بداية من الآن وحتى موعد غير معلوم لحين إنتهاء العمليات المسلّحة ... بدأ القلق يتسلل لقلبي ...
خرجت للحديقة الأمامية أراقب الطريق من فوق حائط السور ... شارعنا الهادئ صار يعج بالمارة ... سيّارات الشرطة تجوب المكان ... ريقي جف ونبضي توقّف لتوقّف سيّارة عسكرية أمام البيت ...
أمير ينزل منها رفقة جارين يدرسان في نفس المعهد ... بدأ نبضي ينتظم وهو يودع مرافقيه ... السيّارة التي تولت نقلهم غادرت المكان ... أحد العساكر الراكبين في الخلف يلوّح لي ...
حسين ... عيني لم تخطأ ... وجهه صار أكثر صرامة وتبدو عليه علامات الرجولة ... كنت بدأت أسترجع ذكرياتي معه حين أيقضني أمير الذي فتح الباب ودخل ...
شعرت بالحرج ... أنا بملابس صيفية وهو يرتعش من البرد ... أمرته بتشغيل السخّان ففعل ... دخل المطبخ بعد إلحاحه عليا بالراحة ليعد لنا شيئا نأكله ... قال أني سأكتشف مواهبه في الطبخ ...
عمل دؤوب تقوم به القوات المسلّحة تأتيني أخباره عبر القنوات ... وعمل نشيط يقوم به أمير تصلني رائحته متسللة من باب المطبخ ...
طال إنتظاري ... قلّبت كل القنوات ... الأخبار رغم أهميتها لا تهمني ... بدأت أستجمع قواي أشجع نفسي على المواصلة في طريقي لهدفي ... بدأ السخان يؤدي دوره بنشاط ... حرارة البيت بدأت تشابه حرارة الصيف ...
أمير يفتح باب المطبخ ... يحمل بين يديه أطباقا يجاهد ليوصلها سالمة لمنضدة الصالون ... مجهود كبير قام به ... إنحنا كفارس نبيل يدعو ملكة للرقص ... أمسك أطراف أصابعي وهو يقول " صنعة إيديا وحياة عينيا " ...
رغم بساطة الأكل لكنه منمق بشكل يدعو للفخر ... بيض وأفخاذ دجاج مقلية وبطاطا وسلطة خضراء ... تعتبر إنجازا بالنسبة لمن لم يدخل المطبخ قبلا سوى لتكسير الأواني ...
ساعدني في تعديل وضعية رجلي المصابة حتى تصل للأرض ... عيناه لم تفارق فخذيا العاريتين ... سحب كرسيا وجلس يقابلني ... بدأت يداه ترتعش وهي تلتقط أولى اللقم ...
حركة إستشعرت معها حسن إلتقاطه للصورة ... رفعت رجلي السليمة على حافة الكنبة ومددت الأخرى كأني أريحها من الألم ... كنت أحس بقماش الشورت الناعم ينحشر بين فتحة كسي ...
كان أمير يركز نظره على صحن أكله ... كنت أرفع عيني من تحت حاجبي أرقب ردة فعله من اللوحة المعروضة أمامه ... طال إنتظاري دون جدوى حرجه منعه من رفع نظره بين فخذي ...
بادرته بسؤال عن أحوال المدرسة ... رفع رأسه ليجيب ... حشرت الكلمات وفتات الطعام في حلقه ... عيناه تفتحت كأنها تبصر النور لأوّل مرة... كحة بادرها بكأس ماء ثم أردف الثاني علّها تطفأ ناره التي إشتعلت ...
خفت عليه أن تزهق روحه ... رسالتي وصلته ووصلتني رسالته ... إكتفيت بهذا القدر ... أتممنا طعامنا بهدوء شديد ... لا يقطع صوت المضغ سوى بعض الإستنكارات لما يحدث خارجا ...
جمع الأطباق وهرع مسرعا للمطبخ ... صوت حنفية الماء يؤكد أنه ينظف ما إتسخ من مواعين ... رائحة شاي أخضر تداعب أنفي ... كأنثى العنكبوت جالسة على الكنبة أنتظر قدومه ...
تقدّم بخطى حذرة خشية أن ترتعش يداه ... وضع الطبق ... تنهيدة خرجت من صدري لرؤية فنجاني شاي على الطاولة ... أثار البلل تبدو على بنطاله وقميصه ... من لم يتعود على الغسيل سيكون مصيره هكذا ...
كنت متأكدة أن الوقت الذي إستغرقه في الحمام كان ليداري به إنتصاب سببته له وقت العشاء ... نظراتي المراقبة لخطواته تقيس أبعاد جسده من الأعلى للأسفل دفعته للهروب ليرتمي على الكنبة المقابلة لي ...
... قدمي تكاد تلامس كتفيه ... كان يحاول التركيز على التلفاز ... يرفع ركبتيه يلصقهما بصدره ... حركة مفضوحة منه ليخفي إنتصابه ... حركته فرضت على وجنتي الإنكماش مبتسمة ... باتت الأنباء في التلفاز مكررة لا جديد ...
تبادل إطلاق النار متواصل ... لا جديد ... طلبت من أمير أن يجلب هاتفي من الغرفة عل الأخبار على الفيس تكون أحدث ... جلب هاتفي وهاتفه ... دقائق طويلة كل منا يقرأ للآخر ما يضنه خبرا مهما حول الأحداث ...
إعلان حالة الطوارئ لثلاثة أيّام ... خبر منحني فرصة حجز أمير بجانبي ... لا دروس يحضرها للغد ... مغامرة زادت التشويق والإثارة متعة ... أرسلت رسالة لأمير من حساب بثينة ...
على مسافة نصف متر ... سقف واحد يجمعنا ... العين في العين ... وأراسله ... جرأة لم أعهدها في نفسي لكن هدفي كان الوصول إليه ...
دقائق طويلة كان فيها أمير متجمّدا أمامي ... حركت قدمي ووضعتهما على الأرض كأني أحاول الوقوف ... هرع من مجلسه نحوي مستفسرا ... ساعدني في الوصول للحمام ... لم يكن أمامه حل سوى التخلي عن حرجه ... يداه تسنداني و قضيبه ينطلق شبه حر متحديا إلتصاق قماش البوكسر به ...
لم يطل مكوثي بالحمام ... طريقة العودة كان فرصتي للتملي في ذلك الثعبان أكثر ... كان ينحت نفسه يتحدى رأسه الكتابة على مطاط البوكسر ... لعنت المهندس الذي جعل باب الحمام قريبا من الصالون ...
أجلسني أمير على الكنبة وراح يعيد طبق الشاي للمطبخ ... فوجئ حين عودته باني غيّرت مكاني ... وضعت رأسي أين كان يجلس هو وقد رفعت رجلي المصابة على خشب حافة الكنبة كأني أريحها من الألم ...
نظر في عيني مستفسرا دون كلام ... أخبرته أن رجلي تؤلمني ... عالجت سؤال عينيه عن مكان جلوسه بان طلبت منه الجلوس مكانه وأني سأستعمل فخذيه كمخدّة ...
لم يعترض رغم بعض الإحراج ... فرد رجليه على الكنبة ووضعت رأسي على فخذيه ... بين الركبة و المفارق ... كنا نراقب التلفاز ... نشرة الأخبار المفصّلة ... أخبار الأحداث إحتلّت المشهد ...
كانت المراسلة تنقل أخبار المعركة من على عين المكان ... في خلفية الصورة تقف سيّارة عسكرية ... فتحت أبوابها ونزلت منها مجموعة مقاتلين بزيهم النظامي ... صورة زوجي تتصدّر الشاشة يرفع سلاحه للأعلى يشير لجنوده بإتباعه ...
أحسست أن فخذي أمير تكمشا لرؤيته ... أحسست أنه يشعر بالفخر كون والده يشارك في هذه المعركة التي يدعو الجميع أن ننتصر فيها ... لم يتمالك نفسه ...
وجهي مقابل لقضيبه المنتفخ بعنفوان الشباب ... فخورا بحجمه ... عروقه تبرز من تحت القماش ... لم يكن يفصلني عنه سوى شعرة واحدة ... تهت في تفاصيله ... بللت شفتي شوقا لتقبيله لكني تماسكت ...
إنتهت موجة ضحك أمير ... الذي وضع يده على رأسي يمرر أصابعه بين خصلات شعري بحنو ... قشعريرة سرت في جسدي كأن تيّار خفيفا يهزني ... أردت الكلام لكنه سبقني ...
أحسست أن الوقت حان لتنفيذ خطتي ... بدأت أحرّك خدي بحنان أستفز رغبته بلمسات رقيقة ... لمسات ألهبت ناري التي لم أعد قادرة على التحكم في ألسنتها ...
وضعني أمير برفق على السرير ... رفع رجليا ليضعهما على الحاشية ... بدأت أتألّم بشدّة إهتز منها فؤاده ... قال أن ذلك الألم سببه كثرة القفز على قدم واحدة ... أثرت في عضلات الظهر ...
تطوّع لتدليك مكان الألم ... بدأ كسي ينفتح لمجرّد سماع إقتراحه ... ذهب لغرفته يحضر المرهم ... بدأت رائحته تنسلّ لتصل أنفي ... إستدرت لأنام على بطني ...
بدأت أصف له مكان الألم ... أسفل ظهري و أطراف كتفي ... وقف برهة يفكّر ... قلت له أن الأمر عادي إن أراد خلع الشورت ... فقد رآني هكذا ليلة أمس ...
يداه ترتعشان وهو يسحب مطاط الشورت للأعلى ... رفعت وسطي لأساعده على سحبه ... كلاعب ورق يقامر يسحب ورقة هي آخر آماله قماش الشورت ينسحب من على جلدي... مؤخرتي عارية تماما بيضاء ناعمة على بعد شبر من عينيه التي أيقنت أنها خرجت من محجريها ...
أراد رفع قميصي لمستوى رقبتي ... لكني تخلّصت منه دون حرج ... جسدي العاري سوى من فتلة تلف وسطه والأخرى تمر بين فلقتي مؤخرتي ...
جسدي مهدا ليديه يفعل به ما يشاء ... فتح رجليه وجلس بحذر فوق أسفل ظهري ... كيس بيضاته يلامس بداية مفرق مؤخرتي ... صدى أنفاسه المرتبكة يتردد بين جدران الغرفة ... بدأت أصابعه تلامسك كتفي ... ضغط خفيف يستخرج الألم لتنبت مكانه الرغبة ... أصابعه الرقيقة القوية تغوص في مسام جلدي ...
فتحت باب قفص آهاتي ... آهات ألم ممزوجة بمحنة شديدة ... طال تدليكه لكتفي ... كنت أستشعر حذره أن تلامس حركاته جنبي صدري من الخلف ... ما إن تصل أنامله الرقيقة لبدايتها حتى تنسحب وجلة ... مهما حاول إدعاء ثبات حركاته لكن رجفة مؤخرته الضاغطة عليا تؤكد تجاوبه ...
طلبت منه أن يدلّك مكان الألم الشديد ... أسفل ظهري ... تراجع في جلسته حتى قعد على فخذي ... سمعت صوت المرهم يرقص بين راحتيه يحضرهما لجولة ثانية ...
بدأ يدلّك فقرات عمودي الفقري نزولا ... تاهت يداه في حزامي ... مراوحة بين الضغط والسحب بأصابعه ... تعجبّت خبرته في صنعته ... بدأت مفاصلي تخور مستسلمة لما يفعل.
جسد عطش لملامسة ناعمة تسبر أغواره أصابع متعطشة للمعرفة ... لإكتشاف مكوناته ... إشتعلت ناره بلا هوادة ... سحبت مخدة وضعتها تحت بطني ... إرتفعت مؤخرتي للأعلى حتى صارت تلامس رأس قضيبه مع كل حركة ...
أنفاسه بدأت تنتظم ... آهات متعة بدأ يكتمها ... كنت أعتقد أن حركتي ستشجعه على أخذا ما يريد ... ما أريد ... لكنه واصل عمله ... توقف بعد دقائق طويلة ... كنت أدفن رأسي تحت المخدة أخفي ما ألهبت لمساته بخاطري ...
إنتظرت لمسة أخرى منه ... قررت أن أطلب منه أن ينزع كيلوتي ... أن يدلّك مفرق مؤخرتي ... أن يداعب فتحة كسي ... صوت غلق باب الغرفة خنق آمالي ... صوت الحنفية قادم من الحمام يعلمني أنه يتخلّص من آثار المرهم على أصابعه ...
خاب أملي وتكسّرت أمواج طموحي ... ربما هذا الغرّ لم يلتقط إشاراتي جيّدا ... الموضوع يتطلّب جرأة أكثر ... عدّلت جلستي على وقع خطواته يتقدّم نحو الباب ... نمت على ظهري مقدّمة له صدري العاري على طبق مرمر ... قماش الكيلوت يكشف آثار بلل الرغبة التي سحبها مني ...
توقّف طويلا وهو ينظر لجسدي العاري بتمعّن ... نظرته زادت في إصراري على الوصول لهدفي ... سألني إن كنت أريد شيئا قبل أن يخلد للنوم ... لا يمكن لهذه الليلة أن تنهي هكذا ... ما الخطأ ؟؟؟ لقد أعددت كل شيء ...
طلبت منه أن يحضر لي شرابا ساخنا ... ينسون ... زعتر أي شيء تمنحني فترة تحضيره فرصة لترتيب الخطوة التالية .... كنت أسمع صوت الأكواب في المطبخ ... لم أهتد لفكرة تكون مقنعة ...
إقترب أمير وقدّم لي كأسا يتصاعد البخار منه ... رائحة الإكليل والزعتر تفوح منه ... كأسه بين يديه ... تمنى لي ليلة سعيدة وهم بالخروج ...
لم يخطو الخطوة الأولى عند الباب حتى فتحت درج طاولة السرير ... شريط أدوية كنت أتعاطها أيّام أزمة موت أختي ... مفعولها سحري ... مزيج بين المنوم والمسكر ... تريح الأعصاب ... تجعلك في حالة نصف وعي مع إبتسامة ثابتة ....
قطعت نصف حبة وألقيتها في كأس أمير ... وحركت السائل بإصبعي ... عند عودته كنت ألحس أطرافي أنظفها من قطرات المشروب ... نظر في عيني مباشرة ...
وضعت مرفقي على مخدتي ويدي على خدي ... تهت في تفاصيل وجهه الجميل ... إنسحبت أصابع يدي الأخرى تداعب خصلات شعره ... قابل حركتي ببسمة أنارت لها الغرفة الشبه مظلمة ...
مع تواتر حركتي أصابع تتخلل خصلات شعره الناعم ... بدأ نفسه ينتظم ... أهدابه ثقلت ... حركة عينيه من تحت جفونه المسدلة تؤكّد أنه يستحسن مداعبتي ...
كنت كمن تذكي نار رغبتها بيدها ... كلما لامست شعره إشتدت نار آتون شبقي ... نار أمسكت شرارتها بين شفرتي كسي ... يغلي الماء المنسكب بينهما ليزيد في إشتعال ألسنة الشوق ...
لا أعلم كم مر عليا من الوقت ... بدأت يدي تنسلّ من رأسه إلى خدّه ... ملمسه الناعم يجرح صبري ... مرّت سبابتي على ذقنه المدببة ... داعبت عظامها ... مررت يدي على ذقنه كلها ... لامست شفته السفلى ... فإبتسم لي وهو نائم ...
قطع لجام السيطرة على رغبتي وأفلتت ... قرّبت رأسي منه ... شممت أنفاسه الحارقة ... طبعت قبلة دافئة على خّدّه ... تجاوب معها بإبتسامة ... تجرّأت أكثر وقبّلت شفته السفلى ... جزأ من الثانية فجّر بركان خمدت حممه منذ سنين في صدري ...
مرر يده على شعري يستحسن صنيعي ... عدت لجلستي الأولى بحذر ... مررت يدي على صدره ... تحسست عضلاته الفتية ... فتلت شعيرات ناعمة بدأت تنمو في وسطه ... حرّك كتفيه كأن حركتي تدغدغه ...
توقّفت قليلا ... مررت كف يدي على صدره ... لامست سبابتي حلمته الصغيرة ... تجاوبت معي وتصلّبت بين أناملي ... طال تعذيبي لها ... كل شعيرات جسده تأهبت من رقة ملمسي ... رأيتها تقف إجلال لنعومتي ...
إن فعلت لمساتي هذا في أصغر أجزاء جسده ... ما مصير العفريت الكامن بين فخذيه ... بدأت يدي تزحف في مسيرة ملكية مهاجرة نحو وطنها ... داعبت صرّته بسرعة ... شجعتني بسمة رسمت على وجنتيه بأن أواصل ...
مطّاط البوكسر لم يكن حاجزا يصعب إختراقه ... زحفت أصابعي تحته ... كحارس متأهب ... ما إن وصلت أصابعي لمنبت شعيرات مهملة ... حتى تقدّم مني صاحب الأرض مستفسرا هذه الزيارة الغريبة ...
تجمّدت حركتي لمجرد أن لامست أظفاري نعومة رأسه الساخنة ... كسارق وقع تثبيته عند سور ضيعة ... بدأت أناملي تزحف طالبة الصفح منه ... نعومة وحرارة إستقبلني بها ... مررت سبباتي على رأسه ... تبرّكت بماء عينه الوحيدة ...
سحبت يدي نحو أنفي شممت ريحها المباركة ... طعمها يعمّد شفتي ... شبعت من مطعمها حتى غلبني الجوع ... عدّت أستجدي منه المزيد ... قماش البوكسر كان حائلا بيني وبين حرية الحركة ... مجهود طويل بذلته للتخلّص منه ... أنزلته حتى نصف فخذيه ...
بدأت يدي تجول بحريّة ... لمسات خجلة بأطراف أصابعي نزولا وصعودا على طول قضيبه ... لم تشفي غليل رغبتي ... لمسته بظهر يدي ... لم أتبيّن حجمه ... مجرّد لمسه أطلق العنان لسيلان الرغبة بين فخذي ...
يدي الأخرى تفرك بضري تطلب منه الهدوء ... أو الثورة ... حركة سريعة واثقة أحطت بها كافة محيطه ... رقص قلبي فرحا لما عجزت عن إحاطته كليا ... حرارة مضاعفة تلهبني ...
عيني كانت تطالب بحقه في رأياه ... تظاهرت أني أريد سحب الغطاء لنفسي ... ثم بسرعة سحبته من على جسده كليّا ... صومعة ترتفع بين فخذي أمير ... تعلو قبّة مدورة ... دعوة واجبة التلبية بالإلتحاق بحرمها ...
وضعت يدي بين فخذي أصارع لهيب رغبتي علّها تخبو... أو تزيد ... نظرت في وجه أمير الذي تبدو عليه علامات التمتع بما يحدث ...
زحفت نحوه ببطئ ... وضعت رأسي على صدره ... أحطت بطنه بيدي ... وضعت فخذي على فخذه ... فتح عينيه ... نظر في وجهي فتصنّعت النوم ... سرعان ما حضنني وعاد للنوم ... مفعول الدواء بدأ يدمّر آخر قلاع مقاومته...
بدأت أزحف بفخذي صعودا حتى لامست ركبتي كيس بيضاته المنتفخ ... ثواني ووضعت فخذي فوق زبه يعاند كل منهما الآخر في الضغط متعاكسين ... بدأت يدي تجول بين فخذي تستحث همّة رغبتي أن تخرج ما بداخلها لكنها عاندت ...
آهاتي المكبوتة تحوّلت للهيب أنفثه في رقبة أمير ... فتح عينيه يستطلع ما يحدث ... نظر لجسدينا العاريين ثم نظر لوجهي ... تقابلت عيننا ... جزأ من الثانية تحاورت فيها العيون لتستسلم الشفتان ...
رحيق عذب حار أرشفه منهما ... لساني يغوص بفمه يبحث عن رفيقه ... لم تطل وحدته كثيرا حيث أستقبل أحسن إستقبال رغم عدم الخبرة بالبرتوكولات ... بدأت يداه تتحرّك فوق ظهري صعودا ونزولا ...
حركة فتحت كل الأبواب الموصدة بيننا ... تخلّصت من كيلوتي الذي غسل بماء النار ... عدّلت جلستي ... فتحت رجلي وركبت فوق بطن أمير ... زبه يلامس مؤخرتي من الخلف ...
لمسة جعلت كسي يصرخ مطالبا بحق إسترجاعه لما خرج منه يوما ... حق لا يمكن إنكاره له ... أمسكت زب أمير الذي إستسلم لحركتي دون كلمة تذكر ... فقط شفتاه تريد التحرّك ... أسكته بقبلة أغمض عينيه طاعة لها ...
بدأت أحك رأسه بين شفرتي كسي ... لم يكن بحاجة لطلب الإذن أبوابه مفتوحة منذ مدّة تنظر الزائر الحبيب ... بدأت أشفاره تعانق تدبيب الرأس وهو يخترق جدرانه يشق طريق العودة ...
لم تدخل الرأس بكاملها حتى إنطلقت عقيرتي بالصياح ... نعم صياح ... ألم وليس متعة ... طريق مهملة ملأها الشوك وخيوط العنكبوت لن تتقبّل هذا الوافد بسهولة ... بدأ الألم يخف ... بدأت أضغط نزولا وزبه الضخم يشق جدران رحمي ...
أقلّ من نصفه داخلي وقد وصل أرضا لم يكتشفها أحد قبله ... حركة حذرة مني نزولا شيئا فشيئا ... كل جزء منه يمتعني ... روحي ستزهق من متعة إختراق هذا الخنجر لجسدي ...
لقد ظلمنا بني عثمان بقول أن الخازوق أشد أنواع القتل عذابا ... خازوق كهذا تتمتع بعذابه وإن مت بعده ... بدأت فتحتي تتعوّد هذا الرمح داخلها ... أمير أسدل يديه أرضا وعيناه تتابعان ما يحدث دون حراك سوى شفتيه اللتان تحاولان الكلام ...
بدأت صعودا ونزولا ... تدفق عجيب لمياه رغبتي سهل أمر حركتي فوقه ... بدأت آهاتي تلبس حلّة المتعة أكثر ... كنت أضع يدي خلفي مستندة على فخذي أمير وجسدي يصعد وينزل حاشرا زبه بين جدران كسي ...
رعشة بدأت تمسكني ... من أعلى رأسي حتى أسفل قدمي ... تصلّب في عضلات فخذي ينبأ بموجة رعشات ستهز كياني ... رعشتي تجاوب معها صدر أمير الذي بدأ يهتزّ ... صلابة زبه تضاعفت داخلي ....
دفقات من مائه تنصب داخلي ... كإعلان لبدأ اللذة بدأت أرعش ومياه كسي تختلط بمياه أمير ... آهاتي هزّت المكان ...
رميت نفسي فوق صدره ... أذني صمها نبض قلبه ... أغمضت عيني مستسلمة لإنتصاري .... أمير صار ملكي ... بدأ خنجره يتقلّص تدريجيا منسحبا ليعود لقواعده بعد تحقيق أهداف غارته ...
نمت بكلّ ثقلي فوق صدره ... أحلام وردية كتورّد وجنتي من الرغبة ... نبض أمير يهدهدني كأغنية تعوّد رضيع سماعها من أمّه ...
أفقت على حركته التي أزعجها ثقل جسدي عليه ... إرتميت بجانبه على السرير وحضنته ... وضعت رأسي على صدره ... ويدي بدأت تداعبه ... أصابعي تنسلّ بحثا عن مورد سعادتي ...
كأنه خجل من وهنه ... بدأ يرفع رأسه معلنا للعالم إستعداده لجولة ثانية ... كسي لازال يؤلمني من أثر الجولة الأولى ... زحفت حتى الأرض ... بركت على ركبتي ... أمسكت زبه الذي إستجاب للمسات الخبيرة في ثواني ... صعد للأعلى متحديا عبثي الناعم به ...
بدأت أحيطه بأطراف أصابعي ... كلّ ما صارعته طلب المزيد ... عروقه الزرقاء تعلن تأهبه للقتال ... قليل من اللعاب بين أصابعي سهّل عملية حلبه ... أنفاس أمير تحرق الجو بالغرفة ... وضعته بين صدري ...
عصرته كأني أريده أن يخترق ضلوعي ويسمع نشيد الفرحة في قلبي ... حركات صعودا ونزولا بين ثديي الضخمين ... تصلّبت حلماتي ... مددت لساني ألعق به رأسه كل ما وصل نحو فمي ...
قبّلت رأسه بشفتي ... قضمته بعنف ... فتحت فمي على آخره حتى أستقبله فيه ... لعابي سال على طول جسمه ... رضعت إكسير الحياة منه ... بدأ جسد أمير يهتز معلنا قرب نهاية جولتنا الثانية ...
ماء مالح حار رائحته قوية يخترق حلقي ... لم أتوقع يوما أن أبتلع ماء رجل ... لكن هذا مختلف ...
لم أغسل جسدي ولا حتى فمي ... أغمضت عيني على رائحة وطعم أحلى نيك يمكن لخيالي توقعه ... ونمت دافئة بجانب أمير ...
هدأت روحي فنام جسدي ... أحلام وخواطر تتواتر عليا ... حلمت أن أمير يقبّل رأسي ويخرج من الغرفة ليعد لي الطعام ... كعروس يوم صباح فرحها تكوّرت في سرير أطلب الراحة من جهد ليلة إنتظرتها العمر كلّه ...
صوت سيّارة شرطة تهز المكان قطعت سباتي ... مررت يدي لجانب السرير ... لم أجد أمير ... مكانه البارد يؤكد مغادرته السرير منذ مدّة ...
أتمطى عارية أمشي نحو الحمام ... لم أرغب في الإغتسال ... نزعت النوم عن وجهي بقليل من الماء البارد ... لففت جسدي بروب الحمام ورحت أبحث عن أمير ... لا هو بالمطبخ ولا بالصالون ولا حتى بغرفته ؟؟؟
ناديته علّه يكون قرب المنزل فلم يجبني سوى قط فر مفزوعا من صوتي ... فتحت التلفزيون أطمئن على حال البلد ... العمليات العسكرية بالعاصمة إنتهت بالقضاء على المجموعة الإرهابية ... بعض الشهداء من قواتنا المسلّحة قضو نداءا للواجب ...
وزارة الداخلية تعلن أنتهاء فرض حالة الطوارئ ... الدروس ستستأنف غدا ... بعض عمليات التمشيط بالمدن الأخرى خشية من عمليات إنتقامية ... الأمن عاد لمدينتنا والروح عادت لجسدي ... أعتقد أن أمير علم الخبر فخرج ولم يشأ إزعاجي ... ربما يحضر لي مفاجأة هدية مقابل ليلة أمس ...
رغبتي شديدة في الأكل ... دخلت المطبخ ... قضمت كل ما وصلته يدي ... رتبت البيت ... فرضت عليا حكة شديدة الإستحمام ... غيّرت ملابسي ... تعطّرت ... تنورة قصيرة سوداء وقميص أبيض مفتوح عند الصدر ... سرّحت شعري ... مكياج خفيف يبرز جمالي ... وقفت أمام المرآة ...
تخيّلت ردة فعل أمير من شكلي ... سمعت كلمات الغزل التي كان يرسلها لبثينة تتحوّل لي ... مباشرة دون وساطة ... دخلت الصالون أنتظر عودته .... كثرة الأخبار والتحاليل حول العمليات تحتل الشاشات ...
أغمضت عيني أسترجع ذكريات ليلتي الوردية .... خفق قلبي ...رفرف بين ضلوعي ... نظرت للساعة في الحائط ... تقارب الرابعة بعد الزوال ... لماذا تأخّر ... هل ذهب للتمارين ... دخلت غرفته ... حقيبة ملابس التمارين في مكانها ... ربما ذهب للجري ....
دخلت المطبخ ... أعد بعض الطعام ... أكيد أنه سيعود جائعا ... سأشحنه من أجل شوط ثاني ... بدأت أوضب الطعام ... طال إنتظاري ... الليل بدأ يسدل أستاره ... حتى أيّام ثورته لم يكن غيابه يطول تلك الفترة ...
غيّرت ملابسي ... خرجت أتمشّى في الشوارع بحثا عنه ... خشيت أن يكون مكروه أصابه ... لم أجده ... لا في محلّ الألعاب ولا في صالة الرياضة ... تذكّرت صديقه المقرّب ... لا أعرف منزله لكني أعرف النهج الذي يسكن فيه ...
دخلته علّ الصدفة توقعه في طريقي ... أنا لا أعرف إسمه حتى أسأل عنه ... بدأت نسمات الليل الباردة تنذر بنزول المطر ... هرولت الخطى نحو المنزل ... فتحت الباب أنادي عليه ... لا مجيب سوى صدى الصوت ...
أصوات رعود تأتي من بعيد ... جلست على حافة سريري غرفتي ... بدأت النار تلتهم جسدي ... لم يبقى مكان إلا وفتشت فيه ... لا بقي مكان ... المخزن ... هو لم يعرف ما حصل به من تغيير ... لكنه ربما وجده فإنسجم في لعبه ....
خطوات سريعة نحو باب المخزن ... فتحة الباب المظلمة تؤكد أن لا أحد داخله ... كنت سأتراجع أدراجي لكني واصلت ... فتحت الباب ببطئ ... خطواتي تثقل شيئا فشيئا ... كنت أبحث عن مكبس النور حين لمع برق خرق ظلمة الكون ...
صورة مرعبة لأمير يتدلى من سقف الغرفة ... لم تمنحني سرعة الضوء الفرصة لبيان حقيقة الأمر.... مع ضغطي لمكبس النور عالجني صوت الرعد ليصم أذني ... أنرت المكان ... لم تقدر ركبي أن تحملني ...
أمير يتدلى من سطح المخزن ... عيناه مفتوحتان تنظران للأعلى ... لسانه يتدلى خارج شفتيه المصبوغتان بالأزرق ... سلك كهربائي أسود يحيط برقبته مشدود لحديد في أعلى السقف ....
يداه مسدلة بلا حراك يجانب جسده... قدماه العاريتان تتستويان مع قصبة رجله ...
لم أعرف كيف وصلت له ... عدّلت الكرسي المقلوب تحته ... صعدت فوقه أصرخ علّه يجيب ... برودة قدميه تؤكد مفارقته للحياة منذ مدّة ... هززته بشدّة ... صدري وعقلي يرفضان تقبّل الموقف ... يمكنني فعل شيء ...
على أربع أجري لغرفتي بحثا عن هاتفي أطلب المساعدة ... جرحت ركبتي .... أصابعي ترتجف وريقي يجف ... قلبت كل أثاث الغرفة بحثا عنه .... مر عليا الدهر و أنا أنتظر الشاشة أن تضيء ... أردت الإتصال بالشرطة بالحماية المدنية بأي طبيب ... أي شيء يقول لي أن ما رأيته غير صحيح ...
شيء ما منعني من الإتصال ... إشارة لورود رسالة من أمير لبثينة ... بيد ترتعد فتحتها ...
" أهلا أمي ...
نعم لا تندهشي ... كنت أعرف أنك أمي منذ أوّل كلمة وصلتني منك ...
أخطأت التقدير يا أماه ... الولد يحس بأمه ... حتى إن كانت هي لا تحسّ به ...
طريقتك في الكتابة كشفت شخصيتك ... رفضت تدخّلك أولا
ثم سايرتك لما أحسست أنك تهتمين بي ... أن مستقبلي ونجاحي وصحتي أمر يعنيك
حرام هي كل قطرة عرق نزفتها وأنا أتدرّب حتى أرى نظرة الفخر في عينيك
كلما غالبني التعب كانت صورتك تتباهين بي أمام الناس كالوقود يدفعني للمزيد
تحوّلت وتغيّرت لما شعرت أن تغيّري سيعيد السلام لبيتنا ... وضعت نصب عيني النجاح متخيّلا صورتك وأنت تطلقين زغرودة وأنا ألبس بدلة العرس ... بدلة الفرح ...
كنت أظنك كأي أمي ... تبغي السعادة لإبنها تجعله هدفا تفني حياتها لأجله ....
سايرتك في موضوع الصور لأن السياق الذي فرضته جرني لذلك ... ليتني لم أفعل
كنت أعتقد أن رفضي لآلاء سيغيّر نمط كلامك معي ... توجيهات صحيحة مباشرة للحياة ... تعمدت تجاهلك على الفيس ...لكني خفت عليك ... خوف الإبن البار على أمه المهملة
من زوجها ... أردت بعث الروح والرغبة في الحياة فيك كما بعثتها في ... ربما أخطأت ... الموضوع كلّه كان سيحلّ لو سمعتني ...
أبي طلب مني التدخّل بينكما ... إما نعود عائلة كما كنا أو سيمنحك حريتك ... تتزوجين ... حق مشروع لا يمنعك منه أحد ... أو تسامحيه بحكم سنين العشرة الطويلة ... رحمة به وبي
حساباتك المجنونة منعتني من طرح الموضوع عليك ...
أنا آسف ... حاولت منع مجونك وجنونك في السرير ليلا ... لكن قوة غريبة منعتني ... عضلاتي لم تستجب لرغبة عقلي ... حتى صوتي لم يستجب ... صراخي كتم داخل صدري ...
كنت طوال عمري منزعجا كوني وحيد لا إخوة لي ... لكني شكرت الأقدار أني الوحيد الذي تخبّط في ذلك الرحم الخبيث ... رحم شيطان ...
أي إبن أنا ؟؟؟ كيف سأرفع عيني فيك ؟؟؟ كيف سأقسم بشرفك أمام الناس ... شرف أم إنتهكته غصبا عني ... حمل ثقيل ... حمل ثقيل يا ... إحترام لك سأقول أماه
الكل سيلعنني سرّا ... مصيري الجحيم ... قتل النفس مآله الجحيم ... وما حصل بيننا مآله الجحيم ... جحيم بجحيم ... وصاحب الميزان هو الرحيم ...
نسيت شكرا على الهدية يا أماه ... لكني لا أحب لعب البليستيشن "
حجب الدمع الحروف عن عيني ... مرارة تخنقني ... أمعائي تتلبك ... عيوني تائهة في اللامكان ... ركبي لم تستطع حملي ... زحفت حتى باب المخزن ...
أمير لم يزل معلّقا بالسقف ... شققت صدري ... غرست أظافري في خدي ... إختلط طلائها بدمي ... ألم لم أحس به ... كبتت الصرخة في حلقي ... غصة تطبق على حلقي بأصابع عملاقة تخنقني ...
أمسكت هاتفي ... طلبت زوجي ... صوته المندهش يأتيني حنونا من الجهة الأخرى ... طلبت منه العودة سريعا ... لم أخبره بشيء ...
دخلت الحمام ... نظرت لوجهي في المرآة ... لم أرى نفسي ... مجرّد خيال لكائن غير محدد الملامح ... شعري منكوش ... وجنتي تدمعان دما ... عيني أبت أن تبكي ... نظرت لنفسي طويلا ...
لمساته كانت يريد بها دفعي ... شفتاه كانت تتحرّك لمنعي ... ما حسبته متعة كان تعذيبا ... نظرت لصورتي في المرآة ... قطّة مزابل ... عادي أن تعشّر من اولادها ... ثم يتقاسمون إحدى الجيف ....
سيل من الصور يمر أمي في المرآة... أمير ... رضيع يرقد بين يدي ... يلقم صدري طلبا للحياة ... نفس الصدر ألقمته إياه في لحظة رغبة يتعفف الشيطان منها ... رأيته يخطو خطواته الأولى مترنحا بين زوايا البيت ... صورته وهو يلبس ميدعة الدراسة أوّل مرة ... عيناه تقطر سعادة وتحدي ...... ذكريات طفولته ... حديقة الحيوان ... خربشاته البريئة محاولا رسم ما يجول بخاطره ... حتى غضبه و ثورته كنت أحبها ... كنت أحبّك يا بني .... لا زلت أحبّك .... أمسكت بحافة المغطس بكلتا يدي ...
حركة قوية من ذراعيا ... غرست جبيني في المغسل يقوةّ ... إرتطم بحافة الحنفية ... طنين و نجوم تحيطني ... قطرات ددمم بدأت تنزل وسط المغطس ... دوائر حمراء بدأت تتسع منسلّة من جبيني ... سيول حارة تغمر عيني ... رائحة الدم تملأ أنفي ... كنت أنزف بغزارة ... سألحقك لأعتذر منك يا بني ... حتى في الجحيم لن أتركك ...
بدأت حرارتي تنخفض ... وبدأ جسدي يستسلم ... قواي تخور ... نواقيس الموت يقوى طنينها في أذني ... نبضي بدأ يضعف ...
صوت يأتي مفزوعا من خلفي ... صوت مألوف ... صوت صبية ... من هي التي تستقبلني في الطرف الآخر ... لا أريد ... فقط أريد أن أقابل أمير ... ولدي فقط ... بدأ الصوت يعلو مقتربا مني ...
" مدام ... مدام إنتي بخير " ... صفعة قوية تنزل على خدي تلتها رائحة عطر قوية تنخر أنفي ... فتحت عيني ... صبية صالون الحلاقة ترتجف أمامي ... نظرت لوجهي في المرآة ... جرح طفيف على جبيني وقطرات ددمم تنزل منه ...
صوت ضاحك يعكس الروح المرحة لصاحبته يسلّم علينا ...
لمحت وجهها وهي تتبع صاحبة المركز مبتسمة نحو غرفة الساونا ... قالت بسخرية أن ضلوعها تؤلمها ... سخريتها زادت وهي تردّ على كلمات همست بها صاحبة المركز في أذنها ...
" لا يا حبيتي من قلّته "
صالون الحلاقة ؟؟؟؟؟؟
ترددت كثيرا قبل كتابة قصّة جديدة ... ربما فسّرت سابقا خوفي من الضغط الذي يسلّطه عليا طلب الإسراع في تتمة القصص .... فكّرت ربما لو أني أكتب قصص قصيرة غير مجزأة لكن الفكرة لم ترق لي ... قررت إعتزال الكتابة في المنتدى ... لكن متابعتكم لي وتشجيعكم دفعني للعودة ... كما أن أحد التعليقات التي طالبتني بالكتابة خارج الصندوق وأن أروي القصة على لسان الأنثى سكن تفكيري ...
مغامرة قررت أن أخوضها رغم صعوبة تخيّل المشاعر والأحاسيس ... لكني سأخوضها
تنويه
كالعادة صديقي القارئ النهم للفعل الجنسي لن تجد ضالتك هنا ... تقريبا الكل صار يعرف أسلوبي في الكتابة ونظرتي للجنس ... لا تقرفني أرجوك ... إن كنت من عشاق الفعل السريع والمتكرر فهذه القصة لن تروقك
الجزء الأوّل
صوت رياح الخريف الأولى يصلني صريرها من خلف بلور الشباك ... صوتها يعزز رغبتي في النوم ... الكسل يضغط على عضلاتي كمارد جبّار يدعوني لملازمة السرير ... ما الذي يدفعني للنهوض ... أعمال البيت التي لا تنتهي ؟؟؟ فليذهب البيت بسكّانه للجحيم ... البيت الذي شيدت جدرانه على شظايا نصف عمري الذي تهشم فيه ...
صوت حركة بالمطبخ تدلّ على أن أحدا إستيقظ ... الضجيج المبالغ فيه يدلّ أنه زوجي معلنا عدم رضاه عن تكاسلي ... يعد فطوره بنفسه ... وإن يكن ... عشرون سنة وأنا أتفانى في خدمته ... في كل حالاتي الصحيّة والنفسية لم أقصّر يوما في واجباتي ...
صوت الأواني بالمطبخ دفعتني للإلتصاق أكثر بحاشية السرير ... غطيت وجهي باللحاف أخنق آخر همسات ضمير يريد أن يؤنبني ... لا يحق لأحد تأنيبي ...
صدى كلمات زوجي تدوي بين جدران الغرفة كالرصاص ... هو إعتاد إطلاق الرصاص ... عمله إطلاق الرصاص والأوامر ... فليكن ما يكون ... لست هدفا في ميدان رميه ولست مجنّدة يفرض عليها واجبها طاعته ...
إبتسامة خبيثة تتسلل من بين شفتي على وقع غلق الباب بعنف يعكس غضبه ... سعيدة أني تحديت إستسلامي وخنوعي .... ورحت في النوم ثانية ...
ملتحفة بروب منزلي يستر جسدي ... أقلّد خطوات القط حذرة أن أصادفه في إحدى أرجاء البيت ... مزاجي معكّر أصلا ... لا أريد المزيد ....
خارجة من الحمام وقد رد الماء البارد الحياة لروحي قبل وجهي ... تسمّرت حركتي على وقع خطوات تقترب مني ... أطرقت أذني للتأكد من مصدرها ... غرفة أمير هي مصدرها ... أمير معضلة حياتي الثانية ....
لم أفهم ماذا يريد ذلك الشاب ... متمرّد على كل شيء ... لا يهتم بدروسه ... ولا بشكله ولا يعير إهتمام لأي شيء ... أسرعت الخطى لغرفتي حتى لا أصطدم معه ... يكفيني ما فعله والده بي بالأمس ...
لجأت لغرفتي تخلّصت من بشكيري الخشن ... وقفت أمام المرآة ... أراقب ما فعله الزمن بجسدي ... ليس الزمن هو المسؤول ... بل إهمالي ... نعم ذلك الذي كنت أحسبه تفانيا ... أنا الوحيدة التي دفعت ثمنه ...
ترهلات كثيرة تحيط ببطني ... صدري الضخم هو الوحيد الذي نجا من حرب إستنزاف طالت ... حرب كنت أحسب نفسي إنتصرت فيها ... لكن نصري كان مزيفا كبيانات الإذاعات العربية ...
مؤخرتي إزداد حجمها ... شكلها يبدو جميلا رغم كل شيء ... بعض التجاعيد الصغيرة في رقبتي ... شعيرات بيضاء بدأت تغزو جبهتي ... نعم إنها بداية نهاية الطريق ...
رفعت صدري للأعلى بكلتى يدي ... وقفت على حافة أصابعي أراقب شكل فخذي المكتنزين ... كومة الشعر بينهما مقززة ... أهملته منذ أهمله زوجي ... هو أصلا لم يهتم به يوما ...
صدى كلماته وهو يتهمني بأني أنا السبب ... نعم أنا السبب ... فقداني لأختي الوحيدة ... كان يجب أن يكون أمرا عاديا ... أدفنها ثم أنساها ... أختي التي إختفت هي وعائلتها ... زوجها وأطفالها ...
لم يبقى لي من ذكراها شيء ... دمعة تريد أن تنسلّ لكني خنقتها ... أهدابي جفّت من بكائي عليها ... أربع سنوات أو أكثر مرّت على الحادثة ... الموت محزن وفقدان الأحبة يؤلم ... لكن أن يختفي كلّ من تحبهم فجأة فهذا لا يطاق ...
كانت تعشق الحياة تحب السفر ... ربما عزائي أنها ودعت الدنيا وهي تفعل شيئا تحبّه ... الصدمة هو موقف زوجي من حزني ... زوجي الذي كنت له خير سند في كل شيئ ... تقاسمت معه الحلو والمر ...
لم يواسيني ولم يتقبّل حزني على أختي ... طبيعته النرجسية المتعجرفة قتلت كل شعور نحوه ... آخرها إكتشاف يوم أمس ...
رسالة وردية بقلوب حمراء تزّين شاشة هاتفه ... نعم الرجل دخل في قصة حب جديدة ....
والتبرير حسب قوله ... أنا السبب ... لم يتحمّل إهمالي له بسبب حزني ... حزني الذي تضاعف على سنين عمري التي مرّت تحت قدميه ... ربما كان أمير ليكون بصيص أمل في حياتي ...
أمير ذلك الشاب المهذّب الأنيق ... إنقلب إلى النقيض فجأة ... أنا السبب كذلك ... هكذا إتهمني أبوه ... نعم إهمالي لإبني وإنغماسي في الحزن على أختي كانا السبب في رسوبه و تغيّر طباعه ...
نعم أنا السبب ... زوجي الذي يربي الدفعة تلو الأخرى من أبناء الرجال .... يعجز عن تربية إبنه ... التعلّة إنغماسه في شغله ... لكني أعمل أنا كذلك ... وأكسب أجرا يفوق أجره ...
لكن أنا السبب ...
كرهت هذه الكلمة ... فليكن ما يكون ... أفقت من غفوتي على صوت تكسّر كأس في المطبخ ... لا يهم فلتهدم أرجاء كل هذا البيت على أصحابه ... أنا السبب في بنائه ... إذن لا مانع أن أكون أنا السبب في تحطمه ...
كنت أريد الهروب من الجو الخانق بالبيت ... غيّرت ثيابي ... وهممت بالخروج ... حزمة من الأوراق النقدية كنت أدخرها لإتمام توضيب المرآب الخلفي ... أنا أحق بها من الحجارة ... خرجت دون هدف مقصود ...
أمير الذي توقّع عتابا حادا مني على تكسير الكأس كان يراقب صمتي بدهشة ... أغلقت باب الغم خلفي وخرجت ...
الشوارع فارغة في صبيحة يوم عطلة ...
سيّارة تاكسي تطلق منبهها بجانبي ... ركبتها دون هدف ... أريد الإبتعاد أكثر ما يكون ... أوصلتني لمركز تجميل قال سائقها أنه الأرقى في المدينة ...
صاحبته تستقبلني ببشاشة ... بشاشة إشتقت إليها في وجوه كلّ من أعرفهم ... البيت كئيب والعمل كئيب ... والكآبة تحيط بي من كلّ مكان ...
حمام *** ساخن ... عناية ببشرة تشققت بفعل الإهمال ... أنواع من المراهم الحديثة لتنعيم الجلد ... إستغراب ودهشة تعلو وجه صاحبة المركز لعدم إلمامي ...
كيف سأعرف وأنا التي كانت تجمع المليم فوق الآخر لإكمال بناء البيت ومصاريفه ... يداها الناعمتان تزيلان عني غبار السنين ... لم أفهم ذلك الشعور الذي إنتابني وهي تلامس جلدي ...
قشعريرة لم أفهم سببها ... لكنها لذيذة .... الماء الساخن ينسلّ على جلدي وهي تزيل لون المسحوق الأخضر ... إبتسامة منها وهي تلامس جلدي ...
" شفتي أديكي صغرتي 20 سنة "
كنت أتبعها نحو قاعة الحلاقة والتجميل ... هل أستطيع حقا أن أعود بالزمن لعقدين ... حتما سأغير كل اختياراتي ...
أفقت من حلم اليقضة على صوتها تدعوني للدخول .... خجلة من الفوطة التي تستر جسدي من الصدر حتى الفخذين ... جلدي الذي إكتسب لونا ورديا بفعل المراهم غطى على حمرة خجلي ....
قاعة فخمة ... كلّها بلور ... 3 كراسي دوّارة ... أمامها مغاطس لغسل الشعر وكل ما يلزم لمهنة تتقنها صاحبتها بشغف ...
إستلمتني صبية ... لم أتبين ملامحها فلست معتادة على ذلك .... كنت أغمض عيني مستسلمة لأنامل الصبية تمرر الصبغة بين خصلات شعري ... صوت ضاحك يعكس الروح المرحة لصاحبته يسلّم علينا ...
لمحت وجهها وهي تتبع صاحبة المركز مبتسمة نحو غرفة الساونا ... قالت بسخرية أن ضلوعها تؤلمها ... سخريتها زادت وهي تردّ على كلمات همست بها صاحبة المركز في أذنها ...
" لا يا حبيتي من قلّته "
إنفجرت الصبية عندي راسي ضاحكة ... ضحكهن سحب إبتسامة على وجهي ... يبدو أن الفقر العاطفي حالة عامة في بلدنا ...
قبل مغادرتي وقفت صاحبة المركز التي أطنبت في وصف شكلي الجديد وهي تودعني ... قالت أن ملابسي هذه لا تليق بشكلي الجديد ...
خجلت من صراحتها .... الحقيقة أن ملابسي تدفن جسدي ... هنا تدخّلت تلك السيدة ... تقدّمت نحوي ... قالت أنها تملك متجرا للملابس الجاهزة ويسعدها أن أكون زبونتها ...
لم أستطع سماع بقية كلامها ... وجهها المتفق بالحياة سحرني ... سرورها و بهجتها أشعرتني بالغيرة ... مالسر وراء كلّ تلك السعادة ...
سيدة في مثل سني تقريبا ... بنت الأربعة عقود بلا شك ... شعرها أسود داكن وقصير... عيناها واسعتان ... خداّن يكاد الدم ينضح منهما ...
طلبت مني إنتظارها إن كنت لا أمانع .... إسمها عائشة ... فعلا هي عائشة ... كل ما فيها يدلّ أنها تعيش ... عكسي تماما ...
كلامها وروحها الخفيفة سيطرت على كل الموجودات ... لا أعلم سرّ إعجابي بها ... بل سر إنجذابي نحوها ...
رافقتها بسيّارتها نحو محلّها ... ملابس داخلية ... فساتين ... موضة جديدة ... لم أواكبها ... بعض الأرقام الدالة على أسعارها جعلتني أشعر بالحرج ... لكنها أصرّت أن تختار لي ...
كرمها وتساهلها معي جعلني أشعر بالخجل ... أصرّت أن ألبس بنطلون جينز أزرق وقميص رمادي وحذاء رياضيا أبيض ... وقفت أمام المرآة أتملى في جسدي ...
صدري نافر يكاد ينطق داخل القميص ... مؤخرتي التي إرتفعت للأعلى داخل البنطلون الضيق ... رقبتي عادت لنعومتها ... قصة شعري الجديدة أعطت لوجهي تألقا برز في تلألأ عيني ...
قطعت عائشة شرودي أمم صورتي الجديدة بسؤالها ...
- تحب أكتب الفاتورة بإسم مين ؟؟؟
- هي لازم الفاتورة ؟؟؟
- لا أبدا إجراء شكلي بس عشان الضرايب ؟؟؟
- مدام بثينة
- مدام ؟؟؟
- مستغربة ليه ؟؟؟
- لا أبدا ( أحسست بالحرج يخنقها)
- كنت فاكرة إيه ؟؟
- كنت فكراك عانس ههههه
- (تحوّل الحرج ناحيتي ... ربما شكلي أوحى لها بذلك) لا أبدا أصلي كنت بأمر بفترة مش كويسة
بدأت الدموع تحاول الإنسلال وأنا أحكي لعائشة الغريبة المقرّبة مني كيف إتهمني زوجي بأني السبب في ذلك ...
إسترسلت حتى وصفت لها تغيّر طباع إبني وكيف إنقلبت حياته ... ثم غصصت بالدمع ...
- شوفي حبيبتي ... بالنسبة لزوجك داه موضوع إنت مالكيش فيه أي ذنب ... هو بس كان عاوز حجة بس عشان يخونك ... وكمان من كلامك عنه باين إنه أناني ونرجسي فما تشيليش هم من ناحيته ... طلّقيه ...
- يا لهوي ؟؟؟ ما أقدرش ؟؟؟
- ليه ؟؟؟
- أسباب كثيرة ؟؟؟ الناس ؟؟ و البيت ملكيته مشتركة ... الوضعية معقّدة حأخسر كلّ حاجة
- طيّب خونيه ؟؟؟
- نعم ؟؟؟؟؟ (أحسست من نظرة عينيها أنها ندمت على تسرّعها في نصحي )
- بس إنتي مذنبة (أحسست بالتلعثم في كلامها)
- مذنبة في إيه ؟؟؟
- إبنك ؟؟؟ هوداه إلي محتاج إهتمامك ؟؟؟ خصوصا وإنه في سن خطر ... وومكن يضيع منك ...
إزداد خجلي وهي تراقب بنظرة إحتقار لهاتفي القديم بين يدي ... فتحت درج مكتبها وسحبت منه هاتفا وضعته في يدي ... قالت أنه هدية منها ... ليس بالجديد ... مجرّد زيارة بسيطة لمحلّ تصليح وسيصبح جاهزا للإستعمال ...
ودعتها خجلة من الكرم الذي أمطرتني به ... قصدت شارعا تكثر فيه محلات الهواتف الجوّالة ...
ماحدث لي هذا اليوم بعثر كياني ... نظرات الشباب لي تحرق ظهري ... الكل يراقب مروري ... شكل مؤخرتي المستديرة في بنطلون الجينز سحب الأنظار نحوي ... لا أعلم لماذا كنت سعيدة بهذا الإحساس الجديد ...
نظرة الشاب الذي تولى إصلاح الهاتف لصدري وهو يرفض ثمن عمله كانت كبرق يشق ظلمة ليلي ...
تعمدّت العودة على قدمي للبيت ... كنت كمن تجمع نظرات الشباب تملأ بها سلّة إهمال طال منذ سنين ...
ثقلت سلّة إعجابي كثقل أكياس مشترياتي ... بدأت سعادتي تتشتت مع كل خطوة تقربني من البيت ... بدأت سحب الكآبة تغطي سماء نشوتي ...
دخلت البيت .... صمت الأموات يجثم على أرجائه ... دخلت الغرفة وفتحت دولابي لأدفن ملابسي الجديدة ... كنت كفراشة مزهوة ترفرف وأنا أجد دولاب زوجي فارغا من ملابسه ...
لقد رحل ... تركني لحريتي ورحل ... سعادة سرعان ما وئدت بسماع صوته يحدّث رجلا يساعده في تركيز جهاز تلفاز في غرفة أخرى ...
لم يرحل لكنه إنسحب من غرفتي ... يعني الحل مريح بالنسبة لي نوعا ما ....
إنتظرت حتى هدأ المكان ... بحثت عن أمير فلم أجده ... بدأت أسترجع كلام عائشة عن مخاطر الشارع ... بدأ الرعب يتملكني من فرضية فقدان إبني...
أنا المكلومة في أختها لن أحتمل ثكل ولدي ... إرتميت على السرير ... ساعات ثقيلة مرّت في رعب ... رعب إنتهى بسماع صوت الباب الخارجي يفتح ...
الساعة تشير للعاشرة ليلا ... هدوء الحي كلّه كسره صوت صراخ زوجي يهز المكان ... كوحش إنقض على أمير الذي لم يردّ على سؤاله " أين كان " ...
أمير الذي تحدى جبروت والده ... وهو ينهال عليه بالنطاق العسكري الأخضر ضربا ... لم يبكي كعادته ... المفروض كأم طبيعية أن أقف في جانب زوجي الساعي لتربية ولده ...
لكني كأنثى الدب تدافع عن ديسمها ... وقفت بينهما ... أمسكت يد زوجي قبل أن يصل الحزام لظهر أمير ثانية ...
نظرة حادّة مباشرة في عيني زوجي ... لا أعلم من أين أتتني الشجاعة ...
" لو رفعت إيدك عليه ثاني حأقطعهالك "
كلماتي سببت الشلل للجميع ... زوجي الذي إحمر ثم إخضر لونه ... وقف لدقائق ينظر لي مصدوما والشرر يقاتل الخوف في عينيه ... نعم خاف من هدم المعبد على ساكنيه ....
أمير الذي كبت كلاما كان سيوجهه لأبيه ... حشر في حلقه من صدمته لموقفي ...
دقائق وإنتهت الهدنة الصامتة ... إندفع الوحش يكسّر كل شيء يعترضه نحو الخارج ... صوت الزجاج يتناثر في كلّ مكان أصابني بالصمم ...
صوت الباب الخارجي يقفل بعنف أعادني للواقع ... أمير الذي جلس على الكنبة في الصالون يداري ألمه ... كان يراقبني بدهشة ...
إقتربت منه لأتفقد آثار الضرب على جسده .... لم تصل يدي الحنونة لكتفه بعد حتى نهرني وهرب نحو غرفته ...
عبثا حاولت معه أن يفتح لي الباب ... يكفي من الصراخ هذا اليوم ... تركته وإهتممت بتنظيف أثار القصف العشوائي ...
لم يغمض لي جفن ليلتها ... حللت كل تصرّفات أمير ... هو يهرب للشارع من كآبة البيت ... ببساطة هذا هو التحليل الوحيد ...
أنا أيضا أحسست بالراحة في الشارع ... تلك الفكرة ألهبت وهج سعادة تغمرني في غير محلّها ...
مع بزوغ أشعة الشمس ... سمعت الباب الخارجي يغلق ... سيّارة زوجي تغادر المكان ... لم أنتبه لموعد عودته ... خروجه فسح لي المجال للحركة ... ذهبت للمطبخ أعد طعام الإفطار ... أيقظت أمير لكنه رفض النهوض ...
لن يذهب للمدرسة ... فليكن ... أنا كذلك لن أذهب للمدرسة ... لن أستطيع تدريس أي شيء ... سأرسل للإدارة شهادة طبية ... 3 أيام تكفيني للراحة والتفكير ...
إستسلمت لشبه نعاس ... أذني كرادار تلتقط أول حركة بالبيت ... غرفة أمير التي تجاور غرفتي لا حركة فيها ... الساعة الثانية ظهرا ... سمعت الباب يفتح ... خطواته تدلّ أن إحدى الإصابات لاتزال تؤلم قدمه .... صوت المياه بالحمام يؤكّد أنه يبكي ويغسل وجهه ...
لا أعلم لماذا تعاطفت معه .... لقد إندمجت في صورة الأم الصارمة حتى خلقت بيني وبينه حواجز كثيرة ... غيّرت ملابسي وإستعددت للمهمة الأولى ...
يجب أن أعرف مالذي يفعل طوال اليوم .. بنطلون الجينز والتيشرت يعتبران تمويها بما أنه لم يرني بهما قط ...
نظارة شمسية غطت نصف وجهي ... جبت الشوارع خلفه ... كان يعرج من أثر الضرب وهو يلّف ويدور حتى ورمت قدماي ... يجول في اللاّمكان ...
بعض عبارات المديح لمؤخرتي كانت تتبع نظرات بعض الشباب المعاكسين ... حوالي الخامسة مساءا ... دخل أمير شارعا جانبيا ... خفت أنه سيتزود بمخدّرات أو شيء مماثل ... رأيته يدخل محلا لم يمضي على فتح بابه سوى دقائق ...
مررت أمامه عدّة مرّات ... باب معلّق عليه صورة لفرق كرة قدم أروبية ... تخيّلت أنه واجهة لمحل تعاطي للمخدّرات ... روحي خطفت مني ...
عدت للشارع الرئيسي ... دقائق طويلة مرّة كدهر وأنا أتخيّل أمير يحقن بإبر الموت ... أفقت من كابوسي على صوت شاب يعاكسني ... لا أعلم من أين أتتني الجرأة ... طلبت منه معروفا ...
أصلا هو لم يصدّق أن إبتسمت في وجهه ... تلك هي طبيعة المعاكسين ... يلقون بكلمات الإعجاب يائسين أن تردّ عليهم إحداهن ...
إنطلق نحو المحلّ مسرعا بعد أن وصفت له أمير ... أردت فقط أن أعرف ماذا يفعل ...
دقائق إنتظاره طالت ... لألمحه مسرع الخطى نحوي ... مبتسما كمن ظفر بوليمة ...
- خسارن 6-0
- هو إيه إلي خسران ؟؟
- العيّل إلي قلتيلي عليه ... خسران 6-0
- إزاي ؟؟؟
- إيه هو إلي الزاي ؟؟؟ ... بيلعب بلاستيشن وخسران 6-0 دا باين عليه ميح ... هو يهمك في حاجة ... دا إحنا جدعان قوي ...
- (أخفيت سعادتي بالمعلومة) لما إحتجلك حأعرف ألاقيك
كدت أن أرتاح وأنام عندما خامرتني فكرة أنها ربما تكون بداية تعرّفه بالمنحرفين ... وتذكّرت شكل الأولاد والشباب بذلك الشارع فإرتعدت فرائصي ثانية ...
طال تفكيري رغم هدوء بالي ... صوت الباب يفتح وأمير يبحث عن شيء يقتل جوعه بالمطبخ ثم حشر نفسه في غرفته ...
إذا كان يعشق لعب البلايستشن سأشتري له واحدة ... ربما يريد أن يلاعب أصدقائه ... حتما سيرفضون القدوم للبيت ... وإن وافقوا فوجودهم سيعلن حربا مع والده ... يحب أن أجد حلا
بيتي مكون من طابقين ... الطابق الثاني لم يكتمل بنائه بعد ... أما الطابق الأرضي به صالون و 3 غرف وحمام ومطبخ ... أمامه حديقة شاسعة تطلّ على الشارع الرئيسي ... بينما يوجد خلفه مرآب سيّارة لم تكتمل بعد وحديقة صغيرة يحيطها سياج به باب حديدي صغير زرعت بها شجرة ليمون ....
... كنت فكّرت بما أنه على شارع فرعي نادر الحركة فذلك سيسهل دخول وخروج السيارة منه ... أعتقد أنه سيكون مناسبا ليكون قاعة ألعاب لأمير وأصحابه ... وهكذا يكون الوضع كلّه تحت السيطرة
مرّت تلك الليلة ثقيلة .... نفسي تتصارع بين الأمل والألم ... رحت أراجع تفاصيل حياتي من أوّلها ... البداية الخاطئة تؤدي لنهايات كارثية .... لم أنتبه لغياب زوجي تلك الليلة ... ربما بات في الفوج ...
ربما بات يعانق إحدى عشيقاته ... فليذهب حيث شاء ... لم أعد أهتم ... الخيانة مؤلمة أوّل مرّة ... إما تتعودها أو تحتقرها ... لا أعلم ماهية شعوري تحديدا لكن ذلك الجزء من حياتي إنتهى ...
بداية الحركة في الشارع الرئيسي تنبأ ببداية يوم جديد ... أصوات منبهات السيارات تقض مضجعي ... الساعة تشير للتاسعة صباحا ... الكل ذهب لعمله إلا أنا ... أمير لا يزال يقاطع مقاعد مدرسته لليوم الثاني ...
خطواتي مثقلة تجوب البيت ... حمل ثقيل يجثم على كتفي وصدري ... فتحت بصعوبة الباب الداخلي المؤدي للمرآب .... الإهمال ...
كل ما تهمله يصدأ ... حتى المشاعر إذا أهملتها تصدأ ... علاجها يتطلّب جهدا قد لا تقدر عليه ...
شمّرت على ذراعي لتنظيف المكان ... العناكب إستغلّت الموقف ... ألاف الكيلمترات من خيوطها تغطي الحيطان ...
أعجبني إصراها على بدأ بناء ما أهدمه من بيوتها مرارا ... لم يتطلّب الأمر جهدا كثيرا ... تخلّصت من بعض المهملات ... كنبة قديمة وطاولة تلفاز يمكن إستعمالها ...
هكذا أنا ... تلك الصفة في إستثمار كل شيء لا تبارحني ... حاولت فتح الباب الكبير المؤدي للشارع الخلفي عبثا ... يجب فتحه من الخارج ... للقيام بذلك يتوجب عليا مغادرة المنزل و قطع الشارع الرئيسي ثم شارعين فرعيين للوصول إليه ....
غيّرت ملابسي ... أعجبتني ملامحي الجديدة ... الثقة في النفس مصدرها إهتمامك بنفسك ... رائحة عطري الجديد تسبقني ... وخطوات أمير تسبقني للحمام ...
يتحاشى مقابلتي ... معه حق ... كنت طوال عمري بالنسبة له الأم الصارمة ... لم يكن قراري كنت أتبع خطوات أبيه في تربيته ... كثرة الضغط عليه ولّدت الإنفجار داخله ...
ربما حقا أنا السبب في ما وصل له ... وما الذي وصل له ... وإن يكن فشل في الدراسة ... ليست نهاية العالم ... سنة وضاعت يمكنه التعويض ... لم يبلغ الثامنة عشرة بعد ... يمكن إصلاح كلّ شيء ....
مع قراري بتولي الأمر بين يدي كانت خطواتي قادتني لحافة الشارع الفرعي المؤدي لباب المرآب ... شارع الحركة فيه نادرة ...
لمحت شابا يتقدم نحوي ويلتفت خلفه وعن يمينه وشماله كأنه يتحاشا شيئا ... شكله معروف لي ... إنه أحد تلاميذي ... حسين يدرس في السنة النهائية ... أكبر التلاميذ والزعيم على أترابه ....
يعيد السنة للمرة الثالثة كأنه يعاند النجاح ... تسريحته غريبة وملابسه أغرب ... تعجّبت من وجوده في هذا المكان ... إلتصقت بالحائط خشية أن يراني ...
المفروض في هذا التوقيت هو يدرس عندي ... أنا متغيّبة بحجة المرض ... لم أشأ أن أصادفه ... ربما دفعا للإحراج لكلينا ...
ما إن تجاوزني بخطوات حتى واصلت السير ... دهشتي لوجوده زادت بظهور آلاء ... آلاء إحدى تلميذاتي أيضا في نفس الفصل مع حسين ... كما أنّها بنت زميلة تدرّس معي ...
لم أجد ملجأ أختبأ فيه فواصلت السير نحوها ... تقابلنا لكنها لم تنظر نحوي ... تجاوزتني كأنها لم تعرفني ... هي لم تعرفني فعلا ... شكلي ولبسي تغيرا ...
آلاء تلك التلميذة المجتهدة ... الأكثر أدبا بين رفيقاتها ... ما الذي تفعله هنا ؟؟؟
لم أبحث عن الإجابة كثيرا ... فمفتاح الباب عاندني كثيرا حتى تمكّنت من فتحه .... صريره أزعج طيرا كان يرقص على غصن شجرة الليمون ...
بعض الأوراق المصفرة تحتها دفعتني لفتح باب الحديقة .... على عكس مثيله في المرآب فتح بسرعة وبهدوء ... حاولت إلتقاط تلك الورقات الذابلة ... تعجّبت من كمية أعقاب السجائر الملقاة تحتها ...
من أين تأتني ؟؟؟ هل أجهدت الرياح نفسها لتجمعها تحت شجرتي ... كوب قهوة ورقي وضع على حافة شبّاك المرآب ؟؟؟ من وضعه هناك ؟؟؟ لا أحد منا دخل الحديقة الصغيرة منذ شهور ؟؟؟
على شدّة إستغرابي لم أشغل نفسي كثيرا بالتفكير ... جولة طويلة لا تزال أمامي ... دخلت محلا لبيع الإلكترونيات ... أحدث ألعاب البلايستيشن بكل مستلزماتها .... لم تنتشر بعد في المحلات ... شاشة كبيرة ...
كرسيّان وكنبة جديدة وطاولة صغيرة ... وعدني التاجر بإيصالها للبيت غدا صباحا ...
رجعت للبيت تهزني الفرحة متخّيلة ردة فعل أمير من هديتي .... الساعة السادسة مساءا ... السكون يخيّم على البيت ... توقّعت أن أمير كعادته في الخارج ...
دخلت الحمام أغسل عرق وغبار هذا اليوم ... الصابون يغطي جلدي ... النعومة التي إكتسبتها من مركز التجميل تدغدغ كياني ... قطرات الماء الدافئة تفتح مسامي ...
وقفت أمام المرآة أنشّف جسدي ... رفعت صدري للأعلى ثم تركته يهتز ... إهتزازه دفع الدم في عروقي ... عروق زرقاء تزيّن قبتي صدري البيضاوتين ... مررت يدي على بطني ...طبقة صغيرة من الشحم تلفها ...
أمسكتها بيدي متحسّرة على جمال صباي ... مرارة الحسرة يغص بها حلقي ... فتحت درج ملابسي ... كيس من مقتنياتي الجديدة ... سحبت طقما داخليا ورديا ... مثلّث وردي مطرّز عليه شكل نجمة يغطي كسي ... وفتلة ناعمة تمر بين فردتي مؤخرتي ...
مثلثان يشدان نهديا للأعلى ... إستدرت مرارا وتكرارا أراقب جسدي في المرآة ... أبدو جميلة ... لم أزل أحتفظ ببعض الجاذبية ... هكذا رأيت نفسي ...
جلست أسرّح شعري ... أحمر شفاه فاتر يزيّن شفتي وقليل من الكحل يوشّم جفني ... قطرات عطر تملأ روحي رغبة في العيش ... تهت في تفاصيل وجهي ... عيناي ترددان كلام عائشة ... طلّقيه ...
إحتمال قائم ... لكن سيتطلّب المزيد من التضحية وأنا يكفيني ما خسرت ... خونيه ... خونيه ... بدأ صدى تلك الكلمة يتردد في حشايا صدري ... قطع صداه صوت طرق على الباب ....
أفقت من غفوتي ... من يكون الطارق ؟؟؟ هل عاد أمير من الخارج بسرعة الساعة لم تتجاوز السادسة ؟؟؟ كيف دخل ولم أسمعه ؟؟؟ هل هو زوجي ؟؟؟ إن كان هو فقد قدم لنهايته ؟؟؟ لم أزل أختزن حنقا يجب إفراغ شحنته فيه ...
سحبت قميص نوم خفيف وضعته على جسدي ... فتحت الباب متأهبة للقتال ... عينا أمير إنفتحت دهشة لشكلي ... أدركت إرتباكه من تلعثمه في الكلام ... طلب مني بعض المال ليخرج ...
أعطيته ورقة من فئة عشرين دينار ... كرم لم أعوده به ... وعدته بالسماح له بالإحتفاظ بها لو لم يتأخر عن الثامنة .... عاهدت نفسي لو إستجاب لأوامري سأكافئه ...
وفعلا لم يدم غيابه أكثر من نصف ساعة ... تناول عشائه كعادته لوحده ثم غيّبه باب حجرته ...
سعيدة ومثارة ... نمت نوما عميقا مطمئنة ... إستيقضت صباحا بنشاط غير معهود ... أمير لا يزال نائما ... مكالمة هاتفية من التاجر تعلمني أنه سيصل خلال دقائق ... أسرعت لفتح باب المرآب ...
ساعتان تقريبا وصار المرآب يشبه قاعة الألعاب ... حتى الحيطان الإسمنتية زينها التاجر بصور لفرق كرة القدم الشهيرة هدية منه ...
أغلقت خلفه باب المرآب ... وبدأ صوت شاحنته ينسحب فاسحا المجال لصمت سكون المكان .... جلست على الكنبة الجديدة أقلّب مقبض التحكم باللعبة ... أزرار عليها رسوم مربع ومثلث وقاطع ومقطوع ...
رحت أفكّر بخطة تدفع أمير لقبول المقايضة معي .... قاعة الألعاب الخاصة في مقابل العودة للدراسة ... إستسلامه لأوامري ليلا شجعني ... بدأت أضع تفاصيل الخطّة حين سمعت جلبة خفيفة من الحديقة ...
صوت همس وإغلاق حذر للباب ... لصوص تابعو الشاحنة لسرقة المرآب ... هكذا ضننت ... دقّات قلبي تزداد رعبا ... ألف سيناريو مرّ أمام عيني ... بركت على ركبتي وزحفت حتى حافة الشبّاك ...
بدأت أرفع رأسي بحذر للتعرّف على الزائر المتطفّل ... كنت أتوقع وجود لصوص ... لكن قلبي توقّف ... فتاة تعانق شابا ... نظري لم يسمح لي برؤية وجوههما ... فقد يداه القويتان تعصران مؤخرتها من فوق البنطلون ...
قماش ميدعة زرقاء تؤكد أنها تلميذة في الثانوي ... أصوات إمتصاص الشفتين تؤكد إنسجامهما في قبلة حارة ...
هكذا هي الحكاية حديقتي المهجورة أصبحت قبلة للمراهقين العشاق لإختلاس بعض الحب الممنوع ...
لم أستطع تفسير شعوري ... كنت أريد الصراخ فيهما وطردهما من حرمة منزلي لكن شيئا منعني ... حرام أن أفسد متعتهما ... ومن يعرف قيمة المتعة أكثر ممن حرم منها مثلي ...
طال عناقهما ... يداه تجولان في مؤخرتها بعنف وعنفوان ... روح الشباب تحارب للظفر بالمتعة ... بدأت الفتاة بالنزول على ركبتيها ... بدأ قلبي يخفق بعنف لرؤية وجهها ... نعم إنها هي آلاء ...
خدودها إكتسبت حمرة بحرارة الشوق ... عيناها البريئتان تحولتا لمقلتي أنثى نمر تطارد فريسة وهي تفتح أزرار البنطلون ...
فجأة رنت في أذني كلمات أمها وهي تمدح أخلاقها وخصالها ... البريئة تفتح بنطال شاب غريب في حديقة سطوا على خصوصيتها ...
كنت سأصرخ لأمنعها من إرتكاب جريمة في حقها وحق عائلتها ... لكني صمت غصبا عني ... على بعد ربع متر من عيني ... ألاء تداعب قضيبا يزداد صلابة بين يديها ... دائرة رأسه تخرج من بين قبضتها ... لونه الأحمر بعنفوان شباب صاحبه سحر لبي ...
أصابني الخرس والصمم ... كل حواسي تجمعت في عيني ... نصف زبه في فمها ويدها تداعب النصف الباقي ... عيناها المغمضتان تعكس متعتها بما تفعله ... أقسم أن وهج حرارة زبه لفحت وجنتي ...
حرارة أشعلت فتيل نار حرق جوفي ... أغمضت عيني ورحت أقارن بين حجم زبه وحجم زبي زوجي ... هذا يزيد عنه بحوالي النصف ... أحمر ولونه فاقع مبلل بريقها ... عضلة شابة بين شفتين غضتين ... نار بدأت تلتهب بين فخذي ...
أردت مداعبة كسي لكني تماسكت ... لا أدري لماذا ... لم أعلم كم من الوقت طال رضعها لقضيبه ... خلت أن المشهد الوردي المفاجئ سينتهي قريبا ... هكذا تخيّلت حسب خبرتي بالعلاقات الجنسية ... دقيقتان ... ثلاث على أقصى تقدير ...
فجأة إستدارت ألاء ووضعت يديها على حافة الشبّاك ... موضعي منعني من مشاهدة ما يحدث ... إن تحرّكت إنتبها لوجودي فخيّرت السكون ... عيناها تعكسان لي ما يحدث ... كانت تعض على شفتها السفلى بما لا يدع مجالا للشك أنها تتمتع ...
ماالذي يفعله بها هذا الشاب يجعلها تتمتع هكذا .... آهاتها تخرق أذني ... رطوبة شديدة تبلل ما بين فخذي ... أناملي تسللّت لتلامس شفرتي كسي ... دون قصد كنت أوازي حركاتي مع آهاتها ...
أصبعي يداعب بضري الذي تصلّب ... كتمت آهاتي بأنفاس تخرج حارقة من صدري ... ركبي بدأت تهتز ... جلست أرضا أفتح رجلي ... لم أعد أرى سوى عيني آلاء تقطران لذّة ...
بدأت مفاصلي ترتعد مع إرتفاع آهاتها ... أغمضت عيني وتخيّلت نفسي مكانها ... أيا كان ما يفعله هذا الشاب لكنه يتفانا فيه ... كنت أشك أنه حسين ... وفعلا تأكدّت من ذلك ...آلاء تطلب منه أن يسرع ...
على كلماتها الممزوجة بالآهات ... تملكتني رعشة هزت جسدي ... كدت أطلق العنان لحلقي أن يعبّر عن دفق رغبتي الذي إنفلت من بين أصابعي ... لكني خنقتها وتهت بعدها
الجزء الثاني
دقائق طويلة مرّت في خواء ... جالسة على الأرض دون هدى ... كل ما في تجمّد ... لملمت رغبتي ونهضت يغمرني الخجل من نفسي ... ما هذا الذي فعلته بنفسي ؟؟؟ أو ماذا فعل بي ...
الدم يتفّق صعودا لعقلي ... بدأ رأسي بالغليان ... آلاء ؟؟؟ رمز الأدب والنجاح ؟؟؟ غير معقول؟؟؟؟
أغلقت باب غرفتي بالمفتاح لا أدري لماذا ؟؟؟ ربما خشيت أن يقتحم أحدهم تفكيري...
جلست على حافة السرير أمسك رأسي بكلتا يدي ... خوفا أن تفجّره فكرة مجنونة ... صورة والدتها وهي تعدد مناقبها وخصالها كلما تقابلنا في قاعة المدرسين لا تفارقني ...
ترى ماذا فعلت لتستحق تلك العقوبة من إبنتها ... ألف سؤال دون إجابة تهاطلت على تفكيري ... ماذا عساي أفعل ؟؟؟ هل أخبر والدتها ؟؟؟ هل أفضحها ؟؟؟
لماذا أحشر نفسي ؟؟ شأنها وإبنتها ؟؟؟ أحسست ببعض الراحة ... ربما إحساسي أني لست الوحيدة التي فشلت في تربية ذريتها ...
هذه الراحة تحوّلت لمحاضرة ذاتية عن مشكلة هذا الجيل ؟؟؟ جيل يفعل ما يريد ... يحطّم كل القيم ... كلّ القيود ...
رحت أقارن بين تصرّفات آلاء وأمير ... النتيجة واحدة ... لا القسوة نفعت ولا الدلال آتى أكله ... التظاهر بالأدب يغطي بقية الأفعال ... هي خبيثة وإلى حد الآن نجحت في ذلك
طال جلوسي مع نفسي ... وطال تحليلي للموقف ... حكة شديدة بدأت تزعجني بين فخذي ... لم أغير كيلوتي الذي غرق متعة بالتلصص على ما لا أقبله ...
يكفيني نفاقا ... لست في الموقف الذي يسمح لي بالتسلّط والحكم على تصرّفات الآخرين ... إجتنابا للإحراج ودفعا لخطر تواجدهما في حديقتي ثانية .... قررت تغير قفل الباب و تعلية السور بسياج شائك ...
فليذهبا لمكان آخر ... دخلت الحمام لأتخلّص من ذنب متعة خطفت غصبا من بين فخذي ... جسدي ينتفض رفضا كأنه يخلع إثما لم أرتكبه ...
جوع شديد أصابني ... دخلت المطبخ أعد شيئا آكله ... مرق اللحم يغلي على الموقد وعقلي يغلي معه ... فتحت الثلاجة أبحث عن بعض الخضار ... حبتا خيار خضراء تطلبان مني قطعهما لإعداد سلطة ...
وقفت أغسلهما ... أمسكت إحداهما بيدي ... قبضتي تحيط بنصفها ... دون شعور وضعت النصف الآخر بين شفتي ورحت أضغط لأدخلها في فمي ...
أغمضت عيني وإستحضرت صورة زب حسين داخل فم آلاء ...
تقريبا حجمه يوازي حجم الخيارة ... حرارة شديدة تلهب شفرات كسي الذي بدأ ينفتح مع ذكرى تلك الصورة ...
إهتزاز غطاء الآنية فوق الموقد أيقضني من بداية حلم اليقظة الوردي ... ما الذي أفعله وفي ماذا أفكّر ؟؟؟
رميت الخيارة بعيد عني وهربت من المطبخ للصالون ... صورة زب حسين تطاردني ...
أي صدفة ألقت بذلك المشهد في خيالي ... جلست في الصالون أمسك رأسي مانعة عقلي أن يستحضر تلك الصورة ثانية ... لم أعلم كم مرّ من الوقت حتى سمعت صوت باب الحمام يفتح ...
أمير أفاق من سباته أخيرا ... وجوده أعادني للواقع ... أنا بالغة وراشدة ومدرّسة .... سيّدة يحترمها المجتمع ... يجب عليا التركيز في هدفي ... إن كنت خسرت زوجي أو خسرني هو ... يتوجب عليا المحافظة على إبني ...
أعددت له قهوة وبعض السندويتشات ... خرج من الحمام مباشرة نحو غرفته ... خفق قلبي طويلا قبل أن أطرق باب غرفته ...
صوته المتذمّر من إزعاجي له أحبطني ... فتحت الباب ببطئ ... رأيته يقف أمام المرآة يتأمّل شكله ... نظرة عينه تعكس عدم رضاه ... لن أنسى ما حييت تلك النظرة ... طلبت منه أن يلحقني للمطبخ ...
جلست للطاولة أنتظره ... لم أفكّر كيف سأفتح الموضوع معه لكني تشجعت ... الحوار سيحل مشكلتنا ...
دقائق وسمعت وقع خطاه المثقلة ... أستطيع أن أجزم أنه سيتحضّر لقتال معي ... وقف عند الباب مستندا حافته ...
التمرّد صار يلازمه في كلّ شيء ... لم ينتظر حتى أبدأ بالكلام لينطق بلهجة يتقاطر الإنزعاج والقرف منها ...
- خير ؟؟؟
- لا أبدا تعالى إفطر ؟؟؟
- (نظر للطاولة كأنه يعاند رغبة بطنه) ماليش نفس ؟؟
- تعالى بس ... إفطر وبعدين أنا محضرة لك مفاجأة ...
- (لمعت عيناه لكلمة مفاجأة لكنه لم يتخلّى عن عناده) خير ؟؟؟
- لا أبدا عندي ليك هديّة
- متشكّر مش عاوز منكم حاجة ... سيبوني في حالي ؟؟؟
غيّرت ملابسي وخرجت أتجوّل وسط البلد .... إستوقفتني واجهة محلّ بيع ملابس للشباب ... قارنت بينها وبين ما يلبسه أمير ... أردت صفع نفسي ألف مرّة ...
إبني يلبس كأنه يعيش خارج الزمن ... لا يشبه أترابه ... لا حلاقته ولا ملابسه تتماشى مع سنه وعصره ... تلك كانت رغبة والده ... فليذهب والده للجحيم ...
دخلت المحلّ ... نظرة البائع تتبعني أينما جلت بين البضائع المعروضة ... تقدّم مني مبتسما ... شاب في منتصف العشرينيات ... وسيم بعض الشيء ... لكن جسده نحيل رغم طوله الفارع ....
- أي خدمة يا هانم ...
- ... مش عارفة ... عاوز اشتري كام طقم كده
- آسفين ... في محلّ لملابس السيدات بعدينا بكام متر
- ههه ... لا لا مش ليا أنا ... لإبني ...
- كمان آسف يا هانم ... فيه محلّ لملابس الأطفال في نفس الشارع
- هههه لا لا .... إبني عمرو 18 سنة
- يا لهوي ... إنت خلفتيه وعمرك 10 سنين ؟؟؟
- مجاملة مقبولة منّك ؟؟؟
- لا أبدا ؟؟؟ عجيبة هو حضرتك عنك كام سنة ؟؟
- 40 ؟؟؟
- قولي كلام غير داه ؟؟؟
- أحلفلك ؟؟ وإلا أوريك البطاقة ؟؟؟
- لا وريني البطاقة ؟؟؟
أخرجت هاتفي القديم ... ثم الجديد الذي لم أستعمله بعد ... وبحثت عن البطاقة ووضعتها بين يديه ... تملى البطاقة جيّدا ثم نظر لي متعجبّا ...
- معلش يا هانم بس البطاقة دي مزوّرة ههههه
- (لو كانت دعابته قبل أيام لسمع مالا يطيقه مني ... لكنها أسعدتني) هو إحنا وش كده
- (تأثّر من كلمتي وبدى على وجهه الحزن) بجد أنا أعتذر
- لا أبدا ما تاخذش في بالك ... قلي بقى عندك إيه ينفع لإبني ؟؟
- يعني ممكن أسأل من غير زعل ؟؟؟
- لا عادي إسأل ؟؟
- هو إبن حضرتك تعبان وإلا حاجة ؟؟؟
- لا أبدا ؟؟ بتسأل ليه ؟؟؟
- لان المفروض هو يشرفنا وهو يختار بنفسه ؟؟؟
- (شعرت بالذنب لما فعلته بإبني سابقا) لا أبدا أصلي حابة أعملها له مفاجئة
- إذا كان كده أك ؟؟ تعرفي مقاساته ؟؟
كلفتني مبلغا كان يمكن أن يسبب لي الشلل سابقا ... كنت أهم بمغادرة المحل حين إقترح عليا الشاب البائع ...
- حضرتك ممكن تتابعي صفحتنا على الفيسبوك ... ديما حتلاقي الجديد عندنا ... يعني ممكن تعجبك حاجة ...
- أتابعها إزاي يعني ...
- يعني تعملي إعجاب وحيوصلّك كل جديد عندنا
- معلش ... إلي هو إزاي يعني ؟؟؟
- هو حضرتك مش عندك حساب على الفيس ؟؟؟
أخيرا إلتحقت بالعالم الإفتراضي ... رغم أن كل من أعرفهم يتحدثون عنه لكنه لم يستهويني أبدا ...
إسم مستعار وصورة مستعارة ... كان أوّل صديق لي هو ذلك البائع الذي أقسم أنه لن يعاكسني أو يزعجني ... التاكسي تلوي الطريق نحو البيت ... تركيزي منصب على تقليب شاشة هاتفي ...
قبل أيام كنت أسخر من الناس كيف تشدهم هذه الأشياء ... أعتقد اني بدأت أصبح إنسانة طبيعية .... أو ربما غير طبيعية لكن ككل الناس ... الإستثناء يعزلك عن العالم حتى لو كنت على صواب ...
كلّفتني تلك الجولة كل المساء ... كنت أصارع لفتح الباب ويداي مثقلتان بالأكياس ... صادفني زوجي العزيز في الممر ... لم أجب تساؤلات عينيه عن حملي ... لم أسلّم حتى عليه ... تجاهل وجوده أسعدني ...
دخلت غرفت أمير ... إجتهدت في تنظيفها ... ألقيت كل محتويات خزانته ... كنت يوما اسميها ملابس ... وضبت كل ما إشتريت له فيها ...
وضعت رسالة قصيرة على سريره ...
" أنا وضبتلك الأمور مع إدارة المعهد ... بكرة تلبس هدومك الجديدة وتروح الدرس ... شاب جديد وحياة جديدة ... بحبك جدا "
دخلت لغرفتي وتخلّصت من ملابسي ... أغلقت الباب خلفي ... كنت أتمنى لو يستجيب أمير ... هل سيرضخ أم هل سيعاند ...
عارية إلا من تفكيري ... مستلقية على الفراش ... أقلّب هاتفي ... أكتشف ميزاته ... بوابة عالم جديد فتحت أمامي ... ربما أكون آخر من إلتحق به ...
إكتشفت سهولة البحث عن الأشخاص والصفحات ... بدأت أكتب أسماء زميلاتي السابقات والحاليات ... فكّرت في إضافة بعضهن لكني تراجعت ... أريد لهذا العالم أن يكون ملجأ أهرب فيه من واقعي ...
لست الوحيدة التي تفعل ... الكل يكذب هنا ... سرق هذا العالم ساعات من ليلي ... أرغمت نفسي على النوم ... سأباشر العمل غدا ...
مع نسمات الصباح الأولى إستيقظت نشيطة مقبلة على الحياة ... إخترت طقما جديدا من خزانتي ... فستان أزرق من قطعة واحدة ... رقبته مفتوحة حتى مفرق صدري ... قماشه يلامس الركبتين بخجل ...
نطاق من الجلد الأسود العريض يغطي الترهل البسيط في بطني ... وحذاء أسود ذو كعب عالي ... حقيبة يد سوداء ... تأنّق لم أعهده ... رائحة عطري تسبقني ... تعمّدت إصدار ضجيج ...
كانت روحي تتوق لسماع صوت أمير يتحضّر للذهاب للمدرسة ... لكن صوتي جذب من لا أرغب في تعكير صفوي بوجوده ...
هربت خارج المنزل لسماع صوت زوجي يستيقظ ...
الساعة لم تتجاوز السابعة ... لم أتناول شيئا ... أين سأذهب ... ترددت طويلا قبل الدخول لأحد المقاهي ... لم أفعلها يوما في حياتي ... خجلا ورغبة في التوفير ... أحبطني رفض أمير لعرضي ... لكني كنت أتوقعه ...
إستقبلني نادل بوجه بشوش يقودني لطاولة في ركن منزو ... الجميع صار بشوشا معي ... صراحة إبتسامتهم في وجهي تروي تشققا خلقته الكآبة في صدري ...
جلست أتناول إفطاري بنهم شديد ... الأكل لذيذ والجو الجديد يشعرني بالحماسة ... كنت أرى العالم بعين مختلفة ... سعادة وليدة بدأت تنبت في وجداني ... لم أعلم سببها لكني كنت أشعر بها ...
مجرّد تذكري لمصير إبني يخز صدري ... كلّ مرّة أتجاهل ذلك الشعور لكنه يطفو على سطح تفكيري من جديد ... ما خلّفه دوري السلبي أمام قسوة والده لا يمكن معالجته ببعض الملابس الجديدة ....
الموضوع معقّد أكثر ... كباب المرآب ... ما يصدأ لسنين يحتاج جهدا أكثر لفتحه ... لن أستسلم ... سأواصل ...
أنهيت إفطاري وخرجت بعد أن أكرمت النادل البشوش ... شكلي الجديد شكّل صدمة لكل الزملاء ... الرقاب كلها توجهت نحوي وأن أخطو داخل قاعة المدرّسين ... حتى البواب لم يعرفني ... إعتقد أني إحدى وليّات الأمور ....
سعيدة بنظرات الإعجاب في عيون الذكور والغيرة في عيون الإناث ... أوزع الإبتسامات على الجميع ... وقع الكعب العالي يخرق ضجيج الفصول ...
الكل يتابعني متسائلا ... تقدّمت بخطى ملكيّة نحو فصلي ... رأسي مرفوع للأعلى وصدري يهتز مع خفقان قلبي للحياة ... خفقان قلبي تحوّل لنبض مضطرب ...
الحصتان الأولى كنت أدّرس فصل حسين وآية ... دخلت القاعة وقد بدأت خطواتي الواثقة تضطرب ... همهمة شديدة صدرت من حناجر الجميع ... إثنان وثلاثون حنجرة همهمت مع بعض ...
أربع وستون عينا ترقبني ... صدمة برزت على وجوه الجميع ... لم أتراجع عن قراري رغم شعوري بالحرج ... إبتسمت لهم وصبحت عليهم إبتسامة مشرقة ... عادتي كانت الصرامة والعبوس ...
فرصتي لإستجماع شتات روحي كانت في الدقائق التي وضعت فيها حقيبتي ... جلست على الكرسي ورفعت رأسي ... آية بعينيها البرئتين ترقبني من المقعد الأول ... لا يفصلها عني سوى نصف متر ...
نفس المسافة لكن النظرة إختلفت ... هززت رأسي أطرد صورتها وهي تتألّم لذة في حديقة منزلي ... رفعت عيني ببطئ ... لم يكن صعبا عليا إيجاده ...
حسين كعادته في المقعد الأخير ... يشاكس زميلا له ... إستجمعت قوتي ونهرته ... ثم عدت للإبتسام ...
لم أجد قدرة على التدريس ... وجودهما بعثر كياني ... أنا التي كانت تستجدي اللذة متلصصة عليهما سرّا ...
قرار صارم ... الكل يضع أدواته أرضا ... ورقة بيضاء والأقلام ... إختبار حرّ ... فرصة لأتعرّف عليهم بشكل مختلف ...
أمليت عليهم الموضوع وسط تذمر أغلبهم .... الهوايات و نظرتك للمستقبل ... العالقات ... أي شيء يخطر ببالكم ... هكذا دون تفسير ...
أردت أن أفهم كيف يفكّر هذا الجيل علي أعوض جهلي ... وأجد ما بين الأسطر مبررا تصرفات آية المؤدبة وحسين المشاكس وأمير المتمرّد ...
خيّم الصمت على القاعة سوى وقع الأقلام على خشب الطاولات ... دقائق قليلة ثم أمسكت بزمام نفسي ...
صوت وقع الكعب العالي يخرق الصمت وأنا أجول بين الصفوف الثلاث ... لم يكن يفصلني سوى طاولتان عن مكان جلوس حسين حين رفع رأسه ونظر في عيني مباشرة ...
لم أفهم سرّ إرتباكي الذي جعلني ألتف وأعود لمكاني ... كنت أشعر بعينيه تطارد إهتزاز مؤخرتي ... لجأت لمكتبي رهبة من شيء لم افهمه ...
تظاهرت بأني منشغلة ببعض الأوراق ... دقائق ورفعت رأسي ثانية ... آية تمسك بالقلم وهي تفكّر ... تضع طرفه بين شفتيها وأحيانا تمرر لسانها عليه ... لتعيد لذهني صورة لم تفارقه بعد وهي ترضع زب حسين ...
حاولت أن أغمض عيني لكن ذلك المشهد كان يسكن رموشي ... كمن نظر للفانوس مباشرة ثم أغمض عينيه ...
توجهت نحو الباب ... سرحت بنظري وتفكير ... ساحة المدرسة الفسيحة ضاقت بأفكاري ... مالذي يحدث لي ؟؟؟
جلبة أحدثها تلميذ مشاغب أعادتني للواقع ... لم يكن صعبا عليا أن أعيد الإنضباط للفصل ... وأنا التي عوّدتهم بالصرامة ...
سحبت الكرسي بجانب المكتب وجلست أراقب الرؤوس المنحنية أمامي في خضوع ... طال الصمت الذي إستهلك نصف الحصة ... حركة لا إرادية مع تماسك إضطرابي ... وضعت رجلا على رجل ...
لم أنتبه أن فستاني إنحسر للخلف قليلا كاشفا عن أسفل فخذي الأيسر ... صوت وقوع قلم آخر الفصل سحب نظري نحوه ... حسين تعمّد إيقاع قلمه لينحني متمليا في لحمي المكشوف ...
حيلته المعروفة ألهبت نار الغضب في صدري ... لكني تجمّدت مكاني ... تركته يتمتع بما يراه ... لا أنا كنت أتمتع به يراني ...
لم أقم من مجلسي حتى إنتهى وقت الفرض ... سحبت الكرسي وعدت لمكتبي ... التلاميذ يتقدمون تباعا لإرجاع أوراق إجاباتهم نحوي ... كنت منكسة رأسي أنظم الأوراق ...
رفعت نظري لأصطدم بقبة ترتفع تحت قماش بنطلون جينز أزرق ... على بعد خطوة من عيني ... حسين يضع ورقته أمامي ويرحل لاحقا برتل زملائه ... تركني والنار تجمّد حركاتي ...
لم أفق من الصعقة إلا بعد مدّة طويلة ... هل أنا سببت له ذلك ؟؟؟ لا لا هو شاب والشباب دائما هكذا ... قارنت بيني وبين آية حبيبته ... لا مجال للمقارنة ؟؟؟
لجأت لقاعة التدريس أحتضن ورقات الإجابات أستر بها دقّات قلب المتسارعة ... جلست منزوية ... لم أفهم ما شغل تفكيري ...
بدأت أقلّب الأوراق ... أقرأ الأسماء بسرعة أبحث عن ورقة حسين ... خيبة أمل أصابتني ... فخطه الرديء يصعب قراءة الأسطر القليلة التي كتبها
" لا يمكنني الحديث عن العلاقات الإنسانية ... فلم أجد بعد ما يمكنني وصفه بأنها علاقة " ... أما الثاني ... " إن كانت العلاقات الخيالية تعتبر علاقة فأنا أعيش ما لم يتخيّله أحد " " ما أهواه يصعب مناله " مستقبلي مرتبط بكلّ ما سبق "
لم أستطع أن أقرأ ولا كلمة كتبها زملاؤه ... هل يقصد ما فهمته أم أني أتخيّل أنا أيضا ...
توجهت نحو مكتب المدير وقد تحوّل لوني للأصفر شرودا ... لا يمكنني مواصلة العمل ... سأكمل الأسبوع كلّه إجازة ...
هرعت للبيت ... ماء الحمام البارد لم يفلح في إيقاظي ... دخلت السرير ونمت ... ربما أغمي عليا ...
جسدي مثقل بهموم أفكاري ... يوم وليلة لم أترك فيها السرير ... ربما هي حمى أصابتني دون حرارة ... الكلمات التي كتبها حسين تختلط بصورة آلاء ترضع زبه تطاردني ...
إحساس غريب أصابني ... إحباط شديد وإنعدام الرّغبة في كلّ شيء ... لم يهتم أحد بإنكساري ... وإن كان موقف زوجي متوقعا وتعودت عليه ... لكن أمير الذي لم يلاحظ غيابي ... كسر قلبي
لم يطلب مني حتى مصروفه اليومي ... 3 أيّام في صراع بيني وبين نفسي ... جسدي يتفاعل مع ذكرى تلك الصدفة العجيبة ... كلماته التي خطها تشير أنه يريدني ... دون شك
كلّ صباح أرابط في قاعة الألعاب التي لم أهدها لأمير بعد ... كنت أتمنى قدومهما ... صرت أحلم أن أرى زبه ثانية حتى وهو يمتع به غيري .... لكنهما لم يأتيا ...
لم أفهم ما أشعر به لكن ذلك الإحساس سيطر عليا ...
حسين وآية ... ملامح وجهها وهو يفعل بها ما يفعل أشعرتني بالغيظ ... نعم بالغيظ ... تخيّلت نفسي مكانها ... صورة قضيبه الصلب بين شفتيها لم تتركني ... أسرتني كبلت تفكيري بقيودها ...
يئست من قدومهما ... كنت اشتهي أن أرى زبه ثانية ... فجأة لمعت بذهني فكرة ... الفيس ... بسرعة بحثت عن هاتفي ... الشاشة الزرقاء ترقص بين يدي ... كتبت إسمه بكلّ الطرق الممكنة بحثا عنه لكن عبثا ...
لم أجده في قائمة المستخدمين ... لا يمكن أن لا يكون مشتركا ... دائما يعبث بهاتفه حتى وقت الدرس ... ربما هو يستعمل إسما مستعارا ... أنا كذلك أستعمل واحدا مستعارا ...
بحثت عن حساب آية ... وجدتها ... صورها مع عائلتها ... كل منشوراتها أدعية ونصائح ... ضحكت ملأ شدقيا من نفاقها الخبيث ... قائمة أصدقائها طويلة .... الأغلب حسابات معروفة ...
ثلاثة فقط منها بأسماء مستعارة ... جذبني أحدها ... الثائر ... صور لرجل مقنّع ... كل منشوراته مضحكة ... أو كلام عن الوضع و الغدر والخيانة ...
الأمر شائع بين شباب هذا اليوم ... شيئا ما بداخلي يؤكد أنه هو حسين ... ترددت كثيرا لطلب إضافته ... تحققت من حسابي عشرات المرّات علي أهملت معلومة تدلّ عن شخصيتي الحقيقية ...
عدم خبرتي دفعني لشراء شريحة هاتف جديدة ... علّه يكشف شخصيتي عبر رقمي المعروف .... تشجعت أخير وبعثت طلب صداقة ... حسابي كلّه صور من على النت ... كصيّاد مبتدئ صرت أرقب ردّه ...
دقائق إنتظار تحوّلت لساعات ... لا جديد ... سوى إشارات وإعلانات تزيّن أعلى شاشتي ...
هدوء قاتل يخيّم حولي ... فجأة نشبت معركة بين أمير وزوجي ... الصراخ ملأ المكان ... كرهت وجودي بهذا البيت ... كمن وضعت نفسها داخل قبة زجاجية ... لم أتدخّل ... الأمر لم يعد يعنيني ...
كنت أسمع صراخ زوجي وهو ينهال على أمير ضربا كعادته ... غيّرت ملابسي ومررت بجانب المعركة معتمدة الحياد ... نظرة أمير المتعجبة من خروجي متأنقة وهو يتلقى الضرب لا يمكن تجاهلها ...
هو تجاهل دعوتي لتحسين سلوكه فليتحمل مسؤوليته ... الأمر متعلّق بالمال ... ربما سرق بعضه من جيب أبيه ...
كلمات الإعجاب ونظرات الشباب تطاردني ... بلسم يرطّب قلبي ... كلهم في بداية العشرينات ... في نفس سن حسين ... هل يراني حسين بنفس عيونهم ؟؟؟ أنا صرت أراه في وجوههم ...
دخلت أحد المقاهي ... إنزويت في طاولة ... أردت مراجعة نفسي ... تيّار قوي سببته موجة تلك الصدفة عند النافذة سحبني بعيدا عن عالمي ؟؟؟ ومالذي يشدني لعالمي ؟؟ لا شيء ... كآبة تثقل صدري كلّ ما ذكرت حياتي ... فليكن سأغادر عالمي الكئيب بحثا عن السعادة ...
المقهى شبه خالي من الزبائن ... بعض العشّاق ... وبعض طالبي اللجوء مثلي ... رشفة قهوة وسحبت هاتفي أتأكد من صنّارتي ... لا شيء جديد ... وضعت الهاتف على الطاولة وسرحت في تفكيري ...
ثورتي على أوضاعي تشعرني بالرضى ... أحرقت كل ملفات الماضي ... الزواج البيت ... جديتي تفاني سأغيّر كل طباعي ... مزّقت صورة أفنيت عمري في رسمها ... فقط شيء واحد هزمني ... شعور الأمومة ...
إشارة حمراء تشع أعلى شاشتي خطفت قلبي ... الثائر قبل دعوتي للصداقة ... أصابعي ترتعش فرحة ... أمعائي تتقلّص كمراهقة تنتظر حبيبها ... بدأت أفكّر من أين أبدأ معه ...
الإشارات تتوالي وضع قلوب إعجاب على كل صوري ومنشوراتي ... بدأت أفكّر في محادثته ... لكنه سبقني في الأمر
- شكرا لك ؟؟
- على إيه المفروض إني أنا أشكرك ؟؟؟
- دا أنا إلي ممنون ؟؟؟ بس ممكن سؤال ؟؟؟
- طبعا ؟؟؟
- إنت مين ؟؟؟
- أنا بثينة ؟؟؟
- تشرفنا ؟؟؟ عمرك كام سنة ومنين ؟؟؟
هو كذلك قدّم لي سيرة مغلوطة ... سمى نفسه مراد .... عمره 18 سنة ... له 3 إخوة ... أبوه متوفي ... لاشيء قاله يشبه وضع حسين سوى دراسته ....
تعارف طال ... سرقتني كلماته ... إسترسلت معه ... تجاوبت معه وتجاوب معي ... أضحكتني دعابته ... أسرتني روحه كما أسرني زبه سابقا...
رفعت رأسي للأفق لأجد أن الظلام قد حلّ ... ودعته بتعلّة تأخّر الوقت ... عالجت حزنه بموعد بعد ساعتين ...
رجعت للبيت ... تجاهلت آثار المعركة وطرفيها ... دخلت غرفتي ... تخلّصت من ملابسي .... كيلوت أزرق صغير يغطي مثلّثه شفرات كسي التي بللها ندى الرّغبة ... سوتيانة بنفس اللون ترفع صدري للأعلى ...
تعطّرت وتحضّرت لموعدي ... قلبي يخفق كاني أنتظر عشيقا يتسلل لفراشي ... سرّحت شعري ... وإستلقيت أنتظر قدومه ... ربما تمنيت قدومه ... قرّرت أن اسحبه نحوي ...
كلّما فكّرت بالتراجع عن مغامرتي المجنونة ... تظهر آية تعض شفتها متعة لتشجعني ... غيرتي أطلقت مارد الرغبة في جسدي ...
بدأ حوارنا ... بين السؤال عن الأحوال ... ماذا نفعل ؟؟؟ ... كيف الطقس ... أحسست أنه يريد أن يعرف كلّ شيء نحوي ؟؟ حماسته تلهب نار شوقي ... فجأة تراجع كلّ شيء ...
- تعرفي أنا مش مصدّق ولا كلمة ملي بتقوليها ؟؟؟
- يعني إيه ؟؟؟
- مش عارف حاسسها إشتغالة أو مقلب ..؟؟
- ليه بتقول كده ؟؟؟
- مش قادر أصدّق ؟؟ وحدة متزوجة وبتكلمني ومتفرغة عشاني وبتجاوب بكلّ عفوية ... الموضوع مش داخل دماغي ؟؟؟
- طيب خلاص إقفل وما تكلمنيش ثاني
- ماهي هي دي المصيبة مش قادر ؟؟؟
- مش فاهمة ؟؟؟
- في إحساس جويا بيدفعني إني أصدقك ؟؟؟
- طيّب والحل ؟؟؟
- بس أتأكّد ؟؟؟
- إزاي ؟؟؟ اشوفك ؟؟؟
- فين ؟؟؟ ما ينفعش ؟؟
- لا صورة منك ؟؟؟
- دلوقتي ؟؟؟
- آه ؟؟؟
- أصلي مش مستعدة ؟؟؟
- مش مشكة إحنا بقينا أصحاب ؟؟؟
- لا قصدي أنا مش لابسة هدومي ؟؟؟
- عز الطلب ؟؟؟
- يا خرابي دا إنت مزة المزز ...
- بطل ... ما بحبش كده ...
- ما بتحبيش ليه ؟؟؟ دا إنت قمر ؟؟؟
المرأة في منتصف العمر هي حلم المراهقين ... شجعني كلامه على المواصلة ... نمت على ظهري أتوسد مخدة تفرك ما بين فخذي ... حديثه ألهب مشاعري ... حرّك رغبتي ... لا مجال للتراجع ...
يومان مرا على نفس النسق ... نسهر للفجر ... أغلقت كلّ منفذ يستطيع ضميري تأنيبي عبره ... ثالث يوم قررّت أن أوجه نظر حسين لي ...
رفضت كلّ طلباته للجنس عبر الهاتف ... رغم إصراه ... أردت تذكية نار رغبته حتى أسحبه لشبكتي .... بدأ يشكو محنته ورغبته فيا ويلعن المسافات التي باعدت بينه وبين حلمه الأزلي ...
- طيّب إن كنت أنا بعيدة عنّك شوف مين قرّيب منك ؟؟
- بتقولي إيه ؟؟؟
- قلت إيه غلط ؟؟؟
- يعني مش حتزعلي ؟؟؟ كنت فاكرك بتحبيني ؟؟؟
- بحبك دا إيه ؟؟؟ إحنى مجرّد أصدقاء على الفيس جمعنا حاجة واحدة بنتمناها ؟؟؟
- هي الحكاية كده (شعرت بالحزن يقطر من بين الحروف)
- إنت عندك فكرة ثانية ؟؟؟
- أه أجيلك ؟؟؟
- تجيلي فين دي تبقى مصيبة ؟؟
- ليه بس ؟؟؟ مادمت عاوزة أجيلك ؟؟
- طيب وحأقابلك فين وإزاي ؟؟؟ أنا حتى لو فكّرت إني أحول رغبتي لحقيقة حأشوف حد قريب مني ... وجودو جنبي يكون طبيعي ؟؟؟ ما يثيرش شكوك ؟؟؟
- و أنا ؟؟؟
- شوف وحدة قريبة منك ؟؟؟ وحدة من جيرانكم ؟؟؟؟
- كلهم غفر ومش حأقدر أغامر معاهم ؟؟؟
- صحبات مامتك ؟؟؟
- متهيألي صعب ؟؟
- وحدة مالأساتذة إلي بيدرسوك ؟؟؟
- إنت ناوية تسجنيني ؟؟؟
- مش حتقلي إني ما فيش مدرسات حلوين في مدرستك ؟؟؟
- لا هو في بس دي عملية إنتحار ؟؟؟
- إزاي ؟؟؟
- تتخيلي إني حأروح لمدرسة أطلب منها نعمل سكس وتوافق ؟؟
- لو عرفت تحدد هدفك وإزاي تخليها تهتم بيك ممكن تنجح ؟؟؟
- إزاي ؟؟؟ كلامك بيلخبطني ؟؟
ثم نصحته بالإهتمام بالمادة التي تدرّسها ... كثرة المشاركة والأسئلة ... كمرحلة أولى ... أحسست أنه سيطير من الفرحة لخطتي ...
إنتهت إجازتي بعد أن صرت أتحكّم بتصرفات حسين عن بعد ... إتفقت معه على أن يجلب نظرها طوال الحصّة ثم يسألها آخر الحصة عن شيء لم يفهمه ... كنت أرمي بخطتي إقتراح تقديم دروسا خصوصية له على إنفراد ...
دخلت القسم صبيحة الإثنين تتصارع الرغبة والشوق لنتيجة خطتي ... حسين منحشر في آخر القاعة دون حركة ... تعمّدت تشريك الجميع في الدرس ... عبثا لم يتكلّم ولم يهتم ... بدأ الإحباط يسيطر علي ... إحباط تحوّل لمرارة هزيمة مع جرس نهاية الحصّة ...
خرج الجميع تباعا حين تقدّم مني أحد التلاميذ ... أسمه هيثم ... الأكثر إهمالا بين أترابه ... أصلا كنت لا أدرك وجوده ... إسمه هيثم ... بدأ يسألني عن بعض النقاط في الدّرس ...
طعم مرارة الخيبة يطغى على حلقي ... لم يعلق بصنّارتي سوى السمكة العمياء ... نظرة إليه بإشمئزاز ... وحاولت الخروج من الموقف دون إحراج ... مجرّد تخيّله يدفعني للغثيان ...
لم أعلم كيف أنهيت ذلك اليوم ... أغلقت هاتفي وإرتميت في سريري أتجرّع خيبتي ... أنا من وضعت نفسها في ذلك الموقف ... راجعت كلّ حساباتي ... لم أحدّث الثائر وقرّرت عدم التفكير في الموضوع ...
طردت صورة حسين وآية من رأسي نهائيا ... مغامرتي كادت تتحوّل لمصيبة ... يحترق جلدي من حرارة الخجل كل ما تذكّرت فعلتي ... صورتي عارية بين يدي ذلك المقرف ... الأكيد أن الكل يتداولها ...
لا يمكن له كتم السر ... ربما سيستعملها لجلب إهتمام أترابه ... رعب شديد تملكني وأنا أتخيلها تصل لأمير ... بعض الطمأنينة تغطيني حين أعيد التملي فيها ... لا شيء يدلّ أني صاحبتها حتى أثاث الغرفة ...
مرّ اليوم الموالي عادي ... بدأت أعيد التفكير في مشكلة أمير ... لم يلتحق بالمدرسة ولم أراه أصلا ... أي أم أنا ؟؟؟
بعدها بيوم كان فصل حسين وآية وهيثم على قائمة جدول أوقاتي ... حسين كان متغيبا عن الدرس ... أخبرني زملائه أنه إلتحق بالجيش كضابط صف ... يئس من الدراسة وقرر بداية حياة جديدة ... خبر نزل كالصاعقة عليا ...
سخرت من القدر ... عشيقي الوهمي صار أحد المستجدين عند زوجي ... نظرت لآية ... لم يظهر عليها أي علامة من علامة الحزن أو التأثر لغياب حبيبها ؟؟؟ مشرقة ناشطة مبتسمة مؤدبة كعادتها ...
المثير في الأمر أن هيثم صار يشع نشاطا بالفصل ... شعره مسرّح ملابسه نظيفة ... رائحة عطر تفوح منه ... كلامه منمق وموزون ...
ربما كان عزائي أن نتيجة مغامرتي أن حوّلت ذلك المهمل المقرف لمشروع شاب ناجح ... قررت أن أواصل معه ولو لمرّة أخرى ...
فعلا فتحت هاتفي تلك الليلة ... لم يسمح لي الثائر أن أقرأ الفقرات التي أرسلها لي مستفسرا عن غيابي ... بادرني بالسؤال عن السبب ... أخبرني بكلّ التطورات ... أعلمته أن يواصل في خطته وأن يجتهد في كل المواد ... علّه يصل لمراده ... بكى كثيرا عندما أعلمته أن علاقتنا يجب أن تنتهي هنا ...
خشيتي أن يكتشف أحد علاقتنا كانت هي التعلّة ... وداع مريح بالنسبة لي حزين بالنسبة له مع نصائح بالمواصلة على دربه الجديد ...
أسبوع مرّ ثقيلا ... حسين إختفى ... ودفنت ورائه زهور رغبتي التي لم تتفتح ... مغامرة حمقاء كنت سأقع فيها ... كل شي بدا ثقيلا سوى صورة هيثم التي إنقلبت رأسا على عقب ... حسنة يمكن أن تخفف عني ذنوب رغبتي ...
في آخر الأسبوع وجدت ورقة من زوجي يعلمني أنه سيغيب لمدة أسبوعين في العمل ... صراحة لم يعد يؤثر فيا غيابه بل صرت أتمناه لما يبعث في البيت من سكينة ... ورقت إستغللتها لبداية محاولة جديدة مع هيثم ...
إنتظرته أن يستيقظ في المطبخ ... قبل خروجه مددت له الورقة التي أبدى عدم إكتراث لمحتواها ... هددته أني سأغلق الباب من الداخل لو تأخّر عن السابعة مساءا ... لست قادرة على تحمّل ليلة رعب أن يقتحم أحد غريب بيتي في غيابهما ...هو رجل البيت منذ الآن ...
أحسست أني تلك الجملة أسعدته ... وفعلا آتى تهديدي أكله ... أو ربما المديح ... السادسة والنصف كان موجودا بالبيت ... سعيدة لبداية تحكمي بتصرّفاته ... لكنه لا زال يتجاهلني ... دخل غرفته وأغلق الباب على نفسه ...
إختلست النظر فسمعت صوت حاسوبه يفتح ... لسنا مشتركين في النت .... عدت لغرفتي وقد بدأ بصيص نور الأمل يشع في آخر نفق يأسي ...
ما نجحت في فعله مع هيثم الغريب ... يمكن فعله مع أمير القريب
الجزء الثالث
تجاهل أمير لي ورد فعله العنيف تجاه تقّ*** منه ... صعّبت الأمر عليا ... أنا والدته نعم لكني لم أكن أما أبدا بالنسبة له ... ذرفت دموعا طويلة وأنا أتحسّر على ما مضى ... بيتنا حوّله زوجي لأشبه بالمعسكر ...
كلّ شيء فيه بنظام ... الأكل ... النوم ... الترتيب ... طاعة عمياء وإنجراف وراء قراراته كانت نتيجتها أني فقدت شخصيتي التي ذابت بين أمواج سلطته ...
أمير كان مثالا للفتى المهذّب المطيع ... حسب معيار والده طبعا ... والمعايير تختلف من شخص لآخر ... تأنيب الضمير وروح الأمومة مع النقمة الوليدة على زوجي جعلتني أصرّ على تغيير كل شيء ... فلتسقط القيم والمبادئ ....
سألغي كلّ معيار يحدد لي طريقة عيشنا ... لسنا قطارات تلتزم بسكة معينة ... الطرق في الحياة متشعّبة ... النجاح ليس مرتبط بإطار معيّن ...
إنتظرت خروجه في اليوم الموالي ... دخلت غرفته أبحث عن شيء لم أحدده ... الفوضى تعم المكان ... ملابسه الجديدة كما هي ... لم يتقبّل هديتي ...
رفضه كان ردة فعل طبيعي ... ربما مواصلته في التمرّد ... فتحت جهاز الحاسوب ... طرازه قديم ... لم أجد فيه ما يشبع فضولي ...
لا صور لا ملفات مخفية ... طبعا ليس متصلا بالنت ... مجرّد ألعاب تجاوزها الزمن ...
خيبة أملي المتوقعة هزمت النوم ليلتها ... خطوات مثقلة تقودني تجاه مكتب الناظر ... كلماته كانت كالرصاص وهو يتساءل عن وضعية إبني ... متغيب منذ بداية السنة ... النتيجة سيقع فصله نهائيا إن لم يلتحق ...
وضعت يدي على خدي وانا أفكّر بحل ... ما المشكلة إن وقع فصله ... ربما سيبحث عن صنعة يتعلمها ... تخيّلت أصابعه الرقيقة ... ما طبيعة العمل الذي يمكنه القيام به ؟؟
ثقل صدري ... إضطررت للإتصال بطبيب والحصول على شهادة طبية تغطي غيابه حتى آخر الشهر ... مهلة من الزمن علي أجد حلا ...
أسبوع مضى دون جديد ... لم أخبره عن قاعة الألعاب فهو لم يتقبّل أي محاولة مني للتقرّب منه ... تجاهله صار يقتلني ... الشيء الوحيد الذي برّد خيبتي هو عودته المبكرة كل يوم ...
كنت أميز من الغيظ كلّ ما لاحظت التغيرات على سلوك هيثم ... ذلك الولد المقرف الكسول ... تحوّل لنجم حوارات مجلس التدريس ... كتلة نشاط تتقد ...
غياب حسين فسح له المجال لبداية تزعّم أترابه في الفصل ... زعامة تختلف عن سلوك حسين ... كنت أتمنى رؤية أمير يتحوّل ليصبح مثله ... لكن ما السبيل لذلك وهو يصد كل الأبواب في وجهي ...
كنت أخاف مواجهته ... ربما ستؤدي لنتيجة كارثية ... لا يمكنني توقع تصرّفاته ... لكني أخشى عليه ...
ليالي طويلة أفكر عليّ اهتدي لطريقة عبثا ... الأيام تتشابه ... نهاية الأسبوع ...نهضت من سريري ... أردت الهرب من كآبتي ... توجهت نحو صالون التجميل ... ترحاب و بشاشة غمرتني من صاحبة العمل والعاملات ...
إحساس بالسعادة يهز كياني ... لا أعلم لمذا ؟؟؟ ... كلما أرى نفسي جميلة تتزين الدنيا لي ... نعم تلك هي المعادلة ... كما تعطي تأخذ ...
تعجّبت من تحرر السيدات في الحديث ... كل المحرمات هنا مباحة ... هذه تصف ليلة حمراء قضتها ... والأخرى تتحسر حزنا من جفاف أصاب ما بين فخذيها ... الكلمات الجنسية القبيحة لها وقع خاص لما تخرج من شفاه النساء ...
قارنت نفسي بجميع الحاضرات ... لا أشبه إحداهن وكلّهن يشبهنني ... قررت التخلي عن موضوع أمير نهائيا ... فليفعل ما يحلو له وسأسانده في أي قرار ... سأتركه يحدد مصيره بيده ...
ربما بهذه الطريقة أجد متسعا في صدري للإهتمام بنفسي ... خرجت من الصالون تحملني بسط السعادة السحرية تطير بي من نهج لآخر ... همسات ونظرات بعض الشباب تزوّد خزان الفرحة لتزيد سرعة إنطلاقي ...
دخلت أحد المقاهي الفخمة على ضفاف الكرنيش ... رائحة القهوة السوداء تداعب أحاسيسي ... ونظرات الشباب تدغدغ ما بين فخذي ...
سيدة في منتصف العمر تجلس وحيدة في ركن منزوي ... متأنقة بتنورة زرقاء تراجعت بفعل الجلوس حتى منتصف الفخذ ... لتكشف عن لحم أبيض يبحث عن من يكتشف صبره ... قميص ضاق بإنتفاخ الصدر الذي يبحث عن من يغذي جوع لازمه منذ مدة ...
لا يمكن تفسير تواجدي إلا بأن وحيدة تبحث عن أنيس ... رحت أجيل النظر خلسة بين الزبائن القلّة ... إما أزواج أو أحباء يتبادلون أطراف الحديث ... أو مجموعات تعلو ضحكاتهم بين الفينة والأخرى ...
لفت إنتباهي شاب وسيم ... عيناه الخضراوان ترمقاني بخجل ثمّ تهربان مني خوفا من كشفهما ... تمليّت دون خجل ملامح وجهه الجميل ... غاصت عيني بين عضلات ذراعيه وصدره ...
أنيق وشاب وجميل ... يجلس وحيدا ... لا أعلم هل سلب لبي أم أني فقد حذري ... ركّزت نظري نحوه ... كنت أنتظر أن يرفع رأسه نحوي لأبتسم له ... هكذا فكّرت ... سأبادله بالإبتسامة وليكن بعدها ما يكون ...
عيل صبري ... لم ينظر نحوي حتى ساورني الشك أني مخطأة ... حرقة أصابت بين فخذي وتصلّب يشدّ عضلات مؤخرتي ... كنت أتخيّله شريكا لي في مغامرة وردية تروي شبقي ...
لم أعد أطيق صبرا ... توجهت نحو الحمام ... تخيّلت أن حركتي ستسحب نظره نحوي لكنه لم يفعل ... وقفت أمام المرآة طويلا أراقب هيأتي ...
تخيّلت نفسي جذّابة ... سأبادره بالحديث علّه يغلب خجله ... ماذا سأقول ؟؟ كم الساعة ؟؟ سأتظاهر أني غريبة عن المدينة وأسأله عن وجهة معينة ؟؟
طريقة تبدو منطقية لبدأ الحديث ... الحظ وقوده الجرأة ... لن أضيعه من بين يدي كما ضاع حسين ...
إستجمعت شجاعة لا أمتلكها ... تأكدت من هندامي وخرجت واثقة الخطى ... خطوات قليلة تفصل نبض قلبي أن يصم أذنيه ... كنت أصارع شفتي الّلتان تجمدتا أن تتحرّك ...
وقفت بجانبه ... شعره اللين الفاتح تفوح منه رائحة مرهم يعكس عناية ... عطره أخذني ... كدت أن أنطق حين رفع رأسه مبتسما ... لم يبتسم لي ... شابة في بداية العشرينات تلوّح له وتتوجه نحوه ...
إنسحاب بمرارة هزيمة في معركة لم أخضها ... شكرت القدر أنه تلطّف بكرامتي قبل أن تتبعثر على خطوات رغبتي ...
مؤخرتي إنغرست في الكرسي تشدني للأسفل مانعة الحركة ... خنقتني العبرة وأنا أراه يهتم بها ... هي حبيته لا شك ؟؟؟ شاب بهذه الأناقة والجمال لن يترك وحيدا أبدا ... كيف توهمت أنه سيهتم بي ... أنا التي سنها يقارب ضعف عمره ...
حمرة غطت بياض عيني السمراوتين ... حرقة الدمعة التي جاهدت أن لا تنسلّ مني ... لم أجد ملجأ أخفي فيه خجلي وحسرتي سوى هاتفي ...
رحت أقلّب دون هدى ... أحيانا أسترق النظر للتأكد أن أحدا لم يكتشف فضيحتي ... بدأت ألملم شتات روحي حين دخلت مجموعة من الشباب لتحدث ضوضاء كسرت سكون المكان وجماد نفسي ...
وجوههم مألوفة ... كانوا يوما بعض تلاميذي... تحوّل حنقي لإمتنان ... تخيّلت ماذا كان يمكن أن يحدث لو دخلوا ووجدوني أجالس شاب في سن ولدي ؟؟؟ سلامة سمعتي رتقت شرخ كرامتي ...
إنسحبت دون أن يلمحني أحدهم وأسرعت أطوي الطريق هربا ... أين المفرّ ؟؟؟ في البيت خيبة وفي الشارع خيبات ... قادتني خطاي لمحل عائشة ... لا أعلم كيف إقتحمته وجالستها ...
قابلت إعتذاري بترحاب كبير ... دعتني على الغذاء في أحد المطاعم ... لم أجد بدا من قبول دعوتها ... أي شيء يخفف عني مصابي ...
لم أعلم كيف تجرأت وقصصت عليها كلّ ما جرى لي منذ زيارتها آخر مرّة ... لم أعلم هل جرأة أم حماقة ؟؟ كشفت أسرارا لسيدة لم أعرفها إلا منذ فترة وجيزة ... لكني كنت مرتاحة لذلك ... عبئ وإنزاح عن صدري ... الفضفضة مريحة للنفس ...
المريح أكثر هو تفهمها لحالتي ... بالعكس نزعت عني كلّ شعور بالذنب ... كلامها كقطرات ندى تبلل صحراء ألمي ...
- يعني مش فاهمة إنتي زعلانة من نفسك ليه ؟؟؟ الموضوع طبيعي جدا ؟؟؟
- إنت تشوفيه طبيعي ؟؟؟
- وأكثر من الطبيعي ... أولا إنت لسة صغيرة وحلوة وجذّابة ... ثانية مجروحة من خيانة زوجك ... ثالثا كل شيء في حياتك إتبعثر ... ما حدش يقدر يستحمل كل داه
- (كنت سأبكي لكني تمالكت نفسي) مش قادرة ... مش قادرة
- أهوه يعني كل إلي حصل طبيعي بس مش متوضب وخلاص ؟؟؟
- مش فاهمة ؟؟؟
- يعني أي وحدة محرومة وعندها فراغ عاطفي وجسدي طبيعي إنها تتأثر بمشهد زي إلي شفتيه في الشباّك ... إنجرافك وراه داه مش حب بس شوق للجنس ... ولأن الموضوع عجبك فبقيتي بتشوفيه الراجل الوحيد إلي يعجبك ... والدليل بعدها جذبك الراجل إلي في الكافيه صح ؟؟؟؟
- صح ؟؟؟ بس تقصدي إيه
- هي الرغبة في راجل يمتعك ... والسر في إنجذابك للشباب هو كرهك لزوجك
- و الحل ؟؟؟
- مش لازم تستسلمي من أوّل محاولة ... ممكن حظّك المرة دي ما إبتسمش المرّة الجاية يضحكلك ...
توادعنا على وعد كاذب مني بتكرار الزيارة ... هذه الشيطانة تزين لي طريقا بدأت أخافه ... ألف فكرة وألف طرق كلها مسدودة أمامي ... السريّة والحذر ؟؟؟ ما أسهل النظريات ؟؟؟
لإيجاد عشيق يمتعني ... يجب أولا أن يعجبني ؟؟؟ والأهم أن يعجب بي ؟؟؟ أن يحبني كما سأحبه ؟؟ يخاف عليا ؟؟؟ لا يشكل خطرا على سمعتي وعائلتي ؟؟؟ إن كان شابا فهو خطر دائم ويوما ما سيتركني ليواصل حياته ؟؟؟ وإن كان كهلا فالرجاء منقطع منه بفعل الزمن فيه ... مواصفات يستحيل إيجادها ؟؟
وإن وجد هذا الشخص النادر ... أين أجد المكان الآمن والظروف المريحة ؟؟؟
يلزمني ألف عمري مثل عمري ولن يتحقق ... وإن أعدت الكرّة في محاولة صيد مؤقتة كالتي هممت بها ... بوابات الجحيم يمكن أن تفتح أمامي ...
ألقيت ورود رغبتي وأطفيت شموع شبقي وعدت لأرض الواقع ... ذلك نصيبي من الحياة وإنتهى الأمر ... أنا السيدة المحترمة المهابة لن أضحي بذلك لأجل متعة زائلة ...
رجعت لقواعدي لا غالبة ولا مغلوبة ... سأواصل عملي ... وضعي بالبيت سأتأقلم معه ... أمير ؟؟؟ ليس أول شاب ترك مقاعد الدراسة ... سيضجر من وضعه وسيطلب المساعدة ...
الأسابيع القليلة الماضية غيّرت كل شيء في حياتي .... سأواصل العناية بنفسي ... لكني سأحافظ عليها ... قدرتي على كبت رغبتي كلّ تلك السنين لن تعجز على مواصلة سنين أخرى ...
عدت للعمل كالعادة ... البيت كالمعتاد ... فقط هيثم الذي صار يتقد حماسا ورغبة في النجاح والحياة ... لم أتخيّل أن أحدا كان قادرا على تحقيق تلك المعجزة بأي طريقة أخرى ...
شيء رائع سببه عزوفي عن الأكل لمدة طويلة ... فقدت بعضا من الوزن ... تلك الترهلات بدأت تتلاشي حول بطني ...
أصررت بعدها أن أعيد شكلي كما كان ... واظبت على رياضة المشي كلّ مساء ... أخرج من بيتي في ملابس رياضية وأجول أغلب أحياء المدينة ... ثم أعود للإستحمام والنوم ... بدأ ذهني يصفى ...
معاكسات الشباب لي كانت تكفي لهفتي ورغبتي المتقدة للجنس ... رغبة كنت أفرغها بنفسي تحت حمامي و ينتهي الأمر ... لم يقنعني الأمر حتى صرت أتحاشاه ....
شيء واحد بقي يخنقني ... المهلة الطبية المزيفة تشارف على النهاية ... بدأ اليأس يتسلل لقلبي ... أمير ؟؟؟ نكبة حياتي المتواصلة ...
كعادتي في مساء آخر الأسبوع ... خطوات نشيطة أجول بها شوارع المدينة ... صوت ينادي خلفي ... كنت تعودت المعاكسات وآهات الإعجاب والمراودة ... لكن بمثل هذا الإصرار كانت أوّل مرّة تحدث ...
إلتفت خلفي ... وجه مألوف يبتسم لي ... لم يكن صعبا تذكّره ... ذلك الشاب الذي إستعملته يوما للتلصص على أمير ... إستوقفني متأسفا ...
- إزيك يا هانم ؟؟
- تمام إزيك إنت ؟؟
- إنت فاكراني ؟؟؟
- (لويت شفتي وذقني متعجبة من سؤاله) طبعا أخبارك إيه ؟؟؟
- أنا آسف إني بكلّمك كده بس أنا عاوز منك خدمة ؟؟؟
- إن كان في مقدوري ؟؟ أمرك ؟؟؟
- لا العفو .. مش عارف أبتدي منين ...
أفهمني أنه يريد إفتتاح محلّ حدادة ... كل وثائقه تامة ... سوى شرط الضامن ... يجب على موظف قار في الدولة أن يظمنه عند البنك ... المبلغ أتفه من أن تخشى الدولة ضياعه في حين تذوب الملايين في بطون المستكرشين دون ضمان ...
كلامه عن ملله من البطالة ورغبته في وضع حد لضياع سنوات عمره جعلني أتعاطف معه ... لا أعلم لماذا ؟؟؟ أحسست الصدق في كلامه ...
كنت أرى أمير بعد سنوات قليلة في مثل وضعه يدفع ثمن خطأ لن تسامحه عليه مطاحن الحياة ... وعدته بمساعدته ... وواعدته غدا عند باب المعهد ...
كاد يقبّل قدمي فرحة ... ثقلت خطواتي من هم هذا الوطن الذي يخصي أولاده ... فجأة خطرت ببالي فكرة يمكن أن تكون طرف خيط السيطرة على أمير ...
تقابلنا .... ذهبت معه للبنك شريطة أن ينفذ طلبا لي ... وافق دون شروط ... توجهت لأحد محلات بيع الهواتف الجوّالة ... إشتريت أحدث طراز ... أفهمته أنه عليه تقديمه لأمير في شكل رهان على إحدى الألعاب ...
لم يستسغ الأمر ... لكنه وافق بعد أن عدّل في الخطة .. يعني عليه ملاعبته على مبالغ تافهة وهي عادة سائدة ...كأن يدفع الخاسر ثمن اللعب ... أو شيء كذلك ثم يكبر الرهان ... كما أن أمير ليس باللاعب الماهر .... لم يكن أمامي سوى الإنتظار حسب قوله ...
في حالتي أصعب شيء يمكن أن أفعله هو الإنتظار ... فالمهلة شارفت على النهاية كما أن زوجي عاد من مهمته ... راحة عمل لمدة أسبوع ... بوادر تنذر بوقوع حرب ... وجوده بالمنزل طوال النهار مع أمير في دائرة ضيقة ... كالبنزين والنار ...
كنت سأطير من الفرح يوم لمحت الهاتف الجديد في يد إبني وهو عائد من سهرة مزهو بنصره فيها ... كنت كدجاجة أضاعت فراخها أبحث عن أوّل فرصة أتلصص فيها على شاشته ...
دخوله للحمام عند إستيقاظه كانت فرصتي التي لن أفوتها .... دقائق وتأكدت من وجوده على شبكة الفيس ... الإسم والصورة وعدت لمكمني بغرفتي ... لن أكرر خطأ حسين
ليلة طويلة أتابع فيها ما هو متاح على حسابه .... صور مستعارة لا أصدقاء ... لا إعجابات ... شيء طبيعي لشاب يتعمّد أن يكون نكرة ...
بدأت أفكّر في طريقة أستدرجه بها دون أن يخامره الشك أني أمه ... كنت أتابع منشورات إحدى المجموعات المخصصة للسيدات تعودت نشر الصور المضحكة ... تقوم بإستبيان رأي ...
السؤال موجه للنساء ... " مالذي يعجبك في الرّجل " ... بدأت أطالع التعليقات تباعا .... هذه تقول روحه ... والأخرى عقله ... وتلك أخلاقه ... سحبني تعليق طريف لحساب يضع صورة حبة يقطين حمراء كبيرة ... " بلاش نفاق هو زبه وخلاص " ...
كدت أسقط على الأرض ضحكا ... التعليقات تحوّلت كلها للرد عليها ... الطريف في الأمر أنها إستبسلت في الدفاع عن وجهة نظرها .... صرت أنتظر ردها على الهجمات بفارغ الصبر ...
ألجمت الجميع برد ساحق ... " الراجل لما يحب يختار وحدة لازم تعجبه مؤخرتها وصدرها وشفايفها وكسها وفخاذها ووشها ... وإنت يا حلت أمك بيعجبك أخلاقه ... إبقي حطي أخلاقه بين رجليك ونامي عليها ... مجتمع منافق "
كلمات سيدة اليقطين هدمت كل أسوار ممانعتي ... صورة زب حسين عادت ترقص بين عيني ثانية ... نسيت أمر خطتي مع أمير ... كلمة واحدة تتردد في عقلي ... زبه
صداها يهز كياني ... نعم الراجل لازم يمتع المرأة كما تفعل هي ... والمتعة لاتكون إلا به ... زبه ...
حاولت إستدراك أمري خوفا من فشل آخر... ملجئي الوحيد هو أمير ... إن كانت الصدفة أنقذتني سابقا فيمكن أن تحطمني مستقبلا ... دون تردد أرسلت له طلب إضافة ... لم يطل ترقبي ... دون مقدمات قبلني كصديقة مفترضة ...
أصابعي ترتعش وأنا أكتب أوّل حرف في قصّة محاولة تحسين سلوكه ... لم أعرف كيف أبدأ إستذكرت هيثم ... نفس التمشي قد ينفع ...
- شكرا
- ... على إيه ؟؟
- على قبول الصداقة ؟؟
- ... الموضوع مش مستاهل ؟؟
- لكن تستحق الشكر ... أقلها إنك شرفتني بقبول صداقتي
- بس معرفتي ما بتشرفش حد
- (آلامتني نظرته لنفسه) ليه بس ؟؟ طيب عرفني بنفسك ممكن تكون غلطان
- لا أنا عارف نفسي ...
- طيب أنا بثينة ...
- تشرفنا ... أنا أمير
- أمير ؟؟؟ إسمك حلو وكله شرف ... في لقب يشرّف أكثر من الأمير ؟؟؟
- يعني أحيانا الإسم مش بيوافق طباع صاحبه ؟؟
- مش فاهمة
- يعني إسمي أمير وعايش عيشة الكللابب ؟؟
- ليه بتقول كده ؟؟؟
الصورة التي فرضها على شكله وهندامه ... يعيش خارج عصره ... ما جعله محط سخرية أترابه ... رأيه لا يسمع ... لم يتمتع يوما ... لم يزر ملاهي ... لم يعب في الشارع مثل أترابه ... أوامر وتنفيذ تلك هي حياته ...
دموعه كان تصلني لتشوي فؤادي ... نعم زوجي على حق أنا السبب ... المريح في الأمر أن كل شكواه كانت من أبيه ...
- طب ومامتك فين ؟؟؟ موجودة ؟؟؟
- هي موجودة ومش موجودة ؟؟؟
- مش فاهمة ؟؟؟ أبوك وأمك مطلقين ؟؟؟
- ماما دي عبارة عن آلة ... تحضّر الأكل تنظف البيت وبتعمل أي حاجة تريح بابا
- إنت رحتي فين ؟؟؟
- لا أبدا بس زوجي صحي
- زوجك ؟؟؟ إنت متزوجة ؟؟؟
- أيوة وعندي 3 أولاد ؟؟
- نعم ؟؟؟ وبتعملي إيه هنا ؟؟؟
- هنا فين ؟؟؟
- عالفيس
- أهو بتسلّى ؟؟؟
- يعني بتتسلي بيا ؟؟؟
- مش زي ما إنت فهمت ؟؟؟ بس بأشغل نفسي أصلي جديدة على الفيس
- طيب إنتي بعثتيلي ليه ولقيتيني فين ؟؟
- الحقيقة ماكنتش إنت المقصود ؟؟
- أمال ؟؟
- أمير ثاني ؟؟ بحثت عنه طلعلي كذا إسم ... جرّبت معاهم ماحدش قبلني غيرك
- طيب ولما حتلاقيه حتنسيني ؟؟؟
- لا أبدا ... بس إياك ألاقيه ؟؟؟
- هو حكايته إيه ؟؟؟
- حأحكيهالك بس مش دلوقتي خلينا فيك إنت ؟؟ قطعت قلبي ؟؟؟
- سيبك مني أنا ماليش حلّ ؟؟
- هو إنت في سنة كام ؟؟
- المفروض بكالوريا (ثانوية عامة) بس مش حأكمّل ؟؟؟
- ليه بس ؟؟؟ إنت قرّبت على آخر الطريق ... كمّل وروح الجامعة وهناك حياتك حتتغيّر ؟؟؟
- أروح الجامعة .؟؟؟ عشان التريقة تبقى على وذنها ؟؟؟
- ليه بس ؟؟؟؟
إستعملت معه أسلوب ألف ليلة وليلة ... لم أكمل له القصّة حتى أدفعه للحديث معي ثانية ... ودعته على عجل كأن زوجي أفاق من النوم ...
لم أنم ليلتها ... مزيج من السعادة والإثارة والسعادة والندم القاتل ... سأغيّر كل شيء ... سأجعله يتقبلني سأعوضه كل ما حرمته منه سابقا ...
مع بداية النهار ... حدث ما كان متوقعا ... الصراخ ملأ أرجاء البيت ... زوجي الذي لن يقبل طويلا بتمرّد إبنه وإنقلابه على سلطته ... دخل غرفة أمير ينهره للذهاب عنوة للمدرسة ...
مع رفض هذا الأخير ... بدأت المعركة ... هي ليست بالمعركة ... زوجي يوجه الضربات وأمير يحمي نفسه ... ثم يهاجمه بالكلام ... لم أستطع الحياد ...
دخلت الغرفة وأمسكت بيد زوجي بعنف ... صوت واثق يخرج من حلقي ...
" مش نبهتك لو رفعت إيدك عليه ثاني أقطعاها لك "
كنت أرى عينيه تتسعان في غضب شديد ... بدأت عيناه تختفيان خلف أصابع كف يده التي غرسها في وجهي ... قوة عضلاته التي دفعني بها أوقتني أرضا ليرتطم رأسي بالحائط ... طنين شديد وأنوار تدور حولي ... لقد مت ... هكذا تخيّلت ...
كنت أرى يده ترتفع عاليا تمسك الحزام العسكري الأخضر لتهوي على جسدي ... ضربة لو أصابتني لقسمتني نصفين .... تلقاها أمير بدلا عني ... رغم ألمي لكن موقفه أسعدني ... دفعه بعيدا عني ... وأراد نيل مراده ...
" جرّب إعملها وأنا أدخلك السجن ... حأكشف كلّ إلي عندي "
توقفت يده في الهواء ... رغم الموقف غالبني الضحك ... نفس صورة ذلك الممثل في الفيلم الديني وهو يقول " شلّت يدي " ....
تركنا وخرج من البيت يلعن اليوم الذي تعارفنا فيه ... حاول أمير مساعدتي بالوقوف ... لم يهتم هكذا بي قبلا ... أسعدني ذلك ...
توجهت بصعوبة للحمام أغسل دموع الألم وأتفقد إصابة رأسي ... ثم دخلت المطبخ ... كنت أقف وراء الموقد حين دخل أمير عليا ... نبرة صوته الحنونة لم تصل أذني قبلا ... لا بل صدري هو الذي سمعها ...
- إنت بخير ؟؟؟ (لم أستطع الرد من حنية صوته) ماما ؟؟؟ إنتي بخير ؟؟؟
- (إلتفت نحوه ... نظرة في عينيه مباشرة ) أنا بخير طول ما إنت جنبي
سحبت هاتفي وبدأت أسترجع كلامي معه ليلة أمس ... راجعت كل حرف علي أجد ما بذر الحنان فيه فأرويه وأبني عليه ... فجأة رنت إشارة إعلامي بوصول رسالة ...
- إنت هنا ؟؟؟
- لا هناك ؟؟؟ الناس تقول صباح الخير
- أها خير عليكي بس مش عليا ؟؟؟
- ليه حصل إيه ؟؟؟
- علقة حمار في مطلع عالصبح ؟؟؟
- يا حرام ؟؟؟ مين أبوك ؟؟؟
- أيوة الأشكيف ... كسّر ضلوعي ؟؟؟
- تستاهل ...
- ؟؟؟؟
- لا بهزر معاك إحكيلي عملت إيه ؟؟؟
- كان عاوزني أروح المدرسة بس أنا رفضت فزي كلّ مرّة ؟؟؟
- مش قلتلك تستاهل .... طيب وبعدين ؟؟؟
- ولا قبلين ؟؟؟ بس
- (أحسست بالمرارة لإنكار تدخلي لكني واصلت) وناوي تعمل إيه ؟؟؟
- حأستحمل لحد ما يزهق ...
- طب وبعد ما يزهق ؟؟؟ ناوي على إيه
- ولى حاجة ؟؟؟
- كده ؟؟؟ حتكمّل عمرك كده ؟؟؟
- قصدك إيه ؟؟؟
- فكّر في مستقبلك ؟؟؟ يعني أقل حاجة تبعد عنهم ؟؟؟ وتعيش حياة مستقلّة زي ما إنت عاوز ؟؟؟
- ما أنا بفكر في كده فعلا ؟؟؟
- (كنت ساخرج من الشاشة لأفهم ما يفكر به ) ناوي على إيه ؟؟
- أسافر ؟؟؟
- تسافر ؟؟؟ تروح فين ؟؟؟
- أوروبا ؟؟؟ أي بلد يعني
- كده وهي سهلة ؟؟؟ وحتروح تعمل إيه هناك ؟؟؟ تغسل صحون ؟؟؟ تنام في الشارع ؟؟؟ بطّل بلا عبط ؟؟؟
- إنت بتتكلمي زي ماما ؟؟؟
- (كاد يغمى عليا من كلامه خوفا) عشان بأتكلّم بالمنطق ... لو عاوز تسافر سافر وإنت رافع راسك وهما يفتحولك كل الأبواب مش تروح تنظف حمامات ؟؟؟
نمت طوال المساء ... ألم في عظام جمجمتي يقض مضجعي كل حين ... صوت الجرس الخارجي أيقضني ... متثاقلة نحو الباب ... أمير الذي نسي مفاتيحه يقف خلفه ... فتحت له وكدت ألا أكلّمه ... ثم ذكرت أن بثينة هي الغاضبة منه لا أنا ... دخلت خلفه وهو يعرج ...
- هي رجلك واجعاك ؟؟؟
- (نبرة ممزوجة بالسخرية والعتاب) يعني إتعودّت عالضرب ... شوية وترجع لعادتها ...
- طيّب وريني ممكن محتاجة علاج ؟؟؟
- (مصدوم من إهتمام غير إعتيادي ... الضرب سيجعله رجلا هكذا أوهمني زوجي يوما) لا لا مش مشكلة ...
- لا لا وريني ممكن تكون مجروحة ...
تركني ودخل غرفته ... طبخت كل الموجود في الثلاجة اللحم والنقانق والخضر والجبنة ... وضعتها على طبق وطرقت باب غرفته ... قبل الإذن بالدخول فتحته ... رأيته يخفي شيئا خلف الوسادة ... طبعا هاتفه ...
أصررت عليه أن ينهي طبقه كلّه ... فزّاعة على شكل رجل ... هيكل عظمي يرتدي ثيابا ... خطأ يتطلّب علاجه عناية فائقة ...
شعره الأسود الكثيف تأثر من كثرة القصّ ... وجهه الأبيض تكاد عظام الوجنتين تخرق جلد خدوده ... صدر هزيل ... قدمان نحيلتان ... من أين سأبدأ ...
تركته يتمتع بوجبته ودخلت غرفتي ... أمسكت هاتفي وفتحته ... ثلاثة رسائل تزيّن الشاشة ...
- ألو ؟؟؟ إنت هنا ؟؟؟ زعلانة ؟؟؟
فكّرت ألا أرد لكني خوفي أن أفقد وسيلة الإتصال الوحيدة به دفعتني للتراجع ... قررت المواصلة في لعبتي ...
- طبعا زعلانة ؟؟؟
- ... ليه بس ؟؟؟
- يعني أنا متعقدة من الفشلة ... ومن بختي لما ألاقي حد أتكلّم معاه يطلعلي فاشل ؟؟؟ هما كلّ إلي إسمهم أمير كده فاشلين ؟؟؟
- (سمعته صوته يضحك حتى كاد يختنق بلقمة يلوكها ) كنت حتموتيني مالضحك ؟؟؟
- داه موضوع يضحك ؟؟؟ ... بتتأخر في الرد ليه ... إنت بتعمل إيه ؟؟؟
- أتعشى ؟؟؟
- ألف هنا ؟؟؟ طيب كمّل إتعشى وخش غرفتك وكلمني
- ماهو أنا في سريري ؟؟؟
- بتاكل في السرير ؟؟؟ ياعيني عالدلع ؟؟؟ شفت كشفت نفسك إزاي ؟؟ يعني كنت بتكذب عليا
- تصدقي ... دي أوّل مرة ماما تعملها ؟؟؟ أصلا دي كانت إحدى المحرّمات عندها ...
- فاكرني حأصدقك ؟؟؟
- أحلفلك ؟؟؟ ... طيب مش حتكمليلي حكايتك مع أمير في الجامعة ؟؟؟
- لا
- عشان خاطري ؟؟؟
- طيب لو أنا قلتلك تعمل حاجة عشان خاطري تعملها ؟؟؟
- أكيد ؟؟؟
- تروح المدرسة بكرة الصبح ؟؟؟
- رجعنا ؟؟؟
- شفت إزاي ماليش خاطر عندك ؟؟؟
- ... طيب إحكي وأنا حأفكّر ؟؟؟
قصة خيالية عبيطة شدت إنتباهه حتى تجاوز الليل نصفه ... وكالعادة إنسحبت شهرزاد القصة ... متعللة بالنعاس ...
- طيب قوليلي عرفتي زوجك فين وإزاي ؟؟؟ وعاوزة إيه من أميرك داه دلوقتي ؟؟؟
- ماشي ... نعمل إتفاق ؟؟؟
- نعمل ؟؟؟
- تبعثلي صورة سلفي بكرة الساعة ثمانية ونص من وسط الفصل وإلا مش حأكلّمك ثاني
صوت طنين عجيب يصلني من بيت أمير ... رفرف قلبي بين ضلوعي من الفرحة ... لقد ضبط منبهه ... الساعة السادسة والنصف ... صوت المياه تنهمر من الحمام ...
أخيرا طرد الكسل ... سمعته يفتح درج خزانته ... يختار ملابس مما إشتريت له ... النور يغمر قلبي ... وضع قدمه على بداية سكة حسن السلوك ...
السابعة والربع صباحا ... أغلق الباب ... وغادر ... رحت أرقص فرحا بنجاح خطتي ... أقفز على السرير كطفلة سعيدة بحذاء العيد ... وفجأة طفت الغيرة على سعادتي ...
بثينة الغريبة نجحت في يومين فيما عجزت عنه ... أنا أمه ؟؟؟
بنشاط وحماسة شديدة توجهت للعمل ... لم أركّز مع التلاميذ ... رحت أعد الدقائق التي صارت تزحف ... الثامنة وسبع وعشرون ... ثمانية وعشرون ... تسعة وعشرون ... فقط الثلاثون مرّت بسرعة ... تلتها البقية ...
التاسعة إلا ربع ... تملكني اليأس ... أمير لم يرسل شيئا ... ظلام أحاط بي ... دق جرس الفسحة ... لم أترك مقعدي ... ركبي لم تحملني من الخيبة ... إشارة تعلمني بوصول رسالة ...
أمير يجلس بين مقاعد الفصل مع إعتذار عن التأخير بسبب عدم القدرة على التصوير أثناء الدرس ... طار قلبي بين ضلوعي فرحا ... المهم أنه عاد لمزاولة دروسه ... بداية مشجعة ... الحصص المتبقية قضيتها فوق السحاب ...
سعادتي حطّمت مع تقدّم ناظر المدرسة يسأل عن حال أمير ... هل تحسنت صحته ؟؟؟ لم أستوعب ما حدث ... لو إلتحق بالدروس لمرّ بمكتب الناظر لتصريح الدخول ؟؟؟ تلعثمت كثيرا في الإجابة ...
أمير خدع بثينة ... تسلل للقسم وقت الفسحة .... أخذ الصورة وإنسحب للشارع ... فكرة خبيثة ...
ضغط دمي إرتفع من أفعاله ... مساءا بدأ يراسل بثينة بإصرار شديد ... لم أجد بدا من الإستجابة له ... لو أعلمته بإكتشاف كذبه شيكشف حقيقتي ... أو أقل تقدير سيتأكد من كذبي حول شخصيتي ...
اضطررت للتعامل مع أسألته عن حياة بثينة على مضض ... فقدت تلك الرسائل روحها ... العجيب في الأمر أنه أحس ببرودي ...
عاد أمير لطبيعته ... ينام فجرا ويستيقظ عصرا ... يخرج ثم يسهر مع بثينة ... ضجرت من مجاراته ... أسأله عن أحوال الدراسة فيكذب عليا أنه يجتهد ...
سقطت خطتي في الماء ... إحساسي بالفشل دفع تلك الرغبة المتقدة لتطفو مجددا على سطح مشاعري ... لن أهتم بأحد بعد الآن ... سأرفع علمي فوق جمهورية نفسي ... حرّة في تصرفاتي وجسدي لا أحد يملك الحق في محاسبتي ...
شيئا فشيئا صرت أهمل الحديث مع أمير ... صار يكره زوج بثينة التي يحرمه من متعة الحديث معها رغم براءته ... صددت كل محاولة منه للتقرّب بكلمات صادمة .... هزاله وشكله لا تعجبني .... حطّمت روحه إنتقاما من خديعته وفشلي ...
تحوّل تفكيري كلّه للمتعة ...
ذلك العالم الإفتراضي يسمح لك بالقيام بكل شيء ... قبلت بعض دعوات الشباب للصداقة ... هدفهم واحد ووحيد ... الجنس ...
إتفاق غريب بين الجميع على نفس الهدف ... بدأت أكون بعض العلاقات الإفتراضية ... أحدث هذا وأقبل مداعبة ذلك وأتغزّل بالآخر ... إشتركت في كلّ الصفحات ... صرت أتابع الأخبار والإعلانات ...
كمراهقة عديمة الخبرة صرت أقلّب صور الشباب ... أمضي ساعات طويلة أقلّب الحسابات على أضفر بصيد ... تتوفر فيه شروطي ...
شاب مهذّب ... وسيم في بداية العشرين ... وضعت الوصول إليه نصب عيني ... يسكن في مدينة تبعد عن مدينتنا حوالي الساعة ...
توطدت علاقتنا ... رغم عدم إعلانه رغبته بي لكنه يلمّح دائما ... كان يصرّ أن نتقابل ... وضعنا كل الإحتمالات خصوصا مع ظروفي العائلية وظروفه المادية ...
فكرت في إستئجار شقة بتلك المدينة ... تكون عش غرام ممنوع ... أذهب إليه صباحا وأعود مساء وفق مواقيت العمل ... لن يدرك أحد ذلك ولن يشك بي أحد ...
كلّفته بالبحث عن شقة في حي راقي لا شبهات فيه ... خنقت بخلي وحرصي ... رغبتي صارت تقود كل تصرفاتي ... سريعة الوقوع في الحب كنحلة تجذبها كل الزهور اليانعة ... إعتقدت أني وقعت في حبه ...
أعلمني بعد أيّام أنه وجد بغيتنا ... كان يتوق لرؤيتي غير مصدّق حضه السعيد الذي أوقعه بي ... تواعدنا وسط الأسبوع القادم .... للقاء تعارف وإتمام كل شيء ... حتى أني أرسلت له حوالة ببعض المال ...
وددت لو أطوي أوراق اليومية للوصول للموعد المنتظر ... بدأت أختار ملابسي ... أخذت موعدا في مركز التجميل كعروس تتأهب لدخلتها ... عريسي الشاب ينتظرني ...
مع كل هذا لم أقطع علاقة بثينة بأمير ... لعض الكلمات ثم أنسحب لأتركه يتجرّع ثمن خدعته ...
كما أني لم أستجب لطلبات الشباب في جنس الهاتف أو الفيديو ... لم يثرني الموضوع ... أحسست أن لا فرق بينه وبين تفريغ رغبتي بنفسي ... أمر عبثي لا يملأ فراغاتي
بعد التوجه لمركز التجميل دخلت مقهى ... لتناول الإفطار ... أدلل نفسي التي بدأت تتحرر من قيودها ... بدأت أعبث بهاتفي ... خبر تداولته كل الصفحات تقريبا ...
" القبض على سيدة وشاب في شقة مفروشة " خبر كثيرا ما نسمعه في مجتمعنا ... العنوان الأبرز والمثير للإهتمام هو " سيدة تدفع ثلاثة آلاف دينار شهريا لشاب مقابل علاقة محرّمة " ...
أحسست بوخز في صدري ... فتحت كل روابط تفاصيل الخبر ... قرأتها كلها ... سيدة أعمال متزوجة تخصص شقة لشاب تعاشره مع مبلغ شهري يبلغ ثلاثة آلاف دينار ... أجرة موظف سامي مقابل الجنس ؟؟؟ ...
المفروض والمتعارف عليه دائما هو أن الرجال تدفع مقابل الجنس ... غرابة الخبر وقيمة المبلغ جعلته ينتشر كالنار في الهشيم بين الصفحات ...
إسهال شديد أصابني للخبر ... جلست أطالع بعض التعاليق حوله ... مع مرور الوقت بدأت التعاليق تزداد ... إنقسمت بين اللعنات على تصرفات السيدة الماجنة والسخرية من قدرات هذا الشاب التي تستحق هذا المبلغ ...
تهت بين الكلمات ... لا أعلم لماذا تعاطفت معها ولماذا أرعبني الخبر ... تخيلت نفسي مكانها ... فضيحة خسرت معها كل شيء ... سمعتها بيتها ... مازاد الطين بلّة أنها علاوة كونها متزوجة فهي أم لولد وبنت ...
القلّة ممن تعاطف معها ... لامها فقط على سمعة ولديها ... سيحملان جريمة لم يرتكباها طوال عمرهما ... لقب أبناء القحبة سيرافقهما مدى الحياة ...
كنت كأني أنا من تتلقى سهام نقدهم لتصرّفاتها ... إتصلت بعشيقي المفترض أجّلت موعدنا دون سبب ... دخلت بيتي أستحم للتخلّص من رواسب عار لصقني ... عار كانت نفسي تتوق له ...
طوال المساء كنت أتجنب ملامسة الهاتف كأنه إثم يجب عليا إجتنابه... سجنت نفسي بغرفتي .... خيالي طاف بي في المستقبل ... لو كنت مكانها ماذا سيحدث لي ... ستة أشهر من السجن من أجل الزنى ... أفقد بعدها وظيفتي ... زوجي سيجد سبب للطلاق ويكون هو الضحية لا الجلاد ... أمير ؟؟؟؟ لا يمكنني تخيّل مصيره ... هو أصلا حاضره أسود هكذا ...
طال جلدي لنفسي ... تكسّرت كل أمواج الرغبة على صخور الخوف ... سحبت الهاتف أغلقت كل منفذ يمكن ن يتسللّ منه عشيقي .... أبحث عن جديد حول الموضوع ... رحت أطالع التعليقات ... تواصل رجم تلك المسكينة الداعرة ...
وسط كم السباب والشتم واللعن ... سيدة اليقطين تتدخّل بشجاعتها المعهودة ...
" كفايكم نفاق ... ماحدش له حق يحاسبها ... حطو نفسكم مكانها "
لم أكن بحاجة لوضع نفسي مكانها ... أنا أصلا في مكانها ... لم أشعر كيف وضعت إعجابا على أحد تعاليقها المدافعة أو الملتمسة العذر لمجرمة هذا اليوم ...
عادتي هي التلصص في صمت ... كنت أتابع دفاعها المستميت عن صاحبة هذا الحدث ... ألف عذر وضعتها لتبرير تصرفها ... الألف كلها تنطبق عليا ...
كان كلامها كمرهم يرطب إلتهاب ضميري ... كل ما أعجبني كلامها وضعت إعجابا عليه ... ربما كثرة إعجاباتي سحبتها ... طلبت إضافتي فوافت دون تردد ...
رسالة تصلني منها تستفسر عن رأي في ما حصل ... كنت أقارب فكرتها دون خجل ... قالت أنها ملّت مناقشة المنافقين ... ستجد راحتها في الحديث بعيدا عنهم ....
حساباتنا الوهمية تمنحنا الحق في التعبير عما في صدورنا دون خوف ... طال حوارنا حتى إستنزفنا الحروف ...
تجاوب كبير بيني وبينها ... تعارفنا ... لا أعلم ما الذي منعني من الكذب هذه المرّة ... إحتفظت فقط بالإسم والعنوان المزيفين حرصا ... رويت عليها كل تفاصيل حياتي بصدق دقيق ... كنت أشعر أني مستلقية على سرير طبيب نفسي ...
خبرتها وتفهمها شجعاني .. أعتقد أنها كذلك صدقتني في تعريفها بنفسها ... أكبر مني بخمس سنوات ... زوجها طيّار ... متأكدة أنه يخونها لكنها لا تملك دليلا ... قالت أن إسمها إيناس .... أكبر بناتها تدرس بالخارج ووسطاهما في مثل سن أمير والصغرى في الثالثة ثانوي ...
صرنا صديقتين مقربتين لأقصى درجة بسرعة عجيبة ... يومان فقط وصرت أدمن محادثتها سواء عن طريق الهاتف أو عبر الفيس ... متنفس رحمتني به الظروف ...
تقاسمنا الأسف والندم والحسرة ... ربما تشابه وضعيتنا جعلنا مقربتين ... حدثتها عن موضوع الحديقة والشباك ... عن الرغبة المتقدة التي ألهبها عضو حسين بين فخذي ...
كلامها الماجن لا حدود له ... تصف الأشياء بمسمياتها دون حرج ... تواجدها في حياتي منحني بعض التوازن ...
عاتبتني على تسرعي في الإرتباط بغريب ... وضعت أمامي إحتمالات خطرة يمكن ان تنجر عن تلك العالقة ... عشيقة في مدينة غريبة مع غريب وجدته على الفيس .... تعتبر فضيحة سيدة الأعمال أمامها لا شيء ...
نصحتني بقطع العالقة معه خشية الإستغلال و الفضيحة ... أحسست بالخجل من حمقي ... كلامها يشابه في منطقه بما حدثتني به عائشة ذات يوم ... الفرق الوحيد أني أنكرت كلام عائشة ساعتها ثم سعيت لتنفيذه ....
عائشة التي شبهت حديثها بوسوسة الشيطان يوما .... إيناس شيطان متمرس أكثر حذرا ... أحسست أنها تخفي شيئا لم يحن الوقت بعد لإطلاعي عليه ...
رغم التوازن الذي خلقه وجودها في حياتي وإحساسي بروح أختي ترفرف بأجنحتها حولي مع كل كلمة أسمعها منها ... إلا أني لست مرتاحة ...
فلا أنا أطلقت لنفسي العنان للمتعة والحصول على ما أريد ... ولا أنا دفنت رغبتي للأبد ...
كأسلحة الجيوش العربية ملقمة تنتظر الضغط على الزناد مع قدوم العدو رغم أنها تعرف مكانه .... هكذا كنت ...
البيت الذي إكتسب شيئا من الهدوء لم يفقد كآبته ... وجود زوجي الذي بدأ يصبح نادرا شيئا فشيئا يخنق حريتي و أمير الذي تعنت في عناده أغلقت درج التفكير فيه ... إلى حين ...
غيابه عن المدرسة تواصل لشهر ونصف ... الإمتحانات الجزئية إقترب موعدها ... رفعت رايات الإستسلام أمامه ... حديث بثينة بقي قليلا معه ... لم أقطع علاقتي به ولم أتقدم بها كثيرا ... هو كذلك رغم التجرح لم ينسحب ....
كنت أشعر بإنزعاجه لعدم مبالاتها به ... سمعت تذمره منها عبر الحائط الفاصل بين حجرتينا ... إستغرابي من الهدوء لم يدم طويلا ....
صبيحة يوم أحد ... كنت أتحدث مع إيناس على الهاتف ... حديث نساء عادي ... عن المطبخ والموضة ... فجأة سمعت جلبة أحدثها دخول زوجي لغرفة أمير ... نقاش هادئ على غير العادة ... أذني تتلصص متأهبة للحرب ... إقتراح ممزوج بالوعيد ....
إدارة المعهد إتصلت بزوجي للتنبيه بالفصل النهائي لأمير إن لم يلتحق قبل موعد الإمتحانات ... النتيجة ... معادلة صعبة ... ثلاث إقتراحات لا بديل عنها ... إما العودة للدروس .... أو الإلتحاق بالجيش عبر نفوذ والده ... أو الطرد من المنزل ...
رغم إقتناعي بأن أمير لن يقبل أي منهم ... لكني سعدت أن والده تحدث إليه كرجل لرجل ... عليه تحمّل مسؤوليته ...
الصوت العالي بينهما أحيانا يصل للمطبخ ليقطع عنا المكالمة التي لم أكن أركز معها .... فقط لم أقطع الخط لإيهام كليهما أن أمرهما لم يعد يعنيني ... إن صح ذلك مع زوجي فأنا أغالط نفسي فيما يخص أمير ...
إنتهت حلقة النقاش بخروج كليهما من المنزل ... تخبط أفكاري جعلني لا أتابع حديث إيناس بإهتمام ... أحسست أنها يمكنها مساعدتي ... خصوصا وأنها تلح عليا لمعرفة ما جرى ...
بدأت أقص عليها بالتفاصيل حكاية أمير منذ ولادته حتى موضوع الفيسبوك ... وكيف أن الموضوع نجح مع هيثم في حين فشل مع أمير ...
- حاسة إني هطق ... كل ما أشوف هيثم إلي ذكاءه وقدراته ما تجيش نص إلي عند أمير يتحوّل ... بحس بالمرارة
- طبعا النتيجة كانت حتختلف بين الإثنين ...
- إزاي وليه ؟؟؟
- حسب كلامك لوكان صحيح ؟؟؟ سرّ التحوّل لهيثم هو الهدف ؟؟ إنتي خليتيه يتحوّل للوصول أنو ينيك مدرسته إلي هي إنت لما كنتي فاكراه حسين صح ؟؟؟
- صح
- ... والجنس هدف ممكن الإنسان يعلن الحرب على العالم بسببه وأكبر دليل هو إنت ؟؟؟
- أنا ؟؟؟
- مش فاكرة كنتي حتعملي إيه عشان المتعة ؟؟؟ داه و إنت ست ومجرّبة كنت بتوضبي خطة لتلميذك وبعدين واحد غريب بينك وبين مسافات ؟؟؟؟ فما بالك بمراهق مبتدإ بيحلم يكتشف العالم داه كل دقيقة
- كلامك معقول ؟؟ بس أنا مش مدياله ريق حلو
- أكيد هو حس بإهتمام أصحابه زي ما قلتي وأكيد فيهم بنات وأكيد غيّر هدفه منك لوحدة زميلته أو مدرسة ثانية أو أي وحدة
- ممكن كلامك صح
- بالنسبة لأمير كلامك مختلف ... لأن الهدف أو المحرّك في الحكاية مختلف ... هو تجاوب معاك لمجرّد إنه عجبته حكايتك و سعيد بأنه بيكلّم وحدة ست حتى لو ما يعرفهاش ؟؟ وداه مش محرّك كافي إنه يتقدّم في إلي إنتي عاوزاه ؟؟
- و الحل ؟؟؟
- تستعملي نفس المحرّك معاه ؟؟؟
- قصدك إيه ؟؟؟
- تحببيه في الدنيا والنجاح عن طريق السكس زي ما عملتي مع هيثم ... وإنت مش حتغلبي خصوصا وإنه شخصية بثينة مؤثرة فيه على ما فهمت ...
- مش متأكده
- إلي خلّته يدخل المدرسة خلسة عشان يتصوّر لو زودتي عليها الرغبة في الجنس أعتقد إنه كل ملاكاته حتتحرّك ...
- تفتكري
- إنتي خسرانة إيه ؟؟؟ جرّبي
مع التهديد الأخير من زوجي يمكن إستغلال الموقف ... فأمير لا يحتمل زوجي في صورة الأب فكيف سيتحمّله في شكل آمر له ... وتركه للبيت مع خوفه وقلّة حيلته سيكون أمرا صعبا عليه ...
إنتظرت عودته في الليل ... أحسست أن الأمر يثقل عليه ... أعتقد أنه سيلين هذه المرّة ... العالمة الخضراء تشير أنه متّصل ...
- إزيك عامل إيه ؟؟؟
- غريبة ؟؟
- إيه هي إلي غريبة ؟؟؟
- مش عوايدك يعني تتصلي ؟؟؟ بقالك مدة مصدرالي الطرشة
- أصلك وحشتني ؟؟؟
- وحشتك ؟؟؟ مش مصدّق ....
- ما تصدقّش أصلي زوجي مش هنا ... مسافر قلت أتسلى معاك شوية
- ولو إنه كلامك يجرح لكن أحسن من مافيش
- أخبارك إيه ؟؟؟
- عادي ؟؟؟
- عامل إيه في مدرستك ؟؟
- تمام ... ماشي الحال ؟؟
- بتذاكر للإمتحانات ؟؟؟
- شوية ... أصلي بعيد السنة فأغلبها عارفها مش مشكلة
- (ولو أن كذبه يغيظني لكن كلماته دفعت الأمل في إمكانية نجاحه) ما فيش جديد ؟؟؟
- جديد إزاي ؟؟؟ إنت أخبارك إيه ؟؟ مش بتحكيلي حاجة عنك ؟؟؟
- أسكت مش لقيت أميري ؟؟؟
- قولي كلام غير داه ؟؟ لقيتيه فين وحصل إيه إحكيلي ؟؟؟
- لقيته على الفيس ... بس ما كلمتوش ؟؟؟
- ليه ؟؟؟
- مش عارفة ... إتغيّر وكبر في السن ... شعره الناعم وقع ... بقى أصلع وخدوده جلّدت وعضلاته راحت . ..... بقى جلد على عظم ...
- زيي ؟؟؟
- هههه أيوه بالضبط
- شكرا ؟؟؟
- ما تزعلش إنت لسة شباب ممكن تتصلّح بس هو راحت عليه خلاص
- معلش ممكن أتصلّح إزاي ؟؟؟
- تهتم بنفسك ؟؟؟
- يعني إزاي ؟؟؟
- تاكل كويس تنام بدري تعمل رياضة
- وأشرب اللبن قبل مانام ...
- بتتريق ... خليك كده زي خيال المآتة
- كمان شكرا
- (رغم ألمي أن كلامي جرحه لكني تمادي) ماهو إنت بتتريق على كلامي ؟؟؟ داه شكلك وإنت في بداية شبابك لما تكبر حتبقى إزاي ؟؟؟
- إزاي ؟؟؟
- طيب تفتكر إني في وحدة ممكن تبصلّك بشكلك داه ...
- طبعا لا ... أصلا كلهم بيقرفو مني
- طيب كلامي صح ... البنات بتحب الشاب الروش ... العضلات ... القوة ... الشخصية الجذّابة ... وإنت من غير مؤاخذة ميح
- لو كملتي كده حأقفل ؟؟؟
- طب ما تقفل ؟؟؟ ماهو إنت مش حابب تتغيّر ... الحل بإيدك ممكن تخليهم يجرو وراك عشان رمش عين مش عشان كلمة ؟؟؟
- إزاي ؟؟؟
- تتغيّر وداه ممكن ... بس لازمله قلب راجل ... وإنت نايم طول اليوم ؟؟؟
- يعني أعمل إيه مثلا ؟؟؟
- أولا تعمل إشتراك في الجيم ... وتاكل كويس ... شوية بروتينات ... تلبس كويس ...
- وبعدين ؟؟؟
- إعمل دول الأوّل وبعدين ليها وقتها ... لما أشوف إنك وصلت للمرحلة الثانية حأقلّك
- إنت فاكرة الموضوع سهل ؟؟؟
- أه سهل ؟؟؟
- الكلام داه محتاج ثروة وكمان وقت طويل ؟؟؟
- بالنسبة للوقت إنت مين إلي بيجري وراك ؟؟؟ خذ وقتك ... بالنسبة للفلوس خذ من أهلك
- ههههه أهلي ... دول يروحو فيها لو طلبت منهم
- جرّب إنت بس ... أبوك أو أمّك مش حيرفضو لأن داه لمصلحتك
- مش حيوافقو أنا عارفهم
- طيب عندي فكرة
- هي إيه ؟؟
- هي مش الإمتحانات قرّبت ...
- أيوة بعد أسبوعين ؟؟؟
- لو جبت نتيجة كويسة ... روح أطلب منهم مكافأة وشوف
- طول عمري كنت متفوّق ومافيش غير الضرب والشتيمة ... لو طلعت الرابع ليه مش الثالث و لو الثالث مش طلعت الثاني .. متأكد إني لو طلعت الأوّل حيقلولي ليه ما طلعتش مدرّس ...
- هههههه يخرب بيتك للدرجة دي
- دي الحقيقة (كلامه حقيقي وزاد في ألمي)
- إنت مالك مقفلها كده ليه ؟؟؟
الجنس هو أقوى وقود للإنسان ... أمير يستيقض مبكرا ... يستحم يغيّر ملابسه ... نظرة عينيه الخجولة وهو ينتظرني للذهاب معه للمعهد لتسوية موضوع غيابه ... سأركع أمام إيناس تعبيرا عن إمتناني لها ... رغم أن إنكسار أمير آلامني ....
كنت أتمنى عودته للمدرسة لكن بروح معنوية عالية .... إنكساره سببه الشرخ بين عناده السابق وخضوعه الحالي ...
زوجي الذي إعتقد أن تهديده أعطى أكله صار يرمقني بنظرة المنتصر كلما تصادفت عينانا ... " جاب الأسد من وذنه " ... إحتقار وسخرية تعلو محياي كل ما تذكرت شكله ...
نظام جديد فرضته بثينة على أمير ... نصف ساعة فقط تحدثه فيها تشد همته ... ثم تتركه ... كنت أرى نور غرفته يضيء لساعات متأخّرة وهو ينقل ما فاته من دروس ...
لعبت دور الأم الحنون ... دلال في الأكل ... سندويتشات وعصائر تدخل غرفته ... صرت أنفق على أكله ما لم أتخيّله قبلا ... بعض المسمنات والمدعمات الغذائية أدسها في أكله خلسة ...
رغم أنه بقي يتجاهلني في تمرّد منعته عزة نفسه عن التخلي عنه بسرعة ... لكنه صار منظما ... أقل شيء في مواعيده ...
وإن بقي على عادته في إحداث الفوضى أين تواجد لكني كنت سعيدة لما وصلت له ... إيناس تتابع معي التطورات هاتفيا أولا بأوّل ... وبثينة تمسك بخيوط تحرك أمير بها ...
الأمر ليس بالصعوبة ... كلما لاحظت إجتهاده تزيد بثينة في حرارة حوارتها معه ... بدأنا نتحدث عن العلاقات بين الشباب والبنات ... نفس الطريقة ... ألف ليلة وليلة أحمسه حتى أشعر أن النار تغلي في صدره شوقا لتعلّم المزيد ....
ثم أتركه ليفرغ تلك الشحنة في إجتهاده في دروسه ....
عادت جديدة إكتسبها ... ممارسة الجري كل مساء ... بعض الحركات الرياضية لتقوية العضلات ... يقابلها شحن بالأكل الدسم والمفيد مني ...
وصلت بثينة في الحديث معه ... حول القبل والعناق بين الجنسين ... لا أعلم من آثار ذلك الحديث أنا أو هو ...
بدأت أوّل زهوري تتفتح ... لقد تحصّل على درجات تعتبر جيّدة في الإمتحانات الجزئية ... كما توقعت كنت أنا التي ستدفع ثمن إجتهاد حثثته عليه دون علمه ....
كنت بغرفتي أضع بعض الخطوط العريضة للمرحلة القادمة ... حين سمعت طرقا خفيفا على الباب ... الخجل والتردد يبدوان من وقع قبضته على الخشب قبل وصول صوته المبحوح ... أمير يطلب الإذن بالدخول ... رأسه يسبق جسده المرتعش من التوتر ...
- خير يا حبيبي عاوز حاجة ؟؟؟
- (شجعته نبرتي الحنونة ودعوتي للجلوس على حافة السرير بجانبي) عاوزك في موضوع ؟؟
- خير ؟؟؟ حصل حاجة ؟؟؟
- كنت عاوز فلوس ؟؟؟
- كام ؟؟؟ وحتعمل إيه ؟؟؟ (حافظت على حرصي أن يكشف تساهلي معه)
- كنت عاوز أشترك في الجيم ؟؟؟
- تعمل رياضة وتقوية عضلات وكده ؟؟؟
- أيوة ؟؟؟ (كان خجلا من شكله حقا)
- بس داه ممكن يأثّر على دراستك ؟؟ وأنا ما صدّقت ؟؟؟
- لا أبدا ؟؟؟ بالعكس داه حيخلني أجتهد أكثر ووووو
- وعد ؟؟؟
- طبعا وعد ؟؟؟ وحتشوفي (طار قلبي لحماسه رغم إنكساره)
- وداه حيتكلّف كام ؟؟؟
- في مركز رخيص قريب من هنا ب 70 دينار الإشتراك و 50 دينار تأمين
- يعني 120 دينار ؟؟؟
- 120 دينار ومركز رخيص ؟؟؟ طب والغالي بكام ؟؟؟
- مش عراف ؟؟؟ تقريبا 300 ... 350 حاجة كده ؟؟؟
- بس الرخيص خدماته مش حتكون قد كده
- بس داه كثير ؟؟؟ كثير ؟؟؟؟
- يعني إشترك في الجيم ... والباقي خليه عشانك ممكن تحتاج حاجة ... منشفة ... بارفان زيت للشعر ... أي حاجة إنت حاببها ...
- متش... (قطعت كلماته التي كانت تمتزج بدموع القهر أو الندم)
- الإشتراك داه عشان مصلحتك وأنا يهمني مصلحتك .... و الباقي دي هدية عشان إجتهادك ولو كملت كده عندك هدية بتحبها أكثر
قام من مجلسه يريد المغادرة ... حين ناديته فاتحة ذراعي ....
" ما فيش حضن لماما إلي بتحبك "
كلماتي وذراعي كانت كمغنطيس يسحبه نحوي ... إرتمي في حضني كسفينة حطمت الرياح أشرعتها وأخيرا إهتدت للبر بعد مصير الغرق اليقين ... دموعه بللت كتفي وصدري ... لم أمنع نفسي من البكاء ندما ... دموعي وصلت أعلى رأسه ...
لم أشعر بحنان كما شعرت به اليوم ... ربما الفرحة بوصولي لمرادي وبعودة إبني لصدري الذي حرمته منه قبلا ... كان ينحني ليدفن رأسه في صدري ... أردت تقبيل شعر رأسه حين رفع وجهه نحوي يريد الكلام ...
دون شعور وقعت قبلتي بأسفل خده ... نصف شفتي على خده ونصفها على شفتيه ... نار إلتهبت في صدري ... تجمّدت عروقي
الجزء الرابع
إنفلت أمير من بين يدي أو أنا أفلته ... كلانا ليس متعودا على اللمسات الحنونة ... إنطلق مسرعا نحو غايته ... طريقان متوازيان صار يقطعهما سويّا ... الإجتهاد في الدراسة والجلد في التمارين ...
كل ما حولي تغيّر ... أمير صار في تصرّفاته هادئ وإن كان غير مطيع كليا ... البيت عاد لسكينته المعتادة ... حفاظا على أمير من تدخّل أرعن من زوجي يهدم كل ما بنيته ...
جلسة تفاوض مع زوجي ... هي الأخيرة ربما ... بنودها ... مواصلة العيش المشترك والقبول بحل الدولتين مع منح السلطة المحلية على أمير لي ... يبقى له حق الإعتراض إن حدث ما يتوجبه ...
التطبيع المعلن بيني وبين زوجي منحني إمتيازات عديدة ... أولها تخفيف عبئ المصاريف المستجدّة عني ... واجبه كأب في الإنفاق ...
أمضينا وثيقة السلام سرّا ... طالما أمير يجتهد ولا يخلق المشاكل فإن الإتفاقية متواصلة ... الإحتفاظ بحدود ما بعد النكسة ... الفراق ...
هو في غرفته وأنا في غرفتي ... أمضيت تنازلا عن حقوق ملكيتي فيه ... يمكنه فعل ما يريد شريطة عدم علمي وعدم الوقوع في الفضيحة ...
جو من السلام يخيّم على روحي ... لا صراخ لا معارك ... لا فقدان لأواني وأثاث تتكسر يوميا ... أمير يتقدّم بخطى ثابتة ... تحت الرقابة والتوجيهات على الفيسبوك ...
كبناء جديد بدأت ملامحه تتحدد بعد جهد دام شهرين ... شهران مرّا على وتيرة ثابتة ... لم أكن أن أنتظر طلباته ... أعرفها ليلا على الفيس و أحققه له نهارا في الواقع ...
كان يبدي دهشته من تغيري المفاجئ ... زوجي صار أكثر حذرا في التعامل معه ... في النهاية هو والده ... أعتقد أنه أدرك خطأه في تربيته لكنه لازال يكابر ...
مكالمات طويلة تؤلم عضلات بطني من كثرة الضحك مع إيناس ... إيناس التي أونست وحدتي ... نتحدّث في كل شيء ... أصلا صرنا نتفق على طبخ نفس الطعام في نفس الوقت ...
كنت أشعر أنها تعيش معي ... شيء واحد فقط بقي على حاله ... ذلك الفراغ وتلك الرغبة القاتلة ... الصحراء لا تستفيد من خصوبة الأراضي المجاورة لها ... كل مناطق خريطة حياتي أينعت إلا صحراء جسدي ...
إهتمامي بأمير والمجهود المبالغ فيه لوضع المخططات اليومية ملآ وقتي لكنهما لم يشغلا رغبتي المتواصلة للحياة ... الحياة هي الجنس ... جسد بلا جنس هو جسد لا يحيى ...
كما أن إحساس الأمومة المعدّلة التي صرت أعيشها ... يحرق فؤادي ... أمير الذي صار مطيعا وهادئ لم يتحوّل ليصبح ودودا ... لا يحضنني يكلمني وعيناه في الأرض ... لم أشعر أنه يطفئ رغبتي المتقدة في إستعادة إبن لم أفقده ...
لا يهم ... مصلحته هي الأساس ... تغييرات جديّة بدأت تبرز على جسده ... وجهه صار أكثر إشراقا ... مزيج ورثه من جمال جدته للأم ... عيناه السود الفاتحتان ... تناقض الألوان التي حبت بها الطبيعة عينيه يعكس كل ماعاشه من تناقضات ...
أعتقد أني صرت أرى إبني بعين أخرى ... وجنتاه توردتا وكساهما اللحم... إنعكس ذلك على نعومة جلدهما ... أنفه الصغير المدبب ... شفتاه الرقيقتان ... العناية بشعره وتخليه عن القصة العسكرية أنتجت شعرا لينا بدأ ينساب على جبينه مع التسريحة الجديدة ...
لم تسعفني الفرصة أن أكتشف نمو جسده بفعل التمارين ... لكن ملابسه بدأ ترسم ما تحتها ... تلك القصبة الهزيلة في رجله بدأ تخنق قماش بناطيله ... كرتا تنس بدأ ترسم في ذراعيه كلما تمطط ...
ألواح كتفيه تباعدتا مما أعطاه توازنا في حجمه ... مؤخرته أصبحت تبدو صلبة تحت البنطال الجينز ...
كنت كالتي تسقي فسل نخلة يئست من اخضرارها ... الآن صارت تراها بدأت تتطاول لتعانق السماء ... رغم قصر المدة لكن الخطة بدأت تأتي أكلها ...
إمتحانات الثلاثية الأولى على الأبواب ... بدأت أتعمّد أن أشد همة أمير أكثر فأكثر ... حديث طويل على الفيسبوك ثم أتركه يجتهد ... و في الواقع عناية بملبسة وأكله ...
رغم شعوري بإنفصام في الشخصية ... أمه في الواقع وصديقته في العالم الإفتراضي ... أصلا صرت أغار من نفسي ... هو يصارح بثينة الفيس بكل ما يختلج صدره عكسي تماما ...
كنت أدفن ذلك الشعور فرحا بما حققته ...و إن يكن فالأمر يسير على ما يرام ... كان عملي خلال أسابيع الإمتحانات يقتصر على مراقبة الفروض ... ساعة او ساعتان فقط يوميا ...
إهتممت أكثر بأمير ... كنت مطمئنة كونه سينجح ... إجتهاده وذكاءه ويؤكدان ذلك ... قررت ألا أنتظر النتيجة ... أحسست أن إختلست منه حقّه ... قاعة ألعابه الخاصة ستكون جائزة جهده ... وإن نجح سيكون هناك كلام آخر .. أردته أن يشعر أني أقدّر عمله ...
قبل نهاية أسبوع الإمتحانات بيوم ...فتحت الباب الداخلي للمرآب قصد تنظيفه وإعداده لإستقبال مالكه الجديد ... كل شيء بقي على حاله سوى ما فعلته العناكب النشيطة ... سحبت كرسيا أصعد فوقه أطارد بقايا بيت عنكبوت أصّرت على بنائه في أعلى الشبّاك ...
لمحت شابا يقف بدراجة نارية شعبية قرب باب الحديقة ... شكله مؤلوف لدي ... دائما ما كنت أراه بجانب المعهد يزعج المارين بصوت محرّك دراجته المستفز ... ليس من أبناء المعهد لكنه يرابط قربه دائما ...
كنا نتهمه بكونه نشّالا يصطاد فرائسه هناك... بعض الزميلات يقلن كونه مروج مخدّرات ... تواجده بالقرب من حديقتي الخلفية أزعجني ... أردت إعلام الشرطة ... سحبت هاتفي لأصوره كدليل على ترصده للحي الهادئ ...
بدأت ألتقط بعض الصور له ... دون مقدّمات فتح باب حديقتي و أدخل درّاجته ... قبل أن أستوعب ما يحدث آلاء تدخل خلفه وتغلق الباب ... لم أبلع ريق المفاجأة بعد حتى إرتمت في حضنه ...
شفتاها تمتص رحيق الرغبة من شفتيه ... حقيقة المشهد صدمني هذه المرّة ... في الأولى وإن كان حسين فاشلا لكنه زميلها في الدراسة ... هذه الفراشة الجميلة تسلّم شفتيها الجميلتين لهذا الشاب ...
يداه تعبث بجسدها ... عيناها مغمضتان في إستسلام لحركاته ... أصابعه تفتح أزرار ميدعتها الزرقاء ... يسحب تيشرت أبيضا كان تلبسه حتى عنقها ... سوتيانة بنية تسبح في بياض جلدها الناعم ... تخلّص منه على عجل لتبرز تفاحتا صدرها الغض الصغير ...
إلتقم أحد حلمتيها الورديتين بين شفتيه ... بدأت آهاتها تعلو لتصم أذني المشتاقتين للمتعة ... دون تفكير شغلت تسجيل الفيديو على الهاتف ... وجهها المستمتع بما يفعله بجسدها يظهر على شاشتي ... صدرها العاري ...
يداه تزحفان لتفتح أزرار بنطالها ... كخبيرة تراجعت بمؤخرتها للخلف لتسهّل عملية نزعه ... كيلوت أزرق صغير تطلّ على حافتيه شعيرات رقيقة ... سرعان ما غاصت يده فيه تنتزع من حنجرتها آهات لم تحاول كبتها ...
كنت أعاني للتركيز على التصوير أو المتابعة المباشرة لما يحدث ... بدأت أصابعه تغوص بين فخذيها حين بركت على ركبتيها تفتح بنطلونه ... زب أحمر قاني إنتصب مستقيما مقابلا وجهها ...
لم تجهد نفسها في إبتلاعه ... لم أتمكن من مشاهدته بوضوح لكنه يقارب زب حسين ... محضوضة هذه الفتاة ... دقائق طويلة ترضع قضيبه في متعة بللته بريق رغبتها ...
دون مقدمات وضعت يديها على حافة الشبّاك كمن خبرت مقاييس المكان ... الشاب يقف خلفها ليغرس زبه فيها ... كلمة واحدة صدرت منها قبل سلسة آهات ... " إوعى تدخلو من قدّام "
" أمال حيدخلو فين ؟؟؟ "
سؤال كدت أصرخ طالبة الإجابة منها ... لم تسعفني بطاّرية هاتفي أن أسأل أو أسمع إجابة ... طنين قوي فضح وجودي ... إنسحبت داخل بيتي قبل أن تكشفني عينا آلاء التي بدأت تستفسر الأمر ...
تركتهما ولا أدري كيف كانت نهاية ذلك المشهد ... وضعت هاتفي في الشحن ولجأت للحمام أسترجع أنفاسي مع ذكريات ما حدث بالتفصيل ...
آلاء وضعت قدمها على بداية سكة الإنحراف ... لا بل إنحرفت وإنتهى الأمر ... لا أعلم لماذا أنكرت تصرّفها هذه المرّة في حين تقبّلته أوّلا ... كيف تسمح لنفسها بالقيام بذلك ؟؟؟
أمها صديقتي ... سأعلمها بكل ما يحدث لتضع حدا لعهر إبنتها ... عادت الروح لشاشة هاتفي ... بحثت عن رقم والدتها ... كنت عزمت أن أروي القصة كاملة مستعينة بالمؤيدات والأدلة التي أملكها ...
ما إن سمعت صوت زميلتي من الجانب الآخر حتى تداركت نفسي ... ربما خفت عليها من الصدمة .... يمكن أن تشلّ لسماع هكذا خبر ... تلعثمت كثيرا حتى إهتديت لتعلّة تفسّر إتصالي المفاجئ ...
قلت لها أني إبنتها تراجعت في مادتي وأخشى رسوبها ... خصوصا وأن يوم الغد تمتحن فيه ... طلبت منها أن ترسلها لبيتي بعد الظهر لحصة دروس تتدارك بها إهمالها ...
أغلقت الهاتف ... تهمة الإهمال أخف وطئا مما كنت سأقوله ... حضرت لها بعض القهوة والحلويات ... زوجي يعمل وأمير يتدرّب من الرابعة حتى السادسة ... ساعتان تكفيان لتقويم سلوكها ....
سأهددها بأمها ... جرس الباب ينبئ بقدومها ... إستغراب يعلو محياها البريء وأنا أستقبلها ... هي الأكثر شطارة بين زملاءها ... لم تستوعب ما قلته لأمها ....
لم ترتح في مجلسها بعد حتى دخل أمير الذي أجّل تمارينه لما بعد الإمتحان ... نظرات دهشة رمقنا بها ودخل غرفته دون أن يسلّم ... أزعجني تصرّفه الفض لكني لم أركّز معه ...
بقاؤنا في المطبخ سيمنعني من مفاتحتها في الموضوع ... ولن تسنح لي فرصة أخرى أنفرد بها معها ... طلبت منها أن تتبعني ... خطوات واثقة ووجه تملأه البراءة يسيران خلفي ...
فتحت باب المرآب وتبعتني في الدخول ... جلست على الكنبة وطلبت منها الجلوس بجانبي ... عيناها تتمليان في دهشة ديكورات القاعة .... قبل أن تسألني عن سر المكان تسمّرت عيناها في الشبّاك ...
إنقطاع الأكسجين عنها حوّل لونها للبنفسجي ... قبل أن تنظر في وجهي وضعت الهاتف بين يديها ... لقطات قصيرة من مشهد مجونها ... وأغمي عليها ...
محاولات بسيطة وإستعادت الوعي ... جثمت على ركبتيها تقبل قدمي ... لم تتكلّم ... شهقة بكائها منعتها من الكلام ...
متعمّدة الزيادة في رعبها ... لازمت الصمت ... كلما زاد صمتي زادت الحشرجة في صدرها ... تخيّلت أن هذا الموقف كفيل بتربيتها ...
نظرت مباشرة في عيني وهي تركع عند قدمي تقبلهما طالبة الرحمة .....
- أرجوكي ما تقوليش حاجة لماما ... أرجوكي
- .... (لم أجبها لكني نظرت مباشرة في عينها لأعبّر عن رفض طلبها)
- أرجوكي ... أبوس إيديكي ... أبوس رجلك (وزادت حدّة بكائها)
- (لا أعلم لماذا أحسست بالعطف عليها) طيب قومي إمسحي دموعك وتعالي جنبي
- (إستلزم الأمر وقتا طويلا لتسترجع بعضا من قدرتها على الكلام) أمرك ...
- طيب أنا مش حأقول حاجة لحد بس بشرط
- (تهلل وجهها فرحا بردي) أي حاجة أنا تحت أمرك
- ما تعمليش كده ثاني
- أمرك ... طبعا ... أكيد
- طيب إنت ليه عملتي كده
- .... (صمت إمتزج فيه الخجل بالتفكير) أصلو كان بيهددني ... وأنا خفت منه ...
- طيب داه بيهددك ... وحسين كان بيهددك ... وغيرو وغيرو (صدمتها أكدت لي كثرة عشّاقها ) أروح أجبلك الفيديوات الثانية من جوّة
- لا لا بلاش ... أنا مش حأكذب ثاني ... بس ما تضربنيش
- طيب تعالي جنبي وإحكيلي ... ليه بتعملي كده ... آخر حاجة كنت اتصوّرها منّك ؟؟؟ إنت البنت إلي كل الناس بتحلف بأخلاقها تعمل كده
- ... (أحسست أن كلامي حرّك ضميرها فلم تجب)
- قوليلي ليه عملتي كده ؟؟؟ مش حرام عليكي أمك وسمعتك ؟؟؟ إتكلمي
- حأقلّك إيه ؟؟؟
- كل حاجة ؟؟؟ و بالتفصيل ؟؟؟ إنت بتعملي كده من إمتى وإزاي وليه ؟؟؟
- حاضر
الموضوع إبتدأ منذ سنتين ... كان عمري تقريبا 16 سنة حينها ... كانت ملامح البلوغ تبرز عليا... صدري بدأ يضغط للأعلى ... وأفخاذي بدأت تأخذ الشكل المدوّر... شعر أسود ناعم بدأ يغزو كسيّ... كانت الدورة بدأت تنتظم عندي ... سألت ماما ... فسّرت لي لكن دون وضوح ... قالت لي " إنتي إبتديتي تكبري "
كنت كلّ يوم أنزع ملابسي مشدودة لتغيّرات جسمي ... أراقب الشعر ينمو بين فخذي ... فخورة بتفاحات صدري وهو تخرج للدنيا... أتخيّل نفسي إمرأة ... أشبه أمي ... أشبه الممثلات ... جميلة وجذّابة ... كما هو الحال مع كل بنات سني ...
كان ذهابنا المصيف .... نسميها في تونس بالخلاعة ... أنا وماما وأخي الصغّير وخالي وزوجته ... بابا إعتذر بشغله ... فيلا صغيّرة على البحر إستأجرها خالي ...
حال وصولنا أردت النزول للبحر ...
تعودت منذ طفولتي أن ألبس البيكيني ... كان ذلك عاديا بالنسبة للجميع ... هذه المرّة أمي إعترضت ... أرغمتني على لبس مايو من قطعة واحدة وفوقه شورت ...
كنت أشعر بحركاتي مكبّلة داخله ... لم أستطع السباحة ... شعرت أني سأغرق ... فقاطعت النزول للبحر...
كنت أحب خالي جدا ... خالي يشبه الفنان أحمد عز ... ربما عيناه هي التي كانت تخيّل لي ذلك ... مر الأسبوع الأوّل ثقيلا ... لم أشعر أني في المصيف ... أمي صارت تقيّد حركاتي ...
الأسبوع الثاني كان موعد زفاف إبنة خالتي ... وبما أن خالي كان قد قطع علاقته بجميع إخوته إلا أمي فإنه رفض الحضور ... منزل خالتي يقع في قرية في الوسط الغربي ... الطقس في مثل هذا الوقت هناك يعتبر أحد نوافذ الجحيم ...
تحوّلت أمي وأخي وزوجة خالي بعد إصرار شديد من أمي وافق زوجها ... إصرار أمي إصطدم بإستماتتي لعدم الذهاب ...
تدخّل خالي لمصلحتي فلم تجد أمي بدا من الإذعان له ... ذهب الجميع وبقينا أنا وهو بمفردنا ...
بالليل كانت المتعة ... زرنا الملاهي ... البيتزا ... المثلّجات ... خالي لا يرفض لي طلبا ... عدنا آخر الليل ... نمت من كثرة التعب بالصالون ... كمية المشروبات والمثلجات أجبرتني للنهوض ليلا قصد الدخول للحمام ...
فتحت الباب بهدوء ... كان النور مفتوحا ... خالي كان يتحمم ... شعره مغطى بالشامبو وعيناه مغمضتان ... صوت الماء منعه من ملاحظة دخولي ... لكني لاحظت جسده العاري ... شيء ضخم ينتصب للأعلى بين فخذيه ... ثانيتان كانت كفيلتين أن ترسم تلك الصورة في عقلي للأبد ...
لم أفهم السبب لكن المنظر أسرني ... طرحت السؤال عديد المرات ... كيف يخفي ذلك الخنجر بين طيات ثيابه ... لم انتبه يوما لوجوده ... لم أنم ليلتها ...
إستيقضت مبكرا ... أعددت الإفطار حسب قدرتي ...
خالي كان سعيدا بذلك ... قال أني أصبحت إمرأة ... أعتقد أنه كاد يكشف نظراتي التي تلاحق بين فخذيه بحثا عن ذلك الخنجر ... لكنه لم يعقّب ...
- إنت مش ناوية تنزلي البحر النهاردة الجو حلو ؟؟؟
- لا لا ماليش نفس ؟؟؟ روح إنت وأنا خليني هنا
- ليه بس ؟؟؟ وكمان أنا وحدي حأزهق ؟؟؟
- بصراحة مش بعرف بالمايوه إلي إدهاتولي ماما ... مش متعودة عليه ؟؟؟
- مش مشكلة هي مش هنا ... إلبسي المايوه الثاني ... بالنسبة ليا مش مشكلة
- ماهي ماما خادته معاها في الشنطة ...
- نشتري واحد ثاني مش مشكلة ....
خالي الذي كان يعتبرني صغيرة لم يمانع رغم إحساسه بالحرج ... عدنا الفيلا ... دخلت لألبس البيكيني الجديد بينما خالي ذهب يلبس شورت السباحة ...
وقفت طويلا أمام المرآة ... كنت أتخيّل نفسي هكذا كإحدى الممثلات المشهورات في المسلسلات التي تتابعها أمي ... سعيدة بشكلي الجديد خرجت لأقابل خالي بالصالون ...
الدهشة بانت على عينيه رغم محاولته التظاهر بالعكس ... نزلنا الشاطئ ... رويت عطشي لمائه المالح .... ساعات طويلة مرت وأنا داخله ... برودة المياه وإلتصاق قماش البيكيني بصدري كشفت تصلّبت حلماتي للناظرين ...
توقعت أن نفس الشيء سينطبق على خالي ... صرت أتعمد سحبه للماء علي أرى ذلك الشيء ثانية ... لا أعلم لمذا لكني صدمت ... إلتصاق قماش الشورت الذي يلبسه ... كشف عن تكوّر صغير بين فخذيه ...
إتهمت نفسي .... إعتقدت أن نظري خدعني ليلة أمس .... مرّ المساء وأوّل الليل ... حاولت إعادة الكرّة في التلصص عليه في الحمام لكني فشلت ... إنتظرت نومه رغم تعبي لكني صمدت ...
تسللت للغرفة وهو نائم أتسحب كفأر جائع ... إقتربت من سريره ... النور خافت لكن الرؤية ممكنة ... حاولت سحب اللحاف من فوقه ... لكنه أفاق من نومه ...
الصدمة والإرتباك داريتهما بخوف مصطنع ... أوهمته أن أخاف النوم وحدي ... أفسح لي المجال وحضنني ونمت بجانبه ... دفئ حضنه وتعبي من إرهاق السباحة بالنهار جعلني أخلد لنوم عميق ....
نوم بدأت أستيقض منه وحرارة شديدة تلتصق بما بين أردافي ... لم أشاهد ساعتها ولكني أحسست ... عضلة صلبة دافئة تحتك بي ... إحساس جميل يدغدغني ...
أردت تعديل وضعيتي لإكتشافه لكنه نهض مبتسما لي ... رأيت تلك القبة التي صنعها في قماش بيجامته اللين ... أحرقني الفضول ...
ما ذلك الشيء الذي يتغيّر حجمه ... هل كل الذكور هكذا ... لمذا يتقلّص أحيانا ويتمدد أحيانا أخرى ...
أوّل درس فهمته أن الإحتكاك يولّد ذلك التمطط في الحجم عند الذكور ....
أسبوع كامل لم يروي غليل شغفي سوى أني إكتشفت أنه يستعمله للتبوّل ... لم يتقبّل عقلي أن ذلك العضو يقتصر دوره على ذلك فقط ...
الدرس الثاني هو أن مشاهدة جسد الأنثى يفعل نفس فعل الإحتكاك بين فخذي الرجال عاد الجميع ولم أحقق معلومات أخرى .... وإنتهى المصيف وعدنا لشقتنا ...
لم تفارق صورته مخيلتي كما سكن عقلي ألف سؤال ... أسئلة أجابت عنها بعض صديقاتي ... كل حسب ما تعرفه ... معلومات بسيطة لكن الحديث فيها ممتع للغاية ...
كنت أجلس كل مساء بشرفة المنزل أراقب المارة ... كانت متعتي هي تخيّل أحجام ما يحمل الرجال السائرون في حينا بين أرجلهم ...
إحدى الليالي لم يلامس النوم فيها أهدابي ... أمضيت الليل كلّه في الشرفة أسترق بعض نسمات شهر أوت الجافة ... الحرارة شديدة ... كنت ألبس كيلوتا وسوتيانة صغيرة فقط محتمية بظلمة الليل ... وبخلود الجميع للنوم ...
بدأ نور الفجر يغزو المكان ... إنتظرت طلوع الشمس لإلتقاط صورة سلفي أخلّد فيها ذكرى تلك الليلة ... شكلي في شاشة التلفون أعجبني ... صرت أغيّر موضعي عدة مرّات ... أضع الشمس ورائي وأحيانا عن يساري وأخرى عن يميني ...
أفقدني نورها تركيزي ... كنت مبهورة بجمال جسدي شبه العاري ... لم أدرك أن الحركة دبّت في الحي إلا وصوت باب دكّان العطّار المقابل لنا يفتح ....
(العطّار في تونس هو الذي يبيع كل المواد الغذائية وليس فقط مواد العطارة ... فقط تنويه وتحية لصديقي فيروس ... كاتب رائعة دكان العطارة )...
أفزعني صوته ... هربت خوفا أن يكون رآني ... قلبي يخفق رعبا ... عمي سالم ... عطّار الحي ... تاجر لم يتجاوز الخمسين سنة .... في مثل سن أبي ... حريص جدا ... دقيق في الحسابات ...
لا يتسامح في مليم واحد شأنه شأن كل أصحاب تلك المهنة التي ننسبهم لجزيرة جربة ... لا أعلم السبب ... ربما أوّل من إمتهن تلك المهنة هم أبناء الجزيرة ....
المهم ... إختفيت تحت غطائي خوفا أن يكون عم سالم الجربي قد كشفني ... المصيبة الكبرى أن يعلم أبي بذلك ... فهو صديقه وكثيرا ما يسامره والدي أمام دكانه جالسا على صندوق بلاستيكي يحتسيان الشاي ...
حوالي الساعة العاشرة أيقظتني أمي للذهاب كعادتي لإقتناء مستلزمات البيت ... كنت أبتلع ريقي خوفا من مقابلة عم سالم وجها لوجه ... تعثّرت خطواتي كثيرا قبل عتبة دكانه ...
تلعثم لساني مرارا وأنا أمليه طلبي ... لم يكن ينظر في عيني ... لم يصبح عليا ببشاشة التجار المعهودة ... تأكدت أنه رآني في الشرفة ...
توقف قلبي رعبا وتجمد الدم في عروقي ... كنت أنظر له يحسب ثمن ما إقتنيته ... مددت له ورقة بقيمة 10 دينارات ... وضع في يدي قطع نقدية قيمة الباقي ... وكمّش الورقة النقدية وأعادها في يدي ...
رعشة يده وهو يلامسني لا يمكن نسيانها ... لم أفهم قصد تصرّفه ... لم أصدّق عم سالم الذي كان صوته يهز الحي صراخا ... عندما يتغافل زبون عن سداد ثمن بضاعة بمآت المليمات يتنازل لي عن عشرة دنانير ؟؟؟
رفع نظره نحو الشرفة ... لا أعلم أي شيطان دلّني على قصده ... مبلغ محترم ثمن ثواني قليلة إختلس فيها النظر ...
أحيانا كنت أمضي الأيام أستجدي أمي أن تمنحني نصفه لشراء شيء أريده ... أحصل عليه هكذا ببساطة ... وافقت على الصفقة السرية ...
إنتظرت الفجر الموالي ... وأعدت الكرّة ثانية لكني تعمّدت إنتظاره هذه المرة ... تركته يتملى في جسدي مثلما شاء ... وفي النهار غزوت محلّه ...
كل ما كانت نفسي تشتهيه كان مباحا ليدي ... الشكولاطة .... المثلجات ... الحلوى ... أمام صمته الذي يأذن لي بالمواصلة ... كنت أتمادى ....
موعدُ فجريُ صار يجمعنا دون كلام ... أتركه يتمتع بمشاهدة جسدي مقابل أن يتركني أمتع شهوات بطني ...
جمعت مبلغا يعتبر محترما في أيّام قلائل ... عم سالم تخلّى عن بخله أمام جمال جسدي ... شيطان سكن تحت جلدي الغض وأقام مملكة فيه ...
كانت الشقة التي تقابلنا يسكنها زوجان ... عمي أيمن و خالتي درّة ... رغم أن أمي أكبر منها سنا لكنهما كانتا صديقتين مقرّبتين ... درّة كانت حاملا ....
قبل نهاية العطلة الصيفية ... رزق الزوجان بمولود صغير ... أمي تجنّدت لمساعدة جارتها ... أبي لم يمانع طول مكوثها عندها ... غيابها يعفيه من النكد الذي تسببه له ... كما أن ذلك المعروف سيمنع عنه الإحراج عندما ينقله أيمن معه بسيّارته كلّ صباح ...
أيمن هو الوحيد الذي يمتلك سيّارة في حينا ... هي سيّارة الإسعاف والأجرة والنقل ... كان لا يرفض طلبا لأحد ...
كنت أرافق أمي يوميا لمساعدتها ... مهمة أثقلت كاهلي ... خصوصا وأني كنت أختزن النوم في فترة الظهيرة بما يسمح لي بالسهر حتى موعد التعري في الشرفة ...
أصلا صرنا تقريبا نسكن شقة الجيران لا نعود إلا للنوم ... أيّام قليلة وبدأت آخذ راحتي عندهم ... كنت أعبث بهاتفي القديم مستلقية على الكنبة ...
كان أيمن يقلّب قنوات التلفاز يبحث عن شيء لم يجده ...
لم أنتبه أنه تخلّى عن جهاز التحكّم إلا بعد مدّة هدأت فيها الصور التي أزعجني تراقصها من بحثه .... رفعت عيني فجأة ... كان نظره موجها نحو فخذي العاريين ...
كنت ألبس تنورة صيفية بيضاء قصيرة ... تراجعت لمنبت فخذي دون أن انتبه لها ... جزء من كيلوتي الوردي الصغير يدعوه للنظر ...
تملّكه الرعب ... كطفل صغير إنتفض متعللا الذهاب للحمام ... تأكدت من نظريتي الثانية من إنتفاخ أسفل بطنه .... ذلك الشيطان النشيط سرعان ما زرع فكرة إستثمار وقت الظهيرة في شيء مفيد ...
عدّلت جلستي وغطيت ما تعرى من جلد فخذي وإنتظرت عودته ... كان يتحاشى النظر في عيني مباشرة ... ركّز يتابع نشرة الأخبار ... أو هكذا تظاهر ...
كنت أتعمّد تعذيبه بطلبه أن يفسّر لي ما يحدث في بلدان شقيقة لنا ... أو أستفسر عن مكان مدينة سمعت إسمها على لسان مذيعة ...
كلماته المتقطّعة وصوته الخافت كانتا دليلا على توتره ... تخيلته يقاتل رغبته في النظر بين فخذي المفتوحتين بعفوية أمامه ...
تحت التلفاز كان هناك درج مليئ بأقراص مضغوطة ... تعللّت أني مللت الأخبار ...
خطواتي نحو طاولة التلفاز كنت أشعر أني أضغط بقدمي فيها على جوارحه ... إنحنيت كأني أبحث عن فلم يكسر الملل ... كنت أشعر بنظراته تلتهم مؤخرتي الصغيرة ... لا شك أن كيلوتي يدعوه لإشباع نظره فيه ...
تعمدت أن أطيل البحث ... كنت أسمع صوت حركة قدميه تعلمني أن الحديد سخن وحان وقت طرقه ...
- ما عنكش أفلام عربي جديدة ؟؟؟
- ... (إختنق الكلام وسط حلقه وقد إحمرّت وجنتاه) هو داه الموجود ؟؟؟
- أصل فيه دفعة جديدة نزلت كلّها حلوة ... ما نفسكش تشوفها ...
- أشوفها فين ؟؟؟ مش فاهم ؟؟؟
- في محلّ وسط البلد ... بيعمل إشتركات وكده ... دايما عنده الجديد ؟؟؟
- إديني إسمه وبكره أعدي عليه وأنا مروّح ...
- لسه حستنى بكره ... (نبرة الدلال التي نطقت بها كان مؤثرة فيا قبل أن تؤثّر فيه)
- والحل ؟؟؟
- نروح دلوقتي ؟؟؟ أختار إلي عاوزاه ....
- دلوقتي ... (صمت كأنه يفكّر) طب و مامتك
- إتصرّف إنت معاها ...
ركبت بجانبه في السيّارة ... كان مركزا على الطريق ... سحبت تنورتي حتى أعلى فخذي ... كنت سأشتعل من الغيض لعدم إهتمامه بي ...
- عمي أيمن ... عندي طلب ؟؟؟
- (إلتفت نحوي وإنغرست عينه في مثلّث الكيلوت) ... أمرك ؟؟؟
- كنت عاوزة أسوق عربيتك ؟؟؟
- تسوقي ؟؟؟ إنت إتجننتي ؟؟؟
- (رفعت رجلي اليمنى لأفسح له مجالا للرؤية أكثر) ليه ؟؟ هو أنا مليش خاطر عندك؟
- (إنغرست عيناه بين فخذي ) لا مش القصد ... بس .... بس داه خطر ؟؟
- خطر ليه ؟؟؟ ماهو إنت تعلمني ؟؟؟
- (صوت منبه سياّرة وصوت رجل يشتمه أعادته للواقع وللجانب الصحيح من الطريق الذي حاد عنه بسبب تركيزه في النظر لي)
- شفتي كنا حنعمل حادثة ... الموضوع خطر
- طب ما تجي نروح طريق ما فيهوش حركة وفاضي وبكده نعمل كل إلي عاوزينه
كنت أرى الصراع في عينيه ... بين الرفض والموافقة ... مددت يدي بين فخذي كأني أحك جلدي بصفة عفوية ... حركة إستسلمت معها كل كتائب مقاومته ...
- بس إحنا كده حنتأخّر ...
- عادي ... بابا وماما مش ممكن يشكو فيك ... هما بيثقو فيك ... وعشان كده انا إخترتك إنت ؟؟؟ (رسائل مشفّرة أرسلتها عيني لعينيه)
- إخترتيني لإيه ؟؟؟
- تعلّمني ؟؟؟
- أعلّمك ؟؟؟
- السواقة ؟؟؟
أيمن ذلك الرجل الرصين ... عيناه تراوحان بين السبيلين ... سبيل يقود فيه سيّارته والآخر أقود فيه رغبته كما أشاء ...
كنت سعيدة لإكتشافي الأخير ... رغم أن قلبي بدا ينبض بعنف ... لا أعلم أي الرغبة أم هي الرهبة ...
دخلنا الطريق السيّارة بين العاصمة وباجة ... إختيار صائب منه ... في هذا التوقيت من المساء تكون خالية من السيّارات والدوريات ...
توقّف على الجانب الأيمن وهمّ بالنزول ...
- إنت رايح فين ؟؟؟
- حنغيّر الأماكن عشان تتعلمي ؟؟؟
- لا يا أخويا أنا بأخاف ؟؟؟
- مش إنتي إلي حابة تتعلمي ؟؟؟ لما وصلنا بتقوليلي بتخافي ؟؟؟
- أيوة حابة أتعلّم بس مش كده ؟؟؟
- أمال ؟؟؟
- أتعلّم أتحكم في العربية الأوّل ... شفتهم بيعملو كده في برنامج
- مش فاهم ؟؟؟ إزاي ؟؟؟
- أركب على حجرك وإنت تقلي أعمل إيه ؟؟
بدأ يمسك يدي ويضعهما على مقود السيارة التي بدأت تتحرّك ببطئ ... حرارة جلده تلفح مسامي وأنفاسه تحرق رقبتي ... طال جلوسي على ركبتيه مما سبب له ألما خشي أن يتذمّر منه ...
تراجعت بمؤخرتي وجلست على حجره مباشرة ... كنت أشعر بإنتفاخ قضيبه تحت قماش بنطلونه الخشن .. فترة قصيرة وطلبت منه التوقف ...
- كفاية كده ؟؟؟
- (أحسست بالحسرة في عينيه لإنتهاء متعته) ليه بس داه إنت ماشية كويس ...
- أصل فيه مشكلة ؟؟؟
- مشكلة ؟؟؟ مشكلة إيه ...؟؟؟
- ما أقدرش أقلّك ؟؟؟؟
- ليه ؟؟؟
- مكسوفة ؟؟؟
- تتكسفي مني ؟؟؟ أنا المدرّب بتاعك ؟؟؟ يلى قولي ؟؟؟
- أصل سلسلة البنطلون بتاعك بتحك فيا من تحت وداه يوجعني ومش قادرة أركّز
- (بدأت أضغط بمؤخرتي على قبة بنطلونه ليشعر بما أقوله) طب والحل
- كفاية كده ... المرة الجاية إلبس بنطلون قماش أو شورت ...
- شورت ؟؟؟ أنا لابس بكسر تحت البنطلون ؟؟؟
- يعني إيه ؟؟؟
- تحبي أقلع البنطلون وتسوقي ...
- يا لهوي إنت بتقول إيه ؟؟؟
مجرّد تخيّل مراهقة بريئة تعلم أمها أن جارهم أراد التجرّد من ملابسه أمامها يقتله ... قبل أن تزهق روحه من الرعب ... وافقت أن يخلع بنطاله ... أسارير وجهه تفتحت ...
كانت الدنيا بدأت تظلم ... لم أتحرّك من فوقه مما زاد عذابه ولهاثه وهو يصارع للتخلي عن ملابسه ... عاريا سوى من البوكسر ... قماش كيلوتي الذي بدأ يتبلل ...
كنت أعتقد أنه عرق لكن إنفتاحا بسيطا بين شفرتي كسي كان يشعرني بإحساس لم أتبينه ... لكنه لذيذ ...
عدنا لحصة التعليم من جديد ... أصلا صار يتعمّد الإبطاء في سرعة العربة كي تدوم متعته أكثر ... متعتي كانت ضارب ثلاثة ... التحكّم في السيّارة و التحكّم في صاحبها ... وذلك الشيء الصلب الحار الذي يدغدغ بين ردفي من تحتي ...
حلمات صدري تجاوبت مع إنفتاح كسي ... كنت أرغب أن أفركهما لكني خجلت ... مع تمكني من التحكم في المقود وتوجيه السيارة مستقيمة على الطريق ... طلبت منه أن يبعد كفيه عن ذراعي ...
أنزلهما بجانبنا على الكرسي ... أعلمته أن يبقيهما قريبين من يدي خشية أن يحدث طارئ ... وضعهما على كتفي فأعلمته أن ذلك يعيق حركتي ... طلب منه أن يضعهما تحت إبطي ...
أصابعه تلامس جوانب ثديي الصغيرين ... نار بدأت تشتعل فيهما ... حلماتي بدأت تتقدم للأمام معلنة بداية مغامرة حرّة لجسد مكبّل ...
السيارة تواصل زحفها على الطريق ... وأصابعه تزحف ببطئ لتتسلل لملامسة صدري ... رطوبة ما بين فخذي إمتزجت بحرارة قضيبه الذي يعاني تحت ثقل وزني ... تراجعت سنتمترات قليلة للخلف ليتحرر ذلك المارد من محبسه ...
قضيبه يحتك مباشرة بالفتحة بين شفرتي ... حرارتي تزداد ورغبة تتوقد ناشئة في صدري لتشهر دعوتها للعالم أني كبرت ...
جسد فتات تتوق أن تكون إمرأة ...
إقتربنا من مدخل العاصمة ... وجود سيّارة شرطة بعيدة قليلا عنا دفعه للتوقف ... نزل من السيّارة ... ربما لم يشبع رغبته بعد لكنه خشي الفضيحة ... لا يرتدي سوى البوكسر ... الظلمة تستر عريه لكني كنت أراه ... زبه يكاد يخرق القماش منتصبا للأمام ...
سحب سرواله يريد أن يرتديه ... لم أرغب أن تنتهي مغامرتي هنا ... كنت أريد أن أرى ذلك الشيء الذي إكتشفته في حمام خالي يوما ... كان أيمن يقف ملاصقا السيّارة ... يعدّل بنطلونه الذي خلعه على عجل بصعوبة ...
نزلت من السيّارة ... كنت أنوي العودة للمقعد الجانبي ... لكن الرغبة جذبتني ...
- عمو كنت عاوزة أسألك سؤال ؟؟؟
- إسألي ؟؟؟
- هو إيه داه ؟؟؟ (وأشرت براسي لإتنفاخ ما بين فخذيه)
- يعني ما تعرفيش ؟؟؟
- لو كنت أعرف حأسأل ليه ؟؟؟
- تتكلمي بجد ؟؟؟
- طبعا بجد ؟؟؟ هو إيه داه ؟؟؟
- (صمت كانه يراجع نفسه ... براءتي الشقية تفرز مزيجا تعجز العقول عن تفسيره) مش عارف أقلّك إيه ؟؟؟
- مكسوف ؟؟؟ مش قلت ما فيش كسوف بنا ؟؟؟
الحديث رغم كونه إتخذ طابعا علميا لكنه كان يشعر بالحرج ... حرجه تحوّل لخليط شيطاني لما أعلمني بأن الحمل يقع بخروج ماء من عضو الرجل يستقر ببطن المرأة ... طلبت رأيته ... تردد كثيرا ... كنت أتعامل معه كطفلة فضولية لا أكثر لكنه إستجاب ...
أنزل البوكسر لينطلق قضيبه للأعلى .... دائرة ناعمة عند رأسه المدبب ... نصفه الأعلى تغمره حمرة أقرب للوردي والأسفل يتحوّل للسواد كلما نزل نظري ... بدايات شعر تنبت حوله ... كيس بيضاته يطلّ من تحت قماش البوكسر ...
لم أتمالك نفسي ... يدي إنسحبت دون شعور نحوه ... أول ما لمست أناملي المتطفّلة جلده ... تيّار صاعق أصاب كلينا إرتعش ليهتز صدري لإرتعاشه ... بدأت أناملي تجول مكتشفة الجلد الناعم لعضلة تتصلّب بين يدي الطريتين ...
أحطته بيدي ... حجمه لم يكن بكبر زب خالي ... لكن ملمسه مثير ... بدأت أحرّك يدي صعودا ونزولا أملا أن يكبر أكثر ... أنزلت وجهي لأتملى في شكله جيدا ... قرّبت أنفي أتشمم ذلك الغصن ... كان مستسلما لحركاتي ...
كنت بدأت أتقن حركة صعود ونزول قبضتي الممسكة به ... حين طلب مني تبليل يدي باللعاب ... الفكرة سهّلت الحركة وبدأت تنتزع الأهات من صدره ... آهات تجاوب معها كسي ببلل جديد ... ثواني قليلة وخرج دفق ماء حار أصاب بعضه وجهي ...
أفلت يدي وتراجعت مرعوبة خوفا من إهتزازه ... رغم عدم رضاه من هروبي لكنه تقبّله ... إبتسامة عريضة علت محيّاه ...
كنت مندهشة من سرعة تراجع حجم ذلك الكائن الذي كان يعاند للصعود للسماء ... أصبح دائرة صغيرة يطل منها رأس خانع بين فخذيه ...
إنطلقت السيّارة لتعود بنا للمدينة ... الساعة تقارب التاسعة ... قال أن الوقت لن يسمح لنا بالتوجه لمحل الإشتركات ...
طلبت منه ثمنها وسأشتري ما أريد بنفسي ... جذب حافظة نقوده ... كان يختار من الأوراق أقلّها قيمة ...
مددت يدي نحوها وجذبت ورقة خضراء ذات خمسين دينارا ... لم يعترض رغم عدم تقبّله ... ثمن حصة تعلّم السياقة دفعه المدرّب لتلميذته ...
ليلا لم تمكني حرقة كسي من النوم .. تسللت أصابعي نحوه ... بدأت أفرك براحة يدي ... تبلل وتجاوب ... زرّ صغير بدا يتصلّب ... دعكته ... كمصباح سحري كلما دعكته طلب المزيد ...
بدأت أدخل طرف إصبعي بين شفرتيه ... بدأ يتجاوب أكثر وبدأت مفاصلي تهتز أكثر ... كنت سأتمادى لولا تذكّرت وصية أمي ... الكارثة ستنزل عليا ...
تراجعت مرغمة ... بدأت أمرر يدي تحت كسي ... طرف سبباتي بدأ يلامس فتحة مؤخرتي ... رائحة حادة وصلت خياشيمي ... لم تقرفني بل أثارتني ... بدأت أدفع بطرف إصبعي داخل تلك الفتحة ...
كانت تقضمه طلبا المزيد ... بللت إصبعي بمرطب سرقته من أدباش أمي ... إصبعي الوسطى بأكملها غاصت في فتحتي ...
إرتعشت حتى تملكني الرعب من لذة رعشتي ... ونمت
غياب أيمن ليومين بسبب عمله أشعرني بالفراغ ... عم سالم يرابط كعادته أما دكانه ينتظر ظهور بطلة مجونه على مسرح عهرها الفتي ... مكافآته بدأت تقلّ ...
فترة الظهيرة كان والدي نائما وأمي في بيت الجيران ... غياب أيمن لم يشجعني على مرافقة أمي ... جلست أراقب حركة المارة ... نادية زميلتي تمرّ أمام البيت ... طلبت منها الإنتظار وتسللت للحاقها ...
نادية كانت الأكثر إلماما بمواضيع الجنس ... هي المعلّمة بالنسبة لنا .... سحبتها في الحديث حتى فهمت كلّ شيء ... الرعشة الجنسية ... كيفية التعامل مع الزب ... الجنس الخلفي ... الثديين ... المص ...
راجعت كلماتها وتخيلتها ... كنت قد تمكنت في يومين من حشر إصبعين بمؤخرتي ... إعجابي برعشة اللذة التي يولدّها ذلك الفعل بجسدي جعلني أكررها مرارا
تكراري للعملية سهّل ذلك ... خصوصا مع خلو البيت ...
جاء موعد الحصة الثانية لتعليم السياقة ... نفس نسق الحصة الأولى دون مقدّمات ... طلب مني أيمن الجلوس على حجره كالعادة لكني ترددت ... تعجب من ذلك ...
قلت له أن كيلوتي تبلل كثيرا آخر مرّة مما سبب مشكلة مع أمي ... إقترحت خلعه دفعا للمشاكل .... لم يصدق أذنيه لكنه وافق بسعادة عجيبة ... كنت أرتدي تنورة قصيرة ... طلبت منه خلق البوكسر لو خاف هو أيضا من مشكلة مع زوجته ...
نظرة عينيه تؤكد أن السعادة رفعته للسحاب ... لحم يحتك باللحم ... لم يدم مشوارنا طويلا حتى طلبت منه التوقف ... دائرة فتحة مؤخرتي تصرخ طلبا لزائر ينجدها ... كنت أنا التي جلست على رأس زبه المنتصب تحتي بقوّة ...
بدأ يدخل بصعوبة في البداية ثم إتسع نفق متعتي الإحتياطي لإستقباله ... ما إن أحسست بإحاطة جلد داخل فتحتي عليه ... حتى إندفع السيل الحار داخلي ...
إحباط أصابني وخيبة أمل ... تواصلت الحصص تباعا ... لم أتعلّم السياقة لكني صرت أقود أيمن ... كما أدمنت دخول الزوار لفتحتي ... حجم زبه سهّل العملية رغم عدم توفّر الوقت حتى أستمتع ...
مرّت سنة على نفس النسق ... لكني مللت ... إرتفع مخزون ثروتي ... عم سالم الذي لم أره شريكا لي بدأ يعود سيرته الأولى في بخله فحرمته من متعة ربما تعودها فملّها ...
أيمن الذي لم يسعفه الوقت لتمتيعي كان يتمتع ويدفع ... لكني روحي كانت تتوق للمزيد ... بدأت أبحث عن شريك من سني ...
كانت آلاء تتحدّث وفمي مفتوح دهشة رافضة أن أصدّق ... لم تكمل حكايتها حتى قاطعنا رنين الهاتف ... أمها تتصّل تستفسر عن تأخرها ...
لقد سرقني الوقت ... لم يسرقني بل خرجت من دائرة الزمن ... لم يستوعب عقلي ما كنت أسمعه ... ودعتها دون أن أطفأ رعبها ...
خشيت أن تشعر بتعاطفي معها ... أعلمتها أني لم اتخذ قراري بعد ... سأحتفظ بالفيديوات وبالسر حتى أقرر ... يجب أن تنهي حكايتها فأقرر ...
الساعة تقارب الثامنة مساءا ... أمير الذي تعوّد الدلال منذ مدة قصيرة يستفسر سبب إنشغالي ... نظرت في عينيه ... أردت أن أعتذر منه ... هو ملاك مقارنة بما سمعت ...
أعددت له الطعام وهربت لغرفتي ... لم أحدّثه على الفيس ... كنت تائهة أراجع كل ما قالته آلاء بتفاصيله ... حقيقة أعجبتني جرأتها وقدرتها رغم صغر سنّها ...
وجدت حلا ربما لو لم تضعها الأقدار فطريقي لكانت نجحت في كتمانه ... صراحة عجزت عن تذكّر سذاجتي وأنا في مثل سنّها ... لسنا متشابهين ...
جيل وجد كل التطوّر التكنلوجي أمامه ... كل أبواب المعرفة مفتوحة ... المفروض أن يبحث عن المعرفة النافعة .... كرهت هذه العبارات ... ربما هي الناجحة بما تفعله ...
لم تبلغ الثامنة عشرة وقدرت على فعل ما لم أفعل عشره وأنا بنت الأربعين ... قابلتها غدا بالمعهد ... نبهتها أني لم أسامحها ولن أسمح لها أن تعيد الكرّة ... أوهمتها أني سأسأل والدتها عنها يوميا ...
لا أدري لماذا ... أردت فقط حرمانها من متعتها ... هي غيرة الأنثى لا أكثر ... عتاب شديد من إيناس على إهمالي الإتصال بها ... مستشارتي المقرّبة المجهولة ...
سردت عليها بالتفصيل كل ما حدث ... كانت تتابعني بإهتمام وتفهّم ... وافقتني على تعجبي من جرأة وخبث آلاء لكن عارضتني متحسّرة على جيلنا الذي ضاع صغره ...
كنت أكره تفوّق إيناس عليا في تفسير الأشياء ... قالت أن آلاء تشبه الشجرة التي تطرح غلالها مبكرا ... لا أعلم السبب لكن التشبيه سكن عقلي ...
رغم سعادتي بتغيير أمير وبالسلام المعلن بالبيت لكني كنت أشعر أني أحتاج شيئا ... إيناس قالت أن بنتيها ستسافران في عطلة لزيارة أختهما بألمانيا ... طبعا كل شيء مجّاني ...
أمير يطلب مني بحياء الإذن له بالإلتحاق بتربّص بأحد النزل تنظمه قاعة الرياضة ... سيقضي طيلة أسبوع العطلة الأوّل بعيدا ... لم يكن أمامي من بدّ سوى الموافقة ...
أردت مساعدته في تحضير حقيبته لكنه رفض ... رغم كل شيء لازالت الحواجز قائمة بيني وبينه ... زوجي أيضا سيسافر لحضور مؤتمر في إحدى الدول العربية ...
بيتي صار كقاعة إنتظار بالمطار ... الكل يحزم حقائبه ... أمير يبدو عليه التوتر لكنه سعيد ... أنا فقط لن أذهب إلى أي مكان ... فكّرت أنها فرصة للراحة ...
لكن الراحة من ماذا ... رحل الجميع ... فراغ يزيدني فراغا ... أمضيت الليلة الأولى كأني بين جدران سجن ... حوار بسيط على الفيس مع أمير الذي إعتذر مني بسبب التعب ...
أمسكت هاتفي وطلبت إيناس ... شكوتها إحساسي بالوحدة المضاعفة ... عرضت عليا زيارتها ... وافقت دون تفكير ... رغم خطورة كشف هوية الحقيقة لها لكني الأمر يشدني ...
سيّارة الأجرة تطوي الطريق من العاصمة نحو الساحل ... رغم إحساسي بالرهبة لكني لم أتراجع ... حركة نشيطة في محطة الوصول ...
أمسكت هاتفي وبدأت أتّصل بإيناس التي لا ترد ... بدأ الشك يساورني ... رحت أجيل النظر بحثا عنها ... عبثا ...
وقفت قرب باب الخروج وبدأت أفكّر بالعودة ... سيدة طويلة تلبس بنطلون جينز و قميصا أبيض ... تجيل النظر في الموجودين ... تشبه الفنانة وفاء عامر إلى حد بعيد ...
لا أعلم السبب لكن حدسي يخبرني أنها هي ... تقدّمت منها ... فإبتسمت ... عناق وسلام حار ... قالت أنها تعمّدت عدم الرد ..
أرادت منح الفرصة للأرواح أن تتعرّف على بعض ... وقد نجحت ... الإنسجام بيننا عجيب ...
لباقتها وحسن ضيافتها أشعرني بالراحة ... صديقتي الوهمية تحوّلت لواقع ... تسكن شقّة فخمة في الطابق الثالث من عمارة قرب الكرنيش ...
بدأت أشعر بالإحراج من كرم وفادتها لي ... المقابلة المباشرة تختلف عن الحديث عن بعد ... كنت أشعر بالخجل ... كأني أقف عارية أمامها وهي تعرف عني كل شيء من الواقع للإحساس للأحلام ...
وجبة غذاء دسم تلتها راحة قصيرة من تعب السفر ... جولة طويلة تعرفني بها بالمدينة خلال المساء ... إتصلت بأمير ليلا لأطمئن على أحواله ... سرعان ما أغلق الخط ...
إستقبال وتعارف جديد قديم في حياتي ... لأوّل مرّة أنام فيها في بيت غريب ... مع تلك القيلولة الإجبارية ... لم أهتد لسبيله بسرعة ... خشيت إن تحرّكت أن أزعج مضيفتي ...
لزمت غرفة إبنتها التي خصصتها لي ... فكّرت طويلا ... وجودي بمدينة لا يعرفني فيها أحد ألهب تلك الرغبة في صدري من جديد ... بدأت أحلام اليقظة تحيك خيالاتها في رأسي ...
ربما هي فرصة لم تسمح لي قبلا ... بدأت أفكّر جديا في ما كنت أنوي فعله من قبل ... لا خطر هنا ... فقط هو الحرج من إيناس ... ولماذا نتحرّج ... هي تعرف كل شيء ...
كنا نحتسي قهوة في إحدى الكافيهات ... وجهي يبدو عليه الغم رغم محاولة إيناس التخفيف عني ... ربما أحست بحرجي ... لم أكن صريحة وتلقائية كعادتي معها ...
- مالك ؟؟؟ شكل بلدنا ما عجبتكيش
- لا أبدا بالعكس دي حلوة جدا وجوها جميل ...
- أمال مهمومة ليه ؟؟؟
- مش عارفة أقلك إيه؟؟؟
- يعني لما ماكناش بنعرف بعض كنتي بتقولي كل حاجة ودلوقتي بتخبي عليا ؟؟؟
- لا أبدا مش بخبي بس مش قادرة أعبّر
- إحكي وخلينا نشوف ...
إيناس تفكّر بمنطق سليم مقارنة بي ... من يده في الماء ليس كمن يده في النار ... هكذا فسّرت الحكاية ... الغريب في الأمر أنها غيّرت الموضوع ....
أمير ... هو محور الجزء الثاني من الحوار ... بدأنا نضع الخطوط الرئيسية للمرحلة الثانية معه ... هو دفعه للتقدّم أكثر ... يلزمه دافع أقوى ...
أن تفكّر بصوت عالي مع أحد آخر ... يدخل عقلك في حلبة تحدّي ... عناد يجعلك تفكّر أسرع من عادتك ...
إقتراح قابلته إيناس بالترحيب ... أصلا ضربت كفيها ببعض تصفيقا لفكرتي مما جذب أنظار الحاضرين لنا ... آلاء ... نعم سأستعمل وسيلة الضغط لإبتزاز آلاء لتكون جزءا في خطتي ...
معجبة ... عشيقة ... أي إسم لا يهم ... لو تقدّمت فتاة بجمال آلاء لتبدي إعجابها بأمير فذلك سيكون حافزا قويا له للمواصلة ... فكرة دعمتها إيناس بروافد أفكار أخرى ...
مر اليوم الثاني من رحلتي عند إيناس ... بين النقاش والتجوال ... رجعنا البيت عند المساء ... إتصلت بأمير الذي صار ينزعج من مكالماتي ...
فسّرت ذلك كون إتصال أمه به يحرجه أمام زملاءه ... كنت أشتاق له ... خصوصا وأنه شغل تفكيري طوال اليوم ... كانت إيناس بالمطبخ تعد بعض الأكل ...
جلست بالصالون أفكّر ... فتحت الفيسبوك ... أمير متّصل ... بعثت له رسالة ... حتى حواره البسيط على الفيس مع بثينة الوهمية تغيّر ... سرعان ما إنسحب ...
عادت إيناس للجلوس بجانبي ... لم يكن صعبا عليها إكتشاف حيرتي التي رسمت على وجهي ...
- مالك لسة بتفكري في الموضوع ؟؟؟
- (لم أفهم أي موضوع تقصد) بصراحة في حاجة مش فاهماها ؟؟؟
- تحبي أفهمك ؟؟؟
- أكيد ؟؟؟
- أولا أنا مش حأثّر على قرارك بس الموضوع داه خطر (فهمت أنها ستناقشني في ما تهرّبت منه صباحا فأطرقت برأسي إذعانا) زي ما قلتلك من الأوّل ... ثانيا الخطر الأكبر إنك لسة ما وصلتيش للمرحلة إلي تسمحلك بكده
- إزاي ؟؟؟
- طيب كان ممكن أسيبك تعملي إلي في دماغك ... وداه سهل ... ممكن أدبّرلك مكان آمن ... ولو إن داه ممكن يسببلي أنا مشاكل ... مش حأقلّك على المشاكل إلي يمكن يوقعك فيها الحظ ... بس تخيلي لو جربتي هنا إلي كنت حارمة نفسك منه من زمان ... تقدري ترجعي زي ما كنتي ... تقدري تسيطري على رغبتك ثاني ؟؟؟ حتعملي إيه لما ترجعي بيتك ؟؟؟
- إنت فاهمة غلط ؟؟؟
- إيه ؟؟؟
- الموضوع داه مش هو سبب تفكيري وحيرتي ؟؟؟ دي حكاية شبه الجزيرة الصغيرة ... بسرعة تطلع على السطح وبسرعة تختفي تحت المية...
- أمال ؟؟؟
- أمير ؟؟؟
- ماله ... مش خططنا لكل حاجة وإتفقنا ...
- صح ... بس حاسة أنه بيعاملني ببرود ... برود معايا كأم وبرود على الفيس ... حاسة إنه كشفني
- كشفك داه إحتمال صعب ... بس البرود شيء طبيعي لأن العلاقة بينكم صارت مملة ... حوار طبيعي ما فيهوش تحفيز ...
- و الحل ؟؟؟ ماهو كده ممكن ما يستجيبش معايا ثاني ... وممكن علاقته بآلاء تخرج من تحت سيطرتي أقل شيء بالنسبه له ... ممكن يحبها و حلينا بقى ...
- أنا عندي حل لكل حاجة ... نقطع الشك إنه كشفك ونلهلب شوقه تجاهك ؟؟
الإتصال جاري ... الإتصال جاري ... لم يتحدّث أحد ... خيبة أمل أصابتنا لكن عالجناها بأنها منحتنا فرصة لمزيد التخطيط ... حاولي النصف ساعة واعدنا الكرة ... كنت أضع إحدى السمعات في أذني وأضع يدي على فمي ... كنت أخشى أن تتسلل مني كلمة لمسمعه تهدم كل شيء ... أخيرا تكلّم
- ألو مين معايا ؟؟؟
- إنت حمار يا ولى ؟؟؟ مش شايف إسمي عندك ؟؟؟
- (تلعثم حرجا من سذاجته ... ربما هي أوّل مرة يتحدث لأنثى عبر الهاتف) أصلي ما كنتش مركّز ؟؟؟ وكمان مش مصدّق ؟؟؟
- مش مصدّق ليه ؟؟؟
- أصلك أوّل مرة تعمليها ...
- حسيت إنك وحشتيني وما بقتش زي زمان فقلت أشوف مالك ... وكمان أنا لوحدي يعني لما سمحتلي الفرصة ... كلمتك
- طب أقلّك حاجة وما تزعليش ؟؟؟
- قول ؟؟؟
- بصراحة كنت شاكك إنها إشتغالة
- إشتغالة إزاي ؟؟؟
- يعني حد بيتسلى بيا ؟؟؟ مش عارف ؟؟ حاجة كده
- طب ودلوقتي ؟؟؟
- لا دلوقتي تمام (صدق حدسي .... كنت سأقبّل إيناس التي أنقذت خطتي بالصدفة)
- عامل إيه ؟؟؟
- عادي ... تمارين بالنهار وشوية دروس تابعة التمرين في الليل ...
- طب ما فيش بنات ؟؟
- بنات إيه ؟؟؟ كلنا رجّالة في التربص
- طب يا راجل ... الأوتيل ما فيهوش بنات ... آجانب سوّاح ...
نظرة خفية من إيناس لها تعلمها بوجودي ... تغيّر ملامح وجهها من الصدمة ثم تمالكت نفسها وتوجهت تسلّم عليا ... إسمها إبتهال ... جارتهم في نفس العمارة ... صديقة بناتها ... قالت إيناس أنها تعوّدت السهر عندهم ...
جلست الصبية قبالتي في الصالون ... ملابس البيت لم تأثّر على جمالها ... كانت تتفحصني بطريقة عجيبة لم أفهمها ... نظراتها نحوي أشعرتني بالتوتر ... لم أتمالك نفسي ...
- أنا : إيه يا حبيبتي ؟؟؟ حضرتك بتشبيهي عليا ؟؟؟
- إبتهال : (بعض الإرتباك من سؤالي المفاجئ) لا أبدا ... بس في شبه من الممثلة هالة صدقي ... بس هو لون الشعر
- إيناس : (كأنها تتدارك أمرا لم أعلمه ) أصل إبتهال مدمنة تلفزيون ... بس تصدقي معاها حق ... إزاي ما خدتش بالي ... لو فتحتي لون شعرك شوية .. تبقي نسخة منها ... خصوصا في مسلسل زوج ماما مين ؟؟؟ مش كده يا إبتهال ؟؟؟
- إبتهال : أبوة بالضبط ...
لاحظت نظرات وبعض الهمسات بينهما حين أوصلتها إيناس ... لم أعرها إهتماما ... عادت إيناس وعدنا لموضوع أمير ... دخلنا غرفتها ... أمسكت أنا بزمام الأمور في حين جلست إيناس بجانبي تحشر رأسها في الشاشة تراقب الحوار ...
- آسفة إني قفلت بسرعة ؟؟
- لا عادي خوذي راحتك ... هو زوجك رجع ؟؟؟
- لا دي أختي جات ؟؟؟
- يعني مش حنتكلّم ...
- لا عادي أختي ما فيش منها خوف ... قلي بقى بتاكل كويّس
- أكيد ... أصلا زدت 6 كيلو في شهرين
- بس ؟؟؟
- أيوة ... لكن كلها عضلات ؟؟؟
- عضلات مين يا أبو عضلات ؟؟؟
- مش مصدقة ؟؟؟
- بصراحة أيوة ؟؟؟
- تحبي تشوفي ؟؟؟ (كانت إيناس تقرصني وتهمس بشفتيها أن أوافق)
- طب ورينا يا سيدي ...
صراحة أعجبني التغيير الذي حصل له ... كل الصور كانت لجزئه العلوي ... صدره وذراعاه ... طلبت إيناس صورة كاملة لجسده ووجهه ... وافق بعد مقايضة أن أرسل له بالمثل ...
تطوّعت إيناس لتكون بطلتها ... أرسلت له بعض الصور أمام مرآة غرفتها ... طبعا حرصت أن لا تكشف وجهها ... رغم أنها كانت بملابس نوم عاديا لكنها حاولت إثارته ...
كنا ننتظر إرسال صورته كاملة حين تساءل عمن تكون السيدة المستلقية على السرير في خلفية الصورة ... خطأ كاد يدمّر كل شيء لولا حسن الحظ ... وجهي لم يكن واضحا ...
أختي ... ذكّرته أن أختي قدمت لتبيت معي ... أصرّ على رؤيتها ... خوفي من أن يكون كشفني دفعني للقبول بلا تردد ... وقفت أمام الحائط متخذة كل الإحتياطات أن لا أسمح لخطأ آخر أن يكشفني ..
تولّت إيناس تصوري ... لإلهائه عن الصور الأولى .. بعض الوضعيات المثيرة ... هي مضحكة أكثر من كونها مثيرة ...
أرسلتها له ... رد بعدة قلوب حمراء ... ثم قال أن أختي أجمل مني ... كنت تعودت مشاكسته فقبلت الأمر على أنها دعابة يستفزني بها كعادته ... رددت على إستفزازه بإنهاء الحوار مدعية الغضب ...
ضحكنا ملأ شدقينا وقد أعجبتنا دقة ملاحظته ... إنسحبت من غرفة إيناس ... إستلقيت على الفراش أراجع أحداث هذا اليوم كعادتي ... خفت من أن تكون الصور فيها ما يكشف هويتي لإبني ...
فتحت الفيس ... فتحت الصور ... كبّرتها ... راجعت كل تفاصيلها ... لا شيء يدعو للخوف ... كنت سأغلق حين وصلتني رسالة منه ... الصورة التي لم يرسلها ... معها إعتذار عن دعابته السخيفة ...
سعيدة بالتطوّر والحماسة التي صارت عليها علاقتنا على الفيس ... لم يسعفني النوم بسرعة ... أغمضت عيني عبثا ...
أمسكت هاتفي ثانية ... فتحت صورة أمير الأخيرة ... كبّرتها بحثا عن التغييرات في جسده ... إنفتحت عيني على آخرها ....
إنتفاخ بين فخذيه يكاد يخرق القماش ... صدري أحرقني من المشهد ...
الجزء الخامس
كمن تخشى الإحتراق ... أطفأت شاشتي ... لا أعلم السبب لكني كنت أتفادى النظر إليها...
أفقت متكاسلة من نومي ... رائحة القهوة تشير أن إيناس تنتظرني بالمطبخ ... صوت أغنية شعبية يصلني من مذياعها ... إقتربت من باب المطبخ المفتوح ...
أربع أقدام متقابلة ... هذا ما سمحت لي الطاولة برؤيته ... تلامس أطراف الأصابع يؤكد أن صاحبتيها متعانقتان ...
دخولي قطع عناقهما ... إضطراب شديد في ردة فعل إيناس ... إبتهال حشرت رأسها في المغسل تتظاهر بتنظيف بعض الأواني ...
إرتباك شديد في تصرفاتي ... صعقني المشهد ... إيناس تعانق إبتهال ... ربما دخلت في وقت غير مناسب ... أو مناسب ؟؟
لعلها كانت تشكرها على صنيع ؟؟؟ ... لعلها كانت تساندها لمرورها بأزمة ؟؟؟ ألف لعل غمّست بها فطور الصباح ... أحسست بالوحشة بوجودي بهذا المنزل الغريب ...
أصررت على العودة لمنزلي رغم تعجّب مضيفتي ... المفروض أن أقضي أسبوعا معها ... أوهمتها بأمر طارئ يتوجب قطع إجازتي عندها ...
عدت كما ذهبت ... مثقلة بألف فكرة وألف خيبة ... راحة شديدة شعرت بها عند دخولي لبيتي ... بيتي الذي طالما شكوت كآبته ... بعيد عنه كنت أشعر بالغربة ...
توليت تنظيفه رغم كونه لا يحتاج ... ربما كنت أعيد نفسي إليه ... إستحممت متخلّصة من تراب بعدي عنه ...
دخلت غرفتي وإستلقيت أطلب الراحة ... كعادتي قبل النوم يجب إجراء موازنة للأحداث ...
آلاء ... تلك الصبية البريئة عرفت كيف تحمي نفسها لولا حظها العاثر أوقعا في حديقتي ... إختارت من لا يمكنه فضحها ... متزوج ورب لعائلة... لو تكلّم ستسقط السماء عليه كسفا ...
غفوة بسيطة إسترجعت بها نشاطي ... فتحت التلفزيون عله يؤنسني ... المساء بدأ يلقي بظلاله ... شعرت بالوحدة كما أن الفضول يقتلني لمعرفة بقية حكاية آلاء ...
لا أعلم كيف تشجعت لكني طلبت من أمها أن ترسلها للمبيت معي ... طلب غريب بالنسبة لعلاقة الزمالة الجافة ... لكنها وافقت خصوصا لما علمت بوحدتي ... كما أنها فرصة لمراجعة بعض الدروس مع آلاء ...
نصف ساعة وكانت آلاء تدق الجرس ... واقفة عند الباب وقد علت وجهها صفرة الرعب ... لا أعلم لماذا رق قلبي لها ... لكني تظاهرت بالصرامة ...
دخلت خلفي ترتعش من وقع هذه الليلة الطويلة المقبلة ... جلست بالصالون وجلست قبالتي ... تضع يديها بين ركبتيها تضغط عليهما تخفي إرتجافها ...
لم أشأ تعذيبها أكثر بصمتي ... كما أن شيئا ما بداخلي يدفعني لمعرفة بقية حكايتها ...
- شوفي أنا لسة مصدومة من عمايلك (أطرأت برأسها أرضا تخفي دمعة ندم تنسلّ على خدها) ... المفروض وبحكم صداقتي بأمّك أقلها كل حاجة ...
- بلاش ... أرجوكي بلاش ... مستعدة لأي حاجة بس بلاش ماما
- أي حاجة ؟؟؟ زي إيه ؟؟؟
- أنا تحت أمرك ؟؟؟ أغسلّك ... أمسح أنظف ... مستعدة آجي كل يوم أعملّك إلي إنت عاوزاه
- (رفعت رأسي للأعلى كأني أفكّر بإقتراحها ... لويت شفتي وهززت رأسي كأني أرفض طلبها ... كنت أرى آثار الرعب على رعشة قدميها) مش داه إلي عاوزاه منّك ؟؟؟
- أي حاجة ... أنا تحت أمرك ... بس أرجوك إرحميني (وغصّت بالبكاء)
- طيب قومي إغسلي وشّك وتعالي ...
عادت آلاء تحاول التماسك ... جلست قبالتي على الكنبة فطلبت منها أن تجلس بجانبي ... إقتربت بحذر ... أمسكت يدها بحنان كأني أطمئنها ... بدأت الحرارة تدب في أوصالها التي جمّدها البرد ...
جسدها الرقيق ووجهها البريء عادت إليهما الروح ... لنجاح خطتي كان يتوجّب أن تثق بي آلاء ... خبثها يجعلني حذرة في التعامل معها ... ربما ستستغل أمير كورقة ضغط مضادة ضدي ...
كما أني لست شريرة لتلك الدرجة ... بدأت أهدأ من روعها .. أحسست أنها بدأت تتجاوب معي خصوصا لما أعلمتها أني لو وددت فضح سرّها لفعلت ...
- طيب شوفي يا حبيبتي أنا عاوزة نتكلّم زي إثنين صحاب ... ماشي ؟؟؟
- ماشي (نبرتها تأكد أنها لم تطمئن بعد)
- إنت مش عندك صاحباتك بتتكلمي معاهم في المواضيع دي ...
- أه
- طيب إعتبريني وحدة منهم ... وإلا أنا كبرت عالحاجات دي ...
- لا أبدا بالعكس ... أنا من أوّل ما إبتديتي تدرسينا وأنا مرتحالك ...
- طيب ... إنت شايفاني إزاي ؟؟؟
- مش فاهمة ؟؟؟
- يعني رأيك فيا كمدرسة ؟؟؟ كوحدة ست ؟؟؟ إتكلمي بصراحة ؟؟؟
- تحبي بصراحة ؟؟؟ أيوة ؟؟؟
- يعني زمان كنت ملتزمة صعبة صارمة ... الكل كان بيكرهك ويخاف منك وعشان كده كنا مش بنركز في المادة بتاعتك ... وعشان إنت صاحبة ماما كان مفروض عليا أجيب معدلات كويسة في المادة بتاعتك ...
- وبعدين ؟؟؟
- من ساعة ما غيّرت طباعك ... وخصوصا طريقتك في الكلام واللبس ... الكل إنبهر بيكي ... وأعتقد إنك لاحظتي داه من خلال تفاعل الطلاب معاكي ...
- الكل ؟؟؟ زي مين يعني ؟؟؟
- الفصل كله بيتكلّم عنك ؟؟؟
- بيقولو إيه ؟؟؟
- ....
- لا قولي من غير كسوف إحنا مش بقينا أصحاب ؟؟؟
- بيقولو إنك بقيت مزة ...
- (كلامها هز وترا في صدري وصل صداه بين فخذي ) هههه مزة
- أيوة ... أقلّك حاجة وما تزعليش ؟؟؟
- لا قولي ... إحنا إتفقنا عالصراحة ...
- في أولاد نفسهم فيكي ؟؟؟
- أولاد ؟؟؟ نفسهم فيا ؟؟؟ إزاي ؟؟؟؟ زي مين ؟؟؟
- كثير زي ... هيثم ؟؟؟ عادل ؟؟؟ عدنان ؟؟؟
- مين دول ؟؟؟ وعرفتي إزاي ؟؟؟
- أهو عرفت وخلاص ؟؟؟
- هما قالولك ؟؟؟
- مش بالضبط ؟؟؟
- أمال ؟؟؟
- يعني هما بيحكو لصاحباتهم وصاحباتهم بيحكولي ؟؟؟
- يا سلام ؟؟؟ يعني عاوزة تفهميني إنو ما وراكمش غير سيرتي ...
- في الأوّل لا ... بس من كام شهر إنت جذبتي الإنتباه ؟؟؟
من تحدّث عن رغبته في الفعل ... لن يتوانى عن وصف الفعل نفسه ...
آلامني جدا عدم ذكرها لحسين في قائمة المعجبين بي ... دخلنا غرفتي ... آلاء التي بدأت تطمئن لي تغيّر ملابسها أمامي دون حرج ... لا أعلم لماذا لكن جسدها الغض شدني لها ...
نومها بجانبي على السرير الذي تعودت خلوه ... بعث دفئا في قلبي قبل جسدي ... لم أهتد للنوم بسرعة ... أعدت سماع الحوار في ذهني ... هيثم ... عادل ... عدنان ... كلهم تلاميذي وأعرفهم ...
تخيّلت نفسي مع أحدهم ... أجساد شابة تعانقني ... هذا يدخل زبه في فمي والآخر في كسي والثالث في مؤخرتي ... حفلة جنسية كنت بطلتها ... حرارة شديدة تحرق ما بين فخذي ... نظرت لوجه آلاء ... ملاك نائم بجانبي ...
خدودها التي تورّدت و نفسها المنتظم يؤكدان إستغراقها في النوم ... تسللت يدي تداعب كسي ... إنفلت عقال خيالي ... صور ماجنة يصعب على أكبر منتجي الأفلام تصورها ...
رعشة شديدة تهز جسدي ... ثم إستسلمت للفراغ ... بدأت أجفاني تتلاصق ... أحدهم غيّر قناة شاشة أحلامي ... حلم اليقضة الوردي تحوّل لمشهد رعب ....
صورتي تزيّن كل صفحات الفضائح ... الشبان الثلاثة يجرونني من ثيابي للشارع ... الكون كله يتفرّج على فضيحتي وهم يتداولن مواقعتي في الشارع ...
إهتززت من أثر الرعب لأفتح عيني ... نور بسيط ينسلّ من الشباك يعلمني بطلوع النهار ... حلقي جاف والعرق يتصبب من كل مسامي ... هرعت للحمام أغسل عني بقايا عهري ...
كابوس أيقضني من غفوتي ... إيناس معها حق ...
من تحدث للغير برغبته فيا ... سيعتبر الوصول لي تتويجا يفتخر به أمام الجميع ... خرجت من الحمام ألف فوطة حول وسطي ... وعقلي تهز الأمواج العاتية ...
رائحة فطار تفوح من المطبخ ... كنت نسيت وجود آلاء بالبيت ... أسرعت الخطى للغرفة عندما لحقتني ... دخلت الغرفة دون إستئذان ... كنت أنشّف جسدي ... وقفت تنظر لي بتملّي ... أحسست بالحرج من نظراتها ... كنت أهم أن أطلب منها الخروج ... لكنها سبقتني بالكلام ...
- تعرفي معاهم حق ؟؟؟
- مين ؟؟؟
- الشباب ؟؟؟
- قصدك إيه ؟؟؟
- بصراحة إنت مزة قوي ؟؟؟
- إنت فين ؟؟؟
- لا أبدا كنت في الحمام ؟؟؟ خير ؟؟؟ مش عوايدك تتصلي عالصبح ؟؟؟
- صبح مين دا إحنا الظهر ؟؟
- ظهر ؟؟؟ (لم أستوعب اني إستغرقت كل هذا الوقت في النوم)
- شكلك مش على بعضك ؟؟؟ في إيه ؟؟؟
- (آلاء التي كانت واقفة قرب الباب إنسحبت ... صوتها وهي تعلمني أنها تنتظرني بالصالون وصل لإيناس في الطرف الآخر) لا أبدا ؟؟؟
- لا أبدا داه إيه ؟؟؟ مين معاكي ؟؟؟
- مافيش ؟؟؟ دي وحدة بنت صاحبتي ؟؟؟ باتت معايا عشان أمها مسافرة ؟؟؟
- مش قادرة أصدقك ؟؟؟
- دي آلاء ؟
- آلاء مين ؟؟؟ بتاعة الشبّاك ؟؟؟
- أيوة ؟؟؟
- وبتعمل إيه عندك ؟؟؟
- أنا قلتلها تيجي عشان الخطّة ... إنتي نسيتي
- طيّب أسيبك دلوقتي ولما تبقي لوحدك كلّميني
خرجت معها أوصلها لبيتها ... لا أعلم سبب تلك الزيارة المفاجئة ... أطفأت نار الخوف في صدرها بكل الأوصاف الجميلة وكلمات الشكر والثناء على أخلاقها وتربيتها ... رسالة أيقنت معها أني لا أنوي لها شرّا ...
خرجت من باب عمارتهم شدني دكان سالم العطّار ... دخلت أكتشفه ... رجل نحيف عيناه شديدتا السواد ... الوقار يغلب على محيّاه ... إشتريت علبة علكة وخرجت أبصق نفاق هذا المجتمع ...
سيّارة تقف أمام العمارة ... رجل فارع الطول ينزل منها ... لا بد أنه هو أيمن ... شعرت بالإشمئزاز لما تذكّرت وصفها لحجم زبه وسرعة قذفه ....
شردت في الشارع بلا هدف ... صدفة عجيبة وضعت هيثم وعادل وعدنان أمامي ... قاموا بتحية يغلب عليها الخجل ... إرتبكت خطاي كأني أهرب منهم وأنا أبادلهم التحية ...
جلست على كرسي خشبي في حديقة عمومية ... لماذا كل هذا العذاب ... نفس الترددات تبعث الرغبة في جسدي بأحلام وردية تلهب روحي ثم تلحقها صور مرعبة لمصير محتوم ... إن كانت لا تريدني أن أشبع فراغ جسدي وروحي فلماذا تلهب شبقي ثم تطفئه بماء من حميم ... أتركيني كما أنا ..... لا تلهبيني ولا ترعبيني ...
رغبة ملعونة وخيال ملعون ...
بدأت نسمات السماء الباردة تهب منذرة بليلة ربما يزورنا فيها المطر الذي غاب عنا منذ مدّة ... أسرعت الخطى نحو المنزل مرددة أغنية الطفولة البريئة ... سقف بيتي حديد ركن بيتي حجر ...
مع دخولي للبيت بدأ صوت الرعد يدوي ... بلدنا المتهرئة يظهر عجزها أمام أوّل إمتحان ... عاصفة بسيطة أغرقت الحي كله في الظلام ... ليلة ثقيلة مظلمة باردة ...
بحثت عن شمعة تنير دربي ... دخلت غرفتي ... الظلمة وصوت الرياح عمقا شعوري بالوحدة والفراغ ... صوت المطر المنهمر بقوة يدفعني للتكمش تحت اللحاف طلبا للدفء ...
دفء وجدته بمكالمة إيناس ... ليس أمامي غيرها ... تؤنسني في هذه الوضعية ... وصفت لها الوضع الجوي والنفسي وكل ما حصل لي من أحلام اليقظة والمنام ...
تحاليلها تقارب المنطق لدرجة تدفعني للحنق ... منطق عجزت انا التي تدّرسه للناس أن أقاربه مع حالتي
قالت أن الفراغ هو ما يدفعني للتخيّل زائد الرغبة الجنسية زائد الشعور بالنقمة ... بينما العقل السليم المدرك يبعث رسائل تنبيه من الوقوع في الخطأ ...
الجنس شيء ضروري شريطة توفر الغطاء الآمن
- غطاء آمن ... غطاء آمن ... بيتباع فين داه وأنا أشتريه
- لو كان بيتباع ماكانش حد غلب ...
- والعمل ...
- داه ما بتباعش ... فاكرة جدتك زمان لما كانت تنسج غطاء من الصوف
- أيوة
- نفس الشيء الغطاء داه بتنسجيه لنفسك ...
- يعني ممكن أسألك سؤال ؟؟؟
- طبعا ... بتستأذيني ؟؟؟
- إنت عاملة إيه ؟؟؟
- في إيه ؟؟؟
- يخرب بيتك ... يعني أنا فاكرة إنك قلتيلي إن علاقتك بزوجك مش ولا بد ... يعني عاملة إيه ؟؟؟ بتتغطي بإيه ؟؟؟ وإلا عريانة زيي وإلا إيه ؟؟؟
- حددي سؤالك ؟؟؟
- رغبتك ؟؟؟ أمورك الجنسية ؟؟؟ عاملة فيها إيه ؟؟؟
- تحبي الصراحة ؟؟؟ ... متغطية ؟؟؟
- إزاي ؟؟؟
- لقيت لنفسي حلّ ... مش مخليني محتاجة حاجة وكمان الجن الأزرق مش ممكن يشك فيه ؟؟
- يعني بتخوني زوجك ؟؟؟
- كلمة أخون دي تصح لو كانت علاقتنا سليمة وأنا رحت لغيرو ... مادام مافيش علاقة ما تتسماش خيانة ...
- تتسمى إيه ؟؟؟
- تتسمى حل ... حل لكل المشاكل ... ماحدش يشتكي وما حدش يتضرر ؟؟؟
- يعني عندك عشيق ؟؟؟
- تقريبا ؟؟؟
- مش فاهمة ؟؟؟
- عندي عشيقة ؟؟؟
- عندك إيه ؟؟؟ إنت إتجننتي ؟؟؟
- زي ما بقلّك كده ولقيت فيها إلي يعوضني عن كل أنواع الحرمان الجسدي والعاطفي وملأت عليا كل حياتي ...
- ومين الملاك دي ؟؟؟
- إبتهال
- إنت رحتي فين ؟؟؟
- مش عارفة ... أنا فين ؟؟؟ تهت
- ليه بس ؟؟؟
- إنت بتقولي إيه ؟؟؟
- مالك ؟؟؟
- لا أبدا عادي (بسخرية كبيرة)
- إنت بتتريقي ... طيب إنت مش شفتيها عندي ؟؟؟ شكيتي في حاجة ؟؟؟
- بصراحة لا ؟؟؟ (كنت أكذب ربما لأني أعرف طبيعة إيناس)
- وداه تأكيد لكلامي ؟؟؟
- بس دي أصغر من بناتك ...
- طيب إنت مش كنت معجبة بتلميذ عنك ؟؟
- بس دي بنت ؟؟؟
- ما هو في حالتي ما ينفعش ألاقي ولد ؟؟؟
- فسريلي ؟؟؟ أنا حاسة إني حأدوخ ؟؟؟
- لا تدوخي ولا حاجة ... أنا حاحكيلك كل حاجة
***********************
(القصة ستكون على لسان إيناس)
إبتهال إبنت جارتي ... أعرفها منذ كانت تحبي ... رأيتها تتعثر في خطواتها الأولى ... كثيرا ما رسمت وخربشت حيطان الممر بالعمارة برسوماتها الصغيرة ... هي لم تكن من ند إحدى بناتي لكنها كانت صديقتهن جميعا ...
فتاة تشع رغبة في الحياة ... أمها كانت إحدى صديقاتي المقرّبات ... توفيت وتركتها بنت 10 سنوات ... ظروف والدها دفعته لإلحاقها ببيت جدتها من الأم للعناية بها ...
في السنة الأولى لإلتحاق إبنتي الكبرى بالدراسة في الخارج ... سنحت لي الفرصة والمساحة أن أفصل بين بنتيا الصغرى والوسطى بإعتبار أن غرفة أختيهما فرغت وهو ما سيرحمني من عراكهما ....
عمل شاق ومضني في نقل الآثاث بين الغرف ... ترتيب الغرفتين تطلّب وقتا طويلا وجهدا كبيرا ... جمعت كل متعلقات إبنتي الكبرى ووضعتها في علب ... أردت حفظها في غرفة صغيرة بجانب الباب كان يستعملها زوجي كمخزن لبعض أغراضه الخاصة ...
دخلت الغرفة ... كل شيء فيها مكدّس ومبعثر دون عناية ... تملكني الغضب مع التعب الشديد ... بدأت أنظم أغراض زوجي لأفسح لنفسي مجالا أضع فيه العلب الكرتونية ... كنت أحمل إحدى العلب الثقيلة ... لكنها تمزّقت مني ... كل ما فيها تبعثر ...
إزداد حنقي ... بدأت أعيد ما كان فيها وأنا في قمة غضبي ... أوراق وفواتير بكل لغات العالم ... مجموعة من الأكياس الصغيرة محشورة بين الأوراق ... كنت أعتقد أنها أكياس شامبو جلبها زوجي من أحد الفنادق كعادته ... أو ربما جال للشعر أو غير ذلك ...
تحسستها بين أصابعي ... صلبة بعض الشيء ... فضولي دفعني لفتحها ... مجموعة من الواقي الذكري مكتوبة على مغلفاتها باللغة الألمانية ... لم أعر الأمر إهتماما بادئ الأمر ... فأنا وزوجي لم نستعمله يوما في علاقتنا أبدا ...
فرض عليا التعب إغلاق الغرفة وتركها كما هي ... في المساء وللصدفة العجيبة ... إجتاج زوجي عدة صيده ... نعم زوجي يدمن الصيد البحري ... إما مسافر في إحدى رحلاته يعود للنوم ثم يلتحق بشاطئ البحر يلاحق بعض الأسماك ...
في بداية حياتي معه كان الأمر يزعجني ثم مع مرور الوقت وإنشغالي بتربية البنات ودراستهن ومشاكلهن لم أعد أهتم ... تعودت حضوره بالغياب ... مع كرمه والمستوى المعيشي الذي يوفره لنا ... صار الأمر عاديا بالنسبة لي ...
خرج من غرفة أغراضه و الإرتباك بادي عليه رغم محاولته التظاهر بالعكس ... أيقنت أن بالأمر سرّا ... كنت أشك أنه يحفظ نقوده في حساب مخفي عني ... منذ سنوات ورغم الترفيع في أجرته ومنحه بدأ إنفاقه على البيت يقل ...
في اليوم الموالي ... فتحت الغرفة مستغلّة خلو البيت وبدأت أبحث ... كلها فواتير وبقايا قصاصات نزل أو مطارات ... أوراق تتعلّق بعمله ... لم أجد ضالتي فكدت انسحب ... أردت إعادة بعض الفواتير لمكانها فسحبتني ورقة عليها شعار أحد النزل ...
إطلعت عليها ... كل التفاصيل فيها مضاعفة ... الخمر x 2 ... الأكل x 2 ... لم أستوعب الموقف ... زوجي في العادة يسكن غرفة منفردة ...
بدأ الشك يقتلني ... أردت مصارحته بشكوكي ... لكني تراجعت فهو يتقن الكذب والتأليف ... كما أن ذلك يمكن أن يكسر زجاج الثقة بننا للأبد ...
مرّت الأيام وفكرة أنه يخونني تتخمّر في رأسي أكثر شيئا فشيئا ... بدأت أراجع تصّرفاته ... عادة ما يعود و زي الطيران الخاص به تفوح منه العطور النسائية ... ذلك طبيعي بالنسبة لعمله ... الكثير من الدلائل التي كنت أتنكر لها ...
صرت أضع هاتفه تحت المراقبة الدقيقة... لا جديد فيه ... تصرّفاته طبيعية ... حتى بدأ ضميري يؤنبني أني شككت فيه ... لا بد أن الشركة أرادت التقشّف فأسكنت الطاقم في غرف زوجية ... الواقي الذكري ربما خجل أن يرفضه من إحدى حملات التوعية ضد الأمراض فأخفاه عني ...
أسابيع قليلة وبردت ناري وثوى لهيبها ... خرجت على غير العادة أتجوّل بالمدينة ... إحدى صديقات المراهقة تتوجه نحوي مستبشرة مستنكرة ... بعد السلام والتحيّة .. بدأت تعاتبني ...
- بس أنا زعلانة منك ؟؟؟
- ليه بقى ؟؟؟
- يبقى نكون نازلين في نفس الأوتيل ؟؟ وفي الغربة وما تجيش تسلّمي عليا ؟؟؟
- (الحيرة والدهشة علت على وجهي ... لم أفهم كلامها المجنون) إمتى داه ؟؟
- الشهر إلي فات ؟؟؟ هو زوجك ما قالّكيش ؟؟؟
- إنتي بتقولي إيه ؟؟؟
- على العموم مش مشكلة ... أكيد كنتم بتجددو شهر العسل ومش عاوزين عزول ... أصل شفت الخدمة بتاعة الأوتيل بتدخّل لكم طاولة عرسان ... يا بختك بزوجك
- (صمم وعمى وفقدان للوعي والإدراك ... لكني تماسكت) إنت كنت هناك ساعتها ؟؟ ما عرفتش غير دلوقتي ؟؟؟ (كنت مرعوبة أني أجهل ما تتحدث عنه)
- أيوة أصل كنت طالعة سفرية تبع الشغل في بلجيكيا ... وفي الويكاند كنت زهقانة ... خرجت أتمشى في الأوتيل ... شفتك داخلة الغرفة بس ما لحقتكيش وبعدين زوجك دخل وراكي ... فضلت مرابطة هناك لحد ما خرج زوجك سلّمت عليه وطلبت منو يبلّغك إني مستنياك في اللوبي بس إنت ما جيتيش ... بس واضح إنو وجودي ما أسعدوش ... عموما عرسان جداد يا عم
- ههه تصدقي ما جابليش سيرة ... ولما شفتيني ما ندهتيش عليا ليه ؟؟؟ (كنت أحاول الخروج من الموقف دون إحراج وبدليل قاطع)
- أنا ما شفتكيش ... يا دوب لحقت أشوف شوية من شعرك وإنت داخلة الباب ... لكن شفت زوجك لأنه كان ماشي وراكي ...
تزلزلت الأرض من تحت قدمي ... رحت أبحث له عن عذر ... لم أقصّر في شيء ... هو الذي بدا ينفر مني شيئا فشيئا ...
عدّت للبيت متحفّزة إعلان الحرب ... حرب سأخسر فيها الكل... البيت ملكه والبنات قاربن سن الرشد ... طلاقي منه سيفقدني كلّ شيء ...
فكّرت في قتله والإنتقام لنفسي ... الأمر سهل ... تسميمه أبسط من غسل اليدين ... لكن البنات ؟؟؟ ما مصيرهن ؟؟؟؟
كتمت غيضا وألما سببه جرح لا يندمل ... صرت أمقت زوجي ... رائحته العطرة صارت تسبب لي الغثيان .... كنت كلّ ليلة أتعمّد السهر في الصالون مدعية متابعتي للتلفاز ثم أنام على الكنبة ...
العالم كلّه يتآمر عليا ... المسلسلات تتحدّث عن الخيانة ... الأفلام كذلك ... البرامج الإجتماعية .... هل الخيانة إحدى أركان العيش في هذا الزمان ...
خيانة بخيانة ويلكن ما يكون ... ليس أذكى مني ولا رغبته تضاهي رغبتي ... وضعت نصب عيني ... ياسر ذلك الفتى الذي يحرس عمارتنا ... دخوله وخروجه لكل البيوت أمر عادي ...
صرت أرابط في الشرفة وقد تملكني مارد يسير في عروقي إسمه الرّغبة في الإنتقام .... كنت أراقب تصرفاته ... حركاته النشيطة ... عضلاته المفتولة ... شفتاه الورديتان ... جلده الناعم ...
تخيّلت نفسي ألف مرّة بين أحضانه ... يقبّلني ... يرضع صدري وما بين فخذي ... يدخل ما يخفيه في مخزن أسرار رغبتي المكبوتة ... ستطول قرون زوجي حتى تضاهي السماء ...
وضعت خطّة أسحبه بها ... كان يوم سبت ... البنات عند خالتهم لحضور عيد ميلاد إبنتها الذي إعتذرت عن حضوره بمرض مثّلت أعراضه ...
ساعات طويلة قضيتها إستعدادا لدخلتي الجديدة ... نتفت شعر كسي ... نعّمت جلدي ... لبست كيلوتا أبيضا حريريا يدغدغ قماشه الناعم زرّ الرغبة كلما تحرّكت ... صدري العاري سترته بقميص نوم شفّاف ... يكشف أكثر مما يستر ...
وقفت أنظر لجسدي ... كم أنت محضوض يا ياسر ... نعم كل هذا الجمال سأهديه لك لتنهبه ممن لم يقدّره حق قدره ... تخيّلي لرجل آخر يفعل بي ما يفعل على سرير زوجي كان يثيرني حد الجنون ...
مضت ساعات الليل الأولى ... خطتي كانت قطع الكهرباء عن بيتي ثم النزول لمناداة ياسر بدعوى أن أحدهم تسلّق الشرفة ... ثم أطلب منه المبيت معي خوفا من عودته ... وبعدها سيهل الأمر ...
خلعت حذائي كي لا أحدث جلبة بالعمارة ... نزلت السلالم متوثبة بخطى القط ... إقتربت من غرفة البواب ... مددت قبضتي لأطرق الباب ... النور كان خافتا ..
خشيت أن يكون مستغرقا في النوم ... نظرت من فتحة المفتاح ... قبل أن تصلني الصورة وصلني صوت آهات خفيفة ... آهات لا يمكن لأذني أن تخطئها ... محنة جنس ...
كاد رأسي يغلي ... عشيقي الذي لم يعشقني سبقتني إحداهن إليه ... وضعت عيني على فتحة الباب ... مؤخرة سمراء صلبة عارية تهتز آمامي ...
إنتظرت قليلا حتى تعوّدت عيني ضيق مجال الرؤيا ... ياسر يضع يديه على حافة السرير بينما شاب أسمر يرهز خلفه ... شاب إفريقي دائما ما كنت أراه بالقرب ...
صوت آهات ياسر تؤكّد أنهما مستمتعان ... خطوات تقترب من باب العمارة ... دفعتني للهروب ... شبه عارية أمام غرفة البواب ... تهمة مؤكدة كاملة الأركان ...
لم أعلم كيف حملتني ركبي لأدخل غرفتي ... مزهرية جميلة كنت أعشقها دفعت ثمن الظلمة التي سببتها بنفسي ...
بكيت طويلا مزهريتي التي تكسّرت ... لملمت قطع روحي التي تبعثرت مني ... ما هذا الحظ الأحمق ... مالذي حدث للرجال ... خيانة وشذوذ ؟؟؟
العالم قارب أن ينتهي ... غلبني الضحك كلما تذكّرت خيالي مع ياسر ... ياسر الذي تخّيلته يسد كل فراغاتي جسدي ... كان في الأصل يبحث عما أتوق له ...
سخريتي من نفسي منعتني من النوم ... جلست في الشرفة أراقب الطريق الخالي ... صوت الفجر يهز نوم النائمين ... الشاب الأسمر يتسللّ خارجا من باب العمارة نحو وجهة مجهولة ...
ربع ساعة وبدأ ياسر يتحرّك تحتي ... نظرتي له تغّيرت ... يمسك مكنسته بين يديه ينظف الرصيف من أوساخ جلبتها الرياح ... كنت أتخيّل الزب الأسود بين يديه بدل عصى المكنسة ... وأضحك ملأ شدقيا من أفكاري ...
فتاة تجرّ حقيبة سفر تقترب من الباب ... نور هذا الصباح الكئيب منعني من معرفة هويتها ... تحدثت قليلا مع ياسر ثم إختفت داخل العمارة ...
أسبوع طويل مرّ دون جديد ... سوى تصاعد مستوى الكوميديا الحزينة في حياتي ... صرت أسخر من كل شيء ... البنتان في مدارستهما ... زوجي كعادته ...وأنا كل عاداتي تغيّرت ...
بدأت أفقد رغبتي في كلّ شيء ... فشلت كزوجة شريفة ... فشلت أن أكون إمرأة ماجنة ... حتى كأم فقد فشلت ... نجاح بناتي لا يغطي فشلي معهن ... خصوصا وأنهن يرابطن أما هواتفهن كالمقيّدات ...
كان يوم سبت ... إستيقضت حوالي منتصف النهار ... على صوت جرس الباب ... زوجي قام بتحضير حقيبته لوحده وإنصرف ... إمتننت له أنه لم يزعجني ... ابنتاي واقفتان عند الباب ... الصغرى تطلب مني أن أغمض عيني إستدعداد لمفاجئة ...
أي مفاجأة هذه ... لقد صرت أخشى المفاجآت ... سحبتني إبنتي الكبرى من يدي حتى الصالون ... كنت أشعر بيدها الأخرى تشير لأحدهم بالإقتراب ... يدان رقيقتان تبعدان يدي عن عيني ...
بدأت أفتحهما ... أوّل ما وصلني من الصورة شعر كستنائي مجعّد على شكل لوالب ... جبين عريض يقارب لونه السمرة ... حاجبان منمقان بعناية ... عينان سمراوان يسبحان في بياض يقطر الحنان منهما ... أنف مدبب صغير يعلو شفتين حمراوين ...
رقبة ناعمة يستر أسفلها قميص أبيض فضفاض يكشف إرتفاع صدره عن تفاحتين ناضجتين ... تنورة بنية تصل حتى منتصف الركبتين ... جوارب شفافة تغطي جلدهما الناعم لتلتقيا بحذاء جلدي بني ...
لا أعلم مالسبب لكني دهشت ... كلمات حشرت في حلقي للترحاب ... أصلا إسمها تاه في ذاكرتي ...
- إبتهال ؟؟؟ مش معقولة ؟؟؟ إنتي كبرتي وحلوتي إمتى ؟؟؟
(عناق طويل بيننا ... بفعل عامل الطول كان رأسها ينحشر بين ثديي تحرقني أنفاسها) إنت إلي صغرتي إمتى ؟؟؟ (أمسكتني من يدي تديرني حول نفسي)
- (كلماتها دفعت شيئا في صدري يدعوني لحظنها ثانية ) تعالي هنا إنت وحشتيني ؟؟؟
- إنت وحشتيني أكثر يا إيناس (رغم إستغرابي من مناداتي دون ألقاب لكني كنت سعيدة بوجودها .... عناقها غيّر شيئا في نفسي)
- تعالي خشي ... لازم تتغدي معانا ...
- معلش يا إيناس ... مش حأقدر بس حأرجع أسهر معاكم شوية ...
- إن كان كده معلش .... (إصرار بناتي أن تبيت ليلتها معنا قابلته بسعادة)
- أحسن بردو ... أقلها أرتاح من عشماوي إلي في البيت ...
دخلت البنتان غرفتيهما ... جلست أمام التلفاز أتابع شيئا لا أتابعه ... فقط العينان تنظران ولا تبصران ... إبتهال كبرت كثيرا ... صارت جميلة وجذّابة ... ما يقرب السبع سنوات لم أراه فيها ...
تذكّرت زوجي وهو ينتقد هذا الجيل يوما في قوله " بنات اليوم تبرز صدورهن قبل أسنانهن " ... ربما معه حق ... كما أن لبسها وشياكتها أكسبتها رونقا خاصا... وإن كانت في مثل هذا العمر ...
لا أعلم السبب ... رغم إستيقاضي متأخّرة فقد غالبني النعاس ... نمت نوم الرضع على صوت هدهدة التلفاز ... نفس ما حصل صباحا تكرّر الآن ... جرس الباب يدعوني للنهوض ...
فتحت الباب ... إبتهال بملابس رياضية ... شورت أزرق قصير يصل حتى منبت أفخاذها يغوص بينهما ... وتيشرت أسود فضفاض يغطي رقبتها ...
نظرت في عيني مستغربة ... قبّلتني بحرارة على وجنتي ... مستغربة كوني نائمة لمثل هذا الوقت ... دخلت أغسل وجهي وأنفض كسلي بينما ذهبت تسلّم على البنات ... خرجت لأجدها تتكلّم بالهاتف ... صوتها واثق ووقفتها شامخة ...
أعلمتني أنها طلبت بيتزا من محل قريب ... شعرت بالخجل كوني لم أحضر شيئا لضيافتها ... كما إندهشت من جراتها في دخول مطبخي وإكتشاف الأدراج والثلاجة كأنها تعيش هنا منذ الأزل ...
صراحة لم أكن أتقبّل هذا الموقف من غيرها ... إحداهن تقتحم عالمي دون إذن وأنا سعيدة ... دخلت أغّيّر ملابسي ... لا أعلم السبب ولكني قلّدتها في اللبس ... نفس الطقم ونفس الألوان مع إختلاف الكتابة ...
تعطّرت وسرّحت شعري ... البنتان لم تخرجا بعد من غرفتيهما ... صوت حنفيّة الماء في المطبخ جذبني ... كؤوس وبعض الصحون قامت بغسلها ... رغم خجلي من إهمالي كنت سعيدة بعفويتها ونشاطها ...
بناتي لا تتحرّكن إلا بعد سماع وابل من الصراخ ... هذه سرقت وجداني بروحها ... إجتمع الجميع حول الطاولة ... تناولنا البيتزا ... ثم إنسحبت البنتان لغرفتيهما ...
نهرتهما على تركهما لصديقتهما لوحدها ... لكنها قالت أن ذلك يسعدها ... جملة لم تدخل رأسي " خلينا ستات مع بعض " ...
ضحكت من موقفها ممن تعتبرهما أطفالا ... إحداهما أكبر منها بسنة والأخرى أصغر منها بأشهر ...
حقيقة كنت أحس أنها راشدة بتصرّفاتها وشخصيتها ... لا أعلم سبب هزيمة غيرتي عند مقارنتها ببناتي ...
ساعدتني في تنظيف بقايا الأكل ... أصلا قامت بتحضير الشاي ... مزيج عجيب لم أستعمله قبلا من الأعشاب ... وجلسنا بالشرفة نستمتع بالجو الجميل ...
راحت تقص عليا حياتها عند جدتها ... كانت تملك حماما عموميا ... الحمام هو مكان مفتوح للعامة للإستحمام ... بيوت ساخنة وماء ساخن ... يذهب الجميع له للتخلّص من الأوساخ كما أنه يردّ الروح والنشاط للجسد ...
يسمى عند الشرقيين " حمام تركي " في حين يعود تاريخ إستعماله بتونس لما قبل قدوم الفينيقيين أي قبل أن نعرف شيئا إسمه الأتراك بأربعة آلاف سنة ... المصريون يسمونه حمام مغربي وهذا أقرب للصحة بإعتبار الشراكة بين دول شمال إفريقيا ... أثار الحمامات موجودة بكل المدن والمواقع التاريخية بها...
عادة الذهاب للحمام يكون مرتبطا لموعد جنسي للأزواج ... عند عودة المرأة من الحمام تكون جميلة فلا يمكن لزوجها إضاعة الفرصة ... والعكس بالعكس ... لو أردت الدعاء لصبية ... تتمنين حضور حمام عرسها ...
بدأت أفهم سبب نضجها السابق لأوانه ... مخالطتها لكبيرات السن أكسبها خبرة لا يمكن لغيرها أن تكتسبها ... تتكلّم بطريقة تشبه العجائز ... نكتها طريفة رغم بعض الإيحاءات ...
كنت كالمصدومة بتحوّلها ... عقلي لا يزال يراها الطفلة التي ترسم على الحيطان ... صوت ضحكنا سحب نظر ياسر الذي كان يشتري شيئا ويدخل باب العمارة عندما رفع رأسه ...
قام بتحيتنا وتمنى لنا وقتا طيّبا وإنسحب ... حركة شفتيها وشكل وجهها تنم عن عدم إرتياحها له ... سألتها عن السبب ... لم تتردد في إجابة صدمتني ...
" أحرق صوابعي إن ما كانش ميبون "
الميبون هي التسمية التونسية للشاذ السلبي ... صدمتي الأولى كانت من إستعمالها للفظ يعتبر قبيحا ومحرّما ... هكذا دون تمهيد تخطت حاجز الإحترام بيننا ... لكن الصدمة الحقيقة هي كيف أدركت ذلك وأنا التي شهدت بأم عيني صحة توقعها ...
لم أستطع إمساك نفسي عن سؤالها ...
- وإزاي عرفتي ؟؟؟
- يعني كلامي صح ؟؟؟
- (أحسست بالإرتباك من كلامها) لا يعني أقصد إيه إلي خلاّكي تقولي كده ؟؟
- مش عارفة ... كلامه ... شكله ... حركاته
- حرام عليكي ... داه ولد مؤدّب وخدوم ؟؟
- وإيه علاقة داه بداه ؟؟؟ يمكن يكون رئيس دولة وهو كده
- يا سلام ؟؟؟
- طبعا ... دي خصوصيات في الناس .. فيه إلي كده وفيه إلي كده ... وداه امر شائع
- طب وعرفتي منين ؟؟؟
- من الحمام ؟؟؟
- نعم ؟؟؟ الحمام ؟؟؟
- أيوة ...أصل بيت جدتي فوق الحمام ... وفيه مكان عالسطح عاملينه عشان التهوئة ... يخرج منه البخار وكده ... وبحكم إني ديما بألعب على السطح ... إكتشفت إن الفتحة دي فيها مكان يخليكي تشوفي كلّ حاجة ...
- يخرب بيتك بتشوفي إيه ؟؟؟ مش مكسوفة من نفسك ؟؟
- في الأوّل أه بس بعد كده ما كنتش أسيب لقطة تفوتني ههههههههه
- (لا أعلم ما الذي دفعني لتقبّل كلامها ... ربما الفضول وربما طريقتها الساحرة) يعني كنتي بتشوفي إيه ؟؟؟
- أقول ؟؟؟ من غير حرج
- إنتي خليتي فيها حرج ... قولي
- على رأيك ... شوفي الحمام في الليل كان بيشتغل للرجالة وبالنهار للستات ... كان فيه إثنين رجالة يشتغلو فيه ... طيّاب (الطيّاب هو من يقوم بفرك ودعك و إستخراج الأوساخ من الزبائن) واحد كان بياخد وواحد كان بيدي ...
- ياخذ إيه ويدي إيه ؟؟؟
- يعني واحد كان يعمل وواحد كان بيتعمل فيه ؟؟
مرّ الوقت دون شعور ... إستغراقي في النوم طيلة النهار طرد النعاس من عيني ... نسمات باردة قامت بطردنا من الشرفة ... لجأنا للبيت ... البنتان تغطّان في نوم عميق ... لم تشأ إبتهال إزعاجهما ...
قالت أن النوم في الصالون يناسبها ... رغم أن ذلك محرج بالنسبة لضيفة لم نحسن إستقبالها ... لكن ليس هناك حلّ آخر ...
دخلت غرفتي ... غيّرت ملابسي ... وإستلقيت على الفراش ... عبثا حاولت النوم ... الساعة قاربت الثالثة فجرا وخشب السرير يئن من تقلّبي ...
عطش شديد يحرق جوفي ... فتحت الباب بهدوء خشية أن أزعج ضيفتي ... على أطراف أصابعي أتسلل خارجة نحو المطبخ ... نور فانوس إحتياطي يبعث أشعة بيضاء داخل الصالون ...
أردت الإطمئنان على الصبية إن كانت مرتاحة في نومها ... تقدمت من الكنبة ... كان الغطاء ملقى على الأرض ... أردت تغطيتها ... إنحنيت ألتقطه ... يدها اليمنى تتحرّك لتحك بطنها ...
صوت خربشة أضافرها على جلدها الناعم أثارت فيا شيئا لم أفهمه ... بدأت يدها تتصاعد نحو الأعلى وقماش التيشرت يتصاعد معها ... ثم عادت لسكون النوم ...
بطنها العارية المسطحة تتوسطها صرّة سمراء حولها تكميشات كشفتين ترسلان قبلة خجلة في الهواء ... النصف الأسفل لثدييها الطريين يشكلان جفنين ينافسان جمال عينيها النائمتين ...
ذراعاها السمراوان يكللان بطنها البيضاء كإطار خشبي منقوش حول لوحة تفننت الطبيعة في رسمها ... جمال شكل بطنها أسر نظري ... رفعت عيني لأتملى بجمال وجهها ... عيناها الحالمتان تنظران لي بدهشة وسرور غريبين ...
لا أعلم سرّ إرتباكي إلتقطت الغطاء ووضعته عليها أنزل الستارة على مشهد لم أستمتع به بعد ... أمسكت يدي بأصابعها الرطبة الطرية ... حركة إمتنان منها لعنايتي بها أشعلت نار تحت جلدي ...
كل مياه العالم لا تكفي لتطفأ ما إشتعل داخلي ... شربت الماء حتى إنتفخت بطني ... وهربت لغرفتي أراجع نفسي ...
أسبوعان طويلان لم أهتد لتحليل ما أصابني بوجود تلك الصبية ... ما أن تخبو ناري حتى تدخل إبتهال بيتي لأي سبب ... تلهب روحي وتنصرف ... إنجذاب غريب نحو بنت من سن أصغر بناتي ... لم أفهم ما يحدث لي ...
تعودت وجودها بالبيت ... تدخل كأنها تقيم فيه ... تفتح الثلاجة ... ترفع أغطية الأواني فوق الموقد ... تقضم ما تيسر ليدها من الغلال ... وجودها أسعد بناتي ... فحديثها ممتع وشيق وطريف ... كما أن حدة نقدي لهما تقلّ كلما وجدت ...
صارتا تؤكدان عليها الحضور بصفة متكررة .... حتى زوجي الذي يزعجه دخول ذكر ذباب غريب للبيت لم يعلّق على وجودها ...
كان يوم سبت ... زوجي عاد صباحا من إحدى رحلاته الوردية منهكا ... معركة حامية الوطيس بينه وبين بنتيه ... دعوة من أخيه لحضور مناسبة ببيته تتوجب نقله لهما لحضورها وهو يتمنى النوم ...
إنتهت لصالحهما رغم إستبساله ... البيت فارغ من كل شيء ... إنتقمت من زوجي بأن إستسلمت أنا للنوم ... ساعات بعد الظهر الطويلة رحت فيها بغيبوبة طويلة ... أيقضني منها صوت الجرس كالعادة ...
صحوت متأففة من هذا الزائر المزعج ... إبتهال تقف أمامي مبتسمة ... شعرها منسدل نصفه على وجهها ونصفه للخلف ... تورّم عينيها يؤكد أنها نهلت من النوم حتى الثمالة ... عقد صغير يزيّن رقبتها الرقيقة ... قميص أخضر رقبته المفتوحة حتى نصف صدرها مشدودة بخيوط متعاكسة ... تضيق كلما إقتربت من ثدييها المرتفعتان للأعلى بشموخ ... بنطلون جينز أبيض مشدود بحزام أسود ... حذاء أسود بلا كعب ...
وقفت تنظر لي بدلال ... إستغربت وجودها فهي كانت حاضرة وقت المعركة ... وغادرت البيت بمغادرة البنتين وأبيهما ... نظرة إستجداء ترمقني بها ...
- أنا نازلة وسط البلد أشتري حاجات ... تحبي تجي معايا
- (إلتفت لساعة الحائط كأني أعتذر عن الخروج في مثل هذا الوقت) أصل ...
- الساعة لسة خمسة ونص ... كلها ساعة ونرجع ... وبعدين حتقدي تعملي إيه لوحدك ؟؟؟
- ممكن البنات يرجعو وما يلاقونيش ؟؟؟
- يا سلام ... هما حيحاسبوكي
تقابلنا قرب باب المطبخ ... كانت تنظر لي كأنها أعجبت بملابسي ... إبتسمت وهي تمسح يديها من أثر البلل بعد تنظيفها لبقايا أواني بالمطبخ ... هذه الصبية تخطف لبي ...
توجهنا على القدمين نحو المتاجر ... كنا نقف أمام كل واجهة لوقت طويل ... تفهم في الموضة والتصميمات والماركات العالمية وتسريحات الشعر وكل شيء ... هذه الصبية تسبق سنها بسرعة البرق ...
دخلنا سوق العطّارين ... محلات لبيع الأعشاب ... زواحف مجففة معلّقة ... روائح البخور تخطف حواس الشم لتسافر بك لأقصى شرق العالم ... قراطيس عديدة من أعشاب وبعض الزيوت ... وقفت تنتظر صبيا يطحن لها كمية من بذور الحلبة ...
إستغربت مما تفعل ... فهمت إستغرابي وهمست في أذني ...
" داه خليط فعّال ... بيكبّر... "
ثم صمتت حرجا ... نظرت في عيني ووضعت كفيها طاوية أصابعها حول صدرها ... غمزت وإبتسمت ... نظرات عينها دفعتني للإبتاسم رغم تعجبي ...
فهمت سبب حجم صدرها الذي لا يعكس عمرها ... لكني إندهشت من إهتمامها بذلك رغم صغر سنها ... وقفت تنظر لي كأنها تتملى في جسدي ... طلبت مني مبلغ عشرين دينارا ... كنت أضن أنها لا تملك ما يكفيها ... مكنتها من طلبها ....
قائمة طويلة أخرى من الطلبات والزيوت ثم غادرنا المكان ... كل من يرانا يعتقد أننا أم وإبنتها ... لكن الإبنة هي التي تقود خطوات الأم ... علبة صغيرة من الحلويات التقليدية قضت على ميزانيتها ...
صوت المغرب يعلمنا بدنو حلول الليل ... ركبنا سيّارة تاكسي أقلتنا للبيت ... ياسر يفتح لنا باب العمارة ... وقعت عيني في عين إبتهال ... تذكرنا كلماته عنه و إنفجرنا ضحكا ... صعدنا السلالم تاركين البواب المسكين مشدوها من تصرفنا ...
أمام باب بيتي ... مدت لي إبتهال أحد الأكياس ... قالت إنها تخصّني ... قبل أن أسألها عن الموضوع ... رن هاتفي ... إتصال من زوجي يعلمني أن الجميع سيبيت في بيت أخيه ... تركت إبتهال كل الأكياس على الأرض وهرولت نحو شقتهم ...
ما إن دخلت وبدأت أضع الأكياس بالمطبخ حتى رن الجرس ثانية ... إبتهال تمر من تحت يدي لندخل الشقة ... ألقت بكيس صغير فوق كنبة بالصالون وإلتحقت بالمطبخ ...
بدأت تفرغ قراطيس الأعشاب ... قالت أنها إستأذنت والدها للمبيت معي .... كانت تخلط هذه بتلك وتطحن المزيج لتضيف إليه بعض الزيوت ... سحبت الكرسي ووضعت مرفقي على حافة الطاولة أسند خديا لكفي ... كنت أتابع حركاتها الثابتة وهي تصنع سحرا بدأت روائحه تسكن حواسي ...
رفعت رأسها لترمقني بنظرة مبتسمة ثم عادت لعملها .... تركتها بعد أن يئست من محاولاتي أن تفهمني ماذا تفعل ... كانت تؤجل الإجابة عن أسئلتي الملحة أن تفسّر لي ...
قمت أحضّر بعض الطعام ... عقلي وتفكيري منصب حول ما تفعله ... قامت بتنظيف مكان عملها وضعت ما صنعته كل بعلبة منفردة ثم تقدّمت مني تساعدني ...
تناولنا العشاء ... جلسنا بالشرفة كالعادة ... كنت أحترق شوقا أن تفسّر لي ما صنعت وكيفية إستعمال تلك المساحيق وفائدتها ...
أحضرت علبها من المطبخ ووضعتها أمامي ... هذه تستعمل بغرض تكبير الثدي والأرداف ... مزيج من الحلبة وبعض الحبوب الأخرى ... كانت تشرح لي الطريقة ... كنت أتابع تعليماتها وحركاتها كتلميذة شغوفة للعلم ... والأخرى لتنعيم الجلد وإزالة الألوان الداكنة ... علب صغيرة لتفتيح البشرة ...
عالم غريب دخلته دون إستئذان ... كنت متعجبة من دقة معلوماتها ... يوما بعد يوم تصدمني هذه الصبية ...
- طيب إنت تعلمتي كل داه منين ؟؟؟
- من القعدة مع الستات في الحمام ؟؟؟
- يا سلام ؟؟؟
- زي ما بقلّك كده ... كنت كل يوم بأساعد جدتي وهي قاعدة بالحمام ... فكنت بأسمع كل حاجة ... أسمع وأسجّل وبعدين أجرّب ...
- حمام العجب داه في حاجات غريبة ...
- يوووه أكثر مما تتخيّلي ...
- أوعي تقوليلي إنك كنت بتجسسي عالستات كمان ؟؟؟
- مش محتاجة تجسس ... كنت بأدخل معاهم ؟؟؟ بشكل عادي ؟؟؟
- أوعي تقوليلي إنك شفتي حجات زي إلي شفتيها مع الرجالة ؟؟؟
- الصراحة ... لا ؟؟؟ (خيبة أمل أصابتني)
- ليه لا ... إتكسفتي من الستات ومن الرجالة لا ...
- مش العبارة ... الرجالة علاقاتهم صعبة ... بيتقابلو في قهوة .. في دكان ... في السوق كلها أماكن مفتوحة ... حتى لو إجتمعو في نفس البيت من الصعب يلاقو مكان سري يعملو فيه ...
- طب والستات ؟؟؟؟
- الستات حاجة مختلفة ... ديما بالبيت ... لو إثنين نامو في نفس السرير ... وإستحمو مع بعض ماحدش يجي في باله ... عكس الرجالة ... عشان كده بيلجؤو للحمام ... بيوفرلهم الغطاء المقنع
- (أدهشني تحليلها ومنطقها ... الغطاء) إنت بتعرفي الحجات دي إزاي ؟؟؟
- مش قلتلك بأسمع ...
- وهما يعني يجو قدّامك وبيتكلّمو من الباب للطاق كده ...
- أولا هما فاكرني صغيرة وما بأفهمش ... وثانيا أنا ما أضهرش أي إهتمام لكلامهم فيسترسلو من غير ما ياخدو بالهم ...
- دا إنت مصيبة ... إحكيلي بقى سمعت إيه ؟؟؟
- يعني ... إلي بتجيب صاحبتها تبات عندها وتسيب زوجها نايم بالصالون وهما بيعملو جوة ...وإلي خلت أبوها وإخواتها ينامو برّة البيت عشان صاحباتها جايين ...وإلي وإلي ... دي نص بنات البلد إتعلمو في بعض ؟؟؟
- إتعلمو إيه ؟؟؟
- البوس والتحسيس والسكس
- (كلماتها أسقطت أخر حجر في حائط الحياء بيننا) وإيه كمان ؟؟؟
- قصص كثير عن الخيانة ..كلّها خبث ودهاء .. حكايات طريفة حأحكيهالك مرّة ثانية ...
- طيب قوليلي المواد إلي إشتريتهالي دي عبارة عن إيه ؟؟؟
- (أمسكت علبة صغيرة تقلّبها) دي عشان ترطيب الجلد ...مفيدة جدا لتخلّص من التجاعيد ... جسمك مش محتاج تكبير ... كله مقاسات عال العال ... بس شيوية تجاعيد .... هما مش كثير لكن بدأو يظهرو (مررت أصابعها على رقبتي تكتشف مكان بعض التجاعيد ... حريق إشتعل بجلدي)
- وداه بيستعمل إزاي ؟؟
- بالتدليك ؟؟ تحبي أساعدك
عارية تحت الماء الدافئ ... أحاول الهروب من رغبة ربما تغيّر ما تبقى في حياتي ....
لم تترك لي إبتهال فرصة للتراجع ... فتحت الباب برفق تدعوني للخروج ... لففت فوطة حول جسدي وخرجت أتبعها ... دخلنا غرفة النوم ... كانت أعدت العدة ... فرشت أغطية على السرير ...
طلبت مني الصعود ... أطفأت النور إلا فانوس صغير ... كنت كمن تعيش حلما ... مسحوبة الإرادة ... طلبت مني النوم على بطني ... لم أحتج ولم أتحرّك عندما فتحت الفوطة وسحبتها من تحتي لتلقيها أرضا ...
أوّل مرة في حياتي أكون عارية أمام أحد غريب ... دقائق طويلة مرّت وهي تتملى في جسدي العاري أمامها ... رعشة بسيطة أصابتني ... برودة يدها المبللة بالخليط تلمس رقبتي ... بدأت أناملها تغوص في لحمي ...
قشعريرة غريبة سرت في أوصالي ... عشر أصابع تنتزع الإستسلام من عضلات رقبتي ... أغمضت عيني وتركت جسدي يستشعر ما يحدث ... طال تركيزها في تدليك رقبتي ... بدأت أصابعها الخبيرة تتسلل إلى عمودي الفقري ... كتفي ... أسفل ظهري ...
إستسلامي لم يكن نهائيا ... كنت أكبت تنهيدا حار يريد الإفلات كلما تلامست أطراف أصابعها الطرية جانبي صدري ... بدأت يدها تشعل ناري نزولا حتى أسفل ظهري ...
طال تدليكها لحزامي ... تلامس بسيط مع جلد مؤخرتي الطري يرفعني للأعلى ... كمن وخزها شيء ...
ثم توقف كل شيء ... لا أعلم سبب إحباطي ... لكنه لم يطل ... أمسكت أطراف قدمي وبدات تتعامل معها من إصبعي الأصغر حتى الأكبر ... إكتشفت أن مشاعر الإنسان تجتمع في أخمص قدمه لما بعثت حركاتها المداعبة له في روحي من رغبة ...
يداها تزحفان بضغط بطيء نحو الأعلى ... سحبت مني تعبي ووهني وضعفي وكذلك مقاومتي لما وصلت لفخذي ... أناملها تلامس طرف كسي ... إرتعشت من المفاجأة ... إنسحبت يدها وجلا لتستقر أعلى الفخذين من خلف ...
ندمت على ردة فعلي العفوية ... إبتهال فهمت حركتي بأنها رفض ... أحسست بذلك من فتور حركة أصابعها على جلدي ... لا أعلم كيف تسللت تلك الكلمة المبحوحة الخجولة الشبقة
" كمّلي"
كأنها كانت تنتظر أمري ... بدأت يداها الناعمتان تنزلقان على جلد مؤخرتي بحركات دائرية من الخارج نحو الداخل ... أصابعها تلامس مفرق مؤخرتي بثبات ... المرهم وبللي إختلطا .... زيت ونار ...
لم يعد هناك ما يدعو لكبت الآهات التي بدأ صداها يتردد بين جدران الغرفة ... أحسست أن شفرتي كسي تنسحبان في إتجاه عكسي لتفتح باب تجربة جديدة لذيذة ... كانت يداي تتوق للحركة وهي تمنعني ...
أزهقت روحي وهي تداعب طرف كسي لثانية وتنسحب لثواني ... ثم فجأة توقفت ... عيني المغمضة سمحت لأذني أن تلتقط صوت سكب دفعة جديدة من الزيت .... كنت أنتظر موجة لمستها الثانية على نار هادئة ...
طال إنتظاري ... رفعت رأسي وفتحت عيني ملتفتة للخلف ... إبتهال عارية تماما ... تدهن جسدها بالزيت من الأعلى للأسفل ... حلماتها تنتصب للأعلى كأنها تشد همة ثدييها أن يلحقاهما في إرتفاعهما أكثر ... بطنها المسطحة يلمع جلدها المدهون بالمرهم تحت نور الفانوس الخافت ...
إلتفت ونمت على ظهري لأتملى جمالها ... لم تتركني أنتظر ... صعدت على السرير وفتحت رجليها ليظهر كسها الصغير تحت مثلث من الشعر الناعم مهذب بعناية ... لم تتركني أشبع عيني من شكله ...
جلست على بطني ... وضعت يديها على يدي لتفردهما على السرير تشل حركتي ... مستسلمة لحركاتها أغمضت عيني من جديد .... حلماتها الصلبة تدغدغ حلماتي ... ثدياها يضغطان على صدري ... طرف كسها يعبث بصرّتي ...
نهر من الرغبة بدأ ينسلّ من بين فخذي ... طال تعذيبي الممتع بعراك الأثداء ... كلما لمست حلمتها الصلبة حلماتي المنتصبة إرتفع مخزون الرغبة وقوة خروج الآهات من صدري ...
صمتها قتلني ... أردت أن أسمع كلمة أحبّك منها ... كلمة وسأكون ملكها ما بقي من عمري ... لم تسمعها أذني لكنها وصلت شفتي ... عينها تنظر مراوحة بين شفتي التي تهتز رغبة وعيني التي تطلب الرحمة ... لم تنتظر إجابتي ...
إلتقمت شفتي السفلى بين شفتيها ... شفتي التي صامت العمر كلّه عن رحيق رغبة مماثل ... إختلط العسل في أفواهنا ... لسانها الناعم يتسلل بحثا عن لساني ليؤكد له أن كل ما يمثال جسدها في جسدي هو مطلوب برغبة شديدة منها ...
أطلقت يدي لتعانق رقبتي ترفع رأسي نحوها بعنف ... يدي تتسلل نحو وسطها ... أصابعي تكتشف ذلك الجلد الناعم ... حجم مؤخرتها لا يتجاوز راحة يدي ... عصرتها كأني أستخرج منها روح العشق ... بدأت أصابعي تلامس خشونة حارة في طرفي كسّها ...
إمتزجت الآهات ... فسقط من فوقي تجاورني ... يدها تنسلّ نحو كسي ... أصابعها تدخل بسرعة بين شفرتيه ... تداعب بضري ...
فهمت الآن سرّ ذلك الإنسجام الغريب ... شفتان متلاصقتان ... ثديان يعصران بعضهما بعضا ... الأصابع تغوص في حركات دائرية تزرع بذور رغبة تنتزع من صدورنا آهات توازنت في توقيتها ودرجتها ...
إهتزازات بدت كأنها ستخلع خشب السرير بيننا ...رعشة قوية تشدني من كل جوارحي ... ماء حار يسكب على أصابعي من أتون محنة تلك الصبية ...
طالت آهاتنا وإهتزازاتنا ... كالمهزومة في حرب إستلقيت على السرير ... لم يفلح أي جندي من جنود ضميري في التسلل لأسوار الرغبة التي زرعتها في إبتهال ...
المسكينة أجهدها التعب فأغمضت عينيها ... نظرت لتلك اللوحة المرسومة عارية بجانبي ... كنت أطير فوق السحاب ... توجهت للحمام لأغتسل من أثر الزيوت التي بدأت تسيل على جلدي ...
بدأت أراجع ما حدث لي ... شعور غريب مزيج بين السعادة والرغبة والرهبة ... إنتقمت من زوجي ووجدت توأم روحي وجسدي ... لم أتوقع يوما أني سأخوض تجربة سحاقية وبهذه الطريقة ومع صبية من سن أصغر بناتي ... ليست تجربة بل صححت مشاعري ...
لم أبدأ في التفكير بعد ... يد طرية تمرر الصابون خلف ظهري ... إلتفت لتستقبلني إبتهال بقبلة طويلة ... قبلة أعادت تنظيم صفوف الرغبة من جديد ...
لم أشعر بها إلا وهي تنسلّ بين فخذي ... لسانها يدغدغ بضري يلهب نارا لو عرفها المجوس قبلا لعبدوها ...
************************
كنت كالمشدوهة أعيش حلما أو فلما متقن المشاهد ... إيناس زادت في تدمير كياني ... أنهت حكايتها بوصفها لسعادتها في تجربتها مع حبيبتها الجديدة ... كيف صارت تنام معها في غرفتها والكل موجود دون أبسط شك ...
جنس آمن لا يشبع منه ... هكذا وصفته إيناس التي ودعتني لتتركني في حيرة شديدة ... رحت أراقب ضوء الشمعة المتراقص أمام عيني ... لم أرغب في تغييرها رغم أن الدخان الأسود بدأ يعلن قرب نهاية حياتها ...
ظلمة شديدة تطبق على المكان ... صوت المطر المتهاطل على السطح أشعرني بالدفئ ... نعم هكذا ... أشعرني بالدفئ ... رحت أراجع كلمات إيناس ... زرعت في روحي فكرة جديدة ...
أنا أحسست كل ما أحست بها ... يوما ما في مركز التجميل ألهبتني لمسات رقيقة من صبية على جلدي ... سحبني جسد آلاء ... عندما باتت آلاء بجانبي أعجبني دفئ جسدها على سريري ... ربما تكون بذرة ميول سحاقية لم أسقها لتنمو ...
بدأت أتخيّل نفسي مكان إيناس ... آلاء موجودة وتحت الطلب ... لماذا لا أجرّب ... أطلقت العنان لخيالي يصوّر لي مشاهد كنت بطلتها بالإشتراك مع آلاء ...
شيء ما يختلف عما روته لي إيناس ... العاطفة ... الحب ... الإنسجام ... الرغبة كل في الآخر ... لم تلتهب نار تلك الفكرة في صدري ...
سيكون إبتزازا لبنت وقعت تحت يدي بمحض الصدفة ... أي هم أعانيه ...
ألاء تغزّلت بجسدي يوما ... ربما مجاملة أو محاولة لجري للتخلّص من أوراق تهديدي .... رحت أعيد حساباتي ... آلاء الصبية وجدت كيف تطفأ رغبتها في سرية وآمان ... إيناس المتزوجة وجدت من تركن لها وتطفئ لهيب شوقها وعشقها ...
أنا ... من أنا ... ماذا أريد ؟؟؟؟ ... بدأت الظلمة تثقل على قلبي ... فراغ عاطفي وجسدي ووحدة موحشة وظلمة ... شيء لا يحتمل ...
بحثت عن هاتفي لأنير به الغرفة بحثا عن شمعة أخرى ... ضوء شاشته أزعج عيني التي تعودت الظلمة ... إشارة أعلاه تعلمني بورود عدة رسائل ...
أمير بعث لي عدّة مرّات مستفسرا غيابي ... لقد إستغرقت قصة إيناس عدة ساعات نسيت فيها العالم ... إستنزفت روحي كما إستنزفت ثلثي بطّارية هاتفي ...
أحسست برغبة شديدة في تغيير الجو ... ربما بعض المشاكسات مع أمير ستنقلني لموجة نفسية أخرى ...
- آسفة أصل النور مقطوع والتلفون ما لقيتوش ؟؟؟
- ودلوقتي لاقيتيه ...
- لا بأبعثلك من البوتغاز ههههه
- هههههههه أنا غبي فعلا ...
- إنت مش غبي إنت ما توزنش كلامك بس
- أصلي ما عنديش ميزان ...
- ههههه عامل إيه ؟؟؟
- عادي ... زي كل يوم ... تمارين وأكل وشوية دروس
- وبتجتهد ؟؟؟
- طبعا ... أنا أقدر أخالف أوامرك ...
- هههه شاطر ؟؟؟
- أخبار أختك إيه ...؟؟؟
- أختي ؟؟؟ مالك ومالها ؟؟؟
- لا بأسأل بس ؟؟؟
- هي عاجباك ؟؟؟
- لا أبدا بس حبيت أسأل عنها (لا ألعم لماذا .. لكني شعرت أنه يكذب )
- لا دي رجعت بيتها ؟؟؟ إنت راجع إمتى بيتكم ؟؟؟
- بكره الصبح ...
- بكره ؟؟؟
- أيوة أصل المطر مش حيخلينا نعمل تمرينات خارجية ... فالمدرب ألغى التربص
- جميل ... حضر نفسك بقى ... البنات حيقطعو رحهم عليك
- تفتكري ...
- داه أكيد ... إذا كنت عجبتني أنا ؟؟؟
- داه شرف ما كنتش متوقعو ...
- ماهو لما تسمع الكلام كل المش متوقع حيبقى عادي وطبيعي
- طيّب أستعد إزاي ...
- يعني تلبس كويس ... تتعلّم تتكلّم ... شوية آفشات على نكت ... البنات بتحب داه ... شاب روش يعني
- بسيطة
- متهيألك ... دي لازمها إستعداد كبير ...
- إزاي ؟؟
- حأقلّك يوم بيوم ؟؟؟ المهم كمان لازمك شوية مصاريف ؟؟؟
- مصاريف ؟؟؟ ليه ؟؟؟
- يعني ... هدية ؟؟ حتة حلويات ؟؟؟ عصير ؟؟؟ البنات بحبو إلي يدلعهم
- هي دي المعضلة
- بالعكس دي أسهل حاجة ...
- أبدا
- أطلب من مامتك ؟؟؟
- مستحيل ؟؟؟ (أحسست بالمرارة تعود لحلقي)
- ليه ؟؟؟ هي رفضتلك طلب من يوم ما إتغيّرت
- لا أبدا ... بالعكس ... بس أنا إلي مش متعوّد تطلب ...
- طب ما تعوّد نفسك
- إزاي ... يعني حسسها إنك مش بس إتغيّرت وبقيت مجتهد ورياضي ... حسسها إنك بقيت حنين بتخاف عليها ... بتساعدها واقف جنبها ... وهي مش حترفض
- إزاي ...
- يعني مثلا بكرة لما ترجع البيت أحضنها وقلّها وحشتيني
- ... وبعدين ...
لعنت الحظ على المطر على شركة الكهرباء على البلد كلّه ... وإستلقيت على السرير أطارد وميض البرق من النافذة ... صوت المطر بدأ يشتد ... وجفوني بدأت تثقل ...
صوت التلفاز ينادي من الصالون يعلمني أن التيّار عاد ... ضوء بسيط يتسلل من النافذة ... نور النهار يعاند السحب السوداء ليعلن للعالم صموده ...
إزدادت ضربات قلبي مع صوت المفتاح يدور في قفل الباب الخارجي ... صوت أمير يمسح الطين عن حذائه أمام الباب ... فتح الباب الداخلي ... نور ساطع في قلبي وهو يدخل مبتسما ... أوّل مرة يستقبلني ببشاشة ...
فتحت ذراعي لإستقباله ... إرتمى في حضني ... يعانقني ...
" إنت كويسة ؟؟؟ كنت قلقان عليكي ؟؟؟ وحشتيني "
لا أعلم رغم توقعي للموقف لكني أحسست أنه صادق ... قلبه كان يكلّمني ... آثار البلل على ملابسه تؤكد أن ماء المطر أخذ منه كل مأخذ ...
- إنت مبلول يا حبيبي ؟؟؟
- لا شوية مطر نزلت عليا قبل ما أوصل البيت ...
- يلى بسرعة خش خذ حمام قبل ما تمرض ...
- لا بسيطة ...
- يلى بلاش دلع لأحسن تاخذ برد ... على ما أعملّك حاجة تاكلها
دخلت المطبخ ... فكّرت أنه سيسعد إذا سألته عن رغبته في أكل شيء معيّن ... سيزيد من ثقته بنفسه ويوطد تلك المشاعر الوليدة ....
وقفت أمام باب الحمام ... ناديته مرّات ومرّات فلم يجب ... إرتعبت أن مكروها أصابه ... فتحت الباب بعنف ...
أمير ينزع ملابسه ... يضع سماعات في أذنيه منعته من ملاحظتي .... ظهره العريض بدأت عضلاته تبرز للعيان ... مؤخرته المشدودة تحت قماش البوكسر المطاطي تؤكد جديته في التمارين .... فخذاه وقصبة رجليه الذان يكسوهما الشعر إكتسبت حجما محترما ...
كدت أنسحب وأغلق الباب حين إلتفت نحوي ... كرة ضخمة بحجم كرة التنس رسمت بين فخذيه ... إتسعت عيني من المفاجأة وإنفتحت شفتاي دهشة للخرطوم المرسوم فوق كرة التنس ...
لم أسمع سؤاله المضطرب عما يحدث ... أغلقت الباب بعنف ... إستندت على الحائط ... أغلقت عيني لأسترجع تلك الصورة ... لم أصدّق عيني وكذّبت ذاكرتي ... خفت أن تهتز صورتي أمامه ....
فتحت الباب ثانية ... كنت سأسأله عن طلبه في الأكل ... كان أمير قد نزع البوكسر ... كيس بيضات أسمر يرقد فوقها مارد يتدلى بين قدميه ....
كل أعضائي أصابها الشلل ... إلا عيني التي فتحت على آخرها وشفتي التي أخرجت واو لم أتمكن من حبسها ...
الجزء السادس و الأخير
لم أعلم كم لبثت دون حراك ... حتى أنفاسي حبست ... كمن نامت باليقظة ... إضطراب أمير من حضوري أعادني لوعيي ... كنت كمن وقعت بين المطرقة والسندان ... بقائي محرج وخروجي محرج ...
تقدّمت بخطة مضطربة نحو المغسل كأني أبحث عن شيء ... أحد خواتمي كان طوق نجاتي من أمواج هذا الموقف ... أمير الذي إحتمى بالبانيو يراقب ما أفعل ... قلت له أني خفت أن يضيع خاتمي بسقوطه في المواسير ... أظنه صدقني ...
كلماته المحرجة وهو يرد على سؤالي إن كانت نفسه تشتهي لونا معينا من الطعام ... سعدت روحي بقوله روحه تتوق لكل ما أقدّمه له .... نظرة عينيه وإبتسامته وهو يودعني بعثت نورا في ظلمة صدري
وقفت قرب الموقد ألملم شتات نفسي ... كدت أن أضيع نتيجة مجهود جبّار بذلته مع أمير ...
الطبخ لا يحتاج لتركيز ... حركات تلقائية يحفظها العقل ... عقلي كان تائها في ما حدث ... صورة أمير عاري أمامي لا تفارقني ... إنفعالات نفسية متداخلة غير مفهومة تهز كياني ...
بدأت رائحة الأكل تفوح في المنزل ... أفكاري تهرب مني كما يفلت البخار من القدر ... بدأت روحي تهدأ دون هدى ... الأفكار تتعب فتستسلم لوحدها ...
صوت أمير يقف خلفي هزني رعبا ... المفاجأة المتوقعة أفزعتني ... " يا سلام على الريحة الحلوة " ... أذني لم تتعوّد على الكلام الجميل ... لا منه ولا من أبيه ... تغيير أسعدني رغم أني كنت من رتبت الأحداث لحصوله ...
قطرة إطراء بللت عطش زهرة روحي ... إلتفت خلفي لأبادله الإطراء بإبتسامة حنونة ... أمير يقف عند باب المطبخ ... شعره المبلل يبدو ناعما ... عيناه في الأرض كأنه يبحث في خبايا تفكيره عن جملة يردف بها جملته الأولى ... قميص أبيض بالأكمام يلتصق على جسده يرسم عضلاته الفتية تحته .... بنطلون قماش رياضي أزرق ...
أشحت بعيني أن لا تقع بين فخذيه فتعود حالتي لما كانت ... رغم أني أتمنى قربه مني لكني أحسست أن وجوده أربكني ... إقتحامه بهذه السرعة لخبط خططي ...
- شوية ويكون الأكل حاضر يا حبيبي
- (كأنّ كلماتي قطعت تفكيره) مش مشكلة أنا مش جيعان ... هي الريحة الحلوة بس سحبتني ...
- يا سلام بتشبع من الريحة ....
- أيوة زي جحا هههههههه
كنت أنظر مباشرة في وجه أمير الذي يستجمع شجاعته ... كان يغرس عينيه في الطاولة كأنه يقرأ شيئا ... رفع عينيه فجأة لتتلاقى نظراتنا ... ربما هي المرة الأولى تتقابل أعيننا بلا عراك ...
كلانا هرب من عين الآخر ... هو رفع عينيه للسقف و أنا أنزلت عيني للأسفل ... كأننا نتقابل لأوّل مرّة ... هو تغيّر وأنا تغيّرت ... لم أحدد بعد ما الذي تغيّر في كلانا ...
قضم الندم قلبي ... ليتني لم أقتحم عليه غرفة الإستحمام ... هذا الخجل هو نتيجة ما حصل ... أمير يريد التقرّب مني ... لكني وضعت حجرا في طريقه ... ليتني وليتني وأف ليتني ...
كنت أفكّر في بداية الحديث معه ... صمته يقتلني ... أردته أن يصارحني بما يختلج صدره ... فيما يفكّر ؟؟؟ ماذا يخطط لمستقبله ؟؟؟ عقلي يدور والحكة في مؤخرتي تقرصني أكثر ... إن كانت يدي تسللت في خجل تقلع أسنان الحكة فهي لا تقدر الوصول لأنياب الندم في قلبي ...
صوت غريب يأتي من الموقد ... قارورة الغاز تلفظ آخر أنفاسها ... تطوّع أمير لتغييرها ... فك قارورة الغاز وحملها للدكان والعودة بها يعتبر تحديا بالنسبة له ... أراد أن يشير لي أنه صار رجلا يعتمد له ...
تقبّلت رسالته المشفرة بسعادة وإعجاب ربما يبدو مبالغا فيه ... هي فرصة تفسح الطريق أمامنا لتجديد اللقاء ... خروجه سمح لي بالإنتقام من حكة مؤخرتي ... أظافري قامت بالواجب ... إطرائي على قوته وقدراته المكتسبة أسعدته بل بعثت فيه روحا جديدة ... ذهابه وعودته بسرعة لم يسمحا لي بترتيب أفكاري ...
أحسست أن شعوره بأهمية دوره ترفع معنوياته ... صراحة تعجبت من قدرته على حمل القارورة الثقيلة نوعا ما ... لم يلهث ولم ترتجف عضلاته كما توقعت ...
فرصة جيّدة يجب إستثمارها بحذر ... لأوّل مرّة نجتمع على طاولة الطعام منذ مدّة ... راجعت ذكرياتي ... كلما قابلني على الطعام أغمس لقمه بالنقد والتقريع ... ثقل تلك الذكريات جعلني أكره نفسي ... أمير معه حق ...
الذكريات والماضي كابوس يجب أن أستيقظ منه ... إرتفاع منسوب الثقة في نفس أمير برز في عينيه ... تلك النظرة المنكسرة بدأت تلتأم ... عيناه جميلتان ... فيهما سحر المزج بين حزن دفين وروح تسعى للتألّق ...
بعض الكلمات خرجت تتسلل من شفتيه يثني فيها على نفسي في الطبخ ... وابل من الشكر إنهال عليه في المقابل ... كمسجون عانق الحريّة ... بدأ يتحدّث عن تمارينه ... وكيف بدأ يتطوّر في حمل الأوزان ...
قال أنه ممتن لي طول عمره ... إشتراك الجيم غيّر فيه أشياء كثيرة ... لم أقدر أن أقاطعه ... نبرة صوته الحنونة الواثقة تطرب قلبي ...
بعد الغذاء دخل غرفته يرتاح إستعدادا لبعض الفروض يريد إنهائها ليبقى الأسبوع الثاني من العطلة دون قيود ...
دخلت غرفتي وأجنحة السعادة ترفعني من على الأرض ... إستلقيت على السرير أهنأ نفسي على نجاحي ... دفء غريب يسري بين أوصالي ...
صورة أمير عاري أمامي تقفز لتفسد فرحتي ... حاولت أن ألوم نفسي لكن نفسي رفضت اللوم ... كان عليا القيام بذلك ... لماذا ؟؟؟؟ لست مطالبة بالإجابة ؟؟؟ فقط رغبة في صدري ...
هكذا ... دون تفسير يخضع لمنطق محدد ... أنا التي تدرّس المنطق كفرت بمبادئه وشروطه وأحكامه ... أمير سعيد وقد بدأ يتغيّر حقا ... أنا أشعر كوني سعيدة ...
النفسية هي من تتحكّم في تصرفات وحالة البشر ... لكن الطريق لا تزال طويلة ... فكّرت في الإتصال بآلاء ووضعها تدريجيا في طريق أمير ... ستكون محفزا له أن يواصل في إجتهاده ...
الجو الماطر وغياب عذر يقنع والدتها منعاني ... أجلت تلك الخطوة ... إنتظرت الليل على أحر من الجمر ... كنت متأكدة أنه سيصارح بثينة على الفيس بما لم يصارحني به ...
تعشينا سويا كما في الغذاء ... أتممنا الأكل ... دخلت غرفتي لأجلب غرضا ... عدّت فوجدته واقفا وراء المغطس ينظف الصحون ... لم أصدّق عيني ... علاقة أمير بالمطبخ تتلخص في كسره الأواني لا أن يغسلها ...
يكسرها إما قلة إنتباه في طفولته أو تنفيسا عن غضبه في مراهقته ... الطاولة تلمع نظيفة ... حيطان المطبخ ضاقت بسعادتي ...
تركته دون تعليق ودخلت الصالون ... فتحت التلفاز وتهت بين دقّات فلبي التي تعزف لحنا مقدسا ...
كأن أبواب النعيم فتحت أمامي ... أمير يتقدّم بخطى ثابتة ... يحاول أن يركز في حمله لطبق الشاي والفواكه الذي أعده بنفسه ...
قفزت من الكنبة كمشجع سجّل فريقه هدفا في أخر ثانية في لقاء تفادي نزول ... حركتي أربكته قليلا ... وضع الطبق أمامي ...
نظرت للطبق ثم في عينيه مباشرة ... حسرة كبيرة لما وجدت كأسا واحدة ... دون تفكير ... كلمات إستنكار خرجت من فمي ...
- ما عملتش كأس لروحك ليه ؟؟؟
- عملت بس حأشربه في الغرفة ؟؟؟
- ليه ؟؟؟ ما بتحبّش تقعد معايا ؟؟؟
- لا أبدا أصلي مشغول شوية ... عندي دروس
مر الأسبوع الموالي بنسق تصاعدي في كلّ شيء ... أمير صار يمضي معي وقته أكثر فأكثر ... بدأ كلامه معي يسترسل ... سلاسة في الحديث ... بدأت الحواجز بيننا تنهار تدريجيا ...
صار يطلب مني ما يريد دون تردد أو خوف ... كما أنه يجتهد في دروسه ... بدأت توجيهات الفيس تقلّ ... رغم إنزعاجه من تجاهلي لكنه لم يحتج ....
آخر يوم في العطلة ... غدا نلتحق بمدارسنا ... أمير نهض نشيطا كعادته المكتسبة حديثا ... حان وقت تنفيذ الخطة ... إتصلت بآلاء وطلبت منها أن تحضر للبيت بعد الظهر ... أتممت ما عليا فعله من أشغال البيت ثم إنتظرتها على أحر من الجمر ...
آلاء التي صارت تطيعني براحة وربما برغبة شديدة وصلت البيت قبل موعدها ... أمير كان بصالة التمارين ... دخلت غير مرعوبة هذه المرة ... جلسنا بغرفتي خشية أن يقتحم خلوتنا أحد ...
- طيب يا آلاء أنا عاوزة منك خدمة ؟؟
- أنا تحت أمرك
- إنت تعرفي أمير إبني ؟؟؟
- أكيد بس عندي مدة طويلة ما شفتوش
- تمام ... أنا عوزاك تقربي منه
- أقرّب منه إزاي ؟؟؟
- يعني تظهري إنك معجبة بيه ... تكلميه ...
- معجبة بيه ؟؟؟ (لم أستسغ لهجة إستنكارها)
- ليه هو ما يعجبش ...
- مش القصد بس مش فاهمة ...
- مش ضروري تفهمي ... المهم تعملي إلي أقلّك عليه
- أعمل أي حاجة ... بس لو تفهميني ممكن أساعد أكثر ... يعني ألعب دوري أحسن من إني أكون عالعمياني كده ...
- (كلامها أقنعني ... لكني لم أرد كشف أوراقي كلها ... خبثها منعني) طيّب أمير مرّ بفترة سيئة للغاية ... وأنا ما صدّقت إنه إتغيّر وسلوكه إتحسّن ... فحاسة كده إنه دخوله في علاقة حيخليه يتحمّس أكثر ؟ قلتي إيه ؟؟؟
- لسة مش فاهمة ؟؟؟
- يعني عوزاه يحس إنه التغيير إلي حصله خلى البنات تنتبه لي وبتحاول تتقرّب منه
- أها ... يعني عوزاني أتقرّب منه وامثل إني معجبة بيه ؟؟؟
- بالضبط ...
- تسمحيلي أناقشك ؟؟؟
- أكيد ...
- وهو ما يعملش كده لوحده ليه ...
- (كلماتها آلمتني) أولا هو خجول وخارج من فترة يأس وفراغ كبيرة ... وثانيا وداه الأهم أنا حابة في الفترة دي الموضوع يبقى تحت السيطرة ...
- مش فاهمة ...
- يعني أنا وإنت ستر وغطا على بعض (ونظرت في عينها نظرة ممزوجة بين التهديد والترغيب) ... يعني إنت حتقوليلي على كل حاجة بالتفصيل ... لو وحدة ثانية أعمل إيه معاها ...
- يعني أتقرّب منه وبعدين أقدّملك تقرير
- قلت إيه ؟؟
- أنا وعدتك إني حأكون تحت أمرك
أصررت عليه أن يرافق آلاء لبيتها ... لا يجوز أن نترك صبية جميلة ترجع لمنزلها دون مرافقة رجل في هذا الوقت ... كلمة رجل هزت كيانه ...
هذا ما كنت أبغي من خطتي ... كنت كالجالسة على الشوك أنتظر عودته ... كعادتنا الجديدة إجتمعنا على العشاء ... حللت وجهه بجميع أجهزة الكشف ... يبدو عاديا رغم كل شيء ...
عودة زوجي من رحلة عمله قطعت جلستنا ... إلتحق كل من بغرفته ... إنتظرت رسالة منه على الفيس ... لم يفعل ... الفضول يحرقني لأعرف تفاصيل لقائه الأوّل ... بدأت أنا المحادثة ...
لا جديد فيها ... عدّة مرّات فكّرت بسؤاله عن علاقة غرامية جديدة لكني خشيت أن يكشفني ... إنتهت محادثتنا بصفة طبيعية لم تشفي غليلي ...
صباحا سبقني أمير للمدرسة ... رغم كل شيء فإني سعيدة بروحه الجديدة ... إنتظرت وقت الفسحة لأقابل آلاء ... حديث مقتضب أخبرتني آلاء أنه لم يتجاوب معها حتى بالكلام ... رغم محاولتها العديدة ... قالت أنه لم يرفع رأسه من الأرض طوال الطريق .
رغم إحباطي لكني لم أيأس ... أكدت عليها مطاردته أينما وجد ... كنت أمني نفسي أن يتجاوب معها ... أحسست أن هناك خطبا ما في خطتي ...
أسبوعان طويلان مرا دون تغيير ... آلاء تغريه نهارا .. وبثينة تستنطقه ليلا ... فلا هو تجاوب مع هذه ولا إعترف للأخرى ...
كدت أرمي أوراقي ... خرجت مساءا للمشي في شوارع المدينة مستغلّة الجو الجميل بعد أيّام طويلة من المطر ... زوجي يعمل وأمير في تمارينه ... لا أعلم كيف قادتني قدمي للمنطقة التي تقع بها قاعة الرياضة ...
وقف غير بعيدة عن الباب ... أراقب ... مجموعة من الشباب يدخلون القاعة ... شباب معتز بشبابه ... حقائب في أيديهم وأصواتهم تهز المكان ...
بدأت أنوار الطريق تشع بخجل كاسرة ظلمة فرضها فصل الشتاء مبكرا ... دقائق وخرجت مجموعة من الشباب ... أمير كان أحدهم يمشي متوسطهم ... يتحدّث براحة ويضحك معهم ...
تبعتهم حتى بدأ المجموعة في التفرّق أزواجا ... أمير يكمل طريقه مرافقا شابا يبدو في منتصف العشرينات تجانس كبير بينهما ... يضحكان ... يتصافحان ... أحيان يتعانقان بعد نكتة أو جملة مضحكة ...
المسافة منعتني من سماع حديثهما لكن كل شيء يوحي بأنهما مقرّبان ... إفترقا بوداع حار قبل شارعنا بقليل ... لا أعلم السبب لكن كلام إبتهال في حديثها مع إيناس سكن عقلي ... المثلية ...
رعب سكن قلبي ... هل يمكن أن يكون ما أتخيّله صحيحا ... هل أمير على علاقة بهذا الشاب ... رحت أراجع الكلمات بالحرف ... دخول هذا الشاب في حياة أمير بتلك الطريقة وبذلك الإنسجام ليس طبيعيا ...
ربما هي علاقة صداقة عادية ... ربما أمير معجب بشخصيته خصوصا وأنه يمثل
في سنه هذه قدوة له ... شاب ربما له من التجارب ما يدفع أمير للإنبهار به ... أي ربما منهم هي الأصح ؟؟؟؟
زلزال يهز كياني .. موجاته الإرتدادية أقوى من الهزّات نفسها ... حثثت الخطى أطرد تلك الصور ... أغلب الشواذ المعروفين هم من أبطال رياضة كمال الأجسام ... حكم أصدرته عليهم رغم معرفتي البسيطة ...
لحقت أمير بالمنزل ... كان خارجا من الحمام يستر جسده بفوطة يلف بها وسطه ... تحرّج من نظراتي الفاحصة لجسده النصف عاري ... كنت أتخيّله يمارس الجنس مع زميله ...
مشهد مقزز سواء فاعل أم مفعول به ... هرب من أمامي مبتسما ... دخلت الحمام علّ الماء المنهمر على رأسي يغسل تلك الفكرة منه ...
ذلك الحكم الغير مبرر ... نحن ننفر من مثليي الجنس في الذكور بينما تثيرنا المثلية في الإناث ... سواء كان لواطا أو سحاقا فكلاهما مثلية ... المفهوم الشرقي للجنس يقيد أحكامنا ..
خرجت من الحمام وقد سكنت فكرة أن أمير على علاقة بصديقه الجديد سكنت تفكيري ... وإلا كيف يرفض شابة بجمال آلاء ...
حاولت سبر أغواره ليلا على الفيس بفتح موضوع العالقات والصداقة ... أبدا لم يخرج من صدره شيء ... إجابات ثابتة أن الوقت لم يحن بعد ... مراوغته تستفزني ... وضعت ما وصلت له معه كأم على المحك وفتحت معه الموضوع مغامرة أن يهدم كل ما بنيته ... لكنه بقي على صمته ...
صمته أحرقني ... جمدني ... إيناس هي الحل ... خبيرة الجنس تلك ... موضوع خطير كهذا لا يمكنني البت فيه لوحدي ...
- إنت فين ؟؟؟
- في البيت حروح فين في وقت زي داه ؟؟؟؟
- لا بقصد فينك من مدة ما تتكلميش ؟؟؟
- لا أصلي حسيت إنك إنت مش حابة تكلميني فقلت أسيبك على راحتك ؟؟
- طيب مش داه موضوعنا ... أنا محتجالك ؟؟؟ ومش لاقية غيرك أفضفض معاه
- وإيه الجديد في كده ؟؟؟؟ خير نزلتي ركبي ؟؟؟
- أمير ؟؟؟
- ماله ؟؟؟
- شاكة إنه يكون على علاقة
- ألف بركه هو إحنا مش كنا مخططين لداه ؟؟؟
- بس ... الموضوع فلت مننا
- إزاي ؟؟ وحدة ثانية غير آلاء ؟؟؟
- يا ريت ؟؟؟ شاكة إنه على علاقة بشاب
- نعم ؟؟؟ وعرفتي إزاي
- شفته بيمشي مع شاب و بيضحكو ومنسجمين قوي
- روحي يخرب بيتك ... ماهو يمكن يكون صاحبه و بهزرو مع بعض
- بس هو مالوش أصحاب ومش متعود يصاحب حد ...
- مش إنت كنت عاوزاه يتغيّر ... فيعني زي ما إتغيّر في كل حاجة لازم يعمل صدقات مع شباب من سنه
- بس داه اكبر منه ...
- عادي ... ممكن يكون متأثر بيه .. بكلامه ... بلبسه ... يحب يقلده يعني .. قدوة
- أنا قلت كده بس ما إقتنعتش ... شاب ماعندوش تجربة زي أمير ممكن يتأثر بأي حاجة ... ممكن الشاب داه يكون مش كويسّ وكمان خطتنا مع آلاء فشلت ...
- متوقع إنها تفشل ... لأنه بيشوفها عندك بالبيت فممكن يخاف ...
- طب أعمل إيه أنا دلوقتي ...
- شوفي ... بالنسبة للشباب إلي بينجذبو لغيرهم من نفس الجنس ... داه مستحيل تثيره وحدة ست ... بيعجبه جسم الراجل الي زيو ... نفس الشيء بالنسبة للستات ... مع شوية إستثناءات ...
- زي إيه ...
- يعني فيه إلي بيكون بينجذب للجنسين ...
- يعني إنت كده فسرتيلي ... داه أنا إتلخبطت أكثر ...
- هههههههه الحل بإيدك ؟؟؟
- أعمل إيه ... ما توترنيش أكثر من إني متوترة ...
- إكتشفي ميول إبنك الجنسية وبكده تقطعي الشك
- يا ودي حأعرفها إزاي ؟؟؟
- يعني شوفيه بتفرّج على سكس وإلا لا ؟؟؟ نوعه إيه ؟؟؟ لما يخرج للشارع بيبص على بنات ... بيعجبه إيه ؟؟؟
- وفرضا لو طلع مثلي ...
- إتأكدي الأوّل وبعدين نشوف
مر يومان دون أن تبرد ناري ... فتشت غرفته ... حاسوبه ... كتبه ... لا شيء فيها .... دخوله للحمام بعد التمرين كان فرصة تجرّأت فيها وفتشت هاتفه ... لا شيء فيه ... صور لدرّاجات وتفاهات أخرى ...
ملف صغير يحتوي على صور ... فتحته وقلبي ينبض أو لا ينبض ... صعقت للمشهد ... صور إيناس لما كنت عندها محفوظة عنده ... وصوري عندما إنتحلت شخصية أختها ...
صوت غلق باب الحمام دفعني للهروب ... اختبأت في غرفتي ... راحة مريحة أراحت أعصابي ... بما أنه يحتفظ بتلك الصور فإنها تعجبه ... إحتمالات كونه مثليا بدأت تتساقط ...
تعشينا سويا ... لم أستسغ طعم الأكل ... كنت أنظر له بتفحص ... شعره الناعم ... جبينه العريض ... عبناه الحالمتان ... أشفاره السوداء ... عضلات كتفيه التي برزت بعنف ... صدره العريض ...
كدت أصرخ في وجهه أن يجيب ويريحني ... لعنة ستنزل عليا لو صح أنه كما فكّرت فيه ... كعادته ساعدني في تنظيف المطبخ ودخل غرفته ...
أمسكت هاتفي وأرسلت له ... كلامه معي كان مقتضبا وبشدّة ... لم أفهم سبب تغيّر تصرفاته معي ... كان يحرقه الشوق لمكالمتي ويراسلني بإصرار حتى أرد عليه ... مالذي حدث ؟؟؟ ... مالسر وراء نفوره مني ؟؟؟
- إنت زعلان مني ولا حاجة ؟؟؟
- لا أبدا عادي ؟؟
- أمال بتتجاهلني ليه ؟؟؟
- لا بس بسيبك على راحتك ؟؟؟
- يعني إنت كده سايبني على راحتي ؟؟؟
- ماهو إنت مرة بتكلميني ومرّات لا ... والمفروض أنا أكون تحت أمرك ؟؟
- مش فاهمة ؟؟ يعني إنت زعلان ؟؟؟
- مش زعلان بس قلت أحفظ كرامتي معاكي
- ليه بتقول كده ؟؟؟
- يعني في الأوّل حسيت إنك فرحانة إنك بتكلميني ... وبعدين تراجعتي ... وبعدين رجعتي تكلميني ... وبعدين تراجعتي ... ودلوقتي بتسأليني مالك ؟؟؟
- مش قلتلك ظروفي كده
- يعني قلت أريحك مني وخلاص ...
- بس أنا بحب أتكلّم معاك ...
- ليه ؟؟؟ هو داه إلي أنا مش فاهمه ؟؟
- مش فاهم إيه ؟؟؟
- إنت عاوزة مني إيه ؟؟؟
- ما أعرفش ... حابة أساعدك ... مش حابة مأساة أمير حبيبي تكرر معاك وانا بشوفها بتعيد نفسها كل يوم آلاف المرات مع شباب زي الفل فقلت أساعدك ...
- طيب عاوز أسألك ؟؟؟
- إنت تأمر
- الصور إلي بعثتهالي ؟؟؟ بتعاتك ؟؟؟
- أكيد ؟؟؟
- طيب إثبتيلي ؟؟
- إزاي إبعثيلي كمان
- مش دلوقتي ... بكرة أبعثلك
- وليه مش دلوقتي ... حاسس إن فيه حاجة مش مضبوطة في الحكاية
- لا أبدا أصلي مش لوحدي ...
- ولما إنت مش لوحدك بتتكلمي بأريحية ليه ...
- طيب أقلّك الحقيقة ولا تزعلش ...
- هو داه عاوز الحقيقة ...
- الصور دي مش بتاعتي ...
- كنت متأكد ...
- متأكد من إيه ؟؟
- إنك بتشتغليني ...
- لا أبدا ... الحكاية وما فيها إني صوري هي صور أختي وصور أختي هي صوري
- دوخيني يا ليمونة ... مش مصدّق
- أحلفلك ...
- لا إثبتيلي ...
- تأكدت دلوقتي ...
- أيوة الصورة دي بتاعتك أكيد ... بس إلي فاتو مش متأكد
- قصدك إيه ...
- عاوز صور زي إلي فاتت
الآن صار متأكدا أني صاحبة الصورة ... لكنه كان يجرني للحصول على صور عارية أكثر .... طلب مني صورة أخرى بملابس مختلفة ... رغم تأففي من طلبه لكني وافقت ...
وقفت أمام المرآة ... إخترت أكثر ملابسي جرأة وإثارة .... سوتيانة شفافة تطلّ منها حلمات صدري فخورة بنفسها ... كيلوت بمثلّث أزرق شفّاف .... وفتلة تمر بين فردتي مؤخرتي ...
وقفت طويلا أتملى جسدي ... أنا أعجبتني نفسي ... صورة كهذه ستقطع الشك نهائيا ... بعدها أطلب منه صورة بالمقابل لأرى أثر عري عليه ...
كنت أهم بأخذ الصورة حين إنقطع التيّار الكهربائي .... تيقنت أنه سيكشفني ساعتها ... لا يمكن أن ينقطع التيّار في مدينتين تفصل بينهما كيلومترات عديدة في نفس اللحظة ... أطلقت عقيرتي بالصراخ مدعية الخوف من الظلمة ... رسالة سريعة من أمير ينهي المحادثة ... وصلتني وقت وصوله لباب الغرفة ...
دخل أمير ينير دربه بكشاف هاتفه ... يطمئن عليا ... كنت أخفي ملابسي من على الأرض ...لم أجد مفرّا سوى أن أمثّل سقوطي أرضا وأنا أتحسس طريقي في الظلمة ... وضع يده تحت إبطي يسندني ... يده القوية تحملني نحو السرير ... جلست على حافته أمثل الألم ... نور الكشّاف كان خافتا جدا ...
رفع رجلي التي إدعيت أنها مصابة ووضعها على السرير ... إستلقيت متأوهة من الألم ... قال أمير أنه يملك مرهما يزيل الألم ... خرج من الغرفة مسرعا تاركا المكان مظلما خلفه ... كنت أسترد أنفاسي وأنا أخفي الورقة وأغلق الهاتف ...
ظله الطويل يسبق جسده متسللا من فتحة الباب ... إهتممت بإخفاء آثار يمكن أن تكشفني .... لم أدرك أني لم أستر جسدي إلا حين أوقد شمعة بدأت تنير المكان ... ضوء بسيط يتراقص أمامي وأمير يقف مرتديا بوكسرا أزرق ...
خوفه عليا ينعكس على إرتعاشه ... ظله المتراقص تحت تأثير ضوء الشمعة ورعشة يديه وهو يسكب المرهم في يده ... كبطل مسرح ظلّ ... تقدّم من حافة السرير ببطئ ... لم يرفع نظره فيا خجلا لما إكتشف أني شبه عارية ...
جلس بجانبي يمسك قدمي المصابة كذبا ... أتقنت تمثيل دور الجريحة بصراخ وألم إدعيته ... بدأت أصابعه تدعك كعب قدمي ... يضغط بعنف و حنو لا يتقبلان حتى في الخيال ... كنت أتابع حركات أصابعه وهو يضع قدمي على فخذه الصلب ...
بدأت حركته تنسحب نحو الأسفل ... أخمس قدمي ... أصابعي ... تلك المنطقة الطرية بين الأصابع والأخمص غاصت فيها أنامله ... صدقت إيناس في قولها أن مشاعر الإنسان تتجمع هناك ...
جسد إفتقد لأي نوع من الإحتكاك .... لا يمكن أن يتجاهل حنية وعنفوان هذا التدليك ... حتى وإن كان قصده العلاج ...
أغمضت عيني ورحت أسترجع كلّ ما قالته إيناس عن شعورها وإبتهال تدلّكها ... نار بدأت تلتهب في صدري مع لهيب الدواء في قدمي ...
عارية إلا من ملابسي الداخلية ... مغمضة العينين ... مستسلمة للحركات الخبيرة لأمير تنتزع وجع روحي بدل وجع قدمي الذي إدعيته ... فتحت عيني فجأة ... أمير يشيح بعينيه يغرسهما في قدمي ...
كان يتملى في جسدي بلا شكّ ... شيء خشن يحيط بقدمي ... فتحت عيني لأراقب أمير وهو يلف ضمادة طبية يشد بها مكان الألم المزعوم ... لا أعلم السبب لكني وددت لو إستمر هذا التدليك للأبد ...
أنهى عمله بسرعة لم أقبلها ... رغم أن كذبي أنجاني من أن يكتشف أمير أني من كنت أحادثه على الفيس لكني وقعت في فخ آخر ...
حاول أمير مساعدتي على الوقوف ... صدره العريض كان ملجأ رأسي ويدي تلتف حول رقبته ... قبة صغيرة بدأت تظهر بين فخذيه ... عجز قماش البوكسر المشدود أن يداريها ... سعادة خفقت بقلبي ... مرارة أني إتهمته ظلما تحرق فؤادي ...
أردت أن أكفّر عن ذنبي والتأكد أكثر... ما إن حاولت الوقوف حتى إدعيت ألما شديدا في أسفل فخذي ... طلبت منه أن يدلّك مكان الألم الجديد ...
وضعت يدي على السرير وإستدرت أنام على بطني ... مؤخرتي عارية إلا من فتلة تخرق ما بين دفتيها ... سندت رأسي فوق يدي وأغمضت عيني مستسلمة ... لا يمكنني إلا الإستسلام لما يحدث ...
أمير الذي بدأ يبتلع ريقه بصعوبة ... يداه ترتعش وهو يلامس اللحم الطري لأسفل فخذي ... إرتباك ورعشة لم تدم طويلا ... غياب نظري عنه سمح له أن يتطلّع في لحمي المقدّم له على طبق وردي مغلّف بتعلّة العلاج ...
بدأت أنامله الطرية الواثقة تغوص في لحمي ... إنتزعت آهات أوهمته أنه من آثار الألم ... بدأت شفرات كسي تتباعد ... رطوبة حارقة تمر بينهما ... حركة عفوية قصدت بها فرك كسي بحشية السرير علي أبرد بها ناره ...
وقعت قدمي السليمة على فخذه ... مع إشتداد الحرقة بين فخذي بدأت قدمي تتحرك للأعلى ... رعشة هزت جسد أمير ما إن لامست أصابع قدمي ما بين فخذيه ... كرة طرية أضغط عليها ببطئ ...
كانت أصابعي تلامس نهاية كيس بيضاته المنتفخ ... لم يتحرّك أمير ... بل حاول التركيز على شغله ... أردت أن أوهمه أنها حركة عفوية ... فحركّت قدمي للأعلى قليلا ... حرارة وصلابة قابلني بها ما بين فخذيه ...
لم أتبيّن ما يحصل ولم أفهمه ... ضغطت بقدمي على ذلك الجسم الصلب للأسفل ... قابل ضغطي بحركة عكسية ... قدمي تضغط على زبّه وهو يعاند ليدفعها للأعلى ...
تجمعت كل مشاعري عند أصابع قدمي ... لم أتبيّن حجمه ولا طوله ... لكن من يثيره جسد إمرأة عارية لا يمكن أن يكون مثليا ... أغلقت القضية لعدم توفر الأدلّة ...
دليل براءته كان دليل إدانتي ... ما إن أنهى أمير عمله حتى سحب قدمي ببطئ ووضعها على الحاشية ... سحب غطاء يضعه عليا ببطء معتقدا أني إستسلمت للنوم ...
قبل وصوله للباب ... خشيت أن يعود لمراسلة بثينة على الفيس ... لم يعد هناك مجال للمواصة معه الآن .... يجب منعه من ذلك ... صوت مخنوق يؤكد كوني كنت في سبات ...
طلبت منه أن ينام بجانبي ربما أحتاج شيئا ... لا أعلم كم لبث يفكّر في الموضوع لكنه إستجاب ...
دلف تحت الغطاء بجانبي يتحسس بعض الدفء ... لم أغير من وضعيتي ... دفنت رأسي تحت المخدّة خوفا من تسرّب فكرة منه تكشفني ...
لم يدم تفكيري طويلا حتى سحبني النوم ... نوم طويل وهادئ ... أيقضني منه عصفور أسود يطرق بلور النافذة ... رغم تطيري من سواده لكني نهضت بهمة ونشاط ...
مررت يدي أتحسس جانب السرير ... كان فارغا كعادته ... سوى أن بقايا الدفء يؤكد أن ما عشته البارحة لم يكن حلما ... من يقتله البرد يقتله نصف الدفء ...
نزلت من السرير ... لولا وجود تلك الضمادة لنسيت إدعائي للإصابة ... ألقيت روبا حريريا على جسدي وفتحت باب الغرفة ... رائحة بيض مقلي تداعب جوعي متسللة من المطبخ ...
خطوات سريعة من أمير تهرول نحوي ... سندني من كتفي معاتبا بشدة ... لم يكن عليا النهوض من السرير ... ساعدني للوصول للحمام ... إنتظرني حتى خرجت ... حملني بين ذراعيه القويين إلى السرير ثانية ...
رغم وزني لكنه لم يئن ولم يلهث ... أعجبت بقوته المكتسبة ... ذهب مسرعا وعاد يحمل طبقا عليه فطور الصباح ...
حنان يقطر من عينيه ... آلمني ضميري أن سبب هذه الحنان إصابة مفتعلة ... هزمت أوّل طلائع ضميري مع أمواج السعادة التي غمرتني ... أصرّ عليا أن لا أبرح مكاني طوال اليوم ...
قال أنه سيعلم إدارة المعهد بغيابي ... قبل خروجه وضع بجانبي كلّ ما يمكن أحتاجه ... ماء ... بعض العصير ... شاحن الهاتف ... ما إن سمعت الباب الخارجي يغلق معلنا ذهابه لدروسه حتى بدأت بالقفز فوق السرير ...
في أكثر أحلامي تفائلا لم أتخيل موقفا يناصف ما حصل ... شهية مفتوحة للأكل .. رغبة في معانقة الحياة ... أن تشعر أن أحدهم يحبّك ... يهتمّ بك ... يدللك ...
رحت أقارن بين ما كان عليه أمير قبل أشهر قليلة وبين ما صار إليه ... رجل مكتمل الرجولة ... موقفه مني هذا الصباح جعلني أنظر إليه بعين مختلفة ...
نزعت الضمادة عن رجلي ... وقفت أمام المرآة أتأمّل نفسي ... تجرّدت من كل ملابسي ... جرّبت كل كيلوتاتي ... جسدي يسحق مقاومة أي رجل ... صور عديدة تفننت في تصويرها مقلّدة فنانات البورنو ...
ستكون مكافأة أمير على عنايته بي ... أمير الذي إتهمته باطلا في ساعة حمق ... يخزن بين رجله ما تتوق نصف نساء الكون له ... إنتظرت حتى العاشرة صباحا موعد الفسحة ... الإشارة الخضراء تؤكد أنه متّصل ...
- فينك ؟؟؟ خضتني عليك ؟؟؟
- لا أبدا أصل النور قطع وحصلت حادثة بسيطة كده في البيت ؟؟
- حادثة ؟؟؟ خير طمني ...
- لا أبدا ماما وقعت لما إتعثرت في الظلمة ورجلها تلوت ...
- يا حرام وهي بخير دلوقتي ؟؟؟
- أه سبتها الصبح بخير ؟؟؟
- سبتها لوحدها وهي تعبانة ؟؟؟
- أصل الإصابة مش خطر ... شوية راحة وتبقى تمام
- وليه ما رجعتش إتصلت بيا بعدها ...
- لا أبدا بس على ما جبنالها دكتور وكده كان الوقت إتأخّر ...
- (لم أفهم سبب كذبه عن موضوع إصابتي) وإنت فين دلوقتي ؟؟؟
- في المدرسة ... عندي ساعة فاضية ...
- يعني مش حينفع نكمّل ؟؟؟
- نكمّل إيه ؟؟؟
- كلامنا بتاع مبارح ؟؟؟ الصور ؟؟؟؟
- ومش حينفع ليه ؟؟؟ نكمّل ؟؟؟
- طيّب قلي أنهي أحلى أنا وإلا الستات إلي تعرفهم ؟؟؟
- ستات ؟؟؟ أنا لا بعرف ستات ولا سبعات زي ما قال الزعيم ؟؟؟
- أها ... عاوز تقلي إنك عمرك ما شفت وحدة ست عريانة ...
- لا أبدا وحياتك ...
- نفسي أصدّقك ... بس مش قادرة
- وحأكدب عليكي ليه ؟؟؟ الفروض لو قلت العكس أكون بكذب ... لأن كل الشباب بتتفاخر بعلاقات وحكايات وهمية ...
بينما أنا فضحت سرّه للجميع ... عائشة ثم إيناس ثم آلاء ... بدأت أصفع نفسي على حماقتي في كشف أسرار بيتي ... أمير الشاب الغر يعرف كيف يكتم السر وأنا الراشدة ... أعريه أمام الجميع ...
فجأة بدأت الفكرة تتبلور في رأسي ... آلاء كشفت لي كل شيء عن شركائها في مغامرتها ... لأنهم غرباء عنها ... إيناس لم تتحرج من ذكر تفاصيل علاقتها المحرّمة بإبتهال رغم غرابتها ... بحكم كونها إبنة جيرانها ... فهي غريبة عنها ...
أمير لم يكشف سرا كان يمكن أن يتباهى به أمام شخص لا يعرفه ... بحكم كونه قريبا مني ... ستر وغطا ... الغطاء الآمن ... هذا هو ...
غطاء هو الأكثر سترا وهو الأكثر أمنا ... من سيكتم سرا أكثر منه ومن سيشكّ في ما يمكن أن يحصل بيننا ...
صورة زب أمير في الحمام ترقص أمام نظري ... نظرت لقدمي التي لامسته ليلا ... تخيّلت حجمه ... نار تلهب صدري لمجرّد التخيّل ...
أمير شاب يستحق المغامرة ... إنتصاب قضيبه وهو يدلّك أسفل فخذي يؤكّد أنه يرغب فيما أرغب أو على أقلّ تقدير شرارة يمكن تذكية نارها فيه ...
خرجت من غرفتي ... قست البيت طولا وعرضا جيئة وذهابا ... لهيب الرغبة يكوي ضلوعي ... دخلت الحمام ... نتفت شعر كسي رغم قصره ... إحمرّ لونه وإنتفخت جنباته ...
إستعملت كل ملينات الجلد ... أفخم العطور تاهت تحت إبطي ورقبتي ... أحمر شفاه خفيف ومكياج قليل زادا في جمالي ... سرّحت شعري ... فعلا أشبه الفنان هالة صدقي ...
أعدت ربط الضمادة على قدمي ... لبست شورتا قطنيا ورديا بدأ يضيق عليا ... وقميصا رماديا ملتصقا بجسدي ... صدري المكور نافر للأعلى بشموخ ... كسي يبدو رسمه من خلف القماش ... خياطة قماش الشورت منحشرة في فتحة مؤخرتي من أثر الضيق ...
ضاقت بي غرفتي ... الساعة الثالثة بعد الزوال ... فتحت التلفاز علّه يسرق بعض وقت الإنتظار الطويل ... كنت أتابع برنامجا إجتماعيا ... تزعم ضيفته أنها تعرضت لسحر غيّر حياتها ...
لم أركز فيما يقول الحاضرون ... تفكيري منصبّ في أمير ... في مصيري ... في مصيرنا ... آلاف الخيالات والصور الوردية جعلت دقائق الإنتظار كجمر موقد في يوم عاصف ...
خبر عاجل ... تفجير إرهابي يهز أحد ضواحي العاصمة .... عدد من الضحايا في صفوف الشرطة ... بدأت الأخبار تأتي تباعا ... أرقام الضحايا في إرتفاع ...
قوّات الحرس الوطني والشرطة والجيش تمشّط المكان ... نصف ساعة مرّت وبدأت الدعوات لأخذ الحيطة تتوالى ... المجموعة الإرهابية متمركزة بمنزل بأحد الضواحي ... إطلاق نار كثيف ... طائرات عمودية يصلني أزيز محركها رغم بعد المكان عن حيينا ...
رئيس الحكومة يعلن حالة الطوارئ وحضر التجوّل بداية من الخامسة ... وزير التربية يأمر بإيقاف الدروس بداية من الآن وحتى موعد غير معلوم لحين إنتهاء العمليات المسلّحة ... بدأ القلق يتسلل لقلبي ...
خرجت للحديقة الأمامية أراقب الطريق من فوق حائط السور ... شارعنا الهادئ صار يعج بالمارة ... سيّارات الشرطة تجوب المكان ... ريقي جف ونبضي توقّف لتوقّف سيّارة عسكرية أمام البيت ...
أمير ينزل منها رفقة جارين يدرسان في نفس المعهد ... بدأ نبضي ينتظم وهو يودع مرافقيه ... السيّارة التي تولت نقلهم غادرت المكان ... أحد العساكر الراكبين في الخلف يلوّح لي ...
حسين ... عيني لم تخطأ ... وجهه صار أكثر صرامة وتبدو عليه علامات الرجولة ... كنت بدأت أسترجع ذكرياتي معه حين أيقضني أمير الذي فتح الباب ودخل ...
- إنت نزلتي من سريرك ليه ؟؟؟ مش قلتلك ما تتحركيش ؟؟؟
- أصلي قلقت عليك (كلماته ذكرتني أن عليا أن أعرج)
- لا إطمني إحنا بخير بس البلد مقلوبة ...
- أه سمعت من الأخبار ...
- كل القوات بتمشّط المدينة ... يلى نخش لحسن تجينا رصاصة طايشة ماهم متعودين
شعرت بالحرج ... أنا بملابس صيفية وهو يرتعش من البرد ... أمرته بتشغيل السخّان ففعل ... دخل المطبخ بعد إلحاحه عليا بالراحة ليعد لنا شيئا نأكله ... قال أني سأكتشف مواهبه في الطبخ ...
عمل دؤوب تقوم به القوات المسلّحة تأتيني أخباره عبر القنوات ... وعمل نشيط يقوم به أمير تصلني رائحته متسللة من باب المطبخ ...
طال إنتظاري ... قلّبت كل القنوات ... الأخبار رغم أهميتها لا تهمني ... بدأت أستجمع قواي أشجع نفسي على المواصلة في طريقي لهدفي ... بدأ السخان يؤدي دوره بنشاط ... حرارة البيت بدأت تشابه حرارة الصيف ...
أمير يفتح باب المطبخ ... يحمل بين يديه أطباقا يجاهد ليوصلها سالمة لمنضدة الصالون ... مجهود كبير قام به ... إنحنا كفارس نبيل يدعو ملكة للرقص ... أمسك أطراف أصابعي وهو يقول " صنعة إيديا وحياة عينيا " ...
رغم بساطة الأكل لكنه منمق بشكل يدعو للفخر ... بيض وأفخاذ دجاج مقلية وبطاطا وسلطة خضراء ... تعتبر إنجازا بالنسبة لمن لم يدخل المطبخ قبلا سوى لتكسير الأواني ...
ساعدني في تعديل وضعية رجلي المصابة حتى تصل للأرض ... عيناه لم تفارق فخذيا العاريتين ... سحب كرسيا وجلس يقابلني ... بدأت يداه ترتعش وهي تلتقط أولى اللقم ...
حركة إستشعرت معها حسن إلتقاطه للصورة ... رفعت رجلي السليمة على حافة الكنبة ومددت الأخرى كأني أريحها من الألم ... كنت أحس بقماش الشورت الناعم ينحشر بين فتحة كسي ...
كان أمير يركز نظره على صحن أكله ... كنت أرفع عيني من تحت حاجبي أرقب ردة فعله من اللوحة المعروضة أمامه ... طال إنتظاري دون جدوى حرجه منعه من رفع نظره بين فخذي ...
بادرته بسؤال عن أحوال المدرسة ... رفع رأسه ليجيب ... حشرت الكلمات وفتات الطعام في حلقه ... عيناه تفتحت كأنها تبصر النور لأوّل مرة... كحة بادرها بكأس ماء ثم أردف الثاني علّها تطفأ ناره التي إشتعلت ...
خفت عليه أن تزهق روحه ... رسالتي وصلته ووصلتني رسالته ... إكتفيت بهذا القدر ... أتممنا طعامنا بهدوء شديد ... لا يقطع صوت المضغ سوى بعض الإستنكارات لما يحدث خارجا ...
جمع الأطباق وهرع مسرعا للمطبخ ... صوت حنفية الماء يؤكد أنه ينظف ما إتسخ من مواعين ... رائحة شاي أخضر تداعب أنفي ... كأنثى العنكبوت جالسة على الكنبة أنتظر قدومه ...
تقدّم بخطى حذرة خشية أن ترتعش يداه ... وضع الطبق ... تنهيدة خرجت من صدري لرؤية فنجاني شاي على الطاولة ... أثار البلل تبدو على بنطاله وقميصه ... من لم يتعود على الغسيل سيكون مصيره هكذا ...
- إنت غرّقت هدومك بالمية ...
- أصل الأطباق كبيرة فالمية طرطشت عليا ... حأروح أغيّرهم
- طب ما تخلعهم ... تغيّر ليه ... والسخان عامل مجهود ليه ؟؟؟
- أصل ... أصل ...
- إنت حتتكسف مني يا واد ؟؟؟
- لا مش حكاية كسوف ... خلاص زي ما تحبي ...
كنت متأكدة أن الوقت الذي إستغرقه في الحمام كان ليداري به إنتصاب سببته له وقت العشاء ... نظراتي المراقبة لخطواته تقيس أبعاد جسده من الأعلى للأسفل دفعته للهروب ليرتمي على الكنبة المقابلة لي ...
... قدمي تكاد تلامس كتفيه ... كان يحاول التركيز على التلفاز ... يرفع ركبتيه يلصقهما بصدره ... حركة مفضوحة منه ليخفي إنتصابه ... حركته فرضت على وجنتي الإنكماش مبتسمة ... باتت الأنباء في التلفاز مكررة لا جديد ...
تبادل إطلاق النار متواصل ... لا جديد ... طلبت من أمير أن يجلب هاتفي من الغرفة عل الأخبار على الفيس تكون أحدث ... جلب هاتفي وهاتفه ... دقائق طويلة كل منا يقرأ للآخر ما يضنه خبرا مهما حول الأحداث ...
إعلان حالة الطوارئ لثلاثة أيّام ... خبر منحني فرصة حجز أمير بجانبي ... لا دروس يحضرها للغد ... مغامرة زادت التشويق والإثارة متعة ... أرسلت رسالة لأمير من حساب بثينة ...
على مسافة نصف متر ... سقف واحد يجمعنا ... العين في العين ... وأراسله ... جرأة لم أعهدها في نفسي لكن هدفي كان الوصول إليه ...
- عامل إيه ؟؟ طمني الدنيا مقلوبة عندكم ؟؟؟
- لا ما تخافيش ... الضرب بعيد عننا
- طيب طمنتني ... كنت مرعوبة عليك ؟؟؟
- بجد ؟؟؟
- طبعا ؟؟؟ إنت فاكر إيه ؟؟؟
- وداه من إمتى داه ؟؟؟
- تحب الصراحة ؟؟؟
- ومين ما يحبّش ؟؟؟
- من يوم ما بعثتلي صورتك بعد التغيير ؟؟؟
- يا سلام ؟؟؟ صدقتك أنا ...
- أحلفلك ؟؟؟
- لا مصدقك ... بس ليه ؟؟؟ فيها إيه مميز
- كل حاجة عضلاتك صدرك ... بطنك إلي تحت بطنك
- (كنت أراقب تفتح عينيه وهو يقرأ غزلي الماجن) قصدك إيه ؟؟؟
- إنت فاهم ما تستعبطش
- لا مش فاهم
- العفريت إلي بين رجليك ؟؟؟
- وشفتيه إزاي ؟؟؟
- شفت كورة بين رجليك فتخيّلت إنه عفريت ... وإلا أنا غلطانة ...
- إنت ساكت ليه ؟؟؟
- لا أبدا مصدوم
- هههه مصدوم من إيه ؟؟؟
- منك ؟؟؟ فجأة إتقلبتي كده
- ماهو العفريت داه يشقلب كيان أي ست ...
- يا سلام للدرجة دي ...
- أكثر مما تتخيّل ...
- ليه بس ...
- يعني وحدة ست مشتاقة والرغبة واكلها لما تشوف حاجة كده تفتكر مش حتتأثّر
- مش عارف
- أوعى تقول إني صوري ما أثّرتش فيك ...
- هي أثّرت ... بس ... مش عارف أقول ...
- من غير ما تقول تحب أبعثلك كمان ...
- يا ريتك كنت جنبي ..
- ليه ؟؟؟
- عشان أوريك غلي عمرك ما شفتو
- بس إنت متزوجة ...
- مش قلتلك على علاقتي بزوجي شكلها إيه ؟؟؟
- طب ما تتطلقي منه ...
- وتتزوجني ...
- هههه يا ريت ينفع ...
- عارفة إنه ما ينفعش ... إنت تستحق وحدة من سنك ... حلوة ...
- لا مش داه قصدي ... إنت أحلى منهم كلهم ... بس إنت كده مش بتخوني زوجك
- ماهو هو كمان بيخوني
- طب ما تتطلقي وتشوفي راجل غيرو ؟؟
- مش قلتلك ما ينفعش ؟؟؟
- ليه
- أسباب كثيرة ؟؟؟ البيت ملكية مشتركة والأولاد ومصاريفهم ؟؟ وحتى لو طلقته مين يضمني إنه الثاني مش حيطلع نيلة زيه ...
- نيلة ؟؟؟ يعني إيه
- يعني مش عفريت زيّك يا عفريت
- عاوزة تفهمني إني للدرجة دي أنا عاجبك
- تعرف لو ما كنتش بعيد عني وفيه وسيلة تخلني أنفرد بيك من غير ما حد يشكّ ماكنتش عتقتك ...
- كلامك إتغيّر قوي ...
- أي وحدة مكاني وظروفها شبهي لو لاقت فرصة مضمونة مش حتتردد
- فرصة مضمونة يعني إيه ؟؟؟
- يعني ما حدش يقفشها أو يفضحها ... حد يخاف عليها يحبها ...
- تفتكري ...
- داه أكيد ...
- يلى بقى نكمّل بكره عشان زوجي رجع
دقائق طويلة كان فيها أمير متجمّدا أمامي ... حركت قدمي ووضعتهما على الأرض كأني أحاول الوقوف ... هرع من مجلسه نحوي مستفسرا ... ساعدني في الوصول للحمام ... لم يكن أمامه حل سوى التخلي عن حرجه ... يداه تسنداني و قضيبه ينطلق شبه حر متحديا إلتصاق قماش البوكسر به ...
لم يطل مكوثي بالحمام ... طريقة العودة كان فرصتي للتملي في ذلك الثعبان أكثر ... كان ينحت نفسه يتحدى رأسه الكتابة على مطاط البوكسر ... لعنت المهندس الذي جعل باب الحمام قريبا من الصالون ...
أجلسني أمير على الكنبة وراح يعيد طبق الشاي للمطبخ ... فوجئ حين عودته باني غيّرت مكاني ... وضعت رأسي أين كان يجلس هو وقد رفعت رجلي المصابة على خشب حافة الكنبة كأني أريحها من الألم ...
نظر في عيني مستفسرا دون كلام ... أخبرته أن رجلي تؤلمني ... عالجت سؤال عينيه عن مكان جلوسه بان طلبت منه الجلوس مكانه وأني سأستعمل فخذيه كمخدّة ...
لم يعترض رغم بعض الإحراج ... فرد رجليه على الكنبة ووضعت رأسي على فخذيه ... بين الركبة و المفارق ... كنا نراقب التلفاز ... نشرة الأخبار المفصّلة ... أخبار الأحداث إحتلّت المشهد ...
كانت المراسلة تنقل أخبار المعركة من على عين المكان ... في خلفية الصورة تقف سيّارة عسكرية ... فتحت أبوابها ونزلت منها مجموعة مقاتلين بزيهم النظامي ... صورة زوجي تتصدّر الشاشة يرفع سلاحه للأعلى يشير لجنوده بإتباعه ...
أحسست أن فخذي أمير تكمشا لرؤيته ... أحسست أنه يشعر بالفخر كون والده يشارك في هذه المعركة التي يدعو الجميع أن ننتصر فيها ... لم يتمالك نفسه ...
- إنت شفت بابا عالتلفزيون ؟؟؟
- (أدرت رأسي نحوه ورفعت نظري للأعلى ... لويت شفتي كان الأمر لا يعنيني ) أه شفته
- (صمت طويلا ... كان يراقب التلفاز وأنا أنظر لوجهه الجميل من الأسفل ... ثم قطع صمته) ماما هو بابا عملّك إيه ؟؟؟
- قصدك إيه ؟؟؟
- يعني ؟؟ كل واحد يبات في غرفة ... ما بقيتوش بتتكلمو ... أصلا إنقلبتي عليه ...
- إنت منزعج من إلي حصل ...
- بالعكس ... إنتي بقيتي وحدة ثانية ... أقلها بقيتي تقفي في صفي ... كريمة معيا ... بقينا بنهزّر مع بعض ... بنقعد مع بعض ... وداه كان مستحيل لو هو موجود زي زمان ... بس يهمني أعرف
- (كلماته شجعتني ) تخيّل بعد العشرة دي والسنين دي كلها ... وبعد كل إلي عملته معاه ... إكتشفت إنه بيخوني ؟؟؟
- كنت متأكّد ؟؟؟ مع مين ؟؟؟
- مش مهم مع مين ؟؟؟ المهم إن إكتشفت إني عمري راح هدر معاه ؟؟؟ تلاقيها وحدة حلوة وصغيّرة ... ما خلاص أخذني لحم ورماني عضم..
- عضم مين ؟؟؟ دا إنت كلك لحم
وجهي مقابل لقضيبه المنتفخ بعنفوان الشباب ... فخورا بحجمه ... عروقه تبرز من تحت القماش ... لم يكن يفصلني عنه سوى شعرة واحدة ... تهت في تفاصيله ... بللت شفتي شوقا لتقبيله لكني تماسكت ...
إنتهت موجة ضحك أمير ... الذي وضع يده على رأسي يمرر أصابعه بين خصلات شعري بحنو ... قشعريرة سرت في جسدي كأن تيّار خفيفا يهزني ... أردت الكلام لكنه سبقني ...
- طيب وما طلبتيش الطلاق ليه ؟؟؟
- أوه الطلاق وحده مصيبة ...
- إزاي ؟؟
- أولا البيت ملكية مشتركة ... ودي لازمها سنين على ما تتحلّ ... ثانيا إنت؟؟
- أنا .؟؟؟؟
- أه إنت ؟؟؟ من كام شهر كنت في حالة مش عارفين أولها من آخرها ولا نتيجتها إيه ؟؟؟ وكمان إنت بلغت سن الرشد يعني حتى النفقة مش حينفق عليك ؟؟
- أها ... (أحسست أن مكري أعجبه)
- وبعدين لو إتطلّقت منو ساعتها ... كنت حأبقى لوحدي في الدنيا وفي السن داه ؟؟؟
- لوحدك ؟؟؟ أمال أنا رحت فين ؟؟؟؟
- ما قلتلك إنك كنت ساعتها في دنيا ثانية ؟؟؟
- عشان كده إنت تغيرتي معايا ؟؟؟ عوزاني أكون جنبك ضده ؟؟؟
- من ناحية عوزاك تكون جنبي داه أكيد (وزحفت بخدي على فخذه حتى قاربت أن ألمس زبه بأرنبة أنفي) بس مش ضده ؟؟؟
- أمال ؟؟؟
- عوزاك تكون سندي ... ظهري ... راجلي
- راجلك ؟؟؟
أحسست أن الوقت حان لتنفيذ خطتي ... بدأت أحرّك خدي بحنان أستفز رغبته بلمسات رقيقة ... لمسات ألهبت ناري التي لم أعد قادرة على التحكم في ألسنتها ...
- طبعا راجلي ... حألاقي مين غيرك يخاف عليا ويحبني ... يوقف جنبي ... سري عندو وسرو عندي ...
- (أحسست أنه يراجع كلام بثينة على الفيس... حرارة أصابعه بدأت تلفح جلد رأسي) أنا تحت أمرك يا ماما ... بس إنت حتقدري تصبري
- أمال إنت راجلي إزاي ؟؟؟؟
وضعني أمير برفق على السرير ... رفع رجليا ليضعهما على الحاشية ... بدأت أتألّم بشدّة إهتز منها فؤاده ... قال أن ذلك الألم سببه كثرة القفز على قدم واحدة ... أثرت في عضلات الظهر ...
تطوّع لتدليك مكان الألم ... بدأ كسي ينفتح لمجرّد سماع إقتراحه ... ذهب لغرفته يحضر المرهم ... بدأت رائحته تنسلّ لتصل أنفي ... إستدرت لأنام على بطني ...
بدأت أصف له مكان الألم ... أسفل ظهري و أطراف كتفي ... وقف برهة يفكّر ... قلت له أن الأمر عادي إن أراد خلع الشورت ... فقد رآني هكذا ليلة أمس ...
يداه ترتعشان وهو يسحب مطاط الشورت للأعلى ... رفعت وسطي لأساعده على سحبه ... كلاعب ورق يقامر يسحب ورقة هي آخر آماله قماش الشورت ينسحب من على جلدي... مؤخرتي عارية تماما بيضاء ناعمة على بعد شبر من عينيه التي أيقنت أنها خرجت من محجريها ...
أراد رفع قميصي لمستوى رقبتي ... لكني تخلّصت منه دون حرج ... جسدي العاري سوى من فتلة تلف وسطه والأخرى تمر بين فلقتي مؤخرتي ...
جسدي مهدا ليديه يفعل به ما يشاء ... فتح رجليه وجلس بحذر فوق أسفل ظهري ... كيس بيضاته يلامس بداية مفرق مؤخرتي ... صدى أنفاسه المرتبكة يتردد بين جدران الغرفة ... بدأت أصابعه تلامسك كتفي ... ضغط خفيف يستخرج الألم لتنبت مكانه الرغبة ... أصابعه الرقيقة القوية تغوص في مسام جلدي ...
فتحت باب قفص آهاتي ... آهات ألم ممزوجة بمحنة شديدة ... طال تدليكه لكتفي ... كنت أستشعر حذره أن تلامس حركاته جنبي صدري من الخلف ... ما إن تصل أنامله الرقيقة لبدايتها حتى تنسحب وجلة ... مهما حاول إدعاء ثبات حركاته لكن رجفة مؤخرته الضاغطة عليا تؤكد تجاوبه ...
طلبت منه أن يدلّك مكان الألم الشديد ... أسفل ظهري ... تراجع في جلسته حتى قعد على فخذي ... سمعت صوت المرهم يرقص بين راحتيه يحضرهما لجولة ثانية ...
بدأ يدلّك فقرات عمودي الفقري نزولا ... تاهت يداه في حزامي ... مراوحة بين الضغط والسحب بأصابعه ... تعجبّت خبرته في صنعته ... بدأت مفاصلي تخور مستسلمة لما يفعل.
جسد عطش لملامسة ناعمة تسبر أغواره أصابع متعطشة للمعرفة ... لإكتشاف مكوناته ... إشتعلت ناره بلا هوادة ... سحبت مخدة وضعتها تحت بطني ... إرتفعت مؤخرتي للأعلى حتى صارت تلامس رأس قضيبه مع كل حركة ...
أنفاسه بدأت تنتظم ... آهات متعة بدأ يكتمها ... كنت أعتقد أن حركتي ستشجعه على أخذا ما يريد ... ما أريد ... لكنه واصل عمله ... توقف بعد دقائق طويلة ... كنت أدفن رأسي تحت المخدة أخفي ما ألهبت لمساته بخاطري ...
إنتظرت لمسة أخرى منه ... قررت أن أطلب منه أن ينزع كيلوتي ... أن يدلّك مفرق مؤخرتي ... أن يداعب فتحة كسي ... صوت غلق باب الغرفة خنق آمالي ... صوت الحنفية قادم من الحمام يعلمني أنه يتخلّص من آثار المرهم على أصابعه ...
خاب أملي وتكسّرت أمواج طموحي ... ربما هذا الغرّ لم يلتقط إشاراتي جيّدا ... الموضوع يتطلّب جرأة أكثر ... عدّلت جلستي على وقع خطواته يتقدّم نحو الباب ... نمت على ظهري مقدّمة له صدري العاري على طبق مرمر ... قماش الكيلوت يكشف آثار بلل الرغبة التي سحبها مني ...
توقّف طويلا وهو ينظر لجسدي العاري بتمعّن ... نظرته زادت في إصراري على الوصول لهدفي ... سألني إن كنت أريد شيئا قبل أن يخلد للنوم ... لا يمكن لهذه الليلة أن تنهي هكذا ... ما الخطأ ؟؟؟ لقد أعددت كل شيء ...
طلبت منه أن يحضر لي شرابا ساخنا ... ينسون ... زعتر أي شيء تمنحني فترة تحضيره فرصة لترتيب الخطوة التالية .... كنت أسمع صوت الأكواب في المطبخ ... لم أهتد لفكرة تكون مقنعة ...
إقترب أمير وقدّم لي كأسا يتصاعد البخار منه ... رائحة الإكليل والزعتر تفوح منه ... كأسه بين يديه ... تمنى لي ليلة سعيدة وهم بالخروج ...
- إنت رايح فين ؟؟؟
- رايح أنام ؟؟؟
- معقولة حتسبني أنام لوحدي ... في ليلة زي دي (مزجت لهجتي بدلال و خوف)
- إنت خايفة ؟؟؟ الضرب بعيد عننا 50 كم ؟؟؟
- ولو... مين يعرف ممكن يحصل إيه ؟؟؟ خليك هنا جنبي ....
لم يخطو الخطوة الأولى عند الباب حتى فتحت درج طاولة السرير ... شريط أدوية كنت أتعاطها أيّام أزمة موت أختي ... مفعولها سحري ... مزيج بين المنوم والمسكر ... تريح الأعصاب ... تجعلك في حالة نصف وعي مع إبتسامة ثابتة ....
قطعت نصف حبة وألقيتها في كأس أمير ... وحركت السائل بإصبعي ... عند عودته كنت ألحس أطرافي أنظفها من قطرات المشروب ... نظر في عيني مباشرة ...
- إرتحتي كله تمام ...
- كده أقدر أنام وأنا مرتاحة ... يلى تعالى جنبي
وضعت مرفقي على مخدتي ويدي على خدي ... تهت في تفاصيل وجهه الجميل ... إنسحبت أصابع يدي الأخرى تداعب خصلات شعره ... قابل حركتي ببسمة أنارت لها الغرفة الشبه مظلمة ...
مع تواتر حركتي أصابع تتخلل خصلات شعره الناعم ... بدأ نفسه ينتظم ... أهدابه ثقلت ... حركة عينيه من تحت جفونه المسدلة تؤكّد أنه يستحسن مداعبتي ...
كنت كمن تذكي نار رغبتها بيدها ... كلما لامست شعره إشتدت نار آتون شبقي ... نار أمسكت شرارتها بين شفرتي كسي ... يغلي الماء المنسكب بينهما ليزيد في إشتعال ألسنة الشوق ...
لا أعلم كم مر عليا من الوقت ... بدأت يدي تنسلّ من رأسه إلى خدّه ... ملمسه الناعم يجرح صبري ... مرّت سبابتي على ذقنه المدببة ... داعبت عظامها ... مررت يدي على ذقنه كلها ... لامست شفته السفلى ... فإبتسم لي وهو نائم ...
قطع لجام السيطرة على رغبتي وأفلتت ... قرّبت رأسي منه ... شممت أنفاسه الحارقة ... طبعت قبلة دافئة على خّدّه ... تجاوب معها بإبتسامة ... تجرّأت أكثر وقبّلت شفته السفلى ... جزأ من الثانية فجّر بركان خمدت حممه منذ سنين في صدري ...
مرر يده على شعري يستحسن صنيعي ... عدت لجلستي الأولى بحذر ... مررت يدي على صدره ... تحسست عضلاته الفتية ... فتلت شعيرات ناعمة بدأت تنمو في وسطه ... حرّك كتفيه كأن حركتي تدغدغه ...
توقّفت قليلا ... مررت كف يدي على صدره ... لامست سبابتي حلمته الصغيرة ... تجاوبت معي وتصلّبت بين أناملي ... طال تعذيبي لها ... كل شعيرات جسده تأهبت من رقة ملمسي ... رأيتها تقف إجلال لنعومتي ...
إن فعلت لمساتي هذا في أصغر أجزاء جسده ... ما مصير العفريت الكامن بين فخذيه ... بدأت يدي تزحف في مسيرة ملكية مهاجرة نحو وطنها ... داعبت صرّته بسرعة ... شجعتني بسمة رسمت على وجنتيه بأن أواصل ...
مطّاط البوكسر لم يكن حاجزا يصعب إختراقه ... زحفت أصابعي تحته ... كحارس متأهب ... ما إن وصلت أصابعي لمنبت شعيرات مهملة ... حتى تقدّم مني صاحب الأرض مستفسرا هذه الزيارة الغريبة ...
تجمّدت حركتي لمجرد أن لامست أظفاري نعومة رأسه الساخنة ... كسارق وقع تثبيته عند سور ضيعة ... بدأت أناملي تزحف طالبة الصفح منه ... نعومة وحرارة إستقبلني بها ... مررت سبباتي على رأسه ... تبرّكت بماء عينه الوحيدة ...
سحبت يدي نحو أنفي شممت ريحها المباركة ... طعمها يعمّد شفتي ... شبعت من مطعمها حتى غلبني الجوع ... عدّت أستجدي منه المزيد ... قماش البوكسر كان حائلا بيني وبين حرية الحركة ... مجهود طويل بذلته للتخلّص منه ... أنزلته حتى نصف فخذيه ...
بدأت يدي تجول بحريّة ... لمسات خجلة بأطراف أصابعي نزولا وصعودا على طول قضيبه ... لم تشفي غليل رغبتي ... لمسته بظهر يدي ... لم أتبيّن حجمه ... مجرّد لمسه أطلق العنان لسيلان الرغبة بين فخذي ...
يدي الأخرى تفرك بضري تطلب منه الهدوء ... أو الثورة ... حركة سريعة واثقة أحطت بها كافة محيطه ... رقص قلبي فرحا لما عجزت عن إحاطته كليا ... حرارة مضاعفة تلهبني ...
عيني كانت تطالب بحقه في رأياه ... تظاهرت أني أريد سحب الغطاء لنفسي ... ثم بسرعة سحبته من على جسده كليّا ... صومعة ترتفع بين فخذي أمير ... تعلو قبّة مدورة ... دعوة واجبة التلبية بالإلتحاق بحرمها ...
وضعت يدي بين فخذي أصارع لهيب رغبتي علّها تخبو... أو تزيد ... نظرت في وجه أمير الذي تبدو عليه علامات التمتع بما يحدث ...
زحفت نحوه ببطئ ... وضعت رأسي على صدره ... أحطت بطنه بيدي ... وضعت فخذي على فخذه ... فتح عينيه ... نظر في وجهي فتصنّعت النوم ... سرعان ما حضنني وعاد للنوم ... مفعول الدواء بدأ يدمّر آخر قلاع مقاومته...
بدأت أزحف بفخذي صعودا حتى لامست ركبتي كيس بيضاته المنتفخ ... ثواني ووضعت فخذي فوق زبه يعاند كل منهما الآخر في الضغط متعاكسين ... بدأت يدي تجول بين فخذي تستحث همّة رغبتي أن تخرج ما بداخلها لكنها عاندت ...
آهاتي المكبوتة تحوّلت للهيب أنفثه في رقبة أمير ... فتح عينيه يستطلع ما يحدث ... نظر لجسدينا العاريين ثم نظر لوجهي ... تقابلت عيننا ... جزأ من الثانية تحاورت فيها العيون لتستسلم الشفتان ...
رحيق عذب حار أرشفه منهما ... لساني يغوص بفمه يبحث عن رفيقه ... لم تطل وحدته كثيرا حيث أستقبل أحسن إستقبال رغم عدم الخبرة بالبرتوكولات ... بدأت يداه تتحرّك فوق ظهري صعودا ونزولا ...
حركة فتحت كل الأبواب الموصدة بيننا ... تخلّصت من كيلوتي الذي غسل بماء النار ... عدّلت جلستي ... فتحت رجلي وركبت فوق بطن أمير ... زبه يلامس مؤخرتي من الخلف ...
لمسة جعلت كسي يصرخ مطالبا بحق إسترجاعه لما خرج منه يوما ... حق لا يمكن إنكاره له ... أمسكت زب أمير الذي إستسلم لحركتي دون كلمة تذكر ... فقط شفتاه تريد التحرّك ... أسكته بقبلة أغمض عينيه طاعة لها ...
بدأت أحك رأسه بين شفرتي كسي ... لم يكن بحاجة لطلب الإذن أبوابه مفتوحة منذ مدّة تنظر الزائر الحبيب ... بدأت أشفاره تعانق تدبيب الرأس وهو يخترق جدرانه يشق طريق العودة ...
لم تدخل الرأس بكاملها حتى إنطلقت عقيرتي بالصياح ... نعم صياح ... ألم وليس متعة ... طريق مهملة ملأها الشوك وخيوط العنكبوت لن تتقبّل هذا الوافد بسهولة ... بدأ الألم يخف ... بدأت أضغط نزولا وزبه الضخم يشق جدران رحمي ...
أقلّ من نصفه داخلي وقد وصل أرضا لم يكتشفها أحد قبله ... حركة حذرة مني نزولا شيئا فشيئا ... كل جزء منه يمتعني ... روحي ستزهق من متعة إختراق هذا الخنجر لجسدي ...
لقد ظلمنا بني عثمان بقول أن الخازوق أشد أنواع القتل عذابا ... خازوق كهذا تتمتع بعذابه وإن مت بعده ... بدأت فتحتي تتعوّد هذا الرمح داخلها ... أمير أسدل يديه أرضا وعيناه تتابعان ما يحدث دون حراك سوى شفتيه اللتان تحاولان الكلام ...
بدأت صعودا ونزولا ... تدفق عجيب لمياه رغبتي سهل أمر حركتي فوقه ... بدأت آهاتي تلبس حلّة المتعة أكثر ... كنت أضع يدي خلفي مستندة على فخذي أمير وجسدي يصعد وينزل حاشرا زبه بين جدران كسي ...
رعشة بدأت تمسكني ... من أعلى رأسي حتى أسفل قدمي ... تصلّب في عضلات فخذي ينبأ بموجة رعشات ستهز كياني ... رعشتي تجاوب معها صدر أمير الذي بدأ يهتزّ ... صلابة زبه تضاعفت داخلي ....
دفقات من مائه تنصب داخلي ... كإعلان لبدأ اللذة بدأت أرعش ومياه كسي تختلط بمياه أمير ... آهاتي هزّت المكان ...
رميت نفسي فوق صدره ... أذني صمها نبض قلبه ... أغمضت عيني مستسلمة لإنتصاري .... أمير صار ملكي ... بدأ خنجره يتقلّص تدريجيا منسحبا ليعود لقواعده بعد تحقيق أهداف غارته ...
نمت بكلّ ثقلي فوق صدره ... أحلام وردية كتورّد وجنتي من الرغبة ... نبض أمير يهدهدني كأغنية تعوّد رضيع سماعها من أمّه ...
أفقت على حركته التي أزعجها ثقل جسدي عليه ... إرتميت بجانبه على السرير وحضنته ... وضعت رأسي على صدره ... ويدي بدأت تداعبه ... أصابعي تنسلّ بحثا عن مورد سعادتي ...
كأنه خجل من وهنه ... بدأ يرفع رأسه معلنا للعالم إستعداده لجولة ثانية ... كسي لازال يؤلمني من أثر الجولة الأولى ... زحفت حتى الأرض ... بركت على ركبتي ... أمسكت زبه الذي إستجاب للمسات الخبيرة في ثواني ... صعد للأعلى متحديا عبثي الناعم به ...
بدأت أحيطه بأطراف أصابعي ... كلّ ما صارعته طلب المزيد ... عروقه الزرقاء تعلن تأهبه للقتال ... قليل من اللعاب بين أصابعي سهّل عملية حلبه ... أنفاس أمير تحرق الجو بالغرفة ... وضعته بين صدري ...
عصرته كأني أريده أن يخترق ضلوعي ويسمع نشيد الفرحة في قلبي ... حركات صعودا ونزولا بين ثديي الضخمين ... تصلّبت حلماتي ... مددت لساني ألعق به رأسه كل ما وصل نحو فمي ...
قبّلت رأسه بشفتي ... قضمته بعنف ... فتحت فمي على آخره حتى أستقبله فيه ... لعابي سال على طول جسمه ... رضعت إكسير الحياة منه ... بدأ جسد أمير يهتز معلنا قرب نهاية جولتنا الثانية ...
ماء مالح حار رائحته قوية يخترق حلقي ... لم أتوقع يوما أن أبتلع ماء رجل ... لكن هذا مختلف ...
لم أغسل جسدي ولا حتى فمي ... أغمضت عيني على رائحة وطعم أحلى نيك يمكن لخيالي توقعه ... ونمت دافئة بجانب أمير ...
هدأت روحي فنام جسدي ... أحلام وخواطر تتواتر عليا ... حلمت أن أمير يقبّل رأسي ويخرج من الغرفة ليعد لي الطعام ... كعروس يوم صباح فرحها تكوّرت في سرير أطلب الراحة من جهد ليلة إنتظرتها العمر كلّه ...
صوت سيّارة شرطة تهز المكان قطعت سباتي ... مررت يدي لجانب السرير ... لم أجد أمير ... مكانه البارد يؤكد مغادرته السرير منذ مدّة ...
أتمطى عارية أمشي نحو الحمام ... لم أرغب في الإغتسال ... نزعت النوم عن وجهي بقليل من الماء البارد ... لففت جسدي بروب الحمام ورحت أبحث عن أمير ... لا هو بالمطبخ ولا بالصالون ولا حتى بغرفته ؟؟؟
ناديته علّه يكون قرب المنزل فلم يجبني سوى قط فر مفزوعا من صوتي ... فتحت التلفزيون أطمئن على حال البلد ... العمليات العسكرية بالعاصمة إنتهت بالقضاء على المجموعة الإرهابية ... بعض الشهداء من قواتنا المسلّحة قضو نداءا للواجب ...
وزارة الداخلية تعلن أنتهاء فرض حالة الطوارئ ... الدروس ستستأنف غدا ... بعض عمليات التمشيط بالمدن الأخرى خشية من عمليات إنتقامية ... الأمن عاد لمدينتنا والروح عادت لجسدي ... أعتقد أن أمير علم الخبر فخرج ولم يشأ إزعاجي ... ربما يحضر لي مفاجأة هدية مقابل ليلة أمس ...
رغبتي شديدة في الأكل ... دخلت المطبخ ... قضمت كل ما وصلته يدي ... رتبت البيت ... فرضت عليا حكة شديدة الإستحمام ... غيّرت ملابسي ... تعطّرت ... تنورة قصيرة سوداء وقميص أبيض مفتوح عند الصدر ... سرّحت شعري ... مكياج خفيف يبرز جمالي ... وقفت أمام المرآة ...
تخيّلت ردة فعل أمير من شكلي ... سمعت كلمات الغزل التي كان يرسلها لبثينة تتحوّل لي ... مباشرة دون وساطة ... دخلت الصالون أنتظر عودته .... كثرة الأخبار والتحاليل حول العمليات تحتل الشاشات ...
أغمضت عيني أسترجع ذكريات ليلتي الوردية .... خفق قلبي ...رفرف بين ضلوعي ... نظرت للساعة في الحائط ... تقارب الرابعة بعد الزوال ... لماذا تأخّر ... هل ذهب للتمارين ... دخلت غرفته ... حقيبة ملابس التمارين في مكانها ... ربما ذهب للجري ....
دخلت المطبخ ... أعد بعض الطعام ... أكيد أنه سيعود جائعا ... سأشحنه من أجل شوط ثاني ... بدأت أوضب الطعام ... طال إنتظاري ... الليل بدأ يسدل أستاره ... حتى أيّام ثورته لم يكن غيابه يطول تلك الفترة ...
غيّرت ملابسي ... خرجت أتمشّى في الشوارع بحثا عنه ... خشيت أن يكون مكروه أصابه ... لم أجده ... لا في محلّ الألعاب ولا في صالة الرياضة ... تذكّرت صديقه المقرّب ... لا أعرف منزله لكني أعرف النهج الذي يسكن فيه ...
دخلته علّ الصدفة توقعه في طريقي ... أنا لا أعرف إسمه حتى أسأل عنه ... بدأت نسمات الليل الباردة تنذر بنزول المطر ... هرولت الخطى نحو المنزل ... فتحت الباب أنادي عليه ... لا مجيب سوى صدى الصوت ...
أصوات رعود تأتي من بعيد ... جلست على حافة سريري غرفتي ... بدأت النار تلتهم جسدي ... لم يبقى مكان إلا وفتشت فيه ... لا بقي مكان ... المخزن ... هو لم يعرف ما حصل به من تغيير ... لكنه ربما وجده فإنسجم في لعبه ....
خطوات سريعة نحو باب المخزن ... فتحة الباب المظلمة تؤكد أن لا أحد داخله ... كنت سأتراجع أدراجي لكني واصلت ... فتحت الباب ببطئ ... خطواتي تثقل شيئا فشيئا ... كنت أبحث عن مكبس النور حين لمع برق خرق ظلمة الكون ...
صورة مرعبة لأمير يتدلى من سقف الغرفة ... لم تمنحني سرعة الضوء الفرصة لبيان حقيقة الأمر.... مع ضغطي لمكبس النور عالجني صوت الرعد ليصم أذني ... أنرت المكان ... لم تقدر ركبي أن تحملني ...
أمير يتدلى من سطح المخزن ... عيناه مفتوحتان تنظران للأعلى ... لسانه يتدلى خارج شفتيه المصبوغتان بالأزرق ... سلك كهربائي أسود يحيط برقبته مشدود لحديد في أعلى السقف ....
يداه مسدلة بلا حراك يجانب جسده... قدماه العاريتان تتستويان مع قصبة رجله ...
لم أعرف كيف وصلت له ... عدّلت الكرسي المقلوب تحته ... صعدت فوقه أصرخ علّه يجيب ... برودة قدميه تؤكد مفارقته للحياة منذ مدّة ... هززته بشدّة ... صدري وعقلي يرفضان تقبّل الموقف ... يمكنني فعل شيء ...
على أربع أجري لغرفتي بحثا عن هاتفي أطلب المساعدة ... جرحت ركبتي .... أصابعي ترتجف وريقي يجف ... قلبت كل أثاث الغرفة بحثا عنه .... مر عليا الدهر و أنا أنتظر الشاشة أن تضيء ... أردت الإتصال بالشرطة بالحماية المدنية بأي طبيب ... أي شيء يقول لي أن ما رأيته غير صحيح ...
شيء ما منعني من الإتصال ... إشارة لورود رسالة من أمير لبثينة ... بيد ترتعد فتحتها ...
" أهلا أمي ...
نعم لا تندهشي ... كنت أعرف أنك أمي منذ أوّل كلمة وصلتني منك ...
أخطأت التقدير يا أماه ... الولد يحس بأمه ... حتى إن كانت هي لا تحسّ به ...
طريقتك في الكتابة كشفت شخصيتك ... رفضت تدخّلك أولا
ثم سايرتك لما أحسست أنك تهتمين بي ... أن مستقبلي ونجاحي وصحتي أمر يعنيك
حرام هي كل قطرة عرق نزفتها وأنا أتدرّب حتى أرى نظرة الفخر في عينيك
كلما غالبني التعب كانت صورتك تتباهين بي أمام الناس كالوقود يدفعني للمزيد
تحوّلت وتغيّرت لما شعرت أن تغيّري سيعيد السلام لبيتنا ... وضعت نصب عيني النجاح متخيّلا صورتك وأنت تطلقين زغرودة وأنا ألبس بدلة العرس ... بدلة الفرح ...
كنت أظنك كأي أمي ... تبغي السعادة لإبنها تجعله هدفا تفني حياتها لأجله ....
سايرتك في موضوع الصور لأن السياق الذي فرضته جرني لذلك ... ليتني لم أفعل
كنت أعتقد أن رفضي لآلاء سيغيّر نمط كلامك معي ... توجيهات صحيحة مباشرة للحياة ... تعمدت تجاهلك على الفيس ...لكني خفت عليك ... خوف الإبن البار على أمه المهملة
من زوجها ... أردت بعث الروح والرغبة في الحياة فيك كما بعثتها في ... ربما أخطأت ... الموضوع كلّه كان سيحلّ لو سمعتني ...
أبي طلب مني التدخّل بينكما ... إما نعود عائلة كما كنا أو سيمنحك حريتك ... تتزوجين ... حق مشروع لا يمنعك منه أحد ... أو تسامحيه بحكم سنين العشرة الطويلة ... رحمة به وبي
حساباتك المجنونة منعتني من طرح الموضوع عليك ...
أنا آسف ... حاولت منع مجونك وجنونك في السرير ليلا ... لكن قوة غريبة منعتني ... عضلاتي لم تستجب لرغبة عقلي ... حتى صوتي لم يستجب ... صراخي كتم داخل صدري ...
كنت طوال عمري منزعجا كوني وحيد لا إخوة لي ... لكني شكرت الأقدار أني الوحيد الذي تخبّط في ذلك الرحم الخبيث ... رحم شيطان ...
أي إبن أنا ؟؟؟ كيف سأرفع عيني فيك ؟؟؟ كيف سأقسم بشرفك أمام الناس ... شرف أم إنتهكته غصبا عني ... حمل ثقيل ... حمل ثقيل يا ... إحترام لك سأقول أماه
الكل سيلعنني سرّا ... مصيري الجحيم ... قتل النفس مآله الجحيم ... وما حصل بيننا مآله الجحيم ... جحيم بجحيم ... وصاحب الميزان هو الرحيم ...
نسيت شكرا على الهدية يا أماه ... لكني لا أحب لعب البليستيشن "
حجب الدمع الحروف عن عيني ... مرارة تخنقني ... أمعائي تتلبك ... عيوني تائهة في اللامكان ... ركبي لم تستطع حملي ... زحفت حتى باب المخزن ...
أمير لم يزل معلّقا بالسقف ... شققت صدري ... غرست أظافري في خدي ... إختلط طلائها بدمي ... ألم لم أحس به ... كبتت الصرخة في حلقي ... غصة تطبق على حلقي بأصابع عملاقة تخنقني ...
أمسكت هاتفي ... طلبت زوجي ... صوته المندهش يأتيني حنونا من الجهة الأخرى ... طلبت منه العودة سريعا ... لم أخبره بشيء ...
دخلت الحمام ... نظرت لوجهي في المرآة ... لم أرى نفسي ... مجرّد خيال لكائن غير محدد الملامح ... شعري منكوش ... وجنتي تدمعان دما ... عيني أبت أن تبكي ... نظرت لنفسي طويلا ...
لمساته كانت يريد بها دفعي ... شفتاه كانت تتحرّك لمنعي ... ما حسبته متعة كان تعذيبا ... نظرت لصورتي في المرآة ... قطّة مزابل ... عادي أن تعشّر من اولادها ... ثم يتقاسمون إحدى الجيف ....
سيل من الصور يمر أمي في المرآة... أمير ... رضيع يرقد بين يدي ... يلقم صدري طلبا للحياة ... نفس الصدر ألقمته إياه في لحظة رغبة يتعفف الشيطان منها ... رأيته يخطو خطواته الأولى مترنحا بين زوايا البيت ... صورته وهو يلبس ميدعة الدراسة أوّل مرة ... عيناه تقطر سعادة وتحدي ...... ذكريات طفولته ... حديقة الحيوان ... خربشاته البريئة محاولا رسم ما يجول بخاطره ... حتى غضبه و ثورته كنت أحبها ... كنت أحبّك يا بني .... لا زلت أحبّك .... أمسكت بحافة المغطس بكلتا يدي ...
حركة قوية من ذراعيا ... غرست جبيني في المغسل يقوةّ ... إرتطم بحافة الحنفية ... طنين و نجوم تحيطني ... قطرات ددمم بدأت تنزل وسط المغطس ... دوائر حمراء بدأت تتسع منسلّة من جبيني ... سيول حارة تغمر عيني ... رائحة الدم تملأ أنفي ... كنت أنزف بغزارة ... سألحقك لأعتذر منك يا بني ... حتى في الجحيم لن أتركك ...
بدأت حرارتي تنخفض ... وبدأ جسدي يستسلم ... قواي تخور ... نواقيس الموت يقوى طنينها في أذني ... نبضي بدأ يضعف ...
صوت يأتي مفزوعا من خلفي ... صوت مألوف ... صوت صبية ... من هي التي تستقبلني في الطرف الآخر ... لا أريد ... فقط أريد أن أقابل أمير ... ولدي فقط ... بدأ الصوت يعلو مقتربا مني ...
" مدام ... مدام إنتي بخير " ... صفعة قوية تنزل على خدي تلتها رائحة عطر قوية تنخر أنفي ... فتحت عيني ... صبية صالون الحلاقة ترتجف أمامي ... نظرت لوجهي في المرآة ... جرح طفيف على جبيني وقطرات ددمم تنزل منه ...
صوت ضاحك يعكس الروح المرحة لصاحبته يسلّم علينا ...
لمحت وجهها وهي تتبع صاحبة المركز مبتسمة نحو غرفة الساونا ... قالت بسخرية أن ضلوعها تؤلمها ... سخريتها زادت وهي تردّ على كلمات همست بها صاحبة المركز في أذنها ...
" لا يا حبيتي من قلّته "
صالون الحلاقة ؟؟؟؟؟؟