• سجل عضوية للتمتع بالمنتدى واكتساب مميزات حصريه منها عدم ظهور الإعلانات

فضفضة نقاش النرجسيه (1 مشاهد)

الفهد الصعيدي

ميلفاوي إمبراطور
مستر ميلفاوي
عضو
ناشر صور
ميلفاوي متميز
ميلفاوي نشيط
ناشر محتوي
ملك الصور
إنضم
18 سبتمبر 2023
المشاركات
4,835
مستوى التفاعل
3,837
النقاط
5
نقاط
85
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
هناك في كل مكان أشخاص يحبون أنفسهم بشكل غير عادي.. لدرجة العشق، حتى إنني اعتقد أنهم يتبادلون القبلات مع أنفسهم إذا وجدوا مكاناً شاعرياً..
قلت في مقال سابق إنني مندهش من رجل يطلب مئة ألف جنيه ثمنًا لسيارته التي لا تتجاوز ثلاثين ألفاً بحال، أو يريد بيع شقة لا يتجاوز ثمنها 200 ألف جنيه بمليون جنيه..
لا تندهش .. هو يحب نفسه بدرجة مكثفة ويرى من الطبيعي جدًا أن يطلب هذا لأنه يستحق.. لماذا يستحق؟.. لأنه هو..
ذات مرة قرأت إعلانًا مبوبًا نشرته سيدة مطلقة أو أرملة تقول:
ـ«أريد زوجاً ينفق علي أنا وابني.. ويعطيني شقة (تمليك).. من فضلكم أريد من يعطيني شقة (تمليك).. أريد أن ينفق عليَّ أنا وابني ويحمينا.. وأريد شقة (تمليك)».
هل أعطت السيدة أي وعد؟.. هل هناك صورة تثبت أنها تستحق هذه التضحيات؟.. هل هي أغنى امرأة في العالم؟... هل هي ملكة جمال فنزويلا؟.. إذن ما المبرر ومن الفدائي الذي يقوم بهذا لمجرد أنها هي؟.. يفعل هذا كله لامرأة لم ير صورتها ولديها ولد!.. التفسير هو أنها تحب نفسها بجنون.. ترى أنها تستحق كل شيء..
الأمثلة كثيرة في ذهني..
ابنتي الصغيرة عادت من مدرستها متهللة متوردة الوجه تحمل لنا بشرى.. المدرسة تقيم حفل شواء في المزرعة المجاورة لها. ناولتني ورقة بها ذلك التنويه:
«يشرفنا دعوتكم لحفل الشواء (باربكيو) الذي تقيمه مدرسة (عيني يا عيني) يوم الجمعة المقبل. على ولي الأمر أن يحضر معه الفحم وأدوات الشواء. سعر الاشتراك في الحفل مئة جنيه.
«ملحوظة: نرجو أن يحضر ولي الأمر اللحم معه!»
قرأت الرسالة ورحت أضرب كفًا بكف..
ما الذي تقدمه المدرسة إذن؟.. الفحم واللحم والمئة جنيه عليك. ما التضحية في الموضوع؟.. هل الفكرة هي أنهم يقدمون المكان؟.. أي مكان؟.. هم سيجعلوننا نجلس في الحقل.. والحقل ليس ملكًا لهم.
لكن ابنتي كانت متحمسة جدًا لهذا الشيء الرائع. ألطف مدرسة في الكون، وبالطبع لو رفضت المشاركة في حفل «النصب» هذا، فأنا ألعب دور الذئب الشرير في قصص الأطفال التي تطالعها..
ذهبت فعلاً للحفل وشويت لحماً، وكان أظرف شيء هو أن المدرسين دعوا أنفسهم إلى اللحم الذي ابتعته أنا على سبيل التبسط والظرف، وكانت ابنتي فخورة جدًا لأن معلميها يشاطروننا الطعام.. يعني لو جمعوا شريحة لحم وإصبعي كفتة من كل أب أحمق لظفروا بوليمة مجانية رائعة.
هل هو حفل؟.. بالطبع هو حفل.. حفل النصب على أولياء الأمور وجمع المال منهم.
تذكرت الرحلة التي قامت بها المدرسة ذاتها، وعادت ابنتي تزف لي خبر أنهم أطعموهم في محل شهير لـ«البرجر».. سمحوا لهم بأن يأكلوا كما يشاءون. بدا لي هذا كرماً مبالغاً فيه فسألتها عمن دفع الثمن من المعلمين، فقالت:
ـ«نحن! .. توقفت الحافلة أمام المطعم وقالوا لنا أن ندخل ونأكل ما نريد وندفع ثمنه ثم نعود لهم.. سوف ينتظروننا!»
يا له من كرم فعلاً..
لماذا تفعل المدرسة هذا ؟.. لأنها تحب نفسها إلى درجة العشق كما قلنا..
، لكن لا أعتقد أن مدارس منيسوتا تقول للطلاب:
ـ«هاتوا اللحم معكم»
هي إذن مزيج من الرأسمالية الأميركية والفهلوة واللصوصية بحيث يكون الناتج مسخاً بلا معالم.
إن الذين يعشقون أنفسهم في كل مكان.. تقابلهم في كل صوب.. بدءًا بالفتاة التي تسمي نفسها «كتكوتة» في الفيسبوك أو البريد الإلكتروني، والشاب الذي يلتقط لنفسه عشر صور وهو مسبل العينين يحلم، مروراً بالسيدة التي تطلب شقة مجانية لأنها هي، وبالشقة التي تبلغ مساحتها مساحة منشفة المائدة ويطلب صاحبها لها ثمن قصر.

― مقال "عشاق أنفسهم" لــ د. أحمد خالد توفيق
 

SALEM

ميلفاوي سلطان
مستر ميلفاوي
عضو
ناشر قصص
ميلفاوي نشيط
إنضم
17 يوليو 2023
المشاركات
4,037
مستوى التفاعل
2,333
النقاط
0
نقاط
22,534
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
**** يرحمه
من افضل الكاتبين
جعل الشباب يقرأون
 

𝔸𝕞𝕓𝕒𝕤𝕤𝕒𝕕𝕠𝕣 𝕠𝕗 𝕕𝕖𝕒𝕥𝕙

ميلفاوي كينج
مستر ميلفاوي
عضو
ناشر قصص
ناشر صور
فضفضاوي متألق
ميلفاوي متميز
ميلفاوي كوميدي
إستشاري مميز
ميلفاوي شاعر
ناشر موسيقي
ميلفاوي سينماوي
ملك الصور
إنضم
21 يونيو 2023
المشاركات
5,118
مستوى التفاعل
3,875
النقاط
2
نقاط
1,010
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
د
هناك في كل مكان أشخاص يحبون أنفسهم بشكل غير عادي.. لدرجة العشق، حتى إنني اعتقد أنهم يتبادلون القبلات مع أنفسهم إذا وجدوا مكاناً شاعرياً..
قلت في مقال سابق إنني مندهش من رجل يطلب مئة ألف جنيه ثمنًا لسيارته التي لا تتجاوز ثلاثين ألفاً بحال، أو يريد بيع شقة لا يتجاوز ثمنها 200 ألف جنيه بمليون جنيه..
لا تندهش .. هو يحب نفسه بدرجة مكثفة ويرى من الطبيعي جدًا أن يطلب هذا لأنه يستحق.. لماذا يستحق؟.. لأنه هو..
ذات مرة قرأت إعلانًا مبوبًا نشرته سيدة مطلقة أو أرملة تقول:
ـ«أريد زوجاً ينفق علي أنا وابني.. ويعطيني شقة (تمليك).. من فضلكم أريد من يعطيني شقة (تمليك).. أريد أن ينفق عليَّ أنا وابني ويحمينا.. وأريد شقة (تمليك)».
هل أعطت السيدة أي وعد؟.. هل هناك صورة تثبت أنها تستحق هذه التضحيات؟.. هل هي أغنى امرأة في العالم؟... هل هي ملكة جمال فنزويلا؟.. إذن ما المبرر ومن الفدائي الذي يقوم بهذا لمجرد أنها هي؟.. يفعل هذا كله لامرأة لم ير صورتها ولديها ولد!.. التفسير هو أنها تحب نفسها بجنون.. ترى أنها تستحق كل شيء..
الأمثلة كثيرة في ذهني..
ابنتي الصغيرة عادت من مدرستها متهللة متوردة الوجه تحمل لنا بشرى.. المدرسة تقيم حفل شواء في المزرعة المجاورة لها. ناولتني ورقة بها ذلك التنويه:
«يشرفنا دعوتكم لحفل الشواء (باربكيو) الذي تقيمه مدرسة (عيني يا عيني) يوم الجمعة المقبل. على ولي الأمر أن يحضر معه الفحم وأدوات الشواء. سعر الاشتراك في الحفل مئة جنيه.
«ملحوظة: نرجو أن يحضر ولي الأمر اللحم معه!»
قرأت الرسالة ورحت أضرب كفًا بكف..
ما الذي تقدمه المدرسة إذن؟.. الفحم واللحم والمئة جنيه عليك. ما التضحية في الموضوع؟.. هل الفكرة هي أنهم يقدمون المكان؟.. أي مكان؟.. هم سيجعلوننا نجلس في الحقل.. والحقل ليس ملكًا لهم.
لكن ابنتي كانت متحمسة جدًا لهذا الشيء الرائع. ألطف مدرسة في الكون، وبالطبع لو رفضت المشاركة في حفل «النصب» هذا، فأنا ألعب دور الذئب الشرير في قصص الأطفال التي تطالعها..
ذهبت فعلاً للحفل وشويت لحماً، وكان أظرف شيء هو أن المدرسين دعوا أنفسهم إلى اللحم الذي ابتعته أنا على سبيل التبسط والظرف، وكانت ابنتي فخورة جدًا لأن معلميها يشاطروننا الطعام.. يعني لو جمعوا شريحة لحم وإصبعي كفتة من كل أب أحمق لظفروا بوليمة مجانية رائعة.
هل هو حفل؟.. بالطبع هو حفل.. حفل النصب على أولياء الأمور وجمع المال منهم.
تذكرت الرحلة التي قامت بها المدرسة ذاتها، وعادت ابنتي تزف لي خبر أنهم أطعموهم في محل شهير لـ«البرجر».. سمحوا لهم بأن يأكلوا كما يشاءون. بدا لي هذا كرماً مبالغاً فيه فسألتها عمن دفع الثمن من المعلمين، فقالت:
ـ«نحن! .. توقفت الحافلة أمام المطعم وقالوا لنا أن ندخل ونأكل ما نريد وندفع ثمنه ثم نعود لهم.. سوف ينتظروننا!»
يا له من كرم فعلاً..
لماذا تفعل المدرسة هذا ؟.. لأنها تحب نفسها إلى درجة العشق كما قلنا..
، لكن لا أعتقد أن مدارس منيسوتا تقول للطلاب:
ـ«هاتوا اللحم معكم»
هي إذن مزيج من الرأسمالية الأميركية والفهلوة واللصوصية بحيث يكون الناتج مسخاً بلا معالم.
إن الذين يعشقون أنفسهم في كل مكان.. تقابلهم في كل صوب.. بدءًا بالفتاة التي تسمي نفسها «كتكوتة» في الفيسبوك أو البريد الإلكتروني، والشاب الذي يلتقط لنفسه عشر صور وهو مسبل العينين يحلم، مروراً بالسيدة التي تطلب شقة مجانية لأنها هي، وبالشقة التي تبلغ مساحتها مساحة منشفة المائدة ويطلب صاحبها لها ثمن قصر.

― مقال "عشاق أنفسهم" لــ د. أحمد خالد توفيق
د. احمد دائما مبدع
احسنت النشر يا فهد
 

🦂 the king Scorpion

مشرف عام
إدارة ميلفات
مشرف عام
مستر ميلفاوي
ناشر قصص
ناشر صور
ناشر أفلام
فضفضاوي متألق
ميلفاوي متميز
ميلفاوي كوميدي
إستشاري مميز
ميلفاوي شاعر
ناشر موسيقي
ميلفاوي سينماوي
ميلفاوي نشيط
ناشر محتوي
الأكثر نشر هذا الشهر
إنضم
16 ديسمبر 2023
المشاركات
36,860
مستوى التفاعل
13,542
النقاط
0
نقاط
171,162
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
رائعة جدا
 

المستخدمون الذين يشاهدون هذا الموضوع

أعلى أسفل