جدو سامى 🕊️ 𓁈
كبير المشرفين
إدارة ميلفات
كبير المشرفين
مستر ميلفاوي
كاتب ذهبي
ناشر قصص
ناشر صور
ناشر أفلام
فضفضاوي متألق
ميلفاوي متميز
ميلفاوي كوميدي
إستشاري مميز
ميلفاوي شاعر
ناشر موسيقي
ميلفاوي سينماوي
ميلفاوي نشيط
ناشر قصص مصورة
نجم ميلفات
ملك الصور
ناقد قصصي
زعيم الفضفضة
قرأت هذه القصه ففتحت الكثير من جوارحي واحاسيسي
فيها كل معاني الحب
قراءة ممتعة
تحت شجرة كبيرة وارفة الظلال ، كنا جالستين معا ، وضعت رأسي على كتفها لوهلة و أغمضت عيني لكي أستمع لحفيف الشجر و أدع ذاك النسيم العليل الذي تعبق منه رائحة العشب الأخضر يتسلل ببطئ ليلامس مسامي... أحسست برعشة صغيرة بسبب الهواء البارد الذي تسرب داخلي على حين غرة ففتحت عيني و كأني اكتشفت شيئا غير متوقع، التفت إليها و قلت بدون أي مقدمات : أحبك ضحكت و قالت : أعرف ذلك أيتها المغفلة قلت : لا !! ليس حب صداقة ، بل أكثر من ذلك بكثير قالت : ماذا تقصدين؟؟ وضعت يدي على رأسي كمن يحاول الهرب من شيء و عيني لا تقوى على التحديق مباشرة في عينيها قالت : هل تقصدين أنك ... أنك تنفست الصعداء و عضضت على شفتي للحظة ثم قلت : نعم .. أنا مثلية و أحبك ، لا أعرف لماذا ؟ كل ما أعرفه هو أنني أحبك حد الجنون قالت و الدهشة تعلو قسمات وجهها : هل جننتي ؟؟ عن أي حب تتكلمين .. هذا مجرد هراء قلت : أنا آسفة ، لكنني أحبك كما لم أحب أحدا من قبلك ، لا أستطيع .. لا أستطيع أن أمنع نفسي ، فكل شيء خارج عن سيطرتي . أنا آسفة جدا ساد صمت مخيف بيننا و لم تنطق بأي كلمة، تمنيت حينها أن أختفي من أمامها بأي وسيلة.. حاولت كسر حاجز الصمت بيننا و ساعتها لم أكن أعرف من أين لي تلك الجرأة لأقول : يراودني إحساس قوي بأنك تبادلينني نفس الشعور ، أليس كذلك ... أرجوك أنت تقتلينني بصمتك ، تكلمي أرجوك قالت : لا أدري نهضت مسرعة و أمسكت بيديها و قلت : يجب أن أذهب الآن ، أتدرين ! أريدك بشدة .. أريد أن تكوني حبيبتي لا .. لا تقولي أي شيء الآن ، فقط فكري جيدا .. اتفقنا ؟ إلى اللقاء .............. فتحت باب المنزل ، و إذا بي أجده ممتلأ بالناس : أبي و أمي و العائلة و صديقات أمي و الجيران أحسست أن هناك شيء ما يدعو للإرتياب ، كل النظرات كانت موجهة نحوي و لم أدري من أين أتتني تلك الصفعة الجافة على وجهي ، أدرت وجهي لأجد أبي في أوج غضبه : يا بنت .. ألا تستحي من نفسك قلت : لماذا .. ماذا فعلت لأقابل هكذا قالت أمي : ألا تعرفين .. ؟ هذه هي آخر تربيتي لك . تنكرين الجميل بهذه الطريقة قال أبي : انطقي يا بنت و إلا أوسعتك ضربا .. هل صحيح ما سمعناه عنك .. !! هل أنت مثلية نظرت إليه و ذهبت بنظري لأتفحص كل تلك الوجوه المتجهمة التي تنتظر كلمة واحدة مني لكي تنهال علي بالضرب قلت : أنا .. ؟؟ من قال هذا الكلام .. أنا لست مثلية صدقوني هذا مجرد كلام فارغ . و ذهبت مسرعة إلى غرفتي لأتحاشى مواجهتهم ، و في تلك الأثناء رن هاتفي ، كانت على الخط صديقة قديمة تسكن بمدينة أخرى قالت : مابك ترتجفين هكذا .. ماذا حدث لك قلت و أنا أبكي : لا أعرف من قال لأهلي أنني مثلية و حتى سكان الحي علموا بذلك قالت : ماذا قلت !! .. يالها من كارثة ، إياك أن تعترفي و إلا لن تعرفي ما سيحدث لك على يد أولائك الناس التي ترانا مجرد عاهرات قلت : هل جننتي .. لن أعترف لهم أنني مثلية ، سيقتلونني لا محاله سمعت دقات قوية على باب غرفتي : افتحي أيتها الملعونة لقد سمعنا كل شيء ، افتحي و إلا كسرنا الباب يا ويلي لقد كانوا يسترقون السمع .. يا إلهي ماذا سأفعل الآن ؟؟ ماذا سأ... نعم النافذة . التفت حولي بسرعة و يداي ترتجفان حملت بعض النقود من درج المكتب و قفزت من نافذة غرفتي فهي المهرب الوحيد الذي أنقدني من الجحيم الذي كان ينتظرني وجدتني أجري بدون هوادة ، لم أعد أحس بأرجلي .. كنت أجري ، أجري فقط ، إلى أين ؟؟ لا أدري توقفت عند هاتف عمومي و اتصلت فورا بصديقتي التي اتصلت بي من قبل ألوا .. أنا .. و انفجرت بالبكاء قالت : أرجوكي تمالكي نفسك .. ماذا حدث قلت و بالكاد أنطق بالكلمات : لقد انتهى كل شيء ، لا أعرف .. أنا تائهة قالت : لا تخافي هوني عليك و لماذا يوجد الأصدقاء قلت : أنا خائفة .. لا أظنني سأعود للبيت .. لا أعرف ماذا سأفعل قالت : قلت لك لا تخافي ، اسمعيني جيدا .. استقلي أي قطار ، سأكون بانتظارك في المحطة قلت : هل أنت جادة ؟ قالت : سأنتظرك ، إياك ألا تفعلي .. على الأقل سيكون ذلك مؤقتا حتى تهدأ تلك الزوبعة قلت : حسن أقفلت الخط و أعدت الإتصال لكن هذه المرة اتصلت بالفتاة التي سلبت عقلي و قلبي ، حكيت لها عن كل ما حصل لي : أريدك أن تسافري معي قالت : ماذا ؟ هل فقدت صوابك ، لا أستطيع طبعا قلت : هل تعرفين أنني أحبك .. ألا تفهمين أنني لا أستطيع أن أعيش بدونك .. يا ***، كيف سأشرح لك قالت : كفاك أنانية ، ألا تفكرين سوى بنفسك .. هل أنت الوحيدة التي تعرفين الحب ، أنا أحبك أيضا ، أحبك أيتها المجنونة لكن ما تطلبينه مني مستحيل قلت : مستحيل ها ؟ و ماهو الذي ليس مستحيلا في رأيك !! أن أبقى هنا و أدعهم يصلبونني على باب المدينة ؟ أن أصبح مسخرة و على كل لسان ؟ لا أستطيع إلا أن أكون أنا .. حسم الأمر الآن و لم يعد هناك وقت للتراجع قالت : انت قاسية قلت : قولي ما تشائين .. اسمعيني جيدا ، سأكون في محطة القطارات بعد ساعة من الآن ، ان كنت تحبينني فعلا فأنت تعرفين كيف تبرهنين على ذلك ، و ان كنت لا تحبينني .... الوداع أقفلت الخط و أنا أتجرع آلام الندم على ما قلته ، لكنني كنت مرغمة على ذلك بدأت أجر قدماي نحو الطريق المؤدية إلى المحطة و أنا منهكة تماما ، لم أعد أحس برغبة في الحياة ، أخذت أنظر إلى بنايات مدينتي و أتذكر كل الذكريات السعيدة و الحزينة و اللحظات التي قضيتها هنا و هناك و كل تلك الوجوه التي قابلت دخلت المحطة و كانت تعج بالمسافرين ، أحسست أن الكل يعرف أنني مثلية ، أصبحت أشك حتى في ظلي الذي يتبعني ، لم أستحمل ذلك الاحساس الرهيب و ذهبت مسرعة لأشتري تذكرتين ، نعم ، تذكرتين لي و لها . كنت واثقة من نفسي و في نفس الوقت خائفة من أن تكون ثقتي مجرد أوهام ستتلاشى عندما أكتشف الحقيقة المرة وقفت أمام القطار كجثة هامدة ، لا أفكر في أي شيء ، كأنني مبرمجة مسبقا على أنني سأستقله دون أن أعرف ماذا بعد نظرت إلى ساعتي ، لم يعد هناك متسع من الوقت و القطار يطلق صافرته التي تزرع الخوف في النفس التفت حولي مئة مرة و لم أجد لها أثر ، هل يعقل ؟؟ لا .. لا .. ستأتي أحسست بيد تربت على كثفي، خفت كثيرا يا إلهي هل يعقل؟ الفت لكنني لم أجد سوى حارس المحطة..رجل عجوز يبتسم لي : اصعدي القطار يا ابنتي سينطلق بعد لحظات نظرت إليه بعيني الجامدتين و لم أنطق بكلمة و صعدت القطار و تمسكت ببابه أترقب حضورها .. بدأ القطار يتحرك ببطئ ، شيئا فشيئا و أنا أنظر يمينا و يسارا .. أحسست أن قلبي سينتزع من مكانه من شدة اليأس و الكآبة التي أصبت بهما .. بدأ القطار يتحرك ببطئ ، شيئا فشيئا ........
و فجأة رأيت ظلا خافتا من بعيد يقترب مسرعا ، نعم ! هي .. حبيبتي ، ابتسمت ابتسامة مشرقة ذهب معها كل الهم الذي سادني قبل لحظات ، صحت قائلة : هيا أسرعي .. هيا .. أمسكي يدي سحبتها إلي ، و أمسكتها بقوة و كأنني أحميها من العالم و لم أشعر حتى وجدتني أقبل شفتيها متجاهلة كل الناس التي كانت تقف بالمحطة مندهشة من المشهد . لم أهتم ، لأنني ذاهبة و لن أرجع و لن أسمح لأي كان أن يحرمني منها وصلنا للمدينة الجديدة بعد ما مرت الساعات – و نحن معا – كأنها ثواني ، عرفت حينها أنها سافرت بموافقة أهلها بعدما أقنعتهم أنها ستكمل دراستها بالمدينة التي نتوجه إليها ... وجدت صديقتي تنتظرني فعلا كما وعدت و عرفتها على حبيبتي ، و همست في أذني : أحسنتي الاختيار أيتها الشريرة ، و انفجرنا بالضحك جميعا استضافتنا في منزلها بكل حفاوة ، و بينما نحن على طاولت الشاي سألت صديقتي : ماذا سنفعل الآن ؟ أنا لا أملك أي عمل ، كما أنني لم انهي دراستي بعد و أين سنسكن ؟ ردت صديقتي : هوني عليك ، ستحل بإذن **** ، انت متعلمة و ذكية و ستجدين عملا و تكملين دراستك أيضا ، اعتمدي علي قلت : لا أعرف كيف سأشكرك عزيزتي و فعلا حصلت على عمل ، بعد 48 ساعة من البحث ، كمحاسبة في مخزن كبير لقطع غيار السيارات و استأجرت شقة صغيرة ، شقة الأحلام التي سأسكنها أنا و حبيبتي . بعدها أرسلت لأهلي رسالة و قلت لهم أنني بخير و في أمان و رجوتهم ألا يبحثوا عني لأنني اخترت نفسي و اخترت طريقة العيش التي تريحني عشت مع حبيبتي أحلى و أجمل علاقة و لا في الأحلام ، مرت الأيام كالساعات و نحن نقضيها في العمل والكفاح و الدراسة من أجل تحقيق أحلامنا و الحب و الغراميات و المشاجرات التافهة التي تكسر الروتين والتسكع تحت المطر و كل التفاصيل الجميلة التي تضفي على العلاقة طابعها الخاص . علاقة رائعة لا يمكن تخيلها بل تعاش بكل معانيها قضينا ثلاث سنوات معا كلها سعادة و محبة إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم الذي انقلب فيه كل شيء رأسا على عقب ، فتصرفات حبيبتي لم تعد طبيعية كما في السابق . أصبحت تتحاشاني و تتجنب الخوض في أي كلام معي و لم تعد هي الانسانة التي عرفتها من قبل و لا أدري لماذا قررت أن أسألها قبل أن تقتلني شياطين الشك ، كانت تهرول مسرعة للخارج و ناديتها : أرجوك انتظري لحظة قالت : ماذا تريدين قلت : أريد أن أتحدث اليك ، أليس من حقي قالت : أنا مستعجلة .. لنتحدث في وقت لاحق فلدي عمل الآن قلت : فليذهب العمل إلى الجحيم ، ماذا دهاك ، لماذا تغيرت بهذا الشكل ؟ ماذا يجري أخبريني قالت و هي تفتح باب الشقة لتخرج : لا شيء أمسكت بيدها و أدرتها نحوي : هناك أشياء و أشياء ، ماذا ؟؟ منذ أتاك ذلك الاتصال المجهول و انت تتصرفين بغرابة قالت و هي تتحاشى النظر إلي : قلت لك لا شيء قلت : أنظري إلي و أخبريني بصدق أنه لا يوجد أي شيء و أنني أتوهم أصيبت بانهيار عصبي و أخذت في البكاء ، أحطتها بدراعي لأهدئ من روعها ، و بدأت تنطق بكلمات لم أفهم معضمها : أمي ... هي الت .. لا أريد ... لا أستطيع أن أتحمل ذلك قلت : حاولي أن تهدئي ، أرجوك .. أمك ماذا ؟ ماذا حصل لها قالت : أمي هي من اتصلت بي في الهاتف و طلبت مني أن أعود للمنزل بأسرع ما يمكن قلت : و لماذا ستعودين قالت : تريدني أن .. أن أتزوج بابن خالتي أيمن قلت : ماذا قلت ؟؟ تتزوجين بأيمن قالت : قالت لي أمي أنني ان لم أتزوج به فإنها لن ترضى عني حتى تموت وقفت و لم أصدق ما سمعته لتوي ، غير معقول ! لا ، لن يحصل هذا ، دنوت إليها و أمسكتها : قولي لي أنك لن تتزوجي به ، أرجوك .. قولي لي أنك سترفضينه ، لا يمكن لأي شخص أن يرغمك على الزواج ، كلميني لماذا انت صامتة قالت : انت تعرفين أن رضى أمي أكثر شيء في الدنيا يعنيني قلت : و ماذا عني ؟ هل ستتركينني بهذه السهولة !! من سيتزوج ، ها !! أنت أم امك ؟ الزواج ليس بالقوة .. ماذا عنا ! عن أحلامنا و حبنا ... قولي أي شيء قالت : آسفة ، أنا أتعذب أكثر منك ، لكن الأمر خارج عن سيطرتي الآن قلت : إذا انت تحبينه قالت : لا و **** ، أقسم أنني أحبك أنت و لكن علي أن أطيع أمي قلت و الدموع تنهمر من عيني : لا أصدق ما تقولينه ، أنا أحبك و لا أستطيع أن أعيش من دونك ، لا أستطيع أن أتخيلك مع انسان آخر غيري قالت و هي تدفعني بعيدا عنها : أرجوك كفى ! انتهى الأمر . يجب أن أواجه مصيري ..........
حزمت حقائبها استعدادا للرحيل ، لم أشأ أن أودعها لذلك قضيت النهار كله بالخارج لأتجنب وداعها و بعدما عدت للبيت لم أجدها .. ذهبت إلى درج ملابسها ، كان فارغا تماما . لم تترك لي سوى الذكريات و الأسى على حالي . تناولت مهدئا و استلقيت لأغط في نوم عميق لأنسى كل شيء .. و لم أستفق سوى على رنين الهاتف ، ظل يرن طوال اليوم ، أعرف أنها هي ، لكنني لم أجب بل إنني لم أعد أسمع رنينه رغم أنه يرن و كأنني غارقة في بئرعميق ، لا أسمع سوى صوت الماء في أذني ، و أتجول في الشقة الكئيبة كشبح منسي و منعزل عن العالم قررت أن أخرج من عزلتي بعد أسبوع و أذهب لأستنشق بعض الهواء رغم أنني كنت أحس بغضب شديد و أحاسيس سلبية هائلة ، لكن كل ذلك كان داخلي و لم يستطع الخروج ، بل ظل حبيس صدري يحرقني بناره لوحدي و لا أحد غيري التقيت بجار كنت أعتبره كصديق و كان يعلم بعلاقتي بها ، ألقى التحية علي ثم قال : أنا آسف لما حدث لك قلت : لا داعي للأسف قال : هكذا حال الدنيا دائما تفرق بين القلوب .. بالمناسبة هل حضرت لحفل زفافها نظرت إليه بعدوانية قال : لا تكوني صبيانية ، ظننتك ستذهبين لحفل الزفاف .. انت لازلت شابة في مقتبل العمر لماذا كل هذه الدراما قلت : أرجوك دعني و شأني . ثم انصرفت قلت في نفسي : لماذا لا أذهب ؟ لا ، لن أذهب .. كفاك عنادا ، حسن سأذهب رغما عني سافرت إلى مدينتي و ذهبت لبيتهم ، طرقت الباب فاستقبلتني أمها بالترحاب : أنظري من أتى لزيارتك كان الكل مجتمعا هناك ، أهلها و هي و عريسها ال ... بعدما ألقيت التحية على الجميع همست لي أمها : يمكنكما الذهاب لغرفتها كي تتحدثا بحرية ، و شكرتها لذلك الاهتمام جلسنا معا في غرفتها ، و لم تتحدث أي منا للأخرى ، لم أستطع الكلام بل تمنيت لو أضمها و أبث لها حزني و أشكيها لنفسها .. آاااه كم اشتقت لك قالت : لا أدري ما أقول قلت بصرامة : لا داعي لأن تقولي أي شيء ، لم أحضر لأهنئك بعريسك المبجل بل جئت لأودعك لأنني سأرحل سألتني : ترحلين إلى أين أجبت : سأهاجر لأوروبا ، لم يعد لي مكان هنا قالت : أتعلمين ! لم أدعه يلمسني لحد الآن ، لم أستطع ، أنت من أحب .. و أمسكت بيدي نزعت يدي عنها و قلت : لا تتعبي نفسك ، فأنت الآن في طي النسيان . نهضت مسرعة و توجهت للباب و قبل أن أفتحه التفت إليها و قلت : ثقي بي أن السعادة لن تعرف لقلبك طريق ، و سيبقى حبي هاجسا يطاردك مدى الحياة خرجت من منزلهم و أنا أدرف الدموع ، لماذا عاملتها بتلك القسوة ؟ لماذا حاولت أن انتقم منها لأرضي غرور ضعفي أمامها ركبت سيارتي و توقفت بسرعة عند اشارة المرور .. التفت بالصدفة على يساري و إذا بي أجدها واقفة على الرصيف الآخر من الشارع .. هل يعقل أنها لحقت بي مباشرة بعد خروجي !! لم أستطع أن أتحرك من مكاني و أذهب إليها بل ظللت جالسة في مكاني أنظر إليها من نافذة السيارة ، كانت عيناها مغرورقتان بالدموع و كذلك عيناي رأيتها تحاول عبور الشارع الكبير لتصل إلي و هي تجري ،،، فجأة ..... صدمتها سيارة مسرعة و سقطت على الأرض خرجت من سيارتي بسرعة ، لم أصدق ما رأته عيناي ، حملتها بين دراعي و دماءها تنزف على ثيابي و يدي : لا لا لا ... أنا السبب ، أنا السبب .. أرجوك تمسكي ، ليتصل أحدكم بالإسعاف .. أرجوك لا تتركيني وحيدة هنا ، أتوسل إليك نظرت إلي و هي بالكاد تتنفس و قالت : أحبك .... سقطت يدها على الأرض و فارقت الحياة لم أجد كلمات مناسبة تعبر عما حدث بعد تلك اللحظة ... الحمد *** أنه كان مجرد كابوس فضيع رأيته قبل ثلاثة أسابيع استيقظت بعده منهكة تماما و محطمة نفسيا ، اتصلت بها مباشرة لأتأكد أنه كابوس فعلا و ليس حقيقة ألو .. هل .. كيف حالك صديقتي هي : صباح الخير ، كيف حالك بخير ، أ ... أردت فقط أن أطمئن عليك رجعت إلى الواقع بعد تلك المغامرة لأجد نفسي
فيها كل معاني الحب
قراءة ممتعة
تحت شجرة كبيرة وارفة الظلال ، كنا جالستين معا ، وضعت رأسي على كتفها لوهلة و أغمضت عيني لكي أستمع لحفيف الشجر و أدع ذاك النسيم العليل الذي تعبق منه رائحة العشب الأخضر يتسلل ببطئ ليلامس مسامي... أحسست برعشة صغيرة بسبب الهواء البارد الذي تسرب داخلي على حين غرة ففتحت عيني و كأني اكتشفت شيئا غير متوقع، التفت إليها و قلت بدون أي مقدمات : أحبك ضحكت و قالت : أعرف ذلك أيتها المغفلة قلت : لا !! ليس حب صداقة ، بل أكثر من ذلك بكثير قالت : ماذا تقصدين؟؟ وضعت يدي على رأسي كمن يحاول الهرب من شيء و عيني لا تقوى على التحديق مباشرة في عينيها قالت : هل تقصدين أنك ... أنك تنفست الصعداء و عضضت على شفتي للحظة ثم قلت : نعم .. أنا مثلية و أحبك ، لا أعرف لماذا ؟ كل ما أعرفه هو أنني أحبك حد الجنون قالت و الدهشة تعلو قسمات وجهها : هل جننتي ؟؟ عن أي حب تتكلمين .. هذا مجرد هراء قلت : أنا آسفة ، لكنني أحبك كما لم أحب أحدا من قبلك ، لا أستطيع .. لا أستطيع أن أمنع نفسي ، فكل شيء خارج عن سيطرتي . أنا آسفة جدا ساد صمت مخيف بيننا و لم تنطق بأي كلمة، تمنيت حينها أن أختفي من أمامها بأي وسيلة.. حاولت كسر حاجز الصمت بيننا و ساعتها لم أكن أعرف من أين لي تلك الجرأة لأقول : يراودني إحساس قوي بأنك تبادلينني نفس الشعور ، أليس كذلك ... أرجوك أنت تقتلينني بصمتك ، تكلمي أرجوك قالت : لا أدري نهضت مسرعة و أمسكت بيديها و قلت : يجب أن أذهب الآن ، أتدرين ! أريدك بشدة .. أريد أن تكوني حبيبتي لا .. لا تقولي أي شيء الآن ، فقط فكري جيدا .. اتفقنا ؟ إلى اللقاء .............. فتحت باب المنزل ، و إذا بي أجده ممتلأ بالناس : أبي و أمي و العائلة و صديقات أمي و الجيران أحسست أن هناك شيء ما يدعو للإرتياب ، كل النظرات كانت موجهة نحوي و لم أدري من أين أتتني تلك الصفعة الجافة على وجهي ، أدرت وجهي لأجد أبي في أوج غضبه : يا بنت .. ألا تستحي من نفسك قلت : لماذا .. ماذا فعلت لأقابل هكذا قالت أمي : ألا تعرفين .. ؟ هذه هي آخر تربيتي لك . تنكرين الجميل بهذه الطريقة قال أبي : انطقي يا بنت و إلا أوسعتك ضربا .. هل صحيح ما سمعناه عنك .. !! هل أنت مثلية نظرت إليه و ذهبت بنظري لأتفحص كل تلك الوجوه المتجهمة التي تنتظر كلمة واحدة مني لكي تنهال علي بالضرب قلت : أنا .. ؟؟ من قال هذا الكلام .. أنا لست مثلية صدقوني هذا مجرد كلام فارغ . و ذهبت مسرعة إلى غرفتي لأتحاشى مواجهتهم ، و في تلك الأثناء رن هاتفي ، كانت على الخط صديقة قديمة تسكن بمدينة أخرى قالت : مابك ترتجفين هكذا .. ماذا حدث لك قلت و أنا أبكي : لا أعرف من قال لأهلي أنني مثلية و حتى سكان الحي علموا بذلك قالت : ماذا قلت !! .. يالها من كارثة ، إياك أن تعترفي و إلا لن تعرفي ما سيحدث لك على يد أولائك الناس التي ترانا مجرد عاهرات قلت : هل جننتي .. لن أعترف لهم أنني مثلية ، سيقتلونني لا محاله سمعت دقات قوية على باب غرفتي : افتحي أيتها الملعونة لقد سمعنا كل شيء ، افتحي و إلا كسرنا الباب يا ويلي لقد كانوا يسترقون السمع .. يا إلهي ماذا سأفعل الآن ؟؟ ماذا سأ... نعم النافذة . التفت حولي بسرعة و يداي ترتجفان حملت بعض النقود من درج المكتب و قفزت من نافذة غرفتي فهي المهرب الوحيد الذي أنقدني من الجحيم الذي كان ينتظرني وجدتني أجري بدون هوادة ، لم أعد أحس بأرجلي .. كنت أجري ، أجري فقط ، إلى أين ؟؟ لا أدري توقفت عند هاتف عمومي و اتصلت فورا بصديقتي التي اتصلت بي من قبل ألوا .. أنا .. و انفجرت بالبكاء قالت : أرجوكي تمالكي نفسك .. ماذا حدث قلت و بالكاد أنطق بالكلمات : لقد انتهى كل شيء ، لا أعرف .. أنا تائهة قالت : لا تخافي هوني عليك و لماذا يوجد الأصدقاء قلت : أنا خائفة .. لا أظنني سأعود للبيت .. لا أعرف ماذا سأفعل قالت : قلت لك لا تخافي ، اسمعيني جيدا .. استقلي أي قطار ، سأكون بانتظارك في المحطة قلت : هل أنت جادة ؟ قالت : سأنتظرك ، إياك ألا تفعلي .. على الأقل سيكون ذلك مؤقتا حتى تهدأ تلك الزوبعة قلت : حسن أقفلت الخط و أعدت الإتصال لكن هذه المرة اتصلت بالفتاة التي سلبت عقلي و قلبي ، حكيت لها عن كل ما حصل لي : أريدك أن تسافري معي قالت : ماذا ؟ هل فقدت صوابك ، لا أستطيع طبعا قلت : هل تعرفين أنني أحبك .. ألا تفهمين أنني لا أستطيع أن أعيش بدونك .. يا ***، كيف سأشرح لك قالت : كفاك أنانية ، ألا تفكرين سوى بنفسك .. هل أنت الوحيدة التي تعرفين الحب ، أنا أحبك أيضا ، أحبك أيتها المجنونة لكن ما تطلبينه مني مستحيل قلت : مستحيل ها ؟ و ماهو الذي ليس مستحيلا في رأيك !! أن أبقى هنا و أدعهم يصلبونني على باب المدينة ؟ أن أصبح مسخرة و على كل لسان ؟ لا أستطيع إلا أن أكون أنا .. حسم الأمر الآن و لم يعد هناك وقت للتراجع قالت : انت قاسية قلت : قولي ما تشائين .. اسمعيني جيدا ، سأكون في محطة القطارات بعد ساعة من الآن ، ان كنت تحبينني فعلا فأنت تعرفين كيف تبرهنين على ذلك ، و ان كنت لا تحبينني .... الوداع أقفلت الخط و أنا أتجرع آلام الندم على ما قلته ، لكنني كنت مرغمة على ذلك بدأت أجر قدماي نحو الطريق المؤدية إلى المحطة و أنا منهكة تماما ، لم أعد أحس برغبة في الحياة ، أخذت أنظر إلى بنايات مدينتي و أتذكر كل الذكريات السعيدة و الحزينة و اللحظات التي قضيتها هنا و هناك و كل تلك الوجوه التي قابلت دخلت المحطة و كانت تعج بالمسافرين ، أحسست أن الكل يعرف أنني مثلية ، أصبحت أشك حتى في ظلي الذي يتبعني ، لم أستحمل ذلك الاحساس الرهيب و ذهبت مسرعة لأشتري تذكرتين ، نعم ، تذكرتين لي و لها . كنت واثقة من نفسي و في نفس الوقت خائفة من أن تكون ثقتي مجرد أوهام ستتلاشى عندما أكتشف الحقيقة المرة وقفت أمام القطار كجثة هامدة ، لا أفكر في أي شيء ، كأنني مبرمجة مسبقا على أنني سأستقله دون أن أعرف ماذا بعد نظرت إلى ساعتي ، لم يعد هناك متسع من الوقت و القطار يطلق صافرته التي تزرع الخوف في النفس التفت حولي مئة مرة و لم أجد لها أثر ، هل يعقل ؟؟ لا .. لا .. ستأتي أحسست بيد تربت على كثفي، خفت كثيرا يا إلهي هل يعقل؟ الفت لكنني لم أجد سوى حارس المحطة..رجل عجوز يبتسم لي : اصعدي القطار يا ابنتي سينطلق بعد لحظات نظرت إليه بعيني الجامدتين و لم أنطق بكلمة و صعدت القطار و تمسكت ببابه أترقب حضورها .. بدأ القطار يتحرك ببطئ ، شيئا فشيئا و أنا أنظر يمينا و يسارا .. أحسست أن قلبي سينتزع من مكانه من شدة اليأس و الكآبة التي أصبت بهما .. بدأ القطار يتحرك ببطئ ، شيئا فشيئا ........
و فجأة رأيت ظلا خافتا من بعيد يقترب مسرعا ، نعم ! هي .. حبيبتي ، ابتسمت ابتسامة مشرقة ذهب معها كل الهم الذي سادني قبل لحظات ، صحت قائلة : هيا أسرعي .. هيا .. أمسكي يدي سحبتها إلي ، و أمسكتها بقوة و كأنني أحميها من العالم و لم أشعر حتى وجدتني أقبل شفتيها متجاهلة كل الناس التي كانت تقف بالمحطة مندهشة من المشهد . لم أهتم ، لأنني ذاهبة و لن أرجع و لن أسمح لأي كان أن يحرمني منها وصلنا للمدينة الجديدة بعد ما مرت الساعات – و نحن معا – كأنها ثواني ، عرفت حينها أنها سافرت بموافقة أهلها بعدما أقنعتهم أنها ستكمل دراستها بالمدينة التي نتوجه إليها ... وجدت صديقتي تنتظرني فعلا كما وعدت و عرفتها على حبيبتي ، و همست في أذني : أحسنتي الاختيار أيتها الشريرة ، و انفجرنا بالضحك جميعا استضافتنا في منزلها بكل حفاوة ، و بينما نحن على طاولت الشاي سألت صديقتي : ماذا سنفعل الآن ؟ أنا لا أملك أي عمل ، كما أنني لم انهي دراستي بعد و أين سنسكن ؟ ردت صديقتي : هوني عليك ، ستحل بإذن **** ، انت متعلمة و ذكية و ستجدين عملا و تكملين دراستك أيضا ، اعتمدي علي قلت : لا أعرف كيف سأشكرك عزيزتي و فعلا حصلت على عمل ، بعد 48 ساعة من البحث ، كمحاسبة في مخزن كبير لقطع غيار السيارات و استأجرت شقة صغيرة ، شقة الأحلام التي سأسكنها أنا و حبيبتي . بعدها أرسلت لأهلي رسالة و قلت لهم أنني بخير و في أمان و رجوتهم ألا يبحثوا عني لأنني اخترت نفسي و اخترت طريقة العيش التي تريحني عشت مع حبيبتي أحلى و أجمل علاقة و لا في الأحلام ، مرت الأيام كالساعات و نحن نقضيها في العمل والكفاح و الدراسة من أجل تحقيق أحلامنا و الحب و الغراميات و المشاجرات التافهة التي تكسر الروتين والتسكع تحت المطر و كل التفاصيل الجميلة التي تضفي على العلاقة طابعها الخاص . علاقة رائعة لا يمكن تخيلها بل تعاش بكل معانيها قضينا ثلاث سنوات معا كلها سعادة و محبة إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم الذي انقلب فيه كل شيء رأسا على عقب ، فتصرفات حبيبتي لم تعد طبيعية كما في السابق . أصبحت تتحاشاني و تتجنب الخوض في أي كلام معي و لم تعد هي الانسانة التي عرفتها من قبل و لا أدري لماذا قررت أن أسألها قبل أن تقتلني شياطين الشك ، كانت تهرول مسرعة للخارج و ناديتها : أرجوك انتظري لحظة قالت : ماذا تريدين قلت : أريد أن أتحدث اليك ، أليس من حقي قالت : أنا مستعجلة .. لنتحدث في وقت لاحق فلدي عمل الآن قلت : فليذهب العمل إلى الجحيم ، ماذا دهاك ، لماذا تغيرت بهذا الشكل ؟ ماذا يجري أخبريني قالت و هي تفتح باب الشقة لتخرج : لا شيء أمسكت بيدها و أدرتها نحوي : هناك أشياء و أشياء ، ماذا ؟؟ منذ أتاك ذلك الاتصال المجهول و انت تتصرفين بغرابة قالت و هي تتحاشى النظر إلي : قلت لك لا شيء قلت : أنظري إلي و أخبريني بصدق أنه لا يوجد أي شيء و أنني أتوهم أصيبت بانهيار عصبي و أخذت في البكاء ، أحطتها بدراعي لأهدئ من روعها ، و بدأت تنطق بكلمات لم أفهم معضمها : أمي ... هي الت .. لا أريد ... لا أستطيع أن أتحمل ذلك قلت : حاولي أن تهدئي ، أرجوك .. أمك ماذا ؟ ماذا حصل لها قالت : أمي هي من اتصلت بي في الهاتف و طلبت مني أن أعود للمنزل بأسرع ما يمكن قلت : و لماذا ستعودين قالت : تريدني أن .. أن أتزوج بابن خالتي أيمن قلت : ماذا قلت ؟؟ تتزوجين بأيمن قالت : قالت لي أمي أنني ان لم أتزوج به فإنها لن ترضى عني حتى تموت وقفت و لم أصدق ما سمعته لتوي ، غير معقول ! لا ، لن يحصل هذا ، دنوت إليها و أمسكتها : قولي لي أنك لن تتزوجي به ، أرجوك .. قولي لي أنك سترفضينه ، لا يمكن لأي شخص أن يرغمك على الزواج ، كلميني لماذا انت صامتة قالت : انت تعرفين أن رضى أمي أكثر شيء في الدنيا يعنيني قلت : و ماذا عني ؟ هل ستتركينني بهذه السهولة !! من سيتزوج ، ها !! أنت أم امك ؟ الزواج ليس بالقوة .. ماذا عنا ! عن أحلامنا و حبنا ... قولي أي شيء قالت : آسفة ، أنا أتعذب أكثر منك ، لكن الأمر خارج عن سيطرتي الآن قلت : إذا انت تحبينه قالت : لا و **** ، أقسم أنني أحبك أنت و لكن علي أن أطيع أمي قلت و الدموع تنهمر من عيني : لا أصدق ما تقولينه ، أنا أحبك و لا أستطيع أن أعيش من دونك ، لا أستطيع أن أتخيلك مع انسان آخر غيري قالت و هي تدفعني بعيدا عنها : أرجوك كفى ! انتهى الأمر . يجب أن أواجه مصيري ..........
حزمت حقائبها استعدادا للرحيل ، لم أشأ أن أودعها لذلك قضيت النهار كله بالخارج لأتجنب وداعها و بعدما عدت للبيت لم أجدها .. ذهبت إلى درج ملابسها ، كان فارغا تماما . لم تترك لي سوى الذكريات و الأسى على حالي . تناولت مهدئا و استلقيت لأغط في نوم عميق لأنسى كل شيء .. و لم أستفق سوى على رنين الهاتف ، ظل يرن طوال اليوم ، أعرف أنها هي ، لكنني لم أجب بل إنني لم أعد أسمع رنينه رغم أنه يرن و كأنني غارقة في بئرعميق ، لا أسمع سوى صوت الماء في أذني ، و أتجول في الشقة الكئيبة كشبح منسي و منعزل عن العالم قررت أن أخرج من عزلتي بعد أسبوع و أذهب لأستنشق بعض الهواء رغم أنني كنت أحس بغضب شديد و أحاسيس سلبية هائلة ، لكن كل ذلك كان داخلي و لم يستطع الخروج ، بل ظل حبيس صدري يحرقني بناره لوحدي و لا أحد غيري التقيت بجار كنت أعتبره كصديق و كان يعلم بعلاقتي بها ، ألقى التحية علي ثم قال : أنا آسف لما حدث لك قلت : لا داعي للأسف قال : هكذا حال الدنيا دائما تفرق بين القلوب .. بالمناسبة هل حضرت لحفل زفافها نظرت إليه بعدوانية قال : لا تكوني صبيانية ، ظننتك ستذهبين لحفل الزفاف .. انت لازلت شابة في مقتبل العمر لماذا كل هذه الدراما قلت : أرجوك دعني و شأني . ثم انصرفت قلت في نفسي : لماذا لا أذهب ؟ لا ، لن أذهب .. كفاك عنادا ، حسن سأذهب رغما عني سافرت إلى مدينتي و ذهبت لبيتهم ، طرقت الباب فاستقبلتني أمها بالترحاب : أنظري من أتى لزيارتك كان الكل مجتمعا هناك ، أهلها و هي و عريسها ال ... بعدما ألقيت التحية على الجميع همست لي أمها : يمكنكما الذهاب لغرفتها كي تتحدثا بحرية ، و شكرتها لذلك الاهتمام جلسنا معا في غرفتها ، و لم تتحدث أي منا للأخرى ، لم أستطع الكلام بل تمنيت لو أضمها و أبث لها حزني و أشكيها لنفسها .. آاااه كم اشتقت لك قالت : لا أدري ما أقول قلت بصرامة : لا داعي لأن تقولي أي شيء ، لم أحضر لأهنئك بعريسك المبجل بل جئت لأودعك لأنني سأرحل سألتني : ترحلين إلى أين أجبت : سأهاجر لأوروبا ، لم يعد لي مكان هنا قالت : أتعلمين ! لم أدعه يلمسني لحد الآن ، لم أستطع ، أنت من أحب .. و أمسكت بيدي نزعت يدي عنها و قلت : لا تتعبي نفسك ، فأنت الآن في طي النسيان . نهضت مسرعة و توجهت للباب و قبل أن أفتحه التفت إليها و قلت : ثقي بي أن السعادة لن تعرف لقلبك طريق ، و سيبقى حبي هاجسا يطاردك مدى الحياة خرجت من منزلهم و أنا أدرف الدموع ، لماذا عاملتها بتلك القسوة ؟ لماذا حاولت أن انتقم منها لأرضي غرور ضعفي أمامها ركبت سيارتي و توقفت بسرعة عند اشارة المرور .. التفت بالصدفة على يساري و إذا بي أجدها واقفة على الرصيف الآخر من الشارع .. هل يعقل أنها لحقت بي مباشرة بعد خروجي !! لم أستطع أن أتحرك من مكاني و أذهب إليها بل ظللت جالسة في مكاني أنظر إليها من نافذة السيارة ، كانت عيناها مغرورقتان بالدموع و كذلك عيناي رأيتها تحاول عبور الشارع الكبير لتصل إلي و هي تجري ،،، فجأة ..... صدمتها سيارة مسرعة و سقطت على الأرض خرجت من سيارتي بسرعة ، لم أصدق ما رأته عيناي ، حملتها بين دراعي و دماءها تنزف على ثيابي و يدي : لا لا لا ... أنا السبب ، أنا السبب .. أرجوك تمسكي ، ليتصل أحدكم بالإسعاف .. أرجوك لا تتركيني وحيدة هنا ، أتوسل إليك نظرت إلي و هي بالكاد تتنفس و قالت : أحبك .... سقطت يدها على الأرض و فارقت الحياة لم أجد كلمات مناسبة تعبر عما حدث بعد تلك اللحظة ... الحمد *** أنه كان مجرد كابوس فضيع رأيته قبل ثلاثة أسابيع استيقظت بعده منهكة تماما و محطمة نفسيا ، اتصلت بها مباشرة لأتأكد أنه كابوس فعلا و ليس حقيقة ألو .. هل .. كيف حالك صديقتي هي : صباح الخير ، كيف حالك بخير ، أ ... أردت فقط أن أطمئن عليك رجعت إلى الواقع بعد تلك المغامرة لأجد نفسي