المقدمة
ترددت كثيرا قبل كتابة هذه القصة عن الباشا فهى قصة عن بدايات الباشا و لا يعرف تفاصيلها كاملة غيره ولا ينبغى لغيره أن يعرفها
أحداث هذه القصة تدور على مدى زمنى طويل حيث بدأت أحداثها فى ثمانينيات القرن العشرين عندما كان أمجد وزوجته الحالية فى بداية حياتهما الجامعية ولا تزال تلك القصة مستمرة لوقتنا الحالى الذى نعيش فيه
......................................................
الجزء الأول
إنه اليوم الجامعى الأول فى حياة الطالب أمجد ..... طالب من الطبقة المتوسطة وهو من سيصبح فيما بعد المهندس أمجد أو الباشا كما يعرف فى وقتنا الحالى . أبوه مدير لأحد المصانع الحكومية الكبرى و أمه مديرة مدرسة إبتدائية حكومية
دخل أمجد من باب كليته كطالب مستجد بكلية الهندسة التى لا تقع بحرم الجامعة ولكنها على مسيرة نصف ساعة منها ليستقبل مرحلة جديدة من حياته
دخلها وحيدا فمعظم زملاءه من الثانوى قد إنتظموا فى كليات عسكرية والبقية قد قذف بهم التنسيق بكليات أخرى بنفس الجامعة أو بجامعات أخرى ليجد نفسه يقف وحيدا مع نفسه بينما جميع المستجدين من أمثاله يقفون فى حلقات فهم زملاء من الثانوى أما هو فقد أتى من مدرسة عسكرية وقد رفض أبوه إلتحاقه بكلية عسكرية كزملائه محتجا عليه بمجموعه الضخم الذى يدخله تلك الكلية المرموقة ليعمل مهندس كأبيه ذى المنصب المرموق والراتب المحدود فأبيه كما يحدث أمجد نفسه مديرناجح مرموق لكنه مجرد موظف وللأسف الشديد موظف شريف
كان يشعر بأن الجو المحيط به غريب عليه فهو لأول مرة منذ ثلاث سنوات يذهب للدراسة بملابس مدنية وزد عليها أنه ولأول مرة منذ ست سنوات كاملة ومنذ أن بلغ طور البلوغ يجد له زميلات فتيات سيزاملنه لمدة خمس سنوات ومن المفترض أن يبنى معهن علاقات زمالة وصداقة كالتى كانت مع زملاء الثانوى لكنها ستكون علاقات أكثر نعومة وحِرص فى اختيار الكلمات وملاءمة الحركات بعيدا عن الدعابات الخشنة التى أعتادها فى مدرسته العسكرية
إتجه أمجد نحو المدرج الذى ستلقى به أولى محاضرات عالمه الجديد ولم يسأل أو حتى يتوجه لمكتب شئون الطلاب كباقى زملاءه فحياة الإنضباط التى تعلمها دفعته لإن ينهى قبل إسبوع كامل ما يبدؤنه هم الآن .
وجد أمجد المدرج خاليا من الطلاب فهو أول الواصلين وتأكد من أن هذا المدرج هو المدرج الخاص بمحاضرته الأولى وتخير أن يجلس فى طرف الصف الأول فى مكان رآه مميزاً يرى منه منصة الشرح بوضوح ويجعل من على يمينه فراغ يمكنه أن يجد فيه متنفس لراحته إذا ازدحم المدرج كما كان يتوقع
بدء وصول الطلبة فى مجموعات وارتفع الصخب رويدا فى قاعة المحاضرات الكبيرة وشغل هو نفسه بتأمل القاعة ووجد يده تمتد للكشكول الذى يحمله ويفتح آخر صفحاته ويبدأ فى رسم المنصة التى أمامه بكل تفاصيلها فهو بارع فى رسم الأشياء وموهوب كما كان مدرسينه و زملاؤه يصفونه فى أيام دراسته الثانوية واستغرق فى الرسم حتى لم يعد يسمع أصوات الصخب التى تحيط به من كل جانب حتى أخرجه من إستغراقه يد تربت على كتفه برقة ليرفع عينيه ليجد أمامه فتاة رائعة التكوين تقف مع بعض زميلاتها
انتهت المحاضرة بعد ساعتين كاملتين لم ينظر فيهم أمجد لزميلته التى تجاوره وبينما أنهمك جميع الطلبة فى كتابة كل ما يقوله المحاضر لم يدون أمجد فى كشكوله إلا بعض نقاط من كلام المحاضر بينما يستوعب عقله ويصفى خلاصة الكلام وانصب كل تركيزه على الأستيعاب دون كتابة
بمجرد خروج الدكتور من قاعة المحاضرات عاد الصخب للمدرج مع حركة جميع من هم فيه فالبعض يقف ليحرك ساقيه والبعض اتجه لنهاية المدرج للتدخين بينما وقفت معظم الفتيات وبينهم زميلته الحسناء وأصدقائها فعلم أمجد أنهم يريدون الخروج فوقف وأفسح لهم الطريق فخرجن متجهين للحمام كما فعلت معظم الفتيات مصطحبات حقائبهن وتركن ما يحملنه من كشاكيل لحجز أماكن جلوسهن فأمامهم نصف ساعة كاملة قبل موعد المحاضرة الثانية
جلس أمجد فى مكانه ثانية وانهمك فى تدوين بعض الأشياء فى الصفحة الوحيدة المكتوبة عن المحاضرة ووضع بعض الخطوط والدوائر حول بعض ماكتبه حتى شعر بنفس اليد الرقيقة تربت على كتفه ثانية ليجد زميلته الحسناء واقفة بجواره ليفسح لها الطريق لتعود لمكانها ويعود هو لما يفعله لتبادره مرة ثانية بالحديث
إنطلق معظم الطلاب بعد المحاضرة إلى كافيتريا الكلية بينما أتجه أمجد مباشرة إلى خارج باب الكلية وبينما كان كل شاب يحاول التعرف إلى زميلاته لم يكلف هو نفسه بالنظر إليهن وتابعته زميلته فى دهشة وتعجبت رفيقاتها بشكله الذى بدا مستغربا وسط زملائه وتصرفاته التى توقعن جميعا عكسها خاصة بعد أن وجدن زميلتهن تحدثه فى وقت الراحة بين المحاضرتين وتوقعن أنه سيحاول التعرف إليهن بعد نهاية المحاضرة لكنه خيب ظنهن جميعا و سرعان ما تناسوه واندمجن فى التعارف مع باقى الزملاء من دفعتهن وكذلك من الدفعات القديمة الموجودين بالكافيتريا
خرج أمجد من الكلية لا ليتجه لبيته كما ظن زملاؤه لكنه اتجه للمقهى الموجود أمام الكلية ليجلس وبمجرد جلوسه حضر إليه صبى المقهى بشيشة أتبعه بكوب شاى بالنعناع فقد إعتاد وجود أمجد فى الفترة السابقة لدخول الكلية كلما تردد عليها لإنهاء إجراءات دخوله ولا يفوت جلسته المحببة على المقاهى ويعتبره أحد المتع التى يحظى بها ولا يعلمها إلا المقربين من أصدقائه الذين يشاركونه نفس جلسات التدخين والإستمتاع بجلسة المقهى المحببة
إتجه أمجد بعد أن انهى جلسته لمنزله الذى يبعد عن الكلية بساعة مشيا على الأقدام أو بثلث ساعة بالمواصلات لكنه على كل الأحوال يفضل المشى طالما أنه غير مرتبط بموعد و يكتفى بركوب المواصلات فى ذهابه للكلية فقط
وصل أمجد لمنزله حيث يسكن فى الطابق الأخير ورفع عينيه لإحدى بلكونات الدور الرابع حيث تجلس أم منى أو كما تناديها جاراتها المقربات ريرى إحدى الساكنات به وبدأ فى صعود السلم بخطواته المنتظمة حتى وصل للدور الرابع وحدث ما توقعه حيث وجد أم منى تفتح بابها مبتسمة وهى ترتدى عباءتها السوداء الفضفاضة
أنهى أمجد حمامه واستبدل ملابسه بملابس أخرى أكثر ملاءمة لمهمته مع جارته فارتدى بدلة تدريب وحذاء خفيف وأستأذن أمه واتجه لشقة جارتهم ودق الباب لتفتح له أم منى بنفس العباءة الفضفاضة التى ترتديها تخفى بها تفاصيل جسدها كعادة كل سيدات هذا الوقت عند إستقبال ضيف غريب
كانت أم منى ترتدى تحت عباءتها بيبى دول قصير أسود بدون سوتيان وتظهرحلماتها الفاتحة تحته بوضوح وتحته كيلوت صغير من نفس اللون ويشف البيبى دول والكيلوت عن جسدها الأبيض وتكاد شفرتى كسها أن تظهرا من الكيلوت من الأمام بينما يختفى جزءه الخلفى بين فلقتيها المكورتين المرتفعتين إرتفاع بسيط فى شكل مثالى ولا يوجد بجسدها أى ترهلات بإستثناء كرش صغير لا يشوه منظر جسدها بل يزيده إثارة وسوة منتفخة تحتها كس يلمع من فرط العناية به يحيط به فخذان مثاليان فى إستدارة رائعة تزيدان من إثارة هذا الكس الجميل
كانت أم منى تملك جسد متناسق مثير رغم ميلها للقصر وكما كان يسمع دائما أمه وهى تتحدث عنها تملك ساقين لا ينافس جمالهما إلا ساقى منى إبنتها الوحيدة وكانت أم منى تعلم مدى جمال سيقانها وتهتم بهما كثيرا وتحرص على إظهار جمالهما ولا تخرج من باب شقتها دون أن ترتدى خلخال يبرز مدى روعتهما أمام باقى الجارات حتى أن ام أمجد وهى صديقتها المقربة كانت دائما ما تنصحها بأن تخفى جمال سيقانها خوفا من حسد الحاسدات وخاصة جارتها بالدور الرابع التى تقف كثيرا خلف بابها تتجسس على كل ما يدور بين أم منى وبين أى شخص يأتيها حتى الباعة الجائلين
طالت نظرة أمجد لجسد أم منى حتى شعرت هى أنه تاه فى تأمل جسدها فقاطعت تأمله
الجزء التانى
مقدمة
عندما بدأت فى كتابة الجزء الثانى من القصة وجدت أنه من الضرورى تنبيه السادة ا لقراء بأن أحداث الأجزاء الأولى من القصة تدور فى ثمانينيات القرن العشرين حتى لا يستغرب البعض بعض الأحداث التى تمر بأبطالها حيث وقتها لم بكن هناك موبايلات ولا مواقع تواصل إجتماعى وبالطبع لا إنترنت ولا أجهزة كومبيوتر فنظام الويندوز لم يُبتكر أساسا إلا سنة85
لا وجبات سريعة ولا شركات أوبر وكريم ولا محلات مشروبات أجنبية
لم يكن هناك سوبر ماركت لكن كان هناك البقال والخضرى والفكهانى
وقتها كان راتب الموظف الكبير لا يتجاوز 300 جنيه شهريا وكانت الفراخ تباع ببطاقة التموين فى الجمعية الإستهلاكية وبالطابور
كان الرجال رجال والنساء نساء وكان أصحاب الميول الأخرى يتخفون فقد كانوا يعتبروا فى أيامها وصمة عار تطارد أسرهم وكل من له علاقة ولو سطحية بهم
لم يكن هناك مدارس تجريبية ولا مدارس إنترناشيونا ل ولا مدارس مشتركة بعد المرحلة الإبتدائية ولا يتعلم فى المدارس الخاصة إلا الفاشل الذى رفضته المدارس الحكومية
كان هناك نظام المدارس الثانوية العسكرية التى تستقبل الطالب فى بداية مراهقته لتخرجه بعد سنوات ثلاث رجل قادر على حمل السلاح و تحمل المسؤلية
قد يظن بعض الشباب الآن انهم يمرون بأوقات صعبة لكن الحقيقة أن شباب الثمانينيات كانت أوقاتهم أكثر صعوبة
كانت أيام أكثر صعوبة بكثيرلكنها كانت بالتأكيد أقل تعقيدا
والآن فلنعد إلى قصتنا
...........................................................................
قطع تأمل أمجد دقات أمه على باب غرفته قبل أن تدخل حاملة كوب الشاى بالنعناع لتضعه على مكتبه الصغير الذى يحتل كثير من فراغ الغرفة مع ترابيزة الرسم التى أشتراها أبوه وأصرعلى أن تكون موجودة بمجرد ظهور نتيجة التنسيق لتجد أمجد مستلقيا على ظهره يستمتع بالموسيقى الكلاسيكية التى لا تفهم سر حبه لها ولا تعرف كيف يحب أبنها تلك الموسيقى التى لا يتناسب ذوقها مع سنه ولا مع مايستمع إليه الشبان فى نفس سنه لكنها لم تعلق أبدا على إختياراته فهو مختلف منذ صغره عن باقى أقرانه وتشعر دائما بأن تفكيره أكبر من سنه
أنطلقت من الراديو الصغير بجوارأمجد موسيقى شهرزاد التى يعشقها وانطلقت معها ذكرياته عن هذا اليوم الذى ظبطته فيه أم منى معها فى البرجولة التى صنعها ابوه فوق سطح العمارة
إنه يتذكر كل تفصيلة فى هذا اليوم رغم مرورأكثر من ثلاث سنوات
منى كانت صديقته الحميمة التى لا يستغنى عنها ولا تستغنى عنه فهم رفقاء منذ ولادتهم فى نفس العام يفصلهم شهر واحد فقط ولم ينفصلا يوما واحدا منذ مرحلة الحضانة ودخولهم نفس المدرسة الإبتدائية وكم بكى وبكت فى بداية المرحلة الإعدادية عندما دخل كل منهم مدرسة منفصلة . فوقتها كان للبنبن مدارس منفصلة عن مدارس البنات من بداية المرحلة الإعدادية
وقتها كان لقائهم اليومى بعد العودة من المدرسة يمتد لساعات فى البرجولة فوق سطح عمارتهم يذكر كل منهم للآخر تفاصيل يومه ويستذكرا دروسهما معا ولا ينفصلا إلا وقت النوم
يتذكر كيف حُجبت عنه منى إسبوعا كاملا لا يراها وكلما سأل عنها أخبرته أمه وأمها أنها مريضة ولا يمكن له رؤيتها حتى تشفى
وقتها كانت تنتابه حالة جديدة عليه فقد لاحظ إنتصاب عضوه كل يوم عند إستيقاظه ووقتها خجل من أن يسأل أمه أو أبوه عما يحدث له فكتم الأمر عن الجميع لكنه كان يتوق ليخبر صديقته الوحيدة وكاتمة أسراره بعدما سمع من زملاء المدرسة ومعظمهم كانت تنتابه نفس الحالة أنها علامات الرجولة بدأت تظهرعليهم فأراد إخبار منى التى كانت تفخر عليه بأن علامات أنوثتها بدأت فى الظهور ببداية إنتفاخ صدرها وأخبرتها أمها أنها بدأت تكبر وسيصبح لها أثداء مثل النساء
يتذكرما حدث بعد مرور الأسبوع وكيف التقاها على السلم عند عودته من المدرسة . يتذكر كل كلمة دارت بينهما
قطع متعتهم السريعة تلك صوت أم منى أتاهم من حيث تقف بجوار البرجولة وتراهم من بين أخشابها
وأخيرا بدا له أن أم منى قد رق قلبها قليلا حيث خفت حدة نبراتها واتجهت لباب السطح وأغلقته بإحكام وعادت للبرجولة حيث جلست أمامه بينما هو واقف وقد إنحسر بنطاله حتى قرب ركبتيه
إستسلم أمجد تماما وقتها لأم منى تفعل به ما تشاء وتحرك جسده بين يديها كيفما ارادت حتى أنامته على ظهره وأحاطت خصره بساقيها وفوجئ بها ترفع عباءتها التى ترتديها لأعلى وتخلع كيلوتها وتجلس على ركبتيها ثم تمد يدها لزبره تمسكه وتمرره على كسها الذى شعر بحرارة تخرج منه ولزوجة سائل ما لم يكن وقتها يدرى ماهيته تبلل زبره وبعد أن مررت زبره على كسها مرات ومرات أدخلته بداخلها ليشعر بدفء شديد يحيط بعضوه ولزوجة تسهل تحرك أم منى عليه صعودا وهبوطا لوقت بدا له طويلا إنتهى بإنتفاض جسدها وضغطها عليه بقوة وسوائل كثيفة كثيرة تخرج منها لتبلل بطنه وزبره وخصيتيه
وقتها كان أمجد فى مرحلة بلوغه الأولى ولم يتكون بجسده المنى والسوائل اللازمة للقذف فاستمتعت أم منى بزبره حتى أتت شهوتها ولم يزعجها بقذف يتبعه إرتخاء فحصلت متعتها كاملة كافضل ما يكون
بعدما إنتهت منه أم منى قامت واقفة وأوقفته أمامها ورفعت له ملابسه وقبلته على شفتيه قبلة سريعة لكنها لم تنس تحذيره
تسلل لذهن أمجد ذكرياته عن سؤاله فيما بعد لأم منى عما حدث يومها وإجابتها التى فسرت له ما فعلته يومها والحوار الذى دار بينهما
علمته مفاتيح جسد الأنثى وكيفية إثارة شبقها ... علمته كل الأوضاع الجنسية التى تعرفها .... علمته كيف يتحكم فى فترة إتيانه بشهوته وكيف يشعر بقرب إتيان الأنثى لشهوتها وكيف يرفع شهوتها لأقصى درجاتها
إنها أعطته ما بخلت به على زوجها
جعلت زبره أول زبر يفتح شرجها وعلمته كيف يجعل الأنثى تتمتع بالجنس الشرجى
ولا ينسى أمجد جملتها التى قالتها له بعد أول ممارسة خلفية له معها
..............................................................
أفاق أمجد من إستغراقه فى ذكرياته على صوت أبوه الجهورى يناديه من صالة الشقة فهرع ليلبى نداء أبوه الذى وجده يقف فى منتصف الصالة حاملا معه مسطرة الهندسة الشهيرة حرف T وأنبوب حفظ الرسومات الطويل ومجموعة المساطر وأقلام التحبير التى يستعملها طلبة كليات الهندسة
حيا أمجد اباه باحترام وأخذ عنه ما يحمله وقبل يده كما اعتاد كلما رآه
وكعادته نادى الأب بصوته الجهورى لأبنيه الآخرين ليقبلا عليه يقبلا يديه ويتجه الجميع للسفرة التى أعدتها الأم مسبقا ليتناولوا غداءهم ويتجه كل فرد من افراد الأسرة لغرفته ويسود الشقة هدوء شديد ..... ففى وجود الأب لايسمع صوت بالمنزل غير صوته وإذا أراد أحد أن يتحدث فليتحدث فى همس
........................................................
عاد أمجد لغرفته واستغرق فى نوم عميق إستيقظ منه على يد تهز كتفه بعنف ليفتح نصف عين ويجد منى جالسة بجواره على طرف سريره تهزه من كتفه وأمه واقفة بجوارها فيتناول إحدى الوسادتين الصغيرتين الموضوعتين بجواره ويقذف بها منى فتضحك الأم بشدة ولا تنصرف فهى تحب مناوشاتهما سويا وتتمنى فى قرارة نفسها أن يكون ما تراه أمامها بينهما دائما من مناوشات حب مخفى بداخل قلوبهما الصغيرة يخفيانه عن الجميع
وكانت الغرفة بالفعل ضيقة ورُص فيها بالكاد السرير والدولاب والمكتب وترابيزة الرسم بينما تحتل مكتبة كتبه حائط كامل بها ولا تسمح بحرية الحركة إلا لشخص واحد وتصبح الحركة بها صعبة فى وجود ثلاث أشخاص
نظر أمجد لمنى وهو على باب غرفته
فهى تجدهما دائما يتحاوران أو يتناقشان فى كتاب أو قطعة موسيقى وكأنهما كما تقول لهما دائما
الجزء الثالث
مقدمة
قد يكون من غير المناسب تذكيرى للقارئ الكريم مع كل جزء أن تلك الأحداث بالقصة تجرى فى الثمانينيات لكنى أجدها فرصة لتعريف السادة القراء ببعض ملامح الحياة فى تلك الفترة خاصة لعلمى بأن معظم القراء لم يعاصروها وقد يستغربون بعض ما ذكر بالقصة من أحداث
وقتها كانت وسيلة الأتصال الوحيدة المتاحة هى التليفون الأرضى ويقينا فمعظم حضراتكم لم يعاصره بقرصه الدوار وحتى تلك الوسيلة لم تكن متاحة للجميع . فكان على من يريد الحصول على خط تليفون أن ينتظر لمدة قد تصل أحيانا ل15 سنة قبل تركيبه وكان من يملك تليفون لا يبخل على جيرانه باستخدامه للطوارئ وكانت تليفونات أكشاك السجائر هى وسيلة إتصال من تضطره ظروفه لإجراء إتصال طارئ
كانت الكنبة ذات الشلت موجودة بكل منزل للجلوس ولإستخدام تلك الشلت أحيانا كفراش فى حالة الطوارئ
والشلت جمع شلتة وهى وسادة مربعة من القطن تصنع خصيصا بالمقاس
وقتها لم يكن هناك ما يسمى كوفى شوب . كان إسمها القهوة وكانت لها وضع خاص فى المجتمع فكان لكل قهوة زبائنها اللذين يالفونها وتألفهم
لم يكن فى المقهى ويتر ... كان إسمه القهوجى ومساعده إسمه الصبى وعادة كانوا هم وكالة انباء الشارع فعندهم كل الأخبار
كان زمن صعب عاشه من صادف شبابهم هذا الوقت لكنهم ينظرون إليه الآن بحسرة فهو كان زمن شديد الصعوبة لكنه أيضا كان شديد الجمال
والآن لنعود لقصتنا
..............................................................................................
مرت الليلة على أمجد كأسوأ ما يكون ... فبينه وبين نفسه متأكد مما ينوى ممدوح فعله فى تلك الحفلة المزعومة التى دعى منى لحضورها لكنه لم يستطع كبح جماح جنونها وتمردها ولا يريد كسر فرحتها بحبها لهذا الشخص الذى أختارته لتحبه
إنه يعرف ممدوح جيدا ويعلم عنه الكثير فممدوح جارهم بنفس الشارع يكبرهم بأعوام ستة .... أمجد ومن هم على شاكلته من الشباب يعتبرونه نموذج للفشل بينما يعتبر الأكثرية أن ممدوح شاب لقطة .... فأبوه أحد الأثرياء بشارعهم ومصدر ثروته غير معروف ..... أبوه يملك العمارة التى يقطن بها مع أمه الحسناء التى لا يعرف لها سكان الشارع أهل ولا أصل عكس باقى سيدات الشارع ... تتعالى عليهن دوما بمجوهراتها وسيارات زوجها والخدم القائمين على خدمتها وخدمة زوجها وابنها الوحيد
يقيمون بدور كامل بتلك العمارة الكبيرة وقد خصص دور آخر لممدوح جهزه كأفضل ما يكون ليكون بيته فى المستقبل ويستغله ممدوح فى إقامة حفلات له ولأصدقائه من الشباب والفتيات يدعو إليها غرباء عن حيهم بملابس يستهجنها البعض ويعتبرها البعض موضة لا تعنيهم
كان معظم سكان الحى وقتها من الطبقة المتوسطة موظفون كبار ذوى دخل محدود أو تجار متوسطى الثروة لكن الكل كان معروف للكل فكل قاطنى الحى سكنوه فى شبابهم وهاهم أبناءهم الذين ولدوا فيه قد أصبحوا شباباً
كان ممدوح يغار من أمجد رغم الفارق بينهم فى العمر و الإمكانيات المادية وحتى فى الشكل والمظهر ... فممدوح ورث من أمه بشرتها البيضاء وشعرها الأشقر الناعم وعيونها الخضراء وورث من أبيه طوله وضخامة جسده أى أنه ورث منهما كل مواصفات الوسامة علاوة على تلك الموارد المالية اللا محدودة التى يملكها
أما أمجد فهو شاب عادى متوسط الطول أسمر البشرة خشن الشعر ذو شارب ثقيل فأمجد ورث من أبيه شكله الصعيدى الذى لا يختلف عن أى رجل من صعيد مصر
لكن أمجد رغم إمكاناته التى تبدو محدودة يعتبره سكان شارعهم محبوبهم ورجلهم الصغير فشخصيته الهادئة ونظراته الواثقة وقدرته على التدخل لحل المشاكل التى تنشأ بينهم حتى بين الكبار تثير إعجابهم فأمجد كما يقول عنه عم هيكل العجوز صاحب دكان البقالة
" شاب ليه هيبة مش هايف زى عيال اليومين دول "
كان ممدوح يغار من أمجد بل يحقد عليه منذ اليوم الذى برز فيه نجم أمجد بين سكان شارعهم يوم أن نشرت إحدى الصحف صورته كأول ناشئ مصارعة يفوز ببطولة الجمهورية للكبار رغم أنه يمثل مركز شباب ولا يلعب لنادٍ كبير
يومها ذهب ممدوح لمركز الشباب الذى لم يدخله من قبل ليطلب الإنضمام لفريق المصارعة ولا ينسى نظرة المدرب له ورفضه حتى التفكير فى الموافقة على إنضمامه
لم ينسى ممدوح إنضمام أمجد بعدها للنادى الذى يدفع أبوه له سنويا آلاف الجنيهات كإشتراك عضوية بينما تبرع نفس النادى بمبلغ ضخم لمركز الشباب حتى يوافق أمجد على الإنضمام له كلاعب
ربما أختار ممدوح أن ينصب شباكه حول منى التى يظن كل سكان الشارع أن بينها وبين أمجد قصة حب كى يشعر بأنه فاز عليه أخيرا
لم يتمالك ممدوح نفسه من السعادة يوم أن اختارت منى رفض كلية الهندسة التى دخلها أمجد واختارت كليته لتكون قريبة منه فشعر أن فوزه قد اكتمل وأن أمجد الآن يحترق قلبه على حبه
ربما لكل هذا كان القلق يأكل أمجد من داخله حتى أنه فكر فى منع منى من الذهاب لكنه كان يكره أن يكسر خاطرها وكان متأكد من قدرتها على حماية نفسها بعد ما علمه لها للدفاع عن نفسها
ليلتها لم يغمض لأمجد جفن وقام من فراشه قبل طلوع الشمس وهبط لشارعهم الهادئ ويتمشى قليلا حتى وصل للمقهى الذى فتح للتو أبوابه ليستقبله ثابت صبى المقهى الذى يطلقون عليه إسم رويتر الشارع من كثرة ثرثرته عن كل كبيرة وصغيرة يعرفها وبمجرد جلوسه أقبل عليه ثابت بإبتسامة حقيقية غير مصطنعة فثابت ككل من يقطن بشارعهم أو يعمل به يكنون حبا وتقديرا حقيقيا لهذا الشاب الذى يتواضع مع صغيرهم و يوقر كبيرهم رغم الهيبة التى تحيطه ولا ينسى ثابت يوم أنقذه أمجد من بين يدى معلمه صاحب القهوة وجمع له ثمن الأكواب التى سقطت منه ودفعه لكل ما كان يملكه وتجميعه لباقى ثمن الأكواب من زملائه ليجنبه علقة ساخنة كان بالحتم سينالها من معلمه الضخم
دخل أمجد شقته ليجد أمه وابيه يتجهزان للنزول فحياهما وقبل يد أبيه
بعد عشر دقائق كان أمجد يدق باب شقة منى لتفتح له سريعا والفرحة تكاد تقفز من عينيها فهى مقبلة على حضور حفلة لم تراها إلا فى الافلام وكانت تتوقع أن ترى ملابس أنيقة وتسمع موسيقى ناعمة ترقص على أنغامها مع ممدوح الذى عشقه قلبها واختارها هو من ضمن عشرات الفتيات اللاتى يتهافتن عليه
نظر أمجد إلى ملابسها ونظرت إليه فى غيظ وأظهرت له الجيليه المختفى تحت بلوزتها وجذبت البنطلون من جانبيه لتبرز له اتساعه وابتسمت له فى غيظ إبتسامة صفراء
إفترقا عند مدخل العمارة فمواصلاتها لكليتها قريبة عند أول شارعهم بينما عليه هو أن يسير فى الإتجاه الآخر ويقطع شارعين آخرين قبل أن يصل لمحطة الأوتوبيس الذى سيستقله لكليته
قبل نهاية الشارع الثانى ببضعة أمتار كانت تخرج زميلة أمجد الحسناء من العمارة التى تقطن بها لتلمحه قادما بخطواته الواسعة المنتظمة ورأسه الحليق وشاربه الثقيل الذى لا تخطئه عين يعلق على كتفه حقيبة رياضية خفيفة . إذا فهذا الزميل الذى يبدو غريب الأطوار يسكن بنفس حيها وسيستقل بالتأكيد نفس الأتوبيس الذى تستقله للذهاب لكليتها فتمهلت قليلا متوقعة أن يتوقف ليصطحبها معه ولعله يكون أقل تحفظا بعيداً عن الكلية لكن ظنها خاب عندما وجدته بنظره المتجه للأمام لا يلتفت إليها فأيقنت أنه لم يراها . وكيف يراها وهو لا ينظر إلا نظرته الثابتة فى اتجاه واحد لا يحرك عنقه ولا عيناه وكأنه إنسان آلى يتحرك لكنها فوجئت به بعد أن أصبح بمحازاتها يلتفت فجأة باتجاهها ويحييها بنفس الأيماءة برأسه فارتبكت بشدة عندما وجدت عينيه بتلك النظرة الحادة تلتقى بعينيها المصوبة إليه ولم تلحق حتى أن ترد تحيته بمثلها قبل أن يتجاوزها مكملا طريقه بدون أن يحاول التوقف فهمت بأن تناديه لكنها تذكرت بأنها حتى لا تعرف له إسماً تناديه به
شقت الزميلة الحسناء طريقها فى اتجاه محطة الأتوبيس وهى تلاحظ أمجد يبتعد عنها بخطواته الواسعة السريعة حتى اختفى عن ناظريها وتوقعت أن تقابله على المحطة لكنها وجدت المحطة مكتظة بالمنتظرين ولم تلمح وجهه بينهم لكنها لاحظته أخيرا يقف على بعد أمتار عديدة قبل المحطة فتعجبت من غرابة أطوار هذا الفتى وشكت فى وجود خلل ما فى عقله يدفعه لأن ينتظر أوتوبيس نقل عام فى غير مكان توقفه لكن زال شكها بمجرد أن ظهر الأتوبيس وقبل أن يهدئ من سرعته يقفز هذا الغريب بداخله برشاقة وكأنه لاعب سيرك لتقف مذهولة قليلا قبل أن يدفعها زحام الصاعدين للركوب وكأنهم طوفان جرفها للداخل
كانت محطة حيهم هى المحطة التى يمتلئ فيها الأتوبيس بركابه من طلبة وموظفين وعمال فى طريقهم لأعمالهم فكان الأتوبيس يصل فارغا تقريبا لمحطتهم ثم يغادرها مكتظا بركابه يئن موتوره من فرط ما يبذله من مجهود للتحرك بهذا العدد الكبير الذى يملأه حتى يبرز من أبوابه
كادت تلك الحسناء أن تختنق من فرط الزحام حتى فوجئت بيد الفتاة التى تقف جوارها فى الزحام تلفت نظرها لمن يشير لها فإذا به زميلها الغريب يشير لها وهو جالس لتشق طريقها فى الزحام ناحية جلوسه فيقوم مفسحا لها المكان لتجلس ويقف بجوارها وحتى لم يحاول يحتك بها وهو ما لن تستهجنه أو تستغربه فى ظل التزاحم الشديد وتمايل الأتوبيس الذى هم فيه فجلست تلتقط أنفاسها ومدت يدها ناحية حقيبته التى يحملها على كتفه وكشكول محاضراته طالبة منه فى صوت هامس أن تحملها عنه وبالطبع لم يسمع صوتها فى الزحام لكنه فهم ما تريد قوله وناولها ما يحمله مصحوبا بإبتسامة شكر تعجبت منها فهى التى يجب أن تشكره لا هو
إستمر الأتوبيس فى رحلته وأمجد يقف بجوار زميلته الجالسة لا يحركه تدافع الركاب ولا تمايل الأتوبيس ولا ينظر تجاهها بل إن عينيه ظلت فى إتجاهها للأمام كأنه صنم قد وضع واقفا بجوارها أو كأنه عمود خرسانى تم صبه بأرضية الأتوبيس كما حكت لصديقاتها فيما بعد ولم يلتفت لها بعد المرة التى شكرها فيها إلا عند إقتراب الأتوبيس من محطة كليتهم ليطلب منها إسترداد حقيبته وكشكوله فناولتهم له وقامت لتلتصق بظهره فى رحلته نحو باب الأتوبيس فقد أصبح بالنسبة لها طوق النجاة وسط هذا البحر من البشر الذى يتلاصق ويتلاطم ولا تعرف كيف شق طريقه وهى خلفه بتلك السهولة حتى أنه بعد ما نزلوا لم تجد على ملابسه أو ملابسها أى تجعد أو عدم انتظام يشير إلى أنهم نزلوا من تلك المعجنة التى يطلق عليها أتوبيس نقل عام
توقفت الحسناء لتشكر أمجد لكنها وجدته يسير فورا لباب الكلية فسارت بجواره تحاول مجاراة خطواته وأسعدها أنه هدأ من خطواته قليلا لتستطيع مجاراته
...............................................
دخل أمجد المدرج كأول الداخلين مثلما دخله بالأمس وتخير نفس المكان للجلوس لكنه لم يخرج كشكوله ليقطع الوقت بالرسم كما كان يفعل بل وضع كفيه حول رأسه واستغرق فى التفكير حول منى وما قد يصيبها إذا تمكن هذا النذل ممدوح من التمكن منها وشعر برأسه يكاد ينفجر وبعقله يعجز عن التفكير السليم حتى أنه فكر فى الذهاب لكلية منى وممدوح وإفتعال مشاجرة معه وليكن ما يكون . لكنه عاد وتذكر أن منى وقتها ستجرح وستصبح سيرتها أحدوثة على ألسنة طلبة الكلية وربما الجامعة بأكملها وهو أكثر من يعرف انها أرق من أن تتحمل مثل هذا الضغط
أفاقه من تفكيره أصابع زميلته تربت كتفه برقة وصوتها الهامس يصل بالكاد أذنيه
إنتهت المحاضرة وقام أمجد للذهاب لمكتب الدكتور إبراهيم بعد أن ترك حقيبته الرياضية وكشكول محاضراته لزميلاته أو صديقاته الجدد
دخل أمجد لمكتب الدكتور إبراهيم الأنيق أناقة تليق بمكتب أحد افضل المصممين بمصر حيث إستقبله الدكتور بإبتسامته التى لا تفارق وجهه
لم يكن الدكتور إبراهيم مجرد أستاذ لأمجد لكنه كان ملهماً ومعلماً وأباً روحياً حول وجهته من تخصص الميكانيكا الذى كان ينوى دخوله ليصبح كأبيه مهندس ميكانيكا إلى تخصص العمارة الذى برز فيه نجمه فيما بعد .
إكتشف الدكتور إبراهيم بعدما اقترب من أمجد فيما بعد موهبته فى التصميم فصقلها ونماها وأعطاه من وقته وخبرته الكثيروظل بجواره معلما فى كل نواحى الحياة بداية من مبادئ المهنة وأسرارها وحتى إسلوب إختيار الملابس ونوع البرفان
ربما لهذا كان الدكتور إبراهيم هو الوحيد من بين أساتذة أمجد الذى حرص على ذكره فهو إلى الآن يدين له بالفضل فيما وصل إليه
....................................................................
عاد أمجد للمدرج حيث كانت سميرة وباقى صديقاتها منتظرات يتحرقن شوقا لمعرفة سبب إستدعاء أمجد فقص أمجد عليهم سريعا ملخصا لما دار بينه وبين أستاذه
وأخيرا إنتهى اليوم الجامعى الثانى فى حياة أمجد وودع أمجد صديقاته وانطلق لإستقلال الأتوبيس الذى يملك إشتراك لركوبه فهو لا يحمل معه أى أموال بعدما أصر أن تكون الجنيهات العشرة المتاحة له كمصروف شهرى مع منى لأى طارئ قد يقابلها لكن هذه المرة إستقل الأتوبيس للذهاب الى النادى البعيد عن حيه وأنهى تدريبه لكن ذهنه طوال اليوم كان مشغولا بمنى وقلقه عليها فهو لا يتحمل فكرة أن تصاب تلك الرقيقة بأذى ولا يدرى ماهية هذا الشعور الذى يشعره نحوها
بالتأكيد هو ليس حب شاب لفتاة أو حب ذكر لأنثى لكنه نشأ ونشأت على فكرة أنه مسؤل عنها وعن سعادتها فهى بالفعل تواءم روحه التى تشعر به ويشعر بها وكل منهما يفهم ما يريده الأخر دون أن ينطق أحدهما بكلمة أواحدة و كما قالت له أمه يوما " باحس إنكوا بتتكلموا مع بعض واحنا قاعدين معاكم بعنيكم من غير ما حد يفهم إنتوا بتقولوا إيه أو كأنكم بتقروا أفكار بعض"
عاد أمجد لمنزله مرهقا ساهما ودخل فورا غرفته وأغلق عليه بابها وطلب من أمه ألا يزعجه أحد وحتى لم يتناول غداءه وشعر بقلبه ينتفض بشكل لم يعهده من قبل بمجرد غروب الشمس حتى أنه لم يطق الرقاد على سريره ولا الجلوس وظل يتحرك فى الفراغ الضيق بحجرته حركات مترددة ولا يدرى ما سبب ما ينتابه حتى فوجئ بأمه بعد نصف ساعة فقط من وقت أن أن انتابته تلك الحالة تقتحم عليه الغرفة بانزعاج شديد حاملة التليفون بيد ترتعش
اختطف أمجد مفاتيح سيارتهم النصر 128 القديمة التى أشتراها أبوه بالتقسيط وكان يعتبرها أغلى ما يملك بعد أبناءه وزوجته
هرع أمجد إلى الشارع ليتجه جريا ناحية القهوة يبحث بنظره عن أبوه الذى هب واقفا بمجرد رؤيته بهذا الشكل
لكن ليس كل سكان الشارع طيبين ولا كل الأحلام تتحقق
أخذ أمجد من يد أبيه الجنيهات الخمسة وقبل يده وانطلق ليأخذ السيارة وينطلق بأقصى سرعة تستطيع تلك السيارة العجوز الوصول لها ويستعين بالخريطة التى إصطحبها وبالمعلومات التى أعطتها له صاحبة الكشك ليصل بعد أقل من ساعة للمكان ليصدمه منظر منى جالسة على دكة خشبية بجوار سيدة خمسينية ضخمة الجسم وقد أخذت منى فى حضنها تهدئ من روعها
بمجرد رؤية منى لأمجد يترجل من سيارته قامت واقفة وجرت نحوه وألقت بنفسها بين ذراعيه وألقت برأسها على صدره وقد تحول بكاؤها إلى نشيج مرتفع وأخذ جسدها ينتفض بشدة بين يديه فوضع ذراعيه حولها وتركها تبكى قليلا وأصطحبها للسيارة حيث أجلسها بالكرسى الأمامى المجاور لكرسى السائق ووقف جوارها ولم يغلق الباب وانتظر حتى هدأ بكاؤها قليلا قبل أن يتحدث
توقعت منى أن يسألها أمجد عن تفاصيل ما حدث أو أن ينفعل عليها أو يوبخها ولن تغضب منه حتى لو ضربها لكنه لم يفعل أى من ذلك بل أخرج شريط كاسيت من الدرج الأمامى ووضعه فى جهاز كاسيت السيارة لتنطلق موسيقى هادئة هدأت معها منى قليلا وظلت منتظرة ما سينالها من أمجد من تقريع لكنه بعد فترة صمت ليست بالقليلة تكلم
كانت تشعر ببركان يثور بصدره وتشعر بما يعانيه للتحكم فى غضبه كى لا يشعرها بالذنب . ايكون أمجد يحبها بطريقة أخرى غير الطريقة التى كبرت وهى تظنها ؟ إذا لماذا لم يصرح لها ؟ لماذا يخفى هذا الحب الذى جعله يتحمل كل هذا الضغط الذى تشعر به يرزح تحته ؟ أتكون غبية للدرجة التى لم تلاحظ معها حبه ؟ إنها تتمنى الآن أن تكون علاقتهما قد أخذت طريق آخر . ليتها أحست بما تحسه الآن منذ زمن
وبدأت عيناها تدمعان مرة أخرى لكن ليس على ما حدث لها لكن على للعذاب الذى تظن أن أمجد تعذبه بسببها وهى تقص له حبها لذلك الخنزير الذى ظنت أنها تحبه ووجدت نفسها تحتضن ذراعه وتنام على كتفه وهو يقود ودموعها تنهمر غزيرة من عينيها ولم تعد الآن تدرى سبب بكائها حتى أفاقها صوت أمجد
جلس أمجد على يمينها وهو لا يدرى ما يقول وقد إنتهى الوقت الذى يمكنه فيه تخفيف ألمها وصدمتها فيمن أحبت وأتى الوقت الذى لابد فيه من الحديث عما جرى لكنه قرر بينه وبين نفسه ألا يفتح جرحها الآن وليترك لها بعض الوقت لتتمالك نفسها وبالتأكيد ستقص له تفاصيل ما حدث
ساد بينهما صمت ثقيل قبل أن تبدأ منى الحديث
فتحت أم أمجد الباب لتجد منظرا تمنت من قبل أن تراه ..... أخيرا رأت إبنها يحتضن منى ورغم فرحتها فإنها رسمت على وجهها تكشيرة غضب ليشير لها أمجد بإصبعه على فمه علامة الصمت ثم يشير لها بذراعه الأيمن أن تأتى لتساعده على وضع منى بالفراش فأقبلت الأم تمشى على أطراف أصابعها لتمسك ساقى منى بحنان وتدير جسدها بمساعدة أمجد وتصلح من وضع الوسادة لتضعها تحت رأسها ليصطحبها أمجد للخارج ويغلق الباب بهدوء شديد ويقفان بعيدا عن الباب
......................................................................................
فتحت منى عينيها لترى على الضوء الخفيف المنبعث أم أمجد جالسة على كرسى بجوار رأسها بينما أمها تجلس على الفراش بجوار قدميها وتذكرت أنها تنام الآن على فراش أمجد وفى غرفته الخاصة وتهب السيدتين فور فتحها عينيها واقفتين تحيطان رأسها بيديهم لتنطق بصوت واهن
"إنهم فى حالة حب حتى لو كانوا لايدرون" هكذا فكرت أم أمجد
...................................................................................
بمجرد خروج أمها وأم أمجد وإغلاقهم باب الغرفة نظرت منى حولها فى الغرفة وكأنها تراها لأول مرة وأخذت نفسا عميقا تملأ صدرها بهواء الغرفة الذى تشعر برائحة أمجد فى كل جزء فيها شعرت بأمان شديد فى هذه الغرفة الضيقة ورفعت الوسادة تتشممها باحثة عن رائحة أمجد فيها وأخيرا ضمت تلك الوسادة لصدرها وأغمضت عينيها لتنام لكنها ولأول مرة فى حياتها كانت تتخيل أنها تنام الآن فى حضن أمجد
..........................................................................................
دخلت أم منى شقتها بعد أن إطمانت لأن إبنتها فى أمان وجلست قليلا تلتقط أنفاسها ثم قامت لتدخل غرفتها محاولة النوم لكنها لم تستطع وفجأة قفز لذهنها خاطر مجنون فقامت لتخلع كل ما ترتديه وترتدى عباءتها على اللحم وتتجه للمطبخ حيث أعدت كوبين من الشاى واخذتهما على صينية وصعدت بهما السلم فى إتجاه السطح حيث يرقد أمجد
وجدت باب السطوح مفتوحا فدخلت منه وأحكمت إغلاقه واتجهت للبرجولة حيث يرقد أمجد فى خطوات متسللة
لمحها أمجد على ضوء القمر وعرفها من مشيتها فاعتدل جالسا حتى وصلت إليه ووضعت الصينية على الأرض أمامه وجلست بجواره ملقية برأسها على كتفه فأحاطها بذراعه
الجزء الرابع
مقدمة
لا زالت فصول قصتنا تدور فى ثمانينيات القرن العشرين
لم تكن الفوارق بين الطبقات الإجتماعية وقتها كما هى الآن ..... كانت الأغلبية من الطبقة المتوسطة وكان الأبناء وقتها هم الهم الأول للاباء ولم تكن الحياة رغم صعوبتها الشديدة بهذا التوحش الموجود فى وقتنا الحالى
كان الآباء لديهم الوقت الكافى لتربية أبنائهم وتعليمهم دروس الحياة التى تعلموها من أبائهم وزادوها بخبراتهم المكتسبة فنقلوا لأبنائهم خلاصة تجربتهم الحياتية
كانت كل أم تلقن إبنتها دروس خاصة تجعل منها إمرأة قادرة على مواجهة ما سوف تلتقيه فى حياتها
وقد يستغرب بعض القراء من الشباب معرفة أن كل أم كانت تلقن إبنتها كل صغيرة وكبيرة عن كل شئ بداية من كيفية رعاية منزلها وحتى كيفية إسعاد زوجها ورعاية وليدها
لم يكن الآباء يتركون أبنائهم للتعلم من الأصدقاء أو من مصادر المعلومات الغريبة فلم يكن هناك إنترنت ليتعلم منه الصغار ما قد يدفعهم لتجارب مؤذية لهم ولغيرهم
كان كل رب أسرة يحرص ولو لمرة فى الأسبوع على الدخول بوجبة خاصة تتجمع حولها العائلة ويدعو إليها أحيانا من يجده مناسبا لدخول بيته وكانت وجبة الكباب من الحاتى هى قمة رخاء الإسبوع
كانت الأبواب مفتوحة بين الجيران طول النهار رغم المشاكل المادية التى تغلق عليها فى الليل
كانت أيام جميلة رغم صعوبتها الشديدة
والآن فلنعد إلى قصتنا
...............................................................................................
بينما تحتضن منى الوسادة التى تحمل رائحة أمجد قفز لذهنها ذكرى دفنتها عميقا فى أعماق أعماق ذاكرتها . إنها ذكرى اليوم الذى ظبطتها فيه أمها مع أمجد فى البرجولة وهى تمرر يدها الصغيرة وقتها على زبره بينما هو يمرر أصابعه على كسها . قفزت لذهنها تلك المتعة الجنسية الحقيقية الوحيدة التى مرت بها خلال كل عمرها ولم تدم إلا ثوان . كان زبر أمجد هو الزبر الوحيد الذى رأته فى حياتها وكانت أصابعه هى الأصابع الوحيدة غير أصابعها التى لامست كسها من وقت أن بلغت وإلى الآن .
تتذكر الآن تلك الأحلام الجنسية التى تراودها بين وقت وآخر تفرغ شهوتها المتفجرة خلال نومها لتكتشف الآن أن فى كل تلك الأحلام كان الزبر الذى ترى نفسها تداعبه كان زبر أمجد وأن تلك الأصابع التى طالما حلمت أنها تداعب صدرها وكسها كانت أصابعه
أيقنت وقتها بأن عقلها الباطن إختزن تلك اللحظة وأنها حُفظت عميقا بداخلها ولم تسقط يوما من ذاكرتها
وسط كل تلك الأفكار وجدت منى نفسها تضع الوسادة بين ساقيها وتذكرت أنها ترتدى بيجامة أمجد وأن قماشها الذى يلامس كسها الآن لطالما لامس زبر أمجد وقد يكون هذا القماش تشرب يوما بمنيه وتلك الوسادة بالتأكيد باتت كثيرا بين فخذيه
ضغطت منى الوسادة بين فخذيها ولم تستطع منع نفسها من فركها بكسها لتقذف ماءها غزيرا وتبلل لأمجد بيجامته ووسادته فأم أمجد عندما خلعت عنها كل ملابسها لتحممها ألبستها بيجامته فقط ولم تلبسها أى شئ تحتها
إنزعجت منى وقتها فتلك هى المرة الاولى فى حياتها التى تأتيها رعشتها وهى واعية لكن ذلك الإنزعاج لم يدم طويلا فلن يشعر أحد بما حدث وحتى لو شعر أمجد بما حدث فستكون سعيدة فعلى الأقل قد يعرف أنها تشتهيه فبالتأكيد هو ايضا يشتهيها بل يعشقها فما تشعر به الآن نحوه لايمكن أن يكون لا يملك مثله نحوها وربما أكثرمنه فالبركان الذى شعرت به يثور داخل صدر أمجد من أجلها لا يثور إلا فى صدر عاشق يهيم حبا بالتأكيد
دارت كل تلك الأفكار فى رأس منى واستقر يقين بداخلها أن أمجد يحبها حب ذكر لأنثى لا حب أخ لأخت أو صديق لصديقة ولكنها هى التى لم تكن ترى هذا الحب ولم تكن تعرف أنها تبادله دون أن تدرى نفس الحب
إستقر ذلك اليقين بعقل منى وأغمضت عينيها سعيدة لتنام بعمق ولم تكن تدرى بأنه فى الوقت الذى تخيلت فيه أن أمجد يمارس الجنس معها كان أمجد فوقها تماما فى البرجولة لا يفصله عنها إلا السقف يمارس جنس حقيقى عنيف مع أمها وأن أمها أتت شهوتها مرات ومرات بين ذراعى أمجد مقابل تلك المرة الوحيدة المتخيّلة التى قذفت هى فيها مائها
كم انت مسكينة يا صغيرة فقلبك النقى لايزال بكراً لا يستوعب تعقيدات النفس البشرية
....................................................................................................
غادرت أم منى البرجولة قبيل شروق الشمس بقليل بعد أن قضت ليلة مع هذا الشاب الذى علمته فنون الجنس فتفوق فيها وكأن غريزته توجهه لكيفية إسعاد امراة وجعلها كاللعبة بين ذراعيه رغم مظهره الهادئ وطبيعته الخجولة حقا فهو لا يتصنع الخجل لكنه خجول يتحول فى لحظات الشبق لرجل يعرف حقا كيف يسعد الأنثى بين يديه بطبيعته الغريبة التى تجعل نشاطه يزداد بعد كل ممارسة جنسية بعكس كل ما تعرفه عن الرجال .
بعدما تركته عشيقته الشبقة بقليل هبط أمجد مباشرة ليفتح باب شقتهم بهدوء شديد ويأخذ مفتاح سيارة أبيه ويهبط لينظفها وقبل أن ينتهى من مهمته بلحظات يفاجأ بابيه يقف بجواره مندهشا
صعد أمجد لشقته ليقابل أمه أمام الباب تودع شقيقيه قبل ذهابهم لتنظر له أمه نظرة غاضبة
كانت أم أمجد تكاد تطير سعادة بتلك النظرة الخاطفة التى لمحتها فى عينى إبنها وتلك اللمعة التى داراها سريعا ولحظة الصمت التى سادت بين منى وأمجد ونظرة منى المعلقة بوجه أمجد تنطق بحب تعرف هى علاماته جيدا
قطعت السيدة الحكيمة تلك اللحظة كى لا تطول فتفقد بريقها
إنهى أمجد ومنى إفطارهما سريعا ومنى لا تكاد ترفع عينيها عن أمجد بينما هو يزدرد طعامه مسرعا ليلحق بموعد الأوتوبيس الذى يقله للكلية وبمجرد إنهاءه طعامه نظرت منى إليه
دخل أمجد وسميرة من بوابة الكلية ليجدا صديقاتها مجتمعات كاليوم السابق فى إنتظارها لكن فى تلك المرة توقف معهن لدقائق حياهم فيها قبل أن ينصرف لمكانه المفضل فى المدرج ويتركهن ليذهبن إلى الكافيتريا للإفطار لتتبعه سميرة بعدها بدقائق قليلة ويدور بينهما حوار مختلف تلك المرة
......................................................................................................
بينما أمجد فى كليته كانت منى جالسة أمام تسريحة غرفة نوم أمه وأمه خلفها تمارس هوايتها فى تمشيط شعرها وهى تنظر لوجهها فى المرآة بحب حقيقى لتفاجئ الأم منى
مرت عليهما لحظات حتى توقفت منى عن البكاء ورفعت راسها لأمجد الذى شعر لأول مرة فى حياته مع منى برغبة حقيقية فى تقبيلها وكادت تلك القبلة أن تتم لولا أن أمجد تذكر أمه الجالسة بالخارج وأنها بالتأكيد تتابعه الآن وربما تكون أم منى معها يقفان خلف الباب فابتعد سريعا عن منى
لتنتحى أم أمجد بمنى جانبا
ويجتمع الجميع حول وجبة الكباب التى وزعتها الأم فى أطباق وينتهى الجميع من تناول طعامهم ليفاجأ بأخيه الذى يصغره بعامين فقط يهمس فى أذنه " يا بختك يا أمجد بت حكاية ورجليها تهبل"
ليزغده فى جنبه قائلا فى نفسه "حتى العيل الصغير عنده نفس عقدة الرجلين"
ويجتمع الجميع مرة ثانية حول أكواب الشاى والحلويات بعد الغداء ويختلس أمجد النظر لساقى منى ليجد نفسه يسرح فى مدى جمالهما و تناسقهما ليجد عضوه ينتصب للمرة الثانية على منى فيصرف تفكيره بعيدا حتى لا يحرج فى وجود هذا التجمع لكن نظرته جهة أبيه تخبره بأن أباه قد لاحظ ما يحاول إخفاؤه فيشعر بحرج شديد يفيق منه على صوت أم منى
هبطت منى وأمها بعد إنتهاء جلستهم مع أسرة أمجد وأم منى مرتبكة بسبب ما أسرته لها أم أمجد ومنى سعيدة بموقف أمجد منها لتدخل كل منهم غرفتها وتغلقها عليها حتى أرخى الليل سدوله على الشارع بأكمله وهدأت الحركة بالعمارة التى يقطنونها وذهبت منى فى نوم عميق عكس توقعها لكنها قبل أن تذهب لنومها خلعت عن نفسها كل ما ترتديه وأرتدت بيجامة أمجد على اللحم واحتضنت وسادته لتذهب فى نوم هادئ مستريحة وحتى لم تحمل هم التفكير في تهديد ممدوح فمن داخلها يقين بأن فارسها سينقذها كوعده لها فهو منذ بداية نشأتهم لم يخلف يوما وعدا وعدها إياه
بمجرد تعانق عقربى الساعة عند الثانية عشر تسللت أم منى على أطراف أصابعها وأغلقت خلفها باب شقتها بهدوء شديد وتسلقت السلم حتى دلفت من باب السطح الذى وجدته مفتوحا فأغلقته خلفها بإحكام وتوجهت فى ضوء القمر للبرجولة حيث كان أمجد يقف داخلها منتظرا وصولها بعد أن أعد البرجولة وفرش على أرضها بساط صوفى ثقيل ورص الوسائد الموجودة على الكراسى فوقه ليصنع فراش ليلتهم الجنسية الثانية بالبرجولة ليتلقفها بين يديه مستقبلا إياها بقبلة شهوانية إمتص فيها شفتاها ولسانها حتى شعرت أن لسانها يكاد ينخلع من مكانه فأرخت جسدها مستسلمة للمسات أمجد الخبيرة بكل موضع فى جسدها وهو يفتح أزرار عباءتها ويزيحها عن صدرها مستمتعا على ضوء القمر الواصل للبرجولة يضيئها بنور حالم بمنظر جسدها وثدييها اللذان لم ينل من جمالهما سنها فظلا متماسكين غير متهدلين فيقبل رقبتها ويهبط بشفتيه بينهما بينما تعتصرهما أصابعه ليلتقم حلمتها اليسرى بين شفتيه بينما تداعب أصابع يده اليسرى حلمتها اليمنى ويمرر أطراف أصابع يده اليممنى على بطنها حتى يصل لعانتها وقمة كسها المنتفخ فيمررها مرات ومرات قبل أن تتسلل للأسفل لتمس زنبورها الذى اندفعت إليه دمائها لينتفخ فيفركه بين أصابعه قبل انا تصل لكسها الذى بدأ فى الإبتلال ليأخذ من مائها ويرفع أصابعه أمام عينيها يمتصها فى تلذذ ويعيدها إلى كسها فيزداد إرتخاء جسدها ولا تقدر ساقيها على حملها فتجلس أرضا ويسندها بيده حتى يريح ظهرها على جانب البرجولة فتثنى ركبتيها وتفتح له فخذيها ليمارس عادته المحببة إليها فى لعق كسها وفرك شاربه الثقيل عليه فتنتفض بعد دقائق معدودات وهى تكتم صوتها بيديها معلنة وصولها للذروة الأولى فى ليلتها وهى تعلم أنها لن تكون الأخيرة فهى تعرف أنها ستقذف وتقذف حتى تنهك قواها
جذبها أمجد لتنام أرضا وجعل عبائتها تحتها كالملائة ورفع ساقيها التى زينهما خلخالان رفيعان فهى تعرف قيمة جمال سيقانها وتعرف حب أمجد لهما ليبدأ فى تقبيل كاحليها متجها بشفتيه ناحية هاتيك السمانتان المخروطيتان الطريتان وعندها يجد أمجد صورة ساقى منى التى تزيد جمالا عن ساقى أمها تقفز لخياله وتزيد من شبقه فيقبلهما بجنون حتى يصل لباطن فخذيها لتنتابه حالة من الجنون الشديد فينهال عليهما لعقا وتقبيلا ويعضهما عضات خفيفة ويشفط لحمهما اللدن بفمه تاركا علامات قبلات شبقه عليها ثم يرفع ساقيها بشدة حتى أن ردفيها أرتفعا عن الأرض ويغرس زبره فجأة فى كسها فتخرج منها آهة عالية فشلت فى كتمها فيضغط ساقيها بكل ثقله حتى تلامسا بطنها ويضع فمه على فمها يكتم آهاتها المتتالية ويبدأ فى إدخال زبره وإخراجه بسرعة حتى خيل إليها أن صوت إرتطام لحمه بلحمها أصبح مسموعا فى كل أنحاء الشارع وتقذف قذفتها الثانية والثالثة وهو مستمر فى هذا الجنون الذى إنتابه حتى يخرج من حنجرته صوت خوار عميق ويضغط زبره بشدة داخلها حتى أنها باتت تتنفس بصعوبة وينفجر من زبره شلال منى غزير يملأ جوف كسها وتهمد حركته فوقها وهو ينهج بشدة وقد تغطى جسده بعرق غزير ويبقى كما هو لدقائق حتى تهدا فورة قذفه ليلقى بنفسه جوارها وتنزل هى ساقيها وقد شعرت بإنهاك شديد فلأول مرة منذ بدأت علاقتها به ينيكها بكل تلك القوة والعنف فتضع رأسها على صدره وتمسد له بطنه حتى عانته حتى يهدأ تماما
الجزء الخامس
مقدمة
تساءل بعض السادة القراء عن سبب تأخرى أحيانا فى نشر بعض الأجزاء فأحببت أن أوضح لحضراتهم ( ولهم طبعا كل الإعتذار ) بأن نشر الأجزاء بالنسبة لقصص الباشا يتوقف على حالته ورغبته ووقته و تأثيرالحكى على حالته المزاجية
فى هذا الجزء بالذات وضح التأثر على وجه الباشا اثناء حكيه وصل لدرجة البكاء الحقيقى
فهذا الجزء يحكى عن لحظات مفصلية فى حياته وتحول جوهرى بشخصيته تحول فيه من " طالب مقاتل أمجد حسن" إلى "الطالب امجد حسن طالب الهندسة بجامعة ************ "
فى هذا الجزء ستقرأون كيف وضعته حبيبة عمره فى مواجهة نفسه فى لحظة مفصلية كاشفة يكتشف فيها ضعفه وزيف شعوره بالقوة
واعتذر للسادة القراء عن قلة المادة الجنسية بهذا الجزء فذكريات الباشا عن تلك الأيام الستة فى حياته لم يكن بها أى ممارسات جنسية لكنها كانت أيام ستة مشحونة بالمشاعر لا يصح أن نذهب بذهن القارئ بعيدا عنها عل بعض القراء تصل إليهم صورة من مشاعره أو عل شعوره ينتقل إليهم
كما أعتذر لبعض السادة القراء من أصحاب الميول الجنسية المختلفة عما قد يكون إساءة لهم ذكرت فى هذا الجزء فأنا فقط ناقل لحكى الباشا بألفاظه وكلماته وتعبيراته
وأخيرا اعتذر للسادة القراء عن طول هذا الجزء خاصة وأن كل كلمة كتبت فيه تحمل أهمية لفهم شخصية الباشا ولم أستطع إختصار أى كلمة منه لإن كل كلمة كتبت هى أساس لفهم أحاث قادمة
والآن لنعد لإستكمال قصتنا
......................................................................................................
ترك أمجد البرجولة بعد إنصراف أم منى بساعة كاملة إستلقى فيها مفكرا فى كل ما حدث اليوم وكيف تحولت تلك الصغيرة فى عينيه لأمراة كبيره مثيرة شهية لكنه لا يزال يراها مجرد صديقة عمر ورفيقة روح قادرة على قراءة أفكاره ولم يفكر بها أبدا كأنثى يشتهيها رغم إستثارته أمس تلك المرات الثلاث وإنتصاب عضوه عليها لكنها لا تزال فى نظره أعز الأصدقاء وعلل لنفسه ما حدث من إثارته بالأمس أنه يرى فيها أمها التى تمثل له الأنثى الكاملة التى لا يرغب فى إستبدالها بأخرى طوال حياته
تسلل أمجد لشقته قبل أن يدب فيها النشاط وغسل عن جسده آثار موقعته الليلية مع عشيقته الشبقة وتمدد على فراشه لا يشغل باله إلا التفكير فى تلك المصيبة التى أوقعت منى فيها نفسها واستبعد كل الحلول التقليدية التى إعتاد الناس اللجوء إليها فى مثل تلك الأحوال فهى لن تصلح مع من هو مثل ممدوح حتى أخرجه من تفكيره صوت دقات أمه على باب غرفته قبل أن تفتحه حاملة بيدها التليفون لتخبره بأن منى على الطرف الآخر
كانت منى تحمل صينية الإفطار وتصعد السلم عندما وجدت باب شقة أمجد مفتوحا وأمه تقف أمامه مستعدة للذهاب لعملها
كانت المرة الأولى التى يرى فيها منى بهذا الجمال بعينيها المرسومتين وشفتيها المصبوغتان بروج خفيف عشق لونه عليها وهذا الفستان الزهرى الفاتح الذى يضيق على صدرها حتى خصرها ثم يتسع ليحتوى حوضها وينسدل ليغطى حتى منتصف ركبتيها وصدره المفتوح قليلا يكشف نحرها والجزء العلوى من الشق بين ثدييها وتلك الساقان التى تفوق جمال ساقى أمها يزينها خلخال ذهبى رقيق يحيط بكاحلها الأيمن يبرز جمال هذا الكاحل وتلك الساقان
لم يستطع أمجد التحرك من مكانه وظل واقفا بجفن لايرمش حتى وصلت إليه وظلت واقفة أمامه تحمل صينية الأفطار
تركته منى يتأملها قليلا وهى تستعيد نصائح أمه إليها قبل أن تفيقه من سكرته
سحب امجد الكرسى لمنى لتجلس ويرتفع فستانها قليلا ليكشف جزء صغير من فخذيها أعلى ركبتيها ليسحب أمجد نفسا عميقا يكتمه فى صدره محاولا التحكم فى مشاعره حتى لاتفضحه وإن كان يعلم يقينا أن منى شعرت بالحريق الذى إشتعل فى صدره من تأثير الجمال الذى يراه .
فتلك الصغيرة حرفيا تقرأ أفكاره مثلما يقرأ هو أفكارها
تلافى أمجد النظر تجاه منى حتى لا يزيد حريقه إشتعالا ومد يده يلتقط أحد السندويتشات ويبدأ فى قضمه بينما يلتقط كوب الشاى بالحليب وهو يشعر بنظرات منى مصوبة إليه تخترق عقله لتقرأ ما يدور فيه وبعد لحظات صمت نطق أمجد
...................................................................................................
إنطلق أمجد فى طريقه بعد أن التقط كشكول محاضراته من شقته وقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها لينطلقا سويا ويستقلا الأتوبيس كما فعلا بالأمس لكن تلك المرة جد جديد أثناء رحلة الأتوبيس حينما أضطر سائقه للإنحراف بشدة لتفادى إحدى السيارات التى توقفت فى طريقه فجأة ليميل الأتوبيس بشدة ويفقد الواقفون توازنهم ويميلون معه ويسقط بعضهم على بعض إلا أمجد الذى لم يتحرك من مكانه ولم يختل توازنه ليندفع جسد سميرة بالكامل فى حضن أمجد الواقف خلفها ويتلامس كامل جسدها من الخلف مع كامل جسده من الأمام ويشعر بجسدها ينضغط بشدة على جسده ويشعر بحرارة جسدها تكاد تخترق ملابسه وتمر لحظات حتى تستعيد سميرة توازنها وتعدل من وقفتها لتهمس له بصوت متقطع
وصل أمجد وسميرة للنقطة التى يلتقون فيها مع باقى شلتهم لكن لم ينطق أحدهم بكلمة منذ حادثة الأتوبيس وحتى التقوا مع شلتهم وتركهم أمجد كعادته ليسبقهم للمدرج ولم تتبعه سميرة ذلك اليوم فقد كان بداخلها شيئا ما ينذرها بالإبتعاد عن أمجد حتى تهدأ تلك الحرارة التى تجتاحها أو تجد لها تفسيرا
عندما تجمع شمل شلة الجميلات مع أدهم واتخذ كل منهم مكانه قبل المحاضرة لم ترد سميرة تغيير جلستها بجوار أمجد حتى لا يلفت ذلك نظر باقى صديقاتها وببداية المحاضرة وجدت فخذها وكأنها فقدت التحكم به يتسلل ليلتصق بفخذه وحاولت مرارا أن تبعده لكنه كان فى كل مرة يخذلها ليعود لتستمر حرارة جسدها مشتعلة كان تشعر بشعور ممتع لا تستطيع مقاومته رغم خوفها منه ولم تعى شيئا مما قيل فى المحاضرة وعندما دخلت الحمام كعادتها بعد كل محاضرة فوجئت بهذا السائل اللزج يغرق كسها صانعا خيوطا ممتدة ما بين كسها وكلوتها الذى ترتديه ولم تكن تعرف هذا السائل من قبل فهى متأكدة بأنها بالتأكيد لم تأت بشهوتها التى لم تعاينها إلا أثناء نومها ولم تكن تدرى بأن هناك سوائل أخرى تخرج من المرأة غير سائل القذف
كانت سميرة ساذجة جنسيا ولم تحدثها أمها أو أى من نساء عائلتها عن أى شئ بخصوص الجنس فهم كانوا يرونها صغيرة لا يصح حتى الحديث أمامها عن مثل تلك الأشياء حتى لا تنفتح أعينها على أشياء يرون أنه من العيب أن تعرفها البنت قبل الزواج
لم يتأثر أمجد بتلك الملامسات ولم يشعرمن الأساس بأى أمر غير طبيعى فعلاقته الجنسية مع أم منى لم تكن لتترك الفرصة لتلامس بسيط مثل هذا أن يثيره أو يلفت حتى نظره فتركيزه الشديد فى المحاضرة علاوة على إنشغال ذهنه بمنى ومشكلتها مع ممدوح جعلاه بعيدا عن أن يلاحظ إلتصاق فخذ سميرة بفخذه أو أن يراه أمر غير طبيعى
عادت سميرة وباقى صديقاتها للمدرج وفوجئ أمجد بسميرة تلملم أغراضها وتعتذر منهم عن إكمال اليوم وأنها لابد ان تعود للمنزل لشعورها بتعب مفاجئ فعرض عليها أن يترك المحاضرات ليوصلها لكنها رفضت بشدة وبمجرد إنصرافها تجمعت روؤس الفتيات الأربع يتهامسن ويضحكن بصوت مكتوم وبعدما انتهوا من نميمتهم القصيرة سالهم أمجد عن سر التعب المفاجئ الذى اصاب سميرة
لم تكن الفتيات يعلمن حقيقة ما حدث لسميرة لكنهن خمن السبب الأقرب لذهنهن ولم يكن ليخطر ببال إحداهن السبب الحقيقى لعودة سميرة لبيتها فى هذا الوقت ولم يكنّ يتوقعن أن سميرة كانت مستثارة وخائفة من تلك الإثارة التى اجتاحت جسدها
ساذجة كانت سميرة وكانوا سذج صديقاتها
....................................................................................................
عاد أمجد لشقته وهو يتوقع أن يجد منى مع أمه لكنه وجد أمه منهمكة فى المطبخ فحياها ودخل لغرفته ليغيرملابسه ويرقد ولا يزال حل مشكلة منى مع ممدوح يشغل باله ولكن كان يشغل باله أيضا صورة منى الجميلة المثيرة التى كانت معه صباح اليوم
إنه يفتقدها الآن كما لم يفتقدها من قبل .... تلح عليه صورتها دائما تقطع حبل أفكاره .... تلك الأفكار التى تتمحور حول حل مشكلتها تعيقها صورتها فيحدث نفسه وهو يهز رأسه
دخلت الأم لغرفتها وأغلقت الباب وراءها لتجد أبو أمجد جالسا فى وجوم
........................................................................................................
عاد أمجد لغرفته ليستلقى وهو لا يستطيع تحديد مشاعره ... فهو مصدوم من رفض منى لخطبته مع إنه لم يكن ينوى خطبتها .... يعلم أنها جميلة لكنه لم يرها بمثل جمالها اليوم ... أيكون يحبها دون أن يدرى كما قالت أمها له ؟ .... إنه يذكر ثورته التى أخفاها فى صدره يوم أن أخبرته منى بعلاقتها بممدوح ... أكانت غيرة عليها أم خوف .... بالتأكيد لم تكن غيرة فلم يحدث بينها وبين ممدوح رغم علاقتهم التى امتدت لعدة شهور ما قد يثير غيرته وهو يرى ممدوح دائما نكرة لا قيمة له... بالتأكيد كانت مشاعر خوف ... لكن مم كان يخاف ؟ هل كان يخاف من أن يؤذيها ممدوح أم كان يخاف ألا تعود إليه ... إنه لا يتخيل حياته بدونها لكنه لا يراها زوجة ... إذا ما ذاك الشعور بالشبق الذى إنتابه عندما أظهرت له مدى جمالها ؟ أيحبها أم إنه أحب فيها صورة أمها ؟ أفكار وأفكار دارت فى ذهنه كادت رأسه أن تنفجر بها وأخيرا إستسلم للنوم لكنه نوم قلق داعبته فيه أحلام كثيرة تدور كلها حول منى .... صديقة عمره وتوأم روحه
..........................................................................................................
نظر أمجد فى ساعته ليجدها السادسة صباحا قفز ليلتقط التليفون ويصطحبه لغرفته ويطلب رقم منى لتجيبه بعد رنة واحدة
انطلق أمجد صاعدا قبل نصف ساعة كاملة من موعده مع منى وأعاد الكرسيين والترابيزة للبرجولة وجلس يراقب الباب فى إنتظار وصولها بينما هبطت الأم والأب السلم سويا بعد أن إقتربت الساعة من السابعة ليقابلا منى صاعدة تحمل صينية الإفطار وبعد أن يتبادلا معها التحية تشير الأم بعينها للأب
لم تكن تلك الكلمات التى نطق بها لسانها قد أعدتها مسبقا أو حتى تعلم بأن معانيها تقطن صدرها
كان كل تفكيرها عندما بدأت فى الحديث أن الأمر مجرد خطة تستكملها لإستدراج أمجد ليصرح بحبه لها لكنها وجدت نفسها فى لحظات تكشف له مدى ضعفه فى حماية حبه وكأن مافى صدرها بركان غضب إنفجر بمجرد أن خُدِشت قشرته
كانت قشرة رقيقة بمثل رقة صاحبتها
أما أمجد فقد أكتشف الآن مدى ضعفه ... إكتشف أنه كان يمثل دور اللا مبالى ليدارى ضعفه وقلة حيلته ... أكتشف الآن والآن فقط أنه شخص مغرور يمتلئ جوفه هواء بينما تلك الرقيقة أقوى منه
إكتشف أن تلك الجميلة أقوى منه بحبها وقدرتها على مواجهة نفسها
لقد أدرك الآن فقط أنه يحبها وأنه أيضا قد خذلها لم يدر ماذا يفعل غير أن يمسك بكفيها الرقيقان المرتعشان من فرط الإنفعال ليطبع على كل كف قبلة وضع فيها كل إحساسه بالأسف ورغبته فى الإعتذار
رفعت منى عينيها الباكيتان لوجه أمجد تراقب تأثير كلماتها وتسأله جواب عن ما طرحته عليه فى لحظات إنفعالها
لم يجد أمجد فى قاموسه كلمات تناسب الموقف و لم يدر كيف يتصرف غير أنه أقترب من منى وضم رأسها لصدره ورفع رأسه للأعلى يخفى عنها دموعه التى سالت من عينيه تأثرا مما سمعه منها وأسفا على خذلانها كان يظن أن ممدوح هو الشخص الذى جرحها لكنه أكتشف أنه هو سبب جرحها
لم يدر أى منهما كم من الوقت مضى وهم على تلك الحال لكن بعد أن هدأت منى قليلا رفعت راسها عن صدره
عاد أمجد بعد ربع ساعة بالضبط ليجد منى فى إنتظاره وتقدم منها واضعا يديه خلف ظهره
لكن بلغتهم الخاصة التى لا يفهمها غيرهم
..............................................................................................
كانت ام أمجد عائدة من عملها عندما لمحت أمجد ومنى يدلفان من باب العمارة فأبطأت من خطواتها حتى لا يرونها لتراقبهم وهم يصعدون السلم ويد أمجد تتسلل لتمسك بكف الرقيقة منى وتتركهم ليستمتعوا بلحظتهم قليلا قبل أن تفتعل جلبة تنبههم ليترك أمجد كف منى سريعا وسط رقص قلب أم أمجد فرحا بنجاح خطتها
وتنفرد أم أمجد بمنى فى غرفة النوم وتغلق عليهما الباب
....................................................................................................
قبل السادسة صباحا كان أمجد مستيقظا بعد ليلة قضى فيها نوما هادئا طويلا بعد ليال أربعة لم ينم فيها كثيرا إما لإنشغال باله أو لمغامراته الليلية مع أم منى ..... تلك الليلة التى سبقها نهاراً رائعاً قضى معظمه مع حبيبة عمره الرقيقة منى ومعظم ليله حالماً بها خطيبة وزوجة وكان نهارا مفصليا فى حياته حينما كشفت له حبيبته عن أكبر نقاط ضعفه
فى الأصل يوم الخميس بكليته مخصص للدروس العملية ولا يوجد بجدوله محاضرات عامة ولما لم تكن الدروس العملية قد بدأت بعد فى الأسبوع الأول من الدراسة فلن يذهب لكليته ويمنى نفسه بقضاء أطول وقت بصحبة تلك الرقيقة التى تخفى تحت غطاء رقتها قوة لم يكن يمتلكها وقتها
بمجرد إفاقته تماما تسلل للتليفون وأصطحبه لغرفته وطلب منى التى أجابت بعد رنة واحدة وكأنها كانت تنتظره وهى بالفعل كانت تنتظره
مر اليوم وعادت أم أمجد من العمل وانفردت كالعادة بمنى وحينما عاد الأب حاول أمجد أن يفاتحه لكنه إستمهله لبعد الغداء وانفرد به فى الصالون
......................................................................................................
أتى المساء وكمعظم ايام الخميس عندما يحل الظلام توافدت سيارات فارهة تملأ فراغات الشارع بأصدقاء ممدوح مدعوين لحفلة يقيمها بشقته إنتهت بعد منتصف الليل إلا أنها لم تنته بهدوء حيث تسبب إصطدام ثابت صبى المقهى وهو ينطلق بدراجته الهوائية لشراء بعض الأغراض للمقهى بإحدى سيارات المدعوين لتنشب مشاجرة عنيفة بين ثابت وصاحب السيارة إنضم إليها رواد المقهى وبعض شباب الشارع فى جانب وباقى مدعوى الحفلة فى جانب أخر
إستمرت المشاجرة لدقائق أنهاها صوت سارينة سيارة البوليس فاختفى جميع أطراف المشاجرة فى دقائق ليعود للشارع هدوءه
مر يوم الجمعة والسبت وأمجد ومنى يهيمان فى حالة حبهما و سمحت لهم أم أمجد بالبقاء منفردين بحجرته وإغلاق الباب عليهما بعد أن نبهتهم أنها ستكون دائما خلف الباب حتى لا يتجاوزا وهم بالفعل لم يدر بذهنهم أن يتجاوزا .... فأقصى أمانيهم يومها هو أن يبقوا متشابكى الأصابع لأطول وقت
إتصل أمجد بمنى يوم الأحد بمجرد عودته وكانت هى متجهزة لتلك المقابلة اليومية تحت إشراف الأم فصعدت إليه فورا لتتشابك أصابعهما فور إغلاق الباب ويتحادثا همساً حتى لا تسمع أمه الواقفة بالتأكيد خلف الباب
لم تفهم منى معظم ما يقولون لكن عندما فتح أحدهم كشكوله وأخذ يرسم بعض الخطوط والدوائر فهمت أنهم ينصبون كمينا ما لشخص خمنت أنه ممدوح و بعد ما إنتهوا من نقاشهم الذى لم تفهم منه شيئا تحدث أحدهم
إستمتعت منى بتلك الجلسة التى فهمت فيها سر مناداتهم لأمجد بكلمة قومندان وبأنه كان قائدهم طوال مدة دراستهم وضحكت طويلا عندما شرع أحدهم فى إفاهمها سبب منادتهم له بقومندان فشرحها بلفظة حكمدار فهى لم تفهم الأولى ولا الثانية
فهمت منى وقتها سبب عدم وجود أصدقاء من حيهم لأمجد .... فأين سيجد مثل هؤلاء الذين تراهم الآن ليصادقهم
شعرت منى بالأمان التام بوجود أمجد بجوارها ومعه مثل هؤلاء الأربعة فمعهم لن يجروء شخص أن يحاول جرحها ولو بكلمة
وفجأة نظر الخمسة لساعاتهم وانسحب الأصدقاء الأربعة ليختفوا فى ثانية وتبقى مع أمجد ويطل ممدوح من باب الكافيتريا بوجهه الذى بدا لها فى تلك اللحظة كريها رغم وسامته يحمل فى يده حقيبة مستندات صغيرة ليتجه ناحيتها ويقف بينها وبين أمجد
فوجئ ممدوح بنفسه داخل القاعة جالسا على كرسى يبدو أنه وضع خصيصا له بينما يقف صديقى أمجد يحيطاه من الجانبين ضاغطين على أكتافه حتى أنه عندما حاول الوقوف لم يستطع وكأنه مقيد بهذا الكرسى
وقف أمجد بعيدا عن ممدوح بأمتار ينظر له نظرة شديدة القسوة حتى أنه خاف منها وتكلم وهو يضع نظره بعيدا
طال الوقت على منى وهى جالسة وحدها فى إنتظار عودة فارسها وأصدقائه الأربعة وكادت تذهب للقاعة التى رأت أمجد يدخلها لكنها كلما تذكرت نظرته إليها تصرف هذا الخاطر عن رأسها حتى رأت أخيرا أمجد وأصدقائه أمام باب الكافيتريا يتجهون إليها وسط ضحكاتهم العالية ومزاحاتهم الخشنة وورأت المظروف الذى كان يحمله معه صباحا فى يده كما كان فلم تعد تدرى هل نجح أمجد فى إستخلاص أشيائها من ممدوح أم فشل ولم تعد تطق صبرا
عادت الأم من عملها لتجد باب غرفة أمجد مفتوحاً وأمجد ممدد على فراشه بملابسه التى رأته بها صباحا عاقدا ذراعيه خلف رأسه
مدت يدها لأمجد بما تحمله فأشار لها برأسه لتسقطها فى الدلو
الجزء السادس
مقدمة
أرهقنى الباشا فى كتابة قصته
أحيانا تسترسل ذكرياته فيظل ساعات مسترسلا فى الحكى .... وأحيانا يضن بهذا الحكى نهارا كاملا ليوقظنى بعد منتصف الليل لأكتب ما يمليه من ذكرياته
أحبه غالبا وأكرهه أحيانا ... فى هذا الجزء بالذات وفى نهايته أحسست بكرهٍ شديد له ولشخصيته قد يكون هذا الكره لأنى أعرف الشخصيات الحقيقية التى يحكى عنها وقد يكون كرهى لما ترسخ عنه فى أذهان الكثيرين و ذهنى بأنه تلك الشخصية المثالية التى تضع حدوداً لعلاقاتها
فى هذا الجزء أصر الباشا على شرح بعض تقاليد التقدم للخطبة فى الثمانينيات حيث كانت الأبواب لا تزال مفتوحة بين الجيران ولابد من إشهار الخطبة بين المحيطين
كانت زجاجات الكوكاكولا هى المشروب الرسمى للحفلات البسيطة وكانت العروس يجب أن تصنع القهوة بيدها لتقدمها لخطيبها وأمه وأبيه وكانت تلك القهوة بمثابة إختبار قبولها من أم العريس
كان سماع موافقة البنت على الخطيب أمام أهله تقليد بسيط لكن جميل
كانت تقاليد بسيطة لكنها جميلة لا أدرى هل لا زالت موجودة أم زالت مثل الكثير من التقاليد
ولنعد الآن إلى قصتنا التى يمليها علىّ الباشا
...................................................................................
إصطحب أمجد حبيبته الرقيقة لشقتهم بعدما أحرق ذكرياتها الكريهة مع ممدوح وأحرق معها إحدى نقاط ضعفه لتستقبلهم الأم وترتمى منى فى حضنها كالعادة لتستجوبها الأم كالعادة أيضا ويتجه أمجد لغرفته الصغيرة ويستلقى مفكرا فى أحداث تلك الأيام القصيرة فى الزمن الكبيرة فى حياته فهو لأول مرة يقوم بعمل يشعر بالفخر بإنجازه
فهو رغم ميدالياته وبطولاته لم يشعر يوما بأنه أنجز شئ يستحق الفخر حتى أن كل ميدالياته إلا واحدة محفوظة فى صندوق يكاد يكون مهملا فوق دولابه لا يفتح إلا كل عدة أشهر لتضاف له ميدالية جديدة
قفز لذهنه أول ميدالية فاز بها وكيف تسلمها بشعورعادى و شعور فرحته عندما رأى الفرحة تقفز من عينى منى بعدما هرع إليها فى شقتها ليخبرها بفوزه ... تلك الفرحة التى دفعته لإهدائها تلك الميدالية لتبقى دائما أمامها
يومها رفض بشدة أن يصطحبها أبيه وأمه معهما لمشاهدته يلعب بحجة أنها صغيرة ولن تستمتع بالمشاهدة بينما هوالآن يعرف أنه كان يخشى أن تراه يُهزم
تلك الميدالية الأولى التى يعتبرها كل رياضى أغلى ما يملك معلقة الآن فوق مراية غرفة منى تعتنى بها عكس باقى ميدالياته المدفونة فى ذلك الصندوق
عرف الآن أنه كان يفوز بسببها فهو لم يخسر جولة واحدة حضرَتها وكان يُهزم فقط عند غيابها
عرف الآن أن تلك الرقيقة بضعفها هى سر قوته وأنه كاد يفقدها فقط بسبب خوفه من إعترافه لنفسه بأنه يحبها
.....................................................................................................
بينما كان أمجد مشغولا فى الإعتراف لنفسه بحبه لمنى كانت منى تستكين فى حضن أمه تسمع منها وتحكى لها
تجمعت العائلة الصغيرة التى بدأت تكبر بإنضمام منى ووجودها شبه الدائم بينهم فقد أصبحت أم أمجد بالنسبة لها الأم الصديقة التى تحكى لها ما لاتستطيع حكيه لأمها الحقيقية "ريرى" التى جلست بينهم شاردة الذهن تتنازعها رغبتها فى إسعاد إبنتها وأمجد من جهة وفقدها لمن يشبع شبقها من جهة
بداخلها كانت تعلم أن أمجد هو الوحيد القادر على منح إبنتها السعادة لكنها كانت تطمح أن يمهلها القدر قليلا لمتعتها مع هذا الشاب الذى تعلم أنه سيرفض أن يجرح الرقيقة منى بالإستمرار فى مثل تلك العلاقة مع أمها
وانتهى الغداء واجتمع الكبار ومعهم أمجد ومنى للتناقش حول ما سيتم قريبا
كانت منى تتكلم وهى تنظر فى عينى أمجد وكأنها تستقى منه كلماتها فهم لم يحسبوا حساب النميمة عما حدث صباحاً على مرأى من جميع رواد الكافيتريا وبالتأكيد فإن الصفعة التى نالها ممدوح دوى صداها فى جميع قاعات الكلية إن لم يكن فى جميع أنحاء الجامعة
إبتسمت أم أمجد فهى اكثر من يعلم بشأن قدرة إبنها وحبيبته على التحدث سويا وسط أى تجمع دون أن يفتح أحدهما فمه وأدركت أن الهم الذى أنزاح من قلب العاشِقين كان أخطر مما صرحت به منى لكنها كانت سعيدة فهاهى إبنتها الروحية تبرهن على أنها تحفظ مابينها وبين رجلها كما علمتها وأنها ستشهد بالتأكيد بيت عاشقين كبيتها
إستأذن أمجد من أبيه للإنفراد بمنى قليلا فإذن له بينما نظرت الأم لمنى نظرة فهمتها فقامت واحتضنتها وهمست فى أذنها
يقطع حضنهما طرقات خفيفة على الباب وصوت أم أمجد يأتيهم من الخارج
وجدت ريرى نفسها تندفع لغرفة إبنتها وقد أوعز لها جنونها أن تخبرها بعدم موافقتها على تلك الزيجة واقتحمت على منى غرفتها لتجدها جالسة على فراشها وقد إحتضنت وسادة أمجد وأراحت رأسها عليها مرتدية بيجامته وبمجرد أن شعرت بها منى رفعت لها عينيها وبها نظرة حالمة
...........................................................................................................
كعادته بمجرد إستيقاظه جرى أمجد للتليفون ليتصل بمنى
.........................................................................................................
وصلت منى لكليتها ولأول مرة ستحضرمحاضرة عامة ... هى متهيبة ولا تدرى كيف سيكون تصرفها لو قابلت ممدوح أو حاول أحد أصدقائه مضايقتها لكنها وجدت صديقاتها واقفات أمام باب المدرج وكأنهن ينتظرنها وبمجرد ظهورها إلتففن حولها يطرحن أسألة كثيرة عما سمعن أنه حدث بالأمس بينها وبين ممدوح فصمتت لا تدرى كيف تجيبهن وانقذتها اقرب صديقاتها
وبنهاية اليوم كانت صديقاتها أطلقن عليها وعلى حراسها إسم " منى وعفاريتها الأربعة "
أنهت منى يومها الذى يعتبر يومها الجامعى الأول الذى تحضره وعادت لمنزلها فرحة فاليوم ستشترى دبلة تحمل إسم أمجد تزين بها إصبعها بعد أيام لتقابلها أمها بحضن طويل
إنفرد أمجد بمنى أخيرا فى غرفته وتشابكت أصابعهما كالعادة
بمجرد خروج أمجد يلتفت أبو منى لأبو أمجد ويبتسم فى سعادة
وصل الأبوان مع أمجد أخيرا للعمارة و بمجرد وصولهم دخلوا لشقة منى وأمها بعد أن رفض أمجد حتى أن يغير ملابسه أو يزيل هو وأبوه غبار السفر عنهما قبل أن تتم قراءة فاتحته على منى حتى أن أبو منى طلب منه التريث حتى تستعد منى وأمها لإستقبالهم
دخل أمجد وأبوه يتقدمهم أبو منى مرحبا بهم واتخذ أبو أمجد وأبو منى مكانيهما متجاوران بينما جلس أمجد وحيدا على الكنبة فى إنتظار الخطوات التى شرحها له أبوه طوال طريق سفرهم لبورسعيد حيث جلس أبو منى منتفخا كأى أب فى إنتظار قراءة فاتحة إبنته بينما وقفت أم منى بجوار الباب منتظرة تعليمات أبو العروسة
لم ير أمجد منى بتلك الروعة من قبل وقد تفننت أمه فى تزيينها بخطوط مكياج بسيطة تظهر جمال ملامح هذا الوجه الملائكى ترتدى فستان يظهرها كأميرات الأفلام الرومانسية ولأول مرة يراها بذلك الحذاء ذى الكعب العالى الرفيع يظهرجمال تلك السيقان التى زينها خلخال رقيق
نظر أبوها إليها فى إعجاب شديد وفخر بجمال إبنته وهو يراقب تأثير تلك الجميلة على أمجد وأبوه اللذان لم يستطيعا رفع أعينهما عنها صمت الأب قليلا يستمتع بلحظته ثم وجه حديثه لمنى
وتتسلل أم أمجد لغرفة منى لتجدها جالسة على طرف فراشها تحتضن وسادة أمجد وهى غارقة فى خجلها
عادت منى لغرفة الصالون تحمل فناجين القهوة التى صنعتها بالطبع أم أمجد على صينية مذهبة لتضعها وتجلس بجوار أمجد يكاد شعورها بالخجل يقتلها حتى إنها لا تستطيع رفع وجهها لتنظر لأمجد الذى كان يتوق للنظر فى عينيها ليعرف ردة فعلها على نجاحه فى تحقيق وعده لكن نظرة واحدة من أبيه جعلته يتصنع الخجل لتتم قراءة الفاتحة وتنتقل الأسرتين لشقة أمجد وأسرته لتناول الغداء بعد أن طلت كل الجارات من أبوابهن يشاركن الفرحة بزغاريدهن فبمجرد سماع الزغرودة الأولى توقع جميع من يقطن بعمارتهم ما حدث من خطبة أمجد لمنى ... حتى جارة منى الحاقدة على أمها و التى تراقب شقتها دائما شاركت بزغاريدها فالجميع حتى هى يحب هذا الثنائى الذى يمثل أحلامهم فالكل شعر وقتها أن الأحلام يمكن أحيانا تتحقق
وتم وضع الخطوط النهائية للزواج وحل أكبر عُقدِه حيث أصر أبو منى على أن يتم الزواج فى شقتهم ولم يُلزِم أمجد إلا بشراء غرفة نوم ستكون مكان غرفة منى .... فأمها لا تستطيع الإبتعاد عنها
كم كان طيب هذا الرجل ... فلم يكن يعرف أنه سيضع الوقود جوار النار ... فنار زوجته بات لا يطفئها إلا أمجد ولا يزيدها إشتعالا إلا وجوده
بعد العشاء إستعد العروسان للحفل الصغير حيث إرتدى أمجد البدلة الوحيدة التى يملكها وأهداه أبوه رابطة عنق جديدة كان يدخرها لنفسه بينما إستغرقت أمه فى تزيين العروس الرائعة الجمال وأهدتها فستان كانت قد صنعته لها دون أن تخبرها طرزته على مدى شهور وبدت فيه تلك الرقيقة فعلا كأنها أميرة خرجت من أحد أفلام الرسوم المتحركة
لم تكن حفلة بالمعنى المفهوم لكن باب الشقة ظل مفتوحا لمدعوين لم يدعهم أحد فبخلاف الأسرتين الصغيرتين كان من المفترض ألا يحضر سوى صفاء صديقة منى وأصدقاء أمجد الأربعة لكن الشقة اكتظت بالجيران والجارات اللاتى أتوا ليشاهدوا جمال تلك الأميرة وحتى ثابت صبى القهوة ترك عمله وذهب ليهنئ أمجد فهو يشعر بأن له دور فى تلك الخطبة وإن كان لا يعرف ما هو إلا أنه يشعر بأنه قد رد بعض الجميل لهذا الشاب الذى أنقذه يوما من علقة كان سيتلقاها على يدى معلمه
إنتهت الحفلة خلال ساعتين فقط وانصرف كل المدعوين وأضطر أمجد لترك جميلته لإن أباها يريد بالطبع أن يستريح ويجب أن يكون هوغدا فى كليته بعد أن يوصل منى لكليتها فقد تعاهدا مع أسرتيهما بألا تؤثر تلك الخطبة فى دراستهم ولا وقت ليضيع ويجب أن يتخرجا دون اى تخلف كشرط لإتمام زيجتهما
.......................................................................................................
إنتظر أمجد قليلا بعد أن غير ملابسه وتسلل للصالة حيث إصطحب التليفون لغرفته ليطلب حبيبته التى هى الآن خطيبته لترد سريعا
إبتسم أمجد وهو يتجه لغرفته فهو يعلم بأن أباه وأمه قد قضيا ليلة حافلة وربما سيكملون حفلهم بعد خلو الشقة عليهما ... و طلب رقم منى فورا
خلعت الخلخال وناولته له قبل أن تعتدل وهى تنظر فى عينيه
فتح أمجد باب السيارة القديمة لتجلس منى ويغلق الباب ويأخذ مكانه على مقعد القيادة وبمجرد تحرك السيارة تضع منى يدها على يده التى تمسك عصا نقل الحركة لتشتبك أصابعهما ويتحكم أمجد بعجلة القيادة بيسراه فقط ... فهو لن يترك تلك الفرصة ليشعر بأنامل حبيبته وكفها الذى يستكين فى كفه ... إعتاد أمجد من يومها على القيادة بيسراه فقط فيده اليمنى مشغولة بما هو أهم ولم يغير تلك العادة إلى الآن حتى بعد أن تحول من أمجد إلى " الباشا "
توقف أمجد قريبا من باب الجامعة ويبدآ فى تناول إفطارهما وتمر بجوارها بعض زميلاتها المبكرات فى الحضورليلحظنها وهى لا تلاحظ شيئا فعيناها معلقتان بأمجد
توقفت سميرة عن ركوب الأتوبيس منذ إسبوع بعد أن لاحظت أمها البلل على أحد كلوتاتها التى تخلعها بمجرد عودتها لمنزلها ... فقد كانت سميرة معتادة على تغيير كيلوتها بمجرد عودتها من الخارج منذ صغرها وكانت دائما ما تغسله بمجرد خلعه إلا أنها فى هذا اليوم تركت كيلوتها قبل غسله لانها نسيت إصطحاب آخر بديلا له وصادف خروجها دخول أمها لتلاحظ هذا البلل فتوقعت أنه بسبب إحتكاك ابنتها بآخرين فى المواصلات فأصرت بعدها أن يصطحبها أبوها للكلية قبل ذهابه لعمله بسيارته ويعود لينتظرها ويعيدها معه وهكذا كانت سميرة تصل مبكرا لكليتها .
كان إنزعاج سميرة من إستثارتها قد تلاشى وتحول لإستمتاع بهذا الشعور الذى تشعر به وأحبت شعور بللها الذى يحدث لها عند إحتكاكها بأمجد حتى أنها اصبحت تتعمد إلصاق فخذها بفخذه فهو على كل الأحوال لا يشعر بهذا الإحتكاك أو أنه يعتبره شئ طبيعى فى ظل إزدحام المدرج بالجالسين فلم تر منه أى تغير فى طريقة معاملته حتى بعد أن قل تحفظه فى التعامل معها ومع باقى صديقاتها وأصبح يتضاحك معهن فى الأوقات القليلة التى يقضيها بصحبتهم فلا مانع إذاً من الحصول على تلك المتعة الصغيرة والتى هى كل حظها فى الحصول على متعة جنسية ما وهى واعية ... فهى ورغم أحلامها الجنسية الكثيرة لم تجرب حتى مداعبة نفسها .
كان شعور إنجذابها لأمجد هو الشعور الذى يزعجها فهى كلما حاولت مقاومة هذا الشعور بالإنجذاب تجد نفسها تنجذب إليه أكثروتبلغ سعادتها منتهاها عندما تنفرد به بعيدا عن باقى صديقاتها فإنها تشعر معه رغم تحفظه بشئ ما لا تدرى ما هو لكنه إحساس يسعدها حين تكون وحدها مع هذا الشاب الخجول الذى لم تضبطه لمرة واحدة ينظر إليها أو لأى من زميلاته متطلعا لما يتطلع له باقى زملائها الشبان الذين يقفز دائما الشبق من أعينهم ودائما ما يتطلعون لتلك المؤخرات والسيقان بنظرة نهمة وكأنهم يعرون الفتيات بأعينهم الجريئة التى لا تعرف الخجل
لم تلاحظ سميرة الدبلة الفضية التى زادت على إصبع أمجد فقد إختفت تلك الدبلة الرفيعة أسفل خاتمه لكنها لاحظت تغير ما فى وجه أمجد فشعور السعادة الذى يظهر على وجهه اليوم لم تعهده عليه من قبل فهو من أول يوم رأته فيه وهى تشعر بأنه دائما مهموما بشئ ما ولم تسأله من قبل عن سبب نظرته المهمومة ولن تستطيع سؤاله عن سبب نظرة السعادة فى عينيه . فهم وإن كانوا فى حكم الأصدقاء إلا أن صداقتهم لم تكن لتسمح لهم بعد بالحديث فى أمور تعتبرأمور شخصية فهى إلى الآن لا تعرف عن حياته خارج أسوار الكلية غير إسمه ومهنة والده وغير أنه يسكن بشارع قريب من شارعهم
..........................................................................................................
عاد أمجد ومنى لبيتهم وحكى كل منهم للآخر تفاصيل يومه خلال الطريق وأصبحت رؤيتهم سويا سواء فى سيارة أبو أمجد أو فى الشارع وهو يمسك بيدها أو تتأبط ذراعه شيئا عاديا لن يثير لغطا فهم خطيبان الآن بصفة رسمية ولن يستطيع أى شخص التقول عليهما
مرت أيام سعادة لم تنقطع فيها منى عن تواجدها الدائم بعد عودتها من كليتها ملتصقة بأم أمجد تتعلم منها كيف تكون زوجة وتتعلم منها كل ما تستطيع تعلمه لإسعاد أمجد لكن أصبح باب غرفة أمجد لا يغلق عليهما سويا مع مراقبة الأم لهما فهما الآن يستذكران دروسهما فى نفس الغرفة كما كانوا يفعلون دائما رغم إختلاف طبيعة دراسة كل منهما عن الآخر وإختلاف الغرفة ... فوجودهما معا يشعل فى روحهما شيئا ما يدفعهما للتفوق
لكن كانت الأم تترك لهما بعض المساحة أحيانا وتتصنع الإنشغال بعيدا عن باب الغرفة المفتوح ليحظيا بدقائق من تشابك الأصابع وأحيانا لإحتضان سريع .
مر الإسبوع سريعا وبنهاية الأربعاء حدث حادث بأحد معامل كليه الهندسة التى يدرس بها أمجد وتم إغلاق مبنى المعامل حتى إنتهاء التحقيقات وهكذا فإن اليوم التالى بالنسبة لأمجد هو يوم إجازة يستطيع فيه التفرغ لإنهاء ذلك الرسم المطلوب تسليمه الأحد القادم لقسم العمارة قبل أن يعيد منى من كليتها ويستطيع قضاء وقت أطول مع محبوبته التى تشغل قلبه وتملك عليه قلبه . فمساء الخميس هو الذى سُمِح لهما فيه أن يتجالسا كخطيبين دون مذاكرة وهو المساء الذى ستتشابك فيه أصابعهما دون خوف من لوم الأم التى تراقبهما دائما
كان أمجد وهو يرسم تلك اللوحة "التى غيرت مجرى حياته فيما بعد " ترن فى أذنيه كلمات الدكتور إبراهيم
دق أمجد جرس شقة خطيبته لتفتح له حماته بملابس البيت .... فلا داعى الآن للإختفاء تحت عبائتها ... فهو خطيب إبنتها ولا حرج فى أن يراها ترتدى مثل هذا الجلباب المنزلى ولا خوف إن رأتها جارتها تستقبل أمجد فى بيتها فهو خطيب إبنتها وهو الآن رجل هذا البيت فى غياب الأب
كانت المرة الأولى لأمجد التى تقع عينه عليها ترتدى مثل ذلك الجلباب .... فدائما كانت تستقبله بالعباءة السوداء ترتدى تحتها ملابس فاضحة تكشف مفاتنها أو .... لا ترتدى تحتها شيئا على الإطلاق
كان جلباب ضيق بدون أكمام يضغط ثدييها فيظهر إنتفاخهما من فتحة صدره العريضة ويظهر إرتفاع مؤخرتها وفلقاتها المنفصلة المرتفعة .... وتفاصيل ما ترتديه من ملابس داخلية مرسومة عليه تظهر من أسفل قماشه الأبيض المنقوش وطوله الذى يصل بالكاد لركبتيها يظهر جمال تلك السيقان الملفوفة اللامعة التى لا ينافس جمالها إلا سيقان إبنتها منى
ها هو الوحش يطل براسه من بين القضبان لكنه لم يستطع الخروج من خلفها
وينتهى سريعا من تغيير الأنبوبة ويجلس على ركبتيه لإختبار عدم تسرب الغاز لتناوله أم منى الثقاب فتلمس أصابعه كفها لمسة شعرمعها بحرارة شديدة تنبعث من يدها لتمتد وتشمل جسده فيرفع عينيه ليجد أمامه تلك السوة المنتفخة وهاهو الوحش الذى كان يسخر منه متمثلا أمامه يضحك فاتحا شدقيه مظهرا أنيابه ولا يستطيع مقاومته فينقض مقبلا تلك السوة وأم منى تهمس له
لم يتوقف أمجد حتى وصل وجهه لكسها المبتل تماما والذى عشق رائحته منذ صباه فدفن أنفه وشاربه بين شفريها يفرك كل ما بينهما بوجهه بينما شفتاه تمتص زنبورها المنتفخ ترضعه وقد أستسلمت هى تماما لشهوتها ووضعت يدها على فمها بينما تقذف ماءها غزيرا تكتم صوتها وهو لا يرحمها ولا يشبع من إبتلاع كل ما يخرج منها وقد غاصت اصابعه فى لحم فخذيها حتى أنهت قذفتها واستطاعت أخيرا أن تتحدث وهى تنهج
.......................................................................................................
قد يكون من المناسب أن تكون الفقرة التى تلى الممارسة الجنسية بين أمجد وأم منى تتحدث عن ندمهما بعد الجريمة التى إرتكباها بحق الرقيقة منى
لكن الحقيقة أننى لم أستشعر من الباشا خلال حكيه أى نبرة ندم أو أرى على وجهه أى ملامح تدل على ندمه بعد تلك الواقعة
ربما يكون الندم فى تلك الحالات موجودا بين صفحات القصص الخيالية لكنى بعد أن سمعت من الباشا حكيه كدت أقتنع أن الندم بعد مثل تلك الممارسة الجنسية غير موجود بالحقيقة أو على أرض الواقع فقصة الباشا حقيقية فى معظمها والخيال بها قليل
لآ أكذبكم القول قرائى أنى كرهت الباشا بعد ما حكى تلك الجريمة ... فأنا مثلكم أحببت منى وأكره أن تتم خيانتها وأن تكون تلك الخيانة بين أكثر إثنين أحبتهما
لم أستشف من الباشا بعد هل ندم فيما بعد أو كيف كانت حياته وهو يحمل فى رقبته مثل تلك الخيانة
قد أكون أُحب منى أكثر منكم قرائى فأنا أعرف منى الحقيقية وأعرف رقتها وأعرف أنها لا تستحق أن تُخان
دعونا ننتظر باقى حكىّ الباشا فأنا الآن رغم أنى أكرهه إلا أنى أتوق لمعرفة باقى القصة
الجزء السابع
مقدمة
عندما بدأ الباشا فى حكى الجزء السابع كنت أحمل له الكثير من البغض.... لكن عندما استكمل الحكى تحول شعورى للدهشة
فعندما استفسرت منه عن كيفية شعوره بعدم الندم أو حتى بتأنيب الضمير بعد إستمرار علاقته بأم منى أجابنى بقول قاطع :
الشعور بالندم فى العلاقات المشابهة موجود فقط فى القصص والأفلام لكن غير موجود بأرض الواقع ودلل لى على صحة قوله بعدد من العلاقات المماثلة أعرفها ويعرفها ومنها ما نشر خلال أعوام على صفحات الإنترنت (بعد إبتكارها) وبأن أم منى شرحت له مرارا أن علاقتها به محددة فقط كإشباع جنسى لكنها كأى زوجة وأم لا تحب إلا زوجها و لا تحرص على شئ مثل حرصها على سعادة إبنتها
أما أمجد وقتها فقد كانت لايزال فى طور المراهقة وكانت منى وأمها تكملان له له نفس الشخصية فقد تفتحت أعين بلوغه أول ما بلغ على أن منى رفيقته وتؤام روحه وأمها مصدر اللذة الجنسية وقد يكون ذلك سبب تأخره فى إكتشاف حبه لمنى
تعجبت مثلما قد يتعجب الكثيرون وتمنيت أن يكون فى باقى حكيه ما يشبع فضولى
.....
فى هذا الجزء قد يجد بعض القراء شئ من المصطلحات الهندسية وقد حاولت شرح بعض معانيها خلال الكتابة وسيفهم القارئ بالتأكيد معناها لكنى رأيت أن أشرح معنى كلمة (بلان) التى تكررت كثيرا ... فالبلان ماهى إلا اللوحة التى يرسمها عادة المهندس يوضح فيها تفاصيل تصميمه الهندسى بخطوط وأرقام يفهما مهندس آخر سيقوم بتنفيذ ذلك الرسم على أرض الواقع ويجمعها المهندسين فى مصر بكلمة بلانات
أما المقصود بكلمة scale فهو مايعرف بمقياس الرسم لكل عنصرمن عناصر الرسم الهندسى وكان يمثل ضبطه فى الرسومات الهندسية كابوس للطلاب المبتدئين قبل إبتكار أنظمة الرسم بالكومبيوتر
أما كلمة سكشن فهو يعبر عن حصة الدروس العملية بين طلاب الجامعات فى مصر حيث يتم تقسيم طلاب الدفعة لمجموعات ويطلق أيضا على تلك المجموعة إسم سيكشن وتميز برقم ويجمعها الطلبة والأساتذة فى مصر بكلمة سكاشن
يوجد أيضا إشارة صغيرة لفيلم Saturday night fever” “ الذى قام ببطولته النجم جون ترافولتا و النجمة كارين جورنى عام 1977 والذى ألهم الشباب حب الرقص الغربى وتحول فى مصر وقتها لظاهرة إنتشرت بعدها صالات الديسكو أو الديسكوتيك وقلد معظم الشباب وحتى منتصف التسعينيات طريقة ملابس جون ترافولتا بهذا الفيلم وكانت تجرى مسابقات إسبوعية كل خميس فى كل ديسكوتيك لإختيار أفضل راقِص وراقصة ديسكو أو "كابل"
كانت أيام بالفعل جميلة رغم صعوبتها
والآن لنعد لقصتنا ونستكمل ما حكاه الباشا
..................................................................................................
بعد أن انتهى أمجد وأم منى من حفلهم الجنسى كان أمجد يتوقع أن يشعر بالندم أو تأنيب الضمير لكنه لم يشعر سوى بشعوره المعتاد بالنشاط الذى إعتاده بعد كل ممارسة جنسية مع تلك الأنثى الشبقة وكان يشعرفقط بقلق من ردة فعلها التى توقع أن تكون نحيبا وندما ولوما له فهو من قد بدأ وهو من أطلق الوحش من محبسه لكن خاب توقعه عندما وجدها تمد يدها خلفها لتتحسس زبره الراقد نصف منتصب بين فلقتيها لتستديرثم تحنى جسدها وتمسك زبره بيدها وتطبع علي رأسه قبلة حارة ثم تعتدل لتلف ذراعها حول أمجد وتنظر فى عينيه نظرة أنثى خبيرة
إكتشف أمجد فى تلك اللحظة أن تلك الممارسة الجنسية فجرت فى ذهنه أفكار جديدة أو " حررت عقله " وجد شلال مندفع من الإبداع يتسابق ليصب فى لوحة الرسم المفرودة أمامه ليخرج خلال ساعتين فقط رسمه الهندسى الذى غير مجرى حياته
إرتدى أمجد أفضل ما وجده فى دولابه بعد أن أخذ حماما أزال به ما علق بجسده من آثار جنونه الأخير مع أم منى وتعطر بالعطر الوحيد الذى يمتلكه والذى أهدته له منى وانطلق بسيارة أبيه لينتظر منى الرقيقة قريبا من مدخل الجامعة منتظرا خروج أجمل وأرق فتاة ستخرج من بابها
...........................................................................................................
أطلت الجميلة منى من باب الجامعة تحيطها صديقاتها وتتمسك صديقتها المقربة صفاء بذراعها وكأنها تفخر بأنها الصديقة المقربة لتلك الجميلة التى كانت كل الروؤس تلتفت نحوها دائما لكن لم يجروء أى شاب على محاولة التقرب منها خوفا من حراسها الأربعة الذين دائما ما يظهرون فجأة لو فكر أحدهم فى محاولة التعرف بها أو حتى الإقتراب من محيطها
بحثت منى سريعا عن سيارة حبيبها الخضراء لتلمحه واقفا بين أصدقائه فى مزاحهم الخشن وضحكاتهم العالية فتوجهت الأميرة بركب الصديقات اللاتى يحطن بها وصفاء تهمس فى أذنها
فيوم الخميس كان يمثل لشباب الجامعات وقتها يوم المرح ... ويوم الحب للمحبين
ويقتحم الجمع فتاة مجهولة جميلة لتحتضن منى حضن طويل ... وتهمس فى أذنها
وينفض الجمع أخيرا حول الحبيبين ليفتح أمجد باب السيارة لمنى كما اعتاد لتجلس جلستها الأنيقة ليغلق الباب ويتجه للناحية الأخرى ويأخذ مكانه خلف عجلة القيادة وتتشابك أصابعهما
فحبها لمنى يفوق أى حب آخر وهى حددت علاقتها بأمجد فى حدود الإشباع جنسى من فتى دربته على فنون الجنس فتفوق فيها ولن يحزنها أن تكون من ستستمع به لباقى عمرها هى أقرب الناس لقلبها .... الرقيقة منى
........................................................................................................
لم ينته هذا اليوم بالنسبة لأمجد ومنى إلا قبل شروق شمس اليوم التالى فحتى بعد أن غادر شقة منى وأمها فى التاسعة حسب الأصول إستمر حوارهما فى التليفون فقد سمح له أبوه وأمه بإستخدام التليفون فاليوم التالى إجازة ولن يؤثر سهرهما على دراستهما لكن بالطبع قبل أن تتركه أمه للذهاب لغرفتها تركت له نصيحة
وفعلاً كانت الأسطح ممتلئة بالجيران صباح الجمعة فالكل يستمتع بشمس الصباح ... فعائلات تتناول إفطارها مع صغار يلعبون ويملأون الجو ضجيجاً وفتيات ينظرن حولهن بنظرات خفية يلحظون شبانا يستعرضون أنفسهم علهم يحظون بنظرة من إحدى الفتيات لكن بمجرد ظهور أمجد يعد ترابيزة و كرسيين بجوار البرجولة تتبعه منى تحمل صينية الإفطار تحول الكل لتحيتهم ومراقبة تصرفاتهم والحديث معهم لتهنئتهم ودعت الكثير من الأمهات وبناتهن منى لبيوتهن لكنها إعتذرت لهم برقتها الرائعة فلا وقت لديها لتضيعه فهى إما مشغولة بمذاكرتها وإما مشغولة بحبيبها .... وأخيرا جلس العاشقين لتناول إفطارهما ولم يحاول أمجد لمس يد منى فهم تحت مراقبة أعين كثيرة تراقب كل حركاتهم
لم يحدث بينهما أى تلامس جسدى لكن أعينهما كانت معلقة ببعضهما يتحدثان بلغتهما الخفية التى لا يفهمها سواهما وأخيرا تحدث أمجد بعد أن غابا فى موجة ضحك طويلة
هى تعقيدات النفس البشرية التى قد يصعب على كإنسان عادى فهمها
قضت منى اليوم مع أسرة أمجد وانضمت أمها إليها ولم يكن لأمجد اى فرصة للإنفراد بها إلا لدقائق قليلة تشابكت فيها أصابعهما وهو يعرض عليها لوحته بفخر لكن كان فخرها برسمه يفوق فخره ... فهى شعرت بأنها كانت ملهمته لإخراج لوحته الهندسية الأولى ... كانت محقة فبالفعل كان أمجد يرسم تلك اللوحة وصورة منى لا تفارق مخيلته ولو للحظة
..........................................................................................................
يوم السبت لم يكن الحديث بين كل أفراد دفعة السنة الإعدادية يدور إلا حول اللوحة الأولى المطلوب منهم تسليمها فى اليوم التالى وهكذا كان يدور الحوار بين أمجد وصديقاته الخمس حول نفس اللوحة
فى هذا الوقت كانت اللوحة الأولى عادة ما تكون لوحة بسيطة عبارة عن رسم لمجموعة أشكال هندسية بسيطة أو مركبة لقياس قدرة الطالب على إستخدام أدواته وفهمه لل scale والعلاقة بين الفراغ والمنظور ومثل تلك الأشياء ... لكن الدكتور إبراهيم عندما تولى تدريس المادة لطلبة الإعدادى حول تلك اللوحة لتكون عن إستخدام تلك الأشكال فى تصميم بسيط ليكتشف قدرة الطلبة على الإبتكار وتنمية ملكة الإبداع لديهم ... فالدكتور إبراهيم كان مهندس بدرجة فنان وكان همه الأول تحويل طلبة العمارة لمبدعين فهو يرى أن المصمم لابد أن يكون مبدعا لا أن يكون مجرد صانع قوالب خرسانية
لم تكن سميرة تدرى أنها تنزلق بقلبها دون أن تدرى جهة أمجد ولم تكن تريد التصريح حتى لنفسها أن الشعور الذى إنتابها الآن هو شعور بالغيرة لكنها كتمت شعورها بداخلها ولم تسمح لشعورها بالظهور على وجهها
وجدت سميرة نفسها فى هذا اليوم تتوق للإنفراد بأمجد وحين بدأت المحاضرة وجدت نفسها تدفع فخذها بقوة ليلتصق بفخذه ولأول مرة تتحين فرصة لتلصق كتفها بكتفه وذراعها بذراعه
لم يشعر أمجد بالطبع بهذا التغير فهو شديد التركيز بعقله فى محاضراته وبقلبه فى محبوبته حتى لو لاحظ فسيعتبر إلتصاق سميرة به أمر طبيعى لإزدحام المدرج بالجالسين
كان اليوم التالى من أهم الأيام التى مرت عليه فى حياته وإن كان فى بدايته إعتبره يوم دراسة عادى ولم يكن يتوقع أن يكون هو اليوم الذى سيتغير فيه مسار حياته ويجعل من الدكتور إبراهيم ثانى أهم الأشخاص المؤثرين بمسيرته بعد الرقيقة منى
بدأ اليوم بداية عادية وكل طالب يستعرض رسمه بين زملائه المقربين حتى بدأت محاضرة الدكتور إبراهيم وتبعتها المحاضرة الثانية حيث تفرق الطلبة بعدها لمجموعتين لتتجه كل مجموعة لإحدى القاعات الكبيرة التى خصصت كقاعات خاصة بسكاشن الرسم الهندسى لطلبة الصف الإعدادى ووقف الطلاب فى صفوفهم كل خلف إحدى ترابيزات الرسم ليبدأ فى فرد لوحته عليها وتجمع المعيدين للمرور على اللوحات لتقييمها وإرشاد كل طالب لإخطاءه والسعادة تبدو على وجه المعيدين بالطبع فهو يوم إستعراض قدراتهم كمهندسين أمام هؤلاء المستجدين و .... المستجدات
كان الدكتور إبراهيم يتنقل بين القاعتين لا يهدأ فهى الفرصة الأولى له هذا العام للتعرف على تأثيره على طلبته الذين كانوا يحبونه حقا لإسلوبه السلس فى الشرح وأناقته فهم دائما ما يشعرون بأنهم فى حضرة فنان وليس مجرد أستاذاً جامعياً يلقى لهم محاضرة عن فن العمارة
فوجئ الدكتور إبراهيم فى إحدى مرات مروره المتكررة بإشتباك بين أحد المعيدين وطالب تبين له أنه أمجد ليسرع للمشتبكين ويستفسر عما يدور بينهم
وبمجرد خروج العامل يلتقط الدكتور إبراهيم شريط كاسيت من علبة الشرائط الموجودة خلفه ليضعها بجهاز الكاسيت الذى لا يفارق مكتبه ويضغط زر التشغيل لتنطلق فى الحجرة موسيقى السيمفونية الخامسة لبيتهوفن
سيمفونية ضربات القدر
قبل مرور الساعات الثلاث كان أمجد إنتهى من لوحته الثانية والدكتور إبراهيم يراقب حركاته بإهتمام ويرقب حركة سبابته على شاربه وإبتعاده عن اللوحة ثم إقترابه منها ووقوفه الدائم وعدم الجلوس على الكرسى الموجود أمام لوحة الرسم وموسيقى السيمفونية الخامسة تدور حوله وكلما إنتهى الشريط يعيده ليعمل مرة وراء أخرى كأنه يكرر ضربات القدر حول أمجد
إنتهى أمجد من الرسم قبل مرور الساعات الثلاث وأخبرالدكتور إبراهيم بإنتهائه ليقوم الدكتور من كرسيه لأول مرة لينظر للوحة
وقف الدكتور إبراهيم يطالع اللوحة بإهتمام ويراجع كل تفاصيلها قبل أن يستدير ليحتضن أمجد بقوة ويمسك بذراعه ليجلسه على الكرسى المقابل لمكتبه ليكلمه وهو يدور بأرجاء الغرفة
شعر عم حسن يومها بالفخر الشديد ... فحلمه بأن يكون ابنه مهندس له بصمة مميزة وليس مجرد مهندس موظف يلوح أمام عينيه وفخور بابنه الذى لم يقبل بتلك الفرصة إلا بعد موافقته شخصيا عليها
وضع الدكتور إبراهيم سماعة التليفون ليمد يده إلى مكتبته يلتقط منها كتابا متوسط الحجم يناوله لأمجد
إلتفت الدكتور إبراهيم للمعيد ونظر له نظرة أب يوجه إبن
بينما كان الدكتور إبراهيم يتناقش مع المعيد كان أمجد يقف وسط صديقاته اللاتى كان القلق عليه يفترسهن من إصطحاب الدكتور إبراهيم له وعدم إكمال السكشن وتقافزن زميلاته فرحا حوله بعدما اخبرهم بإعجاب الدكتور برسمه فهاهو أول متفوقى الدفعة يظهر ولحسن حظهن فإن هذا المتفوق هو صديقهم وهن صديقاته ولاأصدقاء له غيرهن بين كل الزملاء .....لكن ..... ظهر غضب عابر على وجه سميرة عندما أمسكت سهام يديه بكلتا يديها وضغطت عليها للحظات قبل ان تتركها
كان هذا الشعور دائما ما يربك سميرة فهى دائما ما تشعر به كلما اقتربت إحدى الصديقات من أمجد أكثرمن المعتاد أو حاولت أن تنفرد به فى غير وجودها .... كانت تحاول أن تنكر ما تشعر به وتنكر على نفسها غيرتها عليه
لم ينتظر أمجد طويلا بين صديقاته بل إنطلق لسيارة ابيه المركونة بعيدا عن باب الكلية لينطلق بها لإصطحاب حبيبته
لقد فتح له القدر ذراعيه وأعطاه فرصة لم يكن ليحلم بمثلها .... تلك الرقيقة التى يقطع الطريق إليها الآن هى أيقونة حظه ... دائما ما يجد القدر يقف جواره يساعده كلما أسعدها ... سيسعدها بكل طريقة ... سيجعلها تحيا كأميرة فهى بالفعل أميرة ... سيجعل كل حياتها سعادة طالما يستطيع
ركن أمجد السيارة فى أقرب بقعة من مدخل الجامعة ولم يطق صبرا لانتظار منى داخل السيارة بل ترك السيارة وقطع الطريق للبوابة الكبيرة ليقع عليها بصره قادمة من بعيد وسط صديقاتها وتلك المرة وجد صديقه طايل يسيرمعهم بجانب صفاء فى مؤخرة موكبهم الصغير مشتبكين فى حديث ضاحك فيظهر كارنيه الجامعة للشرطى الواقف بالمدخل ويندفع تجاه محبوبته وكاد أن يحتضنها لكن نظرة من صديقه نبهته بأنهم داخل الجامعة وتندهش منى لكن نظرة الفرحة التى تطل من وجهه تطمئنها
بمجرد دخول منى وأمجد للشقة هب أبوه ليتلقفه بحضن طويل نقل له فيه دقات قلبه الفخورة بينما إحتضنت منى أمها وهى تتقافز فرحة ثم ألقت بنفسها فى حضن أم أمجد التى رعت حبها وحققت آمالها حتى قبل أن تدرى هى أن هذا هو حبها وتلك هى آمالها
تركهم الجيران ليتركوا الأسرة للإحتفال وبينما إستكانت منى فى حضن أم أمجد لا ترفع نظرها عن فارسها تحدثت الأم بنبرة صدق حقيقية
مضى الإسبوع بسرعة وبدأ الإسبوع التالى واحتل أمجد مكانه المعتاد بالمدرج تجاوره سميرة تليها باقى شلة الجميلات وقبل بدء المحاضرة يفاجأ أمجد بفراش مكتب الدكتور إبراهيم يبحث عنه ليعلمه بأن الدكتور إبراهيم فى إنتظاره ليغادرأمجد صديقاته دون قلق تلك المرة فقد بات معلوما لديهم أن الأستاذ العظيم تبنى موهبة صديقهم ومن العادى أن يستدعيه فى أى وقت ودخل أمجد مكتب أستاذه بعد أن يدق الباب باحترام
قبل السابعة بخمس دقائق كان أمجد يتوقف أمام فيلا صغيرة من دورين تكاد تنطق بالفخامة وسط شارع إمتلأ بالفيلات المكعبة كريهة المنظر أقتطعت حدائقها بالكامل لتُضم لتلك الفيلات فتزيد منظرها قبحا على قبحها ليدخل من الباب ويتجه لمدخل الفيلا الداخلى وسط حديقة صغيرة جميلة التنسيق لتستقبله فتاة ترتدى زى فى منتهى الأناقة تجلس وراء مكتب صغير خلف المدخل تقوده بعدها وسط طرقات ينطق كل ما فيها بالفخامة وتبعث فى كل جنبات الفيلا موسيقى ناعمة حتى يصلوا للدور الثانى لمقابلة الدكتور إبراهيم فى مكتبه الفخم الضخم ليستقبله مرحبا ويوجه حديثه للفتاة التى كانت ترافقه
..........................................................................................................
وياتى نهار الأحد وتمتلئ المدرجات الخشبية للصالة المغطاة بكلية الهندسة بالمتفرجين الشباب ربما لأول مرة فى منافسات المصارعة الرومانية ....فوقتها كانت رياضة قليلة الإنتشار قليلة المشجعين لكن تلك المرة وبمجرد إنتشار خبر أن جميلات الدفعة سيشاهدن المنافسات وأن أول طالب يظهر نجم تفوقه بدفعتهم بين المتنافسين تحولت دفعة الإعدادى كلها لمشجعين لرياضة المصارعة الرومانية التى يجهل أغلبهم إن لم يكن كلهم ماهى تلك الرياضة فقد كان برنامج المصارعة الحرة على التلفزيون وقتها يقتل كل فرصة لفهم تلك الرياضة المحددة قواعدها بشدة تمنع أى مصارع من تعمد إصابة منافسه
كانت شلة الجميلات تجلس فى منتصف الصف الأول من المدرجات الخشبية وعجبت سهام لما رأته فلا توجد حلبة مرتفعة ولا حبال حولها ولا شئ مما كانت تشاهده فى برنامج المصارعة الحرة بل بساط مطاطى مرسوم عليه دائرتين واحدة كبيرة وأخرى فى منتصفه صغيرة وقد تجمع لاعبى الفرق فى أركان موزعة حول البساط على مسافة منه فى أنتظار إعلان الحكام بدء المباريات ..... كانت الجريئة سهام بالطبع لا تكف عن الثرثرة مع باقى الشلة بصوت خافت لظنها أنها تعرف عن المصارعة مالا يعرفن وأنها ستقوم بشرح ما سيجرى لهن
كان أمجد تقريبا هو الوحيد الذى يرتدى زى مصارعة كامل بين المتنافسين فهو كان الوحيد بينهم المسجل بسجلات اللعبة على مستوى الجمهورية ويتدرب على أيدى محترفى تدريب وبناء أجسام متخصصين منذ كان فى العاشرة
أمجد طراز خاص من المصارعين يحبه منافسوه ويحترمون قدرته ... فهو بارع فى إكتشاف نقاط ضعف المنافسين ويجيد إخفاء نقاط ضعفه ورغم ذلك لا يلعب على نقاط ضعف خصمه ويلعب على مواطن قوة المنافس مما يجعل مبارياته تبدو للمشاهد ممتعة بين خصمين قويين ... لكن فى تلك المسابقة بين طلاب جامعة واحدة لم يكن هناك من يمكن أن ينافسه فى وزنه فكان يحاول إطالة المباراة ولو لمدة الأربع دقائق مدة الجولة الأولى لكن إنتهت مباراته الأولى بعد دقيقتين فقط لعدم التكافوء حاول أمجد خلالها إمتاع المشاهدين ببعض الحركات الفنية مع عدم إحراج خصمه
بنهاية المبارة الأولى لأمجد كانت سهام فقدت التحكم تماما فى لسانها
فرغم إحمرار وجهه من الخجل وشعوره بالحرج من أن يكون محط الأنظار وهو خجل حقيقى غير مصطنع فطريقة كلامه مع الغرباء عنه قد تغيرت ... وبعد أن كان يخجل من السلام على أى شابة بيده أصبح بتقبل مزاحهن معه حتى مع إستمرار حمرة الخجل بوجهه
ترى ما غيره فى يوم واحد ؟ بالتأكيد هى تلك الفاتنة التى كانت برفقته وخلع ميداليته أمام الجميع ليهديها لها بحركة رغم أنها لم ترها بنفسها إلا ان الجميع يقول أنها قمة الرومانسية ولا تصدر إلا من قلب محب .... من أين أتت التى تشعر بأنها خطفت منها الوحيد الذى انجذبت له وأول من شعرت معه بلذة ولو أنها بسيطة إلا أنها أول لذاتها الجنسية ؟ بالتأكيد إنها قريبة للدكتور إبراهيم عرفه إليها ليغيره من جندى ضل طريقه فوجد نفسه وسط المدنية إلى شاب مودرن يرتدى أحدث ما وصل من البلاد الأوروبية
ليتها إعترفت لنفسها إنه تحبه منذ أن تعرفت عليه ... هكذا حدثت سميرة نفسها وهكذا ألقت على نفسها باللوم بينما لم ترحم سهام حالة صديقتها أو لم تلحظها من الأساس فهى مشغولة بفضولها ........ وأنانيتها
مسكينة سميرة .... إنها لم تعرف بعد ما يمكن أن يخبئه القدر
وانتهى اليوم الحزين لسميرة و بعد أن بحثت عنها صديقاتها ولم يعثرن عليها وبعد أن أخبرهن أمجد بأن منى خطيبته منذ وقت طويل فتاكدن بأن أمجد لم يخدع سميرة ويعشمها بحبه ... فحبه لمنى يظهر فى عينيه بمجرد أن يذكر لهن إسمها
...........................................................................................................
دخل امجد من باب الفيلا الأنيقة لتستقبله الفتاة الجالسة خلف مكتب الإستقبال بإبتسامة رقيقة
ومرت أيام الشهر على أمجد وقد بدأ التغير يظهر فى تعاملاته مع كل المحيطين ... فقد كان تأثير الدكتور إبراهيم واضحا تماما فى شخصيته وازدادت ثقته بنفسه لدرجة أدهشته هو شخصيا وعادت الأمور فى الجامعة تسير سيرها العادى وظهر تفوق أمجد واضحا فى كل المواد فتركيزه الشديد وذاكرته الفولاذية وذكاءه الذى بدا واضحا جعلوا منه مع دعم الدكتور ابراهيم الفتى الأول عند جميع الأساتذة وعادت سميرة للتعامل معه بصورة طبيعية بعد أن تجاوزت صدمتها ورضت لنفسها أن تحبه دون أمل لكنها باتت تتقبل مزاح سهام معه الذى يزداد جرأة يوم بعد يوم دون أن تراعى مشاعر صديقتها التى باتت تعرف الآن أنها محبة له دون أمل حتى انها ردت على صديقتها إيمان بمنتهى الأنانية عندما طلبت منها التخفيف من مزاحاها الدائم مع أمجد مراعاة لمشاعر سميرة
بعد إنتصاف ليل ذلك اليوم يتسلل أمجد للسطح ويعد البرجولة لتوافيه أم منى بعد دقائق ... فلقد أصبحت البرجولة هى موضع لقاءهم ومحل ممارساتهم المجنونة ليستقبلها أمجد بين ذراعيه بمجرد دخولها ويغيبا فى قبلة طويلة يجلسا بعدها متلاصقين على الأرض وذراع أمجد يحيط كتفيها
الجزء الثامن
مقدمة
فى الجزء الثامن إستكمل الباشا حكيه عن تطور شخصية أمجد وتأثيرمحيطه عليه وتأثيره هو فى محيطة وعن تطور علاقته بكل صديقاته وتأثيره عليهن الذى بدأ فى الظهور
أصر الباشا على توضيح تقليد كان متبعا فى تلك الأيام البعيدة وهو ضرورة مقابلة الأب لأى ضيف قبل السماح له بالإختلاط بأهل بيته وكذلك توضيح تفاصيل شراء شبكة العروس حيث كان مبلغ شراء تلك الشبكة يحدد فى أغلب الأحيان بين الأسرتين قبل قراءة الفاتحة وكان من المعتاد شراء أم العريس وأبو العروسة هدية تضاف للشبكة كبرهان منهم على قبول فرد جديد بالعائلة
فى هذا الجزء توجد إشارة عن أيقونة الجمال فى العالم العربى وقتها "جورجينا رزق" اللبنانية التى فازت بلقب ملكة جمال الكون وظلت مثال للجمال لسنوات طويلة فى عالمنا العربى
فى هذا الوقت أيضا كانت تحدث إنقطاعات للكهرباء لكن ليست بجدول كما يحدث الآن بمصر إنما كان يحدث إنقطاع التيار الذى كان قد يستمر لساعات خصوصا فى أوقات الطقس السئ
لم يكن الناس يشكون لكنهم كانوا يتحملون
والآن لنعد إلى قصتنا ونتابع ما حكاه الباشا
...........................................................................................................................
شهدت الأيام التالية تغير حاد فى شخصية أمجد وبدء إندماجه فى عالمه الجديد .... فمن جهة توطدت صداقته بمجموعة زميلاته فى الجامعة و زال تحفظه فى الحديث معهن وبات كل منهم يعرف عن الآخر الكثير من تفاصيل حياته الشخصية ومن جهة أخرى إستطاعت إلهام فى المكتب بجرأتها جعله يخرج من شخصية "الطالب مقاتل أمجد حسن " لشخصية المصمم الأنيق " المهندس أمجد "
وجعلته كتب اليوجا التى يزوده بها أستاذه ويصر على مناقشته فيما قرأ فيها ويتابع تقدمه فى ممارستها أكثر تحكما فى إنفعالاته وتقبلا لأفكار كان يرفضها من قبل عن عالم إنفصل عنه مدة الثلاث سنوات التى أمضاها بمدرسته العسكرية
لكن ظلت منى هى رمانة ميزان حياته التى لا يخفى عليها أىٍ من تفاصيل حياته ...... " إلا شيئا واحدا "
وظل الخميس هو اليوم الوحيد الذى يسمح فيه لأمجد ومنى بالبقاء معا كخطيبين وأخيرا سمح له أبوه بإصطحابها لقضاء بعض الوقت بعيدا عن المنزل بعد أن إستأذن أباها
و اتى يوم الخميس واعتذرت سميرة عن حضور لقاء منى بحجة أن اهلها لم يسمحوا لها بالخروج مساء ... لكنها كانت فى الحقيقة لا تريد لقاء منى ... فكان شعورها بأنها تسرق لحظات متعتها البسيطة من أخرى لا تعرفها أفضل عندها من أن تتعرف على منى ثم تختلس من ورائها تلك اللحظات
كانت سميرة نقية هذا النقاء الجميل الذى قارب على الإنقراض
جلست سهام وصديقتيها أمل وإيمان بكازينو الميريلاند على ترابيزة تكشف لهم مدخل الكازينو الذى يقع بداخل تلك الحديقة المعروفة بمصر الجديدة وقد إقتربت الساعة من السادسة الموعد الذى حددوه للتقابل مع أمجد والتعرف على خطيبة صديقهم الوحيد
إمتدت الجلسة طويلا واندمجت الفتيات الأربع فى حوار طويل حول الموضة والمكياج وأشياء كثيرة لا يعلم عنها أمجد شيئا ولا يلاحظ إلا إنبهار صديقاته بمنى وجمالها وحتى رغبتهن فى تقليدها
وأخيرا ينفرد أمجد بمحبوبته فى السيارة لتشتبك أصابعهم لكن تلك المرة إستغلت منى هدوء شوارع مصر الجديدة وخلوها من المارة لتريح رأسها على كتف أمجد
ويأتى نهار الجمعة وبعد أن ينهى أمجد ومنى إفطارهما الإسبوعى بجوار البرجولة تعود منى لشقتها لتتلقى مكالمة سهام بينما يعود أمجد لشقته ويجلس وحيدا بغرفته ليفتح كشكول محاضراته ليجد ورقة صغيرة بداخله بخط منى مكتوب بها كلمة واحدة " باحبك "
تلك الرقيقة التى باتت تعلم أن تركيزه مرتبط بوجودها حوله تركتها له ليشعر بوجودها ويستجمع ذلك التركيز فى دروسه حتى وإن كانت غيرموجودة بجواره فدست له تلك الورقة وتلك الكلمة التى تعلم تأثيرها عليه ... وفورا قام للتليفون وقد قرر أن يقول لها الكلمة التى تنتظرها منه ولم يجد فى نفسه الشجاعة من قبل لينطقها لكنه وجد تليفونها مشغولاً فيهمس فى ضجر
كانت منى أمام باب شقة أمجد قبل أن تدق الساعة العاشرة بثوانى لتفتح لها أم أمجد الباب وتتلقفها فى حضنها فجدولهم اليوم ممتلئ بالدروس التى يجب أن تلقيها على منى وبالكثير الذى تريد أن تسمعه منها وبعد الحضن الطويل المعتاد تتهامسان
فى اليوم التالى إحتل أمجد مكانه المعتاد فى المدرج متوقعا وصول سميرة فى أى لحظة لكنها اليوم إنتظرت باقى صديقاتها بالخارج .... وظهرت الفتيات الثلاث أمامها ليجتمع شمل شلة الجميلات
ويخرج أمجد من الحمام ليتجه لغرفته ويرتدى الملابس التى إختارتها له حبيبته ليناديها بعد فترة
يصل أمجد أمام الفيلا الفاخرة التى تعيش فيها سهام مع أسرتها ويدخل من بوابتها الحديدية ليدق الجرس المعلق بجوارالباب لتفتح له سهام بنفسها .... فيوم الجمعة هو يوم إجازة لكل العاملين فى الفيلا
طال الحديث حتى ظن أمجد أنه لن ينتهى وأبو سهام يستفسر منه أو بالأحرى يستجوبه عن كل شئ بداية من الحى الذى يسكن فيه ومدرسته الثانوية وحتى مهنة أبيه وأمه ولا يقطع هذا الحديث إلا دخول سهام
شدت المدفأة أنظار أمجد فهو لأول مرة يرى مثلها خارج الأفلام وبجوارها مجموعة الأخشاب التى تستعمل لإشعالها ومعلق على جانبها السيخ الذى يستعمل فى تقليب الخشب
تسلل أبو سهام وأمها أكثر من مرة ليراقبوا ما يحدث داخل الملحق من خلف الباب وفى كل مرة يجدوا أمجد منهمك فى شرح شئ ما وهو واقف والفتيات يناقشنه وقد ينفعل أحيانا ويهدأ احيانا فاطمأن قلبهما من جهة أمجد وتأكدا بالفعل من أنه شاب أهل للثقة
وأخيرا إنتهت جلسة المذاكرة ولم يتوقع أمجد بأن شرحه لمحاضرة الهندسة الوصفية بصوت مسموع سيجعله يستوعب تلك المحاضرة الصعبة بتلك الصورة
وأستأذن أمجد فى الإنصراف وبالطبع كان لابد على سميرة أن ترافقه فهى تخاف من المشى وحيدة فى تلك الشوارع الهادئة بينما ظلت أمل وإيمان مع سهام ليستكملن معا المذاكرة فهن يسكن فى نفس حيها على بعد ثلاث شوارع
وخرج أمجد وسميرة من الباب الجانبى لتسير معه لأول مرة فى تلك الشوارع الهادئة التى تصطف الفيلات على جانبيها وفجأة يعلو نباح أحد الكللابب لتندفع سميرة وتحتضن ذراع أمجد فى خوف وتضمه بشدة حتى يبتعدا عن صوت النباح لكن سميرة إستمرت فى إحتضان ذراع أمجد فقد شعرت بالأمان عندما ضمت ذراعه لصدرها .... وربما لأسباب أخرى
لم تترك سميرة ذراع أمجد فلقد شعرت باضعاف ٍذلك الإحساس الجميل الذى يكتنفها عندما تلصق فخذها بفخذ أمجد
توقعت سميرة أن يجلس أمجد بجوارها فى التاكسى الذى استوقفه على أول الشارع وقد إستعذبت إحساس إحتكاك ذراعه بصدرها وضغطه على حلماتها التى تشعر بها الآن منتصبة جاعلة شعور لذتها يتضاعف وتناست كل ما كانت تضعه فى ذهنها بالنسبة لأمجد لكنه خيب ظنها بعدما فتح لها باب التاكسى الخلفى لتجلس ثم جلس هو بجوار السائق لا لكى يتبع الأصول كما ظنت لكن لإنه شعر بوحش الشبق الذى يسكنه ورآه يبتسم له يغريه بالإستمرار فى حك ذراعه بصدر سميرة وخاف أن يغلبه الوحش فيتمادى
........................................................................................................
مرت أسابيع واعتاد أمجد على وجوده كل جمعة فى بيت سهام واعتادت اسرتها على وجوده واعتادت سميرة على الحصول على وجبة المتعة الإضافية فقد أصبح إحتضانها لذراع أمجد بمجرد إبتعادهم عن بيت سهام شئ طبيعى لا تخجل منه ولا يمانع أمجد فيه بل أنه أصبح الآن يشعر بأن إلتصاق فخذها بفخذه أثناء المحاضرات يسعد الوحش الساكن بداخله
........
اصبح أمجد وإلهام ثنائى متفاهم فأصبح يتفهم جنونها واستطاعت هى أن تخرج منه الفنان المجنون الذى كان الدكتور إبراهيم يراه بداخله وأصبح تبادل أفكار التصميمات الجديدة بينهما يخرج بتناغم حتى أن الدكتور إبراهيم أصبح يعتمد عليهما تماما فى أفكار التصميمات واجتمع بهما قبل يومين من إسبوع الإمتحانات الأخير
بريئة كانت سميرة لكن إلى متى ستستمر برائتها بعد أن بدأ يسكنها ذلك الوحش
وياتى نهار الجمعة وأمجد ومنى لم يغمض لهم جفن من فرط فرحتهم وسمح له أبوه بإستخدام التليفون الذى لم يتركه ولم يتوقفوا عن الكلام حتى إستيقظت أمه
كان جو بدايات يناير غائما تتخله لسعات برد خفيفية وتمنى أمجد ومنى أن تمطر السماء فكلاهما يتفائل بالمطر ويعتبره بشير خير ولم تبخل عليهما السماء ببضع قطرات تسعدهما و تبارك بها تتويج حبهما
كان ابو منى هو من أصر على شراء الشبكة فى بداية فتح محلات الصاغة فهو كتاجر يرى أن أى بائع يتساهل فى الصفقة الأولى لكل يوم فالتاجر يرى أن أول قطعة يبيعها تفتح باب الرزق لباقى اليوم .... وكان محقا
كانت إختيارات منى رقيقة مثلها فجاءت الشبكة بعدد قطع كبير نسبياً لخفة وزنها خاصة بعد أن أصر أبو منى على أن يهدى العروسين مائتى جنيه أخرى ليصبح مبلغ الشبكة 2000 جنيه وهو مبلغ غير قليل
عادت الأسرتين لمنزلهما وصعدوا السلم لشقة أسرة منى وسط زغاريد أم أمجد وأم منى وشاركت بالطبع باقى الجارات فى حفلة الزغاريد وتمنى أمجد أن تطول جلسته مع منى لكن إصطحبه أبوه لشقتهم ليهمس له حتى لا يسمع أخويه الصغيرين
وصل أمجد لفيلا سهام وركن سيارته بجوار باب الملحق وبدأت رياح باردة تصفر فى الجو ليدق الجرس ويدخل وهو ينفخ فى يديه ليدفئها فيجد الفتيات الأربع فى إنتظاره وقد تدثرت كل منهن ببالطو ثقيل فالجو بالفعل أصبح قارس البرودة
ويدخل عليهم ابو سهام وأمها دون أن يشعروا بهم
ويستمرأمجد فى شرح منهج الفيزياء لنفسه بصوت مرتفع والفتيات يستمعن ويناقشن أحيانا ويضعن بعض خطوط فى كتبهن وهن متعجبات من تبسيط أمجد للمادة وتفكيكها لدرجة أشعرتهن بأنهن أغبياء إذ لم يستطيعوا فهم تلك المادة
وفى السابعة كانت الفتيات قد أرهقن تماما بعد أن شرح لهم أمجد ما يقرب من ثلاثة أرباع الكتاب
عاد أمجد لفيلا سهام وقد إزدادت برودة الجو وبدأت السحب فى التجمع منذرة بليلة ممطرة ليجد سهام قد أعدت بعض السندويتشات وكوبين من الحليب وقابلته بإبتسامة تحاول بها الإعتذار عن قلة ذوقها
لم تبعد سهام يدها عن ذراعه ولم يحاول هو إبعادها لكنه يمد يده فيتناول كوب القرفة ويناوله لسهام التى تأخذه بيد تكاد ترتعش من إثارتها بينما اليد الأخرى تتجمد على ذراعه فيتناول كوبه بذراعه الأخرى بينما يلف ذراعه التى تتحسسها سهام حول كتفيها فتتنهد تهيدة طويلة وتريح راسها على صدره تتشمم رائحة شاب لأول مرة فى حياتها مختلطة برائحة الخشب المحترق ودقات المطر بالخارج تعزف من حولهم موسيقى رومانسية تزيد من نشاط الوحش الذى بدأ يظهر أنيابه مع إنتهائهم من شرب مشروبهم الساخن الذى زاد من سخونة أجسادهم المراهقة فيضع أمجد كوبه على الصينية ويمد يده لسهام التى تناوله كوبها ليهمس لها بصوت لا تكاد تسمعه
عادت سهام بسرعة وكأنها تخاف أن يغير أمجد من موافقته التى بدت فى عينيه لتجلس بجواره وتضع رأسها على كتفه بينما تثنى ركبتيها فتنزلق الجيبة التى ترتديها وتكشف له فخذيها عاريين وتلفح نيران المدفأة أسفل فخذيها وكسها الذى لا يداريه إلا الكيلوت القطنى لتزيد من حرارته وتفتح الباب لسائلها اللزج ينساب منه فيمد أصابعه يمررها على باطن فخذها حتى تصل أصابعه لكسها فيمرر أطرافها عليه بنعومة ويلف يده حول كتفها فتمد يدها تتحسس صدره وتفك أزرار قميصه وتمرر يديها على صدره العارى بلمسة مرتبكة ... وهنا يتمدد الوحش ويحيط بأمجد وسهام ولا يترك فرصة لهما للفرار منه فيضع أمجد يده اسفل ذقنها ويرفع وجهها إليه ويبدأ فى تقبيل وجنتيها بهدوء شديد حتى يصل إلى أذنها اليسرى فيطبع قبلة أسفلها ثم يمتص حلمة أذنها وتشعر بأنفاسه الحارة داخل أذنها فتغمض عينيها مستمتعة بلمسات شفتيه بينما يفتح هو أزرار بلوزتها الصوفية ويخلعها عنها فتقلده وتخلع عنه قميصه فيصبح عارى الصدر أمامها وهاهو حلمها بأن تتحسس جسد رجل عارى يتحقق فتمرر كفيها بجنون على صدره وبطنه متلمسة عضلاته الواضحة وقد تخلت يدها عن ترددها فيقف ويوقفها أمامه ونصفها العلوى مستور بقميصها الداخلى وسوتيانها البناتى الساذج ونار المدفأة تنعكس على جسده العارى وجسدها الذى يوشك أن يتعرى
رفع أمجد وجهها إلى وجهه مرة أخرى وبدأ فى تقبيل شفتيها قبلات سريعة ولم يكن يتوقع أن تستجيب له كإستجابة عشيقته أم منى فتلك هى أولى تجاربها فى التقبيل ولا تعرف ماذا تفعل لكنها الآن بين يدى خبير
مرر أمجد إبهامه على شفتى سهام وفرج بين شفتيها فاستجابت له وفتحت فمها قليلا ليأخذ شفتها العليا بين شفتيه فتشنجت شفتيها لبرهة ثم ارتخت ليفعل بها ما يشاء فامتص شفتها العليا كثيرا وبدأ صوت تنفسها فى الإرتفاع وشعرت بماء كسها وقد بدأ يسيل كثيفا من كسها يبلل فخذيها وبدأت تبادله إمتصاص شفته السفلى وفتحت له فمها ليعبث لسانه بلسانها قليلا ثم يمتص لسانها داخل فمه وقد أحكم ذراعيه حولها حتى لا تنهار ساقاها ثم دفع لسانه مرة ثانية لفمها فتفعل به ما فعل بلسانها حتى تنتهى قبلتها الحارة الأولى فى حياتها
يحرك أمجد شفتيه يقبل رقبتها ويهبط بهما حتى صدرها فيستمر فى تقبيله متجها لكتفها الأيمن حتى يصل لحمالة قميصها الداخلى فيزيحها بيده فتفهم ما يريد وتخرج ذراعها من الحمالة لينكشف نصف سوتيانها الأيمن مظهرا أعلى ثديها فيغمره بالقبلات وهو يحرك حمالة قميصها الأخرى لتخلع ذراعها عنه ويسقط نصف القميص العلوى لأسفل تمسكه الجيبة عن الوقوع ويصبح نصفها العلوى عارٍ إلا من هذا السوتيان القطنى الساذج فيحرك شفتيه مقبلا ثديها الأيسر ينما ذراعيه تلتف حول جسدها لتعالج قفل السوتيان من الخلف ليفتحه بسهولة ويخلعه عنها ويحرره من ذراعيها ليصبح نصفها العلوى عارٍ تماماً فتدفع نفسها فى حضنه ليلامس صدره ثدييها وتنغرس حلماتها المنتصبة بشدة فى جلد صدره وتشعر بإنتصاب زبره يضغط على كسها فتمد يديها وهى فى أحضانه تريد إنزال ما يمنع نصفها السفلى عن زبره فيمد يده ليمنعها بينما يحرك صدره يسحق به تلك الحلمات المراهقة بينما يحرك كفيه على مؤخرتها بنعومة ويعتصر فلقتيها إعتصارات رقيقة بينما يقبل الهالة التى تحيط بحلمتها اليسرى بهدوء قبل أن يلتقمها بين شفتيه ويحرك عليها لسانه بينما تفرك يده حلمتها اليمنى فتتأوه سهام آهة متعة هادئة طويلة فلمساته كرجل يختلف تأثيرها كثيرا عن لماساتها لنفسها فيشفط الحلمة اليسرى بفمه ويزيد من حركة لسانه عليها حتى تبتل تماما بلعابه فينقل شفتيه للحلمة اليمنى يكرر معها ما فعله باليسرى بينما فركة يده لتلك الحلمة اليسرى تختلف بفعل تبللها بلعابه فتطلق آهة متعة أطول من الأولى فيمسك بكلا ثدييها يعتصرهما برقة ويفرك الحلمتين بباطن يده وهو يرفع ثدياها يقبلهما من أسفل ويقبل الشق بينهما ويمرر لسانه على طول هذا الشق حتى يصل لسرتها فيدخل فيها لسانه ويده تجذب الجيبة والقميص الداخلى المتدلى عليها لأسفل بعد أن يجلس على ركبتيه حتى تبقى واقفة أمامه لا يسترها إلا الكيلوت القطنى الساذج الذى يرتديه ويقبل كل ما حول هذا الكيلوت وقد إبتل تماما من مائها فيضع فمه مكان كسها ويعتصر ما تشربه الكيلوت بشفتيه بينما تتسلل أصابعه تحته لتتحرك على الشق بين فلقتيها ويرتفع تنفس سهام بشدة وتبدأ ركبتيها فى الإنهيار ويعلم أمجد أن لحظتها قد حانت فيدفعها برقة حتى تجلس على الكنبة وهو يحرر فلقتيها وكسها من قيدهذا الكيلوت حتى يخلعه تماما من ساقيها ويلقيه أرضا ويفتح ساقيها ليقبل كسها قبلة طويلة قبل أن يلتقم زنبورها بين شفتيه ويمتصه بشدة فتنفجر شهوتها وتقذف بمائها غزيرا ليتلقى هو هذا الماء بفمه وهو يفرك شاربه الخشن بين شفرتى كسها ولم تعد سهام تدرى ماذا يحدث لها فلأول مرة تشعر بإنقباضات كسها بتلك القوة التى ينتفض معها كامل جسدها وتحاول أن تدفع رأسه بعيدا فتمد يديها لرأسه لكنها تجد نفسها تدفع رأسه أكثر نحو كسها وتضم ساقيها بشدة على رأسه وتخرج كلماتها متقطعة
بعد أن هدأت فورته يقوم أمجد من فوق فخذى سهام ليجذبها برفق فتستجيب له ليناما على الأرض عاريين تماما فتلف ذراعها حول صدره وتضع فخذها على بطنه وتتوسد ذراعه برأسها وهى تنظر إليه غير مصدقة ما فعلته الآن معه وما فعله معها
........................................................................................................
دخل أمجد شقته التى يسودها الهدوء التام فالساعة تجاوزت منتصف الليل ويصطحب التليفون لغرفته ينوى الإتصال بسهام كما وعدها ليجد نفسه يتصل برقم منى
فى السابعة تماما تكون منى أمام باب شقة أمجد لتقابل ابوه خارجا لعمله تودعه أم أمجد التى تسحبها من يدها للداخل وتحدثها فى همس
إستمر أمجد فى الرسم دون أن ينطق بكلمة واحدة واستمرت منى جالسة جواره لا تنطق ولا تتحرك إلا لتبدل له كوب الشاى بآخر
لم يتناولا أى طعام ولم يترك أحدهما الغرفة حتى للذهاب للحمام باستثناء خروج منى لعمل كوب شاى له والعودة بسرعة لتكون جواره وحتى عندما أشارت الأم لمنى كى تأتى للغداء رفضت بشدة التحرك من مكانها ... فهى تشعر بضرورة وجودها بجواره وأن ذهابها سيعطله عما يعمل
وأخيرا رفع أمجد راسه من لوحته لينظر لمنى فى حب ويشير لها لتقوم وترى ما أنجزه فتنظر منى للوحة بإنبهار ولو أنها لا تفهم ما فيها لكنها تراها جميلة
وتعود إلهام للإتصال وتضع منى أذنها عالسماعة مع أمجد
الجزء التاسع
مقدمة
أرهقنى الباشا بحكيه
فأحيانا يدفعنى لحبه وأحيانا أكرهه حتى بت أعتقد أن هناك روحان يتقمصان جسده
أحبه عندما يحكى عن حبه لمنى وعشقه لكل تفاصيلها وما كان يفعله من أجلها .... وأكرهه عندما يحكى عن خياناته لها
عندما حاولت أن أستفهم منه عن كيف يحبها كل هذا الحب ثم يضاجع أخرى أجابنى بأن الحياة تختلف تماما عن القصص الرومانسية والأفلام العربية ...وبأن وحش الشبق الذى يسكن الإنسان دائما ما يتغلب على أى شعور آخر
لم أفهم ... لكن قد افهم بتوالى أجزاء القصة
..............
قد يكون من المفيد أن اشرح للقراء معنى كلمة "ماكيت" التى وردت فى هذا الجزء .... وهو عبارة عن مجسم للمبنى أو المبانى يصنع من الورق المقوى والأخشاب بمقياس أصغر جداً وكان هناك وقتها عمال ومهندسون يحترفون عمل الماكيت "قبل إبتكار برامج ال3D"
هناك أيضا إشارة لجاودى وأعتبره انا شخصيا أعظم مصمم معمارى فى العصر الحديث برائعته " إل ساجرادا فاميليا" تلك التحفة المعمارية التى يجرى العمل بها منذ أكثر من قرن من الزمان ولم تكتمل بعد ( بدا العمل فى إنشاء إل ساجرادا فاميليا عام1882)
واخيرا هناك إشارة لألبوم الفنان محمد منير "شبابيك" الذى صدر عام 1981 وظل لأعوام يتصدر مبيعات شرائط الكاسيت ولم يخلو بيت من إحدى نسخه ولم تخل سيارة شاب من نسخة منه
والآن نعود لقصتنا ونتابع حكى الباشا
...........................................................................................................
كانت المرة الأولى لأمجد منذ أكثر من ثلاث سنوات التى يوقظه فيها أحدهم صباحا ... فمنذ السنة الأولى بمدرسته العسكرية وهو يستفيق من نومه قبل السادسة دون تدخل من أى إنسان ... لذلك إختلط عليه أمره وأمه تهزه برفق ليقوم من نومه ولم يدر بأى وقت هو عندما فتح عينيه
طوى أمجد لوحته الأولى فى عالم الإحتراف بعناية ليحملها ويستقل تاكسى لمكتب الدكتور إبراهيم ليدخل مكتب إلهام فى نفس لحظة تعانق عقربى الساعة عند رقم 12 ليجد إلهام تقطع الغرفة جيئة وذهابا بخطوات متوترة لتمد يدها تختطف اللوحة المطوية من يد أمجد وتفردها أمامها على الترابيزة الدائرية التىى تتوسط الغرفة
ويعود الدكتور إبراهيم للمكتب تتبعه إلهام بضجتها المعتادة و بيده كيس كبيريحمل إسم أحد محال الإلكترونيات الكبيرة فى مدينة نصرو الذى يشغل ثلاثة أدوار كاملة من مبنى متسع المساحة ليمد يده لأمجد بالكيس ويتجه لمكتبته يخرج منها بعض شرائط الكاسيت
عاد أمجد لمنزله يتشوق لرؤية منى كى يشعر بفرحتها وفرحته بإنجازه بل إنجازها فهى أيقونة نجاحه وسره وتوقف أمام شقتها لكنه تذكر أنه ممنوع من رؤيتها اليوم فصعد درجات السلم بتثاقل حتى وصل شقته ودخل غرفته ووضع هدية الدكتور إبراهيم كما هى بكيسها بجوار راديو الترانزستور الصغير وجلس قليلا ثم إندفع للخارج ليعود بعد ساعتين وبمجرد دخوله يتصل برقم منى لتجيبه أمها
كانت أم أمجد تشفق عليهما من أن تقطع عليهم فرحتهم لكن لم تستطع تركهم لوقت أطول ......فمنى ينتظرها الكثير من المهام التى يجب أن تُنجز ... كذلك فإنها الآن تكاد لا ترتدى شيئا أسفل روبها
.........................................................................................................
أنهى أمجد إمتحانه الأخير ولم يبق أمامه إلا عمل يوم واحد بالمكتب ليتفرغ لحبيبته وحفل خطبته وكالعادة تجمعت شلة الجميلات معه بعد الإمتحان
بدأت النقية سميرة فى التغير وبدأت شهوتها تغلب نقائها ... مسكينة سميرة لا تعلم بعد كيف يتلاعب القدر بمصائر البشر
.................................................................................................................
وأخيرا جاء يوم الجمعة ... لم يكن أمجد متعجلا الحفل لكنه كان متعجلا لإستعادة جلساته مع حبيبته ... ذلك الحفل الذى أقيم بسطح المنزل حيث وضع فى البرجولا كرسيى العروسين على منصة مرتفعة عن الأرض وأمامها منصة أخرى لتقديم الفقرات أو بالأحرى فقرتى الفنانين ... مطرب شعبى تبعته راقصة كانا وقتها مغمورين.... "أصبحا بعدها بسنوات مشهورين " .... كان السطح مزدحما بالنساء والشباب بينما خصصت شقة منى لإستقبال الرجال أو "الكبار" ... حضر جميع الأصدقاء وكل الجيران وحضرت صديقات منى وأصدقاء أمجد والدكتور إبراهيم وإلهام وحتى أبو سهام وأمها حضروا لرؤية تلك الجميلة التى لا تتوقف إبنتهما عن وصف جمالها وإصطحبوا معهم صديقتيها أمل وإيمان ...... الوحيدة التى لم تحضر كانت سميرة
لم يكن أمجد ولا منى من محبى الطرب الشعبى ولا الرقص الشرقى لكنهما كانا سعيدين .... إنفصلا بروحيهما عن الزحام المحيط وغابا سويا فى عالمهما الخاص بأعينهما المعلقة كل بالآخر ... حتى صوت الرصاصات التى أطلقها أقارب أمجد الحاضرين من اقصى جنوب مصر كعادتهم فى الإحتفال لم يزعج الرقيقة منى .... فبوجود أمجد لا شئ يزعجها ... فهو بالنسبة لها الأمان الكامل ... لم يزعجهما إلا إنتهاء الحفل وإضطرارهما لفك تشابك أصابعهما وإنفصال كل منهما عن الآخر ليتوجه كل إلى شقته ..... فأمامهما غدا سفر مرهق ويوم طويل
بمجرد دخول أمجد وأسرته لشقتهم إلتقطت أمه التليفون لتصطحبه معها وسط تبرم أمجد
لم يستيقظ العاشقان حتى بعد أن توقفت السيارة أمام مدخل الشاطئ المؤدى للشاليهات فاشارت أم أمجد لأم منى كى تأتى لمشاهدة المنظر الذى رأته رائعا
تلقى أبو منى أمجد بحضن أبوى طويل وأخذه بيده ليعرفه بشقيقته فاطمة وزوجات أخوته فزوجات إخوته رفضن حضور الحفل بحجة إرهاق السفر بينما فضلت شقيقته البقاء للتأكد من تجهيز الشاليهات للأسرتين القادمتين من القاهرة وبعد أن أنتهت مهمة التعارف بقيت منى وباقى النساء فى الشاليه الخاص بأسرتها بينما إصطحب أبو منى أمجد وأبيه للخارج لحديث مهم
لم يعد أمجد إلا بعد العاشرة بصحبة ابيه وأبو منى ليستأذن فى رؤية منى ويأذن له أبيها بلقاء قصير ويناديها فتخرج ليتركهما الأب قليلا فهو أيضا بات يعلم بمقدار الحب الذى يكنه كل منهما للآخر
يعود أمجد للشاليه الخاص بأسرته وينفرد بأمه
كانت أم منى تودع زوجها لعمله فى التاسعة عندما لمحت أمجد ومنى يمرحان بالقرب من المياه ويتداعبان تلك الدعابات البريئة بالماء والرمال ونظرت إليهما وهى لا تستطيع أن تحدد ما تشعر به ..... فهى تحبهما وتحب حبهما ولا ترى أحق من نفسها بهذا الشاب إلا إبنتها لكنها تخشى أن تكون السبب فى تدمير تلك العلاقة الرائعة بعدم قدرتها على إيقاف علاقتها بأمجد رغم محاولاتها ..... لكنها تجد نفسها فى كل مرة تندفع لترتيب لقاء مع أمجد ... فهو الوحيد الذى يستطيع إشباع جوع وحش شبقها بلمساته ... ... ...رغم فحولة زوجها
جنّبت أم منى أفكارها جانبا وتوجهت لباب شاليه أسرة أمجد لتدقه بهدوء لتفتح لها أم أمجد الباب وتسر لها بما يريده أمجد ووسط ضحكات نسوية مكتومة يتجهن ناحية أمجد ومنى
مرت أكثر من ثلاث ساعات كاملة على أمجد فى جلسته حتى رأى منى أمامه تسير بين أمه وأمها متجهات نحوه وهن يحملن حقائب مشتريات كثيرة ووجهها يتضرج بلون أحمر والسيدتان لا تكفان عن الهمس فى أذنها بكلمات ثم يضحكن ضحكات نسائية تنم عن سخريتهم من منى وخجلها بكلمات بالتأكيد كانت فاضحة فقفز أمجد ليلتقى بحبيبته فهى بالفعل أوحشته
وأخيرا يستطيع أمجد ومنى الإنفراد ببعضهما بعد أن خرجت الأسرتان للتسوق وتركا منى وأمجد فى حراسة عمتها الصغرى فاطمة المخطوبة والتى تشعر بما يشعران به من لهفة لبقاءهما منفردين فتتركهما فى شرفة الشاليه يجلسان متلاصقين بعد أن إبتلع البحر قرص شمس يناير وبعد أن يسود الظلام الشاطئ أمامهما إلا من الضوء الضعيف المنبعث من باب الشاليه المفتوح
إعتبرأمجد تغلبه على خوفه من نطق كلمة أُحِبْك نقطة ضعف أخرى يتخلص منها بفضل القوية برِقْتِها ..... منى
ويقسم الباشا أن تلك القبلة الأولى التى قبلها لمحبوبته هى أجمل القبلات فى حياته كلها وأن طعمها على شفتيه لا يزال موجوداً رغم مرور السنين و رغم كثرة قبلاته من قبل ...... ومن بعد
...........................................................................................................
عاد أمجد فى الأسبوع التالى للمكتب بروح جديدة ... روح المحب االشجاع بعد أن إختلطت بشخصية و روح المصارع المقاتل ليقتحم المكتب على إلهام دون أن يدق الباب كما تفعل هى دائما
هرع أمجد لمنزله ليلحق بمنى قبل أن تترك شقته فهو لا يريد إخبارها بالتليفون بل يريد أن يرى وجهها عندما يشرق بالفرحة ... وعندما إنفرد بها فى غرفتهما الضيقة " والباب بالطبع مفتوح " لم تسمع أمه سوى صرخة فرحة من منى وصوت تقافزإبنها وخطيبته لتسرع إليهما لترى أمجد يطبع على وجهها قبلة سريعة
عاد أمجد لكليته بعد أن أمضى كل يوم فى إسبوعه الأخير بمكتب تصميمات الدكتور إبراهيم يعمل مع إلهام على إنهاء التصميمات الداخلية وكانت إلهام قد بدأت فى تعريفه بعالم جاودى و "إل ساجرادا فاميليا" .... تلك الجميلة الأخرى التى عشقها أمجد من أول نظرة .... وتغير جدوله الإسبوعى ليكون بقائه مع منى كخطيبين صباح الجمعة بدلا من مساء الخميس وسمح له أبوه بعد إستئذان أبو منى أن يقضيا جمعة من كل جمعتين فى فسحة بعيدا عن البيت ورجته منى أن تزيد مدة مذاكرته مع صديقاتها لإربع ساعات كل إسبوع ويتفق معها أن تكون تلك الساعات من الخامسة للتاسعة بشرط أن تجعل هى أمه توافق على أن تبقى معه لساعة إضافية بعد عودته
كانت سميرة متشوقة لعودة الدراسة فقد إفتقدت لحظات بللها فحرصت على الذهاب مبكرا لكليتها كى تحظى ببعض اللحظات الإضافية من المتعة لكنها صدمت عندما دخلت المدرج لتجد أمجد جالسا فى مكانه المعتاد وسهام جالسة أمامه على البنش وتضع يدها على كتفه وهى مستغرقة فى ضحك متواصل ... صُدمت سميرة فهاهى سهام قد سبقتها وقطعت عليها طريق متعتها بأنانيتها وتجمدت مكانها لثوان كانت كافية لتلحظ سهام وصولها وتشير لها بيدها وتناديها بصوت رنت كلماته فى المدرج الخالى
مر الأسبوع سريعا وأمجد كالنحلة لا يهدأ بين كليته وتدريبه وعمله وأجمل المشاوير لقلبه توصيل حبيبته للجامعة وإعادتها والمذاكرة معها فى غرفته الضيقة وإستمتاعه بتشابك اصابعهما وإختلاس ببعض الأحيان لأحضان سريعة أو قبلات من خلف أمه التى كانت أحيانا تعلم وتتغاضى وأحيانا لا تعلم
وأتى يوم الخميس لتتجمع الشلة قبل خروجها من باب الجامعة وكان يوما مميزا لسهام فهو عيد ميلادها وسيحضره خطيبها وأسرته وبالتأكيد كل أصدقائها وصديقاتها
بعد إنصراف أمجد إختلت سميرة بسهام وقد قررت وضع حد لتحرشات سهام بأمجد
"مسكينة سميرة فقد إختصها القدر بإختبار أليم"
...........................................................................................................
بمجرد إستقرار أمجد بسيارته فتح الورقة المكتوبة بخط سهام
"أنا عارفة إنك مش هتقدر تيجيى عيد الميلاد علشان شغلك مع الدكتور إبراهيم . بابا لمحك فى المكتب يوم التلات لما كان بيتفق معاه على شغل . متخافش مستحيل حد يعرف مِنْى إنك بتشتغل معاه . هستناك بالليل الساعة واحدة فى الملحق . لو مجتش مش هازعل . لكن لو جيت هتخلينى أسعد إنسانة فى الدنيا ودى هتكون أجمل هدية فى عيد ميلادى"
مزق أمجد الورقة وألقاها بالخارج وقد قرر ألا يطيع سهام فيما تريد ... فأخشى ما يخشاه أن تخرج الأمور عن سيطرته فيفقدها بكارتها وهو ما لن يغفره لنفسه إذا حدث ... وإذا كانت سهام شبقة لهذا الحد فلديها خطيبها يطفئ شهوتها وقتما تشاء ... أدار أمجد سيارته واتجه ليصطحب حبيبة روحه من كليتها و بمجرد رؤية أمجد لمحبوبته مقبلة عليه نسى كل ما دار برأسه بشأن سهام و كل ما يدور حوله ... فبوجودها تصبح هى دنياه التى يعيشها ويتنفس من أجلها ليتناولا الغداء سويا فى شقته مع أسرته ويتركها بعد السادسة بنصف ساعة ليتوجه للمكتب ويعود ليقابلها قبل أن تترك أمه وتعود لشقتها ليذهب لغرفته ويستبدل ملابسه ويرقد على فراشه ليخطط كيف ستكون فسحته صباحا مع الرقيقة منى وإلى أين سيصطحبها ولكن ....................
ولكنه يجد وحش شبقه فجأة أمامه يجلس متربعا على صدره يبتسم له تلك الإبتسامة الخبيثة يدعوه للحسناء التى تنتظره فى بيتها ... يدفع أمجد الوحش بيديه ويدير له ظهره وينام على جانبه فيجد الوحش نائما إلى جواره مستندا برأسه على كفه يذكره بجسد تلك الحسناء المنتظرة وصوله لتحتفل معه بعيد ميلادها ... يدير ظهره للوحش فيجده يقفز مرة ثانية أمامه يرجوه ألا يكسر فرحة حسناء تنتظر منه هدية عيد الميلاد
يقسم الباشا أن أمجد صارع الوحش كثيرا لكن الوحش هزمه بمساعدة الساعة بدقاتها الإثنى عشر وكأنها سيمفونية ضربات القدر تضرب رأسه ليجد نفسه ينتقى افضل ما فى دولابه ويغرق ملابسه بالعطر المسائى الذى دله على إسمه الدكتور إبراهيم وأهداه أول زجاجاته ويتسلل خارجا وسط الهدوء الذى يسود المكان فالكل نيام بعد أن إنتصف الليل ليستقل سيارته فى إتجاه الحى الذى تقطنه سهام ويتوقف فى الطريق أمام أحد الأكشاك الساهرة والتى تبيع من ضمن ما تبيع شرائط الكاسيت لينتقى شريط كهدية لسهام ويأخذ نسخة أخرى من نفس الشريط يتركه بالسيارة
بمجرد دق أمجد لباب الملحق كانت سهام تفتح له الباب ولأول مرة يراها أمجد بمثل هذا الجمال وقد إرتدت فستا حريريا أسود يضيق على جسدها ويحدد ملامحه ذو فتحة صدر عريضة يظهر منها جزء كبير من ثدييها ويبرز الشق بينهما ويضيق الفستان حول خصرها فيظهرإعتدال قوامها ويظهر من فتحته الجانبية الطويلة بطول ساقها اليسرى فخذها لامعا متناسقا مع سمانة ساقها المسحوبة وترتدى على كاحلها الأيسر خلخال رقيق وحذاء ذو كعب عال رفيع يزيدان من جمال تلك الساق رائعة التكوين
بصعوبة إستظاع أمجد رفع عينيه عن جسد سهام لينظر لوجهها ولأول مرة تضع مثل هذا المكياج الذى يبرز تفاصيل وجهها والروج القانى الذى صبغت به شفتيها والخطوط المرسومة بدقة تحدد عينيها وجفونها ورموشها الطويلة وقد صففت شعرها الناعم المتموج لينسدل خلف راسها ويصل لكتفيها محيطا برقبة رائعة
كانت سهام يومها فى غاية الجمال .... لكن بالرغم من حرصها على إظهار جمالها لم يكن هذا الجمال ليقارن بجمال حبيبته ... منى
مدت سهام يدها لتخلع عن أمجد الجاكيت وتتركه ليسقط أرضا وتفتح له أزرار قميصه لتتحسس صدره بينما تنزلق شفتى أمجد من فمها لتقبل رقبتها ونحرها والجزء الظاهر من ثدييها ويديه تعالج فستانها تسقطه من كتفيها بينما شفتاه تنتقلان فيما بين الكتفين تقبلان كل جزء يكشفه الفستان فى رحلة خلعه حتى ينكشف صدرها تماما وهو يخلع الفستان من ذراعيها ويجذبه لأسفل فيسقط الفستان أرضا تحت قدميها ويبعدها أمجد قليلا ليعاين هذا الجسد الرائع العارى إلا من سوتيان أسود من الدانتيل الرقيق وكيلوت صغيرمن نفس القماش يدارى بالكاد شفرى كسها الأبيضين الواضحى الملامح خلف قماشه الخفيف ويختفى من الخلف بين فلقتيها وكأن هذا السوتيان وهذا الكيلوت يكملان لوحة جسدها المتناسق
كانت أنفاس سهام تتهدج وقد بدأت تصل إثارتها للقمة لكنها كانت تريدها ليلة لا تنسى لها .... ولأمجد
يدرك أمجد إرتباكها فيخرج زبره من فمها ويجذبها لتقف أمامه ويمسك بيدها ويفتح كفها ويقبل كلوة يدها ثم قاعدة إبهامها وكل جزء فى إصبعها الإبهام ثم يضع عقلة إبهامها الأولى فى فمه يمتصها أولا ويدير لسانه حولها ثم يمتص باقى الإصبع فى فمه ثم يخرجه وهو يمنعه بلسانه عن الإحتكاك بأسنانه ولم تدر سهام كيف إستطاع بتلك الحركة البسيطة إشعال نارها حتى شعرت بالبلل يجتاحها وأمجد يضع كفه أمام شفتيها ويشير لها أن تكرر بإبهامه ما فعله بإبهامها فتكرره فيقبلها بعدها قبلة سريعة على شفتيها ثم يهمس لها
بعد أن هدأت فورة سهام حملها أمجد بين ذراعيه وجلس على الكنبة المواجهة للمدفأة وأجلسها على فخذه الأيسرمحيطا جسدها بذراعه وهو لا يرتدى إلا الشراب فى قدميه بينما هى لا زالت مرتدية حذاءها زى الكعب العالى الذى لم يخلعه عنها أمجد ... فقد وجد أنها أكثر إثارة وهى عارية تماما لا ترتدى إلا الحذاء والخلخال
دفنت سهام وجهها بين رقبة أمجد وكتفه قليلا تستنشق رائحة عطره ثم حركت شفتيها لتقبل خده فاستدار إليها والتقم شفتيها فى قبلة ساخنة طالت حتى عاد شبقها للإشتعال ثانية فمد يده المحيطة بجسدها يعتصر ثديها الأيسر ومد أصابعه اليمنى تفرك كسها ففتحت له ساقيها مفسحة ليده الطريق للعبث فى كامل كسها وعندما فرك بأصبعيه زنبورها المنتفخ فى نفس لحظة قرصه لحلمتها اليسرى تأوهت آهة متعة طويلة حررت شفتيه من أسر شفتيها فالتقم حلمتها اليمنى بشفتيه يرضعها بعنف ويعضها برفق بينما يزيد من حركة فرك كسها بأصابعه فلم تتحمل سهام طويلا حتى إنتفضت بشدة معلنة إتيانها بشهوتها للمرة الثانية فلم يدعها لتستريح هذه المرة فقذف بجسمها على الكنبة ثم أقحم جسده بين فخذيها وفتح ساقيها ووضع فمه على كسها وهى لا تزال فى قمة قذفها ليتلقى كل مائها بفمه فضمت فخذيها على رأسه ومدت يديها تدفع رأسه لتغوص عميقا بين فخذيها ولسانه لا يتوقف عن الحركة فى لعق كسها وامتد ورفع فخذيها بيديه لأعلى وأخذ يمرر لسانه على فتحة شرجها ويصل به لفتحة كسها فلم تدر سهام هل إمتدت قذفتها الثانية لكل هذا الوقت أم أنها قذفتها الثالثة قد إتصلت بالثانية وفقدت التحكم تماما فى نفسها حتى إنها لم تعرف كيف خرجت منها تلك الشخرة التى بدأ بعدها صوت آهاتها فى الإرتفاع وجسدها آخذا فى التقافز على الكنبة وهبطت بفخذيها تحيط بهما خصر أمجد وتضغطه فلف ذراعيه حولها ونام على الأرض بظهره وكسها ملامس لبطنه ثم أمسك بفلقتيها وأخذ يدفعها قليلا حتى لمست راس زبره فتحة كسها ونظر فى عينيها التى فتحتهما وهى تنهج
لم تدر سهام كم من الوقت مضى قبل ان تفيق على أصابع أمجد تبعد الشعر عن وجهها
يركب أمجد سيارته ويضع نسخة شريط منير الأخرى بجهاز الكاسيت ثم ينطلق عائدا لبيته وصوت محمد منير يصاحبه
الكون كله بيدور
واحنا وياه بندور
واليوم بحر نعديه
للى احنا بنحلم بيه
الجزء العاشر
مقدمة
شخصية الباشا بدت لى محيرة
فكل من يعرفونه يعلمون قوته التى تصل أحيانا لحد القسوة والجبروت ... لكن عندما يحكى ذكرياته دائما ما أرى الدموع تطفر من عينيه لأمور قد تبدو بسيطة
فى هذا الجزء يحكى الباشا عن أول تجربة له فى دخول فيلم للكبار فقط وهو فيلم The godfather الذى يعتبره نقلة فى تاريخ السينما ... ومؤثر اساسى فى تكوين شخصيته
والغريب أن الشخصية التى كان لها أبلغ تأثير عليه فى الفيلم شخصية قامت به ممثلة مجهولة بالنسبة لمعظم مشاهدى الفيلم وهى الممثلة وعارضة الأزياءالإيطالية Simonetta Stefanelli التى قامت فى الفيلم بدور "أبولونيا" الذى لم يستغرق ظهورها على الشاشة أكثر من 15 دقيقة ولم تنطق بأكثر من 10 كلمات لكنه تفاعل معها واعتبرها المحرك الرئيسى لكل أحداث الفيلم التى تلت مقتلها وقد أخبرنى الباشا بأنه ظل يبحث عن إسمها سنوات دون جدوى فقد كان إسمها يظهر على التيترات سريعا ويختفى سريعا
حدثنى الباشا عن تأثير موسيقى الفيلم وأغنيته عليه وكيف انجذب إليها ولم يقل إنجذابه إلى اليوم وعرض على شريط الكاسيت الذى أشتراه يوم حضر الفيلم بمبلغ يعتبر أيامها كبير لشريط كاسيت لا تتجاوز مدته 30 دقيقة ولا يحوى إلا أغنيتين للمغنى دافئ الصوت Andy Williams
وهما أغنيتى Love story و Speake Softly Love وموسيقى الأغنية الأخيرة وعلى الوجه الثانى من الشريط الموسيقى التصويرية للفيلم
إعتبره الباشا وحبيبته فيلم رومانسى رغم إمتلائه بالدماء... قد يكون محقا وقد يكون مخطئا لكنها وجهات نظر
والآن نعود لقصتنا ونتابع حكى الباشا عن تلك الأيام القليلة فى عمره الكبيرة فى تأثيرها عليه
..........................................................................................................
وقف أمجد تحت الماء المنهمر من الدش يفكر فى فسحته الأولى مع حبيبة قلبه كخطيبة ويخطط كيف سيسعدها ... ولدهشة الباشا نفسه لم تشغل أحداث ليلته الماضية أى جزء من تفكيره وقتها بتلك الفتاة المشتعلة التى ظلت عارية بين ذراعيه لساعات
خرج أمجد من حمامه بعد أن تجاوزت الساعة السادسة بدقائق ليتصل بحبيبته
غيرت ياما كتير كتير احوالى
وانا كنت عاشق وكان يحلا لى
أحب بس يكون حلالى ورا الشبابيك
تعرف أمجد فى حديقة الأسماك على إبداع فنى آخر فى عالم التصميم ... تلك الحديقة التى بناها "إسماعيل" خديوى مصر خصيصا ليبهر بها حبيبته "أوجينى" إمبراطورة فرنسا واستدعى من أجلها مسيو ألفوندو مدير متنزهات باريس ليتفنن فى إخراج هذا التصميم الفريد للجبلاية الذى يثبت كيف للعقل البشرى أن يبدع بخلط مادتين طبيعيتين لتخرج منهما مادة تجسد هذا الإبداع ليقفز فى ذهن أمجد و أذنيه كلمة الدكتور إبراهيم "حرروا عقولكم"
أتاحت كهوف جبلاية حديقة الأسماك لأمجد ومنى الفرصة لإحتضان طويل وقبلة طويلة إرتشف أمجد فيها الكثير من شهد شفتى الرقيقة منى واستمتعت منى طويلا بلمسات أمجد لها والتى باتت أكثر جرأة واستمتعت أكثر ما استمتعت بشعور عضوه المنتصب أسفل بنطاله وهو يحتك بموضع كسها من فوق الملابس حتى كادت قدميها ألا تستطيعا حملها لولا إستنادها على جسد أمجد ليجلسها فوق إحدى الصخور الصناعية بالكهف حتى تتمالك نفسها ليشرق بعدها وجهها بابتسامة عريضة
كانت سميرة قد اتخذت قرارها بعد إعترافها لسهام بحبها لأمجد بعدم حضور جلسة المذاكرة الإسبوعية التى تجمعها بباقى شلتها مع أمجد وأن تحاول الإبتعاد عنه قدر الإمكان بعدما صارحتها سهام بأن كل صديقاتها يشعرن الأن بحبها لأمجد وغيرتها عليه ولكن ..........
قبل الخامسة بساعتين وبينما سميرة تجلس تكاد تختنق من التفكير إذا بوحش شبقها يقفز أمامها يذكرها بلمسات ذراع أمجد لصدرها ومتعة شعورها باحتكاك ذراعه بحلمتها المنتصبة ويمنيها بأكثر من تلك المتعة ... وطالما أن الجميع بات يعرف ويصمت فلا ضير إذا من الحصول على تلك المتعة الساذجة فهن على كل الأحوال سيتحدثن فيما بينهن عن حبها اليائس سواء إستطاعت نسيان أمجد والإبتعاد عنه أم لم تستطع ... فلتستمتع إذا بما تناله حتى يقرر القدر وحده نهاية قصتها
عندما سمعت الساعة تدق دقاتها الأربعة كان وحش شبق سميرة قد هزمها تماما فقامت مسرعة لترتدى أجمل فساتينها وتتفنن فى وضع مكياج يبرز جمالها ... فطالما الجميع يتحدثون عن جمال منافِستها على قلب أمجد فلتكن إذا تلك المنافسة عادلة
مسكينة سميرة فقد تغلب وحش شبقها على نقاء قلبها
وصلت سميرة لفيلا سهام قبل الخامسة بقليل لتجد باقى الصديقات قد سبقنها ولم يبق غير وصول أمجد لتنسجم كل الفتيات فى مزاح مع سهام عن حفلة عيد ميلادها وعن مدى وسامة خطيبها والهدايا التى وصلتها وتجلس سميرة على الكنبة المواجهة للمدفأة لتجد نفسها تشعر بوجود أمجد ... بل أنها حتى تشم رائحة عطره فتغيب قليلا بذهنها معتقدة أن ما تشمه هو من تأثير حبها الذى باتت لا تخجل الآن من إعلانه لنفسها ثم تعود بذهنها لتشاركهم المزاح
كان إشفاق سهام حقيقى على صديقتها الحميمة فهى تدرك مدى حب أمجد لمنى وتعرف جيدا أن سميرة مهما حاولت إظهار جمالها فلن تستطيع بأى حال ولو من بعيد أن تقترب من منافسة جمال منى أو الإقتراب من مكانتها فى قلب أمجد
كانت سهام يومها فى كامل زينتها ... بالطبع لم تكن ترتدى نفس الفستان الذى ارتدته فى ليلتها الماضية لكنها حرصت على أن يكون الفستان الذى ترتديه يكشف ساقيها وقد إرتدت حذاء آخر ذو كعب رفيع وفوقه نفس الخلخال فقد فهمت بفطرتها الأنثوية أن السيقان الجميلة المزينة تجذب أمجد وتثير شبقه وقد قررت أن تجتذبه وتشعل هذا الشبق وتستكمل الإستمتاع بفن أمجد فى ممارسة الجنس قدر ما تستطيع ... فقد أيقنت أن موهبته فى إمتاعها كأنثى تنافس موهبته فى الرسم والتصميم
تبادلت سميرة وسهام الكثير من النظرات لكن نظرات سهام كانت تحمل الكثيرمن التهكم فسميرة لا تعلم أن الكنبة التى تجلس عليها الآن شهدت منذ ساعات قليلة جلوسها وأمجد عاريين تماما وإتيانها لشهوتها فوقها بين يديه وأن تلك الكنبة لا تزال تحمل رائحة عطره ... ورائحة شبقها
بوصول أمجد إنفض اشتباك الأعين بين الصديقتين وغابت سميرة قليلا فى رائحة عطره التى باتت تسبقه وظنت فى نفسها أنها تحبه لدرجة أنها شعرت بوصوله وشمت رائحته حتى قبل أن يصل
دخل أمجد من باب الملحق يحمل صندوق متوسط الحجم ملفوف بعناية وفوقه كشكول محاضراته ليضعهم على الترابيزة التى تتوسط الملحق
فينك
أنا من غيرك
أنا مش عاقل ولا مجنون
لم يلحظ نظرات سهام لأمجد إلا سميرة والتى شعرت بأن صديقة عمرها تحاول أن تبعدها عن طريق أمجد لا خوفا عليها كما كانت تشعر بالأمس ... لكن كى تستولى عليه لنفسها ... تلك المُحِبة لنفسها ... سهام التى تريد سرقة أمجد من خطيبته .... ومنها
شعر أمجد بأن هناك شئ غريب فى الجو المحيط به هذا اليوم وبأن شئ ما يدور حوله لكنه بمجرد أن بدأ فى شرح المحاضرات بصوت مسموع نسى كل ما يدورحوله ... كان أمجد يبسط المادة لنفسه بصوت مسموع فترسخ بذهنه ومناقشات زميلاته معه أحيانا تزيد من هذا التبسيط حتى إنتهى وقت المذاكرة وأستأذن أمجد فى الأنصراف وفاجأته سهام بإعطائه ورقة مطوية
فتح أمجد باب السيارة لسميرة لتجلس بعد أن تجرأت وتصنعت الإحتكاك بجسده أثناء جلوسها وبمجرد إبتعاد السيارة عن فيلا سهام تحدثت سميرة بصوت خجول
وكل شئ حواليا يندهلى
جوايا بندهلك
ياترى بتسمعنى
وفينك
عندما عادت سميرة لغرفتها إستلقت فورا على فراشها وهى لا تعرف ما تشعر به ... فقد زال كل أثرلغضبها من سهام وتجتاحها نشوة غريبة من تأثيروجودها منفردة مع أمجد فى سيارته لأول مرة وعدم ممانعته لإحتضانها لذراعه بل شعرت بأنه يزيد من حركة يده ويستمتع بلمس ذراعه بصدرها كما تستمتع هى .... وقامت لتخلع فستانها وتدخل يدها اسفل الكيلوت الذى ترتديه لتعاين بللها بل وتسعد به ... ولأول مرة ربما فى حياتها تقرر أن تذهب للنوم بنفس الكيلوت الذى ترتديه دون أن تغيره أو تغسله ... فتلك المرة مختلفة وتريد لأطول وقت أن تحتفظ بإحساسها
بمجرد وصول أمجد أمام منزله أخرج الورقة التى أعطتها له سهام من جيبه ليقرأها على الضوء الداخلى الضعيف لسيارتهم العجوز
"متشكرة أوى على ليلة إمبارح . أجمل ليلة عدت فى حياتى .متأكدة إن فيه أجمل منها جاى معاك . لسة هاتعلم منك حاجات كتير . أوعى تفتكر إنى عايزة آخدك من منى . إحنا بنعمل مع بعض حاجة إحنا الأتنين بنحبها"
مزق أمجد الورقة وهو يجد الوحش أمامه يحييه ويشد على يده وكأنه يهنئه ....وتحدث إلى نفسه وهو يلقى بالورقة الممزقة فيحمل الهواء قصاصاتها بعيداً
كان الأسبوع التالى لأمجد مميزا بالنسبة لعمله فى مكتب الدكتور إبراهيم ففى أول أيامه فوجئ بماكيت تصميمه وقد إنتهى واحتل مكانا مميزا وسط بهو الفيلا السفلى ليرى ما تخيله فى عقله متجسدا أمامه وقبل نهايته تلقى إتصالا من الدكتور إبراهيم بنفسه بمجرد عودته من الكلية
يوم الأربعاء يستدعيه لأمر هام بالمكتب على أن يتواجد قبل السابعة .
ذهب أمجد للمكتب وهو يتوقع مشروع جديد للعمل عليه لكنه فوجئ بفتاة الإستقبال الجالسة خلف مكتبها تخبره بأن الدكتور إبراهيم إستدعى كل العاملين للإجتماع فى بهو الشركة فينتظر أمجد قليلا وتهل عليه إلهام هابطة من مكتبها وتقف بجواره
يقفز أمجد سلالم الأدوار الستة حتى يصل لشقته وبمجرد دخوله من الباب يتوجه بنظره لمعشوقته المنتظِرة مع أمه وهو يلتقط أنفاسه بسرعة وبصعوبة
فى الرابعة عصر الخميس كان أمجد واقفا مع أبوه أمام باب شقة منى مرتديا لأول مرة بدلته الكلاسيك السوداء مع قميصها الأبيض ورابطة عنق سيلكا بينما ارتدى ابوه افضل بدلة يمتلكها مع رابطة عنق جديدة أشتراها خصيصا فى طريق عودته من عمله ليصطحبا الجميلة منى وأم أمجد التى أصرت على إنهاء لبسها قبلهم بساعة لتساعد منى فى تجهيز نفسها لحفل تكريم أمجد لتفتح لهم أم منى الباب ويقف الأب وابنه مذهولين من آية الجمال التى رأوها ممسكة بيد أم أمجد فى هذا الفستان الأزرق الغامق الذى يبرز لون بشرتها الأبيض وذلك المكياج الخفيف الذى تفننت أم أمجد فى وضعه ليبرز جمال تلك العينان والروج الفاتح الذى يبرز جمال تلك الشفاه التى تغرى بإلتهامها وليس فقط تقبيلها
نزل أمجد وأبوه كل منهما تتأبط حبيبته ذراعه حتى وصل الجميع بجوار السيارة وفى نفس اللحظة التى كان فيها أمجد يفتح الباب الأمامى الأيمن لمنى كان أبوه يفتح الخلفى لأمه فنظرت الأم لمنى وتبادلا إبتسامة خفية وقبل أن يلتف الأبن وأبوه حول السيارة ليركب كل منهم بجوار إمرأته مدت أم أمجد رأسها من المقعد الخلفى لتهمس لمنى
سلم الدكتور إبراهيم إلهام مظروف منتفخ مغلق وحرص على أن تتسلم منى منه مظروف أمجد لتضعه بنفسها فى يده ليترك الدكتور إبراهيم مكانه بعد أن يشكر الجميع لينتحى جانبا بأبو أمجد وأمه بينما تنفرد إلهام بأمجد ومنى
قد يظنها القارئ مبالغة لكنها الحقيقة ... فشخصية كشخصية أمجد تتأثر دائما بأشياء قد تبدو للبعض غريبة لكنها تترك فيه أثرا لا يمحى
كان أمجد يحيط كتفى حبيبته بذراعه الأيمن ويحتوى كفيها الرقيقين بكفه الأيسر عندما شعر بإنزعاجها من مشاهد العنف فى الفصول الأولى من الفيلم حتى إمتلأت الشاشة فجأة بصورة هزت كل كيانه
عندما ملأت الشاشة صورة الجميلة ......"أبولونيا".... شعُر أمجد فعليا بأن قلبه يسقط فى قدميه ... لقد رأى صورة حبيبته التى يحتويها الآن بذراعه تملأ الشاشة العريضة .... بنفس جمالها ... بنفس ملامحها ... بنفس النظرة النقية التى تطل من عينيها ... كانت منى و "أبولونيا" نسختين بإستثناء عينى منى الأوسع وبشرتها الأفتح و تفاصيل جسدها الأروع... كانوا نسختين لكن كان أمجد كان يحتوى تحت ذراعه وقتها النسخة الأجمل
لم يدر أمجد بما يحدث له خلال أحداث الفيلم فقد شعر انه يتوحد مع بطله "مايكل كورليونىٍ" خلال رحلة حبه القصيرة لأبولونيا وكاد قلبه يتوقف عندما انفجرت سيارتها فى أحداث الفيلم ولم يشعر بذراعه وهو يضغط كتفى حبيبته الجالسة بجواره والتى شعرت بدموعه وشعرت بتمزق قلبه ... فوضعت كفها الرقيق على صدره ... مكان قلبه ... كى يهدأ
قد يكون من الغريب أن يعتبرأمجد فيلم عصابات مثل الأب الروحى أكثرالأفلام التى رآها رومانسية رغم دمويته ... فهويرى أن دافع كل الجرائم التى صورها الفيلم هو الحب سواء كان هذا الحب لأنثى أو لعائلة ويرى أن كل عنف مايكل كورليونى كان سيختفى لو عاشت حبيبته أبولونيا
مع قصة الحب الرومانسية حملت موسيقى الفيلم التصويرية وأغنيته أمجد لعالم آخر من الأحلام عاشها مع حبيبته الرقيقة منى ... وكان حريصا على شراء شريط الكاسيت الخاص بالفيلم من المتجر الموجود داخل السينما رغم إرتفاع سعره يومها .... فقد كانت مدة الشريط نصف ساعة فقط ....لأغنيتين وقطعة الموسيقى التصويرية ... وكان سعره 12 جنيه
بمجرد إستقرار أمجد بجوار منى قبل إنطلاقه بالسيارة فى طريق عودتهم نزع غلاف الشريط ووضعه بكاسيت السيارة ليعمل ويحيط به وبحبيبته صوت المغنى Andy Williams الدافئ
Speak softly love and hold me warm against your hart
I feel your words the tender trembling moments start
تمنى أمجد أن يطول الطريق إلى مالا نهاية فقد كان شعوره بمنى قد وصل لقمته وبات تشبث يده بكفها الرقيقة تمثل له تشبثه بالحياة
عندما دخل أمجد شقته يحتضن كف منى شعرت الأم بأنهم فى حالة غير عادية من الرومانسية بمجرد نظرتها لأعينهم ورؤيتها لطريقة تشبث يدها بيد أمجد وتلك النظرة الحالمة المطلة من عينى كلاهما حتى أن أمجد لم يترك يد منى رغم وجود أبيه إلا بعد أن نبهته أمه بنظرة غاضبة
بالتأكيد لن يصدق معظمنا مدى تأثير مشهد لم تتجاوز مدته الخمس ثوان على أمجد ... ولكن منى عرفت ما يمر به أمجد دون حتى أن يصرح لها به ... فقلبها الرقيق يشعر بكل ما يشعر به أمجد وهى الوحيدة التى تملك القدرة على قراءة أفكاره والشعور بإحساسه حتى بعد أن تقدم فى ممارسة اليوجا وأصبح قادرا على إخفاء مشاعره تماما ظلت هى الإنسان الوحيد القادر على كشف ما يدور بداخله
فهى لا تقرأ فقط وجهه وعينيه ... لكنها تقرأ قلبه وروحه ... لكنها للأسف لا تقرأ ما يدفعه إليه وحش شبقه
لم يغمض لأمجد جفن ليلتها وظل ينظر فى ساعته كل خمس دقائق وكأن الساعة تعانده ولا تريد أن تتحرك وبمجرد وصول الساعة للسادسة صباحا أسرع للتليفون ليتصل بمنى
تابعت الأم إحتضانهما السريع وكفى منى على صدر إبنها ولم تقاطعهما ... فهى تشعر بتغير ما بإبنها منذ عودته مع منى من السينما الليلة الماضية
تركتهما أم أمجد الوقت الكافى للإستمتاع بلحظتهما الخاصة لكن كان الفضول يدفعها لمعرفة سبب ما بإبنها فتصنعت جلبة قبل أن تقف باب الغرفة المفتوح
ولأول مرة منذ تعرف على هذا الوحش وبدأ فى محاولة مصارعته يستطيع أمجد أن يهزمه ......... من الجولة الأولى وبلمس الأكتاف
كان أمجد فخوراً بتغلبه على الوحش وقرر أن يخبرمنى أنه لن يتركها لباقى اليوم وسيكمل نهاره معها وتسللت لأنفه رائحة الكيكة ليتوجه من فوره للمطبخ
...........................................................................................................
عندما دخل أمجد المدرج يوم السبت وجد سميرة قد سبقته حتى قبل أن يترك عمال النظافة المكان
شعرت سميرة بإحساس جميل يكتنفها فهاهى خطوة أخرى تقربها من أمجد بعد تصريحه بأنه يفضلها على جميع صديقاتها .... وأولهم سهام
كانت سميرة تتعجل وصول صديقاتها وإمتلاء المدرج حتى تستطيع الإلتصاق بأمجد وأخذ جرعتها اليومية من شعورها الممتع بالبلل وكانت سهام أول الواصلين
كم كانت مغرورة سهام فهى لا تعلم بأن جسد أمجد تشاركها به صاحبة الحق الحصرى فى إمتلاكه
"أم منى" التى تأخذ منه وجبتها كاملة ولا تعلم أن ما تحصل عليه هى
هو الفتات
عندما دخل أمجد يومها مكتب إلهام الذى يشاركها فيه كانت تنهى آخر لوحة للتصميمات الداخلية بالمشروع الذى بات يطلق عليه العاملون بالمكتب إسم "مشروع أمجد"
أصرت الرقيقة منى على شراء هدية ولو بسيطة لإلهام وكانت تلك الهدية فازة رقيقة وصحبة زهور وبمجرد دخولها مع أمجد لشقة إلهام تلقفتها إلهام بين ذراعيها فهى بالفعل قد أحبتها لتصطحبها مع المهندستين زميلات أمجد بالمكتب ويختفين لوقت قليل بغرفة نوم إلهام الداخلية لتعدن بعد دقائق والإبتسامة تملأ وجوههن جميعا لتلتصق منى فورا بأمجد وتتأبط ذراعه
كانت لحظة إطفاء إلهام للشمعة الوحيدة التى غرستها بتورتة عيد ميلادها غير مفهومة لأمجد ... ففى لحظة خاطفة طفرت دمعتين من عينى إلهام لم يدركها إلا أمجد وزوجة الدكتور إبراهيم التى حرصت أن تكون وقفتها بجوار إلهام لتحتضنها وتمسح وجهها وشعرها بيديها ... شعُر أمجد أن زوجة الدكتور إبراهيم تعامل إلهام كأبنتها التى تحرص على ألا يعرف أى شخص غيرها أنها ضعيفة .... ووحيدة
بعد إطفاء الشمعة وتوزيع التورتة إتجهت إلهام لأمجد ومنى
مر الوقت سريعا قبل أن تطرق إلهام طرقات خفيفة على زجاج الشرفة وتفتح بابها بعد دقائق
خرج امجد من الحمام ليجد أمه تجلس على الكرسى الوحيد الموجود بغرفته بينما مُنى تجلس على طرف السرير وجلست سهام فوق مكتبه ولا مكان له بالغرفة فوقف عند الباب لتقفز منى متجاهلة وجود سهام وأمه ليمسك بيديها
"آسفة إنى سبت لك الورقة بالشكل ده لكن مالقتش فرصة فى الكلية أكلمك . الشتا قرب يخلص وانا عايزة أستمتع بالدفاية معاك . هستناك بكرة زى المرة اللى فاتت . برضه لو مجتش مش هازعل . بس لو جيت هتفرحنى وهاخليها أحلى من المرتين اللى فاتوا . هستناك فى نفس المعاد مش هولع الدفاية وهاسيبهالك تولعها"
قرأ أمجد الورقة وهو يتعجب من جرأة سهام ... ويُعجب بها ... ويجد صورة الوحش تظهر أمام عينيه وكأنها مطبوعة أسفلها
مزق أمجد الورقة لكنه لم يجد مكان يتخلص فيه من قصاصتها حتى لا تقع فى أيدى أمه فكورها وابتلعها ... وابتلع بعدها جرعة ماء وهو يتمتم فى نفسه
" يخربيتك يا سهام ويخربيت جراءتك"
بمجرد أن وقعت عينا أمجد على سهام فى اليوم التالى إستأذن من سميرة التى كانت تجلس معه قبل المحاضرة كالعادة لينفرد بسهام خارج المدرج
عادت سهام للجلوس بالمدرج وقبل أن تبادرها سميرة بالسؤال أجابتها
...........................................................................................................
لم يكن أمجد بحاجة لمصارعة الوحش تلك الليلة ... بل أن الوحش تلك الليلة كان صديقه يجالسه ويتوقع معه ما ستفعله سهام ... وما سيفعله هو
بعد محادثة سهام مع أمجد كان اتخذ قراره ... ستستمر علاقته بسهام ولكن سيكون هو المسيطر ولن يجعل سهام هى من يقود تلك العلاقة ... حتى ما سترتديه ... أو ما سيخلعه عنها بعد أن ترتديه سيكون من إختياره ... لها أن تكون تلك الليلة كما تريد ... ولكن ليلتهما القادمة ستكون ما يريده هو أن تكون ... وطالما هى من أطلقت الوحش فلتتحمل نزوات شبقه
فى طريقه للمكتب مساء مر أمجد أمام أحد محلات الملابس النسائية المفتتح حديثا بمدينة نصر والذى كانت تملأ إعلاناته أغلفة مجلتى الكواكب وحواء فأوقف السيارة واتجه نحو المحل شبه الخالى بخطوات مترددة وهو يكاد يغرق فى عرقه خجلا بعد أن شعر بأنه إندفع بقراره دخول هذا المحل دون تفكير كاف لتنقذه من تردده فتاة ترتدى زى مطبوع على صدره شعار المحل
وجه أمجد مقدمة سيارته فى الإتجاه الذى يقوده للمكتب وفجأة خطر بباله خاطر آخر فغير وجهته بإتجاه أشهرمحال المستلزمات الرياضية بمدينة نصرليشترى منه شيئاً آخر... بمنتهى الثقة دخل أمجد كرياضى متمكن للمحل ليطلب زجاجة زيت مساج ثقيل برائحة الورد التى يحبها .... ليجد شيطانه هذه المرة يحتضنه بفخر... فتلك الفكرة التى خطرت لأمجد لم تكن قد خطرت بعد بذهن شيطان شبقه الذى بات يلازمه كظله منذ أنهى حديثه صباحا مع سهام
...........................................................................................................
فى الواحدة بعد منتصف الليل تماما كان أمجد يدق باب الملحق الذى تنتظره فيه سهام ويحمل معه أحد شنطتى المشتروات لتفتح له سهام الباب فورا ... فقد كانت تنتظرخلف الباب متأكدة من قدومه وتستقبله بحضن طويل ليغلق هو الباب بقدمه ويغيب معها فى قبلة طويلة إمتص فيها لسانها بأكبر قوة رأتها منه من قبل ويعتصر فلقتيها بقوة ثم يلف ذراعه الأيسر حول خصرها ويسيرمعها حتى الكنبة التى شهدت فيما قبل جولاتهما الساخنة فى ليلتيهما السابقتين ليجلس وتجلس هى على ركبتيه
خرجت سهام من الحمام ترتدى روب قطنى ثقيل يغطى كامل جسدها وحتى ذراعيها واطفأت الإضاءة تماما واقتربت من خلف أمجد وهو واقف أمام المدفأة المشتعلة وقد أسكرته رائحة الصنوبر المنبعثة منها لتلف ذراعيه حوله
We`re in a world
Our very own
Sharing a love that only few have ever known
إستدارت سهام لتواجه أمجد وبدأت فى فك أزرار قميصه واحدا تلو الآخر حتى وصلت لآخر أزراره ففكت حزام الروب وأسقطته عن كتفيها لتظهر عارية تماما ثم تلف ذراعيها حول رقبته وتدفع ثدييها بقوة لصدره فيلف ذراعيه حول صدرها ويضمها بشدة فتهمس وشفتاها تكاد تلامس شفتاه
أجلس أمجد سهام على طرف الترابيزة التى تتوسط الملحق بالكاد تلامس حواف الترابيزة منتصف فلقتيها وابعد كرسيين عن الترابيزة ليقف بسهولة أمامها ثم التقم شفتيها بشفتيه وأمتدت كفاه تعتصرا ثدييها بينما يقحم جسده بين فخذيها لتفتحهما مرحبة بضيفها فيقترب حتى تلامس رأس زبره كسها ويضمها بشدة فتنزلق بنعومة بين شفريها المبتلين بمائها تلامس قمة بظرها ثم يضغط صدرها بصدره يدفع ظهرها للخلف حتى يلامس خشب الترابيزة وهو فوقها فيبعد زبره قليلا حتى لا ينزلق فى للداخل فهو لن يفتض بكارتها ويقوم عنها ليحرك زبره على كسها يفرشه لأعلى ولأسفل حتى يشعر بارتفاع أنفاسها واقتراب قذفها فيتوقف عما يفعله فتتكلم وهى تكاد تحترق
تركها أمجد واتجه ناحية المدفأة فالقى فيها بقطعة خشبية ثانية ليزيد إشتعالها ومد يده لكيس المشتروات ليخرج منه زجاجة زيت المساج ويعود ليقف جهة رأسها ويسكب خيط من الزيت من نحرها لنهاية بطنها ورأسها متدلى يواجه زبره المنتصب وشعرها الناعم الملتوى يتدلى من رأسها تكاد أطرافه أن تلامس الأرض
وضع أمجد قليلا من الزيت على كفيه وفركهما وبدأ فى تدليك رقبتها من الخلف ثم كتفيها وأعاد سكب بعض الزيت على كفيه ليدلك ذراعيها وهى تشعر بعضلاتها تتفكك تحت أصابعه و زبره يتحرك أمام وجهها ولا تستطيع إلتقاطه بفمها فتخرج لسانها تنال منه لعقة كلما أقترب من وجهها وتحركت كفى أمجد من كتفيها لصدرها وسكب مزيدا من الزيت أغرق به ثدييها وهو يدلكهما فينزلقان بين أصابعه وبدأ إنزلاق حلمتيها بين تلك الأصابع الخبيرة يعيدها للإثارة وقد إختلطت رائحة إحتراق خشب الصنوبر برائحة الورد المنبعثة من جسدها فشعرت كأنها فى حلم وأغمضت عينيها تستمع بإحساس حركة أمجد على ثدييها ثم بطنها حتى قمة كسها ليلمس زنبورها لمسة سريعة ويعود ليدلك ثدييها ويفرك حلمتيها وإحساس إنزلاق الحلمات بين الأصابع يشعل شبقها سريعا حتى يميل أمجد بجسده فيصبح زبره فى مواجهة فمها وكأنها تعرف ما ينتويه ففتحت فمها تستقبل زبره بينما ينام بجسده على جسدها ويباعد بين شفريها بأصابعه الزلقة ويلتقم زنبورها الذى بات منتفخا منتصبا كأنه زبر رضيع بفمه ليغلق عليه شفتيه يمتصه بينما تتحرك أصابعه على مفصلى فخذيها تنزلق بضغطه عليها فترضع زبره الذى يملأ فمها بينما يرضع هو زنبورها ليرتفع تنفسها ثانية وتخرج منها آهات مكتومة فيزيد من سرعة رضاعة زنبورها لينتفض جسدها للمرة الثانية فيخرج زبره من فمها لتنطلق منها آهات عالية مع إنطلاق مائها
بعدما شعر بأن فتحة شرجها قد إستجابت تماما للمساته جذبها من ذراعيها لتجلس أولا ثم لف ذراعه حول خصرها وأسندها كى تقف على ساقيها
يقحم أمجد سبابته اليمنى فتنزلق بالكامل داخل تلك الفتحة الجميلة فيمد اصابع يده اليسرى تداعب كسها المرهق فتعود حرارة شبقها للإرتفاع بهدوء بينما يخرج إصبعه من شرجها ويعيد إدخاله بهدوء مدلكا جوانبه من الداخل فيرتخى تماما ويصبح مستعدا لدخول جزء من إصبعه الأوسط بجوار السبابة فيزيد من حركة أصابع يده اليسرى على بظرها الذى عاد لإنتفاخه فترفع وسطها ومؤخرتها للأعلى فينزلق بداخلها إصبعين كاملين فيبدأ بإدارتهما بالدخل بينما يفرك بظرها بإبهامه الأيمن فترتفع تأوهاتها فيزيد من حركة أصابعه على بظرها وداخل شرجها فيرتعش فخذاها وهى تحاول ضمهما فلا تقوى وينطلق من كسها ماءها غزيرا فيرفع يده عن كسها ويخرج إصبعيه من شرجها ويضع زبره بين فلقتيها وتشعر بحرارته فتتوقع أنه سيقتحمها وتستعد للألم الذى سمعت عنه لكنه لم يقتحمها بل أمسك بكلتا فلقتيها بيديه وضمهما لتحضنا زبره بينهما وظل يحركه صعودا وهبوطا يحتك بفتحة شرجها المرتخية فشعرت بإثارة لم يسبق لها مثلها وأخيرا تبدر إشارة إستجابة من عضلات جسدها المرتخية فتحرك وسطها ليتناغم مع حركته وتشعر أنها أوشكت على القذف مرة أخرى ويصل لسمعها صوت تنفس أمجد وقد إرتفع معلنا قرب قذفه و مرة أخيرة ينتزع زبره من بين فلقتيها ليقحم رأسه داخل فتحة شرجها ولم تشعر بأى ألم ... بل شعرت بسائل دافئ لزج يندفع تمتلئ به أحشائها ليهدء أمجد بعدها وتسمعه يلتقط نفسا عميقا ويلقى بجسده بجانبها ثم يجذبها لتستقر راسها على ذراعه الأيسر مغمضة العينين لتشعر به يزيح شعرها عن وجهها ويمسح بيديه العرق الغزير الذى يغطيه ثم يضع على شفتيها قبلات سريعة ويده تمسد جسدها وتعتصر ثدييها بهدوء وعندما تلتقط أنفاسها أخيرا تتحدث بصوت يكاد لا يسمع
..........................................................................
خاتمة
عندما إنتهى حكى الباشا لهذا الجزء من حياته كان قد أُرهِق وأرهقنى معه
شعرت بالإشفاق عليه لتأثره بمشهد فيلم وخوفه بعدها على ضياع حبيبة عمره ... تعجبت من تأثير هذا المشهد عليه وبكاؤه كلما شاهد الفيلم ... ورغم ذلك لا يتوقف عن مشاهدة الفيلم مرات ومرات ومرات
أُعجبت بقدرته على السيطرة على أنثى متمردة جامحة مثل سهام وجعلها تطيعه وأمره لها بتنظيف الشعر من منطقة يعشقها وتحكمه فى ما يريد لها أن ترتديه واين ترتديه
أثر فى قلبى بكاؤه وهو يحكى ذكرياته وأنا أعرفه القوى المتحكم تماما فى إنفعالاته
أتعبنى أمجد وقد يكون أتعبكم معه أصدقائى
........................................................................
أوحى لى تعليق أحد الأصدقاء بفكرة عندما تطوع بالتنبؤ بحقيقة كون هذه القصة التى أكتبها عن لسان الباشا حقيقية أم خيالية ... أعجبت بفكرته للدرجة التى جعلتنى أعرضها على حضراتكم وأتلقى من خلال تعليقاتكم إحساسكم بحقيقة تلك القصة
قد أكون أُثقل على حضراتكم بطلب رأيكم ... وقد تكون نزوة كاتب يريد معرفة تأثير كتابته على قراءه ... لكنكم لستم مجرد قراء لإنكم أصبحتم بالنسبة لى أصدقاء ... أتأثر بغياب أحدكم وأنتظر تعليقه على القصة كى أطمئن عليه
لحضراتكم بالطبع الحق فى الإجابة أو عدم الإجابة عن السؤال
هل تعتقد إن تلك القصة حقيقية أم خيالية وما نسبة الخيال فيها ؟
أنتظر أرائكم ولكم الشكر جميعا وقد يسعدنى الحظ بمناقشة بين حضراتكم تناقشون فيها أرائكم وبالطبع لن أتدخل فى تلك المناقشات لإنى إلى الآن الوحيد الذى يعرف حقيقة القصة
...........................................................................................................
قد اكون أطلت عليكم فى خاتمة هذا الجزء وسيكون إعتذارى بأغنية فيلم الأب الروحى
speak softly love
بصوت المغنى الكورى Lee Hwan مصحوبة ببعض لقطات الفيلم كى يتذكر القراء قصته ويحكموا من خلالها على تأثر الباشا به
وإلى لقاء أرجو أن يكون قريبا مع الجزء الحادى عشر
View: https://www.youtube.com/watch?v=SzsdGewfzaw
View: https://www.youtube.com/watch?v=2Tl2kqYMvlA
View: https://www.youtube.com/watch?v=hUPQUO3mYSQ
الجزء الحادى عشر
مقدمة
فى هذا الجزء حدث إنعطاف حاد فى مسيرة أمجد كان له أكبر الأثر فى حياته
تشكلت علاقاته مع المحيطين به فى شكل واضح المعالم دقيق الحدود لا لبس فى شكلها ... وأيقن أمجد وقتها تأثيرإلهام الفنانة على شخصيته كمصمم وتأثيرها على حياته كإنسان ... فدورها فى صقل موهبته لا يقل عن دورها فى تحديده لماهية شخصيته
فى الثمانينيات كان وجود علاقة صداقة حقيقية بين رجل وامرأة أمر لا يزال موجودا ولا استنكار لوجوده ... كانت النظرة للمرأة وقتها إنها كالرجل تماما لكنها مختلفة فى تكوينها الجسدى ودورها الحياتى
كانت المرأة وقتها إنسان ولم تكن تحولت بعد الى عورة مخبؤة
والآن لنعد لقصتنا ونقرأ معا حكىّ الباشا
..........................................................................................
تسلل أمجد لغرفته وهو يحمل كيس المشتروات الثانى ليخبئه اسفل مكتبه وتناول ورقة رسم جديدة ليثبتها على لوحة الرسم ويتناول أدواته وبدا فى رسم جديد
بوصول الساعة للسادسة كان أمجد إنتهى من رسم لوحته "الخاصة جدا" ويخرج ليصطحب التليفون ويتصل بحبيبته التى يتوق للإنفراد بها بعد أيام من الحرمان
قبل أن تدق منى الباب كان أمجد يفتحه وكأنه يشعر بوجودها ليحمل عنها صينية الإفطار بيد ويمسك بالأخرى يدها ويجذبها برفق حتى غرفته ليضع الصينية على المكتب ويستغل فرصة علمه بأن أمه لازالت تأخذ حمامها ليحتضنها ويطبع على شفتيها قبلة سريعة ويجذبها أمام ترابيزة الرسم
لم يدر أمجد وقتها هل كان إحتضانه إعتذارعن خياناته لها التى فشل فى التوقف عنها أم هو جوع لشعوره بالأمان الذى لا يشعر به إلا وهى بين ذراعيه
كلاهما أصبح لا يشعربالأمان إلا بين ذراعى الآخر .... أو كما قالت الأم لمنى من قبل " الحب هو الشعور بالأمان بين ذراعى من تحب"
إنتهى الإحتضان السريع بين العاشقين بعد أن اكتفيا بما نالاه من شعور الأمان وبعد نظرة سريعة لباب الغرفة الموارب شعر بأن الوقت مناسب للمفاجأة الثانية التى وعد بها معشوقة روحه فمد يده أسفل مكتبه ليخرج شنطة مشترواته المخبأة ويناولها لمنى وهو يشير لها بإصبعه على فمه طالبا هدوئها
وتخرج لها منى من الشنطة الروب الشفاف القصير جدا والكيلوت الصغير جدا جدا لتناولهم لها
بمجرد خروج الأم يلتقط الشابان أنفاسهما أخيرا ..... فقد ظنا أنها ستعاقبهم مرة أخرى بالحرمان من البقاء سويا .... وأخيرا أستطاع أمجد أن ينطق
................................................................................................
قبيل الظهر بقليل إستدعت أم أمجد منى
لم تكن تعلم بما يفعله به الوحش الذى يستحوذ فى أوقات شبقه على روحه جسده فأمجد لا يخونها إنما وحشه هو الذى يخون ... فقط الوحش يستغل جسد أمجدٍ
...........................................................................................................
كانت سميرة تود لو أن تدخل الملحق متأبطة ذراع أمجد لترى ردة فعل سهام ... لكن لا زال خجلها يمنعها .... فوحش الشبق الذى ينتقل إليها كلما لامست أمجد لم ينطلق ... ولازالت الشمس لم تغب بعد فلم تستطع الحصول على أى لمسة من ذراع أمجد الذى أدمنت إحتكاكه بحلماتها التى باتت تنتصب بمجرد إقترابها من أمجد
كانت سميرة تتوقع أن ترى فى عينى سهام نظرة غيرة أو حتى نظرة لوم حين كانت هى وأمجد أول الواصلين لكنها رأت فى عينيها نظرة لم ترها من قبل ... نظرة حالمة هادئة سعيدة وكأن وجود سميرة مع أمجد لا يعنيها ولا تحفل به
أربكت تلك النظرة سميرة .... فهى كانت مستعدة لبدء صراع صامت مع سهام قتفننت فى زينتها وارتدت أجمل فساتينها .... وأقصرها ..فقد كانت المرة الأولى التى يراها أمجد ترتدى فستان يدارى بالكاد ركبتيها إرتفع حين جلست جواره فى سيارته كاشفا ركبتيها وجزء من أول فخذيها
كذلك كانت سهام متزينة بمكياج متقن وترتدى فستان يظهر جمال ساقيها مع الكعب الرفيع والخلخال الذى باتت لا تظهر دونه أمام أمجد
كانت المنافسة تكاد تكوم عادلة لكن تلك النظرة الهانئة بعينى سهام أعطت لوجهها رونق لم تستطع سميرة أن تنافسها في جماله
تعجب أمجد بعدما أجتمع شمل باقى الجميلات فلأول مرة يراهن جميعا متأنقات يرتدين فساتين وليس البنطلونات التى تعود على رؤيتهن يرتدينها
Where do I begin
To tell the story of how great a love can be
The sweet love story that is older than sea
The simple truth about the love she brings to me
ولم يعترض أمجد .... فشيطان شبقه كان يترائى الآن أمامه يتارجح على عجلة القيادة يبتسم له إبتسامة تشجيع كى تحصل الجميلة الجالسة بجواره على متعة صغيرة ستسعدها .... حاول أمجد طرد ذلك الشيطان من أمامه لكنه امتطى كتفيه يهمس له بأن تلك الرقيقة المسكينة تحتاج مثل تلك المتعة البسيطة وإنها لا تطمع فى وجبة كبيرة مثل سهام ... فلتعطها فتات الفتات .... فأم منى تترك لسهام الفتات وما ستحصل عليه تلك الجميلة بجواره هو فتات ما بقى من سهام ولتجرب فقط لمسة بسيطة فلربما تكون تلك الجميلة قنوعة و ترفض أن تنال أكثر مما تناله كل مرة فلتجرب ... فتلك الجميلة المسكينة تستحق منك التجربة
وكالعادة ينهزم أمجد أمام الوحش ويمد يده ليمس ركبة سميرة بلمسات خفيف وكأنه غير قاصد فيجدها تزيد من إحتضانها لذراعه ويشعر بزيادة إنتصاب حلماتها يكرر اللمسة مرة وراء أخرى حتى تستقر كفه على ركبتيها لتكون يده أول يد غريبة تلمس جلد هذا المكان فيضغط عليها بكفه ضغطات رقيقة فيرتفع تنفسها أولا ثم تأخذ انفاسا عميقة وتريح ظهرها للخلف مغمضة العينين فيحرك أمجد أصابعه برقة على جانبى ركبتيها فتضم ساقيها تحتضن أصابعه بينهما ويضطر بين وقت وآخرلسحب يده لتحريك عصا نقل الحركة فتتنهد فيعيد يده مكانها بأسرع ما يستطيع
لم يتحدث أمجد وسميرة يوما عما يحدث بينهم حين ينفردان .... يفعلانها فى صمت ويعودا بعدها كأن شيئا لم يكن ... فلا زال قلب سميرة نقى وتخجل حتى من التصريح بلسانها عن متعتها وتكتفى بما يفعله أمجد وتسعد ببللها الذى يزداد كل مرة ... فهى معه فقط تستمع بما يفعل ....لا تسأله المزيد ولا تمنع مايريد ....ويجعلها الوحش الذى ينتقل إليها من لمساته لا تفكر إلا فى التمتع فلا تبدى حتى الحد الأدنى من التمنع
عندما ترك أمجد سميرة فى أقرب مكان لبيتها كانت تشعر بالبلل وقد إجتاحها حتى أغرق فخذاها ولم يكن أى حوار قد دار بينهما منذ أن ركبت معه وعاد إليها خجلها بمجرد الإقتراب من بيتها وإبعاده يده عن ركبتيها وإضطرارها للإبتعاد عنه بجسدها
شعرت تلك المسكينة بأنها قطعت الطريق تماما أمام سهام التى كانت نظراتها اليوم لأمجد مختلفة وبأنها إنتصرت عليها تماما ... فأمجد الآن "كما تظن" لن يقتسمه معها إلا خطيبته التى باتت راضية بمشاركتها
...........................................................................................................
عندما هبط أمجد من سيارته كان الوحش يحتضنه فى فخر و حنان مربتا على ظهره يهنأه بما أصبح عليه ... فهاهى الآن ثلاث جميلات ورابعتهن أم منى أصبحن تحت سيطرته تستمتعن بلمساته ويسعين لإرضائه ... وهاهو الوحش الصغير يشب عن الطوق ويتعلم إرضاء ثلاث أناث مختلفات تماما فى كل شئ ... والرابعة هى حب عمره ... الرقيقة منى
..................
كان اليوم التالى مختلفا فى حياة أمجد ... فبعد وقته بالمكتب سيقابل ولأول مرة فى حياته فتاة بمكان عام لموعد خاص لا يعلمه إلا هو ... وهى
بمجرد دخوله المكتب قابلته إلهام مرحبة مبتسمة وكأنها كانت تنتظر وصوله
ترك أمجد المكتب ولم يتوجه لمنزله كالعادة وأجل فرحته لحين إنتهائه من أول لقاء له مع سهام خارج حدود الكلية والمنزل وفى موعده تماما وصل لمكان اللقاء ليجد سهام قد سبقته وجلست تنظر للساعة كل بضع دقائق بقلق ... فهى أيضا رغم الحرية الممنوحة لها لم يسبق لها أن التقت بشاب غريب عنها فى موعد إعتبرته هى موعد غرامى
لا يعتقد الباشا أن فكرة هذا الشرط كانت فكرة أمجد ... فإنه يجزم بأنه كان يتحدث وقتها بلسان الشيطان الساكن داخله والذى دائما ما يُهزم أمامه ... إلا فى وجود الرقيقة مُنى
...........................................................................................................
عاد أمجد لمنزله ليكمل فرحته بإخبار منى بخبرالمشروع الجديد فى وجود أمه وكالعادة إكتملت فرحته بصرختها المعتادة وإستغلال الفرصة لإحتضان مجنون فى وجود الأم
لم تستطع سهام النوم ليلتها وقد قررت رفض شرط أمجد لإستمرار علاقته بها لكنها بعد منتصف الليل وجدت نفسها تتسلل للملحق وتحكم إغلاقه وتدير عينيها تتفحص كل جزء فيها يحمل ذكريات لقاءاتها الثلاث مع أمجد وتحاول تشمم رائحته من قماش الكنبة والسجادة المواجهة للمدفأة لتخلع رغم برودة الجو كل ملابسها وتغمض عينيها تسترجع كل لمسة منه لجسدها ودون أن تلمس حتى نفسها تجد بللها ينساب من بين فخذيها لتعود وتقررالموافقة على هذا الشرط القاسى الذى أشترطه من كانت تظن أنه مجرد شاب عديم الخبرة فإذا به يسيطر عليها ويجعل نفسه محور حياتها ... فهى تشعرالآن لأول مرة فى حياتها أن هناك من يلجمها وهى الفرس الجموح العصى على السيطرة
قررت الموافقة لكنها قررت مع موافقتها أنها هى الأخرى ستلجمه وستجعله يستغنى بها عن كل نساء العالم .... وأولهم سميرة
ساذجة كانت سهام وقتها ... فكم من إمرأة بعدها ظنت أنها ستكفيه وحدها
وكان نصيبهن الفشل
لأول مرة فى حياتها تجد سهام نفسها تنتظر شخصا ما ... فقد تعودت أن الآخرين عادة هم من ينتظرونها وحرصت لأول مرة أيضا على الوصول لكليتها قبل أمجد لتنتظره عند المكان الذى تعود ركن سيارته به لتقابله بإبتسامة منهزمة معلنة إستسلامها
بنهاية الإسبوع كان أمجد وإلهام قد إقتربا من إنهاء وضع اللوحة الأولى فى المشروع الجديد ... إكتشف أمجد خلال هذا الإسبوع قدرته على البقاء دون نوم لمدة 48 ساعة متواصلة حيث كانت جلساته مع إلهام للعمل تمتد أحيانا لصباح اليوم التالى ليذهب بعدها لكليته ويعود للمذاكرة مع حبيبته منى أو للذهاب لتمرينه دون أن يشعر بأى حاجة لنوم أو راحة كان فقط يتصل بحبيبته يطمئن عليها فيعود لنشاطه وكأن صوتها يزوده بطاقة خفية بلا حدود
فى التاسعة مساء الخميس وبعد أن اتصل أمجد بحبيبته الرقيقة وأخبرها بأنه سيبيت الليلة بالمكتب لإنهاء العمل وسيحضر فى السابعة صباحاً مع إلهام لتفطر معهم قبل أن يعود للمكتب حيث كانت إلهام إقتربت من الإنتهاء
أشعل أمجد المدفأة سريعا وأطفأ الضوء ليبقى الضوء الهادئ لنار المدفأة يضيئ الملحق بينما يلقى الضوء المنبعث من المطبخ ضوء ينير أمام مدخله بإضاءة خفيفة وبدأ صوت طقطقة الخشب مع رائحة الصنوبر تتسلل لتملأ أجواء المكان وقبل أن تنتهى سهام من صب الشاى على الحليب فى كوبين أمامها على الترابيزة الصغيرة بالمطبخ بعد أن وضعت قطعتى جاتوه وشوكتان فى طبق صغيرتسلل أمجد خلفها ليحتضنها من الخلف ويمد يده اليسرى يحركها بهدوء على ثديها الأيمن الذى انتصبت حلمته بمجرد ما لامسها أمجد بأصابعه فتنهدت سهام تنهيدة عميقة وأضطربت أنفاسها قليلا
أرادت سهام الإستدارة لتواجه أمجد بصدرها وتستمتع بضغط زبر أمجد بين فخذيها لكنه منعها بلمسة رقيقة وهو يلثم جانب رقبتها
ضم أمجد ظهرها لصدره وهو يمسك بكلا ثدييها يفرك حلماتهما بنعومة من فوق القماش الناعم فأشعل شبقها لأقصى درجاته وأخذت تدفع مؤخرتها للخلف لتشعر بإنتصاب زبره وهو يغوص بين قلتيها فيترك ثديها الأيمن ويحرك يده على بطنها يدلكها بنعومة حتى يصل لأسفل بطنها فيضع يده على قماش البيبى دول يضغط كسها بقوة ثم يدخل يده تحت الكيلوت الصغير الذى ترتديه ليلمس بظرها المنتفخ المبتل بمائها الغزير فتنتفض إنتفاضة بسيطة من وقع اللمسة فيزيح شفريها بإصبعيه البنصروالسبابة ويفرك بظرها بإصبعه الأوسط فتتنتفض إنتفاضة أقوى قليلا من الأولى فيحكم ذراعه الأيسر على كتفيها ويزيد من فرك كسها بإصبع يده اليمنى ولم تتحمل الصغيرة كثيرا قبل أن ينتفض نصفها السفلى إنتفاضات سريعة وتغلق فخذيها بقوة على كف أمجد ليحتضنها أمجد بقوة حتى تنتهى رعشتها الأولى فى تلك الليلة وتهدا قليلا وتتمالك ساقيها فتهمس له وسط أنفاسها المتقطعة
لم تتوقع سهام يوما أن يثيرها منظر إختلاط الشاى بحليبه كما أثارها فى هذا اليوم ولم تدر هل هو تأثير شكل دوامات الحليب الذى تلاحظه لأول مرة أم هو تأثير الجو الأسطورى الذى تعيشه دوما مع أمجد كلما انفردا أمام المدفأة
حاولت سهام أن تستعيد زمام المبادرة فاقتطعت قطعة من الجاتوه لتضعها أمام شفتى أمجد فأخذ منها الشوكة ووضعها أمام شفتيها لتلتلقى شفتاهما فى عناق حاد ذابت من حرارته قطعة الحلوى بين شفتيهما وأخذ كل منهما يلعق ما علق من شفتى الآخر بلسانه فيلتقى اللسانان لقاءات سريعة ويعود تنفس سهام للإضطراب وهى تشعر بكل تلك الإثارة التى تتجدد دائما بينها وبين أمجد وعينيها معلقة بعينيه وتشعر بأنها فى حاجة الآن للمس صدره العارى فتفك أزرار قميصه باصابع مرتعشة وتخلعه عنه وتتركه ليسقط أرضا عن كتفيه وتضع راسها على صدره بينما تحيط خصره بيدها اليسرى وتتحسس صدره باليمنى
مد أمجد سبابته اليمنى ومرر عقلتها ألولى على قطعة الجاتوه ليلتصق بها الكثير من كريمة الشيكولاتة التى تغطيها ويمررها على شفتى سهام التى أخرجت لسانها تمرره على شفتيها تلعق من عليها الشيكولاتة ثم تمتص إصبع أمجد لفمها وتقلد فعلته فيمتص أصبعها وهو يعيد فرك حلمتيها من فوق القماش الحريرى أولا قبل أن يدخل يده أسفل البيبى دول لليقرص حلمتها اليسرى قرصة خفيفة فتتأوه فيجذب راسها نحوه يمتص شفتيها بشبق وهو يزيح الروب الخفيف من على كتفيها ليسقطه أرضا ثم ينهال بشفتيه يقبل صدرها وكتفيها بجنون وهو يزيح حمالتى البيبى دول عن كتفيها فيسقط محيطا بخصرها ثم يجذبها ليلتصق صدره بصدرها وينام على ظهره وهى فوقه ثم يعيد شفتيه لشفتيها فى قبلة أمتص فيها شفتيها بقوة داخل فمه وهو يمد يديه يفرج بين فلقتيها وتلاممس اطراف أصابعه كسها وشرجها فى نفس الوقت وتتأوه لكن تلك الآهة كانت داخل فمه ويضغط سبابته اليمنى داخل شرجها فتنزلق بسهولة بعد أن حرصت على توسيعه طوال الأسبوع فيخرجه بهدوء بعد أن يحرر شفتيها فتتاوه آهة طويلة ليضع سبابة ووسطى يسراه المبللتان تماما بمائها على ذلك الشرج الذى يرحب بهما فيدخلان بسهولة ليديرهما أمجد بالداخل فتتشعر بمتعة لم يسبق لها معاينتها فيخرجهما بهدوء وهو يدفع كتفيها لتجلس على بطنها فيلف كفاه حول خصرها ويديرها فتتجاوب معه وترفع جسدها قليلا وتستدير فيجذبها لتجلس على صدره فتمتد يديها لتفك له حزام بنطلونه وتفتح زر البنطلون وتجذب السوستة ثم تزيحه ويرفع وسطه ليساعدها فتحررزبره من البنطلون والكيلوت الذى يرتديه لينتصب زبره فتنام على بطنه تمسك زبره بكفيها فيجذب الكيلوت الصغير من حول وسطها وتساعده ليخرجه من ساقيها لتعود لجلستها على صدره ويرتفع أمام عينيه كسها لامعا بمائه الذى يعشق طعمه فينهال عليه يرتشفه بفمه بينما أنفه يداعب فتحة شرجها وشاربه يدغدغ تلك المنطقة الساحرة بين فتحتى كسها وشرجها ويقحم لسانه داخل فتحة كسها يداعبه من الداخل ويشعر بارتفاع تنفسها سريعا وهى تنهال بفمها على زبره تمتصه بنهم بينما تغوص أنفه داخل شرجها فتلفح أنفه رائحة زيت الورد الذى ملأته بها ويغوص لسانه لآخره داخل فتحة كسها يحركه دخولا وخروجا فتنتفض معلنة وصولها ذروتها ويبدأ شلال مائها فى الإندفاع من فتحتها الأمامية وتختلط رائحة مائها الجميلة برائحة الورد المنبعثة من فتحتها الخلفية ويبدأ نصفها السفلى فى التخبط على وجهه وتتشنج يديها حول زبره و تحكم غلق فخذيها حول صدره وتغلق فلقتيها على ما بينهما حتى كاد أن يختنق قبل أن تهدأ قليلا ويرتخى جسدها فوق جسده بينما كفيها لا زالتا تقبضان على زبره وارتاحت رأسها على بطنه بجوار زبره تقبله قبلات هادئة حتى شعر أنها أسترخت تماما ليزيحها برقة لتهبط من فوق جسده وتنام على الأرض فيساعدها لتنقلب على ظهرها ثم يرقد جوارها ليحرر جسدها من البيبى دول المحيط بخصرها ويضع رأسها على ذراعه ويداعب حلمتيها بهدوء بينما يده الأخرى ترتاح على بطنها
...........................................................................................................
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل بنصف ساعة عندما توقف أمجد بسيارته بجوار نفس الكشك الذى سبق واشترى منه شريط محمد منير ليتصل بمنى ... يطمئنها ويطمئِن بسماع صوتها ويغلق السماعة ليجد نفسه لا إراديا يتصل برقم إلهام التى تجيب عليه بنبرات لا يبدو فيها أثر النوم
تعجب أمجد من ترابيزة الرسم القصيرة وكأنها مصنعة خصيصا كى يستطيع الجالس على تلك الوسائد الرسم عليها ويعلوها أباجورة مستطيلة يجاورها مائدة قصيرة الأرجل وبجانبها وضعت أرجيلة فخمة يجاورها سخان كهربائى صغير وشنطة بداخلها فحم وعلى أقرب رف منها للمكتبة علبة متوسطة لنوع من الدخان الفاخر لم يسبق لأمجد رؤيتها من قبل
عندما عادت إلهام بكوب الشاى وجدت أمجد قد خلع حزامه وحذاءه ليلقيهما بجواره كأنه يتحرر من كل ما قد يشعره بالقيد وبدا كأنه غائب عن الدنيا بجلسته وإنغماسه الكامل فى لوحته حتى أنه لم يلتفت لكوب الشاى إلا بعد أن نبهته فجلست ترصد كل حركة يتحركها بإهتمام وتراقب تأثر حركات يده وخطوطه بالموسيقى ولم تلتفت عنه للحظة إلا لتحضر له كوب آخر من الشاى بالنعناع كلما أنهى ما بجواره
بعد الخامسة بقليل كان أمجد قد إنتهى من رسم اللوحة ووضع إقتراحات المواد والألوان على جانب اللوحة فيما يعرف بالkey ويريح ظهره على المسند
نظرت إلهام لتلميذها باهتمام تراقبه وهو جالس عارى الصدر يتنفس بعمق وكأنه أنهى لفوره مصارعة حامية مع أفكاره ثم قامت لتطالع اللوحة بنظرة خبير قبل ان توجه كلامها له
وصل أمجد وإلهام لبيت أمجد وقبل وصولهم للدور الرابع حيث تسكن منى و وجدوها تقف أمام الباب فى إنتظارهما ورحبت بإلهام واحتضنتها بينما تحتضن أمجد بعينيها واكتفت بإمساك كفيه بين كفيها طويلا
...........................................................................................................
مرأمجد ليصطحب سميرة للمرة الثانية فى طريقه لفيلا سهام وبمجرد دخوله الملحق لاحظ تغيير كبير فى شكله ومحتوياته
أزيحت كنبة الأنتريه والكرسيين جانبا ووضعت كنبة أخرى أمام المدفأة يحيطها ترابيزتين صغيرتين واحتل دولاب كبيرالحائط القريب من مدخل الملحق من ناحية الفيلا ووضعت تسريحة صغيرة بجانب المدفأة بينما فرشت الأرضية بطبقة من الموكيت الأزرق الثقيل وفوقه سجادة كبيرة تغطى المساحة من الكنبة الجديدة للدولاب الجديد وسجادة أخرى من الكنبة للمدفأة
تسللت أم أمجد خلفهما لتجد منى مستكينة تماما فى حضن أمجد ... تركتهما الأم ... فهى باتت تدرى من طريقة إحتضانهما ماهية كل حضن أهو حضن شهوة أم حضن إحتياج ... فحضن الشهوة دائما ما تلف منى فيه ذراعيها حول عنقه ... أما فى هذا الحضن فقد إحتواها كاملة بين ذراعيه وأراحت رأسها على صدره ... فهذا الإحتضان كان كل منهما يبحث فيه عن الأمان الذى بات لايشعر به أحدهما إلا فى حضن الآخر
...........................................................................................................
كان الخميس التالى موعد أمجد مع ميدالية جديدة ... لكنه قرر إنه إذا فاز بها لن تنضم لباقى إخوتها فى صندوق ميدالياته ... فمكان ميدالياته القادمة كلها بات معروفاً له ... فوق مرآة منى حيث تجد من يعتنى بها ويقدرها ... أما بالنسبة له فلا قيمة لميدالية لم ير فرحتها فى عينى الجميلة منى
لم يذهب أمجد لكليته واكتفى بتوصيل منى لكليتها واتفقت سهام معها على أن تمر عليها قبل الواحدة ليذهبا سويا لمجمع صالات أكاديمية الشرطة القريب من الجامعة حيث تقام بطولة الجمهورية للمصارعة الرومانية وبعد عمليات الميزان بدأت المنافسات وكان موعد مباراة أمجد الأولى الساعة الواحدة وتمنى أن تقع عيناه على أيقونة حظه بين المتفرجين قليلى العدد رغم أنها البطولة المحلية الأهم فى أجندة إتحاد المصارعة
كان أمجد يستعد للنزول لأولى مبارياته عندما لمح منى وسهام تدخلان المدرج متشابكى الأيدى حيث جلستا فى الصف الرابع ... عندها فقط شعر أمجد برائحة فوز جديد وميدالية ذهبية أخرى
كانت المرة الأولى لسهام التى تحضر مثل تلك البطولة وانبهرت بمنظر الصالة المفروشة بأربعة أبسطة للمصارعة بألوان دوائرها الحمراء وكل بساط يتصارع فوقه شابان ولم تكن تتوقع أن تلك الرياضة بتلك القوة حيث يرتفع صوت إرتطام المصارعين بالبساط المطاطى وتنتفخ العضلات فى إلتحامات قوية وتنثنى الظهور برشاقة ترفع مصارع يحمله آخر
إنتهت مباراة أمجد الأولى بنهاية الجولة الثانية واستمتعت سهام بالفعل بتلك الحركات الفنية التى قام بها أمجد لكنها لاحظت أن مدربه يوجه له حديث بعصبية عند خروجه فمالت على منى تسألها علها تعرف السبب
كانت مبارة أمجد هى الثانية فى قائمة المباريات النهائية وبعد تتويج بطل الوزن السابق لوزنه بدأت مباراته بعد تأكد الحكم من جفاف جسد المتنافسين وتفتيش الأحذية الخفيفة للتأكد من عدم وجود ما يؤذى بها لتبدأ المصارعة بين أمجد وأحد ممثلى إحدى المحافظات الذى يواجهه لأول مرة ... لم يكن أمجد يعرفه لكنه كان يعرف أمجد كون أمجد اللاعب الوحيد من مستوى الناشئين الذى يلعب فى بطولة الكبار ... ظنها المنافس مباراة سهلة فى ظل مشاهدته لمباريات أمجد السابقة فى البطولة وعدم نهاية أى منها بلمس الأكتاف أو عدم التكافوء وفوز أمجد بكل مبارياته بالنقاط فقط فحاول التلاعب به فى بداية المبارة بل والسخرية منه بعيدا عن آذان الحكم
وفى لحظة خاطفة حاول المنافس ضرب أمجد أثناء تشابكهما لكن أمجد تفادى الضربة ودفع منافسه للخروج من الحدود المحددة للعب وأوقف الحكم المبارة لإعادة المتنافسين لمنتصف الحلبة لإستكمال اللعب بعد تأكده من سلامة اللاعبين ومروره بيده على جسد أمجد ليتأكد من جفافه وكانت تلك المرة الأولى لسهام التى ترى أمجد وقد تبدلت ملامحه وعبثت إبهامه بشاربه بتوتر
بمجرد مصافحة المسؤل الذى وضع الميدالية حول عنق أمجد قفز الشاب من فوق منصة التتويج ليجرى نحو المدرجات ويقفز سورها القصير ويصعد درجات المدرج الأربعة وهو يخلع الميدالية من عنقه ليضعها حول عنق حبيبته الرقيقة وسط الأنظار التى اتجهت نحوه ثم يمسك بيديها ويقبل دبلته الموجودة حول إصبعها الأيمن ... وسط تصفيق العدد القليل المتواجد بالمدرجات يومها وزملاؤه الموجودين على أرضية الصالة
لم يشعر أمجد بنفسه ولم يشعر بالخجل بينما كادت الرقيقة تذوب خجلا ولم تجد سوى صدر حبيبها تختبئ فيه من الأعين التى باتت تحيطها فأحاطها بذراعه وربت على شعرها ووجه كلامه لسهام
أفاق أمجد من تفكيره على صوت أمه والفتاتان أمام باب الحجرة والتفت إليهم وأمه تحمل الكيكة وتحيطها من الجانبين سهام ومنى بضحكاتهن التى لاتتوقف
كان حديثا صاخبا لكنه كما اعتادا .... صامتاً ... لا يفهمه سواهما
...........................................................................................................
فى الواحدة تماما كان أمجد يقف أمام ملحق فيلا سهام ... أو بيتهما كما أطلقت عليه هى وقبل أن يدق الباب تذكرمفتاحه الذى يحمله ليفتح الباب ويدخل فيجد سهام منتظرة على أحد الكراسى وقد إرتدت قميص نوم حريرى رمادى فوقه روب من نفس اللون وقد صففت شعرها المتموج ليحيط بوجهها الذى تفننت فى تزيينه لتقف وتتحرك نحوه فى خطوات رشيقة هادئة وتحيط رقبته بذراعيها ليضمها لصدره ويغيبا فى قبلة هادئة لتمسك يده فى يدها
قبلت سهام كف ايمن برقة قبل أن تتركها لتقف خلفه وتنزع عنه الجاكيت لتأخذه وتتجه ناحية الدولاب وتعلقه داخله
إقترب أمجد لسهام من خلفها وضمها لصدره برقة فتجاوبت معه والصقت ظهرها بجسده قبل أن تستدير لتواجهه ويعرى كل منهما الآخر قبل أن يحملها للفراش لتعيش معه ليلة أجمل من كل ماسبق لهما إنتهت بذهابها فى نوم عميق على ذراعه يغطى شعرها رقبته ويدها تلتف حول صدره ... أمنيتها التى تمنتها منذ ليلتهما الأولى معا أخيرا تحققت وقضت ليلتها عارية بين ذراعيه
لم ينم أمجد ليلتها كما كان من المفترض بعد مجهوده فى مبارياته ومجهوده فى تلك الليلة العاصفة التى استطاع بالكاد فيها كبح جماح نفسه وجموح سهام ومنع نفسه ومنعها من أن يفض بكارتها أو أن تفتضها هى بزبره وظل فى رقدته يراقب هذا الوجه الملائكى الذى لم يره من سهام إلا هو
قبل الخامسة أزاح أمجد عن وجه سهام تلك الخصلات التى تغطى وجهها لتفتح عينيها وتبتسم له إبتسامة رائعة
ساعدت سهام أمجد فى ارتداء ملابسه وأغلقت له أزرار قميصه وساعدته فى إرتداء الجاكيت قبل أن تمد يدها للدولاب وتخرج له زجاجة من العطر الصباحى الذى يستعمله
بمجرد عودة أمجد لغرفته إنتزع اللوحة التى تحمل رسم الشقة من الجدار المعلقة عليه وقبل أن يحين موعد إفطاره مع حبيبته كان انتهى من إضافة ما كان ينقصها ... غرفة مكتب تماثل غرفة مكتب إلهام
لم يكن باقى اليوم سعيدا بالنسبة لأمجد ومنى ... فقد قطعت أم أمجد جلستهم بغضب واضح وهى تمسك بيدها نسخة من إحدى أهم الجرائد اليومية تعرض عليهم صورة إلتقطها أحد مصوريها ووجدت الجريدة أنها الصورة الوحيدة فى بطولة المصارعة التى تستحق النشر
كانت الصورة لأمجد وهو يضع ميداليته حول رقبة منى وكان العنوان المثير تحتها
بطل الجمهورية الناشئ يقلد خطيبته ذهبية فوزه
كان غضب الأم حقيقيا وهى تلقى الجريدة بوجه أمجد وحبيبته
...........................................................................................................
مرت شهور الشتاء وأتى الربيع ... ورغم خماسينه وأتربته إلا أن أمجد يحب رائحته ... وبدأت حرارة الجو فى الإرتفاع ومعها عادت مغامرات أمجد الليلية فى البرجولة مع أم منى ... وبات لوحش الشبق الذى يسكنه وجبتان مكتملتان كل إسبوع مع سهام مرة ومع ريرى مرة ... بخلاف وجبته الأسبوعية الخفيفة مع سميرة ... وحش شبقه الذى لا يشبع ودائما يطالب بالمزيد ... لكنه لم يستطع أبدا أن يهزم أمجد فى وجود حبيبته ... الرقيقة منى
إزداد سطوع موهبة أمجد بحلول الربيع واشعلت لقاءاته الجنسية أفكاره فازدادت مكافاءاته وزاد دخله من ساعات عمله الإضافية وامتلأ دفتر توفيره وعندما انتهت امتحانات عامه الجامعى الأول كان بدفتره 15 الف جنيه وهو مبلغ لم يكن يحلم أى شاب بتوفيره خلال سنوات عمل طويلة وبدأت إجازة نهاية العام الطويلة وأمجد يمنى نفسه بقضاء الكثير من الوقت بصحبة حبيبته وبدأ البحث الفعلى عن شقة تماثل شقة حلمه مع منى ... فذلك المبلغ يكفى لدفع مقدم شراء شقة ودخله الذى بات مرتفعا يكفى لدفع أقساطها
مرت الأيام الاولى من الإجازة ومنى وأمجد ينهلان من بحر حبهما فقد باتت لقاءاتهما تمتد لساعات طوال ... فليس هناك ما يبعدهما الآن غير أيام تمرين أمجد بعد إنضمامه للمنتخب إستعداداً لبطولة دولية ستقام بمصر وساعات عمله بالمكتب الذى انضمت إليه سهام كمتدربة مع أمجد تحت إشراف إلهام التى تعلم ما بينهما وتخفيه وتبذل جهدها فى إخفاؤه عن الدكتور إبراهيم فهو لايسمح بإقامة علاقات خاصة بين العاملين فى مكتبه ... لكن إلهام كانت تعرف دائما كلما تم لقاء بين أمجد وسهام ... من خطوط رسوماته
بعد مرور إسبوعين فقط من الإجازة فوجئ أمجد وهو فى المكتب بإتصال من منى تخبره بأن أمها قد ألم بها ألم مفزع فهرع أمجد لأقرب طبيب واصطحبه معه للكشف على ريرى والذى طلب نقلها فورا لأقرب مستشفى ... فزائدتها على وشك الإنفجار
تم نقل أم منى للمستشفى القريب وصحبتها أسرة أمجد بأكملها ومعهم بالطبع الرقيقة منى التى لم تكف عيناها عن البكاء ولم تبتعد للحظة عن حضن أمجد ولم تعترض أمه لأول مرة على إحتضانهما وتجاهله أبوه ... فالرقيقة الآن بحاجة للشعور ببعض الأمان الذى لن تشعر به إلا فى مكانها ... بجوار قلب أمجد
خرج الجراح الذى أجرى العملية لأم منى وطمأن الجميع لنجاحها وبذل أبو أمجد كل جهده ليحجز لها غرفة مستقلة وقررت منى بعد مناقشة طويلة مع أم أمجد أن تكون هى برفقة أمها واضطرت أم أمجد للموافقة ... فهى لم تكن تريد لمنى المبيت فى جو المستشفى الكئيب وكانت تريد هى تحمل مسؤليتها جهة صديقتها المقربة ... أجبر أمن المستشفى الجميع لترك المستشفى بعد وصول أم منى وهى لم تزل بعد مخدرة لغرفتها بالمستشفى لكن أمجد لم يكن من الممكن بالنسبة له ترك منى وأمها فى تلك الحالة فاصطحب منى للشباك الموجود بالحجرة ليشير لها للحديقة الواقعة أمام المستشفى
طمأن أمجد والد خطيبته على حالة زوجته ... لكنه كان فى حاجة للإطمئنان على حبيبته ... فهو يشعر بأنها ليست بخير
مرت أيام ثلاثة على أم منى فى المستشفى تبعها إسبوع فى المنزل وأمجد لا يستطيع الإنفراد بمنى ولا الحديث معها ولاحتى بالتليفون وبلغ قلقه مداه لدرجة أنه أخبر أمه بقلقه فطمأنته قليلا
إنهارأمجد مكانه ... حاول البكاء فلم يستطع ... حاول الصراخ فلم تطاوعه حنجرته ... هاهو القدر يوافيه بأولى ضرباته بعد أن ظن أنه بعيداً عن يده ... لكنه يشعر بأنه رغم قسوة تلك الضربة فإن القدر كان رحيما به ولم يكشف ستر مصيبته الكبرى
لم يدرأمجد كم مر من الوقت قبل أن يستطيع النزول لشقته ليخبر أمه وأباه برغبة منى ويطلب من اباه عدم قبول إعادة الهدايا التى اشتراها لمنى ليترك المنزل بعدها لينصرف ... لم يصطحب أمجد السيارة بل ظل يمشى إلى أن وجد نفسه أخيراً أمام البيت الذى قرر شراء شقة حلمه به بمدينة نصر .. قريبا من مكتب الدكتور إبراهيم وشقة إلهام ٍ... كان فقط ينتظر موافقة منى ورؤيتها لها ... بحث عن حارس المكان واستعلم منه عن تليفون صاحب المبنى وعاد للمنزل بعد ان إنتصف الليل ليجد أبيه وأمه بإنتظاره ينهشهما القلق على غيابه
لم يستطع أمجد التحدث فى موضوع فسخ خطبته وطلب من أمه الإحتفاظ بالشبكة فى دولابها وأستأذن أباه كى يذهب معه لإنهاء إجراءات شراء الشقة فى أقرب وقت ... فلا زال أمامه أكثر سنة كاملة ليتم ال21 عاما ويصبح من حقه إبرام العقود ولابد من وجود أبيه كضامن لتوقيعه وضامن لسداد باقى الأقساط
لم يناقشه أبواه فهما يشعران بما يمر به ولا يبغيان زيادة ألمه بمناقشة أمر من حقه وهم يعلمون مدى تمسكه بأى قرار يتخذه ... فهو مثل أبيه طالما اتخذ قرارا لا يرجع عن تنفيذه مهما كانت الأسباب
.........................................................................................................
إنتهت إجراءات شراء الشقة وإستلامها سريعا ... كانت شقة غير كاملة التشطيب مجرد جدران بحاجة لطلاء وأبواب وشبابيك خشبية وبلاط قبيح المنظروحتى حمامها غير كامل التجهيزات ... مجرد حوض لغسيل الوجه وقاعدة تواليت وبانيو
كل ما اشتراه أمجد للشقة وقتها فقط خلاطات مياه ودش للحمام ركبها بنفسه بدون الإستعانة بسباك
لكنه اشترى أيضا بطانية واحدة وبما تبقى معه من مال إشترى به دمية تدريب أو كما يطلق عليها مدربو المصارعة "شاخص " بنفس وزنه مثل الدمية التى يتدرب بها لإتقان حركات المصارعة فى ناديه وصنع لنفسه ترابيزة رسم قصيرة مثل التى تملكها إلهام
أصبح تواجد أمجد فى شقته شبه دائم ولا يخرج منها إلا للمكتب أو للتمرين ...أو للقاء سهام ... تلك التى تغيرت على يديه فعشقته ورغم حزنها الحقيقى لإنتهاء قصة الحب الرومانسية بين أمجد ومنى تلك النهاية الحزينة إلا أنها باتت تشعر بأن أمجد بات ملكا لها وحدها لا تنازعها على قلبه أى أنثى غيرها فزادت من جرعات حبها وحنانها معه وباتت تشعره بأن الملحق أصبح بيته الحقيقى الذى توجد به إمرأة تعشقه وتحفظ تفاصيله
لم يعد أمجد يستعمل سيارة أبيه بل لم يكن يدخل بيته القديم إلا مرة واحدة سريعة كل يوم يغير ملابسه بأخرى ويطمئن على أمه وأخوته وأبيه ثم يعود سريعا لبيته ... شقته الخالية عليه ... لم يعد يطيق البقاء فى الحجرة التى شهدت لحظات حبه ... لم يصعد مرة لإلقاء نظرة على البرجولة التى شهدت أول لحظة يعرف فيها مدى حبه لمنى ... بل أنه كان يشعر بالإختناق لمجرد دخوله الشارع الذى شهد مشيه فيه ومنى تتأبط ذراعه
لم يعلم جزء من الحقيقة إلا معلمته وأستاذته إلهام ... أخبرها فقط الجزء الذى ذكرته منى ... شعرت إلهام بعطف شديد على تلميذها حتى أنها باتت تدفع سهام للخروج معه يوميا وتناول العشاء معه ... فقد أصبح دخله يفوق دخل أبيه المهندس القديم ومدير المصنع الكبير ولم يعد هو حريصا على إدخارأى مبلغ ... فهو يرى أن السبب الذى يدخر له أمواله قد زال
كان لوجود أمجد فى شقته جدول ثابت ... فهو بمجرد دخوله يخلع كل ملابسه ويرتدى زى مصارعته ويصارع دميته ... فى أول الأمر كان يراها دمية بلا ملامح ... لكن بعد ايام رآها تشبهه ... حتى جاء الوقت الذى بدأ يرسم فيه وجهه على أوراق يلصقها على وجه الدمية ويظل يصارع ويصارع ويرتطم بالبلاط العارى بظهره وذراعيه ولا يترك الدمية إلا بعد أن يتمزق عنها القناع الذى يمثل وجهه ليجلس واضعا رأسه بين ركبتيه يلتقط أنفاسه ليعود ويضع ورقة أخرى ويظل يصارع نفسه حتى ينتهى به الأمرللرقود فوق البطانية المفروشة بجوار الحائط ... لم تعد ساعات نومه أكثر من ساعتان يوميا ... ولم تتجاوز وجبات طعامه الوجبة التى يتناولها بصحبة سهام ... لكنه مع ذلك لم يفقد تركيزه للحظة ولم يضعف جسمه بمقدار خردلة ... بل إزدادت عضلاته قوة وباتت الكدمات التى تغطى ظهره وذراعيه لا تؤلمه مهما ارتطمت بأرض ولا بحائط ... تلك الكدمات التى لم يرها إلا مدربيه وزملاء تدربيه ...... وسهام والتى لم يحاول علاجها غيرها ... فى بيتهم الصغير الذى انتقل لدولابه الكثير من ملابس أمجد التى تحرص على أن تنظفها وتكويها له بنفسها
كان دور أمجد كلاعب فى منتخب المصارعة ينحصر فى كونه مجرد لاعب إحتياطى للاعب الأساسى وينتهى دوره عادة إما بإستبعاده إذا كانت المبارة القادمة خارج مصر أو بإنتهاء عملية الوزن للاعب الأساسى إذا كانت البطولة تقام بمصريتحول بعدها لمتفرج على المنافسات ... فرغم أنه كان دائما يتوفق فى المنافسات على اللاعب الأول إلا أن المدرب الأوروبى كان يراه لايصلح بطريقة لعبه لمصارعة محترفين أو لاعبين دوليين ... ففى نظر المدرب أن اللاعب الذى يصارع بفروسية ولا يستغل نقاط ضعف منافسيه لا يصلح لمصارعة لاعب سيستغل أى فرصة ولو غير مشروعة للفوز ... لكن تلك المرة كانت مختلفة ... فبعد أن أصابه القدر بضربته الأولى تغير أمجد وأصبح لاعب عنيف لا يترك فرصة للفوز إلا واستغلها ... وباتت الكدمات التى تملأ جسده دليل على قوته فى التدريب فأختاره المدرب للمرة الأولى ليكون اللاعب الأول الذى سينافس فى مباريات وزنه
أتى يوم البطولة ولأول مرة فى حياته يكون اسم أمجد بين اللاعبين الأساسيين فى مباراة دولية يحمل فيها اسم بلده ... وببداية أول مبارياته أيقن منافسيه فى نفس الوزن بأنهم أمام لاعب يصعب هزيمته بتركيزه الشديد وعدم ظهورأى نقاط ضعف فى طريقة لعبه والقوة العنيفة التى يصارع بها ... أنهى أمجد جميع مبارياته الأولى بسرعة وقبل نهاية الجولة الأولى وكلها انتهت بفوزه بلمس الأكتاف وانتفخ مدربه غروراً بلاعبه صغير السن الذى يصارع لاعبين شبه متفرغين للعب والتمرين فيهزمهم بسرعة وبسهولة
تركزت الأضواء فى المبارة النهائية على البساط الوحيد الباقى فى منتصف أرضية الصالة و لأول مرة يلاحظ أمجد عدد المشاهدبن الضخم الذى ملأ مدرجاتها وبدون وعى وجد عيناه تبحث عنها وسط المتفرجين ... كانت عيناه تبحث عن حبيبته ... منى ... إنه يشعر بوجودها ... فروحه لا زالت معلقة بها ولا يزال كل منهما يشعر بوجود الآخر... بالتأكيد هى بين المتفرجين تنتظر ذهبيته ىطوق بها عنقها كما وعدها
بمجرد تحية أمجد لمنافسه قبل بدء المنازلة اكتشف أمجد نقطة ضعف منافسه ... كان منافسه يشعر بالخوف من مصارعة هذا اللاعب الناشئ القادم من المجهول... كانت تلك النقطة التى أستغلها أمجد فى إنهاء مباراته بعد أقل من دقيقتين لتصخب الصالة بصرخات الفرحة بالذهبية الأولى فى البطولة ... لكن أمجد لا يميز صوت صرخة فرحة منى بينهم ... إنه يشعر بوجودها فلم لا يراها ولا يسمع صرختها
توج أمجد بميداليته وسمع نشيد بلاده الوطنى ورأى علمها يرتفع معلنا فوزه ... لكنه لن يستطيع الشعور بفرحته إلا بعد يرى تلك الفرحة فى عينيها ... جميلته الرقيقة منى
وأخيرا رآها ... لم تكن بين المتفرجين ... كانت تنتظره فى الجانب البعيد من الصالة ... وكما وعدها جرى إليها ليخلع ميداليته ويهديها لها
ولكنه فجأة يجد نفسه محاط بظلام شديد وشعر بقدميه تنزلقان لبئر سحيق تتخبط ذراعاه بجدرانه حتى يصطدم أخيرا بقاعه ويغيب بعدها عن وعيه
لقد سقط المصارع فور فوزه بذهبيته الدولية الأولى
...........................................................................................
خاتمة
كل من يرى غرفة مكتب الباشا (أو قرأ وصفها فى قصصه السابقة) التى يقضى بها معظم أوقاته يلاحظ أنها شبه مطابقة لغرفة مكتب إلهام باختلاف إختفاء ترابيزة الرسم القصيرة واستبدلها بلوح مفاتيح على الترابيزة الصغيرة وشاشة كبير احتلت جزء من الحائط المقابل لجلسة الباشا واختفاء جهاز الصوت الكبير ليحل محله جهاز حديث ذو سماعات صغيرة لكن قوية حول أركان حجرته الأربعة
............................................................................
بنهاية هذا الجزء من حكى الباشا كانت أعصابى قد اقتربت من التحطم
فهاهو القدر يضرب ضربته وينهى قصة حب رومانسية بمنتهى القسوة ... وهاهو الرجل الذى ظننته طيلة حباتى قوى قاسى لا ينال الزمن من قوته يكاد ينهار أمامى من البكاء
لكنى أعلم تماما أن قصته لم تنتهى بعد ... بل أن الضربة التى ضربها له القدرلم تقتله لكن دفعته فى إنعطاف حاد لمسارآخرووضعته أمام تحدٍ جديد
فهل نجح فى تحديه الجديد أم إتخذت حياته مسارا آخر هذا ما سوف نعرفه سويا فى الجزء القادم من قصة بدايات الباشا
.................................................................................
أعتذر لكم قرائى الأعزاء
أولاً لطول هذا الجزء وثانيا لتلك النهاية الحزينة لقصة حب أحببتها كما أحبببتموها ... ولكن وكما ذكرت لكم سابقاً فتلك القصة قصة واقعية لا أتحكم فى أحداثها ككاتب فأنا فقط مدون لما يمليه على الباشا من ذكريات
لكنى دائما ما أذكركم بأن شخصية الباشا ليست من الشخصيات التى تستسلم تحت وطأة ضربات القدر .... فهو رجل قد ولد بجينات مصارع لا تنكسر إرادته ولا يستسلم تحت ضربات القدرمهما كانت قوتها ودعونا سويا فى الأجزاء القليلة الباقية من القصة نتابع مصارعة أمجد مع القدر... تلك المصارعة التى تحول أمجد فيها من "الطالب مقاتل أمجد حسن" إلى "الباشا"
.................................................................
تبادر لذهنى سؤال أثناء كتابتى لذلك الجزء على لسان الباشا لم يستطع هو نفسه الإجابة عليه
لماذا حرص أمجد على أن يكون طاقما النوم الذى أهدى أحدهما لمنى والآخر لسهام لهم نفس الشكل لكنه أهدى منى اللون الأبيض بينما كان لسهام اللون الأسود
هو يجيب ان إختياره كان لاإراديا ولكنى أشعر بأن هذا الإختيار كان وراءه دافع ما
فهل يتكرم قرائى الأعزاء بمشاركتى آراءهم حول سبب الإختيار؟
أرجو ذلك
وإلى لقاء أرجو أن يكون قريباً
View: https://www.youtube.com/watch?v=w6w0cy_1HY4
View: https://www.youtube.com/watch?v=EFJ7kDva7JE
View: https://www.youtube.com/watch?v=Ain88a_-Xsk
View: https://www.youtube.com/watch?v=p_ysM56lTT4
الجزء الثانى عشر
مقدمة
فى هذا الجزء كان حكى الباشا يحمل مفاجأة ...فهو يحكى فيه عن أمر لم يكن ليحكيه ... أو لاينبغى أن يحكيه .... لقد إختصكم الباشا أصدقائى بحكاية سر أعتقد أنه لا يعلمه غيره والقليل من المقربين ... سر لو عرفت أسماء أشخاصه الحقيقية يكون قد أطلق قنبلة قد تدمر الكثيرين
فى هذا الجزء إشارة لموسيقى عظيم قد لا يعلم الكثيرين اسمه لكن موسيقاه التى ألفها فى ثلاثينيات القرن العشرين لا زالت حاضرة وبقوة فى معظم المناسبات ... إنه الموسيقى Carlos Gardel الفرنسى المولد الذى يحمل بجانب جنسيته الفرنسية جنسية الأرجنتين وأورجواى ومن غرائب القدر وفاته فى دولة رابعة هى شيلى
هناك أيضا بعض المصطلحات التى قد يجهلها بعض الشباب والكثير من الشابات وخاصة بمجندى القوات المسلحة
فلفظة ميس وتنطق ميز تعنى مكان تناول طعام الجنود أو الضباط
ولفظة تقييف تعنى ضبط الملابس العسكرية على مقاس الجندى
والحلاقة عالزيرو تعنى قص حتى تنكشف تماما فروة الرأس
فى هذا الجزء بالذات افصح الباشا بالتلميح عن صراع آخر عاش أحداثه وتأثر بها وأثرت عليه
وأعتذر لكم قرائى الأعزاء مسبقا عن قلة المادة الجنسية فى هذا الجزء
فما حكاه الباشا خلاله يستلزم عدم صرف إنتباه القارئ عن قراءة ما بين السطوربحكاية مشاهد جنسية ساخنة ... فما لمّح به لا يستطيع ذكره صراحة
ذلك الجزء من حياة الباشا ليس بمحاكمة لزمن مضى ... لكنه محاولة لدفع إتهام لشباب الثمانينيات بأنه عاشوا حياة بلا منغصات ... حياتهم كانت شديدة القسوة لكنهم كانوا لا يستسلمون
والآن لنعد إلى قصتنا
وأرجوكم حاولوا قراءة ما بين السطور
.............................................................................................................
لم يشعر أمجد بعد إرتطامه بقاع البئر العميقة بشئ سوى صوت منى تناديه
لم تنقطع الزيارات عن أمجد منذ إفاقته وحتى خروجه من المستشفى بعد إسبوع آخر وبعد أن إطمأن الدكتور إبراهيم من زملاؤه أساتذة كلية الطب الذين أستدعاهم لمعاينة حالة أمجد بأن ما ألم به مجرد عارض طارئ بسبب ضغطه الشديد على جسده وأعصابه التى لم تتحمل مثل هذا الضغط فانهارت بسبب الضغط الذى واجهه لحظة إستلام ميداليته الدولية الأولى ... فهو فى الأصل فنان رقيق المشاعر عكس ما أبداه أثناء نزالاته الأخيرة وأن تعافيه تماما سيكون سريعا بفضل عزيمة المصارع وقوته الجسدية
لم تنقطع زيارات اصدقاء أمجد له فى منزله ... ولأول مرة يشعر بأن عدد أصدقاءه كبير ... لكن كانت زيارات صديقاته دائمة ويومية فرادى أو سويا ... ما عدا سهام التى أصبحت عضو شبه دائم بأسرة أمجد تكون دائما أول من يحضر وآخر من يذهب والتصقت بأم أمجد تستقى منها ...لكن بحرص ... كل ما يمكن معرفته عن أمجد وعن كل ما يحبه وكل ما يزعجه ... كان حبها له حقيقياً ... ولكن هل كان حبه لها بالمثل؟
إتخذت صديقات أمجد جميعا موقف حاد ضد منى وامتنعن عن محادثتها كما اعتدن... فهم كفتيات يعرفن جيداً أن ماحدث لصديقهم المقرب قد حدث بفعل طلبها فسخ خطبتهم ... حتى أتى اليوم الذى كانت سميرة منصرفة مع أمل وإيمان من شقة أمجد وفتحت منى الباب عندما سمعت أصواتهم فانصرفت أمل وإيمان دون حتى أن يكلفن أنفسهن عناء النظر إليها لكن منى إستوقفت سميرة
مسكينة يا رقيقة فالكل حتى أنتِ لا يعرفون الحقيقة
...........................................................................................................
إستغرق الأمر فقط إسبوعين آخرين قبل إستعادة أمجد لقواه ... ولكنه لم يعد أمجد القديم ... لأول مرة منذ وطئت قدماه بساط المصارعة منذ 9 سنوات يشعر بعدم الرغبة فى العودة إليه ... قرر أمجد أن وقت المصارع قد إنتهى ... فلا معنى لفوز جديد أو ذهبية أخرى لن ير فرحتها فى وجه حبيبته ... لا زالت هى حبيبته وستبقى حبيبته ... حتى بلا أمل
كانت نصيحة الطبيب النفسى الذى استشاره الدكتور إبراهيم هى ضرورة شغل ذهن أمجد بأكبر قدرممكن فكانت عودته للمكتب وعمله ساعات اطول هو أقرب الحلول
بنزول أمجد لأول مرة كانت أم أمجد فى إنتظارزيارة إنتظرتها طويلا منذ فسخ خطوبة أمجد ومنى ... ولم يخب ظنها ... فبعد خروج أمجد بربع ساعة فقط سمعت جرس الباب ليعلن لها وصول ضيفتها
بمجرد أن فتحت أم أمجد الباب تلقت منى باكية فى حضنها ... فمنى إبنتها مثلما أمجد إبنها
غطت أم أمجد إبنتها الروحّية بملاءة خفيفة وخرجت فى هدوء ... لكنها بين كل وقت وآخر تتسلل لتطمئن على الجميلة النائمة وتخرج بنفس الهدوء حتى لا تزعجها
بعد الظهر بقليل دخلت أم أمجد لتطمئن على فتاتها فوجدتها جالسة على السرير تحتضن وسادة أمجد مغمضة عينيها
أشفقت أم أمجد على صغيرتها ... فكيف لهذا القلب الرقيق أن يتحمل كل هذا الألم ... لم تفهم الأم إلا ما فهمته مُنى ... فأشفقت الأم أيضا على ابنها ... فهى تراه قد فجع بفقدان حبيبة عمره لسبب لاذنب له فيه ... لكنها لم تلق باللوم على أم منى ... بل اشفقت عليها ... فهى إنسانة ... لا سلطان لها على قلبها ولا تدرى شيئا عما أفصح به لسانها فى فترة تخديرها
شعرت الأم أنهم جميعا مظلومون ولا يد لهم فى إنهيارتلك القصة الأسطورية لحب كبير ... ولكن حبها لمنى يحتم عليها أن تساندها فى محنة تخلّيها عن حب عمرها وانهيار برج الأحلام الذى بنته لحبها
عندما عاد امجد لغرفته مساءً شعر لأول مرة منذ فسخت خطوبته بالراحة ولم يشعر بالإختناق الذى كان ينتابه من قبل بمجرد إجتيازه الباب ... لم يزل قلبه معلق بقلب منى ولا تزال أرواحهما تلتقيان ويشعر كل منهما بوجود الأخرحتى أنه تجرا وسأل أمه
فى اليوم التالى عندما صعدت منى كانت أم أمجد قد أعدت لها فراشها وبعد أن أفطرا سويا فى غرفة أمجد مدت الأم يدها إلى بيجامة أمجد التى قضى بها ليلته والمعلقة خلف الباب وناولتها لمنى
...........................................................................................................
إتخذت الأمور فى مكتب الدكتور إبراهيم مسار خاص فيما يتعلق بأمجد ... أصبحت إلهام خزينة أسرار أمجد ومرشدته ... فقد كانت حريصة على إحتفاظ أمجد ببريق موهبته والتى باتت ملفتة للأنظارو أصبح مكتب الدكتور إبراهيم قبلة للعديد من مكاتب التصميم الأجنبية التى تتنافس على حجز موعد بداية العمل فى تصميماتها ... كانت إلهام هى المحرك الرئيسى فى عمل المكتب ... فهى تملك فى يدها كل مفاتيح الفتى الذهبى وتعرف متى وكيف تشعل جذوة موهبته ... كانت إلهام تتخذ من أمجد صديق تتحدث معه فيما لاتستطيع التحدث به مع غيره ... وأعتبرته الأبن الذى لم تستطع إنجابه .... ولن تستطيع
كانت إلهام فى الوقت نفسه تحرص على مواصلة علاقتها بمنى ... فهى الوحيدة بعد أمجد وأمه التى تعرف سبب إنهيار قصة الحب الأسطورية ... ولإنها فى الأصل فنانة فقد تمزق قلبها حزناً على نهاية تلك القصة ... كانت إلهام حريصة على الإتصال بمنى بدون علم أمجد ... وكانت على علم بقضائها معظم يومها بصحبة أم أمجد لكنها كانت تخفى ذلك بالطبع عن أمجد ... فهى لا تريد له التعلق بأمل بات تحقيقه مستحيلاً
بعد إسبوع من عودة أمجد للعمل الذى بات يوميا ً لمدة 8 ساعات كان موعد أمجد لتعلم جديد رافقه باقى حياته ... إقتحمت إلهام كعادتها غرفة مكتبها أثناء إنهماك أمجد وسهام فى إنهاء لوحة جديدة
كان موعد أمجد فى اليوم التالى مع موسيقى أخرى تركز جمالها فى عقله وقلبه وأسرت روحه إلى الآن إنها موسيقة Por Una Cabiza تلك الموسيقى التى ظلت أيقونة التانجو منذ أكثر من تسعة عقود وإلى الآن
أرادت إلهام تعويض النقص فى مثلث إبداع أمجد ومفاتيحه بعنصر جديد ينعكس على روحه ... فهى بخبرتها تعلم أن سهام وحدها مهما فعلت لن تستطيع ملأ الفراغ الذى تركته الرقيقة منى
صدق حدس إلهام بتأثر تلميذها بموسيقى التانجو ورقصه وانعكس ذلك التأثير على خطوطه التى بدأت تعود للإنسيابية بعد أن أصبحت حادة منذ فسخ خطبته واقتراحاته للألوان والخامات التى يفوق تجانسها حد الكمال حين يرافق عمله سماع موسيقى التانجو
كانت إلهام تعتقد أن سرعة إستعادة أمجد للياقته الذهنية سببها تفانى سهام فى حبها له وللموسيقى الجديدة التى دخلت حياته ... لم تكن تعلم أن سرعة إستعادته لروح إبداعه سببها تلك البيجاما التى يرتديها يوميا قبل نومه ... وتكون سبقته فى إرتدائها وفى النوم على فراشه حبيبته ... الرقيقة منى
...........................................................................................................
نجحت سهام فى ملأ الفراغ الذى تركه غياب ريرى عن حياة أمجد ... فقد أصبحت لقاءاتهما مرتين إسبوعيا أطلقت فيها سهام العنان لشبقها معه بعد أن تفننت فى تحويل الملحق لعش حب صغير وأمتلأ الجانب الخاص بأمجد من الدولاب بملابس نوم وحتى ملابس داخلية كانت تشتريها وللغرابة كانت تسعد بغسل وكى ما يخلعه من ملابس بعد أن يتركها
نجحت فى إشباع وحش شبقه لكنها لم تكن تملأ فراغ قلبه ... فقلبه الفارغ لن تملؤه بعد مُنى إمرأة واحدة مهما كانت قدرتها وأى كانت من هى
عندما بدأ العام الدراسى كان أمجد قد اصبح شخصاً جديدا ... إنه عامه الأول فى قسم العمارة ورافقه فى القسم سهام وأمل وإيمان ... وسميرة
عاد أمجد لكليته بروح جديدة ... فقد أصبح أكثر تقبلا للمزاح وتقبل صداقات جديدة من زملائه وحتى من معيديه ... فهو فى نظرهم علاوة على تفوقه الدراسى البطل الذى إنهار فى لحظة مجده ثم عاد للقيام كطائر الفينيق يعيد بعث نفسه من رماد إحتراقه
"كلهم كانوا مساكين"
عاد أمجد للكلية لكنه لم يعُد أبدا لناديه ولا لمنتخب بلاده ... إكتفى بالتدريب واللعب مع فرق الكلية والجامعة فقط .... من أجل الدكتور إبراهيم
كانت سميرة هى أسعد من فى مجموعتهم ... فمعنى عودة الدراسة هو حصولها على متعتها الصغيرة وجرعة بللها المعتادة التى حرمت منها لأكثر من شهور ثلاثة ... وقد زالت من أمامها العقبة التى كانت تقف فى طريق سعادتها وتشعرها دائما أنها سعادة مسروقة ... إنها الآن تظن أن أمجد ملك لها وحدها ... ولن تترك فرصة لأخرى بعد الآن أن تسلبها إياه
ألح أبو أمجد عليه كى يعود لإستخدام سيارتهم القديمة فى تنقلاته بعدما أخبره أمجد بعدم حاجته إليها ... فهو فى الأساس سُمح له بإستخدامها لتوصيل منى وإعادتها من الكلية والآن لا توجد منى فى حياته ومن الأصل أصبحت لا تذهب لكليتها لكن أبوه رأى أن تنقلاته بين المكتب والمنزل والجامعة علاوة على تأخره أحيانا بالمكتب وربما مبيته فيه يلزمه وجود السيارة معه فوافق أمجد مضطرا ولم يكن يريد التصريح بضعفه فى مقاومة ذكرياته القليلة التى جمعته فى تلك السيارة بالحبيبة التى فقدها
كان تاثير الليالى التى تقضيها سهام بين ذراعى أمجدعلي جمالها يماثل تأثيرها على موهبته ... فكانت تصبح فى يومها التالى مشرقة وتزداد لمعة أعينها وتزداد جمالا بكل درس جنسى تتعلمه على يدى أمجد ... كان هذا التأثير ملحوظا لكل من يراها فى صباح الجمعة حيث لا يتركها أمجد إلا بعد الشروق ... حتى أمها لاحظت هذا التغير لكنها أرجعت هذا التغيير لفرحة إبنتها بلقاء خطيبها فى مساء نفس اليوم ... لكن صديقاتها كان لهن رأى آخر
بمجرد تحرك أمجد بالسيارة كان شبق سميرة قد هزم خجلها تماما وتلك المرة لم تكتفى بأحتضان ذراعه بل وضعت يدها على يده تحتضن ظهر كفه الموضوع على عصا نقل الحركة بكفها لينظرأمجد فى مرآة السيارة ليرى وحش شبقه مضجعا على الكنبة الخلفية يبتسم له إبتسامة حنون فيرفع يده من مكانها ويضعها على ركبتها اليسرى التى تعمدت أن تكشفها عند جلوسها ليضغط عليها ضغطات رقيقة فتتنهد متنفسة بعمق وتريح يديها بجانبها وتفتح ساقيها قليلا فيقفزالوحش ليقف لأمجد على مقدمة السيارة التى تتحرك بهدوء يغمز له بعينه ويضم يديه على قلبه ثم يشير له بكلتا يديه يذكره بالشارع الجانبى المظلم فى طريقه فيديرأمجد مقدمة السيارة بإتجاهه بينما يحرك أطراف اصابعه على باطن فخذها فتزيد من فتح ساقيها فى الوقت الذى تدخل فيه السيارة للشارع المظلم ويرتفع فستانها عن ركبتيها شيئا فشيئا مع تحرك أطراف اصابعه للأعلى بمنتهى الهدوء وقد بدأ يشعرببعض بلل يلوث أعلى فخذيها فهدأ من سرعة السيارة لأدنى درجة بينما تتسلل أصابعه بهدوء لتلمس كسها من فوق الكيلوت الذى ترتديه ويضغط بأصابعه مدخلا الكيلوت بين شفريها فتزيد من فتح ساقيها وتلقى بظهرها للخلف فيحرك اصابعه برفق بين الشفرين ويضغط بها ضغطات رقيقة وسريعة ولم تدر المسكينة ما يحدث لها فتلك مرتها الأولى التى تأتيها شهوتها بيد أخرى والتى تشعر فيها بكل تلك الإثارة ويرتفع تنفسها بشدة وينتفض جسدها وتسرع بوضع يديها على فمها تكتم صوت آهاتها التى كادت تخرج و تطبق بفخذيها على يد أمجد التى تنغرس بينهما مطبقة على كسها وينفجر شلال مائها مغرقا كيلوتها حتى أنها تشعر بالبلل يصل حتى شرجها فيتوقف أمجد بالسيارة جانباً حتى تهدأفورتها قبل أن يحرك يده بهدوء خارجة من مكمنها الدافئ اللزج لتلامس أطراف اصابعه المبللة فخذها الأيسر فينتقل البلل منها إلى باطن فخذها بالكامل وتشعر هى بعدها بذلك الشعور الرائع بالخدر يجتاح جسدها بالكامل فتغمض عينيها مستمتعة به ويتحرك أمجد بالسيارة وهى لاتشعر حتى يفيقها أمجد بتربيتة رقيقة على يدها
عندما ترجلت الجميلة سميرة من السيارة لم تكن تدرى ما هى تلك الحالة التى تنتابها ... فهى سعيدة لكنها خجلة ... تشعربثقة فى نفسها لكن قدماها بالكاد تحملنها ... تريد أن تعلن سعادتها للجميع لكنها تخشى عليها من الذهاب
شعرت سميرة بأن أمجد أصبح لها وحدها ... شعرت النقية سميرة بأن ما قالته لها منى هو تنازل منها عن أمجد لها ... هاهى الجميلة أخيرا تشعر بأن من أحبته أصبح بالكامل ملكها
بدأت سميرة منذ تلك الليلة فى بناء قصور أحلامها ورسمت فى خيالها صورة للعلاقة بينها وبين من أحبه قلبها ولكن باتت غيرتها تصبح مصدر إزعاج لكل زميلاتها ولأمجد شخصياً فلم تعد تسمح لأى فتاة بالإنفراد بأمجد حتى لو كانت تلك الفتاة معيدة بنفس الكلية ولم يكن أمجد بتلك القسوة التى يصدم بها صديقته المقربة ... أو لنقل نحن الحقيقة بأن الوحش الذى يسكنه هو من كان يخشى من فقدان وجبته الإسبوعية الخفيفة التى بات يستمتع بها
بينما كانت الجميلة سميرة تبنى قصور أحلام خيالها كانت الجميلة الأخرى سهام تبنى قصور أخرى ... لكن فى عالم الحقيقة
بمجرد إنتهاء إمتحانات منتصف عامهم وقبل يوم من بداية الإجازة إنفرد أمجد ومعه سهام بإلهام بعد أن أحكموا إغلاق الباب حتى لا يقطع أحدهم إجتماعهم الخطير
لم تدخر إلهام وسعاً فى الإحتياط لبقاء أمر عقد الزواج سرياً وبذلت جهدها فى تعليم سهام ما يلزم لتفادى حدوث حمل فى غير وقته بل وأنها ذهبت قبل يومين من موعد سفرها معهم لإعداد الشاليه حتى يليق بتلك العروس الجميلة وفتاها الذى أصبح زوجها
صباح يوم السفر مرت إلهام بسيارتها أولا لإصطحاب سهام قبل أن تمر على منزل أمجد الذى وجدته بإنتظارها أمام باب عمارته
..............................
إستقبلت الإسكندرية سيارة العروسين بقطرات مطرخفيفة وكأنها تبارك لهما يوم عرسهما فى حين كان يحيط بركابها صوت الموسيقى العذبة lover`s concerto وتمس كلماتها الرقيقة قلوب الشابين
How gentle is the rain
That falls softly on the meadow
Birds high up on the trees
Serenade the clouds
With their melodies
Some magic from above
Made this day for us
Just to fall in love
بمجرد تجاوز السيارة بوابة الطريق من جهة الإسكندرية دست إلهام رأسها بين كرسيى العروسين
نظرت إلهام بإعجاب لمنظر الشابين لكنها كعادتها المشاكسة لم تلتزم الصمت
فتحت إلهام باب الشرفة الموجود بعرض حائط صالة الشاليه ليكشف عن منظر خرافى للشاطئ والبحر خلفه حتى أنه لم يجد ما يعبر به عنه إعجابه بالمنظر
كانت إلهام تدرك بأن سهام لن تستطيع أبدا ملأ الفراغ الذى تركته منى فى حياته ... لكن تلك الجميلة التى أظهرت قوة لم تكن تتوقعها لا تتناسب مع طريقة تربيتها والتدليل الذى نشأت عليه جعلت إلهام تدرك أن ما تحمله سهام لأمجد حب حقيقى وليست مجرد نزوة دفعها إليها شبقها الجنسى ... لقد تقمصت سهام حقا روح الزوجة المحبة الحريصة على زوجها التى تبذل كل ما تستطيعه لتحقيق راحته ونيل رضائه
حتى سهام نفسها لم تكن تتخيل يوما بأنها ستقع فى حب شاب مثل أمجد ... فخلال كل مراحل حياتها حتى قبل سنوات المراهقة كانت تتخيل من ستقع فى حبه شاب وسيم طويل عريض تكون هى المتحكمة فى زمام حياته لا يرفض لها طلبا ولا يعطيها أمرا ... فإذا هى تقع فى حب أمجد الذى لايملك من مقومات الوسامة إلا القليل ... المسيطر المتحكم الذى أصبحت لا تجروء حتى على التفكير فى فعل أمر قبل موافقته ... لا تعلم بالضبط سهام متى أحبت أمجد ... فقد كانت فى بداية علاقتها به تعتبرها مجرد علاقة إشباع جنسى من شاب يجيد فنون الجنس فإذا بتلك العلاقة تتحول لحب حقيقى لا تتخيل حياتها بدونه ... لم تتخيل أن قلبها يدخرمفتاحه لأول شخص يشعرها بسيطرته على مقدراتها
إنه عبث القدر يا جميلة وضرباته التى تأتى دون سابق إنذار
كان يوم العروسين الذى حرصت منى على إعداده لهم حافلا بالفعل ... فبعد أن وضعت اشيائها بالفندق "وقد تعجب أمجد من كثرتها" فقد كانت تحمل بجانب حقيبتها الكبيرة حاويتين قماشيتين من التى تستعمل فى حفظ البدل والفساتين الفخمة لم يدر أمجد ما بهما لكنها إلهام غريبة الأطوار الممتلئة بالمفاجآت
جعلت إلهام كل منهم يتصل بأهله يطمئنهم على وصوله ثم إصطحبتهم لمطعم بسيط لكنه رائع بمقاعده البسيطة المرصوصة خلف حواجز الأمواج مباشرة ومياه البحر التى تتناثر أحيانا على وجوه رواده تنعش أرواحهم وتبهج قلوبهم
نظر إليها أمجد نظرة إعجاب ووقف ليمسك بكفها يقبلها قبلة حارة يوجه بعدها نظره لإلهام
صدحت موسيقى تانجو La Comparsita ليبدأ أمجد وسهام رقصهم بخطوات خجلة أولا ثم يندمجا فى الرقص ويتناسيا كل المحيطين بينهم وقد أخذتهم الموسيقى بعيدا وكأنهما يحلقان فى السماء مبتعدين عن هذا العالم الذى بدا لهما جميلا وقتها
كانت رشاقة سهام وأذنها الموسيقية سببا فى أن تخرج تلك الرقصة الأولى بتلك الروعة وعندما انتهت الرقصة الأولى بلغ إعجاب المجموعة الأجنبية الموجودة برقص سهام و امجد للحد الذى وقفوا جميعا للتصفيق ومطالبتهم بأداء رقصة أخرى أو على الأقل إعادة تلك الرقصة وبالفعل إستجاب أمجد وسهام وأديا رقصة أخرى بموسيقى أخرى وقد تحررت سهام تماما من خجلها وباتت لمساتها لأمجد وحركاتها معه أمام الجميع أثناء الرقص أكثر جرأة حتى بديا كأنهما راقصين محترفين تدربا سويا على الرقص آلاف المرات
بنهاية السهرة القصيرة خرجت إلهام ترافق إبنها الروحى وزوجته لمدخل الفندق لحين إحضار موظف الجراج السيارة لتودعهما
عدما عاد أمجد وسهام إلى الشاليه كان قلب سهام يكاد يقفز من صدرها ... لم تكن تدرى سر هذا الخفقان الشديد ... أهو خوف ... أهو رهبة ... أم هى دقات القدر تؤذن بدخولها عالمها الجديد ... عالم تصبح فيه زوجة لشاب عشقته ولا تدرى أيحبها حقا كما تحبه أم هى بالنسبة له سلوى عن حب قديم
أصر أمجد ألا تجتاز عتبة الشاليه إلا وهى محمولة بين ذراعيه ... وبالرغم من أنهم باتا عرايا سويا فى الكثير من الليالى إلا أنها تشعر بخجل شديد وكأنه يلمسها لأول مرة فدفنت وجهها فى صدره تستلهم من دقات قلبه الأمان التى باتت هى الأخرى لا تشعر به إلا فى وجوده ... فهل إحساسه يماثل إحساسها
لم ينزلها أمجد من بين ذراعيه إلا بعد أن إجتازوا باب غرفة النوم ... فتحركت وهى لا تستطيع رفع عينيها إليه لتخرج له بيجامته الحريرية الجديدة لتناولها له فى خجل
عندما بدأت نار المدفأة فى الإلتهاب إقتحمت أنف أمجد رائحة عطر نسائى مثير ليلتفت خلفه وتقع عيناه على سهام واقفة على مدخل غرفة النوم وقد ارتدت قميص نوم حريرى أبيض بحمالات رفيعة وأعادت تصفيف شعرها المتموج لينسدل على كتفيها ووقفت تنظر لأمجد ووجهها يتضرج خجلا فتوجه أمجد ناحيتها وهو يتعجب من هذا الخجل الحقيقى الذى يغمرها فوقف أمامها ورفع وجهها لوجهه فرفعت وجهها له مغمضة العينين فلثم شفتيها بقبلة سريعة فازداد تضرج وجهها
Another time, another place
The lonely street we were embraced
Then you would go without a trace
Nothing`s the same without you
أحاط أمجد وجه زوجته بكفيه ونظر بعمق فى عينيها التى استطاعت أخيرا أن ترفعهما نحوه ليرى فيهما نظرة حب حقيقية مختلطة بنظرة خجل لم ير مثلها على وجه سهام من قبل إختفت معها نظرة الشبق التى اعتاد رؤيتها دائما وهى بين ذراعيه
مسح أمجد الدم الذى يلوث ما بين فخذى عروسه ومسح زبره بفوطة بيضاء كانت أعطتها له إلهام قبل مغادرتهم الشاليه وكان قد أخفاها بين الوسائد التى تفترش الأرض قبل أن يلف ذراعه حول كتفى عروسه ويضمها لصدره يراقب جفنيها اللذين أرختهما فى خجل بينما تمد ذراعيها تحيط بهما عنقه وعلى شفتيها إبتسامة سعيدة
إستيقظت سهام على أصابع أمجد تزيح الشعر عن وجهها ففتحت عينيها مبتسمة
إنقضى الإسبوع سريعا وفى طريق العودة قاد أمجد السيارة وهو يتحدث لإلهام بحديث بدا له مهما
...........................................................................................................
بمرور الوقت كانت سهام تزداد جمالا وزاد منه تلك التغيرات التى حدثت بجسدها وبدأ أمجد يشعر بالفعل بأنه قد غلب القدر الذى حرمه من حبيبة لكنه صارعه وفاز بحبيبة أخرى ... لم يكن أمجد ليطمح لإن تحل سهام محل منى فى حياته ... فمنى كانت هى الوحيدة القادرة على قراءة أفكاره والحديث معه بعينيها ... لكن سهام إستطاعت أن تعيد له إلهامه وتشعل جذوة موهبته التى بدأت تلمع حتى وصلت لطلب بعض المكاتب الأجنبية إبرام عقود طويلة الأمد مع مكتب الدكتور إبراهيم
كانت سميرة تشعر بشيئا ما ينمو بين سهام وأمجد ... فتلك ليست سهام الأنانية المغرورة التى عرفتها منذ سنين ... إنها الآن سهام أخرى لا يرتفع صوت ضحكتها مجلجلا ولا تتجاوز فى حوار... سهام باتت نظراتها لأمجد نظرات عاشقة تنتظرنظرة ممن عشقته ... باتت ترتدى ملابس محتشمة ولا تتعالى بجمالها ولا نفوذ أبيها وأمواله ... باتت تنتظر كلمة أمجد قبل أن تشرع حتى فى الحديث
حاولت سميرة مرة أخرى أن تبتعد عن طريق أمجد ... حاولت حتى أن تغير جلستها بجواره ... حاولت كثيرا أن تستفهم من سهام عن طبيعة علاقتها بأمجد ... كانت بشعور الأنثى متأكدة بأن مابين أمجد وسهام الآن تجاوز الصداقة بمراحل ... لكنها لم تستطع ... كلما حاولت الإبتعاد تجد نفسها منجذبة مرة أخرى لشعور البلل الذى يعطيها إياه إقترابها من أمجد ... لم تستطع سميرة حتى إقامة علاقة صداقة مع غيره من الشبان الذين يحاولون التقرب منها والحديث معها ... باتت سميرة أسيرة بائسة لحبها لأمجد
كانت ثقة سهام بنفسها وبأمجد بلا حدود ... لقد نحت جانبا شعور الغيرة الذى كانت تشعر به من سميرة على أمجد فلم تهتم بإلتصاقها الدائم بزوجها ... فلتسرق سميرة الفتات ... فهى الوجبة الوحيدة لأمجد التى تسكت شعور وحش شبقه النهم الذى لا يشبع
ترسخ فى ذهن سهام أن أمجد رجل لن تكفيه إمرأة واحدة ... ففى كل مرة ومهما استعدت تكون قد إنتهت تماما قدرتها حتى على الوقوف على قدميها بينما هو لا يزال فى قمة نشاطه ... تعشق إحساسها بالخدر الذى ينتابها بعد كل لقاء وتستغرق فى نوم عميق بينما لم تضبطه مرة متلبساً بخدر أونوم ... لم تكن تعرف بأن أمجد لا ينام إلا فى البيجاما وعلى السرير الذى باتا يحملان دوما رائحة حبيبته ورفيقة روحه ... الرقيقة منى
...........................................................................................................
مرت سنوات الدراسة سريعا واقتربت لحظة المواجهة التى ظن أمجد أنه مستعد لها ... بظهور النتيجة بات على أمجد تنفيذ خطته لتحويل عقد زواجه العرفى لعقد رسمى ... تلك الخطة التى لم تحسب حساب التغيرات التى كانت تجرى سريعا حوله ... وحول الجميع
خلال سنوات أربع تمدد تيار رجعى حتى بات يسيطر على معظم حياة البشر فى بلد طيب نهش قلوب أهله الجهل حتى أصبحوا يقادون بكلمات رنانة فى ألفاظها فارغة من معانيها واستفحل مع تمدد هذا التيار وحش القبح الذى ينهش فى طريقه كل ما بقى من الجمال فى عهد النفوذ والسلطة ورأس المال ... إختفى الكثير مما بقى فى العاصمة من مبانٍ جميلة واحتلت مكانها بلوكات خرسانية تتحدى حتى معايير الأمان ... حتى فيلات مدينة نصر القبيحة المنظرإختفت واحدة تلو الأخرى لتحل محلها أبراج خرسانية أكثر قبحاً ... إختنق مكتب الدكتور إبراهيم بأبراج تحيطه منعت حتى ضوء الشمس من التسلل لحديقته الرقيقة وبات العمران يمتد بقبح على إيدى مقاولين لا يعبأون حتى بتصميم قبل إنشاء حتى أن مكتب تصميمات الدكتور إبراهيم بات معتمداً بالكامل فى عمله على تصميمات لمبانٍ تنشأ بالخارج لم يستطع حتى أن يستمتع برؤيتها تكتمل
كان الدكتور إبراهيم وقتها قد وصل لعمادة كلية الهندسة وللمرة الأولى منذ إنشاء قسم العمارة يعلن القسم عن عدم حاجته لمعيدين من خريجى نفس السنة ... كانت رئاسة قسم العمارة قد آلت لأحد الأساتذة من ضمن التيار الذى يعتبر الدكتور إبراهيم وأمجد من ضمن الأعداء ... فقط لإنهم لم يكونوا أصدقاء ... ورغم محاولات الدكتور إبراهيم مع إدارة الجامعة لتعيين حتى معيد واحد بالقسم إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل ... فمعنى تعيين معيد واحد من تلك الدفعة بالقسم هو أن يصبح أمجد من ضمن هيئة تدريس الكلية وهو أمر مرفوض تماماً بالنسبة لرئيس القسم ... ورئيس القسم له الكلمة الأخيرة فى إختيار المعيدين
كانت تلك ضربة القدرالتالية لأمجد ... الذى هو الآن المهندس أمجد ... تُطلب تصميماته بالإسم من الخارج ولا يعرف بوجوده من هم بالداخل ... تبخر حلمه الذى كان يحلمه بأن يحمل راية الجمال بعد أستاذه العظيم ... وهاهو حلم آخر ينهار ... لكنه مصارع قرر ألا يستسلم وسيستمر فى منازلة خصمه ... قد يخسر جولة لكنه لن ينسحب ... وإن كان سيُهزم فلتكن هزيمة مشرفة ... لن يهزمه القدر لعدم التكافوء ولا بلمس الأكتاف ... إن هُزِم ستكون هزيمة بالنقاط ستليها جولة أخرى وسينتصر
فى الجهة الأخرى كانت زوجته الجميلة تواجه أهلها فى منازلة أخرى وقد تقمصتها روح التحدى التى أكتسبتها من زوجها ... فبظهور نتيجة السنة النهائية أصبح تحديد موعد زواجها من خطيبها المزعوم ذو المركز المرموق المدعوم بنفوذ لا محدود من أبيه أمر حتمى ... إلتحق الخطيب المزعوم بإحدى البعثات الدبلوماسية ببلد اوروبى وبات يتوق لإكمال مظهره بزوجة جميلة تليق بمركزه الجديد بعد أن أمضى سنتين بالخارج وبقيت سنة واحدة لإلحاقه ببعثة أخرى ببلد آخر أكثر رونقا بسبب نفوذ أبيه ... وفى لحظة مواجهة عنيفة مع أبيها دهمته بخبر زواجها الذى تم منذ سنوات
قد يكون الهدوء الذى استقبل به الأب الخبرنتيجة لتوقع سابق إستقاه من تغير سلوك إبنته ... وقد يكون بسبب خبرته كرجل أعمال لايجب أن يظهر على وجهه ملامح لما يدور بجوفه ... كان هدوءاً شديداً لكنه كان بالتأكيد الهدوء الذى يسبق العاصفة
مر أسبوع لم يستطع فيه أمجد رؤية زوجته أو الإتصال بها ... حتى إلهام و الدكتور إبراهيم لم يستطيعا الإتصال بها ولا بأبيها لمعرفة أى خبر عنها ... إنتظرها أمجد كثيرا فى شقتهم منتظرا دخولها عليه فجأة كما فعلت كثيراً من قبل دون جدوى وعندما غامر بالذهاب لفيلتها وجدها مغلقة ولم يجد حتى حارس يقف عليها ليسأله
بعد هذا الإسبوع كان على أمجد إنهاء إجراءات تجنيده وقضى أول أيامه كمجند فى إجراءات الكشف الطبى الطويلة التى تستغرق اليوم بكامله ... أنهى يومه قبيل غروب الشمس ومر على أسرته ليطمئنهم ثم أسرع لشقته كى ينتظرفيها زوجته ... فخطته تقتضى وجودها
عندما وصل أمجد للدورالأخير الذى تقع به الشقة صدم بمنظر بابها المخلوع ليهرع لإجتيازه ويصطدم بمنظر الشقة وقد تحولت لأنقاض ... فكل شئ مهشم ... حتى بلاط الأرضيات محطم وعندما اتجه لغرفة النوم وجد كل ما بها أشلاء ... حتى الدولاب محطم تماما وملابسه تناثرت فى كل مكان ... لم يجد ملابس سهام ... المرتبة مٌزِقت وأُخرِجت أحشاءها ... وأهم ما فقد كان ورقتى الزواج التى حفظهما هو وزوجته بأحد الأدراج ... لم يبق شئ ... لم تعد قطعة خشب فى غرفة نومه متصلة بأختها ... لم يكن هناك من يمكن سؤاله ... فالعمارة ليس لها حارس وكانت شقته هى الوحيدة المسكونة بها
عندها فقط شعر أمجد بخوف شديد على زوجته وأسرع لفيلا أسرتها عله يجد بها من يدله على ما حدث لسهام ... لكنه وجدها خالية وعندما دار حولها ليدخل من باب الملحق الذى لا يزال يحمل مفتاحه لم يجد الباب ولم يجد الملحق ... فقد سد الباب ببناء حديث وتحول الملحق لأنقاض مكومة
لم يجد أمجد أمامه غير الإتصال مرة أخرى بإلهام التى طلبت منه فى صوت حزين أن يتمالك نفسه ويقابلها بشقتها على الفور
جلس أمجد أمام إلهام وهو يلهث من شدة غضبه التى لم يستطع أن يخفى علاماته عن وجهه الذى تحول لوجه آخر شديد القسوة وتركته إلهام قليلا عله يهدأ قبل أن تنطق بكلمات حزينة
عندما غادر أمجد شقة إلهام كانت مشاعرها تجاهه هو وسهام متضاربة ... تشعر بأنهم حمقى لكن أذكياء .... ضعاف ولكن أقوياء ... يحتمون ببعضهم رغم ضعفهم فى مواجهة من المستحيل أن تكون متكافئة لكنهم لم يفكروا فى الإستسلام ... إنها روح شابين غادرا لتوهما مرحلة المراهقة وبالكاد تخطوا عتبة مرحلة الشباب
تعجبت إلهام من موقف أمجد ... فهى أكثر من يعلم أن حبه لمنى لم يقل مقدارخردلة خاصة بعد أن عرفت من أمه إنه لا ينام إلا وحوله رائحتها... ولكن دفاعه عن وجود سهام كزوجة يربك أفكارها ... أيمكن لشاب مثل أمجد أن يتسع قلبه لحبين كبيرين ؟ ايمكن أن تصل تعقيدات النفس البشرية لهذا الحد الذى تراه الآن؟ كانت إلهام تشفق على ابنها الروحى لكنها فخورة بشجاعته التى رأتها .... حتى ولو كانت شجاعة متهورة
...........................................................................................................
وصل أمجد صباح اليوم التالى لمنطقة التجنيد يحمل حقيبة صغيرة بها ما يلزمه خلال فنرة التدريب الأولّى ... فهو يعلم ما سيحتاجه بالتحديد خلال فترة ال45 يوم الأولى التى سيقضيها قبل أول إجازة ... وجد مجموعة من الأتوبيسات مصطفة أمام باب منطقة التجنيد فى إنتظار طلبة كلية ظباط الإحتياط المستجدين الذين سيتم ترحيلهم بعد نداء أسمائهم مباشرة
وقف أمجد منتظرا نداء إسمه وسط زملائه فمعظم خريجى الهندسة وقتها يتم تجنيدهم كظباط إحتياط طالما إجتازوا الكشف الطبى بلا عيوب جسدية ... وهو كذلك بدون عيوب جسدية
بلغت دهشة أمجد ذروتها عندما إنتهى نداء الأسماء ولم ينادى إسمه حتى أنه توجه للكشف المعلق للتأكد ولكنه أيضا لم يجد اسمه بين الأسماء ... تم النداء فى الميكروفون بأن من لم يسمع اسمه عليه التواجد فى صباح الغد بمنطقة الفرز لمعرفة سلاحه وللترحيل ... إذا فقد تقدم موعد منازلته القادمة مع الحيتان كى يستعيد منهم زوجته المخطوفة من بين ذراعيه ... حسنا فليتقدم موعد المواجهة ... فهو أيضا يتشوق لبدايتها
فى صباح اليوم التالى وصل أمجد لمنطقة الفرز حيث وقف مع بقية المهندسين الذين تم تجنيدهم كجنود عاديين وبدأت حركة عدد من الجنود القدامى بين الخريجين بحرص ولم يبال أمجد بهم ... فهو يعرف أن الموجودين سيتم توزيعهم بين سلاحى المهندسين والدفاع الجوى ... وكلا مركزى التدريب بعيد ... كان أمجد يومها يرتدى تيشيرت قطنى ضيق فظهرت عضلاته المرسومة أسفله وكان واقفا يتوسط الباقى من زملائه عندما تعمد أحد القدامى بزيه العسكرى المهندم الإحتكاك به... ولما كان أمجد فى الأصل فى حالة لا تسمح له بالمزاح وكان يبحث عما يفرغ به بعض شحنته من الغضب فقد دفع هذا الجندى القوى بمنتهى الغضب متجاوزاً ما يعلمه أصلا من وجوب إحترام الجندى الأقدم ولو حتى أقدم منه بيوم
بعد أن تلا إسمه "كجندى مجند أمجد حسن" سأله الظباط بضعة أسئلة تتعلق بحياته قبل التجنيد وعن تقدير تخرجه وعن مدرسته الثانوية ورياضته التى يمارسها وخرج ليجلس ثانية بين الزملاء
بدأ النداء على كل سلاح ليصطحب مندوب كل سلاح مجنديه ويتجه بهم لمكان ما ولم يبق فى منطقة الفرز الواسعة إلا أمجد واتنين آخرين من خريجى الهندسة من جامعات أخرى فتجمع المهندسين الثلاثة ليطمئنوا ببعضهم ... فكلهم كانوا رياضيين لرياضات نزال وكلهم لهم نفس الحجم المتوسط والعضلات المرسومة ... إطمأن الثلاثة ... فوجودهم هم فقط معناه أنهم قد جندوا بالسرية الرياضية العامة وهى أقصى ما يتمناه مجند لتجنيده
عندما خرج المندوب التالى كان نداؤه صادما لأمجد وزملاؤه الإثنين ... فقد تم تجنيدهم بسلاح هو أقسى أسلحة الجيش ... حيث التدريب القاسى المستمروحيث لا مكان للراحة ولا وقت لها... لقد كانت تلك المرة الأولى التى يتم تجنيد شبان من المؤهلات العليا بهذا السلاح
تبع أمجد وزملاؤه مندوب السلاح الذى اقتادهم لسيارة جيب تقف بعيدا قفزوا لمؤخرتها المغطاة بقماش خاص ليلحق بهم الضابط بعد قليل ليجلس بالكرسى المجاور للسائق وتنطلق بهم السيارة وكان الضابط على درجة من الأخلاق التى جعلته يسمح لهم بالإتصال فى الطريق كل بأهله ليطمئنهم ويخبرهم بمكان مركز التدريب وبأن الأهل يمكنهم زيارة المجند أول يوم جمعة بعد ثلاث أسابيع
تسلم أمجد مهماته العسكرية الأساسية وسلم ملابسه المدنية ومتعلقاته للأمانات وتم تصويره لإستلام بطاقته العسكرية بملابسه الجديدة بعد أن تمت حلاقة شعررأسه تماما "عالزيرو" وضبط ملابسه عند ترزى المعسكر أو كمصطلح يستخدم فى الجيش "تقييفها" ليتم توجيهه هو وزملاؤه لعنبرمتوسط رصت على جانبيه أسًرّة عسكرية ليأتى إليهم ضابطهم وبعد تحيته يجالسهم شارحاّ لهم ما غمض عليهم
بعد الثلاث أسابيع الأولى كانت الزيارة الأولى لأسرته فى معسكر تدريبه ... وحرصت إلهام على مصاحبتهم للإطمئنان على إبنها الروحى ورؤيته ... فهى قد إفتقدت وجوده كثيرا بجانبها ومزاحها معه ... كانت إلهام لأمجد نعم الصديقة ونعم المعلمة
فى نهاية الوقت المحدد للزيارة إنتحى أمجد بإلهام جانبا
فى يوم الزيارة الأخيرقبل نهاية فترة التدريب الأساسى إستدعى الظابط أمجد وأربعة من زملائه قبل موعد الزيارة
فى اليوم التالى حضرت للمعسكر سيارة صغيرة مقفلة حيث تم إصطحابهم لمكان آخرتعلموا به أشياء لم يكن أمجد تخيل وجودها
تعلم أمجد كيف يختفى فى اللامكان ويظهر من العدم ... كيف يعيش لأيام على ماء يجمعه من الندى وكيف يأكل أى شئ سواء عشب أو حيوان أو حتى حشرة ... كيف يخفى آثار دمائه إذا أصيب بجرح ... تعلم كيف يداوى جرح عميق بنفسه دون أن يشعر بألم ... كيف يخفى ألمه إذا جرحته رصاصة .... وكيف يموت فى صمت إذا كانت الرصاصة قاتلة ....فسلاحه الذى سيتدرب عليه أثمن من أن يقع فى الأيدى الخاطئة ... وتنامت لأمجد حاسة غريبة ربما لكثرة إغلاقه لعينيه دون أن ينتابه النوم أو عدم إغلاقه لها عندما يسود الظلام ... لقد أصبح سمعه مرهفا ونظره فى الظلام أكثر حدة ... أو على حد قول الباشا .... أصبح قادراً على الرؤية بأذنيه والسمع بعينيه
كان أمجد وزملاؤه يُدربون كقناصين ... والقناص غالبا شخص يخرج فى مهمته وحيداً وقد يظل وحيداً لأيام ... وإذا مات فى مهمة فسيموت وحيدا
بعد فترة تدريب البقاء والتخفى كان أمجد وزملاؤه على موعد آخر مع مدرب آخر ... مدربهم على سلاحهم الجديد ... كره أمجد هذا المدرب الأجنبى ... كره شكله وكره رائحته ... وبعد أن تسلم بندقيته التى سترافقه باقى فترة تجنيده وبدأ التدريب عليها شعر أنه هذا المدرب مجرد قاتل محترف أو مرتزق يؤجرخدماته لمن يدفع ثمنها ... كانت بندقية أمجد كما قال هذا الكريه هى حبيبته الجديدة ... يعتنى بها وتعتنى به ... لا تفارقه طالما هو فى الخدمة وحين ينام تنام فى دولاب خاص أمامه لا يحمل مفتاحه غيره ... لاتغيب عن عينه إلا فى أيام إجازاته لتوضع فى مخزن خاص بها وحدها يحمل مفتاحه الوحيد ظابط كبير ويحرسه دائما 3 جنود ... كان إعجاب هذا الكريه بأداء أمجد مصدر إزعاج شديد له ... فأمجد دائما ما يصيب هدفه ... سواء كان فى وضع حركة أووضع ثبات ... وسواء كان الهدف ثابتا أم متحركا ... ودائما تأتى الطلقة فى المكان الذى يحدده له المدرب للتصويب
أنهى أمجد أخيراً تدريبه ليحصل على أولى إجازاته ... بعد 6 شهور كاملة من تجنيده ... لم تكن الساعة قد وصلت السادسة صباحاً عندما اجتاز باب عمارته وهو يرتدى زيه العسكرى تذكر أول أيام عودته من مدرسته الثانوية بزى مشابه ... توالت على رأسه ذكريات و ذكريات جرت بينه وبين حبيبته منى على درجات هذا السلم ... عندما وصل لباب شقتها كادت يده تخونه وتدق الباب علها تفتح ليراها ... قاوم رغبته وأكمل طريقه لشقته حيث فتح الباب بهدوء حتى لا يزعج أهله فى مثل تلك الساعة ... تسلل لغرفته وهو يحمل التليفون ليجد أصابعه بلا إرادة منه تطلب رقم يحفظه عن ظهر قلب ... لم يكن يتوقع أن تُرفع السماعة بتلك السرعة وكأن من رفعها ينتظر تلك المكالمة ... لم ينطق أمجد بكلمة ولم ينطق من على الطرف الآخر ... فقط سمع صوت تنفسها ... إنها منى ... لم تنطق بكلمة لكنهما تحدثا ... فهما كما هما ... يستطيعان الحديث بصمت ... لا زالت تحبه وما زال يحبها ... رغم مرور سنوات على إفتراقهما لم يفقدا القدرة على التواصل ... فأرواحهما كما هى رغم السنين ... كلٌ روحه معلقة بالآخر
لم يغلق أمجد الخط إلا حين سمع صوت باب غرفة نوم أمه وأبيه يفتح وتخرج الأم لتجد ابنها جالسا على سريره بزيه العسكرى وألجمتها المفاجأة حتى أنها لم تتحرك من مكانها إلى أن قام أمجد والقى برأسه على صدرها لتحتضنه وتنهمر دموعها ... فلم يغب عنها أمجد مثل تلك الفترة من قبل ... إحتضنته كثيرا وقبلته أكثرقبل أن تستطيع التحدث
سلم أمجد على أبيه وإخوته قبل أن يضع رأسه على الوسادة ليذهب فى نوم عميق لأول مرة منذ شهور إستيقظ منه بعد الظهر بقليل ... إرتدى ملابسه العادية التى أوحشه ملمسها ووضع لأول مرة منذ شهور عطره المفضل وخرج ليذهب للمكان الباقى له خارج المعسكر ... للمكتب الذى يشعر بأنه جزء من حياته
عندما وصل أمجد المكتب وجد ابوابه مغلقة ووالمدخل مغطى بالتراب ولا يوجد حتى حارس وكأن المكان قد هجر منذ شهور ... توجه أمجد لأقرب تليفون ليتصل منه برقم إلهام وهو يظن أنها لن تجيب ... فبالتأكيد المكتب قد نقل لمكان آخر بعيدا عن هذا المكان الذى أصبح خانقا بفعل تلك الأبراج التى تحيط به وتخنقه ... صدم أمجد من صوت إلهام على الطرف الآخر وهى لا تصدق بعودته لتطلب منه الحضور إليها فورا ... لقد أوحشها ابنها هى الأخرى وتريد أن تعانقه
بمجرد دخول أمجد شقة إلهام إحتضنته طويلا قبل أن تتمالك نفسها
فلا زوجة ... لاعمل ينتظره ... لافرصة له فى التعيين الذى يستحقه كعضو هيئة تدريس بالجامعة ... لا استاذ يسانده... وحتى حبيبة عمره أصبح وجودها فى حياته مجرد سراب يراه العطشان فيحسبه ماء لكنه لا يستطيع الإقتراب منه ... كال له القدر ضرباته متتالية ولم يترك له فرصة حتى ليلتقط أنفاسه بين الضربات
فى ثانى أيام إجازته أتصل أمجد بصديقتيه أمل وإيمان يطمئن على أخبارهما ويحاول أن يستشف منهما أى خبر قد تكونا تعرفانه عن سهام لكنهما كانا مثله إنقطعت عنهما أخبار صديقتهما الغائبة إلا من الخبر المنشور تحت صورة زفافها فطلب منهما إبلاغ سميرة تحياته ... فهو لا يستطيع الإتصال بها لمعرفته بتشدد أهلها
لم تتصل سميرة إلا فى مساء آخر يوم من إجازته وهو يستعد للعودة للمكان الذى ستلتقطه منه سيارة معسكره لتعيده ... فمعسكره يقع فى مكان مجهول لا يعلمه
عندما عاد أمجد لمعسكره وجد أن الأوامر قد صدرت بإلحاقه هو وأثنين من زملائه بإحى الوحدات الخاصة ليكونوا ضمن أفرادها ... تسلم حبيبته من مخزنها واطمأن عليها وأجرى لها صيانتها وحملها ومعه زميليه لسيارة الترحيل المغلقة تحملهم لمعسكر آخريقع أيضا فى اللا مكان وهناك وبعد إنهاء إجراءات تسليمهم عن طريق مندوب خاص وبمجرد وضعه لحبيبته فى دولابها وترتيب مهماته فى دولاب آخر كان الأمر بإستدعائه لمقابلة قائده الجديد
فوجئ أمجد بأن قائده الجديد هو زميل قديم بالمدرسة الثانوية ... الظابط أكرم ... فخرالسلاح الجالس خلف مكتبه يتزين صدره وذراعه بعلامات الفرق العديدة التى نجح فى إجتيازها كان أكرم صديقه وكان أمجد فى يوم ما قائده أو قومندانه وكما هى القواعد يتوقف أمجد أمامه بإنتباه ويؤدى له تحيته
كانت المهمة بسيطة ... فطيور الظلام التى أحكمت بناء اعشاشها بالداخل بدأت تستعين بخفافيش الخارج وتستعد ليومها الكبير بإستقبال سيارة محملة بالأسلحة والذخيرة تخترق الحدود الوعرة وتسلك طريق ترابى من بين ثلاث طرق تخترق المنطقة الحدودية لتصل لمن دفع ثمنها مسبقا ... وكانت المهمة هى إيقاف تلك السيارة والقبض على مستقليها ... لكن المعلومات إقتصرت فقط على الموعد التقريبى للوصول ولم تحدد أى من الطرق الثلاثة تسلكها السيارة
كانت مهمة القناصة أن يراقب كل قناص طريق وتعطيل مرور السيارة وإعطاء إشارة للقوة الرئيسية للتقدم والقبض عليها
كانت مهمة أمجد هى مراقبة الطريق الأخير ووكان القناص الأخير الذى يهبط من الهليكوبتر حاملا معه حبيبته وبندقية خفيفة ومسدس 9 مم بجانب مسدس الإشارات وثلاث قذائف إشارة بثلاثة ألوان مختلفة فكل لون له دلالة يفهمها زملاء القوة الرئيسية ... كانت مهمة مراقبة لمدة 24 ساعة يتم إجلائهم بعدها ... فلم يحمل معه إلا زمزمية ماءه والقليل من معلبات الطعام ... ورداء إخفاؤه
إحتل أمجد إحدى القمم التى تكشف مدخل الطريق كأى قناص لكن خطر له فجأة خاطر مجنون ليهبط للطريق الترابى ويعد حوله عدة أماكن للإختباء قبل أن يعود لمكمنه فوق القمة
طال الوقت حتى خيم الظلام تماما وصت صمت مطبق لا تقطعه إلا بعض أصوات الذئاب تتنادى ربما لفريسة وربما لجماع حتى قطع ذلك الصمت صوت سيارة تتحرك بهدوء مستعينة فقط بأضواء النجوم والقمر الذى كان بدراً يومها
أعد أمجد حبيبته للعمل وثبت على وجهه منظار الرؤية الليلية واستعد لتنفيذ تعليماته بتعطيل السيارة وإعطاء الإشارة لكن قفز لرأسه وقتها كل ضربات القدر التى تلقاها خلال الشهور الماضية التى استعان فيها القدر بطيور الظلام لهدم أحلامه فخالف أمجد تعليماته ولم يطلق رصاصته الخارقة على محرك السيارة ليوقفها بل أحكم تصويبه ليطلقها على بطن قائدها لتخترق الطلقة بطنه وتمر لتحطم عموده الفقرى ... كانت طلقة ليست للقتل ... بل لإصابة متلقيها بالشلل ... تلك الطلقة التى كره مدربه عندما كان يعلمهم إطلاقها وتحديد مكانها من الجسم البشرى
كان من المفترض بعد الطلقة أن يطلق أمجد إشارته لقوة الدعم لكنه تجاهل تعليماته مرة ثانية وقرر مواجهة من بالسيارة وحده ... فهو فى قرارة نفسه قد أرهقته منازلة القدر ويريد إنهائها بشرف ... وليس أشرف للمقاتل من أن يموت أثناء قتاله ... كان أمجد حقا يسعى للموت ... لكن على أيدى آخرين
كان أمجد يريد أن يبقى الجريح المشلول كطعم لزملائه الأربعة الذين قفزوا من السيارة وفروا فى كل إتجاه يحمل كل منهم بندقية آلية حديثة ... كانوا مدربين جيداً على الإختباء وكان يعلم أنهم سيبحثون عنه وغالبا سيقتلونه ... لكن صرخات الجريح الذى ألقى بجسده خارج السيارة وحاجتهم للسيارة ستدفعهم للعودة إليها إذا أحسن الإختباء ... إنها لعبة صبر يربحها القادر عليه
بعد طلقته الأولى هبط أمجد لجانب الطريق ليختبئ بأحد المخابئ التى أعدها من قبل ... فهم سيبحثون عنه فى القمة ... مكان ضوء الطلقة الأولى ... ولم يكن كقناص ليطلق طلقتين من نفس المكان
إستمر صراخ الجريح لساعات واقتربت أصوات الذئاب ... فصوت الجريح يعنى لهم فريسة سهلة ... ببزوغ الفجر كان المهاجمون قد يأسوا من العثور على مكمن المدافع فأضطروا للهبوط ومحاولة مساعدة جريحهم حيث كان أمجد ينتظرهم قريباً ... وقريبا جدا لدرجة لا يتوقعها أى مجنون
بدلا من إطلاق بندقيته الآلية أطلق طلقة ثانية من حبيبته على رأس أحدهم ليسقط قتيلا قبل أن يختفى أمجد كما تعلم لمخبأ آخر يطلق منه طلقته الثالثة بقتيل ثانى ويغير مكانه ويسقط الثالث وبقى واحد يختبئ خلف السيارة ... لكن حبيبة أمجد لم تخيب ظنه وخرجت منها طلقة شبه مستحيلة تصيبه فى رأسه ليسقط آخر المهاجمين ... لم يغير أمجد مكانه هذه المرة قبل أن يطلق رصاصة الرحمة على الجريح يتبعها بإطلاق إشارته الضوئية ويختبئ فى أحد مكامنه منتظرا لوصول زملائه دون أن يكلف نفسه حتى بالإقتراب لمعاينة جثث ضحاياه
مرت دقائق قبل أن يسمع أمجد صوت الهليكوبتر تقترب وتقف فوق مكان الضحايا وصوتها يصك الأذان مثير الغبار فى دوانات حولها لتتدلى منها الحبال من الجانبين ويبدأ الرجال فى الهبوط فالمكان لا يسمح للطائرة بالإقتراب من الأرض كثيرا ... إرتفعت الطائرة فى الجو وغابت عن الإنظار فى إتجاهها للقاعدة وللإبلاغ عن إتمام المهمة فبين الجبال لا تعمل إشارات جهاز اللاسلكى الذى تحمله المجموعة ... بمجرد إنقشاع دوامة الغبار ظهر أمجد أمام قائده ليبلغه تمام إنتهاء المهمة
هنأ القائد أكرم صديقه قبل أن يتوجه لمعاينة الجثث ويعود لأمجد وينظر له نظرة ألم ويحدثه معاتبا
مرت ساعات وأمجد منزو بجانب إحدى الصخور قبل أن يصل لأسماع الجميع صوت هدير رتل من السيارات تتقدمهم طائرة هيليكوبتر ليهبط من تلك السيارات الكثير من الضباط والجنود لإكمال مهمة فحص وتدقيق لكل المكان لتتدلى من الطائرة الحبال إيذانا بإجلاء القوة الصغير لمعسكرها ليتسلق الجميع ومعهم أمجد حبالها إيذانا بوقت راحة طويل
فى اليوم التالى كان على أمجد المثول أمام لجنة من كبار الضباط لتقديم تقريره عن احادث وشرح أماكن إطلاق رصاصاته ودوافعه لتجاهل الأمربعدم الإشتباك منفردا وعدد الرصاصات التى أطلقها وعدد الرصاصات التى استلمها من كل عيار وزوايا إطلاقه قبل إعطائه الإذن بالإنصراف
إختلفت اللجنة فى تقييم أداء أمجد لمهمته الأولى لكن كان الإتفاق فى النهاية على ترقية أمجد لرتبة شاويشو إبعاده عن السلاح وإلحاقه بإحدى وحدات المهندسين ... فإن كان مخطئاً فإبعاده عقاب وإن كان مصيباً فإلحاقه بإحدى الوحدات الأسهل مكافأة
كان على أمجد العودة لمعسكر التدريب لتسليم بندقيته والمهمات الخاصة به كقناص وهناك قابله المدرب الكريه وطلب منه رقم تليفونه للتواصل ... فهو يرى أن أمجد أدى مهمته بنجاح أثبت للجميع كفاءة المدرب
إلتحق أمجد بوحدته الجديدة وقد بقى من مدة خدمته 11 شهرا يقضيها فى راحة نسبية ... فالوحدة التى نقل إليها قريبة من القاهرة حيث يمكنه المبيت كل ليلة تقريباً بمنزله ... والنوم ببيجامته وعلى وسادته التى يتشاركهما دون أن يدرى مع رفيقة روحه ... منى
عندما بقى على موعد تسريح أمجد 7شهور فوجئ بصدور تعليمات بأن تكون مدة خدمة دفعته سنة واحدة فقط ... إذا فقد بقى له شهر ليعود ثانية للمدنية ... ويستعد لمعاودة النزال مع غريمه التقليدى بعد أن أضيف له غريم آخر... عليه الآن أن يصارع القدر ... وطيور الظلام
........................................................................................................
خاتمة
بنهاية هذا الجزء كان إشفاقى على الباشا قد بلغ مداه
فكيف تحمل أمجد وهو الشاب الذى بلغ بالكاد 22 عاما أن يتحمل كل هذا الضغط الذى واجهه خلال شهور قليلة
تنتزع منه زوجته وحلمه بأن يصبح معيدا ... ويغلق المكتب الذى كان مصدر رزقه ... حتى بندقيته التى أحبها يضطر لتسليمها بعد أن ألفها
كدت أبكى عندما تحولت علاقته بسهام من علاقة شهوة لعلاقة حب وصلت بهما لحد الزواج
من أين أتت تلك المدللة بتلك القوة لتتحدى أهلها من أجل من تحب
ماذا يكون شعور رجل ستتزوج زوجته وهى لا تزال على ذمته
قمة المهانة وقمة الإهانة فى عهد تزاوج السلطة ورأس المال ومساندة طيور الظلام
.......................................................................
فشلت فى تحديد سبب تمسك أمجد بسهام ... هل أحبها أم أحب حبها له ؟ هل تمسكه بعدم طلاقها كان سببه تمسكه بها أم كان سببه رغبته فى عدم الإستسلام لطيور الظلام ؟
حقا قرائى كانت مشاعره متضاربة ولم أستطع أن أستشف منه حقيقة مشاعره
فدموعه التى كانت تنساب أثناء حكيه عن ألم تفريقه عن سهام تخبرنى بأنه أحبها ... هل حقا نجحت سهام فى ملأ فراغ تركته منى فى قلبه ؟
لا أدرى لكن لعل الجزء الباقى من قصته يجيب عن تساؤلاتى التى هى بالتأكيد نفس تساؤلاتكم
فأنا الآن لا أدرى من هى زوجته التى أعرفها ... أهى سهام أم هى منى أم هى أخرى لم يأت دورها فى الحكى
...............................................................
سؤالى لكم أصدقائى الذى فشلت فى إجابته
هل أخطأ أمجد بتمسكه بزوجته وتعريض نفسه لخطر إنتقام من هم بمقدرتهم سحقه كالحشرة أم أصاب ؟
فى إنتظار مساعدتكم أصدقائى فى الإجابة ... فذلك السؤال يؤرقنى واتوق لمعرفة إجابته
View: https://www.youtube.com/watch?v=Gcxv7i02lXc
View: https://www.youtube.com/watch?v=V1sOHykhbXA
View: https://www.youtube.com/watch?v=FiTIJaMfLN4
View: https://www.youtube.com/watch?v=UwdOXtJMHuE
الجزء الثالث عشر والأخير
مقدمة
وصلنا للأمتار الأخيرة فى قصة بدايات الباشا
فقد قاربت الأوراق على الإمتلاء وانتهت الأجزاء
بنهاية هذا الجزء ترك الباشا فى ذهنى وبالتأكيد فى أذهان حضراتكم عدة أمور معلقة لم يشف غليلى بتوضيحها بعض تلك الأمور ستتضح فى السلسلة التالية وبعضها سيظل مبهما
قد تكون كتابتى قاصرة وقد تسقط منى فى أوقات بعض التوضيحات اللازمة لجزء من القصة فأنا إنسان ودائما ما يخطئ الأنسان بعكس الآلة
ولحضراتكم كقراء الحق دائما فى فهم كل جوانب القصة وكشف غموض بعض مواقفها
لذا أرجو من حضراتكم كقراء وأصدقاء التكرم بمناقشتى خلال اليوم المخصص لنقد تلك السلسة فى غرفة النقد الفنى يوم السبت 24 فبراير2024 وارحب بكل سؤال يتبادر لذهنكم عن الباشا وعن حكايته
والأن لنعد إلى قصتنا ونقرأ معا ما حكاه الباشا
..........................................................................................................................
الشهر الأخير فى حياة أى مجند هو أسعد شهور خدمته ...فقبل إسبوعين من نهاية خدمته لابد له من تسليم مهماته لتحفظ بمخزن خاص لعشر سنين هى مدة بقاءه فى الإحتياط ... ودع أمجد ملابسه العسكرية للمرة الثانية فى حياته ... ولم يرها مرة أخرى بعدها
كان على أمجد الإنتظار لمرور الإسبوعين الباقين فى مدة خدمته الرسمية قبل أن يشرع فى تنفيذ خطته المجنونة التى رسمها لإستعادة زوجته ... فقد كان ينوى السفرلتلك الدولة التى يخدم بها الزوج المزعوم لسهام وإستعادتها بأى وسيلة ... حتى لو كان الثمن عدم عودته لبلده مرة أخرى ... أو كان الثمن حياته ... فشرفه أغلى عنده من حياته نفسها و لن يترك سهام تواجه وحدها ما تعانيه بالتأكيد ... فهو متأكد من الجحيم الذى تعيش فيه ... فسنوات زواجهما أثبتت له أن تلك الرقيقة المدللة أقوى من أن تستسلم لكن ... إلى متى؟
لم ينتظر أمجد مرور الإسبوعين بل شرع فى إعداد أوراقه لإستخراج الباسبور ولم يبق إلا شهادة خدمته العسكرية وقد بقى على إستلامها أيام
تعود أمجد أن يتصل بمنى بين الوقت والآخر ... لم يكن ليجروء على الحديث إليها ... كان موعده دائما السادسة صباحا ... الوقت الذى تعود فيه قبل سنوات الإتصال بها يوميا بمجرد قيامه من النوم ... لكنه الآن لا يتحدث ... فقط يستمع لصوت تنفسها ويشعربها ... وكانت دائما ترفع سماعة التليفون قبل أن تكتمل الرنة الأولى ... كانت تنتظرالموعد وكانت تعرفه.
كانت إلهام مشغولة خلال الإسبوعين الأخيرين بديكور فيلم يتم تصويره خارج القاهرة وهى من كان أمجد يتوق بشدة للحديث معها ... فهى خير من تفهمه وخير من ستسدى له النصيحة
خلال 24 ساعة فقط تلقى أمجد مكالمتان ... الأولى مساءً من مدرب القنص الذى يكرهه وقد ألح على مقابلته فحدد له موعد فى نهاية الإسبوع والثانية كانت صباحا ً... من سميرة
إرتدى أمجد ملابسه وقد قرر زيارة المنطقة التى يشعر فيها دائما بالراحة النفسية من القاهرة حيث ما تبقى من مبان قديمة لم تنل منها بعد أيادى التدمير بدعوى الإستثمار ... القاهرة الفاطمية حيث المحلات والخانات وبقايا المنازل التى تحدت الزمن لتبقى جميلة
قرر أمجد ألا يستقل سيارتهم القديمة ولا حتى المواصلات العامة ... فما فى جيبه الآن يكفى بالكاد لدعوته لسميرة ... فأمواله لا زالت فى حساب إلهام وكل مابقى معه هو باقى راتبه الرمزى الذى كان يتلقاه خلال مدة خدمته ... وفى طريقه للخروج فوجئ بأمه لم تذهب لعملها وكأنها كانت تنتظره
..........................................................................................................
بنهاية الإسبوع كان أمجد على موعد بلقاء آخر وتحد آخر لمبادئه خلال مباراته الطويلة ضد القدر .
إلتقى أمجد بمدربه الكريه ببهو أحد فنادق القاهرة ليعرض على أمجد عرضاً لا يرفض لمن يمر بنفس ظروفه ... عرض عليه المدرب فرصة العمل مع إحدى شركات الأمن بالدولة العظمى براتب يفوق راتب وزير ... وبعملة نفس الدولة ... ولما رأى علامات التعجب على وجه أمجد وسمع تساؤله عن كيفية حصول فرد أمن على مثل هذا الراتب أجابه بأنه لن يكون مجرد فرد أمن ... بل ستكون مهمته العمل كقناص له بندقيته الخاصة المماثلة لحبيبته التى سلمها قبل نهاية خدمته وربما طرازها الأحدث وأن عمله لن يكون بتلك الدولة ... لكن بدول أخرى ... فتلك الدولة تسمح بتكوين مثل تلك الشركات على أراضيها وتحصل منها ضرائبها لكنها لا تسمح لها بالعمل داخل حدودها
وعن طبيعة العمل أجاب المدرب بأنها ستكون مساعدة لبعض القوات بدول أخرى أغلبها داخل القارة المنكوبة بثرواتها وصراعاتها سواء تلك المساعدة كانت بالتدريب أو بمهام يكلف بها من بعضهم سواء حكام أو معارضين
أخبر المدرب أمجد بأمر آخر لم يكن يعرفه وهو أن أمجد بطبيعة خدمته العسكرية لن يستطيع الخروج من مصر بشكل قانونى بل أن عليه الإنتظارلستة أشهر قبل أن يُسمح له بالسفر لكن هناك طرق أخرى تجيدها مثل تلك الشركات لتهريب متعاقديها للخارج
كان سؤال أمجد للمدرب عن سبب إختياره هو بالذات لتلك الوظيفة أجابه المدرب أن أداءه فى مهمته الوحيدة هو السبب ... فهو أدى تلك المهمة كمحترف وليس كجندى عادى وأنه سيكون المصرى الوحيد العامل بتلك الشركة وأنه هو الذى رشحه
كان سؤال أمجد الأخير عن علاقة المدرب بتلك الشركة وهل هو فى الأصل أحد أفرادها فأجابه بأنه يسدى خدمة لصديق بالخارج طلب منه ترشيح لقناص وأنه لا علاقة له بتلك الشركة وأنه موفد من قبل حكومته لمجرد تدريب جنود على سلاح جديد
ودع أمجد مدربه الكريه الذى وضعه عرضه فى مواجهة أخرى لكن تلك المرة مواجهة مع نفسه ... فتلك فرصة لمن هو فى مثل ظروفه ... أموال ضخمة و فرصة للخروج وربما إستطاعته الوصول للبلد الموجود بها زوجته... فنفسه تمزقه غيرة على شرفه المهان بوجود زوجته فى بيت رجل آخر... تلك المدللة الجميلة تحمل وحدها الآن مسؤلية الدفاع عن شرفه بينما هو مقيد ... حتى لا يستطيع مساندتها
ترك أمجد الرجل الكريه وكان حقا بحاجة إلى إستشارة ... ولكن من يستشير؟ فأى شاب ستكون نصيحته القبول وفورا ... وأى كبير ستكون نصيحته ناقصة ... فهو لايعرف ما يمر به أمجد ومعظم خريجى الجامعة من أبناء الطبقة المتوسطة ... لم يكن أمامه إلا أبيه يسأله النصيحة ويطلب إرشاده ... أفشى له أولا سر زواجه السرى من سهام وما حدث لها ... أفضى له بالسبب الحقيقى لإستبعاده من العمل كمعيد ... حكى له ما لم يكن من المسموح له كجندى بحكيه وأفضى له بسر مهمته الوحيدة التى أنجزها وكانت كل تلك الأسرار كالجبل يرسخ على صدره ... فكلمات صديقه وقائده كانت ترن دائما فى أذنيه ... "كنت فنان مين حولك لقاتل" ... صارح أمجد أبيه بالوظيفة المعروضة عليه ... أنهى أمجد حكاياته قبل أن ينهار على صدر أبيه باكيا مخرجا ألمه الذى حمله بصدره لشهور فتركه الأب ليهدأ قليلا ويفرغ شحنة إنفعاله قبل أن يتكلم
خرج أمجد من المبنى الكبير وكالعادة لم يجد مكاناً للذهاب ولا شئ يفعله وللغرابة وجد نفسه يفتقد مراقبه فعاد لمنزله حيث يعرف أنه بالتأكيد ينتظره وتوجه بعدها للمقهى وجلس على كرسى بالخارج بإستمتاع بعد أن حدد مكان جلوس مراقبه بداخل المقهى
كعادته أحضر له ثابت أرجيلته وكوب الشاى بالحليب بنفسه ... فثابت رويتر الآن أصبح المعلم ثابت الذى يدير المقهى ولا يخدم بنفسه إلا زبائنه المميزين
لم يعد أمجد لبيته لكنه اتصل بصديقته وأمه الروحية إلهام وأخيراً وجدها
...........................................................................................................
تغير عزيز مراقب أمجد بآخر أطلق عليه أمجد بينه وبين نفسه إسم عزيز ... فكلهم بالنسبة له عزيزالعاطل الباحث عن فرصة عمل حتى وإن كانت تلك الفرصة مراقبة شخص لا يعرفه لصالح شخص آخر لا يعرفه ... لم يحاول أمجد إرهاقه ولم يحاول تضليله ... فقط عرف وجهه وألِف مراقبته ... وإن كانت مراقبته فرصة كى يثبت لمن يهمه الأمر أنه قد نسى أمر زوجته فليكن ... دع عزيز يرى بعينيه وينقل بلسانه أن أمجد قد إستسلم ... فتلك اللعبة قد تطول لكنه تعلم الصبر
تعود أمجد فى الأيام التالية مقابلة سميرة بصورة شبه يومية ... يتقابلان بعد خروجها ويقطعان الطريق لحيهما سيرا على الأقدام ... وعادت سميرة للحصول على بعض البلل من إحتضانها لذراع أمجد وإحتكاكه بصدرها ... لم يعد أمجد ينتظرها بعيدا عن مكان عملها ... فهناك العديد من الشبان مثله أنهوا خدمتهم العسكرية لينضموا لطابور العاطلين ويصبح عملهم الوحيد الجلوس على المقهى فى إنتظار موعد خروج فتياتهم من العمل فى الإعداد للتعداد القادم ... كلهن كن فى عين أمجد متشابهات ... فتيات يغطين شعورهن فقط لإنهن يشعرن بالخجل من إطلاقه ... حتى هذا الشاب ذى الجلباب القصير يأتى مثله لينتظر فتاته ويصطحبها فى خجل لدقائق يشعر معها بأنه لا يزال إنسان ... كان أمجد يشعر بإعجاب خاص بهذا الشاب المتصالح مع نفسه ... كان أمجد فقط يشعر بالإشفاق على مراقبه عزيز ... فبالتأكيد هناك فتاة ما فى مكان ما تنتظره لتتأبط ذراعه وهو مشغول عنها بأمجد الذى يتعمد ممازحة سميرة لتظهر بسمتها الخجولة مع ضحكته العالية ... كان يشفق عليه لكنه يتعمد أن يراه سعيدا برفقة فتاة أخرى ... عله ينقل لأبو سهام أن أمجد قد نسيها فيعيدها ... لم يشعر أمجد بحقارة فعلته وهو يستغل حب سميرة ... لإستعادة سهام
قبل نهاية الشهربإسبوع كانت إلهام قد أوفت بوعدها لأمجد وتم تعيينه بإحدى شركات المقاولات الصغيرة بوظيفة مهندس موقع ... وظيفة لا يفقه عنها أمجد شيئا ً ولا يعلم خبايا العمل بها ... فى أول الإسبوع أبلغ أمجد سميرة بالخبر وكادت تطير من الفرحة ... فهاهو الحلم الذى إنتظرته يقترب تحقيقه ... فأمجد لها الآن وحدها ووجد عمل وبقيت خطوة واحدة ويتحقق حلمها بأن تزين إصبع يدها الأيمن بدبلة تحمل إسمه وسيأتى ما بعدها
بقدر المستطاع أعاد أمجد تركيب البلاط المحطم وعادت الأرضية إلى شبه شكلها ولم يبقى فى الشقة من اثاث إلا المرتبة التى حاول أمجد قدر المستطاع إعادتها إلى شكلها بعد إعادة ما خرج من أحشائها إليها وخاطها على قدر مقدرته لتبقى فى ما كان سابقا غرفة نومه يستعملها أحيانأً كفراش وغالبا كمقعد وكان أول ما أشتراه بعدها أرجيلة ومستلزمات تدخين ليقضى كل يوم بالشقة بضعة ساعات وحيدا يحاول ترتيب أولوياته التى إختلطت ويخطط لما ينويه بهدوء ... ويتعمق ايضا لساعات أخرى فى ممارسة اليوجا يستعد بها لما سيقابله بالتأكيد من عقبات توضع فى طريقه من خصومه وأولهم خصمه الرئيسى .... القدر
...........................................................................................................
إنها فسحة سميرة الأولى مع أمجد ... بل يمكن إعتبارها فسحتها الأولى فى حياتها ... فطبيعة أسرتها المحافظة المتشددة كانت لاتسمح بالخروج كثيرا خارج المنزل مما جعل تلك الفسحة هى الوحيدة بحياتها منذ ان وصلت لطور البلوغ
حرص أمجد على تنبيه مراقبه بأنه سيستقل سيارة أبيه وهو حريص على ألا يفقده مراقبه فنزل قبل موعده بساعات لتجهيز السيارة تحت عين مراقبه وحتى يعد نفسه لمتابعته ... فأمجد يحرص على ألا يفقده عزيزه اليوم ويراه وهو يصاحب أخرى غير سهام
تحرك أمجد بسيارته ببطء حتى تأكد من وجود سيارة أخرى تتابعه والتقط سميرة من حيث كانت تنتظره بعيدا عن بيتها وحرص على ألا يتوه من مراقبه فى زحام السيارات وبمجرد تحركه بالسيارة إلتقط يد سميرة بيده
بمجرد عبور أمجد مدخل الكهف الكبير رآه أمامه بعد أن ظن أنه فقده فى زحام الحياة ... وجد وحش شبقه واقفا أمامه ينفض عن نفسه تراب الكسل ويبتسم له فى ود وكأنه كان يفتقده ... فله أكثر من سنة لم يره
وقف أمجد تتأبط سميرة ذراعه وتضمه بشدة لصدرها ليجد وحشه يسبح أمامه مع الأسماك الملونة خلف زجاج الحوض الضخم الذى أمامه ويحرك له رأسه فى سعادة ليضع أمجد كفه على ظهر سميرة ولما يلاحظ تنفسها العميق يلف ذراعه حول خصرها ويضمها إليه لتريح رأسها على كتفه ملصقة جسدها بجسده ويلفها هذا الإحساس الجميل الذى لا تدرى إسمه ... إحساس تتجمع فيه كل حواسها لتصب فى مكان واحد هو مكان كف أمجد الذى يقبض على خصرها
كان سير سميرة ويد أمجد تلف خصرها يجعلها تشعربنوع جديد من المتعة يختلف عن متعتها السابقة التى كانت تشعرفيها بالبلل ينتابها ... إنها متعة الشعور بالأمان الذى ينتقل إليها من لمسة شاب تحمل له فى قلبها حب لم تصرح به له لكنه الآن يصرح بحبه بلمسة لم يسبق لها أن جربتها من قبل
"كان أمجد كاذباً حتى فى لمسته لتلك النقية الساذجة"
عندما انفرد أمجد بسميرة بالكهف الآخر المنذوى بطرف الجبالية والذى تحجب مدخله أغصان تلك الشجرة الحاملة لتلك الأوراق العريضة تركه وحش شبقه ليجلس على ذلك الغصن الممتد على المدخل ليراقب فتاه وهو يواجه النقية سميرة ويحيطها بذراعيه وهى لا تدرى ما تفعل وتستسلم له وهو يدعوها بعينيه لتلف ذراعيها حول رقبته ويقترب بشفتيه من وجهها ليلثم وجنتيها بقبلات رقيقة تشعر معها بحرارة جسدها ترتفع فيمد ذراعه الأيسر لتستقر كفه على مؤخرتها بينما يقبل شفتيها قبلة سريعة تشعر بعدها بتصاعد أنفاسها قبل أن يأخذ شفتها العليا بين شفتيه يمرر لسانه عليها فتتحرر شفتيها من تشنجهما فيمتص تلك الشفة بشفتيه بينما تمتد أصابع يده اليسرى تتحسس فلقتيها بنعومة قبل أن تتسلل لتتحرك بين فلقتيها من فوق البنطلون الواسع الناعم الذى ترتديه ولم تعد المسكينة تدرى بنفسها فتلك قبلتها الأولى فتفتح فمها قليلا فيقتحمه لسان أمجد يداعب لسانها وينغرس إصبع يسراه الأوسط بين الفلقتين يلامس كنزهما المدفون بينهما ويدفع جسدها ليلتصق مكان كسها بزبره المنتصب تحت بنطاله وعندما أمتص لسانها بفمه إمتدت يده اليمنى تعتصر ثديها الأيسر بقوة وتفرك حلمته شعرت بأن جسدها ينهار بالكامل بين ذراعيه ولم تشعر بنفسها إلا وجسدها ينتفض بشدة بين ذراعيه وينطلق شلالها وأصبح جسدها بالكامل معتمداً فى وقوفه على جسد أمجد الذى احتضنها بشدة حتى انتهت رعشتها ليساندها حتى تجلس على الحجر الصناعى الموجود بالكهف ... نفس الحجر الذى سابق وساند حبيبته الرقيقة من قبل منى وأجلسها عليه
كان صدر سميرة يعلو ويهبط بشدة وقد إحمر وجهها ولأول مرة يلاحظ أمجد جمال هذا الصدر المتناسق مع جسد النقية سميرة فهى المرة الأولى التى يلامس فيها ثديها تلك الملامسة الصريحة التى لا لبس فيها ويعتصره بمثل تلك الطريقة ويشعر بحلمته المنتصبة بين أصابعه
كانت تلك المرة الأولى لسميرة التى تشعر بجمال إتيانها شهوتها وهى بين ذراعى رجل يحتويها بالكامل فكل مراتها السابقة كانت بجواره فى سيارته وكان دائما لايتوقف إلا بعد إنتهاء قذفها لتهدأ
إستكملت سميرة سعادتها بتأبط ذراع أمجد لباقى وقتهم وكانت تشعر أنها تطير سعادة وهى تسير بجواره وهو يقبض على كفها حتى حان موعد المغادرة ليتوجها للسيارة ويفتح لها أمجد الباب وتحتك به كعادتها أثناء جلوسها وبمجرد تحرك السيارة أطبقت على ذراعه مرة أخرى تضمه بشدة لصدرها ... لقد تأكدت الآن أن أمجد أصبح بالكامل ملكها
"مسكينة يا نقية فأنت لا تدرين دواخل النفس البشرية"
ضغطت النقية سميرة على زر التشغيل لينطلق صوت الرائع Demis Roussos بأغنيته الخالدة Forever and ever يحيط بها ويملأ روحها
Ever and ever forever and ever you’ll be the one
That shins in me like the morning sun
Ever and ever forever and ever you’ll be my spring
My rainbow’s end and the song I sing
تركت النقية سميرة أمجد قبل بيتها بقليل وهبطت من السيارة وهى تكاد تقفز فرحة
...........................................................................................................
بدأ أمجد عمله الجديد كمهندس موقع تحت التمرين... عمل لا يفقه عنه شيئا ولا يعرف شيئا عن مهامه ... بالطبع كان هناك مهندس أكبر منه يرأسه فى العمل ... وعندما جلس مع أمجد جلسته الأولى شعر أمجد بالإشفاق عليه ... فهو رغم أنه يكبر أمجد بأكثر من عشر سنوات إلآ أنه لا يزال أعزب لعدم حصوله على فرصة زواج ... فرفضه دائم من قبل كل أهل يتقدم لخطبة إبنتهم ... فهو حتى الآن لم يجد شقة مناسبة لدخله حتى فى العشوائيات التى بدأت تحيط العاصمة التى كانت جميلة وتساند عمليات إنتشار القبح بداخلها
تخلى أمجد عن قناعته التى غرسها فيه أستاذه أن إحترام المهندس لهندامه هو فى الأساس إحترام لعمله ولنفسه ... وفى طريق عودته مر بسوق الملابس المستعملة بحى بولاق ليشترى ملابس قديمة تناسب عمله الجديد ... كمهندس
لم يستطع أمجد إستساغة الملابس القديمة المطلوبة للعمل فكان يحرص على الوصول للموقع قبل الآخرين لينزوى فى الكشك الخشبى المخصص له وللمهندس الأقدم ليستبدل ما يرتديه بتلك الملابس القديمة حتى لا يؤذى منظر ملابسه المهندمة أعين زملائه الأقدم منه تخرجا والأعلى منه دخلا وينتظر بعد ذهاب الجميع ليعيد إرتداء ملابسه العادية بعيداً عن أعين الجميع
تطورت علاقة أمجد بسميرة وتغير الكثيرفى سميرة نفسها ... فبمرور الأيام زاد تعلقها بأمجد وإستمتاعها بلمساته وكان لقائهم مساء كل ثلاثاء حيث يتجول أمجد بسيارته فى الشوارع المظلمة ويداه تداعب سميرة وترضى شبقها حتى ينتهى بهم الأمر بأحد المناطق الخالية حيث تستمتع بقبلاته الحارة ولا تتركه إلا قبل منزلها بقليل ليتجه بعدها لبيته يصاحبه وحش شبقه يزين له مايفعله ويحرضه على المزيد
ثلاثة أشهر مرت على أمجد فى عمله الذى أدرك أنه لايزيد عن عمل ملاحظ انفار ... يلاحظ مايفعله زملائه ويحاول التقرب منهم لكنهم كانوا دائما ينبذونه ... فهو فى نظرهم الفتى المدلل الذى مكنته واسطته من العمل كمهندس بمجرد إنهاء خدمته العسكرية
أشهر ثلاث كانت فيها سميرة تزداد تشددا فى ملبسها ... وتزداد تحررا فى علاقتها مع أمجد ... ويزداد بالتدريج تعلقه بها ولم تعد اللمسات المسروقة ترضيها فقد ألحت عليه مرارا كى تشاهد شقته منفردة ...الشقة التى تظن أنها ستصبح عش زوجيتها السعيد
لم يستطع وحش أمجد دفعه لإتخاذ هذه الخطوة ... فهو رغم كل شئ لا زال لديه شئ من ضمير يمنعه ... وقد بدأ بالفعل يشعر بأنه بشكل ما يحبها ...وأيضا هو يعرف جيداً ماذا سيحدث لو إنفرد بتلك النقية الساذجة خلف باب مغلق ومعهما وحش شبقه الذى إنتقل سريعاً ليسكنها أيضاً وهى لفرط سذاجتها لم تحاول حتى أن تقاومه واندفعت فى تيار شبقها الذى يزيد تحت أصابع أمجد الخبيرة بما تفعله
فى النهاية وجد أمجد نفسه فى الموقف الذى كان يخشاه ... طالبته سميرة بالتقدم للخطوة التالية
إنفرد أمجد بابوه مرة ثانية ليطلب منه التقدم لخطبة سميرة من أهلها
بمجرد دخول أمجد لغرفة صالون أسرة سميرة لم يشعر بالإرتياح ... فعلى غير عادة البيوت المصرية فى تلك الفترة لم يجد صورة واحدة أو تابلوه واحد معلق على الحوائط ... كانت حوائط جامدة لا تعترف بالجمال
لجنة إختبار أمجد كخطيب كانت من أبيها وثلاثة من الأخوال ... بدا الأب بلا حول ولا قوة وسط هؤلاء الثلاثة ذوى المظهر المتشابه فى كل شئ حتى شكل الملابس وألوانها ... نفس الجلباب القصير ونفس اللحية ونفس الوجوه المقطبة فى وجه أمجد بلا سبب ... توقع أمجد أن يدور الحوار حول خطته للزواج وعمله وشقته وما شابه لكن الحديث دار فى إتجاه آخر ... تركز الحديث حول شاربه وملابسه وما يسمعه من آراء معلبة فى شرائط كاسيت ورأيه فى نجوم الكلام الجدد ... لم ير أمجد يومها وجه سميرة ... ولم يره بعدها ... فقد إختفت سميرة تماما ولم تذهب بعدها لعملها ... وعندما اتصل ببيتها بعد يومين حسب الموعد كان مجيبه أحد الأخوال الثلاثة ... ورده كان كلمات مقتضبة قصيرة نُطِقت بشكل حاد
"أى جنون ينتاب ذلك الوطن الذى كان يوماً جميلاً ويقاد الآن من أذنيه نحو الهاوية"
لم يتوقع أمجد أن ينتابه كل هذا الحزن لرفضه ... فقد كان يظن أن حبه لسميرة لم يكن ليصل لهذا الحد ... ربما كان حزنه للسبب الذى رُفض من أجله ...ربما كان حزنه لإنه أحبها بحق وتمناها لنفسه ... وربما كان حزنه بسبب شعوره أن القدر دائما ما يخطف منه كل جميلة يميل لها قلبه
لم يكن لأمجد وسيلة إتصال بسميرة إلا عن طريق الصديقتين الباقيتين من أيام الجامعة وهو دائم الإتصال بهما لكن أخبرته إحداهما بعد شهر آخر بأن سميرة قد خطبت لأحد مهندسى البترول والذى يعمل بتلك الدولة التى صدّرت لنا فكرها واستوردت منا شبابنا ... لنتأخر نحن ويتقدموا هم ... خطبة سريعة تبعها زواج سريع إصطحبها بعده زوجها لتعيش معه بعيدا وتنجب له ذرية قد تعود يوما لوطن يرونه أقل تطوراً من الوطن الذى نشأوا فيه ... وطن لن ينتموا له ولن يعشقوا أرضه ... وطن كان يوما منارة تجرى الآن محاولات هدمها ...وطن تحول شبابه من رجال يعملون للمستقبل لأشباح تتشبه بشخصيات من التاريخ وتحولت بناته من زهرات يملأن الفضاء جمالا إلى عورات
...........................................................................................................
لم يمر شهر آخر إلا وكان أمجد قد فصل من عمله البسيط "دون إبداء الأسباب" وحاول طوال شهور العثور على عمل آخر وحاولت إلهام مساعدته لكنه كان دائما ما يرفض طلبه وإذا قُبل مرة يتم فصله بعدها بأيام وأيضا "دون إبداء الأسباب"
ستة اشهر مرت على أمجد بعد أن تركته آخر حبيباته إستُبدل فيها مراقبه عزيز بعزيز آخر ثم آخر فكلهم بالنسبة له عزيز ... ولم يعد لأمجد سبيل إلا أن يهجر وطنه الذى يعشق ترابه ليبحث عن مكان آخر يستطيع أن يتنفس فيه دون أن تزعجه رائحة طيور الظلام
كانت مكالمة الدكتورإبراهيم التى تلقاها أمجد طوق نجاته من بحر الجنون الذى يسبح فيه ... أخبره الأستاذ العظيم بأنه اتفق مع مكتب التصميمات الأسبانى الذى سبق لأمجد تصميم مشروعه على أن يلتحق أمجد بالعمل به وأنهم فى إنتظار وصوله لبدء عمله فى أقرب وقت ... كالعادة لم يشعر أمجد بالفرحة ... بل أنه شعر بحزن ... لم يشعر بالفرحة لإنه لن يرى وقعها على وجه حبيبته وشعر بالحزن لإضطراره لترك وطنه الذى يعشقه
ساعدته إلهام بمعارفها فنال أخيرا فيزا الدخول لبلد أوروبى طالما عشقه وتمنى زيارته ... البلد الذى تقطن فيه الحبيبة الباقية لأمجد ... إسبانيا ... حيث تقع الجميلة "لا ساجرادا فاميليا" رائعة جاودى العبقرى بإقليم كتالونيا
فى يوم سفره أصر أمجد على الذهاب وحيدا للمطار ... فهو يكره لحظات الوداع ... تلك العادة التى إكتسبها بعد ذلك فى كل سفراته حتى بعد أن تحول من أمجد إلى الباشا ... يذهب للمطار وحيدا ليتجنب دموع أحبائه ... ويكفيه ما يراه من حزن لحظة ترك بيته إستعداداً لمغادرة وطنه
بمجرد إقتراب الطائرة من مدرج مطار برشلونة الدولى إختطفت أمجد تلك المناظر الرائعة للجبل القريب حيث يختلط الأخضر بالأسود وتكتمل صورة الجمال عندما تتوقف الطائرة ليهبط ركابها فتلفحهم نسائم باردة قادمة تحمل رائحة الجبل ورائحة الجمال
بمجرد وصول أمجد المطار حرص على تغيير ما يحمله من الجنيهات الإسترلينية لعملة الدولة الإسبانية وقتها (البيزيتا) حيث كان الجنيه الإسترلينى الواحد يقارب 500 بيزيتا فوجد أن جنيهاته الخمسمائة تحولت لمبلغ رقمى ضخم لم يكن يتصور حمله فى يوم من الأيام
بعدما تجاوز أمجد بوابة المطار شعر بشعور مريح ينتابه ... فهو لإول مرة منذ شهور يشعر بأنه غير مراقب ... وعندما حمله التاكسى ليخترق به شوارع برشلونة الجميلة شعر بأنه يرى فيها نفس ما كان يراه فى بلده قبل سنوات هجمة الرجعية ... تلك الطيبة التى تبدو على وجوه أهلها مع تلك الإبتسامة المرحبة لكل من يلقاه
تلك البلد التى تعرضت فى العصور الوسطى على يد محاكم التفتيش للمصير الذى شعر أن بلاده حين تركها تتجه إليه... تفتيش فى الضمائروإغتيال على الهوية
توجه أمحد لعنوان المكتب الذى يحمله ولأول مرة فى حياته يشعربأن لغته الإنجليزية قوية ... فوسط مجتمع لا يتحدث أفراده الإنجليزية إلا قليلا يصبح أمجد ضليعا بها
إستقبل مدير المكتب أمجد واصطحبه بعد أن وقع معه عقود العمل لمدة سنة لمكان عمله بمكتب به 4 من المصممين الإسبان لكل مكتبه وترابيزة رسمه الحديثة جدا المجهزة بنظام الإضاءة الخاص جدا ومكان حفظ أدوات ... كان مكان مهيأ للإبداع .... يمتلكه مبدع كبير يفهم جنون الفنانين ويختار مصمميه بنفسه ويهيئ لهم سبل إخراج إبداعهم ... كانت أبواب المكتب مفتوحة فى أى وقت لمصمميه حتى أيام العطلات ... فأى مصمم يستطيع العودة فى أى وقت ليعمل إذا تفجر إلهام إبداعه فى أى ساعة وفى أى يوم
بعد إنتهاء الأمور الشكلية أصطحب احد مسؤلى المكتب أمجد لمكان إقامته ... غرفة بحمام خاص ملحق بها مطبخ مجهز صغير الحجم ... وأهم ما بها تليفون خاص ... يستطيع أمجد إستخدامه ويستطيع من تركهم بالوطن الإتصال به ... كان وجود تليفون خاص للمغترب العربى بأوروبا ميزة لا يتمتع بها إلا القليلون... وكان برنامج أمجد اليومى يبدأ مبكراً ... فهو منذ ترك بيته عادت إليه عادة عدم النوم ... ونومه يتلخص فى المكوث فى ظلام دامس وإغلاق عينيه لكن باقى حواسه تظل متيقظة ... وقبل الخامسة بربع ساعة يرتدى ملابسه ليكون أمام كابينة التليفون القريبة من محل سكنه فى تمام الخامسة يجرى إتصاله برقم يجيب دائما قبل إنتهاء الرنة الأولى ويضع السماعة على أذنه يستمع لصوت تنفسها ليطمئن قلبه ... إنها الرقيقة منى يتصل بها فى الخامسة بتوقيته ... السادسة بتوقيت القاهرة
بالطبع كانت أيام أمجد الأولى صعبة ... فزملاء عمله ينظرون إليه بإعتباره القادم من العالم الثالث الجاهل ... لم يقدروا موهبته فى أيامه الأولى وكانوا يتحدثون لغتهم فلا يدرى هل يمدحونه أو يذمون فقرر تعلم الإسبانية فهى لغة ذات رنة جميلة فى الأذن لا يفهمها ولكن يحبها
أول أجازة إسبوعية لأمجد كان ينتظرها ليقف فى حضرة حبيبته الباقية "لا ساجرادا فاميليا" هذا المنشأ المعمارى المذهل الذى يتحدى القدر فى إنشائه والذى بقى يصارع القدر ويخلد إسم مصممه العظيم جاودى ... تلك الكنيسة التى صارعت الحرب الأهلية الإسبانية ورغم إحراق مخططاتها الأصلية عام 1936 إلا أنها قاومت الزمن والحرب والحرق ولا زال البناء بها يتقدم فى بطء يصارع إصرار القدر ... ذلك العمل المعمارى المذهل الذى لن ينتهى قبل 2026 إذا لم يفاجئه القدربضربة أخرى
جلس أمجد يطالع محبوبته وبدون إرادة منه تمتد يده لحقيبة ظهره الخفيفة ليخرج منها أوراقه ويبدأ فى رسم محبوبته ... وكان هذا الرسم بداية علاقة جديدة فى مسيرة الباشا الحافلة
شعر أمجد بعين تراقبه من خلف ظهره لينظر فيجدها أمامه ... الجميلة إيزابيلا ... سحرته بعيونها السوداء الواسعة وشعرها الأحمرالغريب ... مجعد لكنه جميل وطويل ... وتلك النظرة الشقية التى تقفز من عينيها ولغتها العربية التى تحاول التحدث بها فتخرج بلكنة غريبة لكنها جميلة
خلال شهور قليلة توطدت صداقة أمجد بإيزابيلا وجعلها ذكائها الحاد تلتقط العربية بسرعة وتستوعب العديد من مفردات اللغة وبذلت جهدها فى تعليم أمجد اللغة الإسبانية بلهجة إقليم كتالونيا الجميلة وتحسنت علاقة أمجد بزملاء عمله فأحبهم وأحبوه وباتوا يحرصون على زيادة حصيلته من مفردات لغتهم وكثيرا ما دعوه لقضاء الوقت معهم ومع أسرهم أحيانا فى عطلات نهاية الإسبوع ... وجد أمجد أن شعب كتالونيا من أطيب شعوب الأرض وأكثرهم مرحا
باتت إيزابيلا هى الصديقة المقربة لأمجد وحكى لها وحكت له ... حكى لها عن حبه الضائع وزوجته المخطوفة ... وحكت له عن زواجها من حب مرحلة دراستها وطلاقها بعد سنتين ثم دخولها فى علاقة إنتهت بعد شهور... أصبحا لا يفترقان تقريبأً إلا عند وجود كل منهما فى عمله أو عند وقت النوم ... حتى دعوات زملاؤه فى نهايات الإسبوع كانت ترافقه خلالها وكانت تداعبه دائما يأنها ستصبح زوجته الرابعة بعد زوجة وخطيبة وال "لا ساجرادا فاميليا"
دعته إيزابيلا لزيارة موطن أبيها الأصلى "إقليم أندلوسيا" حيث تقع مدينة Sevilla عاصمة الأندلس التى نعرفها نحن كعرب بإسم أشبيلية على ضفاف نهر El Río Guadalquivir أو نهر الوادى الكبير وهناك تعرف أمجد على نوع جديد من السحرالفنى سحر مبانى دولة المرابطين فى الأندلس الذين تحرر عقل بنائيهم ليخرجوا مبانى كأنها لوحات خيالية تتشامخ بإرتفاعات تعاند قوة الجاذبية وتشمخ بجمالها .... ومرة أخرى ترن فى أذنيه كلمات أستاذه "حرروا عقولكم"
تحررت عقول بنائى دولة المرابطين فأبدعوا الجمال بينما تحجرت عقول بنائى الوطن فدمروا ماكانو يملكوه من جمال
تجمعت لدى أمجد أموال تعتبر كثيرة ... فراتبه يعتبر كبير وسكنه مجانى وطعامه قليل ... حتى نزهاته مع إيزابيلا تصر دائما على إقتسام مصاريفها وترفض حتى أن يدفع ثمن كوب مشروبها الذى تتناوله وهى معه فاشترى بمعظم ما تجمع معه من أموال سيارته الأولى ... ريتمو 1983 مستعملة لكن بحالة جيدة وكان كأبيه ... يعشق سيارته كأنها أبن من أبنائه ... سيارة يستطيع العودة بها للمكتب فى أى وقت إذا تفجر جنون إبداعه دون إنتظار وسيلة نقل ... وكان يحتاجها ... فقد كان المكتب يعمل على تصميم قصر لأحد أمراء تلك الدولة العربية الصغيرة التى بدأت فى النهوض بقوة وكان هذا القصرأول أعمال المكتب فيها الذى قد يجلب فى حالة نجاحه الكثير
إقترن شراء امجد لسيارته بقرب حلول عطلة أعياد الميلاد بهذا البلد الرائع الجمال وتزينت شوارعه بأشجار عيد الميلاد الخضراء والشرائط الحمراء وفى يوم عيد الميلاد إصطحبت إيزابيلا أمجد لإحدى حانات Rambla de Catalunya الراقية هذا الشارع الشهير بحاناته ومحلاته وهناك تعرفت إيزابيلا لأمجد جديد ... أمجد راقص التانجو الذى راقصها ببراعة لم ترها من قبل ... كانت إيزابيلا عاشقة للتانجو لكنها لم تتوقع أن يأتيها من الشرق راقص بمثل تلك البراعة التى جعلت باقى الراقصين يتوقفون لمتابعة هذا الثنائى المتناغم فى رقصه ... الشاب ذو الملامح الشرقية والشابة ذات الملامح الغجرية ... كان أمجد قائد تانجو رائع ... فالرجل فى التانجو هو الذى يقود الرقصة وحسب براعته تكون روعتها
كانت رقصة رائعة تعرقت فيها إيزابيلا وأبدعت وكأنها محترفة ... ولكن قبل لحظة ميلاد العام الجديد بساعة إذا بالحانة الراقية تتحول لحلبة مصارعة جماعية بعد أن لعبت الخمر بروؤس الحاضرين واحتك أحدهم بإحداهن لتقوم مشاجرة بين مرافقيها ومرافقيه تتطايرت فيها الزجاجات والكؤوس فوق الرؤوس وبالكاد إستطاع أمجد حماية إيزابيلا وحماية نفسه ليخرجا من تلك الحلبة المجنونة دون إصابات ليتوقفا خارجا وسط صفارات إنذار سيارات الشرطة التى وصلت بسرعة ويفاجأ أمجد بإيزابيلا تنطلق فى موجة ضحك هيستيرية حتى أنها جلست متربعة على الرصيف المقابل للحانة تحاول الكلام وأمجد لايفهم منها شيئا حتى هدأت موجة جنون ضحكاتها
فتح أمجد باب سيارته الصغيرة ومد ذراعه لإيزابيلا كى تستند عليه وتتأبط ذراعه حتى باب الكوخ
زادت دقات قطرات المطر على سطح الكوخ ... وتذكر أمجد ليلته الأولى مع سهام التى كانت فى جو يماثل الذى يعيشه الآن ... صوت المطرونار المدفأة لكن إستُبدِل كوب القرفة بكأس نبيذ
مع أول دقات الساعة معلنة ميلاد عام جديد طبع أمجد أول قبلة على شفتى إيزابيلا ... قبلة كان من المفترض أن تكون سريعة لكنها دامت لثوان وجد بعدها وحش شبقه يقفذ من كأس النبيذ ويجلس أمام المدفأة يتمطى مبتسما له إبتسامته المشجعة ليكرر أمجد قبلته على شفتى إيزابيلا التى نظرت له فى تعجب ... فتلك هى المرة الأولى التى ترى أمجد يتجرأ ويقترب منها لهذا الحد
فبادلته قبلته بقبلة أخرى قبل أن تبتعد قليلا
لم يكن أمجد يتخيل أن جسد إيزابيلا الذى يميل للإمتلاء يمكن أن يكون بمثل ذلك الجمال وهو عارى ... كان الجسدان يغطيهما العرق من تأثير المجهود والنبيذ وكان إلتصاقهما كشرارة إندلعت وسط حطب جاف فسرعان ما غابا فى قبلة عميقة كاد أمجد فيها أن يلتهم شفتا إيزابيلا الممتلئتان قبل أن يقحم لسانه فى فمها يراقص لسانها فى رقصة أعنف من التى أنهياها أصحابهما ليضم أمجد جسد إيزابيلا العارى لجسده ويلامس زبره المنتصب أسفل بطنها ويسقط كل منهما الروب الذى يرتديه الآخروينهال أمجد بالقبلات على وجه إيزابيلا ورقبتها وتتسلل أصابع يده لتداعب بظرها الذى كان بالكاد مبتل ليغوص إصبعه بعدها بين شفريها يفرك كل ما بينهما بعنف شديد ويلتقم حلمتها اليسرى بفمه يبتلعها عميقا وهو يداعبها بلسانه ويفرك الأخرى بكل قوة بين أصابعه قبل أن يهبط بفمه ليمرره على بطنها بالكامل وييدفعه داخل سرتها المتسعة الكبيرة فتتأوه لأول مرة تلك الآهة الشبقة فيدفع إصبعه لداخل كسها يتلمس جوانبه حتى يلمس بقعة فيها ترتعش فيها للمسته فيزيد تحريك إصبعه على تلك البقعة فيرتفع صوت تنفسها وتتوالى آهاتها ليجلس أمامها على ركبتيه ويعتصرتلك الفلقتين الغنيتين بين يديه وتتسلل أصابعه بينهما بينما يمرغ وجهه على اسفل بطنها لتينفجر بركانها الأول لتلك الليلة وتنهار جالسة أمام أمجد على ركبتيها فيغوص إصبعه أعمق بكسها يقبض عليه أمجد بباقى كفه يعتصره بقوة بينما يدفعها برفق لتنام على ظهرها ثم يدفن وجهه بين فخذيها يلتقم بظرها بين شفتيه ويعيد دفع إصبعه مرة أخرى للنقطة التى حددها بداخل كسها ليفركها كثيرا وهو يضغط بشفتيه على بظرها فتنفجر شهوتها مرة ثانية سريعا فيديرها أمجد على بطنها ويرفع خصرها فترتفع مؤخرتها للأعلى بينما تستند على كتفيها فيقحم أمجد وجهه بين فلقتيها يداعب شرجها ويفركه بشاربه الثقيل بينما يدخل إصبعه مرة أخرى لكسها ويعيد إدخاله وإخراجه بينما لسانه يلعق خرم طيزها بشدة فتنفجر شهوتها الثالثة بعد دقائق أخرى ليقف أمجد على ركبتيه خلفه ويمسك بزبره يفرش به كسها مرات و مرات ويفرك رأسه بشرجها حتى يشعر بأنها قد أوشكت على القذف فيدفع زبره ليغوص سريعاً بأعماق كسها فتشهق شهقة طويلة يرتكز أمجد بعدها بيديه على فلقتيها ويخرج زبره بهدوء حتى يخرج تماما فيدفعه مرة أخرى بقوة فتتأوه إيزابيلا آهة مستمتعة ويعيد إخراجه وإدخاله ويزيد من سرعته قليلا قليلا ويرتفع صوت صفعات فخذيه لفلقتيها قليلا لكن تأوهاتها يرتفع صوتها كثيرا وتتحول حركته لعنف شديد فى إدخاله وإخراجه ويرتفع تنفس إيزابلا وتتحول آهاتها لصرخات متعة ويبدأجسها فى الإنتفاض فى اللحظة التى يدفع أمجد زبره عميقا ويضغطه بكامل ثقل جسده وصت تنفسه يعلو معلنا إتيان شهوته فى نفس لحظة إتيانها وتطبق عضلات كسها على زبره بقوة وهو ينتفض داخلها مطلقا ما أنحبس طويلا ... وكان كثيرا
ظل أمجد ثابتا حتى أفرغ كل ما اختزنه قبل أن يميل بجسده على جسد إيزابيلا ويمد يديه أسفلها يمسك ثدييها قبل أن يحرك جسده لليسار وهو يحتضن كامل جسده فيتحرك جسدها معه وتنام على جانبها ويخرج زبره من مكمنه ويهدأ تنفسها قليللا حتى يهمد جسدها
فوجئ أمجد بجسدها ينتفض وهى تحاول كتم ضحكات لم تستطع التحكم فيها قبل أن تستدير لتواجهه
لم ينزعج حارس الأمن من وصول أمجد للمكتب فى مثل هذه الساعة وفى مثل هذا اليوم ... فهو يعمل منذ سنوات طويلة كحارس مسائى لمكتب التصميم واعتاد على جنون المصممين فأدخله بعد أن تبادل معه تحية الصباح وأوصله لمكتبه قبل أن يتجه لأوفيس المطبخ ويمعبئ ترمس بالماء الساخن ويصطحب عبة متوسطة بها باكيتات الشاى والسكر وكوب كبير فارغ ليضعها بجوار أمجد وينصرف بهدوء
...........................................................................................................
لم يدر أمجد كم من الوقت مر قبل أن يستفيق من إستغراقه لكنه بمجرد ما أنهى عمله وتمطى شعربيد تربت على كتفه قبل أن يتجه صاحبها للوحة رسمه يطالعها بإهتمام وتتسلل إبتسامة واسعة لوجهه قبل أن يحتضن أمجد بشدة
كانت مفاجأة أمجد الأولى أنه استغرق فى العمل 30 ساعة متواصلة وكانت الثانية إبلاغه من قبل السيد فريدريك بأن عقده سيعدل ليصبح عمله بالساعة وليس بالشهر ... فكل ساعة يقضيها فى العمل بثمنها فصاحب المكتب أدرك قيمة الهدية التى أهداها له الدكتور إبراهيم ولابد له أن يحافظ عليها
طلب صاحب المكتب من أمجد الإنصراف والراحة على أن يعود للمكتب فى اليوم التالى فى أى وقت وأن يترك لوحته مكانها ... فمقابل عدد ساعات عمله فى إنجاز ذلك المشروع تضاهى راتبه الذى كان يتقاضاه فى شهر كامل
لم يعد أمجد لبيته ولكن توجه لأقرب كابينة تليفون ووضع بها عدد من العملات ليطلب الرقم الذى لم يطلبه صباحاً وهو يرجو أن تجيب هى لا غيرها ... عندما رفعت السماعة على الطرف الآخر أتاه صوت التنفس الذى كان ينتظره وكأنها وهى بعيدة عنه بمئات الأميال كانت تنتظر إتصاله ليأتى صوت تنفسها مرتفعاً أولا قبل أن يهدأ شيئا فشئ ... فرغم انهما لم ينطقا بكلمة إلا أنهما تحدثا كثيراً حتى والبحر بكامله يفصل بينهما
بعد أن إنتهت المكالمة الصامتة توجه أمجد إلى كوخ إيزابيلا التى كان يشعر أنه يدين لها بإعتذارولم يجد غير محل زهور واحد فى برشلونة يفتح أبوابه ... فجميع اهل المدينة إجازة ومحبى الزهورأخذوا كل إحتياجهم فى ليلة رأس السنة ... لكن العجوز الجميلة صاحبة الزهور صنعت له أكبر باقة زهور يمكنها صنعها ليحملها أمجد لإيزابيلا لتفتح له الباب بغضب لكنها عندما تجد باقة الزهور تغطى وجهه تنفجر بضحكتها المرتفعة وتمد يدها تلتقط منه زهوره وتلف ذراعيها حول رقبته وتغيب معه فى قبلة حارة عميقة إعتذر بها عن غيابه
لم يكن يزعج أمجد سوى غيرة إيزابيلا التى تصاعدت تدريجيا حتى أنها باتت تغار عليه حتى من عاملة النظافة بالمكتب ... لكنها كانت رغم غيرتها تحترمه وبات مبيتها معه فى بيته الصغير أو مبيته معها فى كوخها شيئاعديا ... فهاهى وجبة يومية شهية لشبح شبقه يتناولها فيفجر موهبته
كان أمجد يرسل معظم دخله لأسرته ويبقى معه القليل الذى يكفيه ولم تكن أسرته بحاجة لمال فكانت أمه تضع ما يصلها منه دائما بدفتر توفيره الذى لم يغلق وظل معها ... كانت تدخر له دون أن تخبره
عشرة أشهر مرت على أمجد منذ أن وطئت قدماه مطار برشلونة ... عشرة أشهر مرت عليه كالحلم فى مدينة هى نفسها كالحلم فى جمالها ... وبقى أمامه شهر واحد للعودة فى إجازة سنوية لثلاثون يوما ... كان عليه البدء فى تجهيز الهدايا التى سيحملها معه حين عودته للأهل والأصدقاء وكعادته ينهى مبكرا واجباته فاستهلك معظم ما معه فى الشراء وبقى معه القليل فهو لاينوى البقاء فى وطنه طويلاً ... سيترك وطنه الذى سيطرت على مفاصله طيور الظلام التى توحدت رغم إختلاف أفكارها ... لكنها توحدت على نهش هذا الوطن ونهب ثرواته فنشأ هذا الإتحاد العجيب بين تيارين من المفترض تضارب مصالحهما لكن تلك المصالح إتحدت بشكل لا يتصوره عاقل ... ولا حتى مجنون
أتى على أمجد يوما شعر فيه بإختناق ليس غريبأ عنه ... إنه يذكره جيدأ نفس الإختناق الذى إنتابه منذ ما يقرب من سنوات ثمانية ... يوم تعرضت حبيبته الرقيقة للخطر
كان أمجد محافظا على إتصاله اليومى بمنى يطمئن قلبه بسماع صوت تنفسها إلى أن أتى يوم سمع صوت تنفسها يختنق بالبكاء ... سمع صوت حبيبته لأول مرة منذ سنوات ... لكنه كان صوتأ مختنقا بالبكاء
عاد أمجد لبيته الصغير وبحث عن تذكرته واتجه فورا لشركة الطيران قبل أن تفتح أبوابها ليحجزمقعد على أول طائرة تعود به إلى أرضه التى دافع عنها ومن أجلها قتل خمسة ... إنه الآن على إستعداد أن يقتل ضعفهم ولا يمس الخطر حبيبته
كان يوم الإثنين أول أيام الإسبوع وعندما فتحت شركة الطيران أبوبها كان أول الداخلين ولم يجد مقعد متاح قبل يوم الخميس للطائرة التى تصل مطار القاهرة فى الخامسة مساء... ثلاثة أيام سيقضيها لا يعلم ما يلم بتوأم روحه من خطر
ذهب للمكتب وأخبر صاحبه بأن هناك أمر جلل فى بيته يستوجب عودته فورا للقاهرة ولم يمانع المهندس الفنان ... فهو أكثر من يعلم أنه لن يستطيع فتاه الذهبى الإبداع طالما ذهنه مشغول بشئ يجرى فى وطنه ... واتفق معه على أن تتقدم أجازته شهر كامل ليعود بعدها لعمله وشكر له أمجد صنيعه قبل أن يهرع لشقته يبحث عن نوتة تليفوناته الصغيرة ليصطحبها وقبل أن يخرج من بيته يفاجئه رنين التليفون معلنا عن مكالمة خارجية عابرة للحدود فيرفع سماعته ليجيبه صوت يذكره جيدا
حاول أمجد الإتصال بأصدقائه المخلصين ... عفاريت منى الأربعة ... كان معظمهم غير متواجد إلا واحد ... صديقه طايل
لم يستطع أمجد سماع صوت تنفس حبيبته ليومين ... فعندما اتصل فى موعده أجابه صوت أجش يعرفه ... صوت عمها ... وفى اليوم التالى كان مجيبه صوت نسائى آخر يتذكره ... صوت زوجة عمها ... إذا فحبيبته محاصرة كما هى محاصرة زوجته بشبكة تمنعها من التحدث إليه ... لكنه كان يحمل ما يعوضه عن سماع تنفس حبيبته الرقيقة ... ورقة صغير كانت تركتها يوما بكشكول محاضراته تعوضه عن غيابها ... ورقة صغيرة بخطها لم تفارق محفظته يوما كتبتها الرقيقة بخطها ... ورقة مكتوب بها كلمة واحدة ... بحبك
فى طريقه للمطار بسيارته وبجواره إيزابيل وأثناء مروره بالشارع التجارى الشهير ببرشلونة passeig de Gracia مر أمجد أمام محل الفراء الشهير وتذكر يوما وعدأً وعده لنفسه ... أن ترتدى حبيبته الرقيقة منى فراء مثل الذى كانت ترتديه أم سهام ... فأوقف سيارته سريعا وهبط ليشترى بكل ما بقى لديه من مال هذا الفراء ليكون الشئ الوحيد الذى يحمله فى سفرته
ودعته إيزابيلا بدمع غزيرة على وعد بلقاء قريب واتجه وحيدا لايحمل معه إلا الفراء الثمين لتقلع به الطائرة ولحسن حظه تلامس عجلاتها أرض مطار القاهرة فى موعدها ... الخامسة
قبل السادسة كان التاكسى الذى يحمل أمجد يتوقف أمام مقهى حيهم ليهرع إليه بمجرد هبوطه زملائه ... ويطلب أمجد من صديقه رفعت أن يدفع للتاكسى حسابه ... فهو لا يحمل معه إلا الفراء
فوجئ أمجد بأن من ينتظرونه ليسوا أربعة كما كان يظن ... كانوا سبعة ... من ضمنهم صديقه وقائده السابق ... الظابط أكرم بجسده القوى وشكله المرعب بعضلاته المنتفخة وجسده القوى
لم يستغرق الترحيب بأمجد طويلاً وبعد دقائق كان الجميع يتحلقون حول الترابيزة الصغيرة داخل المقهى ليشرح لهم أمجد ما ينتويه وينبههم لخطورته ويطلب منهم ألا يرافقه إلا الموافق على تحمل ردود فعل العمل الخطيرالذى ينتويه ... لم ينسحب أى منهم ... فهم كما كانوا ... مترابطين برابطة سلاح وحياة
إستاذنهم أمجد للسلام على اسرته على أن يلتقوا قبل الثامنة بنصف ساعة فى مدخل منزله
فوجئت أم أمجد بالباب ينفتح ليدخل منها إبنها حاملا حاوية الفراء لتحتضنه وتبكى بينما أبوه يحبس دموعه وإخوته الصغار يحيطونه بعد أن أصبح الصغيرين شابين
إنقسم المجموعة لمجموعتين ... خمسة بمدخل العمارة ضمنهم أحد أخوى أمجد ورافق أمجد أربعة لمواجهة الحوت الذى اصطفت سيارته الألمانية الحديثة أمام باب عمارتهم كصف ثان يسد الشارع دون تقدير لحق غيره فى المرور ... فهم يعتبرون البلد ملكهم وحدهم ولا يخالفهم الرأى إلا كافر أوفاسق أو زنديق
بمجرد رؤية منى لأمجد يدخل من الباب قفزت لترتمى بين ذراعيه باكية ... لم تحسب حسابا لوجود أبيها ولا أعمامها ولا لهؤلاء الغرباء ... قفزت لذراعيه تبحث عن الأمان الذى افتقدت الشعور به لسنوات ... بكت وأخفت رأسها فى صدره وتركها تبكى حتى أنهت بكاؤها بنشيج طويل ... عندها أحاط رأسها بكفيه ورفع وجهها لوجهه ونظر أخيرا لعينيها التى أوحشته
وكما توقع أكرم لم يبد العريس ومرافقيه أدنى إعتراض ... ولم يحاولا إفتعال شجار ... فبالنسبة لنور كانت منى مجرد جارية أخرى فقدها فى سوق النخاسة ... فكلهن عنده جوارى يقتنيهن لمتعته ... حتى عندما تحدث وهو يغطى وجهه بإبتسامتهم اللزجة المعتادة كان حديثه كأنه نخاس
أرسل أمجد أخيه ليستدعى أمه وأبيه ويوصيه بأن تصطحب أمه شبكة منى معها ويعيد أمجد طلب يد منى من أبيها ... لكنه أصرتلك المرة أن يعقد المأذون المحتجز قرانهما ... فهو لا يأمن الاعيب القدر
بمجرد مغادرة المأذون وعد أمجد أبو منى أن يتم تشطيب شقته خلال ثلاثة شهور ... وسيكتفى مع زوجته بالضرورى فقط ... غرفة نوم و أنتريه ومطبخ وتلاجة وبوتجاز يقتسم أبوها ثمنها مع أمجد ... عندما كان أمجد يتم إتفاقه كان لايعلم كيف سيحقق وعده ... لكنه لا يحمل هماً ... فأيقونة حظه قد عادت إليه
إصطحبت منى أمجد لغرفتها التى لم يرها منذ أكثر من 15 عام ... قبل أن يصل وتصل لسن البلوغ ... لم تعترض الأم ولم يعترض الأب ... فهما الآن رسميا زوجان ولا يحق لأى من كان أن يعترض على إنفرادهما وغلق الباب
غاب الزوجين العاشقين فى حضن طويل إفتقداه كثيراً ... لم تنتاب أيهما شهوة فهو كان إحتضان بحث عن الأمان ... ولايشعر أحدهما بالأمان الآن إلا بين ذراعى الآخر
جذبت منى أمجد أمام دولابها وفتحته لتخرج منه صندوقا كبيرا إلى حد ما ... طلبت من أمجد رفع غطاءه كان الصندوق كله يحوى أشياء قديمة
وسادة وبيجاما وثلاث مناديل وثلاث كراسات قديمة تحوى كل منها بين أوراقها زهرة جافة
كانت يوما حمراء قانية
وثلاث ميداليات ذهبية
علقت فوق المرآة
...........................................................................................................
خاتمة السلسلة الأولى للبدايات
إنتهت اصدقائى حكاية الباشا عن أول مراحل تحوله من "طالب مقاتل أمجد حسن" ليصبح بعد سنين أمجد باشا ... سنوات يحسبها بعض من لم يعش مرارها أنها كانت سنوات سعيدة لكنها للأسف كانت سنوات صعبة بغيضة ... كل ما قرأتموه سابقا فى قصة بدايات الباشا فى الثمانينيات كان واقعا ... ومالم يدون فى القصة أكثر بكثير مما دون فيها ... مع كل ما عاناه أمجد فى تلك السنوات فإنه بمقاييس وقتها يعتبر محظوظاً فلم يتعرض مثلما تعرض غيره للتضليل سواء الفكرى أو الإعلامى ... كل ما ذُكر سابقاً فى الأجزاء الثلاثة عشر حقائق قد يكون الباشا أول من يجروء على ذكرها ... حقائق عاشها جيل كامل من شباب وخريجى الجامعات المصرية الذين ظلموا سابقاً من الكبار والآن يظلمون من أبنائهم ... فقط إجتازوا محنتهم لإنهم إستطاعوا إلى حد ما التمتع بالحياة رغم قسوتها .
أثارت حكايات الباشا فى هذا الجزء بعض تساؤلات رفض الباشا الإجابة عليها ... أولها هل أوفت أم منى بوعدها وابتعدت عن إبنتها وزوجها؟ كيف كانت طبيعة العلاقة بين أمجد وأم زوجته؟ هل إستطاعت أم منى السيطرة على وحش شبقها؟
كلها أسئلة رفض الباشا إجابتها بينما أجاب على أسئلة اخرى ... كان أولها هو لماذا لم يلقى على إيزابيلا شروطه الأربعة ... فكانت إجابته ببساطة "لإنه كان يخاف منها ومن جنونها ويحسب ألف حساب لطبيعة أصولها الغجرية ذات الغيرة المفرطة والجنون "
وسؤالى الثانى كان كيف تقبل علاقته مع إيزابيلا وأنا أعرف عنه حرصه على نعومة عشيقاته وتأففه الشديد من وجود أى شعيرات زائدة فكانت إجابته بأن أم إيزابيلا العربية علمت ابنتها كيف تكون المرأة الناعمة النظيفة مغرية
أما عن ما حدث لزوجته الأولى سهام وهل عادت إليه بعد أن تزوج منى فوعدنى أن تصلنى الإجابة فى السلسلة القادمة من "الباشا (البدايات)"
والسؤال الأهم ... هل أخلص الباشا لزوجته الحبيبه الرقيقة منى ؟ أعتقد أن كلنا يعرف إجابة السؤال لكن الباشا يصر على أنه لم يخن زوجته مرة واحدة ... لكن من كان يخونها هو ذلك الشيطان الساكن داخله
...........................................................................................................
إنتهت تلك السلسلة من حياة الباشا لكن قصته لم تنتهى ... قد يجد البعض أن نهاية تلك السلسلة ما هى إلا نهاية سعيدة تصلح لفيلم عربى ردئ ... لكن فى الحقيقة إنها لم تكن النهاية ... لكنها كانت البداية
بداية لجولة أخرى خاضها الباشا فى صراعه الدائم مع القدر وصراعه مع طيور الظلام التى عششت فى أركان هذا الوطن الجميل ونهشت جماله وشوهت عقول أبناءه .
قد يكون الباشا إنتصر فى جولة ولكن ترى ما حدث فى باقى الجولات .... سأنتظر حتى يستريح الباشا بعض الوقت قبل أن يستكمل حكيه ... فتداعي ذكريات شبابه أرهقه نفسيا كما أرهقنى ... فلأنتظر حتى يستعيد الباشا حكيه وأنشر لكم جزء آخر من ذكرياته
هذا إذا سمح الباشا
تمت
View: https://www.youtube.com/watch?v=9vhQ9VELor8
View: https://www.youtube.com/watch?v=3f1AiLJoRo0
View: https://www.youtube.com/watch?v=nXDhA6wtHow
رابط قصة الباشا (البدايات) - السلسلة الثانية
ترددت كثيرا قبل كتابة هذه القصة عن الباشا فهى قصة عن بدايات الباشا و لا يعرف تفاصيلها كاملة غيره ولا ينبغى لغيره أن يعرفها
أحداث هذه القصة تدور على مدى زمنى طويل حيث بدأت أحداثها فى ثمانينيات القرن العشرين عندما كان أمجد وزوجته الحالية فى بداية حياتهما الجامعية ولا تزال تلك القصة مستمرة لوقتنا الحالى الذى نعيش فيه
......................................................
الجزء الأول
إنه اليوم الجامعى الأول فى حياة الطالب أمجد ..... طالب من الطبقة المتوسطة وهو من سيصبح فيما بعد المهندس أمجد أو الباشا كما يعرف فى وقتنا الحالى . أبوه مدير لأحد المصانع الحكومية الكبرى و أمه مديرة مدرسة إبتدائية حكومية
دخل أمجد من باب كليته كطالب مستجد بكلية الهندسة التى لا تقع بحرم الجامعة ولكنها على مسيرة نصف ساعة منها ليستقبل مرحلة جديدة من حياته
دخلها وحيدا فمعظم زملاءه من الثانوى قد إنتظموا فى كليات عسكرية والبقية قد قذف بهم التنسيق بكليات أخرى بنفس الجامعة أو بجامعات أخرى ليجد نفسه يقف وحيدا مع نفسه بينما جميع المستجدين من أمثاله يقفون فى حلقات فهم زملاء من الثانوى أما هو فقد أتى من مدرسة عسكرية وقد رفض أبوه إلتحاقه بكلية عسكرية كزملائه محتجا عليه بمجموعه الضخم الذى يدخله تلك الكلية المرموقة ليعمل مهندس كأبيه ذى المنصب المرموق والراتب المحدود فأبيه كما يحدث أمجد نفسه مديرناجح مرموق لكنه مجرد موظف وللأسف الشديد موظف شريف
كان يشعر بأن الجو المحيط به غريب عليه فهو لأول مرة منذ ثلاث سنوات يذهب للدراسة بملابس مدنية وزد عليها أنه ولأول مرة منذ ست سنوات كاملة ومنذ أن بلغ طور البلوغ يجد له زميلات فتيات سيزاملنه لمدة خمس سنوات ومن المفترض أن يبنى معهن علاقات زمالة وصداقة كالتى كانت مع زملاء الثانوى لكنها ستكون علاقات أكثر نعومة وحِرص فى اختيار الكلمات وملاءمة الحركات بعيدا عن الدعابات الخشنة التى أعتادها فى مدرسته العسكرية
إتجه أمجد نحو المدرج الذى ستلقى به أولى محاضرات عالمه الجديد ولم يسأل أو حتى يتوجه لمكتب شئون الطلاب كباقى زملاءه فحياة الإنضباط التى تعلمها دفعته لإن ينهى قبل إسبوع كامل ما يبدؤنه هم الآن .
وجد أمجد المدرج خاليا من الطلاب فهو أول الواصلين وتأكد من أن هذا المدرج هو المدرج الخاص بمحاضرته الأولى وتخير أن يجلس فى طرف الصف الأول فى مكان رآه مميزاً يرى منه منصة الشرح بوضوح ويجعل من على يمينه فراغ يمكنه أن يجد فيه متنفس لراحته إذا ازدحم المدرج كما كان يتوقع
بدء وصول الطلبة فى مجموعات وارتفع الصخب رويدا فى قاعة المحاضرات الكبيرة وشغل هو نفسه بتأمل القاعة ووجد يده تمتد للكشكول الذى يحمله ويفتح آخر صفحاته ويبدأ فى رسم المنصة التى أمامه بكل تفاصيلها فهو بارع فى رسم الأشياء وموهوب كما كان مدرسينه و زملاؤه يصفونه فى أيام دراسته الثانوية واستغرق فى الرسم حتى لم يعد يسمع أصوات الصخب التى تحيط به من كل جانب حتى أخرجه من إستغراقه يد تربت على كتفه برقة ليرفع عينيه ليجد أمامه فتاة رائعة التكوين تقف مع بعض زميلاتها
- تسمح يا باشمهندس توسع لنا نقعد جنبك
- آه ..... إتفضلى يا آنسة ..... آسف إنى مخدتش بالى من أنى قافل المكان
- شكلك مستعجل أوى عالدراسة ..... إنت بترسم قبل حتى ما حد يطلب مننا رسم
- هههههه ...... أنا بارسم لأنى بحب الرسم ومعتقدش إن اللى برسمه ده هيكون ليه علاقة بدراستنا ..... دى مجرد شخبطة باسلى بيها وقتى لغاية المحاضرة ما تبدأ
- بس إنت بترسم حلو أوى ...... إنت موهوب
- لا موهوب ولا حاجة دى شوية خطوط أى حد ممكن يرسمها بشوية تركيز
انتهت المحاضرة بعد ساعتين كاملتين لم ينظر فيهم أمجد لزميلته التى تجاوره وبينما أنهمك جميع الطلبة فى كتابة كل ما يقوله المحاضر لم يدون أمجد فى كشكوله إلا بعض نقاط من كلام المحاضر بينما يستوعب عقله ويصفى خلاصة الكلام وانصب كل تركيزه على الأستيعاب دون كتابة
بمجرد خروج الدكتور من قاعة المحاضرات عاد الصخب للمدرج مع حركة جميع من هم فيه فالبعض يقف ليحرك ساقيه والبعض اتجه لنهاية المدرج للتدخين بينما وقفت معظم الفتيات وبينهم زميلته الحسناء وأصدقائها فعلم أمجد أنهم يريدون الخروج فوقف وأفسح لهم الطريق فخرجن متجهين للحمام كما فعلت معظم الفتيات مصطحبات حقائبهن وتركن ما يحملنه من كشاكيل لحجز أماكن جلوسهن فأمامهم نصف ساعة كاملة قبل موعد المحاضرة الثانية
جلس أمجد فى مكانه ثانية وانهمك فى تدوين بعض الأشياء فى الصفحة الوحيدة المكتوبة عن المحاضرة ووضع بعض الخطوط والدوائر حول بعض ماكتبه حتى شعر بنفس اليد الرقيقة تربت على كتفه ثانية ليجد زميلته الحسناء واقفة بجواره ليفسح لها الطريق لتعود لمكانها ويعود هو لما يفعله لتبادره مرة ثانية بالحديث
- إنت بتعمل إيه ..... انت طول المحاضرة مكتبتش حاجة وبتكتب بعد المحاضرة ما خلصت ؟
- أنا كتبت النقط اللى الدكتور مهتم بيها وأكيد الكلام اللى فى المحاضرة هيكون فى الكتاب بتاع المادة ..... لكن شرح الدكتور مش هيكون فى الكتاب
- هو إنت جديد فى الكلية زينا ولا إنت بتعيد السنة وعارف الكلام ده
- هههههههه ....... لا يا آنسة أنا جديد زيكم
- طب عرفت منين الحاجات اللى الدكتور مهتم بيها
- من طريقة كلامه وال body languageبتاعته
- يا سلام ..... وانت عرفت الحاجات دى منين ؟؟
إنطلق معظم الطلاب بعد المحاضرة إلى كافيتريا الكلية بينما أتجه أمجد مباشرة إلى خارج باب الكلية وبينما كان كل شاب يحاول التعرف إلى زميلاته لم يكلف هو نفسه بالنظر إليهن وتابعته زميلته فى دهشة وتعجبت رفيقاتها بشكله الذى بدا مستغربا وسط زملائه وتصرفاته التى توقعن جميعا عكسها خاصة بعد أن وجدن زميلتهن تحدثه فى وقت الراحة بين المحاضرتين وتوقعن أنه سيحاول التعرف إليهن بعد نهاية المحاضرة لكنه خيب ظنهن جميعا و سرعان ما تناسوه واندمجن فى التعارف مع باقى الزملاء من دفعتهن وكذلك من الدفعات القديمة الموجودين بالكافيتريا
خرج أمجد من الكلية لا ليتجه لبيته كما ظن زملاؤه لكنه اتجه للمقهى الموجود أمام الكلية ليجلس وبمجرد جلوسه حضر إليه صبى المقهى بشيشة أتبعه بكوب شاى بالنعناع فقد إعتاد وجود أمجد فى الفترة السابقة لدخول الكلية كلما تردد عليها لإنهاء إجراءات دخوله ولا يفوت جلسته المحببة على المقاهى ويعتبره أحد المتع التى يحظى بها ولا يعلمها إلا المقربين من أصدقائه الذين يشاركونه نفس جلسات التدخين والإستمتاع بجلسة المقهى المحببة
إتجه أمجد بعد أن انهى جلسته لمنزله الذى يبعد عن الكلية بساعة مشيا على الأقدام أو بثلث ساعة بالمواصلات لكنه على كل الأحوال يفضل المشى طالما أنه غير مرتبط بموعد و يكتفى بركوب المواصلات فى ذهابه للكلية فقط
وصل أمجد لمنزله حيث يسكن فى الطابق الأخير ورفع عينيه لإحدى بلكونات الدور الرابع حيث تجلس أم منى أو كما تناديها جاراتها المقربات ريرى إحدى الساكنات به وبدأ فى صعود السلم بخطواته المنتظمة حتى وصل للدور الرابع وحدث ما توقعه حيث وجد أم منى تفتح بابها مبتسمة وهى ترتدى عباءتها السوداء الفضفاضة
- مساء الخير يا باشمهندس
- مساء النور يا طنط ..... لسة بدرى على باشمهندس دى ده أنا لسة فى إعدادى هندسة
- لا بدرى ولا حاجة السنين بتعدى هوا ..... تعالى عايزاك تغير لى الأنبوبة وتشوفلى الكهربا بتفصل ليه كل شوية
- طيب أطلع حاجاتى واغير هدومى وانزلك يا طنط
- طب أوعى تتأخر يا ولا ..... أوعى تفتكر نفسك بقيت مهندس و كبرت عليا
- وانا اقدر اتأخر عنك ...... هى منى رجعت من كليتها ولا لسة
- لأ لسة ...... هترجع متأخرة .....إتصلت من ساعة وقالت هترجع بليل
- خلاص نص ساعة واكون عندك
- ماشى مستنياك ...... سلملى على ماما وقلها إنى هاطلع لها بكرة بعد ما ترجع من المدرسة
- حاضر يا طنط . ..أى أوامر تانية ؟
- لا ياحبيبى يخليك ليا أنت وأمك
- نورت البيت يا حبيبى ...... قولى عملت إيه النهاردة
- أخدنا محاضرتين خلصتهم وجيت علطول يا ماما بس مش مستريح ...... مافيش حد معايا من زمايلى ومش واخد على جو الضحك و المياصة اللى هناك ده
- قصدك يعنى مياصة البنات فى الجامعة
- لا يا ماما .... مياصة الولاد .... حتى الهدوم اللى لابسينها مش مريحانى ومحسسانى بأنى فى مكان غلط.... حاسس نفسى غريب و بعيد عنهم جدا
- ولا يهمك يا حبيبى إنت بس إتعودت على نظام المدرسة العسكرية ونسيت جو الحياة بعيد عنها .... بكرة تتعود وهتلاقى ناس شبهك تصاحبهم
- هنشوف ..... كده أو كده بابا خلاص دبسنى ومرضيش يخلينى أقدم فى الكلية العسكرية اللى كنت عايزها ولازم أكمل
- ماشى يا حبيبى .... طول عمرك عاقل وقوى وبتعرف تواكب ظروفك .... غير هدومك لغاية ما أعملك الغدا
- لا مافيش داعى للغدا ..... هاغير وآخد دش يفوقنى وهنزل لطنط أم منى .... عايزانى أغير لها الأنبوبة وأصلح لها الكهربا زى كل مرة ولما بابا واخواتى يرجعوا هتغدى معاهم
- أها ..... هى منى رجعت من الكلية ؟
- متخليش مخك يروح لبعيد يا ماما ..... منى صاحبتى وزى أختى وبس والموضوع اللى بتفكرى فيه عمرى ما هافكر فيه
- براحتك .... بس البت متتفوتش .... حلوة و زى القمر وجسمها حكاية ومتربية
- بس مبفكرش فيها غير زى ما بفكر فى أصحابى .... يرضيكى اتجوز واحد صاحبى يا حضرة الناظرة
- وهو فيه واحد صاحبك جسمه فيه التضاريس اللى فى جسم منى يا خايب .... على كل حال براحتك بكرة تندم لما تروح منك
- لأ مش هندم وشفت تضاريس كتير النهاردة أكتر من تضاريس منى بتاعتك دى بكتير.... متعطلينيش بقى علشان انزل لطنط واطلع انام شوية
أنهى أمجد حمامه واستبدل ملابسه بملابس أخرى أكثر ملاءمة لمهمته مع جارته فارتدى بدلة تدريب وحذاء خفيف وأستأذن أمه واتجه لشقة جارتهم ودق الباب لتفتح له أم منى بنفس العباءة الفضفاضة التى ترتديها تخفى بها تفاصيل جسدها كعادة كل سيدات هذا الوقت عند إستقبال ضيف غريب
- أهلا يا أمجد ..... إتأخرت ليه يا واد .... أنا افتكرتك نسيت وكنت هأتصل بأمك تطين عيشتك
- لاأتأخرت ولا حاجة يا طنط هى نص ساعة بالدقيقة زى ما وعدتك
- عندك حق .... طول عمرك مواعيدك مظبوطة من ساعة ما كنت عيل صغير ..... الظاهر إن انا اللى كنت مستعجلة عالأنبوبة ..... تعالى خش
- وحشتنى أوى يا أمجد ..... يخربيتك عدى عليا إسبوع بحاله من آخر مرة كنت عندى كنت مولعة فيه نار
- وانت كمان وحشتينى يا ريرى .... بس منى كانت طول الأسبوع موجودة ومقدرتش أكون معاكى لوحدنا
- كبرت يا أمجد وبقى ليك مزاج فى النيك وبتحب تقلعنى بنفسك
- بحب أشوف جسمك وانا بعريه حتة حتة بأيدى
- كل جسمى تحت أمرك وكل اللى عايزه يتعمل
كانت أم منى ترتدى تحت عباءتها بيبى دول قصير أسود بدون سوتيان وتظهرحلماتها الفاتحة تحته بوضوح وتحته كيلوت صغير من نفس اللون ويشف البيبى دول والكيلوت عن جسدها الأبيض وتكاد شفرتى كسها أن تظهرا من الكيلوت من الأمام بينما يختفى جزءه الخلفى بين فلقتيها المكورتين المرتفعتين إرتفاع بسيط فى شكل مثالى ولا يوجد بجسدها أى ترهلات بإستثناء كرش صغير لا يشوه منظر جسدها بل يزيده إثارة وسوة منتفخة تحتها كس يلمع من فرط العناية به يحيط به فخذان مثاليان فى إستدارة رائعة تزيدان من إثارة هذا الكس الجميل
كانت أم منى تملك جسد متناسق مثير رغم ميلها للقصر وكما كان يسمع دائما أمه وهى تتحدث عنها تملك ساقين لا ينافس جمالهما إلا ساقى منى إبنتها الوحيدة وكانت أم منى تعلم مدى جمال سيقانها وتهتم بهما كثيرا وتحرص على إظهار جمالهما ولا تخرج من باب شقتها دون أن ترتدى خلخال يبرز مدى روعتهما أمام باقى الجارات حتى أن ام أمجد وهى صديقتها المقربة كانت دائما ما تنصحها بأن تخفى جمال سيقانها خوفا من حسد الحاسدات وخاصة جارتها بالدور الرابع التى تقف كثيرا خلف بابها تتجسس على كل ما يدور بين أم منى وبين أى شخص يأتيها حتى الباعة الجائلين
طالت نظرة أمجد لجسد أم منى حتى شعرت هى أنه تاه فى تأمل جسدها فقاطعت تأمله
- مالك يا واد .... أول مرة تشوف جسمى
- مش أول مرة ..... لكن باحب اللون الأسود عليكى أوى .... يجنن الأسود على لونك الأبيض ده
- عارفة إنك بتحب الأسود عليا وعشان كده نزلت امبارح أشتريتلك الطقم ده
- مليت خرم طيزى بزيت الورد اللى بتحبه علشان عارفة انك بتحب تنكيها
- أنا باحب انيك كل حتة فيكى يا لبوة
- دخله يا أمجد ....حرام عليك مش قادرة
- دخل زبك بقى .... هاموت فى إيدك يخربيتك
- دخله تانى يا أمجد دخله أبوس إيدك
- يخربيت كده يا أمجد ..... كل مرة تبهدلنى كده
- مبسوطة يا ريرى ؟
- كل مرة بانبسط عن اللى قبلها ..... فاكر أول مرة يا واد ؟
- وهى دى تتنسى ؟
- كانت أول مرة حد يشوف كسى غير أبو منى .... بس أنتا شوفت كس تانى قبل كسى يا جبان
- ماهو مش كس غريب برضه يا ريرى وبعدين ده كان لعب عيال
- لعب عيال برضه يا كداب ؟؟ البت ماسكة زبك وانت بتلعب فى كسها وتقلى لعب عيال
- ماهو بعدها أنتى منعتيها تلعب معايا فى سطح البيت زى ما كنا بنلعب
- خفت لتفتح البت وهى لسة يا دوب مجتهاش غير دورة شهرية واحدة
- أفتح أيه بس وأقفل إيه يا ريرى دانتى من يومها وانتى محتكرة زبى لحسابك
- إستعبط يا واد إستعبط .... مانا عارفة إن إنت وهى معرفين بعض كل حاجة عن بعض حتى شكل بزازها وشكل زبرك
- ماهى منى مش غريبة برضه يا ريرى وإنتى عارفة ان احنا أقرب أصحاب لبعض من ساعة ما دخلنا المدرسة
- بس الغريبة إن إنتوا لا حبيتوا بعض ولا حاولتوا حتى
- علشان إحنا الأتنين إصحاب جدا وسرنا مع بعض فمينفعش نحب بعض ... ممكن نريح بعض لما نكون محتاجين بس لكن هى مش ممكن تحبنى ولا أنا ممكن أحبها
- ماشى يا عم الفيلسوف ..... قوم بقى البس هدومك علشان امك متشكش فى حاجة ... أنا لسة هاغير ملايات السرير واكياس المخدات اللى إنت غرقتها دى
- أنا اللى غرقتها برضه ؟ أنا كل اللى نزل منى لسة جوا طيزك مخرجش
- طب قوم يا وسخ البس هدومك
- طب تعالى وصلينى للباب وقوليلى الكلمتين إياهم علشان برج المراقبة اللى ساكن قصادك
- ماشى
- إنت إيه متعبتش ؟ لم نفسك بقى واطلع بيتكم .... نشوف يوم تانى تكون البت منى مش موجودة
- حاضر يا قمر
- متشكرة أوى يا أمجد ..... متنساش تقول لماما إن انا هاعدى عليها بكرة .... هابعتلك حاجة حلوة النهاردة
- حاضر يا طنط هاقولها .... لما منى تيجيى سلمى عليها ولو خلصت الكتاب اللى خدته منى تبقى تطلعه فى أى وقت .... أنا مش رايح حتة النهاردة
- حاضر يا حبيبى مع السلامة
- أنا جيت يا ماما
- ماشى يا حبيبى عملت لأم منى اللى هيا عايزاه
- أيوه يا ماما .... غيرت لها الأنبوبة وصلحت لها الكهربا .... خدت شوية وقت لكن صلحتها
- برافو عليك يا باشمهندس
- يا ماما قلنا لسة بدرى على باشمهندس دى ..... وبعدين تصليح الكهربا مش محتاج مهندس ... محتاج كهربائى
- أعملك حاجة تاكلها لغاية ما بابا واخواتك يرجعوا
- لو تسمحى بس أنا محتاج كوباية شاى وهاريح شوية لغاية ما يرجعوا
- حاضر يا حبيبى .... خش أوضتك وهاجيبلك كوباية الشاى بالنعناع اللى انت بتحبها لغاية عندك
- شكرا يا ماما
الجزء التانى
مقدمة
عندما بدأت فى كتابة الجزء الثانى من القصة وجدت أنه من الضرورى تنبيه السادة ا لقراء بأن أحداث الأجزاء الأولى من القصة تدور فى ثمانينيات القرن العشرين حتى لا يستغرب البعض بعض الأحداث التى تمر بأبطالها حيث وقتها لم بكن هناك موبايلات ولا مواقع تواصل إجتماعى وبالطبع لا إنترنت ولا أجهزة كومبيوتر فنظام الويندوز لم يُبتكر أساسا إلا سنة85
لا وجبات سريعة ولا شركات أوبر وكريم ولا محلات مشروبات أجنبية
لم يكن هناك سوبر ماركت لكن كان هناك البقال والخضرى والفكهانى
وقتها كان راتب الموظف الكبير لا يتجاوز 300 جنيه شهريا وكانت الفراخ تباع ببطاقة التموين فى الجمعية الإستهلاكية وبالطابور
كان الرجال رجال والنساء نساء وكان أصحاب الميول الأخرى يتخفون فقد كانوا يعتبروا فى أيامها وصمة عار تطارد أسرهم وكل من له علاقة ولو سطحية بهم
لم يكن هناك مدارس تجريبية ولا مدارس إنترناشيونا ل ولا مدارس مشتركة بعد المرحلة الإبتدائية ولا يتعلم فى المدارس الخاصة إلا الفاشل الذى رفضته المدارس الحكومية
كان هناك نظام المدارس الثانوية العسكرية التى تستقبل الطالب فى بداية مراهقته لتخرجه بعد سنوات ثلاث رجل قادر على حمل السلاح و تحمل المسؤلية
قد يظن بعض الشباب الآن انهم يمرون بأوقات صعبة لكن الحقيقة أن شباب الثمانينيات كانت أوقاتهم أكثر صعوبة
كانت أيام أكثر صعوبة بكثيرلكنها كانت بالتأكيد أقل تعقيدا
والآن فلنعد إلى قصتنا
...........................................................................
قطع تأمل أمجد دقات أمه على باب غرفته قبل أن تدخل حاملة كوب الشاى بالنعناع لتضعه على مكتبه الصغير الذى يحتل كثير من فراغ الغرفة مع ترابيزة الرسم التى أشتراها أبوه وأصرعلى أن تكون موجودة بمجرد ظهور نتيجة التنسيق لتجد أمجد مستلقيا على ظهره يستمتع بالموسيقى الكلاسيكية التى لا تفهم سر حبه لها ولا تعرف كيف يحب أبنها تلك الموسيقى التى لا يتناسب ذوقها مع سنه ولا مع مايستمع إليه الشبان فى نفس سنه لكنها لم تعلق أبدا على إختياراته فهو مختلف منذ صغره عن باقى أقرانه وتشعر دائما بأن تفكيره أكبر من سنه
- عايز حاجة تانى يا حبيبى ..... أعملك سندوتش تاكله مع الشاى
- يا أمى قلت لك مش جعان وهاستنى بابا واخواتى نتغدى سوا .... وبعدين الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
- زى ما تحب .... هتنام
- هاشرب الشاى وانام وصحونى عالغدا
- هى منى هتطلع النهاردة ؟
- يخربيت منى اللى واكلة دماغك .... يا ماما يا حبيبتى لو عايزة تطلع هتطلع ... هى هترجع من كليتها بليل
- ماشى يا حبيبى .... أصلها وحشتنى
- وحشتك إيه بس يا ماما ماهى كانت مرزوعة امبارح عندنا لغاية السعة 9 ومنزلتش غير لما طردتها
- صحيح .... حد يطرد بت زى القمر كده
- يوووووه يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك مافيش فايدة
- خلاص متتعصبش أنا خارجة وسايباك .... بس بقولك بكرة تندم لما تلاقيها اتجوزت ..... بت زى دى مش هتستنى
- يا ماما أبوس إيدك ارحمينى من منى ومن سيرتها علشان دى بتيجى عالسيرة وهلاقيها ناطة هنا زى القرد وانا عايز استريح
- خلاص اتخمد .... مانت عيل فقرى طول عمرك
أنطلقت من الراديو الصغير بجوارأمجد موسيقى شهرزاد التى يعشقها وانطلقت معها ذكرياته عن هذا اليوم الذى ظبطته فيه أم منى معها فى البرجولة التى صنعها ابوه فوق سطح العمارة
إنه يتذكر كل تفصيلة فى هذا اليوم رغم مرورأكثر من ثلاث سنوات
منى كانت صديقته الحميمة التى لا يستغنى عنها ولا تستغنى عنه فهم رفقاء منذ ولادتهم فى نفس العام يفصلهم شهر واحد فقط ولم ينفصلا يوما واحدا منذ مرحلة الحضانة ودخولهم نفس المدرسة الإبتدائية وكم بكى وبكت فى بداية المرحلة الإعدادية عندما دخل كل منهم مدرسة منفصلة . فوقتها كان للبنبن مدارس منفصلة عن مدارس البنات من بداية المرحلة الإعدادية
وقتها كان لقائهم اليومى بعد العودة من المدرسة يمتد لساعات فى البرجولة فوق سطح عمارتهم يذكر كل منهم للآخر تفاصيل يومه ويستذكرا دروسهما معا ولا ينفصلا إلا وقت النوم
يتذكر كيف حُجبت عنه منى إسبوعا كاملا لا يراها وكلما سأل عنها أخبرته أمه وأمها أنها مريضة ولا يمكن له رؤيتها حتى تشفى
وقتها كانت تنتابه حالة جديدة عليه فقد لاحظ إنتصاب عضوه كل يوم عند إستيقاظه ووقتها خجل من أن يسأل أمه أو أبوه عما يحدث له فكتم الأمر عن الجميع لكنه كان يتوق ليخبر صديقته الوحيدة وكاتمة أسراره بعدما سمع من زملاء المدرسة ومعظمهم كانت تنتابه نفس الحالة أنها علامات الرجولة بدأت تظهرعليهم فأراد إخبار منى التى كانت تفخر عليه بأن علامات أنوثتها بدأت فى الظهور ببداية إنتفاخ صدرها وأخبرتها أمها أنها بدأت تكبر وسيصبح لها أثداء مثل النساء
يتذكرما حدث بعد مرور الأسبوع وكيف التقاها على السلم عند عودته من المدرسة . يتذكر كل كلمة دارت بينهما
- خفيتى ؟؟ كنت خايف عليكى قوى
- أه خفيت يا أمجد ..... فيه حاجة مهمة عايزة أقولك عليها
- وانا كمان فى حاجة مهمة أوى عايز أقولك عليها
- خلاص هاغير واحط شنطتى واطلعلك
- ماشى .... هاغير هدومى واستناكى عالسطح
- ها قوليلى كنتى عيانة عندك إيه
- مكنتش عيانة يا عبيط .... كان عندى الدورة
- دورة إيه يا بت اللى عندك ؟ كنتى بتلعبى كورة
- مش باقولك عبيط .... الدورة دى بتيجيى للستات كل شهر .... يعنى أنا بقيت كبيرة خلاص زى ماما ومامتك وممكن اتجوز
- وإيه الدورة دى بقى ؟ يعنى عبارة عن إيه ؟
- بينزل منى نقط ددمم كده من تحت
- من تحت إزاى يعنى
- من تحت يا اهبل
- يع .... يعنى بتشخى ددمم
- لأ يا واد بنزل نقط ددمم كده وماما بتحط لى فوطة فى الكيلوت علشان محدش يعرف
- برضه مش فاهم
- ومش هتفهم .... قولى بقى كنت عايز تقولى إيه
- أنا كمان بقيت راجل زى بابا وباباكى
- هو انتوا كمان بيجيكوا دورة ؟
- لأ يا هبلة .... لما الواحد فينا بيبقى راجل حمامته الصبح لما يصحى بتكون كبيرة وبتبقى ناشفة زى الخشبة كده
- إنت بتكدب عليا
- وهاكدب عليكى ليه
- شوفتى أهو بدأ يكبر أهو
- يكبر أزاى يعنى ؟ ورينى
- أوريكى وتورينى الدم كان بينزل منين ؟
- ماشى أوريك وتورينى .... بس ماما قالت لى إن ده عيب
- محدش هيعرف
قطع متعتهم السريعة تلك صوت أم منى أتاهم من حيث تقف بجوار البرجولة وتراهم من بين أخشابها
- يا نهار أبوكو إسود إنتوا الأتنين ..... إنتوا بتعملوا إيه ؟
- إنزلى استنينى تحت .... وقعتك سودة النهاردة
- وانت متتحركش من مكانك لغاية ما اخلص حسابى معاك
- خليك زى مانت أنا هانده أمك تشوفك ولما أحكيلها هتخلى أبوك يقطع لك حمامتك اللى فرحان بيها دى
وأخيرا بدا له أن أم منى قد رق قلبها قليلا حيث خفت حدة نبراتها واتجهت لباب السطح وأغلقته بإحكام وعادت للبرجولة حيث جلست أمامه بينما هو واقف وقد إنحسر بنطاله حتى قرب ركبتيه
- تعالى هنا يا زفت انت أقف قدامى
- إنت مش عايزنى أقول لأمك عالمصيبة اللى عملتها
- أيوه يا طنط وأوعدك إنى مش هاعمل كده تانى
- طب قرب متخفش ومتترعش كده
- خلاص مش هاقول لحد على اللى عملته ... بس إنت كمان أوعى تفتح بوقك وتجيب سيرة اللى حصل النهاردة
إستسلم أمجد تماما وقتها لأم منى تفعل به ما تشاء وتحرك جسده بين يديها كيفما ارادت حتى أنامته على ظهره وأحاطت خصره بساقيها وفوجئ بها ترفع عباءتها التى ترتديها لأعلى وتخلع كيلوتها وتجلس على ركبتيها ثم تمد يدها لزبره تمسكه وتمرره على كسها الذى شعر بحرارة تخرج منه ولزوجة سائل ما لم يكن وقتها يدرى ماهيته تبلل زبره وبعد أن مررت زبره على كسها مرات ومرات أدخلته بداخلها ليشعر بدفء شديد يحيط بعضوه ولزوجة تسهل تحرك أم منى عليه صعودا وهبوطا لوقت بدا له طويلا إنتهى بإنتفاض جسدها وضغطها عليه بقوة وسوائل كثيفة كثيرة تخرج منها لتبلل بطنه وزبره وخصيتيه
وقتها كان أمجد فى مرحلة بلوغه الأولى ولم يتكون بجسده المنى والسوائل اللازمة للقذف فاستمتعت أم منى بزبره حتى أتت شهوتها ولم يزعجها بقذف يتبعه إرتخاء فحصلت متعتها كاملة كافضل ما يكون
بعدما إنتهت منه أم منى قامت واقفة وأوقفته أمامها ورفعت له ملابسه وقبلته على شفتيه قبلة سريعة لكنها لم تنس تحذيره
- لو عرفت إنك حكيت لأى حد حاجة من اللى حصلت النهاردة هاقول لأبوك وانت عارف أبوك هيعمل فيك إيه
تسلل لذهن أمجد ذكرياته عن سؤاله فيما بعد لأم منى عما حدث يومها وإجابتها التى فسرت له ما فعلته يومها والحوار الذى دار بينهما
- يومها البت قالتلى أنا طالعة أقعد مع أمجد فى البرجولة وقلتلها ماشى ونسيت إن البت بلغت ولسة دورتها خلصانة وإنها أكيد هايجة وانت فى نفس سنها وأكيد بلغت وهايج زيها فلبست العباية وطلعت السلم جرى قبل ماتعملوا مصيبة لقيتك مطلع زبك وهى مسكاه وانت بتلعب فى كسها ..... بينى وبينك هجت على المنظر ووقفت أتفرج شوية بس فوقت لنفسى وقلت الحقكوا قبل ما تدخل صوباعك فى كسها ولا حاجة ودخلت عليكو وكنت ناوية فعلا أخلى يومك إسود بس بعد ما البت نزلت إفتكرت شكل زبك الواقف وانا محرومة . من ساعة ما ابو منى رجع بلدهم وبقى يجيلى الأول كل تلت أيام وبعدين كل إسبوع لغاية ما بقى يغيب عنى بالشهر والشهرين والتلاتة وانا ست سخنة ومبستحملش أقعد كتير من غير نيك فكنت باصبر نفسى بأى حاجة ألاقيها قدامى قلم تخين ساعات ... خيارة مفيش مانع .... لغاية ما شوفت زبك واقف قدامى فمقدرتش أمسك نفسى وحصل اللى حصل .... صحيح انا ندمت بعدها وقلت لنفسى أهى مرة وعدت ومش هتتكرر بس بعد كام يوم لقيتنى هايجة تانى فسربت البت عند خالتها وندهتلك وبقيت أفيونتى اللى باصبر بيها نفسى
- بس زبى ساعتها كان صغير يا ريرى كيفك إزاى ؟
- يا عبيط الست ميكيفهاش غير الزب الواقف جامد مش مهم كبير ولا صغير .... ماهو أبو منى زبه كبير أوى ومن كبره كان بيوجعنى ومبحسش معاه باللذة اللى باحسها معاك وخصوصا أن انت يا واد بتتأخر على ما تجيب وبتمتعنى قبل ما تدخل زبك مش زى ابو منى بيرزعه عالناشف وممكن يجيب قبل منى
- فاكرة يا ريرى أول مرة جبت فيها
- ودى تتنسى .... كانت بعد يوم السطوح بكام شهر.... يومها واخدة راحتى وباتنطط على زبك وبعد ما نزلت شهوتى وقاعدة على زبك اتمتع بيه جوايا لقيت نافورة لبن طلعت من زبرك ملت كسى .... يومها إترعبت .... مكنتش عاملة حسابى وخفت احبل منك .... كنت هاقول للناس إيه؟ حبلت من عيل ... يومها جريت عالحمام وقعدت أنضف كسى وحطيت الخرطوم جوايا علشان أنزل لبنك منى يا مضروب
علمته مفاتيح جسد الأنثى وكيفية إثارة شبقها ... علمته كل الأوضاع الجنسية التى تعرفها .... علمته كيف يتحكم فى فترة إتيانه بشهوته وكيف يشعر بقرب إتيان الأنثى لشهوتها وكيف يرفع شهوتها لأقصى درجاتها
إنها أعطته ما بخلت به على زوجها
جعلت زبره أول زبر يفتح شرجها وعلمته كيف يجعل الأنثى تتمتع بالجنس الشرجى
ولا ينسى أمجد جملتها التى قالتها له بعد أول ممارسة خلفية له معها
- تعرف يا أمجد .... أبو منى حاول مرة ينيكنى من ورا .... رفضت وبهدلته وهددته بأنى هاطلب منه الطلاق .... بس إنت حاجة تانية ..... الست مش هتسمح لراجل ينيكها من طيزها إلا إذا كانت عايزة تديله كل اللى عندها
..............................................................
أفاق أمجد من إستغراقه فى ذكرياته على صوت أبوه الجهورى يناديه من صالة الشقة فهرع ليلبى نداء أبوه الذى وجده يقف فى منتصف الصالة حاملا معه مسطرة الهندسة الشهيرة حرف T وأنبوب حفظ الرسومات الطويل ومجموعة المساطر وأقلام التحبير التى يستعملها طلبة كليات الهندسة
حيا أمجد اباه باحترام وأخذ عنه ما يحمله وقبل يده كما اعتاد كلما رآه
- مش بدرى شوية يا بابا على الحاجات اللى أشتريتها دى
- لا بدرى ولا حاجة هما كام يوم وهيطلبوا منك تشتريهم ..... أنا قلت أشتريهملك بدرى
- متشكر أوى يا بابا ..... دايما مش مخلينا مش محتاجين حاجة
وكعادته نادى الأب بصوته الجهورى لأبنيه الآخرين ليقبلا عليه يقبلا يديه ويتجه الجميع للسفرة التى أعدتها الأم مسبقا ليتناولوا غداءهم ويتجه كل فرد من افراد الأسرة لغرفته ويسود الشقة هدوء شديد ..... ففى وجود الأب لايسمع صوت بالمنزل غير صوته وإذا أراد أحد أن يتحدث فليتحدث فى همس
........................................................
عاد أمجد لغرفته واستغرق فى نوم عميق إستيقظ منه على يد تهز كتفه بعنف ليفتح نصف عين ويجد منى جالسة بجواره على طرف سريره تهزه من كتفه وأمه واقفة بجوارها فيتناول إحدى الوسادتين الصغيرتين الموضوعتين بجواره ويقذف بها منى فتضحك الأم بشدة ولا تنصرف فهى تحب مناوشاتهما سويا وتتمنى فى قرارة نفسها أن يكون ما تراه أمامها بينهما دائما من مناوشات حب مخفى بداخل قلوبهما الصغيرة يخفيانه عن الجميع
- أنا مش قلت لك يا بت إنتى متصحنيش بالطريقة دى
- هو بابا هنا ولا نزل
- لا يا حبيبى بابا لسة نازل من شوية
- ماهو عشان كده القردة دى عملالنا مولد ..... خير يا قردة الجبلاية بتصحينى بغلاسة أهلك ليه
- تصدق أنا اللى غلطانة إنى بصحيك تاكل الحاجات الحلوة إللى أمى بعتهالك .... خسارة فيك يا كلب البحر
- تصدقى امك أجدع منك ميت مرة .... عمرك ما جبتى حاجة انتى اللى عملاها
- ماهو برضه لما أمى تعملك حلويات بنفسها يبقى خيرنا عليك
- لا ياختى أمك عاملة لى حاجات حلوة علشان غيرتلها الأنبوبة وصلحت الكهربا اللى مبتبطلش لعب فيها لغاية ما مرة هتتكهرب وتجيب لنا مصيبة فى العمارة
- إعمل فيها مهندس بقى .... على فكرة انا كنت ممكن اصلحها بس مرضتش .... قوم بقى كل الحاجات الحلوة وقولى رأيك فىها علشان أمى عايزة تعرفه
- والطبق اللى عالمكتب ده هيكفينا كلنا يا بُخلا
- لا يا ناصح .... الطبق ده بتاعك لوحدك يا مفجوع ..... أمى باعتة طبق تانى لطنط وعمو واخواتك
- طب وسعى شوية عايز أخد غيار من الدولاب وأقوم اخد دش
- قوم انت بس وانا هاناولك غيار مش عايزة أقوم
- يا بت عيب كده انا هاخد غيار داخلى
- ياعنى يا أخى خايف اشوف حاجة مشوفتهاش ؟ مانا اللى موضبالك دولابك مع طنط وشوفت كل حاجة
- يا بت بلاش سفالة
وكانت الغرفة بالفعل ضيقة ورُص فيها بالكاد السرير والدولاب والمكتب وترابيزة الرسم بينما تحتل مكتبة كتبه حائط كامل بها ولا تسمح بحرية الحركة إلا لشخص واحد وتصبح الحركة بها صعبة فى وجود ثلاث أشخاص
نظر أمجد لمنى وهو على باب غرفته
- إترزعى هنا متتحركيش ومتلعبيش فى حاجة لغاية ما ارجعلك اعرف هببتى إيه فى الجامعة النهاردة ..... ولا أقولك قومى إعمليلى كوباية شاى اشربها مع الحاجة الحلوة على ما اخلص الدش
- أعملك شاى بنعناع ؟
- لا يا ناصحة شاى من غير نعناع ..... قلنا ميت مرة الشاى بالنعناع بيتشرب لوحده
- نجيب شجرة واتنين لمون يا حضرة الناظرة ؟؟
- بس يا واد ملكش دعوة
- مليش دعوة ازاى وانتى بتسرحيها على سريرى وزمان السرير اتملى شعر
- إتملى شعر ؟ منى شعرها مبيسقطش شعراية يا حمار انت ... هو فيه زى شعر منى وجماله
- لأ فيه ... وفيه أجمل كمان بس القرد فى عين امه غزال
- قرد فى عينك ..... بقى فيه قرد بالحلاوة دى يا اعمى
- طب سيبينا لوحدنا بقى شوية أشوف القردة دى عملت إيه النهاردة
فهى تجدهما دائما يتحاوران أو يتناقشان فى كتاب أو قطعة موسيقى وكأنهما كما تقول لهما دائما
- لما بدخل عليكوا وانتو لوحدكم بيتهيأ لى إنى داخلة ندوة ثقافية .... جتكوا خيبة فى خيبتكوا
- ها قولى عملت إيه النهاردة
- ولا حاجة حضرت محاضرتين وقعدت شوية عالقهوة ورجعت صلحت لامك الكهربا وغيرتلها أنبوبة البوتجاز وطلعت نمت
- أحا يا أمجد .... أنا بأسألك إتعرفت على بنات فى الكلية النهاردة ولا لأ
- يا بنت المجنونة هو انا رايح أدرس ولا رايح اتعرف على بنات
- ماهو انت لازم تتعرف على بنات يا أمجد مش معقول اللى المدرسة العسكرية عملته فيك ده ... دانت بقيت شبه عساكر الجيش
- يا بت هى الجامعة دى معمولة علشان الولاد يتعرفوا فيها على بنات ولا عشان يتعلموا
- الأتنين يا أهبل إتعلم واتعرف ..... مش معقولة افضل انا البنت الوحيدة فى حياتك .... لازم تقابل بنت تحبك وتحبها ... أمال هتتجوز ازاى
- هتجوز عادى زى ما كل الناس بتتجوز .... أمى هتشوفلى عروسة تجوزهالى مع إنها حاطة عينها عليكى ومصممة تدبسنى فيكى
- أنا تدبيسة برضه يا ندل .... دا انا كل الشباب بيتمنونى
- أه ياختى كل الشباب بيتمنوكى بس انتى اختارتى عيل خول تمشى معاه
- متقولش على ممدوح كده يا أمجد .... ممدوح كل البنات بتتمناه
- كل البنات الهايفة يا منى مش إنتى
- نفسى أعرف فيه إيه مش عاجبك .... شاب وسيم وابيض وشعره ناعم وعنيه ملونة وعنده عربية آخر موديل وطويل وعريض
- قصدك طويل وملظلظ ..... يا بت ده لما بيمشى كل جسمه بيتهز زى النسوان
- أمال عايزنى أحب واحد زيك ناشف ورذل وإيده عاملة زى الكماشة ... دانت يوم ما قابلتك بممدوح كنت هتكسر إيده عشان حاول يهزر معاك
- أكسر إيده إيه بس دا أنا يدوب مسكت إيده لما حب يستظرف ويمسك نضارة الشمس بتاعتى
- تقوم ماسكها بالعنف ده .... دى صوابعك فضلت معلمة على دراعه إسبوع
- سيبك منه دلوقت واحكيلى هببتى إيه فى الكلية اللى مرضتيش تدخلى هندسة معايا ودخلتيها عشان سى ممدوح اللى بقاله فيها ست سنين ولسة فى سنة تالتة
- هندسة إيه اللى افضل فيها خمس سنين دى .... وبعد ما اتخرج هاشتغل إيه ؟ طب انت هاتطلع مهندس زى ابوك ..... انا بقى ابويا تاجر عالأقل لما اخلص هاشتغل معاه فى تجارته
- مقولتيش برضه عملتى إيه فى كليتك النهاردة
- ولا حاجة يابنى ..... إحنا قدامنا إسبوع كده نروح ونيجيى قبل ما جدول المحاضرات ينزل أساساً
- أمال إتأخرتى فى الكلية ليه ؟
- كنت مع ممدوح طول النهار فى الكلية وبعد ما خرجنا عزمنى على مطعم إنما إيه يا أمجد حاجة كده تحفة زى اللى بنشوفها فى الأفلام وبكرة هنخرج سوا بليل عازمنى على حفلة عاملها واحد صاحبه فى فيلته فى المنصورية
- يا نهار أبوكى إسود .... حفلة فى فيلا مع شوية الصيع إصحاب ممدوح .... إنتى مجنونة يا بت ؟
- وفيها إيه ؟ ماهو ممدوح هيبقى معايا
- ماهو المصيبة إن الزفت هيبقى معاكى ... يا بنتى دا عيل صايع ملوش أمان
- إنت بس اللى مش واثق فيه وبتغير منه
- أغيرإيه واهبب إيه أنا هانزل لأمك دلوقتى أخليها متخرجكيش بكرة من البيت أصلا
- أوعى تعمل كده يا أمجد ... هاخسرك بقيت حياتى ... أنا باقولك أهو
- طب مش هاعمل كده بس توعدينى إنك تحافظى على نفسك
- حاضر أوعدك
- ومتروحيش بفستان ولا جيبة .... تلبسى بنطلون ... ويكون واسع
- يووه يا أمجد هاروح حفلة ببنطلون
- أه يا روح امك هتروحى ببنطلون وهاشوفك قبل ما تنزلى وهتأكد إنك مش هتغيرى بعد ما أسيبك وإلا هانزل دلوقتى لأمك .... إيه رأيك ؟
- خلاص .... أنا غلطانة إنى قلت لك على موضوع الحفلة ده
- وانتى كنتى تقدرى متقوليليش .... يا بت ده كل زمايلى اللى كانوا معايا فى المدرسة ومدخلوش حربية دخلوا معاكى الكلية ومخليهم حاطين عينهم عليكى
- كمان بتراقبنى .... ماشى ماهى غلطتى من الأول إنى خليتك تتحكم فيا كده
- لا يا حلوة ...مش إنتى اللى خلتينى أتحكم فيكى ... أمك و ابوكى هما اللى موصينى عليكى ومخلينى آخد بالى منك عشان خايفين عليكى علشان معندهمش غيرك
- طيب خلاص مضطرة اسمع كلامك مؤقتا.... بكرة ممدوح لما يخلص الكلية ويخطبنى هاستريح من تحكماتك دى
- أفلح إن صدق
- إيه ده يا أمجد ؟
- عشرة جنيه ... هتخليها معاكى فى جيب البنطلون مش فى شنطتك
- وهاعمل بيها إيه ؟
- علشان ممكن تحتاجيها فى أى وقت
- هاحتاجها فى إيه ؟ ماهو ممدوح معايا وأنا معايا فلوس فى شنطتى
- ماهو أنا مش قلقان غير من إن ممدوح معاكى .... إسمعى الكلام وخليها فى جيب البنطلون اللى هتلبسيه
- بس ده مصروفك الشهر كله يا أمجد هتفضل طول الشهر من غير فلوس
- مش هاحتاجهم .... معايا إشتراك الأتوبيس اللى بروح بيه الكلية ومش هاقعد عالقهوة الشهر ده .... ولو إحتجت فلوس هابقى آخد منك
- يعنى هتفضل طول النهار فى الكلية وتروح التمرين يومين كل إسبوع ومش هتاكل حتى سندوتش فى نص النهار
- يا ستى ملكيش دعوة أنتى أنا كده كده باخسس عشان عندى بطولة كمان شهرين ووزنى زايد
- وتعذب نفسك ليه بس يا بنى ما قولتلك ممدوح معايا
- تالت مرة هاقولك أنا مش قالقنى غير إن زفت ممدوح معاكى
- مش فاهمة إنت كارهه ليه مع إنه بيعاملنى بكل رقة ..... أنا مش وريتك الشعر اللى بيكتبهولى
- إنتى حمارة يا بت ..... أنا مش موريكى الكتاب بتاع نزاراللى سى زفت بيكتب منه الشعر اللى بيبعتهولك
- ده أسمه توارد خواطر يا جاهل
- أه صح ..... توارد خواطر بين ممدوح البغل ونزار قبانى بالكلمة والحرف .... ما تكتبيله شعر إنتى كمان
- ياريتنى باعرف كنت كتبت ..... ما تكتبلى إنتا حاجة واقوله إن انا اللى كتباها
- تصدقى فكرة حلوة ...... أنا فيه فى دماغى فكرة قصيدة تنفع
- بجد يا أمجد ؟طب سمعنى كده
- أيوه يا ستى .... عنوانها هيكون اسمه ...... أسمه .... أسمه ..... آه لقيت عنوان حلو .... إيه رايك يكون العنوان "قصيدة إلى عيل خول "
- تصدق إن انا اللى بنت خول إنى صدقتك .... أنا قايمة
- مع السلامة ..... ومتنزليش من شقتكم غير معايا .... باقولك صحيح
- قول
- فاكرة الحركة اللى علمتك تعمليها لو حد حاول يكتفك
- أه فكراها
- طب ورينى كده
- قول بقى أنك نفسك تحضنى وبتتلكك
- ولو عايز أحضنك هاتلكك ليه ؟ خايف من امى أو امك مثلا ؟ ده يبقى يوم المنى بالنسبة لهم لما يشوفونى باحضنك
- جدعة يا بت .... أى حد يحاول يكتفك تعملى معاه كده .... ما عدا أنا طبعا
- ماشى يا عم الناصح .... على فكرة عايزة أقولك حاجة مهمة
- إتنيلى قولى خلينا نخلص فى الليلة السودة دى
- إنت بشنبك ده عمر ما فى بنت هتبص فى خلقتك .... ما تحلقه خليها تتفك فى وشك شوية وتلاقى بنت تعبرك
- طب غورى بقى من قدامى الساعة دى علشان أن جبت أخرى من حموريتك وخلينى اتخمد انام ..... يومى بكرة طويل
- طيب هاغور ..... تصبح على خير يا ابو شنب
- تصبحى على خير يا اللى بتحبى عيل خول
الجزء الثالث
مقدمة
قد يكون من غير المناسب تذكيرى للقارئ الكريم مع كل جزء أن تلك الأحداث بالقصة تجرى فى الثمانينيات لكنى أجدها فرصة لتعريف السادة القراء ببعض ملامح الحياة فى تلك الفترة خاصة لعلمى بأن معظم القراء لم يعاصروها وقد يستغربون بعض ما ذكر بالقصة من أحداث
وقتها كانت وسيلة الأتصال الوحيدة المتاحة هى التليفون الأرضى ويقينا فمعظم حضراتكم لم يعاصره بقرصه الدوار وحتى تلك الوسيلة لم تكن متاحة للجميع . فكان على من يريد الحصول على خط تليفون أن ينتظر لمدة قد تصل أحيانا ل15 سنة قبل تركيبه وكان من يملك تليفون لا يبخل على جيرانه باستخدامه للطوارئ وكانت تليفونات أكشاك السجائر هى وسيلة إتصال من تضطره ظروفه لإجراء إتصال طارئ
كانت الكنبة ذات الشلت موجودة بكل منزل للجلوس ولإستخدام تلك الشلت أحيانا كفراش فى حالة الطوارئ
والشلت جمع شلتة وهى وسادة مربعة من القطن تصنع خصيصا بالمقاس
وقتها لم يكن هناك ما يسمى كوفى شوب . كان إسمها القهوة وكانت لها وضع خاص فى المجتمع فكان لكل قهوة زبائنها اللذين يالفونها وتألفهم
لم يكن فى المقهى ويتر ... كان إسمه القهوجى ومساعده إسمه الصبى وعادة كانوا هم وكالة انباء الشارع فعندهم كل الأخبار
كان زمن صعب عاشه من صادف شبابهم هذا الوقت لكنهم ينظرون إليه الآن بحسرة فهو كان زمن شديد الصعوبة لكنه أيضا كان شديد الجمال
والآن لنعود لقصتنا
..............................................................................................
مرت الليلة على أمجد كأسوأ ما يكون ... فبينه وبين نفسه متأكد مما ينوى ممدوح فعله فى تلك الحفلة المزعومة التى دعى منى لحضورها لكنه لم يستطع كبح جماح جنونها وتمردها ولا يريد كسر فرحتها بحبها لهذا الشخص الذى أختارته لتحبه
إنه يعرف ممدوح جيدا ويعلم عنه الكثير فممدوح جارهم بنفس الشارع يكبرهم بأعوام ستة .... أمجد ومن هم على شاكلته من الشباب يعتبرونه نموذج للفشل بينما يعتبر الأكثرية أن ممدوح شاب لقطة .... فأبوه أحد الأثرياء بشارعهم ومصدر ثروته غير معروف ..... أبوه يملك العمارة التى يقطن بها مع أمه الحسناء التى لا يعرف لها سكان الشارع أهل ولا أصل عكس باقى سيدات الشارع ... تتعالى عليهن دوما بمجوهراتها وسيارات زوجها والخدم القائمين على خدمتها وخدمة زوجها وابنها الوحيد
يقيمون بدور كامل بتلك العمارة الكبيرة وقد خصص دور آخر لممدوح جهزه كأفضل ما يكون ليكون بيته فى المستقبل ويستغله ممدوح فى إقامة حفلات له ولأصدقائه من الشباب والفتيات يدعو إليها غرباء عن حيهم بملابس يستهجنها البعض ويعتبرها البعض موضة لا تعنيهم
كان معظم سكان الحى وقتها من الطبقة المتوسطة موظفون كبار ذوى دخل محدود أو تجار متوسطى الثروة لكن الكل كان معروف للكل فكل قاطنى الحى سكنوه فى شبابهم وهاهم أبناءهم الذين ولدوا فيه قد أصبحوا شباباً
كان ممدوح يغار من أمجد رغم الفارق بينهم فى العمر و الإمكانيات المادية وحتى فى الشكل والمظهر ... فممدوح ورث من أمه بشرتها البيضاء وشعرها الأشقر الناعم وعيونها الخضراء وورث من أبيه طوله وضخامة جسده أى أنه ورث منهما كل مواصفات الوسامة علاوة على تلك الموارد المالية اللا محدودة التى يملكها
أما أمجد فهو شاب عادى متوسط الطول أسمر البشرة خشن الشعر ذو شارب ثقيل فأمجد ورث من أبيه شكله الصعيدى الذى لا يختلف عن أى رجل من صعيد مصر
لكن أمجد رغم إمكاناته التى تبدو محدودة يعتبره سكان شارعهم محبوبهم ورجلهم الصغير فشخصيته الهادئة ونظراته الواثقة وقدرته على التدخل لحل المشاكل التى تنشأ بينهم حتى بين الكبار تثير إعجابهم فأمجد كما يقول عنه عم هيكل العجوز صاحب دكان البقالة
" شاب ليه هيبة مش هايف زى عيال اليومين دول "
كان ممدوح يغار من أمجد بل يحقد عليه منذ اليوم الذى برز فيه نجم أمجد بين سكان شارعهم يوم أن نشرت إحدى الصحف صورته كأول ناشئ مصارعة يفوز ببطولة الجمهورية للكبار رغم أنه يمثل مركز شباب ولا يلعب لنادٍ كبير
يومها ذهب ممدوح لمركز الشباب الذى لم يدخله من قبل ليطلب الإنضمام لفريق المصارعة ولا ينسى نظرة المدرب له ورفضه حتى التفكير فى الموافقة على إنضمامه
لم ينسى ممدوح إنضمام أمجد بعدها للنادى الذى يدفع أبوه له سنويا آلاف الجنيهات كإشتراك عضوية بينما تبرع نفس النادى بمبلغ ضخم لمركز الشباب حتى يوافق أمجد على الإنضمام له كلاعب
ربما أختار ممدوح أن ينصب شباكه حول منى التى يظن كل سكان الشارع أن بينها وبين أمجد قصة حب كى يشعر بأنه فاز عليه أخيرا
لم يتمالك ممدوح نفسه من السعادة يوم أن اختارت منى رفض كلية الهندسة التى دخلها أمجد واختارت كليته لتكون قريبة منه فشعر أن فوزه قد اكتمل وأن أمجد الآن يحترق قلبه على حبه
ربما لكل هذا كان القلق يأكل أمجد من داخله حتى أنه فكر فى منع منى من الذهاب لكنه كان يكره أن يكسر خاطرها وكان متأكد من قدرتها على حماية نفسها بعد ما علمه لها للدفاع عن نفسها
ليلتها لم يغمض لأمجد جفن وقام من فراشه قبل طلوع الشمس وهبط لشارعهم الهادئ ويتمشى قليلا حتى وصل للمقهى الذى فتح للتو أبوابه ليستقبله ثابت صبى المقهى الذى يطلقون عليه إسم رويتر الشارع من كثرة ثرثرته عن كل كبيرة وصغيرة يعرفها وبمجرد جلوسه أقبل عليه ثابت بإبتسامة حقيقية غير مصطنعة فثابت ككل من يقطن بشارعهم أو يعمل به يكنون حبا وتقديرا حقيقيا لهذا الشاب الذى يتواضع مع صغيرهم و يوقر كبيرهم رغم الهيبة التى تحيطه ولا ينسى ثابت يوم أنقذه أمجد من بين يدى معلمه صاحب القهوة وجمع له ثمن الأكواب التى سقطت منه ودفعه لكل ما كان يملكه وتجميعه لباقى ثمن الأكواب من زملائه ليجنبه علقة ساخنة كان بالحتم سينالها من معلمه الضخم
- صباح الخير يا أمجد باشا .... أجيب الشيشة ولا كفاية الشاى بالحليب
- هات شيشة يا ثابت ... دماغى هينفجر وعايز حاجة أنفخ فيها
- أوامر يا باشا
- باقول لحضرتك إيه يا باشا .... تسمحلى بكلمتين محشورين فى زورى
- قول يا رويتر ... ماهى دماغى ناقصة عالصبح
- خد بالك من الست منى ... دى بت بنت حلال وتستاهل كل خير
- متخفش عليها يا ثابت ... دى بت بميت راجل
- يا باشا الدنيا وحشة وولاد الحرام كتير والواد ممدوح سكته وحشة .... دا الراجل اللى بيجيبله الحشيش كان لسه معاه امبارح وجايبله كمية كبيرة دفع له فيها مية وخمسين جنيه حتة واحدة وبيقول كلام ميصحش عن الست منى
- متقلقش عليها .... سكة ممدوح متمشيش مع منى
- طب وحياة أبوك يا شيخ تخليك فى ضهرها
- متقلقش يا ثابت .... منى زى اختى ومش هاسيبها
- لو احتجت حاجة منى قول ومش هتأخر انا مع إنى صغير عنكم فى المقام لكن أقدر اعمل حاجات كتير تساعد
- هو ده العشم يا ثابت .... شايلك للعوزة
دخل أمجد شقته ليجد أمه وابيه يتجهزان للنزول فحياهما وقبل يد أبيه
- كنت فين يا أمجد بدرى كده
- صحيت بدرى ونزلت اتمشيت شوية يا بابا قلت انشط نفسى قبل الكلية
- فيه حاجة قلقاك يا بنى شكلك منمتش
- لا يابابا مفيش حاجة متقلقش .... إبنك شديد زيك يا حاج
- بالتوفيق يابنى
- صباح الخير يا منى
- صباح الخير يا أمجد ..... فيه إيه ؟
- هيكون فيه إيه يعنى ؟ مش إحنا متفقين أشوفك قبل ما تنزلى
- أه متفقين بس أول مرة تقول إسمى كده من غير ألقاب ... لا قلت زفتة ولا هبابة ولا أى لفظ جميل من ألفاظك اللى بتقولهالى .... شكلك منمتمش كويس
- لأ إتنيلت نمت كويس
- أهو كده انا اتطمنت عليك .... طالما لسانك رجع زفر تانى تبقى كويس
- لبستى
- أه لبست ... وزى مانت قلت لبست بنطلون واسع مع إن شكلى هيبقى فلاحى قوى لما اروح حفلة ببنطلون
- ولبستى إيه تانى
- يا سافل مش هاقولك طبعا
- أنا اللى سافل برضه ولا انتى اللى دماغك وسخة ..... لابسة البنطلون من تحت لابسة إيه من فوق
- آآآآآآآآآآه تصدق فهمتك غلط .... لابسة بلوزة حرير
- طب البسى بلوفر تحت البلوزة
- إنت عبيط يا أمجد ؟ ألبس بلوفر تحت البلوزة ؟ مش شايف إن ده يبقى فلح كتير شوية والدنيا لسة مبردتش
- علشان الدنيا بتبقى برد بليل
- مانا هلبس جاكت
- إلبسى الجيليه اللى اشتريتيه الاسبوع اللى فات تحت البلوزة مش هيبان
- يووووه بقى يا أمجد .... إيه التحكمات دى
- إسمعى الكلام وإلا مفيش نزول من البيت النهاردة
- خلاص هاتنيل البس الجيليه تحت البلوزة .... مش عارفة هاخلص امتى منك ومن تحكماتك الغبية دى
- لما تتنيلى تتجوزى هتخلصى منى ومن تحكماتى وهاخلص منك ومن قرفك
- ماشى .... هانت .... استحملك سنتين كمان لغاية ممدوح ما يتخرج وهاخلص منك
- سنتين ؟؟ تصدقى بقى إن انا هاتخرج قبل سى زفت بتاعك
- هيهيهيهي ....... ظريف قوى يا رذل
- طب اخلصى بقى عايز انزل
- خمس دقايق واكون جاهزة ... سلام
بعد عشر دقائق كان أمجد يدق باب شقة منى لتفتح له سريعا والفرحة تكاد تقفز من عينيها فهى مقبلة على حضور حفلة لم تراها إلا فى الافلام وكانت تتوقع أن ترى ملابس أنيقة وتسمع موسيقى ناعمة ترقص على أنغامها مع ممدوح الذى عشقه قلبها واختارها هو من ضمن عشرات الفتيات اللاتى يتهافتن عليه
نظر أمجد إلى ملابسها ونظرت إليه فى غيظ وأظهرت له الجيليه المختفى تحت بلوزتها وجذبت البنطلون من جانبيه لتبرز له اتساعه وابتسمت له فى غيظ إبتسامة صفراء
- تمام كده ولا عايزنى اروح البس العباية السودا بتاعت امى كمان ؟
- لأ كده كويس ... ياللا بينا
إفترقا عند مدخل العمارة فمواصلاتها لكليتها قريبة عند أول شارعهم بينما عليه هو أن يسير فى الإتجاه الآخر ويقطع شارعين آخرين قبل أن يصل لمحطة الأوتوبيس الذى سيستقله لكليته
قبل نهاية الشارع الثانى ببضعة أمتار كانت تخرج زميلة أمجد الحسناء من العمارة التى تقطن بها لتلمحه قادما بخطواته الواسعة المنتظمة ورأسه الحليق وشاربه الثقيل الذى لا تخطئه عين يعلق على كتفه حقيبة رياضية خفيفة . إذا فهذا الزميل الذى يبدو غريب الأطوار يسكن بنفس حيها وسيستقل بالتأكيد نفس الأتوبيس الذى تستقله للذهاب لكليتها فتمهلت قليلا متوقعة أن يتوقف ليصطحبها معه ولعله يكون أقل تحفظا بعيداً عن الكلية لكن ظنها خاب عندما وجدته بنظره المتجه للأمام لا يلتفت إليها فأيقنت أنه لم يراها . وكيف يراها وهو لا ينظر إلا نظرته الثابتة فى اتجاه واحد لا يحرك عنقه ولا عيناه وكأنه إنسان آلى يتحرك لكنها فوجئت به بعد أن أصبح بمحازاتها يلتفت فجأة باتجاهها ويحييها بنفس الأيماءة برأسه فارتبكت بشدة عندما وجدت عينيه بتلك النظرة الحادة تلتقى بعينيها المصوبة إليه ولم تلحق حتى أن ترد تحيته بمثلها قبل أن يتجاوزها مكملا طريقه بدون أن يحاول التوقف فهمت بأن تناديه لكنها تذكرت بأنها حتى لا تعرف له إسماً تناديه به
شقت الزميلة الحسناء طريقها فى اتجاه محطة الأتوبيس وهى تلاحظ أمجد يبتعد عنها بخطواته الواسعة السريعة حتى اختفى عن ناظريها وتوقعت أن تقابله على المحطة لكنها وجدت المحطة مكتظة بالمنتظرين ولم تلمح وجهه بينهم لكنها لاحظته أخيرا يقف على بعد أمتار عديدة قبل المحطة فتعجبت من غرابة أطوار هذا الفتى وشكت فى وجود خلل ما فى عقله يدفعه لأن ينتظر أوتوبيس نقل عام فى غير مكان توقفه لكن زال شكها بمجرد أن ظهر الأتوبيس وقبل أن يهدئ من سرعته يقفز هذا الغريب بداخله برشاقة وكأنه لاعب سيرك لتقف مذهولة قليلا قبل أن يدفعها زحام الصاعدين للركوب وكأنهم طوفان جرفها للداخل
كانت محطة حيهم هى المحطة التى يمتلئ فيها الأتوبيس بركابه من طلبة وموظفين وعمال فى طريقهم لأعمالهم فكان الأتوبيس يصل فارغا تقريبا لمحطتهم ثم يغادرها مكتظا بركابه يئن موتوره من فرط ما يبذله من مجهود للتحرك بهذا العدد الكبير الذى يملأه حتى يبرز من أبوابه
كادت تلك الحسناء أن تختنق من فرط الزحام حتى فوجئت بيد الفتاة التى تقف جوارها فى الزحام تلفت نظرها لمن يشير لها فإذا به زميلها الغريب يشير لها وهو جالس لتشق طريقها فى الزحام ناحية جلوسه فيقوم مفسحا لها المكان لتجلس ويقف بجوارها وحتى لم يحاول يحتك بها وهو ما لن تستهجنه أو تستغربه فى ظل التزاحم الشديد وتمايل الأتوبيس الذى هم فيه فجلست تلتقط أنفاسها ومدت يدها ناحية حقيبته التى يحملها على كتفه وكشكول محاضراته طالبة منه فى صوت هامس أن تحملها عنه وبالطبع لم يسمع صوتها فى الزحام لكنه فهم ما تريد قوله وناولها ما يحمله مصحوبا بإبتسامة شكر تعجبت منها فهى التى يجب أن تشكره لا هو
إستمر الأتوبيس فى رحلته وأمجد يقف بجوار زميلته الجالسة لا يحركه تدافع الركاب ولا تمايل الأتوبيس ولا ينظر تجاهها بل إن عينيه ظلت فى إتجاهها للأمام كأنه صنم قد وضع واقفا بجوارها أو كأنه عمود خرسانى تم صبه بأرضية الأتوبيس كما حكت لصديقاتها فيما بعد ولم يلتفت لها بعد المرة التى شكرها فيها إلا عند إقتراب الأتوبيس من محطة كليتهم ليطلب منها إسترداد حقيبته وكشكوله فناولتهم له وقامت لتلتصق بظهره فى رحلته نحو باب الأتوبيس فقد أصبح بالنسبة لها طوق النجاة وسط هذا البحر من البشر الذى يتلاصق ويتلاطم ولا تعرف كيف شق طريقه وهى خلفه بتلك السهولة حتى أنه بعد ما نزلوا لم تجد على ملابسه أو ملابسها أى تجعد أو عدم انتظام يشير إلى أنهم نزلوا من تلك المعجنة التى يطلق عليها أتوبيس نقل عام
توقفت الحسناء لتشكر أمجد لكنها وجدته يسير فورا لباب الكلية فسارت بجواره تحاول مجاراة خطواته وأسعدها أنه هدأ من خطواته قليلا لتستطيع مجاراته
- أنا متشكرة أوى .... مش عارفة هاجى الكلية بعد كدة ازاى فى الزحمة دى
- زى ما جيتى النهاردة حضرتك بالظبط طالما مواعيد محاضراتنا واحد هتلاقينى فى الأتوبيس .... ولو محاضراتك متأخرة هيكون الأتوبيس فاضى
- إنت بتروح بالأتوبيس برضه
- لأ .... غالبا بامشى وانا مروح
- بتمشى كل المسافة دى ؟
- المسافة مش طويلة للدرجة دى وانا باحب المشى
- هههههههه ... طبعا مانت مش بتلبس كعب عالى زينا .... أنا لو مشيت رجليا هتتكسر
- بسيطة ..... متلبسيش كعب عالى .... حتى علشان لما دروس العملى تبدأ متتعبيش لإن معظمها بيكون وقوف
- وانت عرفت منين
- والدى مهندس
- أها .... يعنى الهندسة وراثة فى العيلة
- طيب عن إذنك هاروح انا المدرج واسيبك براحتك
- هو فيه إيه؟ هو الجدع ده بيخاف من الناس ولا إيه
- مش عارفة .... لسة عامل معايا حركة جنتلمان وفجأة إتقلب جلف
- سيبك منه .... شكله مجنون
- مش عارفة ..... غالبا هو شخص بيخاف من الاختلاط
- ايه يا قمر ؟ شكلك مهتم يا جميل
- بس يا بت انتى وهيا
- طب ياللا نلحق نفطر قبل المحاضرة ... كنا مستنينك
- روحوا انتوا أنا مش جعانة دلوقت هافطر بعد المحاضرة
...............................................
دخل أمجد المدرج كأول الداخلين مثلما دخله بالأمس وتخير نفس المكان للجلوس لكنه لم يخرج كشكوله ليقطع الوقت بالرسم كما كان يفعل بل وضع كفيه حول رأسه واستغرق فى التفكير حول منى وما قد يصيبها إذا تمكن هذا النذل ممدوح من التمكن منها وشعر برأسه يكاد ينفجر وبعقله يعجز عن التفكير السليم حتى أنه فكر فى الذهاب لكلية منى وممدوح وإفتعال مشاجرة معه وليكن ما يكون . لكنه عاد وتذكر أن منى وقتها ستجرح وستصبح سيرتها أحدوثة على ألسنة طلبة الكلية وربما الجامعة بأكملها وهو أكثر من يعرف انها أرق من أن تتحمل مثل هذا الضغط
أفاقه من تفكيره أصابع زميلته تربت كتفه برقة وصوتها الهامس يصل بالكاد أذنيه
- تسمحلى يا باشمهندس أقعد جنبك ولا هتسيبنى وتمشى برضه ؟
- معلش سامحينى فيه موضوع شاغل بالى ومخدتش بالى من قلة ذوقى ... إتفضلى يا آنسة
- سميرة ..... إسمى سميرة
- تشرفنا يا آنسة سميرة
- ها ..... إتفضل
- أتفضل إيه ؟
- إتفضل كمل
- أكمل إيه ؟
- المفروض إنى عرفتك بنفسى وقولتلى تشرفنا يا آنسة سميرة فين تكملة الجملة ؟
- جملة إيه ؟
- إسمك يا باشمهندس .... تكملة الجملة إنك تقول إسمك .... إنت كنت عايش فى الصحرا ولا حاجة ؟
- إيه ده .... تصدقى صح .... دا أنا أكتشفت إنى عديم الذوق مش قليل الذوق بس .... إسمى أمجد .... أمجد حسن
- يااااه أخيرا ..... تشرفنا يا أمجد
- إيه يا عم إنت ... إنت خايف تسلم عليا
- بصراحة ... آه
- خايف تسلم عليا ..... ليه هاعضك
- أصل آخر بنت سلمت عليها بالأيد كنت فى سنة 6 إبتدائى وخفت سلامى عليكى يكون مش مناسب
- إيه ده ؟ إنتى لابسة نضارة يا آنسة سميرة
- هو انت مخدتش بالك إنى لابسة نضارة غير لما قلعتها ؟.... دا إنت مشكلة يا أمجد
- معلش ... مخدتش بالى
- لا مافيش حاجة ... ماهى دى حاجة طبيعية ... هتاخد بالك ازاى وانت مبصتليش أصلا
- بجد مأخدتش بالى ... أصل حضرتك النضارة بتاعتك رقيقة قوى ولايقة جدا على وشك
- يا بنى إيه حكاية حضرتك ويا آنسة سميرة والكلام ده ... إحنا زملا يعنى انا أقولك يا أمجد وانت تقولى يا سميرة
- أوكى يا باشمهندسة سميرة
- يابنى إسمى سميرة إنت كلامك عامل زى ما تكون طالع من فيلم عربى قديم
- إيه ده .... دا إنت بتعرف تضحك زينا كمان أهو
- أه باعرف أضحك زى البنى آدمين
- إيه ده هو الباشمهندس طلع بيتكلم
- آه تصدقى .... وطلع بيعرف يضحك كمان
- طيب مش تعرفينا بقى ولا إيه
- طبعا .... ده أمجد .... ودول سهام , أمل , إيمان , هدى .... زمايلى من ثانوى وأعز أصحابى
- أهلا وسهلا يا مدموزيلات
- نعم ؟؟ إيه يا بنى مالك .... مدموزيلات دى بطلت من أيام يوسف وهبى ... نادينا بأسامينا عادى كده ... هو انت كنت فى مدرسة فرنساوى
- لأ .... كنت فى مدرسة عسكرية
- آآآآآآآآه ... علشان كده بقى عامل زى ما تكون بالع نشا .. وإيه اللى جابك هنا ؟ مش إنتوا بتخشوا حربية بعد الثانوية
- مجموعى كان كبير وأبويا خريج الكلية دى ومرضتش ازعله لما طلب منى أخش هندسة ... وانا كمان باحب الهندسة
- أمجد بيرسم حلو أوى وموهوب ...... إمبارح شوفته راسم المسرح بتاع المدرج ده كأنه مصوره
- طيب ليه مدخلتش فنية عسكرية ... مانت هتبقى مهندس برضه
- طالما هأكون مهندس يبقى أفضل أكون حر ... الجيش هيقيد حريتى فى الحركة لو حبيت أسافر أو أكمل دراسات برا مصر
- صباح الخير .... أنا الدكتور إبراهيم ******** أستاذ العمارة ورئيس قسم العمارة فى الكلية ومشرف اللجنة الرياضية والمشرف على الفرق الرياضية بالكلية .... سعيد جدا بوجودكم معانا وأتمنى لكم سنة سعيدة ....لكن قبل ما نبدأ محاضرتنا لو تسمحوا لى أسأل هل الطالب أمجد حسن موجود هنا النهاردة ولا لأ
- أنا أمجد حسن يا دكتور
- طب تسمح تجيلى مكتبى بعد المحاضرة
- تمام يا دكتور
- شكرا ... ودلوقتى نبدأ محاضرتنا
إنتهت المحاضرة وقام أمجد للذهاب لمكتب الدكتور إبراهيم بعد أن ترك حقيبته الرياضية وكشكول محاضراته لزميلاته أو صديقاته الجدد
دخل أمجد لمكتب الدكتور إبراهيم الأنيق أناقة تليق بمكتب أحد افضل المصممين بمصر حيث إستقبله الدكتور بإبتسامته التى لا تفارق وجهه
- إزيك يا أمجد ... عامل إيه معانا فى الكلية ... أتمنى تكون مبسوط
- تمام يا فندم ... مبسوط
- يا بنى تمام إيه وافندم إيه .... الكلية هنا مدنية ... إنت سبت المدرسة العسكرية خلاص وبلاش وقفة إنتباه اللى واقفها قدامى دى أنا دكتور أو مهندس مش ظابط ... إتفضل أقعد
- شكرا يا فندم
- يابنى قلتلك بلاش افندم دى .... قللى يا دكتور أو يا باشمهندس
- تمام يا دكتور
- ييييييييه .... دا إنت باينك مريض بالعسكرية .... هنا مافيش تمام قول حاضر أو أوكى أو اى حاجة تانية غير تمام .... إنت عارف طبعا أنا طلبتك ليه
- عارف يافندم لكن اعتقد إن طبيعة الدراسة فى الكلية هنا وتدريبى فى النادى وفى المنتخب مش هيخلوا ليا وقت أتدرب معاكوا
- عارف ... أنا مش هاطلب منك غير إنك تكون معانا يوم واحد بس فى الأسبوع هيا ساعة واحدة بس.... مش هيكون تدريب أد ما هيكون تشجيع لزمايلك لما يلاقوا لاعب منتخب بيتدرب معاهم وهتلعب مع الفريق لما يكون فى مسابقة أو بطولة .... وأنا هاساعدك على أد ما اقدرفى دراستك وهامنع المعيدين من إنهم يضايقوك .... إنت عارف طبعا غلاسة المعيدين
- لا يا فندم ماعرفهاش
- يخربيت كده ....واضح إنى هتعب معاك على ما تنسى العسكرية .... شكرا يا أمجد إتفضل إلحق محاضرتك
لم يكن الدكتور إبراهيم مجرد أستاذ لأمجد لكنه كان ملهماً ومعلماً وأباً روحياً حول وجهته من تخصص الميكانيكا الذى كان ينوى دخوله ليصبح كأبيه مهندس ميكانيكا إلى تخصص العمارة الذى برز فيه نجمه فيما بعد .
إكتشف الدكتور إبراهيم بعدما اقترب من أمجد فيما بعد موهبته فى التصميم فصقلها ونماها وأعطاه من وقته وخبرته الكثيروظل بجواره معلما فى كل نواحى الحياة بداية من مبادئ المهنة وأسرارها وحتى إسلوب إختيار الملابس ونوع البرفان
ربما لهذا كان الدكتور إبراهيم هو الوحيد من بين أساتذة أمجد الذى حرص على ذكره فهو إلى الآن يدين له بالفضل فيما وصل إليه
....................................................................
عاد أمجد للمدرج حيث كانت سميرة وباقى صديقاتها منتظرات يتحرقن شوقا لمعرفة سبب إستدعاء أمجد فقص أمجد عليهم سريعا ملخصا لما دار بينه وبين أستاذه
- إنت كمان بتلعب مصارعة ..... أمال مش باين على جسمك يعنى
- وحضرتك هيبان على جسمى إيه يا أنسة سهام
- يابنى قلنالك بلاش ألقاب .... إسمى سهام بس ...... قصدى يعنى بتوع المصارعة دول بيبقوا طوال وعراض ووزنهم تقيل مش زيك كده
- ههههههههههههههه ... قصدك يعنى المصارعين اللى بتشوفيهم فى التلفزيون
- آه ... أنا مبفوتش حلقة منهم
- دى يا ستى مش مصارعة .... ده مجرد شو تمثيلى معظمه متفقين عليه .... المصارعة حاجة تانية خالص وكل مصارع بيلاعب مصارع فى نفس وزنه وليها قواعد لعب بتمنع أى لاعب يأذى زميله .... على كل حال لو عايزة تشوفى المصارعة الحقيقية فأعتقد إن بطولة الجامعة السنة دى هتكون عندنا هنا فى هندسة وتقدرى تشوفيها
وأخيرا إنتهى اليوم الجامعى الثانى فى حياة أمجد وودع أمجد صديقاته وانطلق لإستقلال الأتوبيس الذى يملك إشتراك لركوبه فهو لا يحمل معه أى أموال بعدما أصر أن تكون الجنيهات العشرة المتاحة له كمصروف شهرى مع منى لأى طارئ قد يقابلها لكن هذه المرة إستقل الأتوبيس للذهاب الى النادى البعيد عن حيه وأنهى تدريبه لكن ذهنه طوال اليوم كان مشغولا بمنى وقلقه عليها فهو لا يتحمل فكرة أن تصاب تلك الرقيقة بأذى ولا يدرى ماهية هذا الشعور الذى يشعره نحوها
بالتأكيد هو ليس حب شاب لفتاة أو حب ذكر لأنثى لكنه نشأ ونشأت على فكرة أنه مسؤل عنها وعن سعادتها فهى بالفعل تواءم روحه التى تشعر به ويشعر بها وكل منهما يفهم ما يريده الأخر دون أن ينطق أحدهما بكلمة أواحدة و كما قالت له أمه يوما " باحس إنكوا بتتكلموا مع بعض واحنا قاعدين معاكم بعنيكم من غير ما حد يفهم إنتوا بتقولوا إيه أو كأنكم بتقروا أفكار بعض"
عاد أمجد لمنزله مرهقا ساهما ودخل فورا غرفته وأغلق عليه بابها وطلب من أمه ألا يزعجه أحد وحتى لم يتناول غداءه وشعر بقلبه ينتفض بشكل لم يعهده من قبل بمجرد غروب الشمس حتى أنه لم يطق الرقاد على سريره ولا الجلوس وظل يتحرك فى الفراغ الضيق بحجرته حركات مترددة ولا يدرى ما سبب ما ينتابه حتى فوجئ بأمه بعد نصف ساعة فقط من وقت أن أن انتابته تلك الحالة تقتحم عليه الغرفة بانزعاج شديد حاملة التليفون بيد ترتعش
- أمجد .... منى عالتليفون عايزاك .... شكلها فيها حاجة .... شوف فيه إيه وطمنى أرجوك
- أمجد الحقنى ..... ممدوح حاول يغتصبنى هو وصاحبه .... هربت منهم ومش عارفة أنا فين
- إنتى بتتكلمى منين ..... إنطقى بسرعة
- مش عارفة ..... مش عارفة ...... بتكلم من كشك على طريق كله غيطان
- طب أدينى صاحب الكشك اللى بتتكلمى منه .... بسرعة يا منى
- أيوه يابنى .... أنا صاحبة الكشك
- حضرتك ممكن تدينى عنوانك أو مكانك
- فيه إيه يا أمجد .... البنت جرالها إيه ... إتكلم يابنى طمنى
- مفيش حاجة يا ماما ..... منى كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت شوية ..... مفاتيح العربية فين ؟
- عندك مكانها متعلقة جنب الباب
- بابا هنا ولا نزل
- بابا راح القهوة من شوية
- طيب أنا هانزل أجيب منى وآجى .... أوعى تقولى لأمها حاجة غير لما أرجع ..... لو سمحتى إدينى جيبة وبلوزة من عندك لأن تقريبا هدومها إتوسخت لما رجعت عليها
اختطف أمجد مفاتيح سيارتهم النصر 128 القديمة التى أشتراها أبوه بالتقسيط وكان يعتبرها أغلى ما يملك بعد أبناءه وزوجته
هرع أمجد إلى الشارع ليتجه جريا ناحية القهوة يبحث بنظره عن أبوه الذى هب واقفا بمجرد رؤيته بهذا الشكل
- فيه إيه يا أمجد ؟ أمك واخواتك كويسين
- أه يا بابا إطمن .... منى بس كانت عند واحدة صاحبتها وتعبت وباستأذنك آخد العربية أجيبها
- ماشى يا حبيبى خدها
- شكرا يابابا
- أمجد ..... خد الخمسة جنيه دى خليها معاك .... إحتمال تحبوا تشربوا حاجة فى الطريق
لكن ليس كل سكان الشارع طيبين ولا كل الأحلام تتحقق
أخذ أمجد من يد أبيه الجنيهات الخمسة وقبل يده وانطلق ليأخذ السيارة وينطلق بأقصى سرعة تستطيع تلك السيارة العجوز الوصول لها ويستعين بالخريطة التى إصطحبها وبالمعلومات التى أعطتها له صاحبة الكشك ليصل بعد أقل من ساعة للمكان ليصدمه منظر منى جالسة على دكة خشبية بجوار سيدة خمسينية ضخمة الجسم وقد أخذت منى فى حضنها تهدئ من روعها
بمجرد رؤية منى لأمجد يترجل من سيارته قامت واقفة وجرت نحوه وألقت بنفسها بين ذراعيه وألقت برأسها على صدره وقد تحول بكاؤها إلى نشيج مرتفع وأخذ جسدها ينتفض بشدة بين يديه فوضع ذراعيه حولها وتركها تبكى قليلا وأصطحبها للسيارة حيث أجلسها بالكرسى الأمامى المجاور لكرسى السائق ووقف جوارها ولم يغلق الباب وانتظر حتى هدأ بكاؤها قليلا قبل أن يتحدث
- إديتى الست دى فلوس المكالمة
- لأ مرضتش تاخد منى حاجة
- طب العشرة جنيه معاكى
- خد بالك من اختك يابنى ..... شكلها بنت حلال ومتستاهلش اللى كان هايحصل فيها ده
توقعت منى أن يسألها أمجد عن تفاصيل ما حدث أو أن ينفعل عليها أو يوبخها ولن تغضب منه حتى لو ضربها لكنه لم يفعل أى من ذلك بل أخرج شريط كاسيت من الدرج الأمامى ووضعه فى جهاز كاسيت السيارة لتنطلق موسيقى هادئة هدأت معها منى قليلا وظلت منتظرة ما سينالها من أمجد من تقريع لكنه بعد فترة صمت ليست بالقليلة تكلم
- منى .... فيه شنطة عالكنبة ورا فيها هدوم ..... طلعى بلوزة إلبسيها وحطى دى مكانها
- ضربتيه جامد ؟
- ولما جريتى محاولش يجرى وراكى هو وصاحبه؟
- صاحبه ملظلظ زيه ومقدروش يجروا ورايا
- ومجريش وراكى بعربيته ؟
- أنا نزلت أجرى فى غيط كرنب فمحاولش
- نزلتى تجرى فى غيط كرنب ؟...... ااااه...... يعنى رجليكى مطينة وطينتى عربية عمك حسن اللى بيخاف عليها أكتر من عياله ؟ كده هانزل أغسل العربية قبل ما يشوفها ...... أقول عليكى إيه يا شيخة
- إنزلى نقعد شوية عالنيل واشربك حاجة
- وانت هتدفع تمن الحاجة اللى هتشربهالى منين والعشرة جنيه اللى حيلتنا أحنا الإتنين إديتها للست صاحبة الكشك
- ماهو عمك حسن ميعرفش المصيبة اللى احنا فيها وادانى خمسة جنيه فاكرنى رايح معاكى رانديفو .... إنزلى إنزلى
- أمجد ..... ممكن تحضنى؟
- عايزة تضربينى أنا كمان ولا إيه يا بت .... أوعى ..... دا أنا إللى معلمهالك
- لأ مش هاضربك بس إحضنى
- شايفة البوكس اللى واقف هناك ده يا منى ؟
- أه .... ماله
- فيه إتنين أمناء شرطة قاعدين فيه مستنينى أحضنك علشان ياخدونا عالقسم .... وساعتها هيعملولنا محضر آداب ويبعتوا يجيبوا أبوكى من بورسعيد يضمنك وساعتها ابقى إتدبست فيكى رسمى يا حبيبتى
- أنا تدبيسة يا ندل
- بااااااسسسسس ..... إنتى كده بقيتى تمام طالما لسانك رجع لزفارته .... هاتى بقى الإزازة الفاضية اللى معاكى دى أرجعها علشان أخد الرهن ونروح
كانت تشعر ببركان يثور بصدره وتشعر بما يعانيه للتحكم فى غضبه كى لا يشعرها بالذنب . ايكون أمجد يحبها بطريقة أخرى غير الطريقة التى كبرت وهى تظنها ؟ إذا لماذا لم يصرح لها ؟ لماذا يخفى هذا الحب الذى جعله يتحمل كل هذا الضغط الذى تشعر به يرزح تحته ؟ أتكون غبية للدرجة التى لم تلاحظ معها حبه ؟ إنها تتمنى الآن أن تكون علاقتهما قد أخذت طريق آخر . ليتها أحست بما تحسه الآن منذ زمن
وبدأت عيناها تدمعان مرة أخرى لكن ليس على ما حدث لها لكن على للعذاب الذى تظن أن أمجد تعذبه بسببها وهى تقص له حبها لذلك الخنزير الذى ظنت أنها تحبه ووجدت نفسها تحتضن ذراعه وتنام على كتفه وهو يقود ودموعها تنهمر غزيرة من عينيها ولم تعد الآن تدرى سبب بكائها حتى أفاقها صوت أمجد
- منى .... إحنا داخلين عالشارع وميصحش حد يشوفنا كده ... إمسكى نفسك وبطلى عياط لغاية ما نطلع
- ماما من فضلك خدى منى دخليها الحمام وحميها وشوفيلها بيجامة تلبسها ودخليها أوضتى .... أنا هاروح أطمن بابا إنى رجعت .... نص ساعة وهارجع .... من فضلك متساليهاش عن حاجة علشان تبطل عياط .... وياريت تاخدى هدومها اللى إتطينت دى تغسليها
- إيه ده يا ماما ..... إنتى لبستيها بيجامتى أنا ؟
- أعمل إيه يا بنى لسة منزلتش هدومى الشتوى وكل الصيفى اللى عندى قمصان نوم
- طب ملبستهاش قميص نوم من بتوعك ليه يا ماما؟
- قميص نوم .... لأ يا بنى عيب ..... لما أمها تطلع وتلاقيها فى أوضتك لابسة قميص نوم تقول إيه
- تقول إيه ؟ يعنى لما تلاقيها لابسة قميص نومك هتظن ظن وحش ولما تلاقيها لابسة بيجامتى هتظن كل خير .... ماشى يا ماما .... برضه اللى فى دماغك فى دماغك .... مافيش فايدة ...أنا هادخل أهديها شوية قبل ما أمها تشوفها ... مش لازم تشوفها بالحالة دى
- إدخل يا أمجد
جلس أمجد على يمينها وهو لا يدرى ما يقول وقد إنتهى الوقت الذى يمكنه فيه تخفيف ألمها وصدمتها فيمن أحبت وأتى الوقت الذى لابد فيه من الحديث عما جرى لكنه قرر بينه وبين نفسه ألا يفتح جرحها الآن وليترك لها بعض الوقت لتتمالك نفسها وبالتأكيد ستقص له تفاصيل ما حدث
ساد بينهما صمت ثقيل قبل أن تبدأ منى الحديث
- عايز تعرف اللى حصل ؟
- طبعا عايز أعرف .... بس مش دلوقتى
- يعنى مش عايزنى أقولك ؟
- هتقولى بالتفصيل بس لما تبقى قادرة
- أمجد ..... إنت إنسان جميل قوى
- يا منى إنتى بالنسبة لى حاجة مش لاقيلها وصف .... تعرفى إنى من أمبارح هاتجنن عليكى ومرضتش أمنعك لما لاقيتك هتطيرى من الفرح رغم إنى كنت متوقع كل اللى حصل
- وليه ممنعتنيش يا أمجد
- لأنى واثق إنك هتقدرى تحمى نفسك ومحدش هيقدر يلمسك
- أمجد ..... ممكن تحضنى دلوقتى
فتحت أم أمجد الباب لتجد منظرا تمنت من قبل أن تراه ..... أخيرا رأت إبنها يحتضن منى ورغم فرحتها فإنها رسمت على وجهها تكشيرة غضب ليشير لها أمجد بإصبعه على فمه علامة الصمت ثم يشير لها بذراعه الأيمن أن تأتى لتساعده على وضع منى بالفراش فأقبلت الأم تمشى على أطراف أصابعها لتمسك ساقى منى بحنان وتدير جسدها بمساعدة أمجد وتصلح من وضع الوسادة لتضعها تحت رأسها ليصطحبها أمجد للخارج ويغلق الباب بهدوء شديد ويقفان بعيدا عن الباب
- إيه اللى حصل يا أمجد ..... طمننى على البنت
- محصلش حاجة يا ماما ..... كانت فى عيد ميلاد واحدة صاحبتها وإتخانقت مع واحدة من الموجودين وتقريبا ضربوا بعض فنزلت جرى وسابتهم
- وإيه اللى طين هدومها وجزمتها كده
- أصل صاحبتها ساكنة فى حتة أرياف وهى مكانتش عارفة ترجع فأتصلت بيا علشان أجيبها
- مع إنى مش مصدقة القصة دى لكن هاعمل نفسى مصدقاها ..... هنعمل إيه دلوقتى
- إنزلى لطنط ريرى واحكيلها الحكاية وإندهيلها تقعد جنبها ..... متسيبوهاش لوحدها كتير وسيبوها لما تصحى لوحدها
- ماشى يا أمجد ... هاجيبلك بيجامة من بيجامات ابوك وخش نام مع اخواتك النهاردة
- لأ ... أنا هبات فى البرجولة النهاردة .... الجو حلو وانا عايز أهدى نفسى شوية
- زى ما تحب ..... خش خد بيجاما من دولاب ابوك وخد شلت الكنبة واطلع السطوح وانا هانزل لريرى أجيبها
- متتأخريش يا ماما من فضلك ..... منى مش لازم تفضل لوحدها كتير
- متخافش يا حبيبى ..... متعرفش أنا أد إيه فخورة بيك ..... حاسة إنى قلبى هيفرح بيكوا قريب
- يووووووووه ..... يا ماما إحنا فى إيه ولا فى إيه
......................................................................................
فتحت منى عينيها لترى على الضوء الخفيف المنبعث أم أمجد جالسة على كرسى بجوار رأسها بينما أمها تجلس على الفراش بجوار قدميها وتذكرت أنها تنام الآن على فراش أمجد وفى غرفته الخاصة وتهب السيدتين فور فتحها عينيها واقفتين تحيطان رأسها بيديهم لتنطق بصوت واهن
- أمجد فين ؟
- فى السطوح فوق يا حبيبتى بيذاكر...... تحبى أندهولك
- لا يا طنط متتعبيش نفسك سيبيه لمذاكرته ..... أنا هاقوم علشان ننزل
- تقومى فين ؟ إنتى هتباتى هنا النهاردة ومش هتتحركى من مكانك وماماتك هتنام جنبك
- لأ يا أم أمجد نبات هنا إزاى ؟ والجدع ابنك ينام فين
- هو قايل إنه مش هيخلص مذاكرة غير الصبح وهيروح على كليته باتوا إنتوا هنا النهارده وانزلوا الصبح
- لأ مايصحش يا أم أمجد ...... نبات هنا إزاى ؟
- أمجد محرج عليا إن منى تتحرك من هنا الليلة وانا هاخد بكرة أجازة عارضة وهاكون موجودة طول اليوم فى البيت متقلقيش عليها
- طب خلاص خلى منى عندك الليلة وانا هانزل أهى بنتكم برضه
- زى ما تحبى يا ريرى بس منى مش هتتحرك من هنا
- طيب انا هانزل دلوقتى تصبحوا على خير
"إنهم فى حالة حب حتى لو كانوا لايدرون" هكذا فكرت أم أمجد
...................................................................................
بمجرد خروج أمها وأم أمجد وإغلاقهم باب الغرفة نظرت منى حولها فى الغرفة وكأنها تراها لأول مرة وأخذت نفسا عميقا تملأ صدرها بهواء الغرفة الذى تشعر برائحة أمجد فى كل جزء فيها شعرت بأمان شديد فى هذه الغرفة الضيقة ورفعت الوسادة تتشممها باحثة عن رائحة أمجد فيها وأخيرا ضمت تلك الوسادة لصدرها وأغمضت عينيها لتنام لكنها ولأول مرة فى حياتها كانت تتخيل أنها تنام الآن فى حضن أمجد
..........................................................................................
دخلت أم منى شقتها بعد أن إطمانت لأن إبنتها فى أمان وجلست قليلا تلتقط أنفاسها ثم قامت لتدخل غرفتها محاولة النوم لكنها لم تستطع وفجأة قفز لذهنها خاطر مجنون فقامت لتخلع كل ما ترتديه وترتدى عباءتها على اللحم وتتجه للمطبخ حيث أعدت كوبين من الشاى واخذتهما على صينية وصعدت بهما السلم فى إتجاه السطح حيث يرقد أمجد
وجدت باب السطوح مفتوحا فدخلت منه وأحكمت إغلاقه واتجهت للبرجولة حيث يرقد أمجد فى خطوات متسللة
لمحها أمجد على ضوء القمر وعرفها من مشيتها فاعتدل جالسا حتى وصلت إليه ووضعت الصينية على الأرض أمامه وجلست بجواره ملقية برأسها على كتفه فأحاطها بذراعه
- مش عارفة أشكرك إزاى يا أمجد على اللى عملته النهاردة مع منى
- تشكرينى على إيه يا ريرى ؟ إنتى عارفة منى بالنسبة لى إيه
- بتحبها يا أمجد ؟
- طبعا باحبها ....... تعرفى ساعات باحس إن المجنونة دى بنتى
- بنتك إيه ..... دى اصغر منك بشهر يا واد
- لأ بجد زى ما بقولك ..... باحس إنها بنتى
- يعنى مبتفكرش فيها كبنت ممكن تنام معاها ؟
- لأ طبعا ..... عمرى مافكرت فيها بالشكل ده
- ليه يا أمجد ؟ بسبب علاقتى بيك؟
- اقولك حاجة وتصدقيها ؟
- قول
- أنا عمرى ما فكرت إنى ممكن انام مع واحدة غيرك
الجزء الرابع
مقدمة
لا زالت فصول قصتنا تدور فى ثمانينيات القرن العشرين
لم تكن الفوارق بين الطبقات الإجتماعية وقتها كما هى الآن ..... كانت الأغلبية من الطبقة المتوسطة وكان الأبناء وقتها هم الهم الأول للاباء ولم تكن الحياة رغم صعوبتها الشديدة بهذا التوحش الموجود فى وقتنا الحالى
كان الآباء لديهم الوقت الكافى لتربية أبنائهم وتعليمهم دروس الحياة التى تعلموها من أبائهم وزادوها بخبراتهم المكتسبة فنقلوا لأبنائهم خلاصة تجربتهم الحياتية
كانت كل أم تلقن إبنتها دروس خاصة تجعل منها إمرأة قادرة على مواجهة ما سوف تلتقيه فى حياتها
وقد يستغرب بعض القراء من الشباب معرفة أن كل أم كانت تلقن إبنتها كل صغيرة وكبيرة عن كل شئ بداية من كيفية رعاية منزلها وحتى كيفية إسعاد زوجها ورعاية وليدها
لم يكن الآباء يتركون أبنائهم للتعلم من الأصدقاء أو من مصادر المعلومات الغريبة فلم يكن هناك إنترنت ليتعلم منه الصغار ما قد يدفعهم لتجارب مؤذية لهم ولغيرهم
كان كل رب أسرة يحرص ولو لمرة فى الأسبوع على الدخول بوجبة خاصة تتجمع حولها العائلة ويدعو إليها أحيانا من يجده مناسبا لدخول بيته وكانت وجبة الكباب من الحاتى هى قمة رخاء الإسبوع
كانت الأبواب مفتوحة بين الجيران طول النهار رغم المشاكل المادية التى تغلق عليها فى الليل
كانت أيام جميلة رغم صعوبتها الشديدة
والآن فلنعد إلى قصتنا
...............................................................................................
بينما تحتضن منى الوسادة التى تحمل رائحة أمجد قفز لذهنها ذكرى دفنتها عميقا فى أعماق أعماق ذاكرتها . إنها ذكرى اليوم الذى ظبطتها فيه أمها مع أمجد فى البرجولة وهى تمرر يدها الصغيرة وقتها على زبره بينما هو يمرر أصابعه على كسها . قفزت لذهنها تلك المتعة الجنسية الحقيقية الوحيدة التى مرت بها خلال كل عمرها ولم تدم إلا ثوان . كان زبر أمجد هو الزبر الوحيد الذى رأته فى حياتها وكانت أصابعه هى الأصابع الوحيدة غير أصابعها التى لامست كسها من وقت أن بلغت وإلى الآن .
تتذكر الآن تلك الأحلام الجنسية التى تراودها بين وقت وآخر تفرغ شهوتها المتفجرة خلال نومها لتكتشف الآن أن فى كل تلك الأحلام كان الزبر الذى ترى نفسها تداعبه كان زبر أمجد وأن تلك الأصابع التى طالما حلمت أنها تداعب صدرها وكسها كانت أصابعه
أيقنت وقتها بأن عقلها الباطن إختزن تلك اللحظة وأنها حُفظت عميقا بداخلها ولم تسقط يوما من ذاكرتها
وسط كل تلك الأفكار وجدت منى نفسها تضع الوسادة بين ساقيها وتذكرت أنها ترتدى بيجامة أمجد وأن قماشها الذى يلامس كسها الآن لطالما لامس زبر أمجد وقد يكون هذا القماش تشرب يوما بمنيه وتلك الوسادة بالتأكيد باتت كثيرا بين فخذيه
ضغطت منى الوسادة بين فخذيها ولم تستطع منع نفسها من فركها بكسها لتقذف ماءها غزيرا وتبلل لأمجد بيجامته ووسادته فأم أمجد عندما خلعت عنها كل ملابسها لتحممها ألبستها بيجامته فقط ولم تلبسها أى شئ تحتها
إنزعجت منى وقتها فتلك هى المرة الاولى فى حياتها التى تأتيها رعشتها وهى واعية لكن ذلك الإنزعاج لم يدم طويلا فلن يشعر أحد بما حدث وحتى لو شعر أمجد بما حدث فستكون سعيدة فعلى الأقل قد يعرف أنها تشتهيه فبالتأكيد هو ايضا يشتهيها بل يعشقها فما تشعر به الآن نحوه لايمكن أن يكون لا يملك مثله نحوها وربما أكثرمنه فالبركان الذى شعرت به يثور داخل صدر أمجد من أجلها لا يثور إلا فى صدر عاشق يهيم حبا بالتأكيد
دارت كل تلك الأفكار فى رأس منى واستقر يقين بداخلها أن أمجد يحبها حب ذكر لأنثى لا حب أخ لأخت أو صديق لصديقة ولكنها هى التى لم تكن ترى هذا الحب ولم تكن تعرف أنها تبادله دون أن تدرى نفس الحب
إستقر ذلك اليقين بعقل منى وأغمضت عينيها سعيدة لتنام بعمق ولم تكن تدرى بأنه فى الوقت الذى تخيلت فيه أن أمجد يمارس الجنس معها كان أمجد فوقها تماما فى البرجولة لا يفصله عنها إلا السقف يمارس جنس حقيقى عنيف مع أمها وأن أمها أتت شهوتها مرات ومرات بين ذراعى أمجد مقابل تلك المرة الوحيدة المتخيّلة التى قذفت هى فيها مائها
كم انت مسكينة يا صغيرة فقلبك النقى لايزال بكراً لا يستوعب تعقيدات النفس البشرية
....................................................................................................
غادرت أم منى البرجولة قبيل شروق الشمس بقليل بعد أن قضت ليلة مع هذا الشاب الذى علمته فنون الجنس فتفوق فيها وكأن غريزته توجهه لكيفية إسعاد امراة وجعلها كاللعبة بين ذراعيه رغم مظهره الهادئ وطبيعته الخجولة حقا فهو لا يتصنع الخجل لكنه خجول يتحول فى لحظات الشبق لرجل يعرف حقا كيف يسعد الأنثى بين يديه بطبيعته الغريبة التى تجعل نشاطه يزداد بعد كل ممارسة جنسية بعكس كل ما تعرفه عن الرجال .
بعدما تركته عشيقته الشبقة بقليل هبط أمجد مباشرة ليفتح باب شقتهم بهدوء شديد ويأخذ مفتاح سيارة أبيه ويهبط لينظفها وقبل أن ينتهى من مهمته بلحظات يفاجأ بابيه يقف بجواره مندهشا
- إنت بتعمل إيه يا أمجد ؟ إنت رايح الجامعة بالعربية النهاردة ؟
- لأ طبعا يا يا بابا .... إنت تعرف عنى إنى ممكن اعمل كده ؟
- أمال نازل تغسل العربية عالصبح كده ليه
- أصلها اتوسخت فى مشوار امبارح وقلت انضفهالك قبل ما تنزل
- يابنى وليه تتعب نفسك ..... مانت عارف إن عربية المصنع بتيجى تاخدنى
- ميضرش برضه يا بابا إنها تفضل نضيفة
- أمجد ..... خد بالك ..... منى أبوها سايبها أمانة فى رقبتى ورقبتك ولازم نحافظ عليها
- إنت مخك راح بعيد قوى يابابا.... منى زى أختى ومفيش بينى وبينها حاجة غير كده وعمرى ما هافكر فيها غير كده ومتخافش .... إنت عارف إن تربيتك ليا متسمحليش بحاجة زى كده
- نعم ياخويا ....أختك وتربيتك متسمحش؟ إنت حماريالا ... بت زى القمر زى دى وتقولى اختك ؟ دانا باحوشلك فلوس شبكتها يا حمار
- حتى انت يا بابا ؟ مش كفاية عليا حضرة الناظرة
- طب غور بقى من وشى واطلع إستحمى قبل ما عربية المصنع تيجى والسواق يشوفك بالمنظر ده ..... قال أختى قال ... عيل حمار.... وبعدين تعالى هنا .... إنت نازل تغسل العربية وانت لابس بيجامتى .... إطلع إقلع البيجاما دى وغور على كليتك ..... أوعى منى تشوفك بالمنظرالقذر ده .... متصبحش عليها حتى غير لما تستحمى وتلبس حاجة نضيفة ... فاهم؟
صعد أمجد لشقته ليقابل أمه أمام الباب تودع شقيقيه قبل ذهابهم لتنظر له أمه نظرة غاضبة
- إيه اللى عامله فى نفسك ده ؟ ده منظر ؟ كنت فين بالمنظر القذر ده عالصبح
- كنت باغسل العربية يا ماما ..... وعارف كل اللى هتقوليه .... وعارف إن منظرى قذر ....الباشمهندس لسة مديهوملى فى الشارع حالا ... وعارف إن ميصحش الليدى منى تشوفنى كده ..... إنتى مش رايحة المدرسة النهاردة ولا إيه ؟
- لا مش رايحة هأقعد مع منى ..... واعمل حسابك تيجيى بدرى من الكلية علشان منى ومامتها هيتغدوا معانا النهاردة
- حاضر .... ممكن بقى تخشى تجيبى لى غيار وقميص وبنطلون من أوضتى علشان أخش آخد دش واغير والحق كليتى
- حاضر ..... أوعى تتحرك من الصالة قبل ما ارجع
- صباح الخير ياحبيبتى .... نمتى كويس ؟
- نمت نوم منمتهوش طول عمرى يا ماما
- إيه ده ؟ ماما ...... أوعى تقوليلى يا طنط تانى ... أجمل ماما سمعتها فى حياتى
- هو صوت أمجد ده اللى برة
- آه يا حبيبتى .... كنت داخلة أجيبله هدوم علشان يستحمى قبل ما يروح الكلية
- طب انا هاخرج اصبح عليه
- إيه اللى إنت عامله فى نفسك ده يا باشمهندس .... ومشمر بنطلون البيجاما كده ليه ... كنت بتمسح السطوح
- لأ يا روح أمك كنت بأغسل العربية اللى طينتيها إمبارح قبل أبويا ما يشوفها
- إنت كنت بالمنظر ده فى الشارع ؟ هى البيجاما دى واسعة عليك كده ليه ؟
- يخربيت ظرفك عالصبح ... بيجامة أبويا لبستها علشان كنتى محتلة أوضتى يا ظريفة
- إيه الإسلوب اللى بتتكلم بيه ده يا أمجد .... فيه جنتلمان يكلم بنت قمر كده بالأسلوب ده
- شايفة يا ماما ... قليل الذوق
- ماما ؟ يعنى مش مكفيكى خدتى أوضتى وبيجامتى هاتخدى أمى كمان
- لو كان عاجبك .... وبصراحة بافكر أجى اقعد فى الأوضة دى .... نمت فيها كويس
- خلاص بلاش غلبة أنا داخل استحمى علشان اروح كليتى
- أمجد
- نعم يا زفتة
- هاخش اعمل لك الشاى باللبن اللى بتحبه
كانت أم أمجد تكاد تطير سعادة بتلك النظرة الخاطفة التى لمحتها فى عينى إبنها وتلك اللمعة التى داراها سريعا ولحظة الصمت التى سادت بين منى وأمجد ونظرة منى المعلقة بوجه أمجد تنطق بحب تعرف هى علاماته جيدا
قطعت السيدة الحكيمة تلك اللحظة كى لا تطول فتفقد بريقها
- خش خد حمامك ومنى هتعملك الشاى على ما أرتب أوضتك ..... قصدى أوضة منى
- هى بقت أوضتها رسمى خلاص .... ماشى يا حضرة الناظرة
- إتكلم معاها كلمتين حلوين قبل ما تنزل وبلاش الدبش اللى بتحدفوه على بعض ده ... البنت محتاجة تفضفض عن اللى حصلها إمبارح ومش هتتكلم مع حد غيرك
- إيه ده يا منى ؟ مانتى عارفة إنى مبفطرش
- متستعبطش يا أمجد .... أنا عارفة إن مفيش معاك فلوس تاكل فى الكلية وبقية الخمسة جنيه يا دوب تمشيك باقى الشهر لو إتحطيت فى أى موقف ... مينفعش تمشى من غير فلوس خالص كده ولازم تاكل كويس ... إنت بتتمرن مرتين فى الإسبوع وكليتك مرهقة ... علشان خاطرى متحرمنيش من إنى عالأقل أحضرلك فطارك .... كفاية اللى بتعمله علشانى
- طيب النهاردة حضرتيلى الفطار ... هتطلعى كل يوم تفطرينى
- لو اقدر أعملها هاعملها لكن كل يوم هاحضرلك فطار تاخده معاك ... أو ....
- أو إيه يا مجنونة
- أحضر فطار وناكل إحنا الإتنين سوا قبل ما نروح كلياتنا فى أى حتة
- طيب إفطرى معايا النهاردة
- ماشى هافطرمعاك علشان افتح نفسك
- يعنى إنتى عملتى لى فطار وهتاكليه منى
- تصدق إنك رذل يا أمجد ..... إتفضل كل ومش هاكل معاك
- يا عبيطة باهزر معاكى ... مش هاحط فى بقى لقمة من غيرك
إنهى أمجد ومنى إفطارهما سريعا ومنى لا تكاد ترفع عينيها عن أمجد بينما هو يزدرد طعامه مسرعا ليلحق بموعد الأوتوبيس الذى يقله للكلية وبمجرد إنهاءه طعامه نظرت منى إليه
- أمجد .... ممكن اطلب طلب ؟
- إطلبى يا منى إنتى عارفة إنى عمرى ما هرفضلك طلب
- ممكن تحضنى ؟
- جرى إيه يا بت .... مالك ؟
- يا أمجد متبقاش بايخ بقى ... باحس إنى مطمنة لما تحضنى
- منى .... إنتى مش لابسة حاجة تحت البيجامة ؟
- توء توء
- يخربيتك .... هتودينا فداهية بجنان اهلك
- ماما هى اللى لبستنى إمبارح وملقتش عندها حاجة على مقاسى
- أمى ؟ مافيش فايدة ... اللى فى دماغها فى دماغها طب أنا هاخرج دلوقتى ... أشوفك لما ارجع .... ياريت تتكرمى عليا إنتى وأمى وتلبسى حاجة تحت البيجاما لو ناوية تفضلى لابساها لإنك كده خطر... سلام
- أمجد
- نعم
- خد بالك من نفسك
- مالك يا بت ؟ مش واخد منك عالرقة دى إنتى وانتى بتجرى إمبارح وقعتى على دماغك ولا حاجة
- طب غور من وشى بقى ... جتك مصيبة
- ماهى المصيبة واقفة قدامى أهى
- ماشى يا حضرة الناظرة .... مش ناوية ترجعى عن اللى فى دماغك لغاية ما هتجيبلى مصيبة
- غور على كليتك ... عيل حمار
- شكرا يا حضرة الناظرة
- خليك واقف معايا
دخل أمجد وسميرة من بوابة الكلية ليجدا صديقاتها مجتمعات كاليوم السابق فى إنتظارها لكن فى تلك المرة توقف معهن لدقائق حياهم فيها قبل أن ينصرف لمكانه المفضل فى المدرج ويتركهن ليذهبن إلى الكافيتريا للإفطار لتتبعه سميرة بعدها بدقائق قليلة ويدور بينهما حوار مختلف تلك المرة
- إنت ليه يا أمجد متجيش تفطر معانا ؟ بتتكسف ؟
- لأ هتكسف من إيه بس أنا فطرت فى البيت
- طيب أنا مفطرتش لسة ممكن تفطر معايا ؟
- صدقينى فطرت فى البيت وكمان الكافيتريا الصبح بتكون زحمة ومش هنلاقى مكان فى المدرج لما نرجع
- أنا جايبة معايا سندوتشات من البيت ناكلها هنا سوا
- نفطر فى المدرج ؟ لو حد شافنا ناخد جِزا
- يابنى إنت مش فى المدرسة العسكرية لسة .... جِزا إيه اللى ناخده .... هنا عادى ممكن نفطر ونشرب شاى كمان طالما مافيش محاضرة شغالة
- ههههههههههههههه ..... سامحينى يا آنسة سميرة ... لسة متعودتش
- يابنى إسمى سميرة من غير آنسة ... إتعود بقى
- باحاول لكن واضح إنى هاحتاج شوية وقت
- تسلم إيديكى ... سندوتش رائع
- طيب خد واحد تانى
- لأ مش هينفع .... وزنى لازم ينزل شوية علشان عندى ماتش قريب
- ينزل عن كده ؟ دا أنا متهيألى إن مافيش فى جسمك دهون تنزلها
- لأ فيه عندى 3 كيلو زيادة
......................................................................................................
بينما أمجد فى كليته كانت منى جالسة أمام تسريحة غرفة نوم أمه وأمه خلفها تمارس هوايتها فى تمشيط شعرها وهى تنظر لوجهها فى المرآة بحب حقيقى لتفاجئ الأم منى
- بتحبيه يا منى ؟
- أمجد ؟
- أه أمجد يا منى ..... بتحبيه؟
- تبقى بتحبيه !!
- مش عارفة يا ماما ... بجد مش عارفة ... يمكن لو كنتى سألتينى إمبارح بس كنت هاعرف ارد عليكى .... كنت هاقولك باحبه زى أخويا أو أكتر من أخويا والكلام ده .... بس بعد ما شوفت خوفه عليا والطريقة اللى عاملنى بيها وومحاولته يخرجنى من اللى انا كنت فيه خلتنى أحس ناحيته إحساس مختلف مش عارفة إيه هو ... لكن حاسة إنى عايزة أفضل معاه ومبعدش عنه
- لما حضنك حسيتى بأيه يا منى
- يا بت متخافيش ... أنا كنت واقفة ورا الباب وسمعت كل حاجة ... ولا إنتى كنتى فكرانى هاسيبكم كده لغاية ما تقعوا فى الغلط ... قولى يا منى متخافيش
- حسيت ... حسيت ... إحساس مش عارفة إيه هو ... مش إحساس شهوة ولا جنس ... لأ ... إحساس إنى عايزة أفضل فى حضنه
- حسيتى بأنك فى أمان .... صح يا منى ؟
- صح .... إنتى عرفتى إزاى ؟
- علشان هو ده الحب يا بنتى ...لما البنت بتحب بتحس بالأمان فى حضن اللى هيا بتحبه
- وإنتى عرفتى منين يا طنط ؟ هو على ايامكم كان فيه حب وكده ؟
- طنط إيه يا بت ؟ مش قلنا ماما ... وإيه أيامكم دى ... محسسانى إنى جيالك من القرى الرابع عشر
- آسفة يا ماما ... بس قوليلى إنتى عرفتى إزاى اللى كنت حاسة بيه
- بس يا بت .... المفروض انا اللى باوقعك فى الكلام مش إنتى اللى هتوقعينى
- لأ بجد يا ماما ... أنا دايما كنت باحس إنك عايزانى أنا وأمجد نحب بعض ... وامبارح كنت حاسة إنك بتساعدينى كمان ... ليه ؟
- علشان أنا عارفة جمال إحساسك ده يا منى
- أيوه بقى .... عرفتيه منين ؟ إنتى كنتى بتحبى عم حسن قبل ما تتجوزوا ؟
- أه كنت باحبه وعارفة إنه بيحبنى بس الأمور أيامنا كانت أصعب
- طب إحكيلى علشان خاطرى ..... علشان خاطرى .... إحكى ... إحكى ...
- يا بت اهمدى ... هاحكيلك
- طيب هاسكت أهو .. إحكى بقى
- كانت أول سنة لية فى التدريس ... كنت بادرس لسه لسنة أولى إبتدائى وكانت بنت أخت عمك حسن تلميذة عندى فى الفصل وجه يوم ياخدها قبل الحصة الأخيرة ما تخلص
- ها وبعدين
- أول ما شوفته يا بت حسيت إن قلبى وقع فى رجليا وإنى فقدت النطق ... لقيت نفسى يا بت يا منى واقفة قدام رشدى أباظة
- مين ؟ رشدى أباظة ؟ عم حسن ؟ مش الشبه بعيد شوية يا ماما
- بس يابت .... أنا شفت عمك حسن شبه رشدى أباظة وخلاص وانا كنت باموت فى رشدى أباظة
- وبعدين عملتى إيه مع رشدى اباظة
- طردته
- نعم ؟ طردتيه ؟
- آه طردته منا ملقتش حاجة أقولها قمت طردته وقلت له يجيى بعد الحصة ما تخلص .... كنت عايزة اشوفه تانى
- دا انتوا مكنتوش سهلين بقا يا ماما ... طردتيه علشان يرجع تانى وتشوفيه... فكرة برضه
- تانى يوم رحت المدرسة لقيته واقف مستني قدام المدرسة ... عملت نفسى مش شايفاه ودخلت عالمدرسة على طول
- وبعدين
- وانا خارجة لقيته واقف عالباب .... برضه عملت نفسى مش شايفاه ومشيت
- وهو عمل إيه ؟
- فضل ماشى ورايا لغاية ما دخلت البيت ... وفضل يا عينى واقف قدام البيت يجيى نص ساعة عمال يبص عالشبابيك عايز يعرف أنا ساكنة فى أنهى شقة
- وانتى عرفتى منين ؟
- مانا كنت واقفة ببص عليه من ورا الشيش
- وبعدين عمل إيه عم رشدى أباظة ؟
- فضل كل يوم يستنى قدام المدرسة الصبح وآخر النهار ويمشى ورايا وانا مغلباه .... ساعات كنت اتعمد أعذبه علشان اعرف هيعمل إيه
- تعذبيه إزاى يعنى
- مرة فضل ماشى ورايا يجيى ساعة قمت دخلت محل قماش وفضلت اتفرج على كل القماش اللى عندهم . يجيى ساعتين كده وانا شايفاه من ورا إزاز الفترينة واقف يا عين امه فى الشارع مرفعش عينه عن باب المحل
- ومحاولش يكلمك بعد كده ؟
- ماهو لما حاول يكلمنى خد علقة محترمة
- ضربتيه ؟
- لأ ... كنت باشترى الخضار لأمى وحاول يكلمنى ... زعقتله .... قام الخضرى وصبيانه إتلموا عليه ضربوه علقة موت
- دا إنتى كنتى مفترية يا ماما ... وهو مكانش بيروح شغله وماشى وراكى ؟
- كان لسة متعين فى مصنع شبرا الخيمة وكان بيشتغل فى وردية بليل ... كان بيخلص ورديته ويجيى جرى عالمدرسة علشان يشوفنى من بعيد ويستنانى لما اخلص ويمشى ورايا
- ده عم حسن كان رومانسى بقى
- ولسة يا بت رومانسى ... عمك حسن ده أرق راجل فى الدنيا
- واتجوزتوا أزاى ؟
- لما تعب من المشى ورايا والعُلق اللى كان بياخدها بسببى جاب ابوه وامه وجم خطبونى واتجوزنا بعدها بيجيى سنة كدة
- يا ااه يا ماما دانتوا حكايتكوا حكاية ..... إمتى بقى أول مرة قالك بحبك
- بعد ما ضربتوا بالقلم
- ضربتيه بالقلم ؟
- أه ... كنا لسة مخطوبين ورحنا القناطر سوا مع أهلى وقمت أتمشى معاه شوية جه فى حتة فاضية وقام بايسنى قمت ضرباه بالقلم .... تانى يوم جه عندنا جايب لى ورد وهو بيديهولى قالى بحبك
- طب اعمل إيه علشان اخلى امجد يحبنى ؟
- متعمليش حاجة .... هوبيحبك بس مش عارف لسه
- طب اضربه بالقلم علشان يقولى بحبك .... نفسى اسمعها منه
- هتسمعيها بس إتقلى عليه شوية .... لما بتغيبى عنه شوية بيقى زى المجنون وبيبقى مش طايق نفسه .... فاكرة يا بت أول مرة جاتلك الدورة لما خليناكى فى شقتكم إسبوع مشافكيش
- أه فاكرة
- كان هيتجنن ... وكان صعبان عليا بس كنتوا عيال وقتها وخفنا عليكوا ... ولسة لغاية دلوقت لما يعدى يوم ميشوفكيش بيبقى زى المجنون ... عارفة يا منى لما كان بيرجع من المدرسة كل خميس ... مكانش ياكل ولا يشرب غير لما يشوفك
- طب اعمل إيه ؟.... أخليه يغير عليا ؟
- أوعى ..... أمجد طالع صعيدى زى أبوه ودول غيرتهم وحشة ... جننيه ....خليه يشوفك قدامه من غير ما يقرب منك ... وبلاش كل شوية أحضنى أحضنى دى
- بس أنا باحس بالأمان لما بيحضنى
- خليه هو اللى يبقى عايز يحضنك يا بت
- واخليه يبقى عايز يحضنى أزاى
- تعالى يا بت ... حواجبك مش مظبوطة ....... قدامى على الأوضة جوا
- مقولتليش أخليه يحضنى إزاى
- عيطى !
- نعم ؟ أعيط ؟
- آه عيطى .... بس من غير صوت ... خليه يشوف دمعتين بس نازلين من عينيكى الحلوة دى وهو هيحضنك من غير ما تطلبى .... و مش كل مرة كمان تسيبيه يحضنك .... أمجد نسخة من أبوه فى حنيته ومش هيستحمل يحس إنك زعلانة
- ياااه يا ماما دانتى طلعتى حكاية
- ماهو أنا كان نفسى فى بنت علشان اتكلم معاها زى ما بكلمك كده .... بس إتعوضت بيكى يا حبيبتى
- وانا باحبك قوى يا ماما
- بصى كده على عنيكى فى المراية
- إيه ده ؟ أول مرة أشوف عنيا حلوة كدة
- إحفظى بقى الرسمة دى ومتخليش أمجد يشوفك من غيركحل
- خدى حطى من الروج ده .... متكتريش ... إنتى شفايفك حلوة من غير حاجة بس أمجد بيحب اللون ده
- وعرفتى منين ؟
- أبوه بيحبه
- كده كل حاجة تمام .... خلى قلم الروج ده معاكى وحطى منه كل ماتيجى طالعة هنا ... بس أوعى أمجد يشوفك خارجة وانتى حاطة مكياج ... هيطين عيشتك أنا عارفة غيرة الصعايدة شكلها إيه ... يلا بقى نتصل بأمك تطلع تقعد معانا شوية زمانها هتتجنن عليكى بس أوعى تقوليلى يا ماما قدامها قبل ما تستأذنى منها ولو حسيتى بس إنها زعلانة متقوليلش يا ماما قدامها
- يوه يا منى إنتى بتستأذنى منى .... دى ليها فيكى أكتر منى
- أنا باحبكم إنتوا الأتنين وكل الناس ليها أم واحدة أنا ليا اتنين
- بس إيه الحلاوة اللى إنتى فيها دى يا بت صاحية فايقة وحاطة كحل وروج .... اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكيش وإنتى مستقتلة امبارح
- ماما حطتلى مكياج وعلمتنى أرسم عنيا بالكحل .... ده أنا نمت نوم يا ماما .... متهيألى البيجامات الرجالى مريحة فى النوم أكتر من بيجاماتى
- خلاص يا منى خدى البيجاما دى ليكى .... وكمان خدى المخدة اللى كنتى نايمة عليها طالما إستريحتى عليها
- لأ ميصحش يا أم أمجد ناخد بيجامة الجدع ومخدته كمان
- يعنى هو كان دافع فيهم حاجة ؟ أنا اللى مشترياهم واعمل إللى انا عايزاه ... هو أنا عندى أغلى من منى ومن راحتها .... تعالى يا منى عايزة أديكى حاجة قبل ما أنسى
- مالك يا بت إتكسفتى كده ليه ؟ ما انا كنت بنت زيك وقبل ما اتجوز ياما بليت كلوتات ومخدات وانا بافكر فى عمك حسن
- مكنتش فاكرة إنك خدتى بالك
- يا بت دا إنتى بنتى وبحس بيكى من غير ما أشوف حتى ... خدى البيجاما والمخدة علشان كل ما تشتاقى لأمجد يبقوا معاكى ... وخدى قلم الكحل ده كمان
- بس كده كتير يا أم أمجد .... مكياجك كمان ؟
- مفيش حاجة كتير على بنتى حبيبتى واللى هيا عايزاه تاخده من غير حتى ما تستأذن
- مالك يا واد ... بتبص للبت كده ليه ؟ أول مرة تشوفها ؟
- لأ شوفتها كتير ... بس مالها محلوة كدة ؟ مش دى اللى كانت بتموت إمبارح وخضتنا عليها
- بعد الشر عليها ... منى طول عمرها قمر
- والقمر ماسكة مخدتى ليه بقى؟
- أنا أديتهالها ... وكمان البيجاما اللى هيا لابساها بقت بتاعتها خلاص
- طب ما تديها أوضتى كلها وانام انا فى الشارع
- لو طلبت مش هتأخر وتنام إنتا مطرح ما تنام
- طب وعملتوا الغدا ولا قضيتوها رغى
- غدا إيه اللى نعمله ؟ أنا قلت لك هاعمل غدا ؟
- مش قلتيلى تعالى بدرى علشان عازمين طنط ريرى وقردة الجبلاية دى عالغدا
- أبوك هو اللى عازمهم .... هيجيب معاه كباب وهو جاى ... إنت فاكر منى هتبقى هنا واسيبها واقف فى المطبخ
- طيب .... ممكن تسمحيلى أدخل أوضتى دلوقتى يا جناب الليدى منى ولا ممنوع
- أدخل ....أنا شوية وهانزل أغير هدومى
- طب تعالى عايزك
- عاملة إيه دلوقتى يا منى ؟
- كويسة يا أمجد ... عايزة أحكيلك اللى حصل إمبارح
- إحكى لو مش هتتعبى
- إمبارح ممدوح فضل كل شوية يبص فى ساعته طول ما إحنا فى الكلية وبعدين قاللى يا بينا الحفلة زمانها هتبدأ .... مكانش عاجبه اللى انا لبساه وقالى تعالى إشتريلك فستان بدال البنطلون بس أنا مرضتش وهددته إنه لو أصر مش هاروح معاه ... أخدنى فى عربيته وروحنا فيلا بجنينة كبيرة قدامها غيطان كتير بس أنا من أول ما دخلنا من البوابة وأنا مش شايفة جو حفلة ولا غيره ولما سالته قالى الحفلة جوا الفيلا ... ساعتها قلقت أوى وقلتله روحنى .... قالى طيب نسلم عالناس واروحك .... مشيت معاه لغاية الباب ولما خبط لقيت واحد صاحبه زيه كده بالظبط فتح الباب وكان شكله مش مظبوط ... قلت لممدوح مش داخلة وهستناك فى العربية لقيت صاحبه هجم عليا عايز يدخلنى بالعافية وهو جه ورايا كتفنى عايز يشيلنى وصاحبه شد البلوزة فتحهالى ..... قمت ضاربة ممدوح زى ما علمتنى ورميته على صاحبه وطلعت أجرى لغاية ما وصلت الغيط اللى قدام الفيلا نزلت أجرى فيه علشان ميحصلونيش وطلعت الناحية التانية لقيت نفسى فى طريق تراب مشيت فيه لغاية ما وصلت الطريق اللى عليه الكشك رحت لقيت الست دى وطلبت منها أعمل مكالمة وكلمتك ... وانت عارف اللى حصل بعد كده
- طبعا متعرفيش توصلى للفيلا دى تانى ؟
- لأ معرفش
مرت عليهما لحظات حتى توقفت منى عن البكاء ورفعت راسها لأمجد الذى شعر لأول مرة فى حياته مع منى برغبة حقيقية فى تقبيلها وكادت تلك القبلة أن تتم لولا أن أمجد تذكر أمه الجالسة بالخارج وأنها بالتأكيد تتابعه الآن وربما تكون أم منى معها يقفان خلف الباب فابتعد سريعا عن منى
- فيه إيه يا أمجد
- مفيش حاجة .... بس إفتكرت حاجة كده عايز أسألك عليها ..... شنطتك اللى كانت معاكى إمبارح فين ؟
- يا نهار إسود ..... دى فى عربية ممدوح .... دى فيها بطاقتى وكارنيه الكلية كمان .... هاعمل إيه دلوقت
- ولا يهمك ... ممكن نعمل بدل فاقد للبطاقة والكارنيه متقلقيش
- والشنطة يا أمجد ؟ دى أكتر شنطة باحبها .... إللى إنت جبتهالى فى عيد ميلادى اللى فات
- يا بت ولا يهمك .... أجيبلك غيرها
- أمسحى وشك بقى وبطلى عياط .... أمى وامك مش لازم يعرفوا حاجة عن الموضوع ده
- حاضر ....
- وكمان علشان الكحل ميبوظش
- كحل ؟ إنت خايف عالكحل يا أمجد وسط الوضع الطين اللى أنا فيه ؟
- أه خايف عالكحل علشان العينين الحلوة دى مش لازم تعيط ..... وإسمه الوضع الطين اللى احنا فيه .... مش احنا واحد يا هبلة
- لأ متخافش عالكحل يا خويا .... ده نوع غالى ومبيبوظش من الدموع .... ياللا بينا بقى نخرج علشان إتأخرنا عليهم
لتنتحى أم أمجد بمنى جانبا
- إنزلى غيرى هدومك يا منى ... إلبسى فستانك الأسود اللى فيه ورد صغير روز ده .... مكسم عليكى وبيبين جمال جسمك .... أمك هتستنى معايا هنا ..... لو مكياجك إتلخبط وانتى بتلبسى صلحيه قبل ما تطلعى .... عايزة الواد الحمار ده يتهبل عليكى النهاردة
- حاضر يا ماما
- وشوفى خلخال من الرفيعين اللى امك بتلبسهم إلبسيه
- بس الخلخال ده موضة قديمة قوى
- بطلى هبل يا بت ..... النسوان اللى رجليهم وحشة هما بس اللى بيقولوا كده مش إنتى
- حاضر
- شوفت يا أمجد البت قمر إزاى حتى وهيا لابسة بيجامة رجالى
- أه يا ماما شوفت .... طيب دلوقتى هما كانوا 3 بيجامات اللى حيلتى .... واحدة بلبسها وواحدة فى الغسيل وواحدة إحتياطى لو إحتجت أغير لأى سبب ..... أعمل إيه أنا دلوقتى لو البيجاما اللى انا لابسها إتدلق عليها أى حاجة مثلا
- مش مهم .... هبقى أديقلك بيجاما من بيجامات ابوك القديمة
- بيجامات ابويا القديمة .... ماشى يا حضرة الناظرة
- شايف يا حمار البت .... ده كفاية جمال رجليها ما بالك بقى بأن كلها زى القمر وانت تقولى زى اختى وأخلاقى متسمحليش يا حمار
ويجتمع الجميع حول وجبة الكباب التى وزعتها الأم فى أطباق وينتهى الجميع من تناول طعامهم ليفاجأ بأخيه الذى يصغره بعامين فقط يهمس فى أذنه " يا بختك يا أمجد بت حكاية ورجليها تهبل"
ليزغده فى جنبه قائلا فى نفسه "حتى العيل الصغير عنده نفس عقدة الرجلين"
ويجتمع الجميع مرة ثانية حول أكواب الشاى والحلويات بعد الغداء ويختلس أمجد النظر لساقى منى ليجد نفسه يسرح فى مدى جمالهما و تناسقهما ليجد عضوه ينتصب للمرة الثانية على منى فيصرف تفكيره بعيدا حتى لا يحرج فى وجود هذا التجمع لكن نظرته جهة أبيه تخبره بأن أباه قد لاحظ ما يحاول إخفاؤه فيشعر بحرج شديد يفيق منه على صوت أم منى
- صحيح يا منى نسيت أقولك .... فيه واحد زميلك أسمه ممدوح أتصل بيكى الصبح وعايزك تتصلى بيه ضرورى .... بيقول فيه ورق مهم ليكى فى الكلية معاه وعايزك تاخديه منه
- إيه حكاية الورق المهم اللى مع ممدوح ده ؟
- معرفش .... ورق إيه اللى هيكون واخده من الكلية
- طيب متقلقيش .... يمكن عايز يرجعلك شنطتك
- مش عارفة .... لما انزل هاتصل بيه واشوف إيه الحكاية
- تنزلى مين .... أنتى هتتصلى بيه دلوقتى وانا معاكى ... مش هاقدراصبر
- ألو ... أنا منى .... ورق إيه اللى يخصنى معاك
- إتأخرتى كده ليه يا شرموطة دا انا كنت هاجيلك البيت
- إحترم نفسك ومتخلنيش أشتمك ... إنت لسة ليك عين تكلمنى
- ده أنا لسه هاكلمك واكلمك واكلمك لسة الماتش مخلصش يا لبوة
- هاتنطق ولا أقفل السكة يا حيوان
- حيوان ؟؟ طيب شوفى بقى يا بنت الناس ... جواباتك اللى كنتى بتبعتيهالى وصورك اللى متصوراها معايا عندى لسة .... بكرة التلات....قبل يوم التلات اللى بعده زى الشاطرة كده تجيبيلى ألفين جنيه وتاخديهم ....أو يوم الجمعة اللى بعدها هاكون عند ابوكى فى بورسعيد أديهمله وبرضه هاخد منه ألفين جنيه
- إنت بتقول إيه يا واطى ... ده ذنبى إنى كنت واثقة فيك ؟
- بطلى قلة أدب يا شرموطة واسمعى الكلام للآخر .... لو عايزة تاخدى الصور والجوابات ممكن تاخديهم من غير فلوس ..... لكن ............. تيجى تاخديهم من عندى هنا .... من الشقة
- وانا هاجبلك الفين جنيه منين يا ممدوح ؟ خلى عندك شوية رجولة ورجعلى حاجاتى
- رجولة مين يا قطة ؟ لو معكيش الألفين جنيه عندك الحل التانى .... قدامك أهو إسبوع تتصرفى فيه ده آخر كلام عندى سلام
- جوابات وصور إيه يا منى اللى مع ممدوح ؟
- جوابات كنت بابعتهاله وصور إتصورتها معاه لما عزمنى فى المطعم أول يوم فى الكلية
- وكنتى كاتباله إيه فى الجوابات دى؟
- كلام حب وكده يا أمجد
- والصور ؟ كانت صور عادية ولا فيها حاجة ؟
- لأ كنت لازقة فيه وحاطط إيده على كتفى وكده
- يخربيت غبائك يا منى .... مقولتليش ليه عالجوابات دى قبل كده ؟
- خفت أقلك علشان كنت هتزعقلى وتمنعنى
- يعنى أعمل فيكى إيه دلوقتى ؟ أخنقك واخلص منك ؟
- إعمل اللى إنت عايزه ومش هزعل .... إضربنى ...إخنقنى.... أنا استاهل ..... أنا غبية إنى مسمعتش كلامك من الأول .... بس ابويا مينفعش يشوف الصور والجوابات دى يا أمجد
- خلاص متعيطيش ... أنا هاتصرف
- هتتصرف إزاى يا أمجد ؟
- معرفش لسة .... لكن لسة قدامنا إسبوع وأكيد هلاقى حل
- بجد يا أمجد هتتصرف ؟... يعنى إنت مش زعلان ؟
- مش زعلان ؟ انا نفسى دلوقتى أضربك بالجزمة ... نخلص بس من المصيبة دى واحاسبك
- طب أمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى علشان نخرج نقعد معاهم فين المنديل اللى إديتهولك؟
- تحت فى جيب البيجاما
- خدتى بيجامتى ومخدتى وهتخلصى مناديلى .... مش فاضل غير اللباس اللى لابسه تاخديه كمان
هبطت منى وأمها بعد إنتهاء جلستهم مع أسرة أمجد وأم منى مرتبكة بسبب ما أسرته لها أم أمجد ومنى سعيدة بموقف أمجد منها لتدخل كل منهم غرفتها وتغلقها عليها حتى أرخى الليل سدوله على الشارع بأكمله وهدأت الحركة بالعمارة التى يقطنونها وذهبت منى فى نوم عميق عكس توقعها لكنها قبل أن تذهب لنومها خلعت عن نفسها كل ما ترتديه وأرتدت بيجامة أمجد على اللحم واحتضنت وسادته لتذهب فى نوم هادئ مستريحة وحتى لم تحمل هم التفكير في تهديد ممدوح فمن داخلها يقين بأن فارسها سينقذها كوعده لها فهو منذ بداية نشأتهم لم يخلف يوما وعدا وعدها إياه
بمجرد تعانق عقربى الساعة عند الثانية عشر تسللت أم منى على أطراف أصابعها وأغلقت خلفها باب شقتها بهدوء شديد وتسلقت السلم حتى دلفت من باب السطح الذى وجدته مفتوحا فأغلقته خلفها بإحكام وتوجهت فى ضوء القمر للبرجولة حيث كان أمجد يقف داخلها منتظرا وصولها بعد أن أعد البرجولة وفرش على أرضها بساط صوفى ثقيل ورص الوسائد الموجودة على الكراسى فوقه ليصنع فراش ليلتهم الجنسية الثانية بالبرجولة ليتلقفها بين يديه مستقبلا إياها بقبلة شهوانية إمتص فيها شفتاها ولسانها حتى شعرت أن لسانها يكاد ينخلع من مكانه فأرخت جسدها مستسلمة للمسات أمجد الخبيرة بكل موضع فى جسدها وهو يفتح أزرار عباءتها ويزيحها عن صدرها مستمتعا على ضوء القمر الواصل للبرجولة يضيئها بنور حالم بمنظر جسدها وثدييها اللذان لم ينل من جمالهما سنها فظلا متماسكين غير متهدلين فيقبل رقبتها ويهبط بشفتيه بينهما بينما تعتصرهما أصابعه ليلتقم حلمتها اليسرى بين شفتيه بينما تداعب أصابع يده اليسرى حلمتها اليمنى ويمرر أطراف أصابع يده اليممنى على بطنها حتى يصل لعانتها وقمة كسها المنتفخ فيمررها مرات ومرات قبل أن تتسلل للأسفل لتمس زنبورها الذى اندفعت إليه دمائها لينتفخ فيفركه بين أصابعه قبل انا تصل لكسها الذى بدأ فى الإبتلال ليأخذ من مائها ويرفع أصابعه أمام عينيها يمتصها فى تلذذ ويعيدها إلى كسها فيزداد إرتخاء جسدها ولا تقدر ساقيها على حملها فتجلس أرضا ويسندها بيده حتى يريح ظهرها على جانب البرجولة فتثنى ركبتيها وتفتح له فخذيها ليمارس عادته المحببة إليها فى لعق كسها وفرك شاربه الثقيل عليه فتنتفض بعد دقائق معدودات وهى تكتم صوتها بيديها معلنة وصولها للذروة الأولى فى ليلتها وهى تعلم أنها لن تكون الأخيرة فهى تعرف أنها ستقذف وتقذف حتى تنهك قواها
جذبها أمجد لتنام أرضا وجعل عبائتها تحتها كالملائة ورفع ساقيها التى زينهما خلخالان رفيعان فهى تعرف قيمة جمال سيقانها وتعرف حب أمجد لهما ليبدأ فى تقبيل كاحليها متجها بشفتيه ناحية هاتيك السمانتان المخروطيتان الطريتان وعندها يجد أمجد صورة ساقى منى التى تزيد جمالا عن ساقى أمها تقفز لخياله وتزيد من شبقه فيقبلهما بجنون حتى يصل لباطن فخذيها لتنتابه حالة من الجنون الشديد فينهال عليهما لعقا وتقبيلا ويعضهما عضات خفيفة ويشفط لحمهما اللدن بفمه تاركا علامات قبلات شبقه عليها ثم يرفع ساقيها بشدة حتى أن ردفيها أرتفعا عن الأرض ويغرس زبره فجأة فى كسها فتخرج منها آهة عالية فشلت فى كتمها فيضغط ساقيها بكل ثقله حتى تلامسا بطنها ويضع فمه على فمها يكتم آهاتها المتتالية ويبدأ فى إدخال زبره وإخراجه بسرعة حتى خيل إليها أن صوت إرتطام لحمه بلحمها أصبح مسموعا فى كل أنحاء الشارع وتقذف قذفتها الثانية والثالثة وهو مستمر فى هذا الجنون الذى إنتابه حتى يخرج من حنجرته صوت خوار عميق ويضغط زبره بشدة داخلها حتى أنها باتت تتنفس بصعوبة وينفجر من زبره شلال منى غزير يملأ جوف كسها وتهمد حركته فوقها وهو ينهج بشدة وقد تغطى جسده بعرق غزير ويبقى كما هو لدقائق حتى تهدا فورة قذفه ليلقى بنفسه جوارها وتنزل هى ساقيها وقد شعرت بإنهاك شديد فلأول مرة منذ بدأت علاقتها به ينيكها بكل تلك القوة والعنف فتضع رأسها على صدره وتمسد له بطنه حتى عانته حتى يهدأ تماما
- مالك النهاردة يا أمجد .... هيجانك مش عادى النهاردة
- مش عارف يا ريرى .... هايج هيجان مش طبيعى ومش لاقيله سبب
- بس أنا عارفة يا روح ريرى السبب
- عارفة ؟ عارفة إيه ؟
- عارفة سبب هيجانك ده
- وإيه السبب
- منى يا أمجد .... منى سبب هيجانك ده
- لأ يا ريرى مش منى .... أنا عمرى ما هجت على منى
- النهاردة هجت عليها يا أمجد .... أنا خدت بالى من بصتك على جسمها النهاردة .... إنت عارف أمك كانت بتكلمنى فى إيه ؟
- فى إيه؟
- كانت بتكلمنى تخطبلك منى
- وإنتى قولتليها إيه .... أوعى تكونى وافقتى
- لأ وافقت يا أمجد .... قلت لها إنى موافقة بس علقت موافقتى على موافقتها وموافقة أبوها
- إنتى إتجننتى يا ريرى ؟ إزاى توافقى على حاجة زى دى
- بص يا أمجد .... إنت ومنى أغلى اتنين عندى فى الدنيا .... وسعادة منى عندى أهم ألف مرة من سعادتى .... وإذا كانت سعادة منى معناها أقطع علاقتى بيك مش هاتردد ثانية واحدة
- بس أنا ومنى عمرنا ما فكرنا فى بعض كزوجين يا ريرى .... طول عمرنا واحنا اصحاب وأكتر إتنين بيفهموا بعض وبس
- بس إنتوا بتحبوا بعض يا أمجد
- بنحب بعض لكن مش بالطريقة دى .... حبى لمنى وحبها ليا مختلف عن حب إتنين ممكن يتجوزوا
- لأ بتحبوا بعض يا أمجد بس يمكن لسة معرفتوش .... مافيش حد هيسعد منى غيرك ومافيش واحدة هتسعدك غير منى
- إنتى بتقولى إيه ؟ يعنى الدنيا كلها شايفة حاجة عكس أصحاب الموضوع نفسهم ما شايفينها
- لإنكوا لسة صغيرين ومش قادرين تحددوا مشاعركم لغاية دلوقتى
- معنى كده إنك هتقطعى علاقتك بيا ؟
- لأ يا أمجد مش هاقطع علاقتى بيك غير لو اتجوزتوا ...... ده لو قدرت .... ساعتها هتبقى قدامى ليل ونهار ويمكن مقدرش امنع نفسى
- أنا مش عارف إنتى بتفكرى إزاى يا ريرى .... انا مقدرش استغنى عنك
- يا واد متبقاش عبيط .... منى هتسعدك أكتر منى .... بنتى وانا عارفاها
- طيب إنسى الموضوع ده دلوقتى وخلى الأيام هى اللى تحدد اللى هيحصل
الجزء الخامس
مقدمة
تساءل بعض السادة القراء عن سبب تأخرى أحيانا فى نشر بعض الأجزاء فأحببت أن أوضح لحضراتهم ( ولهم طبعا كل الإعتذار ) بأن نشر الأجزاء بالنسبة لقصص الباشا يتوقف على حالته ورغبته ووقته و تأثيرالحكى على حالته المزاجية
فى هذا الجزء بالذات وضح التأثر على وجه الباشا اثناء حكيه وصل لدرجة البكاء الحقيقى
فهذا الجزء يحكى عن لحظات مفصلية فى حياته وتحول جوهرى بشخصيته تحول فيه من " طالب مقاتل أمجد حسن" إلى "الطالب امجد حسن طالب الهندسة بجامعة ************ "
فى هذا الجزء ستقرأون كيف وضعته حبيبة عمره فى مواجهة نفسه فى لحظة مفصلية كاشفة يكتشف فيها ضعفه وزيف شعوره بالقوة
واعتذر للسادة القراء عن قلة المادة الجنسية بهذا الجزء فذكريات الباشا عن تلك الأيام الستة فى حياته لم يكن بها أى ممارسات جنسية لكنها كانت أيام ستة مشحونة بالمشاعر لا يصح أن نذهب بذهن القارئ بعيدا عنها عل بعض القراء تصل إليهم صورة من مشاعره أو عل شعوره ينتقل إليهم
كما أعتذر لبعض السادة القراء من أصحاب الميول الجنسية المختلفة عما قد يكون إساءة لهم ذكرت فى هذا الجزء فأنا فقط ناقل لحكى الباشا بألفاظه وكلماته وتعبيراته
وأخيرا اعتذر للسادة القراء عن طول هذا الجزء خاصة وأن كل كلمة كتبت فيه تحمل أهمية لفهم شخصية الباشا ولم أستطع إختصار أى كلمة منه لإن كل كلمة كتبت هى أساس لفهم أحاث قادمة
والآن لنعد لإستكمال قصتنا
......................................................................................................
ترك أمجد البرجولة بعد إنصراف أم منى بساعة كاملة إستلقى فيها مفكرا فى كل ما حدث اليوم وكيف تحولت تلك الصغيرة فى عينيه لأمراة كبيره مثيرة شهية لكنه لا يزال يراها مجرد صديقة عمر ورفيقة روح قادرة على قراءة أفكاره ولم يفكر بها أبدا كأنثى يشتهيها رغم إستثارته أمس تلك المرات الثلاث وإنتصاب عضوه عليها لكنها لا تزال فى نظره أعز الأصدقاء وعلل لنفسه ما حدث من إثارته بالأمس أنه يرى فيها أمها التى تمثل له الأنثى الكاملة التى لا يرغب فى إستبدالها بأخرى طوال حياته
تسلل أمجد لشقته قبل أن يدب فيها النشاط وغسل عن جسده آثار موقعته الليلية مع عشيقته الشبقة وتمدد على فراشه لا يشغل باله إلا التفكير فى تلك المصيبة التى أوقعت منى فيها نفسها واستبعد كل الحلول التقليدية التى إعتاد الناس اللجوء إليها فى مثل تلك الأحوال فهى لن تصلح مع من هو مثل ممدوح حتى أخرجه من تفكيره صوت دقات أمه على باب غرفته قبل أن تفتحه حاملة بيدها التليفون لتخبره بأن منى على الطرف الآخر
- صباح الخير يا قردة .... صاحية بدرى كدة ليه
- مش إحنا متفقين نفطر سوا قبل ما نروح الجامعة
- نِروح مين يا حمارة إنتى .... إنتى مش هتروحى كليتك غير لما نلاقى حل للمصيبة اللى إحنا فيها
- يعنى مش هتفطر معايا ؟ أنا حضرتلك الفطار .... طيب أطلع عندك نفطر سوا
- مينفعش .... أبويا وامى واخواتى نازلين ومينفعش نستنى فى الشقة لوحدنا
- طيب إنزل نفطر فى شقتنا
- أمك صحيت ؟
- لأ لسة .... حتى دخلت عليها لقيتها نايمة مقتولة وشكلها مش هتصحى قبل الضهر
- يبقى مينفعش أنزل عندكم .... وكمان نسيتى برج المراقبة اللى ساكن قصادكم
- يعنى ارمى السندوتشات اللى عملتها دلوقتى ولا اعمل إيه .... أقولك نطلع نفطر عالسطح فى البرجولة
- ماشى .... وهأقول لأمى علشان تبقى عارفة ومتعمليش حكاية لو عرفت
- ماشى ... نص ساعة واكون فوق
- نص ساعة ليه ؟ إنتى مش بتقولى إنك مجهزة الفطار
- على ما أغير هدومى يا ذكى ... ولا عايزنى أطلعلك بقميص النوم ؟
- لا أبوس إيدك ... غيرى براحتك ... وانتى كنتى هتفطرينى بقميص النوم ؟
- يا قليل الأدب ده قميص نوم مقفول باكمام طويلة
- وكنتى هتروحى الجامعة بقميص النوم
- إيه خفة الدم دى ... كنت هاغيره لغاية ماتنزل ... إقفل بقى متعطلنيش
كانت منى تحمل صينية الإفطار وتصعد السلم عندما وجدت باب شقة أمجد مفتوحا وأمه تقف أمامه مستعدة للذهاب لعملها
- تعالى يا بت يا منى ادخلى عايزاكى
- أمجد مستنينى نفطر سوا يا ماما ... مش عايزة أتأخر عليه
- أنا عايزاكى تتأخرى عليه... خشى يا بت
- حلو كده يا منى ..... متخليهوش يشوفك غير كده
- الكحل مظبوط يا ماما ؟
- مظبوط ومع الوقت إيدك هتتظبط أكتر ..... لفى كده ورينى هدومك
- حلو الفستان ... تبقى تطلعيلى لما ارجع أضيق لك وسطه شوية كمان ... بس إيه الجزمة اللى لابساها دى ؟ معندكيش جزمة بكعب رفيع ؟
- لأ مبعرفش أمشى فيهم
- هاشتريلك واحدة وانا راجعة من المدرسة ... الكعب الرفيع هيبين جمال رجليكى أكتر ... ومش هتنزلى من عندى غير لما تتعودى تمشى بيها
- مش عارفة أقولك أيه يا ماما .... أمى نفسها مبتعملش اللى بتعمليه معايا ده
- علشان امك خايبة ....إسمعى .... أنا طلبتك من أمك امبارح علشان نخطبك لأمجد
- يا بت هتوقعينى .... بطلى بوس فيا الروج اللى إنتى حطاه هيبوظ
- مش مصدقة يا ماما إنى هبقى مرات أمجد
- إسمعى بقى اللى هأقولهولك وركزى فيه كويس .... أمك هتسألك النهاردة تاخد رأيك .... أوعى تتنيلى وتقوليلها موافقة
- نعم ؟ مقولهاش موافقة ؟ إزاى يعنى ؟
- أه متقوليلهاش موافقة .... قوليلها إدينى فرصة أفكر وباعتبر أمجد زى اخويا ومبفكرش دلوقتى ولسة بدرى والحاجات دى
- ليه ؟
- علشان ميحسش إنك مدلوقة عليه يا خايبة .... لازم يحفى وراكى لغاية ما توافقى علشان يعرف قيمتك
- طب إفرضى إنه افتكر إنى رفضاه
- مش هيفتكر ... حتى لو افتكر كده يبقى احسن علشان يقطع نفسه عليكى لغاية ما توافقى
- بس كده هيضيع علينا وقت كتير
- أهو أنا مش خايفة غير من لهفتك ودلقتك عليه دى اللى هتبوظ الدنيا ...هو انتوا دخلتكم كانت الإسبوع الجاى خلاص وإتأجلت يا بت .... لسة أمجد قدامه خمس سنين كلية وسنة ونص جيش لو مكانوش تلاتة قبل ما يلاقى شغل ويشتغل .... الوقت ده لازم أمجد يتعذب فيه شوية علشان يشيلك بعد كده فى عنيه
- مش سهلة إنتى برضوا يا ماما
- دلوقتى خدى الفطار وأطلعيله .... ومتخليهوش يلمس حتى طراطيف صوابعك ... هو من امبارح وهو بيبصلك هايكلك بعنيه ... فهمانى ولا مش فاهمة عايزة أقول إيه ؟
- لأ مش فاهمة بالتحديد عايزة تقولى إيه
- يخربيت سذاجتك عالصبح يا منى ... إطلعى فطريه ومتخليهوش يلمسك وخلاص ... وإتقلى كده متبقيش خفيفة
- حاضر
كانت المرة الأولى التى يرى فيها منى بهذا الجمال بعينيها المرسومتين وشفتيها المصبوغتان بروج خفيف عشق لونه عليها وهذا الفستان الزهرى الفاتح الذى يضيق على صدرها حتى خصرها ثم يتسع ليحتوى حوضها وينسدل ليغطى حتى منتصف ركبتيها وصدره المفتوح قليلا يكشف نحرها والجزء العلوى من الشق بين ثدييها وتلك الساقان التى تفوق جمال ساقى أمها يزينها خلخال ذهبى رقيق يحيط بكاحلها الأيمن يبرز جمال هذا الكاحل وتلك الساقان
لم يستطع أمجد التحرك من مكانه وظل واقفا بجفن لايرمش حتى وصلت إليه وظلت واقفة أمامه تحمل صينية الأفطار
تركته منى يتأملها قليلا وهى تستعيد نصائح أمه إليها قبل أن تفيقه من سكرته
- هوووه ... إيه يا هندسة هتسيبنى واقفة شايلة الصنية كده
- ما تقعدى .... هاتفطرى وانتى واقفة كده
- أقعد ؟ صحيح ما إنتا جاى من معسكر جيش ... يا باشمهندس المفروض إن الجنتلمان لما يكون هيقعد مع واحدة ست بيسحب لها الكرسى اللى هتقعد عليه ... طبعا معلموكوش دى فى المدرسة العسكرية
- ومن إمتى ده بقى ؟ بعدين إنتى بالنسبة لى مش واحدة ست ... إنتى بالنسبة لى واحد صاحبى
- لا يا شيخ ؟.... ووبالنسبة لعنيك اللى هتنط من وشك وتلزق فى صدر الفستان دى تبقى أيه ؟ و دى بصة بتبصها برضه لرجلين اصحابك ؟
سحب امجد الكرسى لمنى لتجلس ويرتفع فستانها قليلا ليكشف جزء صغير من فخذيها أعلى ركبتيها ليسحب أمجد نفسا عميقا يكتمه فى صدره محاولا التحكم فى مشاعره حتى لاتفضحه وإن كان يعلم يقينا أن منى شعرت بالحريق الذى إشتعل فى صدره من تأثير الجمال الذى يراه .
فتلك الصغيرة حرفيا تقرأ أفكاره مثلما يقرأ هو أفكارها
تلافى أمجد النظر تجاه منى حتى لا يزيد حريقه إشتعالا ومد يده يلتقط أحد السندويتشات ويبدأ فى قضمه بينما يلتقط كوب الشاى بالحليب وهو يشعر بنظرات منى مصوبة إليه تخترق عقله لتقرأ ما يدور فيه وبعد لحظات صمت نطق أمجد
- هو الشاى ده بارد ليه ؟ طبعا عملتى الشاى وعلى ما لبستى كان برد
- الشاى مش بارد يا أمجد ... إنت بس اللى سخن زيادة شوية النهاردة
- سخن؟ ....سخن إزاى يعنى ؟ .....أنا .....لا سخن ولا حاجة أنا عادى
- خلاص يا سيدى ولا تزعل نفسك ... إنت مش سخن ... إنت بارد
- يا بت بطلى طولة لسانك دى ... إنتى عملالى فطار ومش قادرة تكملى جميلك وتتكلمى من غير طولة لسان لغاية ما أخلصه
- يعنى مش فاهمة اقولك إيه يا أمجد بجد ... فهمنى دلوقت إنتا سخن ..... ولا .... إنتا بارد؟
- وإنتى بقى كنتى ناوية تروحى الكلية بالمنظر ده ؟
- لأطبعا مكنتش هاروح الجامعة كدة .... أنا قلت طالما أنا قاعدة فى البيت يبقى أدلع نفسى شوية وأحط مكياج والبس الفستان الجديد وأهو بالمرة آخد رأيك فيه .... إيه رأيك فى الفستاااان و المكيااااج
- مكياجك حلو أوى ... إنتى اصلا مش محتاجة مكياج
- طب والفستاااان
- الفستان ؟ الفستان ده مخليكى .... مخليكى
- هاااا .... مخلينى إيه ؟
- مش مخليكى حاجة .... يالا بينا ننزل
- مش هتكمل فطارك ؟
- شبعت خلاص ... إنتى قابلتى أمى النهاردة ؟
- لأ هاقابلها فين ؟
- أصل إنتى متعرفيش تتصرفى كده من من نفسك .... دى حركات أمى ... أنا عارف مش هيهدالها بال غير لما تنفذ اللى فى دماغها .... يالا ننزل علشان الحق أروح الكلية
- إنزل إنت ... أنا هاستنى شوية هنا ... الجو حلو النهاردة
- أمجد
- نعم ... عايزة إيه من زفت أمجد
- مش انا كنت قلت لك تحلق شنبك علشان وحش
- آه إتهببتى قلتى ... ومش هاحلقه
- أوعى تحلقه .... أصله مخليك شبه رشدى أباظة
- رشدى أباظة ؟ ....هى امى ...... طالما فيها رشدى أباظة تبقى امى
- يخليكى ليا يا ماما .... الواد إتهبل وبيكلم نفسه
...................................................................................................
إنطلق أمجد فى طريقه بعد أن التقط كشكول محاضراته من شقته وقابل سميرة منتظرة عند مدخل عمارتها لينطلقا سويا ويستقلا الأتوبيس كما فعلا بالأمس لكن تلك المرة جد جديد أثناء رحلة الأتوبيس حينما أضطر سائقه للإنحراف بشدة لتفادى إحدى السيارات التى توقفت فى طريقه فجأة ليميل الأتوبيس بشدة ويفقد الواقفون توازنهم ويميلون معه ويسقط بعضهم على بعض إلا أمجد الذى لم يتحرك من مكانه ولم يختل توازنه ليندفع جسد سميرة بالكامل فى حضن أمجد الواقف خلفها ويتلامس كامل جسدها من الخلف مع كامل جسده من الأمام ويشعر بجسدها ينضغط بشدة على جسده ويشعر بحرارة جسدها تكاد تخترق ملابسه وتمر لحظات حتى تستعيد سميرة توازنها وتعدل من وقفتها لتهمس له بصوت متقطع
- آسفة معرفتش أمسك نفسى
- أنا اللى آسف مكنش ينفع أسيبك تقعى فسندتك بالطريقة دى
وصل أمجد وسميرة للنقطة التى يلتقون فيها مع باقى شلتهم لكن لم ينطق أحدهم بكلمة منذ حادثة الأتوبيس وحتى التقوا مع شلتهم وتركهم أمجد كعادته ليسبقهم للمدرج ولم تتبعه سميرة ذلك اليوم فقد كان بداخلها شيئا ما ينذرها بالإبتعاد عن أمجد حتى تهدأ تلك الحرارة التى تجتاحها أو تجد لها تفسيرا
عندما تجمع شمل شلة الجميلات مع أدهم واتخذ كل منهم مكانه قبل المحاضرة لم ترد سميرة تغيير جلستها بجوار أمجد حتى لا يلفت ذلك نظر باقى صديقاتها وببداية المحاضرة وجدت فخذها وكأنها فقدت التحكم به يتسلل ليلتصق بفخذه وحاولت مرارا أن تبعده لكنه كان فى كل مرة يخذلها ليعود لتستمر حرارة جسدها مشتعلة كان تشعر بشعور ممتع لا تستطيع مقاومته رغم خوفها منه ولم تعى شيئا مما قيل فى المحاضرة وعندما دخلت الحمام كعادتها بعد كل محاضرة فوجئت بهذا السائل اللزج يغرق كسها صانعا خيوطا ممتدة ما بين كسها وكلوتها الذى ترتديه ولم تكن تعرف هذا السائل من قبل فهى متأكدة بأنها بالتأكيد لم تأت بشهوتها التى لم تعاينها إلا أثناء نومها ولم تكن تدرى بأن هناك سوائل أخرى تخرج من المرأة غير سائل القذف
كانت سميرة ساذجة جنسيا ولم تحدثها أمها أو أى من نساء عائلتها عن أى شئ بخصوص الجنس فهم كانوا يرونها صغيرة لا يصح حتى الحديث أمامها عن مثل تلك الأشياء حتى لا تنفتح أعينها على أشياء يرون أنه من العيب أن تعرفها البنت قبل الزواج
لم يتأثر أمجد بتلك الملامسات ولم يشعرمن الأساس بأى أمر غير طبيعى فعلاقته الجنسية مع أم منى لم تكن لتترك الفرصة لتلامس بسيط مثل هذا أن يثيره أو يلفت حتى نظره فتركيزه الشديد فى المحاضرة علاوة على إنشغال ذهنه بمنى ومشكلتها مع ممدوح جعلاه بعيدا عن أن يلاحظ إلتصاق فخذ سميرة بفخذه أو أن يراه أمر غير طبيعى
عادت سميرة وباقى صديقاتها للمدرج وفوجئ أمجد بسميرة تلملم أغراضها وتعتذر منهم عن إكمال اليوم وأنها لابد ان تعود للمنزل لشعورها بتعب مفاجئ فعرض عليها أن يترك المحاضرات ليوصلها لكنها رفضت بشدة وبمجرد إنصرافها تجمعت روؤس الفتيات الأربع يتهامسن ويضحكن بصوت مكتوم وبعدما انتهوا من نميمتهم القصيرة سالهم أمجد عن سر التعب المفاجئ الذى اصاب سميرة
- هى سميرة مالها ؟
- تعبت فجأة وكان لازم تروح
- تعبت إزاى يعنى ؟ ماهى كانت كويسة
- جرى أيه يا أمجد ؟ تعبِت ... التعب اللى بيجى للبنات كل شهر ... متعرفهوش
لم تكن الفتيات يعلمن حقيقة ما حدث لسميرة لكنهن خمن السبب الأقرب لذهنهن ولم يكن ليخطر ببال إحداهن السبب الحقيقى لعودة سميرة لبيتها فى هذا الوقت ولم يكنّ يتوقعن أن سميرة كانت مستثارة وخائفة من تلك الإثارة التى اجتاحت جسدها
ساذجة كانت سميرة وكانوا سذج صديقاتها
....................................................................................................
عاد أمجد لشقته وهو يتوقع أن يجد منى مع أمه لكنه وجد أمه منهمكة فى المطبخ فحياها ودخل لغرفته ليغيرملابسه ويرقد ولا يزال حل مشكلة منى مع ممدوح يشغل باله ولكن كان يشغل باله أيضا صورة منى الجميلة المثيرة التى كانت معه صباح اليوم
إنه يفتقدها الآن كما لم يفتقدها من قبل .... تلح عليه صورتها دائما تقطع حبل أفكاره .... تلك الأفكار التى تتمحور حول حل مشكلتها تعيقها صورتها فيحدث نفسه وهو يهز رأسه
- يخربيت أهلك يا منى مش عارف افكر فى حل لمشكلتك بسببك .... يا ترى إيه غيرك كده يا بنت اللذينة انتِ
- أمجد عايزك بعد الغدا فى موضوع مهم
- حاضر يا بابا
- فيه حاجة يا أمجد؟ شكلك قلقان
- لا يا ماما مفيش حاجة .... هى منى مطلعتش النهاردة ؟... كنت متوقع إنى هاجى ألاقيها معاكى
- لا يا حبيبى مطلعتش ... ومعتقدش إنها ممكن تطلع النهاردة
- ليه هى عيانة ولا حاجة ؟ كانت كويسة الصبح
- لأ مش عيانة
- طب فيه إيه ؟
- ماتبقى تتصل بيها تسألها يا أمجد ... بتسألنى أنا ليه
- آسف يا ماما ... كنت فاكرك عارفة حاجة
- حتى لو اعرف حاجة مش هاقولك ... عندك صاحبة الشأن إسألها
- أوضة الصالون ..... يبقى فيه أمر خطير أبويا وأمى عايزين يكلمونى فيه .... يا ترى فيه إيه
- بص يا أمجد ... أمك طلبت إيد منى ليك إمبارح من أمها .... أمها وافقت بس علقت موافقتها على موافقة البنت ....لو البنت وافقت هاخدك ونسافر بورسعيد نطلب إيدها رسمى من أبوها
- مش كان واجب برضه يا بابا تاخدوا رأيى قبل ما تاخدوا خطوة زى دى
- وانت هتلاقى زى منى فين يا أمجد .... بت زى القمر ومتربية وعارفين أصلها وفصلها ... أى شاب فى الدنيا يتمناها ... ده أنا وانا باحميها أول إمبارح البت مافيش فى جسمها غلطة وجسمها بيضوى كده ..... زى الفل
- يا ماما كل اللى بتقوليه ده على عينى وراسى بس لسة بدرى على إنى آخد خطوة زى دى فى حياتى .... أنا لسة قدامى خمس سنين دراسة وسنة ونص جيش ولو إتجندت ظابط هافضل فى الجيش 3 سنين يعنى قدامى عالأقل 7 سنين على ما أفكر اتجوز وبعدين أنا باحب منى آه بس زى أختى وعمرى ما فكرت فيها كزوجة
- يابنى هو انا باقولك إتجوز .... إحنا بس هنخطبها وبعد ما تخلص دراسة وجيش تبقوا تتجوزوا
- طب نستعجل ليه يا بابا .... ما تسيبونى أخلص دراسة وجيش الأول
- وهى بنت زى منى دى هتستنى السنين دى كلها ؟ ده شهر ولا شهرين وهتلاقى الخطاب واقفين طابور قدام باب شقتهم
- إشمعنى يا ماما شهر ولا شهرين ؟ ماهى طول عمرها حلوة مشوفناش طوابير ولا غيره
- إفهم يا حمار ... منى كانت فى مدرسة بنات بس دلوقتى فى الجامعة حواليها شباب زمايلها ومعيدين سنهم قريب منها ده غير الشباب اللى فى الشارع وأهلهم خايفين يتقدمولها علشان أنا و إنت منزعلش ... يبقى نسبق إحنا ونحجزها قبل ما تروح مننا وأديك شوفت غابت يوم واحد عن الجامعة زميلها أتصل يسأل عليها
- يا بابا هى تلاجة بالقسط هنحجزها ... ده جواز ومسؤلية أنا مش قدها دلوقت
- وهتبقى قدها إمتى ؟ لما تلاقى البنت راحت منك
- لو ليا نصيب معاها مش هتروح ... ده لو مشاعرى ناحيتها إتغيرت طبعا
- إنتوا بتتكلموا فى إيه دلوقتى .... مش لما البنت توافق الأول ؟ أمها لسة مردتش عليا لغاية دلوقت
- طيب قومى يا أم أمجد إتصلى بيها شوفلينا إيه الأخبار خلينا نخلص من الموضوع ده
- منى موافقتش
- يعنى إيه موافقتش ؟
- هى دى كلمة ليها معنيين يا أمجد ؟ موافقتش يعنى موافقتش
- يعنى قالت لأمها إيه ؟
- قالت لها إنها مبتفكرش فى خطوة زى دى دلوقتى وإنها بتحبك آه بس زى أخوها مش أكتر
- بس ..... لكن ... مش ممكن
- بس إيه ولكن إيه يابنى .... مش إنت كنت بتقول إنك مش مستعد دلوقتى وإنك بتعتبرها أختك ..... خلاص هى كمان بتعتبرك اخوها وهى كمان مش مستعدة دلوقتى
دخلت الأم لغرفتها وأغلقت الباب وراءها لتجد أبو أمجد جالسا فى وجوم
- مالك يا حسن ؟ قاعد كدة ليه ؟
- يعنى مش عارفة يا أم أمجد .... إبنك هيلاقى بنت زى دى فين بعد كده
- ويلاقى بنت زيها ليه وهى موجودة
- ماهى مش هتفضل موجودة يا ام امجد
- لأ موجودة ومحدش هياخدها غيره
- إنتى بتهزرى
- يا أبو أمجد البنت أصلا موافقة وطايرة من الفرح بس أنا قلتلها تقول لأمها اللى قالته ده
- وليه كده بس ..... مصعبش عليكى إبنك والحالة اللى هو فيها دلوقتى
- إبنك يا حسن مكانش عارف يحدد مشاعره ناحية البنت لإنها كانت مضمونة بالنسبة له وكان محتاج قلم زى ده يفوقه علشان بعد كده يحافظ عليها وعلى بيته لما يتجوزوا.... قوم إلبس وانزل روح القهوة زى كل يوم و متتكلمش معاه فى الموضوع ده تانى غير لما هو يجيى يطلب مساعدتك
- طول عمرك دماغك كبيرة يا أم أمجد .... مش هتأخر أوعى تنامى قبل ما آجى عايزك فى موضوع
- يا راجل عندنا شغل بكرة
- يا ستى مفيهاش حاجة لما نخطف يوم فى وسط الإسبوع كمان
........................................................................................................
عاد أمجد لغرفته ليستلقى وهو لا يستطيع تحديد مشاعره ... فهو مصدوم من رفض منى لخطبته مع إنه لم يكن ينوى خطبتها .... يعلم أنها جميلة لكنه لم يرها بمثل جمالها اليوم ... أيكون يحبها دون أن يدرى كما قالت أمها له ؟ .... إنه يذكر ثورته التى أخفاها فى صدره يوم أن أخبرته منى بعلاقتها بممدوح ... أكانت غيرة عليها أم خوف .... بالتأكيد لم تكن غيرة فلم يحدث بينها وبين ممدوح رغم علاقتهم التى امتدت لعدة شهور ما قد يثير غيرته وهو يرى ممدوح دائما نكرة لا قيمة له... بالتأكيد كانت مشاعر خوف ... لكن مم كان يخاف ؟ هل كان يخاف من أن يؤذيها ممدوح أم كان يخاف ألا تعود إليه ... إنه لا يتخيل حياته بدونها لكنه لا يراها زوجة ... إذا ما ذاك الشعور بالشبق الذى إنتابه عندما أظهرت له مدى جمالها ؟ أيحبها أم إنه أحب فيها صورة أمها ؟ أفكار وأفكار دارت فى ذهنه كادت رأسه أن تنفجر بها وأخيرا إستسلم للنوم لكنه نوم قلق داعبته فيه أحلام كثيرة تدور كلها حول منى .... صديقة عمره وتوأم روحه
..........................................................................................................
نظر أمجد فى ساعته ليجدها السادسة صباحا قفز ليلتقط التليفون ويصطحبه لغرفته ويطلب رقم منى لتجيبه بعد رنة واحدة
- صباح الخير يا قردة
- صباح الخير يا كلب البحر بتتصل بيا بدرى كده ليه
- وإنتى إيه اللى مصحيكى بدرى
- ملكش دعوة أهو صحيت وخلاص
- هتفطرينى النهاردة ولا أشوف حد يفطرنى
- وإنت ليك غيرى يا لاجئ
- طب هستناكى الساعة 7 فى البرجولة..... متتأخريش .... وحشتينى يا حيوانة
- وانت كمان يا حمار وحشتنى ووحشتنى غتاتة أهلك
- إنت رايح معاد مهم ولا إيه يا أمجد ؟
- لأ يا ماما هافطر مع منى فى السطوح ورايح الكلية على طول
- أمال متشيك ومتبرفن .... مش عادتك يعنى
- عادى يا ماما .... مفيهاش حاجة لما الواحد يحافظ على مظهره بين زمايله
- ماشى يا حبيبى .... صبحلى على منى
- يوصل يا ماما
انطلق أمجد صاعدا قبل نصف ساعة كاملة من موعده مع منى وأعاد الكرسيين والترابيزة للبرجولة وجلس يراقب الباب فى إنتظار وصولها بينما هبطت الأم والأب السلم سويا بعد أن إقتربت الساعة من السابعة ليقابلا منى صاعدة تحمل صينية الإفطار وبعد أن يتبادلا معها التحية تشير الأم بعينها للأب
- إسبقنى إنت يا أبو أمجد علشان العربية زمانها مستنياك .... هاقول كلمتين لمنى واروح عالمدرسة
- الواد خلاص هيموت عليكى ... خفى النهاردة بقى جرعة التقل شوية ولو كلمك فى موضوع الخطوبة قوليله إنك مش حاسة إنه بيحبك كفاية
- حاضر يا ماما ... مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه
- وانا ليا غيرك يا بت ؟ ياللا إطلعى متتأخريش عليه
- أمجد
- نعم
- عينك هتخرم ضهرى ... بتبص على إيه يا سافل
- إنتى عارفة بابص على إيه متستعبطيش
- طب تعالى أقعد وبلاش قلة أدب ... إنت من ساعة ما دخلت الكلية وعينك بقت بتروح على حاجات غريبة مكانتش بتلفت نظرك قبل كده
- كنت اعمى ... ومكنتيش حلوة كدة
- مالك يالا فيه إيه ؟ إيه المحن اللى جد عليك فجأة كده .... تعالى إترزع قدامى هنا وإفطر
- ماهو برضه فيه حاجات هابص عليها لما أقعد قدامك
- إنت بتتعلم فيا المعاكسة ولا إيه ؟ ده كلام يتقال برضه لبنت يا باشمهندس ؟
- ماهو إنتى مش بنت
- ولما أنا مش بنت عينيك هتخرج على إيه ؟
- عايز أسألك سؤال يا منى وجاوبينى عليه
- عارفاه .... وهاجاوبك عليه .... عايز تعرف أنا مرضتش نتخطب ليه ؟.... علشان مش حاسة إنك بتحبنى كفاية علشان نتجوز يا أمجد .... أنا لسة لغاية من يومين كنت فاكرة إنى باحب واحد غيرك وطلع ندل ... مش هوافق أدخل علاقة تانية غير لما أكون متأكدة إن مشاعر اللى هارتبط بيه زى مشاعرى وأكتر.... مش عايزة بعد ما ارتبط بيك تعايرنى بعلاقتى بممدوح إللى إنت نفسك عارف إن أكترحاجة حصلت بينى وبينه إنه حط إيده مرة على كتفى ... لازم أتاكد إن حبك ليا أقوى من إنك تجرحنى بكلمة فى يوم من الأيام ... مش هانكر يا أمجد إنى باحبك من ساعة ما كنا عيال صغيرين لكن ماكتشفتش إنى باحبك بالشكل ده غير لما اتحطيت فى موقف عرفت فيه قيمتك ... كنت باتمنى إنك تمنعنى من دخول علاقة زى اللى دخلتها حتى لو ضربتنى ... ساعتها كنت هاعرف إنك بتحبنى وكنت هافضل مستنياك ولو حتى 100 سنة ...قولى إنت عملت إيه كده علشان تحمينى من ممدوح ؟ أقولك أنا ... فضلت تقولى إنه ندل وميستاهلنيش...مهانش عليك حتى تقولى إنك بتحبنى ... إنت كل اللى عملته إنك كنت واقف تتفرج عليا وبتحذرنى من بعيد وكأنك ميهمكش اضيع منك .... تقدر تقولى لو مكانش ممدوح طلع ندل كنت هابقى فين كمان شهور؟ أقولك أنا ... كنت هابقى متجوزة واحد فاكرة إنى باحبه وبانام كل يوم معاه وأنا بافكر فيك إنت لأنى باحبك وانت بتحبنى ... عارف كنت هابقى إيه يا أمجد ؟ كنت هابقى زوجة خاينة ...أيوه يا أمجد كنت هاكون ست بتخون جوزها على الأقل بمشاعرها ودى خيانة أكبر من الخيانة الجنسية ... فهمت أنا رفضت خطوبتك ليه ؟ رفضت خطوبتك وانا بحبك وانت بتحبنى وانا عارفة إنك بتحبنى ....وامى وامك عارفين أنك بتحبنى ... وابوك وابويا عارفين إنك بتحبنى ....ولو سألت أى واحد ماشى فى الشارع هيقولك إنك بتحبنى لكن إنت خفت تواجه نفسك يا أمجد وتعترف إنك بتحبنى .... عارف ليه ؟ لإنك خايف إن شخصية المصارع المقاتل اللى كونتها لنفسك وحبست نفسك جواها تتهز لو إعترفت لنفسك إنك بتحبنى ... علشان كل ده يا أمجد أنا رفضت خطوبتك .... رفضت خطوبتك لإنك كنت أضعف من إنك تعترف لنفسك بإنك بتحبنى !!!!
لم تكن تلك الكلمات التى نطق بها لسانها قد أعدتها مسبقا أو حتى تعلم بأن معانيها تقطن صدرها
كان كل تفكيرها عندما بدأت فى الحديث أن الأمر مجرد خطة تستكملها لإستدراج أمجد ليصرح بحبه لها لكنها وجدت نفسها فى لحظات تكشف له مدى ضعفه فى حماية حبه وكأن مافى صدرها بركان غضب إنفجر بمجرد أن خُدِشت قشرته
كانت قشرة رقيقة بمثل رقة صاحبتها
أما أمجد فقد أكتشف الآن مدى ضعفه ... إكتشف أنه كان يمثل دور اللا مبالى ليدارى ضعفه وقلة حيلته ... أكتشف الآن والآن فقط أنه شخص مغرور يمتلئ جوفه هواء بينما تلك الرقيقة أقوى منه
إكتشف أن تلك الجميلة أقوى منه بحبها وقدرتها على مواجهة نفسها
لقد أدرك الآن فقط أنه يحبها وأنه أيضا قد خذلها لم يدر ماذا يفعل غير أن يمسك بكفيها الرقيقان المرتعشان من فرط الإنفعال ليطبع على كل كف قبلة وضع فيها كل إحساسه بالأسف ورغبته فى الإعتذار
رفعت منى عينيها الباكيتان لوجه أمجد تراقب تأثير كلماتها وتسأله جواب عن ما طرحته عليه فى لحظات إنفعالها
لم يجد أمجد فى قاموسه كلمات تناسب الموقف و لم يدر كيف يتصرف غير أنه أقترب من منى وضم رأسها لصدره ورفع رأسه للأعلى يخفى عنها دموعه التى سالت من عينيه تأثرا مما سمعه منها وأسفا على خذلانها كان يظن أن ممدوح هو الشخص الذى جرحها لكنه أكتشف أنه هو سبب جرحها
لم يدر أى منهما كم من الوقت مضى وهم على تلك الحال لكن بعد أن هدأت منى قليلا رفعت راسها عن صدره
- أنا آسفة يا أمجد مكانش قصدى أقول كل الكلام ده
- أنا اللى آسف يا منى ... مكنتش أعرف إنى خذلتك بالشكل ده .... سامحينى
- طب إفطر علشان تلحق كليتك
- كلية إيه بقى ؟ النهاردة مش هاروح كلية ولا هاسيبك لوحدك .... أنا هاغيب عنك ربع ساعة بس وارجعلك.... إنزلى إعملى كوبايتين شاى تانيين بدل إللى تلجوا دول على ما أرجع ... وصحى أمك قوليلها إنك رايحة الكلية ..... النهاردة هاعمل حاجة معملتهاش قبل كده وكان لازم اعملها من زمان
- هتعمل إيه يا عبيط أنتا
- هنزوغ من المدرسة ونتفسح سوا
- مدرسة ؟
- آه مدرسة ... كان لازم نعملها من زمان بس أنا كنت غبى وهاعملها بعد ما دخلنا الكلية يا قردة
- إنت إتجننت يا أمجد ..... حقيقى إنتا إتجننت
- وفيه واحد تكون فى حياته قردة زيك ويفضل عاقل
- بجد يا أمجد .... بتتكلم جد
- آه وأمسحى الدموع اللى فى عنيكى دى .... طبعا مفيش معاكى منديل وهتاخدى المنديل اللى معايا ... إنزلى دلوقتى يا بت قولى لأمك إنك رايحة الكلية واعملى لنا كوبايتين الشاى علشان نفطر قبل ما ننزل .... مفيش معايا فلوس أفطرك
عاد أمجد بعد ربع ساعة بالضبط ليجد منى فى إنتظاره وتقدم منها واضعا يديه خلف ظهره
- عملتى الشاى
- آه عملته وقلت لماما إنى رايحة الكلية
- هتروحى الكلية وإنتى حاطة مكياج يا قليلة الأدب
- أمسحه ؟
- أوعى .... طول مانتى معايا تعملى اللى إنتى عايزاه .... بس غير كده لأ
- حاضر يا أمجودى
- إيه؟ أمجودى ؟ بقولك إيه ... أنا لسة خارج من المدرسة العسكرية أول إمبارح والدلع ده هيبوظ أخلاقى
- يعنى بلاش أدلعك ؟
- يا بت قولتلك وإنتى معايا تعملى اللى عايزاه وتقولى اللى عايزاه
- جبت ورد منين عالصبح كده
- سرقتها
- سرقتها ؟ يعنى أول مرة تجبلى وردة تبقى سارقها
- أعمل إيه ؟ مافيش حد بتاع ورد فاتح الساعة دى ولازم أجيبلك وردة .... سرقتها من جنينة المتحف اللى فى الميدان
- تصدق طول عمرى فاكراك عاقل ... طلعت مجنون رسمى
- كرهت العقل اللى كان هيضيعك مِنى يا مٌنى وانا مش ممكن أخليكى تضيعى منى
لكن بلغتهم الخاصة التى لا يفهمها غيرهم
..............................................................................................
كانت ام أمجد عائدة من عملها عندما لمحت أمجد ومنى يدلفان من باب العمارة فأبطأت من خطواتها حتى لا يرونها لتراقبهم وهم يصعدون السلم ويد أمجد تتسلل لتمسك بكف الرقيقة منى وتتركهم ليستمتعوا بلحظتهم قليلا قبل أن تفتعل جلبة تنبههم ليترك أمجد كف منى سريعا وسط رقص قلب أم أمجد فرحا بنجاح خطتها
- إيه ؟ قابلتوا بعض فين ؟
- كنت باخلص شوية ورق فى الجامعة ولقيت منى خلصت قلت تروَح معايا ومتركبش المواصلات لوحدها
- طيب يلا بينا نطلع .... شيل عنى الخضار يا أمجد ... عايزاكى يا منى تعالى معايا
- دخل الحاجة فى المطبخ يا أمجد وخش أوضتك .... هتكلم مع منى فى موضوع
وتنفرد أم أمجد بمنى فى غرفة النوم وتغلق عليهما الباب
- إحكيلى .... قابلتيه فين ؟
- مش قالك فى الجامعة يا ماما
- يا بت ؟ هتضحكى عليا ؟ وهو برضه لو كان قابلك فى الجامعة بالفستان ده والكحل اللى فى عنيكى كنتوا هترجعوا منسجمين والفرحة بتنط من عنيكى كده ؟ ده كان زمانه طين عيشتك وسود يومك
- بصراحة يا ماما .... إحنا مروحناش الجامعة النهاردة إحنا الإتنين .... زوغنا من المدرسة وخرجنا إتفسحنا سوا
- مدرسة إيه يا بت اللى زوغتوا منها ؟ إنتى إتهبلتى ؟
- هو قالى إن إحنا كان لازم نزوغ من المدرسة من زمان ونخرج سوا وانا طاوعته
- طاوعتيه ؟ طب قوليلى ....... قالك إنه بيحبك ولا لأ
- يووووووه ده قال وقال وقال هو مقالهاش بلسانه ... بس قالها بعنيه وبتصرفاته وكل حاجة عملها النهاردة
- وعمل إيه النهاردة ؟
- جابلى وردة وركبنى الأتوبيس النهرى ومشانى على النيل ومسابش إيدى من إيده غير على أول الشارع ..... امجد ده طلع رومانسى و حنين أوى يا ماما ... أكتر من محمود ياسين
- إيه ده يا بت ؟ مش حاطة روج ليه ؟
- مانا كنت حاطة يا ماما بس إتمسح
- ومين اللى مسحه يا روح ماما ؟
- لأ يا ماما متخليش مخك يروح لبعيد .... امجد مؤدب ومش ممكن يبوسنى فى الشارع
- أمال ممكن يبوسك فين يا عين ماما ؟ إيه اللى مسح الروج يا بت .... إنطقىٍ
- إتمسح واحنا بناكل أكيد
- إنتوا إتغدتيوا برا ؟
- لو كان معاه فلوس كان عزمنى عالغدا .... بس هو أكلنى ترمس و درة وحمص الشام وشربنى عصير قصب .... أجمل يوم فى حياتى النهاردة يا ماما ... من غيرك مكانش ممكن يعمل اللى عمله النهاردة
....................................................................................................
قبل السادسة صباحا كان أمجد مستيقظا بعد ليلة قضى فيها نوما هادئا طويلا بعد ليال أربعة لم ينم فيها كثيرا إما لإنشغال باله أو لمغامراته الليلية مع أم منى ..... تلك الليلة التى سبقها نهاراً رائعاً قضى معظمه مع حبيبة عمره الرقيقة منى ومعظم ليله حالماً بها خطيبة وزوجة وكان نهارا مفصليا فى حياته حينما كشفت له حبيبته عن أكبر نقاط ضعفه
فى الأصل يوم الخميس بكليته مخصص للدروس العملية ولا يوجد بجدوله محاضرات عامة ولما لم تكن الدروس العملية قد بدأت بعد فى الأسبوع الأول من الدراسة فلن يذهب لكليته ويمنى نفسه بقضاء أطول وقت بصحبة تلك الرقيقة التى تخفى تحت غطاء رقتها قوة لم يكن يمتلكها وقتها
بمجرد إفاقته تماما تسلل للتليفون وأصطحبه لغرفته وطلب منى التى أجابت بعد رنة واحدة وكأنها كانت تنتظره وهى بالفعل كانت تنتظره
- صباح الخير يا قردة .... كنت خايف تكونى لسة نايمة
- صباح الخير يا أمجودى .... وحشتنى
- يادى النيلة عالرقة اللى عالصبح .... خايف يا بت آخد على الدلع ده
- يا حبيبى خد على الدلع زى مانت عايز ..... هافضل ادلعك بقية عمرى
- كمان حبيبى .... لا كده كتير عليا .... هتفطرينى النهاردة ولا أنزل أدور على عربية فول أفطر عليها
- عربية فول ؟ أنا باجهز للفطار النهاردة من قبل ما أنام ... النهاردة أول يوم هافطر فيه بعد ما إتأكدت أنى حبيبتك
- يا بت بلاش الرقة دى مش واخد انا على كده
- طيب .... سبنى بقى علشان ألحق اعمل الفطار وأغير هدومى
- برضه قميص النوم المقفول أبو كمام
- توء توء ..... لابسة بيجامتك وكنت نايمة على مخدتك
- طب إقفلى بقى قبل ما يغمى عليا من الرقة دى ... هستناكى الساعة 7 متتأخريش
- حاضر .... سلام يا ..... أمجو..دى
- صباح الخير يا أمجد
- صباح الخير يا ماما
- لابس ومتشيك النهاردة كمان .... رايح الجامعة ولا وراك مشوار
- معنديش محاضرات النهاردة يا ماما ..... هافطر مع منى
- أها ... والوردة الحلوة اللى عالمكتب دى لمنى ؟
- بص يا أمجد ... أنا أسعد واحدة فى الدنيا بشكل علاقتكم الجديدة دى ... بس عايزاك تاخد بالك إن منى بنت رقيقة وجميلة وعيون الناس كلها ستات قبل رجالة عليها ... علشان كده لازم تاخد بالك منها ومتعملش أى حاجة ممكن تأثر فى يوم على سمعتها
- مش فاهم قصدك إيه يا ماما
- يعنى مثلا مينفعش الناس يشوفوكوا رايحين جايين مع بعض أو مثلا حد من الجيران يشوفكوا عالسلم وانت ماسك إيدها زى ما شوفتكوا إمبارح ... متنساش إن لسة مافيش حاجة رسمى بينكم وبين بعض
- مش إنتوا طلبتوها من أمها ؟
- وإنت رفضت وهى رفضت وأبوها معندوش خبر ... لو بتحبها صحيح لازم تاخد خطوة رسمى
- طيب أعمل إيه ؟
- الرجولة بتقول إنك تاخد ابوك وتروحوا تطلبوها من ابوها وتحددوا معاد خطوبة
- خلاص هاروح اكلم بابا دلوقتى ونروح بكرة نقابل أبوها
- يابنى إنت مجنون ؟ حاجة زى دى لازم تقعد مع ابوك وتعتذرله عن الكلام اللى قولته امبارح وتقنعه إنك غيرت رأيك ... النهاردة أقعد مع ابوك وشوفوا هتعملوا إيه وانا هانزل لأمها النهاردة أكلمها تانى
- مش عارف من غيرك كنت هاعمل إيه يا ماما ... يخليكى ليا وماتحرمش منك ابداً
- النهاردة إفطروا مع بعض براحتكوا ... بس دى آخر مرة لإن الناس ممكن يشوفوكوا عالسطح مع بعض ... إصبروا شوية لغاية ما نعلن خطوبتكم وبعدين لو عايزين تفطروا مع بعض كل يوم براحتكم ... وحسك عينك تنزلوا الشقة هنا وأنا مش موجودة ... مش عايزين الناس تتكلم علينا
- زى ما حضرتك شايفة يا ماما
مر اليوم وعادت أم أمجد من العمل وانفردت كالعادة بمنى وحينما عاد الأب حاول أمجد أن يفاتحه لكنه إستمهله لبعد الغداء وانفرد به فى الصالون
- بابا .... أنا عايزك تخطبلى منى
- نعم ؟ أخطبلك منى ؟ يا بنى مش إمبارح بس عرضت عليك نفس الموضوع وانت رفضت ؟ إيه الجديد اللى حصل فى أقل من 24 ساعة غير رأيك
- فوقت لنفسى يا بابا ... مش ممكن أسيب منى تضيع منى
- عرفت قيمتها يا أمجد ؟
- لأ ... عرفت إنى كنت حمار زى ما حضرتك قلت يا بابا
- طيب وإيه المطلوب دلوقتى
- بعد إذن حضرتك نروح نطلبها من أبوها
- يابنى مش لما هى توافق الأول
- هتوافق ... ماما هتنزلهم النهاردة وهتسألها تانى وهى هتوافق
- يعنى إتكلمتوا مع بعض وهى وافقت؟
- أيوه يا بابا هى وافقت ... ياريت حضرتك نروح بكرة بورسعيد نطلبها من أبوها
- يا بنى هو سلق بيض ؟ نطب عالراجل فجأة كده ؟ لازم نتصل بيه ونحدد معاه معاد علشان نلاقيه ... إفرض روحنا ولقيناه مش موجود أو مشغول ؟
- طيب ننزل نروح السنترال دلوقتى نتصل بيه ونروح له بكرة
- يابنى مينفعش ... أنا هاتصل بيه يوم السبت من المصنع ونروحله الجمعة الجاية
- لسة هستنى للجمعة الجاية يا بابا؟
- يابنى إنت هتجننى ... إمبارح عايز تستنى 7 سنين والنهاردة مش قادر تصبر 7 أيام ده إيه الجنان ده .... قلت لك الجمعة الجاية يبقى الجمعة الجاية ... إتفضل سيبنى بقى عايز أقعد مع نفسى شوية أرتب هنعمل إيه
......................................................................................................
أتى المساء وكمعظم ايام الخميس عندما يحل الظلام توافدت سيارات فارهة تملأ فراغات الشارع بأصدقاء ممدوح مدعوين لحفلة يقيمها بشقته إنتهت بعد منتصف الليل إلا أنها لم تنته بهدوء حيث تسبب إصطدام ثابت صبى المقهى وهو ينطلق بدراجته الهوائية لشراء بعض الأغراض للمقهى بإحدى سيارات المدعوين لتنشب مشاجرة عنيفة بين ثابت وصاحب السيارة إنضم إليها رواد المقهى وبعض شباب الشارع فى جانب وباقى مدعوى الحفلة فى جانب أخر
إستمرت المشاجرة لدقائق أنهاها صوت سارينة سيارة البوليس فاختفى جميع أطراف المشاجرة فى دقائق ليعود للشارع هدوءه
مر يوم الجمعة والسبت وأمجد ومنى يهيمان فى حالة حبهما و سمحت لهم أم أمجد بالبقاء منفردين بحجرته وإغلاق الباب عليهما بعد أن نبهتهم أنها ستكون دائما خلف الباب حتى لا يتجاوزا وهم بالفعل لم يدر بذهنهم أن يتجاوزا .... فأقصى أمانيهم يومها هو أن يبقوا متشابكى الأصابع لأطول وقت
إتصل أمجد بمنى يوم الأحد بمجرد عودته وكانت هى متجهزة لتلك المقابلة اليومية تحت إشراف الأم فصعدت إليه فورا لتتشابك أصابعهما فور إغلاق الباب ويتحادثا همساً حتى لا تسمع أمه الواقفة بالتأكيد خلف الباب
- وحشتينى يا قردة .... عندى خبر بعشرتلاف جنيه ... مشكلتنا إتحلت ... إتصلى بالحيوان ممدوح وخليه يقابلك فى الكلية بكرة الساعة 10
- إتحلت إزاى يا أمجد ؟
- إيه ده يا أمجد ؟ وجبت الفلوس دى كلها منين ؟
- فلوس إيه يا بت اللى جبتها ؟ أنا لاقى آكل
- أمال إيه اللى فى الظرف ده ؟ أوعى تكون فلوس مزورة ؟
- يا بت فلوس مزورة إيه وبتنجان إيه .... هو احنا فى فيلم عربى ... دى حاجة أغلى من الفلوس .... دى صور للمحروس
- بجد ؟ طب فرجنى
- يا بت عيب .... دى صور فيها قلة أدب ميصحش تشوفيها .... وبعدين إفرضى أمى دخلت علينا واحنا بنشوف قلة أدب هتقول علينا إيه
- عايزين حاجة يا ولاد ؟ أعملكوا شاى؟
- أهو .... شفتى .... مش قلتلك .... جهاز مخابرات قاعد معايا فى البيت .... شكرا يا ماما .... كنا بنتفق هاقول لأبوها إيه لما أقابله .... إطمنى مش هنعمل أى حاجة قليلة الأدب
- بلاش سفالة يا أمجد قدام البنت
- حاضر يا ماما .... خمس دقايق نخلص كلام وهاسيبهالك تستجوبيها براحتك
- متطوليش معاه ... قابلنى بكرة الساعة 10 فى كافيتريا الكلية جبت لك اللى طلبته وبس متقوليش حرف زيادة
- ماشى
- ميصحش الواحدة تقول اللى بينها وبين راجلها يا ماما .... مش إنتى قولتيلى كده
- ماشى يا بنت ريرى ... بس برافو عليكى يا بت ... مش هاقدر اقولك حاجة غلبتينى
- نورت الكلية يا قومندان ... كان المفروض نعلق البيارق بس هنا ميعرفوش الأصول
- عاملين إيه يا وحوش ... أعرفكم بخطيبتى منى .... زميلتكم ... فى سنة أولى زيكم ... ودول بقى رفعت ، أحمد ، طايل ، أيمن أصدقائى وزمايلى فى المدرسة ونعتبر أنا وهما من ضمن الفاشلين اللى مدخلوش حربية
- يا قومندان إنت غير... إنت مدخلتش بمزاجك .... إحنا سقطنا طبى
- فيه مكان تنكلم فيه ولا هنا تمام
- نتكلم بره أحسن يا قومندان
- واتجه الخمسة يحيطون بمنى للخارج حيث توقف الركب عند أحد أحواض العشب حيث تحلقوا واندست منى بينهم تحاول فهم ما يقولون لكنها فشلت ..... إنهم يتحدثون العربية بكل تأكيد ومخارج أفاظهم محددة وسليمة لكنها لم تفهم معظم كلماتهم وعندما جلسوا جلست معهم لكنها لم تستطع أن تجلس نفس جلستهم رغم أنها ترتدى بنطلون متسع فأمجد امرها أن تذهب دائما لكليتها ببنطلون متسع لتخفى ساقيها
لم تفهم منى معظم ما يقولون لكن عندما فتح أحدهم كشكوله وأخذ يرسم بعض الخطوط والدوائر فهمت أنهم ينصبون كمينا ما لشخص خمنت أنه ممدوح و بعد ما إنتهوا من نقاشهم الذى لم تفهم منه شيئا تحدث أحدهم
- بينا بقى نعمل الواجب يا قومندان
إستمتعت منى بتلك الجلسة التى فهمت فيها سر مناداتهم لأمجد بكلمة قومندان وبأنه كان قائدهم طوال مدة دراستهم وضحكت طويلا عندما شرع أحدهم فى إفاهمها سبب منادتهم له بقومندان فشرحها بلفظة حكمدار فهى لم تفهم الأولى ولا الثانية
فهمت منى وقتها سبب عدم وجود أصدقاء من حيهم لأمجد .... فأين سيجد مثل هؤلاء الذين تراهم الآن ليصادقهم
شعرت منى بالأمان التام بوجود أمجد بجوارها ومعه مثل هؤلاء الأربعة فمعهم لن يجروء شخص أن يحاول جرحها ولو بكلمة
وفجأة نظر الخمسة لساعاتهم وانسحب الأصدقاء الأربعة ليختفوا فى ثانية وتبقى مع أمجد ويطل ممدوح من باب الكافيتريا بوجهه الذى بدا لها فى تلك اللحظة كريها رغم وسامته يحمل فى يده حقيبة مستندات صغيرة ليتجه ناحيتها ويقف بينها وبين أمجد
- جبتى الفلوس يا .....
- جبتى الفلوس يا منى ؟
- إنت اتجننت يا ممدوح ؟ هتعد مبلغ زى ده هنا ؟ تعالى نشوف حتة مدارية أديك فلوسك و تدينى الحاجة اللى معاك
- ماشى .... كل الكلية تحت أمرك
- طب ياللا بينا ندور على مكان أمان .... إستنى إنتى هنا يا منى لغاية ما ارجع لك
فوجئ ممدوح بنفسه داخل القاعة جالسا على كرسى يبدو أنه وضع خصيصا له بينما يقف صديقى أمجد يحيطاه من الجانبين ضاغطين على أكتافه حتى أنه عندما حاول الوقوف لم يستطع وكأنه مقيد بهذا الكرسى
وقف أمجد بعيدا عن ممدوح بأمتار ينظر له نظرة شديدة القسوة حتى أنه خاف منها وتكلم وهو يضع نظره بعيدا
- إنت فاكر إن الحاجة فى الشنطة ...... طول عمرك غلبان
- لا ياروح أمك أنا عارف إن الحاجة فى البيت .... بس هادفعلك تمنها وتجيبهالى
- كده إنت بتفهم .... هات الفلوس واجيبلك الحاجة
- أنا قلت فلوس ؟ أنا مقلتش فلوس
- مش بتقول إنك هتدينى تمنها ؟ رجعت فى كلامك بسرعة ؟ على كل حال اللبوة متلزمنيش أنا خدت منها كل اللى عايزه وهاخد من ابوها الفلوس
- إنت فاكر كده هاديك الحاجة .... إضرب للصبح فى الآخر هتسيبنى والحاجة كده أو كده مش معايا وبدال الألفين هيبقوا اربعة
- مقولت لك مش هتاخد فلوس .... أنا هديك تمنها ومقولتش فلوس
- أمال تمنها إيه يا شحات
- لما انت كده .... بتجرى ورا البنات ليه ؟ إنت بتتناك إنت حر فى طيزك .... لكن كمان بتجيب البنات لأصحابك ينيكوهم معاك .... يعنى خول ومعرص فى وقت واحد .... اللى انا فهمته من الصور دى إن حفلاتك مافيهاش بنات وإن كلهم يا إما خولات زيك بيتناكوا يا إما خولات تانية بينيكوهم ... وكمان بتتصوروا وانتوا كده .... إيه يا خول بتوثقوا اللحظة الوسخة يعنى ؟ لأ وجايبين مصوراتى محترف وبتتصوروا صور بالألوان ....... مش فاهم إيه الممتع فى كده ؟
- إنت جبت الصور دى منين ؟ هى شنطة المصوراتى اللى اتسرقت فى الخناقة إنت اللى سرقتها ؟
- وانا حرامى زى أبوك يا عرص .... سرقها واحد ابن حلال خد الكاميرا لنفسه وحمض الافلام وطبعها وجابلى الصور والنيجاتيف
- وهتعمل إيه بالصور يعنى ؟ هتوديها لأبويا ؟
- لا يا عين ابوك .... اكيد ابوك خول ومعرص زيك ومش هيزعل ..... أنا هدىّ نسخة للواد ثابت رويتر فى القهوة .... وهوزع نسخة فى النادى .... والشباب معاك فى الكلية هيوزعولهم نسختين تلاتة .... دول اصحابى ومش هبخل عليهم طبعا ....وكفاية عليك الواد ثابت .... ده حتى الراجل اللى بيجبلك الحشيش هيعرف انك بتتناك وهياخد نيكة فوق تمن الحشيش كل مرة .... ده لو رضى يبيعلك تانى أصلا بعد ما يعرف إنك خول ... ماهو تجار الحشيش مبيرضوش يبيعوا للخولات اللى زيك ... بيخافوا يتشبهوا بعيد عنك
- خلاص يا أمجد إنت كسبت ..... هاجيبلك الصور والجوابات وتدينى الأفلام والنسخ اللى طبعتها
- أنا قلت إنى هديك حاجة قصاد الصور والجوابات ؟ أنا قلت كده يا رفعت ؟ أنا قلت كده يا طايل ؟
- محصلش يا قومندان إنت مقولتش هتديه حاجة
- شوفت ؟ مقولتش هاديك حاجة
- مش قلت هتدينى تمن الحاجة اللى عندى
- تمن الحاجة اللى عندك إن الصور والنيجاتيف يفضلوا معايا محدش يشوفهم غيرى .... وغير الشباب الحلوين دول ... علشان تفضل عينك مكسورة فى الكلية قدامهم ... بس للأسف مش هاقدر اوريهم لمنى علشان محبش أنها تشوف أشكال وسخة زى دى... متهيألى فهمت ... وعلى فكرة خطوبتى على ستك منى الإسبوع الجاى ...طبعا مش هاقدر اعزمك علشان مش هاعزم خولات على فرحى ... بس إياك تفكر تضايقها بأى شكل ولو شوفتها ماشية فى الشارع تتنيل تستخبى فى أى مصيبة علشان عينها متقعش عليك ... مفهوم ؟
- مفهوم ... وإيه المطلوب منى ؟
- الساعة دلوقتى حداشر ونص المسافة من هنا لبيتكم عشر دقايق بالعربية الساعة 12 تكون فى الكافيتريا ومعاك الصور والنيجاتيف و الجوابات ..... آه كنت هنسى .... وشنطتها مش ناقصة قشاية ... هتلاقى ستك منى هناك تديها الحاجة وانت موطى راسك زى الكلب وتعتذر لها لغاية ما تقبل إعتذارك وتخرج من الكافيتريا ... ولو لقيتها يوم فى الكافيتريا وانت قاعد تاخد بعضك وتخرج .... بسرعة إلحق وقتك وإدعى إن ميكونش كاوتش عربيتك نايم زى ما لقيته النهاردة الصبح بسرعة إلحق وقتك
طال الوقت على منى وهى جالسة وحدها فى إنتظار عودة فارسها وأصدقائه الأربعة وكادت تذهب للقاعة التى رأت أمجد يدخلها لكنها كلما تذكرت نظرته إليها تصرف هذا الخاطر عن رأسها حتى رأت أخيرا أمجد وأصدقائه أمام باب الكافيتريا يتجهون إليها وسط ضحكاتهم العالية ومزاحاتهم الخشنة وورأت المظروف الذى كان يحمله معه صباحا فى يده كما كان فلم تعد تدرى هل نجح أمجد فى إستخلاص أشيائها من ممدوح أم فشل ولم تعد تطق صبرا
- طمنى يا أمجد إيه اللى حصل
- حصل خير يا منى .... نص ساعة وهتكون الحاجة معاكى ... متقلقيش
- هى الحاجة مكانتش معاه ؟
- لأ طبعا ... كان عامل حسابه ياخد الفلوس ويفضل كل شوية يبتزك
- إبن الكاااالب
- عيب يا منى .... إحنا مبنقولش الشتايم دى ..... بصى بقى .... ممدوح هيجيى يديكى الحاجة ويعتذرلك ومش هتشوفى وشه تانى ... عايزك تاخدى حقك منه وانتى حاطة رجل على رجل ... وتتأكدى إن حاجتك مش ناقصة حاجة .... إنتى عارفة عددهم
- 3 جوابات و 5 صور
- تمام ..... إتأكدى منهم وتممى على شنطتك وتقوليله يغور فى داهية من وشك
- أنا آسف يا منى ... انا طلعت ندل معاكى
- حصل خير يا جماعة ... كان سوء تفاهم وراح لحاله
عادت الأم من عملها لتجد باب غرفة أمجد مفتوحاً وأمجد ممدد على فراشه بملابسه التى رأته بها صباحا عاقدا ذراعيه خلف رأسه
- مساء الخير يا أمجد .... إنت رجعت بدرى ليه ؟
- أنا مروحتش الكلية النهاردة يا ماما ... كان عندى مشوار مهم باخلصه
- طيب يا حبيبى ... تحب أعملك حاجة تاكلها ؟
- شكرا يا ماما
- أنا مش عارف أشكرك إزاى يا أمى
- تشكرنى على إيه يا بنى
- لإنى متأكد إن إنتى اللى رجعتيلى منى وفوقتينى مع إنى معرفش إنتى عملتى إيه بالظبط
- إنت ومنى ولادى يا أمجد ... خد بالك منها لإن البنت دى جوهرة مفيش منها إتنين
- عارف .... ممكن أطلع مع منى فوق شوية وبعدين ننزل نقعد هنا
- ماشى يا أمجد .... هاستناكم
مدت يدها لأمجد بما تحمله فأشار لها برأسه لتسقطها فى الدلو
- مش عايز تشوفهم تعرف انا كاتبة فيهم إيه
- لأ مش عايز
الجزء السادس
مقدمة
أرهقنى الباشا فى كتابة قصته
أحيانا تسترسل ذكرياته فيظل ساعات مسترسلا فى الحكى .... وأحيانا يضن بهذا الحكى نهارا كاملا ليوقظنى بعد منتصف الليل لأكتب ما يمليه من ذكرياته
أحبه غالبا وأكرهه أحيانا ... فى هذا الجزء بالذات وفى نهايته أحسست بكرهٍ شديد له ولشخصيته قد يكون هذا الكره لأنى أعرف الشخصيات الحقيقية التى يحكى عنها وقد يكون كرهى لما ترسخ عنه فى أذهان الكثيرين و ذهنى بأنه تلك الشخصية المثالية التى تضع حدوداً لعلاقاتها
فى هذا الجزء أصر الباشا على شرح بعض تقاليد التقدم للخطبة فى الثمانينيات حيث كانت الأبواب لا تزال مفتوحة بين الجيران ولابد من إشهار الخطبة بين المحيطين
كانت زجاجات الكوكاكولا هى المشروب الرسمى للحفلات البسيطة وكانت العروس يجب أن تصنع القهوة بيدها لتقدمها لخطيبها وأمه وأبيه وكانت تلك القهوة بمثابة إختبار قبولها من أم العريس
كان سماع موافقة البنت على الخطيب أمام أهله تقليد بسيط لكن جميل
كانت تقاليد بسيطة لكنها جميلة لا أدرى هل لا زالت موجودة أم زالت مثل الكثير من التقاليد
ولنعد الآن إلى قصتنا التى يمليها علىّ الباشا
...................................................................................
إصطحب أمجد حبيبته الرقيقة لشقتهم بعدما أحرق ذكرياتها الكريهة مع ممدوح وأحرق معها إحدى نقاط ضعفه لتستقبلهم الأم وترتمى منى فى حضنها كالعادة لتستجوبها الأم كالعادة أيضا ويتجه أمجد لغرفته الصغيرة ويستلقى مفكرا فى أحداث تلك الأيام القصيرة فى الزمن الكبيرة فى حياته فهو لأول مرة يقوم بعمل يشعر بالفخر بإنجازه
فهو رغم ميدالياته وبطولاته لم يشعر يوما بأنه أنجز شئ يستحق الفخر حتى أن كل ميدالياته إلا واحدة محفوظة فى صندوق يكاد يكون مهملا فوق دولابه لا يفتح إلا كل عدة أشهر لتضاف له ميدالية جديدة
قفز لذهنه أول ميدالية فاز بها وكيف تسلمها بشعورعادى و شعور فرحته عندما رأى الفرحة تقفز من عينى منى بعدما هرع إليها فى شقتها ليخبرها بفوزه ... تلك الفرحة التى دفعته لإهدائها تلك الميدالية لتبقى دائما أمامها
يومها رفض بشدة أن يصطحبها أبيه وأمه معهما لمشاهدته يلعب بحجة أنها صغيرة ولن تستمتع بالمشاهدة بينما هوالآن يعرف أنه كان يخشى أن تراه يُهزم
تلك الميدالية الأولى التى يعتبرها كل رياضى أغلى ما يملك معلقة الآن فوق مراية غرفة منى تعتنى بها عكس باقى ميدالياته المدفونة فى ذلك الصندوق
عرف الآن أنه كان يفوز بسببها فهو لم يخسر جولة واحدة حضرَتها وكان يُهزم فقط عند غيابها
عرف الآن أن تلك الرقيقة بضعفها هى سر قوته وأنه كاد يفقدها فقط بسبب خوفه من إعترافه لنفسه بأنه يحبها
.....................................................................................................
بينما كان أمجد مشغولا فى الإعتراف لنفسه بحبه لمنى كانت منى تستكين فى حضن أمه تسمع منها وتحكى لها
- إيه يا بت ؟ السعادة اللى بتنط من عنيكم إنتوا الإتنين دى ليه ؟
- إيه يا ماما ؟ مش إتنين لسة مخطوبين ؟ لازم كده يكون فيه كده شوية سعادة
- لا يا روح ماما .... اللى شايفاه ده مش محن مخطوبين جديد .... دى فرحة إتنين كان عندهم بلوة وخلصوا منها
- متخافيش يا ماما .... مافيش بلوة ولا حاجة .... واحد فى الكلية كان بيضايقنى وأمجد جه رباه
- يا لهوى .... أمجد إتخانق فى الجامعة ؟
- يا ماما أمجد مبيتخانقش ... أمجد بيعرف يربى اللى قدامه من غير حتى ما يعلى صوته ... تقريبا كده بيخافوا من شنبه
- ماما ..... أنا باحب أمجد قوى
- وهو كمان بيحبك قوى يا بنتى
- طب ليه ماقليش باحبك لغاية دلوقتى .... بيقولها بعنيه وتصرفاته بس مبينطقهاش بلسانه
- هيقولها .... بس أمجد زى ابوه بالظبط ... كلمة مش سهل يقولوها بلسانهم .... بيحبوا إن اللى قدامهم تحس بيها من غير ما يقولوها .... ولعلمك بقى دول الرجالة اللى تثقى فى حبهم ليكى ... الكلمة دى لو إتقالت بسهولة تتنسى بنفس السهولة
- أنا ممكن أقول لأمجد يحضنى النهاردة يا ماما .... حاسة إنى عايزة أحضنه من غير ما اعيط
- قوليله .... بس باقولك إيه .... حضن بس ... إنتى عارفة .... هبقى واقفة ورا الباب
- هو حضن بس ياماما .... متخافيش
- إزيك يا أم أمجد .... إزيك يا مرات إبنى .... حظه حلو الواد أمجد ده
- ها يابابا .... كلمته
- يابنى قول مساء الخير الأول ..... آه ياسيدى كلمته ومستنينا يوم الجمعة .... أبوكى ده غلبنى يا منى .... باتصل بيه من يوم السبت وهو يا فى المينا يا فى البنك يا فى السوق بيجيب بضاعة .... بس لقيته النهاردة
- يعنى وافق خلاص يا بابا؟
- وافق على إيه يا أمجد ؟ هو معندوش فكرة إحنا رايحينله ليه أصلا
- وليه يا بابا مقلتلوش بس
- يابنى إنت هتفضل حمار كده طول عمرك ... فيه حد يطلب إيد بنت من أبوها فى التليفون ... أنا مش فاهم بنت زى القمر دى بتحبك على إيه ... قومى يا أم أمجد حضريلنا الغدا ... واتصلى بأم منى تطلع تتغدى معانا .... نتكلم معاها شوية نشوف هنعمل إيه
- دقايق يا أبو أمجد ويكون الغدا جاهز .... تعالى معايا يا منى نحضّر الغدا .... إتصل بحماتك يا أمجد خليها تطلع
تجمعت العائلة الصغيرة التى بدأت تكبر بإنضمام منى ووجودها شبه الدائم بينهم فقد أصبحت أم أمجد بالنسبة لها الأم الصديقة التى تحكى لها ما لاتستطيع حكيه لأمها الحقيقية "ريرى" التى جلست بينهم شاردة الذهن تتنازعها رغبتها فى إسعاد إبنتها وأمجد من جهة وفقدها لمن يشبع شبقها من جهة
بداخلها كانت تعلم أن أمجد هو الوحيد القادر على منح إبنتها السعادة لكنها كانت تطمح أن يمهلها القدر قليلا لمتعتها مع هذا الشاب الذى تعلم أنه سيرفض أن يجرح الرقيقة منى بالإستمرار فى مثل تلك العلاقة مع أمها
وانتهى الغداء واجتمع الكبار ومعهم أمجد ومنى للتناقش حول ما سيتم قريبا
- هو إنتى مبلغتيش ابو منى بأن امجد إتقدملها يا أم منى
- إتصلت بيه 3 مرات ومفيش مرة لقيته ... والشقة هناك لسة مفيهاش تليفون
- طب حاولى تبلغيه قبل ما نروح .... يصح برضه الراجل يحضر نفسه لموضوع زى كده
- الصبح هاروح السنترال أحاول تانى ... يمكن ألاقيه
- لو ملقيتهوش سيبيله خبر يتصل بيكى .... لازم يسمع الخبر منك الأول
- هاحاول ..... صحيح يا منى النهاردة بنات كتير من اصحابك إتصلوا كانوا عايزينك مش عارفة فى إيه
- بكرة هاقابلهم فى الجامعة أكيد .... تلاقي بس فضولهم مجننهم لما عرفوا إنى أتخطبت من غير ما أقولهم
- وإنتى قولتيلهم إنك إتخطبتى ؟ يابت مش كنتى إستنيتى لما تلبسوا دبل أو حتى نقرا فاتحتكم ....العين وحشة
- أصلهم شافوا أمجد معايا فى الكلية وطبعا قلتلهم ده خطيبى .... ماهو مش هاسيب واحدة منهم تحط عينها عليه طبعا يا ماما
- وإنت ايه اللى وداك كليتها يا أمجد ... دى كليتك بعيد عن الجامعة كلها
- كان لازم أروح لها يا بابا .... ماهو أنا كمان مش عايز حد من زمايلها أو المعيدين اللى سنهم قريب من سنها يحط عينه عليها
- أنا سمعت الكلام ده من مين قبل كده يا أمجد .... فكرنى كده
كانت منى تتكلم وهى تنظر فى عينى أمجد وكأنها تستقى منه كلماتها فهم لم يحسبوا حساب النميمة عما حدث صباحاً على مرأى من جميع رواد الكافيتريا وبالتأكيد فإن الصفعة التى نالها ممدوح دوى صداها فى جميع قاعات الكلية إن لم يكن فى جميع أنحاء الجامعة
إبتسمت أم أمجد فهى اكثر من يعلم بشأن قدرة إبنها وحبيبته على التحدث سويا وسط أى تجمع دون أن يفتح أحدهما فمه وأدركت أن الهم الذى أنزاح من قلب العاشِقين كان أخطر مما صرحت به منى لكنها كانت سعيدة فهاهى إبنتها الروحية تبرهن على أنها تحفظ مابينها وبين رجلها كما علمتها وأنها ستشهد بالتأكيد بيت عاشقين كبيتها
إستأذن أمجد من أبيه للإنفراد بمنى قليلا فإذن له بينما نظرت الأم لمنى نظرة فهمتها فقامت واحتضنتها وهمست فى أذنها
- ماتخافيش يا ماما .... هو حضن بس
- مش مصدقة يا أمجد .... حاسة إنى باحلم
- إحلمى يا منى ... إحلمى وانا احقق أحلامك
- إنت جبت الصور اللى هددت بيها ممدوح منين ؟
- ثابت القهوجى .... عمل الخناقة وسرقوا شنطة المصوراتى وجابولى الأفلام .... كنت متأكد إن الصور فيها حاجة أضغط بيها على ممدوح لقيت فيها اللى يخليه يختفى من حياتك باقى عمره
- مش هتورينى الصور دى ؟
- مينفعش يا بت .... فيها حاجات ميصحش بنت تشوفها
- هيكون فيها إيه يعنى ؟ ماهو أكيد متصور مع بنات
- لأ مش مع بنات ... بصى هى صورة واحدة اللى ممكن تشوفيها الباقى مينفعش
- طب ورينى
- إيه ده ؟ هو ممدوح ليه أخت ؟
- لا مالوش يا هبلة ... ده ممدوح بشحمه ولحمه
- ممدوح لابس مينى جيب وحاطط مكياج ؟ يا نهار إسود .... أنا كنت ماشية مع بنت زيى
- برضه مفهمتيش يا هبلة ؟ ممدوح من بره راجل و من جوة ست ... فهمتى ؟
- لأ مفهمتش
- ولا هتفهمى ... سيبك من ممدوح وانسى سيرته ... مبسوطة ؟
- مبسوطة دى مش كفاية يا أمجد ... إكتشفت إن إنت حلم عمرى من ساعة ما إتولدت وكنت هتضيع منى ... أمجد ... ممكن تحضنى
- أمجد ... باحبك
- وانا كمان يا منى
- وانت كمان إيه ؟ .... إنطق
يقطع حضنهما طرقات خفيفة على الباب وصوت أم أمجد يأتيهم من الخارج
- أمجد بابا عايزك .... وانتى كمان يا منى مامتك عايزة تاخدك معاها وهى نازلة
- حاضر يا ماما جايين
- يا ماما كنتى صبرتى دقيقة واحدة كان هيقولى باحبك
- باحبك ؟ وانتى وشك احمروطالع منه صهد كده علشان كان هيقولك باحبك ؟ هتستعبطى يا بت ؟ إجرى يا بت انزلى مع امك وبلاش مياصة
وجدت ريرى نفسها تندفع لغرفة إبنتها وقد أوعز لها جنونها أن تخبرها بعدم موافقتها على تلك الزيجة واقتحمت على منى غرفتها لتجدها جالسة على فراشها وقد إحتضنت وسادة أمجد وأراحت رأسها عليها مرتدية بيجامته وبمجرد أن شعرت بها منى رفعت لها عينيها وبها نظرة حالمة
- فيه حاجة يا ماما
- لا يا حبيبتى بس نسيت أقولك تصبحى على خير
- طيب ممكن تقعدى جنبى شوية وتاخدينى فى حضنك
- أنا أكتشفت يا ماما إن أنا باحب أمجد قوى .... خايفة السعادة اللى انا فيها متدومش
- لو بيحبك زى ما بتحبيه هتدوم يا بنتى
- أمجد بيحبنى أكتر من ما أنا باحبه ... بيعمل المستحيل علشانى
- إنتى بتعيطى يا ماما ... فيه إيه
- مش عارفة هاعيش إزاى لما تبعدى عنى يا منى
- يا ماما لسة بدرى ... حتى لما نتجوز هتعيشى معانا .... أنا مقدرش اعيش بعيد عنك
- طب نامى يا حبيبتى ... تصبحى على خير
...........................................................................................................
كعادته بمجرد إستيقاظه جرى أمجد للتليفون ليتصل بمنى
- صباح الخير يا قردة
- صباح الخير يا حبيبى
- يا بت قلت لك مش متعود انا على الرقة دى ... خدت على زفارة لسانك
- لأ يا حبيبى خد عالرقة .... بعد كده مافيش زفارة لسان ... مش هينفع أخبى حبى ليك تانى عن نفسى ومش هاعرف اقولك اى كلمة وحشة
- يخربيت الرقة اللى بتتكلمى بيها ....باقولك ...قابلينى عالسلم كمان ساعة ... عايز اشوفك قبل ما تروحى الجامعة
- بصى .... أنا قلت لماما تسحب 200 جنيه من الدفتر بتاعى وتاخدك وتشتروا دبلة تكتبى عليها إسمى وتشتروا لى أنا دبلة فضة ... أنا سبت الخاتم بتاعى لماما النهاردة علشان تعرفوا المقاس ... كنت عايز اروح معاكوا بس أمى قالتلى مينفعش .... ماعرفش ليه
- إيه ده ؟ مش هتستنى لما تكلموا ابويا ؟
- يا بت هاكلم ابوكى يوم الجمعة ونقرا الفاتحة والبسك الدبلة .... مش هتروحى الكلية الأسبوع الجاى غير ودبلتى فأيدك
- وهتعملها ازاى دى ؟
- هاعملها .... باى شكل هاعملها ... معدتش هاخد وقت فى التفكير أو اتردد تانى خلاص
- دا إنتا اتغيرت خالص
- متغيرتش ولا إتهببت ... كنت جبان وباضحك على روحى بحجة إنى عاقل بس خلاص
.........................................................................................................
وصلت منى لكليتها ولأول مرة ستحضرمحاضرة عامة ... هى متهيبة ولا تدرى كيف سيكون تصرفها لو قابلت ممدوح أو حاول أحد أصدقائه مضايقتها لكنها وجدت صديقاتها واقفات أمام باب المدرج وكأنهن ينتظرنها وبمجرد ظهورها إلتففن حولها يطرحن أسألة كثيرة عما سمعن أنه حدث بالأمس بينها وبين ممدوح فصمتت لا تدرى كيف تجيبهن وانقذتها اقرب صديقاتها
- تعالى يا منى نقعد فى الكافيتريا .... لسة بدرى على ما تبدأ المحاضرة ... البنات هيحجزوا لنا مكان
- إيه يا بت يا منى اللى سمعناه ده ؟ صحيح إنتى ضربتى ممدوح بالقلم فى وسط الكافيتريا امبارح ... الكلية كلها ملهاش سيرة غير الموضوع ده ... ده حتى بنت من سنة رابعة جت تسأل عليكى مش عارفة ليه
- أه صحيح ضربته بالقلم
- وعمل إيه خلاكى تضربيه بالقلم ؟ دا إنتو كنتوا الأسبوع اللى فات لسة زى السمن عالعسل ... مش كنتى بتقولى يا بت إنه بيحبك وإنتى بتحبيه
- كنت فاكرة كده ... بس طلع أوسخ بنى آدم شوفته فى حياتى
- ليه عمل ايه ؟
- حاول يغتصبنى هو وصاحبه ولما هربت منه هددنى بالجوابات اللى كنت بابعتهاله والصور اللى اتصورتها معاه
- يا نهار إسود ... إنتى بتتكلمى جد ؟ وعملتى إيه ؟
- أنا معملتش حاجة .... أنا قلت لأمجد وهو اتصرف ... خد منه الحاجة وخلاه يعتذر لى وقالى أضربه بالقلم
- أمجد مين ده يا بت ؟ أمجد جاركم ؟
- أمجد حبيبى وخطيبى
- نعم ؟ يا بت إنتى ماشية تحبى على روحك ؟ كنتى بتحبى واحد الإسبوع اللى فات وبتحبى واحد تانى الأسبوع ده ؟ وبعدين مش أمجد ده اللى كنت عمالة أحلفلك إن إنتى بتحبيه وهو بيحبك تقوليلى بنحب بعض زى الإخوات ؟ فجأة كده حبيتوا بعض ومبقيتوش إخوات؟
- كنت مبشوفش يا صفاء ... كنت طول عمرى باحبه ومحستش غير لما شوفت حنيته وخوفه عليا .... أمجد ده يا بت حاجة كده ... مش لاقيلها وصف .... عارفة عمرى ما حسيت بالأمان إلا فى وجوده ... الحاجة الكويسة الوحيدة اللى الزفت ممدوح عملها فى حياته أنه عرفنى أنا باحب أمجد أد إيه
- حنيته ؟ يا بت مش كنتى بتقولى عليه جلف مبيعرفش يتعامل مع البنات وإنه بيعتبرك واحد صاحبه
- كنت حمارة ومبفهمش ... ده أرق و أحن وأجمل جنتلمان فى الدنيا ... احسن من رشدى أباظة وعمر الشريف
- يخربيتك ... أول مرة اشوفك بالحالة دى يا بت يا منى .... كل ده فى الإسبوع اللى مجيتيش فيه الكلية ؟
- ده أحلى إسبوع فى حياتى ... أول مرة اعرف أمجد أد إيه راجل .... عارفة يعنى إيه راجل؟
- أنا مستغربة بصراحة اللى بتقوليه ده .... بس إزاى ضربتى ممدوح بالقلم وسكت كده ... ده محدش فى الكلية بيقدر يفتح بوقه معاه
- وهو كان يقدر يفتح بوقه فى وجود أمجد ؟ ده بيترعب من إسمه
- بيقولوا إن اللى كان معاكى خمس شبان شبه بعض .... هو أمجد كان معاه أخواته
- إخواته إيه ؟ أمجد إخواته لسة صغيرين .... إللى كانوا معاه دول اصحابه ... زمايلنا هنا معانا فى سنة أولى
- بس بيقولوا شبه بعض كلهم
- لا شبه بعض ولا حاجة ... بس هما مختلفين عن باقى اللى معانا فى شكلهم ولبسهم
- يعنى ضربوا ممدوح ولا عملوا إيه بالظبط
- معرفش عملوا إيه .... هما خدوه ومشيوا ولما رجعوا لقيت ممدوح جاب الحاجة اللى عنده واعتذرلى وأمجد قالى أضربه بالقلم
- شوقتينى أشوف أمجد ده
- هتشوفيه أكيد لما نعمل الخطوبة .... رايح يوم الجمعة بورسعيد يتفق مع بابا
- طب ياللا بينا بقى أحسن اصحاب ممدوح داخلين الكافيتريا ... مش هنعرف نعمل معاهم حاجة لو قلوا أدبهم علينا وسى أمجد بتاعك مش موجود
- صباح الخير يا آنسة منى
- صباح الخير كنا لسة فى سيرتكم .... دى صفاء صاحبتى .... ودول رفعت ، ايمن ، طايل ، أحمد زمايلنا وأصحاب أمجد ... تعالوا أقعدوا معانا شوية لسة بدرى عالمحاضرة
- لأ إحنا هنقعد عالترابيزة اللى جنبكوا دى عايزين نراجع شوية
- ياللا بينا يا آنسة منى علشان نلحق المحاضرة
- بت يا منى هم راحوا فين ؟
- ماعرفش
- طب هما اصلا جم منين ؟
- معرفش برضه يا صفاء
- هو أمجد شبه دول كده ؟
- لأ ... أمجد كان القومندان بتاعهم فى المدرسة شكله لما بيقلب بيبقى أفظع من كده
- إيه يا ختى ؟ قومندان ؟ يعنى إيه قومندان ؟
- يعنى حكمدار
- لا يا شيخة ؟ ويعنى إيه برضه حكمدار؟
- معرفش .... هما قالوا لى إن قومندان يعنى حكمدار وخلاص .... هبقى اسأل أمجد يعنى إيه واقولك
- طيب يا ختى ... وبتحبى أمجد ده ازاى ... ده أنا كنت خايفة أبص ورايا وهم ماشيين معانا
- يا بت هما كده .... شكلهم الطبيعى طيب أوى بس لما بيقلبوا وشهم بيبقوا كده ... اخرسى بقى المحاضرة هتبدأ
وبنهاية اليوم كانت صديقاتها أطلقن عليها وعلى حراسها إسم " منى وعفاريتها الأربعة "
أنهت منى يومها الذى يعتبر يومها الجامعى الأول الذى تحضره وعادت لمنزلها فرحة فاليوم ستشترى دبلة تحمل إسم أمجد تزين بها إصبعها بعد أيام لتقابلها أمها بحضن طويل
- وحشتينى يامنى ... أم أمجد قالتلى إنها عايزانا ننزل النهاردة نشترى الدٍبْل ... مش كنتى إستنيتى موافقة أبوكى
- هيوافق يا ماما ... متقلقيش ... طالما أمجد قال إنه هيوافق يبقى هيوافق
- زى ما تحبى يا حبيبتى
- طيب غيرى هدومك بقى زمانها مستنيانا ... وبلاش نظرة الزعل اللى فى عنيكى دى يا ماما ... قلتلك مش هابعد عنك حتى لما نتجوز
- حاضر يا حبيبتى
- طيب ياللا غيرى هدومك بقى زمان أم أمجد مستنيانا
- علشان لو ابوكى لوعرف إن أمجد إشترالك الدبلة قبل موافقته ممكن يزعل لكن لما يعرف إن الستات هما اللى نزلوا اشتروها علشان فرحانين بيكوا مش هيقول حاجة
إنفرد أمجد بمنى أخيرا فى غرفته وتشابكت أصابعهما كالعادة
- هاطير من الفرحة يا أمجد
- إفرحى وطيرى واعملى كل اللى عايزاه
- ماما قالتلى إنك رفضت إنها هى وعم حسن يدفعوا تمن الدبلة وصممت إنها تسحب فلوسها من دفترك
- ماهو مينفعش أول وردة أجيبهالك أكون سارقها وفلوس دبلة خطوبتك أكون سالفها
- صحيح يا أمجد ... فيه بنت من سنة رابعة قابلتنى النهاردة وطلبت منى طلب ومعرفتش ارد عليها
- بنت إيه ؟ وطلب إيه ؟
- هى قالت لى إن ممدوح قواد وإنه بيتعرف على البنات ويمسك عليهم حاجات يبتزهم بيها ويخليهم بعد كده يناموا مع رجالة وياخد فلوس على كده
- كمان ؟ أنا كنت شاكك فى كده
- وهى طلبت مِنى أساعدها إنها تخلص من إبتزاز ممدوح ليها ... أنا قلتلها إنى هأسألك بس موعدتش إنك تساعدها .... بس علشان خاطرى يا حبيبى حاول تساعدها ... البنت صعبت عليا قوى .... جميلة وشكلها بنت ناس
- يا بت قلت لك بلاش تتكلمى بالرقة دى .... مش هاعرف ارفض لك طلب ... على كل حال قابليها برفعت وهو هيتصرف
- وانا هاقابلها برفعت إزاى وانا معرفش هو وباقى اصحابك بيختفوا فين وبيطلعوا منين ... البنات النهاردة سموهم عفاريت منى
- هههههههههههههه ... خلاص هاتصل بيه النهاردة و اخليه يقابلك قبل المحاضرة بكرة
- أمجد .... منى جاية تعبانة من الكلية ولازم تنزل تنام
- حاضر يا ماما
- كنتى سيبتبنا دقيقة كمان .... أول مرة يحضنى من غير ما أطلب
- بس يا بت بلاش مياصة ... بكرة تشبعوا أحضان
- يابنى لسة بدرى .... الطريق بياخد 3 ساعات يعنى لو نزلنا من هنا الساعة 7 هنوصل قبل ما الراجل يوصل محله
- معلش يا بابا ... نوصل بدرى أحسن ما نتأخرعليه
- خير يا باشمهندس .... جايين تدورواعلى حاجة للعربية و لا جايين تشتروا لبس .... كل بورسعيد تحت أمركم
- بصراحة يا أبو منى إحنا مش جايين نشترى حاجة .... إحنا طمعانين فى حاجة أكبر
- طلباتكم أوامر ... أنا فضيت نفسى النهاردة ومش هاسيبكم غير لما تلاقوا كل اللى عايزينه
- اللى إحنا عايزينه مش فى بورسعيد يا ابو منى ... اللى عايزينه فى مصر بس إنت الوحيد اللى تقدر تديهولنا
- مصر ؟ طب ومقولتش ليه يا باشمهندس كنت جيت لكم انا
- من الآخرأنا جاى طالب إيد منى بنتك لأبنى أمجد
- لا إذا كان الكلام كده يبقى نروح حتة نتكلم فيها ... إنتوا فطرتوا ولا لسه ؟... حتى لو كنتوا فطرتوا تفطروا تانى ... نفطر سوا ونتكلم ... هو اناهلاقى عريس لبنتى أحسن من الباشمهندس أمجد
- بس مش إنت شايف إن لسة بدرى يا أمجد ... إنتوا لسة أول سنة ليكم فى الجامعة
- ياعمى لا بدرى ولا حاجة ... وبصراحة أنا مش عايز منى تروح الجامعة غير وهى لابسة دبلتى فى إيدها ... محدش هايضايقها لما يعرفوا أنها مخطوبة واوعدك إنى هاشيل منى فى عنيا طول حياتى وعمرى ما هازعلها فى يوم ... أرجوك يا عمى إقبل طلبى
- يابنى مش هلاقى لمنى عريس أحسن منك بس إنت ابن أصول وعارف إنى لازم آخد رأيها واسمع موافقتها بودنى
- خلاص ياللا بينا ... حضرتك تسألها ونقرا الفاتحة
- يابنى اصبر شوية ... عربيتى فى المينا بتجيب حاجات وقدامها ساعتين على ما ترجع ... وبعدين لازم منى وامها يعملوا حسابهم ويعرفوا إن انا جاى ... حتى يحضرولنا العشا نتعشى سوا بعد الفاتحة
- خلاص ... أنا هاروح السنترال أتصل بماما أقولهم إننا جايين ... ولا أقولك ... هاقول لماما تحضر لنا غدا نتغدى كلنا سوا وبليل نقرا الفاتحة ونتعشى ونلبس الدِبْل
- دِبْل إيه يا بنى ... مش لما اعرف رأى البنت نبقى نشترى الدِبْل
- هى معلقة موافقتها على موافقة حضرتك ... انا سألتها... لوحضرتك وافقت أنا سايب فلوس لماما يروحوا يشتروا الدِبْل لغاية ما نروحلهم ..... نقرا الفاتحة ونلبس الدِبْل ... علشان بعد كده ماسيبهاش تركب مواصلات تروح الجامعة لوحدها ولما الناس تشوفنى باوصلها كل يوم ميقولوش حاجة
- يابنى إنت عليك عفريت إسمه نلبس الدِبْل ... إهدا شوية البنت مش هتطير
- يا عمى أرجوك ... مش عايز حد يبصلها غير ويلاقى دبلتى فى إيديها
- إبنك مستعجل أوى يا باشمهندس .... مع إنى اعرف عنه أن كل حاجة بيفكر فيها كتير
- فكرت فى كل حاجة يا عمى ... بص إحنا النهاردة نقرا الفاتحة ونلبس الدبل ونعمل الخطوبة فى أجازة نص السنة ....الأجازة 15 يناير إحنا نعملها يوم 14 هيكون يوم جمعة .....وأول ما أتخرج نكتب الكتاب .... ونتجوز أول ما أخلص جيش.....قولت إيه يا عمى ؟ موافق؟
- هاقول إيه يا بنى ؟ عالبركة ... أول العربية ما ترجع أرجع معاكوا على مصر على طول
- وليه نروح فى عربيتين ... حضرتك تيجيى معانا وتبقى ترجع فى السوبر جيت ... انا رايح أبلغ منى إنك وافقت على مانتوا تخلصوا فطار ونمشى فورا... هاقابلكم عند المحل ...هو السنترال اللى هنا فين ؟
بمجرد خروج أمجد يلتفت أبو منى لأبو أمجد ويبتسم فى سعادة
- العيال كبرت يا حسن وحبوا بعض
- من ساعة ما أتولدوا وهما مكتوبين لبعض ... مش انا خطبتها منك للواد من أول يوم إتولدت فيه
- مبروك علينا النسب يا ابو أمجد
وصل الأبوان مع أمجد أخيرا للعمارة و بمجرد وصولهم دخلوا لشقة منى وأمها بعد أن رفض أمجد حتى أن يغير ملابسه أو يزيل هو وأبوه غبار السفر عنهما قبل أن تتم قراءة فاتحته على منى حتى أن أبو منى طلب منه التريث حتى تستعد منى وأمها لإستقبالهم
- يا بنى طب إطلع خدلك دش وانزل حتى البنت وامها يستعدوا
- هما مستعدين يا عمى .... ريح بالى بس وبعد كده هاتريث و أتأنى وأصبر وكل حاجة إنت عايزها
دخل أمجد وأبوه يتقدمهم أبو منى مرحبا بهم واتخذ أبو أمجد وأبو منى مكانيهما متجاوران بينما جلس أمجد وحيدا على الكنبة فى إنتظار الخطوات التى شرحها له أبوه طوال طريق سفرهم لبورسعيد حيث جلس أبو منى منتفخا كأى أب فى إنتظار قراءة فاتحة إبنته بينما وقفت أم منى بجوار الباب منتظرة تعليمات أبو العروسة
- إعملى لنا الشاى يا أم منى لغاية ما منى تجهز
- بصى يا ام منى .... أمجد طلب إيد مُنى وانا وافقت بس مستنى أسمع موافقتها ... ناديها نشوف رأيها إيه
لم ير أمجد منى بتلك الروعة من قبل وقد تفننت أمه فى تزيينها بخطوط مكياج بسيطة تظهر جمال ملامح هذا الوجه الملائكى ترتدى فستان يظهرها كأميرات الأفلام الرومانسية ولأول مرة يراها بذلك الحذاء ذى الكعب العالى الرفيع يظهرجمال تلك السيقان التى زينها خلخال رقيق
نظر أبوها إليها فى إعجاب شديد وفخر بجمال إبنته وهو يراقب تأثير تلك الجميلة على أمجد وأبوه اللذان لم يستطيعا رفع أعينهما عنها صمت الأب قليلا يستمتع بلحظته ثم وجه حديثه لمنى
- يا مُنى أمجد طلب إيدك مِنى .... أنا وافقت ... مش هلاقى أحسن منه أآمن عليكى معاه ... إيه رأيك ؟
- إللى تشوفه يابابا
- يعنى موافقة ولا مش موافقة ؟
- قلت لحضرتك إللى تشوفه
- لازم اسمعها منك بودنى
- موافقة يا بابا
وتتسلل أم أمجد لغرفة منى لتجدها جالسة على طرف فراشها تحتضن وسادة أمجد وهى غارقة فى خجلها
- إيه يا بت مالك
- مكسوفة يا ماما .... فرحانة .... حاسة إن رجليا مش شايلانى
- لااااأ .... إمسكى نفسك كده .... دانتى لسة هتقومى تعملى القهوة اللى هيشربوها قبل ما يقروا الفاتحة ؟
- قهوة ؟ بس أنا مبعرفش اعمل قهوة ... بتطلع من غير وش
- يخربيتك .... مقولتيش ليه يا بت كنت علمتك تعمليها إزاى .... قدامى عالمطبخ .... إنتى امك معلمتكيش أى حاجة خالص كده؟
عادت منى لغرفة الصالون تحمل فناجين القهوة التى صنعتها بالطبع أم أمجد على صينية مذهبة لتضعها وتجلس بجوار أمجد يكاد شعورها بالخجل يقتلها حتى إنها لا تستطيع رفع وجهها لتنظر لأمجد الذى كان يتوق للنظر فى عينيها ليعرف ردة فعلها على نجاحه فى تحقيق وعده لكن نظرة واحدة من أبيه جعلته يتصنع الخجل لتتم قراءة الفاتحة وتنتقل الأسرتين لشقة أمجد وأسرته لتناول الغداء بعد أن طلت كل الجارات من أبوابهن يشاركن الفرحة بزغاريدهن فبمجرد سماع الزغرودة الأولى توقع جميع من يقطن بعمارتهم ما حدث من خطبة أمجد لمنى ... حتى جارة منى الحاقدة على أمها و التى تراقب شقتها دائما شاركت بزغاريدها فالجميع حتى هى يحب هذا الثنائى الذى يمثل أحلامهم فالكل شعر وقتها أن الأحلام يمكن أحيانا تتحقق
وتم وضع الخطوط النهائية للزواج وحل أكبر عُقدِه حيث أصر أبو منى على أن يتم الزواج فى شقتهم ولم يُلزِم أمجد إلا بشراء غرفة نوم ستكون مكان غرفة منى .... فأمها لا تستطيع الإبتعاد عنها
كم كان طيب هذا الرجل ... فلم يكن يعرف أنه سيضع الوقود جوار النار ... فنار زوجته بات لا يطفئها إلا أمجد ولا يزيدها إشتعالا إلا وجوده
بعد العشاء إستعد العروسان للحفل الصغير حيث إرتدى أمجد البدلة الوحيدة التى يملكها وأهداه أبوه رابطة عنق جديدة كان يدخرها لنفسه بينما إستغرقت أمه فى تزيين العروس الرائعة الجمال وأهدتها فستان كانت قد صنعته لها دون أن تخبرها طرزته على مدى شهور وبدت فيه تلك الرقيقة فعلا كأنها أميرة خرجت من أحد أفلام الرسوم المتحركة
لم تكن حفلة بالمعنى المفهوم لكن باب الشقة ظل مفتوحا لمدعوين لم يدعهم أحد فبخلاف الأسرتين الصغيرتين كان من المفترض ألا يحضر سوى صفاء صديقة منى وأصدقاء أمجد الأربعة لكن الشقة اكتظت بالجيران والجارات اللاتى أتوا ليشاهدوا جمال تلك الأميرة وحتى ثابت صبى القهوة ترك عمله وذهب ليهنئ أمجد فهو يشعر بأن له دور فى تلك الخطبة وإن كان لا يعرف ما هو إلا أنه يشعر بأنه قد رد بعض الجميل لهذا الشاب الذى أنقذه يوما من علقة كان سيتلقاها على يدى معلمه
إنتهت الحفلة خلال ساعتين فقط وانصرف كل المدعوين وأضطر أمجد لترك جميلته لإن أباها يريد بالطبع أن يستريح ويجب أن يكون هوغدا فى كليته بعد أن يوصل منى لكليتها فقد تعاهدا مع أسرتيهما بألا تؤثر تلك الخطبة فى دراستهم ولا وقت ليضيع ويجب أن يتخرجا دون اى تخلف كشرط لإتمام زيجتهما
.......................................................................................................
إنتظر أمجد قليلا بعد أن غير ملابسه وتسلل للصالة حيث إصطحب التليفون لغرفته ليطلب حبيبته التى هى الآن خطيبته لترد سريعا
- وحشتينى يا قردة .... تصدقى ؟
- وانت كمان وحشتنى .... أول ما ماما وبابا دخلوا أوضتهم أخدت التليفون معايا .... كنت عارفة إنك هتكلمنى
- غيرتى هدومك؟
- قلعت ولسة ملبستش
- يعنى إنتى دلوقتى قالعة هدومك كلها ؟
- أه .... كلها كلها ... لسة ملبستش حاجة
- وهتلبسى إيه ؟
- هلبس بيجامتك
- بس؟
- أه بس .... لما بلبس بيجامتك مش بلبس تحتها حاجة
- أمجد .... نام وسيب منى تنام ... عندكوا كليات الصبح .... هات التليفون علشان عايزة اكلم عمتك
- حاضر ياماما .... تصبحى على خير يا منى ... شكرا يا ماما ... بس دى خطيبتى عادى يعنى ومن حقى اكلمها
- إتكلموا الصبح وانت بتوصلها ... إصبروا الكام ساعة دول
- لو حد فيكوا سقط سنة واحدة كل ده هيبوظ .... ركز فى مذاكرتك .... كليتك مش سهلة وخليها هي كمان تركز وبطلوا محن
- حاضر يا ماما هنبطل محن ... بس احنا كنا قبل ما نتخطب كنا بنتكلم عادى بالساعات
- قبل ما تتخطبوا حاجة ودلوقتى حاجة تانية.... إنت إلتزمت بكلمة مع ابوها ولازم تكون راجل وتنفذها ... واهو أبوك قالك تاخد العربية كل يوم توصلها الجامعة وترجعها وهيبقى عندكوا وقت كفاية ... وبعدين يا روح أمك إنت عمرك ما سألتها قبل ما تتخطبوا قالعة إيه وهتلبس إيه ... تصبح على خير يا روميو
- دانتى بتتصنتى علينا من زمان بقى .... تصبحى على خير يا حضرة الناظرة ... إلحقى بقى عم رشدى أباظة قبل ما ينام
- عايز إيه يا أمجد عالصبح
- عايز التليفون يا ماما أصحى منى علشان نجهز .... إنتوا مش رايحين الشغل النهاردة ؟
- لأ مش رايحين .... تعبانين من ليلة إمبارح
- ماشى يا حضرة الناظرة ... العريس والعروسة رايحين جامعتهم وأهاليهم هما اللى بيستريحوا
- طبعا إنتوا مش هتقوموا قبل الضهر ... وانا والعيلين الغلابة اللى جوا هننزل من غير فطار
- ماهو خطيبتك هتفطرك يا ممحون ... إجرى يا خويا إتطمن عليها يكون عفريت خطفها ولا حاجة فى الكام ساعة دول ... خِفّوا المحن اللى إنتوا فيه ده شوية
إبتسم أمجد وهو يتجه لغرفته فهو يعلم بأن أباه وأمه قد قضيا ليلة حافلة وربما سيكملون حفلهم بعد خلو الشقة عليهما ... و طلب رقم منى فورا
- صباح الخير يا قمر .... وحشتينى
- إيه ده؟ قمر؟ إيه الرقة دى عالصبح يا حضرة الصول ... إتغيرت يا حبيبى
- باقولك إيه ... أمى لسة قايلالى بلاش محن ... هنفطر سوا النهاردة ؟
- طبعا .... أنا جهزت الفطار من بدرى ومستنية تليفونك علشان البس
- طيب ألبسى ونتقابل كمان نص ساعة ... عايز الحق أقعد معاكى شوية
- طب بص ... ممكن ألبس فستان النهاردة واحط مكياج خفيف كده ؟ أكيد صفاء نشرت الخبربين البنات ومش معقول البنات يشوفونى أول يوم مخطوبة ولابسة بنطلون وبلوزة ... يفرحوا بيا حتى ويفرحونى
- ماشى .... بس النهاردة بس ... بعد كده مافيش فساتين تانى
- لأ .... هو النهاردة بس ... سلام بقى علشان الحق البس
- صباح الخير يا ااا....
- يا إيه ؟ ماتنطق
- مش عارف .... مش لاقى كلمة مناسبة اقولها للقمر اللى شايفه ده ... مفيش كلمة توصف اللى انا شايفه أو اللى حاسس بيه
- إيه الرومانسية دى كلها .... مانت بتعرف تقول كلام حلو أهو
- إيه الخلخال اللى لبساه ده يا بت ؟ إحنا قلنا فستان ومكياج بس ... لكن خلخال لأ
- قلبت بسرعة كده .... خلاص يا حبيبى ولا يهمك .... وآدى الخلخال أهو
خلعت الخلخال وناولته له قبل أن تعتدل وهى تنظر فى عينيه
- خد خليه معاك علشان ميضعش منى فى الجامعة
- لأ خليه معاكى ... أنا واثق إنك مش هتلبسيه بعد ما أسيبك
- أمجد
- نعم
- بحبك
- وانا كمان .... ياللا بينا علشان منتأخرش
فتح أمجد باب السيارة القديمة لتجلس منى ويغلق الباب ويأخذ مكانه على مقعد القيادة وبمجرد تحرك السيارة تضع منى يدها على يده التى تمسك عصا نقل الحركة لتشتبك أصابعهما ويتحكم أمجد بعجلة القيادة بيسراه فقط ... فهو لن يترك تلك الفرصة ليشعر بأنامل حبيبته وكفها الذى يستكين فى كفه ... إعتاد أمجد من يومها على القيادة بيسراه فقط فيده اليمنى مشغولة بما هو أهم ولم يغير تلك العادة إلى الآن حتى بعد أن تحول من أمجد إلى " الباشا "
توقف أمجد قريبا من باب الجامعة ويبدآ فى تناول إفطارهما وتمر بجوارها بعض زميلاتها المبكرات فى الحضورليلحظنها وهى لا تلاحظ شيئا فعيناها معلقتان بأمجد
- أبويا وأمى امبارح يا أمجد كانت ليلتهم إيه .... فلة
- إنتى بتتصنتى على ابوكى وامك يا بت ؟ عيب كده
- لأ مكنتش باتصنت ... طلعت ارجع التليفون الصالة وسمعت صوت أمى .... هو احنا لما نتجوز صوتى هيبقى عالى كده لما نبقى مع بعض؟
- يا بت عيب كده قلتلك .... لما نبقى نتجوز نبقى نشوف ...وبعدين انا مش هسيب صوتك يعلى ... شفايفك هتبقى مشغولة بحاجات تانية
- إنت قليل الأدب يا أمجد
- أنا اللى قليل الأدب برضه ... ياللا بقى روحى على محاضراتك ... خدى بالك من نفسك وهستناكى هنا الساعة 3
- حاضر يا حبيبى ... خد بالك من نفسك ... سلام
- صباح الخير يا أمجد ... جاى بدرى كده ليه
- صباح الخير يا سميرة ..... بابا سابلى عربيته آجى بيها الكلية علشان ماضيعش وقت فى المواصلات
توقفت سميرة عن ركوب الأتوبيس منذ إسبوع بعد أن لاحظت أمها البلل على أحد كلوتاتها التى تخلعها بمجرد عودتها لمنزلها ... فقد كانت سميرة معتادة على تغيير كيلوتها بمجرد عودتها من الخارج منذ صغرها وكانت دائما ما تغسله بمجرد خلعه إلا أنها فى هذا اليوم تركت كيلوتها قبل غسله لانها نسيت إصطحاب آخر بديلا له وصادف خروجها دخول أمها لتلاحظ هذا البلل فتوقعت أنه بسبب إحتكاك ابنتها بآخرين فى المواصلات فأصرت بعدها أن يصطحبها أبوها للكلية قبل ذهابه لعمله بسيارته ويعود لينتظرها ويعيدها معه وهكذا كانت سميرة تصل مبكرا لكليتها .
كان إنزعاج سميرة من إستثارتها قد تلاشى وتحول لإستمتاع بهذا الشعور الذى تشعر به وأحبت شعور بللها الذى يحدث لها عند إحتكاكها بأمجد حتى أنها اصبحت تتعمد إلصاق فخذها بفخذه فهو على كل الأحوال لا يشعر بهذا الإحتكاك أو أنه يعتبره شئ طبيعى فى ظل إزدحام المدرج بالجالسين فلم تر منه أى تغير فى طريقة معاملته حتى بعد أن قل تحفظه فى التعامل معها ومع باقى صديقاتها وأصبح يتضاحك معهن فى الأوقات القليلة التى يقضيها بصحبتهم فلا مانع إذاً من الحصول على تلك المتعة الصغيرة والتى هى كل حظها فى الحصول على متعة جنسية ما وهى واعية ... فهى ورغم أحلامها الجنسية الكثيرة لم تجرب حتى مداعبة نفسها .
كان شعور إنجذابها لأمجد هو الشعور الذى يزعجها فهى كلما حاولت مقاومة هذا الشعور بالإنجذاب تجد نفسها تنجذب إليه أكثروتبلغ سعادتها منتهاها عندما تنفرد به بعيدا عن باقى صديقاتها فإنها تشعر معه رغم تحفظه بشئ ما لا تدرى ما هو لكنه إحساس يسعدها حين تكون وحدها مع هذا الشاب الخجول الذى لم تضبطه لمرة واحدة ينظر إليها أو لأى من زميلاته متطلعا لما يتطلع له باقى زملائها الشبان الذين يقفز دائما الشبق من أعينهم ودائما ما يتطلعون لتلك المؤخرات والسيقان بنظرة نهمة وكأنهم يعرون الفتيات بأعينهم الجريئة التى لا تعرف الخجل
لم تلاحظ سميرة الدبلة الفضية التى زادت على إصبع أمجد فقد إختفت تلك الدبلة الرفيعة أسفل خاتمه لكنها لاحظت تغير ما فى وجه أمجد فشعور السعادة الذى يظهر على وجهه اليوم لم تعهده عليه من قبل فهو من أول يوم رأته فيه وهى تشعر بأنه دائما مهموما بشئ ما ولم تسأله من قبل عن سبب نظرته المهمومة ولن تستطيع سؤاله عن سبب نظرة السعادة فى عينيه . فهم وإن كانوا فى حكم الأصدقاء إلا أن صداقتهم لم تكن لتسمح لهم بعد بالحديث فى أمور تعتبرأمور شخصية فهى إلى الآن لا تعرف عن حياته خارج أسوار الكلية غير إسمه ومهنة والده وغير أنه يسكن بشارع قريب من شارعهم
..........................................................................................................
عاد أمجد ومنى لبيتهم وحكى كل منهم للآخر تفاصيل يومه خلال الطريق وأصبحت رؤيتهم سويا سواء فى سيارة أبو أمجد أو فى الشارع وهو يمسك بيدها أو تتأبط ذراعه شيئا عاديا لن يثير لغطا فهم خطيبان الآن بصفة رسمية ولن يستطيع أى شخص التقول عليهما
مرت أيام سعادة لم تنقطع فيها منى عن تواجدها الدائم بعد عودتها من كليتها ملتصقة بأم أمجد تتعلم منها كيف تكون زوجة وتتعلم منها كل ما تستطيع تعلمه لإسعاد أمجد لكن أصبح باب غرفة أمجد لا يغلق عليهما سويا مع مراقبة الأم لهما فهما الآن يستذكران دروسهما فى نفس الغرفة كما كانوا يفعلون دائما رغم إختلاف طبيعة دراسة كل منهما عن الآخر وإختلاف الغرفة ... فوجودهما معا يشعل فى روحهما شيئا ما يدفعهما للتفوق
لكن كانت الأم تترك لهما بعض المساحة أحيانا وتتصنع الإنشغال بعيدا عن باب الغرفة المفتوح ليحظيا بدقائق من تشابك الأصابع وأحيانا لإحتضان سريع .
مر الإسبوع سريعا وبنهاية الأربعاء حدث حادث بأحد معامل كليه الهندسة التى يدرس بها أمجد وتم إغلاق مبنى المعامل حتى إنتهاء التحقيقات وهكذا فإن اليوم التالى بالنسبة لأمجد هو يوم إجازة يستطيع فيه التفرغ لإنهاء ذلك الرسم المطلوب تسليمه الأحد القادم لقسم العمارة قبل أن يعيد منى من كليتها ويستطيع قضاء وقت أطول مع محبوبته التى تشغل قلبه وتملك عليه قلبه . فمساء الخميس هو الذى سُمِح لهما فيه أن يتجالسا كخطيبين دون مذاكرة وهو المساء الذى ستتشابك فيه أصابعهما دون خوف من لوم الأم التى تراقبهما دائما
كان أمجد وهو يرسم تلك اللوحة "التى غيرت مجرى حياته فيما بعد " ترن فى أذنيه كلمات الدكتور إبراهيم
- علشان تكونوا مصممين متميزين لازم تحرروا أذهانكم من كل اللى شوفتوه من تصميمات سابقة ... إنت ممكن تطلّع بلان ممتازة لو ذهنك إلتزم بالعادى ... لكن مش هتكون مميز إلا لو طلعت حاجة محدش يتوقعها ... حرروا عقولكم ... حرروا عقولكم ... حرروا عقولكم
- إيه ده يا أمجد ؟ إنت مرحتش كليتك ليه ؟
- مبنى العملى حصلت فيه مصيبة إمبارح وقفلوه .... والنهاردة ما عنديش نظرى وصّلت منى وقلت أرجع اخلص البلان ده .... إيه رأيك
- أنا مبفهمش طبعا حاجة فى الرسومات المعقدة بتاعتكم دى بس شكله حاجة روعة ... هى منى هترجع لوحدها ؟
- لأ ... هاروحلها الساعة 4 أجيبها
- طيب يا حبيبى .... حماتك قابلتنى عالسلم وعايزاك تغيرلها الأنبوبة ... شافت العربية مركونة تحت البيت وعارفة إنك هنا
- حاضر .... هاعدى عليها لما أجيب منى وأغيرلها الأنبوبة
- يادى المحن اللى فاقع مرارتى .... هو تغيير الأنبوبة كمان محتاج فيه منى ؟ منى هتسند إيدك أظن وانت بتغير الأنبوبة .... يا واد دى حماتك .... يعنى لازم تحايلها وتشيلها فى عنيك زى امك علشان متقلبش عليك وتخلى البت تكشر فى وشك .... إنزل يا واد غير الأنبوبة خلى الولية تخلص اللى وراها وتعمل الغدا قبل ما البت ترجع من كليتها
- حاضر يا ماما .... هاغسل إيدى وانزلها
دق أمجد جرس شقة خطيبته لتفتح له حماته بملابس البيت .... فلا داعى الآن للإختفاء تحت عبائتها ... فهو خطيب إبنتها ولا حرج فى أن يراها ترتدى مثل هذا الجلباب المنزلى ولا خوف إن رأتها جارتها تستقبل أمجد فى بيتها فهو خطيب إبنتها وهو الآن رجل هذا البيت فى غياب الأب
كانت المرة الأولى لأمجد التى تقع عينه عليها ترتدى مثل ذلك الجلباب .... فدائما كانت تستقبله بالعباءة السوداء ترتدى تحتها ملابس فاضحة تكشف مفاتنها أو .... لا ترتدى تحتها شيئا على الإطلاق
كان جلباب ضيق بدون أكمام يضغط ثدييها فيظهر إنتفاخهما من فتحة صدره العريضة ويظهر إرتفاع مؤخرتها وفلقاتها المنفصلة المرتفعة .... وتفاصيل ما ترتديه من ملابس داخلية مرسومة عليه تظهر من أسفل قماشه الأبيض المنقوش وطوله الذى يصل بالكاد لركبتيها يظهر جمال تلك السيقان الملفوفة اللامعة التى لا ينافس جمالها إلا سيقان إبنتها منى
ها هو الوحش يطل براسه من بين القضبان لكنه لم يستطع الخروج من خلفها
- خش يا أمجد .... معلش هتعبك يا بنى
- تعبك راحة يا ريرى .... مافيش أى تعب
وينتهى سريعا من تغيير الأنبوبة ويجلس على ركبتيه لإختبار عدم تسرب الغاز لتناوله أم منى الثقاب فتلمس أصابعه كفها لمسة شعرمعها بحرارة شديدة تنبعث من يدها لتمتد وتشمل جسده فيرفع عينيه ليجد أمامه تلك السوة المنتفخة وهاهو الوحش الذى كان يسخر منه متمثلا أمامه يضحك فاتحا شدقيه مظهرا أنيابه ولا يستطيع مقاومته فينقض مقبلا تلك السوة وأم منى تهمس له
- لأ يا أمجد ... بلاش أبوس إيدك ... مش هينفع
- مش قادرة يا أمجد ... حرام عليك ... طب بالراحة ... مش قادرة استحمل
لم يتوقف أمجد حتى وصل وجهه لكسها المبتل تماما والذى عشق رائحته منذ صباه فدفن أنفه وشاربه بين شفريها يفرك كل ما بينهما بوجهه بينما شفتاه تمتص زنبورها المنتفخ ترضعه وقد أستسلمت هى تماما لشهوتها ووضعت يدها على فمها بينما تقذف ماءها غزيرا تكتم صوتها وهو لا يرحمها ولا يشبع من إبتلاع كل ما يخرج منها وقد غاصت اصابعه فى لحم فخذيها حتى أنهت قذفتها واستطاعت أخيرا أن تتحدث وهى تنهج
- مش هينفع هنا .... الصوت هيسمّع فى المنور وهتبقى فضيحة .... نروح الأوضة
.......................................................................................................
قد يكون من المناسب أن تكون الفقرة التى تلى الممارسة الجنسية بين أمجد وأم منى تتحدث عن ندمهما بعد الجريمة التى إرتكباها بحق الرقيقة منى
لكن الحقيقة أننى لم أستشعر من الباشا خلال حكيه أى نبرة ندم أو أرى على وجهه أى ملامح تدل على ندمه بعد تلك الواقعة
ربما يكون الندم فى تلك الحالات موجودا بين صفحات القصص الخيالية لكنى بعد أن سمعت من الباشا حكيه كدت أقتنع أن الندم بعد مثل تلك الممارسة الجنسية غير موجود بالحقيقة أو على أرض الواقع فقصة الباشا حقيقية فى معظمها والخيال بها قليل
لآ أكذبكم القول قرائى أنى كرهت الباشا بعد ما حكى تلك الجريمة ... فأنا مثلكم أحببت منى وأكره أن تتم خيانتها وأن تكون تلك الخيانة بين أكثر إثنين أحبتهما
لم أستشف من الباشا بعد هل ندم فيما بعد أو كيف كانت حياته وهو يحمل فى رقبته مثل تلك الخيانة
قد أكون أُحب منى أكثر منكم قرائى فأنا أعرف منى الحقيقية وأعرف رقتها وأعرف أنها لا تستحق أن تُخان
دعونا ننتظر باقى حكىّ الباشا فأنا الآن رغم أنى أكرهه إلا أنى أتوق لمعرفة باقى القصة
الجزء السابع
مقدمة
عندما بدأ الباشا فى حكى الجزء السابع كنت أحمل له الكثير من البغض.... لكن عندما استكمل الحكى تحول شعورى للدهشة
فعندما استفسرت منه عن كيفية شعوره بعدم الندم أو حتى بتأنيب الضمير بعد إستمرار علاقته بأم منى أجابنى بقول قاطع :
الشعور بالندم فى العلاقات المشابهة موجود فقط فى القصص والأفلام لكن غير موجود بأرض الواقع ودلل لى على صحة قوله بعدد من العلاقات المماثلة أعرفها ويعرفها ومنها ما نشر خلال أعوام على صفحات الإنترنت (بعد إبتكارها) وبأن أم منى شرحت له مرارا أن علاقتها به محددة فقط كإشباع جنسى لكنها كأى زوجة وأم لا تحب إلا زوجها و لا تحرص على شئ مثل حرصها على سعادة إبنتها
أما أمجد وقتها فقد كانت لايزال فى طور المراهقة وكانت منى وأمها تكملان له له نفس الشخصية فقد تفتحت أعين بلوغه أول ما بلغ على أن منى رفيقته وتؤام روحه وأمها مصدر اللذة الجنسية وقد يكون ذلك سبب تأخره فى إكتشاف حبه لمنى
تعجبت مثلما قد يتعجب الكثيرون وتمنيت أن يكون فى باقى حكيه ما يشبع فضولى
.....
فى هذا الجزء قد يجد بعض القراء شئ من المصطلحات الهندسية وقد حاولت شرح بعض معانيها خلال الكتابة وسيفهم القارئ بالتأكيد معناها لكنى رأيت أن أشرح معنى كلمة (بلان) التى تكررت كثيرا ... فالبلان ماهى إلا اللوحة التى يرسمها عادة المهندس يوضح فيها تفاصيل تصميمه الهندسى بخطوط وأرقام يفهما مهندس آخر سيقوم بتنفيذ ذلك الرسم على أرض الواقع ويجمعها المهندسين فى مصر بكلمة بلانات
أما المقصود بكلمة scale فهو مايعرف بمقياس الرسم لكل عنصرمن عناصر الرسم الهندسى وكان يمثل ضبطه فى الرسومات الهندسية كابوس للطلاب المبتدئين قبل إبتكار أنظمة الرسم بالكومبيوتر
أما كلمة سكشن فهو يعبر عن حصة الدروس العملية بين طلاب الجامعات فى مصر حيث يتم تقسيم طلاب الدفعة لمجموعات ويطلق أيضا على تلك المجموعة إسم سيكشن وتميز برقم ويجمعها الطلبة والأساتذة فى مصر بكلمة سكاشن
يوجد أيضا إشارة صغيرة لفيلم Saturday night fever” “ الذى قام ببطولته النجم جون ترافولتا و النجمة كارين جورنى عام 1977 والذى ألهم الشباب حب الرقص الغربى وتحول فى مصر وقتها لظاهرة إنتشرت بعدها صالات الديسكو أو الديسكوتيك وقلد معظم الشباب وحتى منتصف التسعينيات طريقة ملابس جون ترافولتا بهذا الفيلم وكانت تجرى مسابقات إسبوعية كل خميس فى كل ديسكوتيك لإختيار أفضل راقِص وراقصة ديسكو أو "كابل"
كانت أيام بالفعل جميلة رغم صعوبتها
والآن لنعد لقصتنا ونستكمل ما حكاه الباشا
..................................................................................................
بعد أن انتهى أمجد وأم منى من حفلهم الجنسى كان أمجد يتوقع أن يشعر بالندم أو تأنيب الضمير لكنه لم يشعر سوى بشعوره المعتاد بالنشاط الذى إعتاده بعد كل ممارسة جنسية مع تلك الأنثى الشبقة وكان يشعرفقط بقلق من ردة فعلها التى توقع أن تكون نحيبا وندما ولوما له فهو من قد بدأ وهو من أطلق الوحش من محبسه لكن خاب توقعه عندما وجدها تمد يدها خلفها لتتحسس زبره الراقد نصف منتصب بين فلقتيها لتستديرثم تحنى جسدها وتمسك زبره بيدها وتطبع علي رأسه قبلة حارة ثم تعتدل لتلف ذراعها حول أمجد وتنظر فى عينيه نظرة أنثى خبيرة
- حاسس بأيه يا أمجد؟ .... أوعى تقول إنك ندمان ... مش منى لوحدها اللى بتعرف تقرا عنيك على فكرة
- مش عارف يا ريرى ... كنت متوقع إنى أحس بالندم أو بأى إحساس تانى غير اللى حاسه دلوقتى
- حاسس بإن اللى عملته دلوقت شئ طبيعى مفيهوش أى حاجة غلط ومش قالقك غير اللى ممكن اعمله .... صح يا أمجد؟
- وإنتى عرفتى منين يا ريرى ؟
- علشان ده كان نفس إحساسى قبل ما أمد إيدى ورايا وامسك زبك يا روح ريرى ... تعرف ...
- يعنى انا لما اتجوز منى مش هاتمتع معاها غير لما اتخيل إنى نايم معاكى إنتى
- بالعكس ... إنت هتتمتع مع منى أكتر منى بكتير ... منى بنتى وانا أكتر واحدة عارفة إمكانياتها زى مانا عارفة إمكانياتك... منى لو داقت المتعة اللى بتمتعها لى دى مرة واحدة بس هتعمل معاك أكتر من اللى باعمله انا .... مش منى بس .... أى ست فى الدنيا لو عملت معاها اللى بتعمله معايا مش هتنساك
- مش فاهمك يا ريرى .... يعنى انتى محستيش إنك متضايقة لما خطبت منى وبعدت عنك الفترة دى كلها
- لأ زعلت وكنت مخنوقة كمان وهاموت من القهر.... بس مش علشان إنت خطبت منى لأ.... علشان اتحرمت من وجودك يا أمجد ومكنتش لاقية حاجة تعوض غيابك وحسيت إنى اتحرمت من الحاجة اللى مخليانى حاسة بأنى ست كاملة من حقها إنها تنبسط
- طيب وعلاقتنا بعد كده هتبقى ازاى ؟ أنا دلوقتى إتأكدت إنى مش سهل ابعد عنك
- هتبقى زى ما كانت قبل كده يا أمجد ... لما نلاقى فرصة نستغلها ونقضى ليلة أو حتى ساعة ولا نص ساعة مع بعض ... لكن مش هاسمح لنفسى إنى أدمر علاقتك بمنى لإنى عارفة أد ايه هى بتحبك وانت أد أيه بتحبها... بينّا وبين بعض هابقى عشيقتك السرية زى مانا ... لكن غير كده هبقى حماتك وهاطلع عين أمك لو زعلت بنتى
- يعنى إنتى النهاردة ....
- أوعى تكمل .... أنا لما ندهتلك النهاردة مكانش فبالى حاجة من اللى حصلت دى .... والجلابية اللى كنت لابساها دى عندى زيها كتير ومبلبسش غيرهم طول مانا فى البيت ... وامك شافتنى كتير وانا لابساهم بس إنت أول مرة تشوفنى بيها .... مكنتش اعرف إنها هتهيجك كده ... كويس إنى عرفت علشان أجيب للبت منى كام واحدة فى جهازها
- حاجة غريبة قوى ... منى بتتعلم من امى وانا باتعلم من امها
- هههههههههههه .... طب قوم بقى يا روح امك البس هدومك واطلع شقتكم .... وانا هالبس الجلابية تانى واقولك الكلمتين بتوع السلم ... لسه هلم هدومى اللى بعترتها فى كل حتة دى
- متشكرة قوى يابنى ... يخليك لينا ... إنت هتجيب منى من الكلية الساعة كام؟
- الساعة 4 يا طنط .... متقلقيش مش هأخرها عالغدا
- خلاص هاعمل حسابى تتغدى معانا النهاردة .... هتيجوا تلاقوا الغدا جاهز
- خلاص .... هأقول لماما علشان متعملش حسابى عالغدا
- أنا جيت يا ماما ... اساعدك فى حاجة ؟
- لا يا حبيبى .... خش خد دش والبس حاجة كويسة كده وحط برفان علشان تروح تجيب منى
- لسة بدرى على معاد منى .... أنا هاخش اذاكر شوية علشان اعرف اقعد معاها النهاردة ... النهاردة أظن حسب إتفاقنا إننا هنقعد نحب فى بعض زى أى اتنين مخطوبين فى الدنيا
- يخربيت المحن اللى انتوا فيه .... يا واد انتوا مبتشبعوش حب فى بعض
- يا حضرة الناظرة ده حب متخزن بقاله 18 سنة وبنطلعه دلوقتى
- طيب يا خويا ... إنت أتأخرت عند حماتك كده ليه؟
- يا ستى باطمنها إن بنتها هتفضل فى حضنها وإنى مش هاخطفها منها ولا حاجة ... الست دى متعلقة قوى ببنتها
- طبعا يا حبيبى .... ملهاش غيرها فى الدنيا ... حط حماتك فى عنيك يا أمجد هتحافظ على حب بنتها ليك
- طبعا يا أمى .......... حماتى عايزانى اتغدى عندهم النهاردة ... قلت استأذن مِنك الأول
- مش محتاج إذن يا حبيبى ... إنت دلوقتى راجلهم فى غياب أبو منى ... لازم الناس تشوفك دايما جنبهم .... روح ذاكر دلوقتى علشان تبقى براحتك
إكتشف أمجد فى تلك اللحظة أن تلك الممارسة الجنسية فجرت فى ذهنه أفكار جديدة أو " حررت عقله " وجد شلال مندفع من الإبداع يتسابق ليصب فى لوحة الرسم المفرودة أمامه ليخرج خلال ساعتين فقط رسمه الهندسى الذى غير مجرى حياته
إرتدى أمجد أفضل ما وجده فى دولابه بعد أن أخذ حماما أزال به ما علق بجسده من آثار جنونه الأخير مع أم منى وتعطر بالعطر الوحيد الذى يمتلكه والذى أهدته له منى وانطلق بسيارة أبيه لينتظر منى الرقيقة قريبا من مدخل الجامعة منتظرا خروج أجمل وأرق فتاة ستخرج من بابها
...........................................................................................................
أطلت الجميلة منى من باب الجامعة تحيطها صديقاتها وتتمسك صديقتها المقربة صفاء بذراعها وكأنها تفخر بأنها الصديقة المقربة لتلك الجميلة التى كانت كل الروؤس تلتفت نحوها دائما لكن لم يجروء أى شاب على محاولة التقرب منها خوفا من حراسها الأربعة الذين دائما ما يظهرون فجأة لو فكر أحدهم فى محاولة التعرف بها أو حتى الإقتراب من محيطها
بحثت منى سريعا عن سيارة حبيبها الخضراء لتلمحه واقفا بين أصدقائه فى مزاحهم الخشن وضحكاتهم العالية فتوجهت الأميرة بركب الصديقات اللاتى يحطن بها وصفاء تهمس فى أذنها
- بت يا منى .... متعرفينى عالواد طايل ده
- يا بت انا مش معرفاكى عليهم كلهم من كام يوم .... هى قصة
- أمال لما كنا عندك كنت رايحة جاية قدامه ولا كأنه شايفنى ... كأنى هوا فى المكان
- وانتى عايزة إيه منه ؟ مش إنتى بتخافى من شكلهم ؟
- بسٍ شكلهم بيبقى حلو قوى وهما بيضحكوا ومش قالبين وشهم
- إيه يابت ؟ شكلك مهتمة
- أه يا بت .... حاسة إنهم رجالة بجد مش بتوع كلام فاضى ومشى مع البنات وخلاص ... ده أمجد خطبك فى يومين اتنين
- طب كلميه عادى ... هم بيخافوا يبتدوا كلام مع البنات ليكسفوهم
- أكلمه أقوله إيه
- أى حاجة .... عايزة محاضرة أو مفهمتش حاجة فى المحاضرة ...أى حاجة من دى ... واهى فرصة واقف مع أمجد النهاردة أهو
- أمجد .... البنات كانوا عايزين يتعرفوا عليك .... مقدرتش أعزمهم كلهم الجمعة اللى فاتت ومعرفناش نتجمع طول الإسبوع بس النهاردة اتجمعنا
- كلهم معزومين على حفلة الخطوبة طبعا.... الحفلة هتكون يوم 14 يناير وكلكم معزومين
فيوم الخميس كان يمثل لشباب الجامعات وقتها يوم المرح ... ويوم الحب للمحبين
ويقتحم الجمع فتاة مجهولة جميلة لتحتضن منى حضن طويل ... وتهمس فى أذنها
- مش عارفة أشكرك إزاى يا منى ... إنتى أنقذتينى
وينفض الجمع أخيرا حول الحبيبين ليفتح أمجد باب السيارة لمنى كما اعتاد لتجلس جلستها الأنيقة ليغلق الباب ويتجه للناحية الأخرى ويأخذ مكانه خلف عجلة القيادة وتتشابك أصابعهما
- مين دى اللى سلمت عليا يا منى
- دى البنت اللى كنت حكيتلك عليها يا أمجد ... بتاعت سنة رابعة ... واضح إن رفعت خلصها من ممدوح ... معقولة لحقت تنسى ؟
- وانا معقولة افتكر موضوع بنت تانية وإنتى موجودة فى حياتى يا حياتى
- إيه ده إيه ده .... دا إحنا اتطورنا كتير أهو وبقينا بنعرف نقول كلام حلويا قومندان
- كفاية محن بقى زى امى ما بتقول ... أمك عزمانى عالغدا النهاردة .... هنقعد مع بعض كتير يا بت
فحبها لمنى يفوق أى حب آخر وهى حددت علاقتها بأمجد فى حدود الإشباع جنسى من فتى دربته على فنون الجنس فتفوق فيها ولن يحزنها أن تكون من ستستمع به لباقى عمرها هى أقرب الناس لقلبها .... الرقيقة منى
........................................................................................................
لم ينته هذا اليوم بالنسبة لأمجد ومنى إلا قبل شروق شمس اليوم التالى فحتى بعد أن غادر شقة منى وأمها فى التاسعة حسب الأصول إستمر حوارهما فى التليفون فقد سمح له أبوه وأمه بإستخدام التليفون فاليوم التالى إجازة ولن يؤثر سهرهما على دراستهما لكن بالطبع قبل أن تتركه أمه للذهاب لغرفتها تركت له نصيحة
- طبعا إنت وهى هتفضلوا ترغوا فى التليفون لغاية الصبح
- يا ماما مش إنتى وبابا وافقتوا نتكلم الليلة فى التليفون زى ما إحنا عايزين ؟
- إتكلموا براحتكم يا حبيبى .... وطبعا بكرة هتفطروا سوا فى السطح ؟
- ده بعد إذنكوا طبعا
- طيب يا حبيبى .... بلاش تفطروا فى البرجولة وخليكم برة
- إشمعنى يعنى ؟
- بكرة الجمعة يا حبيبى وكل الأسطح اللى حوالينا هتكون مليانة ناس ... لازم الناس يشوفوكم قدام عنيهم دايما علشان محدش يفتح بوقه بكلمة عليكم
- عندك حق يا أمى .... بس مش ملاحظة إننا قبل ما نتخطب كنا واخدين راحتنا أكتر من كده
- علشان مكانش المحن طافح منكم يا روح أُمك زى ماهو طافح دلوقتى ... روح ياخويا كمل رغى قبل ما منى تنام ... تصدق البت وحشتنى ... مشوفتهاش النهاردة خالص ... بكرة قولها إنها هتقضى اليوم معايا ... وخليها هى وامها يطلعوا يتغدوا معانا بكرة ... فرصة اقعد مع ريرى شوية ... من يوم قراية الفتحة معرفتش أقعد معاها ساعة على بعضها
- حاضر يا ماما ... هقول لمنى وامها إنهم يطلعوا عندنا وهاعرف منى إنها هتقضى اليوم معانا
- أنا قلت معايا مش معانا ... روح يا ممحون كمل رغى
وفعلاً كانت الأسطح ممتلئة بالجيران صباح الجمعة فالكل يستمتع بشمس الصباح ... فعائلات تتناول إفطارها مع صغار يلعبون ويملأون الجو ضجيجاً وفتيات ينظرن حولهن بنظرات خفية يلحظون شبانا يستعرضون أنفسهم علهم يحظون بنظرة من إحدى الفتيات لكن بمجرد ظهور أمجد يعد ترابيزة و كرسيين بجوار البرجولة تتبعه منى تحمل صينية الإفطار تحول الكل لتحيتهم ومراقبة تصرفاتهم والحديث معهم لتهنئتهم ودعت الكثير من الأمهات وبناتهن منى لبيوتهن لكنها إعتذرت لهم برقتها الرائعة فلا وقت لديها لتضيعه فهى إما مشغولة بمذاكرتها وإما مشغولة بحبيبها .... وأخيرا جلس العاشقين لتناول إفطارهما ولم يحاول أمجد لمس يد منى فهم تحت مراقبة أعين كثيرة تراقب كل حركاتهم
لم يحدث بينهما أى تلامس جسدى لكن أعينهما كانت معلقة ببعضهما يتحدثان بلغتهما الخفية التى لا يفهمها سواهما وأخيرا تحدث أمجد بعد أن غابا فى موجة ضحك طويلة
- فاكرة يا بت ؟
- وده يوم يتنسى ؟
- يومها أمك ادتنى حتة علقة
- كنت خايفة لتقول لامك ... ابوك كان هيقتلك لو عرف
- طبعا علقتك كانت أسخن من علقتى
- بالعكس بقى .... كنت فاكرة امى هتقتلنى يومها ... بس بعد ما نزلِت كانت هادية خالص وخدتنى فى حضنها وفهمتنى بالراحة
- ماهى أكيد طلعت غلها كله فيا أنا ... طول عمرك مغلبانى معاكى يا مجنونة
- عارفة يا حبيبى ... وعلشان كده طول عمرى باحبك
- آآآآآآآآه ..... قوليها تانى كده
- باح.. بك
- يخربيت الرقة ... عايز احضنك يا بت بس مش قاااادر
- بكرة نشبع أحضان ...... أمك قالتلى كده
هى تعقيدات النفس البشرية التى قد يصعب على كإنسان عادى فهمها
قضت منى اليوم مع أسرة أمجد وانضمت أمها إليها ولم يكن لأمجد اى فرصة للإنفراد بها إلا لدقائق قليلة تشابكت فيها أصابعهما وهو يعرض عليها لوحته بفخر لكن كان فخرها برسمه يفوق فخره ... فهى شعرت بأنها كانت ملهمته لإخراج لوحته الهندسية الأولى ... كانت محقة فبالفعل كان أمجد يرسم تلك اللوحة وصورة منى لا تفارق مخيلته ولو للحظة
..........................................................................................................
يوم السبت لم يكن الحديث بين كل أفراد دفعة السنة الإعدادية يدور إلا حول اللوحة الأولى المطلوب منهم تسليمها فى اليوم التالى وهكذا كان يدور الحوار بين أمجد وصديقاته الخمس حول نفس اللوحة
فى هذا الوقت كانت اللوحة الأولى عادة ما تكون لوحة بسيطة عبارة عن رسم لمجموعة أشكال هندسية بسيطة أو مركبة لقياس قدرة الطالب على إستخدام أدواته وفهمه لل scale والعلاقة بين الفراغ والمنظور ومثل تلك الأشياء ... لكن الدكتور إبراهيم عندما تولى تدريس المادة لطلبة الإعدادى حول تلك اللوحة لتكون عن إستخدام تلك الأشكال فى تصميم بسيط ليكتشف قدرة الطلبة على الإبتكار وتنمية ملكة الإبداع لديهم ... فالدكتور إبراهيم كان مهندس بدرجة فنان وكان همه الأول تحويل طلبة العمارة لمبدعين فهو يرى أن المصمم لابد أن يكون مبدعا لا أن يكون مجرد صانع قوالب خرسانية
- حد فيكوا خلص اللوحة ؟
- أنا يا سهام خلصتها ... هو انتى لسة مخلصتيهاش ؟
- خلصتها ؟ يا بنى إنت ناويلها من أول السنة كده ... أنا حاسة إنى باشخبط ... طبعا يا عم شكلك كده عمارة من غير كلام
- عمارة إيه يا سميرة ؟ أنا هادخل ميكانيكا زى ابويا طبعا ... على الأقل هيلاقيلى شغل لما اخلص
- طب ما تساعدنى يا أمجد أخلصها .... وليك عندى غدوة محصلتش
- أساعدك إزاى يا سهام والسيكشن بكرة ؟
- تعالى معايا البيت بعد الكلية النهاردة ساعدنى فى رسمها وأغديك
- بعد الكلية عندى مشوار مقدرش اسيبه ... وبعدين آجى معاكى فين ؟ إنتى عايزة أبوكى يقتلنى ؟
- يا سيدى متقلقش من ابويا ... إنت خايف ولا إيه ؟ أمال مصارع وعسكرية وبتاع
- لا يا ستى مش خايف ... بس الأصول أصول ... وبعدين متقلقيش ... أول لوحة دى مافيش عليها درجات ... إرسميلك عمودين وفى وسطهم شوية بلوكات وخلاص ... آخرها المعيد هيقولك كلمتين رذلين وخلاص ... ولّا حتى مش هيقول ... هما غلاستهم بتبقى عالولاد بس
لم تكن سميرة تدرى أنها تنزلق بقلبها دون أن تدرى جهة أمجد ولم تكن تريد التصريح حتى لنفسها أن الشعور الذى إنتابها الآن هو شعور بالغيرة لكنها كتمت شعورها بداخلها ولم تسمح لشعورها بالظهور على وجهها
وجدت سميرة نفسها فى هذا اليوم تتوق للإنفراد بأمجد وحين بدأت المحاضرة وجدت نفسها تدفع فخذها بقوة ليلتصق بفخذه ولأول مرة تتحين فرصة لتلصق كتفها بكتفه وذراعها بذراعه
لم يشعر أمجد بالطبع بهذا التغير فهو شديد التركيز بعقله فى محاضراته وبقلبه فى محبوبته حتى لو لاحظ فسيعتبر إلتصاق سميرة به أمر طبيعى لإزدحام المدرج بالجالسين
كان اليوم التالى من أهم الأيام التى مرت عليه فى حياته وإن كان فى بدايته إعتبره يوم دراسة عادى ولم يكن يتوقع أن يكون هو اليوم الذى سيتغير فيه مسار حياته ويجعل من الدكتور إبراهيم ثانى أهم الأشخاص المؤثرين بمسيرته بعد الرقيقة منى
بدأ اليوم بداية عادية وكل طالب يستعرض رسمه بين زملائه المقربين حتى بدأت محاضرة الدكتور إبراهيم وتبعتها المحاضرة الثانية حيث تفرق الطلبة بعدها لمجموعتين لتتجه كل مجموعة لإحدى القاعات الكبيرة التى خصصت كقاعات خاصة بسكاشن الرسم الهندسى لطلبة الصف الإعدادى ووقف الطلاب فى صفوفهم كل خلف إحدى ترابيزات الرسم ليبدأ فى فرد لوحته عليها وتجمع المعيدين للمرور على اللوحات لتقييمها وإرشاد كل طالب لإخطاءه والسعادة تبدو على وجه المعيدين بالطبع فهو يوم إستعراض قدراتهم كمهندسين أمام هؤلاء المستجدين و .... المستجدات
كان الدكتور إبراهيم يتنقل بين القاعتين لا يهدأ فهى الفرصة الأولى له هذا العام للتعرف على تأثيره على طلبته الذين كانوا يحبونه حقا لإسلوبه السلس فى الشرح وأناقته فهم دائما ما يشعرون بأنهم فى حضرة فنان وليس مجرد أستاذاً جامعياً يلقى لهم محاضرة عن فن العمارة
فوجئ الدكتور إبراهيم فى إحدى مرات مروره المتكررة بإشتباك بين أحد المعيدين وطالب تبين له أنه أمجد ليسرع للمشتبكين ويستفسر عما يدور بينهم
- خير يا دكتور فيه إيه ... خير يا باشمهندس
- الباشمهندس يا دكتور إبراهيم جايب اللوحة دى وعايزنى أصدق إن هو اللى رسمها ... تصدق إنت إن طالب لسة متعلم الإسبوع اللى فات يمسك المسطرة يرسم لوحة زى دى
- يا دكتور أنا إتولدت والمسطرة دى فى بيتنا ... واتعلمت استعملها من وانا فى اولى إعدادى
- طيب إهدوا إنتوا الأتنين إحنا فى كلية محترمة مش فى الشارع
- كمل إنت شغلك يا دكتور .... وإنت يا أمجد هات اللوحة دى وحصلنى على مكتبى
- تعالى يا أمجد ... إتفضل أقعد
- شكرا يا دكتور
- إنت اللى رسمت اللوحة دى يا أمجد
- طبعا يا فندم انا اللى رسمتها
- إنت والدك بيشتغل إيه يا أمجد ؟
- مهندس يا فندم
- يابنى قلتلك قبل كده بلاش افندم دى ... والدك ساعدك فى رسمها
- حضرتك أنا والدى مهندس ميكانيكا يعنى علاقته بالرسم المعمارى إنقطعت من ساعة ما دخل أولى هندسة
- وإزاى ال scale ظبط معاك من أول لوحة كده
- يا فندم إحنا بندرس طبوغرافيا عسكرية ورسم خرايط من أولى ثانوى وكان اللى بيقصّر بيقضى نص أجازة الصيف محجوز فى المدرسة يعنى ال scale بالنسبة لى شئ بسيط
- بيقصر إزاى يعنى ؟
- يعنى يسقط يا فندم
- إنت بتسمع مزيكا يا أمجد
- أيوه يا فندم باسمع موسيقى طبعا
- بتسمع إيه ؟
- معظمها موسيقى كلاسيك ... غالبا باسمعها لوحدى ... كل اصحابى وحتى عيلتى مبيفهموهاش
- وطبعا كنت مشغل موسيقى وانت بترسم
- مظبوط يا فندم
- كنت بتسمع إيه ؟
- مش فاكر حضرتك بالظبط ... لكن أعتقد إنها السيمفونية الخامسة لبيتهوفين
- يعنى يا أمجد لو اديتك شوية داتا مختلفة تقدر ترسم لوحة تانية زى دى
- طبعا يافندم أقدر
- طب خد الداتا دى نفذلى بيها بلان وهاستناها منك بكرة
- وليه بكرة حضرتك ... السيكشن لسة فاضل فيه 3 ساعات وواضح إنى مش هارجعله النهاردة طبعا ... أروح القاعة التانية لو سمحتلى أرسمها فيها
- يعنى إنت رسمت دى فى 3 ساعات
- أقل من 3 ساعات حضرتك
- طيب إنت هتقعد هنا فى المكتب ال 3 ساعات دول قدام عينى واستخدم ترابيزة الرسم بتاعتى ... أديك يا سيدى هترسم على ترابيزة الدكتور إبراهيم شخصيا ... تستعمل أدواتى ولا تستنى لما أبعت أجيب أدواتك من القاعة
- ليا الشرف يافندم إنى أستعمل أدواتك
- يابنى قلتلك باتخنق من كلمة افندم دى ... تحب تشرب إيه ؟ أجيب لك لمون علشان تهدى نفسك وانت بترسم
- أنا باحب اشرب شاى بالنعناع وانا بارسم ... لو مش هيضايق حضرتك
- هيضايقنى فى إيه ... إتفضل الترابيزة والورق والمسطرة وكل اللى هتحتاجه هناك وانا مش هاتحرك من هنا غير لما تخلص
وبمجرد خروج العامل يلتقط الدكتور إبراهيم شريط كاسيت من علبة الشرائط الموجودة خلفه ليضعها بجهاز الكاسيت الذى لا يفارق مكتبه ويضغط زر التشغيل لتنطلق فى الحجرة موسيقى السيمفونية الخامسة لبيتهوفن
سيمفونية ضربات القدر
قبل مرور الساعات الثلاث كان أمجد إنتهى من لوحته الثانية والدكتور إبراهيم يراقب حركاته بإهتمام ويرقب حركة سبابته على شاربه وإبتعاده عن اللوحة ثم إقترابه منها ووقوفه الدائم وعدم الجلوس على الكرسى الموجود أمام لوحة الرسم وموسيقى السيمفونية الخامسة تدور حوله وكلما إنتهى الشريط يعيده ليعمل مرة وراء أخرى كأنه يكرر ضربات القدر حول أمجد
إنتهى أمجد من الرسم قبل مرور الساعات الثلاث وأخبرالدكتور إبراهيم بإنتهائه ليقوم الدكتور من كرسيه لأول مرة لينظر للوحة
وقف الدكتور إبراهيم يطالع اللوحة بإهتمام ويراجع كل تفاصيلها قبل أن يستدير ليحتضن أمجد بقوة ويمسك بذراعه ليجلسه على الكرسى المقابل لمكتبه ليكلمه وهو يدور بأرجاء الغرفة
- بص يا أمجد ... إنت تعتبر نفسك من النهاردة دخلت عمارة
- بس أنا كنت ناوى على ميكانيكا حضرتك
- إترزع أقعد ومش كل ما هاقف هاتقف ... مافيش ميكانيكا ... دا أنا أقتلك لو فكرت فى قسم غير عمارة ... ولو خايف على زعل ابوك ادينى تليفونه وانا هاكلمه ... أو حتى هاروحله ... قلت عمارة تبقى عمارة
- اللى تشوفه حضرتك يا فندم
- واعمل حسابك من أول أجازة الصيف هتنزل معايا المكتب تتدرب .... لأ أول الأجازة إيه ... من أول الإسبوع الجاى ... وعارف .... هتقولى الكلية والتمرين ... هتنزل المكتب مرتين فى الأسبوع ... كل مرة ساعتين بليل ...من 7 ل 9 وهتاخد مرتب محترم ... 120 جنيه بحالهم فى الشهر
- مقدرش أخالف أوامر حضرتك ... بس لازم آخد إذن بابا الأول
- إدينى تليفونه هاكلمه قدامك حالا دلوقتى وآخدلك الإذن
شعر عم حسن يومها بالفخر الشديد ... فحلمه بأن يكون ابنه مهندس له بصمة مميزة وليس مجرد مهندس موظف يلوح أمام عينيه وفخور بابنه الذى لم يقبل بتلك الفرصة إلا بعد موافقته شخصيا عليها
وضع الدكتور إبراهيم سماعة التليفون ليمد يده إلى مكتبته يلتقط منها كتابا متوسط الحجم يناوله لأمجد
- إيه ده يا دكتور .... فلسفة اليوجا ؟
- ايوه يا أمجد فلسفة اليوجا ... اليوجا هتخليك تتحكم فى نفسك .... وقلبة الوش اللى شفتها وانت بتتكلم مع المعيد بتاعك مينفعش تبان تانى فى أى حتة... علشان تنجح فى حياتك العملية لازم اللى قدامك ميعرفش إيه بيدور جوة مخك ... لازم تتحكم فى كل عضلة فى جسمك ومتخليش جسمك هو اللى يتحكم فيك ... عايز الكتاب ده يكون أول خطوة فى طريق نجاحك
- شكرا يا دكتور
- ومش عايز حد من زمايلك هنا فى الكلية يعرف إنك بتشتغل معايا فى المكتب علشان لو توقعى طلع صح .... وهيطلع صح ودرجاتك كانت عالية محدش يفتكر إن ده بسبب شغلك معايا ... فاهمنى طبعا
- فاهم حضرتك يا فندم
- إتفضل يا دكتور ***** أنا طلبتك علشان أمجد يعتذرلك قدامى وأتأكد بنفسى إنه مش هيكررها تانى .... إعتذر للمعيد بتاعك يا أمجد
- أنا آسف يا دكتور بس كنت زعلان عالمجهود اللى عملته فى اللوحة ومعجبش حضرتك ... أنا آسف مرة تانية
- خلاص يا أمجد الدكتور قبل إعتذارك ... خد حاجاتك وسيبنا دلوقتى عندنا شغل ... وبالمناسبة ... إنت عارف إن بطولة الجامعة عندنا هنا يوم الحد الجاى ... لو مجبتليش دهبية هتبقى وقعتك سودة .... أنا هاعتذر عن المحاضرة يومها والمحاضرة التانية هتبقى مكان محاضرتى ... وطبعا مش هيكون فيه يومها سيكشن رسم علشان زمايلك يروحوا يشجعوك .... ولأنى مش هاكون فاضى طبعا ... مع السلامة
إلتفت الدكتور إبراهيم للمعيد ونظر له نظرة أب يوجه إبن
- بص يا بنى ... أنا خليت الطالب ده يرسم لوحة تانية قدامى هنا ... هى لسة على ترابيزتى هناك تقدر تبص عليها ... ... إحنا كل كام سنة هنا بيجيلنا طالب واحد موهوب ... والطالب ده موهوب بالفطرة ... أنا مش عايز يتخرج من تحت إيدى مهندسين يرتكبوا جريمة زى اللى إرتكبوها اللى صمموا تلوث بصرى وسموه بلوكات مساكن شعبية ... أنا عايزكم مهندسين فنانين ... بص عاللوحة كده وقولى رأيك إيه
- معقولة يا دكتور طالب إعدادى يرسم لوحة بالدقة دى ؟ ... حتى لو موهوب كان لازم يغلط فى الscale عالأقل
- واضح إنه إتعلم الscale فى المدرسة العسكرية ... ولأنه موهوب إستوعبه وهضمه وبقى بيظبط معاه تلقائى من غير حتى ما هو يحس ... أعتقد كده إن المدارس العسكرية سبقت مدارس التربية والتعليم بكتير ... بص بقى ... من الإسبوع الجاى إحنا هنغير النظام ... بدل ما كل السيكشن ياخد نفس البلان ينفذوها فى البيت هتحضر 10 بلانات ... كل طالب ياخد لوحة مختلفة عن زميله ... وتسليم البلانات للقسم هيكون قبل معاد السيكشن بيوم... وبالنسبة لأمجد هياخد لوحده غير كل زمايله بلان أصعب من زمايله كلهم وانا اللى هاجهز الداتا بتاعتها بنفسى ... علشان منظلمش باقى زمايله لإن مستواه أعلى منهم بكتير
- هو حضرتك إديته فكرة البلان اللى رسمه ده ؟
- لالالالالا ...... دى فكرته هو
- وجابها منين دى ؟
- جابها من المزيكا يا أستاذ .... ضربات القدر ..... الولد ده الموسيقى بتترجم فى دماغه لأفكار... ولو غيرت المزيكا هيرسم بلان غيرها ولو غيرتها يرسم بلان تالتة .... ده فنااااان يا دكتور فناااان ... فنان تصميم حقيقى مش زيكم فنانين بلوكات خرسانة جاهزة و باليتات طوب خفيف
بينما كان الدكتور إبراهيم يتناقش مع المعيد كان أمجد يقف وسط صديقاته اللاتى كان القلق عليه يفترسهن من إصطحاب الدكتور إبراهيم له وعدم إكمال السكشن وتقافزن زميلاته فرحا حوله بعدما اخبرهم بإعجاب الدكتور برسمه فهاهو أول متفوقى الدفعة يظهر ولحسن حظهن فإن هذا المتفوق هو صديقهم وهن صديقاته ولاأصدقاء له غيرهن بين كل الزملاء .....لكن ..... ظهر غضب عابر على وجه سميرة عندما أمسكت سهام يديه بكلتا يديها وضغطت عليها للحظات قبل ان تتركها
كان هذا الشعور دائما ما يربك سميرة فهى دائما ما تشعر به كلما اقتربت إحدى الصديقات من أمجد أكثرمن المعتاد أو حاولت أن تنفرد به فى غير وجودها .... كانت تحاول أن تنكر ما تشعر به وتنكر على نفسها غيرتها عليه
لم ينتظر أمجد طويلا بين صديقاته بل إنطلق لسيارة ابيه المركونة بعيدا عن باب الكلية لينطلق بها لإصطحاب حبيبته
لقد فتح له القدر ذراعيه وأعطاه فرصة لم يكن ليحلم بمثلها .... تلك الرقيقة التى يقطع الطريق إليها الآن هى أيقونة حظه ... دائما ما يجد القدر يقف جواره يساعده كلما أسعدها ... سيسعدها بكل طريقة ... سيجعلها تحيا كأميرة فهى بالفعل أميرة ... سيجعل كل حياتها سعادة طالما يستطيع
ركن أمجد السيارة فى أقرب بقعة من مدخل الجامعة ولم يطق صبرا لانتظار منى داخل السيارة بل ترك السيارة وقطع الطريق للبوابة الكبيرة ليقع عليها بصره قادمة من بعيد وسط صديقاتها وتلك المرة وجد صديقه طايل يسيرمعهم بجانب صفاء فى مؤخرة موكبهم الصغير مشتبكين فى حديث ضاحك فيظهر كارنيه الجامعة للشرطى الواقف بالمدخل ويندفع تجاه محبوبته وكاد أن يحتضنها لكن نظرة من صديقه نبهته بأنهم داخل الجامعة وتندهش منى لكن نظرة الفرحة التى تطل من وجهه تطمئنها
- فيه إيه يا أمجد .... أول مرة متستناش فى العربية
- مفيش حاجة .... خبر حلو قوى مش قادر استنى عايزك تعرفيه
- فيه إيه بقى ... شوقتنى
- شكلنا هنتجوز بدرى يا بت .... من الإسبوع الجاى هاشتغل بمرتب محترم ... 120 جنيه يا منى ... 120 جنيه
- إنت بتهزر يا أمجد .... قول إنك بتهزر... وكليتك ؟
- يا بت أنا هاشتغل يومين فى الأسبوع بس ... بليل ... يعنى 4 ساعات بس فى الأسبوع
- لآ .... مش مصدقة .... أنا أكيد باحلم
- مش حلم يا بت ... مش حلم
- إنتى رايحة فين ؟
- هافرح ماما
- زمان امى وامك وابويا وكلهم مستنينا فوق ... أنا مش قلتلك إن الدكتور إبراهيم كلم عمك حسن
- صحيح ... يالا بينا
بمجرد دخول منى وأمجد للشقة هب أبوه ليتلقفه بحضن طويل نقل له فيه دقات قلبه الفخورة بينما إحتضنت منى أمها وهى تتقافز فرحة ثم ألقت بنفسها فى حضن أم أمجد التى رعت حبها وحققت آمالها حتى قبل أن تدرى هى أن هذا هو حبها وتلك هى آمالها
تركهم الجيران ليتركوا الأسرة للإحتفال وبينما إستكانت منى فى حضن أم أمجد لا ترفع نظرها عن فارسها تحدثت الأم بنبرة صدق حقيقية
- منى وشها حلو عليك يا أمجد
- منى طول عمرها وش السعد لكل اللى حواليها يا أم أمجد
- عمرى ما توقعت اللى حصل النهاردة يا بابا ولا كان ممكن أتوقعه ... عارف إن الشغل فى مكتب الدكتور إبراهيم حلم لأى مهندس فى مصر؟ ده اكبر مصمم فى مصر كلها ويختارنى أنا بالذات وانا لسة فى إعدادى هندسة أشتغل معاه ... ده حلم يا بابا حلم
- إنت ومنى تستاهلوا كل خير يا بنى .... حافظ عليها زى عنيك ... بعد ما خطبتها بإسبوع واحد القدر بعت لك أكبر فرصة فى حياتك
- منى دى .... منى دى ...مش لاقى كلمة أقولها عليها توفيها حقها ... طول عمرها سبب حظى
- حجزتهم ليكوا بالعافية ... بابا نزل إشترى جاتوه كتير وصندوقين كوكاكولا بحالهم مفضلش منهم غير دول
- طيب قوموا يا ولاد كلوا الجاتوه بتاعكم فى أوضتكم ... قصدى فى أوضة أمجد ... أكيد فيه كلام كتير عايزين تقولوه
- لا يا ماما مش أوضتى ... هى زى مانتى قولتى أوضتنا
- سيبوا الباب مفتوح علشان لو إحتاجنا منكم حاجة
- مينفعش النهاردة الباب يتقفل عليكم ... بفرحتكم دى خطر يا ممحونة إنتى وهو
- إنتوا بتعملوا إيه يا مهابيل إنتوا الأتنين
- بنرقص يا ماما ... بنرقص
- بترقصوا ؟ وده رقص ؟ ودى مزيكا حد يرقص عليها ؟
- بحيرة البجع يا ماما.... swan lake
- بس انا مشوفتش بجع يا أمجد ... أنا شوفت جوز نسانيس بيتنططوا
- هنتعلم يا ماما ... هنتعلم وهنرقص أحسن من جون ترافولتا وكارين جورنى
- دا إنتوا إتجننتوا رسمى وهتجننونا معاكم
- ياللا يا منى .... امك عايزة تاخدك وهى نازلة
مضى الإسبوع بسرعة وبدأ الإسبوع التالى واحتل أمجد مكانه المعتاد بالمدرج تجاوره سميرة تليها باقى شلة الجميلات وقبل بدء المحاضرة يفاجأ أمجد بفراش مكتب الدكتور إبراهيم يبحث عنه ليعلمه بأن الدكتور إبراهيم فى إنتظاره ليغادرأمجد صديقاته دون قلق تلك المرة فقد بات معلوما لديهم أن الأستاذ العظيم تبنى موهبة صديقهم ومن العادى أن يستدعيه فى أى وقت ودخل أمجد مكتب أستاذه بعد أن يدق الباب باحترام
- صباح الخير يا أمجد .... أخبارك إيه ؟
- صباح النور يا دكتور ... كله تمام
- إنت النهاردة طبعا المفروض أول يوم ليك فى الشغل معايا ... البطولة هتتلعب بكرة ... مافيش داعى تيجى المكتب النهاردة وخليها يوم التلات بس الإسبوع ده
- ليه يا دكتور ؟ حضرتك هتدفعلى مرتب يبقى مينفعش أغيب أول يوم شغل
- يعنى ده مش هيأثر على لعبك بكرة
- يا دكتور متخفش .... لعيبة المصارعة مش متدلعين زى لعيبة الكورة أو محتاجين يريحوا قبل الماتش ... إحنا بنكون يوم الماتش نفسه فى مدارسنا او كلياتنا أو شغلنا عادى ... متقلقش حضرتك
- ماشى يا بطل .... هستناك النهاردة الساعة سبعة فى المكتب ... أنا كتبتلك العنوان اهو فى ورقة وكتبتلك الوصفة علشان متتوهش... مدينة نصر حى جديد وممكن تتوه فيه ... إتفضل علشان تلحق محاضرتك
- كان عندى طلب من حضرتك يا دكتور لو تسمح بخصوص ماتش بكرة .... خطيبتى هتحضر الماتش بكرة وعايزها تكون معايا
- إنت خاطب يا أمجد ؟ أول مرة أعرف .... شكلك خلبوص يا أمجد مع أنه مش باين على شكلك... يعنى مش كفاية مكوش لوحدك على أحلى خمس بنات فى الدفعة ... كمان خاطب
- وياترى خطيبتك حلوة زى البنات زمايلك كده
- لا يا دكتور .... منى أحلى منهم بكتير
- مش باقولك خلبوص ... خلاص يا سيدى أنا هاقول للولاد اللى بينظموا بكرة يخلوها معاك تحت مش فى المدرج مع باقى زمايلك ... إجرى بقى محاضرتك فاضل عليها 10 دقايق
- كان الدكتوربيتطمن إنى جاهز لماتش بكرة ... أوعوا تقولوا إنكم مش هتحضروا ؟ بكرة محاضرة واحدة والسيكشن اتلغى
- لأ طبعا هنحضر ... أنا مش ممكن أفوت حاجة زى دى ... نعرف المصارعة اللى بتلعبها دى شكلها إيه وبالمرة نكسب فيك ثواب ونشجعك
- أنا مش هاحضر محاضرة بكرة علشان الميزان هيبقى بدرى ... معتمد عليكم تشرحوهالى
- متقلقش يا كابتن ... هاشرحالهك بنفسى
قبل السابعة بخمس دقائق كان أمجد يتوقف أمام فيلا صغيرة من دورين تكاد تنطق بالفخامة وسط شارع إمتلأ بالفيلات المكعبة كريهة المنظر أقتطعت حدائقها بالكامل لتُضم لتلك الفيلات فتزيد منظرها قبحا على قبحها ليدخل من الباب ويتجه لمدخل الفيلا الداخلى وسط حديقة صغيرة جميلة التنسيق لتستقبله فتاة ترتدى زى فى منتهى الأناقة تجلس وراء مكتب صغير خلف المدخل تقوده بعدها وسط طرقات ينطق كل ما فيها بالفخامة وتبعث فى كل جنبات الفيلا موسيقى ناعمة حتى يصلوا للدور الثانى لمقابلة الدكتور إبراهيم فى مكتبه الفخم الضخم ليستقبله مرحبا ويوجه حديثه للفتاة التى كانت ترافقه
- لو سمحتى خليهم يجيبولى القهوة بتاعتى وشاى بالنعناع للباشمهندس... وخلى إلهام تجيلى ... جيت فى معادك بالظبط يا أمجد... أهم حاجة فى الراجل الناجح دقة المواعيد
- دى إلهام .... دراعى اليمين فى المكتب هنا ... شغلك هيكون معايا ومعاها بس ... إلا لو قلنالك تساعد حد من المهندسين .... هنا فيه 4 مهندسين و2 مهندسات هنبقى نعرفك عليهم والباقى مساعدين ومحاسبين وكده
- تشرفنا يا مدام إلهام
- لأ بقولك إيه إحنا هنا مافيش عندنا مدام وأستاذ وباشمهندس إحنا بننادى بعض بأسامينا مفيش بس غير الدكتور ومبنقولوش يا دكتور ... بنقوله يا ريس ... إنت هتبقى مسؤليتى قدام الريس ... يعنى تسمع الكلام ... أنا باضرب على طول مبشتمش حتى
- إسمع كلامها يا أمجد علشان دى مفترية ... ... يا إلهام أنا ليا شهر باحاول أخليه يبطل كلمة تمام يافندم ومش عارف ... همتك بقى تنسيه العسكرية وترجعيه بنى آدم طبيعى
- هما يومين إتنين ولو لسانه ماتعدلش ليك الكلام يا ريس
- إلهام يا أمجد خريجة فنون جميلة مش هندسة ... بس فنانة حقيقية ... أعتقد هتنسجموا مع بعض ... ليها نفس الدماغ اللاسعة اللى عندك إللى لسة انت معرفتهاش .... بصى بقى أول مهمة ليكو مع بعض
- قول يا ريس
- هتاخدى الأستاذ وتنزلى وسط البلد ... تروحى عند تادرس الترزى ... يفصلّه بدلة كلاسيك وبدلة سبور و3 بليزرات و3 بنطلونات... وبعدين تاخديه عند صبحى بتاع القمصان ... يفصلّه 6 قمصان كلاسيك ... وتاخديه عند عارف بتاع الجزم يفصلّه جزمتين كلاسيك ... وفيه محل كرافتات فى شارع قصر النيل ... تشتريله كرافتتين سيلكا ... والحاجات دى تكون جاهزة قبل يوم الجمعة الجاى ... يوم السبت عايز الأخ ده يجيى المكتب ويكون لابس لبس يليق بمكتب الدكتور إبراهيم ...بعد كده تنزلوا الشواربى تشتريله بنطلونين جينز و4 قمصان سبور يروح بيهم الجامعة من بكرة
- ماشى ياريس ... مش عايزنى أشتريله كلوتات كمان ؟
- لو لاقيتيه محتاج إشتريله
- إقلع البنطلون ياض نشوف لباسك مناسب لمكتب الدكتور إبراهيم ولا لأ
- متخافش مش هتقلعك البنطلون قدامى ... روحى إنتى يا إلهام خدى فلوس من الخزنة لغاية ما أخلص كلام مع أمجد
- بس يادكتور أنا كان ممكن أشترى هدوم تانية لو كنت حضرتك طلبت
- بص يا أمجد ... مظهر المصمم بالذات لازم يكون كله شياكة ولازم يعيش بشياكة حياته كلها ... شياكة المصمم جزء من شخصيته ... إنت بعدين هتكتشف نفسك وهتفصل هدوم على ذوقك ... أنا شخصيا مبحبش اشترى هدوم جاهزة ... باحب هدومى تبقى متفصلة ليا لأنها بتكون مميزة ... فيه حاجات كتير هتتعلمها لسة منى ومن غيرى ... بس لازم تكون مميز يا أمجد ... إتفضل دلوقتى زمان إلهام مستنياك تحت بدال ما تضربك ... ومن بكرة لازم أشوف أمجد تانى ... مش بس بالهدوم اللى هتلبسها ... بشخصيتك الحقيقية اللى إنت لغاية دلوقت مش قادر تطلعها
..........................................................................................................
وياتى نهار الأحد وتمتلئ المدرجات الخشبية للصالة المغطاة بكلية الهندسة بالمتفرجين الشباب ربما لأول مرة فى منافسات المصارعة الرومانية ....فوقتها كانت رياضة قليلة الإنتشار قليلة المشجعين لكن تلك المرة وبمجرد إنتشار خبر أن جميلات الدفعة سيشاهدن المنافسات وأن أول طالب يظهر نجم تفوقه بدفعتهم بين المتنافسين تحولت دفعة الإعدادى كلها لمشجعين لرياضة المصارعة الرومانية التى يجهل أغلبهم إن لم يكن كلهم ماهى تلك الرياضة فقد كان برنامج المصارعة الحرة على التلفزيون وقتها يقتل كل فرصة لفهم تلك الرياضة المحددة قواعدها بشدة تمنع أى مصارع من تعمد إصابة منافسه
كانت شلة الجميلات تجلس فى منتصف الصف الأول من المدرجات الخشبية وعجبت سهام لما رأته فلا توجد حلبة مرتفعة ولا حبال حولها ولا شئ مما كانت تشاهده فى برنامج المصارعة الحرة بل بساط مطاطى مرسوم عليه دائرتين واحدة كبيرة وأخرى فى منتصفه صغيرة وقد تجمع لاعبى الفرق فى أركان موزعة حول البساط على مسافة منه فى أنتظار إعلان الحكام بدء المباريات ..... كانت الجريئة سهام بالطبع لا تكف عن الثرثرة مع باقى الشلة بصوت خافت لظنها أنها تعرف عن المصارعة مالا يعرفن وأنها ستقوم بشرح ما سيجرى لهن
- مين البت القمر اللى واقفة مع أمجد والدكتور إبراهيم دى
- يمكن بنته ولا بنت حد من الدكاترة جاية تتفرج
- بس هى لازقة فأمجد كده ليه ... أكيد دى تبعه ... يمكن أخته ولا حاجة
- بذمتك إنتى دى ممكن تكون أخت أمجد ؟ بقى القمر دى ممكن تكون اخت أمجد اللى شبه عساكر الأمن المركزى
- دى بقى خطيبتك يا سى أمجد ... لا ياض ذوقك حلو .... فعلا احلى منهم بكتير
- أعرفك يا دكتور بخطيبتى منى ... بنحب فى بعض من وإحنا فى اللفة ولسة مخطوبين من إسبوع .... ده الدكتور إبراهيم اللى حكيتلك عنه كتير
- تشرفنا يا دكتور .... أمجد مبيبطلش كلام عن حضرتك
- تشرفنا يا منى ... مضطر اسيبكم علشان أكون مع الدكاترة المرافقين لباقى الفرق ... دهبية يا أمجد وإلا هطّين عيشتك
- تمام يا دكتور متقلقش
- أول ماتش هتبدى أهى ... هو الحكم بيحسس عاللعيبة كده ليه قبل ما ينزلوا ؟ أنا كده بافكر أشتغل حكم مصارعة ... هى العيال دى مالها رفيعة كده
- يخربيتك يا أمجد ... الواد جسمه يهبل وهو قالع ... بصى الواد مفيش فى جسمه نقطة شحم وجسمه كل عضلات ... شوفتى فخاده يا بت يا أمانى متقسمة إزاى
كان أمجد تقريبا هو الوحيد الذى يرتدى زى مصارعة كامل بين المتنافسين فهو كان الوحيد بينهم المسجل بسجلات اللعبة على مستوى الجمهورية ويتدرب على أيدى محترفى تدريب وبناء أجسام متخصصين منذ كان فى العاشرة
أمجد طراز خاص من المصارعين يحبه منافسوه ويحترمون قدرته ... فهو بارع فى إكتشاف نقاط ضعف المنافسين ويجيد إخفاء نقاط ضعفه ورغم ذلك لا يلعب على نقاط ضعف خصمه ويلعب على مواطن قوة المنافس مما يجعل مبارياته تبدو للمشاهد ممتعة بين خصمين قويين ... لكن فى تلك المسابقة بين طلاب جامعة واحدة لم يكن هناك من يمكن أن ينافسه فى وزنه فكان يحاول إطالة المباراة ولو لمدة الأربع دقائق مدة الجولة الأولى لكن إنتهت مباراته الأولى بعد دقيقتين فقط لعدم التكافوء حاول أمجد خلالها إمتاع المشاهدين ببعض الحركات الفنية مع عدم إحراج خصمه
بنهاية المبارة الأولى لأمجد كانت سهام فقدت التحكم تماما فى لسانها
- الواد كإن مافيش فى جسمه عضم ... شوفتى يا إيمان بيتنى ضهره إزاى وهو شايل الواد ... لا لا لآ الواد ده مخبى عننا حاجات كتير .... أنا مش هافوتله ماتش بعد كده ... اللعبة دى عجبتنى خلاص
- بس نفسى أعرف مين اللى كانت مع أمجد دى .... أول ما ساب الدكتور إبراهيم جرى عليها وقلع الميدالية من رقبته وحطها فى رقبتها ... لازم أسأله البت القمر دى تبقى مين ... لأ مش ممكن تكون أخته
- تبقى زى ما تبقى يا سهام إحنا مالنا ... أنا ماشية زمان بابا مستني برة
- هو فيه إيه ؟ مالها اتشنجت عليا كده ليه ؟ أنا قلت حاجة زعلتها
- إنتى بتستعبطى يا سهام ؟ يعنى مفهمتيش؟
- مفهمتش إيه يا أمانى ؟ أمجد صاحبنا زى ماهو صاحبها وفرحانة بيه ... غلطت فى إيه انا؟
- يعنى مفهمتيش لما كانت بتتقمص لما تلاقى واحدة فينا قاعدة مع أمجد لوحدها ولزقتها فيه طول ماهم قاعدين ؟ إنتى حمارة يا سهام ولا إتعميتى ؟
- تصدقوا يا بنات فعلا كنت حمارة ... إزاى مأخدتش بالى ؟ بس إمتى حصل ده ؟ سميرة اللى مبيعجبهاش حد تحب أمجد ؟ لا مش مصدقة
فرغم إحمرار وجهه من الخجل وشعوره بالحرج من أن يكون محط الأنظار وهو خجل حقيقى غير مصطنع فطريقة كلامه مع الغرباء عنه قد تغيرت ... وبعد أن كان يخجل من السلام على أى شابة بيده أصبح بتقبل مزاحهن معه حتى مع إستمرار حمرة الخجل بوجهه
ترى ما غيره فى يوم واحد ؟ بالتأكيد هى تلك الفاتنة التى كانت برفقته وخلع ميداليته أمام الجميع ليهديها لها بحركة رغم أنها لم ترها بنفسها إلا ان الجميع يقول أنها قمة الرومانسية ولا تصدر إلا من قلب محب .... من أين أتت التى تشعر بأنها خطفت منها الوحيد الذى انجذبت له وأول من شعرت معه بلذة ولو أنها بسيطة إلا أنها أول لذاتها الجنسية ؟ بالتأكيد إنها قريبة للدكتور إبراهيم عرفه إليها ليغيره من جندى ضل طريقه فوجد نفسه وسط المدنية إلى شاب مودرن يرتدى أحدث ما وصل من البلاد الأوروبية
ليتها إعترفت لنفسها إنه تحبه منذ أن تعرفت عليه ... هكذا حدثت سميرة نفسها وهكذا ألقت على نفسها باللوم بينما لم ترحم سهام حالة صديقتها أو لم تلحظها من الأساس فهى مشغولة بفضولها ........ وأنانيتها
- مين البنت القمر اللى كانت معاك دى يا أمجد ؟ أختك؟
- لأ ... دى خطيبتى
مسكينة سميرة .... إنها لم تعرف بعد ما يمكن أن يخبئه القدر
وانتهى اليوم الحزين لسميرة و بعد أن بحثت عنها صديقاتها ولم يعثرن عليها وبعد أن أخبرهن أمجد بأن منى خطيبته منذ وقت طويل فتاكدن بأن أمجد لم يخدع سميرة ويعشمها بحبه ... فحبه لمنى يظهر فى عينيه بمجرد أن يذكر لهن إسمها
...........................................................................................................
دخل امجد من باب الفيلا الأنيقة لتستقبله الفتاة الجالسة خلف مكتب الإستقبال بإبتسامة رقيقة
- مساء الخير يا أمجد ... الريس مستنيك فى مكتبه ... هتخلص معاه وتروح لإلهام مكتبها فورا... سايبة خبر إن عندكوا شغل كتير النهاردة لازم تخلصوه مع بعض
- بص يا أمجد ... إنت هنا فى المكتب هتتعلم أكتر ما هتشتغل ... مطلوب منك تركز فى كل كلمة تسمعها منى أو من إلهام ... فى الأول هتساعدنا فى رسم البلانات وهتشترك معانا فى الأفكار ... أنا وإلهام هنا بنعمل الفيرست بلان لأى مشروع جديد ... يعنى البلان اللى هيشتغل على أساسها باقى المهندسين فى المشروع ... المكتب هنا مختلف عن باقى المكاتب اللى فى البلد ... كل مشروع بنصممه هنا لازم يكون ليه فكرة مش مجرد عواميد وجدران ... كل تصميم لازم يكون ليه روح مختلفة ... روح التصميم هى فكرته ... فاهمنى ؟
- فاهمك يا دكتور واتمنى أكون عند حسن ظنك
- شكرا يا أمجد ... بالمناسبة عايز اقولك حاجة ... البرفان إللى انت حاطه ده طبعا خطيبتك إللى جايباهولك
- فعلا يا دكتور ... عرفت منين ؟
- توقعت وخلاص ... البرفان ده حلو جداً لكن مش مناسب
- مش فاهم قصد حضرتك
- البرفان اللى انت حاطه ده مناسب للنهار ... البرفان اللى تستعمله بليل مختلف ... هابقى أجيبلك إزازة برفان تستعمله لما تكون خارج بليل ...الحاجات الصغيرة دى مهمة فى الفكرة اللى هياخدها الناس عنك لما يقابلوك ... إتفضل دلوقتى روح لإلهام ... باب مكتبها هو الباب اللى جنب باب مكتبى علطول
- شكرا يا دكتور
- مساء الخير يا أمجد ... إتفضل ... إنت هتكون معظم وقتك معايا هنا فى مكتبى ... ترابيزة الرسم اللى عاليمين دى بتاعتى ... واللى عالشمال بتاعتك ... النهاردة آخر يوم تيجى بالجينز والقميص السبور ... بعد كده هتيجى ببليزر وبنطلون كلاسيك ... من غير كرافتة
- تمام يا مدام إلهام
- تعالى اقف جنبى هنا علشان نتكلم شوية فى البلان دى
- هى الدنيا مالها حركده ليه
- مدام إلهام ... إنتى هتعملى إيه ؟ إحنا فى المكتب يا مدام إلهام
- إلهام .... إعقلى يا إلهام ... مش هنا
- إيه يا إلهام ؟؟ صوت ضحكك مسمّع فى الكوريدور كله ... قلت لك بلاش الضحك بصوت عالى كده
- الواد أمجد يا دكتور ... إفتكرنى هاغتصبه .... لسانه متعدلش وبطل يقولى مدام إلهام غير لما لقانى خلاص هنط عليه
- يا إلهام الواد صغير مش قد جنانك ده .. بالراحة عليه شوية
- إيه ؟ بتبرطم بتقول إيه ؟ هتقول ولا آجى اغتصبك بجد بقى المرة دى
- كنت باقول ... يخربيت أم جنان أهلك
- أيوه كده ... لما اسألك على حاجة تجاوب علطول .....لو سمعتك تانى بتقول مدام إلهام أو عرفت إنك قلت تانى للريس تمام وافندم والحاجات دى هاغتصبك... بس مش هنا ... فى الريسبشن قدام الشركة كلها .... فهمت ولا مفهمتش؟
- آه ياختى فهمت
- تعالى بقى اترزع قدامى اسمع الكلمتين اللى جايباك تسمعهم ... أقفِل زرار البلوزة ولا عايز تاخد بصة كمان ؟
ومرت أيام الشهر على أمجد وقد بدأ التغير يظهر فى تعاملاته مع كل المحيطين ... فقد كان تأثير الدكتور إبراهيم واضحا تماما فى شخصيته وازدادت ثقته بنفسه لدرجة أدهشته هو شخصيا وعادت الأمور فى الجامعة تسير سيرها العادى وظهر تفوق أمجد واضحا فى كل المواد فتركيزه الشديد وذاكرته الفولاذية وذكاءه الذى بدا واضحا جعلوا منه مع دعم الدكتور ابراهيم الفتى الأول عند جميع الأساتذة وعادت سميرة للتعامل معه بصورة طبيعية بعد أن تجاوزت صدمتها ورضت لنفسها أن تحبه دون أمل لكنها باتت تتقبل مزاح سهام معه الذى يزداد جرأة يوم بعد يوم دون أن تراعى مشاعر صديقتها التى باتت تعرف الآن أنها محبة له دون أمل حتى انها ردت على صديقتها إيمان بمنتهى الأنانية عندما طلبت منها التخفيف من مزاحاها الدائم مع أمجد مراعاة لمشاعر سميرة
- الوحيدة اللى من حقها تغير عليه هى خطيبته ... سميرة مش من حقها حتى تضايق
- إيه ده يا أمجد ؟
- مصروفك
- مصروفى عشرين جنيه بحالها يا أمجد ؟ كتير ... انا باخد من ماما عشرة جنيه مصروف وانت بتوصلنى وترجعنى كل يوم وبنفطر سوا قبل الكلية ... هاعمل إيه بعشرين جنيه كمان
- هتخليهم معاكى ... أى حاجة نفسك فيها تشتريها ... لازم تكونى أحسن بنت فى الجامعة كلها ... التمانين جنيه اللى فاضلين هاخد منهم عشرين والباقى هاحطه فى درج المكتب ... لوحبيتى تشترى حاجة تاخدى منهم
- انت قد كده بتحبنى ؟
- نفسى أخليكى اسعد واحدة فى الدنيا يا منى
- طيب ... خلى العشرين جنيه فى الدرج مع اخواتهم ولما أحتاجهم هاخدهم
- لأ ... العشرين جنيه دول مش هيتحطوا مع إخواتهم ... إخواتهم اللى هيفضلوا هنشترى بيهم حاجات تانية هابقى اقولك عليها بعدين
بعد إنتصاف ليل ذلك اليوم يتسلل أمجد للسطح ويعد البرجولة لتوافيه أم منى بعد دقائق ... فلقد أصبحت البرجولة هى موضع لقاءهم ومحل ممارساتهم المجنونة ليستقبلها أمجد بين ذراعيه بمجرد دخولها ويغيبا فى قبلة طويلة يجلسا بعدها متلاصقين على الأرض وذراع أمجد يحيط كتفيها
- منى فرحانة أوى بالمصروف اللى انت إدتهولها يا أمجد ... البنت بقت مش متخيلة حياتها من غيرك ... أوعى تجرحها يا أمجد
- منى حب حياتى يا ريرى ... نفسى أجيبلها الدنيا كلها تحت رجليها
- أنا مش خايفة غير إنها تعرف بعلاقتنا دى فى يوم ... حاولت كتير أمنع نفسى بس مش قادرة .... كل مرة بانزل من هنا أقول دى آخر مرة ... بس بعد كام يوم ألاقى نفسى عايزاك تانى ... مش عارفة اعمل إيه يا أمجد
- أنا زيك بالظبط ... مش هاكدب عليكى واقولك باندم والحاجات دى ... لأ أنا بحس بس إنى خايف مُنى تضيع مِنى لو عِرْفت .... بس برضه بعد ما اسيبك بيوم ولا اتنين ألاقى نفسى عايزك
- وهنعمل إيه ؟
- مش عارف .... منقدرش نعمل حاجة غير إننا ناخد بالنا كويس
- هو الجو بدا يبرد كده ليه ؟
- الشتا خلاص قرب يا ريرى
الجزء الثامن
مقدمة
فى الجزء الثامن إستكمل الباشا حكيه عن تطور شخصية أمجد وتأثيرمحيطه عليه وتأثيره هو فى محيطة وعن تطور علاقته بكل صديقاته وتأثيره عليهن الذى بدأ فى الظهور
أصر الباشا على توضيح تقليد كان متبعا فى تلك الأيام البعيدة وهو ضرورة مقابلة الأب لأى ضيف قبل السماح له بالإختلاط بأهل بيته وكذلك توضيح تفاصيل شراء شبكة العروس حيث كان مبلغ شراء تلك الشبكة يحدد فى أغلب الأحيان بين الأسرتين قبل قراءة الفاتحة وكان من المعتاد شراء أم العريس وأبو العروسة هدية تضاف للشبكة كبرهان منهم على قبول فرد جديد بالعائلة
فى هذا الجزء توجد إشارة عن أيقونة الجمال فى العالم العربى وقتها "جورجينا رزق" اللبنانية التى فازت بلقب ملكة جمال الكون وظلت مثال للجمال لسنوات طويلة فى عالمنا العربى
فى هذا الوقت أيضا كانت تحدث إنقطاعات للكهرباء لكن ليست بجدول كما يحدث الآن بمصر إنما كان يحدث إنقطاع التيار الذى كان قد يستمر لساعات خصوصا فى أوقات الطقس السئ
لم يكن الناس يشكون لكنهم كانوا يتحملون
والآن لنعد إلى قصتنا ونتابع ما حكاه الباشا
...........................................................................................................................
شهدت الأيام التالية تغير حاد فى شخصية أمجد وبدء إندماجه فى عالمه الجديد .... فمن جهة توطدت صداقته بمجموعة زميلاته فى الجامعة و زال تحفظه فى الحديث معهن وبات كل منهم يعرف عن الآخر الكثير من تفاصيل حياته الشخصية ومن جهة أخرى إستطاعت إلهام فى المكتب بجرأتها جعله يخرج من شخصية "الطالب مقاتل أمجد حسن " لشخصية المصمم الأنيق " المهندس أمجد "
وجعلته كتب اليوجا التى يزوده بها أستاذه ويصر على مناقشته فيما قرأ فيها ويتابع تقدمه فى ممارستها أكثر تحكما فى إنفعالاته وتقبلا لأفكار كان يرفضها من قبل عن عالم إنفصل عنه مدة الثلاث سنوات التى أمضاها بمدرسته العسكرية
لكن ظلت منى هى رمانة ميزان حياته التى لا يخفى عليها أىٍ من تفاصيل حياته ...... " إلا شيئا واحدا "
وظل الخميس هو اليوم الوحيد الذى يسمح فيه لأمجد ومنى بالبقاء معا كخطيبين وأخيرا سمح له أبوه بإصطحابها لقضاء بعض الوقت بعيدا عن المنزل بعد أن إستأذن أباها
- بكرة يا بت يا منى هنخرج
- آه يا أمجد ... معقولة عمرنا ده كله ومخرجناش مع بعض غير يوم واحد
- ماهى مش خروجة برضه .... بصى ... إحنا هنقعد معاهم شوية ونسيبهم ونتفسح براحتنا
- من ساعة ما قولتلى إن البنات إصحابك عايزين يتعرفوا عليا وانا مرعوبة
- مرعوبة من إيه يا بت ؟ دانتى بجمالك تضربى أى بنت فى الدنيا كلها على عينها
- بس إنت بتقول إنهم ولاد ناس وبيلبسوا عالموضة وكده
- يا بت .... دانتى الكام فستان اللى عملتيهم فى الشهر اللى فات يضربوا أحسن فستان على عينه ... وبعدين مش مهم الفستان يا عبيطة ... المهم الحشو
- مش أمك قالت نخف المحن شوية .... بس بصراحة أنا مش قادرة .... هى ليه مش فاهمة إن ده حب مش محن ؟
- هى فاهمة كل حاجة .... بس بتحب تناغشنا
- ياللا بقى نكمل مذاكرة قبل ما حضرة الناظرة تسمعنا بنتكلم ونلاقيها واقفة على دماغنا
و اتى يوم الخميس واعتذرت سميرة عن حضور لقاء منى بحجة أن اهلها لم يسمحوا لها بالخروج مساء ... لكنها كانت فى الحقيقة لا تريد لقاء منى ... فكان شعورها بأنها تسرق لحظات متعتها البسيطة من أخرى لا تعرفها أفضل عندها من أن تتعرف على منى ثم تختلس من ورائها تلك اللحظات
كانت سميرة نقية هذا النقاء الجميل الذى قارب على الإنقراض
جلست سهام وصديقتيها أمل وإيمان بكازينو الميريلاند على ترابيزة تكشف لهم مدخل الكازينو الذى يقع بداخل تلك الحديقة المعروفة بمصر الجديدة وقد إقتربت الساعة من السادسة الموعد الذى حددوه للتقابل مع أمجد والتعرف على خطيبة صديقهم الوحيد
- يا لهوى يا بت يا إيمان ... شايفة خطيبة الواد أمجد عاملة ازاى ... دى ولا نجمات السينما
- البت مفيهاش غلطة .... جمال وجسم وشياكة ... تهبل ... ليه حق عينه متروحش على أى بنت تانية
- مساء الخير يا شباب .... إحنا جايين فى معادنا بالثانية .... ليكو كتير قاعدين
- لأ لسه جايين من عشر دقايق ... مش هتعرّفنا ؟
- خطيبتى منى ... سهام ، إيمان ، أمل
- أمال فين سميرة ؟
- سميرة أهلها صعب شوية يا منى موافقوش إنها تخرج معانا بعد الكلية
إمتدت الجلسة طويلا واندمجت الفتيات الأربع فى حوار طويل حول الموضة والمكياج وأشياء كثيرة لا يعلم عنها أمجد شيئا ولا يلاحظ إلا إنبهار صديقاته بمنى وجمالها وحتى رغبتهن فى تقليدها
- بس إنتى الخلخال اللى لابساه فى رجلك ده شكله يجنن مع إن مافيش حد بيستعمله دلوقتى
- ماما قالتلى إن الستات اللى رجليهم وحشة هما بس اللى بيقولوا كده
- تصدقى عندها حق .... الخلخال فى رجليكى يهبل.... أنا هاخلى بابا يشتريلى واحد من بكرة
- وإنتى إشتريتى الفستان ده منين يا منى ؟ تفصيلته حلوة قوى ومظبوط عليكى
- لأ أنا مش باشترى جاهز ... أمجد قال إن التفصيل بيكون مميز أكتر
- وبتفصلى فساتينك فين ؟
- ساعات ماما بتفصلها لى وساعات باروح مع ماما وأمجد عند خياطّة فى شارع شريف
- الساعة بقت تمانية ونص يا منى ... ياللا بينا نقوم علشان نوصل قبل 9 .. بوظتولنا الخروجة اللى كنا ناويين نخرجها ... منكولله
- هاتصل بيكى أول ما أروّح يا منى نخلص كلامنا ... ماهو الرذل ده مش هينفع نتكلم قدامه
- لا ياختى إنتى وهيا ... لما منى تروح مش هتبقى فاضية لكم .... هنقعد نتكلم انا وهيا ... ده بعد إذنكوا يعنى ... أنا قايم احاسب
- خلاص يا منى .... طالما البايخ ده مش هيخلينى اعرف اكلمك النهاردة هاتصل بيكى الصبح ... إنتى بتصحى الساعة كام ؟
- أمجد بيتصل بيا الساعة 6 الصبح بنفطر سوا وانزل شقتنا لغاية ما أطلع لماما الساعة 10 علشان تكون صِحْيت ..... يوم الجمعة مش بتسيبنى غير بليل ... بتعلمنى كل حاجة أمجد بيحبها
- طيب خلاص ... هاتصل بيكى الساعة تمانية ونص تكونى خلصتى فطار مع أمجد... نتكلم شوية لغاية ما يجيى معادك مع مامته
- أوكى ... سلام بقى علشان أمجد مستنينى عالباب
- بيحبوا بعض قوى .... يا بختها
- يا بخته هو ... البنت دى أنا حبيتها قوى ... رغم شياكة كل حركاتها إلا إنك تحسيها متواضعة قوى وجميلة كده من جوه ...حسيت إنى اعرفها من زمان
- أوعى يا سهام تتكلمى عنها بالشكل ده قدام سميرة .... إحنا ما صدقنا إنها فاقت
- متخافيش هاخد بالى ... بس هى فعلا كده سميرة مكانش ليها فرصة أصلا مع أمجد ... بنت زى دى مافيش واحدة ممكن تنافسها على قلبه ..... لأ قلبه إيه ؟ دى مافيش بنت ممكن تنافسها على أى حاجة أصلاً
وأخيرا ينفرد أمجد بمحبوبته فى السيارة لتشتبك أصابعهم لكن تلك المرة إستغلت منى هدوء شوارع مصر الجديدة وخلوها من المارة لتريح رأسها على كتف أمجد
- أصحابك لطاف أوى يا أمجد ... مكنتش فاكرة إنى هتبسط كده
- يعنى مش غيرانة عليا منهم ؟
- توء ... توء ... أنا متأكدة يا أمجد إن قلبك مش ممكن يخلى عينك تروح على أى واحدة غيرى حتى لو كانت جورجينا رزق
- تصدقى إن اللى إدوا جورجينا رزق لقب ملكة جمال الكون لو كانوا شافوكى كانوا سحبوا منها الجايزة وإدوهالك
- مش ماما قالت نبطل محن ؟
- بس ده مش محن ... ده حب
- قلدنى بقى وقول اللى باقوله ... لو سمحت متاخدش جملتى
- بأقولك إيه يا ماما .... ممكن تأجلى الإستجواب لغاية بكرة .... نفسى يا عالم أعرف أقعد مع خطيبتى زى باقى الناس .... يوم الجمعة بتبقى طول النهار عندنا ومبعرفش أقعد معاها نص ساعة على بعضها
- إخرس يا واد وكفاية محن .... مانتو مع بعض بقالكوا 3 ساعات .... سيبهالى شوية بقى
- يا أمى ... يا حبيبتى .... 3 ساعات معرفتش أكلمها فيهم عشر دقايق .... سيبيهالى النهاردة الساعة اللى فاضلة قبل جرس المرواح ما يضرب
- خش على أوضتك وبلاش غلبة .... عشر دقايق وهتجيلك ... ومش هتقفلوا الباب .... مش هيجيلى نوم غير لما اتطمن من منى على حاجة كده
- مش هيجيلك نوم ؟ تبقى تخلى عم رشدى أباظة يحكيلك حدوتة
- غور يا أمجد على أوضتك وبطل سفالة علشان مخليش منى قاعدة معايا الساعة اللى فاضلة كلها
- حاضر يا ماما هاغور على أوضتى .... بس ارجوكى بلاش تعرفى كل التفاصيل النهاردة ... إعرفى العناوين وكملوا النشرة بكرة
- ها .... قوليلى .... أصحاب أمجد حلوين ؟
- كلهم قمرات يا ماما وطيبين قوى ... أنا حبيتهم قوى
- يا بت ؟ ..... مش غيرانة عليه منهم ؟
- بصى يا ماما مش هاكدب عليكى ... أنا كنت غيرانة عليه شوية قبل ما أقابلهم ... بس بعد ما قابلتهم وشوفت معاملتهم لأمجد ومعاملة أمجد ليا قدامهم مبقتش أغير عليه منهم ... كانت كل نظراته ليا ومعاملته معايا قدامهم كأنه بيقولهم أنه بيحبنى ومش ممكن يفكرفى واحدة غيرى وهو كمان بيعاملهم ويتكلم معاهم زى ما بيكلم أصحابه الولاد ....... أنا باحب أمجد قوى ياماما ... هو ليه لغاية دلوقتى مش عايز يقولها بلسانه؟ ... نفسى أسمعها منه
- هيقولها يا بت ... متقلقيش ... قومى بقى أقعدى معاه الشوية دول ... زمانه هيبيض جوة .... ومتقفلوش الباب
- يا ماما .... نفسى فى حضن واحد بس
- بلاش محن يا بت .... مينفعش النهاردة وانتوا مشتاقين قوى كده ... مش هتمسكوا نفسكوا ... روحى دلوقتى ... وبكرة تشبعوا أحضان
- حاضر يا ماما
ويأتى نهار الجمعة وبعد أن ينهى أمجد ومنى إفطارهما الإسبوعى بجوار البرجولة تعود منى لشقتها لتتلقى مكالمة سهام بينما يعود أمجد لشقته ويجلس وحيدا بغرفته ليفتح كشكول محاضراته ليجد ورقة صغيرة بداخله بخط منى مكتوب بها كلمة واحدة " باحبك "
تلك الرقيقة التى باتت تعلم أن تركيزه مرتبط بوجودها حوله تركتها له ليشعر بوجودها ويستجمع ذلك التركيز فى دروسه حتى وإن كانت غيرموجودة بجواره فدست له تلك الورقة وتلك الكلمة التى تعلم تأثيرها عليه ... وفورا قام للتليفون وقد قرر أن يقول لها الكلمة التى تنتظرها منه ولم يجد فى نفسه الشجاعة من قبل لينطقها لكنه وجد تليفونها مشغولاً فيهمس فى ضجر
- يخربيت أبوكى يا سهام .... طبعا مش هتخلصى رغى معاها فى أى كلام فاضى دلوقتى .....ده وقته ؟
كانت منى أمام باب شقة أمجد قبل أن تدق الساعة العاشرة بثوانى لتفتح لها أم أمجد الباب وتتلقفها فى حضنها فجدولهم اليوم ممتلئ بالدروس التى يجب أن تلقيها على منى وبالكثير الذى تريد أن تسمعه منها وبعد الحضن الطويل المعتاد تتهامسان
- هاخش لأمجد عشر دقايق بس يا ماما ... عايزة أقوله حاجة مهمة
- بت .... عشر دقايق مفيش غيرهم من غير محن
- حضن واحد بس يا ماما مش أكتر .... والروج أهو فى بقى لو اتمسح منه حتة صغيرة هتعرفى
- ماشى يا بنت ريرى ... أما أشوف .... هبقى واقفلكوا ورا الباب ... إنتى عارفة
- إتأخرتى كده ليه يا منى .... طلبتك لقيت تليفونك مشغول
- كنت باكلم سهام .... ظريفة قوى سهام دى .... مبطلناش ضحك طول المكالمة وبعد ما قفلت أمل وبعدين إيمان إتصلوا يصبحوا عليا... ليا عندك طلب يا حبيبى .... ممكن ؟
- إنتى تؤمرى مش تطلبى
- ممكن تبقى تساعدهم فى المذاكرة ؟ بيقولوا إنك مش موافق تساعدهم
- يا منى هاساعدهم إمتى بس ؟ أنا الصبح فى الجامعة وعندى يومين تمرين ويومين فى المكتب .... يعنى باقى الأيام يا دوب أذاكر واقعد معاكى شوية
- هما قالولى لو حتى ساعتين كل إسبوع ... خليها يوم االجمعة ... معندكش تمرين ولا مكتب ... ومبنعرفش نقعد فيه مع بعض غير ساعة الفطار الصبح ..... ماما مش بتسيبنى فيه بعد كده اصلا ... يا إما بكون معاها فى المطبخ بتعلمنى الطبيخ يا إما بتعلمنى الخياطة يا إما بتخلينى أقيس الهدوم اللى بتعملهالى وتظبطها عليا ... علشان خاطرى هما ساعتين بس تقعدهم معاهم كل يوم جمعة واهو هتبقى بتذاكر برضه .... ولما ترجع نبقى نستأذن من ماما نقعد مع بعض شوية
- مانتى عارفة .... مبقتش باعرف اذاكرغير وانتى جنبى
- علشان خاطرى يا أمجد ... متكسفنيش معاهم فى أول طلب يطلبوه منى .... علشان خاطرى
- مش هعرف اقولك لأ ياقردة .... بس كده مش هاعرف أذاكر كويس .....أوعى يعرفوا منك إنى باشتغل مع الدكتور إبراهيم
- لأ متخافش ..... عايز تفهمنى إنك مذاكرتش كويس النهاردة
- لأ ... النهاردة ذاكرت كويس
- لقيت الورقة ؟
- أه لقيتها
- وقريت اللى فيها ؟
- آه
- كان مكتوب فيها إيه؟
- كان مكتوب فيها ..... مكتوب فيها
- إنطق بقى
- إنتى لابسة إيه تحت الفستان ؟
- تحت الفستان من فوق ولامن تحت
- مكان إيدى
- إنت قليل الأدب يا أمجد ... إيه اللى بتعمله ده ................ لابسة كيلوت أسود صغنن زى اللى كانت عينك هتخرج عليه لما كنا فى وسط البلد مع ماما .... ماما إشترت لى ستة واديتهوملى
- أمجد .... كمل مذاكرتك ... تعالى يا منى عندنا شغل كتير
- شوفتى .... مش قولتلك غلط تحضنوا بعض دلوقتى ... قدامى عالمطبخ يا ممحونة
- يا ماما ماهو الروج قدامك زى ما هو أهو
- الروج ؟ الروج إسود وصغنن يا مايصة .... قدامى عالمطبخ يا بت .... مفيش قفل باب تانى عليكوا خلاص .... قعدتكوا لوحدكم بقت خطر
فى اليوم التالى إحتل أمجد مكانه المعتاد فى المدرج متوقعا وصول سميرة فى أى لحظة لكنها اليوم إنتظرت باقى صديقاتها بالخارج .... وظهرت الفتيات الثلاث أمامها ليجتمع شمل شلة الجميلات
- صباح الخير يا سميرة .... عندى خبر بألف جنيه .... أمجد وافق يذاكر معانا ساعتين كل إسبوع
- إيه ده ؟ إنتو أقنعتوه إزاى؟ ... إحنا من أول السنة بنحاول معاه ومش راضى
- مش إحنا اللى أقنعناه .... إحنا قلنا لمنى وهى اللى أقنعته .... حتة بنت يا سميرة ... مش ممكن ... مفيهاش غلطة .... ودمها زى العسل وطيبة كده وبنت ناس قوى ... بيموتوا فى بعض هما الأتنين ومبيقدرش يرفضلها طلب .... ياريتك جيتى معانا امبارح .... كنتى هتحبيها قوى
- طيب كويس .... هاسبقكوا أنا عالمدرج
- إيه ؟ مش هى اللى سألت ؟ ياللا نلحق نفطر قبل المحاضرة
- مالك يا أمجد .... شكلك متضايق
- لا مافيش حاجة .... بس مشوار النهاردة ده تقيل على قلبى
- طيب ... اقولك حاجة
- قولى
- باحبك ..... باحبك .... باحبك .... با .. ح ... بك
- تصدقى نفسى آخدك فى حضنى دلوقتى وطز فى العيون اللى حوالينا دى كلها
- أيوه .... خلى أمك تطين عيشتنا أحنا الأتنين ومتخليناش نشوف بعض تانى غير يوم الدُخلة
- أقولك بقى على خبر بميت ألف جنيه
- قولى يا قردة
- سهام إتقرت فتحتها إمبارح وخطوبتها أول خميس فى الأجازة ... اول ما العريس وأهله نزلوا كلمتنى أنا أول واحدة وقالتلى
- علشان كده بقى مجتش الكلية إمبارح .... ومين تعيس الحظ اللى خطبها ده ؟ المفروض يعمل حسابه على 100 كيلو اسبيرين فى الجهاز علشان الصداع اللى هيجيلوا بسبب رغيها
- شاب فى الخارجية إبن صاحب باباها .... هيتخطبوا دلوقتى ويتجوزوا بعد ما تخلص دراسة وتسافر معاه ... بتقول إنهم هيعملوا الخطوبة فى الهيلتون ... وانا أول واحدة تعزمها
- مش هينفع يا ناصحة .... إنتى ناسية إن ابوكى صمم إننا نسافر كلنا بورسعيد تانى يوم الخطوبة وحاجز شاليهين عالبحرعلشان نقضى فيهم الإسبوع كله
- صحيح ..... كنت ناسية ... عايز الناس فى بورسعيد كمان يعرفوا إنى اتخطبت
- بس أحلى حاجة عملها ابوكى يا بت .... إسبوع هنقضيه كله من غيرحاجة ما تشغلنى عنك ... أنا قلت للدكتور إبراهيم وقالى مافيش مانع مروحش الأسبوع ده المكتب بس هاروح الإسبوع التانى كل يوم
- وانت فاكر إنهم هيسيبونا مع بعض لوحدنا .... دا هيبقى أمى وأمك وابوك واخواتك معانا طول النهاروابويا هيخلص شغل ويجيى عالشاليه ... وفاطمة كمان هتيجى تقعد معانا أنا وامى فى الشاليه .... علشان لو خرجوا تبقى تحرسنا
- مش مهم ... المهم إننا نفضل مع بعض طول اليوم حتى لو حوالينا الدنيا كلها .... وإنتى قولتيلى إن فاطمة عمتك من نفس سنك وإنها صاحبتك ... يعنى مش هتبقى حراسة مشددة زى بتاعت امى
- اه فعلا .... وهى كمان هتبقى عايزة تزوغ وتخرج مع خطيبها .... يعنى هتفوتلنا ونفوتلها
- أنا نفسى الأيام تجرى ونعمل الخطوبة بقى
- أنا كمان
- رايحة فين يا بت وسيبانى
- رايحة أحضر هدوم أمجد اللى هينزل بيها يا ماما لغاية ما يخلص حمامه
- يا بت إنتى عبيطة ولا شكلك كده .... رايحة تحضريله هدومه اللى هينزل يقابل بيها بنات
- يا ماما أمجد رايح يذاكر معاهم مش رايح يتفسح معاهم .... ودول أصحابه واصحابى .... وبينى وبينك كده بيتصلوا بيا كل يوم يقولوا لى على كل حاجة بيعملها فى الكلية بالتفصيل ... حتى لو راح الحمام بيقولوا لى راح كام مرة
- ماشى يا بنت العبيطة .... روحى ياختى حضريله هدومه ... مقالكيش تطلعليله لباس جديد كمان ؟
- لأ ماقلش ... إنتى فكرتينى ... بقاله كتير ما اشتراش كلوتات جديدة ... فكرينى لما ننزل اشتريله
- طب غورى يا هبلة .... باقولك إيه ... تجهزيله الهدوم وتطلعى من الأوضة.... مش هيقلع قدامك
- عارفة .... ومفيش قفل باب علينا
ويخرج أمجد من الحمام ليتجه لغرفته ويرتدى الملابس التى إختارتها له حبيبته ليناديها بعد فترة
- منى .... لو سمحتى تعالى ساعدينى ألبس الجاكيت
- تلبسيه الجاكت وبس يا عين امك .... إيده متروحش كده ولا كده
- يووووه يا ماما .... هو تلبيس الجاكيت فيه مشكلة كمان ... هامسكله الجاكيت لغاية ما يدخل إيده فى الكم وخلاص ... فيها إيه دى ؟
- إيده تدخل فى الكم متدخلش فى حتة تانية يا ممحونة ... عينى هتبقى عليكوا
- أنا مش عارف يا أمى بتشوفينا إزاى وانتى قاعدة هنا
- المحن اللى إنتو فيه حرارته بتوصلنى لغاية هنا يا روح امك ... اجرى انزل يا اهبل ومتتأخرش ... أبوك عايزيقعد يتكلم معاك شوية
يصل أمجد أمام الفيلا الفاخرة التى تعيش فيها سهام مع أسرتها ويدخل من بوابتها الحديدية ليدق الجرس المعلق بجوارالباب لتفتح له سهام بنفسها .... فيوم الجمعة هو يوم إجازة لكل العاملين فى الفيلا
- مساء الخير يا أمجد .... فى ميعادك بالظبط .... تعالى أعرفك على بابا وماما لغاية البنات ما يوصلوا
- بابا .... ماما .... أمجد .... زميلنا فى الكلية وخطيب منى صاحبتى
- أهلا يابنى .... سهام كلمتنى عنك كتير .... واضح إنها بتحب خطيبتك جدا .... مش بتبطل كلام عنها ... إتفضل أقعد ... تشرب إيه ؟
- أهلا بيك يا عمى .... مافيش داعى أشرب حاجة ... يادوب نخلص مذاكرة علشان ألحق أروّح .... بابا بيزعل لما أتأخر برة البيت
- لا ماينفعش .... نشرب حاجة لغاية ما زمايلك يوصلوا ... تشرب قهوة معايا ؟
- لو حضرتك مُصِر يبقى بلاش قهوة ... مش متعود عليها
- أها ... سهام قالتلى إنك رياضى كبير ... يبقى تشرب عصير .... لو سمحتى يا مدام إعمليلى قهوة وهاتى لأمجد عصير
طال الحديث حتى ظن أمجد أنه لن ينتهى وأبو سهام يستفسر منه أو بالأحرى يستجوبه عن كل شئ بداية من الحى الذى يسكن فيه ومدرسته الثانوية وحتى مهنة أبيه وأمه ولا يقطع هذا الحديث إلا دخول سهام
- بابا ... سيبنا نروح نذاكر بقى .... أمجد مستأذن من والده ساعتين بس وإنت أخدت منهم نص ساعة والبنات وصلوا ومستنيين
- ولد متربى وابن ناس .... أنا سمعت عن أبوه ... راجل محترم وشديد
- ولد مؤدب ... عينه مترفعتش من الأرض من أول ما دخل ... وحتى القهوة مبيشربهاش
- ... سهام بتقول على خطيبته كمان متربية وبنت ناس وجميلة جمال غيرعادى... بس مش صغير قوى إنه يخطب فى سنه ده ؟
- علشان ولد جد ومش بتاع هلس ... تقريبا علشان ابوه صعيدى مربيه التربية الشديدة دى
- ده بقى مكانى ... معظم اليوم بأقضيه هنا ما بروحش الفيلا تقريبا غير للنوم .... الباب اللى هناك ده على الشارع التانى ... كنت أنا والبنات بناخد الدروس هنا أيام الثانوية وبيدخلوا ويخرجوا منه
- آآآآآآآه ... علشان كده بقى مشوفتهمش وهما داخلين
- لما بيكونوا جايين عندى بييجوا من الباب بتاع الملحق ... وانت المرة الجاية مفيش داعى تيجي من الباب الكبير ... تعالى على هنا على طول
شدت المدفأة أنظار أمجد فهو لأول مرة يرى مثلها خارج الأفلام وبجوارها مجموعة الأخشاب التى تستعمل لإشعالها ومعلق على جانبها السيخ الذى يستعمل فى تقليب الخشب
- جميلة أوى الدفاية دى يا سهام
- آه .... أنا باحبها قوى ... لما بابا أشترى الفيلا كان الملحق ده موجود ومرضيش يشيل الدفاية جددها بس... لكن للأسف مبعرفش أولعها .... باجيب البواب يولعهالى ... بس هو أجازة النهاردة ... فيه دفاية كهربا لو حسينا بالبرد نبقى نشغلها
- أنا أعرف اولعها ... بس الجو مش برد للدرجة دى يعنى ... إحنا النهاردة هنذاكر إيه ؟
- نذاكر وصفية ... آخر محاضرة مفهمناش حاجة ... طبعا الكلام ده مش بالنسبة لك
- علشان إنتوا بتفضلوا تكتبوا ومبتسمعوش اللى الدكتور بيقوله .... هاتى الكتاب وأنا هابسطهالكوا
تسلل أبو سهام وأمها أكثر من مرة ليراقبوا ما يحدث داخل الملحق من خلف الباب وفى كل مرة يجدوا أمجد منهمك فى شرح شئ ما وهو واقف والفتيات يناقشنه وقد ينفعل أحيانا ويهدأ احيانا فاطمأن قلبهما من جهة أمجد وتأكدا بالفعل من أنه شاب أهل للثقة
وأخيرا إنتهت جلسة المذاكرة ولم يتوقع أمجد بأن شرحه لمحاضرة الهندسة الوصفية بصوت مسموع سيجعله يستوعب تلك المحاضرة الصعبة بتلك الصورة
وأستأذن أمجد فى الإنصراف وبالطبع كان لابد على سميرة أن ترافقه فهى تخاف من المشى وحيدة فى تلك الشوارع الهادئة بينما ظلت أمل وإيمان مع سهام ليستكملن معا المذاكرة فهن يسكن فى نفس حيها على بعد ثلاث شوارع
وخرج أمجد وسميرة من الباب الجانبى لتسير معه لأول مرة فى تلك الشوارع الهادئة التى تصطف الفيلات على جانبيها وفجأة يعلو نباح أحد الكللابب لتندفع سميرة وتحتضن ذراع أمجد فى خوف وتضمه بشدة حتى يبتعدا عن صوت النباح لكن سميرة إستمرت فى إحتضان ذراع أمجد فقد شعرت بالأمان عندما ضمت ذراعه لصدرها .... وربما لأسباب أخرى
- آسفة يا أمجد ... بخاف من الكللابب
- ولا يهمك يا سميرة ... هو صوته كان عالى فعلا وطلع فجأة
- يعنى متضايقتش ؟
- أتضايق إيه يا بنتى .... حد يتضايق إن بنت زى القمر كده تمسك دراعه
لم تترك سميرة ذراع أمجد فلقد شعرت باضعاف ٍذلك الإحساس الجميل الذى يكتنفها عندما تلصق فخذها بفخذ أمجد
توقعت سميرة أن يجلس أمجد بجوارها فى التاكسى الذى استوقفه على أول الشارع وقد إستعذبت إحساس إحتكاك ذراعه بصدرها وضغطه على حلماتها التى تشعر بها الآن منتصبة جاعلة شعور لذتها يتضاعف وتناست كل ما كانت تضعه فى ذهنها بالنسبة لأمجد لكنه خيب ظنها بعدما فتح لها باب التاكسى الخلفى لتجلس ثم جلس هو بجوار السائق لا لكى يتبع الأصول كما ظنت لكن لإنه شعر بوحش الشبق الذى يسكنه ورآه يبتسم له يغريه بالإستمرار فى حك ذراعه بصدر سميرة وخاف أن يغلبه الوحش فيتمادى
........................................................................................................
مرت أسابيع واعتاد أمجد على وجوده كل جمعة فى بيت سهام واعتادت اسرتها على وجوده واعتادت سميرة على الحصول على وجبة المتعة الإضافية فقد أصبح إحتضانها لذراع أمجد بمجرد إبتعادهم عن بيت سهام شئ طبيعى لا تخجل منه ولا يمانع أمجد فيه بل أنه أصبح الآن يشعر بأن إلتصاق فخذها بفخذه أثناء المحاضرات يسعد الوحش الساكن بداخله
........
اصبح أمجد وإلهام ثنائى متفاهم فأصبح يتفهم جنونها واستطاعت هى أن تخرج منه الفنان المجنون الذى كان الدكتور إبراهيم يراه بداخله وأصبح تبادل أفكار التصميمات الجديدة بينهما يخرج بتناغم حتى أن الدكتور إبراهيم أصبح يعتمد عليهما تماما فى أفكار التصميمات واجتمع بهما قبل يومين من إسبوع الإمتحانات الأخير
- بصى يا إلهام .... فيه شركة بترول أمريكية هتفتح مقر ليها هنا فى مصر ... مطلوب مننا تصميم للمقر ده ... طبعا يا أمجد إنت بتمتحن ومش فاضى ... أى فكرة جديدة تيجيى فى دماغك إشرحها لإلهام وهى هتترجمها على الورق ... مش إحنا لوحدنا اللى هنقدم تصميم ... فيه أربع مكاتب تانية هتقدم تصميمات والشركة الأمريكية هتختار واحد يتنفذ ... لو مكتبنا فاز بالمشروع ده ليكو عندى مكافأة كبيرة ... النهاردة التلات ... يوم التلات الجاى عايز تصميم ولو مبدأى ونشتغل عليه مع بعض علشان نعمل بلان
- ماشى يا ريس .... والداتا بتاعت البلان فين
- أنا عملتلكم نسختين من الداتا ... وعندكم صورة لشعار الشركة وملخص لنشاطها ... ورونى همتكوا
- هنعمل إيه يا سى زفت فى المصيبة دى
- مش عارف لسه يا إلهام ... مش كان الريس يأجل الموضوع شوية لغاية حتى بعد حفلة الخطوبة ؟
- أنت أهبل ياض ... بيقولك اربع مكاتب تانيين مقدمين غيرنا ... هنقولهم إستنوا لما سى أمجد يخطب علشان نقدم معاكوا
- أنا لسة عندى مادتين اصعب من بعض ... مش عارف هأقدر اساعدك ولا لأ
- ولا يهمك ياض ... أنا هاخلصها لوحدى ... والمكافأة بالنص
- تصدقى إنك بت جدعة يا إلهام ... مش عارف إزاى إتطلقتى مرتين ... حد يبقى متجوز مزة جامدة زيك كده ويطلقها
- إعدل نفسك ياض ... إنت هتعاكسنى ولا إيه
- خلاص ... لا هاعاكسِك ولا هانيلك ... حد يعاكس واحد صاحبه .... أكيد إتطلقتى بسبب لسانك
- طب ماتجيب بوسة بقى ... ولا بلاش بدال ما أهيج عليك واغتصبك وانت لسة بنت بنوت ... قوم روّح إنت دلوقتى علشان تلحق تِذاكر وانا هافكر فى البلان دى .... مافيش داعى تيجى يوم السبت .... الريس قال إن الفيزيا صعبة وكلكم بتكرهوها... ولو جتلك فكرة إتصل بيا فى التليفون
- باقولك إيه يا أمجد .... يوم الإتنين إمتحان الفيزيا وانا لسة مخلصتش منها حاجة ... إعمل حسابك ساعتين بكرة مش هينفعوا ... منى قالتلى إنها أقنعت ابوك إنك هتستنى معانا لغاية ما نقفّلها وإنكم هتخلصوا مشوار الصاغة وتجيلنا .... هنستناك الساعة 2
- بقولوكوا إيه .... أنا مخلص الفيزيا كلها ومش فاضيلكوا ... بكرة الصبح هننزل نشترى الشبكة ... فاضل إسبوع على الخطوبة
- يعنى هيهون عليك تزعل منى منك قبل خطوبتكم بإسبوع ... حرام عليك
- ماهو إنتوا عرفتوا نقطة ضعفى وبتجولى منها ... ماشى ... أهو آخر يوم وهاستريح منكم أكتر من إسبوعين .... سلام بقى ... زمان منى خلصت إمتحان ومستنيانى
بريئة كانت سميرة لكن إلى متى ستستمر برائتها بعد أن بدأ يسكنها ذلك الوحش
وياتى نهار الجمعة وأمجد ومنى لم يغمض لهم جفن من فرط فرحتهم وسمح له أبوه بإستخدام التليفون الذى لم يتركه ولم يتوقفوا عن الكلام حتى إستيقظت أمه
- إنتوا لسة بترغوا فى التليفون من إمبارح ؟ بتجيبوا كلام منين ؟ سيبها بقى تنام ساعتين .... لازم جسمها يكون مستريح واحنا بنقيس الشبكة ... وانت كمان ناملك ساعتين وهصحيك الساعة 9
- حاضر يا ماما
- أبوك فرحان بيك قوى يا أمجد ... الألف جنيه اللى هو كان شايلها لشبكتك مع ال 500 جنيه اللى سحبتهم من دفترك هيجيبوا شبكة تشرّف
- أنا حاسس إنهم قليلين ياماما على منى ... كان نفسى أجيبلها شبكة أكبر تليق بيها
- ماهما دول كل اللى كانوا فى دفترك يا حبيبى ... أنا كمان هحط 300 جنيه كنت شايلاهم على جنب ... ومتقلقش ... بكرة تكبر فى شغلك وتشتريلها كل اللى نفسك فيه ... نام دلوقتى علشان يبقى شكلك كويس وإحنا عند الصايغ
كان جو بدايات يناير غائما تتخله لسعات برد خفيفية وتمنى أمجد ومنى أن تمطر السماء فكلاهما يتفائل بالمطر ويعتبره بشير خير ولم تبخل عليهما السماء ببضع قطرات تسعدهما و تبارك بها تتويج حبهما
كان ابو منى هو من أصر على شراء الشبكة فى بداية فتح محلات الصاغة فهو كتاجر يرى أن أى بائع يتساهل فى الصفقة الأولى لكل يوم فالتاجر يرى أن أول قطعة يبيعها تفتح باب الرزق لباقى اليوم .... وكان محقا
كانت إختيارات منى رقيقة مثلها فجاءت الشبكة بعدد قطع كبير نسبياً لخفة وزنها خاصة بعد أن أصر أبو منى على أن يهدى العروسين مائتى جنيه أخرى ليصبح مبلغ الشبكة 2000 جنيه وهو مبلغ غير قليل
عادت الأسرتين لمنزلهما وصعدوا السلم لشقة أسرة منى وسط زغاريد أم أمجد وأم منى وشاركت بالطبع باقى الجارات فى حفلة الزغاريد وتمنى أمجد أن تطول جلسته مع منى لكن إصطحبه أبوه لشقتهم ليهمس له حتى لا يسمع أخويه الصغيرين
- لازم تسيب منى مع أمها وأمك اليومين دول
- إشمعنى يعنى ؟
- يا بنى متبقاش حمار بقى .... مش هاعرف اقولك التفاصيل ... لازم يجهزوها ليوم الخطوبة ولازم يبقوا الحريم لوحدهم ... حتى حماك هيسيبلهم الشقة ويجيى يقعد معايا عالقهوة ... فهمت ؟
- يعنى يجهزوها ازاى يعنى؟
- يوووووه ... دا انت حمار فعلا ... هيعملوا حاجات حريمى ... لو كنت فهمت يبقى ماشى لو مفهمتش إتفلق ... خد العربية معاك النهاردة ....الجو شكله هيقلب ومنى قالتلى إنك هتتأخر النهاردة
وصل أمجد لفيلا سهام وركن سيارته بجوار باب الملحق وبدأت رياح باردة تصفر فى الجو ليدق الجرس ويدخل وهو ينفخ فى يديه ليدفئها فيجد الفتيات الأربع فى إنتظاره وقد تدثرت كل منهن ببالطو ثقيل فالجو بالفعل أصبح قارس البرودة
- مساء الخير .... هو الجو برد كدا ليه
- صحيح الجو صعب قوى .... ما تولع لنا الدفاية يا أمجد ... مش كنت بتقول إنك تعرف تولعها
- ماشى .... فعلا الجو ده محتاج دفاية
- على ما تولع الدفاية أكون عملتلكوا طقم شاى يدفينا
- طيب هاتيلى شوية ورق قديم من عندك
- دا إنت قرد يا أمجد ... نفسى اتعلم اولع الدفاية دى ... إنت إتعلمتها فين دى
- شكرا يا سهام كلك ذوق ... محدش قالك قبل كده إن الملافظ سعد ... إتعلمتها فى المدرسة طبعا ... إنتى نسيتى إنى كنت فى مدرسة عسكرية وكانوا بيعلمونا الحاجات دى زى أى عسكرى
- طيب تعالوا بقى نقعد عالأرض هنا جنب الدفاية واحنا بنذاكر علشان نبعد عن البرد
ويدخل عليهم ابو سهام وأمها دون أن يشعروا بهم
- إيه يا ولاد إللى إنتوا عاملينه ده ؟
- البرد يا ماما كان مش مخلينا نعرف نركز
- طب أوعوا تخرجوا يا بنات من الدفا للبرد من غير ما تقفلوا البلاطى
- متخافيش يا طنط
- وانت يا أمجد متنساش تقفل الجاكيت بتاعك ... إنت مجبتش بالطو ليه
- أنا معايا عربية بابا ومش همشى فى البرد ... متقلقش حضرتك يا عمى
- طب يا ولاد .... إحنا خارجين شوية .... يمكن نتأخر يا سهام .... نامى هنا النهاردة علشان متخرجيش فى البرد واقفلى الباب عليكى كويس ... مافيش شغالين فى الفيلا النهاردة إحنا هنقفل باب الفيلا من برة بالقفل بعد ما نخرج
- حاضر يا ماما متقلقيش .... هتربس البابين أول ما نخلص ويمشوا
- طيب يا ولاد ... ليلتكم سعيدة
ويستمرأمجد فى شرح منهج الفيزياء لنفسه بصوت مرتفع والفتيات يستمعن ويناقشن أحيانا ويضعن بعض خطوط فى كتبهن وهن متعجبات من تبسيط أمجد للمادة وتفكيكها لدرجة أشعرتهن بأنهن أغبياء إذ لم يستطيعوا فهم تلك المادة
وفى السابعة كانت الفتيات قد أرهقن تماما بعد أن شرح لهم أمجد ما يقرب من ثلاثة أرباع الكتاب
- كفاية كده النهاردة يا أمجد مش عارفين نشكرك إزاى لازم نروح دلوقتى ... شكلها فيه مطر الليلة
- تشكرونى على إيه يا أمل ... فعلا كفاية عليكم كده النهاردة ... ياللا بينا أوصل كل واحدة فيكو لغاية بيتها وبعدين أوصل سميرة وأروّح ... أهو بيتى قريب من بيتها
- لأ يا أمجد ... أنا لسة فيه حاجات مش فاهماها ... وانت وعدت إنك هتخلص معانا الفيزيا كلها
- يا سهام اللى فاضل حاجات بسيطة ولسة قدامك يومين تقدرى تخلصى فيهم
- لأ يا سيدى ... خليهم هما يروحوا وإستنى إنت كمل باقى الكتاب معايا ... هاشتكيك لمنى واقولها إنك مرضتش تكمل معايا الشرح علشان توصل البنات ....... وسميرة
- طيب خلاص يا سهام .... هاوصل سميرة لأقرب تاكسى وبعدين أوصل أمل و إيمان وارجع أكمل معاكى مذاكرة
- خلاص ... ولغاية ما توصلهم وترجع أكون عملت حاجة ناكلها
- متشكرة أوى يا أمجد وآسفة إنك هتضطر تسيب خطيبتك اللى أكيد مستنياك وترجع تكمل مذاكرة لسهام
- ولا يهمك يا سميرة ... كده أو كده مكنتش هاعرف أقعد مع منى النهاردة وآدينى هاكمل مذاكرة بس بصوت عالى ... تصبحى على خير
عاد أمجد لفيلا سهام وقد إزدادت برودة الجو وبدأت السحب فى التجمع منذرة بليلة ممطرة ليجد سهام قد أعدت بعض السندويتشات وكوبين من الحليب وقابلته بإبتسامة تحاول بها الإعتذار عن قلة ذوقها
- أنا عملت لك سندويتشات ناكلها سوا قبل ما نكمل ... هترضى تاكل معايا بنفس ولا هتبقى زعلان
- يووووه .... ده وقته .... مكانوش قادرين يستنوا نص ساعة كمان
- مفيش مشكلة يا سهام .... شوية والكهربا هترجع ... نريح شوية عالأقل
- طيب أعملك بقى حاجة تشربها لغاية ما الكهربا ترجع ... تحب تشرب إيه
- إيه ده إنتى بتعرفى تعملى حاجة غير الشاى
- يادى النيلة .... يابنى بنات الأغنيا بنات زى أى بنات أمهاتهم بيعلموهم يعملوا كل حاجة ... هى بس الأفلام العربى اللى مبوظة صورتنا ... ده أنا باعمل شوية قرفة بالحليب محصلوش... بابا مبيشربهاش غير من إيدى ... هاقوم أعمل كوبايتين لغاية الكهربا ما ترجع
- طيب يا ستى أدينا هنشوف
- أنا مش شايفة حاجة .... بس فيه شمع هنا أهو ... فين الولاعة يا أمجد اللى ولعت بيها الدفاية
- هنا فوق الدفاية أهى ... أجيبهالك ؟
- لأ خليك أنا هآجى أخدها ... ريح رجليك شوية ... إنت طول مانت بتذاكر رايح جاى زى بندول الساعة
لم تبعد سهام يدها عن ذراعه ولم يحاول هو إبعادها لكنه يمد يده فيتناول كوب القرفة ويناوله لسهام التى تأخذه بيد تكاد ترتعش من إثارتها بينما اليد الأخرى تتجمد على ذراعه فيتناول كوبه بذراعه الأخرى بينما يلف ذراعه التى تتحسسها سهام حول كتفيها فتتنهد تهيدة طويلة وتريح راسها على صدره تتشمم رائحة شاب لأول مرة فى حياتها مختلطة برائحة الخشب المحترق ودقات المطر بالخارج تعزف من حولهم موسيقى رومانسية تزيد من نشاط الوحش الذى بدأ يظهر أنيابه مع إنتهائهم من شرب مشروبهم الساخن الذى زاد من سخونة أجسادهم المراهقة فيضع أمجد كوبه على الصينية ويمد يده لسهام التى تناوله كوبها ليهمس لها بصوت لا تكاد تسمعه
- لو سمحتى يا سهام رجعى الصينية المطبخ وإهدى... مش عايزين نعمل حاجة تزعلنا من بعض
- مهما عملت يا أمجد دلوقتى مش ممكن هازعل منك .... وانت كمان مش هتزعل مِنى ... الجو ده أول مرة أعيشه .... من فضلك متحرمنيش إنى أستمتع بيه ... هادخل الصينية جوة وارجعلك ... أرجوك متبوظش اللحظة الجميلة دى ... إحنا أصحاب وهنفضل أصحاب مهما حصل بينى وبينك ... أصحاب مش أكتر
عادت سهام بسرعة وكأنها تخاف أن يغير أمجد من موافقته التى بدت فى عينيه لتجلس بجواره وتضع رأسها على كتفه بينما تثنى ركبتيها فتنزلق الجيبة التى ترتديها وتكشف له فخذيها عاريين وتلفح نيران المدفأة أسفل فخذيها وكسها الذى لا يداريه إلا الكيلوت القطنى لتزيد من حرارته وتفتح الباب لسائلها اللزج ينساب منه فيمد أصابعه يمررها على باطن فخذها حتى تصل أصابعه لكسها فيمرر أطرافها عليه بنعومة ويلف يده حول كتفها فتمد يدها تتحسس صدره وتفك أزرار قميصه وتمرر يديها على صدره العارى بلمسة مرتبكة ... وهنا يتمدد الوحش ويحيط بأمجد وسهام ولا يترك فرصة لهما للفرار منه فيضع أمجد يده اسفل ذقنها ويرفع وجهها إليه ويبدأ فى تقبيل وجنتيها بهدوء شديد حتى يصل إلى أذنها اليسرى فيطبع قبلة أسفلها ثم يمتص حلمة أذنها وتشعر بأنفاسه الحارة داخل أذنها فتغمض عينيها مستمتعة بلمسات شفتيه بينما يفتح هو أزرار بلوزتها الصوفية ويخلعها عنها فتقلده وتخلع عنه قميصه فيصبح عارى الصدر أمامها وهاهو حلمها بأن تتحسس جسد رجل عارى يتحقق فتمرر كفيها بجنون على صدره وبطنه متلمسة عضلاته الواضحة وقد تخلت يدها عن ترددها فيقف ويوقفها أمامه ونصفها العلوى مستور بقميصها الداخلى وسوتيانها البناتى الساذج ونار المدفأة تنعكس على جسده العارى وجسدها الذى يوشك أن يتعرى
رفع أمجد وجهها إلى وجهه مرة أخرى وبدأ فى تقبيل شفتيها قبلات سريعة ولم يكن يتوقع أن تستجيب له كإستجابة عشيقته أم منى فتلك هى أولى تجاربها فى التقبيل ولا تعرف ماذا تفعل لكنها الآن بين يدى خبير
مرر أمجد إبهامه على شفتى سهام وفرج بين شفتيها فاستجابت له وفتحت فمها قليلا ليأخذ شفتها العليا بين شفتيه فتشنجت شفتيها لبرهة ثم ارتخت ليفعل بها ما يشاء فامتص شفتها العليا كثيرا وبدأ صوت تنفسها فى الإرتفاع وشعرت بماء كسها وقد بدأ يسيل كثيفا من كسها يبلل فخذيها وبدأت تبادله إمتصاص شفته السفلى وفتحت له فمها ليعبث لسانه بلسانها قليلا ثم يمتص لسانها داخل فمه وقد أحكم ذراعيه حولها حتى لا تنهار ساقاها ثم دفع لسانه مرة ثانية لفمها فتفعل به ما فعل بلسانها حتى تنتهى قبلتها الحارة الأولى فى حياتها
يحرك أمجد شفتيه يقبل رقبتها ويهبط بهما حتى صدرها فيستمر فى تقبيله متجها لكتفها الأيمن حتى يصل لحمالة قميصها الداخلى فيزيحها بيده فتفهم ما يريد وتخرج ذراعها من الحمالة لينكشف نصف سوتيانها الأيمن مظهرا أعلى ثديها فيغمره بالقبلات وهو يحرك حمالة قميصها الأخرى لتخلع ذراعها عنه ويسقط نصف القميص العلوى لأسفل تمسكه الجيبة عن الوقوع ويصبح نصفها العلوى عارٍ إلا من هذا السوتيان القطنى الساذج فيحرك شفتيه مقبلا ثديها الأيسر ينما ذراعيه تلتف حول جسدها لتعالج قفل السوتيان من الخلف ليفتحه بسهولة ويخلعه عنها ويحرره من ذراعيها ليصبح نصفها العلوى عارٍ تماماً فتدفع نفسها فى حضنه ليلامس صدره ثدييها وتنغرس حلماتها المنتصبة بشدة فى جلد صدره وتشعر بإنتصاب زبره يضغط على كسها فتمد يديها وهى فى أحضانه تريد إنزال ما يمنع نصفها السفلى عن زبره فيمد يده ليمنعها بينما يحرك صدره يسحق به تلك الحلمات المراهقة بينما يحرك كفيه على مؤخرتها بنعومة ويعتصر فلقتيها إعتصارات رقيقة بينما يقبل الهالة التى تحيط بحلمتها اليسرى بهدوء قبل أن يلتقمها بين شفتيه ويحرك عليها لسانه بينما تفرك يده حلمتها اليمنى فتتأوه سهام آهة متعة هادئة طويلة فلمساته كرجل يختلف تأثيرها كثيرا عن لماساتها لنفسها فيشفط الحلمة اليسرى بفمه ويزيد من حركة لسانه عليها حتى تبتل تماما بلعابه فينقل شفتيه للحلمة اليمنى يكرر معها ما فعله باليسرى بينما فركة يده لتلك الحلمة اليسرى تختلف بفعل تبللها بلعابه فتطلق آهة متعة أطول من الأولى فيمسك بكلا ثدييها يعتصرهما برقة ويفرك الحلمتين بباطن يده وهو يرفع ثدياها يقبلهما من أسفل ويقبل الشق بينهما ويمرر لسانه على طول هذا الشق حتى يصل لسرتها فيدخل فيها لسانه ويده تجذب الجيبة والقميص الداخلى المتدلى عليها لأسفل بعد أن يجلس على ركبتيه حتى تبقى واقفة أمامه لا يسترها إلا الكيلوت القطنى الساذج الذى يرتديه ويقبل كل ما حول هذا الكيلوت وقد إبتل تماما من مائها فيضع فمه مكان كسها ويعتصر ما تشربه الكيلوت بشفتيه بينما تتسلل أصابعه تحته لتتحرك على الشق بين فلقتيها ويرتفع تنفس سهام بشدة وتبدأ ركبتيها فى الإنهيار ويعلم أمجد أن لحظتها قد حانت فيدفعها برقة حتى تجلس على الكنبة وهو يحرر فلقتيها وكسها من قيدهذا الكيلوت حتى يخلعه تماما من ساقيها ويلقيه أرضا ويفتح ساقيها ليقبل كسها قبلة طويلة قبل أن يلتقم زنبورها بين شفتيه ويمتصه بشدة فتنفجر شهوتها وتقذف بمائها غزيرا ليتلقى هو هذا الماء بفمه وهو يفرك شاربه الخشن بين شفرتى كسها ولم تعد سهام تدرى ماذا يحدث لها فلأول مرة تشعر بإنقباضات كسها بتلك القوة التى ينتفض معها كامل جسدها وتحاول أن تدفع رأسه بعيدا فتمد يديها لرأسه لكنها تجد نفسها تدفع رأسه أكثر نحو كسها وتضم ساقيها بشدة على رأسه وتخرج كلماتها متقطعة
- أمجد .... إنت بتعمل إيه .... مش قادرة ... سيبنى أرجوك .... أوعى تبعد .... خلى بقك على كسى .. بالراحة عليا يا أمجد
- أمجد أنا لسة بنت ... أوعى تضيعنى
بعد أن هدأت فورته يقوم أمجد من فوق فخذى سهام ليجذبها برفق فتستجيب له ليناما على الأرض عاريين تماما فتلف ذراعها حول صدره وتضع فخذها على بطنه وتتوسد ذراعه برأسها وهى تنظر إليه غير مصدقة ما فعلته الآن معه وما فعله معها
- مبسوط يا أمجد ؟
- آه مبسوط
- يعنى إتبسطت معايا زى ما تنبسط مع منى ؟
- أنا عمرى ما عملت كده مع منى يا سهام ... أكبرحاجة عملتها مع منى إنى مسكت إيدها
- يعنى عايز تفهمنى إنى أول واحدة ؟
- لأ مش أول واحدة
- بس إنت إزاى كده ... عرفت تعمل كل ده إزاى
- تحبى أعلمك حاجات أكتر تزود متعتك ؟
- هو فيه متعة أكتر من كده ؟
- فيه متعة أكتر من كده بكتير يا سهام ... ومن غير ما افتحك ... وتفضلى بنت زى مانتى
- طيب ورينى
- مش هينفع النهاردة
- ياللا يا سهام قومى نلبس هدومنا ونكمل الجزء اللى باقى فى الفيزيا
- لا فيزيا ولا غيره ... أنا مش عايزة ألبس هدوم النهاردة تانى هانام كده ولبنك ينشف على بطنى
- براحتك .... يبقى أقوم انا ألبس واروّح
- خليك شوية يا أمجد ... مستمتعة بإنى عريانة فى حضنك
- مينفعش ... إتأخرت ولازم امشى
- أمجد .... أوعى تفتكر إنى كان ممكن أقول لمنى إنك مشيت مع سميرة زى ما هددتك إنى اقول .... أنا باحب منى وباحب قصة حبكم ... بس فعلا حسيت إنى مش هاقدر اكمل مذاكرة لوحدى
- خلاص يا سهام ... واللى حصل بينا ده ...
- هششششش ... اللى حصل بينا ده هيتكرر كتير ... إنت عايز وانا عايزة .... ومحدش هيعرف ... إنت قلت إن فيه حاجات كتير ممكن تمتعنى أكتر ... وبعد اللى عملته معايا النهاردة مش هاعرف استمتع باللعب فى نفسى تانى خلاص ..... هتعلمنى كل حاجة تعرفها عن الجنس .... وهنفضل أصحاب طول عمرنا ... أول ما توصل البيت بس كلمنى اتطمن عليك... وخد بالك علشان المطر لسة جامد
- حاضر يا سهام ... تصبحى على خير
- لما تكلمنى تبقى تقولى تصبحى على خير... مش دلوقتى
........................................................................................................
دخل أمجد شقته التى يسودها الهدوء التام فالساعة تجاوزت منتصف الليل ويصطحب التليفون لغرفته ينوى الإتصال بسهام كما وعدها ليجد نفسه يتصل برقم منى
- مساء الخير يا منى ... لسة منمتيش
- وانا هيجيلى نوم وانت لسة مرجعتش من برة يا أمجد
- ينفع تطلعى تقعدى معايا ؟
- مينفعش طبعا ولو إنه نفسى .... مالك يا أمجد فيك إيه يا حبيبى
- مفيش حاجة متقلقيش... خشى نامى واطلعيلى الساعة 7 ضرورى
- بس ماما ....
- متقوليليش ماما ولا بابا .... الساعة 7 تكونى عندى يا قلبى
- قلبك ؟ أول مرة تقولها ... هاكون عندك الساعة 7 وطظ فى أمى وأمك
- تصبحى على خير
فى السابعة تماما تكون منى أمام باب شقة أمجد لتقابل ابوه خارجا لعمله تودعه أم أمجد التى تسحبها من يدها للداخل وتحدثها فى همس
- إنتى إيه اللى طلعك ؟ مش قلتلك النهادرة فيه ورانا حاجات كتير
- مش مهم النهاردة يا ماما ... كل حاجة تتأجل ... أمجد محتاجنى جنبه دلوقتى
- وإنتى عرفتى منين ؟
- كلمنى إمبارح أول ما رجع .... أنا حاسة إنه محتاجنى جنبه يا ماما
- منطقش ولا كلمة من الصبح وعمال يرسم ... أبوه دخل عنده ولما طلع قال متخلوش حد يزعجه .... أدخليله يا بنتى وطمنينى عليه
- تعالى يا منى لو سمحتى .... خليكى قاعدة معايا هنا فى الأوضة
- هاعملك كوباية شاى بالنعناع واجيبهالك ... إنت محتاجها دلوقتى
- أعمليله كوباية شاى بلبن يا منى ... محطش حاجة فى بوقه من إمبارح
- لا يا ماما ... هو دلوقتى محتاج شاى بالنعناع
- وإنتى عرفتى منين ؟
- أنا عارفة ومتسالينيش عرفت منين لإن أنا نفسى معرفش عرفت منين... مش هيشرب غير شاى بالنعناع لغاية ما يخلص اللى فى إيده ... أنا عارفة يا ماما ... باحس هو عايز إيه
إستمر أمجد فى الرسم دون أن ينطق بكلمة واحدة واستمرت منى جالسة جواره لا تنطق ولا تتحرك إلا لتبدل له كوب الشاى بآخر
لم يتناولا أى طعام ولم يترك أحدهما الغرفة حتى للذهاب للحمام باستثناء خروج منى لعمل كوب شاى له والعودة بسرعة لتكون جواره وحتى عندما أشارت الأم لمنى كى تأتى للغداء رفضت بشدة التحرك من مكانها ... فهى تشعر بضرورة وجودها بجواره وأن ذهابها سيعطله عما يعمل
وأخيرا رفع أمجد راسه من لوحته لينظر لمنى فى حب ويشير لها لتقوم وترى ما أنجزه فتنظر منى للوحة بإنبهار ولو أنها لا تفهم ما فيها لكنها تراها جميلة
- إيه رأيك
- روعة يا أمجد
- هاتيلى التليفون بسرعة
- هتكلم مين دلوقتى يا أمجد
- هكلم إلهام
- دلوقتى يا أمجد ؟ الوقت إتأخر قوى ... الساعة دلوقتى 11 بليل
- معقولة محستش بالوقت كده ... بس مش مهم لازم اكلمها دلوقتى ... حطى ودنك عالسماعة هسمعك المجنونة دى بتتكلم ازاى
- الو ... أيوه يا إلهام أنا أمجد
- عايز إيه يا سى زفت ... حد يكلم واحدة ست زى القمر زيي كده ومتطلقة مرتين فى ساعة زى دى
- كنتى نايمة ؟
- لا نمت ولا إتنيلت على عين أهلك ... إخلص عايز إيه
- لقيتى فكرة ؟
- لأ ملقتش زفت وعمالة أقطع فى ورق ... كل ما تجيلى فكرة تطلع إما متكررة أو فكرة زبالة زى وشك
- إلهام ... ... ....خطيبتى قاعدة جنب منى وحاطة ودنها معايا عالسماعة ... ياريت ننضف لساننا شوية
- حاطة ودنها معاك عالسماعة ولا حاطة خدها على خدك يا روميو ... إخلص
- لو قلتلِك إنى لقيت فكرة ورسمت بلان كاملة تقولى إيه ؟
- بتتكلم جد ياض؟ ده أنا ابوسك من بوقك لو طلع الكلام ده صح ... لا مؤاخذة يامنى ... لو بيتكلم جد هابوسه من بوقه
- إذا كان مباسنيش من بوقى انا نفسى يا إلهام هيبوسك إنتى ؟
- إنت مبوستهاش من بوقها لسة يا حمار ... أكيد مبتعرفش تبوس ... هابقى اعلمهولك يا منى ... الواد ده بيتكلم جد ؟
- راسم لوحة تجنن يا إلهام مع إنى مش فاهمة فيها حاجة طبعا
- طب إقفلوا دلوقتى أكلم الريس أقوله ... متنامش ... هاتصل بيك تانى
- يا مهبوشة انتى زمانه نام
- حتى لو نايم فوق مراته هاقومه ... لا مؤاخذة يا منى ... المفروض متسمعيش الكلام ده ... سلام ... أوعى تنام ياض أحسن ما آجى اغتصبك قدام خطيبتك
وتعود إلهام للإتصال وتضع منى أذنها عالسماعة مع أمجد
- بص يا سى روميو ... الريس هيخلص اللجنة فى الكلية بكرة ويجيى عالمكتب ... هيكون فى المكتب الساعة 1 الضهر تعالى انت الساعة 11 نبص عالبلان سوا لو فيها حاجة ناقصة ولا حاجة
- صدقينى مفيهاش أى حاجة ناقصة ... بلان كاملة
- خلاص تعالى الساعة 12 نحللها سوا قبل ما نوريها للريس ... تصبح على خير ... تصبحى على خير يا منى ... هابوس خطيبك من بوقه ولو عجبتنى البوسة هاخده معايا البيت
- لو الشركة إختارت البلان دى الريس هيدينا مكافأة كبيرة
- إنت وإلهام ؟
- أنا وإنتى يا منى ... أى فلوس هتجينى هتبقى بتاعتك وبتاعتى
- طيب إفرد ضهرك شوية ... من 7 الصبح وانت واقف مقعدتش
- أنا واقف من ساعة ما كلمتك بليل
- 23 ساعة واقف على رجليك يا أمجد ...إنت بتستعبط ؟
- مش حاسس بانى تعبان يا منى ... حاسس إنى عايز أخدك فى حضنى واطير
- طيب تعالى إفرد ضهرك وانا هاقعد جنبك وتحكيلى عملت إيه مع البنات امبارح
- ده كده صاحى ليه أكتر من 48 ساعة يا ماما .... يا حبيبى يا أمجد ... فرحان وهيطير من الفرح يا ماما
- إنتى كمان يا منى قاعدة قعدتك دى ليكى 16 ساعة ... إنزلى إستريحيلك شوية يا بنتى ... بكرة يومك طويل ... بكرة هنعمل الحاجات اللى كان المفروض نعملها النهاردة وبكرة
- هى الحاجات دى ضرورى يا ماما ؟ دى خطوبة يعنى مش دخلة
- يا بت لازم تكونى يوم خطوبتك بتلمعى كده ... إنزلى يا حبيبتى نامى ... أقولك ... أنا هانزل معاكى أوصلك علشان عايزة امك فى كلمتين
الجزء التاسع
مقدمة
أرهقنى الباشا بحكيه
فأحيانا يدفعنى لحبه وأحيانا أكرهه حتى بت أعتقد أن هناك روحان يتقمصان جسده
أحبه عندما يحكى عن حبه لمنى وعشقه لكل تفاصيلها وما كان يفعله من أجلها .... وأكرهه عندما يحكى عن خياناته لها
عندما حاولت أن أستفهم منه عن كيف يحبها كل هذا الحب ثم يضاجع أخرى أجابنى بأن الحياة تختلف تماما عن القصص الرومانسية والأفلام العربية ...وبأن وحش الشبق الذى يسكن الإنسان دائما ما يتغلب على أى شعور آخر
لم أفهم ... لكن قد افهم بتوالى أجزاء القصة
..............
قد يكون من المفيد أن اشرح للقراء معنى كلمة "ماكيت" التى وردت فى هذا الجزء .... وهو عبارة عن مجسم للمبنى أو المبانى يصنع من الورق المقوى والأخشاب بمقياس أصغر جداً وكان هناك وقتها عمال ومهندسون يحترفون عمل الماكيت "قبل إبتكار برامج ال3D"
هناك أيضا إشارة لجاودى وأعتبره انا شخصيا أعظم مصمم معمارى فى العصر الحديث برائعته " إل ساجرادا فاميليا" تلك التحفة المعمارية التى يجرى العمل بها منذ أكثر من قرن من الزمان ولم تكتمل بعد ( بدا العمل فى إنشاء إل ساجرادا فاميليا عام1882)
واخيرا هناك إشارة لألبوم الفنان محمد منير "شبابيك" الذى صدر عام 1981 وظل لأعوام يتصدر مبيعات شرائط الكاسيت ولم يخلو بيت من إحدى نسخه ولم تخل سيارة شاب من نسخة منه
والآن نعود لقصتنا ونتابع حكى الباشا
...........................................................................................................
كانت المرة الأولى لأمجد منذ أكثر من ثلاث سنوات التى يوقظه فيها أحدهم صباحا ... فمنذ السنة الأولى بمدرسته العسكرية وهو يستفيق من نومه قبل السادسة دون تدخل من أى إنسان ... لذلك إختلط عليه أمره وأمه تهزه برفق ليقوم من نومه ولم يدر بأى وقت هو عندما فتح عينيه
- نوم العافية يا حبيبى .... أول مرة أصحيك من النوم من زمان أوى
- منى فين يا ماما
- يابنى قول صباح الخير الأول .... منى نزلت إمبارح بعد ما إنت نمت
- إمبارح ؟ هى الساعة كام دلوقتى
- الساعة 7 الصبح يا حبيبى .... قوم خد حمامك لغاية ما أحضرلك الفطار
- لأ ياماما ... منى زمانها طالعة تفطرنى
- منى النهاردة مش هتتحرك من شقتهم ولا هيكون عندها وقت حتى تكلمك فى التليفون.... فيه حاجات كتير وراها لازم تتعمل.... خطوبتكم خلاص فاضل عليها كام يوم ولازم تكون جاهزة لليوم ده .... قوم خد حمامك وانا هاحضرلك الفطار قبل ما انزل عندهم
- شكرا يا حبيبتى ... متتعبيش نفسك إنتى ... أنا مش جعان دلوقتى ... هاخد دش وأذاكر شوية قبل ما يجيى ميعادى فى المكتب ولو جوعت هاعمل لنفسى أكل
- يابنى دا إنت مأكلتش بقالك يومين
- ها آكل يا ماما متقلقيش ... إنزلى إنتى ومتحمليش هَمّ
- صباح الخير يا ريرى ... منى صحيت ؟
- لأ لسة ... دخلت أصحيها لقيتها غرقانة فى النوم صِعبت عليا سبتها لغاية ما إنتى تنزلى
- طيب هاخش أصحيها أنا
- صباح الخير يا حبيبتى
- أمجد صحى ؟
- أيوه يا حبيبتى أمجد صحى
- طيب هأقوم علشان ألحق أحضرله الفطار واطلع افطر معاه
- يا بت أقعدى ... إنتى مينفعش تخرجى من الشقة النهاردة ... ورانا 100 حاجة لازم نعملها ... قومى خديلك حمام حلو كده لغاية ما أمك تحضرلك الفطار
- مافيش داعى ... أنا مش جعانة دلوقتى ... هاخش آخد حمام ولما أجوع أبقى آكل
- البت مش عايزة تفطر يا أم أمجد
- ولا الواد يا ريرى رضى يفطر.... الإتنين فضلوا إمبارح طول اليوم محدش حط فى بوقه لقمة
- العيال بتحب بعض حب مش عادى ... حتى الأكل مفيش حد فيهم بقى بياكل من غير التانى
- أول ما فتح عينيه سأل عليها وأول ما فتحت عينيها سألت عليه ماقالوش حتى صباح الخير
- وهنسيبهم كده .... محدش فيهم هياكل من غير التانى !
- باقولك إيه .... قومى حضريلهم فطار هما الإتنين ... متعمليش سندوتشات ... إعمليلهم إطباق وكترى شوية ... مش عارفين هنعرف نأكْلّهم تانى إمتى
- مالك يا بت ... ضاربة بوز ليه عالصبح ... ده منظر عروسة بنحضرها لخطوبتها
- مافيش يا ماما ... دلوقتى هبقى كويسة ... لسة مكسلة
- لأ .....إفردى وشك كده ... ميصحش أمجد ينزل يفطر معاكى يلاقيكى بالمنظر ده ... عايزة تسدى نفس الواد
- بجد أمجد هينزل يفطر معايا ؟ متخليهوش ينزل لغاية ما أغير واحط مكياج .... لأ ... خليه ينزل وانا هأغير بسرعة ... لأ ... أنا هاكلمه واقوله ينزل متتعبيش إنتى نفسك
- شكلهم يفرح يا ريرى .... خايفة عليهم من الحسد
- أنا عايزة أرْقِيهم من العين بجد .... كل اللى فى الشارع بيتحاكوا بحبهم لبعض
- هاخلى أبو أمجد يشوف حد يِرْقِيهم قبل يوم الخطوبة ... محدش عارف الناس التى هتحضر من فيهم كويس ومين فيهم عينه وحشة
- هما بياكلوا وهما ساكتين كده ليه ؟ وبيضحكوا على إيه كل شوية
- يا بت يا ريرى مش ساكتين ... دول مبطلوش كلام ... طول عمرهم بيكلموا بعض بعنيهم ومحدش غيرهم يعرف هما بيقولوا إيه
- كفاية عليكوا كده يا حبايبى .... إطلع يا أمجد شوف وراك إيه .... منى مش فاضيالك النهاردة
- يا ماما طيب سيبينا شوية نشرب الشاى مع بعض عالأقل
- قوم يا واد وبطل محن وسيبلنا البت .... بس متزعلوش .... بكرة تبقى تنزل تفطروا مع بعض
- يالللا بينا بقى ... قدامك يوم طويل يا حبيبتى
طوى أمجد لوحته الأولى فى عالم الإحتراف بعناية ليحملها ويستقل تاكسى لمكتب الدكتور إبراهيم ليدخل مكتب إلهام فى نفس لحظة تعانق عقربى الساعة عند رقم 12 ليجد إلهام تقطع الغرفة جيئة وذهابا بخطوات متوترة لتمد يدها تختطف اللوحة المطوية من يد أمجد وتفردها أمامها على الترابيزة الدائرية التىى تتوسط الغرفة
- ورينى ياض عملت إيه
- يخربيت أمك يا أمجد .... عملتها إزاى دى ؟ دى فكرة متخطرش على بال عفريت
- بجد عجبتك يا إلهام ؟
- عجبتنى دى مش كفاية يا ولا ... لولا إنى خايفة خطيبتك تزعل كنت بوستك من بقك
- متخافيش مش هتزعل
- بس ياض .... حد قالك إنى بتاعت عيال ... برافو عليك يا أمجد ... إستوعبت فى شهرين تلاتة اللى مهندسين كتير بيفضلوا سنين على ما يستوعبوه
- البركة فيكى وفى الريس
- الريس الدنيا مش هتساعه من الفرحة لمما يشوف البلان دى ... هيحس إنه عرف يعلمك بجد ... جاتلك منين الفكرة دى ياض
- معرفش ... كنت بذاكر وطقت فى دماغى
- فعلا زى الريس ما قال .... دماغك لاسعة وانت متعرفش .... تعالى بقى أشرحلى البلان دى خط خط ورقم رقم .... علشان الريس لما يجيى مبقاش زى الحمارة قدامه
- برافو عليك يا أمجد .... هاتوا البلان دى وتعالوا لى عالمكتب
- رائع يا أمجد .... أنا نفسى مكنتش فكرة زى دى هتخطر ببالى ... خلطت الطرازات الفرعونى بالإسلامى بالقبطى مع برج الحفربتناغم محسوب بالمللى ... مفيش أى نشاز ... إنت شوفت تصميمات جاودى يا أمجد قبل كده ؟
- لأ يا ريس ... ولا سمعت بيه قبل كده
- الفكرة دى جاتلك إزاى ؟ يعنى كنت بتعمل إيه ساعة ما جتلك الفكرة
- كنت بذاكر فيزيا ونطت فى دماغى بعد ما خلصت
- بس فكرة البلان دى ملهاش علاقة بالفيزيا .... كنت بتسمع إيه طيب وانت بتشتغل
- لااااااااا ... دا أنا سمعت كتير ... البرنامج الموسيقى بتاع الراديو كله طول ال23 ساعة اللى كنت بارسم فيهم
- إنت قعدت 23 ساعة ترسم البلان
- محستش بالوقت ومعرفتش إن الوقت ده كله مر عليا غير بعد ما خلصت
- وسمعت كل برامج البرنامج الموسيقى فى 23 ساعة ومش هتقدر طبعا تحدد سمعت إيه
- بالظبط يا دكتور
- إيه ده يا ريس ؟
- 230 جنيه .... كل ساعة قضيتها فى البلان دى ب10 جنيه
- بس حضرتك قلت المكافأة لما المكتب يفوز بالمشروع
- لااااااا ..... لما المكتب يفوز بالمشروع ليكم مكافأة تانية أكبر من كده بكتير ..... ال230 جنيه دول مكافأتك إنت
- وانا يا ريس ماليش مكافأة ؟ ولا حتى حضن زى ده ؟ الواد ده يعتبرتلميذى برضه
- بس يا بت .... خليكوا هنا فى المكتب متتحركوش لغاية مارجع .... مش هاغيب .... نص ساعة أجيب حاجة من عباس العقاد هنا وارجعلكم ... على ما أرجع تكونى رتبتى مع المهندسين والمساعدين يشتغلوا عالماكيت ... لازم نخلص ماكيت التصميم بكل دقة فى أسرع وقت ... أمجد كده عمل اللى عليه ويفضى نفسه لامتحان بكرة ولحفلة خطوبته
- مبروك يا أمجد ... فعلا تستحق المكافاة
- خدى بقى 115 جنيه حقك .... مش إحنا متفقين المكافأة بالنص ؟
- وهى دى المكافأة يا أهبل .... المكافأة لما المكتب يفوز بالمشروع ... ال230 جنيه دول حقك .... الريس بيعاملك زى المصممين الكبار برة .... بيشتغلوا بالساعة .... بس ساعتهم مش بعشرة جنيه ..... ساعتهم بأكتر من كده بكتير
- يعنى أنا ممكن فى يوم آخد أكتر من عشرة جنيه فى الساعة ؟
- هتاخد يا أمجد .... وبكرة تشوف ... أنا هاروح أوضة المهندسين ارتب معاهم الشغل عالماكيت .... لازم يطلع ماكيت محصلش زى البلان بتاعتك
ويعود الدكتور إبراهيم للمكتب تتبعه إلهام بضجتها المعتادة و بيده كيس كبيريحمل إسم أحد محال الإلكترونيات الكبيرة فى مدينة نصرو الذى يشغل ثلاثة أدوار كاملة من مبنى متسع المساحة ليمد يده لأمجد بالكيس ويتجه لمكتبته يخرج منها بعض شرائط الكاسيت
- إيه ده يا دكتور ؟ كاسيت ناشيونال ؟
- أيوه ... راديو كاسيت ... ودى مجموعة شرايط كلاسيك .... الموسيقى اللى بتحبها .... لما تكون بترسم تشغل منها اللى يجيى فى بالك ... وهاكمل لك المجموعة كلها لما انزل وسط البلد ... بس كل ما ترسم بلان تعرف إنت مشغل إيه وتقولى
- بس ده كتير عليا أوى يا دكتور ... كان كفاية المكافأة اللى إدتهالى
- المكافأة دى حقك ومجهودك .... الكاسيت ده هديتى ليك .... ومرتبك من الشهر ده هيبقى 150 جنيه .... إنت تستحق يا أمجد ....إتفضل بقى إمشى دلوقتى كمل مذاكرتك أو أقعد مع خطيبتك وأشوفك بعد بكرة فى معاد المكتب
- الولد ده موهبة كان نفسى ألاقيها من ساعة مارجعت من البعثة ... لو راعيناه كويس هيكون ليه شأن كبير فى التصميم .... تجانس الماتريالز والألوان اللى مقترحها متطلعش غير من فنان حقيقى
- الألوان والماتريالز على فكرة ده تعليمى أنا .... مش تعليمكم فى الكلية ... مافيش مكافأة بقى للأستاذة اللى تعبت وعلمت ؟
- بس يا بت بطلى جنان ... لما التصميم يتقبل هاتخدوا مكافأة متحلموش بيها إنتو الإتنين ....عايزك يا إلهام تعرفيه على تصميمات جاودى ... هتفرق معاه كتير
- أها ... إل ساجرادا فاميليا .... بس مش تقيلة عليه شوية يا ريس
- أنا مش عايزه يحفظها أو يقلدها أو حتى يتأثر بيها ... أنا عايزه يعرف المخ البشرى لو إتحرر من قيد التقليدية ممكن يوصل لأيه ... فاهمانى يا إلهام ؟
- ماشى يا ريس فهمتك ... حاجة تانى ؟
- آه ... البلان اللى رسمها أمجد دى فيه رابط بينها وبين البلان الأولانية اللى المعيد إتخانق معاه لما رسمها .... البلان اللى رسمها فى مكتبى مكانش فيها الرابط ده
- يعنى إيه يا ريس
- البلان الأولى والتالتة فيهم نوع من الإبداع مختلف عن البلان التانية ... فيهم لمسة مختلفة مش قادر أحددها ... كنت فاكر إن الموسيقى بس هى اللى بتأثر على إبداع الولد ده ... لكن فيه حاجة تانية أكيد ... عايزك تحاولى تعرفى إيه الحاجة التانية دى
- عارفاها يا ريس من غير ما أحاول ........ خطيبته
- خطيبته ؟
- ايوة يا ريس ... كانت قاعدة معاه طول ماهو بيرسم ... أول ما خلص البلان إتصل بيا وكانت لسة قاعدة معاه ..... ماسابتهوش لحظة واحدة وهو بيشتغل
- برافو عليكى يا إلهام ... فعلا ده غالبا تأثير خطيبته عليه .... حبه ليها واللى عمله معاها بعد ما استلم ميداليته بيقول إن حبه ليها حب مش عادى
- أى خدمة يا ريس ... تحب نعينها معانا هى كمان ؟
- لأ بلاش ... هى أكيد مش لاسعة زيه ومش هتستحمل جنانك
عاد أمجد لمنزله يتشوق لرؤية منى كى يشعر بفرحتها وفرحته بإنجازه بل إنجازها فهى أيقونة نجاحه وسره وتوقف أمام شقتها لكنه تذكر أنه ممنوع من رؤيتها اليوم فصعد درجات السلم بتثاقل حتى وصل شقته ودخل غرفته ووضع هدية الدكتور إبراهيم كما هى بكيسها بجوار راديو الترانزستور الصغير وجلس قليلا ثم إندفع للخارج ليعود بعد ساعتين وبمجرد دخوله يتصل برقم منى لتجيبه أمها
- مساء الخير يا ريرى ... عايز مُنى ضرورى
- مش هينفع يا أمجد
- طيب إدينى ماما
- أيوه يا ماما .... عايز أشوف منى ضرورى ... حاجة مهمة مينفعش تتأجل
- هو إيه اللى مينفعش يتأجل يا ممحون ... إستنى بكرة وإنتوا بتفطروا وقولها إللى إنت عايزه
- مينفعش يا ماما أرجوكى ... لازم أشوفها دلوقتى
- يا بنى مينفعش ... الهدوم اللى لابساها مينفعش تشوفها بيها
- خليها تحط أى حاجة على جسمها ... ربع ساعة بس ... أحلفلك مش أكتر من ربع ساعة
- طب خليك معايا
- خلاص يا أمجد ... ربع ساعة وإنزل ... بس مش هتقعدوا مع بعض غير هى ربع ساعة مش أكتر ... وهنقعد معاكوا أنا وامها
- هى ربع ساعة بس .... متخافيش ... وخليكوا معانا زى مانتوا عايزين
- إيه ده يا أمجد
- كاسيت ناشيونال ... الدكتور إبراهيم جابهولى هدية بعد ما شاف البلان علشان أعرف الموسيقى اللى بتكون شغالة وأنا بارسم
- بتتكلم جد ؟
- أيوه .... وهيفضل فى كرتونته لغاية ما إنتى تفتحيها وتحطيه مكان الراديو الترانزستور
- يا مجنون ... طلعه وشغله
- لأ مش هاطلعه ومحدش غيرك هيحط فيه أول شريط ويشغله
- وده هدية ليكى يا أجمل بنت فى الدنيا
- إيه ده يا أمجد ؟
- خلخال
- لأ ... إنت كده إتجننت بجد ... ده دهب؟... إنت خدت الفلوس اللى فى الدرج إشتريتلى بيها خلخال يا مجنون
- الفلوس اللى فى الدرج منقصتش مليم يا بت ... الدكتور إبراهيم إدانى 230 جنيه مكافأة عالبلان اللى رسمتها إشتريت لك بيهم الخلخال ده
- يا مجنوووون .... حد يعمل كده ؟ تاخد مكافأة تشتريللى بيها كلها هدية ... وخلخال؟
- يعنى الرجلين الحلوة دى تفضل كده تستلف خلاخيل من امها ؟ ده أول خلخال ملكك إنتى وعلى فكرة ده ممكن تستعمليه أنسيال كمان ... ولو طنط ريرى حبت تستلفه منك مافيش مانع ... ياما إستلفنا منها خلاخيل
- يا حبيبى يا أمجد !.... طب كنت خليت فلوس تشترى بيها حاجة لنفسك
- وانا إيه وانتى إيه يا بت .... وكمان مرتبى من الشهر ده بقى 150 جنيه
كانت أم أمجد تشفق عليهما من أن تقطع عليهم فرحتهم لكن لم تستطع تركهم لوقت أطول ......فمنى ينتظرها الكثير من المهام التى يجب أن تُنجز ... كذلك فإنها الآن تكاد لا ترتدى شيئا أسفل روبها
- مبروك يا ولاد .... كفاية كده يا أمجد ... سيب منى تكمل اللى وراها واطلع إنت شوف وراك إيه
.........................................................................................................
أنهى أمجد إمتحانه الأخير ولم يبق أمامه إلا عمل يوم واحد بالمكتب ليتفرغ لحبيبته وحفل خطبته وكالعادة تجمعت شلة الجميلات معه بعد الإمتحان
- مبروك يا بنات .... هاستريح منكم إسبوعين واربع أيام
- بس إعمل حسابك بعد الأجازة الساعتين بتوع كل إسبوع دول مش هينفعوا .... ده أول إمتحان أحل فيه بالشكل ده .... هاكلم منى تخليهم اربع ساعات
- تصدقوا فعلا .... مكنتش متخيلة إنى هاحل بالشكل ده مع إن الأمتحان صعب
- فعلا يا أمانى .... كل زمايلنا طالعين محدش حل الإمتحان كله
- البركة فى الأستاذ يا إيمان .... طريقة تبسيطه للفيزيا خلتنى أحس إنها مادة سهلة
- يا سلاااام ..... فاضيلكو انا بقى ... بعد الأجازة هبقى راجل خاطب وعايز اتجوز وكده .... صحيح هازعل جدا لو مجيتوش الخطوبة
- مش إنت لوحدك اللى هتبقى خاطب يا كابتن .... أنا كمان هبقى مخطوبة ... بس زعلت قوى لما منى قالتلى إنكم مش هتحضروا خطوبتى
- معلش يا سهام .... هنبقى مسافرين ... بس تتعوض ... لما نرجع من الأجازة نبقى نخرج يوم سوا ... إنتى وخطيبك وانا ومنى
- لا يا خويا .... خطيبى شايفنى أحلى بنت فى الدنيا ... مش عايزاه يشوف منى ويعرف إن فى بنات أحلى منى بكتير
بدأت النقية سميرة فى التغير وبدأت شهوتها تغلب نقائها ... مسكينة سميرة لا تعلم بعد كيف يتلاعب القدر بمصائر البشر
.................................................................................................................
وأخيرا جاء يوم الجمعة ... لم يكن أمجد متعجلا الحفل لكنه كان متعجلا لإستعادة جلساته مع حبيبته ... ذلك الحفل الذى أقيم بسطح المنزل حيث وضع فى البرجولا كرسيى العروسين على منصة مرتفعة عن الأرض وأمامها منصة أخرى لتقديم الفقرات أو بالأحرى فقرتى الفنانين ... مطرب شعبى تبعته راقصة كانا وقتها مغمورين.... "أصبحا بعدها بسنوات مشهورين " .... كان السطح مزدحما بالنساء والشباب بينما خصصت شقة منى لإستقبال الرجال أو "الكبار" ... حضر جميع الأصدقاء وكل الجيران وحضرت صديقات منى وأصدقاء أمجد والدكتور إبراهيم وإلهام وحتى أبو سهام وأمها حضروا لرؤية تلك الجميلة التى لا تتوقف إبنتهما عن وصف جمالها وإصطحبوا معهم صديقتيها أمل وإيمان ...... الوحيدة التى لم تحضر كانت سميرة
لم يكن أمجد ولا منى من محبى الطرب الشعبى ولا الرقص الشرقى لكنهما كانا سعيدين .... إنفصلا بروحيهما عن الزحام المحيط وغابا سويا فى عالمهما الخاص بأعينهما المعلقة كل بالآخر ... حتى صوت الرصاصات التى أطلقها أقارب أمجد الحاضرين من اقصى جنوب مصر كعادتهم فى الإحتفال لم يزعج الرقيقة منى .... فبوجود أمجد لا شئ يزعجها ... فهو بالنسبة لها الأمان الكامل ... لم يزعجهما إلا إنتهاء الحفل وإضطرارهما لفك تشابك أصابعهما وإنفصال كل منهما عن الآخر ليتوجه كل إلى شقته ..... فأمامهما غدا سفر مرهق ويوم طويل
بمجرد دخول أمجد وأسرته لشقتهم إلتقطت أمه التليفون لتصطحبه معها وسط تبرم أمجد
- إيه يا ماما ؟... إحنا فى أجازة ولسة مخلصين فرحنا من دقايق ... عايز أكلم منى أقولها تصبحى على خير
- مانتا قولت لها 100 تصبحى على خير يا ممحون ... هو انتوا كنتوا معانا فى الفرح أصلاً؟
- أمال مين يا ماما اللى كان قاعد فى الكوشة ؟ عفاريتنا مثلا ً
- لا يا روح ماما مش عفاريتكم .... كل اللى فى الفرح خدوا بالهم إنكم قاعدين فى الكوشة بأجسامكم بس وانتوا الإتنين كنتم فى عالم تانى ... عنيكم ما بعدتش عن بعض ثانية ... وحتى الناس لما كانت بتباركلكم كنتوا بتردوا عليهم من غير ما تبصوا ناحيتهم علشان عنيكم متنزلش من على بعض .... وانت بتلبسها الشبكة مكنتش بتبص غير على عنيها وهى مرفعتش عينها من عينك ثانية ...كنت حتى بصيت على إيديها وانت بتلبسها الإسورة والدبلة... إنتوا الأتنين كل واحد فيكم عارف صباع التانى فين من غير مايبص حتى ؟
- يوووه يا ماما بقى ... طب أقولها تصبحى على خير بس
- يا حبيبى لازم تناموا إنتوا الإتنين ... بكرة فيه سفر.... وأول ما هتوصلوا هتلاقى ستات كتير جاية تباركلها وابوها هياخدك ويلف بيك يعرفك بالتجار زمايله لإنك خلاص بقيت خطيب بنته رسمى .... يعنى لازم تكونوا مستريحين علشان ميظهرش الإرهاق على وشكم قدام الناس
- يعنى كمان مش هاعرف أقعد معاها بكرة ؟ حرام عليكم بجد اللى بتعملوه فينا ده
- خش نام يا أمجد وكفاية محن إنت وهيا ... وانا قلت لأمها تاخد التليفون معاها هيا كمان علشان متفضلوش سهرانين للصبح ... يعنى حتى لو سبتلك التليفون تتصل بيها أبوها اللى هيرد عليك ... خش إتخمد بقى واصبروا الكام ساعة دول .... هنتحرك بكرة الساعة 11
- ماشى يا حضرة الناظرة ... تصبحى على خير
لم يستيقظ العاشقان حتى بعد أن توقفت السيارة أمام مدخل الشاطئ المؤدى للشاليهات فاشارت أم أمجد لأم منى كى تأتى لمشاهدة المنظر الذى رأته رائعا
- إيه ده ؟ هما كدا من إمتى ؟
- من ساعة ما اتحركنا يا ريرى ... شكلهم حلو أوى ... ياريت كان معايا كاميرا كنت صورتهم
- البت منامتش طول الإسبوع
- ولا هو كمان نام ... كنت باحس بيه طول الليل رايح جاى فى أوضته
- مبقوش يعرفوا يناموا غير لما يكلموا بعض
- بصى نايمين مبتسمين إزاى ؟ للأسف مضطرة أصحيهم
- آسف يا ماما .... منى نامت ومرضتش أصحيها ولقيت عينيا غفلت أنا كمان
- لا يا حبيبى مافيش داعى للأسف ... إنتوا الأتنين كنتوا محتاجين تناموا .... ياللا بقى قوموا ... عندكم يوم متعب النهاردة هنسبقكوا إحنا نسنتناكم عند الباب ... بابا وأبو منى مستنيين عند الشاليهات
- ياللا يا منى ... نسوان إعمامك منتظرين مع عمتك فاطمة فى الشاليه ...خدى بالك وانتى بتتكلمى ... نسوان اعمامك عنيهم وحشة .... بلاش المحن اللى بينط من عنيكى ده كل ما تيجى سيرة خطيبك
- حاضر يا ماما ... هاخد بالى ... بس مش كانوا سابونا نستريح شوية
- تستريحى شوية ولا تقعدى مع أمجد شوية يا ممحونة
- يا ماما اولاً إحنا لينا إسبوع مش عارفين نقعد مع بعض ... ثانيا إسمه حب مش محن
- طب قدامى يا بت ... أول ما تخشى تسلمى عليهم وتروحى تغسلى وشك وتشيلى الكحل والروج قبل ما تقعدى معاهم ... مش ناقصين حسد
تلقى أبو منى أمجد بحضن أبوى طويل وأخذه بيده ليعرفه بشقيقته فاطمة وزوجات أخوته فزوجات إخوته رفضن حضور الحفل بحجة إرهاق السفر بينما فضلت شقيقته البقاء للتأكد من تجهيز الشاليهات للأسرتين القادمتين من القاهرة وبعد أن أنتهت مهمة التعارف بقيت منى وباقى النساء فى الشاليه الخاص بأسرتها بينما إصطحب أبو منى أمجد وأبيه للخارج لحديث مهم
- بص بقى يا أمجد ... إنت دلوقت تخش تاخدلك دش وتفوق لغاية النسوان ما يحضروا الغدا ... بعد الغدا هتيجى معايا إنت وابوك هنلف شوية أعرفك عالتجار اللى فى السوق كلهم ... عايزك تحفظهم وتحفظ أساميهم وتعرف كل واحد بيشتغل فى إيه... أنا مش هاعيش لمنى .... وتجارتى هتبقى أمانة فى رقبتك بعد عمر طويل ... التاجر راس ماله لسانه الحلو مع الناس ومعاملته ... أنا عارف إنك لسه صغير بس إنت اللى إخترت تشيل الحمل ده ... منى غلبانة ومش هتعرف تتعامل مع التجاردول ولا حتى مع اعمامها.... وكل ماتلاقى عندك وقت لازم تجيلى هنا أعرفك الدنيا بتمشى إزاى
- تحت أمرك يا عمى ... بس سيبونى الأسبوع ده أفرح فيه مع منى بخطوبتنا
- ماشى يابو الأمجاد ... الأسبوع ده إفرحوا زى مانتوا عايزين ... بس بعد كده تنظم وقتك بين شغلك فى مصر وشغلك هنا ... هاعتبرك دراعى اليمين ..... إخواتى بيحبونى صحيح بس التجارة مفيهاش أخويا وأخوك وفى الآخر دى فلوس منى ومصالحها ولازم تحافظلها عليها لما يجيى الأجلٍ
- أوعدك يا عمى إنى هاشيل منى وكل مصالحها فى عنيا
- فيه إيه يا ماما ؟
- مش قلنا نبطل محن وسط الناس ... أم منى بتقول النسوان دى عنيها وحشة
- محن إيه ؟ إحنا معرفناش نتكلم كلمة واحدة من ساعة ما وصلنا
- لا ياشيخ ؟ عميا أنا ومش شايفة الحوار اللى داير بينكم بعنيكم ده ؟... يا واد دا أنا حافظاكم إنتوا الأتنين ... بطل محن وبص فى طبقك
لم يعد أمجد إلا بعد العاشرة بصحبة ابيه وأبو منى ليستأذن فى رؤية منى ويأذن له أبيها بلقاء قصير ويناديها فتخرج ليتركهما الأب قليلا فهو أيضا بات يعلم بمقدار الحب الذى يكنه كل منهما للآخر
- تصبحى على خير ... معرفناش نقعد مع بعض النهاردة خالص
- تصبح على خير يا حبيبى ... وحشتنى
- بكرة هتلاقينى قدام الباب هنا من الساعة 7 نتمشى شوية
- بس يسيبونا هما بس ... هتلاقى امك وامى على دماغنا يدونا تعليمات التمشية كمان
- ما أظنش يا مُنى أمى وامك هيصحوا بدرى بكرة ... هيبقوا مشغولين بليل وهيسهروا
- وانت عرفت منين يا ناصح ؟ تلاقيهم هيناموا من التعب
- إنتى هبلة يا بت ؟ أمك وابوكى وامى وابويا هيسهروا النهاردة كل واحد مع مراته ... زى ما هاسهر معاكى كل يوم بعد ما نتجوز
- إنت قليل الأدب يا أمجد على فكرة ... بس عندك حق ... أمى شكلها كدة كانت بتجهز نفسها للسهرة
يعود أمجد للشاليه الخاص بأسرته وينفرد بأمه
- إنتوا نازلين السوق إمتى يا ماما ؟
- بكرة آخر النهار هاخد أم منى وننزل نلف شوية ... عايز حاجة من السوق
- بعد إذنك يا ماما ممكن تاخدوا منى وتنزلوا الصبح أول ما المحلات تفتح ... علشان عايزك تشتريلها حاجة مينفعش انا اشتريها
- إيه ده يا أمجد ؟ وهنشترى إيه لمنى بالمبلغ ده كله ؟
- عايزك تشتريلها هدوم
- هدوم إيه إللى هشتريهالها ؟ وهى منى ناقصة هدوم ؟ منى عندها هدوم تكفيها سنين قدام
- يا ماما إفهمينى ... أنا مش عايزك تشتريلها هدوم زى اللى عندها ... عايزك تشتريلها هدوم تانية
- مش فاهمة يا بنى فهمنى
- يا ماما هدوم عرايس ... هدوم هتلبسها بعد ما نتجوز ... هدوم مش هتخرج بيها من أوضة النوم ... فهمتى ؟
- آآآآآآآآآه ... فهمتك .... إسود وصغنن !!!... ده اللى قصدك عليه يا سافل ؟
- إنتى مركبة فى ودنك رادار يا ماما ؟ سمعتيها إزاى دى ؟ وأيوه هو ده اللى قصدى عليه ... واللى عايز يدلع مراته ميبقاش سافل ولا حاجة
- بس 450 جنيه كتير يا أمجد وأكيد أمها هتشتريلها الحاجات دى
- أمها هتشتريلها حاجات عادية زى اللى كل البنات بيشتروها فى جهازهم .. أنا مش عايزكم تشتروا حاجات عادية من المحلات الصغيرة اللى فى السوق .... فيه محل فى الحى الأفرنجى بتاع ماركة مشهورة للحاجات الحريمى دى شوفته النهاردة... لازم الحاجات اللى منى تلبسها تبقى جميلة ورقيقة زيها ... إشتروا كل اللى تشوفوه مناسب لغاية ال450 جنيه ما يخلصوا
- يا بنى هو انت كل ما هيجيلك فلوس هتشترى بيها حاجات لمنى ... حوّش شوية ... لسة قدامك هم تقيل
- منى تستاهل يا أمى ... وبعدين إنتى أكيد شايفة إنى كل ما أشتريلها حاجة الرزق بيفتح لى بابه أكتر إزاى
- عندك حق يا أمجد ... البت وشها حلو عليك ورزقها واسع ... حاضر يا حبيبى ... بكره آخدها هى وامها ونشتريلها كل اللى هتحتاجه .... أو اللى إنت نفسك إنها تحتاجه يا سافل
كانت أم منى تودع زوجها لعمله فى التاسعة عندما لمحت أمجد ومنى يمرحان بالقرب من المياه ويتداعبان تلك الدعابات البريئة بالماء والرمال ونظرت إليهما وهى لا تستطيع أن تحدد ما تشعر به ..... فهى تحبهما وتحب حبهما ولا ترى أحق من نفسها بهذا الشاب إلا إبنتها لكنها تخشى أن تكون السبب فى تدمير تلك العلاقة الرائعة بعدم قدرتها على إيقاف علاقتها بأمجد رغم محاولاتها ..... لكنها تجد نفسها فى كل مرة تندفع لترتيب لقاء مع أمجد ... فهو الوحيد الذى يستطيع إشباع جوع وحش شبقها بلمساته ... ... ...رغم فحولة زوجها
جنّبت أم منى أفكارها جانبا وتوجهت لباب شاليه أسرة أمجد لتدقه بهدوء لتفتح لها أم أمجد الباب وتسر لها بما يريده أمجد ووسط ضحكات نسوية مكتومة يتجهن ناحية أمجد ومنى
- ياللا يا منى ... روحى غيرى هدومك هنروح مشوار
- مشوار إيه يا ماما اللى هنروحه عالصبح كده
- هننزل السوق نشترى شوية حاجات
- ما تنزلوا يا أمى براحتكم .... أنا .... مالى؟
- لازم تكونى معانا يا روح امك ... مش هينفع نشترى اللى هنشتريه غير وانتى معانا
- يوووووه يا ماما بقى .... مش قولتوا هتسيبونا براحتنا باقى الأسبوع ؟ حرام عليكوا بقى
- قدامى يا بت عالشاليه غيرى هدومك لغاية ما أم أمجد تغير هدومها وننزل
- عاجبك كده يا ممحون ... أهى الممحونة خطيبتك زعلت مننا إحنا
- معلش يا ماما ... لما تشتروا ليها الحاجات هتفرح بيكم .... وركزى شوية فى الإسود وحياة عم رشدى اباظة
- ماشى يا مايص ... البت بيضا والأسود عليها هيبقى تحفة
مرت أكثر من ثلاث ساعات كاملة على أمجد فى جلسته حتى رأى منى أمامه تسير بين أمه وأمها متجهات نحوه وهن يحملن حقائب مشتريات كثيرة ووجهها يتضرج بلون أحمر والسيدتان لا تكفان عن الهمس فى أذنها بكلمات ثم يضحكن ضحكات نسائية تنم عن سخريتهم من منى وخجلها بكلمات بالتأكيد كانت فاضحة فقفز أمجد ليلتقى بحبيبته فهى بالفعل أوحشته
- أمجد .... لو سمحت سيبنى دلوقتى .... أنا مش طايقة أشوف وشك
- مالك يا منى ؟ أنا عملت حاجة زعلتك ؟
- ده مقلب تعمله فيا يا أمجد ؟ طيب كنت قول ليا الأول
- حبيت أعملهالك مفاجأة يا منى
- إنت مش عارف أمك وامى عملوا فيا إيه النهارده
- دول فضلوا أكتر من ساعتين يفتحوا أكياس الحاجات ويحطوها عليا من قدام وبعدين يحطوها عليا من ورا ويحطوا حاجات يقيسوها على صدرى ... دول كانوا عايزينى أقيس الحاجات دى فى المحل لولا إن البنت البياعة قالت لهم ممنوع ... ساعتين يا أمجد عمالين يفعّصْوا فى جسمى هما الإتنين ...مكفاهمش اللى عملوه فيا الإسبوع اللى فات ... بيكملوا تفعّيص النهاردة قدام البياعة فى المحل
- عليكى من ورا إزاى يعنى يا منى ... مش فاهم
- متستعبطش ... إنت فاهم ... وكل دى يا أمجد فلوس نشترى بيها الحاجات دى ؟ كل اللى كانوا فى الدرج 240 جنيه ... أنا لسة عداهم الاسبوع اللى فات ... جبت الباقى منين ؟
- يا ستى الدكتور إبراهيم إدانى 150 جنيه نقطة ... وإلهام إدتنى 100 جنيه
- تقوم تشتريلى هدوم زى دى بكل الفلوس اللى معاك ... طيب كنت خليت معاك فلوس تشترى بيها حاجة لنفسك
- يا بت ماهى الهدوم اللى أشتريتيها دى ليا أنا... هو حد هيشوفك لابساها غيرى وبعدين لسة معايا 40 جنيه هاشترى بيها لنفسى اللى محتاجه
- أنا مش متخيلة إنى هاقعد معاك بالهدوم دى اصلاً... دى هدوم من غير هدوم يا أمجد
- متقلقيش ... مش هتقعدى معايا كتير وإنتى لابساهم ... مانا هقلعهملك
- يا سااااااافل !!!!
- طيب مش هتفرجينى عليهم ؟
- ده بعينك ... أمك قالت إنك مش هتشوفهم غير فى الدخلة ... ومش كلهم كمان ... كل يوم حاجة
- كمان كل يوم حاجة ؟ ماشى
- يا أمجد لازم تمسك إيدك شوية فى المصاريف ... مش كل فلوس تجيلك تجيب ليا بيها حاجات ... لسة محتاجين نشترى أوضة نوم وسجادتين وأكيد هنشترى نجفة ... هتجيب ده كله منين
- يا عبيطة ... هاجيب كل حاجة هنحتاجها ... قرايب بابا اللى جم من البلد إدوله أكتر من ألف جنيه نقطة ليا وماما هتحطهم فى الدفتر أول ما نرجع ... ولسة المكافأة اللى الدكتور إبراهيم هيديهالى لما المكتب يفوز بالمشروع ... يعنى ألف جنيه تانية على الأقل زى ما إلهام قالتلى ... متقلقيش إنتى بس وبلاش التكشيرة دى ... يا بت لما بتكشرى الدنيا كلها بتكشر .... أنا لو أقدريا منى أجيب لك الدنيا كلها تحت رجليكى .... علشان بس أشوف إبتسامتك
- قد كده بتحبنى يا أمجد ؟
- منى تعالى علشان نقيس عليكى الحاجة ... وإنت يا أمجد روح عالشاليه التانى واقفل الباب وراك وانت خارج ... وحسك عينك تيجيى جنب الشاليه هنا
- إتفضل ... ساعتين تانيين هيفعّصْوا فيا بسبب سفالتك
- أمال فين ماما ومنى يا أمجد ؟
- ماما مع منى ومامتها بيقيسوا حاجات إشتروها الصبح وقالوا لى ممنوع اروح ناحية الشاليه التانى لغاية ما يخلّصوا
- مرضيوش يفتحولى أنا كمان ... كويس إنى طلبت أكل جاهز من برة ... كانوا هيموتونا من الجوع
- خلاص يابو منى خلّصنا .... أم منى عايزاك ... إسبقنى يا حسن على جوا وخد العيلين الصغيرين معاك ... عايزة اقول حاجة لأمجد
- الحاجة تجنن عالبت يا أمجد ... الحاجة عليها أحلى ما هى على مانيكان العرض .... البت الإسود عليها هينطق ... وباقي الألوان تجنن عليها ..... البت طايرة بيهم من الفرح
- بجد يا ماما ؟ طب مش كنتوا تخلونى أشوف ؟
- تشوف إيه يا حيوان إنت ؟
- يا أمى أشوف الهدوم ... مش أشوف منى لابساهم
- لأ يا عين امك ... الحاجات دى متتشافش غير لما تتجوزوا يا ممحون ... إجرى بقى زمان الممحونة خطيبتك مستنية تشوفك
- ماما بتقول الحاجة عليكى تجنن
- ماما كلامها صح يا حبيبى
- قوليها تانى كده
- صح .... يا .... حبيبى
- يعنى مش زعلانة منى ؟
- نادى بابا وماما وإخواتك يا أمجد الغدا جاهز
وأخيرا يستطيع أمجد ومنى الإنفراد ببعضهما بعد أن خرجت الأسرتان للتسوق وتركا منى وأمجد فى حراسة عمتها الصغرى فاطمة المخطوبة والتى تشعر بما يشعران به من لهفة لبقاءهما منفردين فتتركهما فى شرفة الشاليه يجلسان متلاصقين بعد أن إبتلع البحر قرص شمس يناير وبعد أن يسود الظلام الشاطئ أمامهما إلا من الضوء الضعيف المنبعث من باب الشاليه المفتوح
- هو الجو بدأ يبرد يا أمجد ولا أنا بيتهيألى
- لا فعلا الجو فيه لسعة برد
- منى .... أنا آسف ... مكنتش أقصد
- مكنش تقصد إيه يا أمجد ؟ كل اللى عملته ده مكنتش تقصد ؟
- أنا آسف ... مقدرتش اتحكم فى نفسى ... سامحينى علشان خاطرى
- سيبنى دلوقتى يا أمجد لو سمحت ... مش عايزة أشوف وشك دلوقتى ... سيبنى وبكرة نبقى نتكلم ... لو سمحت
- مالك يا بت عمالة تتنططى زى اليويو كده ليه
- بكرة هيقولى باحبك يا فاطمة ... خلاص هاسمعها منه بودانى ... بكرة هيقولى باحبك ... بكرة هيقولى باحبك
- إيه يا بت إنتى اتهبلتى ؟ هو كل اللى بيعمله علشانك ده ولسة عايزاه يقولك باحبك ؟ وبعدين هيقولك باحبك إزاى بعد ما قولتيله مش عايزة اشوف وشك
- ماهو أنا ضربته بالقلم
- يخربيتك ... ضربتيه بالقلم وطردتيه ومستنية يجيى بكرة يقولك باحبك
- أه ... ماما قالتلى كده
- أمك المجنونة قالتلك إضربيه بالقلم ؟
- لأ ... أمه هو
- أمه قالتلك إضربيه بالقلم يا بنت المجنونة ؟
- أصلك مش فاهمة ... هو باسنى وانا ضربته بالقلم ... يبقى بكرة هيجيبلى وردة ويقولى باحبك
- يا بت فهمينى ... هو باسك ولا ضربتيه بالقلم ولا هايقولك باحبك ؟
- هو باسنى الأول ... وبعدين أنا ضربته بالقلم ... يبقى بكرة هيقولى باحبك
- ماهو ممكن يا ناصحة يجيى بكرة يضربك قلمين وبدال مايقولك باحبك يرمى دبلتك فى وش أهلك
- أمجد ؟؟؟ أمجد يضربنى قلمين ؟؟؟ دا أمجد ده أرق وأجمل وأطيب راجل فى الدنيا ... ده بيخاف عليا من الهوا لا ينعكش شعرى ... ده بيتمنى يجيب الدنيا كلها يرميها تحت رجلى ... ده حب عمرنا كله يافاطمة ... فاهمة يعنى إيه حب عمرنا أنا وهو
- طيب تراهنينى إنه مش هيعبرك بكرة وهيطين عيشتك
- أراهنك ... هتعملى إيه لو جه بكرة قالّى باحبك ؟
- لو عمل اللى بتقولى عليه ده هيكون عندك أغلى طقم كاسات فى بورسعيد كلها ... بس لو ضربك قلمين تدينى الطقم النبيتى اللى أمه إشترتهولك النهاردة
- لا يا ختى ... مش هديكى حاجة أمجد مشتريهالى ... بس لو مقالش بحبك بكرة هانزل معاكى أشتريلك أخوه
- ماشى ........ هى البوسة حلوة يا بت يا منى؟... الواد خطيبى عمره ما باسنى ولا قاللى باحبك
- يا خرااااابى يا بت يا فاطمة ... حاجة كده زى السحر ... فوق الخيال... لما باسنى حسيت إنى مش عارفة أتنفس وإنى طايرة لفووووق والدنيا كلها تحت مِنى ... وجسمى ساب من بعضه ومكنتش عارفة أتلم على روحى أول ما إيده لمست صدرى
- يخربيتك سيبتى ركبى ... هو مسك صدرك كمان... لو اللى بتقوليه ده حصل وجه بكرة قالك باحبك أول ما هاشوف الواد خطيبى هاديه بالقلم ... يمكن ينطق
- لأ يا بت ... خليه يبوسك الأول ... هو الترتيب كده ... بوسة وبعدين قلم وبعدين يقولك باحبك ... ماما قالتلى كده ... هو انتو عندكم هنا محل ورد ؟
- فيه محل قدام المستشفى ... بيفتح الساعة 9
- كده يبقى أمجد مش هيجيى غير 9 ونص ... عندكم حتة يتسرق منها ورد ؟
- أهو جه أهو هناك ... مفيش معاه ورد ولا حاجة يا خايبة
- بس يا هبلة ... هو دايماً بيخبى الوردة ورا ضهره ... إختفى إنتى دلوقتى وهتشوفى
- أنا آسف يا منى ... سامحينى ... أنا ... أنا ... أنا
- إنت إيه يا أمجد ؟ إنت قليل الأدب ... صح؟
- لأ ... أنا باحبك يا منى ... ومش هاقدر أتحمل إنك تزعلى منى
- قولت إيه ؟
- باحبك .. و
- قولها تانى
- باحبك
- قولها كمان
- باحبك باحبك باحبك
- أنا رايحة السوق أجيب طقم كاسات ... لموا نفسكم بقى وروحوا إقعدوا معاهم علشان أمك و أمه ميخلوش يومكم إسود
- قالك باحبك ؟
- آه يا ماما ... أجمل كلمة سمعتها فى حياتى
- يبقى باسك إمبارح يا مايصة ... صح ؟
- طيب قومى أقفى معاه يا حبيبتى ... متضيعوش لحظة تتمتعوا فيها بحبكم
إعتبرأمجد تغلبه على خوفه من نطق كلمة أُحِبْك نقطة ضعف أخرى يتخلص منها بفضل القوية برِقْتِها ..... منى
ويقسم الباشا أن تلك القبلة الأولى التى قبلها لمحبوبته هى أجمل القبلات فى حياته كلها وأن طعمها على شفتيه لا يزال موجوداً رغم مرور السنين و رغم كثرة قبلاته من قبل ...... ومن بعد
...........................................................................................................
عاد أمجد فى الأسبوع التالى للمكتب بروح جديدة ... روح المحب االشجاع بعد أن إختلطت بشخصية و روح المصارع المقاتل ليقتحم المكتب على إلهام دون أن يدق الباب كما تفعل هى دائما
- إيه ده ياض ... حد يخش المكتب على ست زى القمر زيي كده من غير ما يخبط ... إفرض إنى قالعة ولا بلعب فى نفسى ولا حاجة
- لأ انا متأكد إنك مبتعمليش حاجة زى كده ... إنتى مبتلعبيش غيرفى لسانك ده اللى عايز قطعه
- إيه الشجاعة اللى حطت عليك فجأة دى يا منيل ؟ عملت فيك إيه البت اللى خطبتها فى الأسبوع اللى بعدت فيه عن المكتب ؟ مش عارفة بت زى القمر دى تحب واحد زيك إزاى ؟ ها يا واد إحكيلى .... بوستها ولا لسه متنيل على عينك مكسوف
- بتتكسفى يا بيضا ؟... تبقى بوستها .... عرفت تبوس بقى ولا كسفتنا
- تحبى تجربى بنفسك؟
- لأ ماليش فى العيال قولت لك ... إترزع بقى أقعد نشوف شغلنا ... شوف يا سى زفت ... المكتب كله دلوقتى شغال عالبلان بتاعتك ... المهندسين شغالين عالأحمال والخرسانة والتمديدات ... والمساعدين شغالين عالماكيت وقربوا يخلّصوا ... المفروض إن انا وإنت نشتغل عالإنتريور ... انا اشتغلت شوية وكنت مستنية جنابك تخلص شهر العسل مع خطيبتك علشان تساعدنى
- إيه ده ؟ هو المكتب خد المشروع ؟
- لأ لسه يا حمار ... باقولك الماكيت لسه مخلصش ... بس الريس طلب إن إحنا نخلص كل حاجة لإنه واثق إن مافيش مكتب تانى هيقدم فكرة زى دى ... وحتى لو مخدناش المشروع هيتعرض الشغل فى المعرض اللى جاى وأكيد هيجيلنا عليه شغل كتير ... شوف الزمن يا أخى ... عيل زيك يشغل أكبرمكتب تصميم فى البلد
- ماشى يا قمر ... وإيه المطلوب منى ؟
- إيه قمر دى ياض ؟ هتعاكسنى ولا إيه ؟ بس فعلا ليك حق أنا قمر ... بص يا سيدى ... المفروض إنك تتسحل معايا فى الإنتريور ... الريس قال أعرض عليك إن اليومين اللى بتشتغلهم معانا يبقوا 3 ... وبرضوا ساعتين ... ولو وافقت مرتبك هيبقى 200 جنيه ياعم ... إيه رأيك ؟
- بصراحة مش عارف يا إلهام ... إيه رأيك إنتى ؟ هينفع أوفق بين مذاكرتى والمكتب ؟
- بص يا أمجد ... وجودك فى المكتب هنا يعتبر مذاكرة ... وحتى لو فيه فى مذاكرتك حاجة وقفت قدامك الريس والمهندسين هيشرحوهالك ... أنا رأيى إنك توافق لإنها فرصة وانت محتاج كل قرش علشان تعرف تتجوز البت القمر اللى انت بتحبها دى
- تصدقى رغم إنك مجنونة رسمى بس ساعات بيطلع منك حاجات كويسة
- يعنى ابلغ الريس إنك موافق ؟
- آه طبعا ... مقدرش أخالف رأيك يا قمر إنتى
- إيه ياض المحن اللى بقيت فيه ده ؟ شكلى كده هاغتصبك قبل ما تتجوز وهتبقى فضيحتك ليلة دخلتك بجلاجل
- طب ماتيجى تغتصبينى واعمل نفسى مش واخد بالى
- إيه الواد ده ... البت منى عملت فيك إيه ياض ؟ قولتلك ماليش فى العيال
هرع أمجد لمنزله ليلحق بمنى قبل أن تترك شقته فهو لا يريد إخبارها بالتليفون بل يريد أن يرى وجهها عندما يشرق بالفرحة ... وعندما إنفرد بها فى غرفتهما الضيقة " والباب بالطبع مفتوح " لم تسمع أمه سوى صرخة فرحة من منى وصوت تقافزإبنها وخطيبته لتسرع إليهما لترى أمجد يطبع على وجهها قبلة سريعة
- بتهببوا إيه ؟ فيه جيران تحت يا مهابيل
- أمجد يا ماما ... أمجد مرتبه بقى 200 جنيه بحالهم
- مش قولتلك يا ماما ... مش قولتلك
- عندك حق يابنى ... زى ماقولت بالظبط ... منى وش السعد عليك
- إختارى يا حبيبتى عايزة تسمعى إيه ؟ كل الشرايط اللى الدكتور إدهالى قدامك
- باحبك يا منى
- قولها تانى
- باحبك با ..ح..بك
عاد أمجد لكليته بعد أن أمضى كل يوم فى إسبوعه الأخير بمكتب تصميمات الدكتور إبراهيم يعمل مع إلهام على إنهاء التصميمات الداخلية وكانت إلهام قد بدأت فى تعريفه بعالم جاودى و "إل ساجرادا فاميليا" .... تلك الجميلة الأخرى التى عشقها أمجد من أول نظرة .... وتغير جدوله الإسبوعى ليكون بقائه مع منى كخطيبين صباح الجمعة بدلا من مساء الخميس وسمح له أبوه بعد إستئذان أبو منى أن يقضيا جمعة من كل جمعتين فى فسحة بعيدا عن البيت ورجته منى أن تزيد مدة مذاكرته مع صديقاتها لإربع ساعات كل إسبوع ويتفق معها أن تكون تلك الساعات من الخامسة للتاسعة بشرط أن تجعل هى أمه توافق على أن تبقى معه لساعة إضافية بعد عودته
كانت سميرة متشوقة لعودة الدراسة فقد إفتقدت لحظات بللها فحرصت على الذهاب مبكرا لكليتها كى تحظى ببعض اللحظات الإضافية من المتعة لكنها صدمت عندما دخلت المدرج لتجد أمجد جالسا فى مكانه المعتاد وسهام جالسة أمامه على البنش وتضع يدها على كتفه وهى مستغرقة فى ضحك متواصل ... صُدمت سميرة فهاهى سهام قد سبقتها وقطعت عليها طريق متعتها بأنانيتها وتجمدت مكانها لثوان كانت كافية لتلحظ سهام وصولها وتشير لها بيدها وتناديها بصوت رنت كلماته فى المدرج الخالى
- صباح الخير يا سميرة ... تعالى اقعدى معانا ... ده أمجد إتغير خالص بعد خطوبته وبقى بيقول نكت كمان
- صباح الخير يا أمجد ... صباح الخير يا سهام ... قالك إيه أمجد كان مموتك من الضحك كده
- بيقولى خاتم الخطوبة السوليتير اللى لابساه ده بتمن العمارة اللى ساكن فيها كلها ... يعنى انا دلوقتى لابسة عمارة 6 إدوار فى صباعى
- يا ستى مبروك عليكى وعقبال الجواز ... صحيح يا أمجد أنا أسفة إنى محضرتش خطوبتك ... بابا موافقش إنى انزل لوحدى يومها
- يعنى موافقش تحضرى خطوبتى اللى بينها وبين بيتكم 10 دقايق ووافق تحضرى خطوبة سهام اللى فى الهيلتون ؟ بس يا ستى ولا يهمك ... كأنك حضرتى بالظبط
- هو جه معايا خطوبة سهام بس يوم خطوبتك مكانش فاضى ... سامحنى بجد ... كان نفسى أشوف خطيبتك واتعرف عليها ... البنات بيقولوا إنها حلوة أوى وروحها كمان جميلة
- إنتى كمان جميلة وروحك حلوة يا سميرة وأكيد هتحبوا بعض قوى لما تتقابلوا
- طيب أنا رايحة الكافيتريا أكيد أمل وإيمان سبقونى ... عايزين حاجة من هناك ؟
- وحشتنى أوى يا أمجد
- قصدى وحشتونى كلكم ... أصل أنا مخرجتش من البيت طول الأجازة
- بيقولوا إن نتيجة الإمتحان كمان إسبوعين ... مش كانوا يصبروا علينا شوية
مر الأسبوع سريعا وأمجد كالنحلة لا يهدأ بين كليته وتدريبه وعمله وأجمل المشاوير لقلبه توصيل حبيبته للجامعة وإعادتها والمذاكرة معها فى غرفته الضيقة وإستمتاعه بتشابك اصابعهما وإختلاس ببعض الأحيان لأحضان سريعة أو قبلات من خلف أمه التى كانت أحيانا تعلم وتتغاضى وأحيانا لا تعلم
وأتى يوم الخميس لتتجمع الشلة قبل خروجها من باب الجامعة وكان يوما مميزا لسهام فهو عيد ميلادها وسيحضره خطيبها وأسرته وبالتأكيد كل أصدقائها وصديقاتها
- بقولوكوا إيه ... محدش يتأخر النهاردة ... قبل 6 تكونوا موجودين ... وأوعوا حد فيكم يفكر بس ينسى هدية عيد ميلادى
- سامحينى يا سهام مش هاقدر آجى ... فيه ضيوف جايين لنا من البلد ولازم أقعد معاهم
- مينفعش يا أمجد ... لازم تتعرف على خطيبى ... وماما كمان نفسها تقعد مع منى ... ماما حبتها قوى
- هاحاول يا سهام ... ومتخافيش ... هديتك محفوظة ... نزلت انا ومنى إشتريناها من يومين
- علشان خاطرى حاول يا أمجد ... خطيبى نفسه يشوفك من كلام بابا عنك وعن منى ... هى ياقة قميصك عاملة كده ليه ؟
بعد إنصراف أمجد إختلت سميرة بسهام وقد قررت وضع حد لتحرشات سهام بأمجد
- إيه يا سهام اللى إنتى بتعمليه ده ؟ إنتى مخطوبة وأمجد خاطب ... لو حد لاحظ هيبقى شكلك وحش قوى
- إيه يا سميرة مالك ؟ مانتى بتقعدى لازقة فيه ومحدش بيتكلم ... وبعدين أنا عارفة إن انا مخطوبة وأمجد خاطب وخطيبته صاحبتى كمان ... بس أنا وأمجد أصحاب زى ما إنتى وهو أصحاب
- والورقة اللى حطتيها فى جيبه دى إيه يا سهام ؟ إفرضى خطيبته شافتها ؟ هتقول عليكى إيه وإنتى بتقولى عليها صاحبتك؟
- ده عنوان محل بتاع لانجيرى يا سميرة .... ومنى هى اللى طلبته منى ... هيروح معاها بعد ما ياخدها من كليتها يشتروا حاجات من هناك ... مكانش ينفع طبعا أقوله قدام البنات ... إنتى عارفة أنه بيتكسف من الحاجات دى
- أنا آسفة يا سهام ... مكنتش فاكرة الموضوع كده
- سميرة ........ إنتى بتحبى أمجد ؟
- بحبه ؟ طبعا باحبه يا سهام ... وإنتى بتحبيه وأمل وإيمان بيحبوه وكل الدفعة تقريبا بنات وولاد بيحبوه علشان أخلاقه وتعامله مع الكل
- إنتى فاهمة يا سميرة أنا بأقول إيه ومافيش داعى تحاولى تكدبى عليا لإن اللى ظهر على وشك دلوقتى بيقول إنك بتحبى أمجد حب غير اللى كلنا بنحبه ليه ... إنتى بتغيرى عليه يا سميرة وبدأت البنات تلاحظ ده ... إنتى يا سميرة صاحبتى من زمان وانا باحبك وخايفة عليكى بجد ... حاولى تنسى أمجد يا سميرة ... إنتى لو شوفتى منى وشوفتيه بيعاملها إزاى وعرفتى الحب اللى بينهم شكله إيه هتعرفى إن مش ممكن حد ينافسها على قلب أمجد ... حاولى تنسيه يا سميرة
- مش عارفة يا سهام ... حاولت ومقدرتش ... مقدرتش أطلعه من جوايا ... ده أول راجل أحبه يا سهام ... مش عارفة إزاى حبيته بالشكل ده
- أنا عارفة يا حبيبتى وحاسة بالألم اللى جواكى ... بس كان لازم أنبهك لإنك أقرب صاحبة ليا ... تعالى أغسلى وشك ونقعد شوية فى الكافيتريا قبل ما تخرجى لباباكى ... مينفعش يشوفك كده
"مسكينة سميرة فقد إختصها القدر بإختبار أليم"
...........................................................................................................
بمجرد إستقرار أمجد بسيارته فتح الورقة المكتوبة بخط سهام
"أنا عارفة إنك مش هتقدر تيجيى عيد الميلاد علشان شغلك مع الدكتور إبراهيم . بابا لمحك فى المكتب يوم التلات لما كان بيتفق معاه على شغل . متخافش مستحيل حد يعرف مِنْى إنك بتشتغل معاه . هستناك بالليل الساعة واحدة فى الملحق . لو مجتش مش هازعل . لكن لو جيت هتخلينى أسعد إنسانة فى الدنيا ودى هتكون أجمل هدية فى عيد ميلادى"
مزق أمجد الورقة وألقاها بالخارج وقد قرر ألا يطيع سهام فيما تريد ... فأخشى ما يخشاه أن تخرج الأمور عن سيطرته فيفقدها بكارتها وهو ما لن يغفره لنفسه إذا حدث ... وإذا كانت سهام شبقة لهذا الحد فلديها خطيبها يطفئ شهوتها وقتما تشاء ... أدار أمجد سيارته واتجه ليصطحب حبيبة روحه من كليتها و بمجرد رؤية أمجد لمحبوبته مقبلة عليه نسى كل ما دار برأسه بشأن سهام و كل ما يدور حوله ... فبوجودها تصبح هى دنياه التى يعيشها ويتنفس من أجلها ليتناولا الغداء سويا فى شقته مع أسرته ويتركها بعد السادسة بنصف ساعة ليتوجه للمكتب ويعود ليقابلها قبل أن تترك أمه وتعود لشقتها ليذهب لغرفته ويستبدل ملابسه ويرقد على فراشه ليخطط كيف ستكون فسحته صباحا مع الرقيقة منى وإلى أين سيصطحبها ولكن ....................
ولكنه يجد وحش شبقه فجأة أمامه يجلس متربعا على صدره يبتسم له تلك الإبتسامة الخبيثة يدعوه للحسناء التى تنتظره فى بيتها ... يدفع أمجد الوحش بيديه ويدير له ظهره وينام على جانبه فيجد الوحش نائما إلى جواره مستندا برأسه على كفه يذكره بجسد تلك الحسناء المنتظرة وصوله لتحتفل معه بعيد ميلادها ... يدير ظهره للوحش فيجده يقفز مرة ثانية أمامه يرجوه ألا يكسر فرحة حسناء تنتظر منه هدية عيد الميلاد
يقسم الباشا أن أمجد صارع الوحش كثيرا لكن الوحش هزمه بمساعدة الساعة بدقاتها الإثنى عشر وكأنها سيمفونية ضربات القدر تضرب رأسه ليجد نفسه ينتقى افضل ما فى دولابه ويغرق ملابسه بالعطر المسائى الذى دله على إسمه الدكتور إبراهيم وأهداه أول زجاجاته ويتسلل خارجا وسط الهدوء الذى يسود المكان فالكل نيام بعد أن إنتصف الليل ليستقل سيارته فى إتجاه الحى الذى تقطنه سهام ويتوقف فى الطريق أمام أحد الأكشاك الساهرة والتى تبيع من ضمن ما تبيع شرائط الكاسيت لينتقى شريط كهدية لسهام ويأخذ نسخة أخرى من نفس الشريط يتركه بالسيارة
بمجرد دق أمجد لباب الملحق كانت سهام تفتح له الباب ولأول مرة يراها أمجد بمثل هذا الجمال وقد إرتدت فستا حريريا أسود يضيق على جسدها ويحدد ملامحه ذو فتحة صدر عريضة يظهر منها جزء كبير من ثدييها ويبرز الشق بينهما ويضيق الفستان حول خصرها فيظهرإعتدال قوامها ويظهر من فتحته الجانبية الطويلة بطول ساقها اليسرى فخذها لامعا متناسقا مع سمانة ساقها المسحوبة وترتدى على كاحلها الأيسر خلخال رقيق وحذاء ذو كعب عال رفيع يزيدان من جمال تلك الساق رائعة التكوين
بصعوبة إستظاع أمجد رفع عينيه عن جسد سهام لينظر لوجهها ولأول مرة تضع مثل هذا المكياج الذى يبرز تفاصيل وجهها والروج القانى الذى صبغت به شفتيها والخطوط المرسومة بدقة تحدد عينيها وجفونها ورموشها الطويلة وقد صففت شعرها الناعم المتموج لينسدل خلف راسها ويصل لكتفيها محيطا برقبة رائعة
- إيه يابنى .... هتفضل باصصلى كتير ؟ أول مرة تشوفنى
- أه ... إنتى لابسة هدوم الحفلة لغاية دلوقتى ؟
- لأ طبعا .... دى مش الهدوم اللى كنت لابساها فى الحفلة... أدخل مش هنفضل واقفين عالباب كده ... الدنيا برد
كانت سهام يومها فى غاية الجمال .... لكن بالرغم من حرصها على إظهار جمالها لم يكن هذا الجمال ليقارن بجمال حبيبته ... منى
- إيه يا أمجد ؟ مالك بتبصلى كده ليه ؟
- أول مرة أشوفك بالشكل ده ... الفستان حلو جدا والمكياج اللى إنتى حطاه حلو جدا جدا وشعرك وتسريحة شعرك لايقة عليكى أوى
- ههههههههههههههههه ... شعرى بس اللى كان كده فى الحفلة .... الباقى ده إنت بس اللى شوفته
- مش فاهم ؟ يعنى إنتى مكنتيش كده فى حفلة عيد ميلادك
- لأ طبعا ... الفستان ده لبسته مخصوص ليك يا أمجد ... أول مرة ألبسه
- ليا أنا ؟ طيب والمكياج
- والمكياج كمان ... المكياج ده هوايتى من زمان وحطيته برضه علشانك ... شعرى بس اللى الكوافير عملهولى .... ما تقعد هتفضل واقف كده ؟
- شكلك إتعلمتى تولعى الدفاية أهو
- لأ طبعا ... خليت البواب يولعهالى قبل ما ينام ... عارفة إنك بتحبها
- يعنى عايزة تفهمينى إنك حاطة مكياج ولابسة فستان زى ده ومولعة الدفاية علشان خاطرى
- برضه لأ ... أنا عملت كل ده علشان احتفل بعيد ميلادى ... الحفلة كانت لاصحابى والضيوف .... وخطيبى .... لكن اللى إنت شايفه ده إحتفالى أنا بعيد ميلادى ... والإحتفال ده مكنش هيكمل غير بيك
- طيب إفرضى مكنتش جيت ؟ كنتى هتزعلى
- لأ مكنتش هازعل ... بس مكنتش هافرح بعيد ميلادى
- إيه ده ؟ شبابيك .... منير .... لقيته ازاى ده ؟ دا أنا باحاول اشتريه من 6 شهور ومش لقياه
- لقيته فى كشك شرايط بالصدفة ... تقريبا لسه جايله
- تصدق بقى إن دى أجمل هدية جاتلى النهاردة ... لغاية دلوقتى
- الهدية اللى جبتهالك انا ومنى هاجيبهالك بكرة واحنا بنذاكر
- طيب دقيقة واحدة ورجعالك
- تعالى يا أمجد إطفى معايا شمعة عيد ميلادى
- عايزاك تقطع معايا تورتة عيد ميلادى الحقيقية يا أمجد ...ممكن
مدت سهام يدها لتخلع عن أمجد الجاكيت وتتركه ليسقط أرضا وتفتح له أزرار قميصه لتتحسس صدره بينما تنزلق شفتى أمجد من فمها لتقبل رقبتها ونحرها والجزء الظاهر من ثدييها ويديه تعالج فستانها تسقطه من كتفيها بينما شفتاه تنتقلان فيما بين الكتفين تقبلان كل جزء يكشفه الفستان فى رحلة خلعه حتى ينكشف صدرها تماما وهو يخلع الفستان من ذراعيها ويجذبه لأسفل فيسقط الفستان أرضا تحت قدميها ويبعدها أمجد قليلا ليعاين هذا الجسد الرائع العارى إلا من سوتيان أسود من الدانتيل الرقيق وكيلوت صغيرمن نفس القماش يدارى بالكاد شفرى كسها الأبيضين الواضحى الملامح خلف قماشه الخفيف ويختفى من الخلف بين فلقتيها وكأن هذا السوتيان وهذا الكيلوت يكملان لوحة جسدها المتناسق
كانت أنفاس سهام تتهدج وقد بدأت تصل إثارتها للقمة لكنها كانت تريدها ليلة لا تنسى لها .... ولأمجد
- تعالى معايا
- أنا كمان عايزة اقلعك بحب أقلعك بإيديا زى ما إنت حبيت تقلعنى بأيديك
يدرك أمجد إرتباكها فيخرج زبره من فمها ويجذبها لتقف أمامه ويمسك بيدها ويفتح كفها ويقبل كلوة يدها ثم قاعدة إبهامها وكل جزء فى إصبعها الإبهام ثم يضع عقلة إبهامها الأولى فى فمه يمتصها أولا ويدير لسانه حولها ثم يمتص باقى الإصبع فى فمه ثم يخرجه وهو يمنعه بلسانه عن الإحتكاك بأسنانه ولم تدر سهام كيف إستطاع بتلك الحركة البسيطة إشعال نارها حتى شعرت بالبلل يجتاحها وأمجد يضع كفه أمام شفتيها ويشير لها أن تكرر بإبهامه ما فعله بإبهامها فتكرره فيقبلها بعدها قبلة سريعة على شفتيها ثم يهمس لها
- إعملى فى زبرى اللى عملتيه فى صباعى دلوقتى
- ده بيتفتح من قدام مش من ورا
بعد أن هدأت فورة سهام حملها أمجد بين ذراعيه وجلس على الكنبة المواجهة للمدفأة وأجلسها على فخذه الأيسرمحيطا جسدها بذراعه وهو لا يرتدى إلا الشراب فى قدميه بينما هى لا زالت مرتدية حذاءها زى الكعب العالى الذى لم يخلعه عنها أمجد ... فقد وجد أنها أكثر إثارة وهى عارية تماما لا ترتدى إلا الحذاء والخلخال
دفنت سهام وجهها بين رقبة أمجد وكتفه قليلا تستنشق رائحة عطره ثم حركت شفتيها لتقبل خده فاستدار إليها والتقم شفتيها فى قبلة ساخنة طالت حتى عاد شبقها للإشتعال ثانية فمد يده المحيطة بجسدها يعتصر ثديها الأيسر ومد أصابعه اليمنى تفرك كسها ففتحت له ساقيها مفسحة ليده الطريق للعبث فى كامل كسها وعندما فرك بأصبعيه زنبورها المنتفخ فى نفس لحظة قرصه لحلمتها اليسرى تأوهت آهة متعة طويلة حررت شفتيه من أسر شفتيها فالتقم حلمتها اليمنى بشفتيه يرضعها بعنف ويعضها برفق بينما يزيد من حركة فرك كسها بأصابعه فلم تتحمل سهام طويلا حتى إنتفضت بشدة معلنة إتيانها بشهوتها للمرة الثانية فلم يدعها لتستريح هذه المرة فقذف بجسمها على الكنبة ثم أقحم جسده بين فخذيها وفتح ساقيها ووضع فمه على كسها وهى لا تزال فى قمة قذفها ليتلقى كل مائها بفمه فضمت فخذيها على رأسه ومدت يديها تدفع رأسه لتغوص عميقا بين فخذيها ولسانه لا يتوقف عن الحركة فى لعق كسها وامتد ورفع فخذيها بيديه لأعلى وأخذ يمرر لسانه على فتحة شرجها ويصل به لفتحة كسها فلم تدر سهام هل إمتدت قذفتها الثانية لكل هذا الوقت أم أنها قذفتها الثالثة قد إتصلت بالثانية وفقدت التحكم تماما فى نفسها حتى إنها لم تعرف كيف خرجت منها تلك الشخرة التى بدأ بعدها صوت آهاتها فى الإرتفاع وجسدها آخذا فى التقافز على الكنبة وهبطت بفخذيها تحيط بهما خصر أمجد وتضغطه فلف ذراعيه حولها ونام على الأرض بظهره وكسها ملامس لبطنه ثم أمسك بفلقتيها وأخذ يدفعها قليلا حتى لمست راس زبره فتحة كسها ونظر فى عينيها التى فتحتهما وهى تنهج
- أوعى ... إتمتعى بيه من غير ما تدخليه
لم تدر سهام كم من الوقت مضى قبل ان تفيق على أصابع أمجد تبعد الشعر عن وجهها
- إيه ده ... هو أنا مكنتش باحلم
- لأ مكنتيش بتحلمى
- أجمل ليلة قضيتها فى حياتى ... دى بقى أحلى هدية جاتلى فى عيد ميلادى
- فيه كمان حاجات كتيرأجمل
- هتعلمنى حاجات تانية يا أمجد ؟
- لو الظروف سمحت
- ممكن أطلب منك طلب؟
- أطلبى ... لو اقدر مش هتأخر
- ممكن تيجيى معايا نقضى يومين فى الشاليه بتاعنا فى مراقيا
- مأظنش هاقدر يا سهام ... بس لو لقيت فرصة مش هتأخر
- نفسى أنام عريانة فى حضنك كده ليلة كاملة
- هنشوف يا سهام ... بس دلوقتى لازم امشى ... الساعة بقت 5 ولازم اكون فى البيت قبل ما يصحوا
- أوكى ... متنساش معادنا النهاردة بعد الضهر... البنات هيكونوا هنا قبلها
- مش هنسى قومى بقى من على صدرى علشان الحق البس ... واقلعى الجزمة قبل ما تقومى علشان متقعيش
- هههههههههه تصدق نسيت إنى لبساها اصلا ... إشمعنى دى اللى مقلعتهاليش
- شكلك بيها وانتى عريانة والخلخال فوقها مثير لدرجة متتخيليهاش
- بعد كده مش هتشوفنى من غير خلخال ... زى منى
يركب أمجد سيارته ويضع نسخة شريط منير الأخرى بجهاز الكاسيت ثم ينطلق عائدا لبيته وصوت محمد منير يصاحبه
الكون كله بيدور
واحنا وياه بندور
واليوم بحر نعديه
للى احنا بنحلم بيه
الجزء العاشر
مقدمة
شخصية الباشا بدت لى محيرة
فكل من يعرفونه يعلمون قوته التى تصل أحيانا لحد القسوة والجبروت ... لكن عندما يحكى ذكرياته دائما ما أرى الدموع تطفر من عينيه لأمور قد تبدو بسيطة
فى هذا الجزء يحكى الباشا عن أول تجربة له فى دخول فيلم للكبار فقط وهو فيلم The godfather الذى يعتبره نقلة فى تاريخ السينما ... ومؤثر اساسى فى تكوين شخصيته
والغريب أن الشخصية التى كان لها أبلغ تأثير عليه فى الفيلم شخصية قامت به ممثلة مجهولة بالنسبة لمعظم مشاهدى الفيلم وهى الممثلة وعارضة الأزياءالإيطالية Simonetta Stefanelli التى قامت فى الفيلم بدور "أبولونيا" الذى لم يستغرق ظهورها على الشاشة أكثر من 15 دقيقة ولم تنطق بأكثر من 10 كلمات لكنه تفاعل معها واعتبرها المحرك الرئيسى لكل أحداث الفيلم التى تلت مقتلها وقد أخبرنى الباشا بأنه ظل يبحث عن إسمها سنوات دون جدوى فقد كان إسمها يظهر على التيترات سريعا ويختفى سريعا
حدثنى الباشا عن تأثير موسيقى الفيلم وأغنيته عليه وكيف انجذب إليها ولم يقل إنجذابه إلى اليوم وعرض على شريط الكاسيت الذى أشتراه يوم حضر الفيلم بمبلغ يعتبر أيامها كبير لشريط كاسيت لا تتجاوز مدته 30 دقيقة ولا يحوى إلا أغنيتين للمغنى دافئ الصوت Andy Williams
وهما أغنيتى Love story و Speake Softly Love وموسيقى الأغنية الأخيرة وعلى الوجه الثانى من الشريط الموسيقى التصويرية للفيلم
إعتبره الباشا وحبيبته فيلم رومانسى رغم إمتلائه بالدماء... قد يكون محقا وقد يكون مخطئا لكنها وجهات نظر
والآن نعود لقصتنا ونتابع حكى الباشا عن تلك الأيام القليلة فى عمره الكبيرة فى تأثيرها عليه
..........................................................................................................
وقف أمجد تحت الماء المنهمر من الدش يفكر فى فسحته الأولى مع حبيبة قلبه كخطيبة ويخطط كيف سيسعدها ... ولدهشة الباشا نفسه لم تشغل أحداث ليلته الماضية أى جزء من تفكيره وقتها بتلك الفتاة المشتعلة التى ظلت عارية بين ذراعيه لساعات
خرج أمجد من حمامه بعد أن تجاوزت الساعة السادسة بدقائق ليتصل بحبيبته
- صباح الخير يا حبيبتى
- صباح الخير يا حبيبى ... باحب كلمة حبيبتى اللى بقيت تقولهالى دى قوى
- الساعة 7 هاعدى عليكى ... هتكونى جهزتى ؟
- أنا هاحضر السندوتشات والبس
- سندوتشات إيه بس اللى تتعبى نفسك وتحضريها ... أحنا هانفطر برا وبعدين نروح أى حتة نفسك تروحيها
- كمان هتفطرنى برا؟
- يا حبيبتى إنتى النهاردة هتتفسحى وبس... إيديكى الحلوة دى متعملش أى حاجة
- أنا باحبك يا أمجد
- مش هنفضل نحب فى التليفون إلبسى بسرعة علشان عايز أقولك باحبك وانا شايف عنيكى ..... وحشتينى
- ها .... أميرتى تحب تروح فين النهاردة ؟
- أميرتك؟ إنت بقيت تقول كلام حلو أوى يا أمجد
- إنتى فعلا أميرة يا منى ... أميرة على قلبى وحياتى ... إنتى أميرة دنيتى كلها ... ياريتنى من زمان كنت عرفت إنك حب عمرى .... الأميرة تحب تروح فين النهاردة؟
- بعد الكلام الحلو ده أى حتة أروحها معاك هتبقى جنة ... إيه رأيك نروح جنينة الحيوانات ؟
- حيوانات ؟ بقى عمال أقولك كلام حب ودلع وفى الآخر تقوليلى حيوانات ؟
- بجد نفسى اروحها يا أمجد ... آخر مرة روحتها كنا معاكم من يجيى 10 سنين
- خلاص ... هوديكى جنينة الحيوانات بس المرة الجاية ... النهاردة نروح جنينة الأسماك ... أهى ليها علاقة بالحيوانات برضه ... نفطر عند نعمة فى العجوزة ونعدى الكوبرى نبقى هناك ... إفتحى الدرج هتلاقى شريط إشتريته مخصوص علشان نسمعه واحنا بنتفسح
- إيه ده ؟ شبابيك .... منير؟ لقيته فين ؟... كل البنات بيدوروا عليه ومش لاقيينه
- أنا لقيته ... هنسمعه كل يوم ... حطيه فى الكاسيت وشغليه
غيرت ياما كتير كتير احوالى
وانا كنت عاشق وكان يحلا لى
أحب بس يكون حلالى ورا الشبابيك
تعرف أمجد فى حديقة الأسماك على إبداع فنى آخر فى عالم التصميم ... تلك الحديقة التى بناها "إسماعيل" خديوى مصر خصيصا ليبهر بها حبيبته "أوجينى" إمبراطورة فرنسا واستدعى من أجلها مسيو ألفوندو مدير متنزهات باريس ليتفنن فى إخراج هذا التصميم الفريد للجبلاية الذى يثبت كيف للعقل البشرى أن يبدع بخلط مادتين طبيعيتين لتخرج منهما مادة تجسد هذا الإبداع ليقفز فى ذهن أمجد و أذنيه كلمة الدكتور إبراهيم "حرروا عقولكم"
أتاحت كهوف جبلاية حديقة الأسماك لأمجد ومنى الفرصة لإحتضان طويل وقبلة طويلة إرتشف أمجد فيها الكثير من شهد شفتى الرقيقة منى واستمتعت منى طويلا بلمسات أمجد لها والتى باتت أكثر جرأة واستمتعت أكثر ما استمتعت بشعور عضوه المنتصب أسفل بنطاله وهو يحتك بموضع كسها من فوق الملابس حتى كادت قدميها ألا تستطيعا حملها لولا إستنادها على جسد أمجد ليجلسها فوق إحدى الصخور الصناعية بالكهف حتى تتمالك نفسها ليشرق بعدها وجهها بابتسامة عريضة
- بتبتسمى كده ليه ؟
- أصلى افتكرت حاجة كده
- إفتكرتى إيه ؟
- صفاء وطايل
- مالهم ؟
- أصل انا قولتلها تضربه بالقلم علشان ينطق ويقولها باحبك
- يخربييييتك .... الواد طايل إيده طارشة ولو إداها قلم هيموتها
- متخافش .... أنا قولتلها تخليه يبوسها الأول
- يا بنت المجنونة
- الروج اتمسح من الأكل ولا من حاجة تانية يا بت
- من الاتنين
- آه يا مايصة ... إتبسطتى النهاردة ؟
- مهما قولت لك مش هاعرف اوصف
- البوسة عجبتك يا بت ؟
- إبنك بيبوس حلو أوى يا ماما
- ماشى ياممحونة ... خشى كملوا قعدتكم قبل ما ينزل ... من غير أحضان ولا بوس يا بنت ريرى
- متخافيش .... إحنا خدنا كفايتنا النهاردة
كانت سميرة قد اتخذت قرارها بعد إعترافها لسهام بحبها لأمجد بعدم حضور جلسة المذاكرة الإسبوعية التى تجمعها بباقى شلتها مع أمجد وأن تحاول الإبتعاد عنه قدر الإمكان بعدما صارحتها سهام بأن كل صديقاتها يشعرن الأن بحبها لأمجد وغيرتها عليه ولكن ..........
قبل الخامسة بساعتين وبينما سميرة تجلس تكاد تختنق من التفكير إذا بوحش شبقها يقفز أمامها يذكرها بلمسات ذراع أمجد لصدرها ومتعة شعورها باحتكاك ذراعه بحلمتها المنتصبة ويمنيها بأكثر من تلك المتعة ... وطالما أن الجميع بات يعرف ويصمت فلا ضير إذا من الحصول على تلك المتعة الساذجة فهن على كل الأحوال سيتحدثن فيما بينهن عن حبها اليائس سواء إستطاعت نسيان أمجد والإبتعاد عنه أم لم تستطع ... فلتستمتع إذا بما تناله حتى يقرر القدر وحده نهاية قصتها
عندما سمعت الساعة تدق دقاتها الأربعة كان وحش شبق سميرة قد هزمها تماما فقامت مسرعة لترتدى أجمل فساتينها وتتفنن فى وضع مكياج يبرز جمالها ... فطالما الجميع يتحدثون عن جمال منافِستها على قلب أمجد فلتكن إذا تلك المنافسة عادلة
مسكينة سميرة فقد تغلب وحش شبقها على نقاء قلبها
وصلت سميرة لفيلا سهام قبل الخامسة بقليل لتجد باقى الصديقات قد سبقنها ولم يبق غير وصول أمجد لتنسجم كل الفتيات فى مزاح مع سهام عن حفلة عيد ميلادها وعن مدى وسامة خطيبها والهدايا التى وصلتها وتجلس سميرة على الكنبة المواجهة للمدفأة لتجد نفسها تشعر بوجود أمجد ... بل أنها حتى تشم رائحة عطره فتغيب قليلا بذهنها معتقدة أن ما تشمه هو من تأثير حبها الذى باتت لا تخجل الآن من إعلانه لنفسها ثم تعود بذهنها لتشاركهم المزاح
- بس مالك يا سميرة النهاردة محلوة كده
- ما انا طول عمرى حلوة يا بت منك ليها ... بس قلت أغير الستايل النهاردة والبس بناتى
- عندك حق يا سميرة الواحدة زهقت من لبس البنطلونات ... مبقتش أحس إنى بنت ... خايفة يطلعلى شنب زى شنب أمجد
- إعملى زيى يا أمل ولما تكونى مش رايحة الجامعة البسى وحطى مكياج ... دلعى نفسك يا بت
- النهاردة كده إنتى وسهام متزوقين ولابسين فساتين وانا وإيمان لابسين بنطلونات وشكلنا طالع من تحت الردم ... طب كنتوا قولوا علشان ميبقاش شكلنا وحش قدام أمجد بالشكل ده
كان إشفاق سهام حقيقى على صديقتها الحميمة فهى تدرك مدى حب أمجد لمنى وتعرف جيدا أن سميرة مهما حاولت إظهار جمالها فلن تستطيع بأى حال ولو من بعيد أن تقترب من منافسة جمال منى أو الإقتراب من مكانتها فى قلب أمجد
كانت سهام يومها فى كامل زينتها ... بالطبع لم تكن ترتدى نفس الفستان الذى ارتدته فى ليلتها الماضية لكنها حرصت على أن يكون الفستان الذى ترتديه يكشف ساقيها وقد إرتدت حذاء آخر ذو كعب رفيع وفوقه نفس الخلخال فقد فهمت بفطرتها الأنثوية أن السيقان الجميلة المزينة تجذب أمجد وتثير شبقه وقد قررت أن تجتذبه وتشعل هذا الشبق وتستكمل الإستمتاع بفن أمجد فى ممارسة الجنس قدر ما تستطيع ... فقد أيقنت أن موهبته فى إمتاعها كأنثى تنافس موهبته فى الرسم والتصميم
تبادلت سميرة وسهام الكثير من النظرات لكن نظرات سهام كانت تحمل الكثيرمن التهكم فسميرة لا تعلم أن الكنبة التى تجلس عليها الآن شهدت منذ ساعات قليلة جلوسها وأمجد عاريين تماما وإتيانها لشهوتها فوقها بين يديه وأن تلك الكنبة لا تزال تحمل رائحة عطره ... ورائحة شبقها
بوصول أمجد إنفض اشتباك الأعين بين الصديقتين وغابت سميرة قليلا فى رائحة عطره التى باتت تسبقه وظنت فى نفسها أنها تحبه لدرجة أنها شعرت بوصوله وشمت رائحته حتى قبل أن يصل
دخل أمجد من باب الملحق يحمل صندوق متوسط الحجم ملفوف بعناية وفوقه كشكول محاضراته ليضعهم على الترابيزة التى تتوسط الملحق
- كل سنة وانتى طيبة يا سهام ... دى هديتى أنا ومنى
- كل سنة وانت طيب يا أمجد ... كان المفروض تجيبوهالى إمبارح
- مش هتورينا يا سهام هدية أمجد ومنى ؟
- جميل قوى يا أمجد ... طبعا ده ذوق منى
- أكيد طبعا
- كده يا سهام أمجد ومنى جابولك أول حاجة فى جهازك
- جهازى مين ؟ جهازى ده يشتريه أبويا وخطيبى .... الشمعدان ده بتاعى أنا ... مش هيخرج من الملحق ده .... ده تالت أجمل هدية تجيلى فى عيد ميلادى
- تصدقى انتى قليلة الذوق يا سهام ... طيب جاملى الراجل وقولى قدامه حتى انه أجمل هدية جاتلك فى عيد ميلادك
- واكدب عليه ليه ؟ أنا جاتلى هديتين تانيين باعتبرهم اجمل من الشمعدان ده
- وإيه هما بقى الهديتين التانيين يا سهام
- أجمل هدية مش هاقولكم عليها لإنى حبيتها لدرجة إنى مش عايزة حد يعرفها
- أكيد طبعا هدية خطيبك
- لأ مش هدية خطيبى ومش هاقولكم هى إيه ولا مين جابهالى
- طيب وإيه الهدية التانية ومين جابهالك
- برضه مش هاقولكم مين جابهالى بس هاسمحلكم تشوفوها وتسمعوها كمان
- نسمعها ؟
- أيوه تسمعوها
فينك
أنا من غيرك
أنا مش عاقل ولا مجنون
لم يلحظ نظرات سهام لأمجد إلا سميرة والتى شعرت بأن صديقة عمرها تحاول أن تبعدها عن طريق أمجد لا خوفا عليها كما كانت تشعر بالأمس ... لكن كى تستولى عليه لنفسها ... تلك المُحِبة لنفسها ... سهام التى تريد سرقة أمجد من خطيبته .... ومنها
شعر أمجد بأن هناك شئ غريب فى الجو المحيط به هذا اليوم وبأن شئ ما يدور حوله لكنه بمجرد أن بدأ فى شرح المحاضرات بصوت مسموع نسى كل ما يدورحوله ... كان أمجد يبسط المادة لنفسه بصوت مسموع فترسخ بذهنه ومناقشات زميلاته معه أحيانا تزيد من هذا التبسيط حتى إنتهى وقت المذاكرة وأستأذن أمجد فى الأنصراف وفاجأته سهام بإعطائه ورقة مطوية
- خد يا أمجد عنوان محل القماش اللى منى طلبته منى
- ما كنتى تديها العنوان فى التليفون يا سهام
- هى قالتلى إديك إنت العنوان ... هى أكيد عندكم دلوقتى ... قالتلى إنها مش هتنزل من عندكم غير لما انت ترجع
فتح أمجد باب السيارة لسميرة لتجلس بعد أن تجرأت وتصنعت الإحتكاك بجسده أثناء جلوسها وبمجرد إبتعاد السيارة عن فيلا سهام تحدثت سميرة بصوت خجول
- الدنيا برد قوى ... الظاهر لسة بدرى على النزول بليل وانا لابسة فستان
- معلش يا سميرة العربية مفيهاش مكيف ... دى لو ركب فيها تكييف مش هتمشى أصلا
وكل شئ حواليا يندهلى
جوايا بندهلك
ياترى بتسمعنى
وفينك
عندما عادت سميرة لغرفتها إستلقت فورا على فراشها وهى لا تعرف ما تشعر به ... فقد زال كل أثرلغضبها من سهام وتجتاحها نشوة غريبة من تأثيروجودها منفردة مع أمجد فى سيارته لأول مرة وعدم ممانعته لإحتضانها لذراعه بل شعرت بأنه يزيد من حركة يده ويستمتع بلمس ذراعه بصدرها كما تستمتع هى .... وقامت لتخلع فستانها وتدخل يدها اسفل الكيلوت الذى ترتديه لتعاين بللها بل وتسعد به ... ولأول مرة ربما فى حياتها تقرر أن تذهب للنوم بنفس الكيلوت الذى ترتديه دون أن تغيره أو تغسله ... فتلك المرة مختلفة وتريد لأطول وقت أن تحتفظ بإحساسها
بمجرد وصول أمجد أمام منزله أخرج الورقة التى أعطتها له سهام من جيبه ليقرأها على الضوء الداخلى الضعيف لسيارتهم العجوز
"متشكرة أوى على ليلة إمبارح . أجمل ليلة عدت فى حياتى .متأكدة إن فيه أجمل منها جاى معاك . لسة هاتعلم منك حاجات كتير . أوعى تفتكر إنى عايزة آخدك من منى . إحنا بنعمل مع بعض حاجة إحنا الأتنين بنحبها"
مزق أمجد الورقة وهو يجد الوحش أمامه يحييه ويشد على يده وكأنه يهنئه ....وتحدث إلى نفسه وهو يلقى بالورقة الممزقة فيحمل الهواء قصاصاتها بعيداً
- آخرتها معاكى إيه يا سهام ... هتودينا فين بهيجانك
كان الأسبوع التالى لأمجد مميزا بالنسبة لعمله فى مكتب الدكتور إبراهيم ففى أول أيامه فوجئ بماكيت تصميمه وقد إنتهى واحتل مكانا مميزا وسط بهو الفيلا السفلى ليرى ما تخيله فى عقله متجسدا أمامه وقبل نهايته تلقى إتصالا من الدكتور إبراهيم بنفسه بمجرد عودته من الكلية
يوم الأربعاء يستدعيه لأمر هام بالمكتب على أن يتواجد قبل السابعة .
ذهب أمجد للمكتب وهو يتوقع مشروع جديد للعمل عليه لكنه فوجئ بفتاة الإستقبال الجالسة خلف مكتبها تخبره بأن الدكتور إبراهيم إستدعى كل العاملين للإجتماع فى بهو الشركة فينتظر أمجد قليلا وتهل عليه إلهام هابطة من مكتبها وتقف بجواره
- فيه إيه يا إلهام ؟
- معرفش ... تقريبا كده يا هنسمع خبر حلو يا إما هنسمع خبر زى وشك
- معقولة إنتى متعرفيش ؟ دا انتى دراع الريس اليمين
- مقالش حاجة يا سى زفت ومجاش المكتب النهاردة أصلاً... ومتوترنيش زيادة ما أنا متوترة فى يومك الاسود ده
- طالما الريس إبتسامته جايبة ودانه كده يبقى خبر حلو
- مبروك يا ولاد المكتب فاز بالمشروع ومضيت العقد وأخدت شيك بمقدم الأتعاب
- مبروك ياض ... إنت كده بقيت نمرة واحد رسمى ... واديك هتاخد مكافأة وخدت فوقيها حضن كمان ... بس متتعودش على كده يا حمار ... أنا برضه لسه ماليش فى العيال
- و محضنتيش الريس ليه ... اهو مش عيال
- أصلى بخاف من مراته
- إحنا كده جاهزين ... معظم البلانات خلصانة والباقى حاجات بسيطة ... عايزكم تعرفوا إن أتعاب المشروع ده أكبر أتعاب المكتب ياخدها من ساعة ما بدأ ... مكافآت حضراتكم هتكون جاهزة فى الخزنة بكرة أول ما الشيك يتصرف ... وبالنسبة لأمجد وإلهام لأن طبعا كلكم عارفين إنهم كانوا راس الحربة فى المشروع ده هياخدوا مكافئتهم منى بكرة ... هيكون فيه حفلة صغيرة كده الساعة 5 بعد الضهرنحتفل فيها كلنا واسلمهم مكافئتهم قدامكم كلكم ... مبروك لينا كلنا يا ولاد ... إتفضلوا على شغلكم مش عايز اعطلكم أكتر من كده
- مبروك يا أمجد ... مبروك يا إلهام ... مال شكلك مش مبسوط كده ليه يا أمجد ... المفروض تكون بتتنطط من الفرحة دلوقتى
- بصراحة يا دكتور
- آه قول ... عايز اعرف كل حاجة بتحسها
- عمرى ما باحس إنى فرحان بعد أى إنجاز غير لما بابلغ منى
- طيب روح بلغها وافرح معاها ... وهاتها معاك بكرة تفرح معاك ... وياريت بابا وماما ييجوا معاك يشوفوا نجاحك وبابا يشوف ماكيت شغلك ويفرح بيك قبل ما شركة البترول تاخد الماكيت ... ماهو بقى بتاعهم خلاص ... إجرى يللا
- شوفت يا ريس ... قولتلك مفتاحه التانى هو خطيبته ... أى خدمة
يقفز أمجد سلالم الأدوار الستة حتى يصل لشقته وبمجرد دخوله من الباب يتوجه بنظره لمعشوقته المنتظِرة مع أمه وهو يلتقط أنفاسه بسرعة وبصعوبة
- المكتب خد المشروع يا منى ... هاخد المكافأة بكرة ... الدكتور إبراهيم عامل حفلة وعايزك إنتى وماما وبابا تحضروها
- يا عيال إهدوا ... مش كده ... مش قدامى حتى
- آسف يا ماما ... نسيت نفسى ... الفرحة خلتنى أنسى نفسى
- طيب خلاص ...ما انا عارفة إنها وش السعد عليك ... كفاية محن بقى وقولنا إيه اللى حصل
- طيب هاوصل بس لغاية القهوة افرّح بابا وارجع أحكيلكم كل حاجة
- كمان بوس وأحضان قدامى يا ممحونة ........ قدامى ننزل نشوفك هتلبسى إيه بكرة لغاية ما أمجد يرجع ... وبالمرة نفرّح امك كمان
- مبروك يابنى ... فرحتنى دلوقتى فرحة عمرى ... ياللا بينا عالبيت
- بابا ... ممكن اطلب من حضرتك طلب؟
- إنت النهاردة تطلب اللى إنت عايزه
- ممكن أروح السينما أنا ومنى بكرة ؟
- سينما ؟ سينما إيه يا أمجد ؟ والحفلة اللى رايحينها بكرة ؟
- سينما مترو .... بعد الحفلة يا بابا نروح حفلة 9 ... بيعرضوا فيلم الأب الروحى ونفسى أشوفه
- هما كل ما ميلاقوش أفلام يعرضوها فى سينما مترو يعرضوه
- وكل ما يعرضوه الناس بتدخله والتذاكر بتتباع سوق سودة كمان
- يابنى معقولة أول مرة تروحوا سينما تروحوا فيلم بالعنف ده
- معلش يا بابا نفسى أشوفه ... ومنى كمان ... ابو منى قال إنك مكانه هنا يعنى لو إنت وافقت كأنه هو وافق
- طيب يا أمجد ناخد رأى أمها
- أمها مش هتمانع ... حضرة الناظرة هى اللى ممكن تمانع
- طيب وهنعمل إيه فى حضرة الناظرة ؟
- ماهى دى مهمتك بقى يا عم رشدى
- رشدى مين ياللا
- رشدى أباظة يا حاج
- هاحط لك الروج بنفسى يا بنت ريرى قبل ما تروحى ... وهترجعوا على عندى وإياكى إلاقى الروج إتمسح ... مش عايزين فضايح فى السينما
فى الرابعة عصر الخميس كان أمجد واقفا مع أبوه أمام باب شقة منى مرتديا لأول مرة بدلته الكلاسيك السوداء مع قميصها الأبيض ورابطة عنق سيلكا بينما ارتدى ابوه افضل بدلة يمتلكها مع رابطة عنق جديدة أشتراها خصيصا فى طريق عودته من عمله ليصطحبا الجميلة منى وأم أمجد التى أصرت على إنهاء لبسها قبلهم بساعة لتساعد منى فى تجهيز نفسها لحفل تكريم أمجد لتفتح لهم أم منى الباب ويقف الأب وابنه مذهولين من آية الجمال التى رأوها ممسكة بيد أم أمجد فى هذا الفستان الأزرق الغامق الذى يبرز لون بشرتها الأبيض وذلك المكياج الخفيف الذى تفننت أم أمجد فى وضعه ليبرز جمال تلك العينان والروج الفاتح الذى يبرز جمال تلك الشفاه التى تغرى بإلتهامها وليس فقط تقبيلها
نزل أمجد وأبوه كل منهما تتأبط حبيبته ذراعه حتى وصل الجميع بجوار السيارة وفى نفس اللحظة التى كان فيها أمجد يفتح الباب الأمامى الأيمن لمنى كان أبوه يفتح الخلفى لأمه فنظرت الأم لمنى وتبادلا إبتسامة خفية وقبل أن يلتف الأبن وأبوه حول السيارة ليركب كل منهم بجوار إمرأته مدت أم أمجد رأسها من المقعد الخلفى لتهمس لمنى
- مش قولتلك ... نسخة من ابوه
- لأ يا ماما أمجد أحلى من عمى
- إتخيبى يا هبلة أمجد مين اللى أحلى ده
- يخربيت أمك يا أمجد ... هى القمر دى خطيبتك ... ليك حق تطلّع الشغل ده
- مساء الخير يا إلهام ... أعرفك بعيلتى ... أبويا ... أمى اللى انتى لسة قايلة يخربيتها ... وأيوه القمر دى خطيبتى
- لا مؤاخذة حضرتك ... عمرى ما فكرت إن أمجد خاطب قمر زى دى
- ولا يهمك ... أنا قايلهم عن لسانك اللى أطول منك
- أنا آسفة بجد ... تشرفنا يا باشمهندس ... تشرفنا يا هانم ... إتفضلوا أفرجكم عالماكيت ... الريس نازل حالا ... قصدى الدكتور إبراهيم نازل حالا
- مساء الخير جميعا ... إحنا النهاردة متجمعين نحتفل بمشروع جديد نجحنا في إننا نفوز بيه زى ما اتعودنا مع بعض ... لكن النهاردة حبيت أكرم الإتنين أصحاب الفكرة اللى كانوا راس الحربة فى التصميم اللى قدامنا ده ... إتفضلى يا إلهام ... وإنت يا أمجد
- إتفضلى يا منى معاهم لو سمحتى
سلم الدكتور إبراهيم إلهام مظروف منتفخ مغلق وحرص على أن تتسلم منى منه مظروف أمجد لتضعه بنفسها فى يده ليترك الدكتور إبراهيم مكانه بعد أن يشكر الجميع لينتحى جانبا بأبو أمجد وأمه بينما تنفرد إلهام بأمجد ومنى
- بت يا منى ... الظرف ده تفتحوه سوا فى البيت ... مش هنا
- مش إحنا إتفقنا يا إلهام إن المكافأة هتكون بالنص ؟ يبقى نفتح الظرف بتاعنا والظرف بتاعك ونحط اللى فيهم على بعض ونقسم
- مش مستاهلة يا خويا ... الأتنين فيهم زى بعض
- وعرفتى منين
- إنتى ناسى ياض إنى لازم امضى على أى قرش يخرج من الخزنة
- طب الظرف فيه كام ؟
- لما تروحوا تبقوا تشوفوا فيه كام ... بت يا منى ... إنتى ازاى بتحبى الواد ده ؟
- خد يا أمجد ... وانا باشترى الكرافتة النهاردة عديت على سينما مترو حجزت لك التذكرتين دول ... فعلا الفيلم زحمة جدا
- حجزتهم لك بلكون آخر صف ... علشان تاخد راحتك
- فيك الخير يا حاج ... بس حضرة الناظرة دلوقتى واخدة منى بتحط لها روج تانى علشان لما نرجع تتأكد إنى مأخدتش راحتى
- تخلصوا وترجعوا على البيت فورا .... متروحوش كده ولا كده ... ومتاكلوش أى حاجة برة
- ليه كده يا أم أمجد ... سيبيهم يمكن يحبوا يتعشوا برة ولا حاجة
- لأ ... مفيش عشا برة ... ممكن الأكل يكون مش نضيف ويجيلهم نزلة معوية
- والأكل ممكن يمسح الروج اللى ماما حطته لمنى يا بابا ويعمل لها مشكلة فى الإستجواب ... طيب ممكن ناكل فشار واحنا بنشوف الفيلم يا حضرة الناظرة ؟... منى هتبقى ترميه جوة بقها ومش هيمسح الروج
- لو كان كده ماشى ... أنا هاعدى على امك يا منى وآخدها تقعد معانا ... ترجعوا على شقتنا ... الفيلم بيخلص الساعة 12 ونص ... قبل واحدة تكونوا فى البيت
قد يظنها القارئ مبالغة لكنها الحقيقة ... فشخصية كشخصية أمجد تتأثر دائما بأشياء قد تبدو للبعض غريبة لكنها تترك فيه أثرا لا يمحى
كان أمجد يحيط كتفى حبيبته بذراعه الأيمن ويحتوى كفيها الرقيقين بكفه الأيسر عندما شعر بإنزعاجها من مشاهد العنف فى الفصول الأولى من الفيلم حتى إمتلأت الشاشة فجأة بصورة هزت كل كيانه
عندما ملأت الشاشة صورة الجميلة ......"أبولونيا".... شعُر أمجد فعليا بأن قلبه يسقط فى قدميه ... لقد رأى صورة حبيبته التى يحتويها الآن بذراعه تملأ الشاشة العريضة .... بنفس جمالها ... بنفس ملامحها ... بنفس النظرة النقية التى تطل من عينيها ... كانت منى و "أبولونيا" نسختين بإستثناء عينى منى الأوسع وبشرتها الأفتح و تفاصيل جسدها الأروع... كانوا نسختين لكن كان أمجد كان يحتوى تحت ذراعه وقتها النسخة الأجمل
لم يدر أمجد بما يحدث له خلال أحداث الفيلم فقد شعر انه يتوحد مع بطله "مايكل كورليونىٍ" خلال رحلة حبه القصيرة لأبولونيا وكاد قلبه يتوقف عندما انفجرت سيارتها فى أحداث الفيلم ولم يشعر بذراعه وهو يضغط كتفى حبيبته الجالسة بجواره والتى شعرت بدموعه وشعرت بتمزق قلبه ... فوضعت كفها الرقيق على صدره ... مكان قلبه ... كى يهدأ
قد يكون من الغريب أن يعتبرأمجد فيلم عصابات مثل الأب الروحى أكثرالأفلام التى رآها رومانسية رغم دمويته ... فهويرى أن دافع كل الجرائم التى صورها الفيلم هو الحب سواء كان هذا الحب لأنثى أو لعائلة ويرى أن كل عنف مايكل كورليونى كان سيختفى لو عاشت حبيبته أبولونيا
مع قصة الحب الرومانسية حملت موسيقى الفيلم التصويرية وأغنيته أمجد لعالم آخر من الأحلام عاشها مع حبيبته الرقيقة منى ... وكان حريصا على شراء شريط الكاسيت الخاص بالفيلم من المتجر الموجود داخل السينما رغم إرتفاع سعره يومها .... فقد كانت مدة الشريط نصف ساعة فقط ....لأغنيتين وقطعة الموسيقى التصويرية ... وكان سعره 12 جنيه
بمجرد إستقرار أمجد بجوار منى قبل إنطلاقه بالسيارة فى طريق عودتهم نزع غلاف الشريط ووضعه بكاسيت السيارة ليعمل ويحيط به وبحبيبته صوت المغنى Andy Williams الدافئ
Speak softly love and hold me warm against your hart
I feel your words the tender trembling moments start
تمنى أمجد أن يطول الطريق إلى مالا نهاية فقد كان شعوره بمنى قد وصل لقمته وبات تشبث يده بكفها الرقيقة تمثل له تشبثه بالحياة
عندما دخل أمجد شقته يحتضن كف منى شعرت الأم بأنهم فى حالة غير عادية من الرومانسية بمجرد نظرتها لأعينهم ورؤيتها لطريقة تشبث يدها بيد أمجد وتلك النظرة الحالمة المطلة من عينى كلاهما حتى أن أمجد لم يترك يد منى رغم وجود أبيه إلا بعد أن نبهته أمه بنظرة غاضبة
- إنتوا كنتوا فى فيلم عنف ولا فيلم رومانسى يا واد انت وهيا
- رومانسى يا ماما ... قمة الرومانسية
- هما غيروا الفيلم قبل ما تدخلوا ولا إيه
- لأ مغيروهوش
- فيلم الأب الروحى بتاع المافيا رومانسى ؟ دا إنتوا إتهبلتوا بجد ... خدوا الظرف بتاعكم إفتحوه قبل منى ما تنزل
- يا ولاد المجانين الساعة عدت واحدة والجيران نايمين
- 3000 جنيه يا ماما ... 3000 جنيه ... الظرف فيه 3000 جنيه
- طب وطوا صوتكوا ... الجيران هتسمع ... مش ناقصين حسد
- حاضر يا ماما هنوطى صوتنا .... هنوطى صوتنا .... 3000 جنيه يا ماما
- مبروك يا ولاد ... يوم السبت اروح البوسطة أحطهملكم فى الدفتر ... ياللا يا منى علشان تنزلى مع ماما ... الوقت إتأخر
- 10 دقايق بس ياماما .... نقعد مع بعض 10 دقايق بس كمان .... والباب هيفضل مفتوح ... 10 دقايق بس
- منى ... ماما نازلة وعايزة تاخدك معاها
- كنتى سيبينا شوية كمان يا ماما
- يابنى هما 5 ساعات وهتطلعوا تفطروا مع بعض ... نام شوية واستريح ... مفيش عفريت هيخطفها فى الكام ساعة دول
- كنت عايز أقولك حاجة مهمة ... ممكن دلوقتى ولا الصبح ؟
- عرفاها ... ومش هينفع
- هى إيه اللى عارفاها ومش هينفع ؟ إنتى مش عارفة كنت هاقول إيه
- كنت هتقول إن الفلوس اللى معاك دلوقتى تجيب أوضة نوم وعايز تكلم أبو منى علشان تتجوزوا ... صح ؟
- عرفتى منين يا أمى ؟
- من عينيك وعنيها يا روح امك ... وباقولك مش هينفع
- مش هينفع ليه ؟ أوضة النوم اللى أبوها طلبها ومعانا فلوسها ... وباشتغل بمرتب محترم ...ولسة مرتبى هيزيد ... ليه مش هينفع
- بص يا حبيبى ... أبوها وابوك إتفقوا إن مافيش جواز غير لما تخلصوا جامعة إنتوا الاتنين ... ولو إتجوزتوا دلوقتى منى هتنشغل بحمل وخلفة ورضاعة وتربية عيل صغير ومش هتكمّل ... ولا يُمكن أبوها ولا أبوك يوافقوا على حاجة زى دى
- طيب نتجوز ومنخلفش غير بعد ما منى تخلص ... إعلانات تنظيم الأسرة مالية التلفزيون
- برضه مينفعش ... تنظيم الأسرة بعد ما تخلفوا أول عيل ... إفرض كان فيه حاجة محتاجة علاج ليك أو ليها ... تجيبوا بيبى الأول تتأكدوا من سلامتكم إنتوا الأتنين وبعدين عايزين تنظموا نظموا براحتكم
- طيب نكتب الكتاب دلوقتى ونتجوز بعد ما منى تخلص
- دى كمان متنفعش ... لو كتبتوا كتابكوا مش هنعرف نمنعكوا عن بعض ومش هيبقى حتى من حقنا نقولكوا متقفلوش الباب عليكم ... وانتوا وقتها مش هتقدروا تتحكموا فى نفسكم وهنوصل لنفس النتيجة ... ومينفعش حتى نقول لأبوها نكتب الكتاب دلوقتى بعد خطوبتكم بأقل من شهر... هيفتكر فيه حاجة حصلت بينكم وعايزين نغطى عليها ... ترضى انت تحط منى فى موقف زى ده ؟
- أنا خايف مُنى تضيع منى يا ماما ... خايف قوى
- متخافش يا حبيبى ... إنتوا الإتنين بتحبوا بعض ... حافظ إنت بس عليها وعلى حبها ليك وهى عمرها ما هتضيع منك ... إتمتعوا بحبكم وبشبابكم قبل ما تكبروا والدنيا تشغلكوا عن بعض ... تصبح على خير ياحبيبى
بالتأكيد لن يصدق معظمنا مدى تأثير مشهد لم تتجاوز مدته الخمس ثوان على أمجد ... ولكن منى عرفت ما يمر به أمجد دون حتى أن يصرح لها به ... فقلبها الرقيق يشعر بكل ما يشعر به أمجد وهى الوحيدة التى تملك القدرة على قراءة أفكاره والشعور بإحساسه حتى بعد أن تقدم فى ممارسة اليوجا وأصبح قادرا على إخفاء مشاعره تماما ظلت هى الإنسان الوحيد القادر على كشف ما يدور بداخله
فهى لا تقرأ فقط وجهه وعينيه ... لكنها تقرأ قلبه وروحه ... لكنها للأسف لا تقرأ ما يدفعه إليه وحش شبقه
لم يغمض لأمجد جفن ليلتها وظل ينظر فى ساعته كل خمس دقائق وكأن الساعة تعانده ولا تريد أن تتحرك وبمجرد وصول الساعة للسادسة صباحا أسرع للتليفون ليتصل بمنى
- صباح الخير يا حبيبتى ... صحيتى ولا صحيتك من النوم
- صباح الخير يا حبيبى ... أنا منمتش أصلا علشان أصحى
- منمتيش ليه ؟ فيه حاجة قلقاكى
- هنام ازاى وانت منمتش يا أمجد
- إنتى عرفتى منين إنى منمتش ؟
- متعملش زى امك وتقولى عرفتى منين .... أنا نفسى معرفش انا عرفت منين
- طيب هنفطر سوا النهاردة ؟
- أنا حضرت الفطار خلاص ... هاغير بسرعة واقابلك فى السطوح
- صباح الخير يا حبيبى ... هتفطروا بدرى النهاردة ولا إيه
- أيوه يا ماما ... إتصلت بمنى لقيتها حضرت الفطار وهتلبس وتطلع نفطر سوا
- طيب يا حبيبى خليها تطلع إفطروا فى أوضتكم النهاردة ... الجو برد عليكم
- باقولك يا حبيبى ... أنا اتكلمت مع ابوك إمبارح ولقينا حل كويس يقصر وقتكم شوية ... أبوك من رأيه أن ممكن تتجوزوا أول ما منى تاخد البكالوريوس ومفيش داعى نستنى لما انت تخلّص ... بس لو ده مش هيأثر على دراستك
- بجد يا ماما ؟ بتتكلمى جد ؟ مش هيأثر ... منى لما بتبقى جنبى بذاكر أحسن
- أيوه يا حبيبى ... أبوك قالى إن الدكتور إبراهيم طمنه على مستقبلك وقاله إن درجاتك كلها فى امتحان نص السنة ممتازة ... المفروض إنك متعرفش طبعا ... وإستأذنه إن ساعات شغلك فى المكتب تزيد وهتاخد أوفرتايم عن كل ساعة زيادة تشتغلها ... وقاله كمان إنه هو بنفسه هيساعدك فى كل المواد ... وكده يبقى قدامكم 3 سنين وكام شهر وتقدروا تتجوزوا .. بس هيا كمان لازم تشد حيلها فى دراستها وتخلص من غير أى تخلف
- يا واد هتوقعنى سيبنى ... إجرى بقى إلحق منى زمانها طالعة عالسلم علشان متطلعش السطح فى البرد ... بس باقولك إيه ... تفطروا بأدبكم
- هنفطر بأدبنا ... والباب هيفضل مفتوح ... وهتشوفى بنفسك
- بت يا منى ... كلمت ماما إمبارح نقدم معاد جوازنا ... مبقتش قادر استحمل ابعد عنك دقيقة واحدة
- بجد يا أمجد ؟ ووافقت ؟ أنا كمان مبقتش قادرة ابعد عنك
- قالت لى إن ممكن نتجوز أول مانتى تخلصى كليتك ومش ضرورى نستنى لما اخلص انا
- إهدى يا بت ... أبويا نايم ... المهم هما بس شرطهم أننا ننجح ومنتأخرش ولا سنة ... نشد حيلنا إحنا الأتنين بقى فى المذاكرة ... إنتى كليتك سهلة بالنسبة لك ... وانا الدكتور إبراهيم وعد إنه هيساعدنى وكمان قال لبابا إنى هيشغلنى ساعات زيادة بأوفر تايم ... يعنى خلال ال3 سنين الجايين هنقدر نحوش مبلغ كويس هيساعدنا فى السنة ونص اللى هاكون فيها فى الجيش ... وحتى لو إتجندت ظابط هتكون أول سنة بس هى اللى مفيهاش مرتب والسنتين التانيين هاخد مرتب ظابط
تابعت الأم إحتضانهما السريع وكفى منى على صدر إبنها ولم تقاطعهما ... فهى تشعر بتغير ما بإبنها منذ عودته مع منى من السينما الليلة الماضية
تركتهما أم أمجد الوقت الكافى للإستمتاع بلحظتهما الخاصة لكن كان الفضول يدفعها لمعرفة سبب ما بإبنها فتصنعت جلبة قبل أن تقف باب الغرفة المفتوح
- خلصتوا فطار ؟ هاتى يا منى الصينية والكوبيات نغسلهم ... مش هتنزليهم لأمك وسخين كده ... وبالمرة تعملى كيكة شيكولاتة لأمجد
- حاضر يا ماما ... هاسيبهالك تستجوبيها براحتك ... مانتى معرفتيش تستجوبيها إمبارح
- لأ يا أمجد ... ماما عايزة تعملى إمتحان فى الكيكة اللى علمتنى اعملها ... آخر مرة معرفتش اعملها واترمت فى الزبالة ... هنعمل لك الكيكة وناكل منها سوا
- هاتعمليها لوحدك يا روح امك ... أنا هابقى واقفة جنبك بس ... ياللا يا بت قدامى عالمطبخ
- هو أمجد ماله يا منى ؟ من ساعة ما رجعتوا امبارح حاسة إن فيه حاجة قلقاه
- مفيش حاجة ... متقلقيش ... بس الفيلم أثر عليه شوية
- فيلم إيه اللى أثر عليه ؟ أمجد طول عمره بيشوف أفلام فيها عنف ومبيتأثرش بيها
- أصل كان فيه ممثلة فى الفيلم شبهى شوية
- وفيها إيه لما تكون ممثلة شبهك ؟ دى حاجة تفرحه مش تخليه قلقان كده
- علشان كان البطل بيحبها وإتقتلت قدام عينيه ... من ساعتها وهو كده ... مكنتش اعرف إن أمجد بيحبنى كل الحب ده يا ماما
- بعد الشر عليكى يا بنتى ... بس معقولة فيلم يعمل فيه كده
- يا ماما أمجد رومانسى قوى وحساس جداً بس مش باين عليه
- فعلا يا منى ... الدكتور إبراهيم إمبارح قالنا إن أمجد فنان حقيقى وبيتأثر بأى حاجة ... خدى بالك منه يا منى
- يا ماما إنتى هتوصينى على أمجد ... أنا باحبه أكتر كمان من ما هو بيحبنى ... هتسيبينى اخليه يحضنى النهاردة ؟
- بس يا بت بلاش مياصة ... قلت لك قفل الباب عليكم دلوقتى بقى خطر ... وادينا هنقدم معاد جوازكم واستريح من مراقبتى ليكم ... إهدى شوية وبلاش محن ... هاتى الدقيق ورينى هتهببى إيه
ولأول مرة منذ تعرف على هذا الوحش وبدأ فى محاولة مصارعته يستطيع أمجد أن يهزمه ......... من الجولة الأولى وبلمس الأكتاف
كان أمجد فخوراً بتغلبه على الوحش وقرر أن يخبرمنى أنه لن يتركها لباقى اليوم وسيكمل نهاره معها وتسللت لأنفه رائحة الكيكة ليتوجه من فوره للمطبخ
- إيه الريحة دى ؟ دى الكيكة اللى عملاها منى ؟
- آه يا ممحون اللى عملاها منى ... مانا طول عمرى باعملك كيك عمرك ما جيت قولتلى الريحة الحلوة ... ولا علشان عارف إن الهبلة خطيبتك هى اللى عملاها
- لا بجد ريحتها حلوة قوى ... ممكن آخد منى بقى ولا لسة
- لأ لسة ... لما تطلع الكيكة من الفرن هتقطعها وتجيبهالك ... إصبر ربع ساعة كمان ... مفيش عفريت هيخطفها من المطبخ
- منى ... عايزك تتصلى بسهام والبنات تقوليلهم إنى مش هاقدر اروح اذاكر معاهم النهاردة
- ليه يا أمجد ؟ يزعلوا
- مش مشكلة يزعلوا ... مش عايز اسيبك النهاردة دقيقة واحدة
- طيب اقولهم مش هتروحلهم ليه
- قوليلهم الحقيقة ... قوليلهم روحنا السينما امبارح وشوفنا فيلم حلو وأمجد مش عايز يسيبنى النهاردة ... محدش ليه حاجة عندنا
- طيب والاربع ساعات اللى كنت بتذاكرهم معاهم ... خسارة يضيعوا
- مش هيضيعوا ... إنتى تنزلى تجيبى كتبك ومحاضراتك ونقعد مع بعض نذاكر ... يبقى احنا الاتنين ذاكرنا ومبعدتيش عندى
- حاضر يا حبيبى ... زى ما تحب ... بس الجمعة دى بس ... مش عايزاهم يزعلوا منى
- ماشى ... تبقى تخلى واحدة منهم تتصل بسميرة تقولها ... إنتى معاكيش رقم تليفونها
- طيب ما تتصل بيها انت تقولها
- أنا مفيش معايا رقم ولا واحدة فيهم ... ولا مديهم رقم تليفونى ... عايزة واحدة فيهم تتصل بيا هنا وحضرة الناظرة تعملى فيها حكاية ... ناكل الكيكة الحلوة دى وبعدين تنزلى تجيبى محاضراتك وتطلعى نذاكر
...........................................................................................................
عندما دخل أمجد المدرج يوم السبت وجد سميرة قد سبقته حتى قبل أن يترك عمال النظافة المكان
- صباح الخير يا سميرة ... جاية بدرى كده ليه النهاردة
- صباح الخير يا أمجد .....بابا عنده مشوار قبل الشغل ووصلنى بدرى ... وكنت عايزة اشوفك قبل المحاضرة
- خير ياسميرة ؟
- إنت ليه مجتش امبارح يا أمجد ؟ أنا عملت حاجة زعلتك
- أنا مش ممكن ازعل منك يا سميرة .... إمبارح كنت تعبان شوية فقلت اريح فى البيت
- سهام قالتلى إنك مجتش علشان كنت عايز تقعد مع خطيبتك
- ماهو خطيبتى طبعا طلعت تقعد معايا ... إحنا ساكنين فى نفس البيت
- يعنى إنت مش زعلان منى فى حاجة ؟
- قصدى مش زعلان مننا فى حاجة ؟
- أنا مش ممكن ازعل منك يا سميرة مهما حصل ... إنتى أقرب صديقة ليا وانتى عارفة
شعرت سميرة بإحساس جميل يكتنفها فهاهى خطوة أخرى تقربها من أمجد بعد تصريحه بأنه يفضلها على جميع صديقاتها .... وأولهم سهام
كانت سميرة تتعجل وصول صديقاتها وإمتلاء المدرج حتى تستطيع الإلتصاق بأمجد وأخذ جرعتها اليومية من شعورها الممتع بالبلل وكانت سهام أول الواصلين
- إيه يا عم أمجد ... لازم يعنى الحب فى اليوم اللى بنذاكر فيه
- يا ساتر عالصبح .... قولى صباح الخير الأول ... وبعدين الحب مالوش وقت ... يعنى انتى لما بتحبى فى خطيبك بتحددى معاه معاد الأول
- أنا لا بحب فى خطيبى ولا باتهبب ... يوم ما بيجيى بيقعد يتكلم معايا عن أصول التعامل الدبلوماسى والإتيكيت
- ده طبعا لو كان عنده فرصة يتكلم ... ماهو برغيك ده مش هيلاقى وقت يفتح بوقه
- ولا بتكلم ولا بانطق حتى ... بيفضل يرغى لما بيخلى دماغى تنمل ... نفسى كده يعزمنى على سينما ولا حاجة زى مانت عزمت منى
- هى لحقت تقولك ؟
- منى مش بتخبى عنى أى حاجة ... يا راجل حد يعزم خطيبته على فيلم الأب الروحى ؟ والتانية شايفاه فيلم رومانسى ... هى دماغكم إنتوا الإتنين دى فيها إيه ؟
- تبقى تشوفى الفيلم الأول وبعدين تبقى تحكمى
- هبقى أخلى بابا يودينى أشوفه ... ولا اعزمنى إنت ... منى صاحبتى ومش هتمانع
- واعزمك انا ليه ياختى عندك خطيبك يعزمك ... ماهو أنا مش هاستحمل رغيك هنا وفى السينما كمان
كم كانت مغرورة سهام فهى لا تعلم بأن جسد أمجد تشاركها به صاحبة الحق الحصرى فى إمتلاكه
"أم منى" التى تأخذ منه وجبتها كاملة ولا تعلم أن ما تحصل عليه هى
هو الفتات
عندما دخل أمجد يومها مكتب إلهام الذى يشاركها فيه كانت تنهى آخر لوحة للتصميمات الداخلية بالمشروع الذى بات يطلق عليه العاملون بالمكتب إسم "مشروع أمجد"
- أهلا يا سى أمجد ... خلاص آخر بلان أهى وهنستريح شوية
- هنشتغل فى إيه بعد كده ؟
- هنرجع بقى لشغلنا العادى ... هنكمل البلانات اللى وقفنا شغل فيها علشان نخلص مشروعك ... إعمل حسابك ياض إن فيه شغل كبير تانى جاى قريب ... الريس قاللى
- يعنى فيه مكافآت تانى ؟
- يوووه ..... ده هيبقى فيه مكافآت وأوفر تايم وحفلات بس شد حيلك أنت
- طيب حلو جداً ... خلينى انا اكمل مكانك البلان اللى فاضل ده ... علشان ابقى حطيت أول خط فى المشروع وآخر خط فيه
- ماشى يا عم .... عقبال كده ما تتخرج ويبقى من حقك تمضى بلاناتك.... باقولك .... عيد ميلادى يوم الاتنين ... تبقى تجيب البت بتاعتك وتيجيى
- يا ستى كل سنة وانتى طيبة ... بس مش هينفع آجى ...إنتى عارفة مش بابقى مبسوط وسط ناس ماعرفهمش
- متعرفهمش مين ياض ... مش هيبقى موجود غير الريس ومراته وطقم المهندسين اللى هنا وانت والبت القمر خطيبتك
- هو انتى معندكيش أصحاب يا إلهام ؟
- هيكون عندى أصحاب إزاى بس ؟ انا بآجى المكتب هنا من 10 الصبح وامشى 10 بليل هاعمل اصحاب إمتى ؟ ماليش غيركم يا حمار
- مالكيش اصحاب من ايام الجامعة مثلا .... من شغلك قبل ما تشتغلى مع الريس
- قبل ما اشتغل مع الريس كنت باشتغل مصممة ديكور فى السينما ومعملتش اصحاب لإن كلهم بيقوا عايزين حاجات تانية من الصداقة وانا ماليش فى الجو ده ....وأصحاب الجامعة كلهم متجوزين ... وطبعا كل واحدة بتخاف على جوزها من واحدة زيى
- زيك إزاى يا إلهام يعنى ؟؟ إنتى ست بميت راجل
- إيه ميت راجل دى يا حمار ... مش شايف التضاريس دى كلها ... قصدى واحدة زيى متطلقة مرتين يا أمجد
- بس ماما ممكن متوافقش إن منى تيجيى معايا علشان لسة سهرانين انا وهى فى السينما يوم الخميس
- أمها ؟
- لأ ... أمها طيبة قوى ومش هتمانع ... أمى أنا ... بتخاف عليها
- أمك إنت ؟ وإنت مال أمك بخروج منى ودخولها ؟
- أصلك مش فاهمة ... أمى كان نفسها تخلف بنت بس جت خلفتها كلها صبيان ... فبتعتبر منى بنتها من ساعة ما اتولدت ... تقريبا مبتسيبهاش لأمها غير ساعة النوم
- آآآآآآآه ... علشان كده ... دى حتى لما كانت معكم هنا خدتها تصلحلها مكياجها بنفسها
- لأ ياستى مكانتش بتصلحلها مكياجها ... كانت بتأكد عالروج اللى حطاه علشان مبوسهاش فى السينما
- تصدق امك صايعة يالا .... يعنى أمها سايباك براحتك وامك انت اللى مضيقة عليك
- بالظبط كده
- وانتوا بتحبوا بعض بقى من وانتوا فى اللفة طبعا
- دى بقى قصة طويلة أحكيهالك بعدين
- طب أنا هاكلم امك دلوقتى آخد منها الإذن لغاية ما تخلص انت البلان وتحكيلى حكايتك إنت والست جولييت يا سى روميو ... أصلى باحب القصص دى قوى
- يالهوى ياض يا أمجد ... أمك دى حقنة ... خايفة عالبت أكتر من ما هى خايفة عليك ... زى ماتكون هترجَعلّها البت حبلة ولا حاجة
- مش قلتلك ؟ عرفتى تقنعيها ؟
- آه أقنعتها بعد ما نشفت ريق أمى ... بس ولا يهمك ياض ... لو حبيت تخطف لك بوسة ولا حضن متخافش ... هشوف لون الروج اللى امك معلمة بيه البت وأكيد هلاقى عندى زيه
- تصدقى بقى أن انا اللى نفسى ابوسك من بقك علشان الخبر ده ... تحبى نجيبلك إيه هدية عيد ميلادك ؟
- أوعى تتهبب تجيب حاجة ... خلى الفلوس تنفعكوا علشان تعرفوا تتجوزا وتخلص من تحكمات امك ... بس تعالوا إنتوا ودى هتبقى هديتى .... إحكيلى أنت بقى ياسى روميو حكايتكم ... إزاى حبيتوا بعض وإزاى اتخطبتوا وكده
- بصى يا ستى ... إحنا بنحب بعض من ساعة ما اتولدنا ... أنا أكبر من مُنى بشهر واحد ... كنا بنحب بعض وكل الناس عارفين إننا بنحب بعض ماعدا أنا وهى ... كبرنا وإحنا الأتنين حاسين إن انا مسؤل عنها وهى مسؤلة عنى وبخاف عليها وبتخاف عليا وكل أسرارنا مع بعض وكل اللى يقولنا إننا بنحب بعض نقوله بنحب بعض زى الأخوات
- وإمتى بقى عرفتوا إن انتوا مش زى الأخوات
- لما منى إتعرفت على واحد من شارعنا وحست إنها بتحبه
- طبعا .... ما إنت كنت زى اللوح ومعرفتهاش إنك بتحبها لازم تحب اول واحد يقولها باحبك
- بالظبط كنت زى اللوح وهى حست إنها بتحب أول واحد قالها بحبك... بس انا كنت ماعرفش إنى باحبها حب ولد لبنت ... حتى أول ما هى إتعرفت عليه عرفتنى بيه وكانت بتحكيلى على كل كلمة بيقولها ليها وكانت حتى بتورينى جواباته
- وانت فضلت زى اللوح ومقلتلهاش إنك بتحبها
- هأقولها إنى بحبها إيه بس يا متخلفة ... باقولك إخوات وأسرارنا كلها مع بعض ... كنت بس باحذرها منه لإنى عارف إنه عيل مش مظبوط
- بتحذرها بس يا غبى وانت عارف إنه عيل خول
- بالظبط كده ... كنت غبى ... وطلع فعلا عيل خول وشمال وقواد وكان عايز يمشيها فى سكة شمال ووداها لواحد صاحبه يغتصبها لإنه مالوش فى الحريم لا مؤاخذة
- وانت طبع عملت شجيع السيما ورحت أنقذتها
- لأ محصلش ... لا عملت شجيع السيما ولا أنقذتها ... هى اللى أنقذت نفسها وهربت منهم .... أنا بس رحت جبتها من الحتة اللى كانت فيها وحاولت أطلعها من الحالة اللى هى فيها
- يعنى هى اللى أنقذت نفسها وانت كنت بهيم ومعملتش غير إنك وصلتها بيتهم بالسلامة
- لأ ... وصلتها بيتنا احنا وسبتلها أوضتى تنام فيها و انا طلعت نمت فوق السطوح
- هى بقى عرفت إنك بتحبها وقالتلك باحبك يا حمار
- لأ برضه ... هى عرفت إنها بتحبنى ومقالتليش برضه إنها بتحبنى
- وانت عرفت إمتى إنها بتحبك ؟
- لما أمى وابويا كلموا امها من ورايا علشان يخطبوها وهى رفضت
- يعنى بتحبك ورفضِت إنك تخطبها
- أيوه رفضِت وادتنى كلمتين فى عضم أمى عرفتنى إنها بتحبنى وأنها رفضت الخطوبة لأنى مش باحبها
- ليها حق البت تديك بالجزمة كمان مش كلمتين فى عضم أمك بس ... وانت طبعا فضلت زى اللوح
- لأ ساعتها بس لما حسيت إنها هتضيع مِنى عرفت إنى باحبها حب ولد لبنت مش حب اخوات لبعض
- يعنى عرفت وقتها إنك لوح
- لأ .... عرفت إنى حمار زى أبويا ما قال لما عرض عليا أنه يخطبها لى وانا قلت له لأ
- وهو أبوك كان عرض عليك وانت قلت له لأ ... دا إنت فعلا حمار ... وعملت إيه يا حمار
- رجعت زى الكلب اتحايل على ابويا وأمى يخطبوهالى ... لغاية ما وافقوا
- وهى وافقت تانى مرة ليه ؟
- علشان كنت عرفتها إنى باحبها أكترمن ما هى بتحبنى
- وساعتها إنت عرفت إنك غبى لإنك معرفتش قبل كده إنك بتحبها
- برضه لأ ... ساعتها عرفت إنى كنت جبان وطول عمرى بحبها وخايف أعترف لنفسى إنى باحبها
- فكرة برضه ... طب ياخويا طالما انتوا لسة معترفين لبعض بحبكم من كام شهر بس ... إيه المحن اللى طافح من عنيكم ده إنتوا الإتنين
- ده زى ما تقولى كده الحب اللى كنا بنحبه لبعض السنين اللى فاتت دى كلها ومقدرناش نعترف بيه لنفسنا طلع اليومين دول
- وطبعا إنت لازق فيها بصفة مستمرة علشان تحب فيها حب السنين اللى فاتت كلها
- برضه لأ ... أنا مبقتش عايزها تبعد عن عينى علشان بقيت باخاف عليها أكتر من الأول وبخاف تضيع مِنّى زى ما كانت هتضيع من إيديا قبل كده
أصرت الرقيقة منى على شراء هدية ولو بسيطة لإلهام وكانت تلك الهدية فازة رقيقة وصحبة زهور وبمجرد دخولها مع أمجد لشقة إلهام تلقفتها إلهام بين ذراعيها فهى بالفعل قد أحبتها لتصطحبها مع المهندستين زميلات أمجد بالمكتب ويختفين لوقت قليل بغرفة نوم إلهام الداخلية لتعدن بعد دقائق والإبتسامة تملأ وجوههن جميعا لتلتصق منى فورا بأمجد وتتأبط ذراعه
- المجنونة دى خدتك وراحت فين ؟
- إدتنى قلم روج لون اللى أنا حطاه
- إشمعنى ؟
- علشان لو الروج اتمسح أحط منه قبل ما انزل علشان امك متزعقليش
- مش إنتى معاكى الروج بتاعك فى شنطتك
- لما باكون خارجة معاك لوحدنا أمك بتاخده منى قبل ما ننزل
كانت لحظة إطفاء إلهام للشمعة الوحيدة التى غرستها بتورتة عيد ميلادها غير مفهومة لأمجد ... ففى لحظة خاطفة طفرت دمعتين من عينى إلهام لم يدركها إلا أمجد وزوجة الدكتور إبراهيم التى حرصت أن تكون وقفتها بجوار إلهام لتحتضنها وتمسح وجهها وشعرها بيديها ... شعُر أمجد أن زوجة الدكتور إبراهيم تعامل إلهام كأبنتها التى تحرص على ألا يعرف أى شخص غيرها أنها ضعيفة .... ووحيدة
بعد إطفاء الشمعة وتوزيع التورتة إتجهت إلهام لأمجد ومنى
- تعالوا معايا يا عيال ... هوريكوا المنظر من التراس .... تحفة
- اقعدوا هنا براحتكم ... محدش هيشوفكم ... الإزاز عاكس وطول النور ماهو منور جوا مش هتبانوا خالص
- شقة إلهام حلوة أوى يا أمجد ... ذوقها جميل ... كان نفسى أسكن فى شقة ليها بلكونة كبيرة زى دى
- لو الأمور فضلت زى ماهى ممكن على منتجوز يكون معانا فلوس نجيب شقها زيها ... وأحسن منها كمان
- دى تلاقى إيجارها غالى قوى
- يا بت مافيش هنا إيجار ... كله فى مدينة نصر تمليك
- يعنى إنت فاكر إن هيكون معاك فلوس بعد 3 سنين تشترى شقة زى دى
- طول مانتى جنبى يا حبيبتى هيتحقق كل حلم بنحلم بيه
- لأ ياخويا أنا مش هسيب أمى ... أنا وعدتها إنى هافضل جنبها
- يا ستى نبقى نجيبها تقعد معانا ... ولما ابوكى يكون فى مصريبقوا يروحوا الشقة اللى هناك ... حتى يبقوا براحتهم واحنا براحتنا
- واشمعنى يعنى يروحوا هناك ... ما ممكن ابويا يبات معاها فى شقتنا عادى ... هيحصل إيه يعنى
- يا بت مش إنتى بتقولى إن امك صوتها بيبقى عالى لما بتبقى مع ابوكى ... ولسة مش عارفين صوتك إنتى هيبقى عامل إزاى ... هنلم الجيران علينا بقى ولا إيه
- إنت سافل يا أمجد ... أنا غلطانة إنى قولتلك إن امى صوتها كان عالى لما كانت مع ابويا
- خلاص متزعليش نفسك ... مش هاخلى صوتك يعلى ... هاخلى بوقى على بوقك طول ما إحنا مع بعض علشان محدش يسمع
- مش قولتلك إنك سافل ... هتخلى بوقك على بوقى إزاى يعنى؟
مر الوقت سريعا قبل أن تطرق إلهام طرقات خفيفة على زجاج الشرفة وتفتح بابها بعد دقائق
- الريس نازل يا أمجد ... تعالوا يا ولاد سلموا عليه
- تعالى معايا يا بت صلحى مكياجك ... لو أم أمجد شافتك كده هتطين عيشتكوا انتوا الأتنين ... هو الواد بيبوس جامد كده يابت ؟
- إنتى حطيتى روج تانى فين يا بت ؟ إنتى اشتريتى صباع روج تانى من ورايا
- روج إيه اللى حطيته يا ماما بس ... وهاشترى منين روج زى ده ... ماهو الروج زى ماهو أهو ... حتى مرضتش آكل أى حاجة علشان ميتمسحش
- يعنى عايزة تفهمينى يا بنت ريرى إنه باسك لما قطع شفايفك من غير ما يمسح الروج ؟ هتستعبطى عليا يا بت ؟
- وانتى عرفتى منين أنه باسنى لما قطع شفايفى يا ماما ؟ متظليميهوش
- عرفت من عنيكى يا روح ماما ... إنطقى يا بت ازاى باسك من غير مايمسح الروج
- أهو عندك أسأليه ... مش بتقولى هو اللى باس ... هو انا بس اللى باتسأل فى كل حاجة ؟
- ماشى يا بنت ريرى ... هاسأله ... وهاخلى وقعتكم سودة كمان لو معرفتش
- قوم غير هدومك ... منى طالعة
- بجد يا ماما ؟ يعنى صدقتى خلاص إن انا مبوستهاش
- لأ ياروح ماما مصدقتش ولو حلفتلى ميت يمين مش هاصدق ... بس صاحبتكم اللى اسمها سهام عند منى دلوقتى وطالعين سوا ... عايزة تسألك على كتاب تقريبا أو محاضرة مفهمتش ... قوم ياللا وبلاش قعدة الأرامل اللى انت قاعدها دى
- أخيرا سهام عملت حاجة كويسة فى حياتها ! ... هاخش آخد دش واغير فى الحمام ... لما منى تطلع خليهم يقعدوا فى الأوضة هنا ... أكيد الأوضة وحشت مُنى
خرج امجد من الحمام ليجد أمه تجلس على الكرسى الوحيد الموجود بغرفته بينما مُنى تجلس على طرف السرير وجلست سهام فوق مكتبه ولا مكان له بالغرفة فوقف عند الباب لتقفز منى متجاهلة وجود سهام وأمه ليمسك بيديها
- الأوضة وحشتنى أوى يا أمجد
- خلاص ... بكرة آخر يوم فى العقاب ويوم الجمعة هنفطر فيها سوا
- يابنى خلى عندك ذوق وسلم عالضيفة الأول
- يا ماما مانا طول النهار معاها فى الكلية مش محتاجة سلام ... وعلى كل حال ... إزيك يا سهام .. نورتينا ... تحبى تشربى إيه ؟
- اللى موجود يا أمجد ... أنا بس كنت عايزة أستلف منك جداول الكيميا علشان مش عارفة انا حطتهم فين
- ماشى ... إنتى النهاردة تطلبى اللى عايزاه ... أول مرة تعملى حاجة مفيدة ... كنتى إتصلتى أجيبهملك بكرة معايا الكلية
- متشكرة ياعم ... وهاتصل بيك ازاى وانت مش مدينا نمرتك ... كنت قريبة منكم قلت اطلع اقعد مع منى شوية وآخدهم منك
- ممكن تعمليلنا كاكاو يا ماما ؟ منى بتحبه ... بتحبيه يا سهام
- أيوه باحبه
- مش قلنا بلاش محن قدام الناس
- يابت قلنالكم ميت مرة العين وحشة ... بلاش محن قدام الأغراب
- يا ماما سهام مش هتحسدنا ... وبعدين هى مخطوبة ... يعنى أكيد زيها زينا
- طب إنزلى ياللا عند امك ... لسة عقابكم مخلصش
- حاضر ياماما ... ممكن طيب أخش أقوله تصبح على خير
- تصبح على خير من غير محن ... وانا واقفة قدامكم
"آسفة إنى سبت لك الورقة بالشكل ده لكن مالقتش فرصة فى الكلية أكلمك . الشتا قرب يخلص وانا عايزة أستمتع بالدفاية معاك . هستناك بكرة زى المرة اللى فاتت . برضه لو مجتش مش هازعل . بس لو جيت هتفرحنى وهاخليها أحلى من المرتين اللى فاتوا . هستناك فى نفس المعاد مش هولع الدفاية وهاسيبهالك تولعها"
قرأ أمجد الورقة وهو يتعجب من جرأة سهام ... ويُعجب بها ... ويجد صورة الوحش تظهر أمام عينيه وكأنها مطبوعة أسفلها
مزق أمجد الورقة لكنه لم يجد مكان يتخلص فيه من قصاصتها حتى لا تقع فى أيدى أمه فكورها وابتلعها ... وابتلع بعدها جرعة ماء وهو يتمتم فى نفسه
" يخربيتك يا سهام ويخربيت جراءتك"
بمجرد أن وقعت عينا أمجد على سهام فى اليوم التالى إستأذن من سميرة التى كانت تجلس معه قبل المحاضرة كالعادة لينفرد بسهام خارج المدرج
- إنتى إتجننتى يا سهام ؟ إيه اللى عملتيه ده ؟ إفرضى أمى ولا منى شافوكى وانتى بتحطى الورقة ؟
- أولاً ساعة ما حطيت الورقة كنت إنت ومنى مش شايفين حاجة غير بعض بدليل إن وشك كان فى وشى ومشوفتنيش وانا باحط الورقة... وامك مكانتش شايفة حاجة غيركم إنتوا الإتنين علشان خايفة أحسدكم ... ثانياً متقوليش إنك زعلان لإنى عارفة إنك عايز تيجى زى ما أنا عايزاك تيجى بالظبط ومكنتش عارف تجيبهالى ازاى... ثالثاً بقى ودا الأهم إنى هستناك كل يوم خميس فى نفس المعاد وعارفة إنك هتيجيى إلا لو حاجة عطلتك ... ومتحاولش تفهمّنى إنك زعلان لإنى متأكدة إنك مبسوط
- يخربيت جنانك ... وخطيبك يا بنتى ؟ مش خايفة يعرف ؟
- لأ مش خايفة ... ولو عرف هو حر ... عايز يكمل معايا يكمل مش عايز مع ألف سلامة ... أنا مش هاضحى بمتعتى علشان خاطره
- يابنتى يعملك فضيحة ويقول لأهلك ... هو مبيعملش معاكى حاجة ؟
- ميقدرش يعمل لى فضيحة علشان هيخاف على بريستيجه لما الناس تعرف إنه مش مالى عينى وإنى فضّلت عليه عيل فى أعدادى هندسة ... وآه مبيعملش معايا حاجة ولا حاول حتى يمسك إيدى ... مش زيك ... مشبع خطيبتك بوس وأحضان ومخليها مش محتاجة حاجة من حد غيرك ... وأكيد البوس والأحضان هيتطوروا لحاجات أحلى
- وانتى مين قالك إنى مشبع خطيبتى بوس وأحضان يا مجنونة انتى
- أمال امك معقباكم ليه يا أمجد ؟ منى من كتر إنبساطها مش قادرة تدارى سعادتها بالبوس والأحضان والتقفيش اللى بتقفشه في صدرها والحتت التانية اللى اتكسفت تقولى عليها
- يا سهام متبقيش مجنونة ... متعمليش حركة الورقة دى تانى لو سمحتى
- مش محتاجة اعملها تانى ... إحنا خلاص بقى بينا معاد ثابت ... وبرضه لو مجتش مش هازعل وهستناك كل خميس
- ولو مجتش هتعملى إيه ؟
- هستناك الخميس اللى بعده ... وعارفة إنك هتيجيى ... وخليك عارف إن عمرى ما هاجبرك إنك تيجيى ... هو هيجيبك لوحدك ... وعلى فكرة ... فكرفى موضع إنك تقضّى معايا يومين لوحدنا ... هوريك يومين عمرك ما حلمت بيهم
- هو مين اللى هيجبنى لوحدى يا مجنونة إنتى؟ ويومين إيه اللى نقضيهم لوحدنا ؟
- ده اللى هيجيبك لوحدك ... ويومين نقضيهم فى مراقيا أعيشك فيهم كأنك فى حلم... فكر ومش هتندم ...هاسبقك انا عالمدرج ... زمان سميرة هتموت دلوقتى وهيا عارفة إنك واقف معايا
عادت سهام للجلوس بالمدرج وقبل أن تبادرها سميرة بالسؤال أجابتها
- منى خطيبة أمجد دى جميلة قوى ... إمبارح لما كنت عندها ورتنى كلوتات حلوة أوى أم أمجد جايباهلها وهى مكانتش تعرف جايباهم منين ... النهاردة بعتتلى إسم المحل وعنوانه مع أمجد ... تحبى تيجيى معايا يا سميرة وانا باشترى يمكن تعجبك حاجة هناك؟ أنا رايحة النهاردة بعد الكلية
- لأ متشكرة ... عندى كفاية
- فكرى لغاية آخر اليوم ولو عايزة تعالى معايا... دى حاجات تانية خالص غير اللى كنا بنشتريها واحنا فى ثانوى ... حاجات سيكسى عالآخر ... الولية عايزة تدلع ابنها
...........................................................................................................
لم يكن أمجد بحاجة لمصارعة الوحش تلك الليلة ... بل أن الوحش تلك الليلة كان صديقه يجالسه ويتوقع معه ما ستفعله سهام ... وما سيفعله هو
بعد محادثة سهام مع أمجد كان اتخذ قراره ... ستستمر علاقته بسهام ولكن سيكون هو المسيطر ولن يجعل سهام هى من يقود تلك العلاقة ... حتى ما سترتديه ... أو ما سيخلعه عنها بعد أن ترتديه سيكون من إختياره ... لها أن تكون تلك الليلة كما تريد ... ولكن ليلتهما القادمة ستكون ما يريده هو أن تكون ... وطالما هى من أطلقت الوحش فلتتحمل نزوات شبقه
فى طريقه للمكتب مساء مر أمجد أمام أحد محلات الملابس النسائية المفتتح حديثا بمدينة نصر والذى كانت تملأ إعلاناته أغلفة مجلتى الكواكب وحواء فأوقف السيارة واتجه نحو المحل شبه الخالى بخطوات مترددة وهو يكاد يغرق فى عرقه خجلا بعد أن شعر بأنه إندفع بقراره دخول هذا المحل دون تفكير كاف لتنقذه من تردده فتاة ترتدى زى مطبوع على صدره شعار المحل
- أقدر اساعد حضرتك إزاى
- عايز اشترى حاجة لخطيبتى ... دُخلتنا الإسبوع الجاى وعايز أشتريلها حاجة مميزة
- تحب حضرتك تشوف أطقم نوم العرايس
- لو ممكن ... آسف هاتعبك معايا
- مفيش تعب ولا حاجة
- أيوه ده حلو أوى ... فيه منه إسود ؟
- مش حضرتك بتقول عروسة ؟ عروسة هتلبس إسود فى ليلة الدخلة؟
- العروسة بيليق عليها الإسود أكتر... إيه رأيك آخد واحد إسود وواحد أبيض ؟ بس خلى الإسود مقاس اصغر من الأبيض لو سمحتى
- ليه حضرتك ؟ إنت مش عارف مقاس العروسة ؟
- لأ عارفه ... بس هى بتحب الحاجة ماسكة فيها شوية ... فخليها أول يوم تلبس أوسع شوية علشان تبقى مستريحة أكتروبعد كده تلبس اللى بيكون ماسك عليها ... إنتى عارفة بقى ... أول يوم هتكون متوترة ومش عايزين نزود توترها باللبس الضيق
- آه كده يبقى تمام ... الأبيض ليوم الدخلة والأسود بعد كده طالما العروسة بيليق عليها الإسود ... مبروك حضرتك
- خلاص تمام ... ممكن تحطيلى كل واحد فيهم فى شنطة لوحده ؟
- طبعاً ... إتفضل حضرتك روح الخزنة إدفع وتعالى اسلمك الحاجة
وجه أمجد مقدمة سيارته فى الإتجاه الذى يقوده للمكتب وفجأة خطر بباله خاطر آخر فغير وجهته بإتجاه أشهرمحال المستلزمات الرياضية بمدينة نصرليشترى منه شيئاً آخر... بمنتهى الثقة دخل أمجد كرياضى متمكن للمحل ليطلب زجاجة زيت مساج ثقيل برائحة الورد التى يحبها .... ليجد شيطانه هذه المرة يحتضنه بفخر... فتلك الفكرة التى خطرت لأمجد لم تكن قد خطرت بعد بذهن شيطان شبقه الذى بات يلازمه كظله منذ أنهى حديثه صباحا مع سهام
...........................................................................................................
فى الواحدة بعد منتصف الليل تماما كان أمجد يدق باب الملحق الذى تنتظره فيه سهام ويحمل معه أحد شنطتى المشتروات لتفتح له سهام الباب فورا ... فقد كانت تنتظرخلف الباب متأكدة من قدومه وتستقبله بحضن طويل ليغلق هو الباب بقدمه ويغيب معها فى قبلة طويلة إمتص فيها لسانها بأكبر قوة رأتها منه من قبل ويعتصر فلقتيها بقوة ثم يلف ذراعه الأيسر حول خصرها ويسيرمعها حتى الكنبة التى شهدت فيما قبل جولاتهما الساخنة فى ليلتيهما السابقتين ليجلس وتجلس هى على ركبتيه
- إيه اللى انت جايبة ده ؟ إنت كل ما هتيجيى هتجيبلى هدية ؟
- دى هدية ... بس مش ليكى ... ليا أنا
- يعنى إيه ؟ مش فاهمة
- هتفهمى كل حاجة ... بس واحدة ... واحدة ... مش إنتى عايزة تتمتعى ... أصبرى وهتتمتعى
- ماشى ... أدينا بنتعلم
- إنتى غيرتى ستاير الشبابيك أمتى
- من الأسبوع اللى فات ... خليتهم يركبوا ستاير تقيلة علشان النور ميظهرش منها برة ... وخليتهم يعملوا إضاءة تانية هادية مع الإضاءة العادية علشان أعصابى تبقى مستريحة لما آجى انام هنا
- دا إنتى ناوية تنقلى إقامتك بقى فى الملحق وتسيبى الفيلا
- هانقل إقامتى هنا ... كل ... يوم ... خميس ... ولع الدفاية اللى بتحبها ودقايق ورجعالك ... عايزاك تسيبلى نفسك خالص النهاردة
- أنا اللى عايزك تسيبيلى نفسك خالص النهاردة
- خلاص إحنا الأتنين ... نسيب ... نفسنا ... لبعض
خرجت سهام من الحمام ترتدى روب قطنى ثقيل يغطى كامل جسدها وحتى ذراعيها واطفأت الإضاءة تماما واقتربت من خلف أمجد وهو واقف أمام المدفأة المشتعلة وقد أسكرته رائحة الصنوبر المنبعثة منها لتلف ذراعيه حوله
- منى قالتلى إنك بتحب ريحة الصنوبر ... جبت الخشب ده مخصوص علشانك
- وقالتلك إيه كمان ؟
- قالتلى إن فيلم الأب الروحى خطفك والموسيقى بتاعته سحرتك ... إشتريت الشريط بتاعه مخصوص برضه علشانك
We`re in a world
Our very own
Sharing a love that only few have ever known
إستدارت سهام لتواجه أمجد وبدأت فى فك أزرار قميصه واحدا تلو الآخر حتى وصلت لآخر أزراره ففكت حزام الروب وأسقطته عن كتفيها لتظهر عارية تماما ثم تلف ذراعيها حول رقبته وتدفع ثدييها بقوة لصدره فيلف ذراعيه حول صدرها ويضمها بشدة فتهمس وشفتاها تكاد تلامس شفتاه
- والمشهد ده كان فى الفيلم بس قطعوه فى السينما ... جبت الفيديو من امريكا مخصوص واتفرجت عليه علشانك
أجلس أمجد سهام على طرف الترابيزة التى تتوسط الملحق بالكاد تلامس حواف الترابيزة منتصف فلقتيها وابعد كرسيين عن الترابيزة ليقف بسهولة أمامها ثم التقم شفتيها بشفتيه وأمتدت كفاه تعتصرا ثدييها بينما يقحم جسده بين فخذيها لتفتحهما مرحبة بضيفها فيقترب حتى تلامس رأس زبره كسها ويضمها بشدة فتنزلق بنعومة بين شفريها المبتلين بمائها تلامس قمة بظرها ثم يضغط صدرها بصدره يدفع ظهرها للخلف حتى يلامس خشب الترابيزة وهو فوقها فيبعد زبره قليلا حتى لا ينزلق فى للداخل فهو لن يفتض بكارتها ويقوم عنها ليحرك زبره على كسها يفرشه لأعلى ولأسفل حتى يشعر بارتفاع أنفاسها واقتراب قذفها فيتوقف عما يفعله فتتكلم وهى تكاد تحترق
- وقفت ليه ... كمل أرجوك يا أمجد
- هششششششش ... اصبرى
- إيه اللى عملته ده ؟ ... دا أنا كنت هموت ... يخربيتك ... هو فيه متعة كده
- فيه أكتر من كده ... قلت لك اصبرى
- أنا مش قادرة ... مش قادرة اتحرك
- متتحركيش ... خليكى زى مانتى
تركها أمجد واتجه ناحية المدفأة فالقى فيها بقطعة خشبية ثانية ليزيد إشتعالها ومد يده لكيس المشتروات ليخرج منه زجاجة زيت المساج ويعود ليقف جهة رأسها ويسكب خيط من الزيت من نحرها لنهاية بطنها ورأسها متدلى يواجه زبره المنتصب وشعرها الناعم الملتوى يتدلى من رأسها تكاد أطرافه أن تلامس الأرض
وضع أمجد قليلا من الزيت على كفيه وفركهما وبدأ فى تدليك رقبتها من الخلف ثم كتفيها وأعاد سكب بعض الزيت على كفيه ليدلك ذراعيها وهى تشعر بعضلاتها تتفكك تحت أصابعه و زبره يتحرك أمام وجهها ولا تستطيع إلتقاطه بفمها فتخرج لسانها تنال منه لعقة كلما أقترب من وجهها وتحركت كفى أمجد من كتفيها لصدرها وسكب مزيدا من الزيت أغرق به ثدييها وهو يدلكهما فينزلقان بين أصابعه وبدأ إنزلاق حلمتيها بين تلك الأصابع الخبيرة يعيدها للإثارة وقد إختلطت رائحة إحتراق خشب الصنوبر برائحة الورد المنبعثة من جسدها فشعرت كأنها فى حلم وأغمضت عينيها تستمع بإحساس حركة أمجد على ثدييها ثم بطنها حتى قمة كسها ليلمس زنبورها لمسة سريعة ويعود ليدلك ثدييها ويفرك حلمتيها وإحساس إنزلاق الحلمات بين الأصابع يشعل شبقها سريعا حتى يميل أمجد بجسده فيصبح زبره فى مواجهة فمها وكأنها تعرف ما ينتويه ففتحت فمها تستقبل زبره بينما ينام بجسده على جسدها ويباعد بين شفريها بأصابعه الزلقة ويلتقم زنبورها الذى بات منتفخا منتصبا كأنه زبر رضيع بفمه ليغلق عليه شفتيه يمتصه بينما تتحرك أصابعه على مفصلى فخذيها تنزلق بضغطه عليها فترضع زبره الذى يملأ فمها بينما يرضع هو زنبورها ليرتفع تنفسها ثانية وتخرج منها آهات مكتومة فيزيد من سرعة رضاعة زنبورها لينتفض جسدها للمرة الثانية فيخرج زبره من فمها لتنطلق منها آهات عالية مع إنطلاق مائها
- كفاية يا أمجد ... حرام عليك إرحمنى ... مش قادرة
بعدما شعر بأن فتحة شرجها قد إستجابت تماما للمساته جذبها من ذراعيها لتجلس أولا ثم لف ذراعه حول خصرها وأسندها كى تقف على ساقيها
- مش قادرة أمشى يا أمجد ... لو سمحت خلينى زى مانا وكمل اللى بتعمله
- هاسندك ... إتحركى معايا ... لسه فيه متعة جديدة
- دخله تانى يا أمجد ... علشان خاطرى دخله
يقحم أمجد سبابته اليمنى فتنزلق بالكامل داخل تلك الفتحة الجميلة فيمد اصابع يده اليسرى تداعب كسها المرهق فتعود حرارة شبقها للإرتفاع بهدوء بينما يخرج إصبعه من شرجها ويعيد إدخاله بهدوء مدلكا جوانبه من الداخل فيرتخى تماما ويصبح مستعدا لدخول جزء من إصبعه الأوسط بجوار السبابة فيزيد من حركة أصابع يده اليسرى على بظرها الذى عاد لإنتفاخه فترفع وسطها ومؤخرتها للأعلى فينزلق بداخلها إصبعين كاملين فيبدأ بإدارتهما بالدخل بينما يفرك بظرها بإبهامه الأيمن فترتفع تأوهاتها فيزيد من حركة أصابعه على بظرها وداخل شرجها فيرتعش فخذاها وهى تحاول ضمهما فلا تقوى وينطلق من كسها ماءها غزيرا فيرفع يده عن كسها ويخرج إصبعيه من شرجها ويضع زبره بين فلقتيها وتشعر بحرارته فتتوقع أنه سيقتحمها وتستعد للألم الذى سمعت عنه لكنه لم يقتحمها بل أمسك بكلتا فلقتيها بيديه وضمهما لتحضنا زبره بينهما وظل يحركه صعودا وهبوطا يحتك بفتحة شرجها المرتخية فشعرت بإثارة لم يسبق لها مثلها وأخيرا تبدر إشارة إستجابة من عضلات جسدها المرتخية فتحرك وسطها ليتناغم مع حركته وتشعر أنها أوشكت على القذف مرة أخرى ويصل لسمعها صوت تنفس أمجد وقد إرتفع معلنا قرب قذفه و مرة أخيرة ينتزع زبره من بين فلقتيها ليقحم رأسه داخل فتحة شرجها ولم تشعر بأى ألم ... بل شعرت بسائل دافئ لزج يندفع تمتلئ به أحشائها ليهدء أمجد بعدها وتسمعه يلتقط نفسا عميقا ويلقى بجسده بجانبها ثم يجذبها لتستقر راسها على ذراعه الأيسر مغمضة العينين لتشعر به يزيح شعرها عن وجهها ويمسح بيديه العرق الغزير الذى يغطيه ثم يضع على شفتيها قبلات سريعة ويده تمسد جسدها وتعتصر ثدييها بهدوء وعندما تلتقط أنفاسها أخيرا تتحدث بصوت يكاد لا يسمع
- أمجد ... خلاص حرام عليك ... مبقتش قادرة اتنفس
- خلاص يا سهام ... كفاية عليكى كده النهاردة
- إنت دخلتوا كلوا جوايا يا أمجد من ورا
- لأ يا سهام ... دخلت راسه بس
- ليه مدخلتوش كله
- علشان لسة فتحتك مش مستعدة ... لما تبقى جاهزة هادخله كله
- تبقى جاهزة ازاى ... اعمل إيه علشان تبقى جاهزة
- وسعيها
- أوسعها ازاى
- إزازة الزيت اللى عندك دى ... تجيبى خيارة تدهينها بالزيت ... وتدخليها فيكى من ورا ...وتخليها جوا قد ما تقدرى ... يوم ورا يوم فتحتك هتوسع وهتستحملى إنى أدخل زبرى كله جواكى
- أنا مبسوطة قوى يا أمجد ... بس جسمى مفكوك ... حاسة إنى مش قادرة اتحكم فيه
- علشان دى أول مرة تجيبى فيها كل ده ... وعلشان دى اكتر مرة اتمتعتى فيها
- هو فيه حاجات تانية ممكن تتعمل
- طبعا فيه ... كل مرة متعتك هتزيد عن اللى قبلها ... وسعى انتى بس فتحتك زى ما قولتلك والمرة الجاية هتشوفى هتستمتعى ازاى
- حاضر ... عايز منى حاجة تانية اعملها ؟
- يوم السبت هاستناكى الساعة 9 ونص فى غرناطة اللى فى روكسى ... قابلينى هناك
- ليه ؟ ماتيجيى تقابلنى هنا
- عايزأعزمك على العشا ... عندك مانع ؟
- لأ طبعاً ... إنت طلباتك أوامر ... عايز منى حاجة تانية ؟ كل اللى هتطلبه هانفذه
- آه ... الشنطة اللى فوق الدفاية دى فيها هدوم ليكى ... الخميس الجاى عايز اشوفك لبساها عايز اعرف ذوقى هيعجبك ولا لأ
- حاضر ... هى فيها إيه
- لما تشوفيها هتعرفى
- حاضر ... حاجة تانية عايزنى اعملها كلى تحت أمرك
- متلبسيش الخلخال فى رجلك اليمين ... خليه فى الشمال
- حاضر ...حاجة تانية عايزنى اعملها؟ بس ممكن اعرف ليه ؟
- علشان منى بتلبس الخلخال فى رجلها اليمين
- من عيونى ... عايزنى أعمل إيه تانى ؟
- آخر حاجة ... فيه ورا حوالين الخرم شوية شعر صغيرين ... شيليهم
- حاضر ... هتنام جنبى شوية زى المرة اللى فاتت ؟
- لأ ...أنا هاقوم البس وامشى دلوقتى
- خليك جنبى شوية صغيرين
- لأ مش هينفع ...لازم امشى دلوقتى ... إفتكرت حاجة مهمة لازم اعملها
- ممكن اطلب منك طلب؟ ممكن تظبطلى المنبه اللى فوق الدفاية عالساعة 9 ... ممكن بحالتى دى أنام لغاية بعد بكرة ... وانا عايزة اشوفك بكرة
..........................................................................
خاتمة
عندما إنتهى حكى الباشا لهذا الجزء من حياته كان قد أُرهِق وأرهقنى معه
شعرت بالإشفاق عليه لتأثره بمشهد فيلم وخوفه بعدها على ضياع حبيبة عمره ... تعجبت من تأثير هذا المشهد عليه وبكاؤه كلما شاهد الفيلم ... ورغم ذلك لا يتوقف عن مشاهدة الفيلم مرات ومرات ومرات
أُعجبت بقدرته على السيطرة على أنثى متمردة جامحة مثل سهام وجعلها تطيعه وأمره لها بتنظيف الشعر من منطقة يعشقها وتحكمه فى ما يريد لها أن ترتديه واين ترتديه
أثر فى قلبى بكاؤه وهو يحكى ذكرياته وأنا أعرفه القوى المتحكم تماما فى إنفعالاته
أتعبنى أمجد وقد يكون أتعبكم معه أصدقائى
........................................................................
أوحى لى تعليق أحد الأصدقاء بفكرة عندما تطوع بالتنبؤ بحقيقة كون هذه القصة التى أكتبها عن لسان الباشا حقيقية أم خيالية ... أعجبت بفكرته للدرجة التى جعلتنى أعرضها على حضراتكم وأتلقى من خلال تعليقاتكم إحساسكم بحقيقة تلك القصة
قد أكون أُثقل على حضراتكم بطلب رأيكم ... وقد تكون نزوة كاتب يريد معرفة تأثير كتابته على قراءه ... لكنكم لستم مجرد قراء لإنكم أصبحتم بالنسبة لى أصدقاء ... أتأثر بغياب أحدكم وأنتظر تعليقه على القصة كى أطمئن عليه
لحضراتكم بالطبع الحق فى الإجابة أو عدم الإجابة عن السؤال
هل تعتقد إن تلك القصة حقيقية أم خيالية وما نسبة الخيال فيها ؟
أنتظر أرائكم ولكم الشكر جميعا وقد يسعدنى الحظ بمناقشة بين حضراتكم تناقشون فيها أرائكم وبالطبع لن أتدخل فى تلك المناقشات لإنى إلى الآن الوحيد الذى يعرف حقيقة القصة
...........................................................................................................
قد اكون أطلت عليكم فى خاتمة هذا الجزء وسيكون إعتذارى بأغنية فيلم الأب الروحى
speak softly love
بصوت المغنى الكورى Lee Hwan مصحوبة ببعض لقطات الفيلم كى يتذكر القراء قصته ويحكموا من خلالها على تأثر الباشا به
وإلى لقاء أرجو أن يكون قريبا مع الجزء الحادى عشر
View: https://www.youtube.com/watch?v=SzsdGewfzaw
View: https://www.youtube.com/watch?v=2Tl2kqYMvlA
View: https://www.youtube.com/watch?v=hUPQUO3mYSQ
الجزء الحادى عشر
مقدمة
فى هذا الجزء حدث إنعطاف حاد فى مسيرة أمجد كان له أكبر الأثر فى حياته
تشكلت علاقاته مع المحيطين به فى شكل واضح المعالم دقيق الحدود لا لبس فى شكلها ... وأيقن أمجد وقتها تأثيرإلهام الفنانة على شخصيته كمصمم وتأثيرها على حياته كإنسان ... فدورها فى صقل موهبته لا يقل عن دورها فى تحديده لماهية شخصيته
فى الثمانينيات كان وجود علاقة صداقة حقيقية بين رجل وامرأة أمر لا يزال موجودا ولا استنكار لوجوده ... كانت النظرة للمرأة وقتها إنها كالرجل تماما لكنها مختلفة فى تكوينها الجسدى ودورها الحياتى
كانت المرأة وقتها إنسان ولم تكن تحولت بعد الى عورة مخبؤة
والآن لنعد لقصتنا ونقرأ معا حكىّ الباشا
..........................................................................................
تسلل أمجد لغرفته وهو يحمل كيس المشتروات الثانى ليخبئه اسفل مكتبه وتناول ورقة رسم جديدة ليثبتها على لوحة الرسم ويتناول أدواته وبدا فى رسم جديد
بوصول الساعة للسادسة كان أمجد إنتهى من رسم لوحته "الخاصة جدا" ويخرج ليصطحب التليفون ويتصل بحبيبته التى يتوق للإنفراد بها بعد أيام من الحرمان
- صباح الخير يا حبيبتى ... وحشتينى ... الأوضة وحشة أوى من غيرك يا بت
- صباح الخير يا حبيبى ... هاموت علشان أقعد معاك فى أوضتنا ... الأوضة وحشتنى أوى ... هاحضر الفطار واطلعلك
- لأ إستنى للساعة 7 أكون قولت لأمى إنك طالعة ... علشان متصحاش تلاقينا قاعدين لوحدنا تعملها حكاية وتحرمنى منك إسبوع كمان
- طب ما تصحيها دلوقتى وتقولّها
- يابت ... إمبارح ليلة الخميس وأكيد عايزة تتأخر فى النوم شوية ... أكيد كانت سهرانة مع عمك حسن
- هو انت بتسمعهم يا أمجد؟ هى صوتها بيبقى عالى زى امى كده
- لأ مش باسمعهم يا سافلة .... عاملِّك مفاجأة لما تطلعى ... لأ إتنين
- بجد يا أمجد .... هم إيه المفاجأتين
- هيبقوا مفاجأتين إزاى لما تعرفيهم بس... لما تطلعى هتعرفى
- ماشى ... وحشتنى ... با ...ح ...بك
- صباح الخير يا ماما
- صباح الخير يا ممحون ... إتطمنت عليها ياخويا ... مفيش عفريت خطفها ولا حاجة؟
- أه يا ماما ... كنت باصحيها علشان تلحق تعمل الفطار
- لا ياشيخ..... ... مفاجأتين إيه إللى عاملهم للمحونة التانية
- برضه يا أمى الرادار... إنتى بتسمعينا إزاى
- مركبالك ميكروفون فى أوضتك يا ممحون ... إنطق يا واد ... مفاجأتين إيه
- رسمت الشقة اللى هنسكن فيها لما يبقى معانا فلوس ... منى كانت عاجباها شقة إلهام فرسمت لها شقة أحسن منها
- بكرة تحققوا كل اللى بتحلموا بيه يا حبيبى
- شكرا يا ماما ... عن إذن حضرتك
- تعالى هنا يا واد إنت ... إنت هتضحك عليا ؟ إيه المفاجأة التانية
- إيه ؟ التانية ؟ مافيش داعى تعرفى كل حاجة يا أمى
- لأ يا روح أمك .... لازم اعرف
- كنت هاخليها تقول على الموبيليا اللى عايزاها وارسمهالها جوا الشقة
- ماشى ... لولا إنكم صعبانين عليا كنت خليتكم شهر بحاله متقعدوش مع بعض .......... ليلة الخميس وسهرانة مع عمك حسن ومش باسمعهم ... عايز تسمع إيه يا سافل إنت وهيا
- أكيد يا ماما فهمتى غلط ... مكانش قصدى اللى فهمتيه ده خالص
قبل أن تدق منى الباب كان أمجد يفتحه وكأنه يشعر بوجودها ليحمل عنها صينية الإفطار بيد ويمسك بالأخرى يدها ويجذبها برفق حتى غرفته ليضع الصينية على المكتب ويستغل فرصة علمه بأن أمه لازالت تأخذ حمامها ليحتضنها ويطبع على شفتيها قبلة سريعة ويجذبها أمام ترابيزة الرسم
- إيه ده يا أمجودى ؟
- دى شقتنا ... رسمتها زى ما كان نفسك تكون
- بجد ؟ جمييييلة .... اشرحلى بقى كل حاجة فيها
- ده الريسبشن ... ودى هتكون أوضة المكتب ... ودى أوضة أمك وجنبها أوضة الضيوف وهيبقى فيه تراس كبير .............و........و......
- ماما ؟ إنتى واقفة هنا من إمتى
- من ساعة أوضة النوم ام حمام خاص هتستحموا فيه سوا يا روح ماما
- صباح الخير يا منى .... تعالى معايا شوية
- أوعى يا بت تفتكرى إنى زعلانة من الكلام اللى كنتوا بتتكلموه مع بعض .... إحلموا يا حبيبتى واشتغلوا على حلمكم لغاية ما تحولوه حقيقة .... خشى إعملى كوبايتين شاى بحليب تانيين غير اللى تلجوا وانتوا بتحلموا بشقتكم .... كملوا فطاركم واقعدوا مع بعض براحتكم ... بس باقولك إيه
- عارفة يا ماما ... الباب مفتوح ... وما فيش بوس ولا أحضان
- شاطرة يا منى ... أنا داخلة أكمل لبسى واصحى عمك حسن
- طب ممكن يا ماما حضن صغنن بس ... حاسة إن أمجد محتاجه ... وانا كمان
- ماشى ... حضن صغير وبس ... ميصحش عمك حسن يقوم يلاقيكم حاضنين بعض
- يخليكى ليا ياماما ... هاعمل الشاى وارجع لأمجد ... هو حضن صغير بس ... أوعدك
لم يدر أمجد وقتها هل كان إحتضانه إعتذارعن خياناته لها التى فشل فى التوقف عنها أم هو جوع لشعوره بالأمان الذى لا يشعر به إلا وهى بين ذراعيه
كلاهما أصبح لا يشعربالأمان إلا بين ذراعى الآخر .... أو كما قالت الأم لمنى من قبل " الحب هو الشعور بالأمان بين ذراعى من تحب"
إنتهى الإحتضان السريع بين العاشقين بعد أن اكتفيا بما نالاه من شعور الأمان وبعد نظرة سريعة لباب الغرفة الموارب شعر بأن الوقت مناسب للمفاجأة الثانية التى وعد بها معشوقة روحه فمد يده أسفل مكتبه ليخرج شنطة مشترواته المخبأة ويناولها لمنى وهو يشير لها بإصبعه على فمه طالبا هدوئها
- إيه ده يا أمجد ؟
- إفتحيها وشوفى بنفسك ... دى المفاجأة التانية
- يا قليل الأدب يا أمجد !!! إيه ده .... جميل أوى ... ده يجنن
- ده هتلبسيه يوم الدخلة
- إنت سافل يا حبيبى .... ده كأنى مش لابسة حاجة خالص .... مش هيدارى أى حاجة .... إنت عرفت المقاس منين ؟
- يا بت لو معرفتش انا مقاسك مين هيعرف .... إنتى ناسية إن خطيبك دلوقتى مهندس قد الدنيا .... يعنى أبص بس بعينى أعرف المساحة والطول والعرض والارتفاع .... لا فعّصت ولا حاجة زى ما عملوا فيكى فى بورسعيد
- وانت عايز تفعص أيه أكتر من التفعيص اللى بتفعًصه يا سافل
- هاتى اللى مخبياه ورا ضهرك ده يا سافلة منك ليه
- إيه ده ؟ ... يعنى طلعت بتحب الأبيض أهو يا سى أمجد ... أمال هاتيلها إسود والإسود
وتخرج لها منى من الشنطة الروب الشفاف القصير جدا والكيلوت الصغير جدا جدا لتناولهم لها
- لأ وعارف مقاسها مظبوط ... إشمعنى ده اللى جبته ابيض يا روح امك؟
- يا ماما ....يا ماما ... أنا ... أنا... أنا جايبه علشان تلبسه ليلة الدخلة ... شوفته فى فاترينة محل عجبنى وحبيت اجيبه ... مش لازم طقم ليلة الدخلة العريس هو اللى يجبيبه لعروسته ولازم يكون لونه أبيض؟
- لأ عارف الأصول يا واد .... حطى الحاجة دى فى الشنطة وهاتيها يا مايصة ... هاتخديها وانتى نازلة .... تتشال مع باقى الحاجة فى دولابك ... وإياك أعرف إنك طلعتيه ... بقى مش عاجبِك تفعيصى أنا وامك بس تفعيصه هو على قلبك زى العسل ... ماشى يابنت ريرى
بمجرد خروج الأم يلتقط الشابان أنفاسهما أخيرا ..... فقد ظنا أنها ستعاقبهم مرة أخرى بالحرمان من البقاء سويا .... وأخيرا أستطاع أمجد أن ينطق
- ولا يهمك يا بت .... هاجيبلك غيره كتير .... طالما حبيتى الأبيض يبقى هاجيبلك أبيض كتير
................................................................................................
قبيل الظهر بقليل إستدعت أم أمجد منى
- منى .... واحدة صاحبتك عالتليفون .... بتقول إتصلت بيكى تحت وامك قالتلها إنك عندنا واديتها رقم التليفون هنا
- تفتكر مين اللى كانت بتكلمنى ؟
- وانا هاعرف منين .... أنا ماعرفش من صحباتك غير صفاء
- مش هتصدق ..... سميرة هى اللى كانت بتكلمنى
- سميرة ؟ سميرة مين ؟
- سميرة زميلتك يا أمجد .... دى بنت ذوق قوى ورقيقة خالص ..... فضلت تعتذرلى كتير إنها كلمتنى من غير سابق معرفة ... أخدِت رقم التليفون من أمل ولما ملقتنيش خدت تليفونك من ماما وكلمتنى هنا
- وسميرة كلمتك عايزة منك إيه ؟ دى حتى الوحيدة اللى مشافتكيش قبل كده
- كانت عايزة منك طلب صغنن ... انا موعدتهاش إنك هتنفذه .... بس علشان خاطرى يا حبيبى تنفذه
- يا مُنى طلباتهم بقت كتيروكل ما يحبوا حاجة أعملهالهم يخلوكى إنتى اللى تطلبيها .... عارفين إنى مبقدرش أرفضلك طلب ... وانا مبقاش عندى وقت لطلباتهم
- لأ يا حبيبى اللى طلبته سميرة مش هياخد منك وقت ... هى بس عايزاك تاخدها فى طريقك وانت رايح لسهام النهاردة ... عربيتهم عطلانة و باباها مش هيقدريوصلها .... علشان خاطرى وافق ... ده أول طلب سميرة تطلبه منى
- حاضر ياحبيبتى .... بس أرجوكى حاولى تقللى طلباتهم شوية ... متنسيش إنى عايز اشتغل ساعات زيادة علشان الأوفرتايم ... إحنا أولى بالوقت ده
- يا حبيبى ما هو إنت كده أو كده رايح لسهام وهى قالتلى إنها ساكنة قريب وهتستناك على محطة الأوتوبيس ... يعنى فى طريقك ... مش هتخسر حاجة لما تاخدها معاك فى طريقك
- حاضر .... إنتى طلباتك أوامر
- متشكرة أوى يا حبيبى .... هاروح اتصل بيها أقولها إنك هتعدى عليها الساعة 4 ونص ... با ...ح ... بك
- أهى الكلمة دى عندى بالدنيا كلها ... وانتى عرفتى رقم تليفونها منين ؟
- ماهى إديتهولى وكتبته فى النوتة اللى جنب التليفون .... ثوانى وراجعالك
- إنتى إيه يا بت يا منى ... عبيطة ولا هبلة ... كل ما واحدة تقولك سلفينى خطيبك تروحى تتحايلى عليه علشان يوافق ... يا بت خافى عليه ... مش كل البنات تثقى فيهم كده .... إيه مش خايفة واحدة منهم تخطفه منك ؟
- يا ماما يا حبيبتى أنا هافهمك ... أولا البنات دول مع أمجد فى الكلية يعنى بيشوفهم كل يوم ويقعد معاهم يمكن أكتر ما بيقعد معايا ... وبعدين سميرة بالذات هى الوحيدة اللى كان ممكن أخاف منها على أمجد لإنها الوحيدة اللى عمرها ما كلمتنى ولا شوفتها من وسط اصحابه كلهم ... وبعدين يا ماما هى لو واحدة عايزة تخطفه منى هاتتصل بيا تقولى خليه يوصلنى ؟ أكيد هتقوله هو ومش هتخلينى اعرف ... طالما اتصلت بيا أنا معنى كده إنها مش عايزة منه حاجة غير المذاكرة وبس ... يا ماما أنا أكتر واحدة فى الدنيا عارفة أمجد ... أكتر منك كمان ... أمجد لو حس إنى باغير عليه هيخبى عنى ... وهو لما بيكون مخبى عنى حاجة بيبقى مخنوق ... أمجد مينفعش يتخنق يا ماما ... أمجد فنان ... يعنى روح حرة مبتحبش الحبس ... وأنا متأكدة إن لو ملكة جمال العالم قدامه عمره ما هيبصلها طول ما أنا فى حياته
- إنتى كبرتى كده إمتى يا مُنى ... كل اللى يشوفك يفتكرك لسة صغيرة ... إنتى طلع عقلك كبير يا بت ومكنتش واخدة بالى ... روحى يا حبيبتى أقعدى معاه وكملوا أحلامكم
لم تكن تعلم بما يفعله به الوحش الذى يستحوذ فى أوقات شبقه على روحه جسده فأمجد لا يخونها إنما وحشه هو الذى يخون ... فقط الوحش يستغل جسد أمجدٍ
...........................................................................................................
كانت سميرة تود لو أن تدخل الملحق متأبطة ذراع أمجد لترى ردة فعل سهام ... لكن لا زال خجلها يمنعها .... فوحش الشبق الذى ينتقل إليها كلما لامست أمجد لم ينطلق ... ولازالت الشمس لم تغب بعد فلم تستطع الحصول على أى لمسة من ذراع أمجد الذى أدمنت إحتكاكه بحلماتها التى باتت تنتصب بمجرد إقترابها من أمجد
كانت سميرة تتوقع أن ترى فى عينى سهام نظرة غيرة أو حتى نظرة لوم حين كانت هى وأمجد أول الواصلين لكنها رأت فى عينيها نظرة لم ترها من قبل ... نظرة حالمة هادئة سعيدة وكأن وجود سميرة مع أمجد لا يعنيها ولا تحفل به
أربكت تلك النظرة سميرة .... فهى كانت مستعدة لبدء صراع صامت مع سهام قتفننت فى زينتها وارتدت أجمل فساتينها .... وأقصرها ..فقد كانت المرة الأولى التى يراها أمجد ترتدى فستان يدارى بالكاد ركبتيها إرتفع حين جلست جواره فى سيارته كاشفا ركبتيها وجزء من أول فخذيها
كذلك كانت سهام متزينة بمكياج متقن وترتدى فستان يظهر جمال ساقيها مع الكعب الرفيع والخلخال الذى باتت لا تظهر دونه أمام أمجد
كانت المنافسة تكاد تكوم عادلة لكن تلك النظرة الهانئة بعينى سهام أعطت لوجهها رونق لم تستطع سميرة أن تنافسها في جماله
تعجب أمجد بعدما أجتمع شمل باقى الجميلات فلأول مرة يراهن جميعا متأنقات يرتدين فساتين وليس البنطلونات التى تعود على رؤيتهن يرتدينها
- هو إنتوا النهاردة رايحين حفلة ولا حاجة ؟ مالكم النهاردة كده كلكم ؟
- بصراحة يا أمجد لقينا شكلنا وحش قوى الجمعة اللى فاتت ... سهام وسميرة كانوا متزوقين ولابسين بناتى واحنا بالبنطلونات ... حسينا إن القعدة مافيهاش بنات غير سهام وسميرة والباقى كله ولاد
- أول مرة اعرف إن البنات مجانين بالشكل ده ... ياللا بقى نشوف اللى ورانا خلينا نخلص ... هنذاكر إيه النهاردة ؟
Where do I begin
To tell the story of how great a love can be
The sweet love story that is older than sea
The simple truth about the love she brings to me
ولم يعترض أمجد .... فشيطان شبقه كان يترائى الآن أمامه يتارجح على عجلة القيادة يبتسم له إبتسامة تشجيع كى تحصل الجميلة الجالسة بجواره على متعة صغيرة ستسعدها .... حاول أمجد طرد ذلك الشيطان من أمامه لكنه امتطى كتفيه يهمس له بأن تلك الرقيقة المسكينة تحتاج مثل تلك المتعة البسيطة وإنها لا تطمع فى وجبة كبيرة مثل سهام ... فلتعطها فتات الفتات .... فأم منى تترك لسهام الفتات وما ستحصل عليه تلك الجميلة بجواره هو فتات ما بقى من سهام ولتجرب فقط لمسة بسيطة فلربما تكون تلك الجميلة قنوعة و ترفض أن تنال أكثر مما تناله كل مرة فلتجرب ... فتلك الجميلة المسكينة تستحق منك التجربة
وكالعادة ينهزم أمجد أمام الوحش ويمد يده ليمس ركبة سميرة بلمسات خفيف وكأنه غير قاصد فيجدها تزيد من إحتضانها لذراعه ويشعر بزيادة إنتصاب حلماتها يكرر اللمسة مرة وراء أخرى حتى تستقر كفه على ركبتيها لتكون يده أول يد غريبة تلمس جلد هذا المكان فيضغط عليها بكفه ضغطات رقيقة فيرتفع تنفسها أولا ثم تأخذ انفاسا عميقة وتريح ظهرها للخلف مغمضة العينين فيحرك أمجد أصابعه برقة على جانبى ركبتيها فتضم ساقيها تحتضن أصابعه بينهما ويضطر بين وقت وآخرلسحب يده لتحريك عصا نقل الحركة فتتنهد فيعيد يده مكانها بأسرع ما يستطيع
لم يتحدث أمجد وسميرة يوما عما يحدث بينهم حين ينفردان .... يفعلانها فى صمت ويعودا بعدها كأن شيئا لم يكن ... فلا زال قلب سميرة نقى وتخجل حتى من التصريح بلسانها عن متعتها وتكتفى بما يفعله أمجد وتسعد ببللها الذى يزداد كل مرة ... فهى معه فقط تستمع بما يفعل ....لا تسأله المزيد ولا تمنع مايريد ....ويجعلها الوحش الذى ينتقل إليها من لمساته لا تفكر إلا فى التمتع فلا تبدى حتى الحد الأدنى من التمنع
عندما ترك أمجد سميرة فى أقرب مكان لبيتها كانت تشعر بالبلل وقد إجتاحها حتى أغرق فخذاها ولم يكن أى حوار قد دار بينهما منذ أن ركبت معه وعاد إليها خجلها بمجرد الإقتراب من بيتها وإبعاده يده عن ركبتيها وإضطرارها للإبتعاد عنه بجسدها
- تصبح على خير يا ح ...... تصبح على خير يا أمجد أشوفك بكرة فى الكلية ... ممكن بكرة تفطر معايا فى المدرج
- تصبحى على خير يا سميرة ... أنا بافطر مع منى .... لكن علشان خاطرك هافطر معاكى تانى ... بس كده وزنى هيزيد وبطولة الجمهورية خلاص فاضل عليها إسبوعين ... هافطر معاكى وهاضطر أجرى نص ساعة زيادة علشان خاطرك ... بس مقدرش أزعل العينين الحلوة دى
شعرت تلك المسكينة بأنها قطعت الطريق تماما أمام سهام التى كانت نظراتها اليوم لأمجد مختلفة وبأنها إنتصرت عليها تماما ... فأمجد الآن "كما تظن" لن يقتسمه معها إلا خطيبته التى باتت راضية بمشاركتها
...........................................................................................................
عندما هبط أمجد من سيارته كان الوحش يحتضنه فى فخر و حنان مربتا على ظهره يهنأه بما أصبح عليه ... فهاهى الآن ثلاث جميلات ورابعتهن أم منى أصبحن تحت سيطرته تستمتعن بلمساته ويسعين لإرضائه ... وهاهو الوحش الصغير يشب عن الطوق ويتعلم إرضاء ثلاث أناث مختلفات تماما فى كل شئ ... والرابعة هى حب عمره ... الرقيقة منى
..................
كان اليوم التالى مختلفا فى حياة أمجد ... فبعد وقته بالمكتب سيقابل ولأول مرة فى حياته فتاة بمكان عام لموعد خاص لا يعلمه إلا هو ... وهى
بمجرد دخوله المكتب قابلته إلهام مرحبة مبتسمة وكأنها كانت تنتظر وصوله
- واد يا أمجد ... شغل كبير جديد ... واضح إن البت خطيبتك وشها حلو علينا كلنا مش عليك لوحدك
- بجد يا إلهام ؟ شغل إيه
- شغل عالمى ياض ... فيه خواجة مع الريس فى مكتبه دلوقتى بيتفقوا عليه ... شغل لينا مباشر من غير أى مكاتب تانية ... شغل فى أوروبا يا موكوس ... فكرتك بتاعت شركة البترول سمّعِت وبقى شغلنا يتطلب بالأسم ... بقيت عالمى يا جزمة
- يا مجنونة هو انا اللى اشتغلت لوحدى ... المكتب كله اتطحن شغل وانتى أولهم
- عندك حق ... بس الفكرة بتاعتك هى السبب .... باقولك يا أمجد .... عايزة اطلب منك حاجة
- طبعا يا إلهام ... أطلبى
- ممكن تجيب منى وتيجوا تتغدوا معايا يوم الجمعة اللى جاية ؟ يوم الجمعة بافضل قاعدة لوحدى ومبلاقيش حاجة أعملها
- بس يا إلهام أمى مش ممكن هتسمحلى آجى عندك ومعايا منى ... بعد يوم عيد ميلادك منعتنا من الخروج تانى لوحدنا أساسا ... بقت بتخاف على مُنى أكتر من الأول
- أمك دى حقنة بجد يا أمجد ... إيه يعنى لما تاخدوا بوسة ولا أتنين ... ما إنتوا مخطوبين عن حب ولازم الحاجات دى تحصل بينكم
- أمى مش بتحسبها كده ... هى خايفة نغلط مع بعض بدرى
- يعنى مش هتعرفوا تيجوا تقضوا اليوم عندى بسبب امك .... يخربيت أمك يا شيخ
- باقولك إيه .... ما تيجى إنتى تفطرى معانا يوم الجمعة ... أنا ومنى بنفطر كل يوم جمعة فى أوضتى أو فى السطوح ... إيه رأيك نفطر الجمعة الجاية فى السطوح وتفطرى معانا ؟ هو صحيح السطوح مش حلو زى شقتك بس هتحبى الجو قوى
- بجد يا أمجد ؟ ممكن آجى افطر معاكوا ؟ يعنى مش هاقطع عليكوا الشوية اللى بتقعدوا فيهم مع بعض ... أكيد يعنى مش هتعرف تخطف لك بوسة ولا حضن وانا موجودة
- آه بجد ... منى بتحبك قوى ونفسها تشوفك ... وبعدين إحنا اصلا فى السطح مبقدرش حتى المس إيدها ... الجيران كلهم بيبقوا حوالينا كأنهم قاعدين معانا ... بس إحنا بنفطر بدرى ... هتقدرى تبقى عندنا الساعة 7 الصبح ؟
- و 5 كمان لو حبيت
- بصوا بقى ياولاد ... الشغل اللى إتعمل فى مشروع شركة البترول مش بس سمّع فى مصر ... ده سمّع فى حتت تانية كتير ... اللى كان معايا ده مدير التصميمات فى مكتب تصميم أسبانى ... عايزنا نعمل تصميم لمقر جديد لشركة ملاحة أسبانية فى اليونان ... يعنى إحنا واخدين التصميم ده من الباطن ... لكن أنا أصريت إن إسم مكتبنا يتكتب على التصميم معاهم ... وافق طبعا
- إهدوا يا ولاد علشان اكمل كلامى ... الراجل قاعد 10 ايام كمان فى مصر مافيش غيرهم .... عايز بالكتير السبت الجاى بلان ياخده معاه ... المبنى مش هيكون كبير زى مبنى شركة البترول ... لكن أنا هاعتبرشغلك فيه يا أمجد نفس عدد ساعات شغلك فى التصميم الأولانى ... يعنى 23 ساعة ... بس الساعة هتبقى ب 15 جنيه مش بعشرة ... وإلهام هتساعدك وهتاخد نفس عدد الساعات ... المرة دى الشيك هيبقى بالعملة الصعبة ... كمان نص ساعة هيكون معاكم نسخة من الداتا ... ودلوقتى يا إلهام تبلغى المحامى يجهز العقد علشان يتمضى يوم التلات ... طبعا العقد بالإنجليزى المرة دى ... تعدى بكرة على المحامى تاخدى العقد وتوديه مكتب الترجمة يتّرجم وبعد ما يتمضى توثقيه فى الخارجية ... شدوا حيلكم يا ولاد
ترك أمجد المكتب ولم يتوجه لمنزله كالعادة وأجل فرحته لحين إنتهائه من أول لقاء له مع سهام خارج حدود الكلية والمنزل وفى موعده تماما وصل لمكان اللقاء ليجد سهام قد سبقته وجلست تنظر للساعة كل بضع دقائق بقلق ... فهى أيضا رغم الحرية الممنوحة لها لم يسبق لها أن التقت بشاب غريب عنها فى موعد إعتبرته هى موعد غرامى
- مساء الخير يا سهام ... إتأخرت عليكى؟
- لأ أنا اللى جيت بدرى ... كنت مستعجلة
- ومستعجلة ليه ؟ ما احنا متفقين الساعة 9 ونص وانتى عارفة إن مواعيدى مظبوطة
- ماعرفش ... يمكن علشان .... يمكن
- يمكن إيه يا سهام إتكلمى
- يمكن علشان وحشتنى
- وحشتك ؟ ما إحنا كنا مع بعض الصبح فى الكلية ... وحشتك إمتى ؟
- فى الكلية مبعرفش اكلمك براحتى .... ولزقة سميرة فيك بقت بتخنقنى
- سهام ... أنا طلبت أقابلك النهاردة علشان الموضوع ده ... لازم نتكلم فيه لو عايزة علاقتى بيكى تستمر
- إتكلم ... قول اللى إنت عايزه وانا هاسمعك
- بصى يا سهام ... إحنا كنا متفقين من الأول إن علاقتنا تكون فى حدود معينة إنتى عارفاها ... لكن اللى لاحظته إن إنتى بدأتى تغيرى والغيرة دى بتظهر على وشك ... خصوصا مع سميرة ... وأنا أصلا عمرى ما هاحب واحدة زى ما بحب منى ... وانتى عارفة كويس علاقتى بيها ... يعنى سميرة بالنسبة لى صديقة ... يمكن علاقتى بيكى فيها حاجة مختلفة ... لكن إحنا متفقين من الأول
- آه كنا متفقين ... بس إحساسى بيك إتغير يا أمجد ... أنا مبقتش أفكر غير فى إنى أزاى أرضيك ... إللى بتقول ليا عليه بانفذه من غير ما أفكرحتى فى الإعتراض ... أنا عمرى ما فكرت آخدك من منى ... أنا عارفة إن الوقت اللى بتقضيه معايا باكون أنا سرقاه منها ... بس أعمل إيه ؟ باغير من أى واحدة تانية تقرب منك غيرها
- لو إحساسك كده يا سهام يبقى لازم نقطع علاقتنا ... نبقى زمايل وأصدقاء وبس زيك زى أمل وإيمان
- واشمعنى سميرة مقولتهاش ... إنت عارف إنها بتحبك ... صح ؟
- عارف ... وإحساسى إنها بتحبنى ده بيعذبنى ... بس علاقتى بيها مختلفة عن علاقتى بيكى ... إنتى بتاخدى منى اللى هى مش ممكن هتاخده منى ... فهمانى؟
- يعنى إنت مفيش مشاعر عندك ليها ؟
- لأ ... هى صديقة وزميلة زيها زى أمل وإيمان ... لكن إحساسى إنها مظلومة فى حبى بيخلينى أعاملها بطريقة مختلفة
- يعنى مش بتحبها ؟
- قلت لك باحبها زي أمل وإيمان .... حب زمالة وصداقة ... لو حبيتى إن علاقتى بيكى تبقى زى علاقتى بيها قولى ... إحنا اتفقنا إن محدش فينا هيزعل من التانى مهما حصل فى علاقتنا ببعض
- يعنى مش عايزنى أغير عليك ؟
- وبعد ما تغيرى عليا ... علاقتنا هتتقلب لنكد دايم ... دلوقتى بتغيرى من سميرة وبعد شوية هتغيرى من منى ... وبعدين ؟... فى الأصل إحنا علاقتنا محكوم عليها إنها تنتهى بمجرد ما نتخرج ... إنتى هتتجوزى وتسافرى ... وانا هاتجوز ومعرفش هيكون وضعى إيه ... لو عايزة ننهى العلاقة دى من دلوقتى معنديش مانع
- يعنى شرطك علشان نكمل علاقتنا إنى ما اغيرش عليك ؟
- أيوه
- طيب ... خلاص ... هاكتم غيرتى جوايا ومش هتحس بيها لا إنت ولا أى حد غيرك
- لأ مينفعش توافقى دلوقتى ... لازم تفكرى كويس ... فكرى النهاردة وبكرة تردى عليا
- ماشى ... حاجة تانية ؟
- أيوه ... أنا بقى باغيرعليكى ... حتى من خطيبك ... لوهنستمر سوا لازم ابقى الراجل الوحيد فى حياتك
- إنت مجنون يا أمجد ؟ بتغير عليا من خطيبى ومش عايزنى أغير عليك من سميرة؟
- أيوه مجنون ... لو هنستمر يبقى خطيبك ميلمسش شعرة منك ولا تخرجى معاه لوحدكم ... لغاية ما تتجوزوا ... وساعتها هنقطع علاقتنا طبعا ... ولو لمس إيدك حتى هاقطع علاقتى بيكى فورا لإنى هاعرف
- تصدق إنك مجنون بجد ؟ إنت بتحبنى يا أمجد ؟
- لو مش باحبك مكنتش هاعمل معاكى اللى باعمله ... أنا مش آلة بتمارس الجنس معاكى من غير مشاعر ... إنتى مش أول واحدة فى حياتى ولا هتكونى آخر واحدة ... بس لو عايزانى أستمر معاكى لأطول وقت يبقى الحاجات اللى قلنا عليها نلتزم بيها
- يعنى بتحبنى زى ما بتحب منى ولا زى ما بتحب سميرة ؟
- مش زى ما بحب منى ولا زى ما باحب سميرة ... حبى لمنى حب ماضى وحاضر ومستقبل وباحارب علشان يستمر... لكن حبى ليكى حب محكوم عليه بإنه ينتهى بنهاية علاقتنا يعنى بجوازك ... وحبى لسميرة حب صديقة زى ما قولتلك
- يعنى أنا أقل من منى بس أكتر من سميرة ... أكتر من سميرة بأد إيه يا أمجد
- أكتر من سميرة بكتير يا سهام
- وأنا ده يرضينى ... هتعشينى إيه بقى ؟
لا يعتقد الباشا أن فكرة هذا الشرط كانت فكرة أمجد ... فإنه يجزم بأنه كان يتحدث وقتها بلسان الشيطان الساكن داخله والذى دائما ما يُهزم أمامه ... إلا فى وجود الرقيقة مُنى
...........................................................................................................
عاد أمجد لمنزله ليكمل فرحته بإخبار منى بخبرالمشروع الجديد فى وجود أمه وكالعادة إكتملت فرحته بصرختها المعتادة وإستغلال الفرصة لإحتضان مجنون فى وجود الأم
- كده مكافأة جديدة فى الطريق يا بت ... شكلنا هنتجوز فى شقتنا مش فى شقة امك
- يا حبيبى أى شقة هنتجوز فيها هتبقى جنتى طالما هاكون معاك
- أنا هاموت نفسى فى المشروع ده ... لازم اخلصه قبل يوم السبت ... أنا هاستأذن بابا إنى أتأخر فى المكتب ... حتى لو هبات هناك
- وانا هانام ازاى يا أمجد لما تبات هناك من غير ما أطمن عليك ؟ مش هيجيلى نوم
- هابقى اتصل بيكى فى التليفون كل شوية لغاية ما تنامى ... ما أنا كمان مش هاعرف اشتغل غير لما أسمع صوتك واطمن عليكى
- طيب ليه متشتغلش هنا زى المرة اللى فاتت
- الدكتور إبراهيم عايزنى أشتغل تحت عين إلهام ... المشروع المرة دى فى أوروبا وانا ماعرفش المكان هناك شكله إيه ... لازم المشروع يكون متماشى مع روح المكان اللى هيتبنى فيه ... إلهام سافرت هناك كذا مرة وعارفة المكان كويس
لم تستطع سهام النوم ليلتها وقد قررت رفض شرط أمجد لإستمرار علاقته بها لكنها بعد منتصف الليل وجدت نفسها تتسلل للملحق وتحكم إغلاقه وتدير عينيها تتفحص كل جزء فيها يحمل ذكريات لقاءاتها الثلاث مع أمجد وتحاول تشمم رائحته من قماش الكنبة والسجادة المواجهة للمدفأة لتخلع رغم برودة الجو كل ملابسها وتغمض عينيها تسترجع كل لمسة منه لجسدها ودون أن تلمس حتى نفسها تجد بللها ينساب من بين فخذيها لتعود وتقررالموافقة على هذا الشرط القاسى الذى أشترطه من كانت تظن أنه مجرد شاب عديم الخبرة فإذا به يسيطر عليها ويجعل نفسه محور حياتها ... فهى تشعرالآن لأول مرة فى حياتها أن هناك من يلجمها وهى الفرس الجموح العصى على السيطرة
قررت الموافقة لكنها قررت مع موافقتها أنها هى الأخرى ستلجمه وستجعله يستغنى بها عن كل نساء العالم .... وأولهم سميرة
ساذجة كانت سهام وقتها ... فكم من إمرأة بعدها ظنت أنها ستكفيه وحدها
وكان نصيبهن الفشل
لأول مرة فى حياتها تجد سهام نفسها تنتظر شخصا ما ... فقد تعودت أن الآخرين عادة هم من ينتظرونها وحرصت لأول مرة أيضا على الوصول لكليتها قبل أمجد لتنتظره عند المكان الذى تعود ركن سيارته به لتقابله بإبتسامة منهزمة معلنة إستسلامها
- أنا موافقة يا أمجد ... بس أرجوك واحدة واحدة عليا ... هاتعود بالتدريج ... بس بلاش تزودها مع سميرة
- يا سهام أنا أصلا مش باعمل أى حاجة مع سميرة ... وعلشان متحسيش بالزعل أنا باقولك قبل ما ندخل الكلية إنها جايبة معاها النهاردة فطارعلشان نفطر سوا فى المدرج ... تبقى تفطرى معانا علشان هى كمان متزودهاش
- خلاص موافقة ... هافطر معاكم ومش هيظهرعليا أى غيرة ... حتى على الأقل أسهل عليا من إنى أدخل المدرج ألاقيكم قاعدين لوحدكم
- خلاص إتفقنا ... وعلشان أصالحك كمان خلى معادنا الخميس الجاى الساعة 10 علشان أقعد معاكى وقت أطول
- أوكى ... وانا هاخليها أجمل من كل الليالى اللى عدت علينا قبل كده ... وزى ما طلبت هالبس البيبى دول الإسود اللى جبتهولى ... ذوقه يجنن يا أمجد ... هاسبقك على المدرج علشان سميرة متشوفناش داخلين سوا تتقمص
- إيه يا باشمهندسات .... نجيب شجرة واتنين لمون ولا أسيبكم شوية وارجع ؟
- لا خليك ... متخافش ... كان فيه موضوع كده بينى وبين سهام وخلصناه
- وطبعا مش هتقولولى عليه
- ده موضوع بنات ملكش إنت فيه ... سهام هتفطر معانا النهاردة ... وبكرة هى اللى هتجيب لنا الفطار ... إعمل حسابك بقى هتفطر معانا هنا كل يوم ... الفطار يوم عليا ويوم عليها ... إبسط يا عم ... بنتين زى القمر هيفطروك كل يوم
- يا سلام ... ومنى اللى بافطر معاها كل يوم دى إيه ؟ ده أنا كده محتاج كل يوم أجرى ساعتين علشان الوزن اللى هيزيد ده
- حد يستخسر يعمل شوية مجهود وهو 3 بنات زى القمر بيفطروه كل يوم ... أهو تقوى عضلاتك شوية قبل البطولة اللى إنت داخلها ... ياللا نفطر بقى علشان نلحق نشرب شاى قبل المحاضرة ما تبتدى
بنهاية الإسبوع كان أمجد وإلهام قد إقتربا من إنهاء وضع اللوحة الأولى فى المشروع الجديد ... إكتشف أمجد خلال هذا الإسبوع قدرته على البقاء دون نوم لمدة 48 ساعة متواصلة حيث كانت جلساته مع إلهام للعمل تمتد أحيانا لصباح اليوم التالى ليذهب بعدها لكليته ويعود للمذاكرة مع حبيبته منى أو للذهاب لتمرينه دون أن يشعر بأى حاجة لنوم أو راحة كان فقط يتصل بحبيبته يطمئن عليها فيعود لنشاطه وكأن صوتها يزوده بطاقة خفية بلا حدود
فى التاسعة مساء الخميس وبعد أن اتصل أمجد بحبيبته الرقيقة وأخبرها بأنه سيبيت الليلة بالمكتب لإنهاء العمل وسيحضر فى السابعة صباحاً مع إلهام لتفطر معهم قبل أن يعود للمكتب حيث كانت إلهام إقتربت من الإنتهاء
- ممكن أستأذن انا يا إلهام ولا محتاجانى معاكى ؟
- لأ مش محتاجالك خلاص ... طبعا عايز تلحق تقعد مع حبيبة القلب شوية وتحتفلوا
- لأ ... عندى معاد مع جماعة اصحابى هنسهر شوية فى الحسين قبل ما اروّح ... متنسيش معادنا بكرة ... منى وأمى مستنينك عالفطار ... أمى كانت عايزاكى تفطرى معانا فى الشقة بس انا قلتلها إنك عايزة تفطرى فى السطوح
- هى امك هتفطر معانا كمان ؟
- لأ ... أمى مبتفطرش يوم الجمعة غير مع الحاج رشدى واخواتى ... هى بس هتسلم عليكى وتسيبنا
- رشدى مين يالا ؟
- رشدى أباظة ... ماحنا مسميين ابويا رشدى اباظة
- ههههههههههههه ... إشمعنى يعنى؟ ده حتى ابوك مافيهوش أى شبه منه
- هى بتحب رشدى اباظة وشايفة ابويا شبهه ... تبقى تسأليها فى الموضوع ده وهى هتشرحلك
- طيب يا خويا ... روح شوف مصلحتك وانا هاكون عندكم 7 الصبح ... أول مرة اشوف حد يعزم حد الساعة 7 دى
- لااااااا ... معانا هتشوفى أعاجيب .... سلام بقى علشان متأخرش ... زمان الشباب وصلوا ومستنيين
- سلام يا ابن رشدى اباظة
- وحشتنى ... وحشتنى ... وحشتنى
- إيه يا سهام مالك ؟ مانا لسه سايبك من كام ساعة فى الكلية
- أنا باعتبر نفسى مش باشوفك غير كل يوم خميس ... مش عارفة إنت عملت فيا إيه ... بقيت بتوحشنى بمجرد ما تغيب عنى
- يخربيتك ... تصدقى عمرى ما توقعت إنك بتعرفى تقولى الكلام ده
- أنا نفسى عمرى ما توقعت إنى أقول الكلام ده لحد ... خصوصا واحد عارفة إنه متجوز عليا واحدة والتانية فى الطريق
- متجوز إيه يا مجنونة إنتى ؟
- ماهو أنا باعتبر منى مراتك الأولانية ... وانا التانية ... وشكل سميرة كده هتبقى التالتة
- هههههههه.... دانتى مجنونة فعلا يا سهام ... خدى العلبة دى
- إيه ده يا أمجد ؟ مش قلتلك متجبش حاجة تانى وانت جايلى
- بصراحة واقع من الجوع ... قلت ناكل حتتين جاتوه سوا
- طيب كنت قول قبل ما تيجيى كنت حضرتلك عشا بإيدى ... متخافش أنا باعمل أكل حلو
- مانا عارف ... نسيتى إنك بتفطرينى يوم بعد يوم
- ثوانى ... هادخل العلبة دى المطبخ واعمل لك كوباية شاى بالحليب تشربها وانت بتاكل ... منى قالتلى إنك بتحب الشاى بالحليب مع الحلويات ... ولع الدفاية واطفى النور لغاية ما أرجع
أشعل أمجد المدفأة سريعا وأطفأ الضوء ليبقى الضوء الهادئ لنار المدفأة يضيئ الملحق بينما يلقى الضوء المنبعث من المطبخ ضوء ينير أمام مدخله بإضاءة خفيفة وبدأ صوت طقطقة الخشب مع رائحة الصنوبر تتسلل لتملأ أجواء المكان وقبل أن تنتهى سهام من صب الشاى على الحليب فى كوبين أمامها على الترابيزة الصغيرة بالمطبخ بعد أن وضعت قطعتى جاتوه وشوكتان فى طبق صغيرتسلل أمجد خلفها ليحتضنها من الخلف ويمد يده اليسرى يحركها بهدوء على ثديها الأيمن الذى انتصبت حلمته بمجرد ما لامسها أمجد بأصابعه فتنهدت سهام تنهيدة عميقة وأضطربت أنفاسها قليلا
- أصبر شوية لما أخلص صب الشاى
- لأ مش هاصبر ... مش قادر اصبر
- ولا انا كمان
أرادت سهام الإستدارة لتواجه أمجد بصدرها وتستمتع بضغط زبر أمجد بين فخذيها لكنه منعها بلمسة رقيقة وهو يلثم جانب رقبتها
- سيبى نفسك ليا... النهاردة درس جديد
ضم أمجد ظهرها لصدره وهو يمسك بكلا ثدييها يفرك حلماتهما بنعومة من فوق القماش الناعم فأشعل شبقها لأقصى درجاته وأخذت تدفع مؤخرتها للخلف لتشعر بإنتصاب زبره وهو يغوص بين قلتيها فيترك ثديها الأيمن ويحرك يده على بطنها يدلكها بنعومة حتى يصل لأسفل بطنها فيضع يده على قماش البيبى دول يضغط كسها بقوة ثم يدخل يده تحت الكيلوت الصغير الذى ترتديه ليلمس بظرها المنتفخ المبتل بمائها الغزير فتنتفض إنتفاضة بسيطة من وقع اللمسة فيزيح شفريها بإصبعيه البنصروالسبابة ويفرك بظرها بإصبعه الأوسط فتتنتفض إنتفاضة أقوى قليلا من الأولى فيحكم ذراعه الأيسر على كتفيها ويزيد من فرك كسها بإصبع يده اليمنى ولم تتحمل الصغيرة كثيرا قبل أن ينتفض نصفها السفلى إنتفاضات سريعة وتغلق فخذيها بقوة على كف أمجد ليحتضنها أمجد بقوة حتى تنتهى رعشتها الأولى فى تلك الليلة وتهدا قليلا وتتمالك ساقيها فتهمس له وسط أنفاسها المتقطعة
- الشاى برد ... خلينى أعمللك غيره
- إيه رايك أعمله أنا ... خدى إنتى طبق الجاتوه واسبقينى وانا هاحصلك
لم تتوقع سهام يوما أن يثيرها منظر إختلاط الشاى بحليبه كما أثارها فى هذا اليوم ولم تدر هل هو تأثير شكل دوامات الحليب الذى تلاحظه لأول مرة أم هو تأثير الجو الأسطورى الذى تعيشه دوما مع أمجد كلما انفردا أمام المدفأة
حاولت سهام أن تستعيد زمام المبادرة فاقتطعت قطعة من الجاتوه لتضعها أمام شفتى أمجد فأخذ منها الشوكة ووضعها أمام شفتيها لتلتلقى شفتاهما فى عناق حاد ذابت من حرارته قطعة الحلوى بين شفتيهما وأخذ كل منهما يلعق ما علق من شفتى الآخر بلسانه فيلتقى اللسانان لقاءات سريعة ويعود تنفس سهام للإضطراب وهى تشعر بكل تلك الإثارة التى تتجدد دائما بينها وبين أمجد وعينيها معلقة بعينيه وتشعر بأنها فى حاجة الآن للمس صدره العارى فتفك أزرار قميصه باصابع مرتعشة وتخلعه عنه وتتركه ليسقط أرضا عن كتفيه وتضع راسها على صدره بينما تحيط خصره بيدها اليسرى وتتحسس صدره باليمنى
مد أمجد سبابته اليمنى ومرر عقلتها ألولى على قطعة الجاتوه ليلتصق بها الكثير من كريمة الشيكولاتة التى تغطيها ويمررها على شفتى سهام التى أخرجت لسانها تمرره على شفتيها تلعق من عليها الشيكولاتة ثم تمتص إصبع أمجد لفمها وتقلد فعلته فيمتص أصبعها وهو يعيد فرك حلمتيها من فوق القماش الحريرى أولا قبل أن يدخل يده أسفل البيبى دول لليقرص حلمتها اليسرى قرصة خفيفة فتتأوه فيجذب راسها نحوه يمتص شفتيها بشبق وهو يزيح الروب الخفيف من على كتفيها ليسقطه أرضا ثم ينهال بشفتيه يقبل صدرها وكتفيها بجنون وهو يزيح حمالتى البيبى دول عن كتفيها فيسقط محيطا بخصرها ثم يجذبها ليلتصق صدره بصدرها وينام على ظهره وهى فوقه ثم يعيد شفتيه لشفتيها فى قبلة أمتص فيها شفتيها بقوة داخل فمه وهو يمد يديه يفرج بين فلقتيها وتلاممس اطراف أصابعه كسها وشرجها فى نفس الوقت وتتأوه لكن تلك الآهة كانت داخل فمه ويضغط سبابته اليمنى داخل شرجها فتنزلق بسهولة بعد أن حرصت على توسيعه طوال الأسبوع فيخرجه بهدوء بعد أن يحرر شفتيها فتتاوه آهة طويلة ليضع سبابة ووسطى يسراه المبللتان تماما بمائها على ذلك الشرج الذى يرحب بهما فيدخلان بسهولة ليديرهما أمجد بالداخل فتتشعر بمتعة لم يسبق لها معاينتها فيخرجهما بهدوء وهو يدفع كتفيها لتجلس على بطنها فيلف كفاه حول خصرها ويديرها فتتجاوب معه وترفع جسدها قليلا وتستدير فيجذبها لتجلس على صدره فتمتد يديها لتفك له حزام بنطلونه وتفتح زر البنطلون وتجذب السوستة ثم تزيحه ويرفع وسطه ليساعدها فتحررزبره من البنطلون والكيلوت الذى يرتديه لينتصب زبره فتنام على بطنه تمسك زبره بكفيها فيجذب الكيلوت الصغير من حول وسطها وتساعده ليخرجه من ساقيها لتعود لجلستها على صدره ويرتفع أمام عينيه كسها لامعا بمائه الذى يعشق طعمه فينهال عليه يرتشفه بفمه بينما أنفه يداعب فتحة شرجها وشاربه يدغدغ تلك المنطقة الساحرة بين فتحتى كسها وشرجها ويقحم لسانه داخل فتحة كسها يداعبه من الداخل ويشعر بارتفاع تنفسها سريعا وهى تنهال بفمها على زبره تمتصه بنهم بينما تغوص أنفه داخل شرجها فتلفح أنفه رائحة زيت الورد الذى ملأته بها ويغوص لسانه لآخره داخل فتحة كسها يحركه دخولا وخروجا فتنتفض معلنة وصولها ذروتها ويبدأ شلال مائها فى الإندفاع من فتحتها الأمامية وتختلط رائحة مائها الجميلة برائحة الورد المنبعثة من فتحتها الخلفية ويبدأ نصفها السفلى فى التخبط على وجهه وتتشنج يديها حول زبره و تحكم غلق فخذيها حول صدره وتغلق فلقتيها على ما بينهما حتى كاد أن يختنق قبل أن تهدأ قليلا ويرتخى جسدها فوق جسده بينما كفيها لا زالتا تقبضان على زبره وارتاحت رأسها على بطنه بجوار زبره تقبله قبلات هادئة حتى شعر أنها أسترخت تماما ليزيحها برقة لتهبط من فوق جسده وتنام على الأرض فيساعدها لتنقلب على ظهرها ثم يرقد جوارها ليحرر جسدها من البيبى دول المحيط بخصرها ويضع رأسها على ذراعه ويداعب حلمتيها بهدوء بينما يده الأخرى ترتاح على بطنها
- حاسة بإيه دلوفتى
- حاسة إنى مش عايزة أسيبك طول عمرى ... نفسى أفضل فى حضنك كده طول عمرى ... كل مرة بافتكر إن دى آخر حدود المتعة بس بلاقيك المرة اللى بعدها بتوصلنى لحدود تانية
- ولسة فيه متعة أكتر بكتير... فين إزازة الزيت؟
- فوق الدفاية
- هتدخله دلوقتى
- مش عايزة بلاش
- لأ دخله ... بس بالراحة عليا ... دى أول مرة ... البنات فى النادى بيقولوا إنه بيوجع أوى
- لو حسيتى بأى وجع قولى
- أمجد ... أنا باحبك وومش هاقدر استغنى عنك
- وانا كمان يا سهام باحبك ... بس لازم نحط حدود للحب ده ونكون عارفين إن علاقتنا محكومة بوقت معين لازم تنتهى بعده
- لما يجيى الوقت ده يا أمجد ... خلينا دلوقتى فى السعادة اللى إحنا فيها
- ماشى ... هاقوم انا امشى دلوقتى ... عندى شغل مهم لازم اخلصه
- إنت مش قلت هتفضل معايا وقت أطول المرة دى؟
- معلش ... إفتكرت شغل ولازم اخلصه قبل بكرة الصبح ... لو الشغل ده كانت نتيجته زى ما انا متوقع أوعدك إنى الخميس الجاى أفضل معاكى لغاية الفجر
- بجد ؟ يعنى هنام فى حضنك طول الليل ؟
- أه بجد ... هتنامى فى حضنى طول الليل ... بس إنتى هتتحملى تنامى عالأرض ؟
- طالما وعدتنى هتلاقى بكرة مفاجأة هنا فى الملحق
- خلاص أوعدك
- طيب ممكن اطلب منك طلب ؟
- أطلبى
- أنا عملتلك نسخة من مفتاح الملحق ... خليها معاك علشان تعتبر الملحق ده بيتنا أنا وانت ... عايزة أحس إحساس الست اللى بتستنى الراجل بتاعها يدخل عليها من غير ما يخبط
- إنتى بتجيلك الأفكار دى منين يا سهام؟
- معرفش ... علشان خاطرى ... أنا قلت لبابا وماما إنى هاقعد فى الملحق هنا وهبات فيه كمان
- خلاص ماشى ... هاقوم البس انا
- لأ ... هأقوم انا البسك هدومك
- والقميص اللى اتهرس تحت منى ده هتكويه ؟
- للأسف مافيش هنا مكوة ... بس بكرة لما تيجيى هتلاقى مفاجأة
- ماشى
...........................................................................................................
كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل بنصف ساعة عندما توقف أمجد بسيارته بجوار نفس الكشك الذى سبق واشترى منه شريط محمد منير ليتصل بمنى ... يطمئنها ويطمئِن بسماع صوتها ويغلق السماعة ليجد نفسه لا إراديا يتصل برقم إلهام التى تجيب عليه بنبرات لا يبدو فيها أثر النوم
- مساء الخير يا إلهام ... أنا أمجد
- خير يا أمجد ؟ فيه حاجة ؟
- محتاج اروح المكتب دلوقتى
- تروح المكتب ؟ نسيت حاجة ولا إيه ؟
- لأ ... جاتلى فكرة جديدة للتصميم اللى كنا شغالين عليه
- فكرة جديدة ؟ طيب ما تروّح ترسمها فى البيت وبكرة وريهالى
- مش هينفع ... عايز أسألك على شوية حاجات فى اللاندسكيب حوالين الموقع ... إنتى قولتى إنك عارفة المكان تقريبا
- آه عرفاه ... بس مش هينفع نروح المكتب دلوقتى
- مش إنتى معاكى المفاتيح ؟
- آه معايا المفاتيح بس مينفعش الغفير يشوفنا راجعين المكتب بعد ما روحّنا ... إحنا فى مصر يا أمجد مش فى أوروبا
- طيب أعمل إيه ... خايف الفكرة تروح منى لغاية لما اشوفك الصبح
- أقولك ... تعالى عندى البيت أجاوبك على اللى انت عايزه واشتغل قدامى
- يعنى خايفة من الغفير ومش خايفة من جيرانك
- العمارة معظم شققها فاضية تقريبا ومفيهاش بواب ... تعالى انت بس ومالكش دعوة ... هاستناك ... هاحضر لك حاجة تاكلها
- أنا مش هاعرف آكل .... أنا مش هاعرف آكل غير لما اخلص رسم الفكرة ... ربع ساعة واكون عندك
- أدخل يا أمجد ... مال قميصك مكرمش كده ليه
- معلش يا إلهام ... أخلص وأقولك
- طيب تعالى نقعد فى أوضة المكتب جوة ... طالما هنشتغل
تعجب أمجد من ترابيزة الرسم القصيرة وكأنها مصنعة خصيصا كى يستطيع الجالس على تلك الوسائد الرسم عليها ويعلوها أباجورة مستطيلة يجاورها مائدة قصيرة الأرجل وبجانبها وضعت أرجيلة فخمة يجاورها سخان كهربائى صغير وشنطة بداخلها فحم وعلى أقرب رف منها للمكتبة علبة متوسطة لنوع من الدخان الفاخر لم يسبق لأمجد رؤيتها من قبل
- إيه ده يا إلهام ؟ إنتى بتشتغلى هنا ؟ أوضة فنانة فعلا ... عمرى ما تخيلت إن فيه أوضة مكتب بالشكل ده
- يابنى مهندسة ديكور واعمل اللى انا عايزاه ... عجبِتك الأوضة؟
- عجبتنى بطريقة مش معقولة ... وإيه الشيشة الحلوة دى ؟ أول مرة اعرف إنك بتدخنى وبتدخنى شيشة كمان
- باشرب شيشة آه ... عندك مانع؟ ولا هيا الشيشة معمولة للرجالة بس ؟ صوتها وانا باشتغل بيخلى دماغى تبقى عالية
- لأ طبعا معنديش مانع ... أنا كمان باشرب شيشة بس فى الخباثة ... محدش يعرف غير أصحابى و منى
- جدع يا خويا ... عايز تعرف إيه بقى علشان ترسم فكرتك؟
- المبنى هيكون عالبحر... الأرض اللى بينه وبين البحرشكلها إيه ... صخور ولا رمل ولا مكسية خرسانة ؟
- الأرض اللى بين المبنى وبين البحر صخور حجمها كبير ... علشان تتكسر محتاجة معدات تقيلة
- حلو أوى ... إحنا بقى مش محتاجين نكسر غير على أد مساحة المبنى والطريق اللى يوصل ليه ... ونستوحى شكل الصخور فى التصميم بتاعنا والزرع اللى حوالين المبنى يبقى بين الصخور... المبنى يبقى كأنه جزء من اللاندسكيب بتاع المكان خصوصا إن شعار الشركة فيه صخور
- يابن اللذينة ... جبتها أزاى دى؟
- الفكرة كانت قدام عنينا احنا الإتنين من الأول ومكناش شايفينها
- صح ياض ... إنت صح ... تحب أجيب ترابيزة رسم عالية ولا هتعرف تستعمل الترابيزة دى
- لاااااااء ... كده حلو أوى ... فين أدواتك أشتغل بيها؟
- الأدوات جنبك اهى فى المكتبة ... إشتغل واعتبرنى مش موجودة ... هاعملك الشاى ابو نعناع واحطه جنبك وانت ابتدى شغل ... واقلع القميص اللى إنتا لابسه ده أغسله وانشفه ... لو امك شافتك لابسه بمنظره ده وشمت ريحته هتعرف إنك مكنتش فى الشغل ... أمك دى أروبة أصلها وممكن تفتكرنى ضحكت عليك وشربتك حاجة صفرا وإغتصبتك وانت مش فى وعيك
عندما عادت إلهام بكوب الشاى وجدت أمجد قد خلع حزامه وحذاءه ليلقيهما بجواره كأنه يتحرر من كل ما قد يشعره بالقيد وبدا كأنه غائب عن الدنيا بجلسته وإنغماسه الكامل فى لوحته حتى أنه لم يلتفت لكوب الشاى إلا بعد أن نبهته فجلست ترصد كل حركة يتحركها بإهتمام وتراقب تأثر حركات يده وخطوطه بالموسيقى ولم تلتفت عنه للحظة إلا لتحضر له كوب آخر من الشاى بالنعناع كلما أنهى ما بجواره
بعد الخامسة بقليل كان أمجد قد إنتهى من رسم اللوحة ووضع إقتراحات المواد والألوان على جانب اللوحة فيما يعرف بالkey ويريح ظهره على المسند
نظرت إلهام لتلميذها باهتمام تراقبه وهو جالس عارى الصدر يتنفس بعمق وكأنه أنهى لفوره مصارعة حامية مع أفكاره ثم قامت لتطالع اللوحة بنظرة خبير قبل ان توجه كلامها له
- قوم خش الحمام خدلك دش علشان تضيع ريحة اللى كنت معاها اللى لازقة على جتتك ... على ما تخلص الدش بتاعك اكون كويتلك القميص تلبسه ونشرب حجرين سوا وهتحكيلى كنت مع مين قبل ما تجيلى
- كنت مع أصحابى قلت لك يا إلهام
- ولا .... أنا مش منى الغلبانة هتضحك عليا يا روح امك ... إنت كنت نايم مع واحدة ... وانت بهدلتها وهى بهدِلتك ... إسمع الكلام من سكات علشان يفضل الموضوع سر بينى وبينك ... قوم ياللا ... أنا سايبالك فوطة فى الحمام الصغير ... ياللا بسرعة علشان نلحق ننزل ... مش هافوت انا الفطار مع منى ومعاك يا عم فالنتينو
- خد شد لك نفسين كده واحكى ... دخان مستورد عمرك ما شربت زيه يا موكوس
- إيه البيجاما اللى إنتى لابساها دى يا إلهام ؟ ده قماش بيعملوه بيجامات للعيال الصغيرة ... لابسة بيجاما مرسوم عليها عرايس ولعب و مراجيح
- أمال كنت فاكر هاستقبلك بقميص النوم الحرير ابو دانتيل يا اهبل ... أنا باحب انام فى بيجامات زى دى ... إتكلم كده بقى واحكيلى كنت مع مين وعرفتها ازاى ... إخلص
- يعنى البلان دى والبلان بتاعت المشروع الأولانى كنت نايم قبلهم مع البت دى
- أيوه ... البلان بتاعت المشروع الأولانى جاتنى فكرته أول ما سبتها
- طيب والبلان اللى المعيد إتخانق معاك علشانها ؟ كنت برضه نايم معاها قبل ما ترسمها ؟
- لأ ... مع واحدة تانية مش هاقدر احكيلك عنها حاجة
- يخربيتك يا أمجد ... جالك قلب تخون بنت زى منى إزاى ... وانا فاكراك عيل اهبل ميتخافش منك وكنت باهددك إنى اغتصبك ... دا أنا اللى اخاف إنك تغتصبنى يا منيل
- مش انا يا إلهام اللى خنت منى ... الشيطان اللى ساكن جوايا هو اللى بيخونها
- جيب الغلط عالشيطان بقى ... سهام دى بنت المقاول اللى هنشتغل فى بلاناته الإسبوع الجاى؟
- آه هى
- ده الريس بيقول عليها دلوعة ابوها ومغرورة ومحدش بيقدر عليها ... بتتعامل معاها ازاى دى
- معرفش يا إلهام ... مبترفضليش طلب وبتحاول ترضينى بكل طريقة
- كمان مسيطر عليها ... الريس قاللى إنها مخطوبة لشاب زى القمر بيشتغل فى الخارجية ... إزاى بصت لك إنت يا معفن
- اللى حصل يا إلهام ... وقولت لك معرفش حصل إزاى
- ده الريس لو عرف هينيكك ... ده أبوها كلم الريس إنها تيجيى تتدرب عندنا فى المكتب فى أجازة الصيف والريس وافق وقاللى تبقى معايا انا وانت ... كده بقى هتطلعلى قرون وانا معاكوا يا ولاد الهايجة
- وانتى هتقولى للريس؟
- الريس لازم يعرف مفتاحك التالت يا أمجد ... كنا فاكرين إن حبك لمنى والموسيقى هما بس اللى بيحركوك ... طلع مفتاحك التالت هو الجنس يا حمار
- طيب وهتقوليله إيه؟
- هاقوله إنك بتنام مع واحدة زميلتك معرفتش منك حاجة عنها ... متقلقش ... هو مش هيحاول يعرف مين ... هو كان شاكك من الأول فى حاجة زى كده وكان فاكرك بتنام مع منى من ورا أهلك وأهلها
- ولازم يعرف ليه يا إلهام ؟ مش إنتى قلتى السر ده هيفضل بينى وبينك
- يا حمار الريس بيعتبرك مشروعه اللى بيدور عليه طول عمره ... لازم يعرف مفاتيحك علشان يعرف موهبتك بتخرج إمتى وازاى علشان يعرف يخرج أحسن ما فيك ... أنا هاقوم أتصل بيه أقوله على فكرة البلان الجديدة دى
- دى الساعة لسة مجتش 6 الصبح ... هتلاقيه لسة نايم أكيد
- ولو حتى نايم مع مراته ... لازم يعرف دلوقتى
- طيب ممكن بعد ما تكلمى الريس أكلم مُنى أطمنها عليا ... زمانها مستنية تليفون مِنى
- تطمنها عليك؟ يا بجاحتك يا أخى لسة كنت بتخونها من كام ساعة وعايز تكلمها تطمنها عليك ... كل ده يطلع منك ... أمال لو كان شكلك حلو شوية كنت عملت إيه يا أخى ... إترزع هنا كمل الحجرده وانا هاجيبلك التليفون بعد ما اخلص ... تكلم منى وانا هاخش اغير هدومى ... اوعى يا خويا شيطانك يوزك عليا انا كمان ... ماليش فى العيال انا ... حتى لو ليا مش هيبقى مع عيل خاين زيك بيخون بنت زى منى
- أوعى تقوليلها إنى مكنتش بايت فى المكتب يا إلهام
- كمان عايزنى أدارى عليك ... هتطلعلّى القرون من دلوقتى ... ماشى ياسى زفت ... مش هاقولها ... مش علشان خاطرك ... علشان خاطر بنت زى منى متستاهلش تتجرح الجرح ده من بغل زيك
وصل أمجد وإلهام لبيت أمجد وقبل وصولهم للدور الرابع حيث تسكن منى و وجدوها تقف أمام الباب فى إنتظارهما ورحبت بإلهام واحتضنتها بينما تحتضن أمجد بعينيها واكتفت بإمساك كفيه بين كفيها طويلا
- إحم إحم ... أنا موجودة ياض إنت وهيا ... هتفطرونى ولا إيه ؟ أنا منمتش من امبارح وهاموت من الجوع
- ثوانى يا إلهام ... هاجيب الصينية من جوة ونطلع نفطر
- إزيك يا إلهام ... تصدقى وحشتينى ... أمجد عامل إيه معاكى فى الشغل
- حضرتك كمان وحشتينى ... ما صدقت قاللى آجى افطر عندكم النهاردة ... يوم الجمعة بافضل لوحدى طول اليوم مبلاقيش حاجة اعملها لما بابقى هطق
- إيه حضرتك دى ؟ قوليلى يا أم أمجد زى كل اصحابى ما بيقولولى ... إعملى حسابك هتتغدى معانا النهاردة وهتقعدى معانا طول اليوم ... مش هاسيبك لغاية بليل
- لا يا هانم طول اليوم إيه ؟ الدكتور إبراهيم مستنينى الساعة 10 علشان يشوف الشغل اللى خلصناه
- يبقى تفطرى وتروحى تخلصى شغلك مع الدكتور وتيجيى تتغدى معانا ... امجد بينزل الساعة 4 علشان يذاكر مع زمايله وهنقعد لوحدنا أنا وانتى ومنى ... مش هاسيبك لغاية ما يرجع بليل
- بس ده هيبقى إزعاج كتيرمنى حضرتك
- قولتلك قوليلى يا أم أمجد ... وانا قلت خلاص ... هاستناكى الساعة 2 نتغدى سوا ... حتى هنجيب ام منى تتغدى معانا ونقعد سوا احنا الاربعة
- خلاص أنا تحت أمرك
- الريس عاجباه الفكرة الجديدة يا أمجد ... بكرة هتقفش 350 جنيه أهو يا منيل
- وانتى ؟ إنتى كمان إشتغلتى زيى بالظبط
- لأ ... أنا قلت له إن ده شغلك لوحدك ... ودى الحقيقة ... أنا محطتش خط فى البلان اللى إتعرضت عليه النهاردة ... ده حقك
- يا ستى متشكرين عالواجب ده ... ما تيجى أفرجك أوضتنا انا ومنى
...........................................................................................................
مرأمجد ليصطحب سميرة للمرة الثانية فى طريقه لفيلا سهام وبمجرد دخوله الملحق لاحظ تغيير كبير فى شكله ومحتوياته
أزيحت كنبة الأنتريه والكرسيين جانبا ووضعت كنبة أخرى أمام المدفأة يحيطها ترابيزتين صغيرتين واحتل دولاب كبيرالحائط القريب من مدخل الملحق من ناحية الفيلا ووضعت تسريحة صغيرة بجانب المدفأة بينما فرشت الأرضية بطبقة من الموكيت الأزرق الثقيل وفوقه سجادة كبيرة تغطى المساحة من الكنبة الجديدة للدولاب الجديد وسجادة أخرى من الكنبة للمدفأة
- إيه ده يا سهام ؟.... غيرتى الملحق كده ليه
- أصلى قررت إنى هاقعد فيه يا سميرة على طول .... أصلى بقيت باحبه بطريقة مش معقولة
- طيب والكنبة العريضة دى لازمتها إيه
- لاااااا ... دى بقى بتتفتح بتبقى سرير ... والدولاب اللى هناك ده نقلت فيه هدومى كلها ... مش هاروح الفيلا غير للأكل ولما خطيبى يجيى أقعد معاه هناك
- يعنى خطيبك مش هيجيى الملحق ده؟
- لأ طبعاً ... ولا هيشوفه بعينه حتى ... الملحق ده بتاعى ... ميدخلوش غيرى انا واصحابى والناس اللى باحبهم بس
- يعنى إنتى مبتحبيش خطيبك يا سهام
- لأ يا سميرة... مش باحبه لدرجة إنى أدخله هنا ... هو بالنسبة لى عريس مناسب وبس... دمه تقيل وشايف نفسه أحسن راجل فى الدنيا ... منفوخ هوا ... وانا مبحبش كده
- طيب ووافقتى تتخطبيله ليه لما هو دمه تقيل؟
- ماهو عريس ميترفضش يا بنتى ... مركز ومستقبل وشكل حلو ... بس بصراحة اليومين دول بافكر افسخ الخطوبة
- ليه يا سهام ؟ فيه حد تانى؟
- لا تانى ولا تالت ... أنا عايزة واحد أحس إنى باحبه وهو بيحبنى ... واحد لما اكون معاه أحس إنى مش عايزة اسيبه ولما يغيب عن عينى يوحشنى... واحد يحسسنى برجولته ويسيطر عليا ... خطيبى ده يا سميرة ... مش عارفة ... أنا عايزة واحد يتحكم فيا مش انا اللى اتحكم فيه
- شكلك بتحبى يا سهام واحد غير خطيبك ومخبية علينا
- لأ متقلقيش ... لما احب إنتى هتكونى أول واحدة تعرفى
- بس إنتى اتغيرتى فجأة يا سهام ... عمرك ما كونتى رومانسية كده ولا كانت دى افكارك ... طول عمرك نفسك تتجوزى واحد إنتى اللى تتحكمى فيه
- كان زمان يا سميرة ... إحنا كبرنا خلاص وقربنا عال20 وفهمنا الدنيا ... الست علشان تحس بأنوثتها لازم تلاقى راجل يحسسها بيها مش تبقى هى الراجل وهو الست
- لو سمحت يا أمجد ... ممكن تيجيى تولع لى البوتجاز ... مش عارفة ماله
- إيه رأيك فى بيتنا يا حبيبى
- عملتى ده كله إمتى يا مجنونة
- يعنى عجبك ولا فيه حاجة عايزنى أغيرها
- عجبنى ... إخلصى بقى قبل البنات ما ياخدوا بالهم
- يا إلهام صوت ضحكتك مسمع العمارة كلها
- ملكش دعوة ... تضحك براحتها ... اللى زعلان يتفلق ... إحنا مبطلناش ضحك من ساعة ما نزِلت وسبتنا
- ماشى يا ماما ... تسمحولى بقى آخد منكم خطيبتى ... عايز أقولها حاجة مهمة
- ماشى يا روح ماما ... بس إنت عارف
- عارف ... الباب مفتوح
تسللت أم أمجد خلفهما لتجد منى مستكينة تماما فى حضن أمجد ... تركتهما الأم ... فهى باتت تدرى من طريقة إحتضانهما ماهية كل حضن أهو حضن شهوة أم حضن إحتياج ... فحضن الشهوة دائما ما تلف منى فيه ذراعيها حول عنقه ... أما فى هذا الحضن فقد إحتواها كاملة بين ذراعيه وأراحت رأسها على صدره ... فهذا الإحتضان كان كل منهما يبحث فيه عن الأمان الذى بات لايشعر به أحدهما إلا فى حضن الآخر
...........................................................................................................
كان الخميس التالى موعد أمجد مع ميدالية جديدة ... لكنه قرر إنه إذا فاز بها لن تنضم لباقى إخوتها فى صندوق ميدالياته ... فمكان ميدالياته القادمة كلها بات معروفاً له ... فوق مرآة منى حيث تجد من يعتنى بها ويقدرها ... أما بالنسبة له فلا قيمة لميدالية لم ير فرحتها فى عينى الجميلة منى
لم يذهب أمجد لكليته واكتفى بتوصيل منى لكليتها واتفقت سهام معها على أن تمر عليها قبل الواحدة ليذهبا سويا لمجمع صالات أكاديمية الشرطة القريب من الجامعة حيث تقام بطولة الجمهورية للمصارعة الرومانية وبعد عمليات الميزان بدأت المنافسات وكان موعد مباراة أمجد الأولى الساعة الواحدة وتمنى أن تقع عيناه على أيقونة حظه بين المتفرجين قليلى العدد رغم أنها البطولة المحلية الأهم فى أجندة إتحاد المصارعة
كان أمجد يستعد للنزول لأولى مبارياته عندما لمح منى وسهام تدخلان المدرج متشابكى الأيدى حيث جلستا فى الصف الرابع ... عندها فقط شعر أمجد برائحة فوز جديد وميدالية ذهبية أخرى
كانت المرة الأولى لسهام التى تحضر مثل تلك البطولة وانبهرت بمنظر الصالة المفروشة بأربعة أبسطة للمصارعة بألوان دوائرها الحمراء وكل بساط يتصارع فوقه شابان ولم تكن تتوقع أن تلك الرياضة بتلك القوة حيث يرتفع صوت إرتطام المصارعين بالبساط المطاطى وتنتفخ العضلات فى إلتحامات قوية وتنثنى الظهور برشاقة ترفع مصارع يحمله آخر
إنتهت مباراة أمجد الأولى بنهاية الجولة الثانية واستمتعت سهام بالفعل بتلك الحركات الفنية التى قام بها أمجد لكنها لاحظت أن مدربه يوجه له حديث بعصبية عند خروجه فمالت على منى تسألها علها تعرف السبب
- هو المدرب بيزعقله ليه ؟ مش كسب والحكم رفع إيده
- هما كده فى كل ماتش احضرها ... المدرب عايزه يخلص بسرعة وأمجد مبيرضاش يحرج اللى بيلعب قصاده ..بيطول الماتش أد ما يقدر... علشان كده كلهم بيحبوه مع انه اصغر واحد فيهم فى السن
- بس تصدقى لما بيطول الماتش بيبقى أحسن ... الماتش بتطلع شكلها حلو
كانت مبارة أمجد هى الثانية فى قائمة المباريات النهائية وبعد تتويج بطل الوزن السابق لوزنه بدأت مباراته بعد تأكد الحكم من جفاف جسد المتنافسين وتفتيش الأحذية الخفيفة للتأكد من عدم وجود ما يؤذى بها لتبدأ المصارعة بين أمجد وأحد ممثلى إحدى المحافظات الذى يواجهه لأول مرة ... لم يكن أمجد يعرفه لكنه كان يعرف أمجد كون أمجد اللاعب الوحيد من مستوى الناشئين الذى يلعب فى بطولة الكبار ... ظنها المنافس مباراة سهلة فى ظل مشاهدته لمباريات أمجد السابقة فى البطولة وعدم نهاية أى منها بلمس الأكتاف أو عدم التكافوء وفوز أمجد بكل مبارياته بالنقاط فقط فحاول التلاعب به فى بداية المبارة بل والسخرية منه بعيدا عن آذان الحكم
وفى لحظة خاطفة حاول المنافس ضرب أمجد أثناء تشابكهما لكن أمجد تفادى الضربة ودفع منافسه للخروج من الحدود المحددة للعب وأوقف الحكم المبارة لإعادة المتنافسين لمنتصف الحلبة لإستكمال اللعب بعد تأكده من سلامة اللاعبين ومروره بيده على جسد أمجد ليتأكد من جفافه وكانت تلك المرة الأولى لسهام التى ترى أمجد وقد تبدلت ملامحه وعبثت إبهامه بشاربه بتوتر
- هو بيعمل كده ليه يا منى ؟
- كده هيكسب إكتاف يا سهام
- يعنى إيه؟
- يعنى هيخلص الماتش حالا
بمجرد مصافحة المسؤل الذى وضع الميدالية حول عنق أمجد قفز الشاب من فوق منصة التتويج ليجرى نحو المدرجات ويقفز سورها القصير ويصعد درجات المدرج الأربعة وهو يخلع الميدالية من عنقه ليضعها حول عنق حبيبته الرقيقة وسط الأنظار التى اتجهت نحوه ثم يمسك بيديها ويقبل دبلته الموجودة حول إصبعها الأيمن ... وسط تصفيق العدد القليل المتواجد بالمدرجات يومها وزملاؤه الموجودين على أرضية الصالة
لم يشعر أمجد بنفسه ولم يشعر بالخجل بينما كادت الرقيقة تذوب خجلا ولم تجد سوى صدر حبيبها تختبئ فيه من الأعين التى باتت تحيطها فأحاطها بذراعه وربت على شعرها ووجه كلامه لسهام
- إستنونى برة ... هاجيب شنطتى واحصلكم
- ياللا بينا ... زمان امى مستنية الأخبار
- سهام عايزة تيجى معانا يا أمجد عايزانى أعلمها كيكة الشيكولاتة
- يا ستى أهلا وسهلا ... إحنا هناخد تاكسى ونروح وهى تحصلنا بعربيتها ... أنا مجتش بالعربية وسبتها عند البيت بعد ما وصلتك
- وتاخدوا تاكسى ليه ؟ ما تيجوا معايا
- لا يا ستى ... مبحبش اركب عربية سايقاها بنت
- إيه التفرقة العنصرية دى يا أخى ... تعالى انت سوق وخلصنا
- مبروك يا أمجد ... برضه دى هتديها لمنى؟ ... مفيش مرة تدى الميدالية لامك؟
- يا أمى عندك الصندوق جوة فيه اكتر من 15 ميدالية ... عايزة تاخديهم كلهم خديهم
- سهام يا ماما عايزة تتعلم كيكة الشيكولاتة اللى انتى علمتينى اعملها
- من عينى ... تعالوا معايا يا بنات عالمطبخ نعملها سوا ... دى اسهل حاجة
- طنط ممكن اطلب منك طلب؟
- أطلبى يا سهام اللى انتى عايزاه
- ممكن أقولك يا ماما زى منى ما بتقوللك ؟
- يا سلام ... أنا طول عمرى نفسى يكون عندى بنات ... أهو دلوقتى بقى عندى بدل البنت اتنين ... واتنين زى القمر كمان ... قولى يا حبيبتى اللى إنتى عايزاه ... وفى اى وقت عايزة تيجي كلمينى فى التليفون وتعالى
- أمجد مبيرضاش يدى رقم التليفون لحد يا ماما
- ولا يهمك ... هاديهولك انا ... ياللا يا بنات ... بينا عالمطبخ ... وانت يا أمجد خش خدلك دش وغيّر هدومك ... ميصحش تقعد مع بنتين قمرات كده وريحتك كلها عرق ببدلة التدريب ومايوه المصارعة اللى لابسه تحت منه ده ... واغسل الشراب زمان ريحته بقت تِقْرف
أفاق أمجد من تفكيره على صوت أمه والفتاتان أمام باب الحجرة والتفت إليهم وأمه تحمل الكيكة وتحيطها من الجانبين سهام ومنى بضحكاتهن التى لاتتوقف
- كلوا انتوا بقى الكيكة يا ولاد وانا هاعملكوا شاى
- لا يا ماما انا لازم اروّح ... عندى مذاكرة مش هتخلص قبل الساعة واحدة بليل وكمان عايزة اعمل كيكة زى دى قبل ما انساها
- معقولة يا سهام مش هتاكلى من الكيكة اللى عملتيها ؟
- أنا هاعمل واحدة لما اروّح ... وخلى أمجد وهو جاى يجيب حتة منها آكلها انا والبنات بكرة ... علشان لو اللى عملتها باظت منى ميتريقوش عليا ... زمان بابا وماما مستنيين يعرفوا أمجد عمل إيه ... ها يا أمجد هتقدر تيجى ولا تعبان ؟ لو مش هتقدر تيجى هاتصل بالبنات اقولهم ميجوش
- لأ جاى يا سهام ... متقلقيش ... هاجى فى ميعادى
- ماشى ... هناكل الكيكة سوا ... بعد إذنك يا ماما ... هاكلمك بكرة الصبح الساعة 8 ونص يا منى ... سلام
كان حديثا صاخبا لكنه كما اعتادا .... صامتاً ... لا يفهمه سواهما
...........................................................................................................
فى الواحدة تماما كان أمجد يقف أمام ملحق فيلا سهام ... أو بيتهما كما أطلقت عليه هى وقبل أن يدق الباب تذكرمفتاحه الذى يحمله ليفتح الباب ويدخل فيجد سهام منتظرة على أحد الكراسى وقد إرتدت قميص نوم حريرى رمادى فوقه روب من نفس اللون وقد صففت شعرها المتموج ليحيط بوجهها الذى تفننت فى تزيينه لتقف وتتحرك نحوه فى خطوات رشيقة هادئة وتحيط رقبته بذراعيها ليضمها لصدره ويغيبا فى قبلة هادئة لتمسك يده فى يدها
- وحشتنى يا حبيبى ... تعالى معايا
قبلت سهام كف ايمن برقة قبل أن تتركها لتقف خلفه وتنزع عنه الجاكيت لتأخذه وتتجه ناحية الدولاب وتعلقه داخله
- تعالى يا حبيبى بص ... الجنب ده فى الدولاب بتاعك ... هاحط فيه هدومك ... ممكن تولع الدفاية وتلبس البيجاما لغاية ما احضر السفرة؟
- إنتى بتعملى إيه يا سهام ؟ وكل ده بتعمليه إمتى
- عايزة أحس إن إحنا الأتنين لينا بيت خاص ... أنا بانضف الملحق ده بنفسى كل يوم ... والنهاردة عملت لك الكيكة اللى لسة متعلمة أعملها من ماما ... وكل يوم خميس هاحضرلك العشا بإيدى ... علشان خاطرى متحرمنيش من الإحساس ده ... إحساس جميل أوى لما أحس إن ليا بيت خاص وراجل باحبه وابات فى حضنه... مش إنت وعدتنى إنك مش هتسيبنى لغاية الصبح ... خلينى احس إنى عايشة فى بيت زى بيتكم ... فيه راجل بيحبنى ويخاف عليا
- بس يا سهام ...
- عارفة ... عارفة إن علاقتنا محكومة بوقت ... خلينى عالأقل أعيش الإحساس ده فى الوقت اللى هنقدر نفضل فيه سوا ... إنت قلتلى إنك بتحبنى ... حتى لو الحب ده ذرة واحدة من حبك لمنى فده كفاية عليا ... أرجوك يا أمجد
- خلاص يا سهام ... مع إنى مش عارف آخرة الطريق ده إيه بس هامشيه معاكى
- أقعد يا أمجد ... واقف ليه ؟
- طالما إحنا هنعيش كأننا فى بيتنا يبقى لازم اعاملك زى ما هاعامل مراتى ... إتفضلى أقعدى يا هانم
- إيه رايك فى عمايل إيديا
- ممتازة ... من أول مرة كده عملتيها مظبوطة
- لأ ... أنا باعمل كيك من الأول ... بس حبيت اشوف طريقة مامتك علشان اعملها زيها
- تصدقى يا سهام إنى مش مصدق إنك سهام اللى باشوفها كل يوم فى الجامعة
- لأ صدق ... اللى قدامك دلوقتى سهام الحقيقية ....سهام اللى محدش شافها ولا هيشوفها غيرك يا أمجد
إقترب أمجد لسهام من خلفها وضمها لصدره برقة فتجاوبت معه والصقت ظهرها بجسده قبل أن تستدير لتواجهه ويعرى كل منهما الآخر قبل أن يحملها للفراش لتعيش معه ليلة أجمل من كل ماسبق لهما إنتهت بذهابها فى نوم عميق على ذراعه يغطى شعرها رقبته ويدها تلتف حول صدره ... أمنيتها التى تمنتها منذ ليلتهما الأولى معا أخيرا تحققت وقضت ليلتها عارية بين ذراعيه
لم ينم أمجد ليلتها كما كان من المفترض بعد مجهوده فى مبارياته ومجهوده فى تلك الليلة العاصفة التى استطاع بالكاد فيها كبح جماح نفسه وجموح سهام ومنع نفسه ومنعها من أن يفض بكارتها أو أن تفتضها هى بزبره وظل فى رقدته يراقب هذا الوجه الملائكى الذى لم يره من سهام إلا هو
قبل الخامسة أزاح أمجد عن وجه سهام تلك الخصلات التى تغطى وجهها لتفتح عينيها وتبتسم له إبتسامة رائعة
- صباح الخير يا حبيبى ... هو النهار طلع ... أول مرة انام بالراحة دى
- النهار خلاص قرب يطلع ولازم امشى ... هاقوم البس
- طيب ... ممكن تخش تاخد شاور قبل ماتنزل؟ عايزة أجهزلك هدومك بنفسى ... روح الحمام وانا هاجيبلك غيارك ... أنا مجهزالك كل حاجة من بليل
- كل المفاجآت دى تطلع منك فى ليلة واحدة ؟
- لسة فيه عندى مفاجآت كتير ليك ... لو وافقت نروح نقضى يومين كاملبن سوا زى ما عرضت عليك هتشوف سهام تانية خالص غير اللى إللى اتعودت تشوفها
- سهام اللى شايفها دلوقتى هى اللى عايز دايما اشوفها وانا معاكى
- مش هتشوف غيرها
ساعدت سهام أمجد فى ارتداء ملابسه وأغلقت له أزرار قميصه وساعدته فى إرتداء الجاكيت قبل أن تمد يدها للدولاب وتخرج له زجاجة من العطر الصباحى الذى يستعمله
- إيه ده ؟ عرفتى اسمه منين ؟
- منى قالتلى عليه هو والبرفان التانى اللى بتستعمله بليل ... جبتهملك علشان يفضلوا فى دولابى كل ما تكون عندى تستعمله ... وكل ما توحشنى أشمه
بمجرد عودة أمجد لغرفته إنتزع اللوحة التى تحمل رسم الشقة من الجدار المعلقة عليه وقبل أن يحين موعد إفطاره مع حبيبته كان انتهى من إضافة ما كان ينقصها ... غرفة مكتب تماثل غرفة مكتب إلهام
لم يكن باقى اليوم سعيدا بالنسبة لأمجد ومنى ... فقد قطعت أم أمجد جلستهم بغضب واضح وهى تمسك بيدها نسخة من إحدى أهم الجرائد اليومية تعرض عليهم صورة إلتقطها أحد مصوريها ووجدت الجريدة أنها الصورة الوحيدة فى بطولة المصارعة التى تستحق النشر
كانت الصورة لأمجد وهو يضع ميداليته حول رقبة منى وكان العنوان المثير تحتها
بطل الجمهورية الناشئ يقلد خطيبته ذهبية فوزه
كان غضب الأم حقيقيا وهى تلقى الجريدة بوجه أمجد وحبيبته
- يعنى قلت لكم بلاش محن قدام الناس علشان الحسد ... أهى مصر كلها شافت المحن ... ميت عين بتحسد دلوقتى ... مكنتوش قادرين تستنوا لما تبقوا لوحدكم
...........................................................................................................
مرت شهور الشتاء وأتى الربيع ... ورغم خماسينه وأتربته إلا أن أمجد يحب رائحته ... وبدأت حرارة الجو فى الإرتفاع ومعها عادت مغامرات أمجد الليلية فى البرجولة مع أم منى ... وبات لوحش الشبق الذى يسكنه وجبتان مكتملتان كل إسبوع مع سهام مرة ومع ريرى مرة ... بخلاف وجبته الأسبوعية الخفيفة مع سميرة ... وحش شبقه الذى لا يشبع ودائما يطالب بالمزيد ... لكنه لم يستطع أبدا أن يهزم أمجد فى وجود حبيبته ... الرقيقة منى
إزداد سطوع موهبة أمجد بحلول الربيع واشعلت لقاءاته الجنسية أفكاره فازدادت مكافاءاته وزاد دخله من ساعات عمله الإضافية وامتلأ دفتر توفيره وعندما انتهت امتحانات عامه الجامعى الأول كان بدفتره 15 الف جنيه وهو مبلغ لم يكن يحلم أى شاب بتوفيره خلال سنوات عمل طويلة وبدأت إجازة نهاية العام الطويلة وأمجد يمنى نفسه بقضاء الكثير من الوقت بصحبة حبيبته وبدأ البحث الفعلى عن شقة تماثل شقة حلمه مع منى ... فذلك المبلغ يكفى لدفع مقدم شراء شقة ودخله الذى بات مرتفعا يكفى لدفع أقساطها
مرت الأيام الاولى من الإجازة ومنى وأمجد ينهلان من بحر حبهما فقد باتت لقاءاتهما تمتد لساعات طوال ... فليس هناك ما يبعدهما الآن غير أيام تمرين أمجد بعد إنضمامه للمنتخب إستعداداً لبطولة دولية ستقام بمصر وساعات عمله بالمكتب الذى انضمت إليه سهام كمتدربة مع أمجد تحت إشراف إلهام التى تعلم ما بينهما وتخفيه وتبذل جهدها فى إخفاؤه عن الدكتور إبراهيم فهو لايسمح بإقامة علاقات خاصة بين العاملين فى مكتبه ... لكن إلهام كانت تعرف دائما كلما تم لقاء بين أمجد وسهام ... من خطوط رسوماته
بعد مرور إسبوعين فقط من الإجازة فوجئ أمجد وهو فى المكتب بإتصال من منى تخبره بأن أمها قد ألم بها ألم مفزع فهرع أمجد لأقرب طبيب واصطحبه معه للكشف على ريرى والذى طلب نقلها فورا لأقرب مستشفى ... فزائدتها على وشك الإنفجار
تم نقل أم منى للمستشفى القريب وصحبتها أسرة أمجد بأكملها ومعهم بالطبع الرقيقة منى التى لم تكف عيناها عن البكاء ولم تبتعد للحظة عن حضن أمجد ولم تعترض أمه لأول مرة على إحتضانهما وتجاهله أبوه ... فالرقيقة الآن بحاجة للشعور ببعض الأمان الذى لن تشعر به إلا فى مكانها ... بجوار قلب أمجد
خرج الجراح الذى أجرى العملية لأم منى وطمأن الجميع لنجاحها وبذل أبو أمجد كل جهده ليحجز لها غرفة مستقلة وقررت منى بعد مناقشة طويلة مع أم أمجد أن تكون هى برفقة أمها واضطرت أم أمجد للموافقة ... فهى لم تكن تريد لمنى المبيت فى جو المستشفى الكئيب وكانت تريد هى تحمل مسؤليتها جهة صديقتها المقربة ... أجبر أمن المستشفى الجميع لترك المستشفى بعد وصول أم منى وهى لم تزل بعد مخدرة لغرفتها بالمستشفى لكن أمجد لم يكن من الممكن بالنسبة له ترك منى وأمها فى تلك الحالة فاصطحب منى للشباك الموجود بالحجرة ليشير لها للحديقة الواقعة أمام المستشفى
- أنا هاكون قاعد عالكرسى ده اللى فى الجنينة ... مش هابعد عنه ... أى حاجة تحتاجيها أبعتيلى أى حد من الممرضين أو حتى شاوريلى من الشباك وانا هاتصرف وهتلاقينى قدامك
- لأ يا أمجد ... مينفعش تبات فى الجنينة ... روّح ولو فيه حاجة هاتصل بيك من أى تليفون
- مش هاروح ... مش هاعرف ابعد عن المستشفى وانتى فيها ... إسمعى الكلام ومتوجعيش قلبى ... الصبح هتلاقينى قدامك بأى شكل ... عينى مش هتترفع عن الشباك ده
- زى ما تحب يا حبيبى ... مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه ... أنا خايفة أوى
- متخافيش ... الدكتور طمننا وكلها يومين وامك هتقوم بالسلامة
- مالك يا منى ؟ فيه إيه ؟
- مفيش حاجة يا أمجد ... تعبانة شوية بس
- تعبانة إيه؟ الدموع اللى فى عنيكى دى ليه يا منى
- أرجوك يا أمجد ... ده مش مكان نتكلم فيه ... لما نمشى من هنا هاقدر اتكلم معاك ... ارجوك سيبنى دلوقتى
طمأن أمجد والد خطيبته على حالة زوجته ... لكنه كان فى حاجة للإطمئنان على حبيبته ... فهو يشعر بأنها ليست بخير
مرت أيام ثلاثة على أم منى فى المستشفى تبعها إسبوع فى المنزل وأمجد لا يستطيع الإنفراد بمنى ولا الحديث معها ولاحتى بالتليفون وبلغ قلقه مداه لدرجة أنه أخبر أمه بقلقه فطمأنته قليلا
- متخافش يا أمجد ... أكيد البنت قلقانة على امها ... منى كويسة يا حبيبى ... مش قولتلكم العين وحشة مصدقتونيش
- وحشتينى يا منى ... قلقتينى عليكى ... فيه إيه
- إنت كمان وحشتنى يا أمجد ... بس الموضع اللى هاكلمك فيه أهم من إنك وحشتنى ... وأرجوك تفهمنى و تساعدنى لإنى مش عارفة أعمل إيه
- إتكلمى يا منى قلقتينى
- إحنا لازم نسيب بعض يا أمجد ؟
- إيه؟ نسيب بعض؟ يعنى إيه نسيب بعض
- إحنا مننفعش لبعض يا أمجد ... جوازنا مستحيل وارتباطنا ببعض اكتر من كده هيكون تعزييب لينا احنا الاتنين
- إيه اللى بتقوليه ده؟ ليه يا منى
- لإن امى بتحبك يا أمجد
- يعنى أيه امك بتحبنى ؟ ما أنا امى بتحبِك ... وانا باحب امك ... إيه الهبل اللى بتقوليه ده ... ماهى لازم تحبنى ... ما هيا اللى مربيانى زى ما أمك مربياكى
- أفهم يا أمجد ... أمى بتحبك مش حب أم لإبنها ولا حب واحدة لخطيب بنتها ... أمى بتحبك حب ست لراجل ... زى ما أنا باحبك هى بتحبك ... زى مانا باحلم انام معاك هى بتحلم تنام معاك ... أمى بتخون ابويا بإحساسها يا أمجد ... وبتخونه معاك إنت
- وانتى عرفتى منين الكلام الفاضى اللى بتقوليه ده ... مين فهمِك حاجة زى دى
- أمى يا أمجد ... أمى وهى بتفوق من البنج كانت بتنادى عليك انت ... كانت بتتمناك إنت تكون جنبها ... كانت بتوصف حلمها بإنها نايمة معاك إنت... أمى بتتمنى تنام معاك يا أمجد
- طيب وأنا ذنبى إيه يا منى؟ وإنتى ذنبك إيه؟ ليه نتحرم من بعض
- تفتكر إنه سهل عليا أسيب حب عمرى يضيع ... أنا باحبك يا أمجد وعمرى ما هاكون لحد غيرك ... لكن هيكون إحساسى إيه لما نتجوز واغير عليك ... ومن مين؟ من امى
- خلاص ... أنا بادور على شقة نتجوز فيها ... هنبعد عن امك
- وهيا يا أمجد ؟... هيا اللى أنا عمرها كله ... هيكون إحساسها إيه وهى عارفة إن الراجل اللى بتحبه نايم دلوقتى مع بنتها ... انا عارفة إن ملكش ذنب ... ولا أنا ليا ذنب ... بس أمى هيا اللى حكمت علينا إن قصتنا متكملش
- منى ...
- أنا آسفة يا أمجد ظلمتك معايا ... لكن إحنا الإتنين أمى بخيانتها بمشاعرها لأبويا هى اللى ظلمتنى وظلمتك ... بابا هيطلع الشبكة لعمى النهاردة ... أنا كلمته ... طبعا مقولتلوش عالسبب الحقيقى ... وطبعا لإنى باحبك وعمرى ما هاحب حد غيرك حبيت أقولك الأول علشان متتصدمش ... عن إذنك يا أمجد
إنهارأمجد مكانه ... حاول البكاء فلم يستطع ... حاول الصراخ فلم تطاوعه حنجرته ... هاهو القدر يوافيه بأولى ضرباته بعد أن ظن أنه بعيداً عن يده ... لكنه يشعر بأنه رغم قسوة تلك الضربة فإن القدر كان رحيما به ولم يكشف ستر مصيبته الكبرى
لم يدرأمجد كم مر من الوقت قبل أن يستطيع النزول لشقته ليخبر أمه وأباه برغبة منى ويطلب من اباه عدم قبول إعادة الهدايا التى اشتراها لمنى ليترك المنزل بعدها لينصرف ... لم يصطحب أمجد السيارة بل ظل يمشى إلى أن وجد نفسه أخيراً أمام البيت الذى قرر شراء شقة حلمه به بمدينة نصر .. قريبا من مكتب الدكتور إبراهيم وشقة إلهام ٍ... كان فقط ينتظر موافقة منى ورؤيتها لها ... بحث عن حارس المكان واستعلم منه عن تليفون صاحب المبنى وعاد للمنزل بعد ان إنتصف الليل ليجد أبيه وأمه بإنتظاره ينهشهما القلق على غيابه
لم يستطع أمجد التحدث فى موضوع فسخ خطبته وطلب من أمه الإحتفاظ بالشبكة فى دولابها وأستأذن أباه كى يذهب معه لإنهاء إجراءات شراء الشقة فى أقرب وقت ... فلا زال أمامه أكثر سنة كاملة ليتم ال21 عاما ويصبح من حقه إبرام العقود ولابد من وجود أبيه كضامن لتوقيعه وضامن لسداد باقى الأقساط
لم يناقشه أبواه فهما يشعران بما يمر به ولا يبغيان زيادة ألمه بمناقشة أمر من حقه وهم يعلمون مدى تمسكه بأى قرار يتخذه ... فهو مثل أبيه طالما اتخذ قرارا لا يرجع عن تنفيذه مهما كانت الأسباب
.........................................................................................................
إنتهت إجراءات شراء الشقة وإستلامها سريعا ... كانت شقة غير كاملة التشطيب مجرد جدران بحاجة لطلاء وأبواب وشبابيك خشبية وبلاط قبيح المنظروحتى حمامها غير كامل التجهيزات ... مجرد حوض لغسيل الوجه وقاعدة تواليت وبانيو
كل ما اشتراه أمجد للشقة وقتها فقط خلاطات مياه ودش للحمام ركبها بنفسه بدون الإستعانة بسباك
لكنه اشترى أيضا بطانية واحدة وبما تبقى معه من مال إشترى به دمية تدريب أو كما يطلق عليها مدربو المصارعة "شاخص " بنفس وزنه مثل الدمية التى يتدرب بها لإتقان حركات المصارعة فى ناديه وصنع لنفسه ترابيزة رسم قصيرة مثل التى تملكها إلهام
أصبح تواجد أمجد فى شقته شبه دائم ولا يخرج منها إلا للمكتب أو للتمرين ...أو للقاء سهام ... تلك التى تغيرت على يديه فعشقته ورغم حزنها الحقيقى لإنتهاء قصة الحب الرومانسية بين أمجد ومنى تلك النهاية الحزينة إلا أنها باتت تشعر بأن أمجد بات ملكا لها وحدها لا تنازعها على قلبه أى أنثى غيرها فزادت من جرعات حبها وحنانها معه وباتت تشعره بأن الملحق أصبح بيته الحقيقى الذى توجد به إمرأة تعشقه وتحفظ تفاصيله
لم يعد أمجد يستعمل سيارة أبيه بل لم يكن يدخل بيته القديم إلا مرة واحدة سريعة كل يوم يغير ملابسه بأخرى ويطمئن على أمه وأخوته وأبيه ثم يعود سريعا لبيته ... شقته الخالية عليه ... لم يعد يطيق البقاء فى الحجرة التى شهدت لحظات حبه ... لم يصعد مرة لإلقاء نظرة على البرجولة التى شهدت أول لحظة يعرف فيها مدى حبه لمنى ... بل أنه كان يشعر بالإختناق لمجرد دخوله الشارع الذى شهد مشيه فيه ومنى تتأبط ذراعه
لم يعلم جزء من الحقيقة إلا معلمته وأستاذته إلهام ... أخبرها فقط الجزء الذى ذكرته منى ... شعرت إلهام بعطف شديد على تلميذها حتى أنها باتت تدفع سهام للخروج معه يوميا وتناول العشاء معه ... فقد أصبح دخله يفوق دخل أبيه المهندس القديم ومدير المصنع الكبير ولم يعد هو حريصا على إدخارأى مبلغ ... فهو يرى أن السبب الذى يدخر له أمواله قد زال
كان لوجود أمجد فى شقته جدول ثابت ... فهو بمجرد دخوله يخلع كل ملابسه ويرتدى زى مصارعته ويصارع دميته ... فى أول الأمر كان يراها دمية بلا ملامح ... لكن بعد ايام رآها تشبهه ... حتى جاء الوقت الذى بدأ يرسم فيه وجهه على أوراق يلصقها على وجه الدمية ويظل يصارع ويصارع ويرتطم بالبلاط العارى بظهره وذراعيه ولا يترك الدمية إلا بعد أن يتمزق عنها القناع الذى يمثل وجهه ليجلس واضعا رأسه بين ركبتيه يلتقط أنفاسه ليعود ويضع ورقة أخرى ويظل يصارع نفسه حتى ينتهى به الأمرللرقود فوق البطانية المفروشة بجوار الحائط ... لم تعد ساعات نومه أكثر من ساعتان يوميا ... ولم تتجاوز وجبات طعامه الوجبة التى يتناولها بصحبة سهام ... لكنه مع ذلك لم يفقد تركيزه للحظة ولم يضعف جسمه بمقدار خردلة ... بل إزدادت عضلاته قوة وباتت الكدمات التى تغطى ظهره وذراعيه لا تؤلمه مهما ارتطمت بأرض ولا بحائط ... تلك الكدمات التى لم يرها إلا مدربيه وزملاء تدربيه ...... وسهام والتى لم يحاول علاجها غيرها ... فى بيتهم الصغير الذى انتقل لدولابه الكثير من ملابس أمجد التى تحرص على أن تنظفها وتكويها له بنفسها
كان دور أمجد كلاعب فى منتخب المصارعة ينحصر فى كونه مجرد لاعب إحتياطى للاعب الأساسى وينتهى دوره عادة إما بإستبعاده إذا كانت المبارة القادمة خارج مصر أو بإنتهاء عملية الوزن للاعب الأساسى إذا كانت البطولة تقام بمصريتحول بعدها لمتفرج على المنافسات ... فرغم أنه كان دائما يتوفق فى المنافسات على اللاعب الأول إلا أن المدرب الأوروبى كان يراه لايصلح بطريقة لعبه لمصارعة محترفين أو لاعبين دوليين ... ففى نظر المدرب أن اللاعب الذى يصارع بفروسية ولا يستغل نقاط ضعف منافسيه لا يصلح لمصارعة لاعب سيستغل أى فرصة ولو غير مشروعة للفوز ... لكن تلك المرة كانت مختلفة ... فبعد أن أصابه القدر بضربته الأولى تغير أمجد وأصبح لاعب عنيف لا يترك فرصة للفوز إلا واستغلها ... وباتت الكدمات التى تملأ جسده دليل على قوته فى التدريب فأختاره المدرب للمرة الأولى ليكون اللاعب الأول الذى سينافس فى مباريات وزنه
أتى يوم البطولة ولأول مرة فى حياته يكون اسم أمجد بين اللاعبين الأساسيين فى مباراة دولية يحمل فيها اسم بلده ... وببداية أول مبارياته أيقن منافسيه فى نفس الوزن بأنهم أمام لاعب يصعب هزيمته بتركيزه الشديد وعدم ظهورأى نقاط ضعف فى طريقة لعبه والقوة العنيفة التى يصارع بها ... أنهى أمجد جميع مبارياته الأولى بسرعة وقبل نهاية الجولة الأولى وكلها انتهت بفوزه بلمس الأكتاف وانتفخ مدربه غروراً بلاعبه صغير السن الذى يصارع لاعبين شبه متفرغين للعب والتمرين فيهزمهم بسرعة وبسهولة
تركزت الأضواء فى المبارة النهائية على البساط الوحيد الباقى فى منتصف أرضية الصالة و لأول مرة يلاحظ أمجد عدد المشاهدبن الضخم الذى ملأ مدرجاتها وبدون وعى وجد عيناه تبحث عنها وسط المتفرجين ... كانت عيناه تبحث عن حبيبته ... منى ... إنه يشعر بوجودها ... فروحه لا زالت معلقة بها ولا يزال كل منهما يشعر بوجود الآخر... بالتأكيد هى بين المتفرجين تنتظر ذهبيته ىطوق بها عنقها كما وعدها
بمجرد تحية أمجد لمنافسه قبل بدء المنازلة اكتشف أمجد نقطة ضعف منافسه ... كان منافسه يشعر بالخوف من مصارعة هذا اللاعب الناشئ القادم من المجهول... كانت تلك النقطة التى أستغلها أمجد فى إنهاء مباراته بعد أقل من دقيقتين لتصخب الصالة بصرخات الفرحة بالذهبية الأولى فى البطولة ... لكن أمجد لا يميز صوت صرخة فرحة منى بينهم ... إنه يشعر بوجودها فلم لا يراها ولا يسمع صرختها
توج أمجد بميداليته وسمع نشيد بلاده الوطنى ورأى علمها يرتفع معلنا فوزه ... لكنه لن يستطيع الشعور بفرحته إلا بعد يرى تلك الفرحة فى عينيها ... جميلته الرقيقة منى
وأخيرا رآها ... لم تكن بين المتفرجين ... كانت تنتظره فى الجانب البعيد من الصالة ... وكما وعدها جرى إليها ليخلع ميداليته ويهديها لها
ولكنه فجأة يجد نفسه محاط بظلام شديد وشعر بقدميه تنزلقان لبئر سحيق تتخبط ذراعاه بجدرانه حتى يصطدم أخيرا بقاعه ويغيب بعدها عن وعيه
لقد سقط المصارع فور فوزه بذهبيته الدولية الأولى
...........................................................................................
خاتمة
كل من يرى غرفة مكتب الباشا (أو قرأ وصفها فى قصصه السابقة) التى يقضى بها معظم أوقاته يلاحظ أنها شبه مطابقة لغرفة مكتب إلهام باختلاف إختفاء ترابيزة الرسم القصيرة واستبدلها بلوح مفاتيح على الترابيزة الصغيرة وشاشة كبير احتلت جزء من الحائط المقابل لجلسة الباشا واختفاء جهاز الصوت الكبير ليحل محله جهاز حديث ذو سماعات صغيرة لكن قوية حول أركان حجرته الأربعة
............................................................................
بنهاية هذا الجزء من حكى الباشا كانت أعصابى قد اقتربت من التحطم
فهاهو القدر يضرب ضربته وينهى قصة حب رومانسية بمنتهى القسوة ... وهاهو الرجل الذى ظننته طيلة حباتى قوى قاسى لا ينال الزمن من قوته يكاد ينهار أمامى من البكاء
لكنى أعلم تماما أن قصته لم تنتهى بعد ... بل أن الضربة التى ضربها له القدرلم تقتله لكن دفعته فى إنعطاف حاد لمسارآخرووضعته أمام تحدٍ جديد
فهل نجح فى تحديه الجديد أم إتخذت حياته مسارا آخر هذا ما سوف نعرفه سويا فى الجزء القادم من قصة بدايات الباشا
.................................................................................
أعتذر لكم قرائى الأعزاء
أولاً لطول هذا الجزء وثانيا لتلك النهاية الحزينة لقصة حب أحببتها كما أحبببتموها ... ولكن وكما ذكرت لكم سابقاً فتلك القصة قصة واقعية لا أتحكم فى أحداثها ككاتب فأنا فقط مدون لما يمليه على الباشا من ذكريات
لكنى دائما ما أذكركم بأن شخصية الباشا ليست من الشخصيات التى تستسلم تحت وطأة ضربات القدر .... فهو رجل قد ولد بجينات مصارع لا تنكسر إرادته ولا يستسلم تحت ضربات القدرمهما كانت قوتها ودعونا سويا فى الأجزاء القليلة الباقية من القصة نتابع مصارعة أمجد مع القدر... تلك المصارعة التى تحول أمجد فيها من "الطالب مقاتل أمجد حسن" إلى "الباشا"
.................................................................
تبادر لذهنى سؤال أثناء كتابتى لذلك الجزء على لسان الباشا لم يستطع هو نفسه الإجابة عليه
لماذا حرص أمجد على أن يكون طاقما النوم الذى أهدى أحدهما لمنى والآخر لسهام لهم نفس الشكل لكنه أهدى منى اللون الأبيض بينما كان لسهام اللون الأسود
هو يجيب ان إختياره كان لاإراديا ولكنى أشعر بأن هذا الإختيار كان وراءه دافع ما
فهل يتكرم قرائى الأعزاء بمشاركتى آراءهم حول سبب الإختيار؟
أرجو ذلك
وإلى لقاء أرجو أن يكون قريباً
View: https://www.youtube.com/watch?v=w6w0cy_1HY4
View: https://www.youtube.com/watch?v=EFJ7kDva7JE
View: https://www.youtube.com/watch?v=Ain88a_-Xsk
View: https://www.youtube.com/watch?v=p_ysM56lTT4
الجزء الثانى عشر
مقدمة
فى هذا الجزء كان حكى الباشا يحمل مفاجأة ...فهو يحكى فيه عن أمر لم يكن ليحكيه ... أو لاينبغى أن يحكيه .... لقد إختصكم الباشا أصدقائى بحكاية سر أعتقد أنه لا يعلمه غيره والقليل من المقربين ... سر لو عرفت أسماء أشخاصه الحقيقية يكون قد أطلق قنبلة قد تدمر الكثيرين
فى هذا الجزء إشارة لموسيقى عظيم قد لا يعلم الكثيرين اسمه لكن موسيقاه التى ألفها فى ثلاثينيات القرن العشرين لا زالت حاضرة وبقوة فى معظم المناسبات ... إنه الموسيقى Carlos Gardel الفرنسى المولد الذى يحمل بجانب جنسيته الفرنسية جنسية الأرجنتين وأورجواى ومن غرائب القدر وفاته فى دولة رابعة هى شيلى
هناك أيضا بعض المصطلحات التى قد يجهلها بعض الشباب والكثير من الشابات وخاصة بمجندى القوات المسلحة
فلفظة ميس وتنطق ميز تعنى مكان تناول طعام الجنود أو الضباط
ولفظة تقييف تعنى ضبط الملابس العسكرية على مقاس الجندى
والحلاقة عالزيرو تعنى قص حتى تنكشف تماما فروة الرأس
فى هذا الجزء بالذات افصح الباشا بالتلميح عن صراع آخر عاش أحداثه وتأثر بها وأثرت عليه
وأعتذر لكم قرائى الأعزاء مسبقا عن قلة المادة الجنسية فى هذا الجزء
فما حكاه الباشا خلاله يستلزم عدم صرف إنتباه القارئ عن قراءة ما بين السطوربحكاية مشاهد جنسية ساخنة ... فما لمّح به لا يستطيع ذكره صراحة
ذلك الجزء من حياة الباشا ليس بمحاكمة لزمن مضى ... لكنه محاولة لدفع إتهام لشباب الثمانينيات بأنه عاشوا حياة بلا منغصات ... حياتهم كانت شديدة القسوة لكنهم كانوا لا يستسلمون
والآن لنعد إلى قصتنا
وأرجوكم حاولوا قراءة ما بين السطور
.............................................................................................................
لم يشعر أمجد بعد إرتطامه بقاع البئر العميقة بشئ سوى صوت منى تناديه
- أمجد ... قوم يا حبيبى ... أنا محتاجالك جنبى ... بيتنا مستنيك
- قللوا النور شوية علشان يقدر يفتح عنيه
لم تنقطع الزيارات عن أمجد منذ إفاقته وحتى خروجه من المستشفى بعد إسبوع آخر وبعد أن إطمأن الدكتور إبراهيم من زملاؤه أساتذة كلية الطب الذين أستدعاهم لمعاينة حالة أمجد بأن ما ألم به مجرد عارض طارئ بسبب ضغطه الشديد على جسده وأعصابه التى لم تتحمل مثل هذا الضغط فانهارت بسبب الضغط الذى واجهه لحظة إستلام ميداليته الدولية الأولى ... فهو فى الأصل فنان رقيق المشاعر عكس ما أبداه أثناء نزالاته الأخيرة وأن تعافيه تماما سيكون سريعا بفضل عزيمة المصارع وقوته الجسدية
لم تنقطع زيارات اصدقاء أمجد له فى منزله ... ولأول مرة يشعر بأن عدد أصدقاءه كبير ... لكن كانت زيارات صديقاته دائمة ويومية فرادى أو سويا ... ما عدا سهام التى أصبحت عضو شبه دائم بأسرة أمجد تكون دائما أول من يحضر وآخر من يذهب والتصقت بأم أمجد تستقى منها ...لكن بحرص ... كل ما يمكن معرفته عن أمجد وعن كل ما يحبه وكل ما يزعجه ... كان حبها له حقيقياً ... ولكن هل كان حبه لها بالمثل؟
إتخذت صديقات أمجد جميعا موقف حاد ضد منى وامتنعن عن محادثتها كما اعتدن... فهم كفتيات يعرفن جيداً أن ماحدث لصديقهم المقرب قد حدث بفعل طلبها فسخ خطبتهم ... حتى أتى اليوم الذى كانت سميرة منصرفة مع أمل وإيمان من شقة أمجد وفتحت منى الباب عندما سمعت أصواتهم فانصرفت أمل وإيمان دون حتى أن يكلفن أنفسهن عناء النظر إليها لكن منى إستوقفت سميرة
- إنتى سميرة ... صح ؟
- أيوه أنا سميرة ... إنتى منى ... شوفتك يوم الماتش اللى كان فى الكلية
- ممكن اتكلم معاكى شوية ؟
- تتكلمى فى إيه يا منى؟ إنتى مش حاسة عملتى إيه فى أمجد ؟ أى بنت فى مصر كلها جه يوم واتمنت تكون مكانك بعد اللى عمله معاكى والصورة اللى اتنشرت ليكم فى الجرايد ... حرام عليكى اللى عملتيه فى أمجد ده يا منى
- متظلمينيش يا سميرة ... أنا اتظلمت زيه بالظبط ... ومش هاقدر اقولك مين اللى ظلمنا إحنا الإتنين
- وعايزة إيه مِنى دلوقتى؟
- عايزاكى تاخدى بالك منه يا سميرة ... أمجد أجمل إنسان فى الدنيا ... أنا حاسة إن علاقتك بيه غير كل البنات ... حاولى تعوضيه عن اللى حصله بسببى
- ولما انتى بتحبيه كده فسختى خطوبتك منه ليه ؟
- فسخت خطوبتى منه علشان باحبه يا سميرة ... متأسفة إنى عطلتك عن إذنك
مسكينة يا رقيقة فالكل حتى أنتِ لا يعرفون الحقيقة
...........................................................................................................
إستغرق الأمر فقط إسبوعين آخرين قبل إستعادة أمجد لقواه ... ولكنه لم يعد أمجد القديم ... لأول مرة منذ وطئت قدماه بساط المصارعة منذ 9 سنوات يشعر بعدم الرغبة فى العودة إليه ... قرر أمجد أن وقت المصارع قد إنتهى ... فلا معنى لفوز جديد أو ذهبية أخرى لن ير فرحتها فى وجه حبيبته ... لا زالت هى حبيبته وستبقى حبيبته ... حتى بلا أمل
كانت نصيحة الطبيب النفسى الذى استشاره الدكتور إبراهيم هى ضرورة شغل ذهن أمجد بأكبر قدرممكن فكانت عودته للمكتب وعمله ساعات اطول هو أقرب الحلول
بنزول أمجد لأول مرة كانت أم أمجد فى إنتظارزيارة إنتظرتها طويلا منذ فسخ خطوبة أمجد ومنى ... ولم يخب ظنها ... فبعد خروج أمجد بربع ساعة فقط سمعت جرس الباب ليعلن لها وصول ضيفتها
بمجرد أن فتحت أم أمجد الباب تلقت منى باكية فى حضنها ... فمنى إبنتها مثلما أمجد إبنها
- تعالى يا حبيبتى ... مستنياكى من شهرين ... عيطى يا منى ... عيطى علشان تستريحى
- عايزة أنام يا ماما ... نفسى أنام ... دخلينى أوضة أمجد يمكن اعرف انام
- أنا جهزتهالك أول ما أمجد صحى من النوم ... كنت عارفة إنك هتطلعى
- فضلت قاعدة فى البلكونة مستنياه ينزل علشان اطلع ... اول ما خرج من الباب لبست وطلعتلك ... مش لاقية حد اتكلم معاه ... حتى اصحابى بطلوا يكلمونى
- وليه متفضفضيش مع امك يا منى ... ريرى ملهاش غيرك فى الدنيا
- أمى ؟ أمى هى السبب فى المصيبة اللى انا فيها ... ظلمتنى وظلمت أمجد معايا
- طيب خلاص ... متتكلميش دلوقتى خالص ... تعالى معايا أنيمك فى أوضتكم ولما تصحى تبقى تتكلمى
- كان نفسى تفضل أوضتنا يا ماما ... كنت مستعدة أعيش فيها بقيت عمرى مع أمجد ... بس امى دمرتنى ودمرت حلمى ودمرت أمجد معايا
- خلاص يا حبيبتى بطلى كلام وتعالى معايا أغسلّك وشك ونامى
- خايفة أمجد يحيى يلاقينى فى أوضته
- متخافيش ... أمجد مش هيجيى قبل 10 أو 11 بليل ... هيخرج مع اصحابه بعد المكتب ... وانا هاحرّج على اخواته وابوه محدش يقوله إنك كنتى هنا ... تعالى معايا يا حبيبتى
غطت أم أمجد إبنتها الروحّية بملاءة خفيفة وخرجت فى هدوء ... لكنها بين كل وقت وآخر تتسلل لتطمئن على الجميلة النائمة وتخرج بنفس الهدوء حتى لا تزعجها
بعد الظهر بقليل دخلت أم أمجد لتطمئن على فتاتها فوجدتها جالسة على السرير تحتضن وسادة أمجد مغمضة عينيها
- صحيتى يا حبيبتى؟
- أيوه يا ماما صحيت ... أنا متشكرة أوى ... كنت محتاجة أنام وكنت متأكدة إنى مش هاعرف انام غير هنا ... هاقوم انزل
- لأ يا حبيبتى خليكى ... أنا اتصلت بامك قلتلها إنك عندى وهتفضلى معايا طول النهار
- لو سمحتى يا ماما مش عايزة أسمع سيرتها هنا كمان ... كفاية إنها قدامى فى الشقة طول اليوم وحتى مش قادرة أقولها إنى مش عايزة اشوفها
- ليه كده يا بنتى بس ... طيب مش هكلمك دلوقتى خالص فى الموضوع ده ... قومى اغسلى وشك وانا هاحضر لقمة ناكلها سوا ... انا عارفة إنك مبتاكليش بقالك كام يوم ... أنا كمان مأكلتش ليا كام يوم زيك ... بس لما شوفتك نفسى اتفتحت عالأكل ... قومى يا حبيبتى ناكل سوا ونتكلم بعدين ... أقولك ... هاجيب الأكل وناكل سوا هنا
أشفقت أم أمجد على صغيرتها ... فكيف لهذا القلب الرقيق أن يتحمل كل هذا الألم ... لم تفهم الأم إلا ما فهمته مُنى ... فأشفقت الأم أيضا على ابنها ... فهى تراه قد فجع بفقدان حبيبة عمره لسبب لاذنب له فيه ... لكنها لم تلق باللوم على أم منى ... بل اشفقت عليها ... فهى إنسانة ... لا سلطان لها على قلبها ولا تدرى شيئا عما أفصح به لسانها فى فترة تخديرها
شعرت الأم أنهم جميعا مظلومون ولا يد لهم فى إنهيارتلك القصة الأسطورية لحب كبير ... ولكن حبها لمنى يحتم عليها أن تساندها فى محنة تخلّيها عن حب عمرها وانهيار برج الأحلام الذى بنته لحبها
- بصى يا منى ... الأجازة لسه قدامها شهرلغاية ما تخلص ... إنتى كل يوم بعد ما أمجد ينزل إطلعليلى نقعد سوا طول النهار زى ما كنا بنعمل ... ولو عايزة تنامى فى أوضتكم كل يوم براحتك ... نامى زى مانتى عايزة
- وبعد الشهر ما يخلص هاعمل إيه؟ أنا مش طايقة أقعد فى الشقة تحت ... باحس إنى هاتخنق
- هنبقى ندبرها وهنلاقى حل متقلقيش
- أنا هاروح الجامعة بكرة أحول نفسى إنتساب ... مش هاقدراروح الجامعة وكل زمايلى بيعتبرونى السبب فى اللى حصل لأمجد ... محدش فيهم يعرف اللى انا فيه ومش هاقدر حتى أحكى لأى حد المصيبة اللى انا فيها
- اللى يريحك إعمليه ... ولو حولتى إنتساب يبقى تطلعى تقعدى معايا أول ما ارجع من المدرسة كل يوم
- مش عارفة من غيرك كنت هاعمل إيه ... يخليكى ليا ... كنت عارفة إن مافيش حد غيرك هيفهم إللى انا فيه
- إنتى بنتى يا منى ... يمكن القدرعمل كل ده لحكمة إحنا مش عارفينها ... أكيد نصيبك هيكون مع حد تانى يمكن أحسن من أمجد
- أنا نصيبى عرفته خلاص ... طالما أنا مش من نصيب أمجد يبقى مش هاكون من نصيب حد غيره مهما حصل ... مستحيل راجل غيره يلمسنى يا ماما ... مش هاكون زى أمى واتجوز راجل تانى وانا باحب أمجد ... مش هاظلم راجل مالوش ذنب وانام معاه وانا بافكرفى راجل تانى ... مش هاكون زوجة خاينة يا ماما... حتى لو الخيانة دى بمشاعرى اللى مليش حكم عليها
عندما عاد امجد لغرفته مساءً شعر لأول مرة منذ فسخت خطوبته بالراحة ولم يشعر بالإختناق الذى كان ينتابه من قبل بمجرد إجتيازه الباب ... لم يزل قلبه معلق بقلب منى ولا تزال أرواحهما تلتقيان ويشعر كل منهما بوجود الأخرحتى أنه تجرا وسأل أمه
- هى منى كانت هنا النهاردة؟
- وإيه اللى هيجيب منى هنا يابنى؟
- أصلى حاسس انها كانت فى الأوضة
- لا يابنى مجتش ولا كانت فى الأوضة ... خش نام يا حبيبى ... جسمك محتاج يستريح
فى اليوم التالى عندما صعدت منى كانت أم أمجد قد أعدت لها فراشها وبعد أن أفطرا سويا فى غرفة أمجد مدت الأم يدها إلى بيجامة أمجد التى قضى بها ليلته والمعلقة خلف الباب وناولتها لمنى
- إقلعى الهدوم اللى إنتى لابساها دى يا حبيبتى والبسى البيجاما دى ... هتعرفى تنامى فيها أحسن
...........................................................................................................
إتخذت الأمور فى مكتب الدكتور إبراهيم مسار خاص فيما يتعلق بأمجد ... أصبحت إلهام خزينة أسرار أمجد ومرشدته ... فقد كانت حريصة على إحتفاظ أمجد ببريق موهبته والتى باتت ملفتة للأنظارو أصبح مكتب الدكتور إبراهيم قبلة للعديد من مكاتب التصميم الأجنبية التى تتنافس على حجز موعد بداية العمل فى تصميماتها ... كانت إلهام هى المحرك الرئيسى فى عمل المكتب ... فهى تملك فى يدها كل مفاتيح الفتى الذهبى وتعرف متى وكيف تشعل جذوة موهبته ... كانت إلهام تتخذ من أمجد صديق تتحدث معه فيما لاتستطيع التحدث به مع غيره ... وأعتبرته الأبن الذى لم تستطع إنجابه .... ولن تستطيع
كانت إلهام فى الوقت نفسه تحرص على مواصلة علاقتها بمنى ... فهى الوحيدة بعد أمجد وأمه التى تعرف سبب إنهيار قصة الحب الأسطورية ... ولإنها فى الأصل فنانة فقد تمزق قلبها حزناً على نهاية تلك القصة ... كانت إلهام حريصة على الإتصال بمنى بدون علم أمجد ... وكانت على علم بقضائها معظم يومها بصحبة أم أمجد لكنها كانت تخفى ذلك بالطبع عن أمجد ... فهى لا تريد له التعلق بأمل بات تحقيقه مستحيلاً
بعد إسبوع من عودة أمجد للعمل الذى بات يوميا ً لمدة 8 ساعات كان موعد أمجد لتعلم جديد رافقه باقى حياته ... إقتحمت إلهام كعادتها غرفة مكتبها أثناء إنهماك أمجد وسهام فى إنهاء لوحة جديدة
- إيه يا عيال مخلصتوش لسه
- ربع ساعة وتلاقى البلان قدامك
- إتعلمتى كتير يا بت يا سهام فى الكام يوم اللى قعدتيهم معانا فى المكتب ... لما الأجازة تخلص مش عارفة هاعمل إيه ... إتعودت عليكى يا بهيمة
- يا ستى ولا يهمك ... هاخلى بابا يكلم الريس أشتغل معاكم 3 ايام زى أمجد ... أكيد مش هيمانع ... مانا باشتغل معاكم ببلاش
- 3 ايام زى أمجد ولا 3 ايام مع أمجد يا ممحونة ... يا بت لو خطيبك عرف إنك رايحة جاية معاه هيخلى ابوكى يقتلك
- ولا يهمنى ... أنا باتلكك له أصلا على كل حاجة بس هو معندوش ددمم ... لو بيحس كان زمانه فسخ الخطوبة من زمان
- طب ما تقولى لأبوكى إنك عايزة تفسخى الخطوبة يا قطة ... ولا أنتوا طمعانين فى الشبكة السوليتير
- أنا لا عايزة سوليتير ولا زفت ... أنا مبلبسش الخاتم غير لما يكون المحروس جاى ... وبالبسه غصب عنى ... وقولت لابويا إنى مش عايزاه ولا طايقاه ... بس كان هيقتلنى يومها ... أول مرة فى حياتى يرفضلى طلب ...واضح إن مصالح ابويا مع ابوه أهم عنده مِنى
- يا بنت المجنونة !!! عايزة تسيبى واد زى خطيبك ده ؟ ده قمر يا بت
- آه عايزة اسيبه ... مش باحبه
- وبتحبى مين يا غندورة ؟ أوعى تكونى بتحبى الواد المعفن ده
- أنا معفن يا إلهام ... ماشى ... هافوتهالك المرة دى
- لأ جامد يا واد وخوفتنى ... هتعمل إيه يعنى؟ ياض إعدل كده علشان ماغتصبكش قدام الموزة دى وهتبقى فضيحتك بجلاجل فى الكلية كلها ... إسمعوا بقى اللى هاقولكم عليه ... الريس مسافر بكرة أجازة أسبوعين ... أنا بقى هادلعكم فى الإسبوعين دول ... هنخلص شغل كل يوم بدرى بدرى واعلمكم حاجة جديدة غير الشغل
- هتعلمينا إيه ؟
- هاعلمكم ترقصوا
- نرقص؟ إنتى إتجننتى يا إلهام ؟ نرقص فى المكتب؟
- لأ ماتجننتش ولا حاجة ... إحنا كل سنة بنستغل أجازة الريس ونقلبها مسخرة هنا فى المكتب ... بيبقى كل اللى نفسه فى حاجة بيعملها
- يخربيت جنانك ... والريس مبيعرفش؟
- لأ بيعرف طبعا ... بس مبيقولش انه عرف ... الريس دماغه أمريكانى يالا مش قفل زيك
- وهتعلمينا نرقص إزاى يا إلهام ... انا باعرف ارقص وكنت باروح ديسكو مع اصحابى فى النادى أحياناً
- يا بت ديسكو إيه وخرة إيه اللى بتتكلمى عنه ... أنا هاعلمكوا رقص راقى ... هاعلمكوا ترقصوا تانجو ... علشان لو اتعزمتوا معانا على حفلة نضيفة ولّا حاجة متبقوش قاعدين زى المقاطف ... لما تتعلموا التانجوهتعرفوا يعنى إيه متعة الرقص ... مش التنطيط اللى بتتنططوه وكلكوا بتقلدوا ترافولتا وكارين جورنى و اوليفيا نيوتن جونز
- بجد يا إلهام هتعلمينا نرقص تانجو ... كان نفسى اتعلمه
- هاعلمك يا بت ... وهاعلم البغل اللى واقف معانا ده كمان ... هاخليكوا أحسن cupels فى التانجو... تعالى انتى بس بكرة بجزمة بكعب عالى وفستان وبلاش البنطلون وجزمة الكورة اللى لابساها فى رجلك دى
- ماهو أمجد مانعنى البس فساتين وجزم بكعب وانا جاية المكتب
- أمجد إيه يا عين امك ؟ أمجد مانعك بصفته إيه ؟ هو فيه حاجة بينكم يا بت انا مش عارفاها ولا إيه ... دا أنا أقتلك واقتله ... الحاجات دى ممنوعة فى المكتب ... الحاجة اللى أقولها تتنفذ
كان موعد أمجد فى اليوم التالى مع موسيقى أخرى تركز جمالها فى عقله وقلبه وأسرت روحه إلى الآن إنها موسيقة Por Una Cabiza تلك الموسيقى التى ظلت أيقونة التانجو منذ أكثر من تسعة عقود وإلى الآن
أرادت إلهام تعويض النقص فى مثلث إبداع أمجد ومفاتيحه بعنصر جديد ينعكس على روحه ... فهى بخبرتها تعلم أن سهام وحدها مهما فعلت لن تستطيع ملأ الفراغ الذى تركته الرقيقة منى
صدق حدس إلهام بتأثر تلميذها بموسيقى التانجو ورقصه وانعكس ذلك التأثير على خطوطه التى بدأت تعود للإنسيابية بعد أن أصبحت حادة منذ فسخ خطبته واقتراحاته للألوان والخامات التى يفوق تجانسها حد الكمال حين يرافق عمله سماع موسيقى التانجو
كانت إلهام تعتقد أن سرعة إستعادة أمجد للياقته الذهنية سببها تفانى سهام فى حبها له وللموسيقى الجديدة التى دخلت حياته ... لم تكن تعلم أن سرعة إستعادته لروح إبداعه سببها تلك البيجاما التى يرتديها يوميا قبل نومه ... وتكون سبقته فى إرتدائها وفى النوم على فراشه حبيبته ... الرقيقة منى
...........................................................................................................
نجحت سهام فى ملأ الفراغ الذى تركه غياب ريرى عن حياة أمجد ... فقد أصبحت لقاءاتهما مرتين إسبوعيا أطلقت فيها سهام العنان لشبقها معه بعد أن تفننت فى تحويل الملحق لعش حب صغير وأمتلأ الجانب الخاص بأمجد من الدولاب بملابس نوم وحتى ملابس داخلية كانت تشتريها وللغرابة كانت تسعد بغسل وكى ما يخلعه من ملابس بعد أن يتركها
نجحت فى إشباع وحش شبقه لكنها لم تكن تملأ فراغ قلبه ... فقلبه الفارغ لن تملؤه بعد مُنى إمرأة واحدة مهما كانت قدرتها وأى كانت من هى
عندما بدأ العام الدراسى كان أمجد قد اصبح شخصاً جديدا ... إنه عامه الأول فى قسم العمارة ورافقه فى القسم سهام وأمل وإيمان ... وسميرة
عاد أمجد لكليته بروح جديدة ... فقد أصبح أكثر تقبلا للمزاح وتقبل صداقات جديدة من زملائه وحتى من معيديه ... فهو فى نظرهم علاوة على تفوقه الدراسى البطل الذى إنهار فى لحظة مجده ثم عاد للقيام كطائر الفينيق يعيد بعث نفسه من رماد إحتراقه
"كلهم كانوا مساكين"
عاد أمجد للكلية لكنه لم يعُد أبدا لناديه ولا لمنتخب بلاده ... إكتفى بالتدريب واللعب مع فرق الكلية والجامعة فقط .... من أجل الدكتور إبراهيم
كانت سميرة هى أسعد من فى مجموعتهم ... فمعنى عودة الدراسة هو حصولها على متعتها الصغيرة وجرعة بللها المعتادة التى حرمت منها لأكثر من شهور ثلاثة ... وقد زالت من أمامها العقبة التى كانت تقف فى طريق سعادتها وتشعرها دائما أنها سعادة مسروقة ... إنها الآن تظن أن أمجد ملك لها وحدها ... ولن تترك فرصة لأخرى بعد الآن أن تسلبها إياه
ألح أبو أمجد عليه كى يعود لإستخدام سيارتهم القديمة فى تنقلاته بعدما أخبره أمجد بعدم حاجته إليها ... فهو فى الأساس سُمح له بإستخدامها لتوصيل منى وإعادتها من الكلية والآن لا توجد منى فى حياته ومن الأصل أصبحت لا تذهب لكليتها لكن أبوه رأى أن تنقلاته بين المكتب والمنزل والجامعة علاوة على تأخره أحيانا بالمكتب وربما مبيته فيه يلزمه وجود السيارة معه فوافق أمجد مضطرا ولم يكن يريد التصريح بضعفه فى مقاومة ذكرياته القليلة التى جمعته فى تلك السيارة بالحبيبة التى فقدها
كان تاثير الليالى التى تقضيها سهام بين ذراعى أمجدعلي جمالها يماثل تأثيرها على موهبته ... فكانت تصبح فى يومها التالى مشرقة وتزداد لمعة أعينها وتزداد جمالا بكل درس جنسى تتعلمه على يدى أمجد ... كان هذا التأثير ملحوظا لكل من يراها فى صباح الجمعة حيث لا يتركها أمجد إلا بعد الشروق ... حتى أمها لاحظت هذا التغير لكنها أرجعت هذا التغيير لفرحة إبنتها بلقاء خطيبها فى مساء نفس اليوم ... لكن صديقاتها كان لهن رأى آخر
- مالك يا بت محلوة أوى النهاردة كدة ليه؟
- محلوة ؟ وانا كنت وحشة قبل كده يا أمل؟ إخص عليكى
- لأ متفهمينيش غلط ... قصدى النهاردة حلاوتك زايدة عن كل يوم
- لا زايدة ولا حاجة .... يمكن بس الكريم الجديد اللى باستعمله تأثيره كده
- كريم إيه ده ؟ إدينى أسمه
- مش هتلاقيه هنا يا إيمان ... بابا جايبهولى من فرنسا
- هتخبى علينا يا سهام وتقوليلنا كريم ؟ كريم إيه اللى يغير شكلك فى 24 ساعة ... والكريم هيخلى عنيكى تلمع كده ... ده مش كريم ... ده حب يا قطة
- حب إيه بس يا سميرة... هاحب مين بس
- شوفى إنتى بقى بتحبى مين ... مش إنتى بتقولى إنك مبتحبيش خطيبك ... إعترفى بقى وقولى بتحبى مين
- بس يا بت بلاش مياصة انتى وهيا ... أمجد قاعد ... ومينفعش نقول الكلام ده قدامه
- كويس إنكوا افتكرتوا إن أنا قاعد ... ماهو احنا جايين نقضيها حواديت ألف ليلة مش جايين نذاكر... شوفوا عايزين نذاكر إيه علشان اصحابى هيستنونى عالقهوة
بمجرد تحرك أمجد بالسيارة كان شبق سميرة قد هزم خجلها تماما وتلك المرة لم تكتفى بأحتضان ذراعه بل وضعت يدها على يده تحتضن ظهر كفه الموضوع على عصا نقل الحركة بكفها لينظرأمجد فى مرآة السيارة ليرى وحش شبقه مضجعا على الكنبة الخلفية يبتسم له إبتسامة حنون فيرفع يده من مكانها ويضعها على ركبتها اليسرى التى تعمدت أن تكشفها عند جلوسها ليضغط عليها ضغطات رقيقة فتتنهد متنفسة بعمق وتريح يديها بجانبها وتفتح ساقيها قليلا فيقفزالوحش ليقف لأمجد على مقدمة السيارة التى تتحرك بهدوء يغمز له بعينه ويضم يديه على قلبه ثم يشير له بكلتا يديه يذكره بالشارع الجانبى المظلم فى طريقه فيديرأمجد مقدمة السيارة بإتجاهه بينما يحرك أطراف اصابعه على باطن فخذها فتزيد من فتح ساقيها فى الوقت الذى تدخل فيه السيارة للشارع المظلم ويرتفع فستانها عن ركبتيها شيئا فشيئا مع تحرك أطراف اصابعه للأعلى بمنتهى الهدوء وقد بدأ يشعرببعض بلل يلوث أعلى فخذيها فهدأ من سرعة السيارة لأدنى درجة بينما تتسلل أصابعه بهدوء لتلمس كسها من فوق الكيلوت الذى ترتديه ويضغط بأصابعه مدخلا الكيلوت بين شفريها فتزيد من فتح ساقيها وتلقى بظهرها للخلف فيحرك اصابعه برفق بين الشفرين ويضغط بها ضغطات رقيقة وسريعة ولم تدر المسكينة ما يحدث لها فتلك مرتها الأولى التى تأتيها شهوتها بيد أخرى والتى تشعر فيها بكل تلك الإثارة ويرتفع تنفسها بشدة وينتفض جسدها وتسرع بوضع يديها على فمها تكتم صوت آهاتها التى كادت تخرج و تطبق بفخذيها على يد أمجد التى تنغرس بينهما مطبقة على كسها وينفجر شلال مائها مغرقا كيلوتها حتى أنها تشعر بالبلل يصل حتى شرجها فيتوقف أمجد بالسيارة جانباً حتى تهدأفورتها قبل أن يحرك يده بهدوء خارجة من مكمنها الدافئ اللزج لتلامس أطراف اصابعه المبللة فخذها الأيسر فينتقل البلل منها إلى باطن فخذها بالكامل وتشعر هى بعدها بذلك الشعور الرائع بالخدر يجتاح جسدها بالكامل فتغمض عينيها مستمتعة به ويتحرك أمجد بالسيارة وهى لاتشعر حتى يفيقها أمجد بتربيتة رقيقة على يدها
- إحنا قربنا نوصل يا سميرة
- وصلنى لغاية البيت يا أمجد ... مش عارفة هاطلع السلم إزاى حتى
- تحبى نروح حتة نقعد فيها شوية لغاية ما تهدى ؟
- لأ مش هينفع بحالتى دى ... خليها مرة تانية
عندما ترجلت الجميلة سميرة من السيارة لم تكن تدرى ما هى تلك الحالة التى تنتابها ... فهى سعيدة لكنها خجلة ... تشعربثقة فى نفسها لكن قدماها بالكاد تحملنها ... تريد أن تعلن سعادتها للجميع لكنها تخشى عليها من الذهاب
شعرت سميرة بأن أمجد أصبح لها وحدها ... شعرت النقية سميرة بأن ما قالته لها منى هو تنازل منها عن أمجد لها ... هاهى الجميلة أخيرا تشعر بأن من أحبته أصبح بالكامل ملكها
بدأت سميرة منذ تلك الليلة فى بناء قصور أحلامها ورسمت فى خيالها صورة للعلاقة بينها وبين من أحبه قلبها ولكن باتت غيرتها تصبح مصدر إزعاج لكل زميلاتها ولأمجد شخصياً فلم تعد تسمح لأى فتاة بالإنفراد بأمجد حتى لو كانت تلك الفتاة معيدة بنفس الكلية ولم يكن أمجد بتلك القسوة التى يصدم بها صديقته المقربة ... أو لنقل نحن الحقيقة بأن الوحش الذى يسكنه هو من كان يخشى من فقدان وجبته الإسبوعية الخفيفة التى بات يستمتع بها
بينما كانت الجميلة سميرة تبنى قصور أحلام خيالها كانت الجميلة الأخرى سهام تبنى قصور أخرى ... لكن فى عالم الحقيقة
بمجرد إنتهاء إمتحانات منتصف عامهم وقبل يوم من بداية الإجازة إنفرد أمجد ومعه سهام بإلهام بعد أن أحكموا إغلاق الباب حتى لا يقطع أحدهم إجتماعهم الخطير
- إلهام ... عايزين نقولك حاجة ... ونطلب منك طلب صغير
- قول يا موكوس ... عايز إيه ؟
- إحنا إتجوزنا إمبارح
- يخربيت أبوك وأبوها ... إنتوا إتجننتوا؟ إتجوزتوا إيه وخرا إيه على دماغكوا ... وإنهى مأذون رضى يجوز إتنين عيال زيكم
- إحنا إتجوزنا عرفى يا إلهام
- عرفك؟ عرفى أزاى ياروح امك ومين جوز البهايم اللى مضوا معاكم على العقد يا بقر
- جوز بهايم؟ إحنا كتبنا ورقتين واحدة معايا وواحدة معاها وبس
- يا بهيم منك ليها لازم إتنين شهود يشهدوا على العقد ... ودخلتوا بقى ولا لسة ما إتنيلتوش على عينكم ؟
- ماهو إحنا كنا عايزينك تستأذنى الريس منجيش المكتب أول إسبوع فى الأجازة وهنقضيه سوا فى الشاليه بتاعنا فى مراقيا
- لأ ناصحة ياختى ... والأمن أظن مش هيقول لأبوكى إنك كنتى متنيلة بتتناكى مع شاب غريب فى الشاليه بتاعه ... إنتى هبلة يا بت
- يووه بقى يا إلهام ... إحنا خلاص إتجوزنا وهندخل فى أى حتة ... حتى لو هنأجر شقة مفروشة ندخل فيها ... خلاص قرارنا مش هنرجع فيه ... هندخل الإسبوع الجاى يعنى هندخل الإسبوع الجاى
- كمان شقة مفروشة يا بهيم ... وبوليس الآداب يطب عليكوا وتبقى فضيحة ليكوا ولآهاليكوا ياولاد العبيطة
- هنتصرف يا إلهام ... أنا مش هاسيب سهام تضيع من إيدى هيا كمان
- وخطيبها يا حمار ... إنت عارف ابوه مين وممكن يعمل إيه ؟ إنتوا مش عايشين فى البلد دى ؟
- يغور فى داهية هو وابوه يا إلهام ... أنا مش هأسيب امجد حتى لو فيها موتى
- ماهو مش هيبقى موتك لوحدك يا لبوة ... ده هيبقى موتك وموته وموت أهله كلهم ... يخربيتكم ... قولتولى ليه منكولله
- اللى حصل بقى يا إلهام ... هتساعدينا ولا نخش نقول إحنا للريس إننا محتاجين إسبوع أجازة
- تقولوا للريس إيه ونيلة إيه على دماغكوا ... لو قولتوله هيفهم وبدال ما هيديكوا أجازة هيديكوا بالجزمة على دماغكم وأنا معاكوا وهيعرّف ابوكى وابوه وهتبقى أيامكوا سودة
- طيب نعمل إيه؟ إحنا خلاص دلوقتى نعتبر متجوزين ... ومش هنسيب بعض
- إنتوا لا إتجوزتوا ولا أتنيلتوا ... طالما مافيش شهود يبقى محصلش جواز
- خلاص ... هنشوف أى اتنين من اصحابنا يمضوا على الورقتين وخلاص
- إصحابكم ... جتكم نيلة عليكم وعلى اصحابكم ... إنت مش عارف يا اهبل إنت بالنسبة لكل الشباب فى الجامعة إيه دلوقتى؟ بيعتبروك رمز يا حمار ... وزى مافى ناس شايفاك قدوة فيه ناس تانية انت عارفها نفسها تلاقيلك غلطة وتفضحك ... هتمضّوا اتنين اصحابكم والإتنين يقولوا لإتنين تانيين والإتنين يبقوا أربعة والأربعة يبقوا تمانية وترجعوا من الأجازة تلاقوا الجامعة كلها عارفة ... إنتوا مش عايشين معانا فى البلد دى ؟
- خلاص مش مهم عقد ... هنعيش سوا من غير عقد ... هتنبسطى كده
- كمان؟ ... يعنى خلاص مافيش فايدة ؟
- ايوه يا إلهام مفيش فايدة ... هنكمل علاقتنا بأى شكل ... إحنا عايزين نعيش حياتنا زى أى اتنين متجوزين
- طيب إتنيلوا اصبروا لما اشوف حل للمصيبة اللى وديتونى فيها معكم دى ... أجلوا الزفت اللى كنتوا هتعملوه للأسبوع التانى ... بلاش الإسبوع الجاى ده ... هاشوف محامى معرفة يتنيل يكتبلكم عقد قانونى ويمضّى عليه أى اتنين ميعرفوكوش
- يعنى لسة هنستنى إسبوع كمان ؟
- آه استنى يا هايجة ... علشان كمان اعلمك تتنيلى تعملى إيه وتاخدى إيه علشان متحبليش وتبقى البلوة اتنين ... وانا هاقول للريس إنى هاخدكوا إسكندرية نعاين أرض المشروع الجديد اللى المفروض نصممه ... عندى شاليه فى العجمى تبقوا تتنيلوا فيه ... هاروح معاكوا وابقى اسيبكم واقعد فى أى اوتيل يوم ولا اتنين لغاية ما ألاقى شاليه تانى قريب أأجره علشان ابقى جنبكم ... والمعاينة هتيجوا معايا فيها يوم واحد وخلاص
- بجد يا إلهام ؟ هتساعدينا ؟ طيب تقعدى فى أوتيل ليه ؟ تبقى تقعدى معانا لغاية ما نلاقى شاليه نأجره
- هاقعد معاكوا أهبب إيه ؟ هاعرّص عليكوا ولا هاسمع الآهات يا غبى ؟؟ هاتنيل على عين أمى واساعدكم وخلاص
- طيب وبابا هيوافق إنى أروح معاكى اسكندرية كده؟
- آه يا عين امك هيوافق لما انا اقوله ... اصل ابوكى بيرسم عليا وعايز يعلقنى ... أى حاجة اقولها له هيوافق عليها
- بيرسم عليكى ازاى يعنى يا إلهام ؟
- بيرسم عليا ... فيها إيه مش فاهماها دى ... عايز يتجوزنى على امك
- بابا ؟
- آه ياختى بابا ... بس متخافيش أنا مش هارضى ...ومش هابقى مرات ابوكى يا عين ابوكى
- دا إنتى تبقى مرات اب زى العسل يا إلهام ... ما توافقى ويبقى زيتنا فى دقيقنا
- بس يابت ... جتك نيلة عليكى وعلى أبوكى ...غوروا من وشى بقى إنتوا الإتنين ... وأوعى تهوب ناحية بيت المحروسة الإسبوع ده يا بغل ... قضوها تخيلات ... حتى لما تيجوا تتنيلوا تبقوا مشتاقين لبعض شوية
- إيه ده؟ إنتى عارفة يا إلهام؟
- آه عارفة يا عين إلهام ... عرفت من عنيكوا با ولاد الهايجة ... إنتى فاكرانى بالعب هنا ولا إيه يا بت؟ وانت يا هايج انت التانى ... لو هوبت ناحية بيتها ولا اتنيلتوا أى نيلة هاعرف ... وانت عارف أنا باعرف منين ... مش مهم آخد منك حاجة جديدة الأسبوع ده ... تبقى تكمل عالشغل اللى موجود وخلاص
- طب والريس مش هيستكتر إسبوع على معاينة ؟ ومش هيستغرب من إن سهام هتبقى معانا ؟
- هابقى أقوله انك محتاج تغير جو علشان تجدد أفكارك ... وهافهمه إن انت وسهام بقيتوا تيم واحد ولازم تعرف دماغك علشان تبقى تعرف تكمل شغل وراك وطول مانا معاكوا مش هيقلق... وأكيد مش هيمانع ما هو انت بقيت اللى عالحجر... غوروا بقى جتكوا القرف فى أيامكم السودا ... إعملوا حسابكم يوم السبت هاخدكم معايا للمحامى بعد المكتب تتنيلوا تمضوا على عقد الزفت العرفى ... متخافوش مش محامى المكتب ... محدش هيعرف
لم تدخر إلهام وسعاً فى الإحتياط لبقاء أمر عقد الزواج سرياً وبذلت جهدها فى تعليم سهام ما يلزم لتفادى حدوث حمل فى غير وقته بل وأنها ذهبت قبل يومين من موعد سفرها معهم لإعداد الشاليه حتى يليق بتلك العروس الجميلة وفتاها الذى أصبح زوجها
صباح يوم السفر مرت إلهام بسيارتها أولا لإصطحاب سهام قبل أن تمر على منزل أمجد الذى وجدته بإنتظارها أمام باب عمارته
- فين شنطتك يا موكوس؟ ولا إنت هتفضل إسبوع بنفس الهدوم
- ماهى سهام جايبالى هدومى معاها فى شنطتها
- أحا ... كمان هدومه معاكى يا ممحونة وقلت لامك الأروبة إيه وانت مسافر من غير شنطة
- قلتلها إنى عايز اشترى شوية هدوم من اسكندرية ومش عايز تبقى شيلتى تقيلة وانا راجع
- وانتى يا عين امك عرفتى هو محتاج إيه لوحدك كده ؟
- إيه يا إلهام مش جوزى ولازم آخد بالى من كل حاجته
- أه ياولاد ال... ولا بلاش ... ما تتنيل تخش يا أهبل
- مبحبش اركب عربية سايقاها واحدة ست ... أنا اللى هاسوق
- وهتعرف تتنيل تسوق العربية دى ولا هتودينا فى داهية ... دى تويوتا مش ال128 المعفنة بتاعت ابوك ... لو اتخدشت هاخلى النهاردة آخر يوم فى عمرك
- متخافيش ... إنزلى بقى اركبى ورا علشان عيب تركبى جنبى ومراتى موجودة
- ماشى ... بقيت راجل وبتقول مراتى يابو شخة ... إتنيل أقعد جنب أم شخة مراتك
..............................
إستقبلت الإسكندرية سيارة العروسين بقطرات مطرخفيفة وكأنها تبارك لهما يوم عرسهما فى حين كان يحيط بركابها صوت الموسيقى العذبة lover`s concerto وتمس كلماتها الرقيقة قلوب الشابين
How gentle is the rain
That falls softly on the meadow
Birds high up on the trees
Serenade the clouds
With their melodies
Some magic from above
Made this day for us
Just to fall in love
بمجرد تجاوز السيارة بوابة الطريق من جهة الإسكندرية دست إلهام رأسها بين كرسيى العروسين
- ممكن بقى يا ممحون تسيب إيد الممحونة وتركز معايا علشان متتوهناش ... إنت طبعا متعرفش العجمى
- ولا اعرف حاجة فى اسكندرية كلها وحياتك ... أنا البوابة اللى عدينا منها دى آخر معرفتى
- طيب لف من الدوران الجاى ده وادخل أول طريق يمين
نظرت إلهام بإعجاب لمنظر الشابين لكنها كعادتها المشاكسة لم تلتزم الصمت
- يعنى يا بغل مش شايف غير المحروسة ... مش فيه جاموسة تانية معاك تفتحلها الباب
- لا مؤاخذة يا إلهام ... مأخدتش بالى
- طيب يا خويا ... هات شنطتكم من ورا وسيب شنطتى فى العربية وحصلونى
- أهو شوية ملح يترشوا عليكم تبقوا شوفتوا حاجة من ريحة الزفة ... إدخلوا برجلكم اليمين
فتحت إلهام باب الشرفة الموجود بعرض حائط صالة الشاليه ليكشف عن منظر خرافى للشاطئ والبحر خلفه حتى أنه لم يجد ما يعبر به عنه إعجابه بالمنظر
- إيه ده يا إلهام ؟ جمال مش معقول ... إنتى ازاى سايبة الجمال ده وعايشة فى زحمة القاهرة ؟
- إنت ممكن تعيش فى الجمال ده إنت والموزة اللى معاك دى ومتزهقوش ... لكن انا هاحس بالجمال إزاى وانا لوحدى يا أمجد ... تعالوا أوريكوا أوضة النوم
- أيه ده يا إلهام ؟ جبتيها منين أوضة النوم دى ؟
- من مزاد على عفش فيلا قديمة ... بالراحة عالسرير يا عيال ... الأوضة كلها أنتيك وممكن السرير ميستحملش شقاوة الشباب عليه
- متخافيش عالسرير... طالما الدفاية اللى بره دى موجودة يبقى مش هنستعمل السرير كتير
- آه ياولاد الهايجة ... وانا اللى اشتريت لكم أطقم سرير جديدة علشان تناموا عليها كنتوا قلتوا ووفرتوا عليا فلوسها ... على كل حال عندكم 5 أطقم فى الدولاب بحالهم إستعملوا اللى إنتوا عايزينه ... دلوقتى تعالوا ناكل لقمة ونقعد شوية نتفرج عالبحروبعدين تعالوا وصلونى الأوتيل وقضوا اليوم معايا ... محضرالكم بروجرام هايل النهاردة ... علشان متحسوش إنكم إتجوزتوا سُكيتى ... أنا مليت لكم التلاجة ... مش هتحتاجوا تخرجوا من الشاليه لما ترجعوا ... بكرة هاكون عندكم عالضهر ... إتصلت بالسمسار امبارح ولقالى شاليه قريب هاقضى فيه باقى الإسبوع علشان اكون جنبكم لو إحتاجتوا حاجة ... المفروض إن أمجد قاعد فى شاليه وانا وسهام فى شاليه ... أوعوا تغلطوا فى الكلام ... نروح فى داهية إحنا التلاتة ... ومتنسوش لازم كل يوم تتصلوا بأهاليكم تطمنوهم عليكوا
كانت إلهام تدرك بأن سهام لن تستطيع أبدا ملأ الفراغ الذى تركته منى فى حياته ... لكن تلك الجميلة التى أظهرت قوة لم تكن تتوقعها لا تتناسب مع طريقة تربيتها والتدليل الذى نشأت عليه جعلت إلهام تدرك أن ما تحمله سهام لأمجد حب حقيقى وليست مجرد نزوة دفعها إليها شبقها الجنسى ... لقد تقمصت سهام حقا روح الزوجة المحبة الحريصة على زوجها التى تبذل كل ما تستطيعه لتحقيق راحته ونيل رضائه
حتى سهام نفسها لم تكن تتخيل يوما بأنها ستقع فى حب شاب مثل أمجد ... فخلال كل مراحل حياتها حتى قبل سنوات المراهقة كانت تتخيل من ستقع فى حبه شاب وسيم طويل عريض تكون هى المتحكمة فى زمام حياته لا يرفض لها طلبا ولا يعطيها أمرا ... فإذا هى تقع فى حب أمجد الذى لايملك من مقومات الوسامة إلا القليل ... المسيطر المتحكم الذى أصبحت لا تجروء حتى على التفكير فى فعل أمر قبل موافقته ... لا تعلم بالضبط سهام متى أحبت أمجد ... فقد كانت فى بداية علاقتها به تعتبرها مجرد علاقة إشباع جنسى من شاب يجيد فنون الجنس فإذا بتلك العلاقة تتحول لحب حقيقى لا تتخيل حياتها بدونه ... لم تتخيل أن قلبها يدخرمفتاحه لأول شخص يشعرها بسيطرته على مقدراتها
إنه عبث القدر يا جميلة وضرباته التى تأتى دون سابق إنذار
كان يوم العروسين الذى حرصت منى على إعداده لهم حافلا بالفعل ... فبعد أن وضعت اشيائها بالفندق "وقد تعجب أمجد من كثرتها" فقد كانت تحمل بجانب حقيبتها الكبيرة حاويتين قماشيتين من التى تستعمل فى حفظ البدل والفساتين الفخمة لم يدر أمجد ما بهما لكنها إلهام غريبة الأطوار الممتلئة بالمفاجآت
جعلت إلهام كل منهم يتصل بأهله يطمئنهم على وصوله ثم إصطحبتهم لمطعم بسيط لكنه رائع بمقاعده البسيطة المرصوصة خلف حواجز الأمواج مباشرة ومياه البحر التى تتناثر أحيانا على وجوه رواده تنعش أرواحهم وتبهج قلوبهم
- كلوا يا عيال كويس ... هتحتاجوا فوسفور كتير النهاردة ... عايزاك يا ض ترفع راسنا النهاردة ... سمعة المكتب كله بين إيديك يا موكوس ... أوعى تكسفنا
- إخص عليكى يا إلهام ... أمجد مش محتاج فوسفور ... أمجد هيرفع راسكم من غير حاجة
- آه يا إلهام ... أنا خايف بعد وجبة الفوسفور دى أنوّر فى الضلمة
- أهو احنا هنشوف ... بت يا سهام ... بكرة هتحكيلى الموكوس ده شرفنا ولا لأ ... مانا لازم أتطمن عليكى ... ماهو قدرى إنى اراعى جوز عيال زيكم
- خد يا حمار المفتاح ده ... حجزت لك أوضة ... هتلاقى بدلة وجزمة وقميص وكرافتة وطقم داخلى موجودين فيها ... تغيّر القرف اللى انت لابسه وتلبسهم وتقابلنا هنا كمان ساعتين
- وجبتيهم إمتى دول ؟ واغيّر ليه
- يا بهيم مش انا اللى مودياك للترزى اللى بتفصل عنده ... هاكون جبتهم منين يعنى ... لولا إن الفندق مش هيرضى يبيت جوز عيال زيكم بعقد عرفى كنت خليتكم معايا النهاردة ... وإنتى تعالى معايا ... ميصحش عروسة تبقى لابسة القرف اللى إنتى لابساه ده يوم دخلتها ... دى هيا ليلة واحدة فى عمرك كله
نظر إليها أمجد نظرة إعجاب ووقف ليمسك بكفها يقبلها قبلة حارة يوجه بعدها نظره لإلهام
- متشكر قوى يا إلهام ... مش عارف فعلا أقولك إيه على اللى بتعمليه علشانى
- باعمله علشانكم إنتوا الإتنين يا أمجد ... رغم المصيبة اللى اتحطيت فيها معاكم لكن بجد الفرحة مش سايعانى بيكم ... ياللا بقى علشان منتأخرش ... زمان كل حاجة جهزت
- ورونى بقى تعليمى فيكم نفع ولا لأ ... عايزة كل الخواجات اللى قاعدين دول يعرفوا أننا فى مصر هنا بنعرف نرقص أحسن منهم
صدحت موسيقى تانجو La Comparsita ليبدأ أمجد وسهام رقصهم بخطوات خجلة أولا ثم يندمجا فى الرقص ويتناسيا كل المحيطين بينهم وقد أخذتهم الموسيقى بعيدا وكأنهما يحلقان فى السماء مبتعدين عن هذا العالم الذى بدا لهما جميلا وقتها
كانت رشاقة سهام وأذنها الموسيقية سببا فى أن تخرج تلك الرقصة الأولى بتلك الروعة وعندما انتهت الرقصة الأولى بلغ إعجاب المجموعة الأجنبية الموجودة برقص سهام و امجد للحد الذى وقفوا جميعا للتصفيق ومطالبتهم بأداء رقصة أخرى أو على الأقل إعادة تلك الرقصة وبالفعل إستجاب أمجد وسهام وأديا رقصة أخرى بموسيقى أخرى وقد تحررت سهام تماما من خجلها وباتت لمساتها لأمجد وحركاتها معه أمام الجميع أثناء الرقص أكثر جرأة حتى بديا كأنهما راقصين محترفين تدربا سويا على الرقص آلاف المرات
بنهاية السهرة القصيرة خرجت إلهام ترافق إبنها الروحى وزوجته لمدخل الفندق لحين إحضار موظف الجراج السيارة لتودعهما
- بالراحة على سهام النهاردة يا أمجد ... أول يوم هيكون فيه جرح مش لازم تلهبه ... هتلاقى الشيشة فى المطبخ والفحم والدخان فى الدولاب اللى جنب التلاجة ...أنا هابعت الهدوم اللى سبتوها هنا تتنضف واجيبهالكم معايا بكرة ... إتمتعوا باليومين دول على قد ما تقدروا ... مش عارفين بعد كده هتبقى الدنيا شكلها إيه ... تصبحوا على خير يا ولاد
عدما عاد أمجد وسهام إلى الشاليه كان قلب سهام يكاد يقفز من صدرها ... لم تكن تدرى سر هذا الخفقان الشديد ... أهو خوف ... أهو رهبة ... أم هى دقات القدر تؤذن بدخولها عالمها الجديد ... عالم تصبح فيه زوجة لشاب عشقته ولا تدرى أيحبها حقا كما تحبه أم هى بالنسبة له سلوى عن حب قديم
أصر أمجد ألا تجتاز عتبة الشاليه إلا وهى محمولة بين ذراعيه ... وبالرغم من أنهم باتا عرايا سويا فى الكثير من الليالى إلا أنها تشعر بخجل شديد وكأنه يلمسها لأول مرة فدفنت وجهها فى صدره تستلهم من دقات قلبه الأمان التى باتت هى الأخرى لا تشعر به إلا فى وجوده ... فهل إحساسه يماثل إحساسها
لم ينزلها أمجد من بين ذراعيه إلا بعد أن إجتازوا باب غرفة النوم ... فتحركت وهى لا تستطيع رفع عينيها إليه لتخرج له بيجامته الحريرية الجديدة لتناولها له فى خجل
- إلبس البيجاما فى الحمام وولع الدفاية لغاية ما أغير هدومى وأجيلك
- نعم ؟ فى الحمام ؟ إشمعنى يعنى؟
- عايزة اغير هدومى يا أمجد ... فيه إيه؟
- طب ما نغّيرهدومنا إحنا الإتنين هنا ... فيها إيه دى
- يا أمجد متبقاش بايخ بقى ... مكسوفة
- يا بت مكسوفة من إيه ؟ إنتى بقيتى مراتى خلاص ... هو أنا هاشوف حاجة مشوفتهاش قبل كده؟
- يوووه يا أمجد ... باقولك مكسوفة بجد ... علشان خاطرى سيبنى أغير هدومى وأجيلك
- حاضر يا مجنونة ... مش هاقدر ازعلك فى ليلة زى دى
عندما بدأت نار المدفأة فى الإلتهاب إقتحمت أنف أمجد رائحة عطر نسائى مثير ليلتفت خلفه وتقع عيناه على سهام واقفة على مدخل غرفة النوم وقد ارتدت قميص نوم حريرى أبيض بحمالات رفيعة وأعادت تصفيف شعرها المتموج لينسدل على كتفيها ووقفت تنظر لأمجد ووجهها يتضرج خجلا فتوجه أمجد ناحيتها وهو يتعجب من هذا الخجل الحقيقى الذى يغمرها فوقف أمامها ورفع وجهها لوجهه فرفعت وجهها له مغمضة العينين فلثم شفتيها بقبلة سريعة فازداد تضرج وجهها
- إنتى مكسوفة بجد يا سهام؟
- آه ... مكسوفة قوى ومش عارفة ليه
- طيب تعالى
Another time, another place
The lonely street we were embraced
Then you would go without a trace
Nothing`s the same without you
أحاط أمجد وجه زوجته بكفيه ونظر بعمق فى عينيها التى استطاعت أخيرا أن ترفعهما نحوه ليرى فيهما نظرة حب حقيقية مختلطة بنظرة خجل لم ير مثلها على وجه سهام من قبل إختفت معها نظرة الشبق التى اعتاد رؤيتها دائما وهى بين ذراعيه
- خايفة ؟
- لأ ... طول مانا معاك مش باحس بخوف ... إنت بقيت أمانى يا أمجد
مسح أمجد الدم الذى يلوث ما بين فخذى عروسه ومسح زبره بفوطة بيضاء كانت أعطتها له إلهام قبل مغادرتهم الشاليه وكان قد أخفاها بين الوسائد التى تفترش الأرض قبل أن يلف ذراعه حول كتفى عروسه ويضمها لصدره يراقب جفنيها اللذين أرختهما فى خجل بينما تمد ذراعيها تحيط بهما عنقه وعلى شفتيها إبتسامة سعيدة
- مبروك يا عروسة
- مكنتش عارفة إنها سهلة كدة ... كنت خايفة قوى
- مش إنتى بتقولى إنك مبتخافيش وانتى معايا ؟ أوعى تحسى بخوف طول مانا جنبك
إستيقظت سهام على أصابع أمجد تزيح الشعر عن وجهها ففتحت عينيها مبتسمة
- قومى ادخلى الأوضة البسى حاجة ... إلهام جت تقريبا ... خبطت الباب بالراحة ولما ملقتناش فتحنا مشيت ... أكيد هتيجى تانى
- طيب مصحتنيش ليه ؟
- أصل شكلك حلو أوى وانتى نايمة ... قومى بقى اغسلى وشك والبسى ... انا عارف إلهام ... خمس دقايق وهتلاقيها بتخبط تانى
- صباحية مباركة يا عريس ... خد اللى فى إيدى حطه عالترابيزة اللى فى التراس ... جايبالكوا فطار العرايس ... أنا هاخش اتطمن عالبت
إنقضى الإسبوع سريعا وفى طريق العودة قاد أمجد السيارة وهو يتحدث لإلهام بحديث بدا له مهما
- تعبناكى معانا يا إلهام ... بس عايز اطلب منك طلب تانى
- أطلب ياخويا ... مانا خلفتكوا ونسيتكوا أصلى
- عايزك تشوفيلى مقاول من معارفك يشطب شقتنا وياخد فلوسه حاجة فحاجة كل شهر
- طب ليه ؟
- ماهو أنا مش كل ما احب اقعد مع مراتى شوية هاتسحب زى الحرامية لبيت ابوها ... ولا إيه رأيك؟
- لأ عندك حق فى دى ... طب هاخلى تشطيب شقتكم هدية منى ليكم
- لأ يا إلهام ... شقتى لازم اخلصها بفلوسى ... دى مافيهاش نقاش
- لأ راجل ياض ... ماشى اعتبر الشقة متشطبة خلال شهرين ... هاحاسب انا المقاول واخصم الفلوس من فلوسك فى المكتب كل شهر حاجة
- شكرا يا قمر إنتى ... كمان حاجة أخيرة
- قول يا موكوس
- تشوفيلنا نجار يعملنا أوضة نوم ... وبرضه بالتقسيط
- طب ما تشتروا أوضة جاهزة وتخلصوا
- أنا عايزها حاجة مميزة ... معمولة ليا على ذوقى وذوق سهام ... شوفيها عايزة إيه بالظبط وتتعمل
- ماشى يا أمجد
...........................................................................................................
بمرور الوقت كانت سهام تزداد جمالا وزاد منه تلك التغيرات التى حدثت بجسدها وبدأ أمجد يشعر بالفعل بأنه قد غلب القدر الذى حرمه من حبيبة لكنه صارعه وفاز بحبيبة أخرى ... لم يكن أمجد ليطمح لإن تحل سهام محل منى فى حياته ... فمنى كانت هى الوحيدة القادرة على قراءة أفكاره والحديث معه بعينيها ... لكن سهام إستطاعت أن تعيد له إلهامه وتشعل جذوة موهبته التى بدأت تلمع حتى وصلت لطلب بعض المكاتب الأجنبية إبرام عقود طويلة الأمد مع مكتب الدكتور إبراهيم
كانت سميرة تشعر بشيئا ما ينمو بين سهام وأمجد ... فتلك ليست سهام الأنانية المغرورة التى عرفتها منذ سنين ... إنها الآن سهام أخرى لا يرتفع صوت ضحكتها مجلجلا ولا تتجاوز فى حوار... سهام باتت نظراتها لأمجد نظرات عاشقة تنتظرنظرة ممن عشقته ... باتت ترتدى ملابس محتشمة ولا تتعالى بجمالها ولا نفوذ أبيها وأمواله ... باتت تنتظر كلمة أمجد قبل أن تشرع حتى فى الحديث
حاولت سميرة مرة أخرى أن تبتعد عن طريق أمجد ... حاولت حتى أن تغير جلستها بجواره ... حاولت كثيرا أن تستفهم من سهام عن طبيعة علاقتها بأمجد ... كانت بشعور الأنثى متأكدة بأن مابين أمجد وسهام الآن تجاوز الصداقة بمراحل ... لكنها لم تستطع ... كلما حاولت الإبتعاد تجد نفسها منجذبة مرة أخرى لشعور البلل الذى يعطيها إياه إقترابها من أمجد ... لم تستطع سميرة حتى إقامة علاقة صداقة مع غيره من الشبان الذين يحاولون التقرب منها والحديث معها ... باتت سميرة أسيرة بائسة لحبها لأمجد
كانت ثقة سهام بنفسها وبأمجد بلا حدود ... لقد نحت جانبا شعور الغيرة الذى كانت تشعر به من سميرة على أمجد فلم تهتم بإلتصاقها الدائم بزوجها ... فلتسرق سميرة الفتات ... فهى الوجبة الوحيدة لأمجد التى تسكت شعور وحش شبقه النهم الذى لا يشبع
ترسخ فى ذهن سهام أن أمجد رجل لن تكفيه إمرأة واحدة ... ففى كل مرة ومهما استعدت تكون قد إنتهت تماما قدرتها حتى على الوقوف على قدميها بينما هو لا يزال فى قمة نشاطه ... تعشق إحساسها بالخدر الذى ينتابها بعد كل لقاء وتستغرق فى نوم عميق بينما لم تضبطه مرة متلبساً بخدر أونوم ... لم تكن تعرف بأن أمجد لا ينام إلا فى البيجاما وعلى السرير الذى باتا يحملان دوما رائحة حبيبته ورفيقة روحه ... الرقيقة منى
...........................................................................................................
مرت سنوات الدراسة سريعا واقتربت لحظة المواجهة التى ظن أمجد أنه مستعد لها ... بظهور النتيجة بات على أمجد تنفيذ خطته لتحويل عقد زواجه العرفى لعقد رسمى ... تلك الخطة التى لم تحسب حساب التغيرات التى كانت تجرى سريعا حوله ... وحول الجميع
خلال سنوات أربع تمدد تيار رجعى حتى بات يسيطر على معظم حياة البشر فى بلد طيب نهش قلوب أهله الجهل حتى أصبحوا يقادون بكلمات رنانة فى ألفاظها فارغة من معانيها واستفحل مع تمدد هذا التيار وحش القبح الذى ينهش فى طريقه كل ما بقى من الجمال فى عهد النفوذ والسلطة ورأس المال ... إختفى الكثير مما بقى فى العاصمة من مبانٍ جميلة واحتلت مكانها بلوكات خرسانية تتحدى حتى معايير الأمان ... حتى فيلات مدينة نصر القبيحة المنظرإختفت واحدة تلو الأخرى لتحل محلها أبراج خرسانية أكثر قبحاً ... إختنق مكتب الدكتور إبراهيم بأبراج تحيطه منعت حتى ضوء الشمس من التسلل لحديقته الرقيقة وبات العمران يمتد بقبح على إيدى مقاولين لا يعبأون حتى بتصميم قبل إنشاء حتى أن مكتب تصميمات الدكتور إبراهيم بات معتمداً بالكامل فى عمله على تصميمات لمبانٍ تنشأ بالخارج لم يستطع حتى أن يستمتع برؤيتها تكتمل
كان الدكتور إبراهيم وقتها قد وصل لعمادة كلية الهندسة وللمرة الأولى منذ إنشاء قسم العمارة يعلن القسم عن عدم حاجته لمعيدين من خريجى نفس السنة ... كانت رئاسة قسم العمارة قد آلت لأحد الأساتذة من ضمن التيار الذى يعتبر الدكتور إبراهيم وأمجد من ضمن الأعداء ... فقط لإنهم لم يكونوا أصدقاء ... ورغم محاولات الدكتور إبراهيم مع إدارة الجامعة لتعيين حتى معيد واحد بالقسم إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل ... فمعنى تعيين معيد واحد من تلك الدفعة بالقسم هو أن يصبح أمجد من ضمن هيئة تدريس الكلية وهو أمر مرفوض تماماً بالنسبة لرئيس القسم ... ورئيس القسم له الكلمة الأخيرة فى إختيار المعيدين
كانت تلك ضربة القدرالتالية لأمجد ... الذى هو الآن المهندس أمجد ... تُطلب تصميماته بالإسم من الخارج ولا يعرف بوجوده من هم بالداخل ... تبخر حلمه الذى كان يحلمه بأن يحمل راية الجمال بعد أستاذه العظيم ... وهاهو حلم آخر ينهار ... لكنه مصارع قرر ألا يستسلم وسيستمر فى منازلة خصمه ... قد يخسر جولة لكنه لن ينسحب ... وإن كان سيُهزم فلتكن هزيمة مشرفة ... لن يهزمه القدر لعدم التكافوء ولا بلمس الأكتاف ... إن هُزِم ستكون هزيمة بالنقاط ستليها جولة أخرى وسينتصر
فى الجهة الأخرى كانت زوجته الجميلة تواجه أهلها فى منازلة أخرى وقد تقمصتها روح التحدى التى أكتسبتها من زوجها ... فبظهور نتيجة السنة النهائية أصبح تحديد موعد زواجها من خطيبها المزعوم ذو المركز المرموق المدعوم بنفوذ لا محدود من أبيه أمر حتمى ... إلتحق الخطيب المزعوم بإحدى البعثات الدبلوماسية ببلد اوروبى وبات يتوق لإكمال مظهره بزوجة جميلة تليق بمركزه الجديد بعد أن أمضى سنتين بالخارج وبقيت سنة واحدة لإلحاقه ببعثة أخرى ببلد آخر أكثر رونقا بسبب نفوذ أبيه ... وفى لحظة مواجهة عنيفة مع أبيها دهمته بخبر زواجها الذى تم منذ سنوات
قد يكون الهدوء الذى استقبل به الأب الخبرنتيجة لتوقع سابق إستقاه من تغير سلوك إبنته ... وقد يكون بسبب خبرته كرجل أعمال لايجب أن يظهر على وجهه ملامح لما يدور بجوفه ... كان هدوءاً شديداً لكنه كان بالتأكيد الهدوء الذى يسبق العاصفة
مر أسبوع لم يستطع فيه أمجد رؤية زوجته أو الإتصال بها ... حتى إلهام و الدكتور إبراهيم لم يستطيعا الإتصال بها ولا بأبيها لمعرفة أى خبر عنها ... إنتظرها أمجد كثيرا فى شقتهم منتظرا دخولها عليه فجأة كما فعلت كثيراً من قبل دون جدوى وعندما غامر بالذهاب لفيلتها وجدها مغلقة ولم يجد حتى حارس يقف عليها ليسأله
بعد هذا الإسبوع كان على أمجد إنهاء إجراءات تجنيده وقضى أول أيامه كمجند فى إجراءات الكشف الطبى الطويلة التى تستغرق اليوم بكامله ... أنهى يومه قبيل غروب الشمس ومر على أسرته ليطمئنهم ثم أسرع لشقته كى ينتظرفيها زوجته ... فخطته تقتضى وجودها
عندما وصل أمجد للدورالأخير الذى تقع به الشقة صدم بمنظر بابها المخلوع ليهرع لإجتيازه ويصطدم بمنظر الشقة وقد تحولت لأنقاض ... فكل شئ مهشم ... حتى بلاط الأرضيات محطم وعندما اتجه لغرفة النوم وجد كل ما بها أشلاء ... حتى الدولاب محطم تماما وملابسه تناثرت فى كل مكان ... لم يجد ملابس سهام ... المرتبة مٌزِقت وأُخرِجت أحشاءها ... وأهم ما فقد كان ورقتى الزواج التى حفظهما هو وزوجته بأحد الأدراج ... لم يبق شئ ... لم تعد قطعة خشب فى غرفة نومه متصلة بأختها ... لم يكن هناك من يمكن سؤاله ... فالعمارة ليس لها حارس وكانت شقته هى الوحيدة المسكونة بها
عندها فقط شعر أمجد بخوف شديد على زوجته وأسرع لفيلا أسرتها عله يجد بها من يدله على ما حدث لسهام ... لكنه وجدها خالية وعندما دار حولها ليدخل من باب الملحق الذى لا يزال يحمل مفتاحه لم يجد الباب ولم يجد الملحق ... فقد سد الباب ببناء حديث وتحول الملحق لأنقاض مكومة
لم يجد أمجد أمامه غير الإتصال مرة أخرى بإلهام التى طلبت منه فى صوت حزين أن يتمالك نفسه ويقابلها بشقتها على الفور
جلس أمجد أمام إلهام وهو يلهث من شدة غضبه التى لم يستطع أن يخفى علاماته عن وجهه الذى تحول لوجه آخر شديد القسوة وتركته إلهام قليلا عله يهدأ قبل أن تنطق بكلمات حزينة
- طلقها يا أمجد
- أطلق مين ؟ سهام؟
- أيوه يا أمجد ... سهام أبوها خدها معاه وسافروا ... حدد ميعاد جوازها خلاص بعد 3 أشهر ... طلقتها أو مطلقتهاش هيجوزها غصب عنها
- يعنى إيه يجوزها غصب عنها ؟ هيجوز بنته وهى متجوزة ؟
- آه يا أمجد هيجوزها وهى متجوزة ... ومحدش هيقدر يفتح بوقه ... أبوها وأبو خطيبها واللى زيهم هما اللى بيتحكموا فى كل حاجة دلوقتى
- طيب واللى هيتجوزها ده مش هيعرف يعنى ؟ ماهو أكيد هيعرف ... حتى لو مقالتش هيعرف
- لأ مش هيعرف يا أمجد ... هتعمل عملية ومش هيعرف ... بموافقتها وبغير موافقتها هتعمل العملية وهتتجوزه ... قالتله أو مقالتش هيتجوزها ... كل الكبار عرفوا إنه هيتجوزها يبقى لازم يتجوزها ... حتى لو هو نفسه مش موافق هيتجوزها
- طيب وعايزينى أطلقها ليه طالما هى كده ... طالما هيجبروها تتجوز بأى شكل مستنيين إنى أطلقها ليه
- طلقها علشانها هيا يا أمجد ... ابوها هيتصل بيا الساعة 9 علشان تسمع هيا منك بنفسها كلمة الطلاق ... طلقها علشان هيا متبقاش عايشة فى ذنب تانى يا أمجد
- مش هاطلقها يا إلهام ... مش هاضيع مراتى زى ماضيعت خطيبتى قبل منها ... اللى عندهم يعملوه
- يابنى إنت حظك حلو إن ابوها مش عايز فضايح وعايز الموضوع ده يفضل سر ... غير كده كان زمانك إنت وأهلك متبهدلين ... الموضوع لو اتعرف هيأثر على سمعة ابوها وابو الولد اللى هيا مخطوباله ... محدش يعرف بجوازكم غير انت وهى وانا وابوها وامها بس
- طيب انا بقى اللى هافضح الدنيا واعرف الناس كلها انها مراتى من اربع سنين واللى عندهم يعملوه
- عندك دليل إنك كنت متجوزها ؟ الورقتين زمانهم وصلوا لابوها على اول طيارة ... هيقولوا عليك مجنون وتترمى باقى عمرك فى مستشفى المجانين ... خليك معايا هنا لغاية ما يتصلوا وطلقها خليها حتى لما تتجوز يبقى جوازها حلال
- سهام ؟ إنتى معايا؟ سامعانى؟
- أيوه يا أمجد سمعاك
- سهام ... أنا ... أنا ... أنا باكلمك علشان أقولك ... إن أنا باحبك ومش ممكن اطلقك
- بجد يا أمجد ؟ أول مرة تقولهالى
- وانا كمان باحبك يا أمجد ومش ممكن حد هيلمس شعرة منى طول مانا مراتك ... لو عايز ياخدنى هياخدنى جثة
- يخربيتكم إنتوا الإتنين ... إيه اللى عملتوه ده ... إنتوا مجانين ؟
- لأ يا إلهام مش مجانين ... مراتى يعنى شرفى ... حتى لو كانوا خدوا الورقتين فهى لسة شرعاً مراتى
- يا حمار إنتوا مش عايشين فى البلد دى ؟... لو مبقتش مطلقة هيخلوها أرملة
- مش هيقدروا يا إلهام ... وجود سهام هناك هيحمينى منهم ... هيخافوا على سمعة ديبلوماسى المستقبل ... إنتى عارفة سهام كويس ... لو حصلّى حاجة هتفضحهم برّة ... وهناك مش هيسكتوا لو حاجة زى دى اتعرفت
- طيب وانت مش خايف يعملوا فيها حاجة وهى هناك يا غبى
- ولا هيقدروا يعملوا فيها حاجة ... وجودى هنا هيحميها منهم ... لو إتأذت وانا اتكلمت هابقى مش محتاج دليل اثبت بيه كلامى
- هيجوزوها غصب عنها وهيتقفل عليها باب هى وراجل تانى يا بغل
- ولا هيقدر يلمسها ... دى بقى أنا متأكد منها ... سهام هتحول حياته جحيم وتخليه يكره اليوم اللى شافها فيه أصلا
- ياولاد المجانين ......... طب جهز نفسك بقى يا ناصح للسواد اللى هتشوفوا بعد كده
- ولا يهمنى ... المهم محدش هيخلينى أطلق مراتى غصب عنى... عايز منك بس تشوفى حد يركب باب جديد للشقة ... أنا بُكرة رايح التجنيد أشوف الترشيح ... أكيد هاترشح ظابط إحتياط ... أخلص بس فترة كلية ظباط الإحتياط وافوقلهم ... وعمرهم ما هيقدروا يهوبوا ناحيتى طول ما أنا ظابط فى الجيش ... دى الحتة الوحيدة اللى مقدروش يسيطروا عليها ... غيّرى الباب وخلى المفاتيح معاكى
عندما غادر أمجد شقة إلهام كانت مشاعرها تجاهه هو وسهام متضاربة ... تشعر بأنهم حمقى لكن أذكياء .... ضعاف ولكن أقوياء ... يحتمون ببعضهم رغم ضعفهم فى مواجهة من المستحيل أن تكون متكافئة لكنهم لم يفكروا فى الإستسلام ... إنها روح شابين غادرا لتوهما مرحلة المراهقة وبالكاد تخطوا عتبة مرحلة الشباب
تعجبت إلهام من موقف أمجد ... فهى أكثر من يعلم أن حبه لمنى لم يقل مقدارخردلة خاصة بعد أن عرفت من أمه إنه لا ينام إلا وحوله رائحتها... ولكن دفاعه عن وجود سهام كزوجة يربك أفكارها ... أيمكن لشاب مثل أمجد أن يتسع قلبه لحبين كبيرين ؟ ايمكن أن تصل تعقيدات النفس البشرية لهذا الحد الذى تراه الآن؟ كانت إلهام تشفق على ابنها الروحى لكنها فخورة بشجاعته التى رأتها .... حتى ولو كانت شجاعة متهورة
...........................................................................................................
وصل أمجد صباح اليوم التالى لمنطقة التجنيد يحمل حقيبة صغيرة بها ما يلزمه خلال فنرة التدريب الأولّى ... فهو يعلم ما سيحتاجه بالتحديد خلال فترة ال45 يوم الأولى التى سيقضيها قبل أول إجازة ... وجد مجموعة من الأتوبيسات مصطفة أمام باب منطقة التجنيد فى إنتظار طلبة كلية ظباط الإحتياط المستجدين الذين سيتم ترحيلهم بعد نداء أسمائهم مباشرة
وقف أمجد منتظرا نداء إسمه وسط زملائه فمعظم خريجى الهندسة وقتها يتم تجنيدهم كظباط إحتياط طالما إجتازوا الكشف الطبى بلا عيوب جسدية ... وهو كذلك بدون عيوب جسدية
بلغت دهشة أمجد ذروتها عندما إنتهى نداء الأسماء ولم ينادى إسمه حتى أنه توجه للكشف المعلق للتأكد ولكنه أيضا لم يجد اسمه بين الأسماء ... تم النداء فى الميكروفون بأن من لم يسمع اسمه عليه التواجد فى صباح الغد بمنطقة الفرز لمعرفة سلاحه وللترحيل ... إذا فقد تقدم موعد منازلته القادمة مع الحيتان كى يستعيد منهم زوجته المخطوفة من بين ذراعيه ... حسنا فليتقدم موعد المواجهة ... فهو أيضا يتشوق لبدايتها
فى صباح اليوم التالى وصل أمجد لمنطقة الفرز حيث وقف مع بقية المهندسين الذين تم تجنيدهم كجنود عاديين وبدأت حركة عدد من الجنود القدامى بين الخريجين بحرص ولم يبال أمجد بهم ... فهو يعرف أن الموجودين سيتم توزيعهم بين سلاحى المهندسين والدفاع الجوى ... وكلا مركزى التدريب بعيد ... كان أمجد يومها يرتدى تيشيرت قطنى ضيق فظهرت عضلاته المرسومة أسفله وكان واقفا يتوسط الباقى من زملائه عندما تعمد أحد القدامى بزيه العسكرى المهندم الإحتكاك به... ولما كان أمجد فى الأصل فى حالة لا تسمح له بالمزاح وكان يبحث عما يفرغ به بعض شحنته من الغضب فقد دفع هذا الجندى القوى بمنتهى الغضب متجاوزاً ما يعلمه أصلا من وجوب إحترام الجندى الأقدم ولو حتى أقدم منه بيوم
- إيه يا دفعة ... بتزقنى كده ليه؟
- مش إنت اللى زقيت الأول ... زقتنى وزقيتك ... فيه حاجة تانى؟
- لأ مافيش يا وحش ... الدفعة اسمه إيه ؟
- أسمى أمجد يا سيدى ... خير؟
- مافيش حاجة اسمها أسمى أمجد يا سيدى هنا ... هنا إسمك بقى جندى مجند فلان الفلانى
- إسمك يا جندى
- جندى مجند أمجد حسن ياااافندم
- تمام يا دفعة ... هنتقابل تانى
بعد أن تلا إسمه "كجندى مجند أمجد حسن" سأله الظباط بضعة أسئلة تتعلق بحياته قبل التجنيد وعن تقدير تخرجه وعن مدرسته الثانوية ورياضته التى يمارسها وخرج ليجلس ثانية بين الزملاء
بدأ النداء على كل سلاح ليصطحب مندوب كل سلاح مجنديه ويتجه بهم لمكان ما ولم يبق فى منطقة الفرز الواسعة إلا أمجد واتنين آخرين من خريجى الهندسة من جامعات أخرى فتجمع المهندسين الثلاثة ليطمئنوا ببعضهم ... فكلهم كانوا رياضيين لرياضات نزال وكلهم لهم نفس الحجم المتوسط والعضلات المرسومة ... إطمأن الثلاثة ... فوجودهم هم فقط معناه أنهم قد جندوا بالسرية الرياضية العامة وهى أقصى ما يتمناه مجند لتجنيده
عندما خرج المندوب التالى كان نداؤه صادما لأمجد وزملاؤه الإثنين ... فقد تم تجنيدهم بسلاح هو أقسى أسلحة الجيش ... حيث التدريب القاسى المستمروحيث لا مكان للراحة ولا وقت لها... لقد كانت تلك المرة الأولى التى يتم تجنيد شبان من المؤهلات العليا بهذا السلاح
تبع أمجد وزملاؤه مندوب السلاح الذى اقتادهم لسيارة جيب تقف بعيدا قفزوا لمؤخرتها المغطاة بقماش خاص ليلحق بهم الضابط بعد قليل ليجلس بالكرسى المجاور للسائق وتنطلق بهم السيارة وكان الضابط على درجة من الأخلاق التى جعلته يسمح لهم بالإتصال فى الطريق كل بأهله ليطمئنهم ويخبرهم بمكان مركز التدريب وبأن الأهل يمكنهم زيارة المجند أول يوم جمعة بعد ثلاث أسابيع
تسلم أمجد مهماته العسكرية الأساسية وسلم ملابسه المدنية ومتعلقاته للأمانات وتم تصويره لإستلام بطاقته العسكرية بملابسه الجديدة بعد أن تمت حلاقة شعررأسه تماما "عالزيرو" وضبط ملابسه عند ترزى المعسكر أو كمصطلح يستخدم فى الجيش "تقييفها" ليتم توجيهه هو وزملاؤه لعنبرمتوسط رصت على جانبيه أسًرّة عسكرية ليأتى إليهم ضابطهم وبعد تحيته يجالسهم شارحاّ لهم ما غمض عليهم
- إنتوا طبعا مستغربين جيتوا هنا ازاى ... إنتوا أول دفعة مؤهلات تتجند فى السلاح ده ... تجنيدكم لإن نوعية السلاح الجديدة التى هتتدربوا عليها محتاجة عقول تانية غير عقول مجندين العادة ... هتتدربوا مع باقى زمايلكم فى المعسكر تدريبهم الأساسى العادى لكن معاه هيكون فيه تدريب خاص ... إنتوا أول الواصلين وباقى السرية هيوصل بعدكم بالتدريج ... مؤهلات عليا زيكم ... أنا هاكون المسؤل عنكم وعن تدريبكم الخاص ... بعد ال45 يوم فيه ناس هتتوزع على وحدات وناس هتاخد فرق تدريب تانية ... طبعا إنتوا هتبقوا أقدم ناس فى السرية ... أمجد بما إنه ثانوى عسكرى هيكون حكمدار السرية ... طبعا هو عارف مهام الحكمدار أكتر منكم ... أنا منقول هنا جديد مخصوص علشان تدريبكم ... لسة راجع من فرقة برة مصر ... وعايزكم تشرفونى وتبقوا أحسن من الأجانب ... أنا بأختار رجالتى بنفسى من التجنيد ... بالتوفيق يا وحوش
- تمام يا فندم
بعد الثلاث أسابيع الأولى كانت الزيارة الأولى لأسرته فى معسكر تدريبه ... وحرصت إلهام على مصاحبتهم للإطمئنان على إبنها الروحى ورؤيته ... فهى قد إفتقدت وجوده كثيرا بجانبها ومزاحها معه ... كانت إلهام لأمجد نعم الصديقة ونعم المعلمة
فى نهاية الوقت المحدد للزيارة إنتحى أمجد بإلهام جانبا
- فيه أخبار عن سهام؟
- مش عارفة عنها أى حاجة ... حتى إبن الجزمة أبوها بطل يتصل بيا ... متحملش هم وخليك إنت فى اللى إنت فيه
- طيب يا إلهام ... معلش هاتقل عليكى ... الفلوس اللى ليا فى المكتب خليها معاكى ... إدفعى منها إقساط الشقة
- متقلقش ... هادفعلك الإقساط فى ميعادها ولو فلوسك خلصت هادفع من معايا ولما ترجع المكتب تبقى تسددهم
فى يوم الزيارة الأخيرقبل نهاية فترة التدريب الأساسى إستدعى الظابط أمجد وأربعة من زملائه قبل موعد الزيارة
- معلش يا وحوش فيه خبر وحش علشانكم ... إنتوا مش هتنزلوا أجازة مع زمايلكم بعد فترة التدريب الأساسى ... إنتوا هتطلعوا فرقة كبيرة شوية من بكرة ... ياريت تبلغوا أهاليكوا النهاردة علشان ميقلقوش
- الفرقة دى قد إيه يا فندم علشان نعرّفهم بس
- مش أقل من 4 أو 5 شهور يا أمجد ... أنا عارف إنكم زعلانين ... بس إحنا فى جيش ولازم الأوامر تتنفذ ... الفرقة مفيهاش زيارة ... أهاليكم هيوحشوكم بس كلها من مدة خدمتكم ... إنصراف يا وحوش
- تمام يا فندم
فى اليوم التالى حضرت للمعسكر سيارة صغيرة مقفلة حيث تم إصطحابهم لمكان آخرتعلموا به أشياء لم يكن أمجد تخيل وجودها
تعلم أمجد كيف يختفى فى اللامكان ويظهر من العدم ... كيف يعيش لأيام على ماء يجمعه من الندى وكيف يأكل أى شئ سواء عشب أو حيوان أو حتى حشرة ... كيف يخفى آثار دمائه إذا أصيب بجرح ... تعلم كيف يداوى جرح عميق بنفسه دون أن يشعر بألم ... كيف يخفى ألمه إذا جرحته رصاصة .... وكيف يموت فى صمت إذا كانت الرصاصة قاتلة ....فسلاحه الذى سيتدرب عليه أثمن من أن يقع فى الأيدى الخاطئة ... وتنامت لأمجد حاسة غريبة ربما لكثرة إغلاقه لعينيه دون أن ينتابه النوم أو عدم إغلاقه لها عندما يسود الظلام ... لقد أصبح سمعه مرهفا ونظره فى الظلام أكثر حدة ... أو على حد قول الباشا .... أصبح قادراً على الرؤية بأذنيه والسمع بعينيه
كان أمجد وزملاؤه يُدربون كقناصين ... والقناص غالبا شخص يخرج فى مهمته وحيداً وقد يظل وحيداً لأيام ... وإذا مات فى مهمة فسيموت وحيدا
بعد فترة تدريب البقاء والتخفى كان أمجد وزملاؤه على موعد آخر مع مدرب آخر ... مدربهم على سلاحهم الجديد ... كره أمجد هذا المدرب الأجنبى ... كره شكله وكره رائحته ... وبعد أن تسلم بندقيته التى سترافقه باقى فترة تجنيده وبدأ التدريب عليها شعر أنه هذا المدرب مجرد قاتل محترف أو مرتزق يؤجرخدماته لمن يدفع ثمنها ... كانت بندقية أمجد كما قال هذا الكريه هى حبيبته الجديدة ... يعتنى بها وتعتنى به ... لا تفارقه طالما هو فى الخدمة وحين ينام تنام فى دولاب خاص أمامه لا يحمل مفتاحه غيره ... لاتغيب عن عينه إلا فى أيام إجازاته لتوضع فى مخزن خاص بها وحدها يحمل مفتاحه الوحيد ظابط كبير ويحرسه دائما 3 جنود ... كان إعجاب هذا الكريه بأداء أمجد مصدر إزعاج شديد له ... فأمجد دائما ما يصيب هدفه ... سواء كان فى وضع حركة أووضع ثبات ... وسواء كان الهدف ثابتا أم متحركا ... ودائما تأتى الطلقة فى المكان الذى يحدده له المدرب للتصويب
أنهى أمجد أخيراً تدريبه ليحصل على أولى إجازاته ... بعد 6 شهور كاملة من تجنيده ... لم تكن الساعة قد وصلت السادسة صباحاً عندما اجتاز باب عمارته وهو يرتدى زيه العسكرى تذكر أول أيام عودته من مدرسته الثانوية بزى مشابه ... توالت على رأسه ذكريات و ذكريات جرت بينه وبين حبيبته منى على درجات هذا السلم ... عندما وصل لباب شقتها كادت يده تخونه وتدق الباب علها تفتح ليراها ... قاوم رغبته وأكمل طريقه لشقته حيث فتح الباب بهدوء حتى لا يزعج أهله فى مثل تلك الساعة ... تسلل لغرفته وهو يحمل التليفون ليجد أصابعه بلا إرادة منه تطلب رقم يحفظه عن ظهر قلب ... لم يكن يتوقع أن تُرفع السماعة بتلك السرعة وكأن من رفعها ينتظر تلك المكالمة ... لم ينطق أمجد بكلمة ولم ينطق من على الطرف الآخر ... فقط سمع صوت تنفسها ... إنها منى ... لم تنطق بكلمة لكنهما تحدثا ... فهما كما هما ... يستطيعان الحديث بصمت ... لا زالت تحبه وما زال يحبها ... رغم مرور سنوات على إفتراقهما لم يفقدا القدرة على التواصل ... فأرواحهما كما هى رغم السنين ... كلٌ روحه معلقة بالآخر
لم يغلق أمجد الخط إلا حين سمع صوت باب غرفة نوم أمه وأبيه يفتح وتخرج الأم لتجد ابنها جالسا على سريره بزيه العسكرى وألجمتها المفاجأة حتى أنها لم تتحرك من مكانها إلى أن قام أمجد والقى برأسه على صدرها لتحتضنه وتنهمر دموعها ... فلم يغب عنها أمجد مثل تلك الفترة من قبل ... إحتضنته كثيرا وقبلته أكثرقبل أن تستطيع التحدث
- وحشتنى يا بنى ... خش خد دش وغير هدومك لغاية ما أصحى ابوك ... بيجامتك متعلقة مكانها وغياراتك فى الدولاب ... على ما تخلص حمامك هاحضرلك لقمة تاكلها
سلم أمجد على أبيه وإخوته قبل أن يضع رأسه على الوسادة ليذهب فى نوم عميق لأول مرة منذ شهور إستيقظ منه بعد الظهر بقليل ... إرتدى ملابسه العادية التى أوحشه ملمسها ووضع لأول مرة منذ شهور عطره المفضل وخرج ليذهب للمكان الباقى له خارج المعسكر ... للمكتب الذى يشعر بأنه جزء من حياته
عندما وصل أمجد المكتب وجد ابوابه مغلقة ووالمدخل مغطى بالتراب ولا يوجد حتى حارس وكأن المكان قد هجر منذ شهور ... توجه أمجد لأقرب تليفون ليتصل منه برقم إلهام وهو يظن أنها لن تجيب ... فبالتأكيد المكتب قد نقل لمكان آخر بعيدا عن هذا المكان الذى أصبح خانقا بفعل تلك الأبراج التى تحيط به وتخنقه ... صدم أمجد من صوت إلهام على الطرف الآخر وهى لا تصدق بعودته لتطلب منه الحضور إليها فورا ... لقد أوحشها ابنها هى الأخرى وتريد أن تعانقه
بمجرد دخول أمجد شقة إلهام إحتضنته طويلا قبل أن تتمالك نفسها
- إيه ياض الغيبة دى كلها ... مش كانوا قايلين 45 يوم وخلاص ... تغيب 6 شهور كده
- النصيب بقى يا إلهام ... أنا روحت المكتب لقيته مقفول والتراب مغطيه وحتى الجنينة كل زرعها مات ... إنتوا نقلتوا المكتب فين ؟
- ماعدش فيه مكتب يا أمجد ... الريس صفى المكتب وطفش ... مبقاش فيه مكان لينا فى البلد دى خلاص ... بلوكات الخرسانة كسبت خلاص
- طفش ؟ طفش إزاى يعنى ؟ وليه ؟
- قال كلام معجبش واحد من إياهم فى حديث صحفى ... بصفته يعنى عميد كلية الهندسة ... مقالش حاجة عيب ولا حرام ... قال رأيه فى التخطيط العمرانى للتجمعات الجديدة ... وبس يا سيدى ... خد عندك بقى حملات تشويه ومقالات فى الجرايد ... اللى يقول عليه فاسق واللى يقول عليه عميل واللى يقول عليه ممول من الخارج بدليل شغله مع مكاتب أجنبية ... وصلت لدرجة إن واحد كتب مقال بيتهمه بالكفر ... حملة إغتيال معنوى كاملة زى اللى عملوها على نصر أبوزيد ... كان فاضل يرفعوا عليه قضية تفريق بينه وبين مراته
- كل ده علشان قال رأيه كمتخصص ؟ والدكتور إستسلم بسهولة كده ؟
- الدكتور عايز يعيش فى هدوء ويشتغل بهدوء ... كان بيحلم ينشر الجمال فى البلد لكن القبح هزمه ... مناظر إبراج الخرسانة خنقته ... صفى المكتب وراح قعد فى أبعد حتة ميقدروش يوصلوله فيها ... بس ما تخافش ... الدكتور سايبلك مكافئتك معايا ... أنا حطتهالك فى البنك فى حساب لوحدها علشان تعمللك شوية فوايد لغاية ما تخلص جيش
- وانتى بتعملى إيه دلوقتى ؟
- رجعت اشتغل فى تصميم الديكور ... شغالة دلوقتى فى ديكور فيلم جديد
- ومافيش اخبار عن سهام ؟
- شوفت صورة فرحها فى آخر ساعة من شهرين ... بس أى حد يشوف الصورة هيحس إن العروسة مغصوبة والعريس هيطلع عين أمه ... موجودين دلوقتى فى أهم دولة أوروبية ... أبوها مرجعش من ساعتها غير من إسبوع بس ... حاول يتصل بيا لكن انا صدرتله الوش الخشب متصلش تانى
- طيب يا إلهام ... أسيبك انا وأستأذن ... أكيد عندك شغل
- تسيبنى مين وتستأذن مين ... أنا مش هاسيبك النهاردة ... إستنى هنا هاخش اغير هدومى ونتغدى سوا فى أى حتة برة ... وبالمرة تعدى على شقتك تطمن عليها ... من ساعة ما غيرت الباب مهانش عليا اروح ابص عليها تانى
فلا زوجة ... لاعمل ينتظره ... لافرصة له فى التعيين الذى يستحقه كعضو هيئة تدريس بالجامعة ... لا استاذ يسانده... وحتى حبيبة عمره أصبح وجودها فى حياته مجرد سراب يراه العطشان فيحسبه ماء لكنه لا يستطيع الإقتراب منه ... كال له القدر ضرباته متتالية ولم يترك له فرصة حتى ليلتقط أنفاسه بين الضربات
فى ثانى أيام إجازته أتصل أمجد بصديقتيه أمل وإيمان يطمئن على أخبارهما ويحاول أن يستشف منهما أى خبر قد تكونا تعرفانه عن سهام لكنهما كانا مثله إنقطعت عنهما أخبار صديقتهما الغائبة إلا من الخبر المنشور تحت صورة زفافها فطلب منهما إبلاغ سميرة تحياته ... فهو لا يستطيع الإتصال بها لمعرفته بتشدد أهلها
لم تتصل سميرة إلا فى مساء آخر يوم من إجازته وهو يستعد للعودة للمكان الذى ستلتقطه منه سيارة معسكره لتعيده ... فمعسكره يقع فى مكان مجهول لا يعلمه
- ألو ... إزيك يا أمجد عامل إيه؟ وحشتنى
- إنتى أكتر يا سميرة ... كويس إنى سمعت صوتك قبل ما امشى
- تمشى ؟ هو انت لحقت ؟ كنت عايزة اشوفك
- أنا ماشى كمان ساعتين ؟ الأجازة خلصت ... وحتى لو مكانتش خلصت هأقابلك فين
- أنا الخدمة العامة بتاعتى فى العباسية ... ممكن تقابلنى هناك
- المرة الجاية بقى
- والمرة الجاية دى إمتى ؟ كمان 6 شهور برضه
- لأ ... المفروض كمان شهر لو محصلش حاجة
- خلاص ... أنا هابقى اتصل بمامتك فى البيت كل كام يوم أطمن عليك واعرف مواعيدك ... لازم نتقابل يا أمجد أجازتك الجاية ... أول ما ترجع إتصل بأمل أو إيمان ... أنا هاتصل بيهم كل يوم ... مقالوش إنك نزلت غير النهاردة
- ماشى يا سميرة ... إدعيلى بس انزل الدفعة فى معادها
- خلاص ... خد بالك من نفسك ... لازم اقابلك يا أمجد ... مش عارف بعدك عنى عامل فيا إيه
عندما عاد أمجد لمعسكره وجد أن الأوامر قد صدرت بإلحاقه هو وأثنين من زملائه بإحى الوحدات الخاصة ليكونوا ضمن أفرادها ... تسلم حبيبته من مخزنها واطمأن عليها وأجرى لها صيانتها وحملها ومعه زميليه لسيارة الترحيل المغلقة تحملهم لمعسكر آخريقع أيضا فى اللا مكان وهناك وبعد إنهاء إجراءات تسليمهم عن طريق مندوب خاص وبمجرد وضعه لحبيبته فى دولابها وترتيب مهماته فى دولاب آخر كان الأمر بإستدعائه لمقابلة قائده الجديد
فوجئ أمجد بأن قائده الجديد هو زميل قديم بالمدرسة الثانوية ... الظابط أكرم ... فخرالسلاح الجالس خلف مكتبه يتزين صدره وذراعه بعلامات الفرق العديدة التى نجح فى إجتيازها كان أكرم صديقه وكان أمجد فى يوم ما قائده أو قومندانه وكما هى القواعد يتوقف أمجد أمامه بإنتباه ويؤدى له تحيته
- تمام يا فندم ... عريف مجند أمجد حسن فى إنتظار التعليمات
- إسترح يا أمباشى
- تمام يا فندم
- وحشتنى يا قومندان ... لما لقيت أسمك عالملف مصدقتش عينى ... ندهتلك علشان أتأكد بنفسى
- قومندان إيه بقى حضرتك ... إنت دلوقتى القومندان
- مافيش بينّا الكلام ده يا أمجد ... إحنا هنا فى مهمة ... بس فى الآخر إحنا اصحاب ... وإيه اللى جابك السلاح ده أصلا ... يعنى أول دفعة مؤهلات تتجند فيه تكون إنت منهم
- النصيب بقى ... أهو عدى 6 شهور وفاضل سنة واخرج
- بالتوفيق يا أمجد ... مش هتزهق معانا هنا ... شغلنا كتير ... فترة تجنيدك هتمر بسرعة ... كان نفسى أقولك إنى هاريحك لكن إنت وزمايلك القناصة بتوع الوحدة ... يعنى كل مهمة هتكونوا فيها
- مش مهم يا قائد ... إحنا فى إنتظار الأوامر
- المبيت بتاعك إنت وزمايلك هيكون فى عنبر لوحدكم علشان دواليب سلاحكم ... اللى هينزل فيكوا أجازة هيسلمنى بندقيته تتشال فى الدولاب ده علشان تفضل قدام عينى ... الأيام اللى مش هيكون فيها شغل هيتصرف لكم عدد الطلقات اللى متعودين تضربوها كل يوم ... جهزنالكم ميدان فى ضهر الوحدة تضربوا فيه
- تمام يا قائد ... كتر خيركم
- روح دلوقتى إستريح ونتقابل فى الميس عالعشا ... إنصراف
- تمام يا فندم
كانت المهمة بسيطة ... فطيور الظلام التى أحكمت بناء اعشاشها بالداخل بدأت تستعين بخفافيش الخارج وتستعد ليومها الكبير بإستقبال سيارة محملة بالأسلحة والذخيرة تخترق الحدود الوعرة وتسلك طريق ترابى من بين ثلاث طرق تخترق المنطقة الحدودية لتصل لمن دفع ثمنها مسبقا ... وكانت المهمة هى إيقاف تلك السيارة والقبض على مستقليها ... لكن المعلومات إقتصرت فقط على الموعد التقريبى للوصول ولم تحدد أى من الطرق الثلاثة تسلكها السيارة
كانت مهمة القناصة أن يراقب كل قناص طريق وتعطيل مرور السيارة وإعطاء إشارة للقوة الرئيسية للتقدم والقبض عليها
كانت مهمة أمجد هى مراقبة الطريق الأخير ووكان القناص الأخير الذى يهبط من الهليكوبتر حاملا معه حبيبته وبندقية خفيفة ومسدس 9 مم بجانب مسدس الإشارات وثلاث قذائف إشارة بثلاثة ألوان مختلفة فكل لون له دلالة يفهمها زملاء القوة الرئيسية ... كانت مهمة مراقبة لمدة 24 ساعة يتم إجلائهم بعدها ... فلم يحمل معه إلا زمزمية ماءه والقليل من معلبات الطعام ... ورداء إخفاؤه
إحتل أمجد إحدى القمم التى تكشف مدخل الطريق كأى قناص لكن خطر له فجأة خاطر مجنون ليهبط للطريق الترابى ويعد حوله عدة أماكن للإختباء قبل أن يعود لمكمنه فوق القمة
طال الوقت حتى خيم الظلام تماما وصت صمت مطبق لا تقطعه إلا بعض أصوات الذئاب تتنادى ربما لفريسة وربما لجماع حتى قطع ذلك الصمت صوت سيارة تتحرك بهدوء مستعينة فقط بأضواء النجوم والقمر الذى كان بدراً يومها
أعد أمجد حبيبته للعمل وثبت على وجهه منظار الرؤية الليلية واستعد لتنفيذ تعليماته بتعطيل السيارة وإعطاء الإشارة لكن قفز لرأسه وقتها كل ضربات القدر التى تلقاها خلال الشهور الماضية التى استعان فيها القدر بطيور الظلام لهدم أحلامه فخالف أمجد تعليماته ولم يطلق رصاصته الخارقة على محرك السيارة ليوقفها بل أحكم تصويبه ليطلقها على بطن قائدها لتخترق الطلقة بطنه وتمر لتحطم عموده الفقرى ... كانت طلقة ليست للقتل ... بل لإصابة متلقيها بالشلل ... تلك الطلقة التى كره مدربه عندما كان يعلمهم إطلاقها وتحديد مكانها من الجسم البشرى
كان من المفترض بعد الطلقة أن يطلق أمجد إشارته لقوة الدعم لكنه تجاهل تعليماته مرة ثانية وقرر مواجهة من بالسيارة وحده ... فهو فى قرارة نفسه قد أرهقته منازلة القدر ويريد إنهائها بشرف ... وليس أشرف للمقاتل من أن يموت أثناء قتاله ... كان أمجد حقا يسعى للموت ... لكن على أيدى آخرين
كان أمجد يريد أن يبقى الجريح المشلول كطعم لزملائه الأربعة الذين قفزوا من السيارة وفروا فى كل إتجاه يحمل كل منهم بندقية آلية حديثة ... كانوا مدربين جيداً على الإختباء وكان يعلم أنهم سيبحثون عنه وغالبا سيقتلونه ... لكن صرخات الجريح الذى ألقى بجسده خارج السيارة وحاجتهم للسيارة ستدفعهم للعودة إليها إذا أحسن الإختباء ... إنها لعبة صبر يربحها القادر عليه
بعد طلقته الأولى هبط أمجد لجانب الطريق ليختبئ بأحد المخابئ التى أعدها من قبل ... فهم سيبحثون عنه فى القمة ... مكان ضوء الطلقة الأولى ... ولم يكن كقناص ليطلق طلقتين من نفس المكان
إستمر صراخ الجريح لساعات واقتربت أصوات الذئاب ... فصوت الجريح يعنى لهم فريسة سهلة ... ببزوغ الفجر كان المهاجمون قد يأسوا من العثور على مكمن المدافع فأضطروا للهبوط ومحاولة مساعدة جريحهم حيث كان أمجد ينتظرهم قريباً ... وقريبا جدا لدرجة لا يتوقعها أى مجنون
بدلا من إطلاق بندقيته الآلية أطلق طلقة ثانية من حبيبته على رأس أحدهم ليسقط قتيلا قبل أن يختفى أمجد كما تعلم لمخبأ آخر يطلق منه طلقته الثالثة بقتيل ثانى ويغير مكانه ويسقط الثالث وبقى واحد يختبئ خلف السيارة ... لكن حبيبة أمجد لم تخيب ظنه وخرجت منها طلقة شبه مستحيلة تصيبه فى رأسه ليسقط آخر المهاجمين ... لم يغير أمجد مكانه هذه المرة قبل أن يطلق رصاصة الرحمة على الجريح يتبعها بإطلاق إشارته الضوئية ويختبئ فى أحد مكامنه منتظرا لوصول زملائه دون أن يكلف نفسه حتى بالإقتراب لمعاينة جثث ضحاياه
مرت دقائق قبل أن يسمع أمجد صوت الهليكوبتر تقترب وتقف فوق مكان الضحايا وصوتها يصك الأذان مثير الغبار فى دوانات حولها لتتدلى منها الحبال من الجانبين ويبدأ الرجال فى الهبوط فالمكان لا يسمح للطائرة بالإقتراب من الأرض كثيرا ... إرتفعت الطائرة فى الجو وغابت عن الإنظار فى إتجاهها للقاعدة وللإبلاغ عن إتمام المهمة فبين الجبال لا تعمل إشارات جهاز اللاسلكى الذى تحمله المجموعة ... بمجرد إنقشاع دوامة الغبار ظهر أمجد أمام قائده ليبلغه تمام إنتهاء المهمة
هنأ القائد أكرم صديقه قبل أن يتوجه لمعاينة الجثث ويعود لأمجد وينظر له نظرة ألم ويحدثه معاتبا
- ليه كده يا أمجد؟ إيه اللى غيرك كده يا صاحبى .... دا إنت كنت فنان مين حولك لقاتل
- تمام المهمة ياااا فندم
مرت ساعات وأمجد منزو بجانب إحدى الصخور قبل أن يصل لأسماع الجميع صوت هدير رتل من السيارات تتقدمهم طائرة هيليكوبتر ليهبط من تلك السيارات الكثير من الضباط والجنود لإكمال مهمة فحص وتدقيق لكل المكان لتتدلى من الطائرة الحبال إيذانا بإجلاء القوة الصغير لمعسكرها ليتسلق الجميع ومعهم أمجد حبالها إيذانا بوقت راحة طويل
فى اليوم التالى كان على أمجد المثول أمام لجنة من كبار الضباط لتقديم تقريره عن احادث وشرح أماكن إطلاق رصاصاته ودوافعه لتجاهل الأمربعدم الإشتباك منفردا وعدد الرصاصات التى أطلقها وعدد الرصاصات التى استلمها من كل عيار وزوايا إطلاقه قبل إعطائه الإذن بالإنصراف
إختلفت اللجنة فى تقييم أداء أمجد لمهمته الأولى لكن كان الإتفاق فى النهاية على ترقية أمجد لرتبة شاويشو إبعاده عن السلاح وإلحاقه بإحدى وحدات المهندسين ... فإن كان مخطئاً فإبعاده عقاب وإن كان مصيباً فإلحاقه بإحدى الوحدات الأسهل مكافأة
كان على أمجد العودة لمعسكر التدريب لتسليم بندقيته والمهمات الخاصة به كقناص وهناك قابله المدرب الكريه وطلب منه رقم تليفونه للتواصل ... فهو يرى أن أمجد أدى مهمته بنجاح أثبت للجميع كفاءة المدرب
إلتحق أمجد بوحدته الجديدة وقد بقى من مدة خدمته 11 شهرا يقضيها فى راحة نسبية ... فالوحدة التى نقل إليها قريبة من القاهرة حيث يمكنه المبيت كل ليلة تقريباً بمنزله ... والنوم ببيجامته وعلى وسادته التى يتشاركهما دون أن يدرى مع رفيقة روحه ... منى
عندما بقى على موعد تسريح أمجد 7شهور فوجئ بصدور تعليمات بأن تكون مدة خدمة دفعته سنة واحدة فقط ... إذا فقد بقى له شهر ليعود ثانية للمدنية ... ويستعد لمعاودة النزال مع غريمه التقليدى بعد أن أضيف له غريم آخر... عليه الآن أن يصارع القدر ... وطيور الظلام
........................................................................................................
خاتمة
بنهاية هذا الجزء كان إشفاقى على الباشا قد بلغ مداه
فكيف تحمل أمجد وهو الشاب الذى بلغ بالكاد 22 عاما أن يتحمل كل هذا الضغط الذى واجهه خلال شهور قليلة
تنتزع منه زوجته وحلمه بأن يصبح معيدا ... ويغلق المكتب الذى كان مصدر رزقه ... حتى بندقيته التى أحبها يضطر لتسليمها بعد أن ألفها
كدت أبكى عندما تحولت علاقته بسهام من علاقة شهوة لعلاقة حب وصلت بهما لحد الزواج
من أين أتت تلك المدللة بتلك القوة لتتحدى أهلها من أجل من تحب
ماذا يكون شعور رجل ستتزوج زوجته وهى لا تزال على ذمته
قمة المهانة وقمة الإهانة فى عهد تزاوج السلطة ورأس المال ومساندة طيور الظلام
.......................................................................
فشلت فى تحديد سبب تمسك أمجد بسهام ... هل أحبها أم أحب حبها له ؟ هل تمسكه بعدم طلاقها كان سببه تمسكه بها أم كان سببه رغبته فى عدم الإستسلام لطيور الظلام ؟
حقا قرائى كانت مشاعره متضاربة ولم أستطع أن أستشف منه حقيقة مشاعره
فدموعه التى كانت تنساب أثناء حكيه عن ألم تفريقه عن سهام تخبرنى بأنه أحبها ... هل حقا نجحت سهام فى ملأ فراغ تركته منى فى قلبه ؟
لا أدرى لكن لعل الجزء الباقى من قصته يجيب عن تساؤلاتى التى هى بالتأكيد نفس تساؤلاتكم
فأنا الآن لا أدرى من هى زوجته التى أعرفها ... أهى سهام أم هى منى أم هى أخرى لم يأت دورها فى الحكى
...............................................................
سؤالى لكم أصدقائى الذى فشلت فى إجابته
هل أخطأ أمجد بتمسكه بزوجته وتعريض نفسه لخطر إنتقام من هم بمقدرتهم سحقه كالحشرة أم أصاب ؟
فى إنتظار مساعدتكم أصدقائى فى الإجابة ... فذلك السؤال يؤرقنى واتوق لمعرفة إجابته
View: https://www.youtube.com/watch?v=Gcxv7i02lXc
View: https://www.youtube.com/watch?v=V1sOHykhbXA
View: https://www.youtube.com/watch?v=FiTIJaMfLN4
View: https://www.youtube.com/watch?v=UwdOXtJMHuE
الجزء الثالث عشر والأخير
مقدمة
وصلنا للأمتار الأخيرة فى قصة بدايات الباشا
فقد قاربت الأوراق على الإمتلاء وانتهت الأجزاء
بنهاية هذا الجزء ترك الباشا فى ذهنى وبالتأكيد فى أذهان حضراتكم عدة أمور معلقة لم يشف غليلى بتوضيحها بعض تلك الأمور ستتضح فى السلسلة التالية وبعضها سيظل مبهما
قد تكون كتابتى قاصرة وقد تسقط منى فى أوقات بعض التوضيحات اللازمة لجزء من القصة فأنا إنسان ودائما ما يخطئ الأنسان بعكس الآلة
ولحضراتكم كقراء الحق دائما فى فهم كل جوانب القصة وكشف غموض بعض مواقفها
لذا أرجو من حضراتكم كقراء وأصدقاء التكرم بمناقشتى خلال اليوم المخصص لنقد تلك السلسة فى غرفة النقد الفنى يوم السبت 24 فبراير2024 وارحب بكل سؤال يتبادر لذهنكم عن الباشا وعن حكايته
والأن لنعد إلى قصتنا ونقرأ معا ما حكاه الباشا
..........................................................................................................................
الشهر الأخير فى حياة أى مجند هو أسعد شهور خدمته ...فقبل إسبوعين من نهاية خدمته لابد له من تسليم مهماته لتحفظ بمخزن خاص لعشر سنين هى مدة بقاءه فى الإحتياط ... ودع أمجد ملابسه العسكرية للمرة الثانية فى حياته ... ولم يرها مرة أخرى بعدها
كان على أمجد الإنتظار لمرور الإسبوعين الباقين فى مدة خدمته الرسمية قبل أن يشرع فى تنفيذ خطته المجنونة التى رسمها لإستعادة زوجته ... فقد كان ينوى السفرلتلك الدولة التى يخدم بها الزوج المزعوم لسهام وإستعادتها بأى وسيلة ... حتى لو كان الثمن عدم عودته لبلده مرة أخرى ... أو كان الثمن حياته ... فشرفه أغلى عنده من حياته نفسها و لن يترك سهام تواجه وحدها ما تعانيه بالتأكيد ... فهو متأكد من الجحيم الذى تعيش فيه ... فسنوات زواجهما أثبتت له أن تلك الرقيقة المدللة أقوى من أن تستسلم لكن ... إلى متى؟
لم ينتظر أمجد مرور الإسبوعين بل شرع فى إعداد أوراقه لإستخراج الباسبور ولم يبق إلا شهادة خدمته العسكرية وقد بقى على إستلامها أيام
تعود أمجد أن يتصل بمنى بين الوقت والآخر ... لم يكن ليجروء على الحديث إليها ... كان موعده دائما السادسة صباحا ... الوقت الذى تعود فيه قبل سنوات الإتصال بها يوميا بمجرد قيامه من النوم ... لكنه الآن لا يتحدث ... فقط يستمع لصوت تنفسها ويشعربها ... وكانت دائما ترفع سماعة التليفون قبل أن تكتمل الرنة الأولى ... كانت تنتظرالموعد وكانت تعرفه.
كانت إلهام مشغولة خلال الإسبوعين الأخيرين بديكور فيلم يتم تصويره خارج القاهرة وهى من كان أمجد يتوق بشدة للحديث معها ... فهى خير من تفهمه وخير من ستسدى له النصيحة
خلال 24 ساعة فقط تلقى أمجد مكالمتان ... الأولى مساءً من مدرب القنص الذى يكرهه وقد ألح على مقابلته فحدد له موعد فى نهاية الإسبوع والثانية كانت صباحا ً... من سميرة
- صباح الخير يا أمجد ... عامل إيه؟ مش قادرة أقولك إنت وحشتنى أد إيه
- وإنتى كمان يا سميرة إيه أخبارك
- أنا كويسة ... هى مامتك مبلغتكش إنى باتصل بيها كل يوم أسأل عليك؟
- لأ بلغتنى ... بس إنتى عارفة بقى ... أنا لسة على قوة الجيش ولازم اخلص حاجات كتير فى الإسبوعين دول
- هشوفك إمتى ؟ وحشتنى يا أمجد بجد ... ليا سنة مشوفتكش
- شوفى إنتى ... أنا حاليا فاضى وعاطل ومفيش ورايا حاجة
- طيب بص ... أنا دلوقتى باشتغل فى العباسية زى مانا ... عملوا معانا عقود بعد الخدمة العامة علشان التعداد الجاى ... باخلص الساعة 2 ... ممكن تقابلنى بعدها ؟
- ماشى ... نتقابل فين ؟
- فى أى حتة قريبة ... طبعا مش هاقدر اقعد معاك كتيرالمرة دى ... نتقابل بس اشوفك وبعدين ندبر يوم تانى نتقابل فيه
- خلاص ... هستناكى النهاردة فى كيميت ... فى الكافيتيريا اللى فى الدورالتالت
- ماشى ... هاخرج من الشغل على هناك ... وحشتنى يا أمجد
إرتدى أمجد ملابسه وقد قرر زيارة المنطقة التى يشعر فيها دائما بالراحة النفسية من القاهرة حيث ما تبقى من مبان قديمة لم تنل منها بعد أيادى التدمير بدعوى الإستثمار ... القاهرة الفاطمية حيث المحلات والخانات وبقايا المنازل التى تحدت الزمن لتبقى جميلة
قرر أمجد ألا يستقل سيارتهم القديمة ولا حتى المواصلات العامة ... فما فى جيبه الآن يكفى بالكاد لدعوته لسميرة ... فأمواله لا زالت فى حساب إلهام وكل مابقى معه هو باقى راتبه الرمزى الذى كان يتلقاه خلال مدة خدمته ... وفى طريقه للخروج فوجئ بأمه لم تذهب لعملها وكأنها كانت تنتظره
- صباح الخير يا حبيبى ... رايح فين الصبح كده
- نازل الحسين ياماما ... إتخنقت من القعدة
- طيب يا حبيبى ... خد العشرين جنيه دول خليهم معاك يمكن تحتاج حاجة ولا تقعد على قهوة تشرب شاى ولا حاجة
- مافيش داعى يا ماما ... أنا هاتمشى لغاية هناك ... هالف شوية فى الشوارع وبعدين ارجع ... نسيت شكل الشوارع هناك
- خليهم معاك إحتياطى ... هو مفيش أخبار عن سهام؟ كل البنات بيتصلوا بيا ماعدا هيا
- لأ يا ماما ... أكيد مشغولة فى البلد اللى هيا فيها ... مرات ديبلوماسى بقى
- البنت دى أنا حبيتها أوى ... رغم إنها دلوعة كده ورقيقة بس تحس فيها بقوة غير عادية ... تستاهل الجوازة اللى إتجوزتها
- كل واحد بياخد نصيبه يا ماما ... عايزة حاجة من الحسين؟
- إقرالى الفاتحة ... بالسلامة يا بنى
- هو الشريط ده حلو يا شيخ؟
- إزيك يا سميرة وحشتينى
- وإنت أكتر يا أمجد ... أخبارك إيه ؟
- أخبارى إنتى عارفاها ... مخلص جيش وعاطل ومش لاقى حاجة أعملها ... إنتى إيه أخبارك ... وإيه اللى إنتى حطاه على راسك ده؟
- أعمل إيه يا أمجد ... كل البنات دلوقتى زيى كده ... بقيت باتكسف اقعد معاهم فى الشغل بشعرى
- خسارة يا سميرة ... إنتى كان شعرك جميل
- يا سيدى لاخسارة ولا حاجة ... شعرى موجود زى ما هو بس مغطياه
- وإيه باقى أخبارك ؟ إتخطبتى ؟
- لأ ... كل حد يتقدملى بارفضه ... باتلكك على أى حاجة ... ده تخين ده رفيع ده شكله مش حلو ... أى حاجة والسلام
- ليه يا سميرة ؟
- يعنى مش عارف ليه يا أمجد؟
- وإنتى بتعملى إيه فى شغلك ؟ هو فى الجهاز المركزى بيشغلوا مهندسات ؟
- مهندسات إيه يا أمجد بس ... هما المهندسين لاقيين شغل علشان المهندسات يلاقوا ؟ بنفرغ معلومات موجودة فى الدفاتر بنحطها فى كشوفات علشان التعداد ... يعنى كتبة مش مهندسات ... إنت بقى ليه ما أتعينتش معيد؟
- بذمتك ممكن الدكتور ***** يوافق على تعيينى معيد عنده ... ده قفل القسم بالضبة والمفتاح مبيدخلوش غير اللى تبعهم
- صحيح عندك حق ... والدكتور إبراهيم أخباره إيه ؟ صعب عليا الراجل ده قوى ... كانت الحملة شديدة عليه ... لولا إنى إتعاملت معاه وعرفاه كويس كان ممكن أنا نفسى أصدق الكلام اللى إتقال عنه
- الراجل طفش وسابلهم القارة كلها مش البلد بس ... خاف على نفسه ... ماهم اللى مبيعرفوش يغتالوه معنويا بيغتالوه فعلياً ... واديكى شوفتى اللى حصل لفرج فودة ونجيب محفوظ ... سيبك من كل ده دلوقتى ... تشربى إيه؟
..........................................................................................................
بنهاية الإسبوع كان أمجد على موعد بلقاء آخر وتحد آخر لمبادئه خلال مباراته الطويلة ضد القدر .
إلتقى أمجد بمدربه الكريه ببهو أحد فنادق القاهرة ليعرض على أمجد عرضاً لا يرفض لمن يمر بنفس ظروفه ... عرض عليه المدرب فرصة العمل مع إحدى شركات الأمن بالدولة العظمى براتب يفوق راتب وزير ... وبعملة نفس الدولة ... ولما رأى علامات التعجب على وجه أمجد وسمع تساؤله عن كيفية حصول فرد أمن على مثل هذا الراتب أجابه بأنه لن يكون مجرد فرد أمن ... بل ستكون مهمته العمل كقناص له بندقيته الخاصة المماثلة لحبيبته التى سلمها قبل نهاية خدمته وربما طرازها الأحدث وأن عمله لن يكون بتلك الدولة ... لكن بدول أخرى ... فتلك الدولة تسمح بتكوين مثل تلك الشركات على أراضيها وتحصل منها ضرائبها لكنها لا تسمح لها بالعمل داخل حدودها
وعن طبيعة العمل أجاب المدرب بأنها ستكون مساعدة لبعض القوات بدول أخرى أغلبها داخل القارة المنكوبة بثرواتها وصراعاتها سواء تلك المساعدة كانت بالتدريب أو بمهام يكلف بها من بعضهم سواء حكام أو معارضين
أخبر المدرب أمجد بأمر آخر لم يكن يعرفه وهو أن أمجد بطبيعة خدمته العسكرية لن يستطيع الخروج من مصر بشكل قانونى بل أن عليه الإنتظارلستة أشهر قبل أن يُسمح له بالسفر لكن هناك طرق أخرى تجيدها مثل تلك الشركات لتهريب متعاقديها للخارج
كان سؤال أمجد للمدرب عن سبب إختياره هو بالذات لتلك الوظيفة أجابه المدرب أن أداءه فى مهمته الوحيدة هو السبب ... فهو أدى تلك المهمة كمحترف وليس كجندى عادى وأنه سيكون المصرى الوحيد العامل بتلك الشركة وأنه هو الذى رشحه
كان سؤال أمجد الأخير عن علاقة المدرب بتلك الشركة وهل هو فى الأصل أحد أفرادها فأجابه بأنه يسدى خدمة لصديق بالخارج طلب منه ترشيح لقناص وأنه لا علاقة له بتلك الشركة وأنه موفد من قبل حكومته لمجرد تدريب جنود على سلاح جديد
ودع أمجد مدربه الكريه الذى وضعه عرضه فى مواجهة أخرى لكن تلك المرة مواجهة مع نفسه ... فتلك فرصة لمن هو فى مثل ظروفه ... أموال ضخمة و فرصة للخروج وربما إستطاعته الوصول للبلد الموجود بها زوجته... فنفسه تمزقه غيرة على شرفه المهان بوجود زوجته فى بيت رجل آخر... تلك المدللة الجميلة تحمل وحدها الآن مسؤلية الدفاع عن شرفه بينما هو مقيد ... حتى لا يستطيع مساندتها
ترك أمجد الرجل الكريه وكان حقا بحاجة إلى إستشارة ... ولكن من يستشير؟ فأى شاب ستكون نصيحته القبول وفورا ... وأى كبير ستكون نصيحته ناقصة ... فهو لايعرف ما يمر به أمجد ومعظم خريجى الجامعة من أبناء الطبقة المتوسطة ... لم يكن أمامه إلا أبيه يسأله النصيحة ويطلب إرشاده ... أفشى له أولا سر زواجه السرى من سهام وما حدث لها ... أفضى له بالسبب الحقيقى لإستبعاده من العمل كمعيد ... حكى له ما لم يكن من المسموح له كجندى بحكيه وأفضى له بسر مهمته الوحيدة التى أنجزها وكانت كل تلك الأسرار كالجبل يرسخ على صدره ... فكلمات صديقه وقائده كانت ترن دائما فى أذنيه ... "كنت فنان مين حولك لقاتل" ... صارح أمجد أبيه بالوظيفة المعروضة عليه ... أنهى أمجد حكاياته قبل أن ينهار على صدر أبيه باكيا مخرجا ألمه الذى حمله بصدره لشهور فتركه الأب ليهدأ قليلا ويفرغ شحنة إنفعاله قبل أن يتكلم
- يا أمجد مش هاقدر أحكم عليك لإنى مكنتش فى مكانك ... لكن إعتبرها خبرة تضيفها لحياتك ... إنت متعرفش شحنة السلاح دى لو دخلت كان ممكن يكون ضحيتها كام ومين ... وحتى جوازك من ورايا مش ها ألومك عليه لإن ده حقك إنك تعيش حياتك وتتجوز بنت حبيتها ... إنت يابنى لما قتلت .. قتلت شباب زيك .. مشيوا فى طريق زى اللى معروض عليك تمشيه دلوقتى لكن بتمن تانى ... قالولهم هتدخلوا الجنة وهما صدقوا ... إنت لما قتلت كنت بتأدى واجبك اللى كان لازم تأديه ... إنت مكنتش تعرف اللى ماتوا دول مين ... ويمكن مشوفتش وشوشهم بعد ما ماتوا ... لكن إنت ضربت رصاصك على صورة اللى قتلوا طموحك وإغتالوا أحلامك وخطفوا منك مراتك ... ده يا أمجد اللى خلاك تتصرف بالقسوة دى ... إنت مش قاتل يا أمجد ... إنت بس كنت بتاخد تارك من اللى قتلك ... إنت أديت واجبك وأنقذت عشرات ... وحتى لو كنت أنقذت واحد بس ... فأكيد الواحد ده كان هيبقى شخص بيدافع عن حق البلد فى إنها متتاخدش من أهلها زى ما مراتك إتاخدت منك
- يعنى أنا مش قاتل زى ما أكرم قال ؟
- زميلك يابنى إتكلم كظابط مقاتل بيحترم قواعد الإشتباك ... لكن فى الأصل إنت صعيدى إبن صعيدى وخدت بتارك ... واللى بياخد بتاره عندنا مبيبقاش قاتل ... إنت مقتلتش غدر ولا ضربت رصاصة فى ضهر ... إنت قتلت فى مواجهة ... سلاح ضد سلاح ... وزى ما إنت مُدرّب هما كمان مُدرّبين ويمكن اللى مدربكوا نفس الخواجة اللى انت بتحكى عليه
- طيب والعرض المعروض عليا ؟
- إنت عارف إجابتى ... أنت مفضلتش تتعلم 17 سنة واتخرجت من كلية الهندسة علشان تبقى مرتزق ... ومتقوليش شركة أمن ... إنت عارف كويس دى شركة إيه
- يعنى أرفض؟
- مش بس ترفض ... إنت عارف أكتر منى المفروض تعمل إيه
- إبن حلال يا أمجد ... لو مكنتش جيت كنا هنبعتلك ... قوللى بقى الخواجة قالك إيه بالظبط وانت قولتله إيه
- هو حضراتكم عارفين ؟
- طبعا عارفين وهاوريك صوركم وانتوا فى سميراميس كمان ... عايز بقى اعرف الحوار اللى مقدرناش نسمعه
- طيب وليه سايبينه لغاية دلوقتى ؟
- علشان لسه محتاجينه ... أول ما الظباط ترجع من فرقها هيمشى على أول طيارة ... خد ورق وقلم أهو واكتب الحوار بالكلمة من ساعة ما قابلك بعد ما سلمت سلاحك... وامضى بعد كده بإسمك ورتبتك ... إنت لسة لغاية دلوقتى شاويش أمجد حسن ... إكتب يا شاويش
- أكتب بالعربى ولا الإنجليزى ؟ الحوار كله كان بالإنجليزى يا فندم
- إكتبه بأى شكل يريحك ... المهم متنساش كلمة واحدة اتقالت
- برافو يا أمجد ... دقة زى ما توقعناها منك ... واضح إننا خسرنا كفاءة كبيرة لما ابوك رفض تدخل حربية
- حتى دى كمان عارفينها ؟
- يعنى دى لفتت نظرك وملفتش نظرك إننا عرفنا انك بتحب الشاى بالنعناع
- لا مؤاخذة يا فندم مأخدتش بالى
- على فكرة أنا عاجبنى أوى اللى بتعمله مع الناس اللى ماشية وراك ... تدريبك نفعك
- هو اللى ماشيين ورايا دول تبعكم؟
- لأ طبعا ... اللى تبعنا مش هتعرف تتوههم ... متدربين احسن منك ... إللى تبعنا ماشيين وراك ولقوهم ماشيين وراك هما كمان
- يعنى أنا كنت متراقب من الأصل؟ ممكن أعرف السبب؟
- السبب إهتمام الخواجة بيك إنت بالذات بعد ما اتعرضت عليه نتايج مهمتك لتحليلها مع إنه ميعرفش إسم القناص اللى نفذ المهمة ... من كتر لهفته طلب كل ورق تدريبك لمراجعته ... قائد المركز شك فيه وبلغ ... إنت متراقب من ساعة ما سلمت بندقيتك ... حتى وانت فى وحدات المهندسين
- سؤال أخير ياريت أعرف إجابته ... اللى ماشيين ورايا غيركم دول مين؟
- دول من الجماعة اللى كانوا زعلانين منك وانت فى الجامعة ... منعرفش ماشييين وراك ليه
- يمكن علشان المهمة اللى عملتها ... أكيد عايزين ياخدوا تار رجالتهم
- لأ ... مستحيل حد يعرف إن المهمة دى كانت مهمتك ... و حتى المدرب مالهوش إتصال بيهم ... وده مش إسلوبهم ... اللى إنت قتلتهم مكانش فيهم مصرى واحد ولا حتى كانوا منهم ... إتفضل إنت دلوقتى وإحتمال نتصل بيك تانى إذا احتجناك
- تمام يا فندم ... هاسيب رقم تليفون البيت وانا خارج
- إحنا عارفينه ... متتعبش نفسك ... خد بالك من نفسك يا وحش
- تمام يا فندم
خرج أمجد من المبنى الكبير وكالعادة لم يجد مكاناً للذهاب ولا شئ يفعله وللغرابة وجد نفسه يفتقد مراقبه فعاد لمنزله حيث يعرف أنه بالتأكيد ينتظره وتوجه بعدها للمقهى وجلس على كرسى بالخارج بإستمتاع بعد أن حدد مكان جلوس مراقبه بداخل المقهى
كعادته أحضر له ثابت أرجيلته وكوب الشاى بالحليب بنفسه ... فثابت رويتر الآن أصبح المعلم ثابت الذى يدير المقهى ولا يخدم بنفسه إلا زبائنه المميزين
- أحلى شاى ميزة وأنضف شيشة فى القهوة للباشمهندس
- بنفسك يا معلم ثابت ... كتير عليا ده
- وانا هيكون عندى أعز منك يا هندسة ... تؤمر بحاجة تانية
- كوباية ينسون للأخ اللى قاعد ورايا ده ... اللى لابس بنطلون قصير عليه
- هو معرفة ؟ طب مقعدش معاك ليه ؟
- لأ لسة هنتعرف ... هاتله انت بس الينسون والحساب عندى
- عيب يا هندسة حساب إيه ... حسابك كله عندى
- إيه يا شيخ؟ بقالنا كام يوم ماشيين ورا بعض ... مش آن الأوان بقى نتعرف ؟
- ماشيين ورا بعض إيه يا أستاذ ... أنا أول مرة اشوفك
- يا راجل ... إنت نسيت يوم ما سألتك عالشريط فى الحسين ... ياعم متقلقش مفيش حاجة ... إحنا شباب زى بعض وانا عاطل ومفيش ورايا حاجة ... خلينا قاعدين سوا نسلى بعض ... ومش هاسألك إنت ماشى ورايا ليه ولا مين اللى مخليك تمشى ورايا ... غالبا إنت نفسك مش عارف ... إسمى أمجد ... مهندس معمارى عاطل ... إنت بقى إسمك إيه؟
- عزيز ... محاسب وعاطل زيك
لم يعد أمجد لبيته لكنه اتصل بصديقته وأمه الروحية إلهام وأخيراً وجدها
- أخيرا لقيتك ... كنتى مختفية فى أنهى داهية
- كنت فى الغردقة يا حمار ... خلصت جيشك ولا لسة
- خلصت يا ستى ... بعد يومين هاستلم الشهادة
- طب تعالى اغديك ... فيه حاجات كتير لازم تعرفها ... وعلشان اشوف هتاخد فلوسك اللى معايا ازاى ... متتأخرش
- ساعة واكون عندك ... هانط فى أول أوتوبيس واجيلك
- خش ياض ... إستنى فى أوضة المكتب على ما اعمل كوبايتين شاى واجيلك ... ولع لنا فحمايتين نضرب حجرين واحنا بنتكلم
- إيه أخبارك يا أمجد ... بتعمل إيه دلوقتى ؟
- ولا حاجة ... باقعد عالقهوة ... جهزت ورق الباسبور علشان اسافر بس للأسف عرفت إنى مش هاخد تصريح سفر قبل ست شهور
- وكنت عايز تسافر فين كده ؟
- هاسافر البلد اللى فيها سهام يا إلهام
- وهتسافر البلد اللى فيها سهام تنيل إيه؟
- أشوفها بأى شكل ... لازم تحس إنى جنبها ... ولو لقيت فرصة هاخدها ونهرب
- يابنى بلاش جو الأفلام العربى ده ... هى البلد اللى هتسافرها دى سايبة كده ... تخش وتخرج براحتك وتاخد واحدة وتهرب ... إنت أصلا مش هتعرف تسافرلها لإنك مش هتاخد فيزا من اساسه
- معرفش يا إلهام ... لازم اتصرف ... مش هسيب مراتى مع راجل غريب
- طب خد عندك بقى الخبر ده ... سهام إتطلقت الشهر اللى فات
- بجد يا إلهام؟ هى اتصلت بيكى؟ سهام رجعت مصر
- أصبر يا بغل لغاية ما أخلص كلامى ... سهام طلعت ميتين أم الواد اللى كانت متجوزاه وميتين أم السفارة كلها من أول بتاع الأمن لغاية السفير نفسه ... آخر مرة عملت لهم فضيحة فى حفلة السفارة واتخانقت مع الواد فى نص الحفلة... البت دى طلعت قوية ومفترية
- وبعدين ؟
- كانت بتقول لكل حد يتكلم معاها إنها مبتحبوش وإنها بتحب واحد تانى ... الواد خاف من الفضايح وطلقها وابوها راح خدها
- يعنى هى فى بيتهم دلوقتى ؟
- لأ ... أبوها خدها وسافر على أمريكا ... ليه فيلا هناك قعدها فيها هيا وامها وجايب جاردات بنات ملازمينها ليل ونهار ومانع عنها التليفون ومبتخرجش غير وامها معاها هى والجاردات... مش سايبنلها فرصة تغيب عن عينيهم ... ماهو مش هيسيبلها فرصة تهرب وتتصل بصرصار زيك
- وانتى عرفتى منين ؟ أبوها اللى قالك؟
- لأ طبعا ... أبوها ماتصلش بيا تانى بعد آخر مرة ... بس هو اليومين دول ماشى مع ممثلة فى الفيلم اللى انا شغالة فيه ... صاحِبْتها وحكتلى كل حاجة ... حتى قالتلى إنه ممشى ناس وراك ينقلوله أخبارك أول بأول ... طبعا معندهاش فكرة إنى اعرفك وهى طبعا متعرفكش ... مانت بالنسبة لأبو سهام صرصار يفعصه بجزمته وميصحش يجيب إسمك على لسانه
- هما اللى ماشيين ورايا دول تبع أبوها؟ طب إزاى ؟ دول سكة وهو سكة تانية خالص
- يعنى إيه ؟ إنت كنت عارف إن فيه حد ماشى وراك قبل ما أقولك
- آه كنت عارف ... بس اللى كانوا ماشيين ورايا الجماعة التانييين ... مالهم دول ومال أبو سهام ؟
- تصدق إنك حمار زى ما ابوك بيقول عليك ... ماهى المصلحة واحدة فى الآخر ... دول يخبوا فلوسهم عند دول يشغلوهالهم ودول يخلّصوا على اللى يزعل واحد من دول وفى الآخر الجيب واحد والمصلحة واحدة وكله بيتراضى... والمحاكم بتقبل قضايا ملهاش لازمة بيرفعها محامين ملهمش لزمة على ناس عمرهم ما شافوهم وأفلام بتتوقف علشان كلمة مش عاجبة واحد منهم وصحفيين عارضين إقلامهم للإيجار وحاجة آخر خرة
- وابو سهام مصاحب ممثلة وهما مصاحبينه كده ؟ محدش فيهم بيكفره ولا يقول عليه فاسق وفاجر وزنديق والهمّ اللى بيدلقوه فى ودان الناس ليل ونهار
- لأ ياخويا لا حد هيكفره ولا حد هيقول عليه زنديق ... فى الآخر هى تورتة وبيقسموها بالتراضى ومحدش فيهم بيعض فى التانى
- وابو سهام ماشى مع ممثلة ليه؟ بيحبها يعنى وكده
- لأ يا سيدى ... هى الموضة اليومين دول كده ... كل رجل أعمال يشوفله ممثلة ولا مطربة مشهورة يمشى معاها والإشاعات تطلع عليهم ويكذبوها وبعدين يتصوروا فى حتة لوحدهم والإشاعات تطلع تانى وينفوها وهلم جرا ... نوع من الدعاية للممثلة ورجل الأعمال ... وبقى من ضمن برستيج رجل الأعمال المهم إنه يكون ماشى مع ممثلة أو مطربة أو حتى بنت حلوة من بتوع الإعلانات
- يعنى أنا دلوقتى المفروض أسافر أمريكا لسهام !!! حلو أوى ... وطالما مش متجوزة يبقى الأمور أسهل
- أمريكا مين اللى تسافرها يا عم جيمس بوند ... إنت أصلا من غير حاجة السفارة مش هترضى تديك فيزا ... بينقوا اللى يدخلوهم بلدهم أوبياخدوا عليهم ضمانات مش عندك ... ده غير إنك بالتأكيد متوصى عليك بالجامد علشان لو طلبت فيزا يرفضوك حتى لو عندك الضمانات اللى طالبينها
- متوصى عليا إزاى ؟ يعنى أبو سهام هيقولهم متديهوش فيزا مش هيدونى
- آه يا خويا ... أبو سهام مش لوحده ... عصابة كبيرة نفوذها ملهاش حدود من ضمنهم اللى ماشيين وراك ... عجلة دايرة واللى بيدورها قاعد هناك يعنى لما كلهم يقولوا أمجد مياخدش فيزا يبقى أمجد مش هياخد فيزا ... ومتنساش يا حلو إن دول بيعتبروك عدوهم من ساعة ما كنت فى الجامعة والتانيين بيعتبروك عدوهم لما اتجوزت بنتهم من ورا أبوها واللى هناك بيعتبروك عدوهم من غير سبب
- يا نهار إسود ... هى بقت كده ؟ وانا هاسيب سهام لوحدها كده
- آه تسيبها لوحدها كده وتحاول تخليهم ينسوك ... سهام مش هترجع مصر غير لما أبوها يتأكد إنك نسيتها ... وآديك إتطمنت على شرفك اللى كنت خايف عليه ... سهام مش هتقدر تنساك ولا هتخلى حد يلمسها ... بعد اللى سمعته عن الجنان اللى عملته إتأكدت إن محدش هيقدر عليها ... إهدى على نفسك كده لغاية الأمور ما تهدى وتبقى تشوف هتعمل إيه
- يعنى أفضل قاعد فى بيتنا زى الحريم حاطط إيدى على خدى ومش عارف اوصل لمراتى
- إشتغل وأشغل نفسك فى شغلك لغاية ما أمورك تهدى
- أشتغل ؟ أشتغل فين وإيه؟ أديكى شايفة الحال ... لا فيه شغل ولا فيه فرصة ... يعنى باشتغل طول ما أنا بادرس وأول ما أتخرج ابقى عاطل
- متشلش هم الشغل ... تعالى اشتغل معايا
- أشتغل معاكى إيه بس يا إلهام ... أنا مصمم معمارى مش مصمم ديكور ... باصمم مبانى تعيش سنين مش ديكور يتبنى ويتهد بعد إسبوع
- خلاص ولا يهمك ... أنا حبايبى فى شركات المقاولات كتير... هاشوفلك شغل فى أى شركة
- وهى شركات المقاولات بتشغل مصممين ... كل المبانى بقت شكل واحد ... كأنها اصطمبة شغالين عليها وبيغيروا بس الألوان
- أهى أى شغلانة والسلام بدل قعدتك ... عدى الكام شهر دول وبعدين أبقى أشوفلك صرفة ... على أول الشهر الجاى هتكون شغال متقلقش
- ماشى ... جمايلك عليا كترت أوى يا إلهام ... مش عارف هاردهالك إزاى
- جمايل إيه يا بغل إنت ... دا انت ابنى ياض ... أنا فاضية الإسبوع ده بحاله ... بكرة اخدك ننزل البنك أفتحلك حساب تحط فلوسك فيه ... حتى تلاقى حاجة تصرف منها لغاية ما تشتغل
- أنا بافكر ادفع الكام قسط اللى فاضلين من الشقة مرة واحدة والباقى أعمله وديعة ... أكيد مرتبى مش هيبقى زى اللى كنت باخده فى المكتب
- ولا نصه حتى ... دا إنت داخل على أيام سودة ... إستنانى هنا أغير وننزل نتغدى فى أى حتة ... وبالمرة تاخد مفاتيح شقتك اللى معايا دى
- خلى مفتاح منهم معاكى ... محدش عارف الظروف إيه
...........................................................................................................
تغير عزيز مراقب أمجد بآخر أطلق عليه أمجد بينه وبين نفسه إسم عزيز ... فكلهم بالنسبة له عزيزالعاطل الباحث عن فرصة عمل حتى وإن كانت تلك الفرصة مراقبة شخص لا يعرفه لصالح شخص آخر لا يعرفه ... لم يحاول أمجد إرهاقه ولم يحاول تضليله ... فقط عرف وجهه وألِف مراقبته ... وإن كانت مراقبته فرصة كى يثبت لمن يهمه الأمر أنه قد نسى أمر زوجته فليكن ... دع عزيز يرى بعينيه وينقل بلسانه أن أمجد قد إستسلم ... فتلك اللعبة قد تطول لكنه تعلم الصبر
تعود أمجد فى الأيام التالية مقابلة سميرة بصورة شبه يومية ... يتقابلان بعد خروجها ويقطعان الطريق لحيهما سيرا على الأقدام ... وعادت سميرة للحصول على بعض البلل من إحتضانها لذراع أمجد وإحتكاكه بصدرها ... لم يعد أمجد ينتظرها بعيدا عن مكان عملها ... فهناك العديد من الشبان مثله أنهوا خدمتهم العسكرية لينضموا لطابور العاطلين ويصبح عملهم الوحيد الجلوس على المقهى فى إنتظار موعد خروج فتياتهم من العمل فى الإعداد للتعداد القادم ... كلهن كن فى عين أمجد متشابهات ... فتيات يغطين شعورهن فقط لإنهن يشعرن بالخجل من إطلاقه ... حتى هذا الشاب ذى الجلباب القصير يأتى مثله لينتظر فتاته ويصطحبها فى خجل لدقائق يشعر معها بأنه لا يزال إنسان ... كان أمجد يشعر بإعجاب خاص بهذا الشاب المتصالح مع نفسه ... كان أمجد فقط يشعر بالإشفاق على مراقبه عزيز ... فبالتأكيد هناك فتاة ما فى مكان ما تنتظره لتتأبط ذراعه وهو مشغول عنها بأمجد الذى يتعمد ممازحة سميرة لتظهر بسمتها الخجولة مع ضحكته العالية ... كان يشفق عليه لكنه يتعمد أن يراه سعيدا برفقة فتاة أخرى ... عله ينقل لأبو سهام أن أمجد قد نسيها فيعيدها ... لم يشعر أمجد بحقارة فعلته وهو يستغل حب سميرة ... لإستعادة سهام
قبل نهاية الشهربإسبوع كانت إلهام قد أوفت بوعدها لأمجد وتم تعيينه بإحدى شركات المقاولات الصغيرة بوظيفة مهندس موقع ... وظيفة لا يفقه عنها أمجد شيئا ً ولا يعلم خبايا العمل بها ... فى أول الإسبوع أبلغ أمجد سميرة بالخبر وكادت تطير من الفرحة ... فهاهو الحلم الذى إنتظرته يقترب تحقيقه ... فأمجد لها الآن وحدها ووجد عمل وبقيت خطوة واحدة ويتحقق حلمها بأن تزين إصبع يدها الأيمن بدبلة تحمل إسمه وسيأتى ما بعدها
- مبروك يا أمجد ... وناوى على إيه بعد كده ؟
- بعد كده إيه يا سميرة؟ المرتب 240 جنيه قبل الخصم يعنى هيرسى بالكتير على 210
- مش وحشين يا أمجد .. أنا باخد 90 جنيه
- هنشوف الدنيا هتعمل إيه ... المهم ... عايز أقضى يوم معاكى قبل ما اتطحن فى الشغل ... مهندس موقع يعنى 12 ساعة شغل غير الطريق وانا إتعودت اشوفك كل يوم
- ممكن آخد يوم أجازة ... بس لازم ارجع فى معاد الشغل
- خلاص ... يوم التلات نقضى اليوم مع بعض وهرجعك فى معاد الشغل ... هابقى آخد العربية يومها من بابا
- ماشى ... هتودينى فين ؟
- مكان ماتحبى هوديكى ... تحبى تروحى فين؟
- معرفش ... أنا عمرى ما خرجت فى حتة قبل كده ... حتى وانا صغيرة مكناش بنخرج ... مرة واحدة بس رحنا جنينة الحيوانات
- حيوانات؟ إنتوا إيه حكايتكوا كلكوا مع جنينة الحيوانات؟ بلاش الحيوانات علشان ريحتها وحشة ... نروح جنينة الأسماك ... أهى قريبة علشان نضمن منتأخرش
بقدر المستطاع أعاد أمجد تركيب البلاط المحطم وعادت الأرضية إلى شبه شكلها ولم يبقى فى الشقة من اثاث إلا المرتبة التى حاول أمجد قدر المستطاع إعادتها إلى شكلها بعد إعادة ما خرج من أحشائها إليها وخاطها على قدر مقدرته لتبقى فى ما كان سابقا غرفة نومه يستعملها أحيانأً كفراش وغالبا كمقعد وكان أول ما أشتراه بعدها أرجيلة ومستلزمات تدخين ليقضى كل يوم بالشقة بضعة ساعات وحيدا يحاول ترتيب أولوياته التى إختلطت ويخطط لما ينويه بهدوء ... ويتعمق ايضا لساعات أخرى فى ممارسة اليوجا يستعد بها لما سيقابله بالتأكيد من عقبات توضع فى طريقه من خصومه وأولهم خصمه الرئيسى .... القدر
...........................................................................................................
إنها فسحة سميرة الأولى مع أمجد ... بل يمكن إعتبارها فسحتها الأولى فى حياتها ... فطبيعة أسرتها المحافظة المتشددة كانت لاتسمح بالخروج كثيرا خارج المنزل مما جعل تلك الفسحة هى الوحيدة بحياتها منذ ان وصلت لطور البلوغ
حرص أمجد على تنبيه مراقبه بأنه سيستقل سيارة أبيه وهو حريص على ألا يفقده مراقبه فنزل قبل موعده بساعات لتجهيز السيارة تحت عين مراقبه وحتى يعد نفسه لمتابعته ... فأمجد يحرص على ألا يفقده عزيزه اليوم ويراه وهو يصاحب أخرى غير سهام
تحرك أمجد بسيارته ببطء حتى تأكد من وجود سيارة أخرى تتابعه والتقط سميرة من حيث كانت تنتظره بعيدا عن بيتها وحرص على ألا يتوه من مراقبه فى زحام السيارات وبمجرد تحركه بالسيارة إلتقط يد سميرة بيده
- مال إيدك متلجة وعرقانة كده ليه يا سميرة
- متوترة أوى يا أمجد ... أول مرة اعمل حاجة زى كده
- حاجة إيه يا بنتى ؟ إحنا رايحين نتفسح مش رايحين حتة تانية
- لو حد شافنا هتبقى مشكلة
- حد مين اللى هيشوفنا بس ... النهاردة التلات ... وسط الإسبوع وكل الناس فى شغلها ... متخافيش
بمجرد عبور أمجد مدخل الكهف الكبير رآه أمامه بعد أن ظن أنه فقده فى زحام الحياة ... وجد وحش شبقه واقفا أمامه ينفض عن نفسه تراب الكسل ويبتسم له فى ود وكأنه كان يفتقده ... فله أكثر من سنة لم يره
وقف أمجد تتأبط سميرة ذراعه وتضمه بشدة لصدرها ليجد وحشه يسبح أمامه مع الأسماك الملونة خلف زجاج الحوض الضخم الذى أمامه ويحرك له رأسه فى سعادة ليضع أمجد كفه على ظهر سميرة ولما يلاحظ تنفسها العميق يلف ذراعه حول خصرها ويضمها إليه لتريح رأسها على كتفه ملصقة جسدها بجسده ويلفها هذا الإحساس الجميل الذى لا تدرى إسمه ... إحساس تتجمع فيه كل حواسها لتصب فى مكان واحد هو مكان كف أمجد الذى يقبض على خصرها
كان سير سميرة ويد أمجد تلف خصرها يجعلها تشعربنوع جديد من المتعة يختلف عن متعتها السابقة التى كانت تشعرفيها بالبلل ينتابها ... إنها متعة الشعور بالأمان الذى ينتقل إليها من لمسة شاب تحمل له فى قلبها حب لم تصرح به له لكنه الآن يصرح بحبه بلمسة لم يسبق لها أن جربتها من قبل
"كان أمجد كاذباً حتى فى لمسته لتلك النقية الساذجة"
عندما انفرد أمجد بسميرة بالكهف الآخر المنذوى بطرف الجبالية والذى تحجب مدخله أغصان تلك الشجرة الحاملة لتلك الأوراق العريضة تركه وحش شبقه ليجلس على ذلك الغصن الممتد على المدخل ليراقب فتاه وهو يواجه النقية سميرة ويحيطها بذراعيه وهى لا تدرى ما تفعل وتستسلم له وهو يدعوها بعينيه لتلف ذراعيها حول رقبته ويقترب بشفتيه من وجهها ليلثم وجنتيها بقبلات رقيقة تشعر معها بحرارة جسدها ترتفع فيمد ذراعه الأيسر لتستقر كفه على مؤخرتها بينما يقبل شفتيها قبلة سريعة تشعر بعدها بتصاعد أنفاسها قبل أن يأخذ شفتها العليا بين شفتيه يمرر لسانه عليها فتتحرر شفتيها من تشنجهما فيمتص تلك الشفة بشفتيه بينما تمتد أصابع يده اليسرى تتحسس فلقتيها بنعومة قبل أن تتسلل لتتحرك بين فلقتيها من فوق البنطلون الواسع الناعم الذى ترتديه ولم تعد المسكينة تدرى بنفسها فتلك قبلتها الأولى فتفتح فمها قليلا فيقتحمه لسان أمجد يداعب لسانها وينغرس إصبع يسراه الأوسط بين الفلقتين يلامس كنزهما المدفون بينهما ويدفع جسدها ليلتصق مكان كسها بزبره المنتصب تحت بنطاله وعندما أمتص لسانها بفمه إمتدت يده اليمنى تعتصر ثديها الأيسر بقوة وتفرك حلمته شعرت بأن جسدها ينهار بالكامل بين ذراعيه ولم تشعر بنفسها إلا وجسدها ينتفض بشدة بين ذراعيه وينطلق شلالها وأصبح جسدها بالكامل معتمداً فى وقوفه على جسد أمجد الذى احتضنها بشدة حتى انتهت رعشتها ليساندها حتى تجلس على الحجر الصناعى الموجود بالكهف ... نفس الحجر الذى سابق وساند حبيبته الرقيقة من قبل منى وأجلسها عليه
كان صدر سميرة يعلو ويهبط بشدة وقد إحمر وجهها ولأول مرة يلاحظ أمجد جمال هذا الصدر المتناسق مع جسد النقية سميرة فهى المرة الأولى التى يلامس فيها ثديها تلك الملامسة الصريحة التى لا لبس فيها ويعتصره بمثل تلك الطريقة ويشعر بحلمته المنتصبة بين أصابعه
كانت تلك المرة الأولى لسميرة التى تشعر بجمال إتيانها شهوتها وهى بين ذراعى رجل يحتويها بالكامل فكل مراتها السابقة كانت بجواره فى سيارته وكان دائما لايتوقف إلا بعد إنتهاء قذفها لتهدأ
- أمجد ... أنا ... أنا
- إنتى إيه يا سميرة ؟ زعلتى؟
- أنا باحبك يا أمجد ... يمكن باحبك من أول مرة شوفتك فيها
إستكملت سميرة سعادتها بتأبط ذراع أمجد لباقى وقتهم وكانت تشعر أنها تطير سعادة وهى تسير بجواره وهو يقبض على كفها حتى حان موعد المغادرة ليتوجها للسيارة ويفتح لها أمجد الباب وتحتك به كعادتها أثناء جلوسها وبمجرد تحرك السيارة أطبقت على ذراعه مرة أخرى تضمه بشدة لصدرها ... لقد تأكدت الآن أن أمجد أصبح بالكامل ملكها
"مسكينة يا نقية فأنت لا تدرين دواخل النفس البشرية"
ضغطت النقية سميرة على زر التشغيل لينطلق صوت الرائع Demis Roussos بأغنيته الخالدة Forever and ever يحيط بها ويملأ روحها
Ever and ever forever and ever you’ll be the one
That shins in me like the morning sun
Ever and ever forever and ever you’ll be my spring
My rainbow’s end and the song I sing
تركت النقية سميرة أمجد قبل بيتها بقليل وهبطت من السيارة وهى تكاد تقفز فرحة
- أجمل يوم فى حياتى النهاردة يا أمجد ... أشوفك بكرة يا حب ي بى ... باحبك
- أشوفك بكرة يا سميرة ... هستناكى عند شغلك زى كل يوم ... ولا أقولك هاستناكى الصبح هنا أوصلك الشغل
...........................................................................................................
بدأ أمجد عمله الجديد كمهندس موقع تحت التمرين... عمل لا يفقه عنه شيئا ولا يعرف شيئا عن مهامه ... بالطبع كان هناك مهندس أكبر منه يرأسه فى العمل ... وعندما جلس مع أمجد جلسته الأولى شعر أمجد بالإشفاق عليه ... فهو رغم أنه يكبر أمجد بأكثر من عشر سنوات إلآ أنه لا يزال أعزب لعدم حصوله على فرصة زواج ... فرفضه دائم من قبل كل أهل يتقدم لخطبة إبنتهم ... فهو حتى الآن لم يجد شقة مناسبة لدخله حتى فى العشوائيات التى بدأت تحيط العاصمة التى كانت جميلة وتساند عمليات إنتشار القبح بداخلها
- بص بقى يا باشمهندس ... متزعلش من اللى هأقوله ... أول حاجة الهدوم اللى انت لابسها دى مينفعش تيجيى بيها الشغل بعد كده
- ليه يا باشمهندس؟ فيها حاجة غلط
- لأ مش قصدى ... بس إنت هتشتغل فى جو فيه تراب ومونة وأسمنت ... مينفعش تيجيى ببليزر تمنه أد مرتبك مرتين وجزمة تمنها ميقلش عن 100 جنيه ... لازم تراعى مشاعر زمايلك اللى شغالين معاك
- أنا اللى كنت فاهمه إن حضرتك بس اللى هتكون معايا ... آسف جدا ... مكنتش اعرف إن فيه مهندسين موقع تانيين
- لأ ... أنا وانت بس اللى فى الموقع كمهندسين ... فيه زمايل ليك متخرجين من كليات هندسة بس شغالين فى الموقع صنايعية
- إزاى يعنى؟ مهندس شغال صنايعى إزاى
- دول بيقبضوا أحسن منى ومنك ... لكن برضه النفسيات بتتأثر لما يلاقوا زميلهم اللى متخرج بعد منهم بيهندس عليهم ... متزودش همهم بالهدوم اللى انت لابسها دى
- ماشى يا باشمهندس ... لو تحب كمان مجيش الشغل بالعربية مفيش مانع
- لأ مش للدرجة دى ... إنت ساكن بعيد وشكلك إبن ناس ومش هتعرف تركب المواصلات ... تعالى بيها بس إركنها بعيد عن الموقع
تخلى أمجد عن قناعته التى غرسها فيه أستاذه أن إحترام المهندس لهندامه هو فى الأساس إحترام لعمله ولنفسه ... وفى طريق عودته مر بسوق الملابس المستعملة بحى بولاق ليشترى ملابس قديمة تناسب عمله الجديد ... كمهندس
لم يستطع أمجد إستساغة الملابس القديمة المطلوبة للعمل فكان يحرص على الوصول للموقع قبل الآخرين لينزوى فى الكشك الخشبى المخصص له وللمهندس الأقدم ليستبدل ما يرتديه بتلك الملابس القديمة حتى لا يؤذى منظر ملابسه المهندمة أعين زملائه الأقدم منه تخرجا والأعلى منه دخلا وينتظر بعد ذهاب الجميع ليعيد إرتداء ملابسه العادية بعيداً عن أعين الجميع
تطورت علاقة أمجد بسميرة وتغير الكثيرفى سميرة نفسها ... فبمرور الأيام زاد تعلقها بأمجد وإستمتاعها بلمساته وكان لقائهم مساء كل ثلاثاء حيث يتجول أمجد بسيارته فى الشوارع المظلمة ويداه تداعب سميرة وترضى شبقها حتى ينتهى بهم الأمر بأحد المناطق الخالية حيث تستمتع بقبلاته الحارة ولا تتركه إلا قبل منزلها بقليل ليتجه بعدها لبيته يصاحبه وحش شبقه يزين له مايفعله ويحرضه على المزيد
ثلاثة أشهر مرت على أمجد فى عمله الذى أدرك أنه لايزيد عن عمل ملاحظ انفار ... يلاحظ مايفعله زملائه ويحاول التقرب منهم لكنهم كانوا دائما ينبذونه ... فهو فى نظرهم الفتى المدلل الذى مكنته واسطته من العمل كمهندس بمجرد إنهاء خدمته العسكرية
أشهر ثلاث كانت فيها سميرة تزداد تشددا فى ملبسها ... وتزداد تحررا فى علاقتها مع أمجد ... ويزداد بالتدريج تعلقه بها ولم تعد اللمسات المسروقة ترضيها فقد ألحت عليه مرارا كى تشاهد شقته منفردة ...الشقة التى تظن أنها ستصبح عش زوجيتها السعيد
لم يستطع وحش أمجد دفعه لإتخاذ هذه الخطوة ... فهو رغم كل شئ لا زال لديه شئ من ضمير يمنعه ... وقد بدأ بالفعل يشعر بأنه بشكل ما يحبها ...وأيضا هو يعرف جيداً ماذا سيحدث لو إنفرد بتلك النقية الساذجة خلف باب مغلق ومعهما وحش شبقه الذى إنتقل سريعاً ليسكنها أيضاً وهى لفرط سذاجتها لم تحاول حتى أن تقاومه واندفعت فى تيار شبقها الذى يزيد تحت أصابع أمجد الخبيرة بما تفعله
فى النهاية وجد أمجد نفسه فى الموقف الذى كان يخشاه ... طالبته سميرة بالتقدم للخطوة التالية
- أمجد ... أنا إيه بالنسبة لك
- مالك يا سميرة؟ مش عارفة إنتى إيه بالنسبة لى
- طب وآخرتها ... هنفضل كده نلف فى الشوارع كل ما أقابلك
- يعنى عايزانى أعمل إيه؟ مرتبى دلوقتى عمره ما هيفتح بيت ولا هاعرف اشترى حتى أوضة نوم ... ما بالك بقى بشبكة وعفش وتلاجة وبوتاجازوخلافه
- كل الأمور دى تتحل خصوصا إن عندك شقتك... مش مهم نتجوز بكل حاجة ... مرتبى على مرتبك ممكن يعيشونا
- وأهلك هيوافقوا بحاجة زى دى ؟
- أنا ممكن أستناك لغاية ما تحوش تمن أوضة نوم حتى ... إتقدم بس ولو حتى هنستنى مخطوبين سنين هافضل معاك ... أنا كل يوم بيجيلى عريس وبارفضه لغاية ما أسباب الرفض خلصت ... أنا عارفاك وعارفة إنك مش بتتسلى بيا ... لكن أنا كل يوم بابقى عايزاك أكتر من اليوم اللى قبله ... وضغطهم عليا فى البيت بقى غير محتمل
- خلاص يا سميرة ... هاكلم بابا وأشوف هنعمل إيه
إنفرد أمجد بابوه مرة ثانية ليطلب منه التقدم لخطبة سميرة من أهلها
- بابا ... أنا عايز اخطب
- تخطب؟ إنت مش بتقول إنك متجوز ... هتخطب وانت متجوز ومش عارف مراتك فين ... إنت مجنون يا أمجد
- يا بابا أنا مش عارف سهام هترجع إمتى ... ولا عارف حتى هترجع واعرف اشوفها تانى ولا لأ ... وأنا إتعودت على إن يكون فيه ست فى حياتى ومش قادر أتحمل
- وانت بقى مستعد لخطوة زى دى ؟ يعنى معاك فلوس لشبكة ومهر وتجهيز شقة
- معايا 10 آلاف جنيه يكفوا توضيب الشقة... وهى مستعدة تستنى لغاية ما أحوش الباقى
- وهتحوش الباقى ده على إمتى ؟ الشبكة دلوقتى مش هتقل عن 5000 جنيه ... وأقل أوضة نوم عايزالها زيهم عالأقل ... غير الأجهزة والبوتاجاز ... يعنى لو حوشت مرتبك كله محتاج 5 سنين عالأقل
- هى مستعدة تستنانى ... مش هاسيبها هى كمان تضيع من إيدى زى منى وسهام
- أنا يابنى مش هاحط نفسى فى وضع محرج مع ناس معرفهمش ... روح قابل أهلها واشرح لهم ظروفك كلها ... ولو وافقوا بيك أبقى اروح معاك
بمجرد دخول أمجد لغرفة صالون أسرة سميرة لم يشعر بالإرتياح ... فعلى غير عادة البيوت المصرية فى تلك الفترة لم يجد صورة واحدة أو تابلوه واحد معلق على الحوائط ... كانت حوائط جامدة لا تعترف بالجمال
لجنة إختبار أمجد كخطيب كانت من أبيها وثلاثة من الأخوال ... بدا الأب بلا حول ولا قوة وسط هؤلاء الثلاثة ذوى المظهر المتشابه فى كل شئ حتى شكل الملابس وألوانها ... نفس الجلباب القصير ونفس اللحية ونفس الوجوه المقطبة فى وجه أمجد بلا سبب ... توقع أمجد أن يدور الحوار حول خطته للزواج وعمله وشقته وما شابه لكن الحديث دار فى إتجاه آخر ... تركز الحديث حول شاربه وملابسه وما يسمعه من آراء معلبة فى شرائط كاسيت ورأيه فى نجوم الكلام الجدد ... لم ير أمجد يومها وجه سميرة ... ولم يره بعدها ... فقد إختفت سميرة تماما ولم تذهب بعدها لعملها ... وعندما اتصل ببيتها بعد يومين حسب الموعد كان مجيبه أحد الأخوال الثلاثة ... ورده كان كلمات مقتضبة قصيرة نُطِقت بشكل حاد
- متأسفين جدا مفيش نصيب ... إنت مش شبهنا ولا إحنا شبهك ... لو سمحت متحاولش تتصل هنا تانى
"أى جنون ينتاب ذلك الوطن الذى كان يوماً جميلاً ويقاد الآن من أذنيه نحو الهاوية"
لم يتوقع أمجد أن ينتابه كل هذا الحزن لرفضه ... فقد كان يظن أن حبه لسميرة لم يكن ليصل لهذا الحد ... ربما كان حزنه للسبب الذى رُفض من أجله ...ربما كان حزنه لإنه أحبها بحق وتمناها لنفسه ... وربما كان حزنه بسبب شعوره أن القدر دائما ما يخطف منه كل جميلة يميل لها قلبه
لم يكن لأمجد وسيلة إتصال بسميرة إلا عن طريق الصديقتين الباقيتين من أيام الجامعة وهو دائم الإتصال بهما لكن أخبرته إحداهما بعد شهر آخر بأن سميرة قد خطبت لأحد مهندسى البترول والذى يعمل بتلك الدولة التى صدّرت لنا فكرها واستوردت منا شبابنا ... لنتأخر نحن ويتقدموا هم ... خطبة سريعة تبعها زواج سريع إصطحبها بعده زوجها لتعيش معه بعيدا وتنجب له ذرية قد تعود يوما لوطن يرونه أقل تطوراً من الوطن الذى نشأوا فيه ... وطن لن ينتموا له ولن يعشقوا أرضه ... وطن كان يوما منارة تجرى الآن محاولات هدمها ...وطن تحول شبابه من رجال يعملون للمستقبل لأشباح تتشبه بشخصيات من التاريخ وتحولت بناته من زهرات يملأن الفضاء جمالا إلى عورات
...........................................................................................................
لم يمر شهر آخر إلا وكان أمجد قد فصل من عمله البسيط "دون إبداء الأسباب" وحاول طوال شهور العثور على عمل آخر وحاولت إلهام مساعدته لكنه كان دائما ما يرفض طلبه وإذا قُبل مرة يتم فصله بعدها بأيام وأيضا "دون إبداء الأسباب"
ستة اشهر مرت على أمجد بعد أن تركته آخر حبيباته إستُبدل فيها مراقبه عزيز بعزيز آخر ثم آخر فكلهم بالنسبة له عزيز ... ولم يعد لأمجد سبيل إلا أن يهجر وطنه الذى يعشق ترابه ليبحث عن مكان آخر يستطيع أن يتنفس فيه دون أن تزعجه رائحة طيور الظلام
كانت مكالمة الدكتورإبراهيم التى تلقاها أمجد طوق نجاته من بحر الجنون الذى يسبح فيه ... أخبره الأستاذ العظيم بأنه اتفق مع مكتب التصميمات الأسبانى الذى سبق لأمجد تصميم مشروعه على أن يلتحق أمجد بالعمل به وأنهم فى إنتظار وصوله لبدء عمله فى أقرب وقت ... كالعادة لم يشعر أمجد بالفرحة ... بل أنه شعر بحزن ... لم يشعر بالفرحة لإنه لن يرى وقعها على وجه حبيبته وشعر بالحزن لإضطراره لترك وطنه الذى يعشقه
ساعدته إلهام بمعارفها فنال أخيرا فيزا الدخول لبلد أوروبى طالما عشقه وتمنى زيارته ... البلد الذى تقطن فيه الحبيبة الباقية لأمجد ... إسبانيا ... حيث تقع الجميلة "لا ساجرادا فاميليا" رائعة جاودى العبقرى بإقليم كتالونيا
فى يوم سفره أصر أمجد على الذهاب وحيدا للمطار ... فهو يكره لحظات الوداع ... تلك العادة التى إكتسبها بعد ذلك فى كل سفراته حتى بعد أن تحول من أمجد إلى الباشا ... يذهب للمطار وحيدا ليتجنب دموع أحبائه ... ويكفيه ما يراه من حزن لحظة ترك بيته إستعداداً لمغادرة وطنه
بمجرد إقتراب الطائرة من مدرج مطار برشلونة الدولى إختطفت أمجد تلك المناظر الرائعة للجبل القريب حيث يختلط الأخضر بالأسود وتكتمل صورة الجمال عندما تتوقف الطائرة ليهبط ركابها فتلفحهم نسائم باردة قادمة تحمل رائحة الجبل ورائحة الجمال
بمجرد وصول أمجد المطار حرص على تغيير ما يحمله من الجنيهات الإسترلينية لعملة الدولة الإسبانية وقتها (البيزيتا) حيث كان الجنيه الإسترلينى الواحد يقارب 500 بيزيتا فوجد أن جنيهاته الخمسمائة تحولت لمبلغ رقمى ضخم لم يكن يتصور حمله فى يوم من الأيام
بعدما تجاوز أمجد بوابة المطار شعر بشعور مريح ينتابه ... فهو لإول مرة منذ شهور يشعر بأنه غير مراقب ... وعندما حمله التاكسى ليخترق به شوارع برشلونة الجميلة شعر بأنه يرى فيها نفس ما كان يراه فى بلده قبل سنوات هجمة الرجعية ... تلك الطيبة التى تبدو على وجوه أهلها مع تلك الإبتسامة المرحبة لكل من يلقاه
تلك البلد التى تعرضت فى العصور الوسطى على يد محاكم التفتيش للمصير الذى شعر أن بلاده حين تركها تتجه إليه... تفتيش فى الضمائروإغتيال على الهوية
توجه أمحد لعنوان المكتب الذى يحمله ولأول مرة فى حياته يشعربأن لغته الإنجليزية قوية ... فوسط مجتمع لا يتحدث أفراده الإنجليزية إلا قليلا يصبح أمجد ضليعا بها
إستقبل مدير المكتب أمجد واصطحبه بعد أن وقع معه عقود العمل لمدة سنة لمكان عمله بمكتب به 4 من المصممين الإسبان لكل مكتبه وترابيزة رسمه الحديثة جدا المجهزة بنظام الإضاءة الخاص جدا ومكان حفظ أدوات ... كان مكان مهيأ للإبداع .... يمتلكه مبدع كبير يفهم جنون الفنانين ويختار مصمميه بنفسه ويهيئ لهم سبل إخراج إبداعهم ... كانت أبواب المكتب مفتوحة فى أى وقت لمصمميه حتى أيام العطلات ... فأى مصمم يستطيع العودة فى أى وقت ليعمل إذا تفجر إلهام إبداعه فى أى ساعة وفى أى يوم
بعد إنتهاء الأمور الشكلية أصطحب احد مسؤلى المكتب أمجد لمكان إقامته ... غرفة بحمام خاص ملحق بها مطبخ مجهز صغير الحجم ... وأهم ما بها تليفون خاص ... يستطيع أمجد إستخدامه ويستطيع من تركهم بالوطن الإتصال به ... كان وجود تليفون خاص للمغترب العربى بأوروبا ميزة لا يتمتع بها إلا القليلون... وكان برنامج أمجد اليومى يبدأ مبكراً ... فهو منذ ترك بيته عادت إليه عادة عدم النوم ... ونومه يتلخص فى المكوث فى ظلام دامس وإغلاق عينيه لكن باقى حواسه تظل متيقظة ... وقبل الخامسة بربع ساعة يرتدى ملابسه ليكون أمام كابينة التليفون القريبة من محل سكنه فى تمام الخامسة يجرى إتصاله برقم يجيب دائما قبل إنتهاء الرنة الأولى ويضع السماعة على أذنه يستمع لصوت تنفسها ليطمئن قلبه ... إنها الرقيقة منى يتصل بها فى الخامسة بتوقيته ... السادسة بتوقيت القاهرة
بالطبع كانت أيام أمجد الأولى صعبة ... فزملاء عمله ينظرون إليه بإعتباره القادم من العالم الثالث الجاهل ... لم يقدروا موهبته فى أيامه الأولى وكانوا يتحدثون لغتهم فلا يدرى هل يمدحونه أو يذمون فقرر تعلم الإسبانية فهى لغة ذات رنة جميلة فى الأذن لا يفهمها ولكن يحبها
أول أجازة إسبوعية لأمجد كان ينتظرها ليقف فى حضرة حبيبته الباقية "لا ساجرادا فاميليا" هذا المنشأ المعمارى المذهل الذى يتحدى القدر فى إنشائه والذى بقى يصارع القدر ويخلد إسم مصممه العظيم جاودى ... تلك الكنيسة التى صارعت الحرب الأهلية الإسبانية ورغم إحراق مخططاتها الأصلية عام 1936 إلا أنها قاومت الزمن والحرب والحرق ولا زال البناء بها يتقدم فى بطء يصارع إصرار القدر ... ذلك العمل المعمارى المذهل الذى لن ينتهى قبل 2026 إذا لم يفاجئه القدربضربة أخرى
جلس أمجد يطالع محبوبته وبدون إرادة منه تمتد يده لحقيبة ظهره الخفيفة ليخرج منها أوراقه ويبدأ فى رسم محبوبته ... وكان هذا الرسم بداية علاقة جديدة فى مسيرة الباشا الحافلة
شعر أمجد بعين تراقبه من خلف ظهره لينظر فيجدها أمامه ... الجميلة إيزابيلا ... سحرته بعيونها السوداء الواسعة وشعرها الأحمرالغريب ... مجعد لكنه جميل وطويل ... وتلك النظرة الشقية التى تقفز من عينيها ولغتها العربية التى تحاول التحدث بها فتخرج بلكنة غريبة لكنها جميلة
- عربى؟
- ايوه
- دعنى أخمن ... مغربى
- لأ ... مصرى
- مصرى !!! رسمك جميل ... أنا إيزابيلا ... إسبانية لبنانية غجرية
- إسبانية لبنانية مفهومة ... لكن غجرية دى غريبة شوية
- امى لبنانية ... أبى إسبانى ... أصول ابى غجرية ... يعنى خليط حضارات
- أمجد ... مهندس معمارى ... أمى مصرية ... أبى مصرى ... أصول ابى فرعونية
- ههههههههه ... و شو بتعمل هون؟ سائح؟
- شو بتعمل هون دى يعنى ماذا تفعل هنا ؟ صح؟
- إيه صح
- باشتغل مصمم فى أركوتيكتورا مودرنا ... تعرفيه؟
- لا اعرفه ... أنا مصورة حرة ... الباييس نشرت بعض صورى أعمل لصالحهم أحيانا
- والعربى اللى بتتكلميه ده إتعلمتيه فين؟ شوية فصحى على شوية لبنانى ... عربى غريب شوية
- أخذت بعض دروس فى العربية وتعلمت بعضها من أمى
- العربى بتاعك عايز مترجم أصلا
- أبلا سبانول } هل تتحدث الإسبانية{
- نو....نو ابلو سبانول } لا أتحدث الإسبانية{
- إذا ما رأيك ... أعلمك الإسبانية وتعلمنى العربية
- باللهجة المصرية ؟
- موافقة ... متى نبدأ ؟
- من دلوقتى لو حبيتى
خلال شهور قليلة توطدت صداقة أمجد بإيزابيلا وجعلها ذكائها الحاد تلتقط العربية بسرعة وتستوعب العديد من مفردات اللغة وبذلت جهدها فى تعليم أمجد اللغة الإسبانية بلهجة إقليم كتالونيا الجميلة وتحسنت علاقة أمجد بزملاء عمله فأحبهم وأحبوه وباتوا يحرصون على زيادة حصيلته من مفردات لغتهم وكثيرا ما دعوه لقضاء الوقت معهم ومع أسرهم أحيانا فى عطلات نهاية الإسبوع ... وجد أمجد أن شعب كتالونيا من أطيب شعوب الأرض وأكثرهم مرحا
باتت إيزابيلا هى الصديقة المقربة لأمجد وحكى لها وحكت له ... حكى لها عن حبه الضائع وزوجته المخطوفة ... وحكت له عن زواجها من حب مرحلة دراستها وطلاقها بعد سنتين ثم دخولها فى علاقة إنتهت بعد شهور... أصبحا لا يفترقان تقريبأً إلا عند وجود كل منهما فى عمله أو عند وقت النوم ... حتى دعوات زملاؤه فى نهايات الإسبوع كانت ترافقه خلالها وكانت تداعبه دائما يأنها ستصبح زوجته الرابعة بعد زوجة وخطيبة وال "لا ساجرادا فاميليا"
دعته إيزابيلا لزيارة موطن أبيها الأصلى "إقليم أندلوسيا" حيث تقع مدينة Sevilla عاصمة الأندلس التى نعرفها نحن كعرب بإسم أشبيلية على ضفاف نهر El Río Guadalquivir أو نهر الوادى الكبير وهناك تعرف أمجد على نوع جديد من السحرالفنى سحر مبانى دولة المرابطين فى الأندلس الذين تحرر عقل بنائيهم ليخرجوا مبانى كأنها لوحات خيالية تتشامخ بإرتفاعات تعاند قوة الجاذبية وتشمخ بجمالها .... ومرة أخرى ترن فى أذنيه كلمات أستاذه "حرروا عقولكم"
تحررت عقول بنائى دولة المرابطين فأبدعوا الجمال بينما تحجرت عقول بنائى الوطن فدمروا ماكانو يملكوه من جمال
تجمعت لدى أمجد أموال تعتبر كثيرة ... فراتبه يعتبر كبير وسكنه مجانى وطعامه قليل ... حتى نزهاته مع إيزابيلا تصر دائما على إقتسام مصاريفها وترفض حتى أن يدفع ثمن كوب مشروبها الذى تتناوله وهى معه فاشترى بمعظم ما تجمع معه من أموال سيارته الأولى ... ريتمو 1983 مستعملة لكن بحالة جيدة وكان كأبيه ... يعشق سيارته كأنها أبن من أبنائه ... سيارة يستطيع العودة بها للمكتب فى أى وقت إذا تفجر جنون إبداعه دون إنتظار وسيلة نقل ... وكان يحتاجها ... فقد كان المكتب يعمل على تصميم قصر لأحد أمراء تلك الدولة العربية الصغيرة التى بدأت فى النهوض بقوة وكان هذا القصرأول أعمال المكتب فيها الذى قد يجلب فى حالة نجاحه الكثير
إقترن شراء امجد لسيارته بقرب حلول عطلة أعياد الميلاد بهذا البلد الرائع الجمال وتزينت شوارعه بأشجار عيد الميلاد الخضراء والشرائط الحمراء وفى يوم عيد الميلاد إصطحبت إيزابيلا أمجد لإحدى حانات Rambla de Catalunya الراقية هذا الشارع الشهير بحاناته ومحلاته وهناك تعرفت إيزابيلا لأمجد جديد ... أمجد راقص التانجو الذى راقصها ببراعة لم ترها من قبل ... كانت إيزابيلا عاشقة للتانجو لكنها لم تتوقع أن يأتيها من الشرق راقص بمثل تلك البراعة التى جعلت باقى الراقصين يتوقفون لمتابعة هذا الثنائى المتناغم فى رقصه ... الشاب ذو الملامح الشرقية والشابة ذات الملامح الغجرية ... كان أمجد قائد تانجو رائع ... فالرجل فى التانجو هو الذى يقود الرقصة وحسب براعته تكون روعتها
كانت رقصة رائعة تعرقت فيها إيزابيلا وأبدعت وكأنها محترفة ... ولكن قبل لحظة ميلاد العام الجديد بساعة إذا بالحانة الراقية تتحول لحلبة مصارعة جماعية بعد أن لعبت الخمر بروؤس الحاضرين واحتك أحدهم بإحداهن لتقوم مشاجرة بين مرافقيها ومرافقيه تتطايرت فيها الزجاجات والكؤوس فوق الرؤوس وبالكاد إستطاع أمجد حماية إيزابيلا وحماية نفسه ليخرجا من تلك الحلبة المجنونة دون إصابات ليتوقفا خارجا وسط صفارات إنذار سيارات الشرطة التى وصلت بسرعة ويفاجأ أمجد بإيزابيلا تنطلق فى موجة ضحك هيستيرية حتى أنها جلست متربعة على الرصيف المقابل للحانة تحاول الكلام وأمجد لايفهم منها شيئا حتى هدأت موجة جنون ضحكاتها
- هيكون عام جميل
- جميل إيه ونيلة إيه على دماغ أهلك ... الناس بتموّت بعضها جوة وأنتى تقولى عام جميل
- لو محصلش شجار يوم عيد الميلاد بيكون العام مش سعيد
- إنتى سكرانة؟ إنتى مشربتيش حاجة ... سكرتى عالريحة ولا فى حاجة خبطتك فى نافوخك وانا مأخدتش بالى
- مش هتفهم قصدى غير لما يحصل لك حادث سعيد فى العام الجديد ... تعال وصلنى البيت بنكمل سهرتنا هناك ... بسرعة قبل ما العام الجديد يبدأ
- مش قولتلك إنه هيكون عام سعيد
- ده إنتى طمعتى فى جنان أسبانيا كلها وخدتيه لوحدك ... سعيد إيه فى الغرقة اللى احنا فيها دى
- شجار وأمطار وراح البالطو بتاعك وجاكيت الفرو بتاعى ... كل شئ بيقول إنه هيكون عام سعيد ... وسعيد جدا كمان
- يخربيتك ... إنتى كنتى فاكرة الجاكيت والبالطو ومفكرتنيش أدخل أجيبهم يا بنت المجنونة
- كل حاجة بتقول إنه هيبقى عام سعيد ... وأمى بالتأكيد مجنونة ... وبابا كمان مجنون ... مافيش عاقلة تتزوج غجرى وتعيش معاه سعيدة غير لما تكون مجنونة
فتح أمجد باب سيارته الصغيرة ومد ذراعه لإيزابيلا كى تستند عليه وتتأبط ذراعه حتى باب الكوخ
- تصبحى على خير إيزابيلا ... ألحق انا اروّح قبل المطر ما يقطع الطريق
- إنت مش هتروح قبل ما نحتفل بالعام الجديد ... العام السعيد ... جداً
- بيتك جميل أوى
- جراسياس أمجد
- ليه كل الصور بالأبيض وإسود ؟ ليه مفيش صور بالألوان
- الأبيض والأسود صور كاشفة بتظهر الجمال ... الألوان بتشتت تركيزك وتبعدك عن تأمل جمال المنظر ... بتحفز ذهنك للتخيل ... باجيبلك شئ ترتديه ... ملابسك مبتلة ... إشعل المدفأة علشان نجفف ملابسك أمامها ... هأجيب لك منشفة تجفف بيها جسمك
- إنتى عارفة إنى مش باشرب خمور
- دى مش خمور ده نبيذ ... مش مسكرزى باقى الخمور ... إشرب منه سيدفئك ... لا تشربه مثل الماية ... رشفة صغيرة كل مرة ... سيعجبك طعمه ... العام الجديد اقترب ... ساطفئ الضوء ونكتفى بضوء المدفأة
- إسمها هاطفى النور وكفاية نور الدفاية ... هتتعلمى مصرى إمتى
- هاتعلم يا صديقى ... لا تقلق
- هيه ... رأيك إزاى
- إسمها رأيك إيه ... رائع وطعمه حلو ... مش زى ما كنت متخيل ... عارفة أنا نفسى فى إيه دلوقتى؟
- نفسك فى إيه
- حجر معسل
- كىِ ؟... قصدى إيه معنى حجر معسل
- شيشة ... يعنى أرجيلة بلهجة أمك
- إيييييه نفسك تدخن ... دقيقة واحدة
- إيه عندك شيشة هنا كمان
- لا ... عندى سيجار ... باجيبلك واحد
- خد ... مش تدخنه زى السجاير... فقط دع الدخان يملأ فمك ثم انفخه
- وده يبقا تدخين ؟ إيه آخد نفس وانفخه فى الهوا ده
- جرب
زادت دقات قطرات المطر على سطح الكوخ ... وتذكر أمجد ليلته الأولى مع سهام التى كانت فى جو يماثل الذى يعيشه الآن ... صوت المطرونار المدفأة لكن إستُبدِل كوب القرفة بكأس نبيذ
مع أول دقات الساعة معلنة ميلاد عام جديد طبع أمجد أول قبلة على شفتى إيزابيلا ... قبلة كان من المفترض أن تكون سريعة لكنها دامت لثوان وجد بعدها وحش شبقه يقفذ من كأس النبيذ ويجلس أمام المدفأة يتمطى مبتسما له إبتسامته المشجعة ليكرر أمجد قبلته على شفتى إيزابيلا التى نظرت له فى تعجب ... فتلك هى المرة الأولى التى ترى أمجد يتجرأ ويقترب منها لهذا الحد
فبادلته قبلته بقبلة أخرى قبل أن تبتعد قليلا
- عايزة أرقص
- ترقصى؟
- عايزة أرقص إحتفالا بالعام الجديد
لم يكن أمجد يتخيل أن جسد إيزابيلا الذى يميل للإمتلاء يمكن أن يكون بمثل ذلك الجمال وهو عارى ... كان الجسدان يغطيهما العرق من تأثير المجهود والنبيذ وكان إلتصاقهما كشرارة إندلعت وسط حطب جاف فسرعان ما غابا فى قبلة عميقة كاد أمجد فيها أن يلتهم شفتا إيزابيلا الممتلئتان قبل أن يقحم لسانه فى فمها يراقص لسانها فى رقصة أعنف من التى أنهياها أصحابهما ليضم أمجد جسد إيزابيلا العارى لجسده ويلامس زبره المنتصب أسفل بطنها ويسقط كل منهما الروب الذى يرتديه الآخروينهال أمجد بالقبلات على وجه إيزابيلا ورقبتها وتتسلل أصابع يده لتداعب بظرها الذى كان بالكاد مبتل ليغوص إصبعه بعدها بين شفريها يفرك كل ما بينهما بعنف شديد ويلتقم حلمتها اليسرى بفمه يبتلعها عميقا وهو يداعبها بلسانه ويفرك الأخرى بكل قوة بين أصابعه قبل أن يهبط بفمه ليمرره على بطنها بالكامل وييدفعه داخل سرتها المتسعة الكبيرة فتتأوه لأول مرة تلك الآهة الشبقة فيدفع إصبعه لداخل كسها يتلمس جوانبه حتى يلمس بقعة فيها ترتعش فيها للمسته فيزيد تحريك إصبعه على تلك البقعة فيرتفع صوت تنفسها وتتوالى آهاتها ليجلس أمامها على ركبتيه ويعتصرتلك الفلقتين الغنيتين بين يديه وتتسلل أصابعه بينهما بينما يمرغ وجهه على اسفل بطنها لتينفجر بركانها الأول لتلك الليلة وتنهار جالسة أمام أمجد على ركبتيها فيغوص إصبعه أعمق بكسها يقبض عليه أمجد بباقى كفه يعتصره بقوة بينما يدفعها برفق لتنام على ظهرها ثم يدفن وجهه بين فخذيها يلتقم بظرها بين شفتيه ويعيد دفع إصبعه مرة أخرى للنقطة التى حددها بداخل كسها ليفركها كثيرا وهو يضغط بشفتيه على بظرها فتنفجر شهوتها مرة ثانية سريعا فيديرها أمجد على بطنها ويرفع خصرها فترتفع مؤخرتها للأعلى بينما تستند على كتفيها فيقحم أمجد وجهه بين فلقتيها يداعب شرجها ويفركه بشاربه الثقيل بينما يدخل إصبعه مرة أخرى لكسها ويعيد إدخاله وإخراجه بينما لسانه يلعق خرم طيزها بشدة فتنفجر شهوتها الثالثة بعد دقائق أخرى ليقف أمجد على ركبتيه خلفه ويمسك بزبره يفرش به كسها مرات و مرات ويفرك رأسه بشرجها حتى يشعر بأنها قد أوشكت على القذف فيدفع زبره ليغوص سريعاً بأعماق كسها فتشهق شهقة طويلة يرتكز أمجد بعدها بيديه على فلقتيها ويخرج زبره بهدوء حتى يخرج تماما فيدفعه مرة أخرى بقوة فتتأوه إيزابيلا آهة مستمتعة ويعيد إخراجه وإدخاله ويزيد من سرعته قليلا قليلا ويرتفع صوت صفعات فخذيه لفلقتيها قليلا لكن تأوهاتها يرتفع صوتها كثيرا وتتحول حركته لعنف شديد فى إدخاله وإخراجه ويرتفع تنفس إيزابلا وتتحول آهاتها لصرخات متعة ويبدأجسها فى الإنتفاض فى اللحظة التى يدفع أمجد زبره عميقا ويضغطه بكامل ثقل جسده وصت تنفسه يعلو معلنا إتيان شهوته فى نفس لحظة إتيانها وتطبق عضلات كسها على زبره بقوة وهو ينتفض داخلها مطلقا ما أنحبس طويلا ... وكان كثيرا
ظل أمجد ثابتا حتى أفرغ كل ما اختزنه قبل أن يميل بجسده على جسد إيزابيلا ويمد يديه أسفلها يمسك ثدييها قبل أن يحرك جسده لليسار وهو يحتضن كامل جسده فيتحرك جسدها معه وتنام على جانبها ويخرج زبره من مكمنه ويهدأ تنفسها قليللا حتى يهمد جسدها
فوجئ أمجد بجسدها ينتفض وهى تحاول كتم ضحكات لم تستطع التحكم فيها قبل أن تستدير لتواجهه
- بتضحكى على إيه؟
- تعرف سبب فشل كل علاقاتى إيش؟
- لأ طبعا ... هاعرف منين
- علشان أنا باردة
- باردة إزاى يعنى
- كل اللى عملت معهم علاقات قالوا إن عندى برود جنسى
- كده وعندك برود جنسى؟ أمال اللى معندهمش برود بيبقوا ازاى عندكوا
- ما كنتش باوصل لأورجازم ... كلهم قالوا إنى باردة ... سمعت كلمة دى كتير لغاية ما صدقتها ومش باعمل علاقات
- أمال إيه إللى كان بيحصل ده ... دا إنتى جبتى أكتر من مرة
- جيبت إيه ؟ مش فاهمة
- قصدى وصلتى للأورجازم أكتر من مرة
- أول مرة تحصل ... ما وصلتش أورجازم قبل كده غير مرات قليلة
- إزاى يعنى؟
- مش عارفة ... يمكن عدد مرات أورجازم اللى وصلتها الليلة دى أكتر من عدد مرات وصلتها فى حياتى كلها
- غريبة دى
- أنا كمان شايفاها غريبة
- طيب هاقوم أمشى دلوقتى ... عندى حاجة مهمة لازم اعملها
- ليه تمشى؟ اليوم السبت ... أول يوم فى عام جديد ... قضيه هنا معايا
- لازم اروح المكتب ... حاجة مهمة لازم اعملها
- المكتب أجازة ... أول يوم عمل بيكون الإتنين ... اليوم وغدا أجازة الكريسماس لسة مخلصش
- حاجة مهمة لازم اعملها ... المكتب مفتوح للمصممين كل يوم وكل وقت ... أخلص واجيلك أو اتصل بيكى
- اوكى ... وانا فى إنتظارك ... لكن دقيقة واحدة أحضر لك لك شى ترتديه ... فالجو بارد
لم ينزعج حارس الأمن من وصول أمجد للمكتب فى مثل هذه الساعة وفى مثل هذا اليوم ... فهو يعمل منذ سنوات طويلة كحارس مسائى لمكتب التصميم واعتاد على جنون المصممين فأدخله بعد أن تبادل معه تحية الصباح وأوصله لمكتبه قبل أن يتجه لأوفيس المطبخ ويمعبئ ترمس بالماء الساخن ويصطحب عبة متوسطة بها باكيتات الشاى والسكر وكوب كبير فارغ ليضعها بجوار أمجد وينصرف بهدوء
...........................................................................................................
لم يدر أمجد كم من الوقت مر قبل أن يستفيق من إستغراقه لكنه بمجرد ما أنهى عمله وتمطى شعربيد تربت على كتفه قبل أن يتجه صاحبها للوحة رسمه يطالعها بإهتمام وتتسلل إبتسامة واسعة لوجهه قبل أن يحتضن أمجد بشدة
- Excellent إكسلنت أمجد
- جراسياس سنيور فريدريك
كانت مفاجأة أمجد الأولى أنه استغرق فى العمل 30 ساعة متواصلة وكانت الثانية إبلاغه من قبل السيد فريدريك بأن عقده سيعدل ليصبح عمله بالساعة وليس بالشهر ... فكل ساعة يقضيها فى العمل بثمنها فصاحب المكتب أدرك قيمة الهدية التى أهداها له الدكتور إبراهيم ولابد له أن يحافظ عليها
طلب صاحب المكتب من أمجد الإنصراف والراحة على أن يعود للمكتب فى اليوم التالى فى أى وقت وأن يترك لوحته مكانها ... فمقابل عدد ساعات عمله فى إنجاز ذلك المشروع تضاهى راتبه الذى كان يتقاضاه فى شهر كامل
لم يعد أمجد لبيته ولكن توجه لأقرب كابينة تليفون ووضع بها عدد من العملات ليطلب الرقم الذى لم يطلبه صباحاً وهو يرجو أن تجيب هى لا غيرها ... عندما رفعت السماعة على الطرف الآخر أتاه صوت التنفس الذى كان ينتظره وكأنها وهى بعيدة عنه بمئات الأميال كانت تنتظر إتصاله ليأتى صوت تنفسها مرتفعاً أولا قبل أن يهدأ شيئا فشئ ... فرغم انهما لم ينطقا بكلمة إلا أنهما تحدثا كثيراً حتى والبحر بكامله يفصل بينهما
بعد أن إنتهت المكالمة الصامتة توجه أمجد إلى كوخ إيزابيلا التى كان يشعر أنه يدين لها بإعتذارولم يجد غير محل زهور واحد فى برشلونة يفتح أبوابه ... فجميع اهل المدينة إجازة ومحبى الزهورأخذوا كل إحتياجهم فى ليلة رأس السنة ... لكن العجوز الجميلة صاحبة الزهور صنعت له أكبر باقة زهور يمكنها صنعها ليحملها أمجد لإيزابيلا لتفتح له الباب بغضب لكنها عندما تجد باقة الزهور تغطى وجهه تنفجر بضحكتها المرتفعة وتمد يدها تلتقط منه زهوره وتلف ذراعيها حول رقبته وتغيب معه فى قبلة حارة عميقة إعتذر بها عن غيابه
- كنت فين؟ إتصلت ببيتك مكونتش موجود
- فى المكتب ... خرجت من امكتب على هنا
- كنت نائم فى المكتب؟ يومين؟
- لأ مكنتش نايم ... كنت باشتغل ... أنا جعان ... تعالى نفطر سوا فى أى مكان وأحكيلك كل حاجة
- قلت لك سيكون عام سعيد
- تقريبا كلامك صح ... بس إنتى ليكى عندى هدية ... وشك حلو عليا
- يعنى إيه وشى حلو عليك ؟ أنا وشى حلو دايما
- قصدى إن حظى اتحسن بيكى ... هابقى اشرحلك بعدين ... عايزة إيه بقى هدية؟
- عايزاك إنت أمجد
- يعنى إيه ؟مش فاهم
- عايزة علاقتنا تستمر
- هتستمر متقلقيش ... مافيش ورايا غيرك
لم يكن يزعج أمجد سوى غيرة إيزابيلا التى تصاعدت تدريجيا حتى أنها باتت تغار عليه حتى من عاملة النظافة بالمكتب ... لكنها كانت رغم غيرتها تحترمه وبات مبيتها معه فى بيته الصغير أو مبيته معها فى كوخها شيئاعديا ... فهاهى وجبة يومية شهية لشبح شبقه يتناولها فيفجر موهبته
كان أمجد يرسل معظم دخله لأسرته ويبقى معه القليل الذى يكفيه ولم تكن أسرته بحاجة لمال فكانت أمه تضع ما يصلها منه دائما بدفتر توفيره الذى لم يغلق وظل معها ... كانت تدخر له دون أن تخبره
عشرة أشهر مرت على أمجد منذ أن وطئت قدماه مطار برشلونة ... عشرة أشهر مرت عليه كالحلم فى مدينة هى نفسها كالحلم فى جمالها ... وبقى أمامه شهر واحد للعودة فى إجازة سنوية لثلاثون يوما ... كان عليه البدء فى تجهيز الهدايا التى سيحملها معه حين عودته للأهل والأصدقاء وكعادته ينهى مبكرا واجباته فاستهلك معظم ما معه فى الشراء وبقى معه القليل فهو لاينوى البقاء فى وطنه طويلاً ... سيترك وطنه الذى سيطرت على مفاصله طيور الظلام التى توحدت رغم إختلاف أفكارها ... لكنها توحدت على نهش هذا الوطن ونهب ثرواته فنشأ هذا الإتحاد العجيب بين تيارين من المفترض تضارب مصالحهما لكن تلك المصالح إتحدت بشكل لا يتصوره عاقل ... ولا حتى مجنون
أتى على أمجد يوما شعر فيه بإختناق ليس غريبأ عنه ... إنه يذكره جيدأ نفس الإختناق الذى إنتابه منذ ما يقرب من سنوات ثمانية ... يوم تعرضت حبيبته الرقيقة للخطر
كان أمجد محافظا على إتصاله اليومى بمنى يطمئن قلبه بسماع صوت تنفسها إلى أن أتى يوم سمع صوت تنفسها يختنق بالبكاء ... سمع صوت حبيبته لأول مرة منذ سنوات ... لكنه كان صوتأ مختنقا بالبكاء
- أمجد ... أنا محتجالك ... لسة بحبك
- أمجد؟ فيه إيه يا حبيبى ... بتتصل بدرى كده ليه ؟
- منى مالها يا ماما ... قوليلى منى فيها إيه
- مفيهاش حاجة ... متقلقش نفسك ... مشكلة بين أبوها واعمامها وهى اتورطت فيها
- مشكلة إيه اللى تخلى منى تعبانة ... متخبيش عنى يا ماما أرجوكى
- مشكلة فى شغلهم مع بعض وحلوها خلاص ... خد بالك من نفسك إنت بس
عاد أمجد لبيته الصغير وبحث عن تذكرته واتجه فورا لشركة الطيران قبل أن تفتح أبوابها ليحجزمقعد على أول طائرة تعود به إلى أرضه التى دافع عنها ومن أجلها قتل خمسة ... إنه الآن على إستعداد أن يقتل ضعفهم ولا يمس الخطر حبيبته
كان يوم الإثنين أول أيام الإسبوع وعندما فتحت شركة الطيران أبوبها كان أول الداخلين ولم يجد مقعد متاح قبل يوم الخميس للطائرة التى تصل مطار القاهرة فى الخامسة مساء... ثلاثة أيام سيقضيها لا يعلم ما يلم بتوأم روحه من خطر
ذهب للمكتب وأخبر صاحبه بأن هناك أمر جلل فى بيته يستوجب عودته فورا للقاهرة ولم يمانع المهندس الفنان ... فهو أكثر من يعلم أنه لن يستطيع فتاه الذهبى الإبداع طالما ذهنه مشغول بشئ يجرى فى وطنه ... واتفق معه على أن تتقدم أجازته شهر كامل ليعود بعدها لعمله وشكر له أمجد صنيعه قبل أن يهرع لشقته يبحث عن نوتة تليفوناته الصغيرة ليصطحبها وقبل أن يخرج من بيته يفاجئه رنين التليفون معلنا عن مكالمة خارجية عابرة للحدود فيرفع سماعته ليجيبه صوت يذكره جيدا
- ألو ... ايوة يا أمجد ... أنا ريرى
- منى مالها يا ريرى ... محدش عايز يقولى أى حاجة ليه
- إلحق منى يا أمجد ... إعمامها هيجوزوها غصب عنها
- يعنى إيه اعمامها يجوزوها غصب عنها ... أبوها حصل له حاجة ... ومنى مش ممكن توافق على حاجة زى دى ... منى مش ممكن حد يجبرها على حاجة
- مش بأيدها ولا بأيده ... إعمامها أتهموها فى شرفها وبإنها غلطت معاك علشان رافضة الجواز من ساعة ما خطوبتكم إتفسخت ... أنا عارفة إن أنا السبب فى اللى حصلكوا ... أمك قالتلى وبوست رجليها علشان تدينى رقمك
- وأعمامها ليه يعملوا حاجة زى دى؟ من إمتى بيتدخلوا فى حياتها وحياتكم
- الطمع يا أمجد ... عايزين يجوزوها نور النويركى علشان طمعهم إنهم يشتغلوا معاه ويدخل تجارتهم فى تجارته
- مين نور النويركى ده ؟ وشاف منى فين؟
- نور النويركى صاحب محلات وحيد ونور ... إعمامها وروه صورتها وعجبته ... طمّعوه فيها وطمّعهم فى فلوسه
- محلات وحيد ونور؟ دى المحلات اللى فى كل حى فى مصر ليهم محل ومحلين؟ وهو صاحب المحلات دى كلها مكانش لسة اتجوز
- ده كل سنة بيتجوز واحدة واتنين ... بيتجوز ويطلق زى ما يكون بيغير شراباته
- أنا راجع مصر يوم الخميس ... لو وصلت إنى ارتكب جريمة هرتكبها ... مش منى اللى يكون مصيرها كده
- يوم الخميس الساعة 8 هيجيى يكتب الكتاب وياخدها ويمشى ... كأنه بيدفع تمن بهيمة فى السوق
- قولى لمنى إنى هاكون موجود قبل ما الحيوان ده يكتب كتابه عليها ... متخليهاش توافق ... مش هيقدروا يجوزوها غصب عنها ... لازم المأذون يسمع موافقتها قبل ما يكتب
- يا ريتها تسمعنى ... منى من ساعة ما سيبتوا بعض لا بتكلمنى ولا بتسمع منى ... تقوم من النوم تطلع عند امك وتنزل قبل ما تنام
- قوليلها بأى طريقة ... قولى لأمى تقولها ... لو جيت لقيتوا كتب عليها غصب عنها أقسم إنى هأقتله
- أمك مش هتقولها ... أمك خايفة عليك من الى ممكن يعملوه فيك لو منعت الجوازة دى
- خلاص انا هاتصرف
- إتصرف يا أمجد ... وإن كان عليا هاختفى من حياتها خالص ... هاروح أقعد مع ابوها فى بورسعيد ومش هاوريها وشى تانى ... أبوس إيدك يا أمجد إتصرف
حاول أمجد الإتصال بأصدقائه المخلصين ... عفاريت منى الأربعة ... كان معظمهم غير متواجد إلا واحد ... صديقه طايل
- أيوه يا طايل أنا أمجد
- القومنداااان ... عاش من سمع صوتك ... بتكلمنى مكالمة دولبة كمان ... ده إيه الشرف العظيم ده
- باقولك يا طايل ... مش عارف أتصل برفعت ولا حد من الرجالة ... محتاجكم ضرورى
- تحت أمرك يا قو مندان ... شوية وهتلاقيهم ... زمانهم راجعين من أشغالهم ... خير
- أنا هاوصل مصر يوم الخميس الساعة 5 بعد الضهر ... عايز أقابلكم ضرورى أول ما أوصل ... واقع فى مصيبة ومحدش هيساعدنى غيركم
- مصيبة إيه بس اللى القومندان يقع فيها ... معاك حتى لجهنم ... فهمنى بس فيه إيه علشان نحضر نفسنا
- هاخطف منى ... عايزين يجوزوها غصب عنها ... هاخطفها غصب عنهم
- منى؟ إنتوا رجعتوا لبعض ؟
- هافهمكوا كل حاجة لما اوصل ... لو لقيت حد تانى من زمايلنا عنده إستعداد خليه يجيى ... محتاج أكبر عدد رجالة
- أوامر يا قومندان
- بقلك ... إنت لسة ماشى مع البت صفاء
- يا قومندان عيب كده ... إبنى فى بطن صفاء من شهرين
- جدع يا وحش طلعت أجدع من قومندانك ... خليها تروح لمنى تقولها إنى راجع ... خليها توقف الجوازة دى بأى شكل ... لو حتى تعمل لهم مجنونة
- مش عارف هترضى ولا لأ ... صفاء مشافتش منى من سنين ... مانت عارف
- خليها تعصر على نفسها لمونة وتروحلها ... أنا عامل حسابى أكون قبل 7 فى البيت عندهم
- ماشى .. أعصرلك عليها شوال لمون لو حبيت ... نقابلك فى المطار؟
- لأ ... مش عايز دوشة فى المطار ... هخرج من المطار اجيلكم عالقهوة اللى عند بيتنا ... عارفها
- آه طبعا عارفها ... من 5 هنكون هناك
- ماشى يا طايل هاعتمد عليكم ... لو مجيتوش هاطلع الطلعة دى لوحدى وزى ما تيجى
- عيب عليك يا قومندان ... هتلاقينا كلنا فى إنتظارك
- أيوه يا إلهام ... أنا أمجد
- فيه إيه يا أمجد ... صوتك ماله
- منى هيجوزوها يوم الخميس يا إلهام
- مانا عارفة يا أمجد
- ومقولتليش ليه ... مارقم تليفونى معاكى
- أنا وامك إتفقنا نخبى عليك ... خايفين عليك يا أمجد من الجنان اللى إنت عامله دلوقتى ده
- إنتوا لسة شوفتوا جنان ؟ أنا جاى مصر يوم الخميس ... ومش هاسمح لحيوان زى ده يمس منى
- إعقل يا أمجد وشوف إنت بتتكلم عن مين ... ده نور النويركى
- يعنى إيه نور النويركى ... كسم نور على كسم النويركى ... لو حبكت معايا هأقتله ... مش هيبقى أول واحد
- ياض متبقاش حمار ... نور النويركى ده الواجهة اللى الكبار و الجماعة أياهم بيخبوا فلوسهم عنده وهم متطمنين يعنى بيحموه بكل نفوذهم
- هو الكبار والجماعة اياهم دول هيفضلوا ورايا ورايا ... طفشت من بلدى بسببهم ومراتى راحت منى بسببهم وخسرت شغلى بسببهم ... مش هاسيبلهم منى يا إلهام ... مش هيسرقوها زى ما سرقوا سهام وسميرة
- يا غبى الجماعة دول مش لوحدهم ... باقى الشلة معاهم وبيساعدوهم ... خلاص إتمكنوا ومحدش هيقدر عليهم
- أنا هأقدر ... مش هياخدوا مِنى حاجة تانى
- متبقاش بغل ... دول دلوقتى خطر ... اللى بيقف قدامهم يا إما بيطلعوه كافر يا إما بيقتلوه
- وهم بيجيبوا النفوذ والفلوس دى كلها منين ؟
- النفوذ من الناس اللى سايقة الناس من ودانها ... شرايطهم بقت زى شرايط عدوية بتتباع فى كل مكان ... بقوا نجوم يا أمجد
- وجابوا فلوس لكل ده منين؟ مين بيساعدهم
- اللى بيساعدوهم كتير ... برا وجوه ... إياك إنت فاكر إن الفلوس اللى بتتلم من الناس فى الأوتوبيسات والشوارع دى بيتبنى بيها دور عبادة بجد ... الفلوس بتتلم تروح لواحد زى النويركى يشغلها ويكترها ويثبتوا بيها نفوذهم ... والكبار أوى بيمثلوا إنهم ضدهم لكن فى الآخر هى العصابة واحدة ... عصابتين اتلموا على بعض وبقوا عصابة واحدة كبيرة ... حوت بيبلع البلد ويهرس اللى يقف قصاده واللى سايق الحوت قاعد هناك
- خلاص تبقى حكمت ... هأقتله ... ما انا قاتل خمسة زيه قبل كده ... هيبقوا ستة مش مشكلة ... لو عرفتى تتصلى بمنى قوليلها إنى جاى ومش هاسيبها لوحدها ... متقوليش لأمى إنى راجع ...سلام
لم يستطع أمجد سماع صوت تنفس حبيبته ليومين ... فعندما اتصل فى موعده أجابه صوت أجش يعرفه ... صوت عمها ... وفى اليوم التالى كان مجيبه صوت نسائى آخر يتذكره ... صوت زوجة عمها ... إذا فحبيبته محاصرة كما هى محاصرة زوجته بشبكة تمنعها من التحدث إليه ... لكنه كان يحمل ما يعوضه عن سماع تنفس حبيبته الرقيقة ... ورقة صغير كانت تركتها يوما بكشكول محاضراته تعوضه عن غيابها ... ورقة صغيرة بخطها لم تفارق محفظته يوما كتبتها الرقيقة بخطها ... ورقة مكتوب بها كلمة واحدة ... بحبك
فى طريقه للمطار بسيارته وبجواره إيزابيل وأثناء مروره بالشارع التجارى الشهير ببرشلونة passeig de Gracia مر أمجد أمام محل الفراء الشهير وتذكر يوما وعدأً وعده لنفسه ... أن ترتدى حبيبته الرقيقة منى فراء مثل الذى كانت ترتديه أم سهام ... فأوقف سيارته سريعا وهبط ليشترى بكل ما بقى لديه من مال هذا الفراء ليكون الشئ الوحيد الذى يحمله فى سفرته
ودعته إيزابيلا بدمع غزيرة على وعد بلقاء قريب واتجه وحيدا لايحمل معه إلا الفراء الثمين لتقلع به الطائرة ولحسن حظه تلامس عجلاتها أرض مطار القاهرة فى موعدها ... الخامسة
قبل السادسة كان التاكسى الذى يحمل أمجد يتوقف أمام مقهى حيهم ليهرع إليه بمجرد هبوطه زملائه ... ويطلب أمجد من صديقه رفعت أن يدفع للتاكسى حسابه ... فهو لا يحمل معه إلا الفراء
فوجئ أمجد بأن من ينتظرونه ليسوا أربعة كما كان يظن ... كانوا سبعة ... من ضمنهم صديقه وقائده السابق ... الظابط أكرم بجسده القوى وشكله المرعب بعضلاته المنتفخة وجسده القوى
لم يستغرق الترحيب بأمجد طويلاً وبعد دقائق كان الجميع يتحلقون حول الترابيزة الصغيرة داخل المقهى ليشرح لهم أمجد ما ينتويه وينبههم لخطورته ويطلب منهم ألا يرافقه إلا الموافق على تحمل ردود فعل العمل الخطيرالذى ينتويه ... لم ينسحب أى منهم ... فهم كما كانوا ... مترابطين برابطة سلاح وحياة
إستاذنهم أمجد للسلام على اسرته على أن يلتقوا قبل الثامنة بنصف ساعة فى مدخل منزله
فوجئت أم أمجد بالباب ينفتح ليدخل منها إبنها حاملا حاوية الفراء لتحتضنه وتبكى بينما أبوه يحبس دموعه وإخوته الصغار يحيطونه بعد أن أصبح الصغيرين شابين
- كده يا ماما تخبى عنى ... كنتى عايزاها تضيع من إيدى للأبد
- خايفة عليك يابنى ... مفيش حل ... إعتبرها راحت خلاص ... ملكش نصيب فيها
- ده على جثتى ... إللى يمد إيده ناحيتها هأقطعهالوا ... أنا هانزلهم وأهدها على دماغهم
- يابنى اعقل ... دى عصابة وإحنا مش أدها
- سكوتنا عليهم هو اللى خلاهم عصابة ... بس إحنا بقى أدها ... وهتشوفى ... شبكة منى لسة فى دولابك؟
- آه يا بنى زى ماهي
- طب حضريها ... هترجع لأيدين صاحبتها النهاردة ... لما ابعتلك هاتيها وانزليلى فى شقة منى
- معايا ولا هتخافوا ؟
- معاك يا أمجد
إنقسم المجموعة لمجموعتين ... خمسة بمدخل العمارة ضمنهم أحد أخوى أمجد ورافق أمجد أربعة لمواجهة الحوت الذى اصطفت سيارته الألمانية الحديثة أمام باب عمارتهم كصف ثان يسد الشارع دون تقدير لحق غيره فى المرور ... فهم يعتبرون البلد ملكهم وحدهم ولا يخالفهم الرأى إلا كافر أوفاسق أو زنديق
- بصوا يا رجالة إنتو الخمسة هتستنوا هنا ... لمايجيى المأذوون خدوه إحبسوه فى السطوح وإقفلوا عليه ... أكيد هيكون معاه حد تبع البغل اللى فوق ... مش عايزين ددمم ... لو فيه ضرب عايزينه ضرب معلمين ... إضربوا من غير ما تسيبوا علامات ... البلد بلدهم ومحدش فى القسم هيقف جنبنا لو عملوا محاضر ... مع إنهم مش بتوع محاضر
- وهنعرف .اى إن ده المأذون يا أمجد ... المأذون دلوقتى بيلبس هدوم عادية مبيلبسش جبة وقفطان
- هتلاقى معاه دفتر يا زكى ... أقولكوا أى حد معاه دفتر يجيى العمارة إحبسوه فى السطوح ... حتى لو دفتر كمبيالات ... لو لقيتونا إتزنقنا فوق حصلونا
- باقولك يا أكرم ... مابلاش إنت ... إنت ظابط وفيها نيابة عسكرية وتأخير ترقية
- متخفش يا أمجد ... مش هتوصل لكده ... أنا عارفهم أكتر منك ... مفيش خوف منهم ... جعجعة وكلام بس وأكتر من كده مش هتلاقى ... دلوقتى هتشوف ... مبيضربوش غير غدر... لكن وش فى وش بتلاقيهم فيران
- ماشى يا صاحبى
بمجرد رؤية منى لأمجد يدخل من الباب قفزت لترتمى بين ذراعيه باكية ... لم تحسب حسابا لوجود أبيها ولا أعمامها ولا لهؤلاء الغرباء ... قفزت لذراعيه تبحث عن الأمان الذى افتقدت الشعور به لسنوات ... بكت وأخفت رأسها فى صدره وتركها تبكى حتى أنهت بكاؤها بنشيج طويل ... عندها أحاط رأسها بكفيه ورفع وجهها لوجهه ونظر أخيرا لعينيها التى أوحشته
- وحشتينى يا قردة ... مال وشك اصفر وخاسة كده ليه
- وحشتنى يا أمجد
- إنتى عايزة البتاع اللى مغطية بيه شعرك ده ؟
- ولا طايقاه ... لبساه غصب
- لا مؤاخذة يا شيخ ... ده ميخصناش ... ممكن تاخده وانت ماشى ... لو سمحت بقى علشان عايزين نتكلم فى موضوع عائلى خاص شوية ... شرفتنا الشوية دول
وكما توقع أكرم لم يبد العريس ومرافقيه أدنى إعتراض ... ولم يحاولا إفتعال شجار ... فبالنسبة لنور كانت منى مجرد جارية أخرى فقدها فى سوق النخاسة ... فكلهن عنده جوارى يقتنيهن لمتعته ... حتى عندما تحدث وهو يغطى وجهه بإبتسامتهم اللزجة المعتادة كان حديثه كأنه نخاس
- بس أنا دافع فيها 30 ألف جنيه ... هتدفعهوملى انت ؟
- هى بهيمة بتشتريها من السوق ... ما تنقى ألفاظك يا جدع إنت
- أنقى مانقيش أنا عايز فلوسى ... و إعتبروا إن مالكوش شغل معانا خلاص
- فلوسك معاك ... ممدتش إيدى على جنيه منها ... إتفضل بقى ورينى عرض كتافك
أرسل أمجد أخيه ليستدعى أمه وأبيه ويوصيه بأن تصطحب أمه شبكة منى معها ويعيد أمجد طلب يد منى من أبيها ... لكنه أصرتلك المرة أن يعقد المأذون المحتجز قرانهما ... فهو لا يأمن الاعيب القدر
بمجرد مغادرة المأذون وعد أمجد أبو منى أن يتم تشطيب شقته خلال ثلاثة شهور ... وسيكتفى مع زوجته بالضرورى فقط ... غرفة نوم و أنتريه ومطبخ وتلاجة وبوتجاز يقتسم أبوها ثمنها مع أمجد ... عندما كان أمجد يتم إتفاقه كان لايعلم كيف سيحقق وعده ... لكنه لا يحمل هماً ... فأيقونة حظه قد عادت إليه
إصطحبت منى أمجد لغرفتها التى لم يرها منذ أكثر من 15 عام ... قبل أن يصل وتصل لسن البلوغ ... لم تعترض الأم ولم يعترض الأب ... فهما الآن رسميا زوجان ولا يحق لأى من كان أن يعترض على إنفرادهما وغلق الباب
غاب الزوجين العاشقين فى حضن طويل إفتقداه كثيراً ... لم تنتاب أيهما شهوة فهو كان إحتضان بحث عن الأمان ... ولايشعر أحدهما بالأمان الآن إلا بين ذراعى الآخر
جذبت منى أمجد أمام دولابها وفتحته لتخرج منه صندوقا كبيرا إلى حد ما ... طلبت من أمجد رفع غطاءه كان الصندوق كله يحوى أشياء قديمة
وسادة وبيجاما وثلاث مناديل وثلاث كراسات قديمة تحوى كل منها بين أوراقها زهرة جافة
كانت يوما حمراء قانية
وثلاث ميداليات ذهبية
علقت فوق المرآة
...........................................................................................................
خاتمة السلسلة الأولى للبدايات
إنتهت اصدقائى حكاية الباشا عن أول مراحل تحوله من "طالب مقاتل أمجد حسن" ليصبح بعد سنين أمجد باشا ... سنوات يحسبها بعض من لم يعش مرارها أنها كانت سنوات سعيدة لكنها للأسف كانت سنوات صعبة بغيضة ... كل ما قرأتموه سابقا فى قصة بدايات الباشا فى الثمانينيات كان واقعا ... ومالم يدون فى القصة أكثر بكثير مما دون فيها ... مع كل ما عاناه أمجد فى تلك السنوات فإنه بمقاييس وقتها يعتبر محظوظاً فلم يتعرض مثلما تعرض غيره للتضليل سواء الفكرى أو الإعلامى ... كل ما ذُكر سابقاً فى الأجزاء الثلاثة عشر حقائق قد يكون الباشا أول من يجروء على ذكرها ... حقائق عاشها جيل كامل من شباب وخريجى الجامعات المصرية الذين ظلموا سابقاً من الكبار والآن يظلمون من أبنائهم ... فقط إجتازوا محنتهم لإنهم إستطاعوا إلى حد ما التمتع بالحياة رغم قسوتها .
أثارت حكايات الباشا فى هذا الجزء بعض تساؤلات رفض الباشا الإجابة عليها ... أولها هل أوفت أم منى بوعدها وابتعدت عن إبنتها وزوجها؟ كيف كانت طبيعة العلاقة بين أمجد وأم زوجته؟ هل إستطاعت أم منى السيطرة على وحش شبقها؟
كلها أسئلة رفض الباشا إجابتها بينما أجاب على أسئلة اخرى ... كان أولها هو لماذا لم يلقى على إيزابيلا شروطه الأربعة ... فكانت إجابته ببساطة "لإنه كان يخاف منها ومن جنونها ويحسب ألف حساب لطبيعة أصولها الغجرية ذات الغيرة المفرطة والجنون "
وسؤالى الثانى كان كيف تقبل علاقته مع إيزابيلا وأنا أعرف عنه حرصه على نعومة عشيقاته وتأففه الشديد من وجود أى شعيرات زائدة فكانت إجابته بأن أم إيزابيلا العربية علمت ابنتها كيف تكون المرأة الناعمة النظيفة مغرية
أما عن ما حدث لزوجته الأولى سهام وهل عادت إليه بعد أن تزوج منى فوعدنى أن تصلنى الإجابة فى السلسلة القادمة من "الباشا (البدايات)"
والسؤال الأهم ... هل أخلص الباشا لزوجته الحبيبه الرقيقة منى ؟ أعتقد أن كلنا يعرف إجابة السؤال لكن الباشا يصر على أنه لم يخن زوجته مرة واحدة ... لكن من كان يخونها هو ذلك الشيطان الساكن داخله
...........................................................................................................
إنتهت تلك السلسلة من حياة الباشا لكن قصته لم تنتهى ... قد يجد البعض أن نهاية تلك السلسلة ما هى إلا نهاية سعيدة تصلح لفيلم عربى ردئ ... لكن فى الحقيقة إنها لم تكن النهاية ... لكنها كانت البداية
بداية لجولة أخرى خاضها الباشا فى صراعه الدائم مع القدر وصراعه مع طيور الظلام التى عششت فى أركان هذا الوطن الجميل ونهشت جماله وشوهت عقول أبناءه .
قد يكون الباشا إنتصر فى جولة ولكن ترى ما حدث فى باقى الجولات .... سأنتظر حتى يستريح الباشا بعض الوقت قبل أن يستكمل حكيه ... فتداعي ذكريات شبابه أرهقه نفسيا كما أرهقنى ... فلأنتظر حتى يستعيد الباشا حكيه وأنشر لكم جزء آخر من ذكرياته
هذا إذا سمح الباشا
تمت
View: https://www.youtube.com/watch?v=9vhQ9VELor8
View: https://www.youtube.com/watch?v=3f1AiLJoRo0
View: https://www.youtube.com/watch?v=nXDhA6wtHow
رابط قصة الباشا (البدايات) - السلسلة الثانية
التعديل الأخير بواسطة المشرف: