في قرية صغيرة محاطة بحقول الزيتون، عاشت فتاة اسمها لين. كانت لين تحب الرسم، وكل صباح تخرج إلى الحقل القريب، تحمل لوحتها وألوانها، ترسم الشمس وهي تشرق على الأشجار الفضية. لم تكن تبحث عن شيء، فقط عن سلام داخلي يملأ قلبها.
في يوم ممطر، وصل شاب يدعى أمير إلى القرية. كان مسافرًا يبحث عن مكان هادئ ليكتب قصصه. استأجر غرفة في المنزل المجاور لمنزل لين. في البداية، لم يلاحظا بعضهما. هو يكتب عند النافذة، وهي ترسم في الحقل.
ذات مساء، انقطعت الكهرباء في القرية بسبب العاصفة. خرج أمير يبحث عن شمعة، فسمع صوت ضحك خفيف من الحقل. اقترب، ورأى لين تجلس تحت شجرة زيتون كبيرة، تضيء لوحتها بفانوس صغير، ترسم البرق وهو يخط السماء. توقف، مفتونًا بتركيزها.
"البرق ده مش هيسمح لي أرسم في الظلام!" قالت لين دون أن تنظر إليه، ظنًا أنه جار عادي.
ابتسم أمير وقال: "لكنك رسمتِه أجمل مما يبدو. أنا أمير، الجديد هنا."
رفعت لين عينيها، ورأت فيهما لمعانًا يشبه البرق نفسه. بدأ حوارهما بسيطًا: عن الرسم، عن الكتابة، عن القرية. كل يوم بعد ذلك، يلتقيان في الحقل. هو يقرأ لها قصصًا من دفترة، وهي ترسم شخصياته على لوحتها.
مع الأيام، أصبح الحقل مكانهما الخاص. يتشاركان القهوة الساخنة في الشتاء، والفواكه الطازجة في الصيف. لم يكن هناك وعود كبيرة، فقط لحظات صغيرة: يد تساعد في حمل اللوحة، نظرة تطول قليلاً، ضحكة تشارك سرًا.
في إحدى الليالي، تحت سماء مليئة بالنجوم، قال أمير: "قصصي كانت فارغة قبلك. أنتِ أضفتِ لها الألوان."
ردت لين بهمس: "ورسمي كان صامتًا. أنتِ أعطيته صوتًا."
لم يكن هناك قبلة مفاجئة أو إعلان درامي. فقط يدان تمسكان بعضهما بلطف، ووعد بأن يظلا يلتقيان في الحقل كل يوم. القرية نامت، والزيتون شهد على حب هادئ، ينمو كشجرة قوية، جذورها في الصداقة، وأغصانها في الاحترام المتبادل.
وعاشا يرسمان ويكتبان معًا، إلى الأبد.