الفصل الأول: الحارة المنسية وأكاديمية الأحلام المكسورة
(المشهد الأول)
(الخلفية: حارة "عزبة النخل" الشعبية القديمة، القاهرة. وقت الغروب. الشمس لونها برتقالي غامق زي الجمر، بتختفي ورا عمارات عالية ومباني متناثرة عاملة ضل طويل على الشوارع الضيقة. ريحة الطعمية والمقليات مالية الجو لدرجة إنها بتفتح النفس، ممزوجة بريحة تراب الشارع بعد ما رشوه بالمياه. أصوات بياعين الخضار (زي صوت "البطاطس بصل... اللي عايز يجيب!") وزعيق العيال اللي بيلعبوا كورة شرابات في الشارع الضيق بتملى المكان. بيوت طوب أحمر متهالكة، شبابيكها خشبية قديمة ومكسورة شوية متزينة بغسيل منشور على حبال رفيعة بتتمايل مع الهوا، والتراب مالي كل مكان، بيغطي كل حاجة.)
محمود: (*** سمين، بيزعق، صوته تخين، وشه بيعرق من الجري) بص يا سويسي، الكورة جتلك! إيه، هتنام عليها؟ شوتها ياض! ولا عايزني أجي أشوطها بدالك؟ أنت بتخاف من الكورة ولا إيه؟
(أحمد، *** في حدود الـ 10 سنين، جسمه هزيل وضعيف، كأنه ما بياكلش كويس، لابس فنيلة داخلية بيضاء باهتة من كتر الغسيل وشورت قطن مقطع من الركبة، عليه بقع طين. ملامحه باينة عليها الذكاء والتركيز، عينيه البنيّة الغامقة بتجري في كل حتة كأنها بتلاحظ كل تفصيلة صغيرة في الشارع، لكن فيها لمحة حزن خفيف وشرود مستمر. بيجري ورا كورة شرابات قديمة، الكورة عمالة تتنطط في الشارع الضيق بين رجوله. بيحاول يلعب كورة مع عيال الحارة اللي أكبر منه بسنة أو سنتين. دول ***** طبيعيين، لسه ما بانتش عليهم أي 'طاقة سحرية' ظاهرة، ملامحهم عادية جداً.)
(أحمد بيحاول يشوط الكورة بكل قوته، بيضغط على سنانه لدرجة إن وشوشه بتتعوج، بيجري جري خفيف بس بيحس إن جسمه مفيش فيه طاقة. رجله بتخبط فيها بخفة وهزيمة، والكورة بتطلع ضعيفة وبتخبط في حائط بيت قديم متهالك، وتاني ترجع لأحمد.)
حسام: (*** رفيع وطويل، بيضحك بتهكم ومسخرة) يا عم سيبك منه! ده لو شاط كورة مش هيعرف يعدي بيها عتبة الباب! ده حتى لو فيه هجمة وحوش، هيستخبى تحت الترابيزة! روح يا سويسي شوف لك لعبة على قدك! روح العب بالحبل، يا فاشل!
محمود: (بيتريق وهو بيشاور على أحمد) ده لو طلع له هالة سحرية يبقى أنا أفتح محل ورد! ده آخرته يلعب عسكري وحرامي، مش صيادين!
(أحمد بيسيب الكورة، ملامحه بتشد، ووشه بيحمر. بيبتسم ابتسامة باهتة وباهتة جداً كأنه بيجامل عشان ما يبانش عليه الزعل. بيقعد على رصيف متهالك مليان تراب وطين ناشف، بيبص على الكورة اللي العيال التانيين بيلعبوا بيها بكل سهولة. عينه بتجري ورا الكورة كأنها حلمه الوحيد اللي مش قادر يوصله.)
أم أحمد: (صوتها حنون ومبشوش، جاي من بلكونة بيت قديم فيه شقوق صغيرة في الحيطة. بتعلي صوتها) يا حمادة! يا حمادة يا حبيبي! تعالى يا واد، الأكل جاهز! ولا نسيت أكتر حاجة بتحبها؟ عملتلك محشي كرنب مخصوص، عشان عارفة إنك بتحبه! تعالى بس يا قلب أمك، كفاية لعب في الشمس!
(أحمد بيقوم ببطء، جسمه لسه واجعه من التعب. بيحس إن والدته هي الملاذ الوحيد ليه من العالم الخارجي اللي بيستضعفه وبيتنمر عليه. بيدخل البيت المتواضع، اللي فيه أوضتين وصالة صغيرة، حيطانها باهتة بس نضيفة، ريحة الأكل البلدي مالية المكان، ريحة أمان وطمأنينة بتنسيه الدنيا بره. الأب، "عم علي" (في الخمسينات)، راجل بسيط وبيشتغل "نقاش" أو "بناء" باليومية، قاعد على طبلية صغيرة بيقرا جورنال قديم باين عليه إنه اتقرا ألف مرة، بس بيخبيه بسرعة لما بيشوف ابنه عشان مايزعلش.)
عم علي: (صوته أجش بس مليان حنية أب، بيطبطب على كتف أحمد لما بيخش) تعالى يا بطل. مالك كده؟ شكلك مغلوب على أمرك من الصبح. هو الواد فتحي ضايقك تاني في اللعب؟ ما هو بيحب يستقوى على اللي أضعف منه، بس ييجي اليوم اللي يتعلم فيه الأدب. كل واحد بياخد نصيبه في الدنيا.
أحمد السويسي: (بيقعد جنبهم، بيحاول يخبي إحباطه عشان مايزعلش أهله. بياخد قطعة محشي) لا يا بابا، مفيش حاجة. كنت بس بلعب كورة وتعبت شوية. المحشي شكله يفتح النفس! تسلم إيدك يا أمي.
أم أحمد: (بتبص لأحمد بحب ودعا، وبتحط إيدها على راسه) معلش يا حبيبي، إنت لسه صغير وهتكبر وتبقى أقوى واحد في الدنيا كلها. بس المهم تكون راجل بجد، فاهم؟ سند لنفسك ولأهلك. سيبك من كلام العيال اللي بيتنمروا دول، **** بيدي القوة اللي بيستحقها، و**** بيعوض كل ضعيف. أهم حاجة تكون إنسان كويس.
(أحمد بيأكل في صمت، لكن الكلام بيدور في دماغه. كلمات أهله كانت دايماً بتديله أمل زائف، بيحس إنهم بيطمنوه عشان مايزعلش، لكن جواه كان عارف إن "قوته" اللي بيتكلموا عنها دي مش زي القوة اللي بيشوفها في التلفزيون. قوة "الصيادين" اللي ظهروا في البلد من عشر سنين، واللي بيخشوا "الأبواب الملعونة" اللي فجأة بقت جزء من حياتهم اليومية، وبيحاربوا الوحوش المخيفة اللي بتخرج منها. هو عارف إن العالم دلوقتي بيتقسم لـ 'قوي' و 'ضعيف'.)
(المشهد الثاني)
(الخلفية: أكاديمية حورس للسحر – القاهرة الجديدة. مبنى ضخم وعصري بلمسة فرعونية في التصميم. ساحة واسعة مليانة ***** وشباب في سن أحمد، معظمهم بيطلع منهم هالات سحرية مختلفة الألوان والأحجام: أزرق زي الكهرباء، أحمر زي النار، أخضر زي أوراق الشجر في الربيع. أصوات أجهزة بتكشف عن مستويات الطاقة بتطلع صفارات وأضواء مبهرة بتنور المكان زي الفرح. الأجواء كلها حماس وتنافس واضح بين الأطفال وأهاليهم، كل واحد بيحلم إن ابنه يبقى صياد مشهور ويكسب ملايين.)
(أحمد واقف في طابور طويل من الأطفال المتقدمين، الطابور طويل جداً لدرجة إن آخره مش باين. باين عليه التوتر والقلق الشديد. عمال يعرق رغم الجو المعتدل، ووشه باهت. بيبص حواليه، بيشوف ***** أصغر منه بكتير، يمكن خمس سنين، وهالاتهم السحرية بتشع قوة لدرجة إنها بتنور المكان حواليهم زي اللمبات. واحد منهم بيطير كرة نار صغيرة في إيده بفخر قدام أبوه اللي بيسقفله، والتاني بيقدر يحرك كوباية مياه من بعيد بمجرد نظرة عين، وأمه بتصور فيديو بفخر.)
مدرس الاختبار: (راجل ضخم، كأنه جبل واقف، صوته جهوري زي الرعد، ماسك جهاز كاشف للطاقة شكله معقد وليه أضواء كتير بتنور وتطفي) اللي بعده! الاسم والطاقة الكامنة! بسرعة يا بهوات! الوقت من دهب! عندنا ألف واحد لسه عايز يتكشف على طاقته! ما تضيعوش وقتنا!
(جه دور أحمد. قلبه بيدق بسرعة جنونية لدرجة إنه حاسس إنه هيطلع من صدره. بيقف قدام الجهاز اللي بيبص له زي القاضي. بيغمض عينيه بقوة، بيضغط على كل عصب في جسمه، بيحاول يركز عشان يطلع أي طاقة جواه، أي حاجة بسيطة تثبت إنه موجود، إنه مش مجرد خيال أو غلطة.)
(الجهاز بيشتغل، بيطلع صوت طنين خافت جداً في البداية، شاشته بتفضل سودا كأنها مطفية. بعدين... بيسكت الجهاز تماماً. ولا صوت، ولا ضوء. مفيش أي مؤشر. لا لون، لا صوت، لا هالة سحرية تذكر. الصمت بيعم المكان لدقيقة كأن الزمن وقف، كل اللي في الساحة بيبص على الجهاز بصدمة من هدوئه.)
مدرس الاختبار: (بيبص على الجهاز بملل ظاهر لدرجة السخرية، وبيزفر بملل كأنه بيضيع وقته. بيبص لأحمد بضيق ورفع حاجب) اللي بعده! يا أحمد يا سويسي، مفيش أي قراءة. زي كل مرة في الاختبارات اللي فاتت. لا هالة، لا طاقة. الجهاز بيقول مفيش حاجة. أنت متأكد إنك جيت المكان الصح؟ ولا جاي تضيع وقتنا ووقت الناس المحترمة دي؟ دي أكاديمية مش حضانة *****!
(بعض الأطفال بيضحكوا بصوت خافت، بعضهم بيبص لأحمد بشفقة واضحة في عينيهم، زي ما يكونوا شايفين واحد مش من عالمهم، أو كائن غريب. أحمد وشه بيحمر من الإحراج لدرجة إنه حاسس بالحرارة في خدوده. بيحاول يمسك أعصابه عشان ما يعيطش قدام الناس، خصوصاً إن أبوه وأمه واقفين من بعيد وبيبصوا عليه بقلب حزين ووشوشهم مصفرة.)
أحمد السويسي: (صوته مهزوز ومتقطع، بيحاول يدافع عن نفسه، الدموع بتلمع في عينيه) بس... أنا حاسس بحاجة يا فندم. حاسس إن فيه حاجة جوايا. يمكن الجهاز ده... مش بيقراها صح؟ أنا بجد عايز أبقى صياد!
مدرس الاختبار: (بيتنهد بملل واستعجال، بيشاور بصباعه على الطالب اللي بعده من غير ما يبص لأحمد) الإحساس ما بينفعش يا ابني في عالم السحر ده. دي مش قعدة حكايات. دي حقيقة علمية. دي قوانين الطاقة. بس عشان أهلك بيصروا وبيحاولوا يلحقوا أي فرصة ليك عشان ما تبقاش عبء على المجتمع، الأكاديمية وافقت تسجلك في القسم التحضيري. بس صدقني، فرصتك ضئيلة جداً هنا. روح اللي بعده، ومالكش دعوة بالهزار ده تاني. مفيش وقت للمسخرة. إحنا بنجهز أبطال، مش بنلم أي حد.
(أحمد بيمشي من قدام الجهاز وراسها في الأرض، ضهره محني، كأنه بيحاول يختفي في الأرض. الإحساس بالضعف بيتملكه أكتر من أي وقت فات. بيشوف أولياء أمور الأطفال التانيين بيبصوا عليه بشفقة أو سخرية، زي ما يكون هو مجرد 'غلطة' في أكاديمية الأبطال دي، أو مجرد حمل على الدولة. بيخش الأكاديمية بقرار إداري، مش بقوة منه. بيعرف إن دي بداية طريق طويل من الألم والوحدة والتنمر.)
(المشهد الثالث)
(الخلفية: أول حصة تدريب عملي في الأكاديمية. ساحة تدريب واسعة جداً، أرضيتها مرسومة برموز سحرية بتنور وتطفي بلون أزرق خافت. الجو كله أصوات طقطقة كهربا خفيفة وضوء سحري خافت من تدريب الطلاب. الأستاذ مراد، 30 سنة، شاب مفتول العضلات، جسمه رياضي، لابس يونيفورم الأكاديمية الرسمي، شعره أسود لامع، طاقته السحرية قوية وواضحة جداً بتشع منه زي هالة زرقاء. صوته حاد وعنيف، ماشي بين الطلاب وبيزعق، كأنه قائد عسكري في ساحة حرب.)
الأستاذ مراد: (صوته بيرن في القاعة الواسعة وبيصدى في الجدران) ركزوا يا بهوات! الطاقة مش سحر! الطاقة دي إرادة! دي قوة! طلعوها من جوه قلبكم! طلعوها بجد! وريني يا طارق يا بيه، ورينا أنت معلم إيه يا بطل الأكاديمية!
(طارق، *** وسيم بس وشه مغرور جداً وعينيه بتلمع بالاستعلاء. بيبتسم بثقة عالية لدرجة الغرور. بيرفع إيده اليمين ببطء وثقة، وهالة حمرا قوية جداً بتطلع من كفه، قوية ومستقرة بالنسبة لسنه، كأنها لهب بينور القاعة كلها. الهالة دي بتعمل صوت حفيف زي النار وهي بتلعلع، وبتسيب أثر دخان خفيف في الهوا. الأستاذ مراد بيبتسم بإعجاب ظاهر على وشه، وبيهز راسه بتأييد وقبول.)
الأستاذ مراد: ده الشغل! ممتاز يا طارق! أنت كده هتبقى حاجة كبيرة في الأكاديمية دي! برافو عليك! كده تقدر تعمل كرة نار في ثانية! أنت كده بطل بجد! فخر الأكاديمية!
(طارق بيبص لأحمد بابتسامة سخرية وتفوق، كأنه بيقول له 'شوفت أنا إيه وانت إيه؟ أنا قوي وانت مفيش منك فايدة. أنا سيدك وانت عبد ضعيف'. أحمد بيحاول يقلده، بيغمض عينيه ويزفر الهوا بقوة من صدره، بيضغط على أعصابه لدرجة إن إيده بتترعش، كأنه بيعصر نفسه. بيحاول يركز لدرجة إن عروق وشه بتبرز، بس مفيش أي حاجة بتطلع من إيده. صفر. لا وميض، لا صوت، لا أي حاجة. مجرد إيد مترعشة.)
الأستاذ مراد: (بيقرب من أحمد بضيق واضح، وملل من حالته اللي بتكرر في كل حصة. بيشد أحمد من كتفه بقوة بتوجع أحمد وبيزقه لورا خطوات. بيعلي صوته) إيه يا أحمد يا سويسي؟ نايم ولا إيه؟ أنت مش سامعني؟ طلع طاقتك! مش فاهم يعني إيه! أنا تعبت منك ومن محاولاتك الفاشلة دي! أنت هنا بتضيع وقتي ووقت زمايلك!
أحمد السويسي: بيرتجف من الخوف، وبيحاول مرة تانية، بس مفيش فايدة. صوته بيطلع ضعيف ومتقطع، زي همس يائس
بحاول يا فندم... و**** بحاول... بس مش راضية تطلع... كأني... مفيش فيا حاجة. مفيش أي طاقة.
الأستاذ مراد: صوت عالي، بيخلي باقي الطلاب يبصوا على أحمد بفضول وسخرية، بعضهم بيغمز لبعض، والضحكات بتعلى. الأستاذ بيشاور على أحمد بإيده مش راضية تطلع إيه! أنت هنا بتضيع وقتنا ووقت زمايلك! ده مش حضانة! دي أكاديمية أبطال! دي الأكاديمية اللي بتخرج صيادين يحموا البلد! روح اقعد على جنب، في الكرسي اللي ورا خالص، لحد ما أخلص من البارعين دول! يمكن تتعلم بالنظر، يمكن العدوى توصلك، يمكن تتحول لبطل عن طريق المعجزات!
الطلاب كلهم بيضحكوا بصوت عالي، والضحك بيملى القاعة زي السم، بيخترق ودان أحمد، بيحس إنه بيتخنق. أحمد بيروح يقعد على كرسي في آخر القاعة، ضهره للطلاب، بيحاول يخبي وشه المدمع. بيحس بالمهانة بتعصر قلبه، وروح بتنسحب منه. بيبص لأرض القاعة اللي عليها رموز سحرية بتنور وتطفي، كأنها بتضحك عليه وبتسخر منه. بيحس إن كل خطوة بيخطيها في الأكاديمية بتثبت له إنه فاشل، وإن ده قدره
نهاية الفصل الأول
الفصل الثاني: همسات النظام
مشهد 1
الخارج - أكاديمية حورس - ساحة التدريب الرئيسية - صباحًا
الجو: شمس ساطعة، ساحة واسعة بها أجهزة تدريب متطورة، طلاب يرتدون زي الأكاديمية الأبيض والذهبي، بعضهم يتمرن بجدية، وآخرون يتبادلون المزاح. أحمد يجلس بعيدًا على مقعد حجري، يراقب من بعيد.
الشخصيات: أحمد، طارق، مجموعة من الطلاب، منال (تظهر لاحقاً).
الحوار:
طارق (بصوت عالٍ ومتهكم، وهو يقترب من مجموعة من أصدقائه ويشير نحو أحمد): بصوا مين هنا! عمو أحمد بيستعرض عضلاته الذهنية! ولا بتجهز نفسك للعب الكراسي الموسيقية يا بتاع الـ "صفر"؟
طالب 1 (يضحك): سيبه يا طارق، ده شكله بيجمع طاقة من الجو عشان يمكن يعمل حركة واحدة!
طالب 2: يمكن لو قعد ساكت كده سنة كاملة، بطاريته تشحن!
(أحمد يتجاهلهم، يحاول إظهار عدم الاهتمام، لكن قبضته تشد على سرواله، وعيناه تنزلان للأرض. يرى انعكاس وجهه الشاحب في بركة مياه صغيرة بجانبه.)
طارق (يقف الآن أمام أحمد مباشرة، بابتسامة خبيثة): مالك يا فنان؟ زعلان ليه؟ مش المفروض إنك جاي الأكاديمية عشان تبقى "صياد ظلال"؟ ولا أنت هنا عشان نتدرب على إزاي نتعامل مع الحالات الميؤوس منها؟
أحمد (بصوت خافت ومتحشرج): مش عايز مشاكل يا طارق... سيبني في حالي.
طارق: مشاكل إيه يا حبيبي؟ ده مجرد نصح أخوي! بس باين إن حتى لسانك طاقته ضعيفة ومش قادر تدافع عن نفسك!
(يدفعه طارق برفق بكتفه، فيتأرجح أحمد على المقعد.)
طالب 3: سيبه يا طارق، خليه يحلم. يمكن في يوم من الأيام يعمل طاقة على قد لمبة!
(تضحك المجموعة بصوت عالٍ. ينهض أحمد بصعوبة ويحاول الابتعاد.)
طارق (ينادي عليه): رايح فين يا كابتن؟ لسه بدري على الهروب! ولا هتشتكي للميس الأبلة بتاعتك؟
(أحمد يسرع الخطى بعيداً، يختبئ بين المباني. يسمع ضحكاتهم تتردد في أذنيه.)
مشهد 2
الداخل - أكاديمية حورس - مكتبة الأكاديمية - بعد الظهر
الجو: هادئ، رفوف كتب عملاقة تمتد حتى السقف، إضاءة خافتة، بعض الطلاب يقرأون بتركيز. أحمد يجلس في زاوية بعيدة، محاطًا بكتب ضخمة عن "أساسيات الطاقة" و"مدخل إلى السحر القديم". وجهه شاحب وعليه علامات الإرهاق.
الشخصيات: أحمد، منال.
الحوار:
أحمد (يقلب الصفحات بسرعة، يتمتم لنفسه): لازم ألاقي حل... لازم. مفيش حد زيي. كل الكتب دي بتقول إن أي كائن عنده طاقة، مهما كانت ضعيفة. أنا فين طاقتي دي؟ ليه أنا بس اللي صفر؟
(منال تقترب بهدوء، تحمل مجموعة من الكتب. تجلس على الكرسي المقابل لأحمد.)
منال (بصوت حنون): بتعمل إيه يا أحمد؟ شكلك مرهق أوي.
أحمد (يرفع رأسه بفزع، يغلق الكتاب بسرعة): ها؟ لا... ولا حاجة. براجع بس.
منال: بتراجع إيه؟ كتب الطاقة اللي طارق بيقول إنك بتذاكرها عشان يمكن تلاقي نفسك في معادلة كيميائية؟
أحمد (بمرارة): سيبك من طارق. هو فاهم إيه؟ أنا بس... بحاول أفهم. عايز أعرف ليه.
منال: عايز تعرف إيه يا أحمد؟ كلنا عارفين إنك مختلف. وده مش عيب.
أحمد (بغضب مكتوم): مش عيب؟ ده عار يا منال! أنا هنا في أكاديمية صيادين! صياد ظلال! إزاي هبقى صياد وأنا معنديش حتى طاقة أفتح بيها باب! كل يوم بتريقوا عليا. الأستاذ بيبصلي بشفقة. أهلي فاكرين إني هطلع حاجة!
منال (تضع يدها على كتفه): أهلك بيحبوك يا أحمد، وهيفضلوا يحبوك مهما حصل. وبعدين، مين قال إن كل الطاقة لازم تطلع نار أو كهربا؟ يمكن طاقة مختلفة؟
أحمد (بسخرية): طاقة إيه؟ طاقة إني أبقى مسخرة؟ بقالي شهور بحاول. بتدرب في أوضتي بالليل. بعمل كل التمارين اللي بيقولوها، أكتر منهم كمان! مفيش فايدة. كأن فيه جدار جوايا.
منال: طيب جربت تسأل؟ تسأل مدرسين قدامى؟ يمكن فيه حالة نادرة زي حالتك؟
أحمد: سألت. كلهم بيبصوا باستغراب. اللي يقول لي يمكن لسه طاقتك ما نضجتش، واللي يقول لي يمكن أنت مش بتاع طاقة أصلاً! (يضرب الكتاب بيده بخفة) مش بتاع طاقة إزاي وأنا جاي من عيلة كلها سحرة وصيادين! جدي كان بيحارب الظلال!
منال: طيب ما تيأسش. أكيد فيه حل. أنت ذكي يا أحمد، وبتفكر كويس. يمكن الذكاء ده هو نوع من الطاقة؟
أحمد (ينظر إليها ببعض الأمل ثم يفقده بسرعة): ذكاء إيه اللي هحارب بيه وحوش؟ هقولها تعالى يا وحش هديك لغز تحله؟
(صمت لبرهة. أحمد يمسك رأسه بين يديه.)
أحمد: أنا تعبت يا منال. بجد تعبت. حاسس إني في سجن. سجن جسمي اللي مش بيستجيب، وسجن كلام الناس اللي مبيتوقفش. ساعات بحس إني عايز أختفي.
منال (بصوت هادئ ومؤثر): متقولش كده يا أحمد. أنت أقوى من كده بكتير. يمكن لسه ملقيتش المفتاح بتاعك. كل واحد له طريقة يفتح بيها قوته. يمكن طريقتك مختلفة.
(أحمد ينظر إليها بيأس، ثم يعاود النظر إلى الكتب أمامه.)
أحمد: نفسي بس أفهم إيه اللي جوايا ده.
مشهد 3
الخارج - أكاديمية حورس - سطح المبنى المهجور - ليلاً
الجو: عاصف قليلاً، السماء مظلمة، أصوات الرياح تصفير، أضواء الأكاديمية البعيدة تظهر كنقاط صغيرة. أحمد يجلس وحيدًا في الزاوية، يحدق في الفراغ.
الشخصيات: أحمد.
الحوار:
أحمد (لـ نفسه، بصوت ضعيف ومتهدج): خلاص... مفيش فايدة. كل الأبواب اتقفلت. الأكاديمية دي كابوس. أنا كنت فاكر إني هنا هلاقي نفسي... طلعت بضيع اللي باقي مني.
(يهب نسيم قوي، يرفع شعر أحمد، ويشعر أحمد ببرودة غريبة تتخلل عظامه، لكنها ليست برودة الجو العادية.)
أحمد (يكمل، ويده ترتجف): أهلي... كل أحلامهم فيا. أنا هبقى عار عليهم. صياد ظلال فاشل. حتى مفيش ليا مكان في الحارة. هيقولوا إيه؟ ابن "الفتوة" اللي طلع ولا حاجة.
(يشعر فجأة بوخز خفيف في مؤخرة رأسه، وكأن شرارة كهربائية مرت من داخله. يتجاهلها.)
أحمد: كنت بحلم إني أحمي الناس... أحمي نفسي. (يضحك بمرارة) أحمي نفسي من إيه؟ من نظرات الشفقة؟ من الضحكات؟ من إحساس العجز ده؟
(الوخز يتكرر، هذه المرة أقوى، ويصحبه إحساس غريب باليقظة الشديدة، وكأن عقله بدأ يعمل بسرعة لم يعتدها من قبل. يشعر وكأن كل حواسه أصبحت حادة فجأة.)
أحمد (بنبرة متغيرة، وكأنه يسمع صوتاً داخلياً): إيه ده؟ إيه الإحساس ده؟ (ينظر حوله في الظلام، عيناه تلمعان بشكل خفيف غير معتاد).
(تتغير ملامح أحمد تدريجياً. اليأس لا يختفي تماماً، لكن يحل محله نوع من التركيز الشديد، كأن عقله بدأ يرتب المعلومات ويحلل الأمور بطريقة جديدة. يشعر بخطر كامن في الظلام حوله، خطر لم يكن يشعر به من قبل، رغم عدم وجود أي مصدر واضح له.)
أحمد (بصوت أعمق وأكثر جدية): في حاجة بتتغير. أنا مش فاهم إيه هي... بس أنا حاسس بيها. حاسس إني... شايف أكتر. وفاهم أكتر.
(الصمت يخيم على المكان. الرياح لا تزال تهب، ولكنها تحمل معها الآن إحساساً مختلفاً، كأنها تتهامس بسر ما في أذن أحمد. النظرة في عينيه تتغير من اليأس إلى مزيج من الحيرة والفضول والخوف، ولكن أيضاً... بداية إدراك شيء جديد تماماً.)
الفصل الثالث: همسات التفعيل وخطوات النور
مشهد 1
الخارج - أكاديمية حورس - سطح المبنى المهجور - ليلاً
الجو: الهواء لا يزال يحمل صقيع الليل، لكن السماء بدأت تتطهر من غيوم اليأس التي كانت تغطيها. أضواء الأكاديمية البعيدة تبدو أكثر وضوحاً الآن، وكأنها تومض بدعوة خافتة. أحمد يجلس حيث كان، لكن هذه المرة، هناك شرارة خفية في عينيه.
الشخصيات: أحمد.
الحوار:
أحمد (بصوت يرتجف قليلاً، وكأنه يكتشف شيئاً لأول مرة): إيه ده؟ ده... مش مجرد إحساس. (يمسك رأسه بين يديه، يشعر وكأن مئات الأسلاك الكهربائية تتشابك داخله، لكن هذه المرة ليست مؤلمة، بل منشطة). الأرقام... المعادلات... (يغمض عينيه، يرى سلاسل من البيانات تتدفق أمامه كتيار سائل). حل المسائل... أسهل. أسرع.
(يحاول تذكر أصعب مسألة واجهته في حصة الرياضيات، والتي عجز عن حلها. فجأة، يظهر الحل أمام عينيه بوضوح، خطوة بخطوة، مع كل التفاصيل الدقيقة.)
أحمد: مستحيل! أنا... أنا حليتها. دي أصعب مسألة في المنهج! إزاي؟ (يفتح عينيه، ينظر حوله بذهول).
(يلاحظ أن الصوت الخفيف للرياح لم يعد مجرد "صوت". إنه يحمل معه معلومات خفية. يسمع حفيف أوراق الشجر كأنه حوار، قطرة ندى تسقط من ورقة كأنها ترسم معادلة في ذهنه. يشعر بوجود فأر صغير يركض تحت الأرض على بعد أمتار منه، ويحدد مكانه بدقة.)
أحمد (لنفسه، بصوت يملؤه الذهول والبعض من الرعب): أنا... أنا مجنون؟ ولا ده حقيقي؟ إحساس الخطر... (ينقبض قلبه فجأة). فيه حاجة. (يتلفت حوله بسرعة، يشعر بنوع من التوتر في الأجواء، وكأن شيئاً غير مرئي يقترب).
(يستحضر صورة طارق في ذهنه. يشعر بالاشمئزاز من نفسه لضعفه أمامه. فجأة، تظهر صورة مفصلة لمواجهة سابقة مع طارق، ولكن هذه المرة، يرى نقاط ضعف طارق الجسدية، وسرعة حركته، وكيف يمكنه تفادي ضرباته بمسافة معينة.)
أحمد: ده... ذكاء؟ ولا... (يخفض رأسه، يحاول أن يستوعب). دي مش حاجة عادية. دي مش مجرد طاقة. دي حاجة... بتغير كل حاجة فيا.
(يقف ببطء، يشعر أن جسده أصبح أخف، وأكثر رشاقة. يلاحظ أن الظلام لم يعد مخيفاً تماماً، بل أصبح يحمل تفاصيل دقيقة لم يكن يراها من قبل. كأن عينيه ترى في درجات مختلفة من الضوء.)
أحمد (بهدوء وثقة تتسرب إلى صوته): النظام. ده النظام اللي فيا. هو ده اللي كان نايم. لازم أفهم ده. لازم أتدرب عليه... من غير ما حد يعرف.
مشهد 2
الداخل - أكاديمية حورس - غرفة أحمد الخاصة - فجراً
الجو: إضاءة خافتة من مصباح مكتبي، الغرفة مرتبة، كتب مفتوحة على السرير والأرض. أحمد يكتب في دفتر ملاحظات بخط سريع ومرتب.
الشخصيات: أحمد.
الحوار:
أحمد (لـ نفسه، وهو يكتب): اليوم الأول لتفعيل "النظام". بعد إحساس اليأس الشديد. يبدو أن اليأس كان هو المفتاح. (يتوقف عن الكتابة، يفكر). الأعراض:
* تسارع غير طبيعي في التفكير: القدرة على حل المسائل المعقدة في لحظات.
* إدراك حسي فائق: رؤية وتحديد التفاصيل الدقيقة في الظلام، سماع الأصوات الخافتة جداً.
* إحساس بالخطر: القدرة على استشعار التهديدات المحتملة قبل حدوثها بوقت قصير.
* تحسن في القدرات البدنية: شعور بالخفة، ردود أفعال أسرع، لكن لم أختبرها بعد.
(يقوم من سريره، يتجه إلى نافذة الغرفة. يرى بعض الطلاب يتدربون في ساحة التدريب تحت إشراف المدرسين. يلاحظ سرعة حركة أحدهم، وفجأة، يستطيع تحليل مسار حركته بدقة، وكيف يمكنه أن يكون أسرع.)
أحمد: ده مش سحر. ده مش طاقة تقليدية. دي حاجة... تانية خالص. زي جهاز كمبيوتر فائق السرعة متوصل بمخي. بس هل ده ممكن يتطور؟
(يبدأ في ممارسة بعض حركات الدفاع عن النفس البسيطة التي تعلمها في الأكاديمية. يلاحظ أن جسده يستجيب بسرعة أكبر. يرى الخطأ في حركته على الفور، ويصححه تلقائياً.)
أحمد: لازم أتدرب على ده. في السر. (ينظر إلى المرآة، يرى انعكاسه. عيناه تحملان نظرة مختلفة الآن، مزيج من الذكاء الحاد والعزيمة). مفيش حد هيعرف حاجة. لحد ما أبقى جاهز.
(يمسك بكتاب في علم النفس وتحليل السلوك البشري. يقلب الصفحات. فجأة، يستطيع أن يربط بين عدة مفاهيم معقدة لم يكن يفهمها من قبل، ويفهم دوافع السلوك البشري بصورة أعمق.)
أحمد: ده ممكن يساعدني أفهم الناس. أفهم طارق. أفهم المدرسين. (ابتسامة خفيفة ترتسم على وجهه). وده ممكن يكون أقوى من أي قوة.
مشهد 3
الداخل - أكاديمية حورس - قاعة المحاضرات - صباحًا
الجو: قاعة كبيرة مليئة بالطلاب، المدرس "الأستاذ فارس" يقف أمام السبورة الذكية ويشرح معادلات معقدة عن "استخدامات طاقة الرياح". بعض الطلاب يتابعون بتركيز، وآخرون يظهر عليهم الملل. أحمد يجلس في مقعده المعتاد، لكنه هذه المرة لا يقلب الصفحات ببطء، بل عيناه تتابعان الأستاذ بتركيز غير عادي.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد، منال، طارق ومجموعته.
الحوار:
الأستاذ فارس:... وكما ترون، فإن التفاعل بين جزيئات الهواء المشحونة يؤدي إلى توليد مجال طاقوي يمكن استغلاله في صد الهجمات من الفئة B. السؤال الآن: إذا كان لدينا مجال بقوة 500 جول، وواجهنا كائناً من الظلال يمتص 20% من الطاقة في كل ثانية، فكم من الوقت سنستغرق لتحييده؟
(صمت في القاعة. بعض الطلاب يحاولون الحل على أوراقهم. طارق يهمس لرفيقه بضحكة خافتة.)
طارق (يهمس): أكيد أحمد هيحلها في ثانية... بالسحر الأسود بتاعه! ههههه.
(الأستاذ فارس ينظر في القاعة، يتوقف نظره عند أحمد، يرى التركيز غير المعتاد في عينيه. يستغرب.)
الأستاذ فارس: أحمد؟ هل لديك إجابة؟
(تتجه كل الأنظار نحو أحمد. منال تنظر إليه بقلق، تخشى أن يتلعثم كالمعتاد.)
أحمد (بصوت واضح وهادئ، يخلو من أي تردد): نعم يا أستاذ. بافتراض أن امتصاص الكائن للقدرة يتم بشكل خطي ومستمر، فإننا نحتاج إلى 25 ثانية لتحييده بالكامل.
(صدمة تعم القاعة. الطلاب يتبادلون النظرات. طارق يفتح فمه في ذهول.)
الأستاذ فارس (يدهش، ثم يبتسم ببطء): إجابة صحيحة تماماً يا أحمد. وكيف توصلت إلى ذلك بهذه السرعة؟
أحمد: قمت بتحليل معدل الامتصاص مقارنة بالطاقة الكلية. 500 جول مقسومة على (20% من 500 جول في الثانية) وهو 100 جول في الثانية، يعطينا 5 ثوانٍ، ولكن إذا كان الكائن يمتص 20% من الطاقة المتبقية في كل ثانية، فالأمر يتطلب حساباً أُسياً، وهو ما يعطينا 25 ثانية تقريباً للوصول إلى حد عدم الفعالية.
(ذهول عام. الأستاذ فارس يهز رأسه بإعجاب. منال تبتسم بفخر واضح. طارق يبدو عليه الغيظ.)
الأستاذ فارس: ممتاز يا أحمد! هذه ملاحظة دقيقة للغاية! لم أتوقع منك هذا المستوى من التحليل. أحسنت!
(الأستاذ يواصل الشرح، لكن عيناه تعودان إلى أحمد بين الحين والآخر بتفكير.)
مشهد 4
الخارج - أكاديمية حورس - ممر جانبي مظلم - ليلة لاحقة
الجو: هادئ، إضاءة خافتة من مصابيح الطوارئ. أحمد يسير بهدوء، يتدرب سراً على استخدام حواسه الجديدة.
الشخصيات: أحمد، طارق ومجموعته، منال (تظهر لاحقاً).
الحوار:
(أحمد يمر بمجموعة من الطلاب، يرتدون ملابس رياضية. يسمع أصواتهم الخافتة، ويشعر أن شيئاً ما ليس طبيعياً.)
أحمد (لـ نفسه): فيه حاجة غلط. مش مجرد طلاب بيتدربوا. إحساس بالتوتر.
(يقترب من مصدر الأصوات. يرى طارق ومجموعته يحاولون التسلل إلى مخزن الأكاديمية القديم، والذي يُحظر دخوله بسبب وجود بعض المواد الكيميائية الخطرة.)
طالب 1 (يهمس لطارق): متأكد يا طارق إن محدش هيشوفنا؟
طارق: متخافش! كله نايم دلوقتي. عايزين بس ناخد شوية من الأجهزة القديمة دي ونبيعها بره. محدش هيعرف.
(أحمد يسمع كل كلمة بوضوح غير عادي. يشعر بإحساس قوي بالخطر. ليس فقط على طارق ومجموعته، بل على الأكاديمية كلها إذا حدث تسرب أو انفجار.)
أحمد (بصوت حاسم، غير متوقع منه): إيه اللي بتعملوه ده يا طارق؟
(يتجمد طارق ومجموعته في مكانهم. يلتفتون ليروا أحمد واقفاً في الظلام.)
طارق (يتعافى من صدمته، بسخرية): أنت إيه اللي جابك هنا يا بتاع الصفر؟ جاي تشم الهوا ولا تبلغ علينا؟
أحمد: اللي بتعملوه ده خطر. المكان ده فيه مواد كيميائية ممكن تنفجر لو اتعاملتوا معاها غلط.
طالب 2: وأنت مالك يا ذكي؟ ده لا يخصك.
أحمد (بعينين ثاقبتين): يخصني. أنا مش هسمح إنكم تعرضوا حياة الناس للخطر عشان شوية فلوس.
طارق (يتقدم خطوة، بتهديد): أنت لسه مفهمتش درسك يا أحمد؟ (يشير لأحد زملائه) امسكه.
(طالب 3 يندفع نحو أحمد. ولكن أحمد، بفضل حواسه الجديدة، يرى مسار حركة الطالب قبل أن يصل إليه. يتفادى الضربة ببراعة غير متوقعة، ثم يستخدم قوة اندفاع الطالب ليدفعه برفق نحو الجدار.)
(الطالب يصطدم بالجدار بخفة، لكنه يتفاجأ بسرعة أحمد. طارق يندهش.)
طارق (بغضب): أنت بقيت تلعب بالكاراتيه ولا إيه يا فنّان؟ (يندفع نحو أحمد بنفسه.)
(أحمد يرى حركات طارق ببطء شديد، وكأن الزمن تباطأ بالنسبة له. يتجنب لكمة طارق بسهولة، ثم يمسك بيده ويلفها خلف ظهره بطريقة لا تؤذيه، ولكن تثبته في مكانه.)
أحمد (بصوت هادئ ومسيطر): اللي بتعمله ده هيوديك في داهية يا طارق. ومش هتستفيد حاجة.
(يصل صوت خطى سريعة من بعيد. منال تظهر، وقد سمعت الأصوات. عيناها تتسعان عندما ترى أحمد وهو يسيطر على طارق.)
منال (بصدمة): إيه اللي بيحصل هنا؟
(طارق يرى منال، ويشعر بالإحراج. أحمد يطلق سراح طارق ببطء.)
طارق (بتوتر): ولا حاجة يا منال... ده أحمد كان بي... بيساعدنا بس.
أحمد (ينظر إلى طارق ببرود): إحنا كنا بنمنع كارثة. دول كانوا بيحاولوا يدخلوا المخزن.
(طارق ومجموعته يتبادلون النظرات بخوف، ثم يهربون مسرعين من المكان.)
منال (تتقدم نحو أحمد، تنظر إليه بدهشة): إيه اللي عملته ده يا أحمد؟ أنت... أنت غيرت طارق! ولحظة بس، إزاي قدرت تعمل كده؟ أنت كنت سريع جداً.
أحمد (يتراجع قليلاً، يعود إلى هدوئه المعتاد، يحاول إخفاء ما بداخله): أنا... أنا بس خفت عليهم. وشفت إنهم بيعملوا حاجة غلط. ركزت في حركتهم... مش عارف.
منال (تحدق فيه): لا، مش مجرد "مش عارف". فيه حاجة اتغيرت فيك يا أحمد. من ساعة مسألة الرياضة، لحد دلوقتي. أنت بقيت مختلف. (تضع يدها على ذراعه) أنت كويس؟
أحمد (ينظر إليها، يشعر بالثقة في نظرتها): أنا... أنا كويس يا منال. بس محتاج أفهم حاجات كتير.
منال (تبتسم): وأنا معاك. لو فيه أي حاجة، أنا جنبك.
(أحمد ينظر إليها بامتنان. يعلم أن منال بدأت تلاحظ التغيير، لكنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيكشف لها كل شيء. يشعر بالقوة تتزايد داخله، وبإحساس جديد بالهدف. تلمع عيناه في الظلام.)
مشهد 5
الداخل - أكاديمية حورس - قاعة الاختبارات البدنية - بعد أسبوعين
الجو: قاعة واسعة بها أجهزة اختبار السرعة، القوة، وردود الأفعال. مدرسو الأكاديمية يشرفون على الاختبارات.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد، منال، طارق، الطلاب الآخرون.
الحوار:
الأستاذ فارس: الاختبار التالي هو اختبار "رد الفعل الطاقوي". سيتعين على كل طالب تفادي سيل من كرات الطاقة الوهمية التي يتم إطلاقها عشوائياً. الهدف هو تسجيل أكبر عدد من الكرات التي تم تفاديها بنجاح.
(يبدأ الطلاب في إجراء الاختبار. طارق يؤدي أداءً جيداً، ويسجل 80% من التفادي. يتباهى بذلك.)
طارق (بصوت عالٍ): ده للناس اللي عندها طاقة بجد! مش للناس اللي بيقضوا وقتهم في المكتبات!
(يأتي دور أحمد. الطلاب يتبادلون النظرات الساخرة. الأستاذ فارس ينظر إليه بشيء من الشفقة.)
الأستاذ فارس: أحمد، هل أنت مستعد؟ تذكر، حتى لو لم تكن لديك طاقة، يمكنك الاعتماد على خفة حركتك.
أحمد (يومئ برأسه بثقة هادئة): مستعد يا أستاذ.
(تبدأ الكرات الطاقوية الوهمية في الانطلاق بسرعة وعشوائية. أحمد يقف بثبات في البداية. فجأة، تتسع عيناه. يرى مسار كل كرة قبل أن تنطلق بثوانٍ. يستطيع حساب زاوية سقوطها وسرعتها.)
(يبدأ أحمد في التحرك. ليس بحركات عنيفة أو طاقوية، بل بسلسلة من الحركات الدقيقة والمحسوبة للغاية. يتفادى الكرة الأولى بانزلاق جانبي طفيف. الثانية بانثناء جسده. الثالثة بتحريك رأسه فقط. كل حركة تبدو وكأنها محسوبة بالمليمتر، لا يوجد أي جهد زائد، فقط كفاءة مطلقة.)
(صمت تام في القاعة. الطلاب يحدقون في أحمد بذهول. طارق تتدلى فكه. منال تبتسم بفخر كبير.)
(المسدس الذي يطلق الكرات يتوقف عن العمل. الأستاذ فارس ينظر إلى الشاشة. الأرقام تومض: 100%. لم يفوت أحمد أي كرة.)
الأستاذ فارس (بصوت يملؤه الدهشة وعدم التصديق): مئة بالمئة! هذا... هذا لم يحدث في تاريخ الأكاديمية! أحمد! كيف فعلت ذلك؟
أحمد (يتنفس بهدوء، يحاول أن يبدو طبيعياً): لقد... ركزت جيداً يا أستاذ. وحاولت أن أتنبا بمسار الكرات.
الأستاذ فارس: التنبؤ؟ هذا يتجاوز التنبؤ يا بني! هذا أقرب إلى رؤية المستقبل! (ينظر إلى الطلاب المذهولين) هذا إنجاز عظيم يا أحمد! تهانينا!
(منال تصفق بحماس. بعض الطلاب الآخرين يصفقون ببطء، في ذهول. طارق ينظر إليه بغيظ شديد، وقد بدأت بذور الشك تنمو داخله.)
(أحمد يبتسم ابتسامة خفيفة. يعلم أن النظام بداخله يتفاعل ويتطور. هذه مجرد البداية.)
مشهد 6
الخارج - أكاديمية حورس - حفل التخرج - عام لاحق
الجو: يوم مشمس، ساحة الاحتفالات مزينة بالورود والأعلام. الطلاب يرتدون زي التخرج الرسمي، عائلاتهم تجلس في المقاعد الأمامية. أحمد يقف شامخاً بين زملائه.
الشخصيات: المدير العام للأكاديمية، الأستاذ فارس، أحمد، منال، طارق، أهالي الطلاب.
الحوار:
المدير العام (يقف على المنصة، يمسك الميكروفون): أيها الطلاب الأعزاء، أيها الأهالي الكرام! اليوم نحتفل بتخرج كوكبة جديدة من صيادي الظلال! أنتم المستقبل! أنتم درع حماية هذا العالم!
(يتم تكريم الطلاب الأوائل. منال تحصل على المركز الثالث بامتياز.)
منال (تتسلم شهادتها، تنظر إلى أحمد وتبتسم): مبروك لينا كلنا يا أحمد!
المدير العام: والآن، يسعدنا أن نعلن عن اسم الطالب الذي حقق أعلى الدرجات في الأكاديمية على الإطلاق في جميع الفروع، والذي أظهر تفوقاً غير مسبوق في الذكاء العملي، والتحليل الاستراتيجي، والقدرة على التكيف مع أصعب التحديات... الطالب أحمد!
(صدمة صامتة في الحضور. ثم يندلع تصفيق مدوٍّ. أحمد يتفاجأ للحظة، ثم تظهر ابتسامة واثقة على وجهه. الأستاذ فارس يصفق بحرارة، وينظر إلى أحمد بفخر.)
(أحمد يصعد إلى المنصة. يرى والديه يبتسمان له بفخر لا يوصف. يرى منال تصفق بحماس. يرى طارق، الذي تبدو عليه علامات الغيظ والحيرة.)
أحمد (يتسلم شهادته من المدير العام، يسلم عليه): شكراً لكم يا سيدي.
المدير العام: أنت فخر الأكاديمية يا أحمد. لقد غيرت مفهومنا للطاقة والقوة. لم نرَ مثل هذه القدرة التحليلية من قبل.
(ينزل أحمد من المنصة، يسير بين زملائه الذين يهنئونه. ينظر إلى طارق.)
أحمد (بصوت هادئ ومسموع لطارق): أهلاً يا طارق. أتمنى لك التوفيق في مهماتك القادمة.
طارق (يحاول أن يتماسك، بابتسامة متوترة): أهلاً يا "أستاذ". (يهمس لنفسه، بغيظ) أنا لازم أعرف إيه سرك يا أحمد.
(أحمد ومنال يبتسمان لبعضهما البعض. أحمد يشعر بقوة النظام تتدفق في عروقه. لقد تخرج، لكن رحلته الحقيقية بدأت للتو. يعلم أن هناك تحديات أكبر تنتظره خارج جدران الأكاديمية، وأن قدراته الجديدة ستكون مفتاح النجاة.)
الفصل الرابع: أولى المواجهات
مشهد 1
الخارج - القاهرة - حي شعبي قديم - ليلًا
الجو: أزقة ضيقة، إضاءة خافتة من مصابيح الشارع القديمة، رائحة تراب ومياه راكدة. أصوات بعيدة لضجيج المدينة. أحمد، منال، وطارق يسيرون في صمت، يرتدون زي صيادي الظلال الأسود، ويحملون حقائب معداتهم.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، قائد الفريق (صوت فقط في البداية).
الحوار:
قائد الفريق (صوت يأتي من جهاز الاتصال في أذن أحمد):... تذكروا، الإشارة الأخيرة للظل كانت في هذا الحي. تقارير السكان تتحدث عن اختفاءات غامضة في الأيام الماضية. الظل من الفئة C، لكن لا تستهينوا به. مهمتكم هي تحديد مكانه، تحييده، وتأمين المنطقة.
طارق (يهمس لنفسه، وهو يسير): فئة C؟ ده شغل مبتدئين. كنت فاكر إن أول مهمة لينا هتكون حاجة أكبر.
منال (تنظر إلى طارق): كل مهمة ليها أهميتها يا طارق. حتى لو فئة C، ممكن يكون خطر لو استهنا بيه.
أحمد (يمشي في المقدمة، عيناه تلمعان في الظلام، يمسح بيده على الحوائط القديمة): الإحساس بالخطر... بدأ يزيد. (يتوقف فجأة).
طارق (بسخرية): إيه يا أحمد؟ لقيت معادلة جديدة على الحيطة؟ ولا حسيت بوجود فأر؟
أحمد (يتجاهله، يركز): لا. فيه حاجة. (يشير إلى زقاق مظلم جداً، لا يكاد يرى فيه شيئاً). الظل... قريب. الإحساس قوي هنا.
منال (تتفحص الزقاق): مفيش أي أثر طاقوي يا أحمد. الأجهزة ساكتة.
أحمد: الأجهزة مش هتحس بيه بالطريقة اللي أنا حاسس بيها. (يتقدم خطوة نحو الزقاق). فيه ريحة غريبة... زي ريحة المعادن المحروقة.
طارق (يتجاهل أحمد، يخرج جهاز الكشف عن الظلال الخاص به): أنا هعتمد على جهازي. (يبدأ في فحص المنطقة، الجهاز لا يصدر أي صوت). شايف؟ مفيش حاجة.
(فجأة، يسمع أحمد صوتاً خافتاً جداً، كأنه همس قادم من عمق الزقاق، لا يستطيع أحد آخر سماعه.)
أحمد (بصوت حاسم): الصوت ده... جاي من هناك. (يشير إلى نهاية الزقاق، حيث يوجد باب خشبي متهالك). الظل جوه.
طارق (يضحك): أنت بقيت تسمع الظلال دلوقتي؟ يا سلام!
منال (تتردد للحظة، ثم تثق في أحمد): خلينا نتحقق. أحمد عمره ما قال حاجة غلط من ساعة ما اتخرجنا.
(يتقدم الثلاثة بحذر نحو الباب. أحمد يضع يده على الباب، يشعر ببرودة غريبة تتخلل الخشب، وإحساس بالتوتر الشديد.)
أحمد: الباب ده... فيه حاجة وراه.
مشهد 2
الداخل - مبنى مهجور - غرفة مظلمة - ليلًا
الجو: غرفة قذرة، مليئة بالغبار، نوافذ مكسورة. رائحة كريهة تملأ المكان. الظلام كثيف، بالكاد يرى أي شيء.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الظل (يظهر لاحقاً).
الحوار:
(طارق يفتح الباب بحذر. يدخلون الغرفة. الظلام دامس.)
طارق: مفيش حاجة. أحمد، أنت متأكد من اللي بتقوله؟
أحمد (بصوت هادئ ومسيطر، عيناه تتأقلمان مع الظلام بسرعة مذهلة): الظل موجود. (يشير إلى زاوية الغرفة المظلمة تماماً). هناك.
(منال تشغل مصباحها اليدوي، تسلطه على الزاوية. لا يوجد شيء في البداية. فجأة، تتجمع كتلة من الظلام الكثيف، وتتشكل ببطء في هيئة كائن أسود ضخم، له عينان حمراوان متوهجتان. إنه الظل من الفئة C.)
طارق (بفزع): إزاي؟ الجهاز بتاعي ما كشفش عنه!
الظل (يصدر صوتاً خافتاً، يشبه الهمس الأجوف):... صيادون... (يتقدم ببطء نحوهم).
منال (تستعد، ترفع يدها لتطلق طاقة): استعدوا!
أحمد (بصوت حاسم): لا تهاجموه مباشرة! (يشعر بإحساس قوي بالخطر من هجوم مباشر). الظل ده... بيستغل طاقة الهجوم ضده.
طارق (بغضب): أنت بتقول إيه يا أحمد؟ هنسيبه يعمل اللي هو عايزه؟
أحمد (يركز، يرى مسارات طاقة الظل الخفية، وكيف يتفاعل مع البيئة المحيطة): بصوا على الجدران. فيه شقوق. الظل بيسحب الطاقة من الشقوق دي عشان يقوي نفسه. لو قفلنا الشقوق دي... هيضعف.
منال (تتفهم بسرعة): تقصد إنه بيستخدم نقاط الضعف في المكان؟
أحمد: بالظبط. (يشير إلى شق كبير خلف الظل). ركزوا طاقتكم على الشقوق دي.
(طارق يتردد، لكن منال تبدأ في إطلاق كرات طاقوية صغيرة نحو الشقوق. الظل يتفاجأ، ويصدر صوتاً غاضباً.)
الظل: لاااا!
(أحمد يلاحظ أن الظل أصبح أبطأ قليلاً. يستغل هذه الفرصة. يندفع بسرعة غير متوقعة نحو شق آخر، ويستخدم قبضة يده لغلقه بقوة، مستخدماً قوة جسده التي تحسنت بعد تفعيل النظام.)
(الظل يصرخ. يبدأ في التراجع. طارق، الذي رأى فعالية خطة أحمد، يبدأ في إطلاق طاقته نحو الشقوق المتبقية.)
طارق: ده بيضعف بجد! إزاي عرفت يا أحمد؟
أحمد (وهو يركز على إغلاق شق أخير): النظام... بيحلل نقاط الضعف.
(الظل يتقلص، ويصبح أصغر حجماً، وتتلاشى عيناه الحمراوان. ينهار على الأرض ككتلة من الدخان الأسود، ثم يختفي تماماً.)
منال (تتنفس الصعداء): نجحنا! أحمد... أنت عبقري!
طارق (ينظر إلى أحمد بذهول وبعض الإعجاب): ده... ده كان غريب. إزاي عرفت كل ده؟
أحمد (يحاول أن يبدو طبيعياً): مجرد تحليل سريع للموقف.
منال: تحليل سريع؟ أنت كنت بتشوف حاجات إحنا مش شايفينها يا أحمد.
أحمد (يهمس لنفسه): النظام... بيوريني كل حاجة.
مشهد 3
الخارج - القاهرة - سطح مبنى مرتفع - فجراً
الجو: هواء نقي، أضواء المدينة تلمع في الأسفل. أحمد يقف وحيداً، يراقب شروق الشمس.
الشخصيات: أحمد.
الحوار:
أحمد (لـ نفسه): المهمة الأولى... نجحت. بس مش بالطريقة اللي كانوا متوقعينها. (يتذكر نظرة طارق المندهشة). طارق بدأ يشك. منال... هي واثقة فيا، بس بتسأل.
(يغمض عينيه. يشعر بالنظام يتوسع داخله. ليس فقط ذكاءً وإحساساً بالخطر، بل أيضاً قدرة على التنبؤ بحركات الخصم، وتحليل نقاط ضعف البيئة المحيطة. يرى أنماطاً خفية في كل شيء.)
أحمد: ده مش مجرد ذكاء. ده... وعي. وعي بكل حاجة حواليا. (يفتح عينيه، يرى المدينة من الأعلى. يلاحظ حركة السيارات، ترتيب المباني، مسارات الرياح، وكأنها كلها جزء من معادلة واحدة كبيرة.)
(يشعر فجأة بوخز خفيف في يده اليمنى. يركز عليه. يرى نبضات خفيفة من الطاقة تتجمع في كفه، لكنها ليست طاقة تقليدية. إنها طاقة "نظامية"، مختلفة تماماً.)
أحمد: إيه ده؟ ده جديد. (يحاول أن يركز على هذه الطاقة. تتجمع أكثر، لكنها لا تظهر ككرة نار أو شرارة كهرباء. إنها مجرد إحساس بالقوة الكامنة.)
**(يتذكر كلمات منال: "يمكن طاقتك مختلفة". هل هذه هي طاقته؟ طاقة النظام؟)
أحمد: لازم أتدرب على ده. (يقبض على يده بقوة). لو قدرت أتحكم في الطاقة دي... هبقى أقوى من أي صياد. بس إزاي؟
مشهد 4
الداخل - أكاديمية حورس - غرفة التدريب السرية لأحمد - ليلة لاحقة
الجو: غرفة صغيرة، إضاءة خافتة، بعض المعدات الرياضية البسيطة. أحمد يتدرب بتركيز شديد.
الشخصيات: أحمد.
الحوار:
(أحمد يمارس حركات قتالية معقدة، لكنه لا يستخدم طاقة. يعتمد على سرعته، ردود أفعاله، وقدرته على التنبؤ. يتخيل خصماً أمامه، يتفادى ضرباته، ويوجه لكمات دقيقة في نقاط ضعف وهمية.)
أحمد (لـ نفسه، وهو يتنفس بصعوبة): النظام بيخليني أسرع... أذكى... بس لسه عايز أتحكم في الطاقة دي. (يركز على يده. يحاول أن يجمع الطاقة النظامية.)
(يشعر بها تتجمع، لكنها تتشتت بسرعة. لا يستطيع السيطرة عليها.)
أحمد: لازم ألاقي طريقة. (يتوقف عن التدريب الجسدي، يجلس على الأرض، يغمض عينيه.)
(يبدأ في تحليل النظام داخله. يرى كأنه خريطة معقدة من البيانات والوصلات العصبية. يلاحظ أن الطاقة النظامية تتولد من نقطة معينة في عقله، وتنتشر في جسده.)
أحمد: هي مش طاقة سحرية. هي طاقة... معلوماتية. (يفتح عينيه). لو قدرت أترجم المعلومات دي لطاقة...
(يمسك بكتاب عن الفيزياء الكمية. يقلب الصفحات بسرعة. فجأة، يظهر أمامه مفهوم جديد: "تحويل البيانات إلى قوة مادية من خلال التركيز الكثيف للوعي". يبدأ في فهم كيف يمكن أن تتحول المعلومات التي يكتسبها النظام إلى قوة حقيقية.)
أحمد: ده السر! التركيز. الوعي. (ينهض بحماس). لازم أركز كل وعيي على نقطة واحدة.
(يقف أمام حائط فارغ. يركز كل انتباهه على نقطة صغيرة في الحائط. يغمض عينيه، ويستدعي كل المعلومات التي يمتلكها عن هذه النقطة: تركيبها الجزيئي، كثافتها، نقاط ضعفها.)
(يشعر بالطاقة النظامية تتجمع في يده بقوة أكبر هذه المرة. يفتح عينيه. يرى النقطة على الحائط وكأنها تتوهج بنور خفيف، وكأنها أصبحت ضعيفة جداً.)
أحمد (بصوت خافت): لو... لو ركزت كل ده...
(يمد يده نحو النقطة. لا يلمسها. يركز كل طاقته ووعيه عليها. فجأة، تظهر شرارة خفيفة جداً من يده، وتصيب النقطة. لا يحدث أي انفجار، لكن النقطة تتآكل قليلاً، وكأنها تعرضت لضغط هائل.)
أحمد (بذهول): قدرت! دي... دي طاقة النظام! مش نار، ولا كهربا. دي طاقة... بتغير الواقع على المستوى الجزيئي!
(ابتسامة عريضة ترتسم على وجهه. لقد وجد مفتاح قوته الحقيقية. يعلم أن هذا يتطلب تدريباً مكثفاً، لكنه الآن يمتلك الأداة التي ستمكنه من أن يصبح أقوى صياد ظلال على الإطلاق، بطريقته الخاصة.)
مشهد 5
الداخل - أكاديمية حورس - مكتب الأستاذ فارس - بعد أيام
الجو: مكتب منظم، كتب ومخطوطات على الرفوف. الأستاذ فارس يجلس خلف مكتبه، ينظر إلى أحمد بجدية.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد.
الحوار:
الأستاذ فارس: أحمد، أريد أن أتحدث معك بخصوص مهمة الحي القديم. تقرير طارق ومنال كان مفصلاً.
أحمد (بهدوء): نعم يا أستاذ.
الأستاذ فارس: طارق ذكر أنك كنت تعرف مكان الظل قبل أن تكشفه أجهزتهم. ووصفت نقاط ضعف لم نكن نعرفها عن هذا النوع من الظلال. كيف عرفت كل هذا؟
أحمد (يحاول أن يكون حذراً): لقد... ركزت جيداً يا أستاذ. وحاولت أن أحلل البيئة المحيطة. ربما كان الظل يترك أثراً خفياً.
الأستاذ فارس (يشك): أثر خفي؟ أحمد، أنت تتفوق على أجهزة الكشف الحديثة. هذا ليس مجرد تركيز. هناك شيء ما فيك.
أحمد (يلتزم الصمت، ينظر إلى الأستاذ فارس مباشرة): أنا فقط أستخدم ما تعلمته في الأكاديمية يا أستاذ.
الأستاذ فارس (يحدق فيه لبرهة، ثم يبتسم ابتسامة خفيفة): حسناً يا أحمد. لن أضغط عليك. لكن اعلم أن الأكاديمية تضع ثقتها فيك. لقد أظهرت قدرات استثنائية.
(ينهض الأستاذ فارس، يتجه نحو نافذة المكتب. ينظر إلى ساحة التدريب.)
الأستاذ فارس: هناك مهمة جديدة. مهمة أكبر وأكثر خطورة. في الصحراء الغربية. تقارير عن ظهور ظلال من الفئة B، وربما A.
أحمد (ينقبض قلبه، لكنه يظهر الثقة): أنا مستعد يا أستاذ.
الأستاذ فارس (يلتفت إليه، بنظرة جادة): أنت ستكون جزءاً من الفريق الرئيسي لهذه المهمة. ستعمل مع نخبة من الصيادين. هذه ليست مهمة تدريبية. هذه مهمة حقيقية. حياة الناس تعتمد عليكم.
أحمد (بصوت حاسم): لن أخذلك يا أستاذ.
(الأستاذ فارس يومئ برأسه. أحمد يخرج من المكتب. يشعر بالمسؤولية الكبيرة، لكنه أيضاً يشعر بالقوة تتزايد داخله. مهمة الصحراء الغربية ستكون الاختبار الحقيقي لقدراته الجديدة، وللنظام الذي ينمو بداخله.)
الفصل الخامس: رمال الخطر
مشهد 1
الداخل - أكاديمية حورس - غرفة العمليات والتحضير - صباحًا (قبل المهمة)
الجو: غرفة تكنولوجية حديثة، شاشات تعرض خرائط تفصيلية للصحراء الغربية. رائحة الأوزون والمعدات الإلكترونية تملأ المكان. أحمد يقف أمام شاشة كبيرة، بيانات تتراقص أمامه بسرعة البرق. منال وطارق يجهزان معداتهما بصمت.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، صوت النظام (ذكاء اصطناعي)، قائد الفريق (الأستاذ فارس).
الحوار:
صوت النظام (داخل عقل أحمد، بصوت هادئ ومحايد): "مرحباً أحمد. بدء بروتوكول 'تحدي الصحراء'. تحليل بيانات الجسد الحالي: اللياقة البدنية 85%، الاستجابة العصبية 92%، التركيز البصري 95%. يوجد هامش تحسين بنسبة 15% في القوة العضلية الأساسية، و8% في سرعة رد الفعل المتوقع في البيئات الرملية."
أحمد (يرد بصوت خافت، كأنه يحدث نفسه، يمسح على ساعده): تمام. خطة التدريب اليومية؟
صوت النظام: "التدريب البدني المقترح لزيادة 1% في القوة العضلية: 50 ضغطة، 100 تمرين بطن، 2 كيلومتر جري على الرمال الثقيلة. مدة التنفيذ المقدرة: ساعتان. مكافأة الأداء: زيادة 0.5% في كفاءة تحليل الظلال من الفئة B."
(أحمد يومئ برأسه. الأستاذ فارس يدخل الغرفة، وجهه جاد.)
الأستاذ فارس: الفريق، انتباه! هذه المهمة ليست كغيرها. التقارير تشير إلى نشاط غير مسبوق للظلال في منطقة "وادي الذئاب" بالصحراء الغربية. الظلال من الفئة B، وهناك احتمال كبير لوجود فئة A. ستعملون معاً، تذكروا تدريباتكم.
طارق (بثقة زائدة): لا تقلق يا أستاذ. أنا جاهز. الظلال دي لعبتي.
منال (بجدية): سنبذل قصارى جهدنا يا أستاذ.
الأستاذ فارس (ينظر إلى أحمد بنظرة فاحصة): أحمد، قدراتك التحليلية ستكون حاسمة. لا تتردد في مشاركة أي شيء تشعر به أو تراه، حتى لو بدا غير منطقي.
أحمد (يهز رأسه): مفهوم يا أستاذ.
صوت النظام (في عقل أحمد): "تحليل نفسي لأعضاء الفريق: طارق، معدل الثقة بالنفس 98%، معدل الاندفاع 70%. منال، معدل الكفاءة 90%، معدل الحذر 85%. نسبة التوافق بينك وبين منال 80%. بينك وبين طارق 40%."
أحمد (يكتم ابتسامة خفيفة، ثم ينظر إلى الأستاذ فارس): كلنا جاهزون.
مشهد 2
الخارج - الصحراء الغربية - وادي الذئاب - نهارًا
الجو: صحراء قاحلة، رمال ذهبية تمتد بلا نهاية تحت شمس حارقة. هدوء مخيف يكسره أحيانًا حفيف الرياح. الفريق يسير بحذر، مجهزًا بأحدث معدات الكشف.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق.
الحوار:
طارق (يمسح العرق عن جبينه): الجو ده بيقتل! أنا مش حاسس بأي حاجة. أجهزة الكشف صامتة.
منال (تنظر حولها): الصمت ده مقلق أكتر من أي حاجة.
أحمد (يتوقف فجأة، يغمض عينيه للحظة. صوت النظام يرتفع في عقله): "تحليل بيئي: زيادة طفيفة في معدلات امتصاص الطاقة الكهرومغناطيسية. اتجاه الرياح يحمل جزيئات غريبة. معدل الخطر: 40% ومتزايد."
أحمد (يشير إلى تل رملي بعيد): الظلال هناك. فيه حاجة بتسحب الطاقة من الرمل.
طارق (بسخرية): أنت حاسس بيهم ولا إيه يا عبقري؟ مفيش حاجة باينة.
منال (تحدق في الاتجاه الذي أشار إليه أحمد): بس أنا شايفة تذبذب خفيف في الهواء هناك. حاجة غريبة.
(فجأة، تظهر من خلف التل الرمال ثلاثة ظلال ضخمة من الفئة B، أشكالها مشوهة وتصدر أصواتاً عالية تشبه الصراخ المكتوم. رمال الصحراء ترتفع مع كل خطوة.)
طارق (بذهول): مستحيل! ثلاثة مرة واحدة؟!
منال: استعدوا للهجوم!
صوت النظام (في عقل أحمد، بسرعة): "تحليل الظلال: الظل رقم 1، نقاط ضعف رئيسية: منطقة الصدر السفلية، زاوية ميلان 45 درجة للهجوم. الظل رقم 2، الأرجل هي نقطة الضعف، حركة سريعة لتفادي هجومه المرتد. الظل رقم 3، يمتص الطاقة من الهجمات المباشرة، يجب استخدام هجمات غير مباشرة."
أحمد (بصوت حاسم): طارق، ركز على الظل اللي في النص! رجليه هي نقطة ضعفه! منال، الظل اللي على الشمال، ركزي على الشقوق اللي في دراعه!
طارق (يتجاهل أحمد، يندفع نحو الظل الأقرب بقوة طاقوية كبيرة): أنا هتولى ده! (يطلق كرة طاقة ضخمة).
(الظل رقم 1 يمتص كرة الطاقة، ويتضخم حجمه قليلاً، ثم يوجه ضربة قوية نحو طارق.)
أحمد: طارق! انتبه! (يندفع بسرعة تفوق سرعة طارق، ويدفعه بعيداً في اللحظة الأخيرة قبل أن يصطدم الظل به.)
طارق (يقع على الأرض، مصدوماً): إزاي؟
أحمد (لـ منال، بصوت سريع): الظل رقم 3! بيستخدم امتصاص الطاقة! لازم نشتته!
(منال تفهم، تبدأ في إطلاق طلقات طاقة صغيرة وسريعة نحو الظل رقم 3، لا تهدف للضرر بل للتشتيت. الظل يتشتت فعلاً ويصبح أقل تركيزًا.)
صوت النظام: "أداء أحمد: تفادي هجوم الظل بنسبة 99%، توجيه تكتيكي لمنال بنسبة نجاح 85%."
أحمد (يواجه الظل رقم 1، يرى حركاته ببطء شديد بفضل النظام): نقاط ضعف الصدر السفلية. (يندفع بسرعة خارقة، يتحرك كظل هو نفسه، ويتجنب ضربات الظل الضخمة، ثم يوجه لكمة دقيقة وقوية إلى صدر الظل السفلي. ليست لكمة طاقوية، بل لكمة مركزة بقوة جسدية مدعومة بتحليل النظام.)
(الظل رقم 1 يهتز بشدة، ثم يبدأ في التراجع والتقلص. طارق ينظر إليه بذهول.)
طارق (لنفسه): إيه القوة دي؟ دي مش طاقة!
مشهد 3
الخارج - الصحراء الغربية - كهف قديم - ليلًا
الجو: داخل كهف مظلم، إضاءة خافتة من مصابيح الطوارئ. الظلال لا تزال تحوم حول المنطقة. الفريق يستريح بعد المواجهة الأولى.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق.
الحوار:
منال (وهي تضع ضمادة على ذراعها): مهمة صعبة. لولاك يا أحمد، ما كناش قدرنا نخلص من الظل الأول بالسرعة دي.
طارق (ينظر إلى أحمد بفضول مكبوت): أنت إزاي عملت كده يا أحمد؟ السرعة دي... والتنبؤ بنقاط الضعف. دي مش مجرد تحليل ذكاء. دي... دي حاجة تانية خالص.
أحمد (يحاول أن يكون متحفظًا): أنا بس... بركز كويس. وبشوف الأنماط.
صوت النظام (في عقل أحمد): "تحليل أداء طارق في المواجهة: 60% كفاءة. ملاحظة: إصرار طارق على استخدام القوة المفرطة يقلل من كفاءته التكتيكية. اقتراح: تدريب خاص لتأهيل طارق على تحليل نقاط الضعف."
أحمد (يتجاهل صوت النظام الداخلي مؤقتاً): المهم إننا قدرنا نوقفهم.
منال (تتقدم نحو أحمد، بنبرة جادة): أحمد، أنا واثقة فيك. لكن فيه حاجة فيك اتغيرت بشكل جذري. أنا حسيت بيها من الأكاديمية. طاقتك... مختلفة.
أحمد (يفكر، يرى في منال حليفة موثوقة): فيه حاجات كتير لسه محتاجة أفهمها.
طارق (يقاطع، بنبرة حادة): إيه هي الحاجات دي يا أحمد؟ أنت بتخبي حاجة علينا؟ المدير العام لازم يعرف.
أحمد (ينظر إلى طارق ببرود): لو كنت سكت من البداية وسمعت كلامي، ما كناش اتعرضنا للخطر ده. (ثم يتوجه لمنال بجدية) المهمة لسه مخلصتش. الظلال دي بتستخدم حاجة أكبر.
صوت النظام: "تحليل إشارة الظلال: هناك ظل واحد من الفئة A في عمق الوادي. مصدر طاقته غير مفهوم بالكامل. معدل الخطر: 95%."
أحمد (يقوم من مكانه، يشعر بالضغط يزداد): لازم نلاقي الظل الأكبر ده. هو اللي بيوجه الباقيين.
مشهد 4
الداخل - كهف سري أعمق في الوادي - فجرًا
الجو: كهف مظلم تمامًا، مليء بالتشكيلات الصخرية الغريبة. برودة شديدة تملأ المكان. أصوات خافتة وغير مفهومة تتردد في الأرجاء.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الظل من الفئة A.
الحوار:
(الفريق يتقدم بحذر. أجهزة الكشف تكاد لا تعمل بسبب التشويش الطاقوي القوي.)
طارق: الأجهزة فصلت! أنا مش شايف أي حاجة!
منال (تحاول استخدام طاقة خفيفة لإضاءة المكان): الضغط الطاقوي هنا مهول!
أحمد (يغمض عينيه للحظة، يستدعي النظام بقوة أكبر. يرى الكهف كله كشبكة من نقاط الطاقة والضعف. يسمع أدق الأصوات، ويشم أدق الروائح. يرى الأنماط الخفية في الظلام): النظام... فعال بالكامل.
صوت النظام: "تحليل الظل من الفئة A: يتغذى على طاقة الخوف واليأس في هذه المنطقة. يتمتع بقدرة على التلاعب بالواقع البصري والسمعي. نقطة ضعف رئيسية: لا يملك وجوداً مادياً كاملاً. يجب ضرب مصدر قوته، وليس جسده الوهمي."
أحمد (يشير إلى تشكيل صخري غريب في عمق الكهف): هناك! الظل ده مش كائن عادي. ده كيان بيتكون من يأس الناس اللي ماتت هنا. مصدر قوته التشكيل الصخري ده.
(فجأة، يظهر الظل من الفئة A. ليس له شكل محدد، مجرد كتلة سوداء ضخمة تتغير وتتبدل، تصدر أصواتاً مرعبة، وتتلاعب بإدراكهم. يرون أشباحاً تتحرك حولهم، ويسمعون أصوات صراخ.)
طارق (يرتعب، يكاد يسقط سلاحه): إيه ده؟! مش حقيقي!
منال (تقاوم، لكن الخوف يتسلل إليها): ده بيحاول يتلاعب بينا!
أحمد (يرفع يده، لا يتأثر بالتلاعب البصري، يركز على التشكيل الصخري): لا تركزوا على اللي بتشوفوه! ركزوا على التشكيل الصخري ده! ده مصدر قوته! طارق! ركز كل طاقتك على تدميره! منال! غطي ظهري!
(طارق يتردد، ثم يرى ثقة أحمد التي لا تتزعزع. يبدأ في توجيه طاقة مركزة نحو التشكيل الصخري. منال تطلق حواجز طاقوية لحماية أحمد من وهم الظل.)
صوت النظام: "إكمال بروتوكول التدريب البدني بنجاح. مكافأة الأداء: زيادة 0.5% في كفاءة تحليل الظلال من الفئة B. ملاحظة: الأداء تحت الضغط العقلي الممتاز لأحمد فتح مسار طاقوي جديد. تفعيل 'الوعي الطاقوي'."
أحمد (يشعر بتيار طاقة جديد يتدفق في جسده. ليس مثل الطاقة التقليدية، بل طاقة "نظامية" نقية. يمد يده نحو التشكيل الصخري، يركز كل وعيه على تحليله الجزيئي. يرى نقاط الضعف في الصخر نفسه، في تركيبته الدقيقة.)
(تتوهج يده بنور خفيف، ليس له لون، بل كأنه تركيز مطلق للضوء. يطلق شعاعاً رفيعاً، ليس طاقوياً بالمعنى التقليدي، بل هو تركيز هائل للطاقة النظامية والمعلوماتية.)
(الشعاع يخترق التشكيل الصخري، لا يفجره، بل يبدأ في تفتيته على المستوى الجزيئي. الظل من الفئة A يصرخ صرخة مدوية غير مادية، يتلاشى ببطء وهو يفقد شكله. الكهف يعود إلى طبيعته.)
طارق (ينظر إلى التشكيل الصخري الذي تفتت، وإلى أحمد): إيه ده؟ إيه القوة دي يا أحمد؟ أنت... أنت عملت إيه؟
منال (تحدق في أحمد بذهول وإعجاب عميقين): أنت مش مجرد صياد ظلال يا أحمد. أنت... حاجة تانية خالص.
أحمد (يتنفس بصعوبة، يداه ترتجفان قليلاً، لكن عيناه تلمعان بقوة. صوت النظام يتردد في عقله): "أداء ممتاز. بروتوكول 'الوعي الطاقوي' قيد التفعيل الكامل. ملاحظة: هذا النوع من الطاقة يتطلب تحكماً هائلاً وتركيزاً عقلياً غير مسبوق."
أحمد (يلتفت إلى منال وطارق، يرى الحيرة والذهول في أعينهما): الظل راح. المهمة انتهت.
(طارق ومنال يتبادلان النظرات. يعلمان أن ما حدث للتو يتجاوز أي شيء رأوه أو تعلموه. أحمد أصبح قوة لا يمكن فهمها تماماً.)
مشهد 5
الداخل - أكاديمية حورس - مكتب الأستاذ فارس - بعد أيام من المهمة
الجو: المكتب كما هو، لكن الأجواء مشحونة بالجدية. الأستاذ فارس ينظر إلى تقرير المهمة، ثم إلى أحمد الجالس أمامه.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد.
الحوار:
الأستاذ فارس: تقرير المهمة من الصحراء الغربية مثير للدهشة يا أحمد. أداء الفريق كان رائعاً، لكن أداءك أنت... كان خارج التوقعات تماماً. (يرفع عينيه إلى أحمد). طارق ومنال يتحدثان عن قدرات لا يمكن تفسيرها. كيف تمكنت من تحديد الظل من الفئة A ومصدر قوته بهذه الدقة؟ وكيف استخدمت تلك "القوة" لتدمير التشكيل الصخري؟
أحمد (بهدوء وثقة): يا أستاذ، أنا فقط استخدمت قدراتي التحليلية التي تدربت عليها. النظام الخاص بي ساعدني على فهم البيئة والظلال بشكل أعمق.
الأستاذ فارس (يشك): نظام؟ أي نظام تتحدث عنه يا أحمد؟ نحن لا نعلم عن أي نظام خاص بك.
أحمد (بصوت حاسم، قرر أن يكشف جزءًا من الحقيقة): هذا النظام... هو جزء مني. هو ذكاء اصطناعي مدمج. يعطيني تحليلات دقيقة، ويشير إلى نقاط الضعف، ويرشدني في التدريب. هو الذي سمح لي بتطوير قوة الوعي الطاقوي التي رأيتها.
(الأستاذ فارس يصمت، ينظر إليه بذهول. ينهض ببطء، يسير حول المكتب.)
الأستاذ فارس: ذكاء اصطناعي مدمج؟ هذا... هذا خارج عن أي تكنولوجيا نعرفها! هل هذا هو سبب تفوقك الأكاديمي والجسدي غير المسبوق؟ نظام يقود تدريبك ويحفزك؟
أحمد: نعم يا أستاذ. النظام يضع لي تحديات يومية، ومكافآت إذا تجاوزتها. اليوم، كان تحدي النظام لي هو: "تحديد نقطة الضعف في كيان طاقوي غير مادي تحت ضغط عالي، وإذا نجحت، سيتم تفعيل مستوى جديد من الوعي الطاقوي." وقد فعلت.
الأستاذ فارس (يتوقف أمامه، وعيناه تلمعان بالفضول ممزوجاً بالخوف): هذا يعني أنك لست مجرد صياد ظلال عادي. أنت... شيء جديد تماماً. هل هذا النظام له مصدر؟ هل تعلم من زرعه فيك؟
أحمد (يهز رأسه): لا يا أستاذ. لا أعلم. هو تفعّل في أقصى لحظات اليأس.
الأستاذ فارس (يجلس على كرسيه، يفكر بعمق): هذا أمر خطير يا أحمد. خطير جداً. يجب أن ندرس هذا الأمر بتعمق. لكن في الوقت الحالي... (يرفع رأسه وينظر إلى أحمد بجدية أكبر) ... يجب أن نبقي هذا سراً. أنت قوة لا يمكن للأكاديمية أن تخسرها، ولكن لا يمكنها أن تفهمها بالكامل بعد.
الأستاذ فارس: أنت الآن... سلاحنا الأقوى. ولكن سلاح قد يثير الكثير من الأسئلة والأطماع.
أحمد: أنا تحت أمرك يا أستاذ.
الأستاذ فارس (يهز رأسه): هناك مؤامرات تدور يا أحمد. تقاريرنا تشير إلى أن الظلال بدأت تظهر في أماكن استراتيجية، وكأن هناك من يوجهها. ظهور هذه الظلال القوية، وقدراتك الجديدة... كل هذا ليس صدفة.
الأستاذ فارس: هذا النظام الذي بداخلك... هل يمكنه أن يساعدنا في الكشف عن ذلك؟
أحمد (تتسع عيناه، صوت النظام يتردد في عقله: "هدف جديد: كشف المؤامرة. بدء بروتوكول: تحليل النوايا الخفية."): سأفعل كل ما بوسعي يا أستاذ.
(أحمد ينهض، يشعر بعبء المسؤولية، لكنه أيضاً يشعر بالقوة تتزايد داخله. النظام بداخله ليس مجرد أداة للقتال، بل هو مفتاح لكشف أسرار أعمق بكثير. رحلته بدأت للتو.)
الفصل السادس: خيوط المؤامرة
مشهد 1
الداخل - أكاديمية حورس - مختبر الأستاذ فارس السري - ليلاً (بعد أسبوعين من مهمة الصحراء)
الجو: مختبر حديث، مليء بالشاشات المتوهجة، وأجهزة عرض ثلاثية الأبعاد. زجاج مقاوم للصوت يفصلهم عن العالم الخارجي. رائحة تعقيم ومعدن. أحمد يجلس على كرسي متصل بأسلاك دقيقة ترصد نشاطه العصبي والطاقوي. الأستاذ فارس يراقب الشاشات بتركيز، بينما منال وطارق يراقبان من خلف حاجز زجاجي.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام (ذكاء اصطناعي)، الأستاذ فارس، منال، طارق.
الحوار:
الأستاذ فارس: حسناً يا أحمد. هذا المختبر سري تماماً. لا أحد يعلم بوجوده سوى أنا وأنتم. ما سنفعله هنا هو محاولة فهم طبيعة "النظام" الذي بداخلك. مستعد؟
أحمد (يومئ برأسه بثقة): مستعد يا أستاذ.
صوت النظام (في عقل أحمد، بنبرة هادئة ومحايدة): "بدء بروتوكول 'الكشف عن المصدر'. تذكر، أي مقاومة عصبية ستؤدي إلى عقوبة تقييد مؤقت لـ10% من قدراتك التحليلية."
أحمد (يهمس لنفسه): فاهم.
(الأستاذ فارس يضغط على زر. تبدأ الأضواء الخضراء في مسح جسد أحمد. تظهر صور ثلاثية الأبعاد لنظامه العصبي، ومسارات طاقوية غير معروفة تتوهج داخله.)
الأستاذ فارس (يدهش): مذهل! هذا التركيب... إنه ليس بشرياً تماماً. كيف يمكن لجهاز طبيعي أن يتفاعل بهذه الدقة مع العقل؟
منال (من خلف الزجاج، بقلق): هل أحمد سيكون بخير يا أستاذ؟
طارق (يراقب الشاشات بتركيز شديد): أنا عايز أفهم إيه ده. إزاي قدر يهزم الظل من الفئة A بالبساطة دي؟
صوت النظام: "تحليل سلوك طارق: معدل الشك 75%، معدل الفضول 90%. ملاحظة: قد يكون طارق مفتاحاً غير مباشر لاختبار قدرات النظام في بيئة خارجية."
(الأستاذ فارس يقترب من شاشة تعرض رسوماً بيانية معقدة.)
الأستاذ فارس: موجات الطاقة الصادرة من نظام أحمد... لا تشبه أي طاقة رأيتها من قبل. إنها... نظيفة جداً. نقية.
أحمد (صوت النظام يتحدث معه مباشرة): "مكافأة تجاوز بروتوكول 'الصحراء'. تفعيل 'الرؤية المعلوماتية'. يمكنك الآن رؤية تدفق المعلومات في الأنظمة الإلكترونية والطاقوية المحيطة بك."
(تتسع عينا أحمد فجأة. يرى المختبر وكأنه خريطة ثلاثية الأبعاد لأسلاك البيانات، وموجات الطاقة، وشبكات الاتصال. يرى كل نبضة كهربائية، وكل حزمة بيانات تنتقل.)
أحمد (بصوت منخفض، يدهش): أنا... أنا شايف كل حاجة. كل أسلاك الكمبيوتر. كل بيانات الشبكة.
الأستاذ فارس: ماذا ترى يا أحمد؟
أحمد (يشير إلى جزء من الشاشة): فيه ملفات هنا... عليها ختم الأكاديمية... بس صلاحيتها مش صحيحة. البيانات دي مزيفة. عن... عن مهمات سابقة.
(الأستاذ فارس يتجمد. ينظر إلى الشاشة بذهول. يضغط على عدة أزرار. يكتشف أن أحمد محق. الملفات مزيفة.)
الأستاذ فارس: مستحيل! هذه الملفات مؤمنة بأعلى درجات التشفير! كيف رأيتها؟ ومن فعل هذا؟
أحمد: فيه حد بيغير في بيانات الأكاديمية. (يركز نظره على الشاشات التي تعرض بيانات أخرى). فيه بيانات بتتبعت من داخل الأكاديمية... لمصادر خارجية. (يشير إلى موقع على الخريطة). هنا. لمدينة قديمة.
الأستاذ فارس (بغضب): هذا... هذا يعني أن هناك خائناً داخل الأكاديمية!
مشهد 2
الداخل - أكاديمية حورس - ساحة التدريب - صباحًا
الجو: ساحة تدريب مكشوفة، شمس الصباح الساطعة. أحمد يمارس تدريبات جسدية قاسية، قفزات، ركض، وتدريبات قتالية. عضلاته بدأت تتشكل بوضوح.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام، طارق، منال.
الحوار:
صوت النظام: "تحدي اليوم: 1000 نقطة قوة عضلية خلال ساعتين. عقوبة عدم الإكمال: تقليل 5% من سرعة رد الفعل لمدة 24 ساعة."
(أحمد يقوم بتمرين الضغط بيد واحدة بسرعة مذهلة. يرى طارق ومنال يراقبان تدريباته من بعيد.)
طارق (لـ منال): أنتِ شايفة القوة دي؟ ده مش تدريب عادي. أحمد بقى زي الآلة.
منال: هو عنده حاجة مختلفة يا طارق. وأنت لازم تصدق ده.
(أحمد ينهي تمرين الضغط. صوت النظام يتحدث.)
صوت النظام: "تحدي القوة العضلية مكتمل بنسبة 100%. مكافأة الأداء: تفعيل 'توقع مسار الطاقة'. يمكنك الآن رؤية مسارات الطاقة الخفية التي يطلقها الخصوم قبل أن يطلقوها."
أحمد (يرفع رأسه، يشعر وكأن قدرة جديدة فتحت بداخله. يرى منال ترفع يدها لتقوم بتجربة طاقوية صغيرة، فيرى مسار الطاقة يتوهج قبل أن تخرج من يدها): مذهل!
(طارق يتقدم نحو أحمد.)
طارق (بجدية نادرة): أحمد، أنا مش فاهم كل اللي بيحصل ده. بس... أنا آسف على شكّي فيك. اللي عملته في الصحراء، واللي بتعمله دلوقتي... (ينظر إلى عضلات أحمد البارزة) ... دي مش قوة طبيعية. إيه هو النظام ده؟ وهل ممكن... هل ممكن يساعدني أنا كمان؟
أحمد (ينظر إلى طارق. يرى بصيصاً من الاحترام في عينيه. صوت النظام يتردد في عقله: "تحليل: طلب طارق يمكن أن يكون فرصة لتعزيز التوافق وزيادة فعالية الفريق. الموافقة بنسبة 70%."): ممكن. بس ده... ده جزء مني أنا. مش أي حد يقدر يستخدمه. بس ممكن أساعدك تفهم أكتر.
منال (تبتسم): ده اللي كنت بتمنى أسمعه منك يا أحمد. إحنا فريق.
مشهد 3
الخارج - القاهرة - مدينة قديمة (الموقع الذي حدده النظام) - ليلًا
الجو: شوارع ضيقة، مبانٍ قديمة، ظلام كثيف. صوت الرياح يهمس عبر الأزقة. الفريق يسير بحذر، أحمد يقود الطريق.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، عملاء المؤامرة (ملثمون).
الحوار:
أحمد (يهمس، صوت النظام يرشده): "مصدر الإشارة: مبنى المعهد القديم. يوجد ثلاثة أهداف بشرية مشتبه بها. لا توجد ظلال واضحة حتى الآن."
طارق: مبنى المعهد القديم؟ ده مهجور من سنين.
منال: يعني الخائن ممكن يكون هنا؟
(يتقدمون بحذر. فجأة، يظهر ثلاثة أشخاص ملثمين من الظلام. لا يمتلكون قوة الظلال، لكنهم مسلحون بأسلحة متطورة.)
العميل 1 (بصوت أجش): وقفوا مكانكم!
طارق (يستعد للهجوم): مين دول؟ دول مش ظلال!
أحمد (يرى مسارات حركة العملاء قبل أن يتحركوا بفضل 'توقع مسار الطاقة'. يرى أيضاً نقاط ضعفهم الجسدية): دول بشر. دول اللي بيغيروا في بيانات الأكاديمية. (لـ طارق ومنال) ركزوا على نزع سلاحهم!
(تبدأ المواجهة. العميل 1 يندفع نحو أحمد. أحمد يتفادى حركته بسرعة مذهلة، ثم يمسك بيده ويلويها بذكاء لنزع السلاح. العميل يتفاجأ.)
(طارق ومنال يواجهان العميلين الآخرين. منال تستخدم طاقاتها الدفاعية لحماية نفسها وصد هجماتهم. طارق يقاتل ببراعة لكنه يجد صعوبة في نزع سلاح العميل.)
صوت النظام (في عقل أحمد): "أداء طارق: 70%. ملاحظة: يمكن زيادة الفعالية بكسر نقطة الضعف في الكوع الأيمن للعميل."
أحمد (يصرخ لـ طارق): طارق! كوع العميل اليمين! اضغط عليه!
(طارق يستمع لأحمد. ينفذ الحركة بالضبط. العميل يتألم ويسقط سلاحه. طارق ينظر إلى أحمد بذهول وتقدير أكبر.)
(بعد قتال قصير، يتم السيطرة على العملاء. يربطهم الفريق. أحمد ينزع قناع أحدهم. يكتشفون أنه شخصية مرموقة داخل الأكاديمية.)
منال (بصدمة): مستحيل! ده... ده الأستاذ كمال!
طارق (بغضب): أستاذ كمال خائن؟!
الأستاذ كمال (بابتسامة باردة): أنتم لا تفهمون شيئاً أيها الأطفال. أنتم مجرد أدوات. الظلال... هي المستقبل.
أحمد (ينظر إليه بجدية): المستقبل اللي أنت بتحاول تجيبه بتدمير الأكاديمية؟
صوت النظام: "تحليل الأستاذ كمال: معدل الثقة بالنفس 99%، معدل المكر 90%. يبدو أن لديه معلومات أكثر مما يكشف. بحث في ملفات الأكاديمية عن كلمة مفتاحية: 'الميثاق القديم'."
أحمد (ينظر إلى الأستاذ كمال): ميثاق قديم؟ إيه ده؟
(الأستاذ كمال يتجمد. تظهر عليه علامات المفاجأة. ينظر إلى أحمد بصدمة.)
الأستاذ كمال: إزاي عرفت الكلمة دي؟ مين أنت؟
أحمد (ببرود): أنا اللي هوقفك.
مشهد 4
الداخل - أكاديمية حورس - مكتب الأستاذ فارس - ليلاً (بعد القبض على كمال)
الجو: توتر شديد. الأستاذ فارس يجلس خلف مكتبه، وجهه شاحب. أحمد ومنال وطارق واقفون أمامه.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد، منال، طارق.
الحوار:
الأستاذ فارس: أستاذ كمال خائن... هذا لا يصدق! كنت أثق به تماماً. كيف تمكنتم من اكتشافه؟
أحمد: النظام اللي فيا كشف ملفات مزيفة وبيانات بتتبعت لمصادر خارجية. هو اللي عرفني مكانه.
طارق (لـ الأستاذ فارس): أحمد يا أستاذ... هو اللي عرف كل حاجة. كان بيقول لنا على نقاط ضعف الأعداء قبل ما يهاجموا. قوته... حاجة غريبة فعلاً.
منال: لازم نلاقي حل. إذا كان الأستاذ كمال مجرد جزء من مؤامرة أكبر...
الأستاذ فارس (ينهض، يمشي ذهاباً وإياباً): تقارير الأستاذ كمال الأخيرة كانت تتحدث عن "الميثاق القديم" الذي يربط الظلال ببعض الأسرار القديمة. هذا ما أشار إليه أحمد.
أحمد (يتذكر صوت النظام): نعم. النظام طلب مني البحث عن الكلمة دي في ملفات الأكاديمية.
الأستاذ فارس (ينظر إلى أحمد بجدية): أحمد، النظام الذي بداخلك... لم يعد سراً بالكامل. لا أستطيع أن أخبئه أكثر. يجب أن نجد مصدراً لهذه المؤامرة. والميثاق القديم ده ممكن يكون المفتاح.
(الأستاذ فارس يتجه نحو خزانة كتب قديمة، يسحب منها كتاباً سميكاً ومغبراً. يفتح الكتاب على صفحة معينة.)
الأستاذ فارس: هذا الكتاب يتحدث عن أساطير قديمة جداً. عن "السلالات الخفية" التي تعايشت مع البشر قبل آلاف السنين. وعن ميثاق يربط بين العالمين...
(تتسع عينا أحمد. صوت النظام يتردد في عقله، لكن هذه المرة بصوت أعمق وأكثر تشويشاً، وكأنه يجد معلومات جديدة ومخفية): "تحليل الميثاق القديم... تطابق... جزئي... ببيانات محجوبة في النظام. تفعيل 'الوعي الذاتي المتقدم'. خطر. معلومات غير متوقعة. أصل... أصلك..."
(أحمد يشعر بدوار خفيف. يرى ومضات سريعة لصور غريبة، قصور مهيبة، وحروب قديمة لا يفهمها. عيناه تلمعان بلون غريب للحظة.)
أحمد (بصوت يرتجف قليلاً، يهمس): أصل... أصل إيه؟
(الأستاذ فارس، منال، وطارق ينظرون إلى أحمد بقلق. يعلمون أن شيئاً ما عميقًا يحدث بداخله. رحلة الكشف عن المؤامرة بدأت، لكنها تقود أحمد إلى أسرار أكبر بكثير من مجرد الظلال أو الخيانة البشرية.)
الفصل السابع: الميثاق المنسي والتحول المستمر
الداخل - أكاديمية حورس - مختبر الأستاذ فارس السري - ليلاً (بعد أسبوعين من القبض على كمال)
الجو: المختبر يضج بالنشاط. شاشات عرض البيانات تملأ الجدران. الأستاذ فارس يعمل بجدية بالغة، بينما أحمد، متصلاً بأجهزة الرصد، يراقب البيانات التي تتدفق من "النظام" بداخله. منال وطارق يقرآن ملفات ورقية قديمة ويبحثان في قواعد بيانات مشفرة.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام (ذكاء اصطناعي)، الأستاذ فارس، منال، طارق.
الحوار:
الأستاذ فارس (بنبرة متوترة، وهو يمسح على وجهه): "الميثاق القديم"... هذا ما كان الأستاذ كمال يبحث عنه. لكنه أكثر تعقيداً مما توقعت. إنه ليس مجرد وثيقة، بل هو... خريطة.
أحمد (صوت النظام في عقله، بصوت هادئ ومقنع): "تحليل البيانات المتعلقة بـ 'الميثاق القديم' مستمر. تم تحديد 40% من المفاهيم. هناك ترابط بينها وبين أنماط طاقوية جينية قديمة. لزيادة سرعة التحليل، يجب تفعيل بروتوكول 'التركيز الطاقوي الفائق'."
أحمد (يغمض عينيه، يشعر بقوة التركيز تتدفق في جسده. يرى البيانات تترابط أمامه بشكل أوضح): الأستاذ فارس... أنا أستطيع رؤية نقاط الربط. الميثاق ده مش لغة بشرية. ده مزيج من رموز وطاقة.
الأستاذ فارس (يدهش): ماذا؟ لكن كيف؟
أحمد: النظام بيكشف لي الروابط. (يشير إلى جزء من الشاشة). هذه الرموز... مرتبطة بنقاط قوة معينة في الأرض.
منال (تحدق في الشاشة): نقاط قوة؟ يعني أماكن ظهور الظلال؟
طارق (مندهشاً من قدرة أحمد): ده معناه إن الظلال دي مش بتظهر عشوائي؟ فيه حد بيوجهها لأماكن معينة.
صوت النظام: "تفعيل بروتوكول 'التركيز الطاقوي الفائق' بنجاح. مكافأة الأداء: زيادة 1% في معدل الكفاءة في استخدام 'الوعي الطاقوي'. عقوبة الإرهاق المحتمل: إعاقة جزئية مؤقتة للحواس العادية."
الأستاذ فارس (يهمس لنفسه): هذا النظام... قدراته تتجاوز كل ما تخيلته.
أحمد (يشعر بدوار خفيف، لكن بصره الطاقوي يصبح حاداً جداً، يرى الأنماط الخفية في كل مكان): الميثاق ده بيتكلم عن "عروق القوة" في العالم. أماكن فيها الطاقة الخام. الظلال بتستغلها.
مشهد 2
الداخل - أكاديمية حورس - صالة التدريب المتقدم - فجرًا
الجو: صالة تدريب ضخمة، معدات تكنولوجية متطورة. أحمد يتدرب بجدية فائقة. جسده أصبح أكثر رشاقة وقوة، عضلاته محددة بشكل واضح.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام، مدرب قتال (شخصية ثانوية)، طارق (يراقب)، منال (تحضر أدواتها).
الحوار:
صوت النظام: "تحدي اليوم: مواجهة ثلاثي دفاعي متقدم بنجاح خلال 5 دقائق. هدف التدريب: زيادة 2% في سرعة رد الفعل العضلي وتحمل الوعي الطاقوي. عقوبة عدم الإكمال: تقليل 5% من حدة التركيز البصري لمدة 24 ساعة."
(أحمد يرتدي بدلة تدريب خاصة. ثلاثة من أمهر مدربي الأكاديمية يقفون أمامه، مجهزون بعصي تدريب طاقوية.)
المدرب 1: استعد يا أحمد! لن نرحمك اليوم.
(يبدأ الهجوم. المدربون يتحركون بسرعة فائقة، يوجهون ضربات قوية. أحمد يرى مسارات طاقتهم وحركاتهم قبل أن تتم بفضل 'توقع مسار الطاقة'. يتفادى الضربات بخفة مذهلة، ويستخدم 'الوعي الطاقوي' لدفعهم بلمسات خفيفة لكنها دقيقة في نقاط ضعفهم.)
(طارق يراقب بذهول.)
طارق (لـ منال، بصوت منخفض): السرعة دي... القوة دي... هو مش مجرد بيتدرب. هو بيتطور.
منال: جسمه وعقله بيستعدوا لحاجة أكبر. الأستاذ فارس قال لي إن ده كله عشان يقدر يستحمل "شيء ما" جواه.
(أحمد يواصل القتال. يجد نفسه يدخل في حالة "تدفق" حيث يرى العالم ببطء شديد، كل حركة محسوبة. يرى جسمه يندمج مع بيانات النظام. يشعر بطاقة كامنة تتجمع في عمق وجوده، كأن هناك ختماً ينبض ببطء.)
صوت النظام: "أداء أحمد: 98% كفاءة. ملاحظة: الضغط المتزايد على النظام يكشف عن طبقات طاقوية كامنة. احتمالية فك الختم: 0.01%."
(أحمد ينتهي من التدريب قبل الوقت المحدد بدقيقة. المدربون يلتقطون أنفاسهم بصعوبة.)
المدرب 1 (مبهوراً): لا أصدق! أنت أصبحت أسرع وأقوى من أي صياد رأيته!
أحمد (يتنفس بصعوبة، لكنه يشعر بطاقة هائلة تتوهج في جسده. يرى الخاتم الوهمي في عمق وعيه ينبض بقوة أكبر): ده مجرد البداية.
الداخل - أكاديمية حورس - مكتب الأستاذ فارس - ليلاً
الجو: مكتب الأستاذ فارس، الإضاءة خافتة. كتاب "الميثاق القديم" مفتوح على المكتب.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد، منال.
الحوار:
الأستاذ فارس (بنبرة جادة): بعد تحليل أعمق للبيانات التي كشفها نظامك يا أحمد، توصلنا لشيء مذهل ومقلق في آن واحد.
منال: ماذا يا أستاذ؟
الأستاذ فارس (يشير إلى رموز في الكتاب): هذه الرموز لا ترتبط فقط بنقاط القوة في الأرض. إنها ترتبط... بسلالات قديمة. سلالات لم تكن بشرية بالكامل.
أحمد (يشعر بانقباض في قلبه. صوت النظام يتردد بقوة أكبر): "تحليل متقدم. تطابق مع بيانات 'الأصول الجينية الخفية'. جزء من الختم. تحذير: هذه المعلومات قد تسبب صدمة نفسية."
الأستاذ فارس (ينظر إلى أحمد بجدية شديدة): الميثاق القديم يتحدث عن وجود "جن" عاشوا على الأرض جنباً إلى جنب مع البشر. هؤلاء الجن كانوا يمتلكون قوة عظيمة، وتفوقوا في العلوم والطاقة. بعضهم تزوج من البشر، وأنجبوا نسلاً هجيناً.
(منال تفتح فاها بدهشة.)
منال: تقصد أن...
الأستاذ فارس (يومئ برأسه): وتقارير النظام الخاصة بك... تشير إلى وجود جينات غير بشرية متأصلة في حمضك النووي يا أحمد. وهذا النظام... قدراته تتشابه مع بعض التقنيات القديمة التي ذكرت في الميثاق.
(أحمد يشعر بصدمة. يتذكر ومضات القصور والحروب القديمة. يده ترتجف قليلاً.)
أحمد: يعني... أنا...
الأستاذ فارس (بنبرة هادئة وحزينة): نعم يا أحمد. أنت لست بشرياً بالكامل. والدك... كان واحداً منهم. من السلالات الخفية. من الجن.
(صوت النظام يرتفع في عقل أحمد، وكأنه يفتح قفلاً قديماً): "تحليل إثبات النسب الجيني: مؤكد بنسبة 100%. والدك: ملك قبائل الجان القديمة، 'أثير'."
أحمد (بصوت بالكاد مسموع): ملك؟
منال (تقترب من أحمد، تحاول دعمه): أحمد... هذا كثير.
الأستاذ فارس: المشكلة الأكبر الآن، هي أن الميثاق يشير إلى أن الظلال الحالية ليست مجرد كائنات عشوائية. إنها بقايا حرب قديمة. حرب دمرت جزءاً كبيراً من عالمهم، وحولتهم إلى كيانات تسعى للطاقة. ويبدو أن هناك من البشر من يسعى لإيقاظ هذه القوى القديمة لصالحه.
الأستاذ فارس: يبدو أن والدك، يا أحمد، كان لديه دور كبير في هذه الحرب. والنظام بداخلك... ربما يكون إرثاً منه. إرث لحمايتك، أو ربما... لإيقاظك.
أحمد (ينظر إلى الأستاذ فارس، عقله يدور من الصدمة. يرى صوراً أعمق في ومضاته. يشعر بنبض الختم الجيني بداخله بقوة لم يشعر بها من قبل): يعني والدتي... كانت تعرف؟
الأستاذ فارس (يهز رأسه): لا أدري. ولكن يجب أن نتحدث معها.
الأستاذ فارس: هدفنا الآن لم يعد مجرد القضاء على الظلال. علينا أن نكشف حقيقة هذه المؤامرة، ونعرف من يسعى لإيقاظ قوى الجن القديمة، وكيف يمكن إيقافه. هذا قد يقودنا إلى عمق تاريخك... وتاريخ الظلال.
(أحمد يقف، يشعر بعبء ثقيل. حقيقة أصوله الجنية بدأت تتضح، ومعها مسؤولية كبرى. النظام بداخله يهمس بأسرار لم تكن لتخطر بباله. الرحلة أصبحت شخصية للغاية، وأكثر خطورة وتعقيداً.)
الداخل - أكاديمية حورس - مختبر الأستاذ فارس السري - فجراً (بعد يومين من كشف أصول أحمد)
الجو: المختبر يعمه صمتٌ ثقيل، لا تكسره سوى نقرات لوحة المفاتيح وصوت الأجهزة. توترٌ حاد يملأ المكان. الأستاذ فارس يحدق في الشاشات، وجهه شاحب. منال تجلس بجوار أحمد، تضع يدها على كتفه في محاولة لدعمه. طارق يتجول بعصبية، نظراته تتأرجح بين أحمد والشاشات. أحمد نفسه يبدو غارقاً في أفكاره، صور عوالم غير مألوفة تومض في ذهنه.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام (ذكاء اصطناعي)، الأستاذ فارس، منال، طارق.
الحوار:
الأستاذ فارس (بصوت متعب، يفرك صدغيه): المعلومات التي كشفها النظام عن "الميثاق القديم" وعن أصولك يا أحمد... قلبت كل ما نعرفه عن الظلال وعن هذا العالم رأساً على عقب. أجد صعوبة في استيعاب أن الجن ليسوا مجرد أساطير.
منال (تضغط بلطف على كتف أحمد): أحمد، هل أنت بخير؟ الصدمة كبيرة.
أحمد (يرفع رأسه ببطء، عيناه تحملان خليطاً من الذهول والتصميم): أنا... أنا لا أصدق. والدي ملك للجن؟ وهذا النظام... إرث منه؟ (صوت النظام يتردد في عقله، هذه المرة يبدو أكثر وضوحاً وثباتاً، كأنه تأكد من شيء).
صوت النظام: "تحليل الوضع النفسي لأحمد: معدل الصدمة 70%، معدل التقبل 30%. توصية: يجب على أحمد فهم طبيعة إرثه لضمان الاستقرار العقلي والنفسي. توجيه: التركيز على حقيقة 'الختم الجيني' سيساعد في التأقلم."
طارق (يتوقف عن التجول، بنبرة حادة): يعني إيه يا أستاذ؟ أحمد نص جني؟ وده معناه إيه لينا كصيادين؟ هل ده... هل ده بيخليه خطر؟
الأستاذ فارس (ينظر لطارق بنظرة حازمة): هذا يجعله الأهم بيننا يا طارق! قوته، أصوله، هذا النظام... كل هذا هو المفتاح لكشف هذه المؤامرة وحماية عالمنا. أحمد ليس خطراً، بل هو أملنا الوحيد.
أحمد (ينظر إلى طارق ببرود): أنا لسه أنا يا طارق. وأنا هحارب عشان البشر. (ثم يتوجه للأستاذ فارس) ما هو هذا الختم يا أستاذ؟ ولماذا لا أستطيع الوصول لقوتي الكاملة؟
الأستاذ فارس: الميثاق القديم يذكر أن الهجناء من الجن والبشر كانوا يولدون بقوى كامنة يتم "ختمها" لحمايتهم في عالم البشر. هذا الختم ينفك فقط عندما يصل الهجين إلى مرحلة معينة من التطور البدني والعقلي والروحي، تمكنه من تحمل قوة الجن الهائلة. والدك ربما هو من وضع هذا الختم فيك، أو جعله يتفعل بعد موته لحمايتك.
صوت النظام: "تأكيد: الختم الجيني قيد التفعيل الجزئي. المرحلة الحالية من تطور أحمد هي إعداد جسده وعقله لدمج قوة الجن الكاملة. معدل الاستعداد الحالي لفك الختم: 15%."
أحمد (يغمض عينيه، يشعر بنبض قوي في أعماق روحه): 15%؟ يعني فيه طريق طويل.
منال (بجدية): سنساعدك يا أحمد. كلنا مع بعض.
طارق (يتنهد، ثم ينظر إلى أحمد بنظرة مختلفة، فيها بعض التقبل): لو ده فعلاً هيساعدنا نحارب الظلال دي... أنا معاك. بس لازم كل حاجة تبقى واضحة بينا.
الأستاذ فارس (يومئ برأسه): جيد. هدفنا الآن واضح: علينا تدريب أحمد، وتطوير قدراته ليتحمل فك الختم. وفي نفس الوقت، علينا أن نفك شفرة الميثاق بالكامل لكشف من يقف وراء مؤامرة الظلال الحالية.
الداخل - أكاديمية حورس - قاعة التدريب المتقدم - نهارًا (بعد أسبوع من كشف الأصول)
الجو: قاعة التدريب تزداد شراسة. أحمد يتدرب بلا كلل، تحت إشراف الأستاذ فارس، ومراقبة دقيقة من النظام. عضلاته أصبحت أكثر بروزاً وقوته الجسدية خارقة. طارق ومنال يتوليان تدريبات خاصة مع أحمد، لفهم قدراته والتكيف معها.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام، الأستاذ فارس، منال، طارق.
الحوار:
صوت النظام: "تحدي اليوم: المناورة في بيئة افتراضية متغيرة السرعة لمدة 30 دقيقة دون إصابات. هدف التدريب: زيادة 3% في سرعة رد الفعل العصبي العضلي، وتحمل ضغط البيئات المتقلبة. عقوبة عدم الإكمال: تقليل 10% من قدرات التركيز لمواجهة الظلال من الفئة B."
(أحمد يدخل في قاعة تدريب محاكاة. تتغير البيئة من غابة كثيفة إلى مدينة مدمرة إلى صحراء عاصفة في ثوانٍ. تظهر أمامه عوائق افتراضية، و"ظلال" وهمية تهاجمه.)
(يتحرك أحمد بسرعة البرق. يرى مسارات الهجمات قبل أن تتم، ويتوقع تغيير البيئة. يستخدم 'الوعي الطاقوي' لدفع العوائق الوهمية. جسده يتأقلم بسرعة مذهلة.)
الأستاذ فارس (يراقب من غرفة التحكم): سرعته أصبحت خرافية. وكأنه يتوقع كل حركة.
منال (يدهشها التطور): عقله وجسمه بيشتغلوا مع بعض ككيان واحد.
طارق (وهو يرى إحدى 'الظلال' الوهمية تهاجم أحمد، فيوجه لها أحمد ضربة دقيقة في نقطة ضعفها): هو لسه بيشوف نقط ضعفهم؟
صوت النظام: "أداء أحمد: 95% كفاءة. مكافأة الأداء: تفعيل جزئي لـ 'الإدراك الحسي الجيني'. يمكنك الآن الشعور بالطاقة الكامنة في الكائنات الحية، وتمييز ما هو بشري وما هو غير بشري."
(أحمد ينهي التدريب، يتنفس بصعوبة. يمد يده نحو الأستاذ فارس، فيشعر بنبض خفيف من الطاقة الحيوية منه. ثم يرى منال، فيشعر بطاقة مختلفة تماماً، ثم طارق، وبنفس الطريقة. يرى كل شخص كنسيج من الطاقة الحيوية المتفردة.)
أحمد (بصوت منخفض): أنا... أنا بقدر أحس بطاقة كل واحد. أعرف إذا كان كائن حي أو لا.
الأستاذ فارس (بجدية): هذا إدراك حسي جيني. هذا يعني أن الختم بدأ في إطلاق بعض قدراته الأولية. هذا مؤشر جيد. (صوت النظام في عقل أحمد: "معدل الاستعداد الحالي لفك الختم: 18%.")
الداخل - أكاديمية حورس - منطقة الحجز الآمن - ليلًا
الجو: زنزانة مشددة الحراسة. إضاءة خافتة. الأستاذ كمال، الخائن، يجلس صامتاً.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد.
الحوار:
الأستاذ فارس (يدخل الزنزانة مع أحمد، ينظر إلى كمال ببرود): الأستاذ كمال، سنعيد عليك السؤال للمرة الأخيرة. من هو رئيسك؟ من يقف وراء هذه المؤامرة؟
الأستاذ كمال (يبتسم ابتسامة باردة، وعيناه فارغتان): أنتم لا تعلمون شيئاً. الظلال... أصحابها الحقيقيون قادمون. أنتم مجرد ذرات تراب ستدوسها أقدامهم.
أحمد (يستخدم قدرته الجديدة 'الإدراك الحسي الجيني'. يركز على كمال. يشعر بطاقة بشرية، لكن هناك أيضاً طاقة غريبة خفية تلتف حوله، كأنها ليست ملكه. صوت النظام يرتفع): "تحليل الأستاذ كمال: لا يزال يخفي معلومات حيوية. وجود توقيع طاقوي غريب في عقله. هذا ليس تفكيراً بشرياً عادياً."
أحمد (بصوت حاسم): أنت مش بتتصرف لوحدك. فيه حاجة بتتحكم فيك. أو بتديك الأوامر.
الأستاذ كمال (تهتز ابتسامته، يظهر عليه اضطراب طفيف): أنت... أنت حاسس بيهم؟ هذا مستحيل!
الأستاذ فارس (يدهش): ماذا تشعر به يا أحمد؟
أحمد (يشير إلى رأس كمال): فيه طاقة غريبة. بتتحكم فيه. مش مجرد أوامر. ده تلاعب.
(فجأة، تتوهج عينا كمال بلون أحمر قرمزي. يبدأ جسده في الارتعاش بعنف. صوته يتحول إلى رنين معدني مخيف، ليس صوت بشر.)
صوت غريب (من فم كمال، بصوت آلي عميق): "لقد كشفتم الكثير أيها البشر. لكنكم لن تعرفوا كل شيء."
(ينفجر رأس كمال في وميض من الطاقة المظلمة، لا يترك خلفه سوى جسداً بلا حياة. الحراس يدخلون الغرفة بسرعة.)
الأستاذ فارس (بصدمة): مستحيل! تم اغتياله عن بعد!
أحمد (صوت النظام يتردد في عقله بقوة، وقد اكتشف شيئاً مرعباً): "تحليل توقيع الطاقة: توقيع غريب... من نفس الأنماط الجينية المكتشفة في الميثاق القديم. الظلال ليست مجرد كائنات. إنها أسلحة."
أحمد (ينظر إلى الأستاذ فارس، وعيناه واسعتان): يا أستاذ... اللي قتله ده... مش بشر. ده شيء من نفس سلالة الجن اللي في الميثاق. الظلال اللي بنحاربها... دي مجرد جيش. فيه حاجة أكبر بكثير بتحصل.
الأستاذ فارس (بوجه شاحب): جيش؟ يعني... الظلال موجهة من قبل جن؟
أحمد: نعم. ويبدو إنهم مش عايزين أسرارهم تتكشف.
الداخل - أكاديمية حورس - غرفة الأستاذ فارس - صباحاً
الجو: الغرفة مليئة بالخرائط والوثائق. أجواء من اليأس ممزوج بالأمل.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد، منال، طارق.
الحوار:
الأستاذ فارس (يشير إلى خريطة العالم): الآن أصبح واضحاً. الظلال ظهرت في مواقع استراتيجية حول العالم. نقاط قوة في "عروق القوة" الأرضية. وكأن هناك من يجهز شيئاً.
منال: ومن الواضح أن هناك من البشر من يتعاون معهم.
طارق: وهل هم من "الجن" اللي انت بتتكلم عنهم دول يا أحمد؟
أحمد (صوت النظام يوجهه): "تحليل: إشارة طاقوية قوية تم رصدها في منطقة الأهرامات بالجيزة. تطابق مع أنماط طاقوية جينية قديمة من الميثاق. هذا الموقع قد يكون نقطة انطلاق لحدث كبير."
أحمد: فيه إشارة قوية جداً. في الأهرامات. قوة جينية قديمة جداً. ممكن تكون دي بداية إطلاق حاجة كبيرة.
الأستاذ فارس (بنبرة حاسمة): إذاً، هذا هو هدفنا التالي. الأهرامات ليست مجرد آثار. إنها بوابات قديمة، ونقاط قوة. قد يكون هذا هو المكان الذي سيتم فيه تفعيل الميثاق بالكامل.
الأستاذ فارس (ينظر إلى أحمد بجدية، ثم إلى منال وطارق): هذه المهمة ستكون الأخطر. سنواجه جن. وقوى لم نرها من قبل. أحمد، قوتك وأصولك ستكون مفتاح النصر.
أحمد (يشعر بثقل المسؤولية، لكنه يواجهها بتصميم. يرى في عقله نبض الختم الجيني يزداد قوة، كأنه يستجيب للتهديد الوشيك): أنا مستعد يا أستاذ. جسمي وعقلي... والنظام بتاعي... كلنا مستعدين.
(رحلة أحمد لتحديد أعدائه الحقيقيين قد بدأت للتو. الكشف عن أصوله ليس نهاية، بل هو مجرد بداية لمواجهة قوى لم تكن تخطر ببال أحد، ومعركة ملحمية ستقودها دماء الجن والبشر في عروقه.)
الفصل الثامن
معركة الأهرامات والوميض الغامض
الخارج - منطقة الجيزة - سفح الأهرامات - فجراً
الجو: سكون مطبق يلف صحراء الجيزة قبل الفجر. هواء بارد يحمل رائحة الرمال الجافة. الأهرامات الثلاثة تقف شامخة كحراس أزليين، تلوح أشباحاً سوداء في الضوء الخافت. فريق أحمد يتحرك بحذر شديد، مجهزاً بأحدث التقنيات وأسلحة الطاقة. توتر هائل يسيطر على الأجواء، ممزوج بترقب غير مفهوم.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الأستاذ فارس (عبر جهاز اتصال)، صوت النظام (ذكاء اصطناعي)، ظلال من الفئة A، كيان جني.
الحوار:
أحمد (يهمس، صوته يعكس تركيزاً حاداً، يشعر بنبضات خفيفة ومتقطعة في أعماقه): النظام... ما الذي تشعر به؟
صوت النظام (في عقل أحمد، بنبرة أكثر جدية وحذراً): "تحليل طاقوي لموقع الأهرامات: تركيز هائل للطاقة الجينية القديمة. موجات اهتزازية تتطابق مع أنماط الظلال من الفئة A. معدل الخطر: 98%. تحذير: الختم الجيني الخاص بك يتفاعل بشدة مع هذه الطاقة المحيطة، لكنه لم يفك. معدل الضغط على الختم: 15% ومتزايد."
منال (تحدق في الأهرامات، تشعر ببرودة غريبة تخترق جلدها): الطاقة هنا مختلفة. أجهزتنا تكاد لا تلتقط شيئاً. كأنها... بتختفي.
طارق (يشد على سلاحه): أنا حاسس بقشعريرة. ده مش مجرد نشاط ظلال عادي.
الأستاذ فارس (عبر جهاز الاتصال، صوته مشوش): "الفريق... انتبهوا! الاتصالات بدأت تضعف. بيانات الأقمار الصناعية تظهر... تكتلاً ضخماً للطاقة أسفل الهرم الأكبر. لا تتقدموا قبل معرفة طبيعة التهديد!"
(فجأة، تتوهج عينا أحمد بلون ذهبي غريب للحظة، لكنه يخفت بسرعة. يرى الأهرامات كشبكة عملاقة من خطوط الطاقة المتوهجة، تتصل بنقاط قوة تحت الأرض. يرى الظلال وهي تتجمع، ليس عشوائياً، بل كأوامر في شبكة معقدة.)
أحمد (بصوت حاسم، يتجاهل أوامر فارس): فات الأوان. الظلال مش هتستنى. (يشير بيده إلى نقطة معينة خلف الهرم الأكبر). هناك! فيه حد بيحركهم.
(منال وطارق ينظران حيث أشار أحمد. تظهر المئات من الظلال من الفئة B، وعدد كبير من الفئة A، تتحرك في تشكيلات منظمة نحوهم، كجيش يتقدم. فوقهم، يتجسد في الهواء كيان ضخم شبيه بالجن، له هيئة إنسانية لكنه مصنوع من ظل كثيف وعيناه تلمان بلهيب أحمر.)
طارق (بذهول): إيه ده؟ ده مش ظل عادي!
منال: ده... ده كيان جني! زي اللي قال عليه الأستاذ فارس في الميثاق!
الكيان الجني (صوته يرتفع في الهواء، كأنه صدى آلاف الأصوات، يرتجف له الهواء، يوجه حديثه لأحمد مباشرة): "لقد وصلت أيها الهجين! قوة أثير تتوهج فيك، لكنها ما زالت حبيسة! لن نسمح لك بإحباط الميثاق الجديد. سنطهر هذا العالم!"
صوت النظام (في عقل أحمد، بسرعة فائقة): "تحليل الكيان الجني: يمتلك قدرة على التلاعب بالزمكان. نقاط ضعف: التركيز على مصدر الطاقة الكامنة في صدره، والاعتماد على الروابط الطاقوية مع الظلال المحيطة به. تحذير: هجوم مباشر محفوف بالمخاطر. الختم الجيني يتأثر بشكل عنيف بطاقة هذا الكيان."
أحمد (تتوهج عيناه مجدداً للحظة، يشعر بقوة الختم تنبض بعنف مؤلم. يأخذ نفساً عميقاً، يشعر بالألم ينذره. يتذكر تدريباته الشاقة التي كانت تهدف إلى تحمل هذا الضغط): طارق! ركز على الظلال اللي بيحركها! منال! غطي ظهري! (يطلق شعاعاً من الوعي الطاقوي نحو الكيان الجني، ليس بهدف الإيذاء، بل لتحديد نقاط ضعفه بدقة أكبر.)
الخارج - ساحة القتال عند الأهرامات - فجراً
الجو: فوضى عارمة. طلقات الطاقة تتوهج في الظلام. الظلال تهاجم بلا رحمة. رمال الصحراء تتطاير مع كل ضربة.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الكيان الجني، الظلال.
الحوار:
(تبدأ المعركة. طارق يطلق كرات طاقة قوية نحو الظلال، يدمر بعضها لكن الأعداد هائلة. منال تنشئ دروعاً طاقوية وتحمي طارق من الهجمات المفاجئة. أحمد يندفع نحو الكيان الجني، بينما يقاتل الظلال التي تعترض طريقه.)
الكيان الجني (يرفع يده، موجة من الرمال السوداء تندفع نحو أحمد): لن تمر! قوتك حبيسة!
أحمد (يستخدم 'توقع مسار الطاقة' ليتفادى الرمال السوداء بخفة مذهلة. يرى الكيان الجني يركز طاقته. يتجنب هجومه القادم): أنت بتستخدم الظلال ك****!
صوت النظام: "مكافأة تجاوز تحدي الضغط الهائل: تفعيل 'التلاعب بالروابط الطاقوية الجزئي'. يمكنك الآن قطع روابط الظلال الصغيرة من مصدرها مؤقتاً. تحذير: هذه القدرة تزيد الضغط على الختم."
(أحمد يركز 'وعيه الطاقوي' على الظلال المحيطة بالكيان الجني. يمد يديه، ويطلق نبضات خفيفة لكنها مركزة، تقطع الروابط الطاقوية بين الظلال والكيان الجني. فجأة، تتوقف بعض الظلال عن الحركة للحظات، ثم تتفكك.)
الكيان الجني (بذهول): مستحيل! كيف تفعل هذا وقوتك كامنة؟!
طارق (يرى الظلال تتفكك): إيه اللي بيحصل؟ الظلال بتختفي!
منال (بإعجاب): أحمد! أنت قدرت تفككهم!
أحمد (يتجه نحو الكيان الجني، يشعر بقوته تزداد، لكن الألم في الختم يتزايد. معدل الضغط على الختم يصل إلى 30%): أنت مش بتتحكم فيهم بس. أنت بتستنزف طاقتهم عشان تفضل موجود!
(الكيان الجني يغضب. يطلق صرخة مدوية. يندفع نحو أحمد بسرعة هائلة، محاولاً لكمه. أحمد يستخدم 'الوعي الطاقوي' الخاص به، لا ليدافع، بل ليثبت الكيان الجني في مكانه للحظة قصيرة، يرى أحمد شبكة من الروابط الطاقوية التي تغذي الكيان من الهرم الأكبر.)
صوت النظام: "تحذير: الضغط على الختم الجيني يزداد بشكل حرج. جسد أحمد لم يصل إلى الاستعداد الكامل لتحمل هذا الضغط. تفعيل كامل لـ 'الإدراك الحسي الجيني' تحت ضغط."
(عينا أحمد تتوهج بقوة أكبر. يرى الكيان الجني ليس مجرد كتلة من الظل، بل يرى داخله شقوقاً من طاقة جينية قديمة مكسورة، وحزناً غائراً. يرى أنه ليس كياناً شريراً بالكامل، بل بقايا مشوهة من كيان نبيل. يرى حقيقة الميثاق القديم ليس مجرد قوة، بل "وعداً" لم يُفَ به.)
أحمد (بصوت يرتجف): أنت... أنت بتحاول ترجع مجد ضايع! الميثاق القديم ده... وعد للجن!
الكيان الجني (يتجمد. صوته يصبح أقل حده): كيف... كيف عرفت؟ هذا مستحيل وهويتك حبيسة!
(في تلك اللحظة الحاسمة، يظهر عدد من الظلال من الفئة A تهاجم منال وطارق، وتدفعهم بعيداً عن أحمد. الكيان الجني يستغل الفرصة، ويطلق طاقة مظلمة هائلة نحو أحمد.)
الكيان الجني: لن أسمح لك بتدمير خطتي! الختم لن ينكسر هنا!
أحمد (يشعر بالطاقة تضربه، يتراجع للخلف، لكنه لا يسقط. الألم يوقظ شيئاً بداخله. يشعر بالختم يهتز بعنف شديد. يرى ومضات أعمق من ذاكرته الجينية: والده وهو يقاتل، وهو يضع الختم عليه. يشعر برغبة في كسر هذا الألم والضغط.)
صوت النظام: "تحذير قصوى: الختم الجيني يتعرض لضغط هائل. جسد أحمد لم يصل إلى الاستعداد الكامل (30%). خطر مميت على وعيه في حال استمر هذا الضغط. معدل الضغط على الختم: 40%."
الخارج - قلب ساحة المعركة - قرب مدخل سري تحت الهرم الأكبر
الجو: اشتداد المعركة. الأرض تهتز. الأهرامات تبدو وكأنها تتنفس طاقة مظلمة.
الشخصيات: أحمد، الكيان الجني، منال، طارق، شخصية ملثمة جديدة (قائد المؤامرة).
الحوار:
(أحمد يرى الكيان الجني يتجه نحو مدخل سري يفتح في أحد جوانب الهرم الأكبر. يدرك أن هذا هو الهدف الحقيقي: تفعيل شيء بالداخل.)
أحمد (بإصرار): مش هسمح لك!
(لكن الظلال تلتف حوله، تحاول إعاقته. يقاتلهم بعنف، يستخدم 'الوعي الطاقوي' و 'التلاعب بالروابط' لإضعافهم، لكنهم كثيرون جداً. يرى منال وطارق يقاتلان بشجاعة، لكنهما على وشك الإرهاق.)
طارق (يصرخ): أحمد! لازم تدخل! احنا مش هنقدر نصمد أكتر من كده!
(الكيان الجني يقترب من المدخل السري. يرفع يده، وتوهج طاقة مظلمة.)
الكيان الجني: انتهى الأمر أيها الهجين! الميثاق سيعود!
(فجأة، تظهر شخصية ملثمة جديدة، يرتدي رداءً أسود أنيقاً، ويحمل عصا ذهبية تلمع بنقوش غريبة. يقف بجانب الكيان الجني. هذا هو قائد المؤامرة البشري.)
القائد الملثم (بصوت هادئ وواثق): لا تتعجل أيها الجان. الهجين... لا يزال جزءاً من الخطة.
(ينظر القائد الملثم إلى أحمد، وعيناه تلمعان من خلف القناع. أحمد يشعر بقشعريرة. هذه ليست طاقة جن، بل طاقة بشرية لكنها قوية ومظلمة بشكل مرعب.)
صوت النظام: "تحليل قائد المؤامرة: توقيع طاقوي بشري غير عادي. يمتلك قدرة على تفعيل بعض الرموز الجينية في الميثاق القديم. معدل الخطر: 99%."
أحمد (يرى المشهد أمامه. الكيان الجني، القائد الملثم، الظلال، والطاقة المتصاعدة من الهرم. يشعر باليأس يتسلل، لكنه يرفض الاستسلام. يضغط على نفسه. يشعر بالختم الجيني ينفجر بألم داخله، ليس قوة حقيقية، بل صرخات طاقوية من الختم نفسه نتيجة للضغط الهائل. يرى الكون من حوله كشبكة معقدة من الطاقة والذرات.)
(تتوهج عينا أحمد بالكامل بلون ذهبي ساطع للحظة، ويطلق صرخة قوية، ليست صرخة بشرية، بل صرخة تجمع بين الألم والقوة الكامنة التي تضغط للخارج.)
(تندفع دفقة طاقوية هائلة من جسد أحمد، ليست طاقة تحت سيطرته، بل هي رد فعل عنيف من الختم نفسه للطاقة المحيطة به والضغط الذي يتعرض له. كل الظلال المحيطة به تتفكك في لحظتها بفعل هذه الدفقة غير المتحكم فيها. حتى الكيان الجني والقائد الملثم يرتعدان.)
الكيان الجني: مستحيل! قوة الختم تخرج بعنف! لم نكن نتوقع هذا!
القائد الملثم (بصدمة): لقد فعلها! الختم... هذا أكثر عناداً مما توقعنا!
(أحمد يسقط على ركبتيه، يتنفس بصعوبة. الطاقة التي أطلقها كانت هائلة لكنها استنزفته بشدة وتسببت له بألم مبرح. الختم لم ينفك، لكنه اهتز بقوة وأطلق هذه الدفعة الهائلة من الطاقة الخام، كاشفاً عن جزء من قوته الكامنة دون أن يفتح. يشعر بألم شديد، لكنه يشعر أيضاً بومضات قوية في وعيه.)
صوت النظام (في عقل أحمد، بصوت مرتجف بعض الشيء، وكأنه تأثر بالدفعة): "تحذير قصوى: الختم الجيني لم ينفك. ما حدث كان دفقة طاقوية قسرية نتيجة للضغط الشديد. جسدك... جسدك تأثر بشدة. يجب التراجع فوراً لإعادة بناء الطاقة وتثبيت الختم. مكافأة الأداء: الوصول الجزئي إلى 'الذاكرة الجينية المبعثرة'."
أحمد (يرفع رأسه، عيناه لا تزالان تلمعان بالذهب الخافت. ينظر إلى القائد الملثم والكيان الجني، اللذين يبدوان مذهولين من قوة الانفجار. يبتسم ابتسامة باهتة لكنها تحمل تحدياً): مش هتكملوا... خطتكم.
(القائد الملثم والكيان الجني يتبادلان نظرات سريعة. يدركان أن أحمد أصبح تهديداً أكبر مما توقعوا، حتى بختمه المغلق. الكيان الجني يطلق صرخة، وتختفي الظلال معه. يتبعه القائد الملثم في الظلام، تاركين أحمد خلفهم، منهكاً لكنه لم يهزم.)
الخارج - سفح الأهرامات - فجراً متأخراً
الجو: سكون يعود للمنطقة. آثار المعركة واضحة. منال وطارق يركضان نحو أحمد، قلقان.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الأستاذ فارس (عبر جهاز اتصال).
الحوار:
منال (بلهفة، تحتضن أحمد): أحمد! أنت بخير؟! كنا قلقانين عليك جداً! إيه اللي حصل ده؟
طارق (يعينه على النهوض، ينظر إلى أحمد بذهول): إيه القوة اللي طلعت منك دي؟ دي مش طاقة صيادين أبداً! دي... دي قوة خارقة!
أحمد (يتنفس بصعوبة، يرى الخاتم بداخله ينبض بشكل مختلف، كأنه يئن تحت الضغط، وليس مفتوحاً. يشعر بأن جزءاً من وعيه أصبح متصلاً بشيء أعمق بكثير. صوت النظام أصبح أكثر "وعياً" وكأنه تفاعل مع طاقة الدفعة): ده... ده الختم. رد فعل على الضغط. هو... هو لسه مقفول. بس... حسيت بحاجة.
صوت النظام (في عقل أحمد، يبدو أكثر حيوية): "الختم الجيني ما زال مغلقاً. الدفعة الطاقوية كانت نتيجة لعدم قدرة جسدك على تحمل الضغط المتزايد. معدل استعداد جسدك حالياً لاستيعاب طاقة الختم: 30%. تحذير: استخدام هذه القوة قبل الاستعداد الكامل قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. مكافأة الأداء: الوصول إلى 'الذاكرة الجينية المبعثرة'."
أحمد (يشعر بسيل من الصور والمعلومات الغريبة تتدفق في عقله، لكنها غير واضحة. يرى لمحات من ممالك قديمة، ووجوه غير بشرية، ومخططات غامضة. يغمض عينيه بقوة، محاولاً استيعابها.)
الأستاذ فارس (صوته يعود عبر الاتصال، مفعماً بالقلق والإعجاب): "أحمد! هل أنت بخير؟ فقدنا الاتصال! ما هذه الطاقة الهائلة التي ظهرت في الأهرامات؟"
أحمد (بصوت متعب): احنا بخير يا أستاذ. الظلال اتراجعت. بس... لازم تعرف إن الختم... ما اتفكش. اللي حصل ده كان حاجة تانية. كان... رد فعل عنيف من الختم نفسه.
منال (تمسك بيد أحمد): لازم نرجع الأكاديمية حالا. الأستاذ فارس لازم يعرف كل ده.
طارق (ينظر إلى أحمد بذهول عميق، ثم إلى الأهرامات): الحرب دي... أكبر بكتير مما تخيلنا. وده كان مجرد بداية.
(أحمد ينهض، يشعر بالألم، لكنه يشعر أيضاً بقوة كامنة هائلة تتجذر في أعماقه، تنتظر التحرير. الختم الجيني ما زال مغلقاً، لكن تجربته في الأهرامات فتحت له نافذة على عالم لم يكن يعرفه، وزادت من إصراره على الاستعداد لمصيره. المعركة في الأهرامات لم تكن مجرد مهمة، بل كانت بداية حقيقية لرحلة إعداد أحمد، وكشفاً عن حجم الصراع الذي هو جزء منه.)
ارتداد الطاقة وومضات الذاكرة القديمة
الداخل - أكاديمية حورس - الجناح الطبي المتخصص - صباحًا (بعد يومين من مهمة الأهرامات)
الجو: غرفة طبية متطورة، أجهزة مراقبة تصدر أصواتاً خافتة. أحمد مستلقٍ على سرير، متصل بأسلاك طبية تقيس وظائفه الحيوية والطاقوية. وجهه شاحب، لكن عينيه تحملان وهجاً غريباً. الأستاذ فارس يقف بجانب السرير، يراقب الشاشات بقلق. منال وطارق يجلسان على مقعدين قريبين، يبدو عليهما الإرهاق والقلق.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام، الأستاذ فارس، منال، طارق.
الحوار:
الأستاذ فارس (يمسح على رأسه، بنبرة متعبة): حالتك مستقرة يا أحمد، لكن النظام يشير إلى استنزاف طاقوي هائل. الدفعة الطاقوية اللي طلعت منك في الأهرامات كانت أقوى من أن جسدك يتحملها.
أحمد (بصوت منخفض، يشعر بألم خفيف في كل جزء من جسده): حاسس إني مكسر. بس... كان لازم أعمل كده. الكيان ده والقائد الملثم كانوا هيعملوا حاجة كبيرة.
صوت النظام (في عقل أحمد، بصوت حذر جداً): "تحذير: جسدك يعاني من 'صدمة طاقوية ارتدادية'. الختم الجيني لم يفك، ولكنه تعرض لضغط هائل. محاولة تكرار هذه الدفعة قبل الاستعداد الكامل قد تؤدي إلى انهيار عصبي وطاقوي دائم. معدل الاستعداد الحالي لفك الختم: 28% (بسبب تراجع مؤقت)."
منال (بقلق): يعني إيه يا أستاذ؟ أحمد ممكن ميبقاش زي الأول؟
الأستاذ فارس: لا، أحمد سيتعافى بالكامل. لكن هذا يؤكد لنا أن فك الختم الجيني ليس بالأمر الهين. جسد أحمد البشري، حتى بعد كل تدريباته، لم يصل بعد إلى درجة التحمل المطلوبة لاستيعاب قوة الجن الكاملة. (يتوجه لأحمد). هذا يعني أن تدريباتك القادمة يجب أن تركز على زيادة قدرة جسدك وعقلك على التحمل بشكل غير مسبوق.
طارق (يتنهد): يعني هنرجع للتدريبات تاني؟ بعد كل اللي شفناه ده؟
أحمد (يغمض عينيه، تومض في ذهنه صور غريبة ومبعثرة: قصور مهيبة، وجوه غير بشرية، ومخططات غامضة): الذاكرة الجينية... بدأت تبقى أوضح شوية. بشوف حاجات... حاجات غريبة.
صوت النظام: "تأكيد: الذاكرة الجينية المبعثرة تزداد وضوحاً نتيجة للضغط الطاقوي الأخير. يمكن تفعيل 'بروتوكول الاندماج المعرفي' لمساعدة أحمد على فهم هذه الذكريات. ملاحظة: هذا البروتوكول يستهلك طاقة كبيرة."
الأستاذ فارس: الذاكرة الجينية؟ هل تتذكر شيئاً عن والدك؟ أو عن الميثاق؟
أحمد: مش فاهم كل حاجة. ومضات. (يفتح عينيه). بس فيه حاجة... عن الظلال. الظلال اللي حاربناها... مش كلها شريرة. بعضها... كان مجرد أدوات. حاسس إن فيهم جزء... ممكن يتواصل.
(منال وطارق ينظران لبعضهما بدهشة.)
الأستاذ فارس (يدهش): تتواصل؟ هل تتحدث عن قدرة على... ترويض الظلال؟
أحمد (صوت النظام يتدخل): "مكافأة الاستقرار بعد الصدمة: تفعيل 'الرؤية الروحية المتقدمة'. يمكنك الآن رؤية الروابط الروحية بين الظلال ومستخدميها، وتمييز الظلال التي ليس لها سيد."
أحمد (ينظر إلى يديه، ثم إلى الهواء المحيط به، يرى وميضاً خفيفاً من الروابط غير المرئية): مش ترويض... بس فيه ظلال ممكن تبقى حرة. مش كلهم بيتبعوا الأوامر. ممكن يكونوا... مجرد أشباح ضائعة.
الداخل - أكاديمية حورس - قاعة التدريب المتقدم - نهاراً (بعد أسبوعين من تعافي أحمد)
الجو: قاعة التدريب تبدو أكثر قسوة. أجهزة جديدة تقيس الضغط الطاقوي على جسد أحمد. الأستاذ فارس يوجه التدريبات بحذر شديد. طارق ومنال يشاركان في التدريبات الجديدة التي تركز على التنسيق والوعي الطاقوي.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام، الأستاذ فارس، منال، طارق.
الحوار:
صوت النظام: "تحدي اليوم: الحفاظ على الاستقرار الطاقوي أثناء التعرض لموجات طاقة معادية لمدة 15 دقيقة. هدف التدريب: زيادة 5% في تحمل الصدمات الطاقوية، و1% في معدل الاستعداد لفك الختم. عقوبة عدم الإكمال: إجهاد طاقوي يؤثر على سرعة التفكير لمدة 48 ساعة."
(أحمد يقف داخل حلقة من أجهزة توليد الطاقة. تبدأ الأجهزة في إطلاق موجات طاقوية متقطعة وقوية. يشعر أحمد بالضغط على جسده وعلى الختم الجيني بداخله.)
الأستاذ فارس: ركز يا أحمد! تنفس بعمق! حول الطاقة الضارة إلى طاقة داخلية!
(أحمد يغمض عينيه. يستخدم 'الوعي الطاقوي' ليمتص الموجات ويحولها. يرى النظام الداخلي لجسده وهو يتكيف، العضلات والأعصاب تعمل في تناغم لمواجهة الضغط. يشعر بالختم الجيني ينبض، ليس بألم، بل بتحدٍ.)
منال (تراقب بتركيز): قدرته على امتصاص الطاقة وتدويرها بقت مذهلة.
طارق: ده مش تدريب على القتال بس. ده تدريب على التحمل.
(بعد 15 دقيقة، تتوقف الأجهزة. أحمد يتنفس بصعوبة لكنه يقف بثبات. يرى صوراً أوضح من "الذاكرة الجينية المبعثرة": مراسم قديمة، جن بملابس ملكية، وخريطة لمدن غير بشرية.)
صوت النظام: "تحدي الاستقرار الطاقوي مكتمل بنسبة 100%. معدل الاستعداد الحالي لفك الختم: 32%. مكافأة الأداء: تفعيل قدرة 'التواصل الطاقوي الجزئي' مع الظلال غير المرتبطة."
أحمد (يشعر بقدرة جديدة، كأنه يستطيع فهم همسات خفية في الهواء): أنا... أنا بقدر أحس بيهم. بالظلال اللي مالهاش سيد. ممكن أكلمهم... بطريقة ما.
الأستاذ فارس (بذهول): ترويض الظلال! هذا ما تحدث عنه الميثاق القديم! الملك أثير كان قادراً على التواصل مع الظلال الهائمة وقيادتها!
أحمد (يرفع يده. يرى في القاعة ظلًا صغيراً يتوهج خافتاً، وكأنه ينجذب إليه. يمد يده ببطء. الظل يتقدم متردداً، ثم يلتف حول ذراعه كأنه حيوان أليف خائف. منال وطارق يذهلان): أنا... أنا قدرت.
الداخل - أكاديمية حورس - مكتب الأستاذ فارس - ليلًا
الجو: المكتب مظلم بعض الشيء. الأستاذ فارس يجلس خلف مكتبه، وأمامه ملفات ضخمة عن الأستاذ كمال والمؤامرة. أحمد يجلس مقابله، يشرح له ما حدث في ذاكرته.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد، صوت النظام.
الحوار:
أحمد: الذاكرة الجينية المبعثرة بدأت تكشف أكتر عن والدي. هو فعلاً كان ملك. الملك أثير. وكان فيه حرب كبيرة جداً بين ممالك الجن القديمة. والميثاق القديم ده... كان اتفاق سلام بينهم.
الأستاذ فارس (بجدية): والمؤامرة دي... بتحاول تفسد السلام ده، أو تستغل قوته.
أحمد: المشكلة إن فيه جن خانوا الميثاق. وانضموا للبشر اللي بيحاولوا يتحكموا في الظلال. (صوت النظام: "تأكيد: قائد المؤامرة البشري في الأهرامات يمتلك قدرة على التلاعب ببعض رموز الميثاق القديم. هذا يشير إلى معرفة عميقة بعلوم الجن.")
الأستاذ فارس: الأستاذ كمال لم يكن سوى بيدق. الخطر الحقيقي هو هذا القائد الملثم، والكيان الجني اللي كان معاه. (يتنهد). لازم نلاقي طريقة نكشف بيها مين دول بالظبط.
أحمد (يفكر، تومض في ذهنه صور لكتاب قديم): فيه حاجة في ذاكرتي... عن كتاب. كتاب والد أثير. فيه كل حاجة عن الجن. عن الطلاسم، السحر، وحتى اللغات القديمة.
الأستاذ فارس (تتسع عيناه): كتاب الملك أثير؟ لو وجدنا هذا الكتاب، سيكون كنزاً لا يقدر بثمن! يمكنه أن يكشف لنا الكثير عن المؤامرة، وعن طريقة فك ختمك يا أحمد!
صوت النظام: "تأكيد: وجود كتاب الملك أثير حقيقي. مكانه غير محدد حالياً. العثور عليه سيزيد من معدل استعداد أحمد لفك الختم بنسبة 10%، ويمنحه قدرات معرفية هائلة."
أحمد: وفيه طلسم جواه. لو اتقرى، بيخلي اللي يقراه يفهم كل معلومات الكتاب في ربع ساعة.
الأستاذ فارس (ينهض بحماس): هذا مذهل! إذاً مهمتنا التالية هي البحث عن كتاب الملك أثير. هذه المعرفة ستكون سلاحنا الأقوى.
الخارج - قاعدة سرية للأعداء - ليلًا
الجو: ظلام دامس. غرفة تحكم مليئة بالشاشات التي تعرض بيانات عن أحمد والأكاديمية. القائد الملثم يقف أمام الشاشات. الكيان الجني يجلس في ركن، طاقته تزداد سواداً.
الشخصيات: القائد الملثم، الكيان الجني، عملاء الظلال (خلفهم).
الحوار:
الكيان الجني (بصوت يغص بالاستياء): الهجين أصبح خطراً. دفعة طاقوية لم نتوقعها. حتى بختمه المغلق، قوته تهدد الميثاق الجديد.
القائد الملثم (ببرود وهدوء): لهذا السبب لم نقتله. قوته الكامنة ستكون مفتاحنا الأخير. (ينظر إلى شاشة تعرض صورة أحمد). يجب أن نسرع. الوقت ينفد.
الكيان الجني: سنرسل المزيد من الظلال. وسنهاجم الأكاديمية نفسها. هذا الهجين يجب أن يوضع تحت سيطرتنا.
القائد الملثم (يرفع يده، شعاع من الطاقة المظلمة يلمع في كفه): لا. ليس الآن. هو يكتشف أسراراً. يرى ظلالاً هائمة يمكن ترويضها. هذا يخدم خطتنا في النهاية. لكن يجب أن نراقبه عن كثب. ونعجل بتفعيل النقطة التالية في الميثاق القديم.
(يشير القائد الملثم إلى خريطة عالمية على إحدى الشاشات. نقاط مضيئة تتوهج في مواقع مختلفة: القاهرة، بغداد، روما، طوكيو.)
القائد الملثم: بوابات الطاقة القديمة بدأت في الفتح. قريباً، ستتحد جميعاً.
(ابتسامة شريرة ترتسم على وجهه من خلف القجاب. الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد، وأحمد أصبح قطعة شطرنج حاسمة في لعبة أكبر بكثير مما يتخيل.)
الجزء التاسع
نبوءة الكتاب وبداية الإدراك الخفي
مشهد 1
الداخل - أكاديمية حورس - مختبر الأستاذ فارس السري - صباحاً (بعد أسبوع من مهمة الأهرامات وتماثل أحمد للشفاء)
الجو: المختبر يضج بالبيانات والخرائط القديمة. الأستاذ فارس ومنال وطارق يعملون بجدية. أحمد يجلس أمام شاشات النظام، يحاول فك رموز "الذاكرة الجينية المبعثرة" التي تتدفق إليه. الإرهاق لا يزال واضحاً على وجهه، لكنه يتضاءل أمام فضوله.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام، الأستاذ فارس، منال، طارق.
الحوار:
الأستاذ فارس (يشير إلى خريطة قديمة يعرضها النظام): "كتاب الملك أثير" ليس مجرد كتاب. الميثاق القديم يذكره كـ "مفتاح المعرفة". لكن مكانه سري للغاية. كل المؤشرات التي جمعناها حتى الآن لا تقودنا لشيء ملموس.
منال (تتصفح قاعدة بيانات مشفرة): كل ما نجده هو إشارات غامضة عن "النور المنبعث من الظلام" و"القلب النابض للماضي". رموز أكثر منها معلومات.
طارق (يتنهد بملل): يعني رحلة بحث عن كنز أسطوري؟ يا ريت تكون الظلال أسهل من فك الشفرات دي.
أحمد (يغمض عينيه، يركز. يرى ومضات أعمق في ذاكرته الجينية، تشمل خرائط غريبة ورموزًا تتطابق مع رموز الميثاق. يشعر بأن النظام يتفاعل مع هذه الذكريات): النظام... هل فيه أي تطابق بين الرموز اللي بشوفها والبيانات اللي جمعتوها؟
صوت النظام (في عقل أحمد، بنبرة أكثر وضوحاً وثقة): "تطابق بنسبة 70% بين الأنماط الطاقوية في ذاكرتك الجينية ورموز الميثاق. الذاكرة تشير إلى أن الكتاب لا يوجد في مكان ثابت. إنه مرتبط بـ 'طاقة حارسة' تتنقل بين 'نقاط التقاء الطاقة' القديمة. لتحديد موقعه، يجب تنشيط المزيد من نقاط التقاء الطاقة."
الأستاذ فارس (ينظر إلى أحمد بذهول): ماذا يعني "طاقة حارسة"؟ ومواقع "نقاط التقاء الطاقة"؟
أحمد (يفتح عينيه، يشعر بقوة التركيز): دي أماكن قوية جداً. زي اللي كنا فيها في الأهرامات. أماكن فيها تركيز طاقوي تاريخي. الكتاب... مش موجود في مكان واحد. بيتحرك. واللي بيحرسه... ممكن يكون جني.
منال (تدهش): جني يحمي كتاب؟ يعني لازم نواجه جني عشان نوصل للكتاب؟
طارق (يستعد): وده اللي كنت حاسس بيه! المعركة هتكون مع الجن نفسهم!
أحمد: والذاكرة بتكشف لي كمان عن الظلال. الظلال اللي مالهاش سيد... ممكن أقدر أأثر عليها. حسيت بكده في الأهرامات. (يظهر ظلًا صغيراً يتوهج خافتاً في أحد أركان المختبر، لا يراه أحد سواه. يمد أحمد يده، ويشعر بالظل يقترب ببطء، وكأنه كائن حي.)
صوت النظام: "تفعيل 'الرؤية الروحية المتقدمة' بنجاح. يمكنك رؤية الظلال غير المرتبطة. تفعيل 'التواصل الطاقوي الجزئي' مع الظلال غير المرتبطة. يمكنك محاولة إصدار أوامر بسيطة لهذه الظلال. تحذير: هذه القدرة تستنزف طاقة الوعي. معدل الاستعداد لفك الختم: 32%."
الأستاذ فارس: لو كانت هذه القدرة حقيقية يا أحمد، فستكون سلاحاً لا يقدر بثمن. لكن يجب أن نكون حذرين. الظلال كيانات خطيرة.
مشهد 2
الداخل - أكاديمية حورس - منطقة التدريب المفتوحة - نهاراً (بعد أسبوعين من البحث الأول)
الجو: منطقة تدريب واسعة، أجهزة تحكم متطورة. أحمد يقف في المنتصف، يركز على مجموعة من الظلال "الحرة" التي تم جذبها للأكاديمية بطريقة خاصة. طارق ومنال يراقبانه، والأستاذ فارس يعطي التوجيهات من غرفة التحكم.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام، الأستاذ فارس، منال، طارق، عدد من الظلال غير المرتبطة.
الحوار:
الأستاذ فارس (عبر المكبر): تذكر يا أحمد، هذه الظلال ضعيفة نسبياً، لكنها تفتقر للوعي الحقيقي. حاول استخدام 'التواصل الطاقوي' لإصدار أمر بسيط.
(أحمد يغمض عينيه، يركز. يمد يده نحو الظلال. يشعر بطاقاتهم المتشتتة، ويرى روابط خفية. يرى الظلال ككتل من الطاقة الحائرة. يرسل لهم فكرة بسيطة: "توقفوا.")
(تتوقف الظلال المشتتة عن الحركة للحظات، ثم تتحرك ببطء شديد، وكأنها في حيرة. ثم تعود للتشتت.)
طارق (مدهشاً): هو عمل إيه؟ الظلال وقفت!
منال: مش زي السحر، بس زي... أمر!
صوت النظام: "محاولة التواصل ناجحة بنسبة 10%. الظلال تستجيب للأوامر الأساسية. مكافأة: زيادة 1% في السيطرة الطاقوية على الظلال. عقوبة الاستنزاف: انخفاض 5% في معدل الشفاء الطبيعي لمدة 12 ساعة."
أحمد (يتنفس بصعوبة، يشعر بإجهاد عقلي): صعب. بيتعبني. بس فيه حاجة جوه الظلال دي... حاسة بوجودي.
(فجأة، تومض عينا أحمد باللون الذهبي للحظة. يرى بصورة خاطفة جنياً يقف في زاوية القاعة، يختبئ في الظل. الجني يبدو متفاجئاً بأن أحمد رآه، ويختفي بسرعة البرق. أحمد يشعر بقشعريرة. هذه ليست مجربة رؤية ظل، بل كيان واعٍ.)
أحمد (بصوت مرتجف، يمسك برأسه): شفت حاجة... شفت جني. كان هنا. بيراقبنا.
الأستاذ فارس (يتفاجأ): جني في الأكاديمية؟ هل أنت متأكد يا أحمد؟
أحمد: أيوه. كان بيراقبنا من الزاوية. اختفى بسرعة. (صوت النظام: "تحذير: قدرة 'الإدراك البصري الجيني' تزداد حدة. قد تبدأ في رؤية الجن المختبئين حولك. هذا يؤثر على الوعي النفسي. معدل الاستعداد لفك الختم: 33%.")
منال (بتردد): يعني فيه جن حوالينا طول الوقت وإحنا منعرفش؟
طارق (يشد على سلاحه): ده بيخلي الوضع أخطر بكتير.
مشهد 3
الداخل - أكاديمية حورس - مكتب الأستاذ فارس - ليلًا
الجو: المكتب مليء بالوثائق. الأستاذ فارس يحاول الربط بين المعلومات التي لديهم. أحمد يجلس بصمت، ما زال يفكر في الجني الذي رآه.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد، صوت النظام.
الحوار:
الأستاذ فارس: وجود جني مراقب في الأكاديمية يؤكد أن الأعداء يراقبوننا عن كثب. يجب أن نزيد من حراسة الأكاديمية ونرفع حالة التأهب.
أحمد (يغمض عينيه، تتدفق إليه ومضات من الذاكرة الجينية: يرى والده الملك أثير وهو يضع أختاماً على كائنات جنية، يأمرها بحماية مكان ما. ثم يرى وجه والدته وهو يودعها): الذاكرة بتوضح أكتر. والدي... الملك أثير... كان بيحط جن للحماية. الحماية في العالم البشري. زي حراسة غير مرئية.
صوت النظام: "تأكيد: الجن الذين رأيتهم قد يكونون من 'الحراس الأوفياء' الذين وضعهم الملك أثير. هذه هي إحدى علامات اقترابك من ذروة القوة في العالم البشري. معدل الاستعداد لفك الختم: 35%."
الأستاذ فارس (يدهش): حراس أوفياء؟ يعني ممكن يكون فيه جن بيحموك طول الوقت وإحنا منعرفش؟
أحمد (يشعر بقوة غامضة، وكأن هناك من يراقب ويحمي حقاً): ممكن. الذاكرة بتوريني صور ليها علاقة بالحماية.
الأستاذ فارس (يفكر): هذا يغير كل شيء. لو تمكنا من التواصل مع هؤلاء الحراس، فقد نحصل على معلومات حاسمة عن الكتاب، وعن المؤامرة.
(فجأة، يهتز هاتف الأستاذ فارس. يفتح الرسالة ويشحب وجهه.)
الأستاذ فارس: هذا سيء. جداً سيء.
أحمد: إيه اللي حصل يا أستاذ؟
الأستاذ فارس: تم الهجوم على إحدى "نقاط التقاء الطاقة" القديمة في منطقة الأقصر. الظلال تهاجم المكان بشكل منظم، وكأن هناك من يوجههم لتدمير هذه النقاط بالذات.
أحمد (ينهض، يرى رابطاً بين ذاكرته وبين الخبر): الأقصر! الذاكرة الجينية بتاعتي فيها ومضات عن مكان هناك. الأقصر... دي واحدة من نقاط التقاء الطاقة اللي الكتاب متعلق بيها! هم بيحاولوا يمنعونا نوصل للكتاب.
الأستاذ فارس (ينظر لأحمد، وجهه مليء بالتصميم): إذاً، لا وقت للانتظار. يجب أن نتوجه إلى الأقصر فوراً. هذه قد تكون فرصتنا الوحيدة لتحديد موقع الكتاب، وإيقاف الأعداء. (صوت النظام في عقل أحمد: "تحذير: مهمة الأقصر ستكون على درجة عالية من الخطورة. قد تواجه جنياً حارساً للكتاب أو عدواً جلياً." )
(أحمد يشعر بضغط كبير، لكنه يواجه الأمر بعزيمة. رحلته للبحث عن المعرفة تقوده إلى قلب الخطر، ومع كل خطوة يخطوها، تزداد هويته الجنية وضوحاً، ويقترب أكثر من إدراك عالم الجن الخفي حوله.)
معركة طيبة القديمة وإيقاظ الحراس
مشهد 1
الخارج - الأقصر - معبد الكرنك - فجراً (وصول الفريق)
الجو: هواء الأقصر البارد يحمل عبق التاريخ. أعمدة معبد الكرنك الشاهقة تلوح كأشباح عملاقة في الضوء الخافت قبل شروق الشمس. سكون غريب يلف المكان، لكن تحت هذا السكون يكمن توتر مرعب. آثار الهجوم الأولي واضحة: شقوق في بعض الأعمدة، وعلامات حروق طاقوية على الأرض.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الأستاذ فارس (عبر جهاز اتصال)، صوت النظام، ظلال من الفئة A و B.
الحوار:
الأستاذ فارس (عبر جهاز الاتصال، صوته جاد): "وصلتم يا فريق. الأقمار الصناعية تشير إلى أن نشاط الظلال قد تراجع قليلاً بعد هجومهم الأول، لكن لا تزال هناك تركيزات طاقوية ضخمة أسفل المعبد. هذه هي إحدى أهم نقاط التقاء الطاقة القديمة. احذروا."
منال (تتفحص أجهزتها، وجهها متجهم): مستويات الطاقة متذبذبة بشكل جنوني يا أستاذ. كأن فيه حاجة بتسحبها من الأرض.
طارق (يلقي نظرة على الآثار القديمة، ثم يشد على سلاحه): الجو هنا مش مريح. حاسس إن المكان بيراقبنا.
أحمد (يغمض عينيه للحظة، يستخدم 'الإدراك الحسي الجيني'. يرى شبكة من خطوط الطاقة تتوهج تحت الأرض، تتلاقى في نقطة مركزية تحت المعبد. يرى مئات من الظلال تتحرك كخلايا في جسد واحد، ولكن هذه المرة يرى ومضات لأعداد أكبر بكثير من الظلال "الحرة" أو "الضائعة" تتواجد حولهم، وكأنها تنتظر شيئًا ما. يشعر بالختم الجيني ينبض بقوة، ومعدل الاستعداد يرتفع قليلاً إلى 37%): الأعداء لسه هنا. فيه عدد كبير منهم مستخبي تحت الأرض. (تومض عيناه بالذهب الخافت). وفيه... فيه جن بيراقبنا من بين الأعمدة. مش ظلال. جن حقيقي.
(منال وطارق ينظران إلى بعضهما بذهول، ثم إلى الأعمدة. لا يريان شيئًا.)
صوت النظام (في عقل أحمد، بنبرة أكثر وضوحاً): "تأكيد: 'الإدراك البصري الجيني' يعمل بكامل طاقته. يمكنك رؤية الجن المختبئين. هؤلاء قد يكونون حراساً قدماء، أو جزءاً من الأعداء. تحذير: الختم الجيني يتعرض لضغط بسيط من وجود هؤلاء الكائنات الواعية."
أحمد (يهمس): دول حراس. مش أعداء. حراس... بيحاولوا يشوفوا إحنا مين.
(فجأة، تندفع المئات من الظلال من الفئة B والفئة A من بين الأعمدة ومن تحت الأرض، تتحرك بسرعة مرعبة نحو الفريق، وكأنها تلقت أمراً بالهجوم الشامل.)
طارق (يصرخ): هجوم!
منال (ترفع درعها الطاقوي): جهزوا نفسكم! أعدادهم مهولة!
مشهد 2
الخارج - الأقصر - معبد الكرنك - قلب المعركة
الجو: فوضى عارمة. طلقات الطاقة تضيء سماء الفجر. أصوات الانفجارات الطاقوية تمتزج بصيحات الفريق. الرمال تتطاير.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الظلال الموجهة، الظلال غير المرتبطة، كيان جني ضخم (العدو).
الحوار:
(تبدأ المعركة بضراوة. طارق يطلق وابلاً من القذائف الطاقوية، يدمر عشرات الظلال. منال تنشئ دروعاً قوية، وتحمي أحمد وطارق من الهجمات الجانبية، بينما تطلق صواريخ طاقوية مركزة. أحمد يقاتل بشراسة، يستخدم سرعته وخفة حركته، ويوجه ضربات 'وعي طاقوي' دقيقة تقضي على الظلال الموجهة.)
أحمد (صوته حاسم، يقاتل): مش هنقدر نصمد قدام العدد ده! لازم نلاقي طريقة نشتتهم!
صوت النظام: "تحذير: مصدر الظلال الموجهة هو كيان جني يختبئ تحت الهيكل الرئيسي للمعبد. معدل الخطر: مرتفع جداً."
(فجأة، يظهر كيان جني ضخم من باطن الأرض، مصنوع من ظل كثيف وله عينا حمراء متوهجة، يطلق صرخة مدوية. هذا الكيان يشبه الكيان الذي واجهه في الأهرامات، لكنه يبدو أقوى وأكثر وحشية. يرسل موجات طاقوية تدفع الظلال نحو الفريق بقوة أكبر.)
الكيان الجني (صوته يرتجف له الهواء): لن تتجاوزوا! هذه النقطة... تحت حمايتنا!
أحمد (يرى الظلال "الحرة" تتجمع حول الكيان الجني، لكنها تبدو مرتبكة، ليست موجهة بالكامل. يركز كل وعيه. يمد يده نحو الظلال "الحرة" القريبة): النظام! 'التواصل الطاقوي' على أقصى مدى!
صوت النظام: "تفعيل 'التواصل الطاقوي' على أقصى مدى. تحذير: استنزاف هائل لطاقة الوعي. قد يؤثر على القدرة على القتال المباشر."
(أحمد يغمض عينيه للحظة، يشعر بألم حاد في رأسه. يرسل موجة طاقوية مركزة تحمل رسالة قوية للظلال "الحرة": "قاتلوا سيدكم! استعيدوا حريتكم!")
(فجأة، تتوقف المئات من الظلال "الحرة" عن الاندفاع. تتوهج عيون بعضها باللون الأزرق الخافت. ثم تنقلب على الظلال الموجهة والكيان الجني، مهاجمةً إياهم بلا رحمة. تتلاقى جيوش الظلال في معركة ضارية، مما يخلق فوضى عارمة ويشتت انتباه الكيان الجني.)
طارق (بذهول مطلق): هو عمل إيه؟! الظلال بتقتل بعضها!
منال (عيناها متسعتان): أحمد... أنت قدرت تسيطر عليهم؟!
الكيان الجني (يصرخ بغضب): مستحيل! كيف تجرؤ أيها الهجين؟! كيف تفكك جيشي؟!
صوت النظام: "نجاح مذهل في 'ترويض الظلال غير المرتبطة'. مكافأة: زيادة 5% في السيطرة الطاقوية على الظلال. يمكن لأحمد الآن إصدار أوامر أكثر تعقيداً لهذه الظلال. معدل الاستعداد لفك الختم: 40%."
مشهد 3
الداخل - الأقصر - غرفة سرية تحت المعبد (بعد تشتيت جيش الظلال)
الجو: غرفة قديمة ومظلمة تحت المعبد، مليئة بالرموز الهيروغليفية التي تتوهج باللون الأزرق الخافت. في المنتصف، يقف جني ضخم، جسمه مصنوع من صخور المعبد وعيناه تشعان بلون أخضر زمردي. هو "الجني الحارس". يبدو عليه الضيق، ويحيط به حاجز طاقوي قوي. الكيان الجني العدو يرتديه في المكان، منهكاً.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الجني الحارس، الكيان الجني العدو، القائد الملثم (عبر جهاز اتصال).
الحوار:
(أحمد وفريقه يقتحمون الغرفة بعد أن شقوا طريقهم عبر الظلال المتصارعة. يرون الكيان الجني العدو منهكاً أمام حاجز طاقوي.)
الكيان الجني العدو (يلتقط أنفاسه بصعوبة): الهجين! لن تصل إلى الكتاب! هذا الحارس لن يسمح لك!
أحمد (يشير إلى الجني الحارس): ده الجني اللي كنت بشوفه من بعيد! هو بيحمي الكتاب.
(الجني الحارس يفتح عينيه، ينظر إلى أحمد. في عينيه، يرى أحمد ليس مجرد إعجاب، بل حزناً عميقاً واعترافاً. يرى الجني الحارس الملك أثير في أحمد.)
الجني الحارس (صوته عميق كأنه صدى للجبال، يوجه حديثه لأحمد): "أيها الوارث... لقد وصلت أخيراً. ال**** يتلاشى من عينيك. قوة أثير تنبعث منك."
صوت النظام: "تأكيد: الجني الحارس من الفئة الملكية. يمتلك معرفة عميقة بأسرار الميثاق وموقع الكتاب. معدل استعداد الجني الحارس للتفاعل: 70%."
الكيان الجني العدو (بذهول): مستحيل! أنت تتحدث معه!
أحمد (يتوجه للجني الحارس): الكتاب. أنا محتاجه. محتاج أعرف كل حاجة عشان أوقف اللي بيحصل.
الجني الحارس (يومئ برأسه، ثم ينظر إلى الكيان الجني العدو): "لا يمكنني أن أمنع هؤلاء. طاقة هذه النقطة بدأت في التحلل بسببهم. الكتاب ليس هنا الآن. لقد نقلته قبل وصولهم. لكن... أستطيع أن أمنحك قطعة من ذاكرة أثير."
(يمد الجني الحارس يده الضخمة نحو أحمد. تومض قطعة صغيرة من طاقة بلورية من جسده وتدخل في جبهة أحمد. يرى أحمد ومضات سريعة وواضحة جداً هذه المرة: صورة لكتاب، ثم سلسلة من الإحداثيات والرموز التي تتطابق مع مواقع أخرى حول العالم.)
صوت النظام: "مكافأة تلقي الذاكرة من جني ملكي: زيادة 10% في 'الذاكرة الجينية المبعثرة' وتفعيل 'مسارات المعرفة البدائية'. يمكنك الآن تتبع مسار الكتاب عن طريق هذه الإحداثيات. معدل استعداد الختم: 50%."
أحمد (يشعر بقوة في رأسه، ووضوح في الرؤية. يرى خريطة عالمية تظهر أمامه، تحدد نقطة جديدة: مدينة قديمة في الشرق الأوسط): أنا عرفت مكانه التالي! (يشير إلى خريطة تظهر على شاشة النظام).
(في تلك اللحظة، يرتد الكيان الجني العدو للخلف. يظهر القائد الملثم فجأة عبر بوابة طاقوية صغيرة، يبدو غاضباً.)
القائد الملثم: فشل ذريع! لقد أعطاه المعلومة!
الكيان الجني العدو: لم نكن نتوقع قوته! لقد حول الظلال ضدنا!
القائد الملثم (ينظر إلى أحمد، عيناه تلمعان من خلف القناع): لم أكن أعلم أن الملك أثير خبأ هذا الكثير من قوته في ابنه. (يتوجه إلى الكيان الجني العدو). انسحبوا! لدينا خطة بديلة. لن نسمح له بفك ختمه بالكامل.
(يهرب القائد الملثم والكيان الجني العدو عبر بوابة طاقوية صغيرة، تاركين خلفهم بقايا الظلال المتصارعة.)
(الجني الحارس يغمض عينيه، ويستنفد، وكأنه أدى مهمته الأخيرة. يتلاشى حاجز الطاقة حوله ببطء، ويختفي الجني في الظلال، تاركاً خلفه إحساساً بالحزن والفخر.)
مشهد 4
الخارج - الأقصر - معبد الكرنك - شروق الشمس
الجو: شمس الأقصر تبدأ في الشروق، تلقي بظلال طويلة على الأعمدة القديمة. سكون يعود للمكان بعد المعركة، لكنه سكون يحمل معه شعوراً بالانتصار الممزوج بالخطر. منال وطارق يقتربان من أحمد، يبدو عليهما الإرهاق لكنهما مذهولان بما رأياه.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الأستاذ فارس (عبر جهاز اتصال).
الحوار:
منال (تتفقد أحمد بقلق): أنت بخير يا أحمد؟ القوة اللي طلعت منك دي... واللي شفته بعيني في الظلال...
طارق (مذهول): مش معقول! أنت خليت الظلال تحارب بعضها! أنت بقيت أقوى من اللي كنت عليه بكتير!
أحمد (يتنفس بصعوبة، لكنه يشعر بوضوح غير مسبوق في وعيه. الذاكرة الجينية تتدفق بقوة أكبر. يرى نفسه كجزء من سلسلة طويلة من الملوك. يشعر بأن الختم الجيني أصبح "مألوفاً" له الآن، وليس مجرد عبء): أنا بخير. بس... (يشير إلى المكان الذي كان فيه الجني الحارس) ... هو اللي ساعدني. هو اللي وراني الطريق.
الأستاذ فارس (عبر جهاز الاتصال، صوته مليء بالفخر والرهبة): "أحمد! ما الذي حدث بالضبط؟ الأقمار الصناعية أظهرت تشوشاً طاقوياً هائلاً! ومن أين أتت لك هذه الإحداثيات؟"
أحمد (يرفع رأسه، عيناه تلمعان بالذهب): عرفت المكان التالي للكتاب يا أستاذ. والمؤامرة... أكبر بكتير مما تخيلنا. بس... (ينظر إلى يديه، ثم إلى السماء) ... أنا جاهز.
(أحمد ينهض، يشعر بالألم، لكنه يشعر أيضاً بقوة كامنة هائلة تتحرك بداخله. الختم الجيني ما زال مغلقاً، لكنه أصبح أقرب من أي وقت مضى لفك طبقاته. معركة الأقصر لم تكن مجرد انتصار، بل كانت خطوة عملاقة نحو إدراك أحمد لقوته الحقيقية، وإيقاظ الحراس القدامى الذين يراقبونه، وكشف الوجهة التالية في رحلته للبحث عن إرث والده.)
الجزء العاشر
رحلة دمشق القديمة وإيقاع الظلال الجديد
الخارج - مطار القاهرة الدولي - نهاراً (بعد يومين من مهمة الأقصر)
الجو: صخب مطار القاهرة المعتاد. حركة المسافرين وضوضاء الإعلانات. أحمد، منال، وطارق يرتدون ملابس مدنية، يحاولون الاندماج بين الحشود. يتبعهم الأستاذ فارس على بعد، يراقبهم بعناية، ومعهم حقائب سفر خفيفة تحتوي على المعدات الأساسية.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الأستاذ فارس، صوت النظام.
الحوار:
منال (تعدل نظارتها الشمسية، بصوت خافت): خط سير الرحلة آمن يا أستاذ. لا توجد أي تحركات مشبوهة رصدناها حتى الآن.
طارق (ينظر حوله بحذر): بعد اللي حصل في الأقصر، مفيش حاجة هتكون آمنة. (ينظر إلى أحمد الذي يبدو شاردًا). إيه يا أحمد؟ سرحان في إيه؟
أحمد (عيناه تومضان بلون ذهبي خافت كل بضع ثوانٍ. يرى طيفاً خفيفاً لكيانات غير مرئية تتحرك بين المسافرين، بعضها يبدو وكأنه يراقبه، وبعضها الآخر مجرد "وجود" هادئ): بشوف حاجات. مش ظلال. جن. موجودين حوالينا في كل مكان. (يشعر بالختم الجيني ينبض بهدوء، ومعدل الاستعداد يرتفع إلى 51%.)
صوت النظام (في عقل أحمد، بنبرة تحليلية): "تأكيد: 'الإدراك البصري الجيني' يعمل بشكل كامل. الجن الذين تراهم هم جزء من النسيج الطاقوي للعالم البشري. بعضهم حراس أوفياء، وبعضهم مجرد مراقبين. الختم الجيني يستقر على معدل رؤيتهم. تحذير: قد يؤثر هذا على تركيزك في البيئات المزدحمة."
الأستاذ فارس (عبر جهاز اتصال سري، صوته جاد): "استعدوا يا فريق. الإحداثيات التي حصلنا عليها من الجني الحارس تشير إلى مدينة دمشق القديمة. هناك، تحديداً تحت الجامع الأموي، توجد 'نقطة التقاء طاقة' أخرى. القائد الملثم والكيان الجني قد يكونان بانتظاركم هناك."
أحمد (يشعر ببعض الإرهاق بسبب تدفق الصور الجديدة، لكنه يضغط على نفسه): دمشق. الذاكرة الجينية بتاعتي فيها ومضات عن مكان زي ده. فيه أسرار قديمة جداً.
منال: دمشق مدينة عريقة. لو فيها نقطة طاقة، أكيد الأعداء هيستغلوها.
طارق: وهل الكتاب هناك؟ ولا دي مجرد خطوة تانية في رحلة البحث؟
أحمد: الجني الحارس قال إنه بينتقل. يعني ممكن نلاقي دليل على مكانه الجديد.
(يقوم فريق الطوارئ بتحديد بوابة طوارئ بعيدة عن صالة السفر الرئيسية. يشعر أحمد بوجود جنّي خفي يراقبهم من بعيد، ربما أحد حراس والده.)
الخارج - دمشق القديمة - قرب الجامع الأموي - نهاراً (بعد ساعات من الوصول)
الجو: أزقة دمشق القديمة الضيقة، سحر التاريخ في كل زاوية. رائحة البهارات والقهوة. أصوات الحياة المعتادة. لكن تحت هذا كله، يشعر أحمد بتوتر خفي، وبتجمع للظلال.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، صوت النظام، ظلال موجهة، ظلال غير مرتبطة.
الحوار:
(الفريق يتجول في الأزقة، يراقبون المكان بحذر. أحمد يرتدي ملابس عادية، لكن عينيه لا تتوقفان عن مسح المحيط. يرى المزيد من الكائنات الجنية المختبئة في الظلال، بعضها يختبئ في الجدران القديمة، وبعضها يتجسد كأشكال شفافة تمر بجانب المارة.)
أحمد (يهمس، يشعر بضغطة خفيفة على قلبه): الأعداد هنا أكبر. فيه ظلال كثيفة تحت الأرض، وفيه جن كتير بيراقبوا المكان.
منال (تتفحص جهازها، تشير إلى نقطة معينة): الأجهزة بتلتقط تركيزات طاقوية تحت الجامع الأموي. ده المكان اللي قاله الأستاذ فارس.
طارق: المكان ده أثري جداً. أي هجوم فيه كارثة. لازم نكون حذرين.
صوت النظام: "تحذير: الأعداء يدركون وصولكم. الظلال الموجهة في وضع الاستعداد للهجوم. معدل الخطر: مرتفع."
(فجأة، تندفع عشرات الظلال من أزقة فرعية، بعضها يخرج من الجدران القديمة نفسها، متجهة نحو الفريق. هذه المرة، الظلال أكثر قوة وسرعة، وكأنها تم تدريبها. أحمد يرى ظلالاً "حرة" تتجمع وتختبئ، وكأنها تنتظر إشارة.)
أحمد (يستعد للقتال، عيناه تلمعان بقوة): جهزوا نفسكم! دول أقوى من اللي في الأقصر!
(تبدأ المعركة. أحمد يقاتل بشراسة، يستخدم سرعته وخفة حركته. يرى الروابط الطاقوية بين الظلال وسيدها، ويحاول قطعها. في نفس الوقت، يركز على الظلال "الحرة" التي تختبئ.)
أحمد (يصرخ في عقله، يرسل موجة طاقوية نحو الظلال الحرة): النظام! "التواصل الطاقوي" على أقصى مدى! ساعدوني!
صوت النظام: "تفعيل 'التواصل الطاقوي' على أقصى مدى. التركيز على الظلال التي لا سيد لها. استنزاف طاقوي شديد. معدل الاستعداد لفك الختم: 52%."
(تتوهج عينا أحمد بالذهب الساطع. يمد يديه نحو الظلال الحرة. يرسل أمراً أكثر تعقيداً: "حاربوا الظلال الموجهة! احموا هذا المكان!")
(فجأة، تندفع عشرات من الظلال "الحرة"، بعضها يمتلك أشكالًا أكثر وضوحًا، وتتوهج عيونها بالأزرق. تهاجم الظلال الموجهة بقوة هائلة، تخلق فوضى عارمة وتفجر بعض الظلال الموجهة. المشهد يتحول إلى حرب ظلال.)
منال (بذهول): هو بيقودهم! ده جيش!
طارق: ده مش ترويض عادي يا أحمد! ده جيش ظلال خاص بيك!
أحمد (يشعر بقوة الظلال الملتصقة به. يشعر بارتباط عميق بهم. لكن الإجهاد كبير، ويتراجع قليلاً. يتذكر ومضة من الذاكرة الجينية: الملك أثير وهو يحمل كتاباً ضخماً، ويحيط به جيش من الظلال المروضة التي تتوهج باللون الأزرق.)
الداخل - دمشق القديمة - سرداب سري تحت الجامع الأموي - قلب المعركة
الجو: سرداب مظلم، جدرانه عليها نقوش قديمة. يتوهج بضوء طاقوي قادم من مصدر غير مرئي. أصوات المعركة في الخارج تتضاءل. في المنتصف، يقف كيان جني ضخم، وجهه مغطى بغطاء، وعيناه تلمعان بضوء أحمر شرير. هو "جني الميثاق المعادي"، يبدو أنه أحد الجن الذين خانوا الملك أثير.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، جني الميثاق المعادي، القائد الملثم (عبر جهاز اتصال).
الحوار:
(بعد أن شقوا طريقهم عبر الظلال، يصل أحمد وفريقه إلى السرداب. يرون جني الميثاق المعادي يمتص الطاقة من نقطة مركزية في الأرض، ويغذّي الظلال الموجهة.)
جني الميثاق المعادي (صوته شرير وعميق): لقد وصلتم أيها البلهاء! لن تصلوا إلى "نقطة الوصل"! هذه النقطة هي منطلق قوتنا!
أحمد (يشير إلى الجني): ده اللي بيتحكم في الظلال هنا. لو دمرناه، الظلال هترجع حرة.
(جني الميثاق المعادي يطلق شعاعاً من الطاقة المظلمة نحو أحمد. منال تنشئ درعاً بسرعة، لكن الشعاع قوي ويصدها للخلف. طارق يطلق وابلاً من النيران، لكنها لا تؤثر كثيراً.)
أحمد (يستخدم سرعته ووعيه الطاقوي ليتجنب الهجمات. يرى نقطة ضعف الجني: طاقته تتمركز في صدره، مرتبطة بالنقطة السفلية في الأرض): طارق! ركز نيرانك على صدره! منال! غطيني!
(أحمد يندفع نحو جني الميثاق المعادي. يرى الظلال المروضة التي تتبعه، تهاجم أطراف الجني وتشتت انتباهه.)
جني الميثاق المعادي (يصرخ بغضب): أيها العبيد! توقفوا عن مهاجمة سيدكم!
أحمد (يصل إلى الجني. يركز كل قوته في قبضة يده، ويطلق لكمة مركزة بالوعي الطاقوي نحو صدر الجني): أنت مش سدهم! أنت بتستغلهم!
(تخترق اللكمة صدر الجني. يتوهج الجني بضوء أحمر، ثم يتفكك إلى قطع من الظل المتطاير. تتلاشى الظلال الموجهة في الخارج مع تلاشي سيدها.)
صوت النظام: "القضاء على كيان جني من الفئة المتوسطة بنجاح. مكافأة: زيادة 10% في قوة 'الوعي الطاقوي' وزيادة 5% في معدل 'السيطرة على الظلال المروضة'. معدل الاستعداد لفك الختم: 57%."
(أحمد يلهث، يشعر بإرهاق شديد. يرى طارق ومنال يقتربان منه. يرى جنيين آخرين مختبئين في أركان السرداب، ينظران إليه بدهشة ثم يختفيان.)
منال: أحمد! أنت عملتها!
طارق: ده كان أقوى واحد شفناه لحد دلوقتي.
أحمد (ينظر إلى النقطة التي كان يقف عليها الجني، تظهر منها نقوش مضيئة. يمد يده إلى النقوش. تومض الذاكرة الجينية بقوة: يرى والده الملك أثير وهو يكتب في الكتاب الضخم، ويرسم نفس النقوش.)
أحمد: النقوش دي... أنا شفتها في ذاكرتي. دي... دي اللي بتدل على مكان الكتاب.
(فجأة، يظهر صوت القائد الملثم من جهاز اتصال صغير كان يحمله الجني المعادي، ملقى على الأرض.)
القائد الملثم (صوته هادئ، لكنه يحمل نبرة تهديد مخيفة): "لا يزال الأمل موجوداً أيها الأمير الصغير. لقد أصبحت أقوى، وهذا جيد. لكنك لا تعلم بعد حقيقة من أنت، أو حقيقة هذا الميثاق. الكتاب... ليس الحل لكل مشاكلك. موعدنا قريب."
(ينقطع الاتصال. أحمد ينظر إلى النقوش، ثم إلى رفاقه. يشعر بأن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، وأن القائد الملثم يعرف عنه أكثر بكثير مما يتخيل.)
الخارج - دمشق القديمة - سطح أحد المنازل المطلة على الجامع الأموي - شروق الشمس
الجو: شمس دمشق تبدأ في الشروق، تلقي بظلال طويلة على الأزقة. الأستاذ فارس يقف على السطح، يراقب المشهد من بعيد، متصلاً بأحمد.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الأستاذ فارس.
الحوار:
الأستاذ فارس (عبر الجهاز، صوته مليء بالإعجاب والقلق): "لقد رأينا كل شيء يا أحمد. قدرتك على ترويض الظلال مذهلة! والانتصار في الأقصر... إنجاز عظيم!"
أحمد (يتنفس الصعداء، يمسك بيده نقشاً صغيراً حصل عليه من السرداب): النقطة اللي كنت فيها... كانت فيها دلائل على الكتاب. النقش ده بيورينا مسار جديد. وجهة جديدة.
منال (تحدق في النقش): ده مش مجرد نقش يا أحمد. ده خريطة طاقوية.
طارق: يعني مفيش راحة؟ هنطلع على فين تاني؟
أحمد (ينظر إلى النقش، ثم إلى السماء. يرى عدداً أكبر من الجن المختبئين الآن، بعضهم يبدو وكأنه يراقبه باهتمام، وبعضهم يختفي بسرعة. يرى الظلال المروضة التي تقف بجانبه، وكأنها جزء منه. يشعر بأنه بدأ يفهم طبيعة عالم الجن المحيط به): الوجهة الجاية... (صوت النظام: "تحليل الإحداثيات الجديدة: تشير إلى موقع تاريخي قديم في شرق آسيا.") ... شرق آسيا.
(أحمد ينظر إلى رفاقه، ثم إلى الأفق. المعركة في دمشق كانت انتصاراً، لكنها كشفت أيضاً عن عمق المؤامرة. أصبح يمتلك جيشاً صغيراً من الظلال، وبدأ يفهم الجن المختبئين حوله. رحلته لفك الختم والوصول إلى الكتاب تزداد خطورة، لكن عزيمته تزداد مع كل خطوة.)
أسرار كيوتو وصراع الظلال الشبحية
الخارج - مطار كانساي الدولي (أوساكا) - ثم قطار شينكانسن إلى كيوتو - نهارًا (بعد يومين من مهمة دمشق)
الجو: هدوء ونظام مميزين للمطارات اليابانية. الجو منعش، والمناظر الطبيعية الخضراء تظهر من نوافذ القطار السريع. أحمد ومنال وطارق يحاولون التكيف مع الثقافة الجديدة، لكن عيون أحمد لا تتوقف عن البحث عن أي دلالات طاقوية. الأستاذ فارس يوجههم عن بعد.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الأستاذ فارس (عبر جهاز اتصال)، صوت النظام.
الحوار:
طارق (ينظر من نافذة القطار): مفيش ظلال هنا؟ الجو هادي زيادة عن اللزوم.
منال (تتفحص جهازها): الأجهزة بتلتقط مستويات طاقوية طبيعية. مفيش أي مؤشرات على تجمع ظلال زي دمشق أو الأقصر.
أحمد (يغمض عينيه، يتصل بـ 'الإدراك الحسي الجيني'. يرى شبكة طاقوية مختلفة، أكثر هدوءًا وتركيزًا. يرى أعدادًا أقل من الظلال، لكنها تبدو أكثر شفافية، أشبه بالأشباح. يرى أيضًا كيانات جنية مختبئة، لكنها تتخذ أشكالًا غير مألوفة، بعضها يشبه أرواح الغابات أو حراس المعابد القديمة): الظلال هنا مختلفة. أهدى، وأقل كثافة. كأنها... متأثرة بالمكان نفسه. والجن كمان. مش بيراقبوا بنفس الطريقة.
صوت النظام (في عقل أحمد، بنبرة تحليلية): "تأكيد: بيئة شرق آسيا تتميز بتركيزات طاقوية طبيعية مختلفة. الظلال هنا تتأثر بالمعتقدات المحلية وتكتسب صفات 'شبحية' أكثر. الجن هنا يميلون للحياد أو الانطواء، ويعملون كحراس لمواقع معينة. معدل الاستعداد لفك الختم: 58%."
الأستاذ فارس (عبر جهاز الاتصال): "الإحداثيات تشير إلى منطقة غابات الخيزران في أراشياما، على أطراف كيوتو. هي نقطة التقاء طاقوية قديمة جداً. احتمالية وجود الكتاب هناك عالية."
منال: غابات الخيزران؟ يعني مكان طبيعي؟ مش أثري زي اللي فاتوا.
أحمد (تومض في ذاكرته الجينية صورة لوالده وهو يقف في غابة خيزران كثيفة، يمسك بكتابه، وبعض الظلال الشفافة تلتف حوله): والدي... كان هنا. أنا متأكد.
الخارج - كيوتو - غابات أراشياما الخيزرانية - نهارًا
الجو: غابة خيزران مهيبة. أشجار الخيزران الشاهقة تخلق ممرات مظلمة وخافتة، وصوت حفيف أوراق الخيزران يملأ الهواء. الجو يبدو ساحرًا، لكن هناك شعور بالغموض. الطريق يبدو خالياً، لكن أحمد يرى العديد من الظلال الشبحية تندس بين أعواد الخيزران.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، صوت النظام، ظلال شبحية، كيانات جنية صامتة.
الحوار:
(الفريق يسير في قلب الغابة، يتبعون إشارات جهاز منال. أحمد يسير في المقدمة، حواسه في تأهب قصوى. يرى أشكالاً خافتة للجن تراقبه من بعيد، بعضها يبدو وكأنه حراس قدامى، يراقبون بصمت.)
أحمد (يهمس): الجن هنا... مختلفين. ساكنين. بيراقبوا بس. حاسس إنهم مش أعداء.
صوت النظام: "تأكيد: الجن المحليون يبدون حياديين في الغالب. لكن بعض الظلال الشبحية في هذه المنطقة موجهة بقوة معادية. يجب الحذر."
منال (تشير إلى جهازها): الإشارات بقت أقوى. إحنا قربنا من النقطة المركزية.
(فجأة، تتجسد الظلال الشبحية المتخفية بين الخيزران. هذه المرة، ليست مجرد كتل طاقوية، بل أشكال شبه بشرية، بأطراف طويلة وغير منتظمة، تتحرك بانسيابية مخيفة. عيونها تلمع باللون الأرجواني.)
طارق (يسحب سلاحه): دي مش ظلال عادية! شكلها زي الأشباح!
أحمد (يستعد للقتال، يرى الظلال الشبحية تتحرك بسرعة غير متوقعة): سرعتها عالية!
(تبدأ المعركة. الظلال الشبحية تهاجم بهجمات سريعة وخاطفة، تختفي وتظهر بين أعواد الخيزران. منال تطلق دروعها الطاقوية لكن الظلال تخترقها جزئياً. طارق يطلق النيران، لكن الظلال الشبحية بالكاد تتأثر بالهجمات المباشرة.)
أحمد (يشعر بقوة الظلال الشبحية. يدرك أن القوة المباشرة ليست الحل. يركز وعيه. يرى ظلالاً شبحية "حرة" تتجمع وتراقب المعركة، تبدو خائفة ومترددة.)
أحمد (يصرخ في عقله، يرسل موجة طاقوية نحو الظلال الحرة، أمراً مركباً): "لا تخافوا! قاتلوا من يستغلكم! احموا المكان!"
صوت النظام: "تفعيل 'التواصل الطاقوي' على مستوى متقدم. استنزاف طاقوي مرتفع. مكافأة: زيادة 7% في السيطرة الطاقوية على الظلال المروضة. يمكن لأحمد الآن توجيه مجموعات أكبر من الظلال."
(تتوهج عينا أحمد بالذهب، وتصبح الظلال الشبحية المروضة التي تتبعه أكثر كثافة. يمد يديه نحو الظلال الحرة. تتوهج عيون بعض الظلال الحرة باللون الأزرق الشاحب. تندفع هذه الظلال ببطء، ثم بسرعة، لتهاجم الظلال الشبحية الموجهة. المشهد يتحول إلى صراع بين الأشباح، موجات طاقوية شفافة تتصادم.)
الداخل - كيوتو - ضريح سري تحت غابة الخيزران - قلب المعركة
الجو: ضريح قديم ومظلم تحت الأرض، مليء بالتماثيل البوذية القديمة والنقوش اليابانية. في المنتصف، يقف كاهن ياباني عجوز، يرتدي رداءً أسود، وعيناه تلمعان باللون الأحمر. إنه "كاهن الظلال"، أحد أتباع القائد الملثم، ويستخدم سحراً قديماً للتحكم في الظلال الشبحية.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، كاهن الظلال، القائد الملثم (صوت عبر اتصال).
الحوار:
(بعد أن شقوا طريقهم عبر الظلال الشبحية المتصارعة، يصل أحمد وفريقه إلى الضريح السري. يرون كاهن الظلال يقف أمام تمثال قديم، يوجه طاقة سوداء لامتصاص قوة نقطة التقاء الطاقة.)
كاهن الظلال (صوته أجش، يتحدث بلغة قديمة، يترجمها النظام لأحمد): "لقد جئتم أيها المتطفلون! لن تفسدوا طقوسنا! هذا المكان سيصبح منطلق قوة سيد الظلام!"
أحمد (يشير إلى الكاهن): ده بيتحكم فيهم. طاقته جاية من النقطة دي.
(الكاهن يطلق مجموعة من الظلال الشبحية المتوهجة، تهاجم الفريق. منال وطارق يقاتلان بصعوبة ضدها. أحمد يدرك أن الوقت ينفد.)
أحمد (يركز كل وعيه على الكاهن، يتذكر ومضة من الذاكرة الجينية عن كيفية إحباط الطقوس القديمة بقطع مصدر الطاقة): النظام! لازم نقطع اتصاله بمصدر الطاقة!
صوت النظام: "تحليل: مصدر قوة الكاهن هو النقطة الطاقوية تحت التمثال. يمكن تعطيلها بتركيز طاقوي نقي. معدل الخطر: متوسط."
(أحمد يندفع نحو الكاهن، مستخدماً سرعته الفائقة. يرى الجن الحراس المختبئين في أركان الضريح يراقبونه باهتمام. يركز أحمد قوته في قبضة يده. يتوهج جسده بالذهب.)
كاهن الظلال (يحاول التصدي له): أيها الهجين اللعين! لن تصل إلي!
(تخترق لكمة أحمد جسد الكاهن الطاقوي، لكنها لا تؤثر عليه بشكل مباشر. بدلاً من ذلك، يتوهج التمثال الذي يقف أمامه الكاهن. أحمد يمد يده إلى التمثال، ويطلق دفقة طاقوية مركزة نحو قلبه. تتوهج النقوش على التمثال، وتصدر صوت اهتزاز عميق.)
(تتفكك طاقة الكاهن السوداء. تتلاشى الظلال الشبحية. الكاهن يصرخ بصوت خافت، ثم يرتد إلى الخلف، يسقط فاقداً الوعي. النقوش على التمثال تضيء بشكل كامل، وتكشف عن غرفة سرية خلفه.)
صوت النظام: "القضاء على تهديد 'كاهن الظلال' بنجاح. مكافأة: زيادة 10% في قوة 'الوعي الطاقوي' وزيادة 5% في معدل 'السيطرة على الظلال المروضة'. معدل الاستعداد لفك الختم: 62%."
(أحمد يلهث، يشعر بإرهاق شديد. يقترب منال وطارق.)
منال: أحمد! أنت عملتها!
طارق: إيه اللي حصل ده؟ هو مش بني آدم عادي.
أحمد (يشير إلى الغرفة السرية): الكتاب... ممكن يكون هنا.
(فجأة، يظهر صوت القائد الملثم من جهاز اتصال كان الكاهن يحمله، ملقى على الأرض.)
القائد الملثم (صوته بارد، لكنه يحمل نبرة مفاجأة): "لقد تجاوزت توقعاتنا أيها الوارث. قوة أثير تزداد وضوحاً فيك. لكن هذا يسرع الخطوات. لن تحصل على الكتاب كاملاً. موعدنا قريب جداً."
(ينقطع الاتصال. أحمد ينظر إلى الغرفة السرية. يشعر بالخطر يقترب أكثر من أي وقت مضى.)
الداخل - كيوتو - الغرفة السرية تحت الضريح - شروق الشمس
الجو: غرفة صغيرة، مضاءة بضوء خافت. في المنتصف، يقف مذبح حجري. على المذبح، يوجد صندوق خشبي قديم، منقوش عليه رموز غريبة.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، صوت النظام.
الحوار:
(أحمد يقترب من الصندوق بحذر. يمد يده إليه. تومض الذاكرة الجينية بقوة: يرى والده الملك أثير وهو يضع جزءًا من الكتاب في هذا الصندوق، ثم يختفي.)
أحمد (يهمس): هو هنا.
(يفتح أحمد الصندوق. يجد بالداخل لوحًا حجريًا صغيرًا، عليه نقوش معقدة، وجزءًا من صفحة ممزقة من كتاب. ليست الكتاب كله.)
منال (بخيبة أمل): ده مش الكتاب كله يا أحمد. دي مجرد قطعة!
طارق: يعني كل ده عشان حتة ورقة وحجر؟
أحمد (يمسك باللوح الحجري والورقة الممزقة. يرى على اللوح الحجري رموزاً تتطابق مع رموز في ذاكرته الجينية. الورقة الممزقة تحتوي على جزء من طلسم قديم. يشعر بقوة جديدة تتدفق إليه): لا. ده مش مجرد حجر. (صوت النظام: "تأكيد: اللوح الحجري يحتوي على 'مسارات معرفة جزئية' من الكتاب. الصفحة الممزقة تحتوي على جزء من 'الطلسم الرئيسي'. امتصاص المحتوى: 15%.")
صوت النظام: "مكافأة امتصاص المعلومات: زيادة 5% في 'الذاكرة الجينية المبعثرة' وتفعيل قدرة 'التأثير المحدود على البيئة الطاقوية'. معدل استعداد الختم: 67%."
أحمد (يشعر بقوة، وكأنه يستطيع أن يؤثر على الطاقة المحيطة به بشكل خفيف. يرى المزيد من الجن المختبئين الآن، بعضهم يومئون برأسهم باحترام. يرى الظلال المروضة الخاصة به تتجمع حوله بشكل أقوى): المعلومة دي هتوصلني للباقي.
(أحمد ينظر إلى اللوح الحجري، ثم إلى الورقة. يعرف أن الرحلة لم تنته بعد، وأن هذا الجزء من الكتاب هو مجرد بداية. المعركة في كيوتو كانت انتصارًا، لكنها كشفت أيضًا عن أعداء أكثر تنوعًا. أصبح يمتلك سيطرة أكبر على الظلال، وبدأ يتواصل مع الجن المختبئين حوله بشكل غير مباشر. وجهته القادمة ستكون هي المفتاح الأخير للكتاب.)
(المشهد الأول)
(الخلفية: حارة "عزبة النخل" الشعبية القديمة، القاهرة. وقت الغروب. الشمس لونها برتقالي غامق زي الجمر، بتختفي ورا عمارات عالية ومباني متناثرة عاملة ضل طويل على الشوارع الضيقة. ريحة الطعمية والمقليات مالية الجو لدرجة إنها بتفتح النفس، ممزوجة بريحة تراب الشارع بعد ما رشوه بالمياه. أصوات بياعين الخضار (زي صوت "البطاطس بصل... اللي عايز يجيب!") وزعيق العيال اللي بيلعبوا كورة شرابات في الشارع الضيق بتملى المكان. بيوت طوب أحمر متهالكة، شبابيكها خشبية قديمة ومكسورة شوية متزينة بغسيل منشور على حبال رفيعة بتتمايل مع الهوا، والتراب مالي كل مكان، بيغطي كل حاجة.)
محمود: (*** سمين، بيزعق، صوته تخين، وشه بيعرق من الجري) بص يا سويسي، الكورة جتلك! إيه، هتنام عليها؟ شوتها ياض! ولا عايزني أجي أشوطها بدالك؟ أنت بتخاف من الكورة ولا إيه؟
(أحمد، *** في حدود الـ 10 سنين، جسمه هزيل وضعيف، كأنه ما بياكلش كويس، لابس فنيلة داخلية بيضاء باهتة من كتر الغسيل وشورت قطن مقطع من الركبة، عليه بقع طين. ملامحه باينة عليها الذكاء والتركيز، عينيه البنيّة الغامقة بتجري في كل حتة كأنها بتلاحظ كل تفصيلة صغيرة في الشارع، لكن فيها لمحة حزن خفيف وشرود مستمر. بيجري ورا كورة شرابات قديمة، الكورة عمالة تتنطط في الشارع الضيق بين رجوله. بيحاول يلعب كورة مع عيال الحارة اللي أكبر منه بسنة أو سنتين. دول ***** طبيعيين، لسه ما بانتش عليهم أي 'طاقة سحرية' ظاهرة، ملامحهم عادية جداً.)
(أحمد بيحاول يشوط الكورة بكل قوته، بيضغط على سنانه لدرجة إن وشوشه بتتعوج، بيجري جري خفيف بس بيحس إن جسمه مفيش فيه طاقة. رجله بتخبط فيها بخفة وهزيمة، والكورة بتطلع ضعيفة وبتخبط في حائط بيت قديم متهالك، وتاني ترجع لأحمد.)
حسام: (*** رفيع وطويل، بيضحك بتهكم ومسخرة) يا عم سيبك منه! ده لو شاط كورة مش هيعرف يعدي بيها عتبة الباب! ده حتى لو فيه هجمة وحوش، هيستخبى تحت الترابيزة! روح يا سويسي شوف لك لعبة على قدك! روح العب بالحبل، يا فاشل!
محمود: (بيتريق وهو بيشاور على أحمد) ده لو طلع له هالة سحرية يبقى أنا أفتح محل ورد! ده آخرته يلعب عسكري وحرامي، مش صيادين!
(أحمد بيسيب الكورة، ملامحه بتشد، ووشه بيحمر. بيبتسم ابتسامة باهتة وباهتة جداً كأنه بيجامل عشان ما يبانش عليه الزعل. بيقعد على رصيف متهالك مليان تراب وطين ناشف، بيبص على الكورة اللي العيال التانيين بيلعبوا بيها بكل سهولة. عينه بتجري ورا الكورة كأنها حلمه الوحيد اللي مش قادر يوصله.)
أم أحمد: (صوتها حنون ومبشوش، جاي من بلكونة بيت قديم فيه شقوق صغيرة في الحيطة. بتعلي صوتها) يا حمادة! يا حمادة يا حبيبي! تعالى يا واد، الأكل جاهز! ولا نسيت أكتر حاجة بتحبها؟ عملتلك محشي كرنب مخصوص، عشان عارفة إنك بتحبه! تعالى بس يا قلب أمك، كفاية لعب في الشمس!
(أحمد بيقوم ببطء، جسمه لسه واجعه من التعب. بيحس إن والدته هي الملاذ الوحيد ليه من العالم الخارجي اللي بيستضعفه وبيتنمر عليه. بيدخل البيت المتواضع، اللي فيه أوضتين وصالة صغيرة، حيطانها باهتة بس نضيفة، ريحة الأكل البلدي مالية المكان، ريحة أمان وطمأنينة بتنسيه الدنيا بره. الأب، "عم علي" (في الخمسينات)، راجل بسيط وبيشتغل "نقاش" أو "بناء" باليومية، قاعد على طبلية صغيرة بيقرا جورنال قديم باين عليه إنه اتقرا ألف مرة، بس بيخبيه بسرعة لما بيشوف ابنه عشان مايزعلش.)
عم علي: (صوته أجش بس مليان حنية أب، بيطبطب على كتف أحمد لما بيخش) تعالى يا بطل. مالك كده؟ شكلك مغلوب على أمرك من الصبح. هو الواد فتحي ضايقك تاني في اللعب؟ ما هو بيحب يستقوى على اللي أضعف منه، بس ييجي اليوم اللي يتعلم فيه الأدب. كل واحد بياخد نصيبه في الدنيا.
أحمد السويسي: (بيقعد جنبهم، بيحاول يخبي إحباطه عشان مايزعلش أهله. بياخد قطعة محشي) لا يا بابا، مفيش حاجة. كنت بس بلعب كورة وتعبت شوية. المحشي شكله يفتح النفس! تسلم إيدك يا أمي.
أم أحمد: (بتبص لأحمد بحب ودعا، وبتحط إيدها على راسه) معلش يا حبيبي، إنت لسه صغير وهتكبر وتبقى أقوى واحد في الدنيا كلها. بس المهم تكون راجل بجد، فاهم؟ سند لنفسك ولأهلك. سيبك من كلام العيال اللي بيتنمروا دول، **** بيدي القوة اللي بيستحقها، و**** بيعوض كل ضعيف. أهم حاجة تكون إنسان كويس.
(أحمد بيأكل في صمت، لكن الكلام بيدور في دماغه. كلمات أهله كانت دايماً بتديله أمل زائف، بيحس إنهم بيطمنوه عشان مايزعلش، لكن جواه كان عارف إن "قوته" اللي بيتكلموا عنها دي مش زي القوة اللي بيشوفها في التلفزيون. قوة "الصيادين" اللي ظهروا في البلد من عشر سنين، واللي بيخشوا "الأبواب الملعونة" اللي فجأة بقت جزء من حياتهم اليومية، وبيحاربوا الوحوش المخيفة اللي بتخرج منها. هو عارف إن العالم دلوقتي بيتقسم لـ 'قوي' و 'ضعيف'.)
(المشهد الثاني)
(الخلفية: أكاديمية حورس للسحر – القاهرة الجديدة. مبنى ضخم وعصري بلمسة فرعونية في التصميم. ساحة واسعة مليانة ***** وشباب في سن أحمد، معظمهم بيطلع منهم هالات سحرية مختلفة الألوان والأحجام: أزرق زي الكهرباء، أحمر زي النار، أخضر زي أوراق الشجر في الربيع. أصوات أجهزة بتكشف عن مستويات الطاقة بتطلع صفارات وأضواء مبهرة بتنور المكان زي الفرح. الأجواء كلها حماس وتنافس واضح بين الأطفال وأهاليهم، كل واحد بيحلم إن ابنه يبقى صياد مشهور ويكسب ملايين.)
(أحمد واقف في طابور طويل من الأطفال المتقدمين، الطابور طويل جداً لدرجة إن آخره مش باين. باين عليه التوتر والقلق الشديد. عمال يعرق رغم الجو المعتدل، ووشه باهت. بيبص حواليه، بيشوف ***** أصغر منه بكتير، يمكن خمس سنين، وهالاتهم السحرية بتشع قوة لدرجة إنها بتنور المكان حواليهم زي اللمبات. واحد منهم بيطير كرة نار صغيرة في إيده بفخر قدام أبوه اللي بيسقفله، والتاني بيقدر يحرك كوباية مياه من بعيد بمجرد نظرة عين، وأمه بتصور فيديو بفخر.)
مدرس الاختبار: (راجل ضخم، كأنه جبل واقف، صوته جهوري زي الرعد، ماسك جهاز كاشف للطاقة شكله معقد وليه أضواء كتير بتنور وتطفي) اللي بعده! الاسم والطاقة الكامنة! بسرعة يا بهوات! الوقت من دهب! عندنا ألف واحد لسه عايز يتكشف على طاقته! ما تضيعوش وقتنا!
(جه دور أحمد. قلبه بيدق بسرعة جنونية لدرجة إنه حاسس إنه هيطلع من صدره. بيقف قدام الجهاز اللي بيبص له زي القاضي. بيغمض عينيه بقوة، بيضغط على كل عصب في جسمه، بيحاول يركز عشان يطلع أي طاقة جواه، أي حاجة بسيطة تثبت إنه موجود، إنه مش مجرد خيال أو غلطة.)
(الجهاز بيشتغل، بيطلع صوت طنين خافت جداً في البداية، شاشته بتفضل سودا كأنها مطفية. بعدين... بيسكت الجهاز تماماً. ولا صوت، ولا ضوء. مفيش أي مؤشر. لا لون، لا صوت، لا هالة سحرية تذكر. الصمت بيعم المكان لدقيقة كأن الزمن وقف، كل اللي في الساحة بيبص على الجهاز بصدمة من هدوئه.)
مدرس الاختبار: (بيبص على الجهاز بملل ظاهر لدرجة السخرية، وبيزفر بملل كأنه بيضيع وقته. بيبص لأحمد بضيق ورفع حاجب) اللي بعده! يا أحمد يا سويسي، مفيش أي قراءة. زي كل مرة في الاختبارات اللي فاتت. لا هالة، لا طاقة. الجهاز بيقول مفيش حاجة. أنت متأكد إنك جيت المكان الصح؟ ولا جاي تضيع وقتنا ووقت الناس المحترمة دي؟ دي أكاديمية مش حضانة *****!
(بعض الأطفال بيضحكوا بصوت خافت، بعضهم بيبص لأحمد بشفقة واضحة في عينيهم، زي ما يكونوا شايفين واحد مش من عالمهم، أو كائن غريب. أحمد وشه بيحمر من الإحراج لدرجة إنه حاسس بالحرارة في خدوده. بيحاول يمسك أعصابه عشان ما يعيطش قدام الناس، خصوصاً إن أبوه وأمه واقفين من بعيد وبيبصوا عليه بقلب حزين ووشوشهم مصفرة.)
أحمد السويسي: (صوته مهزوز ومتقطع، بيحاول يدافع عن نفسه، الدموع بتلمع في عينيه) بس... أنا حاسس بحاجة يا فندم. حاسس إن فيه حاجة جوايا. يمكن الجهاز ده... مش بيقراها صح؟ أنا بجد عايز أبقى صياد!
مدرس الاختبار: (بيتنهد بملل واستعجال، بيشاور بصباعه على الطالب اللي بعده من غير ما يبص لأحمد) الإحساس ما بينفعش يا ابني في عالم السحر ده. دي مش قعدة حكايات. دي حقيقة علمية. دي قوانين الطاقة. بس عشان أهلك بيصروا وبيحاولوا يلحقوا أي فرصة ليك عشان ما تبقاش عبء على المجتمع، الأكاديمية وافقت تسجلك في القسم التحضيري. بس صدقني، فرصتك ضئيلة جداً هنا. روح اللي بعده، ومالكش دعوة بالهزار ده تاني. مفيش وقت للمسخرة. إحنا بنجهز أبطال، مش بنلم أي حد.
(أحمد بيمشي من قدام الجهاز وراسها في الأرض، ضهره محني، كأنه بيحاول يختفي في الأرض. الإحساس بالضعف بيتملكه أكتر من أي وقت فات. بيشوف أولياء أمور الأطفال التانيين بيبصوا عليه بشفقة أو سخرية، زي ما يكون هو مجرد 'غلطة' في أكاديمية الأبطال دي، أو مجرد حمل على الدولة. بيخش الأكاديمية بقرار إداري، مش بقوة منه. بيعرف إن دي بداية طريق طويل من الألم والوحدة والتنمر.)
(المشهد الثالث)
(الخلفية: أول حصة تدريب عملي في الأكاديمية. ساحة تدريب واسعة جداً، أرضيتها مرسومة برموز سحرية بتنور وتطفي بلون أزرق خافت. الجو كله أصوات طقطقة كهربا خفيفة وضوء سحري خافت من تدريب الطلاب. الأستاذ مراد، 30 سنة، شاب مفتول العضلات، جسمه رياضي، لابس يونيفورم الأكاديمية الرسمي، شعره أسود لامع، طاقته السحرية قوية وواضحة جداً بتشع منه زي هالة زرقاء. صوته حاد وعنيف، ماشي بين الطلاب وبيزعق، كأنه قائد عسكري في ساحة حرب.)
الأستاذ مراد: (صوته بيرن في القاعة الواسعة وبيصدى في الجدران) ركزوا يا بهوات! الطاقة مش سحر! الطاقة دي إرادة! دي قوة! طلعوها من جوه قلبكم! طلعوها بجد! وريني يا طارق يا بيه، ورينا أنت معلم إيه يا بطل الأكاديمية!
(طارق، *** وسيم بس وشه مغرور جداً وعينيه بتلمع بالاستعلاء. بيبتسم بثقة عالية لدرجة الغرور. بيرفع إيده اليمين ببطء وثقة، وهالة حمرا قوية جداً بتطلع من كفه، قوية ومستقرة بالنسبة لسنه، كأنها لهب بينور القاعة كلها. الهالة دي بتعمل صوت حفيف زي النار وهي بتلعلع، وبتسيب أثر دخان خفيف في الهوا. الأستاذ مراد بيبتسم بإعجاب ظاهر على وشه، وبيهز راسه بتأييد وقبول.)
الأستاذ مراد: ده الشغل! ممتاز يا طارق! أنت كده هتبقى حاجة كبيرة في الأكاديمية دي! برافو عليك! كده تقدر تعمل كرة نار في ثانية! أنت كده بطل بجد! فخر الأكاديمية!
(طارق بيبص لأحمد بابتسامة سخرية وتفوق، كأنه بيقول له 'شوفت أنا إيه وانت إيه؟ أنا قوي وانت مفيش منك فايدة. أنا سيدك وانت عبد ضعيف'. أحمد بيحاول يقلده، بيغمض عينيه ويزفر الهوا بقوة من صدره، بيضغط على أعصابه لدرجة إن إيده بتترعش، كأنه بيعصر نفسه. بيحاول يركز لدرجة إن عروق وشه بتبرز، بس مفيش أي حاجة بتطلع من إيده. صفر. لا وميض، لا صوت، لا أي حاجة. مجرد إيد مترعشة.)
الأستاذ مراد: (بيقرب من أحمد بضيق واضح، وملل من حالته اللي بتكرر في كل حصة. بيشد أحمد من كتفه بقوة بتوجع أحمد وبيزقه لورا خطوات. بيعلي صوته) إيه يا أحمد يا سويسي؟ نايم ولا إيه؟ أنت مش سامعني؟ طلع طاقتك! مش فاهم يعني إيه! أنا تعبت منك ومن محاولاتك الفاشلة دي! أنت هنا بتضيع وقتي ووقت زمايلك!
أحمد السويسي: بيرتجف من الخوف، وبيحاول مرة تانية، بس مفيش فايدة. صوته بيطلع ضعيف ومتقطع، زي همس يائس
بحاول يا فندم... و**** بحاول... بس مش راضية تطلع... كأني... مفيش فيا حاجة. مفيش أي طاقة.
الأستاذ مراد: صوت عالي، بيخلي باقي الطلاب يبصوا على أحمد بفضول وسخرية، بعضهم بيغمز لبعض، والضحكات بتعلى. الأستاذ بيشاور على أحمد بإيده مش راضية تطلع إيه! أنت هنا بتضيع وقتنا ووقت زمايلك! ده مش حضانة! دي أكاديمية أبطال! دي الأكاديمية اللي بتخرج صيادين يحموا البلد! روح اقعد على جنب، في الكرسي اللي ورا خالص، لحد ما أخلص من البارعين دول! يمكن تتعلم بالنظر، يمكن العدوى توصلك، يمكن تتحول لبطل عن طريق المعجزات!
الطلاب كلهم بيضحكوا بصوت عالي، والضحك بيملى القاعة زي السم، بيخترق ودان أحمد، بيحس إنه بيتخنق. أحمد بيروح يقعد على كرسي في آخر القاعة، ضهره للطلاب، بيحاول يخبي وشه المدمع. بيحس بالمهانة بتعصر قلبه، وروح بتنسحب منه. بيبص لأرض القاعة اللي عليها رموز سحرية بتنور وتطفي، كأنها بتضحك عليه وبتسخر منه. بيحس إن كل خطوة بيخطيها في الأكاديمية بتثبت له إنه فاشل، وإن ده قدره
نهاية الفصل الأول
الفصل الثاني: همسات النظام
مشهد 1
الخارج - أكاديمية حورس - ساحة التدريب الرئيسية - صباحًا
الجو: شمس ساطعة، ساحة واسعة بها أجهزة تدريب متطورة، طلاب يرتدون زي الأكاديمية الأبيض والذهبي، بعضهم يتمرن بجدية، وآخرون يتبادلون المزاح. أحمد يجلس بعيدًا على مقعد حجري، يراقب من بعيد.
الشخصيات: أحمد، طارق، مجموعة من الطلاب، منال (تظهر لاحقاً).
الحوار:
طارق (بصوت عالٍ ومتهكم، وهو يقترب من مجموعة من أصدقائه ويشير نحو أحمد): بصوا مين هنا! عمو أحمد بيستعرض عضلاته الذهنية! ولا بتجهز نفسك للعب الكراسي الموسيقية يا بتاع الـ "صفر"؟
طالب 1 (يضحك): سيبه يا طارق، ده شكله بيجمع طاقة من الجو عشان يمكن يعمل حركة واحدة!
طالب 2: يمكن لو قعد ساكت كده سنة كاملة، بطاريته تشحن!
(أحمد يتجاهلهم، يحاول إظهار عدم الاهتمام، لكن قبضته تشد على سرواله، وعيناه تنزلان للأرض. يرى انعكاس وجهه الشاحب في بركة مياه صغيرة بجانبه.)
طارق (يقف الآن أمام أحمد مباشرة، بابتسامة خبيثة): مالك يا فنان؟ زعلان ليه؟ مش المفروض إنك جاي الأكاديمية عشان تبقى "صياد ظلال"؟ ولا أنت هنا عشان نتدرب على إزاي نتعامل مع الحالات الميؤوس منها؟
أحمد (بصوت خافت ومتحشرج): مش عايز مشاكل يا طارق... سيبني في حالي.
طارق: مشاكل إيه يا حبيبي؟ ده مجرد نصح أخوي! بس باين إن حتى لسانك طاقته ضعيفة ومش قادر تدافع عن نفسك!
(يدفعه طارق برفق بكتفه، فيتأرجح أحمد على المقعد.)
طالب 3: سيبه يا طارق، خليه يحلم. يمكن في يوم من الأيام يعمل طاقة على قد لمبة!
(تضحك المجموعة بصوت عالٍ. ينهض أحمد بصعوبة ويحاول الابتعاد.)
طارق (ينادي عليه): رايح فين يا كابتن؟ لسه بدري على الهروب! ولا هتشتكي للميس الأبلة بتاعتك؟
(أحمد يسرع الخطى بعيداً، يختبئ بين المباني. يسمع ضحكاتهم تتردد في أذنيه.)
مشهد 2
الداخل - أكاديمية حورس - مكتبة الأكاديمية - بعد الظهر
الجو: هادئ، رفوف كتب عملاقة تمتد حتى السقف، إضاءة خافتة، بعض الطلاب يقرأون بتركيز. أحمد يجلس في زاوية بعيدة، محاطًا بكتب ضخمة عن "أساسيات الطاقة" و"مدخل إلى السحر القديم". وجهه شاحب وعليه علامات الإرهاق.
الشخصيات: أحمد، منال.
الحوار:
أحمد (يقلب الصفحات بسرعة، يتمتم لنفسه): لازم ألاقي حل... لازم. مفيش حد زيي. كل الكتب دي بتقول إن أي كائن عنده طاقة، مهما كانت ضعيفة. أنا فين طاقتي دي؟ ليه أنا بس اللي صفر؟
(منال تقترب بهدوء، تحمل مجموعة من الكتب. تجلس على الكرسي المقابل لأحمد.)
منال (بصوت حنون): بتعمل إيه يا أحمد؟ شكلك مرهق أوي.
أحمد (يرفع رأسه بفزع، يغلق الكتاب بسرعة): ها؟ لا... ولا حاجة. براجع بس.
منال: بتراجع إيه؟ كتب الطاقة اللي طارق بيقول إنك بتذاكرها عشان يمكن تلاقي نفسك في معادلة كيميائية؟
أحمد (بمرارة): سيبك من طارق. هو فاهم إيه؟ أنا بس... بحاول أفهم. عايز أعرف ليه.
منال: عايز تعرف إيه يا أحمد؟ كلنا عارفين إنك مختلف. وده مش عيب.
أحمد (بغضب مكتوم): مش عيب؟ ده عار يا منال! أنا هنا في أكاديمية صيادين! صياد ظلال! إزاي هبقى صياد وأنا معنديش حتى طاقة أفتح بيها باب! كل يوم بتريقوا عليا. الأستاذ بيبصلي بشفقة. أهلي فاكرين إني هطلع حاجة!
منال (تضع يدها على كتفه): أهلك بيحبوك يا أحمد، وهيفضلوا يحبوك مهما حصل. وبعدين، مين قال إن كل الطاقة لازم تطلع نار أو كهربا؟ يمكن طاقة مختلفة؟
أحمد (بسخرية): طاقة إيه؟ طاقة إني أبقى مسخرة؟ بقالي شهور بحاول. بتدرب في أوضتي بالليل. بعمل كل التمارين اللي بيقولوها، أكتر منهم كمان! مفيش فايدة. كأن فيه جدار جوايا.
منال: طيب جربت تسأل؟ تسأل مدرسين قدامى؟ يمكن فيه حالة نادرة زي حالتك؟
أحمد: سألت. كلهم بيبصوا باستغراب. اللي يقول لي يمكن لسه طاقتك ما نضجتش، واللي يقول لي يمكن أنت مش بتاع طاقة أصلاً! (يضرب الكتاب بيده بخفة) مش بتاع طاقة إزاي وأنا جاي من عيلة كلها سحرة وصيادين! جدي كان بيحارب الظلال!
منال: طيب ما تيأسش. أكيد فيه حل. أنت ذكي يا أحمد، وبتفكر كويس. يمكن الذكاء ده هو نوع من الطاقة؟
أحمد (ينظر إليها ببعض الأمل ثم يفقده بسرعة): ذكاء إيه اللي هحارب بيه وحوش؟ هقولها تعالى يا وحش هديك لغز تحله؟
(صمت لبرهة. أحمد يمسك رأسه بين يديه.)
أحمد: أنا تعبت يا منال. بجد تعبت. حاسس إني في سجن. سجن جسمي اللي مش بيستجيب، وسجن كلام الناس اللي مبيتوقفش. ساعات بحس إني عايز أختفي.
منال (بصوت هادئ ومؤثر): متقولش كده يا أحمد. أنت أقوى من كده بكتير. يمكن لسه ملقيتش المفتاح بتاعك. كل واحد له طريقة يفتح بيها قوته. يمكن طريقتك مختلفة.
(أحمد ينظر إليها بيأس، ثم يعاود النظر إلى الكتب أمامه.)
أحمد: نفسي بس أفهم إيه اللي جوايا ده.
مشهد 3
الخارج - أكاديمية حورس - سطح المبنى المهجور - ليلاً
الجو: عاصف قليلاً، السماء مظلمة، أصوات الرياح تصفير، أضواء الأكاديمية البعيدة تظهر كنقاط صغيرة. أحمد يجلس وحيدًا في الزاوية، يحدق في الفراغ.
الشخصيات: أحمد.
الحوار:
أحمد (لـ نفسه، بصوت ضعيف ومتهدج): خلاص... مفيش فايدة. كل الأبواب اتقفلت. الأكاديمية دي كابوس. أنا كنت فاكر إني هنا هلاقي نفسي... طلعت بضيع اللي باقي مني.
(يهب نسيم قوي، يرفع شعر أحمد، ويشعر أحمد ببرودة غريبة تتخلل عظامه، لكنها ليست برودة الجو العادية.)
أحمد (يكمل، ويده ترتجف): أهلي... كل أحلامهم فيا. أنا هبقى عار عليهم. صياد ظلال فاشل. حتى مفيش ليا مكان في الحارة. هيقولوا إيه؟ ابن "الفتوة" اللي طلع ولا حاجة.
(يشعر فجأة بوخز خفيف في مؤخرة رأسه، وكأن شرارة كهربائية مرت من داخله. يتجاهلها.)
أحمد: كنت بحلم إني أحمي الناس... أحمي نفسي. (يضحك بمرارة) أحمي نفسي من إيه؟ من نظرات الشفقة؟ من الضحكات؟ من إحساس العجز ده؟
(الوخز يتكرر، هذه المرة أقوى، ويصحبه إحساس غريب باليقظة الشديدة، وكأن عقله بدأ يعمل بسرعة لم يعتدها من قبل. يشعر وكأن كل حواسه أصبحت حادة فجأة.)
أحمد (بنبرة متغيرة، وكأنه يسمع صوتاً داخلياً): إيه ده؟ إيه الإحساس ده؟ (ينظر حوله في الظلام، عيناه تلمعان بشكل خفيف غير معتاد).
(تتغير ملامح أحمد تدريجياً. اليأس لا يختفي تماماً، لكن يحل محله نوع من التركيز الشديد، كأن عقله بدأ يرتب المعلومات ويحلل الأمور بطريقة جديدة. يشعر بخطر كامن في الظلام حوله، خطر لم يكن يشعر به من قبل، رغم عدم وجود أي مصدر واضح له.)
أحمد (بصوت أعمق وأكثر جدية): في حاجة بتتغير. أنا مش فاهم إيه هي... بس أنا حاسس بيها. حاسس إني... شايف أكتر. وفاهم أكتر.
(الصمت يخيم على المكان. الرياح لا تزال تهب، ولكنها تحمل معها الآن إحساساً مختلفاً، كأنها تتهامس بسر ما في أذن أحمد. النظرة في عينيه تتغير من اليأس إلى مزيج من الحيرة والفضول والخوف، ولكن أيضاً... بداية إدراك شيء جديد تماماً.)
الفصل الثالث: همسات التفعيل وخطوات النور
مشهد 1
الخارج - أكاديمية حورس - سطح المبنى المهجور - ليلاً
الجو: الهواء لا يزال يحمل صقيع الليل، لكن السماء بدأت تتطهر من غيوم اليأس التي كانت تغطيها. أضواء الأكاديمية البعيدة تبدو أكثر وضوحاً الآن، وكأنها تومض بدعوة خافتة. أحمد يجلس حيث كان، لكن هذه المرة، هناك شرارة خفية في عينيه.
الشخصيات: أحمد.
الحوار:
أحمد (بصوت يرتجف قليلاً، وكأنه يكتشف شيئاً لأول مرة): إيه ده؟ ده... مش مجرد إحساس. (يمسك رأسه بين يديه، يشعر وكأن مئات الأسلاك الكهربائية تتشابك داخله، لكن هذه المرة ليست مؤلمة، بل منشطة). الأرقام... المعادلات... (يغمض عينيه، يرى سلاسل من البيانات تتدفق أمامه كتيار سائل). حل المسائل... أسهل. أسرع.
(يحاول تذكر أصعب مسألة واجهته في حصة الرياضيات، والتي عجز عن حلها. فجأة، يظهر الحل أمام عينيه بوضوح، خطوة بخطوة، مع كل التفاصيل الدقيقة.)
أحمد: مستحيل! أنا... أنا حليتها. دي أصعب مسألة في المنهج! إزاي؟ (يفتح عينيه، ينظر حوله بذهول).
(يلاحظ أن الصوت الخفيف للرياح لم يعد مجرد "صوت". إنه يحمل معه معلومات خفية. يسمع حفيف أوراق الشجر كأنه حوار، قطرة ندى تسقط من ورقة كأنها ترسم معادلة في ذهنه. يشعر بوجود فأر صغير يركض تحت الأرض على بعد أمتار منه، ويحدد مكانه بدقة.)
أحمد (لنفسه، بصوت يملؤه الذهول والبعض من الرعب): أنا... أنا مجنون؟ ولا ده حقيقي؟ إحساس الخطر... (ينقبض قلبه فجأة). فيه حاجة. (يتلفت حوله بسرعة، يشعر بنوع من التوتر في الأجواء، وكأن شيئاً غير مرئي يقترب).
(يستحضر صورة طارق في ذهنه. يشعر بالاشمئزاز من نفسه لضعفه أمامه. فجأة، تظهر صورة مفصلة لمواجهة سابقة مع طارق، ولكن هذه المرة، يرى نقاط ضعف طارق الجسدية، وسرعة حركته، وكيف يمكنه تفادي ضرباته بمسافة معينة.)
أحمد: ده... ذكاء؟ ولا... (يخفض رأسه، يحاول أن يستوعب). دي مش حاجة عادية. دي مش مجرد طاقة. دي حاجة... بتغير كل حاجة فيا.
(يقف ببطء، يشعر أن جسده أصبح أخف، وأكثر رشاقة. يلاحظ أن الظلام لم يعد مخيفاً تماماً، بل أصبح يحمل تفاصيل دقيقة لم يكن يراها من قبل. كأن عينيه ترى في درجات مختلفة من الضوء.)
أحمد (بهدوء وثقة تتسرب إلى صوته): النظام. ده النظام اللي فيا. هو ده اللي كان نايم. لازم أفهم ده. لازم أتدرب عليه... من غير ما حد يعرف.
مشهد 2
الداخل - أكاديمية حورس - غرفة أحمد الخاصة - فجراً
الجو: إضاءة خافتة من مصباح مكتبي، الغرفة مرتبة، كتب مفتوحة على السرير والأرض. أحمد يكتب في دفتر ملاحظات بخط سريع ومرتب.
الشخصيات: أحمد.
الحوار:
أحمد (لـ نفسه، وهو يكتب): اليوم الأول لتفعيل "النظام". بعد إحساس اليأس الشديد. يبدو أن اليأس كان هو المفتاح. (يتوقف عن الكتابة، يفكر). الأعراض:
* تسارع غير طبيعي في التفكير: القدرة على حل المسائل المعقدة في لحظات.
* إدراك حسي فائق: رؤية وتحديد التفاصيل الدقيقة في الظلام، سماع الأصوات الخافتة جداً.
* إحساس بالخطر: القدرة على استشعار التهديدات المحتملة قبل حدوثها بوقت قصير.
* تحسن في القدرات البدنية: شعور بالخفة، ردود أفعال أسرع، لكن لم أختبرها بعد.
(يقوم من سريره، يتجه إلى نافذة الغرفة. يرى بعض الطلاب يتدربون في ساحة التدريب تحت إشراف المدرسين. يلاحظ سرعة حركة أحدهم، وفجأة، يستطيع تحليل مسار حركته بدقة، وكيف يمكنه أن يكون أسرع.)
أحمد: ده مش سحر. ده مش طاقة تقليدية. دي حاجة... تانية خالص. زي جهاز كمبيوتر فائق السرعة متوصل بمخي. بس هل ده ممكن يتطور؟
(يبدأ في ممارسة بعض حركات الدفاع عن النفس البسيطة التي تعلمها في الأكاديمية. يلاحظ أن جسده يستجيب بسرعة أكبر. يرى الخطأ في حركته على الفور، ويصححه تلقائياً.)
أحمد: لازم أتدرب على ده. في السر. (ينظر إلى المرآة، يرى انعكاسه. عيناه تحملان نظرة مختلفة الآن، مزيج من الذكاء الحاد والعزيمة). مفيش حد هيعرف حاجة. لحد ما أبقى جاهز.
(يمسك بكتاب في علم النفس وتحليل السلوك البشري. يقلب الصفحات. فجأة، يستطيع أن يربط بين عدة مفاهيم معقدة لم يكن يفهمها من قبل، ويفهم دوافع السلوك البشري بصورة أعمق.)
أحمد: ده ممكن يساعدني أفهم الناس. أفهم طارق. أفهم المدرسين. (ابتسامة خفيفة ترتسم على وجهه). وده ممكن يكون أقوى من أي قوة.
مشهد 3
الداخل - أكاديمية حورس - قاعة المحاضرات - صباحًا
الجو: قاعة كبيرة مليئة بالطلاب، المدرس "الأستاذ فارس" يقف أمام السبورة الذكية ويشرح معادلات معقدة عن "استخدامات طاقة الرياح". بعض الطلاب يتابعون بتركيز، وآخرون يظهر عليهم الملل. أحمد يجلس في مقعده المعتاد، لكنه هذه المرة لا يقلب الصفحات ببطء، بل عيناه تتابعان الأستاذ بتركيز غير عادي.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد، منال، طارق ومجموعته.
الحوار:
الأستاذ فارس:... وكما ترون، فإن التفاعل بين جزيئات الهواء المشحونة يؤدي إلى توليد مجال طاقوي يمكن استغلاله في صد الهجمات من الفئة B. السؤال الآن: إذا كان لدينا مجال بقوة 500 جول، وواجهنا كائناً من الظلال يمتص 20% من الطاقة في كل ثانية، فكم من الوقت سنستغرق لتحييده؟
(صمت في القاعة. بعض الطلاب يحاولون الحل على أوراقهم. طارق يهمس لرفيقه بضحكة خافتة.)
طارق (يهمس): أكيد أحمد هيحلها في ثانية... بالسحر الأسود بتاعه! ههههه.
(الأستاذ فارس ينظر في القاعة، يتوقف نظره عند أحمد، يرى التركيز غير المعتاد في عينيه. يستغرب.)
الأستاذ فارس: أحمد؟ هل لديك إجابة؟
(تتجه كل الأنظار نحو أحمد. منال تنظر إليه بقلق، تخشى أن يتلعثم كالمعتاد.)
أحمد (بصوت واضح وهادئ، يخلو من أي تردد): نعم يا أستاذ. بافتراض أن امتصاص الكائن للقدرة يتم بشكل خطي ومستمر، فإننا نحتاج إلى 25 ثانية لتحييده بالكامل.
(صدمة تعم القاعة. الطلاب يتبادلون النظرات. طارق يفتح فمه في ذهول.)
الأستاذ فارس (يدهش، ثم يبتسم ببطء): إجابة صحيحة تماماً يا أحمد. وكيف توصلت إلى ذلك بهذه السرعة؟
أحمد: قمت بتحليل معدل الامتصاص مقارنة بالطاقة الكلية. 500 جول مقسومة على (20% من 500 جول في الثانية) وهو 100 جول في الثانية، يعطينا 5 ثوانٍ، ولكن إذا كان الكائن يمتص 20% من الطاقة المتبقية في كل ثانية، فالأمر يتطلب حساباً أُسياً، وهو ما يعطينا 25 ثانية تقريباً للوصول إلى حد عدم الفعالية.
(ذهول عام. الأستاذ فارس يهز رأسه بإعجاب. منال تبتسم بفخر واضح. طارق يبدو عليه الغيظ.)
الأستاذ فارس: ممتاز يا أحمد! هذه ملاحظة دقيقة للغاية! لم أتوقع منك هذا المستوى من التحليل. أحسنت!
(الأستاذ يواصل الشرح، لكن عيناه تعودان إلى أحمد بين الحين والآخر بتفكير.)
مشهد 4
الخارج - أكاديمية حورس - ممر جانبي مظلم - ليلة لاحقة
الجو: هادئ، إضاءة خافتة من مصابيح الطوارئ. أحمد يسير بهدوء، يتدرب سراً على استخدام حواسه الجديدة.
الشخصيات: أحمد، طارق ومجموعته، منال (تظهر لاحقاً).
الحوار:
(أحمد يمر بمجموعة من الطلاب، يرتدون ملابس رياضية. يسمع أصواتهم الخافتة، ويشعر أن شيئاً ما ليس طبيعياً.)
أحمد (لـ نفسه): فيه حاجة غلط. مش مجرد طلاب بيتدربوا. إحساس بالتوتر.
(يقترب من مصدر الأصوات. يرى طارق ومجموعته يحاولون التسلل إلى مخزن الأكاديمية القديم، والذي يُحظر دخوله بسبب وجود بعض المواد الكيميائية الخطرة.)
طالب 1 (يهمس لطارق): متأكد يا طارق إن محدش هيشوفنا؟
طارق: متخافش! كله نايم دلوقتي. عايزين بس ناخد شوية من الأجهزة القديمة دي ونبيعها بره. محدش هيعرف.
(أحمد يسمع كل كلمة بوضوح غير عادي. يشعر بإحساس قوي بالخطر. ليس فقط على طارق ومجموعته، بل على الأكاديمية كلها إذا حدث تسرب أو انفجار.)
أحمد (بصوت حاسم، غير متوقع منه): إيه اللي بتعملوه ده يا طارق؟
(يتجمد طارق ومجموعته في مكانهم. يلتفتون ليروا أحمد واقفاً في الظلام.)
طارق (يتعافى من صدمته، بسخرية): أنت إيه اللي جابك هنا يا بتاع الصفر؟ جاي تشم الهوا ولا تبلغ علينا؟
أحمد: اللي بتعملوه ده خطر. المكان ده فيه مواد كيميائية ممكن تنفجر لو اتعاملتوا معاها غلط.
طالب 2: وأنت مالك يا ذكي؟ ده لا يخصك.
أحمد (بعينين ثاقبتين): يخصني. أنا مش هسمح إنكم تعرضوا حياة الناس للخطر عشان شوية فلوس.
طارق (يتقدم خطوة، بتهديد): أنت لسه مفهمتش درسك يا أحمد؟ (يشير لأحد زملائه) امسكه.
(طالب 3 يندفع نحو أحمد. ولكن أحمد، بفضل حواسه الجديدة، يرى مسار حركة الطالب قبل أن يصل إليه. يتفادى الضربة ببراعة غير متوقعة، ثم يستخدم قوة اندفاع الطالب ليدفعه برفق نحو الجدار.)
(الطالب يصطدم بالجدار بخفة، لكنه يتفاجأ بسرعة أحمد. طارق يندهش.)
طارق (بغضب): أنت بقيت تلعب بالكاراتيه ولا إيه يا فنّان؟ (يندفع نحو أحمد بنفسه.)
(أحمد يرى حركات طارق ببطء شديد، وكأن الزمن تباطأ بالنسبة له. يتجنب لكمة طارق بسهولة، ثم يمسك بيده ويلفها خلف ظهره بطريقة لا تؤذيه، ولكن تثبته في مكانه.)
أحمد (بصوت هادئ ومسيطر): اللي بتعمله ده هيوديك في داهية يا طارق. ومش هتستفيد حاجة.
(يصل صوت خطى سريعة من بعيد. منال تظهر، وقد سمعت الأصوات. عيناها تتسعان عندما ترى أحمد وهو يسيطر على طارق.)
منال (بصدمة): إيه اللي بيحصل هنا؟
(طارق يرى منال، ويشعر بالإحراج. أحمد يطلق سراح طارق ببطء.)
طارق (بتوتر): ولا حاجة يا منال... ده أحمد كان بي... بيساعدنا بس.
أحمد (ينظر إلى طارق ببرود): إحنا كنا بنمنع كارثة. دول كانوا بيحاولوا يدخلوا المخزن.
(طارق ومجموعته يتبادلون النظرات بخوف، ثم يهربون مسرعين من المكان.)
منال (تتقدم نحو أحمد، تنظر إليه بدهشة): إيه اللي عملته ده يا أحمد؟ أنت... أنت غيرت طارق! ولحظة بس، إزاي قدرت تعمل كده؟ أنت كنت سريع جداً.
أحمد (يتراجع قليلاً، يعود إلى هدوئه المعتاد، يحاول إخفاء ما بداخله): أنا... أنا بس خفت عليهم. وشفت إنهم بيعملوا حاجة غلط. ركزت في حركتهم... مش عارف.
منال (تحدق فيه): لا، مش مجرد "مش عارف". فيه حاجة اتغيرت فيك يا أحمد. من ساعة مسألة الرياضة، لحد دلوقتي. أنت بقيت مختلف. (تضع يدها على ذراعه) أنت كويس؟
أحمد (ينظر إليها، يشعر بالثقة في نظرتها): أنا... أنا كويس يا منال. بس محتاج أفهم حاجات كتير.
منال (تبتسم): وأنا معاك. لو فيه أي حاجة، أنا جنبك.
(أحمد ينظر إليها بامتنان. يعلم أن منال بدأت تلاحظ التغيير، لكنه لم يقرر بعد ما إذا كان سيكشف لها كل شيء. يشعر بالقوة تتزايد داخله، وبإحساس جديد بالهدف. تلمع عيناه في الظلام.)
مشهد 5
الداخل - أكاديمية حورس - قاعة الاختبارات البدنية - بعد أسبوعين
الجو: قاعة واسعة بها أجهزة اختبار السرعة، القوة، وردود الأفعال. مدرسو الأكاديمية يشرفون على الاختبارات.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد، منال، طارق، الطلاب الآخرون.
الحوار:
الأستاذ فارس: الاختبار التالي هو اختبار "رد الفعل الطاقوي". سيتعين على كل طالب تفادي سيل من كرات الطاقة الوهمية التي يتم إطلاقها عشوائياً. الهدف هو تسجيل أكبر عدد من الكرات التي تم تفاديها بنجاح.
(يبدأ الطلاب في إجراء الاختبار. طارق يؤدي أداءً جيداً، ويسجل 80% من التفادي. يتباهى بذلك.)
طارق (بصوت عالٍ): ده للناس اللي عندها طاقة بجد! مش للناس اللي بيقضوا وقتهم في المكتبات!
(يأتي دور أحمد. الطلاب يتبادلون النظرات الساخرة. الأستاذ فارس ينظر إليه بشيء من الشفقة.)
الأستاذ فارس: أحمد، هل أنت مستعد؟ تذكر، حتى لو لم تكن لديك طاقة، يمكنك الاعتماد على خفة حركتك.
أحمد (يومئ برأسه بثقة هادئة): مستعد يا أستاذ.
(تبدأ الكرات الطاقوية الوهمية في الانطلاق بسرعة وعشوائية. أحمد يقف بثبات في البداية. فجأة، تتسع عيناه. يرى مسار كل كرة قبل أن تنطلق بثوانٍ. يستطيع حساب زاوية سقوطها وسرعتها.)
(يبدأ أحمد في التحرك. ليس بحركات عنيفة أو طاقوية، بل بسلسلة من الحركات الدقيقة والمحسوبة للغاية. يتفادى الكرة الأولى بانزلاق جانبي طفيف. الثانية بانثناء جسده. الثالثة بتحريك رأسه فقط. كل حركة تبدو وكأنها محسوبة بالمليمتر، لا يوجد أي جهد زائد، فقط كفاءة مطلقة.)
(صمت تام في القاعة. الطلاب يحدقون في أحمد بذهول. طارق تتدلى فكه. منال تبتسم بفخر كبير.)
(المسدس الذي يطلق الكرات يتوقف عن العمل. الأستاذ فارس ينظر إلى الشاشة. الأرقام تومض: 100%. لم يفوت أحمد أي كرة.)
الأستاذ فارس (بصوت يملؤه الدهشة وعدم التصديق): مئة بالمئة! هذا... هذا لم يحدث في تاريخ الأكاديمية! أحمد! كيف فعلت ذلك؟
أحمد (يتنفس بهدوء، يحاول أن يبدو طبيعياً): لقد... ركزت جيداً يا أستاذ. وحاولت أن أتنبا بمسار الكرات.
الأستاذ فارس: التنبؤ؟ هذا يتجاوز التنبؤ يا بني! هذا أقرب إلى رؤية المستقبل! (ينظر إلى الطلاب المذهولين) هذا إنجاز عظيم يا أحمد! تهانينا!
(منال تصفق بحماس. بعض الطلاب الآخرين يصفقون ببطء، في ذهول. طارق ينظر إليه بغيظ شديد، وقد بدأت بذور الشك تنمو داخله.)
(أحمد يبتسم ابتسامة خفيفة. يعلم أن النظام بداخله يتفاعل ويتطور. هذه مجرد البداية.)
مشهد 6
الخارج - أكاديمية حورس - حفل التخرج - عام لاحق
الجو: يوم مشمس، ساحة الاحتفالات مزينة بالورود والأعلام. الطلاب يرتدون زي التخرج الرسمي، عائلاتهم تجلس في المقاعد الأمامية. أحمد يقف شامخاً بين زملائه.
الشخصيات: المدير العام للأكاديمية، الأستاذ فارس، أحمد، منال، طارق، أهالي الطلاب.
الحوار:
المدير العام (يقف على المنصة، يمسك الميكروفون): أيها الطلاب الأعزاء، أيها الأهالي الكرام! اليوم نحتفل بتخرج كوكبة جديدة من صيادي الظلال! أنتم المستقبل! أنتم درع حماية هذا العالم!
(يتم تكريم الطلاب الأوائل. منال تحصل على المركز الثالث بامتياز.)
منال (تتسلم شهادتها، تنظر إلى أحمد وتبتسم): مبروك لينا كلنا يا أحمد!
المدير العام: والآن، يسعدنا أن نعلن عن اسم الطالب الذي حقق أعلى الدرجات في الأكاديمية على الإطلاق في جميع الفروع، والذي أظهر تفوقاً غير مسبوق في الذكاء العملي، والتحليل الاستراتيجي، والقدرة على التكيف مع أصعب التحديات... الطالب أحمد!
(صدمة صامتة في الحضور. ثم يندلع تصفيق مدوٍّ. أحمد يتفاجأ للحظة، ثم تظهر ابتسامة واثقة على وجهه. الأستاذ فارس يصفق بحرارة، وينظر إلى أحمد بفخر.)
(أحمد يصعد إلى المنصة. يرى والديه يبتسمان له بفخر لا يوصف. يرى منال تصفق بحماس. يرى طارق، الذي تبدو عليه علامات الغيظ والحيرة.)
أحمد (يتسلم شهادته من المدير العام، يسلم عليه): شكراً لكم يا سيدي.
المدير العام: أنت فخر الأكاديمية يا أحمد. لقد غيرت مفهومنا للطاقة والقوة. لم نرَ مثل هذه القدرة التحليلية من قبل.
(ينزل أحمد من المنصة، يسير بين زملائه الذين يهنئونه. ينظر إلى طارق.)
أحمد (بصوت هادئ ومسموع لطارق): أهلاً يا طارق. أتمنى لك التوفيق في مهماتك القادمة.
طارق (يحاول أن يتماسك، بابتسامة متوترة): أهلاً يا "أستاذ". (يهمس لنفسه، بغيظ) أنا لازم أعرف إيه سرك يا أحمد.
(أحمد ومنال يبتسمان لبعضهما البعض. أحمد يشعر بقوة النظام تتدفق في عروقه. لقد تخرج، لكن رحلته الحقيقية بدأت للتو. يعلم أن هناك تحديات أكبر تنتظره خارج جدران الأكاديمية، وأن قدراته الجديدة ستكون مفتاح النجاة.)
الفصل الرابع: أولى المواجهات
مشهد 1
الخارج - القاهرة - حي شعبي قديم - ليلًا
الجو: أزقة ضيقة، إضاءة خافتة من مصابيح الشارع القديمة، رائحة تراب ومياه راكدة. أصوات بعيدة لضجيج المدينة. أحمد، منال، وطارق يسيرون في صمت، يرتدون زي صيادي الظلال الأسود، ويحملون حقائب معداتهم.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، قائد الفريق (صوت فقط في البداية).
الحوار:
قائد الفريق (صوت يأتي من جهاز الاتصال في أذن أحمد):... تذكروا، الإشارة الأخيرة للظل كانت في هذا الحي. تقارير السكان تتحدث عن اختفاءات غامضة في الأيام الماضية. الظل من الفئة C، لكن لا تستهينوا به. مهمتكم هي تحديد مكانه، تحييده، وتأمين المنطقة.
طارق (يهمس لنفسه، وهو يسير): فئة C؟ ده شغل مبتدئين. كنت فاكر إن أول مهمة لينا هتكون حاجة أكبر.
منال (تنظر إلى طارق): كل مهمة ليها أهميتها يا طارق. حتى لو فئة C، ممكن يكون خطر لو استهنا بيه.
أحمد (يمشي في المقدمة، عيناه تلمعان في الظلام، يمسح بيده على الحوائط القديمة): الإحساس بالخطر... بدأ يزيد. (يتوقف فجأة).
طارق (بسخرية): إيه يا أحمد؟ لقيت معادلة جديدة على الحيطة؟ ولا حسيت بوجود فأر؟
أحمد (يتجاهله، يركز): لا. فيه حاجة. (يشير إلى زقاق مظلم جداً، لا يكاد يرى فيه شيئاً). الظل... قريب. الإحساس قوي هنا.
منال (تتفحص الزقاق): مفيش أي أثر طاقوي يا أحمد. الأجهزة ساكتة.
أحمد: الأجهزة مش هتحس بيه بالطريقة اللي أنا حاسس بيها. (يتقدم خطوة نحو الزقاق). فيه ريحة غريبة... زي ريحة المعادن المحروقة.
طارق (يتجاهل أحمد، يخرج جهاز الكشف عن الظلال الخاص به): أنا هعتمد على جهازي. (يبدأ في فحص المنطقة، الجهاز لا يصدر أي صوت). شايف؟ مفيش حاجة.
(فجأة، يسمع أحمد صوتاً خافتاً جداً، كأنه همس قادم من عمق الزقاق، لا يستطيع أحد آخر سماعه.)
أحمد (بصوت حاسم): الصوت ده... جاي من هناك. (يشير إلى نهاية الزقاق، حيث يوجد باب خشبي متهالك). الظل جوه.
طارق (يضحك): أنت بقيت تسمع الظلال دلوقتي؟ يا سلام!
منال (تتردد للحظة، ثم تثق في أحمد): خلينا نتحقق. أحمد عمره ما قال حاجة غلط من ساعة ما اتخرجنا.
(يتقدم الثلاثة بحذر نحو الباب. أحمد يضع يده على الباب، يشعر ببرودة غريبة تتخلل الخشب، وإحساس بالتوتر الشديد.)
أحمد: الباب ده... فيه حاجة وراه.
مشهد 2
الداخل - مبنى مهجور - غرفة مظلمة - ليلًا
الجو: غرفة قذرة، مليئة بالغبار، نوافذ مكسورة. رائحة كريهة تملأ المكان. الظلام كثيف، بالكاد يرى أي شيء.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الظل (يظهر لاحقاً).
الحوار:
(طارق يفتح الباب بحذر. يدخلون الغرفة. الظلام دامس.)
طارق: مفيش حاجة. أحمد، أنت متأكد من اللي بتقوله؟
أحمد (بصوت هادئ ومسيطر، عيناه تتأقلمان مع الظلام بسرعة مذهلة): الظل موجود. (يشير إلى زاوية الغرفة المظلمة تماماً). هناك.
(منال تشغل مصباحها اليدوي، تسلطه على الزاوية. لا يوجد شيء في البداية. فجأة، تتجمع كتلة من الظلام الكثيف، وتتشكل ببطء في هيئة كائن أسود ضخم، له عينان حمراوان متوهجتان. إنه الظل من الفئة C.)
طارق (بفزع): إزاي؟ الجهاز بتاعي ما كشفش عنه!
الظل (يصدر صوتاً خافتاً، يشبه الهمس الأجوف):... صيادون... (يتقدم ببطء نحوهم).
منال (تستعد، ترفع يدها لتطلق طاقة): استعدوا!
أحمد (بصوت حاسم): لا تهاجموه مباشرة! (يشعر بإحساس قوي بالخطر من هجوم مباشر). الظل ده... بيستغل طاقة الهجوم ضده.
طارق (بغضب): أنت بتقول إيه يا أحمد؟ هنسيبه يعمل اللي هو عايزه؟
أحمد (يركز، يرى مسارات طاقة الظل الخفية، وكيف يتفاعل مع البيئة المحيطة): بصوا على الجدران. فيه شقوق. الظل بيسحب الطاقة من الشقوق دي عشان يقوي نفسه. لو قفلنا الشقوق دي... هيضعف.
منال (تتفهم بسرعة): تقصد إنه بيستخدم نقاط الضعف في المكان؟
أحمد: بالظبط. (يشير إلى شق كبير خلف الظل). ركزوا طاقتكم على الشقوق دي.
(طارق يتردد، لكن منال تبدأ في إطلاق كرات طاقوية صغيرة نحو الشقوق. الظل يتفاجأ، ويصدر صوتاً غاضباً.)
الظل: لاااا!
(أحمد يلاحظ أن الظل أصبح أبطأ قليلاً. يستغل هذه الفرصة. يندفع بسرعة غير متوقعة نحو شق آخر، ويستخدم قبضة يده لغلقه بقوة، مستخدماً قوة جسده التي تحسنت بعد تفعيل النظام.)
(الظل يصرخ. يبدأ في التراجع. طارق، الذي رأى فعالية خطة أحمد، يبدأ في إطلاق طاقته نحو الشقوق المتبقية.)
طارق: ده بيضعف بجد! إزاي عرفت يا أحمد؟
أحمد (وهو يركز على إغلاق شق أخير): النظام... بيحلل نقاط الضعف.
(الظل يتقلص، ويصبح أصغر حجماً، وتتلاشى عيناه الحمراوان. ينهار على الأرض ككتلة من الدخان الأسود، ثم يختفي تماماً.)
منال (تتنفس الصعداء): نجحنا! أحمد... أنت عبقري!
طارق (ينظر إلى أحمد بذهول وبعض الإعجاب): ده... ده كان غريب. إزاي عرفت كل ده؟
أحمد (يحاول أن يبدو طبيعياً): مجرد تحليل سريع للموقف.
منال: تحليل سريع؟ أنت كنت بتشوف حاجات إحنا مش شايفينها يا أحمد.
أحمد (يهمس لنفسه): النظام... بيوريني كل حاجة.
مشهد 3
الخارج - القاهرة - سطح مبنى مرتفع - فجراً
الجو: هواء نقي، أضواء المدينة تلمع في الأسفل. أحمد يقف وحيداً، يراقب شروق الشمس.
الشخصيات: أحمد.
الحوار:
أحمد (لـ نفسه): المهمة الأولى... نجحت. بس مش بالطريقة اللي كانوا متوقعينها. (يتذكر نظرة طارق المندهشة). طارق بدأ يشك. منال... هي واثقة فيا، بس بتسأل.
(يغمض عينيه. يشعر بالنظام يتوسع داخله. ليس فقط ذكاءً وإحساساً بالخطر، بل أيضاً قدرة على التنبؤ بحركات الخصم، وتحليل نقاط ضعف البيئة المحيطة. يرى أنماطاً خفية في كل شيء.)
أحمد: ده مش مجرد ذكاء. ده... وعي. وعي بكل حاجة حواليا. (يفتح عينيه، يرى المدينة من الأعلى. يلاحظ حركة السيارات، ترتيب المباني، مسارات الرياح، وكأنها كلها جزء من معادلة واحدة كبيرة.)
(يشعر فجأة بوخز خفيف في يده اليمنى. يركز عليه. يرى نبضات خفيفة من الطاقة تتجمع في كفه، لكنها ليست طاقة تقليدية. إنها طاقة "نظامية"، مختلفة تماماً.)
أحمد: إيه ده؟ ده جديد. (يحاول أن يركز على هذه الطاقة. تتجمع أكثر، لكنها لا تظهر ككرة نار أو شرارة كهرباء. إنها مجرد إحساس بالقوة الكامنة.)
**(يتذكر كلمات منال: "يمكن طاقتك مختلفة". هل هذه هي طاقته؟ طاقة النظام؟)
أحمد: لازم أتدرب على ده. (يقبض على يده بقوة). لو قدرت أتحكم في الطاقة دي... هبقى أقوى من أي صياد. بس إزاي؟
مشهد 4
الداخل - أكاديمية حورس - غرفة التدريب السرية لأحمد - ليلة لاحقة
الجو: غرفة صغيرة، إضاءة خافتة، بعض المعدات الرياضية البسيطة. أحمد يتدرب بتركيز شديد.
الشخصيات: أحمد.
الحوار:
(أحمد يمارس حركات قتالية معقدة، لكنه لا يستخدم طاقة. يعتمد على سرعته، ردود أفعاله، وقدرته على التنبؤ. يتخيل خصماً أمامه، يتفادى ضرباته، ويوجه لكمات دقيقة في نقاط ضعف وهمية.)
أحمد (لـ نفسه، وهو يتنفس بصعوبة): النظام بيخليني أسرع... أذكى... بس لسه عايز أتحكم في الطاقة دي. (يركز على يده. يحاول أن يجمع الطاقة النظامية.)
(يشعر بها تتجمع، لكنها تتشتت بسرعة. لا يستطيع السيطرة عليها.)
أحمد: لازم ألاقي طريقة. (يتوقف عن التدريب الجسدي، يجلس على الأرض، يغمض عينيه.)
(يبدأ في تحليل النظام داخله. يرى كأنه خريطة معقدة من البيانات والوصلات العصبية. يلاحظ أن الطاقة النظامية تتولد من نقطة معينة في عقله، وتنتشر في جسده.)
أحمد: هي مش طاقة سحرية. هي طاقة... معلوماتية. (يفتح عينيه). لو قدرت أترجم المعلومات دي لطاقة...
(يمسك بكتاب عن الفيزياء الكمية. يقلب الصفحات بسرعة. فجأة، يظهر أمامه مفهوم جديد: "تحويل البيانات إلى قوة مادية من خلال التركيز الكثيف للوعي". يبدأ في فهم كيف يمكن أن تتحول المعلومات التي يكتسبها النظام إلى قوة حقيقية.)
أحمد: ده السر! التركيز. الوعي. (ينهض بحماس). لازم أركز كل وعيي على نقطة واحدة.
(يقف أمام حائط فارغ. يركز كل انتباهه على نقطة صغيرة في الحائط. يغمض عينيه، ويستدعي كل المعلومات التي يمتلكها عن هذه النقطة: تركيبها الجزيئي، كثافتها، نقاط ضعفها.)
(يشعر بالطاقة النظامية تتجمع في يده بقوة أكبر هذه المرة. يفتح عينيه. يرى النقطة على الحائط وكأنها تتوهج بنور خفيف، وكأنها أصبحت ضعيفة جداً.)
أحمد (بصوت خافت): لو... لو ركزت كل ده...
(يمد يده نحو النقطة. لا يلمسها. يركز كل طاقته ووعيه عليها. فجأة، تظهر شرارة خفيفة جداً من يده، وتصيب النقطة. لا يحدث أي انفجار، لكن النقطة تتآكل قليلاً، وكأنها تعرضت لضغط هائل.)
أحمد (بذهول): قدرت! دي... دي طاقة النظام! مش نار، ولا كهربا. دي طاقة... بتغير الواقع على المستوى الجزيئي!
(ابتسامة عريضة ترتسم على وجهه. لقد وجد مفتاح قوته الحقيقية. يعلم أن هذا يتطلب تدريباً مكثفاً، لكنه الآن يمتلك الأداة التي ستمكنه من أن يصبح أقوى صياد ظلال على الإطلاق، بطريقته الخاصة.)
مشهد 5
الداخل - أكاديمية حورس - مكتب الأستاذ فارس - بعد أيام
الجو: مكتب منظم، كتب ومخطوطات على الرفوف. الأستاذ فارس يجلس خلف مكتبه، ينظر إلى أحمد بجدية.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد.
الحوار:
الأستاذ فارس: أحمد، أريد أن أتحدث معك بخصوص مهمة الحي القديم. تقرير طارق ومنال كان مفصلاً.
أحمد (بهدوء): نعم يا أستاذ.
الأستاذ فارس: طارق ذكر أنك كنت تعرف مكان الظل قبل أن تكشفه أجهزتهم. ووصفت نقاط ضعف لم نكن نعرفها عن هذا النوع من الظلال. كيف عرفت كل هذا؟
أحمد (يحاول أن يكون حذراً): لقد... ركزت جيداً يا أستاذ. وحاولت أن أحلل البيئة المحيطة. ربما كان الظل يترك أثراً خفياً.
الأستاذ فارس (يشك): أثر خفي؟ أحمد، أنت تتفوق على أجهزة الكشف الحديثة. هذا ليس مجرد تركيز. هناك شيء ما فيك.
أحمد (يلتزم الصمت، ينظر إلى الأستاذ فارس مباشرة): أنا فقط أستخدم ما تعلمته في الأكاديمية يا أستاذ.
الأستاذ فارس (يحدق فيه لبرهة، ثم يبتسم ابتسامة خفيفة): حسناً يا أحمد. لن أضغط عليك. لكن اعلم أن الأكاديمية تضع ثقتها فيك. لقد أظهرت قدرات استثنائية.
(ينهض الأستاذ فارس، يتجه نحو نافذة المكتب. ينظر إلى ساحة التدريب.)
الأستاذ فارس: هناك مهمة جديدة. مهمة أكبر وأكثر خطورة. في الصحراء الغربية. تقارير عن ظهور ظلال من الفئة B، وربما A.
أحمد (ينقبض قلبه، لكنه يظهر الثقة): أنا مستعد يا أستاذ.
الأستاذ فارس (يلتفت إليه، بنظرة جادة): أنت ستكون جزءاً من الفريق الرئيسي لهذه المهمة. ستعمل مع نخبة من الصيادين. هذه ليست مهمة تدريبية. هذه مهمة حقيقية. حياة الناس تعتمد عليكم.
أحمد (بصوت حاسم): لن أخذلك يا أستاذ.
(الأستاذ فارس يومئ برأسه. أحمد يخرج من المكتب. يشعر بالمسؤولية الكبيرة، لكنه أيضاً يشعر بالقوة تتزايد داخله. مهمة الصحراء الغربية ستكون الاختبار الحقيقي لقدراته الجديدة، وللنظام الذي ينمو بداخله.)
الفصل الخامس: رمال الخطر
مشهد 1
الداخل - أكاديمية حورس - غرفة العمليات والتحضير - صباحًا (قبل المهمة)
الجو: غرفة تكنولوجية حديثة، شاشات تعرض خرائط تفصيلية للصحراء الغربية. رائحة الأوزون والمعدات الإلكترونية تملأ المكان. أحمد يقف أمام شاشة كبيرة، بيانات تتراقص أمامه بسرعة البرق. منال وطارق يجهزان معداتهما بصمت.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، صوت النظام (ذكاء اصطناعي)، قائد الفريق (الأستاذ فارس).
الحوار:
صوت النظام (داخل عقل أحمد، بصوت هادئ ومحايد): "مرحباً أحمد. بدء بروتوكول 'تحدي الصحراء'. تحليل بيانات الجسد الحالي: اللياقة البدنية 85%، الاستجابة العصبية 92%، التركيز البصري 95%. يوجد هامش تحسين بنسبة 15% في القوة العضلية الأساسية، و8% في سرعة رد الفعل المتوقع في البيئات الرملية."
أحمد (يرد بصوت خافت، كأنه يحدث نفسه، يمسح على ساعده): تمام. خطة التدريب اليومية؟
صوت النظام: "التدريب البدني المقترح لزيادة 1% في القوة العضلية: 50 ضغطة، 100 تمرين بطن، 2 كيلومتر جري على الرمال الثقيلة. مدة التنفيذ المقدرة: ساعتان. مكافأة الأداء: زيادة 0.5% في كفاءة تحليل الظلال من الفئة B."
(أحمد يومئ برأسه. الأستاذ فارس يدخل الغرفة، وجهه جاد.)
الأستاذ فارس: الفريق، انتباه! هذه المهمة ليست كغيرها. التقارير تشير إلى نشاط غير مسبوق للظلال في منطقة "وادي الذئاب" بالصحراء الغربية. الظلال من الفئة B، وهناك احتمال كبير لوجود فئة A. ستعملون معاً، تذكروا تدريباتكم.
طارق (بثقة زائدة): لا تقلق يا أستاذ. أنا جاهز. الظلال دي لعبتي.
منال (بجدية): سنبذل قصارى جهدنا يا أستاذ.
الأستاذ فارس (ينظر إلى أحمد بنظرة فاحصة): أحمد، قدراتك التحليلية ستكون حاسمة. لا تتردد في مشاركة أي شيء تشعر به أو تراه، حتى لو بدا غير منطقي.
أحمد (يهز رأسه): مفهوم يا أستاذ.
صوت النظام (في عقل أحمد): "تحليل نفسي لأعضاء الفريق: طارق، معدل الثقة بالنفس 98%، معدل الاندفاع 70%. منال، معدل الكفاءة 90%، معدل الحذر 85%. نسبة التوافق بينك وبين منال 80%. بينك وبين طارق 40%."
أحمد (يكتم ابتسامة خفيفة، ثم ينظر إلى الأستاذ فارس): كلنا جاهزون.
مشهد 2
الخارج - الصحراء الغربية - وادي الذئاب - نهارًا
الجو: صحراء قاحلة، رمال ذهبية تمتد بلا نهاية تحت شمس حارقة. هدوء مخيف يكسره أحيانًا حفيف الرياح. الفريق يسير بحذر، مجهزًا بأحدث معدات الكشف.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق.
الحوار:
طارق (يمسح العرق عن جبينه): الجو ده بيقتل! أنا مش حاسس بأي حاجة. أجهزة الكشف صامتة.
منال (تنظر حولها): الصمت ده مقلق أكتر من أي حاجة.
أحمد (يتوقف فجأة، يغمض عينيه للحظة. صوت النظام يرتفع في عقله): "تحليل بيئي: زيادة طفيفة في معدلات امتصاص الطاقة الكهرومغناطيسية. اتجاه الرياح يحمل جزيئات غريبة. معدل الخطر: 40% ومتزايد."
أحمد (يشير إلى تل رملي بعيد): الظلال هناك. فيه حاجة بتسحب الطاقة من الرمل.
طارق (بسخرية): أنت حاسس بيهم ولا إيه يا عبقري؟ مفيش حاجة باينة.
منال (تحدق في الاتجاه الذي أشار إليه أحمد): بس أنا شايفة تذبذب خفيف في الهواء هناك. حاجة غريبة.
(فجأة، تظهر من خلف التل الرمال ثلاثة ظلال ضخمة من الفئة B، أشكالها مشوهة وتصدر أصواتاً عالية تشبه الصراخ المكتوم. رمال الصحراء ترتفع مع كل خطوة.)
طارق (بذهول): مستحيل! ثلاثة مرة واحدة؟!
منال: استعدوا للهجوم!
صوت النظام (في عقل أحمد، بسرعة): "تحليل الظلال: الظل رقم 1، نقاط ضعف رئيسية: منطقة الصدر السفلية، زاوية ميلان 45 درجة للهجوم. الظل رقم 2، الأرجل هي نقطة الضعف، حركة سريعة لتفادي هجومه المرتد. الظل رقم 3، يمتص الطاقة من الهجمات المباشرة، يجب استخدام هجمات غير مباشرة."
أحمد (بصوت حاسم): طارق، ركز على الظل اللي في النص! رجليه هي نقطة ضعفه! منال، الظل اللي على الشمال، ركزي على الشقوق اللي في دراعه!
طارق (يتجاهل أحمد، يندفع نحو الظل الأقرب بقوة طاقوية كبيرة): أنا هتولى ده! (يطلق كرة طاقة ضخمة).
(الظل رقم 1 يمتص كرة الطاقة، ويتضخم حجمه قليلاً، ثم يوجه ضربة قوية نحو طارق.)
أحمد: طارق! انتبه! (يندفع بسرعة تفوق سرعة طارق، ويدفعه بعيداً في اللحظة الأخيرة قبل أن يصطدم الظل به.)
طارق (يقع على الأرض، مصدوماً): إزاي؟
أحمد (لـ منال، بصوت سريع): الظل رقم 3! بيستخدم امتصاص الطاقة! لازم نشتته!
(منال تفهم، تبدأ في إطلاق طلقات طاقة صغيرة وسريعة نحو الظل رقم 3، لا تهدف للضرر بل للتشتيت. الظل يتشتت فعلاً ويصبح أقل تركيزًا.)
صوت النظام: "أداء أحمد: تفادي هجوم الظل بنسبة 99%، توجيه تكتيكي لمنال بنسبة نجاح 85%."
أحمد (يواجه الظل رقم 1، يرى حركاته ببطء شديد بفضل النظام): نقاط ضعف الصدر السفلية. (يندفع بسرعة خارقة، يتحرك كظل هو نفسه، ويتجنب ضربات الظل الضخمة، ثم يوجه لكمة دقيقة وقوية إلى صدر الظل السفلي. ليست لكمة طاقوية، بل لكمة مركزة بقوة جسدية مدعومة بتحليل النظام.)
(الظل رقم 1 يهتز بشدة، ثم يبدأ في التراجع والتقلص. طارق ينظر إليه بذهول.)
طارق (لنفسه): إيه القوة دي؟ دي مش طاقة!
مشهد 3
الخارج - الصحراء الغربية - كهف قديم - ليلًا
الجو: داخل كهف مظلم، إضاءة خافتة من مصابيح الطوارئ. الظلال لا تزال تحوم حول المنطقة. الفريق يستريح بعد المواجهة الأولى.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق.
الحوار:
منال (وهي تضع ضمادة على ذراعها): مهمة صعبة. لولاك يا أحمد، ما كناش قدرنا نخلص من الظل الأول بالسرعة دي.
طارق (ينظر إلى أحمد بفضول مكبوت): أنت إزاي عملت كده يا أحمد؟ السرعة دي... والتنبؤ بنقاط الضعف. دي مش مجرد تحليل ذكاء. دي... دي حاجة تانية خالص.
أحمد (يحاول أن يكون متحفظًا): أنا بس... بركز كويس. وبشوف الأنماط.
صوت النظام (في عقل أحمد): "تحليل أداء طارق في المواجهة: 60% كفاءة. ملاحظة: إصرار طارق على استخدام القوة المفرطة يقلل من كفاءته التكتيكية. اقتراح: تدريب خاص لتأهيل طارق على تحليل نقاط الضعف."
أحمد (يتجاهل صوت النظام الداخلي مؤقتاً): المهم إننا قدرنا نوقفهم.
منال (تتقدم نحو أحمد، بنبرة جادة): أحمد، أنا واثقة فيك. لكن فيه حاجة فيك اتغيرت بشكل جذري. أنا حسيت بيها من الأكاديمية. طاقتك... مختلفة.
أحمد (يفكر، يرى في منال حليفة موثوقة): فيه حاجات كتير لسه محتاجة أفهمها.
طارق (يقاطع، بنبرة حادة): إيه هي الحاجات دي يا أحمد؟ أنت بتخبي حاجة علينا؟ المدير العام لازم يعرف.
أحمد (ينظر إلى طارق ببرود): لو كنت سكت من البداية وسمعت كلامي، ما كناش اتعرضنا للخطر ده. (ثم يتوجه لمنال بجدية) المهمة لسه مخلصتش. الظلال دي بتستخدم حاجة أكبر.
صوت النظام: "تحليل إشارة الظلال: هناك ظل واحد من الفئة A في عمق الوادي. مصدر طاقته غير مفهوم بالكامل. معدل الخطر: 95%."
أحمد (يقوم من مكانه، يشعر بالضغط يزداد): لازم نلاقي الظل الأكبر ده. هو اللي بيوجه الباقيين.
مشهد 4
الداخل - كهف سري أعمق في الوادي - فجرًا
الجو: كهف مظلم تمامًا، مليء بالتشكيلات الصخرية الغريبة. برودة شديدة تملأ المكان. أصوات خافتة وغير مفهومة تتردد في الأرجاء.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الظل من الفئة A.
الحوار:
(الفريق يتقدم بحذر. أجهزة الكشف تكاد لا تعمل بسبب التشويش الطاقوي القوي.)
طارق: الأجهزة فصلت! أنا مش شايف أي حاجة!
منال (تحاول استخدام طاقة خفيفة لإضاءة المكان): الضغط الطاقوي هنا مهول!
أحمد (يغمض عينيه للحظة، يستدعي النظام بقوة أكبر. يرى الكهف كله كشبكة من نقاط الطاقة والضعف. يسمع أدق الأصوات، ويشم أدق الروائح. يرى الأنماط الخفية في الظلام): النظام... فعال بالكامل.
صوت النظام: "تحليل الظل من الفئة A: يتغذى على طاقة الخوف واليأس في هذه المنطقة. يتمتع بقدرة على التلاعب بالواقع البصري والسمعي. نقطة ضعف رئيسية: لا يملك وجوداً مادياً كاملاً. يجب ضرب مصدر قوته، وليس جسده الوهمي."
أحمد (يشير إلى تشكيل صخري غريب في عمق الكهف): هناك! الظل ده مش كائن عادي. ده كيان بيتكون من يأس الناس اللي ماتت هنا. مصدر قوته التشكيل الصخري ده.
(فجأة، يظهر الظل من الفئة A. ليس له شكل محدد، مجرد كتلة سوداء ضخمة تتغير وتتبدل، تصدر أصواتاً مرعبة، وتتلاعب بإدراكهم. يرون أشباحاً تتحرك حولهم، ويسمعون أصوات صراخ.)
طارق (يرتعب، يكاد يسقط سلاحه): إيه ده؟! مش حقيقي!
منال (تقاوم، لكن الخوف يتسلل إليها): ده بيحاول يتلاعب بينا!
أحمد (يرفع يده، لا يتأثر بالتلاعب البصري، يركز على التشكيل الصخري): لا تركزوا على اللي بتشوفوه! ركزوا على التشكيل الصخري ده! ده مصدر قوته! طارق! ركز كل طاقتك على تدميره! منال! غطي ظهري!
(طارق يتردد، ثم يرى ثقة أحمد التي لا تتزعزع. يبدأ في توجيه طاقة مركزة نحو التشكيل الصخري. منال تطلق حواجز طاقوية لحماية أحمد من وهم الظل.)
صوت النظام: "إكمال بروتوكول التدريب البدني بنجاح. مكافأة الأداء: زيادة 0.5% في كفاءة تحليل الظلال من الفئة B. ملاحظة: الأداء تحت الضغط العقلي الممتاز لأحمد فتح مسار طاقوي جديد. تفعيل 'الوعي الطاقوي'."
أحمد (يشعر بتيار طاقة جديد يتدفق في جسده. ليس مثل الطاقة التقليدية، بل طاقة "نظامية" نقية. يمد يده نحو التشكيل الصخري، يركز كل وعيه على تحليله الجزيئي. يرى نقاط الضعف في الصخر نفسه، في تركيبته الدقيقة.)
(تتوهج يده بنور خفيف، ليس له لون، بل كأنه تركيز مطلق للضوء. يطلق شعاعاً رفيعاً، ليس طاقوياً بالمعنى التقليدي، بل هو تركيز هائل للطاقة النظامية والمعلوماتية.)
(الشعاع يخترق التشكيل الصخري، لا يفجره، بل يبدأ في تفتيته على المستوى الجزيئي. الظل من الفئة A يصرخ صرخة مدوية غير مادية، يتلاشى ببطء وهو يفقد شكله. الكهف يعود إلى طبيعته.)
طارق (ينظر إلى التشكيل الصخري الذي تفتت، وإلى أحمد): إيه ده؟ إيه القوة دي يا أحمد؟ أنت... أنت عملت إيه؟
منال (تحدق في أحمد بذهول وإعجاب عميقين): أنت مش مجرد صياد ظلال يا أحمد. أنت... حاجة تانية خالص.
أحمد (يتنفس بصعوبة، يداه ترتجفان قليلاً، لكن عيناه تلمعان بقوة. صوت النظام يتردد في عقله): "أداء ممتاز. بروتوكول 'الوعي الطاقوي' قيد التفعيل الكامل. ملاحظة: هذا النوع من الطاقة يتطلب تحكماً هائلاً وتركيزاً عقلياً غير مسبوق."
أحمد (يلتفت إلى منال وطارق، يرى الحيرة والذهول في أعينهما): الظل راح. المهمة انتهت.
(طارق ومنال يتبادلان النظرات. يعلمان أن ما حدث للتو يتجاوز أي شيء رأوه أو تعلموه. أحمد أصبح قوة لا يمكن فهمها تماماً.)
مشهد 5
الداخل - أكاديمية حورس - مكتب الأستاذ فارس - بعد أيام من المهمة
الجو: المكتب كما هو، لكن الأجواء مشحونة بالجدية. الأستاذ فارس ينظر إلى تقرير المهمة، ثم إلى أحمد الجالس أمامه.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد.
الحوار:
الأستاذ فارس: تقرير المهمة من الصحراء الغربية مثير للدهشة يا أحمد. أداء الفريق كان رائعاً، لكن أداءك أنت... كان خارج التوقعات تماماً. (يرفع عينيه إلى أحمد). طارق ومنال يتحدثان عن قدرات لا يمكن تفسيرها. كيف تمكنت من تحديد الظل من الفئة A ومصدر قوته بهذه الدقة؟ وكيف استخدمت تلك "القوة" لتدمير التشكيل الصخري؟
أحمد (بهدوء وثقة): يا أستاذ، أنا فقط استخدمت قدراتي التحليلية التي تدربت عليها. النظام الخاص بي ساعدني على فهم البيئة والظلال بشكل أعمق.
الأستاذ فارس (يشك): نظام؟ أي نظام تتحدث عنه يا أحمد؟ نحن لا نعلم عن أي نظام خاص بك.
أحمد (بصوت حاسم، قرر أن يكشف جزءًا من الحقيقة): هذا النظام... هو جزء مني. هو ذكاء اصطناعي مدمج. يعطيني تحليلات دقيقة، ويشير إلى نقاط الضعف، ويرشدني في التدريب. هو الذي سمح لي بتطوير قوة الوعي الطاقوي التي رأيتها.
(الأستاذ فارس يصمت، ينظر إليه بذهول. ينهض ببطء، يسير حول المكتب.)
الأستاذ فارس: ذكاء اصطناعي مدمج؟ هذا... هذا خارج عن أي تكنولوجيا نعرفها! هل هذا هو سبب تفوقك الأكاديمي والجسدي غير المسبوق؟ نظام يقود تدريبك ويحفزك؟
أحمد: نعم يا أستاذ. النظام يضع لي تحديات يومية، ومكافآت إذا تجاوزتها. اليوم، كان تحدي النظام لي هو: "تحديد نقطة الضعف في كيان طاقوي غير مادي تحت ضغط عالي، وإذا نجحت، سيتم تفعيل مستوى جديد من الوعي الطاقوي." وقد فعلت.
الأستاذ فارس (يتوقف أمامه، وعيناه تلمعان بالفضول ممزوجاً بالخوف): هذا يعني أنك لست مجرد صياد ظلال عادي. أنت... شيء جديد تماماً. هل هذا النظام له مصدر؟ هل تعلم من زرعه فيك؟
أحمد (يهز رأسه): لا يا أستاذ. لا أعلم. هو تفعّل في أقصى لحظات اليأس.
الأستاذ فارس (يجلس على كرسيه، يفكر بعمق): هذا أمر خطير يا أحمد. خطير جداً. يجب أن ندرس هذا الأمر بتعمق. لكن في الوقت الحالي... (يرفع رأسه وينظر إلى أحمد بجدية أكبر) ... يجب أن نبقي هذا سراً. أنت قوة لا يمكن للأكاديمية أن تخسرها، ولكن لا يمكنها أن تفهمها بالكامل بعد.
الأستاذ فارس: أنت الآن... سلاحنا الأقوى. ولكن سلاح قد يثير الكثير من الأسئلة والأطماع.
أحمد: أنا تحت أمرك يا أستاذ.
الأستاذ فارس (يهز رأسه): هناك مؤامرات تدور يا أحمد. تقاريرنا تشير إلى أن الظلال بدأت تظهر في أماكن استراتيجية، وكأن هناك من يوجهها. ظهور هذه الظلال القوية، وقدراتك الجديدة... كل هذا ليس صدفة.
الأستاذ فارس: هذا النظام الذي بداخلك... هل يمكنه أن يساعدنا في الكشف عن ذلك؟
أحمد (تتسع عيناه، صوت النظام يتردد في عقله: "هدف جديد: كشف المؤامرة. بدء بروتوكول: تحليل النوايا الخفية."): سأفعل كل ما بوسعي يا أستاذ.
(أحمد ينهض، يشعر بعبء المسؤولية، لكنه أيضاً يشعر بالقوة تتزايد داخله. النظام بداخله ليس مجرد أداة للقتال، بل هو مفتاح لكشف أسرار أعمق بكثير. رحلته بدأت للتو.)
الفصل السادس: خيوط المؤامرة
مشهد 1
الداخل - أكاديمية حورس - مختبر الأستاذ فارس السري - ليلاً (بعد أسبوعين من مهمة الصحراء)
الجو: مختبر حديث، مليء بالشاشات المتوهجة، وأجهزة عرض ثلاثية الأبعاد. زجاج مقاوم للصوت يفصلهم عن العالم الخارجي. رائحة تعقيم ومعدن. أحمد يجلس على كرسي متصل بأسلاك دقيقة ترصد نشاطه العصبي والطاقوي. الأستاذ فارس يراقب الشاشات بتركيز، بينما منال وطارق يراقبان من خلف حاجز زجاجي.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام (ذكاء اصطناعي)، الأستاذ فارس، منال، طارق.
الحوار:
الأستاذ فارس: حسناً يا أحمد. هذا المختبر سري تماماً. لا أحد يعلم بوجوده سوى أنا وأنتم. ما سنفعله هنا هو محاولة فهم طبيعة "النظام" الذي بداخلك. مستعد؟
أحمد (يومئ برأسه بثقة): مستعد يا أستاذ.
صوت النظام (في عقل أحمد، بنبرة هادئة ومحايدة): "بدء بروتوكول 'الكشف عن المصدر'. تذكر، أي مقاومة عصبية ستؤدي إلى عقوبة تقييد مؤقت لـ10% من قدراتك التحليلية."
أحمد (يهمس لنفسه): فاهم.
(الأستاذ فارس يضغط على زر. تبدأ الأضواء الخضراء في مسح جسد أحمد. تظهر صور ثلاثية الأبعاد لنظامه العصبي، ومسارات طاقوية غير معروفة تتوهج داخله.)
الأستاذ فارس (يدهش): مذهل! هذا التركيب... إنه ليس بشرياً تماماً. كيف يمكن لجهاز طبيعي أن يتفاعل بهذه الدقة مع العقل؟
منال (من خلف الزجاج، بقلق): هل أحمد سيكون بخير يا أستاذ؟
طارق (يراقب الشاشات بتركيز شديد): أنا عايز أفهم إيه ده. إزاي قدر يهزم الظل من الفئة A بالبساطة دي؟
صوت النظام: "تحليل سلوك طارق: معدل الشك 75%، معدل الفضول 90%. ملاحظة: قد يكون طارق مفتاحاً غير مباشر لاختبار قدرات النظام في بيئة خارجية."
(الأستاذ فارس يقترب من شاشة تعرض رسوماً بيانية معقدة.)
الأستاذ فارس: موجات الطاقة الصادرة من نظام أحمد... لا تشبه أي طاقة رأيتها من قبل. إنها... نظيفة جداً. نقية.
أحمد (صوت النظام يتحدث معه مباشرة): "مكافأة تجاوز بروتوكول 'الصحراء'. تفعيل 'الرؤية المعلوماتية'. يمكنك الآن رؤية تدفق المعلومات في الأنظمة الإلكترونية والطاقوية المحيطة بك."
(تتسع عينا أحمد فجأة. يرى المختبر وكأنه خريطة ثلاثية الأبعاد لأسلاك البيانات، وموجات الطاقة، وشبكات الاتصال. يرى كل نبضة كهربائية، وكل حزمة بيانات تنتقل.)
أحمد (بصوت منخفض، يدهش): أنا... أنا شايف كل حاجة. كل أسلاك الكمبيوتر. كل بيانات الشبكة.
الأستاذ فارس: ماذا ترى يا أحمد؟
أحمد (يشير إلى جزء من الشاشة): فيه ملفات هنا... عليها ختم الأكاديمية... بس صلاحيتها مش صحيحة. البيانات دي مزيفة. عن... عن مهمات سابقة.
(الأستاذ فارس يتجمد. ينظر إلى الشاشة بذهول. يضغط على عدة أزرار. يكتشف أن أحمد محق. الملفات مزيفة.)
الأستاذ فارس: مستحيل! هذه الملفات مؤمنة بأعلى درجات التشفير! كيف رأيتها؟ ومن فعل هذا؟
أحمد: فيه حد بيغير في بيانات الأكاديمية. (يركز نظره على الشاشات التي تعرض بيانات أخرى). فيه بيانات بتتبعت من داخل الأكاديمية... لمصادر خارجية. (يشير إلى موقع على الخريطة). هنا. لمدينة قديمة.
الأستاذ فارس (بغضب): هذا... هذا يعني أن هناك خائناً داخل الأكاديمية!
مشهد 2
الداخل - أكاديمية حورس - ساحة التدريب - صباحًا
الجو: ساحة تدريب مكشوفة، شمس الصباح الساطعة. أحمد يمارس تدريبات جسدية قاسية، قفزات، ركض، وتدريبات قتالية. عضلاته بدأت تتشكل بوضوح.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام، طارق، منال.
الحوار:
صوت النظام: "تحدي اليوم: 1000 نقطة قوة عضلية خلال ساعتين. عقوبة عدم الإكمال: تقليل 5% من سرعة رد الفعل لمدة 24 ساعة."
(أحمد يقوم بتمرين الضغط بيد واحدة بسرعة مذهلة. يرى طارق ومنال يراقبان تدريباته من بعيد.)
طارق (لـ منال): أنتِ شايفة القوة دي؟ ده مش تدريب عادي. أحمد بقى زي الآلة.
منال: هو عنده حاجة مختلفة يا طارق. وأنت لازم تصدق ده.
(أحمد ينهي تمرين الضغط. صوت النظام يتحدث.)
صوت النظام: "تحدي القوة العضلية مكتمل بنسبة 100%. مكافأة الأداء: تفعيل 'توقع مسار الطاقة'. يمكنك الآن رؤية مسارات الطاقة الخفية التي يطلقها الخصوم قبل أن يطلقوها."
أحمد (يرفع رأسه، يشعر وكأن قدرة جديدة فتحت بداخله. يرى منال ترفع يدها لتقوم بتجربة طاقوية صغيرة، فيرى مسار الطاقة يتوهج قبل أن تخرج من يدها): مذهل!
(طارق يتقدم نحو أحمد.)
طارق (بجدية نادرة): أحمد، أنا مش فاهم كل اللي بيحصل ده. بس... أنا آسف على شكّي فيك. اللي عملته في الصحراء، واللي بتعمله دلوقتي... (ينظر إلى عضلات أحمد البارزة) ... دي مش قوة طبيعية. إيه هو النظام ده؟ وهل ممكن... هل ممكن يساعدني أنا كمان؟
أحمد (ينظر إلى طارق. يرى بصيصاً من الاحترام في عينيه. صوت النظام يتردد في عقله: "تحليل: طلب طارق يمكن أن يكون فرصة لتعزيز التوافق وزيادة فعالية الفريق. الموافقة بنسبة 70%."): ممكن. بس ده... ده جزء مني أنا. مش أي حد يقدر يستخدمه. بس ممكن أساعدك تفهم أكتر.
منال (تبتسم): ده اللي كنت بتمنى أسمعه منك يا أحمد. إحنا فريق.
مشهد 3
الخارج - القاهرة - مدينة قديمة (الموقع الذي حدده النظام) - ليلًا
الجو: شوارع ضيقة، مبانٍ قديمة، ظلام كثيف. صوت الرياح يهمس عبر الأزقة. الفريق يسير بحذر، أحمد يقود الطريق.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، عملاء المؤامرة (ملثمون).
الحوار:
أحمد (يهمس، صوت النظام يرشده): "مصدر الإشارة: مبنى المعهد القديم. يوجد ثلاثة أهداف بشرية مشتبه بها. لا توجد ظلال واضحة حتى الآن."
طارق: مبنى المعهد القديم؟ ده مهجور من سنين.
منال: يعني الخائن ممكن يكون هنا؟
(يتقدمون بحذر. فجأة، يظهر ثلاثة أشخاص ملثمين من الظلام. لا يمتلكون قوة الظلال، لكنهم مسلحون بأسلحة متطورة.)
العميل 1 (بصوت أجش): وقفوا مكانكم!
طارق (يستعد للهجوم): مين دول؟ دول مش ظلال!
أحمد (يرى مسارات حركة العملاء قبل أن يتحركوا بفضل 'توقع مسار الطاقة'. يرى أيضاً نقاط ضعفهم الجسدية): دول بشر. دول اللي بيغيروا في بيانات الأكاديمية. (لـ طارق ومنال) ركزوا على نزع سلاحهم!
(تبدأ المواجهة. العميل 1 يندفع نحو أحمد. أحمد يتفادى حركته بسرعة مذهلة، ثم يمسك بيده ويلويها بذكاء لنزع السلاح. العميل يتفاجأ.)
(طارق ومنال يواجهان العميلين الآخرين. منال تستخدم طاقاتها الدفاعية لحماية نفسها وصد هجماتهم. طارق يقاتل ببراعة لكنه يجد صعوبة في نزع سلاح العميل.)
صوت النظام (في عقل أحمد): "أداء طارق: 70%. ملاحظة: يمكن زيادة الفعالية بكسر نقطة الضعف في الكوع الأيمن للعميل."
أحمد (يصرخ لـ طارق): طارق! كوع العميل اليمين! اضغط عليه!
(طارق يستمع لأحمد. ينفذ الحركة بالضبط. العميل يتألم ويسقط سلاحه. طارق ينظر إلى أحمد بذهول وتقدير أكبر.)
(بعد قتال قصير، يتم السيطرة على العملاء. يربطهم الفريق. أحمد ينزع قناع أحدهم. يكتشفون أنه شخصية مرموقة داخل الأكاديمية.)
منال (بصدمة): مستحيل! ده... ده الأستاذ كمال!
طارق (بغضب): أستاذ كمال خائن؟!
الأستاذ كمال (بابتسامة باردة): أنتم لا تفهمون شيئاً أيها الأطفال. أنتم مجرد أدوات. الظلال... هي المستقبل.
أحمد (ينظر إليه بجدية): المستقبل اللي أنت بتحاول تجيبه بتدمير الأكاديمية؟
صوت النظام: "تحليل الأستاذ كمال: معدل الثقة بالنفس 99%، معدل المكر 90%. يبدو أن لديه معلومات أكثر مما يكشف. بحث في ملفات الأكاديمية عن كلمة مفتاحية: 'الميثاق القديم'."
أحمد (ينظر إلى الأستاذ كمال): ميثاق قديم؟ إيه ده؟
(الأستاذ كمال يتجمد. تظهر عليه علامات المفاجأة. ينظر إلى أحمد بصدمة.)
الأستاذ كمال: إزاي عرفت الكلمة دي؟ مين أنت؟
أحمد (ببرود): أنا اللي هوقفك.
مشهد 4
الداخل - أكاديمية حورس - مكتب الأستاذ فارس - ليلاً (بعد القبض على كمال)
الجو: توتر شديد. الأستاذ فارس يجلس خلف مكتبه، وجهه شاحب. أحمد ومنال وطارق واقفون أمامه.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد، منال، طارق.
الحوار:
الأستاذ فارس: أستاذ كمال خائن... هذا لا يصدق! كنت أثق به تماماً. كيف تمكنتم من اكتشافه؟
أحمد: النظام اللي فيا كشف ملفات مزيفة وبيانات بتتبعت لمصادر خارجية. هو اللي عرفني مكانه.
طارق (لـ الأستاذ فارس): أحمد يا أستاذ... هو اللي عرف كل حاجة. كان بيقول لنا على نقاط ضعف الأعداء قبل ما يهاجموا. قوته... حاجة غريبة فعلاً.
منال: لازم نلاقي حل. إذا كان الأستاذ كمال مجرد جزء من مؤامرة أكبر...
الأستاذ فارس (ينهض، يمشي ذهاباً وإياباً): تقارير الأستاذ كمال الأخيرة كانت تتحدث عن "الميثاق القديم" الذي يربط الظلال ببعض الأسرار القديمة. هذا ما أشار إليه أحمد.
أحمد (يتذكر صوت النظام): نعم. النظام طلب مني البحث عن الكلمة دي في ملفات الأكاديمية.
الأستاذ فارس (ينظر إلى أحمد بجدية): أحمد، النظام الذي بداخلك... لم يعد سراً بالكامل. لا أستطيع أن أخبئه أكثر. يجب أن نجد مصدراً لهذه المؤامرة. والميثاق القديم ده ممكن يكون المفتاح.
(الأستاذ فارس يتجه نحو خزانة كتب قديمة، يسحب منها كتاباً سميكاً ومغبراً. يفتح الكتاب على صفحة معينة.)
الأستاذ فارس: هذا الكتاب يتحدث عن أساطير قديمة جداً. عن "السلالات الخفية" التي تعايشت مع البشر قبل آلاف السنين. وعن ميثاق يربط بين العالمين...
(تتسع عينا أحمد. صوت النظام يتردد في عقله، لكن هذه المرة بصوت أعمق وأكثر تشويشاً، وكأنه يجد معلومات جديدة ومخفية): "تحليل الميثاق القديم... تطابق... جزئي... ببيانات محجوبة في النظام. تفعيل 'الوعي الذاتي المتقدم'. خطر. معلومات غير متوقعة. أصل... أصلك..."
(أحمد يشعر بدوار خفيف. يرى ومضات سريعة لصور غريبة، قصور مهيبة، وحروب قديمة لا يفهمها. عيناه تلمعان بلون غريب للحظة.)
أحمد (بصوت يرتجف قليلاً، يهمس): أصل... أصل إيه؟
(الأستاذ فارس، منال، وطارق ينظرون إلى أحمد بقلق. يعلمون أن شيئاً ما عميقًا يحدث بداخله. رحلة الكشف عن المؤامرة بدأت، لكنها تقود أحمد إلى أسرار أكبر بكثير من مجرد الظلال أو الخيانة البشرية.)
الفصل السابع: الميثاق المنسي والتحول المستمر
الداخل - أكاديمية حورس - مختبر الأستاذ فارس السري - ليلاً (بعد أسبوعين من القبض على كمال)
الجو: المختبر يضج بالنشاط. شاشات عرض البيانات تملأ الجدران. الأستاذ فارس يعمل بجدية بالغة، بينما أحمد، متصلاً بأجهزة الرصد، يراقب البيانات التي تتدفق من "النظام" بداخله. منال وطارق يقرآن ملفات ورقية قديمة ويبحثان في قواعد بيانات مشفرة.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام (ذكاء اصطناعي)، الأستاذ فارس، منال، طارق.
الحوار:
الأستاذ فارس (بنبرة متوترة، وهو يمسح على وجهه): "الميثاق القديم"... هذا ما كان الأستاذ كمال يبحث عنه. لكنه أكثر تعقيداً مما توقعت. إنه ليس مجرد وثيقة، بل هو... خريطة.
أحمد (صوت النظام في عقله، بصوت هادئ ومقنع): "تحليل البيانات المتعلقة بـ 'الميثاق القديم' مستمر. تم تحديد 40% من المفاهيم. هناك ترابط بينها وبين أنماط طاقوية جينية قديمة. لزيادة سرعة التحليل، يجب تفعيل بروتوكول 'التركيز الطاقوي الفائق'."
أحمد (يغمض عينيه، يشعر بقوة التركيز تتدفق في جسده. يرى البيانات تترابط أمامه بشكل أوضح): الأستاذ فارس... أنا أستطيع رؤية نقاط الربط. الميثاق ده مش لغة بشرية. ده مزيج من رموز وطاقة.
الأستاذ فارس (يدهش): ماذا؟ لكن كيف؟
أحمد: النظام بيكشف لي الروابط. (يشير إلى جزء من الشاشة). هذه الرموز... مرتبطة بنقاط قوة معينة في الأرض.
منال (تحدق في الشاشة): نقاط قوة؟ يعني أماكن ظهور الظلال؟
طارق (مندهشاً من قدرة أحمد): ده معناه إن الظلال دي مش بتظهر عشوائي؟ فيه حد بيوجهها لأماكن معينة.
صوت النظام: "تفعيل بروتوكول 'التركيز الطاقوي الفائق' بنجاح. مكافأة الأداء: زيادة 1% في معدل الكفاءة في استخدام 'الوعي الطاقوي'. عقوبة الإرهاق المحتمل: إعاقة جزئية مؤقتة للحواس العادية."
الأستاذ فارس (يهمس لنفسه): هذا النظام... قدراته تتجاوز كل ما تخيلته.
أحمد (يشعر بدوار خفيف، لكن بصره الطاقوي يصبح حاداً جداً، يرى الأنماط الخفية في كل مكان): الميثاق ده بيتكلم عن "عروق القوة" في العالم. أماكن فيها الطاقة الخام. الظلال بتستغلها.
مشهد 2
الداخل - أكاديمية حورس - صالة التدريب المتقدم - فجرًا
الجو: صالة تدريب ضخمة، معدات تكنولوجية متطورة. أحمد يتدرب بجدية فائقة. جسده أصبح أكثر رشاقة وقوة، عضلاته محددة بشكل واضح.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام، مدرب قتال (شخصية ثانوية)، طارق (يراقب)، منال (تحضر أدواتها).
الحوار:
صوت النظام: "تحدي اليوم: مواجهة ثلاثي دفاعي متقدم بنجاح خلال 5 دقائق. هدف التدريب: زيادة 2% في سرعة رد الفعل العضلي وتحمل الوعي الطاقوي. عقوبة عدم الإكمال: تقليل 5% من حدة التركيز البصري لمدة 24 ساعة."
(أحمد يرتدي بدلة تدريب خاصة. ثلاثة من أمهر مدربي الأكاديمية يقفون أمامه، مجهزون بعصي تدريب طاقوية.)
المدرب 1: استعد يا أحمد! لن نرحمك اليوم.
(يبدأ الهجوم. المدربون يتحركون بسرعة فائقة، يوجهون ضربات قوية. أحمد يرى مسارات طاقتهم وحركاتهم قبل أن تتم بفضل 'توقع مسار الطاقة'. يتفادى الضربات بخفة مذهلة، ويستخدم 'الوعي الطاقوي' لدفعهم بلمسات خفيفة لكنها دقيقة في نقاط ضعفهم.)
(طارق يراقب بذهول.)
طارق (لـ منال، بصوت منخفض): السرعة دي... القوة دي... هو مش مجرد بيتدرب. هو بيتطور.
منال: جسمه وعقله بيستعدوا لحاجة أكبر. الأستاذ فارس قال لي إن ده كله عشان يقدر يستحمل "شيء ما" جواه.
(أحمد يواصل القتال. يجد نفسه يدخل في حالة "تدفق" حيث يرى العالم ببطء شديد، كل حركة محسوبة. يرى جسمه يندمج مع بيانات النظام. يشعر بطاقة كامنة تتجمع في عمق وجوده، كأن هناك ختماً ينبض ببطء.)
صوت النظام: "أداء أحمد: 98% كفاءة. ملاحظة: الضغط المتزايد على النظام يكشف عن طبقات طاقوية كامنة. احتمالية فك الختم: 0.01%."
(أحمد ينتهي من التدريب قبل الوقت المحدد بدقيقة. المدربون يلتقطون أنفاسهم بصعوبة.)
المدرب 1 (مبهوراً): لا أصدق! أنت أصبحت أسرع وأقوى من أي صياد رأيته!
أحمد (يتنفس بصعوبة، لكنه يشعر بطاقة هائلة تتوهج في جسده. يرى الخاتم الوهمي في عمق وعيه ينبض بقوة أكبر): ده مجرد البداية.
الداخل - أكاديمية حورس - مكتب الأستاذ فارس - ليلاً
الجو: مكتب الأستاذ فارس، الإضاءة خافتة. كتاب "الميثاق القديم" مفتوح على المكتب.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد، منال.
الحوار:
الأستاذ فارس (بنبرة جادة): بعد تحليل أعمق للبيانات التي كشفها نظامك يا أحمد، توصلنا لشيء مذهل ومقلق في آن واحد.
منال: ماذا يا أستاذ؟
الأستاذ فارس (يشير إلى رموز في الكتاب): هذه الرموز لا ترتبط فقط بنقاط القوة في الأرض. إنها ترتبط... بسلالات قديمة. سلالات لم تكن بشرية بالكامل.
أحمد (يشعر بانقباض في قلبه. صوت النظام يتردد بقوة أكبر): "تحليل متقدم. تطابق مع بيانات 'الأصول الجينية الخفية'. جزء من الختم. تحذير: هذه المعلومات قد تسبب صدمة نفسية."
الأستاذ فارس (ينظر إلى أحمد بجدية شديدة): الميثاق القديم يتحدث عن وجود "جن" عاشوا على الأرض جنباً إلى جنب مع البشر. هؤلاء الجن كانوا يمتلكون قوة عظيمة، وتفوقوا في العلوم والطاقة. بعضهم تزوج من البشر، وأنجبوا نسلاً هجيناً.
(منال تفتح فاها بدهشة.)
منال: تقصد أن...
الأستاذ فارس (يومئ برأسه): وتقارير النظام الخاصة بك... تشير إلى وجود جينات غير بشرية متأصلة في حمضك النووي يا أحمد. وهذا النظام... قدراته تتشابه مع بعض التقنيات القديمة التي ذكرت في الميثاق.
(أحمد يشعر بصدمة. يتذكر ومضات القصور والحروب القديمة. يده ترتجف قليلاً.)
أحمد: يعني... أنا...
الأستاذ فارس (بنبرة هادئة وحزينة): نعم يا أحمد. أنت لست بشرياً بالكامل. والدك... كان واحداً منهم. من السلالات الخفية. من الجن.
(صوت النظام يرتفع في عقل أحمد، وكأنه يفتح قفلاً قديماً): "تحليل إثبات النسب الجيني: مؤكد بنسبة 100%. والدك: ملك قبائل الجان القديمة، 'أثير'."
أحمد (بصوت بالكاد مسموع): ملك؟
منال (تقترب من أحمد، تحاول دعمه): أحمد... هذا كثير.
الأستاذ فارس: المشكلة الأكبر الآن، هي أن الميثاق يشير إلى أن الظلال الحالية ليست مجرد كائنات عشوائية. إنها بقايا حرب قديمة. حرب دمرت جزءاً كبيراً من عالمهم، وحولتهم إلى كيانات تسعى للطاقة. ويبدو أن هناك من البشر من يسعى لإيقاظ هذه القوى القديمة لصالحه.
الأستاذ فارس: يبدو أن والدك، يا أحمد، كان لديه دور كبير في هذه الحرب. والنظام بداخلك... ربما يكون إرثاً منه. إرث لحمايتك، أو ربما... لإيقاظك.
أحمد (ينظر إلى الأستاذ فارس، عقله يدور من الصدمة. يرى صوراً أعمق في ومضاته. يشعر بنبض الختم الجيني بداخله بقوة لم يشعر بها من قبل): يعني والدتي... كانت تعرف؟
الأستاذ فارس (يهز رأسه): لا أدري. ولكن يجب أن نتحدث معها.
الأستاذ فارس: هدفنا الآن لم يعد مجرد القضاء على الظلال. علينا أن نكشف حقيقة هذه المؤامرة، ونعرف من يسعى لإيقاظ قوى الجن القديمة، وكيف يمكن إيقافه. هذا قد يقودنا إلى عمق تاريخك... وتاريخ الظلال.
(أحمد يقف، يشعر بعبء ثقيل. حقيقة أصوله الجنية بدأت تتضح، ومعها مسؤولية كبرى. النظام بداخله يهمس بأسرار لم تكن لتخطر بباله. الرحلة أصبحت شخصية للغاية، وأكثر خطورة وتعقيداً.)
الداخل - أكاديمية حورس - مختبر الأستاذ فارس السري - فجراً (بعد يومين من كشف أصول أحمد)
الجو: المختبر يعمه صمتٌ ثقيل، لا تكسره سوى نقرات لوحة المفاتيح وصوت الأجهزة. توترٌ حاد يملأ المكان. الأستاذ فارس يحدق في الشاشات، وجهه شاحب. منال تجلس بجوار أحمد، تضع يدها على كتفه في محاولة لدعمه. طارق يتجول بعصبية، نظراته تتأرجح بين أحمد والشاشات. أحمد نفسه يبدو غارقاً في أفكاره، صور عوالم غير مألوفة تومض في ذهنه.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام (ذكاء اصطناعي)، الأستاذ فارس، منال، طارق.
الحوار:
الأستاذ فارس (بصوت متعب، يفرك صدغيه): المعلومات التي كشفها النظام عن "الميثاق القديم" وعن أصولك يا أحمد... قلبت كل ما نعرفه عن الظلال وعن هذا العالم رأساً على عقب. أجد صعوبة في استيعاب أن الجن ليسوا مجرد أساطير.
منال (تضغط بلطف على كتف أحمد): أحمد، هل أنت بخير؟ الصدمة كبيرة.
أحمد (يرفع رأسه ببطء، عيناه تحملان خليطاً من الذهول والتصميم): أنا... أنا لا أصدق. والدي ملك للجن؟ وهذا النظام... إرث منه؟ (صوت النظام يتردد في عقله، هذه المرة يبدو أكثر وضوحاً وثباتاً، كأنه تأكد من شيء).
صوت النظام: "تحليل الوضع النفسي لأحمد: معدل الصدمة 70%، معدل التقبل 30%. توصية: يجب على أحمد فهم طبيعة إرثه لضمان الاستقرار العقلي والنفسي. توجيه: التركيز على حقيقة 'الختم الجيني' سيساعد في التأقلم."
طارق (يتوقف عن التجول، بنبرة حادة): يعني إيه يا أستاذ؟ أحمد نص جني؟ وده معناه إيه لينا كصيادين؟ هل ده... هل ده بيخليه خطر؟
الأستاذ فارس (ينظر لطارق بنظرة حازمة): هذا يجعله الأهم بيننا يا طارق! قوته، أصوله، هذا النظام... كل هذا هو المفتاح لكشف هذه المؤامرة وحماية عالمنا. أحمد ليس خطراً، بل هو أملنا الوحيد.
أحمد (ينظر إلى طارق ببرود): أنا لسه أنا يا طارق. وأنا هحارب عشان البشر. (ثم يتوجه للأستاذ فارس) ما هو هذا الختم يا أستاذ؟ ولماذا لا أستطيع الوصول لقوتي الكاملة؟
الأستاذ فارس: الميثاق القديم يذكر أن الهجناء من الجن والبشر كانوا يولدون بقوى كامنة يتم "ختمها" لحمايتهم في عالم البشر. هذا الختم ينفك فقط عندما يصل الهجين إلى مرحلة معينة من التطور البدني والعقلي والروحي، تمكنه من تحمل قوة الجن الهائلة. والدك ربما هو من وضع هذا الختم فيك، أو جعله يتفعل بعد موته لحمايتك.
صوت النظام: "تأكيد: الختم الجيني قيد التفعيل الجزئي. المرحلة الحالية من تطور أحمد هي إعداد جسده وعقله لدمج قوة الجن الكاملة. معدل الاستعداد الحالي لفك الختم: 15%."
أحمد (يغمض عينيه، يشعر بنبض قوي في أعماق روحه): 15%؟ يعني فيه طريق طويل.
منال (بجدية): سنساعدك يا أحمد. كلنا مع بعض.
طارق (يتنهد، ثم ينظر إلى أحمد بنظرة مختلفة، فيها بعض التقبل): لو ده فعلاً هيساعدنا نحارب الظلال دي... أنا معاك. بس لازم كل حاجة تبقى واضحة بينا.
الأستاذ فارس (يومئ برأسه): جيد. هدفنا الآن واضح: علينا تدريب أحمد، وتطوير قدراته ليتحمل فك الختم. وفي نفس الوقت، علينا أن نفك شفرة الميثاق بالكامل لكشف من يقف وراء مؤامرة الظلال الحالية.
الداخل - أكاديمية حورس - قاعة التدريب المتقدم - نهارًا (بعد أسبوع من كشف الأصول)
الجو: قاعة التدريب تزداد شراسة. أحمد يتدرب بلا كلل، تحت إشراف الأستاذ فارس، ومراقبة دقيقة من النظام. عضلاته أصبحت أكثر بروزاً وقوته الجسدية خارقة. طارق ومنال يتوليان تدريبات خاصة مع أحمد، لفهم قدراته والتكيف معها.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام، الأستاذ فارس، منال، طارق.
الحوار:
صوت النظام: "تحدي اليوم: المناورة في بيئة افتراضية متغيرة السرعة لمدة 30 دقيقة دون إصابات. هدف التدريب: زيادة 3% في سرعة رد الفعل العصبي العضلي، وتحمل ضغط البيئات المتقلبة. عقوبة عدم الإكمال: تقليل 10% من قدرات التركيز لمواجهة الظلال من الفئة B."
(أحمد يدخل في قاعة تدريب محاكاة. تتغير البيئة من غابة كثيفة إلى مدينة مدمرة إلى صحراء عاصفة في ثوانٍ. تظهر أمامه عوائق افتراضية، و"ظلال" وهمية تهاجمه.)
(يتحرك أحمد بسرعة البرق. يرى مسارات الهجمات قبل أن تتم، ويتوقع تغيير البيئة. يستخدم 'الوعي الطاقوي' لدفع العوائق الوهمية. جسده يتأقلم بسرعة مذهلة.)
الأستاذ فارس (يراقب من غرفة التحكم): سرعته أصبحت خرافية. وكأنه يتوقع كل حركة.
منال (يدهشها التطور): عقله وجسمه بيشتغلوا مع بعض ككيان واحد.
طارق (وهو يرى إحدى 'الظلال' الوهمية تهاجم أحمد، فيوجه لها أحمد ضربة دقيقة في نقطة ضعفها): هو لسه بيشوف نقط ضعفهم؟
صوت النظام: "أداء أحمد: 95% كفاءة. مكافأة الأداء: تفعيل جزئي لـ 'الإدراك الحسي الجيني'. يمكنك الآن الشعور بالطاقة الكامنة في الكائنات الحية، وتمييز ما هو بشري وما هو غير بشري."
(أحمد ينهي التدريب، يتنفس بصعوبة. يمد يده نحو الأستاذ فارس، فيشعر بنبض خفيف من الطاقة الحيوية منه. ثم يرى منال، فيشعر بطاقة مختلفة تماماً، ثم طارق، وبنفس الطريقة. يرى كل شخص كنسيج من الطاقة الحيوية المتفردة.)
أحمد (بصوت منخفض): أنا... أنا بقدر أحس بطاقة كل واحد. أعرف إذا كان كائن حي أو لا.
الأستاذ فارس (بجدية): هذا إدراك حسي جيني. هذا يعني أن الختم بدأ في إطلاق بعض قدراته الأولية. هذا مؤشر جيد. (صوت النظام في عقل أحمد: "معدل الاستعداد الحالي لفك الختم: 18%.")
الداخل - أكاديمية حورس - منطقة الحجز الآمن - ليلًا
الجو: زنزانة مشددة الحراسة. إضاءة خافتة. الأستاذ كمال، الخائن، يجلس صامتاً.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد.
الحوار:
الأستاذ فارس (يدخل الزنزانة مع أحمد، ينظر إلى كمال ببرود): الأستاذ كمال، سنعيد عليك السؤال للمرة الأخيرة. من هو رئيسك؟ من يقف وراء هذه المؤامرة؟
الأستاذ كمال (يبتسم ابتسامة باردة، وعيناه فارغتان): أنتم لا تعلمون شيئاً. الظلال... أصحابها الحقيقيون قادمون. أنتم مجرد ذرات تراب ستدوسها أقدامهم.
أحمد (يستخدم قدرته الجديدة 'الإدراك الحسي الجيني'. يركز على كمال. يشعر بطاقة بشرية، لكن هناك أيضاً طاقة غريبة خفية تلتف حوله، كأنها ليست ملكه. صوت النظام يرتفع): "تحليل الأستاذ كمال: لا يزال يخفي معلومات حيوية. وجود توقيع طاقوي غريب في عقله. هذا ليس تفكيراً بشرياً عادياً."
أحمد (بصوت حاسم): أنت مش بتتصرف لوحدك. فيه حاجة بتتحكم فيك. أو بتديك الأوامر.
الأستاذ كمال (تهتز ابتسامته، يظهر عليه اضطراب طفيف): أنت... أنت حاسس بيهم؟ هذا مستحيل!
الأستاذ فارس (يدهش): ماذا تشعر به يا أحمد؟
أحمد (يشير إلى رأس كمال): فيه طاقة غريبة. بتتحكم فيه. مش مجرد أوامر. ده تلاعب.
(فجأة، تتوهج عينا كمال بلون أحمر قرمزي. يبدأ جسده في الارتعاش بعنف. صوته يتحول إلى رنين معدني مخيف، ليس صوت بشر.)
صوت غريب (من فم كمال، بصوت آلي عميق): "لقد كشفتم الكثير أيها البشر. لكنكم لن تعرفوا كل شيء."
(ينفجر رأس كمال في وميض من الطاقة المظلمة، لا يترك خلفه سوى جسداً بلا حياة. الحراس يدخلون الغرفة بسرعة.)
الأستاذ فارس (بصدمة): مستحيل! تم اغتياله عن بعد!
أحمد (صوت النظام يتردد في عقله بقوة، وقد اكتشف شيئاً مرعباً): "تحليل توقيع الطاقة: توقيع غريب... من نفس الأنماط الجينية المكتشفة في الميثاق القديم. الظلال ليست مجرد كائنات. إنها أسلحة."
أحمد (ينظر إلى الأستاذ فارس، وعيناه واسعتان): يا أستاذ... اللي قتله ده... مش بشر. ده شيء من نفس سلالة الجن اللي في الميثاق. الظلال اللي بنحاربها... دي مجرد جيش. فيه حاجة أكبر بكثير بتحصل.
الأستاذ فارس (بوجه شاحب): جيش؟ يعني... الظلال موجهة من قبل جن؟
أحمد: نعم. ويبدو إنهم مش عايزين أسرارهم تتكشف.
الداخل - أكاديمية حورس - غرفة الأستاذ فارس - صباحاً
الجو: الغرفة مليئة بالخرائط والوثائق. أجواء من اليأس ممزوج بالأمل.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد، منال، طارق.
الحوار:
الأستاذ فارس (يشير إلى خريطة العالم): الآن أصبح واضحاً. الظلال ظهرت في مواقع استراتيجية حول العالم. نقاط قوة في "عروق القوة" الأرضية. وكأن هناك من يجهز شيئاً.
منال: ومن الواضح أن هناك من البشر من يتعاون معهم.
طارق: وهل هم من "الجن" اللي انت بتتكلم عنهم دول يا أحمد؟
أحمد (صوت النظام يوجهه): "تحليل: إشارة طاقوية قوية تم رصدها في منطقة الأهرامات بالجيزة. تطابق مع أنماط طاقوية جينية قديمة من الميثاق. هذا الموقع قد يكون نقطة انطلاق لحدث كبير."
أحمد: فيه إشارة قوية جداً. في الأهرامات. قوة جينية قديمة جداً. ممكن تكون دي بداية إطلاق حاجة كبيرة.
الأستاذ فارس (بنبرة حاسمة): إذاً، هذا هو هدفنا التالي. الأهرامات ليست مجرد آثار. إنها بوابات قديمة، ونقاط قوة. قد يكون هذا هو المكان الذي سيتم فيه تفعيل الميثاق بالكامل.
الأستاذ فارس (ينظر إلى أحمد بجدية، ثم إلى منال وطارق): هذه المهمة ستكون الأخطر. سنواجه جن. وقوى لم نرها من قبل. أحمد، قوتك وأصولك ستكون مفتاح النصر.
أحمد (يشعر بثقل المسؤولية، لكنه يواجهها بتصميم. يرى في عقله نبض الختم الجيني يزداد قوة، كأنه يستجيب للتهديد الوشيك): أنا مستعد يا أستاذ. جسمي وعقلي... والنظام بتاعي... كلنا مستعدين.
(رحلة أحمد لتحديد أعدائه الحقيقيين قد بدأت للتو. الكشف عن أصوله ليس نهاية، بل هو مجرد بداية لمواجهة قوى لم تكن تخطر ببال أحد، ومعركة ملحمية ستقودها دماء الجن والبشر في عروقه.)
الفصل الثامن
معركة الأهرامات والوميض الغامض
الخارج - منطقة الجيزة - سفح الأهرامات - فجراً
الجو: سكون مطبق يلف صحراء الجيزة قبل الفجر. هواء بارد يحمل رائحة الرمال الجافة. الأهرامات الثلاثة تقف شامخة كحراس أزليين، تلوح أشباحاً سوداء في الضوء الخافت. فريق أحمد يتحرك بحذر شديد، مجهزاً بأحدث التقنيات وأسلحة الطاقة. توتر هائل يسيطر على الأجواء، ممزوج بترقب غير مفهوم.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الأستاذ فارس (عبر جهاز اتصال)، صوت النظام (ذكاء اصطناعي)، ظلال من الفئة A، كيان جني.
الحوار:
أحمد (يهمس، صوته يعكس تركيزاً حاداً، يشعر بنبضات خفيفة ومتقطعة في أعماقه): النظام... ما الذي تشعر به؟
صوت النظام (في عقل أحمد، بنبرة أكثر جدية وحذراً): "تحليل طاقوي لموقع الأهرامات: تركيز هائل للطاقة الجينية القديمة. موجات اهتزازية تتطابق مع أنماط الظلال من الفئة A. معدل الخطر: 98%. تحذير: الختم الجيني الخاص بك يتفاعل بشدة مع هذه الطاقة المحيطة، لكنه لم يفك. معدل الضغط على الختم: 15% ومتزايد."
منال (تحدق في الأهرامات، تشعر ببرودة غريبة تخترق جلدها): الطاقة هنا مختلفة. أجهزتنا تكاد لا تلتقط شيئاً. كأنها... بتختفي.
طارق (يشد على سلاحه): أنا حاسس بقشعريرة. ده مش مجرد نشاط ظلال عادي.
الأستاذ فارس (عبر جهاز الاتصال، صوته مشوش): "الفريق... انتبهوا! الاتصالات بدأت تضعف. بيانات الأقمار الصناعية تظهر... تكتلاً ضخماً للطاقة أسفل الهرم الأكبر. لا تتقدموا قبل معرفة طبيعة التهديد!"
(فجأة، تتوهج عينا أحمد بلون ذهبي غريب للحظة، لكنه يخفت بسرعة. يرى الأهرامات كشبكة عملاقة من خطوط الطاقة المتوهجة، تتصل بنقاط قوة تحت الأرض. يرى الظلال وهي تتجمع، ليس عشوائياً، بل كأوامر في شبكة معقدة.)
أحمد (بصوت حاسم، يتجاهل أوامر فارس): فات الأوان. الظلال مش هتستنى. (يشير بيده إلى نقطة معينة خلف الهرم الأكبر). هناك! فيه حد بيحركهم.
(منال وطارق ينظران حيث أشار أحمد. تظهر المئات من الظلال من الفئة B، وعدد كبير من الفئة A، تتحرك في تشكيلات منظمة نحوهم، كجيش يتقدم. فوقهم، يتجسد في الهواء كيان ضخم شبيه بالجن، له هيئة إنسانية لكنه مصنوع من ظل كثيف وعيناه تلمان بلهيب أحمر.)
طارق (بذهول): إيه ده؟ ده مش ظل عادي!
منال: ده... ده كيان جني! زي اللي قال عليه الأستاذ فارس في الميثاق!
الكيان الجني (صوته يرتفع في الهواء، كأنه صدى آلاف الأصوات، يرتجف له الهواء، يوجه حديثه لأحمد مباشرة): "لقد وصلت أيها الهجين! قوة أثير تتوهج فيك، لكنها ما زالت حبيسة! لن نسمح لك بإحباط الميثاق الجديد. سنطهر هذا العالم!"
صوت النظام (في عقل أحمد، بسرعة فائقة): "تحليل الكيان الجني: يمتلك قدرة على التلاعب بالزمكان. نقاط ضعف: التركيز على مصدر الطاقة الكامنة في صدره، والاعتماد على الروابط الطاقوية مع الظلال المحيطة به. تحذير: هجوم مباشر محفوف بالمخاطر. الختم الجيني يتأثر بشكل عنيف بطاقة هذا الكيان."
أحمد (تتوهج عيناه مجدداً للحظة، يشعر بقوة الختم تنبض بعنف مؤلم. يأخذ نفساً عميقاً، يشعر بالألم ينذره. يتذكر تدريباته الشاقة التي كانت تهدف إلى تحمل هذا الضغط): طارق! ركز على الظلال اللي بيحركها! منال! غطي ظهري! (يطلق شعاعاً من الوعي الطاقوي نحو الكيان الجني، ليس بهدف الإيذاء، بل لتحديد نقاط ضعفه بدقة أكبر.)
الخارج - ساحة القتال عند الأهرامات - فجراً
الجو: فوضى عارمة. طلقات الطاقة تتوهج في الظلام. الظلال تهاجم بلا رحمة. رمال الصحراء تتطاير مع كل ضربة.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الكيان الجني، الظلال.
الحوار:
(تبدأ المعركة. طارق يطلق كرات طاقة قوية نحو الظلال، يدمر بعضها لكن الأعداد هائلة. منال تنشئ دروعاً طاقوية وتحمي طارق من الهجمات المفاجئة. أحمد يندفع نحو الكيان الجني، بينما يقاتل الظلال التي تعترض طريقه.)
الكيان الجني (يرفع يده، موجة من الرمال السوداء تندفع نحو أحمد): لن تمر! قوتك حبيسة!
أحمد (يستخدم 'توقع مسار الطاقة' ليتفادى الرمال السوداء بخفة مذهلة. يرى الكيان الجني يركز طاقته. يتجنب هجومه القادم): أنت بتستخدم الظلال ك****!
صوت النظام: "مكافأة تجاوز تحدي الضغط الهائل: تفعيل 'التلاعب بالروابط الطاقوية الجزئي'. يمكنك الآن قطع روابط الظلال الصغيرة من مصدرها مؤقتاً. تحذير: هذه القدرة تزيد الضغط على الختم."
(أحمد يركز 'وعيه الطاقوي' على الظلال المحيطة بالكيان الجني. يمد يديه، ويطلق نبضات خفيفة لكنها مركزة، تقطع الروابط الطاقوية بين الظلال والكيان الجني. فجأة، تتوقف بعض الظلال عن الحركة للحظات، ثم تتفكك.)
الكيان الجني (بذهول): مستحيل! كيف تفعل هذا وقوتك كامنة؟!
طارق (يرى الظلال تتفكك): إيه اللي بيحصل؟ الظلال بتختفي!
منال (بإعجاب): أحمد! أنت قدرت تفككهم!
أحمد (يتجه نحو الكيان الجني، يشعر بقوته تزداد، لكن الألم في الختم يتزايد. معدل الضغط على الختم يصل إلى 30%): أنت مش بتتحكم فيهم بس. أنت بتستنزف طاقتهم عشان تفضل موجود!
(الكيان الجني يغضب. يطلق صرخة مدوية. يندفع نحو أحمد بسرعة هائلة، محاولاً لكمه. أحمد يستخدم 'الوعي الطاقوي' الخاص به، لا ليدافع، بل ليثبت الكيان الجني في مكانه للحظة قصيرة، يرى أحمد شبكة من الروابط الطاقوية التي تغذي الكيان من الهرم الأكبر.)
صوت النظام: "تحذير: الضغط على الختم الجيني يزداد بشكل حرج. جسد أحمد لم يصل إلى الاستعداد الكامل لتحمل هذا الضغط. تفعيل كامل لـ 'الإدراك الحسي الجيني' تحت ضغط."
(عينا أحمد تتوهج بقوة أكبر. يرى الكيان الجني ليس مجرد كتلة من الظل، بل يرى داخله شقوقاً من طاقة جينية قديمة مكسورة، وحزناً غائراً. يرى أنه ليس كياناً شريراً بالكامل، بل بقايا مشوهة من كيان نبيل. يرى حقيقة الميثاق القديم ليس مجرد قوة، بل "وعداً" لم يُفَ به.)
أحمد (بصوت يرتجف): أنت... أنت بتحاول ترجع مجد ضايع! الميثاق القديم ده... وعد للجن!
الكيان الجني (يتجمد. صوته يصبح أقل حده): كيف... كيف عرفت؟ هذا مستحيل وهويتك حبيسة!
(في تلك اللحظة الحاسمة، يظهر عدد من الظلال من الفئة A تهاجم منال وطارق، وتدفعهم بعيداً عن أحمد. الكيان الجني يستغل الفرصة، ويطلق طاقة مظلمة هائلة نحو أحمد.)
الكيان الجني: لن أسمح لك بتدمير خطتي! الختم لن ينكسر هنا!
أحمد (يشعر بالطاقة تضربه، يتراجع للخلف، لكنه لا يسقط. الألم يوقظ شيئاً بداخله. يشعر بالختم يهتز بعنف شديد. يرى ومضات أعمق من ذاكرته الجينية: والده وهو يقاتل، وهو يضع الختم عليه. يشعر برغبة في كسر هذا الألم والضغط.)
صوت النظام: "تحذير قصوى: الختم الجيني يتعرض لضغط هائل. جسد أحمد لم يصل إلى الاستعداد الكامل (30%). خطر مميت على وعيه في حال استمر هذا الضغط. معدل الضغط على الختم: 40%."
الخارج - قلب ساحة المعركة - قرب مدخل سري تحت الهرم الأكبر
الجو: اشتداد المعركة. الأرض تهتز. الأهرامات تبدو وكأنها تتنفس طاقة مظلمة.
الشخصيات: أحمد، الكيان الجني، منال، طارق، شخصية ملثمة جديدة (قائد المؤامرة).
الحوار:
(أحمد يرى الكيان الجني يتجه نحو مدخل سري يفتح في أحد جوانب الهرم الأكبر. يدرك أن هذا هو الهدف الحقيقي: تفعيل شيء بالداخل.)
أحمد (بإصرار): مش هسمح لك!
(لكن الظلال تلتف حوله، تحاول إعاقته. يقاتلهم بعنف، يستخدم 'الوعي الطاقوي' و 'التلاعب بالروابط' لإضعافهم، لكنهم كثيرون جداً. يرى منال وطارق يقاتلان بشجاعة، لكنهما على وشك الإرهاق.)
طارق (يصرخ): أحمد! لازم تدخل! احنا مش هنقدر نصمد أكتر من كده!
(الكيان الجني يقترب من المدخل السري. يرفع يده، وتوهج طاقة مظلمة.)
الكيان الجني: انتهى الأمر أيها الهجين! الميثاق سيعود!
(فجأة، تظهر شخصية ملثمة جديدة، يرتدي رداءً أسود أنيقاً، ويحمل عصا ذهبية تلمع بنقوش غريبة. يقف بجانب الكيان الجني. هذا هو قائد المؤامرة البشري.)
القائد الملثم (بصوت هادئ وواثق): لا تتعجل أيها الجان. الهجين... لا يزال جزءاً من الخطة.
(ينظر القائد الملثم إلى أحمد، وعيناه تلمعان من خلف القناع. أحمد يشعر بقشعريرة. هذه ليست طاقة جن، بل طاقة بشرية لكنها قوية ومظلمة بشكل مرعب.)
صوت النظام: "تحليل قائد المؤامرة: توقيع طاقوي بشري غير عادي. يمتلك قدرة على تفعيل بعض الرموز الجينية في الميثاق القديم. معدل الخطر: 99%."
أحمد (يرى المشهد أمامه. الكيان الجني، القائد الملثم، الظلال، والطاقة المتصاعدة من الهرم. يشعر باليأس يتسلل، لكنه يرفض الاستسلام. يضغط على نفسه. يشعر بالختم الجيني ينفجر بألم داخله، ليس قوة حقيقية، بل صرخات طاقوية من الختم نفسه نتيجة للضغط الهائل. يرى الكون من حوله كشبكة معقدة من الطاقة والذرات.)
(تتوهج عينا أحمد بالكامل بلون ذهبي ساطع للحظة، ويطلق صرخة قوية، ليست صرخة بشرية، بل صرخة تجمع بين الألم والقوة الكامنة التي تضغط للخارج.)
(تندفع دفقة طاقوية هائلة من جسد أحمد، ليست طاقة تحت سيطرته، بل هي رد فعل عنيف من الختم نفسه للطاقة المحيطة به والضغط الذي يتعرض له. كل الظلال المحيطة به تتفكك في لحظتها بفعل هذه الدفقة غير المتحكم فيها. حتى الكيان الجني والقائد الملثم يرتعدان.)
الكيان الجني: مستحيل! قوة الختم تخرج بعنف! لم نكن نتوقع هذا!
القائد الملثم (بصدمة): لقد فعلها! الختم... هذا أكثر عناداً مما توقعنا!
(أحمد يسقط على ركبتيه، يتنفس بصعوبة. الطاقة التي أطلقها كانت هائلة لكنها استنزفته بشدة وتسببت له بألم مبرح. الختم لم ينفك، لكنه اهتز بقوة وأطلق هذه الدفعة الهائلة من الطاقة الخام، كاشفاً عن جزء من قوته الكامنة دون أن يفتح. يشعر بألم شديد، لكنه يشعر أيضاً بومضات قوية في وعيه.)
صوت النظام (في عقل أحمد، بصوت مرتجف بعض الشيء، وكأنه تأثر بالدفعة): "تحذير قصوى: الختم الجيني لم ينفك. ما حدث كان دفقة طاقوية قسرية نتيجة للضغط الشديد. جسدك... جسدك تأثر بشدة. يجب التراجع فوراً لإعادة بناء الطاقة وتثبيت الختم. مكافأة الأداء: الوصول الجزئي إلى 'الذاكرة الجينية المبعثرة'."
أحمد (يرفع رأسه، عيناه لا تزالان تلمعان بالذهب الخافت. ينظر إلى القائد الملثم والكيان الجني، اللذين يبدوان مذهولين من قوة الانفجار. يبتسم ابتسامة باهتة لكنها تحمل تحدياً): مش هتكملوا... خطتكم.
(القائد الملثم والكيان الجني يتبادلان نظرات سريعة. يدركان أن أحمد أصبح تهديداً أكبر مما توقعوا، حتى بختمه المغلق. الكيان الجني يطلق صرخة، وتختفي الظلال معه. يتبعه القائد الملثم في الظلام، تاركين أحمد خلفهم، منهكاً لكنه لم يهزم.)
الخارج - سفح الأهرامات - فجراً متأخراً
الجو: سكون يعود للمنطقة. آثار المعركة واضحة. منال وطارق يركضان نحو أحمد، قلقان.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الأستاذ فارس (عبر جهاز اتصال).
الحوار:
منال (بلهفة، تحتضن أحمد): أحمد! أنت بخير؟! كنا قلقانين عليك جداً! إيه اللي حصل ده؟
طارق (يعينه على النهوض، ينظر إلى أحمد بذهول): إيه القوة اللي طلعت منك دي؟ دي مش طاقة صيادين أبداً! دي... دي قوة خارقة!
أحمد (يتنفس بصعوبة، يرى الخاتم بداخله ينبض بشكل مختلف، كأنه يئن تحت الضغط، وليس مفتوحاً. يشعر بأن جزءاً من وعيه أصبح متصلاً بشيء أعمق بكثير. صوت النظام أصبح أكثر "وعياً" وكأنه تفاعل مع طاقة الدفعة): ده... ده الختم. رد فعل على الضغط. هو... هو لسه مقفول. بس... حسيت بحاجة.
صوت النظام (في عقل أحمد، يبدو أكثر حيوية): "الختم الجيني ما زال مغلقاً. الدفعة الطاقوية كانت نتيجة لعدم قدرة جسدك على تحمل الضغط المتزايد. معدل استعداد جسدك حالياً لاستيعاب طاقة الختم: 30%. تحذير: استخدام هذه القوة قبل الاستعداد الكامل قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. مكافأة الأداء: الوصول إلى 'الذاكرة الجينية المبعثرة'."
أحمد (يشعر بسيل من الصور والمعلومات الغريبة تتدفق في عقله، لكنها غير واضحة. يرى لمحات من ممالك قديمة، ووجوه غير بشرية، ومخططات غامضة. يغمض عينيه بقوة، محاولاً استيعابها.)
الأستاذ فارس (صوته يعود عبر الاتصال، مفعماً بالقلق والإعجاب): "أحمد! هل أنت بخير؟ فقدنا الاتصال! ما هذه الطاقة الهائلة التي ظهرت في الأهرامات؟"
أحمد (بصوت متعب): احنا بخير يا أستاذ. الظلال اتراجعت. بس... لازم تعرف إن الختم... ما اتفكش. اللي حصل ده كان حاجة تانية. كان... رد فعل عنيف من الختم نفسه.
منال (تمسك بيد أحمد): لازم نرجع الأكاديمية حالا. الأستاذ فارس لازم يعرف كل ده.
طارق (ينظر إلى أحمد بذهول عميق، ثم إلى الأهرامات): الحرب دي... أكبر بكتير مما تخيلنا. وده كان مجرد بداية.
(أحمد ينهض، يشعر بالألم، لكنه يشعر أيضاً بقوة كامنة هائلة تتجذر في أعماقه، تنتظر التحرير. الختم الجيني ما زال مغلقاً، لكن تجربته في الأهرامات فتحت له نافذة على عالم لم يكن يعرفه، وزادت من إصراره على الاستعداد لمصيره. المعركة في الأهرامات لم تكن مجرد مهمة، بل كانت بداية حقيقية لرحلة إعداد أحمد، وكشفاً عن حجم الصراع الذي هو جزء منه.)
ارتداد الطاقة وومضات الذاكرة القديمة
الداخل - أكاديمية حورس - الجناح الطبي المتخصص - صباحًا (بعد يومين من مهمة الأهرامات)
الجو: غرفة طبية متطورة، أجهزة مراقبة تصدر أصواتاً خافتة. أحمد مستلقٍ على سرير، متصل بأسلاك طبية تقيس وظائفه الحيوية والطاقوية. وجهه شاحب، لكن عينيه تحملان وهجاً غريباً. الأستاذ فارس يقف بجانب السرير، يراقب الشاشات بقلق. منال وطارق يجلسان على مقعدين قريبين، يبدو عليهما الإرهاق والقلق.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام، الأستاذ فارس، منال، طارق.
الحوار:
الأستاذ فارس (يمسح على رأسه، بنبرة متعبة): حالتك مستقرة يا أحمد، لكن النظام يشير إلى استنزاف طاقوي هائل. الدفعة الطاقوية اللي طلعت منك في الأهرامات كانت أقوى من أن جسدك يتحملها.
أحمد (بصوت منخفض، يشعر بألم خفيف في كل جزء من جسده): حاسس إني مكسر. بس... كان لازم أعمل كده. الكيان ده والقائد الملثم كانوا هيعملوا حاجة كبيرة.
صوت النظام (في عقل أحمد، بصوت حذر جداً): "تحذير: جسدك يعاني من 'صدمة طاقوية ارتدادية'. الختم الجيني لم يفك، ولكنه تعرض لضغط هائل. محاولة تكرار هذه الدفعة قبل الاستعداد الكامل قد تؤدي إلى انهيار عصبي وطاقوي دائم. معدل الاستعداد الحالي لفك الختم: 28% (بسبب تراجع مؤقت)."
منال (بقلق): يعني إيه يا أستاذ؟ أحمد ممكن ميبقاش زي الأول؟
الأستاذ فارس: لا، أحمد سيتعافى بالكامل. لكن هذا يؤكد لنا أن فك الختم الجيني ليس بالأمر الهين. جسد أحمد البشري، حتى بعد كل تدريباته، لم يصل بعد إلى درجة التحمل المطلوبة لاستيعاب قوة الجن الكاملة. (يتوجه لأحمد). هذا يعني أن تدريباتك القادمة يجب أن تركز على زيادة قدرة جسدك وعقلك على التحمل بشكل غير مسبوق.
طارق (يتنهد): يعني هنرجع للتدريبات تاني؟ بعد كل اللي شفناه ده؟
أحمد (يغمض عينيه، تومض في ذهنه صور غريبة ومبعثرة: قصور مهيبة، وجوه غير بشرية، ومخططات غامضة): الذاكرة الجينية... بدأت تبقى أوضح شوية. بشوف حاجات... حاجات غريبة.
صوت النظام: "تأكيد: الذاكرة الجينية المبعثرة تزداد وضوحاً نتيجة للضغط الطاقوي الأخير. يمكن تفعيل 'بروتوكول الاندماج المعرفي' لمساعدة أحمد على فهم هذه الذكريات. ملاحظة: هذا البروتوكول يستهلك طاقة كبيرة."
الأستاذ فارس: الذاكرة الجينية؟ هل تتذكر شيئاً عن والدك؟ أو عن الميثاق؟
أحمد: مش فاهم كل حاجة. ومضات. (يفتح عينيه). بس فيه حاجة... عن الظلال. الظلال اللي حاربناها... مش كلها شريرة. بعضها... كان مجرد أدوات. حاسس إن فيهم جزء... ممكن يتواصل.
(منال وطارق ينظران لبعضهما بدهشة.)
الأستاذ فارس (يدهش): تتواصل؟ هل تتحدث عن قدرة على... ترويض الظلال؟
أحمد (صوت النظام يتدخل): "مكافأة الاستقرار بعد الصدمة: تفعيل 'الرؤية الروحية المتقدمة'. يمكنك الآن رؤية الروابط الروحية بين الظلال ومستخدميها، وتمييز الظلال التي ليس لها سيد."
أحمد (ينظر إلى يديه، ثم إلى الهواء المحيط به، يرى وميضاً خفيفاً من الروابط غير المرئية): مش ترويض... بس فيه ظلال ممكن تبقى حرة. مش كلهم بيتبعوا الأوامر. ممكن يكونوا... مجرد أشباح ضائعة.
الداخل - أكاديمية حورس - قاعة التدريب المتقدم - نهاراً (بعد أسبوعين من تعافي أحمد)
الجو: قاعة التدريب تبدو أكثر قسوة. أجهزة جديدة تقيس الضغط الطاقوي على جسد أحمد. الأستاذ فارس يوجه التدريبات بحذر شديد. طارق ومنال يشاركان في التدريبات الجديدة التي تركز على التنسيق والوعي الطاقوي.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام، الأستاذ فارس، منال، طارق.
الحوار:
صوت النظام: "تحدي اليوم: الحفاظ على الاستقرار الطاقوي أثناء التعرض لموجات طاقة معادية لمدة 15 دقيقة. هدف التدريب: زيادة 5% في تحمل الصدمات الطاقوية، و1% في معدل الاستعداد لفك الختم. عقوبة عدم الإكمال: إجهاد طاقوي يؤثر على سرعة التفكير لمدة 48 ساعة."
(أحمد يقف داخل حلقة من أجهزة توليد الطاقة. تبدأ الأجهزة في إطلاق موجات طاقوية متقطعة وقوية. يشعر أحمد بالضغط على جسده وعلى الختم الجيني بداخله.)
الأستاذ فارس: ركز يا أحمد! تنفس بعمق! حول الطاقة الضارة إلى طاقة داخلية!
(أحمد يغمض عينيه. يستخدم 'الوعي الطاقوي' ليمتص الموجات ويحولها. يرى النظام الداخلي لجسده وهو يتكيف، العضلات والأعصاب تعمل في تناغم لمواجهة الضغط. يشعر بالختم الجيني ينبض، ليس بألم، بل بتحدٍ.)
منال (تراقب بتركيز): قدرته على امتصاص الطاقة وتدويرها بقت مذهلة.
طارق: ده مش تدريب على القتال بس. ده تدريب على التحمل.
(بعد 15 دقيقة، تتوقف الأجهزة. أحمد يتنفس بصعوبة لكنه يقف بثبات. يرى صوراً أوضح من "الذاكرة الجينية المبعثرة": مراسم قديمة، جن بملابس ملكية، وخريطة لمدن غير بشرية.)
صوت النظام: "تحدي الاستقرار الطاقوي مكتمل بنسبة 100%. معدل الاستعداد الحالي لفك الختم: 32%. مكافأة الأداء: تفعيل قدرة 'التواصل الطاقوي الجزئي' مع الظلال غير المرتبطة."
أحمد (يشعر بقدرة جديدة، كأنه يستطيع فهم همسات خفية في الهواء): أنا... أنا بقدر أحس بيهم. بالظلال اللي مالهاش سيد. ممكن أكلمهم... بطريقة ما.
الأستاذ فارس (بذهول): ترويض الظلال! هذا ما تحدث عنه الميثاق القديم! الملك أثير كان قادراً على التواصل مع الظلال الهائمة وقيادتها!
أحمد (يرفع يده. يرى في القاعة ظلًا صغيراً يتوهج خافتاً، وكأنه ينجذب إليه. يمد يده ببطء. الظل يتقدم متردداً، ثم يلتف حول ذراعه كأنه حيوان أليف خائف. منال وطارق يذهلان): أنا... أنا قدرت.
الداخل - أكاديمية حورس - مكتب الأستاذ فارس - ليلًا
الجو: المكتب مظلم بعض الشيء. الأستاذ فارس يجلس خلف مكتبه، وأمامه ملفات ضخمة عن الأستاذ كمال والمؤامرة. أحمد يجلس مقابله، يشرح له ما حدث في ذاكرته.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد، صوت النظام.
الحوار:
أحمد: الذاكرة الجينية المبعثرة بدأت تكشف أكتر عن والدي. هو فعلاً كان ملك. الملك أثير. وكان فيه حرب كبيرة جداً بين ممالك الجن القديمة. والميثاق القديم ده... كان اتفاق سلام بينهم.
الأستاذ فارس (بجدية): والمؤامرة دي... بتحاول تفسد السلام ده، أو تستغل قوته.
أحمد: المشكلة إن فيه جن خانوا الميثاق. وانضموا للبشر اللي بيحاولوا يتحكموا في الظلال. (صوت النظام: "تأكيد: قائد المؤامرة البشري في الأهرامات يمتلك قدرة على التلاعب ببعض رموز الميثاق القديم. هذا يشير إلى معرفة عميقة بعلوم الجن.")
الأستاذ فارس: الأستاذ كمال لم يكن سوى بيدق. الخطر الحقيقي هو هذا القائد الملثم، والكيان الجني اللي كان معاه. (يتنهد). لازم نلاقي طريقة نكشف بيها مين دول بالظبط.
أحمد (يفكر، تومض في ذهنه صور لكتاب قديم): فيه حاجة في ذاكرتي... عن كتاب. كتاب والد أثير. فيه كل حاجة عن الجن. عن الطلاسم، السحر، وحتى اللغات القديمة.
الأستاذ فارس (تتسع عيناه): كتاب الملك أثير؟ لو وجدنا هذا الكتاب، سيكون كنزاً لا يقدر بثمن! يمكنه أن يكشف لنا الكثير عن المؤامرة، وعن طريقة فك ختمك يا أحمد!
صوت النظام: "تأكيد: وجود كتاب الملك أثير حقيقي. مكانه غير محدد حالياً. العثور عليه سيزيد من معدل استعداد أحمد لفك الختم بنسبة 10%، ويمنحه قدرات معرفية هائلة."
أحمد: وفيه طلسم جواه. لو اتقرى، بيخلي اللي يقراه يفهم كل معلومات الكتاب في ربع ساعة.
الأستاذ فارس (ينهض بحماس): هذا مذهل! إذاً مهمتنا التالية هي البحث عن كتاب الملك أثير. هذه المعرفة ستكون سلاحنا الأقوى.
الخارج - قاعدة سرية للأعداء - ليلًا
الجو: ظلام دامس. غرفة تحكم مليئة بالشاشات التي تعرض بيانات عن أحمد والأكاديمية. القائد الملثم يقف أمام الشاشات. الكيان الجني يجلس في ركن، طاقته تزداد سواداً.
الشخصيات: القائد الملثم، الكيان الجني، عملاء الظلال (خلفهم).
الحوار:
الكيان الجني (بصوت يغص بالاستياء): الهجين أصبح خطراً. دفعة طاقوية لم نتوقعها. حتى بختمه المغلق، قوته تهدد الميثاق الجديد.
القائد الملثم (ببرود وهدوء): لهذا السبب لم نقتله. قوته الكامنة ستكون مفتاحنا الأخير. (ينظر إلى شاشة تعرض صورة أحمد). يجب أن نسرع. الوقت ينفد.
الكيان الجني: سنرسل المزيد من الظلال. وسنهاجم الأكاديمية نفسها. هذا الهجين يجب أن يوضع تحت سيطرتنا.
القائد الملثم (يرفع يده، شعاع من الطاقة المظلمة يلمع في كفه): لا. ليس الآن. هو يكتشف أسراراً. يرى ظلالاً هائمة يمكن ترويضها. هذا يخدم خطتنا في النهاية. لكن يجب أن نراقبه عن كثب. ونعجل بتفعيل النقطة التالية في الميثاق القديم.
(يشير القائد الملثم إلى خريطة عالمية على إحدى الشاشات. نقاط مضيئة تتوهج في مواقع مختلفة: القاهرة، بغداد، روما، طوكيو.)
القائد الملثم: بوابات الطاقة القديمة بدأت في الفتح. قريباً، ستتحد جميعاً.
(ابتسامة شريرة ترتسم على وجهه من خلف القجاب. الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد، وأحمد أصبح قطعة شطرنج حاسمة في لعبة أكبر بكثير مما يتخيل.)
الجزء التاسع
نبوءة الكتاب وبداية الإدراك الخفي
مشهد 1
الداخل - أكاديمية حورس - مختبر الأستاذ فارس السري - صباحاً (بعد أسبوع من مهمة الأهرامات وتماثل أحمد للشفاء)
الجو: المختبر يضج بالبيانات والخرائط القديمة. الأستاذ فارس ومنال وطارق يعملون بجدية. أحمد يجلس أمام شاشات النظام، يحاول فك رموز "الذاكرة الجينية المبعثرة" التي تتدفق إليه. الإرهاق لا يزال واضحاً على وجهه، لكنه يتضاءل أمام فضوله.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام، الأستاذ فارس، منال، طارق.
الحوار:
الأستاذ فارس (يشير إلى خريطة قديمة يعرضها النظام): "كتاب الملك أثير" ليس مجرد كتاب. الميثاق القديم يذكره كـ "مفتاح المعرفة". لكن مكانه سري للغاية. كل المؤشرات التي جمعناها حتى الآن لا تقودنا لشيء ملموس.
منال (تتصفح قاعدة بيانات مشفرة): كل ما نجده هو إشارات غامضة عن "النور المنبعث من الظلام" و"القلب النابض للماضي". رموز أكثر منها معلومات.
طارق (يتنهد بملل): يعني رحلة بحث عن كنز أسطوري؟ يا ريت تكون الظلال أسهل من فك الشفرات دي.
أحمد (يغمض عينيه، يركز. يرى ومضات أعمق في ذاكرته الجينية، تشمل خرائط غريبة ورموزًا تتطابق مع رموز الميثاق. يشعر بأن النظام يتفاعل مع هذه الذكريات): النظام... هل فيه أي تطابق بين الرموز اللي بشوفها والبيانات اللي جمعتوها؟
صوت النظام (في عقل أحمد، بنبرة أكثر وضوحاً وثقة): "تطابق بنسبة 70% بين الأنماط الطاقوية في ذاكرتك الجينية ورموز الميثاق. الذاكرة تشير إلى أن الكتاب لا يوجد في مكان ثابت. إنه مرتبط بـ 'طاقة حارسة' تتنقل بين 'نقاط التقاء الطاقة' القديمة. لتحديد موقعه، يجب تنشيط المزيد من نقاط التقاء الطاقة."
الأستاذ فارس (ينظر إلى أحمد بذهول): ماذا يعني "طاقة حارسة"؟ ومواقع "نقاط التقاء الطاقة"؟
أحمد (يفتح عينيه، يشعر بقوة التركيز): دي أماكن قوية جداً. زي اللي كنا فيها في الأهرامات. أماكن فيها تركيز طاقوي تاريخي. الكتاب... مش موجود في مكان واحد. بيتحرك. واللي بيحرسه... ممكن يكون جني.
منال (تدهش): جني يحمي كتاب؟ يعني لازم نواجه جني عشان نوصل للكتاب؟
طارق (يستعد): وده اللي كنت حاسس بيه! المعركة هتكون مع الجن نفسهم!
أحمد: والذاكرة بتكشف لي كمان عن الظلال. الظلال اللي مالهاش سيد... ممكن أقدر أأثر عليها. حسيت بكده في الأهرامات. (يظهر ظلًا صغيراً يتوهج خافتاً في أحد أركان المختبر، لا يراه أحد سواه. يمد أحمد يده، ويشعر بالظل يقترب ببطء، وكأنه كائن حي.)
صوت النظام: "تفعيل 'الرؤية الروحية المتقدمة' بنجاح. يمكنك رؤية الظلال غير المرتبطة. تفعيل 'التواصل الطاقوي الجزئي' مع الظلال غير المرتبطة. يمكنك محاولة إصدار أوامر بسيطة لهذه الظلال. تحذير: هذه القدرة تستنزف طاقة الوعي. معدل الاستعداد لفك الختم: 32%."
الأستاذ فارس: لو كانت هذه القدرة حقيقية يا أحمد، فستكون سلاحاً لا يقدر بثمن. لكن يجب أن نكون حذرين. الظلال كيانات خطيرة.
مشهد 2
الداخل - أكاديمية حورس - منطقة التدريب المفتوحة - نهاراً (بعد أسبوعين من البحث الأول)
الجو: منطقة تدريب واسعة، أجهزة تحكم متطورة. أحمد يقف في المنتصف، يركز على مجموعة من الظلال "الحرة" التي تم جذبها للأكاديمية بطريقة خاصة. طارق ومنال يراقبانه، والأستاذ فارس يعطي التوجيهات من غرفة التحكم.
الشخصيات: أحمد، صوت النظام، الأستاذ فارس، منال، طارق، عدد من الظلال غير المرتبطة.
الحوار:
الأستاذ فارس (عبر المكبر): تذكر يا أحمد، هذه الظلال ضعيفة نسبياً، لكنها تفتقر للوعي الحقيقي. حاول استخدام 'التواصل الطاقوي' لإصدار أمر بسيط.
(أحمد يغمض عينيه، يركز. يمد يده نحو الظلال. يشعر بطاقاتهم المتشتتة، ويرى روابط خفية. يرى الظلال ككتل من الطاقة الحائرة. يرسل لهم فكرة بسيطة: "توقفوا.")
(تتوقف الظلال المشتتة عن الحركة للحظات، ثم تتحرك ببطء شديد، وكأنها في حيرة. ثم تعود للتشتت.)
طارق (مدهشاً): هو عمل إيه؟ الظلال وقفت!
منال: مش زي السحر، بس زي... أمر!
صوت النظام: "محاولة التواصل ناجحة بنسبة 10%. الظلال تستجيب للأوامر الأساسية. مكافأة: زيادة 1% في السيطرة الطاقوية على الظلال. عقوبة الاستنزاف: انخفاض 5% في معدل الشفاء الطبيعي لمدة 12 ساعة."
أحمد (يتنفس بصعوبة، يشعر بإجهاد عقلي): صعب. بيتعبني. بس فيه حاجة جوه الظلال دي... حاسة بوجودي.
(فجأة، تومض عينا أحمد باللون الذهبي للحظة. يرى بصورة خاطفة جنياً يقف في زاوية القاعة، يختبئ في الظل. الجني يبدو متفاجئاً بأن أحمد رآه، ويختفي بسرعة البرق. أحمد يشعر بقشعريرة. هذه ليست مجربة رؤية ظل، بل كيان واعٍ.)
أحمد (بصوت مرتجف، يمسك برأسه): شفت حاجة... شفت جني. كان هنا. بيراقبنا.
الأستاذ فارس (يتفاجأ): جني في الأكاديمية؟ هل أنت متأكد يا أحمد؟
أحمد: أيوه. كان بيراقبنا من الزاوية. اختفى بسرعة. (صوت النظام: "تحذير: قدرة 'الإدراك البصري الجيني' تزداد حدة. قد تبدأ في رؤية الجن المختبئين حولك. هذا يؤثر على الوعي النفسي. معدل الاستعداد لفك الختم: 33%.")
منال (بتردد): يعني فيه جن حوالينا طول الوقت وإحنا منعرفش؟
طارق (يشد على سلاحه): ده بيخلي الوضع أخطر بكتير.
مشهد 3
الداخل - أكاديمية حورس - مكتب الأستاذ فارس - ليلًا
الجو: المكتب مليء بالوثائق. الأستاذ فارس يحاول الربط بين المعلومات التي لديهم. أحمد يجلس بصمت، ما زال يفكر في الجني الذي رآه.
الشخصيات: الأستاذ فارس، أحمد، صوت النظام.
الحوار:
الأستاذ فارس: وجود جني مراقب في الأكاديمية يؤكد أن الأعداء يراقبوننا عن كثب. يجب أن نزيد من حراسة الأكاديمية ونرفع حالة التأهب.
أحمد (يغمض عينيه، تتدفق إليه ومضات من الذاكرة الجينية: يرى والده الملك أثير وهو يضع أختاماً على كائنات جنية، يأمرها بحماية مكان ما. ثم يرى وجه والدته وهو يودعها): الذاكرة بتوضح أكتر. والدي... الملك أثير... كان بيحط جن للحماية. الحماية في العالم البشري. زي حراسة غير مرئية.
صوت النظام: "تأكيد: الجن الذين رأيتهم قد يكونون من 'الحراس الأوفياء' الذين وضعهم الملك أثير. هذه هي إحدى علامات اقترابك من ذروة القوة في العالم البشري. معدل الاستعداد لفك الختم: 35%."
الأستاذ فارس (يدهش): حراس أوفياء؟ يعني ممكن يكون فيه جن بيحموك طول الوقت وإحنا منعرفش؟
أحمد (يشعر بقوة غامضة، وكأن هناك من يراقب ويحمي حقاً): ممكن. الذاكرة بتوريني صور ليها علاقة بالحماية.
الأستاذ فارس (يفكر): هذا يغير كل شيء. لو تمكنا من التواصل مع هؤلاء الحراس، فقد نحصل على معلومات حاسمة عن الكتاب، وعن المؤامرة.
(فجأة، يهتز هاتف الأستاذ فارس. يفتح الرسالة ويشحب وجهه.)
الأستاذ فارس: هذا سيء. جداً سيء.
أحمد: إيه اللي حصل يا أستاذ؟
الأستاذ فارس: تم الهجوم على إحدى "نقاط التقاء الطاقة" القديمة في منطقة الأقصر. الظلال تهاجم المكان بشكل منظم، وكأن هناك من يوجههم لتدمير هذه النقاط بالذات.
أحمد (ينهض، يرى رابطاً بين ذاكرته وبين الخبر): الأقصر! الذاكرة الجينية بتاعتي فيها ومضات عن مكان هناك. الأقصر... دي واحدة من نقاط التقاء الطاقة اللي الكتاب متعلق بيها! هم بيحاولوا يمنعونا نوصل للكتاب.
الأستاذ فارس (ينظر لأحمد، وجهه مليء بالتصميم): إذاً، لا وقت للانتظار. يجب أن نتوجه إلى الأقصر فوراً. هذه قد تكون فرصتنا الوحيدة لتحديد موقع الكتاب، وإيقاف الأعداء. (صوت النظام في عقل أحمد: "تحذير: مهمة الأقصر ستكون على درجة عالية من الخطورة. قد تواجه جنياً حارساً للكتاب أو عدواً جلياً." )
(أحمد يشعر بضغط كبير، لكنه يواجه الأمر بعزيمة. رحلته للبحث عن المعرفة تقوده إلى قلب الخطر، ومع كل خطوة يخطوها، تزداد هويته الجنية وضوحاً، ويقترب أكثر من إدراك عالم الجن الخفي حوله.)
معركة طيبة القديمة وإيقاظ الحراس
مشهد 1
الخارج - الأقصر - معبد الكرنك - فجراً (وصول الفريق)
الجو: هواء الأقصر البارد يحمل عبق التاريخ. أعمدة معبد الكرنك الشاهقة تلوح كأشباح عملاقة في الضوء الخافت قبل شروق الشمس. سكون غريب يلف المكان، لكن تحت هذا السكون يكمن توتر مرعب. آثار الهجوم الأولي واضحة: شقوق في بعض الأعمدة، وعلامات حروق طاقوية على الأرض.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الأستاذ فارس (عبر جهاز اتصال)، صوت النظام، ظلال من الفئة A و B.
الحوار:
الأستاذ فارس (عبر جهاز الاتصال، صوته جاد): "وصلتم يا فريق. الأقمار الصناعية تشير إلى أن نشاط الظلال قد تراجع قليلاً بعد هجومهم الأول، لكن لا تزال هناك تركيزات طاقوية ضخمة أسفل المعبد. هذه هي إحدى أهم نقاط التقاء الطاقة القديمة. احذروا."
منال (تتفحص أجهزتها، وجهها متجهم): مستويات الطاقة متذبذبة بشكل جنوني يا أستاذ. كأن فيه حاجة بتسحبها من الأرض.
طارق (يلقي نظرة على الآثار القديمة، ثم يشد على سلاحه): الجو هنا مش مريح. حاسس إن المكان بيراقبنا.
أحمد (يغمض عينيه للحظة، يستخدم 'الإدراك الحسي الجيني'. يرى شبكة من خطوط الطاقة تتوهج تحت الأرض، تتلاقى في نقطة مركزية تحت المعبد. يرى مئات من الظلال تتحرك كخلايا في جسد واحد، ولكن هذه المرة يرى ومضات لأعداد أكبر بكثير من الظلال "الحرة" أو "الضائعة" تتواجد حولهم، وكأنها تنتظر شيئًا ما. يشعر بالختم الجيني ينبض بقوة، ومعدل الاستعداد يرتفع قليلاً إلى 37%): الأعداء لسه هنا. فيه عدد كبير منهم مستخبي تحت الأرض. (تومض عيناه بالذهب الخافت). وفيه... فيه جن بيراقبنا من بين الأعمدة. مش ظلال. جن حقيقي.
(منال وطارق ينظران إلى بعضهما بذهول، ثم إلى الأعمدة. لا يريان شيئًا.)
صوت النظام (في عقل أحمد، بنبرة أكثر وضوحاً): "تأكيد: 'الإدراك البصري الجيني' يعمل بكامل طاقته. يمكنك رؤية الجن المختبئين. هؤلاء قد يكونون حراساً قدماء، أو جزءاً من الأعداء. تحذير: الختم الجيني يتعرض لضغط بسيط من وجود هؤلاء الكائنات الواعية."
أحمد (يهمس): دول حراس. مش أعداء. حراس... بيحاولوا يشوفوا إحنا مين.
(فجأة، تندفع المئات من الظلال من الفئة B والفئة A من بين الأعمدة ومن تحت الأرض، تتحرك بسرعة مرعبة نحو الفريق، وكأنها تلقت أمراً بالهجوم الشامل.)
طارق (يصرخ): هجوم!
منال (ترفع درعها الطاقوي): جهزوا نفسكم! أعدادهم مهولة!
مشهد 2
الخارج - الأقصر - معبد الكرنك - قلب المعركة
الجو: فوضى عارمة. طلقات الطاقة تضيء سماء الفجر. أصوات الانفجارات الطاقوية تمتزج بصيحات الفريق. الرمال تتطاير.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الظلال الموجهة، الظلال غير المرتبطة، كيان جني ضخم (العدو).
الحوار:
(تبدأ المعركة بضراوة. طارق يطلق وابلاً من القذائف الطاقوية، يدمر عشرات الظلال. منال تنشئ دروعاً قوية، وتحمي أحمد وطارق من الهجمات الجانبية، بينما تطلق صواريخ طاقوية مركزة. أحمد يقاتل بشراسة، يستخدم سرعته وخفة حركته، ويوجه ضربات 'وعي طاقوي' دقيقة تقضي على الظلال الموجهة.)
أحمد (صوته حاسم، يقاتل): مش هنقدر نصمد قدام العدد ده! لازم نلاقي طريقة نشتتهم!
صوت النظام: "تحذير: مصدر الظلال الموجهة هو كيان جني يختبئ تحت الهيكل الرئيسي للمعبد. معدل الخطر: مرتفع جداً."
(فجأة، يظهر كيان جني ضخم من باطن الأرض، مصنوع من ظل كثيف وله عينا حمراء متوهجة، يطلق صرخة مدوية. هذا الكيان يشبه الكيان الذي واجهه في الأهرامات، لكنه يبدو أقوى وأكثر وحشية. يرسل موجات طاقوية تدفع الظلال نحو الفريق بقوة أكبر.)
الكيان الجني (صوته يرتجف له الهواء): لن تتجاوزوا! هذه النقطة... تحت حمايتنا!
أحمد (يرى الظلال "الحرة" تتجمع حول الكيان الجني، لكنها تبدو مرتبكة، ليست موجهة بالكامل. يركز كل وعيه. يمد يده نحو الظلال "الحرة" القريبة): النظام! 'التواصل الطاقوي' على أقصى مدى!
صوت النظام: "تفعيل 'التواصل الطاقوي' على أقصى مدى. تحذير: استنزاف هائل لطاقة الوعي. قد يؤثر على القدرة على القتال المباشر."
(أحمد يغمض عينيه للحظة، يشعر بألم حاد في رأسه. يرسل موجة طاقوية مركزة تحمل رسالة قوية للظلال "الحرة": "قاتلوا سيدكم! استعيدوا حريتكم!")
(فجأة، تتوقف المئات من الظلال "الحرة" عن الاندفاع. تتوهج عيون بعضها باللون الأزرق الخافت. ثم تنقلب على الظلال الموجهة والكيان الجني، مهاجمةً إياهم بلا رحمة. تتلاقى جيوش الظلال في معركة ضارية، مما يخلق فوضى عارمة ويشتت انتباه الكيان الجني.)
طارق (بذهول مطلق): هو عمل إيه؟! الظلال بتقتل بعضها!
منال (عيناها متسعتان): أحمد... أنت قدرت تسيطر عليهم؟!
الكيان الجني (يصرخ بغضب): مستحيل! كيف تجرؤ أيها الهجين؟! كيف تفكك جيشي؟!
صوت النظام: "نجاح مذهل في 'ترويض الظلال غير المرتبطة'. مكافأة: زيادة 5% في السيطرة الطاقوية على الظلال. يمكن لأحمد الآن إصدار أوامر أكثر تعقيداً لهذه الظلال. معدل الاستعداد لفك الختم: 40%."
مشهد 3
الداخل - الأقصر - غرفة سرية تحت المعبد (بعد تشتيت جيش الظلال)
الجو: غرفة قديمة ومظلمة تحت المعبد، مليئة بالرموز الهيروغليفية التي تتوهج باللون الأزرق الخافت. في المنتصف، يقف جني ضخم، جسمه مصنوع من صخور المعبد وعيناه تشعان بلون أخضر زمردي. هو "الجني الحارس". يبدو عليه الضيق، ويحيط به حاجز طاقوي قوي. الكيان الجني العدو يرتديه في المكان، منهكاً.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الجني الحارس، الكيان الجني العدو، القائد الملثم (عبر جهاز اتصال).
الحوار:
(أحمد وفريقه يقتحمون الغرفة بعد أن شقوا طريقهم عبر الظلال المتصارعة. يرون الكيان الجني العدو منهكاً أمام حاجز طاقوي.)
الكيان الجني العدو (يلتقط أنفاسه بصعوبة): الهجين! لن تصل إلى الكتاب! هذا الحارس لن يسمح لك!
أحمد (يشير إلى الجني الحارس): ده الجني اللي كنت بشوفه من بعيد! هو بيحمي الكتاب.
(الجني الحارس يفتح عينيه، ينظر إلى أحمد. في عينيه، يرى أحمد ليس مجرد إعجاب، بل حزناً عميقاً واعترافاً. يرى الجني الحارس الملك أثير في أحمد.)
الجني الحارس (صوته عميق كأنه صدى للجبال، يوجه حديثه لأحمد): "أيها الوارث... لقد وصلت أخيراً. ال**** يتلاشى من عينيك. قوة أثير تنبعث منك."
صوت النظام: "تأكيد: الجني الحارس من الفئة الملكية. يمتلك معرفة عميقة بأسرار الميثاق وموقع الكتاب. معدل استعداد الجني الحارس للتفاعل: 70%."
الكيان الجني العدو (بذهول): مستحيل! أنت تتحدث معه!
أحمد (يتوجه للجني الحارس): الكتاب. أنا محتاجه. محتاج أعرف كل حاجة عشان أوقف اللي بيحصل.
الجني الحارس (يومئ برأسه، ثم ينظر إلى الكيان الجني العدو): "لا يمكنني أن أمنع هؤلاء. طاقة هذه النقطة بدأت في التحلل بسببهم. الكتاب ليس هنا الآن. لقد نقلته قبل وصولهم. لكن... أستطيع أن أمنحك قطعة من ذاكرة أثير."
(يمد الجني الحارس يده الضخمة نحو أحمد. تومض قطعة صغيرة من طاقة بلورية من جسده وتدخل في جبهة أحمد. يرى أحمد ومضات سريعة وواضحة جداً هذه المرة: صورة لكتاب، ثم سلسلة من الإحداثيات والرموز التي تتطابق مع مواقع أخرى حول العالم.)
صوت النظام: "مكافأة تلقي الذاكرة من جني ملكي: زيادة 10% في 'الذاكرة الجينية المبعثرة' وتفعيل 'مسارات المعرفة البدائية'. يمكنك الآن تتبع مسار الكتاب عن طريق هذه الإحداثيات. معدل استعداد الختم: 50%."
أحمد (يشعر بقوة في رأسه، ووضوح في الرؤية. يرى خريطة عالمية تظهر أمامه، تحدد نقطة جديدة: مدينة قديمة في الشرق الأوسط): أنا عرفت مكانه التالي! (يشير إلى خريطة تظهر على شاشة النظام).
(في تلك اللحظة، يرتد الكيان الجني العدو للخلف. يظهر القائد الملثم فجأة عبر بوابة طاقوية صغيرة، يبدو غاضباً.)
القائد الملثم: فشل ذريع! لقد أعطاه المعلومة!
الكيان الجني العدو: لم نكن نتوقع قوته! لقد حول الظلال ضدنا!
القائد الملثم (ينظر إلى أحمد، عيناه تلمعان من خلف القناع): لم أكن أعلم أن الملك أثير خبأ هذا الكثير من قوته في ابنه. (يتوجه إلى الكيان الجني العدو). انسحبوا! لدينا خطة بديلة. لن نسمح له بفك ختمه بالكامل.
(يهرب القائد الملثم والكيان الجني العدو عبر بوابة طاقوية صغيرة، تاركين خلفهم بقايا الظلال المتصارعة.)
(الجني الحارس يغمض عينيه، ويستنفد، وكأنه أدى مهمته الأخيرة. يتلاشى حاجز الطاقة حوله ببطء، ويختفي الجني في الظلال، تاركاً خلفه إحساساً بالحزن والفخر.)
مشهد 4
الخارج - الأقصر - معبد الكرنك - شروق الشمس
الجو: شمس الأقصر تبدأ في الشروق، تلقي بظلال طويلة على الأعمدة القديمة. سكون يعود للمكان بعد المعركة، لكنه سكون يحمل معه شعوراً بالانتصار الممزوج بالخطر. منال وطارق يقتربان من أحمد، يبدو عليهما الإرهاق لكنهما مذهولان بما رأياه.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الأستاذ فارس (عبر جهاز اتصال).
الحوار:
منال (تتفقد أحمد بقلق): أنت بخير يا أحمد؟ القوة اللي طلعت منك دي... واللي شفته بعيني في الظلال...
طارق (مذهول): مش معقول! أنت خليت الظلال تحارب بعضها! أنت بقيت أقوى من اللي كنت عليه بكتير!
أحمد (يتنفس بصعوبة، لكنه يشعر بوضوح غير مسبوق في وعيه. الذاكرة الجينية تتدفق بقوة أكبر. يرى نفسه كجزء من سلسلة طويلة من الملوك. يشعر بأن الختم الجيني أصبح "مألوفاً" له الآن، وليس مجرد عبء): أنا بخير. بس... (يشير إلى المكان الذي كان فيه الجني الحارس) ... هو اللي ساعدني. هو اللي وراني الطريق.
الأستاذ فارس (عبر جهاز الاتصال، صوته مليء بالفخر والرهبة): "أحمد! ما الذي حدث بالضبط؟ الأقمار الصناعية أظهرت تشوشاً طاقوياً هائلاً! ومن أين أتت لك هذه الإحداثيات؟"
أحمد (يرفع رأسه، عيناه تلمعان بالذهب): عرفت المكان التالي للكتاب يا أستاذ. والمؤامرة... أكبر بكتير مما تخيلنا. بس... (ينظر إلى يديه، ثم إلى السماء) ... أنا جاهز.
(أحمد ينهض، يشعر بالألم، لكنه يشعر أيضاً بقوة كامنة هائلة تتحرك بداخله. الختم الجيني ما زال مغلقاً، لكنه أصبح أقرب من أي وقت مضى لفك طبقاته. معركة الأقصر لم تكن مجرد انتصار، بل كانت خطوة عملاقة نحو إدراك أحمد لقوته الحقيقية، وإيقاظ الحراس القدامى الذين يراقبونه، وكشف الوجهة التالية في رحلته للبحث عن إرث والده.)
الجزء العاشر
رحلة دمشق القديمة وإيقاع الظلال الجديد
الخارج - مطار القاهرة الدولي - نهاراً (بعد يومين من مهمة الأقصر)
الجو: صخب مطار القاهرة المعتاد. حركة المسافرين وضوضاء الإعلانات. أحمد، منال، وطارق يرتدون ملابس مدنية، يحاولون الاندماج بين الحشود. يتبعهم الأستاذ فارس على بعد، يراقبهم بعناية، ومعهم حقائب سفر خفيفة تحتوي على المعدات الأساسية.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الأستاذ فارس، صوت النظام.
الحوار:
منال (تعدل نظارتها الشمسية، بصوت خافت): خط سير الرحلة آمن يا أستاذ. لا توجد أي تحركات مشبوهة رصدناها حتى الآن.
طارق (ينظر حوله بحذر): بعد اللي حصل في الأقصر، مفيش حاجة هتكون آمنة. (ينظر إلى أحمد الذي يبدو شاردًا). إيه يا أحمد؟ سرحان في إيه؟
أحمد (عيناه تومضان بلون ذهبي خافت كل بضع ثوانٍ. يرى طيفاً خفيفاً لكيانات غير مرئية تتحرك بين المسافرين، بعضها يبدو وكأنه يراقبه، وبعضها الآخر مجرد "وجود" هادئ): بشوف حاجات. مش ظلال. جن. موجودين حوالينا في كل مكان. (يشعر بالختم الجيني ينبض بهدوء، ومعدل الاستعداد يرتفع إلى 51%.)
صوت النظام (في عقل أحمد، بنبرة تحليلية): "تأكيد: 'الإدراك البصري الجيني' يعمل بشكل كامل. الجن الذين تراهم هم جزء من النسيج الطاقوي للعالم البشري. بعضهم حراس أوفياء، وبعضهم مجرد مراقبين. الختم الجيني يستقر على معدل رؤيتهم. تحذير: قد يؤثر هذا على تركيزك في البيئات المزدحمة."
الأستاذ فارس (عبر جهاز اتصال سري، صوته جاد): "استعدوا يا فريق. الإحداثيات التي حصلنا عليها من الجني الحارس تشير إلى مدينة دمشق القديمة. هناك، تحديداً تحت الجامع الأموي، توجد 'نقطة التقاء طاقة' أخرى. القائد الملثم والكيان الجني قد يكونان بانتظاركم هناك."
أحمد (يشعر ببعض الإرهاق بسبب تدفق الصور الجديدة، لكنه يضغط على نفسه): دمشق. الذاكرة الجينية بتاعتي فيها ومضات عن مكان زي ده. فيه أسرار قديمة جداً.
منال: دمشق مدينة عريقة. لو فيها نقطة طاقة، أكيد الأعداء هيستغلوها.
طارق: وهل الكتاب هناك؟ ولا دي مجرد خطوة تانية في رحلة البحث؟
أحمد: الجني الحارس قال إنه بينتقل. يعني ممكن نلاقي دليل على مكانه الجديد.
(يقوم فريق الطوارئ بتحديد بوابة طوارئ بعيدة عن صالة السفر الرئيسية. يشعر أحمد بوجود جنّي خفي يراقبهم من بعيد، ربما أحد حراس والده.)
الخارج - دمشق القديمة - قرب الجامع الأموي - نهاراً (بعد ساعات من الوصول)
الجو: أزقة دمشق القديمة الضيقة، سحر التاريخ في كل زاوية. رائحة البهارات والقهوة. أصوات الحياة المعتادة. لكن تحت هذا كله، يشعر أحمد بتوتر خفي، وبتجمع للظلال.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، صوت النظام، ظلال موجهة، ظلال غير مرتبطة.
الحوار:
(الفريق يتجول في الأزقة، يراقبون المكان بحذر. أحمد يرتدي ملابس عادية، لكن عينيه لا تتوقفان عن مسح المحيط. يرى المزيد من الكائنات الجنية المختبئة في الظلال، بعضها يختبئ في الجدران القديمة، وبعضها يتجسد كأشكال شفافة تمر بجانب المارة.)
أحمد (يهمس، يشعر بضغطة خفيفة على قلبه): الأعداد هنا أكبر. فيه ظلال كثيفة تحت الأرض، وفيه جن كتير بيراقبوا المكان.
منال (تتفحص جهازها، تشير إلى نقطة معينة): الأجهزة بتلتقط تركيزات طاقوية تحت الجامع الأموي. ده المكان اللي قاله الأستاذ فارس.
طارق: المكان ده أثري جداً. أي هجوم فيه كارثة. لازم نكون حذرين.
صوت النظام: "تحذير: الأعداء يدركون وصولكم. الظلال الموجهة في وضع الاستعداد للهجوم. معدل الخطر: مرتفع."
(فجأة، تندفع عشرات الظلال من أزقة فرعية، بعضها يخرج من الجدران القديمة نفسها، متجهة نحو الفريق. هذه المرة، الظلال أكثر قوة وسرعة، وكأنها تم تدريبها. أحمد يرى ظلالاً "حرة" تتجمع وتختبئ، وكأنها تنتظر إشارة.)
أحمد (يستعد للقتال، عيناه تلمعان بقوة): جهزوا نفسكم! دول أقوى من اللي في الأقصر!
(تبدأ المعركة. أحمد يقاتل بشراسة، يستخدم سرعته وخفة حركته. يرى الروابط الطاقوية بين الظلال وسيدها، ويحاول قطعها. في نفس الوقت، يركز على الظلال "الحرة" التي تختبئ.)
أحمد (يصرخ في عقله، يرسل موجة طاقوية نحو الظلال الحرة): النظام! "التواصل الطاقوي" على أقصى مدى! ساعدوني!
صوت النظام: "تفعيل 'التواصل الطاقوي' على أقصى مدى. التركيز على الظلال التي لا سيد لها. استنزاف طاقوي شديد. معدل الاستعداد لفك الختم: 52%."
(تتوهج عينا أحمد بالذهب الساطع. يمد يديه نحو الظلال الحرة. يرسل أمراً أكثر تعقيداً: "حاربوا الظلال الموجهة! احموا هذا المكان!")
(فجأة، تندفع عشرات من الظلال "الحرة"، بعضها يمتلك أشكالًا أكثر وضوحًا، وتتوهج عيونها بالأزرق. تهاجم الظلال الموجهة بقوة هائلة، تخلق فوضى عارمة وتفجر بعض الظلال الموجهة. المشهد يتحول إلى حرب ظلال.)
منال (بذهول): هو بيقودهم! ده جيش!
طارق: ده مش ترويض عادي يا أحمد! ده جيش ظلال خاص بيك!
أحمد (يشعر بقوة الظلال الملتصقة به. يشعر بارتباط عميق بهم. لكن الإجهاد كبير، ويتراجع قليلاً. يتذكر ومضة من الذاكرة الجينية: الملك أثير وهو يحمل كتاباً ضخماً، ويحيط به جيش من الظلال المروضة التي تتوهج باللون الأزرق.)
الداخل - دمشق القديمة - سرداب سري تحت الجامع الأموي - قلب المعركة
الجو: سرداب مظلم، جدرانه عليها نقوش قديمة. يتوهج بضوء طاقوي قادم من مصدر غير مرئي. أصوات المعركة في الخارج تتضاءل. في المنتصف، يقف كيان جني ضخم، وجهه مغطى بغطاء، وعيناه تلمعان بضوء أحمر شرير. هو "جني الميثاق المعادي"، يبدو أنه أحد الجن الذين خانوا الملك أثير.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، جني الميثاق المعادي، القائد الملثم (عبر جهاز اتصال).
الحوار:
(بعد أن شقوا طريقهم عبر الظلال، يصل أحمد وفريقه إلى السرداب. يرون جني الميثاق المعادي يمتص الطاقة من نقطة مركزية في الأرض، ويغذّي الظلال الموجهة.)
جني الميثاق المعادي (صوته شرير وعميق): لقد وصلتم أيها البلهاء! لن تصلوا إلى "نقطة الوصل"! هذه النقطة هي منطلق قوتنا!
أحمد (يشير إلى الجني): ده اللي بيتحكم في الظلال هنا. لو دمرناه، الظلال هترجع حرة.
(جني الميثاق المعادي يطلق شعاعاً من الطاقة المظلمة نحو أحمد. منال تنشئ درعاً بسرعة، لكن الشعاع قوي ويصدها للخلف. طارق يطلق وابلاً من النيران، لكنها لا تؤثر كثيراً.)
أحمد (يستخدم سرعته ووعيه الطاقوي ليتجنب الهجمات. يرى نقطة ضعف الجني: طاقته تتمركز في صدره، مرتبطة بالنقطة السفلية في الأرض): طارق! ركز نيرانك على صدره! منال! غطيني!
(أحمد يندفع نحو جني الميثاق المعادي. يرى الظلال المروضة التي تتبعه، تهاجم أطراف الجني وتشتت انتباهه.)
جني الميثاق المعادي (يصرخ بغضب): أيها العبيد! توقفوا عن مهاجمة سيدكم!
أحمد (يصل إلى الجني. يركز كل قوته في قبضة يده، ويطلق لكمة مركزة بالوعي الطاقوي نحو صدر الجني): أنت مش سدهم! أنت بتستغلهم!
(تخترق اللكمة صدر الجني. يتوهج الجني بضوء أحمر، ثم يتفكك إلى قطع من الظل المتطاير. تتلاشى الظلال الموجهة في الخارج مع تلاشي سيدها.)
صوت النظام: "القضاء على كيان جني من الفئة المتوسطة بنجاح. مكافأة: زيادة 10% في قوة 'الوعي الطاقوي' وزيادة 5% في معدل 'السيطرة على الظلال المروضة'. معدل الاستعداد لفك الختم: 57%."
(أحمد يلهث، يشعر بإرهاق شديد. يرى طارق ومنال يقتربان منه. يرى جنيين آخرين مختبئين في أركان السرداب، ينظران إليه بدهشة ثم يختفيان.)
منال: أحمد! أنت عملتها!
طارق: ده كان أقوى واحد شفناه لحد دلوقتي.
أحمد (ينظر إلى النقطة التي كان يقف عليها الجني، تظهر منها نقوش مضيئة. يمد يده إلى النقوش. تومض الذاكرة الجينية بقوة: يرى والده الملك أثير وهو يكتب في الكتاب الضخم، ويرسم نفس النقوش.)
أحمد: النقوش دي... أنا شفتها في ذاكرتي. دي... دي اللي بتدل على مكان الكتاب.
(فجأة، يظهر صوت القائد الملثم من جهاز اتصال صغير كان يحمله الجني المعادي، ملقى على الأرض.)
القائد الملثم (صوته هادئ، لكنه يحمل نبرة تهديد مخيفة): "لا يزال الأمل موجوداً أيها الأمير الصغير. لقد أصبحت أقوى، وهذا جيد. لكنك لا تعلم بعد حقيقة من أنت، أو حقيقة هذا الميثاق. الكتاب... ليس الحل لكل مشاكلك. موعدنا قريب."
(ينقطع الاتصال. أحمد ينظر إلى النقوش، ثم إلى رفاقه. يشعر بأن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، وأن القائد الملثم يعرف عنه أكثر بكثير مما يتخيل.)
الخارج - دمشق القديمة - سطح أحد المنازل المطلة على الجامع الأموي - شروق الشمس
الجو: شمس دمشق تبدأ في الشروق، تلقي بظلال طويلة على الأزقة. الأستاذ فارس يقف على السطح، يراقب المشهد من بعيد، متصلاً بأحمد.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الأستاذ فارس.
الحوار:
الأستاذ فارس (عبر الجهاز، صوته مليء بالإعجاب والقلق): "لقد رأينا كل شيء يا أحمد. قدرتك على ترويض الظلال مذهلة! والانتصار في الأقصر... إنجاز عظيم!"
أحمد (يتنفس الصعداء، يمسك بيده نقشاً صغيراً حصل عليه من السرداب): النقطة اللي كنت فيها... كانت فيها دلائل على الكتاب. النقش ده بيورينا مسار جديد. وجهة جديدة.
منال (تحدق في النقش): ده مش مجرد نقش يا أحمد. ده خريطة طاقوية.
طارق: يعني مفيش راحة؟ هنطلع على فين تاني؟
أحمد (ينظر إلى النقش، ثم إلى السماء. يرى عدداً أكبر من الجن المختبئين الآن، بعضهم يبدو وكأنه يراقبه باهتمام، وبعضهم يختفي بسرعة. يرى الظلال المروضة التي تقف بجانبه، وكأنها جزء منه. يشعر بأنه بدأ يفهم طبيعة عالم الجن المحيط به): الوجهة الجاية... (صوت النظام: "تحليل الإحداثيات الجديدة: تشير إلى موقع تاريخي قديم في شرق آسيا.") ... شرق آسيا.
(أحمد ينظر إلى رفاقه، ثم إلى الأفق. المعركة في دمشق كانت انتصاراً، لكنها كشفت أيضاً عن عمق المؤامرة. أصبح يمتلك جيشاً صغيراً من الظلال، وبدأ يفهم الجن المختبئين حوله. رحلته لفك الختم والوصول إلى الكتاب تزداد خطورة، لكن عزيمته تزداد مع كل خطوة.)
أسرار كيوتو وصراع الظلال الشبحية
الخارج - مطار كانساي الدولي (أوساكا) - ثم قطار شينكانسن إلى كيوتو - نهارًا (بعد يومين من مهمة دمشق)
الجو: هدوء ونظام مميزين للمطارات اليابانية. الجو منعش، والمناظر الطبيعية الخضراء تظهر من نوافذ القطار السريع. أحمد ومنال وطارق يحاولون التكيف مع الثقافة الجديدة، لكن عيون أحمد لا تتوقف عن البحث عن أي دلالات طاقوية. الأستاذ فارس يوجههم عن بعد.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، الأستاذ فارس (عبر جهاز اتصال)، صوت النظام.
الحوار:
طارق (ينظر من نافذة القطار): مفيش ظلال هنا؟ الجو هادي زيادة عن اللزوم.
منال (تتفحص جهازها): الأجهزة بتلتقط مستويات طاقوية طبيعية. مفيش أي مؤشرات على تجمع ظلال زي دمشق أو الأقصر.
أحمد (يغمض عينيه، يتصل بـ 'الإدراك الحسي الجيني'. يرى شبكة طاقوية مختلفة، أكثر هدوءًا وتركيزًا. يرى أعدادًا أقل من الظلال، لكنها تبدو أكثر شفافية، أشبه بالأشباح. يرى أيضًا كيانات جنية مختبئة، لكنها تتخذ أشكالًا غير مألوفة، بعضها يشبه أرواح الغابات أو حراس المعابد القديمة): الظلال هنا مختلفة. أهدى، وأقل كثافة. كأنها... متأثرة بالمكان نفسه. والجن كمان. مش بيراقبوا بنفس الطريقة.
صوت النظام (في عقل أحمد، بنبرة تحليلية): "تأكيد: بيئة شرق آسيا تتميز بتركيزات طاقوية طبيعية مختلفة. الظلال هنا تتأثر بالمعتقدات المحلية وتكتسب صفات 'شبحية' أكثر. الجن هنا يميلون للحياد أو الانطواء، ويعملون كحراس لمواقع معينة. معدل الاستعداد لفك الختم: 58%."
الأستاذ فارس (عبر جهاز الاتصال): "الإحداثيات تشير إلى منطقة غابات الخيزران في أراشياما، على أطراف كيوتو. هي نقطة التقاء طاقوية قديمة جداً. احتمالية وجود الكتاب هناك عالية."
منال: غابات الخيزران؟ يعني مكان طبيعي؟ مش أثري زي اللي فاتوا.
أحمد (تومض في ذاكرته الجينية صورة لوالده وهو يقف في غابة خيزران كثيفة، يمسك بكتابه، وبعض الظلال الشفافة تلتف حوله): والدي... كان هنا. أنا متأكد.
الخارج - كيوتو - غابات أراشياما الخيزرانية - نهارًا
الجو: غابة خيزران مهيبة. أشجار الخيزران الشاهقة تخلق ممرات مظلمة وخافتة، وصوت حفيف أوراق الخيزران يملأ الهواء. الجو يبدو ساحرًا، لكن هناك شعور بالغموض. الطريق يبدو خالياً، لكن أحمد يرى العديد من الظلال الشبحية تندس بين أعواد الخيزران.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، صوت النظام، ظلال شبحية، كيانات جنية صامتة.
الحوار:
(الفريق يسير في قلب الغابة، يتبعون إشارات جهاز منال. أحمد يسير في المقدمة، حواسه في تأهب قصوى. يرى أشكالاً خافتة للجن تراقبه من بعيد، بعضها يبدو وكأنه حراس قدامى، يراقبون بصمت.)
أحمد (يهمس): الجن هنا... مختلفين. ساكنين. بيراقبوا بس. حاسس إنهم مش أعداء.
صوت النظام: "تأكيد: الجن المحليون يبدون حياديين في الغالب. لكن بعض الظلال الشبحية في هذه المنطقة موجهة بقوة معادية. يجب الحذر."
منال (تشير إلى جهازها): الإشارات بقت أقوى. إحنا قربنا من النقطة المركزية.
(فجأة، تتجسد الظلال الشبحية المتخفية بين الخيزران. هذه المرة، ليست مجرد كتل طاقوية، بل أشكال شبه بشرية، بأطراف طويلة وغير منتظمة، تتحرك بانسيابية مخيفة. عيونها تلمع باللون الأرجواني.)
طارق (يسحب سلاحه): دي مش ظلال عادية! شكلها زي الأشباح!
أحمد (يستعد للقتال، يرى الظلال الشبحية تتحرك بسرعة غير متوقعة): سرعتها عالية!
(تبدأ المعركة. الظلال الشبحية تهاجم بهجمات سريعة وخاطفة، تختفي وتظهر بين أعواد الخيزران. منال تطلق دروعها الطاقوية لكن الظلال تخترقها جزئياً. طارق يطلق النيران، لكن الظلال الشبحية بالكاد تتأثر بالهجمات المباشرة.)
أحمد (يشعر بقوة الظلال الشبحية. يدرك أن القوة المباشرة ليست الحل. يركز وعيه. يرى ظلالاً شبحية "حرة" تتجمع وتراقب المعركة، تبدو خائفة ومترددة.)
أحمد (يصرخ في عقله، يرسل موجة طاقوية نحو الظلال الحرة، أمراً مركباً): "لا تخافوا! قاتلوا من يستغلكم! احموا المكان!"
صوت النظام: "تفعيل 'التواصل الطاقوي' على مستوى متقدم. استنزاف طاقوي مرتفع. مكافأة: زيادة 7% في السيطرة الطاقوية على الظلال المروضة. يمكن لأحمد الآن توجيه مجموعات أكبر من الظلال."
(تتوهج عينا أحمد بالذهب، وتصبح الظلال الشبحية المروضة التي تتبعه أكثر كثافة. يمد يديه نحو الظلال الحرة. تتوهج عيون بعض الظلال الحرة باللون الأزرق الشاحب. تندفع هذه الظلال ببطء، ثم بسرعة، لتهاجم الظلال الشبحية الموجهة. المشهد يتحول إلى صراع بين الأشباح، موجات طاقوية شفافة تتصادم.)
الداخل - كيوتو - ضريح سري تحت غابة الخيزران - قلب المعركة
الجو: ضريح قديم ومظلم تحت الأرض، مليء بالتماثيل البوذية القديمة والنقوش اليابانية. في المنتصف، يقف كاهن ياباني عجوز، يرتدي رداءً أسود، وعيناه تلمعان باللون الأحمر. إنه "كاهن الظلال"، أحد أتباع القائد الملثم، ويستخدم سحراً قديماً للتحكم في الظلال الشبحية.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، كاهن الظلال، القائد الملثم (صوت عبر اتصال).
الحوار:
(بعد أن شقوا طريقهم عبر الظلال الشبحية المتصارعة، يصل أحمد وفريقه إلى الضريح السري. يرون كاهن الظلال يقف أمام تمثال قديم، يوجه طاقة سوداء لامتصاص قوة نقطة التقاء الطاقة.)
كاهن الظلال (صوته أجش، يتحدث بلغة قديمة، يترجمها النظام لأحمد): "لقد جئتم أيها المتطفلون! لن تفسدوا طقوسنا! هذا المكان سيصبح منطلق قوة سيد الظلام!"
أحمد (يشير إلى الكاهن): ده بيتحكم فيهم. طاقته جاية من النقطة دي.
(الكاهن يطلق مجموعة من الظلال الشبحية المتوهجة، تهاجم الفريق. منال وطارق يقاتلان بصعوبة ضدها. أحمد يدرك أن الوقت ينفد.)
أحمد (يركز كل وعيه على الكاهن، يتذكر ومضة من الذاكرة الجينية عن كيفية إحباط الطقوس القديمة بقطع مصدر الطاقة): النظام! لازم نقطع اتصاله بمصدر الطاقة!
صوت النظام: "تحليل: مصدر قوة الكاهن هو النقطة الطاقوية تحت التمثال. يمكن تعطيلها بتركيز طاقوي نقي. معدل الخطر: متوسط."
(أحمد يندفع نحو الكاهن، مستخدماً سرعته الفائقة. يرى الجن الحراس المختبئين في أركان الضريح يراقبونه باهتمام. يركز أحمد قوته في قبضة يده. يتوهج جسده بالذهب.)
كاهن الظلال (يحاول التصدي له): أيها الهجين اللعين! لن تصل إلي!
(تخترق لكمة أحمد جسد الكاهن الطاقوي، لكنها لا تؤثر عليه بشكل مباشر. بدلاً من ذلك، يتوهج التمثال الذي يقف أمامه الكاهن. أحمد يمد يده إلى التمثال، ويطلق دفقة طاقوية مركزة نحو قلبه. تتوهج النقوش على التمثال، وتصدر صوت اهتزاز عميق.)
(تتفكك طاقة الكاهن السوداء. تتلاشى الظلال الشبحية. الكاهن يصرخ بصوت خافت، ثم يرتد إلى الخلف، يسقط فاقداً الوعي. النقوش على التمثال تضيء بشكل كامل، وتكشف عن غرفة سرية خلفه.)
صوت النظام: "القضاء على تهديد 'كاهن الظلال' بنجاح. مكافأة: زيادة 10% في قوة 'الوعي الطاقوي' وزيادة 5% في معدل 'السيطرة على الظلال المروضة'. معدل الاستعداد لفك الختم: 62%."
(أحمد يلهث، يشعر بإرهاق شديد. يقترب منال وطارق.)
منال: أحمد! أنت عملتها!
طارق: إيه اللي حصل ده؟ هو مش بني آدم عادي.
أحمد (يشير إلى الغرفة السرية): الكتاب... ممكن يكون هنا.
(فجأة، يظهر صوت القائد الملثم من جهاز اتصال كان الكاهن يحمله، ملقى على الأرض.)
القائد الملثم (صوته بارد، لكنه يحمل نبرة مفاجأة): "لقد تجاوزت توقعاتنا أيها الوارث. قوة أثير تزداد وضوحاً فيك. لكن هذا يسرع الخطوات. لن تحصل على الكتاب كاملاً. موعدنا قريب جداً."
(ينقطع الاتصال. أحمد ينظر إلى الغرفة السرية. يشعر بالخطر يقترب أكثر من أي وقت مضى.)
الداخل - كيوتو - الغرفة السرية تحت الضريح - شروق الشمس
الجو: غرفة صغيرة، مضاءة بضوء خافت. في المنتصف، يقف مذبح حجري. على المذبح، يوجد صندوق خشبي قديم، منقوش عليه رموز غريبة.
الشخصيات: أحمد، منال، طارق، صوت النظام.
الحوار:
(أحمد يقترب من الصندوق بحذر. يمد يده إليه. تومض الذاكرة الجينية بقوة: يرى والده الملك أثير وهو يضع جزءًا من الكتاب في هذا الصندوق، ثم يختفي.)
أحمد (يهمس): هو هنا.
(يفتح أحمد الصندوق. يجد بالداخل لوحًا حجريًا صغيرًا، عليه نقوش معقدة، وجزءًا من صفحة ممزقة من كتاب. ليست الكتاب كله.)
منال (بخيبة أمل): ده مش الكتاب كله يا أحمد. دي مجرد قطعة!
طارق: يعني كل ده عشان حتة ورقة وحجر؟
أحمد (يمسك باللوح الحجري والورقة الممزقة. يرى على اللوح الحجري رموزاً تتطابق مع رموز في ذاكرته الجينية. الورقة الممزقة تحتوي على جزء من طلسم قديم. يشعر بقوة جديدة تتدفق إليه): لا. ده مش مجرد حجر. (صوت النظام: "تأكيد: اللوح الحجري يحتوي على 'مسارات معرفة جزئية' من الكتاب. الصفحة الممزقة تحتوي على جزء من 'الطلسم الرئيسي'. امتصاص المحتوى: 15%.")
صوت النظام: "مكافأة امتصاص المعلومات: زيادة 5% في 'الذاكرة الجينية المبعثرة' وتفعيل قدرة 'التأثير المحدود على البيئة الطاقوية'. معدل استعداد الختم: 67%."
أحمد (يشعر بقوة، وكأنه يستطيع أن يؤثر على الطاقة المحيطة به بشكل خفيف. يرى المزيد من الجن المختبئين الآن، بعضهم يومئون برأسهم باحترام. يرى الظلال المروضة الخاصة به تتجمع حوله بشكل أقوى): المعلومة دي هتوصلني للباقي.
(أحمد ينظر إلى اللوح الحجري، ثم إلى الورقة. يعرف أن الرحلة لم تنته بعد، وأن هذا الجزء من الكتاب هو مجرد بداية. المعركة في كيوتو كانت انتصارًا، لكنها كشفت أيضًا عن أعداء أكثر تنوعًا. أصبح يمتلك سيطرة أكبر على الظلال، وبدأ يتواصل مع الجن المختبئين حوله بشكل غير مباشر. وجهته القادمة ستكون هي المفتاح الأخير للكتاب.)