الرئيسية
ما الجديد
الأعضاء
الـتــيـــــــوب
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
تثبيت التطبيق
تثبيت
سجل عضوية للتمتع بالمنتدى واكتساب مميزات حصريه منها عدم ظهور الإعلانات
قسم قصص السكس
قصص غير جنسية
عصر الأهوال - السلسلة الاولى - تسعة اجزاء 24/11/2023 (للكاتب Yukio_HTM)
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
<blockquote data-quote="صبرى فخرى" data-source="post: 59918" data-attributes="member: 2260"><p>(في قرية صغيرة كان يعمها السلام و الهدوء، كان الناس يعيشون في سرور و بدون قلق)</p><p>"هاهاهاهاهاهاها، أمسكني إن استعطت"</p><p>"انتظري أيتها المغرورة سأمسكك الآن"</p><p>"كيااااااه"</p><p>"ماااريا...ماذا بك تتعثرين بلا شيء"</p><p>"اه..لا....كنت أجري و فجأة رياح ما........ايه.....أخي.. ما ذلك الشيء"</p><p>فجأة ظهرت بوابة دائرية عملاقة و بدأت تتسع شيئا فشيء الى أن أصبح لا يمكنك رؤية محيطها و كانت كبحيرة شاسعة في السماء</p><p>بعد لحظات بدأت عدة ظلال تظهر منها رويدا رويدا حتى أصبحت أعدادهم لا تحصى، دوى صوت كبير من بينها يبث الفزع في القلوب قائلا "نفذوا العمل بسرعة"..كان الصوت آتيا من طرف مخلوق كان يشبه البشر الى حد كبير، لكن كانت هناك أشياء قليلة مختلفة به</p><p>كان له قرنين صغيرين ذهبيين بجبهته و أذنين حادتين بالجزء الافقي و السفلي و أنيابا كالتي لدى مصاصي الدماء في الأساطير و عينين صفراوين و كان يرتدي معطفا أسودا مغلقا بحيث لا يمكنك رؤية جسده</p><p>فور صراخه، بدأت الظلال تتفرق في جميع الأنحاء ثم قام هو بالنزول أرضا ليقف امام الطفلين الصغيرين</p><p>عندما ريا الاثنان ذلك المشهد أمامهما لم يهربا و بدل ذلك بقيا ليشاهدا تلك الأشياء الغريبة في السماء، كونهما لم يعرفا العالم خارج قريتهما، رؤيتهما لشيء كتلك البوابة أثار اهتمامهما بشدة</p><p>بعد لحظات ريا تلك الأشياء الغريبة تتفرق و ظل ما نازل أمام أعينهما و عند وصول هذا الكائن للأرض و وقف أمامهما، تغيرت نظرة التعجب و الفضول التي كانت على وجههما الى نظرة خوف و فزع بسبب شكل ذلك الكائن</p><p>"ياااااه.............."</p><p>صرخت 'ماريا' صرخة مدوية من الخوف، لكن هذه الصرخة توقفت فجأة، فقام الأخ الذي كان مرعوبا بالنظر لجهة أخته الصغرى ليجد جسدا ملقيا على الارض و دماء تسيل منه و رأس مقطوع بجانبه</p><p>"ماريا.....ماري...ما..آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه......"</p><p>نادى الفتى اسم أخته بوجه مفزوع و عينين فارغتين، فيصرخ بصوت مرتفع مرتعب لكن كما حدث مع اخته قطع رأسه فجأة برياح غريبة موقفة صراخه</p><p>(أثناء هذا، كان هناك اضطراب في القرية)</p><p>كان الناس في فوضى يتساءلون عن تلك الظلال البعيدة جدا في السماء التي ظهرت فجأة</p><p>"آه، أنظروا انهم يتفرقون، ما كان ذاك يا ترى"</p><p>(أمام منزل مهترئ)</p><p>"ما ذلك الشيء، لدي شعور سيء ايتها الأم، أين الطفلين"</p><p>"اه..إنهما..ايه..لقد كانا هنا فقط منذ فترة صغيرة يلعبان"</p><p>فور انتهاء الأم من كلامها بدأ ضوء غريب يسطع في السماء</p><p>تكلم أحد من سكان القرية "هوي....ما ذلك يا رفاق...."</p><p>كان هناك في السماء ذلك الكائن ذا القرنين الذهبيين من قبل و بإشارة من يده ظهر شيء كروي الشكل و صغير لكنه بدأ يكبر شيئا فشيء الى أن أصبح بحجم استطاع أن يغطي القرية كاملة، لقد كانت عبارة عن كرة نارية ضخمة للغاية كما لو أنها شمس صغيرة و بإشارة من يده مرة أخرى بدأت تنزل الكرة النارية الضخمة في اتجاه القرية</p><p>"وااااااااه..اهربوا"</p><p>حاول جميع من في القرية الهروب لكن هذا كان مستحيلا و اصطدمت الكرة مخلفة ورائها حفرة ضخمة كما لو أن نيزكا سقط هناك</p><p>(في قرية أخرى)</p><p>"اهربوا....اهر...ارخخخخ" عندما كان الرجل يحاول تحذير الناس قطعه شيئا ما لنصفين و في لحظة جميع من كان يحاول الهرب حدث لهم ما حدث لسابقهم</p><p>و في خلال دقائق فقط من تفرق الكائنات الغامضة جميع القرى المحيطة بالمنطقة أبيدت عن بكرة أبيها</p><p>كانت هناك قرى تشتعل بالنيران و أخرى أصبحت أراضي جليدية و أخرى ممزقة لأشلاء كما لو أن إعصارا هائلا مر عليها، هناك قرى كانت بها جثت ممزقة كما لو أنها افترست من قبل وحوش ما</p><p>(لقد انتهينا من المنطقة هنا، ماذا عنك) كان ذلك الكائن الشبيه بالبشر من قبل واضعا إصبعي السبابة و الوسطى بجانب جبهته و بدى كأنه يخاطب شخصا ما</p><p>(آه، نعم نعم، بالطبع انتهينا) أجابه شخصا ما بكسل و الصوت كان لفتاة</p><p>(حسنا هذا جيد..استمري في الخطة) فور انتهائه قام بالتحليق للسماء ليقف في وسطها و على وجهه نظرة استمتاع بالمنظر الذي أمام مرآه من قتل و ذبح و حرائق</p><p>"آآآآآه، كم أحب رائحة الدم هذه و صرخات الرعب المملوءة باليأس، هذا 'العالم الواهن' سيكون خطوة سيدنا العظيم الأولى في الاستيلاء على باقي العوالم الرئيسية و يتربع على العرش الذي يدعي ذلك الوغد الحقير أنه يملكه، لكن هذا لن يستمر لفترة أطول"</p><p>(أيها القائد، توجد مشكلة هنا، المرجو القدوم للمساعدة) بينما كان يتكلم لوحده قام شخص ما بالتواصل تخاطريا معه طالبا النجدة</p><p>(همم، ماذا؟ ما الذي حدث؟ ألا زلتم لم تنهوا عملكم بعد) أجابه القائد بنبرة غضب و نية قتل تخرج من عينيه</p><p>عندما سمع التابع قائده بدأ يغضب أجاب بسرعة (لا، في الحقيقة بينما كنا نهاجم هذه القرية ظهر فجأة عدة فرسان من بينهم أشخاص يستطيعون استخدام السحر من المستوى الرابع، ويبدو أنني الناجي الوحيد للآن)</p><p>تفاجأ القائد قليلا عند سماعه المستوى الرابع، لكن هذه النظرة تغيرت لتصبح كالتي لدى الطفل عند استلامه لعبة جديدة (هممم، يبدو أن رحلتنا لن تكون مملة لتلك الدرجة كما اعتقدت، أنصت جيدا، قم بتأخيرهم ريثما أصل لهناك)</p><p></p><p>(علم)</p><p>'بووووووووووووووم'</p><p>قام القائد بالطيران بسرعة فائقة مخترقا سرعة الصوت لكي يصل بأسرع وقت ممكن</p><p>في مدينة ما كانت رائحة الدم و الجثث تملأ المكان، كان هناك بقايا من الضحايا هنا و هناك في كل مكان بالقرية</p><p>"أسرعوا، أسعفوا ذوي الجراح البليغة و أنقذوا من تتم مهاجمته، أنت هناك،لا زلت شابا نحن الان في أشد الحاجة الى مزيد من الأيدي، قم بالمساعدة في الإخلاء، و انت..."</p><p>كان هناك شخص ذو بينية كبيرة و بشرة سمراء قليلا و شعر بني مع عينين بنفس اللون، كان يرتدي درعا فضيا و يقوم بتوجيه الناس و أمر الجنود، و أثناء فعله لهذا أتى جندي يرتدي درعا حديديا بسيطا مسرعا ليعطي تقريره</p><p>"حضرة الجنرال، لقد تم إسعاف الجميع، بقيت هذه الجهة فقط و ننتهي، و أيضا، يبدو أن قائد الوحدة الثانية التقى مع العدو و هو في مواجهة مباشرة معه الآن"</p><p>كان الجنرال يستمع للتقرير باهتمام و عندما سمع أن العدو لا زال هنا و أن قائد الوحدة الثانية هو من يواجه الخصم صرخ قائلا "أنت ، أين موقعهما؟ أخبرني بسرعة"</p><p>أجابه الجندي "حسنا، يبدو أن الموقع في شمال المدينة عند مدخل الغابة"</p><p>قام الجنرال بوضع يده على ذقنه و بدأ يفكر بأمر ما و بعد لحظات أعطى أمره للجندي "قل لقائدي الوحدة الأولى و الثالثة أن يلحقاني مع 40 جندي إلى مكان قائد الوحدة الثانية، أما قائدي الوحدتين الرابعة و الخامسة فقل لهما بأن يسرعا في الانتهاء من الإخلاء لأن المكان قد يصبح خطرا"</p><p>بعد قوله لهذا و استجابة الجندي لأمره قام بالركوب فوق حصانه و أسرع بالذهاب</p><p>"هه...هه...هه"</p><p>كان هناك شخص يتقطر عرقا و يلهث، كان يرتدي درعا نحاسيا، ذو شعر طويل أشقر و عينين زرقاوين و يحمل سيفا مغطى بضوء أزرق مكهرب</p><p>"اللعنة، ألا تنتهي أعداد هذه المخلوقات، أقطعها ثم أقطعها لكن لا تنتهي، كما توقعت علي قتل مصدرها و إلا لن انتهي أبدا"</p><p>فور انتهاءه من كلامه قام ظل بالطيران في اتجاهه ليقوم بقطعه لنصفين بسيفه المكهرب. ثم نظر في اتجاه العدو ليرى كائنا على شكل بشري لكنه يصل لثلاثة أمتار علوا ، له قرني استشعار مثل التي عند النملة و عينين زجاجيتين و جسدا مغطى بقشرة صلبة</p><p>"نعم علي قتل ذلك الوغد شبيه النملة، لكن المشكلة هي أنني كلما حاولت الاقتراب منه يقوم جيش النمل ذاك بسد طريقي، و لم يتبقى لي الكثير من الطاقة السحرية بعد أن قتلت الاثنين الآخرين"</p><p>كان يحيط بالرجل النملة جيش من النمل و الذي كان كبيرا جدا مقارنة بالنمل العادي حيث كل واحدة منهم كان طولها نصف طول الرجل العادي و قشرتها تبدو كدرع من حديد</p><p>"علي إيجاد خطة عاجلا و ليس آجلا و إلا..."</p><p>أثناء تكلم قائد الوحدة الثانية مع نفسه محاولا التفكير في خطة ما، بدأ العديد من النمل بالجري بسرعة في اتجاهه و عند رؤيته هذا قام بتحريك رأسه يمينا و يسارا موقفا تفكيره</p><p>"اللعنة، لنقم بتجريب هذا، مع أن استخدامه سيضع عبئا هائلا على جسدي و قد تكون له أعراض جانبية كوني لم أتقنه بشكل كامل لكن هذا لا يهم الآن، المهم هو الاهتمام بشأن العدو أمامي و القلق بالأمور الأخرى عندما تأتي"</p><p>في هذه اللحظة بدأ الضوء المكهرب الذي يحيط بالسيف بالسطوع بقوة والزحف محيطا ذراعه أولا حتى أحاط جسمه كاملا</p><p>"بوووووووووووم"</p><p>سطع جسده بضوء ازرق مكهرب و تحولت عيناه للأبيض و قام بالجري بسرعة كبيرة لدرجة ان خطواته تركت وراءها الأرض مشتعلة و قام بتوجيه سيفه بشكل أفقي في اتجاه الجيش مخترقا إياه في لحظة وصولا للرجل النملة الذي تفاجأ بالمنظر أمامه فحاول مراوغة السيف لكن ذراعه اليمنى طارت من مكانها محلقة للسماء مما جعله يصرخ بطريقة غريبة</p><p>"جييااااااه، ما الذي يحدث هنا؟ لم يخبرني أحد أن هناك شخصا في االعالم الواهن يستطيع استخدام المستوى الرابع من السحر، يجب على الاتصال بالقائد"</p><p>قام الرجل النملة بوضع إصبعي السبابة و الوسطى على جانب جبهته و بدأ يخاطب شخصا ما</p><p>قائد الوحدة الثانية كان يلهث بشدة، فكما توقع، استخدام تلك التقنية يضع عبئا هائلا على جسده، لكن كان لا زال بإمكانه التحرك و يستطيع القيام بهجمة أخرى</p><p>قام باتخاذ وضعيته مستعدا للهجمة الثانية ثم بدأ ينظم تنفسه</p><p>(علم) انتهى الرجل النملة من حديثه تخاطريا ثم قال مباشرة " فالتظهروا يا اتباعي اللطفاء"</p><p>صرخ الرجل النملة فظهر هذه المرة من تحت الأرض جيشا ضعف السابق حيث كان يقارب 500 نملة ضخمة و تابع بإعطائه أمرا لجيش النمل "فالتحموني"</p><p>فور أمره لهم قاموا بالتجمع بسرعة كبيرة جدا مكونين جدارا ضخما و سميكا جدا</p><p>"هاهاهاهاها، فالنرى إن كنت ستستطيع اختراق هذا الجدار الآن "</p><p>بعد سماعه هذا، كان قائد الوحدة الثانية قد أتم استعداده فأسرع في اتجاه جدار النمل بسرعة أكبر من السابق ثم وصل سريعا لحائط النمل، و عند التقاء رأس السيف المكهرب بالجدار تسبب في ثقب ضخم و الذي بدأ يتسع شيئا فشيء إلى أن تفجر الجدار تماما و أكمل السيف طريقه نحو الرجل النملة المصدوم مما حدث.................. يتبع!!!</p><p></p><p>اهلا ي جدعااان?مبدأيا انا مجرد ناقل للقصه</p><p>القصه دي عظمه بجد فحبيت انشرها هنا ده عشان لو حد هيقول انا قرأتها قبل كده</p><p></p><p>تاني حاجه القصه لسه في مقدمه بدايه البدايه كل ده لسه توضيح ولسه كمان الجزء التاني</p><p>هيبقي توضيح لاحداث العالم في الوقت ده واي الي بيحصل فيه وكل حاجه هتبان مع الاجزاء</p><p>في الاخر اتمني ليكم قرأه ممتعه ??</p><p></p><p><strong>الجزء الثاني</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فششششششش</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توقف السيف فجأة ليرفع صاحبه رأسه و يجد ثلاث أصابع على شكل منقار موقفا سيفه المكهرب، "ما....ذا" صدم تماما مما يرى أمامه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أوه، لقد أتيت أيها القائد" كان الرجل النملة فرحا بينما بدأ يسترخي بعد أن واجه الموت قبل لحظات، أما بالنسبة لقائد الوحدة الثانية فكان هذا مرعبا بالنسبة له، فهو كان يفتخر بنفسه كأصغر قائد وحدة بعمر الخامسة و عشرين سنة و ظن أن فوزه ضد الرجل النملة قد تقرر حتى لو كان خصما سبب له المعاناة، لكنه قال المهم هو أنني من سأفوز و ما سيأتي لاحقا سأهتم به عندها في وقته، لكن هذه الغطرسة و هذا الغرور اختفيا تماما بعد رؤيته لسيفه بقوته القصوى يوقف بثلاثة أصابع فقط من دون أن يتأثر صاحبها أو حتى يتزعزع من مكانه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هووه، هناك حقا بشري يستطيع استخدام المستوى الرابع، لكن بالنسبة لي لا شيء قد تغير، لا تزال سوى قمامة أمامي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد قوله لهذا قام بكسر السيف عن طريق ضغطه عليه بأصابعه الثلاث ثم جعل يده اليمنى بشكل رمح و وجهها مباشرة نحو قلب قائد الوحدة الثانية الذي خارت قواه و لم يكن لديه وسيلة ليدافع بها عن نفسه منتظرا موته المحقق فقط، لكن مباشرة قبل أن تلمس يد العدو قلبه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"بووووووووووووم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضرب العدو من طرف رمح مكهرب فجعله يوقف هجومه الذي تسبب في إنقاذ قائد الوحدة الثانية و انتشر الغبار بسبب الصدمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"م..معلمي"، عندما رأى قائد الوحدة الثانية معلمه رجعت له روحه التي تخلى عنها قبل قليل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ الجنرال في وجهه "أيها الاحمق، ألم أقل لك مئات المرات ألا تكون متسرعا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رد قائد الوحدة الثانية قائلا "آسف ايها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هوووووووووووه" كان العدو القائد متفاجئ أكثر من المرة السابقة، "إن هذا غير متوقع حقا، هناك شخص يستخدم المستوى الخامس من السحر، هممم، و يبدو أنك تستطيع استخدام المستوى السادس أيضا، إذن، من أنت؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"........................"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أنت، أيها الفضي هناك، لقد سألتك سؤالا، و عندما أنا اسأل شخصا فهو عليه أن يجيب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام العدو القائد بسؤال الجنرال بغطرسة كبيرة، لكن في تلك اللحظة كان الجنرال مصدوما فهو اعتقد انه أنهى العدو بهجومه السابق، فلقد كان ذلك الهجوم واحدا من أفضل تقنياته إن لم تكن أفضلها من المستوى الخامس فبدأ يتساءل مع نفسه "ما الذي يحدث هنا بالضبط لقد كان ذلك رمحا مشحونا بسحر البرق من المستوى الخامس، كيف لم يصب بخدش واحد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اسودَّ وجه العدو لأنه تم تجاهل سؤاله "همممم، أنا أضع 'خاتم اللغة' الخاصة بالعالم الواهن لذا أنا متأكد من أنك تفهمني، لهذا أكره القمامة، لا تعرف حتى كيف تجيب، لكن لا يهم من أنت أو من اين أتيت لأنك في النهاية ستموت" لقد كان أسلوب العدو في كلامه متعاليا تماما كما لو أنه يتحدث لحشرة ناطقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"معلمي، إن هذا الشخص غريب، لقد هاجمته بسيف 'نمر البرق' بالمستوى الرابع لكنه أوقفه بثلاث أصابع بكل سهولة كما لو أنه شيء طبيعي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما سمع المعلم عن هذا صدم أكثر من السابق بكثير و تذكر تدريباته مع تلميذه حيث عندما هاجمه هذا الأخير بنفس التقنية، كان قد احتاج لثلثي قوته الكاملة ليصدها مع أن هذا كان قبل شهرين و قوة التقنية كانت لابد و أنها قد ازدادت بسبب موهبة تلميذه العالية و مع ذلك لم تؤثر قط في العدو، كان هذا مرعبا كفاية ليتخلى الجنرال عن فكرة القتال و محاولة إيجاد طريقة للهرب حتى و لو هرب تلميذه فقط، و لهذا قال في عجلة من أمره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"يا 'رعد'، قائدي الوحدتين الاولى و الثالثة قادمين لهنا، انهض و خذ حصاني و اذهب بسرعة لإيقافهما ثم اتجهوا مباشرة نحو العاصمة و قل كل ما جرى هنا بالتفصيل للجنرالات و الامبراطور، سأحاول الصمود هنا ريثما تذهب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لكن أيها المعلم...."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ليست هناك ' و لكن'، قم بما قلت لك و إلا سنموت جميعا، هذا افضل خيار الان"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام رعد بالنهوض من مكانه بصعوبة و ذهب في اتجاه معلمه لكن عندما كان في طريقه تكلم وراءه صوت غريب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا رد لما فعلته سابقا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استدار رعد ليرى ماذا يحدث و إذا به يرى بالرجل النملة كان يطير في اتجاهه من قوة اندفاعه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في يده خنجر لكن و قبل وصوله لعنق رعد الذي كان يستهدفه قام المعلم بالتحكم في رمحه و تحريكه في اتجاه الرجل النملة مخترقا صدره محدثا ثقبا ضخما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"يبدو ان هذا مجرد حثالة، المشكلة الحقيقية هي تلك الوحش الذي كان يشاهد في صمت الى الان..ما الذي يخطط له........ماذا؟.....انه....يبتسم "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما يتكلم الجنرال مع نفسه كان العدو القائد مبتسما ابتسامة عريضة و خبيثة مستمتعا بالذي يحدث امامه، و فور رؤيته هذا قام المعلم بالصراخ</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"رععععععععععععددد، أسرع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما سمع رعد معلمه يصرخ هكذا استجمع كل ما تبقى له من قوة و اتجه نحوه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاهاهاهاهاها......هاهاهاهاهاهاهاها......هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها" صدرت ضحكة شيطانية من فم الوحش تاركة الجنرال متجمدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاهاهاهاهاهاهاها...حاولوا بكل ما لديكم...قاوموا...عاندوا...و اكتسبوا أملا، حينها سآتي و أحطمه لتقعوا في يأس عميق، إن قتلتكم من البداية لن تكون هناك أية متعة في هذا، ليس هناك ما هو أمتع و أجمل من سقوط القمامة في اليأس بعد فتحها لأبواب الأمل و من ثم رؤيتها تغلق في وجهها هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"مممم، حسنا لقد قررت سأبدأ بالتلميذ، فرؤية معلمه يغرق في وديان اليأس سيكون أمرا في قمة الروعة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الجنرال يصرخ مع نظرة رعب على وجهه "اللعنة، تبا، تبا، تبا، رعد فالتسرع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حاول رعد بكل ما لديه لكن لا زال بعيدا عن معلمه، فهذا الأخير لم يقم بمساندته لكي لا يتشتت تركيزه عن الوحش الواقف هناك بعيدا عشرات الأمتار فقط، فإن ذهب ليساعد رعد، حينها ستكون نهايتهما معا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(أجب، يا شيطان اليأس، أجب يا شيطان اليأس، هناك تغيير في الخطط، عد الآن، الأمر مستعجل) قام شخص ما بالتحدث مع شيطان اليأس آمرا إياه بالعودة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب 'شيطان اليأس' بغضب (الللللعنة، ماذا تريد الآن، أنا في وسط متعتي، إبحث عن شخص اخر، تفقد أمر 'سوكورديا' لقد قالت أنها قد سبق و انتهت من عملها، يجب أن تكون متفرغة)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(لقد سبق و فعلت هذا و هي في طريقها إلى هنا، فلتأتي أنت أيضا، إن هذا أمر من سيدنا العظيم فلتأتي حالا)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(حسنا حسنا)، "تبا إنني حقا أكره هذا الشخص، لو لم يكن مقربا من سيدنا لكنت قتلته منذ زمن طويل" بعد أن أنهى شيطان اليأس محادثته نظر إلى الجنرال ثم ابتسم ابتسامة عريضة خبيثة مرة أخرى و حلق في السماء عاليا الى أن اختفى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد مرور يوم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في قاعة كبيرة يمكنها أن تسع لمئة شخص، بطاولة طويلة في الوسط، كان هناك خمسة عشر شخصا جالسين على الكراسي الجانبية للطاولة و يحيطهم جو جدي حتى دخل شخص ما يبعث شعورا يجعلك تعرف انه ليس شخصا عاديا بحيث إن قارنته مع شخص من العامة سترى الفرق واضحا كالذي بين الأرض و السماء، كان يرتدي معطفا أحمرا عليه رمز 'امبراطورية النضير الوهاج' و كان بجانبيه خادمين في حلة سوداء، قام الذي على الجانب الأيمن بالصراخ قائلا "التحية للأمبراطور المعظم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام الجميع بالانحناء قليلا احتراما للشخص أمامهم و اتجه هذا الأخير نحو العرش الموجود خلف الطاولة ليجلس ثم قال "اجلسوا" أشار الإمبراطور للجميع فجلسوا ثم أكمل "حسنا، فالنبدأ الاجتماع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد دقيقه من بدايه الاجتماع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"م..ماذا..هل تقول أن مثل هذا الوحش موجود، أن لا يتأثر برمحك البرقي من المستوى الخامس يا 'براون'، من هذا الوحش بالضبط " كان الصوت قادما من رجل يبدو في منتصف العمر بشعر و عينين سود مرتديا درعا فضيا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"نعم، أنت بالخصوص يا 'هِيْ' ستعرف عما أتكلم لأنك رأيت و جربت قوة رمحي عدة مرات عندما نتدرب، لقد كان وحشا حقيقيا، لا قد يكون هذا تقليلا من شأنه" بدأ يتذكر 'براون' الابتسامة الخبيثة التي كانت على وجه 'شيطان اليأس' فعقد حاجبيه و قال "لقد كان ذلك شيطانا" ثم جمع شتات نفسه و أكمل حديثه "آه، على ما أتذكر لقد ناداه الرجل النملة الذي سبق و أخبرتكم عنه بالقائد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"القائد؟ هل هذا يعني أنه واحد من قادة الجيوش التي هاجمت الإمبراطورية، لا أحد غيرك التقى بقائد آخر و لهذا ان كان هذا صحيحا فهذا يعني أن هناك آخرون بمثل قوته او ربما أكثر" أجابه هذه المرة رجل عجوز لكنه كان مفعما بالحياة و يرتدي درعا فضيا هو الاخر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب براون "بالتفكير في الأمر قد يكون هذا صحيحا أيها المعلم 'تشارلي' "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد سماع كلامه جميع الحاضرين صدموا و عم الصمت مرة أخرى في القاعة الكبيرة، فقط التفكير في أن وحشا مثل هذا موجود جعل الجميع يرتعب خوفا و لكن أن يكون هناك العديد من مثله، ما هذه اللعنة التي أنزلت عليهم. أكمل شخص آخر بدرع فضي أيضا "لكن كيف يمكن أن يحدث هذا، نحن نعلم جميعا نعلم أن 'حاجز الحماية السماوية' يحيط بجميع أماكن تواجد الوحوش، و لا يمكن أن يُخترق الحاجز، فهذا ما كان عليه الأمر لملايين السنين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما الجميع يتناقشون قام أحد ما بالطرق على الباب ليقوم أحد الخادمين بفتحه فوجد جنديا "ماذا تريد هناك اجتماع مهم الان"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لا في الحقيقة التقرير عاجل و يجب أن يعلم به جلالة الإمبراطور و الجنرالات في أسرع وقت ممكن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"اتركه يدخل" جاء الصوت من الإمبراطور و مباشرة قام الخادم بالانحناء قائلا "سمعا و طاعة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دخل الجندي و ركع قليلا أمام الحضور على ركبة واحدة ثم قال مباشرة "لقد وردتنا أخبار عن تلقي إمبراطوريتي 'الرياح العاتية' و ''الأمواج الهائجة' هجوما البارحة و ليس هذا فقط بل أن من هاجمهم كانت وحوشا غريبة "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ماذا قلت هل هذا صحيح؟" قام الجنرال 'تشارلي' من السابق بالتحدث مجددا مكملا "هذا يأكد لنا أن هجوم البارحة لم يكن مدبرا بطريقة ما من واحدة منهما، أتقول لي أن شخصا ما لديه الجرأة الكافية ليهاجم الامبراطوريات الثلاث التي تحتل العالم؟ أليس هذا كما لو انه يهاجم العالم أجمع؟ لكن من هذا الأحمق بالضبط الذي يتجرأ على فعل هذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"و أيضا" أكمل الجندي تقريره " قال بعض الناجين من الهجوم أنهم رأوا شيئا دائريا غريبا في السماء و ظلال كثيرة بدأت تظهر من خلاله قبل الهجوم مباشرة، و الأخبار التي أتت عن الإمبراطوريتين تقول أيضا أن هناك بعض الناجين قالوا نفس الشيء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم الجميع تماما، و بصوت مذعور قال الجنرال 'تشارلي' "قد نكون نواجه شيئا أكبر مما نتخيل، جلالة الإمبراطور، أقترح أن نسرع في طلب لقاء مع كلا الإمبراطوريتين و التحدث بشأن هذا معهما، فإن كان هناك عدوا يتجرأ على مهاجمة الإمبراطوريات الثلاث وقتما شاء فيجب علينا الاستعداد جيدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ الإمبراطور يفكر قليلا ثم بعد دقائق معدودة أعطى الأمر "أرسلوا مبعوثا لكلا إمبراطوريتي 'الأمواج الهائجة' و 'الرياح العاتية'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(في قرية بأقصى جنوب إمبراطورية 'النضير الوهاج' قرب الحدود المشتركة مع إمبراطورية 'الأمواج الهائجة')</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>'استهلال.....استهلال.....استهلال' (صوت الطفل عند الولادة)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هناك منزل مهترئ يأتي منه صوت بكاء رضيع بينما أمه تحمله، بعد دقائق بدأ يشع بنور ساطع فجأة فأجبر كل من الأم و سيدة كانت معها على إغلاق عينيهما لكن و بعد دقائق، النور ضعُف شيئا فشيء الى أن أصبح باهتا جدا و بمجرد حدوث هذا دخل لمنزلهم الذي بالكاد يمكنك تسميته منزل رجل عجوز له تجاعيد كثيرة و ذو شعر و لحية طويلين و حاجبيه نميا حتى وصلا لوجنتيه الفارغتين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قامت تلك السيدة بالذهاب له و سألته "ماذا تريد أيها الجد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم ينظر لها العجوز أبدا و بدلا من ذلك كان ينظر للطفل الذي كان في حضن والدته بينما يتمتم بشيء لم تفهمه تلك السيدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها الجد، هل أنت ضائع؟ آسفة و لكن يمكنك الانتظار قليلا فأنا مشغولة كثيرا فكما ترى لقد رزقنا بمولود جديد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام العجوز برفع يده اليمنى و تمريرها من فوق وجه السيدة لتفقد هذه الاخيرة الوعي مباشرة، ثم قام بالاتجاه صوب الأم التي كانت مصدومة مما حدث قبل لحظات بينما تنادي اسم المرأة التي سقطت أمامها "سميرة؟" قامت باحتضان طفلها بشدة و هي ترتعد بينما تقول "أرجوك لا تفعل شيئا لابني سأفعل أي شيء، إلا ابني أرجوك، أرجوك لا تؤذه "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن العجوز لم يصغي لها أبدا هي الأخرى، و بينما هي تتوسل كان هو يتقدم ببطء الى أن وصل إليها، قام العجوز برفع يديه في اتجاهها و قام بلمس جبهتها بسبابة يده اليمنى فأغمي عليها أيضا، ثم وضع نفس اليد على رأس الطفل ليبدأ المولود بالسطوع مجددا لكن هذه المرة أقوى بكثير من السابق، بدأ العجوز بقول شيء ما كأنه يرتل تعويذة ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"يا أيها المختار، الطفل الاخير، هذه القوة ستجلب لك معها السراء و الضراء، مع ذلك سيكون عليك التحمل، كل هذا من أجل الحفاظ على التوازن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أن أنهى كلامه صرخ قائلا "ختم"، بدأ يتجمع كل النور الذي كان يحيط بالرضيع حول يد العجوز ثم دخل مرة واحدة بجسده عن طريق جبهته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"من بين كل الأماكن، أن يكون شخصا من العالم الواهن أضعف عالم على الاطلاق من العوالم الرئيسية، يا له من أمر ساخر، سنلتقي مرة أخرى عندما تكون مستعدا، إلى اللقاء أيها المختار"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استدار العجوز و اختفى في رمشة عين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد 15 سنة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا، أنا ذاهب يا أمّي." جاء الصوت من فتى يحمل حقيبة على ظهره وشعره قرمزي، بعينين حمراوين.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"رافقتك السلامة يا 'باسل'. واهتم جيدا بـ' أنمار'، فهي صديقة طفولتك العزيزة. آه، أظن أنّها الصديق الوحيد الذي تملك على أيّ حال، هوهوهوهوهو"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام الفتى بإجابة أمّه و نظرة ملل على وجهه: "أنا لا أحتاج أيّ أصدقاء. وأيضا هي ليست صديقتي. إنّها فقط تلحقني منذ نعومة أظافرنا."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا صحيح، يا عمّتي نحن لسنا صديقين، نحن خطيبان متعهّد كل واحد منّا للآخر بالزواج منه." أجابتها هذه المرة فتاة جميلة بشعر ذهبي طويل يأخذ الأنفس و عينين زرقاوين كالسماء الواسعة.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اختفت نظرة الملل من على وجه باسل لتتحول الى نظرة تفاجؤ: "هاه؟ ما الذي تقولينه أيتها الحمقاء المتخيّلة؟ متى وعدتك أنا بشيء مثل هذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابته 'أنمار' بابتسامة خفيفة مغمضة العينين: "هيّا، هيّا. هل تدّعي الجهل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ باسل ينزعج و أجابها بصوت مرتفع: "هاه؟ أيّ جهل تتحدثين عنه؟ ما لم يحدث لم يحدث، ولهذا توقّفي عن إخبار الناس بهذا الهراء."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأت الدموع تتجمع في عينيْ 'أنمار'، وعند رؤية الأم لذلك صرخت في وجه باسل قائلة: "يا باسل، أعرف أنك ستشعر بالخجل إن قيل لك هذا أمام شخص آخر، و لكن لا ترفع صوتك بهذه الطريقة في وجه شخص وعدته بالزواج." وبدأت الأم تربّت على رأس أنمار لتخفّف من ألمها، ولكن في تلك اللحظة ظهرت ابتسامة عريضة على وجه 'أنمار'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فرد باسل بينما يشير بإصبعه نحو أنمار: "انظري يا أمي. إنّها تضحك. إنّها تخدعك. إنّها لا تبكي. إنّها دموع التماسيح فقط."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظرت الأم لباسل و قالت له بغضب: "ألا تخجل من نفسك؟ أن تبكي زوجتك المستقبلية وبدل مواساتها تناديها بالمخادعة. لا أتذكّر أنّني ربيتك هكذا."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عادت نظرة الملل إلى وجه باسل واستسلم عن محاولة تصحيح الأمر، ثم تمتم: "أناديها بالمخادعة؟ مناداتها بالمخادعة كلمة لطيفة عندما نتطرّق لوصفها." ثم قال: "حسنا لا يهم، لقد تأخرنا، لنذهب الآن."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا." أجابته 'أنمار' بالموافقة لتكمل الأم: " سأقولها مرّة أخرى. اهتم بـ'أنمار' جيّدا؛ فالإنسان لا يعلم قيمة الشيء الحقيقيّة إلّا بعد فقدانه." قالتها الأمّ و هي تضع 'أنمار' على صدرها وتعاملها بحنان بينما تعتلي نظرة حزينة وجهها.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"إذن إلى اللقاء يا أمي." "إلى اللقاء يا عمتي."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابتهما الأمّ والدموع بعينيها: "إلى اللقاء يا طفليّ العزيزين، فلتحترسا."............ يتبع!!!!</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الجزء الثالث</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(قبل ثلاث سنوات، بعد اثنتي عشر سنة من هجوم الشياطين)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في غابة قرب قرية بجنوب إمبراطورية 'النضير الوهاج'. كان هناك فتى في الثانية عشر من عمره يجري و يبدو كأنه مطارد من شيء ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لهث،لهث،لهث،لهث، تبا إلى متى سيلاحقني هذا الوغد" قام الفتى بالاختباء وراء شجرة و بدا مضطربا كما لو أنه مطارد من قبل وحش ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"تبا، لماذا دخلت إلى منطقتها، إن كنت أعرف أن هذا سيحدث لكنت قمعت فضولي، من الجيد أنني لم أتعمق كثيرا و لاحقني واحد فقط، لكن ماذا أفعل الآن..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>'بوووووووووووووم'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أوقف تفكيره ضربة جاءت من وحش اخترقت الشجرة جعلته يحلق نحو جرف كان أمامه و بدأ يتكور حتى توقف بسبب اصطدامه بحجر كبير <em>كااخ</em> تقيء الفتى القليل من الدم و عندما فتح عينيه رأى قردا ضخما محلقا في السماء متجها نحوه نتيجة لقفزه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>'آآآآهه، يا لها من حياة قصيرة و مملة، مع أنني كل ما أردت فعله هو رؤية أشياء جديدة و مثيرة تبعد عني ضجري' بعد قوله هذا فقد الوعي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>'فسسسسسسسسسسسس'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام شيء ما بقطع القرد الضخم و هو في السماء قبل وصوله للفتى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(داخل كوخ ما)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم، آه هذا مؤلم، جسدي بأكمله يؤلمني، ما الذي يحدث؟ أين أنا؟ على ما أذكر كان القرد الأزرق الضخم يلحقني و....آه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دخل رجل عجوز للكوخ بينما يضغط الفتى على رأسه من الألم "أووه، لقد استيقظت أيها الفتى، خذ فالتشرب هذا الدواء سيجعلك تتحسن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه الفتى بينما يتألم "امم، من أنت أيها العجوز"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"فالتشرب أولا الدواء و من ثم نستطيع التحدث"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>'بلع بلع بلع'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هممم، أوه لقد اختفت الضوضاء من رأسي، شكرا أيها العجوز، إذن من أنت و لماذا انا هنا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>" أنا الشخص الذي أنقذك من ذلك القرد" أجابه العجوز بينما الفتى يحدق فيه بعمق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه الفتى و نظرة تعجب على وجهه "آه، بما أنك ذكرت الأمر، بدأت أتذكر، آه، لقد كنت على وشك أن أقتل من طرف القرد الأزرق الضخم ثم فقدت الوعي، إنتظر لحظة، كيف قمت بالهروب و أنت تحملني؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه العجوز "هوهوهو، أهرب؟ لماذا أفعل هذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فقال الفتى "هاه، ما الذي تتحدث عنه، ماذا؟ أتحاول القول لي أنك قتلته أم ماذا؟ "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أجل" قالها العجوز بكل برودة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما سمع الفتى رده تفاجأ و بدأت عيناه تشتعل حماسا "أيها العجوز هل يمكن أنك ساحر؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما ينتظر الفتى الرد متحمسا أجابه العجوز "أجل، ماذا؟ هل لديك اهتمام في السحر أيها الفتى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قفز الفتى من مكانه ناسيا آلامه واقفا أمام العجوز و قام بلف أحدى يديه على الأخرى التي كانت على شكل قبضة و انحنى قليلا ثم قال " بما أنك ساحر، أيمكنك أن تكون معلم هذا الشخص الجاهل هنا أيها المعلم" كانت على الفتى نظرة حزم و إصرار مع توتر قليل منتظرا جواب الرجل العجوز</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها الفتى، قبل أن نتطرق لموضوع غدوك تلميذي أم لا، لنتحدث قليلا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدى على وجه الفتى تعبير استغراب لكنه قال في الحال "حسنا، أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فأجابه العجوز "أنت، لم أصبح معلما لك بعد، لماذا تناديني بهذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه الفتى بنظرة احترام كبيرة على وجهه "حسنا، شخص عظيم مثلك لا يجب مناداته بغير هذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ العجوز يضحك "هوهوهو" ثم أكمل قائلا "إنك فتى مثير للاهتمام، ما إسمك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الفتى و هو فرح "باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سأله العجوز "حسنا أيها الفتى 'باسل'، لماذا كنت ملاحقا من قبل ذلك القرد؟ هل دخلت إلى منطقته بالخطأ؟ "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ 'باسل' بحك رأسه "آه، هذا" ثم أجاب "في الحقيقة أردت اكتشاف تلك 'المنطقة المحظورة' فقط، فلقد كان لدي اهتمام بها منذ وقت طويل، لكنهم يقولون أن 'المناطق المحظورة' خطيرة و لا يجب على الناس العاديين دخولها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حك العجوز ذقنه ثم سأله من جديد "و لماذا تريد أن تصبح ساحرا أيها الفتى باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يجب باسل فورا و بدا كما لو أنه يفكر في شيء ما و بغضب قال "لقتل الشياطين الملاعين و حماية المقربين مني في وقت الحاجة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت نظرة غضب غير طبيعية في عيني الفتى الصغير مما جعل العجوز يتفاجأ قليلا لكن باسل أكمل "مع أنني أظن أن سببي الأكبر يأتي من فضولي حول السحر فقط، فإن كنت ساحرا يمكنك دخول 'المناطق المحظورة' و اكتشافها كما تشاء، هاهاها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ العجوز يفكر في شيء ما لثواني ثم أجاب "حسنا سأعلمك، لكن بشروط" أماء باسل موافقا ثم أكمل المعلم كلامه "لا تعلم شخصا آخر ما أعلمك و لو كان أقرب المقربين لك من دون موافقتي، لا تخبر أي شخص عني، أن تقوم بكل ما آمرك به بدون مناقشتي في الأمر لمرة ثانية، إن كنت توافق على هذا فسوف أعلمك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فأجاب باسل مباشرة من دون أن يفكر لثانية واحدة "أنا تحت رعايتك أيها المعلم الموقر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا، إذهب لمنزلك و ارتح جيدا، بالنظر لإصابتك سيأخذ الأمر منك أسبوعا على الأقل لتشفى، بعد هذا، فالتأتي لهذا الكوخ ستجدني أنتظرك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "حسنا، أيها المعلم، أنا ذاهب الآن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أوقف العجوز باسل و قال له بينما يعطيه ورقة مرسوم عليها مسار ما "إنتظر لحظة، إتبع هذه الخريطة في عودتك لتجد هذا الكوخ" لكن بينما يحاول العجوز إعطاءه الخريطة أجابه باسل قائلا "إنني أعرف هذه المنطقة كراحة يدي إن استثنيت المناطق المحظورة و لهذا لا تقلق سأعرف طريق العودة لهذا الكوخ"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر إليه العجوز ثم قال "ألم تكن ستقوم بأي شيء من دون مناقشة في الأمر لمرة ثانية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وضع باسل يده على رأسه و بدأ يحكه قائلا "آه، هذا صحيح، آسف أيها المعلم، سآخذها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال له المعلم "لقد أعطيتك هذه الخريطة ليس لأنك لا تعرف الطريق، ولكن لكي تجد هذا الكوخ عند عودتك لأنني سأغير مكانه، و أنا قد سبقت و رسمت الموقع الذي سأنقله له"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ باسل ثم قال "آسف أيها المعلم، تلميذك كان جاهلا" بعد قوله لهذا الكلام أخذ الخريطة و ذهب في طريقه للمنزل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان العجوز يراقبه إلى أن اختفى ظله و هو يقول "كنت أنوي تركه ليستعد طبيعيا من دون تدخلي، لكن لا ضرر في تسريع الأمر، فببنيته هذه سيكون مستحيلا عليه البدأ في استخدام السحر، و لهذا سأحاول الإسراع من جعلها مستعدة، لكن..." تذكر العجوز نظرة الفتى الغاضبة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"يبدو أن تدريبه سيكون صعبا قليلا من جهة العقل، فالعقل هو كل شيء في السحر، ذلك الغضب قد يكون عائقا لنموه بالمستقبل، إنها مهمة صعبة التي تركتها على عاتقي يا 'جلالة الملك الأصلي'، لكن تابعك هذا سيكمل واجبه على أكمل وجه، و أيضا شخصيته قد أعجبتني بعد كل شيء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مرت الأيام بسرعة و كان باسل يأكل الفطور مع أمه فدخلت فتاة مرسوم على وجهها ابتسامة مع عينين مغمضتين "صباح الخير يا عمتي 'لطيفة'، صباح الخير يا باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابتها 'لطيفة' "أوه مرحبا بك يا أنمار" لكن عندما رأى باسل تلك الفتاة أصدر صوتا منزعجا 'غيي' ثم وقف مباشرة من على كرسيه و قال "أمي أنا ذاهب الآن" و خرج مسرعا نحو الغابة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قالت أنمار بإحباط "آه آه، لقد هرب مرة أخرى، يا له من شخص خجول"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"آسفة يا صغيرتي أنمار، عندما يرجع سأتكلم معه بشأن هذا" قالتها الأم و نظرة أسف على وجهها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما رأتها أنمار أجابتها "آه، لا تقلقي يا عمتي، إنه الأمر المعتاد فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(في الغابة)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يحمل الخريطة و يتبع الطريق المرسوم عليها حتى وصل إلى الكوخ "و أخيرا وصلت، لماذا غير مكانه لهذا العمق في الغابة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما باسل يتساءل قام أحد بإجابته على حين غرة من وراءه "لكي لا يلاحظنا أحد بينما أدربك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التف باسل ليجد العجوز ثم قال له "صباح الخير أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"صباح الخير أيها الفتى باسل، إتبعني" أمره العجوز فأجاب باسل قائلا "حسنا أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام الاثنان بالغوص عميقا في الغابة بينما يتحدثان</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ماذا تعرف عن السحر أيها الفتى باسل" سأله العجوز فرد باسل قائلا "السحر هو عبارة عن طاقة الإنسان الكامنة التي يمكنه استعمالها بعد التدرب على كيفية التحكم بها، و هناك مستويات تبتدأ بالمستوى الأول و تنتهي بالسابع، و كل مستوى ينقسم لثلاث أقسام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>القسم الأولي، القسم المتوسط و القسم النهائي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>يقال أن الساحر لديه قوة بدنية تفوق الشخص العادي بكثير و في كل مرة يرتفع الشخص بالمستوى تتمدد حياته لعشر سنوات أخرى، و لهذا السحرة معروفون بطول العمر حيث هناك من وصل لمائة و سبعين سنة "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"همم" وضع العجوز يده على ذقنه ثم قال "ليس سيئا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب باسل فسأل معلمه "لماذا أيها المعلم، فأنا قرأت كل الكتب الموجودة بمكتبة القرية التي تتحدث عن السحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه العجوز "هذا صحيح، ما قلته لم يكن خاطئا، و بالنسبة لعمرك و موارد بحثك فهذا جيد بالنسبة لك، لكن ما تعلمته من المكتبة لا يقدر بـسوى نسبة واحد من المائة عن السحر، فبالنسبة للطاقة الكامنة التي تحدثت عنها هي طاقة حياة الشخص نفسها و التي يمكنه استخدامها إلا بعد تدرب طويل في جعل عقله متصل بكل 'نقط الأصل' الموجودة بجسده و التحكم بها، أي فهم 'أحجية لغة جسده' الفريدة من نوعها و فكها، عند فعل هذا سيمكنه فتح نقط الأصل و بهذا سيكون قادرا على استخدام طاقة حياته و التي هي السحر، لكن مع أن إسمها طاقة الحياة لا يعني أنها تستهلك حياته الخاصة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل ينصت بكل تركيز و اهتمام و الدهشة تزداد في كل كلمة يقولها معلمه "إن رأيي كان صائبا، إنك حقا مذهل أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابع المعلم "مذهل؟ هوهو، هذا لا شيء سوى بداية البدايات، عندما تصل ل'المذهل' بحق عندها سترى ما أعني بكلامي، و بما أنك ستتعلم تحت يدي سأتأكد من تمرير معرفتي كاملة لك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدى على وجه باسل تعابير التحمس و الفرح لكنه لاحظ أنهم بدأوا في الدخول لمنطقة محظورة "حسنا أيها المعلم، لكن إلى أين نحن ذاهبين، لقد تعمقنا كثيرا في الغابة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"آه، لمكان جميل للتدرب، هوهوهو" قالها العجوز و نظرة شيطانية على وجهه، و عندما رأى باسل وجه معلمه صعدت قشعريرة مع جسده بينما يقول "لدي شعور سيء حيال هذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا، كما قلت لك سابقا، سيكون بإمكانك فتح نقطك الأصلية عن طريق فك أحجية جسدك، و لهذا سيكون عليك التحكم في كل مشاعرك و عواطفك و تخلي عقلك من الأفكار لتصل لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، عند إتمامك لهذا سيكون يإمكانك رؤية تلك النقط و فتحها واحدة تلو الأخرى، مع أن هذه العملية لا تتم بكل سهولة فهناك أشخاص أمضوا بها شهورا و آخرين أعواما و هناك من لم يصل لنتيجة أبدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام العجوز بتعليم باسل عن السحر في طريقهم إلى أن وصلوا إلى واد عميق بحيث لا يمكنك رؤية قعره، و أصوات زمجرة تصدر منه، و عند مشاهدة باسل لهذا المكان قام بسؤال معلمه و ابتسامة فاقدة للأمل مرسومة عل وجهه "معلمي، لا تقل لي أن هذا مكان تدريبي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام العجوز بنظرة شيطانية مبتسمة مرة أخرى و هو يضحك "هوهوهو، هذا صحيح، سأجعلك تتمنى الموت على التدرب تحت يدي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان العجوز يشرح لباسل و هو جالس جلسة تربيعة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا صحيح، و عندما تفتح نقط الأصل، يبقى الشخص يحتاج فقط لدفعة تجعل طاقته السحرية تتفعل، ويجب أن تكون من طرف شخص لديه تحكم لا بأس به في السحر و إلا سيدمر جسد المطبق عليه العملية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل و بصوت منخفض متقاطع و يبدو من خلاله أنه يعاني "<em>يلهث، يلهث</em>.....هوه، هكذا إذا، و..ما..هي..هذه..الدفعة..يا معلمي؟ 'يلهث..يلهث' كان العرق يملأ جسم باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه العجوز "ركز الآن على تدريبك الحالي، فعلى ما يبدو، لا يزال أمامك طريق طويل لتقطعه حتى تصل لتلك المرحلة، هوهوهو"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان العجوز في الواقع جالسا فوق ظهر باسل الذي كان في الهواء فوق الوادي العميق و لديه دعامتين خشبيتين على شكل أفقي فقط، عصى طويلة في جهة يديه تمتد على عرض الوادي و أخرى في جهة قدميه وإذا فقد توازنه و لو قليلا سيكون طعاما لأصحاب الأصوات المخيفة بالأسفل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مرت مدة و قال العجوز "حسنا، يكفي لليوم أيها الفتى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل للمعلم "أيها المعلم هذا اليوم العاشر و لا زلت لم تبدأ في التعليم العملي للسحر، إلى متى سأبقى أقوم بهذه التدريبات القاسية من دون البدء في تعلم السحر؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه العجوز "إلى أن تصبح مستعدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"و متى سأصبح مستعدا أيها المعلم؟ " كان باسل يطرح على المعلم نفس الأسئلة كل يوم و مع ذلك يتلقى نفس الإجابة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"عندما أقول أنك أصبحت كذلك، و الآن كفى من الأسئلة و اذهب للمنزل ثم عد غدا باكرا" أمر المعلم باسل بالعودة و عندما اختفى ظل الفتى قام العجوز بالقفز لداخل الوادي بينما يقول "و الآن لنحصل على عشاء اليوم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(في منزل باسل)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت 'لطيفة' أم باسل تطبخ العشاء بينما كان الابن في غرفته و مستلقيا على سريره منغمس في تفكيره (لماذا المعلم لا يبدأ في التعليم التطبيقي للسحر، كل يوم كل ما أفعله هو قطع الخشب بينما أحمل أوزانا بيدي، و الجري لساعات بينما أحمل أوزانا برجلي، و القيام بتمارين الضغط، و في الأخير يجعلني أستلقي فوق ذلك الوادي المخيف بينما يجلس فوقي و يتحدث لي عن السحر، و بسبب هذا كل يوم أصبح جحيما، حسنا، لقد وعدته بفعل كل ما يطلبه، نعم، و أيضا معلمي شخص عظيم لا بد و أن ما يجعلني أفعله له معنى كبير وراءه" بينما باسل يفكر سمع أمه تناديه ليأتي ليتعشى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أين كنت تذهب اليوم بكامله للعشرة أيام السابقة، و أيضا تعود متعبا جدا، ما الذي يحدث معك مؤخرا، لا تقل لي أنك تذهب للمناطق المحظورة" كانت الأم تسأل ابنها بنظرة انزعاج ممزوجة مع قلق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"آه، إنني..." عندما كان باسل يحاول شرح ما يحدث معه لأمه تذكر وعده للمعلم ثم قال "لا، إنني...لقد أصبح لدي صديق و نحن نتدرب معا طوال اليوم، يبدو أنه يريد أن يصبح ساحرا هو الآخر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجبت الأم من ابنها كاره الصداقات، المهتم في الكتب فقط و الذي ليس لديه أدنى اهتمام في الآخرين قد أصبح لديه صديق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما رآها باسل قال منزعجا "ماذا، حتى أنا يمكنني على الأقل إنشاء صداقة واحدة" ثم أكمل طبقه و ذهب للنوم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>غدا فجرا استيقظ باسل و وجد أمه قد استيقظت بالفعل، أكل الفطور الذي أعددته و ودعها منطلقا نحو الغابة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التقى باسل بمعلمه و بدأ في تقطيع قطع الخشب و بعد مدة أزال الأثقال من يديه و وضع الخاصة برجليه ثم بدأ يجري وفق المسار الذي حدد له و الذي كان مملوءا بالعقبات الصعبة، و من ثم بدأ القيام بتمارين الضغط، بعدما انتهى، حمل الدعامتين الخشبيتين و ألقاهما فوق الوادي و اتخذ وضعيته مثل السابق ثم جلس المعلم فوقه من جديد بينما يعطيه دروسا حول السحر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمر الأمر هكذا لمدة شهر آخر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا، يبدو أنه حان الوقت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عند سماع باسل لمعلمه يقول هذا، تعبيره الممل على وجهه تحول لآخر متحمس و قال</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أووه، أخيرا سأبدأ في تعلم السحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر إليه المعلم و تنهد ثم قال "آسف لتخييب ظنك و لكنك لا زلت غير مستعد، ما قصدته بآوان الوقت هو أنه قد حان وقت الانتقال للمرحلة الثانية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عند سماع باسل معلمه هذه المرة حدث عكس السابق و رجعت نظرة الملل على وجهه و قال "حسنا أيها المعلم، لكن...."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لاحظ العجوز تعبير باسل و تنهد مرة أخرى بينما يفكر مع نفسه "يبدو أنه يحتاج لمحفز، حسنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها الفتى باسل، لا تقلق، إن كل ما تفعله له سبب مقنع و هدف ثابت، ستكون مكافأتك من هذا عظيمة" مع أن العجوز حاول مواساته لكن تعبير باسل لم يتغير و لهذا قال "إن استعطت المواكبة مع التدريب الذي سأمنحه لك و إكماله سوف أشرع في تعليمك السحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما سمعه باسل عاد مرة أخرى وجهه المتحمس "أووه، إذا كم من المدة سيستمر هذا التدريب؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه المعلم" سنة واحدة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاه، سنة كاملة؟ هل تقول أنه يجب علي الاستمرار في المعاناة هكذا من دون تعلم السحر لمدة سنة كاملة" انصدم باسل من المدة فهذه الأسابيع السابقة كانت جحيما كفاية ذهنيا و جسديا لكن المعلم يقول أنه سيستمر في هذا لمدة سنة أخرى و أيضا قال إن استطاع المواكبة في هذا التدريب، ألا يعني هذا أن معاناته ستزداد فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لا تتفاجأ هكذا، فإن استمررت في التمرين العادي سيأخذ منك الأمر سنتين على الأقل، لكن بما أنك متسرع لهذه الدرجة قررت الإستعجال في التدريب، و أسرع من وتيرته، و إن كنت لست مهتما إنس أمر تعليمي لك السحر، فواحد من شروطنا كان الموافقة على كل أوامري"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي باسل يفكر في الأمر مدة طويلة "ممم، لقد التقيت أخيرا بساحر ليعلمني، لا يجب علي رمي هذه الفرصة، إن كنت سأدخل لأكاديمية السحر بعاصمة الإمبراطورية، يجب أن أكون قد سبق و دخلت للمستوى الأول، بهذا سأكون قادرا على تلقي منحة، بقي لي حوالي ثلاث سنوات لأصل للسن الأدنى للقبول، أنا أعيش في قرية في جنوب الإمبراطورية بعيدة عن كل المدن و لهذا الالتقاء بساحر آخر في ظرف هذه المدة قريب للمستحيل" بقي باسل يفكر هناك لدقائق، لكنه قرر أخيرا و قال لمعلمه "آسف أيها المعلم للتأخر، فالنبدأ هذا التدريب الذي تحدثت عنه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه المعلم في الحال و كأنه قد توقع إجابته مسبقا "يبدو أنك اتخذت قرارك، حسنا إتبعني"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب الإثنان عميقا في الغابة و بدآ يقتربا من مكان لدى باسل ذكرى مرسوخة عنه في ذاكرته و عندما وصلا خطى العجوز خطوة لداخل حاجز غير مرئي، لكن باسل الذي كان وجهه مرعوبا قال له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها المعلم أليست هذه المنطقة المحظورة الخاصة بالقرود الزرقاء الضخمة، لماذا أتينا لمثل هذا المكان؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه العجوز " 'لماذا' أنت تقول؟ أليس هذا واضحا؟ للتدريب بالطبع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سأل باسل مرة أخرى "هاه، و لماذا سندخل إلى المنطقة المحظورة من أجل التدرب فقط؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه العجوز بابتسامة خفيفة "حسنا، ستعرف هذا عندما نصل لوجهتنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(داخل المنطقة المحظورة)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الإثنان يمشيان بينما باسل كان خلف معلمه و ينظر يمينا و يسارا ويلتفت للخلف ليرى إن كان هناك أية وحوش قادمة و بمجرد مرور ثلاثة دقائق على دخولهما إلا أنهما قد صادفا وحشا و الذي بدوره عندما شاهدهما زأر بشراسة و انقض عليهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان قردا أزرقا ضخما، لكن ليس كأي قرد أخر لقد كان كبيرا كما يوحي اسمه بطول حوالي ثلاثة أمتار و كبير الحجم مع أنياب عملاقة إن عضت شخصا ما لن يبقى منه شيئا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل شاهده ليقول بصوت مرعوب كونه قد مر بتجربة قاسية المرة الماضية "أيها المعلم، ماذا نفعل إنه آت في اتجاههنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه المعلم بكل برودة "آه، لا تقلق، لا تنسى أنني أنقذتك من واحد مثله سابقا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تذكر باسل قول المعلم كونه قتل ذلك القرد من ذلك الوقت و أنقذه، عندها ارتاح باله قليلا لكنه بقي مستعدا لأي شيء قد يحدث</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان القرد الأزرق الضخم متوجها نحوهما لكنه توقف فجأة في السماء و لم يعد يستطيع تحريك إصبع واحد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم باسل مما يرى أمامه، ذلك القرد الضخم لا يقدر على فعل شيء، لكن ما فاجأه أكثر كانت الرياح المحيطة به، كانت أول مرة يشاهد فيها السحر، السحر الذي قرأ عنه في الكتب فقط، فرح باسل كثيرا عندما رآه لأول مرة في حياته، سأل معلمه عدة مرات ليستخدمه لكنه كان يتلقى إجابة الرفض في كل مرة و يحثه المعلم على التركيز في التدريب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بينما باسل كان متأثرا بما حدث، كانت الرياح تحمل القرد مقيدة حركته و آتية به في اتجاههما، و عندما وصل القرد أمامهما، أنزله العجوز من السماء من دون فك قيده المصنوع من الرياح الذي كان يحيط بيديه و رجليه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقترب العجوز منه و وضع يده فوق رأسه و قال له "الآن يجب أن تكون تفهمني، لدي شيء واحد فقط سأطلبه منك، إن فعلته سأعفو عن حياتك، إن لم تفعل سأقتك فقط و أبحث عن غيرك، موافق أم لا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"كي كي...<em>قهقهة</em> " (صوت القرد)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا لقد تفاهمنا، إن حاولت الهروب أنت تعرف ما سيحدث لك، و لهذا لا تفعل شيئا غبيا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"كي كي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التفت العجوز إلى باسل ليقول له "حسنا، يبدو أننا وجدنا لك شريكا مناسبا في التدريب"....................... يتبع!!!!!!!</strong></p><p></p><h2>(الجزء الرابع)</h2><p></p><p><strong>بوووم، بوووووم، بوووووووم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكمات متتالية من طرف القرد الأزرق الضخم تلحق باسل الهارب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"آآآه، لماذا علي المرور بكل هذا من أجل تعلم السحر فقط، أليس هذا غريبا" كان باسل يشتكي بلا توقف بينما يراوغ لكمات القرد الذي يهاجمه تحت أوامر المعلم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل بمجرد ما أن يراوغ اللكمة الأولى تأتيه الثانية مباشرة من دون وقت للراحة و يستمر الوضع هكذا حتى يغيب عن الوعي، لكن بعد أيام استطاع إنهاء التدريب المعطى له بدون فقدان الوعي، استمر الأمر هكذا حتى بدأ يستطيع مواكبة اللكمات الموجهة له بارتياح قليلا.</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما أصبح يستطيع تجنب جميع لكمات القرد بسهولة، قام المعلم برمي الأثقال الخاصة بيديه و رجليه أمامه في اليوم التالي مما جعله يعود لنقطة البداية، و في كل مرة يتحسن في تجنب القبضات ترمى أمامه أوزان أكثر ليرتديها حتى وصل ما يحمله لعشر كيلوجرامات بيديه و عشرة أخرى برجليه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و مرت الأيام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أمر المعلم باسل بإزالة الأثقال و التوقف عن الهرب و محاولة مواجهة القرد في مباراة مباشرة هذه المرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فعل باسل ما أمره به المعلم و اتخذ وضعية استعداد بينما ينتظر القرد القيام بالحركة الأولى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الأيام الأولى كان باسل خائفا جدا من القرد و هذا ما كان يجعله قادرا على الاستمرار في الهرب، لكن مع الوقت بدأ باسل ينسى تجربته السابقة التي كان فيها على حافة الموت. و عندما واجه القرد الأزرق الضخم كل هذه الأيام، بدأ شعوره بالخوف منه يقل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أمر المعلم القرد بعدم الهجوم إلا عند دخول باسل لنطاق ضرباته و التركيز على الدفاع فقط و الرد على الهجوم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و لهذا بدل الانتظار اندفع باسل في اتجاه القرد الضخم و عندما اقترب من نطاق هجومه اتجهت نحوه لكمة بسرعة لكنه استطاع مراوغتها بسهولة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>راوغ باسل الهجمة و اتجه يمينا و بينما ذراع القرد اليسرى كانت موجهة نحو مكانه السابق، قام باسل بإلقاء لكمة نحو جانبه، أصابت قبضته الجانب الأيسر للقرد لكنها لم تعطي نتيجة مقبولة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قفز باسل متراجعا للوراء و بدأ ينظر في لكمته و يتذكر سرعته عند مراوغته لكمة القرد و أيضا حتى عندما قفز قبل قليل للخلف، رأى أن لكمته أصبحت أقوى و سرعته أصبحت أكبر و قدرة قفزه ارتفعت، لاحظ أن جميع قدراته ازدادت بشكل كبير، حتى عندما لكم القرد كانت فقط لكمة للتجربة لكنها أخرجت قوة أكثر مما كان يتوقع مثلما حدث مع سرعته في المراوغة و مدى قفزه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يحظى باسل طوال الأسابيع الماضية بفرصة ليجرب فيها لياقته، كان كلما ينتهي من التدريب يعود إلى المنزل منهكا جدا، و لهذا لقد تفاجأ من مدى تطوره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أحكم باسل قبضته قائلا مع نفسه "أستطيع فعلها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بمجرد ما أن انتهى من كلامه مع نفسه اندفع مرة أخرى صوب القرد لكن هذه المرة لم يدخل لنطاق هجومه و بدأ في الدوران حوله منتظرا ثغرة ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رأى باسل أخيرا ثغرة في دفاع القرد و اندفع صوب رجله اليسرى مستهدفا وراء الركبة و عندما كاد أن يضربها قفز صاحبها نحو السماء و عندما وصل من تحته باسل ركله نحو الأرض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>'كااااخ'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تقيء باسل القليل من الدماء جراء الضربة و اصطدامه بالأرض لكنه نهض بسرعة و تراجع هروبا من رجل القرد الأخرى التي كانت تستهدفه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"يبدو أن هذا لن يكون سهلا كما توقعت" كان يقولها باسل بينما يمسح الدم من فمه و يبتسم ابتسامة متحمسة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>'هه...هه...هه يلهث، يلهث'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"في الأخير لم أستطع إصابته بضربة أخرى" كان باسل مستلقيا فوق الأرض و يتنفس بصعوبة و يقطر عرقا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جاء معلمه و قال له "كما لو أنك ستفعل، إنه مخلوق عاش حياته كاملة في البرية و خبير في المعارك، أ ظننت أن غرا مثلك سيستطيع إصابته من الأول؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه باسل "لكنني أصبته في المرة الأولى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم "صحيح أنك أصبته، لكن هذا حدث فقط لأنه كان متفاجئا من ازدياد سرعتك المفاجئ لأنك أزلت الأثقال، لكن عندما أقاس سرعتك لم تكن لك أي فرصة أمامه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا هذه مباراتك الأولى ضده، لا تقلق، لقد أبليت حسنا بالنسبة للمرة الأولى" مدحه المعلم ثم قال له "ارتح قليلا، و اشرب هذا الدواء سيسرع من إرجاع طاقتك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ باسل و قال "أ كان لديك هذا الشيء المفيد و لم تعطه لي من قبل أيها المعلم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه المعلم بينما يضحك "هوهوهوهو، حسنا لقد كان لدينا وقت كاف لتركك تتعافى طبيعيا، لكن الآن بما أنني وعدتك بتعليمك السحر بعد سنة من الآن فيجب على الإيفاء بوعدي، و لهذا سيكون عليك أن تكون كل يوم في حالة جيدة لتستطيع اتباع التدريب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"عندما ترتاح جيدا، فالتأتي لتأكل معي إنني أنتظرك في المكان المعتاد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شرب باسل الدواء الذي أعطاه له معلمه و بعد مرور دقائق أحس أنه يستطيع التحرك قليلا، ذهب ليشارك معلمه الطعام و بعد الانتهاء قام بتوديعه و ذهب للمنزل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما دخل باسل للمنزل تفاجأت أمه، كلما عاد باسل للمنزل يكون منهكا تماما و لا يقدر على التحرك، لكن هذه المرة مع أنه يبدو عليه التعب لكنه يبدو نشيطا بالمقارنة مع الأيام السابقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يتحدث مع أمه بينما يأكلان، و فجأة تحولت نظرته لواحدة حزينة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أمي، ألا تواجهين أي مشكلة، أنا آسف، أذهب بالصباح و لا أعود إلا عند الغروب، في الشهرين الأخيرين لم أعد أمكث بالمنزل، أنا أعرفك يا أمي أنك لن تطلبي مني القيام بشيء، لكن أتمنى أن تقولي لي أي شيء قد تحتاجينه و سأقوم به"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رأت 'لطيفة' أم باسل ولدها يشعر بالذنب و لهذا حاولت التخفيف عنه " آه لا تقلق، إن أنمار تأتي لمساعدتي غالبا، و أقضي غالب وقتي معها هي و والدتها 'سميرة' و لهذا لا أشعر بالوحدة كثيرا، لهذا لا تقلق و افعل ما تريد، لكن عدني بشيئين اثنين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فرح باسل لسماع أخبار أمه و كان مستعدا لقبول أي شيء تقوله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أولا، لا تقم بأي شيء خطير يعرض حياتك للخطر، ثانيا، عندما تلتقي بأنمار لا تهرب منها فقط و لكن قم بتحيتها على الأقل، فهي صديقتك منذ نعومة أظافركما، و طريقة تصرفك معها سيئة للغاية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما كان باسل يستمع لأمه، أماء رأسه موافقا على كل شيء تقوله، لكن عندما قالت أنمار توقف، لكنه مع ذلك كان قد سبق و قرر أنه سيوافق على كل ما تطلبه أمه و لهذا وافق على شرطها الثاني أيضا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استيقظ باسل باكرا اليوم أيضا و أكل فطوره كالعادة مع أمه، و عندما انتهى كان خارجا من المنزل فصادف أنمار أمام الباب، حاول الهرب لكنه تذكر وعده مع أمه و لهذا نظر للجانب الآخر بينما يقول بصوت منخفض بالكاد يسمع "صباح الخير" و ذهب في طريقه بسرعة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما سمعت أنمار تحية باسل تفاجأت و قالت "هل فقط قبل قليل..." ثم دخلت للمنزل "صباح الخير يا عمتي لطيفة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابت أم باسل "صباح الخير يا صغيرتي أنمار"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أنزلت أنمار قماش به القليل من الخضر ثم قالت "ظننت أنه لم يكن بالأيام السابقة في المنزل محاولا تجنبي فقط، لكن لا يبدو أن ليس هذا ما في الأمر، عمتي لطيفة، أين يذهب باسل طوال اليوم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابتها الأم "آه، لقد قال أنه يذهب للتدرب على السحر مع صديق ما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاه...صديق؟" تفاجأت أنمار مما سمعت قبل لحظات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابتها الأم و هي فرحة "نعم، كان هذا قبل شهرين عل ما أذكر، أ ليس هذا مفاجئا؟ أن يصنع باسل صديقا آخر غيرك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قالت أنمار بينما تبتسم بتصنع "نعم، إن هذا مفاجئ بحق" ثم أكملت مع نفسها "كما لو أن هذا ممكن، أنا أكثر من أي شخص أعرف مدى عدم اهتمام ذلك الولد بأي شيء آخر غير السحر و الكتب و الاكتشافات الجديدة، صديق؟ لا تمزح معي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(في المنطقة المحظورة)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كالعادة لم يكن باسل يستطيع توجيه أي لكمة للقرد و يتلقى فقط العديد منها في كل مرة يحاول أن يضربه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمر الأمر هكذا لأسبوع حتى استطاع أن يضرب القرد الضخم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"وااااه، أخيرا استطعت فعلها، لقد استطعت فعلها يا معلمي" كان باسل فرحا جدا و أخيرا اللكمة التي كان يحلم بها لمدة أسبوع قد استطاع القيام بها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>'ططن'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"على ماذا أنت متحمس أيها الأحمق" قام المعلم بضرب باسل على رأسه ثم أكمل قائلا "كل ما فعلته هو تحقيق لكمة واحدة فقط، لا تفرح بهذا فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قاطع المعلم فرحة باسل ليعود هذا الأخير للواقع المر و هو أنه بعد أسبوع كامل من المواجهة مع القرد قد استطاع لكمه مرة واحدة فقط، مما جعله غاضبا عندما فكر به و استأنف التدريب من جديد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمر على نفس المنهاج لمدة شهر آخر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم المعلم فجأة بينما كان يشاهد باسل يقاتل القرد الأزرق الضخم "أووه، يبدو أنه أخيرا بدأ يستطيع مجابهته قليلا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يتبادل اللكمات بشكل متتالي مع القرد الأزرق الضخم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان يراوغ ما يستطيع من اللكمات و يدافع بيديه ما لم يلحق مراوغتها، بعدها يهاجم بسلسلة من الهجمات المختلطة باللكمات و الركلات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"يبدو أن الإحباط من عدم استطاعته تحقيق غير تلك اللكمة فقط في أسبوع استطاع التقدم به للأمام"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا، لقد مرت مدة، لنجعله يرتديهم مرة أخرى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نادى المعلم باسل و ألقى أمامه الأثقال، أخذها باسل و وضعها عليه هذه المرة من دون أن يتذمر و رجع ليقاتل القرد، بسبب حمله الأثقال أصبحت حركاته بطيئة، لكنه لم يترك هذا يحبطه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي كل يوم يزيد من وزن الأثقال إلى أن وصل إلى 15 كيلوجرام في يديه و أخرى برجليه بعد أن كانت 10 كيلوجرام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ يستطيع القتال ضد القرد بسهولة بينما يحمل الأثقال، عندها أمره معلمه بإزالة الأثقال، و أمر القرد الضخم بالهجوم أيضا بدل الاكتفاء بالدفاع و رد الهجوم فقط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اتخذ باسل وضعية القتال و حاول الاندفاع صوب القرد لكن هذا الأخير سبقه هذه المرة في الهجوم و انقض عليه باللكمات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بوووووم، بووووووووووم، بووووووم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وثب القرد لاكما باسل عدة لكمات لكن و لا واحدة قد أصابته ، راوغها جميعها بكل سهولة و عندما رأى القرد أن لكماته لا تنفع، غضب و قفز للسماء محاول النزول على باسل و غرسه في الأرض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل رأى من خلاله و لم يترك هذه الفرصة تضيع، عندما اقتربت رجل القرد منه راوغها بسرعة و بمجرد ملامستها للأرض ركل وراء ركبتها فسقط صاحبها على الأرض ليكمل باسل هجومه بلكمة في منتصف ظهر القرد "غوااه" و يبدو أن هذه المرة قد أثرت كثيرا لدرجة جعلته يصرخ من الألم، قفز باسل و لوح برجله في اتجاه رأس القرد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بوووم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سقط القرد مغميا عليه على الفور بدون أن يصيب باسل حتى بهجوم واحد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"واااااااااااااااااااااااااه"، صرخ باسل صرخة النصر كما لو أنه جنرال يعلن الفوز في حرب ما، ثم قال للقرد المغمى عليه "شكرا لك، لقد كنت شريكا جيدا في التدريب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أطلق العجوز سراح القرد ليذهب، ثم أمر باسل ليتبعه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرج الاثنان من المنطقة المحظورة الخاصة بالقرود الزرقاء الضخمة ثم ذهبا في اتجاه الوادي العميق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان مزاج باسل جيد لأنه هزم أخيرا القرد، و مستعدا للقيام بأي شيء يأمره به معلمه، بينما هما ذاهبان في وسط الغابة كان العجوز يُري لباسل الأعشاب المفيدة و الصالحة لاستخلاص الأدوية منها و الأعشاب الضارة و السامة، كان ينصت جيدا له فكل ما يقوله معلمه لم يجده في أي كتاب قد قرأه من قبل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وصل الاثنان للوادي العميق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب العجوز و ألقى نظرة في الأعماق ثم نادى باسل و الذي استجاب له بدوره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سأل المعلم باسل "هل تعرف ماذا يسمى هذا الوادي أو الوحوش التي به بالأسفل هناك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "لا، لا أعرف، هذا هو المكان الوحيد الغير معروف ما الذي يسكنه في هذه الغابة العظيمة على عكس المناطق المحظورة الأخرى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم قائلا "حسنا، إن إسمه 'وادي الظلام العميق'، أما بخصوص الوحوش، سننزل للأسفل و سوف تشاهد بنفسك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب باسل قليلا و أجاب"حسنا، أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الأيام الأخيرة أصبحت ثقته في معلمه أكبر مما سبق و أضحى يفعل كل ما يأمره به من دون تذمر و شكاوي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حمل المعلم باسل بسحر الرياح كما فعل للقرد في المرة السابقة لكن بدون أن يسلب قدرته على الحركة ثم قفزا للداخل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانا ينزلان ببطء و كلما اقتربا من الأسفل اشتدت الظلمة أكثر و ارتفعت أصوات الزمجرة المخيفة، أصبح لدى باسل مقاومة تجاه زئير الوحوش قليلا و لم يعد يرتعد في كل مرة يسمعها، لكن الأمر مختلف مع هذه الأصوات التي تجعلك تعتقد أن زئير القرد الأزرق الضخم لطيف بالمقارن معه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقترب الاثنان من الأرض كثيرا و لم يكن السطح مرئيا، و فجأة خرجت خفافيش لكنها ليست كأي خفافيش عادية، كانت ضخمة حيث حجمها يصل لنصف متر تقريبا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما كانت تحاول مهاجمة الاثنان، قطعتها رياح المعلم لأشلاء و في لحظة امتلأت الأرض أسفلهما بجثث 'خفافيش الظلام'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ألغى المعلم سحره من على باسل و وقفا على الأرض، كان الظلام حالكا جدا و لا يمكنك رؤية أصابعك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فجأة ظهرت كرة ضوئية فوق كتف المعلم أضاءت ما حولهما، فوجدا عدة كهوف و كل كهف تخرج منه نية قتل مخيفة تجعلك لا تريد التفكير حتى في الدخول لها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب المعلم و باسل مباشرة مع طريق الوادي، اعترضت طريقهم عدة وحوش، لكنها كانت تلقى نفس مصير الخفافيش، استمر هذا إلى أن وصلا لكهف كبير ثم دخلا، و بمجرد أن وطأت رجلهما داخله دوى زئير يثير الرعب في القلوب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم "يبدو أنه أحس بوجودنا، حسنا فلنذهب أيها الفتى باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه باسل بنبرة خائفة "حسنا أيها المعلم" مع أنه كان خائفا إلى أن هذا لم يجعله يعصى معلمه، بما أن معلمه معه فلا يوجد هناك ما يخاف منه، هذا ما كان يفكر به باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعمق الاثنان في الكهف و ظهرت خفافيش و وحوش أخرى، و في كل مرة يتم تقطيعها بالرياح. كان الكهف عميقا جدا و يتفرع لعدة مناطق أخرى بالداخل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وصل الاثنان لفتحة داخل الكهف مثل التي في المدخل و عندما مرا منها وجدا نفسيهما في مكان واسع مقارنة مع الطريق الذي أتيا منه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أمامهما وجدا وحشا مستعدا لهما و بمجرد أن دخلا كان مستعدا للانقضاض عليهما في أي لحظة، هذه المرة لم يفعل المعلم شيئا و قال لباسل أن يتعامل معه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم باسل مما قاله معلمه، فالوحش أمامه بطول حوالي أربعة أمتار و لديه مخالب تخترق الجدران و قرنين مثل الخاصة بالثور لكنهما أكبر بكثير و بنية ضخمة حيث إن تلقى الشخص ضربة واحدة من يديه ستقتلك فورا، لكن المعلم أمره بالتعامل معه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اندفع باسل صوب الوحش و بدأ يستخدم نفس الاستراتيجية التي استخدمها مع القرد الضخم أول مرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>غير باسل اتجاهه بعد اندفاعه صوب الوحش و همَّ بالدوران حوله، أثناء فعله هذا بدأ معلمه يقول له "لا تظن أن هذا الوحش مثل ذلك القرد، مع أنه يتساوى معه في السرعة لكن لديه ثلاثة أضعاف قوته، و لا تستخف به فتلك الحيل لا تنفع معه فهو يتغذى على تلك الخفافيش التي رأيتها سابقا، و لهذا ردود فعله سريعة أيضا...."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فور قوله لهذا أتت لباسل ضربة من حيث لا يدري أرسلته محلقا و اصطدم مع الحائط مغميا عليه، حاول الوحش إنهاءه بالضربة القاضية لكن العجوز أوقفه، و قام بوضع يديه علي رأسه و فعل به ما فعل بالقرد من قبل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مرت حوالي الساعة و استفاق باسل، عند فتحه لعينيه وجد الوحش أمامه فصرخ ثم حاول الهرب لكن جسده كان محطما، و لم يستطع التحرك، حينها خرج المعلم من وراء الوحش و قال له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لا تقلق إنه تحت سيطرتي، و بما أني فعلت هذا أنت تعرف ما المغزى منه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل و بسمة فاقدة الأمل على وجهه "يجب على هزيمة هذا الوحش الآن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم "هذا صحيح، هذا الوحش أقوى من القرد و لديه عدة تقنيات ستعطيك خبرة أكبر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا الوحش اسمه 'دب الأعماق' و كما ترى إنه يعيش في أعماق الوادي فقط و يتغذى على الحيوانات الليلية الموجودة هنا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ستتدرب هنا لمدة شهرين بدون العودة للمنزل، لكن عد هذه الليلة و أخبر أمك بهذا و سنبدأ غدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج المعلم دواء مثل السابق و أعطاه لباسل الذي شربه سريعا وارتاح إلى أن استطاع التحرك قليلا ثم ذهب للمنزل عند الغروب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكل باسل العشاء مع والدته كالعادة و عندما انتهيا من الأكل استعد باسل لإقناع أمه بالسماح له الغياب لمدة شهرين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أمه كانت تعزه كثيرا، فمنذ أن مات زوجها و عائلتها بسبب هجوم الشياطين قبل اثني عشر سنة، أصبح هو كل ما تملك في هذا العالم، و كانت حريصة دائما عليه، حتى أنه في كل يوم يعود تسأله نفس الأسئلة دائما أين كان طوال اليوم؟ ماذا كان يفعل؟...و نظرة القلق تكون على وجهها، و لهذا كان يعرف أن أمه لن تقبل بهذا الشيء، لكنه لا يملك خيارا آخر سوى إقناعها، فهو يريد تعلم السحر و دخول الأكاديمية ثم الحصول على المنحة لكي يسهل معيشة أمه قليلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استعد باسل ذهنيا ثم اتجه نحو أمه التي كانت تغسل الأطباق و قال لها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أمي، لدي شيء أقوله لك، في الحقيقة أنا سأغيب لشهرين لكي أتدرب و لن أعود للمنزل إلا بعد انقضاء هذه المدة، لهذا أعرف أنك ستعارضين هذا و لكن فوق كل هذا أنا أرجوك، اتركيني أذهب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كل كلمة قالها باسل كانت ثقيلة عليه و كان يستطيع سماع إجابة أمه قبل حتى أن تقولها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قالت الأم "حسنا، لما لا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عند إجابة الأم أكمل باسل مباشرة بعدها "آه، كنت أعرف أنك سترفضين، لكني مصر على رأيي و لهذ.......إيه......هل قلت 'حسنا' قبل قليل يا أمي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حاول باسل التأكد من رأيه لتجيبه أمه مرة أخرى "أجل، لقد قلت حسنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم باسل "هااااااااه، ألن تمنعيني؟ ألن تحاولي إيقافي؟ ألن تعارضي ذهابي بشدة؟" بدأ باسل يفكر أنه ربما قد بالغ التفكير و أن أمه قد لا تكون وحيدة لتلك الدرجة التي يتخيلها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابته والدته "حسنا أنا أعرف طبعك و بدى عليك أنك سبق و قررت الذهاب لهذا لا فائدة مما سأقول أنت ستذهب، أليس كذلك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل بصوت محبط "نعم هذا صحيح، لكن.." و أكمل بصوت منخفض لا يسمع "ظننت على الأقل أنك ستحاولي إيقافي قليلا، أ لست مهما لتلك الدرجة؟" ثم ذهب لغرفته مخفض الرأس من الإحباط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما وصل لغرفته سقط نائما مباشرة من التعب و جاءت أمه لتلقي عليه نظرة و تقول بصوت منخفض بينما الدموع تنهمر من عينيها "كما لو أنني سعيدة بذهابك أيها الأحمق، لقد صنعت ذلك الوجه الخاص بأبيك فكيف يمكنني منعك" ثم أغلقت باب اللغرفة و ذهبت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حل الصباح، و أكل باسل الفطور كالعادة و ودع أمه التي كانت عينيها حمراوتين و واضح عليها أنها كانت تبكي ثم ذهب نحو الغابة قاصدا 'وادي الظلام العميق'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التقى بمعلمه و قفزا للداخل و بمجرد وصولهما للأرض هاجمتهما الخفافيش، كوَّن المعلم حاجزا من الرياح حوله و التف لباسل الذي كان يتوقع منه القيام بشيء ما تجاه الخفافيش</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ماذا تفعل؟ لقد بدأ تدريبك بالفعل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ماذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لحظة وصولك و التقائك معي كان تدريبك قد سبق و بدأ و لهذا عملك الأول هو صيد هذه الخفافيش"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"إييييييه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم باسل لكنه دخل في طور المعركة بسرعة لأن الخفافيش لن تنتظره، الخفافيش رأت أنه عديم الجدوى مهاجمة المعلم فاتجهت نحو باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الظلام حالكا، هذه المرة لم يقم العجوز بإنارة المكان مما جعل خيار باسل الوحيد الاعتماد على حواسه المتبقية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سمع باسل صوت الخفافيش و هي متجهة نحوه و لهذا حاول مهاجمتها عندما تقترب لكن من حيث لا يدري عضته خفافيش في ظهره، كانت هذه الطيور متعودة على القتال في الظلام الحالك و بما أنها تعتمد على تحديد موقع عدوها بالصدى، حيث ترسل صوت عالي النبرة ثم ينعكس مرة أخرى، و يعطي معلومات عن شكل العدو، بعد المسافة، و الاتجاه للكائن، و هذا جعلها الخصم الأسوء لباسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل كلما يحاول توجيه لكمة نحوها تراوغها و تعضه في الثغرات التي خلفتها وضعية لكمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هنا جاء صوت معلمه "لا تحاول التقاط صوتها فقط، اشعر بها و بتواجدها، استعمل جميع حواسك، عندها أينما ذهبت ستكون أنت الأسرع في تنفيذ الهجوم بحيث لا تستطيع الهرب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حاول باسل فعل ما يقوله معلمه لكن جميع محاولاته باءت بالفشل و تلقى عدة عضات و في الأخير سقط غائبا عن الوعي، تنهد معلمه بعد مشاهدته ثم قطع الخفافيش و حمله جاعلا إياه يتكئ على حائط و أشربه ترياق ما، فعلى ما يبدو أن عضات الخفافيش كان بها سم ضعيف و لهذا لم يسقط باسل مباشرة، استيقظ باسل و أعاد الكرّة واحدة تلو الأخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد خمسة أيام أخيرا بدأ باسل يستطيع مراوغة عضات الخفافيش و الهجوم عليها بقبضتيه محطما رأسها، استمر هكذا إلى أن قتل جميع الخفافيش التي كانت تستهدفه، لكن عند الانتهاء لم يخرج سالما بالكامل و لهذا أعطاه المعلم الترياق ليشربه مرة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ثم قال له "أحسنت، لقد استطعت الانتهاء أسرع مما اعتقدت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فرح باسل من مديح معلمه وتبعه بما أنه بدأ بالمشي، لكنه هذه المرة دخل لكهف من الكهوف التي لم يدخلوها قبل ستة أيام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الاثنان يتوغلان في الكهف شيئا فشيء، و الظلام كان حالكا. بدآ يسمعا صوت بعيد بدى كالصرير آت من بعيد، ثم أضحى يرتفع أكثر و أكثر. شاهدا أمامهما عيونا حمراء قادمة من الظلام و تطلق نية قتل تجاههما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل تعود على الظلام و أصبح يعرف كيفية استغلال حواسه في الاحساس بوجود العدو، و لهذا عندما اقترب العدو قال لمعلمه "يبدو أنها وحوش برية على عكس الخفافيش لكن يبدو أن حجمهما لا يختلف كثيرا، لا من حيث الشكل أو العدد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استعد باسل كالعادة، ثم انطلق في اتجاه سرب الوحوش ليجد فئران كبيرة حيث بمجرد وصوله إليها وَثَبَتْ أعداد هائلة في اتجاهه، لكن، كان لدى باسل خبرة من معركته مع الخفافيش الذين هم أسوء من هاته الفئران، و لهذا استخدم ما تعلمه و بدأ يضرب كل واحد منهم يدخل لنطاق هجومه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت هذه الفئران سريعة بشكل لا يصدق و قوة قفزها غير الطبيعية التي تعزز من قوة عضها، بحيث إن لمست لحما، سيطير من مكانه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان يعرف باسل هذا جيدا، و لهذا لم يترك أي واحد منهم يعضه، و عنما يرى نفسه بدأ يُحاصَر، يتراجع قليلا فيأخذ مسافة و يبدأ بقتل من جديد كل واحد يقفز في اتجاهه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخذت تلك الأعداد الهائلة من باسل نصف ساعة لينتهي منها كاملة لأنه ينهيهم واحدا بواحد، عندما انتهى منهم أكمل معلمه طريقه في الداخل و تبعه باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لقد اخترت الخيار الصحيح عندما لم تتركهم يجرحوك، هذه الوحوش تسمى ب 'الفئران القاضمة'، إن أصابتك و لو بجرح صغير كنت لتسقط هناك مشلولا و تنقض عليك جميعها، ثم سترى لحمك يقضم منك بدون أن تقدر على فعل شيء، مع أنها خصوم أضعف مقارنة بالخفافيش، و لكنها تعوض هذا بسمها القوي الذي يسبب الشلل الفوري، اعتبر هذا درسا، عند التقائك بعدو جديد حاول جمع قدر كاف من المعلومات عنه قبل محاولة المهاجمة بتهور، أنا لن أكون معك دائما لأساعدك، و لهذا تذكر هذا جيدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حاضر" أجابه باسل و عرق بارد يمر من على وجهه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل الاثنان مسيرتهما، و أثناء هذا ظهرت وحوش أخرى، لكنها لم تكن تقارن بالسابقة، فأنهاها باسل بسهولة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وصل الاثنان لفتحة مرا منها ثم وجدا مكانا واسعا لكن ليس كبير مثل الخاص ب 'دب الأعماق' هناك وجدا عدة مخلوقات على شكل كلاب لكن تبدو كضباع جائعة ولديها فرو كثيف نسبيا، كانت أعدادهم مقاربة للمئة و أصوات زمجرة تتخلل جميع أنحاء الفضاء المحيط بهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه المرة قبل أن يحاول باسل فعل أي شيء قام معلمه بنصحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"احذر جيدا، لا تقاتلهم جميعا في آن واحد، إن أحاط بك أكثر من خمسة تراجع و جد خطة للتعامل معهم، إن اجتمعوا حولك اهرب، المهم هو أن لا تحاول أبدا القتال ضدها و هي مجتمعة، هذه الوحوش اسمها 'الكللابب المُهَشِّمَة' و معروفة بهجومها بأعداد كبيرة مرة واحدة و عندما تمر بالعدو لا يبقى منه أي شيء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما انتهي المعلم من إرشاداته ظهرت الكرة الضوئية مضيئة المكان، ثم قام باستعمال سحر الرياح و تمزيق الحوائط المحيطة ثم قال "استخدم الحجارة المتساقطة كما شئت، أنا قدمت لك يد العون و الباقي يعتمد عليك أيها الفتى باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "حاضر أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أثناء تكلمهم كان المعلم واضعا حاجزا حولهم و لم تستطع 'الكللابب المهشمة' اختراقه، عندما انتهى من كلامه ألغى الحاجز لتهجم عليهم بشراسة و كلها في آن واحد، اندفع باسل في اتجاه الحجارة المتساقطة على الجانب، فتبعته الكللابب بسرعة هائلة كما لو أنهم كيان واحد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ باسل يدور حول المكان كله بسرعة و يرمي الحجارة بسرعة كبيرة، حيث الكللابب التي أصيبت ماتت فورا ليس فقط بسبب قوة الضربة بل أيضا لأن الحجارة كانت موجهة نحو رؤوسها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما بدأ يموت رفاقها توقفت قليلا، فاستغل باسل هذه الفرصة و حمل صخرة حجمها يساوي ضعفي الخاص به و أرسلها نحو القطيع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الكللابب عندما رأت تلك الصخرة ستسحقهم، تفرقوا في جميع الاتجاهات، تبع باسل الكللابب المكونة من ثنائيات و اقترب منهم بسرعة ثم قام بإلقاء ركلة قوية في اتجاه رؤوسهم محطمة إياها، عندما ينتهي من ثنائي ينتقل للآخر و بسرعة كان قد قتل نصف عددهم الكلي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأت الكللابب تتجمع من جديد و عندما لاحظ باسل هذا تراجع و اختبئ وراء الصخور من جديد و بدأ يحاول إخفاء وجوده</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اجتمعت الكللابب و بدأت تبحث عن باسل باستغلال حاسة الشم و لم يمر وقت طويل حتى عرفت مكانه، اندفعت في اتجاهه بشكل مجنون، أصبحت غاضبة من باسل، فهو استخدم استراتيجية تجعل من هجومها الذي يعتمد كليا على الأعداد عديم النفع، حيث يقل من أعدادها بالحجارة شيئا فشيء، و عندما يرى ثغرة يخرج لهزيمة أكبر عدد قدر المستطاع، وعندما يرى نفسه سيحاصر يقوم بالتراجع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما أحس باسل أنها عرفت مكانه ألقى في اتجاهها الصخرة التي كان يختبئ ورائها، لكن هذه المرة لم تتفرق و انقسمت لمجموعتين مُراوِغَة الصخرة و أكملت جريها في اتجاهه، لكن باسل عندما رمي الصخرة كان قد توقع هذا، و لهذا كان قد سبق و بدأ بالجري وراء الحجارة حول محيط المكان و عندما أخذ مسافة بينه و بينها شرع في إلقاء الحجارة من جديد محطما جماجمها و استمر هكذا إلى أن أصبح أعدادها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حوالي العشرة فقفز باسل لوسط المكان و قال "معلمي، أريد قتالهم مرة واحدة، إن كانت أعدادها انخفضت لهذه الدرجة فلا يجب أن يكون هذا خطيرا جدا بما أنني عرفت طريقة قتالهم أيضا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أومأ المعلم بالموافقة، فاندفع باسل صوب العشرة كلاب و التي بدورها فعلت نفس الشيء، لكن عندما اقترب منها باسل قفز مستهدفا آخر واحد في مجموعتها، نزل على جمجمته بقوة محطما إياها و التف ثم ركل الاثنين اللذين في الأخير، عندما اندفعت الكللابب لم تستطع التوقف بسرعة و لهذا كان باسل قد تخلص من ثلاثة منها بالفعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>غيرت الكللابب اتجاهها نحو باسل، لكن هذا الأخير قفز جانبا على اليمين و عندما وصلت الكللابب لمكانه السابق حمل حجارة و ألقى بها بكل قوته فاخترقت رأس اثنان في لحظة و اندفع ثم ركل واحدا بوسط جسمه فأرسله محلقا قاتلا إياه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم "يبدو أن تدريباته القاسية بدأت تعطي نتائجها، لكن إن لم يكن من الأول فتى أدغال، ما كنت لأعطيه تلك التدريبات التي لا يستطيع الشخص الطبيعي تحملها، لكن بما أنه كان يمضي غالب وقت فراغه في الغابة يكتشفها أصبحت لديه قدرات بدنية تؤهله كفاية ليأخذ بتلك التدريبات، لقد أنقذه فضوله، هوهوهو"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي أربعة فقط، وقف أمامهم باسل ثم قال "تقدموا" لم تكن الكللابب قادرة على فهم ما يقول بطبيعة الحال، لكن مع ذلك عرفت أنه يستخف بها و هذا جعلها غاضبة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انطلق الأربعة نحوه فاتحين أفواههم و ألسنتهم تتدلى، لم يتحرك باسل من مكانه و بعينيه المغمضتين انتظر الكللابب إلى أن اقتربت منه كثيرا حتى ظنت أنها الرابحة و أصبح دفاعها مكشوفا، عندها فتح عينيه فجأة ليجد الكللابب أمامه مباشرة، أحكم قبضتيه و نزل بهما على الاثنين في الجانبين و قفز في مكانه محطما اللذين في الوسط بركبتيه، قتل باسل الكللابب الأربعة كلها في آن واحد مما فاجأ معمله من طريقة تعامله مع الموقف فصفق له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أحسنت أيها الفتى لقد تطورت قدراتك البدنية كثيرا، لديك ذكاء يجعلك عبقري في المعارك، فلتستمر على هذا المنوال"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و سقط على الأرض على ظهره من التعب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ارتح جيدا و عندما تستيقظ سنأكل و نكمل طريقنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن في هذه اللحظة عندما كان يتحدث المعلم كان باسل قد سبق و غط في النوم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد ساعات قليلة استيقظ باسل فوجد معلمه مشعلا نارا و يطهى الطعام و كانت رائحة لذيذة تأتي منه، عندما اشتمها باسل قفز بسرعة من مكانه و ذهب نحو معلمه طالبا صحنا، بدأ يأكل الطعام بسرعة "أوووه، هذا لذيذ جدا إنك طباخ ماهر أيها المعلم، من ماذا صنعت هذا الحساء ليصبح بهذه اللذة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم " لحم 'الفئران القاضمة' و بعض الأعشاب، ماذا؟ أ أعجبك لهذه الدرجة؟ "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عند سماع باسل لكلمة 'الفئران' بصق طعامه من غير إرادة ثم قال "ألم تقل أنها تحتوي على سم شلل قوي أيها المعلم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه المعلم "لا تقلق، لقد أزلته، إن مذاقها لذيذ مع أن شكلها قبيح، لا تقلق و كلها و إن تذكرت صورتها، فقط حاول تخيلها على أنها أرانب لذيذة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل باسل أكله متتبعا نصيحة معلمه، مع أن الأمر كان قاسيا بالأول لكن في النهاية اعتاد على الأمر بما أن مذاقها لذيذ، سهل هذا عليه تخيلها على شكل أرانب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انتهيا من الطعام ثم أزال المعلم الكرة الضوئية من جديدو قال "هيا فلنتحرك"، خرج الاثنان من الكهف و توجها نحو الخارج، عند خروجهما هاجمتهما الخفافيش مرة أخرى لكن باسل حطم رؤوسها بسرعة و أكمل طريقهما، اعترضت طريقهما العديد من الوحوش مثل 'القنافذ الحارثة' و 'السناجب الطائرة آكلة اللحوم' و 'الضفادع ذات الأذرع الطويلة' لكنهم قتلوا بسهولة من طرف باسل الذي اكتسب خبرة لا بأس بها في مقاتلة الوحوش ب'وادي الظلام العميق'، بينما هما ذاهبان سأل باسل معمله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"معلمي، لماذا لم ندخل إلى الكهوف الأخرى و بدل ذلك توجهنا مباشرة نحو كهف الدب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه المعلم "لأنه لم يحن وقت دخولك إلى هناك بعد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب باسل من كلام معلمه و قال مع نفسه "لم يحن وقت دخولي لهناك بعد؟ ما يعني أنني لست مؤهلا لها بعد، إذا هناك وحشا آخر أقوى من 'دب الأعماق' هنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد إمضاء باسل هذه المدة مع معلمه أصبح يفهمه قليلا و يعرف المعنى من وراء كلامه من دون أن يشرحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر المعلم لباسل الذي بجانبه بينما يعتلي وجهه تعبير يدل على أنه يفكر ثم ابتسم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دخل المعلم و تلميذه للكهف و واجهتهما وحوشا كالسابق لكن هذه المرة قتلها العجوز من دون أن يترك باسل يتدخل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سأل باسل معلمه عن هذا "معلمي، لماذا لم تتركني أواجه أيا منها على الإطلاق؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه العجوز قائلا "هذا لأنك ستواجه 'دب الأعماق'، يجب أن تحافظ على قدرة تحملك، أنسيت ما حدث لك المرة الماضية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تذكر باسل ما حدث سابقا فارتعد قليلا، ذلك الدب قام بتلويح يده قليلا و هذا جعل باسل يلقى بعيدا محطم الجسد لكنه قال "لكن يا معلمي لقد تطورت أكثر من السابق بكثير خلال الأسبوع الماضي، لهذا لا أظن أنه سيحدث لي مثل السابق"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم "لا تكن ساذجا أيها الفتى، ذلك الدب لم يستخدم إلا القليل من قوته، أنت لا زلت لم تراه في كامل جديته، بالإضافة إالى ذلك، إنه يستطيع استخدام 'المستوى الأول' من سحر الأرض، 'القسم المتوسط' منه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ باسل، يبدو أنه استخف بالعدو كثيرا، ففي المرة السابقة لم يستخدم الدب السحر ضده، و هذا يعني أنه لم يكن يستحق العناء من أجل استخدامه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بلع باسل ريقه من الخوف و بدأ يشعر أنه محظوظ لكون معلمه كان معه في تلك اللحظة، و إلا لكان في معدة الدب بحلول هذا الوقت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وصل الاثنان لمكان الدب بسرعة لأن المعلم كان يقتل جميع الوحوش التي تظهر. بمجرد وصولهما ظهرت كرة ضوئية فوق كتف المعلم مرة أخرى لتضيء المكان بأكمله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم "حسنا، لا تقلق الآن فهو لا يزال تحت سيطرتي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل متوترا و حذره مرتفع لأقصى درجة، لهذا حاول المعلم تهدئته قليلا، ثم أكمل قائلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"سوف أجعله لا يستخدم السحر مؤقتا، لهذا لا تخف من سحره للآن، لكن يجب أن يكون جسمك لا يزال يتذكر تلك الضربة منه، لهذا أنصحك بالحرص و عدم تنفيذ نفس الحركة مرتين أمامه، لأن الأولى قد تنجح إن كان هذا ممكنا، لكن الثانية ستفشل بلا شك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حاضر أيها المعلم" بعد إجابة معلمه، بدأ باسل يمدد جسده قليلا، تقدم نحو وسط المكان بينما يبقي بينه و بين 'دب الأعماق' حوالي مسافة كبيرة، اتخذ باسل وضعية القتال ثم قال "حسنا، فلنبدأ"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ باسل يدور حول الدب لكن هذه المرة كان قطر الدائرة التي مركزها الدب و يدور حولها كبيرا بحيث لا تصل يدي الدب إليه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دار باسل لمدة من الوقت محاولا إيجاد ثغرة في دفاع الدب لكن هذا الأخير لم يكشفها أبدا، اندفع الدب فجأة في اتجاه باسل عندما أصبح أمام مرآه و حاول اختراقه بقرنيه، تفاجأ باسل من الهجوم المفاجئ و قفز بكامل قوته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها المعلم ألم تقم بجعله يدافع فقط و يرد الهجوم كما فعلت مع القرد" سأل باسل المعلم و عرق بارد يمر من على وجهه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه المعلم "و لماذا سأفعل هذا؟ تلك المرة قمت بذلك فقط لأنه لم تكن لديك خبرة في القتال، إن كنت جعلت القرد يهاجمك من الأول لم تكن ستتقدم على الإطلاق لأنك ستبقى في موقف المدافع، لكن الآن الأمر مختلف، أنت لديك خبرة كافية و لهذا لم أكن أحتاج لأمره بذلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس باسل قليلا ثم بدأ يفكر "إن لم يكن المعلم أمره بعدم المهاجمة و الاكتفاء بالدفاع و رد الهجوم فقط، سيكون من الصعب جدا الاقتراب منه، ماذا أفعل الآن؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما باسل يفكر في خطة ما اندفع الدب من جديد في اتجاهه و لوح ذراعه اليمنى محاولا ضربه، حاول باسل المراوغة لكن المخالب الكبيرة قد لحقته و سببت له جروحا بجانبه الأيسر مما جعله يصرخ من الألم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يتركه الدب يرتاح و لو قليلا و بادر بالهجوم مجددا، حاول باسل الهروب بالدوران حول المكان لكن فجأة جاءته ضربة معترضة طريقه مسقطة إياه في مكانه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد المعلم و قال "ألم أقل لك لا تحاول فعل نفس الشيء مرتين" تقدم في اتجاه باسل فاقد الوعي و أشربه الدواء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد ساعات استفاق باسل مع صرخة بسبب كابوس و كان متعرقا و بدأ يلمس الأماكن من جسده التي ضربها الدب لكنه وجدها قد سبق و تعافت بالفعل ثم تنفس الصعداء، بدأ يرى من حوله فوجد الدب مستلقيا بعيدا عنه و نظر للجانب الآخر فوجد معلمه يطهو الطعام فذهب إليه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم "حسنا كل و سنبدأ من جديد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حاضر أيها المعلم" بعد إجابة معلمه أكل باسل الطعام الذي لم يبلع له في هناء بسبب تذكره لجراحه المميتة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما انتهى باسل رأى أن الدب قد سبق و استعد و ينتظره، وقف و اتجه لوسط المكان و اتخذ وضعية القتال من جديد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه المرة لم يحاول باسل الدوران حول المكان و اتجه نحو الدب مباشرة ببطء و عندما وصل لنطاق هجوم الدب، قام هذا الأخير بالوقوف على قدميه و تلويح يده اليسرى في اتجاه رأس باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>راوغ باسل الهجمة بالانحناء بسرعة و عندما مرت اليد من فوقه قفز في اتجاه رأس الدب و ركله مستخدما ركبته، لكن تصدى الدب بجبهته لهجومه و لوح ذراعه اليمنى في اتجاه الجانب الأيسر لباسل لكن هذا الأخير استعمل رأس عدوه للقفز متجنبا الضربة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يفكر عندما تراجع "يجب أن أهاجمه مباشرة بما أن الخدع لا تنفع معه مرتين و أحاول إخفاء خدعي للنهاية، و لهذا سأحاول خلق ثغرة ما لأستفيد منها إن لم يكشف عنها بنفسه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اندفع الدب في اتجاه باسل على حين غرة لكن هذا الأخير قفز للجانب قبل أن تقل المسافة بينه و بين العدو و اندفع للأمام حتى صار خلف الدب و من ثم انطلق بسرعة محاولا ركله، لكن الدب التف له و وقف على رجليه ثم رفع يده اليمنى مستعدا لتوجيهها نحو باسل عندما يقترب، لكن هذا الأخير توقف فجأة و غير اتجاهه للجانب مرة أخرى و فعل كما السابق ثم ذهب خلف الدب من جديد لكن هذا الأخير التف هذه المرة أسرع من السابق و لوح بيده في اتجاه باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ارتسمت على وجه باسل ابتسامة تدل على كما لو أنه قام بمقلب لشخص ما و عندما اقتربت اليد منه قفز للسماء و التف ثم نزل بقدمه بكامل قوته على رأس الدب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان المعلم يشاهد القتال و يحلله "هوه، بما أن الدب قد رآه يذهب من ورائه في المرة الأولى و حاول مهاجمته، في المرة الثانية أسرع في الدوران ليضرب الفتى الذي سيكون خلفه، لكن الفتى باسل كان قد توقع هذا و بدل الهجوم انتظر المبادرة من عدوه مما سيجعل دفاعه مكشوفا مؤقتا و عندها استغل الثغرة التي ظهرت، أو يجب أن أقول التي صنعها، إنه حقا عبقري في المعارك، استغل قدرة الدب التي تجعل استخدام نفس الهجوم معه لمرة ثانية عديم النفع تكون السبب في خلق ثغرة في دفاعه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالعودة للقتال، عندما ضرب باسل رأسه كان قد غرس رأس الدب في الأرض، لينهض سريعا و الغضب يملؤه ثم حاول ضرب باسل بيده لكن هذا الأخير قفز متراجعا و بمجرد نزوله على الأرض، اندفع الدب في اتجاهه محاولا اختراقه بقرنيه لكن باسل قفز من فوقه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمر الأمر هكذا لقليل من الوقت إلى أن اندفع باسل هذا المرة في اتجاه الدب، هذا الأخير رأى باسل قادم فوقف على رجليه و رفع يديه مستعدا لسحق عدوه مع الأرض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما رآه باسل توقف في مكانه من دون أن يتحرك و بقي ينتظر، عندما شاهده الدب، غضب كثيرا ثم نزل على الأربع و اتجه نحو باسل بأكبر سرعة، ابتسم باسل مرة أخرى ثم قفز في اتجاه العدو الغاضب و التف في السماء كما السابق و نزل هذه المرة بقدميه الاثنين على رأس الدب الذي صرخ عندما تلقى الضربة و طرق رأسه كالمسمار في الأرض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نهض الدب و الدم يسيل من رأسه و يبدو أن كسورا حدثت في جمجمته، كانت عينيه تخرج نية قتل كبيرة، تراجع باسل للوراء قليلا، لكن عندما كان يفعل هذا، خرج فجأة من الأرض شكلا أسطوانيا حجريا مثلث النهاية و حاد الرأس و اتجه نحو باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دووووووو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أوقف حاجز من الرياح سحر الأرض الخاص ب'دب الأعماق' و ظهر المعلم بين باسل و الدب ثم قال "أمرتك بعدم استخدام السحر لكنك عصيتني، فلتدفع هذا بموتك'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>'فسسسسسس'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قامت الرياح بقطع الدب لنصفين، سقط كل نصف على الجانبين. تنفس باسل الصعداء، لو أن الهجوم السابق قد أصابه لكان مات من فوره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شكر باسل معلمه لإنقاذه ثم نظر إلى جثة الدب و تأسف على حاله لأنه عصى أمر معلمه و ليس على موته، و بينما هو ينظر رأى شيئا غريبا يملع ثم قال "هل يمكن أن تكون......."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قفز باسل سريعا نحو الجثة ليتأكد من شكوكه و عندما اقترب من الشيء الذي يلمع، فعَّل المعلم حاجزا اصطدم به الفتى ثم قال "لا تلمسه الآن، بالمناسبة لم نتحدث عن 'أحجار الأصل' كثيرا، أظن أنه حان الوقت لتعرف حولها أيها الفتى باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه باسل "أنا أعرف ما هي أيها أيها المعلم، إنني فقط رأيتها لأول مرة و تحمست قليلا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما سمع المعلم باسل سأله "هوه، إذن قل لي ماذا تعرف عنها؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابه باسل بثقة لأنه قرأ عنها في الكتب و قال " حسنا، أحجار الأصل تكون في الوحوش التي تستطيع استخدام السحر، و عندما تقتلها تفتح صدرها من الوسط فتجد الحجر ثم تزيله، و عند فعلك لهذا تختفي الجثة كما لو أنها تتبخر في لحظة، بعد مدة يتم إنعاش الوحش الذي قُتل من جديد في المنطقة المحظورة، لكنه يكون فاقدا للذاكرة تماما عما حدث من قبل، و هناك استخدامات للحجر كصنع به 'أوعية السحر' مثلا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما انتهى باسل من الشرح وضع يديه على جانبيه و رفع رأسه منتظرا مديح المعلم، لكن هذا الأخير وضع يده على ذقنه و قال "لقد سبق و قلت لك أن ما قرأته ليس سوى القليل جدا فقط و أنت لا تزال تخال نفسك تعرف الكثير"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نزل كتفي و رأس باسل نحو الأسفل محبطا و قال بصوت ممل "حسنا، هذا ما يجب أن يكون، بالطبع أنا لا أعرف شيئا، إذن حدثني أيها المعلم عنها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم مع ضحكة تهكمية من حالة باسل "هوهوهو، حسنا لا تحبط، لست أنت قليل المعرفة هنا، لكن لم يتوفر لك مصدر به الكثير من المعلومات، و أيضا ما قلته هو كل ما يعرفه جميع الناس تقريبا من هذا العالم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما سمع باسل معلمه بدأ يفكر "من هذا العالم؟ ماذا يقول المعلم؟ إن كانت لدي المعرفة التي لدى غالبية الناس من هذا العالم، و المعلم يعرف أكثر من هذا، أهذا يعني أنه ليس شخصا من هذا العالم؟ لكن..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما باسل يفكر قاطعه المعلم ببداية شرحه ليتحول تركيز باسل على كلام معلمه و تخلى عما كان يفكر به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا، قلتَ أن جثة الوحش تتبخر بعد أن تزيل الحجر، لكن أ تعرف لماذا يحدث هذا؟" أماء باسل رأسه يمينا و شمالا ليكمل المعلم حديثه "هذا لأنك بمجرد ما تلمس الحجر فإنه يصبح ملكك أو يمكنك القول أن 'حاجز الحماية السماوية' يعتبرك المالك الجديد للحجر و لهذا تختفي جثة المالك السابق، و بعد مدة يتم إنعاشه، لكن على ماذا تعتمد المدة التي يحتاجها ليتجدد؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "لا أعرف أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم "حسنا، الوحوش كلها يتم إنعاشها أو تجديدها من طرف الطاقة التي تأتي من الحاجز، لكن تختلف مدة تجدد كل وحش من واحد لآخر و هذا يعتمد بشكل كبير على حجر الأصل الخاص بالوحش، فالوحوش التي لا تملك سحرا لا تملك حجرا أصليا و بالتالي تكون سرعة تجددها أبطء من التي تملك واحدا، لأن هذا الحجر هو أصل طاقة الوحش السحرية. فعندما تُزود جثة الوحش بالطاقة من الحاجز لتتجدد، يُسرع الحجر من العملية، و لهذا الوحوش السحرية تكون أسرع في التجدد من الوحوش الغير سحرية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل ينصت للمعلم بتركيز كبير و يتفاجأ في كل مرة كما هي العادة و يردد مع نفسه "إنني حقا لا أعرف شيئا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم حديثه "كل ما قلتُه عن التجدد و تفوق الوحوش السحرية به صحيح، لكن هذا يكون في حالة 'إن لم تأخذ الحجر معك'، فإن فعلت هذا، ستتفوق الوحوش الغير سحرية في سرعة التجدد حيث يتجدد جسدها فقط، أما الوحوش السحرية فسيبدأ تكون حجرها الأصلي أولا و بعدها سيبدأ تجدد جسدها، و تكون سرعة تجددها تعتمد على كبر الحجر، فكلما كان أكبر كلما أخذ مدة أطول للتكون، بمعنى آخر كلما كان الوحش لديه قوة سحرية كبيرة كلما أخذ وقتا أطول في التجدد إن أخذت حجره الأصلي بعد قتله"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "آه، و لهذا منعتني من لمس الحجر عندها، لكن أ هذا يعني أنني لا زلت سأقاتل هذا الدب؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "حسنا، بالطبع، ستفعل هذا إلى أن تكون قادرا على هزيمته بقوته الكاملة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهرت نظرة إحباط على باسل ثم أكمل المعلم قائلا "أما ما قلتَه بشأن عدم تذكر الوحش لشيء عندما يُنعش من جديد، فيمكننا القول أن هذا صحيح، لكن بدل قول فاقد للذاكرة، يمكنك اعتباره وحش آخر و لديه الشكل نفسه فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا، هذا ما تحتاج لمعرفته عن علاقة حجر الأصل بالوحش و طريقة عمله للآن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "حسنا، أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"و الآن لنذهب للأكل قليلا و من ثم نكمل حديثنا" قالها المعلم و تبعه باسل متحمسا لطعام معلمه اللذيذ</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب المعلم لنصفي الجثة و شرع في تقطيعها بالرياح و أخذ اللحم الذي يريد و أشعل نارا و بدأ يطهو الأكل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما تحدث المعلم عن الأكل ظن باسل أنهما سيأكلان حساء 'الفئران القاضمة' من جديد لكنه كان مخطئا على ما يبدو، هذه المرة أكلا لحم 'دب الأعماق' المشوي و الذي كان لذيذا جدا بدوره، حيث بدأ باسل يتساءل مع نفسه حول هل جميع الوحوش لذيذة أم طبخ معلمه هو اللذيذ و بينما يأكل سأل معلمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها المعلم، ألا بأس لنا بأكله؟ ألن يؤثر هذا في سرعة تجدده؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "لا تقلق، لا يهم ما يحدث للجسد، فقط لا تلمس الحجر، و إن كنت تنوي أخذ الحجر معك و تريد الأكل في نفس الوقت، فلا تلمس الحجر فقط و كل ما تريد من لحم الوحش و عندما تنتهي لا بأس عندها بلمس الحجر، هذا هو الأهم، و الآن لنكمل حديثنا، ماذا تعرف عن استخدامات 'أحجار الأصل'؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل بينما يعض و يمضغ اللحم "حسنا، يمكنك بيعها و كسب المال، و صنع بها أسلحة تستطيع تعزيز سحرك و التي تسمى 'أوعية السحر' "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم كلامه "حسنا هذا صحيح، يمكنك كسب المال من بيعها و يكون ثمنها حسب كبرها، و 'أوعية السحر' التي تحدثت عنها ليست كلها متشابهة، فكل 'وعاء سحري' له حد لمستوى السحر الذي يستطيع احتماله، و تكون قدرة احتماله حسب الحجر المصنوع منه، فإنْ كان الحجر يعود لوحش يستطيع استخدام المستوى الرابع من السحر، فسيكون الوعاء السحري المصنوع من هذا الحجر يستطيع تحمل المستوى الرابع من السحر، و من يستطيع صنع هذه الأوعية هم الحدادون، و يتطلب من كل حداد أن يكون لديه نفس مستوى الوعاء السحري الذي سيصنعه أو يفوقه، و هذا ينطبق على الساحر أيضا، فإن أراد استعمال وعاءً سحريا، سيكون عليه أن يكون لديه نفس مستوى ذلك الوعاء، لكن هناك استخدامات أخرى غير معروفة بهذا العالم، من بينها استعمال أحجار الأصل في صنع أدوية تقوم بالإسراع من العلاج و أخرى تعزز من قوة الساحر مؤقتا، و أخرى تساهم في بناء طاقته السحرية، و يتم هذا عن طريق مسحوق الأحجار و ليست أحجار الأصل نفسها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ باسل و تذكر الدواء الذي كان يعطيه له معلمه و قال "أووه، إذن، ذلك الدواء الذي كنت تعطيه لي هكذا صنع، لكن أي من أين أتيت بالحجر أيها المعلم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "حسن لقد كان هناك قبل مجيئنا لهنا عشر دببة أعماق، و كنت آكلها من حين لآخر، لكن عندما بدأت في إسراع تدريبك، لم أكتفي بأكلها فقط، بل أخذت حتى حجرها الأصلي لأصنع به الدواء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "آه، هكذا إذن و ما اسم ذلك الدواء بالمناسبة أيها المعلم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "آه، حسنا يمكنك تسميته 'شراب العلاج' فقط، حسنا، كما قلنا فهذا الدواء تتم صناعته من مسحوق الأحجار، لكن ليس كل شخص يستطيع صنعه، فقط من هو لديه معرفة كافية في كيمياء السحر يستطيع، و يجب أن يكون قد فاق المستوى الثالث على الأقل، و كلما كان مستوى الصانع مرتفعا كلما استخلص مسحوقا أفضل، لكن ليس هذا فقط ما يقيم جودة المسحوق، يبقى مستوى الوحش صاحب الحجر يلعب دورا كبيرا، فكلما كان مستوى الوحش مرتفعا، كلما كان الحجر و طاقته الخام السحرية أكبر و الذي سيساهم في استخلاص مسحوق ذو جودة جيدة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا، هناك استخدام آخر و مفيد جدا، حيث يمكنك صنع من أحجار الأصل مكعبات للتخزين، و تكون سعة 'المكعب الفضائي' حسب حجم طاقة الحجر كذلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب باسل من كلام المعلم و قال "مكعب فضائي للتخزين؟ ما هذا أيها المعلم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"إنه مكعب بفضاء افتراضي كبير داخله و يمكنك وضع ما تشاء بداخله من دون أن تتلف هذه الأشياء حتى لو كانت طعاما لأن الوقت متوقف بداخله تقريبا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ باسل و تحمس كثيرا ثم قال "أوه، هذا رائع جدا، ألا يعني أنه يمكنني حمل أطنانا معي، إن كان هناك مثل هذا الشيء المفيد لن يحتاج أي شخص لحمل الأثقال مرة أخرى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قاطع المعلم فرحة باسل قائلا "حسنا هذا صحيح، لكن بالنسبة للسحرة فقط، فالناس العاديين لا يمكنهم صنعه و لا استخدامه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل و هو يأكل آخر قضمة من اللحم "آه، هكذا إذن، لكن لا يهم، يبقى أنه سيكون مفيدا للغاية حتى لو كان السحرة فقط من يستطيعون استخدامه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم "حسنا طريقة صنعه سنتطرق إليها لاحقا، و الآن لنتحرك لنكمل تدريبك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "حاضر أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرج الاثنان من الكهف و تعامل باسل مع جميع الوحوش التي اعترضت طريقهما من دون تدخل المعلم، فعند خروجهما بدأت الوحوش بالمهاجمة كالعادة لكن باسل استمر في هزيمتها واحدة تلو الأخرى و استمر الأمر هكذا لأسبوع و بدون أن يدخلا لكهف آخر حتى تجدد 'دب الأعماق' ثم ذهبا لكهفه من جديد...................يتبع!!!!!!!!!!!</strong></p><p></p><h2>(الجزء الخامس)</h2><p>قوَّى باسل من حواسه و ردود فعله أكثر خلال الأسبوع الماضي استعدادا لمواجهة دب الأعماق من جديد. جميع الوحوش التي واجهها حتى الآن أصبحت سهلة بالنسبة له</p><p></p><p>و الآن و أخيرا سيواجه دب الأعماق مرة أخرى و هذا جعله متحمسا لأنه يريد تجربة إلى أي مدى قد تطورت قدراته</p><p></p><p>وصل الاثنان لمكان دب الأعماق و أنار المعلم المكان مرة أخرى، لكن باسل طلب منه ترك المكان مظلما</p><p></p><p>كان باسل لا يريد الاعتماد على الإنارة هذه المرة لأنه كان متحمسا حقا لرؤية إلى أي مدى أصبحت حواسه حادة</p><p></p><p>تقدم المعلم نحو دب الأعماق و قيد حركته بسحر الرياح ثم أمره كالسابق بعدم استخدام السحر. عاد المعلم إلى مكانه ثم تقدم باسل نحو وسط المكان و اتخذ وضعيته مستعدا</p><p></p><p>دب الأعماق بدوره كان مستعدا. انطلق باسل في اتجاه الدب بسرعة حتى وصل لأمامه ثم اختفى فجأة من أمام نظره</p><p></p><p></p><p><em>بوووم</em></p><p></p><p>أتت ركلة من باسل نحو جانب الدب الأيسر جاعلا هذا الأخير يصرخ 'غوااااااه' لكن باسل لم يتوقف عند هذا فقط، بل وثب في اتجاه الدب و أعاد الكرَّة راكلا إياه في نفس المكان من دون أن يتركه يرتاح. تقيء الدب القليل من الدماء ثم وقف على الأربع بسرعة و أخذ مسافة بينه و بين عدوه</p><p></p><p>كانت على وجه باسل نظرة فرح، على ما يبدو أنه وصل لمرحلة حتى الدب لم يعد يشكل له مشكلة. أحكم باسل قبضتيه و اتجه نحو الدب، هذا الأخير هذا المرة لم يكتفي بالوقوف و الانتظار فقط و اندفع بقرنيه في اتجاه باسل هو الآخر</p><p></p><p>عندما رآه باسل قادم نحوه، قفز في السماء و التف نازلا على رأس الدب، لكن هجمته تصدت لها يد الدب قبل وصولها للرأس. التقت قدم باسل مع يد الدب مما جعله يُقذف للوراء قليلا من قوة الدفع</p><p></p><p>"حسنا يجب أن لا أنسى أنه يتعلم أيضا أثناء القتال، لن يكون سهلا كتلك الوحوش" قال باسل مع نفسه. قوة باسل ارتفعت كثيرا خلال تواجده في 'وادي الظلام العميق' حيث الوحوش كخفافيش الظلام و الفئران القاضمة و الوحوش من نفس مقياس القوة أصبحت لا تأخذ منه وقتا و لا جهدا ليبيدها عن بكرة أبيها مهما كان عددها</p><p></p><p>لكن يبدو أن دب الأعماق ما يزال يمكنه المواصلة أكثر من الوحوش العادية، كان هذا شيئا طبيعيا لأن الوحوش السحرية لها ذكاء أعلى بالمقارنة مع الوحوش الغير سحرية و كلما كان مستواها في السحر عاليا كلما ارتفع ذكاؤها، و دب الأعماق مثال حي على هذا فقدرته التي تسمح له بجعل الحركة المستخدمة لمرة ثانية ضده عديمة النفع تأتي من ذكائه، حيث يكون قادرا على فهم قدرات خصمه إلى حد ما و صنع استراتيجية مضادة لها في الاستخدام الثاني لها</p><p></p><p>بدأ باسل بالدوران حول المكان و هذه المرة كانت سرعته أكثر من السابق لدرجة أن دب الأعماق لم يستطع تتبعه بعينيه و فجأة أتته ركلة أولى بجانبه الأيمن و ثانية بنفس المكان و أخرى ثالثة برأسه مسقطة إياه على الأرض فاقدا الوعي</p><p></p><p>فرح باسل لأنه كان قادرا على هزيمة دب الأعماق هذه المرة من دون أن يتلقى أي ضربة و لم يأخذ منه وقتا طويلا، التف باسل و ذهب لمعلمه ثم قال "أيها المعلم، أظن أنني مستعد لمواجهته بكامل قوته، عندما يستيقظ أرجوك مُرْهُ باستخدام كامل قوته" سأل باسل معلمه بنبرة صوت مليئة بالاحترام</p><p></p><p></p><p>أومأ المعلم برأسه موافقا ليتحمس باسل بشأن مواجهته السحر لأول مرة وجها لوجه</p><p></p><p>مرت ساعات و أثناء هذا طبخ المعلم بعض الطعام و أكله مع باسل و عند انتهائهما مرت دقائق فاستيقظ الدب معافى من جراحه ذهب المعلم في اتجاهه و عندما وصل أمامه وضع يده على رأس الدب الذي كان يبدو كما لو أنه حيوان لطيف في حضرة المعلم ثم قال، "استخدم كل قوتك من الآن فصاعدا، و اعلم أن حياتك تعتمد على هذا" أمر المعلم الدب ثم عاد لمكانه مرة أخرى. تقدم باسل نحو الأمام و اتخذ وضعية القتال مستعدا و بمجرد فعله لهذا خرج من الأرض عامود حجري حاد النهاية مستهدفا إياه</p><p></p><p>عندما رأى باسل العامود قفز للوراء بسرعة و ابتعد كفاية كي لا يصله العامود و بمجرد نزوله على الأرض كان دب الأعماق متقدما نحوه مستهدفا إياه بقرنيه و بمجرد اقترابه من باسل قفز هذا الأخير مرة أخرى في السماء متجنبا الهجوم</p><p></p><p>نزل باسل على الأرض و راوغ لقليل من الوقت اندفاعات الدب. بعد مدة اندفع باسل في اتجاه الدب لكن ظهر في طريقه عامود آخر موجه نحوه. راوغه باسل في آخر لحظة بقفزه جانبا بحيث مزق قميصه</p><p></p><p>تراجع باسل للخلف عدة خطوات ثم نظر لقميصه الممزق من الجانب، لو أنه تأخر لثانية، لا، للحظة أخرى فقط لكان جانبه أيضا ممزق و ليس قميصه فقط</p><p></p><p>"حسنا، تلك الأعمدة خطيرة، يجب أن أفهم كيفية عملها أولا إن أردت صنع خطة مضادة لها. على ما يبدو من العامودين اللذين أظهرهما قبل قليل، فطول العامود الذي يخرجه يصل إلى ثلاثة أمتار، و بما أنه كانت لديه أكثر من فرصة ليقتلني فيها إن استخدم أكثر من عامود واحد في نفس الوقت و لم يفعل هذا، فهذا يعني أنه لا يمكنه استخدام أكثر من عامود واحد في مرة واحدة، حسنا هذا ما يمكنني جمعه من معلومات للآن، لكن، هذا لا زال ليس كافيا بعد، فإن لم أعرف متى سيستخدم سحره لن</p><p></p><p>أكون قادرا على الهجوم، حسنا، لنكتشف هذا الأمر أولا" كان باسل بينما يقاتل يحلل سحر الأرض الخاص بدب الأعماق، فهذا كان أولويته الآن. لقد حفرت تعاليم معلمه في عقله، قبل أن يهاجم بتهور يجب عليه جمع أكبر قدر من المعلومات لصنع خطة مضادة و من ثم تنفيذها</p><p></p><p>انطلق باسل بسرعة و حطم العامود الذي استهدفه قبل قليل ثم شرع في حمل الحجارة من الأرض و رميها بكل قوة ذراعه في اتجاه دب الأعماق</p><p></p><p></p><p>دب الأعماق تصدى لجميع الحجارة التي استهدفته بقرنيه، كل حجر كان يلتقي بقرن من قرنيه كان يتحول لفتات، ببساطة كانت قساوة قرنيه كبيرة كما لو أنها مصنوعة من الفولاذ</p><p></p><p>استمر باسل على هذا المنوال من دون الحصول على نتيجة مقبولة و عندما تبقى له حجرين فقط اندفع في اتجاه الدب لكن بمجرد اقترابه قليلا خرج عامود من الأرض مرة أخرى، راوغه كالسابق لكن..</p><p></p><p><em>بوووم</em></p><p></p><p>أتت نطحة من الدب جاعلة باسل يحلق لأمتار حتى اصطدم بالحائط و تقيء الدماء، حاول الوقوف لكن هذا كان بلا فائدة، فعلى ما يبدو أن جانبه و ذراعه اليساريين قد تضررا لأنه دافع بهما في آخر لحظة و إلا لكان ميتا، قرني الدب لم يخترقاه كثيرا لأنه قفز للوراء مما قلل من شدة الضربة و تسببت له في جروح ليست ببليغة لكنها لست بسطحية أيضا</p><p></p><p>حاول الدب مهاجمة باسل مرة ثانية لكن المعلم أوقفه "توقف"، عند سماع كلام المعلم توقف الدب في مكانه و عند رؤية باسل لهذا تنفس الصعداء قليلا لأنه كان ميتا لا محالة، كان قد جرب بالفعل محاولة الهرب لكن جسمه كان متخدرا من الصدمة الناتجة عن الضربة</p><p></p><p>تقدم المعلم نحو باسل و أخرج 'إكسير العلاج' ثم أعطاه لباسل ليشربه. سقط باسل نائما في مكانه بعد شربه الدواء و ظل هكذا لساعات قبل أن يستيقظ</p><p></p><p>"لقد استيقظت أخيرا، أخبرني ماذا اكتشفت للآن في مواجهتك للدب عن قدراته؟" كان المعلم ينتظر باسل ليستيقظ بينما يجلس أمامه و بمجرد أن نهض، شرع في طرح الأسئلة عليه</p><p></p><p></p><p>رد باسل بينما يمسك رأسه "حسنا"</p><p></p><p>شرح باسل لمعلمه ما اكتشفه من قتاله للدب و مر بعض الوقت منذ بدء محادثتهما</p><p></p><p>قال المعلم "أهذا كل ما اكتشفته؟"</p><p></p><p>أجاب باسل بينما تعتليه نظرة تشير على أنه يتذكر شيئا ما "لا، ما زال هناك شيء لم أتأكد منه تماما لأنني تلقيت الضربة مباشرة بعدها، لكن أنا متأكد بنسبة 80 بالمئة"</p><p></p><p>"هوه، و ما هي؟ قل لي" قالها المعلم منتظرا رد باسل</p><p></p><p>أجاب باسل "حسنا، أولا، هو لا يستطيع مهاجمتي بسحر الأرض إلا بعد دخولي لمدى محدد و على ما أظن فإنه يتراوح بين ستة و ثمانية أمتار. ثانيا، لا يستطيع استخدام سحر الأرض إلا بعد مضي حوالي ثلاثين ثانية. حسنا هذا كل ما اكتشفته، لا زلت لم أعرف متى يكون سيستخدم السحر لكن أظن أني سأعرف هذا في المعركة القادمة" أكمل باسل شرحه و نظر للدب المستلقي في الزاوية بعيدا</p><p></p><p>تكلم المعلم "حسنا، هذا جيد جدا بالنسبة لأول معركة لك ضده و هو يستخدم سحر الأرض، اكتشافك لكل هذا علامة جيدة، حسنا فلنكمل التدريب" وقف المعلم و باسل. اتجه باسل نحو الدب الذي سبق و وقف عندما رآه</p><p></p><p></p><p>"حسنا أولا سأحاول جعله يستخدم سحره لأكتشف كيف يفعل هذا و أحاول اسغلال الثلاثين ثانية التي لا يستطيع استخدام السحر فيها، مع أن هذا لن يكون سهلا كالقول" بينما باسل يتجه نحو وسط المكان ليبدأ معركته الثانية، كان يفكر في حل ما سيمكنه من اكتشاف طريقة عمل سحر الدب</p><p></p><p>استعد باسل و قال مع نفسه "حسنا للآن سأحاول البقاء خارج المدى الذي يستطيع فيه أن يستخدم سحره، سأبقى خارج دائرة التي هو مركزها و قطرها اثني عشرة متر إن احتسبنا طول العواميد و أرى كيف سيتفاعل مع الوضع أولا"</p><p></p><p>كانت المسافة الآن بين باسل و دب الأعماق الآن تصل لحوالي عشرين متر و لهذا كان باسل مطمئنا لأنه يعرف أن سحر الأرض لن يبلغه بما أنه بعيد، لكن أثناء هذا بدأ الدب بالاندفاع في اتجاه باسل مقلصا المسافة بينهما</p><p></p><p>"هوه، بما أني بعيد كفاية كي لا يصلني سحره سيحاول تقليص المسافة، لكن لا تحلم بهذا" كان باسل يفكر و يحلل أفعال الدب ثم تراجع عدة خطوات للوراء و شرع في الدوران حول المكان بحيث كلما اقترب منه الدب ينتقل لنقطة أخرى بعيدة عن الدب في الدائرة التي يلتف حولها، و هكذا حفظ مسافة بينه و بين الدب، لكن فعل هذا طوال الوقت لن يصل به لنتيجة</p><p></p><p>بدأ باسل في تصغير قطر الدائرة شيئا فشيء محاولا الوصول لمدى سحر الدب و حساب المسافة بالضبط التي يصل إليها. كان الدب يتبع باسل محاولا تقليص المسافة بسرعة و باسل كان يبتعد عنه و من ثم ينقص من المسافة التي كانت بينه و بين الدب سابقا مرة أخرى</p><p></p><p>استمر الوضع هكذا إلى أن أصبحت المسافة بينهما تسعة أمتار فقط، عندها جاء هجوم سحر الأرض من دب الأعماق لكن باسل قفز في الحال للوراء ثم بدأ يفكر و ابتسامة على وجهه "حسنا، أولا، مدى سحره هو سبعة أمتار و عند إضافة طول العامود يصبح مداه عشرة أمتار. ثانيا و الأهم، أنه في كل مرة ينوي فيها استخدام سحره يضرب بقدمه على الأرض ثم بعدها بحوالي ثانية يخرج العامود من الأرض، حسنا"</p><p></p><p>كان باسل بجانب عامود السحر الذي استُخدم ضده في أول المعركة السابقة. حطمه و حمل ما يستطيع من الحجارة ثم وقف "حسنا هذا يكفي" و بعد قوله لهذا اتجه نحو الدب بحذر منتظرا إياه لكي يستخدم السحر</p><p></p><p>دخل باسل لمدى سحر الدب لكن الهجوم لا زال لم يأتي حتى بقي بينه و بين الدب سبعة أمتار فقط <em>بووم</em> عندها رأى باسل الدب يضرب بقدمه على الأرض فقفز للوراء عاليا بكامل قوته، لكن حدث ما لم يتوقعه <em>فسس</em> الهجوم أتى من وراءه و لحسن حظه أنه قفز باكرا فأصيب بفخذه الأيسر و عندما نزل على الأرض كان قد سبق و جمع شتات نفسه لأنه يجب عليه استغلال الثلاثين ثانية جيدا</p><p></p><p>في هذه الأثناء كان الدب متوجها نحوه مستهدفا إياه بقرنيه محاولا نطحه كالسابق، لكن باسل كان قد قفز للوراء لأنه يعرف أن الدب سيهاجمه بمجرد ما أن يراوغ العامود الحجري، فهذا سيعطيه مسافة أكبر ليستعد لاندفاعه قبل وصول الدب إليه، مع أنه لم يتوقع قدوم الهجوم من الخلف، و لهذا تنفس الصعداء و اعتقد أنه اختار الخيار الصحيح عندما انتظر حتى يعرف متى يستخدم الدب سحره، لأنه عند معرفته لهذا اكتسب تلك الثانية التي كانت السبب في نجاته الآن</p><p></p><p>اندفع باسل تجاه الدب الذي كان بدوره فاعل نفس الشيء، كان باسل مرتاحا لأن الدب لن يكون قادرا على مفاجأته بسحر الأرض</p><p></p><p>عندما اندفع باسل و اقترب من الدب، قفز للجانب الأيمن و شرع في رميه بالحجارة بكل ما يملك من قوة في ذراعه اليمنى</p><p></p><p><em>بووم، بووووم، بوووووم</em></p><p></p><p>رمى باسل جميع الحجارة مرة واحدة على الجانب الأيسر للدب مما جعل هذا الأخير يصرخ متألما "غواااااه' سببت له الحجارة عدة جروح مما جعل حركته مقيدة مؤقتا، استغل باسل هذه الفرصة. اندفع نحو الدب و ركل رأسه بقدمه اليمنى بكل قوته <em>بوووم</em> بدأ الدب يتمايل ليسقط لكن باسل لم يترك هذا يحدث و أعاد الكرّة راكلا إياه بقدمه اليسرى <em>بوووم</em> <em>طررق</em> بعد صوت ركلة باسل أتى صوت انكسار عنق معلنا عن موت 'دب الأعماق'</p><p>كانت على وجه باسل نظرة فرح كبيرة. ذهب لمعلمه ثم سأله "أيها المعلم، ألا بأس إن أخذت الحجر الأصلي منه هذه المرة بما أنني هزمته" كان باسل يريد تجميع محصوده الأول من هزيمته لوحش سحري و لم يستطع الانتظار أكثر</p><p></p><p>تنهد المعلم من حال المتعلم و أجاب "حسنا، لا بأس بما أنه قد مر وقت كاف لتتجدد الدببة الأخرى التي قتلتُها"</p><p></p><p>قفز باسل فرحا و ذهب بسرعة لجثة الدب و فتحها من وسط الصدر ثم أخذ الحجر لتختفي الجثة بعدها. كان الحجر بلون أزرق فاتح و يلمع من الداخل بطاقة غريبة بلون أزرق فاتح قريب للون الأبيض تتغلغل هناك. عندما حمل باسل الحجر الذي كان بحجم راحة يديه أحس بنتيجة مجهوده قد أتت أخيرا ثم التف و سأل معلمه "أيها المعلم، آخر مرة لم نأخذ الحجر و أنعِش الوحش بعد حوالي أسبوع، كم سيأخذ من الوقت هذه المرة بما أنني أخذت الحجر؟"</p><p></p><p>"آه، حسنا، حوالي شهر" أجاب المعلم ثم أكمل قائلا "لقد سمحت لك بأخذه بما أنه مر على بعض الدببة التي قتلتها حوالي ثلاث أسابيع و بقي لها أيام قليلة فقط على التجدد، لهذا حتى و لو تأخر ذلك الذي قتلته في التجدد، سيكون هناك دببة قد سبق و تجددت في خلال أسبوع"</p><p></p><p>قال باسل "آه، هكذا إذا، هناك دببة ستتجدد بعد أسبوع" كانت على وجه باسل ابتسامة خفيفة بينما ينظر للحجر في يديه لكنه فجأة فتح عينيه و قال بصوت متردد "أيها المعلم، هل يمكن أنني سأقاتل هذه الدببة بعد أسبوع؟"</p><p></p><p>أجاب المعلم مع ابتسامة "هوهو، بالطبع"</p><p></p><p>"و كم منها سيتجدد يا ترى؟" سأل باسل و زاوية فمه تهتز</p><p></p><p>أجاب المعلم مرة أخرى "أمم، في اليوم الأخير من الأسبوع الذي قلته سيتجدد الثالث"</p><p></p><p>عندما سمع باسل إجابة معلمه نزل كتفاه و رأسه للأسفل من الإحباط، فدب أعماق واحد سبب له المعاناة لكنه بعد أسبوع سيواجه ثلاثة في نفس الوقت. في هذه الأثناء بدأ باسل يفكر "أتساءل كيف حال أمي الآن؟ هل الأمر صعب عليها بما أنني اختفيت لكل هذه المدة من دون أن تعرف مكان تواجدي؟" تذكر باسل عيني أمه الحمراوتين بسبب الدموع اللتين رآهما صباح مغادرته المنزل و تألم لكنه تابع القول مع نفسه "حسنا، هذا كله من أجل تخفيف الأمر عليها مستقبلا" و بعدها جاءت صورة تلك الفتاة في عقله "حسنا بما أنها معها فلا يجب أن أقلق كثيرا"</p><p></p><p></p><p>(في قرية باسل 'السوق')</p><p></p><p>كانت هناك فتاة بشعر ذهبي يسلب القلوب كلما تطاير مع الرياح، و عينين بزرقة السماء الواسعة عند النظر لهما تأخذانك في رحلة بخيالك، مرتدية فستانا أبيض اللون مما زاد من جمالها أكثر. كانت الفتاة محاطة بهالة ملكية و تبدو كجنية أتت من أرض العجائب</p><p></p><p>"أوه أنمار"، "إنها أنمار"، "آه مرحبا بك يا أنمار في السوق هل ستشترين شيئا ما؟ إن كانت البطاطس، فلتأتي سأجعلها مخفضة بعشرين بالمائة من أجلك"، "إن كانت الطماطم فلتأتي سأجعلها بسبعين في المائة من ثمنها الأصلي"</p><p></p><p>كانت هناك طلبات البائعين بثمن منخفض تأتيها من كل مكان، فمن خلال هذا يمكنك أن ترى كم هي شعبية هذه الفتاة في هذه النواحي. كانت كل أعين الفتيان بعمرها و أكبر منها و أصغر منها مسحوروة بجمالها، معجبيها لم يكونوا فقط من الفتيان، بل حتى من الفتيات حيث كانوا يحترمونها و يعتبرونها قدوتهم</p><p></p><p>بينما الحديث يدور بينهم "آه، كم هي جميلة كالعادة"، "لا لا أليست أجمل من الأمس"، "آه إنها تصبح أجمل كل يوم"، "أتمنى لو أنها تصبح زوجتي في المستقبل" بمجرد أن قال الشخص الأخير هذا الكلام كانت هناك نظرات تأتي من عيون حمراء تحمل نية قتل من جميع المحيطين و عندما رأى هذا الشخص هذا، تراجع عن كلامه "لا، لا، لم أعني ما قلته" لكن نظرة الجميع لم تتغير "آآآه" ركض هذا الشخص هاربا بينما يتبعه حشد من الفتيان في مختلف الأعمار كضباع جائعة</p><p></p><p>"يااااااااه" صدرت صرخة من ذلك الشخص من مكان بعيد توحي على أن روحه خرجت من مكانها</p><p></p><p>ذهبت الفتاة للدكاكين و اشترت جميع المكونات التي كانت تحتاجها و بينما هي أمام بائع الجزر سألها هذا الأخير "أين باسل هذه الأيام لم أعد أراه أبدا مؤخرا"</p><p></p><p>أجابت أنمار "آه هذا...."</p><p></p><p>عندما كانت الفتاة ستجيب سمعت صوتا قادما من بعيد و الصوت كان للعديد من الأقدام و بدأ يرتفع شيئا فشيء معلنا اقتراب المسؤولين عنه و عندما وصلوا رموا نفسهم على بائع الجزر "هل قلت باسل قبل قليل؟"، "تكلم"، "أجب أيها العجوز"، "أين هو ذلك الصعلوك؟"، "إن رأيته في مكان ما أخبرنا أين هو و إلا...." فجأة قاطعهم صوت أنمار</p><p></p><p>"أيها الجميع من فضلكم اهدؤوا، هو لا يعرف مكان باسل، بالأحرى، لقد سألني عنه، و لهذا اتركوه من فضلكم"</p><p></p><p></p><p>اصطف الجميع جانبيا و حكوا رؤوسهم و وجناتهم حمراء بينما يقولون "آه هكذا، إن قالت هذا ملاكنا أنمار فلا بد أن هذا هو الأمر" و بعد أن انتهوا أحاطوا ببائع الجزر و عيونهم حمراء ثم قال واحد منهم "اسمع أيها العجوز، لقد أنقذتك ملاكنا هذه المرة، لكن لا أريد منك قول اسم ذلك الشقي الوغد أمام ملاكنا مرة أخرى و إلا...حسنا، أنت تعرف ما سيحدث، و إن حدث و أن رأيت ذلك الصعلوك كن متأكدا من إخبارنا"</p><p></p><p>(في هذه الأثناء في مكان باسل، صعدت قشعريرة معه و عطس?)</p><p></p><p>بعد ما انتهى ذلك الشخص من الكلام اصطفوا مرة أخرى و انحنوا لأنمار قائلين "حسنا، نحن ذاهبين الآن، آسفون على الإزعاج أيتها الملاك أنمار" بعدها ذهبوا كلهم بينما هناك أصوات بينهم تقول "آه لقد نظرت لي"، "هاه، لا تحلم لقد كانت تنظر لي"، "بل لي أنا فقط كنت خلفكما و أسأتما الظن"، "هاه، من تظن نفسك يا هذا؟" ثم نشبت بينهم معارك</p><p></p><p>كانت الابتسامة دائما مرسومة على وجه أنمار و كانت شعبية بشكل لا يصدق في القرية. كانت ملاك الجميع و كل من يحاول الاقتراب منها يلقى مصرعه على يد ذلك الحشد من الفتيان. هؤلاء الفتيان كانوا معجبي 'الملاك أنمار' و يعتبرون نفسهم حرسها الشخصي</p><p></p><p>كان كل شخص يعرف هذا في القرية و لهذا و لا فتى كانت لديه الشجاعة الكافية للاعتراف بحبه لها، لأنه بمجرد أن ينوي فعل هذا، تكون الشائعات قد سبق و انتشرت عنه و يأخذ درسا حميما من الحرس الشخصي للملاك أنمار</p><p></p><p>كان الحرس الشخصي يضع عينيه على كل شخص يحاول الاقتراب من الملاك أنمار و يضعونه في قائمتهم السوداء. و في هذه القائمة السوداء كان هناك من يتصدر القمة و كل واحد من الحرس الشخصي يكرهه. كانوا متفقين على أنه إن رآه أي شخص منهم فعليه إخبار الباقيين عن مكانه و الذهاب لتصفية الحساب معه</p><p></p><p>كان هذا الشخص هو 'باسل' الصعلوك الشقي الوغد المكروه من قبل جميع الفتيان. كان هذا بسبب قربه من الملاك أنمار كثيرا. الكل يعرف أن ملاكهم معجبة بهذا الشخص و لهذا ليس هناك من لا يكرهه على حظه القوي و فوق هذا لا يعامل ملاكهم حتى بشكل جيد</p><p></p><p>كان باسل يعاني من الصغر من هذا الأمر. فحتى لو كان كاره صداقات و مهتم في الكتب فقط، لم يكن ليكون غريبا حصوله على صديق واحد على الأقل، لكن الأمر لم يكن هكذا، فهو كان منبوذا من الجميع بسبب علاقته القريبة بأنمار و شخصيته المتعجرفة، فهو كان يعاملهم دائما كما لو أنهم ليسوا سوى صراصير لأنه لم يكن مهتما لا بهم و لا بحبهم لملاكهم و لا بحبها له، و هذا جعلهم يكرهونه كثيرا و يضعونه في قمة قائمتهم السوداء</p><p></p><p>اشترت أنمار كل المكونات و ذهبت في طريقها خارج السوق</p><p></p><p>"أمي، لقد وصلت" دخلت أنمار لمنزلها</p><p></p><p></p><p>أجابتها أمها سميرة "آه، مرحبا بك هل جلبت كل ما طلبت منك إحضاره؟"</p><p></p><p>أجابت أنمار "نعم" بينما تنزل الخضر و الفواكه التي أحضرتها ثم أكملت قائلة "حسنا سأذهب الآن لمنزل العمة 'لطيفة' لإعطائها الخاصة بها"</p><p></p><p>خرجت أنمار من المنزل متوجهة نحو منزل باسل الذي كان فقط بجانب منزلها</p><p></p><p><em>دق، دق</em></p><p></p><p>"من هناك؟"</p><p></p><p>"إنها أنا يا عمتي لطيفة، لقد أتيت بالخضر و الفواكه"</p><p></p><p>فتحت لطيفة الباب فدخلت أنمار و أعطتها جميع المكونات ثم قالت "عمتي، ألا زال باسل يذهب لذلك الصديق و لا يعود إلا ليلا؟"</p><p></p><p>أجابت الأم "آه، لقد نسيت إخبارك، لقد ذهب ليتدرب و لن يعود إلا بعد شهرين على ما يبدو، إنه الآن غائب لأسبوعين بالفعل"</p><p></p><p>تعجبت أنمار من كلام عمتها ثم بدأت تفكر "شهران؟ مع صديقه؟ لا أظن أنه سيترك العمة لطيفة لوحدها كل هذه المدة فقط للتدرب مع صديق، كما توقعت هناك شيء ما وراء هذا"</p><p></p><p>كانت أنمار تعرف شخصية باسل جيدا، فبعد كل شيء منزليهما ملتصقين ببعضهما، كانت معه منذ نعومة الأظافر و هذا كان طبيعيا، لأن أميهما صديقتين منذ الصغر أيضا. فقبل أن يأتوا لهذه القرية كانتا تعيشان مع زوجيهما اللذين بدورهما كانا صديقين منذ الصغر، حتى وقعت حادثة هجوم الشياطين، و في سبيل هروب زوجتيهما اللتين كانتا واحدة منهما تحمل الرضيعة أنمار و التي هي سميرة و الأخرى كانت لطيفة الحامل بباسل، ضحى الزوجين بنفسيهما من أجل أن تعيش عائلتيهما</p><p></p><p></p><p>و منذ ذلك الحين كانتا الأمَّيْن تتكلان على كتف بعضهما البعض من أجل الاعتناء بطفليهما. و لهذا كانا باسل و أنمار لهما علاقة قريبة ببعضهما البعض منذ الصغر</p><p></p><p>"حسنا، عندما يأتي المرة القادمة سأحاول سؤاله و إن لم يجبني سأتبعه فقط و أعرف إلى أين يذهب" كانت أنمار تفكر مع نفسها</p><p></p><p>قالت لطيفة "صغيرتي أنمار، شكرا لك دائما على مجهودك، إنك حقا تساعديني، آه، قلي لأمك أن تأتي إلى هنا لنتشارك أكل الغذاء"</p><p></p><p>توقفت أنمار عن تفكيرها و أجابت "حسنا يا عمتي سأخبر أمي بهذا"</p><p></p><p>(بالعودة لوادي الظلام العميق)</p><p></p><p>مر أسبوع على هزيمة باسل لدب الأعماق و حان وقت تجدد الثلاث دببة</p><p></p><p><em>دو، دو، دو</em></p><p></p><p>كان باسل يحطم خفافيش الظلام واحدا تلو الآخر و بسرعة كبيرة جدا. أخذ منه جيش كامل من الخفافيش يصل عدده لحوالي مئتين خمسة دقائق فقط لينهيه</p><p></p><p>قال المعلم "حسنا يبدو أن سرعتك ازدادت مرة أخرى خلال الأسبوع الماضي، إن استمريت على هذا المنوال، في غضون سنة ستكون في أتم الاستعداد"</p><p></p><p>أجاب باسل "حسنا أيها المعلم"</p><p></p><p></p><p>أمر المعلم باسل "الآن لنذهب لكهف 'دببة الأعماق' "</p><p></p><p>أجاب باسل "حاضر أيها المعلم"</p><p></p><p>ذهب الاثنان و كالعادة قتل باسل جميع الوحوش في الطريق إلى أن وصلا للكهف و عند وضع قدميهما صدر زئير الثلاث دببة</p><p></p><p>أحكم باسل قبضتيه و شرع في قتل الوحوش مرة أخرى إلى أن وصلا لمكان الدببة، تقدم المعلم نحوهم و أمرهم بعدم استخدام السحر ثم استدار و قال لباسل "عندما تكون قادرا على هزيمتهم ثلاثتهم معا سأجعل واحدا منهم يستخدم السحر و عندما تهزمهم مرة أخرى سأجعل واحدا آخر يستخدم السحر و هكذا إلى أن تهزمهم جميعا، عند هزيمتهم لا تقتلهم لأننا لا نريد الانتظار أسبوعا كاملا، و ستستمر هكذا حتى تتجدد جميع الدببة و تهزمهم"</p><p></p><p>صدم باسل بينما يفكر في ما قاله المعلم "جميع الدببة؟ ألم يقل المعلم أن هناك عشرة منهم في الأصل باحتساب الذي قتلته؟ أ هذا يعني أنني بعد ثلاث أسابيع من الآن سأكون أقاتل عشر دببة في آن واحد؟"</p><p></p><p>بدأ جسده يهتز، لكن ليس من الخوف هذه المرة، لقد كان من شدة الحماس، فكل التدريبات التي أعطاها له المعلم قد يمكن أنها كانت صعبة لكنها لم تكن مستحيلة و فوق هذا كله، بعدما ينتهي من التدريب المعطى له يرى نتائج هائلة و لهذا صرخ قائلا "حاضر أيها المعلم"</p><p></p><p><em>فسس، فسسس، فسسسس</em></p><p><em></em></p><p><em>بوم، بووم، بوووم</em></p><p></p><p>كان باسل يراوغ سحر واحد من الدببة الثلاث و يهاجم بالحجارة</p><p></p><p>"اللعنة، الأمر مستمر هكذا ليومين من دون أن أتقدم، لو كنت لا أعرف متى سيهجم الدب بسحره لكنت في عداد الموتى، لم أعرف هذا من قبل لأنه لم يكن سوى دب واحد فقط، لكن عملهم الجماعي متكامل، اللعنة" كان باسل يفكر بينما يهرب</p><p></p><p>"هوهوهو، قد تكون قد أصبحت في مستوى يخولك لهزيمة دب أعماق بنفسك أو مجموعة من الكللابب المهشمة، لكن مجموعة من دببة الأعماق في آن واحد لا يزال صعب عليك، فعلى عكس الكللابب المهشمة التي تعتمد على عددها بدون استغلاله جيدا فدببة الأعماق تعرف كيف تسخر قواها لبعضها البعض جيدا" كان المعلم يزود باسل بالمعلومات</p><p></p><p>هزم باسل الثلاثة دببة بالفعل في اليوم الأول لكن عندما جعل المعلم واحدا منها يستخدم السحر، أصبح باسل يجد صعوبة في الهجوم</p><p></p><p><em>فسسسسس</em></p><p>خرج عامود حجري حاد النهاية جارحا باسل بجنبه الأيسر و بينما هو يتألم أتى دب آخر بسرعة محاولا نطحه لكنه راوغه و بصعوبة، ثم جاء الثالث و نطحه هذه المرة</p><p></p><p>دافع باسل رافعا ركبته و مُنزلا ذراعه مكونا درعا على جانبه الأيمن محتميا من نطحة الدب، لكن، مع ذلك تسببت له القرون في جروح طفيفة بما أنها لم تصبه بشكل مباشر</p><p></p><p>تراجع باسل لعدة أمتار بسبب الضربة. و عندما أراد أن يرتاح قليلا أتى الدب مستخدم السحر مندفعا <em>بووم</em> نطحه هو الآخر و هذه المرة كانت ضربة مباشرة جعلت باسل يحلق في اتجاه الحائط <em>بووم</em> اصطدم مع الحائط و فقد الوعي في مكانه</p><p></p><p></p><p>بعد مدة استيقظ باسل و كان جسده معافى ثم قال و ضرب على الأرض بقبضته "اللعنة، مرة أخرى، هذه المرة الخامسة"</p><p></p><p>" <em>تنهد</em>...حسنا لا تنفعل، هذا شيء طبيعي، لا تنسى كم أخذت من الوقت فقط لهزيمة "القرد الأزرق الضخم، مقارنة بذلك الوقت، فتطورك الآن أسرع بكثير" قال المعلم هذا لباسل و أكمل "هيا فلتنهض، ليس لدينا وقت للراحة إلا عند الحاجة للأكل و قضاءها"</p><p></p><p>وقف باسل بسرعة و اتجه نحو الدببة. كان باسل يحاول قدر المستطاع تجنب الدخول لمدى سحر الدب، لكن في كل مرة كان يهاجمه الدبين الآخرين جاعلين إياه يدخله بالرغم عنه ليواجه العامود الحجري، يراوغه باسل و يهاجمه الدبين الآخرين و يدافع قدر المستطاع و من ثم يهاجم الدب الذي يستخدم السحر هو الآخر، و بهذا لم يكن لديه وقت ليستجمع فيه أنفاسه</p><p></p><p>استمر الأمر هكذا ليوم آخر و في ذلك اليوم تكون و تجدد الدب الرابع. بدأت الطاقة تتجمع على حين غرة في مكان من الفضاء المحيط، كانت كعاصفة صغيرة و عندما هدأت و اختفى الغبار فظهر 'دب أعماق' آخر</p><p></p><p>" <em>يلهث</em> <em>يلهث</em>....اللعنة، سيستمرون بالظهور واحدا تلو الآخر و أنا لا زلت لم أعرف كيف أتعامل معهم" كان وجه باسل شاحب، و يلهث من شدة التعب</p><p></p><p>في خلال الثلاث الأيام الأخيرة لم يكن باسل يفعل شيئا سوى المراوغة و الدفاع و الهرب، و الشيء الذي تغير هو طول الوقت الذي تمدد، حيث في المرة الأولى لم تمر سوى خمسة عشر دقيقة ليهزم حتى أصبح الآن يستطيع الاستمرار لثلاث ساعات، لكن عندما رأى أنه و أخيرا بدأ يرى أملا في مواجهة الثلاث دببة تجدد واحد آخر</p><p></p><p>سأل باسل معلمه "أيها المعلم، متى ستتجدد الدببة بالكامل من دون الذي قتلته أنا؟"</p><p></p><p>أجاب المعلم بينما يضحك "هوهوهو، بعد خمسة أيام من الآن"</p><p></p><p>صدم باسل ثم قال "أيها المعلم أريد أن أرتاح و أفكر في خطة ما، ففي كل مرة كانت أوقات راحتي قصيرة و ليس لي وقت لأفكر جيدا"</p><p></p><p>وضع المعلم يده على ذقنه و بدأ يفكر قليلا ثم قال أخيرا "حسنا، لك هذا، بعد خمس ساعات من الآن سنكمل"</p><p></p><p></p><p>فرح باسل عند سماع معلمه و قد أعطاه وقت أكثر مما كان يتوقع و يحتاج فذهب ثم اتكأ على الحائط جالسا جلسة تربيعة و واضعا يديه على ركبتيه، استرخى و دخل في حالة عميقة و بدأ يجمع أفكاره كلها عن جميع المعارك التي خاضها بداية بالقرد الأزرق العملاق وصولا لدب الأعماق</p><p></p><p>كانت المشاهد تمر واحدة تلو الأخرى بتفاصيلها بينما يفكر باسل "إن كان هناك شيء نقول عنه أنا مختص فيه فهو ذاكرتي القوية"</p><p></p><p>بقي باسل على هذه الحال طول المدة التي أعطاها له المعلم، كان هذا الأخير ينظر لباسل بتعجب و صدمة على وجهه.</p><p></p><p>"تلك الحالة....إنها بالضبط بداية المرحلة الأولى من حالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، أن يدخلها من دون أن يعلمه أي شخص، يا له من شخص مثير للاهتمام حقا، متشوق لمعرفة مستقبله" كان المعلم يفكر بهذا مع نفسه</p><p></p><p>انتهت المدة و فتح باسل عينيه من دون أن ينبهه المعلم بانقضاء الوقت ثم وقف و اتجه نحو الدببة الأربعة</p><p></p><p>ضرب قبضته في راحة يده الأخرى قائلا "حسنا، فلنبدأ"</p><p></p><p>تقدم باسل نحو الدببة ببطء، خطوة بخطوة، اندفع الدب الأول فراوغه باسل بسهولة بقفزه من فوقه متقدما نحو الأمام، ثم خرج العامود الحجري من وراء باسل لكنه رأى الدب عندما ضرب بقدمه على الأرض ليستخدم السحر، بقي باسل ينتظر الهجوم فقط و بهدوء، بمجرد ما أن خرج العامود الحجري من الأرض قفز باسل بقوة للأمام مبتعدا أربعة أمتار كي لا يصله العامود الحجري</p><p></p><p>و عندما نزل على الأرض كان الدب الثاني يندفع من الأمام بينما الذي هجم في الأول مندفع من وراءه، كان باسل محاصرا من الأمام و الخلف، ظهرت ابتسامة خبيثة على وجه باسل و بقي هادئا و لم يتحرك أبدا</p><p></p><p><em>جري، جري، جري</em></p><p></p><p>تقدم الدُّبان من الأمام و الخلف بينما باسل لم يحرك ساكنا، ارتفعت سرعة جريهما كثيرا و عندما بقي بينهما و بين باسل حوالي ثلاث سنتيمترات قفز هذا الأخير للسماء تاركا الدبين ليصطدما ببعضهما</p><p></p><p><em>بوووووووووووم</em></p><p></p><p>التقى الدبان ببعضهما البعض و تسببا في جروح لبعضهما البعض. باسل الذي كان ساقطا من السماء التف و نزل على الدبين بقدميه</p><p></p><p></p><p><em>بوووووووم</em></p><p></p><p>نزل باسل على جمجمتي الدبين و حاول ألا يقتلهما "أولا، انتهينا من اثنين، الباقي هو اثنين"</p><p></p><p>التف باسل ليجد الدب الثالث قد سبق و اقترب منه و كان على وشك الاصطدام به. قفز باسل للوراء و لم يبتعد من الدب المهاجم كثيرا و عندما اقترب منه هذا الأخير منه قفز مرة أخرى لكن هذه المرة للأمام تاركا الدب ليصطدم بالعامود الحجري الذي كان وراءه</p><p></p><p><em>بوووم</em></p><p></p><p>أصيب الدب بجروح لكنه كان لا يزال واعيا و لهذا ذهب باسل ليعطي الضربة القاضية. اندفع باسل في اتجاه الدب المجروح، و عند فعله لهذا خرج على حين غرة عامود حجري الذي أصاب كتفه الأيسر</p><p></p><p>من حسن حظ باسل أنه راوغ في اللحظة الأخيرة و إلا كانت ذراعه قد اقتلعت من مكانها. بمجرد أن راوغ باسل هجوم سحر الأرض اندفع مرة أخرى و ركل الدب المجروح مفقدا إياه الوعي</p><p></p><p>التف باسل و نظر للدب الأخير الذي لم يتقدم أبدا و كان يصر على أسنانه، و عندما رآه باسل قال "حسنا، هجومك المفاجئ لم ينفع، و سحرك لن تستخدمه مؤقتا، إنك في وضع لا يرثى له" ثم ابتسم و وثب في اتجاه الدب و أحكم قبضته و نزل عليه بها، تصدى الدب بجبهته لكنها لم تكن تقارن بقبضة باسل و خسر في مواجهة القوة</p><p></p><p>كان الدب سيسقط من شدة لكمة باسل، هذا الأخير تقدم نحو الدب المترنح و لوح برجله ضاربا الدب بقدمه جاعلا إياه يفقد الوعي</p><p></p><p><em>تصفيق، تصفيق، تصفيق</em></p><p></p><p>صفق المعلم لباسل بينما يقول "يبدو أن الوقت الذي أعطي لك كان له مفعوله الخاص"</p><p></p><p></p><p>أجاب باسل "نعم أيها المعلم، لقد استجمعت جميع أفكاري و خبرتي التي اكتسبتها من القتال ضد الوحوش و خصوصا دببة الأعماق و التفكير في خطة. الخطة كانت عدم الهروب و التقدم للأمام، الحذر من سحر الأرض، و استخدام العمل الجماعي للدببة ضدهم، فهذا قد نجح من قبل عندما أردت التغلب على قدرة دب الأعماق الأول التي تسمح له بجعل استخدام الحركة مرتين أمامه عديمة الفائدة"</p><p></p><p>"هوهوهو، أحسنت أيها الفتى" قالها المعلم و هو يضحك ثم أكمل "يبدو أنك بدأت تتعلم كيف تُسخِّر خبرتك في القتال، استمر على هذا المنوال، نحن هنا لشهر تقريبا الآن و قد تطورت قدراتك لهذا المستوى بالفعل، يبدو أن المجيء لهنا كان الخيار الصحيح، لكن كما قلت سابقا، لا تغتر بنفسك أبدا، مهما كان عدوك ضعيفا لا ترخي دفاعك و يجب أن يكون حذرك في أقصى درجاته، تذكر هذا دائما أيها الفتى باسل، ففي يوم ما ستواجه أعداء يستخدمون طرق خبيثة و لا يهتمون بما يفعلون من أجل الفوز"</p><p></p><p>وضع باسل قبضته في راحة يده الأخرى قائلا "حاضر أيها المعلم"</p><p></p><p>قال المعلم "الآن لنذهب للأكل و انتظار الدببة لتُشفى"</p><p></p><p>"أيها المعلم، لماذا تتعافى الدببة بعد مدة إن تركتها حية؟" كان باسل يتحدث مع المعلم بينما يأكلان</p><p></p><p>أجاب المعلم "آلية عمل شفاءها مثل الخاصة بتجديدها، فبدل أن تقوم طاقة 'حاجز الحماية السماوية' بالتجديد تقوم بالشفاء</p><p></p><p>تحدث باسل مع معلمه هكذا لساعات حتى شفيت الدببة و من ثم بدأ باسل بالقتال ضدهم من جديد و هذه المرة جعل المعلم دبا آخر يستخدم السحر</p><p></p><p>مر أسبوعان</p><p></p><p><em>بووم، بووم، بووم</em></p><p></p><p>كان باسل ينتقل من دب لآخر و يركله بكل قوته بينما يراوغ سحر الأرض. كان عندما يراوغ السحر يقوم بتحطيم العامود الحجري و يحمل الحجارة و يلقيها نحو الدببة و يندفع صوبها و يركل بعضها و يلكم البعض الآخر</p><p></p><p></p><p>وصل باسل لمرحلة حيث أصبح يقاتل جميع الدببة التسعة بينما يستخدمون السحر، عندما اكتشف باسل كيفية التعامل معهم، لم يصبح مهما له أعدادهم، مع أن سحرهم كان يسبب له الإزعاج لكن هذا لم يأثر عليه، بالأحرى، هذا ساعده على تقوية حواسه أكثر و حدسه في المعارك</p><p></p><p>بعد ثلاث أيام أخرى تجدد الدب العاشر و أخيرا حانت نهاية تدريبه الحالي</p><p></p><p>كان باسل واقفا في الوسط و تحيط به الدببة من جميع الجهات و لم تكن تاركة أي ثغرة صغيرة ليمر منها. بدأت الدببة تقترب شيئا فشيء حتى صار باسل في مدى سحرهم</p><p></p><p>ضربت الدببة أقدامها كلها في آن واحد و بعد ثانية اتجهت عشر أعمدة حجرية حادة النهاية نحو باسل</p><p></p><p><em>فسسسسسسسسسسسسس</em></p><p></p><p>اختفى باسل من مكانه في لحظة و كان أمام دب من الدببة</p><p></p><p><em>بوووم، بوووم، بوووم</em></p><p></p><p>"الأول، الثاني، الثالث..........و العاشر"</p><p></p><p>عندما وقف باسل أمام الدب ركله و بدأ يَعُدُّ، ثم ركل الذي بجانبه و دار على الباقين راكلا إياهم، تحرك بسرعة كبيرة من دون تركهم يحددون موقعه ليهاجمونه و بهذا أنهى جميع الدببة</p><p>أمضى باسل الأسبوعين المتبقيين في محاربة الدببة، عند هزيمتهم يأكل مع معلمه و يذهب للصيد خارج الكهف ثم يعود بالوقت الذي تكون الدببة قد تشافت فيه و من ثم يكمل قتاله معهم، تطورت قدرات باسل كثيرا و أصبح 'وادي الظلام العميق' مثل بيته الثاني، كان يتجول فيه بحرية و من دون خوف، الوحوش التي تواجهه يهزمها بسرعة و يكمل طريقه</p><p></p><p></p><p>و أخيرا انتهت فترة تدريبه هنا و حان موعد خروجه للعالم الخارجي و الذهاب لرؤية أمه و شم بعض الهواء النقي و رؤية ضوء الشمس و التمتع بالنجوم ليلا كما اعتاد أن يفعل</p><p></p><p>كان باسل خارج الوادي مع معلمه "حسنا أيها المعلم، أنا ذاهب، و كما قلت لي، سأرتاح للأسبوع القادم"</p><p></p><p>ذهب باسل في طريقه بعد أن ودع معلمه متجها نحو المنزل</p><p></p><p>فتح باسل باب منزله لتراه أمه، دمعت عيناها عند رؤية ابنها الوحيد عاد بسلام ثم ذهبت و حضنته، كانت عينا باسل تحمل نظرة حنونة جدا ثم قالت له أمه "حمدا على سلامتك" ليجيبها "لقد عدت يا أمي"</p><p></p><p>جلس باسل مع أمه و حكى لها بحماس عن الأحداث و الوحوش التي واجهها من دون أن يذكر لها الأخطر منها و أمه تستمع له مع ابتسامة مرسومة على وجهها</p><p></p><p>أكل باسل الفطور مع أمه ثم خرج قاصدا السوق. لقد مرت فترة طويلة منذ آخر مرة زاره بها، مع أن زياراته كانت من الأول قليلة لأنه يصادف الحرس الشخصي للملاك 'أنمار' و هذا كان يزعجه قليلا لأنهم في كل مرة يقومون بشيء غبي</p><p></p><p></p><p><em>همس، همس، همس</em></p><p></p><p>عندما دخل باسل للسوق بدأ العديد من الفتيان يتهامسون فيما بينهم. مع أن باسل قد لاحظهم، قام بتجاهلهم و استمر ماشيا في السوق يشاهد البائعين و الجو الصاخب كالعادة هنا. رأى باسل عجوزا مألوفا له و ذهب إليه</p><p></p><p>وقف باسل أمام العجوز بائع الجزر ثم قال "كيف حالك أيها الجد 'علي'، ألا زلت تبيع جزرا رائعا كالعادة"</p><p></p><p>رفع العجوز 'علي' رأسه وقال بصوت مرتفع "أوه، أوَ ليس هذا باسل، كيف حالك يا فتى، لم نعد نراك بالأرجاء في الشهور الأخيرة"</p><p></p><p>وضع يده على رأسه و ابتسم بينما يقول "آه لقد كنت مشغولا هذه الأيام و لم أجد وقتا لآتي لهنا"</p><p></p><p>قال علي "أمم، هل اعتكفت بالمكتبة أم ماذا؟ هي هي هي"</p><p></p><p>أجاب باسل "هاهاهاها، إنك تقول شيئا مضحكا أيها الجد، إنك تجعلني أبدو كمهووس بالكتب، المهم، هل هناك جزر رائع كالعادة؟"</p><p></p><p>أجاب الجد علي "نعم، لقد كان محصول هذا العام جيدا، هناك جزر حلو و غني بالماء كما تحبه تماما"</p><p></p><p>قال باسل "أووه، كما هو متوقع من الجد علي، أعطني البعض من فضلك"</p><p></p><p>أخذ باسل كيسا مملوءا بالجزر و عندما أراد أن يغادر قال الجد علي "يا باسل، احذر من أولئك الفتيان، إنهم يحومون المكان باحثين عنك كل يوم"</p><p></p><p>أجاب باسل "آه، لا تقلق أيها الجد، أو ليس هذا الشيء المعتاد فقط" ذهب باسل في طريقه و زار عدة دكاكين و كان معروفا عند الجميع مع أن شعبيته لم تكن بمثل الخاصة بأنمار لكنه كان يملك معجبات به هو الآخر مع أنه كان مكروها من الفتيان، كان لديه شعرا قرمزيا و عينين حمراوتين كانتا مليئتين بالفخر، وجهه الوسيم كان يسحر الفتيات في كل مكان تحله قدمه. كان جيدا اتجاه من يعامله بالمثل و طالحا في وجه من يسيء له أو للأقربين منه</p><p></p><p>كان باسل خارجا من السوق لكنه عندها سمع ضوضاء آتية من البعيد، فعاد ليرى ما الذي يحدث. عندما وصل شاهد شيئا لا يعجبه و عبس ثم أحكم قبضتيه بشدة</p><p></p><p></p><p>كان شخص ما عاقد يديه على عنق الجد علي و يصرخ في وجهه بينما هناك عدة أشخاص من الوراء يسبون العجوز "تكلم بسرعة أيها العجوز الخرف"، تكلم الشخص الذي يمسك الجد علي "لقد حذرناك سابقا، آه، ألم نفعل؟ لقد قلنا لك إن رأيت ذلك الصعلوك فلتخبرنا في الحال، أ ظننت أننا كنا نمازحك؟"</p><p></p><p>أنزل باسل الأمتعة و تقدم نحو تلك الجماعة</p><p></p><p><em>همس، همس، همس</em></p><p></p><p>"إنه باسل"، "هذا سيء لقد أتى"، "إن رأوه سيكون في مأزق"، "كان ليكون الأمر جيدا لو كان سيكون في مأزق فقط"</p><p></p><p>وصل باسل لتلك الجماعة ثم قال "أيتها الحثالة المجتمعة هناك". التف الجميع ليرى من الشخص الذي يتكلم "ألا تخجلون من أنفسكم أبدا يا ناس؟ تهددون رجلا عجوزا في مثل عمر جدكم"</p><p></p><p>عندما رأت مجموعة الحرس الشخصي للملاك 'أنمار' عدوهم اللدود ابتسموا كلهم ثم أفلت ذلك الشخص يده من عنق الجد علي و اتجه نحو باسل قائلا "هووه، لقد أتيت بقدميك لهنا، لقد بحثنا عنك ليلا و نهارا لكننا لم نجدك أبدا، لكن أن تأتي إلينا بنفسك إنك حقا لشخص غبي أيها الصعلوك"</p><p></p><p>ضحك أعضاء الحرس الشخصي جميعا على باسل بينما يمدحون قائدهم الذي كان فتى يبدو في الخامسة عشر من عمره "هاهاها، لا تقسو عليه أيها القائد 'عثمان'، خذ بالاعتبار شجاعته عندما قرر أن يأتي و يواجهنا بعد أن كان يختبئ كالفأر طوال هذا الوقت"</p><p></p><p>أجاب القائد عثمان "هاهاها، معك حق" ثم التف لباسل و أكمل " قبل أن نشرع في تأديبنا لك، أجبني أولا، لم قررت الظهور الآن بعد كل هذه المدة و أنت مختبئ؟"</p><p></p><p>حدق باسل في وجه عثمان بغضب ثم قال "أجبني؟ ألم تنس 'من فضلك يا سيدي' أيها الحثالة؟ أنسيت بالفعل ما الذي حدث قبل سنة؟ أتريدني أن أذكرك بذلك الدرس من جديد؟"</p><p></p><p>اسودّ وجه عثمان ثم انقض على باسل بغضب "لا تغتر بنفسك كثيرا أيها الصعلوك الغبي". أحكم عثمان قبضته و وجهها نحو باسل، هذا الأخير لم يتحرك مما جعل عثمان يظن أن عدوه خائف، لكن قبضته توقفت في مكانها في لحظة، فتح عثمان عينيه و فمه من شدة الصدمة حيث رأى لكمته متوقفة بسبب إصبعين فقط من يد باسل</p><p></p><p>عندما أوقف باسل لكمة عثمان بسبّابة و وسطى يده اليمنى قال له بهدوء لكن بنبرة حادة "إنك حقا حثالة، ألم أقل لك إنها 'من فضلك يا سيدي'، ليست 'الصعلوك الغبي'، يبد أنك حقا تحتاج لدرس آخر" نكز باسل قبضة عثمان بإصبعيه ليسقط (دفع قبضته بإصبعيه) ، ثم تقدم نحوه</p><p></p><p></p><p>عثمان الذي كان ساقطا كان يقطر بالعرق ثم قال بخوف "اهجموا عليه، اهجموا بسرعة، اخرسوا فمه الملعون"</p><p></p><p><em>ياااااااااه</em></p><p></p><p>هجمت جماعة الحرس الشخصي باسل في آن واحد و عندما رأى عثمان هذا المشهد قال بضحك "هاها، أنت من أردت هذا لنفسك، كنت ستنجو بضربات إن استسلمت فقط، هاها" بعد أن قال هذا الكلام بدأ يضحك بصوت مرتفع لكن ضحكته بدأت تقل حدتها شيئا فشيء "هاه....ماذا؟ ما الذي يحدث، أنهوا أمره بسرعة"</p><p></p><p><em>لهث، لهث، لهث</em></p><p></p><p>قال واحد منهم "إننا نحاول أيها القائد، لكن، و لا واحدة من ضرباتنا تصيبه، إنها كما لو أنها تمر من خلاله</p><p></p><p>كان باسل يراوغ العشرات من اللكمات الموجهة له في آن واحد من دون أن يلهث أو يصاب بالعرق أبدا، كان سريعا جدا أمام نظر الحرس الشخصي لدرجة أنهم اعتقدوا أن لكماتهم تمر من خلاله كما قالوا تماما</p><p></p><p>كان باسل يراوغ هجماتهم بسهولة تامة، ثم بدأ يلكم كل شخص يقترب منه محاولا مهاجمته. بدأ عدد الأشخاص الذين يهاجمون يقل حتى بقي عدد الواقفين خمسة، كانوا يلهثون بينما يضعون يدهم على ركبهم ثم سمعوا صوت باسل</p><p></p><p>"هل تريدون الاستمرار، إن أردتم هذا، فهذه المرة لن أكتفي بالمراوغة ولن أضمن لكم الخروج بسلام من مواجهتي</p><p></p><p>اعتلت نظرة خوف على وجه الخمسة. "كما لو أننا سنستسلم لك أيها الصعلوك" أتى الصوت من عثمان الذي نهض و انضم للخمسة "أحيطوا به من جميع الجهات بحيث لن يكون هنالك مخرج له ليهرب منه"</p><p></p><p>أحاط الستة بباسل و ضحك عثمان بينما يقول "هاهاها، لنرى الآن إن كانت ستنفع خدعك معنا أبها الصعلوك، اهجموا". انقض الجميع من كل الجهات على باسل</p><p></p><p></p><p><em>دو، دو، دو، دو، دو</em></p><p></p><p>سقط الخمسة جميعهم في لحظة انقضاضهم بينما كان عثمان محمولا من عنقه من طرف باسل حيث بدأ هذا الأخير بالقول له "استمع أيها الحثالة جيدا، لن أكرر كلامي، أنا لن أكون رحيما معكم من الآن فصاعدا، إن آذيت شخصا قريبا مني مرة أخرى أو خططت لشيء ما ضدي لن تخرج سالما بهذا، و إني لست بتارك منك لحما و لا عظما، من الآن فصاعدا لا تلاحقني في الأرجاء، أنا لم يعد لدي وقت لأضيعه معكم، أفهمت ما أقول لك؟"</p><p></p><p>أماء عثمان برأسه موافقا ثم أنزله باسل و قال "و الآن اجمع جماعتك و اذهبوا للاعتذار من الجد علي، إن رأيت أدنى فتور في اعتذاركم، اِعلم أنكم سترجعون لمنازلكم تزحفون"</p><p></p><p>قال عثمان الذي كان يرتعد بينما هو ساقط على الأرض بسبب رجليه اللتين لم تستطيعا حمله "حاضر يا سيدي"</p><p></p><p>قال باسل "أوه، يبدو أنك تذكرت درسك، و الآن هيا اسرع"</p><p></p><p>نهض عثمان من مكانه ثم أيقظ الذين أغمي عليهم من مجموعته، و أخذ جماعته التي كانت مصدومة مما حدث قبل قليل ثم ذهبوا أمام الجد علي و انحنوا قائلين "نحن آسفون و نعتذر عما بدر منا من إهانات و سوء تصرف تجاهك، من الآن فصاعدا سنكون حريصين في معاملتنا لك"</p><p></p><p>كان الجد علي مصدوما مما حدث أمام عينيه، في الحقيقة ليس هو فقط، عندما سمع الناس أن باسل قد التقى بالحرس الشخصي، اجتمعوا بالمكان، حيث كان الحديث الذي يدور بينهم كله عن مدى سوء وضع باسل، لكنهم كلهم صدموا بالوضع الذي أمامهم. فتى في الثانية عشر من عمره أبرح عصابة مكونة من حوالي ثلاثين شخصا و لوحده فقط و أدبهم جاعلا إياهم يعتذرون</p><p></p><p>"حسنا و الآن انقلعوا من أمامي و لا تجعلوني أرى وجه أي واحد منكم ثانية"</p><p></p><p>عندما سمعوا صوت باسل اسودّ وجههم بالغضب و الخزي و ذهبوا في طريقهم و عيونهم تنظر إلى أرجلهم و لا يستطيعون رفعها في وجه الناس. كم كان مخزيا هذا الأمر لهم يا ترى؟ لقد كانوا واثقين في أنفسهم بعددهم الذي زاد عن قبل بتجنيد المزيد من الأشخاص الذين كانوا بالأصل من قائمتهم السوداء. أوسعوا كل من بالقائمة ضربا و جعلوه عبدا مطيعا لهم</p><p></p><p>اليوم سمعوا خبر مجيء باسل للسوق و أنه تحدث مع العجوز بائع الجزر، فجاءوا ليتفقدوا المكان آملين في إيجاد الشخص الوحيد الذي بقي في قائمتهم السوداء</p><p></p><p></p><p>لكن الأمر لم يسر كما تمنوا و جلبوا العار لأنفسهم فقط. الناس كانوا يضحكون عليهم بشدة، هنا عرفوا أنهم كانوا مكروهين من الناس في القرية</p><p></p><p>ذهب باسل نحو الجد علي و مد يده له مساعدا إياه على الوقوف بينما يقول "هل أنت بخير أيها الجد، لماذا لم تقل هذا من قبل إن كانوا يعتادون عليك هكذا بسببي؟"</p><p></p><p>كان الجد علي متفاجئا كثيرا فهو لم يخبر باسل بالأمر كي لا يذهب لينتقم له و يُبرح ضربا فقط، لكن بعد ما رآه الآن عرف أنه كان مخطئا. وقف ثم قال لباسل "شكرا لك أيها الفتى باسل"</p><p></p><p>أجاب باسل "لا تشكرني أيها الجد، لقد كان هذا كله بسببي من الأول، آسف عل هذا"</p><p></p><p><em>واااااااااااااه</em> <em>تصفيق، تصفيق</em></p><p></p><p>ارتفعت الأصوات من كل مكان "أحسنت أيها الفتى باسل"، "لقد كنت رائعا يا ولد"، "كياااه، إنك قوي أيها الأخ باسل، لقد وقعت في حبك من جديد" كانت الهتافات تأتيه من كل مكان و هذا جعل 'باسل' خجلا قليلا و فرحا كثيرا. ظن أن جميع الناس يكرهونه لكنه كان مخطئا بشأن هذا، فكل من كان يكرهه هم أولئك الحثالة. تغير مزاج باسل للأفضل و ذهب في طريقه عائدا للمنزل</p><p></p><p>وصل باسل لمنزله و أعطى لأمه المكونات التي أتى بها ثم أكلا الغذاء معا بفرح</p><p></p><p></p><p>عندما انتهيا من الأكل أخذ باسل جزرة ثم بدأ يأكلها و ذهب لغرفته ليرتاح، فهذه الشهور الأخيرة كانت صعبة عليه و أراد أن يسترخي قليلا في غرفته التي اشتاق للنوم بها</p><p></p><p><em>دق</em> <em>دق</em></p><p></p><p>"عمتي 'لطيفة إنها أنا أنمار" دقت أنمار على باب منزل باسل</p><p></p><p>قالت الأم لطيفة "آه، تفضلي"</p><p></p><p>دخلت أنمار للمنزل بينما تنظر هنا و هناك باحثة عن شيء، عندما رأتها 'لطيفة' قالت لها بابتسامة "ماذا؟ أتبحثين عن باسل؟"</p><p></p><p>أجابت أنمار قائلة بخجل "نعم، أهو هنا يا عمتي؟"</p><p></p><p>قالت 'لطيفة' "نعم هذا صحيح، لكنه يرتاح الآن في غرفته، سيستيقظ في وقت الغداء إن كنت تنوين البقاء و انتظاره"</p><p></p><p>"آه، حسنا، سأساعدك ريثما أنتظر" بعد أن قالت هذا، ذهبت أنمار لجانب أم باسل و بدأت تساعدها في الطهي و الأعمال المنزلية</p><p></p><p>في غرفة باسل، هو في الواقع لم يكن نائما، كان مسترخيا فقط و عندما جاءت أنمار نهض من مكانه "اللعنة، لماذا هي هنا، بمجرد عودتي لهنا جاءت، كيف عرفت بأمر مجيئي؟ هل أمي أخبرتها؟ لا من محادثتهما لا يبدو أن هذا هو الأمر، إذا لماذ...آه" تذكر باسل ما حدث هذا الصباح بالسوق "تبا، إن كنت أعرف أنني سألتقي بها، لم أكن لأقوم بتلك الضجة، حسنا يجب أن أجد خطة للهروب، إن حاولت الخروج من النافذة ستسمع تلك المخادعة بالتأكيد الصوت الصادر من فتحها، و سوف تعرف أمي أنني هربت و هذا مخالف لما وعدتها به، يجب أن أنتظرها لتذهب فقط "</p><p></p><p>بقي باسل في غرفته لمدة طويلة و لم يخرج مما جعل أنمار تبدأ بالتساؤل حول هذا. انتهت أنمار من مساعدة لطيفة و مر بعض الوقت و هي جالسة تنتظر</p><p></p><p></p><p>قالت أم باسل لأنمار "نادي أمك، سنأكل مجتمعين"</p><p></p><p>أجابت أنمار "حاضر"</p><p></p><p>باسل كان يطل من باب غرفته و عندما رأى أنمار خارجة من المنزل قال مع نفسه "أحسنت العمل يا أحلى أم بالعالم" ثم خرج من مكانه و ذهب خارجا من المنزل</p><p></p><p>فتح باسل الباب بهدوء لكي لا تسمعه أمه التي بالمطبخ و بمجرد خروجه من المنزل سمع صوتا "كما توقعت، ها أنت ذا، هل ظننت أنك ستخدعني؟" كانت أنمار أمام باب المنزل تنتظر باسل ليخرج</p><p></p><p>صدم باسل لكنه لم يترك الأمر يوضع على تعابير وجهه ثم قال "هاه..أخدعك؟ ما الذي تتحدثين عنه؟ أنا فقط قد استيقظت من نومي و أردت الخروج لشم بعض الهواء النقي"</p><p></p><p>وضعت أنمار يدها على خصرها ثم قالت "هيه، شم بعض الهواء النقي، هاه؟ لقد قلت لك لا تحاول خداعي"</p><p></p><p>عبس باسل و بدأ يفكر مع نفسه "اللعنة، لِم ألتقي بها في يومي الأول من عودتي؟"</p><p></p><p>بينما باسل سارح سألته أنمار "إلى أين كنت تذهب في الشهور الأخيرة؟ لقد سمعت من العمة لطيفة أنك تتدرب مع صديق ما على السحر، و قد كنت غائبا للشهرين الماضيين لأنك كنت مخيما مع هذا الصديق تتدربان معا"</p><p></p><p>أجاب باسل "نعم هذا صحيح، ما الخطأ في هذا؟"</p><p></p><p>ابتسمت أنمار ثم قالت "ما الخطأ؟ هل تعتقد أن هذا العذر سيجعلني أصدق الأمر، إنني أعرفك جيدا، أنت لن تترك العمة لطيفة لوحدها للتدرب مع صديق ما، فكل ما تفعله أنت يكون من أجل أمك أو من أجل اهتماماتك، مع أن الأمر قد يكون من اهتماماتك لكنك لن تصل لترك أمك وحدها لمدة طويلة، مما يعني أن هذا من أجل أمك، و الآن قل لي بصراحة عن ما كنت تفعله أثناء كل هذا الفترة"</p><p></p><p>لم يجد باسل ما يقوله، بقي ساكتا لفترة ثم قال "أنا لست ملزما بإخبارك، و الآن ابتعدي عن طريقي" تحرك باسل من مكانه و اتجه من جانب أنمار</p><p></p><p>"انتظر إلى أين أنت ذاهب؟" استدارت أنمار و صرخت على باسل و الذي أجابها "هذا أيضا ليس من شأنك" ثم ذهب في طريقه</p><p></p><p></p><p>كان باسل في العادة يذهب للمكتبة و يجلس لساعات ثم يقرأ عدة كتب قبل الذهاب، لكن بعد إمضاءه لكل هذا الوقت مع معلمه، كان قد سبق و تعلم أشياء أكثر من التي هي موجودة بالمكتبة، هذه الأخيرة لم تكن بالأصل كبيرة، كانت هناك كتب قليلة عن السحر و الفنون القتالية، قرأ باسل جميع هذه الكتب و تعلم الفنون القتالية التي كان بإمكانه تعلمها من الكتب</p><p></p><p>لم يكن الآن لباسل ما يفعله، أراد الذهاب للغابة و الدخول لمنطقة محظورة، لكنه وعد معلمه بأن يرتاح للأسبوع القادم و فوق هذا كله هو كان يريد استغلال هذا الوقت في تمضيته مع أمه</p><p></p><p>كان باسل يتمشى سارحا بأفكاره حتى وصل لأمام الغابة "آه، يبدو أنني اعتدت على المجيء لهنا، يجب أن أعود للمنزل الآن، فأمي ستكون تنتظرني بالتأكيد للغذاء"</p><p></p><p>عاد باسل للمنزل و قبل أن يدخل كان مترددا لكنه دخل بالنهاية فوجد أمه و العمة سميرة و أنمار يتكلمن و يضحكن فيما بينهم، تغير مزاجه قليلا للأفضل مرة أخرى</p><p></p><p>"أووه، أو ليس هذا باسل، انظر كم كبرت، لم أرك لشهور بالفعل الآن، لمَ لمْ تكن تزورني؟" سألت سميرة بفرح عندما رأته</p><p></p><p>أجاب باسل "آه، آسف على هذا لقد كنت مشغولا فقط كثيرا هذه الأيام"</p><p></p><p>قالت سميرة "مشغول؟ أ ليس منزلي بجانب منزلكم؟"</p><p></p><p>لم يجد باسل ما يقوله، بقي ساكتا لفترة. و عندما رأته سميرة غيرت الموضوع "حسنا، فلنبدأ الأكل"</p><p></p><p>أكل باسل مع الثلاثة و سأل أمه عن ماذا تحتاج فلَبَّى لها طلباتها ثم ذهب للجبل لمشاهدة النجوم بالليل. كانت أنمار تلاحقه كل يوم كالعادة، لكنه كان يهرب منها في كل مرة و لا تستطيع اللحاق به</p><p></p><p>انتهى الأسبوع و جاء اليوم الذي سيبدأ تدريبه من جديد. التقى باسل بمعلمه و اتجهى نحو منطقة القرود الزرقاء الضخمة</p><p></p><p>مر أسبوع منذ أن بدأ باسل تدريبه من جديد و في كل يوم كان يلتقي بأنمار بالصباح و تسأله و عندما لا يجيبها و يذهب في طريقه تلحقه لكنها تخسره</p><p></p><p>في يوم من الأيام كانت أنمار بوسط الغابة بينما تلهث و تفكر مع نفسها " <em>تلهث</em> <em>تلهث</em> لم أجده في أي مكان بالغابة....هل يمكن أنه دخل لمنطقة محظورة؟"</p><p></p><p></p><p>بينما أنمار تفكر بالأمر سمعت ضوضاء آتية من داخل منطقة القرود الزرقاء الضخمة، ازدادت شكوكها أكثر، ثم استجمعت شجاعتها و دخلت. مر بعض الوقت على دخولها و هي تتجه نحو مصدر الضوضاء</p><p></p><p><em>غوااااااااااه</em></p><p></p><p>سمعت زئير كبير آت من ورائها مما جعلها تبدأ في الإسراع و الجري، بعد لحظات التفت للخلف لترى قردا أزرقا ضخما يلاحقها</p><p></p><p><em>غواااااه</em></p><p><em></em></p><p><em>كياااااااه</em></p><p></p><p>بدأت أنمار تجري بكل ما تملك من قوة حتى ظهر نور أمامها معلنا عن اقترابها من الخروج من الغابة. عندما خرجت أنمار وجدت نفسها في مساحة واسعة بوسط الغابة، و عندما رأت ما مصدر الضوضاء لم تصدق ما تراه أمام عينيها، كان هناك فتى تعرفه جيدا في الثانية عشر من عمره يقاتل عددا كبيرا من القرود الزرقاء الضخمة و يبدو له الأمر سهلا</p><p></p><p><em>غوااااه</em></p><p></p><p>لحقها القرد الذي كان يطاردها و لوح بيده نحو رأسها بينما كانت هي مرعوبة و سقطت على الأرض. فتحت أنمار عينيها بعد لحظات من إغلاقها لتجد القرد متوقف بالسماء بدون القدرة على الحراك</p><p></p><p>استدارت ثم وجدت رجلا عجوزا واقفا و يديه على ذقنه ثم استدار و نادى "باسل فلتأتي إلى هنا، يبدو أنك لديك ضيف"</p><p></p><p>كان باسل قد هزم الكثير من القردة بالفعل و القردة المتبقية أمرها المعلم بعدم الحراك. عندما جاء باسل ليرى من هذا الضيف تفاجأ برؤية أنمار</p><p></p><p>صرخ باسل بغضب "أيتها الحمقاء، لقد كنت تلاحقينني لأسبوعين ليلا و نهارا، لكنني لم أظن أنك حمقاء لدرجة الدخول لمنطقة محظورة"</p><p></p><p>لم تقل أنمار شيئا و بقيت ساكتة. ثم أكمل باسل "سأرافقك لخارج المنطقة المحظورة، هيا اتبعيني، فهذا هو اختصاصك"</p><p></p><p></p><p>دمعت عينا أنمار و عندما شاهدها المعلم طرق رأس باسل بيده ثم قال له "لقد كنت أعلمك القتال فقط، يبدو أنني سأحتاج لأعلمك كيف تعامل النساء أيضا بدء من اليوم" عندما انتهى من حديثه معه ذهب و وضع يده على رأس أنمار ثم قال "لا بأس أيتها الصغيرة، هذا الفتى لا يعرف كيف يتعامل مع النساء، لا تأخذيه على محمل الجد"</p><p></p><p>بدأت أنمار بالبكاء بينما تقول "أنا...أعرف...أيها الجد...أعرف...أنه لا فائدة منه" ثم اِلتوت زاوية فمها بينما هي في حضن المعلم</p><p></p><p>"أيها المعلم، أنا لست سيئا في التعامل مع النساء بل في تعاملي معها فقط" حاول باسل ان يشرح لمعلمه موقفه، لكن يبدو انه قد تأخر فتلك المخادعة قد مثلت جيدا مرة أخرى. لم يجد باسل ما يقوله من المشهد أمامه</p><p></p><p>تكلم المعلم مع أنمار بعد أن هدأت "أيتها الصغيرة، مع أن أسلوب الفتى باسل لم يكن جيدا، لكنه كان محقا بشأن دخولك لمنطقة محظورة، أنت لا يجب عليك ان تكوني متهورة هكذا، هذا المرة لقد كنت محظوظة فقط"</p><p></p><p>أماءت أنمار رأسها بكل طاعة قائلة "حاضرة، أنا آسفة أيها الجد"</p><p></p><p>استدار باسل و ذهب قاصدا الخروج من المنطقة المحظورة لتتبعه أنمار لكنها أوقفته بسؤالها "باسل، إذن أنت كنت تتدرب هنا لكل هذا الوقت مع هذا الجد؟"</p><p></p><p>رفع باسل رأسه في جهة المعلم الذي أماء له رأسه معطيا إياه الإذن ثم أجاب "نعم هذا صحيح، قال لي المعلم ألا أقول لأحد عنه و لهذا أخبرت أمي أنني أتدرب على السحر مع صديق"</p><p></p><p>اعتلى وجه أنمار نظرة اقتناع ثم انحنت قليلا أمام المعلم و قالت "آه، هكذا إذن، أنا متشرفة بمعرفتك أيها المعلم" ثم وقفت و وجهت كلامها لباسل "إذن إلى أي مدى قد وصلت في تعلم السحر".................... يتبع!!!!!!!</p><p></p><h2>(الجزء السادس)</h2><p></p><p><strong>بقي باسل ساكتا لفترة طويلة و لم يجب أنمار عن سؤالها الأول لتسأله لمرة ثانية "لا تقل أنك لا زلت لم تتعلم أي شيء" تعجبت أنمار و باسل لا زال واقفا في مكانه من دون أن يتكلم ثم أكملت أنمار بادئة كلامها بضحكة ساخرة "فوفوفو، كل الكتب التي كنت تقرؤها و المعلم الذي كنت تنتظره، بهذين الاثنين معا و ما زلت لم تتعلم السحر؟ إنني حقا متفاجئة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل أخيرا ثم قال "لا تتحدثي كأنك تعرفين كل شيء، و أيضا لقد قال معلمي أن تعلم السحر ليس شيئا سهلا و هناك من يمضون سنين طويلة قبل أن يدخلوا للمستوى الأول"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظرت أنمار للمعلم الذي أماء رأسه مؤكدا كلام باسل ثم غيرت نظرها نحو باسل و قالت "مع ذلك، ظننت أنك ستكون قد أحرزت تقدما قليلا، لكن بالنظر إلى سكوتك من قبل فيبدو أنك لم تتقدم و لو قليلا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل بانزعاج "كما لو أن الأمر بيدي، فمعلمي قال أنني لست مستعدا بعد للبدء في تعلم السحر و كنت أتدرب طيلة الفترة الماضية مقويا جسدي" بعد مرور قليل من الوقت عرف باسل أن معلمه يقصد بأنه غير مستعد جسديا، لكنه لم يعلم لماذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجبت أنمار من كلام باسل ثم قالت "تقوي جسدك؟ لم تحتاج لفعل هذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا...." لم يجب باسل على سؤالها و ظل ساكتا و عندما رأته أنمار هكذا التفت للمعلم ثم بدأت تفكر "هذا المعلم قد استخدم السحر عندما أنقذني، لذا لا شك في أنه ساحر، لكن لماذا يدرب جسد باسل؟ يدرب...يدرب...يدرب، هل يمكن أن جسد باسل لا يمكنه تحمل السحر الآن و لهذا يدرب جسده؟ أهذا ما قصده بأنه ليس مستعدا؟ لكن لماذا هو ليس مستعدا؟ أ باسل مختلف عن الآخرين؟" بقيت أنمار تفكر لفترة بينما نظرتها موجهة نحو المعلم ثم بعد قليل قالت "أيها المعلم، أ يمكنني تعلم السحر؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "ليس كل شخص يمكنه تعلم السحر، فكما سمعتِ أن هناك من أمضى سنين لكي يدخل المستوى الأول، هناك أيضا من استطاع الاختراق في أيام، و هناك من لم يفلح الأمر معه، هذا يعتمد على الوقت الذي تأخذينه للدخول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي' و فك أحجية لغة الجسم الفريدة، هناك من يستطيع فعل هذا في أيام و هناك من لا يستطيع إلا بعد سنين، فنسبة إمكانيتهم من تحقيق هذا تختلف من شخص لآخر، و يتصف الأشخاص الذين لديهم ذكاء مرتفع بسرعتهم في الوصول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، لا يمكنك الحكم على شخص أنه لا يمكنه تعلم السحر مائة بالمائة، لأنني أنا برأيي الشخصي أظن أن كل شخص يمكنه تعلم السحر، فحتى لو لم يستطع الوصول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي' بسرعة، يمكنه فقط العمل و الاجتهاد أضعاف الشخص الذي يدخلها بسرعة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقتنعت أنمار بكلام المعلم ثم قالت "أمم، إذن حتى أنا يمكنني تعلم السحر، هذا كل ما أردت معرفته" انحنت أنمار و طلبت من المعلم باحترام "أيها المعلم، من فضلك علمني السحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يجبها المعلم فورا و بدل هذا وضع يده على ذقنه و بقي يحدق كثيرا بأنمار و مرت عدة دقائق ثم قال أخيرا "همم، حسنا لا بأس، لم لا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ياااي" فرحت أنمار و قفزت من مكانها بسعادة كبيرة و في نفس الوقت صرخ باسل "هااااااااااااااه، أيها المعلم، أ هذا جيد هكذا فقط؟ إن كان كذلك لم وضعت علي أنا كل تلك الشروط و القواعد؟ جعلت الأمر يبدو حينها كأنه شيء مقدس و لكنك الآن وافقت على طلبها بكل سهولة، ما الذي يحدث هنا بالضبط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم بضحك "هوهوهو، هذا هو هذا و ذاك هو ذاك، سيأتي الوقت الذي ستعرف فيه لم وافقت على طلبها و لم وضعت عليك كل تلك الشروط قبل تدريبك، مع أنني أنوي إخبارها بنفس الشيء لتفعله"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بووم، بووووم</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يقاتل عددا مهولا من القردة الزرقاء الضخمة بينما أنمار و المعلم جالسان لوحدهما في مكان بعيد عن باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قالت أنمار التي كانت جالسة أمام المعلم "أيها المعلم، لماذا تضع كل هذه الشروط علينا، أنت تجعل الأمر كما لو أنه سيكون من السيئ لو عرف شخص ما بوجودك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي المعلم ينظر لأنمار ثم قال "إنك حقا ذكية أيتها الصغيرة ، هذا صحيح معك حق، لكن هذا ليس الوقت المناسب لتعلمي السبب، الآن لنتحدث قليلا عن السحر و كيف يمكنك أن تصبحي ساحرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(بعد مرور حوالي ثمانية أشهر)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل ذاهب نحو الغابة و نظرة تحمس تعتلي وجهه بينما يهمهم. وصل لوادي الظلام العميق و بعد دقائق خرج المعلم مع أنمار من الأعماق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أووووه، أخيرا خرجتما، إذن كيف كان الأمر يا أنمار؟" سأل باسل أنمار متحمسا عن تجربتها بالوادي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ردت أنمار و نظرة ملل تعتلي وجهها ثم رفعت ذراعيها قليلا "هم، كان الأمر سهلا على عكس ما قلت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انزعج باسل قليلا لكنه نسي الأمر ثم التفت لمعلمه و قال "أيها المعلم، اليوم هو اليوم الموعود، لقد حان الوقت لأبدأ تعلم السحر الفعلي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم بينما يضحك "هوهوهو، إنك متحمس حقا للأمر، هذا جيد، هيا لنذهب للكوخ، و أنت يا أنمار اذهبي للمنزل إن أردت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أماءت أنمار باحترام ثم غادرت. ذهب باسل و المعلم متجهان نحو الكوخ و عندما وصلا ذهب باسل ليجلس فوق صخرة كبيرة كان المعلم قد سبق و أعدها لأنمار عندما كانت ستتدرب على السحر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جلس باسل فوق الصخرة جلسة تربيعة ثم وضع يديه على ركبتيه و ركز جيدا على ما بدأ معلمه يقوله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أنصت جيدا أيها الفتى باسل، حالة 'الصفاء الذهني و الروحي' تنقسم لثلاث مراحل، كل مرحلة متصلة بالأخرى و لا يمكنك المرور للمرحلة التالية من دون إتقان التي سبقتها بشكل كلي، هذه المراحل هي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المرحلة الأولى، و تلقب بمرحلة 'ترسيخ الأفكار' و تقوم خلالها بتجميع أفكارك و توحدها ثم تجعلها ثابثة من أجل التحكم بها، عند فعلك لهذا، سيمكنك إخمادها تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المرحلة الثانية، و تلقب بمرحلة 'فهم الأحجية و فكها' و كما تحدثنا عن هذا من قبل يجب أن تفهم أحجية لغة جسمك تماما و هذه هي أصعب مرحلة و التي تكون عائقا أمام الكثير من المتدربين، فعليك الغوص عميقا في عقلك الذي أصبح خاليا من الأفكار، و التحكم في مشاعرك و الوصول لأعماق روحك و مواجهة مخاوفك و من ثم ترتيب دورتك التنفسية للشعور ب'نقط الأصل' الخاصة بك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المرحلة الثالثة و الأخيرة، و تلقب بمرحلة 'العقل و نقط الأصل' حيث عندما تبدأ بالشعور بنقط الأصل بجسدك و تجعلها تتصل بعقلك لتتحكم بها و توصل بعضها ببعض من أجل صنع طريق أو مسار الطاقة السحرية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و هناك مرحلة لا تحتسب مع الثلاثة الأخريات لأنها لا تطبق من طرف المتدرب نفسه بل من ساحر متمرس يملك تحكما لا بأس به في الطاقة السحرية، يقوم هذا الشخص بالدفعة السحرية التي سبق و أخبرتك عنها حيث يهيج الطاقة السحرية لتبدأ العمل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذه هي المراحل الثلاث الأساسية و التي تعتبر بداية مسيرتك في السحر، لكن قبل أن تبدأ بالتدريب سنتطرق لموضوع مهم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب باسل من كلام المعلم، ما الموضوع المهم الآن أكثر من تعلمه السحر، فهو انتظر أكثر من سنة و تحمل تدريبات جهنمية فقط من أجل هذا اللحظة التي أتت أخيرا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم حديثه "أنت قلت سابقا أن سبب من أسبابك لتعلم السحر هو لقتل الشياطين، لماذا تريد فعل هذا أيها الفتى باسل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي باسل ساكتا للحظات ثم أجاب "لأنهم كانوا السبب في فقداني لوالدي الذي لم أعرفه أبدا و النظرة الحزينة التي تعتلي وجه أمي دائما عندما أذكره"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر المعلم لباسل لفترة طويلة ثم أكمل كلامه "كما تعلم أيها الفتى باسل، لقد مرت ثلاثة عشر سنة منذ هجوم الشياطين، أ تعلم لماذا هجموا على هذا العالم و توقفوا فجأة؟ و لماذا لم يهجموا ثانية؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم باسل و قال "لِم لمْ أفكر بهذا من قبل؟ معك حق أيها المعلم، بغض النظر عن سبب هجومهم، يبقى عدم هجومهم لمرة ثانية لمدة ثلاثة عشر سنة كاملة أمرا غريبا جدا، أيها المعلم، أنت تعرف لماذا، أخبرني من فضلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "حسنا، أنا كنت أنوي إخبارك منذ البداية، لنبدأ أولا بالتكلم حول العوالم و من أين أتوا الشياطين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل الذي كان يستمع بلع ريقه لأنه سيعرف الحقيقة المخفية التي لا يعلمها أي شخص بهذا العالم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها الفتى باسل، هذا العالم الذي تعيش به ليس سوى واحد من بين الكثير، و يعرف ب'العالم الواهن' لأنه أضعف عالم. هناك أربعة عشر عالم رئيسي و الكثير من العوالم الثانوية، و من بين العوالم الرئيسية هناك عالم الشياطين، حيث تعيش فيه الشياطين كما يوحي اسمه، قبل ثلاثة عشر سنة قام ملك الشياطين بأمر أتباعه بالاستيلاء على هذا العالم و التحكم في ساكنيه و جعلهم عبيدا مقاتلين لمصلحته"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل ينصت بتركيز كبير و يصدم في كل كلمة يقولها معلمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"عندما عرف جلالة الملك الأصلي بهذا، أسرع في أمر قواته بالهجوم على عالم الشياطين. نشبت حربا طاحنة بينهم لدرجة أن ملك الشياطين أمر أتباعه بالعودة من 'العالم الواهن' ليشتركوا معه في الحرب، و بهذا كان مخطط جلالة الملك الأصلي ناجحا في جعلهم يتراجعون من هنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سأل باسل المعلم قبل أن يكمل حديثه "من هو هذا الملك الأصلي الذي تحدثت عنه أيها المعلم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "إنه حاكم العالم الأصلي و الذي يقال عنه أنه أقوى عالم. العالم الأصلي و حاكمه يحميان جميع العوالم من الغزو الشيطاني لكي لا تكبر قوة الشياطين، لكن مع أن هناك هذه الحماية إلى أن هناك عالمين قد سقطا بالفعل في قبضة ملك الشياطين قبل ألف سنة و عالم آخر قد تحالف معه بنفس الوقت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أخيرا عرف باسل و فهم سبب هجوم و تراجع الشياطين لكن ما زال هناك أمر يشغل باله و لهذا سأل المعلم "لكن لماذا لا زالوا لم يهجموا حتى الآن؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "هذا لأن الحرب لا زالت سارية بينما نحن نتكلم الآن أيها الفتى باسل، فملك الشياطين يحتاج لكامل قواته إن أراد التصدي لهجوم الملك الأصلي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقتنع باسل بكلام معلمه ثم بدأ يفكر لفترة طويلة جدا و فجأة و وقف و سأل "أيها المعلم، لماذا أنت تعرف كل هذا؟ و لماذا تخبرني به؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم بجدية كبيرة "هذا لأنني الشخص الذي وكلت إليه مهمة إرشاد 'المختار' و جعله مستعدا لكي يحافظ على التوازن، و أخبرك بكل هذا لأنك أنت هو هذا المختار أيها الفتى باسل"</strong></p><p><strong>"المختار؟ الحفاظ على التوازن؟ لماذا أنا هو المختار؟ و ماذا تقصد بالحفاظ على التوازن؟" كان باسل يطرح الأسئلة على المعلم باستمرار، فكلام معلمه أتى فجأة و صدمه كثيرا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم قائلا "أنا آسف، حتى أنا لا أملك إجابات على أسئلتك، فكل ما أمرت به هو إرشادك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بانزعاج "أمِرتَ؟ مِن مَن؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "من جلالته، الملك الأصلي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر باسل لمعلمه بتعجب و قال "إذا أنت من العالم الأصلي أيها المعلم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "هذا صحيح، أنا تابع لجلالة الملك الأصلي منذ زمن طويل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "تابع؟" ثم تذكر شيئا ما و أكمل قائلا "أيها المعلم، بالمناسبة أنا لا زلت لم أعرف اسمك بعد، أ يمكنك إخباري به؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك المعلم و قال "هوهوهو، لقد نسيت أيضا إخبارك، اسمي هو 'إدريس الحكيم' "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما سمع باسل رد معلمه تغيرت نظرته و قال "الحكيم؟ ما هذا أ هو لقبك أو شيء كهذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "أنا لم يكن لدي اسم و لا لقب عائلي لأنني كنت يتيما، الاسم 'إدريس' أعطاني إياه جلالته و عندما كبرت بدأ الناس بمناداتي 'الحكيم'، فأصبح لقبي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "حسنا لقد فهمت الأمر كله، لكن أيها المعلم سأقول لك شيئا، آسف على تخييب ظنك لكني لا أريد أن أحافظ على التوازن أو أيا كان، أنا كل ما أردته هو تعلم السحر لأني أجده مثيرا للاهتمام و أستطيع به حماية و رعاية أمي و المقربين مني"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر المعلم لباسل ثم قال "لكن الأمر مقرر منذ ولادتك، و إن لم تجعل من نفسك أقوى فلن يكون بإمكانك حماية ليس فقط أمك و المقربين منك بل هذا العالم بأكمله، و هذا لن يتحقق إلا عن طريق اتباعك إرشاداتي حاليا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وضع باسل يده على ذقنه ثم قال "أ لا يمكن فقط للملك الأصلي هزيمة ملك الشياطين و الأمر سيحل ببساطة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم ضاحكا "هوهوهوهو، معك حق، لكن لو كان الأمر بهذه البساطة و السهولة ألا تظن أن الملك الأصلي كان سيفعله من الأول؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل بينما يضحك "هاهاهاها، معك حق" ثم أكمل بجدية "أيها المعلم أنا لا أعرف حول أشياء 'المختار' و 'الحفاظ على التوازن' هذه، لكن أظن أني سأتبع إرشاداتك للآن من أجل حماية من أريد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم "حسنا، هذا كل ما أحتاجه منك لتفعله، و الآن قبل أن نبدأ تعليمك السحر، يجب أن تفهم لم مررت بكل هذه التدريبات الشاقة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحمس باسل عند سماع معلمه، فهو أخيرا سيعرف سبب التدريب الجهنمي الذي استمر لأكثر من سنة، و بعد قليل من الوقت سيبدأ تعلمه الفعلي في السحر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ المعلم شرحه قائلا "السبب الأكبر في قولي أنك كنت غير مستعد بالسنة الماضية كان بنية جسدك، كان يجب أن تكون بنيتك الجسدية قوية إلى حد ما من أجل تحمل موجة الطاقة الخارجية المفاجئة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب باسل في ما قال معلمه ثم سأله "الطاقة الخارجية؟ ما هذا أيها المعلم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم كلامه بالإجابة عن سؤال باسل "كما تعلم الساحر يملك طاقة سحرية تسري بجسده في مسار مرتبط بنقط الأصل، لكن ما لا تعلمه أنت و قاطني هذا العالم أن ليست هذه هي الطاقة الوحيدة الموجودة، هناك طاقة في الهواء الطلق و هي عبارة عن جزيئات من طاقة سحرية غير محدودة، يمكنك أيضا مناداتها الطاقة السحرية الخارجية، إنها الطاقة التي يستطيع استخدامها الساحر عندما يخترق المستوى السابع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل تجمد في مكانه، ما الذي يقوله المعلم، اختراق المستوى السابع؟ الطاقة الخارجية؟ ما هذا بالضبط؟ و لهذا سأل في الحال قبل أن يشرع معلمه في استكمال الشرح "أيها المعلم، انتظر لحظة من فضلك، أريد أن أفهم بالضبط ما يجري هنا، أ تقول لي أن هناك مستوى أعلى من المستوى السابع في السحر؟ و هناك طاقة غريبة في الهواء؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك المعلم ثم أكمل "هوهوهو، حسنا لا تكن مستعجلا، و لا تكن مصدوما لهذه الدرجة فقط من شيء كهذا" استرخى باسل قليلا ثم أكمل المعلم "ليس هناك مستوى أعلى واحد فقط بعد المستوى السابع، بل هناك مستويات كثيرة و خيالية، يسمى هذا العالم بالعالم الواهن لأنه العالم الأضعف و هذا بسبب عدم ظهور و لو شخص واحد يستخدم الطاقة الخارجية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذه الطاقة السحرية الخارجية لا يمكن اكتشافها إلا من شخص قد وصل لقمة المستوى السابع و أعاد الدخول في حالة 'الصفاء الذهني و الروحي' لكن هذه المرة يحاول الشعور بهذه الطاقة الخارجية و جعلها تتصل بنقطه الأصلية، و بما أن لا أحد قد وصل لهذا المستوى في هذا العالم فلا عجب من عدم معرفة أي شخص بهذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم تختفي الصدمة من على وجه باسل حتى لو كانت قد قلّت عما سبق، اليوم إنه يكتشف حقائق صادمة جدا، العالم كله سينقلب رأسا على عقب، الحروب ستندلع، القتل سيكثر، و القوى لن تبقى متوازنة كما كانت، هذا كله إن اكتشف شخصا آخر ما عرفه باسل اليوم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم كلامه بادئا بمناداة باسل "أيها الفتى باسل، لقد حدثتك عن هذا لكي تفهم شرحي لحالتك الخاصة، أنت مختلف جسديا عن الآخرين، و هذا الاختلاف ليس بسيطا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل عرف هذا بالفعل، فأي شخص سيستنتج بعد مرور مدة من الوقت أنه كان يدرب جسده، لكن لماذا؟ السحرة أو المتدربون على السحر لا يحتاجون لتدريب جسدهم لأنه سيصبح أقوى بمجرد دخولهم المستوى الأول، و يصبح أقوى أكثر كلما ارتفعوا في المستوى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم كلامه "الأشخاص العاديون لن يحتاجوا للتدرب كما فعلت، فكما رأيت أنمار، لقد جعلتها تشرع في تدربها على السحر مباشرة بعد شرحه لها و إعطائها المعلومات التي تحتاجها، لكن في حالتك أنت هذا لم يكن ممكنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل فجأة بعدما ظهر عليه تعبير تذكر شيء ما "هل هذا له علاقة بما قلته عن تحمل جسدي لموجة الطاقة الخارجية المفاجئة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "نعم، هذا صحيح، أنت لديك بنية جسدية تجذب الطاقة الخارجية طبيعيا و من تلقاء نفسها، فأنت بإمكانك استخدام الطاقة الخارجية من دون أن تحتاج أن تكون قد اخترقت المستوى السابع، لكن ليس هذا فقط ما تختلف فيه أنت عن الآخرين، السحرة عند وصولهم لمرحلة استخدام الطاقة الخارجية يكون بإمكانهم استخدام القليل منها فقط و كلما ارتفعوا بالمستوى كلما كان بإمكانهم استخدام قدر أكبر، أما أنت فعلى العكس جسدك يجذب الطاقة الخارجية بلا حدود"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل لم يجد ما يقوله للحظات، فهو عرف شيئا عن جسمه لم يكن يتخيل أنه سيسمعه في حياته لكنه جمع شتات نفسه ليسأل "أيها المعلم، إن كان هذا صحيحا، لم لا أشعر الآن بأي شيء، لماذا ليست هناك أي طاقة تنجذب لجسدي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم مكملا شرحه "حسنا، هذا لأن هناك ختم يمنع هذا من الحدوث، عندما ولدتَ، بعد مرور قليل من الوقت بدأت تنجذب لجسمك الطاقة الخارجية، و لو كان الأمر استمر هكذا لكنت قد متَّ، و لهذا قد جئت أنا و وضعت ذلك الختم، بعد هذا أصبح وضعك مستقرا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب باسل من كلام معلمه ثم قال "أوه، لقد سبق و التقيتني أيها المعلم عندما كنت رضيعا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر المعلم لباسل ثم ضحك "هوهوهوهو، أ هذا ما أنت متفاجئ منه؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بينما يضحك هو الآخر "هاهاها، أو لم تكن أنت الشخص الذي قال لي ألا أنصدم كثيرا؟ و أيضا بعد ان سمعت كل تلك الحقائق أصبحت أشعر أن أي شيء لن يفاجئني بعد الآن، هاهاها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم "حسنا، سنرى هذا" ثم أكمل شرحه "الآن جسمك مستقر تماما، لكن بمجرد ما أن تدخل المستوى الأول سيضعف الختم قليلا مما سيسبب في تلقي جسمك لكمية معينة و مفاجئة من الطاقة الخارجية، و لهذا كان عليك أن تدربه استعدادا للموجة السحرية التي ستأتي مرة واحدة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أخيرا عرف باسل ما الهدف الذي كان من أجله يتدرب لكل هذا الوقت، في الحقيقة هو لم يتصور أو حتى تخيل أن السبب سيكون هذا، فهو لم يعرف لا عن الطاقة الخارجية و لا عن الختم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم "حسنا، هذا كل ما تحتاج لمعرفته قبل بدئك تعلم السحر، و لهذا كل ما تحتاج لفعله الآن هو الدخول للمستوى الأول لأكمل شرحي لك عن بنيتك و امتيازاتها الخاصة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فرح باسل و اقتنع بكلام معلمه تماما ثم قال "حاضر أيها المعلم"</strong></p><p><strong>كان باسل يجلس جلسة التربيعة و مغمض العينين و كان لديه تركيز خارق بحيث الطير يمكنه المجيء و الجلوس على رأسه معتقدا إياه صخرة ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل الآن في بداية المرحلة الأولى من حالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، بدأ يفعل مثل ما قام به ب'وادي الظلام العميق'، حيث بدأ يستجمع جميع أفكاره الخاصة و يحاول تثبيتها لكي يستطيع إخمادها، لكن في كل مرة كان يفشل، و يبدأ العملية من جديد، لأنه الآن لا يحتاج لتجميع أفكار معاركه فقط و إنما كل الأفكار مهما كان نوعها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمر الأمر معه على هذه الحال لمدة خمسة أيام فقط حتى استطاع إخماد القليل من أفكاره، لكنه لم ينجح في إخمادها كلها، فهناك أفكار و اعتقادات لم يستطع تركها من السيطرة على عقله أبدا، ففي كل مرة كان يقترب من التحكم الكامل كانت تظهر فكرة و اعتقاد جديد يشتت له تركيزه، بعد يومين آخرين فقط استطاع إنهاء المرحلة الأولى بحيث كان قد أخمد أفكاره كلها بعد أن استطاع تثبيتها و ترسيخها كلها من أجل التحكم بها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه المرحلة لم يكن الأمر صعبا على باسل لأنه احتاج فقط لتجميع أفكاره و جعلها مستقرة و ثابتة ليستطيع التحكم بها، و عندما نجح بهذا استطاع إخمادها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما نجح باسل بالمرحلة الأولى 'ترسيخ الأفكار'، أحس بنفسه كما لو أنه فضاء لا نهاية له، أحس بالراحة في هذا المكان، كان هذا الفضاء هادئا بحيث إن رميت به حجرة سيتردد صوتها على مسامعك لآلاف المرات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هذا الفضاء باللون الأزرق الفاتح و قريبا للون الأبيض، بعد مدة أحس باسل بتغير بدأ يحدث في هذا الفضاء. ظهرت أمامه أمه و العمة سميرة و أنمار و الجد علي و عندما رآهم ذهب في اتجاههم بفرح، لكن عندما وصل أمامهم، العمة سميرة قطعت لأطراف أمام عينيه، أنمار بدأت تضغط حتى ماتت، الجد علي بدأ يتآكل جسمه بسرعة حتى اختفى تماما، و في الأخير أمه بدأت تذوب أمام عينيه كما لو أنها تتعرض لنار حارقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل في كل لحظة كان يتقطع من الألم و يصرخ بجنون بدءً بالعمة سميرة وصولا لدور أمه، عند موت أمه بهذه الطريقة أمام عينيه، باسل فقد كل إرادته في الحياة و أصبحت عيناه فارغتان و عند حدوث هذا بدأ يتصدع ذلك الفضاء شيئا فشيء حتى تكسر من حوله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"وااااااه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح باسل عيناه صارخا كما لو أنه قد استيقظ من أفظع كابوس مر عليه في حياته ثم نظر في اتجاه المعلم و سأله بينما وجهه شاحب "أيها المعلم، ما كان ذلك بالضبط؟ ما الذي حدث؟ كنت في فضاء لا نهائي و أحسست بالانتماء لهناك و راحة لا مثيل لها لكن في لحظة تغير كل شيء من الطمأنينة و السكينة لعذاب شديد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم بعد أن تنهد "تلك هي بداية المرحلة الثانية "فهم الأحجية و فكها'، لقد كنت في فضاء روحك، المسمى ب'بحر الروح'، لقد سبق و قلت لك إنها أصعب مرحلة، ستواجه أكبر مخاوفك و لن تكون قادرا على الاستمرار ما لم تتغلب عليها، بعدها يأتي دور الغوص بالروح و ترتيب الدورة التنفسية تماما، و من ثم البدء في الشعور بنقط أصلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يقطر عرقا باردا، بدأ يتذكر ما رآه في السابق، عندما كان بذلك الفضاء أحس بالأمر كما لو أنه حقيقة، حتى مع أنه كان يقنع نفسه مرارا و تكرارا أنه وهم إلى أنه لم يستطع التحمل أكثر عندما وصل دور أمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بصوت مرتعد "أيها المعلم، أ سيكون علي تجريب مثل ذلك الأمر في كل مرة أدخل للمرحلة الثانية؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "في كل مرة سيختلف الأمر، سيزداد سوءا في كل محاولة ثانية لكنه لن يُخفّف أبدا، أظن أنه عليك الاستعداد جيدا، فهناك من ضاعت روحه بهذا الاختبار عندما كرره مرات كثيرة، و لهذا عندما لا ينجح الأغلبية يتوقفون عن التدرب خائفين من الضياع، لكن لا تقلق، أنت قادر على فعلها، ثق في كلامي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل الذي كان وجهه شاحبا، تغيرت نظرته و قرر البدأ من جديد، فهو من البداية كان مستعدا لأن يواجه أي خطر، فليس هناك شيء بدون مقابل في هذا العالم، هذا ما كان يعتقده باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ باسل من جديد، لكنه كان يفشل في كل مرة، و يعود بوجه شاحب أكثر من الذي سبق، بقي على هذه الحال لمدة عشرة أيام من دون الحصول على نتيجة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الأول كان باسل يأخذ وقتا طويلا لإتمام المرحلة الأولى، لكنه عندما أعاد المحاولة مرارا و تكرارا أصبح ينهيها في غضون نصف ساعة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المحاولة رقم 'عشرون'، بداخل 'بحر الروح'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لا، لا، لا، لا، لا، ليس ثانية أرجوك لا تقتل من أعِز، لا تعذبني هكذا، أرجوك". كان قلب باسل يتقطع من الألم، فهو وصل لمرحلة حيث أصبح يرى المقربين منه يقتلون بأشنع الطرق، و ليس مرة أو إثنان، بل المئات من المرات، و في الأخير يفقد السيطرة على نفسه و يتكسر 'بحر الروح'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما كان باسل ينهي المحاولة يدخل في الثانية مباشرة مع أن التعب و المعاناة الشديدين جراء هذا كان أضعاف الذي أحس به جراء تدريباته في السنة الماضية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في كل محاولة أخرى كان العذاب يزداد شدة. أغلق باسل عيناه و لم ينظر حتى عند سماعه لصراخ أمه التي تتعذب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لقد عرفت سبب كل هذا، إن هذا كله ليس سوى وهم أنا أخلقه بنفسي، فعندما أرى السكينة و الطمأنينة، تبدأ مشاعري بالهيجان، لأنني ألوم نفسي عن الراحة التي حصلت عليها لوحدي تاركا من أحب و أعتز به، عقلي الباطن يبدأ في جعلي أتوهم تلك الأشياء التي أخاف أن تحصل، و إن لم أدرك هذا لن يكون بإمكاني التقدم للأبد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد فهم باسل لحالته، حتى مع جميع الطرق التي صرخ بها أو مات بها أمه و الآخرين، لم يترك هذا يشوشه و ركز على التحكم في مشاعره و مخاوفه. بدأت تقل حدة الصراخ شيئا فشيء حتى اختفى الصوت تماما. أخمد باسل جميع المشاعر السلبية و الإيجابية، حتى مشاعره تجاه الشياطين أخمدت، و بهذا انتهى من المهمة الأولى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما فتح باسل عينيه وجد 'بحر الروح' كما يجده في اللحظات الأولى من دخوله. تنفس باسل الصعداء لأنه أخيرا اجتاز هذا الاختبار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يحدث شيئا لمدة طويلة حتى تكونت بوابة من ضوء ساطع و كانت ضخمة جدا بحيث لا يمكنك رؤية عرضها و لا طولها. عندما اقترب باسل منها ظهر فَلَق رقيق للغاية لكنه كان كافيا للمرور منه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عند رِؤية باسل لهذا فهم أنه عليه المرور من ذلك الشق. استعد نفسيا ثم خطى للداخل. هذه المرة كان هناك ظلام لا نهائي و هناك أربعة عشر كرة بقطر يصل لثلاثين سنتمتر، يدور حول كل واحدة منها حروف رونية تتغير باستمرار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فهم باسل ما الذي يجب عليه فعله، فهو عليه أن يفهم هاته الأحاجي كاملة ليحرر و يفك الختم عن هذه الكرات الأربعة عشر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"إذن هذا ما كان يقصده المعلم بفهم الأحجية و فكها، لكن إن كان اسم المرحلة يشير لهذا الاختبار، أليس هذا يعني أنه أصعب اختبار، مع أنني مررت بكل ذلك العذاب المرير لا يزال هناك المزيد؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما اقترب باسل من إحدى الكرات لمسها و بدأت العديد من الأفكار تتوغل لعقله فأزال يديه بسرعة، عندها فهم باسل الأمر "سوف يجب علي فهم هذه الأفكار و التحكم بها من أجل فك أحجية تلك الحروف الرونية و إخماد هذه الأفكار من جديد كما فعلت في المرحلة الأولى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لمس باسل الكرة من جديد لتندفع تلك الأفكار لوعيه من جديد و بدأ يحللها، الابتسامة ظهرت على وجه باسل، فهو كان يتمتع بهذا الأمر، لقد كان يحب الكتب منذ صغره، الغامضة منها خصوصا و التي تحمل ألغازا و أحاجي صعبة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>يبدو أنه وجد أحجية رائعة ليتمتع بها هذا المرة و الأفضل في الأمر هو أن الجائزة ستكون رائعة. بقي باسل على هذا الحال لمدة طويلة حتى أنه فقد الاحساس بالوقت بالفعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مر الكثير من الوقت على دخوله للمرحلة الثانية و معلمه الذي يراقبه كان مصدوما بشدة هذا المرة، و بعد أن هدأ قليلا ابتسم ثم قال "أن ينهي أصعب اختبار بين جميع الاختبارات في يوم واحد، هذا ببساطة ليس بفعل يقدر أي أحد على فعله، هل هذا له علاقة بكونه المختار، 'المختار' " بقي 'إدريس الحكيم' يردد هذه الكلمة مرارا و تكرارا بينما يشاهد باسل الذي دخل للمرحلة الأخيرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل ب'بحر الروح' و جالسا جلسة التربيعة كالعادة. كان يتأمل و يتحسس نقط أصله. بعدَ أن فهم أحجية جسده قام بفكها و أخمد جميع تلك الأفكار، و بمجرد فعله لهذا أصبحت لديه معرفة كاملة بما يجب عليه فعله للشعور بنقط أصله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر شكل أبيض على شكل جسم أمامه، أو بالأحرى على شكل جسمه. بدأ باسل يشعر بنقطة تلو الأخرى و يوصلها ببعضها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت كل واحدة من هذه النقط تتمركز في موضع، كل واحدة في جزء من ذلك الجسم الأبيض. كانت هناك بالأول نقطة لا لون لها في الجبهة، و من ثم خرج منها مسارين اتجها نحو الكتفين و توقفا إلى أن تكونت نقطتين أخرتين كل واحدة على كتف، و خرج مسارين من كل نقطة، اثنان اتجها نحو وراء الرقبة لتتكون نقطة و آخران للصدر لتتكون نقطة أخرى، خرج مسار من نقطة الرقبة و نزل لأسفل الظهر مكونا نقطة أخرى هناك، خرج ثلاث مسارات هذا المرة من النقطة التي بالصدر، ، اثنان استكملا طريقهما، واحد على الجهة اليمنى و الآخر على اليسرى، نزولا للكوعين فكونا نقطة و من ثم إلى اليدين ليفعلا نفس الشيء، أما المسار الثالث بعد أن نزل قليلا نحو السرة، تفرع لمسارين نزلا نحو الركبة و من ثم إلى القدم فاعليْن مثل اللذيْن سبقهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بهذا كان باسل قد أتم المرحلة الأخيرة 'العقل و نقط الأصل'. عندها وقف المعلم الذي كان يشاهد باسل و ابتسم ثم جمع القليل من السحر الخالص بيده اليمنى و وضعها على جبهة تلميذه ثم صرخ "هااااااااااااا"، بعد مرور قليل من الوقت بدأ 'بحر الروح' الخاص بباسل بالاهتزاز و تكونت البوابة الضخمة من جديد لتخرج منها الكرات الأربعة عشر و ذهبت فوق الجسم الأبيض على شكل دائري</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>فششششششششششش</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت جميع الكرات غير محاطة بتلك الحروف الرونية من السابق و أطلقت خيطا رفيعا بجبهة الجسم الأبيض لتمتلئ به نقطة الأصل المتموضعة هناك و بدأت تشع بضوء ساطع، ليمر هذا الأخير على المسار الذي صنع من قبل، و في لحظة امتلأت جميع النقط الأربعة عشر بالضوء الساطع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بمجرد ما أن انتهى هذا فتح عينيه ليجد المعلم أمامه مبتسما "أحسنت أيها الفتى، لقد نجحت في اكتساب سحرك الخاص، يجب أن تكون هناك كرات من فوق جسم أبيض عندما كنت في 'بحر الروح'، تلك هي مقدار قوتك السحرية الآن و سوف تعبئ كل نقطك الأصلية بالطاقة السحرية من دون أن تتركها تفرغ، لكن تلك الكرات سوف ينقص حجمها تدريجيا في كل مرة تزود نقطك الأصلية بالسحر، و عندما تصل لحجم غير قادر على ملأ كل نقطك الأصلية سيكون هذا معناه أن طاقتك السحرية قد فرغت و ستحتاج للوقت من أجل إعادة الشحن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل هادئا جدا، فهو اكتسب السحر الذي كان يطمح له منذ وقت بعيد لكن ردة فعله لم تكن كبيرة، فما زال هناك أمر عليه تخطيه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"و الآن فلتستعد لموجة الطاقة الخارجية، فالختم قد ضعف مثل ما قلت لك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>ووووووووووووووووش</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أحس باسل بطاقة غريبة تندفع لجسمه، اتجهت هذا الطاقة نحو بحر روحه و كانت كسحابة كبيرة، عندما دخلت لبحر الروح، بدأ هذا الأخير يتصدع قليلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل متفاجئا، لكنه عندما رأى بحر روحه بدأ يتكسر، فأسرع في البدء بإصلاحه عن طريق إرسال طاقته السحرية لملأ الفراغ بين الكسور، و في نفس الوقت كان يرسل طاقته السحرية نحو سحابة الطاقة الخارجية الهائجة ليتحكم بها قبل أن تتسبب في تدمير بحر روحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه الطاقة كانت كبيرة بأضعاف عن طاقته السحرية، إن لم يتحكم بها و ظل يصلح التصدعات التي تظهر في بحر روحه فقط، ستنتهي في النهاية طاقته السحرية و تدمر سحابة الطاقة الخارجية بحر روحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما يصبح الشخص ساحرا يكون بإمكانه الدخول لبحر روحه متى ما شاء، و لهذا كان باسل قادرا على الدخول بسرعة و شرع في التحكم بسحابة الطاقة الخارجية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>إن كان باسل ما يزال بنفس البنية الجسدية التي كان يملكها قبل سنة لكانت الطاقة الخارجية قد دمرت جسمه قبل أن تصل لبحر روحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأت سحابة الطاقة الخارجية تهدأ شيئا فشيء إلى أن توقفت عن الهيجان تماما. بعد لحظات بدأت تنقسم لكرات عديدة وصل عددها للأربعة عشر. حدث لهذا الكرات ما حدث مع الأخرى، جاءت هذه الكرات الأربعة عشر فوق الجسم الأبيض و أطلقت كل واحدة منها خيطا رفيعا في اتجاهه مالِئة نقاطه الأصلية كلها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح باسل عينيه و تفاجأ ثم سأل معلمه الذي كان أمامه "أيها المعلم ما الذي حدث قبل قليل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "حسنا، لقد أنتظرك لتنتهي ثم أكمل لك شرح حالتك من حيث توقفنا سابقا. عندما ضعف الختم دخلت لبحر روحك كمية من الطاقة الخارجية، و كما رأيت إنها تكون هائجة على عكس طاقتك الخاصة، الساحر عندما يصل لقمة المستوى السابع يمر من مرحلة مشابهة للتي مررت بها و يصنع أربعة عشر كرة من الطاقة تكُون عبارة عن طاقته السحرية الثانية و التي تكوِّن عنصره الثاني ثم يخترق و يكون باستطاعته استخدام عنصرين مختلفين من السحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بتعجب "أووه، إذن ما فعلت الآن كان هذا الشيء، لكن انتظر العنصر الثاني؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم "هذا صحيح، الطاقة الخارجية التي يكتسبها الساحر بعد اختراقه المستوى السابع تصبح عنصره السحري الثاني، و أنت الآن تمتلك عنصرين مختلفين من السحر من دون أن تخترق المستوى السابع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ باسل و قال "لكن..." ثم بدأ ينظر ليديه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما رآه المعلم قام بسؤاله "ماذا بك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "حسنا، نوعا ما ليس كما توقعت أن يكون الشعور عند امتلاكي السحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم مع رفع ذراعيه قليلا و بصوت متحمس "القو...القوة تغمرني" ثم أكمل "أهذا ما كنت تتوقع انه سيحدث؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل بخجل قليل "حسنا، نعم، نوعا ما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم بادئا بضحكة "هوهوهو، حسنا لا تقلق ستشعر بالتغير لاحقا، و الآن سأكمل شرحي، أنصت جيدا" ركز باسل على ما يقوله معلمه الذي أكمل شرحه "عنصر سحرك تعرفه عندما تركيزك على الكرات الأربعة عشر اللواتي هن طاقتك السحرية، بمعنى آخر عندما تركز وعيك جيدا على طاقتك السحرية ستعرف في الحال ما هو عنصرك، فبما أنك تكون قد فككت أحجية الحروف الرونية ستفهم كل شيء حول نفسك بتركيز وعيك فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما انتهى المعلم من شرحه لهذه النقطة دخل باسل بسرعة لبحر روحه و ركز على طاقته السحرية فعرف عنصرها ثم انتقل للطاقة الخارجية و التي أخذت منه وقتا أكبر من التي سبقتها لكنه استطاع معرفة عنصرها هي الأخرى ثم فتح عينيه و قال عن ماهية عنصريه الاثنين للمعلم ليبدأ هذا الأخير بإعطائه جميع المعلومات عنهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا صحيح، كما قلنا، فعندما تصبح بنية الساحر الجسدية أقوى في كل مرة يرتفع بالمستوى، يكون هناك توازن بين طاقته السحرية و بنيته الجسدية، و عندما يصل لقمة المستوى السابع تكون بنيته قادرة على تحمل الطاقة الخارجية، و لهذا لا يؤثر عليه الأمر أبدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "أيها المعلم، شكرا على الشرح لقد فهمت الأمر لكن ما زال هناك أمر أريد معرفته، ما الذي يوجد بعد المستوى السابع؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "بعد المستوى السابع يوجد سبع مستويات أخرى في السحر، من المستوى الثامن إلى الرابع عشر، عندما يدخل الساحر للمستوى الثامن تبدأ حياته تتمدد بعشرين سنة في كل مستوى يرتفع به، و تكون قوته أكبر بشكل لا يقارن مع ما كانت عليه "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أحس باسل بفرح غامر ثم قال "يبدو أن العالم أوسع بكثير جدا مما كنت أتخيل، لقد كنت حقا ضفدعا في بئر، يبدو أنه سيكون من الممتع أكثر اتباع إرشاداتك، فبهذا أنا عرفت كل هذه الأشياء و لا زال هناك الكثير على ما أظن، أعتقد أنه لا ضير في الأمر أن أكون هذا 'المختار'، فبسبب هذا التقيتك أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم ضاحكا "هوهوهو، كما قلتَ ما زال هناك الكثير و الكثير، هناك مستويات خيالية، و قد الأمر يحتاج لمئات السنين لترى كل ما تريد، العالم واسع بحق أيها الفتى باسل، من الآن فصاعدا ستكون مهمة حماية هذا العالم على عاتقك، ستكون قائدا للناس هنا و قدوتهم، يجب أن تصبح أقوى بكثير إن أردت حماية كل ما تريد، أعداؤك الحقيقيون أقوياء بشكل لا يوصف،</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فقبل ثلاث عشر سنة لم يرسل ملك الشياطين سوى عدد قليل من قادة جيشه و هذا كان كافيا لجعل هذا العالم يخضع لأمره، لولا استجابة جلالة الملك الأصلي السريعة لكان جميع سكان هذا العالم عبيدا بحلول هذا الوقت يقاتلون من أجل إنقاذ عائلاتهم اللواتي سيكون قد جعلهن ملك الشياطين رهائن لضمان عدم خيانتهم له"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عقد باسل حاجبيه ثم قال "أيها المعلم، لقد كنت صادقا معي من الأول و أنت علمتني و لا زلت تعلمني الكثير من الأشياء التي ستساعدني في وقت الحاجة، و لهذا بدلا من قيامي بهذا على أنه واجبي كالمختار أو المحافظ على التوازن، سأحسبه ردا لمعروفك في منحي الفرصة لأحمي العزيزين على قلبي، إنني أشكرك من أعماق قلبي يا معلمي" بعد أن قال باسل آخر كلمة انحنى قليلا احتراما ل'إدريس الحكيم'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "حسنا، لقد أعجبتني منذ الأول أيها الفتى باسل و هذا كان السبب الأكبر على ما أظن في استمتاعي بتعليمك، و الآن لنذهب لنجرب قدراتك القتالية بعد اكتسابك السحر كيف أصبحت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل كالعادة "حاضر أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب الاثنان حتى وصلا لوادي الظلام العميق. دخل باسل و معلمه ثم اتجها نحو كهف من الكهوف التي لم يدخلوها سابقا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الصمت يعم المكان. سقط على كتف باسل شيء ما فأدار وجهه ليرى ما هذا الشيء و إذا به يجد ثعبانا كان في استعداد لعض رقبته، أسرع باسل في تحطيم جمجمته قاتلا إياه ثم نظر للسقف ليرى من أين أتى هذا الثعبان، عندها رأى عددا لا نهائيا من الثعابين على طول الكهف، كان أمامهما أربع طرق و التي اختار المعلم الأوسط و الواسع بينها و استمرا إلى أن وصلا للفضاء الواسع بالداخل حيث سمعا صوت فحيح كبير و في الوسط هناك عينين حمراوتين بدأ يتوضح مالكهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان عبارة عن ثعبان بحجم هائل يمكنه أن يبتلع دب الأعماق، عندما رآه باسل تذكر كلام معلمه عندما قال له أنه لم يحن وقت دخوله لهنا بعد، فهم باسل في ذلك الوقت أن معلمه كان يشير إلى أنه لم يكن مستعدا لمواجهة الوحش الذي يوجد هنا، و يبدو أنه كان محقا في فهمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يعتقد أنه لو واجه هذا الوحش قبل سنة من الآن لم تكن لتكون هناك أي فرصة له ضده، الوحش الذي كان أمامه لا يمكن مقارنته بدب أعماق، فلا شك أنك إن وضعت دب الأعماق أمام هذا الثعبان العملاق سيأكل في لحظة واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن هذا ليس كل شيء، قام المعلم ببدأ كلامه مناديا باسل "أيها الفتى باسل، هذا الثعبان يسمى "ملك الثعابين الشره'، إنه يتغذى على جميع الكائنات الموجودة بهذا الوادي، لا يهم إن كان دببة أعماق أو كلاب مهشمة، كل الوحوش هنا ما هي إلا مجرد وجبة خفيفة له. عندما يشبع يعود للنوم من جديد. أتيت بك لهنا لأنه اليوم الذي سيستيقظ به، عندما يستيقظ يكون في أشد حاجته للأكل و لهذا يكون في أخطر حالاته. يستطيع استخدام 'القسم النهائي' من المستوى الثاني من 'سحر العقل' إنه ببساطة حاكم وادي الظلام العميق"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"يكون في أغلب الأوقات في سبات لكنه عندما يستيقظ أول ما يفعله يكون أكل دببة الأعماق كلها و بعدها يذهب باحثا عن المزيد من الطعام، أنت الآن عبارة عن عثرة في طريقه للبحث عن وجبته، و لهذا سيحاول قتلك بكل ما يملك من قوة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتلع باسل ريقه و أحكم قبضته ثم عندها أكمل المعلم "ستقاتله و يجب أن تستخدم كامل قوتك، و من الآن فصاعدا لن أقمع أي وحش و ستواجهه من دون أن أفعل له أي شيء"</strong></p><p><strong>اومأ باسل موافقا علي كلام معلمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وبعد فتره من بدايه القتال</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بوووم</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل كان هاربا من أنياب 'ملك الثعابين الشره' العملاقة بسرعة هائلة و بدون توقف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حاول ملك الثعابين الشره عض باسل الذي كان بجانب الحائط. راوغه باسل و عندما فعل هذا انغرست أنياب ملك الثعابين الشره في الحائط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ ملك الثعابين الشره يزيل أنيابه من الحائط ببطء و عندما رأى باسل الضرر الذي خلفه على الحائط صدم تماما، سيموت بلا شك من مثل هذا الهجوم، اخترقت الأنياب الحائط كما لو أنه قطعة من الخبز مخلفة ورائها ثقوبا عميقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مع أن هذا الأمر صدم باسل لكنه لم يخف منه، جمع شتات نفسه بسرعة ثم قال "حسنا هذا كل شيء بالنسبة لتجريبي قوتي البدنية، و الآن لننتقل إلى استخدام السحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما انتهى باسل من كلامه خرجت طاقة بلون أزرق فاتح أقرب للون الأبيض و أحاطت بجسمه. كانت هذا الطاقة هادئة جدا و غير هائجة، و بعد لحظات بدأ المحيط بينها و بين جسم باسل يصغر شيئا فشيء إلى أن اختفى تقريبا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت الطاقة كما لو أنها خيط رفيع حول جسم باسل و أصبح اللون السابق باهتا جدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اندفع باسل في اتجاه ملك الثعابين الشره و ترك في المكان الذي انطلق منه آثارا عميقة قليلا تعود لقدمه. وصل في لحظة لجانب ملك الثعابين الشره ، و ركله <em>بووم</em> فصرخ الثعبان الضخم من الألم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>شااااااااااخ</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن الضربة لم تؤثر فيه كثيرا و انطلق نحو عدوه ليعضه لكن هجومه لم يفلح حيث قفز باسل للوراء متفاديا إياه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل ابتسامة عريضة، لم يكن متوترا بالمرة كما كان أول مرة عندما أراد قتال دببة الأعماق. في هذا السنة الأخيرة مر عليه تدريبات جحيمية و من بينها كان وادي الظلام العميق هو الأسهل، فبعد أن خرج منه و استأنف التدريب من جديد تحت قيادة معلمه لم يكن له وقت للراحة كل يوم و له فقط ثلاث ساعات لينام بها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما بدأ المعلم يدرب أنمار على السحر، قال لباسل أن يوصل خبرا لأمه أنه لن يعود لشهرين آخرين، و استمر الأمر هكذا إلى أن انتهى عام التدريب البدني</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فرح باسل لأنه و أخيرا يستخدم السحر في مواجهته لوحش. عندما راوغ الثعبان الضخم و أخذ وقته في الفرح، راوغ الهجوم التالي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج الثعبان أنيابه من الأرض و صرخ بشكل مريع، كان في قمة غضبه، هذا الجرذ الذي أمامه لا يريد الموت و لا الابتعاد عن طريقه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لمعت عينا ملك الثعابين بلون أحمر بينما ينظر لباسل، هذا الأخير عندما التقى نظره بعيني العدو أصبح جامدا في مكانه و لم يعد باستطاعته الحراك و الطاقة التي كانت تحيط بجسمه اختفت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استخدم ملك الثعابين الشره أخيرا سحر العقل الخاص به موقفا حركة باسل، فعلى ما يبدو أنه تحكم بعقل باسل مانعا إياه من الحركة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انقض الثعبان الضخم على باسل الجامد بمكانه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>فحيييييييح</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقتربت الأنياب من باسل و كادت أن تقضمه لكن في آخر لحظة حدث انفجار جعل ملك الثعابين يحلق للوراء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بووووووم</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرجت نار مركزة من جسم باسل في آخر لحظة عندما كانت الأنياب ستعضه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>*يلهث، يلهث....لقد كان هذا قريبا" كان باسل يتحدث بينما يلهث و يتعرق بشدة لأنه كان يرى كل ما يحدث أمام عينيه لكنه لم يكن يستطيع الحراك أبدا مهما فعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما اقترب ملك الثعابين الشره بأنيابه و كاد أن يقتله لم يكن لباسل خيار آخر سوى تفعيل السحر الثاني الذي يملكه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"يبدو أنني في الأخير سأحتاج لكلا عنصريّ الآن لأهزمه، عندما ضربته بتلك الركلة لم يتأثر كثيرا، أعلم أنني لم أضربه بكامل قوتي لكنني كنت أستخدم سحر 'التعزيز' في تلك اللحظة، إن لديه جسم قاس حقا، لو أنني لم أستخدم سحر 'النار' لكنت ميتا بلا شك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الثعبان الضخم ثم صرخ بصوت أضخم من السابق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>شااااااااااااااااااخ</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في كل مرة يعيقه باسل و يضيع من وقته يزداد غضبه، لكن على ما يبدو أن هذا ليس السبب الوحيد. بعدما هزم باسل سحره لم بعجبه الأمر و شعر به كإهانة له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فعّل باسل سحر 'التعزيز' من جديد و بدأ ينتقل من مكان لأخر لكي يترك الثعبان القادم يحدد مكانه. انطلق ملك الثعابين الشره بسرعة أكبر من السابق ليواكب سرعة باسل التي أصبحت في مستوى آخر عن قبل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>شوو، شوو، شوو</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أطلق باسل بينما يهرب سهاما نارية صغيرة نحو الثعبان الضخم لكنها اصطدت بجسده و لم تخترقه، اشتعلت القليل من النار على جسد ملك الثعابين الشره لكنه أطفئها بالنفخ عليها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بوووووم</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ركل باسل ملك الثعابين الشره بكل قوته هذا المرة ليحلق هذا الأخير كما حدث معه في الانفجار السابق و اصطدم بالحائط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء كان باسل يشحذ سحره، كان واضعا ذراعه أفقيا في اتجاه العدو و قبضته مفتوحة، ظهرت كرة نارية صغيرة أمام يده و بدأت تكبر ببطء حتى صار قطرها مترا و أطلقها نحو ملك الثعابين الشره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بوووووووووم</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انفجرت كرة النار بالعدو و اشتعل حريق ضخم جدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>شاااااااااااااااااااااااااخ</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ الثعبان الضخم ببؤس بينما يحترق بالنار التي تحيط بجسده</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أظننت أنني قد ألقيت تلك السهام سابقا محاولا تحقيق نتيجة من الهجوم؟ هاها، لم تكن تلك سوى طعما لتأكيد شكي، أنت لا تحتمل النيران أبدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الثعبان المحاط بالنيران و صرخ غاضبا <em><em>شااااااااااااااخ</em></em> و أضاءت عينيه بالأحمر و استخدم سحر العقل، باسل أرخى دفاعه قليلا عندما نفذ هجومه و عندما شاهد العدو يقف من جديد تفاجأ و نسي إزاحة نظره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التقى نظر باسل بالخاص بملك الثعابين الشره و سُيطِر عليه مرة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يلعن نفسه على إرخائه دفاعه، حتى اعتقد أنه بعد تدربه الطويل قد تعلم أن القتال ضد الوحوش لا ينتهي إلا عندما يموت أحد الطرفين، لكن يبدو أنه نسي نفسه بسبب نشوته لأنه يقاتل بالسحر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان ملك الثعابين الشره يتقدم ببطء نحو عدوه، كان جسده في حالة يرثى لها لكن بعد لحظات نفخ على النار بقوة شديدة حتى انطفأت من جسده و عندها بدأ يحصل أمر غريب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ ملك الثعابين الشره يغير الجلد القديم و المحترق و ينسَلّ ببطء حتى خرج بالكامل، أصبح جسده متعاف تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كسرت السيطرة أخيرا من على باسل ليتنفس الصعداء و يقول "يبدو أن له حدا زمنيا للسيطرة، و أيضا بما أنني لدي سحرين بالفعل كان الأمر أسرع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما كان باسل تحت مفعول سحر العقل كان يشاهد كل شيء، صدم من ما فعله ملك الثعابين الشره، يبدو أن العدو كانت له ورقة رابحة تمكنه من شفاء نفسه بسرعة مع أنها ليست سحرا أو أي شيء و إنما قدرة يتميز بها كوحش</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استعد الثعبان الضخم لبدأ المعركة و هذا ما فعله باسل أيضا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"توقف" جاء الصوت من المعلم موقفا باسل و فعّل 'إدريس الحكيم' حاجزا بينهما و بين ملك الثعابين الشره ثم قال "أيها الفتى باسل، يبدو أنك لم تلاحظ، إن طاقتك السحرية قد فرغت بالفعل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"آه.." عندها لاحظ أخيرا باسل الأمر ليكمل قائلا "شكرا لك أيها المعلم، لقد كدت أذهب لحتفي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم "لا بأس لكن من الآن فصاعدا عليك أن تبقي بالك مع كمية طاقتك و وضعها في الحسبان، و اعرف كيف تستغلها جيدا من دون هدر أي قدر منها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "حاضر أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم "و الآن فلتشرب 'إكسير العلاج' هذا سيسرع من تجديد طاقتك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخذ باسل المشروب من معلمه و شربه ثم ذهب بناء على أوامر معلمه لإحضار بعض الطعام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عاد باسل محضرا معه العديد من 'الفئران القاضمة' و أشعل نارا ثم شرع في طهي اللحم الذي استخلصه و نقاه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما يأكل الاثنان قال المعلم عندما شرب من الحساء "أوه، يبدو أنك تحسنت عن قبل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل ينتظر رد معلمه و فرح عند سماعه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد انتهائهم كان باسل يجلس بهدوء و تركيز كبيرين فقاطعه المعلم "انهض أيها الفتى باسل، لقد حان الوقت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح باسل عينيه و ذهب في اتجاه ملك الثعابين الشره الذي أصبح مجنونا بالكامل بسبب الحاجز الذي يمنعه من الخروج، جوعه و غضبه كانا في أقصى حالتهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أزال المعلم الحاجز فانطلق الثعبان الضخم بجنون نحو باسل، هذا الأخير تفاداه في آخر لحظة لكن لم يبدو على وجهه الخوف، حتى عندما تبعه العدو بجنون و عينيه تلمعان باللون الأحمر، أغمض عينيه و ظل يراوغ الهجمات واحدة تلو الأخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يستخدم سحر 'التعزيز' في كامل قوته لكي يتجنب الهجمات، فسحر التعزيز لا يعزز من القوة الجسدية فحسب، بل حتى الحواس كلها، و لهذا كان باسل قادرا على مراوغة هجمات ملك الثعابين الشره مغمض العينين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بووووم</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قفز باسل نحو ملك الثعابين الشره و نزل عليه بركلة بكل قوته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>شااااااااخ</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ العدو من الألم لكنه التف لباسل بسرعة و انقض عليه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>راوغ باسل الهجوم ليعض الثعبان الضخم نفسه، و في هذه الأثناء اقترب باسل مرة أخرى من العدو و أشار براحة يده نحوه لتظهر كرة نارية صغيرة ثم بدأت تكبر، لكن هذا المرة طريقة نموها كانت مختلفة، كانت تكبر على شكل سهم كبير و عريض وصل لثلاثة أمتار في الطول، ثم أطلقه باسل على جسم ملك الثعابين الشره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بوووم</em></em></strong></p><p><strong><em><em></em></em></strong></p><p><strong><em><em>شااااااااااااااااااخ</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صوت الاصطدام تبعه صرخة الوحش البائسة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يتوقف باسل هنا و كون سهما ناريا ضخما آخر و غرسه بالجسم بالقرب من الرأس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان ملك الثعابين الشره الآن مقيدا بالسهمين الناريين ليقفز باسل و فعل سحر التعزيز بكامل قوته ثم نزل على رأس العدو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بووووووووووم</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كسرت جمجمة ملك الثعابين الشره، ثم وقف باسل أمامه و كون كرة نارية و تركها لتكبر حتى صار قطرها حوالي نصف متر و أطلقها على العدو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>وووووووووووووش</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اشتعلت النار بجسم الثعبان الضخم و سارت على جسمه لتلتقي بالسهام النارية، و بمجرد ما أن حصل هذا، انفجر السهم الأول ثم تبعه الثاني فقتل ملك الثعابين الشره بطريقة فظيعة حيث تشتت جسده لأشلاء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب باسل بكل هدوء و أخذ 'حجر الأصل' الذي كان أكبر من الخاص بدب الأعماق بأكثر من الضعف ثم عاد لمعلمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مدحه المعلم قائلا "أحسنت في استغلال سحرك، يبدو أن تحكمك في السحر يزداد بسرعة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل باحترام "نعم أيها المعلم، لقد لاحظت أنني سحري قليل الآن بما أنني في المستوى الأول، سحر 'التعزيز' كان بإمكاني المحافظة عليه لوقت طويل بدون الحاجة للخوف من فقدانه في وسط المعركة لأنه يأتي من الطاقة الخارجية التي تعتبر غير محدودة بالنسبة لي، فكلما فرغت، تنجذب طاقة أخرى لجسمي، أما سحر 'النار' فهو يأتي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>من طاقتي السحرية و كان محدودا و لهذا عندما رأيت كم هو قاس جسم ملك الثعابين الشره قررت قتله من الداخل إن لم يكن الأمر سيفلح الأمر من الخارج، كان باستطاعتي اختراق جسمه لكن لن يكون لي السحر الكافي لأقتله بهذا فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم بابتسامة خفيفة على وجهه "أحسنت أيها الفتى باسل، إنك تتطور بسرعة، كما قلت سابقا أنت عبقري في المعارك، و ليس هناك ما هو أفضل بالنسبة لك من القتال لتطوير نفسك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما مدح المعلم باسل الذي فرح بهذا، أكمل قائلا "و الآن هيا لنخرج من هنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرج المعلم و تلميذه من الوادي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم لباسل شيئا ما و افترقا، ذهب باسل للمنزل و أمضى بعض الوقت هناك حتى جاءت أنمار ثم قال لها شيئا فأماءت رأسها موافقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب باسل للعمة سميرة ليزورها ثم ذهب للسوق و حيّى الجد علي و قضى بقية الوقت مع أمه و يزور أحيانا الجد علي و العمة سميرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أسبوع كان باسل و أنمار يقفان أمام المعلم الذي قال لهما "هل أنتما مستعدان؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب الاثنان باحترام "نعم أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ليكمل المعلم كلامه "و الآن لنذهب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>( بعد سنة في جبل ما)...................................... يتبع!!!!!!!</strong></p><p></p><h2>(الجزء السادس)</h2><p></p><p><strong>بقي باسل ساكتا لفترة طويلة و لم يجب أنمار عن سؤالها الأول لتسأله لمرة ثانية "لا تقل أنك لا زلت لم تتعلم أي شيء" تعجبت أنمار و باسل لا زال واقفا في مكانه من دون أن يتكلم ثم أكملت أنمار بادئة كلامها بضحكة ساخرة "فوفوفو، كل الكتب التي كنت تقرؤها و المعلم الذي كنت تنتظره، بهذين الاثنين معا و ما زلت لم تتعلم السحر؟ إنني حقا متفاجئة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل أخيرا ثم قال "لا تتحدثي كأنك تعرفين كل شيء، و أيضا لقد قال معلمي أن تعلم السحر ليس شيئا سهلا و هناك من يمضون سنين طويلة قبل أن يدخلوا للمستوى الأول"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظرت أنمار للمعلم الذي أماء رأسه مؤكدا كلام باسل ثم غيرت نظرها نحو باسل و قالت "مع ذلك، ظننت أنك ستكون قد أحرزت تقدما قليلا، لكن بالنظر إلى سكوتك من قبل فيبدو أنك لم تتقدم و لو قليلا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل بانزعاج "كما لو أن الأمر بيدي، فمعلمي قال أنني لست مستعدا بعد للبدء في تعلم السحر و كنت أتدرب طيلة الفترة الماضية مقويا جسدي" بعد مرور قليل من الوقت عرف باسل أن معلمه يقصد بأنه غير مستعد جسديا، لكنه لم يعلم لماذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجبت أنمار من كلام باسل ثم قالت "تقوي جسدك؟ لم تحتاج لفعل هذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا...." لم يجب باسل على سؤالها و ظل ساكتا و عندما رأته أنمار هكذا التفت للمعلم ثم بدأت تفكر "هذا المعلم قد استخدم السحر عندما أنقذني، لذا لا شك في أنه ساحر، لكن لماذا يدرب جسد باسل؟ يدرب...يدرب...يدرب، هل يمكن أن جسد باسل لا يمكنه تحمل السحر الآن و لهذا يدرب جسده؟ أهذا ما قصده بأنه ليس مستعدا؟ لكن لماذا هو ليس مستعدا؟ أ باسل مختلف عن الآخرين؟" بقيت أنمار تفكر لفترة بينما نظرتها موجهة نحو المعلم ثم بعد قليل قالت "أيها المعلم، أ يمكنني تعلم السحر؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "ليس كل شخص يمكنه تعلم السحر، فكما سمعتِ أن هناك من أمضى سنين لكي يدخل المستوى الأول، هناك أيضا من استطاع الاختراق في أيام، و هناك من لم يفلح الأمر معه، هذا يعتمد على الوقت الذي تأخذينه للدخول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي' و فك أحجية لغة الجسم الفريدة، هناك من يستطيع فعل هذا في أيام و هناك من لا يستطيع إلا بعد سنين، فنسبة إمكانيتهم من تحقيق هذا تختلف من شخص لآخر، و يتصف الأشخاص الذين لديهم ذكاء مرتفع بسرعتهم في الوصول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، لا يمكنك الحكم على شخص أنه لا يمكنه تعلم السحر مائة بالمائة، لأنني أنا برأيي الشخصي أظن أن كل شخص يمكنه تعلم السحر، فحتى لو لم يستطع الوصول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي' بسرعة، يمكنه فقط العمل و الاجتهاد أضعاف الشخص الذي يدخلها بسرعة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقتنعت أنمار بكلام المعلم ثم قالت "أمم، إذن حتى أنا يمكنني تعلم السحر، هذا كل ما أردت معرفته" انحنت أنمار و طلبت من المعلم باحترام "أيها المعلم، من فضلك علمني السحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يجبها المعلم فورا و بدل هذا وضع يده على ذقنه و بقي يحدق كثيرا بأنمار و مرت عدة دقائق ثم قال أخيرا "همم، حسنا لا بأس، لم لا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ياااي" فرحت أنمار و قفزت من مكانها بسعادة كبيرة و في نفس الوقت صرخ باسل "هااااااااااااااه، أيها المعلم، أ هذا جيد هكذا فقط؟ إن كان كذلك لم وضعت علي أنا كل تلك الشروط و القواعد؟ جعلت الأمر يبدو حينها كأنه شيء مقدس و لكنك الآن وافقت على طلبها بكل سهولة، ما الذي يحدث هنا بالضبط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم بضحك "هوهوهو، هذا هو هذا و ذاك هو ذاك، سيأتي الوقت الذي ستعرف فيه لم وافقت على طلبها و لم وضعت عليك كل تلك الشروط قبل تدريبك، مع أنني أنوي إخبارها بنفس الشيء لتفعله"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بووم، بووووم</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يقاتل عددا مهولا من القردة الزرقاء الضخمة بينما أنمار و المعلم جالسان لوحدهما في مكان بعيد عن باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قالت أنمار التي كانت جالسة أمام المعلم "أيها المعلم، لماذا تضع كل هذه الشروط علينا، أنت تجعل الأمر كما لو أنه سيكون من السيئ لو عرف شخص ما بوجودك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي المعلم ينظر لأنمار ثم قال "إنك حقا ذكية أيتها الصغيرة ، هذا صحيح معك حق، لكن هذا ليس الوقت المناسب لتعلمي السبب، الآن لنتحدث قليلا عن السحر و كيف يمكنك أن تصبحي ساحرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(بعد مرور حوالي ثمانية أشهر)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل ذاهب نحو الغابة و نظرة تحمس تعتلي وجهه بينما يهمهم. وصل لوادي الظلام العميق و بعد دقائق خرج المعلم مع أنمار من الأعماق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أووووه، أخيرا خرجتما، إذن كيف كان الأمر يا أنمار؟" سأل باسل أنمار متحمسا عن تجربتها بالوادي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ردت أنمار و نظرة ملل تعتلي وجهها ثم رفعت ذراعيها قليلا "هم، كان الأمر سهلا على عكس ما قلت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انزعج باسل قليلا لكنه نسي الأمر ثم التفت لمعلمه و قال "أيها المعلم، اليوم هو اليوم الموعود، لقد حان الوقت لأبدأ تعلم السحر الفعلي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم بينما يضحك "هوهوهو، إنك متحمس حقا للأمر، هذا جيد، هيا لنذهب للكوخ، و أنت يا أنمار اذهبي للمنزل إن أردت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أماءت أنمار باحترام ثم غادرت. ذهب باسل و المعلم متجهان نحو الكوخ و عندما وصلا ذهب باسل ليجلس فوق صخرة كبيرة كان المعلم قد سبق و أعدها لأنمار عندما كانت ستتدرب على السحر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جلس باسل فوق الصخرة جلسة تربيعة ثم وضع يديه على ركبتيه و ركز جيدا على ما بدأ معلمه يقوله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أنصت جيدا أيها الفتى باسل، حالة 'الصفاء الذهني و الروحي' تنقسم لثلاث مراحل، كل مرحلة متصلة بالأخرى و لا يمكنك المرور للمرحلة التالية من دون إتقان التي سبقتها بشكل كلي، هذه المراحل هي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المرحلة الأولى، و تلقب بمرحلة 'ترسيخ الأفكار' و تقوم خلالها بتجميع أفكارك و توحدها ثم تجعلها ثابثة من أجل التحكم بها، عند فعلك لهذا، سيمكنك إخمادها تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المرحلة الثانية، و تلقب بمرحلة 'فهم الأحجية و فكها' و كما تحدثنا عن هذا من قبل يجب أن تفهم أحجية لغة جسمك تماما و هذه هي أصعب مرحلة و التي تكون عائقا أمام الكثير من المتدربين، فعليك الغوص عميقا في عقلك الذي أصبح خاليا من الأفكار، و التحكم في مشاعرك و الوصول لأعماق روحك و مواجهة مخاوفك و من ثم ترتيب دورتك التنفسية للشعور ب'نقط الأصل' الخاصة بك</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المرحلة الثالثة و الأخيرة، و تلقب بمرحلة 'العقل و نقط الأصل' حيث عندما تبدأ بالشعور بنقط الأصل بجسدك و تجعلها تتصل بعقلك لتتحكم بها و توصل بعضها ببعض من أجل صنع طريق أو مسار الطاقة السحرية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و هناك مرحلة لا تحتسب مع الثلاثة الأخريات لأنها لا تطبق من طرف المتدرب نفسه بل من ساحر متمرس يملك تحكما لا بأس به في الطاقة السحرية، يقوم هذا الشخص بالدفعة السحرية التي سبق و أخبرتك عنها حيث يهيج الطاقة السحرية لتبدأ العمل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذه هي المراحل الثلاث الأساسية و التي تعتبر بداية مسيرتك في السحر، لكن قبل أن تبدأ بالتدريب سنتطرق لموضوع مهم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب باسل من كلام المعلم، ما الموضوع المهم الآن أكثر من تعلمه السحر، فهو انتظر أكثر من سنة و تحمل تدريبات جهنمية فقط من أجل هذا اللحظة التي أتت أخيرا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم حديثه "أنت قلت سابقا أن سبب من أسبابك لتعلم السحر هو لقتل الشياطين، لماذا تريد فعل هذا أيها الفتى باسل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي باسل ساكتا للحظات ثم أجاب "لأنهم كانوا السبب في فقداني لوالدي الذي لم أعرفه أبدا و النظرة الحزينة التي تعتلي وجه أمي دائما عندما أذكره"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر المعلم لباسل لفترة طويلة ثم أكمل كلامه "كما تعلم أيها الفتى باسل، لقد مرت ثلاثة عشر سنة منذ هجوم الشياطين، أ تعلم لماذا هجموا على هذا العالم و توقفوا فجأة؟ و لماذا لم يهجموا ثانية؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم باسل و قال "لِم لمْ أفكر بهذا من قبل؟ معك حق أيها المعلم، بغض النظر عن سبب هجومهم، يبقى عدم هجومهم لمرة ثانية لمدة ثلاثة عشر سنة كاملة أمرا غريبا جدا، أيها المعلم، أنت تعرف لماذا، أخبرني من فضلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "حسنا، أنا كنت أنوي إخبارك منذ البداية، لنبدأ أولا بالتكلم حول العوالم و من أين أتوا الشياطين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل الذي كان يستمع بلع ريقه لأنه سيعرف الحقيقة المخفية التي لا يعلمها أي شخص بهذا العالم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها الفتى باسل، هذا العالم الذي تعيش به ليس سوى واحد من بين الكثير، و يعرف ب'العالم الواهن' لأنه أضعف عالم. هناك أربعة عشر عالم رئيسي و الكثير من العوالم الثانوية، و من بين العوالم الرئيسية هناك عالم الشياطين، حيث تعيش فيه الشياطين كما يوحي اسمه، قبل ثلاثة عشر سنة قام ملك الشياطين بأمر أتباعه بالاستيلاء على هذا العالم و التحكم في ساكنيه و جعلهم عبيدا مقاتلين لمصلحته"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل ينصت بتركيز كبير و يصدم في كل كلمة يقولها معلمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"عندما عرف جلالة الملك الأصلي بهذا، أسرع في أمر قواته بالهجوم على عالم الشياطين. نشبت حربا طاحنة بينهم لدرجة أن ملك الشياطين أمر أتباعه بالعودة من 'العالم الواهن' ليشتركوا معه في الحرب، و بهذا كان مخطط جلالة الملك الأصلي ناجحا في جعلهم يتراجعون من هنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سأل باسل المعلم قبل أن يكمل حديثه "من هو هذا الملك الأصلي الذي تحدثت عنه أيها المعلم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "إنه حاكم العالم الأصلي و الذي يقال عنه أنه أقوى عالم. العالم الأصلي و حاكمه يحميان جميع العوالم من الغزو الشيطاني لكي لا تكبر قوة الشياطين، لكن مع أن هناك هذه الحماية إلى أن هناك عالمين قد سقطا بالفعل في قبضة ملك الشياطين قبل ألف سنة و عالم آخر قد تحالف معه بنفس الوقت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أخيرا عرف باسل و فهم سبب هجوم و تراجع الشياطين لكن ما زال هناك أمر يشغل باله و لهذا سأل المعلم "لكن لماذا لا زالوا لم يهجموا حتى الآن؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "هذا لأن الحرب لا زالت سارية بينما نحن نتكلم الآن أيها الفتى باسل، فملك الشياطين يحتاج لكامل قواته إن أراد التصدي لهجوم الملك الأصلي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقتنع باسل بكلام معلمه ثم بدأ يفكر لفترة طويلة جدا و فجأة و وقف و سأل "أيها المعلم، لماذا أنت تعرف كل هذا؟ و لماذا تخبرني به؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم بجدية كبيرة "هذا لأنني الشخص الذي وكلت إليه مهمة إرشاد 'المختار' و جعله مستعدا لكي يحافظ على التوازن، و أخبرك بكل هذا لأنك أنت هو هذا المختار أيها الفتى باسل"</strong></p><p><strong>"المختار؟ الحفاظ على التوازن؟ لماذا أنا هو المختار؟ و ماذا تقصد بالحفاظ على التوازن؟" كان باسل يطرح الأسئلة على المعلم باستمرار، فكلام معلمه أتى فجأة و صدمه كثيرا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم قائلا "أنا آسف، حتى أنا لا أملك إجابات على أسئلتك، فكل ما أمرت به هو إرشادك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بانزعاج "أمِرتَ؟ مِن مَن؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "من جلالته، الملك الأصلي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر باسل لمعلمه بتعجب و قال "إذا أنت من العالم الأصلي أيها المعلم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "هذا صحيح، أنا تابع لجلالة الملك الأصلي منذ زمن طويل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "تابع؟" ثم تذكر شيئا ما و أكمل قائلا "أيها المعلم، بالمناسبة أنا لا زلت لم أعرف اسمك بعد، أ يمكنك إخباري به؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك المعلم و قال "هوهوهو، لقد نسيت أيضا إخبارك، اسمي هو 'إدريس الحكيم' "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما سمع باسل رد معلمه تغيرت نظرته و قال "الحكيم؟ ما هذا أ هو لقبك أو شيء كهذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "أنا لم يكن لدي اسم و لا لقب عائلي لأنني كنت يتيما، الاسم 'إدريس' أعطاني إياه جلالته و عندما كبرت بدأ الناس بمناداتي 'الحكيم'، فأصبح لقبي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "حسنا لقد فهمت الأمر كله، لكن أيها المعلم سأقول لك شيئا، آسف على تخييب ظنك لكني لا أريد أن أحافظ على التوازن أو أيا كان، أنا كل ما أردته هو تعلم السحر لأني أجده مثيرا للاهتمام و أستطيع به حماية و رعاية أمي و المقربين مني"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر المعلم لباسل ثم قال "لكن الأمر مقرر منذ ولادتك، و إن لم تجعل من نفسك أقوى فلن يكون بإمكانك حماية ليس فقط أمك و المقربين منك بل هذا العالم بأكمله، و هذا لن يتحقق إلا عن طريق اتباعك إرشاداتي حاليا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وضع باسل يده على ذقنه ثم قال "أ لا يمكن فقط للملك الأصلي هزيمة ملك الشياطين و الأمر سيحل ببساطة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم ضاحكا "هوهوهوهو، معك حق، لكن لو كان الأمر بهذه البساطة و السهولة ألا تظن أن الملك الأصلي كان سيفعله من الأول؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل بينما يضحك "هاهاهاها، معك حق" ثم أكمل بجدية "أيها المعلم أنا لا أعرف حول أشياء 'المختار' و 'الحفاظ على التوازن' هذه، لكن أظن أني سأتبع إرشاداتك للآن من أجل حماية من أريد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم "حسنا، هذا كل ما أحتاجه منك لتفعله، و الآن قبل أن نبدأ تعليمك السحر، يجب أن تفهم لم مررت بكل هذه التدريبات الشاقة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحمس باسل عند سماع معلمه، فهو أخيرا سيعرف سبب التدريب الجهنمي الذي استمر لأكثر من سنة، و بعد قليل من الوقت سيبدأ تعلمه الفعلي في السحر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ المعلم شرحه قائلا "السبب الأكبر في قولي أنك كنت غير مستعد بالسنة الماضية كان بنية جسدك، كان يجب أن تكون بنيتك الجسدية قوية إلى حد ما من أجل تحمل موجة الطاقة الخارجية المفاجئة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب باسل في ما قال معلمه ثم سأله "الطاقة الخارجية؟ ما هذا أيها المعلم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم كلامه بالإجابة عن سؤال باسل "كما تعلم الساحر يملك طاقة سحرية تسري بجسده في مسار مرتبط بنقط الأصل، لكن ما لا تعلمه أنت و قاطني هذا العالم أن ليست هذه هي الطاقة الوحيدة الموجودة، هناك طاقة في الهواء الطلق و هي عبارة عن جزيئات من طاقة سحرية غير محدودة، يمكنك أيضا مناداتها الطاقة السحرية الخارجية، إنها الطاقة التي يستطيع استخدامها الساحر عندما يخترق المستوى السابع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل تجمد في مكانه، ما الذي يقوله المعلم، اختراق المستوى السابع؟ الطاقة الخارجية؟ ما هذا بالضبط؟ و لهذا سأل في الحال قبل أن يشرع معلمه في استكمال الشرح "أيها المعلم، انتظر لحظة من فضلك، أريد أن أفهم بالضبط ما يجري هنا، أ تقول لي أن هناك مستوى أعلى من المستوى السابع في السحر؟ و هناك طاقة غريبة في الهواء؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك المعلم ثم أكمل "هوهوهو، حسنا لا تكن مستعجلا، و لا تكن مصدوما لهذه الدرجة فقط من شيء كهذا" استرخى باسل قليلا ثم أكمل المعلم "ليس هناك مستوى أعلى واحد فقط بعد المستوى السابع، بل هناك مستويات كثيرة و خيالية، يسمى هذا العالم بالعالم الواهن لأنه العالم الأضعف و هذا بسبب عدم ظهور و لو شخص واحد يستخدم الطاقة الخارجية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذه الطاقة السحرية الخارجية لا يمكن اكتشافها إلا من شخص قد وصل لقمة المستوى السابع و أعاد الدخول في حالة 'الصفاء الذهني و الروحي' لكن هذه المرة يحاول الشعور بهذه الطاقة الخارجية و جعلها تتصل بنقطه الأصلية، و بما أن لا أحد قد وصل لهذا المستوى في هذا العالم فلا عجب من عدم معرفة أي شخص بهذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم تختفي الصدمة من على وجه باسل حتى لو كانت قد قلّت عما سبق، اليوم إنه يكتشف حقائق صادمة جدا، العالم كله سينقلب رأسا على عقب، الحروب ستندلع، القتل سيكثر، و القوى لن تبقى متوازنة كما كانت، هذا كله إن اكتشف شخصا آخر ما عرفه باسل اليوم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم كلامه بادئا بمناداة باسل "أيها الفتى باسل، لقد حدثتك عن هذا لكي تفهم شرحي لحالتك الخاصة، أنت مختلف جسديا عن الآخرين، و هذا الاختلاف ليس بسيطا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل عرف هذا بالفعل، فأي شخص سيستنتج بعد مرور مدة من الوقت أنه كان يدرب جسده، لكن لماذا؟ السحرة أو المتدربون على السحر لا يحتاجون لتدريب جسدهم لأنه سيصبح أقوى بمجرد دخولهم المستوى الأول، و يصبح أقوى أكثر كلما ارتفعوا في المستوى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم كلامه "الأشخاص العاديون لن يحتاجوا للتدرب كما فعلت، فكما رأيت أنمار، لقد جعلتها تشرع في تدربها على السحر مباشرة بعد شرحه لها و إعطائها المعلومات التي تحتاجها، لكن في حالتك أنت هذا لم يكن ممكنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل فجأة بعدما ظهر عليه تعبير تذكر شيء ما "هل هذا له علاقة بما قلته عن تحمل جسدي لموجة الطاقة الخارجية المفاجئة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "نعم، هذا صحيح، أنت لديك بنية جسدية تجذب الطاقة الخارجية طبيعيا و من تلقاء نفسها، فأنت بإمكانك استخدام الطاقة الخارجية من دون أن تحتاج أن تكون قد اخترقت المستوى السابع، لكن ليس هذا فقط ما تختلف فيه أنت عن الآخرين، السحرة عند وصولهم لمرحلة استخدام الطاقة الخارجية يكون بإمكانهم استخدام القليل منها فقط و كلما ارتفعوا بالمستوى كلما كان بإمكانهم استخدام قدر أكبر، أما أنت فعلى العكس جسدك يجذب الطاقة الخارجية بلا حدود"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل لم يجد ما يقوله للحظات، فهو عرف شيئا عن جسمه لم يكن يتخيل أنه سيسمعه في حياته لكنه جمع شتات نفسه ليسأل "أيها المعلم، إن كان هذا صحيحا، لم لا أشعر الآن بأي شيء، لماذا ليست هناك أي طاقة تنجذب لجسدي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم مكملا شرحه "حسنا، هذا لأن هناك ختم يمنع هذا من الحدوث، عندما ولدتَ، بعد مرور قليل من الوقت بدأت تنجذب لجسمك الطاقة الخارجية، و لو كان الأمر استمر هكذا لكنت قد متَّ، و لهذا قد جئت أنا و وضعت ذلك الختم، بعد هذا أصبح وضعك مستقرا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب باسل من كلام معلمه ثم قال "أوه، لقد سبق و التقيتني أيها المعلم عندما كنت رضيعا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر المعلم لباسل ثم ضحك "هوهوهوهو، أ هذا ما أنت متفاجئ منه؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بينما يضحك هو الآخر "هاهاها، أو لم تكن أنت الشخص الذي قال لي ألا أنصدم كثيرا؟ و أيضا بعد ان سمعت كل تلك الحقائق أصبحت أشعر أن أي شيء لن يفاجئني بعد الآن، هاهاها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم "حسنا، سنرى هذا" ثم أكمل شرحه "الآن جسمك مستقر تماما، لكن بمجرد ما أن تدخل المستوى الأول سيضعف الختم قليلا مما سيسبب في تلقي جسمك لكمية معينة و مفاجئة من الطاقة الخارجية، و لهذا كان عليك أن تدربه استعدادا للموجة السحرية التي ستأتي مرة واحدة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أخيرا عرف باسل ما الهدف الذي كان من أجله يتدرب لكل هذا الوقت، في الحقيقة هو لم يتصور أو حتى تخيل أن السبب سيكون هذا، فهو لم يعرف لا عن الطاقة الخارجية و لا عن الختم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم "حسنا، هذا كل ما تحتاج لمعرفته قبل بدئك تعلم السحر، و لهذا كل ما تحتاج لفعله الآن هو الدخول للمستوى الأول لأكمل شرحي لك عن بنيتك و امتيازاتها الخاصة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فرح باسل و اقتنع بكلام معلمه تماما ثم قال "حاضر أيها المعلم"</strong></p><p><strong>كان باسل يجلس جلسة التربيعة و مغمض العينين و كان لديه تركيز خارق بحيث الطير يمكنه المجيء و الجلوس على رأسه معتقدا إياه صخرة ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل الآن في بداية المرحلة الأولى من حالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، بدأ يفعل مثل ما قام به ب'وادي الظلام العميق'، حيث بدأ يستجمع جميع أفكاره الخاصة و يحاول تثبيتها لكي يستطيع إخمادها، لكن في كل مرة كان يفشل، و يبدأ العملية من جديد، لأنه الآن لا يحتاج لتجميع أفكار معاركه فقط و إنما كل الأفكار مهما كان نوعها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمر الأمر معه على هذه الحال لمدة خمسة أيام فقط حتى استطاع إخماد القليل من أفكاره، لكنه لم ينجح في إخمادها كلها، فهناك أفكار و اعتقادات لم يستطع تركها من السيطرة على عقله أبدا، ففي كل مرة كان يقترب من التحكم الكامل كانت تظهر فكرة و اعتقاد جديد يشتت له تركيزه، بعد يومين آخرين فقط استطاع إنهاء المرحلة الأولى بحيث كان قد أخمد أفكاره كلها بعد أن استطاع تثبيتها و ترسيخها كلها من أجل التحكم بها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه المرحلة لم يكن الأمر صعبا على باسل لأنه احتاج فقط لتجميع أفكاره و جعلها مستقرة و ثابتة ليستطيع التحكم بها، و عندما نجح بهذا استطاع إخمادها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما نجح باسل بالمرحلة الأولى 'ترسيخ الأفكار'، أحس بنفسه كما لو أنه فضاء لا نهاية له، أحس بالراحة في هذا المكان، كان هذا الفضاء هادئا بحيث إن رميت به حجرة سيتردد صوتها على مسامعك لآلاف المرات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هذا الفضاء باللون الأزرق الفاتح و قريبا للون الأبيض، بعد مدة أحس باسل بتغير بدأ يحدث في هذا الفضاء. ظهرت أمامه أمه و العمة سميرة و أنمار و الجد علي و عندما رآهم ذهب في اتجاههم بفرح، لكن عندما وصل أمامهم، العمة سميرة قطعت لأطراف أمام عينيه، أنمار بدأت تضغط حتى ماتت، الجد علي بدأ يتآكل جسمه بسرعة حتى اختفى تماما، و في الأخير أمه بدأت تذوب أمام عينيه كما لو أنها تتعرض لنار حارقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل في كل لحظة كان يتقطع من الألم و يصرخ بجنون بدءً بالعمة سميرة وصولا لدور أمه، عند موت أمه بهذه الطريقة أمام عينيه، باسل فقد كل إرادته في الحياة و أصبحت عيناه فارغتان و عند حدوث هذا بدأ يتصدع ذلك الفضاء شيئا فشيء حتى تكسر من حوله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"وااااااه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح باسل عيناه صارخا كما لو أنه قد استيقظ من أفظع كابوس مر عليه في حياته ثم نظر في اتجاه المعلم و سأله بينما وجهه شاحب "أيها المعلم، ما كان ذلك بالضبط؟ ما الذي حدث؟ كنت في فضاء لا نهائي و أحسست بالانتماء لهناك و راحة لا مثيل لها لكن في لحظة تغير كل شيء من الطمأنينة و السكينة لعذاب شديد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم بعد أن تنهد "تلك هي بداية المرحلة الثانية "فهم الأحجية و فكها'، لقد كنت في فضاء روحك، المسمى ب'بحر الروح'، لقد سبق و قلت لك إنها أصعب مرحلة، ستواجه أكبر مخاوفك و لن تكون قادرا على الاستمرار ما لم تتغلب عليها، بعدها يأتي دور الغوص بالروح و ترتيب الدورة التنفسية تماما، و من ثم البدء في الشعور بنقط أصلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يقطر عرقا باردا، بدأ يتذكر ما رآه في السابق، عندما كان بذلك الفضاء أحس بالأمر كما لو أنه حقيقة، حتى مع أنه كان يقنع نفسه مرارا و تكرارا أنه وهم إلى أنه لم يستطع التحمل أكثر عندما وصل دور أمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بصوت مرتعد "أيها المعلم، أ سيكون علي تجريب مثل ذلك الأمر في كل مرة أدخل للمرحلة الثانية؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "في كل مرة سيختلف الأمر، سيزداد سوءا في كل محاولة ثانية لكنه لن يُخفّف أبدا، أظن أنه عليك الاستعداد جيدا، فهناك من ضاعت روحه بهذا الاختبار عندما كرره مرات كثيرة، و لهذا عندما لا ينجح الأغلبية يتوقفون عن التدرب خائفين من الضياع، لكن لا تقلق، أنت قادر على فعلها، ثق في كلامي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل الذي كان وجهه شاحبا، تغيرت نظرته و قرر البدأ من جديد، فهو من البداية كان مستعدا لأن يواجه أي خطر، فليس هناك شيء بدون مقابل في هذا العالم، هذا ما كان يعتقده باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ باسل من جديد، لكنه كان يفشل في كل مرة، و يعود بوجه شاحب أكثر من الذي سبق، بقي على هذه الحال لمدة عشرة أيام من دون الحصول على نتيجة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في الأول كان باسل يأخذ وقتا طويلا لإتمام المرحلة الأولى، لكنه عندما أعاد المحاولة مرارا و تكرارا أصبح ينهيها في غضون نصف ساعة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المحاولة رقم 'عشرون'، بداخل 'بحر الروح'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لا، لا، لا، لا، لا، ليس ثانية أرجوك لا تقتل من أعِز، لا تعذبني هكذا، أرجوك". كان قلب باسل يتقطع من الألم، فهو وصل لمرحلة حيث أصبح يرى المقربين منه يقتلون بأشنع الطرق، و ليس مرة أو إثنان، بل المئات من المرات، و في الأخير يفقد السيطرة على نفسه و يتكسر 'بحر الروح'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما كان باسل ينهي المحاولة يدخل في الثانية مباشرة مع أن التعب و المعاناة الشديدين جراء هذا كان أضعاف الذي أحس به جراء تدريباته في السنة الماضية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في كل محاولة أخرى كان العذاب يزداد شدة. أغلق باسل عيناه و لم ينظر حتى عند سماعه لصراخ أمه التي تتعذب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لقد عرفت سبب كل هذا، إن هذا كله ليس سوى وهم أنا أخلقه بنفسي، فعندما أرى السكينة و الطمأنينة، تبدأ مشاعري بالهيجان، لأنني ألوم نفسي عن الراحة التي حصلت عليها لوحدي تاركا من أحب و أعتز به، عقلي الباطن يبدأ في جعلي أتوهم تلك الأشياء التي أخاف أن تحصل، و إن لم أدرك هذا لن يكون بإمكاني التقدم للأبد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد فهم باسل لحالته، حتى مع جميع الطرق التي صرخ بها أو مات بها أمه و الآخرين، لم يترك هذا يشوشه و ركز على التحكم في مشاعره و مخاوفه. بدأت تقل حدة الصراخ شيئا فشيء حتى اختفى الصوت تماما. أخمد باسل جميع المشاعر السلبية و الإيجابية، حتى مشاعره تجاه الشياطين أخمدت، و بهذا انتهى من المهمة الأولى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما فتح باسل عينيه وجد 'بحر الروح' كما يجده في اللحظات الأولى من دخوله. تنفس باسل الصعداء لأنه أخيرا اجتاز هذا الاختبار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يحدث شيئا لمدة طويلة حتى تكونت بوابة من ضوء ساطع و كانت ضخمة جدا بحيث لا يمكنك رؤية عرضها و لا طولها. عندما اقترب باسل منها ظهر فَلَق رقيق للغاية لكنه كان كافيا للمرور منه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عند رِؤية باسل لهذا فهم أنه عليه المرور من ذلك الشق. استعد نفسيا ثم خطى للداخل. هذه المرة كان هناك ظلام لا نهائي و هناك أربعة عشر كرة بقطر يصل لثلاثين سنتمتر، يدور حول كل واحدة منها حروف رونية تتغير باستمرار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فهم باسل ما الذي يجب عليه فعله، فهو عليه أن يفهم هاته الأحاجي كاملة ليحرر و يفك الختم عن هذه الكرات الأربعة عشر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"إذن هذا ما كان يقصده المعلم بفهم الأحجية و فكها، لكن إن كان اسم المرحلة يشير لهذا الاختبار، أليس هذا يعني أنه أصعب اختبار، مع أنني مررت بكل ذلك العذاب المرير لا يزال هناك المزيد؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما اقترب باسل من إحدى الكرات لمسها و بدأت العديد من الأفكار تتوغل لعقله فأزال يديه بسرعة، عندها فهم باسل الأمر "سوف يجب علي فهم هذه الأفكار و التحكم بها من أجل فك أحجية تلك الحروف الرونية و إخماد هذه الأفكار من جديد كما فعلت في المرحلة الأولى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لمس باسل الكرة من جديد لتندفع تلك الأفكار لوعيه من جديد و بدأ يحللها، الابتسامة ظهرت على وجه باسل، فهو كان يتمتع بهذا الأمر، لقد كان يحب الكتب منذ صغره، الغامضة منها خصوصا و التي تحمل ألغازا و أحاجي صعبة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>يبدو أنه وجد أحجية رائعة ليتمتع بها هذا المرة و الأفضل في الأمر هو أن الجائزة ستكون رائعة. بقي باسل على هذا الحال لمدة طويلة حتى أنه فقد الاحساس بالوقت بالفعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مر الكثير من الوقت على دخوله للمرحلة الثانية و معلمه الذي يراقبه كان مصدوما بشدة هذا المرة، و بعد أن هدأ قليلا ابتسم ثم قال "أن ينهي أصعب اختبار بين جميع الاختبارات في يوم واحد، هذا ببساطة ليس بفعل يقدر أي أحد على فعله، هل هذا له علاقة بكونه المختار، 'المختار' " بقي 'إدريس الحكيم' يردد هذه الكلمة مرارا و تكرارا بينما يشاهد باسل الذي دخل للمرحلة الأخيرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل ب'بحر الروح' و جالسا جلسة التربيعة كالعادة. كان يتأمل و يتحسس نقط أصله. بعدَ أن فهم أحجية جسده قام بفكها و أخمد جميع تلك الأفكار، و بمجرد فعله لهذا أصبحت لديه معرفة كاملة بما يجب عليه فعله للشعور بنقط أصله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر شكل أبيض على شكل جسم أمامه، أو بالأحرى على شكل جسمه. بدأ باسل يشعر بنقطة تلو الأخرى و يوصلها ببعضها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت كل واحدة من هذه النقط تتمركز في موضع، كل واحدة في جزء من ذلك الجسم الأبيض. كانت هناك بالأول نقطة لا لون لها في الجبهة، و من ثم خرج منها مسارين اتجها نحو الكتفين و توقفا إلى أن تكونت نقطتين أخرتين كل واحدة على كتف، و خرج مسارين من كل نقطة، اثنان اتجها نحو وراء الرقبة لتتكون نقطة و آخران للصدر لتتكون نقطة أخرى، خرج مسار من نقطة الرقبة و نزل لأسفل الظهر مكونا نقطة أخرى هناك، خرج ثلاث مسارات هذا المرة من النقطة التي بالصدر، ، اثنان استكملا طريقهما، واحد على الجهة اليمنى و الآخر على اليسرى، نزولا للكوعين فكونا نقطة و من ثم إلى اليدين ليفعلا نفس الشيء، أما المسار الثالث بعد أن نزل قليلا نحو السرة، تفرع لمسارين نزلا نحو الركبة و من ثم إلى القدم فاعليْن مثل اللذيْن سبقهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بهذا كان باسل قد أتم المرحلة الأخيرة 'العقل و نقط الأصل'. عندها وقف المعلم الذي كان يشاهد باسل و ابتسم ثم جمع القليل من السحر الخالص بيده اليمنى و وضعها على جبهة تلميذه ثم صرخ "هااااااااااااا"، بعد مرور قليل من الوقت بدأ 'بحر الروح' الخاص بباسل بالاهتزاز و تكونت البوابة الضخمة من جديد لتخرج منها الكرات الأربعة عشر و ذهبت فوق الجسم الأبيض على شكل دائري</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>فششششششششششش</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت جميع الكرات غير محاطة بتلك الحروف الرونية من السابق و أطلقت خيطا رفيعا بجبهة الجسم الأبيض لتمتلئ به نقطة الأصل المتموضعة هناك و بدأت تشع بضوء ساطع، ليمر هذا الأخير على المسار الذي صنع من قبل، و في لحظة امتلأت جميع النقط الأربعة عشر بالضوء الساطع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بمجرد ما أن انتهى هذا فتح عينيه ليجد المعلم أمامه مبتسما "أحسنت أيها الفتى، لقد نجحت في اكتساب سحرك الخاص، يجب أن تكون هناك كرات من فوق جسم أبيض عندما كنت في 'بحر الروح'، تلك هي مقدار قوتك السحرية الآن و سوف تعبئ كل نقطك الأصلية بالطاقة السحرية من دون أن تتركها تفرغ، لكن تلك الكرات سوف ينقص حجمها تدريجيا في كل مرة تزود نقطك الأصلية بالسحر، و عندما تصل لحجم غير قادر على ملأ كل نقطك الأصلية سيكون هذا معناه أن طاقتك السحرية قد فرغت و ستحتاج للوقت من أجل إعادة الشحن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل هادئا جدا، فهو اكتسب السحر الذي كان يطمح له منذ وقت بعيد لكن ردة فعله لم تكن كبيرة، فما زال هناك أمر عليه تخطيه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"و الآن فلتستعد لموجة الطاقة الخارجية، فالختم قد ضعف مثل ما قلت لك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>ووووووووووووووووش</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أحس باسل بطاقة غريبة تندفع لجسمه، اتجهت هذا الطاقة نحو بحر روحه و كانت كسحابة كبيرة، عندما دخلت لبحر الروح، بدأ هذا الأخير يتصدع قليلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل متفاجئا، لكنه عندما رأى بحر روحه بدأ يتكسر، فأسرع في البدء بإصلاحه عن طريق إرسال طاقته السحرية لملأ الفراغ بين الكسور، و في نفس الوقت كان يرسل طاقته السحرية نحو سحابة الطاقة الخارجية الهائجة ليتحكم بها قبل أن تتسبب في تدمير بحر روحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه الطاقة كانت كبيرة بأضعاف عن طاقته السحرية، إن لم يتحكم بها و ظل يصلح التصدعات التي تظهر في بحر روحه فقط، ستنتهي في النهاية طاقته السحرية و تدمر سحابة الطاقة الخارجية بحر روحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما يصبح الشخص ساحرا يكون بإمكانه الدخول لبحر روحه متى ما شاء، و لهذا كان باسل قادرا على الدخول بسرعة و شرع في التحكم بسحابة الطاقة الخارجية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>إن كان باسل ما يزال بنفس البنية الجسدية التي كان يملكها قبل سنة لكانت الطاقة الخارجية قد دمرت جسمه قبل أن تصل لبحر روحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأت سحابة الطاقة الخارجية تهدأ شيئا فشيء إلى أن توقفت عن الهيجان تماما. بعد لحظات بدأت تنقسم لكرات عديدة وصل عددها للأربعة عشر. حدث لهذا الكرات ما حدث مع الأخرى، جاءت هذه الكرات الأربعة عشر فوق الجسم الأبيض و أطلقت كل واحدة منها خيطا رفيعا في اتجاهه مالِئة نقاطه الأصلية كلها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح باسل عينيه و تفاجأ ثم سأل معلمه الذي كان أمامه "أيها المعلم ما الذي حدث قبل قليل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "حسنا، لقد أنتظرك لتنتهي ثم أكمل لك شرح حالتك من حيث توقفنا سابقا. عندما ضعف الختم دخلت لبحر روحك كمية من الطاقة الخارجية، و كما رأيت إنها تكون هائجة على عكس طاقتك الخاصة، الساحر عندما يصل لقمة المستوى السابع يمر من مرحلة مشابهة للتي مررت بها و يصنع أربعة عشر كرة من الطاقة تكُون عبارة عن طاقته السحرية الثانية و التي تكوِّن عنصره الثاني ثم يخترق و يكون باستطاعته استخدام عنصرين مختلفين من السحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بتعجب "أووه، إذن ما فعلت الآن كان هذا الشيء، لكن انتظر العنصر الثاني؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم "هذا صحيح، الطاقة الخارجية التي يكتسبها الساحر بعد اختراقه المستوى السابع تصبح عنصره السحري الثاني، و أنت الآن تمتلك عنصرين مختلفين من السحر من دون أن تخترق المستوى السابع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأ باسل و قال "لكن..." ثم بدأ ينظر ليديه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما رآه المعلم قام بسؤاله "ماذا بك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "حسنا، نوعا ما ليس كما توقعت أن يكون الشعور عند امتلاكي السحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم مع رفع ذراعيه قليلا و بصوت متحمس "القو...القوة تغمرني" ثم أكمل "أهذا ما كنت تتوقع انه سيحدث؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل بخجل قليل "حسنا، نعم، نوعا ما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم بادئا بضحكة "هوهوهو، حسنا لا تقلق ستشعر بالتغير لاحقا، و الآن سأكمل شرحي، أنصت جيدا" ركز باسل على ما يقوله معلمه الذي أكمل شرحه "عنصر سحرك تعرفه عندما تركيزك على الكرات الأربعة عشر اللواتي هن طاقتك السحرية، بمعنى آخر عندما تركز وعيك جيدا على طاقتك السحرية ستعرف في الحال ما هو عنصرك، فبما أنك تكون قد فككت أحجية الحروف الرونية ستفهم كل شيء حول نفسك بتركيز وعيك فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما انتهى المعلم من شرحه لهذه النقطة دخل باسل بسرعة لبحر روحه و ركز على طاقته السحرية فعرف عنصرها ثم انتقل للطاقة الخارجية و التي أخذت منه وقتا أكبر من التي سبقتها لكنه استطاع معرفة عنصرها هي الأخرى ثم فتح عينيه و قال عن ماهية عنصريه الاثنين للمعلم ليبدأ هذا الأخير بإعطائه جميع المعلومات عنهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هذا صحيح، كما قلنا، فعندما تصبح بنية الساحر الجسدية أقوى في كل مرة يرتفع بالمستوى، يكون هناك توازن بين طاقته السحرية و بنيته الجسدية، و عندما يصل لقمة المستوى السابع تكون بنيته قادرة على تحمل الطاقة الخارجية، و لهذا لا يؤثر عليه الأمر أبدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "أيها المعلم، شكرا على الشرح لقد فهمت الأمر لكن ما زال هناك أمر أريد معرفته، ما الذي يوجد بعد المستوى السابع؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "بعد المستوى السابع يوجد سبع مستويات أخرى في السحر، من المستوى الثامن إلى الرابع عشر، عندما يدخل الساحر للمستوى الثامن تبدأ حياته تتمدد بعشرين سنة في كل مستوى يرتفع به، و تكون قوته أكبر بشكل لا يقارن مع ما كانت عليه "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أحس باسل بفرح غامر ثم قال "يبدو أن العالم أوسع بكثير جدا مما كنت أتخيل، لقد كنت حقا ضفدعا في بئر، يبدو أنه سيكون من الممتع أكثر اتباع إرشاداتك، فبهذا أنا عرفت كل هذه الأشياء و لا زال هناك الكثير على ما أظن، أعتقد أنه لا ضير في الأمر أن أكون هذا 'المختار'، فبسبب هذا التقيتك أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم ضاحكا "هوهوهو، كما قلتَ ما زال هناك الكثير و الكثير، هناك مستويات خيالية، و قد الأمر يحتاج لمئات السنين لترى كل ما تريد، العالم واسع بحق أيها الفتى باسل، من الآن فصاعدا ستكون مهمة حماية هذا العالم على عاتقك، ستكون قائدا للناس هنا و قدوتهم، يجب أن تصبح أقوى بكثير إن أردت حماية كل ما تريد، أعداؤك الحقيقيون أقوياء بشكل لا يوصف،</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فقبل ثلاث عشر سنة لم يرسل ملك الشياطين سوى عدد قليل من قادة جيشه و هذا كان كافيا لجعل هذا العالم يخضع لأمره، لولا استجابة جلالة الملك الأصلي السريعة لكان جميع سكان هذا العالم عبيدا بحلول هذا الوقت يقاتلون من أجل إنقاذ عائلاتهم اللواتي سيكون قد جعلهن ملك الشياطين رهائن لضمان عدم خيانتهم له"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عقد باسل حاجبيه ثم قال "أيها المعلم، لقد كنت صادقا معي من الأول و أنت علمتني و لا زلت تعلمني الكثير من الأشياء التي ستساعدني في وقت الحاجة، و لهذا بدلا من قيامي بهذا على أنه واجبي كالمختار أو المحافظ على التوازن، سأحسبه ردا لمعروفك في منحي الفرصة لأحمي العزيزين على قلبي، إنني أشكرك من أعماق قلبي يا معلمي" بعد أن قال باسل آخر كلمة انحنى قليلا احتراما ل'إدريس الحكيم'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب المعلم "حسنا، لقد أعجبتني منذ الأول أيها الفتى باسل و هذا كان السبب الأكبر على ما أظن في استمتاعي بتعليمك، و الآن لنذهب لنجرب قدراتك القتالية بعد اكتسابك السحر كيف أصبحت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل كالعادة "حاضر أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب الاثنان حتى وصلا لوادي الظلام العميق. دخل باسل و معلمه ثم اتجها نحو كهف من الكهوف التي لم يدخلوها سابقا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الصمت يعم المكان. سقط على كتف باسل شيء ما فأدار وجهه ليرى ما هذا الشيء و إذا به يجد ثعبانا كان في استعداد لعض رقبته، أسرع باسل في تحطيم جمجمته قاتلا إياه ثم نظر للسقف ليرى من أين أتى هذا الثعبان، عندها رأى عددا لا نهائيا من الثعابين على طول الكهف، كان أمامهما أربع طرق و التي اختار المعلم الأوسط و الواسع بينها و استمرا إلى أن وصلا للفضاء الواسع بالداخل حيث سمعا صوت فحيح كبير و في الوسط هناك عينين حمراوتين بدأ يتوضح مالكهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان عبارة عن ثعبان بحجم هائل يمكنه أن يبتلع دب الأعماق، عندما رآه باسل تذكر كلام معلمه عندما قال له أنه لم يحن وقت دخوله لهنا بعد، فهم باسل في ذلك الوقت أن معلمه كان يشير إلى أنه لم يكن مستعدا لمواجهة الوحش الذي يوجد هنا، و يبدو أنه كان محقا في فهمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يعتقد أنه لو واجه هذا الوحش قبل سنة من الآن لم تكن لتكون هناك أي فرصة له ضده، الوحش الذي كان أمامه لا يمكن مقارنته بدب أعماق، فلا شك أنك إن وضعت دب الأعماق أمام هذا الثعبان العملاق سيأكل في لحظة واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن هذا ليس كل شيء، قام المعلم ببدأ كلامه مناديا باسل "أيها الفتى باسل، هذا الثعبان يسمى "ملك الثعابين الشره'، إنه يتغذى على جميع الكائنات الموجودة بهذا الوادي، لا يهم إن كان دببة أعماق أو كلاب مهشمة، كل الوحوش هنا ما هي إلا مجرد وجبة خفيفة له. عندما يشبع يعود للنوم من جديد. أتيت بك لهنا لأنه اليوم الذي سيستيقظ به، عندما يستيقظ يكون في أشد حاجته للأكل و لهذا يكون في أخطر حالاته. يستطيع استخدام 'القسم النهائي' من المستوى الثاني من 'سحر العقل' إنه ببساطة حاكم وادي الظلام العميق"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"يكون في أغلب الأوقات في سبات لكنه عندما يستيقظ أول ما يفعله يكون أكل دببة الأعماق كلها و بعدها يذهب باحثا عن المزيد من الطعام، أنت الآن عبارة عن عثرة في طريقه للبحث عن وجبته، و لهذا سيحاول قتلك بكل ما يملك من قوة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتلع باسل ريقه و أحكم قبضته ثم عندها أكمل المعلم "ستقاتله و يجب أن تستخدم كامل قوتك، و من الآن فصاعدا لن أقمع أي وحش و ستواجهه من دون أن أفعل له أي شيء"</strong></p><p><strong>اومأ باسل موافقا علي كلام معلمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وبعد فتره من بدايه القتال</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بوووم</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل كان هاربا من أنياب 'ملك الثعابين الشره' العملاقة بسرعة هائلة و بدون توقف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حاول ملك الثعابين الشره عض باسل الذي كان بجانب الحائط. راوغه باسل و عندما فعل هذا انغرست أنياب ملك الثعابين الشره في الحائط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ ملك الثعابين الشره يزيل أنيابه من الحائط ببطء و عندما رأى باسل الضرر الذي خلفه على الحائط صدم تماما، سيموت بلا شك من مثل هذا الهجوم، اخترقت الأنياب الحائط كما لو أنه قطعة من الخبز مخلفة ورائها ثقوبا عميقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مع أن هذا الأمر صدم باسل لكنه لم يخف منه، جمع شتات نفسه بسرعة ثم قال "حسنا هذا كل شيء بالنسبة لتجريبي قوتي البدنية، و الآن لننتقل إلى استخدام السحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما انتهى باسل من كلامه خرجت طاقة بلون أزرق فاتح أقرب للون الأبيض و أحاطت بجسمه. كانت هذا الطاقة هادئة جدا و غير هائجة، و بعد لحظات بدأ المحيط بينها و بين جسم باسل يصغر شيئا فشيء إلى أن اختفى تقريبا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت الطاقة كما لو أنها خيط رفيع حول جسم باسل و أصبح اللون السابق باهتا جدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اندفع باسل في اتجاه ملك الثعابين الشره و ترك في المكان الذي انطلق منه آثارا عميقة قليلا تعود لقدمه. وصل في لحظة لجانب ملك الثعابين الشره ، و ركله <em>بووم</em> فصرخ الثعبان الضخم من الألم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>شااااااااااخ</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن الضربة لم تؤثر فيه كثيرا و انطلق نحو عدوه ليعضه لكن هجومه لم يفلح حيث قفز باسل للوراء متفاديا إياه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل ابتسامة عريضة، لم يكن متوترا بالمرة كما كان أول مرة عندما أراد قتال دببة الأعماق. في هذا السنة الأخيرة مر عليه تدريبات جحيمية و من بينها كان وادي الظلام العميق هو الأسهل، فبعد أن خرج منه و استأنف التدريب من جديد تحت قيادة معلمه لم يكن له وقت للراحة كل يوم و له فقط ثلاث ساعات لينام بها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما بدأ المعلم يدرب أنمار على السحر، قال لباسل أن يوصل خبرا لأمه أنه لن يعود لشهرين آخرين، و استمر الأمر هكذا إلى أن انتهى عام التدريب البدني</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فرح باسل لأنه و أخيرا يستخدم السحر في مواجهته لوحش. عندما راوغ الثعبان الضخم و أخذ وقته في الفرح، راوغ الهجوم التالي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج الثعبان أنيابه من الأرض و صرخ بشكل مريع، كان في قمة غضبه، هذا الجرذ الذي أمامه لا يريد الموت و لا الابتعاد عن طريقه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لمعت عينا ملك الثعابين بلون أحمر بينما ينظر لباسل، هذا الأخير عندما التقى نظره بعيني العدو أصبح جامدا في مكانه و لم يعد باستطاعته الحراك و الطاقة التي كانت تحيط بجسمه اختفت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استخدم ملك الثعابين الشره أخيرا سحر العقل الخاص به موقفا حركة باسل، فعلى ما يبدو أنه تحكم بعقل باسل مانعا إياه من الحركة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انقض الثعبان الضخم على باسل الجامد بمكانه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>فحيييييييح</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقتربت الأنياب من باسل و كادت أن تقضمه لكن في آخر لحظة حدث انفجار جعل ملك الثعابين يحلق للوراء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بووووووم</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرجت نار مركزة من جسم باسل في آخر لحظة عندما كانت الأنياب ستعضه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>*يلهث، يلهث....لقد كان هذا قريبا" كان باسل يتحدث بينما يلهث و يتعرق بشدة لأنه كان يرى كل ما يحدث أمام عينيه لكنه لم يكن يستطيع الحراك أبدا مهما فعل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما اقترب ملك الثعابين الشره بأنيابه و كاد أن يقتله لم يكن لباسل خيار آخر سوى تفعيل السحر الثاني الذي يملكه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"يبدو أنني في الأخير سأحتاج لكلا عنصريّ الآن لأهزمه، عندما ضربته بتلك الركلة لم يتأثر كثيرا، أعلم أنني لم أضربه بكامل قوتي لكنني كنت أستخدم سحر 'التعزيز' في تلك اللحظة، إن لديه جسم قاس حقا، لو أنني لم أستخدم سحر 'النار' لكنت ميتا بلا شك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الثعبان الضخم ثم صرخ بصوت أضخم من السابق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>شااااااااااااااااااخ</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في كل مرة يعيقه باسل و يضيع من وقته يزداد غضبه، لكن على ما يبدو أن هذا ليس السبب الوحيد. بعدما هزم باسل سحره لم بعجبه الأمر و شعر به كإهانة له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فعّل باسل سحر 'التعزيز' من جديد و بدأ ينتقل من مكان لأخر لكي يترك الثعبان القادم يحدد مكانه. انطلق ملك الثعابين الشره بسرعة أكبر من السابق ليواكب سرعة باسل التي أصبحت في مستوى آخر عن قبل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>شوو، شوو، شوو</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أطلق باسل بينما يهرب سهاما نارية صغيرة نحو الثعبان الضخم لكنها اصطدت بجسده و لم تخترقه، اشتعلت القليل من النار على جسد ملك الثعابين الشره لكنه أطفئها بالنفخ عليها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بوووووم</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ركل باسل ملك الثعابين الشره بكل قوته هذا المرة ليحلق هذا الأخير كما حدث معه في الانفجار السابق و اصطدم بالحائط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء كان باسل يشحذ سحره، كان واضعا ذراعه أفقيا في اتجاه العدو و قبضته مفتوحة، ظهرت كرة نارية صغيرة أمام يده و بدأت تكبر ببطء حتى صار قطرها مترا و أطلقها نحو ملك الثعابين الشره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بوووووووووم</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انفجرت كرة النار بالعدو و اشتعل حريق ضخم جدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>شاااااااااااااااااااااااااخ</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ الثعبان الضخم ببؤس بينما يحترق بالنار التي تحيط بجسده</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أظننت أنني قد ألقيت تلك السهام سابقا محاولا تحقيق نتيجة من الهجوم؟ هاها، لم تكن تلك سوى طعما لتأكيد شكي، أنت لا تحتمل النيران أبدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الثعبان المحاط بالنيران و صرخ غاضبا <em><em>شااااااااااااااخ</em></em> و أضاءت عينيه بالأحمر و استخدم سحر العقل، باسل أرخى دفاعه قليلا عندما نفذ هجومه و عندما شاهد العدو يقف من جديد تفاجأ و نسي إزاحة نظره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التقى نظر باسل بالخاص بملك الثعابين الشره و سُيطِر عليه مرة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يلعن نفسه على إرخائه دفاعه، حتى اعتقد أنه بعد تدربه الطويل قد تعلم أن القتال ضد الوحوش لا ينتهي إلا عندما يموت أحد الطرفين، لكن يبدو أنه نسي نفسه بسبب نشوته لأنه يقاتل بالسحر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان ملك الثعابين الشره يتقدم ببطء نحو عدوه، كان جسده في حالة يرثى لها لكن بعد لحظات نفخ على النار بقوة شديدة حتى انطفأت من جسده و عندها بدأ يحصل أمر غريب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ ملك الثعابين الشره يغير الجلد القديم و المحترق و ينسَلّ ببطء حتى خرج بالكامل، أصبح جسده متعاف تماما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كسرت السيطرة أخيرا من على باسل ليتنفس الصعداء و يقول "يبدو أن له حدا زمنيا للسيطرة، و أيضا بما أنني لدي سحرين بالفعل كان الأمر أسرع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما كان باسل تحت مفعول سحر العقل كان يشاهد كل شيء، صدم من ما فعله ملك الثعابين الشره، يبدو أن العدو كانت له ورقة رابحة تمكنه من شفاء نفسه بسرعة مع أنها ليست سحرا أو أي شيء و إنما قدرة يتميز بها كوحش</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استعد الثعبان الضخم لبدأ المعركة و هذا ما فعله باسل أيضا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"توقف" جاء الصوت من المعلم موقفا باسل و فعّل 'إدريس الحكيم' حاجزا بينهما و بين ملك الثعابين الشره ثم قال "أيها الفتى باسل، يبدو أنك لم تلاحظ، إن طاقتك السحرية قد فرغت بالفعل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"آه.." عندها لاحظ أخيرا باسل الأمر ليكمل قائلا "شكرا لك أيها المعلم، لقد كدت أذهب لحتفي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم "لا بأس لكن من الآن فصاعدا عليك أن تبقي بالك مع كمية طاقتك و وضعها في الحسبان، و اعرف كيف تستغلها جيدا من دون هدر أي قدر منها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "حاضر أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل المعلم "و الآن فلتشرب 'إكسير العلاج' هذا سيسرع من تجديد طاقتك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخذ باسل المشروب من معلمه و شربه ثم ذهب بناء على أوامر معلمه لإحضار بعض الطعام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عاد باسل محضرا معه العديد من 'الفئران القاضمة' و أشعل نارا ثم شرع في طهي اللحم الذي استخلصه و نقاه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما يأكل الاثنان قال المعلم عندما شرب من الحساء "أوه، يبدو أنك تحسنت عن قبل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل ينتظر رد معلمه و فرح عند سماعه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد انتهائهم كان باسل يجلس بهدوء و تركيز كبيرين فقاطعه المعلم "انهض أيها الفتى باسل، لقد حان الوقت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح باسل عينيه و ذهب في اتجاه ملك الثعابين الشره الذي أصبح مجنونا بالكامل بسبب الحاجز الذي يمنعه من الخروج، جوعه و غضبه كانا في أقصى حالتهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أزال المعلم الحاجز فانطلق الثعبان الضخم بجنون نحو باسل، هذا الأخير تفاداه في آخر لحظة لكن لم يبدو على وجهه الخوف، حتى عندما تبعه العدو بجنون و عينيه تلمعان باللون الأحمر، أغمض عينيه و ظل يراوغ الهجمات واحدة تلو الأخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يستخدم سحر 'التعزيز' في كامل قوته لكي يتجنب الهجمات، فسحر التعزيز لا يعزز من القوة الجسدية فحسب، بل حتى الحواس كلها، و لهذا كان باسل قادرا على مراوغة هجمات ملك الثعابين الشره مغمض العينين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بووووم</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قفز باسل نحو ملك الثعابين الشره و نزل عليه بركلة بكل قوته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>شااااااااخ</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صرخ العدو من الألم لكنه التف لباسل بسرعة و انقض عليه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>راوغ باسل الهجوم ليعض الثعبان الضخم نفسه، و في هذه الأثناء اقترب باسل مرة أخرى من العدو و أشار براحة يده نحوه لتظهر كرة نارية صغيرة ثم بدأت تكبر، لكن هذا المرة طريقة نموها كانت مختلفة، كانت تكبر على شكل سهم كبير و عريض وصل لثلاثة أمتار في الطول، ثم أطلقه باسل على جسم ملك الثعابين الشره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بوووم</em></em></strong></p><p><strong><em><em></em></em></strong></p><p><strong><em><em>شااااااااااااااااااخ</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صوت الاصطدام تبعه صرخة الوحش البائسة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يتوقف باسل هنا و كون سهما ناريا ضخما آخر و غرسه بالجسم بالقرب من الرأس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان ملك الثعابين الشره الآن مقيدا بالسهمين الناريين ليقفز باسل و فعل سحر التعزيز بكامل قوته ثم نزل على رأس العدو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>بووووووووووم</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كسرت جمجمة ملك الثعابين الشره، ثم وقف باسل أمامه و كون كرة نارية و تركها لتكبر حتى صار قطرها حوالي نصف متر و أطلقها على العدو</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em><em>وووووووووووووش</em></em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اشتعلت النار بجسم الثعبان الضخم و سارت على جسمه لتلتقي بالسهام النارية، و بمجرد ما أن حصل هذا، انفجر السهم الأول ثم تبعه الثاني فقتل ملك الثعابين الشره بطريقة فظيعة حيث تشتت جسده لأشلاء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب باسل بكل هدوء و أخذ 'حجر الأصل' الذي كان أكبر من الخاص بدب الأعماق بأكثر من الضعف ثم عاد لمعلمه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مدحه المعلم قائلا "أحسنت في استغلال سحرك، يبدو أن تحكمك في السحر يزداد بسرعة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل باحترام "نعم أيها المعلم، لقد لاحظت أنني سحري قليل الآن بما أنني في المستوى الأول، سحر 'التعزيز' كان بإمكاني المحافظة عليه لوقت طويل بدون الحاجة للخوف من فقدانه في وسط المعركة لأنه يأتي من الطاقة الخارجية التي تعتبر غير محدودة بالنسبة لي، فكلما فرغت، تنجذب طاقة أخرى لجسمي، أما سحر 'النار' فهو يأتي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>من طاقتي السحرية و كان محدودا و لهذا عندما رأيت كم هو قاس جسم ملك الثعابين الشره قررت قتله من الداخل إن لم يكن الأمر سيفلح الأمر من الخارج، كان باستطاعتي اختراق جسمه لكن لن يكون لي السحر الكافي لأقتله بهذا فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم بابتسامة خفيفة على وجهه "أحسنت أيها الفتى باسل، إنك تتطور بسرعة، كما قلت سابقا أنت عبقري في المعارك، و ليس هناك ما هو أفضل بالنسبة لك من القتال لتطوير نفسك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما مدح المعلم باسل الذي فرح بهذا، أكمل قائلا "و الآن هيا لنخرج من هنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرج المعلم و تلميذه من الوادي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال المعلم لباسل شيئا ما و افترقا، ذهب باسل للمنزل و أمضى بعض الوقت هناك حتى جاءت أنمار ثم قال لها شيئا فأماءت رأسها موافقة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب باسل للعمة سميرة ليزورها ثم ذهب للسوق و حيّى الجد علي و قضى بقية الوقت مع أمه و يزور أحيانا الجد علي و العمة سميرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أسبوع كان باسل و أنمار يقفان أمام المعلم الذي قال لهما "هل أنتما مستعدان؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب الاثنان باحترام "نعم أيها المعلم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ليكمل المعلم كلامه "و الآن لنذهب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>( بعد سنة في جبل ما)...................................... يتبع!!!!!!!</strong></p><p></p><h2>(الجزء السابع)</h2><h2></h2><p><strong>( بعد سنة في جبل ما)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يتجه نحو جثة ضخمة و عندما اقترب توضح بأنها تعود لأسد برأسين و لونه أحمر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح باسل صدر جثة الأسد ذو الرأسين و أخذ حجر الأصل، كان الحجر أكبر من الخاص بملك الثعابين الشره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما حمل باسل الحجر التف ثم قال مع نفسه "يبدو أنها انتهت أيضا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت أنمار تزيل أحجار الأصل من عدة جثت لوحوش شكلها كالذئاب، لكنها كانت تملك قرونا بجبهتها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدا كما لو أن الاثنان قد انتهيا من عملهما و ذهبا في طريق بجانب نهرٍ حتى وصلا لكوخ. دخلا ثم أعطيا التحية للمعلم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حل المساء و كان الثلاثة مجتمعين يأكلون معا ثم قال المعلم "لقد تطورتما أكثر مما تخيلت في السنة الأخيرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل "إن الوقت يمر بسرعة، لقد مرت سنة بالفعل، أيها المعلم، أريد طلب شيء منك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وافق المعلم ليكمل لباسل كلامه "أنا أريد الذهاب للعاصمة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأت أنمار و المعلم وضع يده على ذقنه ثم سأله لماذا يحتاج لفعل هذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رد باسل عن السؤال و شرح و عبر مبديا عن رأيه ثم قال المعلم مرة أخرى "لكن أنت تعرف في ماذا سيسبب هذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "نعم، لقد فكرت بالأمر لمدة طويلة و هذه هي النتيجة التي توصلت إليها، أنا أعلم بالمخاطر جيدا، لكن هذا كله من أجل مستقبل مشرق، فليس هناك شيء من دون مقابل، كلٌّ و يأتي بتضحية معه، يجب أن تأخذ مخاطر من أجل كسب ما تريد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رد المعلم "حسنا، لك هذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عند سماع أنمار لموافقة المعلم وقفت ثم قالت "إن كنت ستذهب، سأذهب معك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر باسل في جهتها ثم فكر قائلا (لقد بدأنا مرة أخرى) ثم قال لها "حسنا، لكن ستفعلين كل ما أقوله، و لن أقبل النقاش"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسمت أنمار ثم قالت بينما تهز رأسها "كن مطمئنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل باسل قائلا "حسنا أيها المعلم، سأعود للمنزل لأمضي وقتا هناك فلقد مرت ستة اشهر منذ آخر مرة شاهدت فيها أمي، و بعدها سأتجه نحو العاصمة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جاء الغد و ودع باسل و أنمار المعلمَ ثم نزلا من الجبل و ذهبا في طريقهما نحو المنزل، رأى باسل أمه قبل ستة أشهر، و منذ ذلك الحين لم يرها إلى الآن، و كما هي العادة استقبلته بكل حرارة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أمضى باسل الأسبوع كله مع أمه و بين الحين و الآخر يزور العمة سميرة و الجد علي، كانت الأم لطيفة متحسرة على ابنها الذي أصبحت المدة التي يغيبها تطول في كل مرة لكنها لم تجد ما تقوله، و بدا كما لو أنها قد اعتادت على الأمر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما من ناحية أخرى، لم يعد هناك أي شخص يزعج باسل بعد الآن، بعد تلك الحادثة في السوق حاول عدة أشخاص تجريب حظهم لكنهم لقوا نفس مصير سابقيهم، و الآن أصبح باسل في مستوى آخر عنهم، شخص لا يستطيعون الوصول إليه مهما فعلوا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انتهى الأسبوع و ودع باسل و أنمار أمّيْهِما ثم شدا الرحال نحو العاصمة. عندما أخبر باسل أمه أنه ذاهب للعاصمة صُدمت كثيرا، فهي كانت قد اعتادت على غياب ابنها لمدد طويلة، لكن هذه المرة لسبب ما كانت خائفة و قلقة عليه أكثر من العادة و هذا ترك باسل حائرا، فقرر سؤال أمه بشأن هذا عندما يعود</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بينما يخرجان من القرية "لدينا أيام كثيرة و نحن في طريقنا نحو العاصمة، سنمر من جميع المناطق المحظورة الموجودة بمسارنا، سنحاول جمع أكبر قدر من أحجار الأصل، ليس هناك وقت لنضيعه أكثر من هذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجبت أنمار من جملة باسل الأخيرة ثم قالت "أي وقت تتحدث عنه؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تجاهل باسل سؤالها و قال "هيا، سنذهب جريا، الحقيني" ثم اندفع و تبعته أنمار التي عليها نظرة شك و فضول</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وصل الاثنان بعد مدة من انطلاقهما للمنطقة المحظورة الأولى التي كانت عبارة عن غابة بأكملها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وطئت رجليهما في الداخل و مباشرة هاجمتهما بعض 'الخنازير صاحبة القرون'. قتلها باسل من دون سحر كلها بسهولة ثم أخذا أحجار الأصل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توغلا للداخل أكثر و صادفتهما عدة وحوش، تارة تكون سحرية و تارة أخرى تكون غير سحرية، دخلا لداخل الغابة حتى وجدا كهفا عميقا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دخلا للداخل ليجدا أنه يؤدي للأسفل،أثناء نزولهما واجها عدة وحوش من بينها 'القطط المتوحشة' و 'الثعالب المخادعة' لكنها كلها كانت سهلة للاثنين. انتهيا من جميع الوحوش و خرجا من الكهف و منْ ثم منَ الغابة. في الأخير أكملا الطريق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استمرا في الطريق و دخلا لعدة مناطق محظورة و واجها عدة وحوش و حصلا على الكثير من أحجار الأصل حتى وصلا لمنطقة محظورة ندم باسل على دخولها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بووووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يحلق في السماء و اصطدم بحائط حجري و تقيء الدماء ثم نهض بسرعة و راوغ قبضة الوحش التي كانت تستهدفه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يقاتل نمرا أبيضا عملاقا مخططا بالأسود و أنيابه الأفقية ضخمة، باسل قرأ عن هذا النمر سابقا في الكتب، كان هذا الوحش معروفا، فهو وحش بالمستوى الرابع و يستخدم سحر البرق و يسمى ب'نمر البرق'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"اللعنة أين هي تلك الحمقاء، لو كانت هنا على الأقل كنت سأملك وقتا للهجوم" و بينما باسل يفكر بهذا مع نفسه أتاه هجوم برقي من 'نمر البرق'، كان الهجوم بسيطا لكنه ذا قوة ضخمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>راوغ باسل الهجوم بشق الأنفس و عندما فعل هذا ضربته كف النمر المشحونة بالبرق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>دووووو</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل مفعِّلا سحر 'التعزيز' لكنه لم يكن كافيا للصمود أمام هجمات نمر البرق، و لهذا في آخر لحظة قبل اصطدام كف النمر البرقية بجسد باسل، قام هذا الأخير بتركيز سحر التعزيز كله على ذراعه و تصدى للهجمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم تؤثر الهجمة بباسل كثيرا لكنه دفع لأمتار قليلا. لم يكن نمر البرق يتركه يرتاح أبدا، بمجرد ما أن يهجم مرة يتابع مباشرة بهجوم آخر، فباسل قد جرب بالفعل بعض الهجمات النارية لكن النمر كان يصدها بسحر البرق كلها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أطلق نمر البرق عدة طلقات برقية نحو باسل، فراوغ هذا الأخير ما استطاع لكن واحدة منها قد أصابته فسقط على ركبة واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لولا سحر التعزيز لكان قد مات من شدة الصدمة، فجسده كله متخدر الآن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء لم يكن باسل يفكر إلا في أنمار، إن كانت تلك المخادعة هنا سيكون التعامل مع هذا النمر أسهل، لكنها لم تظهر للآن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>افترق الاثنان عن بعضهما عندما لاحقها نمر البرق بعد أن صادفاه، و الآن باسل يقاتله وحيدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"<em>يلهث..يلهث</em> اللعنة، أنا لن أموت هنا" بعد أن قال باسل هذا شرب مشروبا غريبا و وقف على رجليه و بدا كما لو أن طاقته قد عادت</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل قائلا مع نفسه "تلك المخادعة تلاحقني دائما إلى أي مكان لكنها الآن غير موجودة، المهم، سأحاول الهرب بكل ما أملك و إن لم ينجح هذا سأنتظرها فقط لتأتي بينما أهرب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما انتهى باسل من التفكير هرب و تبعه نمر البرق بينما هذا الأخير يطلق عليه عدة هجمات برقية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد دخلا لمستعمرته و فعلا ما أرادا بها و هذا جعله غاضبا جدا، و لهذا لاحقهما بدون توقف حتى التقيا بعض 'الذئاب ذات القرن الفضي' الذين لحقوا أنمار، و بهذا افترقا عن بعضهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل هاربا من نمر البرق في الغابة حتى وصلا لمنحدر حاد، قفز باسل للأسفل و أكمل الهرب ثم بدى كما لو أنه يتحدث</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(.......أجيبي بسرعة، أنمار، أجيبي)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(قلتَ قرب المنحدر، أنا قادمة الآن)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أن هرب باسل لوقت طويل التقى أخيرا بأنمار فقال لها بينما يجريان "أين كنت لكل هذا المدة، لقد جربت الاتصال بك عن طريق 'خاتم التخاطر الذهني و الروحي' العديد من المرات لكنك لم تجيبي، و لمَ تأخرتِ في القدوم بعد أن أجبتي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابته انمار "عندما لحقتني 'الذئاب ذات الناب الفضي'، دخلت في قتال ضدها، لكنني كلما كنت أقتلها كانت تنادي المزيد و لم أجد وقتا لأركز على اتصالك، بالإضافة إلى أن البحث عن هذا المنحدر أخذ مني وقتا طويلا للمجيء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أن عرف سبب تأخر أنمار قال لها "حسنا، استخدمي سحرك عليه و اصنعي لي ثغرة، كم من الوقت سيكون بإمكانك كسبه لي؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابت أنمار بعد أن فكرت قليلا "حسنا، ضد هذا الوحش، أظن أن سحري سيصمد لمدة عشر ثواني على الأكثر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توقف باسل عن الجري و استدار لنمر البرق ثم قال "هذا أكثر من كاف، استخدميه الآن" بعد أن توقف باسل تبعته أنمار بفعل نفس الشيء و عندما أعطاها الإذن استخدمت سحرها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نمر البرق الذي كان يتبعهما توقف فجأة و بدأ يضرب أماكن فارغة. لكن في الحقيقة بالنسبة له لم تكن تلك أماكن فارغة و إنما يوجد بها عدة نسخ من باسل و أنمار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان سحر أنمار هو 'سحر الوهم'، فهي قد خلقت وهما تجعل نمر البرق يرى فيه الكثير منها و من باسل و لا يرى الحقيقيين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>ووووووش</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سهم ناري اخترق رجل نمر البرق الأمامية ليخترقه واحد آخر في الرجل الخلفية فسقط الوحش على الأرض، لكن الوهم انتهى مفعوله و رأى نمر البرق باسل الذي كان يشحن كرة نارية و أطلقها نحوه بعد انتهاءه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نمر البرق كان ساقطا على الأرض و لم يكن بإمكانه التحرك لكنه كان ما زال قادرا على استخدام السحر، بدأ يكون كرة برقية هو الآخر و أطلقها في اتجاه الكرة النارية المتجهة نحوه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت سرعتهما في شحذ الطاقة السحرية مختلفة، فحتى لو كان نمر البرق قد تأخر في تكوين كرته البرقية، كان سريعا كفاية ليجهز كرة برقية تعادل الكرة النارية الخاصة بباسل و أطلقها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بوووووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدث انفجار كبير بين الكرتين فترك حفرة في مكان الالتقاء و احترقت بعض من الأشجار المحيطة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تسللت أنمار من وراء نمر البرق و أخرجت سيفا من يدها ثم طعنته به فصرخ بسبب هذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>غوااااااااه</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل باسل هجومه السابق عندما نفذت أنمار هجومها، قفز و نزل على رأس نمر البرق بقدميه مكسرا جمجمته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ركز باسل سحر التعزيز على قدميه قبل أن يقفز و لهذا كان الهجوم مدمرا. قتل الاثنان نمر البرق، ثم بعد قليل من الوقت حدث أمر غريب لباسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأت الطاقة تحيط بجسده كله و <em>بووووم</em> توهجت الطاقة كثيرا و بعد لحظات هدأت، ثم نظر باسل ليديه و قال "يبدو أنني أخيرا ارتفعت بالمستوى. أظن أنه لم يكن سيئا الدخول إلى هنا بعد كل شيء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخذ الاثنان حجر الأصل و خرجا من المنطقة المحظورة التي كانت عبارة عن جبل. أكمل باسل و أنمار طريقهما بينما يدخلان لأي منطقة محظورة في الطريق، لقد دخلا للعديد من المناطق حتى الآن، و مرا على الكثير من القرى و المدن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بعد وقت طويل، أخيرا وصلا لوجهتهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أخيرا بعد شهرين من رحيلهما من الديار وصلا للمكان المقصود من رحلتهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت العاصمة محاطة بسور عظيم يصل لثلاثين متر في العلو و يبدو قاسيا و صلبا. كان هناك خمس بوابات دخول ، و في كل واحدة منها هناك حارسين و برج رقابة به جنود في استعداد دائم، كانوا يبدون أقوياء و أشداء، فعلى ما يبدو أن العاصمة تضع أمنها من أولوياتها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقترب باسل و أنمار من البوابة الأمامية ثم وقفا ليتم سؤالهما من طرف حارس تقدم نحوهما قليلا "من أنتما؟ من أين و لماذا أتيتما؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل قائلا بتواضع "نحن من قرية في جنوب الإمبراطورية و جئنا لبيع بعض من أحجار الأصل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر الحارس بتعجب إلى الطفل أمامه فهو لا يزال فقط في عمر الرابعة عشر، كيف له أن يحصل على أحجار أصل، ثم نظر للفتاة التي وراءه فسلبت قلبه و وجهه اِحمرّ من الخجل ليرجع نظرته إلى النظرة الحازمة التي كانت على وجهه ثم قال "هناك ضريبة للدخول للعاصمة يجب عليكما دفعها إن أردتما المرور"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر باسل للحارس ثم أنزل كيسا صغيرا كان يحمله على ظهره ثم فتحه ليظهر القليل من أحجار الأصل من المستوى الثاني و قال للحارس "حسنا، أنا سأدفع بأحجار الأصل، كم تحتاج؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر الحارس لأحجار الأصل التي أمامه بتعجب ثم قال "حسنا، واحد من تلك الأحجار يساوي عشر قطع أصلية فضية، و للمرور من هنا ستحتاج لقطعتين أصليتين ذهبيتين أو عشرون قطعة أصلية فضية و هذا يكلف الشخص الواحد فقط، من أجلكما أنتما الاثنين سيجب إعطاء ضعفي الثمن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج باسل أربع قطع ثم أعطاها للحارس و قال "حسنا، ها هو ثمن الضريبة" ثم أخرج حجرين و أكمل قائلا بينما يمده للحارس "و هذا لكما على بذل جهدكما في عملكما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دخل باسل و أنمار للعاصمة بينما الحديث يدور بين حارسي البوابة "أتساءل من هما، أرأيت كم يملكان من أحجار الأصل؟ ذلك القدر لا يستطيع سوى مجموعة مكونة من سحرة بالمستوى الثاني الحصول عليه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر الحارس الذي كان يستمع بتعجب ثم قال "إذن أتقول لي أن ذلكما الطفلين في المستوى الثاني بالفعل؟ حسنا، هذا مستحيل، لقد أمضيت عشر سنين من عمري في التدرب حتى وصلت لذلك المستوى، يجب أن يكون قد أرسلهما شخص ما فقط لأنه لم يرد إزعاج نفسه، و أيضا إنك حقا لشخص نزيه يا 'جون'، لقد قلت لهما الثمن الحقيقي من دون كذب، غالب الحراس سيأخذون فائدة لهما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر الحارس 'جون' لصديقه ثم قال "أنا أقوم فقط بعملي على أكمل وجه، إن بدأت أخدع الناس فلن يكون هناك معنى من انضمامي للجيش من الأول، و أيضا لقد أهدانا حجرين من دون أن نطلب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما في جهة باسل و أنمار اللذيْن كان نظرهما منبهر من جمال المدينة التي أمامهما، لقد مرا بالفعل على عدة مدن في طريقهما و كلما كانا يقتربان من العاصمة كلما صادفا مدينة أجمل من التي سبقتها، لكن من بين كل المدن التي ريا، لم تكن هناك واحدة جميلة مثل العاصمة، تكلم باسل معبرا عن رأيه "إنها حقا تستحق إسمها 'المدينة المورِقة' "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان أمامهما خضرة في كل مكان تعطي شعورا بالراحة، كانت هناك حدائق مليئة بأزهار ذات رائحة زكية رائعة، كانت هناك أجواء هادئة و مناظر خلابة تملأ أي مكان بالعاصمة مما جعل منظرها خيالي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يكن هذا هو الشيء الجميل بها فقط، كان هناك حيوية هائلة تأتي من المكان، ***** يلعبون في كل مكان و السعادة تبدو مرسومة على وجوههم، كان المكان مسالما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت هناك قلعة عملاقة تُرى لهما من مكانهما على الرغم من أنها بعيدة عنهما بأميال كثيرة، و على ما يبدو فإن ذلك هو القصر الإمبراطوري</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>همس، همس، همس</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ الكلام ينتشر في المكان عن قدوم شيء ما "آه، أنظروا إنهم 'فرسان السنبلة الخضراء" "إن الهالة المحيطة بهم قاسية" "يمكنك الاحساس بالتوتر القادم من ناحيتهم من هنا" "هل هم ذاهبون للصيد يا ترى؟" "على الأغلب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما رأى باسل كل هؤلاء الناس يتحدثون عن 'فرسان السنبلة الخضراء' ذهب ليسأل شخص ما عنهم فرد عليه ذلك الشخص متفاجئا "أيها الفتى ألا تعرف من هم فرسان السنبلة الخضراء؟" ثم بدأ يحدق في باسل مطولا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أماء باسل رأسه لليمين و الشمال ليكمل ذلك الشخص "إنهم فرسان مدربون خصيصا على يد الجنرال 'رعد' "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"انتظر لحظة.." أوقف باسل ذلك الشخص ليسأله مرة أخرى "من هو الجنرال رعد؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر ذلك الشخص لباسل بتعجب مرة أخرى ثم قال "ألا تعرف حتى الجنرال رعد؟ حتى لو كنت من خارج البلاد ستكون قد سمعت باسمه على الأقل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لم أسمع به في حياتي" أجاب باسل مباشرة لتتدخل أنمار بينهما ثم قالت "أتركني أتحدث معه قليلا يا باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وافق باسل على طلبها ثم تحدثت مع ذلك الشخص قليلا و عادت فسألها باسل "إذن كيف كان الأمر؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابت أنمار "أنت يجب عليك حقا معرفة شؤون البلاد و العالم و الشخصيات المهمة، لم أكن أتخيل أن تكون عديم الاهتمام في الناس لهذه الدرجة، أن لا تعرف الجنرال رعد، ما بالك، حقا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابها باسل بقوله "حسنا معك حق، أنا لم أهتم في حياتي بأي شيء آخر عدى السحر و الكتب، سيكون علي معرفة الشخصيات المهمة و التي لها تأثير كبير من أجل تحقيق هدفي من المجيء إلى هنا، و الآن أجيبيني، من هذا الجنرال رعد؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رفعت أنمار ذراعيها قليلا و تنهدت ثم قالت "قبل أربعة عشر سنة في هجوم الشياطين لقد كان قائد وحدة في عمر الخامسة و العشرين فقط، كان واحدا من الاثنين الوحيدين في الإمبراطورية كلها اللذين واجها الشياطين وجها لوجه و هزما البعض منهم، عندما وصل لعمر الخامسة و الثلاثين كان بالفعل قد وصل للمستوى السادس و أصبح جنرالا، ثم بدأ يدرب عدة جنود تدريبا خاصا، و في الأخير تكونت فرقة 'فرسان السنبلة الخضراء، هذه الفرقة تضم سحرة من المستوى الثالث، و يقال أنه عندما أنشئت قَلَّت الجرائم في العاصمة بشكل كبير، هناك دوريات باستمرار بالمدينة للحفاظ على الأمن، فالجنود من السابق لم يكونوا سوى الوحدة الثالثة من الفرقة، هذه الأخيرة مكونة من ست وحدات، و لكل وحدة قائد بالمستوى الثالث و عدة جنود تحت إمرته بالمستوى الثاني و المستوى الأول و جنود من دون سحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وضع باسل يده على ذقنه ثم فكر للحظات و قال "و من هو الشخص الآخر الذي واجه الشياطين أيضا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابت أنمار "إنه الجنرال 'براون'، كان معلم الجنرال رعد في ذلك الوقت، يقال أنهما واجها قائدا من القوات الشيطانية و الذي كانت له قوة خارقة تفوق قوة الجنرالات بكثير"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هكذا إذن" قالها باسل و ابتسامة على وجهه ثم أكمل "حسنا، هدفنا الأول سيكون التقرب من الجنرال رعد، يبدو أنه شخص ذو تأثير"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهدت أنمار ثم قالت "حسنا، لكنني لا أظن أن هذا سيكون بتلك السهولة كما قلت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب باسل و قال "هاه، و لماذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابت أنمار "أتظن أن جنرالا سوف يعطي وقتا لأشخاص قرويين مثلنا، لن نستطيع حتى مقابلته فما بالك من التقرب منه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فكر باسل لوهلة (قرويين، قرويين..) ثم قال "هيا اتبعيني"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لحقته أنمار حتى وصلا لمحل ملابس، دخل الاثنان و عندما رآهما البائع نظر لباسل بانحطاط، كانت الملابس التي كانا يرتديان متسخة و متقطعة من عدة أماكن، فقال البائع "إن لم تكن تملك أي نقود انصرف من هنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يرى البائع أنمار بالأول، لكنه عندما فعل، تغيرت نظرته لواحدة منحرفة ثم قال "حسنا يمكنكما الدفع بطريقة أخرى إن لم تملكا المال"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملقت أنمار في وجهه و أحكمت قبضتيها فتدخل باسل "أيها العم، نحن نملك النقود" فتح باسل الكيس ليرى البائع الأحجار بالداخل ثم قال "آآه، حسنا حسنا، اختارا ما تريدان"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اشترى الاثنان ملابس جديدة و خرجا من المتجر، ثم قال باسل "حسنا، يبدو أن المظهر شيء أساسي كما توقعت، فعندما تحدثنا مع الناس هنا نظروا لنا بنظرات دونية، و لكن أنظري كيف هي نظراتهم الآن، أنا لا أهتم بآراء الناس فهكذا عشت منذ صغري، لكن يبدو أنني سأحتاج للاهتمام بهذا للآن من أجل الوصول للمبتغى الخاص بي سريعا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الاثنان يمشيان في وسط 'المدينة المورقة' و هالة نبيلة تنبعث منهما، كان كلاهما جذابين، و مشيهما معا جنبا إلى جنب زاد من جاذبيتهما أكثر، كانت أنمار جميلة وجها و جسدا، كانت صاحبة قوام رائع و ذات منحنيات جذابة، و في الجانب الآخر كان باسل فتى وسيما و ذو جسد منحوت يجعل الفتاة متلهفة لرؤيته عندما يكبر، في كل مكان ذهبا إليه كانت نظرات الإعجاب تلحقهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا، الآن سيجب علينا نشر اسمينا و رفع مكانتنا بما يكفي لملاقاة الجنرال رعد" قالها باسل بينما يضع يده على ذقنه و يفكر في شيء ما و بدأ بعد لحظات كما لو أن فكرة قد طرأت لى باله و قال "حسنا، لنذهب لجمع بعض المعلومات أولا و بيع أحجار الأصل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب الاثنان بينما يسألان البائعين عن أثمان كل من 'أوعية السحر' و أشياء أخرى، و عن الحدادين و الكيميائيين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في هذه الأثناء سمعا خبر عودة أميرة الإمبراطورية، الأميرة 'شارلوت'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تغير الجو في الأرجاء و وقف الناس على جانب الطريق صانعين مسارا واسعا لتمر منه العربة القادمة من بعيد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"مرحبا بعودتك أيتها الأميرة" "أتمنى أن تكون رحلتك لإمبراطورية الأمواج الهائجة مرت على خير" "حمدا على سلامتك أيتها الأميرة 'شارلوت' "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الهتافات تأتي من كل مكان فرحا بعودة الأميرة 'شارلوت' و استقبالا لها. تقدم باسل و أنمار للأمام للحصول على رؤية أوضح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اقتربت العربة حتى وصلت للمكان الذي يتواجد به باسل و أنمار، كانت الأميرة تلوح بيديها و ابتسامة على وجهها، جميع الناس كانوا يحبونها، و بهذا يمكنك تخيل كم هي رائعة هذه الشخصية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التقت أعين باسل و الأميرة و بينما العربة تمر كان الاثنان يحدقان في بعضهما بغرابة، الأميرة كانت على وجهها نظرة اندهاش، و باسل متعجب من نظرتها له فجعلته يتساءل لماذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حل الليل و كان باسل و أنمار يتكلمان مع بعضهما في غرفة بمنزل ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"كما قلت لك من قبل، إنني لا أعرفها، كيف لي أن أعلم سبب تحديقها بي، لقد قلت أنك ستقومين بكل ما آمرك به من دون نقاش، حسنا إليك الأمر، اصمتي و لا تجادليني في هذا الموضوع ثانية" كان باسل يتحدث مع أنمار أو يجب أن نقول يتجادل معها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدقت أنمار بباسل مطولا ثم قالت بصوت غير مسموع "حسنا، إن كان هناك شيء ما فسأعلم عنه بطريقة أو بأخرى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>دق، دق، دق</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دق على الباب شخص ما فذهبت أنمار لتفتح الباب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتحت أنمار الباب لتجد رجلا ضخما مفتول العضلات واقفا و نظرته مخيفة فأرادت سؤاله لكنه سبقها في البدء بالحديث "هل يوجد هنا فتى اسمه باسل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملقت أنمار بالرجل الضخم ثم التفت لباسل لتناديه لكنه كان بالفعل آتيا في طريقه و عندما وصل لأمام الباب قال "أنا هو باسل، ماذا تريد؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي الرجل الضخم يحدق في باسل قليلا ثم قال "أنا اسمي 'رضا'، إنني مبعوث لجلالتها الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تفاجأت أنمار عند سماع الاسم الأخير و نظرت لباسل بغضب، كان باسل مصدوما هو الآخر، لقد ظن أن الأميرة قد أخطأته بشخص ما فقط في السابق، لكن على ما يبدو أن الأمر ليس كذلك "و لماذا أرسلت جلالة الأميرة مبعوثا من أجل قروي و ليس حتى بعامٍ مثلي؟" تكلم باسل سائلا رضا باستهتار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ارتفع حاجب رضا و أحكم قبضته قليلا ثم قال "إنها تناديك للحضور أمامها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل بسرعة بمجرد انتهاء المبعوث رضا من كلامه "لم علي فعل شيء مزعج كهذا، أنا ليس لدي اهتمام، من أراد لقائي فليحضر بنفسه، هذا إن كان يستحق تضييع وقتي الثمين عليه، أنا مشغول حاليا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انفجر رضا غاضبا قائلا "أيها الصعلوك، إنها دعوة من شخص ينتمي للعائلة الإمبراطورية، هل تظن أن بإمكانك الرفض، هذا ليس طلبا و إنما أمرا، و إن فهمت الآن فلتذهب معي قبل أن أجرك لهناك بالرغم عنك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر باسل لرضا ثم خرجت ضحكة من فمه "هاهاها، تجرني؟ إن هذا العم يعرف كيف يطلق مُزحا مضحكة" هدأ باسل قليلا ثم أكمل بوجه جاد "إذن كيف ستفعل هذا بالضبط؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وصل غضب رضا لحدوده و قال "أيها الصعلوك" ثم انقض على باسل موجها لكمة نحو وجهه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>راوغ باسل لكمته بسهولة مما جعل رضا يتعجب ثم التف للجانب الأيمن حيث هرب باسل و هاجمه مرة أخرى بلكمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أوقف باسل لكمته هذه المرة مما جعل رضا يصدم. إنه ساحر من المستوى الثالث و يدرب جسده أكثر من أي شخص، كيف لصعلوك كالذي أمامه أن يوقف لكمته، قد لا تكون تلك هي قوته الكاملة لكن هذا يبقى غريبا، فتلك اللكمة لن يستحملها حتى شخص من المستوى الثاني فما بالك بصدها؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل مع نظرة ازدراء على وجهه "اسمع أيها المبعوث، قل للأميرة أنني شخص لا يحب اللف و الدوران، يحترم من يماثله بالأمر، إن كنت تريدين مقابلتي فأنا سعيد بهذا، لكن سيكون عليك أنت القدوم إلي بما أنك الشخص الذي أراد رؤيتي" بعدما أنهى رسالته للأميرة أكمل قائلا "و الآن خذ بنصيحتي التي سأقدمها لك، عد أدراجك و اترك عزة نفسك جانبا من أجل الحفاظ على أطرافك سالمة" بعد أن انتهى باسل من كلامه دفع قبضة رضا مما جعل هذا الأخير يرجع للخلف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أحكم رضا قبضتيه الاثنتين إلى أن حفرت أظافره في راحة يديه ثم قال "أيها الوغد، هل تعتقد أنك مخول للتكلم بهذه الطريقة مع جلالتها، سأذيقك عذابا يجعلك تندم على اليوم الذي ولدت فيه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بااااااا</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جمع رضا يديه الاثنتين كما لو أنه صفق، ثم خرجت منه هالة قليلة و صرخ قائلا "أنياب الموت الحجرية" و مباشرة خرجت عدة أعمدة حجرية مثل الخاصة بدب الأعماق و هاجمت باسل من جميع الجهات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بوووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح رضا عينيه على مصراعيهما و قال "ما الذي يحدث هنا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دمرت جميع الأعمدة في آن واحد. قام باسل بالتحرك بسرعة كبيرة و دمر جميع الأعمدة في غمضة عين، استخدم باسل سحر التعزيز مما عزز قوته و سرعته بشكل كبير عن العادة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "أنا لا أحذر لمرتين، هذا ما قد قررت فعله، الناس أمثالكم لا يجب إعطاءهم فرصة ثانية بعد منحهم واحدة أولى، لأنهم يكونون أشخاص لا يتعلمون عن طريق الكلام و إنما بجسدهم، إن لم تسرع في تأديبهم يتحولون لألم في المؤخرة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد انتهاء باسل من كلامه قفز نحو رضا واصلا أمامه في لحظة و قبل أن يستطيع المبعوث القيام بحركة واحدة لكمه باسل بذقنه جاعلا إياه يحلق بالسماء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نزل رضا على الأرض و حاول الوقوف بصعوبة كبيرة و عندما كان سينجح في الوقوف وجد باسل أمامه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>طررررق</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام باسل بتكسير ذراع رضا عن طريق لفها للوراء فصرخ المبعوث من شدة الألم، تابع باسل بتكسيره الذراع الأخرى ففشلت رجلي رضا بسبب الألم ليجثوا على ركبتيه ثم قال له باسل "بما أنني لا أزال أريد منك القيام بعملك كمبعوث من أجلي سوف أترك لك رجليك لتمشي بهما، و الآن قف و عد أدراجك و لا تنس تبليغ رسالتي لأميرتك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف رضا بينما الذل و الألم يغطيان وجهه، كانت ذراعاه مقلوبتان للوراء مما كان يسبب له ألما كبيرا لكنه عرف أن ذلك الفتى غير طبيعي و لهذا قرر ترك فخره و التراجع للآن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرج رضا من الغرفة فأغلقت أنمار الباب وراءه ثم ذهبت لباسل و قالت "متى أصبحت بهذه القسوة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابها باسل بنظرة حازمة "من الآن فصاعدا. أنا لدي هدف علي تحقيقه، إن حنيت رأسي لكل شخص ألتقيه، متى سأرفع من مكانتي هنا و جعل اسمي ينتشر؟ يجب علي الإسراع" تمتم باسل بعد انتهاءه من إجابة أنمار "فربما لن يكون هناك وقت كافي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقيت أنمار تنظر لباسل مطولا ثم أوقفت تفكيرها بالأمر و قالت "حسنا فلننم قليلا، لقد جمعنا معومات كافية لبدء ما جئنا لفعله"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أماء باسل رأسه موافقا ثم ذهبت أنمار لغرفتها للنوم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(في مكان مظلم ما)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هوو، أتقول لي أن شقيا بعمر الرابعة عشر قد هزمك هزيمة نكراء؟" جاء الصوت الذي كان مليئا بالفخر و الغرور من فتاة تبدو في العشرين من عمرها، كانت تملك شعرا أخضرا خلاب يسرق الأنظار كما تفعل الطبيعة الأم، بعينين في نفس اللون و ترتدي فستانا أسودا طويلا ليس بالفاضح و لا بالساتر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان رضا راكعا على ركبة واحدة أمام الأميرة 'شارلوت' مع أن ذراعيه مكسورتان إلى أن هذا لم يمنعه من إكمال واجبه "نعم يا جلالة الأميرة، ذلك الولد غير طبيعي، أنا بالمستوى الثالث و كنت أدرب بنيتي الجسدية كثيرا لأتفوق على من هم بنفس مستواي، لكني لم تكن لي أي فرصة أمام ذلك الفتى، لقد هزمني بكل سهولة، و قد أعطاني رسالة لأحملها لجلالتك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظرت الأميرة شارلوت بازدراء لرضا ثم قالت "يمكنك بدء الحديث، ما هي هذه الرسالة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أوصل رضا الرسالة للأميرة و العرق البارد يملأ جسده بالكامل و كان يستعد للتوبيخ لكن حدث أمر لم يتوقعه حيث سمع ضحكة آتية من الأميرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هاهاهاهاهاها، إنه حقا لشقي مثير، لقد زاد اهتمامي به أكثر فقط، أنا أريد الحصول عليه لنفسي الآن، لقد ظننت في الأول أن له وجه مألوف، خصوصا شعره، و سوف يكون ذو منفعة لي، لكن على ما يبدو أنه متكلم جيد و مقاتل بارع أيضا صاحب موهبة خارقة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد رضا بينما يفكر مع نفسه في كم هي جلالة الأميرة شخص انتهازي، ألم تلاحظ كيف كانت طريقة كلام باسل في الرسالة التي أوصلها كما هي؟ أم أنها تغاضت عن الأمر فقط؟ و كالعادة لم يفهم رضا ما يدور في خلد أميرته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكملت الأميرة بنظرة جدية "لكن أظن أنه يجب عليه تلقي درسا حميما لتربيته أولا، و جعله يفهم أنه شخص لا يعرف العالم جيدا لكي لا يغتر بنفسه، بعد ذلك هناك عدة طرق لضبطه و جعله مطيعا بالكامل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أن انتهت من جملتها الأخيرة ظهرت ابتسامة خبيثة و شريرة، و عندما رآها رضا بلع ريقه ثم سمع الإذن من أميرته سامحا له بالانصراف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما رحل رضا جلست الأميرة 'شارلوت' على كرسيها الفخم ثم قالت "يبدو أنني سأحظى بوقت ممتع لفترة من الوقت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مر الليل الهادئ و جاء الصباح الحيوي، و كالعادة العاصمة في قمة حيويتها، كانت هناك عدة عائلات نبيلة تحكم كل واحدة منها منطقة، مر باسل و أنمار بالفعل على عدة مدن تخضع لحكمها، مع أن العاصمة تترأسها العائلة الإمبراطورية إلى أنها لا تملك كل المناطق لنفسها، فالعاصمة كبيرة جدا و هناك عائلتين أخريين تتشاركها معها، لكن في النهاية يبقى الحكم النهائي للعائلة الإمبراطورية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كل عائلة و لها تميز، لكن هناك عشر عائلات تترأس الأخريات و تشترك في شيء واحد و هو أن كل واحدة منها يكون لديها جنرالا على الأقل من بين الجنرالات الكبار في الإمبراطورية، باستثناء الجنرال رعد الذي رفض الحصول على لقب النبيل أو الانضمام لأي عائلة نبيلة و ركز أكثر على تعزيز قوة الجنود و الإمبراطورية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد قال أنه لا يملك وقتا لممارسة لعبة المنافسة بين العائلات النبيلة و الدخول في معمعتهم و بدل ذلك يجب التركيز على ما هو أهم حقا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>يقال عنه أنه تغير منذ هجوم الشياطين كثيرا و أصبح يتدرب بلا توقف، على ما يبدو أن مواجهته مع العدو قد تركت صدمة به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن مع أن الجنرال رعد لم يأخذ لقب النبيل، أخذ حق تلقيب نفسه، فجعل 'كاميناري' كلقب له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان كل نبيل يملك لقبا عائليا، و لا يحق للعاميين و القرويين امتلاك واحد خاص بهم، و من بين كل العائلات، هناك ثلاث يقفون فوق قمة إمبراطورية 'النضير الوهاج'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تأتي العائلة الإمبراطورية 'غرين' في القمة و تليها عائلة 'كريمزون' ثم تأتي في المرتبة الثالثة عائلة 'كين'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه الثلاث عائلات هي التي تحكم العاصمة و لها نفوذ أكبر من الأخريات، عائلة 'غرين' الحاكمة للإمبراطورية، أصبحت تحمل هذا اللقب منذ خمسين عام، حيث استولت على حق عائلة "كريمزون' في الحكم و جعلته لنفسها، أما عائلة 'كين' فقد أنشئت قبل تسعين سنة على يد الجنرال 'كين تشارلي' و نمت قوتها إلى أن أصبحت معروفة في جميع أنحاء العالم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أن سلب منها الحق في الحكم، ضعفت قواتها نتيجة للحرب، و لهذا حاولت عائلة 'كريمزون' بكل ما تملك تنمية قوتها من جديد لاسترجاع حقها. و في هذه الأثناء أُنشِئت معاهدة بين عائلة غرين و عائلة كريمزون تنص على عدم مساس أفراد الآخر أو التدخل في أمرهم، و إن خالف أي أحد من الطرفين هذا الاتفاق، فسوف يطبق عليه عقوبة قاسية قد تصل للإعدام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كل هذا كان من أجل ضمان أن عائلة كريمزون لن تحاول التمرد و القيام بانقلاب، لكن مع أن المعاهدة كانت في صالح عائلة غرين الإمبراطورية، كان الأمر جيدا لعائلة كريمزون لأنها سوف تستطيع تنمية قواتها من جديد، و لهذا وافقت على هذه المعاهدة بالرغم من أن حقهم كان قد سلب منهم بالقوة للتو فقط، فإنْ لم يوافقوا على المعاهدة فلن يكونوا موجودين على هذا العالم اليوم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن و بعد أن ظهر الوريث المناسب بعد خمسة عشر عاما، اغتيل في عمر العشرين، كان بالفعل قد وصل للمستوى الرابع، لكنه مات مسموما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت العائلة تملك ولدين، و لهذا أصبح الأمل معلقا على الأخ الأصغر الذي كان في عمر الثالثة آنذاك، كبر هذا الطفل و كانت موهبته لا تقل عن أخيه الأكبر، و عندما وصل لعمر الثالثة و العشرين صدم عائلته بقرار مفاجئ</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قرر المغادرة مع حبيبته التي لم يقبل رئيس العائلة بزواجه منها لأنها كانت عامية و بدون منفعة للعائلة، اختفى الوريث و لم يستطيعوا إيجاده أبدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت قد ولدت **** بعد وصول الوريث الثاني لعمر الثانية عشر، و الآن، بعد خمسة عشر سنة من اختفاءه، كبرت الطفلة لتصبح سيدة و أمّاً في عمر الستة و العشرون حيث رزقت بمولود قبل أربع سنين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و لهذا على عائلة كريمزون الانتظار إلى أن يكبر الفتى الصغير آملين أن يكون موهوبا، و حارصين عليه كل الحرص، فالعائلات الأخرى بدأت تضع عينيها على المركز الثاني الذي تملكه، و لهذا لن تتحمل فقدان وريث آخر، فالرئيس الحالي بدأ يصل لحدوده</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لولا رئيس العائلة 'كريمزون أكاغي' لكانت وصلت للحضيض بالفعل، فهو الذي حكم العائلة لمدة خمسين عام بالفعل و كان شخصا قاسيا و صارما جدا، و كل ما يفعله يكون من أجل مصلحة العائلة و لا شيء آخر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(في سوق ما)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل و أنمار في السوق يبيعان أحجار الأصل، ينتقلان من محل لآخر، لم يبيعا كل شيء لمشتري واحد، و لكنهما ركزا على اختيار أحسن التجار و التعامل معهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فلقد قضيا البارحة كلها في جمع المعلومات حول طريقة سير الأمور هنا و من يترأس العمل على من، و عرفوا تسلسل القوى هنا، و من سيكون هدفا جيدا لهما لاستخدامه كوسيلة في سبيل تحقيق هدفهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"سأجعلها لك بقطعة أصلية ذهبية للواحدة، ما رأيك؟" كان باسل يحاول بيع أحجار أصل من المستوى الثالث</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح التاجر عينيه متفاجئا و قال "هل تتكلم بصدق؟ هل سوف تنقص لي عشر قطع فضية من ثمن كل واحدة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أماء باسل رأسه موافقا فأكمل التاجر كلامه "سأشتري كل ما تملك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل ثم قال "حسنا أيها الأخ" ثم فتح الكيس و أفرغه في كيس التاجر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"خذ، ها هي ذي خمسة و عشرون قطعة أصلية ذهبية، و إن كان هناك المزيد فالتأتي، سأشتري كل ما تملك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أماء باسل رأسه و ابتسم بعد كلام التاجر ثم قال "شكرا لك أيها الأخ، و ستدينني إن فعلت معروفا من أجلي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال التاجر "حسنا، أطلب ما تشاء، فأنت الآن أمسيت صديقا لي في العمل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل ثم قال "أريد منك نشر اسمي عند كل تاجر جيد تعرفه و قل لهم أنني أبيع بأقل من الثمن الأصلي، و لا تقلق، فأنت ستكون من أوائلي، و ستكون لك دائما الحصة الأكبر و الثمن الأرخص عندما أريد أن أبيع مرة أخرى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم التاجر بفرح ثم قال "هذا طلب سهل، ما اسمك بالمناسبة أيها السيد الصغير؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التوت زاوية فم باسل ثم قال "باسل، تشرفت بمعرفتك، و أرجوا أن لا تقول لأي شخص آخر عن الاتفاق الذي دار بيننا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك التاجر بينما يقول "هاها، لا تقلق من هذه الناحية أيها السيد الصغير، و أيضا أريد منك معرفة اسمي إن احتجتني في أي وقت، اسأل عني و ستعرف مكاني، اسمي هو 'ناصر' "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فهم التاجر ناصر المعنى وراء كلام باسل، فباسل أراد أن يخفي الاتفاق لكي لا يعرف التجار الذين سيتعامل معهم مستقبلا أنه يفضل أحدا عنهم و يبيع له أحجار الأصل أرخص مما يبيعها لهم، فهذا سيسبب له في الإفلاس بحيث لن يريد تاجر آخر الشراء من عنده إلا إذا باع لهم بنفس الثمن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و من جهة أخرى كان الأمر في مصلحته، لأنه إن عرف التجار الآخرين بصفقته مع باسل سيحاولون بكل ما يستطيعون إنقاص ربحه، و إغراء باسل بعروض و أشياء أخرى، ببساطة كان باسل محفظة للنقود جاءت إليه على طبق من ذهب و لن يريد تضييعها أو الاستغناء عنها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب باسل و أنمار مكملان عملهما و في نهاية اليوم عادا لمنزلهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "لقد بعنا تقريبا نصف أحجار الأصل التي نملك و جعلت كل تاجر يعدني بنشر اسمي بين التجار الآخرين، لقد جعلتهم يغلقون أفواههم لكي لا يعرفوا أنهم اشتروا كلهم بنفس الثمن مني، و تركهم يعتقدون أنهم قد أنشئوا علاقة عمل خاصة معي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قالت أنمار بنظرة استهزائية "الشخص إن تركته يعتقد أنه خاص، سيفعل كل ما تطلبه منه" ثم أكملت "إذا ماذا ستفعل بعد هذا، لا أظن أن اسمك سينتشر بين ليلة و ضحاها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل يجلس فوق السرير، فأغمض عينيه و اتكأ ثم قال "ليس هناك شيء أفعله سوى الانتظار و المراقبة، فعندما يحين الوقت سأمر للمرحلة الثانية، هذا كل ما في الأمر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قالت أنمار "حسنا" ثم نهضت من الكرسي الذي كانت تجلس عليه و فتحت الباب بينما تقول "تصبح على خير، أنا ذاهبة لغرفتي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يجبها باسل و أكمل استرخاءه إلى أن نام حتى جاء الغد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>دق، دق، دق</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح باسل الباب للطارق فوجد أربعة أشخاص، شخص كان يتقدمهم و كان يرتدي ملابس فاخرة و يبدو عليه النبل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم النبيل عندما فتح له باسل الباب بينما تعتلي وجهه نظرة متفاخرة "أيها الطفل، فلتأتي معنا من دون نقاش، أنت لا تريد أن يتم سلخك هنا في العلن، ستتسبب في إحراج نفسك فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تثاءب باسل و بينما عينيه ما زالتا مغمضتين تكلم قائلا "أولا، لا أريد الذهاب، ثانيا، لست في مزاج للنقاش حتى لو طلبته مني، ثالثا، لا أريد أن يتم سلخي، و رابعا، لا أريد إحراج نفسي، و بهذا سأقول لك أن تعود أدراجك، فأنا لا أحب من يعكر مزاجي بالصباح الباكر، فهناك شخص حاول فعل هذا في السنة الماضية و تلقى مني غضب لا تحمد عقباه، آه، على ما أذكر فهو لم يكن شخصا، بل وحشا سحريا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ارتفع حاجب النبيل ثم تفوه قائلا "يبدو أنك كما سمعت، لا تعرف العالم جيدا أيها الفتى" ثم رفع يديه و أكمل كلامه بإعطائه أمرا للثلاثة الذين وراءه "علموا الصعلوك درسا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب الثلاثة معا "أمرك يا سيدي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتعد النبيل عن الطريق و اقترب الثلاثة لباسل الذي خرج بينما يحك رأسه و هو يقول "أ ناس هذه المدينة كلهم هكذا؟ لا يفهمون ما معنى التحذير؟" ثم أكمل قائلا مع نفسه "أنا لا أريد منهم تدمير المنزل، فلقد كان أمرا شاقا علي إيجاد واحد لأشتريه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أحكم واحد من الثلاثة و الذي كان متوسط البنية قبضتيه و ضربهما ببعضهما ملصقا إياهما، ثم صرخ و فتح قبضتيه في اتجاه باسل "سكاكين الماء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهرت عشرات السكاكين المائية أمام قبضتي العدو و اتجهت نحو باسل بسرعة كبيرة بينما يقول مطلقها "كاكاكا، لن تخرج من هنا سالما أيها الفتى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"يا له من إزعاج، لننهي هذا بسرعة" انتهى باسل من جملته و اختفى من مكانه ليظهر أمام العدو و لكمه ببطنه فجعله يتقيأ الدماء و أغمي عليه فورا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استخدم باسل سحر التعزيز مرة أخرى، في المرة السابقة، ضد المبعوث رضا، لم يستخدم سوى أربعين في المئة من قوته الكاملة و جعله عاجزا ببنيته التي يتفاخر بها، لكنه الآن استخدم حوالي سبعين في المئة من سحر التعزيز بلكمته، فجعل متوسط البنية نصف ميت في لحظة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بوجه جدي "أنا لا أحب الانتظار، و لا أحب أن أُنتظر، و لهذا أرجوا ألا تكونا في مثل بطء صديقكما السابق، و إلا فإنكما ستواجهان نفس مصيره"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال النبيل بغضب "أيها الشقي، لا تغتر بنفسك، فذلك الحثالة لم يكن سوى ساحر بالمستوى الثاني، الصفقة الحقيقية هي هذان الاثنان، فهما يُسمَّيان ب'إخوة القطْع'، هما ساحران بالمستوى الثالث، و لن يتركا منك مكانا سالما إن لم تطع أمرنا و تذهب معنا بهدوء"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"إخوة القطع؟ ما هذا؟" عندما انتهى باسل من كلامه رفع الأخوين يديهما للأعلى، و قال في نفس الوقت "زوبعة الموت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهرت رياح و بدأت تدور في شكل دائري بينما تتسارع بشكل كبير فتكون في ثواني إعصار بارتفاع عشرة أمتار و اتجه نحو باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يتحرك باسل من مكانه و انتظر الإعصار ليأتي إليه ثم قال "زوبعة الموت؟ و أنا من ظننت أنها شيء مثير يستحق الرؤية، لكنها لم تكن سوى مضيعة للوقت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما اقتربت الزوبعة من باسل أحكم قبضته و فعل سحر التعزيز في كامل قوته بذراعه اليمنى و رجليه معا، ثم لكم زوبعة الموت <em>بوووم</em> اختفت الزوبعة كما لو أنها لم توجد من قبل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مشي باسل في اتجاه إخوة القطْع بينما هما منصدمان مما ريا، 'زوبعة الموت'، سمياها بهذا الاسم بعد أن جرباها على العديد من السحرة و كل من تلقاها لقي مصرعه، لكن الآن شقي لا يعرفان من أين أتى دمر تقنيتهما الموحدة بسهولة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر باسل في وجه إخوة القطع و قال "أنتما لا تبدوان كالشخص السابق، من وجهكما أنا أعرف أنكما لستما بشخصين سيحاولا فعل شيء كهذا لفتى في عمري" تكلم باسل سائلا "هل يبتزكما ذلك الحثالة؟ أم يحتفظ برهينة تهمكما؟ إن أردتما المساعدة بإمكاني تقديم واحدة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الإخوة يستمعان و عاقدين حاجبيهما ثم قالا في نفس الوقت عندما انتهى باسل من الكلام "هذا ليس من شأنك أيها الفتى" ثم ألصقى ذراعيهما ببعضهما و أنزلاها للأسفل ثم قالا "سيف الحكم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكون سيف ضخم من الرياح في الحال و نزل على رأس باسل. هذا الأخير لم يتحرك و قال "للأسف" ثم وجه قبضته للأعلى نحو السيف فدمره و انطلق نحو إخوة القطع و لكمهما في نفس الوقت ببطنهما فجعلهما يسقطان غائبين عن الوعي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وجَّه باسل نظره للنبيل ثم قال "لقد سبق و حذرت تلك الأميرة عن طريق رسالتي، أنا لا أحب اللف و الدوران، لكن على ما يبدو أنها ستكون ألما في المؤخرة إن لم أسرع في معالجة هذا الأمر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وثب باسل نحو النبيل و حمله من عنقه للسماء ثم قال "ستخبرني بمكانها الحالي، إن لم تفعل سيكون مصيرك الموت، و بالتأكيد سيكون بعد تعزييب طويل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم النبيل بارتعاد "أيها الوغد، ألا تعرف من أنا؟ إنني جورج الرئيس التالي لعائلة..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خنقه باسل و لم يتركه يكمل كلامه ثم قال "أنا لا أهتم بمن تكون، ألم تسمع كلامي؟ لقد قلت لك أخبرني عن مكان تواجد تلك ال* أو سأقتلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بلل النبيل جورج سرواله و بدأ يبكي على وضعه، قالت له الأميرة أن يتولى أمر هذا الفتى الذي أمامه، و لهذا جلب معه ثلاث سحرة متوسطين فقط ظنا منه أنهم كافيون، لكن كل شيء صار عكس ما توقع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ح..حس..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حاول النبيل جورج الموافقة فقاطعه صوت عميق "توقف"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التف باسل للوراء ليرى من المتكلم فوجد رجلا يبدو في منتصف الثلاثينيات من عمره و وراءه عدة أشخاص، كان هذا الرجل يرتدي درعا فضيا و لديه ندبة كبيرة على أنفه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم النبيل جورج بفرح " 'الجنرال منصف'، أنقذني أرجوك، هذا الوغد هنا يحاول قتلي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر 'الجنرال منصف' لباسل ثم لأجسام الثلاثة المغمى عليهم و قال "أيها الفتى، سأريد منك ترك هذا الأمر قبل أن يكبر أكثر مما هو عليه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حمْلق باسل في وجه 'الجنرال منصف' ثم قال "و من أنت بالضبط لتأمرني؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك النبيل جورج و قال "ألا تعرف من هو الجنرال منصف، أيها الأحمق، ستكون نهايتك إن لم تقم بما أمرك به"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شد باسل الخناق على النبيل جورج أكثر حتى لم يعد يتنفس ثم قال له بنظرة ازدراء مرسومة على وجهه "أيها الحثالة، إن لم يكن سيخرج من فمك مكان تلك العاهره، فلتغلقه إذا قبل أن أكسر فكك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تجمد النبيل في مكانه ثم نظر إلى الجنرال منصف يطلب النجدة. تقدم الجنرال منصف للأمام قليلا ثم قال "أيها الفتى، أنا لا أعرف من أنت أو من أين أتيت، أو حتى سبب فعلك لهذا، لكن سيكون من الأفضل لك التوقف حالا، و إلا ستكون عاقبة عملك شنيعة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر باسل للجنرال منصف ثم قال "حقا؟ ما الذي قد يحدث إن لم أتوقف يا ترى؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال منصف بجدية بينما يحملق في باسل "اسمع أيها الفتى، أنا لا أريد إراقة الدماء اليوم، و لهذا من الأفضل لك أن تترك هذا الأمر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "لست بفاعل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الجنرال منصف بصوت حاد جدي أكثر من السابق "إذا أظن أنه لا مفر من الأمر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أن انتهى الجنرال منصف تقدم نحو باسل الذي قفز للوراء متراجعا و تاركا مسافة بينهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اندفع الجنرال منصف نحو باسل فوصل أمامه بسرعة فائقة و لكمه ببطنه بيده اليمنى، لكن باسل تصدى للكمته بيده اليسرى و ركله برجله اليمنى، فصدها الجنرال منصف بيده اليسرى و ركله برجله اليمنى حيث كان لباسل ثغرة نتيجة رفعه لرجله اليمنى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تم الأمر بسرعة فائقة جعلت الجنرال يتفاجأ كثيرا من ردة فعل باسل على هجومه، مع أنه تغلب على باسل في النهاية في القتال القريب، لكنه أحس كما لو أن هذا الفتى كان يختبره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حلق باسل نتيجة للركلة لأمتار قليلة، لكنه وقف كما لو أنه لم يحدث له أي شيء. صدم الجنرال منصف و الجنود الذين كانوا معه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الجنرال منصف، معروف كصاحب أقوى بنية جسدية بين جميع السحرة في الإمبراطورية، لكن ذلك الفتى الذي تلقى ركلة منه لم يتأثر أبدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بينما ينفض ملابسه من الغبار "هوه، هذا هو مستوى الجنرال إذا؟ حسنا، إنه أفضل من الأشخاص السابقين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل بإمكانه في الواقع التصدي لركلة الجنرال منصف، لكنه لم يفعل لأنه أراد أن يختبر قوته، فهو قد تدرب على يد معلمه 'إدريس الحكيم' عبر مواجهته في قتالات و لم يستطع لمسه إطلاقا و تعرض للضرب المبرح فقط، و لهذا كان له اهتمام في معرفة مدى قوة هؤلاء الجنرالات الذين يقال عنهم أنهم الأقوى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"كما توقعت، إن المعلم استثنائي" بعد انتهائه من كلامه مع نفسه نظر في اتجاه الجنرال منصف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق الجنرال منصف في باسل ثم قال "أيها الفتى، من أنت بالضبط؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل قائلا "مجرد قروي يبحث عن القليل من المتعة فتعرض للمضايقة قليلا و رد الجميل ضعفين، و كما سمعت أنا أرد الجميل ضعفين، فاستعد للحصول على نصيبك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك الجنرال منصف بينما يقول "هاهاها، إنك فتى مثير للاهتمام، تقدم سأعلمك درسا أو اثنين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعدما انتهى الجنرال منصف من كلامه، اندفع باسل نحوه بينما سحر التعزيز في كامل قوته <em>بووم</em> تلاقت قبضة باسل مع الخاصة بالجنرال منصف، هذا الأخير صدم تماما كما حدث مع باسل هو الآخر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تراجع باسل للوراء قليلا ثم تكلم الجنرال منصف "أيها الفتى، إنك حقا لمثير للاهتمام، لم أكن أتوقع أن يكون لديك نفس سحري"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بينما يبتسم "و لا أنا أيها العم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما تلاقت لكمة باسل و الخاصة بالجنرال منصف، نتج عن تصادمهما موجة قوية، و لاحظ باسل عندها أن الجنرال قد استخدم سحره الذي كان سحر التعزيز، و من جهة أخرى، حدث نفس الشيء مع الجنرال منصف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>سحر التعزيز كان سحرا نادرا جدا، و لا يمكنك إيجاد سوى أعداد قليلة و معدودة في العالم كله يملكونه، و لهذا كان الأمر صادما بالنسبة للجنرال منصف، لكن ما صدمه ليس هذا فقط، بل أيضا القوة التي أخرجتها لكمة باسل و التي كانت كبيرة جدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال منصف قائلا "أيها الفتى، ما اسمك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "أليس من الآداب تقديم نفسك قبل سؤال الشخص عن اسمه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك الجنرال منصف ثم قال "هاهاها، معك حق في هذا، أنا اسمي كريمزون منصف، إنني أنتمي لعائلة كريمزون"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل "اسمي باسل، متشرف بمعرفتك، و الآن هل نكمل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الجنرال منصف "هيا هيا، لا تكن متعجلا، فلنترك الأمر عند هذا الحد، ليس هناك عدة فرص لملاقاة شخص يستخدم سحر التعزيز، لاسيما ساحر في عمرك قد وصل للمستوى الرابع بالفعل، إنها ستكون مضيعة فقط، ما رأيك أن تأتي معي؟ سأعاملك كضيف شرف في العائلة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وضع باسل يده على ذقنه و بدأ يفكر لمدة طويلة ثم قال بعد أن قرر "حسنا، أظن أنني سأرافقك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم الجنرال منصف و التف ثم قال "اتبعني إذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "حسنا" ثم أكمل بينما نظره توجه للنبيل جورج "لكني يجب أن أعرف ما أحتاج من ذلك الحثالة قبل هذا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جري باسل ثم حمل النبيل جورج من عنقه من جديد و قال "إما أن تسرع في قول ما أريد أن أسمع و إلا ستموت، لديك خمس ثواني للإجابة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التف الجنرال منصف ثم قال "أيها الفتى باسل، لا تضع وقتك معه أكثر من هذا، إن كنت تريد شيئا ما فسوف أجلبه لك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر باسل للجنرال منصف ثم قال "حسنا، إن قال هذا العم منصف، فلا بأس إذا" قام باسل برمي النبيل جورج بعيدا ثم تبع الجنرال منصف و بينما يتبعه، ظهرت فجأة أنمار بجانبه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "يبدو أنك اكتفيتِ بالمشاهدة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجابت أنمار "حسنا، لم يبدو أنك في حاجة للمساعدة" ثم ابتسمت و أكملا طريقهما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد السير لمدة طويلة، وصلت المجموعة إلى قصر ضخم جدا يمتد لألاف الأمتار، كان يملك بوابة ضخمة جدا يصل علوها لعشرات الأمتار و حارسين واقفين عندها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما رأى الحارسين الجنرال منصف، انحنوا قليلا ثم قالا "مرحبا بعودتك أيها الجنرال"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب الجنرال منصف "شكرا على تعبكما" ثم دخل للداخل فتبعه البقية ثم أمر الجنود الذين كانوا معه بالذهاب لمعسكر التدريب، و تقدم للأمام نحو البوابة الداخلية فتبعه باسل و أنمار</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما دخل باسل و أنمار عبر البوابة الخارجية انبهرا من اتساع المكان، كانت هناك عدد هائل من البنايات تحيط بمبنى ضخم جدا و الذي سارا في اتجاهه تابعين الجنرال منصف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح الجنرال منصف البوابة فنظر باسل و أنمار للداخل ليجدا ممرا طويلا و على جانبيه العديد من الجنود الأقوياء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مروا من الطريق حتى وصلوا لبوابة أخرى و حارسين واقفين أمامها، أعطى الحارسين التحية للجنرال منصف و فتحا له البوابة، دخل الثلاثة لقاعة ضخمة جدا تسع لمئات الأشخاص، كان هناك العديد من الرجال الواقفين بالجانبين و درج كبير أمامهما، و فوقه يوجد عرش يجلس عليه رجل كبير في السن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الجنرال منصف "يا أيها الرئيس، لقد أتيت و معي خبرا قد يسرك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الرجل الكبير في السن "أنا كريمزون أكاغي، عشت ما يكفي من المآسي و مررت بالكثير من المصاعب، لا أظن أن هناك شيء سيسرني الآن غير وجود حل لإنقاذ عائلتي من الضياع و إرجاعها لمجدها، و هذا غير ممكن الآن كما أعلم و تعلم أيها الجنرال منصف، لكن لديك الحق في المحاولة يا زوج ابنتي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أب زوجتي، هذا الفتى الذي ورائي ساحر في المستوى الرابع و يستخدم سحر التعزيز النادر مثلي، لقد جلبته معي كضيف شرف، و أتمنى أن ننشئ علاقة جيدة معه، فقد يكون عونا كبيرا في إنعاش عائلتنا ريثما يكبر الوريث الشرعي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الجنرال منصف رجلا صريحا و مباشرا، قال كلاما يحمل نواياه تجاه باسل من دون خداع، فهو معروف بعدالته و إخلاصه و ولائه لعائلة كريمزون، تزوج قبل ست سنين الابنة الوحيدة لعائلة كريمزون بعد أن وصل للمستوى السادس و أصبح جنرالا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أنجبت زوجته له طفلا بعد مرور سنتين من زواجهما، فكان الخبر مفرحا له و لزوجته و خصوصا لرئيس العائلة كريمزون أكاغي الذي كان يائسا و لجميع من ينتمي للعائلة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد مرور حوالي إحدى عشرة سنة من اختفاء الوريث الثاني، ظهر أمل جديد في العائلة، كان هذا الأمل هو ابن الجنرال منصف و زوجته 'كريمزون سكارليت' ابنة رئيس العائلة 'كريمزون أكاغي'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما سمع باسل الجنرال منصف، ابتسم و نظر له باحترام، باسل لا يحب اللف و الدوران، و هذا ما فعله بالضبط الجنرال منصف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عرف باسل معنى دعوة الجنرال منصف من الأول، لكنه أتى آملا في الحصول على منفعة من هذا، فالتعامل مع العائلة التي تعتبر الثانية من حيث القوة و السلطة كانت تشمل جميع المواصفات التي يريدها باسل من أجل تحقيق هدفه، فكما أراد الجنرال منصف الانتفاع من باسل، هذا الأخير كان له نفس الهدف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حملق رئيس العائلة كريمزون أكاغي في صهره الجنرال منصف لمدة قصيرة ثم غير اتجاه نظره لباسل فتغيرت نظرته كثيرا كما لو أنه ينظر لشبح ما، بقي على تلك الحال لمدة طويلة حتى جمع شتات نفسه و قال "أيها الفتى، لقد سمعت ما قال الجنرال منصف، ما رأيك؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر باسل في وجه رئيس العائلة كريمزون أكاغي ثم قال باحترام "أنا أفهم من كلامه أن هناك مصلحة لكم في إنشاء علاقة جيدة معي، فلما لا، فالأمر ذاته ينطبق علي، أنا سأمد لكم يد المساعدة لكم في أي وقت تحتاجونها، و بالمقابل عندما أريدها أنا، سيكون من الجيد لو قدمتموها لي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الجنرال رئيس عائلة كريمزون في باسل لمدة طويلة ثم وجه نظره لأنمار و قال "و من تلك السيدة الصغيرة؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل سيجيب عن السؤال لكن أنمار سبقته بالحديث، فقالت باحترام "أنا مرافقة باسل أيها الكبير المحترم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال رئيس العائلة كريمزون أكاغي "حسنا، سوف أقبل بهذا، لكن سأريد منك إثبات كلامك، فإن كانت هناك علاقة حلف ستكون بيننا سأريد منك على الأقل إثبات استحقاقك لها، الطريقة 'كيف' ستكون عليك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل ثم قال "حسنا أيها الكبير، لما لا نبدأ في الحديث أولا عن قلب سوق التجارة رأسا على عقب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اندهش جميع من في القاعة من كلام باسل، فالرجال الذين بالجانبين كانوا كلهم أشخاص لهم ولاء ضخم لعائلة كريمزون، فهناك منهم من لا يزال حيا منذ السقوط العظيم للعائلة من الحكم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وجود فتى في مثل هذا العمر يستخدم سحر التعزيز بالمستوى الرابع قد أدهشهم أكثر مما أفرحهم خبر تحالفه معهم. لكن ماذا بدأ يقول هذا الفتى؟ قلب سوق التجارة رأسا على عقب؟ ما الذي يتحدث عنه بالضبط؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم رئيس العائلة كريمزون أكاغي "وضح كلامك أكثر أيها الفتى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح باسل ذراعيه و قال "كما سمعت تماما، كل ما تعرفه عن أثمان أحجار الأصل و استخداماتها سوف أجعله يبدأ من صفحة جديدة، و هذه الصفحة سوف تكتب من قبلي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال كريمزون أكاغي "و كيف ستفعل هذا؟ لا زلت لم توضح ما الذي ستفعله"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و قال "أيها الكبير، كتعبير مني عن شكري على قبولك صنع علاقة حلف بيننا، سوف أجعلك..لا، سوف أجعل عائلتك الواجهة الأمامية لقلب سوق التجارة رأسا على عقب، و سيكون هذا عن طريق المعلومات التي ستعرفها مني في الدقائق القادمة، لكن سيبقى تصديقك لي أم لا متوقف عليك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اندهش رئيس عائلة كريمزون من الفتى الذي أمامه ثم قال "أنا لم يعد لدي ما أخسره، كل ما ملكته يوما قد سلب مني أو هرب مني، لذا أيها الفتى، إن كان هناك شيء سوف يجعل من عائلتي ترجع لمجدها، فسيكون هذا عبارة عن تحقيقٍ لأمنيتي الوحيدة التي تجعلني ما أزال أريد العيش، لقد ارتكبت أخطاء فادحة خلال حياتي و لا أنوي إعادتها، لقد عشت ما يكفي لأعرف الكاذب من الصادق و أفرق بينهما، و أنت كل الكلام الذي يخرج من فمك يحمل معه ثقة موثوق بها، فقل ما عندك أيها الفتى"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اندهش كل من في القاعة، ما الذي يحدث هنا؟ حتى الجنرال منصف بقي مصدوما طوال الوقت، لقد أتى بهذا الفتى فقط لأن لديه موهبة و سحر استثنائيين، و ظن أنه سيكون ذو نفع كبير للعائلة، لكن الفتى بدأ يتكلم عن أشياء كتغيير موازين القوة و السلطة في العالم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ باسل يكمل حديثه بقوله "أيها الكبير، حكمتك التي حكمت بها علي لن أخذلها أبدا، هنا و الآن، إنني أعدك بمساعدتك على إنعاش عائلتك، فكما قلت لك، إن احتجت ليد المساعدة سأكون مستعدا لتقديمها لك في أي وقت" نظر الجميع لباسل الذي أكمل "و كبداية سأجعل من عائلتك الأغنى بكامل الإمبراطورية، فكما يقولون، 'امرؤ بلا مال ذئب بلا أنياب' "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بادئا شرحه "هناك استخدامات عدة لأحجار الأصل غير معروفة بهذا العالم، و التي قد تكُون موجة تعلن عن بداية كارثة أكبر من التي حدثت قبل أربع عشرة سنة عندما تنتشر "</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي الكل مصدوما، من لا يعرف الكارثة التي حدثت قبل أربع عشرة سنة، هجوم الشياطيين، خوف البشرية من العدو المجهول لا يزال كائنا إلى يومنا هذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما هوجم العالم من طرف العدو المجهول، كان هناك دمار كبير شمل الإمبراطوريات الثلاث، اثنان من إمبراطورية النضير الوهاج فقط من واجها العدو مباشرة و كان بقاؤهما على قيد الحياة أمر جيد، أما في الإمبراطوريتين الأخريين، فكانت هناك إبادة تامة لجنرالان بجيشهما بإمبراطورية الأمواج الهائجة، أما إمبراطورية الرياح العاتية لم تخسر أي جنرال، لكنها فقدت ربع سكانها، فالأمر تم بسرعة كبيرة لدرجة أن الجيش عندما وصل لمساعدة من كان يحتاج للنجدة وجد العدوَّ قد اختفى بالفعل و العديد من القرى و المدن كانت قد دمرت تماما، و القليل جدا من كان محظوظا فبقي حيا ليروي لهم الكارثة التي مرت عليهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما حدث هذا الدمار الشامل، عقدت اتفاقية بسرعة بين الإمبراطوريات الثلاث تنص على منع الحرب، و التوقف عن التنافس فيما بينهم، و التركيز على تنمية قواتهم لأقصى درجة ليستعدوا لأي هجوم مثل الذي مر عليهم، و لهذا بنيت عدة أكاديميات سحر في العديد من المدن و لم تعد العاصمة فقط من تملك واحدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في كل إمبراطورية كانت هناك أكاديمية سحر كبيرة بالعاصمة، و يدخلها كل شخص يتطلع ليصبح ساحر، لكن بعد الدمار الشامل، ركزت الإمبراطوريات الثلاث على توسيع نطاق تعلم السحر لكسب قوة أكبر من السابق، و الاتفاقية التي عقدت ساعدت في هذا كثيرا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و لهذا عندما يأتي شخص من العدم و يبدأ في قول أنه قد يتسبب في كارثة أكبر من الدمار الشامل، فإنه بالتأكيد ليس بعاقل، لكن هذا الفتى الذي أمام ناظر جميع من في هذه القاعة الضخمة بدأ يتحدث عن أمور يسمعونها لأول مرة في حياتهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"مسحوق الأصل يصنع من أحجار الأصل، و يصنع منه عدة إكسيرات منها، إكسير العلاج، إكسير التعزيز، إكسير التقوية، هناك العديد من الاستخدامات الأخرى لأحجار الأصل منها استعمالها في صنع وسائل للتواصل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن أكثر ما صدمهم هو ما بدأ يفعله الفتى، فتح باسل راحة يده و التي ظهر عليها مربع أسود اللون و بوسطه هناك لون أزرق فاتح قريب للون الأبيض، و من هذا المربع خرج كيس ضخم مليء بأحجار الأصل، و عدة قرون ثم العديد من الطعام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج باسل قبل قليل العديد من الأشياء من راحة يديه فقط مما جعل الحضور فاتحا فمه و كاد ذقن كل واحد منهم أن يصل للأرض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الكل هنا ساحر، و أقل مستوى يمكنك أن تجده من بينهم هو المستوى الرابع، و كلهم خبراء في المعارك، فبعضهم ذهب ل'قارة الأصل و النهاية' التي تعرف بالعجائب و المصائب، لكن و لا واحد منهم رأى سحرا كالذي أراهم باسل إياه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل قائلا بينما يعيد كل ما أخرجه عن طريق لمسه براحة يديه "أيها الحضور، ما ترونه الآن ليس سحرا أو خدعا، ما فعلته قبل قليل هي قدرة يمكن لأي واحد منكم كسبها، و كما قلت من قبل، استخدامات أحجار الأصل كثيرة، و ما رأيتموه قبل قليل كان واحدا منها فقط"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ركز باسل نظره الذي كان يوجهه نحو الجميع على رئيس العائلة كريمزون أكاغي ثم قال "أيها الكبير، لقد رأيت ما فعلت قبل قليل، و سأعطيك عينة من كل قنينة إكسير لتجربها، أظن أن هذا كاف كإثبات على استحقاقي تحالفي معكم، و الآن حان دوركم في إثبات استحقاقكم له"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق كريمزون أكاغي في باسل لمدة طويلة ثم قال بعد فترة من الصمت و التحديق "أيها الفتى، ما أريتنا قبل قليل كاف لتصديقك، أما بخصوص دورنا، فما رأيك في هذا، كل ما ستحتاجه من الآن فصاعدا سيتم تحقيقه ما دام في صلاحية سلطة عائلتي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر باسل للكبير ثم قال مع ابتسامة شيطانية لم يلاحظها أحد "أيها الكبير، أن نكون معا هو البداية، و البقاء معا هو التقدم، و العمل معا هو النجاح. أتمنى أن نحقق نجاحا جيدا" أكمل باسل كلامه "الآن بعد اتفاقنا على تحالفنا، ما رأيك في بداية عملنا المشترك الأول؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق الجميع في باسل حتى سأله الكبير كريمزون أكاغي "و ما ستكون طبيعة العمل يا حليفنا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل بعدما ابتسم "كما قلت سابقا، سوف نبدأ بقلب سوق التجارة رأسا على عقب، و لهذا سأحتاج منك كبداية جمع جميع الكيميائيين و الحدادين الجيدين الذين تملكهم لألقي عليهم بعض الدروس، و من ثم سأحتاج منك شراء كمية هائلة من أحجار الأصل، كل ما كانت الكمية أكبر كلما كان أفضل، و عندها سنبدأ في صنع إكسيراتنا و أدواتنا و بيعها من جديد، الطريقة بسيطة لكنها أكثر من فعالة، و ريثما تصبح عائلتك الأغنى في العالم كله، سأطلب منك إعطائي أعضاء من جنودك الصاعدين لتنشئتهم على يدي، و بالطبع سأختار الجنود بنفسي، و بهذا سأجعل عائلتك الأقوى في الإمبراطورية أولا ثم في العالم ثانيا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم جميع من بالقاعة، الجنرال منصف لم يعد يستطيع استيعاب ما يحدث، رئيس عائلة كريمزون وقف وقفة الحيران الفرحان، حلم حياته سيتحقق؟ لا، بل سيفوق حلمه بكثير و أكثر مما تخيل يوما؟ هذا ببساطة شيء لا يصدق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال رئيس عائلة كريمزون أكاغي بعد أن هدأ "يا حليفنا، أنا لا أجد أي كلمات للتعليق عن هذا، و إن كان كلامك سيصبح حقيقة، فإنني لا أعرف كيف سأشكرك، و هناك شيء لا يزال في عقلي أريد سؤالك بشأنه" أماء باسل رأسه ليكمل الكبير "لماذا تفعل كل هذا من أجل عائلة التقيت بها للتو؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>من الطبيعي أن يتساءل المرء إن جاء أحدهم و قال أنه سيجعله الأغنى و الأقوى في العالم عن سبب فعله لهذا، كريمزون أكاغي رجل معروف بصرامته و حرصه الشديد على عائلته، لكن كل هذا نابع من حبه لها، و من الطبيعي أن يسأل عن دافع الشخص الذي يريد مساعدة عائلته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قبل أن يأتي باسل إلى هنا، عرف عن طريق جمع المعلومات هو و أنمار ليوم كامل وضع عائلة كريمزون الحالي، و لهذا عندما تلقى باسل الدعوة من الجنرال منصف، جاءته الفكرة المثالية لتسريع خطته، فإن كانت عائلة كريمزون كما سمع من الإشاعات لا زالت تهدف للرجوع لمجدها، فسوف تكون هدفا جيدا لما يحاول باسل فعله</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "سمعت أن العائلة الحاكمة الحالية غير منصفة، و أن عائلتك التي كانت في الحكم قبل خمسين سنة كانت نقيضها تماما، كانت تحكم بالعدل و لا تحتقر القرويين و العامة، فإن كنت سأختار من بينهما، سأختار عائلتك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حدق كريمزون أكاغي في باسل ثم قال "يا حليفنا، لماذا اخترتنا؟ أنت لا زلت لم توضح السبب الرئيسي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حك باسل رأسه ثم قال "حسنا، إن هذا من أجل الاستعداد للحرب القادمة ضد الشياطين، أنا أريد جعل هذا العالم مستعدا في أسرع وقت للذي هو قادم، و عائلتك ستكون الوسيلة المثالية لتحقيق هذا الأمر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم الجميع من كلام باسل، حرب ضد الشياطين؟ الاستعداد لها؟ ماذا يقول هذا الفتى؟ أ يعرف شيئا هم يجهلوه؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل باسل قائلا "لقد مرت أربع عشرة سنة بالفعل منذ 'الدمار الشامل'، هذا الاسم الأخير هو ما أطلق على تلك الكارثة، لكن القادم سيجعل من هذا الاسم شيئا لطيفا إن لم يتم الاستعداد جيدا له. الشياطين يمكنها أن تهاجم في أي وقت و لن نعلم متى سيكون، و إن ظننتم أن الدمار الشامل كان شيئا مرعبا، فسوف أقول لكم شيئا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نظر باسل في وجه الجميع ثم قال بجدية كبيرة و بصوت مرتفع "استيقظوا يا ناس،</strong></p><p><strong>فإن الدمار الشامل لم يكن سوى إعلانا صغيرا لعالمنا الواهن عن بداية عصر أهوال"..............يتبع!!!!!!!</strong></p><p></p><h2>(الجزء الثامن)</h2><p></p><p></p><p><strong>أتى باسل للعاصمة من أجل جعل هذا العالم مستعدا لأي هجوم قد يأتي مستقبلا مثل الدمار الشامل، و لهذا كان ينوي نشر اسمه بين التجار و كسب سمعة جيدة قبل البدء في نشر استعمالات أحجار الأصل، فإن كان له اسم بين التجار، ستكون كلمته موثوق بها، و بالتالي سوف يثقون في السلعة الخاصة به و التي ستكون جديدة عليهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد انتشار استعمالات أحجار الأصل و معرفة فائدتها، سوف يسرع العديد من الأشخاص في توطيد علاقتهم مع باسل، و لن يقتصر الأمر على التجار فقط، بل حتى العائلات الكبرى سترغب في التقرب له، و عندها سوف يختار باسل من بين جميع العائلات الأسهل و الأفضل كوسيلة لبدايته في تقوية هذا العالم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما سمع باسل رغبة الجنرال منصف في استضافته، جاءته الفكرة المثالية، ففكر لقليل من الوقت، دعوة هذا الجنرال أتت بعد مشاهدته لسحره و قوته، مما يعني أنه يحاول بناء علاقة جيدة معه و استغلاله لمصلحة عائلته، فالشكر لدى بعض الناس ليس إلا رغبة مبطنة في الحصول على خيرات أكثر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن هذا كان يدُبُّ في مصلحة باسل، لقد قل عليه عناء نشر اسمه و لم يتبقى له سوى إثبات نفسه للعائلة التي سيذهب لها و كسب ثقتها، و ستكون بدايته في جعل هدفه يتحقق أسرع مما توقع، و كما أراد فقد سار الأمر على هواه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"الإكسيرات التي تحدثت عنها لها مفعول كبير في تنمية قوة الساحر و تسريعها، فمثلا إكسير التعزيز يجعل قوته السحرية ترتفع بمراحل للأعلى مؤقتا، و لهذا له فائدة كبيرة أثناء المعارك، فقد يتغير منحى القتال إن امتلك أحد مثل هذا الإكسير و آخر لا يملكه، و إكسير التقوية ينمي القوة السحرية بشكل متسلسل و دائم، لكن لا ينصح بالإكثار منه، فلا يجب على الساحر رفع قوته السحرية إلى حد لن يستطيع جسده و بحر روحه تحملها أكثر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل قد بدأ بالفعل شرحه لكيميائيين، كان هناك ثلاثة كيميائيين فقط في عائلة كريمزون، فعلى ما يبدو، الكيميائيون ليس لهم أهمية كبيرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكن عندما استمع الثلاثة لكلام باسل صدموا تماما، إن كانت هناك تقنيات مثل هذه موجودة بالعالم، فسوف يصبح الطلب على من يصنعها خياليا، و سوف تتغير مكانتهم بشكل كبير عما كانت عليه من قبل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تحمس الكيميائيون الثلاث كثيرا و استمعوا لكل كلمة يقولها باسل، لكن نظرة إحباط ظهرت على وجههم، فمن خلال ما سمعوا، لا يستطيع كيميائي أقل من المستوى الثالث صنع أي إكسير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هذا مشكلة عويصة بالنسبة لهم، فهم أصبحوا كيميائيين بعد أن استسلموا من اتباع طريق السحر، فلقد بقوا في المستوى الأول لمدة عشر سنين من دون تقدم ملحوظ</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أن رأوا أنهم لن يتقدموا في السحر، تبقى لهم خيارين فقط، أن يصبحوا كيميائيين أم حدادين، فاختاروا الأول. بعد أن يتخلى الساحر عن اتباع طريق السحر و الانتقال إلى الكيمياء أو الحدادة سوف تصبح سرعة تقدمه أكبر مما كانت، و الآن الكيميائيين الثلاثة كلهم في القسم الثاني من المستوى الثاني</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بعد مشاهدته لإحباطهم "لا تقلقوا، فإن كانت هذه الإكسيرات ستُستهلك من شخص ما، فسوف أحرص كل الحرص على أن تكونوا أنتم الثلاثة أول من يفعل" تغيرت نظرة الثلاثة ليكمل باسل "سوف أجعلكم تصلون للمستوى الثالث في مدة قصيرة، فأنا لا أستطيع صنع الإكسيرات طوال الوقت، هناك العديد من الأعمال سيكون علي إنهاؤها، و لهذا سأترك أمر صنع الإكسيرات عليكم بعد وصولكم للمستوى الثالث، و أثناء هذه الفترة سوف أعلمكم جميع التقنيات التي ستحتاجونها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فرح الثلاثة ثم انحنوا قليلا لباسل، سوف تتغير حياتهم تماما عندما يصبحون قادرين على إنتاج الإكسيرات، و باسل هو من منحهم هذه الفرصة، فكيف لا يكنون له أقصى درجات الاحترام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الكيميائيون لم يكونوا سوى الطبقة الأضعف من السحرة التي لم تستطع تحقيق أي تقدم في مسار السحر و اتجهوا نحو الكيمياء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكل ساحر إمكانية في الغدو كيميائيا، لكن يبقى الأمر متعلقا على مدى فهمه للمواد التي سيطبق عليها العملية و علاقتها بالطاقة السحرية الخالصة، و أكثر ما يهم هو استعداده التام عقليا ليحول طاقته السحرية كلها إلى طاقة سحرية خالصة، فهذه هي المرحلة الأهم في حياة كل شخص يريد أن يتخلى عن طريق السحر و اتباع طريق الكيمياء أو الحدادة، فبعد أن يفعل هذا يفقد قوة عنصره السحري و تتحول طاقته السحرية كلها إلى طاقة سحرية خالصة كما تكون الطاقة الخارجية قبل أن يجذبها الساحر و تدخل لبحر روحه ثم تتحول لعنصره السحري الثاني</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أن يعرف الساحر كيف يتحكم في الطاقة الخالصة و يفهم كيف يجعلها تتغلغل بالمواد المراد دمجها، سيعرف كيف يدمج بينها لتنتج ما يهدف له</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الكيميائيون يعرفون فقط خلط الأعشاب مع طاقتهم السحرية الخالصة و إنتاج أدوية تكون فعالة أكثر من الأدوية العادية، و لهذا لم تكن لهم قيمة كبيرة جدا، فبعد كل شيء ليسوا سوى سحرة فاشلين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شرح باسل للكيميائيين عن العديد من الوصفات و طريقة صنعها، تحمس الثلاثة كثيرا من كلام باسل، فكلهم بدؤوا بمعرفة عالم جديد سوف يجعل حياتهم تتغير للأفضل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد مرور أيام من تعليم الكيميائيين و إرشادهم قرر باسل الانتقال للحدادين، فكما يعرف عن الحدادين، هم الذين يقومون بصهر الحديد مع أحجار الأصل بتقنيات يتم توارثها عبر الأجيال من أجل صنع 'أوعية السحر' للسحرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قابل باسل رئيس الحدادين في عائلة كريمزون، فعلى عكس الكيميائيين، يتلقى الحدادون معاملة و مرتبة لا بأس بها، فهم من يؤتمن عليهم صنع أسلحة العائلة، و بسبب هذا كان لهم فخر بنفسهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما أراد باسل التكلم معهم، لم يعطوه وجها و تجاهلوه حتى سمعوا أنه أمر مباشر من رئيس العائلة 'كريمزون أكاغي'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب رئيس الحدادين الذي كان عبارة عن رجل عجوز في اتجاه باسل ثم قال "أيها الفتى، لقد سمعت عنك من سيدنا أكاغي، كيف لفتى مثلك أن يرينا ما نفعل بعملنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و قال "أيها الجد، ما رأيك أن تذهب معي لمكان منعزل للحظات، سأريك شيئا مثيرا للاهتمام"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب باسل مع الجد الذي أرشده لورشة عمله و دخلا لها، أخرج باسل حجر أصل من راحة يده فجعل الجد الحداد فاتحا فمه من الصدمة ثم أخرج معه مطرقة كبيرة و سيف كبير الحجم بطول متران و عشرين سنتمترا بالعرض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صهر باسل حجر الأصل عن طريق النار و الطاقة السحرية الخالصة، فالنار لوحدها لن تصهر أحجار الأصل أبدا، ثم تحكم في الطاقة الناتجة عن انصهاره بطاقته السحرية الخالصة و تلاعب بها ثم بدأ يدمجها بالسيف الصخم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت هناك نقوش غريبة على السيف و عندما دمجت الطاقة الخالصة حجر الأصل مع السيف، توهجت النقوش بضوء أزرق فاتح قريب للون الأبيض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بعد مرور قليل من الوقت قال باسل "حسنا، لقد انتهينا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يصدق الجد الحداد ما رآه أمام عينيه و لم يرمش لمدة طويلة "ما الذي فعله هذا الفتى قبل قليل؟ أ صنع وعاء سحريا من المستوى الرابع في هذه المدة القصيرة؟ و ما تلك التقنيات؟ لم أشاهد مثلها في حياتي كلها، إنه لم يحول عنصره السحري إلى طاقة سحرية خالصة و لا زال بإمكانه التحكم بالطاقة السحرية الخالصة لهذه الدرجة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم الجد الحداد تماما و اعترف بالهزيمة بداخل قلبه، هو رجل فخور بنفسه، يحمل لقب الحداد الأفضل في الإمبراطورية، لم يكن هناك من هو أفضل منه في عمله، لكن هذا الفتى جعله يعترف بالهزيمة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الجد الحداد بعدما أمسك يدي باسل "أيها السيد الصغير، اسمي 'سميث' و نحن حدادي عائلة كريمزون تحت رعايتك من الآن فصاعدا، فلتنورنا بمعرفتك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و قال "أيها الجد سميث، لا داعي للرسمية، أنا هنا من أجل إعطائكم التقنيات التي شاهدتها قبل قليل و أريكم كيف يمكنكم استغلال أحجار الأصل في صنع العديد من الأشياء الأخرى و ليس فقط في أوعية السحر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فرح الجد سميث ثم قال "أوه، هناك استخدامات أخرى لأحجار الأصل؟ فلتخبرني بها حالا من فضلك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك باسل ثم قال "حسنا، أحجار الأصل....."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ باسل شرحه للجد سميث و مرت عدة أيام منذ تحالف باسل مع عائلة كريمزون، و حان الوقت ليختار بعض الجنود ليدربهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في ساحة شاسعة جدا بداخل ملكية عائلة كريمزون، كان هناك حوالي أربعة آلاف جندي، مختلطين من العادي إلى المستوى الثالث في السحر، حَامَ (ماضي فعل 'يحوم') باسل حول الجنود بينما يحقق في أمر كل واحد منهم قبل أن ينتقل للآخر، و كلما اختار واحدا أشار له ليتقدم نحو المكان الذي قرره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد انتهاءه كان قد جمع حوالي خمسين جنديا و انصرف الجنود الذين لم يخترهم. وقف أمامهم ثم بدأ حديثه "أيها الجنود، أعرف أن هناك من هو مستاء منكم لأن فتى مثلي لا تعرفون من أين أتى بدأ في إلقاء الأوامر عليكم، و لهذا سوف أعطيكم حلا جميلا، اهجموا علي جميعا في آن واحد، و إن استطعتم هزيمتي سوف أعود أدراجي مذلولا، و إن لم تستطيعوا، فسوف تقومون بكل ما آمركم به، المدة التي لديكم هي المدة التي سوف تنقضي فيها طاقة احتمالكم أو تستسلمون، و الآن فلنبدأ"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مر وقت كبير و كان جميع الخمسين جنديا مستلقون على الأرض، كلٌّ و حالته، هناك من غاب عن الوعي، هناك من سقط من التعب، و هناك من استسلم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل قائلا بجدية و بصوت مرتفع "من الآن فصاعدا، أنا قائدكم، أنا معلمكم، و أنا مرشدكم، و إن كان لأي أحد منكم اعتراض فأنا على كل استعداد لمواجهته" ثم أكمل "هذا كل شيء لليوم" ثم تذكر شيئا ما و قال "ستكون هذه الفتاة التي بجانبي و أمامكم بتعليمكم عندما أكون غائبا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب باسل بعد أن انتهى من الكلام، كانت أنمار تلحقه في كل مكان يذهب إليه، باسل معتاد على هذا الأمر منذ صغره حتى لو كان يزعجه، فبعد كل شيء هو يعرف لم تتبعه، فحتى بعد أن رفضها للعديد من المرات لم تكف عن ملاحقته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرج باسل و أنمار من القصر و توجها نحو سوق العاصمة، فهما لم يخرجا منذ مدة طويلة، ولهذا كانا متحمسين قليلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بعد مدة وصلا للسوق، كان سوق العاصمة كبيرا للغاية و يتوفر على كل أنواع المتاجر، التي تخص الطعام و التي تخص الأدوية و الأعشاب الطبية، و أخرى تخص بيع الأسلحة بشتى أنواعها و أخرى لبيع الملابس</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان السوق كبيرا و متنوعا في تجارته، هناك تجار من كلا إمبراطوريتي 'الأمواج الهائجة' و 'الرياح العاتية'، فبعد الاتفاقية، أصبحت العلاقة التجارية أسهل بين الإمبراطوريات</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان يسمى هذا السوق ب 'سوق المركزية'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم باسل عندما وصلا للسوق "حسنا، لنذهب لجلب وجها سوف يساعد على تسيير خططنا بسلاسة" ثم ابتسم و خطى الخطوة الأولى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>دخل الاثنان للسوق ثم قال باسل "فلندهب للبحث عن التاجر ناصر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أماءت أنمار رأسها و انطلقا بينما يسألان عن التاجر ناصر في الأرجاء حتى عرفا مكانه و التقيا به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أووه، لقد بحثت عنك طويلا أيها السيد الصغير باسل" فرح التاجر ناصر عند رؤيته لباسل و قال "هل أتيت لتبيع أحجار الأصل مرة أخرى؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و أجاب "أيها الأخ ناصر، لم آت إلى هنا لبيع أحجار الأصل" أحبط التاجر ناصر قليلا ليكمل باسل "و إنما أتيت لك بعرض أحسن من شراء أحجار الأصل بثمن رخيص"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استغرب التاجر ناصر ثم قال "ما هو هذا العرض؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "أنا آت لك بعرض لن يستطيع أي تاجر رفضه، لكن سيكون عليك الاستعداد للتخلي عن كل أعمالك الأخرى و الانضمام للعمل معي، و أنا أضمن لك، ما ستحققه من أرباح سيكون شيئا لا يمكنك مقارنة ما تربحه الآن معه، ماذا تقول؟ هل أنت معي أم لا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب التاجر ناصر مما يقوله باسل، هو تاجر معروف في شتى أنحاء الإمبراطورية و لديه القليل من العلاقات مع تجار من الإمبراطوريتين الأخريين، فكيف له أن يتخلى عن عمله و عملائه الذين كسبهم عبر كل هذه السنين، عبس ناصر و قال "سامحني أيها السيد الصغير، و لكن حتى لو كان هذا طلب منك فلن أستطيع القيام به"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تنهد باسل و قال "حسنا، هذا هو المتوقع، ما رأيك أن تأتي معي لفترة؟ سأريك شيئا ما سيغير رأيك و نظرتك الحالية للسوق"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يكن للتاجر ما يخسره و اتبع باسل لمكان خال من الناس خارج السوق. عندها شاهد التاجر ما لم تقدر عيناه أن تصدقه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ضحك باسل مع نفسه بينما يقول "هاهاها، إن هذه النظرة أصبحت أراها كثيرا مؤخرا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أرى باسل للتاجر عدة أشياء تخرج من راحة يده مما جعله يصدم تماما، ثم قال له باسل "أيها الأخ ناصر، أنا اخترتك أنت بعد أن أعجبتني بنزاهتك التي ميزتها فيك عن باقي التجار، و سوف تكون أنت من يتعامل مع بيع الأشياء التي سأريها لك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أرى باسل للتاجر ناصر جميع الإكسيرات مع شرح فائدة كل واحد منها. جعل هذا التاجر ناصر يبقى فاتحا فمه لفترة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال التاجر ناصر بدهشة "إن كان كل ما قلته صحيحا، فعندما تظهر هذه الإكسيرات في السوق سوف ترى تغيرا خياليا، ستصبح أحجار الأصل تساوي قيمتها أكبر عما كانت بكثير، فكما قلت لصناعة هذه الإكسيرات يتوجب عليك صنع مسحوق الأصل أولا، و مسحوق الأصل يأتي من أحجار الأصل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و قال "نعم هذا صحيح، و الآن رأيت و سمعت، ما رأيك في عرضي مرة أخرى؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بلع التاجر ناصر ريقه و قال بحزم "أنا معك أيها السيد الصغير باسل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التاجر ناصر شخص ذكي و يعرف ما سيكون جيدا له، هو معروف بتوقعاته الدقيقة لتغيرات أثمان السلع مما جعله مشهورا بين الكثير من التجار و يتلقى شعبية كبيرة بينهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و طلب من التاجر اتباعه. وافق التاجر ناصر لكن طلب من باسل أن ينتظره ريثما يغلق متجره</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب الثلاثة بعد عودة التاجر ناصر حتى وصلا أمام بوابة قصر عائلة كريمزون، حيى الحارسان باسل ثم فتحا لهم الباب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم التاجر ناصر مما حدث أمامه، لماذا هم في قصر عائلة كريمزون؟ ما العلاقة التي بين باسل و عائلة كريمزون حتى تفتح له الأبواب باحترام؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما التاجر ناصر منغلق بتفكيره أتاه صوت باسل "أنا بدأت أتعامل مع عائلة كريمزون، و قررت أن أتحالف معهم لأبدأ في نشر هذه التقنيات الجديدة على هذا العالم" التف باسل ثم قال "جلبتك لهنا لتتعرف على الأشخاص الذين ستتعامل معهم من الآن فصاعدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخذ باسل التاجر ناصر ليلتقي مع الكيميائيين الثلاث و الحدادين و تقديمه لهم. شرح باسل لهم كيف ستكون طريقة سير الأعمال بينهم ثم قال "أيها الأخ ناصر، أنا ذاهب الآن، سأتركك مع الجد سميث تكملان حديثكما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(في قاعة القصر الأساسية)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل و أنمار يجلسان بالقرب من الرئيس كريمزون أكاغي و يتحدثان معه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أووه، إذن أنتما من قرية بالجنوب" ابتسم الرئيس ثم أكمل "سأجعل أحدا يزورها يوما ما للاعتناء بها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و قال "هاهاها، شكرا لك على لطفك أيها الكبير أكاغي، لقد سمعت أنك صارم جدا، لكنك مختلف تماما عما سمعت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الكبير أكاغي "ما سمعته عني ليس خاطئا تماما" ثم تذكر أحداثا من الماضي و عبس قليلا، أكمل كلامه مغيرا الموضوع "ما الذي ستفعله الآن أيها الفتى باسل؟ لقد زودتك بكل ما تحتاج له"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بنبرة جدية "سوف أبدأ بتحطيم أثمان السلع في السوق، أولا سنبيع أوعية السحر و جميع أنواع الأسلحة و الدروع بأثمان منخفضة لنربح زبائن أكثر، بهذا سنجلب لنا اهتماما عن باقي التجار، بعدها سوف نبدأ في بيع أدواتنا الجديدة بثمن يناسبنا، و بعدها بمدة سوف نبيع الإكسيرات، عندما يصل الكيميائيون الثلاثة للمستوى المطلوب لبدئهم في صناعة الإكسيرات سوف أترك هذا الأمر عليهم لأركز عندها على تدريب أكبر قدر من الجنود ممكن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم الكبير أكاغي ثم قال "إن سار الأمر كما قلت، هل سيكون بإمكان عائلتي العودة لمجدها؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التوت زاوية فم باسل ثم قال "نحن سنجمع الأموال من العائلات الكبرى بتجارتنا و نصبح الأغنى بينهم، و سأدرب الجنود على يدي ليصيروا أقوى جنود في الإمبراطورية، و بهذا سيكون لديك حلي مشاكل العالم بيديك الاثنين"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب الكبير أكاغي ليكمل باسل "إنهما المال و القوة، من كان ذكيا و أراد الانضمام لنا فمرحبا به، و من لم يرد فله بالمال، و من رفضه فعليه بالدمار"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم الكبير أكاغي من كلام الفتى الذي أمامه، فتارة يكون لطيفا و تارة أخرى يكون كالشيطان، لكن كل هذا لا يهم إن كان سيستعيد حقه و حق عائلته المسلوب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل بعدما وقف "سوف نشرع في عملنا بعد أسبوع من الآن، آه، و لا تنسى أن تقوم بما طلبته منك حول التاجر ناصر، فهو سيكون ورقة مهمة لإكمال الخطوة الأولى، هذا إن أردت ترجع عائلتك لمجدها في أسرع وقت، أنا ذاهب لغرفتي، لا أريد أي إزعاج طيلة هذا الأسبوع، لا تأتي حتى بالطعام لي فلدي ما يكفيني"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ذهب باسل و لحقته أنمار كالعادة، شاهدهما الكبير أكاغي بينما يبتعدان و نظره مركز على ظهر باسل ثم قال بصوت غير مسموع "إنه يشبهه حقا" و أكمل سائلا "يا حليفنا، كيف لك أن تعرف عن كل هذه الأشياء؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توقف باسل و التف ثم ابتسم و قال "تعلمت من الأفضل" و بعد إنهائه كلامه أكمل طريقه نحو الخارج ليترك الكبير أكاغي حيرانا في مكانه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في غرفة ضخمة، كان باسل جالسا جلسة التربيعة و أمامه العديد من الأعشاب و أحجار الأصل من المستوى الرابع و قدر كبير. أخرج باسل من راحة يديه مسحوقا كان بقماش كبير و أنزله بالقرب من المواد الأخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أولا، سنحتاج لعشب الأصل، هذا العشب هو الأهم، يجب علي وضعه مباشرة بعد تحكمي في التوهج، الأمر الجيد في الأمر هو أنه يوجد في أي منطقة محظورة، و سأتبعه بأوراق شجرة الروح و بعضا من العشب الخالص و العديد من الأعشاب المنقاة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا، هذا كل شيء" بعدما انتهى باسل من كلامه، أخذ القماش ثم أفرغ المسحوق الذي كان بداخله في القدر و أشعل نارا بسحره الخاص و بدأ المسحوق يتوهج بشكل كبير</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قام باسل بالتحكم بالتوهج عن طريق إرسال طاقته السحرية الخالصة و بدأ يرمي بعض الأعشاب من في القدر، أولها كان عشب الأصل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد رميه، المسحوق الذي الذي كان قد قل توهجه اندمج مع عشب الأصل بشكل سلس تحت تحكم باسل، هذا الأخير تابع برمي ورق شجرة الروح ثم العشب الخالص ليعود توهج المسحوق لكن بشكل أكبر من الأول</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و تحكم في ناره و جعلها قوية جدا مع إرساله طاقته السحرية الخالصة للقدر ثم بدأ يتلاعب بالمواد بعد رميها كلها في القدر إلى أن اختلطت تماما و أصبحت منصهرة مع إبقائها على توهجها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخذ باسل حجر أصل من الذين كان قد أعدهم و رماه في القدر <em>بوم</em> حدث انفجار صغير عند دخول حجر الأصل و اندماجه مع الخليط</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رمى باسل حجرا بعد الآخر حتى وصل للحجر السابع عشر، عندها لاحظ أن التوهج قد أختفى، و بعد اندماج كل أحجار الأصل الستة عشر مع الخليط أصبح هذا الأخير عبارة عن محلول بالأزرق الفاتح</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"حسنا، أظن أن هذا يكفي للآن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ملأ باسل عدة قنينات و أدخلهم لمكعب التخزين الفضائي. وقف و أخرج عدة أثقال ثم بدأ يتدرب بلا توقف لستة أيام كلها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و في اليوم السابع أخرج قنينة و شرب المحلول الأزرق الفاتح دفعة واحدة فأحس بالطاقة تملأ بحر روحه، جلس و دخل لبحر روحه فوجد كرة زرقاء اللون قد بدأت تتكون و في مكان سحيق يوجد هناك مربع أسود يبدو صغيرا كنقطة سوداء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد قليل من الوقت، هذه الكرة الزرقاء كبرت كثيرا و بدأت تتكهرب كما لو أنها ستنفجر، عندما دخل باسل انتظر لقليل من الوقت و لم يفعل شيئا كما لو أنه انتظر حدوث شيء ما</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما بدأت الكرة الكبيرة زرقاء اللون في الهيجان قام بإرسال خيوط ضوء رفيعة من الكرات الأربعة عشر الخاصة بسحر النار. خرج من كل كرة خيط ضوء رفيع و اتجهوا كلهم نحو الكرة الكبيرة و اخترقوها في نفس النقطة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الكرة الكبيرة بدأت تصغر شيئا فشيء بينما يهدأ هيجانها، كانت تصغر ببطء كبير بينما الكرات الأربعة عشر الخاصة بسحر النار كانت تكبر بالمقابل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>مر الكثير من الوقت و لا زالت الطاقة تنتقل من الكرة الزرقاء للكرات الأربعة عشر، و عندها أحس باسل بخطب ما، الكرات الأربعة عشر بدأت تهيج بشكل كبير و كان عليه إيقاف عملية نقل الطاقة الآن و إلا لن يكون قادرا على السيطرة على طاقته السحرية الخاصة فتدمر بحر روحه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ركز باسل على التحكم في طاقته السحرية و جعلها تهدأ، بعد قليل من الوقت هدأت الكرات الأربعة عشر و رجع باسل ليتم عمله في نقل الطاقة من الكرة الزرقاء التي قد صغر حجمها لأقل من النصف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه المرة خرجت خيوط ضوئية من الكرات الأربعة عشر الخاصة بسحر التعزيز و اتجهت نحو الكرة الزرقاء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عندما بدأ نقل الطاقة السحرية، كانت العملية سريعة على عكس المرة الأولى، يبدو أن الطاقة السحرية الخارجية الخاصة بباسل لها قابلية كبيرة في النمو، هل هذا له علاقة ببنيته الغريبة التي تجذب الطاقة الخارجية؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أنهى باسل العملية كاملة و خرج من بحر الروح، فتح عينيه ثم وقف و حمل الأثقال مرة أخرى، حمل خمسون كيلوغراما بيديه و سبعون برجليه و ثلاثون حول بطنه، ثم شرع في القيام بتمارين الضغط بشتى أنواعها لقليل من الوقت، ثم جلس في وضعية تأمل لبقية اليوم حتى اكتمل الأسبوع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فتح باسل الباب عند خروجه ليجد أنمارا تنتظره عند الباب، لم يعط للأمر أهمية و أكمل طريقه بينما يقول "فلنقم بخطوتنا الأولى" و ابتسم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التقى باسل بالتاجر ناصر الذي كان على وجهه ابتسامة عريضة و يبدو متحمسا كثيرا بينما الكثير من العربات وراءه. قال التاجر ناصر "أيها السيد الصغير باسل، لقد أعطاني الجد سميث كل الأسلحة و الدروع بكل جوداتها و أوعية السحر من المستوى الأول حتى السادس و نحن مستعدون للانطلاق في أي وقت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابتسم باسل و قال "إذا ليس هناك حاجة للانتظار أكثر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(سوق المركزية)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"تقدموا أيها السحرة و يا أيها المقاتلون الشجعان، أسلحة و دروع و أوعية سحرية بثمن بخس لم يسبق لأحد أن باع به، إنها فرصتكم المثالية إن أردتم الحصول على وعاء سحري بثمن رخيص"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان التاجر يصرخ و يروج الأعمال عن طريق إغراء الزبائن بكلام "ثمن أقل"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ الناس يجتمعون واحدا تلو الآخر حوله "بكم هذا السيف؟ كم هذا السيف السحري من المستوى الثاني؟ كم هذا الدرع السحري؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أتته طلبات كثيرة في لحظة ليعلق لهم لائحة مكتوب عليها ثمن كل سلعة على حدى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>درع ذو جودة منخفضة ب 5 قطع أصلية فضية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>درع ذو جودة متوسطة ب قطعة أصلية ذهبية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>درع ذو جودة مرتفعة ب قطعتين أصليتين ذهبيتين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>درع سحري من المستوى الأول إلى السادس كالتالي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المستوى الأول ب 3 قطع أصلية ذهبية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المستوى الثاني ب 6 قطع أصلية ذهبية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المستوى الثالث ب 9 قطع أصلية ذهبية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المستوى الرابع ب 18 قطعة أصلية ذهبية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المستوى الخامس ب 36 قطعة أصلية ذهبية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المستوى السادس ب 72 قطعة أصلية ذهبية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هناك ثلاث جودات للأسلحة العادية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جودة منخفضة ب قطعتين أصليتين فضيتين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جودة متوسطة ب 5 قطع أصلية فضية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جودة مرتفعة ب قطعة أصلية ذهبية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أما الأسلحة السحرية فمن المستوى الأول إلى السادس كالتالي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المستوى الأول ب قطعتين أصليتين ذهبيتين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المستوى الثاني ب 4 قطع أصلية ذهبية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المستوى الثالث ب 6 قطع أصلية ذهبية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المستوى الرابع ب 12 قطعة أصلية ذهبية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المستوى الخامس ب 24 قطعة أصلية ذهبية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>المستوى السادس ب 48 قطعة أصلية ذهبية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>صدم الجميع من الأثمنة التي أمامهم، أهذا حقيقي؟ ألا يخدعون فقط؟ هل هناك من سيبيع بمثل هذه الأثمان</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الجميع شك في صحة كلام التاجر ناصر و سلعته، لكنهم سرعان ما غيروا رأيهم عندما جرب ساحر من المستوى الثاني سيفا سحريا و وجده جيدا و يعمل بشكل رائع بلا أي خلل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توافد الجميع على التاجر ناصر بينما الخدم الذين أتوا معه من عائلة كريمزون يخدمون الزبائن و يتلقون طلباتهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في مكان ما بسوق المركزية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هل سمعت ما الذي يحدث؟ هناك من يبيع الأسلحة و الدروع و الأوعية السحرية بثمن رخيص، يبدو أنهم يبيعون بستين في المئة من الثمن الأصلي لأي شيء، هيا لنسرع نحن أيضا لنشتري منهم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انتشرت الإشاعات في جميع أنحاء سوق المركزية في دقائق بعدما بدأ التاجر ناصر يبيع السلع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان باسل و أنمار يجلسان بداخل متجر التاجر ناصر يشربان الشاي بهدوء إلى أن دخل عليهم مالكه "أيها السيد الصغير، إن الأمر يسير بسلاسة و الزبائن اجتمعوا علينا كما قلت تماما"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "الثمن السابق كان باهظا، و كل ما فعلته هو تقليل ربحنا إلى الحد الأقصى، فغالب الناس هنا لا يشترون الأسلحة بشتى أنواعها من هذا السوق لعدم توفر أي فرصة للمساومة، و إن ظهر شخص يبيع بثمن رخيص فسوف يتراكمون عليه بلا توقف، بعد رؤية هذا سوف يضطر جميع التجار الآخرين أن يبيعوا بنفس الثمن الذي نبيع به و إلا ستبقى سلعهم راكدة عندهم، لكن عندما سيفعلون هذا سوف نبدأ نحن في بيع أدوات جديدة مرة أخرى و التي سوف نكون نحتكرها نحن فقط، و بهذا سوف نحول السوق حولنا من سوق منافسة كاملة إلى سوق احتكار"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بقي التاجر مصدوما من الفتى الصغير أمامه، لكن باسل قاطع دهشته بقوله "عد الآن و أكمل العمل و إن حصل أي شيء شاذ نادني لأحل المشكلة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رجع التاجر ناصر ليكمل عمله و لم يحصل أي شيء غريب طوال اليوم، و في النهاية باعوا جميع الأسلحة و الدروع و أوعية السحر من دون ترك أي شيء</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عادوا إلى قصر عائلة كريمزون و انتظروا حلول الغد ثم خرجوا للسوق مرة أخرى ليقوموا بنفس الشيء كالبارحة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لقد استولوا على كل الزبائن الذين ينوون شراء سلاح أو درع سواء عاديين كانا أم سحريين، و في غضون يومين فقط توسع عملهم ليصل إلى ثلاث أسواق أخرى بالعاصمة، كان هذا بفضل مساومة التاجر ناصر و طريقته في كسب الزبائن. و في أيام قليلة أصبح اسم التاجر ناصر معروف بالعاصمة كلها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الزبائن بدؤوا يأتون من جميع الأماكن في العاصمة الإمبراطورية، و بالطبع العائلة الإمبراطورية و عائلة كين وصلهما الخبر عن وجود بائع للأسلحة بثمن رخيص</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل كان يعرف عن هذا الأمر بالفعل قبل أن يبدأ، فإن ظهر بائع جديد يحاول تدمير تجارة و ربح أكبر و أقوى عائلات في الإمبراطورية فسيكون عليه الاستعداد للعواقب الوخيمة لهذا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فباسل لم يكن ينوي بدأ خطته قبل إيجاد وسيلة جيدة تساعده على إكمال هدفه بسهولة، فلم يكن يريد أي إزعاج في المؤخرة أكثر مما هو فيه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عائلة كريمزون كانت الوسيلة المثالية لبدء الخطة بسرعة، فهي لديها كل الشروط التي كان يريدها باسل في العائلة التي كان سيختارها. فهي عائلة قوية و لها نفوذ و طموح كبيرين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بالطبع سوف يتلقون العديد من الشكاوي من التجار لكنهم سيتجاهلونهم فقط، لكن هناك من لا يستطيعون القيام بنفس الشيء تجاهه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فإن كان شخص من العائلة الإمبراطورية سوف يكون عليهم الانصياع لأوامره فقط، لكن إن كان هناك من يدعمهم من الوراء كعائلة كريمزون سيكونون بخير ما دام لم تحدث أي مشكلة لا يقدرون على السيطرة عليها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(قصر عائلة كين)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في قاعة كبيرة و بجانبيها يوجد شيوخ يبدون أقوياء، كانت نظرتهم حادة و الجو المحيط بهم صارم، لكن و لا واحد منهم كان يملك الهالة التي يملكها ذلك الشخص الذي كان جالسا على العرش</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الشيخ الأول من على اليمين "أيها الرئيس تشارلي، إن تجارتنا بدأت تتأثر بهذا البائع الجديد الذي ظهر مؤخرا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل الشيخ الثاني و الذي كان يقابل الشيخ الأول في الجانب الآخر "لا أحد أصبح يريد الشراء منا أو من أحد آخر غير هذا البائع الجديد، فمما سمعت يقال أن سلعته جيدة و رخيصة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم الرئيس 'كين تشارلي' "ألم تعرفوا أصوله بعد؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب هذه المرة الشيخ الثالث "لقد سمعنا أنه تاجر عامٍ ذو سمعة جيدة، لكن لا يبدو أن لديه أي عائلة أو خلفية سرية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال الرئيس تشارلي "لا يمكن لشخص مثل هذا أن يستطيع إدارة تجارة مثل هذه لوحده فقط، لا بد من وجود دعم كبير من وراءه يمده بكل تلك السلع، يجب أن نعلم هوية الشخص الذي يختبئ في الظل و يدعم هذا التاجر"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(معقل الأمير الأول الإمبراطوري)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها الأمير الأول، ماذا يجب أن نفعل؟" تكلم شيخ ما مع رجل نبيل جالس على عرش فخم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب الأمير الأول "أنا من يتحكم بالسوق و ماله، أن يظهر مثل هذا اللعين في سوقي، لن يكون هناك رحمة له، اخطفوا التاجر الذي بالواجهة، بعدها سوف نعرف من خلاله من يأمره من الظلال و لا يكشف عن نفسه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>(بالعودة للسوق)</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لا زالت أعمال التاجر ناصر تسري وفق المخطط و بشكل جيد على عكس بقية التجار الذين أصبحوا مهملين من الزبائن المهتمين في الأسلحة و الدروع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>باسل كالعادة يوجد بداخل المتجر. دخل التاجر ناصر للمتجر و سأل باسل "أيها السيد الصغير باسل، لا توجد السيدة الصغيرة معك اليوم؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل قائلا "لا، لقد وكلت لها تدريب الجنود لكي أستطيع التركيز هنا، فعلى ما أعتقد لقد حان الوقت ليتحرك المتضايقون من عملنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بلع التاجر ناصر ريقه و حدق في باسل طويلا و بعد مدة غير معروفة من الوقت سمع اسمه يُنادى به</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"التاجر ناصر، أيها التاجر ناصر فلتخرج، إننا من عائلة كين و نريد التحدث معك قليلا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرج التاجر ناصر من المتجر و قدم نفسه "أنا من تبحثون عنه، ما الذي يريده السادة من عائلة كين مني؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تقدم رجل شاب بشعر أبيض و قال "أنا الوريث الأول لعائلة كين و اسمي 'كين نبيل'، أريد منك مرافقتنا لقصر العائلة لقليل من الوقت، يريد رئيس عائلتنا التحدث معك قليلا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب التاجر ناصر بابتسامة على وجهه "اعذرني، لكنني لا أملك وقتا الآن، أنا في منتصف عملي، انتظر ريثما أنتهي و سأكون مع..."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بوووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اندلع الدخان فجأة مقاطعة كلام التاجر ناصر و جعلت الرؤية صعبة، و بعد تلاشي الدخان لم يعد التاجر ناصر موجودا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أممم، أمممم، أمممم" كان التاجر ناصر محمولا و فمه مغلق بقطعة قماش، كان يحمله شخصا يرتدي رداء أخضرا و لا يمكنك رؤية وجهه، و كان الحال نفسه مع التسعة الذين كانوا يجرون معه في نفس الطريق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بووووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بينما التاجر ناصر يحاول الصراخ أتى انفجار في وسط العشرة الذين كانوا يجرون من حيث لا يدرون، جعلهم الانفجار الذي لم يكن ساخنا و كان باردا يتفرقون و يتوقفون</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تكلم شخص ما من بعيد بينما صورته تنجلي شيئا فشيء "ألم يعلمكم آباؤكم ألا تأخذوا ما هو ليس خاصا بكم؟" كان الكلام آتيا من 'كين نبيل'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يتكلم العشرة و قاموا بتشكيلتهم مستعدين للدخول في معركة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال 'كين نبيل' "أمم، بما أنكم لم تجيبوا فسآخذها ك'نعم'، و سوف أعطيكم درسا عن عدم أخذ شيء ينتمي لشخص آخر، و بالأخص شيء يخصني"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استل 'كين نبيل' سيفه و وجهه نحو العشرة الخضر ثم قال "و بما أنكم تريدون معركة فسأقدمها لكم بكل سرور"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>توهج سيفه بضوء أبيض ساطع بينما يطلق بخارا باردا و اتخذ كين نبيل وضعية الاستعداد للهجوم ثم لوح بسيفه بكامل قوته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهر مع تلويحه جليد من السيف و الذي انتشر و تمدد إلى أن وصل للعشرة الخضر. كان الجليد حادا و يحمل أشواكا معه و بمجرد وصوله للعدو أخذ معه ثلاثة منهم و هرب البقية</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان هذا الهجوم قويا و جعل العشرة سبعة خضر. صدمتهم قوة الهجمة فتغيروا من تشكيلة الهجوم إلى الهروب</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أهربوا" جاء الصوت من واحد منهم "إنه شفرة الجليد، نحن لسنا بند له. يجب أن نسرع و نوصل ما أمرنا به"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أماء الستة الآخرون رؤوسهم و تبعوا الذي وجه إليهم الأمر</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هرب السبعة الخضر بينما التاجر ناصر الذي كان محمولا يفكر "اللعنة، ما الذي يحدث هنا بالضبط؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرج السبعة من السوق بينما هجمات 'شفرة الجليد كين نبيل' يلحقهم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شفرة بعد شفرة بلا توقف. العديد من المنازل و المتاجر تعرضت للقطع بالجليد بينما الملاحقة مستمرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و أخيرا اقترب 'شفرة الجليد كين نبيل' كفاية من السبعة فلوح بسيفه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>خرجت عدة شفرات بتسلسل تام و كانت كبيرة كفاية لتقطع عبر المنازل بسهولة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>فسسسس</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قطع كين نبيل اثنان من السبعة ليصبحوا خمسة خضر. فتوقفوا و التفوا ثم قال ذلك الذي سبق و أمرهم بالهروب آمرا إياهم مرة أخرى "أنتم الأربعة، عرقلوا حركته لأهرب، يجب أن أوصل ما أمرنا به و إلا لن نموت نحن فحسب إن فشلنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد انتهاءه هرب و ترك الأربعة ليواجهوا كين نبيل. اتخذ الأربعة وضعية الاستعداد ثم استل واحد منهم سكينين لهما شكل الهلال و اندفع في اتجاه كين نبيل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"إنك تهدف لموتة شنيعة" بعد أن قال هذا، قام كين نبيل بتلويح سيفه في اتجاه العدو المتقدم نحوه و خرجت كتلة جليدية ضخمة جدا ممتلئة بالشفرات المدببة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في مثل هذا الوضع لم يتبقى للعدو الذي كان مندفعا سوى انتظار موته، لكن قبل حدوث هذا قال "لن أموت لوحدي أيها الوغد"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بعد أن انتهى من كلامه الذي كان آخر شيء يقوله ظهر الثلاثة الآخرين وراء كين نبيل و صرخوا في نفس الوقت "التابوت الحجري"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ظهرت بسرعة عدة حوائط و بها عدة أعمدة مدببة الرأس فكونت صندوقا مستطيلا بعد أن وضع 'شفرة الجليد كين نبيل' بالداخل بسرعة كبيرة، خرجت من الأرض و تشكلت في لحظة ثم أغلقت عليه ساحقة إياه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بااانغ</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فرح الثلاثة لأنهم هزموا العدو و استعدوا للرحيل، لكن بعدها تحطمت الحوائط كلها <em>بووم</em> ثم قال كين نبيل بكل برودة "هل اعتقدتم أن مثل هذا الهجوم سينفع ضدي و أنا أرتدي درعا سحريا من المستوى الخامس؟ يا للعجب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بعد انتهائه صرخ قائلا "شفرة الجليد" و لوح بسيفه على شكل أفقي فخرجت شفرة جليد رقيقة و حادة للغاية قطعت الثلاثة منهية بذلك حياتهم البائسة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أكمل كين نبيل لحاقه بالأخضر المتبقي ليسترد ما يخصه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"اللعنة، لقد اختفى" توقف كين نبيل بعد أن فقد الأخضر و أكمل "لو أنني فقط تركت واحدا منهم لأستخرج منه المعلومات، لقد غلبتني العادة مرة أخرى. يا للعجب"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>في هذه الأثناء كان الأخضر هاربا و بعد مدة من الوقت وصل للمكان المقصود</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها الأمير الأول، إنه التاجر الذي احتجته"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب الأمير الأول بعد مشاهدته للتابع الذي عاد و أصبح أخضرا واحدا بعد أن كان منه عشرة "أين الآخرون؟" قالها بصوت متكبر و بنبرة حادة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب التابع بهلع بينما لا يزال رأسه موجها نحو الأسفل "لقد لاحقنا شفرة الجليد و حاول أخذ الحمولة منا، و أنا الوحيد الذي نجى من هذه الملاحقة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شفرة الجليد؟ أ عائلة كين أيضا تستهدف هذا التاجر؟ على الأقل تأكدت الآن أنها ليست عائلة كين من تدعم هذا التاجر. حملق الأمير الأول في التابع الذي أمامه بازدراء ثم قال "لم يكونوا سوى قمامة، موتهم أفضل من حياتهم" ثم بعد أن انتهى من الكلام، أشار بيده لشخص ما بشعر أسود طويل و يحمل سيفا رقيقا طويلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>فسسسسس</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قطع صاحب السيف الرقيق الطويل رقبة التابع الأخضر فسقط رأسه من مكانه ثم أرجع سيفه لغمده بعد تلويحه لإزالة الدم عنه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"و الآن" أكمل الأمير الأول كلامه "فلتخبرني عن الشخص الذي يدعمك أو ستلاقي نفس مصير القمامة التي ماتت بجانبك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>التاجر ناصر كان يشاهد الجثة التي من دون رأس بجانبه و امتلأ في لحظة جسده بالعرق البارد، و بعد أن سمع كلام الأمير الأول لم يعد يستطيع التحمل أكثر و أراد أن يتكلم "أمممم.."</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أشار الأمير الأول لتابع آخر ليذهب لفتح رباط فم التاجر ناصر، و بعد أن أصبح بإمكانه الكلام، تكلم في الحال "إنها عائلة ك___"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أوقفه صوت عن الكلام "إنها عائلتي، عائلة كريمزون، و أنت اختطفت شخصا من عائلتنا أيها الأمير الأول 'غرين هيملر'، أنت تعرف ما معنى هذا؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تعجب الأمير الأول 'غرين هيملر' من الشخص الذي أمامه و فقد ألوانه و بدأ دماغه يشتغل بسرعة ليجد خطة للخروج من هذا الموقف المحرج "أوه، أوَليس هذا الجنرال منصف، ماذا تقصد بواحد من عائلتك، أليس ذلك الشخص مجرد تاجر عامٍ ليس له أصل؟"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ابستم الجنرال منصف و قال "تاجر عامٍ؟ راقب ألفاظك من فضلك أيها الأمير الأول، ذلك التاجر هو ركيزة تجارتنا، لقد أصبح من عائلة كريمزون بعد أن منحه الرئيس أكاغي اسمنا، إنه الآن 'كريمزون ناصر'، و أنت مسست شخصا ينتمي لعائلة كريمزون"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>اسود وجه الأمير الأول غرين هيملر و أحكم قبضته ثم نهض من مكانه و قال "أنا لم أكن أعلم أنه من عائلة كريمزون، و إلا فإنني لن أقترب منه أبدا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شعر غرين هيملر بأنه وقع في فخ ما و لم يرضى أبدا أن يكون الطرف الأضعف، لقد كان دائما المهيمن و المتحكم، لا أحد يجرؤ على معاداته، و من امتلك الشجاعة و فعل لم يبقى حيا و بدل ذلك بقي عبرة للآخرين</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كانت أثمنة السوق قد قررت من قبله. قبل أن تصبح عائلة غرين العائلة الحاكمة، لم تكن أثمان السلع بهذه التكلفة، لكن بعد أن سلب حق الحكم من عائلة كريمزون التي كانت تحكم لآلاف السنين، تغيرت أثمان السلع و ارتفعت كثيرا عما كانت عليه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يستطع أي شخص التحدث أو معارضة مثل هذه العائلة التي جعلت عائلة حكمت آلاف السنين تنزل من على العرش و جعلته لنفسها. في الانقلاب الذي حدث قبل خمسين سنة تضامنت عدة عائلات مع عائلة غرين و اتحدوا ضد عائلة كريمزون ثم أسقطوها عن الحكم</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و الآن ظهر شخص يحاول معارضة الأمير الأول من هذه العائلة. ليست هناك فرصة ليقوم أي نبيل و خصوصا أقوى عشر عائلات بأن يعطوا اسمهم لعامٍ. ببساطة كانت هذه مكيدة مدبرة من طرف عائلة كريمزون لتوقع الأمير الأول في موقف يدان فيه على إخلاله بالمعاهدة التي عقدت بين العائلتين بعد 'انقلاب الليلة الواحدة'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و هذا هو ما فكر فيه الأمير الأول غرين هيملر. سخط على الوضعية التي أُدخِل بها و قال مكملا كلامه السابق "أنا لن أمسه أبدا لو كنت أعرف أنه من عائلة كريمزون، فأنا أعرف المعاهدة التي بيننا، و لا أنوي الإخلال بها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الأمير الأول غرين هيملر يحاول إخراج نفسه من الأمر بليونة. الجنرال منصف لم يُزِح الابتسامة عن وجهه و قال "أيها الأمير الأول، المعاهدة تبقى معاهدة، و هذا الأمر تم الاتفاق عليه قبل خمسين سنة، عائلة كريمزون لم تمس أي أحد من عائلة غرين، و لم تُظهِر أية نوايا في الانقلاب، لقد حافظت على وعدها بدون المساس به، و أخشى أن هذا الإخلال بالمعاهدة الذي حدث قد لا يكون الأخير، و لهذا يجب أن يعاقب المُخِل و إلا لن تكون هناك قيمة لهذه الاتفاقية بعد الآن"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الجنرال منصف يعرف شخصية الأمير الأول جيدا، فهم معارف منذ أيام الأكاديمية. يحاول الآن غرين هيملر الانسلال من القيود ببساطة بعد أن كان ربطه بها أمرا شاقا. هذا الأمر لن يسمح الجنرال منصف بحدوثه أبدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>جاءته الفرصة ليرد المعروف اثنين و لن يضيعها أبدا، الفرص السانحة مثلها مثل شروق الشمس إن انتظرت طويلا فإنك غالبا ما تفقدها ، و لهذا عليك استغلال كل الفرص التي تأتي بين يديك بسرعة و عدم إفلاتها، فقد لا تواتيك الفرصة لإيجاد فرصة أخرى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>عبس الأمير الأول و عرف أن الجنرال منصف لن يترك هذا الأمر يمر مرور الكرام. إنه يحاول محاصرته بالزاوية، و عندها تذكر غرين هيملر أمرا ما ثم ابتسم و قال "معك حق فيما قلته، و أنا سوف أقبل عقابي، لكن هذا إن كان هذا التاجر قد أصبح من عائلة كريمزون حقا، فأنت جئت لهنا و قلت أنه أمسى واحدا منكم، فكما لم تثق في كلامي عندما أشرت لعدم معرفتي بأصوله، لن أثق أيضا بكلامك إلا بالدليل القاطع"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بدأ خبث الأمير الأول غرين هيملر يظهر و أضحى يحاول الآن جعل من قيده يحرره، أو قول تقييد من قيده سيكون وصفا أدق</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>إنه يحاول اتهام الجنرال منصف بالكذب. الأمير الأول غرين هيملر كان دائما خبيثا، يحكم بالقوة الاستبدادية و بعد الوقوع في مأزق يحاول الهروب بادعاء الجهل، و إن لقيت تمثيليته الفشل ينقلب إلى الاتهام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الجنرال منصف لم يحبه أبدا بل و كرهه دائما، حاول فيما مضى وضع يده على زوجته و هرب من العقاب. لكن هذه المرة أقسم الجنرال كريمزون منصف أنه ليس بتارك فرصة انتقامه تضيع منه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>هذه المرة كان كل شيء مرتب و ليست هناك ثغرات ليهرب منها الأمير الأول كما يفعل في كل مرة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لقد أتيت لمعقلي و دخلت عنوة، إن لم يكن لديك أي دليل عن انتماء هذا التاجر لعائلتك فستكون أنت من أخل بالمعاهدة و ليس أنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>إنه حقا لخبيث، بعدما تنقضي أوراقه و لا يجد ما يفعله يحاول إلصاق و تحويل التهمة التي كان قد سبق و اتهم بها إلى الشخص الذي أدانه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فكر الأمير الأول غرين هيملر لقليل من الوقت قبل أن يوجه أصابع الاتهام نحو الجنرال منصف، هذا الأخير على الأغلب لا زال غاضبا فقط مما حدث بينهما سابقا و أراد أن ينتقم لأنه لم يحصل على مراده المرة السابقة، عائلة كريمزون لم تفعل أي شيء لمدة خمسين سنة، كيف لهم أن يتحركوا الآن بعد كل هذا الوقت و استهدافه هو عبر منح اسمهم الفخور لتاجر عامِ. و بهذا قرر غرين هيملر أخذ خطوة للأمام</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>الجنرال منصف مع كل الغضب الذي بداخله لم يزح الابتسامة عن وجهه أبدا مهما قال الأمير الأول، و بعد أن سمع اقتراح غرين هيملر صنع وجها كما لو أنه أتى بالثعلب إلى الفخ الذي صنعه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها الأمير الأول، لقد أتيت إلى هنا كل هذا الطريق و تظن أنني سوف أجعل من اسم عائلة كريمزون يدنو لهذه الدرجة؟ محال، أردتَ دليل و إليك به"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أخرج الجنرال منصف خطابا مكتوبا بثلاث خطوط مختلفة "هذه اتفاقية قام بها التاجر ناصر مع رئيس عائلة كريمزون، إنها تحتوي على موافقة الرئيس بنفسه حيث يقول فيها أنه يقبل التاجر ناصر كفرد من عائلته و يمنحه اسمه، و قبول التاجر ناصر بالاقتراح المقدَّم له، هذه اتفاقية خطية حضر عليها قاض من المحكمة المركزية، و هنا شهادته هو الآخر، فلا شك في مصداقية الاتفاقية"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أحس الجنرال منصف بشعور رائع في كل كلمة يقولها و نفخ صدره بينما الكلمة الأخيرة تخرج من فمه. في المقابل الأمير الأول غرين هيملر اسود وجهه و لم يعد يعرف ماذا يفعل، ظن أن الجنرال منصف كان يخادعه و يتهمه فقط، و أن غضبه من أجل الانتقام قد أكل عقله حتى أصبح لا يفكر بشكل جيد، لكن كل هذا لم يكن صحيحا، و كان الاتهام الموجه له لا يمكنه الهرب منه من الأول</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"لقد أتيت بقاض من المحكمة المركزية معي، لقد كان شاهدا على كل ما حدث هنا" بعد أن انتهى الجنرال منصف من الكلام دخل رجل كبير في السن</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها الأمير الأول غرين هيملر، إنك متهم بجريمة الإخلال بالمعاهدة التي بين عائلة غرين الإمبراطورية و عائلة كريمزون، و بموجب هذا لدي الحق الكامل الذي منح لي من المحكمة المركزية للقبض عليك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يجد الأمير الأول ما يقوله بعد انتهاء القاضي من كلامه، و بعد انقضاء خياراته قال بصوت مرتفع و بجنون "الللللّعنة، أنا سوف أصبح الإمبراطور القادم، ذلك العجوز لم يتبقى له الكثير حتى يموت، أنا......طموحي لن يضيع، الطموح الذي سعيت من أجله طوال هذه السنين و فنيت كل عمري من أجْله قد اقترب أجَله، لن يحطمه مجموعة من الأوغاد مثلكم، 'شاهين'، اقتل كل الأوغاد و لا تترك أي أحد منهم على قيد الحياة"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أن فقد كل الآمال و لم يتبقى له أي خيار آخر متاح أمامه، جن جنون الأمير الأول و أمر صاحب السيف الطويل من السابق بقتل الجنرال منصف و القاضي و التاجر ناصر، كلهم. هذا الأمر كله كان مكيدة له، كان دائما من يكيد المصائب للناس و ليس العكس، هذا الوضع لم يستحمله و أراد التخلص مِن كل مَن و ما سبَّبه بسرعة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>استل 'شاهين' سيفه و بدأت تحيط به رياح قوية ثم قال "لا ضغينة" و انطلق <em>فسسس</em> ثم قطع عبر الجنرال منصف، و انطلق نحو القاضي الذي يعتبر الأساس لهذا كله للإجهاز عليه، فإن لم يعد هذا القاضي موجودا لن يكون هناك شاهدا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>دوووو</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>رُكِل 'شاهين' للوراء بقوة و تقيأ الدماء و أحس بأن بعضا من أعضاءه قد سحقت. صدم مع الحائط بقوة <em>باانغ</em> و سقط على الأرض</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"م..من...من أنت بحق الجحيم؟" قالها الأمير الأول و هو مرتعِب، ما الذي حدث قبل قليل أمام عينيه، لم يصدق الأمر بتاتا، شاهين ساحر في القسم الأول من المستوى الخامس، كيف لغر مثل هذا الذي أمام عينيه أن يكون بهذه القوة الكافية لإرسال شاهين محلقا لكل هذه المسافة؟</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يجبه الغر الذي أمامه و انفجر من الغضب ثم صرخ على شاهين "قف بسرعة أيها الغبي" ثم غير نظره للأتباع و أمرهم " أنتم هاجموهم جميعا، لا أريد من أي أحد منهم أن يبقى حيا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>انطلق الجميع مستهدفا الغر و التاجر ناصر و القاضي و بعد اقترابهم منهم <em>بوووم</em> حلقوا كلهم في السماء بآن واحد</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>وقف الجنرال منصف على قدميه و ضرب جميع الأتباع بسرعة خاطفة ثم التف للفتى الذي جاء في آخر لحظة و أنقذ القاضي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها السيد الصغير باسل، لقد ظننت أنك لن تظهر وجهك كما قلت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أجاب باسل بينما يحملق في الأمير الأول "هذا ما كنت أنوي فعله، لكن لدي صبر محدود، رؤية تبجح هذا الحثالة طوال هذا الوقت من الظلال لم ترضيني بتاتا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"ماذا نفعل الآن؟" سأل الجنرال منصف</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فأجاب باسل مكملا "الأمير الأول ليس سوى جانٍ الآن، هذا يتفق حضرة القاضي معي عليه" أماء القاضي رأسه ليكمل باسل "بما أنه جانٍ فلا ضير من إرساله للسجن يزحف، يجب أن يذوق العذاب قليلا، أشخاص مثله عاشوا في التدليل و المشتهيات و مرضيات النفس منذ الصغر و لا يعرفون معنى الألم الحقيقي، سوف أكون حريصا على تذوقه البعض منه الآن قبل استكمال البقية بالسجن المركزي"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أن انتهى باسل مما كان ينوي فعله، قال الجنرال منصف "إذا هو لك بالكامل أيها السيد الصغير باسل، أما أنا فسأهتم بذلك الشاهين هناك"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أن قررا ما يجب فعله، فك الجنرال منصف قيد التاجر ناصر و طلب منه الذهاب خلف باسل بجانب القاضي</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>نهض 'شاهين من مكانه و قال بعد أن شاهد الشخص الذي ركله "غر مثل هذا استطاع..." لم يستطع الاحتمال و انقض على باسل</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لم يحرك باسل ساكنا و تحرك الجنرال منصف <em>بوووم</em> تصادم السيف الطويل الرقيق بقبضة الجنرال منصف و نتجت صدمة قوية كانت كافية لجعلهما يتراجعان للوراء قليلا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>فورما أن تراجعا، اندفع باسل للأمام نحو الأمير الأول و وصل أمامه في لحظة ثم لكمه على بطنه، لكن لم تؤثر الضربة كثيرا كما توقع</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أيها الصعلوك، لا تغتر بنفسك، هل ظننت أنني مجرد آمر من دون قوة؟ هذا درع سحري من المستوى الرابع، لن تستطيع لكمات مثل الخاصة بك اختراقه"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الأمير الأول غرين هيملر يرتدي درعا من المستوى الرابع أسفل هندامه مما جعله واثقا من دفاعه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"هوه، هنيئا لك، أتريد تزكية مني، الحثالة لا تصبح نخبة بمجرد أن تحصل على القوة، فالحثالة تبقى حثالة مهما فعلت و تركت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>ارتفع ضغط ددمم الأمير الأول غرين هيملر و غضب بشكل مريع من كلام باسل و قال "يا ابن العاهره، لن تخرج حيا من هنا. فلتمت"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أثناء صراخه بالكلمة الأخيرة استل سيفه و لوحه تجاه باسل ثم صرخ مرة أخرى قائلا "سيطرة العقل" و تقدم نحو باسل بسرعة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>فسسسسس</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قطع الأمير الأول من خلال باسل لكن سيفه توقف فجأة، شاهد غرين هيملر بينما عيناه لم تصدقا ما ترياه، أمسك باسل بالسيف الذي كان متوجها نحو رقبته بأصابعه الخمسة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"كي...كيف لك....كيف يمكن أن لا تأثر عليك سيطرة العقل؟" قالها الأمير الاول بصوت مرتفع مذعور</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>قال باسل "تقنية مثل تلك قد تغلبت عليها منذ مدة طويلة، قد تكون أقوى من التي جربتها من قبل، لكنني أيضا لم أعد كما كنت" ثم بعد أن انتهى استمر في إمساكه للسيف السحري و</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong><em>بوووووم</em></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>لكم باسل الأمير الأول غرين هيملر بكل قوته فجعله يحلق أسرع مما حدث مع 'شاهين' و اندفع تابعا جسده الطائر بسبب اللكمة و الذي اصطدم بالحائط، و بمجرد فعله لهذا تحطم الدرع الذي كان يرتديه الأمير الأول و سقط سيفه بجانبه، ثم قال باسل بعد أن وصل أمامه</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"الحثالة تبقى حثالة، عندما تحصل على القوة تستصغر الذي لا يملكها، و تغتر بنفسها بينما تظن أنها أصبحت فوق العالم، فلتلم نفسك لأنك كنت النوع الأسوء من الحثالة التي لا أطيقها"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بعد أن انتهى باسل ضرب ركبتي الأمير الأول بقدمه كاسرا إياهما مما جعل غرين هيملر يصرخ من الألم بشدة</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>بعد أن انتهى من عمله، التف باسل ليشاهد قتال الجنرال منصف ضد 'شاهين'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان الجنرال منصف يلاكم السيف الطويل بسرعة كبيرة بينما يستخدم سحر التعزيز في كامل قوته</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>"أوه، لست سيئا أيها العم منصف" قالها باسل بينما يشاهد القتال ثم أكمل "يبدو أن النزال قد حسم"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>كان شاهين يلهث بصعوبة، ركلة باسل قد أثرت عليه أكثر مما توقع، و هو لا يلبس أي درع سحر، على عكس الجنرال منصف الذي كان مجهزا بالكامل كما لو أنه ذاهب لحرب ما، فهو لم يتأثر بتاتا بالهجوم الأول الخاص بشاهين لأن الدرع جعل من الضربة عديمة الجدوى</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و بعد مرور دقائق من بداية المعركة بينهما، وصلت أخيرا لذروتها</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>شحذ الجنرال منصف سحر التعزيز بكامل قوته و أطلقه نحو الدرع السحري، امتص الدرع السحري طاقة عنصر التعزيز و توهج بضوء أزرق فاتح أقرب للأبيض ثم تقدم الجنرال منصف بثبات نحو 'شاهين'</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>حاول شاهين القيام بعدة هجمات بسحر الرياح تهدف لرقبة الجنرال منصف لكنها لاقت الفشل كلها حيث قام كريمزون منصف بصدها بذراعيه اللذين يلتف حولهما الدرع السحري</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>و عندما وصل الجنرال منصف لصاحب السيف الطويل 'شاهين' قال "لقد اتبعت الشخص الخطأ أيها المقاتل" ثم لكم بطنه بكل قوته و في نفس المكان الذي ركله باسل سابقا</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>تقيأ شاهين الكثير من الدماء و سقط مغميا عليه مباشرة، ثم ألغى الجنرال منصف سحره و تنفس بهدوء، التف و قال لباسل "أيها السيد الصغير باسل، أظن أننا انتهينا هنا"</strong></p><p><strong></strong></p><p><strong>أماء باسل رأسه ثم قال "فلنخرج من هذا المكان، إنه يشعرني بالضيق"</strong></p><p></p><p>بقي التاجر ناصر و القاضي فاتحين فهما مدة طويلة بعدما انتهى باسل من أمر الأمير الأول. أما شاهداه للتو حقيقة؟ فتى في الرابعة عشر يهزم ساحرا بالمستوى الرابع بكل هذه البساطة و السهولة؟ ما هذا الفتى بالضبط؟</p><p></p><p>التاجر ناصر عرف أن باسل ليس بفتى عادي بما أنه قد كون علاقة متساوية الطرفين مع عائلة بحجم عائلة كريمزون، لكنه ظن أن هذا بسبب أساليبه المبتكرة و الجديدة عليهم و حِذْقه</p><p></p><p>ما رآه الآن رفع من شأن باسل في قلبه أكثر، في الأول احترم باسل لطريقة تعامله مع النبلاء، كان باسل يعامل النبلاء فقط كما يعامل العاميين، لم يكن يفرق بين الآخرين سوى 'بهذا أعجبه و ذاك لم يعجبه'، و هذا جعل من قيمة باسل ترتفع عنده بكثير</p><p></p><p>التاجر ناصر منذ صغره و هو يتلقى المعاملة السيئة، أبيدت عائلته كلها بالدمار الشامل، و عندما سمع من السيد الصغير باسل أن دافعه في القيام بكل هذا هو في الحقيقة من أجل جعل هذا العالم في أتم الاستعداد لمواجهة الشياطين من جديد، لم يستطع منع نفسه من القفز متحمسا و أقسم على اتباع السيد الصغير باسل، فبهذا سيكون أقرب إلى تحقيق انتقامه لعائلته</p><p></p><p>عندما سمع كلام باسل عن الخروج من معقل الأمير الأول تنفس الصعداء، و أخيرا انتهت مهمته، كم كان شاق و مخيفا التظاهر بأنك مختطف، و كيف لا ترتعد عندما تظن أنك ستموت بسبب تمثيليتك</p><p></p><p>حمل الجنرال منصف الأمير الأول و تبع باسل الذي وصل أمام التاجر ناصر وقال "لقد لعبت دورك بشكل جيد، لقد كان أفضل مما توقعت"</p><p></p><p></p><p>حك التاجر ناصر رأسه ثم قال "هيهي، لم أقم بأي شيء سوى ما قلت لي أن أفعل، لكن عندما تبعنا ذلك الشخص 'كين نبيل' ظننت أن الخطة سوف تذهب هباء. من الجيد أن الخاطف أوصلني و أكمل مهمته، فبهذا كنت قد أكملت مهمتي أيضا"</p><p></p><p>حدق باسل في التاجر ناصر مطولا ثم قال بعد أن كان يبدو كما لو أنه فكر في أمر ما و قرر ما سيقوله "أيها التاجر ناصر، فلنتكلم لقليل من الوقت عندما نعود"</p><p></p><p>تعجب التاجر ناصر لكنه أماء رأسه فقط</p><p></p><p>خرج الأربعة و الأمير الأول الفاقد الوعي من معقله، ثم قال باسل "أيها العم منصف، أنا سأذهب الآن مع التاجر ناصر لقصر العائلة، عندما توصل القاضي للمحكمة المركزية و تأخذ ذلك الحثالة للسجن المركزي عد للقصر أنت أيضا، فأنا أريد التحدث معك، بالأحرى، مع جميع الكبار في العائلة"</p><p></p><p>أجاب الجنرال كريمزون بالموافقة ثم رحل مع القاضي</p><p></p><p>ذهب باسل و التاجر ناصر قاصدين قصر عائلة كريمزون، و في هذه الأثناء كان هناك ظل متربص بهم من بعيد و عندما رآهم يغادرون أسرع هو الآخر بالمغادرة لمكان آخر</p><p></p><p>(في غرفة مظلمة)</p><p></p><p>صدمت الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' أولا من الذي حدث لأخيها الأكبر لكنها صدمت ثانية عندما أكمل التابع</p><p></p><p></p><p>"سيدتي، يبدو أن ذلك الفتى لديه علاقة وطيدة مع عائلة كريمزون بما أنه ساعدهم في القبض على الأمير الأول، يبدو أنه بعد حادثة النبيل جورج قد تطورت العلاقة بينهم"</p><p></p><p>بقيت الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' مشتتة الذهن عند سماعها بالأمر و قالت مع نفسها "هل يمكن أن ما ظننته تزييفا نافعا كان حقيقة مؤذية؟" ثم أشارت للتابع بيدها و أكملت "ابحث جيدا و اعرف ما نوع العلاقة التي تجمعه بعائلة كريمزون بالضبط"</p><p></p><p>"حاضر" <em>ووش</em> بعد أن أجاب التابع اختفى في الظلال</p><p></p><p>(قصر عائلة كريمزون)</p><p></p><p>"أيها الكبير أكاغي، لقد أنجزنا خطوتنا الأولى على أكمل وجه و كانت نجاحا مكتملا، لكن هذه لم تكن سوى الخطوة الأولى، و كما نعرف جميعا ما يأتي بعد الخطوة الأولى يكون دائما الخطوة الثانية، خطوات مشينا و جرينا مترابطة، واحدة تتبع الأخرى في تسلسل تام، و يجب أن تراوغ العراقيل و العوائق من أجل التقدم، و إن لم يكن هذا ممكنا ليس عليك إلا إزاحتها عن الطريق بالقوة و إكمال السير في هناء. كذلك ماهية خطتنا، أولا لقد أزحنا ما قد يسبب لنا الإزعاج خلال بيعنا، و الآن سيكون بإمكاني تقرير الأثمان من دون التعرض للمضايقة، سنبيع جميع الأدوات التي علمت الحدادين كيفية صنعها و نكسب قدر ما استطعنا من المال"</p><p></p><p>بينما باسل يتحدث كان الرئيس أكاغي و جميع الشيوخ في العائلة يسمعون لكلامه بكل عناية، فهذا الطفل الذي أمامهم قام بم عجزوا عنه، لا يمكنهم التقليل من شأنه بعد الآن. التاجر ناصر و الجنرال منصف الذي عاد كانا من بين المستمعين، فالتاجر ناصر الآن يملك اسم عائلة كريمزون و لن يتجرأ أي أحد على معاملته بسوء مرة أخرى، شكر التاجر ناصر باسل على هذا من أعماق قلبه، و عرف أنه قام بالخيار الصحيح</p><p></p><p>الرئيس أكاغي بدأ يحس بالغرابة أكثر و أكثر، لماذا هذا الفتى يذكره بذلك الشخص مرارا و تكرارا، ليس في سلوكه فقط، بل حتى وجهه يتشابه معه، فلا يلبث لدقائق إلا و جاءته صورة ذلك الشخص بسبب باسل. توقف الرئيس أكاغي عن التفكير و ركز على كلام باسل</p><p></p><p>أكمل باسل "حسنا، لقد قررت البدء في تقوية الجنود و تعزيزهم بالإكسيرات"</p><p></p><p>تحمس كل من في الغرفة، لقد جرب كل شخص في هذه الغرفة عدا التاجر ناصر هذه الإكسيرات و صدموا من مفعولها فأرادوا الإسراع في إعطاءها للجنود، لكن باسل منعهم من هذا و قال أنهم غير مستعدين بعد، و الآن يخرج من فمه الإذن</p><p></p><p>قال باسل بادئا كلامه باستثناء "عدا أن من سيجرب هذه الإكسيرات سيكونون الجنود الذي تدربوا تحت إمرتي فقط"</p><p></p><p>تعجب الجميع فأكمل باسل "أنا دربت كل هؤلاء الجنود مقويا جسدهم و أعطيتهم تدريبا خاصا في كيفية التحكم ببحر روحهم بشكل أفضل لكي يستطيعوا شرب أكبر قدر من إكسيرات التقوية، أما إن حدث العكس في الترتيب، فسوف يكون على الشخص التدرب لمدة أطول و القيام بتدريبات جسدية أصعب"</p><p></p><p>أكمل باسل بعد تفهم الجميع "عندما أرشد هؤلاء الجنود جيدا سوف أختار قادة منهم سوف يقومون بتدريب بقية الجنود بدلا عني"</p><p></p><p>فرح الشيوخ، ثم التف باسل لجهة الجنرال منصف و التاجر ناصر ثم قال "أيها الكبير أكاغي، أنا سوف أنعزل لأتدرب مرة أخرى، لكن هذه المرة سآخذ معي التاجر ناصر و الجنرال منصف، سأغيب هذه المرة لمدة شهر، آمل أن تكون هذه الفترة كافية ليصنع الحدادين آلاف الأدوات التي سبق علمتهم إياها. عند خروجي من الانعزال سوف أعود أنا و التاجر ناصر للبيع من جديد، أنتم واصلوا فقط بيع الأسلحة و الدروع السحرية و الغير سحرية، فلا أظن أن التجار سيستسلمون بسرعة و يخفضون من أثمان سلعهم مثلنا، أما الجنود فسوف يكونون في رعاية أنمار للوقت الحالي، فهي تعرف غالب ما سوف يحتاجونه من توجيهات"</p><p></p><p>لم يحاول أي أحد المعارضة على كلام باسل و أماءوا رؤوسهم بالموافقة فقط. غادر باسل فتبعه الجنرال منصف و التاجر ناصر إلى غرفة الانعزال التي جهزها الرئيس أكاغي لباسل</p><p></p><p>دخل الثلاثة للغرفة، فكانت كبيرة و فارغة تماما، حوائطها كانت معززة بالطاقة السحرية، كانت مصنوعة بطريقة خاصة حيث تعمل كالدرع السحري، يمكنها تخزين السحر و تعزيزه، فبهذا كانت قادرة على احتمال جميع الصدمات من كل المستويات</p><p></p><p>قال باسل بعد أن دار في الغرفة "أممم، نعم هذه الغرفة كافية للآن" ثم التف نحو الاثنين اللذين ينتظران معرفة سبب قدومهما إلى هنا</p><p></p><p></p><p>"أيها التاجر ناصر، ألم تحلم يوما نفسك قد أصبحت ساحرا؟"</p><p></p><p>تعجب التاجر ناصر و قال "هيهي، من لم يفعل أيها السيد الصغير باسل، الكل يتطلع للسحرة، فهم يملكون المكانة و المال، هل هناك من يكره هذين الشيئين الاثنين في هذا العالم؟"</p><p></p><p>ابتسم باسل و قال "معك حق، فالمال عامل مهم حتى في خطتنا، إذن قل لي، هل لا زلت تحلم بأن تصبح ساحرا حتى الآن؟"</p><p></p><p>قال التاجر ناصر "إنه ليس كما لو أنني كنت أحلم بأن أصبح ساحرا، لكنه أقرب للإعجاب و الشوق و التطلع للسحر، منذ صغري و أنا أطمح لأكون ساحرا، لكن عائلتي قتلت في الدمار الشامل و أصبحت يتيما، كدت أصير عبدا، لكن كان هناك تاجر ما لن يكون بإمكاني شكره حتى لو أردت، كان هو من أنقذ حياتي و عاملني كالابن له، علمني كل تقنياته في التجارة و بعد سنين مات، فورثت ماله و تجارته. و إن سألتني عن 'هل لا زلت أتطلع للسحر؟' فجوابي هو 'نعم'، فكما قلتَ أيها السيد الصغير، الشياطين قد تعود في أي وقت، و لن أكره أن تكون لي المقدرة على الدفاع عن نفسي و عن أحبابي و الانتقام للأموات منهم"</p><p></p><p>"انتظر لحظة، هل تخليت عن التجارة التي ورثتها من أبيك و انضممت لي؟" تعجب باسل عندما سمع هذا الأمر و لم يستطع منع نفسه من السؤال</p><p></p><p>أجاب التاجر ناصر "نعم، و لقد كان خياري صحيحا، مع أن تقريري التخلي عن ورث أبي كان صعبا، لكن أنا متأكد أنه لو كان حيا لكان دفعني للقيام بنفس الاختيار، و لهذا أنا لست نادما بتاتا"</p><p></p><p>حدق باسل في التاجر ناصر مطولا ثم قال بجدية كبيرة "أيها التاجر ناصر، لقد قررت، سأجعلك ساحرا"</p><p></p><p>"هاه؟" لم يصدق التاجر ناصر ما سمعه للتو لكنه كان يثق بكلام باسل و لم يكن لديه خيار سوى التصديق، سأل بتوتر "هل هذا ممكن حتى، أنا عمري خمسة و عشرون عاما الآن، ألا تظن أن الوقت قد تأخر لأبدأ في تعلم السحر؟"</p><p></p><p></p><p>"تأخرت عن تعلم السحر؟ من قال هذا الشيء؟ لقد تعلمتُ أن كل شخص لديه الإمكانية لتعلم السحر، خمسة و عشرون سنة؟ و ماذا في ذلك؟ ليس عليك إلا العمل بكد من أجل تعويض الوقت الذي فاتك، و بما أني هنا فلا تقلق، سوف أحرص على أن تكد و تعمل بجد حتى تختار الموت على التدرب أكثر، أنت لديك كل المتطلبات التي تحتاجها لتصبح ساحرا. أن تكون تملك نقط أصل يجب فتحها، دافع قوي يساعدك على النمو، معلم يرشدك بشكل جيد. و أنت لديك كل هذه الشروط، فماذا ننتظر؟"</p><p></p><p>رفع باسل من معنويات التاجر ناصر، ففرح هذا الأخير و قال "أيها السيد الصغير، أنا مستعد للقيام بكل ما تأمرني به، لاسيما أمر في مصلحتي، فلنبدأ رجاء"</p><p></p><p>ابتسم باسل و قال "حسنا، لكن قبل هذا" التف للجنرال منصف ثم قال له "أيها الجنرال منصف، أتعرف لم أتيت بك إلى هنا؟"</p><p></p><p>قال الجنرال منصف "أظن أنني أيضا سأُرشَد من قبلك"</p><p></p><p>أجاب باسل "حسنا، قد يكون هذا صحيحا، لكن هذا ليس السبب الرئيسي" تعجب الجنرال منصف ليكمل باسل "أنت سوف تقاتلني للشهر القادم كله لأخترق للمستوى الخامس"</p><p></p><p>،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،</p><p></p><p><em>بووووم</em> <em>بووووووووم</em> <em>بووووووووووووم</em></p><p></p><p>لكمات تتلاقى بقوة كبيرة مع بعضها، مع كل التقاء تنتج صدمة، و بكل صدمة تنتج أصوات كبيرة كما لو أن قطعا حديدية ضخمة تتلاقى ببعضها محاولة كل واحدة منها تحطيم الأخرى لكنها لا تصل لنتيجة</p><p></p><p>كان هذا بالضبط الوضع الذي يمكنك أن تصف به حالة باسل و الجنرال منصف اللذان يتقاتلان بينما سحر التعزيز يعزز من قوتهما الجسدية و الحسية لدرجة مخيفة</p><p></p><p>يعتبر سحر التعزيز من أقوى أنواع السحر و أندرهم، لا يوجد إلا القليل المعدود من الأشخاص الذين وهبوا هذا السحر</p><p></p><p>سحر التعزيز يسمح للساحر بتقوية جميع قدراته شاملا حواسه الخمس كلها و قدراته الجسدية، يقوي كل جزء من جسد الساحر، أعضاءه الداخلية بنفسها تتقوى بسحر التعزيز</p><p></p><p>و في معركة ضد ساحر بعنصر التعزيز لن يكون هنالك فرص كثيرة متاحة لك، و هناك شيء مؤكد، إن كنت أقل منه في المستوى و لو بقليل، فأنك و من دون شك ستخسر لا محالة</p><p></p><p></p><p>لكن ماذا عن إن اشتبك اثنان يستخدمان سحر التعزيز بنفس المستوى أو متقاربان على الأقل في معركة؟ هل يمكنك تخيل النتيجة؟ لا، لن يكون بإمكانك فعل هذا أبدا، ستكون معركة طاحنة و مدمرة، سترى المعنى الحقيقي للبشر الخارق أمام عينيك، هذا إن كنت قادرا على ملاحقة معركتهما بعينيك أولا</p><p></p><p>كان التاجر ناصر حاضرا على مثل هذا الحالة بالضبط، و كما هو متوقع، لم يمكنه ملاحقة تحركات الخصمين أبدا، كل ما تراه عينيه هو مخلفات الصدمة، كل ما تسمعه أذنيه هو صوت الصدمة، و كل ما يشعر به جسده هو قوة تلك الصدمة الناتجة عن تلاقي اللكمات التي لا يراها</p><p></p><p><em>بووووووم</em></p><p></p><p>و أخيرا و بعد تلاقي لكمتي الطرفين مرة أخرى توقفا و تراجعا للوراء، كل واحد قفز للوراء في الاتجاه المعاكس للذي قفز له الشخص الآخر</p><p></p><p>تكلم باسل بينما تعلو البسمة وجهه "إن هذا حقا رائع، كم هو رائع الإحساس بلكمتك لا يمكنها أن تخترق كل شيء بسهولة، كم هو رائع أن تتلقى لكمتك استجابة كافية لصدها أو حتى ردها، هذا ببساطة يغمرني حماسا. ماذا عنك أيها العم منصف؟ ألست مثلي؟"</p><p></p><p>ابتسم الجنرال منصف ثم قال "من مستخدم عنصر التعزيز هذا الذي لن يتحمس من مثل هذا الوضع؟ نحن السحرة دائما نبحث عن عدو أقوى لنصبح أقوى، لكن من بين كل هؤلاء السحرة ليس هناك من هو شغوف أكثر من مستخدمي عنصر التعزيز للقتال المستمر لمدة طويلة حيث يلتقون خصما أو عدوا يكبحهم و يجعلهم يخرجون كل ما لديهم"</p><p></p><p>"هاهاها" ضحك باسل و قال "معك حق، فأغلب السحرة لا يقدرون على مواجهة مستخدمي عنصر التعزيز وجها لوجه من دون الاستعداد للذهاب بأطراف مكسورة، لكن هذا ما يجعلنا نفتقد للغريم و لا يكون بإمكاننا التقدم أكثر، قوتنا تتسبب في خمولنا، لكن هذا مختلف تماما عندما يتقابل اثنين من مستخدمي سحر التعزيز، ليس هناك شيء سيمنعهما من تبادل اللكمات فيما بينهما، تكون مثل الغريزة الحيوانية، لا يمكن التحكم بها. و الآن لنكمل أيها العم منصف، و أطلب منك استخدام قوتك الكاملة من دون كبحها، فإن فعلت هذا لن نستمتع بالقتال كفاية، هاهاها"</p><p></p><p></p><p>"هاهاها" أجاب الجنرال منصف بعد أن ضحك و قال "معك حق أيها السيد الصغير" و بعد أن انتهى أكمل مع نفسه "أكبحها؟ هل تمزح معي أيها السيد الصغير؟ إنك الوحش هنا، أنا أستخدم ضدك ثمانين في المائة من قوتي الكاملة، و هذا كاف ليجعل أي ساحر من المستوى الأول حتى منتصف المستوى الخامس يخضع كليا"</p><p></p><p>أكمل الاثنان التدرب من جديد و عادت أصوات الصدمات من جديد، كانت لكماتهما سريعة جدا لرؤيتها، لن يستطيع فعل هذا إلا المحنكين، فما بالك بالتاجر ناصر، بالطبع سيكون فاتحا لفمه على مصراعيه كما هو فاعل الآن</p><p></p><p>لقد مرت أيام بالفعل منذ أن دخلوا لغرفة الانعزال لكن التاجر ناصر لم يعتد أبدا على هذا المنظر حتى الآن. لكن هل يمكنك لومه؟</p><p></p><p>التاجر ناصر توقع من كلام باسل أنه سيخضع لتدريب جهنمي، لكن كل ما فعله للأيام الماضية كان محاولة الدخول لحالة الصفاء الذهني و الروحي، و عندما ينتهي باسل من القتال ضد الجنرال منصف يقوم بمواجهته. بالطبع لم يستطع التاجر ناصر لمس باسل أبدا، لكن خلال هذا الوقت كان باسل يشحذ حواسه و يعطيه نصائح عن كيفية استخدام عضلاته و مفاصله، و الأكثر من هذا كان يركز أكثر على نصحه ليتحكم في طريقة تنفسه خلال القتال، فإن استطاع فعلها خلال القتال سيكون بإمكانه فعلها بسهولة بحالة الصفاء الذهني و الروحي</p><p></p><p>الأسبوع الأول مر على هذه الحال من دون تغير أي شيء، و بعد أن انقضى و بدأ الأسبوع الثاني بدأت بعض النتائج تظهر على التاجر ناصر</p><p></p><p>كان بالفعل بحالة الصفاء الذهني و الروحي، بالمرحلة الأولى، مرحلة ترسيخ الأفكار، و بينما هو في حالة هدوء تام و تركيز خارق، و كان المكان المحيط به على العكس تماما بسبب قتال باسل و الجنرال منصف</p><p></p><p>سرعة و قوة باسل قد ازدادتا، لكن ليس هذا هو التغير الملاحظ فقط، فكما تطور باسل، كذلك فعل الجنرال منصف، مع أن باسل كان أقل منه في المستوى، لكنه أحس كأنه يقاتل ساحرا خبيرا بالمعارك، و هذا ما قلص فارق القوة بينهما و جعلهما يكونان-كل واحد منهما- سبب في تطور الآخر</p><p></p><p>كان تطور باسل مقبولا للعقل بالنسبة للجنرال منصف، لكنه استغرب من تطوره الخاص أيضا، أ مفعول هذه الإكسيرات مذهل لهذه الدرجة؟ لقد أفنى حياته في السحر حتى وصل لهذا المستوى، لكنه عندما فعل تجمدت قوته و لم يستطع الاختراق للمستوى السابع الأسطوري</p><p></p><p></p><p>لكن ماذا عن الآن؟ إنه يحس أن المستوى السابع الأسطوري ليس بعيدا، بالأحرى، إنه يشعر أنه في متناوله، يشعر أنه و أخيرا تحرر من القيود التي جعلته محبوسا في المستوى السادس و غير قادر على التقدم مهما تدرب و شق</p><p></p><p>لكن الأمر يختلف الآن، يشعر أنه كلما تدرب أكثر و بذل جهدا أكبر ظهرت النتائج التي تساعده و تدفعه للتدرب أكثر من السابق، لأنها تكون نتائج رائعة و لا تصدق</p><p></p><p>كل هذه الفرص، ليس هناك غير هذا الفتى الذي أمامه منحه إياه، لقد استطاع الانتقام لزوجته و زج المذنب في السجن، بدأ يرى علامات على ارتقاء عائلة كريمزون من جديد، و يشهد الآن تطوره الذي كاد أن يتخلى عنه، هذا كله بسبب السيد الصغير باسل، فكيف لا يكون شاكرا؟ و إن كان، كيف يمكن له رد مثل هذا المعروف؟</p><p></p><p>و في هذه اللحظات بينما يتبادل اللكمات مع الفتى الصغير الذي أمامه، أصبح يحترمه في قلبه و كان باسل قد وصل لدرجة عالية هناك، أصبح الآن لديه مكانة لا تتزعزع بقلب الجنرال منصف، هذا الأخير ظن أنه بكل هذه الفرص التي منحها السيد الصغير باسل، لن يكون هناك شيء يمكن أن يرد له معروفه، و بهذا قرر اتباع السيد الصغير و الموت من أجله حتى، و مع مرور الوقت و قضيه مع السيد الصغير، يتمنى أن تمنح له فرصة أخرى ليشكره بطريقة مناسبة</p><p></p><p>الجنرال منصف رجل معروف بعدالته و إخلاصه، في الأول ظن أن باسل ليس سوى فتى مغرور آخر لا يعرف العالم جيدا، أتى به للعائلة محاولا الاستفادة منه و بالطبع كان سيمنحه عدة مزايا مقابل ذلك، لكن نظرته عنه تغيرت كثيرا في الأسابيع الأخيرة، قد يكون الجنرال منصف عادلا و مخلصا لكنه كان أكثر من ذلك شخص يضع عرفان الجميل و حفظه فوق كل شيء، فالفتى الذي أتى به ليكون وسيلة له لجعل عائلته أقوى كان في الحقيقة الشخص الذي سيقودهم للعز و المجد من جديد، و بهذا أقسم على فعل كل ما بإمكانه فعله لرد هذا المعروف</p><p></p><p>انتهى الأسبوع الثاني و أخيرا أنهى التاجر ناصر المرحلة الأولى-مرحلة ترسيخ الأفكار- ثم انتقل للمرحلة التي بعدها-مرحلة فهم الأحجية و فكها- لكن، ما الذي يحدث هنا؟ باسل بدأ يتساءل عن الشيء الغريب الذي يحدث أمامه، كيف للتاجر ناصر ألاَّ يخرج من المرحلة الثانية حتى الآن؟</p><p></p><p>باسل عندما وصل للمرحلة الثانية، واجه الاختبار الأول الذي مر عليه جحيما حيث تغلب على مخاوفه، لكن التاجر ناصر لا يبدو عليه أي تعبير عن القلق أو التوتر أو الخوف، لا شيء من هذا أبدا، جعل هذا باسل حيرانا، ثم فكر في ما قاله التاجر ناصر سابقا</p><p></p><p></p><p>التاجر ناصر لا يملك أي أحباب، آخر واحد مات منذ سنين، أ يمكن أنه ليس لديه أية مخاوف؟ سيكون هذا منطقيا في هذه الحالة إذا، لكن انتظر، ماذا؟ ليس لديه مخاوف؟ مثل هذا الشخص موجود؟</p><p></p><p>في الحقيقة التاجر ناصر لم يكن ليس لديه أحباب كما ظن باسل، فهو أصبح يعز باسل بشكل كبير، لكنه كان يرى باسل على أنه لا يقهر و هزيمته غير متوقعة، و بهذا لم تكن لديه أية مخاوف عليه. الأمر كما حدث مع باسل، في المرحلة الثانية رأى جميع أحبابه يموتون بأبشع الطرق مرارا و تكرارا، لكن الغريب في الأمر أنه لم يرى و لو لمرة واحدة معلمه 'إدريس الحكيم' يتعذب أمامه، كان هذا يدل على أن مخاوف الشخص تأتي من أعماق باطن العقل، و لا تكون هناك مخاوف عن الشخص الذي تؤمن أنه لا يقهر و لا تتوقع هزيمته</p><p></p><p>باسل كان قد وضع مثل هذا الاحتمال فيما سبق، لكنه الآن لم يكن يعرف مدى الدرجة التي أصبح يعزه بها التاجر ناصر، و لم يكن بإمكانه سوى ظن أن التاجر ناصر مر من الاختبار الأول من المرحلة الثانية لأنه لا يملك أحباب فقط لا أكثر</p><p></p><p>بقي التاجر ناصر بالمرحلة الثانية من دون الخروج منها أبدا و لو لمرة واحدة، فباسل أعاد الكرة مرارا و تكرارا محاولا التغلب على مخاوفه. و الآن التاجر ناصر وصل للاختبار الثاني من المرحلة الثانية</p><p></p><p>أخذ منه فك الأحجية أسبوعا كاملا. عندما يكون الشخص بداخل بحر الروح لا يحتاج للماء أو للطعام إلا بعد مدة طويلة جدا</p><p></p><p>و أثناء المرحلة الأخيرة وقف باسل أمام التاجر ناصر و وضع يده على جبهته استعدادا للحظة المناسبة، و بعد مرور قليل من الوقت صرخ باسل "هاااااااااااا" ثم أطلق بعضا من طاقته السحرية الخالصة</p><p></p><p><em>وووووووش</em></p><p></p><p>ظهرت الطاقة حول جسم التاجر ناصر و هدأت في لحظات إلى أن اختفت تماما. فتح التاجر ناصر عينيه ثم بدأ ينظر ليديه، رفع رأسه ليجد باسل مبتسما بينما يقول "هنيئا لك أيها التاجر ناصر، لقد أصبحت ساحرا"</p><p></p><p>لم يصدق التاجر ناصر ما حدث معه، هل أصبح ساحرا حقا؟ هل سيكون بإمكانه الانتقام لعائلته؟ هل سيكون بإمكانه مساعدة السيد الصغير باسل و لو بالقليل؟</p><p></p><p>لم يستطع التاجر ناصر فهم ما حدث معه لمدة طويلة، ثم بعدها استوعب ما قاله باسل و وقف بسرعة بينما يحكم إغلاق قبضتيه و قال "أيها السيد الصغير باسل، فلنتقاتل مرة أخرى من فضلك"</p><p></p><p>"هاهاهاها" بعد أن ضحك قال باسل "يعجبني حماسك، لك هذا"............. يتبع!!!!!!</p><p></p><h2><strong>(الجزء التاسع) </strong></h2><p></p><p>(بعد اكتمال شهر الانعزال)</p><p></p><p>خرج الثلاثة بينما باسل يهمهم و يأكل قطعة من الجزر، كان وجه التاجر ناصر مخبوزا بلكمات باسل و لديه عدة كدمات، أما الجنرال منصف فكان مزاجه جيدا جدا</p><p></p><p>عندما وصل الثلاثة للقاعة الرئيسية للعائلة و كانوا يريدون الدخول وصلهم خبر فاجأهم. الأمير الثاني أتى البارحة و تكلم مع الرئيس أكاغي في شيء ما و غادر</p><p></p><p>غير هذا لم يحدث أي شيء غريب طيلة الشهر الماضي. هذا ما توقعه باسل، بعد تشويه سمعة الأمير الأول عن طريق زجه بالسجن، لن تتجرأ العائلة الإمبراطورية على اتخاذ إجراءات جريئة تجاه عائلة كريمزون، فهذه الأخيرة قد أحكمت القبض على واحد منهم بالدليل القاطع، و إن حاولوا القيام بشيء غبي، قد يؤثر ذلك على سمعتهم أيضا</p><p></p><p>دخل الثلاثة عند الرئيس أكاغي فتلقوا ترحيبا جيدا لكن باسل تجاوز هذه الأمور و دخل في الموضوع المهم مباشرة</p><p></p><p>"أيها الكبير، لقد سمعت أن الأمير الثاني قد أتى البارحة إلى هنا، ما كان الهدف من قدومه؟"</p><p></p><p></p><p>أجاب الرئيس أكاغي "لقد أراد منا العفو عن الأمير الأول بما أن مساسه لفرد منا لم يكن مقصودا، و في المقابل سوف يتركوننا نحن و تجارتنا و شأننا"</p><p></p><p>تغيرت نظرة الجنرال منصف و أحكم قبضته و عندما رآه باسل وضع يده على كتفه محاولا جعله يهدأ، ثم أزاح يده و وضعها على ذقنه الخاص ثم قال "إذا، و بم أجبته أيها الكبير؟"</p><p></p><p>قال الرئيس أكاغي "طلبت منه إعطائي مهلة كافية لأقرر، فاتفقنا على الغد"</p><p></p><p>"هممم" فكر باسل و قال "لن نعفو عن أي شخص أيها الكبير، سواء كان هذا مقصودا أم لا، أو مكيدة أم لا، هذا كله لا يهم، الطرف الذي أخلل بالمعاهدة يجب أن يعاقب، ليست لديك شكوك أيها الكبير أليس كذلك؟"</p><p></p><p>حدق الكبير أكاغي في باسل و أجاب "أنا لن أعفو عن أي شخص من عائلة غرين، لقد كانوا السبب في دمار عائلتي، قتلوا أبي و أمي و إخوتي و أبناءهم في 'انقلاب الليلة الواحدة'، لقد رأيتهم يقتلون أحبابي أمام عيني واحدا تلو الآخر في ليلة واحدة، و بعد خمسة عشر سنة سمموا ابني البكر الذي اعتبروه تهديدا لهم بسبب موهبته الغير اعتيادية. لقد حاولوا إبادة عائلتي عن بكرة أبيها من دون ترك أي فرد منها، فكيف يمكن أن تكون لي أي رحمة تجاههم؟ و خصوصا هذا الأمير الأول، لقد حاول وضع يده على ابنتي و فر من العقاب، فكيف لي أن أسمح له بالهرب بعد أن حصلت عليه أخيرا، سأحرص على جعله يتذوق عذابا مهينا"</p><p></p><p>ابتسم باسل و قال "أنا سعيد لأننا لدينا الرأي نفسه أيها الكبير، عندما يأتي الأمير الثاني بعد يومين اعلمه بنواياك تجاه الأمير الأول، يجب أن نجعل من ذلك الحثالة عبرة و إثباتا على إمكانية عائلة كريمزون، إن تراجعنا الآن لن نهين أي شخص آخر غير اسم العائلة"</p><p></p><p>أماء الكبير رأسه ليكمل باسل بجدية مغيرا الموضوع "ما أحوال تجارتنا الآن؟"</p><p></p><p>أجاب الرئيس أكاغي "قبل أسبوع من الآن، أخفض غالب التجار من أثمان سلعهم بعد وصولهم لحدهم الأقصى، فإن استمروا على حالهم لأفلسوا، و بهذا كنا قد حققنا هدفنا الأول"</p><p></p><p></p><p>"هووه" قال باسل "إذا آن الوقت للمرور للمرحلة الثانية"</p><p></p><p>حيى الكبير باسل الذي غادر مع التاجر ناصر و تركا الجنرال منصف خلفهما</p><p></p><p>"أيها الجد سميث، هل وجدت الأغراض؟" تكلم باسل بعد وصوله لورشة الحدادين</p><p></p><p>"أوووه" فرح الجد سميث برؤية باسل و أجاب "مرحبا بك أيها السيد الصغير، بالطبع، هناك عشرة آلاف قطعة من كلا 'خاتم التخاطر الذهني و الروحي' و 'مضخم الأصوات'، و هناك عشرون ألف قطعة من 'حاجز الحماية الأرضية' و في الأخير و الأهم بما أنك ركزت عليه فإننا صنعنا ثلاثون ألف قطعة من مكعبات التخزين' "</p><p></p><p>قال باسل بابتسام "أووه، هذا جيد أيها الجد سميث، لكن عندما سنعرض هذه الأغراض للبيع ستختفي بسرعة كبيرة بسبب الإقبال، أظن أنه من الأفضل الإسراع أكثر و صنع المزيد، و الآن فلتجهز لنا عربات تحمل سلعنا، نحن ذاهبين للسوق للبيع حالا"</p><p></p><p>وافق الجد سميث على كلام باسل فالتف للتاجر ناصر ثم قال "أيها التاجر ناصر، بما أنك أصبحت ساحرا الآن، ما رأيك باكتساب مكعب تخزين لنفسك أيضا؟"</p><p></p><p>تحمس التاجر ناصر و أجاب "في الحال"</p><p></p><p>قال باسل بادئا شرحه "مكعب التخزين يسمح لك أن تنشئ فضاء خاصا كبيرا نسبيا يمكنك وضع ما تشاء بداخله، و يصنع عن طريق أحجار الأصل، بالنسبة لي فإنه أهم اختراع عرفته يصنع من أحجار الأصل حتى الآن"</p><p></p><p></p><p>تعجب التاجر ناصر ليكمل باسل "بما أنك في المستوى الأول لن يكون بإمكانك استخدام مكعب ذو فضاء واسع جدا، ستكون سعة هذا الفضاء لا تتجاوز عشرة أمتار مكعب، سعة فضاء المكعب الذي ستستخدمه تعتمد على مستواك و على مستوى حجر الأصل الذي صنع منه مكعب التخزين"</p><p></p><p>"بما أنك في المستوى الأول فلا يمكنك استعمال إلا مكعب تخزين مصنوع من حجر أصل بالمستوى الأول، ترتفع سعة مكعب التخزين الذي يمكنك استخدامه بعد كل مستوى و عند وصولك للمستوى السابع سيكون بإمكانك استعمال مكعب تخزين بسعة سبعين متر مكعب"</p><p></p><p>فهم التاجر ناصر كل شيء حتى الآن ليكمل باسل شرحه "أما عن طريقة اكتسابك لهذا المكعب تكون عن طريق دمجك له ببحر روحك، بحر روحنا كما تعرف يبدو لانهائي من الداخل لكن لا يمكنك إدخال أي شيء به، فهو خاص بالطاقة فقط، و بالتالي ابتكرت هذه الطريقة، كما تعلم يمكنك من أحجار الأصل صنع أوعية السحر التي تتصل ببحر روحك و صنع مسحوق الأصل الذي يصنع منه إكسيرات و من ثم يتم شربها لتزودك بالطاقة، كل هذا يعني أن أحجار الأصل تملك طاقة خاصة يمكنها التوغل لبحر روحنا، و بالتالي يمكنك فهم أن أحجار الأصل لها علاقة قريبة ببحر روحنا"</p><p></p><p>"من خلال هذا الاستنتاج أتت فكرة مكعب التخزين. تقوم بإرسال طاقتك الخالصة نحو حجر الروح باستمرار و جعله يتصل ببحر روحك، و بعد مدة من الممارسة سوف يصبح هناك رابط بين بحر روحك و حجر الأصل، عندها سيكون بإمكانك إدخال حجر الأصل لبحر روحك و صقله حتى تصنع حيزا فضائيا ببحر روحك من حجر الأصل الذي يكون قد تحول لطاقة غامضة توجد ببحر روحك"</p><p></p><p>"هذا المكعب لا يمكنك إزالته من أي ساحر لأنه يصبح يقبع في أعماق بحر روحه، لكن الساحر بنفسه يمكنه إزالته، فبهذا يمكنه استبداله بواحد آخر ذو سعة أكبر عندما يرتفع في المستوى"</p><p></p><p>"لقد شرحت كل شيء للجد سميث عن 'مكعب التخزين'، هذا الأخير و 'حاجز الحماية الأرضية' يعتبران من أهم الاختراعات من أحجار الأصل، و ستكون القابلية عليهما كبيرة، لهذا ركزت عليهما و طلبت صنع الكثير منهما"</p><p></p><p>"كما سمعت يمكن للساحر أن يخرج مكعب التخزين وقتما شاء، و لن يحتاج لرده لبحر روحه إن لم يرد، و هذا ما فعله الحدادون بالضبط، إنهم يصنعون مكعب التخزين و من ثم يقومون بإخراجه دون رده و صنع آخر جديد مرة أخرى"</p><p></p><p>"عندما تخرج مكعب التخزين من بحر روحك لا تختفي منه الأشياء التي وضعتها سابقا بداخله، لكن لا يمكنك إخراجها منه إلا عن طريق إدخال مكعب التخزين لبحر الروح مرة أخرى. لا يمكنك سرقته من أي ساحر إلا إذا أجبرته على إعطائه لك أو قمت بقتله، فبعد موته يتلاشى بحر روحه و يخرج مكعب التخزين لأنه لم يعد هناك بحر روح ليتواجد به"</p><p></p><p></p><p>قال باسل "بما أننا لدينا الكثير من مكعبات التخزين الآن فأنت لا تحتاج لصنعه، مع أنه لا يمكنك حتى لو أردت. خذ"</p><p></p><p>أعطى باسل التاجر ناصر مكعبا أسودا و بداخله طاقة زرقاء فاتحة اللون و قريبة للأبيض. أمسك التاجر ناصر بمكعب التخزين و قلبه ليرى جوانبه كلها من شدة الحماس لأنه يرى مثل هذا الشيء لأول مرة في حياته</p><p></p><p>تكلم باسل "كل ما عليك فعله هو وضعه على أي مكان من جسمك و تخيله يدخل لبحر روحك و يتمركز به، عند فعلك لهذا سيتوهج قليلا ثم يختفي و يُطبع شكله على جسمك بينما يتشكل حيز فضائي ببحر روحك، سيكون بإمكانك الاطلاع على كل ما بداخله وقتما تريد. لقد وضعت العديد من الأغراض بالداخل التي ستحتاجها من الآن فصاعدا، و عند وصولك للمستوى الثاني سأمنحك مكعبا ذو سعة أكبر"</p><p></p><p>أماء التاجر ناصر رأسه و وضع مكعب التخزين على راحة يده اليمنى فتوهج كما قال باسل و اختفى كما لو أنه لم يوجد من قبل، ثم طُبِعت صورة مكعب التخزين على كفه</p><p></p><p>"أممم" تساءل التاجر ناصر و قال "لم أشعر بأي شيء، أهذا ما يفترض أن يحدث؟"</p><p></p><p>"هاهاهاها" ضحك باسل بعد تذكره لشيء ما عقب سؤال التاجر ناصر و قال "بالطبع لن تشعر بشيء، إنها ليست إلا عشرة أمتار مكعب وسط بحر روحك اللانهائي، ادخل لبحر روحك، بعدها ركز تفكيرك على مكعب التخزين و سوف تجد المربع الذي كان في حجم كفك قد أصبح بكبر غرفة"</p><p></p><p>دخل التاجر ناصر لبحر روحه ثم ركز تفكيره كما قال باسل و بمجرد أن فعل، كانت هناك نقطة بعيدة جدا و في لحظة أصبحت أمامه، و عندما لمسها عرف في الحال عن كل ما يوجد بداخلها و رسخ في ذاكرته</p><p></p><p>خرج التاجر ناصر من بحر روحه و فتح عينيه ثم قال "هل حقا أنت تعطيني كل هذه الأشياء من دون مقابل؟"</p><p></p><p></p><p>بعد سؤال التاجر ناصر أجاب باسل "من دون مقابل؟ لقد وضعت ثقتك بي و انضممت لي، وضعت حياتك في خطر من أجل إكمال خطتي، هذان الشيئان الاثنان كافيان لتستحق كل تلك الأشياء"</p><p></p><p>كان باسل شخصا كريما و لا يبخل عن أشخاص مثل التاجر ناصر، فمن كلام هذا الأخير، نعلم أن باسل أعطاه شيئا قيما جدا، لكن هذا كان لا شيء بالنسبة له. لكن أ ليس السيد الصغير باسل سخي جدا؟ علمه السحر و أهداه فوق ذلك أشياء كثيرة قيمة، ما باله يا ترى؟</p><p></p><p>و بينما التاجر ناصر يتساءل كان باسل قد بدأ المشي نحو السوق فلحقه</p><p></p><p>"آه، كيف أخفي هذه الصورة من على يدي؟" سأل التاجر ناصر بينما يتبع باسل</p><p></p><p>أجاب باسل بينما يأكل جزرة "كل ما عليك فعله هل تخيل حدوث ذلك"</p><p></p><p>"يا أيها الناس، اجتمعوا، لدينا سلع جديدة على السوق، لا مثيل لها، لم يوجد مثلها من قبل، و لا يمكنك أن تصدق ماهيتها، بمجرد ما أن تعرف قيمتها لن تتجرأ على الذهاب من دون أخذها معك، هيا أسرع الآن و كن أول المستفيدين"</p><p></p><p>بعد وصول باسل و التاجر ناصر للسوق أمرا الخدم و مساعديهم في العمل بالبدء في تفريغ العربات و وضع السلع بالمتجر</p><p></p><p>بدأ التاجر ناصر كالعادة بجلب الزبائن مع كلامه المعسول و الذي يجعل الشخص يتساءل سواء أراد أم لا عن السلع التي تحدث عنها</p><p></p><p>اقتربت مجموعة من الناس في الحال بعد سماعهم بكلامه أمام المتجر، فوقف أمامهم التاجر ناصر كذلك و تكلم "أيها الناس، ما سوف تشهدونه سيكون شيئا غريبا للغاية، سيكون شيئا يغير الكثير من الأمور في عالمنا. العديد من السحرة يواجهون مشكلة عويصة في التواصل فيما بينهم، خصوصا داخل منطقة محظورة حيث كل لحظة يمكن أن تعتبر مهمة للنجاة. اليوم نحن عائلة كريمزون نقدم لكم الحل الأمثل لهذه المشكلة العويصة الأولى"</p><p></p><p>رفع التاجر ناصر يده بينما يحمل بها خاتما به جوهرة غريبة تبدو كحجر أصل صغير "ما أحمله الآن هو الحل المناسب لمشكلتكم هذه، هذا الخاتم الصغير الذي بيدي سوف يسمح لكم بالتواصل لمسافات تمتد لآلاف الأمتار، مما يعني عدم قلقكم مرة أخرى من فقدان التواصل ببعضكم البعض أثناء دخولكم لمنطقة محظورة"</p><p></p><p>صدِم الحضور ليبتسم التاجر ناصر ثم قال مع نفسه "أ صنعت أيضا مثل هذا الوجه عندما سمعت بكل الأشياء الغريبة من السيد الصغير باسل؟" ثم ضحك على نفسه و أكمل "إنه يسمى 'خاتم التخاطر الذهني و الروحي'، هذا غرضنا الأول، فمن يريد الإسراع في تجربته، نحن عائلة كريمزون نضمن لكم جودة هذه السلع التي سنعرضها عليكم، و إن وجدتم أي شيء غريب لن يكون سوى عارا على اسم عائلتي"</p><p></p><p>تحمس الجميع ثم تبادلوا النظرات فيما بينهم، خبر انضمام التاجر ناصر لعائلة كريمزون قد انتشر قبل شهر من الآن، لذا كلمته لا شك بها لاسيما أنه يضع اسم عائلة كريمزون على المحك، و بسبب عائلة كريمزون قد انخفضت أثمنة الأسلحة و الدروع، فكيف لا يمكنهم وضع ثقتهم بهم، ليس لديهم خيار آخر سوى إعطاء الأمر محاولة، فالفائدة ستكون عظيمة إن كان الأمر حقيقيا</p><p></p><p></p><p>قال ساحر من المستوى الثاني "أنا في المستوى الثاني الآن، هل يمكنني استخدام هذا الخاتم؟"</p><p></p><p>أجاب التاجر ناصر "بالطبع، أي ساحر يمكنه استخدامه، لأنه يوجد مستويات بهذه الخواتم أيضا، و كلما ارتفع الساحر و الخاتم في المستوى ارتفعت المسافة التي يمكن استخدامه منها"</p><p></p><p>قال ساحر المستوى الثاني "و كيف يمكنني استخدامه؟"</p><p></p><p>أجاب التاجر ناصر مرة أخرى "يجب أن تملك أولا 'خاتم تخاطر' أنت و الشخص المراد الحديث معه، بعدها يجب عليكما إيصاله ببحر روحكما، و من ثم قوما بجعل الخاتمين يتصلان ببعضهما عن طريق اللمس و عندها سوف يتكون بينكما رابط ذهني روحي يجعلكما قادران على إرسال أفكاركما من واحد للآخر بسهولة، بمعنى آخر، ستتمكنان من 'التخاطر' "</p><p></p><p>لم يصدق الجميع ما سمعوه ثم سأل أحد من الحضور بتحمس "ألا يمكن أن يقوم بهذا أكثر من شخصين؟"</p><p></p><p>أجاب التاجر ناصر بابتسامة "بالطبع يمكن، لكن يبقى هناك شروط، فساحر من المستوى الأول لن يكون بإمكانه التخاطر مع أكثر من عشرة لأنه يمكنه استخدام خاتم من المستوى الأول فقط و الذي تعتبر حدوده هي الاتصال مع عشرة خواتم أخرى، لكن كلما ارتفع الساحر في المستوى ازداد العدد بعشرة أخرى" التف التاجر ناصر للساحر من المستوى الثاني من قبل و أكمل "أنت يا ساحر المستوى الثاني سيكون بإمكانك القيام بإيصال خاتمك مع عشرين خاتم آخر. هذا كل شيء حول الخاتم، أتمنى أن تكونوا قد فهمتم فائدته الكبيرة"</p><p></p><p>قال ساحر المستوى الثاني بعد أن اتفق مع رفيقه الذي كان بجانبه "أنا مستعد لشراءه، كم تطلب؟"</p><p></p><p>و أخيرا، لكن يحن الوقت للارتياح بعد، بعد أن يجرب هذان الاثنان فعاليته سوف تتأكد صحة السلعة، عندها سترى الإقبال الذي تحدث عنه باسل</p><p></p><p>أجاب التاجر ناصر "الخواتم بمستويات و لائحة بيعها هي كالتالي"</p><p></p><p></p><p>المستوى الأول ب قطعة أصلية ذهبية</p><p></p><p>المستوى الثاني ب قطعيتين أصليتين ذهبيتين</p><p></p><p>المستوى الثالث ب 3 قطع أصلية ذهبية</p><p></p><p>المستوى الرابع ب 6 قطع أصلية ذهبية</p><p></p><p>المستوى الخامس ب 12 قطعة ذهبية</p><p></p><p>المستوى السادس ب 24 قطعة ذهبية</p><p></p><p>صدم الجميع من الأثمنة، لكن ليس من تكلفتها، على العكس، بل من بخسها، ظنوا أن التاجر سيطلب ثمنا خياليا، و هل هذا ممكن؟ نعم إنه كذلك، عندما تظهر سلعا جديدة غير معروفة طريقة صنعها و مما صنعت، لا يمكنك تقدير ثمنها الأصلي، و بالتالي سيكون بإمكان البائع طلب أي ثمن يريد</p><p></p><p>لكن التاجر ناصر قام بما لم يتوقعوه. تكلم ساحر المستوى الثاني "سآخذ اثنين، لي و لرفيقي و أجربه الآن معه"</p><p></p><p>أخذ التاجر ناصر 4 قطع ذهبية و مرر خاتمين من المستوى الثاني</p><p></p><p>ارتدى الاثنان الخاتم فأحسا باهتزاز في بحر روحهما، ثم قاما بلمس خاتم الطرف الآخر و إذا بهما يجربان التحدث عن طريق التخاطر</p><p></p><p>(هذا لا يصدق، هل أنا أتحدث معك الآن عن طريق التخاطر؟) سأل ساحر المستوى الثاني ليسمع الآخر أفكارا كأنها كلام بداخل رأسه تأتي من جهة رفيقه</p><p></p><p>أجاب رفيقه على سؤاله بنظرة تفاجؤ (يبدو أن الأمر كذلك، هذا الشيء حقيقي، إنه حقا حقيقي، هذا لا يصدق)</p><p></p><p></p><p>التف الاثنان للتاجر ناصر ثم قالا بحماس كبير "يبدو أن هذا الشيء حقيقي"</p><p></p><p>"أووووووووه" تحمس الجميع فأصبحت ترى الجميع في عجلة من أمرهم "أبلغ عن هذا الأمر لرئيس العائلة في الحال" "أعطني عشرون من المستوى الثاني و عشرة من المستوى الثالث" "أنا سآخذ واحدا للرئيس ليجربه، أعطني واحدا من المستوى السادس و واحدا من المستوى الأول" "أنا سآخذ خمسة آلاف و واحد، ألف من كل مستوى، و الأخير بالمستوى السادس"</p><p></p><p>تهافت الزبائن على التاجر ناصر بالطلبات ليبدأ الخدم و المساعدين في التحرك أخيرا و تلبية الطلبات التي يبدو أنها لن تنتهي عما قريب</p><p></p><p>دخل التاجر ناصر للمتجر و تكلم مع باسل "أيها السيد الصغير، لقد بدأنا العمل، متى نخرج الأغراض الأخرى؟"</p><p></p><p>أجاب باسل "سأترك هذا الأمر عليك، قرر الوقت المناسب بناء على حكمك على الوضع. أنا ذاهب لألقي نظرة على الجنود، يجب أن أرى مدى تطورهم"</p><p></p><p>أماء التاجر ناصر رأسه موافقا مع قوله "حاضر"</p><p></p><p>غادر باسل و ترك مثل هذا العمل الضخم و المهم بين يديه، لن يخيب آمال سيده الصغير أبدا</p><p></p><p>بينما باسل يتجه نحو القصر كان يهمهم و يأكل جزرة مرة أخرى، و عند وصوله لمنعطف</p><p></p><p><em>ووووووش</em></p><p><em></em></p><p><em></em></p><p><em>دوو</em> <em>دوو</em> <em>دوو</em></p><p></p><p>ظهرت ثلاث ظلال فجأة و ركل الظل الأول باسل الذي دافع في آخر لحظة بيديه ثم جاءته الضربة الثانية من الظل الثاني من الوراء مستهدفه ظهره فأعطى لها جانبه الأيسر بينما ذراعه و رجله يشكلان درعا يحميه من الضربة، و في الأخير لكمه الظل الثالث بجانبه الأيمن فدافع عنه بنفس طريقة دفاعه عن الجانب الأيسر</p><p></p><p>قفز باسل للخلف مبتعدا عن الظلال الثلاثة ثم قال "لهذا لا أحب الطرق المختصرة، لا بد لك من مواجهة نوع من الإزعاج" ثم حدق في الأشخاص الثلاثة المرتدين الأسود بالكامل و أكمل "و من أنتم أيها السود اللعينون؟"</p><p></p><p>لم يجبه الثلاثة السود و تفرقوا بسرعة ثم أحاطوا به، قال باسل "هيه، لا إجابة؟ لا بأس، ليس علي إلا إجباركم" ثم فعل سحر التعزيز في كامل قوته و قال مع نفسه "من ضرباتهم السابقة أنا متأكد أنهم على الأقل سحرة من المستوى الرابع، هل يمكن أنهم بالمستوى الخامس؟ لكن من أرسلهم إلي بالضبط؟ هل هو الأمير الثاني؟ لا، لا أظن، هو لن يفعل شيئا غبيا كهذا، هل هي تلك الع**** مرة أخرى؟"</p><p></p><p>توقف باسل عن التفكير و استعد لأي هجوم قد يأتي من الثلاثة السود</p><p></p><p><em>ووووش</em></p><p><em></em></p><p><em>بانغ</em></p><p></p><p>أخرج الأسود الأول يده من معطفه و استل معها سيفه ثم لوحه في اتجاه باسل من الأعلى نحو الأسفل، و إذا بالسيف يخرج منه كتل ثلجية قاسية و نزلت على باسل</p><p></p><p>راوغ باسل الهجوم و بمجرد أن فعل سطع فجأة ضوء ساطع جدا من جهة الأسود الثاني أرغمه على إغماض عينيه ثم أرسِلت له كرة بيضاء مشعة كثيرا و حرارتها مرتفعة جدا و كان قطرها يصل لمترين</p><p></p><p></p><p>هذه المرة لم يستطع مراوغة هذا الهجوم و تلقاه، كانت الكرة الضوئية حارقة للغاية و لولا سحر التعزيز لتعرض باسل لأضرار وخيمة أكثر من التي حدثت له</p><p></p><p>لقد أرسل لعدة أمتار محلقا ثم اصطدم بحائط، وقف على قدميه ببعض الخدوش على جسده، و إذا برياح سوداء على شكل شفرات سبَّبها الأسود الثالث هاجمته من دون تركه يرتاح</p><p></p><p>راوغها باسل، ثم هاجم بينما يراوغ الكتل الثلجية و الكرات الضوئية و الرياح السوداء التي استهدفته بلا توقف، و عندما اقترب من الأسود الأول ركله لكنه أحس بمقاومة</p><p></p><p>"درع سحري؟ أن يصد هذا الهجوم لا بد أن يكون من المستوى الخامس، إن هذا غير معقول" بعدما فكر باسل بهذا هوجم من طرف الأسودين الثاني و الثالث بهجمة مزدوجة</p><p></p><p>تعرض باسل لكرة ضوئية مثل السابق لكن هذه المرة أتت تحمل معها رياحا سوداء. بعد أن تعرض لهذا الهجوم دافع باسل مرة أخرى بسحر التعزيز لكن هذه المرة كان في كامل قوته، لأنه لو لم يفعل سيموت لا محالة من قوة هذه الهجمة</p><p></p><p>في الحالات الطبيعية كان باسل ليكون قد هُزم بالفعل، هؤلاء الثلاثة السود سحرة في المستوى الخامس، مجهزين بالكامل بدروعهم و أسلحتهم بينما هو لا يملك الوقت ليرتدي درعا سحريا، فحتى لو كان بإمكانه أن يخرج سيفا سحريا من مكعب التخزين لن يكون كافيا للإجهاز عليهم، لكن هذا في الحالات الطبيعية فقط، و باسل ليس بطبيعي</p><p></p><p>لكن في هذه اللحظة شاهد باسل شيئا غريبا للغاية، كان واحد منهم لديه خاتم تخاطر يتحدث من خلاله مع شخص ما، و بعد أن انتهى من التحدث تراجعوا كلهم و اختفوا</p><p></p><p>"هل كان لديه قبل قليل 'خاتم تخاطر'؟ كيف لهذا أن يكون ممكنا؟ نحن لم نبدأ في بيعه إلا قبل قليل، إذا كيف بإمكانه الحصول عليه؟" و هنا جاءت فكرة في عقل باسل "هل هناك أي فرصة أن يوجد خائن بالعائلة؟" ثم رفض هذه الفكرة مباشرة "لا، لا هذا غير معقول، لقد بحثت في أمر كل واحد من العائلة و وجدت عليهم الإخلاص التام و لم تكن هناك أي</p><p></p><p>علامات على وجود خائن، إذا من أين حصلوا هؤلاء الأشخاص على الخاتم؟"</p><p></p><p>توقف باسل عن التفكير و فعل خاتم التخاطر الذهني و الروحي (أيها المعلم، إنني أريد التحدث معك في أمر مهم)</p><p></p><p>(تحدث أيها الفتى باسل، أنا مستمع) أجاب المعلم</p><p></p><p>(لقد وجدت شخصا ما يستخدم خاتم التخاطر قبل أن ينتشر حتى، هل توجد أي فرصة أن يكون هناك شخص آخر من عالم آخر موجود هنا يُعلِّم التقنيات التي علمتها لي لبعض الأشخاص أيها المعلم؟)</p><p></p><p>(هممممممم) تعجب المعلم و قال (هذا غريب، لقد أمرني جلالة الملك الأصلي بالقدوم إلى هنا لوحدي، و هذا ما فعلته، و ليس هناك أي فرصة ليُسمح لشخص ما بالدخول لعالم آخر من دون إذن، و إن حدث هذا سأكون معلوما، لو كان أحد يستطيع الدخول عنوة إلى هنا فسيكون ينتمي للشياطين أو يعمل معهم أو لديهم، لكن...)</p><p></p><p>(الشياطين؟ ألم تقل أن الحرب أصبحت في حالة هدنة بسبب اتفاق يقوم على عدم دخول أي شيطان لعالم آخر؟ و بهذا يمكن للاتفاقية التي بين الملك الأصلي و ملك الشياطين أن تظل صالحة)</p><p></p><p>(نعم لقد قلت هذا، فهذا ما وصلني من أخبار بالسنة الماضية، لكني لم أستطع استيعاب هذا الأمر بنفسي، كيف لملك الشياطين ذاك أن يقبل بمثل هذا الاتفاق و يظل ثابتا دون القيام بأي شيء؟ المهم، ابحث في هذا الأمر بسرية و دون التدخل بشكل مباشر، فأنا لا يمكنني البحث في هذا لكي لا أكشف عن وجودي، و تذكر، يجب أن يبقى أمري في هذا العالم سريا كي لا يشك ملك الشياطين في أي شيء، فإذا عرف عني سيعرف عن سبب مجيئي لهنا)</p><p></p><p>(حاضر أيها المعلم، إلى اللقاء) انتهى باسل من الكلام و أكمل الطريق نحو قصر عائلة كريمزون</p><p></p><p>**************************************************</p><p>في جبل ما، كان هناك مبنى كبير و مظلم يتخذ شكل قلعة سوداء اللون، و عندما تدخل تجد شخصا يرتدي معطفا أسودا جاثيا على ركبتيه</p><p></p><p>"هناك شخص ما يعرف عن استعمالات الحجر أيضا؟" جاء الصوت من الظلال</p><p></p><p>أجاب ذو المعطف الأسود "نعم، لقد كنا في العاصمة و في الصباح أعلن تاجر ما عن استخدامات أحجار الأصل بداية بخاتم التخاطر، بعدما رأينا هذا الأمر هاجمنا الفتى الذي كان يبدو آمرا على التاجر" أكمل بعد رفعه رأسه "هاجمه ثلاثة من أتباعي و اختبروا قوته، و مما رأينا عرفنا أن مستواه قد فاق الرابع بالفعل مع أنه في عمر لا يتجاوز الخامسة عشر" صدم الشخص الذي بالظلال</p><p></p><p>جاء الصوت من الظلال مرة أخرى "همم، فتى لم يتجاوز الخامسة عشر هاه، هذا يؤكد الأمر، إنه يعرف عن الإكسيرات أيضا. تحروا في أمره و اجلبوا لي اسم الشخص الذي علمه كل هذا، فلا أظن أن ذلك السيد سوف يختار شخصا آخر غيرنا للقيام بما أمرنا به، لقد أعطانا مهمة علينا إكمالها، ليس هناك مجال للإخفاق، إن فعلنا ستكون نهايتنا، و إن نجحنا سنصبح ملوك هذا العالم"</p><p></p><p>"حاضر" أجاب ذو المعطف الأسود و اختفى في الظلال</p><p></p><p>********************************************</p><p>(بالرجوع للعاصمة)</p><p></p><p>(في قصر عائلة كريمزون، في ساحة تدريب شاسعة)</p><p></p><p>هجمات سحرية نارية، جليدية، ثلجية، ضوئية، و وهمية، عدة تقنيات أتت من طرف الجنود السحرة استهدفت باسل في آن واحد</p><p></p><p>بالأول تعرض لهجوم وهمي شتت انتباهه، ثم هجمة مزدوجة من الجليد و الثلج كانت عبارة عن رمح كبير متوجه نحوه و في الأخير عدة كرات نارية مستهدفة ظهره</p><p></p><p></p><p><em>فسسسس</em></p><p><em></em></p><p><em>بووووم</em></p><p></p><p>"أمم، ليس بسيء" تصدى باسل لرمح الجليدي الثلجي فأبطل مفعوله و كان الأمر سيان مع الكرات النارية</p><p></p><p>صدم الجنود العشرة الذين هاجموه، كيف له ألا يصاب بأي هجوم؟ و كيف له أن يصدها مع أنه تحت تأثير سحر الوهم؟</p><p></p><p>بينما يتساءل الجنود تكلم باسل "سحر الوهم الذي استخدمته أنت لم يكن سيئا، بالنسبة لساحر في المستوى الثالث لقد كان تحكمك في سحرك جيدا، لكن أنا ساحر مستخدم لعنصر التعزيز، قد تخدع عقلي، لكن حواسي الخارقة تبقى تعمل، إن لم تكن قويا كفاية لخداع حواسي فلن يكون هناك لك أي تأثير علي، و أنتم الأربعة، أحسنتم في هجمتكم المزدوجة، لقد كان تناسقا جيدا بين عنصري الجليد و الثلج، و أخيرا أنتم الخمسة، تلك الهجمات النارية لن تنفع على أمثالي، فبدل الهجوم بشكل فردي، سيكون من الأفضل التركيز على القيام بهجوم موحد كبير"</p><p></p><p>"شكرا، سيدي" انحنى الجنود لباسل الذي أكمل "حسنا، الفرقة التالية"</p><p></p><p>بعد مرور فترة معينة جلس باسل يتحدث إلى الجنود "لقد وصل تطوركم لتوقعاتي، سأختار من بينكم خمس قادة، كل واحد قائد على تسعة، سوف تكونون فرقا هجومية و دفاعية، الهجومية ستنقسم لقسمين، قسم المدى البعيد و آخر للقريب، أما الدفاعية، فسيكون هناك قسم دفاعي متقدم يدعم ظهر الهجوم ذو المدى القريب، و قسم يحمي الهجوم ذو المدى البعيد، و أخيرا فرقة العلاج، من حسن الحظ أن عائلة كريمزون تملك الكثير من السحرة المعالجين، أنا اخترتكم أنتم العشرة لأنكم لا زلتم في بداية مشواركم و سيكون إرشادكم أسهل، سوف تدعمون المجروحين ليعودوا للانضمام للمعركة في أسرع وقت"</p><p></p><p>أكمل باسل "هذه تقسيمات الفرق، و من الآن فصاعدا، سوف يختار القادة الذين أختارهم جنودا آخرين من العائلة ليدربوهم و يجعلوهم ينضمون لفرقهم، و مع مرور الوقت سوف تتضخم قوة كل قسم منكم"</p><p></p><p>"تذكروا، أنتم منقسمون لفرق لكنكم جيش واحد، لم أقم بهذه التقسيمات للتفرقة بينكم، و إنما لتسهيل دعم أحدكم للآخر، يوم ما ستصبحون ركيزة قوة عائلة كريمزون و تقودون جميع الجنود الآخرين لتجلبوا المجد للعائلة. و الآن القادة الذين اخترتهم سأعلن عنهم"</p><p></p><p>"أولا، تقدم أنت، و...... و أخيرا أنتِ"</p><p></p><p>"هؤلاء الخمسة قادة الفرق التي قاتلتني قبل قليل، حسنا هذا...." توقف باسل فجأة عن الكلام و التف للجندي الذي كان مصطفا في الصف المكون من خمسة ثم قال له "ما اسمك؟ بالأحرى ما اسمكم؟"</p><p></p><p></p><p>"حاضر" أعطى الأول التحية و قال "اسمي 'تورتش'، سيدي"</p><p></p><p>و أكمل الثاني بعد إعطاء التحية "اسمي 'شينشي'، سيدي"</p><p></p><p>الثالث "اسمي 'برودي'، سيدي"</p><p></p><p>الرابع "اسمي 'فانسي'، سيدي"</p><p></p><p>الخامس "ا-اس-اسمي ش- 'شي يو'، س-سيدي"</p><p></p><p>"حسنا، هؤلاء الخمسة هم قادتكم من الآن فصاعدا، لا أريد أي اعتراض عليهم، أنا اخترتهم و أنا أعرف لماذا"</p><p></p><p>"حاضر، سيدي" أجاب الجميع في آن واحد</p><p></p><p>"أكملوا التدرب، تدربوا على التنسيق بين مهاراتكم، أنا ذاهب الآن"</p><p></p><p>"ع-عذ-عذرا" جاء صوت رقيق لأذني باسل</p><p></p><p>"ماذا تريدين يا شي يو" أجاب باسل</p><p></p><p>"نعم، أنا آسفة" بصوت مرتفع و بخوف قالت شي يو</p><p></p><p>تكلم باسل مستغربا "لم تعتذرين، ألم توقفيني لتطلبي شيئا ما؟ هيا قلي ما عندك"</p><p></p><p>قامت الفتاة شي يو بالانكماش في مكانها بينما تلعب بأصابعها بسبب التوتر و تتلعثم في كلامها "س-سيدي، ل-لماذا أنا؟ لماذا وضعتني قائدة عليهم"</p><p></p><p></p><p>"هاه" استغرب باسل و أجاب بسؤال "لماذا؟ ألم يعجبك الأمر؟"</p><p></p><p>أجابت شي يو بصوت منخفض "ل-لا، ل-ليس كذلك، لكن..."</p><p></p><p>قاطعها باسل بقوله "إذا ليست هناك مشكلة، أنا ذاهب"</p><p></p><p>انصرف باسل و ترك شي يو لا تعرف ماذا تفعل، و عندما التفت إلى التسعة الذين سيكونون تحت إمرتها من الآن فصاعدا صرخت بخجل بينما قشعريرة تصعد معها من نظراتهم التي كانت تبدو غير راضية "ييييييي"</p><p></p><p>و بينما باسل ذاهب لغرفته جاءت أنمار لجانبه و تكلمت "إلى أين ستذهب؟"</p><p></p><p>أجاب باسل "لأرتاح"</p><p></p><p>"بالمناسبة" قالت أنمار "سمعت أنك ساعدت التاجر ناصر و أرشدته ليصبح ساحرا، لم فعلت ذلك؟"</p><p></p><p>أجاب باسل "ليس هناك سبب، لم تسألين عن هذا؟"</p><p></p><p>قالت أنمار مع ابتسامة "لا، لقد ظننت فقط أنك قد تكون شعرت بالأسف تجاهه"</p><p></p><p>عبس باسل و قال "و لم سأفعل؟ لم أقم سوى بما توجب علي فعله، أنا ذاهب الآن"</p><p></p><p>قالت أنمار "حسنا" و رجعت لساحة التدريب</p><p></p><p></p><p>"آه، سيدتي أنمار، لقد أتيتي، تدربي معنا أرجوك" "هوي، لا تحاول التقدم و أخذ الأفضلية عنا" "سيدتنا أنمار، أرجوك تدربي معنا نحن"</p><p></p><p>أتت الطلبات لأنمار من كل الجهات ليبتسم باسل و يقول "إنها حقا تعرف كيف تخدع الناس بذلك الوجه اللطيف" ثم ذهب لغرفته ليرتاح، و عندما أراد الدخول سمع من جندي أوصله خبر مجيء شخص ما من عائلة كين</p><p></p><p>"أنا سأذهب لأرتاح حاليا، قل للعم منصف أنهم عندما ينتهون سأذهب لأتكلم مع الكبير أكاغي"</p><p></p><p>بعدما أعطى باسل رسالته للجندي الذي غادر لإيصالها للجنرال منصف، دخل لغرفته ليرتاح، لم يأخذ أي استراحة لشهر من التدريب، تعبه الجسدي لم يكن كبيرا، لكنه يريد أن يرتاح ذهنيا ليستطيع التفكير جيدا و بشكل سليم</p><p></p><p>"لقد قال الكبير أكاغي أن الأمير الثاني سيأتي غدا، أتساءل عن شخصية هذا الأمير الثاني، يقال عنه شخص نبيل و عادل، و هو الشخص الأكثر استقامة في عائلته كلها، حسنا وقت النوم، سأفكر بهذا غدا"</p><p></p><p>*********************************************************</p><p></p><p>بالعاصمة يوجد مكان لا يريد أي شخص أن يوجد به و لو لدقيقة واحدة، كان هذا المكان تخرج منه صرخات العذاب ليل نهار، و تسمع منه أصوات الجلدات، يحيط بهذا المكان سور عظيم تتغلغل به الطاقة السحرية</p><p></p><p>كان هذا المكان معروف بأشنع سجن في العالم، من يدخله لن يحلم بالنوم هنيئا مرة ثانية في حياته، و سوف يتلقى جميع أنواع العذاب لبقية عمره. لا يدخله إلا أفظع المجرمين، قتلة، مغتالون، عصابات، قطاع طرق، علماء مجانين، وقراصنة البحر، كل أنواع المجرمين يوجدون في هذا السجن</p><p></p><p>ليس هناك من لم يسمع بهذا السجن الذي ذاع صيته في شتى أنحاء العالم، هناك مجرمين قامت الإمبراطوريتين الأخريين بالاتفاق مع إمبراطورية النضير الوهاج على سجنهم عندهم مقابل منفعة ما</p><p></p><p>كان هذا السجن جحيما لا يطاق، و عليه حراسة مشددة، كل حراسه من المستوى الرابع، و آمر السجن رفقة مساعديه الخمسة بالمستوى الخامس. جميع زنزاناته مدعمة بالطاقة السحرية، و كل السجناء مقيدون بأصداف ختم، ليس هناك مجال للهرب</p><p></p><p>إنه السجن المركزي</p><p></p><p>بداخله كان يقف شخص أمام بوابة يحرسها اثنين من السحرة بالمستوى الرابع، هذا الشخص حوله هالة نبيلة و بوجه صارم، ثم بنظرة حادة قال الشخص النبيل "أنا الأمير الثاني، جئت لزيارة الأمير الأول"</p><p></p><p></p><p>ضرب الحارسين برمحهما على الأرض و قال باحترام و وقار"لك هذا، و عليك بالخروج في غضون ربع ساعة، لا أكثر و لا أقل"</p><p></p><p>فتحت البوابة للأمير الثاني، و بمجرد أن دخل قفز عليه عدة مسجونون <em>ياااااااه</em> لكن القضبان الحديدية السحرية منعتهم من الخروج إليه، و فقط صرخاتهم وصلته. كل زنزانة كان معها حارس، و بمجرد ما أن تحرك المجرمون، كل حارس ضرب الذي يراقبه برمحه بكل قوة و من دون رحمة</p><p></p><p>نظر الأمير الثاني في الأرجاء بينما يرشده حارس يرافقه حتى وصلوا أمام زنزانة الأمير الأول، وقف أمامه فوجد أخاه منكمشا كالرضيع و يرتجف من الخوف، كانت حالته مزرية، فور دخوله لهنا تقرر أنه مجرم من الدرجة الخطيرة، و في الحال مر من جميع أنواع العذاب، هذا هو نوع هذا السجن، ليس هناك رحمة و لا شفقة و لا احترام تجاه أي شخص حتى لو كان من العائلة الإمبراطورية، هناك الذل و الإهانة، الاحتقار و القساوة، الاضطهاد و القهر، هذا فقط ما ينتظر من يدخل إلى هنا</p><p></p><p>"أنظر لحالك، كم أنت مثير للشفقة، لقد جلبت العار لنفسك و لعائلتك معك" تكلم الأمير الثاني مع أخيه الأكبر</p><p></p><p>الأمير الأول الذي كان يرتجف أدرا رأسه بسرعة بينما جسده لا يزال يرتعد و وقف بسرعة ثم اقترب و قال "أخي، أخي الصغير كانديد، أنا أترجاك، أخرجني من هنا، هذا المكان ليس للبشر، إنه جحيم، كل يوم عبارة عن عذاب، شهر واحد مر علي كألف، أرجوك أخرجني، سأفعل أي شيء، سأصبح عبدا مطيعا لك، لم أعد أريد أن أصبح الإمبراطور، يمكنك أن تصبح أنت إن أردت، أرجوك أخرجني من هنا فقط"</p><p></p><p>ازدرى الأمير الثاني أخاه على وضعيته المزرية و قال "لقد تكلمت مع كريمزون أكاغي و غدا سوف يعطيني جوابه، سأحاول إقناعه بسبب الدم الذي بيننا، أما شيء آخر فلا يوجد، أنت لم تعجبني أبدا، و رؤيتك هنا لم تزعزع الرحمة في قلبي تجاهك، فأنا أعرف بما كنت تكيده لي من ورائي"</p><p></p><p>لم يجد غرين هيملر ما يقوله و عبس فقط بينما ينظر للأسفل بتذلل ليكمل أخوه " 'ليس خطأ المُخادِع، و إنما خطأ المخادَع'، هذه جملتك الشهيرة، أليس كذلك؟ 'سواء كانت مكيدة أم لا، إنه خطؤك لوقوعك في الفخ'، أنت من كنت تقول هذا دائما، ما شعورك الآن عندما تحولت وضعيتك من المخادِع إلى المخادَع؟ هل تعرف كم من الناس تسببت لهم في مصير أسوء من الموت؟ كم من ***** يتّمْتَهم؟ هل تعرف كم من أمٍّ تركتها ثكلى أو أرملة أو الاثنين معا؟ إنها أعداد لا تعد و لا تحصى، دخولك لهذا السجن و تمضيتك لحياتك هنا قد تكون عقوبة مناسبة لك، لكن كما قلت من قبل، بسبب الدم الذي بيننا سأحاول إقناع كريمزون أكاغي، مع أنني لا أظن أنه سيقبل. قد تكون هذه آخر مرة أراك بها، و لهذا سأودعك، حظا موفقا أيها الأمير الأول غرين هيملر"</p><p></p><p>"لا، لاااااا، لاااااااااااا، لا تتركني هنا، كانديد، كانديييييييييد" صرخ الأمير الأول بجنون بينما الأمير الثاني يبتعد إلى أن اختفى عن الأنظار</p><p></p><p>في الصباح التالي استيقظ باسل بعد أن ارتاح جيدا و ذهب ليتكلم مع الكبير أكاغي</p><p></p><p>دخل باسل للقاعة الرئيسية فوجد الكبير ينتظره و لهذا سأله "أيها الكبير سمعت أن شخصا من عائلة كين أتى البارحة، من يمكن أن يكون؟"</p><p></p><p>أجاب الكبير أكاغي "إنه الرئيس تشارلي قد أتى بنفسه إلى هنا"</p><p></p><p>"همم" استغرب باسل فسأل "لماذا رئيس العائلة بنفسه سيأتي إلى هنا، أ هو بشأن التجارة؟ أليس متأخرا شهرا ليأتي الآن؟"</p><p></p><p>قال الكبير أكاغي "بشأن التجارة، فعندما عرفت عائلة كين أن التاجر ناصر من عائلتي لم تتدخل في هذا الموضوع ثانية، أما بخصوص سبب مجيء الرئيس تشارلي، فهذا لأنه كان صديقا لأبي، كانت هناك علاقة قريبة بينهما. أثناء 'انقلاب الليلة الواحدة' قام 'كين تشارلي' بمساعدة عائلتنا في الخفاء، و بسببه بقينا نحن أحياء و استطعنا وضع تلك المعاهدة التي بيننا و بين عائلة غرين. عندما سمع الرئيس تشارلي بما فعلنا البارحة في سوق التجارة، قرر المجيء ليتأكد من شيء ما"</p><p></p><p>"أووه" تعجب باسل و قال "هناك علاقة بين عائلة كريمزون و عائلة كين من هذا النوع، هذا جيد، إذا مما جاء ليتأكد؟"</p><p></p><p>رد الكبير أكاغي بنظرة جدية "هل عائلتنا ستبدأ التحرك أخيرا لتسترد حقها أم لا؟ أراد أن يعرف جواب هذا السؤال، و بالطبع وضحت له نيتي الكاملة، ثم بعدها قال 'في ذلك اليوم استطعت الوقوف من جديد على رجلي و الوصول للقمة بفضل والدك، و يبدو أن ديني الذي وعدت بالإيفاء به قد حان الوقت لتسديده، عائلتي تحت إمرتك يا ابن صديقي العزيز' "</p><p></p><p></p><p>أكمل الكبير أكاغي بعد أن تنهد "حكى لي أبي عن الرئيس تشارلي، ذات يوم، كان عبارة عن *** عبد من عائلة عبيد، لم يعرف معنى الحرية في طفولته حتى جاء أبي و فتح له أبوابها، ساعد عائلتنا منذ القدم و لا زال يظن أنه لم يقم بما يكفي، يحب إمبراطوريتنا كثيرا، فهو صبر على مقتل صديقه و عمل مع قاتله لمدة خمسين سنة، كل ذلك من أجل هذا اليوم، في تلك الليلة التي فقدت فيها الكثير من الأشياء و كدت أفقد بها كل شيء، أتى الرئيس تشارلي و أنقذ زوجتي و أطفالي و الذين بقوا على قيد الحياة ممن كان ولاؤهم لعائلتنا، ثم تدخل بيننا و بين عائلة غرين فوصلنا لتلك المعاهدة"</p><p></p><p>"لقد أنقذنا تلك الليلة و عندما أردت الذهاب للأخذ بثأري أوقفني و قال 'يا ابن صديقي، أبوك لطالما قال لي، اصبر تنل، و من لم يصبر على كلمة سمع كلمات'، أوقفني من عمل حماقة كادت تودي بحياة ما تبقى من أعزائي و حياتي، و كما قال لقد صبرت خمسين عاما، و حان الوقت لأسترد حقي المسلوب، حق عائلتي و أجدادي"</p><p></p><p>"الشيء الوحيد الذي طلبته يوما جئت يا حليفنا و قدمته لنا، أنا لا أعرف حقا كيف أشكرك"</p><p></p><p>بعد أن سمع باسل شكر الكبير أكاغي له قال "أيها الكبير، الشكر فيما بعد، لا زلنا في بداية خطتنا و لا زلت لم تسترد حقك"</p><p></p><p>قال الكبير أكاغي "معك حق، لكن هذه الفرصة التي أعطيتنا إياها أكثر من كافية لنشكرك، لقد وضعت ذلك الوضيع في السجن، عندما سمعت ابنتي و زوجتي بهذا الخبر، فرحتا كثيرا و أرادتا مقابلتك عندما تكون متفرغا"</p><p></p><p>فكر باسل لقليل من الوقت في كلام الكبير أكاغي، هذا الأخير كان في الحقيقة رجلا نبيلا أكثر مما تخيل، سبب باسل في مساعدة عائلة كريمزون كله من أجل الاستعداد للشياطين لكي يحمي العالم الذي تعيش فيه أمه و المقربين منه في هناء، و لم يكن لديه أي اهتمام في الصراع الذي بداخل الإمبراطورية، حتى إلقاء القبض على الأمير الأول لم يكن سوى خطوة يجب القيام بها من أجل التقدم للأمام بالخطة، لكن شهامة هذا الكبير قد لمست قلبه، فكما يقولون 'عرفان الجميل شيمة الأرواح النبيلة'، و بداخل قلبه، أصبح باسل الآن يفكر بجدية أكبر في استرداد حق هذا الكبير</p><p></p><p>أجاب باسل عن كلام الكبير أكاغي "سأجد وقتا لرؤيتهما"</p><p></p><p>بعد قوله لهذا الكلام خرج باسل و ذهب للسوق</p><p></p><p></p><p>كان باسل يهمهم في الطريق و يأكل جزرة حتى أوقفه منادي "أيها الفتى القرمزي هناك"</p><p></p><p>التف باسل ليرى من المنادي و عندما فعل وجد رجلا بشعر أشقر و عينين زرقاوين، يرتدي درعا فضيا و حوله هالة قوية، عندما رأى باسل هذا الشخص قال مع نفسه "جنرال آخر، هاه" ثم قال للشخص أمامه "ماذا تريد أيها الرجل الأشقر؟"</p><p></p><p>حملق الرجل الأشقر في باسل ثم بعد قليل ضحك "هاهاها، الرجل الأشقر، إنك مثير للاهتمام"</p><p></p><p>نظر باسل للرجل الأشقر أمامه و قال "تناديني بالقرمزي، أناديك بالأشقر، أليس هذا عادلا؟"</p><p></p><p>تعجب الرجل الأشقر من كلام باسل فقال "لقد سمعت شائعات، يبدو أنك كما سمعت، لكن سأسألك شيئا، من أنت بالضبط أيها الفتى؟"</p><p></p><p>أجاب باسل "أليس من الآداب تقديم نفسك قبل سؤال الشخص عن أصله؟"</p><p></p><p>"إنك حقا كما سمعت، لكن يبقى معك الحق، أنا اسمي كاميناري رعد، إنني جنرال" أجاب الجنرال رعد</p><p></p><p>"أنا أعرف أنك جنرال من درعك بالفعل، أتمزح معي؟" قال باسل و أكمل "أنا اسمي باسل، لست إلا قروي جاء ليبيع أحجار الأصل و اجتياز اختبار أكاديمية السحر، هذا أنا، إن لم يكن لديك شيء مفيد لتتكلم فيه معي، فسوف أذهب" ثم أكمل مع نفسه "إذا هذا هو ذلك الجنرال رعد"</p><p></p><p>قال الجنرال رعد "همم، قروي، اختبار أكاديمية السحر هاه، ساحر مثلك بعنصر التعزيز في المستوى الرابع بالفعل و لديه علاقة من نوع ما تربطه بعائلة كريمزون مجرد قروي يريد اجتياز اختبار أكاديمية السحر؟ بظهورك بدأت عائلة كريمزون تتحرك، تلك العائلة التي لم تفعل شيئا لمدة خمسين سنة كاملة بدأت تتحرك فجأة و تصادف الأمر أن هذا حدث بعد أن كونت معك علاقة من نوع ما، أنا لم أسألك لتعطيني هذا الجواب و تتغابى علي، إني أسألك عن هويتك الحقيقية أيها الفتى القرمزي"</p><p></p><p></p><p>تعجب باسل بالفعل، يبدو أن عين هذا الجنرال رعد قد كانت تراقبه من بعيد، و بما أنه عرف كل هذا، فلا شك أن هناك آخرين قد فعلوا أيضا، لا فائدة من إنكار كلامه كله بما أنه يبدو متأكدا "قال باسل، أوه، أنت تعرف كل هذا، لكن أي تحركات تتحدث عنها أيها الرجل الأشقر؟ و ما علاقتها بي؟ لقد رقت للجنرال منصف و أراد أن يجعلني تلميذه، هذا كل ما في الأمر، أنا لا أعرف عن أي تحركات، فكل ما أفعله هو التدرب بقصر العائلة و أخرج لأتمشى قليلا"</p><p></p><p>لم يستطع الجنرال رعد تكذيب باسل هذه المرة، فهو قد اعترف أنه ساحر بالمستوى الرابع، و ذكر سبب العلاقة التي تربطه بعائلة كريمزون، لكن ما يزال هناك شيئا ما يزعجه، إنه يحس أن هذا الفتى يحمل الكثير من الأسرار، أكثر مما يتخيل</p><p></p><p>قال الجنرال رعد "لقد عرفت كيف تلصق الأجزاء ببعضها، لكن هذا لم يقنعني تماما، أنا سأعرف من أنت في وقت قريب، و تذكر أيها الفتى القرمزي، إن وجدت أنك تهدد سلام هذه العاصمة و الإمبراطورية فسوف أمحيك من الوجود، لا أهتم بمن تكون، أي شخص يحاول أذية وطني سوف يتذوق عقابي"</p><p></p><p>عبس باسل قليلا ثم قال "سلام الإمبراطورية هاه، إنك شخص نبيل حقا أيها الرجل الأشقر، يبدو أنك كما سمعت أيضا، لكن أنا مهتم في شيء واحد عنك"</p><p></p><p>تعجب الجنرال رعد ليسأله باسل "كم كانت قوة الشياطين كبيرة؟ لقد سمعت أنها تركت بك صدمة جعلتك تتدرب ليل نهار، أيمكنك أن تحدثني عنها؟"</p><p></p><p>أحس الجنرال رعد أن الفتى الذي أمامه يستفزه بهذا السؤال عمدا فأجاب "أيها الفتى القرمزي، لا تتجاوز حدودك"</p><p></p><p>قال باسل "إذا لم تجب فسأذهب" التف و أكمل طريقه بينما يقول "أيها الرجل الأشقر، أنا أشعر أن طرقنا ستتقاطع في القريب العاجل، أتمنى أن تكون أهدافنا مشتركة كنقطة التقائنا"</p><p></p><p>ذهب باسل و ترك الجنرال رعد يفكر في ما قاله، هذا الفتى يحاول القيام بشيء ما كما توقع، سوف يجب عليه مراقبته أكثر من الآن فصاعدا</p><p></p><p></p><p>باسل الذي ذهب قال مع نفسه "يختبئون في الظلال و لا يخرجون منتظرين فقط أوامره، أولئك هم 'فرسان السنبلة الخضراء' هاه، يبدو أنني سأحتاج لإقناعه للانضمام لي، سوف يكون عدوا مزعجا، من الأفضل جعله في جانبي، و مما رأيت، يجب علي أن أن أخبره عن أهدافي فقط و سوف يتفهم" انتهى باسل من التفكير و أكمل أكل الجزرة بينما يهمهم من جديد</p><p></p><p>و في هذه الأثناء قال الجنرال رعد "يين يينغ" فظهر رجل من الظلال خلفه</p><p></p><p>"أمرك سيدي"</p><p></p><p>أمر الجنرال رعد الشخص الذي ظهر من الظلال "شددوا الرقابة على ذلك الفتى و حاولوا معرفة أصوله"</p><p></p><p>"حاضر"</p><p></p><p>اختفى الرجل في الظل مرة أخرى ليأخذ الجنرال رعد الطريق المعاكس للذي ذهب به باسل</p><p></p><p>***********************************************</p><p>(قصر عائلة كريمزون، القاعة الرئيسية)</p><p></p><p>"سأعيد كلامي مرة أخرى أيها الأمير الثاني و من دون تغيير أي كلمة به، أنا كريمزون أكاغي، لن أعفو عن الأمير الأول أبدا"</p><p></p><p>سأل الأمير الثاني بوجه شاحب "أنت لن تغير من رأيك مهما حدث، أليس كذلك؟"</p><p></p><p>أجاب الكبير أكاغي "هذا لم يكن ممكنا منذ البداية، محاولتك كانت عقيمة، عد من حيث أتيت أيها الأمير الثاني"</p><p></p><p>التف الأمير الثاني و غادر من دون التكلم أكثر</p><p></p><p>في هذه الأثناء وصل باسل للسوق و التقى بالتاجر ناصر "لا تناديني بالسيد الصغير أو تتصرف كأنك مقرب مني للوقت الحالي، و أنا تلميذ الجنرال منصف، لا أقل و لا أكثر، إنني مراقب"</p><p></p><p>بعد أن سمع التاجر ناصر كلام باسل أماء رأسه موافقا</p><p></p><p>مرت الأيام و إحساس باسل بعيون تراقبه لم يزل، و من جهة أخرى، أصبح السوق يحتوي على العديد من الزبائن من شتى أنحاء العالم، و كلهم أتوا من أجل شيء واحد فقط، شراء الأدوات الجديدة التي ظهرت</p><p></p><p>أصبح السوق محتكرا من قبل تجارة عائلة كريمزون، هذه السلع الجديدة كانت لها فائدة كبيرة، لقد أصبح القتال ضد الوحوش السحرية في مجموعات أسهل بفضل خواتم التخاطر، و القتال الفردي أسهل بحاجز الحماية الأرضية، و مضخم الأصوات الذي جعل إطلاق إنذار تحذير أو الإعلان عن شيء ما بجودة أفضل و أكثر فعالية</p><p></p><p></p><p>و في الأخير الشيء الذي كانت له فائدة كبيرة بالنسبة للسحرة هو مكعب التخزين، أصبح أي ساحر في الإمبراطورية يأتي بعدما يحصل على بعض المال من أجل شراء مكعب التخزين، يمكنك وضع الأسلحة و الطعام و النقود، كل ما احتجت لوضعه في قماش و حملته على ظهرك يوما سيكون بداخل بحر روحك</p><p></p><p>تحمس الجميع بشأن الأدوات و التقنيات الغريبة و الجديدة كثيرا، لكن مع أن هذه كان له إيجابيات، كانت له سلبيات أيضا</p><p></p><p>كل ساحر الآن لديه مكعب تخزين، و به ثروته كلها، و بسبب هذا أصبحت تجد قطاع طرق سحرة يسلبون مكعبات تخزين الآخرين، يهددونهم ليعطوهم مكعبهم، و إن لم يريدوا يقتلونهم و يأخذوا مكعب التخزين</p><p></p><p>هذه الحالات كثرت في الأيام الأخيرة، و القتل كثر في الإمبراطورية و خصوصا بالعاصمة. بدأ بعض الأشخاص يبيعون مكعبات التخزين أيضا، بعضها مصدره يكون السرقة، و بعضها الشراء و إعادة البيع، لكن، إلى الآن لا تزال طريقة صنع هذه الأدوات غير معروفة</p><p></p><p>عائلة كريمزون هي التي تعرف كيفية صنع هذه الأدوات، إنها العائلة الثانية في القوة، كيف يمكنهم محاولة المساس بأحد أعضائها</p><p></p><p>فبعد حادثة الأمير الأول الذي مس بفرد من عائلة كريمزون و تم الزج به في أفظع سجن بالعالم، لم يتجرأ أي أحد على الاقتراب من أي عضو للعائلة</p><p></p><p></p><p>(قصر عائلة كين، القاعة الرئيسية)</p><p></p><p>"أيها المعلم تشارلي، ماذا تقصد بقولك الاستعداد للحرب القادمة؟" تكلم رجل بشعر بني و عينين في نفس اللون</p><p></p><p>أجاب الرئيس تشارلي "كما سمعت تماما يا براون، لقد حان الوقت لأرد ديني لصديقي، لقد كنت خائفا من أخذ هذه الحمل معي للقبر، لكن القدر شاء أن تكون لدي الفرصة لرد الجميل"</p><p></p><p>قال براون "لكن أيها المعلم، نحن ثلاث عائلات فقط، و هناك عدة عائلات تطيع عائلة غرين، كيف لنا أن نهزمهم؟ هذا الأمر مستحيل"</p><p></p><p></p><p>أجاب الرئيس تشارلي "سنحاول إقناعهم فقط، ستحاول التكلم مع صديقك 'هِيْ' و 'رعد'، فهذا الأخير لا يزال تلميذك مهما كبر شأنه، و سنرى إن كان هناك من سينقلب لجهتنا"</p><p></p><p>قال براون "أيها المعلم، هل هذا الدين يستحق أن تفعل كل هذا من أجله؟"</p><p></p><p>أجاب الجنرال تشارلي "لولا الرئيس السابق لعائلة كريمزون، لما كان الرئيس تشارلي ليوجد أصلا، إنه *** حياتي، أرجوا أن تتقبل أنانيتي يا براون"</p><p></p><p>قال براون باحترام "أرجوك توقف أيها المعلم تشارلي، أنانية كانت أم لا، لقد فنيت حياتك كلها من أجل الإمبراطورية، و ساعدتني في منافستي لأصبح رئيس عائلتي، علمتني السحر و تقنياتك، و ماذا إن كانت أنانية، ألا يحق لك أن تفعل شيئا من أجل نفسك بعد كل ما قدمته؟"</p><p></p><p>قال الرئيس تشارلي "أنا شاكر لتفهمك يا براون، لقد قمت بالخيار الصحيح عندما أخذتك كتلميذ لي، و الآن سأعطيك شيئا لتجربه، هذا الأمر يجب أن يبقى سرا بيننا حتى يُعرَف للناس عن طريق عائلة كريمزون"</p><p></p><p>تعجب الجنرال براون فأخرج الرئيس تشارلي من راحة يده قنينة و بداخلها محلول أزرق فاتح ثم مررها للجنرال براون</p><p></p><p>أحس الجنرال براون بطاقة سحرية مركزة بهذا المحلول الغريب، و بينما هو متعجب مما يحمله بيده، تكلم الرئيس تشارلي "يا براون، سوف تكون قد شعرت بالطاقة السحرية المتدفقة من تلك القنينة، نحن السحرة لم يكن علينا سوى التدرب بجنون و شرب الأعشاب الطبية و التأمل، كل هذا من أجل الارتفاع في المستوى و لو قليلا، لكن ما تحمله في يدك الآن سيسهل علينا هذا كثيرا، اسمع يا براون، هذا المحلول الأزرق عبارة عن إكسير تقوية"</p><p></p><p>تعجب الجنرال براون مع قوله "إكسير تقوية؟ ما هذا أيها المعلم تشارلي؟"</p><p></p><p>أكمل الرئيس تشارلي شرحه السابق "إنه إكسير ينمي قوة الساحر و يرفعها، أليس هذا مدهشا، الآن مع هذا الإكسير، كل تدريباتك الشاقة سيظهر مفعولها عليك بسرعة"</p><p></p><p>تعجب الجنرال براون أكثر من السابق، مع أن معلمه يشرح له إلا أنه يحس بالتشويش أكثر كلما عرف معلومة أخرى</p><p></p><p></p><p>"إكسير تقوية، إكسير تعزيز، و إكسير علاج، إن هذا لا يصدق، كما لو أنني أحلم أيها المعلم، إكسير التقوية ينمي قوة الساحر، و إكسير التعزيز يرفعها مؤقتا، و إكسير العلاج يشفي و الجروح و يسرع من استرداد الطاقة السحرية المفقودة، إن هذا لا يصدق"</p><p></p><p>بعد أن هدأ الجنرال براون تكلم الرئيس تشارلي "من الآن فصاعدا ستتوصل بكمية كبيرة من هذه الإكسيرات، سوف تقوي من نفسك و أتباعك، هذا ما سأفعله أنا أيضا، و عندما يحين الوقت المناسب سنبدأ انقلابنا"</p><p></p><p>(في قصر عائلة ما)</p><p></p><p>"أيها الرئيس، هذا لم يعد يحتمل، تجارتنا دمرت تماما بسبب عائلة كريمزون، إننا أصبحنا عاجزين ماديا، يجب أن نجد حلا ما في أسرع وقت"</p><p></p><p>أجاب الرئيس الذي كان أسودا بالكامل، بشعر أسود و عينين حادتين في نفس اللون، كما لو أنه غراب يتخذ شكل إنسان "ابعث رسولا لعائلة كريمزون، و مره بإبلاغ الرسالة التالية 'أنا رئيس عائلة كورو-كورو هِيْ- أطلب مقابلة مع الرئيس كريمزون' "</p><p></p><p>(في قصر آخر) (في قصر آخر)</p><p></p><p>"ابعث رسولا" "ابعث رسولا"</p><p></p><p>العديد من العائلات تحركوا، و كلهم قاموا بإرسال مبعوث لعائلة كريمزون، وافق كريمزون أكاغي على طلباتهم، و في الأخير أقيم اجتماع يشمل جميع العائلات الخمسة عشر من شتى أنحاء الإمبراطورية لتسهيل الأمر بما أن كلهم لديهم نفس الهدف</p><p></p><p>(قبل عدة أيام في القاعة الرئيسية لقصر عائلة كريمزون)</p><p></p><p></p><p>"أيها الكبير أكاغي، بعد أيام من الآن سيحاول رؤساء العائلات الأخرى بكل تأكيد طلب مشاركة طريقة صنع استعمالات أحجار الأصل، لا ترضخ لطلباتهم مهما كانت، لا توافق على هذا أبدا، يجب أن نستغل كل ما نملك، سنعطي طريقة الصنع للذين سينضمون لنا"</p><p></p><p>"كما قلتُ سابقا، من كان ذكيا و أراد الانضمام لنا فمرحبا به، و من لم يرد فله بالمال، و من رفضه فعليه بالدمار، لقد انضم لنا الرئيس تشارلي، سنحاول مع الآخرين، أن لم يريدوا سوف نحاول جذبهم عن طريق عرض طريقة صنع الأدوات عليهم، و من رفض هذا أيضا و بقي في جانب عائلة غرين، سيكون مصيره كمصير عدونا"</p><p></p><p>قال الكبير أكاغي "معك حق يا حليفنا، فهذا ما كنت أنوي فعله أيضا"</p><p></p><p>قال باسل "أنا مراقب هذه الأيام من طرف الجنرال رعد و حركتي مقيدة إلى حد ما، ذلك الشخص لا يجب أن يكتشف خططنا قبل أوان الوقت و إلا سيفهم الأمر بشكل خاطئ و يحاول منعنا بكل ما يملك، سيكون من الأفضل لو أتينا به لجانبنا. و لهذا اطلب من الرئيس تشارلي التحدث مع الجنرال براون، و هذا الأخير يتحدث مع الجنرال رعد، فهؤلاء الثلاثة لديهم علاقة المعلم و التلميذ فيما بينهم. سوف أكون مع الجنرال براون عندما ينوي التحدث مع الجنرال رعد لأفسر له غايتي التي أظن أنه سيتفهمها و يتقبلها"</p><p></p><p>أجاب الكبير أكاغي "حسنا سأوصل رسالتك للرئيس تشارلي، آه، هناك الجنرال 'هِيْ' الذي يعتبر الصديق المفضل للجنرال براون، هذا الأخير قد يكون بإمكانه إقناعه أيضا بجانب الجنرال رعد" فكر الكبير أكاغي لقليل من الوقت و قال "ما رأيك؟ ألا يمكننا أن نمنح الرئيس تشارلي الإكسيرات؟"</p><p></p><p>قال باسل بعد التفكير قليلا "هذه فكرة جيدة، حسنا لا بأس، بالأحرى، إذا استطاع إقناع الجنرال براون و استطاع هذا الأخير إقناع الجنرال هِيْ بالانضمام لنا، فليعطِهم الإكسيرات أيضا، كلما كان عدد الجنود المستخدمين للإكسيرات أكبر كلما كان أفضل"</p><p></p><p>(بالرجوع للوقت الحاضر)</p><p></p><p>أقيم الاجتماع بقصر عائلة كريمزون، في قاعة كبيرة بطاولة طويلة في الوسط، جلس الجنرالات الخمسة عشر، كل العائلات الكبيرة اجتمعت هنا اليوم</p><p></p><p>حضر رئيس كل عائلة من العائلات العشر الكبار. عائلة غرين بجنرالين، و عائلة كريمزون بجنرالين، عائلة كين بجنرال و كذلك الحال مع البقية</p><p></p><p>عائلة كريمزون كانت تأتي في المرتبة الثانية بعد عائلة غرين لأنها تملك جنرالين، و قواتها التي فقدتها استعادتها خلال الخمسين سنة الماضية، أما عائلة غرين التي كانت في المرتبة الأولى، فهذا لأنها تملك جنرالين و الإمبراطور الذي كان فيما سبق جنرالا أيضا، و قواتها كبيرة جدا بالإضافة إلى خضوع الكثير من العائلات لها</p><p></p><p>دعم الرئيس تشارلي عائلة كريمزون دائما، لقد كان له عامل مهم في تنمية قواتها من جديد، و بالطبع كان يقوم بهذا سرا، لأنه لو لم يفعل، كانت ستتعرض عائلته للاستهداف، و الانتقام الذي صبر كثيرا ليحصل عليه سيضيع هباء</p><p></p><p>هذا هو الاجتماع الثاني بعد خمسة عشر سنة من الدمار الشامل، عندها حاول الجميع التفكير في العدو المجهول و نسوا الأحقاد مؤقتا. لكن اليوم الأمر مختلف تماما</p><p></p><p>العدو يجلس بينهم، إنها عائلة كريمزون التي كانت السبب في تخفيض أثمان السلع لدرجة كبيرة جعلتهم يفلسون، فبعد أن انخفض ثمن السلع تعرضت عائلة كريمزون لخسائر أيضا، فهي ليست استثناء، لكنها استردت أموالها أضعافا عندما بدأت تبيع استعمالات أحجار الأصل</p><p></p><p>بعد رؤية عائلة كريمزون تصبح أغنى أكثر و أكثر بينما هم يناضلون كي لا يفلسوا، لم يعد الرؤساء الكبار للعائلات العشر احتمال هذا الوضع أكثر</p><p></p><p>أرسل كل واحد منهم مبعوثا لعائلة كريمزون من أجل التحدث بشأن هذا، و عندما أتى العديد من الرسل لعائلة كريمزون من مختلف العائلات، قرر كريمزون أكاغي إقامة هذا الاجتماع</p><p></p><p>في القاعة الضخمة التي كان الهدوء بها يكاد يصل لدرجة ستسمع فيها دقات قلبك تكلم أخيرا الرئيس أكاغي "أيها السادة، لقد تلقيت من كل واحد منكم طلبا لمقابلتي، أنا مستمع لكم الآن، قلوا ما عندكم"</p><p></p><p></p><p>تكلم رجل بشعر رمادي "أيها الرئيس أكاغي، سأدخل في الموضوع مباشرة، نحن لم نعد نستطيع تحمل تجارتكم بعد الآن، كنتم السبب في إفلاسنا، و الآن بينما نحن نغرق أنتم وجدتم طريقكم نحو الشاطئ"</p><p></p><p>تكلم الكبير أكاغي "يا رئيس عائلة هُوِيز 'هايِرو'، ماذا تقصد بكلامك؟ أنا لا زلت لم أعرف غايتك؟"</p><p></p><p>تكلم رجل آخر هذه المرة بشعر فضي "لا تتغابَ علينا من فضلك أيها الرئيس أكاغي، أنت تعلم ما عناه الرئيس هايرو، نحن نريد منك مشاركتنا طريقة صنع تلك الأدوات"</p><p></p><p>حدق الجنرال منصف الذي كان يجلس بجانب الكبير أكاغي بالشخص الذي تكلم في الأخير و نظر إليه بازدراء، ثم قال "رئيس عائلة غين 'سيلفر'، هل حقا تعتقد أن عائلتنا ستقبل مثل هذا الاقتراح؟ أنت الشخص الذي لا يجب أن يتغابى هنا، نحن نبيع ما نريد و بالثمن الذي نريد، ليس هناك من لديه الحق في الاحتجاج أصلا"</p><p></p><p>حملق الرئيس سيلفر في الجنرال منصف و تكلم "كيف لا يكون لدينا الحق في الاحتجاج و أنتم السبب في وضعنا المزري الآن؟"</p><p></p><p>أجاب الجنرال منصف بسرعة "أي وضع مزري تتكلم عنه؟ هل قمنا بمس تجارتكم؟ لا، لم نفعل، كل ما قمنا به هو البيع بثمن منخفض، إنه خطؤك لأنك تبيع بثمن مرتفع، فبهذا لن يشتري منك أي أحد"</p><p></p><p>قال الرئيس هايرو هذه المرة "أنت تتكلم عن شيء كنا نفعله قبل ثلاث أسابيع، أما الآن فنحن أيضا أصبحنا نبيع بالثمن الذي تبيعون به، لكن كيف لنا الاهتمام بمصاريف الجنود و الأتباع إن كان ربحنا قليل؟ فعلى عكسكم أنتم الذين تملكون تجارة تعوضكم فنحن لا نملك، و لهذا نطالب بمشاركة طريقة صنع تلك الأدوات"</p><p></p><p>تكلم الجنرال منصف "أنت تطلب المستحيل، فأنت نسيت شيئا مهما" تعجب الرئيس هايرو ليكمل الجنرال منصف " نحن لا تهمنا وضعيتكم و حالتكم المالية، ليس بيننا أي علاقة، و أنت تأتي و تطلب مشاركة طريقة صنع الأدوات، إن أردت الطلب سيكون عليك أن تكون قادرا على الإعطاء"</p><p></p><p>عبس الرئيس هايرو ثم وجه نظره للشخص الذي كان يقابل الرئيس أكاغي بالطاولة الطويلة، كان هذا الشخص هو الأمير الثاني الذي تكلم قائلا "أيها الرئيس أكاغي، أنت رجل عشت ما يكفي لتعرف أن الوضع الحالي غير مسر لأي شخص هنا غير عائلتك، طريقة صنع هذه الأدوات لا يجب أن تبقى محتكرة من قبل عائلتك فقط، ما هو شرطك لتقوم بإعطائنا طريقة الصنع هذه؟"</p><p></p><p>نظر الكبير أكاغي في اتجاه الامير الثاني و قال مع نفسه "الأمير الثاني، وصل للمستوى السادس في عمر الأربعين، إنه موهبة كبيرة ظهرت في عائلة غرين، كان دائما ما يعتبر التهديد الأكبر لمنصب أخيه الذي كان يعتبر الوريث الأول، فهناك من قرر بالفعل أنه من يستحق الرئاسة بما أنه وصل للمستوى السادس، شخصيته النبيلة يمدحها الجميع، يحاول دائما حل المشاكل بسلاسة كما يفعل الآن"</p><p></p><p></p><p>تكلم الرئيس أكاغي "أيها الأمير الثاني، أنا لا أظن أن هناك أي شيء قد يساوي طريقة صنع الأدوات، ما رأيك أنت؟"</p><p></p><p>"أمم" فكر الأمير الثاني لقليل من الوقت ثم قال "حسنا، معك حق، لكن ما رأيك في هذا؟ تبيع لنا طريقة صنع الأدوات و الربح الذي نجنيه من بيعنا سيكون ثلثه لك"</p><p></p><p>صدم الجميع، الأمير الثاني حقا أعطى الرئيس أكاغي خيارا صعبا لأنها صفقة جيدة جدا، قال الرئيس أكاغي "أيها الأمير الثاني، تجارة عائلتي وصلت لإمبراطوريتي الأمواج الهائجة و الرياح العاتية، لماذا تظن أنني قد أحتاج لأموالكم، ابحث في أمر آخر، فالمال لن يغريني، في نظري طريقة صنع هذه الأدوات لا تقاس بثمن، ما لم تقدم شيئا مساويا في المقابل لن أرضخ لطلبكم أبدا"</p><p></p><p>كانت هذه الصفقة في الحقيقة شيئا رائعا للغاية، سوف يبيعون الطريقة للأمير الثاني بثمن خيالي، و فوق ذلك سيكون بإمكانهم أخذ ثلث أرباح كل سلعة تباع، فكيف لا يكون هذا الأمر مغريا، لكن الكبير أكاغي لديه هدف آخر، فكما قال باسل لا يجب ألاّ يرضخ لطلباتهم أبدا، و يجب عليه استعمال هذه الورقة في وقتها الخاص</p><p></p><p>تكلم الرئيس تشارلي "يبدو أننا لن نصل لأي اتفاق، من ليس لديه ما يقدمه لعائلة كريمزون مقابل طريقة الصنع فلا يتحدث، أظن أنها نهاية هذا الاجتماع"</p><p></p><p>أكمل من بعده الرئيس براون "نعم هذا صحيح"</p><p></p><p>ثم قال الرئيس هِيْ "حسنا، هذا عادل كفاية"</p><p></p><p>قال الكبير أكاغي "أنا سأعطيكم فرصة أخرى، من وجد ما يعطي مقابل طريقة الصنع فليأتي لقصر عائلتي و ستفتح له الأبواب بكل فرح لاستقباله، أما من لم يستطع إيجاد أي شيء، فلا يفكر حتى في التكلم معي ثانية بشأن هذا الموضوع"</p><p></p><p>انصرف الجميع و عاد الجنرال منصف و الكبير أكاغي لقاعة القصر الرئيسية. عندما دخلا وجدا باسل ينتظرهما</p><p></p><p>"كيف سار الأمر؟" سأل باسل</p><p></p><p></p><p>أجاب الجنرال منصف "كما هو متوقع، إنهم يحاولون شد الحصار علينا لمشاركتهم طريقة الصنع"</p><p></p><p>أكمل الكبير أكاغي "قد لا يكون باستطاعتنا تجاهل طلباتهم لوقت طويل، لقد أغلقت أفواههم الآن، لكن من يعرف متى ستنقضي طاقة تحملهم لهذا الأمر"</p><p></p><p>قال باسل بابتسامة "جيد، هذا جيد، كل الأوراق أصبحت مستعدة، أيها الكبير أكاغي، قل للرئيس تشارلي أن موعد الانقلاب أصبح قريبا، و أخبره أيضا أن يطلب من الجنرال براون المجيء إلى هنا، سنتكلم مع الجنرال رعد"</p><p></p><p>أماء الكبير رأسه موافقا ليقول الجنرال منصف "لقد سمعت بالأمر من التاجر ناصر، أنت تلميذي الآن، صحيح؟ هاهاها، هذا مضحك حقا، كيف لك أن تكون تلميذي و أنت الذي تعلمني الكثير من الأشياء؟"</p><p></p><p>قال باسل بينما يضحك هو الآخر "هاهاها، أنا لم أجد عذرا آخر"</p><p></p><p>بقي الثلاثة يمزحون فيما بينهم</p><p></p><p>***************************************************</p><p>(في مكان بعيد عن عاصمة إمبراطورية النضير الوهاج، بعاصمة إمبراطورية الرياح العاتية، في القصر الإمبراطوري)</p><p></p><p>تكلم رجل يبدو في الأربعينيات، كان يرتدي درعا ذهبيا "هوه، إمبراطورية النضير الوهاج وضعت أيديها على أشياء مثيرة للاهتمام، أرسلوا مبعوثا، أنا ذاهب لأرى مصدرها بنفسي"</p><p></p><p>انحنى شخصان كانا يرتديان درعا فضيا و قالا "أمرك يا جلالة الإمبراطور"</p><p></p><p>*****************************************************</p><p>(بإمبراطورية الأمواج الهائجة، في القصر الإمبراطوري، وبعد مرور أيّام من تحرّك إمبراطورية الرياح العاتية)</p><p></p><p>"جهزوا السفن، يجب أن نذهب لنقيم صفقات حول هذه الأدوات التي ظهرت، يجب أن نعرف طريقة صنعها مهما كلف الأمر"</p><p></p><p>"أمرك يا سيدنا"</p><p></p><p>"أبي، أنا أريد مرافقتك أيضا" جاء الصوت من فتاة بيضاء بالكامل شعرا و جلدا، وبعينين فضّيّتين، ترتدي فستانا في اللون الأزرق الفاتح، كانت كما لو أنها أميرة ثلج باردة أتت من أراضي الصقيع الخيالية</p><p></p><p>أجاب الأب بعدما فكر لقليل من الوقت ثم قال "لا بأس، لما لا، ستكون خبرة جيدة بالنسبة لك بما أنك لم تخرجي من العاصمة طوال حياتك"</p><p></p><p>***********************************************</p><p>بالعودة لإمبراطورية النضير الوهاج</p><p></p><p>أتى العديد من الأشخاص يقدمون أنواعا عديدة من الكنوز لعائلة كريمزون و مبالغ خيالية مقابل إعطائهم طريقة الصنع، لكن عائلة كريمزون لم توافق على أي من الطلبات و رفضت كل الكنوز و خرائط المناطق المحظورة التي تحتوي على كنوز و آثار و مخلفات رائعة</p><p></p><p>بعد مرور أيام من رفض كل الأشياء التي تُقدَّم لعائلة كريمزون مقابل طريقة الصنع، كانت العاصمة في حالة فوضوية، القتل كثر كثيرا كما هو الحال أيضا مع أعمال الجنرال رعد</p><p></p><p>كان الجنرال رعد يتكلف بالتحقيق في مثل هذه الأمور، منحت له المحكمة المركزية هذه الرخصة، فلما لا؟ بما أنهم اكتسبوا جنرالا قويا سيساعدهم في أعمالهم و ينظف القمامة من عاصمتهم</p><p></p><p>هذه الأيام الأخيرة كثُرت المشاكل بشكل كبير، الكل أصبح أعمى بالمال، السوق أصبح هائجا بشكل لا يصدق، النزاعات لا تتوقف أبدا بين التجار و كل هذا بسبب هذه الأدوات التي بدأت عائلة كريمزون ببيعها</p><p></p><p>الجنرال رعد عرف هذا بالطبع، لكن لم يكن هناك ما بيده ليفعله، فعائلة كريمزون و أدواتها ليسوا المخطئين، بل من يستخدم هذه الأدوات في السوء و يقتل ليحصل عليها</p><p></p><p>لكنه متأكد من وجود ظل وراء عائلة كريمزون، و لا يفارق ذهنه ذلك الفتى القرمزي الذي كان مع ظهوره بداية تحركات عائلة كريمزون الغريبة. قد يكون عرف كيف ينسل بذلك الشرح سابقا لكنه لم يقنع الجنرال رعد بالكامل</p><p></p><p>الجنرال رعد وضع حوالي عشرة أشخاص ليراقبوا باسل، لكنهم لم يجدوا أي شيء مشبوه حوله، و كما قال باسل، كان فقط تلميذ الجنرال منصف</p><p></p><p>(في قاعة ضخمة كان الجنرال رعد يجلس بطاولة مثلثة الشكل، بينما هو يتموضع في قمة المثلث و عدة أتباع خاصين به يجلسون بأضلاع المثلث الثلاث)</p><p></p><p>"قادة الوحدات الأولى، الثانية و الثالثة سيهتمان بالنصف الشمالي للعاصمة، و قادة الوحدات الرابعة و الخامسة و السادسة سيهتمان بالنصف الجنوبي، أنا و العقداء سنهتم بسوق المركزية و الأنحاء، أما النقباء العشرة، فسيهتمون بأمر الفتى القرمزي كالعادة"</p><p></p><p>أجاب الجميع "حاضر، سيدي"</p><p></p><p></p><p>دخل فجأة جندي يحمل رسالة "حضرة الجنرال، يبدو أن الجنرال براون قد أتى و يطلبك"</p><p></p><p>"آه" أجاب الجنرال رعد "أنا آت"</p><p></p><p>أكمل الجندي "آه، بشأن هذه، لقد قال أنه سينتظرك في قصر عائلة كريمزون"</p><p></p><p>استغرب الجنرال رعد من هذا الأمر كثيرا، لماذا الجنرال براون موجود بقصر عائلة كريمزون أصلا؟ أجاب مرة أخرى "حسنا، شكرا على تعبك"</p><p></p><p>انحنى الجندي و غادر ثم قال الجنرال رعد "أنا ذاهب الآن لأعرف سبب مجيء معلمي إلى هنا، و بما أنه يريد لقائي في مقر عائلة كريمزون فلا أظن أنه أمر بسيط. انصراف"</p><p></p><p>"حاضر" أجاب الجميع و انطلقوا للقيام بمهامهم التي أعطيت لهم</p><p></p><p>(في قصر عائلة كريمزون)</p><p></p><p>كان الجنرال براون واقفا بينما نظرة تعجب و اندهاش على وجهه، قال بينما تلك النظرة لا زالت على محياه "أيها المعلم، أتقول لي أن هذا الفتى هنا هو مالك طريقة صنع الأدوات و الإكسيرات الأصلي؟"</p><p></p><p>"هاهاها" ضحك الرئيس تشارلي و قال "يا له من أمر ممتع أن تظهر عليك نفس الملامح التي أظهرتها، نعم، نعم، هذا هو المالك الأصلي، أنا أيضا لم أصدق في بداية الأمر، لكن، إليك شيء سيفاجئك أكثر، هذا الفتى الذي أمامك قد تجاوز المستوى الرابع بالفعل و سحره هو عنصر التعزيز النادر"</p><p></p><p>وصل ذقن الجنرال براون للأرض من شدة الصدمة ثم قال باحترام "أيها السيد الصغير، أنا أحترم معلمي من أعماق قلبي، و هذا المعلم قد سبق و اعترف بك و بقوتك، سأمد لك يد العون في سبيل تحقيق المبتغى المشترك بيننا"</p><p></p><p></p><p>ابتسم باسل و قال "أمم، أعجبتني، لكنني قررت أنني من سيتكلم مع الجنرال رعد، و أنت سوف تحاول جعله يهدأ لكي لا يخرج الأمر على السيطرة، هذا كل ما أحتاج منك فعله أيها العم براون"</p><p></p><p>حدق الجنرال براون في باسل ثم ردد كلمة 'عم' و قال "عم هاه، هاهاها، أيها المعلم، إنه مثير للاهتمام كما قلت تماما، هاهاها"</p><p></p><p>ضحك الرئيس تشارلي مع ضحكة الجنرال براون بينما الكبير أكاغي يحدق في باسل بنظرة شعور بالحنين، و تذكر أحداث من الماضي، حينها كان ذلكما الشقيان الاثنان يمزحان هكذا دائما فيما بينهما</p><p></p><p>هذا الشعور بالحنين يصبح أقوى أكثر فأكثر مع الوقت، و دائما ما يحصل هذا عندما يكون بالقرب من باسل، الكبير أكاغي لم يكن له خيار آخر سوى التنهد بحسرة على تلك الأوقات الجميلة</p><p></p><p>و في هذه الأثناء دخل حارس بوابة القاعة الرئيسية جالبا معه تقرير يقول "أيها الرئيس، إن الجنرال رعد قد وصل"</p><p></p><p>"أوه، أخيرا" قال الجنرال براون ليستعد الجميع بينما باسل ابتسم و قال "لنرحب بحليفنا الجديد بحرارة"</p><p></p><p>قال هذا الكلام كما لو أنه قد أقنع الجنرال رعد بالفعل، ترك هذا الجنرالات الثلاثة يحدقون بالفتى الذي أمامهم بتعجب، ما كل هذه الثقة التي يحملها معه؟</p><p></p><p>دخل الجنرال رعد و بمجرد ما أن فعل توجه نظره نحو ذلك الفتى القرمزي و قال بسخرية "كما توقعت أيها المعلم، بما أنك ناديتني إلى هنا علمت أن هناك شيئا ليس لطيفا سيحدث، و ها أنا ذا أراك أنت أيها المعلم و المعلم الكبير تشارلي و الرئيس كريمزون و ذلك الفتى القرمزي من قبل مجتمعين بينما تنتظرون قدومي، أنا مستمع، قلوا مع عندكم أيها السادة"</p><p></p><p>قال الجنرال براون "أيها الغر، لقد كبرت بما يكفي للتكلم مع معلمك بهذه الطريقة، هاه؟ قلوا؟ فلتتأدب أيها التلميذ، إنك في حضور معلمك و معلمه، يجب أن تكون كلماتك تحمل معها الكثير من الاحترام"</p><p></p><p>عبس الجنرال رعد و أجاب "أنا متأسف أيها المعلم إن كان كلامي غير محترم، لكن عندما رأيت ذلك الفتى القرمزي و تلك البسمة المتعالية تنظر في اتجاهي كما لو أنها دليل على توقع صاحبها لكل شيء حصل حتى الآن قد جعلتني أفقد هدوئي، سأعيد صياغة كلامي، ما سبب مجيئي إلى هنا أيها الكبار المحترمون؟"</p><p></p><p></p><p>تدخل باسل و قال "مرحبا أيها الرجل الأشقر، لقد تقاطعت طرقنا كما قلت سابقا، و لم يبقى سوى أن تكون أهدافنا مشتركة"</p><p></p><p>تكلم الجنرال رعد بعبوس "أيها السادة المحترمون، أنا أتيت بطلب من معلمي، و أتيت لأتحدث مع معلمي، فلماذا هذا الفتى القرمزي هنا بدأ يتحدث كأنه المسؤول هنا؟"</p><p></p><p>أجاب الجنرال براون "أيها الرعد، هدئ من روعك و استمع له أولا، و إن لم يعجبك شيئا ما، عندها سوف أتدخل، أنت أتيت بناء على طلبي، لكن ليس للتحدث معي، بل مع السيد الصغير أمامك"</p><p></p><p>"السيد الصغير؟" استغرب الجنرال رعد من طريقة مخاطبة معلمه للفتى القرمزي و قال "يبدو أنك قد كسبت احترام المعلم، قل ما عندك و أنا مستمع"</p><p></p><p>ابتسم باسل كالعادة، ثم قال "أيها الرجل الأشقر، ماذا تعرف عن الشياطين؟"</p><p></p><p>أجاب الجنرال رعد بسؤال "و ما علاقة هذا بموضوعنا الآن؟"</p><p></p><p>قال الجنرال براون "أجب فقط على أسئلته أيها الرعد"</p><p></p><p>قال الجنرال رعد بعدما سمع كلام معلمه "أنا لا أعرف الكثير عنهم سوى امتلاكهم لقوة خارقة، هذا ما شاهدته أنا و معلمي قبل أربع عشرة سنة"</p><p></p><p>"أممم" قال باسل "حسنا، و ما كانت ردة فعلك عندما شاهدت هذه القوة الخارقة؟"</p><p></p><p>تنهد الجنرال رعد و قال "إنك تسأل أسئلة غريبة حقا أيها الفتى القرمزي، كيف ستكون ردة فعلي؟ ما رأيك أنت؟ عندما ترى بأن كل القوى الكبرى التي حكمت العالم ليست سوى شيئا سخيفا مقارنة مع العدو الجديد الذي ظهر، و عندما تكون تتخيل نفسك تقترب من العظمة شيئا فشيء لكن في يوم ما يأتي آتٍ يدمر و يسحق ذلك الغرور و يعاملك كما لو أنك حشرة يمكنه قتلها في أي وقت شاء، أمم، قل لي، كيف سيكون شعورك حينها؟"</p><p></p><p></p><p>وضع باسل يده على ذقنه ثم قال "شعوري هاه؟ يمكنني تخيله ببساطة، فأنا لست غبيا لأعتقد أنني قد اقتربت من 'العظمة'، و لست أحمقا لأظن أن القوى الكبرى التي حكمت هذا العالم هي تلك 'العظمة'، سأكون فقط قد التقيت بعدو قوي جدا سيجب علي هزيمته، و من أجل تحقيق هذا كلنا نعرف ما يجب علينا فعله. كل ما عليك فعله هو العمل بكد و اجتهاد و الحرص على التغلب على نقط ضعفك من المرة السابقة، كل هذا يمكننا اختصاره في كلمتين فقط، 'التدرب و التدبر'، هذان الاثنان هما ما يجعلاننا نتقدم دائما للأمام، إن ظننت أنني سأقول أنني سأتعرض للصدمة فأنت مخطئ بالكامل، فعندما أواجه عدوا أقوى مني أركز على النجاة، و عندما أنجح، أنتقل للتركيز على طريقة هزيمته"</p><p></p><p>تعجب الجنرال رعد من جواب الفتى القرمزي أمامه، كان كلام رجل حكيم و ليس كلام فتى صغير، مع أنه أحس بالإهانة من كلمات الفتى القرمزي، لكنه لم يجد أي كلمات يرد بها عليه</p><p></p><p>تكلم باسل مكملا كلامه "أيها الرجل الأشقر، لقد سمعت أنك قد انعزلت للتدرب لسنين بسبب صدمتك من قوة العدو المجهول، و بهذا أصبحت ثاني أصغر جنرال مر بتاريخ إمبراطورية النضير الوهاج، لكن أجبني، هل تعتقد أن قوتك الحالية كافية لهزيمة ذلك العدو الذي تسبب في صدمتك سابقا؟"</p><p></p><p>تجمد الجنرال في مكانه و أجاب بعدها بصعوبة "لا، لا أعتقد، حتى المستوى السابع لا يزال لا يقارن بقوة ذلك الوحش، أنا أعلم أنني لا زلت بعيدا كل البعد عن مستواه"</p><p></p><p>حدق باسل في الجنرال رعد و قال "أيها الرجل الأشقر، و ماذا إن قلت لك أنك ستستطيع الاقتراب من مستواه في القريب العاجل؟"</p><p></p><p>استغرب الجنرال رعد و أجاب بسخرية "حسنا، سيكون هذا رائعا" ثم أكمل بنظرة جدية "و الآن إن انتهيت من أسئلتك الغريبة، ألن نتحدث عن سبب قدومي إلى هنا؟ فصبري بدأ يقترب من حدوده"</p><p></p><p>قال باسل "أيها الرجل الأشقر، أنا يمكنني جعلك تصل للمستوى السابع في غضون شهر من الآن، ما رأيك؟ هل أنت مهتم؟"</p><p></p><p>تعجب الجنرال رعد أكثر، ظن أن الفتى القرمزي يمزح فقط بشأن الاقتراب من مستوى الشيطان، لكنه الآن أطلق تصريحا غير معقول. قال الجنرال رعد "بما أنك تتكلم بكل هذه الثقة في حضور السادة الكبار، لم لا تقل ما عندك؟"</p><p></p><p>ابتسم باسل و قال "أيها الرجل الأشقر، أنا صاحب الأدوات التي ظهرت عن طريق عائلة كريمزون في الأسابيع الأخيرة"</p><p></p><p>حدق الجنرال رعد في باسل من دون التكلم و صنع وجها يدل على عدم التشكيك في صحة كلام الفتى القرمزي الذي أمامه، كما لو أنه كان يعتقد بهذا في نفسه من الأول</p><p></p><p></p><p>أكمل باسل "أتعرف لماذا قمت بنشر هذه التقنيات أيها الرجل الأشقر؟"</p><p></p><p>أجاب الجنرال رعد "أنا لا أعرف أيها الفتى القرمزي، قل ما عندك"</p><p></p><p>أكمل باسل شرحه "إنه من أجل الاستعداد للذين سببوا لك الصدمة قبل أربع عشرة سنة أيها الرجل الأشقر"</p><p></p><p>عبس الجنرال رعد من كلام باسل، إنه حقا يركز في كل مرة على جزء الصدمة، قال "أيها الفتى القرمزي، أتعرف شيئا لا نعرفه؟"</p><p></p><p>لم يزح باسل الابتسامة عن وجهه و أجاب "بالطبع أنا كذلك أيها الرجل الأشقر، تلك الأدوات التي نشرتها ليست إلا البداية، الشياطين سيهجمون مرة أخرى، هذا شيء كلنا نعرفه، فحتى أنت تدربت من أجل الاستعداد لهذا اليوم، لكن ماذا لو لم تستطع إكمال استعدادك في الوقت المناسب؟ سيكون كل شيء من دون فائدة، و لهذا أنا آت لك بطريقة تسريع هذا الأمر" أخرج باسل 'إكسير التقوية' و رماه للجنرال رعد</p><p></p><p>بعدما أمسكه، أحس الجنرال رعد بالطاقة التي تتدفق من هذا المحلول الغريب، ثم قال له باسل "أيها الرجل الأشقر، جرب شربه"</p><p></p><p>حدق الجنرال رعد في الفتى القرمزي أمامه بعمق و في الأخير شرب إكسير التقوية</p><p></p><p>ابتسم باسل و نظر للجنرال رعد الذي يحدق في يديه بذهول و جلس في حالة تأمل لقليل من الوقت، و بعد مدة زمنية غير معروفة فتح عينيه في وجه باسل و قال "أيها الفتى القرمزي، ما كان هذا بالضبط؟"</p><p></p><p>لم يزح باسل الابتسامة عن وجهه و أجاب "ذلك المشروب يسمى 'إكسير التقوية'، إنه يعزز من قوة الساحر، يجب أن تكون قد فهمت قصدي بالفعل بما أنك قد جربت واحدا"</p><p></p><p>فتح الجنرال رعد عينيه من الصدمة أكثر ثم قال "بهذا أستطيع، بهذا يمكنني، يمكنني أن أقاتل ذلك الوحش، أيها الفتى القرمزي، قل ما هو طلبك، أنا أومن أنه لا يوجد هناك شيء من دون مقابل"</p><p></p><p>قال باسل مع ابتسامته كالعادة "أنت.." تذكر باسل نفسه عندما خرجت من فمه نفس هذه الجملة الأخيرة التي قالها الجنرال رعد عندما أراد إقناع معلمه بتركه يأتي للعاصمة، قال بعد التحديق في الرجل الأشقر الذي أمامه "أنت تفهم الأمور بسرعة، و كذلك الحال سيكون مع جوابي"</p><p></p><p>حملق الجنرال رعد في باسل الذي قال "إننا نخطط للانقلاب عما قريب، و سيكون من الجيد الحصول على مساعدتك"</p><p></p><p>عبس الجنرال رعد عند سماعه بالانقلاب، الجنرالات الثلاثة الآخرين تفاجئوا أيضا، ظنوا أن باسل سوف يحاول كسب ثقة الجنرال رعد بطريقة ما قبل إخباره عن الهدف النهائي، لكن ما لا يعرفه الثلاثة هو أن الانقلاب ليس بالهدف النهائي لباسل، و إنما خطوة أخرى في سبيل تحقيق هدفه الأكبر فقط</p><p></p><p>قال الجنرال رعد بغضب "كما توقعت، أنت تخطط لشيء لا تحمد عقباه، أتظن أنني سأساعد في مثل هذا الهراء؟"</p><p></p><p>تكلم الجنرال براون "أيها الرعد، أنصت أولا قبل أن تحكم"</p><p></p><p></p><p>قال الجنرال رعد "يبدو أنك قد انضممت لهم بالفعل أيها المعلم، أليس أنت الذي حثني دائما على الحفاظ على أمن الإمبراطورية؟ أنا الذي كنت مجرد عامٍ و أخذتني تحت ذراعك و علمتني السحر حتى أصبحت ما أنا عليه اليوم، بسبب كل هذا قدّرتك لدرجة كبيرة، لكن ما الذي أسمع و أرى الآن، أنت ستشارك في انقلاب سيودي بحياة الآلاف؟ هذا لا يُقبل"</p><p></p><p>قال الجنرال براون "كما قلت لك، أنصت قبل أن تحكم"</p><p></p><p>قال باسل متدخلا بسرعة قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة "أيها الرجل الأشقر، إن كل هذا من أجل الصالح العام، من أجل تقوية العالم، من أجل الاستعداد الكامل للشياطين، من أجل حماية العالم أجمع و ليس فقط الإمبراطورية"</p><p></p><p>عقد الجنرال رعد حاجبيه أكثر من السابق و قال "كيف يكون هذا من أجل الصالح العام و أنتم تخططون لإثارة الفوضى، أو ماذا؟ هل تحاول القول أن الغاية تبرر الوسيلة؟ إن كان هذا هو عذرك فستموت هنا و الآن لا محالة"</p><p></p><p>"هاهاها" ضحك باسل و قال "الغاية تبرر الوسيلة، هاه؟ أمم، جملة قد تنطبق على أشياء سأفعلها في المستقبل، لكنها ليست كذلك الآن"</p><p></p><p>"إذن ما سببك؟ سأريد منك الإجابة بسرعة فصبري وصل لحدوده بالفعل" لم يزح باسل الابتسامة من على وجهه طوال الوقت و هذا جعل الجنرال رعد غاضبا أكثر فقط</p><p></p><p>قال باسل " الأمر بسيط، عائلة غرين قذرة حتى النخاع و لن تنفعني أو تنفع الصالح العام، ستقوم باحتكار كل هذه الاستعمالات إن أعطيتها لها، و لهذا اخترت عائلة كريمزون، و كان خياري صحيحا"</p><p></p><p>عبس الجنرال رعد و قال "صحيح؟ أليس ما تفعله عائلة كريمزون هو الاحتكار الذي تكلمت عنه؟"</p><p></p><p>أجاب باسل "يجب أن تبقى لنا اليد الكبرى في هذا إن أردنا أن ننجح في مخططاتنا، أنا و أنت نعلم أن ليس الكل قابل للسمع و المفاوضة، فقبل أن ننشر هذه الإكسيرات قررنا الاستفادة منها أولا، فهذا حقنا، و من جهة أخرى، فعائلة غرين لن تفعل هذا، و لن تنشر أبدا هذه الاستعمالات و ستخبئها عن الناس بينما قوتها تكبر لتستمر في حكمها الاستبدادي، و سوف تطغى أكثر مما هي عليه الآن"</p><p></p><p></p><p>حدق الجنرال رعد في باسل مطولا ثم قال "لكن، لم تريد تخريب هذا السلم الآن؟"</p><p></p><p>"هاهاها" ضحك باسل و أجاب "سلم؟ أتحاول خداع نفسك أيها الرجل الأشقر أم أنك نسيت؟ أنت تعرف كيف يعيش الناس العامة و القرويون، إنهم في اضطهاد دائم و هذا لم يكن يحدث قبل خمسين سنة، لكن انظر الآن، عندما صعدت عائلة غرين للحكم، سيطرت على الكثير من القرى و المدن من أجل مصلحتها فقط، تأخذ نصف محاصيل الزراعة كضريبة، و كذلك هو الحال مع العائلات التي انضمت لها، فأظن أن هذا هو الشرط الذي اتفقوا عليه للانضمام لعائلة غرين قبل 'انقلاب الليلة الواحدة'، لو كانت عائلة كريمزون هي الحاكمة لم يكن ليموت العديد من الناس في الدمار الشامل، ففي وقت حكم عائلة كريمزون تموضعت العديد من القوات في جميع أنحاء الإمبراطورية، أما الآن فلا، و أنت تتحدث عن السلم؟ هذا ليس سوى سلم زائف، لقد قلت أن كل شيء بمقابل، و كذلك الحال مع رغبتنا في تقوية هذا العالم، يجب أن تقوي من نفسك أولا ليستمع لك الآخرون، فكما يقول المثل 'لا تأمر من لا سلطة لك عليه'، أنا أعرف أنك تميز بين الخطأ و الصحيح، عشت سابقا كعامٍ و تعرف المعاناة التي يمر بها العامة، ما رأيك؟ أنت معنا أم لا؟"</p><p></p><p>تجمد الجنرال رعد في مكانه و قال بعد مدة من التفكير في كلام باسل "أنا معكم، لكن بشرط أيها الفتى القرمزي"</p><p></p><p>قال باسل "قل ما عندك أيها الرجل الأشقر"</p><p></p><p>أجاب الجنرال رعد "سوف تقومون بمحاولة المفاوضة قبل البدء بإثارة الفوضى"</p><p></p><p>"هاهاها" ضحك باسل و التف للكبار الثلاثة، أماء الكبير أكاغي رأسه ليقوم الاثنين الآخرين بنفس الشيء، التف هذه المرة للجنرال رعد و قال "لديك كلمتنا"</p><p></p><p>التوت حافة فم باسل أكثر، هو في الحقيقة كان ينوي القيام بهذا مع الكثير من العائلات، فهو يعرف أنه هناك العديد من يريد عودة عائلة كريمزون للحكم، لكن الجنرال رعد قصد بكلامه حتى عائلة غرين و الملازمين لجانبها، لكن الكبير أكاغي وافق، فلما لا؟ بما أنهم يعرفون أن عائلة غرين لن ترضخ لطلباتهم و ستقاتلهم حتى النهاية، إن كان محاولة المفاوضة مع عائلة غرين مع العلم أنها عديمة الجدوى سوف تجعل الجنرال رعد ينضم إليهم، فالأمر يسير كشرب الماء</p><p></p><p>تناقش الأربعة حول الخطة و اتفقوا على المهام التي سينفذها كل واحد منهم، أخذ الجنرال رعد العديد من الإكسيرات و طريقة الصنع أيضا من باسل، فهذا الأخير قد وعده بجعله يصل للمستوى السابع في غضون شهر، و ينوي الإيفاء بوعده</p><p></p><p>قال باسل بينما الجنرال رعد يغادر "أيها الرجل الأشقر، سأريد منك مبارزتي عندما تصل للمستوى السابع"</p><p></p><p>أجاب الجنرال رعد "الرابح سوف ينادي الآخر باسمه و باحترام"</p><p></p><p></p><p>قال باسل "أنا موافق" ثم تذكر شيئا ما و قال "آه، لا تنسى أمر أتباعك بالتوقف عن ملاحقتي، فأعين تلاحقني في كل مكان شيء لا أستطيع تحمله في المواقف العادية، لولا أنني كنت أريد الحفاظ على خطتي سليمة لكانوا في عداد الموتى" قالها باسل و تلك الابتسامة لم تزل من على محياه</p><p></p><p>الجنرال رعد حدق في باسل مطولا و غادر</p><p></p><p>قال باسل للكبار الثلاثة "أنا سوف أذهب للقاء العم منصف، لقد أوصيته بطلب ليقوم به من أجلي، و أظن أنه قد يكون انتهى منه" ثم أكمل "أما أنتم أيها الكبار فلتشرعوا في التحرك و التكلم مع العائلات التي وضعناها في القائمة"</p><p></p><p>حاول الرئيس أكاغي قول شيء ما لباسل الذي ذهب، لكنه عدل عن رأيه و قال بصوت غير مسموع "سأسأله عندما يعود"</p><p></p><p>خرج باسل من القاعة الرئيسية و ذهب ليلتقي بالجنرال منصف، و بعد مدة من الوقت وصل لوجهته</p><p></p><p>كان يقف أمام منزله الي اشتراه سابقا، دخل و وجد الجنرال منصف ينتظره ثم قال "أيها العم منصف، ماذا عن طلبي؟"</p><p></p><p>أجاب الجنرال منصف "انا حقا فوجئت بطلبك، لو أنني علمت بالأمر لم أكن لأعطيك ذلك الوعد عندما التقينا أول مرة"</p><p></p><p>"هاهاها" ضحك باسل و أكمل "خذها كتجربة فقط"</p><p></p><p>تنهد الجنرال منصف و قال بجدية "معقل الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' يقع في جنوب العاصمة، إنها تتحرك باستمرار و في خفاء، و يبدو أنها تتاجر في السوق السوداء، بيع البشر، بيع أعضائهم، المشاركة في التجارب البشرية، هناك العديد من الأشياء التي تخفيها خلف ذلك الوجه الذي تواجه به المواطنين" أحكم الجنرال منصف قبضته و قال "اللعنة، أليس هناك شخص صالح في تلك العائلة المنحطة غير الأمير الثاني؟ حتى الأميرة الصغيرة بينهم فاسدة"</p><p></p><p></p><p>"هممم" قال باسل "حسنا، لقد تفرغت لها أخيرا، العيون التي كانت تراقبني لا تعود فقط لتوابع الرجل الأشقر، فكرت في أي شخص قد يتبعني و لم أستطع التفكير في أي شخص غير تلك الع****، شكرا لك، أنت تدينني بواحدة"</p><p></p><p>تنهد الجنرال منصف و قال "أي *** تتحدث عنه، أنا الذي لا زلت أحمل على ظهري دينا عظيما يجب علي رده لك"</p><p></p><p>حدق باسل في الجنرال منصف و لم يقل كلمة أخرى، أراد أن يقول للجنرال منصف أن ينسى هذا الدين، لكنه عرف أن هذا سيكون فقط فعلا شائنا تجاه فخر الجنرال منصف كرجل</p><p></p><p>قال الجنرال منصف بعد أن كان باسل مغادرا "احذر أيها السيد الصغير باسل"</p><p></p><p>"همم؟" التف باسل و نظر في وجه الجنرال منصف الذي ابتسم و قال "آه، لقد كان قلقا من دون داعٍ، أظن أنه لا حاجة للخوف عليك، فأنا لا يمكنني تخيلك تهزم من طرف أي أحد في هذا العالم"</p><p></p><p>ابتسم باسل ثم أكمل طريقه و رفع يده مودعا الجنرال منصف</p><p></p><p>"حسب الخريطة التي أعطاها لي العم منصف فالمعقل يجب أن يكون في هذه الأنحاء، لكن لماذا لا أرى سوى مباني عادية هنا؟"</p><p></p><p>وصل باسل لجنوب الأمبراطورية باحثا عن معقل الأميرة الخامسة غرين شارلوت، لكنه في النهاية لم يجد المعقل الذي رسمه الجنرال منصف على الخريطة في شكل علامة X ، و كان يوجد عدة أشخاص مرتدين زي تسلل و تعقب مرميين خلفه و الدماء تسيل من فمهم، يبدون ميتين لا فاقدين الوعي</p><p></p><p>فكر باسل لقليل من الوقت، "هل من الممكن؟" ذهب لموقع المبنى المرسوم على الخريطة و مد يده فإذا به يلاحظ تشوها في الفضاء "كما توقعت، إنهم يخفونه، مهارة كهذه سيحتاج الكثير من مستخدمي سحر الضوء من المستوى الرابع لتطبيقها، و للاستمرار في تفعليها لمدة طويلة سيجب عليهم التناوب بشكل منتظم"</p><p></p><p>دخل باسل عبر الفضاء المشوه و إذا به يجد نفسه داخل مبنى بأسوار و داعمات ضخمة بالجانبين و أمامه يوجد عرش لا يجلس عليه أحد</p><p></p><p>تقدم للأمام قليلا ثم وجد درجا للأسفل، فكر لقليل من الوقت ثم أخرج من مكعب التخزين 'عباءة الشفاف'، و ارتداها فاختفى</p><p></p><p>نزل للأسفل ثم رأى نفسه في قاعدة تحت الأرض ضخمة للغاية، تقدم عدة جنود مسرعين بينما يتكلمون فيما بينهم "يبدو أن أحدا ما قد اخترق الفضاء المشوه" "يجب أن نقتل كل من يدخل، إنه أمر من الأميرة"</p><p></p><p>و في لحظة لم يعرفوا نفسهم بما ابتلوا به، كسرت أرجل الأول و الثاني، أما الآخرون فكسرت أعناقهم، الاثنين الذين أصبحا زاحفين شاهدا الآخرين يموتون ببساطة أمام أعينهما، و من اللامكان تكلم صوت عميق "ستخبرونني عن مكان الأميرة الخامسة أو سيكون مصيركما كرفاقكم"</p><p></p><p>و بارتعاد قال الاثنان "اذهب للجحيم"</p><p></p><p><em>ووووش</em></p><p><em></em></p><p><em>قطع</em></p><p></p><p></p><p>قطِع رأس أحدهما و انتشرت الدماء بغزارة من عنقه، بقي الأخير مصدوما من المشهد الذي حدث أمامه، و الذي زاد الطين بلّة، كانت دماء رفيقه التي غطته بالكامل</p><p></p><p>تكلم الصوت العميق من جديد "هل غيرت رأيك الآن؟"</p><p></p><p>قال الجندي بخوف و رعب "أكمل الطريق و التف يمينا ثم لليسار مرتين و تقدم للأمام لمدة خمس دقائق، ستجد بوابة ضخمة، هناك ستكون الأميرة الخامسة" قالها و الدموع تنهمر بشكل مثير للشفقة و بعد انتهاءه بدأ يطلب الرحمة "إنني أملك عائلة تنتظرني، أرجوك لا تقتلني"</p><p></p><p>تكلم الصوت العميق "أنا أفي بوعودي، لن يكون مصيرك كالآخرين، لكن سيكون أقل سوءا فقط"</p><p></p><p><em>طرررق</em></p><p><em></em></p><p><em>دوو</em></p><p></p><p>كسِرت ذراعي الجندي و ترك غير قادر على الحراك في مكانه و أغمي عليه بضربة أخرى برقبته</p><p></p><p>تقدم باسل الذي كان غير مرئيا ثم قال "إن هذا الكنز مفيد للتسلل حقا و بث الرعب في الأعداء، ليس هناك ما هو أكثر إخافة من المجهول"</p><p></p><p>و بعد أن اتبع الطريق الذي قاله الجندي وجد عدة جنود متمركزين على طول الطريق، غالبهم كانوا سحرة في المستوى الرابع، لكن باسل قضى عليهم كلهم بسرعة قبل أن يترك لهم أي فرصة لرد الهجوم أو حتى إدراك ما يحدث لهم</p><p></p><p>وصل للبوابة الضخمة فوقف أمامها و أراد فتحها لكن كان عليها نقش ختم، لا يمكن أن تفتح إلا بالقوة الغاشمة أو بفك شفرة الختم</p><p></p><p>لم يكن لدى باسل الوقت ليضيعه أكثر، فوقف في مكانه يشحذ سحر التعزيز لأقصى الدرجات، و عندما شحن ما يكفي ركل الباب بكل قوته <em>بوووووم</em></p><p></p><p></p><p>بقيت البوابة في حالة سكون لقليل من الوقت و بعد لحظات بدأت تتصدع حتى وصل التشقق إلى الختم المنقوش و تدمر ثم تكسرت البوابة إلى أجزاء</p><p></p><p>"من هناك؟" تكلم صوت رجل</p><p></p><p>لم يجبه أحد فاستغرب و تقدم نحو البوابة التي كسرت و إذا به يجد نفسه مقلوبا رأسا على عقب و صوت عميق يتحدث معه "أين الأميرة الخامسة؟ أجب في الحال و إلا ستموت"</p><p></p><p>"أنا لا أعرف شيئا، أنا مجرد عالم هنا، أنا حقا لا أعرف شيئا" تكلم ذلك الرجل</p><p></p><p>قال الصوت العميق "أنا أعرف بالفعل أن الأميرة الخامسة غرين شارلوت هنا، سأجدها إن بحثت عنها، لكن هذا سيكون مزعجا، فقط أخبرني عن موقعها بالضبط، إن لم تجب هذه المرة سأقتلك من دون السؤال لمرة ثانية"</p><p></p><p>تردد الرجل كثيرا ثم بعد قليل أجاب خوفا على حياته "إنها في الغرفة هناك" أشار الرجل لغرفة بباب صغير، فقام باسل بضربه و أغمي عليه</p><p></p><p>تقدم باسل الغير مرئي نحو باب الغرفة، ففتحه ثم تكلم صوت رقيق و بتفاخر "هل عدت أيها العالم؟ فلتسرع، أنا أريد رؤية النتائج بسرعة"</p><p></p><p>عندما دخل باسل تفاجأ من المنظر المروع أمام عينيه، كانت هناك أسطوانتين زجاجيتين ضخمتين تتصلان ببعضهما البعض عن طريق العديد من الأنبابيب، و في داخل الأولى ترى هناك وحشا سحريا، و في الأخرى توجد فتاة صغيرة</p><p></p><p>كان الوحش السحري غير مألوف بالنسبة لباسل فلم يتعرف عليه، ما نوع هذا الوحش بالضبط؟ كان باسل يتساءل، إنه يبدو كما لو أن عدة فصائل وحوش قد جمعت في وحش واحد، حسنا، هذا لا يهم الآن، لكن ما يجب التركيز عليه هو حالة تلك الفتاة التي في الأسطوانة، ما الذي يفعلونه لها؟ الأمر واضح أنه يقومون بتجربة عليها، لكن ما الذي ينون فعله بالضبط؟</p><p></p><p>كل أنواع الأسئلة و الاحتمالات بدأت تراود ذهن باسل، لكنه توقف عن التفكير مؤقتا ليركز على صاحبة الصوت الرقيق من قبل و التي تكلمت من جديد "ما هذا؟ لماذا لا يوجد أحد مع أن الباب قد فتح؟"</p><p></p><p>و بينما تقترب أحكم باسل قبضته و فعل سحر التعزيز ثم وجه لكمته نحو وجهها</p><p></p><p><em>بوووووووم</em></p><p></p><p></p><p>و قبل أن تصطدم لكمة باسل الغير مرئية بوجه الأميرة الخامسة ظهر فجأة شخص بسيف ضخم و عريض أوقف تلك الهجمة</p><p></p><p>تعجبت الأميرة الخامسة، في لحظة ظهرت يد من اللامكان و توجهت نحوها مستهدفة إياها، لولا صاحب السيف العريض لكان مصيرها الموت</p><p></p><p>قالت الأميرة الخامسة بهلع "ما الذي يحدث هنا بالضبط؟ تكلم، اشرح الوضع يا وايد"</p><p></p><p>"سيدتي، يبدو أن هناك من يستهدفك، لقد شعرت بطاقة سحرية فجأة متوجهة نحوك فأسرعت بالتدخل، تلك الكمية من الطاقة السحرية التي ظهرت كانت ستقتلك حتما، أسرعي بالإخلاء رجاء، يوجد هنا عدو حاليا يسعى خلف حياتك" تكلم 'وايد' شارحا الوضع الحالي للأميرة الخامسة على حسب فهمه</p><p></p><p>أجابت الأميرة الخامسة "يريد قتلي، من هناك؟ على الأقل أظهر نفسك و لا تختبئ في الظلال كالفئران"</p><p></p><p>تكلم الصوت العميق من جديد قائلا "أنت لن تستفزيني أيتها العاهرة، اتركي كلامك لنفسك، ما ينتظرك إلا الموت، تقومين بالتجارب على البشر، على ***** صغار كهؤلاء، ليس هناك رحمة في قلبك؟ أنا لن أقوم فقط بقتلك بكل سهولة، سوف أعذبك عذابا شديدا لتذوقي و لو القليل من آلام الذين قمتم بقتلهم في سبيل القيام بتجاربك و اهتماماتك"</p><p></p><p>تكلمت الأميرة الخامسة بعد أن اندهشت من الطريقة التي ناداها بها الصوت العميق"أنا لا أهتم بفلسفتك، سأقوم بكل ما أريد في سبيل تحقيق أهدافي" أشارت بيدها و أمرت "وايد، تخلص منه"</p><p></p><p>أجاب وايد "أمرك، سيدتي"</p><p></p><p><em>وووووش</em></p><p></p><p>و في لحظة استل سيفه و وجهه نحو باسل الغير مرئي، لوح سيفه و إذا بشفرات ضوئية حادة و طويلة و عريضة استهدفت باسل</p><p></p><p>تفاجأ باسل للحظة من معرفة ذلك الساحر وايد لمكانه ثم راوغ الهجوم، و عندما فعل أتى وايد وراءه و لوح سيفه مرة أخرى مستهدفا إياه</p><p></p><p></p><p>لكم باسل السيف فتوقف و قال بذلك الصوت العميق مرة اخرى "أووه، هذا غير متوقع، ساحر في المستوى السادس، كنت أتوقع أن الجنرالات فقط من وصلوا للمستوى السادس، بالأحرى، كل من وصل للمستوى السادس قد أصبح جنرالا، لكن أن ألتقي بشخص مثلك هنا يستخدم سحر الضوء في المستوى السادس لأمر غير متوقع"</p><p></p><p>ابتسم باسل و قال "قل لي، أ أنت من قام بتشويه الفضاء بالخارج؟ كنت أظن انه سيكون هناك الكثير من السحرة في المستوى الرابع يقومون بتلك التقنية، هذا لأنني لم أفكر في وجود ساحر بالمستوى السادس" ثم فكر باسل مع نفسه "أظن أنه لهذا السبب كان باستطاعة العم منصف إيجاد هذا المعقل، فهذا الساحر لم يكن بإمكانه الحفاظ على التشوه الفضائي طوال الوقت، عندما أراد أن يرتاح صادف أن عرف العم منصف بهذا المكان"</p><p></p><p>عبس وايد و لم يجب على السؤال، لكن باسل عرف من خلال نظرته تلك أن تخمينه كان صحيحا ثم قال "أيها الساحر، أنا أريد اختبار قوتك كساحر ضوء، فهي أول مرة لي أواجه شخصا في مستوى جنرال يستخدم سحر الضوء"</p><p></p><p><em>إزاحة</em></p><p></p><p>أزاح باسل 'معطف الشفاف' و أرجعه لمكعب التخزين، ثم قال "لن يكون قتالا مسليا لي إن لم نكن في نفس الوضعية"</p><p></p><p>حملقت الأميرة الخامسة في الشخص الذي ظهر و تفاجأت كثيرا و قالت بصدمة "أووه، لم أتوقع أن تأتي برجليك إلي" ثم أكملت بأمر وايد بصوت مرتفع و نظرة متحمسة "وايد، قاتله بجدية، قد يبدو فتى صغيرا لكنه في المستوى الرابع بالفعل، لكن لا تقتله فأنا أريده حيا، أي شيء آخر مسموح لك بفعله"</p><p></p><p>تغيرت نظرة وايد للجدية أكثر ثم قال "يبدو أن هذا سيكون صعبا، قتله كان سيكون أسهل، لكن لا بأس بجعله زاحف بما أن السيدة لم تنهي عن هذا الأمر"</p><p></p><p>"هاهاهاهاهاهاهاها" ضحك باسل بجنون و قال "إنكِ حقا لعاهرة، أنا لا أعلم سبب تعلقك بي لهذه الدرجة، لكني تلقيت دروسا خاصة عن كيفية التعامل مع النساء، و بالطبع حتى التعامل مع نوعيتك، انتظري فقط ريثما أنتهي من هذا القتال، أنا أغلي لأحطم بعض العظام، فلم أحرك جسدي هذه الأسابيع الأخيرة كثيرا، لا تقلقي، قصدت تحطيم العظام الخاصة بهذا الساحر، أما أنت فستكون لك مكافأة خاصة"</p><p></p><p><em>وووووش</em></p><p></p><p>هاجم الساحر وايد باسل بتلويح من سيفه حيث خرجت عدة شفرات ضوئية، تصدى لها باسل كلها، عندها كان الساحر وايد يشحن سحره و بسرعة كان قد كون كرة ضوئية كبيرة و حارقة أمام قمة سيفه الذي يشير به نحو باسل</p><p></p><p>أطلق على باسل تلك الكرة الحارقة، كانت ضعف التي أطلقها عليه ذلك الشخص الأسود سابقا حيث كان قطرها يصل لأربع أمتار. باسل الذي تصدى للشفرات الضوئية لم يعد لديه وقت ليهرب فتصدى للهجمة</p><p></p><p>ناضل باسل بقوة بينما تجعله الكرة يرجع للوراء من قوتها، و لولا سحر التعزيز لكان قد شُوِي بالفعل، و في الأخير لكمها باسل <em>بووم</em> و انفجرت بعيدا عنه</p><p></p><p>في هذه الأثناء تقدم الساحر وايد حتى وصل خلف باسل و و لوح بسيفه في اتجاهه مرة أخرى فراوغ باسل و تقدم ثم لكمه</p><p></p><p>تراجع الساحر وايد للوراء قليلا من صدمة اللكمة، لكنه كان يرتدي درعا سحريا، لذا لم يجدي الهجوم نفعا</p><p></p><p>توقف ثم نظر في اتجاه الأميرة الخامسة و قال "سيدتي، هل أنت متأكدة من أنه في المستوى الرابع؟"</p><p></p><p>أجابت غرين شارلوت "بالطبع، فقبل شهور فقط شاهد أتباعي قوته و أخبروني عن مستواه"</p><p></p><p>قال الساحر وايد "هذا كان قبل شهور يا سيدتي، إن كان في هذا العمر و قد وصل للمستوى الرابع، ألا تعتقدي أنه في غضون شهور سيكون مستواه قد ارتفع أكثر مما كان عليه؟"</p><p></p><p>تفاجأت الأميرة الخامسة و فكرت بأمر ما "انتظر، كيف عبر من خلال ذلك الختم؟ سحرة أقل من المستوى السادس لن يكونوا قادرين على كسره بالقوة إن حاولوا، إذن هو ساحر في المستوى السادس؟ لا، لا، هذا مستحيل، أيمكن أنه فك شفرة الختم؟ لكن ذلك النقش توارث عبر عائلتي و هي فقط التي تعرفه، كيف له أن يعلم به أيضا؟"</p><p></p><p></p><p>و بينما الأميرة تتساءل تكلم باسل "أيها الساحر، أنا لن أنتظر أكثر" ثم بعدما انتهى هاجم مفعلا سحر التعزيز</p><p></p><p>اصطدمت قبضته بالسيف العريض فظهر تشقق رقيق على السيف، تراجع الساحر وايد ثم قال مع نفسه "نسيت أنه ساحر تعزيز، يجب أن أترك مسافة بيني و بينه"</p><p></p><p>و عندما انتهى من التفكير وجد باسل أمامه من جديد فلوح بسيفه تجاهه، راوغ باسل السيف العريض بالقفز للأعلى فأشار الساحر وايد بسيفه عليه و بدأ يشحن سحره في سيفه السحري و أطلق ضوءً حارقا من مقدمة السيف</p><p></p><p>كان الضوء الحارق كما لو أن السيف قد تمدد، لكنه لم يفعل و إنما سحر الضوء قد خرج من السيف بشكل مركز كثيرا</p><p></p><p>باسل الذي في الأعلى لم يكن لديه وسيلة ليدافع بها غير سحر التعزيز، ركز هذا الأخير على ذراعه بالكامل، فعندما يركز السحر على مكان واحد تزداد القوة التي يخرجها</p><p></p><p><em>بووووووم</em></p><p></p><p>التقت يد باسل مع الضوء الحارق فلُغِيَ هذا الأخير من شدة قوة اللكمة. تفاجأ الساحر وايد و عندما نزل باسل على الأرض تقدم و لكم درعه بنفس الذراع، فتحطم الدرع السحري لأشلاء</p><p></p><p>بقيت الأميرة فاتحة لفمها من شدة الصدمة، ثم قالت "هذا لا يمكن، إنه في المستوى السادس" ثم قالت آمرة الساحر وايد الذي كان يحكم القبض على بطنه، فقوة الصدمة قد أثرت به قليلا "قاتله بكل ما تملك، لا يهم ما تفعل يجب أن نحصل عليه و نأخذه معنا"</p><p></p><p>قام الساحر وايد بالاعتدال في الوقوف و قبض سيفه بيديه الاثنتين ثم ضربه على الأرض و قال "الفضاء المشوه"</p><p></p><p>في هذه الأثناء الفضاء الذي كان مشوها بالخارج قد اختفى و المكان الذي كان عبارة منزل عادي أصبح معقلا كبيرا</p><p></p><p>بدأ الفضاء يتشوه أمام الساحر وايد بينما يختفي شيئا فشيء، و في الأخير اختفى</p><p></p><p></p><p>"هووه" تكلم باسل "يبدو أنك تتقن مهارة الفضاء المشوه بشكل جيد، أن تتحرك و تقاتل بينما تحافظ على التشويه الفضائي من حولك هكذا، نعم إنك جيد، لكن..."</p><p></p><p>توقف باسل عن الكلام ثم فعّل سحر التعزيز بكامل جسده و ركز للحظات ثم أنقله إلى قدميه و اندفع، و في لحظة من انطلاقه وصل لمكان فارغ ثم أنقل سحر التعزيز مرة أخرى لذراعه و لكم</p><p></p><p><em>بوووم</em></p><p></p><p>لكمة باسل تلقت ردا من المكان الذي كان يبدو خاليا، لم يتوقف باسل و أرجع سحر التعزيز ليعزز جسده و حواسه بالكامل ثم لكم مرة أخرى و مرة أخرى، لكمة وراء لكمة، كان يتصدى لها الساحر وايد الغير مرئي بسيفه العريض الذي كان يتعرض للتشقق أكثر في كل لكمة يتلقاها</p><p></p><p>تراجع للخلف بسرعة قبل أن يُكسَر سيفه السحري ثم ألغى تقنية الفضاء المشوه و وقف ثم أخرج من يده سيفا عريضا آخر و معه مرآة غريبة الشكل، كان لديها رؤوس مدببة على طول محيطها و نقوش غريبة تحيطها</p><p></p><p>رمى المرآة على باسل الي راوغها، ثم قام بشحن سحره و أطلق عبر قمة سيفه السحري ضوءً حارقا. راوغه باسل ثم ابتسم الساحر وايد، فإذا بالضوء الحارق يصل للمرآة الغريبة و ينعكس مستهدفا ظهر باسل</p><p></p><p>"همم" تهجن باسل و قال "هل اعتقدت أن هذه الخدعة ستنفع معي؟ أنا أعرف ماهية تلك المرآة، فأنا لدي خبرة معها" فتجنب باسل السحر الذي كان يستهدفه، الضوء الحارق عاد لصاحبه و في هذه الأثناء لم يزح الساحر وايد الابتسامة عن وجهه ثم أشار بيده نحو باسل و أخرج مرآة أخرى فانعكس الضوء عليها مرة أخرى</p><p></p><p>في الانعكاس الأول سرعة الضوء الحارق قد ازدادت و في الانعكاس الثاني أصبحت أكثر سرعة، و في لحظة تمت إصابة باسل بفخذه الأيمن</p><p></p><p>لم يصرخ باسل أو أظهر أي تعبير عن التألم، هو قد اعتاد على مثل هذه الجروح بل و أخطر منها، أخرج قنينة و شرب المحلول الذي بداخلها بسرعة ثم قال "ممم، إنك جيد، حسنا انتهى وقت اللعب"</p><p></p><p>شحذ باسل سحر التعزيز من دون توقف و ارتفعت طاقته السحرية باستمرار ثم ركز السحر على فخذه الأيمن فإذا بالجرح يُشفَى بسرعة يمكنك ملاحظتها</p><p></p><p>تعجب الساحر وايد ثم قال مع نفسه "حتى مع السحر التعزيز لا يمكنك أن تسرع من شفاء جروحك بهذه السرعة، لا بد أنه مفعول ذلك المشروب الغريب الذي شربه قبل قليل، أ كان ذلك إكسير العلاج؟ لكن كيف لهذا الفتى أن يعرف عن الإكسيرات أو حتى يملكها، انتظر، وصلني خبر وجود فتى في الإمبراطورية يعلم ما نعلم، أهو هذا الفتى الذي تحدثوا عنه؟ إن كان كذلك فهذا يفسر سبب قوته"</p><p></p><p></p><p>و بينما يفكر لم يعرف من أين قد ابتُلِي، جاءته لكمة باسل من تحت ذقنه فجعلته يحلق للسماء، ركز باسل سحر التعزيز على رجليه و قفز للفوق تابعا جسد الساحر الطائر، و عندما وصل فوقه أنقل سحر التعزيز لذراعيه ثم جمع كلتا يديه معا و نزل بهما عليه</p><p></p><p><em>بووووم</em></p><p></p><p>ارتفع الساحر وايد للفوق و نزل للأسفل بسرعة كبيرة جدا، لم يعرف ما الذي حدث حتى وجد نفسه في حفرة بالأرض و الفتى الذي كان يقاتله كان نازلا من السماء عليه بينما سحر التعزيز يغلف رجليه</p><p></p><p>نهض من مكانه و هرب بسرعة في آخر لحظة قبل وصول باسل، هذا الأخير اصطدم بالأرض بعد أن هرب الساحر وايد</p><p></p><p><em>بوووم</em></p><p></p><p>الحفرة التي كان بها الساحر وايد اتسعت شيئا فشيء حتى أصبحت دائرة بقطر خمسة أمتار و بعمق يصل للمترين</p><p></p><p>صدمت الأميرة الخامسة من قوة الفتى الذي أمامها و وضعت إبهامها بفمها من التوتر، أما الساحر وايد فقد فوجئ تماما من قوته، ظن أنه على الأكثر سيكون في المستوى الخامس بالقسم الأول، لكنه عرف أنه استهان به كثيرا، فهذا الفتى الذي أمامه أخرج للتو قوة تصل للمستوى السادس</p><p></p><p>"تبا، ما الذي يحدث؟" بعدما تهجن الساحر وايد وقف على رجليه بصعوبة بينما الدم يسيل من فمه جراء الهجوم السابق</p><p></p><p>تكلم باسل "ماذا؟ هل خفّت عليك رجليك، لا زلنا في بداية قتالنا فقط، أنا بدأت أتمتع للتو، فلا تحرمني من متعتي"</p><p></p><p>قال الساحر وايد "لا تغتر بنفسك أيها الصعلوك" ثم وجه كلامه للأميرة "أيتها الأميرة، غادري من فضلك هذا المكان، إنه للحرص فقط، أرجوك تفهمي"</p><p></p><p>اندهشت الأميرة الخامسة غرين شارلوت من كلام الساحر وايد، و لما لا تفعل؟ إنه ساحر في المستوى السادس بالقسم الأول، كانت تظن أنها قد وجدت الجائزة الكبرى عندما التقت به أول مرة، لكن، أ سيخسر أمام فتى في مثل هذا العمر؟ و ماذا عن خططها التي كان الساحر وايد جزء لا يتجزأ منها؟</p><p></p><p></p><p>"أسرعي" صرخ الساحر وايد</p><p></p><p>و عندما سمعته غرين شارلوت سارعت في الهروب بهلع، إنها ليست سوى ساحرة في المستوى الثاني، كيف يمكنها أن تشترك في هذا القتال، هربت بسرعة و في لحظة وجدت باسل واقفا أمامها و الذي كان في وضعية الاستعداد للكم</p><p></p><p>و بعدما وجه لكمته تراجع في آخر لحظة بسبب الضوء الحارق الذي كان يستهدف ذراعه. أكملت الأميرة الخامسة هروبها عندما رأت الطريق قد أصبح خاليا و غادرت الغرفة</p><p></p><p>وجه باسل نظره للساحر وايد الذي قال له "ألم تقل أنك تتوق لقتالي؟"</p><p></p><p>تنهد باسل و قال "لكني تواق أكثر لمكافأة تلك الع****، أ لا تترك القطعة الأفضل من طعامك للنهاية؟ لكن ماذا لو حاول شخص أخذها منك؟ بالطبع ستسرع في أكلها"</p><p></p><p>"همم" تهجن الساحر وايد و قال "أنا لن أسمح بهذا، تلك الأميرة لها دور مهم في نجاح خطتنا، لا يجب أن نتركها تموت الآن"</p><p></p><p>تعجب باسل و قال "خطتكم؟ ماذا تقصد؟ ألست تابعا لتلك الع****؟" و بعد أن سأل باسل، لاحظ بأن الساحر وايد يخرج محلولين ثم شربهما، و عندها لاحظ باسل ارتفاعا مفاجئا في القوة السحرية الخاصة بالساحر وايد بينما جروحه السطحية تشفى ببطء</p><p></p><p>"حسنا انتهى وقت الكلام" أخرج الساحر وايد عدة مرايا كالسابق ثم أرسلها في كل مكان حتى أصبحت تكون دائرة محيطة به و بباسل ثم في الأخير أحاط نفسه بثلاث مرايا</p><p></p><p>قال باسل مع نفسه "ما..ذا؟ إكسير التعزيز؟ اللعنة، لا بد أن المحلول الآخر كان إكسير العلاج، تلك المرة خاتم التخاطر و الآن إكسير التعزيز و إكسير العلاج، ما الذي يحدث؟ اللعنة" لم يعرف ما الذي حدث و قرر التركيز على القتال و التفكير في هذا الأمر لاحقا ثم قال "إنك تعتمد على تلك المرايا كثيرا، لقد نفعت معي في المرة الأولى لكنها لن تجدي نفعا الآن"</p><p></p><p>قال الساحر وايد "حسنا، سنرى بشأن هذا"</p><p></p><p>عندما جعل المرايا تحيط به، أطلق الضوء الحارق من جديد نحو مرآة ثم آخر نحو مرآة أخرى، و هكذا فعل مع جميع المرايا</p><p></p><p>عندما وصل الضوء الحارق للمرآة انعكس في اتجاه باسل، و هذا حدث مع الأضواء الحارقة الأخرى كلها، و في لحظة وجد باسل نفسه مستهدفا من عشرات الأضواء الحارقة من كل الجهات، لكن هذه المرة كانت الأضواء الحارقة أكثر حرارة و أكثر سرعة و أكثر كثافة</p><p></p><p>قفز باسل للأعلى ثم تكلم الساحر وايد "همم، هل ظننت أنك نجيت بقفزك للأعلى، لا، على العكس لقد جنيت على نفسك"</p><p></p><p>الأضواء الحارقة التي تجنبها باسل ذهبت لتنعكس في المرايا التي كانت مقابلة لها، بالطبع بما أن الساحر وايد في الوسط استهدفته الأضواء الحارقة التي أطلقها بعدما انعكست، لكنها عندما وصلت إليه انعكست في المرايا التي تحيط به، ثم صارت تنعكس بشكل غير متوقف</p><p></p><p>باسل الذي كان في السماء اتجهت نحوه عدة أضواء حارقة نتجت عن الانعكاس المستمر للأضواء الحارقة، و بسبب هذه الأخيرة انكسرت الأسطوانتين و سقطت الفتاة و الوحش الغريب على الأرض</p><p></p><p>تصدى باسل لها جميعها عن طريق لكمها واحدة تلو الأخرى، و عندما وصل للأرض وجد نفسه في شبكة من الأضواء الحارقة التي لا تنتهي</p><p></p><p>"هاهاهاها" ضحك الساحر وايد بجنون ثم قال "أنت لا تملك مهربا الآن"</p><p></p><p>ابتسم باسل و قال "سنرى بشأن ذلك"</p><p></p><p>عندما اقتربت الأضواء الحارقة من باسل لاحظ الساحر وايد شيئا غريبا يحدث، هناك طاقة سحرية ثانية مختلفة تخرج من جسد باسل و في لحظة</p><p></p><p><em>بوووووووووووم</em></p><p></p><p>حدث انفجار ناري كبير ألغى قوة تلك الأضواء الحارقة، دمر باسل جميع المرايا في آن واحد و حرق الغرفة الضخمة بأكملها، ترك الساحر وايد مصدوما بعدما حمى نفسه بسحر الضوء و نجى من الانفجار، و قال بينما عيناه لا تصدقان ما تريان "س-سحر النار؟"</p><p></p><p>"هذا صحيح" قال باسل و أكمل عندما وصل أمام الساحر وايد في لحظة "و الآن فلتخبرني، من قصدت بكلامك سابقا؟ عمن تحدثت؟ من يريد استغلال تلك الع****؟ و كيف لك أن تملك الإكسيرات"</p><p></p><p>"همم" تهجن الساحر وايد و قال "اذهب للجحيم"</p><p></p><p>قال باسل "آه، هكذا إذا، حسنا، فلتمت"</p><p></p><p>أخرج باسل سيفا سحريا أبيضا و شحن سحر النار به ثم عززه بسحر التعزيز، فأصبح سيفا ناريا عملاقا لا مجال للهرب منه</p><p></p><p>لوح باسل السيف و قال "النار الملتهمة"</p><p></p><p>ثم قال الساحر وايد في آخر لحظة قبل أن يمر من خلاله السيف "سحران هاه، كيف لهذا أن يكون ممكنا؟ هل اخترق المستوى السابع بالفعل؟ هذا هراء ببساطة"</p><p></p><p><em>ووووش</em></p><p></p><p>قطعه باسل لنصفين، فسقط النصفين الاثنين على الأرض و احترقا حتى أصبحا رمادا</p><p></p><p><em>جوااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه</em></p><p></p><p>صدرت من وراء باسل صرخة مدوية تقشعر لها الأبدان، و عندما التف ليرى ما الذي حدث وجد بأن الوحش الغريب من السابق قد استيقظ و الفتاة كانت نائمة و لم تصب بأي جرح من الانفجار السابق</p><p></p><p>لم يصدق باسل هذا الأمر، لكنه توقف عن التفكير و ركز على الوحش الغريب الذي أمامه، كان بكبر الخمس أمتار، بذراع نمر البرق و ذراع نمر الجليد الأزرق، و برأسين أسد، جسده كان عبارة عن اختلاط بين الوحوش السحرية و له ذيل يبدو كما لو أنه جزء من ملك الثعابين الشره</p><p></p><p><em>جواااااااااااااااااااااااااااااه</em></p><p></p><p>صرخ الوحش الغريب مرة أخرى، و عندما رأى باسل أمامه بدأ يشحذ طاقته السحرية و بتلويح من ذراعه الخاصة بنمر البرق، أطلق عدة هجمات برقية</p><p></p><p>صدم باسل من الذي حدث لكنه فعل سحر التعزيز و راوغ الهجمات البرقية، و بمجرد ما أن فعل، بتلويح من ذراع الوحش الخاصة بنمر الجليد الأزرق مرة أخرى اتجهت نحوه عدة أشواك جليدية كبيرة، راوغها مرة أخرى، لكنه عندما فعل خرج من الأرض عدة أعمدة حجرية استهدفته فحطمها</p><p></p><p>توقف باسل بينما يلهث، لقد قاتل للتو ساحرا في المستوى السادس، و الآن ظهر وحش غريب لديه العديد من أنواع السحر</p><p></p><p>هذه المعركة سيكون من الصعب الفوز بها بالطرق العادية، أخرج 'عباءة الشفاف' فارتداها و اختفى</p><p></p><p>بقي الوحش الغريب يبحث عن العدو فلم يجده، ثم بدأ يستخدم حاسة الشم ليحدد موقع باسل</p><p></p><p>و بعد أن عرفه شحذ طاقته السحرية من جديد و أطلق هذه المرة هجوما سحريا مكونا من ثلاث عناصر مختلفة و كلها ذهبت نحو مكان واحد</p><p></p><p><em>بوووووووم</em></p><p></p><p>حدث انفجار عندما وصلت الهجمة الممزوجة بثلاث عناصر سحرية إلى المكان المقصود، و إذا بباسل يظهر بدرع سحري ذهبي و من دون وجود أي خدش عليه</p><p></p><p></p><p>كان الدرع رقيقا و و يلائم جسد باسل تماما كما لو أنه صنع من أجله فقط لا غير، ثم أخرج سيفين أبيضين ثم وقف في وضعية الاستعداد</p><p></p><p>"يبدو أنني سأحتاج للقتال بكل قوتي و إلا سحب البساط من تحت رجلي" بعدما انتهى باسل انطلق في اتجاه الوحش الغريب</p><p></p><p>وجه طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز نحو السيفين و الدرع فتوهجت النقوش المرسومة عليهم ثم شرع في هجومه</p><p></p><p>راوغ هجمات الوحش الغريب و ضرب بالسيفين الأبيضين بسرعة كبيرة، و إن شاهد أحد ما القتال سيصدم من سرعة تحرك الاثنين، خصوصا سرعة باسل</p><p></p><p>كان الوحش قادرا على مواكبة سرعة باسل بسبب رجليه الخاصتين بـ'الفهد الشبح' من المستوى السادس، كان يراوغ بعض هجمات باسل و يطلق عدة هجمات مختلفة</p><p></p><p>أصبحت المعركة في قمة الإثارة بالنسبة لباسل، أحس كما لو أنه يواجه عدة خصوم في وقت واحد، و مع ازدياد تحمسه ازدادت سرعته</p><p></p><p><em>ووووووووووووش</em></p><p><em></em></p><p><em>قطع</em></p><p></p><p>قطع باسل الذراع الخاصة بنمر البرق و إذا بالوحش الغريب يلوح بذراعه الأخرى كما لو أنه لم يحدث شيئا، لم يصرخ من الألم و لم تظهر عليه أي تعبيرات ألم، و بدل ذلك رد الهجوم فقط</p><p></p><p>تعجب باسل من هذا المنظر لكنه لم يتوقف و عندما حاول قطع الذراع الثانية وجد نفسه لم يعد يستطيع التحرك</p><p></p><p><em>بوووووووووووووووم</em></p><p></p><p>تقدم الوحش الغريب و ضرب باسل بكف نمر الجليد الأزرق ثم أطلق في نفس الوقت عدة أشواك جليدية</p><p></p><p>حلق باسل من شدة قوة الكف و ضرب مع الحائط و تعرض لهجمات جليدية على شكل أسهم و أشكواك كبيرة باستمرار، لكنه وقف مع القليل من الدم فقط ينزل من فمه</p><p></p><p>"ذلك الهجوم سابقا، إنه الخاص بملك الثعابين الشره لكنه أقوى، و الآخر خاص بنمر الجليد الأزرق من المستوى الخامس، إنها حقا تشكيلة غريبة مجموعة في هذا الوحش، كان من الجيد ارتدائي درعي و إلا كانت العواقب وخيمة"</p><p></p><p></p><p>بعدما انتهى باسل من الكلام هاجم مرة أخرى بعد توجيه الطاقة السحرية للدرع و السيفين، كانت المعركة ذات مدى قريب في صالح باسل لأنه يستطيع تجنب الهجمات السحرية المختلفة ذات المدى البعيد الخاصة بالوحش الغريب</p><p></p><p>استمرت المعركة هكذا لبعض الوقت حتى استطاع باسل قطع الذراع الأخرى، فسقط على الأرض ليقطع بعد ذلك الذيل الخاص بملك الثعابين الشره، ثم قطع رجلي الفهد الشبح و بقي الوحش مستلقيا على الأرض من دون القدرة على الحركة</p><p></p><p>كان الوحش الغريب يئن بشكل غريب، و النظرة التي في عينيه كانت كما لو أنه يطلب قتله</p><p></p><p>وقف باسل أمامه و قال "لقد كنت خصما جيدا للغاية على عكس ساحر الضوء ذاك، شكرا لك، و الآن فلتذهب لترتاح"</p><p></p><p>شحذ باسل سحر النار في السيفين معا و عزز بسحر التعزيز فكبر السيفين ليصل طولهما إلى الخمسة أمتار و صرخ "التهمي"</p><p></p><p>أصبح السيفين عبارة عن سيفي نار ضخمين و لوح باسل بهما في نفس الوقت نحو الوحش الغريب فنزلا عليه منهيان حياته البائسة بتحويله لرماد</p><p></p><p>"فوو" تنفس باسل و أرجع الدرع و السيفين لمكعب التخزين ثم التف لمكان الفتاة النائمة</p><p></p><p>اقترب منها ثم أخرج ثوبا غطى به جسمها الأبيض الذي كان يلمع كما لو أنه جوهرة، كان شعرها في لون أزرق فاتح قريب للأبيض، كانت صغيرة، حوالي عمر عشر سنوات، و كانت غائبة عن الوعي تماما، فحتى بعد أن حاول باسل إيقاظها لم تستفق أبدا</p><p></p><p>حملها باسل و خرج من ذلك المكان و في طريقه أخذ معه العالم من السابق بعد أن أيقظه ليستجوبه لاحقا</p><p></p><p>كان مزاج باسل سيئا لأنه فقد الفرصة لمكافأة تلك الع****، لكن عقله الآن مشغول كليا بالتفكير في طبيعة هذه الفتاة</p><p></p><p>ففي الطريق سأل باسل ذلك العالم الذي كان يتبعه بهدوء، فلو حاول الهرب سوف يمر بعذاب قاس فقط</p><p></p><p>"ما الذي كنتم تفعلونه لهذه الفتاة؟"</p><p></p><p>قال العالم بهلع "أنا فقط أمرت، لم أقم بهذا بإرادتي"</p><p></p><p>عبس باسل و قال "أجب عن السؤال فقط"</p><p></p><p></p><p>خاف العالم من نظرة باسل ثم أجاب "إنهم يحاولون صنع كائن يملك قوة الوحوش، عن طريق المرور من العديد من التجارب نتج ذلك الوحش الذي قتلته"</p><p></p><p>"ما هي كينونة ذلك الوحش بالضبط؟" سأل باسل مرة أخرى</p><p></p><p>أجاب العالم "لقد كان بشريا" صدم باسل ليكمل العالم كلامه "إنهم يأخذون عينات ددمم من مختلف الوحوش و يحقنونها في الشخص مع الكثير من الطاقة السحرية الخاصة بأحجار الأصل"</p><p></p><p>عبس باسل بشدة ليقول العالم "أنا حقا ليس لي علاقة بالأمر، قد أكون عالما مجنونا، لا، أخطأت، قصدت عالما متطلعا للاكتشاف لكنني لن أصل لهذه الدرجة"</p><p></p><p>تكلم باسل بنبرة حادة و نية قتل تخرج من عينيه "أصمت"</p><p></p><p>وضع العالم يديه على فمه بسرعة من شدة الخوف ثم تبع باسل الذي كان وجهه أسودا من الغضب، لقد حدثت الكثير من الأمور مؤخرا قد أزعجته، هربت من يديه تلك العاهرة، و يجب عليه أن يعرف من هم أولئك السود، و كيف للساحر وايد أن يملك الإكسيرات؟ ماذا قصد بكون تلك العاهرة ورقة مهمة لإكمال خطتهم؟ عن من تحدث؟</p><p></p><p>راودت العديد من الأسئلة ذهن باسل ليقرر "يجب أن أنتهي من موضوع الانقلاب هذا لأركز على معرفة هؤلاء الأشخاص، أظن أن الساحر وايد له علاقة بالأشخاص السود" التف للعالم ثم قال "أيها العالم المجنون، سوف تعتني بهذه الفتاة و تحاول القيام بكل ما تستطيع لجعلها تستيقظ، سوف تذهب معي الآن، إن حاولت الهروب لن تسلم فقط بتعذيب قاس، بل سأقتلك"</p><p></p><p>"نـ-نعععععم" قالها العالم بصوت مذعور ثم قال بصوت غير مسموع "أنا لست عالما مجنونا"</p><p></p><p>التف باسل و قال "هاه، ماذا قلت؟"</p><p></p><p>أجاب العالم في الحال "لا، لا، لم أقل شيئا، إنها الرياح فقط يا سيدي"</p><p></p><p>ثم ذهب الاثنين و الواحدة النائمة</p><p></p><p>في هذه الأثناء كان الكبير أكاغي يتكلم مع شخص ما "حسنا ما رأيك، أ أنت معنا؟"</p><p></p><p>أجاب الشخص الذي وُجِّه له الكلام "أنا 'روز بيمبي' أقسم أني سأمد لكم يد المساعدة"</p><p></p><p>"أنا مدين لك" قالها الكبير أكاغي و غادر</p><p></p><p></p><p>قال الرئيس تشارلي بعدما خرجوا من القصر الذي كانا به "أبقي أحد آخر لنذهب إليه؟"</p><p></p><p>أجاب الكبير أكاغي "لا، كان هذا آخر واحد من المرشحين للاستجابة لطلبنا بالكلام فقط، الآن سأذهب للقاء حليفنا للتكلم عن موعد بدئنا انقلابنا"</p><p></p><p>"هاهاها" ضحك الرئيس تشارلي و قال "حليفك، هاه؟ إنها تلائمه حقا، بما أنه يشبه ذلك الفتى جاسر"</p><p></p><p>صدم الكبير أكاغي من كلام الرئيس تشارلي ثم قال "إذا لست وحدي من يعتقد هذا"</p><p></p><p>أكملوا الطريق نحو القصر</p><p></p><p>بعد أيام وصل باسل للقصر فذهب ليضع الفتاة الغائبة عن الوعي في غرفته و أمر العالم المجنون بالاعتناء بها، ثم اتجه نحو القاعة الرئيسية ليخبر الكبير عن الموعد الذي قد سبق و قرره</p><p></p><p>"نعم" تكلم باسل "بعد يومين من الآن أيها الكبير أكاغي، ليس هنالك أي سبب لنطيل الأمر أكثر، كل شيء في أتم الاستعداد، قواتنا قد نمت كثيرا، تحدثنا مع العائلات التي بدت لا تطيق حكم عائلة غرين و نجح الأمر، لدينا الآن حلفاء كافيين، و لم يتبقى لنا سوى القيام بالخطوة الأخيرة، ألا و هي 'الانقلاب' "</p><p></p><p>تكلم الكبير أكاغي "حسنا لك هذا يا حليفنا، و قبل هذا، أريد سؤالك عن شيء ما أردت أن أسألك عنه منذ مدة طويلة"</p><p></p><p>قال باسل "تفضل أيها الكبير"</p><p></p><p>قال الكبير أكاغي "يا حليفنا، لا تأخذ الأمر كما لو أنه تحقيق في أمرك، فأنا أثق بك ثقة عمياء" تعجب باسل ليسأل الكبير "ما اسم أبيك يا حليفنا؟"</p><p></p><p>تعجب باسل من سؤال الكبير كثيرا ثم أجاب "أنا لا أعرف لم سألت مثل هذا السؤال، لكن اسم أبي كان 'جاسر' "</p><p></p><p>"إنه كما توقعت تماما بعد كل شيء" تنفس الكبير أكاغي ثم تذكر كلام باسل و قال "انتظر، قلت 'كان'؟"</p><p></p><p>أجاب باسل "نعم، أبي مات قبل أن أولد في الدمار الشامل"</p><p></p><p>"ما..ذا؟" صدم الكبير أكاغي ثم قال "يا إلهي، ظننت أنني أخيرا سأجد ابني لكن..."</p><p></p><p>قال باسل بتعجب "ابنك؟ ما الذي تقصده أيها الكبير بإيجادك لابنك؟ ما علاقة سؤالك عن أبي بإيجادك لابنك؟"</p><p></p><p>تكلم الكبير أكاغي "يا حليفنا، لقد كان أباك ينتمي لعائلتنا"</p><p></p><p>صدم باسل من هذا الكلام ثم قال "هاه، ما الذي تقصده، كيف يمكن لهذا أن يحدث؟" ثم تذكر باسل أمه التي كانت قلقة بغرابة عندما كان يريد المغادرة و انتظر جواب الكبير</p><p></p><p>قال الكبير "أنا سأشرح لك كل شيء، لكن قبل هذا فلتتبعني، أريد منك ملاقاة زوجتي و ابنتي"</p><p></p><p>أماء باسل رأسه بغرابة ثم قال "آه"</p><p></p><p>تبع باسل الكبير، خرجا من القاعة الرئيسية و اتجها نحو حديقة هادئة عميقا في القصر، و في طريقهما أتت أنمار لترافق باسل</p><p></p><p>قالت أنمار بابتسامة "هل تخلصت من تلك الأميرة؟"</p><p></p><p>أجاب باسل "لا"</p><p></p><p>"هاه؟" صرخت أنمار متعجبة ثم أكملت سائلة "لماذا؟ ما الذي حدث؟"</p><p></p><p></p><p>أجاب باسل بعبوس "حدثت بعض العقبات، أنا ليس لدي وقت لهذا الآن، سأشرح لاحقا"</p><p></p><p>"إلى أين نحن ذاهبين بالمناسبة؟" سألت أنمار</p><p></p><p>فأجاب باسل "للقاء الزوجة و الابنة"</p><p></p><p>تعجبت أنمار فسألت "لماذا؟"</p><p></p><p>أجاب باسل "لا أعلم، فقط توقفي عن الأسئلة الآن، إن رأسي مملوء كفاية"</p><p></p><p>تكلمت أنمار "ماذا؟ ماذا؟ هل اشتاق الابن لأمه بالفعل؟ لقد مرت 6 أشهر بالفعل، و هذه هي أقصى مدة غبت فيها عنها بالسنة الماضية فطلبت من المعلم أن يتركك لتذهب لرؤيتها، سابقا لم تستطع التحمل أكثر من 6 أشهر، ماذا؟ هل جاءتك الحالة مرة أخرى؟ فوفوفو"</p><p></p><p>ضحكت أنمار على باسل، فتذكر هذا الأخير شيئا، بسبب انشغاله كثيرا هذه الشهور لم يشعر بالوقت و كانت قد مرت 6 أشهر بالفعل، فقال "سنذهب لنراهم بعد انتهائنا من عملنا، فيجب أيضا أن أسأل أمي عن سبب قلقها الغريب قبل مغادرتي"</p><p></p><p>قالت أنمار بتعجب "قلق؟ أليس هذا الأمر كالعادة فقط؟"</p><p></p><p>أجاب باسل "لا، هذه المرة كانت كما لو أنها لم ترد مني أن أذهب للعاصمة لسبب ما"</p><p></p><p>تفاجأت أنمار و توقفت ليسألها باسل "ما بك؟"</p><p></p><p>قالت أنمار "لم تردك أن تذهب للعاصمة؟"</p><p></p><p>قال باسل "هذا ما قلته، ما بك؟"</p><p></p><p>قالت أنمار "هذا غريب، أمي أيضا لم ترد أن تتركني أذهب للعاصمة عندما أخبرتها، فهي كانت معارضة لهذا تماما لسبب ما لم ترد أن تخبرني به، لكني قلت لها أنني سأذهب مهما حدث بما أنك ذاهب، و لم يتبقى لها أي خيار آخر سوى الموافقة"</p><p></p><p>تفاجأ باسل "ما الذي يحدث هنا بالضبط؟ حتى أمك؟"</p><p></p><p>سكتت أنمار و تبعت باسل الذي كان شاردا بتفكيره بينما يتبع الكبير أكاغي حتى وصلوا لحديقة واسعة مليئة بالزهور، و في الوسط تجلس امرأتان حول طاولة دائرية صغيرة و تشربان الشاي بهدوء بينما *** صغير في عمر الرابعة أو الخامسة يلعب في الأرجاء</p><p></p><p></p><p>عندما رأت المرأتان الكبير أكاغي وقفت إحداهن و جرت نحوه بينما تقول "أبي، لقد أتيت، إن هذا نادر"</p><p></p><p>كانت هذه المرأة فاتنة جدا و منظرها يأسر عيون الرجال، بشعر ذهبي و عينين ذهبيتين، عندما رآها باسل تعجب من جمالها و فهم سبب ملاحقة الأمير الأول لها</p><p></p><p>عانقت الكبير أكاغي بقوة ثم قالت "أمي، إنه أبي، لقد أتى أبي، ألن تأتي لتحيته؟"</p><p></p><p>قالت الأم التي تجلس بعيدا "و ماذا في ذلك؟ أنت دائما ما تتحمسين كثيرا من الأمور البسيطة"</p><p></p><p>"أممم" نفخت الابنة وجنتها ثم قالت لأبيها "لا تأخذ كلامها بجدية يا أبي، إنها لا تتوقف عن الكلام عن تأخرك في المجيء"</p><p></p><p>"أمم" قال الكبير أكاغي "آه، إنني متأسف لقد كنت مشغولا هذه الأيام و لم أجد الوقت المناسب"</p><p></p><p>قالت الأم من بعيد "همم، فلتصنعه إن لم تجده"</p><p></p><p>عبست الابنة من تصرف والدتها ثم نظرت في اتجاه الفتى و الفتاة في الخلف و قالت "أبي من هذا الفتى و هذه الفتاة؟"</p><p></p><p>"قال الكبير أكاغي فلنجلس لنتحدث قليلا"</p><p></p><p>جلس الجميع حول الطاولة ليتحدث الكبير "إن هذا الفتى هو الذي حدثتكما عنه سابقا، إنه حليفنا باسل"</p><p></p><p>"هاه" تعجبت الابنة و أمها ثم قالا "لقد قال أبي أنك فتى لكني لم أكن أظن أنك بهذا الصغر، ظننت أنك في عمر العشرين على الأقل. آه، لا تأخذها مني قلة أدب، أنا فقط تفاجئت"</p><p></p><p>أماء باسل رأسه لتكمل الابنة "لم أقدم نفسي بعد، أنا اسمي 'كريمزون سكارليت' متشرفة بمعرفتك و..."حنت الابنة رأسها مما جعل باسل متعجبا من المنظر أمامه، المرأة التي كانت تبدو قبل قليل كالفتاة الصغيرة المتحمسة عندما رأت أباها، تغيرت في الحال لتصبح مثل هذه المرأة الناضجة، شاهدت أنمار عيني باسل المندهشتان من المرأة التي أمامهما و لم يعجبها الحال، فصنعت تعبيرا خطيرا و خرجت من عينيها نية قتل خفيفة</p><p></p><p>لم يعط باسل لهذا الأمر أهمية. أكملت 'كريمزون سكارليت' بعد انحنائها لباسل قائلة "أنا أشكرك من أعماق قلبي يا حليفنا، لقد وضعت ذلك الوضيع في السجن. في تلك الليلة خطفني عدة أشخاص بناء على أوامره لكنه أفلت من العقاب، لم نستطع تحمل هذه المذلة و أتيت أنت و أفرحتنا، إنني لا أعرف كيف أرد لك هذا الجميل أبدا"</p><p></p><p>رفع باسل يديه و قال "أنت لا تحتاجين لشكري أيتها الأميرة، كل ما فعلته كان من أجل نجاح خطتنا و صادف فقط أن كان الأمير الأول هو العقبة الأولى التي يجب علينا تجاوزها"</p><p></p><p></p><p>قالت سكارليت "حتى و لو كان كذلك الأمر فهذا لا يغير حقيقة جلبك لشرفنا الذي سلب منا لمدة" ثم تذكرت أمرا "لماذا ناديتني بالأميرة؟"</p><p></p><p>تعجب باسل "ما الخطأ في مناداة أميرة بالأميرة، هل هذا غريب؟"</p><p></p><p>قالت سكارليت "لا، لكني لم أعد أميرة بعد الآن"</p><p></p><p>قال باسل "لكنك سوف تعودين لكونك الأميرة، لذا قررت مناداتك بذلك منذ الآن لأعتاد على الأمر، فالاسم الذي أنادي به أي شخص بالمرة الأولى غالبا ما سيكون هو ما أناديه به دائما"</p><p></p><p>ابتسمت سكارليت و ضحكت "فوفوفو، إنك حقا ممتع يا حليفنا" ثم التفت لأمها و حملقت بها</p><p></p><p>تكلمت الأم بكل برودة و من دون ذرة انفعال بينما تشرب كوبا من الشاي "أنا أيضا أشكرك يا فتى"</p><p></p><p>قالت سكارليت "هوي، أمي لا تكوني هكذا، هيا، ألم تكوني متحمسة للقاء حليفنا؟"</p><p></p><p>أكملت فقط الأم شرب الشاي بهدوء و لم تجب ابنتها التي تحسرت على أمها و قالت "لا تأخذها بجدية، فهي في الحقيقة كانت متشوقة للقاءك"</p><p></p><p>ابتسم باسل و قال مع نفسه "كانت متشوقة للقاء الكبير و عاملته ببرود و الأمر سيان معي، أشعر أنني فهمت شخصيتها" ضحك باسل في نفسه</p><p></p><p>قال الكبير أكاغي "حسنا فلندخل في الموضوع المهم"</p><p></p><p>"هاه؟" تعجبت سكارليت و أكملت سائلة "ألم تأتي بحليفنا بسبب طلبنا لهذا و كان هذا هو الموضوع المهم؟"</p><p></p><p>أجاب الكبير أكاغي "هذا صحيح، لكن السبب الرئيسي لمجيئي قد تغير"</p><p></p><p>قالت سكارليت باقتناع "آه، هكذا إذا، لكن قبل هذا فلتقدم لنا السيدة الصغيرة"</p><p></p><p>قال الكبير أكاغي "آه، إنها مرافقة حليفنا، اسمها أنمار"</p><p></p><p>قالت سكارليت "متشرفة بمعرفتك يا أنمار"</p><p></p><p></p><p>أجابت أنمار بابتسامة "أنا كذلك أيتها الأميرة"</p><p></p><p>عبست سكارليت و نفخت وجنتها ثم قالت "أ أنت أيضا ستناديني بلقب؟ لا أريد هذا فلتناديني باسمي"</p><p></p><p>ابتسمت أنمار و قالت مع نفسها "إن هذه الأميرة حقا غير مفهومة، تارة تكون كشخص بالغ في الكلام، و تارة أخرى تتحول لهذه الفتاة الصغيرة" ثم قالت بصوت مسموع "آه، حسنا سأناديك بسكارليت كما أردت"</p><p></p><p>"ياي" فرحت الأميرة ثم نظرت في جهة أمها فوجدتها ترتعد و كوبها يكاد ينفلت من يدها كما لو أنها سمعت شيئا صدمها للغاية، نعم، كما لو أنها سمعت خبر عودة ابنها المفقود أو خبر موت شخص عزيز على قلبها</p><p></p><p>هدأت بعد مدة ثم قالت "لا، لا شيء" ثم أكملت بصوت غير مسموع "يا لها من صدفة غريبة" و عادت لحالتها الهادئة مرة أخرى</p><p></p><p>تكلم الكبير أكاغي "بالنسبة لموضوعنا، أنا أتيت بخبر قد يفرحكم، لكنه قد يكون سببا في ازدياد حسرتكم فقط و حزنكم"</p><p></p><p>استغربت الأم و الابنة و كذلك باسل بما أن هذا الموضوع يبدو أنه سيكون عليه</p><p></p><p>قالت الابنة "عن ماذا تتحدث يا أبي؟ ما نوع الخبر الذي سيفرحنا و يحزننا في نفس الوقت؟"</p><p></p><p>أجاب الكبير أكاغي بعد أن تنفس "حليفنا باسل الذي أمامكم هو في الحقيقة ابن 'جاسر' "</p><p></p><p><em>سقوط</em></p><p><em></em></p><p><em>تكسر</em></p><p></p><p>أسقطت الأم كوب الشاي و بقيت مركزة عينيها على جهة واحدة من دون أن ترمش حتى للحظة واحدة</p><p></p><p>صدمت سكارليت هي الأخرى من هذا الخبر، حليفهم هو في الحقيقة ابن 'جاسر'، ما هذه الصدفة الغريبة الصادمة؟</p><p></p><p>لم يتكلم أحد لمدة و باسل أصبح لا يفهم الوضع أكثر، قال الكبير أكاغي "حسنا هذا هو المتوقع، أنا أعرف أنكم صدمتم من هذا الخبر، و قد يكون أفرحكم لوهلة لكن..."</p><p></p><p>أوقف كلام الكبير وقوف الأم بسرعة من كرسيها و اتجاهها نحو المكان الذي كانت مركزة عليه نظرها سابقا حتى وصلت له، فكانت واقفة أمام أنمار و نظرتها المندهشة لم تتغير أبدا، ثم فجأة عانقت أنمار بكل قوة</p><p></p><p>تعجب الجميع من هذا المشهد، و خصوصا الكبير أكاغي "ما الذي يحدث هنا؟"</p><p></p><p>استمرت الأم في عناق أنمار و لم تكف عن هذا، سأل الكبير أكاغي "ماذا تفعلين أيتها الأم؟ لماذا تعانقين على حين غرة السيدة الصغيرة؟"</p><p></p><p>أزاحت الأم ذراعيها من حول أنمار ببطء و تنفست الصعداء ثم قالت "أيها الأب، لقد ظننت أنها صدفة عندما سمعت اسمها لأول مرة لكن عندما قلت هوية حليفنا باسل، تأكدت تماما"</p><p></p><p>تعجب الجميع ثم سأل الكبير أكاغي "ماذا تقصدين بتأكدك؟ أي شيء تأكدت منه؟"</p><p></p><p>تنفست الأم مرة أخرى و قالت "أنَّ أنمار هذه هي ابنة ابننا 'أكاي' "</p><p></p><p>صدم الكبير أكاغي و سكارليت من الخبر و كانت أنمار و باسل بنفس شدة الصدمة</p><p></p><p>تكلمت أنمار "كيف لك أن تعرفي اسم أبي؟ و ماذا تقصدين بأن أبي ابنكم؟"</p><p></p><p></p><p>أجابت الأم "كما توقعت، لقد كنت محقة"</p><p></p><p>قال الكبير اكاغي "هل الأمر حقيقة؟ انتظري لحظة، أنمار مرافقة باسل الذي هو ابن جاسر، هذا ممكن، لكن بهذا فقط لم يكن بإمكاني الجزم بهذا، كيف عرفتي هذا؟"</p><p></p><p>قالت الأم "ابننا أكاي كان سيسمي **** المولود بأنمار بناء على طلبي، فعندما سمعت اسمها أول مرة تحرك قلبي لأن ابننا وعدني بتسمية حفيدنا بهذا الاسم، لكني هدأت واعتقدتها فقط مجرد صدفة، لكنك عندما أعلنتَ عن هوية حليفنا باسل تأكدت من الأمر، فبما أن أنمار هذه مرافقة باسل الذي هو ابن جاسر فلا شك من أنها حفيدتنا"</p><p></p><p>فهم الكبير أكاغي شرح الأم ثم قال "هكذا إذا، لم أكن أعلم بهذا الوعد الذي بينك و بين ابننا" ثم حدق في أنمار مطولا بنظرة حنونة، كم هو مفرح هذا الخبر يا ترى؟</p><p></p><p>تكلم باسل بعدما تلخبطت أفكاره "انتظر لحظة، أنا لا زلت لم أستوعب الأمر هنا، لا تقتنعوا لوحدكم، عن ماذا تتحدثون؟ في الأول الكبير أكاغي عرف اسم أبي و الآن السيدة الكبيرة عرفت اسم أب أنمار و تقولون أنه ابنكم، فلتشرح الأمر لي بروية أيها الكبير أكاغي، و ماذا قصدت سابقا بما قلته عن انتماء أبي لعائلتكم؟"</p><p></p><p>"هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها" ضحك الكبير أكاغي من دون توقف فترك الجميع مستغربا، ذلك الكبير الهادئ يضحك بجنون الآن، ما الذي يحدث؟ باسل و أنمار تركا في حالة صدمة</p><p></p><p>تكلم الكبير أكاغي "إن القدر شاء أن يجمعنا، فهذه الصدف لا تحدث كثيرا"</p><p></p><p>قالت الأم "نعم معك حق، لم أعتقد يوما أنني سألتقي بحفيدتي قبل ابني" ثم وجهت نظرها لأنمار و قالت "كيف حال أبيك يا أنمار؟"</p><p></p><p>عبست أنمار و عندما شاهدها الكبير أكاغي فهم الأمر فعبس أيضا و أحكم قبضتيه، لقد تذكر أن جاسر أب باسل مات في الدمار الشامل، و من نظرة أنمار لابد أن الشيء مثله حدث لابنه، تحسر كثيرا بداخل قلبه و ترك الأم لتسمع الجواب من فم أنمار</p><p></p><p>"أبي مات في الدمار الشامل"</p><p></p><p>سقطت الأم في مكانها من شدة الصدمة، فرجليها لم يعد باستطاعتهما حملها، كريمزون سكارليت دهشت كثيرا ثم صدمت أكثر بخبر موت أخيها، كان دائما لهم أمل في الالتقاء بـ'كريمزون أكاي' يوما ما، لكن هذا الأمل تحطم للتو</p><p></p><p>نهضت سكارليت من الكرسي و اتجهت نحو أمها لتواسيها، كم كان هذا الأمر محطما للفؤاد، لقد فقدت ابنها الأول بالقتل، و الثاني كان الأمر سيان معه</p><p></p><p>وجهت سكارليت نظرها نحو باسل بينما الدموع تنهمر من عينيها، و قالت "ماذا عن أخي الأكبر جاسر؟"</p><p></p><p></p><p>تفاجأ باسل من طريقة تكلم سكارليت عن أبيه و أجاب بعد أن عبس "لقد مات هو أيضا في الدمار الشامل، أخبرتني أمي أنهما ضحيا بنفسهما من أجل أن تعيش عائلتيهما"</p><p></p><p>زادت حسرة سكارليت، و تشوش باسل أكثر عندما سمع طريقة تكلم سكارليت عن أبيه</p><p></p><p>قال باسل "حسنا، أنا حتى الآن لا أعرف ما العلاقة التي بين أبوينا نحن الاثنين و بينكم بالضبط، و كيف لهذه العلاقة أن تكون موجودة أصلا، فلتشرح أيها الكبير من فضلك، رأسي ممتلئ بالكثير من الأشياء بالفعل، و لا أريد أن أضيف إليه شيء سيفقدني تركيزي عن الأشياء المهمة أمام أعيني"</p><p></p><p>"آه، حسنا" قال الكبير أكاغي "لكن قبل هذا، فلنرجع بالزمن للوراء لتفهم هويتك الحقيقية يا حليفنا"</p><p></p><p>قبل آلاف السنين، قبل أن تكون إمبراطوريتنا موجودة، كان هناك صديقان مفضلان لبعضهما البعض، ليس هناك من يفلت بمس أحدهما من عقاب الآخر، كانت علاقتهما أكثر قرابة من الأخوة</p><p></p><p>كان الأول اسمه كريمزون و يتميز بشعر قرمزي و عينين حمراوين كالخاصين بك و الثاني كان اسمه باسل كاسمك</p><p></p><p>تعجب باسل من هذا الأمر ليكمل الكبير</p><p></p><p>كانت علاقتهما ببعض كبيرة و دائما ما يكونان معا، في ذلك الوقت كانت الإمبراطورية عبارة عن ممالك كثيرة متحاربة فيما بينها</p><p></p><p>كان حلم الصديقان هو توحيد هذه الممالك ليصيروا بلدا واحدا، فلو استمر الوضع على ذلك الحال، فسيستعمرون من طرف أحد الإمبراطوريتين الأخريين عاجلا أم آجلا</p><p></p><p>كبر الصديقان ليصير اسمهما معروف في شتى أنحاء العالم، وصل كريمزون للمستوى السابع و باسل للمستوى السادس و لم يستطع أحد الوقوف في وجههما</p><p></p><p>تزوج باسل من عائلة نبيلة و بدأت عائلته تكبر شيئا فشيء، أما كريمزون فقد تزوج من عامية فقط، و ظلت عائلته تضمه هو و زوجته أبناءه الثلاث فقط</p><p></p><p>لم يتوقف حلم الاثنين، و كان باسل يقوم بالارتقاء للأعلى أكثر، بينما كريمزون يقوم بتنقية طريقه و العواقب التي قد يتعرض إليها، و يمحو أي تهديد قد يصيبه، و يزيح قمامة السوق السوداء و العالم السفلي</p><p></p><p>استمر هذا الوضع هكذا إلى أن جاء ذلك اليوم الذي كان يوم فراق الصديقين المفضلين</p><p></p><p></p><p>نُصِب فخ لهما تسبب في موت كريمزون و بقاء باسل. كان بقاء باسل على قيد الحياة بفضل تضحية صديقه المفضل كريمزون</p><p></p><p>و لهذا أقسم على إكمال حلمهما، فوحد الممالك و صار إمبراطور الإمبراطورية التي صنعها، و عندما حقق الحلم المنتظر، قرر تسمية إمبراطوريته بـ'الشعلة القرمزية' و تلقيب نفسه و عائلته بـ'كريمزون' تيمنا بصديقه المتوفى</p><p></p><p>فأصبح اسمه الكامل 'كريمزون باسل'</p><p></p><p>كان كريمزون موهوبا للغاية، فحتى صديقه باسل لم يصل لمستواه أبدا، و كذلك كان أبناؤه الثلاث. هؤلاء الأواخر قاموا باتباع صديق أبيهما بناء على وصاية هذا الأخير</p><p></p><p>فاستمرت العلاقة التي كانت بين الصديقين المفضلين و مرت إلى أحفادهم وصولا لجيل أبيك جاسر و ابني أكاي</p><p></p><p>كان أبوك 'جاسر' حفيد 'عشيرة النار القرمزية' التي كانت قرابتها بعائلة كريمزون سرية، لكنها كانت أقوى قرابة، و لم تكن علاقة تابع و سيد أبدا</p><p></p><p>فنحن أيضا حافظنا على وصية المؤسس بمعاملة 'عشيرة النار القرمزية' كنصفنا الآخر و اعتبرناهم عائلتنا نفسها</p><p></p><p>لكن عشيرة النار القرمزية اتبعت نهج مؤسسها و استمرت في دعم عائلتنا من الظلال و لم تخرج للضوء أبدا، و لم يعرف عنها سوى المرتبطين بعائلتنا</p><p></p><p>حتى قبل خمسين سنة، كانت السبب في مقدرتنا على مواجهة العديد من العائلات مرة واحدة و إطالة حكمنا لليلة كاملة، لكن انتهى الأمر بفناءها في المقابل</p><p></p><p>عشيرة النار القرمزية معروفة بموهبة أبناءها منذ القدم و يتميزون بالشعر القرمزي و العيون الحمراء و سحر النار. هنا توقف الكبير للحظة و فكر مع نفسه "انتظر، لماذا حليفنا باسل إذا يملك سحر التعزيز و ليس سحر النار؟"</p><p></p><p>توقف عن التفكير في الأمر و أكمل</p><p></p><p>بعد 'انقلاب الليلة الواحدة'، لم يبقى سوى شخص واحد يرث ددمم عشيرة النار القرمزية و الذي مات بدوره مع ابني الأول مسموما، لكن لحسن الحظ ترك ابنا آخر الذي كان هو جاسر</p><p></p><p></p><p>و الباقي ستكون قد سمعته من الإشاعات، هرب ابني مني لأنني لم أسمح له بالزواج من سميرة أم أنمار، و هذا هو ندمي الوحيد في حياتي، لكن ما لم يُعرف للناس هو مرافقة صديقه جاسر له في رحلته و تركه لعائلتنا أيضا</p><p></p><p>و بعد خمسة عشر سنة عاد ابن جاسر و ابنة أكاي اللذان هما أنتما</p><p></p><p>فهم باسل القصة و ربط الأجزاء ببعضها، لهذا لم تردهما أمه و العمة سميرة أن يأتيا للعاصمة، لأنهما عرفتا أنهما قد يلتقيان بعائلة كريمزون</p><p></p><p>عرف باسل أخيرا هويته و أصله، سأل ذات مرة أمه عن أصله لكنها أجابت فقط بأنهم مجرد قرويين و أجداده ماتوا منذ زمن</p><p></p><p>و عندما سأل عن أبيه، قالت أنه مجرد عام من مدينة ما هو و أب أنمار، لذا كانا صديقين منذ الصغر</p><p></p><p>أنمار بالطبع كانت مشوشة، لكنها فهمت القصة و عرفت حقيقة أنها سليلة عائلة كريمزون لكنها لا زالت لم تستوعب هذا الأمر، فصدمت بهذه الحقيقة و نهضت من مكانها و غادرت</p><p></p><p>وقف باسل و قال "أيها الكبير أكاغي، أنا أعرف أن هذا قد يكون خبرا مفرحا لكم، لكنه صادم بالنسبة لنا كثيرا، سوف نتكلم في هذا الموضوع ثانية، فهذا شيء يتعلق بأصولنا" ثم غادر، لكنه توقف بعد تذكر شيء ما</p><p></p><p>"أيها الكبير، لقد قلت أنك أردت أن تسأل عن اسم أبي قبل مدة طويلة، لِمَ لَمْ تفعل بما أنه أمر بهذه الأهمية"</p><p></p><p>أجاب الكبير "آه، لقد كنت أريد سؤالك لكن كانت لدي شكوك، فلو اتضح في النهاية أنك لست ابن جاسر، فسوف تطلب تفسيرا عن سبب سؤالي عن اسم أبيك، و بالطبع أنا لن يكون بإمكاني البوح لك عن وجود عشيرة النار القرمزية، فظننت أنني سوف أهز ثقتنا ببعضنا البعض إن كنت مخطئا في ظني و تسرعت في السؤال"</p><p></p><p>"هكذا إذا" قالها باسل و أكمل طريقه</p><p></p><p>"آه، انتظر، يجب أن ترى شخصا ما غيرنا" تكلم الكبير أكاغي موقفا باسل</p><p></p><p>قال باسل سائلا "من هذا الشخص؟ أيا كان فأنا لم أعد في مزاج جيد لهذا"</p><p></p><p>ابتسم الكبير و قال "لا، أظن أنك ستريد أن تلتقي بها، فهي جدتك التي أتكلم عنها بعد كل شيء"</p><p></p><p>فتح عينيه بشدة، لقد صدم تماما، لكن عند ذكر الأمر، لقد قال الكبير أن جده مات لكنه لم يذكر أي شيء عن جدته. ظهر القليل من العرق البارد على وجه باسل، هل يوجد في هذا العالم شخص آخر لديه صلة ددمم معه غير أمه؟ هذا السؤال كان يحيره دائما، لكنه تخلى عن هذه الفكرة منذ زمن طويل، لذا الآن عندما عرف بتواجد هذا الشخص، لم يعرف أي تعبير عليه أن يصنع</p><p></p><p>ذهب لاحقا بأنمار ليتكلم معها</p><p></p><p>بقي الكبير و الأم و الابنة حائرين في مكانهم، مع أنهم فرحين كما قال باسل بإيجاد نسل ابنهم و نسل عشيرة النار القرمزية، لم يستطيعوا أن يظهروا فرحتهم على وجههم بسبب حزنهم</p><p></p><p>تذكر الكبير شيئا ما فقال للأم "هممم؟ انتظري، أيمكن أن اسم أنمار أتى من..."</p><p></p><p>**********************************************</p><p>في هذه الأثناء كان الجنرال منصف يتدرب في غرفة الانعزال مع التاجر ناصر، هذا الأخير قد اخترق للمستوى الثاني، و يبدو أنه يريد أن يشارك في الانقلاب، مما جعله يتحمس كثيرا و أراد أن يصبح أقوى سريعا، فطلب من الجنرال منصف مرافقته في التدريب</p><p></p><p>من جهة أخرى نمت القوة التي أنشأها باسل كثيرا عما كانت عليه، بما أنه أرشد القادة، و هؤلاء الأواخر أرشدوا البقية ثم اختاروا مئات الجنود و قاموا بتدريبهم كما فعل معهم باسل</p><p></p><p>(في البلاط الإمبراطوري)</p><p></p><p>كان الإمبراطور يتكلم مع شخص ما</p><p></p><p>"يا ابني الثاني، سمعت أنك لم تستطع إقناع كريمزون أكاغي ليعفو عن أخيك الأكبر"</p><p></p><p>"نعم" أجاب الأمير الثاني باحترام</p><p></p><p>قال الإمبراطور بصوت فخور و هادئ "أنا أعلم أنكما لستما من بطن واحدة، لكن دمي يسري في عروقكما أنتما الاثنين، لا أريد أن أرى أي صراع بينكما"</p><p></p><p>قال الأمير الثاني باحترام "أنا أعلم يا سيادة الإمبراطور، و لا تقلق بشأن هذا، فبما أن الأمير الأول قد دخل السجن المركزي، فلا أظن أنني قادر على التخاصم معه حتى"</p><p></p><p></p><p>حدق الإمبراطور في ابنه الثاني ثم قال "أنت كنت المرشح الثاني للعرش، لكن بعد أن دخل ابني الأول للسجن، أصبحت المرشح الأول، و لا يوجد مرشح قد يتغلب عليك، ما شعورك الآن و السلطة أمام عينيك؟ أنا لم يتبقى لي الكثير، الكل يعرف هذا، فحتى أخوك كان ينتظرني أدفن ليعتلي العرش، هل أنت أيضا مثله؟ كل ما تفكر به هو العرش و السلطة؟"</p><p></p><p>"أنا.." تردد الامير الثاني</p><p></p><p>أكمل الإمبراطور "أمم، يبدو أنني كبرت في العمر حقا، أن أسأل مثل هذه الأسئلة، حسنا، هذا لا يهمني، لكن سأقول لك شيئا، عائلة كريمزون لن تبقى ساكنة دائما، في جيل والدي تم الانقلاب، لكن أبي بنفسه مات في هذا الانقلاب فاعتليت العرش، حكمت لمدة خمسين سنة و لم تقم عائلة كريمزون بأي شيء ضدي، ذلك اليوم شاهدت الغضب الذي كان مرسوما على وجه كريمزون أكاغي، قمت بالموافقة على تلك المعاهدة لأنني ظننت أنها ستكون مفيدة لنا، فبذلك الغضب ظننت أنه لن يتحمل و سوف يقوم بمس فرد منا، و بهذا ستكون لدي العلة لأبيد عائلته كاملة، لكن انظر، خمسين سنة كلها كانت في حالة سكون، ما رأيك في هذا؟"</p><p></p><p>عبس الأمير الثاني و قال "هدوء ما قبل العاصفة"</p><p></p><p>ابتسم الإمبراطور و قال "هذا صحيح، قد يحدث انقلاب في جيلك يا ابني الثاني بعد أن تعتلي العرش، و لهذا أحذرك، أي تحرك بسيط رأيته في عائلة كريمزون حاول عرقلته بكل ما تملك، و بالطبع 'أي تحرك' يشمل حتى التجارة"</p><p></p><p>تعجب الأمير الثاني ليكمل الإمبراطور "فلتجمع جميع العائلات التي تحت إمرتنا و تحدث معهم، 'عائلة كريمزون قد تمادت في أفعالها و يجب أن نأخذ حقنا' سيكون هذا عنوانا جيدا"</p><p></p><p>عبس الأمير الثاني، هو أراد حل الأمور بسلمية أكبر لكن أبوه لا يوافقه الرأي، لم يكن بإمكانه عصيان أمر الإمبراطور فأجاب بالموافقة</p><p></p><p>غادر الأمير الثاني ليتكلم الإمبراطور مع شخص من أربعة كانوا في الجانب "أخي الصغير، فلتراقب ابني الثاني، و احرص على قيامه بما أمرته به، ذلك الفتى لديه حس بالعدالة أكثر مما يجب، عائلة غرين لا يجب أن ينتهي حكمها الآن، لم نحكم سوى خمسين سنة، مقارنة مع الإذلال لآلاف السنين فالحكم لخمسين سنة لا شيء. يجب أن تباد عائلة كريمزون في أسرع وقت"</p><p></p><p>أماء الأخ الأصغر للإمبراطور الذي كان يرتدي درعا فضيا، ثم تبع الأمير الثاني</p><p></p><p></p><p>أكمل الإمبراطور كلامه مع الثلاثة الآخرين في القاعة "عائلة كريمزون لم تقم بأي تحرك مما جعل إيجاد سبب لإبادتها صعبا، لكن، سوف نستغل هذا الوضع الحالي جيدا، سنضع عائلة كريمزون في موضع لن يمكنها الإفلات منه بسهولة، و سيبقى الخيار الوحيد أمام جميع العائلات الاتفاق على إبادة عائلة كريمزون"</p><p></p><p>أكمل الإمبراطور "أبلغوا العائلات الكبرى الخمس الأخرى بهذا الأمر، يجب أن يفرضوا رأيهم غدا في الاجتماع الي سيقام و يحاولوا تشويه سمعة عائلة كريمزون قدر المستطاع"</p><p></p><p>"أخبروا بقية الأمراء و الأميرات أن يجتمعوا، قد يكون وقت نهاية عائلة كريمزون قريبا و أخيرا، يجب أن تحضر عائلتي كلها على لحظة تخلصها من عدو آلاف السنين، و تحقيق أمنية أجدادنا و أسلافنا"</p><p></p><p>"عائلة غرين رعت مؤسس عائلة كريمزون و زوّجته ابنتهم عندما كان يهدف للقمة، لكنه خان ثقتهم و تزوج من امرأتين أخريين من عائلتين نبيلتين كانتا في ذلك الوقت معروفتان بأقوى عائلتين في الإمبراطورية التي كانت عبارة عن ممالك، تزوج ابنة كل واحدة من المملكتين و بهذا كان قد وحد أقوى مملكتين و صار ملكا عليهما، و عندما فعل نسانا نحن من أعطيناه هذه الفرصة من الأول و تخلى عنا بكل بساطة، لم يلد من زوجته من عائلة غرين أبدا و ولد فقط من الزوجتين الأخريين، هذا كان دليلا على أنه أراد فقط استغلال عائلتنا و لم تكن لديه النية أبدا في الاستمرار بالارتباط معنا"</p><p></p><p>"أجدادنا عرفوا هذا و قطعوا صلتهم معه، و كيدوا ما كيدوا، حتى قبل خمسين عاما جاء وقت الانتقام، و قد تحققت الرغبة المنتظرة"</p><p></p><p>"لن أسمح بفقدان السلطة من يدنا أبدا، إنها حقنا، نحن من كان السبب في أن كريمزون باسل كان قادرا على أن يصبح إمبراطورا، إننا فقط أخذنا ما أقرضناه، ليس هناك أي شخص يمكنه الاعتراض على هذا، و لو فعل سيموت فقط"</p><p></p><p>"و لإنهاء هذه الأحقاد المستمرة يجب أن يفنى أحد الطرفين نهائيا، و بالطبع لن أرضى بأن يكون طرفي، بل ستكون عائلة كريمزون هي التي ستمحى من الوجود"</p><p></p><p>انحنى الثلاثة و قالوا "معك حق أيها العم، لا، أيها الإمبراطور"</p><p></p><p>في الغد قامت عائلة غرين بإقامة اجتماع كبير استدعي فيه الكثير من العائلات الصغيرة و ليس فقط العائلات الكبرى، كل من كانت عائلة غرين لها سلطة عليه أتى</p><p></p><p></p><p>تم الاتفاق في هذا الاجتماع على إبادة عائلة كريمزون إن لم ترد أن تعطي طريقة الصنع، فإن استمرت على هذا الحال ستضعف قوة العائلات كثيرا، و بالتالي ستتشتت القوى و لن تبقى موحدة، يجب أن يمنعوا هذا من الحدوث</p><p></p><p>و بهذه العلة خرجوا بقرار الإبادة</p><p></p><p>(في قصر عائلة كريمزون)</p><p></p><p>هدأ باسل و أنمار حاليا، البارحة عرفا أصلهما المخفي مما جعلهما مشوشين قليلا، لكنهما قررا نسيان الموضوع للآن، تكلم باسل "سنترك هذا الموضوع لوقت لاحق، عندما ننوي العودة للقرية سنصطحب معنا الكبير و الزوجة و الابنة و الجدة، و سنجعل أُمَّينا تواجهانهم، نحن يجب علينا التركيز في شغلنا الآن. يبدو أن عائلة غرين قامت بتحرك غريب، جميع الأمراء و الأميرات قد اجتمعوا و قاموا باجتماع يضم كل العائلات التي تخضع لإمرتهم، لكن هذا جيد، فبدل البحث عن كل أمير و أميرة كل على حدة، سوف يكون من الجيد لو اجتمعوا مرة واحدة في مكان واحد"</p><p></p><p>خرجت نية قتل من باسل ثم قال "لأنها ستكون إبادة جماعية"</p><p></p><p>(في قاعة قصر عائلة كريمزون الرئيسية)</p><p></p><p>كان يقف باسل، الجنرال براون، الرئيس تشارلي، الكبير أكاغي، الجنرال رعد، الجنرال منصف، و الرئيس هِيْ</p><p></p><p>تكلم باسل "حسنا، فلنبدأ عملنا"</p><p></p><p>أجاب الجميع بالموافقة ثم تفرقوا و رافق باسل الكبير أكاغي</p><p></p><p>(في قصر عائلة هويز)</p><p></p><p>يبدو أن رئيس عائلة مارون ' براون' قد أتى و يريد التحدث معك في شيء خاص</p><p></p><p>استغرب الرئيس 'هويز هايرو' "خاص؟" ثم أكمل "أدخلوه"</p><p></p><p>(في قصر عائلة غين)</p><p></p><p>"الرئيس تشارلي؟ حسنا فلتدخلوه" كان الصوت آتيا من الرئيس 'غين سيلفر'</p><p></p><p>(في قصر عائلة آوْ)</p><p></p><p>"الجنرال رعد قد أتى ليتكلم معي؟ قلوا له أنني مشغول حاليا" تكلم رجل بشعر أزرق</p><p></p><p>تكلم الجندي "آه، في الحقيقة، لقد توقع هذا، و قال لي أنه يريد التحدث حول شيء يخص عائلة كريمزون"</p><p></p><p>تعجب الرئيس 'آوْ لان' ثم قال "حسنا، فلتدخلوه"</p><p></p><p></p><p>(في قصر كِيِرو)</p><p></p><p>"الجنرال منصف؟ ما الذي يريده ذلك الوغد من عائلة كريمزون من عائلتي في مثل هذا الوقت، أنسي أنه من العائلة التي تسببت في هذه الفوضى مؤخرا؟ كيف يمكنني أن أقابله؟ قل له أن ينصرف" جاء الصوت من شخص ذو شعر أصفر</p><p></p><p>قال الجندي "في الحقيقة، لقد أخبرني أن أوصل لك هذا الكلام إن قلت ما قلت، إنه يريد التحدث معك حول طريقة الصنع"</p><p></p><p>"أمم؟ طريقة الصنع؟" فكر الرئيس 'كِيِرو هوانغ' "قد تباد عائلة كريمزون و تختفي معها طريقة الصنع، إن كان سيعقد معي صفقة فسأقبلها، لأنني لن أفي بوعدي له بما أنهم لن يكونوا موجوين عندها، و بهذا سأكون أملك طريقة الصنع لنفسي و أترقى بعائلتي للفوق" قال آمرا الجندي "فلتدخلوه"</p><p></p><p>(و أخيرا في قصر عائلة موراساكي)</p><p></p><p>كان الكبير أكاغي يقف أمام الرئيسة 'موراساكي فايوليت'. كانت امرأة بشعر بنفسجي و عينين بنفس اللون، ذات قوام رائع و ساقين نحيلتين ظاهرتين من الفستان الأبيض كبياض الثلج، مثل هذه المرأة الفاتنة هي رئيسة عائلة موراساكي</p><p></p><p>قال الكبير أكاغي "ما رأيك يا أيتها الرئيسة فايوليت؟ فترة حكم عائلة غرين قد انتهت، لقد جئت للتكلم معك لأنني أومن أنك ستتفهمين الأمر، فأنت معروف عليك الهدوء و الحكمة في اتخاذ القرارات، هل أنت معي أم ضدي؟"</p><p></p><p>قالت الرئيس فايوليت "سأسألك شيئا أيها الرئيس أكاغي "ما الفائدة من الانضمام لك؟ و ما الضرر من معارضتك؟"</p><p></p><p>أجاب الكبير أكاغي "أنا حقا لا أريد أن نتوصل للجزء الثاني من سؤالك، لكنني سأجيب، إن انضممت لي سوف أعطيك طريقة الصنع و أعدك بالشرف و المكانة و الأرض، أرض تكفي لتكوني مملكة خاصة بك، و إن عارضتني و انضممت لعائلة غرين سيكون مصيرك متشارك معها، سواء كان الموت أو النجاة، مع أنني أظن أن المصير الأول هو المرجح، أما الثاني فسيكون لشخص واحد من عائلة غرين، إنه الأمير الثاني، لكنه أيضا إن قام بمحاولة معارضتي فسوف يكون مصيره متشابه مع مصير عائلته. و الآن ما رأيك أيتها الرئيسة موراساكي فايوليت؟"</p><p></p><p>عبست الرئيسة فايوليت و قالت "أنت لم تأتي إلى هنا لتسألني من الأول أيها الرئيس أكاغي، يبدو أنك تحب أن تتغابى على الناس، أنت لم تترك لي أي خيار آخر غير الموافقة و النجاة، أم المعارضة و الموت، أنت ببساطة أتيت لتهددني"</p><p></p><p>وقفت الرئيسة فايوليت ثم قالت "لكن أتعلم شيئا؟ إنني لا أحب أن أرغم على فعل شيء"</p><p></p><p>شحذت قوتها ثم أطلقت عنان طاقتها السحرية و قالت "لقد قمت بالخيار الخاطئ عندما أتيت إلى هنا لوحدك أيها الرئيس أكاغي و وقفت في قاعتي الرئيسية بين أتباعي المخلصين"</p><p></p><p>استغرب الكبير أكاغي و قال "لوحدي؟ ما الذي تقولينه؟ ألا ترين أنني أتيت بالمرافقة معي و قد دخلت معي إلى قاعتك الرئيسية؟"</p><p></p><p>"همم" تهجنت الرئيسة فايوليت و قالت "مرافقة؟ أتعني ذلك الغر هناك؟"</p><p></p><p>قال الرئيس أكاغي "سوف أحاول التعامل بشكل أفضل لو كنت مكانك"</p><p></p><p></p><p>بمجرد ما أن انتهى الكبير أكاغي من الكلام حتى أحست الرئيسة فايوليت ببطنها تحاول أن تتلاقى بظهرها، و لما أدركت ما حدث كانت متأخرة</p><p></p><p><em>بوووووووم</em></p><p></p><p>في لحظة واحدة تم إرسال الرئيسة فايوليت محلقة للخلف بسرعة كبيرة جراء لكمة الفتى الذي نادته بالغر حتى اصطدمت بكل قوة بالحائط و تقيأت الكثير من الدماء</p><p></p><p>تكلم الفتى "سأقول لك شيئا، أنا متفق معك في كرهك أن يتم إرغامك على فعل شيء ما، لكننا لا نملك أي وقت هنا للتفاوض الممل، لك خيارين، و قد سبق أن قالهما الكبير أكاغي بكل وضوح، أ أنت معنا أم ضدنا؟"</p><p></p><p>صدم جميع الأتباع من الفتى الذي أمامهم، إنه لا يتجاوز الخامس عشرة سنة، فكيف له أن يملك مثل هذه القوة؟ شحذ الجميع قوتهم ثم استعدوا للدخول في معركة</p><p></p><p>انقض الجميع على الفتى و عندما كادوا أن يصلوا له سمعوا الصوت الآمر الذي قال "توقفوا" التفوا ليجدوا رئيستهم تقف بصعوبة "أنتم لستم بند لذلك الفتى" ثم فكرت مع نفسها "ما كل تلك القوة بالضبط؟ كيف لفتى في عمره أن يكون في مستوى جنرال؟ انتظر، ذلك الشعر وتلك العينين، أخبرني أبي عنهما ذات مرة، هل يمكن أنه من عشيرة النار القرمزية؟ لكن ألم تفنى تلك العشيرة بالفعل؟" ثم أكملت بعد أن انتهت من التفكير</p><p></p><p>"أنا معكم"</p><p></p><p>تكلم باسل "كان عليك قول هذا من الأول"</p><p></p><p>قالت الرئيسة فايوليت "لكن بشرط"</p><p></p><p>قال باسل "ما هو؟ تكلمي، سأقرر بعد أن أسمعه"</p><p></p><p>"أن تقول سر كل هذه القوة التي تملكها و أنت في هذا السن الباكر" قالتها الرئيسة فايوليت بينما تمسك بطنها، لقد حُطِّمت أعضاءها الداخلية من ضربة باسل</p><p></p><p>أجاب باسل "لك هذا" ابتسم باسل و قال مع نفسه "أنا أنوي إعطاء الإكسيرات لكل عائلة لم تعارضنا بعد نهاية الانقلاب، لذا فطلبها كان محقق من دون أن تطلبه"</p><p></p><p>قال الكبير أكاغي "سوف ننتظر الأخبار من الآخرين الذين ذهبوا ليتكلموا مع العائلات الأربع الأخرى، ثم سنهجم على عائلة غرين مجتمعين، سوف تجمعي قواتك كلها الآن و تضعينها تحت إمرة جيشي"</p><p></p><p>"حسنا" وافقت الرئيسة فايوليت</p><p></p><p>"خذي" قام باسل برمي إكسير العلاج للرئيسة فايوليت التي تعجبت فسألت "ما هذا؟"</p><p></p><p>أجاب باسل "اشربيه، سيساعدك على الشفاء"</p><p></p><p></p><p>عبست الرئيسة فايوليت كما لو أنها لم تثق في كلام باسل، لذا قال هذا الأخير "لو كنت أحاول قتلك فلن آخذ الطريق الدائرية و أنا أمامي الطريق المستقيمة، اشربيه"</p><p></p><p>شربته الرئيسة فايوليت لتحس بأعضائها بدأت تتعالج ببطء</p><p></p><p>صدمت من مفعول هذا الإكسير فبقيت تحدق في باسل لمدة طويلة</p><p></p><p>(أيها الرئيس أكاغي، لقد قبل 'آوْ لان) تكلم رعد عبر خاتم التخاطر</p><p></p><p>قال الكبير أكاغي (أوه، هذا جيد، فلتختر نخبة جيشه و اجعلهم مستعدين للتحرك)</p><p></p><p>(أب زوجتي، لقد قبل كيرو هوانغ، و كما توقع السيد الصغير باسل، إن التعامل معه يدور حول المال، بمجرد أن ذكرت له الفوائد و الربح الذي سيجنيه من الآن فصاعدا إن انضم لنا، قبل بسرعة)</p><p></p><p>قال الكبير أكاغي (حسنا، لكن راقبه جيدا، كلب المال ينقلب إن رأى مصدر دخل أفضل، مع أنني أشك في أنه سيجد أي ربح أكثر من الذي اقترحناه عليه)</p><p></p><p>(أنا الجنرال براون، لقد رفض الرئيس 'هويز هايرو' و أنا الآن محاصر من جميع الجهات، ما الذي يجب أن أفعله؟)</p><p></p><p>قال الرئيس تشارلي (لم يفلح الأمر معي)</p><p></p><p>قال الكبير أكاغي موجها نفس الكلام للجنرال براون و الرئيس تشارلي (مرر كلامي له، إن جميع العائلات الكبرى قد انضمت لنا إلا أنت و الرئيس هويز/غين)</p><p></p><p>(لقد قال أن هذا لا يهمه) تكلم الجنرال براون</p><p></p><p>(لن ينزاح لجانبنا و لو عرف أنه الوحيد الذي سيبقى في جانب عائلة غرين) قال الرئيس تشارلي</p><p></p><p>عبس الكير أكاغي و قال (كل ما بيدنا فعلناه، الفرصة منحناها، تلك العائلتين انضمتا لعائلة غرين منذ القدم، لم يفعلوا هذا من أجل المال أو الخوف، كنت أعرف أنه سيكون من الصعب قبولهم لاقتراحنا، لكن...)</p><p></p><p>(ليس هناك خيار آخر، السؤال كان بسيطا، 'معنا أم ضدنا؟' من جاء لجهتنا نجى، و من ذهب لجهة عدونا فنى)</p><p></p><p></p><p>(لقد حكموا على نفسهم بالإبادة رفقة عدونا. اقتلوهم)</p><p></p><p>(حاضر) (حاضر)</p><p></p><p>في جهة الجنرال براون "أيها الرئيس هويز، سأحتاج منك أن تموت هنا"</p><p></p><p>أجاب الرئيس هويز "لا تغتر بنفسك أيها الغر، لقد أصبحت جنرالا قبل 25 سنة فقط، قوتك لا تقارن مع الخاصة بي، أنا الذي صرت جنرالا قبل 45 سنة بالفعل، قد نكون في نفس المستوى لكننا لسنا بنفس القسم، و أيضا كيف تظن أنك ستخرج من هنا؟ أنت محاط بجميع أتباعي، و أنت داخل قصري الذي يعج بجنودي، ليس هناك أي مهرب لك"</p><p></p><p>"هاهاهاها" ضحك الجنرال براون و قال "مهرب؟ لما سأحتاج لهذا الشيء؟"</p><p></p><p>بعد أن استهزأ بالرئيس هويز بهذا السؤال تكلم عبر خاتم التخاطر (أمر لجميع القوات، هجوم شامل)</p><p></p><p>في جهة الرئيس تشارلي (أمر لجميع القوات، هجوم شامل)</p><p></p><p>"لقد رفضت عائلتي هويز و غين الانضمام لنا، و بعد قليل سيصلك خبر دمارهم، و ستعلمين أنك اخترت الخيار الصحيح أيتها الرئيسة فايوليت" تكلم الرئيس أكاغي</p><p></p><p>قالت الرئيسة فايوليت "ستكون عائلة غرين تعلم بالأمر الآن بما أن عائلتي هويز و غين رفضتا، ستكونان قد أوصلتا الخبر لها بكل تأكيد، ألا تظن أن خطتك ستفشل هكذا؟"</p><p></p><p>تدخل باسل و قال بعد أن ضحك بجنون "هاهاهاهاهاها، الخطة ستفشل؟ لم؟ هل لأن عائلة غرين ستحاول الهروب؟ لا، لن تفعل، أم لأنها فقط علمت أننا سنهاجم سيكون لديها القدرة على إيقافنا؟ لا، لن تقدر، أم لأنها سوف تهاجمنا على حين غرة؟ لا جدوى من الأمر، نحن هنا قد استعددنا للأمر جيدا، و الآن أيتها الرئيسة كما قال الكبير أكاغي، ستتركين جيشك تحت إمرة جيشنا، أما أنت فسترافقيننا نحن الاثنين للقصر الإمبراطوري"</p><p></p><p>عبست الرئيسة فايوليت ثم قالت "حسنا"</p><p></p><p>إن هذا الفتى حقا لن يترك لها أي مجال للتفكير لمرة ثانية، و بعدما عرفت أن ليس هناك مجالا للتراجع بعد الآن، استجمعت أنفاسها و تبعت باسل و الكبير أكاغي اللذين تحركا نحو خارج القصر</p><p></p><p>في مدينة قريبة للعاصمة من الجنوب، هناك فجأة حدث شيء جعل الناس في حالة فزع لا يستطيعون معرفة ما الذي يحدث بالضبط في هذا العالم، لكن في الحقيقة ليس أنهم لم يستطيعوا المعرفة، و إنما لم يقدروا على تقبل هذا الأمر، كان احتمال وقوعه منعدما تماما في عقولهم</p><p></p><p>لم يكونوا يتوقعون أنه في يوم من الأيام مدينتهم ستتعرض للهجوم من طرف أي شخص بما أنها تحت حكم تلك العائلة، نعم إنها عائلة 'هويز' التي تعتبر في الرتبة الرابعة من ناحية القوة، لم يكن بإمكانهم تخيل أنها في يوم من الأيام ستتعرض لمثل هذه الغارة</p><p></p><p>لكن الواقع قاس و مختلف عن ما في أذهان الناس، إنه لا يرحم، لا ينتظر، و لا يمكنك أن تحوله لوهم مار فقط</p><p></p><p>تلك العائلة الكبيرة تعرضت أمامهم لهجوم مفاجئ لم يعرفوا من أين أتى أو مسببه، و بقوا فقط فاتحين أفواههم من الصدمة، بينما يدعون أن ينجوا من العاصفة المارة عليهم</p><p></p><p>اشتعلت النيران، عصفت الرياح، امتدت كتل ثلجية، سقطت كتل جليدية، عقل الناس شُوِّش بالوهم، و أعميت أعينهم بالضوء، و أظلمت عليهم، تكونت سحب أسقطت البرق و أصدرت الرعد، ببساطة كانت غارة مفاجئة لم يستطيعوا الصمود أمامها</p><p></p><p>في مكان ما بالقصر، وصلت المعركة بين الرئيس هويز هايرو و الجنرال براون لخارج القاعة الرئيسية</p><p></p><p>تكلم رئيس عائلة هويز "أيها الووووووووغد، لقد فعلتها، سأقلتك أيها الغر، لن أسمح بتركك حيا، سأقتلك و أقتل عائلتك، سأمحو نسلك و أي شخص لديه دمك من الوجود، أي شخص مرتبط بك سوف يفنى، اغترت بنفسك و ظننت أنك قادر على فعلها، سو...."</p><p></p><p>قاطعه كلام الجنرال براون "سوف، سوف، سوف، سوف، سوف، فلتصمت، لقد أزعجت أذني بالفعل، إن كنت ستقوم بكل ما قمت به، فلما لا تهزمني أنا الذي أمامك أولا؟"</p><p></p><p>"أنت...سأقتلك"</p><p></p><p>شحذ الرئيس هويز طاقته السحرية بالكامل و استل سيفه و لوح به ثم صرخ "سُحب الرعد البرقية"</p><p></p><p>و إذا بعدة سحب تتكون من تلويحه و تظهر أمامه، و كل واحدة تتكهرب بينما صوت الرعد يصدر منها، كانت كل واحدة كبيرة جدا، و ظهر خمسة منها في وقت واحد</p><p></p><p>لكن الجنرال براون لم يتوتر أبدا و شاهد الرئيس هويز يفرح في مكانه بينما يوجه نحوه سحب الرعد البرقية</p><p></p><p></p><p>نزلت السحابة الأولى على الجنرال براون <em>بوووم</em> راوغها و إذا بالمكان الذي كان فيه يتحول لحفرة عميقة</p><p></p><p>تكلم الرئيس هويز بينما يضحك "هاهاهاها، إصابة واحدة منها و ستجعلك أشلاء، أنت لن تفلت من سحبي أبدا، اهرب فقط، لكنك لن تهرب للأبد"</p><p></p><p>و بينما يتكلم كان يرسل سحبا كثيرة، واحدة تلو الأخرى من دون توقف، و في هذه الأثناء، كان الجنرال براون يقاتل بينما يحلل "همم، يمكنه إنتاج خمسة منها فقط مرة واحدة، لا، يمكنه إنتاج أكثر، لكنه ينتج خمسة فقط لكي يتحكم بها جيدا، حسنا إنه ليس جنرالا من فراغ، لكن..."</p><p></p><p><em>ووووووووش</em></p><p><em></em></p><p><em>بوووووووووم</em></p><p></p><p>خرجت الطاقة من جسم الجنرال براون و تحولت لضوء مكهرب يغطي جسمه بالكامل و رمحه الأسطواني الكبير، ثم أخرج بضعة سيوف من مكعب التخزين و غمر كل سيف بطاقته السحرية</p><p></p><p>وقف عن الهروب ثم استعد للسحابة القادمة، كون دائرة من السيوف البرقية ثم لوح بيده فاتجهت السيوف بسرعة البرق نحو السحابة و اخترقتها</p><p></p><p>"همف، إنها ليست سوى سحابة واحدة، لا تغتر بنفسك" قالها الرئيس هويز بعد أن شاهد السيوف تجعل سحابته تختفي</p><p></p><p>لكن الجنرال براون لم يعطه وجها و أكمل تحكمه، وجه السيوف البرقية في اتجاه العدو الذي شكل حاجزا من السحب التي قامت بصد السيوف</p><p></p><p>أرجع الجنرال براون السيوف فشحنها بسحره من جديد، ثم أطلقها مرة أخرى</p><p></p><p>قام الرئيس هويز هذه المرة بالتحرك من مكانه و اتجه نحو الجنرال براون بسرعة حيث كانت سحابة هادئة تحمله في الهواء</p><p></p><p>و عندما اقترب من عدوه لوح بسيفه قائلا "سلسلة السحاب الرعدية"</p><p></p><p>فظهرت عدة سحب امتدت من سيفه و اتجهت نحو الجنرال براون، واحدة تلو الأخرى تسلسل تام، لكن هذه السحب لم تكن مكهربة و إنما اعتمدت على صدمات صوتها الرعدي في إحداث الضرر</p><p></p><p>حاول الجنرال براون المراوغة لكن السلسلة كانت طويلة و في الأخير أصيب بسحابة رعدية <em>بووووم</em></p><p></p><p></p><p>ظهر الجنرال براون بإصابات خفيفة بينما يقول "أنا بدرعي المشحون بطاقتي السحرية، عنصر البرق الخاص بي يغطيني بالكامل، ليست هناك أي فرصة لتنجح في إحداث أي ضرر كبير بي و أنا على هذه الحال"</p><p></p><p>"همف" تهجن الرئيس هويز ثم اكمل "حسنا سنرى بشأن ذلك"</p><p></p><p>أطلق سلسلة، ثم أتبعها في الحال بسلسلة أخرى</p><p></p><p>حوصر الجنرال براون من كلتا الجهتين فأخرج رمحا آخر و استعد للمشاحنة</p><p></p><p><em>بوووووووووم</em></p><p></p><p>التقى رمحاه بالسلسلتين الرعديتين و نتج عن تصادمها مشاحنة كبيرة و بعد مدة من الاحتكاك انتصر رمحي الجنرال براون</p><p></p><p>ألغى السلسلتين الرعديتين ثم لوح بيده فإذا بالسيوف البرقية تتجه نحو الرئيس هويز</p><p></p><p><em>بووووم</em></p><p></p><p>أرسل الرئيس هويز عدة سحب رعد برقية فتلاقت بالسيوف و نتجت صدمة ثم تحولت لصدمات مستمرة إلى أن انتهت المواجهة بالتعادل و دمرت كلتا الهجمتين</p><p></p><p><em>فسسسسسسسسس</em></p><p></p><p>انطلق الجنرال براون بسرعة البرق و قفز ثم اخترق الرئيس هويز برمحه الأول، لكن الرئيس هويز صده بسحابة رعد برقية، فوجه الجنرال براون رمحه الآخر نحوه</p><p></p><p>صده الرئيس هويز مرة أخرى لكن هذه المرة كان الأمر صعبا فأرسل محلقا لعشرات الأمتار بسبب الصدمة</p><p></p><p>سقط الرئيس هويز على الأرض ثم نهض و قال "أيها الوغد، كيف لك أن تصل للقسم الأخير من المستوى السادس؟"</p><p></p><p></p><p>"همف" تهجن الجنرال براون و بعينيه المضيئتين بسحر البرق شحذ طاقته السحرية أكثر ثم وجهها لرمحيه و وأصبح في وضعية استعداد</p><p></p><p>كان يتكهرب بشدة و لم يكن بإمكان أي شخص الاقتراب منه و هو في تلك الحالة</p><p></p><p>تقدم و بسرعة خارقة، و عندما وصل أمام العدو تكلم بصوت اقشعر له بدن الرئيس هويز "لا تلم أحدا، لم نفسك لأنك كنت أضعف مني، و لأنك كنت أحمقا وغبيا فلم تستطع اختيار الجانب الصحيح"</p><p></p><p><em>فسسسسسسسس</em></p><p></p><p>اخترق الرمح الأول الرئيس هويز لكن الإصابة لم تكن عميقة لأن الدرع قد صدها</p><p></p><p>فوقف الرئيس هويز و صرخ بجنون "أضعف؟ هل قال أنني أضعف؟ لا تمزح معي أيها الغر، سأريك الجحيم و أجعلك تتذوقه"</p><p></p><p>"السحابة الأم"</p><p></p><p>ظهرت سحابة رعدية برقية بتلويح من سيف الرئيس هويز، لكنها هذه المرة كانت كبيرة جدا فوصل امتدادها لعشرات الأمتار و نزلت بسرعة متجهة نحو الجنرال براون</p><p></p><p>تهجن الجنرال براون و وقف في وضعية استعداد، أرجع رمحا لمكعب التخزين، ثم شحن و شحذ سحره في رمحه الآخر بالكامل، مرر كامل طاقته السحرية لذراعه اليمنى ثم إلى رمحه، و لم تعد الطاقة تحيط به و أصبحت تحيط فقط بذراعه و رمحه الأسطواني</p><p></p><p>كان الرمح يتكهرب باستمرار، و البرق الذي يحيط به يصبح أكثر قوة في كل مرة، حتى أصبح رمحا برقيا تلتف حوله الصواعق البرقية، ثم بصوت مرتفع قال الجنرال براون "إنها نهايتك أيها الرئيس هويز، 'رمح الصاعقة البرقية' "</p><p></p><p><em>وووووووووش</em></p><p></p><p>أطلق الجنرال براون رمحه نحو السحابة الضخمة، فقال الرئيس هويز "هاهاها، مثل ذلك الرمح الصغير لن يتمكن حتى من إضعاف سحابتي فما بالك باختراق...ها" <em>فسسسسسسسس</em> <em>بووووووم</em></p><p></p><p>صدم الرئيس هويز عندما رأى سحابته تتلاشى في السماء و الرمح يخترق هذه الأخيرة</p><p></p><p>"هذ....هذا مستحيل، كيف لك أن تملك كل هذه الطاقة السحرية؟"</p><p></p><p></p><p>"كما يقول التجار، إنه سر المهنة، و الآن فلتمت" عندما انتهى الجنرال براون من كلامه قام برفع ذراعه التي تتكهرب ثم صرخ "عدي و بقوة أكبر أيتها 'الصاعقة' "</p><p></p><p>و إذا بـ'رمح الصاعقة البرقية' ينزل من السماء بسرعة كبيرة متجها نحو الرئيس هويز الذي قام بيأس بتشكيل عدة سحب رعدية برقية آملا إيقاف ذلك الرمح، لكن يبدو أن خوفه من الموت قد أنساه أن سحابته الأقوى قد تم اختراقها من ذلك الرمح، و في لحظة</p><p></p><p><em>بوووووووووووووووم</em></p><p></p><p>نزل الرمح على الرئيس هويز بشكل عمودي فاخترقه و هو بدرعه بعد أن مر من السحب بسهولة، ثم وصل للأرض فاخترقها و صنع حفرة عملاقة يصل عمقها لخمس أمتار و قطرها لعشرة أمتار</p><p></p><p>و نتيجة لهذا الهجوم انقسم جسد الرئيس هويز لأشلاء</p><p></p><p>تنهد الجنرال براون و تنفس بهدوء ثم قال "مفعول إكسير التعزيز هذا مدهش حقا، لقد رفع طاقتي السحرية للقسم المتوسط من المستوى السابع بكل سهولة. حسنا لنرى أحوال الآخرين"</p><p></p><p>(زونغ، إلى أين وصلتم؟)</p><p></p><p>(آه، نعم، نعم، لقد تم الأمر يا والدي، كل الأتباع و عائلة هويز، كلهم قد دمروا تماما، إن تلك الإكسيرات مذهلة حقا)</p><p></p><p>(حسنا هذا جيد، فلنلتقي أمام البوابة الخارجية، يجب أن نعود للعاصمة بسرعة)</p><p></p><p>(حاضر حاضر)</p><p></p><p>في جهة الابن زونغ، كان يحمل ابن الرئيس هويز الرابع الذي يقول "هل تظن أن أبي سيسمح لكم بالذهاب بسهولة، سيقتلكم جميعا"</p><p></p><p>"هاهاهاها" ضحك الابن زونغ و قال "أبوك؟ آه، هل قصدت أن جثمانه ستنهض و تقوم بالانتقام لأجلكم؟ للأسف هذا يحدث في قصص الرعب التي نحكيها فقط"</p><p></p><p>"جثمان؟ ما الذي تقصده؟" سأل الإبن الرابع</p><p></p><p></p><p>أجاب الابن زونغ "أبوك مات قبل قليل على يد والدي، و هذا ما سيحدث لك أيضا على يدي" صدم الابن الرابع ليشحن الابن زونغ سحره حول يده اليمنى فتكونت رياح تدور بسرعة كبيرة حولها</p><p></p><p><em>فسسسس</em></p><p><em></em></p><p><em>كههههههههخ</em></p><p></p><p>اخترقت ذراعه قلب الابن الرابع الذي بقيت عينيه مفتوحتين من شدة الصدمة و مات على تلك الحالة</p><p></p><p>تلكم مارون زونغ بصوت مرتفع "لقد انتهينا من عملنا هنا، سنذهب الآن للاتقاء بوالدي و الذهاب للعاصمة"</p><p></p><p>"هوووووووووووووووووووووووووووه"</p><p></p><p>صرخ الجنود الذين كانوا في كل مكان بالقصر بقوة</p><p></p><p>لقد دمرت عائلة هويز تماما و أبيدت حتى آخر واحد منهم</p><p></p><p>كانت قوة الجيش الذي هاجمهم كبيرة للغاية، و لم يكن بمقدورهم التعامل معهم، هذا الجيش بغرابة كان كل واحد منهم قوته تصل للمستوى الرابع و عدده يصل لخمس آلاف فقط في مواجهة جيش عائلة هويز المتمركز في القصر الشاسع و الذي كان يتكون من عشرين ألف</p><p></p><p>لكن جودة الجنود كانت مختلفة تماما، و بسبب هذا لم يكن لعائلة هويز سوى أن تواجه مصير 'الموت'</p><p></p><p>و قبل أن تأتي التعزيزات من بقية الجيش كان الجيش الذي سيقومون بتعزيزه و العدو الذي سيقاتلونه قد اختفوا........... يتبع!!!!!!</p></blockquote><p></p>
[QUOTE="صبرى فخرى, post: 59918, member: 2260"] (في قرية صغيرة كان يعمها السلام و الهدوء، كان الناس يعيشون في سرور و بدون قلق) "هاهاهاهاهاهاها، أمسكني إن استعطت" "انتظري أيتها المغرورة سأمسكك الآن" "كيااااااه" "ماااريا...ماذا بك تتعثرين بلا شيء" "اه..لا....كنت أجري و فجأة رياح ما........ايه.....أخي.. ما ذلك الشيء" فجأة ظهرت بوابة دائرية عملاقة و بدأت تتسع شيئا فشيء الى أن أصبح لا يمكنك رؤية محيطها و كانت كبحيرة شاسعة في السماء بعد لحظات بدأت عدة ظلال تظهر منها رويدا رويدا حتى أصبحت أعدادهم لا تحصى، دوى صوت كبير من بينها يبث الفزع في القلوب قائلا "نفذوا العمل بسرعة"..كان الصوت آتيا من طرف مخلوق كان يشبه البشر الى حد كبير، لكن كانت هناك أشياء قليلة مختلفة به كان له قرنين صغيرين ذهبيين بجبهته و أذنين حادتين بالجزء الافقي و السفلي و أنيابا كالتي لدى مصاصي الدماء في الأساطير و عينين صفراوين و كان يرتدي معطفا أسودا مغلقا بحيث لا يمكنك رؤية جسده فور صراخه، بدأت الظلال تتفرق في جميع الأنحاء ثم قام هو بالنزول أرضا ليقف امام الطفلين الصغيرين عندما ريا الاثنان ذلك المشهد أمامهما لم يهربا و بدل ذلك بقيا ليشاهدا تلك الأشياء الغريبة في السماء، كونهما لم يعرفا العالم خارج قريتهما، رؤيتهما لشيء كتلك البوابة أثار اهتمامهما بشدة بعد لحظات ريا تلك الأشياء الغريبة تتفرق و ظل ما نازل أمام أعينهما و عند وصول هذا الكائن للأرض و وقف أمامهما، تغيرت نظرة التعجب و الفضول التي كانت على وجههما الى نظرة خوف و فزع بسبب شكل ذلك الكائن "ياااااه.............." صرخت 'ماريا' صرخة مدوية من الخوف، لكن هذه الصرخة توقفت فجأة، فقام الأخ الذي كان مرعوبا بالنظر لجهة أخته الصغرى ليجد جسدا ملقيا على الارض و دماء تسيل منه و رأس مقطوع بجانبه "ماريا.....ماري...ما..آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه......" نادى الفتى اسم أخته بوجه مفزوع و عينين فارغتين، فيصرخ بصوت مرتفع مرتعب لكن كما حدث مع اخته قطع رأسه فجأة برياح غريبة موقفة صراخه (أثناء هذا، كان هناك اضطراب في القرية) كان الناس في فوضى يتساءلون عن تلك الظلال البعيدة جدا في السماء التي ظهرت فجأة "آه، أنظروا انهم يتفرقون، ما كان ذاك يا ترى" (أمام منزل مهترئ) "ما ذلك الشيء، لدي شعور سيء ايتها الأم، أين الطفلين" "اه..إنهما..ايه..لقد كانا هنا فقط منذ فترة صغيرة يلعبان" فور انتهاء الأم من كلامها بدأ ضوء غريب يسطع في السماء تكلم أحد من سكان القرية "هوي....ما ذلك يا رفاق...." كان هناك في السماء ذلك الكائن ذا القرنين الذهبيين من قبل و بإشارة من يده ظهر شيء كروي الشكل و صغير لكنه بدأ يكبر شيئا فشيء الى أن أصبح بحجم استطاع أن يغطي القرية كاملة، لقد كانت عبارة عن كرة نارية ضخمة للغاية كما لو أنها شمس صغيرة و بإشارة من يده مرة أخرى بدأت تنزل الكرة النارية الضخمة في اتجاه القرية "وااااااااه..اهربوا" حاول جميع من في القرية الهروب لكن هذا كان مستحيلا و اصطدمت الكرة مخلفة ورائها حفرة ضخمة كما لو أن نيزكا سقط هناك (في قرية أخرى) "اهربوا....اهر...ارخخخخ" عندما كان الرجل يحاول تحذير الناس قطعه شيئا ما لنصفين و في لحظة جميع من كان يحاول الهرب حدث لهم ما حدث لسابقهم و في خلال دقائق فقط من تفرق الكائنات الغامضة جميع القرى المحيطة بالمنطقة أبيدت عن بكرة أبيها كانت هناك قرى تشتعل بالنيران و أخرى أصبحت أراضي جليدية و أخرى ممزقة لأشلاء كما لو أن إعصارا هائلا مر عليها، هناك قرى كانت بها جثت ممزقة كما لو أنها افترست من قبل وحوش ما (لقد انتهينا من المنطقة هنا، ماذا عنك) كان ذلك الكائن الشبيه بالبشر من قبل واضعا إصبعي السبابة و الوسطى بجانب جبهته و بدى كأنه يخاطب شخصا ما (آه، نعم نعم، بالطبع انتهينا) أجابه شخصا ما بكسل و الصوت كان لفتاة (حسنا هذا جيد..استمري في الخطة) فور انتهائه قام بالتحليق للسماء ليقف في وسطها و على وجهه نظرة استمتاع بالمنظر الذي أمام مرآه من قتل و ذبح و حرائق "آآآآآه، كم أحب رائحة الدم هذه و صرخات الرعب المملوءة باليأس، هذا 'العالم الواهن' سيكون خطوة سيدنا العظيم الأولى في الاستيلاء على باقي العوالم الرئيسية و يتربع على العرش الذي يدعي ذلك الوغد الحقير أنه يملكه، لكن هذا لن يستمر لفترة أطول" (أيها القائد، توجد مشكلة هنا، المرجو القدوم للمساعدة) بينما كان يتكلم لوحده قام شخص ما بالتواصل تخاطريا معه طالبا النجدة (همم، ماذا؟ ما الذي حدث؟ ألا زلتم لم تنهوا عملكم بعد) أجابه القائد بنبرة غضب و نية قتل تخرج من عينيه عندما سمع التابع قائده بدأ يغضب أجاب بسرعة (لا، في الحقيقة بينما كنا نهاجم هذه القرية ظهر فجأة عدة فرسان من بينهم أشخاص يستطيعون استخدام السحر من المستوى الرابع، ويبدو أنني الناجي الوحيد للآن) تفاجأ القائد قليلا عند سماعه المستوى الرابع، لكن هذه النظرة تغيرت لتصبح كالتي لدى الطفل عند استلامه لعبة جديدة (هممم، يبدو أن رحلتنا لن تكون مملة لتلك الدرجة كما اعتقدت، أنصت جيدا، قم بتأخيرهم ريثما أصل لهناك) (علم) 'بووووووووووووووم' قام القائد بالطيران بسرعة فائقة مخترقا سرعة الصوت لكي يصل بأسرع وقت ممكن في مدينة ما كانت رائحة الدم و الجثث تملأ المكان، كان هناك بقايا من الضحايا هنا و هناك في كل مكان بالقرية "أسرعوا، أسعفوا ذوي الجراح البليغة و أنقذوا من تتم مهاجمته، أنت هناك،لا زلت شابا نحن الان في أشد الحاجة الى مزيد من الأيدي، قم بالمساعدة في الإخلاء، و انت..." كان هناك شخص ذو بينية كبيرة و بشرة سمراء قليلا و شعر بني مع عينين بنفس اللون، كان يرتدي درعا فضيا و يقوم بتوجيه الناس و أمر الجنود، و أثناء فعله لهذا أتى جندي يرتدي درعا حديديا بسيطا مسرعا ليعطي تقريره "حضرة الجنرال، لقد تم إسعاف الجميع، بقيت هذه الجهة فقط و ننتهي، و أيضا، يبدو أن قائد الوحدة الثانية التقى مع العدو و هو في مواجهة مباشرة معه الآن" كان الجنرال يستمع للتقرير باهتمام و عندما سمع أن العدو لا زال هنا و أن قائد الوحدة الثانية هو من يواجه الخصم صرخ قائلا "أنت ، أين موقعهما؟ أخبرني بسرعة" أجابه الجندي "حسنا، يبدو أن الموقع في شمال المدينة عند مدخل الغابة" قام الجنرال بوضع يده على ذقنه و بدأ يفكر بأمر ما و بعد لحظات أعطى أمره للجندي "قل لقائدي الوحدة الأولى و الثالثة أن يلحقاني مع 40 جندي إلى مكان قائد الوحدة الثانية، أما قائدي الوحدتين الرابعة و الخامسة فقل لهما بأن يسرعا في الانتهاء من الإخلاء لأن المكان قد يصبح خطرا" بعد قوله لهذا و استجابة الجندي لأمره قام بالركوب فوق حصانه و أسرع بالذهاب "هه...هه...هه" كان هناك شخص يتقطر عرقا و يلهث، كان يرتدي درعا نحاسيا، ذو شعر طويل أشقر و عينين زرقاوين و يحمل سيفا مغطى بضوء أزرق مكهرب "اللعنة، ألا تنتهي أعداد هذه المخلوقات، أقطعها ثم أقطعها لكن لا تنتهي، كما توقعت علي قتل مصدرها و إلا لن انتهي أبدا" فور انتهاءه من كلامه قام ظل بالطيران في اتجاهه ليقوم بقطعه لنصفين بسيفه المكهرب. ثم نظر في اتجاه العدو ليرى كائنا على شكل بشري لكنه يصل لثلاثة أمتار علوا ، له قرني استشعار مثل التي عند النملة و عينين زجاجيتين و جسدا مغطى بقشرة صلبة "نعم علي قتل ذلك الوغد شبيه النملة، لكن المشكلة هي أنني كلما حاولت الاقتراب منه يقوم جيش النمل ذاك بسد طريقي، و لم يتبقى لي الكثير من الطاقة السحرية بعد أن قتلت الاثنين الآخرين" كان يحيط بالرجل النملة جيش من النمل و الذي كان كبيرا جدا مقارنة بالنمل العادي حيث كل واحدة منهم كان طولها نصف طول الرجل العادي و قشرتها تبدو كدرع من حديد "علي إيجاد خطة عاجلا و ليس آجلا و إلا..." أثناء تكلم قائد الوحدة الثانية مع نفسه محاولا التفكير في خطة ما، بدأ العديد من النمل بالجري بسرعة في اتجاهه و عند رؤيته هذا قام بتحريك رأسه يمينا و يسارا موقفا تفكيره "اللعنة، لنقم بتجريب هذا، مع أن استخدامه سيضع عبئا هائلا على جسدي و قد تكون له أعراض جانبية كوني لم أتقنه بشكل كامل لكن هذا لا يهم الآن، المهم هو الاهتمام بشأن العدو أمامي و القلق بالأمور الأخرى عندما تأتي" في هذه اللحظة بدأ الضوء المكهرب الذي يحيط بالسيف بالسطوع بقوة والزحف محيطا ذراعه أولا حتى أحاط جسمه كاملا "بوووووووووووم" سطع جسده بضوء ازرق مكهرب و تحولت عيناه للأبيض و قام بالجري بسرعة كبيرة لدرجة ان خطواته تركت وراءها الأرض مشتعلة و قام بتوجيه سيفه بشكل أفقي في اتجاه الجيش مخترقا إياه في لحظة وصولا للرجل النملة الذي تفاجأ بالمنظر أمامه فحاول مراوغة السيف لكن ذراعه اليمنى طارت من مكانها محلقة للسماء مما جعله يصرخ بطريقة غريبة "جييااااااه، ما الذي يحدث هنا؟ لم يخبرني أحد أن هناك شخصا في االعالم الواهن يستطيع استخدام المستوى الرابع من السحر، يجب على الاتصال بالقائد" قام الرجل النملة بوضع إصبعي السبابة و الوسطى على جانب جبهته و بدأ يخاطب شخصا ما قائد الوحدة الثانية كان يلهث بشدة، فكما توقع، استخدام تلك التقنية يضع عبئا هائلا على جسده، لكن كان لا زال بإمكانه التحرك و يستطيع القيام بهجمة أخرى قام باتخاذ وضعيته مستعدا للهجمة الثانية ثم بدأ ينظم تنفسه (علم) انتهى الرجل النملة من حديثه تخاطريا ثم قال مباشرة " فالتظهروا يا اتباعي اللطفاء" صرخ الرجل النملة فظهر هذه المرة من تحت الأرض جيشا ضعف السابق حيث كان يقارب 500 نملة ضخمة و تابع بإعطائه أمرا لجيش النمل "فالتحموني" فور أمره لهم قاموا بالتجمع بسرعة كبيرة جدا مكونين جدارا ضخما و سميكا جدا "هاهاهاهاها، فالنرى إن كنت ستستطيع اختراق هذا الجدار الآن " بعد سماعه هذا، كان قائد الوحدة الثانية قد أتم استعداده فأسرع في اتجاه جدار النمل بسرعة أكبر من السابق ثم وصل سريعا لحائط النمل، و عند التقاء رأس السيف المكهرب بالجدار تسبب في ثقب ضخم و الذي بدأ يتسع شيئا فشيء إلى أن تفجر الجدار تماما و أكمل السيف طريقه نحو الرجل النملة المصدوم مما حدث.................. يتبع!!! اهلا ي جدعااان?مبدأيا انا مجرد ناقل للقصه القصه دي عظمه بجد فحبيت انشرها هنا ده عشان لو حد هيقول انا قرأتها قبل كده تاني حاجه القصه لسه في مقدمه بدايه البدايه كل ده لسه توضيح ولسه كمان الجزء التاني هيبقي توضيح لاحداث العالم في الوقت ده واي الي بيحصل فيه وكل حاجه هتبان مع الاجزاء في الاخر اتمني ليكم قرأه ممتعه ?? [B]الجزء الثاني فششششششش توقف السيف فجأة ليرفع صاحبه رأسه و يجد ثلاث أصابع على شكل منقار موقفا سيفه المكهرب، "ما....ذا" صدم تماما مما يرى أمامه "أوه، لقد أتيت أيها القائد" كان الرجل النملة فرحا بينما بدأ يسترخي بعد أن واجه الموت قبل لحظات، أما بالنسبة لقائد الوحدة الثانية فكان هذا مرعبا بالنسبة له، فهو كان يفتخر بنفسه كأصغر قائد وحدة بعمر الخامسة و عشرين سنة و ظن أن فوزه ضد الرجل النملة قد تقرر حتى لو كان خصما سبب له المعاناة، لكنه قال المهم هو أنني من سأفوز و ما سيأتي لاحقا سأهتم به عندها في وقته، لكن هذه الغطرسة و هذا الغرور اختفيا تماما بعد رؤيته لسيفه بقوته القصوى يوقف بثلاثة أصابع فقط من دون أن يتأثر صاحبها أو حتى يتزعزع من مكانه "هووه، هناك حقا بشري يستطيع استخدام المستوى الرابع، لكن بالنسبة لي لا شيء قد تغير، لا تزال سوى قمامة أمامي" بعد قوله لهذا قام بكسر السيف عن طريق ضغطه عليه بأصابعه الثلاث ثم جعل يده اليمنى بشكل رمح و وجهها مباشرة نحو قلب قائد الوحدة الثانية الذي خارت قواه و لم يكن لديه وسيلة ليدافع بها عن نفسه منتظرا موته المحقق فقط، لكن مباشرة قبل أن تلمس يد العدو قلبه "بووووووووووووم" ضرب العدو من طرف رمح مكهرب فجعله يوقف هجومه الذي تسبب في إنقاذ قائد الوحدة الثانية و انتشر الغبار بسبب الصدمة "م..معلمي"، عندما رأى قائد الوحدة الثانية معلمه رجعت له روحه التي تخلى عنها قبل قليل صرخ الجنرال في وجهه "أيها الاحمق، ألم أقل لك مئات المرات ألا تكون متسرعا" رد قائد الوحدة الثانية قائلا "آسف ايها المعلم" "هوووووووووووه" كان العدو القائد متفاجئ أكثر من المرة السابقة، "إن هذا غير متوقع حقا، هناك شخص يستخدم المستوى الخامس من السحر، هممم، و يبدو أنك تستطيع استخدام المستوى السادس أيضا، إذن، من أنت؟" "........................" "أنت، أيها الفضي هناك، لقد سألتك سؤالا، و عندما أنا اسأل شخصا فهو عليه أن يجيب" قام العدو القائد بسؤال الجنرال بغطرسة كبيرة، لكن في تلك اللحظة كان الجنرال مصدوما فهو اعتقد انه أنهى العدو بهجومه السابق، فلقد كان ذلك الهجوم واحدا من أفضل تقنياته إن لم تكن أفضلها من المستوى الخامس فبدأ يتساءل مع نفسه "ما الذي يحدث هنا بالضبط لقد كان ذلك رمحا مشحونا بسحر البرق من المستوى الخامس، كيف لم يصب بخدش واحد" اسودَّ وجه العدو لأنه تم تجاهل سؤاله "همممم، أنا أضع 'خاتم اللغة' الخاصة بالعالم الواهن لذا أنا متأكد من أنك تفهمني، لهذا أكره القمامة، لا تعرف حتى كيف تجيب، لكن لا يهم من أنت أو من اين أتيت لأنك في النهاية ستموت" لقد كان أسلوب العدو في كلامه متعاليا تماما كما لو أنه يتحدث لحشرة ناطقة "معلمي، إن هذا الشخص غريب، لقد هاجمته بسيف 'نمر البرق' بالمستوى الرابع لكنه أوقفه بثلاث أصابع بكل سهولة كما لو أنه شيء طبيعي" عندما سمع المعلم عن هذا صدم أكثر من السابق بكثير و تذكر تدريباته مع تلميذه حيث عندما هاجمه هذا الأخير بنفس التقنية، كان قد احتاج لثلثي قوته الكاملة ليصدها مع أن هذا كان قبل شهرين و قوة التقنية كانت لابد و أنها قد ازدادت بسبب موهبة تلميذه العالية و مع ذلك لم تؤثر قط في العدو، كان هذا مرعبا كفاية ليتخلى الجنرال عن فكرة القتال و محاولة إيجاد طريقة للهرب حتى و لو هرب تلميذه فقط، و لهذا قال في عجلة من أمره "يا 'رعد'، قائدي الوحدتين الاولى و الثالثة قادمين لهنا، انهض و خذ حصاني و اذهب بسرعة لإيقافهما ثم اتجهوا مباشرة نحو العاصمة و قل كل ما جرى هنا بالتفصيل للجنرالات و الامبراطور، سأحاول الصمود هنا ريثما تذهب" "لكن أيها المعلم...." "ليست هناك ' و لكن'، قم بما قلت لك و إلا سنموت جميعا، هذا افضل خيار الان" قام رعد بالنهوض من مكانه بصعوبة و ذهب في اتجاه معلمه لكن عندما كان في طريقه تكلم وراءه صوت غريب "هذا رد لما فعلته سابقا" استدار رعد ليرى ماذا يحدث و إذا به يرى بالرجل النملة كان يطير في اتجاهه من قوة اندفاعه و في يده خنجر لكن و قبل وصوله لعنق رعد الذي كان يستهدفه قام المعلم بالتحكم في رمحه و تحريكه في اتجاه الرجل النملة مخترقا صدره محدثا ثقبا ضخما "يبدو ان هذا مجرد حثالة، المشكلة الحقيقية هي تلك الوحش الذي كان يشاهد في صمت الى الان..ما الذي يخطط له........ماذا؟.....انه....يبتسم " بينما يتكلم الجنرال مع نفسه كان العدو القائد مبتسما ابتسامة عريضة و خبيثة مستمتعا بالذي يحدث امامه، و فور رؤيته هذا قام المعلم بالصراخ "رععععععععععععددد، أسرع" عندما سمع رعد معلمه يصرخ هكذا استجمع كل ما تبقى له من قوة و اتجه نحوه "هاهاهاهاهاها......هاهاهاهاهاهاهاها......هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها" صدرت ضحكة شيطانية من فم الوحش تاركة الجنرال متجمدا "هاهاهاهاهاهاهاها...حاولوا بكل ما لديكم...قاوموا...عاندوا...و اكتسبوا أملا، حينها سآتي و أحطمه لتقعوا في يأس عميق، إن قتلتكم من البداية لن تكون هناك أية متعة في هذا، ليس هناك ما هو أمتع و أجمل من سقوط القمامة في اليأس بعد فتحها لأبواب الأمل و من ثم رؤيتها تغلق في وجهها هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها" "مممم، حسنا لقد قررت سأبدأ بالتلميذ، فرؤية معلمه يغرق في وديان اليأس سيكون أمرا في قمة الروعة" كان الجنرال يصرخ مع نظرة رعب على وجهه "اللعنة، تبا، تبا، تبا، رعد فالتسرع" حاول رعد بكل ما لديه لكن لا زال بعيدا عن معلمه، فهذا الأخير لم يقم بمساندته لكي لا يتشتت تركيزه عن الوحش الواقف هناك بعيدا عشرات الأمتار فقط، فإن ذهب ليساعد رعد، حينها ستكون نهايتهما معا (أجب، يا شيطان اليأس، أجب يا شيطان اليأس، هناك تغيير في الخطط، عد الآن، الأمر مستعجل) قام شخص ما بالتحدث مع شيطان اليأس آمرا إياه بالعودة أجاب 'شيطان اليأس' بغضب (الللللعنة، ماذا تريد الآن، أنا في وسط متعتي، إبحث عن شخص اخر، تفقد أمر 'سوكورديا' لقد قالت أنها قد سبق و انتهت من عملها، يجب أن تكون متفرغة) (لقد سبق و فعلت هذا و هي في طريقها إلى هنا، فلتأتي أنت أيضا، إن هذا أمر من سيدنا العظيم فلتأتي حالا) (حسنا حسنا)، "تبا إنني حقا أكره هذا الشخص، لو لم يكن مقربا من سيدنا لكنت قتلته منذ زمن طويل" بعد أن أنهى شيطان اليأس محادثته نظر إلى الجنرال ثم ابتسم ابتسامة عريضة خبيثة مرة أخرى و حلق في السماء عاليا الى أن اختفى بعد مرور يوم في قاعة كبيرة يمكنها أن تسع لمئة شخص، بطاولة طويلة في الوسط، كان هناك خمسة عشر شخصا جالسين على الكراسي الجانبية للطاولة و يحيطهم جو جدي حتى دخل شخص ما يبعث شعورا يجعلك تعرف انه ليس شخصا عاديا بحيث إن قارنته مع شخص من العامة سترى الفرق واضحا كالذي بين الأرض و السماء، كان يرتدي معطفا أحمرا عليه رمز 'امبراطورية النضير الوهاج' و كان بجانبيه خادمين في حلة سوداء، قام الذي على الجانب الأيمن بالصراخ قائلا "التحية للأمبراطور المعظم" قام الجميع بالانحناء قليلا احتراما للشخص أمامهم و اتجه هذا الأخير نحو العرش الموجود خلف الطاولة ليجلس ثم قال "اجلسوا" أشار الإمبراطور للجميع فجلسوا ثم أكمل "حسنا، فالنبدأ الاجتماع" بعد دقيقه من بدايه الاجتماع "م..ماذا..هل تقول أن مثل هذا الوحش موجود، أن لا يتأثر برمحك البرقي من المستوى الخامس يا 'براون'، من هذا الوحش بالضبط " كان الصوت قادما من رجل يبدو في منتصف العمر بشعر و عينين سود مرتديا درعا فضيا "نعم، أنت بالخصوص يا 'هِيْ' ستعرف عما أتكلم لأنك رأيت و جربت قوة رمحي عدة مرات عندما نتدرب، لقد كان وحشا حقيقيا، لا قد يكون هذا تقليلا من شأنه" بدأ يتذكر 'براون' الابتسامة الخبيثة التي كانت على وجه 'شيطان اليأس' فعقد حاجبيه و قال "لقد كان ذلك شيطانا" ثم جمع شتات نفسه و أكمل حديثه "آه، على ما أتذكر لقد ناداه الرجل النملة الذي سبق و أخبرتكم عنه بالقائد" "القائد؟ هل هذا يعني أنه واحد من قادة الجيوش التي هاجمت الإمبراطورية، لا أحد غيرك التقى بقائد آخر و لهذا ان كان هذا صحيحا فهذا يعني أن هناك آخرون بمثل قوته او ربما أكثر" أجابه هذه المرة رجل عجوز لكنه كان مفعما بالحياة و يرتدي درعا فضيا هو الاخر أجاب براون "بالتفكير في الأمر قد يكون هذا صحيحا أيها المعلم 'تشارلي' " بعد سماع كلامه جميع الحاضرين صدموا و عم الصمت مرة أخرى في القاعة الكبيرة، فقط التفكير في أن وحشا مثل هذا موجود جعل الجميع يرتعب خوفا و لكن أن يكون هناك العديد من مثله، ما هذه اللعنة التي أنزلت عليهم. أكمل شخص آخر بدرع فضي أيضا "لكن كيف يمكن أن يحدث هذا، نحن نعلم جميعا نعلم أن 'حاجز الحماية السماوية' يحيط بجميع أماكن تواجد الوحوش، و لا يمكن أن يُخترق الحاجز، فهذا ما كان عليه الأمر لملايين السنين" بينما الجميع يتناقشون قام أحد ما بالطرق على الباب ليقوم أحد الخادمين بفتحه فوجد جنديا "ماذا تريد هناك اجتماع مهم الان" "لا في الحقيقة التقرير عاجل و يجب أن يعلم به جلالة الإمبراطور و الجنرالات في أسرع وقت ممكن" "اتركه يدخل" جاء الصوت من الإمبراطور و مباشرة قام الخادم بالانحناء قائلا "سمعا و طاعة" دخل الجندي و ركع قليلا أمام الحضور على ركبة واحدة ثم قال مباشرة "لقد وردتنا أخبار عن تلقي إمبراطوريتي 'الرياح العاتية' و ''الأمواج الهائجة' هجوما البارحة و ليس هذا فقط بل أن من هاجمهم كانت وحوشا غريبة " "ماذا قلت هل هذا صحيح؟" قام الجنرال 'تشارلي' من السابق بالتحدث مجددا مكملا "هذا يأكد لنا أن هجوم البارحة لم يكن مدبرا بطريقة ما من واحدة منهما، أتقول لي أن شخصا ما لديه الجرأة الكافية ليهاجم الامبراطوريات الثلاث التي تحتل العالم؟ أليس هذا كما لو انه يهاجم العالم أجمع؟ لكن من هذا الأحمق بالضبط الذي يتجرأ على فعل هذا؟" "و أيضا" أكمل الجندي تقريره " قال بعض الناجين من الهجوم أنهم رأوا شيئا دائريا غريبا في السماء و ظلال كثيرة بدأت تظهر من خلاله قبل الهجوم مباشرة، و الأخبار التي أتت عن الإمبراطوريتين تقول أيضا أن هناك بعض الناجين قالوا نفس الشيء" صدم الجميع تماما، و بصوت مذعور قال الجنرال 'تشارلي' "قد نكون نواجه شيئا أكبر مما نتخيل، جلالة الإمبراطور، أقترح أن نسرع في طلب لقاء مع كلا الإمبراطوريتين و التحدث بشأن هذا معهما، فإن كان هناك عدوا يتجرأ على مهاجمة الإمبراطوريات الثلاث وقتما شاء فيجب علينا الاستعداد جيدا" بدأ الإمبراطور يفكر قليلا ثم بعد دقائق معدودة أعطى الأمر "أرسلوا مبعوثا لكلا إمبراطوريتي 'الأمواج الهائجة' و 'الرياح العاتية' (في قرية بأقصى جنوب إمبراطورية 'النضير الوهاج' قرب الحدود المشتركة مع إمبراطورية 'الأمواج الهائجة') 'استهلال.....استهلال.....استهلال' (صوت الطفل عند الولادة) كان هناك منزل مهترئ يأتي منه صوت بكاء رضيع بينما أمه تحمله، بعد دقائق بدأ يشع بنور ساطع فجأة فأجبر كل من الأم و سيدة كانت معها على إغلاق عينيهما لكن و بعد دقائق، النور ضعُف شيئا فشيء الى أن أصبح باهتا جدا و بمجرد حدوث هذا دخل لمنزلهم الذي بالكاد يمكنك تسميته منزل رجل عجوز له تجاعيد كثيرة و ذو شعر و لحية طويلين و حاجبيه نميا حتى وصلا لوجنتيه الفارغتين قامت تلك السيدة بالذهاب له و سألته "ماذا تريد أيها الجد" لم ينظر لها العجوز أبدا و بدلا من ذلك كان ينظر للطفل الذي كان في حضن والدته بينما يتمتم بشيء لم تفهمه تلك السيدة "أيها الجد، هل أنت ضائع؟ آسفة و لكن يمكنك الانتظار قليلا فأنا مشغولة كثيرا فكما ترى لقد رزقنا بمولود جديد" قام العجوز برفع يده اليمنى و تمريرها من فوق وجه السيدة لتفقد هذه الاخيرة الوعي مباشرة، ثم قام بالاتجاه صوب الأم التي كانت مصدومة مما حدث قبل لحظات بينما تنادي اسم المرأة التي سقطت أمامها "سميرة؟" قامت باحتضان طفلها بشدة و هي ترتعد بينما تقول "أرجوك لا تفعل شيئا لابني سأفعل أي شيء، إلا ابني أرجوك، أرجوك لا تؤذه " لكن العجوز لم يصغي لها أبدا هي الأخرى، و بينما هي تتوسل كان هو يتقدم ببطء الى أن وصل إليها، قام العجوز برفع يديه في اتجاهها و قام بلمس جبهتها بسبابة يده اليمنى فأغمي عليها أيضا، ثم وضع نفس اليد على رأس الطفل ليبدأ المولود بالسطوع مجددا لكن هذه المرة أقوى بكثير من السابق، بدأ العجوز بقول شيء ما كأنه يرتل تعويذة ما "يا أيها المختار، الطفل الاخير، هذه القوة ستجلب لك معها السراء و الضراء، مع ذلك سيكون عليك التحمل، كل هذا من أجل الحفاظ على التوازن" بعد أن أنهى كلامه صرخ قائلا "ختم"، بدأ يتجمع كل النور الذي كان يحيط بالرضيع حول يد العجوز ثم دخل مرة واحدة بجسده عن طريق جبهته "من بين كل الأماكن، أن يكون شخصا من العالم الواهن أضعف عالم على الاطلاق من العوالم الرئيسية، يا له من أمر ساخر، سنلتقي مرة أخرى عندما تكون مستعدا، إلى اللقاء أيها المختار" استدار العجوز و اختفى في رمشة عين بعد 15 سنة "حسنا، أنا ذاهب يا أمّي." جاء الصوت من فتى يحمل حقيبة على ظهره وشعره قرمزي، بعينين حمراوين. "رافقتك السلامة يا 'باسل'. واهتم جيدا بـ' أنمار'، فهي صديقة طفولتك العزيزة. آه، أظن أنّها الصديق الوحيد الذي تملك على أيّ حال، هوهوهوهوهو" قام الفتى بإجابة أمّه و نظرة ملل على وجهه: "أنا لا أحتاج أيّ أصدقاء. وأيضا هي ليست صديقتي. إنّها فقط تلحقني منذ نعومة أظافرنا." "هذا صحيح، يا عمّتي نحن لسنا صديقين، نحن خطيبان متعهّد كل واحد منّا للآخر بالزواج منه." أجابتها هذه المرة فتاة جميلة بشعر ذهبي طويل يأخذ الأنفس و عينين زرقاوين كالسماء الواسعة. اختفت نظرة الملل من على وجه باسل لتتحول الى نظرة تفاجؤ: "هاه؟ ما الذي تقولينه أيتها الحمقاء المتخيّلة؟ متى وعدتك أنا بشيء مثل هذا؟" أجابته 'أنمار' بابتسامة خفيفة مغمضة العينين: "هيّا، هيّا. هل تدّعي الجهل؟" بدأ باسل ينزعج و أجابها بصوت مرتفع: "هاه؟ أيّ جهل تتحدثين عنه؟ ما لم يحدث لم يحدث، ولهذا توقّفي عن إخبار الناس بهذا الهراء." بدأت الدموع تتجمع في عينيْ 'أنمار'، وعند رؤية الأم لذلك صرخت في وجه باسل قائلة: "يا باسل، أعرف أنك ستشعر بالخجل إن قيل لك هذا أمام شخص آخر، و لكن لا ترفع صوتك بهذه الطريقة في وجه شخص وعدته بالزواج." وبدأت الأم تربّت على رأس أنمار لتخفّف من ألمها، ولكن في تلك اللحظة ظهرت ابتسامة عريضة على وجه 'أنمار' فرد باسل بينما يشير بإصبعه نحو أنمار: "انظري يا أمي. إنّها تضحك. إنّها تخدعك. إنّها لا تبكي. إنّها دموع التماسيح فقط." نظرت الأم لباسل و قالت له بغضب: "ألا تخجل من نفسك؟ أن تبكي زوجتك المستقبلية وبدل مواساتها تناديها بالمخادعة. لا أتذكّر أنّني ربيتك هكذا." عادت نظرة الملل إلى وجه باسل واستسلم عن محاولة تصحيح الأمر، ثم تمتم: "أناديها بالمخادعة؟ مناداتها بالمخادعة كلمة لطيفة عندما نتطرّق لوصفها." ثم قال: "حسنا لا يهم، لقد تأخرنا، لنذهب الآن." "حسنا." أجابته 'أنمار' بالموافقة لتكمل الأم: " سأقولها مرّة أخرى. اهتم بـ'أنمار' جيّدا؛ فالإنسان لا يعلم قيمة الشيء الحقيقيّة إلّا بعد فقدانه." قالتها الأمّ و هي تضع 'أنمار' على صدرها وتعاملها بحنان بينما تعتلي نظرة حزينة وجهها. "إذن إلى اللقاء يا أمي." "إلى اللقاء يا عمتي." أجابتهما الأمّ والدموع بعينيها: "إلى اللقاء يا طفليّ العزيزين، فلتحترسا."............ يتبع!!!! الجزء الثالث (قبل ثلاث سنوات، بعد اثنتي عشر سنة من هجوم الشياطين) في غابة قرب قرية بجنوب إمبراطورية 'النضير الوهاج'. كان هناك فتى في الثانية عشر من عمره يجري و يبدو كأنه مطارد من شيء ما "لهث،لهث،لهث،لهث، تبا إلى متى سيلاحقني هذا الوغد" قام الفتى بالاختباء وراء شجرة و بدا مضطربا كما لو أنه مطارد من قبل وحش ما "تبا، لماذا دخلت إلى منطقتها، إن كنت أعرف أن هذا سيحدث لكنت قمعت فضولي، من الجيد أنني لم أتعمق كثيرا و لاحقني واحد فقط، لكن ماذا أفعل الآن..." 'بوووووووووووووم' أوقف تفكيره ضربة جاءت من وحش اخترقت الشجرة جعلته يحلق نحو جرف كان أمامه و بدأ يتكور حتى توقف بسبب اصطدامه بحجر كبير [I]كااخ[/I] تقيء الفتى القليل من الدم و عندما فتح عينيه رأى قردا ضخما محلقا في السماء متجها نحوه نتيجة لقفزه 'آآآآهه، يا لها من حياة قصيرة و مملة، مع أنني كل ما أردت فعله هو رؤية أشياء جديدة و مثيرة تبعد عني ضجري' بعد قوله هذا فقد الوعي 'فسسسسسسسسسسسس' قام شيء ما بقطع القرد الضخم و هو في السماء قبل وصوله للفتى (داخل كوخ ما) "همم، آه هذا مؤلم، جسدي بأكمله يؤلمني، ما الذي يحدث؟ أين أنا؟ على ما أذكر كان القرد الأزرق الضخم يلحقني و....آه" دخل رجل عجوز للكوخ بينما يضغط الفتى على رأسه من الألم "أووه، لقد استيقظت أيها الفتى، خذ فالتشرب هذا الدواء سيجعلك تتحسن" أجابه الفتى بينما يتألم "امم، من أنت أيها العجوز" "فالتشرب أولا الدواء و من ثم نستطيع التحدث" 'بلع بلع بلع' "هممم، أوه لقد اختفت الضوضاء من رأسي، شكرا أيها العجوز، إذن من أنت و لماذا انا هنا؟" " أنا الشخص الذي أنقذك من ذلك القرد" أجابه العجوز بينما الفتى يحدق فيه بعمق أجابه الفتى و نظرة تعجب على وجهه "آه، بما أنك ذكرت الأمر، بدأت أتذكر، آه، لقد كنت على وشك أن أقتل من طرف القرد الأزرق الضخم ثم فقدت الوعي، إنتظر لحظة، كيف قمت بالهروب و أنت تحملني؟" أجابه العجوز "هوهوهو، أهرب؟ لماذا أفعل هذا؟" فقال الفتى "هاه، ما الذي تتحدث عنه، ماذا؟ أتحاول القول لي أنك قتلته أم ماذا؟ " "أجل" قالها العجوز بكل برودة عندما سمع الفتى رده تفاجأ و بدأت عيناه تشتعل حماسا "أيها العجوز هل يمكن أنك ساحر؟" بينما ينتظر الفتى الرد متحمسا أجابه العجوز "أجل، ماذا؟ هل لديك اهتمام في السحر أيها الفتى" قفز الفتى من مكانه ناسيا آلامه واقفا أمام العجوز و قام بلف أحدى يديه على الأخرى التي كانت على شكل قبضة و انحنى قليلا ثم قال " بما أنك ساحر، أيمكنك أن تكون معلم هذا الشخص الجاهل هنا أيها المعلم" كانت على الفتى نظرة حزم و إصرار مع توتر قليل منتظرا جواب الرجل العجوز "أيها الفتى، قبل أن نتطرق لموضوع غدوك تلميذي أم لا، لنتحدث قليلا" بدى على وجه الفتى تعبير استغراب لكنه قال في الحال "حسنا، أيها المعلم" فأجابه العجوز "أنت، لم أصبح معلما لك بعد، لماذا تناديني بهذا؟" أجابه الفتى بنظرة احترام كبيرة على وجهه "حسنا، شخص عظيم مثلك لا يجب مناداته بغير هذا" بدأ العجوز يضحك "هوهوهو" ثم أكمل قائلا "إنك فتى مثير للاهتمام، ما إسمك؟" قال الفتى و هو فرح "باسل" سأله العجوز "حسنا أيها الفتى 'باسل'، لماذا كنت ملاحقا من قبل ذلك القرد؟ هل دخلت إلى منطقته بالخطأ؟ " بدأ 'باسل' بحك رأسه "آه، هذا" ثم أجاب "في الحقيقة أردت اكتشاف تلك 'المنطقة المحظورة' فقط، فلقد كان لدي اهتمام بها منذ وقت طويل، لكنهم يقولون أن 'المناطق المحظورة' خطيرة و لا يجب على الناس العاديين دخولها" حك العجوز ذقنه ثم سأله من جديد "و لماذا تريد أن تصبح ساحرا أيها الفتى باسل" لم يجب باسل فورا و بدا كما لو أنه يفكر في شيء ما و بغضب قال "لقتل الشياطين الملاعين و حماية المقربين مني في وقت الحاجة" كانت نظرة غضب غير طبيعية في عيني الفتى الصغير مما جعل العجوز يتفاجأ قليلا لكن باسل أكمل "مع أنني أظن أن سببي الأكبر يأتي من فضولي حول السحر فقط، فإن كنت ساحرا يمكنك دخول 'المناطق المحظورة' و اكتشافها كما تشاء، هاهاها" بدأ العجوز يفكر في شيء ما لثواني ثم أجاب "حسنا سأعلمك، لكن بشروط" أماء باسل موافقا ثم أكمل المعلم كلامه "لا تعلم شخصا آخر ما أعلمك و لو كان أقرب المقربين لك من دون موافقتي، لا تخبر أي شخص عني، أن تقوم بكل ما آمرك به بدون مناقشتي في الأمر لمرة ثانية، إن كنت توافق على هذا فسوف أعلمك" فأجاب باسل مباشرة من دون أن يفكر لثانية واحدة "أنا تحت رعايتك أيها المعلم الموقر" "حسنا، إذهب لمنزلك و ارتح جيدا، بالنظر لإصابتك سيأخذ الأمر منك أسبوعا على الأقل لتشفى، بعد هذا، فالتأتي لهذا الكوخ ستجدني أنتظرك" أجاب باسل "حسنا، أيها المعلم، أنا ذاهب الآن" أوقف العجوز باسل و قال له بينما يعطيه ورقة مرسوم عليها مسار ما "إنتظر لحظة، إتبع هذه الخريطة في عودتك لتجد هذا الكوخ" لكن بينما يحاول العجوز إعطاءه الخريطة أجابه باسل قائلا "إنني أعرف هذه المنطقة كراحة يدي إن استثنيت المناطق المحظورة و لهذا لا تقلق سأعرف طريق العودة لهذا الكوخ" نظر إليه العجوز ثم قال "ألم تكن ستقوم بأي شيء من دون مناقشة في الأمر لمرة ثانية" وضع باسل يده على رأسه و بدأ يحكه قائلا "آه، هذا صحيح، آسف أيها المعلم، سآخذها" قال له المعلم "لقد أعطيتك هذه الخريطة ليس لأنك لا تعرف الطريق، ولكن لكي تجد هذا الكوخ عند عودتك لأنني سأغير مكانه، و أنا قد سبقت و رسمت الموقع الذي سأنقله له" تفاجأ باسل ثم قال "آسف أيها المعلم، تلميذك كان جاهلا" بعد قوله لهذا الكلام أخذ الخريطة و ذهب في طريقه للمنزل كان العجوز يراقبه إلى أن اختفى ظله و هو يقول "كنت أنوي تركه ليستعد طبيعيا من دون تدخلي، لكن لا ضرر في تسريع الأمر، فببنيته هذه سيكون مستحيلا عليه البدأ في استخدام السحر، و لهذا سأحاول الإسراع من جعلها مستعدة، لكن..." تذكر العجوز نظرة الفتى الغاضبة "يبدو أن تدريبه سيكون صعبا قليلا من جهة العقل، فالعقل هو كل شيء في السحر، ذلك الغضب قد يكون عائقا لنموه بالمستقبل، إنها مهمة صعبة التي تركتها على عاتقي يا 'جلالة الملك الأصلي'، لكن تابعك هذا سيكمل واجبه على أكمل وجه، و أيضا شخصيته قد أعجبتني بعد كل شيء" مرت الأيام بسرعة و كان باسل يأكل الفطور مع أمه فدخلت فتاة مرسوم على وجهها ابتسامة مع عينين مغمضتين "صباح الخير يا عمتي 'لطيفة'، صباح الخير يا باسل" أجابتها 'لطيفة' "أوه مرحبا بك يا أنمار" لكن عندما رأى باسل تلك الفتاة أصدر صوتا منزعجا 'غيي' ثم وقف مباشرة من على كرسيه و قال "أمي أنا ذاهب الآن" و خرج مسرعا نحو الغابة قالت أنمار بإحباط "آه آه، لقد هرب مرة أخرى، يا له من شخص خجول" "آسفة يا صغيرتي أنمار، عندما يرجع سأتكلم معه بشأن هذا" قالتها الأم و نظرة أسف على وجهها عندما رأتها أنمار أجابتها "آه، لا تقلقي يا عمتي، إنه الأمر المعتاد فقط" (في الغابة) كان باسل يحمل الخريطة و يتبع الطريق المرسوم عليها حتى وصل إلى الكوخ "و أخيرا وصلت، لماذا غير مكانه لهذا العمق في الغابة" بينما باسل يتساءل قام أحد بإجابته على حين غرة من وراءه "لكي لا يلاحظنا أحد بينما أدربك" التف باسل ليجد العجوز ثم قال له "صباح الخير أيها المعلم" "صباح الخير أيها الفتى باسل، إتبعني" أمره العجوز فأجاب باسل قائلا "حسنا أيها المعلم" قام الاثنان بالغوص عميقا في الغابة بينما يتحدثان "ماذا تعرف عن السحر أيها الفتى باسل" سأله العجوز فرد باسل قائلا "السحر هو عبارة عن طاقة الإنسان الكامنة التي يمكنه استعمالها بعد التدرب على كيفية التحكم بها، و هناك مستويات تبتدأ بالمستوى الأول و تنتهي بالسابع، و كل مستوى ينقسم لثلاث أقسام القسم الأولي، القسم المتوسط و القسم النهائي يقال أن الساحر لديه قوة بدنية تفوق الشخص العادي بكثير و في كل مرة يرتفع الشخص بالمستوى تتمدد حياته لعشر سنوات أخرى، و لهذا السحرة معروفون بطول العمر حيث هناك من وصل لمائة و سبعين سنة " "همم" وضع العجوز يده على ذقنه ثم قال "ليس سيئا" تعجب باسل فسأل معلمه "لماذا أيها المعلم، فأنا قرأت كل الكتب الموجودة بمكتبة القرية التي تتحدث عن السحر" أجابه العجوز "هذا صحيح، ما قلته لم يكن خاطئا، و بالنسبة لعمرك و موارد بحثك فهذا جيد بالنسبة لك، لكن ما تعلمته من المكتبة لا يقدر بـسوى نسبة واحد من المائة عن السحر، فبالنسبة للطاقة الكامنة التي تحدثت عنها هي طاقة حياة الشخص نفسها و التي يمكنه استخدامها إلا بعد تدرب طويل في جعل عقله متصل بكل 'نقط الأصل' الموجودة بجسده و التحكم بها، أي فهم 'أحجية لغة جسده' الفريدة من نوعها و فكها، عند فعل هذا سيمكنه فتح نقط الأصل و بهذا سيكون قادرا على استخدام طاقة حياته و التي هي السحر، لكن مع أن إسمها طاقة الحياة لا يعني أنها تستهلك حياته الخاصة" كان باسل ينصت بكل تركيز و اهتمام و الدهشة تزداد في كل كلمة يقولها معلمه "إن رأيي كان صائبا، إنك حقا مذهل أيها المعلم" أجابع المعلم "مذهل؟ هوهو، هذا لا شيء سوى بداية البدايات، عندما تصل ل'المذهل' بحق عندها سترى ما أعني بكلامي، و بما أنك ستتعلم تحت يدي سأتأكد من تمرير معرفتي كاملة لك" بدى على وجه باسل تعابير التحمس و الفرح لكنه لاحظ أنهم بدأوا في الدخول لمنطقة محظورة "حسنا أيها المعلم، لكن إلى أين نحن ذاهبين، لقد تعمقنا كثيرا في الغابة" "آه، لمكان جميل للتدرب، هوهوهو" قالها العجوز و نظرة شيطانية على وجهه، و عندما رأى باسل وجه معلمه صعدت قشعريرة مع جسده بينما يقول "لدي شعور سيء حيال هذا" "حسنا، كما قلت لك سابقا، سيكون بإمكانك فتح نقطك الأصلية عن طريق فك أحجية جسدك، و لهذا سيكون عليك التحكم في كل مشاعرك و عواطفك و تخلي عقلك من الأفكار لتصل لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، عند إتمامك لهذا سيكون يإمكانك رؤية تلك النقط و فتحها واحدة تلو الأخرى، مع أن هذه العملية لا تتم بكل سهولة فهناك أشخاص أمضوا بها شهورا و آخرين أعواما و هناك من لم يصل لنتيجة أبدا" قام العجوز بتعليم باسل عن السحر في طريقهم إلى أن وصلوا إلى واد عميق بحيث لا يمكنك رؤية قعره، و أصوات زمجرة تصدر منه، و عند مشاهدة باسل لهذا المكان قام بسؤال معلمه و ابتسامة فاقدة للأمل مرسومة عل وجهه "معلمي، لا تقل لي أن هذا مكان تدريبي" قام العجوز بنظرة شيطانية مبتسمة مرة أخرى و هو يضحك "هوهوهو، هذا صحيح، سأجعلك تتمنى الموت على التدرب تحت يدي" كان العجوز يشرح لباسل و هو جالس جلسة تربيعة "هذا صحيح، و عندما تفتح نقط الأصل، يبقى الشخص يحتاج فقط لدفعة تجعل طاقته السحرية تتفعل، ويجب أن تكون من طرف شخص لديه تحكم لا بأس به في السحر و إلا سيدمر جسد المطبق عليه العملية" قال باسل و بصوت منخفض متقاطع و يبدو من خلاله أنه يعاني "[I]يلهث، يلهث[/I].....هوه، هكذا إذا، و..ما..هي..هذه..الدفعة..يا معلمي؟ 'يلهث..يلهث' كان العرق يملأ جسم باسل أجابه العجوز "ركز الآن على تدريبك الحالي، فعلى ما يبدو، لا يزال أمامك طريق طويل لتقطعه حتى تصل لتلك المرحلة، هوهوهو" كان العجوز في الواقع جالسا فوق ظهر باسل الذي كان في الهواء فوق الوادي العميق و لديه دعامتين خشبيتين على شكل أفقي فقط، عصى طويلة في جهة يديه تمتد على عرض الوادي و أخرى في جهة قدميه وإذا فقد توازنه و لو قليلا سيكون طعاما لأصحاب الأصوات المخيفة بالأسفل مرت مدة و قال العجوز "حسنا، يكفي لليوم أيها الفتى" قال باسل للمعلم "أيها المعلم هذا اليوم العاشر و لا زلت لم تبدأ في التعليم العملي للسحر، إلى متى سأبقى أقوم بهذه التدريبات القاسية من دون البدء في تعلم السحر؟" أجابه العجوز "إلى أن تصبح مستعدا" "و متى سأصبح مستعدا أيها المعلم؟ " كان باسل يطرح على المعلم نفس الأسئلة كل يوم و مع ذلك يتلقى نفس الإجابة "عندما أقول أنك أصبحت كذلك، و الآن كفى من الأسئلة و اذهب للمنزل ثم عد غدا باكرا" أمر المعلم باسل بالعودة و عندما اختفى ظل الفتى قام العجوز بالقفز لداخل الوادي بينما يقول "و الآن لنحصل على عشاء اليوم" (في منزل باسل) كانت 'لطيفة' أم باسل تطبخ العشاء بينما كان الابن في غرفته و مستلقيا على سريره منغمس في تفكيره (لماذا المعلم لا يبدأ في التعليم التطبيقي للسحر، كل يوم كل ما أفعله هو قطع الخشب بينما أحمل أوزانا بيدي، و الجري لساعات بينما أحمل أوزانا برجلي، و القيام بتمارين الضغط، و في الأخير يجعلني أستلقي فوق ذلك الوادي المخيف بينما يجلس فوقي و يتحدث لي عن السحر، و بسبب هذا كل يوم أصبح جحيما، حسنا، لقد وعدته بفعل كل ما يطلبه، نعم، و أيضا معلمي شخص عظيم لا بد و أن ما يجعلني أفعله له معنى كبير وراءه" بينما باسل يفكر سمع أمه تناديه ليأتي ليتعشى "أين كنت تذهب اليوم بكامله للعشرة أيام السابقة، و أيضا تعود متعبا جدا، ما الذي يحدث معك مؤخرا، لا تقل لي أنك تذهب للمناطق المحظورة" كانت الأم تسأل ابنها بنظرة انزعاج ممزوجة مع قلق "آه، إنني..." عندما كان باسل يحاول شرح ما يحدث معه لأمه تذكر وعده للمعلم ثم قال "لا، إنني...لقد أصبح لدي صديق و نحن نتدرب معا طوال اليوم، يبدو أنه يريد أن يصبح ساحرا هو الآخر" تعجبت الأم من ابنها كاره الصداقات، المهتم في الكتب فقط و الذي ليس لديه أدنى اهتمام في الآخرين قد أصبح لديه صديق عندما رآها باسل قال منزعجا "ماذا، حتى أنا يمكنني على الأقل إنشاء صداقة واحدة" ثم أكمل طبقه و ذهب للنوم غدا فجرا استيقظ باسل و وجد أمه قد استيقظت بالفعل، أكل الفطور الذي أعددته و ودعها منطلقا نحو الغابة التقى باسل بمعلمه و بدأ في تقطيع قطع الخشب و بعد مدة أزال الأثقال من يديه و وضع الخاصة برجليه ثم بدأ يجري وفق المسار الذي حدد له و الذي كان مملوءا بالعقبات الصعبة، و من ثم بدأ القيام بتمارين الضغط، بعدما انتهى، حمل الدعامتين الخشبيتين و ألقاهما فوق الوادي و اتخذ وضعيته مثل السابق ثم جلس المعلم فوقه من جديد بينما يعطيه دروسا حول السحر استمر الأمر هكذا لمدة شهر آخر "حسنا، يبدو أنه حان الوقت" عند سماع باسل لمعلمه يقول هذا، تعبيره الممل على وجهه تحول لآخر متحمس و قال "أووه، أخيرا سأبدأ في تعلم السحر" نظر إليه المعلم و تنهد ثم قال "آسف لتخييب ظنك و لكنك لا زلت غير مستعد، ما قصدته بآوان الوقت هو أنه قد حان وقت الانتقال للمرحلة الثانية" عند سماع باسل معلمه هذه المرة حدث عكس السابق و رجعت نظرة الملل على وجهه و قال "حسنا أيها المعلم، لكن...." لاحظ العجوز تعبير باسل و تنهد مرة أخرى بينما يفكر مع نفسه "يبدو أنه يحتاج لمحفز، حسنا" "أيها الفتى باسل، لا تقلق، إن كل ما تفعله له سبب مقنع و هدف ثابت، ستكون مكافأتك من هذا عظيمة" مع أن العجوز حاول مواساته لكن تعبير باسل لم يتغير و لهذا قال "إن استعطت المواكبة مع التدريب الذي سأمنحه لك و إكماله سوف أشرع في تعليمك السحر" عندما سمعه باسل عاد مرة أخرى وجهه المتحمس "أووه، إذا كم من المدة سيستمر هذا التدريب؟" أجابه المعلم" سنة واحدة" "هاه، سنة كاملة؟ هل تقول أنه يجب علي الاستمرار في المعاناة هكذا من دون تعلم السحر لمدة سنة كاملة" انصدم باسل من المدة فهذه الأسابيع السابقة كانت جحيما كفاية ذهنيا و جسديا لكن المعلم يقول أنه سيستمر في هذا لمدة سنة أخرى و أيضا قال إن استطاع المواكبة في هذا التدريب، ألا يعني هذا أن معاناته ستزداد فقط "لا تتفاجأ هكذا، فإن استمررت في التمرين العادي سيأخذ منك الأمر سنتين على الأقل، لكن بما أنك متسرع لهذه الدرجة قررت الإستعجال في التدريب، و أسرع من وتيرته، و إن كنت لست مهتما إنس أمر تعليمي لك السحر، فواحد من شروطنا كان الموافقة على كل أوامري" بقي باسل يفكر في الأمر مدة طويلة "ممم، لقد التقيت أخيرا بساحر ليعلمني، لا يجب علي رمي هذه الفرصة، إن كنت سأدخل لأكاديمية السحر بعاصمة الإمبراطورية، يجب أن أكون قد سبق و دخلت للمستوى الأول، بهذا سأكون قادرا على تلقي منحة، بقي لي حوالي ثلاث سنوات لأصل للسن الأدنى للقبول، أنا أعيش في قرية في جنوب الإمبراطورية بعيدة عن كل المدن و لهذا الالتقاء بساحر آخر في ظرف هذه المدة قريب للمستحيل" بقي باسل يفكر هناك لدقائق، لكنه قرر أخيرا و قال لمعلمه "آسف أيها المعلم للتأخر، فالنبدأ هذا التدريب الذي تحدثت عنه" أجابه المعلم في الحال و كأنه قد توقع إجابته مسبقا "يبدو أنك اتخذت قرارك، حسنا إتبعني" ذهب الإثنان عميقا في الغابة و بدآ يقتربا من مكان لدى باسل ذكرى مرسوخة عنه في ذاكرته و عندما وصلا خطى العجوز خطوة لداخل حاجز غير مرئي، لكن باسل الذي كان وجهه مرعوبا قال له "أيها المعلم أليست هذه المنطقة المحظورة الخاصة بالقرود الزرقاء الضخمة، لماذا أتينا لمثل هذا المكان؟" أجابه العجوز " 'لماذا' أنت تقول؟ أليس هذا واضحا؟ للتدريب بالطبع" سأل باسل مرة أخرى "هاه، و لماذا سندخل إلى المنطقة المحظورة من أجل التدرب فقط؟" أجابه العجوز بابتسامة خفيفة "حسنا، ستعرف هذا عندما نصل لوجهتنا" (داخل المنطقة المحظورة) كان الإثنان يمشيان بينما باسل كان خلف معلمه و ينظر يمينا و يسارا ويلتفت للخلف ليرى إن كان هناك أية وحوش قادمة و بمجرد مرور ثلاثة دقائق على دخولهما إلا أنهما قد صادفا وحشا و الذي بدوره عندما شاهدهما زأر بشراسة و انقض عليهما كان قردا أزرقا ضخما، لكن ليس كأي قرد أخر لقد كان كبيرا كما يوحي اسمه بطول حوالي ثلاثة أمتار و كبير الحجم مع أنياب عملاقة إن عضت شخصا ما لن يبقى منه شيئا باسل شاهده ليقول بصوت مرعوب كونه قد مر بتجربة قاسية المرة الماضية "أيها المعلم، ماذا نفعل إنه آت في اتجاههنا" أجابه المعلم بكل برودة "آه، لا تقلق، لا تنسى أنني أنقذتك من واحد مثله سابقا" تذكر باسل قول المعلم كونه قتل ذلك القرد من ذلك الوقت و أنقذه، عندها ارتاح باله قليلا لكنه بقي مستعدا لأي شيء قد يحدث كان القرد الأزرق الضخم متوجها نحوهما لكنه توقف فجأة في السماء و لم يعد يستطيع تحريك إصبع واحد صدم باسل مما يرى أمامه، ذلك القرد الضخم لا يقدر على فعل شيء، لكن ما فاجأه أكثر كانت الرياح المحيطة به، كانت أول مرة يشاهد فيها السحر، السحر الذي قرأ عنه في الكتب فقط، فرح باسل كثيرا عندما رآه لأول مرة في حياته، سأل معلمه عدة مرات ليستخدمه لكنه كان يتلقى إجابة الرفض في كل مرة و يحثه المعلم على التركيز في التدريب و بينما باسل كان متأثرا بما حدث، كانت الرياح تحمل القرد مقيدة حركته و آتية به في اتجاههما، و عندما وصل القرد أمامهما، أنزله العجوز من السماء من دون فك قيده المصنوع من الرياح الذي كان يحيط بيديه و رجليه اقترب العجوز منه و وضع يده فوق رأسه و قال له "الآن يجب أن تكون تفهمني، لدي شيء واحد فقط سأطلبه منك، إن فعلته سأعفو عن حياتك، إن لم تفعل سأقتك فقط و أبحث عن غيرك، موافق أم لا" "كي كي...[I]قهقهة[/I] " (صوت القرد) "حسنا لقد تفاهمنا، إن حاولت الهروب أنت تعرف ما سيحدث لك، و لهذا لا تفعل شيئا غبيا" "كي كي" التفت العجوز إلى باسل ليقول له "حسنا، يبدو أننا وجدنا لك شريكا مناسبا في التدريب"....................... يتبع!!!!!!![/B] [HEADING=1](الجزء الرابع)[/HEADING] [B]بوووم، بوووووم، بوووووووم لكمات متتالية من طرف القرد الأزرق الضخم تلحق باسل الهارب "آآآه، لماذا علي المرور بكل هذا من أجل تعلم السحر فقط، أليس هذا غريبا" كان باسل يشتكي بلا توقف بينما يراوغ لكمات القرد الذي يهاجمه تحت أوامر المعلم كان باسل بمجرد ما أن يراوغ اللكمة الأولى تأتيه الثانية مباشرة من دون وقت للراحة و يستمر الوضع هكذا حتى يغيب عن الوعي، لكن بعد أيام استطاع إنهاء التدريب المعطى له بدون فقدان الوعي، استمر الأمر هكذا حتى بدأ يستطيع مواكبة اللكمات الموجهة له بارتياح قليلا. عندما أصبح يستطيع تجنب جميع لكمات القرد بسهولة، قام المعلم برمي الأثقال الخاصة بيديه و رجليه أمامه في اليوم التالي مما جعله يعود لنقطة البداية، و في كل مرة يتحسن في تجنب القبضات ترمى أمامه أوزان أكثر ليرتديها حتى وصل ما يحمله لعشر كيلوجرامات بيديه و عشرة أخرى برجليه و مرت الأيام أمر المعلم باسل بإزالة الأثقال و التوقف عن الهرب و محاولة مواجهة القرد في مباراة مباشرة هذه المرة فعل باسل ما أمره به المعلم و اتخذ وضعية استعداد بينما ينتظر القرد القيام بالحركة الأولى في الأيام الأولى كان باسل خائفا جدا من القرد و هذا ما كان يجعله قادرا على الاستمرار في الهرب، لكن مع الوقت بدأ باسل ينسى تجربته السابقة التي كان فيها على حافة الموت. و عندما واجه القرد الأزرق الضخم كل هذه الأيام، بدأ شعوره بالخوف منه يقل أمر المعلم القرد بعدم الهجوم إلا عند دخول باسل لنطاق ضرباته و التركيز على الدفاع فقط و الرد على الهجوم و لهذا بدل الانتظار اندفع باسل في اتجاه القرد الضخم و عندما اقترب من نطاق هجومه اتجهت نحوه لكمة بسرعة لكنه استطاع مراوغتها بسهولة راوغ باسل الهجمة و اتجه يمينا و بينما ذراع القرد اليسرى كانت موجهة نحو مكانه السابق، قام باسل بإلقاء لكمة نحو جانبه، أصابت قبضته الجانب الأيسر للقرد لكنها لم تعطي نتيجة مقبولة قفز باسل متراجعا للوراء و بدأ ينظر في لكمته و يتذكر سرعته عند مراوغته لكمة القرد و أيضا حتى عندما قفز قبل قليل للخلف، رأى أن لكمته أصبحت أقوى و سرعته أصبحت أكبر و قدرة قفزه ارتفعت، لاحظ أن جميع قدراته ازدادت بشكل كبير، حتى عندما لكم القرد كانت فقط لكمة للتجربة لكنها أخرجت قوة أكثر مما كان يتوقع مثلما حدث مع سرعته في المراوغة و مدى قفزه لم يحظى باسل طوال الأسابيع الماضية بفرصة ليجرب فيها لياقته، كان كلما ينتهي من التدريب يعود إلى المنزل منهكا جدا، و لهذا لقد تفاجأ من مدى تطوره أحكم باسل قبضته قائلا مع نفسه "أستطيع فعلها" بمجرد ما أن انتهى من كلامه مع نفسه اندفع مرة أخرى صوب القرد لكن هذه المرة لم يدخل لنطاق هجومه و بدأ في الدوران حوله منتظرا ثغرة ما رأى باسل أخيرا ثغرة في دفاع القرد و اندفع صوب رجله اليسرى مستهدفا وراء الركبة و عندما كاد أن يضربها قفز صاحبها نحو السماء و عندما وصل من تحته باسل ركله نحو الأرض 'كااااخ' تقيء باسل القليل من الدماء جراء الضربة و اصطدامه بالأرض لكنه نهض بسرعة و تراجع هروبا من رجل القرد الأخرى التي كانت تستهدفه "يبدو أن هذا لن يكون سهلا كما توقعت" كان يقولها باسل بينما يمسح الدم من فمه و يبتسم ابتسامة متحمسة 'هه...هه...هه يلهث، يلهث' "في الأخير لم أستطع إصابته بضربة أخرى" كان باسل مستلقيا فوق الأرض و يتنفس بصعوبة و يقطر عرقا جاء معلمه و قال له "كما لو أنك ستفعل، إنه مخلوق عاش حياته كاملة في البرية و خبير في المعارك، أ ظننت أن غرا مثلك سيستطيع إصابته من الأول؟" أجابه باسل "لكنني أصبته في المرة الأولى" أكمل المعلم "صحيح أنك أصبته، لكن هذا حدث فقط لأنه كان متفاجئا من ازدياد سرعتك المفاجئ لأنك أزلت الأثقال، لكن عندما أقاس سرعتك لم تكن لك أي فرصة أمامه" "حسنا هذه مباراتك الأولى ضده، لا تقلق، لقد أبليت حسنا بالنسبة للمرة الأولى" مدحه المعلم ثم قال له "ارتح قليلا، و اشرب هذا الدواء سيسرع من إرجاع طاقتك" تفاجأ باسل و قال "أ كان لديك هذا الشيء المفيد و لم تعطه لي من قبل أيها المعلم؟" أجابه المعلم بينما يضحك "هوهوهوهو، حسنا لقد كان لدينا وقت كاف لتركك تتعافى طبيعيا، لكن الآن بما أنني وعدتك بتعليمك السحر بعد سنة من الآن فيجب على الإيفاء بوعدي، و لهذا سيكون عليك أن تكون كل يوم في حالة جيدة لتستطيع اتباع التدريب" "عندما ترتاح جيدا، فالتأتي لتأكل معي إنني أنتظرك في المكان المعتاد" شرب باسل الدواء الذي أعطاه له معلمه و بعد مرور دقائق أحس أنه يستطيع التحرك قليلا، ذهب ليشارك معلمه الطعام و بعد الانتهاء قام بتوديعه و ذهب للمنزل عندما دخل باسل للمنزل تفاجأت أمه، كلما عاد باسل للمنزل يكون منهكا تماما و لا يقدر على التحرك، لكن هذه المرة مع أنه يبدو عليه التعب لكنه يبدو نشيطا بالمقارنة مع الأيام السابقة كان باسل يتحدث مع أمه بينما يأكلان، و فجأة تحولت نظرته لواحدة حزينة "أمي، ألا تواجهين أي مشكلة، أنا آسف، أذهب بالصباح و لا أعود إلا عند الغروب، في الشهرين الأخيرين لم أعد أمكث بالمنزل، أنا أعرفك يا أمي أنك لن تطلبي مني القيام بشيء، لكن أتمنى أن تقولي لي أي شيء قد تحتاجينه و سأقوم به" رأت 'لطيفة' أم باسل ولدها يشعر بالذنب و لهذا حاولت التخفيف عنه " آه لا تقلق، إن أنمار تأتي لمساعدتي غالبا، و أقضي غالب وقتي معها هي و والدتها 'سميرة' و لهذا لا أشعر بالوحدة كثيرا، لهذا لا تقلق و افعل ما تريد، لكن عدني بشيئين اثنين" فرح باسل لسماع أخبار أمه و كان مستعدا لقبول أي شيء تقوله "أولا، لا تقم بأي شيء خطير يعرض حياتك للخطر، ثانيا، عندما تلتقي بأنمار لا تهرب منها فقط و لكن قم بتحيتها على الأقل، فهي صديقتك منذ نعومة أظافركما، و طريقة تصرفك معها سيئة للغاية" عندما كان باسل يستمع لأمه، أماء رأسه موافقا على كل شيء تقوله، لكن عندما قالت أنمار توقف، لكنه مع ذلك كان قد سبق و قرر أنه سيوافق على كل ما تطلبه أمه و لهذا وافق على شرطها الثاني أيضا استيقظ باسل باكرا اليوم أيضا و أكل فطوره كالعادة مع أمه، و عندما انتهى كان خارجا من المنزل فصادف أنمار أمام الباب، حاول الهرب لكنه تذكر وعده مع أمه و لهذا نظر للجانب الآخر بينما يقول بصوت منخفض بالكاد يسمع "صباح الخير" و ذهب في طريقه بسرعة عندما سمعت أنمار تحية باسل تفاجأت و قالت "هل فقط قبل قليل..." ثم دخلت للمنزل "صباح الخير يا عمتي لطيفة" أجابت أم باسل "صباح الخير يا صغيرتي أنمار" أنزلت أنمار قماش به القليل من الخضر ثم قالت "ظننت أنه لم يكن بالأيام السابقة في المنزل محاولا تجنبي فقط، لكن لا يبدو أن ليس هذا ما في الأمر، عمتي لطيفة، أين يذهب باسل طوال اليوم؟" أجابتها الأم "آه، لقد قال أنه يذهب للتدرب على السحر مع صديق ما" "هاه...صديق؟" تفاجأت أنمار مما سمعت قبل لحظات أجابتها الأم و هي فرحة "نعم، كان هذا قبل شهرين عل ما أذكر، أ ليس هذا مفاجئا؟ أن يصنع باسل صديقا آخر غيرك" قالت أنمار بينما تبتسم بتصنع "نعم، إن هذا مفاجئ بحق" ثم أكملت مع نفسها "كما لو أن هذا ممكن، أنا أكثر من أي شخص أعرف مدى عدم اهتمام ذلك الولد بأي شيء آخر غير السحر و الكتب و الاكتشافات الجديدة، صديق؟ لا تمزح معي" (في المنطقة المحظورة) كالعادة لم يكن باسل يستطيع توجيه أي لكمة للقرد و يتلقى فقط العديد منها في كل مرة يحاول أن يضربه استمر الأمر هكذا لأسبوع حتى استطاع أن يضرب القرد الضخم "وااااه، أخيرا استطعت فعلها، لقد استطعت فعلها يا معلمي" كان باسل فرحا جدا و أخيرا اللكمة التي كان يحلم بها لمدة أسبوع قد استطاع القيام بها 'ططن' "على ماذا أنت متحمس أيها الأحمق" قام المعلم بضرب باسل على رأسه ثم أكمل قائلا "كل ما فعلته هو تحقيق لكمة واحدة فقط، لا تفرح بهذا فقط" قاطع المعلم فرحة باسل ليعود هذا الأخير للواقع المر و هو أنه بعد أسبوع كامل من المواجهة مع القرد قد استطاع لكمه مرة واحدة فقط، مما جعله غاضبا عندما فكر به و استأنف التدريب من جديد استمر على نفس المنهاج لمدة شهر آخر تكلم المعلم فجأة بينما كان يشاهد باسل يقاتل القرد الأزرق الضخم "أووه، يبدو أنه أخيرا بدأ يستطيع مجابهته قليلا" كان باسل يتبادل اللكمات بشكل متتالي مع القرد الأزرق الضخم كان يراوغ ما يستطيع من اللكمات و يدافع بيديه ما لم يلحق مراوغتها، بعدها يهاجم بسلسلة من الهجمات المختلطة باللكمات و الركلات "يبدو أن الإحباط من عدم استطاعته تحقيق غير تلك اللكمة فقط في أسبوع استطاع التقدم به للأمام" "حسنا، لقد مرت مدة، لنجعله يرتديهم مرة أخرى" نادى المعلم باسل و ألقى أمامه الأثقال، أخذها باسل و وضعها عليه هذه المرة من دون أن يتذمر و رجع ليقاتل القرد، بسبب حمله الأثقال أصبحت حركاته بطيئة، لكنه لم يترك هذا يحبطه بقي كل يوم يزيد من وزن الأثقال إلى أن وصل إلى 15 كيلوجرام في يديه و أخرى برجليه بعد أن كانت 10 كيلوجرام بدأ يستطيع القتال ضد القرد بسهولة بينما يحمل الأثقال، عندها أمره معلمه بإزالة الأثقال، و أمر القرد الضخم بالهجوم أيضا بدل الاكتفاء بالدفاع و رد الهجوم فقط اتخذ باسل وضعية القتال و حاول الاندفاع صوب القرد لكن هذا الأخير سبقه هذه المرة في الهجوم و انقض عليه باللكمات بوووووم، بووووووووووم، بووووووم وثب القرد لاكما باسل عدة لكمات لكن و لا واحدة قد أصابته ، راوغها جميعها بكل سهولة و عندما رأى القرد أن لكماته لا تنفع، غضب و قفز للسماء محاول النزول على باسل و غرسه في الأرض باسل رأى من خلاله و لم يترك هذه الفرصة تضيع، عندما اقتربت رجل القرد منه راوغها بسرعة و بمجرد ملامستها للأرض ركل وراء ركبتها فسقط صاحبها على الأرض ليكمل باسل هجومه بلكمة في منتصف ظهر القرد "غوااه" و يبدو أن هذه المرة قد أثرت كثيرا لدرجة جعلته يصرخ من الألم، قفز باسل و لوح برجله في اتجاه رأس القرد بوووم سقط القرد مغميا عليه على الفور بدون أن يصيب باسل حتى بهجوم واحد "واااااااااااااااااااااااااه"، صرخ باسل صرخة النصر كما لو أنه جنرال يعلن الفوز في حرب ما، ثم قال للقرد المغمى عليه "شكرا لك، لقد كنت شريكا جيدا في التدريب" أطلق العجوز سراح القرد ليذهب، ثم أمر باسل ليتبعه خرج الاثنان من المنطقة المحظورة الخاصة بالقرود الزرقاء الضخمة ثم ذهبا في اتجاه الوادي العميق كان مزاج باسل جيد لأنه هزم أخيرا القرد، و مستعدا للقيام بأي شيء يأمره به معلمه، بينما هما ذاهبان في وسط الغابة كان العجوز يُري لباسل الأعشاب المفيدة و الصالحة لاستخلاص الأدوية منها و الأعشاب الضارة و السامة، كان ينصت جيدا له فكل ما يقوله معلمه لم يجده في أي كتاب قد قرأه من قبل وصل الاثنان للوادي العميق ذهب العجوز و ألقى نظرة في الأعماق ثم نادى باسل و الذي استجاب له بدوره سأل المعلم باسل "هل تعرف ماذا يسمى هذا الوادي أو الوحوش التي به بالأسفل هناك؟" أجاب باسل "لا، لا أعرف، هذا هو المكان الوحيد الغير معروف ما الذي يسكنه في هذه الغابة العظيمة على عكس المناطق المحظورة الأخرى" أكمل المعلم قائلا "حسنا، إن إسمه 'وادي الظلام العميق'، أما بخصوص الوحوش، سننزل للأسفل و سوف تشاهد بنفسك" تعجب باسل قليلا و أجاب"حسنا، أيها المعلم" في الأيام الأخيرة أصبحت ثقته في معلمه أكبر مما سبق و أضحى يفعل كل ما يأمره به من دون تذمر و شكاوي حمل المعلم باسل بسحر الرياح كما فعل للقرد في المرة السابقة لكن بدون أن يسلب قدرته على الحركة ثم قفزا للداخل كانا ينزلان ببطء و كلما اقتربا من الأسفل اشتدت الظلمة أكثر و ارتفعت أصوات الزمجرة المخيفة، أصبح لدى باسل مقاومة تجاه زئير الوحوش قليلا و لم يعد يرتعد في كل مرة يسمعها، لكن الأمر مختلف مع هذه الأصوات التي تجعلك تعتقد أن زئير القرد الأزرق الضخم لطيف بالمقارن معه اقترب الاثنان من الأرض كثيرا و لم يكن السطح مرئيا، و فجأة خرجت خفافيش لكنها ليست كأي خفافيش عادية، كانت ضخمة حيث حجمها يصل لنصف متر تقريبا عندما كانت تحاول مهاجمة الاثنان، قطعتها رياح المعلم لأشلاء و في لحظة امتلأت الأرض أسفلهما بجثث 'خفافيش الظلام' ألغى المعلم سحره من على باسل و وقفا على الأرض، كان الظلام حالكا جدا و لا يمكنك رؤية أصابعك فجأة ظهرت كرة ضوئية فوق كتف المعلم أضاءت ما حولهما، فوجدا عدة كهوف و كل كهف تخرج منه نية قتل مخيفة تجعلك لا تريد التفكير حتى في الدخول لها ذهب المعلم و باسل مباشرة مع طريق الوادي، اعترضت طريقهم عدة وحوش، لكنها كانت تلقى نفس مصير الخفافيش، استمر هذا إلى أن وصلا لكهف كبير ثم دخلا، و بمجرد أن وطأت رجلهما داخله دوى زئير يثير الرعب في القلوب قال المعلم "يبدو أنه أحس بوجودنا، حسنا فلنذهب أيها الفتى باسل" أجابه باسل بنبرة خائفة "حسنا أيها المعلم" مع أنه كان خائفا إلى أن هذا لم يجعله يعصى معلمه، بما أن معلمه معه فلا يوجد هناك ما يخاف منه، هذا ما كان يفكر به باسل تعمق الاثنان في الكهف و ظهرت خفافيش و وحوش أخرى، و في كل مرة يتم تقطيعها بالرياح. كان الكهف عميقا جدا و يتفرع لعدة مناطق أخرى بالداخل وصل الاثنان لفتحة داخل الكهف مثل التي في المدخل و عندما مرا منها وجدا نفسيهما في مكان واسع مقارنة مع الطريق الذي أتيا منه و أمامهما وجدا وحشا مستعدا لهما و بمجرد أن دخلا كان مستعدا للانقضاض عليهما في أي لحظة، هذه المرة لم يفعل المعلم شيئا و قال لباسل أن يتعامل معه صدم باسل مما قاله معلمه، فالوحش أمامه بطول حوالي أربعة أمتار و لديه مخالب تخترق الجدران و قرنين مثل الخاصة بالثور لكنهما أكبر بكثير و بنية ضخمة حيث إن تلقى الشخص ضربة واحدة من يديه ستقتلك فورا، لكن المعلم أمره بالتعامل معه اندفع باسل صوب الوحش و بدأ يستخدم نفس الاستراتيجية التي استخدمها مع القرد الضخم أول مرة غير باسل اتجاهه بعد اندفاعه صوب الوحش و همَّ بالدوران حوله، أثناء فعله هذا بدأ معلمه يقول له "لا تظن أن هذا الوحش مثل ذلك القرد، مع أنه يتساوى معه في السرعة لكن لديه ثلاثة أضعاف قوته، و لا تستخف به فتلك الحيل لا تنفع معه فهو يتغذى على تلك الخفافيش التي رأيتها سابقا، و لهذا ردود فعله سريعة أيضا...." فور قوله لهذا أتت لباسل ضربة من حيث لا يدري أرسلته محلقا و اصطدم مع الحائط مغميا عليه، حاول الوحش إنهاءه بالضربة القاضية لكن العجوز أوقفه، و قام بوضع يديه علي رأسه و فعل به ما فعل بالقرد من قبل مرت حوالي الساعة و استفاق باسل، عند فتحه لعينيه وجد الوحش أمامه فصرخ ثم حاول الهرب لكن جسده كان محطما، و لم يستطع التحرك، حينها خرج المعلم من وراء الوحش و قال له "لا تقلق إنه تحت سيطرتي، و بما أني فعلت هذا أنت تعرف ما المغزى منه" أجاب باسل و بسمة فاقدة الأمل على وجهه "يجب على هزيمة هذا الوحش الآن" أكمل المعلم "هذا صحيح، هذا الوحش أقوى من القرد و لديه عدة تقنيات ستعطيك خبرة أكبر" "هذا الوحش اسمه 'دب الأعماق' و كما ترى إنه يعيش في أعماق الوادي فقط و يتغذى على الحيوانات الليلية الموجودة هنا ستتدرب هنا لمدة شهرين بدون العودة للمنزل، لكن عد هذه الليلة و أخبر أمك بهذا و سنبدأ غدا أخرج المعلم دواء مثل السابق و أعطاه لباسل الذي شربه سريعا وارتاح إلى أن استطاع التحرك قليلا ثم ذهب للمنزل عند الغروب أكل باسل العشاء مع والدته كالعادة و عندما انتهيا من الأكل استعد باسل لإقناع أمه بالسماح له الغياب لمدة شهرين أمه كانت تعزه كثيرا، فمنذ أن مات زوجها و عائلتها بسبب هجوم الشياطين قبل اثني عشر سنة، أصبح هو كل ما تملك في هذا العالم، و كانت حريصة دائما عليه، حتى أنه في كل يوم يعود تسأله نفس الأسئلة دائما أين كان طوال اليوم؟ ماذا كان يفعل؟...و نظرة القلق تكون على وجهها، و لهذا كان يعرف أن أمه لن تقبل بهذا الشيء، لكنه لا يملك خيارا آخر سوى إقناعها، فهو يريد تعلم السحر و دخول الأكاديمية ثم الحصول على المنحة لكي يسهل معيشة أمه قليلا استعد باسل ذهنيا ثم اتجه نحو أمه التي كانت تغسل الأطباق و قال لها "أمي، لدي شيء أقوله لك، في الحقيقة أنا سأغيب لشهرين لكي أتدرب و لن أعود للمنزل إلا بعد انقضاء هذه المدة، لهذا أعرف أنك ستعارضين هذا و لكن فوق كل هذا أنا أرجوك، اتركيني أذهب" كل كلمة قالها باسل كانت ثقيلة عليه و كان يستطيع سماع إجابة أمه قبل حتى أن تقولها قالت الأم "حسنا، لما لا" عند إجابة الأم أكمل باسل مباشرة بعدها "آه، كنت أعرف أنك سترفضين، لكني مصر على رأيي و لهذ.......إيه......هل قلت 'حسنا' قبل قليل يا أمي" حاول باسل التأكد من رأيه لتجيبه أمه مرة أخرى "أجل، لقد قلت حسنا" صدم باسل "هااااااااه، ألن تمنعيني؟ ألن تحاولي إيقافي؟ ألن تعارضي ذهابي بشدة؟" بدأ باسل يفكر أنه ربما قد بالغ التفكير و أن أمه قد لا تكون وحيدة لتلك الدرجة التي يتخيلها أجابته والدته "حسنا أنا أعرف طبعك و بدى عليك أنك سبق و قررت الذهاب لهذا لا فائدة مما سأقول أنت ستذهب، أليس كذلك؟" أجاب باسل بصوت محبط "نعم هذا صحيح، لكن.." و أكمل بصوت منخفض لا يسمع "ظننت على الأقل أنك ستحاولي إيقافي قليلا، أ لست مهما لتلك الدرجة؟" ثم ذهب لغرفته مخفض الرأس من الإحباط عندما وصل لغرفته سقط نائما مباشرة من التعب و جاءت أمه لتلقي عليه نظرة و تقول بصوت منخفض بينما الدموع تنهمر من عينيها "كما لو أنني سعيدة بذهابك أيها الأحمق، لقد صنعت ذلك الوجه الخاص بأبيك فكيف يمكنني منعك" ثم أغلقت باب اللغرفة و ذهبت حل الصباح، و أكل باسل الفطور كالعادة و ودع أمه التي كانت عينيها حمراوتين و واضح عليها أنها كانت تبكي ثم ذهب نحو الغابة قاصدا 'وادي الظلام العميق' التقى بمعلمه و قفزا للداخل و بمجرد وصولهما للأرض هاجمتهما الخفافيش، كوَّن المعلم حاجزا من الرياح حوله و التف لباسل الذي كان يتوقع منه القيام بشيء ما تجاه الخفافيش "ماذا تفعل؟ لقد بدأ تدريبك بالفعل" "ماذا؟" "لحظة وصولك و التقائك معي كان تدريبك قد سبق و بدأ و لهذا عملك الأول هو صيد هذه الخفافيش" "إييييييه" صدم باسل لكنه دخل في طور المعركة بسرعة لأن الخفافيش لن تنتظره، الخفافيش رأت أنه عديم الجدوى مهاجمة المعلم فاتجهت نحو باسل كان الظلام حالكا، هذه المرة لم يقم العجوز بإنارة المكان مما جعل خيار باسل الوحيد الاعتماد على حواسه المتبقية سمع باسل صوت الخفافيش و هي متجهة نحوه و لهذا حاول مهاجمتها عندما تقترب لكن من حيث لا يدري عضته خفافيش في ظهره، كانت هذه الطيور متعودة على القتال في الظلام الحالك و بما أنها تعتمد على تحديد موقع عدوها بالصدى، حيث ترسل صوت عالي النبرة ثم ينعكس مرة أخرى، و يعطي معلومات عن شكل العدو، بعد المسافة، و الاتجاه للكائن، و هذا جعلها الخصم الأسوء لباسل كان باسل كلما يحاول توجيه لكمة نحوها تراوغها و تعضه في الثغرات التي خلفتها وضعية لكمه هنا جاء صوت معلمه "لا تحاول التقاط صوتها فقط، اشعر بها و بتواجدها، استعمل جميع حواسك، عندها أينما ذهبت ستكون أنت الأسرع في تنفيذ الهجوم بحيث لا تستطيع الهرب حاول باسل فعل ما يقوله معلمه لكن جميع محاولاته باءت بالفشل و تلقى عدة عضات و في الأخير سقط غائبا عن الوعي، تنهد معلمه بعد مشاهدته ثم قطع الخفافيش و حمله جاعلا إياه يتكئ على حائط و أشربه ترياق ما، فعلى ما يبدو أن عضات الخفافيش كان بها سم ضعيف و لهذا لم يسقط باسل مباشرة، استيقظ باسل و أعاد الكرّة واحدة تلو الأخرى بعد خمسة أيام أخيرا بدأ باسل يستطيع مراوغة عضات الخفافيش و الهجوم عليها بقبضتيه محطما رأسها، استمر هكذا إلى أن قتل جميع الخفافيش التي كانت تستهدفه، لكن عند الانتهاء لم يخرج سالما بالكامل و لهذا أعطاه المعلم الترياق ليشربه مرة أخرى ثم قال له "أحسنت، لقد استطعت الانتهاء أسرع مما اعتقدت" فرح باسل من مديح معلمه وتبعه بما أنه بدأ بالمشي، لكنه هذه المرة دخل لكهف من الكهوف التي لم يدخلوها قبل ستة أيام كان الاثنان يتوغلان في الكهف شيئا فشيء، و الظلام كان حالكا. بدآ يسمعا صوت بعيد بدى كالصرير آت من بعيد، ثم أضحى يرتفع أكثر و أكثر. شاهدا أمامهما عيونا حمراء قادمة من الظلام و تطلق نية قتل تجاههما باسل تعود على الظلام و أصبح يعرف كيفية استغلال حواسه في الاحساس بوجود العدو، و لهذا عندما اقترب العدو قال لمعلمه "يبدو أنها وحوش برية على عكس الخفافيش لكن يبدو أن حجمهما لا يختلف كثيرا، لا من حيث الشكل أو العدد" استعد باسل كالعادة، ثم انطلق في اتجاه سرب الوحوش ليجد فئران كبيرة حيث بمجرد وصوله إليها وَثَبَتْ أعداد هائلة في اتجاهه، لكن، كان لدى باسل خبرة من معركته مع الخفافيش الذين هم أسوء من هاته الفئران، و لهذا استخدم ما تعلمه و بدأ يضرب كل واحد منهم يدخل لنطاق هجومه كانت هذه الفئران سريعة بشكل لا يصدق و قوة قفزها غير الطبيعية التي تعزز من قوة عضها، بحيث إن لمست لحما، سيطير من مكانه كان يعرف باسل هذا جيدا، و لهذا لم يترك أي واحد منهم يعضه، و عنما يرى نفسه بدأ يُحاصَر، يتراجع قليلا فيأخذ مسافة و يبدأ بقتل من جديد كل واحد يقفز في اتجاهه أخذت تلك الأعداد الهائلة من باسل نصف ساعة لينتهي منها كاملة لأنه ينهيهم واحدا بواحد، عندما انتهى منهم أكمل معلمه طريقه في الداخل و تبعه باسل "لقد اخترت الخيار الصحيح عندما لم تتركهم يجرحوك، هذه الوحوش تسمى ب 'الفئران القاضمة'، إن أصابتك و لو بجرح صغير كنت لتسقط هناك مشلولا و تنقض عليك جميعها، ثم سترى لحمك يقضم منك بدون أن تقدر على فعل شيء، مع أنها خصوم أضعف مقارنة بالخفافيش، و لكنها تعوض هذا بسمها القوي الذي يسبب الشلل الفوري، اعتبر هذا درسا، عند التقائك بعدو جديد حاول جمع قدر كاف من المعلومات عنه قبل محاولة المهاجمة بتهور، أنا لن أكون معك دائما لأساعدك، و لهذا تذكر هذا جيدا" "حاضر" أجابه باسل و عرق بارد يمر من على وجهه أكمل الاثنان مسيرتهما، و أثناء هذا ظهرت وحوش أخرى، لكنها لم تكن تقارن بالسابقة، فأنهاها باسل بسهولة وصل الاثنان لفتحة مرا منها ثم وجدا مكانا واسعا لكن ليس كبير مثل الخاص ب 'دب الأعماق' هناك وجدا عدة مخلوقات على شكل كلاب لكن تبدو كضباع جائعة ولديها فرو كثيف نسبيا، كانت أعدادهم مقاربة للمئة و أصوات زمجرة تتخلل جميع أنحاء الفضاء المحيط بهما هذه المرة قبل أن يحاول باسل فعل أي شيء قام معلمه بنصحه "احذر جيدا، لا تقاتلهم جميعا في آن واحد، إن أحاط بك أكثر من خمسة تراجع و جد خطة للتعامل معهم، إن اجتمعوا حولك اهرب، المهم هو أن لا تحاول أبدا القتال ضدها و هي مجتمعة، هذه الوحوش اسمها 'الكللابب المُهَشِّمَة' و معروفة بهجومها بأعداد كبيرة مرة واحدة و عندما تمر بالعدو لا يبقى منه أي شيء" عندما انتهي المعلم من إرشاداته ظهرت الكرة الضوئية مضيئة المكان، ثم قام باستعمال سحر الرياح و تمزيق الحوائط المحيطة ثم قال "استخدم الحجارة المتساقطة كما شئت، أنا قدمت لك يد العون و الباقي يعتمد عليك أيها الفتى باسل" أجاب باسل "حاضر أيها المعلم" أثناء تكلمهم كان المعلم واضعا حاجزا حولهم و لم تستطع 'الكللابب المهشمة' اختراقه، عندما انتهى من كلامه ألغى الحاجز لتهجم عليهم بشراسة و كلها في آن واحد، اندفع باسل في اتجاه الحجارة المتساقطة على الجانب، فتبعته الكللابب بسرعة هائلة كما لو أنهم كيان واحد بدأ باسل يدور حول المكان كله بسرعة و يرمي الحجارة بسرعة كبيرة، حيث الكللابب التي أصيبت ماتت فورا ليس فقط بسبب قوة الضربة بل أيضا لأن الحجارة كانت موجهة نحو رؤوسها عندما بدأ يموت رفاقها توقفت قليلا، فاستغل باسل هذه الفرصة و حمل صخرة حجمها يساوي ضعفي الخاص به و أرسلها نحو القطيع الكللابب عندما رأت تلك الصخرة ستسحقهم، تفرقوا في جميع الاتجاهات، تبع باسل الكللابب المكونة من ثنائيات و اقترب منهم بسرعة ثم قام بإلقاء ركلة قوية في اتجاه رؤوسهم محطمة إياها، عندما ينتهي من ثنائي ينتقل للآخر و بسرعة كان قد قتل نصف عددهم الكلي بدأت الكللابب تتجمع من جديد و عندما لاحظ باسل هذا تراجع و اختبئ وراء الصخور من جديد و بدأ يحاول إخفاء وجوده اجتمعت الكللابب و بدأت تبحث عن باسل باستغلال حاسة الشم و لم يمر وقت طويل حتى عرفت مكانه، اندفعت في اتجاهه بشكل مجنون، أصبحت غاضبة من باسل، فهو استخدم استراتيجية تجعل من هجومها الذي يعتمد كليا على الأعداد عديم النفع، حيث يقل من أعدادها بالحجارة شيئا فشيء، و عندما يرى ثغرة يخرج لهزيمة أكبر عدد قدر المستطاع، وعندما يرى نفسه سيحاصر يقوم بالتراجع عندما أحس باسل أنها عرفت مكانه ألقى في اتجاهها الصخرة التي كان يختبئ ورائها، لكن هذه المرة لم تتفرق و انقسمت لمجموعتين مُراوِغَة الصخرة و أكملت جريها في اتجاهه، لكن باسل عندما رمي الصخرة كان قد توقع هذا، و لهذا كان قد سبق و بدأ بالجري وراء الحجارة حول محيط المكان و عندما أخذ مسافة بينه و بينها شرع في إلقاء الحجارة من جديد محطما جماجمها و استمر هكذا إلى أن أصبح أعدادها حوالي العشرة فقفز باسل لوسط المكان و قال "معلمي، أريد قتالهم مرة واحدة، إن كانت أعدادها انخفضت لهذه الدرجة فلا يجب أن يكون هذا خطيرا جدا بما أنني عرفت طريقة قتالهم أيضا" أومأ المعلم بالموافقة، فاندفع باسل صوب العشرة كلاب و التي بدورها فعلت نفس الشيء، لكن عندما اقترب منها باسل قفز مستهدفا آخر واحد في مجموعتها، نزل على جمجمته بقوة محطما إياها و التف ثم ركل الاثنين اللذين في الأخير، عندما اندفعت الكللابب لم تستطع التوقف بسرعة و لهذا كان باسل قد تخلص من ثلاثة منها بالفعل غيرت الكللابب اتجاهها نحو باسل، لكن هذا الأخير قفز جانبا على اليمين و عندما وصلت الكللابب لمكانه السابق حمل حجارة و ألقى بها بكل قوته فاخترقت رأس اثنان في لحظة و اندفع ثم ركل واحدا بوسط جسمه فأرسله محلقا قاتلا إياه قال المعلم "يبدو أن تدريباته القاسية بدأت تعطي نتائجها، لكن إن لم يكن من الأول فتى أدغال، ما كنت لأعطيه تلك التدريبات التي لا يستطيع الشخص الطبيعي تحملها، لكن بما أنه كان يمضي غالب وقت فراغه في الغابة يكتشفها أصبحت لديه قدرات بدنية تؤهله كفاية ليأخذ بتلك التدريبات، لقد أنقذه فضوله، هوهوهو" بقي أربعة فقط، وقف أمامهم باسل ثم قال "تقدموا" لم تكن الكللابب قادرة على فهم ما يقول بطبيعة الحال، لكن مع ذلك عرفت أنه يستخف بها و هذا جعلها غاضبة انطلق الأربعة نحوه فاتحين أفواههم و ألسنتهم تتدلى، لم يتحرك باسل من مكانه و بعينيه المغمضتين انتظر الكللابب إلى أن اقتربت منه كثيرا حتى ظنت أنها الرابحة و أصبح دفاعها مكشوفا، عندها فتح عينيه فجأة ليجد الكللابب أمامه مباشرة، أحكم قبضتيه و نزل بهما على الاثنين في الجانبين و قفز في مكانه محطما اللذين في الوسط بركبتيه، قتل باسل الكللابب الأربعة كلها في آن واحد مما فاجأ معمله من طريقة تعامله مع الموقف فصفق له "أحسنت أيها الفتى لقد تطورت قدراتك البدنية كثيرا، لديك ذكاء يجعلك عبقري في المعارك، فلتستمر على هذا المنوال" ابتسم باسل و سقط على الأرض على ظهره من التعب "ارتح جيدا و عندما تستيقظ سنأكل و نكمل طريقنا" لكن في هذه اللحظة عندما كان يتحدث المعلم كان باسل قد سبق و غط في النوم بعد ساعات قليلة استيقظ باسل فوجد معلمه مشعلا نارا و يطهى الطعام و كانت رائحة لذيذة تأتي منه، عندما اشتمها باسل قفز بسرعة من مكانه و ذهب نحو معلمه طالبا صحنا، بدأ يأكل الطعام بسرعة "أوووه، هذا لذيذ جدا إنك طباخ ماهر أيها المعلم، من ماذا صنعت هذا الحساء ليصبح بهذه اللذة" أجاب المعلم " لحم 'الفئران القاضمة' و بعض الأعشاب، ماذا؟ أ أعجبك لهذه الدرجة؟ " عند سماع باسل لكلمة 'الفئران' بصق طعامه من غير إرادة ثم قال "ألم تقل أنها تحتوي على سم شلل قوي أيها المعلم؟" أجابه المعلم "لا تقلق، لقد أزلته، إن مذاقها لذيذ مع أن شكلها قبيح، لا تقلق و كلها و إن تذكرت صورتها، فقط حاول تخيلها على أنها أرانب لذيذة" أكمل باسل أكله متتبعا نصيحة معلمه، مع أن الأمر كان قاسيا بالأول لكن في النهاية اعتاد على الأمر بما أن مذاقها لذيذ، سهل هذا عليه تخيلها على شكل أرانب انتهيا من الطعام ثم أزال المعلم الكرة الضوئية من جديدو قال "هيا فلنتحرك"، خرج الاثنان من الكهف و توجها نحو الخارج، عند خروجهما هاجمتهما الخفافيش مرة أخرى لكن باسل حطم رؤوسها بسرعة و أكمل طريقهما، اعترضت طريقهما العديد من الوحوش مثل 'القنافذ الحارثة' و 'السناجب الطائرة آكلة اللحوم' و 'الضفادع ذات الأذرع الطويلة' لكنهم قتلوا بسهولة من طرف باسل الذي اكتسب خبرة لا بأس بها في مقاتلة الوحوش ب'وادي الظلام العميق'، بينما هما ذاهبان سأل باسل معمله "معلمي، لماذا لم ندخل إلى الكهوف الأخرى و بدل ذلك توجهنا مباشرة نحو كهف الدب" أجابه المعلم "لأنه لم يحن وقت دخولك إلى هناك بعد" تعجب باسل من كلام معلمه و قال مع نفسه "لم يحن وقت دخولي لهناك بعد؟ ما يعني أنني لست مؤهلا لها بعد، إذا هناك وحشا آخر أقوى من 'دب الأعماق' هنا" بعد إمضاء باسل هذه المدة مع معلمه أصبح يفهمه قليلا و يعرف المعنى من وراء كلامه من دون أن يشرحه نظر المعلم لباسل الذي بجانبه بينما يعتلي وجهه تعبير يدل على أنه يفكر ثم ابتسم دخل المعلم و تلميذه للكهف و واجهتهما وحوشا كالسابق لكن هذه المرة قتلها العجوز من دون أن يترك باسل يتدخل سأل باسل معلمه عن هذا "معلمي، لماذا لم تتركني أواجه أيا منها على الإطلاق؟" أجابه العجوز قائلا "هذا لأنك ستواجه 'دب الأعماق'، يجب أن تحافظ على قدرة تحملك، أنسيت ما حدث لك المرة الماضية" تذكر باسل ما حدث سابقا فارتعد قليلا، ذلك الدب قام بتلويح يده قليلا و هذا جعل باسل يلقى بعيدا محطم الجسد لكنه قال "لكن يا معلمي لقد تطورت أكثر من السابق بكثير خلال الأسبوع الماضي، لهذا لا أظن أنه سيحدث لي مثل السابق" أكمل المعلم "لا تكن ساذجا أيها الفتى، ذلك الدب لم يستخدم إلا القليل من قوته، أنت لا زلت لم تراه في كامل جديته، بالإضافة إالى ذلك، إنه يستطيع استخدام 'المستوى الأول' من سحر الأرض، 'القسم المتوسط' منه" تفاجأ باسل، يبدو أنه استخف بالعدو كثيرا، ففي المرة السابقة لم يستخدم الدب السحر ضده، و هذا يعني أنه لم يكن يستحق العناء من أجل استخدامه بلع باسل ريقه من الخوف و بدأ يشعر أنه محظوظ لكون معلمه كان معه في تلك اللحظة، و إلا لكان في معدة الدب بحلول هذا الوقت وصل الاثنان لمكان الدب بسرعة لأن المعلم كان يقتل جميع الوحوش التي تظهر. بمجرد وصولهما ظهرت كرة ضوئية فوق كتف المعلم مرة أخرى لتضيء المكان بأكمله قال المعلم "حسنا، لا تقلق الآن فهو لا يزال تحت سيطرتي" كان باسل متوترا و حذره مرتفع لأقصى درجة، لهذا حاول المعلم تهدئته قليلا، ثم أكمل قائلا "سوف أجعله لا يستخدم السحر مؤقتا، لهذا لا تخف من سحره للآن، لكن يجب أن يكون جسمك لا يزال يتذكر تلك الضربة منه، لهذا أنصحك بالحرص و عدم تنفيذ نفس الحركة مرتين أمامه، لأن الأولى قد تنجح إن كان هذا ممكنا، لكن الثانية ستفشل بلا شك" "حاضر أيها المعلم" بعد إجابة معلمه، بدأ باسل يمدد جسده قليلا، تقدم نحو وسط المكان بينما يبقي بينه و بين 'دب الأعماق' حوالي مسافة كبيرة، اتخذ باسل وضعية القتال ثم قال "حسنا، فلنبدأ" بدأ باسل يدور حول الدب لكن هذه المرة كان قطر الدائرة التي مركزها الدب و يدور حولها كبيرا بحيث لا تصل يدي الدب إليه دار باسل لمدة من الوقت محاولا إيجاد ثغرة في دفاع الدب لكن هذا الأخير لم يكشفها أبدا، اندفع الدب فجأة في اتجاه باسل عندما أصبح أمام مرآه و حاول اختراقه بقرنيه، تفاجأ باسل من الهجوم المفاجئ و قفز بكامل قوته "أيها المعلم ألم تقم بجعله يدافع فقط و يرد الهجوم كما فعلت مع القرد" سأل باسل المعلم و عرق بارد يمر من على وجهه أجابه المعلم "و لماذا سأفعل هذا؟ تلك المرة قمت بذلك فقط لأنه لم تكن لديك خبرة في القتال، إن كنت جعلت القرد يهاجمك من الأول لم تكن ستتقدم على الإطلاق لأنك ستبقى في موقف المدافع، لكن الآن الأمر مختلف، أنت لديك خبرة كافية و لهذا لم أكن أحتاج لأمره بذلك" عبس باسل قليلا ثم بدأ يفكر "إن لم يكن المعلم أمره بعدم المهاجمة و الاكتفاء بالدفاع و رد الهجوم فقط، سيكون من الصعب جدا الاقتراب منه، ماذا أفعل الآن؟" بينما باسل يفكر في خطة ما اندفع الدب من جديد في اتجاهه و لوح ذراعه اليمنى محاولا ضربه، حاول باسل المراوغة لكن المخالب الكبيرة قد لحقته و سببت له جروحا بجانبه الأيسر مما جعله يصرخ من الألم لم يتركه الدب يرتاح و لو قليلا و بادر بالهجوم مجددا، حاول باسل الهروب بالدوران حول المكان لكن فجأة جاءته ضربة معترضة طريقه مسقطة إياه في مكانه تنهد المعلم و قال "ألم أقل لك لا تحاول فعل نفس الشيء مرتين" تقدم في اتجاه باسل فاقد الوعي و أشربه الدواء بعد ساعات استفاق باسل مع صرخة بسبب كابوس و كان متعرقا و بدأ يلمس الأماكن من جسده التي ضربها الدب لكنه وجدها قد سبق و تعافت بالفعل ثم تنفس الصعداء، بدأ يرى من حوله فوجد الدب مستلقيا بعيدا عنه و نظر للجانب الآخر فوجد معلمه يطهو الطعام فذهب إليه قال المعلم "حسنا كل و سنبدأ من جديد" "حاضر أيها المعلم" بعد إجابة معلمه أكل باسل الطعام الذي لم يبلع له في هناء بسبب تذكره لجراحه المميتة عندما انتهى باسل رأى أن الدب قد سبق و استعد و ينتظره، وقف و اتجه لوسط المكان و اتخذ وضعية القتال من جديد هذه المرة لم يحاول باسل الدوران حول المكان و اتجه نحو الدب مباشرة ببطء و عندما وصل لنطاق هجوم الدب، قام هذا الأخير بالوقوف على قدميه و تلويح يده اليسرى في اتجاه رأس باسل راوغ باسل الهجمة بالانحناء بسرعة و عندما مرت اليد من فوقه قفز في اتجاه رأس الدب و ركله مستخدما ركبته، لكن تصدى الدب بجبهته لهجومه و لوح ذراعه اليمنى في اتجاه الجانب الأيسر لباسل لكن هذا الأخير استعمل رأس عدوه للقفز متجنبا الضربة كان باسل يفكر عندما تراجع "يجب أن أهاجمه مباشرة بما أن الخدع لا تنفع معه مرتين و أحاول إخفاء خدعي للنهاية، و لهذا سأحاول خلق ثغرة ما لأستفيد منها إن لم يكشف عنها بنفسه" اندفع الدب في اتجاه باسل على حين غرة لكن هذا الأخير قفز للجانب قبل أن تقل المسافة بينه و بين العدو و اندفع للأمام حتى صار خلف الدب و من ثم انطلق بسرعة محاولا ركله، لكن الدب التف له و وقف على رجليه ثم رفع يده اليمنى مستعدا لتوجيهها نحو باسل عندما يقترب، لكن هذا الأخير توقف فجأة و غير اتجاهه للجانب مرة أخرى و فعل كما السابق ثم ذهب خلف الدب من جديد لكن هذا الأخير التف هذه المرة أسرع من السابق و لوح بيده في اتجاه باسل ارتسمت على وجه باسل ابتسامة تدل على كما لو أنه قام بمقلب لشخص ما و عندما اقتربت اليد منه قفز للسماء و التف ثم نزل بقدمه بكامل قوته على رأس الدب كان المعلم يشاهد القتال و يحلله "هوه، بما أن الدب قد رآه يذهب من ورائه في المرة الأولى و حاول مهاجمته، في المرة الثانية أسرع في الدوران ليضرب الفتى الذي سيكون خلفه، لكن الفتى باسل كان قد توقع هذا و بدل الهجوم انتظر المبادرة من عدوه مما سيجعل دفاعه مكشوفا مؤقتا و عندها استغل الثغرة التي ظهرت، أو يجب أن أقول التي صنعها، إنه حقا عبقري في المعارك، استغل قدرة الدب التي تجعل استخدام نفس الهجوم معه لمرة ثانية عديم النفع تكون السبب في خلق ثغرة في دفاعه" بالعودة للقتال، عندما ضرب باسل رأسه كان قد غرس رأس الدب في الأرض، لينهض سريعا و الغضب يملؤه ثم حاول ضرب باسل بيده لكن هذا الأخير قفز متراجعا و بمجرد نزوله على الأرض، اندفع الدب في اتجاهه محاولا اختراقه بقرنيه لكن باسل قفز من فوقه استمر الأمر هكذا لقليل من الوقت إلى أن اندفع باسل هذا المرة في اتجاه الدب، هذا الأخير رأى باسل قادم فوقف على رجليه و رفع يديه مستعدا لسحق عدوه مع الأرض عندما رآه باسل توقف في مكانه من دون أن يتحرك و بقي ينتظر، عندما شاهده الدب، غضب كثيرا ثم نزل على الأربع و اتجه نحو باسل بأكبر سرعة، ابتسم باسل مرة أخرى ثم قفز في اتجاه العدو الغاضب و التف في السماء كما السابق و نزل هذه المرة بقدميه الاثنين على رأس الدب الذي صرخ عندما تلقى الضربة و طرق رأسه كالمسمار في الأرض نهض الدب و الدم يسيل من رأسه و يبدو أن كسورا حدثت في جمجمته، كانت عينيه تخرج نية قتل كبيرة، تراجع باسل للوراء قليلا، لكن عندما كان يفعل هذا، خرج فجأة من الأرض شكلا أسطوانيا حجريا مثلث النهاية و حاد الرأس و اتجه نحو باسل دووووووو أوقف حاجز من الرياح سحر الأرض الخاص ب'دب الأعماق' و ظهر المعلم بين باسل و الدب ثم قال "أمرتك بعدم استخدام السحر لكنك عصيتني، فلتدفع هذا بموتك' 'فسسسسسس' قامت الرياح بقطع الدب لنصفين، سقط كل نصف على الجانبين. تنفس باسل الصعداء، لو أن الهجوم السابق قد أصابه لكان مات من فوره شكر باسل معلمه لإنقاذه ثم نظر إلى جثة الدب و تأسف على حاله لأنه عصى أمر معلمه و ليس على موته، و بينما هو ينظر رأى شيئا غريبا يملع ثم قال "هل يمكن أن تكون......." قفز باسل سريعا نحو الجثة ليتأكد من شكوكه و عندما اقترب من الشيء الذي يلمع، فعَّل المعلم حاجزا اصطدم به الفتى ثم قال "لا تلمسه الآن، بالمناسبة لم نتحدث عن 'أحجار الأصل' كثيرا، أظن أنه حان الوقت لتعرف حولها أيها الفتى باسل" أجابه باسل "أنا أعرف ما هي أيها أيها المعلم، إنني فقط رأيتها لأول مرة و تحمست قليلا" عندما سمع المعلم باسل سأله "هوه، إذن قل لي ماذا تعرف عنها؟" أجابه باسل بثقة لأنه قرأ عنها في الكتب و قال " حسنا، أحجار الأصل تكون في الوحوش التي تستطيع استخدام السحر، و عندما تقتلها تفتح صدرها من الوسط فتجد الحجر ثم تزيله، و عند فعلك لهذا تختفي الجثة كما لو أنها تتبخر في لحظة، بعد مدة يتم إنعاش الوحش الذي قُتل من جديد في المنطقة المحظورة، لكنه يكون فاقدا للذاكرة تماما عما حدث من قبل، و هناك استخدامات للحجر كصنع به 'أوعية السحر' مثلا" عندما انتهى باسل من الشرح وضع يديه على جانبيه و رفع رأسه منتظرا مديح المعلم، لكن هذا الأخير وضع يده على ذقنه و قال "لقد سبق و قلت لك أن ما قرأته ليس سوى القليل جدا فقط و أنت لا تزال تخال نفسك تعرف الكثير" نزل كتفي و رأس باسل نحو الأسفل محبطا و قال بصوت ممل "حسنا، هذا ما يجب أن يكون، بالطبع أنا لا أعرف شيئا، إذن حدثني أيها المعلم عنها" أجاب المعلم مع ضحكة تهكمية من حالة باسل "هوهوهو، حسنا لا تحبط، لست أنت قليل المعرفة هنا، لكن لم يتوفر لك مصدر به الكثير من المعلومات، و أيضا ما قلته هو كل ما يعرفه جميع الناس تقريبا من هذا العالم" عندما سمع باسل معلمه بدأ يفكر "من هذا العالم؟ ماذا يقول المعلم؟ إن كانت لدي المعرفة التي لدى غالبية الناس من هذا العالم، و المعلم يعرف أكثر من هذا، أهذا يعني أنه ليس شخصا من هذا العالم؟ لكن..." بينما باسل يفكر قاطعه المعلم ببداية شرحه ليتحول تركيز باسل على كلام معلمه و تخلى عما كان يفكر به "حسنا، قلتَ أن جثة الوحش تتبخر بعد أن تزيل الحجر، لكن أ تعرف لماذا يحدث هذا؟" أماء باسل رأسه يمينا و شمالا ليكمل المعلم حديثه "هذا لأنك بمجرد ما تلمس الحجر فإنه يصبح ملكك أو يمكنك القول أن 'حاجز الحماية السماوية' يعتبرك المالك الجديد للحجر و لهذا تختفي جثة المالك السابق، و بعد مدة يتم إنعاشه، لكن على ماذا تعتمد المدة التي يحتاجها ليتجدد؟" أجاب باسل "لا أعرف أيها المعلم" أكمل المعلم "حسنا، الوحوش كلها يتم إنعاشها أو تجديدها من طرف الطاقة التي تأتي من الحاجز، لكن تختلف مدة تجدد كل وحش من واحد لآخر و هذا يعتمد بشكل كبير على حجر الأصل الخاص بالوحش، فالوحوش التي لا تملك سحرا لا تملك حجرا أصليا و بالتالي تكون سرعة تجددها أبطء من التي تملك واحدا، لأن هذا الحجر هو أصل طاقة الوحش السحرية. فعندما تُزود جثة الوحش بالطاقة من الحاجز لتتجدد، يُسرع الحجر من العملية، و لهذا الوحوش السحرية تكون أسرع في التجدد من الوحوش الغير سحرية" كان باسل ينصت للمعلم بتركيز كبير و يتفاجأ في كل مرة كما هي العادة و يردد مع نفسه "إنني حقا لا أعرف شيئا" أكمل المعلم حديثه "كل ما قلتُه عن التجدد و تفوق الوحوش السحرية به صحيح، لكن هذا يكون في حالة 'إن لم تأخذ الحجر معك'، فإن فعلت هذا، ستتفوق الوحوش الغير سحرية في سرعة التجدد حيث يتجدد جسدها فقط، أما الوحوش السحرية فسيبدأ تكون حجرها الأصلي أولا و بعدها سيبدأ تجدد جسدها، و تكون سرعة تجددها تعتمد على كبر الحجر، فكلما كان أكبر كلما أخذ مدة أطول للتكون، بمعنى آخر كلما كان الوحش لديه قوة سحرية كبيرة كلما أخذ وقتا أطول في التجدد إن أخذت حجره الأصلي بعد قتله" قال باسل "آه، و لهذا منعتني من لمس الحجر عندها، لكن أ هذا يعني أنني لا زلت سأقاتل هذا الدب؟" أجاب المعلم "حسنا، بالطبع، ستفعل هذا إلى أن تكون قادرا على هزيمته بقوته الكاملة" ظهرت نظرة إحباط على باسل ثم أكمل المعلم قائلا "أما ما قلتَه بشأن عدم تذكر الوحش لشيء عندما يُنعش من جديد، فيمكننا القول أن هذا صحيح، لكن بدل قول فاقد للذاكرة، يمكنك اعتباره وحش آخر و لديه الشكل نفسه فقط" "حسنا، هذا ما تحتاج لمعرفته عن علاقة حجر الأصل بالوحش و طريقة عمله للآن" أجاب باسل "حسنا، أيها المعلم" "و الآن لنذهب للأكل قليلا و من ثم نكمل حديثنا" قالها المعلم و تبعه باسل متحمسا لطعام معلمه اللذيذ ذهب المعلم لنصفي الجثة و شرع في تقطيعها بالرياح و أخذ اللحم الذي يريد و أشعل نارا و بدأ يطهو الأكل عندما تحدث المعلم عن الأكل ظن باسل أنهما سيأكلان حساء 'الفئران القاضمة' من جديد لكنه كان مخطئا على ما يبدو، هذه المرة أكلا لحم 'دب الأعماق' المشوي و الذي كان لذيذا جدا بدوره، حيث بدأ باسل يتساءل مع نفسه حول هل جميع الوحوش لذيذة أم طبخ معلمه هو اللذيذ و بينما يأكل سأل معلمه "أيها المعلم، ألا بأس لنا بأكله؟ ألن يؤثر هذا في سرعة تجدده؟" أجاب المعلم "لا تقلق، لا يهم ما يحدث للجسد، فقط لا تلمس الحجر، و إن كنت تنوي أخذ الحجر معك و تريد الأكل في نفس الوقت، فلا تلمس الحجر فقط و كل ما تريد من لحم الوحش و عندما تنتهي لا بأس عندها بلمس الحجر، هذا هو الأهم، و الآن لنكمل حديثنا، ماذا تعرف عن استخدامات 'أحجار الأصل'؟" أجاب باسل بينما يعض و يمضغ اللحم "حسنا، يمكنك بيعها و كسب المال، و صنع بها أسلحة تستطيع تعزيز سحرك و التي تسمى 'أوعية السحر' " أكمل المعلم كلامه "حسنا هذا صحيح، يمكنك كسب المال من بيعها و يكون ثمنها حسب كبرها، و 'أوعية السحر' التي تحدثت عنها ليست كلها متشابهة، فكل 'وعاء سحري' له حد لمستوى السحر الذي يستطيع احتماله، و تكون قدرة احتماله حسب الحجر المصنوع منه، فإنْ كان الحجر يعود لوحش يستطيع استخدام المستوى الرابع من السحر، فسيكون الوعاء السحري المصنوع من هذا الحجر يستطيع تحمل المستوى الرابع من السحر، و من يستطيع صنع هذه الأوعية هم الحدادون، و يتطلب من كل حداد أن يكون لديه نفس مستوى الوعاء السحري الذي سيصنعه أو يفوقه، و هذا ينطبق على الساحر أيضا، فإن أراد استعمال وعاءً سحريا، سيكون عليه أن يكون لديه نفس مستوى ذلك الوعاء، لكن هناك استخدامات أخرى غير معروفة بهذا العالم، من بينها استعمال أحجار الأصل في صنع أدوية تقوم بالإسراع من العلاج و أخرى تعزز من قوة الساحر مؤقتا، و أخرى تساهم في بناء طاقته السحرية، و يتم هذا عن طريق مسحوق الأحجار و ليست أحجار الأصل نفسها" تفاجأ باسل و تذكر الدواء الذي كان يعطيه له معلمه و قال "أووه، إذن، ذلك الدواء الذي كنت تعطيه لي هكذا صنع، لكن أي من أين أتيت بالحجر أيها المعلم؟" أجاب المعلم "حسن لقد كان هناك قبل مجيئنا لهنا عشر دببة أعماق، و كنت آكلها من حين لآخر، لكن عندما بدأت في إسراع تدريبك، لم أكتفي بأكلها فقط، بل أخذت حتى حجرها الأصلي لأصنع به الدواء" تكلم باسل "آه، هكذا إذن و ما اسم ذلك الدواء بالمناسبة أيها المعلم؟" أجاب المعلم "آه، حسنا يمكنك تسميته 'شراب العلاج' فقط، حسنا، كما قلنا فهذا الدواء تتم صناعته من مسحوق الأحجار، لكن ليس كل شخص يستطيع صنعه، فقط من هو لديه معرفة كافية في كيمياء السحر يستطيع، و يجب أن يكون قد فاق المستوى الثالث على الأقل، و كلما كان مستوى الصانع مرتفعا كلما استخلص مسحوقا أفضل، لكن ليس هذا فقط ما يقيم جودة المسحوق، يبقى مستوى الوحش صاحب الحجر يلعب دورا كبيرا، فكلما كان مستوى الوحش مرتفعا، كلما كان الحجر و طاقته الخام السحرية أكبر و الذي سيساهم في استخلاص مسحوق ذو جودة جيدة" "حسنا، هناك استخدام آخر و مفيد جدا، حيث يمكنك صنع من أحجار الأصل مكعبات للتخزين، و تكون سعة 'المكعب الفضائي' حسب حجم طاقة الحجر كذلك" استغرب باسل من كلام المعلم و قال "مكعب فضائي للتخزين؟ ما هذا أيها المعلم؟" "إنه مكعب بفضاء افتراضي كبير داخله و يمكنك وضع ما تشاء بداخله من دون أن تتلف هذه الأشياء حتى لو كانت طعاما لأن الوقت متوقف بداخله تقريبا" تفاجأ باسل و تحمس كثيرا ثم قال "أوه، هذا رائع جدا، ألا يعني أنه يمكنني حمل أطنانا معي، إن كان هناك مثل هذا الشيء المفيد لن يحتاج أي شخص لحمل الأثقال مرة أخرى" قاطع المعلم فرحة باسل قائلا "حسنا هذا صحيح، لكن بالنسبة للسحرة فقط، فالناس العاديين لا يمكنهم صنعه و لا استخدامه" قال باسل و هو يأكل آخر قضمة من اللحم "آه، هكذا إذن، لكن لا يهم، يبقى أنه سيكون مفيدا للغاية حتى لو كان السحرة فقط من يستطيعون استخدامه" أكمل المعلم "حسنا طريقة صنعه سنتطرق إليها لاحقا، و الآن لنتحرك لنكمل تدريبك" أجاب باسل "حاضر أيها المعلم" خرج الاثنان من الكهف و تعامل باسل مع جميع الوحوش التي اعترضت طريقهما من دون تدخل المعلم، فعند خروجهما بدأت الوحوش بالمهاجمة كالعادة لكن باسل استمر في هزيمتها واحدة تلو الأخرى و استمر الأمر هكذا لأسبوع و بدون أن يدخلا لكهف آخر حتى تجدد 'دب الأعماق' ثم ذهبا لكهفه من جديد...................يتبع!!!!!!!!!!![/B] [HEADING=1](الجزء الخامس)[/HEADING] قوَّى باسل من حواسه و ردود فعله أكثر خلال الأسبوع الماضي استعدادا لمواجهة دب الأعماق من جديد. جميع الوحوش التي واجهها حتى الآن أصبحت سهلة بالنسبة له و الآن و أخيرا سيواجه دب الأعماق مرة أخرى و هذا جعله متحمسا لأنه يريد تجربة إلى أي مدى قد تطورت قدراته وصل الاثنان لمكان دب الأعماق و أنار المعلم المكان مرة أخرى، لكن باسل طلب منه ترك المكان مظلما كان باسل لا يريد الاعتماد على الإنارة هذه المرة لأنه كان متحمسا حقا لرؤية إلى أي مدى أصبحت حواسه حادة تقدم المعلم نحو دب الأعماق و قيد حركته بسحر الرياح ثم أمره كالسابق بعدم استخدام السحر. عاد المعلم إلى مكانه ثم تقدم باسل نحو وسط المكان و اتخذ وضعيته مستعدا دب الأعماق بدوره كان مستعدا. انطلق باسل في اتجاه الدب بسرعة حتى وصل لأمامه ثم اختفى فجأة من أمام نظره [I]بوووم[/I] أتت ركلة من باسل نحو جانب الدب الأيسر جاعلا هذا الأخير يصرخ 'غوااااااه' لكن باسل لم يتوقف عند هذا فقط، بل وثب في اتجاه الدب و أعاد الكرَّة راكلا إياه في نفس المكان من دون أن يتركه يرتاح. تقيء الدب القليل من الدماء ثم وقف على الأربع بسرعة و أخذ مسافة بينه و بين عدوه كانت على وجه باسل نظرة فرح، على ما يبدو أنه وصل لمرحلة حتى الدب لم يعد يشكل له مشكلة. أحكم باسل قبضتيه و اتجه نحو الدب، هذا الأخير هذا المرة لم يكتفي بالوقوف و الانتظار فقط و اندفع بقرنيه في اتجاه باسل هو الآخر عندما رآه باسل قادم نحوه، قفز في السماء و التف نازلا على رأس الدب، لكن هجمته تصدت لها يد الدب قبل وصولها للرأس. التقت قدم باسل مع يد الدب مما جعله يُقذف للوراء قليلا من قوة الدفع "حسنا يجب أن لا أنسى أنه يتعلم أيضا أثناء القتال، لن يكون سهلا كتلك الوحوش" قال باسل مع نفسه. قوة باسل ارتفعت كثيرا خلال تواجده في 'وادي الظلام العميق' حيث الوحوش كخفافيش الظلام و الفئران القاضمة و الوحوش من نفس مقياس القوة أصبحت لا تأخذ منه وقتا و لا جهدا ليبيدها عن بكرة أبيها مهما كان عددها لكن يبدو أن دب الأعماق ما يزال يمكنه المواصلة أكثر من الوحوش العادية، كان هذا شيئا طبيعيا لأن الوحوش السحرية لها ذكاء أعلى بالمقارنة مع الوحوش الغير سحرية و كلما كان مستواها في السحر عاليا كلما ارتفع ذكاؤها، و دب الأعماق مثال حي على هذا فقدرته التي تسمح له بجعل الحركة المستخدمة لمرة ثانية ضده عديمة النفع تأتي من ذكائه، حيث يكون قادرا على فهم قدرات خصمه إلى حد ما و صنع استراتيجية مضادة لها في الاستخدام الثاني لها بدأ باسل بالدوران حول المكان و هذه المرة كانت سرعته أكثر من السابق لدرجة أن دب الأعماق لم يستطع تتبعه بعينيه و فجأة أتته ركلة أولى بجانبه الأيمن و ثانية بنفس المكان و أخرى ثالثة برأسه مسقطة إياه على الأرض فاقدا الوعي فرح باسل لأنه كان قادرا على هزيمة دب الأعماق هذه المرة من دون أن يتلقى أي ضربة و لم يأخذ منه وقتا طويلا، التف باسل و ذهب لمعلمه ثم قال "أيها المعلم، أظن أنني مستعد لمواجهته بكامل قوته، عندما يستيقظ أرجوك مُرْهُ باستخدام كامل قوته" سأل باسل معلمه بنبرة صوت مليئة بالاحترام أومأ المعلم برأسه موافقا ليتحمس باسل بشأن مواجهته السحر لأول مرة وجها لوجه مرت ساعات و أثناء هذا طبخ المعلم بعض الطعام و أكله مع باسل و عند انتهائهما مرت دقائق فاستيقظ الدب معافى من جراحه ذهب المعلم في اتجاهه و عندما وصل أمامه وضع يده على رأس الدب الذي كان يبدو كما لو أنه حيوان لطيف في حضرة المعلم ثم قال، "استخدم كل قوتك من الآن فصاعدا، و اعلم أن حياتك تعتمد على هذا" أمر المعلم الدب ثم عاد لمكانه مرة أخرى. تقدم باسل نحو الأمام و اتخذ وضعية القتال مستعدا و بمجرد فعله لهذا خرج من الأرض عامود حجري حاد النهاية مستهدفا إياه عندما رأى باسل العامود قفز للوراء بسرعة و ابتعد كفاية كي لا يصله العامود و بمجرد نزوله على الأرض كان دب الأعماق متقدما نحوه مستهدفا إياه بقرنيه و بمجرد اقترابه من باسل قفز هذا الأخير مرة أخرى في السماء متجنبا الهجوم نزل باسل على الأرض و راوغ لقليل من الوقت اندفاعات الدب. بعد مدة اندفع باسل في اتجاه الدب لكن ظهر في طريقه عامود آخر موجه نحوه. راوغه باسل في آخر لحظة بقفزه جانبا بحيث مزق قميصه تراجع باسل للخلف عدة خطوات ثم نظر لقميصه الممزق من الجانب، لو أنه تأخر لثانية، لا، للحظة أخرى فقط لكان جانبه أيضا ممزق و ليس قميصه فقط "حسنا، تلك الأعمدة خطيرة، يجب أن أفهم كيفية عملها أولا إن أردت صنع خطة مضادة لها. على ما يبدو من العامودين اللذين أظهرهما قبل قليل، فطول العامود الذي يخرجه يصل إلى ثلاثة أمتار، و بما أنه كانت لديه أكثر من فرصة ليقتلني فيها إن استخدم أكثر من عامود واحد في نفس الوقت و لم يفعل هذا، فهذا يعني أنه لا يمكنه استخدام أكثر من عامود واحد في مرة واحدة، حسنا هذا ما يمكنني جمعه من معلومات للآن، لكن، هذا لا زال ليس كافيا بعد، فإن لم أعرف متى سيستخدم سحره لن أكون قادرا على الهجوم، حسنا، لنكتشف هذا الأمر أولا" كان باسل بينما يقاتل يحلل سحر الأرض الخاص بدب الأعماق، فهذا كان أولويته الآن. لقد حفرت تعاليم معلمه في عقله، قبل أن يهاجم بتهور يجب عليه جمع أكبر قدر من المعلومات لصنع خطة مضادة و من ثم تنفيذها انطلق باسل بسرعة و حطم العامود الذي استهدفه قبل قليل ثم شرع في حمل الحجارة من الأرض و رميها بكل قوة ذراعه في اتجاه دب الأعماق دب الأعماق تصدى لجميع الحجارة التي استهدفته بقرنيه، كل حجر كان يلتقي بقرن من قرنيه كان يتحول لفتات، ببساطة كانت قساوة قرنيه كبيرة كما لو أنها مصنوعة من الفولاذ استمر باسل على هذا المنوال من دون الحصول على نتيجة مقبولة و عندما تبقى له حجرين فقط اندفع في اتجاه الدب لكن بمجرد اقترابه قليلا خرج عامود من الأرض مرة أخرى، راوغه كالسابق لكن.. [I]بوووم[/I] أتت نطحة من الدب جاعلة باسل يحلق لأمتار حتى اصطدم بالحائط و تقيء الدماء، حاول الوقوف لكن هذا كان بلا فائدة، فعلى ما يبدو أن جانبه و ذراعه اليساريين قد تضررا لأنه دافع بهما في آخر لحظة و إلا لكان ميتا، قرني الدب لم يخترقاه كثيرا لأنه قفز للوراء مما قلل من شدة الضربة و تسببت له في جروح ليست ببليغة لكنها لست بسطحية أيضا حاول الدب مهاجمة باسل مرة ثانية لكن المعلم أوقفه "توقف"، عند سماع كلام المعلم توقف الدب في مكانه و عند رؤية باسل لهذا تنفس الصعداء قليلا لأنه كان ميتا لا محالة، كان قد جرب بالفعل محاولة الهرب لكن جسمه كان متخدرا من الصدمة الناتجة عن الضربة تقدم المعلم نحو باسل و أخرج 'إكسير العلاج' ثم أعطاه لباسل ليشربه. سقط باسل نائما في مكانه بعد شربه الدواء و ظل هكذا لساعات قبل أن يستيقظ "لقد استيقظت أخيرا، أخبرني ماذا اكتشفت للآن في مواجهتك للدب عن قدراته؟" كان المعلم ينتظر باسل ليستيقظ بينما يجلس أمامه و بمجرد أن نهض، شرع في طرح الأسئلة عليه رد باسل بينما يمسك رأسه "حسنا" شرح باسل لمعلمه ما اكتشفه من قتاله للدب و مر بعض الوقت منذ بدء محادثتهما قال المعلم "أهذا كل ما اكتشفته؟" أجاب باسل بينما تعتليه نظرة تشير على أنه يتذكر شيئا ما "لا، ما زال هناك شيء لم أتأكد منه تماما لأنني تلقيت الضربة مباشرة بعدها، لكن أنا متأكد بنسبة 80 بالمئة" "هوه، و ما هي؟ قل لي" قالها المعلم منتظرا رد باسل أجاب باسل "حسنا، أولا، هو لا يستطيع مهاجمتي بسحر الأرض إلا بعد دخولي لمدى محدد و على ما أظن فإنه يتراوح بين ستة و ثمانية أمتار. ثانيا، لا يستطيع استخدام سحر الأرض إلا بعد مضي حوالي ثلاثين ثانية. حسنا هذا كل ما اكتشفته، لا زلت لم أعرف متى يكون سيستخدم السحر لكن أظن أني سأعرف هذا في المعركة القادمة" أكمل باسل شرحه و نظر للدب المستلقي في الزاوية بعيدا تكلم المعلم "حسنا، هذا جيد جدا بالنسبة لأول معركة لك ضده و هو يستخدم سحر الأرض، اكتشافك لكل هذا علامة جيدة، حسنا فلنكمل التدريب" وقف المعلم و باسل. اتجه باسل نحو الدب الذي سبق و وقف عندما رآه "حسنا أولا سأحاول جعله يستخدم سحره لأكتشف كيف يفعل هذا و أحاول اسغلال الثلاثين ثانية التي لا يستطيع استخدام السحر فيها، مع أن هذا لن يكون سهلا كالقول" بينما باسل يتجه نحو وسط المكان ليبدأ معركته الثانية، كان يفكر في حل ما سيمكنه من اكتشاف طريقة عمل سحر الدب استعد باسل و قال مع نفسه "حسنا للآن سأحاول البقاء خارج المدى الذي يستطيع فيه أن يستخدم سحره، سأبقى خارج دائرة التي هو مركزها و قطرها اثني عشرة متر إن احتسبنا طول العواميد و أرى كيف سيتفاعل مع الوضع أولا" كانت المسافة الآن بين باسل و دب الأعماق الآن تصل لحوالي عشرين متر و لهذا كان باسل مطمئنا لأنه يعرف أن سحر الأرض لن يبلغه بما أنه بعيد، لكن أثناء هذا بدأ الدب بالاندفاع في اتجاه باسل مقلصا المسافة بينهما "هوه، بما أني بعيد كفاية كي لا يصلني سحره سيحاول تقليص المسافة، لكن لا تحلم بهذا" كان باسل يفكر و يحلل أفعال الدب ثم تراجع عدة خطوات للوراء و شرع في الدوران حول المكان بحيث كلما اقترب منه الدب ينتقل لنقطة أخرى بعيدة عن الدب في الدائرة التي يلتف حولها، و هكذا حفظ مسافة بينه و بين الدب، لكن فعل هذا طوال الوقت لن يصل به لنتيجة بدأ باسل في تصغير قطر الدائرة شيئا فشيء محاولا الوصول لمدى سحر الدب و حساب المسافة بالضبط التي يصل إليها. كان الدب يتبع باسل محاولا تقليص المسافة بسرعة و باسل كان يبتعد عنه و من ثم ينقص من المسافة التي كانت بينه و بين الدب سابقا مرة أخرى استمر الوضع هكذا إلى أن أصبحت المسافة بينهما تسعة أمتار فقط، عندها جاء هجوم سحر الأرض من دب الأعماق لكن باسل قفز في الحال للوراء ثم بدأ يفكر و ابتسامة على وجهه "حسنا، أولا، مدى سحره هو سبعة أمتار و عند إضافة طول العامود يصبح مداه عشرة أمتار. ثانيا و الأهم، أنه في كل مرة ينوي فيها استخدام سحره يضرب بقدمه على الأرض ثم بعدها بحوالي ثانية يخرج العامود من الأرض، حسنا" كان باسل بجانب عامود السحر الذي استُخدم ضده في أول المعركة السابقة. حطمه و حمل ما يستطيع من الحجارة ثم وقف "حسنا هذا يكفي" و بعد قوله لهذا اتجه نحو الدب بحذر منتظرا إياه لكي يستخدم السحر دخل باسل لمدى سحر الدب لكن الهجوم لا زال لم يأتي حتى بقي بينه و بين الدب سبعة أمتار فقط [I]بووم[/I] عندها رأى باسل الدب يضرب بقدمه على الأرض فقفز للوراء عاليا بكامل قوته، لكن حدث ما لم يتوقعه [I]فسس[/I] الهجوم أتى من وراءه و لحسن حظه أنه قفز باكرا فأصيب بفخذه الأيسر و عندما نزل على الأرض كان قد سبق و جمع شتات نفسه لأنه يجب عليه استغلال الثلاثين ثانية جيدا في هذه الأثناء كان الدب متوجها نحوه مستهدفا إياه بقرنيه محاولا نطحه كالسابق، لكن باسل كان قد قفز للوراء لأنه يعرف أن الدب سيهاجمه بمجرد ما أن يراوغ العامود الحجري، فهذا سيعطيه مسافة أكبر ليستعد لاندفاعه قبل وصول الدب إليه، مع أنه لم يتوقع قدوم الهجوم من الخلف، و لهذا تنفس الصعداء و اعتقد أنه اختار الخيار الصحيح عندما انتظر حتى يعرف متى يستخدم الدب سحره، لأنه عند معرفته لهذا اكتسب تلك الثانية التي كانت السبب في نجاته الآن اندفع باسل تجاه الدب الذي كان بدوره فاعل نفس الشيء، كان باسل مرتاحا لأن الدب لن يكون قادرا على مفاجأته بسحر الأرض عندما اندفع باسل و اقترب من الدب، قفز للجانب الأيمن و شرع في رميه بالحجارة بكل ما يملك من قوة في ذراعه اليمنى [I]بووم، بووووم، بوووووم[/I] رمى باسل جميع الحجارة مرة واحدة على الجانب الأيسر للدب مما جعل هذا الأخير يصرخ متألما "غواااااه' سببت له الحجارة عدة جروح مما جعل حركته مقيدة مؤقتا، استغل باسل هذه الفرصة. اندفع نحو الدب و ركل رأسه بقدمه اليمنى بكل قوته [I]بوووم[/I] بدأ الدب يتمايل ليسقط لكن باسل لم يترك هذا يحدث و أعاد الكرّة راكلا إياه بقدمه اليسرى [I]بوووم[/I] [I]طررق[/I] بعد صوت ركلة باسل أتى صوت انكسار عنق معلنا عن موت 'دب الأعماق' كانت على وجه باسل نظرة فرح كبيرة. ذهب لمعلمه ثم سأله "أيها المعلم، ألا بأس إن أخذت الحجر الأصلي منه هذه المرة بما أنني هزمته" كان باسل يريد تجميع محصوده الأول من هزيمته لوحش سحري و لم يستطع الانتظار أكثر تنهد المعلم من حال المتعلم و أجاب "حسنا، لا بأس بما أنه قد مر وقت كاف لتتجدد الدببة الأخرى التي قتلتُها" قفز باسل فرحا و ذهب بسرعة لجثة الدب و فتحها من وسط الصدر ثم أخذ الحجر لتختفي الجثة بعدها. كان الحجر بلون أزرق فاتح و يلمع من الداخل بطاقة غريبة بلون أزرق فاتح قريب للون الأبيض تتغلغل هناك. عندما حمل باسل الحجر الذي كان بحجم راحة يديه أحس بنتيجة مجهوده قد أتت أخيرا ثم التف و سأل معلمه "أيها المعلم، آخر مرة لم نأخذ الحجر و أنعِش الوحش بعد حوالي أسبوع، كم سيأخذ من الوقت هذه المرة بما أنني أخذت الحجر؟" "آه، حسنا، حوالي شهر" أجاب المعلم ثم أكمل قائلا "لقد سمحت لك بأخذه بما أنه مر على بعض الدببة التي قتلتها حوالي ثلاث أسابيع و بقي لها أيام قليلة فقط على التجدد، لهذا حتى و لو تأخر ذلك الذي قتلته في التجدد، سيكون هناك دببة قد سبق و تجددت في خلال أسبوع" قال باسل "آه، هكذا إذا، هناك دببة ستتجدد بعد أسبوع" كانت على وجه باسل ابتسامة خفيفة بينما ينظر للحجر في يديه لكنه فجأة فتح عينيه و قال بصوت متردد "أيها المعلم، هل يمكن أنني سأقاتل هذه الدببة بعد أسبوع؟" أجاب المعلم مع ابتسامة "هوهو، بالطبع" "و كم منها سيتجدد يا ترى؟" سأل باسل و زاوية فمه تهتز أجاب المعلم مرة أخرى "أمم، في اليوم الأخير من الأسبوع الذي قلته سيتجدد الثالث" عندما سمع باسل إجابة معلمه نزل كتفاه و رأسه للأسفل من الإحباط، فدب أعماق واحد سبب له المعاناة لكنه بعد أسبوع سيواجه ثلاثة في نفس الوقت. في هذه الأثناء بدأ باسل يفكر "أتساءل كيف حال أمي الآن؟ هل الأمر صعب عليها بما أنني اختفيت لكل هذه المدة من دون أن تعرف مكان تواجدي؟" تذكر باسل عيني أمه الحمراوتين بسبب الدموع اللتين رآهما صباح مغادرته المنزل و تألم لكنه تابع القول مع نفسه "حسنا، هذا كله من أجل تخفيف الأمر عليها مستقبلا" و بعدها جاءت صورة تلك الفتاة في عقله "حسنا بما أنها معها فلا يجب أن أقلق كثيرا" (في قرية باسل 'السوق') كانت هناك فتاة بشعر ذهبي يسلب القلوب كلما تطاير مع الرياح، و عينين بزرقة السماء الواسعة عند النظر لهما تأخذانك في رحلة بخيالك، مرتدية فستانا أبيض اللون مما زاد من جمالها أكثر. كانت الفتاة محاطة بهالة ملكية و تبدو كجنية أتت من أرض العجائب "أوه أنمار"، "إنها أنمار"، "آه مرحبا بك يا أنمار في السوق هل ستشترين شيئا ما؟ إن كانت البطاطس، فلتأتي سأجعلها مخفضة بعشرين بالمائة من أجلك"، "إن كانت الطماطم فلتأتي سأجعلها بسبعين في المائة من ثمنها الأصلي" كانت هناك طلبات البائعين بثمن منخفض تأتيها من كل مكان، فمن خلال هذا يمكنك أن ترى كم هي شعبية هذه الفتاة في هذه النواحي. كانت كل أعين الفتيان بعمرها و أكبر منها و أصغر منها مسحوروة بجمالها، معجبيها لم يكونوا فقط من الفتيان، بل حتى من الفتيات حيث كانوا يحترمونها و يعتبرونها قدوتهم بينما الحديث يدور بينهم "آه، كم هي جميلة كالعادة"، "لا لا أليست أجمل من الأمس"، "آه إنها تصبح أجمل كل يوم"، "أتمنى لو أنها تصبح زوجتي في المستقبل" بمجرد أن قال الشخص الأخير هذا الكلام كانت هناك نظرات تأتي من عيون حمراء تحمل نية قتل من جميع المحيطين و عندما رأى هذا الشخص هذا، تراجع عن كلامه "لا، لا، لم أعني ما قلته" لكن نظرة الجميع لم تتغير "آآآه" ركض هذا الشخص هاربا بينما يتبعه حشد من الفتيان في مختلف الأعمار كضباع جائعة "يااااااااه" صدرت صرخة من ذلك الشخص من مكان بعيد توحي على أن روحه خرجت من مكانها ذهبت الفتاة للدكاكين و اشترت جميع المكونات التي كانت تحتاجها و بينما هي أمام بائع الجزر سألها هذا الأخير "أين باسل هذه الأيام لم أعد أراه أبدا مؤخرا" أجابت أنمار "آه هذا...." عندما كانت الفتاة ستجيب سمعت صوتا قادما من بعيد و الصوت كان للعديد من الأقدام و بدأ يرتفع شيئا فشيء معلنا اقتراب المسؤولين عنه و عندما وصلوا رموا نفسهم على بائع الجزر "هل قلت باسل قبل قليل؟"، "تكلم"، "أجب أيها العجوز"، "أين هو ذلك الصعلوك؟"، "إن رأيته في مكان ما أخبرنا أين هو و إلا...." فجأة قاطعهم صوت أنمار "أيها الجميع من فضلكم اهدؤوا، هو لا يعرف مكان باسل، بالأحرى، لقد سألني عنه، و لهذا اتركوه من فضلكم" اصطف الجميع جانبيا و حكوا رؤوسهم و وجناتهم حمراء بينما يقولون "آه هكذا، إن قالت هذا ملاكنا أنمار فلا بد أن هذا هو الأمر" و بعد أن انتهوا أحاطوا ببائع الجزر و عيونهم حمراء ثم قال واحد منهم "اسمع أيها العجوز، لقد أنقذتك ملاكنا هذه المرة، لكن لا أريد منك قول اسم ذلك الشقي الوغد أمام ملاكنا مرة أخرى و إلا...حسنا، أنت تعرف ما سيحدث، و إن حدث و أن رأيت ذلك الصعلوك كن متأكدا من إخبارنا" (في هذه الأثناء في مكان باسل، صعدت قشعريرة معه و عطس?) بعد ما انتهى ذلك الشخص من الكلام اصطفوا مرة أخرى و انحنوا لأنمار قائلين "حسنا، نحن ذاهبين الآن، آسفون على الإزعاج أيتها الملاك أنمار" بعدها ذهبوا كلهم بينما هناك أصوات بينهم تقول "آه لقد نظرت لي"، "هاه، لا تحلم لقد كانت تنظر لي"، "بل لي أنا فقط كنت خلفكما و أسأتما الظن"، "هاه، من تظن نفسك يا هذا؟" ثم نشبت بينهم معارك كانت الابتسامة دائما مرسومة على وجه أنمار و كانت شعبية بشكل لا يصدق في القرية. كانت ملاك الجميع و كل من يحاول الاقتراب منها يلقى مصرعه على يد ذلك الحشد من الفتيان. هؤلاء الفتيان كانوا معجبي 'الملاك أنمار' و يعتبرون نفسهم حرسها الشخصي كان كل شخص يعرف هذا في القرية و لهذا و لا فتى كانت لديه الشجاعة الكافية للاعتراف بحبه لها، لأنه بمجرد أن ينوي فعل هذا، تكون الشائعات قد سبق و انتشرت عنه و يأخذ درسا حميما من الحرس الشخصي للملاك أنمار كان الحرس الشخصي يضع عينيه على كل شخص يحاول الاقتراب من الملاك أنمار و يضعونه في قائمتهم السوداء. و في هذه القائمة السوداء كان هناك من يتصدر القمة و كل واحد من الحرس الشخصي يكرهه. كانوا متفقين على أنه إن رآه أي شخص منهم فعليه إخبار الباقيين عن مكانه و الذهاب لتصفية الحساب معه كان هذا الشخص هو 'باسل' الصعلوك الشقي الوغد المكروه من قبل جميع الفتيان. كان هذا بسبب قربه من الملاك أنمار كثيرا. الكل يعرف أن ملاكهم معجبة بهذا الشخص و لهذا ليس هناك من لا يكرهه على حظه القوي و فوق هذا لا يعامل ملاكهم حتى بشكل جيد كان باسل يعاني من الصغر من هذا الأمر. فحتى لو كان كاره صداقات و مهتم في الكتب فقط، لم يكن ليكون غريبا حصوله على صديق واحد على الأقل، لكن الأمر لم يكن هكذا، فهو كان منبوذا من الجميع بسبب علاقته القريبة بأنمار و شخصيته المتعجرفة، فهو كان يعاملهم دائما كما لو أنهم ليسوا سوى صراصير لأنه لم يكن مهتما لا بهم و لا بحبهم لملاكهم و لا بحبها له، و هذا جعلهم يكرهونه كثيرا و يضعونه في قمة قائمتهم السوداء اشترت أنمار كل المكونات و ذهبت في طريقها خارج السوق "أمي، لقد وصلت" دخلت أنمار لمنزلها أجابتها أمها سميرة "آه، مرحبا بك هل جلبت كل ما طلبت منك إحضاره؟" أجابت أنمار "نعم" بينما تنزل الخضر و الفواكه التي أحضرتها ثم أكملت قائلة "حسنا سأذهب الآن لمنزل العمة 'لطيفة' لإعطائها الخاصة بها" خرجت أنمار من المنزل متوجهة نحو منزل باسل الذي كان فقط بجانب منزلها [I]دق، دق[/I] "من هناك؟" "إنها أنا يا عمتي لطيفة، لقد أتيت بالخضر و الفواكه" فتحت لطيفة الباب فدخلت أنمار و أعطتها جميع المكونات ثم قالت "عمتي، ألا زال باسل يذهب لذلك الصديق و لا يعود إلا ليلا؟" أجابت الأم "آه، لقد نسيت إخبارك، لقد ذهب ليتدرب و لن يعود إلا بعد شهرين على ما يبدو، إنه الآن غائب لأسبوعين بالفعل" تعجبت أنمار من كلام عمتها ثم بدأت تفكر "شهران؟ مع صديقه؟ لا أظن أنه سيترك العمة لطيفة لوحدها كل هذه المدة فقط للتدرب مع صديق، كما توقعت هناك شيء ما وراء هذا" كانت أنمار تعرف شخصية باسل جيدا، فبعد كل شيء منزليهما ملتصقين ببعضهما، كانت معه منذ نعومة الأظافر و هذا كان طبيعيا، لأن أميهما صديقتين منذ الصغر أيضا. فقبل أن يأتوا لهذه القرية كانتا تعيشان مع زوجيهما اللذين بدورهما كانا صديقين منذ الصغر، حتى وقعت حادثة هجوم الشياطين، و في سبيل هروب زوجتيهما اللتين كانتا واحدة منهما تحمل الرضيعة أنمار و التي هي سميرة و الأخرى كانت لطيفة الحامل بباسل، ضحى الزوجين بنفسيهما من أجل أن تعيش عائلتيهما و منذ ذلك الحين كانتا الأمَّيْن تتكلان على كتف بعضهما البعض من أجل الاعتناء بطفليهما. و لهذا كانا باسل و أنمار لهما علاقة قريبة ببعضهما البعض منذ الصغر "حسنا، عندما يأتي المرة القادمة سأحاول سؤاله و إن لم يجبني سأتبعه فقط و أعرف إلى أين يذهب" كانت أنمار تفكر مع نفسها قالت لطيفة "صغيرتي أنمار، شكرا لك دائما على مجهودك، إنك حقا تساعديني، آه، قلي لأمك أن تأتي إلى هنا لنتشارك أكل الغذاء" توقفت أنمار عن تفكيرها و أجابت "حسنا يا عمتي سأخبر أمي بهذا" (بالعودة لوادي الظلام العميق) مر أسبوع على هزيمة باسل لدب الأعماق و حان وقت تجدد الثلاث دببة [I]دو، دو، دو[/I] كان باسل يحطم خفافيش الظلام واحدا تلو الآخر و بسرعة كبيرة جدا. أخذ منه جيش كامل من الخفافيش يصل عدده لحوالي مئتين خمسة دقائق فقط لينهيه قال المعلم "حسنا يبدو أن سرعتك ازدادت مرة أخرى خلال الأسبوع الماضي، إن استمريت على هذا المنوال، في غضون سنة ستكون في أتم الاستعداد" أجاب باسل "حسنا أيها المعلم" أمر المعلم باسل "الآن لنذهب لكهف 'دببة الأعماق' " أجاب باسل "حاضر أيها المعلم" ذهب الاثنان و كالعادة قتل باسل جميع الوحوش في الطريق إلى أن وصلا للكهف و عند وضع قدميهما صدر زئير الثلاث دببة أحكم باسل قبضتيه و شرع في قتل الوحوش مرة أخرى إلى أن وصلا لمكان الدببة، تقدم المعلم نحوهم و أمرهم بعدم استخدام السحر ثم استدار و قال لباسل "عندما تكون قادرا على هزيمتهم ثلاثتهم معا سأجعل واحدا منهم يستخدم السحر و عندما تهزمهم مرة أخرى سأجعل واحدا آخر يستخدم السحر و هكذا إلى أن تهزمهم جميعا، عند هزيمتهم لا تقتلهم لأننا لا نريد الانتظار أسبوعا كاملا، و ستستمر هكذا حتى تتجدد جميع الدببة و تهزمهم" صدم باسل بينما يفكر في ما قاله المعلم "جميع الدببة؟ ألم يقل المعلم أن هناك عشرة منهم في الأصل باحتساب الذي قتلته؟ أ هذا يعني أنني بعد ثلاث أسابيع من الآن سأكون أقاتل عشر دببة في آن واحد؟" بدأ جسده يهتز، لكن ليس من الخوف هذه المرة، لقد كان من شدة الحماس، فكل التدريبات التي أعطاها له المعلم قد يمكن أنها كانت صعبة لكنها لم تكن مستحيلة و فوق هذا كله، بعدما ينتهي من التدريب المعطى له يرى نتائج هائلة و لهذا صرخ قائلا "حاضر أيها المعلم" [I]فسس، فسسس، فسسسس بوم، بووم، بوووم[/I] كان باسل يراوغ سحر واحد من الدببة الثلاث و يهاجم بالحجارة "اللعنة، الأمر مستمر هكذا ليومين من دون أن أتقدم، لو كنت لا أعرف متى سيهجم الدب بسحره لكنت في عداد الموتى، لم أعرف هذا من قبل لأنه لم يكن سوى دب واحد فقط، لكن عملهم الجماعي متكامل، اللعنة" كان باسل يفكر بينما يهرب "هوهوهو، قد تكون قد أصبحت في مستوى يخولك لهزيمة دب أعماق بنفسك أو مجموعة من الكللابب المهشمة، لكن مجموعة من دببة الأعماق في آن واحد لا يزال صعب عليك، فعلى عكس الكللابب المهشمة التي تعتمد على عددها بدون استغلاله جيدا فدببة الأعماق تعرف كيف تسخر قواها لبعضها البعض جيدا" كان المعلم يزود باسل بالمعلومات هزم باسل الثلاثة دببة بالفعل في اليوم الأول لكن عندما جعل المعلم واحدا منها يستخدم السحر، أصبح باسل يجد صعوبة في الهجوم [I]فسسسسس[/I] خرج عامود حجري حاد النهاية جارحا باسل بجنبه الأيسر و بينما هو يتألم أتى دب آخر بسرعة محاولا نطحه لكنه راوغه و بصعوبة، ثم جاء الثالث و نطحه هذه المرة دافع باسل رافعا ركبته و مُنزلا ذراعه مكونا درعا على جانبه الأيمن محتميا من نطحة الدب، لكن، مع ذلك تسببت له القرون في جروح طفيفة بما أنها لم تصبه بشكل مباشر تراجع باسل لعدة أمتار بسبب الضربة. و عندما أراد أن يرتاح قليلا أتى الدب مستخدم السحر مندفعا [I]بووم[/I] نطحه هو الآخر و هذه المرة كانت ضربة مباشرة جعلت باسل يحلق في اتجاه الحائط [I]بووم[/I] اصطدم مع الحائط و فقد الوعي في مكانه بعد مدة استيقظ باسل و كان جسده معافى ثم قال و ضرب على الأرض بقبضته "اللعنة، مرة أخرى، هذه المرة الخامسة" " [I]تنهد[/I]...حسنا لا تنفعل، هذا شيء طبيعي، لا تنسى كم أخذت من الوقت فقط لهزيمة "القرد الأزرق الضخم، مقارنة بذلك الوقت، فتطورك الآن أسرع بكثير" قال المعلم هذا لباسل و أكمل "هيا فلتنهض، ليس لدينا وقت للراحة إلا عند الحاجة للأكل و قضاءها" وقف باسل بسرعة و اتجه نحو الدببة. كان باسل يحاول قدر المستطاع تجنب الدخول لمدى سحر الدب، لكن في كل مرة كان يهاجمه الدبين الآخرين جاعلين إياه يدخله بالرغم عنه ليواجه العامود الحجري، يراوغه باسل و يهاجمه الدبين الآخرين و يدافع قدر المستطاع و من ثم يهاجم الدب الذي يستخدم السحر هو الآخر، و بهذا لم يكن لديه وقت ليستجمع فيه أنفاسه استمر الأمر هكذا ليوم آخر و في ذلك اليوم تكون و تجدد الدب الرابع. بدأت الطاقة تتجمع على حين غرة في مكان من الفضاء المحيط، كانت كعاصفة صغيرة و عندما هدأت و اختفى الغبار فظهر 'دب أعماق' آخر " [I]يلهث[/I] [I]يلهث[/I]....اللعنة، سيستمرون بالظهور واحدا تلو الآخر و أنا لا زلت لم أعرف كيف أتعامل معهم" كان وجه باسل شاحب، و يلهث من شدة التعب في خلال الثلاث الأيام الأخيرة لم يكن باسل يفعل شيئا سوى المراوغة و الدفاع و الهرب، و الشيء الذي تغير هو طول الوقت الذي تمدد، حيث في المرة الأولى لم تمر سوى خمسة عشر دقيقة ليهزم حتى أصبح الآن يستطيع الاستمرار لثلاث ساعات، لكن عندما رأى أنه و أخيرا بدأ يرى أملا في مواجهة الثلاث دببة تجدد واحد آخر سأل باسل معلمه "أيها المعلم، متى ستتجدد الدببة بالكامل من دون الذي قتلته أنا؟" أجاب المعلم بينما يضحك "هوهوهو، بعد خمسة أيام من الآن" صدم باسل ثم قال "أيها المعلم أريد أن أرتاح و أفكر في خطة ما، ففي كل مرة كانت أوقات راحتي قصيرة و ليس لي وقت لأفكر جيدا" وضع المعلم يده على ذقنه و بدأ يفكر قليلا ثم قال أخيرا "حسنا، لك هذا، بعد خمس ساعات من الآن سنكمل" فرح باسل عند سماع معلمه و قد أعطاه وقت أكثر مما كان يتوقع و يحتاج فذهب ثم اتكأ على الحائط جالسا جلسة تربيعة و واضعا يديه على ركبتيه، استرخى و دخل في حالة عميقة و بدأ يجمع أفكاره كلها عن جميع المعارك التي خاضها بداية بالقرد الأزرق العملاق وصولا لدب الأعماق كانت المشاهد تمر واحدة تلو الأخرى بتفاصيلها بينما يفكر باسل "إن كان هناك شيء نقول عنه أنا مختص فيه فهو ذاكرتي القوية" بقي باسل على هذه الحال طول المدة التي أعطاها له المعلم، كان هذا الأخير ينظر لباسل بتعجب و صدمة على وجهه. "تلك الحالة....إنها بالضبط بداية المرحلة الأولى من حالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، أن يدخلها من دون أن يعلمه أي شخص، يا له من شخص مثير للاهتمام حقا، متشوق لمعرفة مستقبله" كان المعلم يفكر بهذا مع نفسه انتهت المدة و فتح باسل عينيه من دون أن ينبهه المعلم بانقضاء الوقت ثم وقف و اتجه نحو الدببة الأربعة ضرب قبضته في راحة يده الأخرى قائلا "حسنا، فلنبدأ" تقدم باسل نحو الدببة ببطء، خطوة بخطوة، اندفع الدب الأول فراوغه باسل بسهولة بقفزه من فوقه متقدما نحو الأمام، ثم خرج العامود الحجري من وراء باسل لكنه رأى الدب عندما ضرب بقدمه على الأرض ليستخدم السحر، بقي باسل ينتظر الهجوم فقط و بهدوء، بمجرد ما أن خرج العامود الحجري من الأرض قفز باسل بقوة للأمام مبتعدا أربعة أمتار كي لا يصله العامود الحجري و عندما نزل على الأرض كان الدب الثاني يندفع من الأمام بينما الذي هجم في الأول مندفع من وراءه، كان باسل محاصرا من الأمام و الخلف، ظهرت ابتسامة خبيثة على وجه باسل و بقي هادئا و لم يتحرك أبدا [I]جري، جري، جري[/I] تقدم الدُّبان من الأمام و الخلف بينما باسل لم يحرك ساكنا، ارتفعت سرعة جريهما كثيرا و عندما بقي بينهما و بين باسل حوالي ثلاث سنتيمترات قفز هذا الأخير للسماء تاركا الدبين ليصطدما ببعضهما [I]بوووووووووووم[/I] التقى الدبان ببعضهما البعض و تسببا في جروح لبعضهما البعض. باسل الذي كان ساقطا من السماء التف و نزل على الدبين بقدميه [I]بوووووووم[/I] نزل باسل على جمجمتي الدبين و حاول ألا يقتلهما "أولا، انتهينا من اثنين، الباقي هو اثنين" التف باسل ليجد الدب الثالث قد سبق و اقترب منه و كان على وشك الاصطدام به. قفز باسل للوراء و لم يبتعد من الدب المهاجم كثيرا و عندما اقترب منه هذا الأخير منه قفز مرة أخرى لكن هذه المرة للأمام تاركا الدب ليصطدم بالعامود الحجري الذي كان وراءه [I]بوووم[/I] أصيب الدب بجروح لكنه كان لا يزال واعيا و لهذا ذهب باسل ليعطي الضربة القاضية. اندفع باسل في اتجاه الدب المجروح، و عند فعله لهذا خرج على حين غرة عامود حجري الذي أصاب كتفه الأيسر من حسن حظ باسل أنه راوغ في اللحظة الأخيرة و إلا كانت ذراعه قد اقتلعت من مكانها. بمجرد أن راوغ باسل هجوم سحر الأرض اندفع مرة أخرى و ركل الدب المجروح مفقدا إياه الوعي التف باسل و نظر للدب الأخير الذي لم يتقدم أبدا و كان يصر على أسنانه، و عندما رآه باسل قال "حسنا، هجومك المفاجئ لم ينفع، و سحرك لن تستخدمه مؤقتا، إنك في وضع لا يرثى له" ثم ابتسم و وثب في اتجاه الدب و أحكم قبضته و نزل عليه بها، تصدى الدب بجبهته لكنها لم تكن تقارن بقبضة باسل و خسر في مواجهة القوة كان الدب سيسقط من شدة لكمة باسل، هذا الأخير تقدم نحو الدب المترنح و لوح برجله ضاربا الدب بقدمه جاعلا إياه يفقد الوعي [I]تصفيق، تصفيق، تصفيق[/I] صفق المعلم لباسل بينما يقول "يبدو أن الوقت الذي أعطي لك كان له مفعوله الخاص" أجاب باسل "نعم أيها المعلم، لقد استجمعت جميع أفكاري و خبرتي التي اكتسبتها من القتال ضد الوحوش و خصوصا دببة الأعماق و التفكير في خطة. الخطة كانت عدم الهروب و التقدم للأمام، الحذر من سحر الأرض، و استخدام العمل الجماعي للدببة ضدهم، فهذا قد نجح من قبل عندما أردت التغلب على قدرة دب الأعماق الأول التي تسمح له بجعل استخدام الحركة مرتين أمامه عديمة الفائدة" "هوهوهو، أحسنت أيها الفتى" قالها المعلم و هو يضحك ثم أكمل "يبدو أنك بدأت تتعلم كيف تُسخِّر خبرتك في القتال، استمر على هذا المنوال، نحن هنا لشهر تقريبا الآن و قد تطورت قدراتك لهذا المستوى بالفعل، يبدو أن المجيء لهنا كان الخيار الصحيح، لكن كما قلت سابقا، لا تغتر بنفسك أبدا، مهما كان عدوك ضعيفا لا ترخي دفاعك و يجب أن يكون حذرك في أقصى درجاته، تذكر هذا دائما أيها الفتى باسل، ففي يوم ما ستواجه أعداء يستخدمون طرق خبيثة و لا يهتمون بما يفعلون من أجل الفوز" وضع باسل قبضته في راحة يده الأخرى قائلا "حاضر أيها المعلم" قال المعلم "الآن لنذهب للأكل و انتظار الدببة لتُشفى" "أيها المعلم، لماذا تتعافى الدببة بعد مدة إن تركتها حية؟" كان باسل يتحدث مع المعلم بينما يأكلان أجاب المعلم "آلية عمل شفاءها مثل الخاصة بتجديدها، فبدل أن تقوم طاقة 'حاجز الحماية السماوية' بالتجديد تقوم بالشفاء تحدث باسل مع معلمه هكذا لساعات حتى شفيت الدببة و من ثم بدأ باسل بالقتال ضدهم من جديد و هذه المرة جعل المعلم دبا آخر يستخدم السحر مر أسبوعان [I]بووم، بووم، بووم[/I] كان باسل ينتقل من دب لآخر و يركله بكل قوته بينما يراوغ سحر الأرض. كان عندما يراوغ السحر يقوم بتحطيم العامود الحجري و يحمل الحجارة و يلقيها نحو الدببة و يندفع صوبها و يركل بعضها و يلكم البعض الآخر وصل باسل لمرحلة حيث أصبح يقاتل جميع الدببة التسعة بينما يستخدمون السحر، عندما اكتشف باسل كيفية التعامل معهم، لم يصبح مهما له أعدادهم، مع أن سحرهم كان يسبب له الإزعاج لكن هذا لم يأثر عليه، بالأحرى، هذا ساعده على تقوية حواسه أكثر و حدسه في المعارك بعد ثلاث أيام أخرى تجدد الدب العاشر و أخيرا حانت نهاية تدريبه الحالي كان باسل واقفا في الوسط و تحيط به الدببة من جميع الجهات و لم تكن تاركة أي ثغرة صغيرة ليمر منها. بدأت الدببة تقترب شيئا فشيء حتى صار باسل في مدى سحرهم ضربت الدببة أقدامها كلها في آن واحد و بعد ثانية اتجهت عشر أعمدة حجرية حادة النهاية نحو باسل [I]فسسسسسسسسسسسسس[/I] اختفى باسل من مكانه في لحظة و كان أمام دب من الدببة [I]بوووم، بوووم، بوووم[/I] "الأول، الثاني، الثالث..........و العاشر" عندما وقف باسل أمام الدب ركله و بدأ يَعُدُّ، ثم ركل الذي بجانبه و دار على الباقين راكلا إياهم، تحرك بسرعة كبيرة من دون تركهم يحددون موقعه ليهاجمونه و بهذا أنهى جميع الدببة أمضى باسل الأسبوعين المتبقيين في محاربة الدببة، عند هزيمتهم يأكل مع معلمه و يذهب للصيد خارج الكهف ثم يعود بالوقت الذي تكون الدببة قد تشافت فيه و من ثم يكمل قتاله معهم، تطورت قدرات باسل كثيرا و أصبح 'وادي الظلام العميق' مثل بيته الثاني، كان يتجول فيه بحرية و من دون خوف، الوحوش التي تواجهه يهزمها بسرعة و يكمل طريقه و أخيرا انتهت فترة تدريبه هنا و حان موعد خروجه للعالم الخارجي و الذهاب لرؤية أمه و شم بعض الهواء النقي و رؤية ضوء الشمس و التمتع بالنجوم ليلا كما اعتاد أن يفعل كان باسل خارج الوادي مع معلمه "حسنا أيها المعلم، أنا ذاهب، و كما قلت لي، سأرتاح للأسبوع القادم" ذهب باسل في طريقه بعد أن ودع معلمه متجها نحو المنزل فتح باسل باب منزله لتراه أمه، دمعت عيناها عند رؤية ابنها الوحيد عاد بسلام ثم ذهبت و حضنته، كانت عينا باسل تحمل نظرة حنونة جدا ثم قالت له أمه "حمدا على سلامتك" ليجيبها "لقد عدت يا أمي" جلس باسل مع أمه و حكى لها بحماس عن الأحداث و الوحوش التي واجهها من دون أن يذكر لها الأخطر منها و أمه تستمع له مع ابتسامة مرسومة على وجهها أكل باسل الفطور مع أمه ثم خرج قاصدا السوق. لقد مرت فترة طويلة منذ آخر مرة زاره بها، مع أن زياراته كانت من الأول قليلة لأنه يصادف الحرس الشخصي للملاك 'أنمار' و هذا كان يزعجه قليلا لأنهم في كل مرة يقومون بشيء غبي [I]همس، همس، همس[/I] عندما دخل باسل للسوق بدأ العديد من الفتيان يتهامسون فيما بينهم. مع أن باسل قد لاحظهم، قام بتجاهلهم و استمر ماشيا في السوق يشاهد البائعين و الجو الصاخب كالعادة هنا. رأى باسل عجوزا مألوفا له و ذهب إليه وقف باسل أمام العجوز بائع الجزر ثم قال "كيف حالك أيها الجد 'علي'، ألا زلت تبيع جزرا رائعا كالعادة" رفع العجوز 'علي' رأسه وقال بصوت مرتفع "أوه، أوَ ليس هذا باسل، كيف حالك يا فتى، لم نعد نراك بالأرجاء في الشهور الأخيرة" وضع يده على رأسه و ابتسم بينما يقول "آه لقد كنت مشغولا هذه الأيام و لم أجد وقتا لآتي لهنا" قال علي "أمم، هل اعتكفت بالمكتبة أم ماذا؟ هي هي هي" أجاب باسل "هاهاهاها، إنك تقول شيئا مضحكا أيها الجد، إنك تجعلني أبدو كمهووس بالكتب، المهم، هل هناك جزر رائع كالعادة؟" أجاب الجد علي "نعم، لقد كان محصول هذا العام جيدا، هناك جزر حلو و غني بالماء كما تحبه تماما" قال باسل "أووه، كما هو متوقع من الجد علي، أعطني البعض من فضلك" أخذ باسل كيسا مملوءا بالجزر و عندما أراد أن يغادر قال الجد علي "يا باسل، احذر من أولئك الفتيان، إنهم يحومون المكان باحثين عنك كل يوم" أجاب باسل "آه، لا تقلق أيها الجد، أو ليس هذا الشيء المعتاد فقط" ذهب باسل في طريقه و زار عدة دكاكين و كان معروفا عند الجميع مع أن شعبيته لم تكن بمثل الخاصة بأنمار لكنه كان يملك معجبات به هو الآخر مع أنه كان مكروها من الفتيان، كان لديه شعرا قرمزيا و عينين حمراوتين كانتا مليئتين بالفخر، وجهه الوسيم كان يسحر الفتيات في كل مكان تحله قدمه. كان جيدا اتجاه من يعامله بالمثل و طالحا في وجه من يسيء له أو للأقربين منه كان باسل خارجا من السوق لكنه عندها سمع ضوضاء آتية من البعيد، فعاد ليرى ما الذي يحدث. عندما وصل شاهد شيئا لا يعجبه و عبس ثم أحكم قبضتيه بشدة كان شخص ما عاقد يديه على عنق الجد علي و يصرخ في وجهه بينما هناك عدة أشخاص من الوراء يسبون العجوز "تكلم بسرعة أيها العجوز الخرف"، تكلم الشخص الذي يمسك الجد علي "لقد حذرناك سابقا، آه، ألم نفعل؟ لقد قلنا لك إن رأيت ذلك الصعلوك فلتخبرنا في الحال، أ ظننت أننا كنا نمازحك؟" أنزل باسل الأمتعة و تقدم نحو تلك الجماعة [I]همس، همس، همس[/I] "إنه باسل"، "هذا سيء لقد أتى"، "إن رأوه سيكون في مأزق"، "كان ليكون الأمر جيدا لو كان سيكون في مأزق فقط" وصل باسل لتلك الجماعة ثم قال "أيتها الحثالة المجتمعة هناك". التف الجميع ليرى من الشخص الذي يتكلم "ألا تخجلون من أنفسكم أبدا يا ناس؟ تهددون رجلا عجوزا في مثل عمر جدكم" عندما رأت مجموعة الحرس الشخصي للملاك 'أنمار' عدوهم اللدود ابتسموا كلهم ثم أفلت ذلك الشخص يده من عنق الجد علي و اتجه نحو باسل قائلا "هووه، لقد أتيت بقدميك لهنا، لقد بحثنا عنك ليلا و نهارا لكننا لم نجدك أبدا، لكن أن تأتي إلينا بنفسك إنك حقا لشخص غبي أيها الصعلوك" ضحك أعضاء الحرس الشخصي جميعا على باسل بينما يمدحون قائدهم الذي كان فتى يبدو في الخامسة عشر من عمره "هاهاها، لا تقسو عليه أيها القائد 'عثمان'، خذ بالاعتبار شجاعته عندما قرر أن يأتي و يواجهنا بعد أن كان يختبئ كالفأر طوال هذا الوقت" أجاب القائد عثمان "هاهاها، معك حق" ثم التف لباسل و أكمل " قبل أن نشرع في تأديبنا لك، أجبني أولا، لم قررت الظهور الآن بعد كل هذه المدة و أنت مختبئ؟" حدق باسل في وجه عثمان بغضب ثم قال "أجبني؟ ألم تنس 'من فضلك يا سيدي' أيها الحثالة؟ أنسيت بالفعل ما الذي حدث قبل سنة؟ أتريدني أن أذكرك بذلك الدرس من جديد؟" اسودّ وجه عثمان ثم انقض على باسل بغضب "لا تغتر بنفسك كثيرا أيها الصعلوك الغبي". أحكم عثمان قبضته و وجهها نحو باسل، هذا الأخير لم يتحرك مما جعل عثمان يظن أن عدوه خائف، لكن قبضته توقفت في مكانها في لحظة، فتح عثمان عينيه و فمه من شدة الصدمة حيث رأى لكمته متوقفة بسبب إصبعين فقط من يد باسل عندما أوقف باسل لكمة عثمان بسبّابة و وسطى يده اليمنى قال له بهدوء لكن بنبرة حادة "إنك حقا حثالة، ألم أقل لك إنها 'من فضلك يا سيدي'، ليست 'الصعلوك الغبي'، يبد أنك حقا تحتاج لدرس آخر" نكز باسل قبضة عثمان بإصبعيه ليسقط (دفع قبضته بإصبعيه) ، ثم تقدم نحوه عثمان الذي كان ساقطا كان يقطر بالعرق ثم قال بخوف "اهجموا عليه، اهجموا بسرعة، اخرسوا فمه الملعون" [I]ياااااااااه[/I] هجمت جماعة الحرس الشخصي باسل في آن واحد و عندما رأى عثمان هذا المشهد قال بضحك "هاها، أنت من أردت هذا لنفسك، كنت ستنجو بضربات إن استسلمت فقط، هاها" بعد أن قال هذا الكلام بدأ يضحك بصوت مرتفع لكن ضحكته بدأت تقل حدتها شيئا فشيء "هاه....ماذا؟ ما الذي يحدث، أنهوا أمره بسرعة" [I]لهث، لهث، لهث[/I] قال واحد منهم "إننا نحاول أيها القائد، لكن، و لا واحدة من ضرباتنا تصيبه، إنها كما لو أنها تمر من خلاله كان باسل يراوغ العشرات من اللكمات الموجهة له في آن واحد من دون أن يلهث أو يصاب بالعرق أبدا، كان سريعا جدا أمام نظر الحرس الشخصي لدرجة أنهم اعتقدوا أن لكماتهم تمر من خلاله كما قالوا تماما كان باسل يراوغ هجماتهم بسهولة تامة، ثم بدأ يلكم كل شخص يقترب منه محاولا مهاجمته. بدأ عدد الأشخاص الذين يهاجمون يقل حتى بقي عدد الواقفين خمسة، كانوا يلهثون بينما يضعون يدهم على ركبهم ثم سمعوا صوت باسل "هل تريدون الاستمرار، إن أردتم هذا، فهذه المرة لن أكتفي بالمراوغة ولن أضمن لكم الخروج بسلام من مواجهتي اعتلت نظرة خوف على وجه الخمسة. "كما لو أننا سنستسلم لك أيها الصعلوك" أتى الصوت من عثمان الذي نهض و انضم للخمسة "أحيطوا به من جميع الجهات بحيث لن يكون هنالك مخرج له ليهرب منه" أحاط الستة بباسل و ضحك عثمان بينما يقول "هاهاها، لنرى الآن إن كانت ستنفع خدعك معنا أبها الصعلوك، اهجموا". انقض الجميع من كل الجهات على باسل [I]دو، دو، دو، دو، دو[/I] سقط الخمسة جميعهم في لحظة انقضاضهم بينما كان عثمان محمولا من عنقه من طرف باسل حيث بدأ هذا الأخير بالقول له "استمع أيها الحثالة جيدا، لن أكرر كلامي، أنا لن أكون رحيما معكم من الآن فصاعدا، إن آذيت شخصا قريبا مني مرة أخرى أو خططت لشيء ما ضدي لن تخرج سالما بهذا، و إني لست بتارك منك لحما و لا عظما، من الآن فصاعدا لا تلاحقني في الأرجاء، أنا لم يعد لدي وقت لأضيعه معكم، أفهمت ما أقول لك؟" أماء عثمان برأسه موافقا ثم أنزله باسل و قال "و الآن اجمع جماعتك و اذهبوا للاعتذار من الجد علي، إن رأيت أدنى فتور في اعتذاركم، اِعلم أنكم سترجعون لمنازلكم تزحفون" قال عثمان الذي كان يرتعد بينما هو ساقط على الأرض بسبب رجليه اللتين لم تستطيعا حمله "حاضر يا سيدي" قال باسل "أوه، يبدو أنك تذكرت درسك، و الآن هيا اسرع" نهض عثمان من مكانه ثم أيقظ الذين أغمي عليهم من مجموعته، و أخذ جماعته التي كانت مصدومة مما حدث قبل قليل ثم ذهبوا أمام الجد علي و انحنوا قائلين "نحن آسفون و نعتذر عما بدر منا من إهانات و سوء تصرف تجاهك، من الآن فصاعدا سنكون حريصين في معاملتنا لك" كان الجد علي مصدوما مما حدث أمام عينيه، في الحقيقة ليس هو فقط، عندما سمع الناس أن باسل قد التقى بالحرس الشخصي، اجتمعوا بالمكان، حيث كان الحديث الذي يدور بينهم كله عن مدى سوء وضع باسل، لكنهم كلهم صدموا بالوضع الذي أمامهم. فتى في الثانية عشر من عمره أبرح عصابة مكونة من حوالي ثلاثين شخصا و لوحده فقط و أدبهم جاعلا إياهم يعتذرون "حسنا و الآن انقلعوا من أمامي و لا تجعلوني أرى وجه أي واحد منكم ثانية" عندما سمعوا صوت باسل اسودّ وجههم بالغضب و الخزي و ذهبوا في طريقهم و عيونهم تنظر إلى أرجلهم و لا يستطيعون رفعها في وجه الناس. كم كان مخزيا هذا الأمر لهم يا ترى؟ لقد كانوا واثقين في أنفسهم بعددهم الذي زاد عن قبل بتجنيد المزيد من الأشخاص الذين كانوا بالأصل من قائمتهم السوداء. أوسعوا كل من بالقائمة ضربا و جعلوه عبدا مطيعا لهم اليوم سمعوا خبر مجيء باسل للسوق و أنه تحدث مع العجوز بائع الجزر، فجاءوا ليتفقدوا المكان آملين في إيجاد الشخص الوحيد الذي بقي في قائمتهم السوداء لكن الأمر لم يسر كما تمنوا و جلبوا العار لأنفسهم فقط. الناس كانوا يضحكون عليهم بشدة، هنا عرفوا أنهم كانوا مكروهين من الناس في القرية ذهب باسل نحو الجد علي و مد يده له مساعدا إياه على الوقوف بينما يقول "هل أنت بخير أيها الجد، لماذا لم تقل هذا من قبل إن كانوا يعتادون عليك هكذا بسببي؟" كان الجد علي متفاجئا كثيرا فهو لم يخبر باسل بالأمر كي لا يذهب لينتقم له و يُبرح ضربا فقط، لكن بعد ما رآه الآن عرف أنه كان مخطئا. وقف ثم قال لباسل "شكرا لك أيها الفتى باسل" أجاب باسل "لا تشكرني أيها الجد، لقد كان هذا كله بسببي من الأول، آسف عل هذا" [I]واااااااااااااه[/I] [I]تصفيق، تصفيق[/I] ارتفعت الأصوات من كل مكان "أحسنت أيها الفتى باسل"، "لقد كنت رائعا يا ولد"، "كياااه، إنك قوي أيها الأخ باسل، لقد وقعت في حبك من جديد" كانت الهتافات تأتيه من كل مكان و هذا جعل 'باسل' خجلا قليلا و فرحا كثيرا. ظن أن جميع الناس يكرهونه لكنه كان مخطئا بشأن هذا، فكل من كان يكرهه هم أولئك الحثالة. تغير مزاج باسل للأفضل و ذهب في طريقه عائدا للمنزل وصل باسل لمنزله و أعطى لأمه المكونات التي أتى بها ثم أكلا الغذاء معا بفرح عندما انتهيا من الأكل أخذ باسل جزرة ثم بدأ يأكلها و ذهب لغرفته ليرتاح، فهذه الشهور الأخيرة كانت صعبة عليه و أراد أن يسترخي قليلا في غرفته التي اشتاق للنوم بها [I]دق[/I] [I]دق[/I] "عمتي 'لطيفة إنها أنا أنمار" دقت أنمار على باب منزل باسل قالت الأم لطيفة "آه، تفضلي" دخلت أنمار للمنزل بينما تنظر هنا و هناك باحثة عن شيء، عندما رأتها 'لطيفة' قالت لها بابتسامة "ماذا؟ أتبحثين عن باسل؟" أجابت أنمار قائلة بخجل "نعم، أهو هنا يا عمتي؟" قالت 'لطيفة' "نعم هذا صحيح، لكنه يرتاح الآن في غرفته، سيستيقظ في وقت الغداء إن كنت تنوين البقاء و انتظاره" "آه، حسنا، سأساعدك ريثما أنتظر" بعد أن قالت هذا، ذهبت أنمار لجانب أم باسل و بدأت تساعدها في الطهي و الأعمال المنزلية في غرفة باسل، هو في الواقع لم يكن نائما، كان مسترخيا فقط و عندما جاءت أنمار نهض من مكانه "اللعنة، لماذا هي هنا، بمجرد عودتي لهنا جاءت، كيف عرفت بأمر مجيئي؟ هل أمي أخبرتها؟ لا من محادثتهما لا يبدو أن هذا هو الأمر، إذا لماذ...آه" تذكر باسل ما حدث هذا الصباح بالسوق "تبا، إن كنت أعرف أنني سألتقي بها، لم أكن لأقوم بتلك الضجة، حسنا يجب أن أجد خطة للهروب، إن حاولت الخروج من النافذة ستسمع تلك المخادعة بالتأكيد الصوت الصادر من فتحها، و سوف تعرف أمي أنني هربت و هذا مخالف لما وعدتها به، يجب أن أنتظرها لتذهب فقط " بقي باسل في غرفته لمدة طويلة و لم يخرج مما جعل أنمار تبدأ بالتساؤل حول هذا. انتهت أنمار من مساعدة لطيفة و مر بعض الوقت و هي جالسة تنتظر قالت أم باسل لأنمار "نادي أمك، سنأكل مجتمعين" أجابت أنمار "حاضر" باسل كان يطل من باب غرفته و عندما رأى أنمار خارجة من المنزل قال مع نفسه "أحسنت العمل يا أحلى أم بالعالم" ثم خرج من مكانه و ذهب خارجا من المنزل فتح باسل الباب بهدوء لكي لا تسمعه أمه التي بالمطبخ و بمجرد خروجه من المنزل سمع صوتا "كما توقعت، ها أنت ذا، هل ظننت أنك ستخدعني؟" كانت أنمار أمام باب المنزل تنتظر باسل ليخرج صدم باسل لكنه لم يترك الأمر يوضع على تعابير وجهه ثم قال "هاه..أخدعك؟ ما الذي تتحدثين عنه؟ أنا فقط قد استيقظت من نومي و أردت الخروج لشم بعض الهواء النقي" وضعت أنمار يدها على خصرها ثم قالت "هيه، شم بعض الهواء النقي، هاه؟ لقد قلت لك لا تحاول خداعي" عبس باسل و بدأ يفكر مع نفسه "اللعنة، لِم ألتقي بها في يومي الأول من عودتي؟" بينما باسل سارح سألته أنمار "إلى أين كنت تذهب في الشهور الأخيرة؟ لقد سمعت من العمة لطيفة أنك تتدرب مع صديق ما على السحر، و قد كنت غائبا للشهرين الماضيين لأنك كنت مخيما مع هذا الصديق تتدربان معا" أجاب باسل "نعم هذا صحيح، ما الخطأ في هذا؟" ابتسمت أنمار ثم قالت "ما الخطأ؟ هل تعتقد أن هذا العذر سيجعلني أصدق الأمر، إنني أعرفك جيدا، أنت لن تترك العمة لطيفة لوحدها للتدرب مع صديق ما، فكل ما تفعله أنت يكون من أجل أمك أو من أجل اهتماماتك، مع أن الأمر قد يكون من اهتماماتك لكنك لن تصل لترك أمك وحدها لمدة طويلة، مما يعني أن هذا من أجل أمك، و الآن قل لي بصراحة عن ما كنت تفعله أثناء كل هذا الفترة" لم يجد باسل ما يقوله، بقي ساكتا لفترة ثم قال "أنا لست ملزما بإخبارك، و الآن ابتعدي عن طريقي" تحرك باسل من مكانه و اتجه من جانب أنمار "انتظر إلى أين أنت ذاهب؟" استدارت أنمار و صرخت على باسل و الذي أجابها "هذا أيضا ليس من شأنك" ثم ذهب في طريقه كان باسل في العادة يذهب للمكتبة و يجلس لساعات ثم يقرأ عدة كتب قبل الذهاب، لكن بعد إمضاءه لكل هذا الوقت مع معلمه، كان قد سبق و تعلم أشياء أكثر من التي هي موجودة بالمكتبة، هذه الأخيرة لم تكن بالأصل كبيرة، كانت هناك كتب قليلة عن السحر و الفنون القتالية، قرأ باسل جميع هذه الكتب و تعلم الفنون القتالية التي كان بإمكانه تعلمها من الكتب لم يكن الآن لباسل ما يفعله، أراد الذهاب للغابة و الدخول لمنطقة محظورة، لكنه وعد معلمه بأن يرتاح للأسبوع القادم و فوق هذا كله هو كان يريد استغلال هذا الوقت في تمضيته مع أمه كان باسل يتمشى سارحا بأفكاره حتى وصل لأمام الغابة "آه، يبدو أنني اعتدت على المجيء لهنا، يجب أن أعود للمنزل الآن، فأمي ستكون تنتظرني بالتأكيد للغذاء" عاد باسل للمنزل و قبل أن يدخل كان مترددا لكنه دخل بالنهاية فوجد أمه و العمة سميرة و أنمار يتكلمن و يضحكن فيما بينهم، تغير مزاجه قليلا للأفضل مرة أخرى "أووه، أو ليس هذا باسل، انظر كم كبرت، لم أرك لشهور بالفعل الآن، لمَ لمْ تكن تزورني؟" سألت سميرة بفرح عندما رأته أجاب باسل "آه، آسف على هذا لقد كنت مشغولا فقط كثيرا هذه الأيام" قالت سميرة "مشغول؟ أ ليس منزلي بجانب منزلكم؟" لم يجد باسل ما يقوله، بقي ساكتا لفترة. و عندما رأته سميرة غيرت الموضوع "حسنا، فلنبدأ الأكل" أكل باسل مع الثلاثة و سأل أمه عن ماذا تحتاج فلَبَّى لها طلباتها ثم ذهب للجبل لمشاهدة النجوم بالليل. كانت أنمار تلاحقه كل يوم كالعادة، لكنه كان يهرب منها في كل مرة و لا تستطيع اللحاق به انتهى الأسبوع و جاء اليوم الذي سيبدأ تدريبه من جديد. التقى باسل بمعلمه و اتجهى نحو منطقة القرود الزرقاء الضخمة مر أسبوع منذ أن بدأ باسل تدريبه من جديد و في كل يوم كان يلتقي بأنمار بالصباح و تسأله و عندما لا يجيبها و يذهب في طريقه تلحقه لكنها تخسره في يوم من الأيام كانت أنمار بوسط الغابة بينما تلهث و تفكر مع نفسها " [I]تلهث[/I] [I]تلهث[/I] لم أجده في أي مكان بالغابة....هل يمكن أنه دخل لمنطقة محظورة؟" بينما أنمار تفكر بالأمر سمعت ضوضاء آتية من داخل منطقة القرود الزرقاء الضخمة، ازدادت شكوكها أكثر، ثم استجمعت شجاعتها و دخلت. مر بعض الوقت على دخولها و هي تتجه نحو مصدر الضوضاء [I]غوااااااااااه[/I] سمعت زئير كبير آت من ورائها مما جعلها تبدأ في الإسراع و الجري، بعد لحظات التفت للخلف لترى قردا أزرقا ضخما يلاحقها [I]غواااااه كياااااااه[/I] بدأت أنمار تجري بكل ما تملك من قوة حتى ظهر نور أمامها معلنا عن اقترابها من الخروج من الغابة. عندما خرجت أنمار وجدت نفسها في مساحة واسعة بوسط الغابة، و عندما رأت ما مصدر الضوضاء لم تصدق ما تراه أمام عينيها، كان هناك فتى تعرفه جيدا في الثانية عشر من عمره يقاتل عددا كبيرا من القرود الزرقاء الضخمة و يبدو له الأمر سهلا [I]غوااااه[/I] لحقها القرد الذي كان يطاردها و لوح بيده نحو رأسها بينما كانت هي مرعوبة و سقطت على الأرض. فتحت أنمار عينيها بعد لحظات من إغلاقها لتجد القرد متوقف بالسماء بدون القدرة على الحراك استدارت ثم وجدت رجلا عجوزا واقفا و يديه على ذقنه ثم استدار و نادى "باسل فلتأتي إلى هنا، يبدو أنك لديك ضيف" كان باسل قد هزم الكثير من القردة بالفعل و القردة المتبقية أمرها المعلم بعدم الحراك. عندما جاء باسل ليرى من هذا الضيف تفاجأ برؤية أنمار صرخ باسل بغضب "أيتها الحمقاء، لقد كنت تلاحقينني لأسبوعين ليلا و نهارا، لكنني لم أظن أنك حمقاء لدرجة الدخول لمنطقة محظورة" لم تقل أنمار شيئا و بقيت ساكتة. ثم أكمل باسل "سأرافقك لخارج المنطقة المحظورة، هيا اتبعيني، فهذا هو اختصاصك" دمعت عينا أنمار و عندما شاهدها المعلم طرق رأس باسل بيده ثم قال له "لقد كنت أعلمك القتال فقط، يبدو أنني سأحتاج لأعلمك كيف تعامل النساء أيضا بدء من اليوم" عندما انتهى من حديثه معه ذهب و وضع يده على رأس أنمار ثم قال "لا بأس أيتها الصغيرة، هذا الفتى لا يعرف كيف يتعامل مع النساء، لا تأخذيه على محمل الجد" بدأت أنمار بالبكاء بينما تقول "أنا...أعرف...أيها الجد...أعرف...أنه لا فائدة منه" ثم اِلتوت زاوية فمها بينما هي في حضن المعلم "أيها المعلم، أنا لست سيئا في التعامل مع النساء بل في تعاملي معها فقط" حاول باسل ان يشرح لمعلمه موقفه، لكن يبدو انه قد تأخر فتلك المخادعة قد مثلت جيدا مرة أخرى. لم يجد باسل ما يقوله من المشهد أمامه تكلم المعلم مع أنمار بعد أن هدأت "أيتها الصغيرة، مع أن أسلوب الفتى باسل لم يكن جيدا، لكنه كان محقا بشأن دخولك لمنطقة محظورة، أنت لا يجب عليك ان تكوني متهورة هكذا، هذا المرة لقد كنت محظوظة فقط" أماءت أنمار رأسها بكل طاعة قائلة "حاضرة، أنا آسفة أيها الجد" استدار باسل و ذهب قاصدا الخروج من المنطقة المحظورة لتتبعه أنمار لكنها أوقفته بسؤالها "باسل، إذن أنت كنت تتدرب هنا لكل هذا الوقت مع هذا الجد؟" رفع باسل رأسه في جهة المعلم الذي أماء له رأسه معطيا إياه الإذن ثم أجاب "نعم هذا صحيح، قال لي المعلم ألا أقول لأحد عنه و لهذا أخبرت أمي أنني أتدرب على السحر مع صديق" اعتلى وجه أنمار نظرة اقتناع ثم انحنت قليلا أمام المعلم و قالت "آه، هكذا إذن، أنا متشرفة بمعرفتك أيها المعلم" ثم وقفت و وجهت كلامها لباسل "إذن إلى أي مدى قد وصلت في تعلم السحر".................... يتبع!!!!!!! [HEADING=1](الجزء السادس)[/HEADING] [B]بقي باسل ساكتا لفترة طويلة و لم يجب أنمار عن سؤالها الأول لتسأله لمرة ثانية "لا تقل أنك لا زلت لم تتعلم أي شيء" تعجبت أنمار و باسل لا زال واقفا في مكانه من دون أن يتكلم ثم أكملت أنمار بادئة كلامها بضحكة ساخرة "فوفوفو، كل الكتب التي كنت تقرؤها و المعلم الذي كنت تنتظره، بهذين الاثنين معا و ما زلت لم تتعلم السحر؟ إنني حقا متفاجئة" تكلم باسل أخيرا ثم قال "لا تتحدثي كأنك تعرفين كل شيء، و أيضا لقد قال معلمي أن تعلم السحر ليس شيئا سهلا و هناك من يمضون سنين طويلة قبل أن يدخلوا للمستوى الأول" نظرت أنمار للمعلم الذي أماء رأسه مؤكدا كلام باسل ثم غيرت نظرها نحو باسل و قالت "مع ذلك، ظننت أنك ستكون قد أحرزت تقدما قليلا، لكن بالنظر إلى سكوتك من قبل فيبدو أنك لم تتقدم و لو قليلا" أجاب باسل بانزعاج "كما لو أن الأمر بيدي، فمعلمي قال أنني لست مستعدا بعد للبدء في تعلم السحر و كنت أتدرب طيلة الفترة الماضية مقويا جسدي" بعد مرور قليل من الوقت عرف باسل أن معلمه يقصد بأنه غير مستعد جسديا، لكنه لم يعلم لماذا تعجبت أنمار من كلام باسل ثم قالت "تقوي جسدك؟ لم تحتاج لفعل هذا؟" "هذا...." لم يجب باسل على سؤالها و ظل ساكتا و عندما رأته أنمار هكذا التفت للمعلم ثم بدأت تفكر "هذا المعلم قد استخدم السحر عندما أنقذني، لذا لا شك في أنه ساحر، لكن لماذا يدرب جسد باسل؟ يدرب...يدرب...يدرب، هل يمكن أن جسد باسل لا يمكنه تحمل السحر الآن و لهذا يدرب جسده؟ أهذا ما قصده بأنه ليس مستعدا؟ لكن لماذا هو ليس مستعدا؟ أ باسل مختلف عن الآخرين؟" بقيت أنمار تفكر لفترة بينما نظرتها موجهة نحو المعلم ثم بعد قليل قالت "أيها المعلم، أ يمكنني تعلم السحر؟" أجاب المعلم "ليس كل شخص يمكنه تعلم السحر، فكما سمعتِ أن هناك من أمضى سنين لكي يدخل المستوى الأول، هناك أيضا من استطاع الاختراق في أيام، و هناك من لم يفلح الأمر معه، هذا يعتمد على الوقت الذي تأخذينه للدخول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي' و فك أحجية لغة الجسم الفريدة، هناك من يستطيع فعل هذا في أيام و هناك من لا يستطيع إلا بعد سنين، فنسبة إمكانيتهم من تحقيق هذا تختلف من شخص لآخر، و يتصف الأشخاص الذين لديهم ذكاء مرتفع بسرعتهم في الوصول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، لا يمكنك الحكم على شخص أنه لا يمكنه تعلم السحر مائة بالمائة، لأنني أنا برأيي الشخصي أظن أن كل شخص يمكنه تعلم السحر، فحتى لو لم يستطع الوصول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي' بسرعة، يمكنه فقط العمل و الاجتهاد أضعاف الشخص الذي يدخلها بسرعة" اقتنعت أنمار بكلام المعلم ثم قالت "أمم، إذن حتى أنا يمكنني تعلم السحر، هذا كل ما أردت معرفته" انحنت أنمار و طلبت من المعلم باحترام "أيها المعلم، من فضلك علمني السحر" لم يجبها المعلم فورا و بدل هذا وضع يده على ذقنه و بقي يحدق كثيرا بأنمار و مرت عدة دقائق ثم قال أخيرا "همم، حسنا لا بأس، لم لا" "ياااي" فرحت أنمار و قفزت من مكانها بسعادة كبيرة و في نفس الوقت صرخ باسل "هااااااااااااااه، أيها المعلم، أ هذا جيد هكذا فقط؟ إن كان كذلك لم وضعت علي أنا كل تلك الشروط و القواعد؟ جعلت الأمر يبدو حينها كأنه شيء مقدس و لكنك الآن وافقت على طلبها بكل سهولة، ما الذي يحدث هنا بالضبط" أجاب المعلم بضحك "هوهوهو، هذا هو هذا و ذاك هو ذاك، سيأتي الوقت الذي ستعرف فيه لم وافقت على طلبها و لم وضعت عليك كل تلك الشروط قبل تدريبك، مع أنني أنوي إخبارها بنفس الشيء لتفعله" [I][I]بووم، بووووم[/I][/I] كان باسل يقاتل عددا مهولا من القردة الزرقاء الضخمة بينما أنمار و المعلم جالسان لوحدهما في مكان بعيد عن باسل قالت أنمار التي كانت جالسة أمام المعلم "أيها المعلم، لماذا تضع كل هذه الشروط علينا، أنت تجعل الأمر كما لو أنه سيكون من السيئ لو عرف شخص ما بوجودك؟" بقي المعلم ينظر لأنمار ثم قال "إنك حقا ذكية أيتها الصغيرة ، هذا صحيح معك حق، لكن هذا ليس الوقت المناسب لتعلمي السبب، الآن لنتحدث قليلا عن السحر و كيف يمكنك أن تصبحي ساحرة" (بعد مرور حوالي ثمانية أشهر) كان باسل ذاهب نحو الغابة و نظرة تحمس تعتلي وجهه بينما يهمهم. وصل لوادي الظلام العميق و بعد دقائق خرج المعلم مع أنمار من الأعماق "أووووه، أخيرا خرجتما، إذن كيف كان الأمر يا أنمار؟" سأل باسل أنمار متحمسا عن تجربتها بالوادي ردت أنمار و نظرة ملل تعتلي وجهها ثم رفعت ذراعيها قليلا "هم، كان الأمر سهلا على عكس ما قلت" انزعج باسل قليلا لكنه نسي الأمر ثم التفت لمعلمه و قال "أيها المعلم، اليوم هو اليوم الموعود، لقد حان الوقت لأبدأ تعلم السحر الفعلي" قال المعلم بينما يضحك "هوهوهو، إنك متحمس حقا للأمر، هذا جيد، هيا لنذهب للكوخ، و أنت يا أنمار اذهبي للمنزل إن أردت" أماءت أنمار باحترام ثم غادرت. ذهب باسل و المعلم متجهان نحو الكوخ و عندما وصلا ذهب باسل ليجلس فوق صخرة كبيرة كان المعلم قد سبق و أعدها لأنمار عندما كانت ستتدرب على السحر جلس باسل فوق الصخرة جلسة تربيعة ثم وضع يديه على ركبتيه و ركز جيدا على ما بدأ معلمه يقوله "أنصت جيدا أيها الفتى باسل، حالة 'الصفاء الذهني و الروحي' تنقسم لثلاث مراحل، كل مرحلة متصلة بالأخرى و لا يمكنك المرور للمرحلة التالية من دون إتقان التي سبقتها بشكل كلي، هذه المراحل هي المرحلة الأولى، و تلقب بمرحلة 'ترسيخ الأفكار' و تقوم خلالها بتجميع أفكارك و توحدها ثم تجعلها ثابثة من أجل التحكم بها، عند فعلك لهذا، سيمكنك إخمادها تماما المرحلة الثانية، و تلقب بمرحلة 'فهم الأحجية و فكها' و كما تحدثنا عن هذا من قبل يجب أن تفهم أحجية لغة جسمك تماما و هذه هي أصعب مرحلة و التي تكون عائقا أمام الكثير من المتدربين، فعليك الغوص عميقا في عقلك الذي أصبح خاليا من الأفكار، و التحكم في مشاعرك و الوصول لأعماق روحك و مواجهة مخاوفك و من ثم ترتيب دورتك التنفسية للشعور ب'نقط الأصل' الخاصة بك المرحلة الثالثة و الأخيرة، و تلقب بمرحلة 'العقل و نقط الأصل' حيث عندما تبدأ بالشعور بنقط الأصل بجسدك و تجعلها تتصل بعقلك لتتحكم بها و توصل بعضها ببعض من أجل صنع طريق أو مسار الطاقة السحرية" و هناك مرحلة لا تحتسب مع الثلاثة الأخريات لأنها لا تطبق من طرف المتدرب نفسه بل من ساحر متمرس يملك تحكما لا بأس به في الطاقة السحرية، يقوم هذا الشخص بالدفعة السحرية التي سبق و أخبرتك عنها حيث يهيج الطاقة السحرية لتبدأ العمل "هذه هي المراحل الثلاث الأساسية و التي تعتبر بداية مسيرتك في السحر، لكن قبل أن تبدأ بالتدريب سنتطرق لموضوع مهم" تعجب باسل من كلام المعلم، ما الموضوع المهم الآن أكثر من تعلمه السحر، فهو انتظر أكثر من سنة و تحمل تدريبات جهنمية فقط من أجل هذا اللحظة التي أتت أخيرا أكمل المعلم حديثه "أنت قلت سابقا أن سبب من أسبابك لتعلم السحر هو لقتل الشياطين، لماذا تريد فعل هذا أيها الفتى باسل؟" بقي باسل ساكتا للحظات ثم أجاب "لأنهم كانوا السبب في فقداني لوالدي الذي لم أعرفه أبدا و النظرة الحزينة التي تعتلي وجه أمي دائما عندما أذكره" نظر المعلم لباسل لفترة طويلة ثم أكمل كلامه "كما تعلم أيها الفتى باسل، لقد مرت ثلاثة عشر سنة منذ هجوم الشياطين، أ تعلم لماذا هجموا على هذا العالم و توقفوا فجأة؟ و لماذا لم يهجموا ثانية؟" صدم باسل و قال "لِم لمْ أفكر بهذا من قبل؟ معك حق أيها المعلم، بغض النظر عن سبب هجومهم، يبقى عدم هجومهم لمرة ثانية لمدة ثلاثة عشر سنة كاملة أمرا غريبا جدا، أيها المعلم، أنت تعرف لماذا، أخبرني من فضلك" أجاب المعلم "حسنا، أنا كنت أنوي إخبارك منذ البداية، لنبدأ أولا بالتكلم حول العوالم و من أين أتوا الشياطين" باسل الذي كان يستمع بلع ريقه لأنه سيعرف الحقيقة المخفية التي لا يعلمها أي شخص بهذا العالم "أيها الفتى باسل، هذا العالم الذي تعيش به ليس سوى واحد من بين الكثير، و يعرف ب'العالم الواهن' لأنه أضعف عالم. هناك أربعة عشر عالم رئيسي و الكثير من العوالم الثانوية، و من بين العوالم الرئيسية هناك عالم الشياطين، حيث تعيش فيه الشياطين كما يوحي اسمه، قبل ثلاثة عشر سنة قام ملك الشياطين بأمر أتباعه بالاستيلاء على هذا العالم و التحكم في ساكنيه و جعلهم عبيدا مقاتلين لمصلحته" كان باسل ينصت بتركيز كبير و يصدم في كل كلمة يقولها معلمه "عندما عرف جلالة الملك الأصلي بهذا، أسرع في أمر قواته بالهجوم على عالم الشياطين. نشبت حربا طاحنة بينهم لدرجة أن ملك الشياطين أمر أتباعه بالعودة من 'العالم الواهن' ليشتركوا معه في الحرب، و بهذا كان مخطط جلالة الملك الأصلي ناجحا في جعلهم يتراجعون من هنا" سأل باسل المعلم قبل أن يكمل حديثه "من هو هذا الملك الأصلي الذي تحدثت عنه أيها المعلم؟" أجاب المعلم "إنه حاكم العالم الأصلي و الذي يقال عنه أنه أقوى عالم. العالم الأصلي و حاكمه يحميان جميع العوالم من الغزو الشيطاني لكي لا تكبر قوة الشياطين، لكن مع أن هناك هذه الحماية إلى أن هناك عالمين قد سقطا بالفعل في قبضة ملك الشياطين قبل ألف سنة و عالم آخر قد تحالف معه بنفس الوقت" و أخيرا عرف باسل و فهم سبب هجوم و تراجع الشياطين لكن ما زال هناك أمر يشغل باله و لهذا سأل المعلم "لكن لماذا لا زالوا لم يهجموا حتى الآن؟" أجاب المعلم "هذا لأن الحرب لا زالت سارية بينما نحن نتكلم الآن أيها الفتى باسل، فملك الشياطين يحتاج لكامل قواته إن أراد التصدي لهجوم الملك الأصلي" اقتنع باسل بكلام معلمه ثم بدأ يفكر لفترة طويلة جدا و فجأة و وقف و سأل "أيها المعلم، لماذا أنت تعرف كل هذا؟ و لماذا تخبرني به؟" أجاب المعلم بجدية كبيرة "هذا لأنني الشخص الذي وكلت إليه مهمة إرشاد 'المختار' و جعله مستعدا لكي يحافظ على التوازن، و أخبرك بكل هذا لأنك أنت هو هذا المختار أيها الفتى باسل" "المختار؟ الحفاظ على التوازن؟ لماذا أنا هو المختار؟ و ماذا تقصد بالحفاظ على التوازن؟" كان باسل يطرح الأسئلة على المعلم باستمرار، فكلام معلمه أتى فجأة و صدمه كثيرا أجاب المعلم قائلا "أنا آسف، حتى أنا لا أملك إجابات على أسئلتك، فكل ما أمرت به هو إرشادك" قال باسل بانزعاج "أمِرتَ؟ مِن مَن؟" أجاب المعلم "من جلالته، الملك الأصلي" نظر باسل لمعلمه بتعجب و قال "إذا أنت من العالم الأصلي أيها المعلم؟" أجاب المعلم "هذا صحيح، أنا تابع لجلالة الملك الأصلي منذ زمن طويل" قال باسل "تابع؟" ثم تذكر شيئا ما و أكمل قائلا "أيها المعلم، بالمناسبة أنا لا زلت لم أعرف اسمك بعد، أ يمكنك إخباري به؟" ضحك المعلم و قال "هوهوهو، لقد نسيت أيضا إخبارك، اسمي هو 'إدريس الحكيم' " عندما سمع باسل رد معلمه تغيرت نظرته و قال "الحكيم؟ ما هذا أ هو لقبك أو شيء كهذا؟" أجاب المعلم "أنا لم يكن لدي اسم و لا لقب عائلي لأنني كنت يتيما، الاسم 'إدريس' أعطاني إياه جلالته و عندما كبرت بدأ الناس بمناداتي 'الحكيم'، فأصبح لقبي" قال باسل "حسنا لقد فهمت الأمر كله، لكن أيها المعلم سأقول لك شيئا، آسف على تخييب ظنك لكني لا أريد أن أحافظ على التوازن أو أيا كان، أنا كل ما أردته هو تعلم السحر لأني أجده مثيرا للاهتمام و أستطيع به حماية و رعاية أمي و المقربين مني" نظر المعلم لباسل ثم قال "لكن الأمر مقرر منذ ولادتك، و إن لم تجعل من نفسك أقوى فلن يكون بإمكانك حماية ليس فقط أمك و المقربين منك بل هذا العالم بأكمله، و هذا لن يتحقق إلا عن طريق اتباعك إرشاداتي حاليا" وضع باسل يده على ذقنه ثم قال "أ لا يمكن فقط للملك الأصلي هزيمة ملك الشياطين و الأمر سيحل ببساطة" أجاب المعلم ضاحكا "هوهوهوهو، معك حق، لكن لو كان الأمر بهذه البساطة و السهولة ألا تظن أن الملك الأصلي كان سيفعله من الأول؟" أجاب باسل بينما يضحك "هاهاهاها، معك حق" ثم أكمل بجدية "أيها المعلم أنا لا أعرف حول أشياء 'المختار' و 'الحفاظ على التوازن' هذه، لكن أظن أني سأتبع إرشاداتك للآن من أجل حماية من أريد" قال المعلم "حسنا، هذا كل ما أحتاجه منك لتفعله، و الآن قبل أن نبدأ تعليمك السحر، يجب أن تفهم لم مررت بكل هذه التدريبات الشاقة" تحمس باسل عند سماع معلمه، فهو أخيرا سيعرف سبب التدريب الجهنمي الذي استمر لأكثر من سنة، و بعد قليل من الوقت سيبدأ تعلمه الفعلي في السحر بدأ المعلم شرحه قائلا "السبب الأكبر في قولي أنك كنت غير مستعد بالسنة الماضية كان بنية جسدك، كان يجب أن تكون بنيتك الجسدية قوية إلى حد ما من أجل تحمل موجة الطاقة الخارجية المفاجئة" تعجب باسل في ما قال معلمه ثم سأله "الطاقة الخارجية؟ ما هذا أيها المعلم؟" أكمل المعلم كلامه بالإجابة عن سؤال باسل "كما تعلم الساحر يملك طاقة سحرية تسري بجسده في مسار مرتبط بنقط الأصل، لكن ما لا تعلمه أنت و قاطني هذا العالم أن ليست هذه هي الطاقة الوحيدة الموجودة، هناك طاقة في الهواء الطلق و هي عبارة عن جزيئات من طاقة سحرية غير محدودة، يمكنك أيضا مناداتها الطاقة السحرية الخارجية، إنها الطاقة التي يستطيع استخدامها الساحر عندما يخترق المستوى السابع" باسل تجمد في مكانه، ما الذي يقوله المعلم، اختراق المستوى السابع؟ الطاقة الخارجية؟ ما هذا بالضبط؟ و لهذا سأل في الحال قبل أن يشرع معلمه في استكمال الشرح "أيها المعلم، انتظر لحظة من فضلك، أريد أن أفهم بالضبط ما يجري هنا، أ تقول لي أن هناك مستوى أعلى من المستوى السابع في السحر؟ و هناك طاقة غريبة في الهواء؟" ضحك المعلم ثم أكمل "هوهوهو، حسنا لا تكن مستعجلا، و لا تكن مصدوما لهذه الدرجة فقط من شيء كهذا" استرخى باسل قليلا ثم أكمل المعلم "ليس هناك مستوى أعلى واحد فقط بعد المستوى السابع، بل هناك مستويات كثيرة و خيالية، يسمى هذا العالم بالعالم الواهن لأنه العالم الأضعف و هذا بسبب عدم ظهور و لو شخص واحد يستخدم الطاقة الخارجية" "هذه الطاقة السحرية الخارجية لا يمكن اكتشافها إلا من شخص قد وصل لقمة المستوى السابع و أعاد الدخول في حالة 'الصفاء الذهني و الروحي' لكن هذه المرة يحاول الشعور بهذه الطاقة الخارجية و جعلها تتصل بنقطه الأصلية، و بما أن لا أحد قد وصل لهذا المستوى في هذا العالم فلا عجب من عدم معرفة أي شخص بهذا" لم تختفي الصدمة من على وجه باسل حتى لو كانت قد قلّت عما سبق، اليوم إنه يكتشف حقائق صادمة جدا، العالم كله سينقلب رأسا على عقب، الحروب ستندلع، القتل سيكثر، و القوى لن تبقى متوازنة كما كانت، هذا كله إن اكتشف شخصا آخر ما عرفه باسل اليوم أكمل المعلم كلامه بادئا بمناداة باسل "أيها الفتى باسل، لقد حدثتك عن هذا لكي تفهم شرحي لحالتك الخاصة، أنت مختلف جسديا عن الآخرين، و هذا الاختلاف ليس بسيطا" باسل عرف هذا بالفعل، فأي شخص سيستنتج بعد مرور مدة من الوقت أنه كان يدرب جسده، لكن لماذا؟ السحرة أو المتدربون على السحر لا يحتاجون لتدريب جسدهم لأنه سيصبح أقوى بمجرد دخولهم المستوى الأول، و يصبح أقوى أكثر كلما ارتفعوا في المستوى أكمل المعلم كلامه "الأشخاص العاديون لن يحتاجوا للتدرب كما فعلت، فكما رأيت أنمار، لقد جعلتها تشرع في تدربها على السحر مباشرة بعد شرحه لها و إعطائها المعلومات التي تحتاجها، لكن في حالتك أنت هذا لم يكن ممكنا" قال باسل فجأة بعدما ظهر عليه تعبير تذكر شيء ما "هل هذا له علاقة بما قلته عن تحمل جسدي لموجة الطاقة الخارجية المفاجئة؟" أجاب المعلم "نعم، هذا صحيح، أنت لديك بنية جسدية تجذب الطاقة الخارجية طبيعيا و من تلقاء نفسها، فأنت بإمكانك استخدام الطاقة الخارجية من دون أن تحتاج أن تكون قد اخترقت المستوى السابع، لكن ليس هذا فقط ما تختلف فيه أنت عن الآخرين، السحرة عند وصولهم لمرحلة استخدام الطاقة الخارجية يكون بإمكانهم استخدام القليل منها فقط و كلما ارتفعوا بالمستوى كلما كان بإمكانهم استخدام قدر أكبر، أما أنت فعلى العكس جسدك يجذب الطاقة الخارجية بلا حدود" باسل لم يجد ما يقوله للحظات، فهو عرف شيئا عن جسمه لم يكن يتخيل أنه سيسمعه في حياته لكنه جمع شتات نفسه ليسأل "أيها المعلم، إن كان هذا صحيحا، لم لا أشعر الآن بأي شيء، لماذا ليست هناك أي طاقة تنجذب لجسدي" أجاب المعلم مكملا شرحه "حسنا، هذا لأن هناك ختم يمنع هذا من الحدوث، عندما ولدتَ، بعد مرور قليل من الوقت بدأت تنجذب لجسمك الطاقة الخارجية، و لو كان الأمر استمر هكذا لكنت قد متَّ، و لهذا قد جئت أنا و وضعت ذلك الختم، بعد هذا أصبح وضعك مستقرا" تعجب باسل من كلام معلمه ثم قال "أوه، لقد سبق و التقيتني أيها المعلم عندما كنت رضيعا" نظر المعلم لباسل ثم ضحك "هوهوهوهو، أ هذا ما أنت متفاجئ منه؟" قال باسل بينما يضحك هو الآخر "هاهاها، أو لم تكن أنت الشخص الذي قال لي ألا أنصدم كثيرا؟ و أيضا بعد ان سمعت كل تلك الحقائق أصبحت أشعر أن أي شيء لن يفاجئني بعد الآن، هاهاها" قال المعلم "حسنا، سنرى هذا" ثم أكمل شرحه "الآن جسمك مستقر تماما، لكن بمجرد ما أن تدخل المستوى الأول سيضعف الختم قليلا مما سيسبب في تلقي جسمك لكمية معينة و مفاجئة من الطاقة الخارجية، و لهذا كان عليك أن تدربه استعدادا للموجة السحرية التي ستأتي مرة واحدة" و أخيرا عرف باسل ما الهدف الذي كان من أجله يتدرب لكل هذا الوقت، في الحقيقة هو لم يتصور أو حتى تخيل أن السبب سيكون هذا، فهو لم يعرف لا عن الطاقة الخارجية و لا عن الختم أكمل المعلم "حسنا، هذا كل ما تحتاج لمعرفته قبل بدئك تعلم السحر، و لهذا كل ما تحتاج لفعله الآن هو الدخول للمستوى الأول لأكمل شرحي لك عن بنيتك و امتيازاتها الخاصة فرح باسل و اقتنع بكلام معلمه تماما ثم قال "حاضر أيها المعلم" كان باسل يجلس جلسة التربيعة و مغمض العينين و كان لديه تركيز خارق بحيث الطير يمكنه المجيء و الجلوس على رأسه معتقدا إياه صخرة ما كان باسل الآن في بداية المرحلة الأولى من حالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، بدأ يفعل مثل ما قام به ب'وادي الظلام العميق'، حيث بدأ يستجمع جميع أفكاره الخاصة و يحاول تثبيتها لكي يستطيع إخمادها، لكن في كل مرة كان يفشل، و يبدأ العملية من جديد، لأنه الآن لا يحتاج لتجميع أفكار معاركه فقط و إنما كل الأفكار مهما كان نوعها استمر الأمر معه على هذه الحال لمدة خمسة أيام فقط حتى استطاع إخماد القليل من أفكاره، لكنه لم ينجح في إخمادها كلها، فهناك أفكار و اعتقادات لم يستطع تركها من السيطرة على عقله أبدا، ففي كل مرة كان يقترب من التحكم الكامل كانت تظهر فكرة و اعتقاد جديد يشتت له تركيزه، بعد يومين آخرين فقط استطاع إنهاء المرحلة الأولى بحيث كان قد أخمد أفكاره كلها بعد أن استطاع تثبيتها و ترسيخها كلها من أجل التحكم بها في هذه المرحلة لم يكن الأمر صعبا على باسل لأنه احتاج فقط لتجميع أفكاره و جعلها مستقرة و ثابتة ليستطيع التحكم بها، و عندما نجح بهذا استطاع إخمادها عندما نجح باسل بالمرحلة الأولى 'ترسيخ الأفكار'، أحس بنفسه كما لو أنه فضاء لا نهاية له، أحس بالراحة في هذا المكان، كان هذا الفضاء هادئا بحيث إن رميت به حجرة سيتردد صوتها على مسامعك لآلاف المرات كان هذا الفضاء باللون الأزرق الفاتح و قريبا للون الأبيض، بعد مدة أحس باسل بتغير بدأ يحدث في هذا الفضاء. ظهرت أمامه أمه و العمة سميرة و أنمار و الجد علي و عندما رآهم ذهب في اتجاههم بفرح، لكن عندما وصل أمامهم، العمة سميرة قطعت لأطراف أمام عينيه، أنمار بدأت تضغط حتى ماتت، الجد علي بدأ يتآكل جسمه بسرعة حتى اختفى تماما، و في الأخير أمه بدأت تذوب أمام عينيه كما لو أنها تتعرض لنار حارقة باسل في كل لحظة كان يتقطع من الألم و يصرخ بجنون بدءً بالعمة سميرة وصولا لدور أمه، عند موت أمه بهذه الطريقة أمام عينيه، باسل فقد كل إرادته في الحياة و أصبحت عيناه فارغتان و عند حدوث هذا بدأ يتصدع ذلك الفضاء شيئا فشيء حتى تكسر من حوله "وااااااه" فتح باسل عيناه صارخا كما لو أنه قد استيقظ من أفظع كابوس مر عليه في حياته ثم نظر في اتجاه المعلم و سأله بينما وجهه شاحب "أيها المعلم، ما كان ذلك بالضبط؟ ما الذي حدث؟ كنت في فضاء لا نهائي و أحسست بالانتماء لهناك و راحة لا مثيل لها لكن في لحظة تغير كل شيء من الطمأنينة و السكينة لعذاب شديد" أجاب المعلم بعد أن تنهد "تلك هي بداية المرحلة الثانية "فهم الأحجية و فكها'، لقد كنت في فضاء روحك، المسمى ب'بحر الروح'، لقد سبق و قلت لك إنها أصعب مرحلة، ستواجه أكبر مخاوفك و لن تكون قادرا على الاستمرار ما لم تتغلب عليها، بعدها يأتي دور الغوص بالروح و ترتيب الدورة التنفسية تماما، و من ثم البدء في الشعور بنقط أصلك" كان باسل يقطر عرقا باردا، بدأ يتذكر ما رآه في السابق، عندما كان بذلك الفضاء أحس بالأمر كما لو أنه حقيقة، حتى مع أنه كان يقنع نفسه مرارا و تكرارا أنه وهم إلى أنه لم يستطع التحمل أكثر عندما وصل دور أمه قال باسل بصوت مرتعد "أيها المعلم، أ سيكون علي تجريب مثل ذلك الأمر في كل مرة أدخل للمرحلة الثانية؟" أجاب المعلم "في كل مرة سيختلف الأمر، سيزداد سوءا في كل محاولة ثانية لكنه لن يُخفّف أبدا، أظن أنه عليك الاستعداد جيدا، فهناك من ضاعت روحه بهذا الاختبار عندما كرره مرات كثيرة، و لهذا عندما لا ينجح الأغلبية يتوقفون عن التدرب خائفين من الضياع، لكن لا تقلق، أنت قادر على فعلها، ثق في كلامي" باسل الذي كان وجهه شاحبا، تغيرت نظرته و قرر البدأ من جديد، فهو من البداية كان مستعدا لأن يواجه أي خطر، فليس هناك شيء بدون مقابل في هذا العالم، هذا ما كان يعتقده باسل بدأ باسل من جديد، لكنه كان يفشل في كل مرة، و يعود بوجه شاحب أكثر من الذي سبق، بقي على هذه الحال لمدة عشرة أيام من دون الحصول على نتيجة في الأول كان باسل يأخذ وقتا طويلا لإتمام المرحلة الأولى، لكنه عندما أعاد المحاولة مرارا و تكرارا أصبح ينهيها في غضون نصف ساعة المحاولة رقم 'عشرون'، بداخل 'بحر الروح' "لا، لا، لا، لا، لا، ليس ثانية أرجوك لا تقتل من أعِز، لا تعذبني هكذا، أرجوك". كان قلب باسل يتقطع من الألم، فهو وصل لمرحلة حيث أصبح يرى المقربين منه يقتلون بأشنع الطرق، و ليس مرة أو إثنان، بل المئات من المرات، و في الأخير يفقد السيطرة على نفسه و يتكسر 'بحر الروح' عندما كان باسل ينهي المحاولة يدخل في الثانية مباشرة مع أن التعب و المعاناة الشديدين جراء هذا كان أضعاف الذي أحس به جراء تدريباته في السنة الماضية في كل محاولة أخرى كان العذاب يزداد شدة. أغلق باسل عيناه و لم ينظر حتى عند سماعه لصراخ أمه التي تتعذب "لقد عرفت سبب كل هذا، إن هذا كله ليس سوى وهم أنا أخلقه بنفسي، فعندما أرى السكينة و الطمأنينة، تبدأ مشاعري بالهيجان، لأنني ألوم نفسي عن الراحة التي حصلت عليها لوحدي تاركا من أحب و أعتز به، عقلي الباطن يبدأ في جعلي أتوهم تلك الأشياء التي أخاف أن تحصل، و إن لم أدرك هذا لن يكون بإمكاني التقدم للأبد" بعد فهم باسل لحالته، حتى مع جميع الطرق التي صرخ بها أو مات بها أمه و الآخرين، لم يترك هذا يشوشه و ركز على التحكم في مشاعره و مخاوفه. بدأت تقل حدة الصراخ شيئا فشيء حتى اختفى الصوت تماما. أخمد باسل جميع المشاعر السلبية و الإيجابية، حتى مشاعره تجاه الشياطين أخمدت، و بهذا انتهى من المهمة الأولى عندما فتح باسل عينيه وجد 'بحر الروح' كما يجده في اللحظات الأولى من دخوله. تنفس باسل الصعداء لأنه أخيرا اجتاز هذا الاختبار لم يحدث شيئا لمدة طويلة حتى تكونت بوابة من ضوء ساطع و كانت ضخمة جدا بحيث لا يمكنك رؤية عرضها و لا طولها. عندما اقترب باسل منها ظهر فَلَق رقيق للغاية لكنه كان كافيا للمرور منه عند رِؤية باسل لهذا فهم أنه عليه المرور من ذلك الشق. استعد نفسيا ثم خطى للداخل. هذه المرة كان هناك ظلام لا نهائي و هناك أربعة عشر كرة بقطر يصل لثلاثين سنتمتر، يدور حول كل واحدة منها حروف رونية تتغير باستمرار فهم باسل ما الذي يجب عليه فعله، فهو عليه أن يفهم هاته الأحاجي كاملة ليحرر و يفك الختم عن هذه الكرات الأربعة عشر "إذن هذا ما كان يقصده المعلم بفهم الأحجية و فكها، لكن إن كان اسم المرحلة يشير لهذا الاختبار، أليس هذا يعني أنه أصعب اختبار، مع أنني مررت بكل ذلك العذاب المرير لا يزال هناك المزيد؟" عندما اقترب باسل من إحدى الكرات لمسها و بدأت العديد من الأفكار تتوغل لعقله فأزال يديه بسرعة، عندها فهم باسل الأمر "سوف يجب علي فهم هذه الأفكار و التحكم بها من أجل فك أحجية تلك الحروف الرونية و إخماد هذه الأفكار من جديد كما فعلت في المرحلة الأولى" لمس باسل الكرة من جديد لتندفع تلك الأفكار لوعيه من جديد و بدأ يحللها، الابتسامة ظهرت على وجه باسل، فهو كان يتمتع بهذا الأمر، لقد كان يحب الكتب منذ صغره، الغامضة منها خصوصا و التي تحمل ألغازا و أحاجي صعبة يبدو أنه وجد أحجية رائعة ليتمتع بها هذا المرة و الأفضل في الأمر هو أن الجائزة ستكون رائعة. بقي باسل على هذا الحال لمدة طويلة حتى أنه فقد الاحساس بالوقت بالفعل مر الكثير من الوقت على دخوله للمرحلة الثانية و معلمه الذي يراقبه كان مصدوما بشدة هذا المرة، و بعد أن هدأ قليلا ابتسم ثم قال "أن ينهي أصعب اختبار بين جميع الاختبارات في يوم واحد، هذا ببساطة ليس بفعل يقدر أي أحد على فعله، هل هذا له علاقة بكونه المختار، 'المختار' " بقي 'إدريس الحكيم' يردد هذه الكلمة مرارا و تكرارا بينما يشاهد باسل الذي دخل للمرحلة الأخيرة كان باسل ب'بحر الروح' و جالسا جلسة التربيعة كالعادة. كان يتأمل و يتحسس نقط أصله. بعدَ أن فهم أحجية جسده قام بفكها و أخمد جميع تلك الأفكار، و بمجرد فعله لهذا أصبحت لديه معرفة كاملة بما يجب عليه فعله للشعور بنقط أصله ظهر شكل أبيض على شكل جسم أمامه، أو بالأحرى على شكل جسمه. بدأ باسل يشعر بنقطة تلو الأخرى و يوصلها ببعضها كانت كل واحدة من هذه النقط تتمركز في موضع، كل واحدة في جزء من ذلك الجسم الأبيض. كانت هناك بالأول نقطة لا لون لها في الجبهة، و من ثم خرج منها مسارين اتجها نحو الكتفين و توقفا إلى أن تكونت نقطتين أخرتين كل واحدة على كتف، و خرج مسارين من كل نقطة، اثنان اتجها نحو وراء الرقبة لتتكون نقطة و آخران للصدر لتتكون نقطة أخرى، خرج مسار من نقطة الرقبة و نزل لأسفل الظهر مكونا نقطة أخرى هناك، خرج ثلاث مسارات هذا المرة من النقطة التي بالصدر، ، اثنان استكملا طريقهما، واحد على الجهة اليمنى و الآخر على اليسرى، نزولا للكوعين فكونا نقطة و من ثم إلى اليدين ليفعلا نفس الشيء، أما المسار الثالث بعد أن نزل قليلا نحو السرة، تفرع لمسارين نزلا نحو الركبة و من ثم إلى القدم فاعليْن مثل اللذيْن سبقهما و بهذا كان باسل قد أتم المرحلة الأخيرة 'العقل و نقط الأصل'. عندها وقف المعلم الذي كان يشاهد باسل و ابتسم ثم جمع القليل من السحر الخالص بيده اليمنى و وضعها على جبهة تلميذه ثم صرخ "هااااااااااااا"، بعد مرور قليل من الوقت بدأ 'بحر الروح' الخاص بباسل بالاهتزاز و تكونت البوابة الضخمة من جديد لتخرج منها الكرات الأربعة عشر و ذهبت فوق الجسم الأبيض على شكل دائري [I][I]فششششششششششش[/I][/I] كانت جميع الكرات غير محاطة بتلك الحروف الرونية من السابق و أطلقت خيطا رفيعا بجبهة الجسم الأبيض لتمتلئ به نقطة الأصل المتموضعة هناك و بدأت تشع بضوء ساطع، ليمر هذا الأخير على المسار الذي صنع من قبل، و في لحظة امتلأت جميع النقط الأربعة عشر بالضوء الساطع بمجرد ما أن انتهى هذا فتح عينيه ليجد المعلم أمامه مبتسما "أحسنت أيها الفتى، لقد نجحت في اكتساب سحرك الخاص، يجب أن تكون هناك كرات من فوق جسم أبيض عندما كنت في 'بحر الروح'، تلك هي مقدار قوتك السحرية الآن و سوف تعبئ كل نقطك الأصلية بالطاقة السحرية من دون أن تتركها تفرغ، لكن تلك الكرات سوف ينقص حجمها تدريجيا في كل مرة تزود نقطك الأصلية بالسحر، و عندما تصل لحجم غير قادر على ملأ كل نقطك الأصلية سيكون هذا معناه أن طاقتك السحرية قد فرغت و ستحتاج للوقت من أجل إعادة الشحن" كان باسل هادئا جدا، فهو اكتسب السحر الذي كان يطمح له منذ وقت بعيد لكن ردة فعله لم تكن كبيرة، فما زال هناك أمر عليه تخطيه "و الآن فلتستعد لموجة الطاقة الخارجية، فالختم قد ضعف مثل ما قلت لك" [I][I]ووووووووووووووووش[/I][/I] أحس باسل بطاقة غريبة تندفع لجسمه، اتجهت هذا الطاقة نحو بحر روحه و كانت كسحابة كبيرة، عندما دخلت لبحر الروح، بدأ هذا الأخير يتصدع قليلا كان باسل متفاجئا، لكنه عندما رأى بحر روحه بدأ يتكسر، فأسرع في البدء بإصلاحه عن طريق إرسال طاقته السحرية لملأ الفراغ بين الكسور، و في نفس الوقت كان يرسل طاقته السحرية نحو سحابة الطاقة الخارجية الهائجة ليتحكم بها قبل أن تتسبب في تدمير بحر روحه هذه الطاقة كانت كبيرة بأضعاف عن طاقته السحرية، إن لم يتحكم بها و ظل يصلح التصدعات التي تظهر في بحر روحه فقط، ستنتهي في النهاية طاقته السحرية و تدمر سحابة الطاقة الخارجية بحر روحه عندما يصبح الشخص ساحرا يكون بإمكانه الدخول لبحر روحه متى ما شاء، و لهذا كان باسل قادرا على الدخول بسرعة و شرع في التحكم بسحابة الطاقة الخارجية إن كان باسل ما يزال بنفس البنية الجسدية التي كان يملكها قبل سنة لكانت الطاقة الخارجية قد دمرت جسمه قبل أن تصل لبحر روحه بدأت سحابة الطاقة الخارجية تهدأ شيئا فشيء إلى أن توقفت عن الهيجان تماما. بعد لحظات بدأت تنقسم لكرات عديدة وصل عددها للأربعة عشر. حدث لهذا الكرات ما حدث مع الأخرى، جاءت هذه الكرات الأربعة عشر فوق الجسم الأبيض و أطلقت كل واحدة منها خيطا رفيعا في اتجاهه مالِئة نقاطه الأصلية كلها فتح باسل عينيه و تفاجأ ثم سأل معلمه الذي كان أمامه "أيها المعلم ما الذي حدث قبل قليل؟" أجاب المعلم "حسنا، لقد أنتظرك لتنتهي ثم أكمل لك شرح حالتك من حيث توقفنا سابقا. عندما ضعف الختم دخلت لبحر روحك كمية من الطاقة الخارجية، و كما رأيت إنها تكون هائجة على عكس طاقتك الخاصة، الساحر عندما يصل لقمة المستوى السابع يمر من مرحلة مشابهة للتي مررت بها و يصنع أربعة عشر كرة من الطاقة تكُون عبارة عن طاقته السحرية الثانية و التي تكوِّن عنصره الثاني ثم يخترق و يكون باستطاعته استخدام عنصرين مختلفين من السحر" قال باسل بتعجب "أووه، إذن ما فعلت الآن كان هذا الشيء، لكن انتظر العنصر الثاني؟" أكمل المعلم "هذا صحيح، الطاقة الخارجية التي يكتسبها الساحر بعد اختراقه المستوى السابع تصبح عنصره السحري الثاني، و أنت الآن تمتلك عنصرين مختلفين من السحر من دون أن تخترق المستوى السابع" تفاجأ باسل و قال "لكن..." ثم بدأ ينظر ليديه عندما رآه المعلم قام بسؤاله "ماذا بك؟" أجاب باسل "حسنا، نوعا ما ليس كما توقعت أن يكون الشعور عند امتلاكي السحر" قال المعلم مع رفع ذراعيه قليلا و بصوت متحمس "القو...القوة تغمرني" ثم أكمل "أهذا ما كنت تتوقع انه سيحدث؟" أجاب باسل بخجل قليل "حسنا، نعم، نوعا ما" قال المعلم بادئا بضحكة "هوهوهو، حسنا لا تقلق ستشعر بالتغير لاحقا، و الآن سأكمل شرحي، أنصت جيدا" ركز باسل على ما يقوله معلمه الذي أكمل شرحه "عنصر سحرك تعرفه عندما تركيزك على الكرات الأربعة عشر اللواتي هن طاقتك السحرية، بمعنى آخر عندما تركز وعيك جيدا على طاقتك السحرية ستعرف في الحال ما هو عنصرك، فبما أنك تكون قد فككت أحجية الحروف الرونية ستفهم كل شيء حول نفسك بتركيز وعيك فقط" عندما انتهى المعلم من شرحه لهذه النقطة دخل باسل بسرعة لبحر روحه و ركز على طاقته السحرية فعرف عنصرها ثم انتقل للطاقة الخارجية و التي أخذت منه وقتا أكبر من التي سبقتها لكنه استطاع معرفة عنصرها هي الأخرى ثم فتح عينيه و قال عن ماهية عنصريه الاثنين للمعلم ليبدأ هذا الأخير بإعطائه جميع المعلومات عنهما "هذا صحيح، كما قلنا، فعندما تصبح بنية الساحر الجسدية أقوى في كل مرة يرتفع بالمستوى، يكون هناك توازن بين طاقته السحرية و بنيته الجسدية، و عندما يصل لقمة المستوى السابع تكون بنيته قادرة على تحمل الطاقة الخارجية، و لهذا لا يؤثر عليه الأمر أبدا" قال باسل "أيها المعلم، شكرا على الشرح لقد فهمت الأمر لكن ما زال هناك أمر أريد معرفته، ما الذي يوجد بعد المستوى السابع؟" أجاب المعلم "بعد المستوى السابع يوجد سبع مستويات أخرى في السحر، من المستوى الثامن إلى الرابع عشر، عندما يدخل الساحر للمستوى الثامن تبدأ حياته تتمدد بعشرين سنة في كل مستوى يرتفع به، و تكون قوته أكبر بشكل لا يقارن مع ما كانت عليه " أحس باسل بفرح غامر ثم قال "يبدو أن العالم أوسع بكثير جدا مما كنت أتخيل، لقد كنت حقا ضفدعا في بئر، يبدو أنه سيكون من الممتع أكثر اتباع إرشاداتك، فبهذا أنا عرفت كل هذه الأشياء و لا زال هناك الكثير على ما أظن، أعتقد أنه لا ضير في الأمر أن أكون هذا 'المختار'، فبسبب هذا التقيتك أيها المعلم" قال المعلم ضاحكا "هوهوهو، كما قلتَ ما زال هناك الكثير و الكثير، هناك مستويات خيالية، و قد الأمر يحتاج لمئات السنين لترى كل ما تريد، العالم واسع بحق أيها الفتى باسل، من الآن فصاعدا ستكون مهمة حماية هذا العالم على عاتقك، ستكون قائدا للناس هنا و قدوتهم، يجب أن تصبح أقوى بكثير إن أردت حماية كل ما تريد، أعداؤك الحقيقيون أقوياء بشكل لا يوصف، فقبل ثلاث عشر سنة لم يرسل ملك الشياطين سوى عدد قليل من قادة جيشه و هذا كان كافيا لجعل هذا العالم يخضع لأمره، لولا استجابة جلالة الملك الأصلي السريعة لكان جميع سكان هذا العالم عبيدا بحلول هذا الوقت يقاتلون من أجل إنقاذ عائلاتهم اللواتي سيكون قد جعلهن ملك الشياطين رهائن لضمان عدم خيانتهم له" عقد باسل حاجبيه ثم قال "أيها المعلم، لقد كنت صادقا معي من الأول و أنت علمتني و لا زلت تعلمني الكثير من الأشياء التي ستساعدني في وقت الحاجة، و لهذا بدلا من قيامي بهذا على أنه واجبي كالمختار أو المحافظ على التوازن، سأحسبه ردا لمعروفك في منحي الفرصة لأحمي العزيزين على قلبي، إنني أشكرك من أعماق قلبي يا معلمي" بعد أن قال باسل آخر كلمة انحنى قليلا احتراما ل'إدريس الحكيم' أجاب المعلم "حسنا، لقد أعجبتني منذ الأول أيها الفتى باسل و هذا كان السبب الأكبر على ما أظن في استمتاعي بتعليمك، و الآن لنذهب لنجرب قدراتك القتالية بعد اكتسابك السحر كيف أصبحت" أجاب باسل كالعادة "حاضر أيها المعلم" ذهب الاثنان حتى وصلا لوادي الظلام العميق. دخل باسل و معلمه ثم اتجها نحو كهف من الكهوف التي لم يدخلوها سابقا كان الصمت يعم المكان. سقط على كتف باسل شيء ما فأدار وجهه ليرى ما هذا الشيء و إذا به يجد ثعبانا كان في استعداد لعض رقبته، أسرع باسل في تحطيم جمجمته قاتلا إياه ثم نظر للسقف ليرى من أين أتى هذا الثعبان، عندها رأى عددا لا نهائيا من الثعابين على طول الكهف، كان أمامهما أربع طرق و التي اختار المعلم الأوسط و الواسع بينها و استمرا إلى أن وصلا للفضاء الواسع بالداخل حيث سمعا صوت فحيح كبير و في الوسط هناك عينين حمراوتين بدأ يتوضح مالكهما كان عبارة عن ثعبان بحجم هائل يمكنه أن يبتلع دب الأعماق، عندما رآه باسل تذكر كلام معلمه عندما قال له أنه لم يحن وقت دخوله لهنا بعد، فهم باسل في ذلك الوقت أن معلمه كان يشير إلى أنه لم يكن مستعدا لمواجهة الوحش الذي يوجد هنا، و يبدو أنه كان محقا في فهمه كان باسل يعتقد أنه لو واجه هذا الوحش قبل سنة من الآن لم تكن لتكون هناك أي فرصة له ضده، الوحش الذي كان أمامه لا يمكن مقارنته بدب أعماق، فلا شك أنك إن وضعت دب الأعماق أمام هذا الثعبان العملاق سيأكل في لحظة واحدة لكن هذا ليس كل شيء، قام المعلم ببدأ كلامه مناديا باسل "أيها الفتى باسل، هذا الثعبان يسمى "ملك الثعابين الشره'، إنه يتغذى على جميع الكائنات الموجودة بهذا الوادي، لا يهم إن كان دببة أعماق أو كلاب مهشمة، كل الوحوش هنا ما هي إلا مجرد وجبة خفيفة له. عندما يشبع يعود للنوم من جديد. أتيت بك لهنا لأنه اليوم الذي سيستيقظ به، عندما يستيقظ يكون في أشد حاجته للأكل و لهذا يكون في أخطر حالاته. يستطيع استخدام 'القسم النهائي' من المستوى الثاني من 'سحر العقل' إنه ببساطة حاكم وادي الظلام العميق" "يكون في أغلب الأوقات في سبات لكنه عندما يستيقظ أول ما يفعله يكون أكل دببة الأعماق كلها و بعدها يذهب باحثا عن المزيد من الطعام، أنت الآن عبارة عن عثرة في طريقه للبحث عن وجبته، و لهذا سيحاول قتلك بكل ما يملك من قوة" ابتلع باسل ريقه و أحكم قبضته ثم عندها أكمل المعلم "ستقاتله و يجب أن تستخدم كامل قوتك، و من الآن فصاعدا لن أقمع أي وحش و ستواجهه من دون أن أفعل له أي شيء" اومأ باسل موافقا علي كلام معلمه وبعد فتره من بدايه القتال [I][I]بوووم[/I][/I] باسل كان هاربا من أنياب 'ملك الثعابين الشره' العملاقة بسرعة هائلة و بدون توقف حاول ملك الثعابين الشره عض باسل الذي كان بجانب الحائط. راوغه باسل و عندما فعل هذا انغرست أنياب ملك الثعابين الشره في الحائط بدأ ملك الثعابين الشره يزيل أنيابه من الحائط ببطء و عندما رأى باسل الضرر الذي خلفه على الحائط صدم تماما، سيموت بلا شك من مثل هذا الهجوم، اخترقت الأنياب الحائط كما لو أنه قطعة من الخبز مخلفة ورائها ثقوبا عميقة مع أن هذا الأمر صدم باسل لكنه لم يخف منه، جمع شتات نفسه بسرعة ثم قال "حسنا هذا كل شيء بالنسبة لتجريبي قوتي البدنية، و الآن لننتقل إلى استخدام السحر" عندما انتهى باسل من كلامه خرجت طاقة بلون أزرق فاتح أقرب للون الأبيض و أحاطت بجسمه. كانت هذا الطاقة هادئة جدا و غير هائجة، و بعد لحظات بدأ المحيط بينها و بين جسم باسل يصغر شيئا فشيء إلى أن اختفى تقريبا كانت الطاقة كما لو أنها خيط رفيع حول جسم باسل و أصبح اللون السابق باهتا جدا اندفع باسل في اتجاه ملك الثعابين الشره و ترك في المكان الذي انطلق منه آثارا عميقة قليلا تعود لقدمه. وصل في لحظة لجانب ملك الثعابين الشره ، و ركله [I]بووم[/I] فصرخ الثعبان الضخم من الألم [I][I]شااااااااااخ[/I][/I] لكن الضربة لم تؤثر فيه كثيرا و انطلق نحو عدوه ليعضه لكن هجومه لم يفلح حيث قفز باسل للوراء متفاديا إياه ابتسم باسل ابتسامة عريضة، لم يكن متوترا بالمرة كما كان أول مرة عندما أراد قتال دببة الأعماق. في هذا السنة الأخيرة مر عليه تدريبات جحيمية و من بينها كان وادي الظلام العميق هو الأسهل، فبعد أن خرج منه و استأنف التدريب من جديد تحت قيادة معلمه لم يكن له وقت للراحة كل يوم و له فقط ثلاث ساعات لينام بها عندما بدأ المعلم يدرب أنمار على السحر، قال لباسل أن يوصل خبرا لأمه أنه لن يعود لشهرين آخرين، و استمر الأمر هكذا إلى أن انتهى عام التدريب البدني فرح باسل لأنه و أخيرا يستخدم السحر في مواجهته لوحش. عندما راوغ الثعبان الضخم و أخذ وقته في الفرح، راوغ الهجوم التالي أخرج الثعبان أنيابه من الأرض و صرخ بشكل مريع، كان في قمة غضبه، هذا الجرذ الذي أمامه لا يريد الموت و لا الابتعاد عن طريقه لمعت عينا ملك الثعابين بلون أحمر بينما ينظر لباسل، هذا الأخير عندما التقى نظره بعيني العدو أصبح جامدا في مكانه و لم يعد باستطاعته الحراك و الطاقة التي كانت تحيط بجسمه اختفت استخدم ملك الثعابين الشره أخيرا سحر العقل الخاص به موقفا حركة باسل، فعلى ما يبدو أنه تحكم بعقل باسل مانعا إياه من الحركة انقض الثعبان الضخم على باسل الجامد بمكانه [I][I]فحيييييييح[/I][/I] اقتربت الأنياب من باسل و كادت أن تقضمه لكن في آخر لحظة حدث انفجار جعل ملك الثعابين يحلق للوراء [I][I]بووووووم[/I][/I] خرجت نار مركزة من جسم باسل في آخر لحظة عندما كانت الأنياب ستعضه *يلهث، يلهث....لقد كان هذا قريبا" كان باسل يتحدث بينما يلهث و يتعرق بشدة لأنه كان يرى كل ما يحدث أمام عينيه لكنه لم يكن يستطيع الحراك أبدا مهما فعل عندما اقترب ملك الثعابين الشره بأنيابه و كاد أن يقتله لم يكن لباسل خيار آخر سوى تفعيل السحر الثاني الذي يملكه "يبدو أنني في الأخير سأحتاج لكلا عنصريّ الآن لأهزمه، عندما ضربته بتلك الركلة لم يتأثر كثيرا، أعلم أنني لم أضربه بكامل قوتي لكنني كنت أستخدم سحر 'التعزيز' في تلك اللحظة، إن لديه جسم قاس حقا، لو أنني لم أستخدم سحر 'النار' لكنت ميتا بلا شك" وقف الثعبان الضخم ثم صرخ بصوت أضخم من السابق [I][I]شااااااااااااااااااخ[/I][/I] في كل مرة يعيقه باسل و يضيع من وقته يزداد غضبه، لكن على ما يبدو أن هذا ليس السبب الوحيد. بعدما هزم باسل سحره لم بعجبه الأمر و شعر به كإهانة له فعّل باسل سحر 'التعزيز' من جديد و بدأ ينتقل من مكان لأخر لكي يترك الثعبان القادم يحدد مكانه. انطلق ملك الثعابين الشره بسرعة أكبر من السابق ليواكب سرعة باسل التي أصبحت في مستوى آخر عن قبل [I][I]شوو، شوو، شوو[/I][/I] أطلق باسل بينما يهرب سهاما نارية صغيرة نحو الثعبان الضخم لكنها اصطدت بجسده و لم تخترقه، اشتعلت القليل من النار على جسد ملك الثعابين الشره لكنه أطفئها بالنفخ عليها [I][I]بوووووم[/I][/I] ركل باسل ملك الثعابين الشره بكل قوته هذا المرة ليحلق هذا الأخير كما حدث معه في الانفجار السابق و اصطدم بالحائط في هذه الأثناء كان باسل يشحذ سحره، كان واضعا ذراعه أفقيا في اتجاه العدو و قبضته مفتوحة، ظهرت كرة نارية صغيرة أمام يده و بدأت تكبر ببطء حتى صار قطرها مترا و أطلقها نحو ملك الثعابين الشره [I][I]بوووووووووم[/I][/I] انفجرت كرة النار بالعدو و اشتعل حريق ضخم جدا [I][I]شاااااااااااااااااااااااااخ[/I][/I] صرخ الثعبان الضخم ببؤس بينما يحترق بالنار التي تحيط بجسده "أظننت أنني قد ألقيت تلك السهام سابقا محاولا تحقيق نتيجة من الهجوم؟ هاها، لم تكن تلك سوى طعما لتأكيد شكي، أنت لا تحتمل النيران أبدا" وقف الثعبان المحاط بالنيران و صرخ غاضبا [I][I]شااااااااااااااخ[/I][/I] و أضاءت عينيه بالأحمر و استخدم سحر العقل، باسل أرخى دفاعه قليلا عندما نفذ هجومه و عندما شاهد العدو يقف من جديد تفاجأ و نسي إزاحة نظره التقى نظر باسل بالخاص بملك الثعابين الشره و سُيطِر عليه مرة أخرى كان باسل يلعن نفسه على إرخائه دفاعه، حتى اعتقد أنه بعد تدربه الطويل قد تعلم أن القتال ضد الوحوش لا ينتهي إلا عندما يموت أحد الطرفين، لكن يبدو أنه نسي نفسه بسبب نشوته لأنه يقاتل بالسحر كان ملك الثعابين الشره يتقدم ببطء نحو عدوه، كان جسده في حالة يرثى لها لكن بعد لحظات نفخ على النار بقوة شديدة حتى انطفأت من جسده و عندها بدأ يحصل أمر غريب بدأ ملك الثعابين الشره يغير الجلد القديم و المحترق و ينسَلّ ببطء حتى خرج بالكامل، أصبح جسده متعاف تماما كسرت السيطرة أخيرا من على باسل ليتنفس الصعداء و يقول "يبدو أن له حدا زمنيا للسيطرة، و أيضا بما أنني لدي سحرين بالفعل كان الأمر أسرع" عندما كان باسل تحت مفعول سحر العقل كان يشاهد كل شيء، صدم من ما فعله ملك الثعابين الشره، يبدو أن العدو كانت له ورقة رابحة تمكنه من شفاء نفسه بسرعة مع أنها ليست سحرا أو أي شيء و إنما قدرة يتميز بها كوحش استعد الثعبان الضخم لبدأ المعركة و هذا ما فعله باسل أيضا "توقف" جاء الصوت من المعلم موقفا باسل و فعّل 'إدريس الحكيم' حاجزا بينهما و بين ملك الثعابين الشره ثم قال "أيها الفتى باسل، يبدو أنك لم تلاحظ، إن طاقتك السحرية قد فرغت بالفعل" "آه.." عندها لاحظ أخيرا باسل الأمر ليكمل قائلا "شكرا لك أيها المعلم، لقد كدت أذهب لحتفي" قال المعلم "لا بأس لكن من الآن فصاعدا عليك أن تبقي بالك مع كمية طاقتك و وضعها في الحسبان، و اعرف كيف تستغلها جيدا من دون هدر أي قدر منها" أجاب باسل "حاضر أيها المعلم" أكمل المعلم "و الآن فلتشرب 'إكسير العلاج' هذا سيسرع من تجديد طاقتك" أخذ باسل المشروب من معلمه و شربه ثم ذهب بناء على أوامر معلمه لإحضار بعض الطعام عاد باسل محضرا معه العديد من 'الفئران القاضمة' و أشعل نارا ثم شرع في طهي اللحم الذي استخلصه و نقاه بينما يأكل الاثنان قال المعلم عندما شرب من الحساء "أوه، يبدو أنك تحسنت عن قبل" كان باسل ينتظر رد معلمه و فرح عند سماعه بعد انتهائهم كان باسل يجلس بهدوء و تركيز كبيرين فقاطعه المعلم "انهض أيها الفتى باسل، لقد حان الوقت" فتح باسل عينيه و ذهب في اتجاه ملك الثعابين الشره الذي أصبح مجنونا بالكامل بسبب الحاجز الذي يمنعه من الخروج، جوعه و غضبه كانا في أقصى حالتهما أزال المعلم الحاجز فانطلق الثعبان الضخم بجنون نحو باسل، هذا الأخير تفاداه في آخر لحظة لكن لم يبدو على وجهه الخوف، حتى عندما تبعه العدو بجنون و عينيه تلمعان باللون الأحمر، أغمض عينيه و ظل يراوغ الهجمات واحدة تلو الأخرى كان باسل يستخدم سحر 'التعزيز' في كامل قوته لكي يتجنب الهجمات، فسحر التعزيز لا يعزز من القوة الجسدية فحسب، بل حتى الحواس كلها، و لهذا كان باسل قادرا على مراوغة هجمات ملك الثعابين الشره مغمض العينين [I][I]بووووم[/I][/I] قفز باسل نحو ملك الثعابين الشره و نزل عليه بركلة بكل قوته [I][I]شااااااااخ[/I][/I] صرخ العدو من الألم لكنه التف لباسل بسرعة و انقض عليه راوغ باسل الهجوم ليعض الثعبان الضخم نفسه، و في هذه الأثناء اقترب باسل مرة أخرى من العدو و أشار براحة يده نحوه لتظهر كرة نارية صغيرة ثم بدأت تكبر، لكن هذا المرة طريقة نموها كانت مختلفة، كانت تكبر على شكل سهم كبير و عريض وصل لثلاثة أمتار في الطول، ثم أطلقه باسل على جسم ملك الثعابين الشره [I][I]بوووم شااااااااااااااااااخ[/I][/I] صوت الاصطدام تبعه صرخة الوحش البائسة لم يتوقف باسل هنا و كون سهما ناريا ضخما آخر و غرسه بالجسم بالقرب من الرأس كان ملك الثعابين الشره الآن مقيدا بالسهمين الناريين ليقفز باسل و فعل سحر التعزيز بكامل قوته ثم نزل على رأس العدو [I][I]بووووووووووم[/I][/I] كسرت جمجمة ملك الثعابين الشره، ثم وقف باسل أمامه و كون كرة نارية و تركها لتكبر حتى صار قطرها حوالي نصف متر و أطلقها على العدو [I][I]وووووووووووووش[/I][/I] اشتعلت النار بجسم الثعبان الضخم و سارت على جسمه لتلتقي بالسهام النارية، و بمجرد ما أن حصل هذا، انفجر السهم الأول ثم تبعه الثاني فقتل ملك الثعابين الشره بطريقة فظيعة حيث تشتت جسده لأشلاء ذهب باسل بكل هدوء و أخذ 'حجر الأصل' الذي كان أكبر من الخاص بدب الأعماق بأكثر من الضعف ثم عاد لمعلمه مدحه المعلم قائلا "أحسنت في استغلال سحرك، يبدو أن تحكمك في السحر يزداد بسرعة" قال باسل باحترام "نعم أيها المعلم، لقد لاحظت أنني سحري قليل الآن بما أنني في المستوى الأول، سحر 'التعزيز' كان بإمكاني المحافظة عليه لوقت طويل بدون الحاجة للخوف من فقدانه في وسط المعركة لأنه يأتي من الطاقة الخارجية التي تعتبر غير محدودة بالنسبة لي، فكلما فرغت، تنجذب طاقة أخرى لجسمي، أما سحر 'النار' فهو يأتي من طاقتي السحرية و كان محدودا و لهذا عندما رأيت كم هو قاس جسم ملك الثعابين الشره قررت قتله من الداخل إن لم يكن الأمر سيفلح الأمر من الخارج، كان باستطاعتي اختراق جسمه لكن لن يكون لي السحر الكافي لأقتله بهذا فقط" قال المعلم بابتسامة خفيفة على وجهه "أحسنت أيها الفتى باسل، إنك تتطور بسرعة، كما قلت سابقا أنت عبقري في المعارك، و ليس هناك ما هو أفضل بالنسبة لك من القتال لتطوير نفسك" بعدما مدح المعلم باسل الذي فرح بهذا، أكمل قائلا "و الآن هيا لنخرج من هنا" خرج المعلم و تلميذه من الوادي قال المعلم لباسل شيئا ما و افترقا، ذهب باسل للمنزل و أمضى بعض الوقت هناك حتى جاءت أنمار ثم قال لها شيئا فأماءت رأسها موافقة ذهب باسل للعمة سميرة ليزورها ثم ذهب للسوق و حيّى الجد علي و قضى بقية الوقت مع أمه و يزور أحيانا الجد علي و العمة سميرة بعد أسبوع كان باسل و أنمار يقفان أمام المعلم الذي قال لهما "هل أنتما مستعدان؟" أجاب الاثنان باحترام "نعم أيها المعلم" ليكمل المعلم كلامه "و الآن لنذهب" ( بعد سنة في جبل ما)...................................... يتبع!!!!!!![/B] [HEADING=1](الجزء السادس)[/HEADING] [B]بقي باسل ساكتا لفترة طويلة و لم يجب أنمار عن سؤالها الأول لتسأله لمرة ثانية "لا تقل أنك لا زلت لم تتعلم أي شيء" تعجبت أنمار و باسل لا زال واقفا في مكانه من دون أن يتكلم ثم أكملت أنمار بادئة كلامها بضحكة ساخرة "فوفوفو، كل الكتب التي كنت تقرؤها و المعلم الذي كنت تنتظره، بهذين الاثنين معا و ما زلت لم تتعلم السحر؟ إنني حقا متفاجئة" تكلم باسل أخيرا ثم قال "لا تتحدثي كأنك تعرفين كل شيء، و أيضا لقد قال معلمي أن تعلم السحر ليس شيئا سهلا و هناك من يمضون سنين طويلة قبل أن يدخلوا للمستوى الأول" نظرت أنمار للمعلم الذي أماء رأسه مؤكدا كلام باسل ثم غيرت نظرها نحو باسل و قالت "مع ذلك، ظننت أنك ستكون قد أحرزت تقدما قليلا، لكن بالنظر إلى سكوتك من قبل فيبدو أنك لم تتقدم و لو قليلا" أجاب باسل بانزعاج "كما لو أن الأمر بيدي، فمعلمي قال أنني لست مستعدا بعد للبدء في تعلم السحر و كنت أتدرب طيلة الفترة الماضية مقويا جسدي" بعد مرور قليل من الوقت عرف باسل أن معلمه يقصد بأنه غير مستعد جسديا، لكنه لم يعلم لماذا تعجبت أنمار من كلام باسل ثم قالت "تقوي جسدك؟ لم تحتاج لفعل هذا؟" "هذا...." لم يجب باسل على سؤالها و ظل ساكتا و عندما رأته أنمار هكذا التفت للمعلم ثم بدأت تفكر "هذا المعلم قد استخدم السحر عندما أنقذني، لذا لا شك في أنه ساحر، لكن لماذا يدرب جسد باسل؟ يدرب...يدرب...يدرب، هل يمكن أن جسد باسل لا يمكنه تحمل السحر الآن و لهذا يدرب جسده؟ أهذا ما قصده بأنه ليس مستعدا؟ لكن لماذا هو ليس مستعدا؟ أ باسل مختلف عن الآخرين؟" بقيت أنمار تفكر لفترة بينما نظرتها موجهة نحو المعلم ثم بعد قليل قالت "أيها المعلم، أ يمكنني تعلم السحر؟" أجاب المعلم "ليس كل شخص يمكنه تعلم السحر، فكما سمعتِ أن هناك من أمضى سنين لكي يدخل المستوى الأول، هناك أيضا من استطاع الاختراق في أيام، و هناك من لم يفلح الأمر معه، هذا يعتمد على الوقت الذي تأخذينه للدخول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي' و فك أحجية لغة الجسم الفريدة، هناك من يستطيع فعل هذا في أيام و هناك من لا يستطيع إلا بعد سنين، فنسبة إمكانيتهم من تحقيق هذا تختلف من شخص لآخر، و يتصف الأشخاص الذين لديهم ذكاء مرتفع بسرعتهم في الوصول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، لا يمكنك الحكم على شخص أنه لا يمكنه تعلم السحر مائة بالمائة، لأنني أنا برأيي الشخصي أظن أن كل شخص يمكنه تعلم السحر، فحتى لو لم يستطع الوصول لحالة 'الصفاء الذهني و الروحي' بسرعة، يمكنه فقط العمل و الاجتهاد أضعاف الشخص الذي يدخلها بسرعة" اقتنعت أنمار بكلام المعلم ثم قالت "أمم، إذن حتى أنا يمكنني تعلم السحر، هذا كل ما أردت معرفته" انحنت أنمار و طلبت من المعلم باحترام "أيها المعلم، من فضلك علمني السحر" لم يجبها المعلم فورا و بدل هذا وضع يده على ذقنه و بقي يحدق كثيرا بأنمار و مرت عدة دقائق ثم قال أخيرا "همم، حسنا لا بأس، لم لا" "ياااي" فرحت أنمار و قفزت من مكانها بسعادة كبيرة و في نفس الوقت صرخ باسل "هااااااااااااااه، أيها المعلم، أ هذا جيد هكذا فقط؟ إن كان كذلك لم وضعت علي أنا كل تلك الشروط و القواعد؟ جعلت الأمر يبدو حينها كأنه شيء مقدس و لكنك الآن وافقت على طلبها بكل سهولة، ما الذي يحدث هنا بالضبط" أجاب المعلم بضحك "هوهوهو، هذا هو هذا و ذاك هو ذاك، سيأتي الوقت الذي ستعرف فيه لم وافقت على طلبها و لم وضعت عليك كل تلك الشروط قبل تدريبك، مع أنني أنوي إخبارها بنفس الشيء لتفعله" [I][I]بووم، بووووم[/I][/I] كان باسل يقاتل عددا مهولا من القردة الزرقاء الضخمة بينما أنمار و المعلم جالسان لوحدهما في مكان بعيد عن باسل قالت أنمار التي كانت جالسة أمام المعلم "أيها المعلم، لماذا تضع كل هذه الشروط علينا، أنت تجعل الأمر كما لو أنه سيكون من السيئ لو عرف شخص ما بوجودك؟" بقي المعلم ينظر لأنمار ثم قال "إنك حقا ذكية أيتها الصغيرة ، هذا صحيح معك حق، لكن هذا ليس الوقت المناسب لتعلمي السبب، الآن لنتحدث قليلا عن السحر و كيف يمكنك أن تصبحي ساحرة" (بعد مرور حوالي ثمانية أشهر) كان باسل ذاهب نحو الغابة و نظرة تحمس تعتلي وجهه بينما يهمهم. وصل لوادي الظلام العميق و بعد دقائق خرج المعلم مع أنمار من الأعماق "أووووه، أخيرا خرجتما، إذن كيف كان الأمر يا أنمار؟" سأل باسل أنمار متحمسا عن تجربتها بالوادي ردت أنمار و نظرة ملل تعتلي وجهها ثم رفعت ذراعيها قليلا "هم، كان الأمر سهلا على عكس ما قلت" انزعج باسل قليلا لكنه نسي الأمر ثم التفت لمعلمه و قال "أيها المعلم، اليوم هو اليوم الموعود، لقد حان الوقت لأبدأ تعلم السحر الفعلي" قال المعلم بينما يضحك "هوهوهو، إنك متحمس حقا للأمر، هذا جيد، هيا لنذهب للكوخ، و أنت يا أنمار اذهبي للمنزل إن أردت" أماءت أنمار باحترام ثم غادرت. ذهب باسل و المعلم متجهان نحو الكوخ و عندما وصلا ذهب باسل ليجلس فوق صخرة كبيرة كان المعلم قد سبق و أعدها لأنمار عندما كانت ستتدرب على السحر جلس باسل فوق الصخرة جلسة تربيعة ثم وضع يديه على ركبتيه و ركز جيدا على ما بدأ معلمه يقوله "أنصت جيدا أيها الفتى باسل، حالة 'الصفاء الذهني و الروحي' تنقسم لثلاث مراحل، كل مرحلة متصلة بالأخرى و لا يمكنك المرور للمرحلة التالية من دون إتقان التي سبقتها بشكل كلي، هذه المراحل هي المرحلة الأولى، و تلقب بمرحلة 'ترسيخ الأفكار' و تقوم خلالها بتجميع أفكارك و توحدها ثم تجعلها ثابثة من أجل التحكم بها، عند فعلك لهذا، سيمكنك إخمادها تماما المرحلة الثانية، و تلقب بمرحلة 'فهم الأحجية و فكها' و كما تحدثنا عن هذا من قبل يجب أن تفهم أحجية لغة جسمك تماما و هذه هي أصعب مرحلة و التي تكون عائقا أمام الكثير من المتدربين، فعليك الغوص عميقا في عقلك الذي أصبح خاليا من الأفكار، و التحكم في مشاعرك و الوصول لأعماق روحك و مواجهة مخاوفك و من ثم ترتيب دورتك التنفسية للشعور ب'نقط الأصل' الخاصة بك المرحلة الثالثة و الأخيرة، و تلقب بمرحلة 'العقل و نقط الأصل' حيث عندما تبدأ بالشعور بنقط الأصل بجسدك و تجعلها تتصل بعقلك لتتحكم بها و توصل بعضها ببعض من أجل صنع طريق أو مسار الطاقة السحرية" و هناك مرحلة لا تحتسب مع الثلاثة الأخريات لأنها لا تطبق من طرف المتدرب نفسه بل من ساحر متمرس يملك تحكما لا بأس به في الطاقة السحرية، يقوم هذا الشخص بالدفعة السحرية التي سبق و أخبرتك عنها حيث يهيج الطاقة السحرية لتبدأ العمل "هذه هي المراحل الثلاث الأساسية و التي تعتبر بداية مسيرتك في السحر، لكن قبل أن تبدأ بالتدريب سنتطرق لموضوع مهم" تعجب باسل من كلام المعلم، ما الموضوع المهم الآن أكثر من تعلمه السحر، فهو انتظر أكثر من سنة و تحمل تدريبات جهنمية فقط من أجل هذا اللحظة التي أتت أخيرا أكمل المعلم حديثه "أنت قلت سابقا أن سبب من أسبابك لتعلم السحر هو لقتل الشياطين، لماذا تريد فعل هذا أيها الفتى باسل؟" بقي باسل ساكتا للحظات ثم أجاب "لأنهم كانوا السبب في فقداني لوالدي الذي لم أعرفه أبدا و النظرة الحزينة التي تعتلي وجه أمي دائما عندما أذكره" نظر المعلم لباسل لفترة طويلة ثم أكمل كلامه "كما تعلم أيها الفتى باسل، لقد مرت ثلاثة عشر سنة منذ هجوم الشياطين، أ تعلم لماذا هجموا على هذا العالم و توقفوا فجأة؟ و لماذا لم يهجموا ثانية؟" صدم باسل و قال "لِم لمْ أفكر بهذا من قبل؟ معك حق أيها المعلم، بغض النظر عن سبب هجومهم، يبقى عدم هجومهم لمرة ثانية لمدة ثلاثة عشر سنة كاملة أمرا غريبا جدا، أيها المعلم، أنت تعرف لماذا، أخبرني من فضلك" أجاب المعلم "حسنا، أنا كنت أنوي إخبارك منذ البداية، لنبدأ أولا بالتكلم حول العوالم و من أين أتوا الشياطين" باسل الذي كان يستمع بلع ريقه لأنه سيعرف الحقيقة المخفية التي لا يعلمها أي شخص بهذا العالم "أيها الفتى باسل، هذا العالم الذي تعيش به ليس سوى واحد من بين الكثير، و يعرف ب'العالم الواهن' لأنه أضعف عالم. هناك أربعة عشر عالم رئيسي و الكثير من العوالم الثانوية، و من بين العوالم الرئيسية هناك عالم الشياطين، حيث تعيش فيه الشياطين كما يوحي اسمه، قبل ثلاثة عشر سنة قام ملك الشياطين بأمر أتباعه بالاستيلاء على هذا العالم و التحكم في ساكنيه و جعلهم عبيدا مقاتلين لمصلحته" كان باسل ينصت بتركيز كبير و يصدم في كل كلمة يقولها معلمه "عندما عرف جلالة الملك الأصلي بهذا، أسرع في أمر قواته بالهجوم على عالم الشياطين. نشبت حربا طاحنة بينهم لدرجة أن ملك الشياطين أمر أتباعه بالعودة من 'العالم الواهن' ليشتركوا معه في الحرب، و بهذا كان مخطط جلالة الملك الأصلي ناجحا في جعلهم يتراجعون من هنا" سأل باسل المعلم قبل أن يكمل حديثه "من هو هذا الملك الأصلي الذي تحدثت عنه أيها المعلم؟" أجاب المعلم "إنه حاكم العالم الأصلي و الذي يقال عنه أنه أقوى عالم. العالم الأصلي و حاكمه يحميان جميع العوالم من الغزو الشيطاني لكي لا تكبر قوة الشياطين، لكن مع أن هناك هذه الحماية إلى أن هناك عالمين قد سقطا بالفعل في قبضة ملك الشياطين قبل ألف سنة و عالم آخر قد تحالف معه بنفس الوقت" و أخيرا عرف باسل و فهم سبب هجوم و تراجع الشياطين لكن ما زال هناك أمر يشغل باله و لهذا سأل المعلم "لكن لماذا لا زالوا لم يهجموا حتى الآن؟" أجاب المعلم "هذا لأن الحرب لا زالت سارية بينما نحن نتكلم الآن أيها الفتى باسل، فملك الشياطين يحتاج لكامل قواته إن أراد التصدي لهجوم الملك الأصلي" اقتنع باسل بكلام معلمه ثم بدأ يفكر لفترة طويلة جدا و فجأة و وقف و سأل "أيها المعلم، لماذا أنت تعرف كل هذا؟ و لماذا تخبرني به؟" أجاب المعلم بجدية كبيرة "هذا لأنني الشخص الذي وكلت إليه مهمة إرشاد 'المختار' و جعله مستعدا لكي يحافظ على التوازن، و أخبرك بكل هذا لأنك أنت هو هذا المختار أيها الفتى باسل" "المختار؟ الحفاظ على التوازن؟ لماذا أنا هو المختار؟ و ماذا تقصد بالحفاظ على التوازن؟" كان باسل يطرح الأسئلة على المعلم باستمرار، فكلام معلمه أتى فجأة و صدمه كثيرا أجاب المعلم قائلا "أنا آسف، حتى أنا لا أملك إجابات على أسئلتك، فكل ما أمرت به هو إرشادك" قال باسل بانزعاج "أمِرتَ؟ مِن مَن؟" أجاب المعلم "من جلالته، الملك الأصلي" نظر باسل لمعلمه بتعجب و قال "إذا أنت من العالم الأصلي أيها المعلم؟" أجاب المعلم "هذا صحيح، أنا تابع لجلالة الملك الأصلي منذ زمن طويل" قال باسل "تابع؟" ثم تذكر شيئا ما و أكمل قائلا "أيها المعلم، بالمناسبة أنا لا زلت لم أعرف اسمك بعد، أ يمكنك إخباري به؟" ضحك المعلم و قال "هوهوهو، لقد نسيت أيضا إخبارك، اسمي هو 'إدريس الحكيم' " عندما سمع باسل رد معلمه تغيرت نظرته و قال "الحكيم؟ ما هذا أ هو لقبك أو شيء كهذا؟" أجاب المعلم "أنا لم يكن لدي اسم و لا لقب عائلي لأنني كنت يتيما، الاسم 'إدريس' أعطاني إياه جلالته و عندما كبرت بدأ الناس بمناداتي 'الحكيم'، فأصبح لقبي" قال باسل "حسنا لقد فهمت الأمر كله، لكن أيها المعلم سأقول لك شيئا، آسف على تخييب ظنك لكني لا أريد أن أحافظ على التوازن أو أيا كان، أنا كل ما أردته هو تعلم السحر لأني أجده مثيرا للاهتمام و أستطيع به حماية و رعاية أمي و المقربين مني" نظر المعلم لباسل ثم قال "لكن الأمر مقرر منذ ولادتك، و إن لم تجعل من نفسك أقوى فلن يكون بإمكانك حماية ليس فقط أمك و المقربين منك بل هذا العالم بأكمله، و هذا لن يتحقق إلا عن طريق اتباعك إرشاداتي حاليا" وضع باسل يده على ذقنه ثم قال "أ لا يمكن فقط للملك الأصلي هزيمة ملك الشياطين و الأمر سيحل ببساطة" أجاب المعلم ضاحكا "هوهوهوهو، معك حق، لكن لو كان الأمر بهذه البساطة و السهولة ألا تظن أن الملك الأصلي كان سيفعله من الأول؟" أجاب باسل بينما يضحك "هاهاهاها، معك حق" ثم أكمل بجدية "أيها المعلم أنا لا أعرف حول أشياء 'المختار' و 'الحفاظ على التوازن' هذه، لكن أظن أني سأتبع إرشاداتك للآن من أجل حماية من أريد" قال المعلم "حسنا، هذا كل ما أحتاجه منك لتفعله، و الآن قبل أن نبدأ تعليمك السحر، يجب أن تفهم لم مررت بكل هذه التدريبات الشاقة" تحمس باسل عند سماع معلمه، فهو أخيرا سيعرف سبب التدريب الجهنمي الذي استمر لأكثر من سنة، و بعد قليل من الوقت سيبدأ تعلمه الفعلي في السحر بدأ المعلم شرحه قائلا "السبب الأكبر في قولي أنك كنت غير مستعد بالسنة الماضية كان بنية جسدك، كان يجب أن تكون بنيتك الجسدية قوية إلى حد ما من أجل تحمل موجة الطاقة الخارجية المفاجئة" تعجب باسل في ما قال معلمه ثم سأله "الطاقة الخارجية؟ ما هذا أيها المعلم؟" أكمل المعلم كلامه بالإجابة عن سؤال باسل "كما تعلم الساحر يملك طاقة سحرية تسري بجسده في مسار مرتبط بنقط الأصل، لكن ما لا تعلمه أنت و قاطني هذا العالم أن ليست هذه هي الطاقة الوحيدة الموجودة، هناك طاقة في الهواء الطلق و هي عبارة عن جزيئات من طاقة سحرية غير محدودة، يمكنك أيضا مناداتها الطاقة السحرية الخارجية، إنها الطاقة التي يستطيع استخدامها الساحر عندما يخترق المستوى السابع" باسل تجمد في مكانه، ما الذي يقوله المعلم، اختراق المستوى السابع؟ الطاقة الخارجية؟ ما هذا بالضبط؟ و لهذا سأل في الحال قبل أن يشرع معلمه في استكمال الشرح "أيها المعلم، انتظر لحظة من فضلك، أريد أن أفهم بالضبط ما يجري هنا، أ تقول لي أن هناك مستوى أعلى من المستوى السابع في السحر؟ و هناك طاقة غريبة في الهواء؟" ضحك المعلم ثم أكمل "هوهوهو، حسنا لا تكن مستعجلا، و لا تكن مصدوما لهذه الدرجة فقط من شيء كهذا" استرخى باسل قليلا ثم أكمل المعلم "ليس هناك مستوى أعلى واحد فقط بعد المستوى السابع، بل هناك مستويات كثيرة و خيالية، يسمى هذا العالم بالعالم الواهن لأنه العالم الأضعف و هذا بسبب عدم ظهور و لو شخص واحد يستخدم الطاقة الخارجية" "هذه الطاقة السحرية الخارجية لا يمكن اكتشافها إلا من شخص قد وصل لقمة المستوى السابع و أعاد الدخول في حالة 'الصفاء الذهني و الروحي' لكن هذه المرة يحاول الشعور بهذه الطاقة الخارجية و جعلها تتصل بنقطه الأصلية، و بما أن لا أحد قد وصل لهذا المستوى في هذا العالم فلا عجب من عدم معرفة أي شخص بهذا" لم تختفي الصدمة من على وجه باسل حتى لو كانت قد قلّت عما سبق، اليوم إنه يكتشف حقائق صادمة جدا، العالم كله سينقلب رأسا على عقب، الحروب ستندلع، القتل سيكثر، و القوى لن تبقى متوازنة كما كانت، هذا كله إن اكتشف شخصا آخر ما عرفه باسل اليوم أكمل المعلم كلامه بادئا بمناداة باسل "أيها الفتى باسل، لقد حدثتك عن هذا لكي تفهم شرحي لحالتك الخاصة، أنت مختلف جسديا عن الآخرين، و هذا الاختلاف ليس بسيطا" باسل عرف هذا بالفعل، فأي شخص سيستنتج بعد مرور مدة من الوقت أنه كان يدرب جسده، لكن لماذا؟ السحرة أو المتدربون على السحر لا يحتاجون لتدريب جسدهم لأنه سيصبح أقوى بمجرد دخولهم المستوى الأول، و يصبح أقوى أكثر كلما ارتفعوا في المستوى أكمل المعلم كلامه "الأشخاص العاديون لن يحتاجوا للتدرب كما فعلت، فكما رأيت أنمار، لقد جعلتها تشرع في تدربها على السحر مباشرة بعد شرحه لها و إعطائها المعلومات التي تحتاجها، لكن في حالتك أنت هذا لم يكن ممكنا" قال باسل فجأة بعدما ظهر عليه تعبير تذكر شيء ما "هل هذا له علاقة بما قلته عن تحمل جسدي لموجة الطاقة الخارجية المفاجئة؟" أجاب المعلم "نعم، هذا صحيح، أنت لديك بنية جسدية تجذب الطاقة الخارجية طبيعيا و من تلقاء نفسها، فأنت بإمكانك استخدام الطاقة الخارجية من دون أن تحتاج أن تكون قد اخترقت المستوى السابع، لكن ليس هذا فقط ما تختلف فيه أنت عن الآخرين، السحرة عند وصولهم لمرحلة استخدام الطاقة الخارجية يكون بإمكانهم استخدام القليل منها فقط و كلما ارتفعوا بالمستوى كلما كان بإمكانهم استخدام قدر أكبر، أما أنت فعلى العكس جسدك يجذب الطاقة الخارجية بلا حدود" باسل لم يجد ما يقوله للحظات، فهو عرف شيئا عن جسمه لم يكن يتخيل أنه سيسمعه في حياته لكنه جمع شتات نفسه ليسأل "أيها المعلم، إن كان هذا صحيحا، لم لا أشعر الآن بأي شيء، لماذا ليست هناك أي طاقة تنجذب لجسدي" أجاب المعلم مكملا شرحه "حسنا، هذا لأن هناك ختم يمنع هذا من الحدوث، عندما ولدتَ، بعد مرور قليل من الوقت بدأت تنجذب لجسمك الطاقة الخارجية، و لو كان الأمر استمر هكذا لكنت قد متَّ، و لهذا قد جئت أنا و وضعت ذلك الختم، بعد هذا أصبح وضعك مستقرا" تعجب باسل من كلام معلمه ثم قال "أوه، لقد سبق و التقيتني أيها المعلم عندما كنت رضيعا" نظر المعلم لباسل ثم ضحك "هوهوهوهو، أ هذا ما أنت متفاجئ منه؟" قال باسل بينما يضحك هو الآخر "هاهاها، أو لم تكن أنت الشخص الذي قال لي ألا أنصدم كثيرا؟ و أيضا بعد ان سمعت كل تلك الحقائق أصبحت أشعر أن أي شيء لن يفاجئني بعد الآن، هاهاها" قال المعلم "حسنا، سنرى هذا" ثم أكمل شرحه "الآن جسمك مستقر تماما، لكن بمجرد ما أن تدخل المستوى الأول سيضعف الختم قليلا مما سيسبب في تلقي جسمك لكمية معينة و مفاجئة من الطاقة الخارجية، و لهذا كان عليك أن تدربه استعدادا للموجة السحرية التي ستأتي مرة واحدة" و أخيرا عرف باسل ما الهدف الذي كان من أجله يتدرب لكل هذا الوقت، في الحقيقة هو لم يتصور أو حتى تخيل أن السبب سيكون هذا، فهو لم يعرف لا عن الطاقة الخارجية و لا عن الختم أكمل المعلم "حسنا، هذا كل ما تحتاج لمعرفته قبل بدئك تعلم السحر، و لهذا كل ما تحتاج لفعله الآن هو الدخول للمستوى الأول لأكمل شرحي لك عن بنيتك و امتيازاتها الخاصة فرح باسل و اقتنع بكلام معلمه تماما ثم قال "حاضر أيها المعلم" كان باسل يجلس جلسة التربيعة و مغمض العينين و كان لديه تركيز خارق بحيث الطير يمكنه المجيء و الجلوس على رأسه معتقدا إياه صخرة ما كان باسل الآن في بداية المرحلة الأولى من حالة 'الصفاء الذهني و الروحي'، بدأ يفعل مثل ما قام به ب'وادي الظلام العميق'، حيث بدأ يستجمع جميع أفكاره الخاصة و يحاول تثبيتها لكي يستطيع إخمادها، لكن في كل مرة كان يفشل، و يبدأ العملية من جديد، لأنه الآن لا يحتاج لتجميع أفكار معاركه فقط و إنما كل الأفكار مهما كان نوعها استمر الأمر معه على هذه الحال لمدة خمسة أيام فقط حتى استطاع إخماد القليل من أفكاره، لكنه لم ينجح في إخمادها كلها، فهناك أفكار و اعتقادات لم يستطع تركها من السيطرة على عقله أبدا، ففي كل مرة كان يقترب من التحكم الكامل كانت تظهر فكرة و اعتقاد جديد يشتت له تركيزه، بعد يومين آخرين فقط استطاع إنهاء المرحلة الأولى بحيث كان قد أخمد أفكاره كلها بعد أن استطاع تثبيتها و ترسيخها كلها من أجل التحكم بها في هذه المرحلة لم يكن الأمر صعبا على باسل لأنه احتاج فقط لتجميع أفكاره و جعلها مستقرة و ثابتة ليستطيع التحكم بها، و عندما نجح بهذا استطاع إخمادها عندما نجح باسل بالمرحلة الأولى 'ترسيخ الأفكار'، أحس بنفسه كما لو أنه فضاء لا نهاية له، أحس بالراحة في هذا المكان، كان هذا الفضاء هادئا بحيث إن رميت به حجرة سيتردد صوتها على مسامعك لآلاف المرات كان هذا الفضاء باللون الأزرق الفاتح و قريبا للون الأبيض، بعد مدة أحس باسل بتغير بدأ يحدث في هذا الفضاء. ظهرت أمامه أمه و العمة سميرة و أنمار و الجد علي و عندما رآهم ذهب في اتجاههم بفرح، لكن عندما وصل أمامهم، العمة سميرة قطعت لأطراف أمام عينيه، أنمار بدأت تضغط حتى ماتت، الجد علي بدأ يتآكل جسمه بسرعة حتى اختفى تماما، و في الأخير أمه بدأت تذوب أمام عينيه كما لو أنها تتعرض لنار حارقة باسل في كل لحظة كان يتقطع من الألم و يصرخ بجنون بدءً بالعمة سميرة وصولا لدور أمه، عند موت أمه بهذه الطريقة أمام عينيه، باسل فقد كل إرادته في الحياة و أصبحت عيناه فارغتان و عند حدوث هذا بدأ يتصدع ذلك الفضاء شيئا فشيء حتى تكسر من حوله "وااااااه" فتح باسل عيناه صارخا كما لو أنه قد استيقظ من أفظع كابوس مر عليه في حياته ثم نظر في اتجاه المعلم و سأله بينما وجهه شاحب "أيها المعلم، ما كان ذلك بالضبط؟ ما الذي حدث؟ كنت في فضاء لا نهائي و أحسست بالانتماء لهناك و راحة لا مثيل لها لكن في لحظة تغير كل شيء من الطمأنينة و السكينة لعذاب شديد" أجاب المعلم بعد أن تنهد "تلك هي بداية المرحلة الثانية "فهم الأحجية و فكها'، لقد كنت في فضاء روحك، المسمى ب'بحر الروح'، لقد سبق و قلت لك إنها أصعب مرحلة، ستواجه أكبر مخاوفك و لن تكون قادرا على الاستمرار ما لم تتغلب عليها، بعدها يأتي دور الغوص بالروح و ترتيب الدورة التنفسية تماما، و من ثم البدء في الشعور بنقط أصلك" كان باسل يقطر عرقا باردا، بدأ يتذكر ما رآه في السابق، عندما كان بذلك الفضاء أحس بالأمر كما لو أنه حقيقة، حتى مع أنه كان يقنع نفسه مرارا و تكرارا أنه وهم إلى أنه لم يستطع التحمل أكثر عندما وصل دور أمه قال باسل بصوت مرتعد "أيها المعلم، أ سيكون علي تجريب مثل ذلك الأمر في كل مرة أدخل للمرحلة الثانية؟" أجاب المعلم "في كل مرة سيختلف الأمر، سيزداد سوءا في كل محاولة ثانية لكنه لن يُخفّف أبدا، أظن أنه عليك الاستعداد جيدا، فهناك من ضاعت روحه بهذا الاختبار عندما كرره مرات كثيرة، و لهذا عندما لا ينجح الأغلبية يتوقفون عن التدرب خائفين من الضياع، لكن لا تقلق، أنت قادر على فعلها، ثق في كلامي" باسل الذي كان وجهه شاحبا، تغيرت نظرته و قرر البدأ من جديد، فهو من البداية كان مستعدا لأن يواجه أي خطر، فليس هناك شيء بدون مقابل في هذا العالم، هذا ما كان يعتقده باسل بدأ باسل من جديد، لكنه كان يفشل في كل مرة، و يعود بوجه شاحب أكثر من الذي سبق، بقي على هذه الحال لمدة عشرة أيام من دون الحصول على نتيجة في الأول كان باسل يأخذ وقتا طويلا لإتمام المرحلة الأولى، لكنه عندما أعاد المحاولة مرارا و تكرارا أصبح ينهيها في غضون نصف ساعة المحاولة رقم 'عشرون'، بداخل 'بحر الروح' "لا، لا، لا، لا، لا، ليس ثانية أرجوك لا تقتل من أعِز، لا تعذبني هكذا، أرجوك". كان قلب باسل يتقطع من الألم، فهو وصل لمرحلة حيث أصبح يرى المقربين منه يقتلون بأشنع الطرق، و ليس مرة أو إثنان، بل المئات من المرات، و في الأخير يفقد السيطرة على نفسه و يتكسر 'بحر الروح' عندما كان باسل ينهي المحاولة يدخل في الثانية مباشرة مع أن التعب و المعاناة الشديدين جراء هذا كان أضعاف الذي أحس به جراء تدريباته في السنة الماضية في كل محاولة أخرى كان العذاب يزداد شدة. أغلق باسل عيناه و لم ينظر حتى عند سماعه لصراخ أمه التي تتعذب "لقد عرفت سبب كل هذا، إن هذا كله ليس سوى وهم أنا أخلقه بنفسي، فعندما أرى السكينة و الطمأنينة، تبدأ مشاعري بالهيجان، لأنني ألوم نفسي عن الراحة التي حصلت عليها لوحدي تاركا من أحب و أعتز به، عقلي الباطن يبدأ في جعلي أتوهم تلك الأشياء التي أخاف أن تحصل، و إن لم أدرك هذا لن يكون بإمكاني التقدم للأبد" بعد فهم باسل لحالته، حتى مع جميع الطرق التي صرخ بها أو مات بها أمه و الآخرين، لم يترك هذا يشوشه و ركز على التحكم في مشاعره و مخاوفه. بدأت تقل حدة الصراخ شيئا فشيء حتى اختفى الصوت تماما. أخمد باسل جميع المشاعر السلبية و الإيجابية، حتى مشاعره تجاه الشياطين أخمدت، و بهذا انتهى من المهمة الأولى عندما فتح باسل عينيه وجد 'بحر الروح' كما يجده في اللحظات الأولى من دخوله. تنفس باسل الصعداء لأنه أخيرا اجتاز هذا الاختبار لم يحدث شيئا لمدة طويلة حتى تكونت بوابة من ضوء ساطع و كانت ضخمة جدا بحيث لا يمكنك رؤية عرضها و لا طولها. عندما اقترب باسل منها ظهر فَلَق رقيق للغاية لكنه كان كافيا للمرور منه عند رِؤية باسل لهذا فهم أنه عليه المرور من ذلك الشق. استعد نفسيا ثم خطى للداخل. هذه المرة كان هناك ظلام لا نهائي و هناك أربعة عشر كرة بقطر يصل لثلاثين سنتمتر، يدور حول كل واحدة منها حروف رونية تتغير باستمرار فهم باسل ما الذي يجب عليه فعله، فهو عليه أن يفهم هاته الأحاجي كاملة ليحرر و يفك الختم عن هذه الكرات الأربعة عشر "إذن هذا ما كان يقصده المعلم بفهم الأحجية و فكها، لكن إن كان اسم المرحلة يشير لهذا الاختبار، أليس هذا يعني أنه أصعب اختبار، مع أنني مررت بكل ذلك العذاب المرير لا يزال هناك المزيد؟" عندما اقترب باسل من إحدى الكرات لمسها و بدأت العديد من الأفكار تتوغل لعقله فأزال يديه بسرعة، عندها فهم باسل الأمر "سوف يجب علي فهم هذه الأفكار و التحكم بها من أجل فك أحجية تلك الحروف الرونية و إخماد هذه الأفكار من جديد كما فعلت في المرحلة الأولى" لمس باسل الكرة من جديد لتندفع تلك الأفكار لوعيه من جديد و بدأ يحللها، الابتسامة ظهرت على وجه باسل، فهو كان يتمتع بهذا الأمر، لقد كان يحب الكتب منذ صغره، الغامضة منها خصوصا و التي تحمل ألغازا و أحاجي صعبة يبدو أنه وجد أحجية رائعة ليتمتع بها هذا المرة و الأفضل في الأمر هو أن الجائزة ستكون رائعة. بقي باسل على هذا الحال لمدة طويلة حتى أنه فقد الاحساس بالوقت بالفعل مر الكثير من الوقت على دخوله للمرحلة الثانية و معلمه الذي يراقبه كان مصدوما بشدة هذا المرة، و بعد أن هدأ قليلا ابتسم ثم قال "أن ينهي أصعب اختبار بين جميع الاختبارات في يوم واحد، هذا ببساطة ليس بفعل يقدر أي أحد على فعله، هل هذا له علاقة بكونه المختار، 'المختار' " بقي 'إدريس الحكيم' يردد هذه الكلمة مرارا و تكرارا بينما يشاهد باسل الذي دخل للمرحلة الأخيرة كان باسل ب'بحر الروح' و جالسا جلسة التربيعة كالعادة. كان يتأمل و يتحسس نقط أصله. بعدَ أن فهم أحجية جسده قام بفكها و أخمد جميع تلك الأفكار، و بمجرد فعله لهذا أصبحت لديه معرفة كاملة بما يجب عليه فعله للشعور بنقط أصله ظهر شكل أبيض على شكل جسم أمامه، أو بالأحرى على شكل جسمه. بدأ باسل يشعر بنقطة تلو الأخرى و يوصلها ببعضها كانت كل واحدة من هذه النقط تتمركز في موضع، كل واحدة في جزء من ذلك الجسم الأبيض. كانت هناك بالأول نقطة لا لون لها في الجبهة، و من ثم خرج منها مسارين اتجها نحو الكتفين و توقفا إلى أن تكونت نقطتين أخرتين كل واحدة على كتف، و خرج مسارين من كل نقطة، اثنان اتجها نحو وراء الرقبة لتتكون نقطة و آخران للصدر لتتكون نقطة أخرى، خرج مسار من نقطة الرقبة و نزل لأسفل الظهر مكونا نقطة أخرى هناك، خرج ثلاث مسارات هذا المرة من النقطة التي بالصدر، ، اثنان استكملا طريقهما، واحد على الجهة اليمنى و الآخر على اليسرى، نزولا للكوعين فكونا نقطة و من ثم إلى اليدين ليفعلا نفس الشيء، أما المسار الثالث بعد أن نزل قليلا نحو السرة، تفرع لمسارين نزلا نحو الركبة و من ثم إلى القدم فاعليْن مثل اللذيْن سبقهما و بهذا كان باسل قد أتم المرحلة الأخيرة 'العقل و نقط الأصل'. عندها وقف المعلم الذي كان يشاهد باسل و ابتسم ثم جمع القليل من السحر الخالص بيده اليمنى و وضعها على جبهة تلميذه ثم صرخ "هااااااااااااا"، بعد مرور قليل من الوقت بدأ 'بحر الروح' الخاص بباسل بالاهتزاز و تكونت البوابة الضخمة من جديد لتخرج منها الكرات الأربعة عشر و ذهبت فوق الجسم الأبيض على شكل دائري [I][I]فششششششششششش[/I][/I] كانت جميع الكرات غير محاطة بتلك الحروف الرونية من السابق و أطلقت خيطا رفيعا بجبهة الجسم الأبيض لتمتلئ به نقطة الأصل المتموضعة هناك و بدأت تشع بضوء ساطع، ليمر هذا الأخير على المسار الذي صنع من قبل، و في لحظة امتلأت جميع النقط الأربعة عشر بالضوء الساطع بمجرد ما أن انتهى هذا فتح عينيه ليجد المعلم أمامه مبتسما "أحسنت أيها الفتى، لقد نجحت في اكتساب سحرك الخاص، يجب أن تكون هناك كرات من فوق جسم أبيض عندما كنت في 'بحر الروح'، تلك هي مقدار قوتك السحرية الآن و سوف تعبئ كل نقطك الأصلية بالطاقة السحرية من دون أن تتركها تفرغ، لكن تلك الكرات سوف ينقص حجمها تدريجيا في كل مرة تزود نقطك الأصلية بالسحر، و عندما تصل لحجم غير قادر على ملأ كل نقطك الأصلية سيكون هذا معناه أن طاقتك السحرية قد فرغت و ستحتاج للوقت من أجل إعادة الشحن" كان باسل هادئا جدا، فهو اكتسب السحر الذي كان يطمح له منذ وقت بعيد لكن ردة فعله لم تكن كبيرة، فما زال هناك أمر عليه تخطيه "و الآن فلتستعد لموجة الطاقة الخارجية، فالختم قد ضعف مثل ما قلت لك" [I][I]ووووووووووووووووش[/I][/I] أحس باسل بطاقة غريبة تندفع لجسمه، اتجهت هذا الطاقة نحو بحر روحه و كانت كسحابة كبيرة، عندما دخلت لبحر الروح، بدأ هذا الأخير يتصدع قليلا كان باسل متفاجئا، لكنه عندما رأى بحر روحه بدأ يتكسر، فأسرع في البدء بإصلاحه عن طريق إرسال طاقته السحرية لملأ الفراغ بين الكسور، و في نفس الوقت كان يرسل طاقته السحرية نحو سحابة الطاقة الخارجية الهائجة ليتحكم بها قبل أن تتسبب في تدمير بحر روحه هذه الطاقة كانت كبيرة بأضعاف عن طاقته السحرية، إن لم يتحكم بها و ظل يصلح التصدعات التي تظهر في بحر روحه فقط، ستنتهي في النهاية طاقته السحرية و تدمر سحابة الطاقة الخارجية بحر روحه عندما يصبح الشخص ساحرا يكون بإمكانه الدخول لبحر روحه متى ما شاء، و لهذا كان باسل قادرا على الدخول بسرعة و شرع في التحكم بسحابة الطاقة الخارجية إن كان باسل ما يزال بنفس البنية الجسدية التي كان يملكها قبل سنة لكانت الطاقة الخارجية قد دمرت جسمه قبل أن تصل لبحر روحه بدأت سحابة الطاقة الخارجية تهدأ شيئا فشيء إلى أن توقفت عن الهيجان تماما. بعد لحظات بدأت تنقسم لكرات عديدة وصل عددها للأربعة عشر. حدث لهذا الكرات ما حدث مع الأخرى، جاءت هذه الكرات الأربعة عشر فوق الجسم الأبيض و أطلقت كل واحدة منها خيطا رفيعا في اتجاهه مالِئة نقاطه الأصلية كلها فتح باسل عينيه و تفاجأ ثم سأل معلمه الذي كان أمامه "أيها المعلم ما الذي حدث قبل قليل؟" أجاب المعلم "حسنا، لقد أنتظرك لتنتهي ثم أكمل لك شرح حالتك من حيث توقفنا سابقا. عندما ضعف الختم دخلت لبحر روحك كمية من الطاقة الخارجية، و كما رأيت إنها تكون هائجة على عكس طاقتك الخاصة، الساحر عندما يصل لقمة المستوى السابع يمر من مرحلة مشابهة للتي مررت بها و يصنع أربعة عشر كرة من الطاقة تكُون عبارة عن طاقته السحرية الثانية و التي تكوِّن عنصره الثاني ثم يخترق و يكون باستطاعته استخدام عنصرين مختلفين من السحر" قال باسل بتعجب "أووه، إذن ما فعلت الآن كان هذا الشيء، لكن انتظر العنصر الثاني؟" أكمل المعلم "هذا صحيح، الطاقة الخارجية التي يكتسبها الساحر بعد اختراقه المستوى السابع تصبح عنصره السحري الثاني، و أنت الآن تمتلك عنصرين مختلفين من السحر من دون أن تخترق المستوى السابع" تفاجأ باسل و قال "لكن..." ثم بدأ ينظر ليديه عندما رآه المعلم قام بسؤاله "ماذا بك؟" أجاب باسل "حسنا، نوعا ما ليس كما توقعت أن يكون الشعور عند امتلاكي السحر" قال المعلم مع رفع ذراعيه قليلا و بصوت متحمس "القو...القوة تغمرني" ثم أكمل "أهذا ما كنت تتوقع انه سيحدث؟" أجاب باسل بخجل قليل "حسنا، نعم، نوعا ما" قال المعلم بادئا بضحكة "هوهوهو، حسنا لا تقلق ستشعر بالتغير لاحقا، و الآن سأكمل شرحي، أنصت جيدا" ركز باسل على ما يقوله معلمه الذي أكمل شرحه "عنصر سحرك تعرفه عندما تركيزك على الكرات الأربعة عشر اللواتي هن طاقتك السحرية، بمعنى آخر عندما تركز وعيك جيدا على طاقتك السحرية ستعرف في الحال ما هو عنصرك، فبما أنك تكون قد فككت أحجية الحروف الرونية ستفهم كل شيء حول نفسك بتركيز وعيك فقط" عندما انتهى المعلم من شرحه لهذه النقطة دخل باسل بسرعة لبحر روحه و ركز على طاقته السحرية فعرف عنصرها ثم انتقل للطاقة الخارجية و التي أخذت منه وقتا أكبر من التي سبقتها لكنه استطاع معرفة عنصرها هي الأخرى ثم فتح عينيه و قال عن ماهية عنصريه الاثنين للمعلم ليبدأ هذا الأخير بإعطائه جميع المعلومات عنهما "هذا صحيح، كما قلنا، فعندما تصبح بنية الساحر الجسدية أقوى في كل مرة يرتفع بالمستوى، يكون هناك توازن بين طاقته السحرية و بنيته الجسدية، و عندما يصل لقمة المستوى السابع تكون بنيته قادرة على تحمل الطاقة الخارجية، و لهذا لا يؤثر عليه الأمر أبدا" قال باسل "أيها المعلم، شكرا على الشرح لقد فهمت الأمر لكن ما زال هناك أمر أريد معرفته، ما الذي يوجد بعد المستوى السابع؟" أجاب المعلم "بعد المستوى السابع يوجد سبع مستويات أخرى في السحر، من المستوى الثامن إلى الرابع عشر، عندما يدخل الساحر للمستوى الثامن تبدأ حياته تتمدد بعشرين سنة في كل مستوى يرتفع به، و تكون قوته أكبر بشكل لا يقارن مع ما كانت عليه " أحس باسل بفرح غامر ثم قال "يبدو أن العالم أوسع بكثير جدا مما كنت أتخيل، لقد كنت حقا ضفدعا في بئر، يبدو أنه سيكون من الممتع أكثر اتباع إرشاداتك، فبهذا أنا عرفت كل هذه الأشياء و لا زال هناك الكثير على ما أظن، أعتقد أنه لا ضير في الأمر أن أكون هذا 'المختار'، فبسبب هذا التقيتك أيها المعلم" قال المعلم ضاحكا "هوهوهو، كما قلتَ ما زال هناك الكثير و الكثير، هناك مستويات خيالية، و قد الأمر يحتاج لمئات السنين لترى كل ما تريد، العالم واسع بحق أيها الفتى باسل، من الآن فصاعدا ستكون مهمة حماية هذا العالم على عاتقك، ستكون قائدا للناس هنا و قدوتهم، يجب أن تصبح أقوى بكثير إن أردت حماية كل ما تريد، أعداؤك الحقيقيون أقوياء بشكل لا يوصف، فقبل ثلاث عشر سنة لم يرسل ملك الشياطين سوى عدد قليل من قادة جيشه و هذا كان كافيا لجعل هذا العالم يخضع لأمره، لولا استجابة جلالة الملك الأصلي السريعة لكان جميع سكان هذا العالم عبيدا بحلول هذا الوقت يقاتلون من أجل إنقاذ عائلاتهم اللواتي سيكون قد جعلهن ملك الشياطين رهائن لضمان عدم خيانتهم له" عقد باسل حاجبيه ثم قال "أيها المعلم، لقد كنت صادقا معي من الأول و أنت علمتني و لا زلت تعلمني الكثير من الأشياء التي ستساعدني في وقت الحاجة، و لهذا بدلا من قيامي بهذا على أنه واجبي كالمختار أو المحافظ على التوازن، سأحسبه ردا لمعروفك في منحي الفرصة لأحمي العزيزين على قلبي، إنني أشكرك من أعماق قلبي يا معلمي" بعد أن قال باسل آخر كلمة انحنى قليلا احتراما ل'إدريس الحكيم' أجاب المعلم "حسنا، لقد أعجبتني منذ الأول أيها الفتى باسل و هذا كان السبب الأكبر على ما أظن في استمتاعي بتعليمك، و الآن لنذهب لنجرب قدراتك القتالية بعد اكتسابك السحر كيف أصبحت" أجاب باسل كالعادة "حاضر أيها المعلم" ذهب الاثنان حتى وصلا لوادي الظلام العميق. دخل باسل و معلمه ثم اتجها نحو كهف من الكهوف التي لم يدخلوها سابقا كان الصمت يعم المكان. سقط على كتف باسل شيء ما فأدار وجهه ليرى ما هذا الشيء و إذا به يجد ثعبانا كان في استعداد لعض رقبته، أسرع باسل في تحطيم جمجمته قاتلا إياه ثم نظر للسقف ليرى من أين أتى هذا الثعبان، عندها رأى عددا لا نهائيا من الثعابين على طول الكهف، كان أمامهما أربع طرق و التي اختار المعلم الأوسط و الواسع بينها و استمرا إلى أن وصلا للفضاء الواسع بالداخل حيث سمعا صوت فحيح كبير و في الوسط هناك عينين حمراوتين بدأ يتوضح مالكهما كان عبارة عن ثعبان بحجم هائل يمكنه أن يبتلع دب الأعماق، عندما رآه باسل تذكر كلام معلمه عندما قال له أنه لم يحن وقت دخوله لهنا بعد، فهم باسل في ذلك الوقت أن معلمه كان يشير إلى أنه لم يكن مستعدا لمواجهة الوحش الذي يوجد هنا، و يبدو أنه كان محقا في فهمه كان باسل يعتقد أنه لو واجه هذا الوحش قبل سنة من الآن لم تكن لتكون هناك أي فرصة له ضده، الوحش الذي كان أمامه لا يمكن مقارنته بدب أعماق، فلا شك أنك إن وضعت دب الأعماق أمام هذا الثعبان العملاق سيأكل في لحظة واحدة لكن هذا ليس كل شيء، قام المعلم ببدأ كلامه مناديا باسل "أيها الفتى باسل، هذا الثعبان يسمى "ملك الثعابين الشره'، إنه يتغذى على جميع الكائنات الموجودة بهذا الوادي، لا يهم إن كان دببة أعماق أو كلاب مهشمة، كل الوحوش هنا ما هي إلا مجرد وجبة خفيفة له. عندما يشبع يعود للنوم من جديد. أتيت بك لهنا لأنه اليوم الذي سيستيقظ به، عندما يستيقظ يكون في أشد حاجته للأكل و لهذا يكون في أخطر حالاته. يستطيع استخدام 'القسم النهائي' من المستوى الثاني من 'سحر العقل' إنه ببساطة حاكم وادي الظلام العميق" "يكون في أغلب الأوقات في سبات لكنه عندما يستيقظ أول ما يفعله يكون أكل دببة الأعماق كلها و بعدها يذهب باحثا عن المزيد من الطعام، أنت الآن عبارة عن عثرة في طريقه للبحث عن وجبته، و لهذا سيحاول قتلك بكل ما يملك من قوة" ابتلع باسل ريقه و أحكم قبضته ثم عندها أكمل المعلم "ستقاتله و يجب أن تستخدم كامل قوتك، و من الآن فصاعدا لن أقمع أي وحش و ستواجهه من دون أن أفعل له أي شيء" اومأ باسل موافقا علي كلام معلمه وبعد فتره من بدايه القتال [I][I]بوووم[/I][/I] باسل كان هاربا من أنياب 'ملك الثعابين الشره' العملاقة بسرعة هائلة و بدون توقف حاول ملك الثعابين الشره عض باسل الذي كان بجانب الحائط. راوغه باسل و عندما فعل هذا انغرست أنياب ملك الثعابين الشره في الحائط بدأ ملك الثعابين الشره يزيل أنيابه من الحائط ببطء و عندما رأى باسل الضرر الذي خلفه على الحائط صدم تماما، سيموت بلا شك من مثل هذا الهجوم، اخترقت الأنياب الحائط كما لو أنه قطعة من الخبز مخلفة ورائها ثقوبا عميقة مع أن هذا الأمر صدم باسل لكنه لم يخف منه، جمع شتات نفسه بسرعة ثم قال "حسنا هذا كل شيء بالنسبة لتجريبي قوتي البدنية، و الآن لننتقل إلى استخدام السحر" عندما انتهى باسل من كلامه خرجت طاقة بلون أزرق فاتح أقرب للون الأبيض و أحاطت بجسمه. كانت هذا الطاقة هادئة جدا و غير هائجة، و بعد لحظات بدأ المحيط بينها و بين جسم باسل يصغر شيئا فشيء إلى أن اختفى تقريبا كانت الطاقة كما لو أنها خيط رفيع حول جسم باسل و أصبح اللون السابق باهتا جدا اندفع باسل في اتجاه ملك الثعابين الشره و ترك في المكان الذي انطلق منه آثارا عميقة قليلا تعود لقدمه. وصل في لحظة لجانب ملك الثعابين الشره ، و ركله [I]بووم[/I] فصرخ الثعبان الضخم من الألم [I][I]شااااااااااخ[/I][/I] لكن الضربة لم تؤثر فيه كثيرا و انطلق نحو عدوه ليعضه لكن هجومه لم يفلح حيث قفز باسل للوراء متفاديا إياه ابتسم باسل ابتسامة عريضة، لم يكن متوترا بالمرة كما كان أول مرة عندما أراد قتال دببة الأعماق. في هذا السنة الأخيرة مر عليه تدريبات جحيمية و من بينها كان وادي الظلام العميق هو الأسهل، فبعد أن خرج منه و استأنف التدريب من جديد تحت قيادة معلمه لم يكن له وقت للراحة كل يوم و له فقط ثلاث ساعات لينام بها عندما بدأ المعلم يدرب أنمار على السحر، قال لباسل أن يوصل خبرا لأمه أنه لن يعود لشهرين آخرين، و استمر الأمر هكذا إلى أن انتهى عام التدريب البدني فرح باسل لأنه و أخيرا يستخدم السحر في مواجهته لوحش. عندما راوغ الثعبان الضخم و أخذ وقته في الفرح، راوغ الهجوم التالي أخرج الثعبان أنيابه من الأرض و صرخ بشكل مريع، كان في قمة غضبه، هذا الجرذ الذي أمامه لا يريد الموت و لا الابتعاد عن طريقه لمعت عينا ملك الثعابين بلون أحمر بينما ينظر لباسل، هذا الأخير عندما التقى نظره بعيني العدو أصبح جامدا في مكانه و لم يعد باستطاعته الحراك و الطاقة التي كانت تحيط بجسمه اختفت استخدم ملك الثعابين الشره أخيرا سحر العقل الخاص به موقفا حركة باسل، فعلى ما يبدو أنه تحكم بعقل باسل مانعا إياه من الحركة انقض الثعبان الضخم على باسل الجامد بمكانه [I][I]فحيييييييح[/I][/I] اقتربت الأنياب من باسل و كادت أن تقضمه لكن في آخر لحظة حدث انفجار جعل ملك الثعابين يحلق للوراء [I][I]بووووووم[/I][/I] خرجت نار مركزة من جسم باسل في آخر لحظة عندما كانت الأنياب ستعضه *يلهث، يلهث....لقد كان هذا قريبا" كان باسل يتحدث بينما يلهث و يتعرق بشدة لأنه كان يرى كل ما يحدث أمام عينيه لكنه لم يكن يستطيع الحراك أبدا مهما فعل عندما اقترب ملك الثعابين الشره بأنيابه و كاد أن يقتله لم يكن لباسل خيار آخر سوى تفعيل السحر الثاني الذي يملكه "يبدو أنني في الأخير سأحتاج لكلا عنصريّ الآن لأهزمه، عندما ضربته بتلك الركلة لم يتأثر كثيرا، أعلم أنني لم أضربه بكامل قوتي لكنني كنت أستخدم سحر 'التعزيز' في تلك اللحظة، إن لديه جسم قاس حقا، لو أنني لم أستخدم سحر 'النار' لكنت ميتا بلا شك" وقف الثعبان الضخم ثم صرخ بصوت أضخم من السابق [I][I]شااااااااااااااااااخ[/I][/I] في كل مرة يعيقه باسل و يضيع من وقته يزداد غضبه، لكن على ما يبدو أن هذا ليس السبب الوحيد. بعدما هزم باسل سحره لم بعجبه الأمر و شعر به كإهانة له فعّل باسل سحر 'التعزيز' من جديد و بدأ ينتقل من مكان لأخر لكي يترك الثعبان القادم يحدد مكانه. انطلق ملك الثعابين الشره بسرعة أكبر من السابق ليواكب سرعة باسل التي أصبحت في مستوى آخر عن قبل [I][I]شوو، شوو، شوو[/I][/I] أطلق باسل بينما يهرب سهاما نارية صغيرة نحو الثعبان الضخم لكنها اصطدت بجسده و لم تخترقه، اشتعلت القليل من النار على جسد ملك الثعابين الشره لكنه أطفئها بالنفخ عليها [I][I]بوووووم[/I][/I] ركل باسل ملك الثعابين الشره بكل قوته هذا المرة ليحلق هذا الأخير كما حدث معه في الانفجار السابق و اصطدم بالحائط في هذه الأثناء كان باسل يشحذ سحره، كان واضعا ذراعه أفقيا في اتجاه العدو و قبضته مفتوحة، ظهرت كرة نارية صغيرة أمام يده و بدأت تكبر ببطء حتى صار قطرها مترا و أطلقها نحو ملك الثعابين الشره [I][I]بوووووووووم[/I][/I] انفجرت كرة النار بالعدو و اشتعل حريق ضخم جدا [I][I]شاااااااااااااااااااااااااخ[/I][/I] صرخ الثعبان الضخم ببؤس بينما يحترق بالنار التي تحيط بجسده "أظننت أنني قد ألقيت تلك السهام سابقا محاولا تحقيق نتيجة من الهجوم؟ هاها، لم تكن تلك سوى طعما لتأكيد شكي، أنت لا تحتمل النيران أبدا" وقف الثعبان المحاط بالنيران و صرخ غاضبا [I][I]شااااااااااااااخ[/I][/I] و أضاءت عينيه بالأحمر و استخدم سحر العقل، باسل أرخى دفاعه قليلا عندما نفذ هجومه و عندما شاهد العدو يقف من جديد تفاجأ و نسي إزاحة نظره التقى نظر باسل بالخاص بملك الثعابين الشره و سُيطِر عليه مرة أخرى كان باسل يلعن نفسه على إرخائه دفاعه، حتى اعتقد أنه بعد تدربه الطويل قد تعلم أن القتال ضد الوحوش لا ينتهي إلا عندما يموت أحد الطرفين، لكن يبدو أنه نسي نفسه بسبب نشوته لأنه يقاتل بالسحر كان ملك الثعابين الشره يتقدم ببطء نحو عدوه، كان جسده في حالة يرثى لها لكن بعد لحظات نفخ على النار بقوة شديدة حتى انطفأت من جسده و عندها بدأ يحصل أمر غريب بدأ ملك الثعابين الشره يغير الجلد القديم و المحترق و ينسَلّ ببطء حتى خرج بالكامل، أصبح جسده متعاف تماما كسرت السيطرة أخيرا من على باسل ليتنفس الصعداء و يقول "يبدو أن له حدا زمنيا للسيطرة، و أيضا بما أنني لدي سحرين بالفعل كان الأمر أسرع" عندما كان باسل تحت مفعول سحر العقل كان يشاهد كل شيء، صدم من ما فعله ملك الثعابين الشره، يبدو أن العدو كانت له ورقة رابحة تمكنه من شفاء نفسه بسرعة مع أنها ليست سحرا أو أي شيء و إنما قدرة يتميز بها كوحش استعد الثعبان الضخم لبدأ المعركة و هذا ما فعله باسل أيضا "توقف" جاء الصوت من المعلم موقفا باسل و فعّل 'إدريس الحكيم' حاجزا بينهما و بين ملك الثعابين الشره ثم قال "أيها الفتى باسل، يبدو أنك لم تلاحظ، إن طاقتك السحرية قد فرغت بالفعل" "آه.." عندها لاحظ أخيرا باسل الأمر ليكمل قائلا "شكرا لك أيها المعلم، لقد كدت أذهب لحتفي" قال المعلم "لا بأس لكن من الآن فصاعدا عليك أن تبقي بالك مع كمية طاقتك و وضعها في الحسبان، و اعرف كيف تستغلها جيدا من دون هدر أي قدر منها" أجاب باسل "حاضر أيها المعلم" أكمل المعلم "و الآن فلتشرب 'إكسير العلاج' هذا سيسرع من تجديد طاقتك" أخذ باسل المشروب من معلمه و شربه ثم ذهب بناء على أوامر معلمه لإحضار بعض الطعام عاد باسل محضرا معه العديد من 'الفئران القاضمة' و أشعل نارا ثم شرع في طهي اللحم الذي استخلصه و نقاه بينما يأكل الاثنان قال المعلم عندما شرب من الحساء "أوه، يبدو أنك تحسنت عن قبل" كان باسل ينتظر رد معلمه و فرح عند سماعه بعد انتهائهم كان باسل يجلس بهدوء و تركيز كبيرين فقاطعه المعلم "انهض أيها الفتى باسل، لقد حان الوقت" فتح باسل عينيه و ذهب في اتجاه ملك الثعابين الشره الذي أصبح مجنونا بالكامل بسبب الحاجز الذي يمنعه من الخروج، جوعه و غضبه كانا في أقصى حالتهما أزال المعلم الحاجز فانطلق الثعبان الضخم بجنون نحو باسل، هذا الأخير تفاداه في آخر لحظة لكن لم يبدو على وجهه الخوف، حتى عندما تبعه العدو بجنون و عينيه تلمعان باللون الأحمر، أغمض عينيه و ظل يراوغ الهجمات واحدة تلو الأخرى كان باسل يستخدم سحر 'التعزيز' في كامل قوته لكي يتجنب الهجمات، فسحر التعزيز لا يعزز من القوة الجسدية فحسب، بل حتى الحواس كلها، و لهذا كان باسل قادرا على مراوغة هجمات ملك الثعابين الشره مغمض العينين [I][I]بووووم[/I][/I] قفز باسل نحو ملك الثعابين الشره و نزل عليه بركلة بكل قوته [I][I]شااااااااخ[/I][/I] صرخ العدو من الألم لكنه التف لباسل بسرعة و انقض عليه راوغ باسل الهجوم ليعض الثعبان الضخم نفسه، و في هذه الأثناء اقترب باسل مرة أخرى من العدو و أشار براحة يده نحوه لتظهر كرة نارية صغيرة ثم بدأت تكبر، لكن هذا المرة طريقة نموها كانت مختلفة، كانت تكبر على شكل سهم كبير و عريض وصل لثلاثة أمتار في الطول، ثم أطلقه باسل على جسم ملك الثعابين الشره [I][I]بوووم شااااااااااااااااااخ[/I][/I] صوت الاصطدام تبعه صرخة الوحش البائسة لم يتوقف باسل هنا و كون سهما ناريا ضخما آخر و غرسه بالجسم بالقرب من الرأس كان ملك الثعابين الشره الآن مقيدا بالسهمين الناريين ليقفز باسل و فعل سحر التعزيز بكامل قوته ثم نزل على رأس العدو [I][I]بووووووووووم[/I][/I] كسرت جمجمة ملك الثعابين الشره، ثم وقف باسل أمامه و كون كرة نارية و تركها لتكبر حتى صار قطرها حوالي نصف متر و أطلقها على العدو [I][I]وووووووووووووش[/I][/I] اشتعلت النار بجسم الثعبان الضخم و سارت على جسمه لتلتقي بالسهام النارية، و بمجرد ما أن حصل هذا، انفجر السهم الأول ثم تبعه الثاني فقتل ملك الثعابين الشره بطريقة فظيعة حيث تشتت جسده لأشلاء ذهب باسل بكل هدوء و أخذ 'حجر الأصل' الذي كان أكبر من الخاص بدب الأعماق بأكثر من الضعف ثم عاد لمعلمه مدحه المعلم قائلا "أحسنت في استغلال سحرك، يبدو أن تحكمك في السحر يزداد بسرعة" قال باسل باحترام "نعم أيها المعلم، لقد لاحظت أنني سحري قليل الآن بما أنني في المستوى الأول، سحر 'التعزيز' كان بإمكاني المحافظة عليه لوقت طويل بدون الحاجة للخوف من فقدانه في وسط المعركة لأنه يأتي من الطاقة الخارجية التي تعتبر غير محدودة بالنسبة لي، فكلما فرغت، تنجذب طاقة أخرى لجسمي، أما سحر 'النار' فهو يأتي من طاقتي السحرية و كان محدودا و لهذا عندما رأيت كم هو قاس جسم ملك الثعابين الشره قررت قتله من الداخل إن لم يكن الأمر سيفلح الأمر من الخارج، كان باستطاعتي اختراق جسمه لكن لن يكون لي السحر الكافي لأقتله بهذا فقط" قال المعلم بابتسامة خفيفة على وجهه "أحسنت أيها الفتى باسل، إنك تتطور بسرعة، كما قلت سابقا أنت عبقري في المعارك، و ليس هناك ما هو أفضل بالنسبة لك من القتال لتطوير نفسك" بعدما مدح المعلم باسل الذي فرح بهذا، أكمل قائلا "و الآن هيا لنخرج من هنا" خرج المعلم و تلميذه من الوادي قال المعلم لباسل شيئا ما و افترقا، ذهب باسل للمنزل و أمضى بعض الوقت هناك حتى جاءت أنمار ثم قال لها شيئا فأماءت رأسها موافقة ذهب باسل للعمة سميرة ليزورها ثم ذهب للسوق و حيّى الجد علي و قضى بقية الوقت مع أمه و يزور أحيانا الجد علي و العمة سميرة بعد أسبوع كان باسل و أنمار يقفان أمام المعلم الذي قال لهما "هل أنتما مستعدان؟" أجاب الاثنان باحترام "نعم أيها المعلم" ليكمل المعلم كلامه "و الآن لنذهب" ( بعد سنة في جبل ما)...................................... يتبع!!!!!!![/B] [HEADING=1](الجزء السابع)[/HEADING] [HEADING=1][/HEADING] [B]( بعد سنة في جبل ما) كان باسل يتجه نحو جثة ضخمة و عندما اقترب توضح بأنها تعود لأسد برأسين و لونه أحمر فتح باسل صدر جثة الأسد ذو الرأسين و أخذ حجر الأصل، كان الحجر أكبر من الخاص بملك الثعابين الشره عندما حمل باسل الحجر التف ثم قال مع نفسه "يبدو أنها انتهت أيضا" كانت أنمار تزيل أحجار الأصل من عدة جثت لوحوش شكلها كالذئاب، لكنها كانت تملك قرونا بجبهتها بدا كما لو أن الاثنان قد انتهيا من عملهما و ذهبا في طريق بجانب نهرٍ حتى وصلا لكوخ. دخلا ثم أعطيا التحية للمعلم حل المساء و كان الثلاثة مجتمعين يأكلون معا ثم قال المعلم "لقد تطورتما أكثر مما تخيلت في السنة الأخيرة" أجاب باسل "إن الوقت يمر بسرعة، لقد مرت سنة بالفعل، أيها المعلم، أريد طلب شيء منك" وافق المعلم ليكمل لباسل كلامه "أنا أريد الذهاب للعاصمة" تفاجأت أنمار و المعلم وضع يده على ذقنه ثم سأله لماذا يحتاج لفعل هذا رد باسل عن السؤال و شرح و عبر مبديا عن رأيه ثم قال المعلم مرة أخرى "لكن أنت تعرف في ماذا سيسبب هذا" قال باسل "نعم، لقد فكرت بالأمر لمدة طويلة و هذه هي النتيجة التي توصلت إليها، أنا أعلم بالمخاطر جيدا، لكن هذا كله من أجل مستقبل مشرق، فليس هناك شيء من دون مقابل، كلٌّ و يأتي بتضحية معه، يجب أن تأخذ مخاطر من أجل كسب ما تريد" رد المعلم "حسنا، لك هذا" عند سماع أنمار لموافقة المعلم وقفت ثم قالت "إن كنت ستذهب، سأذهب معك" نظر باسل في جهتها ثم فكر قائلا (لقد بدأنا مرة أخرى) ثم قال لها "حسنا، لكن ستفعلين كل ما أقوله، و لن أقبل النقاش" ابتسمت أنمار ثم قالت بينما تهز رأسها "كن مطمئنا" أكمل باسل قائلا "حسنا أيها المعلم، سأعود للمنزل لأمضي وقتا هناك فلقد مرت ستة اشهر منذ آخر مرة شاهدت فيها أمي، و بعدها سأتجه نحو العاصمة" جاء الغد و ودع باسل و أنمار المعلمَ ثم نزلا من الجبل و ذهبا في طريقهما نحو المنزل، رأى باسل أمه قبل ستة أشهر، و منذ ذلك الحين لم يرها إلى الآن، و كما هي العادة استقبلته بكل حرارة أمضى باسل الأسبوع كله مع أمه و بين الحين و الآخر يزور العمة سميرة و الجد علي، كانت الأم لطيفة متحسرة على ابنها الذي أصبحت المدة التي يغيبها تطول في كل مرة لكنها لم تجد ما تقوله، و بدا كما لو أنها قد اعتادت على الأمر أما من ناحية أخرى، لم يعد هناك أي شخص يزعج باسل بعد الآن، بعد تلك الحادثة في السوق حاول عدة أشخاص تجريب حظهم لكنهم لقوا نفس مصير سابقيهم، و الآن أصبح باسل في مستوى آخر عنهم، شخص لا يستطيعون الوصول إليه مهما فعلوا انتهى الأسبوع و ودع باسل و أنمار أمّيْهِما ثم شدا الرحال نحو العاصمة. عندما أخبر باسل أمه أنه ذاهب للعاصمة صُدمت كثيرا، فهي كانت قد اعتادت على غياب ابنها لمدد طويلة، لكن هذه المرة لسبب ما كانت خائفة و قلقة عليه أكثر من العادة و هذا ترك باسل حائرا، فقرر سؤال أمه بشأن هذا عندما يعود قال باسل بينما يخرجان من القرية "لدينا أيام كثيرة و نحن في طريقنا نحو العاصمة، سنمر من جميع المناطق المحظورة الموجودة بمسارنا، سنحاول جمع أكبر قدر من أحجار الأصل، ليس هناك وقت لنضيعه أكثر من هذا" تعجبت أنمار من جملة باسل الأخيرة ثم قالت "أي وقت تتحدث عنه؟" تجاهل باسل سؤالها و قال "هيا، سنذهب جريا، الحقيني" ثم اندفع و تبعته أنمار التي عليها نظرة شك و فضول وصل الاثنان بعد مدة من انطلاقهما للمنطقة المحظورة الأولى التي كانت عبارة عن غابة بأكملها وطئت رجليهما في الداخل و مباشرة هاجمتهما بعض 'الخنازير صاحبة القرون'. قتلها باسل من دون سحر كلها بسهولة ثم أخذا أحجار الأصل توغلا للداخل أكثر و صادفتهما عدة وحوش، تارة تكون سحرية و تارة أخرى تكون غير سحرية، دخلا لداخل الغابة حتى وجدا كهفا عميقا دخلا للداخل ليجدا أنه يؤدي للأسفل،أثناء نزولهما واجها عدة وحوش من بينها 'القطط المتوحشة' و 'الثعالب المخادعة' لكنها كلها كانت سهلة للاثنين. انتهيا من جميع الوحوش و خرجا من الكهف و منْ ثم منَ الغابة. في الأخير أكملا الطريق استمرا في الطريق و دخلا لعدة مناطق محظورة و واجها عدة وحوش و حصلا على الكثير من أحجار الأصل حتى وصلا لمنطقة محظورة ندم باسل على دخولها [I]بووووووم[/I] كان باسل يحلق في السماء و اصطدم بحائط حجري و تقيء الدماء ثم نهض بسرعة و راوغ قبضة الوحش التي كانت تستهدفه كان باسل يقاتل نمرا أبيضا عملاقا مخططا بالأسود و أنيابه الأفقية ضخمة، باسل قرأ عن هذا النمر سابقا في الكتب، كان هذا الوحش معروفا، فهو وحش بالمستوى الرابع و يستخدم سحر البرق و يسمى ب'نمر البرق' "اللعنة أين هي تلك الحمقاء، لو كانت هنا على الأقل كنت سأملك وقتا للهجوم" و بينما باسل يفكر بهذا مع نفسه أتاه هجوم برقي من 'نمر البرق'، كان الهجوم بسيطا لكنه ذا قوة ضخمة راوغ باسل الهجوم بشق الأنفس و عندما فعل هذا ضربته كف النمر المشحونة بالبرق [I]دووووو[/I] كان باسل مفعِّلا سحر 'التعزيز' لكنه لم يكن كافيا للصمود أمام هجمات نمر البرق، و لهذا في آخر لحظة قبل اصطدام كف النمر البرقية بجسد باسل، قام هذا الأخير بتركيز سحر التعزيز كله على ذراعه و تصدى للهجمة لم تؤثر الهجمة بباسل كثيرا لكنه دفع لأمتار قليلا. لم يكن نمر البرق يتركه يرتاح أبدا، بمجرد ما أن يهجم مرة يتابع مباشرة بهجوم آخر، فباسل قد جرب بالفعل بعض الهجمات النارية لكن النمر كان يصدها بسحر البرق كلها أطلق نمر البرق عدة طلقات برقية نحو باسل، فراوغ هذا الأخير ما استطاع لكن واحدة منها قد أصابته فسقط على ركبة واحدة لولا سحر التعزيز لكان قد مات من شدة الصدمة، فجسده كله متخدر الآن في هذه الأثناء لم يكن باسل يفكر إلا في أنمار، إن كانت تلك المخادعة هنا سيكون التعامل مع هذا النمر أسهل، لكنها لم تظهر للآن افترق الاثنان عن بعضهما عندما لاحقها نمر البرق بعد أن صادفاه، و الآن باسل يقاتله وحيدا "[I]يلهث..يلهث[/I] اللعنة، أنا لن أموت هنا" بعد أن قال باسل هذا شرب مشروبا غريبا و وقف على رجليه و بدا كما لو أن طاقته قد عادت أكمل قائلا مع نفسه "تلك المخادعة تلاحقني دائما إلى أي مكان لكنها الآن غير موجودة، المهم، سأحاول الهرب بكل ما أملك و إن لم ينجح هذا سأنتظرها فقط لتأتي بينما أهرب" بعدما انتهى باسل من التفكير هرب و تبعه نمر البرق بينما هذا الأخير يطلق عليه عدة هجمات برقية لقد دخلا لمستعمرته و فعلا ما أرادا بها و هذا جعله غاضبا جدا، و لهذا لاحقهما بدون توقف حتى التقيا بعض 'الذئاب ذات القرن الفضي' الذين لحقوا أنمار، و بهذا افترقا عن بعضهما كان باسل هاربا من نمر البرق في الغابة حتى وصلا لمنحدر حاد، قفز باسل للأسفل و أكمل الهرب ثم بدى كما لو أنه يتحدث (.......أجيبي بسرعة، أنمار، أجيبي) (قلتَ قرب المنحدر، أنا قادمة الآن) بعد أن هرب باسل لوقت طويل التقى أخيرا بأنمار فقال لها بينما يجريان "أين كنت لكل هذا المدة، لقد جربت الاتصال بك عن طريق 'خاتم التخاطر الذهني و الروحي' العديد من المرات لكنك لم تجيبي، و لمَ تأخرتِ في القدوم بعد أن أجبتي" أجابته انمار "عندما لحقتني 'الذئاب ذات الناب الفضي'، دخلت في قتال ضدها، لكنني كلما كنت أقتلها كانت تنادي المزيد و لم أجد وقتا لأركز على اتصالك، بالإضافة إلى أن البحث عن هذا المنحدر أخذ مني وقتا طويلا للمجيء" بعد أن عرف سبب تأخر أنمار قال لها "حسنا، استخدمي سحرك عليه و اصنعي لي ثغرة، كم من الوقت سيكون بإمكانك كسبه لي؟" أجابت أنمار بعد أن فكرت قليلا "حسنا، ضد هذا الوحش، أظن أن سحري سيصمد لمدة عشر ثواني على الأكثر" توقف باسل عن الجري و استدار لنمر البرق ثم قال "هذا أكثر من كاف، استخدميه الآن" بعد أن توقف باسل تبعته أنمار بفعل نفس الشيء و عندما أعطاها الإذن استخدمت سحرها نمر البرق الذي كان يتبعهما توقف فجأة و بدأ يضرب أماكن فارغة. لكن في الحقيقة بالنسبة له لم تكن تلك أماكن فارغة و إنما يوجد بها عدة نسخ من باسل و أنمار كان سحر أنمار هو 'سحر الوهم'، فهي قد خلقت وهما تجعل نمر البرق يرى فيه الكثير منها و من باسل و لا يرى الحقيقيين [I]ووووووش[/I] سهم ناري اخترق رجل نمر البرق الأمامية ليخترقه واحد آخر في الرجل الخلفية فسقط الوحش على الأرض، لكن الوهم انتهى مفعوله و رأى نمر البرق باسل الذي كان يشحن كرة نارية و أطلقها نحوه بعد انتهاءه نمر البرق كان ساقطا على الأرض و لم يكن بإمكانه التحرك لكنه كان ما زال قادرا على استخدام السحر، بدأ يكون كرة برقية هو الآخر و أطلقها في اتجاه الكرة النارية المتجهة نحوه كانت سرعتهما في شحذ الطاقة السحرية مختلفة، فحتى لو كان نمر البرق قد تأخر في تكوين كرته البرقية، كان سريعا كفاية ليجهز كرة برقية تعادل الكرة النارية الخاصة بباسل و أطلقها [I]بوووووووم[/I] حدث انفجار كبير بين الكرتين فترك حفرة في مكان الالتقاء و احترقت بعض من الأشجار المحيطة تسللت أنمار من وراء نمر البرق و أخرجت سيفا من يدها ثم طعنته به فصرخ بسبب هذا [I]غوااااااااه[/I] أكمل باسل هجومه السابق عندما نفذت أنمار هجومها، قفز و نزل على رأس نمر البرق بقدميه مكسرا جمجمته ركز باسل سحر التعزيز على قدميه قبل أن يقفز و لهذا كان الهجوم مدمرا. قتل الاثنان نمر البرق، ثم بعد قليل من الوقت حدث أمر غريب لباسل بدأت الطاقة تحيط بجسده كله و [I]بووووم[/I] توهجت الطاقة كثيرا و بعد لحظات هدأت، ثم نظر باسل ليديه و قال "يبدو أنني أخيرا ارتفعت بالمستوى. أظن أنه لم يكن سيئا الدخول إلى هنا بعد كل شيء" أخذ الاثنان حجر الأصل و خرجا من المنطقة المحظورة التي كانت عبارة عن جبل. أكمل باسل و أنمار طريقهما بينما يدخلان لأي منطقة محظورة في الطريق، لقد دخلا للعديد من المناطق حتى الآن، و مرا على الكثير من القرى و المدن و بعد وقت طويل، أخيرا وصلا لوجهتهما و أخيرا بعد شهرين من رحيلهما من الديار وصلا للمكان المقصود من رحلتهما كانت العاصمة محاطة بسور عظيم يصل لثلاثين متر في العلو و يبدو قاسيا و صلبا. كان هناك خمس بوابات دخول ، و في كل واحدة منها هناك حارسين و برج رقابة به جنود في استعداد دائم، كانوا يبدون أقوياء و أشداء، فعلى ما يبدو أن العاصمة تضع أمنها من أولوياتها اقترب باسل و أنمار من البوابة الأمامية ثم وقفا ليتم سؤالهما من طرف حارس تقدم نحوهما قليلا "من أنتما؟ من أين و لماذا أتيتما؟" أجاب باسل قائلا بتواضع "نحن من قرية في جنوب الإمبراطورية و جئنا لبيع بعض من أحجار الأصل" نظر الحارس بتعجب إلى الطفل أمامه فهو لا يزال فقط في عمر الرابعة عشر، كيف له أن يحصل على أحجار أصل، ثم نظر للفتاة التي وراءه فسلبت قلبه و وجهه اِحمرّ من الخجل ليرجع نظرته إلى النظرة الحازمة التي كانت على وجهه ثم قال "هناك ضريبة للدخول للعاصمة يجب عليكما دفعها إن أردتما المرور" نظر باسل للحارس ثم أنزل كيسا صغيرا كان يحمله على ظهره ثم فتحه ليظهر القليل من أحجار الأصل من المستوى الثاني و قال للحارس "حسنا، أنا سأدفع بأحجار الأصل، كم تحتاج؟" نظر الحارس لأحجار الأصل التي أمامه بتعجب ثم قال "حسنا، واحد من تلك الأحجار يساوي عشر قطع أصلية فضية، و للمرور من هنا ستحتاج لقطعتين أصليتين ذهبيتين أو عشرون قطعة أصلية فضية و هذا يكلف الشخص الواحد فقط، من أجلكما أنتما الاثنين سيجب إعطاء ضعفي الثمن" أخرج باسل أربع قطع ثم أعطاها للحارس و قال "حسنا، ها هو ثمن الضريبة" ثم أخرج حجرين و أكمل قائلا بينما يمده للحارس "و هذا لكما على بذل جهدكما في عملكما" دخل باسل و أنمار للعاصمة بينما الحديث يدور بين حارسي البوابة "أتساءل من هما، أرأيت كم يملكان من أحجار الأصل؟ ذلك القدر لا يستطيع سوى مجموعة مكونة من سحرة بالمستوى الثاني الحصول عليه" نظر الحارس الذي كان يستمع بتعجب ثم قال "إذن أتقول لي أن ذلكما الطفلين في المستوى الثاني بالفعل؟ حسنا، هذا مستحيل، لقد أمضيت عشر سنين من عمري في التدرب حتى وصلت لذلك المستوى، يجب أن يكون قد أرسلهما شخص ما فقط لأنه لم يرد إزعاج نفسه، و أيضا إنك حقا لشخص نزيه يا 'جون'، لقد قلت لهما الثمن الحقيقي من دون كذب، غالب الحراس سيأخذون فائدة لهما" نظر الحارس 'جون' لصديقه ثم قال "أنا أقوم فقط بعملي على أكمل وجه، إن بدأت أخدع الناس فلن يكون هناك معنى من انضمامي للجيش من الأول، و أيضا لقد أهدانا حجرين من دون أن نطلب" أما في جهة باسل و أنمار اللذيْن كان نظرهما منبهر من جمال المدينة التي أمامهما، لقد مرا بالفعل على عدة مدن في طريقهما و كلما كانا يقتربان من العاصمة كلما صادفا مدينة أجمل من التي سبقتها، لكن من بين كل المدن التي ريا، لم تكن هناك واحدة جميلة مثل العاصمة، تكلم باسل معبرا عن رأيه "إنها حقا تستحق إسمها 'المدينة المورِقة' " كان أمامهما خضرة في كل مكان تعطي شعورا بالراحة، كانت هناك حدائق مليئة بأزهار ذات رائحة زكية رائعة، كانت هناك أجواء هادئة و مناظر خلابة تملأ أي مكان بالعاصمة مما جعل منظرها خيالي لم يكن هذا هو الشيء الجميل بها فقط، كان هناك حيوية هائلة تأتي من المكان، ***** يلعبون في كل مكان و السعادة تبدو مرسومة على وجوههم، كان المكان مسالما كانت هناك قلعة عملاقة تُرى لهما من مكانهما على الرغم من أنها بعيدة عنهما بأميال كثيرة، و على ما يبدو فإن ذلك هو القصر الإمبراطوري [I]همس، همس، همس[/I] بدأ الكلام ينتشر في المكان عن قدوم شيء ما "آه، أنظروا إنهم 'فرسان السنبلة الخضراء" "إن الهالة المحيطة بهم قاسية" "يمكنك الاحساس بالتوتر القادم من ناحيتهم من هنا" "هل هم ذاهبون للصيد يا ترى؟" "على الأغلب" عندما رأى باسل كل هؤلاء الناس يتحدثون عن 'فرسان السنبلة الخضراء' ذهب ليسأل شخص ما عنهم فرد عليه ذلك الشخص متفاجئا "أيها الفتى ألا تعرف من هم فرسان السنبلة الخضراء؟" ثم بدأ يحدق في باسل مطولا أماء باسل رأسه لليمين و الشمال ليكمل ذلك الشخص "إنهم فرسان مدربون خصيصا على يد الجنرال 'رعد' " "انتظر لحظة.." أوقف باسل ذلك الشخص ليسأله مرة أخرى "من هو الجنرال رعد؟" نظر ذلك الشخص لباسل بتعجب مرة أخرى ثم قال "ألا تعرف حتى الجنرال رعد؟ حتى لو كنت من خارج البلاد ستكون قد سمعت باسمه على الأقل" "لم أسمع به في حياتي" أجاب باسل مباشرة لتتدخل أنمار بينهما ثم قالت "أتركني أتحدث معه قليلا يا باسل" وافق باسل على طلبها ثم تحدثت مع ذلك الشخص قليلا و عادت فسألها باسل "إذن كيف كان الأمر؟" أجابت أنمار "أنت يجب عليك حقا معرفة شؤون البلاد و العالم و الشخصيات المهمة، لم أكن أتخيل أن تكون عديم الاهتمام في الناس لهذه الدرجة، أن لا تعرف الجنرال رعد، ما بالك، حقا؟" أجابها باسل بقوله "حسنا معك حق، أنا لم أهتم في حياتي بأي شيء آخر عدى السحر و الكتب، سيكون علي معرفة الشخصيات المهمة و التي لها تأثير كبير من أجل تحقيق هدفي من المجيء إلى هنا، و الآن أجيبيني، من هذا الجنرال رعد؟" رفعت أنمار ذراعيها قليلا و تنهدت ثم قالت "قبل أربعة عشر سنة في هجوم الشياطين لقد كان قائد وحدة في عمر الخامسة و العشرين فقط، كان واحدا من الاثنين الوحيدين في الإمبراطورية كلها اللذين واجها الشياطين وجها لوجه و هزما البعض منهم، عندما وصل لعمر الخامسة و الثلاثين كان بالفعل قد وصل للمستوى السادس و أصبح جنرالا، ثم بدأ يدرب عدة جنود تدريبا خاصا، و في الأخير تكونت فرقة 'فرسان السنبلة الخضراء، هذه الفرقة تضم سحرة من المستوى الثالث، و يقال أنه عندما أنشئت قَلَّت الجرائم في العاصمة بشكل كبير، هناك دوريات باستمرار بالمدينة للحفاظ على الأمن، فالجنود من السابق لم يكونوا سوى الوحدة الثالثة من الفرقة، هذه الأخيرة مكونة من ست وحدات، و لكل وحدة قائد بالمستوى الثالث و عدة جنود تحت إمرته بالمستوى الثاني و المستوى الأول و جنود من دون سحر" وضع باسل يده على ذقنه ثم فكر للحظات و قال "و من هو الشخص الآخر الذي واجه الشياطين أيضا؟" أجابت أنمار "إنه الجنرال 'براون'، كان معلم الجنرال رعد في ذلك الوقت، يقال أنهما واجها قائدا من القوات الشيطانية و الذي كانت له قوة خارقة تفوق قوة الجنرالات بكثير" "هكذا إذن" قالها باسل و ابتسامة على وجهه ثم أكمل "حسنا، هدفنا الأول سيكون التقرب من الجنرال رعد، يبدو أنه شخص ذو تأثير" تنهدت أنمار ثم قالت "حسنا، لكنني لا أظن أن هذا سيكون بتلك السهولة كما قلت" تعجب باسل و قال "هاه، و لماذا؟" أجابت أنمار "أتظن أن جنرالا سوف يعطي وقتا لأشخاص قرويين مثلنا، لن نستطيع حتى مقابلته فما بالك من التقرب منه" فكر باسل لوهلة (قرويين، قرويين..) ثم قال "هيا اتبعيني" لحقته أنمار حتى وصلا لمحل ملابس، دخل الاثنان و عندما رآهما البائع نظر لباسل بانحطاط، كانت الملابس التي كانا يرتديان متسخة و متقطعة من عدة أماكن، فقال البائع "إن لم تكن تملك أي نقود انصرف من هنا" لم يرى البائع أنمار بالأول، لكنه عندما فعل، تغيرت نظرته لواحدة منحرفة ثم قال "حسنا يمكنكما الدفع بطريقة أخرى إن لم تملكا المال" حملقت أنمار في وجهه و أحكمت قبضتيها فتدخل باسل "أيها العم، نحن نملك النقود" فتح باسل الكيس ليرى البائع الأحجار بالداخل ثم قال "آآه، حسنا حسنا، اختارا ما تريدان" اشترى الاثنان ملابس جديدة و خرجا من المتجر، ثم قال باسل "حسنا، يبدو أن المظهر شيء أساسي كما توقعت، فعندما تحدثنا مع الناس هنا نظروا لنا بنظرات دونية، و لكن أنظري كيف هي نظراتهم الآن، أنا لا أهتم بآراء الناس فهكذا عشت منذ صغري، لكن يبدو أنني سأحتاج للاهتمام بهذا للآن من أجل الوصول للمبتغى الخاص بي سريعا" كان الاثنان يمشيان في وسط 'المدينة المورقة' و هالة نبيلة تنبعث منهما، كان كلاهما جذابين، و مشيهما معا جنبا إلى جنب زاد من جاذبيتهما أكثر، كانت أنمار جميلة وجها و جسدا، كانت صاحبة قوام رائع و ذات منحنيات جذابة، و في الجانب الآخر كان باسل فتى وسيما و ذو جسد منحوت يجعل الفتاة متلهفة لرؤيته عندما يكبر، في كل مكان ذهبا إليه كانت نظرات الإعجاب تلحقهما "حسنا، الآن سيجب علينا نشر اسمينا و رفع مكانتنا بما يكفي لملاقاة الجنرال رعد" قالها باسل بينما يضع يده على ذقنه و يفكر في شيء ما و بدأ بعد لحظات كما لو أن فكرة قد طرأت لى باله و قال "حسنا، لنذهب لجمع بعض المعلومات أولا و بيع أحجار الأصل" ذهب الاثنان بينما يسألان البائعين عن أثمان كل من 'أوعية السحر' و أشياء أخرى، و عن الحدادين و الكيميائيين و في هذه الأثناء سمعا خبر عودة أميرة الإمبراطورية، الأميرة 'شارلوت' تغير الجو في الأرجاء و وقف الناس على جانب الطريق صانعين مسارا واسعا لتمر منه العربة القادمة من بعيد "مرحبا بعودتك أيتها الأميرة" "أتمنى أن تكون رحلتك لإمبراطورية الأمواج الهائجة مرت على خير" "حمدا على سلامتك أيتها الأميرة 'شارلوت' " الهتافات تأتي من كل مكان فرحا بعودة الأميرة 'شارلوت' و استقبالا لها. تقدم باسل و أنمار للأمام للحصول على رؤية أوضح اقتربت العربة حتى وصلت للمكان الذي يتواجد به باسل و أنمار، كانت الأميرة تلوح بيديها و ابتسامة على وجهها، جميع الناس كانوا يحبونها، و بهذا يمكنك تخيل كم هي رائعة هذه الشخصية التقت أعين باسل و الأميرة و بينما العربة تمر كان الاثنان يحدقان في بعضهما بغرابة، الأميرة كانت على وجهها نظرة اندهاش، و باسل متعجب من نظرتها له فجعلته يتساءل لماذا حل الليل و كان باسل و أنمار يتكلمان مع بعضهما في غرفة بمنزل ما "كما قلت لك من قبل، إنني لا أعرفها، كيف لي أن أعلم سبب تحديقها بي، لقد قلت أنك ستقومين بكل ما آمرك به من دون نقاش، حسنا إليك الأمر، اصمتي و لا تجادليني في هذا الموضوع ثانية" كان باسل يتحدث مع أنمار أو يجب أن نقول يتجادل معها حدقت أنمار بباسل مطولا ثم قالت بصوت غير مسموع "حسنا، إن كان هناك شيء ما فسأعلم عنه بطريقة أو بأخرى" [I]دق، دق، دق[/I] دق على الباب شخص ما فذهبت أنمار لتفتح الباب فتحت أنمار الباب لتجد رجلا ضخما مفتول العضلات واقفا و نظرته مخيفة فأرادت سؤاله لكنه سبقها في البدء بالحديث "هل يوجد هنا فتى اسمه باسل؟" حملقت أنمار بالرجل الضخم ثم التفت لباسل لتناديه لكنه كان بالفعل آتيا في طريقه و عندما وصل لأمام الباب قال "أنا هو باسل، ماذا تريد؟" بقي الرجل الضخم يحدق في باسل قليلا ثم قال "أنا اسمي 'رضا'، إنني مبعوث لجلالتها الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' " تفاجأت أنمار عند سماع الاسم الأخير و نظرت لباسل بغضب، كان باسل مصدوما هو الآخر، لقد ظن أن الأميرة قد أخطأته بشخص ما فقط في السابق، لكن على ما يبدو أن الأمر ليس كذلك "و لماذا أرسلت جلالة الأميرة مبعوثا من أجل قروي و ليس حتى بعامٍ مثلي؟" تكلم باسل سائلا رضا باستهتار ارتفع حاجب رضا و أحكم قبضته قليلا ثم قال "إنها تناديك للحضور أمامها" أجاب باسل بسرعة بمجرد انتهاء المبعوث رضا من كلامه "لم علي فعل شيء مزعج كهذا، أنا ليس لدي اهتمام، من أراد لقائي فليحضر بنفسه، هذا إن كان يستحق تضييع وقتي الثمين عليه، أنا مشغول حاليا" انفجر رضا غاضبا قائلا "أيها الصعلوك، إنها دعوة من شخص ينتمي للعائلة الإمبراطورية، هل تظن أن بإمكانك الرفض، هذا ليس طلبا و إنما أمرا، و إن فهمت الآن فلتذهب معي قبل أن أجرك لهناك بالرغم عنك" نظر باسل لرضا ثم خرجت ضحكة من فمه "هاهاها، تجرني؟ إن هذا العم يعرف كيف يطلق مُزحا مضحكة" هدأ باسل قليلا ثم أكمل بوجه جاد "إذن كيف ستفعل هذا بالضبط؟" وصل غضب رضا لحدوده و قال "أيها الصعلوك" ثم انقض على باسل موجها لكمة نحو وجهه راوغ باسل لكمته بسهولة مما جعل رضا يتعجب ثم التف للجانب الأيمن حيث هرب باسل و هاجمه مرة أخرى بلكمة أوقف باسل لكمته هذه المرة مما جعل رضا يصدم. إنه ساحر من المستوى الثالث و يدرب جسده أكثر من أي شخص، كيف لصعلوك كالذي أمامه أن يوقف لكمته، قد لا تكون تلك هي قوته الكاملة لكن هذا يبقى غريبا، فتلك اللكمة لن يستحملها حتى شخص من المستوى الثاني فما بالك بصدها؟ تكلم باسل مع نظرة ازدراء على وجهه "اسمع أيها المبعوث، قل للأميرة أنني شخص لا يحب اللف و الدوران، يحترم من يماثله بالأمر، إن كنت تريدين مقابلتي فأنا سعيد بهذا، لكن سيكون عليك أنت القدوم إلي بما أنك الشخص الذي أراد رؤيتي" بعدما أنهى رسالته للأميرة أكمل قائلا "و الآن خذ بنصيحتي التي سأقدمها لك، عد أدراجك و اترك عزة نفسك جانبا من أجل الحفاظ على أطرافك سالمة" بعد أن انتهى باسل من كلامه دفع قبضة رضا مما جعل هذا الأخير يرجع للخلف أحكم رضا قبضتيه الاثنتين إلى أن حفرت أظافره في راحة يديه ثم قال "أيها الوغد، هل تعتقد أنك مخول للتكلم بهذه الطريقة مع جلالتها، سأذيقك عذابا يجعلك تندم على اليوم الذي ولدت فيه" [I]بااااااا[/I] جمع رضا يديه الاثنتين كما لو أنه صفق، ثم خرجت منه هالة قليلة و صرخ قائلا "أنياب الموت الحجرية" و مباشرة خرجت عدة أعمدة حجرية مثل الخاصة بدب الأعماق و هاجمت باسل من جميع الجهات [I]بوووم[/I] فتح رضا عينيه على مصراعيهما و قال "ما الذي يحدث هنا؟" دمرت جميع الأعمدة في آن واحد. قام باسل بالتحرك بسرعة كبيرة و دمر جميع الأعمدة في غمضة عين، استخدم باسل سحر التعزيز مما عزز قوته و سرعته بشكل كبير عن العادة تكلم باسل "أنا لا أحذر لمرتين، هذا ما قد قررت فعله، الناس أمثالكم لا يجب إعطاءهم فرصة ثانية بعد منحهم واحدة أولى، لأنهم يكونون أشخاص لا يتعلمون عن طريق الكلام و إنما بجسدهم، إن لم تسرع في تأديبهم يتحولون لألم في المؤخرة" بعد انتهاء باسل من كلامه قفز نحو رضا واصلا أمامه في لحظة و قبل أن يستطيع المبعوث القيام بحركة واحدة لكمه باسل بذقنه جاعلا إياه يحلق بالسماء نزل رضا على الأرض و حاول الوقوف بصعوبة كبيرة و عندما كان سينجح في الوقوف وجد باسل أمامه [I]طررررق[/I] قام باسل بتكسير ذراع رضا عن طريق لفها للوراء فصرخ المبعوث من شدة الألم، تابع باسل بتكسيره الذراع الأخرى ففشلت رجلي رضا بسبب الألم ليجثوا على ركبتيه ثم قال له باسل "بما أنني لا أزال أريد منك القيام بعملك كمبعوث من أجلي سوف أترك لك رجليك لتمشي بهما، و الآن قف و عد أدراجك و لا تنس تبليغ رسالتي لأميرتك" وقف رضا بينما الذل و الألم يغطيان وجهه، كانت ذراعاه مقلوبتان للوراء مما كان يسبب له ألما كبيرا لكنه عرف أن ذلك الفتى غير طبيعي و لهذا قرر ترك فخره و التراجع للآن خرج رضا من الغرفة فأغلقت أنمار الباب وراءه ثم ذهبت لباسل و قالت "متى أصبحت بهذه القسوة؟" أجابها باسل بنظرة حازمة "من الآن فصاعدا. أنا لدي هدف علي تحقيقه، إن حنيت رأسي لكل شخص ألتقيه، متى سأرفع من مكانتي هنا و جعل اسمي ينتشر؟ يجب علي الإسراع" تمتم باسل بعد انتهاءه من إجابة أنمار "فربما لن يكون هناك وقت كافي" بقيت أنمار تنظر لباسل مطولا ثم أوقفت تفكيرها بالأمر و قالت "حسنا فلننم قليلا، لقد جمعنا معومات كافية لبدء ما جئنا لفعله" أماء باسل رأسه موافقا ثم ذهبت أنمار لغرفتها للنوم (في مكان مظلم ما) "هوو، أتقول لي أن شقيا بعمر الرابعة عشر قد هزمك هزيمة نكراء؟" جاء الصوت الذي كان مليئا بالفخر و الغرور من فتاة تبدو في العشرين من عمرها، كانت تملك شعرا أخضرا خلاب يسرق الأنظار كما تفعل الطبيعة الأم، بعينين في نفس اللون و ترتدي فستانا أسودا طويلا ليس بالفاضح و لا بالساتر كان رضا راكعا على ركبة واحدة أمام الأميرة 'شارلوت' مع أن ذراعيه مكسورتان إلى أن هذا لم يمنعه من إكمال واجبه "نعم يا جلالة الأميرة، ذلك الولد غير طبيعي، أنا بالمستوى الثالث و كنت أدرب بنيتي الجسدية كثيرا لأتفوق على من هم بنفس مستواي، لكني لم تكن لي أي فرصة أمام ذلك الفتى، لقد هزمني بكل سهولة، و قد أعطاني رسالة لأحملها لجلالتك" نظرت الأميرة شارلوت بازدراء لرضا ثم قالت "يمكنك بدء الحديث، ما هي هذه الرسالة؟" أوصل رضا الرسالة للأميرة و العرق البارد يملأ جسده بالكامل و كان يستعد للتوبيخ لكن حدث أمر لم يتوقعه حيث سمع ضحكة آتية من الأميرة "هاهاهاهاهاها، إنه حقا لشقي مثير، لقد زاد اهتمامي به أكثر فقط، أنا أريد الحصول عليه لنفسي الآن، لقد ظننت في الأول أن له وجه مألوف، خصوصا شعره، و سوف يكون ذو منفعة لي، لكن على ما يبدو أنه متكلم جيد و مقاتل بارع أيضا صاحب موهبة خارقة" تنهد رضا بينما يفكر مع نفسه في كم هي جلالة الأميرة شخص انتهازي، ألم تلاحظ كيف كانت طريقة كلام باسل في الرسالة التي أوصلها كما هي؟ أم أنها تغاضت عن الأمر فقط؟ و كالعادة لم يفهم رضا ما يدور في خلد أميرته أكملت الأميرة بنظرة جدية "لكن أظن أنه يجب عليه تلقي درسا حميما لتربيته أولا، و جعله يفهم أنه شخص لا يعرف العالم جيدا لكي لا يغتر بنفسه، بعد ذلك هناك عدة طرق لضبطه و جعله مطيعا بالكامل" بعد أن انتهت من جملتها الأخيرة ظهرت ابتسامة خبيثة و شريرة، و عندما رآها رضا بلع ريقه ثم سمع الإذن من أميرته سامحا له بالانصراف بعدما رحل رضا جلست الأميرة 'شارلوت' على كرسيها الفخم ثم قالت "يبدو أنني سأحظى بوقت ممتع لفترة من الوقت" مر الليل الهادئ و جاء الصباح الحيوي، و كالعادة العاصمة في قمة حيويتها، كانت هناك عدة عائلات نبيلة تحكم كل واحدة منها منطقة، مر باسل و أنمار بالفعل على عدة مدن تخضع لحكمها، مع أن العاصمة تترأسها العائلة الإمبراطورية إلى أنها لا تملك كل المناطق لنفسها، فالعاصمة كبيرة جدا و هناك عائلتين أخريين تتشاركها معها، لكن في النهاية يبقى الحكم النهائي للعائلة الإمبراطورية كل عائلة و لها تميز، لكن هناك عشر عائلات تترأس الأخريات و تشترك في شيء واحد و هو أن كل واحدة منها يكون لديها جنرالا على الأقل من بين الجنرالات الكبار في الإمبراطورية، باستثناء الجنرال رعد الذي رفض الحصول على لقب النبيل أو الانضمام لأي عائلة نبيلة و ركز أكثر على تعزيز قوة الجنود و الإمبراطورية لقد قال أنه لا يملك وقتا لممارسة لعبة المنافسة بين العائلات النبيلة و الدخول في معمعتهم و بدل ذلك يجب التركيز على ما هو أهم حقا يقال عنه أنه تغير منذ هجوم الشياطين كثيرا و أصبح يتدرب بلا توقف، على ما يبدو أن مواجهته مع العدو قد تركت صدمة به لكن مع أن الجنرال رعد لم يأخذ لقب النبيل، أخذ حق تلقيب نفسه، فجعل 'كاميناري' كلقب له كان كل نبيل يملك لقبا عائليا، و لا يحق للعاميين و القرويين امتلاك واحد خاص بهم، و من بين كل العائلات، هناك ثلاث يقفون فوق قمة إمبراطورية 'النضير الوهاج' تأتي العائلة الإمبراطورية 'غرين' في القمة و تليها عائلة 'كريمزون' ثم تأتي في المرتبة الثالثة عائلة 'كين' هذه الثلاث عائلات هي التي تحكم العاصمة و لها نفوذ أكبر من الأخريات، عائلة 'غرين' الحاكمة للإمبراطورية، أصبحت تحمل هذا اللقب منذ خمسين عام، حيث استولت على حق عائلة "كريمزون' في الحكم و جعلته لنفسها، أما عائلة 'كين' فقد أنشئت قبل تسعين سنة على يد الجنرال 'كين تشارلي' و نمت قوتها إلى أن أصبحت معروفة في جميع أنحاء العالم بعد أن سلب منها الحق في الحكم، ضعفت قواتها نتيجة للحرب، و لهذا حاولت عائلة 'كريمزون' بكل ما تملك تنمية قوتها من جديد لاسترجاع حقها. و في هذه الأثناء أُنشِئت معاهدة بين عائلة غرين و عائلة كريمزون تنص على عدم مساس أفراد الآخر أو التدخل في أمرهم، و إن خالف أي أحد من الطرفين هذا الاتفاق، فسوف يطبق عليه عقوبة قاسية قد تصل للإعدام كل هذا كان من أجل ضمان أن عائلة كريمزون لن تحاول التمرد و القيام بانقلاب، لكن مع أن المعاهدة كانت في صالح عائلة غرين الإمبراطورية، كان الأمر جيدا لعائلة كريمزون لأنها سوف تستطيع تنمية قواتها من جديد، و لهذا وافقت على هذه المعاهدة بالرغم من أن حقهم كان قد سلب منهم بالقوة للتو فقط، فإنْ لم يوافقوا على المعاهدة فلن يكونوا موجودين على هذا العالم اليوم لكن و بعد أن ظهر الوريث المناسب بعد خمسة عشر عاما، اغتيل في عمر العشرين، كان بالفعل قد وصل للمستوى الرابع، لكنه مات مسموما كانت العائلة تملك ولدين، و لهذا أصبح الأمل معلقا على الأخ الأصغر الذي كان في عمر الثالثة آنذاك، كبر هذا الطفل و كانت موهبته لا تقل عن أخيه الأكبر، و عندما وصل لعمر الثالثة و العشرين صدم عائلته بقرار مفاجئ قرر المغادرة مع حبيبته التي لم يقبل رئيس العائلة بزواجه منها لأنها كانت عامية و بدون منفعة للعائلة، اختفى الوريث و لم يستطيعوا إيجاده أبدا كانت قد ولدت **** بعد وصول الوريث الثاني لعمر الثانية عشر، و الآن، بعد خمسة عشر سنة من اختفاءه، كبرت الطفلة لتصبح سيدة و أمّاً في عمر الستة و العشرون حيث رزقت بمولود قبل أربع سنين و لهذا على عائلة كريمزون الانتظار إلى أن يكبر الفتى الصغير آملين أن يكون موهوبا، و حارصين عليه كل الحرص، فالعائلات الأخرى بدأت تضع عينيها على المركز الثاني الذي تملكه، و لهذا لن تتحمل فقدان وريث آخر، فالرئيس الحالي بدأ يصل لحدوده لولا رئيس العائلة 'كريمزون أكاغي' لكانت وصلت للحضيض بالفعل، فهو الذي حكم العائلة لمدة خمسين عام بالفعل و كان شخصا قاسيا و صارما جدا، و كل ما يفعله يكون من أجل مصلحة العائلة و لا شيء آخر (في سوق ما) كان باسل و أنمار في السوق يبيعان أحجار الأصل، ينتقلان من محل لآخر، لم يبيعا كل شيء لمشتري واحد، و لكنهما ركزا على اختيار أحسن التجار و التعامل معهم فلقد قضيا البارحة كلها في جمع المعلومات حول طريقة سير الأمور هنا و من يترأس العمل على من، و عرفوا تسلسل القوى هنا، و من سيكون هدفا جيدا لهما لاستخدامه كوسيلة في سبيل تحقيق هدفهما "سأجعلها لك بقطعة أصلية ذهبية للواحدة، ما رأيك؟" كان باسل يحاول بيع أحجار أصل من المستوى الثالث فتح التاجر عينيه متفاجئا و قال "هل تتكلم بصدق؟ هل سوف تنقص لي عشر قطع فضية من ثمن كل واحدة؟" أماء باسل رأسه موافقا فأكمل التاجر كلامه "سأشتري كل ما تملك" ابتسم باسل ثم قال "حسنا أيها الأخ" ثم فتح الكيس و أفرغه في كيس التاجر "خذ، ها هي ذي خمسة و عشرون قطعة أصلية ذهبية، و إن كان هناك المزيد فالتأتي، سأشتري كل ما تملك" أماء باسل رأسه و ابتسم بعد كلام التاجر ثم قال "شكرا لك أيها الأخ، و ستدينني إن فعلت معروفا من أجلي" قال التاجر "حسنا، أطلب ما تشاء، فأنت الآن أمسيت صديقا لي في العمل" ابتسم باسل ثم قال "أريد منك نشر اسمي عند كل تاجر جيد تعرفه و قل لهم أنني أبيع بأقل من الثمن الأصلي، و لا تقلق، فأنت ستكون من أوائلي، و ستكون لك دائما الحصة الأكبر و الثمن الأرخص عندما أريد أن أبيع مرة أخرى" ابتسم التاجر بفرح ثم قال "هذا طلب سهل، ما اسمك بالمناسبة أيها السيد الصغير؟" التوت زاوية فم باسل ثم قال "باسل، تشرفت بمعرفتك، و أرجوا أن لا تقول لأي شخص آخر عن الاتفاق الذي دار بيننا" ضحك التاجر بينما يقول "هاها، لا تقلق من هذه الناحية أيها السيد الصغير، و أيضا أريد منك معرفة اسمي إن احتجتني في أي وقت، اسأل عني و ستعرف مكاني، اسمي هو 'ناصر' " فهم التاجر ناصر المعنى وراء كلام باسل، فباسل أراد أن يخفي الاتفاق لكي لا يعرف التجار الذين سيتعامل معهم مستقبلا أنه يفضل أحدا عنهم و يبيع له أحجار الأصل أرخص مما يبيعها لهم، فهذا سيسبب له في الإفلاس بحيث لن يريد تاجر آخر الشراء من عنده إلا إذا باع لهم بنفس الثمن و من جهة أخرى كان الأمر في مصلحته، لأنه إن عرف التجار الآخرين بصفقته مع باسل سيحاولون بكل ما يستطيعون إنقاص ربحه، و إغراء باسل بعروض و أشياء أخرى، ببساطة كان باسل محفظة للنقود جاءت إليه على طبق من ذهب و لن يريد تضييعها أو الاستغناء عنها ذهب باسل و أنمار مكملان عملهما و في نهاية اليوم عادا لمنزلهما قال باسل "لقد بعنا تقريبا نصف أحجار الأصل التي نملك و جعلت كل تاجر يعدني بنشر اسمي بين التجار الآخرين، لقد جعلتهم يغلقون أفواههم لكي لا يعرفوا أنهم اشتروا كلهم بنفس الثمن مني، و تركهم يعتقدون أنهم قد أنشئوا علاقة عمل خاصة معي" قالت أنمار بنظرة استهزائية "الشخص إن تركته يعتقد أنه خاص، سيفعل كل ما تطلبه منه" ثم أكملت "إذا ماذا ستفعل بعد هذا، لا أظن أن اسمك سينتشر بين ليلة و ضحاها" كان باسل يجلس فوق السرير، فأغمض عينيه و اتكأ ثم قال "ليس هناك شيء أفعله سوى الانتظار و المراقبة، فعندما يحين الوقت سأمر للمرحلة الثانية، هذا كل ما في الأمر" قالت أنمار "حسنا" ثم نهضت من الكرسي الذي كانت تجلس عليه و فتحت الباب بينما تقول "تصبح على خير، أنا ذاهبة لغرفتي" لم يجبها باسل و أكمل استرخاءه إلى أن نام حتى جاء الغد [I]دق، دق، دق[/I] فتح باسل الباب للطارق فوجد أربعة أشخاص، شخص كان يتقدمهم و كان يرتدي ملابس فاخرة و يبدو عليه النبل تكلم النبيل عندما فتح له باسل الباب بينما تعتلي وجهه نظرة متفاخرة "أيها الطفل، فلتأتي معنا من دون نقاش، أنت لا تريد أن يتم سلخك هنا في العلن، ستتسبب في إحراج نفسك فقط" تثاءب باسل و بينما عينيه ما زالتا مغمضتين تكلم قائلا "أولا، لا أريد الذهاب، ثانيا، لست في مزاج للنقاش حتى لو طلبته مني، ثالثا، لا أريد أن يتم سلخي، و رابعا، لا أريد إحراج نفسي، و بهذا سأقول لك أن تعود أدراجك، فأنا لا أحب من يعكر مزاجي بالصباح الباكر، فهناك شخص حاول فعل هذا في السنة الماضية و تلقى مني غضب لا تحمد عقباه، آه، على ما أذكر فهو لم يكن شخصا، بل وحشا سحريا" ارتفع حاجب النبيل ثم تفوه قائلا "يبدو أنك كما سمعت، لا تعرف العالم جيدا أيها الفتى" ثم رفع يديه و أكمل كلامه بإعطائه أمرا للثلاثة الذين وراءه "علموا الصعلوك درسا" أجاب الثلاثة معا "أمرك يا سيدي" ابتعد النبيل عن الطريق و اقترب الثلاثة لباسل الذي خرج بينما يحك رأسه و هو يقول "أ ناس هذه المدينة كلهم هكذا؟ لا يفهمون ما معنى التحذير؟" ثم أكمل قائلا مع نفسه "أنا لا أريد منهم تدمير المنزل، فلقد كان أمرا شاقا علي إيجاد واحد لأشتريه" أحكم واحد من الثلاثة و الذي كان متوسط البنية قبضتيه و ضربهما ببعضهما ملصقا إياهما، ثم صرخ و فتح قبضتيه في اتجاه باسل "سكاكين الماء" ظهرت عشرات السكاكين المائية أمام قبضتي العدو و اتجهت نحو باسل بسرعة كبيرة بينما يقول مطلقها "كاكاكا، لن تخرج من هنا سالما أيها الفتى" "يا له من إزعاج، لننهي هذا بسرعة" انتهى باسل من جملته و اختفى من مكانه ليظهر أمام العدو و لكمه ببطنه فجعله يتقيأ الدماء و أغمي عليه فورا استخدم باسل سحر التعزيز مرة أخرى، في المرة السابقة، ضد المبعوث رضا، لم يستخدم سوى أربعين في المئة من قوته الكاملة و جعله عاجزا ببنيته التي يتفاخر بها، لكنه الآن استخدم حوالي سبعين في المئة من سحر التعزيز بلكمته، فجعل متوسط البنية نصف ميت في لحظة قال باسل بوجه جدي "أنا لا أحب الانتظار، و لا أحب أن أُنتظر، و لهذا أرجوا ألا تكونا في مثل بطء صديقكما السابق، و إلا فإنكما ستواجهان نفس مصيره" قال النبيل بغضب "أيها الشقي، لا تغتر بنفسك، فذلك الحثالة لم يكن سوى ساحر بالمستوى الثاني، الصفقة الحقيقية هي هذان الاثنان، فهما يُسمَّيان ب'إخوة القطْع'، هما ساحران بالمستوى الثالث، و لن يتركا منك مكانا سالما إن لم تطع أمرنا و تذهب معنا بهدوء" "إخوة القطع؟ ما هذا؟" عندما انتهى باسل من كلامه رفع الأخوين يديهما للأعلى، و قال في نفس الوقت "زوبعة الموت" ظهرت رياح و بدأت تدور في شكل دائري بينما تتسارع بشكل كبير فتكون في ثواني إعصار بارتفاع عشرة أمتار و اتجه نحو باسل لم يتحرك باسل من مكانه و انتظر الإعصار ليأتي إليه ثم قال "زوبعة الموت؟ و أنا من ظننت أنها شيء مثير يستحق الرؤية، لكنها لم تكن سوى مضيعة للوقت" عندما اقتربت الزوبعة من باسل أحكم قبضته و فعل سحر التعزيز في كامل قوته بذراعه اليمنى و رجليه معا، ثم لكم زوبعة الموت [I]بوووم[/I] اختفت الزوبعة كما لو أنها لم توجد من قبل مشي باسل في اتجاه إخوة القطْع بينما هما منصدمان مما ريا، 'زوبعة الموت'، سمياها بهذا الاسم بعد أن جرباها على العديد من السحرة و كل من تلقاها لقي مصرعه، لكن الآن شقي لا يعرفان من أين أتى دمر تقنيتهما الموحدة بسهولة نظر باسل في وجه إخوة القطع و قال "أنتما لا تبدوان كالشخص السابق، من وجهكما أنا أعرف أنكما لستما بشخصين سيحاولا فعل شيء كهذا لفتى في عمري" تكلم باسل سائلا "هل يبتزكما ذلك الحثالة؟ أم يحتفظ برهينة تهمكما؟ إن أردتما المساعدة بإمكاني تقديم واحدة" كان الإخوة يستمعان و عاقدين حاجبيهما ثم قالا في نفس الوقت عندما انتهى باسل من الكلام "هذا ليس من شأنك أيها الفتى" ثم ألصقى ذراعيهما ببعضهما و أنزلاها للأسفل ثم قالا "سيف الحكم" تكون سيف ضخم من الرياح في الحال و نزل على رأس باسل. هذا الأخير لم يتحرك و قال "للأسف" ثم وجه قبضته للأعلى نحو السيف فدمره و انطلق نحو إخوة القطع و لكمهما في نفس الوقت ببطنهما فجعلهما يسقطان غائبين عن الوعي وجَّه باسل نظره للنبيل ثم قال "لقد سبق و حذرت تلك الأميرة عن طريق رسالتي، أنا لا أحب اللف و الدوران، لكن على ما يبدو أنها ستكون ألما في المؤخرة إن لم أسرع في معالجة هذا الأمر" وثب باسل نحو النبيل و حمله من عنقه للسماء ثم قال "ستخبرني بمكانها الحالي، إن لم تفعل سيكون مصيرك الموت، و بالتأكيد سيكون بعد تعزييب طويل" تكلم النبيل بارتعاد "أيها الوغد، ألا تعرف من أنا؟ إنني جورج الرئيس التالي لعائلة..." خنقه باسل و لم يتركه يكمل كلامه ثم قال "أنا لا أهتم بمن تكون، ألم تسمع كلامي؟ لقد قلت لك أخبرني عن مكان تواجد تلك ال* أو سأقتلك" بلل النبيل جورج سرواله و بدأ يبكي على وضعه، قالت له الأميرة أن يتولى أمر هذا الفتى الذي أمامه، و لهذا جلب معه ثلاث سحرة متوسطين فقط ظنا منه أنهم كافيون، لكن كل شيء صار عكس ما توقع "ح..حس..." حاول النبيل جورج الموافقة فقاطعه صوت عميق "توقف" التف باسل للوراء ليرى من المتكلم فوجد رجلا يبدو في منتصف الثلاثينيات من عمره و وراءه عدة أشخاص، كان هذا الرجل يرتدي درعا فضيا و لديه ندبة كبيرة على أنفه تكلم النبيل جورج بفرح " 'الجنرال منصف'، أنقذني أرجوك، هذا الوغد هنا يحاول قتلي" نظر 'الجنرال منصف' لباسل ثم لأجسام الثلاثة المغمى عليهم و قال "أيها الفتى، سأريد منك ترك هذا الأمر قبل أن يكبر أكثر مما هو عليه" حمْلق باسل في وجه 'الجنرال منصف' ثم قال "و من أنت بالضبط لتأمرني؟" ضحك النبيل جورج و قال "ألا تعرف من هو الجنرال منصف، أيها الأحمق، ستكون نهايتك إن لم تقم بما أمرك به" شد باسل الخناق على النبيل جورج أكثر حتى لم يعد يتنفس ثم قال له بنظرة ازدراء مرسومة على وجهه "أيها الحثالة، إن لم يكن سيخرج من فمك مكان تلك العاهره، فلتغلقه إذا قبل أن أكسر فكك" تجمد النبيل في مكانه ثم نظر إلى الجنرال منصف يطلب النجدة. تقدم الجنرال منصف للأمام قليلا ثم قال "أيها الفتى، أنا لا أعرف من أنت أو من أين أتيت، أو حتى سبب فعلك لهذا، لكن سيكون من الأفضل لك التوقف حالا، و إلا ستكون عاقبة عملك شنيعة" نظر باسل للجنرال منصف ثم قال "حقا؟ ما الذي قد يحدث إن لم أتوقف يا ترى؟" تكلم الجنرال منصف بجدية بينما يحملق في باسل "اسمع أيها الفتى، أنا لا أريد إراقة الدماء اليوم، و لهذا من الأفضل لك أن تترك هذا الأمر" تكلم باسل "لست بفاعل" قال الجنرال منصف بصوت حاد جدي أكثر من السابق "إذا أظن أنه لا مفر من الأمر" بعد أن انتهى الجنرال منصف تقدم نحو باسل الذي قفز للوراء متراجعا و تاركا مسافة بينهما اندفع الجنرال منصف نحو باسل فوصل أمامه بسرعة فائقة و لكمه ببطنه بيده اليمنى، لكن باسل تصدى للكمته بيده اليسرى و ركله برجله اليمنى، فصدها الجنرال منصف بيده اليسرى و ركله برجله اليمنى حيث كان لباسل ثغرة نتيجة رفعه لرجله اليمنى تم الأمر بسرعة فائقة جعلت الجنرال يتفاجأ كثيرا من ردة فعل باسل على هجومه، مع أنه تغلب على باسل في النهاية في القتال القريب، لكنه أحس كما لو أن هذا الفتى كان يختبره حلق باسل نتيجة للركلة لأمتار قليلة، لكنه وقف كما لو أنه لم يحدث له أي شيء. صدم الجنرال منصف و الجنود الذين كانوا معه الجنرال منصف، معروف كصاحب أقوى بنية جسدية بين جميع السحرة في الإمبراطورية، لكن ذلك الفتى الذي تلقى ركلة منه لم يتأثر أبدا قال باسل بينما ينفض ملابسه من الغبار "هوه، هذا هو مستوى الجنرال إذا؟ حسنا، إنه أفضل من الأشخاص السابقين" كان باسل بإمكانه في الواقع التصدي لركلة الجنرال منصف، لكنه لم يفعل لأنه أراد أن يختبر قوته، فهو قد تدرب على يد معلمه 'إدريس الحكيم' عبر مواجهته في قتالات و لم يستطع لمسه إطلاقا و تعرض للضرب المبرح فقط، و لهذا كان له اهتمام في معرفة مدى قوة هؤلاء الجنرالات الذين يقال عنهم أنهم الأقوى "كما توقعت، إن المعلم استثنائي" بعد انتهائه من كلامه مع نفسه نظر في اتجاه الجنرال منصف حملق الجنرال منصف في باسل ثم قال "أيها الفتى، من أنت بالضبط؟" أجاب باسل قائلا "مجرد قروي يبحث عن القليل من المتعة فتعرض للمضايقة قليلا و رد الجميل ضعفين، و كما سمعت أنا أرد الجميل ضعفين، فاستعد للحصول على نصيبك" ضحك الجنرال منصف بينما يقول "هاهاها، إنك فتى مثير للاهتمام، تقدم سأعلمك درسا أو اثنين" بعدما انتهى الجنرال منصف من كلامه، اندفع باسل نحوه بينما سحر التعزيز في كامل قوته [I]بووم[/I] تلاقت قبضة باسل مع الخاصة بالجنرال منصف، هذا الأخير صدم تماما كما حدث مع باسل هو الآخر تراجع باسل للوراء قليلا ثم تكلم الجنرال منصف "أيها الفتى، إنك حقا لمثير للاهتمام، لم أكن أتوقع أن يكون لديك نفس سحري" قال باسل بينما يبتسم "و لا أنا أيها العم" عندما تلاقت لكمة باسل و الخاصة بالجنرال منصف، نتج عن تصادمهما موجة قوية، و لاحظ باسل عندها أن الجنرال قد استخدم سحره الذي كان سحر التعزيز، و من جهة أخرى، حدث نفس الشيء مع الجنرال منصف سحر التعزيز كان سحرا نادرا جدا، و لا يمكنك إيجاد سوى أعداد قليلة و معدودة في العالم كله يملكونه، و لهذا كان الأمر صادما بالنسبة للجنرال منصف، لكن ما صدمه ليس هذا فقط، بل أيضا القوة التي أخرجتها لكمة باسل و التي كانت كبيرة جدا تكلم الجنرال منصف قائلا "أيها الفتى، ما اسمك؟" قال باسل "أليس من الآداب تقديم نفسك قبل سؤال الشخص عن اسمه" ضحك الجنرال منصف ثم قال "هاهاها، معك حق في هذا، أنا اسمي كريمزون منصف، إنني أنتمي لعائلة كريمزون" تكلم باسل "اسمي باسل، متشرف بمعرفتك، و الآن هل نكمل؟" قال الجنرال منصف "هيا هيا، لا تكن متعجلا، فلنترك الأمر عند هذا الحد، ليس هناك عدة فرص لملاقاة شخص يستخدم سحر التعزيز، لاسيما ساحر في عمرك قد وصل للمستوى الرابع بالفعل، إنها ستكون مضيعة فقط، ما رأيك أن تأتي معي؟ سأعاملك كضيف شرف في العائلة" وضع باسل يده على ذقنه و بدأ يفكر لمدة طويلة ثم قال بعد أن قرر "حسنا، أظن أنني سأرافقك" ابتسم الجنرال منصف و التف ثم قال "اتبعني إذا" قال باسل "حسنا" ثم أكمل بينما نظره توجه للنبيل جورج "لكني يجب أن أعرف ما أحتاج من ذلك الحثالة قبل هذا" جري باسل ثم حمل النبيل جورج من عنقه من جديد و قال "إما أن تسرع في قول ما أريد أن أسمع و إلا ستموت، لديك خمس ثواني للإجابة" التف الجنرال منصف ثم قال "أيها الفتى باسل، لا تضع وقتك معه أكثر من هذا، إن كنت تريد شيئا ما فسوف أجلبه لك" نظر باسل للجنرال منصف ثم قال "حسنا، إن قال هذا العم منصف، فلا بأس إذا" قام باسل برمي النبيل جورج بعيدا ثم تبع الجنرال منصف و بينما يتبعه، ظهرت فجأة أنمار بجانبه قال باسل "يبدو أنك اكتفيتِ بالمشاهدة" أجابت أنمار "حسنا، لم يبدو أنك في حاجة للمساعدة" ثم ابتسمت و أكملا طريقهما بعد السير لمدة طويلة، وصلت المجموعة إلى قصر ضخم جدا يمتد لألاف الأمتار، كان يملك بوابة ضخمة جدا يصل علوها لعشرات الأمتار و حارسين واقفين عندها عندما رأى الحارسين الجنرال منصف، انحنوا قليلا ثم قالا "مرحبا بعودتك أيها الجنرال" أجاب الجنرال منصف "شكرا على تعبكما" ثم دخل للداخل فتبعه البقية ثم أمر الجنود الذين كانوا معه بالذهاب لمعسكر التدريب، و تقدم للأمام نحو البوابة الداخلية فتبعه باسل و أنمار عندما دخل باسل و أنمار عبر البوابة الخارجية انبهرا من اتساع المكان، كانت هناك عدد هائل من البنايات تحيط بمبنى ضخم جدا و الذي سارا في اتجاهه تابعين الجنرال منصف فتح الجنرال منصف البوابة فنظر باسل و أنمار للداخل ليجدا ممرا طويلا و على جانبيه العديد من الجنود الأقوياء مروا من الطريق حتى وصلوا لبوابة أخرى و حارسين واقفين أمامها، أعطى الحارسين التحية للجنرال منصف و فتحا له البوابة، دخل الثلاثة لقاعة ضخمة جدا تسع لمئات الأشخاص، كان هناك العديد من الرجال الواقفين بالجانبين و درج كبير أمامهما، و فوقه يوجد عرش يجلس عليه رجل كبير في السن تكلم الجنرال منصف "يا أيها الرئيس، لقد أتيت و معي خبرا قد يسرك" تكلم الرجل الكبير في السن "أنا كريمزون أكاغي، عشت ما يكفي من المآسي و مررت بالكثير من المصاعب، لا أظن أن هناك شيء سيسرني الآن غير وجود حل لإنقاذ عائلتي من الضياع و إرجاعها لمجدها، و هذا غير ممكن الآن كما أعلم و تعلم أيها الجنرال منصف، لكن لديك الحق في المحاولة يا زوج ابنتي" "أب زوجتي، هذا الفتى الذي ورائي ساحر في المستوى الرابع و يستخدم سحر التعزيز النادر مثلي، لقد جلبته معي كضيف شرف، و أتمنى أن ننشئ علاقة جيدة معه، فقد يكون عونا كبيرا في إنعاش عائلتنا ريثما يكبر الوريث الشرعي" كان الجنرال منصف رجلا صريحا و مباشرا، قال كلاما يحمل نواياه تجاه باسل من دون خداع، فهو معروف بعدالته و إخلاصه و ولائه لعائلة كريمزون، تزوج قبل ست سنين الابنة الوحيدة لعائلة كريمزون بعد أن وصل للمستوى السادس و أصبح جنرالا أنجبت زوجته له طفلا بعد مرور سنتين من زواجهما، فكان الخبر مفرحا له و لزوجته و خصوصا لرئيس العائلة كريمزون أكاغي الذي كان يائسا و لجميع من ينتمي للعائلة بعد مرور حوالي إحدى عشرة سنة من اختفاء الوريث الثاني، ظهر أمل جديد في العائلة، كان هذا الأمل هو ابن الجنرال منصف و زوجته 'كريمزون سكارليت' ابنة رئيس العائلة 'كريمزون أكاغي' عندما سمع باسل الجنرال منصف، ابتسم و نظر له باحترام، باسل لا يحب اللف و الدوران، و هذا ما فعله بالضبط الجنرال منصف عرف باسل معنى دعوة الجنرال منصف من الأول، لكنه أتى آملا في الحصول على منفعة من هذا، فالتعامل مع العائلة التي تعتبر الثانية من حيث القوة و السلطة كانت تشمل جميع المواصفات التي يريدها باسل من أجل تحقيق هدفه، فكما أراد الجنرال منصف الانتفاع من باسل، هذا الأخير كان له نفس الهدف حملق رئيس العائلة كريمزون أكاغي في صهره الجنرال منصف لمدة قصيرة ثم غير اتجاه نظره لباسل فتغيرت نظرته كثيرا كما لو أنه ينظر لشبح ما، بقي على تلك الحال لمدة طويلة حتى جمع شتات نفسه و قال "أيها الفتى، لقد سمعت ما قال الجنرال منصف، ما رأيك؟" نظر باسل في وجه رئيس العائلة كريمزون أكاغي ثم قال باحترام "أنا أفهم من كلامه أن هناك مصلحة لكم في إنشاء علاقة جيدة معي، فلما لا، فالأمر ذاته ينطبق علي، أنا سأمد لكم يد المساعدة لكم في أي وقت تحتاجونها، و بالمقابل عندما أريدها أنا، سيكون من الجيد لو قدمتموها لي" حدق الجنرال رئيس عائلة كريمزون في باسل لمدة طويلة ثم وجه نظره لأنمار و قال "و من تلك السيدة الصغيرة؟" كان باسل سيجيب عن السؤال لكن أنمار سبقته بالحديث، فقالت باحترام "أنا مرافقة باسل أيها الكبير المحترم" قال رئيس العائلة كريمزون أكاغي "حسنا، سوف أقبل بهذا، لكن سأريد منك إثبات كلامك، فإن كانت هناك علاقة حلف ستكون بيننا سأريد منك على الأقل إثبات استحقاقك لها، الطريقة 'كيف' ستكون عليك" ابتسم باسل ثم قال "حسنا أيها الكبير، لما لا نبدأ في الحديث أولا عن قلب سوق التجارة رأسا على عقب" اندهش جميع من في القاعة من كلام باسل، فالرجال الذين بالجانبين كانوا كلهم أشخاص لهم ولاء ضخم لعائلة كريمزون، فهناك منهم من لا يزال حيا منذ السقوط العظيم للعائلة من الحكم وجود فتى في مثل هذا العمر يستخدم سحر التعزيز بالمستوى الرابع قد أدهشهم أكثر مما أفرحهم خبر تحالفه معهم. لكن ماذا بدأ يقول هذا الفتى؟ قلب سوق التجارة رأسا على عقب؟ ما الذي يتحدث عنه بالضبط؟ تكلم رئيس العائلة كريمزون أكاغي "وضح كلامك أكثر أيها الفتى" فتح باسل ذراعيه و قال "كما سمعت تماما، كل ما تعرفه عن أثمان أحجار الأصل و استخداماتها سوف أجعله يبدأ من صفحة جديدة، و هذه الصفحة سوف تكتب من قبلي" قال كريمزون أكاغي "و كيف ستفعل هذا؟ لا زلت لم توضح ما الذي ستفعله" ابتسم باسل و قال "أيها الكبير، كتعبير مني عن شكري على قبولك صنع علاقة حلف بيننا، سوف أجعلك..لا، سوف أجعل عائلتك الواجهة الأمامية لقلب سوق التجارة رأسا على عقب، و سيكون هذا عن طريق المعلومات التي ستعرفها مني في الدقائق القادمة، لكن سيبقى تصديقك لي أم لا متوقف عليك" اندهش رئيس عائلة كريمزون من الفتى الذي أمامه ثم قال "أنا لم يعد لدي ما أخسره، كل ما ملكته يوما قد سلب مني أو هرب مني، لذا أيها الفتى، إن كان هناك شيء سوف يجعل من عائلتي ترجع لمجدها، فسيكون هذا عبارة عن تحقيقٍ لأمنيتي الوحيدة التي تجعلني ما أزال أريد العيش، لقد ارتكبت أخطاء فادحة خلال حياتي و لا أنوي إعادتها، لقد عشت ما يكفي لأعرف الكاذب من الصادق و أفرق بينهما، و أنت كل الكلام الذي يخرج من فمك يحمل معه ثقة موثوق بها، فقل ما عندك أيها الفتى" اندهش كل من في القاعة، ما الذي يحدث هنا؟ حتى الجنرال منصف بقي مصدوما طوال الوقت، لقد أتى بهذا الفتى فقط لأن لديه موهبة و سحر استثنائيين، و ظن أنه سيكون ذو نفع كبير للعائلة، لكن الفتى بدأ يتكلم عن أشياء كتغيير موازين القوة و السلطة في العالم بدأ باسل يكمل حديثه بقوله "أيها الكبير، حكمتك التي حكمت بها علي لن أخذلها أبدا، هنا و الآن، إنني أعدك بمساعدتك على إنعاش عائلتك، فكما قلت لك، إن احتجت ليد المساعدة سأكون مستعدا لتقديمها لك في أي وقت" نظر الجميع لباسل الذي أكمل "و كبداية سأجعل من عائلتك الأغنى بكامل الإمبراطورية، فكما يقولون، 'امرؤ بلا مال ذئب بلا أنياب' " قال باسل بادئا شرحه "هناك استخدامات عدة لأحجار الأصل غير معروفة بهذا العالم، و التي قد تكُون موجة تعلن عن بداية كارثة أكبر من التي حدثت قبل أربع عشرة سنة عندما تنتشر " بقي الكل مصدوما، من لا يعرف الكارثة التي حدثت قبل أربع عشرة سنة، هجوم الشياطيين، خوف البشرية من العدو المجهول لا يزال كائنا إلى يومنا هذا عندما هوجم العالم من طرف العدو المجهول، كان هناك دمار كبير شمل الإمبراطوريات الثلاث، اثنان من إمبراطورية النضير الوهاج فقط من واجها العدو مباشرة و كان بقاؤهما على قيد الحياة أمر جيد، أما في الإمبراطوريتين الأخريين، فكانت هناك إبادة تامة لجنرالان بجيشهما بإمبراطورية الأمواج الهائجة، أما إمبراطورية الرياح العاتية لم تخسر أي جنرال، لكنها فقدت ربع سكانها، فالأمر تم بسرعة كبيرة لدرجة أن الجيش عندما وصل لمساعدة من كان يحتاج للنجدة وجد العدوَّ قد اختفى بالفعل و العديد من القرى و المدن كانت قد دمرت تماما، و القليل جدا من كان محظوظا فبقي حيا ليروي لهم الكارثة التي مرت عليهم عندما حدث هذا الدمار الشامل، عقدت اتفاقية بسرعة بين الإمبراطوريات الثلاث تنص على منع الحرب، و التوقف عن التنافس فيما بينهم، و التركيز على تنمية قواتهم لأقصى درجة ليستعدوا لأي هجوم مثل الذي مر عليهم، و لهذا بنيت عدة أكاديميات سحر في العديد من المدن و لم تعد العاصمة فقط من تملك واحدة في كل إمبراطورية كانت هناك أكاديمية سحر كبيرة بالعاصمة، و يدخلها كل شخص يتطلع ليصبح ساحر، لكن بعد الدمار الشامل، ركزت الإمبراطوريات الثلاث على توسيع نطاق تعلم السحر لكسب قوة أكبر من السابق، و الاتفاقية التي عقدت ساعدت في هذا كثيرا و لهذا عندما يأتي شخص من العدم و يبدأ في قول أنه قد يتسبب في كارثة أكبر من الدمار الشامل، فإنه بالتأكيد ليس بعاقل، لكن هذا الفتى الذي أمام ناظر جميع من في هذه القاعة الضخمة بدأ يتحدث عن أمور يسمعونها لأول مرة في حياتهم "مسحوق الأصل يصنع من أحجار الأصل، و يصنع منه عدة إكسيرات منها، إكسير العلاج، إكسير التعزيز، إكسير التقوية، هناك العديد من الاستخدامات الأخرى لأحجار الأصل منها استعمالها في صنع وسائل للتواصل" لكن أكثر ما صدمهم هو ما بدأ يفعله الفتى، فتح باسل راحة يده و التي ظهر عليها مربع أسود اللون و بوسطه هناك لون أزرق فاتح قريب للون الأبيض، و من هذا المربع خرج كيس ضخم مليء بأحجار الأصل، و عدة قرون ثم العديد من الطعام أخرج باسل قبل قليل العديد من الأشياء من راحة يديه فقط مما جعل الحضور فاتحا فمه و كاد ذقن كل واحد منهم أن يصل للأرض الكل هنا ساحر، و أقل مستوى يمكنك أن تجده من بينهم هو المستوى الرابع، و كلهم خبراء في المعارك، فبعضهم ذهب ل'قارة الأصل و النهاية' التي تعرف بالعجائب و المصائب، لكن و لا واحد منهم رأى سحرا كالذي أراهم باسل إياه تكلم باسل قائلا بينما يعيد كل ما أخرجه عن طريق لمسه براحة يديه "أيها الحضور، ما ترونه الآن ليس سحرا أو خدعا، ما فعلته قبل قليل هي قدرة يمكن لأي واحد منكم كسبها، و كما قلت من قبل، استخدامات أحجار الأصل كثيرة، و ما رأيتموه قبل قليل كان واحدا منها فقط" ركز باسل نظره الذي كان يوجهه نحو الجميع على رئيس العائلة كريمزون أكاغي ثم قال "أيها الكبير، لقد رأيت ما فعلت قبل قليل، و سأعطيك عينة من كل قنينة إكسير لتجربها، أظن أن هذا كاف كإثبات على استحقاقي تحالفي معكم، و الآن حان دوركم في إثبات استحقاقكم له" حدق كريمزون أكاغي في باسل لمدة طويلة ثم قال بعد فترة من الصمت و التحديق "أيها الفتى، ما أريتنا قبل قليل كاف لتصديقك، أما بخصوص دورنا، فما رأيك في هذا، كل ما ستحتاجه من الآن فصاعدا سيتم تحقيقه ما دام في صلاحية سلطة عائلتي" نظر باسل للكبير ثم قال مع ابتسامة شيطانية لم يلاحظها أحد "أيها الكبير، أن نكون معا هو البداية، و البقاء معا هو التقدم، و العمل معا هو النجاح. أتمنى أن نحقق نجاحا جيدا" أكمل باسل كلامه "الآن بعد اتفاقنا على تحالفنا، ما رأيك في بداية عملنا المشترك الأول؟" حدق الجميع في باسل حتى سأله الكبير كريمزون أكاغي "و ما ستكون طبيعة العمل يا حليفنا؟" أجاب باسل بعدما ابتسم "كما قلت سابقا، سوف نبدأ بقلب سوق التجارة رأسا على عقب، و لهذا سأحتاج منك كبداية جمع جميع الكيميائيين و الحدادين الجيدين الذين تملكهم لألقي عليهم بعض الدروس، و من ثم سأحتاج منك شراء كمية هائلة من أحجار الأصل، كل ما كانت الكمية أكبر كلما كان أفضل، و عندها سنبدأ في صنع إكسيراتنا و أدواتنا و بيعها من جديد، الطريقة بسيطة لكنها أكثر من فعالة، و ريثما تصبح عائلتك الأغنى في العالم كله، سأطلب منك إعطائي أعضاء من جنودك الصاعدين لتنشئتهم على يدي، و بالطبع سأختار الجنود بنفسي، و بهذا سأجعل عائلتك الأقوى في الإمبراطورية أولا ثم في العالم ثانيا" صدم جميع من بالقاعة، الجنرال منصف لم يعد يستطيع استيعاب ما يحدث، رئيس عائلة كريمزون وقف وقفة الحيران الفرحان، حلم حياته سيتحقق؟ لا، بل سيفوق حلمه بكثير و أكثر مما تخيل يوما؟ هذا ببساطة شيء لا يصدق قال رئيس عائلة كريمزون أكاغي بعد أن هدأ "يا حليفنا، أنا لا أجد أي كلمات للتعليق عن هذا، و إن كان كلامك سيصبح حقيقة، فإنني لا أعرف كيف سأشكرك، و هناك شيء لا يزال في عقلي أريد سؤالك بشأنه" أماء باسل رأسه ليكمل الكبير "لماذا تفعل كل هذا من أجل عائلة التقيت بها للتو؟" من الطبيعي أن يتساءل المرء إن جاء أحدهم و قال أنه سيجعله الأغنى و الأقوى في العالم عن سبب فعله لهذا، كريمزون أكاغي رجل معروف بصرامته و حرصه الشديد على عائلته، لكن كل هذا نابع من حبه لها، و من الطبيعي أن يسأل عن دافع الشخص الذي يريد مساعدة عائلته قبل أن يأتي باسل إلى هنا، عرف عن طريق جمع المعلومات هو و أنمار ليوم كامل وضع عائلة كريمزون الحالي، و لهذا عندما تلقى باسل الدعوة من الجنرال منصف، جاءته الفكرة المثالية لتسريع خطته، فإن كانت عائلة كريمزون كما سمع من الإشاعات لا زالت تهدف للرجوع لمجدها، فسوف تكون هدفا جيدا لما يحاول باسل فعله قال باسل "سمعت أن العائلة الحاكمة الحالية غير منصفة، و أن عائلتك التي كانت في الحكم قبل خمسين سنة كانت نقيضها تماما، كانت تحكم بالعدل و لا تحتقر القرويين و العامة، فإن كنت سأختار من بينهما، سأختار عائلتك" حدق كريمزون أكاغي في باسل ثم قال "يا حليفنا، لماذا اخترتنا؟ أنت لا زلت لم توضح السبب الرئيسي" حك باسل رأسه ثم قال "حسنا، إن هذا من أجل الاستعداد للحرب القادمة ضد الشياطين، أنا أريد جعل هذا العالم مستعدا في أسرع وقت للذي هو قادم، و عائلتك ستكون الوسيلة المثالية لتحقيق هذا الأمر" صدم الجميع من كلام باسل، حرب ضد الشياطين؟ الاستعداد لها؟ ماذا يقول هذا الفتى؟ أ يعرف شيئا هم يجهلوه؟ أكمل باسل قائلا "لقد مرت أربع عشرة سنة بالفعل منذ 'الدمار الشامل'، هذا الاسم الأخير هو ما أطلق على تلك الكارثة، لكن القادم سيجعل من هذا الاسم شيئا لطيفا إن لم يتم الاستعداد جيدا له. الشياطين يمكنها أن تهاجم في أي وقت و لن نعلم متى سيكون، و إن ظننتم أن الدمار الشامل كان شيئا مرعبا، فسوف أقول لكم شيئا" نظر باسل في وجه الجميع ثم قال بجدية كبيرة و بصوت مرتفع "استيقظوا يا ناس، فإن الدمار الشامل لم يكن سوى إعلانا صغيرا لعالمنا الواهن عن بداية عصر أهوال"..............يتبع!!!!!!![/B] [HEADING=1](الجزء الثامن)[/HEADING] [B]أتى باسل للعاصمة من أجل جعل هذا العالم مستعدا لأي هجوم قد يأتي مستقبلا مثل الدمار الشامل، و لهذا كان ينوي نشر اسمه بين التجار و كسب سمعة جيدة قبل البدء في نشر استعمالات أحجار الأصل، فإن كان له اسم بين التجار، ستكون كلمته موثوق بها، و بالتالي سوف يثقون في السلعة الخاصة به و التي ستكون جديدة عليهم بعد انتشار استعمالات أحجار الأصل و معرفة فائدتها، سوف يسرع العديد من الأشخاص في توطيد علاقتهم مع باسل، و لن يقتصر الأمر على التجار فقط، بل حتى العائلات الكبرى سترغب في التقرب له، و عندها سوف يختار باسل من بين جميع العائلات الأسهل و الأفضل كوسيلة لبدايته في تقوية هذا العالم عندما سمع باسل رغبة الجنرال منصف في استضافته، جاءته الفكرة المثالية، ففكر لقليل من الوقت، دعوة هذا الجنرال أتت بعد مشاهدته لسحره و قوته، مما يعني أنه يحاول بناء علاقة جيدة معه و استغلاله لمصلحة عائلته، فالشكر لدى بعض الناس ليس إلا رغبة مبطنة في الحصول على خيرات أكثر لكن هذا كان يدُبُّ في مصلحة باسل، لقد قل عليه عناء نشر اسمه و لم يتبقى له سوى إثبات نفسه للعائلة التي سيذهب لها و كسب ثقتها، و ستكون بدايته في جعل هدفه يتحقق أسرع مما توقع، و كما أراد فقد سار الأمر على هواه "الإكسيرات التي تحدثت عنها لها مفعول كبير في تنمية قوة الساحر و تسريعها، فمثلا إكسير التعزيز يجعل قوته السحرية ترتفع بمراحل للأعلى مؤقتا، و لهذا له فائدة كبيرة أثناء المعارك، فقد يتغير منحى القتال إن امتلك أحد مثل هذا الإكسير و آخر لا يملكه، و إكسير التقوية ينمي القوة السحرية بشكل متسلسل و دائم، لكن لا ينصح بالإكثار منه، فلا يجب على الساحر رفع قوته السحرية إلى حد لن يستطيع جسده و بحر روحه تحملها أكثر" كان باسل قد بدأ بالفعل شرحه لكيميائيين، كان هناك ثلاثة كيميائيين فقط في عائلة كريمزون، فعلى ما يبدو، الكيميائيون ليس لهم أهمية كبيرة لكن عندما استمع الثلاثة لكلام باسل صدموا تماما، إن كانت هناك تقنيات مثل هذه موجودة بالعالم، فسوف يصبح الطلب على من يصنعها خياليا، و سوف تتغير مكانتهم بشكل كبير عما كانت عليه من قبل تحمس الكيميائيون الثلاث كثيرا و استمعوا لكل كلمة يقولها باسل، لكن نظرة إحباط ظهرت على وجههم، فمن خلال ما سمعوا، لا يستطيع كيميائي أقل من المستوى الثالث صنع أي إكسير كان هذا مشكلة عويصة بالنسبة لهم، فهم أصبحوا كيميائيين بعد أن استسلموا من اتباع طريق السحر، فلقد بقوا في المستوى الأول لمدة عشر سنين من دون تقدم ملحوظ بعد أن رأوا أنهم لن يتقدموا في السحر، تبقى لهم خيارين فقط، أن يصبحوا كيميائيين أم حدادين، فاختاروا الأول. بعد أن يتخلى الساحر عن اتباع طريق السحر و الانتقال إلى الكيمياء أو الحدادة سوف تصبح سرعة تقدمه أكبر مما كانت، و الآن الكيميائيين الثلاثة كلهم في القسم الثاني من المستوى الثاني قال باسل بعد مشاهدته لإحباطهم "لا تقلقوا، فإن كانت هذه الإكسيرات ستُستهلك من شخص ما، فسوف أحرص كل الحرص على أن تكونوا أنتم الثلاثة أول من يفعل" تغيرت نظرة الثلاثة ليكمل باسل "سوف أجعلكم تصلون للمستوى الثالث في مدة قصيرة، فأنا لا أستطيع صنع الإكسيرات طوال الوقت، هناك العديد من الأعمال سيكون علي إنهاؤها، و لهذا سأترك أمر صنع الإكسيرات عليكم بعد وصولكم للمستوى الثالث، و أثناء هذه الفترة سوف أعلمكم جميع التقنيات التي ستحتاجونها" فرح الثلاثة ثم انحنوا قليلا لباسل، سوف تتغير حياتهم تماما عندما يصبحون قادرين على إنتاج الإكسيرات، و باسل هو من منحهم هذه الفرصة، فكيف لا يكنون له أقصى درجات الاحترام الكيميائيون لم يكونوا سوى الطبقة الأضعف من السحرة التي لم تستطع تحقيق أي تقدم في مسار السحر و اتجهوا نحو الكيمياء لكل ساحر إمكانية في الغدو كيميائيا، لكن يبقى الأمر متعلقا على مدى فهمه للمواد التي سيطبق عليها العملية و علاقتها بالطاقة السحرية الخالصة، و أكثر ما يهم هو استعداده التام عقليا ليحول طاقته السحرية كلها إلى طاقة سحرية خالصة، فهذه هي المرحلة الأهم في حياة كل شخص يريد أن يتخلى عن طريق السحر و اتباع طريق الكيمياء أو الحدادة، فبعد أن يفعل هذا يفقد قوة عنصره السحري و تتحول طاقته السحرية كلها إلى طاقة سحرية خالصة كما تكون الطاقة الخارجية قبل أن يجذبها الساحر و تدخل لبحر روحه ثم تتحول لعنصره السحري الثاني بعد أن يعرف الساحر كيف يتحكم في الطاقة الخالصة و يفهم كيف يجعلها تتغلغل بالمواد المراد دمجها، سيعرف كيف يدمج بينها لتنتج ما يهدف له كان الكيميائيون يعرفون فقط خلط الأعشاب مع طاقتهم السحرية الخالصة و إنتاج أدوية تكون فعالة أكثر من الأدوية العادية، و لهذا لم تكن لهم قيمة كبيرة جدا، فبعد كل شيء ليسوا سوى سحرة فاشلين شرح باسل للكيميائيين عن العديد من الوصفات و طريقة صنعها، تحمس الثلاثة كثيرا من كلام باسل، فكلهم بدؤوا بمعرفة عالم جديد سوف يجعل حياتهم تتغير للأفضل بعد مرور أيام من تعليم الكيميائيين و إرشادهم قرر باسل الانتقال للحدادين، فكما يعرف عن الحدادين، هم الذين يقومون بصهر الحديد مع أحجار الأصل بتقنيات يتم توارثها عبر الأجيال من أجل صنع 'أوعية السحر' للسحرة قابل باسل رئيس الحدادين في عائلة كريمزون، فعلى عكس الكيميائيين، يتلقى الحدادون معاملة و مرتبة لا بأس بها، فهم من يؤتمن عليهم صنع أسلحة العائلة، و بسبب هذا كان لهم فخر بنفسهم عندما أراد باسل التكلم معهم، لم يعطوه وجها و تجاهلوه حتى سمعوا أنه أمر مباشر من رئيس العائلة 'كريمزون أكاغي' ذهب رئيس الحدادين الذي كان عبارة عن رجل عجوز في اتجاه باسل ثم قال "أيها الفتى، لقد سمعت عنك من سيدنا أكاغي، كيف لفتى مثلك أن يرينا ما نفعل بعملنا" ابتسم باسل و قال "أيها الجد، ما رأيك أن تذهب معي لمكان منعزل للحظات، سأريك شيئا مثيرا للاهتمام" ذهب باسل مع الجد الذي أرشده لورشة عمله و دخلا لها، أخرج باسل حجر أصل من راحة يده فجعل الجد الحداد فاتحا فمه من الصدمة ثم أخرج معه مطرقة كبيرة و سيف كبير الحجم بطول متران و عشرين سنتمترا بالعرض صهر باسل حجر الأصل عن طريق النار و الطاقة السحرية الخالصة، فالنار لوحدها لن تصهر أحجار الأصل أبدا، ثم تحكم في الطاقة الناتجة عن انصهاره بطاقته السحرية الخالصة و تلاعب بها ثم بدأ يدمجها بالسيف الصخم كانت هناك نقوش غريبة على السيف و عندما دمجت الطاقة الخالصة حجر الأصل مع السيف، توهجت النقوش بضوء أزرق فاتح قريب للون الأبيض و بعد مرور قليل من الوقت قال باسل "حسنا، لقد انتهينا" لم يصدق الجد الحداد ما رآه أمام عينيه و لم يرمش لمدة طويلة "ما الذي فعله هذا الفتى قبل قليل؟ أ صنع وعاء سحريا من المستوى الرابع في هذه المدة القصيرة؟ و ما تلك التقنيات؟ لم أشاهد مثلها في حياتي كلها، إنه لم يحول عنصره السحري إلى طاقة سحرية خالصة و لا زال بإمكانه التحكم بالطاقة السحرية الخالصة لهذه الدرجة" صدم الجد الحداد تماما و اعترف بالهزيمة بداخل قلبه، هو رجل فخور بنفسه، يحمل لقب الحداد الأفضل في الإمبراطورية، لم يكن هناك من هو أفضل منه في عمله، لكن هذا الفتى جعله يعترف بالهزيمة قال الجد الحداد بعدما أمسك يدي باسل "أيها السيد الصغير، اسمي 'سميث' و نحن حدادي عائلة كريمزون تحت رعايتك من الآن فصاعدا، فلتنورنا بمعرفتك" ابتسم باسل و قال "أيها الجد سميث، لا داعي للرسمية، أنا هنا من أجل إعطائكم التقنيات التي شاهدتها قبل قليل و أريكم كيف يمكنكم استغلال أحجار الأصل في صنع العديد من الأشياء الأخرى و ليس فقط في أوعية السحر" فرح الجد سميث ثم قال "أوه، هناك استخدامات أخرى لأحجار الأصل؟ فلتخبرني بها حالا من فضلك" ضحك باسل ثم قال "حسنا، أحجار الأصل....." بدأ باسل شرحه للجد سميث و مرت عدة أيام منذ تحالف باسل مع عائلة كريمزون، و حان الوقت ليختار بعض الجنود ليدربهم في ساحة شاسعة جدا بداخل ملكية عائلة كريمزون، كان هناك حوالي أربعة آلاف جندي، مختلطين من العادي إلى المستوى الثالث في السحر، حَامَ (ماضي فعل 'يحوم') باسل حول الجنود بينما يحقق في أمر كل واحد منهم قبل أن ينتقل للآخر، و كلما اختار واحدا أشار له ليتقدم نحو المكان الذي قرره بعد انتهاءه كان قد جمع حوالي خمسين جنديا و انصرف الجنود الذين لم يخترهم. وقف أمامهم ثم بدأ حديثه "أيها الجنود، أعرف أن هناك من هو مستاء منكم لأن فتى مثلي لا تعرفون من أين أتى بدأ في إلقاء الأوامر عليكم، و لهذا سوف أعطيكم حلا جميلا، اهجموا علي جميعا في آن واحد، و إن استطعتم هزيمتي سوف أعود أدراجي مذلولا، و إن لم تستطيعوا، فسوف تقومون بكل ما آمركم به، المدة التي لديكم هي المدة التي سوف تنقضي فيها طاقة احتمالكم أو تستسلمون، و الآن فلنبدأ" مر وقت كبير و كان جميع الخمسين جنديا مستلقون على الأرض، كلٌّ و حالته، هناك من غاب عن الوعي، هناك من سقط من التعب، و هناك من استسلم تكلم باسل قائلا بجدية و بصوت مرتفع "من الآن فصاعدا، أنا قائدكم، أنا معلمكم، و أنا مرشدكم، و إن كان لأي أحد منكم اعتراض فأنا على كل استعداد لمواجهته" ثم أكمل "هذا كل شيء لليوم" ثم تذكر شيئا ما و قال "ستكون هذه الفتاة التي بجانبي و أمامكم بتعليمكم عندما أكون غائبا" ذهب باسل بعد أن انتهى من الكلام، كانت أنمار تلحقه في كل مكان يذهب إليه، باسل معتاد على هذا الأمر منذ صغره حتى لو كان يزعجه، فبعد كل شيء هو يعرف لم تتبعه، فحتى بعد أن رفضها للعديد من المرات لم تكف عن ملاحقته خرج باسل و أنمار من القصر و توجها نحو سوق العاصمة، فهما لم يخرجا منذ مدة طويلة، ولهذا كانا متحمسين قليلا و بعد مدة وصلا للسوق، كان سوق العاصمة كبيرا للغاية و يتوفر على كل أنواع المتاجر، التي تخص الطعام و التي تخص الأدوية و الأعشاب الطبية، و أخرى تخص بيع الأسلحة بشتى أنواعها و أخرى لبيع الملابس كان السوق كبيرا و متنوعا في تجارته، هناك تجار من كلا إمبراطوريتي 'الأمواج الهائجة' و 'الرياح العاتية'، فبعد الاتفاقية، أصبحت العلاقة التجارية أسهل بين الإمبراطوريات كان يسمى هذا السوق ب 'سوق المركزية' تكلم باسل عندما وصلا للسوق "حسنا، لنذهب لجلب وجها سوف يساعد على تسيير خططنا بسلاسة" ثم ابتسم و خطى الخطوة الأولى دخل الاثنان للسوق ثم قال باسل "فلندهب للبحث عن التاجر ناصر" أماءت أنمار رأسها و انطلقا بينما يسألان عن التاجر ناصر في الأرجاء حتى عرفا مكانه و التقيا به "أووه، لقد بحثت عنك طويلا أيها السيد الصغير باسل" فرح التاجر ناصر عند رؤيته لباسل و قال "هل أتيت لتبيع أحجار الأصل مرة أخرى؟" ابتسم باسل و أجاب "أيها الأخ ناصر، لم آت إلى هنا لبيع أحجار الأصل" أحبط التاجر ناصر قليلا ليكمل باسل "و إنما أتيت لك بعرض أحسن من شراء أحجار الأصل بثمن رخيص" استغرب التاجر ناصر ثم قال "ما هو هذا العرض؟" قال باسل "أنا آت لك بعرض لن يستطيع أي تاجر رفضه، لكن سيكون عليك الاستعداد للتخلي عن كل أعمالك الأخرى و الانضمام للعمل معي، و أنا أضمن لك، ما ستحققه من أرباح سيكون شيئا لا يمكنك مقارنة ما تربحه الآن معه، ماذا تقول؟ هل أنت معي أم لا؟" تعجب التاجر ناصر مما يقوله باسل، هو تاجر معروف في شتى أنحاء الإمبراطورية و لديه القليل من العلاقات مع تجار من الإمبراطوريتين الأخريين، فكيف له أن يتخلى عن عمله و عملائه الذين كسبهم عبر كل هذه السنين، عبس ناصر و قال "سامحني أيها السيد الصغير، و لكن حتى لو كان هذا طلب منك فلن أستطيع القيام به" تنهد باسل و قال "حسنا، هذا هو المتوقع، ما رأيك أن تأتي معي لفترة؟ سأريك شيئا ما سيغير رأيك و نظرتك الحالية للسوق" لم يكن للتاجر ما يخسره و اتبع باسل لمكان خال من الناس خارج السوق. عندها شاهد التاجر ما لم تقدر عيناه أن تصدقه ضحك باسل مع نفسه بينما يقول "هاهاها، إن هذه النظرة أصبحت أراها كثيرا مؤخرا" أرى باسل للتاجر عدة أشياء تخرج من راحة يده مما جعله يصدم تماما، ثم قال له باسل "أيها الأخ ناصر، أنا اخترتك أنت بعد أن أعجبتني بنزاهتك التي ميزتها فيك عن باقي التجار، و سوف تكون أنت من يتعامل مع بيع الأشياء التي سأريها لك" أرى باسل للتاجر ناصر جميع الإكسيرات مع شرح فائدة كل واحد منها. جعل هذا التاجر ناصر يبقى فاتحا فمه لفترة قال التاجر ناصر بدهشة "إن كان كل ما قلته صحيحا، فعندما تظهر هذه الإكسيرات في السوق سوف ترى تغيرا خياليا، ستصبح أحجار الأصل تساوي قيمتها أكبر عما كانت بكثير، فكما قلت لصناعة هذه الإكسيرات يتوجب عليك صنع مسحوق الأصل أولا، و مسحوق الأصل يأتي من أحجار الأصل" ابتسم باسل و قال "نعم هذا صحيح، و الآن رأيت و سمعت، ما رأيك في عرضي مرة أخرى؟" بلع التاجر ناصر ريقه و قال بحزم "أنا معك أيها السيد الصغير باسل" التاجر ناصر شخص ذكي و يعرف ما سيكون جيدا له، هو معروف بتوقعاته الدقيقة لتغيرات أثمان السلع مما جعله مشهورا بين الكثير من التجار و يتلقى شعبية كبيرة بينهم ابتسم باسل و طلب من التاجر اتباعه. وافق التاجر ناصر لكن طلب من باسل أن ينتظره ريثما يغلق متجره ذهب الثلاثة بعد عودة التاجر ناصر حتى وصلا أمام بوابة قصر عائلة كريمزون، حيى الحارسان باسل ثم فتحا لهم الباب صدم التاجر ناصر مما حدث أمامه، لماذا هم في قصر عائلة كريمزون؟ ما العلاقة التي بين باسل و عائلة كريمزون حتى تفتح له الأبواب باحترام؟ بينما التاجر ناصر منغلق بتفكيره أتاه صوت باسل "أنا بدأت أتعامل مع عائلة كريمزون، و قررت أن أتحالف معهم لأبدأ في نشر هذه التقنيات الجديدة على هذا العالم" التف باسل ثم قال "جلبتك لهنا لتتعرف على الأشخاص الذين ستتعامل معهم من الآن فصاعدا" أخذ باسل التاجر ناصر ليلتقي مع الكيميائيين الثلاث و الحدادين و تقديمه لهم. شرح باسل لهم كيف ستكون طريقة سير الأعمال بينهم ثم قال "أيها الأخ ناصر، أنا ذاهب الآن، سأتركك مع الجد سميث تكملان حديثكما" (في قاعة القصر الأساسية) كان باسل و أنمار يجلسان بالقرب من الرئيس كريمزون أكاغي و يتحدثان معه "أووه، إذن أنتما من قرية بالجنوب" ابتسم الرئيس ثم أكمل "سأجعل أحدا يزورها يوما ما للاعتناء بها" ابتسم باسل و قال "هاهاها، شكرا لك على لطفك أيها الكبير أكاغي، لقد سمعت أنك صارم جدا، لكنك مختلف تماما عما سمعت" قال الكبير أكاغي "ما سمعته عني ليس خاطئا تماما" ثم تذكر أحداثا من الماضي و عبس قليلا، أكمل كلامه مغيرا الموضوع "ما الذي ستفعله الآن أيها الفتى باسل؟ لقد زودتك بكل ما تحتاج له" قال باسل بنبرة جدية "سوف أبدأ بتحطيم أثمان السلع في السوق، أولا سنبيع أوعية السحر و جميع أنواع الأسلحة و الدروع بأثمان منخفضة لنربح زبائن أكثر، بهذا سنجلب لنا اهتماما عن باقي التجار، بعدها سوف نبدأ في بيع أدواتنا الجديدة بثمن يناسبنا، و بعدها بمدة سوف نبيع الإكسيرات، عندما يصل الكيميائيون الثلاثة للمستوى المطلوب لبدئهم في صناعة الإكسيرات سوف أترك هذا الأمر عليهم لأركز عندها على تدريب أكبر قدر من الجنود ممكن" ابتسم الكبير أكاغي ثم قال "إن سار الأمر كما قلت، هل سيكون بإمكان عائلتي العودة لمجدها؟" التوت زاوية فم باسل ثم قال "نحن سنجمع الأموال من العائلات الكبرى بتجارتنا و نصبح الأغنى بينهم، و سأدرب الجنود على يدي ليصيروا أقوى جنود في الإمبراطورية، و بهذا سيكون لديك حلي مشاكل العالم بيديك الاثنين" تعجب الكبير أكاغي ليكمل باسل "إنهما المال و القوة، من كان ذكيا و أراد الانضمام لنا فمرحبا به، و من لم يرد فله بالمال، و من رفضه فعليه بالدمار" صدم الكبير أكاغي من كلام الفتى الذي أمامه، فتارة يكون لطيفا و تارة أخرى يكون كالشيطان، لكن كل هذا لا يهم إن كان سيستعيد حقه و حق عائلته المسلوب قال باسل بعدما وقف "سوف نشرع في عملنا بعد أسبوع من الآن، آه، و لا تنسى أن تقوم بما طلبته منك حول التاجر ناصر، فهو سيكون ورقة مهمة لإكمال الخطوة الأولى، هذا إن أردت ترجع عائلتك لمجدها في أسرع وقت، أنا ذاهب لغرفتي، لا أريد أي إزعاج طيلة هذا الأسبوع، لا تأتي حتى بالطعام لي فلدي ما يكفيني" ذهب باسل و لحقته أنمار كالعادة، شاهدهما الكبير أكاغي بينما يبتعدان و نظره مركز على ظهر باسل ثم قال بصوت غير مسموع "إنه يشبهه حقا" و أكمل سائلا "يا حليفنا، كيف لك أن تعرف عن كل هذه الأشياء؟" توقف باسل و التف ثم ابتسم و قال "تعلمت من الأفضل" و بعد إنهائه كلامه أكمل طريقه نحو الخارج ليترك الكبير أكاغي حيرانا في مكانه في غرفة ضخمة، كان باسل جالسا جلسة التربيعة و أمامه العديد من الأعشاب و أحجار الأصل من المستوى الرابع و قدر كبير. أخرج باسل من راحة يديه مسحوقا كان بقماش كبير و أنزله بالقرب من المواد الأخرى "أولا، سنحتاج لعشب الأصل، هذا العشب هو الأهم، يجب علي وضعه مباشرة بعد تحكمي في التوهج، الأمر الجيد في الأمر هو أنه يوجد في أي منطقة محظورة، و سأتبعه بأوراق شجرة الروح و بعضا من العشب الخالص و العديد من الأعشاب المنقاة" "حسنا، هذا كل شيء" بعدما انتهى باسل من كلامه، أخذ القماش ثم أفرغ المسحوق الذي كان بداخله في القدر و أشعل نارا بسحره الخاص و بدأ المسحوق يتوهج بشكل كبير قام باسل بالتحكم بالتوهج عن طريق إرسال طاقته السحرية الخالصة و بدأ يرمي بعض الأعشاب من في القدر، أولها كان عشب الأصل بعد رميه، المسحوق الذي الذي كان قد قل توهجه اندمج مع عشب الأصل بشكل سلس تحت تحكم باسل، هذا الأخير تابع برمي ورق شجرة الروح ثم العشب الخالص ليعود توهج المسحوق لكن بشكل أكبر من الأول ابتسم باسل و تحكم في ناره و جعلها قوية جدا مع إرساله طاقته السحرية الخالصة للقدر ثم بدأ يتلاعب بالمواد بعد رميها كلها في القدر إلى أن اختلطت تماما و أصبحت منصهرة مع إبقائها على توهجها أخذ باسل حجر أصل من الذين كان قد أعدهم و رماه في القدر [I]بوم[/I] حدث انفجار صغير عند دخول حجر الأصل و اندماجه مع الخليط رمى باسل حجرا بعد الآخر حتى وصل للحجر السابع عشر، عندها لاحظ أن التوهج قد أختفى، و بعد اندماج كل أحجار الأصل الستة عشر مع الخليط أصبح هذا الأخير عبارة عن محلول بالأزرق الفاتح "حسنا، أظن أن هذا يكفي للآن" ملأ باسل عدة قنينات و أدخلهم لمكعب التخزين الفضائي. وقف و أخرج عدة أثقال ثم بدأ يتدرب بلا توقف لستة أيام كلها و في اليوم السابع أخرج قنينة و شرب المحلول الأزرق الفاتح دفعة واحدة فأحس بالطاقة تملأ بحر روحه، جلس و دخل لبحر روحه فوجد كرة زرقاء اللون قد بدأت تتكون و في مكان سحيق يوجد هناك مربع أسود يبدو صغيرا كنقطة سوداء بعد قليل من الوقت، هذه الكرة الزرقاء كبرت كثيرا و بدأت تتكهرب كما لو أنها ستنفجر، عندما دخل باسل انتظر لقليل من الوقت و لم يفعل شيئا كما لو أنه انتظر حدوث شيء ما عندما بدأت الكرة الكبيرة زرقاء اللون في الهيجان قام بإرسال خيوط ضوء رفيعة من الكرات الأربعة عشر الخاصة بسحر النار. خرج من كل كرة خيط ضوء رفيع و اتجهوا كلهم نحو الكرة الكبيرة و اخترقوها في نفس النقطة الكرة الكبيرة بدأت تصغر شيئا فشيء بينما يهدأ هيجانها، كانت تصغر ببطء كبير بينما الكرات الأربعة عشر الخاصة بسحر النار كانت تكبر بالمقابل مر الكثير من الوقت و لا زالت الطاقة تنتقل من الكرة الزرقاء للكرات الأربعة عشر، و عندها أحس باسل بخطب ما، الكرات الأربعة عشر بدأت تهيج بشكل كبير و كان عليه إيقاف عملية نقل الطاقة الآن و إلا لن يكون قادرا على السيطرة على طاقته السحرية الخاصة فتدمر بحر روحه ركز باسل على التحكم في طاقته السحرية و جعلها تهدأ، بعد قليل من الوقت هدأت الكرات الأربعة عشر و رجع باسل ليتم عمله في نقل الطاقة من الكرة الزرقاء التي قد صغر حجمها لأقل من النصف هذه المرة خرجت خيوط ضوئية من الكرات الأربعة عشر الخاصة بسحر التعزيز و اتجهت نحو الكرة الزرقاء عندما بدأ نقل الطاقة السحرية، كانت العملية سريعة على عكس المرة الأولى، يبدو أن الطاقة السحرية الخارجية الخاصة بباسل لها قابلية كبيرة في النمو، هل هذا له علاقة ببنيته الغريبة التي تجذب الطاقة الخارجية؟ أنهى باسل العملية كاملة و خرج من بحر الروح، فتح عينيه ثم وقف و حمل الأثقال مرة أخرى، حمل خمسون كيلوغراما بيديه و سبعون برجليه و ثلاثون حول بطنه، ثم شرع في القيام بتمارين الضغط بشتى أنواعها لقليل من الوقت، ثم جلس في وضعية تأمل لبقية اليوم حتى اكتمل الأسبوع فتح باسل الباب عند خروجه ليجد أنمارا تنتظره عند الباب، لم يعط للأمر أهمية و أكمل طريقه بينما يقول "فلنقم بخطوتنا الأولى" و ابتسم التقى باسل بالتاجر ناصر الذي كان على وجهه ابتسامة عريضة و يبدو متحمسا كثيرا بينما الكثير من العربات وراءه. قال التاجر ناصر "أيها السيد الصغير باسل، لقد أعطاني الجد سميث كل الأسلحة و الدروع بكل جوداتها و أوعية السحر من المستوى الأول حتى السادس و نحن مستعدون للانطلاق في أي وقت" ابتسم باسل و قال "إذا ليس هناك حاجة للانتظار أكثر" (سوق المركزية) "تقدموا أيها السحرة و يا أيها المقاتلون الشجعان، أسلحة و دروع و أوعية سحرية بثمن بخس لم يسبق لأحد أن باع به، إنها فرصتكم المثالية إن أردتم الحصول على وعاء سحري بثمن رخيص" كان التاجر يصرخ و يروج الأعمال عن طريق إغراء الزبائن بكلام "ثمن أقل" بدأ الناس يجتمعون واحدا تلو الآخر حوله "بكم هذا السيف؟ كم هذا السيف السحري من المستوى الثاني؟ كم هذا الدرع السحري؟" أتته طلبات كثيرة في لحظة ليعلق لهم لائحة مكتوب عليها ثمن كل سلعة على حدى درع ذو جودة منخفضة ب 5 قطع أصلية فضية درع ذو جودة متوسطة ب قطعة أصلية ذهبية درع ذو جودة مرتفعة ب قطعتين أصليتين ذهبيتين درع سحري من المستوى الأول إلى السادس كالتالي المستوى الأول ب 3 قطع أصلية ذهبية المستوى الثاني ب 6 قطع أصلية ذهبية المستوى الثالث ب 9 قطع أصلية ذهبية المستوى الرابع ب 18 قطعة أصلية ذهبية المستوى الخامس ب 36 قطعة أصلية ذهبية المستوى السادس ب 72 قطعة أصلية ذهبية هناك ثلاث جودات للأسلحة العادية جودة منخفضة ب قطعتين أصليتين فضيتين جودة متوسطة ب 5 قطع أصلية فضية جودة مرتفعة ب قطعة أصلية ذهبية أما الأسلحة السحرية فمن المستوى الأول إلى السادس كالتالي المستوى الأول ب قطعتين أصليتين ذهبيتين المستوى الثاني ب 4 قطع أصلية ذهبية المستوى الثالث ب 6 قطع أصلية ذهبية المستوى الرابع ب 12 قطعة أصلية ذهبية المستوى الخامس ب 24 قطعة أصلية ذهبية المستوى السادس ب 48 قطعة أصلية ذهبية صدم الجميع من الأثمنة التي أمامهم، أهذا حقيقي؟ ألا يخدعون فقط؟ هل هناك من سيبيع بمثل هذه الأثمان الجميع شك في صحة كلام التاجر ناصر و سلعته، لكنهم سرعان ما غيروا رأيهم عندما جرب ساحر من المستوى الثاني سيفا سحريا و وجده جيدا و يعمل بشكل رائع بلا أي خلل توافد الجميع على التاجر ناصر بينما الخدم الذين أتوا معه من عائلة كريمزون يخدمون الزبائن و يتلقون طلباتهم في مكان ما بسوق المركزية "هل سمعت ما الذي يحدث؟ هناك من يبيع الأسلحة و الدروع و الأوعية السحرية بثمن رخيص، يبدو أنهم يبيعون بستين في المئة من الثمن الأصلي لأي شيء، هيا لنسرع نحن أيضا لنشتري منهم" انتشرت الإشاعات في جميع أنحاء سوق المركزية في دقائق بعدما بدأ التاجر ناصر يبيع السلع كان باسل و أنمار يجلسان بداخل متجر التاجر ناصر يشربان الشاي بهدوء إلى أن دخل عليهم مالكه "أيها السيد الصغير، إن الأمر يسير بسلاسة و الزبائن اجتمعوا علينا كما قلت تماما" قال باسل "الثمن السابق كان باهظا، و كل ما فعلته هو تقليل ربحنا إلى الحد الأقصى، فغالب الناس هنا لا يشترون الأسلحة بشتى أنواعها من هذا السوق لعدم توفر أي فرصة للمساومة، و إن ظهر شخص يبيع بثمن رخيص فسوف يتراكمون عليه بلا توقف، بعد رؤية هذا سوف يضطر جميع التجار الآخرين أن يبيعوا بنفس الثمن الذي نبيع به و إلا ستبقى سلعهم راكدة عندهم، لكن عندما سيفعلون هذا سوف نبدأ نحن في بيع أدوات جديدة مرة أخرى و التي سوف نكون نحتكرها نحن فقط، و بهذا سوف نحول السوق حولنا من سوق منافسة كاملة إلى سوق احتكار" بقي التاجر مصدوما من الفتى الصغير أمامه، لكن باسل قاطع دهشته بقوله "عد الآن و أكمل العمل و إن حصل أي شيء شاذ نادني لأحل المشكلة" رجع التاجر ناصر ليكمل عمله و لم يحصل أي شيء غريب طوال اليوم، و في النهاية باعوا جميع الأسلحة و الدروع و أوعية السحر من دون ترك أي شيء عادوا إلى قصر عائلة كريمزون و انتظروا حلول الغد ثم خرجوا للسوق مرة أخرى ليقوموا بنفس الشيء كالبارحة لقد استولوا على كل الزبائن الذين ينوون شراء سلاح أو درع سواء عاديين كانا أم سحريين، و في غضون يومين فقط توسع عملهم ليصل إلى ثلاث أسواق أخرى بالعاصمة، كان هذا بفضل مساومة التاجر ناصر و طريقته في كسب الزبائن. و في أيام قليلة أصبح اسم التاجر ناصر معروف بالعاصمة كلها الزبائن بدؤوا يأتون من جميع الأماكن في العاصمة الإمبراطورية، و بالطبع العائلة الإمبراطورية و عائلة كين وصلهما الخبر عن وجود بائع للأسلحة بثمن رخيص باسل كان يعرف عن هذا الأمر بالفعل قبل أن يبدأ، فإن ظهر بائع جديد يحاول تدمير تجارة و ربح أكبر و أقوى عائلات في الإمبراطورية فسيكون عليه الاستعداد للعواقب الوخيمة لهذا فباسل لم يكن ينوي بدأ خطته قبل إيجاد وسيلة جيدة تساعده على إكمال هدفه بسهولة، فلم يكن يريد أي إزعاج في المؤخرة أكثر مما هو فيه عائلة كريمزون كانت الوسيلة المثالية لبدء الخطة بسرعة، فهي لديها كل الشروط التي كان يريدها باسل في العائلة التي كان سيختارها. فهي عائلة قوية و لها نفوذ و طموح كبيرين بالطبع سوف يتلقون العديد من الشكاوي من التجار لكنهم سيتجاهلونهم فقط، لكن هناك من لا يستطيعون القيام بنفس الشيء تجاهه فإن كان شخص من العائلة الإمبراطورية سوف يكون عليهم الانصياع لأوامره فقط، لكن إن كان هناك من يدعمهم من الوراء كعائلة كريمزون سيكونون بخير ما دام لم تحدث أي مشكلة لا يقدرون على السيطرة عليها (قصر عائلة كين) في قاعة كبيرة و بجانبيها يوجد شيوخ يبدون أقوياء، كانت نظرتهم حادة و الجو المحيط بهم صارم، لكن و لا واحد منهم كان يملك الهالة التي يملكها ذلك الشخص الذي كان جالسا على العرش تكلم الشيخ الأول من على اليمين "أيها الرئيس تشارلي، إن تجارتنا بدأت تتأثر بهذا البائع الجديد الذي ظهر مؤخرا" أكمل الشيخ الثاني و الذي كان يقابل الشيخ الأول في الجانب الآخر "لا أحد أصبح يريد الشراء منا أو من أحد آخر غير هذا البائع الجديد، فمما سمعت يقال أن سلعته جيدة و رخيصة" تكلم الرئيس 'كين تشارلي' "ألم تعرفوا أصوله بعد؟" أجاب هذه المرة الشيخ الثالث "لقد سمعنا أنه تاجر عامٍ ذو سمعة جيدة، لكن لا يبدو أن لديه أي عائلة أو خلفية سرية" قال الرئيس تشارلي "لا يمكن لشخص مثل هذا أن يستطيع إدارة تجارة مثل هذه لوحده فقط، لا بد من وجود دعم كبير من وراءه يمده بكل تلك السلع، يجب أن نعلم هوية الشخص الذي يختبئ في الظل و يدعم هذا التاجر" (معقل الأمير الأول الإمبراطوري) "أيها الأمير الأول، ماذا يجب أن نفعل؟" تكلم شيخ ما مع رجل نبيل جالس على عرش فخم أجاب الأمير الأول "أنا من يتحكم بالسوق و ماله، أن يظهر مثل هذا اللعين في سوقي، لن يكون هناك رحمة له، اخطفوا التاجر الذي بالواجهة، بعدها سوف نعرف من خلاله من يأمره من الظلال و لا يكشف عن نفسه" (بالعودة للسوق) لا زالت أعمال التاجر ناصر تسري وفق المخطط و بشكل جيد على عكس بقية التجار الذين أصبحوا مهملين من الزبائن المهتمين في الأسلحة و الدروع باسل كالعادة يوجد بداخل المتجر. دخل التاجر ناصر للمتجر و سأل باسل "أيها السيد الصغير باسل، لا توجد السيدة الصغيرة معك اليوم؟" أجاب باسل قائلا "لا، لقد وكلت لها تدريب الجنود لكي أستطيع التركيز هنا، فعلى ما أعتقد لقد حان الوقت ليتحرك المتضايقون من عملنا" بلع التاجر ناصر ريقه و حدق في باسل طويلا و بعد مدة غير معروفة من الوقت سمع اسمه يُنادى به "التاجر ناصر، أيها التاجر ناصر فلتخرج، إننا من عائلة كين و نريد التحدث معك قليلا" خرج التاجر ناصر من المتجر و قدم نفسه "أنا من تبحثون عنه، ما الذي يريده السادة من عائلة كين مني؟" تقدم رجل شاب بشعر أبيض و قال "أنا الوريث الأول لعائلة كين و اسمي 'كين نبيل'، أريد منك مرافقتنا لقصر العائلة لقليل من الوقت، يريد رئيس عائلتنا التحدث معك قليلا" أجاب التاجر ناصر بابتسامة على وجهه "اعذرني، لكنني لا أملك وقتا الآن، أنا في منتصف عملي، انتظر ريثما أنتهي و سأكون مع..." [I]بوووووم[/I] اندلع الدخان فجأة مقاطعة كلام التاجر ناصر و جعلت الرؤية صعبة، و بعد تلاشي الدخان لم يعد التاجر ناصر موجودا "أممم، أمممم، أمممم" كان التاجر ناصر محمولا و فمه مغلق بقطعة قماش، كان يحمله شخصا يرتدي رداء أخضرا و لا يمكنك رؤية وجهه، و كان الحال نفسه مع التسعة الذين كانوا يجرون معه في نفس الطريق [I]بووووووم[/I] بينما التاجر ناصر يحاول الصراخ أتى انفجار في وسط العشرة الذين كانوا يجرون من حيث لا يدرون، جعلهم الانفجار الذي لم يكن ساخنا و كان باردا يتفرقون و يتوقفون تكلم شخص ما من بعيد بينما صورته تنجلي شيئا فشيء "ألم يعلمكم آباؤكم ألا تأخذوا ما هو ليس خاصا بكم؟" كان الكلام آتيا من 'كين نبيل' لم يتكلم العشرة و قاموا بتشكيلتهم مستعدين للدخول في معركة قال 'كين نبيل' "أمم، بما أنكم لم تجيبوا فسآخذها ك'نعم'، و سوف أعطيكم درسا عن عدم أخذ شيء ينتمي لشخص آخر، و بالأخص شيء يخصني" استل 'كين نبيل' سيفه و وجهه نحو العشرة الخضر ثم قال "و بما أنكم تريدون معركة فسأقدمها لكم بكل سرور" توهج سيفه بضوء أبيض ساطع بينما يطلق بخارا باردا و اتخذ كين نبيل وضعية الاستعداد للهجوم ثم لوح بسيفه بكامل قوته ظهر مع تلويحه جليد من السيف و الذي انتشر و تمدد إلى أن وصل للعشرة الخضر. كان الجليد حادا و يحمل أشواكا معه و بمجرد وصوله للعدو أخذ معه ثلاثة منهم و هرب البقية كان هذا الهجوم قويا و جعل العشرة سبعة خضر. صدمتهم قوة الهجمة فتغيروا من تشكيلة الهجوم إلى الهروب "أهربوا" جاء الصوت من واحد منهم "إنه شفرة الجليد، نحن لسنا بند له. يجب أن نسرع و نوصل ما أمرنا به" أماء الستة الآخرون رؤوسهم و تبعوا الذي وجه إليهم الأمر هرب السبعة الخضر بينما التاجر ناصر الذي كان محمولا يفكر "اللعنة، ما الذي يحدث هنا بالضبط؟" خرج السبعة من السوق بينما هجمات 'شفرة الجليد كين نبيل' يلحقهم شفرة بعد شفرة بلا توقف. العديد من المنازل و المتاجر تعرضت للقطع بالجليد بينما الملاحقة مستمرة و أخيرا اقترب 'شفرة الجليد كين نبيل' كفاية من السبعة فلوح بسيفه خرجت عدة شفرات بتسلسل تام و كانت كبيرة كفاية لتقطع عبر المنازل بسهولة [I]فسسسس[/I] قطع كين نبيل اثنان من السبعة ليصبحوا خمسة خضر. فتوقفوا و التفوا ثم قال ذلك الذي سبق و أمرهم بالهروب آمرا إياهم مرة أخرى "أنتم الأربعة، عرقلوا حركته لأهرب، يجب أن أوصل ما أمرنا به و إلا لن نموت نحن فحسب إن فشلنا" بعد انتهاءه هرب و ترك الأربعة ليواجهوا كين نبيل. اتخذ الأربعة وضعية الاستعداد ثم استل واحد منهم سكينين لهما شكل الهلال و اندفع في اتجاه كين نبيل "إنك تهدف لموتة شنيعة" بعد أن قال هذا، قام كين نبيل بتلويح سيفه في اتجاه العدو المتقدم نحوه و خرجت كتلة جليدية ضخمة جدا ممتلئة بالشفرات المدببة في مثل هذا الوضع لم يتبقى للعدو الذي كان مندفعا سوى انتظار موته، لكن قبل حدوث هذا قال "لن أموت لوحدي أيها الوغد" و بعد أن انتهى من كلامه الذي كان آخر شيء يقوله ظهر الثلاثة الآخرين وراء كين نبيل و صرخوا في نفس الوقت "التابوت الحجري" ظهرت بسرعة عدة حوائط و بها عدة أعمدة مدببة الرأس فكونت صندوقا مستطيلا بعد أن وضع 'شفرة الجليد كين نبيل' بالداخل بسرعة كبيرة، خرجت من الأرض و تشكلت في لحظة ثم أغلقت عليه ساحقة إياه [I]بااانغ[/I] فرح الثلاثة لأنهم هزموا العدو و استعدوا للرحيل، لكن بعدها تحطمت الحوائط كلها [I]بووم[/I] ثم قال كين نبيل بكل برودة "هل اعتقدتم أن مثل هذا الهجوم سينفع ضدي و أنا أرتدي درعا سحريا من المستوى الخامس؟ يا للعجب" و بعد انتهائه صرخ قائلا "شفرة الجليد" و لوح بسيفه على شكل أفقي فخرجت شفرة جليد رقيقة و حادة للغاية قطعت الثلاثة منهية بذلك حياتهم البائسة أكمل كين نبيل لحاقه بالأخضر المتبقي ليسترد ما يخصه "اللعنة، لقد اختفى" توقف كين نبيل بعد أن فقد الأخضر و أكمل "لو أنني فقط تركت واحدا منهم لأستخرج منه المعلومات، لقد غلبتني العادة مرة أخرى. يا للعجب" في هذه الأثناء كان الأخضر هاربا و بعد مدة من الوقت وصل للمكان المقصود "أيها الأمير الأول، إنه التاجر الذي احتجته" أجاب الأمير الأول بعد مشاهدته للتابع الذي عاد و أصبح أخضرا واحدا بعد أن كان منه عشرة "أين الآخرون؟" قالها بصوت متكبر و بنبرة حادة أجاب التابع بهلع بينما لا يزال رأسه موجها نحو الأسفل "لقد لاحقنا شفرة الجليد و حاول أخذ الحمولة منا، و أنا الوحيد الذي نجى من هذه الملاحقة" شفرة الجليد؟ أ عائلة كين أيضا تستهدف هذا التاجر؟ على الأقل تأكدت الآن أنها ليست عائلة كين من تدعم هذا التاجر. حملق الأمير الأول في التابع الذي أمامه بازدراء ثم قال "لم يكونوا سوى قمامة، موتهم أفضل من حياتهم" ثم بعد أن انتهى من الكلام، أشار بيده لشخص ما بشعر أسود طويل و يحمل سيفا رقيقا طويلا [I]فسسسسس[/I] قطع صاحب السيف الرقيق الطويل رقبة التابع الأخضر فسقط رأسه من مكانه ثم أرجع سيفه لغمده بعد تلويحه لإزالة الدم عنه "و الآن" أكمل الأمير الأول كلامه "فلتخبرني عن الشخص الذي يدعمك أو ستلاقي نفس مصير القمامة التي ماتت بجانبك" التاجر ناصر كان يشاهد الجثة التي من دون رأس بجانبه و امتلأ في لحظة جسده بالعرق البارد، و بعد أن سمع كلام الأمير الأول لم يعد يستطيع التحمل أكثر و أراد أن يتكلم "أمممم.." أشار الأمير الأول لتابع آخر ليذهب لفتح رباط فم التاجر ناصر، و بعد أن أصبح بإمكانه الكلام، تكلم في الحال "إنها عائلة ك___" أوقفه صوت عن الكلام "إنها عائلتي، عائلة كريمزون، و أنت اختطفت شخصا من عائلتنا أيها الأمير الأول 'غرين هيملر'، أنت تعرف ما معنى هذا؟" تعجب الأمير الأول 'غرين هيملر' من الشخص الذي أمامه و فقد ألوانه و بدأ دماغه يشتغل بسرعة ليجد خطة للخروج من هذا الموقف المحرج "أوه، أوَليس هذا الجنرال منصف، ماذا تقصد بواحد من عائلتك، أليس ذلك الشخص مجرد تاجر عامٍ ليس له أصل؟" ابستم الجنرال منصف و قال "تاجر عامٍ؟ راقب ألفاظك من فضلك أيها الأمير الأول، ذلك التاجر هو ركيزة تجارتنا، لقد أصبح من عائلة كريمزون بعد أن منحه الرئيس أكاغي اسمنا، إنه الآن 'كريمزون ناصر'، و أنت مسست شخصا ينتمي لعائلة كريمزون" اسود وجه الأمير الأول غرين هيملر و أحكم قبضته ثم نهض من مكانه و قال "أنا لم أكن أعلم أنه من عائلة كريمزون، و إلا فإنني لن أقترب منه أبدا" شعر غرين هيملر بأنه وقع في فخ ما و لم يرضى أبدا أن يكون الطرف الأضعف، لقد كان دائما المهيمن و المتحكم، لا أحد يجرؤ على معاداته، و من امتلك الشجاعة و فعل لم يبقى حيا و بدل ذلك بقي عبرة للآخرين كانت أثمنة السوق قد قررت من قبله. قبل أن تصبح عائلة غرين العائلة الحاكمة، لم تكن أثمان السلع بهذه التكلفة، لكن بعد أن سلب حق الحكم من عائلة كريمزون التي كانت تحكم لآلاف السنين، تغيرت أثمان السلع و ارتفعت كثيرا عما كانت عليه لم يستطع أي شخص التحدث أو معارضة مثل هذه العائلة التي جعلت عائلة حكمت آلاف السنين تنزل من على العرش و جعلته لنفسها. في الانقلاب الذي حدث قبل خمسين سنة تضامنت عدة عائلات مع عائلة غرين و اتحدوا ضد عائلة كريمزون ثم أسقطوها عن الحكم و الآن ظهر شخص يحاول معارضة الأمير الأول من هذه العائلة. ليست هناك فرصة ليقوم أي نبيل و خصوصا أقوى عشر عائلات بأن يعطوا اسمهم لعامٍ. ببساطة كانت هذه مكيدة مدبرة من طرف عائلة كريمزون لتوقع الأمير الأول في موقف يدان فيه على إخلاله بالمعاهدة التي عقدت بين العائلتين بعد 'انقلاب الليلة الواحدة' و هذا هو ما فكر فيه الأمير الأول غرين هيملر. سخط على الوضعية التي أُدخِل بها و قال مكملا كلامه السابق "أنا لن أمسه أبدا لو كنت أعرف أنه من عائلة كريمزون، فأنا أعرف المعاهدة التي بيننا، و لا أنوي الإخلال بها" كان الأمير الأول غرين هيملر يحاول إخراج نفسه من الأمر بليونة. الجنرال منصف لم يُزِح الابتسامة عن وجهه و قال "أيها الأمير الأول، المعاهدة تبقى معاهدة، و هذا الأمر تم الاتفاق عليه قبل خمسين سنة، عائلة كريمزون لم تمس أي أحد من عائلة غرين، و لم تُظهِر أية نوايا في الانقلاب، لقد حافظت على وعدها بدون المساس به، و أخشى أن هذا الإخلال بالمعاهدة الذي حدث قد لا يكون الأخير، و لهذا يجب أن يعاقب المُخِل و إلا لن تكون هناك قيمة لهذه الاتفاقية بعد الآن" الجنرال منصف يعرف شخصية الأمير الأول جيدا، فهم معارف منذ أيام الأكاديمية. يحاول الآن غرين هيملر الانسلال من القيود ببساطة بعد أن كان ربطه بها أمرا شاقا. هذا الأمر لن يسمح الجنرال منصف بحدوثه أبدا جاءته الفرصة ليرد المعروف اثنين و لن يضيعها أبدا، الفرص السانحة مثلها مثل شروق الشمس إن انتظرت طويلا فإنك غالبا ما تفقدها ، و لهذا عليك استغلال كل الفرص التي تأتي بين يديك بسرعة و عدم إفلاتها، فقد لا تواتيك الفرصة لإيجاد فرصة أخرى عبس الأمير الأول و عرف أن الجنرال منصف لن يترك هذا الأمر يمر مرور الكرام. إنه يحاول محاصرته بالزاوية، و عندها تذكر غرين هيملر أمرا ما ثم ابتسم و قال "معك حق فيما قلته، و أنا سوف أقبل عقابي، لكن هذا إن كان هذا التاجر قد أصبح من عائلة كريمزون حقا، فأنت جئت لهنا و قلت أنه أمسى واحدا منكم، فكما لم تثق في كلامي عندما أشرت لعدم معرفتي بأصوله، لن أثق أيضا بكلامك إلا بالدليل القاطع" بدأ خبث الأمير الأول غرين هيملر يظهر و أضحى يحاول الآن جعل من قيده يحرره، أو قول تقييد من قيده سيكون وصفا أدق إنه يحاول اتهام الجنرال منصف بالكذب. الأمير الأول غرين هيملر كان دائما خبيثا، يحكم بالقوة الاستبدادية و بعد الوقوع في مأزق يحاول الهروب بادعاء الجهل، و إن لقيت تمثيليته الفشل ينقلب إلى الاتهام الجنرال منصف لم يحبه أبدا بل و كرهه دائما، حاول فيما مضى وضع يده على زوجته و هرب من العقاب. لكن هذه المرة أقسم الجنرال كريمزون منصف أنه ليس بتارك فرصة انتقامه تضيع منه هذه المرة كان كل شيء مرتب و ليست هناك ثغرات ليهرب منها الأمير الأول كما يفعل في كل مرة "لقد أتيت لمعقلي و دخلت عنوة، إن لم يكن لديك أي دليل عن انتماء هذا التاجر لعائلتك فستكون أنت من أخل بالمعاهدة و ليس أنا" إنه حقا لخبيث، بعدما تنقضي أوراقه و لا يجد ما يفعله يحاول إلصاق و تحويل التهمة التي كان قد سبق و اتهم بها إلى الشخص الذي أدانه فكر الأمير الأول غرين هيملر لقليل من الوقت قبل أن يوجه أصابع الاتهام نحو الجنرال منصف، هذا الأخير على الأغلب لا زال غاضبا فقط مما حدث بينهما سابقا و أراد أن ينتقم لأنه لم يحصل على مراده المرة السابقة، عائلة كريمزون لم تفعل أي شيء لمدة خمسين سنة، كيف لهم أن يتحركوا الآن بعد كل هذا الوقت و استهدافه هو عبر منح اسمهم الفخور لتاجر عامِ. و بهذا قرر غرين هيملر أخذ خطوة للأمام الجنرال منصف مع كل الغضب الذي بداخله لم يزح الابتسامة عن وجهه أبدا مهما قال الأمير الأول، و بعد أن سمع اقتراح غرين هيملر صنع وجها كما لو أنه أتى بالثعلب إلى الفخ الذي صنعه "أيها الأمير الأول، لقد أتيت إلى هنا كل هذا الطريق و تظن أنني سوف أجعل من اسم عائلة كريمزون يدنو لهذه الدرجة؟ محال، أردتَ دليل و إليك به" أخرج الجنرال منصف خطابا مكتوبا بثلاث خطوط مختلفة "هذه اتفاقية قام بها التاجر ناصر مع رئيس عائلة كريمزون، إنها تحتوي على موافقة الرئيس بنفسه حيث يقول فيها أنه يقبل التاجر ناصر كفرد من عائلته و يمنحه اسمه، و قبول التاجر ناصر بالاقتراح المقدَّم له، هذه اتفاقية خطية حضر عليها قاض من المحكمة المركزية، و هنا شهادته هو الآخر، فلا شك في مصداقية الاتفاقية" أحس الجنرال منصف بشعور رائع في كل كلمة يقولها و نفخ صدره بينما الكلمة الأخيرة تخرج من فمه. في المقابل الأمير الأول غرين هيملر اسود وجهه و لم يعد يعرف ماذا يفعل، ظن أن الجنرال منصف كان يخادعه و يتهمه فقط، و أن غضبه من أجل الانتقام قد أكل عقله حتى أصبح لا يفكر بشكل جيد، لكن كل هذا لم يكن صحيحا، و كان الاتهام الموجه له لا يمكنه الهرب منه من الأول "لقد أتيت بقاض من المحكمة المركزية معي، لقد كان شاهدا على كل ما حدث هنا" بعد أن انتهى الجنرال منصف من الكلام دخل رجل كبير في السن "أيها الأمير الأول غرين هيملر، إنك متهم بجريمة الإخلال بالمعاهدة التي بين عائلة غرين الإمبراطورية و عائلة كريمزون، و بموجب هذا لدي الحق الكامل الذي منح لي من المحكمة المركزية للقبض عليك" لم يجد الأمير الأول ما يقوله بعد انتهاء القاضي من كلامه، و بعد انقضاء خياراته قال بصوت مرتفع و بجنون "الللللّعنة، أنا سوف أصبح الإمبراطور القادم، ذلك العجوز لم يتبقى له الكثير حتى يموت، أنا......طموحي لن يضيع، الطموح الذي سعيت من أجله طوال هذه السنين و فنيت كل عمري من أجْله قد اقترب أجَله، لن يحطمه مجموعة من الأوغاد مثلكم، 'شاهين'، اقتل كل الأوغاد و لا تترك أي أحد منهم على قيد الحياة" بعد أن فقد كل الآمال و لم يتبقى له أي خيار آخر متاح أمامه، جن جنون الأمير الأول و أمر صاحب السيف الطويل من السابق بقتل الجنرال منصف و القاضي و التاجر ناصر، كلهم. هذا الأمر كله كان مكيدة له، كان دائما من يكيد المصائب للناس و ليس العكس، هذا الوضع لم يستحمله و أراد التخلص مِن كل مَن و ما سبَّبه بسرعة استل 'شاهين' سيفه و بدأت تحيط به رياح قوية ثم قال "لا ضغينة" و انطلق [I]فسسس[/I] ثم قطع عبر الجنرال منصف، و انطلق نحو القاضي الذي يعتبر الأساس لهذا كله للإجهاز عليه، فإن لم يعد هذا القاضي موجودا لن يكون هناك شاهدا [I]دوووو[/I] رُكِل 'شاهين' للوراء بقوة و تقيأ الدماء و أحس بأن بعضا من أعضاءه قد سحقت. صدم مع الحائط بقوة [I]باانغ[/I] و سقط على الأرض "م..من...من أنت بحق الجحيم؟" قالها الأمير الأول و هو مرتعِب، ما الذي حدث قبل قليل أمام عينيه، لم يصدق الأمر بتاتا، شاهين ساحر في القسم الأول من المستوى الخامس، كيف لغر مثل هذا الذي أمام عينيه أن يكون بهذه القوة الكافية لإرسال شاهين محلقا لكل هذه المسافة؟ لم يجبه الغر الذي أمامه و انفجر من الغضب ثم صرخ على شاهين "قف بسرعة أيها الغبي" ثم غير نظره للأتباع و أمرهم " أنتم هاجموهم جميعا، لا أريد من أي أحد منهم أن يبقى حيا" انطلق الجميع مستهدفا الغر و التاجر ناصر و القاضي و بعد اقترابهم منهم [I]بوووم[/I] حلقوا كلهم في السماء بآن واحد وقف الجنرال منصف على قدميه و ضرب جميع الأتباع بسرعة خاطفة ثم التف للفتى الذي جاء في آخر لحظة و أنقذ القاضي "أيها السيد الصغير باسل، لقد ظننت أنك لن تظهر وجهك كما قلت" أجاب باسل بينما يحملق في الأمير الأول "هذا ما كنت أنوي فعله، لكن لدي صبر محدود، رؤية تبجح هذا الحثالة طوال هذا الوقت من الظلال لم ترضيني بتاتا" "ماذا نفعل الآن؟" سأل الجنرال منصف فأجاب باسل مكملا "الأمير الأول ليس سوى جانٍ الآن، هذا يتفق حضرة القاضي معي عليه" أماء القاضي رأسه ليكمل باسل "بما أنه جانٍ فلا ضير من إرساله للسجن يزحف، يجب أن يذوق العذاب قليلا، أشخاص مثله عاشوا في التدليل و المشتهيات و مرضيات النفس منذ الصغر و لا يعرفون معنى الألم الحقيقي، سوف أكون حريصا على تذوقه البعض منه الآن قبل استكمال البقية بالسجن المركزي" بعد أن انتهى باسل مما كان ينوي فعله، قال الجنرال منصف "إذا هو لك بالكامل أيها السيد الصغير باسل، أما أنا فسأهتم بذلك الشاهين هناك" بعد أن قررا ما يجب فعله، فك الجنرال منصف قيد التاجر ناصر و طلب منه الذهاب خلف باسل بجانب القاضي نهض 'شاهين من مكانه و قال بعد أن شاهد الشخص الذي ركله "غر مثل هذا استطاع..." لم يستطع الاحتمال و انقض على باسل لم يحرك باسل ساكنا و تحرك الجنرال منصف [I]بوووم[/I] تصادم السيف الطويل الرقيق بقبضة الجنرال منصف و نتجت صدمة قوية كانت كافية لجعلهما يتراجعان للوراء قليلا فورما أن تراجعا، اندفع باسل للأمام نحو الأمير الأول و وصل أمامه في لحظة ثم لكمه على بطنه، لكن لم تؤثر الضربة كثيرا كما توقع "أيها الصعلوك، لا تغتر بنفسك، هل ظننت أنني مجرد آمر من دون قوة؟ هذا درع سحري من المستوى الرابع، لن تستطيع لكمات مثل الخاصة بك اختراقه" كان الأمير الأول غرين هيملر يرتدي درعا من المستوى الرابع أسفل هندامه مما جعله واثقا من دفاعه "هوه، هنيئا لك، أتريد تزكية مني، الحثالة لا تصبح نخبة بمجرد أن تحصل على القوة، فالحثالة تبقى حثالة مهما فعلت و تركت" ارتفع ضغط ددمم الأمير الأول غرين هيملر و غضب بشكل مريع من كلام باسل و قال "يا ابن العاهره، لن تخرج حيا من هنا. فلتمت" أثناء صراخه بالكلمة الأخيرة استل سيفه و لوحه تجاه باسل ثم صرخ مرة أخرى قائلا "سيطرة العقل" و تقدم نحو باسل بسرعة [I]فسسسسس[/I] قطع الأمير الأول من خلال باسل لكن سيفه توقف فجأة، شاهد غرين هيملر بينما عيناه لم تصدقا ما ترياه، أمسك باسل بالسيف الذي كان متوجها نحو رقبته بأصابعه الخمسة "كي...كيف لك....كيف يمكن أن لا تأثر عليك سيطرة العقل؟" قالها الأمير الاول بصوت مرتفع مذعور قال باسل "تقنية مثل تلك قد تغلبت عليها منذ مدة طويلة، قد تكون أقوى من التي جربتها من قبل، لكنني أيضا لم أعد كما كنت" ثم بعد أن انتهى استمر في إمساكه للسيف السحري و [I]بوووووم[/I] لكم باسل الأمير الأول غرين هيملر بكل قوته فجعله يحلق أسرع مما حدث مع 'شاهين' و اندفع تابعا جسده الطائر بسبب اللكمة و الذي اصطدم بالحائط، و بمجرد فعله لهذا تحطم الدرع الذي كان يرتديه الأمير الأول و سقط سيفه بجانبه، ثم قال باسل بعد أن وصل أمامه "الحثالة تبقى حثالة، عندما تحصل على القوة تستصغر الذي لا يملكها، و تغتر بنفسها بينما تظن أنها أصبحت فوق العالم، فلتلم نفسك لأنك كنت النوع الأسوء من الحثالة التي لا أطيقها" و بعد أن انتهى باسل ضرب ركبتي الأمير الأول بقدمه كاسرا إياهما مما جعل غرين هيملر يصرخ من الألم بشدة بعد أن انتهى من عمله، التف باسل ليشاهد قتال الجنرال منصف ضد 'شاهين' كان الجنرال منصف يلاكم السيف الطويل بسرعة كبيرة بينما يستخدم سحر التعزيز في كامل قوته "أوه، لست سيئا أيها العم منصف" قالها باسل بينما يشاهد القتال ثم أكمل "يبدو أن النزال قد حسم" كان شاهين يلهث بصعوبة، ركلة باسل قد أثرت عليه أكثر مما توقع، و هو لا يلبس أي درع سحر، على عكس الجنرال منصف الذي كان مجهزا بالكامل كما لو أنه ذاهب لحرب ما، فهو لم يتأثر بتاتا بالهجوم الأول الخاص بشاهين لأن الدرع جعل من الضربة عديمة الجدوى و بعد مرور دقائق من بداية المعركة بينهما، وصلت أخيرا لذروتها شحذ الجنرال منصف سحر التعزيز بكامل قوته و أطلقه نحو الدرع السحري، امتص الدرع السحري طاقة عنصر التعزيز و توهج بضوء أزرق فاتح أقرب للأبيض ثم تقدم الجنرال منصف بثبات نحو 'شاهين' حاول شاهين القيام بعدة هجمات بسحر الرياح تهدف لرقبة الجنرال منصف لكنها لاقت الفشل كلها حيث قام كريمزون منصف بصدها بذراعيه اللذين يلتف حولهما الدرع السحري و عندما وصل الجنرال منصف لصاحب السيف الطويل 'شاهين' قال "لقد اتبعت الشخص الخطأ أيها المقاتل" ثم لكم بطنه بكل قوته و في نفس المكان الذي ركله باسل سابقا تقيأ شاهين الكثير من الدماء و سقط مغميا عليه مباشرة، ثم ألغى الجنرال منصف سحره و تنفس بهدوء، التف و قال لباسل "أيها السيد الصغير باسل، أظن أننا انتهينا هنا" أماء باسل رأسه ثم قال "فلنخرج من هذا المكان، إنه يشعرني بالضيق"[/B] بقي التاجر ناصر و القاضي فاتحين فهما مدة طويلة بعدما انتهى باسل من أمر الأمير الأول. أما شاهداه للتو حقيقة؟ فتى في الرابعة عشر يهزم ساحرا بالمستوى الرابع بكل هذه البساطة و السهولة؟ ما هذا الفتى بالضبط؟ التاجر ناصر عرف أن باسل ليس بفتى عادي بما أنه قد كون علاقة متساوية الطرفين مع عائلة بحجم عائلة كريمزون، لكنه ظن أن هذا بسبب أساليبه المبتكرة و الجديدة عليهم و حِذْقه ما رآه الآن رفع من شأن باسل في قلبه أكثر، في الأول احترم باسل لطريقة تعامله مع النبلاء، كان باسل يعامل النبلاء فقط كما يعامل العاميين، لم يكن يفرق بين الآخرين سوى 'بهذا أعجبه و ذاك لم يعجبه'، و هذا جعل من قيمة باسل ترتفع عنده بكثير التاجر ناصر منذ صغره و هو يتلقى المعاملة السيئة، أبيدت عائلته كلها بالدمار الشامل، و عندما سمع من السيد الصغير باسل أن دافعه في القيام بكل هذا هو في الحقيقة من أجل جعل هذا العالم في أتم الاستعداد لمواجهة الشياطين من جديد، لم يستطع منع نفسه من القفز متحمسا و أقسم على اتباع السيد الصغير باسل، فبهذا سيكون أقرب إلى تحقيق انتقامه لعائلته عندما سمع كلام باسل عن الخروج من معقل الأمير الأول تنفس الصعداء، و أخيرا انتهت مهمته، كم كان شاق و مخيفا التظاهر بأنك مختطف، و كيف لا ترتعد عندما تظن أنك ستموت بسبب تمثيليتك حمل الجنرال منصف الأمير الأول و تبع باسل الذي وصل أمام التاجر ناصر وقال "لقد لعبت دورك بشكل جيد، لقد كان أفضل مما توقعت" حك التاجر ناصر رأسه ثم قال "هيهي، لم أقم بأي شيء سوى ما قلت لي أن أفعل، لكن عندما تبعنا ذلك الشخص 'كين نبيل' ظننت أن الخطة سوف تذهب هباء. من الجيد أن الخاطف أوصلني و أكمل مهمته، فبهذا كنت قد أكملت مهمتي أيضا" حدق باسل في التاجر ناصر مطولا ثم قال بعد أن كان يبدو كما لو أنه فكر في أمر ما و قرر ما سيقوله "أيها التاجر ناصر، فلنتكلم لقليل من الوقت عندما نعود" تعجب التاجر ناصر لكنه أماء رأسه فقط خرج الأربعة و الأمير الأول الفاقد الوعي من معقله، ثم قال باسل "أيها العم منصف، أنا سأذهب الآن مع التاجر ناصر لقصر العائلة، عندما توصل القاضي للمحكمة المركزية و تأخذ ذلك الحثالة للسجن المركزي عد للقصر أنت أيضا، فأنا أريد التحدث معك، بالأحرى، مع جميع الكبار في العائلة" أجاب الجنرال كريمزون بالموافقة ثم رحل مع القاضي ذهب باسل و التاجر ناصر قاصدين قصر عائلة كريمزون، و في هذه الأثناء كان هناك ظل متربص بهم من بعيد و عندما رآهم يغادرون أسرع هو الآخر بالمغادرة لمكان آخر (في غرفة مظلمة) صدمت الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' أولا من الذي حدث لأخيها الأكبر لكنها صدمت ثانية عندما أكمل التابع "سيدتي، يبدو أن ذلك الفتى لديه علاقة وطيدة مع عائلة كريمزون بما أنه ساعدهم في القبض على الأمير الأول، يبدو أنه بعد حادثة النبيل جورج قد تطورت العلاقة بينهم" بقيت الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' مشتتة الذهن عند سماعها بالأمر و قالت مع نفسها "هل يمكن أن ما ظننته تزييفا نافعا كان حقيقة مؤذية؟" ثم أشارت للتابع بيدها و أكملت "ابحث جيدا و اعرف ما نوع العلاقة التي تجمعه بعائلة كريمزون بالضبط" "حاضر" [I]ووش[/I] بعد أن أجاب التابع اختفى في الظلال (قصر عائلة كريمزون) "أيها الكبير أكاغي، لقد أنجزنا خطوتنا الأولى على أكمل وجه و كانت نجاحا مكتملا، لكن هذه لم تكن سوى الخطوة الأولى، و كما نعرف جميعا ما يأتي بعد الخطوة الأولى يكون دائما الخطوة الثانية، خطوات مشينا و جرينا مترابطة، واحدة تتبع الأخرى في تسلسل تام، و يجب أن تراوغ العراقيل و العوائق من أجل التقدم، و إن لم يكن هذا ممكنا ليس عليك إلا إزاحتها عن الطريق بالقوة و إكمال السير في هناء. كذلك ماهية خطتنا، أولا لقد أزحنا ما قد يسبب لنا الإزعاج خلال بيعنا، و الآن سيكون بإمكاني تقرير الأثمان من دون التعرض للمضايقة، سنبيع جميع الأدوات التي علمت الحدادين كيفية صنعها و نكسب قدر ما استطعنا من المال" بينما باسل يتحدث كان الرئيس أكاغي و جميع الشيوخ في العائلة يسمعون لكلامه بكل عناية، فهذا الطفل الذي أمامهم قام بم عجزوا عنه، لا يمكنهم التقليل من شأنه بعد الآن. التاجر ناصر و الجنرال منصف الذي عاد كانا من بين المستمعين، فالتاجر ناصر الآن يملك اسم عائلة كريمزون و لن يتجرأ أي أحد على معاملته بسوء مرة أخرى، شكر التاجر ناصر باسل على هذا من أعماق قلبه، و عرف أنه قام بالخيار الصحيح الرئيس أكاغي بدأ يحس بالغرابة أكثر و أكثر، لماذا هذا الفتى يذكره بذلك الشخص مرارا و تكرارا، ليس في سلوكه فقط، بل حتى وجهه يتشابه معه، فلا يلبث لدقائق إلا و جاءته صورة ذلك الشخص بسبب باسل. توقف الرئيس أكاغي عن التفكير و ركز على كلام باسل أكمل باسل "حسنا، لقد قررت البدء في تقوية الجنود و تعزيزهم بالإكسيرات" تحمس كل من في الغرفة، لقد جرب كل شخص في هذه الغرفة عدا التاجر ناصر هذه الإكسيرات و صدموا من مفعولها فأرادوا الإسراع في إعطاءها للجنود، لكن باسل منعهم من هذا و قال أنهم غير مستعدين بعد، و الآن يخرج من فمه الإذن قال باسل بادئا كلامه باستثناء "عدا أن من سيجرب هذه الإكسيرات سيكونون الجنود الذي تدربوا تحت إمرتي فقط" تعجب الجميع فأكمل باسل "أنا دربت كل هؤلاء الجنود مقويا جسدهم و أعطيتهم تدريبا خاصا في كيفية التحكم ببحر روحهم بشكل أفضل لكي يستطيعوا شرب أكبر قدر من إكسيرات التقوية، أما إن حدث العكس في الترتيب، فسوف يكون على الشخص التدرب لمدة أطول و القيام بتدريبات جسدية أصعب" أكمل باسل بعد تفهم الجميع "عندما أرشد هؤلاء الجنود جيدا سوف أختار قادة منهم سوف يقومون بتدريب بقية الجنود بدلا عني" فرح الشيوخ، ثم التف باسل لجهة الجنرال منصف و التاجر ناصر ثم قال "أيها الكبير أكاغي، أنا سوف أنعزل لأتدرب مرة أخرى، لكن هذه المرة سآخذ معي التاجر ناصر و الجنرال منصف، سأغيب هذه المرة لمدة شهر، آمل أن تكون هذه الفترة كافية ليصنع الحدادين آلاف الأدوات التي سبق علمتهم إياها. عند خروجي من الانعزال سوف أعود أنا و التاجر ناصر للبيع من جديد، أنتم واصلوا فقط بيع الأسلحة و الدروع السحرية و الغير سحرية، فلا أظن أن التجار سيستسلمون بسرعة و يخفضون من أثمان سلعهم مثلنا، أما الجنود فسوف يكونون في رعاية أنمار للوقت الحالي، فهي تعرف غالب ما سوف يحتاجونه من توجيهات" لم يحاول أي أحد المعارضة على كلام باسل و أماءوا رؤوسهم بالموافقة فقط. غادر باسل فتبعه الجنرال منصف و التاجر ناصر إلى غرفة الانعزال التي جهزها الرئيس أكاغي لباسل دخل الثلاثة للغرفة، فكانت كبيرة و فارغة تماما، حوائطها كانت معززة بالطاقة السحرية، كانت مصنوعة بطريقة خاصة حيث تعمل كالدرع السحري، يمكنها تخزين السحر و تعزيزه، فبهذا كانت قادرة على احتمال جميع الصدمات من كل المستويات قال باسل بعد أن دار في الغرفة "أممم، نعم هذه الغرفة كافية للآن" ثم التف نحو الاثنين اللذين ينتظران معرفة سبب قدومهما إلى هنا "أيها التاجر ناصر، ألم تحلم يوما نفسك قد أصبحت ساحرا؟" تعجب التاجر ناصر و قال "هيهي، من لم يفعل أيها السيد الصغير باسل، الكل يتطلع للسحرة، فهم يملكون المكانة و المال، هل هناك من يكره هذين الشيئين الاثنين في هذا العالم؟" ابتسم باسل و قال "معك حق، فالمال عامل مهم حتى في خطتنا، إذن قل لي، هل لا زلت تحلم بأن تصبح ساحرا حتى الآن؟" قال التاجر ناصر "إنه ليس كما لو أنني كنت أحلم بأن أصبح ساحرا، لكنه أقرب للإعجاب و الشوق و التطلع للسحر، منذ صغري و أنا أطمح لأكون ساحرا، لكن عائلتي قتلت في الدمار الشامل و أصبحت يتيما، كدت أصير عبدا، لكن كان هناك تاجر ما لن يكون بإمكاني شكره حتى لو أردت، كان هو من أنقذ حياتي و عاملني كالابن له، علمني كل تقنياته في التجارة و بعد سنين مات، فورثت ماله و تجارته. و إن سألتني عن 'هل لا زلت أتطلع للسحر؟' فجوابي هو 'نعم'، فكما قلتَ أيها السيد الصغير، الشياطين قد تعود في أي وقت، و لن أكره أن تكون لي المقدرة على الدفاع عن نفسي و عن أحبابي و الانتقام للأموات منهم" "انتظر لحظة، هل تخليت عن التجارة التي ورثتها من أبيك و انضممت لي؟" تعجب باسل عندما سمع هذا الأمر و لم يستطع منع نفسه من السؤال أجاب التاجر ناصر "نعم، و لقد كان خياري صحيحا، مع أن تقريري التخلي عن ورث أبي كان صعبا، لكن أنا متأكد أنه لو كان حيا لكان دفعني للقيام بنفس الاختيار، و لهذا أنا لست نادما بتاتا" حدق باسل في التاجر ناصر مطولا ثم قال بجدية كبيرة "أيها التاجر ناصر، لقد قررت، سأجعلك ساحرا" "هاه؟" لم يصدق التاجر ناصر ما سمعه للتو لكنه كان يثق بكلام باسل و لم يكن لديه خيار سوى التصديق، سأل بتوتر "هل هذا ممكن حتى، أنا عمري خمسة و عشرون عاما الآن، ألا تظن أن الوقت قد تأخر لأبدأ في تعلم السحر؟" "تأخرت عن تعلم السحر؟ من قال هذا الشيء؟ لقد تعلمتُ أن كل شخص لديه الإمكانية لتعلم السحر، خمسة و عشرون سنة؟ و ماذا في ذلك؟ ليس عليك إلا العمل بكد من أجل تعويض الوقت الذي فاتك، و بما أني هنا فلا تقلق، سوف أحرص على أن تكد و تعمل بجد حتى تختار الموت على التدرب أكثر، أنت لديك كل المتطلبات التي تحتاجها لتصبح ساحرا. أن تكون تملك نقط أصل يجب فتحها، دافع قوي يساعدك على النمو، معلم يرشدك بشكل جيد. و أنت لديك كل هذه الشروط، فماذا ننتظر؟" رفع باسل من معنويات التاجر ناصر، ففرح هذا الأخير و قال "أيها السيد الصغير، أنا مستعد للقيام بكل ما تأمرني به، لاسيما أمر في مصلحتي، فلنبدأ رجاء" ابتسم باسل و قال "حسنا، لكن قبل هذا" التف للجنرال منصف ثم قال له "أيها الجنرال منصف، أتعرف لم أتيت بك إلى هنا؟" قال الجنرال منصف "أظن أنني أيضا سأُرشَد من قبلك" أجاب باسل "حسنا، قد يكون هذا صحيحا، لكن هذا ليس السبب الرئيسي" تعجب الجنرال منصف ليكمل باسل "أنت سوف تقاتلني للشهر القادم كله لأخترق للمستوى الخامس" ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، [I]بووووم[/I] [I]بووووووووم[/I] [I]بووووووووووووم[/I] لكمات تتلاقى بقوة كبيرة مع بعضها، مع كل التقاء تنتج صدمة، و بكل صدمة تنتج أصوات كبيرة كما لو أن قطعا حديدية ضخمة تتلاقى ببعضها محاولة كل واحدة منها تحطيم الأخرى لكنها لا تصل لنتيجة كان هذا بالضبط الوضع الذي يمكنك أن تصف به حالة باسل و الجنرال منصف اللذان يتقاتلان بينما سحر التعزيز يعزز من قوتهما الجسدية و الحسية لدرجة مخيفة يعتبر سحر التعزيز من أقوى أنواع السحر و أندرهم، لا يوجد إلا القليل المعدود من الأشخاص الذين وهبوا هذا السحر سحر التعزيز يسمح للساحر بتقوية جميع قدراته شاملا حواسه الخمس كلها و قدراته الجسدية، يقوي كل جزء من جسد الساحر، أعضاءه الداخلية بنفسها تتقوى بسحر التعزيز و في معركة ضد ساحر بعنصر التعزيز لن يكون هنالك فرص كثيرة متاحة لك، و هناك شيء مؤكد، إن كنت أقل منه في المستوى و لو بقليل، فأنك و من دون شك ستخسر لا محالة لكن ماذا عن إن اشتبك اثنان يستخدمان سحر التعزيز بنفس المستوى أو متقاربان على الأقل في معركة؟ هل يمكنك تخيل النتيجة؟ لا، لن يكون بإمكانك فعل هذا أبدا، ستكون معركة طاحنة و مدمرة، سترى المعنى الحقيقي للبشر الخارق أمام عينيك، هذا إن كنت قادرا على ملاحقة معركتهما بعينيك أولا كان التاجر ناصر حاضرا على مثل هذا الحالة بالضبط، و كما هو متوقع، لم يمكنه ملاحقة تحركات الخصمين أبدا، كل ما تراه عينيه هو مخلفات الصدمة، كل ما تسمعه أذنيه هو صوت الصدمة، و كل ما يشعر به جسده هو قوة تلك الصدمة الناتجة عن تلاقي اللكمات التي لا يراها [I]بووووووم[/I] و أخيرا و بعد تلاقي لكمتي الطرفين مرة أخرى توقفا و تراجعا للوراء، كل واحد قفز للوراء في الاتجاه المعاكس للذي قفز له الشخص الآخر تكلم باسل بينما تعلو البسمة وجهه "إن هذا حقا رائع، كم هو رائع الإحساس بلكمتك لا يمكنها أن تخترق كل شيء بسهولة، كم هو رائع أن تتلقى لكمتك استجابة كافية لصدها أو حتى ردها، هذا ببساطة يغمرني حماسا. ماذا عنك أيها العم منصف؟ ألست مثلي؟" ابتسم الجنرال منصف ثم قال "من مستخدم عنصر التعزيز هذا الذي لن يتحمس من مثل هذا الوضع؟ نحن السحرة دائما نبحث عن عدو أقوى لنصبح أقوى، لكن من بين كل هؤلاء السحرة ليس هناك من هو شغوف أكثر من مستخدمي عنصر التعزيز للقتال المستمر لمدة طويلة حيث يلتقون خصما أو عدوا يكبحهم و يجعلهم يخرجون كل ما لديهم" "هاهاها" ضحك باسل و قال "معك حق، فأغلب السحرة لا يقدرون على مواجهة مستخدمي عنصر التعزيز وجها لوجه من دون الاستعداد للذهاب بأطراف مكسورة، لكن هذا ما يجعلنا نفتقد للغريم و لا يكون بإمكاننا التقدم أكثر، قوتنا تتسبب في خمولنا، لكن هذا مختلف تماما عندما يتقابل اثنين من مستخدمي سحر التعزيز، ليس هناك شيء سيمنعهما من تبادل اللكمات فيما بينهما، تكون مثل الغريزة الحيوانية، لا يمكن التحكم بها. و الآن لنكمل أيها العم منصف، و أطلب منك استخدام قوتك الكاملة من دون كبحها، فإن فعلت هذا لن نستمتع بالقتال كفاية، هاهاها" "هاهاها" أجاب الجنرال منصف بعد أن ضحك و قال "معك حق أيها السيد الصغير" و بعد أن انتهى أكمل مع نفسه "أكبحها؟ هل تمزح معي أيها السيد الصغير؟ إنك الوحش هنا، أنا أستخدم ضدك ثمانين في المائة من قوتي الكاملة، و هذا كاف ليجعل أي ساحر من المستوى الأول حتى منتصف المستوى الخامس يخضع كليا" أكمل الاثنان التدرب من جديد و عادت أصوات الصدمات من جديد، كانت لكماتهما سريعة جدا لرؤيتها، لن يستطيع فعل هذا إلا المحنكين، فما بالك بالتاجر ناصر، بالطبع سيكون فاتحا لفمه على مصراعيه كما هو فاعل الآن لقد مرت أيام بالفعل منذ أن دخلوا لغرفة الانعزال لكن التاجر ناصر لم يعتد أبدا على هذا المنظر حتى الآن. لكن هل يمكنك لومه؟ التاجر ناصر توقع من كلام باسل أنه سيخضع لتدريب جهنمي، لكن كل ما فعله للأيام الماضية كان محاولة الدخول لحالة الصفاء الذهني و الروحي، و عندما ينتهي باسل من القتال ضد الجنرال منصف يقوم بمواجهته. بالطبع لم يستطع التاجر ناصر لمس باسل أبدا، لكن خلال هذا الوقت كان باسل يشحذ حواسه و يعطيه نصائح عن كيفية استخدام عضلاته و مفاصله، و الأكثر من هذا كان يركز أكثر على نصحه ليتحكم في طريقة تنفسه خلال القتال، فإن استطاع فعلها خلال القتال سيكون بإمكانه فعلها بسهولة بحالة الصفاء الذهني و الروحي الأسبوع الأول مر على هذه الحال من دون تغير أي شيء، و بعد أن انقضى و بدأ الأسبوع الثاني بدأت بعض النتائج تظهر على التاجر ناصر كان بالفعل بحالة الصفاء الذهني و الروحي، بالمرحلة الأولى، مرحلة ترسيخ الأفكار، و بينما هو في حالة هدوء تام و تركيز خارق، و كان المكان المحيط به على العكس تماما بسبب قتال باسل و الجنرال منصف سرعة و قوة باسل قد ازدادتا، لكن ليس هذا هو التغير الملاحظ فقط، فكما تطور باسل، كذلك فعل الجنرال منصف، مع أن باسل كان أقل منه في المستوى، لكنه أحس كأنه يقاتل ساحرا خبيرا بالمعارك، و هذا ما قلص فارق القوة بينهما و جعلهما يكونان-كل واحد منهما- سبب في تطور الآخر كان تطور باسل مقبولا للعقل بالنسبة للجنرال منصف، لكنه استغرب من تطوره الخاص أيضا، أ مفعول هذه الإكسيرات مذهل لهذه الدرجة؟ لقد أفنى حياته في السحر حتى وصل لهذا المستوى، لكنه عندما فعل تجمدت قوته و لم يستطع الاختراق للمستوى السابع الأسطوري لكن ماذا عن الآن؟ إنه يحس أن المستوى السابع الأسطوري ليس بعيدا، بالأحرى، إنه يشعر أنه في متناوله، يشعر أنه و أخيرا تحرر من القيود التي جعلته محبوسا في المستوى السادس و غير قادر على التقدم مهما تدرب و شق لكن الأمر يختلف الآن، يشعر أنه كلما تدرب أكثر و بذل جهدا أكبر ظهرت النتائج التي تساعده و تدفعه للتدرب أكثر من السابق، لأنها تكون نتائج رائعة و لا تصدق كل هذه الفرص، ليس هناك غير هذا الفتى الذي أمامه منحه إياه، لقد استطاع الانتقام لزوجته و زج المذنب في السجن، بدأ يرى علامات على ارتقاء عائلة كريمزون من جديد، و يشهد الآن تطوره الذي كاد أن يتخلى عنه، هذا كله بسبب السيد الصغير باسل، فكيف لا يكون شاكرا؟ و إن كان، كيف يمكن له رد مثل هذا المعروف؟ و في هذه اللحظات بينما يتبادل اللكمات مع الفتى الصغير الذي أمامه، أصبح يحترمه في قلبه و كان باسل قد وصل لدرجة عالية هناك، أصبح الآن لديه مكانة لا تتزعزع بقلب الجنرال منصف، هذا الأخير ظن أنه بكل هذه الفرص التي منحها السيد الصغير باسل، لن يكون هناك شيء يمكن أن يرد له معروفه، و بهذا قرر اتباع السيد الصغير و الموت من أجله حتى، و مع مرور الوقت و قضيه مع السيد الصغير، يتمنى أن تمنح له فرصة أخرى ليشكره بطريقة مناسبة الجنرال منصف رجل معروف بعدالته و إخلاصه، في الأول ظن أن باسل ليس سوى فتى مغرور آخر لا يعرف العالم جيدا، أتى به للعائلة محاولا الاستفادة منه و بالطبع كان سيمنحه عدة مزايا مقابل ذلك، لكن نظرته عنه تغيرت كثيرا في الأسابيع الأخيرة، قد يكون الجنرال منصف عادلا و مخلصا لكنه كان أكثر من ذلك شخص يضع عرفان الجميل و حفظه فوق كل شيء، فالفتى الذي أتى به ليكون وسيلة له لجعل عائلته أقوى كان في الحقيقة الشخص الذي سيقودهم للعز و المجد من جديد، و بهذا أقسم على فعل كل ما بإمكانه فعله لرد هذا المعروف انتهى الأسبوع الثاني و أخيرا أنهى التاجر ناصر المرحلة الأولى-مرحلة ترسيخ الأفكار- ثم انتقل للمرحلة التي بعدها-مرحلة فهم الأحجية و فكها- لكن، ما الذي يحدث هنا؟ باسل بدأ يتساءل عن الشيء الغريب الذي يحدث أمامه، كيف للتاجر ناصر ألاَّ يخرج من المرحلة الثانية حتى الآن؟ باسل عندما وصل للمرحلة الثانية، واجه الاختبار الأول الذي مر عليه جحيما حيث تغلب على مخاوفه، لكن التاجر ناصر لا يبدو عليه أي تعبير عن القلق أو التوتر أو الخوف، لا شيء من هذا أبدا، جعل هذا باسل حيرانا، ثم فكر في ما قاله التاجر ناصر سابقا التاجر ناصر لا يملك أي أحباب، آخر واحد مات منذ سنين، أ يمكن أنه ليس لديه أية مخاوف؟ سيكون هذا منطقيا في هذه الحالة إذا، لكن انتظر، ماذا؟ ليس لديه مخاوف؟ مثل هذا الشخص موجود؟ في الحقيقة التاجر ناصر لم يكن ليس لديه أحباب كما ظن باسل، فهو أصبح يعز باسل بشكل كبير، لكنه كان يرى باسل على أنه لا يقهر و هزيمته غير متوقعة، و بهذا لم تكن لديه أية مخاوف عليه. الأمر كما حدث مع باسل، في المرحلة الثانية رأى جميع أحبابه يموتون بأبشع الطرق مرارا و تكرارا، لكن الغريب في الأمر أنه لم يرى و لو لمرة واحدة معلمه 'إدريس الحكيم' يتعذب أمامه، كان هذا يدل على أن مخاوف الشخص تأتي من أعماق باطن العقل، و لا تكون هناك مخاوف عن الشخص الذي تؤمن أنه لا يقهر و لا تتوقع هزيمته باسل كان قد وضع مثل هذا الاحتمال فيما سبق، لكنه الآن لم يكن يعرف مدى الدرجة التي أصبح يعزه بها التاجر ناصر، و لم يكن بإمكانه سوى ظن أن التاجر ناصر مر من الاختبار الأول من المرحلة الثانية لأنه لا يملك أحباب فقط لا أكثر بقي التاجر ناصر بالمرحلة الثانية من دون الخروج منها أبدا و لو لمرة واحدة، فباسل أعاد الكرة مرارا و تكرارا محاولا التغلب على مخاوفه. و الآن التاجر ناصر وصل للاختبار الثاني من المرحلة الثانية أخذ منه فك الأحجية أسبوعا كاملا. عندما يكون الشخص بداخل بحر الروح لا يحتاج للماء أو للطعام إلا بعد مدة طويلة جدا و أثناء المرحلة الأخيرة وقف باسل أمام التاجر ناصر و وضع يده على جبهته استعدادا للحظة المناسبة، و بعد مرور قليل من الوقت صرخ باسل "هاااااااااااا" ثم أطلق بعضا من طاقته السحرية الخالصة [I]وووووووش[/I] ظهرت الطاقة حول جسم التاجر ناصر و هدأت في لحظات إلى أن اختفت تماما. فتح التاجر ناصر عينيه ثم بدأ ينظر ليديه، رفع رأسه ليجد باسل مبتسما بينما يقول "هنيئا لك أيها التاجر ناصر، لقد أصبحت ساحرا" لم يصدق التاجر ناصر ما حدث معه، هل أصبح ساحرا حقا؟ هل سيكون بإمكانه الانتقام لعائلته؟ هل سيكون بإمكانه مساعدة السيد الصغير باسل و لو بالقليل؟ لم يستطع التاجر ناصر فهم ما حدث معه لمدة طويلة، ثم بعدها استوعب ما قاله باسل و وقف بسرعة بينما يحكم إغلاق قبضتيه و قال "أيها السيد الصغير باسل، فلنتقاتل مرة أخرى من فضلك" "هاهاهاها" بعد أن ضحك قال باسل "يعجبني حماسك، لك هذا"............. يتبع!!!!!! [HEADING=1][B](الجزء التاسع) [/B][/HEADING] (بعد اكتمال شهر الانعزال) خرج الثلاثة بينما باسل يهمهم و يأكل قطعة من الجزر، كان وجه التاجر ناصر مخبوزا بلكمات باسل و لديه عدة كدمات، أما الجنرال منصف فكان مزاجه جيدا جدا عندما وصل الثلاثة للقاعة الرئيسية للعائلة و كانوا يريدون الدخول وصلهم خبر فاجأهم. الأمير الثاني أتى البارحة و تكلم مع الرئيس أكاغي في شيء ما و غادر غير هذا لم يحدث أي شيء غريب طيلة الشهر الماضي. هذا ما توقعه باسل، بعد تشويه سمعة الأمير الأول عن طريق زجه بالسجن، لن تتجرأ العائلة الإمبراطورية على اتخاذ إجراءات جريئة تجاه عائلة كريمزون، فهذه الأخيرة قد أحكمت القبض على واحد منهم بالدليل القاطع، و إن حاولوا القيام بشيء غبي، قد يؤثر ذلك على سمعتهم أيضا دخل الثلاثة عند الرئيس أكاغي فتلقوا ترحيبا جيدا لكن باسل تجاوز هذه الأمور و دخل في الموضوع المهم مباشرة "أيها الكبير، لقد سمعت أن الأمير الثاني قد أتى البارحة إلى هنا، ما كان الهدف من قدومه؟" أجاب الرئيس أكاغي "لقد أراد منا العفو عن الأمير الأول بما أن مساسه لفرد منا لم يكن مقصودا، و في المقابل سوف يتركوننا نحن و تجارتنا و شأننا" تغيرت نظرة الجنرال منصف و أحكم قبضته و عندما رآه باسل وضع يده على كتفه محاولا جعله يهدأ، ثم أزاح يده و وضعها على ذقنه الخاص ثم قال "إذا، و بم أجبته أيها الكبير؟" قال الرئيس أكاغي "طلبت منه إعطائي مهلة كافية لأقرر، فاتفقنا على الغد" "هممم" فكر باسل و قال "لن نعفو عن أي شخص أيها الكبير، سواء كان هذا مقصودا أم لا، أو مكيدة أم لا، هذا كله لا يهم، الطرف الذي أخلل بالمعاهدة يجب أن يعاقب، ليست لديك شكوك أيها الكبير أليس كذلك؟" حدق الكبير أكاغي في باسل و أجاب "أنا لن أعفو عن أي شخص من عائلة غرين، لقد كانوا السبب في دمار عائلتي، قتلوا أبي و أمي و إخوتي و أبناءهم في 'انقلاب الليلة الواحدة'، لقد رأيتهم يقتلون أحبابي أمام عيني واحدا تلو الآخر في ليلة واحدة، و بعد خمسة عشر سنة سمموا ابني البكر الذي اعتبروه تهديدا لهم بسبب موهبته الغير اعتيادية. لقد حاولوا إبادة عائلتي عن بكرة أبيها من دون ترك أي فرد منها، فكيف يمكن أن تكون لي أي رحمة تجاههم؟ و خصوصا هذا الأمير الأول، لقد حاول وضع يده على ابنتي و فر من العقاب، فكيف لي أن أسمح له بالهرب بعد أن حصلت عليه أخيرا، سأحرص على جعله يتذوق عذابا مهينا" ابتسم باسل و قال "أنا سعيد لأننا لدينا الرأي نفسه أيها الكبير، عندما يأتي الأمير الثاني بعد يومين اعلمه بنواياك تجاه الأمير الأول، يجب أن نجعل من ذلك الحثالة عبرة و إثباتا على إمكانية عائلة كريمزون، إن تراجعنا الآن لن نهين أي شخص آخر غير اسم العائلة" أماء الكبير رأسه ليكمل باسل بجدية مغيرا الموضوع "ما أحوال تجارتنا الآن؟" أجاب الرئيس أكاغي "قبل أسبوع من الآن، أخفض غالب التجار من أثمان سلعهم بعد وصولهم لحدهم الأقصى، فإن استمروا على حالهم لأفلسوا، و بهذا كنا قد حققنا هدفنا الأول" "هووه" قال باسل "إذا آن الوقت للمرور للمرحلة الثانية" حيى الكبير باسل الذي غادر مع التاجر ناصر و تركا الجنرال منصف خلفهما "أيها الجد سميث، هل وجدت الأغراض؟" تكلم باسل بعد وصوله لورشة الحدادين "أوووه" فرح الجد سميث برؤية باسل و أجاب "مرحبا بك أيها السيد الصغير، بالطبع، هناك عشرة آلاف قطعة من كلا 'خاتم التخاطر الذهني و الروحي' و 'مضخم الأصوات'، و هناك عشرون ألف قطعة من 'حاجز الحماية الأرضية' و في الأخير و الأهم بما أنك ركزت عليه فإننا صنعنا ثلاثون ألف قطعة من مكعبات التخزين' " قال باسل بابتسام "أووه، هذا جيد أيها الجد سميث، لكن عندما سنعرض هذه الأغراض للبيع ستختفي بسرعة كبيرة بسبب الإقبال، أظن أنه من الأفضل الإسراع أكثر و صنع المزيد، و الآن فلتجهز لنا عربات تحمل سلعنا، نحن ذاهبين للسوق للبيع حالا" وافق الجد سميث على كلام باسل فالتف للتاجر ناصر ثم قال "أيها التاجر ناصر، بما أنك أصبحت ساحرا الآن، ما رأيك باكتساب مكعب تخزين لنفسك أيضا؟" تحمس التاجر ناصر و أجاب "في الحال" قال باسل بادئا شرحه "مكعب التخزين يسمح لك أن تنشئ فضاء خاصا كبيرا نسبيا يمكنك وضع ما تشاء بداخله، و يصنع عن طريق أحجار الأصل، بالنسبة لي فإنه أهم اختراع عرفته يصنع من أحجار الأصل حتى الآن" تعجب التاجر ناصر ليكمل باسل "بما أنك في المستوى الأول لن يكون بإمكانك استخدام مكعب ذو فضاء واسع جدا، ستكون سعة هذا الفضاء لا تتجاوز عشرة أمتار مكعب، سعة فضاء المكعب الذي ستستخدمه تعتمد على مستواك و على مستوى حجر الأصل الذي صنع منه مكعب التخزين" "بما أنك في المستوى الأول فلا يمكنك استعمال إلا مكعب تخزين مصنوع من حجر أصل بالمستوى الأول، ترتفع سعة مكعب التخزين الذي يمكنك استخدامه بعد كل مستوى و عند وصولك للمستوى السابع سيكون بإمكانك استعمال مكعب تخزين بسعة سبعين متر مكعب" فهم التاجر ناصر كل شيء حتى الآن ليكمل باسل شرحه "أما عن طريقة اكتسابك لهذا المكعب تكون عن طريق دمجك له ببحر روحك، بحر روحنا كما تعرف يبدو لانهائي من الداخل لكن لا يمكنك إدخال أي شيء به، فهو خاص بالطاقة فقط، و بالتالي ابتكرت هذه الطريقة، كما تعلم يمكنك من أحجار الأصل صنع أوعية السحر التي تتصل ببحر روحك و صنع مسحوق الأصل الذي يصنع منه إكسيرات و من ثم يتم شربها لتزودك بالطاقة، كل هذا يعني أن أحجار الأصل تملك طاقة خاصة يمكنها التوغل لبحر روحنا، و بالتالي يمكنك فهم أن أحجار الأصل لها علاقة قريبة ببحر روحنا" "من خلال هذا الاستنتاج أتت فكرة مكعب التخزين. تقوم بإرسال طاقتك الخالصة نحو حجر الروح باستمرار و جعله يتصل ببحر روحك، و بعد مدة من الممارسة سوف يصبح هناك رابط بين بحر روحك و حجر الأصل، عندها سيكون بإمكانك إدخال حجر الأصل لبحر روحك و صقله حتى تصنع حيزا فضائيا ببحر روحك من حجر الأصل الذي يكون قد تحول لطاقة غامضة توجد ببحر روحك" "هذا المكعب لا يمكنك إزالته من أي ساحر لأنه يصبح يقبع في أعماق بحر روحه، لكن الساحر بنفسه يمكنه إزالته، فبهذا يمكنه استبداله بواحد آخر ذو سعة أكبر عندما يرتفع في المستوى" "لقد شرحت كل شيء للجد سميث عن 'مكعب التخزين'، هذا الأخير و 'حاجز الحماية الأرضية' يعتبران من أهم الاختراعات من أحجار الأصل، و ستكون القابلية عليهما كبيرة، لهذا ركزت عليهما و طلبت صنع الكثير منهما" "كما سمعت يمكن للساحر أن يخرج مكعب التخزين وقتما شاء، و لن يحتاج لرده لبحر روحه إن لم يرد، و هذا ما فعله الحدادون بالضبط، إنهم يصنعون مكعب التخزين و من ثم يقومون بإخراجه دون رده و صنع آخر جديد مرة أخرى" "عندما تخرج مكعب التخزين من بحر روحك لا تختفي منه الأشياء التي وضعتها سابقا بداخله، لكن لا يمكنك إخراجها منه إلا عن طريق إدخال مكعب التخزين لبحر الروح مرة أخرى. لا يمكنك سرقته من أي ساحر إلا إذا أجبرته على إعطائه لك أو قمت بقتله، فبعد موته يتلاشى بحر روحه و يخرج مكعب التخزين لأنه لم يعد هناك بحر روح ليتواجد به" قال باسل "بما أننا لدينا الكثير من مكعبات التخزين الآن فأنت لا تحتاج لصنعه، مع أنه لا يمكنك حتى لو أردت. خذ" أعطى باسل التاجر ناصر مكعبا أسودا و بداخله طاقة زرقاء فاتحة اللون و قريبة للأبيض. أمسك التاجر ناصر بمكعب التخزين و قلبه ليرى جوانبه كلها من شدة الحماس لأنه يرى مثل هذا الشيء لأول مرة في حياته تكلم باسل "كل ما عليك فعله هو وضعه على أي مكان من جسمك و تخيله يدخل لبحر روحك و يتمركز به، عند فعلك لهذا سيتوهج قليلا ثم يختفي و يُطبع شكله على جسمك بينما يتشكل حيز فضائي ببحر روحك، سيكون بإمكانك الاطلاع على كل ما بداخله وقتما تريد. لقد وضعت العديد من الأغراض بالداخل التي ستحتاجها من الآن فصاعدا، و عند وصولك للمستوى الثاني سأمنحك مكعبا ذو سعة أكبر" أماء التاجر ناصر رأسه و وضع مكعب التخزين على راحة يده اليمنى فتوهج كما قال باسل و اختفى كما لو أنه لم يوجد من قبل، ثم طُبِعت صورة مكعب التخزين على كفه "أممم" تساءل التاجر ناصر و قال "لم أشعر بأي شيء، أهذا ما يفترض أن يحدث؟" "هاهاهاها" ضحك باسل بعد تذكره لشيء ما عقب سؤال التاجر ناصر و قال "بالطبع لن تشعر بشيء، إنها ليست إلا عشرة أمتار مكعب وسط بحر روحك اللانهائي، ادخل لبحر روحك، بعدها ركز تفكيرك على مكعب التخزين و سوف تجد المربع الذي كان في حجم كفك قد أصبح بكبر غرفة" دخل التاجر ناصر لبحر روحه ثم ركز تفكيره كما قال باسل و بمجرد أن فعل، كانت هناك نقطة بعيدة جدا و في لحظة أصبحت أمامه، و عندما لمسها عرف في الحال عن كل ما يوجد بداخلها و رسخ في ذاكرته خرج التاجر ناصر من بحر روحه و فتح عينيه ثم قال "هل حقا أنت تعطيني كل هذه الأشياء من دون مقابل؟" بعد سؤال التاجر ناصر أجاب باسل "من دون مقابل؟ لقد وضعت ثقتك بي و انضممت لي، وضعت حياتك في خطر من أجل إكمال خطتي، هذان الشيئان الاثنان كافيان لتستحق كل تلك الأشياء" كان باسل شخصا كريما و لا يبخل عن أشخاص مثل التاجر ناصر، فمن كلام هذا الأخير، نعلم أن باسل أعطاه شيئا قيما جدا، لكن هذا كان لا شيء بالنسبة له. لكن أ ليس السيد الصغير باسل سخي جدا؟ علمه السحر و أهداه فوق ذلك أشياء كثيرة قيمة، ما باله يا ترى؟ و بينما التاجر ناصر يتساءل كان باسل قد بدأ المشي نحو السوق فلحقه "آه، كيف أخفي هذه الصورة من على يدي؟" سأل التاجر ناصر بينما يتبع باسل أجاب باسل بينما يأكل جزرة "كل ما عليك فعله هل تخيل حدوث ذلك" "يا أيها الناس، اجتمعوا، لدينا سلع جديدة على السوق، لا مثيل لها، لم يوجد مثلها من قبل، و لا يمكنك أن تصدق ماهيتها، بمجرد ما أن تعرف قيمتها لن تتجرأ على الذهاب من دون أخذها معك، هيا أسرع الآن و كن أول المستفيدين" بعد وصول باسل و التاجر ناصر للسوق أمرا الخدم و مساعديهم في العمل بالبدء في تفريغ العربات و وضع السلع بالمتجر بدأ التاجر ناصر كالعادة بجلب الزبائن مع كلامه المعسول و الذي يجعل الشخص يتساءل سواء أراد أم لا عن السلع التي تحدث عنها اقتربت مجموعة من الناس في الحال بعد سماعهم بكلامه أمام المتجر، فوقف أمامهم التاجر ناصر كذلك و تكلم "أيها الناس، ما سوف تشهدونه سيكون شيئا غريبا للغاية، سيكون شيئا يغير الكثير من الأمور في عالمنا. العديد من السحرة يواجهون مشكلة عويصة في التواصل فيما بينهم، خصوصا داخل منطقة محظورة حيث كل لحظة يمكن أن تعتبر مهمة للنجاة. اليوم نحن عائلة كريمزون نقدم لكم الحل الأمثل لهذه المشكلة العويصة الأولى" رفع التاجر ناصر يده بينما يحمل بها خاتما به جوهرة غريبة تبدو كحجر أصل صغير "ما أحمله الآن هو الحل المناسب لمشكلتكم هذه، هذا الخاتم الصغير الذي بيدي سوف يسمح لكم بالتواصل لمسافات تمتد لآلاف الأمتار، مما يعني عدم قلقكم مرة أخرى من فقدان التواصل ببعضكم البعض أثناء دخولكم لمنطقة محظورة" صدِم الحضور ليبتسم التاجر ناصر ثم قال مع نفسه "أ صنعت أيضا مثل هذا الوجه عندما سمعت بكل الأشياء الغريبة من السيد الصغير باسل؟" ثم ضحك على نفسه و أكمل "إنه يسمى 'خاتم التخاطر الذهني و الروحي'، هذا غرضنا الأول، فمن يريد الإسراع في تجربته، نحن عائلة كريمزون نضمن لكم جودة هذه السلع التي سنعرضها عليكم، و إن وجدتم أي شيء غريب لن يكون سوى عارا على اسم عائلتي" تحمس الجميع ثم تبادلوا النظرات فيما بينهم، خبر انضمام التاجر ناصر لعائلة كريمزون قد انتشر قبل شهر من الآن، لذا كلمته لا شك بها لاسيما أنه يضع اسم عائلة كريمزون على المحك، و بسبب عائلة كريمزون قد انخفضت أثمنة الأسلحة و الدروع، فكيف لا يمكنهم وضع ثقتهم بهم، ليس لديهم خيار آخر سوى إعطاء الأمر محاولة، فالفائدة ستكون عظيمة إن كان الأمر حقيقيا قال ساحر من المستوى الثاني "أنا في المستوى الثاني الآن، هل يمكنني استخدام هذا الخاتم؟" أجاب التاجر ناصر "بالطبع، أي ساحر يمكنه استخدامه، لأنه يوجد مستويات بهذه الخواتم أيضا، و كلما ارتفع الساحر و الخاتم في المستوى ارتفعت المسافة التي يمكن استخدامه منها" قال ساحر المستوى الثاني "و كيف يمكنني استخدامه؟" أجاب التاجر ناصر مرة أخرى "يجب أن تملك أولا 'خاتم تخاطر' أنت و الشخص المراد الحديث معه، بعدها يجب عليكما إيصاله ببحر روحكما، و من ثم قوما بجعل الخاتمين يتصلان ببعضهما عن طريق اللمس و عندها سوف يتكون بينكما رابط ذهني روحي يجعلكما قادران على إرسال أفكاركما من واحد للآخر بسهولة، بمعنى آخر، ستتمكنان من 'التخاطر' " لم يصدق الجميع ما سمعوه ثم سأل أحد من الحضور بتحمس "ألا يمكن أن يقوم بهذا أكثر من شخصين؟" أجاب التاجر ناصر بابتسامة "بالطبع يمكن، لكن يبقى هناك شروط، فساحر من المستوى الأول لن يكون بإمكانه التخاطر مع أكثر من عشرة لأنه يمكنه استخدام خاتم من المستوى الأول فقط و الذي تعتبر حدوده هي الاتصال مع عشرة خواتم أخرى، لكن كلما ارتفع الساحر في المستوى ازداد العدد بعشرة أخرى" التف التاجر ناصر للساحر من المستوى الثاني من قبل و أكمل "أنت يا ساحر المستوى الثاني سيكون بإمكانك القيام بإيصال خاتمك مع عشرين خاتم آخر. هذا كل شيء حول الخاتم، أتمنى أن تكونوا قد فهمتم فائدته الكبيرة" قال ساحر المستوى الثاني بعد أن اتفق مع رفيقه الذي كان بجانبه "أنا مستعد لشراءه، كم تطلب؟" و أخيرا، لكن يحن الوقت للارتياح بعد، بعد أن يجرب هذان الاثنان فعاليته سوف تتأكد صحة السلعة، عندها سترى الإقبال الذي تحدث عنه باسل أجاب التاجر ناصر "الخواتم بمستويات و لائحة بيعها هي كالتالي" المستوى الأول ب قطعة أصلية ذهبية المستوى الثاني ب قطعيتين أصليتين ذهبيتين المستوى الثالث ب 3 قطع أصلية ذهبية المستوى الرابع ب 6 قطع أصلية ذهبية المستوى الخامس ب 12 قطعة ذهبية المستوى السادس ب 24 قطعة ذهبية صدم الجميع من الأثمنة، لكن ليس من تكلفتها، على العكس، بل من بخسها، ظنوا أن التاجر سيطلب ثمنا خياليا، و هل هذا ممكن؟ نعم إنه كذلك، عندما تظهر سلعا جديدة غير معروفة طريقة صنعها و مما صنعت، لا يمكنك تقدير ثمنها الأصلي، و بالتالي سيكون بإمكان البائع طلب أي ثمن يريد لكن التاجر ناصر قام بما لم يتوقعوه. تكلم ساحر المستوى الثاني "سآخذ اثنين، لي و لرفيقي و أجربه الآن معه" أخذ التاجر ناصر 4 قطع ذهبية و مرر خاتمين من المستوى الثاني ارتدى الاثنان الخاتم فأحسا باهتزاز في بحر روحهما، ثم قاما بلمس خاتم الطرف الآخر و إذا بهما يجربان التحدث عن طريق التخاطر (هذا لا يصدق، هل أنا أتحدث معك الآن عن طريق التخاطر؟) سأل ساحر المستوى الثاني ليسمع الآخر أفكارا كأنها كلام بداخل رأسه تأتي من جهة رفيقه أجاب رفيقه على سؤاله بنظرة تفاجؤ (يبدو أن الأمر كذلك، هذا الشيء حقيقي، إنه حقا حقيقي، هذا لا يصدق) التف الاثنان للتاجر ناصر ثم قالا بحماس كبير "يبدو أن هذا الشيء حقيقي" "أووووووووه" تحمس الجميع فأصبحت ترى الجميع في عجلة من أمرهم "أبلغ عن هذا الأمر لرئيس العائلة في الحال" "أعطني عشرون من المستوى الثاني و عشرة من المستوى الثالث" "أنا سآخذ واحدا للرئيس ليجربه، أعطني واحدا من المستوى السادس و واحدا من المستوى الأول" "أنا سآخذ خمسة آلاف و واحد، ألف من كل مستوى، و الأخير بالمستوى السادس" تهافت الزبائن على التاجر ناصر بالطلبات ليبدأ الخدم و المساعدين في التحرك أخيرا و تلبية الطلبات التي يبدو أنها لن تنتهي عما قريب دخل التاجر ناصر للمتجر و تكلم مع باسل "أيها السيد الصغير، لقد بدأنا العمل، متى نخرج الأغراض الأخرى؟" أجاب باسل "سأترك هذا الأمر عليك، قرر الوقت المناسب بناء على حكمك على الوضع. أنا ذاهب لألقي نظرة على الجنود، يجب أن أرى مدى تطورهم" أماء التاجر ناصر رأسه موافقا مع قوله "حاضر" غادر باسل و ترك مثل هذا العمل الضخم و المهم بين يديه، لن يخيب آمال سيده الصغير أبدا بينما باسل يتجه نحو القصر كان يهمهم و يأكل جزرة مرة أخرى، و عند وصوله لمنعطف [I]ووووووش دوو[/I] [I]دوو[/I] [I]دوو[/I] ظهرت ثلاث ظلال فجأة و ركل الظل الأول باسل الذي دافع في آخر لحظة بيديه ثم جاءته الضربة الثانية من الظل الثاني من الوراء مستهدفه ظهره فأعطى لها جانبه الأيسر بينما ذراعه و رجله يشكلان درعا يحميه من الضربة، و في الأخير لكمه الظل الثالث بجانبه الأيمن فدافع عنه بنفس طريقة دفاعه عن الجانب الأيسر قفز باسل للخلف مبتعدا عن الظلال الثلاثة ثم قال "لهذا لا أحب الطرق المختصرة، لا بد لك من مواجهة نوع من الإزعاج" ثم حدق في الأشخاص الثلاثة المرتدين الأسود بالكامل و أكمل "و من أنتم أيها السود اللعينون؟" لم يجبه الثلاثة السود و تفرقوا بسرعة ثم أحاطوا به، قال باسل "هيه، لا إجابة؟ لا بأس، ليس علي إلا إجباركم" ثم فعل سحر التعزيز في كامل قوته و قال مع نفسه "من ضرباتهم السابقة أنا متأكد أنهم على الأقل سحرة من المستوى الرابع، هل يمكن أنهم بالمستوى الخامس؟ لكن من أرسلهم إلي بالضبط؟ هل هو الأمير الثاني؟ لا، لا أظن، هو لن يفعل شيئا غبيا كهذا، هل هي تلك الع**** مرة أخرى؟" توقف باسل عن التفكير و استعد لأي هجوم قد يأتي من الثلاثة السود [I]ووووش بانغ[/I] أخرج الأسود الأول يده من معطفه و استل معها سيفه ثم لوحه في اتجاه باسل من الأعلى نحو الأسفل، و إذا بالسيف يخرج منه كتل ثلجية قاسية و نزلت على باسل راوغ باسل الهجوم و بمجرد أن فعل سطع فجأة ضوء ساطع جدا من جهة الأسود الثاني أرغمه على إغماض عينيه ثم أرسِلت له كرة بيضاء مشعة كثيرا و حرارتها مرتفعة جدا و كان قطرها يصل لمترين هذه المرة لم يستطع مراوغة هذا الهجوم و تلقاه، كانت الكرة الضوئية حارقة للغاية و لولا سحر التعزيز لتعرض باسل لأضرار وخيمة أكثر من التي حدثت له لقد أرسل لعدة أمتار محلقا ثم اصطدم بحائط، وقف على قدميه ببعض الخدوش على جسده، و إذا برياح سوداء على شكل شفرات سبَّبها الأسود الثالث هاجمته من دون تركه يرتاح راوغها باسل، ثم هاجم بينما يراوغ الكتل الثلجية و الكرات الضوئية و الرياح السوداء التي استهدفته بلا توقف، و عندما اقترب من الأسود الأول ركله لكنه أحس بمقاومة "درع سحري؟ أن يصد هذا الهجوم لا بد أن يكون من المستوى الخامس، إن هذا غير معقول" بعدما فكر باسل بهذا هوجم من طرف الأسودين الثاني و الثالث بهجمة مزدوجة تعرض باسل لكرة ضوئية مثل السابق لكن هذه المرة أتت تحمل معها رياحا سوداء. بعد أن تعرض لهذا الهجوم دافع باسل مرة أخرى بسحر التعزيز لكن هذه المرة كان في كامل قوته، لأنه لو لم يفعل سيموت لا محالة من قوة هذه الهجمة في الحالات الطبيعية كان باسل ليكون قد هُزم بالفعل، هؤلاء الثلاثة السود سحرة في المستوى الخامس، مجهزين بالكامل بدروعهم و أسلحتهم بينما هو لا يملك الوقت ليرتدي درعا سحريا، فحتى لو كان بإمكانه أن يخرج سيفا سحريا من مكعب التخزين لن يكون كافيا للإجهاز عليهم، لكن هذا في الحالات الطبيعية فقط، و باسل ليس بطبيعي لكن في هذه اللحظة شاهد باسل شيئا غريبا للغاية، كان واحد منهم لديه خاتم تخاطر يتحدث من خلاله مع شخص ما، و بعد أن انتهى من التحدث تراجعوا كلهم و اختفوا "هل كان لديه قبل قليل 'خاتم تخاطر'؟ كيف لهذا أن يكون ممكنا؟ نحن لم نبدأ في بيعه إلا قبل قليل، إذا كيف بإمكانه الحصول عليه؟" و هنا جاءت فكرة في عقل باسل "هل هناك أي فرصة أن يوجد خائن بالعائلة؟" ثم رفض هذه الفكرة مباشرة "لا، لا هذا غير معقول، لقد بحثت في أمر كل واحد من العائلة و وجدت عليهم الإخلاص التام و لم تكن هناك أي علامات على وجود خائن، إذا من أين حصلوا هؤلاء الأشخاص على الخاتم؟" توقف باسل عن التفكير و فعل خاتم التخاطر الذهني و الروحي (أيها المعلم، إنني أريد التحدث معك في أمر مهم) (تحدث أيها الفتى باسل، أنا مستمع) أجاب المعلم (لقد وجدت شخصا ما يستخدم خاتم التخاطر قبل أن ينتشر حتى، هل توجد أي فرصة أن يكون هناك شخص آخر من عالم آخر موجود هنا يُعلِّم التقنيات التي علمتها لي لبعض الأشخاص أيها المعلم؟) (هممممممم) تعجب المعلم و قال (هذا غريب، لقد أمرني جلالة الملك الأصلي بالقدوم إلى هنا لوحدي، و هذا ما فعلته، و ليس هناك أي فرصة ليُسمح لشخص ما بالدخول لعالم آخر من دون إذن، و إن حدث هذا سأكون معلوما، لو كان أحد يستطيع الدخول عنوة إلى هنا فسيكون ينتمي للشياطين أو يعمل معهم أو لديهم، لكن...) (الشياطين؟ ألم تقل أن الحرب أصبحت في حالة هدنة بسبب اتفاق يقوم على عدم دخول أي شيطان لعالم آخر؟ و بهذا يمكن للاتفاقية التي بين الملك الأصلي و ملك الشياطين أن تظل صالحة) (نعم لقد قلت هذا، فهذا ما وصلني من أخبار بالسنة الماضية، لكني لم أستطع استيعاب هذا الأمر بنفسي، كيف لملك الشياطين ذاك أن يقبل بمثل هذا الاتفاق و يظل ثابتا دون القيام بأي شيء؟ المهم، ابحث في هذا الأمر بسرية و دون التدخل بشكل مباشر، فأنا لا يمكنني البحث في هذا لكي لا أكشف عن وجودي، و تذكر، يجب أن يبقى أمري في هذا العالم سريا كي لا يشك ملك الشياطين في أي شيء، فإذا عرف عني سيعرف عن سبب مجيئي لهنا) (حاضر أيها المعلم، إلى اللقاء) انتهى باسل من الكلام و أكمل الطريق نحو قصر عائلة كريمزون ************************************************** في جبل ما، كان هناك مبنى كبير و مظلم يتخذ شكل قلعة سوداء اللون، و عندما تدخل تجد شخصا يرتدي معطفا أسودا جاثيا على ركبتيه "هناك شخص ما يعرف عن استعمالات الحجر أيضا؟" جاء الصوت من الظلال أجاب ذو المعطف الأسود "نعم، لقد كنا في العاصمة و في الصباح أعلن تاجر ما عن استخدامات أحجار الأصل بداية بخاتم التخاطر، بعدما رأينا هذا الأمر هاجمنا الفتى الذي كان يبدو آمرا على التاجر" أكمل بعد رفعه رأسه "هاجمه ثلاثة من أتباعي و اختبروا قوته، و مما رأينا عرفنا أن مستواه قد فاق الرابع بالفعل مع أنه في عمر لا يتجاوز الخامسة عشر" صدم الشخص الذي بالظلال جاء الصوت من الظلال مرة أخرى "همم، فتى لم يتجاوز الخامسة عشر هاه، هذا يؤكد الأمر، إنه يعرف عن الإكسيرات أيضا. تحروا في أمره و اجلبوا لي اسم الشخص الذي علمه كل هذا، فلا أظن أن ذلك السيد سوف يختار شخصا آخر غيرنا للقيام بما أمرنا به، لقد أعطانا مهمة علينا إكمالها، ليس هناك مجال للإخفاق، إن فعلنا ستكون نهايتنا، و إن نجحنا سنصبح ملوك هذا العالم" "حاضر" أجاب ذو المعطف الأسود و اختفى في الظلال ******************************************** (بالرجوع للعاصمة) (في قصر عائلة كريمزون، في ساحة تدريب شاسعة) هجمات سحرية نارية، جليدية، ثلجية، ضوئية، و وهمية، عدة تقنيات أتت من طرف الجنود السحرة استهدفت باسل في آن واحد بالأول تعرض لهجوم وهمي شتت انتباهه، ثم هجمة مزدوجة من الجليد و الثلج كانت عبارة عن رمح كبير متوجه نحوه و في الأخير عدة كرات نارية مستهدفة ظهره [I]فسسسس بووووم[/I] "أمم، ليس بسيء" تصدى باسل لرمح الجليدي الثلجي فأبطل مفعوله و كان الأمر سيان مع الكرات النارية صدم الجنود العشرة الذين هاجموه، كيف له ألا يصاب بأي هجوم؟ و كيف له أن يصدها مع أنه تحت تأثير سحر الوهم؟ بينما يتساءل الجنود تكلم باسل "سحر الوهم الذي استخدمته أنت لم يكن سيئا، بالنسبة لساحر في المستوى الثالث لقد كان تحكمك في سحرك جيدا، لكن أنا ساحر مستخدم لعنصر التعزيز، قد تخدع عقلي، لكن حواسي الخارقة تبقى تعمل، إن لم تكن قويا كفاية لخداع حواسي فلن يكون هناك لك أي تأثير علي، و أنتم الأربعة، أحسنتم في هجمتكم المزدوجة، لقد كان تناسقا جيدا بين عنصري الجليد و الثلج، و أخيرا أنتم الخمسة، تلك الهجمات النارية لن تنفع على أمثالي، فبدل الهجوم بشكل فردي، سيكون من الأفضل التركيز على القيام بهجوم موحد كبير" "شكرا، سيدي" انحنى الجنود لباسل الذي أكمل "حسنا، الفرقة التالية" بعد مرور فترة معينة جلس باسل يتحدث إلى الجنود "لقد وصل تطوركم لتوقعاتي، سأختار من بينكم خمس قادة، كل واحد قائد على تسعة، سوف تكونون فرقا هجومية و دفاعية، الهجومية ستنقسم لقسمين، قسم المدى البعيد و آخر للقريب، أما الدفاعية، فسيكون هناك قسم دفاعي متقدم يدعم ظهر الهجوم ذو المدى القريب، و قسم يحمي الهجوم ذو المدى البعيد، و أخيرا فرقة العلاج، من حسن الحظ أن عائلة كريمزون تملك الكثير من السحرة المعالجين، أنا اخترتكم أنتم العشرة لأنكم لا زلتم في بداية مشواركم و سيكون إرشادكم أسهل، سوف تدعمون المجروحين ليعودوا للانضمام للمعركة في أسرع وقت" أكمل باسل "هذه تقسيمات الفرق، و من الآن فصاعدا، سوف يختار القادة الذين أختارهم جنودا آخرين من العائلة ليدربوهم و يجعلوهم ينضمون لفرقهم، و مع مرور الوقت سوف تتضخم قوة كل قسم منكم" "تذكروا، أنتم منقسمون لفرق لكنكم جيش واحد، لم أقم بهذه التقسيمات للتفرقة بينكم، و إنما لتسهيل دعم أحدكم للآخر، يوم ما ستصبحون ركيزة قوة عائلة كريمزون و تقودون جميع الجنود الآخرين لتجلبوا المجد للعائلة. و الآن القادة الذين اخترتهم سأعلن عنهم" "أولا، تقدم أنت، و...... و أخيرا أنتِ" "هؤلاء الخمسة قادة الفرق التي قاتلتني قبل قليل، حسنا هذا...." توقف باسل فجأة عن الكلام و التف للجندي الذي كان مصطفا في الصف المكون من خمسة ثم قال له "ما اسمك؟ بالأحرى ما اسمكم؟" "حاضر" أعطى الأول التحية و قال "اسمي 'تورتش'، سيدي" و أكمل الثاني بعد إعطاء التحية "اسمي 'شينشي'، سيدي" الثالث "اسمي 'برودي'، سيدي" الرابع "اسمي 'فانسي'، سيدي" الخامس "ا-اس-اسمي ش- 'شي يو'، س-سيدي" "حسنا، هؤلاء الخمسة هم قادتكم من الآن فصاعدا، لا أريد أي اعتراض عليهم، أنا اخترتهم و أنا أعرف لماذا" "حاضر، سيدي" أجاب الجميع في آن واحد "أكملوا التدرب، تدربوا على التنسيق بين مهاراتكم، أنا ذاهب الآن" "ع-عذ-عذرا" جاء صوت رقيق لأذني باسل "ماذا تريدين يا شي يو" أجاب باسل "نعم، أنا آسفة" بصوت مرتفع و بخوف قالت شي يو تكلم باسل مستغربا "لم تعتذرين، ألم توقفيني لتطلبي شيئا ما؟ هيا قلي ما عندك" قامت الفتاة شي يو بالانكماش في مكانها بينما تلعب بأصابعها بسبب التوتر و تتلعثم في كلامها "س-سيدي، ل-لماذا أنا؟ لماذا وضعتني قائدة عليهم" "هاه" استغرب باسل و أجاب بسؤال "لماذا؟ ألم يعجبك الأمر؟" أجابت شي يو بصوت منخفض "ل-لا، ل-ليس كذلك، لكن..." قاطعها باسل بقوله "إذا ليست هناك مشكلة، أنا ذاهب" انصرف باسل و ترك شي يو لا تعرف ماذا تفعل، و عندما التفت إلى التسعة الذين سيكونون تحت إمرتها من الآن فصاعدا صرخت بخجل بينما قشعريرة تصعد معها من نظراتهم التي كانت تبدو غير راضية "ييييييي" و بينما باسل ذاهب لغرفته جاءت أنمار لجانبه و تكلمت "إلى أين ستذهب؟" أجاب باسل "لأرتاح" "بالمناسبة" قالت أنمار "سمعت أنك ساعدت التاجر ناصر و أرشدته ليصبح ساحرا، لم فعلت ذلك؟" أجاب باسل "ليس هناك سبب، لم تسألين عن هذا؟" قالت أنمار مع ابتسامة "لا، لقد ظننت فقط أنك قد تكون شعرت بالأسف تجاهه" عبس باسل و قال "و لم سأفعل؟ لم أقم سوى بما توجب علي فعله، أنا ذاهب الآن" قالت أنمار "حسنا" و رجعت لساحة التدريب "آه، سيدتي أنمار، لقد أتيتي، تدربي معنا أرجوك" "هوي، لا تحاول التقدم و أخذ الأفضلية عنا" "سيدتنا أنمار، أرجوك تدربي معنا نحن" أتت الطلبات لأنمار من كل الجهات ليبتسم باسل و يقول "إنها حقا تعرف كيف تخدع الناس بذلك الوجه اللطيف" ثم ذهب لغرفته ليرتاح، و عندما أراد الدخول سمع من جندي أوصله خبر مجيء شخص ما من عائلة كين "أنا سأذهب لأرتاح حاليا، قل للعم منصف أنهم عندما ينتهون سأذهب لأتكلم مع الكبير أكاغي" بعدما أعطى باسل رسالته للجندي الذي غادر لإيصالها للجنرال منصف، دخل لغرفته ليرتاح، لم يأخذ أي استراحة لشهر من التدريب، تعبه الجسدي لم يكن كبيرا، لكنه يريد أن يرتاح ذهنيا ليستطيع التفكير جيدا و بشكل سليم "لقد قال الكبير أكاغي أن الأمير الثاني سيأتي غدا، أتساءل عن شخصية هذا الأمير الثاني، يقال عنه شخص نبيل و عادل، و هو الشخص الأكثر استقامة في عائلته كلها، حسنا وقت النوم، سأفكر بهذا غدا" ********************************************************* بالعاصمة يوجد مكان لا يريد أي شخص أن يوجد به و لو لدقيقة واحدة، كان هذا المكان تخرج منه صرخات العذاب ليل نهار، و تسمع منه أصوات الجلدات، يحيط بهذا المكان سور عظيم تتغلغل به الطاقة السحرية كان هذا المكان معروف بأشنع سجن في العالم، من يدخله لن يحلم بالنوم هنيئا مرة ثانية في حياته، و سوف يتلقى جميع أنواع العذاب لبقية عمره. لا يدخله إلا أفظع المجرمين، قتلة، مغتالون، عصابات، قطاع طرق، علماء مجانين، وقراصنة البحر، كل أنواع المجرمين يوجدون في هذا السجن ليس هناك من لم يسمع بهذا السجن الذي ذاع صيته في شتى أنحاء العالم، هناك مجرمين قامت الإمبراطوريتين الأخريين بالاتفاق مع إمبراطورية النضير الوهاج على سجنهم عندهم مقابل منفعة ما كان هذا السجن جحيما لا يطاق، و عليه حراسة مشددة، كل حراسه من المستوى الرابع، و آمر السجن رفقة مساعديه الخمسة بالمستوى الخامس. جميع زنزاناته مدعمة بالطاقة السحرية، و كل السجناء مقيدون بأصداف ختم، ليس هناك مجال للهرب إنه السجن المركزي بداخله كان يقف شخص أمام بوابة يحرسها اثنين من السحرة بالمستوى الرابع، هذا الشخص حوله هالة نبيلة و بوجه صارم، ثم بنظرة حادة قال الشخص النبيل "أنا الأمير الثاني، جئت لزيارة الأمير الأول" ضرب الحارسين برمحهما على الأرض و قال باحترام و وقار"لك هذا، و عليك بالخروج في غضون ربع ساعة، لا أكثر و لا أقل" فتحت البوابة للأمير الثاني، و بمجرد أن دخل قفز عليه عدة مسجونون [I]ياااااااه[/I] لكن القضبان الحديدية السحرية منعتهم من الخروج إليه، و فقط صرخاتهم وصلته. كل زنزانة كان معها حارس، و بمجرد ما أن تحرك المجرمون، كل حارس ضرب الذي يراقبه برمحه بكل قوة و من دون رحمة نظر الأمير الثاني في الأرجاء بينما يرشده حارس يرافقه حتى وصلوا أمام زنزانة الأمير الأول، وقف أمامه فوجد أخاه منكمشا كالرضيع و يرتجف من الخوف، كانت حالته مزرية، فور دخوله لهنا تقرر أنه مجرم من الدرجة الخطيرة، و في الحال مر من جميع أنواع العذاب، هذا هو نوع هذا السجن، ليس هناك رحمة و لا شفقة و لا احترام تجاه أي شخص حتى لو كان من العائلة الإمبراطورية، هناك الذل و الإهانة، الاحتقار و القساوة، الاضطهاد و القهر، هذا فقط ما ينتظر من يدخل إلى هنا "أنظر لحالك، كم أنت مثير للشفقة، لقد جلبت العار لنفسك و لعائلتك معك" تكلم الأمير الثاني مع أخيه الأكبر الأمير الأول الذي كان يرتجف أدرا رأسه بسرعة بينما جسده لا يزال يرتعد و وقف بسرعة ثم اقترب و قال "أخي، أخي الصغير كانديد، أنا أترجاك، أخرجني من هنا، هذا المكان ليس للبشر، إنه جحيم، كل يوم عبارة عن عذاب، شهر واحد مر علي كألف، أرجوك أخرجني، سأفعل أي شيء، سأصبح عبدا مطيعا لك، لم أعد أريد أن أصبح الإمبراطور، يمكنك أن تصبح أنت إن أردت، أرجوك أخرجني من هنا فقط" ازدرى الأمير الثاني أخاه على وضعيته المزرية و قال "لقد تكلمت مع كريمزون أكاغي و غدا سوف يعطيني جوابه، سأحاول إقناعه بسبب الدم الذي بيننا، أما شيء آخر فلا يوجد، أنت لم تعجبني أبدا، و رؤيتك هنا لم تزعزع الرحمة في قلبي تجاهك، فأنا أعرف بما كنت تكيده لي من ورائي" لم يجد غرين هيملر ما يقوله و عبس فقط بينما ينظر للأسفل بتذلل ليكمل أخوه " 'ليس خطأ المُخادِع، و إنما خطأ المخادَع'، هذه جملتك الشهيرة، أليس كذلك؟ 'سواء كانت مكيدة أم لا، إنه خطؤك لوقوعك في الفخ'، أنت من كنت تقول هذا دائما، ما شعورك الآن عندما تحولت وضعيتك من المخادِع إلى المخادَع؟ هل تعرف كم من الناس تسببت لهم في مصير أسوء من الموت؟ كم من ***** يتّمْتَهم؟ هل تعرف كم من أمٍّ تركتها ثكلى أو أرملة أو الاثنين معا؟ إنها أعداد لا تعد و لا تحصى، دخولك لهذا السجن و تمضيتك لحياتك هنا قد تكون عقوبة مناسبة لك، لكن كما قلت من قبل، بسبب الدم الذي بيننا سأحاول إقناع كريمزون أكاغي، مع أنني لا أظن أنه سيقبل. قد تكون هذه آخر مرة أراك بها، و لهذا سأودعك، حظا موفقا أيها الأمير الأول غرين هيملر" "لا، لاااااا، لاااااااااااا، لا تتركني هنا، كانديد، كانديييييييييد" صرخ الأمير الأول بجنون بينما الأمير الثاني يبتعد إلى أن اختفى عن الأنظار في الصباح التالي استيقظ باسل بعد أن ارتاح جيدا و ذهب ليتكلم مع الكبير أكاغي دخل باسل للقاعة الرئيسية فوجد الكبير ينتظره و لهذا سأله "أيها الكبير سمعت أن شخصا من عائلة كين أتى البارحة، من يمكن أن يكون؟" أجاب الكبير أكاغي "إنه الرئيس تشارلي قد أتى بنفسه إلى هنا" "همم" استغرب باسل فسأل "لماذا رئيس العائلة بنفسه سيأتي إلى هنا، أ هو بشأن التجارة؟ أليس متأخرا شهرا ليأتي الآن؟" قال الكبير أكاغي "بشأن التجارة، فعندما عرفت عائلة كين أن التاجر ناصر من عائلتي لم تتدخل في هذا الموضوع ثانية، أما بخصوص سبب مجيء الرئيس تشارلي، فهذا لأنه كان صديقا لأبي، كانت هناك علاقة قريبة بينهما. أثناء 'انقلاب الليلة الواحدة' قام 'كين تشارلي' بمساعدة عائلتنا في الخفاء، و بسببه بقينا نحن أحياء و استطعنا وضع تلك المعاهدة التي بيننا و بين عائلة غرين. عندما سمع الرئيس تشارلي بما فعلنا البارحة في سوق التجارة، قرر المجيء ليتأكد من شيء ما" "أووه" تعجب باسل و قال "هناك علاقة بين عائلة كريمزون و عائلة كين من هذا النوع، هذا جيد، إذا مما جاء ليتأكد؟" رد الكبير أكاغي بنظرة جدية "هل عائلتنا ستبدأ التحرك أخيرا لتسترد حقها أم لا؟ أراد أن يعرف جواب هذا السؤال، و بالطبع وضحت له نيتي الكاملة، ثم بعدها قال 'في ذلك اليوم استطعت الوقوف من جديد على رجلي و الوصول للقمة بفضل والدك، و يبدو أن ديني الذي وعدت بالإيفاء به قد حان الوقت لتسديده، عائلتي تحت إمرتك يا ابن صديقي العزيز' " أكمل الكبير أكاغي بعد أن تنهد "حكى لي أبي عن الرئيس تشارلي، ذات يوم، كان عبارة عن *** عبد من عائلة عبيد، لم يعرف معنى الحرية في طفولته حتى جاء أبي و فتح له أبوابها، ساعد عائلتنا منذ القدم و لا زال يظن أنه لم يقم بما يكفي، يحب إمبراطوريتنا كثيرا، فهو صبر على مقتل صديقه و عمل مع قاتله لمدة خمسين سنة، كل ذلك من أجل هذا اليوم، في تلك الليلة التي فقدت فيها الكثير من الأشياء و كدت أفقد بها كل شيء، أتى الرئيس تشارلي و أنقذ زوجتي و أطفالي و الذين بقوا على قيد الحياة ممن كان ولاؤهم لعائلتنا، ثم تدخل بيننا و بين عائلة غرين فوصلنا لتلك المعاهدة" "لقد أنقذنا تلك الليلة و عندما أردت الذهاب للأخذ بثأري أوقفني و قال 'يا ابن صديقي، أبوك لطالما قال لي، اصبر تنل، و من لم يصبر على كلمة سمع كلمات'، أوقفني من عمل حماقة كادت تودي بحياة ما تبقى من أعزائي و حياتي، و كما قال لقد صبرت خمسين عاما، و حان الوقت لأسترد حقي المسلوب، حق عائلتي و أجدادي" "الشيء الوحيد الذي طلبته يوما جئت يا حليفنا و قدمته لنا، أنا لا أعرف حقا كيف أشكرك" بعد أن سمع باسل شكر الكبير أكاغي له قال "أيها الكبير، الشكر فيما بعد، لا زلنا في بداية خطتنا و لا زلت لم تسترد حقك" قال الكبير أكاغي "معك حق، لكن هذه الفرصة التي أعطيتنا إياها أكثر من كافية لنشكرك، لقد وضعت ذلك الوضيع في السجن، عندما سمعت ابنتي و زوجتي بهذا الخبر، فرحتا كثيرا و أرادتا مقابلتك عندما تكون متفرغا" فكر باسل لقليل من الوقت في كلام الكبير أكاغي، هذا الأخير كان في الحقيقة رجلا نبيلا أكثر مما تخيل، سبب باسل في مساعدة عائلة كريمزون كله من أجل الاستعداد للشياطين لكي يحمي العالم الذي تعيش فيه أمه و المقربين منه في هناء، و لم يكن لديه أي اهتمام في الصراع الذي بداخل الإمبراطورية، حتى إلقاء القبض على الأمير الأول لم يكن سوى خطوة يجب القيام بها من أجل التقدم للأمام بالخطة، لكن شهامة هذا الكبير قد لمست قلبه، فكما يقولون 'عرفان الجميل شيمة الأرواح النبيلة'، و بداخل قلبه، أصبح باسل الآن يفكر بجدية أكبر في استرداد حق هذا الكبير أجاب باسل عن كلام الكبير أكاغي "سأجد وقتا لرؤيتهما" بعد قوله لهذا الكلام خرج باسل و ذهب للسوق كان باسل يهمهم في الطريق و يأكل جزرة حتى أوقفه منادي "أيها الفتى القرمزي هناك" التف باسل ليرى من المنادي و عندما فعل وجد رجلا بشعر أشقر و عينين زرقاوين، يرتدي درعا فضيا و حوله هالة قوية، عندما رأى باسل هذا الشخص قال مع نفسه "جنرال آخر، هاه" ثم قال للشخص أمامه "ماذا تريد أيها الرجل الأشقر؟" حملق الرجل الأشقر في باسل ثم بعد قليل ضحك "هاهاها، الرجل الأشقر، إنك مثير للاهتمام" نظر باسل للرجل الأشقر أمامه و قال "تناديني بالقرمزي، أناديك بالأشقر، أليس هذا عادلا؟" تعجب الرجل الأشقر من كلام باسل فقال "لقد سمعت شائعات، يبدو أنك كما سمعت، لكن سأسألك شيئا، من أنت بالضبط أيها الفتى؟" أجاب باسل "أليس من الآداب تقديم نفسك قبل سؤال الشخص عن أصله؟" "إنك حقا كما سمعت، لكن يبقى معك الحق، أنا اسمي كاميناري رعد، إنني جنرال" أجاب الجنرال رعد "أنا أعرف أنك جنرال من درعك بالفعل، أتمزح معي؟" قال باسل و أكمل "أنا اسمي باسل، لست إلا قروي جاء ليبيع أحجار الأصل و اجتياز اختبار أكاديمية السحر، هذا أنا، إن لم يكن لديك شيء مفيد لتتكلم فيه معي، فسوف أذهب" ثم أكمل مع نفسه "إذا هذا هو ذلك الجنرال رعد" قال الجنرال رعد "همم، قروي، اختبار أكاديمية السحر هاه، ساحر مثلك بعنصر التعزيز في المستوى الرابع بالفعل و لديه علاقة من نوع ما تربطه بعائلة كريمزون مجرد قروي يريد اجتياز اختبار أكاديمية السحر؟ بظهورك بدأت عائلة كريمزون تتحرك، تلك العائلة التي لم تفعل شيئا لمدة خمسين سنة كاملة بدأت تتحرك فجأة و تصادف الأمر أن هذا حدث بعد أن كونت معك علاقة من نوع ما، أنا لم أسألك لتعطيني هذا الجواب و تتغابى علي، إني أسألك عن هويتك الحقيقية أيها الفتى القرمزي" تعجب باسل بالفعل، يبدو أن عين هذا الجنرال رعد قد كانت تراقبه من بعيد، و بما أنه عرف كل هذا، فلا شك أن هناك آخرين قد فعلوا أيضا، لا فائدة من إنكار كلامه كله بما أنه يبدو متأكدا "قال باسل، أوه، أنت تعرف كل هذا، لكن أي تحركات تتحدث عنها أيها الرجل الأشقر؟ و ما علاقتها بي؟ لقد رقت للجنرال منصف و أراد أن يجعلني تلميذه، هذا كل ما في الأمر، أنا لا أعرف عن أي تحركات، فكل ما أفعله هو التدرب بقصر العائلة و أخرج لأتمشى قليلا" لم يستطع الجنرال رعد تكذيب باسل هذه المرة، فهو قد اعترف أنه ساحر بالمستوى الرابع، و ذكر سبب العلاقة التي تربطه بعائلة كريمزون، لكن ما يزال هناك شيئا ما يزعجه، إنه يحس أن هذا الفتى يحمل الكثير من الأسرار، أكثر مما يتخيل قال الجنرال رعد "لقد عرفت كيف تلصق الأجزاء ببعضها، لكن هذا لم يقنعني تماما، أنا سأعرف من أنت في وقت قريب، و تذكر أيها الفتى القرمزي، إن وجدت أنك تهدد سلام هذه العاصمة و الإمبراطورية فسوف أمحيك من الوجود، لا أهتم بمن تكون، أي شخص يحاول أذية وطني سوف يتذوق عقابي" عبس باسل قليلا ثم قال "سلام الإمبراطورية هاه، إنك شخص نبيل حقا أيها الرجل الأشقر، يبدو أنك كما سمعت أيضا، لكن أنا مهتم في شيء واحد عنك" تعجب الجنرال رعد ليسأله باسل "كم كانت قوة الشياطين كبيرة؟ لقد سمعت أنها تركت بك صدمة جعلتك تتدرب ليل نهار، أيمكنك أن تحدثني عنها؟" أحس الجنرال رعد أن الفتى الذي أمامه يستفزه بهذا السؤال عمدا فأجاب "أيها الفتى القرمزي، لا تتجاوز حدودك" قال باسل "إذا لم تجب فسأذهب" التف و أكمل طريقه بينما يقول "أيها الرجل الأشقر، أنا أشعر أن طرقنا ستتقاطع في القريب العاجل، أتمنى أن تكون أهدافنا مشتركة كنقطة التقائنا" ذهب باسل و ترك الجنرال رعد يفكر في ما قاله، هذا الفتى يحاول القيام بشيء ما كما توقع، سوف يجب عليه مراقبته أكثر من الآن فصاعدا باسل الذي ذهب قال مع نفسه "يختبئون في الظلال و لا يخرجون منتظرين فقط أوامره، أولئك هم 'فرسان السنبلة الخضراء' هاه، يبدو أنني سأحتاج لإقناعه للانضمام لي، سوف يكون عدوا مزعجا، من الأفضل جعله في جانبي، و مما رأيت، يجب علي أن أن أخبره عن أهدافي فقط و سوف يتفهم" انتهى باسل من التفكير و أكمل أكل الجزرة بينما يهمهم من جديد و في هذه الأثناء قال الجنرال رعد "يين يينغ" فظهر رجل من الظلال خلفه "أمرك سيدي" أمر الجنرال رعد الشخص الذي ظهر من الظلال "شددوا الرقابة على ذلك الفتى و حاولوا معرفة أصوله" "حاضر" اختفى الرجل في الظل مرة أخرى ليأخذ الجنرال رعد الطريق المعاكس للذي ذهب به باسل *********************************************** (قصر عائلة كريمزون، القاعة الرئيسية) "سأعيد كلامي مرة أخرى أيها الأمير الثاني و من دون تغيير أي كلمة به، أنا كريمزون أكاغي، لن أعفو عن الأمير الأول أبدا" سأل الأمير الثاني بوجه شاحب "أنت لن تغير من رأيك مهما حدث، أليس كذلك؟" أجاب الكبير أكاغي "هذا لم يكن ممكنا منذ البداية، محاولتك كانت عقيمة، عد من حيث أتيت أيها الأمير الثاني" التف الأمير الثاني و غادر من دون التكلم أكثر في هذه الأثناء وصل باسل للسوق و التقى بالتاجر ناصر "لا تناديني بالسيد الصغير أو تتصرف كأنك مقرب مني للوقت الحالي، و أنا تلميذ الجنرال منصف، لا أقل و لا أكثر، إنني مراقب" بعد أن سمع التاجر ناصر كلام باسل أماء رأسه موافقا مرت الأيام و إحساس باسل بعيون تراقبه لم يزل، و من جهة أخرى، أصبح السوق يحتوي على العديد من الزبائن من شتى أنحاء العالم، و كلهم أتوا من أجل شيء واحد فقط، شراء الأدوات الجديدة التي ظهرت أصبح السوق محتكرا من قبل تجارة عائلة كريمزون، هذه السلع الجديدة كانت لها فائدة كبيرة، لقد أصبح القتال ضد الوحوش السحرية في مجموعات أسهل بفضل خواتم التخاطر، و القتال الفردي أسهل بحاجز الحماية الأرضية، و مضخم الأصوات الذي جعل إطلاق إنذار تحذير أو الإعلان عن شيء ما بجودة أفضل و أكثر فعالية و في الأخير الشيء الذي كانت له فائدة كبيرة بالنسبة للسحرة هو مكعب التخزين، أصبح أي ساحر في الإمبراطورية يأتي بعدما يحصل على بعض المال من أجل شراء مكعب التخزين، يمكنك وضع الأسلحة و الطعام و النقود، كل ما احتجت لوضعه في قماش و حملته على ظهرك يوما سيكون بداخل بحر روحك تحمس الجميع بشأن الأدوات و التقنيات الغريبة و الجديدة كثيرا، لكن مع أن هذه كان له إيجابيات، كانت له سلبيات أيضا كل ساحر الآن لديه مكعب تخزين، و به ثروته كلها، و بسبب هذا أصبحت تجد قطاع طرق سحرة يسلبون مكعبات تخزين الآخرين، يهددونهم ليعطوهم مكعبهم، و إن لم يريدوا يقتلونهم و يأخذوا مكعب التخزين هذه الحالات كثرت في الأيام الأخيرة، و القتل كثر في الإمبراطورية و خصوصا بالعاصمة. بدأ بعض الأشخاص يبيعون مكعبات التخزين أيضا، بعضها مصدره يكون السرقة، و بعضها الشراء و إعادة البيع، لكن، إلى الآن لا تزال طريقة صنع هذه الأدوات غير معروفة عائلة كريمزون هي التي تعرف كيفية صنع هذه الأدوات، إنها العائلة الثانية في القوة، كيف يمكنهم محاولة المساس بأحد أعضائها فبعد حادثة الأمير الأول الذي مس بفرد من عائلة كريمزون و تم الزج به في أفظع سجن بالعالم، لم يتجرأ أي أحد على الاقتراب من أي عضو للعائلة (قصر عائلة كين، القاعة الرئيسية) "أيها المعلم تشارلي، ماذا تقصد بقولك الاستعداد للحرب القادمة؟" تكلم رجل بشعر بني و عينين في نفس اللون أجاب الرئيس تشارلي "كما سمعت تماما يا براون، لقد حان الوقت لأرد ديني لصديقي، لقد كنت خائفا من أخذ هذه الحمل معي للقبر، لكن القدر شاء أن تكون لدي الفرصة لرد الجميل" قال براون "لكن أيها المعلم، نحن ثلاث عائلات فقط، و هناك عدة عائلات تطيع عائلة غرين، كيف لنا أن نهزمهم؟ هذا الأمر مستحيل" أجاب الرئيس تشارلي "سنحاول إقناعهم فقط، ستحاول التكلم مع صديقك 'هِيْ' و 'رعد'، فهذا الأخير لا يزال تلميذك مهما كبر شأنه، و سنرى إن كان هناك من سينقلب لجهتنا" قال براون "أيها المعلم، هل هذا الدين يستحق أن تفعل كل هذا من أجله؟" أجاب الجنرال تشارلي "لولا الرئيس السابق لعائلة كريمزون، لما كان الرئيس تشارلي ليوجد أصلا، إنه *** حياتي، أرجوا أن تتقبل أنانيتي يا براون" قال براون باحترام "أرجوك توقف أيها المعلم تشارلي، أنانية كانت أم لا، لقد فنيت حياتك كلها من أجل الإمبراطورية، و ساعدتني في منافستي لأصبح رئيس عائلتي، علمتني السحر و تقنياتك، و ماذا إن كانت أنانية، ألا يحق لك أن تفعل شيئا من أجل نفسك بعد كل ما قدمته؟" قال الرئيس تشارلي "أنا شاكر لتفهمك يا براون، لقد قمت بالخيار الصحيح عندما أخذتك كتلميذ لي، و الآن سأعطيك شيئا لتجربه، هذا الأمر يجب أن يبقى سرا بيننا حتى يُعرَف للناس عن طريق عائلة كريمزون" تعجب الجنرال براون فأخرج الرئيس تشارلي من راحة يده قنينة و بداخلها محلول أزرق فاتح ثم مررها للجنرال براون أحس الجنرال براون بطاقة سحرية مركزة بهذا المحلول الغريب، و بينما هو متعجب مما يحمله بيده، تكلم الرئيس تشارلي "يا براون، سوف تكون قد شعرت بالطاقة السحرية المتدفقة من تلك القنينة، نحن السحرة لم يكن علينا سوى التدرب بجنون و شرب الأعشاب الطبية و التأمل، كل هذا من أجل الارتفاع في المستوى و لو قليلا، لكن ما تحمله في يدك الآن سيسهل علينا هذا كثيرا، اسمع يا براون، هذا المحلول الأزرق عبارة عن إكسير تقوية" تعجب الجنرال براون مع قوله "إكسير تقوية؟ ما هذا أيها المعلم تشارلي؟" أكمل الرئيس تشارلي شرحه السابق "إنه إكسير ينمي قوة الساحر و يرفعها، أليس هذا مدهشا، الآن مع هذا الإكسير، كل تدريباتك الشاقة سيظهر مفعولها عليك بسرعة" تعجب الجنرال براون أكثر من السابق، مع أن معلمه يشرح له إلا أنه يحس بالتشويش أكثر كلما عرف معلومة أخرى "إكسير تقوية، إكسير تعزيز، و إكسير علاج، إن هذا لا يصدق، كما لو أنني أحلم أيها المعلم، إكسير التقوية ينمي قوة الساحر، و إكسير التعزيز يرفعها مؤقتا، و إكسير العلاج يشفي و الجروح و يسرع من استرداد الطاقة السحرية المفقودة، إن هذا لا يصدق" بعد أن هدأ الجنرال براون تكلم الرئيس تشارلي "من الآن فصاعدا ستتوصل بكمية كبيرة من هذه الإكسيرات، سوف تقوي من نفسك و أتباعك، هذا ما سأفعله أنا أيضا، و عندما يحين الوقت المناسب سنبدأ انقلابنا" (في قصر عائلة ما) "أيها الرئيس، هذا لم يعد يحتمل، تجارتنا دمرت تماما بسبب عائلة كريمزون، إننا أصبحنا عاجزين ماديا، يجب أن نجد حلا ما في أسرع وقت" أجاب الرئيس الذي كان أسودا بالكامل، بشعر أسود و عينين حادتين في نفس اللون، كما لو أنه غراب يتخذ شكل إنسان "ابعث رسولا لعائلة كريمزون، و مره بإبلاغ الرسالة التالية 'أنا رئيس عائلة كورو-كورو هِيْ- أطلب مقابلة مع الرئيس كريمزون' " (في قصر آخر) (في قصر آخر) "ابعث رسولا" "ابعث رسولا" العديد من العائلات تحركوا، و كلهم قاموا بإرسال مبعوث لعائلة كريمزون، وافق كريمزون أكاغي على طلباتهم، و في الأخير أقيم اجتماع يشمل جميع العائلات الخمسة عشر من شتى أنحاء الإمبراطورية لتسهيل الأمر بما أن كلهم لديهم نفس الهدف (قبل عدة أيام في القاعة الرئيسية لقصر عائلة كريمزون) "أيها الكبير أكاغي، بعد أيام من الآن سيحاول رؤساء العائلات الأخرى بكل تأكيد طلب مشاركة طريقة صنع استعمالات أحجار الأصل، لا ترضخ لطلباتهم مهما كانت، لا توافق على هذا أبدا، يجب أن نستغل كل ما نملك، سنعطي طريقة الصنع للذين سينضمون لنا" "كما قلتُ سابقا، من كان ذكيا و أراد الانضمام لنا فمرحبا به، و من لم يرد فله بالمال، و من رفضه فعليه بالدمار، لقد انضم لنا الرئيس تشارلي، سنحاول مع الآخرين، أن لم يريدوا سوف نحاول جذبهم عن طريق عرض طريقة صنع الأدوات عليهم، و من رفض هذا أيضا و بقي في جانب عائلة غرين، سيكون مصيره كمصير عدونا" قال الكبير أكاغي "معك حق يا حليفنا، فهذا ما كنت أنوي فعله أيضا" قال باسل "أنا مراقب هذه الأيام من طرف الجنرال رعد و حركتي مقيدة إلى حد ما، ذلك الشخص لا يجب أن يكتشف خططنا قبل أوان الوقت و إلا سيفهم الأمر بشكل خاطئ و يحاول منعنا بكل ما يملك، سيكون من الأفضل لو أتينا به لجانبنا. و لهذا اطلب من الرئيس تشارلي التحدث مع الجنرال براون، و هذا الأخير يتحدث مع الجنرال رعد، فهؤلاء الثلاثة لديهم علاقة المعلم و التلميذ فيما بينهم. سوف أكون مع الجنرال براون عندما ينوي التحدث مع الجنرال رعد لأفسر له غايتي التي أظن أنه سيتفهمها و يتقبلها" أجاب الكبير أكاغي "حسنا سأوصل رسالتك للرئيس تشارلي، آه، هناك الجنرال 'هِيْ' الذي يعتبر الصديق المفضل للجنرال براون، هذا الأخير قد يكون بإمكانه إقناعه أيضا بجانب الجنرال رعد" فكر الكبير أكاغي لقليل من الوقت و قال "ما رأيك؟ ألا يمكننا أن نمنح الرئيس تشارلي الإكسيرات؟" قال باسل بعد التفكير قليلا "هذه فكرة جيدة، حسنا لا بأس، بالأحرى، إذا استطاع إقناع الجنرال براون و استطاع هذا الأخير إقناع الجنرال هِيْ بالانضمام لنا، فليعطِهم الإكسيرات أيضا، كلما كان عدد الجنود المستخدمين للإكسيرات أكبر كلما كان أفضل" (بالرجوع للوقت الحاضر) أقيم الاجتماع بقصر عائلة كريمزون، في قاعة كبيرة بطاولة طويلة في الوسط، جلس الجنرالات الخمسة عشر، كل العائلات الكبيرة اجتمعت هنا اليوم حضر رئيس كل عائلة من العائلات العشر الكبار. عائلة غرين بجنرالين، و عائلة كريمزون بجنرالين، عائلة كين بجنرال و كذلك الحال مع البقية عائلة كريمزون كانت تأتي في المرتبة الثانية بعد عائلة غرين لأنها تملك جنرالين، و قواتها التي فقدتها استعادتها خلال الخمسين سنة الماضية، أما عائلة غرين التي كانت في المرتبة الأولى، فهذا لأنها تملك جنرالين و الإمبراطور الذي كان فيما سبق جنرالا أيضا، و قواتها كبيرة جدا بالإضافة إلى خضوع الكثير من العائلات لها دعم الرئيس تشارلي عائلة كريمزون دائما، لقد كان له عامل مهم في تنمية قواتها من جديد، و بالطبع كان يقوم بهذا سرا، لأنه لو لم يفعل، كانت ستتعرض عائلته للاستهداف، و الانتقام الذي صبر كثيرا ليحصل عليه سيضيع هباء هذا هو الاجتماع الثاني بعد خمسة عشر سنة من الدمار الشامل، عندها حاول الجميع التفكير في العدو المجهول و نسوا الأحقاد مؤقتا. لكن اليوم الأمر مختلف تماما العدو يجلس بينهم، إنها عائلة كريمزون التي كانت السبب في تخفيض أثمان السلع لدرجة كبيرة جعلتهم يفلسون، فبعد أن انخفض ثمن السلع تعرضت عائلة كريمزون لخسائر أيضا، فهي ليست استثناء، لكنها استردت أموالها أضعافا عندما بدأت تبيع استعمالات أحجار الأصل بعد رؤية عائلة كريمزون تصبح أغنى أكثر و أكثر بينما هم يناضلون كي لا يفلسوا، لم يعد الرؤساء الكبار للعائلات العشر احتمال هذا الوضع أكثر أرسل كل واحد منهم مبعوثا لعائلة كريمزون من أجل التحدث بشأن هذا، و عندما أتى العديد من الرسل لعائلة كريمزون من مختلف العائلات، قرر كريمزون أكاغي إقامة هذا الاجتماع في القاعة الضخمة التي كان الهدوء بها يكاد يصل لدرجة ستسمع فيها دقات قلبك تكلم أخيرا الرئيس أكاغي "أيها السادة، لقد تلقيت من كل واحد منكم طلبا لمقابلتي، أنا مستمع لكم الآن، قلوا ما عندكم" تكلم رجل بشعر رمادي "أيها الرئيس أكاغي، سأدخل في الموضوع مباشرة، نحن لم نعد نستطيع تحمل تجارتكم بعد الآن، كنتم السبب في إفلاسنا، و الآن بينما نحن نغرق أنتم وجدتم طريقكم نحو الشاطئ" تكلم الكبير أكاغي "يا رئيس عائلة هُوِيز 'هايِرو'، ماذا تقصد بكلامك؟ أنا لا زلت لم أعرف غايتك؟" تكلم رجل آخر هذه المرة بشعر فضي "لا تتغابَ علينا من فضلك أيها الرئيس أكاغي، أنت تعلم ما عناه الرئيس هايرو، نحن نريد منك مشاركتنا طريقة صنع تلك الأدوات" حدق الجنرال منصف الذي كان يجلس بجانب الكبير أكاغي بالشخص الذي تكلم في الأخير و نظر إليه بازدراء، ثم قال "رئيس عائلة غين 'سيلفر'، هل حقا تعتقد أن عائلتنا ستقبل مثل هذا الاقتراح؟ أنت الشخص الذي لا يجب أن يتغابى هنا، نحن نبيع ما نريد و بالثمن الذي نريد، ليس هناك من لديه الحق في الاحتجاج أصلا" حملق الرئيس سيلفر في الجنرال منصف و تكلم "كيف لا يكون لدينا الحق في الاحتجاج و أنتم السبب في وضعنا المزري الآن؟" أجاب الجنرال منصف بسرعة "أي وضع مزري تتكلم عنه؟ هل قمنا بمس تجارتكم؟ لا، لم نفعل، كل ما قمنا به هو البيع بثمن منخفض، إنه خطؤك لأنك تبيع بثمن مرتفع، فبهذا لن يشتري منك أي أحد" قال الرئيس هايرو هذه المرة "أنت تتكلم عن شيء كنا نفعله قبل ثلاث أسابيع، أما الآن فنحن أيضا أصبحنا نبيع بالثمن الذي تبيعون به، لكن كيف لنا الاهتمام بمصاريف الجنود و الأتباع إن كان ربحنا قليل؟ فعلى عكسكم أنتم الذين تملكون تجارة تعوضكم فنحن لا نملك، و لهذا نطالب بمشاركة طريقة صنع تلك الأدوات" تكلم الجنرال منصف "أنت تطلب المستحيل، فأنت نسيت شيئا مهما" تعجب الرئيس هايرو ليكمل الجنرال منصف " نحن لا تهمنا وضعيتكم و حالتكم المالية، ليس بيننا أي علاقة، و أنت تأتي و تطلب مشاركة طريقة صنع الأدوات، إن أردت الطلب سيكون عليك أن تكون قادرا على الإعطاء" عبس الرئيس هايرو ثم وجه نظره للشخص الذي كان يقابل الرئيس أكاغي بالطاولة الطويلة، كان هذا الشخص هو الأمير الثاني الذي تكلم قائلا "أيها الرئيس أكاغي، أنت رجل عشت ما يكفي لتعرف أن الوضع الحالي غير مسر لأي شخص هنا غير عائلتك، طريقة صنع هذه الأدوات لا يجب أن تبقى محتكرة من قبل عائلتك فقط، ما هو شرطك لتقوم بإعطائنا طريقة الصنع هذه؟" نظر الكبير أكاغي في اتجاه الامير الثاني و قال مع نفسه "الأمير الثاني، وصل للمستوى السادس في عمر الأربعين، إنه موهبة كبيرة ظهرت في عائلة غرين، كان دائما ما يعتبر التهديد الأكبر لمنصب أخيه الذي كان يعتبر الوريث الأول، فهناك من قرر بالفعل أنه من يستحق الرئاسة بما أنه وصل للمستوى السادس، شخصيته النبيلة يمدحها الجميع، يحاول دائما حل المشاكل بسلاسة كما يفعل الآن" تكلم الرئيس أكاغي "أيها الأمير الثاني، أنا لا أظن أن هناك أي شيء قد يساوي طريقة صنع الأدوات، ما رأيك أنت؟" "أمم" فكر الأمير الثاني لقليل من الوقت ثم قال "حسنا، معك حق، لكن ما رأيك في هذا؟ تبيع لنا طريقة صنع الأدوات و الربح الذي نجنيه من بيعنا سيكون ثلثه لك" صدم الجميع، الأمير الثاني حقا أعطى الرئيس أكاغي خيارا صعبا لأنها صفقة جيدة جدا، قال الرئيس أكاغي "أيها الأمير الثاني، تجارة عائلتي وصلت لإمبراطوريتي الأمواج الهائجة و الرياح العاتية، لماذا تظن أنني قد أحتاج لأموالكم، ابحث في أمر آخر، فالمال لن يغريني، في نظري طريقة صنع هذه الأدوات لا تقاس بثمن، ما لم تقدم شيئا مساويا في المقابل لن أرضخ لطلبكم أبدا" كانت هذه الصفقة في الحقيقة شيئا رائعا للغاية، سوف يبيعون الطريقة للأمير الثاني بثمن خيالي، و فوق ذلك سيكون بإمكانهم أخذ ثلث أرباح كل سلعة تباع، فكيف لا يكون هذا الأمر مغريا، لكن الكبير أكاغي لديه هدف آخر، فكما قال باسل لا يجب ألاّ يرضخ لطلباتهم أبدا، و يجب عليه استعمال هذه الورقة في وقتها الخاص تكلم الرئيس تشارلي "يبدو أننا لن نصل لأي اتفاق، من ليس لديه ما يقدمه لعائلة كريمزون مقابل طريقة الصنع فلا يتحدث، أظن أنها نهاية هذا الاجتماع" أكمل من بعده الرئيس براون "نعم هذا صحيح" ثم قال الرئيس هِيْ "حسنا، هذا عادل كفاية" قال الكبير أكاغي "أنا سأعطيكم فرصة أخرى، من وجد ما يعطي مقابل طريقة الصنع فليأتي لقصر عائلتي و ستفتح له الأبواب بكل فرح لاستقباله، أما من لم يستطع إيجاد أي شيء، فلا يفكر حتى في التكلم معي ثانية بشأن هذا الموضوع" انصرف الجميع و عاد الجنرال منصف و الكبير أكاغي لقاعة القصر الرئيسية. عندما دخلا وجدا باسل ينتظرهما "كيف سار الأمر؟" سأل باسل أجاب الجنرال منصف "كما هو متوقع، إنهم يحاولون شد الحصار علينا لمشاركتهم طريقة الصنع" أكمل الكبير أكاغي "قد لا يكون باستطاعتنا تجاهل طلباتهم لوقت طويل، لقد أغلقت أفواههم الآن، لكن من يعرف متى ستنقضي طاقة تحملهم لهذا الأمر" قال باسل بابتسامة "جيد، هذا جيد، كل الأوراق أصبحت مستعدة، أيها الكبير أكاغي، قل للرئيس تشارلي أن موعد الانقلاب أصبح قريبا، و أخبره أيضا أن يطلب من الجنرال براون المجيء إلى هنا، سنتكلم مع الجنرال رعد" أماء الكبير رأسه موافقا ليقول الجنرال منصف "لقد سمعت بالأمر من التاجر ناصر، أنت تلميذي الآن، صحيح؟ هاهاها، هذا مضحك حقا، كيف لك أن تكون تلميذي و أنت الذي تعلمني الكثير من الأشياء؟" قال باسل بينما يضحك هو الآخر "هاهاها، أنا لم أجد عذرا آخر" بقي الثلاثة يمزحون فيما بينهم *************************************************** (في مكان بعيد عن عاصمة إمبراطورية النضير الوهاج، بعاصمة إمبراطورية الرياح العاتية، في القصر الإمبراطوري) تكلم رجل يبدو في الأربعينيات، كان يرتدي درعا ذهبيا "هوه، إمبراطورية النضير الوهاج وضعت أيديها على أشياء مثيرة للاهتمام، أرسلوا مبعوثا، أنا ذاهب لأرى مصدرها بنفسي" انحنى شخصان كانا يرتديان درعا فضيا و قالا "أمرك يا جلالة الإمبراطور" ***************************************************** (بإمبراطورية الأمواج الهائجة، في القصر الإمبراطوري، وبعد مرور أيّام من تحرّك إمبراطورية الرياح العاتية) "جهزوا السفن، يجب أن نذهب لنقيم صفقات حول هذه الأدوات التي ظهرت، يجب أن نعرف طريقة صنعها مهما كلف الأمر" "أمرك يا سيدنا" "أبي، أنا أريد مرافقتك أيضا" جاء الصوت من فتاة بيضاء بالكامل شعرا و جلدا، وبعينين فضّيّتين، ترتدي فستانا في اللون الأزرق الفاتح، كانت كما لو أنها أميرة ثلج باردة أتت من أراضي الصقيع الخيالية أجاب الأب بعدما فكر لقليل من الوقت ثم قال "لا بأس، لما لا، ستكون خبرة جيدة بالنسبة لك بما أنك لم تخرجي من العاصمة طوال حياتك" *********************************************** بالعودة لإمبراطورية النضير الوهاج أتى العديد من الأشخاص يقدمون أنواعا عديدة من الكنوز لعائلة كريمزون و مبالغ خيالية مقابل إعطائهم طريقة الصنع، لكن عائلة كريمزون لم توافق على أي من الطلبات و رفضت كل الكنوز و خرائط المناطق المحظورة التي تحتوي على كنوز و آثار و مخلفات رائعة بعد مرور أيام من رفض كل الأشياء التي تُقدَّم لعائلة كريمزون مقابل طريقة الصنع، كانت العاصمة في حالة فوضوية، القتل كثر كثيرا كما هو الحال أيضا مع أعمال الجنرال رعد كان الجنرال رعد يتكلف بالتحقيق في مثل هذه الأمور، منحت له المحكمة المركزية هذه الرخصة، فلما لا؟ بما أنهم اكتسبوا جنرالا قويا سيساعدهم في أعمالهم و ينظف القمامة من عاصمتهم هذه الأيام الأخيرة كثُرت المشاكل بشكل كبير، الكل أصبح أعمى بالمال، السوق أصبح هائجا بشكل لا يصدق، النزاعات لا تتوقف أبدا بين التجار و كل هذا بسبب هذه الأدوات التي بدأت عائلة كريمزون ببيعها الجنرال رعد عرف هذا بالطبع، لكن لم يكن هناك ما بيده ليفعله، فعائلة كريمزون و أدواتها ليسوا المخطئين، بل من يستخدم هذه الأدوات في السوء و يقتل ليحصل عليها لكنه متأكد من وجود ظل وراء عائلة كريمزون، و لا يفارق ذهنه ذلك الفتى القرمزي الذي كان مع ظهوره بداية تحركات عائلة كريمزون الغريبة. قد يكون عرف كيف ينسل بذلك الشرح سابقا لكنه لم يقنع الجنرال رعد بالكامل الجنرال رعد وضع حوالي عشرة أشخاص ليراقبوا باسل، لكنهم لم يجدوا أي شيء مشبوه حوله، و كما قال باسل، كان فقط تلميذ الجنرال منصف (في قاعة ضخمة كان الجنرال رعد يجلس بطاولة مثلثة الشكل، بينما هو يتموضع في قمة المثلث و عدة أتباع خاصين به يجلسون بأضلاع المثلث الثلاث) "قادة الوحدات الأولى، الثانية و الثالثة سيهتمان بالنصف الشمالي للعاصمة، و قادة الوحدات الرابعة و الخامسة و السادسة سيهتمان بالنصف الجنوبي، أنا و العقداء سنهتم بسوق المركزية و الأنحاء، أما النقباء العشرة، فسيهتمون بأمر الفتى القرمزي كالعادة" أجاب الجميع "حاضر، سيدي" دخل فجأة جندي يحمل رسالة "حضرة الجنرال، يبدو أن الجنرال براون قد أتى و يطلبك" "آه" أجاب الجنرال رعد "أنا آت" أكمل الجندي "آه، بشأن هذه، لقد قال أنه سينتظرك في قصر عائلة كريمزون" استغرب الجنرال رعد من هذا الأمر كثيرا، لماذا الجنرال براون موجود بقصر عائلة كريمزون أصلا؟ أجاب مرة أخرى "حسنا، شكرا على تعبك" انحنى الجندي و غادر ثم قال الجنرال رعد "أنا ذاهب الآن لأعرف سبب مجيء معلمي إلى هنا، و بما أنه يريد لقائي في مقر عائلة كريمزون فلا أظن أنه أمر بسيط. انصراف" "حاضر" أجاب الجميع و انطلقوا للقيام بمهامهم التي أعطيت لهم (في قصر عائلة كريمزون) كان الجنرال براون واقفا بينما نظرة تعجب و اندهاش على وجهه، قال بينما تلك النظرة لا زالت على محياه "أيها المعلم، أتقول لي أن هذا الفتى هنا هو مالك طريقة صنع الأدوات و الإكسيرات الأصلي؟" "هاهاها" ضحك الرئيس تشارلي و قال "يا له من أمر ممتع أن تظهر عليك نفس الملامح التي أظهرتها، نعم، نعم، هذا هو المالك الأصلي، أنا أيضا لم أصدق في بداية الأمر، لكن، إليك شيء سيفاجئك أكثر، هذا الفتى الذي أمامك قد تجاوز المستوى الرابع بالفعل و سحره هو عنصر التعزيز النادر" وصل ذقن الجنرال براون للأرض من شدة الصدمة ثم قال باحترام "أيها السيد الصغير، أنا أحترم معلمي من أعماق قلبي، و هذا المعلم قد سبق و اعترف بك و بقوتك، سأمد لك يد العون في سبيل تحقيق المبتغى المشترك بيننا" ابتسم باسل و قال "أمم، أعجبتني، لكنني قررت أنني من سيتكلم مع الجنرال رعد، و أنت سوف تحاول جعله يهدأ لكي لا يخرج الأمر على السيطرة، هذا كل ما أحتاج منك فعله أيها العم براون" حدق الجنرال براون في باسل ثم ردد كلمة 'عم' و قال "عم هاه، هاهاها، أيها المعلم، إنه مثير للاهتمام كما قلت تماما، هاهاها" ضحك الرئيس تشارلي مع ضحكة الجنرال براون بينما الكبير أكاغي يحدق في باسل بنظرة شعور بالحنين، و تذكر أحداث من الماضي، حينها كان ذلكما الشقيان الاثنان يمزحان هكذا دائما فيما بينهما هذا الشعور بالحنين يصبح أقوى أكثر فأكثر مع الوقت، و دائما ما يحصل هذا عندما يكون بالقرب من باسل، الكبير أكاغي لم يكن له خيار آخر سوى التنهد بحسرة على تلك الأوقات الجميلة و في هذه الأثناء دخل حارس بوابة القاعة الرئيسية جالبا معه تقرير يقول "أيها الرئيس، إن الجنرال رعد قد وصل" "أوه، أخيرا" قال الجنرال براون ليستعد الجميع بينما باسل ابتسم و قال "لنرحب بحليفنا الجديد بحرارة" قال هذا الكلام كما لو أنه قد أقنع الجنرال رعد بالفعل، ترك هذا الجنرالات الثلاثة يحدقون بالفتى الذي أمامهم بتعجب، ما كل هذه الثقة التي يحملها معه؟ دخل الجنرال رعد و بمجرد ما أن فعل توجه نظره نحو ذلك الفتى القرمزي و قال بسخرية "كما توقعت أيها المعلم، بما أنك ناديتني إلى هنا علمت أن هناك شيئا ليس لطيفا سيحدث، و ها أنا ذا أراك أنت أيها المعلم و المعلم الكبير تشارلي و الرئيس كريمزون و ذلك الفتى القرمزي من قبل مجتمعين بينما تنتظرون قدومي، أنا مستمع، قلوا مع عندكم أيها السادة" قال الجنرال براون "أيها الغر، لقد كبرت بما يكفي للتكلم مع معلمك بهذه الطريقة، هاه؟ قلوا؟ فلتتأدب أيها التلميذ، إنك في حضور معلمك و معلمه، يجب أن تكون كلماتك تحمل معها الكثير من الاحترام" عبس الجنرال رعد و أجاب "أنا متأسف أيها المعلم إن كان كلامي غير محترم، لكن عندما رأيت ذلك الفتى القرمزي و تلك البسمة المتعالية تنظر في اتجاهي كما لو أنها دليل على توقع صاحبها لكل شيء حصل حتى الآن قد جعلتني أفقد هدوئي، سأعيد صياغة كلامي، ما سبب مجيئي إلى هنا أيها الكبار المحترمون؟" تدخل باسل و قال "مرحبا أيها الرجل الأشقر، لقد تقاطعت طرقنا كما قلت سابقا، و لم يبقى سوى أن تكون أهدافنا مشتركة" تكلم الجنرال رعد بعبوس "أيها السادة المحترمون، أنا أتيت بطلب من معلمي، و أتيت لأتحدث مع معلمي، فلماذا هذا الفتى القرمزي هنا بدأ يتحدث كأنه المسؤول هنا؟" أجاب الجنرال براون "أيها الرعد، هدئ من روعك و استمع له أولا، و إن لم يعجبك شيئا ما، عندها سوف أتدخل، أنت أتيت بناء على طلبي، لكن ليس للتحدث معي، بل مع السيد الصغير أمامك" "السيد الصغير؟" استغرب الجنرال رعد من طريقة مخاطبة معلمه للفتى القرمزي و قال "يبدو أنك قد كسبت احترام المعلم، قل ما عندك و أنا مستمع" ابتسم باسل كالعادة، ثم قال "أيها الرجل الأشقر، ماذا تعرف عن الشياطين؟" أجاب الجنرال رعد بسؤال "و ما علاقة هذا بموضوعنا الآن؟" قال الجنرال براون "أجب فقط على أسئلته أيها الرعد" قال الجنرال رعد بعدما سمع كلام معلمه "أنا لا أعرف الكثير عنهم سوى امتلاكهم لقوة خارقة، هذا ما شاهدته أنا و معلمي قبل أربع عشرة سنة" "أممم" قال باسل "حسنا، و ما كانت ردة فعلك عندما شاهدت هذه القوة الخارقة؟" تنهد الجنرال رعد و قال "إنك تسأل أسئلة غريبة حقا أيها الفتى القرمزي، كيف ستكون ردة فعلي؟ ما رأيك أنت؟ عندما ترى بأن كل القوى الكبرى التي حكمت العالم ليست سوى شيئا سخيفا مقارنة مع العدو الجديد الذي ظهر، و عندما تكون تتخيل نفسك تقترب من العظمة شيئا فشيء لكن في يوم ما يأتي آتٍ يدمر و يسحق ذلك الغرور و يعاملك كما لو أنك حشرة يمكنه قتلها في أي وقت شاء، أمم، قل لي، كيف سيكون شعورك حينها؟" وضع باسل يده على ذقنه ثم قال "شعوري هاه؟ يمكنني تخيله ببساطة، فأنا لست غبيا لأعتقد أنني قد اقتربت من 'العظمة'، و لست أحمقا لأظن أن القوى الكبرى التي حكمت هذا العالم هي تلك 'العظمة'، سأكون فقط قد التقيت بعدو قوي جدا سيجب علي هزيمته، و من أجل تحقيق هذا كلنا نعرف ما يجب علينا فعله. كل ما عليك فعله هو العمل بكد و اجتهاد و الحرص على التغلب على نقط ضعفك من المرة السابقة، كل هذا يمكننا اختصاره في كلمتين فقط، 'التدرب و التدبر'، هذان الاثنان هما ما يجعلاننا نتقدم دائما للأمام، إن ظننت أنني سأقول أنني سأتعرض للصدمة فأنت مخطئ بالكامل، فعندما أواجه عدوا أقوى مني أركز على النجاة، و عندما أنجح، أنتقل للتركيز على طريقة هزيمته" تعجب الجنرال رعد من جواب الفتى القرمزي أمامه، كان كلام رجل حكيم و ليس كلام فتى صغير، مع أنه أحس بالإهانة من كلمات الفتى القرمزي، لكنه لم يجد أي كلمات يرد بها عليه تكلم باسل مكملا كلامه "أيها الرجل الأشقر، لقد سمعت أنك قد انعزلت للتدرب لسنين بسبب صدمتك من قوة العدو المجهول، و بهذا أصبحت ثاني أصغر جنرال مر بتاريخ إمبراطورية النضير الوهاج، لكن أجبني، هل تعتقد أن قوتك الحالية كافية لهزيمة ذلك العدو الذي تسبب في صدمتك سابقا؟" تجمد الجنرال في مكانه و أجاب بعدها بصعوبة "لا، لا أعتقد، حتى المستوى السابع لا يزال لا يقارن بقوة ذلك الوحش، أنا أعلم أنني لا زلت بعيدا كل البعد عن مستواه" حدق باسل في الجنرال رعد و قال "أيها الرجل الأشقر، و ماذا إن قلت لك أنك ستستطيع الاقتراب من مستواه في القريب العاجل؟" استغرب الجنرال رعد و أجاب بسخرية "حسنا، سيكون هذا رائعا" ثم أكمل بنظرة جدية "و الآن إن انتهيت من أسئلتك الغريبة، ألن نتحدث عن سبب قدومي إلى هنا؟ فصبري بدأ يقترب من حدوده" قال باسل "أيها الرجل الأشقر، أنا يمكنني جعلك تصل للمستوى السابع في غضون شهر من الآن، ما رأيك؟ هل أنت مهتم؟" تعجب الجنرال رعد أكثر، ظن أن الفتى القرمزي يمزح فقط بشأن الاقتراب من مستوى الشيطان، لكنه الآن أطلق تصريحا غير معقول. قال الجنرال رعد "بما أنك تتكلم بكل هذه الثقة في حضور السادة الكبار، لم لا تقل ما عندك؟" ابتسم باسل و قال "أيها الرجل الأشقر، أنا صاحب الأدوات التي ظهرت عن طريق عائلة كريمزون في الأسابيع الأخيرة" حدق الجنرال رعد في باسل من دون التكلم و صنع وجها يدل على عدم التشكيك في صحة كلام الفتى القرمزي الذي أمامه، كما لو أنه كان يعتقد بهذا في نفسه من الأول أكمل باسل "أتعرف لماذا قمت بنشر هذه التقنيات أيها الرجل الأشقر؟" أجاب الجنرال رعد "أنا لا أعرف أيها الفتى القرمزي، قل ما عندك" أكمل باسل شرحه "إنه من أجل الاستعداد للذين سببوا لك الصدمة قبل أربع عشرة سنة أيها الرجل الأشقر" عبس الجنرال رعد من كلام باسل، إنه حقا يركز في كل مرة على جزء الصدمة، قال "أيها الفتى القرمزي، أتعرف شيئا لا نعرفه؟" لم يزح باسل الابتسامة عن وجهه و أجاب "بالطبع أنا كذلك أيها الرجل الأشقر، تلك الأدوات التي نشرتها ليست إلا البداية، الشياطين سيهجمون مرة أخرى، هذا شيء كلنا نعرفه، فحتى أنت تدربت من أجل الاستعداد لهذا اليوم، لكن ماذا لو لم تستطع إكمال استعدادك في الوقت المناسب؟ سيكون كل شيء من دون فائدة، و لهذا أنا آت لك بطريقة تسريع هذا الأمر" أخرج باسل 'إكسير التقوية' و رماه للجنرال رعد بعدما أمسكه، أحس الجنرال رعد بالطاقة التي تتدفق من هذا المحلول الغريب، ثم قال له باسل "أيها الرجل الأشقر، جرب شربه" حدق الجنرال رعد في الفتى القرمزي أمامه بعمق و في الأخير شرب إكسير التقوية ابتسم باسل و نظر للجنرال رعد الذي يحدق في يديه بذهول و جلس في حالة تأمل لقليل من الوقت، و بعد مدة زمنية غير معروفة فتح عينيه في وجه باسل و قال "أيها الفتى القرمزي، ما كان هذا بالضبط؟" لم يزح باسل الابتسامة عن وجهه و أجاب "ذلك المشروب يسمى 'إكسير التقوية'، إنه يعزز من قوة الساحر، يجب أن تكون قد فهمت قصدي بالفعل بما أنك قد جربت واحدا" فتح الجنرال رعد عينيه من الصدمة أكثر ثم قال "بهذا أستطيع، بهذا يمكنني، يمكنني أن أقاتل ذلك الوحش، أيها الفتى القرمزي، قل ما هو طلبك، أنا أومن أنه لا يوجد هناك شيء من دون مقابل" قال باسل مع ابتسامته كالعادة "أنت.." تذكر باسل نفسه عندما خرجت من فمه نفس هذه الجملة الأخيرة التي قالها الجنرال رعد عندما أراد إقناع معلمه بتركه يأتي للعاصمة، قال بعد التحديق في الرجل الأشقر الذي أمامه "أنت تفهم الأمور بسرعة، و كذلك الحال سيكون مع جوابي" حملق الجنرال رعد في باسل الذي قال "إننا نخطط للانقلاب عما قريب، و سيكون من الجيد الحصول على مساعدتك" عبس الجنرال رعد عند سماعه بالانقلاب، الجنرالات الثلاثة الآخرين تفاجئوا أيضا، ظنوا أن باسل سوف يحاول كسب ثقة الجنرال رعد بطريقة ما قبل إخباره عن الهدف النهائي، لكن ما لا يعرفه الثلاثة هو أن الانقلاب ليس بالهدف النهائي لباسل، و إنما خطوة أخرى في سبيل تحقيق هدفه الأكبر فقط قال الجنرال رعد بغضب "كما توقعت، أنت تخطط لشيء لا تحمد عقباه، أتظن أنني سأساعد في مثل هذا الهراء؟" تكلم الجنرال براون "أيها الرعد، أنصت أولا قبل أن تحكم" قال الجنرال رعد "يبدو أنك قد انضممت لهم بالفعل أيها المعلم، أليس أنت الذي حثني دائما على الحفاظ على أمن الإمبراطورية؟ أنا الذي كنت مجرد عامٍ و أخذتني تحت ذراعك و علمتني السحر حتى أصبحت ما أنا عليه اليوم، بسبب كل هذا قدّرتك لدرجة كبيرة، لكن ما الذي أسمع و أرى الآن، أنت ستشارك في انقلاب سيودي بحياة الآلاف؟ هذا لا يُقبل" قال الجنرال براون "كما قلت لك، أنصت قبل أن تحكم" قال باسل متدخلا بسرعة قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة "أيها الرجل الأشقر، إن كل هذا من أجل الصالح العام، من أجل تقوية العالم، من أجل الاستعداد الكامل للشياطين، من أجل حماية العالم أجمع و ليس فقط الإمبراطورية" عقد الجنرال رعد حاجبيه أكثر من السابق و قال "كيف يكون هذا من أجل الصالح العام و أنتم تخططون لإثارة الفوضى، أو ماذا؟ هل تحاول القول أن الغاية تبرر الوسيلة؟ إن كان هذا هو عذرك فستموت هنا و الآن لا محالة" "هاهاها" ضحك باسل و قال "الغاية تبرر الوسيلة، هاه؟ أمم، جملة قد تنطبق على أشياء سأفعلها في المستقبل، لكنها ليست كذلك الآن" "إذن ما سببك؟ سأريد منك الإجابة بسرعة فصبري وصل لحدوده بالفعل" لم يزح باسل الابتسامة من على وجهه طوال الوقت و هذا جعل الجنرال رعد غاضبا أكثر فقط قال باسل " الأمر بسيط، عائلة غرين قذرة حتى النخاع و لن تنفعني أو تنفع الصالح العام، ستقوم باحتكار كل هذه الاستعمالات إن أعطيتها لها، و لهذا اخترت عائلة كريمزون، و كان خياري صحيحا" عبس الجنرال رعد و قال "صحيح؟ أليس ما تفعله عائلة كريمزون هو الاحتكار الذي تكلمت عنه؟" أجاب باسل "يجب أن تبقى لنا اليد الكبرى في هذا إن أردنا أن ننجح في مخططاتنا، أنا و أنت نعلم أن ليس الكل قابل للسمع و المفاوضة، فقبل أن ننشر هذه الإكسيرات قررنا الاستفادة منها أولا، فهذا حقنا، و من جهة أخرى، فعائلة غرين لن تفعل هذا، و لن تنشر أبدا هذه الاستعمالات و ستخبئها عن الناس بينما قوتها تكبر لتستمر في حكمها الاستبدادي، و سوف تطغى أكثر مما هي عليه الآن" حدق الجنرال رعد في باسل مطولا ثم قال "لكن، لم تريد تخريب هذا السلم الآن؟" "هاهاها" ضحك باسل و أجاب "سلم؟ أتحاول خداع نفسك أيها الرجل الأشقر أم أنك نسيت؟ أنت تعرف كيف يعيش الناس العامة و القرويون، إنهم في اضطهاد دائم و هذا لم يكن يحدث قبل خمسين سنة، لكن انظر الآن، عندما صعدت عائلة غرين للحكم، سيطرت على الكثير من القرى و المدن من أجل مصلحتها فقط، تأخذ نصف محاصيل الزراعة كضريبة، و كذلك هو الحال مع العائلات التي انضمت لها، فأظن أن هذا هو الشرط الذي اتفقوا عليه للانضمام لعائلة غرين قبل 'انقلاب الليلة الواحدة'، لو كانت عائلة كريمزون هي الحاكمة لم يكن ليموت العديد من الناس في الدمار الشامل، ففي وقت حكم عائلة كريمزون تموضعت العديد من القوات في جميع أنحاء الإمبراطورية، أما الآن فلا، و أنت تتحدث عن السلم؟ هذا ليس سوى سلم زائف، لقد قلت أن كل شيء بمقابل، و كذلك الحال مع رغبتنا في تقوية هذا العالم، يجب أن تقوي من نفسك أولا ليستمع لك الآخرون، فكما يقول المثل 'لا تأمر من لا سلطة لك عليه'، أنا أعرف أنك تميز بين الخطأ و الصحيح، عشت سابقا كعامٍ و تعرف المعاناة التي يمر بها العامة، ما رأيك؟ أنت معنا أم لا؟" تجمد الجنرال رعد في مكانه و قال بعد مدة من التفكير في كلام باسل "أنا معكم، لكن بشرط أيها الفتى القرمزي" قال باسل "قل ما عندك أيها الرجل الأشقر" أجاب الجنرال رعد "سوف تقومون بمحاولة المفاوضة قبل البدء بإثارة الفوضى" "هاهاها" ضحك باسل و التف للكبار الثلاثة، أماء الكبير أكاغي رأسه ليقوم الاثنين الآخرين بنفس الشيء، التف هذه المرة للجنرال رعد و قال "لديك كلمتنا" التوت حافة فم باسل أكثر، هو في الحقيقة كان ينوي القيام بهذا مع الكثير من العائلات، فهو يعرف أنه هناك العديد من يريد عودة عائلة كريمزون للحكم، لكن الجنرال رعد قصد بكلامه حتى عائلة غرين و الملازمين لجانبها، لكن الكبير أكاغي وافق، فلما لا؟ بما أنهم يعرفون أن عائلة غرين لن ترضخ لطلباتهم و ستقاتلهم حتى النهاية، إن كان محاولة المفاوضة مع عائلة غرين مع العلم أنها عديمة الجدوى سوف تجعل الجنرال رعد ينضم إليهم، فالأمر يسير كشرب الماء تناقش الأربعة حول الخطة و اتفقوا على المهام التي سينفذها كل واحد منهم، أخذ الجنرال رعد العديد من الإكسيرات و طريقة الصنع أيضا من باسل، فهذا الأخير قد وعده بجعله يصل للمستوى السابع في غضون شهر، و ينوي الإيفاء بوعده قال باسل بينما الجنرال رعد يغادر "أيها الرجل الأشقر، سأريد منك مبارزتي عندما تصل للمستوى السابع" أجاب الجنرال رعد "الرابح سوف ينادي الآخر باسمه و باحترام" قال باسل "أنا موافق" ثم تذكر شيئا ما و قال "آه، لا تنسى أمر أتباعك بالتوقف عن ملاحقتي، فأعين تلاحقني في كل مكان شيء لا أستطيع تحمله في المواقف العادية، لولا أنني كنت أريد الحفاظ على خطتي سليمة لكانوا في عداد الموتى" قالها باسل و تلك الابتسامة لم تزل من على محياه الجنرال رعد حدق في باسل مطولا و غادر قال باسل للكبار الثلاثة "أنا سوف أذهب للقاء العم منصف، لقد أوصيته بطلب ليقوم به من أجلي، و أظن أنه قد يكون انتهى منه" ثم أكمل "أما أنتم أيها الكبار فلتشرعوا في التحرك و التكلم مع العائلات التي وضعناها في القائمة" حاول الرئيس أكاغي قول شيء ما لباسل الذي ذهب، لكنه عدل عن رأيه و قال بصوت غير مسموع "سأسأله عندما يعود" خرج باسل من القاعة الرئيسية و ذهب ليلتقي بالجنرال منصف، و بعد مدة من الوقت وصل لوجهته كان يقف أمام منزله الي اشتراه سابقا، دخل و وجد الجنرال منصف ينتظره ثم قال "أيها العم منصف، ماذا عن طلبي؟" أجاب الجنرال منصف "انا حقا فوجئت بطلبك، لو أنني علمت بالأمر لم أكن لأعطيك ذلك الوعد عندما التقينا أول مرة" "هاهاها" ضحك باسل و أكمل "خذها كتجربة فقط" تنهد الجنرال منصف و قال بجدية "معقل الأميرة الخامسة 'غرين شارلوت' يقع في جنوب العاصمة، إنها تتحرك باستمرار و في خفاء، و يبدو أنها تتاجر في السوق السوداء، بيع البشر، بيع أعضائهم، المشاركة في التجارب البشرية، هناك العديد من الأشياء التي تخفيها خلف ذلك الوجه الذي تواجه به المواطنين" أحكم الجنرال منصف قبضته و قال "اللعنة، أليس هناك شخص صالح في تلك العائلة المنحطة غير الأمير الثاني؟ حتى الأميرة الصغيرة بينهم فاسدة" "هممم" قال باسل "حسنا، لقد تفرغت لها أخيرا، العيون التي كانت تراقبني لا تعود فقط لتوابع الرجل الأشقر، فكرت في أي شخص قد يتبعني و لم أستطع التفكير في أي شخص غير تلك الع****، شكرا لك، أنت تدينني بواحدة" تنهد الجنرال منصف و قال "أي *** تتحدث عنه، أنا الذي لا زلت أحمل على ظهري دينا عظيما يجب علي رده لك" حدق باسل في الجنرال منصف و لم يقل كلمة أخرى، أراد أن يقول للجنرال منصف أن ينسى هذا الدين، لكنه عرف أن هذا سيكون فقط فعلا شائنا تجاه فخر الجنرال منصف كرجل قال الجنرال منصف بعد أن كان باسل مغادرا "احذر أيها السيد الصغير باسل" "همم؟" التف باسل و نظر في وجه الجنرال منصف الذي ابتسم و قال "آه، لقد كان قلقا من دون داعٍ، أظن أنه لا حاجة للخوف عليك، فأنا لا يمكنني تخيلك تهزم من طرف أي أحد في هذا العالم" ابتسم باسل ثم أكمل طريقه و رفع يده مودعا الجنرال منصف "حسب الخريطة التي أعطاها لي العم منصف فالمعقل يجب أن يكون في هذه الأنحاء، لكن لماذا لا أرى سوى مباني عادية هنا؟" وصل باسل لجنوب الأمبراطورية باحثا عن معقل الأميرة الخامسة غرين شارلوت، لكنه في النهاية لم يجد المعقل الذي رسمه الجنرال منصف على الخريطة في شكل علامة X ، و كان يوجد عدة أشخاص مرتدين زي تسلل و تعقب مرميين خلفه و الدماء تسيل من فمهم، يبدون ميتين لا فاقدين الوعي فكر باسل لقليل من الوقت، "هل من الممكن؟" ذهب لموقع المبنى المرسوم على الخريطة و مد يده فإذا به يلاحظ تشوها في الفضاء "كما توقعت، إنهم يخفونه، مهارة كهذه سيحتاج الكثير من مستخدمي سحر الضوء من المستوى الرابع لتطبيقها، و للاستمرار في تفعليها لمدة طويلة سيجب عليهم التناوب بشكل منتظم" دخل باسل عبر الفضاء المشوه و إذا به يجد نفسه داخل مبنى بأسوار و داعمات ضخمة بالجانبين و أمامه يوجد عرش لا يجلس عليه أحد تقدم للأمام قليلا ثم وجد درجا للأسفل، فكر لقليل من الوقت ثم أخرج من مكعب التخزين 'عباءة الشفاف'، و ارتداها فاختفى نزل للأسفل ثم رأى نفسه في قاعدة تحت الأرض ضخمة للغاية، تقدم عدة جنود مسرعين بينما يتكلمون فيما بينهم "يبدو أن أحدا ما قد اخترق الفضاء المشوه" "يجب أن نقتل كل من يدخل، إنه أمر من الأميرة" و في لحظة لم يعرفوا نفسهم بما ابتلوا به، كسرت أرجل الأول و الثاني، أما الآخرون فكسرت أعناقهم، الاثنين الذين أصبحا زاحفين شاهدا الآخرين يموتون ببساطة أمام أعينهما، و من اللامكان تكلم صوت عميق "ستخبرونني عن مكان الأميرة الخامسة أو سيكون مصيركما كرفاقكم" و بارتعاد قال الاثنان "اذهب للجحيم" [I]ووووش قطع[/I] قطِع رأس أحدهما و انتشرت الدماء بغزارة من عنقه، بقي الأخير مصدوما من المشهد الذي حدث أمامه، و الذي زاد الطين بلّة، كانت دماء رفيقه التي غطته بالكامل تكلم الصوت العميق من جديد "هل غيرت رأيك الآن؟" قال الجندي بخوف و رعب "أكمل الطريق و التف يمينا ثم لليسار مرتين و تقدم للأمام لمدة خمس دقائق، ستجد بوابة ضخمة، هناك ستكون الأميرة الخامسة" قالها و الدموع تنهمر بشكل مثير للشفقة و بعد انتهاءه بدأ يطلب الرحمة "إنني أملك عائلة تنتظرني، أرجوك لا تقتلني" تكلم الصوت العميق "أنا أفي بوعودي، لن يكون مصيرك كالآخرين، لكن سيكون أقل سوءا فقط" [I]طرررق دوو[/I] كسِرت ذراعي الجندي و ترك غير قادر على الحراك في مكانه و أغمي عليه بضربة أخرى برقبته تقدم باسل الذي كان غير مرئيا ثم قال "إن هذا الكنز مفيد للتسلل حقا و بث الرعب في الأعداء، ليس هناك ما هو أكثر إخافة من المجهول" و بعد أن اتبع الطريق الذي قاله الجندي وجد عدة جنود متمركزين على طول الطريق، غالبهم كانوا سحرة في المستوى الرابع، لكن باسل قضى عليهم كلهم بسرعة قبل أن يترك لهم أي فرصة لرد الهجوم أو حتى إدراك ما يحدث لهم وصل للبوابة الضخمة فوقف أمامها و أراد فتحها لكن كان عليها نقش ختم، لا يمكن أن تفتح إلا بالقوة الغاشمة أو بفك شفرة الختم لم يكن لدى باسل الوقت ليضيعه أكثر، فوقف في مكانه يشحذ سحر التعزيز لأقصى الدرجات، و عندما شحن ما يكفي ركل الباب بكل قوته [I]بوووووم[/I] بقيت البوابة في حالة سكون لقليل من الوقت و بعد لحظات بدأت تتصدع حتى وصل التشقق إلى الختم المنقوش و تدمر ثم تكسرت البوابة إلى أجزاء "من هناك؟" تكلم صوت رجل لم يجبه أحد فاستغرب و تقدم نحو البوابة التي كسرت و إذا به يجد نفسه مقلوبا رأسا على عقب و صوت عميق يتحدث معه "أين الأميرة الخامسة؟ أجب في الحال و إلا ستموت" "أنا لا أعرف شيئا، أنا مجرد عالم هنا، أنا حقا لا أعرف شيئا" تكلم ذلك الرجل قال الصوت العميق "أنا أعرف بالفعل أن الأميرة الخامسة غرين شارلوت هنا، سأجدها إن بحثت عنها، لكن هذا سيكون مزعجا، فقط أخبرني عن موقعها بالضبط، إن لم تجب هذه المرة سأقتلك من دون السؤال لمرة ثانية" تردد الرجل كثيرا ثم بعد قليل أجاب خوفا على حياته "إنها في الغرفة هناك" أشار الرجل لغرفة بباب صغير، فقام باسل بضربه و أغمي عليه تقدم باسل الغير مرئي نحو باب الغرفة، ففتحه ثم تكلم صوت رقيق و بتفاخر "هل عدت أيها العالم؟ فلتسرع، أنا أريد رؤية النتائج بسرعة" عندما دخل باسل تفاجأ من المنظر المروع أمام عينيه، كانت هناك أسطوانتين زجاجيتين ضخمتين تتصلان ببعضهما البعض عن طريق العديد من الأنبابيب، و في داخل الأولى ترى هناك وحشا سحريا، و في الأخرى توجد فتاة صغيرة كان الوحش السحري غير مألوف بالنسبة لباسل فلم يتعرف عليه، ما نوع هذا الوحش بالضبط؟ كان باسل يتساءل، إنه يبدو كما لو أن عدة فصائل وحوش قد جمعت في وحش واحد، حسنا، هذا لا يهم الآن، لكن ما يجب التركيز عليه هو حالة تلك الفتاة التي في الأسطوانة، ما الذي يفعلونه لها؟ الأمر واضح أنه يقومون بتجربة عليها، لكن ما الذي ينون فعله بالضبط؟ كل أنواع الأسئلة و الاحتمالات بدأت تراود ذهن باسل، لكنه توقف عن التفكير مؤقتا ليركز على صاحبة الصوت الرقيق من قبل و التي تكلمت من جديد "ما هذا؟ لماذا لا يوجد أحد مع أن الباب قد فتح؟" و بينما تقترب أحكم باسل قبضته و فعل سحر التعزيز ثم وجه لكمته نحو وجهها [I]بوووووووم[/I] و قبل أن تصطدم لكمة باسل الغير مرئية بوجه الأميرة الخامسة ظهر فجأة شخص بسيف ضخم و عريض أوقف تلك الهجمة تعجبت الأميرة الخامسة، في لحظة ظهرت يد من اللامكان و توجهت نحوها مستهدفة إياها، لولا صاحب السيف العريض لكان مصيرها الموت قالت الأميرة الخامسة بهلع "ما الذي يحدث هنا بالضبط؟ تكلم، اشرح الوضع يا وايد" "سيدتي، يبدو أن هناك من يستهدفك، لقد شعرت بطاقة سحرية فجأة متوجهة نحوك فأسرعت بالتدخل، تلك الكمية من الطاقة السحرية التي ظهرت كانت ستقتلك حتما، أسرعي بالإخلاء رجاء، يوجد هنا عدو حاليا يسعى خلف حياتك" تكلم 'وايد' شارحا الوضع الحالي للأميرة الخامسة على حسب فهمه أجابت الأميرة الخامسة "يريد قتلي، من هناك؟ على الأقل أظهر نفسك و لا تختبئ في الظلال كالفئران" تكلم الصوت العميق من جديد قائلا "أنت لن تستفزيني أيتها العاهرة، اتركي كلامك لنفسك، ما ينتظرك إلا الموت، تقومين بالتجارب على البشر، على ***** صغار كهؤلاء، ليس هناك رحمة في قلبك؟ أنا لن أقوم فقط بقتلك بكل سهولة، سوف أعذبك عذابا شديدا لتذوقي و لو القليل من آلام الذين قمتم بقتلهم في سبيل القيام بتجاربك و اهتماماتك" تكلمت الأميرة الخامسة بعد أن اندهشت من الطريقة التي ناداها بها الصوت العميق"أنا لا أهتم بفلسفتك، سأقوم بكل ما أريد في سبيل تحقيق أهدافي" أشارت بيدها و أمرت "وايد، تخلص منه" أجاب وايد "أمرك، سيدتي" [I]وووووش[/I] و في لحظة استل سيفه و وجهه نحو باسل الغير مرئي، لوح سيفه و إذا بشفرات ضوئية حادة و طويلة و عريضة استهدفت باسل تفاجأ باسل للحظة من معرفة ذلك الساحر وايد لمكانه ثم راوغ الهجوم، و عندما فعل أتى وايد وراءه و لوح سيفه مرة أخرى مستهدفا إياه لكم باسل السيف فتوقف و قال بذلك الصوت العميق مرة اخرى "أووه، هذا غير متوقع، ساحر في المستوى السادس، كنت أتوقع أن الجنرالات فقط من وصلوا للمستوى السادس، بالأحرى، كل من وصل للمستوى السادس قد أصبح جنرالا، لكن أن ألتقي بشخص مثلك هنا يستخدم سحر الضوء في المستوى السادس لأمر غير متوقع" ابتسم باسل و قال "قل لي، أ أنت من قام بتشويه الفضاء بالخارج؟ كنت أظن انه سيكون هناك الكثير من السحرة في المستوى الرابع يقومون بتلك التقنية، هذا لأنني لم أفكر في وجود ساحر بالمستوى السادس" ثم فكر باسل مع نفسه "أظن أنه لهذا السبب كان باستطاعة العم منصف إيجاد هذا المعقل، فهذا الساحر لم يكن بإمكانه الحفاظ على التشوه الفضائي طوال الوقت، عندما أراد أن يرتاح صادف أن عرف العم منصف بهذا المكان" عبس وايد و لم يجب على السؤال، لكن باسل عرف من خلال نظرته تلك أن تخمينه كان صحيحا ثم قال "أيها الساحر، أنا أريد اختبار قوتك كساحر ضوء، فهي أول مرة لي أواجه شخصا في مستوى جنرال يستخدم سحر الضوء" [I]إزاحة[/I] أزاح باسل 'معطف الشفاف' و أرجعه لمكعب التخزين، ثم قال "لن يكون قتالا مسليا لي إن لم نكن في نفس الوضعية" حملقت الأميرة الخامسة في الشخص الذي ظهر و تفاجأت كثيرا و قالت بصدمة "أووه، لم أتوقع أن تأتي برجليك إلي" ثم أكملت بأمر وايد بصوت مرتفع و نظرة متحمسة "وايد، قاتله بجدية، قد يبدو فتى صغيرا لكنه في المستوى الرابع بالفعل، لكن لا تقتله فأنا أريده حيا، أي شيء آخر مسموح لك بفعله" تغيرت نظرة وايد للجدية أكثر ثم قال "يبدو أن هذا سيكون صعبا، قتله كان سيكون أسهل، لكن لا بأس بجعله زاحف بما أن السيدة لم تنهي عن هذا الأمر" "هاهاهاهاهاهاهاها" ضحك باسل بجنون و قال "إنكِ حقا لعاهرة، أنا لا أعلم سبب تعلقك بي لهذه الدرجة، لكني تلقيت دروسا خاصة عن كيفية التعامل مع النساء، و بالطبع حتى التعامل مع نوعيتك، انتظري فقط ريثما أنتهي من هذا القتال، أنا أغلي لأحطم بعض العظام، فلم أحرك جسدي هذه الأسابيع الأخيرة كثيرا، لا تقلقي، قصدت تحطيم العظام الخاصة بهذا الساحر، أما أنت فستكون لك مكافأة خاصة" [I]وووووش[/I] هاجم الساحر وايد باسل بتلويح من سيفه حيث خرجت عدة شفرات ضوئية، تصدى لها باسل كلها، عندها كان الساحر وايد يشحن سحره و بسرعة كان قد كون كرة ضوئية كبيرة و حارقة أمام قمة سيفه الذي يشير به نحو باسل أطلق على باسل تلك الكرة الحارقة، كانت ضعف التي أطلقها عليه ذلك الشخص الأسود سابقا حيث كان قطرها يصل لأربع أمتار. باسل الذي تصدى للشفرات الضوئية لم يعد لديه وقت ليهرب فتصدى للهجمة ناضل باسل بقوة بينما تجعله الكرة يرجع للوراء من قوتها، و لولا سحر التعزيز لكان قد شُوِي بالفعل، و في الأخير لكمها باسل [I]بووم[/I] و انفجرت بعيدا عنه في هذه الأثناء تقدم الساحر وايد حتى وصل خلف باسل و و لوح بسيفه في اتجاهه مرة أخرى فراوغ باسل و تقدم ثم لكمه تراجع الساحر وايد للوراء قليلا من صدمة اللكمة، لكنه كان يرتدي درعا سحريا، لذا لم يجدي الهجوم نفعا توقف ثم نظر في اتجاه الأميرة الخامسة و قال "سيدتي، هل أنت متأكدة من أنه في المستوى الرابع؟" أجابت غرين شارلوت "بالطبع، فقبل شهور فقط شاهد أتباعي قوته و أخبروني عن مستواه" قال الساحر وايد "هذا كان قبل شهور يا سيدتي، إن كان في هذا العمر و قد وصل للمستوى الرابع، ألا تعتقدي أنه في غضون شهور سيكون مستواه قد ارتفع أكثر مما كان عليه؟" تفاجأت الأميرة الخامسة و فكرت بأمر ما "انتظر، كيف عبر من خلال ذلك الختم؟ سحرة أقل من المستوى السادس لن يكونوا قادرين على كسره بالقوة إن حاولوا، إذن هو ساحر في المستوى السادس؟ لا، لا، هذا مستحيل، أيمكن أنه فك شفرة الختم؟ لكن ذلك النقش توارث عبر عائلتي و هي فقط التي تعرفه، كيف له أن يعلم به أيضا؟" و بينما الأميرة تتساءل تكلم باسل "أيها الساحر، أنا لن أنتظر أكثر" ثم بعدما انتهى هاجم مفعلا سحر التعزيز اصطدمت قبضته بالسيف العريض فظهر تشقق رقيق على السيف، تراجع الساحر وايد ثم قال مع نفسه "نسيت أنه ساحر تعزيز، يجب أن أترك مسافة بيني و بينه" و عندما انتهى من التفكير وجد باسل أمامه من جديد فلوح بسيفه تجاهه، راوغ باسل السيف العريض بالقفز للأعلى فأشار الساحر وايد بسيفه عليه و بدأ يشحن سحره في سيفه السحري و أطلق ضوءً حارقا من مقدمة السيف كان الضوء الحارق كما لو أن السيف قد تمدد، لكنه لم يفعل و إنما سحر الضوء قد خرج من السيف بشكل مركز كثيرا باسل الذي في الأعلى لم يكن لديه وسيلة ليدافع بها غير سحر التعزيز، ركز هذا الأخير على ذراعه بالكامل، فعندما يركز السحر على مكان واحد تزداد القوة التي يخرجها [I]بووووووم[/I] التقت يد باسل مع الضوء الحارق فلُغِيَ هذا الأخير من شدة قوة اللكمة. تفاجأ الساحر وايد و عندما نزل باسل على الأرض تقدم و لكم درعه بنفس الذراع، فتحطم الدرع السحري لأشلاء بقيت الأميرة فاتحة لفمها من شدة الصدمة، ثم قالت "هذا لا يمكن، إنه في المستوى السادس" ثم قالت آمرة الساحر وايد الذي كان يحكم القبض على بطنه، فقوة الصدمة قد أثرت به قليلا "قاتله بكل ما تملك، لا يهم ما تفعل يجب أن نحصل عليه و نأخذه معنا" قام الساحر وايد بالاعتدال في الوقوف و قبض سيفه بيديه الاثنتين ثم ضربه على الأرض و قال "الفضاء المشوه" في هذه الأثناء الفضاء الذي كان مشوها بالخارج قد اختفى و المكان الذي كان عبارة منزل عادي أصبح معقلا كبيرا بدأ الفضاء يتشوه أمام الساحر وايد بينما يختفي شيئا فشيء، و في الأخير اختفى "هووه" تكلم باسل "يبدو أنك تتقن مهارة الفضاء المشوه بشكل جيد، أن تتحرك و تقاتل بينما تحافظ على التشويه الفضائي من حولك هكذا، نعم إنك جيد، لكن..." توقف باسل عن الكلام ثم فعّل سحر التعزيز بكامل جسده و ركز للحظات ثم أنقله إلى قدميه و اندفع، و في لحظة من انطلاقه وصل لمكان فارغ ثم أنقل سحر التعزيز مرة أخرى لذراعه و لكم [I]بوووم[/I] لكمة باسل تلقت ردا من المكان الذي كان يبدو خاليا، لم يتوقف باسل و أرجع سحر التعزيز ليعزز جسده و حواسه بالكامل ثم لكم مرة أخرى و مرة أخرى، لكمة وراء لكمة، كان يتصدى لها الساحر وايد الغير مرئي بسيفه العريض الذي كان يتعرض للتشقق أكثر في كل لكمة يتلقاها تراجع للخلف بسرعة قبل أن يُكسَر سيفه السحري ثم ألغى تقنية الفضاء المشوه و وقف ثم أخرج من يده سيفا عريضا آخر و معه مرآة غريبة الشكل، كان لديها رؤوس مدببة على طول محيطها و نقوش غريبة تحيطها رمى المرآة على باسل الي راوغها، ثم قام بشحن سحره و أطلق عبر قمة سيفه السحري ضوءً حارقا. راوغه باسل ثم ابتسم الساحر وايد، فإذا بالضوء الحارق يصل للمرآة الغريبة و ينعكس مستهدفا ظهر باسل "همم" تهجن باسل و قال "هل اعتقدت أن هذه الخدعة ستنفع معي؟ أنا أعرف ماهية تلك المرآة، فأنا لدي خبرة معها" فتجنب باسل السحر الذي كان يستهدفه، الضوء الحارق عاد لصاحبه و في هذه الأثناء لم يزح الساحر وايد الابتسامة عن وجهه ثم أشار بيده نحو باسل و أخرج مرآة أخرى فانعكس الضوء عليها مرة أخرى في الانعكاس الأول سرعة الضوء الحارق قد ازدادت و في الانعكاس الثاني أصبحت أكثر سرعة، و في لحظة تمت إصابة باسل بفخذه الأيمن لم يصرخ باسل أو أظهر أي تعبير عن التألم، هو قد اعتاد على مثل هذه الجروح بل و أخطر منها، أخرج قنينة و شرب المحلول الذي بداخلها بسرعة ثم قال "ممم، إنك جيد، حسنا انتهى وقت اللعب" شحذ باسل سحر التعزيز من دون توقف و ارتفعت طاقته السحرية باستمرار ثم ركز السحر على فخذه الأيمن فإذا بالجرح يُشفَى بسرعة يمكنك ملاحظتها تعجب الساحر وايد ثم قال مع نفسه "حتى مع السحر التعزيز لا يمكنك أن تسرع من شفاء جروحك بهذه السرعة، لا بد أنه مفعول ذلك المشروب الغريب الذي شربه قبل قليل، أ كان ذلك إكسير العلاج؟ لكن كيف لهذا الفتى أن يعرف عن الإكسيرات أو حتى يملكها، انتظر، وصلني خبر وجود فتى في الإمبراطورية يعلم ما نعلم، أهو هذا الفتى الذي تحدثوا عنه؟ إن كان كذلك فهذا يفسر سبب قوته" و بينما يفكر لم يعرف من أين قد ابتُلِي، جاءته لكمة باسل من تحت ذقنه فجعلته يحلق للسماء، ركز باسل سحر التعزيز على رجليه و قفز للفوق تابعا جسد الساحر الطائر، و عندما وصل فوقه أنقل سحر التعزيز لذراعيه ثم جمع كلتا يديه معا و نزل بهما عليه [I]بووووم[/I] ارتفع الساحر وايد للفوق و نزل للأسفل بسرعة كبيرة جدا، لم يعرف ما الذي حدث حتى وجد نفسه في حفرة بالأرض و الفتى الذي كان يقاتله كان نازلا من السماء عليه بينما سحر التعزيز يغلف رجليه نهض من مكانه و هرب بسرعة في آخر لحظة قبل وصول باسل، هذا الأخير اصطدم بالأرض بعد أن هرب الساحر وايد [I]بوووم[/I] الحفرة التي كان بها الساحر وايد اتسعت شيئا فشيء حتى أصبحت دائرة بقطر خمسة أمتار و بعمق يصل للمترين صدمت الأميرة الخامسة من قوة الفتى الذي أمامها و وضعت إبهامها بفمها من التوتر، أما الساحر وايد فقد فوجئ تماما من قوته، ظن أنه على الأكثر سيكون في المستوى الخامس بالقسم الأول، لكنه عرف أنه استهان به كثيرا، فهذا الفتى الذي أمامه أخرج للتو قوة تصل للمستوى السادس "تبا، ما الذي يحدث؟" بعدما تهجن الساحر وايد وقف على رجليه بصعوبة بينما الدم يسيل من فمه جراء الهجوم السابق تكلم باسل "ماذا؟ هل خفّت عليك رجليك، لا زلنا في بداية قتالنا فقط، أنا بدأت أتمتع للتو، فلا تحرمني من متعتي" قال الساحر وايد "لا تغتر بنفسك أيها الصعلوك" ثم وجه كلامه للأميرة "أيتها الأميرة، غادري من فضلك هذا المكان، إنه للحرص فقط، أرجوك تفهمي" اندهشت الأميرة الخامسة غرين شارلوت من كلام الساحر وايد، و لما لا تفعل؟ إنه ساحر في المستوى السادس بالقسم الأول، كانت تظن أنها قد وجدت الجائزة الكبرى عندما التقت به أول مرة، لكن، أ سيخسر أمام فتى في مثل هذا العمر؟ و ماذا عن خططها التي كان الساحر وايد جزء لا يتجزأ منها؟ "أسرعي" صرخ الساحر وايد و عندما سمعته غرين شارلوت سارعت في الهروب بهلع، إنها ليست سوى ساحرة في المستوى الثاني، كيف يمكنها أن تشترك في هذا القتال، هربت بسرعة و في لحظة وجدت باسل واقفا أمامها و الذي كان في وضعية الاستعداد للكم و بعدما وجه لكمته تراجع في آخر لحظة بسبب الضوء الحارق الذي كان يستهدف ذراعه. أكملت الأميرة الخامسة هروبها عندما رأت الطريق قد أصبح خاليا و غادرت الغرفة وجه باسل نظره للساحر وايد الذي قال له "ألم تقل أنك تتوق لقتالي؟" تنهد باسل و قال "لكني تواق أكثر لمكافأة تلك الع****، أ لا تترك القطعة الأفضل من طعامك للنهاية؟ لكن ماذا لو حاول شخص أخذها منك؟ بالطبع ستسرع في أكلها" "همم" تهجن الساحر وايد و قال "أنا لن أسمح بهذا، تلك الأميرة لها دور مهم في نجاح خطتنا، لا يجب أن نتركها تموت الآن" تعجب باسل و قال "خطتكم؟ ماذا تقصد؟ ألست تابعا لتلك الع****؟" و بعد أن سأل باسل، لاحظ بأن الساحر وايد يخرج محلولين ثم شربهما، و عندها لاحظ باسل ارتفاعا مفاجئا في القوة السحرية الخاصة بالساحر وايد بينما جروحه السطحية تشفى ببطء "حسنا انتهى وقت الكلام" أخرج الساحر وايد عدة مرايا كالسابق ثم أرسلها في كل مكان حتى أصبحت تكون دائرة محيطة به و بباسل ثم في الأخير أحاط نفسه بثلاث مرايا قال باسل مع نفسه "ما..ذا؟ إكسير التعزيز؟ اللعنة، لا بد أن المحلول الآخر كان إكسير العلاج، تلك المرة خاتم التخاطر و الآن إكسير التعزيز و إكسير العلاج، ما الذي يحدث؟ اللعنة" لم يعرف ما الذي حدث و قرر التركيز على القتال و التفكير في هذا الأمر لاحقا ثم قال "إنك تعتمد على تلك المرايا كثيرا، لقد نفعت معي في المرة الأولى لكنها لن تجدي نفعا الآن" قال الساحر وايد "حسنا، سنرى بشأن هذا" عندما جعل المرايا تحيط به، أطلق الضوء الحارق من جديد نحو مرآة ثم آخر نحو مرآة أخرى، و هكذا فعل مع جميع المرايا عندما وصل الضوء الحارق للمرآة انعكس في اتجاه باسل، و هذا حدث مع الأضواء الحارقة الأخرى كلها، و في لحظة وجد باسل نفسه مستهدفا من عشرات الأضواء الحارقة من كل الجهات، لكن هذه المرة كانت الأضواء الحارقة أكثر حرارة و أكثر سرعة و أكثر كثافة قفز باسل للأعلى ثم تكلم الساحر وايد "همم، هل ظننت أنك نجيت بقفزك للأعلى، لا، على العكس لقد جنيت على نفسك" الأضواء الحارقة التي تجنبها باسل ذهبت لتنعكس في المرايا التي كانت مقابلة لها، بالطبع بما أن الساحر وايد في الوسط استهدفته الأضواء الحارقة التي أطلقها بعدما انعكست، لكنها عندما وصلت إليه انعكست في المرايا التي تحيط به، ثم صارت تنعكس بشكل غير متوقف باسل الذي كان في السماء اتجهت نحوه عدة أضواء حارقة نتجت عن الانعكاس المستمر للأضواء الحارقة، و بسبب هذه الأخيرة انكسرت الأسطوانتين و سقطت الفتاة و الوحش الغريب على الأرض تصدى باسل لها جميعها عن طريق لكمها واحدة تلو الأخرى، و عندما وصل للأرض وجد نفسه في شبكة من الأضواء الحارقة التي لا تنتهي "هاهاهاها" ضحك الساحر وايد بجنون ثم قال "أنت لا تملك مهربا الآن" ابتسم باسل و قال "سنرى بشأن ذلك" عندما اقتربت الأضواء الحارقة من باسل لاحظ الساحر وايد شيئا غريبا يحدث، هناك طاقة سحرية ثانية مختلفة تخرج من جسد باسل و في لحظة [I]بوووووووووووم[/I] حدث انفجار ناري كبير ألغى قوة تلك الأضواء الحارقة، دمر باسل جميع المرايا في آن واحد و حرق الغرفة الضخمة بأكملها، ترك الساحر وايد مصدوما بعدما حمى نفسه بسحر الضوء و نجى من الانفجار، و قال بينما عيناه لا تصدقان ما تريان "س-سحر النار؟" "هذا صحيح" قال باسل و أكمل عندما وصل أمام الساحر وايد في لحظة "و الآن فلتخبرني، من قصدت بكلامك سابقا؟ عمن تحدثت؟ من يريد استغلال تلك الع****؟ و كيف لك أن تملك الإكسيرات" "همم" تهجن الساحر وايد و قال "اذهب للجحيم" قال باسل "آه، هكذا إذا، حسنا، فلتمت" أخرج باسل سيفا سحريا أبيضا و شحن سحر النار به ثم عززه بسحر التعزيز، فأصبح سيفا ناريا عملاقا لا مجال للهرب منه لوح باسل السيف و قال "النار الملتهمة" ثم قال الساحر وايد في آخر لحظة قبل أن يمر من خلاله السيف "سحران هاه، كيف لهذا أن يكون ممكنا؟ هل اخترق المستوى السابع بالفعل؟ هذا هراء ببساطة" [I]ووووش[/I] قطعه باسل لنصفين، فسقط النصفين الاثنين على الأرض و احترقا حتى أصبحا رمادا [I]جوااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه[/I] صدرت من وراء باسل صرخة مدوية تقشعر لها الأبدان، و عندما التف ليرى ما الذي حدث وجد بأن الوحش الغريب من السابق قد استيقظ و الفتاة كانت نائمة و لم تصب بأي جرح من الانفجار السابق لم يصدق باسل هذا الأمر، لكنه توقف عن التفكير و ركز على الوحش الغريب الذي أمامه، كان بكبر الخمس أمتار، بذراع نمر البرق و ذراع نمر الجليد الأزرق، و برأسين أسد، جسده كان عبارة عن اختلاط بين الوحوش السحرية و له ذيل يبدو كما لو أنه جزء من ملك الثعابين الشره [I]جواااااااااااااااااااااااااااااه[/I] صرخ الوحش الغريب مرة أخرى، و عندما رأى باسل أمامه بدأ يشحذ طاقته السحرية و بتلويح من ذراعه الخاصة بنمر البرق، أطلق عدة هجمات برقية صدم باسل من الذي حدث لكنه فعل سحر التعزيز و راوغ الهجمات البرقية، و بمجرد ما أن فعل، بتلويح من ذراع الوحش الخاصة بنمر الجليد الأزرق مرة أخرى اتجهت نحوه عدة أشواك جليدية كبيرة، راوغها مرة أخرى، لكنه عندما فعل خرج من الأرض عدة أعمدة حجرية استهدفته فحطمها توقف باسل بينما يلهث، لقد قاتل للتو ساحرا في المستوى السادس، و الآن ظهر وحش غريب لديه العديد من أنواع السحر هذه المعركة سيكون من الصعب الفوز بها بالطرق العادية، أخرج 'عباءة الشفاف' فارتداها و اختفى بقي الوحش الغريب يبحث عن العدو فلم يجده، ثم بدأ يستخدم حاسة الشم ليحدد موقع باسل و بعد أن عرفه شحذ طاقته السحرية من جديد و أطلق هذه المرة هجوما سحريا مكونا من ثلاث عناصر مختلفة و كلها ذهبت نحو مكان واحد [I]بوووووووم[/I] حدث انفجار عندما وصلت الهجمة الممزوجة بثلاث عناصر سحرية إلى المكان المقصود، و إذا بباسل يظهر بدرع سحري ذهبي و من دون وجود أي خدش عليه كان الدرع رقيقا و و يلائم جسد باسل تماما كما لو أنه صنع من أجله فقط لا غير، ثم أخرج سيفين أبيضين ثم وقف في وضعية الاستعداد "يبدو أنني سأحتاج للقتال بكل قوتي و إلا سحب البساط من تحت رجلي" بعدما انتهى باسل انطلق في اتجاه الوحش الغريب وجه طاقته السحرية الخاصة بعنصر التعزيز نحو السيفين و الدرع فتوهجت النقوش المرسومة عليهم ثم شرع في هجومه راوغ هجمات الوحش الغريب و ضرب بالسيفين الأبيضين بسرعة كبيرة، و إن شاهد أحد ما القتال سيصدم من سرعة تحرك الاثنين، خصوصا سرعة باسل كان الوحش قادرا على مواكبة سرعة باسل بسبب رجليه الخاصتين بـ'الفهد الشبح' من المستوى السادس، كان يراوغ بعض هجمات باسل و يطلق عدة هجمات مختلفة أصبحت المعركة في قمة الإثارة بالنسبة لباسل، أحس كما لو أنه يواجه عدة خصوم في وقت واحد، و مع ازدياد تحمسه ازدادت سرعته [I]ووووووووووووش قطع[/I] قطع باسل الذراع الخاصة بنمر البرق و إذا بالوحش الغريب يلوح بذراعه الأخرى كما لو أنه لم يحدث شيئا، لم يصرخ من الألم و لم تظهر عليه أي تعبيرات ألم، و بدل ذلك رد الهجوم فقط تعجب باسل من هذا المنظر لكنه لم يتوقف و عندما حاول قطع الذراع الثانية وجد نفسه لم يعد يستطيع التحرك [I]بوووووووووووووووم[/I] تقدم الوحش الغريب و ضرب باسل بكف نمر الجليد الأزرق ثم أطلق في نفس الوقت عدة أشواك جليدية حلق باسل من شدة قوة الكف و ضرب مع الحائط و تعرض لهجمات جليدية على شكل أسهم و أشكواك كبيرة باستمرار، لكنه وقف مع القليل من الدم فقط ينزل من فمه "ذلك الهجوم سابقا، إنه الخاص بملك الثعابين الشره لكنه أقوى، و الآخر خاص بنمر الجليد الأزرق من المستوى الخامس، إنها حقا تشكيلة غريبة مجموعة في هذا الوحش، كان من الجيد ارتدائي درعي و إلا كانت العواقب وخيمة" بعدما انتهى باسل من الكلام هاجم مرة أخرى بعد توجيه الطاقة السحرية للدرع و السيفين، كانت المعركة ذات مدى قريب في صالح باسل لأنه يستطيع تجنب الهجمات السحرية المختلفة ذات المدى البعيد الخاصة بالوحش الغريب استمرت المعركة هكذا لبعض الوقت حتى استطاع باسل قطع الذراع الأخرى، فسقط على الأرض ليقطع بعد ذلك الذيل الخاص بملك الثعابين الشره، ثم قطع رجلي الفهد الشبح و بقي الوحش مستلقيا على الأرض من دون القدرة على الحركة كان الوحش الغريب يئن بشكل غريب، و النظرة التي في عينيه كانت كما لو أنه يطلب قتله وقف باسل أمامه و قال "لقد كنت خصما جيدا للغاية على عكس ساحر الضوء ذاك، شكرا لك، و الآن فلتذهب لترتاح" شحذ باسل سحر النار في السيفين معا و عزز بسحر التعزيز فكبر السيفين ليصل طولهما إلى الخمسة أمتار و صرخ "التهمي" أصبح السيفين عبارة عن سيفي نار ضخمين و لوح باسل بهما في نفس الوقت نحو الوحش الغريب فنزلا عليه منهيان حياته البائسة بتحويله لرماد "فوو" تنفس باسل و أرجع الدرع و السيفين لمكعب التخزين ثم التف لمكان الفتاة النائمة اقترب منها ثم أخرج ثوبا غطى به جسمها الأبيض الذي كان يلمع كما لو أنه جوهرة، كان شعرها في لون أزرق فاتح قريب للأبيض، كانت صغيرة، حوالي عمر عشر سنوات، و كانت غائبة عن الوعي تماما، فحتى بعد أن حاول باسل إيقاظها لم تستفق أبدا حملها باسل و خرج من ذلك المكان و في طريقه أخذ معه العالم من السابق بعد أن أيقظه ليستجوبه لاحقا كان مزاج باسل سيئا لأنه فقد الفرصة لمكافأة تلك الع****، لكن عقله الآن مشغول كليا بالتفكير في طبيعة هذه الفتاة ففي الطريق سأل باسل ذلك العالم الذي كان يتبعه بهدوء، فلو حاول الهرب سوف يمر بعذاب قاس فقط "ما الذي كنتم تفعلونه لهذه الفتاة؟" قال العالم بهلع "أنا فقط أمرت، لم أقم بهذا بإرادتي" عبس باسل و قال "أجب عن السؤال فقط" خاف العالم من نظرة باسل ثم أجاب "إنهم يحاولون صنع كائن يملك قوة الوحوش، عن طريق المرور من العديد من التجارب نتج ذلك الوحش الذي قتلته" "ما هي كينونة ذلك الوحش بالضبط؟" سأل باسل مرة أخرى أجاب العالم "لقد كان بشريا" صدم باسل ليكمل العالم كلامه "إنهم يأخذون عينات ددمم من مختلف الوحوش و يحقنونها في الشخص مع الكثير من الطاقة السحرية الخاصة بأحجار الأصل" عبس باسل بشدة ليقول العالم "أنا حقا ليس لي علاقة بالأمر، قد أكون عالما مجنونا، لا، أخطأت، قصدت عالما متطلعا للاكتشاف لكنني لن أصل لهذه الدرجة" تكلم باسل بنبرة حادة و نية قتل تخرج من عينيه "أصمت" وضع العالم يديه على فمه بسرعة من شدة الخوف ثم تبع باسل الذي كان وجهه أسودا من الغضب، لقد حدثت الكثير من الأمور مؤخرا قد أزعجته، هربت من يديه تلك العاهرة، و يجب عليه أن يعرف من هم أولئك السود، و كيف للساحر وايد أن يملك الإكسيرات؟ ماذا قصد بكون تلك العاهرة ورقة مهمة لإكمال خطتهم؟ عن من تحدث؟ راودت العديد من الأسئلة ذهن باسل ليقرر "يجب أن أنتهي من موضوع الانقلاب هذا لأركز على معرفة هؤلاء الأشخاص، أظن أن الساحر وايد له علاقة بالأشخاص السود" التف للعالم ثم قال "أيها العالم المجنون، سوف تعتني بهذه الفتاة و تحاول القيام بكل ما تستطيع لجعلها تستيقظ، سوف تذهب معي الآن، إن حاولت الهروب لن تسلم فقط بتعذيب قاس، بل سأقتلك" "نـ-نعععععم" قالها العالم بصوت مذعور ثم قال بصوت غير مسموع "أنا لست عالما مجنونا" التف باسل و قال "هاه، ماذا قلت؟" أجاب العالم في الحال "لا، لا، لم أقل شيئا، إنها الرياح فقط يا سيدي" ثم ذهب الاثنين و الواحدة النائمة في هذه الأثناء كان الكبير أكاغي يتكلم مع شخص ما "حسنا ما رأيك، أ أنت معنا؟" أجاب الشخص الذي وُجِّه له الكلام "أنا 'روز بيمبي' أقسم أني سأمد لكم يد المساعدة" "أنا مدين لك" قالها الكبير أكاغي و غادر قال الرئيس تشارلي بعدما خرجوا من القصر الذي كانا به "أبقي أحد آخر لنذهب إليه؟" أجاب الكبير أكاغي "لا، كان هذا آخر واحد من المرشحين للاستجابة لطلبنا بالكلام فقط، الآن سأذهب للقاء حليفنا للتكلم عن موعد بدئنا انقلابنا" "هاهاها" ضحك الرئيس تشارلي و قال "حليفك، هاه؟ إنها تلائمه حقا، بما أنه يشبه ذلك الفتى جاسر" صدم الكبير أكاغي من كلام الرئيس تشارلي ثم قال "إذا لست وحدي من يعتقد هذا" أكملوا الطريق نحو القصر بعد أيام وصل باسل للقصر فذهب ليضع الفتاة الغائبة عن الوعي في غرفته و أمر العالم المجنون بالاعتناء بها، ثم اتجه نحو القاعة الرئيسية ليخبر الكبير عن الموعد الذي قد سبق و قرره "نعم" تكلم باسل "بعد يومين من الآن أيها الكبير أكاغي، ليس هنالك أي سبب لنطيل الأمر أكثر، كل شيء في أتم الاستعداد، قواتنا قد نمت كثيرا، تحدثنا مع العائلات التي بدت لا تطيق حكم عائلة غرين و نجح الأمر، لدينا الآن حلفاء كافيين، و لم يتبقى لنا سوى القيام بالخطوة الأخيرة، ألا و هي 'الانقلاب' " تكلم الكبير أكاغي "حسنا لك هذا يا حليفنا، و قبل هذا، أريد سؤالك عن شيء ما أردت أن أسألك عنه منذ مدة طويلة" قال باسل "تفضل أيها الكبير" قال الكبير أكاغي "يا حليفنا، لا تأخذ الأمر كما لو أنه تحقيق في أمرك، فأنا أثق بك ثقة عمياء" تعجب باسل ليسأل الكبير "ما اسم أبيك يا حليفنا؟" تعجب باسل من سؤال الكبير كثيرا ثم أجاب "أنا لا أعرف لم سألت مثل هذا السؤال، لكن اسم أبي كان 'جاسر' " "إنه كما توقعت تماما بعد كل شيء" تنفس الكبير أكاغي ثم تذكر كلام باسل و قال "انتظر، قلت 'كان'؟" أجاب باسل "نعم، أبي مات قبل أن أولد في الدمار الشامل" "ما..ذا؟" صدم الكبير أكاغي ثم قال "يا إلهي، ظننت أنني أخيرا سأجد ابني لكن..." قال باسل بتعجب "ابنك؟ ما الذي تقصده أيها الكبير بإيجادك لابنك؟ ما علاقة سؤالك عن أبي بإيجادك لابنك؟" تكلم الكبير أكاغي "يا حليفنا، لقد كان أباك ينتمي لعائلتنا" صدم باسل من هذا الكلام ثم قال "هاه، ما الذي تقصده، كيف يمكن لهذا أن يحدث؟" ثم تذكر باسل أمه التي كانت قلقة بغرابة عندما كان يريد المغادرة و انتظر جواب الكبير قال الكبير "أنا سأشرح لك كل شيء، لكن قبل هذا فلتتبعني، أريد منك ملاقاة زوجتي و ابنتي" أماء باسل رأسه بغرابة ثم قال "آه" تبع باسل الكبير، خرجا من القاعة الرئيسية و اتجها نحو حديقة هادئة عميقا في القصر، و في طريقهما أتت أنمار لترافق باسل قالت أنمار بابتسامة "هل تخلصت من تلك الأميرة؟" أجاب باسل "لا" "هاه؟" صرخت أنمار متعجبة ثم أكملت سائلة "لماذا؟ ما الذي حدث؟" أجاب باسل بعبوس "حدثت بعض العقبات، أنا ليس لدي وقت لهذا الآن، سأشرح لاحقا" "إلى أين نحن ذاهبين بالمناسبة؟" سألت أنمار فأجاب باسل "للقاء الزوجة و الابنة" تعجبت أنمار فسألت "لماذا؟" أجاب باسل "لا أعلم، فقط توقفي عن الأسئلة الآن، إن رأسي مملوء كفاية" تكلمت أنمار "ماذا؟ ماذا؟ هل اشتاق الابن لأمه بالفعل؟ لقد مرت 6 أشهر بالفعل، و هذه هي أقصى مدة غبت فيها عنها بالسنة الماضية فطلبت من المعلم أن يتركك لتذهب لرؤيتها، سابقا لم تستطع التحمل أكثر من 6 أشهر، ماذا؟ هل جاءتك الحالة مرة أخرى؟ فوفوفو" ضحكت أنمار على باسل، فتذكر هذا الأخير شيئا، بسبب انشغاله كثيرا هذه الشهور لم يشعر بالوقت و كانت قد مرت 6 أشهر بالفعل، فقال "سنذهب لنراهم بعد انتهائنا من عملنا، فيجب أيضا أن أسأل أمي عن سبب قلقها الغريب قبل مغادرتي" قالت أنمار بتعجب "قلق؟ أليس هذا الأمر كالعادة فقط؟" أجاب باسل "لا، هذه المرة كانت كما لو أنها لم ترد مني أن أذهب للعاصمة لسبب ما" تفاجأت أنمار و توقفت ليسألها باسل "ما بك؟" قالت أنمار "لم تردك أن تذهب للعاصمة؟" قال باسل "هذا ما قلته، ما بك؟" قالت أنمار "هذا غريب، أمي أيضا لم ترد أن تتركني أذهب للعاصمة عندما أخبرتها، فهي كانت معارضة لهذا تماما لسبب ما لم ترد أن تخبرني به، لكني قلت لها أنني سأذهب مهما حدث بما أنك ذاهب، و لم يتبقى لها أي خيار آخر سوى الموافقة" تفاجأ باسل "ما الذي يحدث هنا بالضبط؟ حتى أمك؟" سكتت أنمار و تبعت باسل الذي كان شاردا بتفكيره بينما يتبع الكبير أكاغي حتى وصلوا لحديقة واسعة مليئة بالزهور، و في الوسط تجلس امرأتان حول طاولة دائرية صغيرة و تشربان الشاي بهدوء بينما *** صغير في عمر الرابعة أو الخامسة يلعب في الأرجاء عندما رأت المرأتان الكبير أكاغي وقفت إحداهن و جرت نحوه بينما تقول "أبي، لقد أتيت، إن هذا نادر" كانت هذه المرأة فاتنة جدا و منظرها يأسر عيون الرجال، بشعر ذهبي و عينين ذهبيتين، عندما رآها باسل تعجب من جمالها و فهم سبب ملاحقة الأمير الأول لها عانقت الكبير أكاغي بقوة ثم قالت "أمي، إنه أبي، لقد أتى أبي، ألن تأتي لتحيته؟" قالت الأم التي تجلس بعيدا "و ماذا في ذلك؟ أنت دائما ما تتحمسين كثيرا من الأمور البسيطة" "أممم" نفخت الابنة وجنتها ثم قالت لأبيها "لا تأخذ كلامها بجدية يا أبي، إنها لا تتوقف عن الكلام عن تأخرك في المجيء" "أمم" قال الكبير أكاغي "آه، إنني متأسف لقد كنت مشغولا هذه الأيام و لم أجد الوقت المناسب" قالت الأم من بعيد "همم، فلتصنعه إن لم تجده" عبست الابنة من تصرف والدتها ثم نظرت في اتجاه الفتى و الفتاة في الخلف و قالت "أبي من هذا الفتى و هذه الفتاة؟" "قال الكبير أكاغي فلنجلس لنتحدث قليلا" جلس الجميع حول الطاولة ليتحدث الكبير "إن هذا الفتى هو الذي حدثتكما عنه سابقا، إنه حليفنا باسل" "هاه" تعجبت الابنة و أمها ثم قالا "لقد قال أبي أنك فتى لكني لم أكن أظن أنك بهذا الصغر، ظننت أنك في عمر العشرين على الأقل. آه، لا تأخذها مني قلة أدب، أنا فقط تفاجئت" أماء باسل رأسه لتكمل الابنة "لم أقدم نفسي بعد، أنا اسمي 'كريمزون سكارليت' متشرفة بمعرفتك و..."حنت الابنة رأسها مما جعل باسل متعجبا من المنظر أمامه، المرأة التي كانت تبدو قبل قليل كالفتاة الصغيرة المتحمسة عندما رأت أباها، تغيرت في الحال لتصبح مثل هذه المرأة الناضجة، شاهدت أنمار عيني باسل المندهشتان من المرأة التي أمامهما و لم يعجبها الحال، فصنعت تعبيرا خطيرا و خرجت من عينيها نية قتل خفيفة لم يعط باسل لهذا الأمر أهمية. أكملت 'كريمزون سكارليت' بعد انحنائها لباسل قائلة "أنا أشكرك من أعماق قلبي يا حليفنا، لقد وضعت ذلك الوضيع في السجن. في تلك الليلة خطفني عدة أشخاص بناء على أوامره لكنه أفلت من العقاب، لم نستطع تحمل هذه المذلة و أتيت أنت و أفرحتنا، إنني لا أعرف كيف أرد لك هذا الجميل أبدا" رفع باسل يديه و قال "أنت لا تحتاجين لشكري أيتها الأميرة، كل ما فعلته كان من أجل نجاح خطتنا و صادف فقط أن كان الأمير الأول هو العقبة الأولى التي يجب علينا تجاوزها" قالت سكارليت "حتى و لو كان كذلك الأمر فهذا لا يغير حقيقة جلبك لشرفنا الذي سلب منا لمدة" ثم تذكرت أمرا "لماذا ناديتني بالأميرة؟" تعجب باسل "ما الخطأ في مناداة أميرة بالأميرة، هل هذا غريب؟" قالت سكارليت "لا، لكني لم أعد أميرة بعد الآن" قال باسل "لكنك سوف تعودين لكونك الأميرة، لذا قررت مناداتك بذلك منذ الآن لأعتاد على الأمر، فالاسم الذي أنادي به أي شخص بالمرة الأولى غالبا ما سيكون هو ما أناديه به دائما" ابتسمت سكارليت و ضحكت "فوفوفو، إنك حقا ممتع يا حليفنا" ثم التفت لأمها و حملقت بها تكلمت الأم بكل برودة و من دون ذرة انفعال بينما تشرب كوبا من الشاي "أنا أيضا أشكرك يا فتى" قالت سكارليت "هوي، أمي لا تكوني هكذا، هيا، ألم تكوني متحمسة للقاء حليفنا؟" أكملت فقط الأم شرب الشاي بهدوء و لم تجب ابنتها التي تحسرت على أمها و قالت "لا تأخذها بجدية، فهي في الحقيقة كانت متشوقة للقاءك" ابتسم باسل و قال مع نفسه "كانت متشوقة للقاء الكبير و عاملته ببرود و الأمر سيان معي، أشعر أنني فهمت شخصيتها" ضحك باسل في نفسه قال الكبير أكاغي "حسنا فلندخل في الموضوع المهم" "هاه؟" تعجبت سكارليت و أكملت سائلة "ألم تأتي بحليفنا بسبب طلبنا لهذا و كان هذا هو الموضوع المهم؟" أجاب الكبير أكاغي "هذا صحيح، لكن السبب الرئيسي لمجيئي قد تغير" قالت سكارليت باقتناع "آه، هكذا إذا، لكن قبل هذا فلتقدم لنا السيدة الصغيرة" قال الكبير أكاغي "آه، إنها مرافقة حليفنا، اسمها أنمار" قالت سكارليت "متشرفة بمعرفتك يا أنمار" أجابت أنمار بابتسامة "أنا كذلك أيتها الأميرة" عبست سكارليت و نفخت وجنتها ثم قالت "أ أنت أيضا ستناديني بلقب؟ لا أريد هذا فلتناديني باسمي" ابتسمت أنمار و قالت مع نفسها "إن هذه الأميرة حقا غير مفهومة، تارة تكون كشخص بالغ في الكلام، و تارة أخرى تتحول لهذه الفتاة الصغيرة" ثم قالت بصوت مسموع "آه، حسنا سأناديك بسكارليت كما أردت" "ياي" فرحت الأميرة ثم نظرت في جهة أمها فوجدتها ترتعد و كوبها يكاد ينفلت من يدها كما لو أنها سمعت شيئا صدمها للغاية، نعم، كما لو أنها سمعت خبر عودة ابنها المفقود أو خبر موت شخص عزيز على قلبها هدأت بعد مدة ثم قالت "لا، لا شيء" ثم أكملت بصوت غير مسموع "يا لها من صدفة غريبة" و عادت لحالتها الهادئة مرة أخرى تكلم الكبير أكاغي "بالنسبة لموضوعنا، أنا أتيت بخبر قد يفرحكم، لكنه قد يكون سببا في ازدياد حسرتكم فقط و حزنكم" استغربت الأم و الابنة و كذلك باسل بما أن هذا الموضوع يبدو أنه سيكون عليه قالت الابنة "عن ماذا تتحدث يا أبي؟ ما نوع الخبر الذي سيفرحنا و يحزننا في نفس الوقت؟" أجاب الكبير أكاغي بعد أن تنفس "حليفنا باسل الذي أمامكم هو في الحقيقة ابن 'جاسر' " [I]سقوط تكسر[/I] أسقطت الأم كوب الشاي و بقيت مركزة عينيها على جهة واحدة من دون أن ترمش حتى للحظة واحدة صدمت سكارليت هي الأخرى من هذا الخبر، حليفهم هو في الحقيقة ابن 'جاسر'، ما هذه الصدفة الغريبة الصادمة؟ لم يتكلم أحد لمدة و باسل أصبح لا يفهم الوضع أكثر، قال الكبير أكاغي "حسنا هذا هو المتوقع، أنا أعرف أنكم صدمتم من هذا الخبر، و قد يكون أفرحكم لوهلة لكن..." أوقف كلام الكبير وقوف الأم بسرعة من كرسيها و اتجاهها نحو المكان الذي كانت مركزة عليه نظرها سابقا حتى وصلت له، فكانت واقفة أمام أنمار و نظرتها المندهشة لم تتغير أبدا، ثم فجأة عانقت أنمار بكل قوة تعجب الجميع من هذا المشهد، و خصوصا الكبير أكاغي "ما الذي يحدث هنا؟" استمرت الأم في عناق أنمار و لم تكف عن هذا، سأل الكبير أكاغي "ماذا تفعلين أيتها الأم؟ لماذا تعانقين على حين غرة السيدة الصغيرة؟" أزاحت الأم ذراعيها من حول أنمار ببطء و تنفست الصعداء ثم قالت "أيها الأب، لقد ظننت أنها صدفة عندما سمعت اسمها لأول مرة لكن عندما قلت هوية حليفنا باسل، تأكدت تماما" تعجب الجميع ثم سأل الكبير أكاغي "ماذا تقصدين بتأكدك؟ أي شيء تأكدت منه؟" تنفست الأم مرة أخرى و قالت "أنَّ أنمار هذه هي ابنة ابننا 'أكاي' " صدم الكبير أكاغي و سكارليت من الخبر و كانت أنمار و باسل بنفس شدة الصدمة تكلمت أنمار "كيف لك أن تعرفي اسم أبي؟ و ماذا تقصدين بأن أبي ابنكم؟" أجابت الأم "كما توقعت، لقد كنت محقة" قال الكبير اكاغي "هل الأمر حقيقة؟ انتظري لحظة، أنمار مرافقة باسل الذي هو ابن جاسر، هذا ممكن، لكن بهذا فقط لم يكن بإمكاني الجزم بهذا، كيف عرفتي هذا؟" قالت الأم "ابننا أكاي كان سيسمي **** المولود بأنمار بناء على طلبي، فعندما سمعت اسمها أول مرة تحرك قلبي لأن ابننا وعدني بتسمية حفيدنا بهذا الاسم، لكني هدأت واعتقدتها فقط مجرد صدفة، لكنك عندما أعلنتَ عن هوية حليفنا باسل تأكدت من الأمر، فبما أن أنمار هذه مرافقة باسل الذي هو ابن جاسر فلا شك من أنها حفيدتنا" فهم الكبير أكاغي شرح الأم ثم قال "هكذا إذا، لم أكن أعلم بهذا الوعد الذي بينك و بين ابننا" ثم حدق في أنمار مطولا بنظرة حنونة، كم هو مفرح هذا الخبر يا ترى؟ تكلم باسل بعدما تلخبطت أفكاره "انتظر لحظة، أنا لا زلت لم أستوعب الأمر هنا، لا تقتنعوا لوحدكم، عن ماذا تتحدثون؟ في الأول الكبير أكاغي عرف اسم أبي و الآن السيدة الكبيرة عرفت اسم أب أنمار و تقولون أنه ابنكم، فلتشرح الأمر لي بروية أيها الكبير أكاغي، و ماذا قصدت سابقا بما قلته عن انتماء أبي لعائلتكم؟" "هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها" ضحك الكبير أكاغي من دون توقف فترك الجميع مستغربا، ذلك الكبير الهادئ يضحك بجنون الآن، ما الذي يحدث؟ باسل و أنمار تركا في حالة صدمة تكلم الكبير أكاغي "إن القدر شاء أن يجمعنا، فهذه الصدف لا تحدث كثيرا" قالت الأم "نعم معك حق، لم أعتقد يوما أنني سألتقي بحفيدتي قبل ابني" ثم وجهت نظرها لأنمار و قالت "كيف حال أبيك يا أنمار؟" عبست أنمار و عندما شاهدها الكبير أكاغي فهم الأمر فعبس أيضا و أحكم قبضتيه، لقد تذكر أن جاسر أب باسل مات في الدمار الشامل، و من نظرة أنمار لابد أن الشيء مثله حدث لابنه، تحسر كثيرا بداخل قلبه و ترك الأم لتسمع الجواب من فم أنمار "أبي مات في الدمار الشامل" سقطت الأم في مكانها من شدة الصدمة، فرجليها لم يعد باستطاعتهما حملها، كريمزون سكارليت دهشت كثيرا ثم صدمت أكثر بخبر موت أخيها، كان دائما لهم أمل في الالتقاء بـ'كريمزون أكاي' يوما ما، لكن هذا الأمل تحطم للتو نهضت سكارليت من الكرسي و اتجهت نحو أمها لتواسيها، كم كان هذا الأمر محطما للفؤاد، لقد فقدت ابنها الأول بالقتل، و الثاني كان الأمر سيان معه وجهت سكارليت نظرها نحو باسل بينما الدموع تنهمر من عينيها، و قالت "ماذا عن أخي الأكبر جاسر؟" تفاجأ باسل من طريقة تكلم سكارليت عن أبيه و أجاب بعد أن عبس "لقد مات هو أيضا في الدمار الشامل، أخبرتني أمي أنهما ضحيا بنفسهما من أجل أن تعيش عائلتيهما" زادت حسرة سكارليت، و تشوش باسل أكثر عندما سمع طريقة تكلم سكارليت عن أبيه قال باسل "حسنا، أنا حتى الآن لا أعرف ما العلاقة التي بين أبوينا نحن الاثنين و بينكم بالضبط، و كيف لهذه العلاقة أن تكون موجودة أصلا، فلتشرح أيها الكبير من فضلك، رأسي ممتلئ بالكثير من الأشياء بالفعل، و لا أريد أن أضيف إليه شيء سيفقدني تركيزي عن الأشياء المهمة أمام أعيني" "آه، حسنا" قال الكبير أكاغي "لكن قبل هذا، فلنرجع بالزمن للوراء لتفهم هويتك الحقيقية يا حليفنا" قبل آلاف السنين، قبل أن تكون إمبراطوريتنا موجودة، كان هناك صديقان مفضلان لبعضهما البعض، ليس هناك من يفلت بمس أحدهما من عقاب الآخر، كانت علاقتهما أكثر قرابة من الأخوة كان الأول اسمه كريمزون و يتميز بشعر قرمزي و عينين حمراوين كالخاصين بك و الثاني كان اسمه باسل كاسمك تعجب باسل من هذا الأمر ليكمل الكبير كانت علاقتهما ببعض كبيرة و دائما ما يكونان معا، في ذلك الوقت كانت الإمبراطورية عبارة عن ممالك كثيرة متحاربة فيما بينها كان حلم الصديقان هو توحيد هذه الممالك ليصيروا بلدا واحدا، فلو استمر الوضع على ذلك الحال، فسيستعمرون من طرف أحد الإمبراطوريتين الأخريين عاجلا أم آجلا كبر الصديقان ليصير اسمهما معروف في شتى أنحاء العالم، وصل كريمزون للمستوى السابع و باسل للمستوى السادس و لم يستطع أحد الوقوف في وجههما تزوج باسل من عائلة نبيلة و بدأت عائلته تكبر شيئا فشيء، أما كريمزون فقد تزوج من عامية فقط، و ظلت عائلته تضمه هو و زوجته أبناءه الثلاث فقط لم يتوقف حلم الاثنين، و كان باسل يقوم بالارتقاء للأعلى أكثر، بينما كريمزون يقوم بتنقية طريقه و العواقب التي قد يتعرض إليها، و يمحو أي تهديد قد يصيبه، و يزيح قمامة السوق السوداء و العالم السفلي استمر هذا الوضع هكذا إلى أن جاء ذلك اليوم الذي كان يوم فراق الصديقين المفضلين نُصِب فخ لهما تسبب في موت كريمزون و بقاء باسل. كان بقاء باسل على قيد الحياة بفضل تضحية صديقه المفضل كريمزون و لهذا أقسم على إكمال حلمهما، فوحد الممالك و صار إمبراطور الإمبراطورية التي صنعها، و عندما حقق الحلم المنتظر، قرر تسمية إمبراطوريته بـ'الشعلة القرمزية' و تلقيب نفسه و عائلته بـ'كريمزون' تيمنا بصديقه المتوفى فأصبح اسمه الكامل 'كريمزون باسل' كان كريمزون موهوبا للغاية، فحتى صديقه باسل لم يصل لمستواه أبدا، و كذلك كان أبناؤه الثلاث. هؤلاء الأواخر قاموا باتباع صديق أبيهما بناء على وصاية هذا الأخير فاستمرت العلاقة التي كانت بين الصديقين المفضلين و مرت إلى أحفادهم وصولا لجيل أبيك جاسر و ابني أكاي كان أبوك 'جاسر' حفيد 'عشيرة النار القرمزية' التي كانت قرابتها بعائلة كريمزون سرية، لكنها كانت أقوى قرابة، و لم تكن علاقة تابع و سيد أبدا فنحن أيضا حافظنا على وصية المؤسس بمعاملة 'عشيرة النار القرمزية' كنصفنا الآخر و اعتبرناهم عائلتنا نفسها لكن عشيرة النار القرمزية اتبعت نهج مؤسسها و استمرت في دعم عائلتنا من الظلال و لم تخرج للضوء أبدا، و لم يعرف عنها سوى المرتبطين بعائلتنا حتى قبل خمسين سنة، كانت السبب في مقدرتنا على مواجهة العديد من العائلات مرة واحدة و إطالة حكمنا لليلة كاملة، لكن انتهى الأمر بفناءها في المقابل عشيرة النار القرمزية معروفة بموهبة أبناءها منذ القدم و يتميزون بالشعر القرمزي و العيون الحمراء و سحر النار. هنا توقف الكبير للحظة و فكر مع نفسه "انتظر، لماذا حليفنا باسل إذا يملك سحر التعزيز و ليس سحر النار؟" توقف عن التفكير في الأمر و أكمل بعد 'انقلاب الليلة الواحدة'، لم يبقى سوى شخص واحد يرث ددمم عشيرة النار القرمزية و الذي مات بدوره مع ابني الأول مسموما، لكن لحسن الحظ ترك ابنا آخر الذي كان هو جاسر و الباقي ستكون قد سمعته من الإشاعات، هرب ابني مني لأنني لم أسمح له بالزواج من سميرة أم أنمار، و هذا هو ندمي الوحيد في حياتي، لكن ما لم يُعرف للناس هو مرافقة صديقه جاسر له في رحلته و تركه لعائلتنا أيضا و بعد خمسة عشر سنة عاد ابن جاسر و ابنة أكاي اللذان هما أنتما فهم باسل القصة و ربط الأجزاء ببعضها، لهذا لم تردهما أمه و العمة سميرة أن يأتيا للعاصمة، لأنهما عرفتا أنهما قد يلتقيان بعائلة كريمزون عرف باسل أخيرا هويته و أصله، سأل ذات مرة أمه عن أصله لكنها أجابت فقط بأنهم مجرد قرويين و أجداده ماتوا منذ زمن و عندما سأل عن أبيه، قالت أنه مجرد عام من مدينة ما هو و أب أنمار، لذا كانا صديقين منذ الصغر أنمار بالطبع كانت مشوشة، لكنها فهمت القصة و عرفت حقيقة أنها سليلة عائلة كريمزون لكنها لا زالت لم تستوعب هذا الأمر، فصدمت بهذه الحقيقة و نهضت من مكانها و غادرت وقف باسل و قال "أيها الكبير أكاغي، أنا أعرف أن هذا قد يكون خبرا مفرحا لكم، لكنه صادم بالنسبة لنا كثيرا، سوف نتكلم في هذا الموضوع ثانية، فهذا شيء يتعلق بأصولنا" ثم غادر، لكنه توقف بعد تذكر شيء ما "أيها الكبير، لقد قلت أنك أردت أن تسأل عن اسم أبي قبل مدة طويلة، لِمَ لَمْ تفعل بما أنه أمر بهذه الأهمية" أجاب الكبير "آه، لقد كنت أريد سؤالك لكن كانت لدي شكوك، فلو اتضح في النهاية أنك لست ابن جاسر، فسوف تطلب تفسيرا عن سبب سؤالي عن اسم أبيك، و بالطبع أنا لن يكون بإمكاني البوح لك عن وجود عشيرة النار القرمزية، فظننت أنني سوف أهز ثقتنا ببعضنا البعض إن كنت مخطئا في ظني و تسرعت في السؤال" "هكذا إذا" قالها باسل و أكمل طريقه "آه، انتظر، يجب أن ترى شخصا ما غيرنا" تكلم الكبير أكاغي موقفا باسل قال باسل سائلا "من هذا الشخص؟ أيا كان فأنا لم أعد في مزاج جيد لهذا" ابتسم الكبير و قال "لا، أظن أنك ستريد أن تلتقي بها، فهي جدتك التي أتكلم عنها بعد كل شيء" فتح عينيه بشدة، لقد صدم تماما، لكن عند ذكر الأمر، لقد قال الكبير أن جده مات لكنه لم يذكر أي شيء عن جدته. ظهر القليل من العرق البارد على وجه باسل، هل يوجد في هذا العالم شخص آخر لديه صلة ددمم معه غير أمه؟ هذا السؤال كان يحيره دائما، لكنه تخلى عن هذه الفكرة منذ زمن طويل، لذا الآن عندما عرف بتواجد هذا الشخص، لم يعرف أي تعبير عليه أن يصنع ذهب لاحقا بأنمار ليتكلم معها بقي الكبير و الأم و الابنة حائرين في مكانهم، مع أنهم فرحين كما قال باسل بإيجاد نسل ابنهم و نسل عشيرة النار القرمزية، لم يستطيعوا أن يظهروا فرحتهم على وجههم بسبب حزنهم تذكر الكبير شيئا ما فقال للأم "هممم؟ انتظري، أيمكن أن اسم أنمار أتى من..." ********************************************** في هذه الأثناء كان الجنرال منصف يتدرب في غرفة الانعزال مع التاجر ناصر، هذا الأخير قد اخترق للمستوى الثاني، و يبدو أنه يريد أن يشارك في الانقلاب، مما جعله يتحمس كثيرا و أراد أن يصبح أقوى سريعا، فطلب من الجنرال منصف مرافقته في التدريب من جهة أخرى نمت القوة التي أنشأها باسل كثيرا عما كانت عليه، بما أنه أرشد القادة، و هؤلاء الأواخر أرشدوا البقية ثم اختاروا مئات الجنود و قاموا بتدريبهم كما فعل معهم باسل (في البلاط الإمبراطوري) كان الإمبراطور يتكلم مع شخص ما "يا ابني الثاني، سمعت أنك لم تستطع إقناع كريمزون أكاغي ليعفو عن أخيك الأكبر" "نعم" أجاب الأمير الثاني باحترام قال الإمبراطور بصوت فخور و هادئ "أنا أعلم أنكما لستما من بطن واحدة، لكن دمي يسري في عروقكما أنتما الاثنين، لا أريد أن أرى أي صراع بينكما" قال الأمير الثاني باحترام "أنا أعلم يا سيادة الإمبراطور، و لا تقلق بشأن هذا، فبما أن الأمير الأول قد دخل السجن المركزي، فلا أظن أنني قادر على التخاصم معه حتى" حدق الإمبراطور في ابنه الثاني ثم قال "أنت كنت المرشح الثاني للعرش، لكن بعد أن دخل ابني الأول للسجن، أصبحت المرشح الأول، و لا يوجد مرشح قد يتغلب عليك، ما شعورك الآن و السلطة أمام عينيك؟ أنا لم يتبقى لي الكثير، الكل يعرف هذا، فحتى أخوك كان ينتظرني أدفن ليعتلي العرش، هل أنت أيضا مثله؟ كل ما تفكر به هو العرش و السلطة؟" "أنا.." تردد الامير الثاني أكمل الإمبراطور "أمم، يبدو أنني كبرت في العمر حقا، أن أسأل مثل هذه الأسئلة، حسنا، هذا لا يهمني، لكن سأقول لك شيئا، عائلة كريمزون لن تبقى ساكنة دائما، في جيل والدي تم الانقلاب، لكن أبي بنفسه مات في هذا الانقلاب فاعتليت العرش، حكمت لمدة خمسين سنة و لم تقم عائلة كريمزون بأي شيء ضدي، ذلك اليوم شاهدت الغضب الذي كان مرسوما على وجه كريمزون أكاغي، قمت بالموافقة على تلك المعاهدة لأنني ظننت أنها ستكون مفيدة لنا، فبذلك الغضب ظننت أنه لن يتحمل و سوف يقوم بمس فرد منا، و بهذا ستكون لدي العلة لأبيد عائلته كاملة، لكن انظر، خمسين سنة كلها كانت في حالة سكون، ما رأيك في هذا؟" عبس الأمير الثاني و قال "هدوء ما قبل العاصفة" ابتسم الإمبراطور و قال "هذا صحيح، قد يحدث انقلاب في جيلك يا ابني الثاني بعد أن تعتلي العرش، و لهذا أحذرك، أي تحرك بسيط رأيته في عائلة كريمزون حاول عرقلته بكل ما تملك، و بالطبع 'أي تحرك' يشمل حتى التجارة" تعجب الأمير الثاني ليكمل الإمبراطور "فلتجمع جميع العائلات التي تحت إمرتنا و تحدث معهم، 'عائلة كريمزون قد تمادت في أفعالها و يجب أن نأخذ حقنا' سيكون هذا عنوانا جيدا" عبس الأمير الثاني، هو أراد حل الأمور بسلمية أكبر لكن أبوه لا يوافقه الرأي، لم يكن بإمكانه عصيان أمر الإمبراطور فأجاب بالموافقة غادر الأمير الثاني ليتكلم الإمبراطور مع شخص من أربعة كانوا في الجانب "أخي الصغير، فلتراقب ابني الثاني، و احرص على قيامه بما أمرته به، ذلك الفتى لديه حس بالعدالة أكثر مما يجب، عائلة غرين لا يجب أن ينتهي حكمها الآن، لم نحكم سوى خمسين سنة، مقارنة مع الإذلال لآلاف السنين فالحكم لخمسين سنة لا شيء. يجب أن تباد عائلة كريمزون في أسرع وقت" أماء الأخ الأصغر للإمبراطور الذي كان يرتدي درعا فضيا، ثم تبع الأمير الثاني أكمل الإمبراطور كلامه مع الثلاثة الآخرين في القاعة "عائلة كريمزون لم تقم بأي تحرك مما جعل إيجاد سبب لإبادتها صعبا، لكن، سوف نستغل هذا الوضع الحالي جيدا، سنضع عائلة كريمزون في موضع لن يمكنها الإفلات منه بسهولة، و سيبقى الخيار الوحيد أمام جميع العائلات الاتفاق على إبادة عائلة كريمزون" أكمل الإمبراطور "أبلغوا العائلات الكبرى الخمس الأخرى بهذا الأمر، يجب أن يفرضوا رأيهم غدا في الاجتماع الي سيقام و يحاولوا تشويه سمعة عائلة كريمزون قدر المستطاع" "أخبروا بقية الأمراء و الأميرات أن يجتمعوا، قد يكون وقت نهاية عائلة كريمزون قريبا و أخيرا، يجب أن تحضر عائلتي كلها على لحظة تخلصها من عدو آلاف السنين، و تحقيق أمنية أجدادنا و أسلافنا" "عائلة غرين رعت مؤسس عائلة كريمزون و زوّجته ابنتهم عندما كان يهدف للقمة، لكنه خان ثقتهم و تزوج من امرأتين أخريين من عائلتين نبيلتين كانتا في ذلك الوقت معروفتان بأقوى عائلتين في الإمبراطورية التي كانت عبارة عن ممالك، تزوج ابنة كل واحدة من المملكتين و بهذا كان قد وحد أقوى مملكتين و صار ملكا عليهما، و عندما فعل نسانا نحن من أعطيناه هذه الفرصة من الأول و تخلى عنا بكل بساطة، لم يلد من زوجته من عائلة غرين أبدا و ولد فقط من الزوجتين الأخريين، هذا كان دليلا على أنه أراد فقط استغلال عائلتنا و لم تكن لديه النية أبدا في الاستمرار بالارتباط معنا" "أجدادنا عرفوا هذا و قطعوا صلتهم معه، و كيدوا ما كيدوا، حتى قبل خمسين عاما جاء وقت الانتقام، و قد تحققت الرغبة المنتظرة" "لن أسمح بفقدان السلطة من يدنا أبدا، إنها حقنا، نحن من كان السبب في أن كريمزون باسل كان قادرا على أن يصبح إمبراطورا، إننا فقط أخذنا ما أقرضناه، ليس هناك أي شخص يمكنه الاعتراض على هذا، و لو فعل سيموت فقط" "و لإنهاء هذه الأحقاد المستمرة يجب أن يفنى أحد الطرفين نهائيا، و بالطبع لن أرضى بأن يكون طرفي، بل ستكون عائلة كريمزون هي التي ستمحى من الوجود" انحنى الثلاثة و قالوا "معك حق أيها العم، لا، أيها الإمبراطور" في الغد قامت عائلة غرين بإقامة اجتماع كبير استدعي فيه الكثير من العائلات الصغيرة و ليس فقط العائلات الكبرى، كل من كانت عائلة غرين لها سلطة عليه أتى تم الاتفاق في هذا الاجتماع على إبادة عائلة كريمزون إن لم ترد أن تعطي طريقة الصنع، فإن استمرت على هذا الحال ستضعف قوة العائلات كثيرا، و بالتالي ستتشتت القوى و لن تبقى موحدة، يجب أن يمنعوا هذا من الحدوث و بهذه العلة خرجوا بقرار الإبادة (في قصر عائلة كريمزون) هدأ باسل و أنمار حاليا، البارحة عرفا أصلهما المخفي مما جعلهما مشوشين قليلا، لكنهما قررا نسيان الموضوع للآن، تكلم باسل "سنترك هذا الموضوع لوقت لاحق، عندما ننوي العودة للقرية سنصطحب معنا الكبير و الزوجة و الابنة و الجدة، و سنجعل أُمَّينا تواجهانهم، نحن يجب علينا التركيز في شغلنا الآن. يبدو أن عائلة غرين قامت بتحرك غريب، جميع الأمراء و الأميرات قد اجتمعوا و قاموا باجتماع يضم كل العائلات التي تخضع لإمرتهم، لكن هذا جيد، فبدل البحث عن كل أمير و أميرة كل على حدة، سوف يكون من الجيد لو اجتمعوا مرة واحدة في مكان واحد" خرجت نية قتل من باسل ثم قال "لأنها ستكون إبادة جماعية" (في قاعة قصر عائلة كريمزون الرئيسية) كان يقف باسل، الجنرال براون، الرئيس تشارلي، الكبير أكاغي، الجنرال رعد، الجنرال منصف، و الرئيس هِيْ تكلم باسل "حسنا، فلنبدأ عملنا" أجاب الجميع بالموافقة ثم تفرقوا و رافق باسل الكبير أكاغي (في قصر عائلة هويز) يبدو أن رئيس عائلة مارون ' براون' قد أتى و يريد التحدث معك في شيء خاص استغرب الرئيس 'هويز هايرو' "خاص؟" ثم أكمل "أدخلوه" (في قصر عائلة غين) "الرئيس تشارلي؟ حسنا فلتدخلوه" كان الصوت آتيا من الرئيس 'غين سيلفر' (في قصر عائلة آوْ) "الجنرال رعد قد أتى ليتكلم معي؟ قلوا له أنني مشغول حاليا" تكلم رجل بشعر أزرق تكلم الجندي "آه، في الحقيقة، لقد توقع هذا، و قال لي أنه يريد التحدث حول شيء يخص عائلة كريمزون" تعجب الرئيس 'آوْ لان' ثم قال "حسنا، فلتدخلوه" (في قصر كِيِرو) "الجنرال منصف؟ ما الذي يريده ذلك الوغد من عائلة كريمزون من عائلتي في مثل هذا الوقت، أنسي أنه من العائلة التي تسببت في هذه الفوضى مؤخرا؟ كيف يمكنني أن أقابله؟ قل له أن ينصرف" جاء الصوت من شخص ذو شعر أصفر قال الجندي "في الحقيقة، لقد أخبرني أن أوصل لك هذا الكلام إن قلت ما قلت، إنه يريد التحدث معك حول طريقة الصنع" "أمم؟ طريقة الصنع؟" فكر الرئيس 'كِيِرو هوانغ' "قد تباد عائلة كريمزون و تختفي معها طريقة الصنع، إن كان سيعقد معي صفقة فسأقبلها، لأنني لن أفي بوعدي له بما أنهم لن يكونوا موجوين عندها، و بهذا سأكون أملك طريقة الصنع لنفسي و أترقى بعائلتي للفوق" قال آمرا الجندي "فلتدخلوه" (و أخيرا في قصر عائلة موراساكي) كان الكبير أكاغي يقف أمام الرئيسة 'موراساكي فايوليت'. كانت امرأة بشعر بنفسجي و عينين بنفس اللون، ذات قوام رائع و ساقين نحيلتين ظاهرتين من الفستان الأبيض كبياض الثلج، مثل هذه المرأة الفاتنة هي رئيسة عائلة موراساكي قال الكبير أكاغي "ما رأيك يا أيتها الرئيسة فايوليت؟ فترة حكم عائلة غرين قد انتهت، لقد جئت للتكلم معك لأنني أومن أنك ستتفهمين الأمر، فأنت معروف عليك الهدوء و الحكمة في اتخاذ القرارات، هل أنت معي أم ضدي؟" قالت الرئيس فايوليت "سأسألك شيئا أيها الرئيس أكاغي "ما الفائدة من الانضمام لك؟ و ما الضرر من معارضتك؟" أجاب الكبير أكاغي "أنا حقا لا أريد أن نتوصل للجزء الثاني من سؤالك، لكنني سأجيب، إن انضممت لي سوف أعطيك طريقة الصنع و أعدك بالشرف و المكانة و الأرض، أرض تكفي لتكوني مملكة خاصة بك، و إن عارضتني و انضممت لعائلة غرين سيكون مصيرك متشارك معها، سواء كان الموت أو النجاة، مع أنني أظن أن المصير الأول هو المرجح، أما الثاني فسيكون لشخص واحد من عائلة غرين، إنه الأمير الثاني، لكنه أيضا إن قام بمحاولة معارضتي فسوف يكون مصيره متشابه مع مصير عائلته. و الآن ما رأيك أيتها الرئيسة موراساكي فايوليت؟" عبست الرئيسة فايوليت و قالت "أنت لم تأتي إلى هنا لتسألني من الأول أيها الرئيس أكاغي، يبدو أنك تحب أن تتغابى على الناس، أنت لم تترك لي أي خيار آخر غير الموافقة و النجاة، أم المعارضة و الموت، أنت ببساطة أتيت لتهددني" وقفت الرئيسة فايوليت ثم قالت "لكن أتعلم شيئا؟ إنني لا أحب أن أرغم على فعل شيء" شحذت قوتها ثم أطلقت عنان طاقتها السحرية و قالت "لقد قمت بالخيار الخاطئ عندما أتيت إلى هنا لوحدك أيها الرئيس أكاغي و وقفت في قاعتي الرئيسية بين أتباعي المخلصين" استغرب الكبير أكاغي و قال "لوحدي؟ ما الذي تقولينه؟ ألا ترين أنني أتيت بالمرافقة معي و قد دخلت معي إلى قاعتك الرئيسية؟" "همم" تهجنت الرئيسة فايوليت و قالت "مرافقة؟ أتعني ذلك الغر هناك؟" قال الرئيس أكاغي "سوف أحاول التعامل بشكل أفضل لو كنت مكانك" بمجرد ما أن انتهى الكبير أكاغي من الكلام حتى أحست الرئيسة فايوليت ببطنها تحاول أن تتلاقى بظهرها، و لما أدركت ما حدث كانت متأخرة [I]بوووووووم[/I] في لحظة واحدة تم إرسال الرئيسة فايوليت محلقة للخلف بسرعة كبيرة جراء لكمة الفتى الذي نادته بالغر حتى اصطدمت بكل قوة بالحائط و تقيأت الكثير من الدماء تكلم الفتى "سأقول لك شيئا، أنا متفق معك في كرهك أن يتم إرغامك على فعل شيء ما، لكننا لا نملك أي وقت هنا للتفاوض الممل، لك خيارين، و قد سبق أن قالهما الكبير أكاغي بكل وضوح، أ أنت معنا أم ضدنا؟" صدم جميع الأتباع من الفتى الذي أمامهم، إنه لا يتجاوز الخامس عشرة سنة، فكيف له أن يملك مثل هذه القوة؟ شحذ الجميع قوتهم ثم استعدوا للدخول في معركة انقض الجميع على الفتى و عندما كادوا أن يصلوا له سمعوا الصوت الآمر الذي قال "توقفوا" التفوا ليجدوا رئيستهم تقف بصعوبة "أنتم لستم بند لذلك الفتى" ثم فكرت مع نفسها "ما كل تلك القوة بالضبط؟ كيف لفتى في عمره أن يكون في مستوى جنرال؟ انتظر، ذلك الشعر وتلك العينين، أخبرني أبي عنهما ذات مرة، هل يمكن أنه من عشيرة النار القرمزية؟ لكن ألم تفنى تلك العشيرة بالفعل؟" ثم أكملت بعد أن انتهت من التفكير "أنا معكم" تكلم باسل "كان عليك قول هذا من الأول" قالت الرئيسة فايوليت "لكن بشرط" قال باسل "ما هو؟ تكلمي، سأقرر بعد أن أسمعه" "أن تقول سر كل هذه القوة التي تملكها و أنت في هذا السن الباكر" قالتها الرئيسة فايوليت بينما تمسك بطنها، لقد حُطِّمت أعضاءها الداخلية من ضربة باسل أجاب باسل "لك هذا" ابتسم باسل و قال مع نفسه "أنا أنوي إعطاء الإكسيرات لكل عائلة لم تعارضنا بعد نهاية الانقلاب، لذا فطلبها كان محقق من دون أن تطلبه" قال الكبير أكاغي "سوف ننتظر الأخبار من الآخرين الذين ذهبوا ليتكلموا مع العائلات الأربع الأخرى، ثم سنهجم على عائلة غرين مجتمعين، سوف تجمعي قواتك كلها الآن و تضعينها تحت إمرة جيشي" "حسنا" وافقت الرئيسة فايوليت "خذي" قام باسل برمي إكسير العلاج للرئيسة فايوليت التي تعجبت فسألت "ما هذا؟" أجاب باسل "اشربيه، سيساعدك على الشفاء" عبست الرئيسة فايوليت كما لو أنها لم تثق في كلام باسل، لذا قال هذا الأخير "لو كنت أحاول قتلك فلن آخذ الطريق الدائرية و أنا أمامي الطريق المستقيمة، اشربيه" شربته الرئيسة فايوليت لتحس بأعضائها بدأت تتعالج ببطء صدمت من مفعول هذا الإكسير فبقيت تحدق في باسل لمدة طويلة (أيها الرئيس أكاغي، لقد قبل 'آوْ لان) تكلم رعد عبر خاتم التخاطر قال الكبير أكاغي (أوه، هذا جيد، فلتختر نخبة جيشه و اجعلهم مستعدين للتحرك) (أب زوجتي، لقد قبل كيرو هوانغ، و كما توقع السيد الصغير باسل، إن التعامل معه يدور حول المال، بمجرد أن ذكرت له الفوائد و الربح الذي سيجنيه من الآن فصاعدا إن انضم لنا، قبل بسرعة) قال الكبير أكاغي (حسنا، لكن راقبه جيدا، كلب المال ينقلب إن رأى مصدر دخل أفضل، مع أنني أشك في أنه سيجد أي ربح أكثر من الذي اقترحناه عليه) (أنا الجنرال براون، لقد رفض الرئيس 'هويز هايرو' و أنا الآن محاصر من جميع الجهات، ما الذي يجب أن أفعله؟) قال الرئيس تشارلي (لم يفلح الأمر معي) قال الكبير أكاغي موجها نفس الكلام للجنرال براون و الرئيس تشارلي (مرر كلامي له، إن جميع العائلات الكبرى قد انضمت لنا إلا أنت و الرئيس هويز/غين) (لقد قال أن هذا لا يهمه) تكلم الجنرال براون (لن ينزاح لجانبنا و لو عرف أنه الوحيد الذي سيبقى في جانب عائلة غرين) قال الرئيس تشارلي عبس الكير أكاغي و قال (كل ما بيدنا فعلناه، الفرصة منحناها، تلك العائلتين انضمتا لعائلة غرين منذ القدم، لم يفعلوا هذا من أجل المال أو الخوف، كنت أعرف أنه سيكون من الصعب قبولهم لاقتراحنا، لكن...) (ليس هناك خيار آخر، السؤال كان بسيطا، 'معنا أم ضدنا؟' من جاء لجهتنا نجى، و من ذهب لجهة عدونا فنى) (لقد حكموا على نفسهم بالإبادة رفقة عدونا. اقتلوهم) (حاضر) (حاضر) في جهة الجنرال براون "أيها الرئيس هويز، سأحتاج منك أن تموت هنا" أجاب الرئيس هويز "لا تغتر بنفسك أيها الغر، لقد أصبحت جنرالا قبل 25 سنة فقط، قوتك لا تقارن مع الخاصة بي، أنا الذي صرت جنرالا قبل 45 سنة بالفعل، قد نكون في نفس المستوى لكننا لسنا بنفس القسم، و أيضا كيف تظن أنك ستخرج من هنا؟ أنت محاط بجميع أتباعي، و أنت داخل قصري الذي يعج بجنودي، ليس هناك أي مهرب لك" "هاهاهاها" ضحك الجنرال براون و قال "مهرب؟ لما سأحتاج لهذا الشيء؟" بعد أن استهزأ بالرئيس هويز بهذا السؤال تكلم عبر خاتم التخاطر (أمر لجميع القوات، هجوم شامل) في جهة الرئيس تشارلي (أمر لجميع القوات، هجوم شامل) "لقد رفضت عائلتي هويز و غين الانضمام لنا، و بعد قليل سيصلك خبر دمارهم، و ستعلمين أنك اخترت الخيار الصحيح أيتها الرئيسة فايوليت" تكلم الرئيس أكاغي قالت الرئيسة فايوليت "ستكون عائلة غرين تعلم بالأمر الآن بما أن عائلتي هويز و غين رفضتا، ستكونان قد أوصلتا الخبر لها بكل تأكيد، ألا تظن أن خطتك ستفشل هكذا؟" تدخل باسل و قال بعد أن ضحك بجنون "هاهاهاهاهاها، الخطة ستفشل؟ لم؟ هل لأن عائلة غرين ستحاول الهروب؟ لا، لن تفعل، أم لأنها فقط علمت أننا سنهاجم سيكون لديها القدرة على إيقافنا؟ لا، لن تقدر، أم لأنها سوف تهاجمنا على حين غرة؟ لا جدوى من الأمر، نحن هنا قد استعددنا للأمر جيدا، و الآن أيتها الرئيسة كما قال الكبير أكاغي، ستتركين جيشك تحت إمرة جيشنا، أما أنت فسترافقيننا نحن الاثنين للقصر الإمبراطوري" عبست الرئيسة فايوليت ثم قالت "حسنا" إن هذا الفتى حقا لن يترك لها أي مجال للتفكير لمرة ثانية، و بعدما عرفت أن ليس هناك مجالا للتراجع بعد الآن، استجمعت أنفاسها و تبعت باسل و الكبير أكاغي اللذين تحركا نحو خارج القصر في مدينة قريبة للعاصمة من الجنوب، هناك فجأة حدث شيء جعل الناس في حالة فزع لا يستطيعون معرفة ما الذي يحدث بالضبط في هذا العالم، لكن في الحقيقة ليس أنهم لم يستطيعوا المعرفة، و إنما لم يقدروا على تقبل هذا الأمر، كان احتمال وقوعه منعدما تماما في عقولهم لم يكونوا يتوقعون أنه في يوم من الأيام مدينتهم ستتعرض للهجوم من طرف أي شخص بما أنها تحت حكم تلك العائلة، نعم إنها عائلة 'هويز' التي تعتبر في الرتبة الرابعة من ناحية القوة، لم يكن بإمكانهم تخيل أنها في يوم من الأيام ستتعرض لمثل هذه الغارة لكن الواقع قاس و مختلف عن ما في أذهان الناس، إنه لا يرحم، لا ينتظر، و لا يمكنك أن تحوله لوهم مار فقط تلك العائلة الكبيرة تعرضت أمامهم لهجوم مفاجئ لم يعرفوا من أين أتى أو مسببه، و بقوا فقط فاتحين أفواههم من الصدمة، بينما يدعون أن ينجوا من العاصفة المارة عليهم اشتعلت النيران، عصفت الرياح، امتدت كتل ثلجية، سقطت كتل جليدية، عقل الناس شُوِّش بالوهم، و أعميت أعينهم بالضوء، و أظلمت عليهم، تكونت سحب أسقطت البرق و أصدرت الرعد، ببساطة كانت غارة مفاجئة لم يستطيعوا الصمود أمامها في مكان ما بالقصر، وصلت المعركة بين الرئيس هويز هايرو و الجنرال براون لخارج القاعة الرئيسية تكلم رئيس عائلة هويز "أيها الووووووووغد، لقد فعلتها، سأقلتك أيها الغر، لن أسمح بتركك حيا، سأقتلك و أقتل عائلتك، سأمحو نسلك و أي شخص لديه دمك من الوجود، أي شخص مرتبط بك سوف يفنى، اغترت بنفسك و ظننت أنك قادر على فعلها، سو...." قاطعه كلام الجنرال براون "سوف، سوف، سوف، سوف، سوف، فلتصمت، لقد أزعجت أذني بالفعل، إن كنت ستقوم بكل ما قمت به، فلما لا تهزمني أنا الذي أمامك أولا؟" "أنت...سأقتلك" شحذ الرئيس هويز طاقته السحرية بالكامل و استل سيفه و لوح به ثم صرخ "سُحب الرعد البرقية" و إذا بعدة سحب تتكون من تلويحه و تظهر أمامه، و كل واحدة تتكهرب بينما صوت الرعد يصدر منها، كانت كل واحدة كبيرة جدا، و ظهر خمسة منها في وقت واحد لكن الجنرال براون لم يتوتر أبدا و شاهد الرئيس هويز يفرح في مكانه بينما يوجه نحوه سحب الرعد البرقية نزلت السحابة الأولى على الجنرال براون [I]بوووم[/I] راوغها و إذا بالمكان الذي كان فيه يتحول لحفرة عميقة تكلم الرئيس هويز بينما يضحك "هاهاهاها، إصابة واحدة منها و ستجعلك أشلاء، أنت لن تفلت من سحبي أبدا، اهرب فقط، لكنك لن تهرب للأبد" و بينما يتكلم كان يرسل سحبا كثيرة، واحدة تلو الأخرى من دون توقف، و في هذه الأثناء، كان الجنرال براون يقاتل بينما يحلل "همم، يمكنه إنتاج خمسة منها فقط مرة واحدة، لا، يمكنه إنتاج أكثر، لكنه ينتج خمسة فقط لكي يتحكم بها جيدا، حسنا إنه ليس جنرالا من فراغ، لكن..." [I]ووووووووش بوووووووووم[/I] خرجت الطاقة من جسم الجنرال براون و تحولت لضوء مكهرب يغطي جسمه بالكامل و رمحه الأسطواني الكبير، ثم أخرج بضعة سيوف من مكعب التخزين و غمر كل سيف بطاقته السحرية وقف عن الهروب ثم استعد للسحابة القادمة، كون دائرة من السيوف البرقية ثم لوح بيده فاتجهت السيوف بسرعة البرق نحو السحابة و اخترقتها "همف، إنها ليست سوى سحابة واحدة، لا تغتر بنفسك" قالها الرئيس هويز بعد أن شاهد السيوف تجعل سحابته تختفي لكن الجنرال براون لم يعطه وجها و أكمل تحكمه، وجه السيوف البرقية في اتجاه العدو الذي شكل حاجزا من السحب التي قامت بصد السيوف أرجع الجنرال براون السيوف فشحنها بسحره من جديد، ثم أطلقها مرة أخرى قام الرئيس هويز هذه المرة بالتحرك من مكانه و اتجه نحو الجنرال براون بسرعة حيث كانت سحابة هادئة تحمله في الهواء و عندما اقترب من عدوه لوح بسيفه قائلا "سلسلة السحاب الرعدية" فظهرت عدة سحب امتدت من سيفه و اتجهت نحو الجنرال براون، واحدة تلو الأخرى تسلسل تام، لكن هذه السحب لم تكن مكهربة و إنما اعتمدت على صدمات صوتها الرعدي في إحداث الضرر حاول الجنرال براون المراوغة لكن السلسلة كانت طويلة و في الأخير أصيب بسحابة رعدية [I]بووووم[/I] ظهر الجنرال براون بإصابات خفيفة بينما يقول "أنا بدرعي المشحون بطاقتي السحرية، عنصر البرق الخاص بي يغطيني بالكامل، ليست هناك أي فرصة لتنجح في إحداث أي ضرر كبير بي و أنا على هذه الحال" "همف" تهجن الرئيس هويز ثم اكمل "حسنا سنرى بشأن ذلك" أطلق سلسلة، ثم أتبعها في الحال بسلسلة أخرى حوصر الجنرال براون من كلتا الجهتين فأخرج رمحا آخر و استعد للمشاحنة [I]بوووووووووم[/I] التقى رمحاه بالسلسلتين الرعديتين و نتج عن تصادمها مشاحنة كبيرة و بعد مدة من الاحتكاك انتصر رمحي الجنرال براون ألغى السلسلتين الرعديتين ثم لوح بيده فإذا بالسيوف البرقية تتجه نحو الرئيس هويز [I]بووووم[/I] أرسل الرئيس هويز عدة سحب رعد برقية فتلاقت بالسيوف و نتجت صدمة ثم تحولت لصدمات مستمرة إلى أن انتهت المواجهة بالتعادل و دمرت كلتا الهجمتين [I]فسسسسسسسسس[/I] انطلق الجنرال براون بسرعة البرق و قفز ثم اخترق الرئيس هويز برمحه الأول، لكن الرئيس هويز صده بسحابة رعد برقية، فوجه الجنرال براون رمحه الآخر نحوه صده الرئيس هويز مرة أخرى لكن هذه المرة كان الأمر صعبا فأرسل محلقا لعشرات الأمتار بسبب الصدمة سقط الرئيس هويز على الأرض ثم نهض و قال "أيها الوغد، كيف لك أن تصل للقسم الأخير من المستوى السادس؟" "همف" تهجن الجنرال براون و بعينيه المضيئتين بسحر البرق شحذ طاقته السحرية أكثر ثم وجهها لرمحيه و وأصبح في وضعية استعداد كان يتكهرب بشدة و لم يكن بإمكان أي شخص الاقتراب منه و هو في تلك الحالة تقدم و بسرعة خارقة، و عندما وصل أمام العدو تكلم بصوت اقشعر له بدن الرئيس هويز "لا تلم أحدا، لم نفسك لأنك كنت أضعف مني، و لأنك كنت أحمقا وغبيا فلم تستطع اختيار الجانب الصحيح" [I]فسسسسسسسس[/I] اخترق الرمح الأول الرئيس هويز لكن الإصابة لم تكن عميقة لأن الدرع قد صدها فوقف الرئيس هويز و صرخ بجنون "أضعف؟ هل قال أنني أضعف؟ لا تمزح معي أيها الغر، سأريك الجحيم و أجعلك تتذوقه" "السحابة الأم" ظهرت سحابة رعدية برقية بتلويح من سيف الرئيس هويز، لكنها هذه المرة كانت كبيرة جدا فوصل امتدادها لعشرات الأمتار و نزلت بسرعة متجهة نحو الجنرال براون تهجن الجنرال براون و وقف في وضعية استعداد، أرجع رمحا لمكعب التخزين، ثم شحن و شحذ سحره في رمحه الآخر بالكامل، مرر كامل طاقته السحرية لذراعه اليمنى ثم إلى رمحه، و لم تعد الطاقة تحيط به و أصبحت تحيط فقط بذراعه و رمحه الأسطواني كان الرمح يتكهرب باستمرار، و البرق الذي يحيط به يصبح أكثر قوة في كل مرة، حتى أصبح رمحا برقيا تلتف حوله الصواعق البرقية، ثم بصوت مرتفع قال الجنرال براون "إنها نهايتك أيها الرئيس هويز، 'رمح الصاعقة البرقية' " [I]وووووووووش[/I] أطلق الجنرال براون رمحه نحو السحابة الضخمة، فقال الرئيس هويز "هاهاها، مثل ذلك الرمح الصغير لن يتمكن حتى من إضعاف سحابتي فما بالك باختراق...ها" [I]فسسسسسسسس[/I] [I]بووووووم[/I] صدم الرئيس هويز عندما رأى سحابته تتلاشى في السماء و الرمح يخترق هذه الأخيرة "هذ....هذا مستحيل، كيف لك أن تملك كل هذه الطاقة السحرية؟" "كما يقول التجار، إنه سر المهنة، و الآن فلتمت" عندما انتهى الجنرال براون من كلامه قام برفع ذراعه التي تتكهرب ثم صرخ "عدي و بقوة أكبر أيتها 'الصاعقة' " و إذا بـ'رمح الصاعقة البرقية' ينزل من السماء بسرعة كبيرة متجها نحو الرئيس هويز الذي قام بيأس بتشكيل عدة سحب رعدية برقية آملا إيقاف ذلك الرمح، لكن يبدو أن خوفه من الموت قد أنساه أن سحابته الأقوى قد تم اختراقها من ذلك الرمح، و في لحظة [I]بوووووووووووووووم[/I] نزل الرمح على الرئيس هويز بشكل عمودي فاخترقه و هو بدرعه بعد أن مر من السحب بسهولة، ثم وصل للأرض فاخترقها و صنع حفرة عملاقة يصل عمقها لخمس أمتار و قطرها لعشرة أمتار و نتيجة لهذا الهجوم انقسم جسد الرئيس هويز لأشلاء تنهد الجنرال براون و تنفس بهدوء ثم قال "مفعول إكسير التعزيز هذا مدهش حقا، لقد رفع طاقتي السحرية للقسم المتوسط من المستوى السابع بكل سهولة. حسنا لنرى أحوال الآخرين" (زونغ، إلى أين وصلتم؟) (آه، نعم، نعم، لقد تم الأمر يا والدي، كل الأتباع و عائلة هويز، كلهم قد دمروا تماما، إن تلك الإكسيرات مذهلة حقا) (حسنا هذا جيد، فلنلتقي أمام البوابة الخارجية، يجب أن نعود للعاصمة بسرعة) (حاضر حاضر) في جهة الابن زونغ، كان يحمل ابن الرئيس هويز الرابع الذي يقول "هل تظن أن أبي سيسمح لكم بالذهاب بسهولة، سيقتلكم جميعا" "هاهاهاها" ضحك الابن زونغ و قال "أبوك؟ آه، هل قصدت أن جثمانه ستنهض و تقوم بالانتقام لأجلكم؟ للأسف هذا يحدث في قصص الرعب التي نحكيها فقط" "جثمان؟ ما الذي تقصده؟" سأل الإبن الرابع أجاب الابن زونغ "أبوك مات قبل قليل على يد والدي، و هذا ما سيحدث لك أيضا على يدي" صدم الابن الرابع ليشحن الابن زونغ سحره حول يده اليمنى فتكونت رياح تدور بسرعة كبيرة حولها [I]فسسسس كههههههههخ[/I] اخترقت ذراعه قلب الابن الرابع الذي بقيت عينيه مفتوحتين من شدة الصدمة و مات على تلك الحالة تلكم مارون زونغ بصوت مرتفع "لقد انتهينا من عملنا هنا، سنذهب الآن للاتقاء بوالدي و الذهاب للعاصمة" "هوووووووووووووووووووووووووووه" صرخ الجنود الذين كانوا في كل مكان بالقصر بقوة لقد دمرت عائلة هويز تماما و أبيدت حتى آخر واحد منهم كانت قوة الجيش الذي هاجمهم كبيرة للغاية، و لم يكن بمقدورهم التعامل معهم، هذا الجيش بغرابة كان كل واحد منهم قوته تصل للمستوى الرابع و عدده يصل لخمس آلاف فقط في مواجهة جيش عائلة هويز المتمركز في القصر الشاسع و الذي كان يتكون من عشرين ألف لكن جودة الجنود كانت مختلفة تماما، و بسبب هذا لم يكن لعائلة هويز سوى أن تواجه مصير 'الموت' و قبل أن تأتي التعزيزات من بقية الجيش كان الجيش الذي سيقومون بتعزيزه و العدو الذي سيقاتلونه قد اختفوا........... يتبع!!!!!! [/QUOTE]
إدراج الإقتباسات…
التحقق
1+1
رد
قسم قصص السكس
قصص غير جنسية
عصر الأهوال - السلسلة الاولى - تسعة اجزاء 24/11/2023 (للكاتب Yukio_HTM)
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط (الكوكيز ) للمساعدة في تخصيص المحتوى وتخصيص تجربتك والحفاظ على تسجيل دخولك إذا قمت بالتسجيل.
من خلال الاستمرار في استخدام هذا الموقع، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
موافق
معرفة المزيد…
أعلى
أسفل