يوسف بك وهبى قال "وما الدنيا إلا مسرح كبير "
ووليم شكسبير قال برضه "الدنيا مسرح كبير، وأن كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح"
ومسرح الدنيا مليان حكايات وكلنا بنمثل فيها ..... فيه اللى بيحط قناع وفيه اللى بيمثل من غير قناع
وقصتنا المشتركة المرة دى هتتكلم عن ناس ... ناس يمكن مروا بيك وناس تانية مشوفتهمش ..... ممكن تكون إنت نفسك بطل من أبطال المسرحية من غير ما تدرى .... لكن أكيد هتقابل فى قصتنا ناس إنت تعرفهم
قصتنا بتدور فى شركة ... أو أبطالها بيشتغلوا فى نفس الشركة .... الشركة صاحبتها أنتم عارفينها .... صاحبتها بطلة من بطلات قصتنا السابقة .... لكن ملهاش دور فى قصتنا .... لإن دورها قدام الجمهور إنتهى .... لكن هى موجودة فى الكواليس .... لو عايز تعرف قصة صاحبة الشركة دوس على الرابط الموجود فوق ..... لو مش عايز تعرف إقرا القصة وقول رأيك..... لكن لو عرفت الإسم الحقيقى لأى شخص من أشخاصها أوعى تقول عليه ..... لإن النفوس أسرار .... وكل نفس جواها سر وكل سر وراه قصة ..... وإحنا كل دورنا إننا بنحكى القصة ومننساش إن
الدنيا مسرحية
ناس فيها رايحة وناس جاية
فيها ناس بتلبس قناع
وناس كاشفة وشها وهى مش دارية
اللعبة
بقلم @aahmedegypt
كانت الساعة تشير لتمام الخامسة عندما كانت فريدة تصف سيارتها بجوار رصيف ذلك الشارع العريق بحى الزمالك ..... بالكاد وجدت مكانا بعد أن ظلت تحوم فى دوائر حول عمارتها ..... نصف ساعة كاملة تفوق الوقت الذى إستغرقته فى قطع الطريق من مقر الشركة التى تعمل بها فى المهندسين حتى تصل للشارع الذى تقطن بإحدى عماراته القديمة بذلك الحى العريق
إنتعشت روحها وهى تقطع مدخل العمارة الفسيح عندما إنتفض البواب قائما يإحترام لرؤيتها ..... لطالما تستمتع فريدة بشعورها بأنها محل تقدير ورهبة من الآخرين ..... متكبرة هى بأصول عائلتها العريقة .... تحب أن تسمع إسمها متبوعاً بلقب هانم .... لقب أيام عز لم تعشها لكنها لا تزال تعيش فى أجوائها وتتمنى عودتها ..... أيام سمعت عنها من جدتها عندما كانت لا تزال صغيرة .... جدتها التى تسمت بإسمها ..... فريدة هانم الدغمومى حفيدة عاصم باشا الدغمومى وزير الأشغال فى عهد الملك فؤاد الأول .... والأخير
فتحت فريدة باب الشقة التى تقطن فيها برفقة أمها نازك هانم .... الأم هى الأخرى سليلة عز .... أبوها هو اللواء نزيه باشا الشركسى الذى تجاهل أصول عائلته التركية وأنضم للظباط الأحرار قبيل ثورة 1952.... غامر وقتها بمستقبله بإنضمامه للتنظيم لكنه جنى ثمرة لم تدم طويلا وسرعان ما تلاشت بعد موت الزعيم الأول وقيام خلفه بثورة أسماها ثورة التصحيح طالت كل من لم يقف بجواره حينما حاول الزملاء القدامى تقليم أظافر الرئيس الجديد فالتهمهم من كانوا يظنونه ساذج بقضمة واحدة فى ليلة واحدة فتلاشت ثروة ما بعد الثورة ومعها ثروة الأجداد الموروثة
كانت الأم تجلس برقيها المعتاد فى بهو الشقة المفروشة بأناقة تليق من تربوا على أصول الرقى تعمل على تابلوه الكانفاة الذى لا يكاد يفارقها ..... تلك الهواية التى تربت عليها منذ نعومة أظفارها ..... هواية بنات الذوات
مسكينة أنت يا فريدة ....... فأنت بين فكى رحى لا ترحم
..........................................................................................
فى المساء كانت فريدة تتجهز وترتدى ملابس مناسبة لسهرتها ..... فاليوم الخميس موعدها الإسبوعى مع صديقات الجامعة والنادى للسهر فى مطعم البروميناد بحديقة ذلك الفندق العريق حيث يجتمعن للثرثرة والحديث ..... معظمهن من نفس حالها .... منحدرات من أسر عريقة وخريجات جامعات أجنبية ..... هنا حيث تجتمع الفخامة والهدوء وحيث يستطعن الثرثرة بعيدا عن آذان المتطفلين .
صفت فريدة سيارتها بحرص فى جراج الفندق ..... فتلك السيارة الجديدة إشترتها أخيرا بعد إستلام عملها فى الشركة ..... بالطبع لم تخبر صديقاتها بأن سيارتها مشتراة بالتقسيط ..... فهى تعتبر نفسها أميرة وسط أميرات ولا يصح أن تشترى إحداهن أغراضها بالتقسيط ...... قبل خروجها من باب سيارتها إصطفت بجوارها تماما تلك السيارة الألمانية الفخمة ليخرج منها شاب غاية فى الوسامة والأناقة ..... ترقبت فريدة فى جلستها هذا الشاب ذو الشعر الأسود الناعم ببذلته الفرنسية البيضاء ولون بشرته الذى يكاد أن يكون فضى ..... لم يلحظ الشاب وجودها وتحرك من فوره بإتجاه الفندق ..... تحركت فريدة بعده وهى تجد رائحة عطره الإيطالى تملأ أجواء وطرقات الفندق التى تقطعها فى هدوء حتى وصلت لمدخل المطعم لتقابلها صديقاتها بذلك المرح المعتاد ..... كانت فريدة دائما ما تعتب عليهن حديثهن الصاخب وضحكاتهن الماجنة وتدخينهن للأرجيلة ..... فبنات الأصول لا يفعلن أفعالهن ..... لكنها تتقبل أفعالهن فلا صديقات يلقن بها غيرهن .
أشارت إحداهن بطرف عينها فألتفتن كلهن لمائدة على مقربة منهن ..... نظرت فريدة بطرف عينها لتجد هذا الشاب الذى رأته من قبل يجلس وحيدا يدخن سيجار كوبى فخم وقد وضع أمامه كأس من الويسكى الفاخر.....
إستنكرت فريدة افعال الصديقات ونظراتهن المستمرة تجاه الشاب .... فتلك ليست طريقة بنات الأصول .... لكنها لم تستطع منع نفسها من إستراق النظر بين الحين والآخر تجاه هذا الشاب المتكامل الذى تراه أمامها .... إنه حلمها فى شريك حياتها تجسد أمامها ..... شاب شيك وسيم يبدو على وجهه آثار النعمة وواضح جدا من تصرفاته أنه شاب إبن أصول ..... فلم تلمحه يوجه نظره ولو لمرة واحدة تجاه الجميلات اللاتى يحاولن لفت نظره
إنتهت الجلسة وإنصرفت فريدة بعد أن ودعت الصديقات على لقاء يوم غد فى النادى للغداء كعادتهن .... إنه الروتين الإسبوعى لتلك المجموعة من بنات العائلات ...... سهرة بالفندق الفخم وغداء يوم الجمعة فى نادى أولاد الذوات
لم يتغير شئ فى روتين هذا التقليد منذ تخرجن جميعا من الجامعة الأمريكية ...... تفرقت بهن السبل وتجمعت مرة أخرى ..... كلهن إما مطلقات مثل فريدة أو زوجات لأزواج يعملن فى الخارج ..... كانت فريدة صاحبة هذا التعاهد على اللقاء الإسبوعى فى حفل تخرجهن .... أى منهن فى حال وجودها بالقاهرة لابد أن تحضر هذا التجمع ...... فقط زادت عليه فريدة ذهابها الإسبوعى للنادى الصحى بالفندق الشهير صباح كل يوم جمعة ...... زاد هذا الروتين الإسبوعى عليها منذ بدأت عملها بالشركة المملوكة لهند هانم وقبضها لمرتبها الجديد الذى سمح لها بهذه الرفاهية الإضافية ..... فهى كانت ترفض الذهاب من قبل للأندية الصحية العادية التى تختلط بها الطبقات ..... فهى لا تسمح لنفسها بالإختلاط مع أبناء وبنات الطبقات الأدنى أو النوفوريتش (Les nouveaux riches )
فى الصباح التالى كانت فريدة تنهى جلستها بالنادى الصحى عندما لمحت فى الطرف البعيد من صالة الألعاب نفس الشاب الرائع مرة ثانية وهو يستعمل أحد أجهزة النادى مرتديا بلوزة قد إلتصقت بجسده من فرط عرقه للمجهود الذى يبذله ..... لم تستطع تلك المرة أن ترفع نظرها عن هذا الجسد الرائع الذى تبدو تفاصيل عضلاته القوية من التى شيرت الملتصق بجسده .... تنهدت فريدة ..... فهاهو القدر يصر أن يجعل هذا الشاب دائما ما يقع فى طريقها ..... بالتاكيد إن هذا الشاب يجهزه القدر لها أخيرا لتصل لحلم كانت تظنه بعيد المنال ...... لكنها بالطبع كإبنة أصول لا يمكن لها أن تبادر بالتعرف على شاب مهما كان هذا الشاب ..... بالتأكيد ستجمعها به الصدف كثيرا طالما هو يظهر بهذا الفندق دائما..... خرجت لتتناول مشروبها المفضل فى حديقة الفندق قبل التوجه للنادى ..... فلا يزال الوقت مبكرا
جلست فريدة على المائدة الوحيدة التى وجدتها خالية بالحديقة وطلبت مشروبها المفضل ..... ففوج سياحى كبير يتناول إفطاره بالحديقة ويشغل معظم الموائد والمقاعد لتقتحم أنفها رائحة العطر الذى إشتمته فى الليلة السابقة مع صوت رجولى رقيق
لم تكن فريدة فى حالتها عندما تجمعت مع شلة الصديقات .... كانت ساهمة ومرتبكة ..... لمسة يدها مع سامر فى نهاية لقائهما عند السلام جعلتها ترتعد قليلا ..... لمسة يد كأنها الحلم ...... شعرت بأن هناك شرارة تنطلق فى أعماقها ..... شرارة كانت تظن إنها أنتهت وإلى الأبد ..... تلقت دعوة سامر للإفطار فى أى يوم تحدده بقلب فرح لكنه متوجس ..... فرح بفرصة جديدة مع شاب لامس شغاف قلبها من جلسته الأولى معها ..... بل بالأحرى منذ وقعت عليه عيناها .
عندما عادت فريدة قبيل نهاية اليوم و أستلقت فى غرفتها دارت فى ذهنها ذكريات أيام مضت .... ذكريات أيام زواجها ..... هذا الشاب صاحب الأصل العريق والتعليم الأجنبى الذى أختارته زوجا من ضمن عشرات من تقدموا لها ..... كان رقيقا معها دائما ..... لكنه لم يكن على قدر تطلعاتها ..... لم يكن غنيا لكنه كان ميسور الحال .... وفر لها شقة فخمة وكانت لهما سيارتهما المناسبة .... لكنه تعرض لتقلبات مالية عنيفة عندما ترك عمله بشركة البترول التى كان يعمل بها ليضارب بكل مدخراته فى أسهم البورصات العالمية..... مكاسبه الأولية أغرته بالإستمرار بل وأغرته بأخذ قرض ضخم ليزيد من إستثماراته..... لكنه فى ذلك الأثنين الأسود تلاشث مدخراته بعد السقوط المروع لكل بورصات العالم ..... تهاوت أحلامه وسقط بعدها مريضاً ..... تحملت معه كأى إبنه أصول حتى تعافى ..... لكنها لم تتحمل الحياة فى ظل ظروف التقشف وسط صعوبة حصوله على عمل براتب يضمن له ولها حياة الرفاهية التى إعتاداها خاصة بعد إضطراره لبيع الشقة والسيارة لسداد قروضه..... كأولاد الصول إنفصلا بهدوء ..... لم تطلب منه الكثير ولم يتأخر فى إعطائها حقوقها بقدر إستطاعته ..... لم تكن تحبه ذلك الحب الذى سمعت عنه من الصديقات لكنها كانت تقدره وتحفظ عشرته وتتمنى له أن يعوض ما خسره فى مغامرته
..............................................................................................
لم تتسرع فريدة فى الإتصال بسامر ..... فهى كأنثى لا تسمح لها كرامتها بالإتصال ..... إنتظرت إتصاله باقى يوم الجمعة وطوال نهار السبت ..... لم يصلها الإتصال المنتظر إلا قبل ذهابها للنوم بقليل ..... أسرعت بالرد لتجد سامر يدعوها للإفطار فى الصباح التالى ..... وعندما أخبرته بأنها لابد أن تكون فى عملها أصر على أن يتناولا إفطارهما قبل ذهابها للعمل ..... كادت الفرحة أن تقتلع قلبها من مكانه ..... لقد بدأت تشعر بذلك الشعور الذى كانت تسمع عنه من صديقاتها فى أيام مراهقتها الأولى ..... إتصال الحبيب ولقاء لا يعلم به غيرها ..... حاولت مقاومة ذلك الشعور لكنها لم تستطع ..... كان نومها متقطعا من فرط فرحتها بذلك الإحساس الجديد عليها ..... لأول مرة فى حياتها تنحى عقلها جانبا وتتبع ما يمليه عليها قلبها ..... ستخوض المغامرة بإحساس الأنثى وليس بعقل الهانم سليلة الأسرة العريقة .
كانت فريدة تكاد تطير فرحا وهى متوجهة لعملها بعد نهاية إفطارها مع سامر ..... كانت تشعر لأول مرة فى حياتها بإحساس الحب يداعب قلبها ..... إحساس الحب الأول يأتيها بعد الثلاثين ..... سامر شديد اللباقة فى حديثه يجيد إختيار كلماته ..... أشعرها بمكانتها التى تستحقها ..... إنها أمرأة فوق كل نساء الأرض ..... لمحت فى عينيه شدة التأثر عندما أخبرته بظروف طلاقها ..... كانت تتوقع منه أن يلومها لتخليها عن زوجها لكنه أيد قرارها ...... فليس من المناسب بإبنة عز مثلها أن تعيش حياة أقل من مستواها ..... أكد لها صحة قرارها ..... تسلل بهدوء لأعماق عقلها وقلبها ..... إستسلمت فى خجل لأصابعه تداعب أصابعها بهدوء ..... إفترقا على وعد منها بالإفطار سويا يوميا قبل ذهابها لعملها ..... هاهو الحب يطرق بابها أخيرا ..... الحب المناسب فى وقت مناسب .
لاحظت فريدة حركة غير عادية بالمكتب .... ولأول مرة تجد هند وكارم قد سبقاها فى الوصول للمكتب .... بمجرد وصولها أخبرها فرد الأمن الجديد بأن البيه والهانم أصحاب الشركة قد وصلا منذ أكثر من نصف ساعة وهم فى إنتظارها .... صعدت فريدة مسرعة لمكتبها ووضعت حقيبة اللاب توب على المكتب وأسرعت بطرق باب مكتب هند وكارم قبل أن يطلبا منها الدخول
فتحت الباب بعد أن طرقته لتجد كارم بنفسه يستقبل الرجل بكل إحترام ويقوده لمائدة الإجتماعات فى الطرف الآخر من الغرفة
سرعان ما وجدت فريدة اللواء أمين أمامها فى المكتب وبمجرد أن نظر للحارس الواقف أمام الباب أدرك أن الشخصية الزائرة على أعلى قدر من الأهمية ..... بعد أن ألقى عليها تحية الصباح توجه للرجل الواقف أمام الباب وأجرى معه حديثا هامسا فهمت منه فريدة أنه يعرفه بنفسه ويحاول معرفة ماهية الضيف الهام
إستمر الإجتماع لأكثر من ساعتين حتى أنفتح الباب وخرج الضيف يتبعه حارسه كظله وخلفهم كارم ليطلب كارم من فريدة عدم الإزعاج لمدة ساعة أخرى
بمجرد خروج الضيف من باب الشركة وجدت فريدة اللواء أمين يقتحم مكتبها ويجلس على الكرسى المقابل ..... كأى رجل أمن يريد أن يعرف التفاصيل
..................................................................................................
بعد إفطارهما فى الصباح إصطحبها سامر فى سيارته الفارهة لتشاهد الفيلا التى يزمع شرائها ....كانت الفيلا بالضبط كما كانت تتخيل أحلامها ..... فيلا متسعة ذات أدوار ثلاثة وحديقة متسعة...... كانت مكتملة من الخارج فقط وكل ما بالداخل يحتاج لعمل كثير ..... حوائط وجدران ..... وجدت مهندس الديكور قد سبقهما هو ومساعده ليعرف ما يتطلبانه فى الفيلا ...... لم يتدخل سامر فى أى من إختيارتها ..... قالت للمهندس كل ما تريده لبيتها المستقبلى .... مملكتها التى تليق بها ..... ظل المهندس يكتب طلباتها ثم أنصرف لرفع مقاييس الفيلا ..... إنتحى بها سامر جانبا ليعرف رأيها النهائى
مساء فى تمام السابعة والنصف مساء توقفت سيارة فريدة أمام مدخل المرسى المؤدى للباخرة نايل ماكسيم الراسية أمام الفندق حيث موعد لقاء أمها المرتقب بسامر ..... كانت فريدة متأكدة من موافقة أمها لكنها كأى عروس محبة كانت ٍمتوجسة ..... ذلك القلق الطبيعى الذى ينتاب أى فتاة عندما يتقدم لها من إختاره قلبها .... لم توص أمها بحسن معاملته فأمها سيدة الأصول والذوق ..... لكنها طوال الدقائق العشر التى أستغرقها الطريق لم تتوقف عن ذكر مدى حبها لسامر وحبه لها ..... إنه الشاب الذى تتمناه أى فتاة ...... لم يلتفت لكونها مطلقة ..... فتربيته ببلاد الغرب تجعل مثل تلك النقطة مهملة فى ذهنه .
كان سامر ينتظر أمام مدخل المرسى وفتح باب السيارة بكل إحترام للأم الأنيقة ..... أنحنى أمامها مسلما عليها مقبلا يدها بقبلة سريعة وأصطحبهم لداخل الباخرة .
كانت المائدة معدة إعدادا خاصا وليس كباقى موائد المطعم العائم .... وبعد أن عرف سامر نفسه لنازك هانم وتأكدت من صدقه بدلائل أوردها عن أصل عائلته العريق كانت الباخرة قد بدأت فى التحرك .
وقف سامر وأشار سامر بيده للمسؤل عن المكان بيده إشارة معينة فتحولت فجأة أضواء القاعة لتتركز حوله وحول فريدة وياتى مشغل الإسطوانات بالميكروفون ليضعه فى يد سامر ليقوم بالجلوس على إحدى ركبتيه ويقول بصوت دوى صداه فى أنحاء القاعة التى صمتت تماما إنتظارا لكلمة العروس
لم تتوقف المفاجآت ...... فوجئت فريدة بترابيزة ذات عجلات يدفعها إثنان من الجرسونات تتقدم نحو مائدتهم تحمل تورتة ذات ثلاث ادوار ويجاورهم ثالث يحمل صينية عليها سكين تقطيع طويلة أسفلها مظروف أوراق كبير ..... تقدم منها الجرسون وقدم لها السكين بينما تناول سامر المظروف ووضعه على المائدة وأمسك يدها التى تحمل السكين بيده ليقطعا سويا تورتة خطبتهما ليضع الجرسون قطعة فى طبق يتناول منه سامر بطرف شوكته قطعة يضعها فى فم فريدة وفعلت هى بالمثل ليأخذ بعدها الجرسونات التورتة لتقطيعها وتوزيعها على باقى الموائد الموجودة بقاعة تلك الباخرة .
وأخيرا عادت القاعة لجوها المعتاد وأنهمك الحاضرين فى تناول عشاءهم بينما إستمر سامر فى مفاجآته .
فتح سامر المظروف ليخرج منه أوراق مكتوبة بالإنجليزية يضعها فى يد نازك هانم وهو يتحدث لها فى هدوء
فى طريقهما للعودة لشقتهم كانت الأم تشعر بشعور ما غير مريح ..... حاولت أن تخبر إبنتها بشعورها لكنها أشفقت عليها من أن تنكسر فرحتها التى تنطق بها ملامحها ..... فرحة لم تر أبنتها فيها منذ ان فقد أباها ثروته بعد إتهامه بالفساد وعندما حاولت التحدث معها بعد وصولهم بقليل وجدتها تطالع عقد الشركة بإهتمام وتناقش فيه سامر على التليفون
إستسلمت وكذبت حدسها ...... فالوقائع تكذب شعورها الداخلى
...........................................................................................
جرى الإسبوع سريعا وأتت الليلة الموعودة ..... أقام سامر حفل بسيط فى إحدى القاعات الصغيرة فى الفندق ..... لم يكن هناك غيرها هى وعريسها والأم وصديقاتها وأزواج من هن متزوجات منهن .... كانت فريدة تطالع نظرات الحسد المطلة من أعين الصديقات أثناء قيام المأذون بعمله فى إجراءات عقد القران ...... إنتهى الحفل سريعا وأنفردت فريدة بعريسها فى جناحه الفاخر بعد أن أصرت الأم على ان تبيت ليلتها فى شقتها وتترك الجناح الذى أقامت به طوال الإسبوع مع إبنتها
كانت فريدة خجلى كأى عروس ليلة عرسها رغم أن جسدها كان يشتعل شوقا لتلك الليلة .... لم تكن ترتدى ثوب عرس لكن فستان سهرة يكشف عن ساقيها ونحرها وذراعيها ..... جفلت قليلا عندما أقترب سامر منها وطبع على شفتيها قبلة سريعة ..... فتلك أول مرة تلمس شفتاها شفتى رجل منذ أن طلاقها ..... إحتواها سامر بذراعيه القويتين وطبع على شفتيها قبلات سريعة ...... تكلمت فى خجل
سمعت فريدة من مكانها صوت فتح زجاجة الشمبانيا الفاخرة الموجودة فى حاوية الثلج قبل أن تنتهى من تغيير ملابسها لتخرج
كانت كالأميرة فى ذلك الرداء الحريرى الأبيض الذى يكشف مفاتنها ..... وقف سامر ناظرا بهدوء لذلك الجسد الرائع ثم توجه إليها ورفع كفها لفمه ليطبع عليه قبلة رقيقة ويحتويها بذراعه الأيمن ليقودها إلى الأريكة المريحة ليجلس محتويا هذا الجسد الرائع بذراعه القوى ويملأ كأسها ويضعه أمام شفتيها لترتشف منه رشفة صغيرة أتبعها هو برشفة لامست مكان شفتيها ..... ناولها الكأس وملأ كاسه وهو ينظر إليها ترتشف الكأس فى أناقة تليق بأنثى فى مكانتها ..... ضمها إليه وأخذ شفتيها فى قبلة عميقة إمتص فيها شفتها بهدوء قبل أن تتحول القبلى إلى صراع عنيف بين شفاه متلهفة بعد أن ترك كل منهما كأسه الفارغ ..... إلتهم شفتيها فى جنون وأمتص لسانها بشبق ويده تمتد لصدرها تعتصر ثديها الأيسر بهدوء أولاً وتتحول الإعتصارات الهادئة لإعتصارات شبقة ولا زالت الشفاه متشابكة ليقف ويحملها كاللعبة بين ذراعيه القويتين ويتجه بها لفراش لغرفة النوم .
أوقفها على الأرض ولا زالت الشفاه متشابكة بينما تتلمس يداه جسدها وأنزل حمالتى قميص النوم عن كتفيها لينزلق قميص النوم أرضا كاشفا عن أثداء شهية إنتصبت حلماتها فيلتقم تلك الحلمات بشفتاه واحدة تلو الأخرى يشبعها تقبيلا ولعقا بهدوء أولا لتتحول بعدها لمصات قوية بينما يداه تعالج كيلوتها الصغير فينزله قبل أن يريحها على الفراش ويبدأ فى تقبيل بطنها منزلقا بفمه لآسفل حتى يصل لما فوق كسها فيشبعه تقبيلا بينما أصابعه تداعب بظرها المنتصب فتنطلق منها آهة طويلة يلتقم بعدها هذا البظر الشهى الذى بدا يتبلل بمائها وبلعابه بينما أصابعه تقتحم فتحة كسها فتنطلق فورتها وتحاول ضم فخذيها فيمنعها بذراعيه القويتين ويرفع تلك الأفخاد الملفوفة لأعلى ويستمر فى لعق مائها ويقحم لسانه لداخل تلك الفتحة وقد فقدت فريدة التحكم تماما فى نفسها مع إنطلاق فورتها الثانية ليزيد رفع فخذيها ويلعق كل ما بين فلقتيها مبتدئا بشرجها منتهيا ببظرها الذى يختصه برضاعة طويلة
كانت المرة الأولى لفريدة التى تعاين تلك الطريقة فى ممارسة العلاقة الجنسية ..... فزوجها الأول رغم فحولته لم يكن يهتم كثيرا بتلك المداعبات وتلك اللمسات فتركت لصوتها العنان لتملأ آهاتها فراغ الغرفة مع قذفتها التالية وهى ترجو من سامر أن يرحمها فيخلع بنطاله بسرعة ويمرر زبره على كامل كسها مرات ومرات وهى تتلوى محاولة الفكاك دون جدوى حتى يقحم زبره بداخل فتحتها وهى تطلق مائها للمرة الرابعة لتضم فخذيها حول جسده وهو يدفع بزبره عميقا مرات ومرات وجسدها يهتز أسفل منه حتى يطلق ماؤه أخيرا ويلقى بجسده فوق جسدها ويلثم شفتيها بقبلات هادئة قبل أن يستلقى بجوارها محتضنا أياها لتغمض عينيها فى غيبوية إستمتاع وتنام ولأول مرة فى حياتها عارية تماما مستمتعة لدرجة لم تصل إليها من قبل بعد أن أيقنت أن جسدها لم يحصل من قبل على متعة جنسية وأن هذا الرجل هو بحق عوضها عن كل ما عانته طوال حياتها
.............................................................................................
لم يكن يؤرق فريدة طوال أيام إجازتها إلا تلك الأوقات التى يتركها فيها سامر ليجلس أمام جهاز اللابتوب الخاص به لوقت طويل كى ينجز أعماله المنتشرة فى أكثر من دولة ..... كانت تراقبه بإهتمام وهو يستقبل بريده الإلكترونى ويجيب على الرسائل ويحمل بعض الملفات الهامة على فلاشته التى لا تفارق جهازه كى يطالعها بدقة ..... لم تمانع لكنها كانت دائما ما تتوق لتلك الجولات الجنسية الملتهبة التى لا يتوقف عنها حبيبها طالما كان غير مشغول ..... كانت تتركه أحيانا لتتجهز له أثناء إنشغاله إستعدادا للجولة القادمة وأحيانا ما كانت تجالسه لتتعلم منه كيف يدير أعماله وكيف يضارب بملايين فى بورصات العالم لتعود له مضاعفة ...... كانت تعيش فى ذروة سعادة لم يخطر ببالها أنها ستصل إليها فى يوم ما
وفى يوم الإجازة الأخير بينما كانت تستعد للجولة القادمة فوجئت بسامر ينفعل صارخا فى غضب لتهرع إليه متسائلة عن سبب غضبه
فى الصباح التالى ورغم شعورها بأنها ستفتقد حبيبها وصلت فريدة لعملها متحمسة ...... متحمسة لمهمتها التى ستقوم بها ..... الإطلاع على كافة صفقات تلك الشركة الناجحة التى تديرها الخادمة إبنة البواب ..... ستتعلم من تلك الملفات كيف يدار العمل فى شركات الإستيراد و التصدير الكبيرة التى تماثل شركتها التى ستفتتح خلال أسابيع قليلة ..... فلتستغل ذلك الوقت فى معرفة أسرار أكبر منافسيها دون علمهم ..... بالتأكيد ستكون شركتها أنجح من تلك الشركة ..... فهى بالتأكيد بمستوى تعليمها ستكون أقدر على الإدارة أفضل من تلك التى تدعى هند هانم
بعد أن أنهت أعمالها الروتينية جلست لمكتبها لتفتح اللاب توب الخاص بها وتدخل كلمة السر التى توصلها بالشبكة الخاصة بالشركة لتبدأ أولى مهامها الخاصة بمعرفة أسرار تلك الشركة ..... بحثت عن ملف الصفقات وفتحته ..... بدأت فى التمعن فى قراءة أول ملف وقعت عليه عيناها ..... لم تمر أكثر من 10 دقائق لتجد أن إتصالها قد إنقطع ويأتيها صوت الإذاعة الداخلية ليعلن عن إنقطاع مؤقت فى الإتصالات لظرف طارئ ويطلب من جميع العاملين إلتزام مكاتبهم ..... ضحكت فريدة فى نفسها ..... فتلك البائسة صاحبة الشركة لم تكلف نفسها بعمل شبكة قوية غير قابلة للإنقطاع ..... حسنا فهذه أول نقطة ضعف عرفتها عن منافستها الأولى
بعد نصف ساعة أو أكثر قليلا فوجئت فريدة باللواء أمين يقتحم عليها مكتبها بصحبته مدير قسم الIT بالشركة ومعهم آخر لا تعرفه
طلب منها اللواء أمين أن تترك مقعدها ليجلس عليه هذا الآخر أمام جهاو اللاب توب ويبدأ فى النقر بسرعة على مفاتيحه لتضيق عيناه وينظر للواء أمين هازاَ رأسه بعلامة الإيجاب
ظهرت الصدمة على وجه اللواء أمين بينما يغلق هذا الرجل الآخر جهاز اللابتوب ويحمله
.................................................................................
فى مكتب هادئ وجدت فريدة نفسها تجلس أمام رجل ذو ملامح حيادية وصوت هادئ ..... طلب لها كوبا من الليمون لتهدئ أعصابها التى بدأت فى الإنهيار حتى أن يدها بالكاد حملت الكوب من شدة إرتعاشها ..... وأخيرا وبعد وقت بدأ الرجل فى الحديث
لم تعد فريدة تدرى بالوقت فى تلك الزنزانة الخالية من النوافذ ولم تدرى إلا وباب سجنها يفتح ليطل عليها وجه إمرأة يبدو من زيها أنها حارستها أدخلت لها صينية طعام وخرجت دون كلمة .... لم تكن فريدة على إستعداد لأن تأكل أو ان تتقبل معدتها أى طعام لكنها أكتفت بشرب بعض جرعات الماء علها تطفئ ظمأ حلقها الجاف وبعد وقت آخر أتت الحارسة لتصطحبها فى طرقات متشعبة حتى وجدت نفسها تجلس أمام المحقق مرة أخرى .
أفاقت فريدة لتجد نفسها على سرير أحدى المستشفيات تجاورها أمها تبكى فى حرقة على الحال الذى وصلت إليه أبنتها المدللة سليلة الأسرة العريقة ..... أفهمتها أمها أنها نقلت للمستشفى تحت الحراسة حيث يقف على بابها أحد الجنود وأن اللواء أمين قد بذل جهده كى تنقل لذلك المستشفى الخاص حيث الرعاية أفضل وأنه لم يترك أمها دقيقة واحدة منذ أن تم القبض عليها فى الشركة .... هزت فريدة رأسها فى يأس بعد أن أيقنت أن كل شئ قد ضاع منها حتى مستقبلها وأستسلمت للأيام وهى تجرى وقد وافقت جهات التحقيق على بقائها فى المستشفى بدلا من نقلها للسجن بعد تعافيها وقضت فترة حبسها الإحتياطى فى زيارات متكررة للنيابة تحت الحراسة للإدلاء باقوالها والتعرف مرة أخرى على سامر (أو إيلان) فى عدة طوابير عرض حتى قررت النيابة إخلاء سبيلها أخيرا بعد ورود التحريات بأنها كانت ضحية للعبة تجرى ولا تعلم عنها شيئا
قضت فريدة أسابيع طويلة حبيسة شقتها لا تكاد تخرج من غرفتها إلا قليلا حتى فوجئت بإتصال من اللواء أمين يخبرها برغبته فى لقائها بأحد مطاعم الزمالك المطلة على النيل ..... حاولت التملص لكنه أصر عليها فلم تستطع الرفض .... فالرجل له عندها معزة خاصة وتقدير شديد بعد أن أخبرتها أمها بأنه قد تكفل بكافة مصروفات المستشفى ...... جلست أمامه وهى تكاد تذوب خجلا وهى لا تستطيع رفع عينيها لوجهه
تمت
ووليم شكسبير قال برضه "الدنيا مسرح كبير، وأن كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح"
ومسرح الدنيا مليان حكايات وكلنا بنمثل فيها ..... فيه اللى بيحط قناع وفيه اللى بيمثل من غير قناع
وقصتنا المشتركة المرة دى هتتكلم عن ناس ... ناس يمكن مروا بيك وناس تانية مشوفتهمش ..... ممكن تكون إنت نفسك بطل من أبطال المسرحية من غير ما تدرى .... لكن أكيد هتقابل فى قصتنا ناس إنت تعرفهم
قصتنا بتدور فى شركة ... أو أبطالها بيشتغلوا فى نفس الشركة .... الشركة صاحبتها أنتم عارفينها .... صاحبتها بطلة من بطلات قصتنا السابقة .... لكن ملهاش دور فى قصتنا .... لإن دورها قدام الجمهور إنتهى .... لكن هى موجودة فى الكواليس .... لو عايز تعرف قصة صاحبة الشركة دوس على الرابط الموجود فوق ..... لو مش عايز تعرف إقرا القصة وقول رأيك..... لكن لو عرفت الإسم الحقيقى لأى شخص من أشخاصها أوعى تقول عليه ..... لإن النفوس أسرار .... وكل نفس جواها سر وكل سر وراه قصة ..... وإحنا كل دورنا إننا بنحكى القصة ومننساش إن
الدنيا مسرحية
ناس فيها رايحة وناس جاية
فيها ناس بتلبس قناع
وناس كاشفة وشها وهى مش دارية
اللعبة
بقلم @aahmedegypt
كانت الساعة تشير لتمام الخامسة عندما كانت فريدة تصف سيارتها بجوار رصيف ذلك الشارع العريق بحى الزمالك ..... بالكاد وجدت مكانا بعد أن ظلت تحوم فى دوائر حول عمارتها ..... نصف ساعة كاملة تفوق الوقت الذى إستغرقته فى قطع الطريق من مقر الشركة التى تعمل بها فى المهندسين حتى تصل للشارع الذى تقطن بإحدى عماراته القديمة بذلك الحى العريق
إنتعشت روحها وهى تقطع مدخل العمارة الفسيح عندما إنتفض البواب قائما يإحترام لرؤيتها ..... لطالما تستمتع فريدة بشعورها بأنها محل تقدير ورهبة من الآخرين ..... متكبرة هى بأصول عائلتها العريقة .... تحب أن تسمع إسمها متبوعاً بلقب هانم .... لقب أيام عز لم تعشها لكنها لا تزال تعيش فى أجوائها وتتمنى عودتها ..... أيام سمعت عنها من جدتها عندما كانت لا تزال صغيرة .... جدتها التى تسمت بإسمها ..... فريدة هانم الدغمومى حفيدة عاصم باشا الدغمومى وزير الأشغال فى عهد الملك فؤاد الأول .... والأخير
فتحت فريدة باب الشقة التى تقطن فيها برفقة أمها نازك هانم .... الأم هى الأخرى سليلة عز .... أبوها هو اللواء نزيه باشا الشركسى الذى تجاهل أصول عائلته التركية وأنضم للظباط الأحرار قبيل ثورة 1952.... غامر وقتها بمستقبله بإنضمامه للتنظيم لكنه جنى ثمرة لم تدم طويلا وسرعان ما تلاشت بعد موت الزعيم الأول وقيام خلفه بثورة أسماها ثورة التصحيح طالت كل من لم يقف بجواره حينما حاول الزملاء القدامى تقليم أظافر الرئيس الجديد فالتهمهم من كانوا يظنونه ساذج بقضمة واحدة فى ليلة واحدة فتلاشت ثروة ما بعد الثورة ومعها ثروة الأجداد الموروثة
كانت الأم تجلس برقيها المعتاد فى بهو الشقة المفروشة بأناقة تليق من تربوا على أصول الرقى تعمل على تابلوه الكانفاة الذى لا يكاد يفارقها ..... تلك الهواية التى تربت عليها منذ نعومة أظفارها ..... هواية بنات الذوات
- سعيدة يا ماما ..... لسة مخلصتيش التابلوه
- لأ لسة يا فريدة ..... هأقوم أجهز الغدا
- يا ماما ما قولنا نجيب شغالة تعمل الحاجات دى .... ليه بس رافضة
- شغالة إيه بس يا بنتى اللى نجيبها ..... يا دوب مرتبك فاتح البيت بعد أقساط العربية.... هنجيب شغالة تاخد نص مرتبك وبرضه هتعض الإيد اللى اتمدت لها فى الآخر
- على رايك يا ماما ..... تعرفى إن النهاردة حصل حتة إسكاندال فى الشركة إنما إيه ..... ابو الهانم صاحبة الشركة جه وكان عايز يدخُلّها وطردته ..... قبل ما تمشى خلتنى أكتب قرار برفد كل موظفين الأمن
- طردته ؟ دى جاحدة أوى !!! تطرد أبوها من شركتها
- لأ ..... أصلك مش عارفة ..... اللوا أمين مدير الأمن قاللى على سر إنما إيه ..... فضيحة ...... الهانم صاحبة الشركة أبوها بواب وكانت شغالة خدامة عند كارم بيه ..... لفت عليه وإتجوزته ..... طبعا لو كارم عرف إن اللوا أمين عارف السر ده هيطيره ..... بس هو قالهولى بينه وبينه
- معقولة اللى بتقوليه ده يا فريدة ..... دا إنتى كنتى بتقولى عليها ست شيك وكلاس أول ما أشتغلتى فى الشركة
- ماهو كارم هو اللى نضفها .... اللوا أمين مش ممكن يكدب عليا
- طيب مالكيش دعوة أنتى ..... إنتى بتاخدى مرتب ضعف اللى كنتى بتاخديه فى الشركة اللى قبل دى ..... وطالما بتعاملك كويس خلاص
- على رأيك .... بس لو الواحدة تقع فى واحد زى كارم ده ويعيشها العيشة اللى تستاهلها .... لكن نقول إيه بقى ..... حظوظ ..... الخدامة تبقى صاحبة شركة والهانم تشتغل سكرتيرة عندها
- إنتى هانم من عيلة هوانم وباشوات يا فريدة ..... متنسيش عمرك إنتى مين وحفيدة مين
- ومقولتيش بنت مين ليه يا ماما ؟ متنسيش إن بابا كان رجل أعمال كبير ومن عيلة كبيرة كلها باشوات ووزرا ولسة عايشين فى خيره .... حتى الشقة اللى عايشين فيها دى هو اللى جابها ..... هم بس خافوا منه ولفقوله القضية اللى ضيعت شقى عمره ..... بابا مش فاسد زى ما كلهم بيقولوا عليه ولا كان يستاهل اللى حصلّه ..... لو كان فاسد وحرامى كان زمانه عايش وسطهم
- خلاص يا فريدة متفكرينيش .... إنتى مش عارفة كل حاجة ..... إدخلى غيرى هدومك لغاية ما أجهز الغدا
مسكينة أنت يا فريدة ....... فأنت بين فكى رحى لا ترحم
..........................................................................................
فى المساء كانت فريدة تتجهز وترتدى ملابس مناسبة لسهرتها ..... فاليوم الخميس موعدها الإسبوعى مع صديقات الجامعة والنادى للسهر فى مطعم البروميناد بحديقة ذلك الفندق العريق حيث يجتمعن للثرثرة والحديث ..... معظمهن من نفس حالها .... منحدرات من أسر عريقة وخريجات جامعات أجنبية ..... هنا حيث تجتمع الفخامة والهدوء وحيث يستطعن الثرثرة بعيدا عن آذان المتطفلين .
صفت فريدة سيارتها بحرص فى جراج الفندق ..... فتلك السيارة الجديدة إشترتها أخيرا بعد إستلام عملها فى الشركة ..... بالطبع لم تخبر صديقاتها بأن سيارتها مشتراة بالتقسيط ..... فهى تعتبر نفسها أميرة وسط أميرات ولا يصح أن تشترى إحداهن أغراضها بالتقسيط ...... قبل خروجها من باب سيارتها إصطفت بجوارها تماما تلك السيارة الألمانية الفخمة ليخرج منها شاب غاية فى الوسامة والأناقة ..... ترقبت فريدة فى جلستها هذا الشاب ذو الشعر الأسود الناعم ببذلته الفرنسية البيضاء ولون بشرته الذى يكاد أن يكون فضى ..... لم يلحظ الشاب وجودها وتحرك من فوره بإتجاه الفندق ..... تحركت فريدة بعده وهى تجد رائحة عطره الإيطالى تملأ أجواء وطرقات الفندق التى تقطعها فى هدوء حتى وصلت لمدخل المطعم لتقابلها صديقاتها بذلك المرح المعتاد ..... كانت فريدة دائما ما تعتب عليهن حديثهن الصاخب وضحكاتهن الماجنة وتدخينهن للأرجيلة ..... فبنات الأصول لا يفعلن أفعالهن ..... لكنها تتقبل أفعالهن فلا صديقات يلقن بها غيرهن .
أشارت إحداهن بطرف عينها فألتفتن كلهن لمائدة على مقربة منهن ..... نظرت فريدة بطرف عينها لتجد هذا الشاب الذى رأته من قبل يجلس وحيدا يدخن سيجار كوبى فخم وقد وضع أمامه كأس من الويسكى الفاخر.....
إستنكرت فريدة افعال الصديقات ونظراتهن المستمرة تجاه الشاب .... فتلك ليست طريقة بنات الأصول .... لكنها لم تستطع منع نفسها من إستراق النظر بين الحين والآخر تجاه هذا الشاب المتكامل الذى تراه أمامها .... إنه حلمها فى شريك حياتها تجسد أمامها ..... شاب شيك وسيم يبدو على وجهه آثار النعمة وواضح جدا من تصرفاته أنه شاب إبن أصول ..... فلم تلمحه يوجه نظره ولو لمرة واحدة تجاه الجميلات اللاتى يحاولن لفت نظره
إنتهت الجلسة وإنصرفت فريدة بعد أن ودعت الصديقات على لقاء يوم غد فى النادى للغداء كعادتهن .... إنه الروتين الإسبوعى لتلك المجموعة من بنات العائلات ...... سهرة بالفندق الفخم وغداء يوم الجمعة فى نادى أولاد الذوات
لم يتغير شئ فى روتين هذا التقليد منذ تخرجن جميعا من الجامعة الأمريكية ...... تفرقت بهن السبل وتجمعت مرة أخرى ..... كلهن إما مطلقات مثل فريدة أو زوجات لأزواج يعملن فى الخارج ..... كانت فريدة صاحبة هذا التعاهد على اللقاء الإسبوعى فى حفل تخرجهن .... أى منهن فى حال وجودها بالقاهرة لابد أن تحضر هذا التجمع ...... فقط زادت عليه فريدة ذهابها الإسبوعى للنادى الصحى بالفندق الشهير صباح كل يوم جمعة ...... زاد هذا الروتين الإسبوعى عليها منذ بدأت عملها بالشركة المملوكة لهند هانم وقبضها لمرتبها الجديد الذى سمح لها بهذه الرفاهية الإضافية ..... فهى كانت ترفض الذهاب من قبل للأندية الصحية العادية التى تختلط بها الطبقات ..... فهى لا تسمح لنفسها بالإختلاط مع أبناء وبنات الطبقات الأدنى أو النوفوريتش (Les nouveaux riches )
فى الصباح التالى كانت فريدة تنهى جلستها بالنادى الصحى عندما لمحت فى الطرف البعيد من صالة الألعاب نفس الشاب الرائع مرة ثانية وهو يستعمل أحد أجهزة النادى مرتديا بلوزة قد إلتصقت بجسده من فرط عرقه للمجهود الذى يبذله ..... لم تستطع تلك المرة أن ترفع نظرها عن هذا الجسد الرائع الذى تبدو تفاصيل عضلاته القوية من التى شيرت الملتصق بجسده .... تنهدت فريدة ..... فهاهو القدر يصر أن يجعل هذا الشاب دائما ما يقع فى طريقها ..... بالتاكيد إن هذا الشاب يجهزه القدر لها أخيرا لتصل لحلم كانت تظنه بعيد المنال ...... لكنها بالطبع كإبنة أصول لا يمكن لها أن تبادر بالتعرف على شاب مهما كان هذا الشاب ..... بالتأكيد ستجمعها به الصدف كثيرا طالما هو يظهر بهذا الفندق دائما..... خرجت لتتناول مشروبها المفضل فى حديقة الفندق قبل التوجه للنادى ..... فلا يزال الوقت مبكرا
جلست فريدة على المائدة الوحيدة التى وجدتها خالية بالحديقة وطلبت مشروبها المفضل ..... ففوج سياحى كبير يتناول إفطاره بالحديقة ويشغل معظم الموائد والمقاعد لتقتحم أنفها رائحة العطر الذى إشتمته فى الليلة السابقة مع صوت رجولى رقيق
- تسمحيلى يا مودموازيل أقعد معاكى ..... آسف جدا لكن مافيش كرسى فاضى غير على ترابيزتك
- أه .... إتفضل طبعا
- آسف إنى إقتحمت خلوتك ..... أعذرينى
- مافيش داعى للأسف ..... حضرتك نزيل فى الفندق ؟
- أيوه ..... أنا نزيل هنا ..... رجعت مصر من فترة قليلة ولسة ملقتش مكان مناسب أسكن فيه ..... نسيت أعرفك بنفسى ..... سامر السمرى ..... رجل أعمال
- فريدة الدغمومى
- تشرفنا يا فريدة هانم ..... أعتقد إنى سمعت الإسم قبل كده ..... حضرتك من عيلة الدغمومى باشا وزير الأشغال السابق ؟
- أنا حفيدته
- معقول؟ لسة فيه فى البلد عائلات أصيلة ..... أنا افتكرت كل العائلات الأصيلة سابت مصر خلاص ..... انا عيلتى سابت مصر من بعد الثورة بعد ما كل أراضيها أخدها الإصلاح الزراعى وأستقرت فى كندا ..... يادوب كانوا بييجوا فى الأجازات
- وحضرتك جاى فى أجازة يا سامر بيه ؟
- لا يا هانم..... أنا جاى مصر أبدأ بيزنس جديد ...... هأستقر فى مصر شوية لغاية ما البيزنس بتاعى يقف على رجليه وبعدها هاكون بين مصر وإنجلترا .... معظم شركاتى هناك
- أمال فين العيلة ..... سبتهم فى إنجلترا ؟
- قصدك أى عيلة يا هانم ..... أنا آخر فرد من سلالة السمرى باشا للأسف
- قصدى المدام والأولاد يعمى
- للأسف ملقتش فى طريقى بنت من عيلة مناسبة ..... إنتى عارفة طبعا العائلات العريقة إتشتت بعد الثورة ..... ومش ممكن أتجوز من واحدة تكون أسرتها من مستوى أقل
- لكن إنت بتتكلم عربى كويس .... كأنك مولود فى مصر
- بابا وماما كانوا حريصين على إنى أتعلم لهجة مصر ..... كانوا شايفين إن ده ضرورى فى حالة إذا ما قدرنا نرجع أملاكنا اللى نهبها الفلاحين ..... كانوا بيحلموا طبعا ..... العيلة رفعت قضايا كتير علشان تسترد أملاكها لكن مافيش فايدة طبعا
لم تكن فريدة فى حالتها عندما تجمعت مع شلة الصديقات .... كانت ساهمة ومرتبكة ..... لمسة يدها مع سامر فى نهاية لقائهما عند السلام جعلتها ترتعد قليلا ..... لمسة يد كأنها الحلم ...... شعرت بأن هناك شرارة تنطلق فى أعماقها ..... شرارة كانت تظن إنها أنتهت وإلى الأبد ..... تلقت دعوة سامر للإفطار فى أى يوم تحدده بقلب فرح لكنه متوجس ..... فرح بفرصة جديدة مع شاب لامس شغاف قلبها من جلسته الأولى معها ..... بل بالأحرى منذ وقعت عليه عيناها .
عندما عادت فريدة قبيل نهاية اليوم و أستلقت فى غرفتها دارت فى ذهنها ذكريات أيام مضت .... ذكريات أيام زواجها ..... هذا الشاب صاحب الأصل العريق والتعليم الأجنبى الذى أختارته زوجا من ضمن عشرات من تقدموا لها ..... كان رقيقا معها دائما ..... لكنه لم يكن على قدر تطلعاتها ..... لم يكن غنيا لكنه كان ميسور الحال .... وفر لها شقة فخمة وكانت لهما سيارتهما المناسبة .... لكنه تعرض لتقلبات مالية عنيفة عندما ترك عمله بشركة البترول التى كان يعمل بها ليضارب بكل مدخراته فى أسهم البورصات العالمية..... مكاسبه الأولية أغرته بالإستمرار بل وأغرته بأخذ قرض ضخم ليزيد من إستثماراته..... لكنه فى ذلك الأثنين الأسود تلاشث مدخراته بعد السقوط المروع لكل بورصات العالم ..... تهاوت أحلامه وسقط بعدها مريضاً ..... تحملت معه كأى إبنه أصول حتى تعافى ..... لكنها لم تتحمل الحياة فى ظل ظروف التقشف وسط صعوبة حصوله على عمل براتب يضمن له ولها حياة الرفاهية التى إعتاداها خاصة بعد إضطراره لبيع الشقة والسيارة لسداد قروضه..... كأولاد الصول إنفصلا بهدوء ..... لم تطلب منه الكثير ولم يتأخر فى إعطائها حقوقها بقدر إستطاعته ..... لم تكن تحبه ذلك الحب الذى سمعت عنه من الصديقات لكنها كانت تقدره وتحفظ عشرته وتتمنى له أن يعوض ما خسره فى مغامرته
..............................................................................................
لم تتسرع فريدة فى الإتصال بسامر ..... فهى كأنثى لا تسمح لها كرامتها بالإتصال ..... إنتظرت إتصاله باقى يوم الجمعة وطوال نهار السبت ..... لم يصلها الإتصال المنتظر إلا قبل ذهابها للنوم بقليل ..... أسرعت بالرد لتجد سامر يدعوها للإفطار فى الصباح التالى ..... وعندما أخبرته بأنها لابد أن تكون فى عملها أصر على أن يتناولا إفطارهما قبل ذهابها للعمل ..... كادت الفرحة أن تقتلع قلبها من مكانه ..... لقد بدأت تشعر بذلك الشعور الذى كانت تسمع عنه من صديقاتها فى أيام مراهقتها الأولى ..... إتصال الحبيب ولقاء لا يعلم به غيرها ..... حاولت مقاومة ذلك الشعور لكنها لم تستطع ..... كان نومها متقطعا من فرط فرحتها بذلك الإحساس الجديد عليها ..... لأول مرة فى حياتها تنحى عقلها جانبا وتتبع ما يمليه عليها قلبها ..... ستخوض المغامرة بإحساس الأنثى وليس بعقل الهانم سليلة الأسرة العريقة .
كانت فريدة تكاد تطير فرحا وهى متوجهة لعملها بعد نهاية إفطارها مع سامر ..... كانت تشعر لأول مرة فى حياتها بإحساس الحب يداعب قلبها ..... إحساس الحب الأول يأتيها بعد الثلاثين ..... سامر شديد اللباقة فى حديثه يجيد إختيار كلماته ..... أشعرها بمكانتها التى تستحقها ..... إنها أمرأة فوق كل نساء الأرض ..... لمحت فى عينيه شدة التأثر عندما أخبرته بظروف طلاقها ..... كانت تتوقع منه أن يلومها لتخليها عن زوجها لكنه أيد قرارها ...... فليس من المناسب بإبنة عز مثلها أن تعيش حياة أقل من مستواها ..... أكد لها صحة قرارها ..... تسلل بهدوء لأعماق عقلها وقلبها ..... إستسلمت فى خجل لأصابعه تداعب أصابعها بهدوء ..... إفترقا على وعد منها بالإفطار سويا يوميا قبل ذهابها لعملها ..... هاهو الحب يطرق بابها أخيرا ..... الحب المناسب فى وقت مناسب .
لاحظت فريدة حركة غير عادية بالمكتب .... ولأول مرة تجد هند وكارم قد سبقاها فى الوصول للمكتب .... بمجرد وصولها أخبرها فرد الأمن الجديد بأن البيه والهانم أصحاب الشركة قد وصلا منذ أكثر من نصف ساعة وهم فى إنتظارها .... صعدت فريدة مسرعة لمكتبها ووضعت حقيبة اللاب توب على المكتب وأسرعت بطرق باب مكتب هند وكارم قبل أن يطلبا منها الدخول
- صباح الخير يا هند هانم ..... صباح الخير يا فريد بيه
- صباح الخير يا فريدة ..... كويس إنك جيتى فى معادك ..... عايزاكى فى موضوع مهم
- تحت أمرك يا هند هانم
- فيه ضيف مهم جدا جاى كمان ربع ساعة ..... عايزك تقابليه تحت فى الريسبشن بنفسك وتطلعيه على هنا ..... مش عايز إزعاج خالص طول ما هو معانا ..... محدش يسأله عن إسمه ولا يسأله جاى ليه ...... ده إجتماع بخصوص صفقة مهمة جدا ومش عايز اخباره تتسرب لأى شخص مهما كان
- تحت أمرك يا كارم بيه ..... لكن أنا هاعرفه إزاى؟
- هيسأل على مكتبنا وهيقول إن فيه معاد ..... هيكون معاه حارس بسلاح مش عايز الأمن يوقفه .... مش عايز حد يتكلم معاه خالص ..... لما توصليه مش عايز حتى الساعى يدخل المكتب علينا ..... معلش أنا عارفة إن ده مش شغلك لكن تدخلى لينا القهوة بنفسك
- تحت أمرك يا هند هانم
فتحت الباب بعد أن طرقته لتجد كارم بنفسه يستقبل الرجل بكل إحترام ويقوده لمائدة الإجتماعات فى الطرف الآخر من الغرفة
- صباح الخير يا فندم ..... حضرتك تحب تشرب إيه
- فهوة مظبوطة لو سمحت
- لو سمحتى يا مدام فريدة قهوة مظبوطة والقهوة بتاعتى أنا ومدام هند
سرعان ما وجدت فريدة اللواء أمين أمامها فى المكتب وبمجرد أن نظر للحارس الواقف أمام الباب أدرك أن الشخصية الزائرة على أعلى قدر من الأهمية ..... بعد أن ألقى عليها تحية الصباح توجه للرجل الواقف أمام الباب وأجرى معه حديثا هامسا فهمت منه فريدة أنه يعرفه بنفسه ويحاول معرفة ماهية الضيف الهام
إستمر الإجتماع لأكثر من ساعتين حتى أنفتح الباب وخرج الضيف يتبعه حارسه كظله وخلفهم كارم ليطلب كارم من فريدة عدم الإزعاج لمدة ساعة أخرى
بمجرد خروج الضيف من باب الشركة وجدت فريدة اللواء أمين يقتحم مكتبها ويجلس على الكرسى المقابل ..... كأى رجل أمن يريد أن يعرف التفاصيل
- مين ده يا مدام فريدة اللى كان عند كارم بيه ؟
- معرفش عنه أى حاجة ولا حتى إسمه
- معقولة يا فريدة زيارة مهمة زى دى ماخدش بيها خبر؟
- دى كانت تعليمات كارم بيه صدقنى .... وأنا أصلا مكانش عندى خبر بالزيارة دى غير قبل ما يوصل بربع ساعة
- غريب أوى الموضوع ده ..... يا ترى وراه إيه ؟
- أكيد شغل مهم ..... كده أو كده هنعرف ..... كلها يوم ولا إتنين
- وانا لسة هأستنى يوم ولا أتنين ؟ أنا هاعمل تحرياتى واعرف فورا
- وهتعرف منين يا أمين بيه
- برضه أمين بيه ؟ مش قولنا نرفع الألقاب
- نسيت معلش سامحنى
- الحارس ده ميرى والسلاح اللى معاه ميرى ..... هأسال فى الحراسات الخاصة وهاعرف كل حاجة
- طب لو عرفت تبقى تقولى .... أوعى تنسانى
- وأنا اقدر؟ سلام بقى أروح أشوف شغلى
- .........................................................................................
- مساء الخير يا فريدة ..... وحشتينى
- وحشتك إيه ؟ مانا لسة شايفاك الصبح
- يعنى موحشتكيش ؟
- مممممم ..... الحقيقة ؟ وحشتنى
- طيب أنا عايزك بكرة تيجى معايا مشوار بعد ما نفطر سوا
- مشوار إيه ؟
- متخافيش مش هأخطفك ...... أنا بس لقيت فيلا مناسبة فى كومباوند جديد وعايز آخد رأيك فيها
- بجد ؟ ألف مبروك يا سامر ..... وعايز تاخد رايى ليه ؟ خلص بسرعة قبل ما حد يسبقك
- يعنى مش عارفة عايز آخد رأيك ليه يا فريدة ؟
- إنت بتقول إيه يا سامر .... بالسرعة دى ؟
- أنا باحبك يا فريدة من أول مرة عينى وقعت عليكى فيها ..... مهندس الديكور هيكون موجود علشان تقوليله طلباتك
- أيوة يا سامر
- مردتيش عليا ؟ موافقة ولا لأ ؟
- إنت مجنون يا سامر !!!! مجنون بجد
- أنا مجنون بيكى يا فريدة ..... لو وافقتى على الفيلا يا ريت تقبلى عزومتى إنتى والهانم والدتك بكرة على العشا ..... خدى رأيها وردى عليا
- فريدة !!!!! ردى عليا
- أرد أقولك إيه يا سامر ؟ أنا هاموت من الكسوف
- قولى إنك موافقة
- موافقة على إيه يا مجنون
- باحبك يا فريدة ..... بتحبينى زى ما باحبك
- باحبك يا فريدة
- وانا كمان
- إنتى كمان إيه ؟ قوليها
- متكسفنيش بقى !!!
- اوكى .... أنا كده عرفت رأيك .... إعملى حسابك بكرة علشان تشوفى بيتك يا ..... حبيبتى
- فيه إيه يا فريدة ..... حصل إيه يا بنتى مخليكى طايرة كده من السعادة
- أخيرا يا ماما ..... أخيرا لقيت الراجل اللى يستاهلنى ..... شاب وسيم من عيلة وبيزنس مان ناجح
- ولقيتيه فين ده يا بنتى ؟ هى السما بتمطر عرسان
- إتعرفت عليه فى الماريوت يا ماما ..... جنتل مان وشيك ..... عازمنا على العشا بكرة أنا وإنتى علشان ياخد موافقتك
- بسرعة كده يا فريدة ؟ إنتى عارفاه كويس ؟
- أيوه يا ماما ..... أسمه سامر السمرى ..... جده الكبير السمرى باشا ..... عيلته هاجرت بعد الثورة كندا وهو عنده شركات فى إنجلترا ..... جه مصر وهيفتح بيزنس جديد ليه ..... بكرة هياخد رأيك ولو وافقتى يجيى يتقدم رسمى
- أنا عارفة عيلة السمرى كويس ..... جدتك حكتلى عنهم مرة ..... كان ليهم أراضى كتير فى وجه بحرى
- أيوة يا ماما هى العيلة دى .... مستعجل ومش قادر يصبر
- ربناا يكرمك يا بنتى .... بس هتسيبينى وتسافرى ؟
- أسيبك فين ..... رجلك على رجلى ..... هيشترى فيلا فى زايد ونعيش فيها كلنا ...... بكرة هياخدنى يفرجنى عليها وهأقابل مهندس الديكور أقوله طلباتى كلها
- طيب يا بنتى ..... مش هاديكى رأيى غير لما أشوفه ..... إنتى عارفة إحنا ملناش راجل يطلبك منه ..... لا خال ولا عم ولا حتى قرايب من بعيد
- أنا محدش يطلبنى غير منك يا ست الكل إنتى ..... أقوله إنك موافقة تقابليه بكرة ؟
- قوليله يا بنتى .... ربناا يسعدك يا حبيبتى
..................................................................................................
بعد إفطارهما فى الصباح إصطحبها سامر فى سيارته الفارهة لتشاهد الفيلا التى يزمع شرائها ....كانت الفيلا بالضبط كما كانت تتخيل أحلامها ..... فيلا متسعة ذات أدوار ثلاثة وحديقة متسعة...... كانت مكتملة من الخارج فقط وكل ما بالداخل يحتاج لعمل كثير ..... حوائط وجدران ..... وجدت مهندس الديكور قد سبقهما هو ومساعده ليعرف ما يتطلبانه فى الفيلا ...... لم يتدخل سامر فى أى من إختيارتها ..... قالت للمهندس كل ما تريده لبيتها المستقبلى .... مملكتها التى تليق بها ..... ظل المهندس يكتب طلباتها ثم أنصرف لرفع مقاييس الفيلا ..... إنتحى بها سامر جانبا ليعرف رأيها النهائى
- عجبتك ؟
- أوى يا سامر ..... المهندس هيعرف ينفذ اللى طلبته منه ..... شايف إن طلباتى كتير؟
- مفيش حاجة كتير عليكى ..... لولا إنى مستعجل كنت جبتلك أكبر مكتب ديكور فى أوروبا ينفذ طلباتك
- ربناا يخليك ليا يا سامر ..... باحبك بجد
- أهى كلمة باحبك دى بالدنيا كلها عندى ..... بكرة هاروح أخلص فى الفيلا ومهندس الديكور يبدأ فى التصميمات ..... كان نفسى يكون قصر يليق بيكى مش فيلا فى كومباوند
- أى مكان أكون معاك فيه هيبقى جنة بالنسبة لى يا سامر
مساء فى تمام السابعة والنصف مساء توقفت سيارة فريدة أمام مدخل المرسى المؤدى للباخرة نايل ماكسيم الراسية أمام الفندق حيث موعد لقاء أمها المرتقب بسامر ..... كانت فريدة متأكدة من موافقة أمها لكنها كأى عروس محبة كانت ٍمتوجسة ..... ذلك القلق الطبيعى الذى ينتاب أى فتاة عندما يتقدم لها من إختاره قلبها .... لم توص أمها بحسن معاملته فأمها سيدة الأصول والذوق ..... لكنها طوال الدقائق العشر التى أستغرقها الطريق لم تتوقف عن ذكر مدى حبها لسامر وحبه لها ..... إنه الشاب الذى تتمناه أى فتاة ...... لم يلتفت لكونها مطلقة ..... فتربيته ببلاد الغرب تجعل مثل تلك النقطة مهملة فى ذهنه .
كان سامر ينتظر أمام مدخل المرسى وفتح باب السيارة بكل إحترام للأم الأنيقة ..... أنحنى أمامها مسلما عليها مقبلا يدها بقبلة سريعة وأصطحبهم لداخل الباخرة .
كانت المائدة معدة إعدادا خاصا وليس كباقى موائد المطعم العائم .... وبعد أن عرف سامر نفسه لنازك هانم وتأكدت من صدقه بدلائل أوردها عن أصل عائلته العريق كانت الباخرة قد بدأت فى التحرك .
- لو حضرتك وافقتى يا نازك هانم هنتمم الأمور فى أقرب وقت ..... الفيلا هتخلص خلال 6 شهور زى ما مهندس الديكور بلغنى ..... أنا مش هأقدر أستنى ال 6 شهور دول بصراحة
- إنت مستعجل أوى يا سامر يابنى
- فوق تخيل حضرتك يا نازك هانم ..... لو حضرتك موافقة أنا عايز تكون ليلة دخلتنا الجمعة الجاية
- لأ يا بنى ..... كده بسرعة قوى ومش هنقدر نجهز نفسنا
- الموضوع مش محتاج تجهيز حضرتك ..... هنعيش فى جناحى فى الأوتيل هنا لغاية ما الفيلا تخلص ..... الشركة هتنتهى إجراءات إشهارها خلال 3 شهور بالكتير ..... نخلص إجراءات الشركة وآخد فريدة ونسافر أوروبا نشترى الموبيليا من هناك ونشحنها ونقضى شهر العسل فى باريس .... هنعمل حفلة صغيرة تعزموا فيها القريبين منكم يوم الجمعة
- بالسرعة دى يابنى .... طيب أدينا فرصة حتى نشترى للعروسة هدومها
- كل هدومها هنشتريها من أوروبا لما نسافر ..... والمحلات هنا فى مصر فيها الضروريات اللى هتحتاجها .
- يابنى فى تجهيزات تانية البنت لازم تعملها
- لو كان على التجهيزات التانية فأنا هأحجز ليكم سويت هنا فى الأوتيل ..... تعمل كل اللى هيا عايزاه فى البيوتى سنتر بتاع الأوتيل
- إيه رأيك يا فريدة يا بنتى فى الكلام ده ؟
وقف سامر وأشار سامر بيده للمسؤل عن المكان بيده إشارة معينة فتحولت فجأة أضواء القاعة لتتركز حوله وحول فريدة وياتى مشغل الإسطوانات بالميكروفون ليضعه فى يد سامر ليقوم بالجلوس على إحدى ركبتيه ويقول بصوت دوى صداه فى أنحاء القاعة التى صمتت تماما إنتظارا لكلمة العروس
- Please say yes
- Yes
لم تتوقف المفاجآت ...... فوجئت فريدة بترابيزة ذات عجلات يدفعها إثنان من الجرسونات تتقدم نحو مائدتهم تحمل تورتة ذات ثلاث ادوار ويجاورهم ثالث يحمل صينية عليها سكين تقطيع طويلة أسفلها مظروف أوراق كبير ..... تقدم منها الجرسون وقدم لها السكين بينما تناول سامر المظروف ووضعه على المائدة وأمسك يدها التى تحمل السكين بيده ليقطعا سويا تورتة خطبتهما ليضع الجرسون قطعة فى طبق يتناول منه سامر بطرف شوكته قطعة يضعها فى فم فريدة وفعلت هى بالمثل ليأخذ بعدها الجرسونات التورتة لتقطيعها وتوزيعها على باقى الموائد الموجودة بقاعة تلك الباخرة .
وأخيرا عادت القاعة لجوها المعتاد وأنهمك الحاضرين فى تناول عشاءهم بينما إستمر سامر فى مفاجآته .
فتح سامر المظروف ليخرج منه أوراق مكتوبة بالإنجليزية يضعها فى يد نازك هانم وهو يتحدث لها فى هدوء
- ده يا هانم مهر فريدة ..... عقد الشركة اللى باعملها فى مصر .... الشركة رأسمالها 2 مليون دولار ..... العقد بينص أن رأس المال مدفوع مناصفة بينى وبين فريدة ..... العقد مش ناقص عليه غير توقيع فريدة علشان نسجله فى القنصلية والشهر العقارى .... أنا وقعت عليه
- لو معاك قلم هاته أمضى العقد حالا
- لا يا فريدة ..... إنتى دلوقتى سيدة أعمال ...... لازم تتعلمى إن مافيش ورقة تحطى توقيعك عليها قبل ما تقريها كويس وتدرسى بنودها ...... خدى العقود معاكى البيت إقريها كويس ووقعيها وهاتيها معاكى بكرة الصبح علشان أديها للمحامى يخلص باقى الإجراءات ...... السويت هيكون جاهز لإستقبالكم من بكرة الساعة 12 الضهر علشان تجهزى
- أوكى ..... أنا بكرة هافطر معاك وأروح الشركة أقدم إستقالتى وأخد متعلقاتى من هناك
- أوعى تعملى كده ..... إحنا شركتنا هتشتغل فى نفس مجال الشركة اللى إنتى فيها دلوقتى ..... يعنى هننافسها ...... الشركة هتكون جاهزة خلال شهرين أو تلاتة..... فى الشهرين دول عايزك تعرفى كل حاجة عن شركة كارم بيه ..... العملا بتوعها ..... طريقة تسويقهم ..... شبكة علاقاتهم ..... ميكانيزم شغلهم ..... كل ده هينفعك فى إدارة شركتك يا حبيبتى
- يعنى معقولة يا سامر أبقى صاحبة شركة وأفضل أشتغل سكرتيرة ؟
- أيوه ..... وكمان مش عايز حد فى الشركة يعرف إنك هتتجوزى حتى ..... لو عرفوا هيفضلوا يدوروا وهيعرفوا طبعا إنك عملتى شركة منافسة ليهم ..... المعلومات يا فريدة أهم سلاح فى إيد صاحب الشركة ..... معلوماتك عن منافسينك هى اللى هتحدد نجاحك ....والشركة اللى انتى فيها أكبر شركة إستيراد وتصدير فى البلد يعنى هتبقى المنافس الرئيسى لشركتك
- إزاى بقى مش هيعرفوا إنى إتجوزت ؟ مانا أكيد هاطلب أجازة جواز
- خدى 3 أيام أجازة مع الويك إند .... قوليلهم إنك مسافرة رحلة لشرم الشيخ .... أحنا مش هنعمل شهر عسل دلوقتى لغاية ما نخلص شغلنا هنا ونسافر ..... بعد تأسيس الشركة أوعدك إنك هتقضى شهر عسل يليق بيكى وبجمالك .ٍ
فى طريقهما للعودة لشقتهم كانت الأم تشعر بشعور ما غير مريح ..... حاولت أن تخبر إبنتها بشعورها لكنها أشفقت عليها من أن تنكسر فرحتها التى تنطق بها ملامحها ..... فرحة لم تر أبنتها فيها منذ ان فقد أباها ثروته بعد إتهامه بالفساد وعندما حاولت التحدث معها بعد وصولهم بقليل وجدتها تطالع عقد الشركة بإهتمام وتناقش فيه سامر على التليفون
إستسلمت وكذبت حدسها ...... فالوقائع تكذب شعورها الداخلى
...........................................................................................
جرى الإسبوع سريعا وأتت الليلة الموعودة ..... أقام سامر حفل بسيط فى إحدى القاعات الصغيرة فى الفندق ..... لم يكن هناك غيرها هى وعريسها والأم وصديقاتها وأزواج من هن متزوجات منهن .... كانت فريدة تطالع نظرات الحسد المطلة من أعين الصديقات أثناء قيام المأذون بعمله فى إجراءات عقد القران ...... إنتهى الحفل سريعا وأنفردت فريدة بعريسها فى جناحه الفاخر بعد أن أصرت الأم على ان تبيت ليلتها فى شقتها وتترك الجناح الذى أقامت به طوال الإسبوع مع إبنتها
كانت فريدة خجلى كأى عروس ليلة عرسها رغم أن جسدها كان يشتعل شوقا لتلك الليلة .... لم تكن ترتدى ثوب عرس لكن فستان سهرة يكشف عن ساقيها ونحرها وذراعيها ..... جفلت قليلا عندما أقترب سامر منها وطبع على شفتيها قبلة سريعة ..... فتلك أول مرة تلمس شفتاها شفتى رجل منذ أن طلاقها ..... إحتواها سامر بذراعيه القويتين وطبع على شفتيها قبلات سريعة ...... تكلمت فى خجل
- ممكن تصبر شوية أغير هدومى
- زى ما تحبى يا حبيبتى .... ولو أنى كنت عايز أساعدك
- علشان خاطرى .... إلبس بيجامتك وإستنانى لغاية ما أغير
- أوكى زى ما تحبى .... غيرى هدومك وهستناكى برة ..... متتأخريش عليا
سمعت فريدة من مكانها صوت فتح زجاجة الشمبانيا الفاخرة الموجودة فى حاوية الثلج قبل أن تنتهى من تغيير ملابسها لتخرج
كانت كالأميرة فى ذلك الرداء الحريرى الأبيض الذى يكشف مفاتنها ..... وقف سامر ناظرا بهدوء لذلك الجسد الرائع ثم توجه إليها ورفع كفها لفمه ليطبع عليه قبلة رقيقة ويحتويها بذراعه الأيمن ليقودها إلى الأريكة المريحة ليجلس محتويا هذا الجسد الرائع بذراعه القوى ويملأ كأسها ويضعه أمام شفتيها لترتشف منه رشفة صغيرة أتبعها هو برشفة لامست مكان شفتيها ..... ناولها الكأس وملأ كاسه وهو ينظر إليها ترتشف الكأس فى أناقة تليق بأنثى فى مكانتها ..... ضمها إليه وأخذ شفتيها فى قبلة عميقة إمتص فيها شفتها بهدوء قبل أن تتحول القبلى إلى صراع عنيف بين شفاه متلهفة بعد أن ترك كل منهما كأسه الفارغ ..... إلتهم شفتيها فى جنون وأمتص لسانها بشبق ويده تمتد لصدرها تعتصر ثديها الأيسر بهدوء أولاً وتتحول الإعتصارات الهادئة لإعتصارات شبقة ولا زالت الشفاه متشابكة ليقف ويحملها كاللعبة بين ذراعيه القويتين ويتجه بها لفراش لغرفة النوم .
أوقفها على الأرض ولا زالت الشفاه متشابكة بينما تتلمس يداه جسدها وأنزل حمالتى قميص النوم عن كتفيها لينزلق قميص النوم أرضا كاشفا عن أثداء شهية إنتصبت حلماتها فيلتقم تلك الحلمات بشفتاه واحدة تلو الأخرى يشبعها تقبيلا ولعقا بهدوء أولا لتتحول بعدها لمصات قوية بينما يداه تعالج كيلوتها الصغير فينزله قبل أن يريحها على الفراش ويبدأ فى تقبيل بطنها منزلقا بفمه لآسفل حتى يصل لما فوق كسها فيشبعه تقبيلا بينما أصابعه تداعب بظرها المنتصب فتنطلق منها آهة طويلة يلتقم بعدها هذا البظر الشهى الذى بدا يتبلل بمائها وبلعابه بينما أصابعه تقتحم فتحة كسها فتنطلق فورتها وتحاول ضم فخذيها فيمنعها بذراعيه القويتين ويرفع تلك الأفخاد الملفوفة لأعلى ويستمر فى لعق مائها ويقحم لسانه لداخل تلك الفتحة وقد فقدت فريدة التحكم تماما فى نفسها مع إنطلاق فورتها الثانية ليزيد رفع فخذيها ويلعق كل ما بين فلقتيها مبتدئا بشرجها منتهيا ببظرها الذى يختصه برضاعة طويلة
كانت المرة الأولى لفريدة التى تعاين تلك الطريقة فى ممارسة العلاقة الجنسية ..... فزوجها الأول رغم فحولته لم يكن يهتم كثيرا بتلك المداعبات وتلك اللمسات فتركت لصوتها العنان لتملأ آهاتها فراغ الغرفة مع قذفتها التالية وهى ترجو من سامر أن يرحمها فيخلع بنطاله بسرعة ويمرر زبره على كامل كسها مرات ومرات وهى تتلوى محاولة الفكاك دون جدوى حتى يقحم زبره بداخل فتحتها وهى تطلق مائها للمرة الرابعة لتضم فخذيها حول جسده وهو يدفع بزبره عميقا مرات ومرات وجسدها يهتز أسفل منه حتى يطلق ماؤه أخيرا ويلقى بجسده فوق جسدها ويلثم شفتيها بقبلات هادئة قبل أن يستلقى بجوارها محتضنا أياها لتغمض عينيها فى غيبوية إستمتاع وتنام ولأول مرة فى حياتها عارية تماما مستمتعة لدرجة لم تصل إليها من قبل بعد أن أيقنت أن جسدها لم يحصل من قبل على متعة جنسية وأن هذا الرجل هو بحق عوضها عن كل ما عانته طوال حياتها
.............................................................................................
لم يكن يؤرق فريدة طوال أيام إجازتها إلا تلك الأوقات التى يتركها فيها سامر ليجلس أمام جهاز اللابتوب الخاص به لوقت طويل كى ينجز أعماله المنتشرة فى أكثر من دولة ..... كانت تراقبه بإهتمام وهو يستقبل بريده الإلكترونى ويجيب على الرسائل ويحمل بعض الملفات الهامة على فلاشته التى لا تفارق جهازه كى يطالعها بدقة ..... لم تمانع لكنها كانت دائما ما تتوق لتلك الجولات الجنسية الملتهبة التى لا يتوقف عنها حبيبها طالما كان غير مشغول ..... كانت تتركه أحيانا لتتجهز له أثناء إنشغاله إستعدادا للجولة القادمة وأحيانا ما كانت تجالسه لتتعلم منه كيف يدير أعماله وكيف يضارب بملايين فى بورصات العالم لتعود له مضاعفة ...... كانت تعيش فى ذروة سعادة لم يخطر ببالها أنها ستصل إليها فى يوم ما
وفى يوم الإجازة الأخير بينما كانت تستعد للجولة القادمة فوجئت بسامر ينفعل صارخا فى غضب لتهرع إليه متسائلة عن سبب غضبه
- فيه إيه يا حبيبى ؟ إيه منرفزك كده
- اللاب توب سقط ويندوز ..... صفقة بالملايين هتروح عليا ..... أنا لازم أنزل دلوقتى البيزنس سنتر استعمل جهاز من عندهم ...... مجموعة أسهم معروضة لقطة مينفعش تضيع ...... ياريت بس الحق قبل ما حد ياخدها .
- طيب يا حبيبى ليه تضيع وقت لغاية ما تنزل البيزنس سنتر وتدور على جهاز فاضى ..... خد اللاب بتاعى خلص عليه شغلك
- بجد ؟ فعلا تبقى أنقذتينى .... الباسوورد بتاع جهازك إيه ؟
- سامر وفريدة
فى الصباح التالى ورغم شعورها بأنها ستفتقد حبيبها وصلت فريدة لعملها متحمسة ...... متحمسة لمهمتها التى ستقوم بها ..... الإطلاع على كافة صفقات تلك الشركة الناجحة التى تديرها الخادمة إبنة البواب ..... ستتعلم من تلك الملفات كيف يدار العمل فى شركات الإستيراد و التصدير الكبيرة التى تماثل شركتها التى ستفتتح خلال أسابيع قليلة ..... فلتستغل ذلك الوقت فى معرفة أسرار أكبر منافسيها دون علمهم ..... بالتأكيد ستكون شركتها أنجح من تلك الشركة ..... فهى بالتأكيد بمستوى تعليمها ستكون أقدر على الإدارة أفضل من تلك التى تدعى هند هانم
بعد أن أنهت أعمالها الروتينية جلست لمكتبها لتفتح اللاب توب الخاص بها وتدخل كلمة السر التى توصلها بالشبكة الخاصة بالشركة لتبدأ أولى مهامها الخاصة بمعرفة أسرار تلك الشركة ..... بحثت عن ملف الصفقات وفتحته ..... بدأت فى التمعن فى قراءة أول ملف وقعت عليه عيناها ..... لم تمر أكثر من 10 دقائق لتجد أن إتصالها قد إنقطع ويأتيها صوت الإذاعة الداخلية ليعلن عن إنقطاع مؤقت فى الإتصالات لظرف طارئ ويطلب من جميع العاملين إلتزام مكاتبهم ..... ضحكت فريدة فى نفسها ..... فتلك البائسة صاحبة الشركة لم تكلف نفسها بعمل شبكة قوية غير قابلة للإنقطاع ..... حسنا فهذه أول نقطة ضعف عرفتها عن منافستها الأولى
بعد نصف ساعة أو أكثر قليلا فوجئت فريدة باللواء أمين يقتحم عليها مكتبها بصحبته مدير قسم الIT بالشركة ومعهم آخر لا تعرفه
طلب منها اللواء أمين أن تترك مقعدها ليجلس عليه هذا الآخر أمام جهاو اللاب توب ويبدأ فى النقر بسرعة على مفاتيحه لتضيق عيناه وينظر للواء أمين هازاَ رأسه بعلامة الإيجاب
ظهرت الصدمة على وجه اللواء أمين بينما يغلق هذا الرجل الآخر جهاز اللابتوب ويحمله
- مدام فريدة ...... ممكن تيجيى معانا شوية ؟
- آجى فين ؟ إيه اللى بيحصل ؟
- مشوار صغير ..... هناخد منك كلمتين بخصوص اللاب توب
- ماله اللاب توب ..... ده بتاع الشركة والشركة مسلماه ليا عهدة علشان الشغل
- ماهو علشان هو عهدتك عايزين ناخد منك كلمتين بخصوصه ..... ياريت تدينا الموبايل بتاع حضرتك كمان
.................................................................................
فى مكتب هادئ وجدت فريدة نفسها تجلس أمام رجل ذو ملامح حيادية وصوت هادئ ..... طلب لها كوبا من الليمون لتهدئ أعصابها التى بدأت فى الإنهيار حتى أن يدها بالكاد حملت الكوب من شدة إرتعاشها ..... وأخيرا وبعد وقت بدأ الرجل فى الحديث
- مدام فريدة الدغمومى ..... السكرتيرة التنفيذية بشركة هند هانم وكارم بك ..... معلوماتى صحيحة ؟
- أيوة مظبوط أنا فريدة الدغمومى
- اللاب توب المظبوط فى مكتبك خاص بيكى ؟
- هو خاص بالشركة وفى عهدتى
- بتسيبيه فى الشركة ؟
- لأ طبعا .... باخده معايا لإنى أحيانا بأضطر أشتغل من البيت
- فيه حد غيرك بيستعمل اللاب توب ؟
- لأ .... محدش بيستعمله غيرى
- هل تركتى الجهاز فى أى مكان خلال الأيام الماضية ؟
- لأ .... الجهاز كان دايما معايا
- الشخص اللى فى الصورة ده تعرفيه
- ده .... ده ..... ده سامر السمرى ..... جوزى ..... إتجوزنا يوم الجمعة اللى فاتت
- هل جوزك كان فى إمكانه فتح اللاب توب الخاص بيكى
- لأ
- متأكدة يا فريدة ؟ إجابتك دى واقف عليها مستقبلك كله
- إمبارح اللاب توب بتاعه باظ وكان محتاج يفتح إيميل مهم فأستعمل اللاب توب بتاعى
- كنتى موجودة وهو بيفتح الإيميل ؟
- لآ ..... كنت فى الأوضة التانية
- للأسف يا فريدة هتستنى معانا شوية ..... الموضوع اللى انتى متورطة فيه كبير
لم تعد فريدة تدرى بالوقت فى تلك الزنزانة الخالية من النوافذ ولم تدرى إلا وباب سجنها يفتح ليطل عليها وجه إمرأة يبدو من زيها أنها حارستها أدخلت لها صينية طعام وخرجت دون كلمة .... لم تكن فريدة على إستعداد لأن تأكل أو ان تتقبل معدتها أى طعام لكنها أكتفت بشرب بعض جرعات الماء علها تطفئ ظمأ حلقها الجاف وبعد وقت آخر أتت الحارسة لتصطحبها فى طرقات متشعبة حتى وجدت نفسها تجلس أمام المحقق مرة أخرى .
- مدام فريدة ..... سامر السمرى اللى اتجوزتيه الإسبوع اللى فات إسم واحد مات فى حادث فى كندا من 6 شهور ..... يعنى اللى اتجوزتيه ده مش سامر السمرى
- إيه ؟ إنت بتقول إيه ؟ والاوتيل والمأذون وكل الأوراق اللى معاه بتقول إنه سامر السمرى دى إيه
- أوراق مزورة تزوير دقيق حتى الأجهزة متقدرش تكشفه
- أمال انا اتجوززت مين ؟
- إتجوزتى إيلان ساران .... ده إسمه الحقيقى المعروف بيه فى الجهاز اللى بيشتغل فيه .... ليه أسماء تانية كتير ..... لكن ده إسمه الحقيقى
- إيه ؟ يعنى إيه ؟ وعمل التمثيلية دى كلها عليا ليه ؟ وعربيته والفيلا اللى أشتراها علشان نعيش فيها ؟ومهندس الديكور ؟ ده كله مزور
- العربية مستأجرة يا هانم ..... والفيلا اللى انتى شوفتيها كل اللى عمله إنه عاينها و والمهندس مشافش وشه تانى بعد ما قابلتيه
- فريدة هانم .... إيلان إتقبض عليه إمبارح وهو بيحاول يوصل لمنفذ طابا .... لو عايزة تساعدى نفسك وتساعدينا تتعرفى عليه فى طابور العرض اللى هيتعمل كمان شوية .... هتبقى وفرتى على نفسك ووفرتى علينا وقت كبير .... وده هيحسن موقفك فى القضية
أفاقت فريدة لتجد نفسها على سرير أحدى المستشفيات تجاورها أمها تبكى فى حرقة على الحال الذى وصلت إليه أبنتها المدللة سليلة الأسرة العريقة ..... أفهمتها أمها أنها نقلت للمستشفى تحت الحراسة حيث يقف على بابها أحد الجنود وأن اللواء أمين قد بذل جهده كى تنقل لذلك المستشفى الخاص حيث الرعاية أفضل وأنه لم يترك أمها دقيقة واحدة منذ أن تم القبض عليها فى الشركة .... هزت فريدة رأسها فى يأس بعد أن أيقنت أن كل شئ قد ضاع منها حتى مستقبلها وأستسلمت للأيام وهى تجرى وقد وافقت جهات التحقيق على بقائها فى المستشفى بدلا من نقلها للسجن بعد تعافيها وقضت فترة حبسها الإحتياطى فى زيارات متكررة للنيابة تحت الحراسة للإدلاء باقوالها والتعرف مرة أخرى على سامر (أو إيلان) فى عدة طوابير عرض حتى قررت النيابة إخلاء سبيلها أخيرا بعد ورود التحريات بأنها كانت ضحية للعبة تجرى ولا تعلم عنها شيئا
قضت فريدة أسابيع طويلة حبيسة شقتها لا تكاد تخرج من غرفتها إلا قليلا حتى فوجئت بإتصال من اللواء أمين يخبرها برغبته فى لقائها بأحد مطاعم الزمالك المطلة على النيل ..... حاولت التملص لكنه أصر عليها فلم تستطع الرفض .... فالرجل له عندها معزة خاصة وتقدير شديد بعد أن أخبرتها أمها بأنه قد تكفل بكافة مصروفات المستشفى ...... جلست أمامه وهى تكاد تذوب خجلا وهى لا تستطيع رفع عينيها لوجهه
- فريدة هانم ..... أنا آسف على كل اللى حصل ..... لكن انتى كنتى ضحية
- أنا كنت غبية يا أمين بيه مش ضحية ..... الطمع عمانى وخلانى أندفع وآدى النتيجة ..... مش عارفة أرد جميلك إزاى ..... ماما قالتلى على كل اللى عملته الفترة اللى فاتت ..... أوعدك إن كل مصاريف المستشفى هأردهالك أول ما آلاقى شغل
- مصاريف إيه يا مدام فريدة ؟ كارم بيه هو اللى إتكفل بالمصاريف كلها هو وهند هانم ..... مرضيوش يتخلوا عنك فى محنتك ..... وكمان مرتب الشهر الأخير موجود فى خزنة الشركة تقدرى تعدى فى أى وقت تاخديه ومعاه كمان مكافأة نهاية الخدمة
- معقولة ؟ بعد كل اللى حصل؟
- أيوة معقولة ..... رغم كل شئ فهند هانم أظهرت معاكى تعاطف غريب أنا نفسى مكنتش أتوقعه
- طيب حضرتك معرفتش كل اللعبة دى كانت عن إيه ؟ مش معقول كل اللى اتعمل ده علشان شحنات أجهزة كهربائية مستوردة
- أجهزة إيه بس يا مدام فريدة ...... الهدف كان شحنة شرائح إلكترونية الشركة كانت هتستوردها لحساب المصانع الحربية ووزارة الدفاع ..... كانوا عايزين يعرفوا تفاصيل الشحنة ..... إيلان زرع فى جهازك برنامج تجسس ينقل كل التفاصيل ليهم
- يعنى الشحنة إتلغت ؟
- لأ ..... كارم بيه وهند هانم بيحتفظوا بتفاصيل الشحنات دى على جهاز خاص بيهم مش متصل بشبكة الشركة .... البرنامج مقدرش يوصل لتفاصيل الشحنة ..... إيلان كان تحت عنين الأجهزة الأمنية من ساعة ما وصل لكن مكانوش عارفين هدفه ولا عارفين هينفذه إزاى ..... يوم القبض عليكى كان فيه خبير من الجهاز فى غرفة الIt منتظر إنك تفتحى جهازك علشان ده الدليل الوحيد اللى ممكن يمسكوه بيه ..... هو لم حاجته وغادر الأوتيل بمجرد خروجك ..... كان عارف إنك هيتقبض عليكى لكن كان عامل حسابه إن كل ملفات الشركة هتكون عندهم هناك بمجرد إنك تفتحى جهازك
- طيب ليه مقبضوش عليه قبل كده ؟ ليه سابوه لغاية ما أنا أتبهدل البهدلة دى
- كان لازم دليل ملموس ..... ولو إتقبض عليه بسبب تزوير الباسبور بس كانت دولته هتطالب بيه وهيتسلم لها بدون مقابل
- يعنى أنا كنت ضحية للعبة بين جهازين مخابرات
- لولا تعاطف ظباط الجهاز معاكى كنتى هتكونى متهمة معاه يا فريدة ..... إتعاطفوا معاكى لأنهم كانوا عارفين إنك ضحية ..... حتى الخاتم اللى كان مديهولك إتظبط معاه لما قبضوا عليه .... يعنى مكانش سايب وراه أى حاجة
- طبعا أنا كده مستقبلى ضاع ومش هلاقى شغل تانى
- إنتى هتيجى الشركة تستلمى مستحقاتك وتكتبى إستقالتك وهتاخدى شهادة إنك قدمتى إستقالتك بإرادتك وبإنك كنتى موظفة ممتازة ..... والقضية فى المحكمة إسمك مش هيجيى فيها غير كشاهدة ...... والمحاكمة أصلا محدش هيسمع بيها لإنها هتكون غير علانية والنيابة منعت النشر فى القضية من أول يوم
- شكرا بجد يا أمين بيه ..... وأرجوك أشكر كارم بيه وهند هانم على اللى عملوه ..... طلعوا فعلا ولاد أصول
تمت