متسلسلة من نفس الرحم _ حتى الجزء السادس 9/4/2025

ابو دومة

ميلفاوي خبير
عضو
ناشر قصص
إنضم
11 يوليو 2024
المشاركات
408
مستوى التفاعل
217
النقاط
0
نقاط
411
النوع
ذكر
الميول
طبيعي
من نفس الرحم:


3RgxHDx.jpg



الجزء الاول:

ها هي تقف وتحتفل بعيد ميلادها الثلاثون مع بعض صديقاتها المعدودين على أصابع اليد الواحدة بابتسامة بسيطة على وجهها ، ابتسامة باردة اعتاد وجهها عليها كما اعتاد على رؤيتها الآخرين وبعد احتفالها تعود لمنزلها محملة ببعض الهدايا التى قدمت لها لم يكن بداخلها الفضول لترى ماذا قدموا لها صديقاتها في هذا اليوم المميز او كما يفترض بأن يكون ، وجدت بعض الرسائل في صندوق البريد وفتحت باب منزلها الهادئ الكئيب نوعا ما ذو الاضاءة الخفيفة ، تلقى بنفسها على الاريكة وتتفقد هاتفها المحمول وتقرا بعض رسائل التهنئة من زملاء العمل ،نعم كانت رسائل قليلة جدا نوعا ما ولكن هذا بسبب شخصيتها الانطوائية البسيطة والتي قد يعتقد البعض بأنها تعاني من رهاب اجتماعي أو مرض نفسية فهي برغم جمالها الملفت للنظر والجذاب إلا أنها بوجهة نظر الكثير فتاة سلبية حادة الأسلوب لا تجيد التواصل مع الآخرين ، فتاة عملية تجيد عملها بشكل مميز ، هادئة قليلة الكلام ، لم تمر بتجارب عاطفية سوى بتجربة زواج تقليدية جدا انتهت بالانفصال بعد اكتشاف زوجها بأنها تعاني من مشاكل في الرحم ولن تستطيع الانجاب في الوقت الراهن ، مازلت تتنقل في رسائل هاتفها وجدت رسالة من خالتها رحمة ولكن لم تفتحها ، انتبهت للوقت وقامت لتاخذ حمام ، تقف تحت الماء ومن ثم خرجت عارية كما اعتادت فهي تسكن لوحدها ولا تخشى من أحد بأن تخرج بهذا الشكل وقفت أمام المرآة ، تنظر لنفسها ولجسدها الشاب المثير بدأت تتفحص جسدها واغمضت عينيها وتتخيل ايدي رجل تلتمس جسدها كانت تتمنى بأن يكون بجوارها رجل في مثل هذا اليوم لكي يحتفل بها ، تزيد العبث بنفسها ، نامت على الأريكة وبدأت يدها تقترب من شفرات فرجها المشعر التي لم يذق طعم الرجولة منذ طلاقها ، أصابعها تقترب أكثر واكثر وتبدأ تعبث بفرجها تزيد الوتيرة يد تعبث بفرجها واليد الآخر قابضة على ثديها ، بدأت تشعر بالشهوة مغمضه عينها و تتخيل برجل يقترب منها ويحضنها الخيال يمتزج مع الشهوة وهي تتفاعل استمرت هكذا حتى شعرت بالراحة ونامت ، استيقظت وجدت نفسها بهذا الوضع قامت مسرعة للاستحمام حتى تلحق موعد عملها ، أكملت هيئتها و ركبت سيارتها الصغيرة وذهبت إلى عملها وبدأت تحضر ورق الاجتماع المهم

المدير : صباح الخير يا رحيل
رحيل : صباح الخير يا مستر خالد
خالد : ايه كل حاجه جاهزة
رحيل: اه حضرتك كل حاجه تمام
خالد : عايز اجتماع النهاردة يكون مميز
رحيل: متخافش حضرتك هيكون زي مانت متوقع واحسن
خالد : أنا متأكد من كده وعايز الاحسن عشان عارف انه عندك احسن من كده
رحيل : شكرا جدا يا مستر
خالد: لو اجتماع النهاردة زي ما كنت متوقع ، انا على وعدي ومش ناسي بس شدي حيلك
رحيل بابتسامتها المعتادة: هكون عند حسن ظن حضرتك
خالد : I'm sure of that ، لوسمحتي يا رحيل قولي لمحروس يعملي قهوة


دخل خالد مكتبه ، رحيل شعرت بالفرح لأن خالد لسه فاكر وعده ليها وانه هيخليه تعمل صفقات وتبقى من السيلز ، الحماس تملك منها وقامت تكمل التحضير للاجتماع وتتاكد من أنها أرسلت الدعوات لكل الموظفين والعملاء المميزين ، اتواصلت مع المطعم اللي هيعمل البوفيه بتاع الاجتماع ، كل حاجه بقت جاهزة والاجتماع بعد ساعتين تقريبا ، رجعت مكتبها تشوف الايميل وقطع تركيزها صوت كعب بقت تبص ونظرها بيطلع تدريجي كعب احمر طويل و رجلين لونهم برونزي وصوت أنثوي ناعم وكله إثارة ، هاي يا رحيل مستر خالد موجود ، هزت رحيل رأسها ولسه مكلمتش كانت الست دي بتدخل مكتب خالد ، رحيل ما استغربتش فهي متعودة على كده منها ، اسمها نوال معاهم في الشركة بس الفرق بينها وبين رحيل زي الفرق بين السماء والأرض نوال تعتبر من أكبر موظفين المبيعات في الشركة وعندها مكتبها الخاص بيها مش زي رحيل اللي مكتبها في الريسبشن مع اغلب الموظفين العاديين ، الشكل برغم من جمال رحيل اللي بيفوق جمال نوال بمراحل إلا أنها محتشمة في لبسها وما بتحطش مكياج تقريبا غير حاجة بسيطة بعكس نوال اللي عاملة زي موديلات فكتوريا سيكريت ، وشخصية نوال القوية اللي الكل بيحلم يتكلم معاها بعكس شخصية رحيل الانطوائية الخجولة اللي الأغلب بيتجنب الكلام معاها ، بعد تقريبا نص ساعة خرجت نوال وهي بترتب هدومها

نوال : معاكي منديل يا رحيل
رحيل ( بتبص ليها مندهشة من هيئتها) : هاه ، اه معايا اتفضلي
نوال : ميرسي

طلعت نوال مريتها وبدأت تمسح وشها ، و رحيل بتعمل نفسها مش منتبهة وبتقلب في أي حاجه قدامها

نوال : ميرسي يا رحيل ، اه صحيح كلمتي الريستوران
رحيل : اه طبعا واكدت على كل حاجه
نوال : تاكدتي أنه في لازانيا في البوفيه
رحيل: اه طبعا
نوال : طيب ممتاز لأن ابو الوفا بيه بيحبها جدا


خرجت نوال وهي تبتسم لكل اللي يقابلها واي راجل يقابلها يختلس النظر لجسمها المثير ، حضرت رحيل كل الاوراق وراحت للفندق اللي هيتعمل فيه الاجتماع عشان تتأكد من كل حاجه ، وكل حاجه كانت جاهزة وجي وقت الاجتماع وحضر اغلب موظفين المبيعات و رؤوس الاقسام و عملاء الشركة وكانت كل حاجه مترتبة صح ، بدأ الاجتماع ورحيل بتجاوب على حاجه وكأن مفيش حد في الشركة غيرها ، كانت واكلة الجو من الكل واي سؤال الكل يبص عليها وهي اللي تجاوب كانت شايفه علامات الانبهار في عيون خالد وكانت متأكدة من أنها نجحت وأثبتت حالها حست بكده ودا كان واضح ، رجعوا للشركة و دخلوا قاعة الاجتماعات

خالد : مش عارف اقولكم ايه ، النجاح بتاع النهاردة دا فاق توقعاتي بكتير انا مكنتش متخيل كده خالص احنا النهاردة تقريبا بعنا 80% من مشارعنا دا غير الحجوزات ، بشكركم كلكم وبقولكم أن دي البداية بس والفترة الجاية هيبقى فيها شغل كتير ومحتاج منكم مجهود أكبر
معتز : تقسيم الشغل هيبقى ازاي يا مستر خالد
نوال: واهم حاجه النسبة
خالد : هههههههههههه أنا عارف ان دي اهم نقطة عندكم وعشان كده قررت اجتمع بيكم النهاردة مع أن الوقت اتاخر وانكم تاعبنين بس قولت لازم اجتمع بيكم النهاردة عشان لازم نبدا شغل من بكرا وعشان مفيش وقت نضيعه ، دلوقتي هقولكم عن التقسيم وكل واحد هيبقى شغله ايه الفترة الجاية

ابتسمت رحيل لأنها كانت متأكدة بأن اسمها هيكون موجود وأنها هتبدا مرحلة جديدة في كاريرها ، وبقت تقول لنفسها انها لازم تطور حياتها وتغير عربيتها وتحط مبلغ في البنك قطع حبل خيالها صوت خالد وهو بيقول الاسماء ، خالد بقى يقول الاسماء ويدي كل واحد ملف المشروع اللي مسؤول عنه ، اسم نوال اتكرر كتير وليها نصيب الأسد منهم ، رحيل بتستنى يقول اسمها بس دا محصلش ، ابتسامتها اتحولت لمشروع دموع في عيونها الزرقاء اللي بقت عاملة زي السماء اللي هتمطر بقت تحس بعقارب بتلسع جسمها كلهم بيباركوا لبعض وهي اللي عملت كل حاجه ومفيش حد قالها شكرا

خالد : اه صحيح لازم اقول شكرا لمدام رحيل على مجهود النهاردة

خرجوا كلهم وفضلت قاعدة لوحدها في القاعة زي ما هي متعودة في الحياة ، حاولت تمسك نفسها ، خدت حاجتها وهي ماشية مصدومة مش عارفة تعمل ايه ، ركبت عربيتها وانفجرت في البكاء وهي بتحضن الدريكسيون بتبكي بكل قوتها حاست بأنها مكسورة ، فضلت على الوضع دا شوية وبعدين روحت دخلت بيتها زي كل يوم ، مفيش حاجه في حياتها بتتغير ، فضلت قاعدة شوية وبقت تقلب في تلفونها زي كل يوم ، افتكرت رساله خالتها رحمة بتاعة امبارح ، الفضول خلاها تفتح الرسالة مكانتش حابة بس الملل والفراغ بيدفعوا الإنسان يعمل كل حاجه واي حاجة، فتحت الرسالة

" ازيك يا رحيل أنا عارفة انك مش حابة تكلمي حد فينا بس كان لازم اقولك أن هدى ماتت واقولك البقاء *** وأنها مهما كان اللي حصل بينكم هتفضل امك واحنا حابين تكوني موجودة معانا ومحامي العيلة محتاجك في موضوع مهم بخصوص الميراث "


الصدمات تتوالى في أول يوم ليها بعد الثلاثين ، وفاة أمها خبر جديد ينضاف مع الأخبار السيئة برغم من علاقتهم السيئة إلا أنه اكيد يعتبر خبر سيئ برغم من كده رحيل ماحستش بايه مشاعر حزن ، امها انفصلت عن ابوها وسابتها واتجوزت ودا اثر في شخصية رحيل اللي رفضت كل طرق التواصل مع امها وحست أن أمها اتخلت عنها ، قعدت شوية وبعدين قلعت هدومها وملت البانيو مية ونامت فيه وبقت تبص لفوق وهي بتشرب سيجارة ، فضلت كده شوية وبعدين قعدت تتفرج على التلفزيون ودخلت نامت حياة روتينية اعتادت عليها ، صحيت الصبح كلمت الشركة وقررت تاخد إجازة عشان تروح عزاء امها قررت تروح العزاء وبعتت رسالة لخالتها

رحيل : ابعتيلي اللوكيشن

رحمة ردت بسرعة و واضح انها كانت مش مصدقة

ركبت عربيتها وقررت تروح مكانتش عارفة ايه السبب اللي دفعها لكده اكيد مش حزنها على وفاة أمها ولا بسبب حبها ليها ، هي ببساطة مش حاسة باي مشاعر اتجاه امها بس يمكن مكانتش عايزة تروح الشغل ومش قادرة تواجه خالد وتسأله عن سبب تجاهلها وعدم الوفاء بوعده كلها اسباب خلاتها مستعدة تروح للجحيم مش بس عزاء امها ، طول الطريق بتحاول تسال نفسها عن سبب فشلها في الحياة وايه دوافع البقاء عندها ، فكرة الانتحار كانت دايما من الخيارات اللي بتروضها بس كانت تحاول تقنع نفسها بأن بكرا هيبقى اجمل ويمكن بسبب جبنها وعدم قدرتها على مواجهة أي حاجه في حياتها ، فضلت كل الأفكار دي تدور في دماغها طول الطريق وصلت للمكان اللي كان في منطقة ريفية وبقت تسال أهل البلد عن مكان بيت خالتها

رحيل : الو انا مش عارفه اوصلك اللوكيشين مش ظاهر عندي و وصلني لحتة تانية
رحمه: انتي فين بالزبط
رحيل: جنبي هنا سوبر ماركت
رحمة : اسمه ايه
رحيل : جمعة و أولاده
رحمة : طيب حلو في قدامك جامع مش كده
رحيل : أيوة
رحمة : طيب استني عندك وانا هبعتلك حد دلوقتي


استنت رحيل شوية وبدأت تزهق لغاية لما وصلت واحدة لابسة جلابية فلاحي بتشاور لرحيل ، قربت من العربية ورحيل فتحت الشباك

البنت : حضرتك رحيل هانم مش كده
رحيل : اه
البنت : أنا سوسن بعتتني ست رحمة عشان ادلك على المكان


ركبت سوسن مع رحيل وكانت مستغربة أن رحيل مشغلة اغاني ولابسة الوان برغم من وفاة أمها ودي طبعا تعتبر حاجة شاذة ، بقت تدل رحيل على المكان لغاية لما وصلوا لبيت يعتبر فيلا صغيرة نوعا ما ، جميلة وشكلها غريب بين باقي البيوت ، كانت رحمة قدام الباب بتستنى رحيل واقفة لابسة اسود وفي ابتسامه بسيطة على وشها بتزيد مع اقتراب رحيل ، نزلت رحيل من العربية وقربت تسلم على خالتها اللي حضنتها حضن كله عاطفة مصحوبة بدموع قابلهم برود من رحيل اللي حتى محضنتش خالتها

رحمة : وحشتيني اوي يا حبيبتي ، كنت عارفة انك هتيجي

رحيل كانت لسه ساكتة مفيش في ردة فعل تقريبا ، كانت بتحاول تبعد عنها

رحمة: ايه يا حبيبتي مالك
رحيل: لا ولا حاجه بس تعبانة شوية
رحمة: اه يا حبيبتي انا اسفة اكيد انتي تعبانة من الطريق ، اطلعي دلوقتي ارتاحي وكلي لقمة وبكرا هنبقى نقعد مع بعض
رحيل :بكرا! لا انا مش هقدر أبات هنا لازم ارجع النهاردة عشان عندي شغل بكرا
رحمة : لا يا حبيبتي مينفعش
رحيل : أنا كنت جاية أعزي بس
رحمة: يا حبيبتي انت ناسية ان المحامي عايز يشوفك وفي حاجة مهمة عايز يكلمك فيها
رحيل: مينفعش دلوقتي
رحمة: لا يا حبيبتي الوقت اتاخر زي ما انتي شايفة وصعب يجي دلوقتي
رحيل: طيب انا هروح دلوقتي وبكرا ارجع تاني
رحمة : يا حبيبتي مينفعش هتفضلي رايحة جاية على الطريق ، اطلعي دلوقتي كلي لقمة وارتاحي وانا هكلم المحامي عشان يجي بكرا

فضلت رحيل مترددة شوية بس خضعت تحت إلحاح خالتها

رحمة : دا بيت خالتك برضه ، طلعي يا سوسن ستك رحيل

طلعت رحيل مسحوبة ورا سوسن ، تصميم الفيلا مختلف عن البيوت الفلاحي ، طلعت الاوضة وبعتت مسج لخالد تقوله انها محتاجة إجازة كمان يومين وخالد وافق على مضض ، فضلت تلف في الاوضة تشرب سجاير وتبص من بلكونة الغرفة حالة من الملل والتشتت ،وبعدين طلعت رحمة ومعاها سوسن شايلة الاكل


رحمة: جبتلك البيجامة دي تلبسيها عشان مشوفتش معاكي شنطة
رحيل : لا لا مش ضروري
رحمة : ازاي يا حبيبتي هتنامي بهدومك يعني
رحيل ( خدت رحيل البيجامة بعد تردد ) : ميرسي
رحمة : كلي وارتاحي

خرجت رحمة وفضلت رحيل لوحدها كلت حاجة بسيطة وحاولت تنام بس مقدرتش حست بقلق ، صحيت تاني يوم بعد ما نامت ساعات بسيطة وقعدت شوية مع خالتها اللي كانت بتحاول تفتح معاها اي حوار لغاية لما وصل المحامي

المحامي : صباح الخير يا مدام رحمة
رحمة: صباح الخير يا استاذ عطية

رحمة : أنا بعتذر منك عشان كلمتك امبارح في وقت متأخر
عطية : لا متأخر ولا حاجه دا شغلي وانتو حقكم تكلموني في أي وقت
رحمة : اه نسيت اعرفك دي بقى رحيل بنت اختي **** يرحمها
عطية : اتشرفت بحضرتك يا آنسة رحيل والبقاء *** كنت اتمنى اشوفك في ظروف احسن من كده أن شاء **** تبقى اخر الاحزان

هزت رحيل رأسها وكأنها مش عارفه ترد تقول ايه ، كانت مستعجله أو مشتتة بدرجة كبيرة

عطية : مدام هدى **** يرحمها كانت من احسن عملائي..

قطعت رحيل حديثه وكأنها مش عايزة تعرف حاجه عن أمها

رحيل : سمعت انك طالب تشوفني
عطية : اه طبعا عشان وصية والدتك بخصوص الميراث
رحيل: طيب انا اهو ياريت اعرف ايه المطلوب مني
عطية ( بشئ من الحرج ) : هاه اكيد يعني مش هنتكلم هنا
رحمة ( بتتدخل ) : اه طبعا اتفضل يا استاذ في اوضة المكتب عشان تاخد راحتك وانا هقول لسوسن تعملنا قهوة

رحيل كانت ماشية وكأنها مجبورة ، مكانتش عارفة هي قاعدة ولا حتى راحت ليه بس كان في حاجة جواها بتدفعها انها تضل ، حاجة جواها عايزة تعرف الست اللي اسمها امها دي عايزة منها ايه بعد كل اللي حصل منها

عطية : استاذ نور موجود يا مدام رحمة
رحمة : اه شوية ونازل
رحيل: نور مين
رحمة: اخوكي يا حبيبتي
رحيل بصدمة : اخويا !

رحيل بتزيد صدمتها ، اول مرة تعرف انه ليها اخ كل معرفتها بحياة امها غير أنها اتجوزت ومتعرفش حاجة عنها ، بعد شوية نزل شاب وسيم أشبه بنجوم السينما والموديلز

رحمة : ادخل يا نور

دخل اللي كان واضح من شكله أن هادي وخجول ، قعد على الكرسي اللي قصاد رحيل ، الاتنين قاعدين قصاد بعضهم رحيل بتحاول تتلاشى البص لنور بعكس نور اللي كان كله نظره على رحيل ، عطية بيقعد على كرسي المكتب يرتشف شوية قهوة وبيلبس نظارته وبيطلع الوصية

عطية : بصفتي محامي مدام هدى عبد**** المفتي وبحضور الورثة أبناءها السيدة رحيل ياسين نعيم والسيد نور محمد تحسين السيد الورثة هفتح وصيتها

" كنت عارفه أن اللحظة دي هتيجي وان كل حاجه وليها عمر وليها نهاية ، بس انا سعيده لاني جمعتكم مع بعض في نفس المكان كان نفسي ابقى معاكم واجمعكم مع بعض وتبقوا سند لبعض بس للاسف مقدرتش اعمل كده لاني ببساطة مكنتش ام كويسة ، اه دي الحقيقه انا عارفة كده كويس وبالتحديد ليكي يا رحيل مش عارفه ازاي سبتك وايه كان مبرري وازاي قدرت اقنع نفسي بكدة كنت أنانية و مغروره وطايشة نسيت حقك عليا ، اوعي تفتكري باني نسيتك أو حتى حاولت انتي كنت قدامي في مراحلك ، كنت بقف قدام البيت كل واشوفك وانتي بتركبي الباص وتروحي مدرستك كان نفسي أنا اللي اصحيكي واعملك سندوتشاتك واجدلك شعرك ، ويوم فرحك مكنتش قادرة امسك نفسي كان نفسي اجي واحضنك واوقف جنبك واذوقك وافرح معاكي وبيكي و اوصلك لبيت جوزك ام بقى يوم طلاقك حسيت باني مشلولة كان نفسي احضنك وتحضنيني واقولك هو الخسران وبكرا يجيلك احسن منه ، كلها حاجات انحرمت منها زي ما حرمتك منها كنتي عاملة زي السكينة اللي بتدبحني ، حاولت اشوفك كتير وقربت منك وصدقيني احيانا بيكون بينا خطوة بس دايما بتبقى اصعب خطوة ، كنت جبانة كان نفسي اقف قدامك واقولك الكلام دا في وشك واركعلك واطلب منك السماح وحتى لو ما سامحتنيش هيبقى معاكي حق ومش عارفه اعوضك ازاي ، فلوس الدنيا كلها مش هتعوضك سامحيني يا رحيل و خدي بالك من نور زي ما هو هياخد باله منك ، وانت يا نور عارف كل اللي في قلبي ونفسي تقف جنب اختك وتبقى سندها انتو مالكوش غير بعض ام بخصوص التركة فهي هتتقسم بينكم بالتساوي ودا بناءً على رغبتي الشخصية الوصية هتبقى عبارة عن مليون دولار ودا بعد ما بعت كل اللي بملكه (الفيلا والشالية ومركز التجميل والرصيد اللي كان في البنك ) بس التقسيم وكل واحد هياخد نصيبه بعد بلوغ نور السن القانوني بشرط انكم تفضلوا فترة الوصاية مع بعض "

عطية : كده اكون انا وصلت الوصية لحضراتكم
رحيل ( باستنكار ودموعها على وشك النزول ) : يعني ايه مش فاهمه
عطية : يعني الاستاذ نور فاضل قدامه تقريبا ست شهور ويبلغ السن القانوني والفترة دي هتبقى الواصي عليه وشرط والدتكم انكم تفضلوا الفترة دي مع بعض

تثور رحيل أمام شرط امها وتقف من مكانها وهي في غاية العصبية ودموعها تنهمر معاها

رحيل : يعني هي فاكرة نفسها دلوقتي بتديني حقي ، دي بتعاقبني
رحمة: اهدي يا حبيبتي اهدي يا رحيل
رحيل : ابعدي عني مش عايزة حد ومش عايزة حاجة منها ولا من غيرها

خرجت رحيل مسرعة غير ملتفتة لأحد ، نور لسه قاعد مكانه بدون ردة فعل تقريبا ، ورحمة جريت ورا رحيل اللي كانت رايحة تركب عربيتها ، رحمة وقفت قدام العربية ،


رحيل: ابعدي من قدامي
رحمة : اسمعيني بس

هديت رحيل وقفلت العربية ، رحمة دخلت قعدت جنبها

رحيل: عايزة ايه
رحمة : عايزاكي تهدي وتسمعيني
رحيل: اسمع ايه واسمعك ليه اصلا
رحمة : أنا عارفة أن الموضوع مش سهل عليكي وانك تعبتي واتحملتي كتير و......
رحيل بصوت مكسور : وايه كمان ، انتي متعرفيش حاجة ولا عمرك هتحسي باي حاجة انتي بتتكلمي بمنظور اختك اللي هي اصلا ظالمة وفاكرة اني هتعاطف معاها بمجرد هسمع شوية الكلام الفارغ اللي قالته ولا بالفلوس اللي بتحاول تعوضني عنها اني هسامحها تبقى بتضحك على نفسها أنا عمري ما هسامحها
رحمة : نور محتاجلك
رحيل : وانا مالي بيه ، أنا معرفهوش ولا عايزة اعرفه ، هي فاكرة نفسها بتديني حقي دي بتعاقبني ، عايزاني اتقبل غلطتها وافضل شايفها قدامي ، شوفتي فجر اكتر من كده
رحمة : طيب فكري في الموضوع من نحيتك
رحيل: ازاي يعني
رحمة: يعني المبلغ دا ممكن تبدي بيه حياتك وتعيشي باقي حياتك مرتاحة
رحيل : أنا مش عايزة حاجة منها
رحمة : لا عايزة ما تضحكيش على نفسك ، المبلغ دا مش قليل ،عايزة تعيشي طول عمرك موظفة على راتبك البسيط ، أنا عارفة أن ابوكي مسابش حاجة ليكي ، انت محتاجه الفلوس دي ، دا حقك حتى لو مش عايزة تسامحي امك على الأقل سامحي نفسك انت كده بتعاقبي نفسك مش بتعاقبيها ، امك خلاص راحت للي خلقها و كل ده مش هياثر فيها ، انتي اللي عايشة وممكن تعيشي احسن مقابل ايه انك تعيشي مع اخوكي لمدة ستة شهور

( شافت نظرات الحيرة في عيون رحيل والانزعاج في نفس الوقت)

رحمة: قصدي يعني اللي يعتبر اخوكي
رحيل : ممكن تسيبيني شوية مع نفسي
رحمة : بس انتي هتمشي
رحيل : لو مشيت اعرفي اني مش موافقة
رحمة : يعني انتي مش مقررة
رحيل : عايزة افكر

كلام رحمة كان بالنسبة لرحيل كلام العقل والمنطق ، فرصة أنه يبقى معاها فلوس كتير مقابل انها تعيش مع واحد ممكن تعتبره غريب بس هو في النهاية اخوها وكلهم ستة شهور ويقسموا الفلوس وكل واحد فيهم يروح لحاله ، هتدوس على قلبها وعلى عاطفتها وعلى حقدها مقابل فترة وجيزة وتاخد حقها ( ميراثها ) وتبدأ حياة جديدة وبداية جديدة .

أيدها سابت الدريكسيون وكأنها خلاص قررت تنزل بعد لحظات من الصراع النفسي بيدور بين قلبها وعقلها وكل واحد فيهم أسلحته قوية ، حاولت ترتب نفسها وتنشف دموعها وتبان انها قوية ، نزلت و رجعت للبيت دخلت المكتب وشافت نظرات المفاجأة في عيون عطية والفرحة في عيون رحمة

رحيل : ايه المطلوب مني دلوقتي
عطية ( بيستدرك نفسه من المفاجآة ) : هاه ، حضرتك توقعي على موافقتك على الوصية وان السيد نور هيكون تحت وصايتك

وقعت رحيل على الوصية وفهمت ازاي هينفذوا باقي الوصية وامتى ممكن يقسموا ، رحمة رفضت أنهم يمشوا بس رحيل أصرت على واستنت لما نور يرتب حاجته عشان يروح معاها ، كانت أول مرة تنتبه لنور اللي مقلش ولا كلمة ، شافته لما دخل بس اتجاهلته ما بصتش لشكله ، بقت تبصله شاب وسيم ملامحه جميلة كلها رجولة عيونه مكسورة صامت شاحب حزين كلها حاجات مجتمعة فيه وكلها بتكون صورته

رحمة : مش كنتوا فضلتوا معايا النهاردة ، أنا مش مصدقه انكم هنا قدامي
رحيل : لا مش هينفع ، أنا لازم ارجع اجازتي هتخلص بكرا
رحمة : أنا عارفة انك مش هتصدقني ومش هتحسي بيا بس صدقيني أنا كان نفسي اشوفك من زمان واقعد معاكي اكتر وقت ممكن
رحيل: هو طول ليه

اجابات رحيل كلها برود كأنها بتقول لرحمة خلاص أنا عايزة امشي من المكان دا باي شكل وعايزة ارجع حياتي وابعد عن الماضي

رحمة : اكيد بيرتب حاجته

خرج نور وهو ماسك شنطته

رحمة : خدت كل حاجه يا حبيبي

هز نور رأسه

رحمة بحزن : يعني مش ناسي اي حاجه
نور بصوت يكاد يكون مسموع : اه خلاص
رحمة ( وهي بتدمع) : خد ادويتك
نور : اه
رحمة : طيب استنى اتاكد عشان متكونش ناسي حاجة, نادت رحمة على بواب بيتها عشان يشيل الشنطة ونور راح معاه وركب عربية رحيل

رحيل باستنكار: أدوية ايه ! هو عيان
رحمة بحزن : تقريبا
رحيل : عنده ايه
رحمة : حصل معاه حادث وسببتله صدمة عصبية ونفسية
رحيل : حادث ايه
رحمة: حبيبي كان راجع مع أبوه وفي الطريق قطع عليهم الطريق عصابة وقتلوا أبوه قدامه وأبوه مات بين أيده من يومها وهو دخل في صدمة نفسية وعصبية وبقى اغلب وقته ساكت وموت هدى زود حالته وبقى ساكت اكتر

سكتت رحيل ونظراتها بتراقب نور اللي كان قاعد في العربيه ، عيونه كلها حزن

رحمة: خدي بالك منه يا رحيل وخدي بالك من نفسك

هزت رحيل رأسها وراحت تركب عربيتها

رحمة ودموع الوداع تنهمر منها : لو حصل حاجة كلميني يا رحيل وانت يا نور هابقى اكلمك هتوحشوني

اتحركت العربية بيهم الاتنين لما كانت رايحة وعارفة ان في خبر حزين كانت فاتحة اغاني وهي راجعة وبعد ما عرفت انها هتورث مبلغ كبير كانت ساكتة وحزينة تناقض فيها وفي روحها و رغبتها ، صمت يسود المكان العربية أشبه بقبر فيه أرواحهم ، الاتنين عندهم مشاكلهم الخاصه رحيل بتعاني من الرهاب الاجتماعي و ضعف الشخصية اللي الكل بيستغلها و نور بيعاني من صدمة نفسية وعصبية وعاطفية خلته مجرد شبح صامت منعزل عن الحياة ، العربية كانت عبارة عن قبر متحرك بيهم بين الطبيعة والخضار ، الاتنين ما بيتكلموش أو حتى محدش فيهم بيحاول نور ماسك في أيده دفتر كبير وقاعد يتأمل في الطريق ام رحيل كانت بتحاول تختلس النظر أو تستكشف الشخص اللي قاعد جنبها


نور : ممكن توقفي هنا شوية
رحيل : هاه ، في حاجة

شاور نور على المقابر

نور بصعوبة بالكلام : عاوز اشوف ماما

الكلمة صدمت رحيل اللي وقفت العربية واستنت نور اللي نزل وكان ماسك بايده باقة ورد والايد التانية ماسكة الدفتر بقوة ، نور وقف قدام القبر شوية وبعدين حط الورد ومشي و رحيل بتراقب المشهد من مكانها

الجزء الثاني:

وصلوا البيت بعد رحلة صمت طويلة مليانة اسئلة بتدور في راس الاتنين اللي مش عارفين ليها اجابات ، طريق طويل معالمه مش واضحه ومش مفهومة ظروف بتخلق حياة جديدة للاتنين ، حياة اكيد هيبقى ليها طعم مختلف .

رحيل: اتفضل
نور : شكرا
رحيل : جعان
نور : لا بس عاوز انام
رحيل : ثواني اوضبلك اوضة
نور : خدي راحتك

شقة رحيل فيها تلات غرف ، غرفتها وغرفة كانت بتاعة ابوها وغرفة فاضية ، قررت رحيل ترتبها لنور مكانتش متقبلة أنه يقعد في غرفة ابوها ، رتبتها بشكل سريع

رحيل : الغرفة بقت جاهزة لو عايز تنام
نور : شكرا

شال نور شنتطه ودخل الاوضة ، قعد على السرير وبقى بيبص في الغرفة وكأنه بيكتشفها ، فضل كده شوية وبعدين لقى نفسه بيغوص في النوم ، ام رحيل مكانتش عارفة تعمل ايه الموقف كله جديد عليها انفاس جديدة بتشاركها الحياة ، اول مرة يكون معاها حد في شقتها من يوم طلاقها و وفاة ابوها ، قامت تاخد دش حست بتعب السفر والمجهود النفسي اللي اتحطت فيه ، دخلت الحمام وقلعت ونامت في البانيو زي ما هي متعودة بتشرب سيجارتها وبتسال نفسها هعمل ايه بالفلوس لما اخدها بقت تحلم انها ممكن متعملش حاجة وتقعد في البيت مش هتبقى بحاجة للشغل ولا الراتب ولا مجتمع الشغل المنافق اللي بتكرهه واللي مش قادره تتعود عليه ، وممكن تعمل مشروع بسيط تسلي نفسها افكار كتيره بتدور في راسها عن مستقبل جميل ومشرق بس فيه عقبة وحيده ، عقبة اسمها نور اللي واقف قدام المستقبل دا ، افتكرت وجوده وأنها مفيش معاها هدوم ولا حتى روب ،هي متعودة على كده انها تستحمى وتمشي عارية في الشقة يمكن البلاط والحيطان يفكروها بأنوثتها ، نفخت لانها حست بأن حياتها هتبقى مقيدة حتى في شقتها اللي تعتبر المنفذ الوحيد لتحقيق حريتها المزعومة ، بقت تفكر ازاي هتخرج بالشكل دا ، خافت يكون نور صحى ، طلعت وفتحت الباب وبقت تبص يمين وشمال اتاكدت أنه مش موجود جريت بسرعه على غرفتها ، حست بدقات قلبها اول مرة تحس ان ممكن حد يشوف جسمها أو تخاف من كده ، خلصت وبقت تطبخ قررت تكلم خالد وتطلب يوم إجازة زيادة حست انها لسه تعبانة و مش قادرة تروح مبقاش عندها رغبة للشغل بعكس طبيعتها يمكن لانها حست بأنها مش واحدة حقها وأنها بتتعب لغيرها ومفيش تقدير كلها حاجات تنفرها من الشغل أو يمكن تكون فلوس امها بقت دافع ليها انها متخافش من بكرا

رحيل : الو يا مستر خالد
خالد : الو يا رحيل ، في حاجة
رحيل : أنا تمام بس كنت محتاجه اخد اجازة يوم كمان بعد اذنك
خالد : لا مش معقول كده يا رحيل مينفعش الكلام دا ، اربع ايام اجازه وانت عارفة أننا عندنا شغل لآخر السيزون
رحيل : معلش حضرتك بس حصلت معايا شوية ظروف غصب عني
خالد : بس مش للدرجة دي يعني ، احنا شركة وعندنا التزامات مش مصطبة
رحيل: عارفه بس واللهي...
خالد : خلاص خلاص خدي الإجازة يا رحيل بس يكون في علمك انتي كده بتخسري ثقتي

قفل خالد التلفون و رحيل بقت تكلم نفسها

رحيل : ملعون ابوك على ابو شغلك ، بكرا هرتاح منكم كلكم يا حرامية يا ولاد الكلب

صحى نور ، بص لرحيل اللي كان واضح عليها الانزعاج حاولت رحيل تستدرك الموقف

رحيل: أنا عاملة باستا ، تاكل

هز نور رأسه ، قعدوا الاتنين عالسفرة ياكلو كانوا كأنهم اشباح أو جماد مفيش اي تفاعل بينهم صوت الصحون هو اللي بارز ، رحيل كانت بتسرق لحظات وتبص لنور اللي كان شارد وبياكل ، فضلوا كده لغاية لما خلصوا اكل وكل واحد دخل غرفته .
تاني يوم مر تقريبا بنفس الشكل بس المرة دي رحيل قررت تفتح الحوار
رحيل: احنا هنعمل ايه دلوقتي
نور : مش فاهم
رحيل : قصدي انت بتشتغل ايه ،بتدرس، بتعمل ايه في حياتك يعني
نور : لا ما بشتغلش
رحيل: ولا بتدرس
نور : لا
رحيل : ليه
نور: وقفت
رحيل: ليه
نور بانزعاج هادي : عشان مش عايز اكمل

قام نور ودخل غرفته ، رحيل استغربت من ردة فعله ، خالتهم كلمتهم عشان تطمن عليهم

رحمة : الو يا رحيل ، عاملين ايه
رحيل : كويسين
رحمة : نور عندك
رحيل : اه في غرفته
رحمة : اصل حاولت اكلمه بس تليفونه مقفول
رحيل : شكله كده نايم
رحمة: طيب انتي عاملة ايه دلوقتي
رحيل: أنا كويسة بس عايزة أسألك هو بيعمل ايه في حياته
رحمة : حبيبي كان بيدرس فنون جميله بس من يوم حادث أبوه وهو بطل يروح واتعقد
رحيل: اه طيب محاولتوش معاه
رحمة: حاولنا كتير أنا وهدى بس هو كان رافض ، البركة فيكي بقى يا بنتي
رحيل: طيب انا هبقى اكلمك لما يصحى
رحمة : حاضر يا حبيبتي خدي بالك من نفسك

يومها مر زي اليوم اللي قبله ، مفيش بينهم تواصل بيقعدوا ياكلوا من غير كلام وكل واحد يدخل اوضته ، صحت تاني يوم وراحت شغلها

خالد : ايه يا رحيل اخيرا
رحيل: غصب عني يا مستر
خالد : يعني خلاص
رحيل: يعني
خالد : لا خلاص بقى ضربتين عالراس يوجعوا
رحيل : مش فاهمه قصد حضرتك
خالد : اصل غيابك عطل الشركة وكل حاجة واقفة والاخ محروس سافر بلده امبارح وساب الشغل والشركة تخبط تقلب
رحيل: محروس مشي
خالد : تقريبا ، بيقول جايله عقد في الخليج و راح بلده ياخد عياله ويسافر
رحيل : كده من غير مقدمات
خالد : اه شوفتي وطبعا مقدرش أقوله استنى ، حاجة غريبة دا انا حتى جايب الكوفي بتاعي معايا
رحيل : طيب حضرتك هتعمل ايه دلوقتي
خالد : كويس انك فكرتيني ، عايزك تنزلي اعلان عشان الوظيفه ونعين حد في خلال اليومين دول
رحيل : طيب
خالد : و راجعي الايميلات بسرعه يا رحيل ، الشغل كله واقف عايز شغل عايز حركة يلا


دخل خالد ، ورحيل بقت تشتغل وفعلا الشغل كان كبير كل موظفين السيلز باعتين ليها عشان ترتب شغلهم ، مكانتش قادرة تخلص الشغل من كتره

خالد : ايه يا رحيل ، انت لسه مخلصتيش
رحيل: لا لسه قدامي شوية
خالد : اوف
رحيل: اصل مدام نوال مش عاملة حاجة خالص واضطريت ارجع للارشيف عشان اشوف التفاصيل
خالد : طيب انا لازم اروح ، اقولك على فكرة كملي شغلك في البيت عشان الشركة هتقفل كمان شوية
رحيل: اه فكرة كويسة
خالد : طيب يلا بقى سلام ، شدي حيلك


مشى خالد ونادت عليه رحيل

رحيل : مستر خالد
خالد : اه يا رحيل في ايه
رحيل : بالنسبة لإعلان الوظيفه بتاعة محروس
خالد : اه صحيح نزلتيه
رحيل : اه بس عندي اقتراح
خالد : ايه هو
رحيل : في واحد مناسب
خالد : واحد مين
رحيل : شاب ابن جارتنا وكان بيدور على شغل وانا شايفه أنه هيكون مناسب
خالد : متجوز
رحيل : لا دا لسه شاب
خالد : مانا مش عايز كل شوي واحد يشتغل شهر ويمشي
رحيل: أنا فكرت وشوفت احسن ما نقعد ندور ونضيع وقت
خالد : المهم يكون مضمون
رحيل : متخافش حضرتك دا مضمون جدا دا ابن جارتنا
خالد : طيب كويس خلي يجي بكرا اشوفه

راح خالد وفضلت رحيل وبعدين كلمها موظف الأمن بتاع الشركة وهو اسمه نزيه كان في منتصف الاربعين

نزيه : ايه يا مدام رحيل حضرتك مطولة
رحيل : لا يلا نازلة اهو
نزيه : طيب يلا عشان اقفل الشركة

بقت رحيل تلم حاجاتها وبعدين قامت وقفت وكأنها بتمشي وقفت جنب باب مكتب خالد ، قربت شوية عشان الكاميرا متشوفهاش ، حاولت تفتح الباب اللي كان مقفول زي ما كانت متوقعة ، خرجت رحيل من الشركة و رجعت بيتها استغربت لما ملقتش نور موجود بس مهتمتش ، قعدت شوية وبعدين قامت تاخد شاور ، زي ما اتعودت خرجت عريانة نسيت وجود نور ويمكن تناست بسبب أنه مكانش موجود لما رجعت ، خرجت من الحمام وفي نفس الوقت نور فتح باب البيت ودخل ، الصدفة بتحطهم في وش بعض فضلوا كده ثواني ، رحيل مكانتش عارفة تعمل ايه ونور كان بتفحصها من غير خجله المعتاد، رحيل رجعت دخلت الحمام ونور لسه واقف من غير ردة فعل

رحيل : ممكن تديني الروب
نور : هاه
رحيل : اديني الروب بتاعي
نور : اه طيب هو فين
رحيل : خش غرفتي في علاقة هدوم هتلاقيه هناك

راح نور وجاب الروب

نور : اتفضلي اهو

فتحت رحيل الباب شوية ونور كان لفف وشه وخدت الروب منه أيدها لمست ايده ، وقع الروب من أيدها بشكل غير ارادي نور نزل يجيبه في نفس الوقت رحيل نزلت تجيبه عينهم جات في عين بعض في جزء من الثانية ، رحيل سحبت الروب وقفلت الباب بسرعة

نور سحب نفسه وقعد في الصالة ، رحيل لبست الروب وخرجت بسرعة لاوضتها ، ضربات قلبها بشكل أسرع من المرة اللي فاتت ، نور شاف جسمها اول مرة حد يشوف جسمها ، حتى جوزها تقريبا مشافش جسمها مكشوف بالشكل دا ، لبست هدومها وخرجت ، كانت محرجة بس حاولت تتدارك الموقف والشئ اللي خلاها تقدر تخرج انها متاكد أن نور محرج اكتر منها

رحيل : انت كنت فين

بصلها نور لطاولة السفرة ، رحيل بصت لقت بيتزا

رحيل : كنت كلمني
نور : مش معايا رقمك
رحيل : بجد!
نور : اه

قعدوا ياكلوا زي كل مرة بس المرة دي رحيل قررت تقطع حالة الصمت المعتادة

رحيل: عايز تشتغل
نور : اشتغل ! مش عارف
رحيل: في شغل عندنا في الشركة وانت عارف اننا محتاجين فلوس لغاية لما نقسم الميراث

حس نور بكلام رحيل اللي كان جارح وفج بالنسبة لي وكأنها بتلمحله بأنه لازم يصرف على نفسه

نور : معاكي حق
رحيل : يعني موافق

هز نور رأسه ، رحيل ابتسمت ابتسامه خبيثة وهي بتاكل

رحيل : مش عاوز تعرف هتشتغل ايه
نور : ايه
رحيل : هتطبع وتوصل ورق وممكن تروح مشاوير للبنك وكده
نور : مفيش مشكلة

تاني يوم راح نور مع رحيل الشركة

رحيل ( وهما راكبين الاسانسير) : اه صحيح متقولش قدام حد أننا اخوات
نور : اشمعنا
رحيل : اصل ممنوع هنا في نظام الشركة يكونوا في اخوات أو قرايب شغالين مع بعض

هز نور رأسه كالمعتاد وتقبل عذر رحيل بسذاجة

رحيل : قولهم انك جاري ، فهمت
نور : ماشي

رحيل كانت ماشية ونور ماشي وراها كل الشركة كانوا بيبصوا عليهم ، اول مرة يشوفوا حد ماشي مع رحيل

رحيل بصوت اقرب للهمس: استنى هنا

قعد نور وعينه بتستكشف المكان وبعد تقريبا نص ساعة رحيل شاورتله يجي واديته ورقة

رحيل: دا طلب توظيف ، اكتب فيه بياناتك عقبال ما يجي مستر خالد

بعدها خالد وصل وبص بسرعة على نور اللي كان قاعد في ريسبشن الشركة

رحيل : يلا تعالى معايا ، مستر خالد عايز يقابلك

قام نور وراها ودخلوا مكتب خالد ، خالد قام يسلم على نور وقف يبص عليه شوية وكان ماسك في أيده الورقة اللي كتبها نور

خالد : غريبة اوي
رحيل بارتباك : ايه هو حضرتك اللي غريب
خالد : عيون نور نفس لون عيونك ، مش اسمك نور برضه ، اقعد يا نور

زاد ارتباك رحيل واحمر وشها ، اول مرة تحس أنه في شبه بينهم

خالد : هي عمارتكم في باريس ولا ايه هههههههههههه


كانت مقابلة عادية وسريعة فيها الاسئلة الطبيعية

خالد : مدام رحيل هتبقى المسؤولة عنك ، فهمتك المطلوب منك مش كده
نور : اه
خالد : اهم حاجه النظام والدقة ، الشهر الاول هيعتبر شهر تقييم لو اثبت نفسك هثبتك في الشركة وطبعا هنعمل عقد فيه كل حقوقك

هز نور رأسه

خالد : طيب يلا يا بطل اعملي اسبريسو دوبل من غير سكر

نور اتصدم بس الصدمة مابنتش في هدوءه وبروده ، مكانش متوقع أنه ابن الحسب والنسب اللي كانت الناس بتخدمه هيشتغل فراش في الشركة ( مع الاحترام لكل الوظائف وكل الناس المقصود هو النقلة من شخص مرفه لشخص مكافح ) وان اخته هي اللي اختارت كده

خالد : رحيل عرفي نور مكان المطبخ والدرج الخاص بيا وعرفي غرفة الطباعه والملفات وابعتيلي شغل امبارح
رحيل : حاضر

نور ماشي ورا رحيل ، اللي كان جواها مشاعر متضاربة مسيطر عليها الانتقام حست انها بتنتقم من امها عن طريق نور اللي مكانش لي ذنب في حاجة بس حست بانتصار وكأنها عايزة تقوله انت طول عمرك عايش بين ابوك وامك وابوك كان غني وعمرك ما اتهانت وعمرك ما عافرت ، وصلته عالمطبخ وبقت تعرفه ونور ساكت بس اللي لفت انتباهها نظرة نور ليها وهي خارجه نظرة فيها عتب وكانه عايز
يسألها ليه ، حست بشعور غريب جواها خلاها تمشي بسرعة وتروح مكتبها ، نور عدى من قدامها والصينية بتتهز من أيده ، عينه جات في عينها تاني ولغة العيون مش بتحتاج ترجمة في بينهم حوار صريح وكل واحد حاسس بيه

الجزء الثالث:

رجعوا البيت ونور بيتصدم من معاملة رحيل اللي طلبت منه يسبقها وميركبش معاها العربية قدام الموظفين

رحيل : يلا ثواني وهحضر الاكل
نور : لا مش عايز اكل
رحيل : ليه
نور : مليش نفس
رحيل : انت حر

دخل اوضته ورحيل استغربت من ردة فعله ، راحت تمارس روتينها بشكل عادي وراحت تاكل بس كانت حاسة بحاجة غريبة جواها مش عارفة ايه هي ، بس كملت وكأن مفيش حاجه حصلت ، صحيت ونادت على نور اللي مكانش موجود ، راحت الشركة واستغربت لما شافت نور هناك ، مسلمش عليها ولا هي سلمت عليه

مر اليوم والموظفين بقوا يطلبوا من نور طلبات وهو بيحاول ينسجم وان كان الموضوع صعب عليه في البداية

نوال : ازيك يا رحيل ، خالد موجود
رحيل : اه


دخلت زي كل مرة وبعد شوية خرجت وبقت تعدل هدومها ومكياجها

نوال : مين الشاب الامور دا يا رحيل
رحيل: اي شاب
نوال : الطويل اللي هناك دا

نوال قربت من رحيل وشاورتلها على نور اللي كان ماسك ورق وماشي ، ارتبكت رحيل ، رحيل حاسة بأنهم كلهم عارفين أنه اخوها

رحيل : دا نور اللي اشتغل مكان محروس
نوال : اوه بقى دا اللي مسك مكان محروس ، هههههههههههه ( ضحكة عاهرة ) دا مستوى الشركة اتحسن اوي ، مش كده ولا ايه
رحيل بارتباك : هاه
نوال : ابعتيلي الورق معاه ، هو اسمه ايه
رحيل : هاه ، نور
نوال : نور ،، طيب قولي لنور يجيبلي الفايل بتاعي

هزت رحيل رأسها ، وبقت تبص لنور وكأنها بتراقبه ، شاورتله

نور : نعم
رحيل : ودي الورق دا لنوال
نور : نوال مين
رحيل: مكتب رقم ٨

خد نور الفايل وراح لمكتب نوال خبط الباب

نوال : ادخل
نور : اتفضلي

نوال رفعت النظارة اللي كانت لابسها وهي بتشتغل على اللاب توب بقت تتفحص نور

نوال : انت الموظف الجديد
نور : اه
نوال : اسمك ايه بقى
نور : نور
نوال : ومالك كده
نور : مالي مش فاهم
نوال : خايف كده ليه
نور : مش خايف
نوال بمياصة : هههههههههههه واللهي طيب فك كده متبقاش متنشن (قامت و وقفت قدامه ) وبعدين وشك حلو مينفعش تبقى مكشر كده عشان الموظفين يحبوا دخلتك ويحبوا يشوفك

هز نور رأسه

نوال : هههههههههههه طيب اعملي كابتشينو يكون حلو زيك يا نور

خرج نور ورحيل قاعدة بتراقب الباب من تحت لتحت ، نور راح يعمل الكابتشينو وبعد شوية رجع دخل عند نوال بس مطولش وخرج ، رحيل بتراقب بصمت زي ما هي متعودة ، اليوم ماشي بشكل عادي لغاية لما نور كان ماشي ماسك قهوة ومش منتبه فخبط في واحد مهم في الشركة اسمه معتز والقهوة وقعت عليه ، معتز ثار وبقى يبهدل نور اللي كان واقف ساكت

معتز بعصبية : ايه يا غبي انت ،متفتح انت اعمى ولا حمار ، أنا مش عارف الاشكال دي بتنحدف علينا منين ،
صحصح متوقفش مبلم كده وتعالى نظف القهوة بدل مانت واقف زي البجم كده

نور فضل واقف والكل بيتفرج عليه ومنهم اللي بيضحك عليه ، يمكن الموقف دا كافي بأنه يشفي غليل رحيل من نور وامها بس دا محصلش ، قامت وقفت كانت عايزة تتدخل بس في حاجة منعتها ، حست بزعل على نور لاول مرة تحس بتعاطف معاه بس دي بمعنى أدق مش اول مرة ، اول مرة لما قالها عايز اشوف ماما وهما في العربية ، نور راح المطبخ ، رحيل راحت وراه ، قربت من الباب سمعت نحيبه شافته حاطط راسه بين ايديه ، كانت عايزة تدخل وتحضنه وتقوله معلش بس في حاجة بتمنعها ، برود مشاعرها اتكون في سنين ومش ممكن كسره بسهولة ، رجعت تاني قعدت على مكتبها مكانتش على بعضها ، كانت زعلانة برغم انها بتحاول تقنع نفسها بأنها مش كده ولازم تكون مبسوطة ، خرج نور بعد شوية وبقى يمسح القهوة ، رحيل بتبصله وهي عاملة نفسها مش مهتمة، مرت الساعات القليلة اللي كانت فاضلة بصعوبة عليهم الاتنين ، رحيل نزلت قبل نور واستنته في الحتة اللي قالتله عليها عشان محدش يشوفهم بس نور فات من قدامها مرضاش يركب معاها ، طنشته ومشيت وصلت البيت قبله ، جهزت الاكل وبعد شوية نور وصل فتح الباب ، بصلها بسرعة وهي قاعدة عالسفرة بتستنى فيه وكأنها بتقوله تعالى كل ، نور دخل غرفته بسرعة ، رحيل حاولت تطنش بس لاول مرة تحس انها مش قادرة تاكل ، راحت غرفته خبطت عليه مردش فتحت الباب ودخلت كان نور قاعد على سريره ومن الواضح أنه كان بيعيط

رحيل : مش هتاكل

نور مردش عليها

رحيل: يعني كنت عايز تشتغل ايه او فاكر نفسك هتشتغل ، مفيش معاك شهادة ولا عندك واسطة ، انت فاكر في حد لاقي شغل في البلد اليومين دول ، عيش على أرض الواقع وبعدين دا شغل مؤقت

رحيل كأنها كانت بتكلم نفسها ، مكاننتش عارفة هي بتبررله ليه ، نور فضل ساكت على نفس الوضعية ، رحيل خرجت قعدت عالسفرة حاولت تاكل مقدرتش ، دخلت غرفتها حست بشعور غريب جدا حاجة بتطعنها في قلبها ، صحيت بدري او يمكن حتى مانمتش ، صحيت قبل ما نور يقوم كانت حاطة في راسها خطة ، شافت نور لابس وخارج

رحيل : ممكن اتكلم معاك شوية
نور : اتفضلي
رحيل : انت معاك مفاتيح كل المكاتب مش كده
نور : اه طبعا عشان انظفها
رحيل : طيب عايزك اول ما توصل تروح مكتب رقم ٣ وتاخد الفلاشة اللي على جهازه
نور : نعم !
رحيل : اعمل اللي بقولك عليه
نور : اعمل ايه انتي بتطلبي مني اسرق
رحيل : انت هتاخد الفلاشة لنص ساعة بس وتديني اياها وانت هترجعها قبل ما يجي
نور : وليه اعمل كده
رحيل : هتعرف بعدين

خرج نور وهو مش عارف ليه رحيل طلبت منه كده ، بس عمل اللي طلبته ، هو معاه مفاتيح كل المكاتب عشان لازم يخش ينظفها قبل ما يجي الموظفين ، دخل مكتب رقم ٣ زي ما طلبت منه فتح الشبابيك وبدأ ينظف المكتب ، استغرب لما شاف صورة معتز وهو متصور مع ولاده ومراته ، الاسئلة بقت تدور في رأسه ، قرب من اللاب توب وخد الفلاشة وكمل تنظيف خرج ، لقى رحيل قاعدة على مكتبها هز رأسه ليها ودخل المطبخ ، رحيل بعد شوية دخلت وراه

رحيل بصوت هامس : جبتها
هز نور رأسه : هتعملي ايه
رحيل : هاتها بس وكمل شغلك بشكل عادي وشوية كده وانا هعمل نفسي بديك ورق تحطه في نفس المكتب وترجع الفلاشة

رجعت رحيل على مكتبها وفتحت الفلاشة اللي كان عليها كل حسابات معتز وشغله ، فتحت الواتس هي عارفة بما انها ماسكة اغلب الشغل أن معتز محتفظ برسائل الواتس بتاعه وعامل نسخة احتياطية على الفلاشة، فتحت وجابت رقم مراته ودخلت على شاته مع صحبته ( عشيقته ) وخدت كل الصور ومحادثته معاها ، الوقت بيمر والنت بقى ضعيف بيهنج ، دقات قلبها بتزيد الموظفين بدوا يجيوا ، خلصت وخدت اللي كانت عايزها ، نادت لنور واديته الورق زي ما اتفقوا ، نور خد الورق ودخل مكتب معتز ، معتز وصل ونور لسه في مكتبه ، رحيل بترتبك مش عارفه تتصرف ازاي معتز بيقرب من المكتب وممكن يشوف نور ويشك فيه ، بتلاقي نفسها بشكل لا ارادي بتنادي على معتز

رحيل: مستر معتز


معتز بيوقف ويرجع لرحيل

معتز : ايه يا رحيل ، في ايه
رحيل ( مكانتش عارفة تقول ايه) : اصل حضرتك نسيت......
معتز : نسيت ايه ، أنا منستش حاجة
رحيل : نسيت ورق ريزورت السخنة
معتز : ريزورت ايه ، انا مليش شغل في السخنة
رحيل ( شافت نور ماشي ومعتز مشافهوش حست براحة ) : معقول قصدي يعني متاكد
معتز : متاكد! انت شايفني مسطول طبعا متاكد
رحيل : مش قصدي اسفة بجد
معتز: مش مشكلة بس ركزي ، اه صحيح قولي للواد الجديد يعملي قهوة
رحيل : تمام

دخل معتز و رحيل لقت نور بيشتغل في المطبخ ، قربت منه

رحيل بهمس : كل حاجه تمام

هز نور رأسه

رحيل : طيب اعمله قهوة
نور : قهوته ايه
رحيل : وسط
نور : ماشي
رحيل : أنا هروح اجبلك ورق عشان تطبعه

راحت رحيل ورجعت بعد شوية ومعاها ورق عشان نور يطبعه ، كان نور خلص قهوة معتز

رجعت رحيل مكتبها وبقت تعمل شغلها بس الاهم انها فتحت رقمها التاني اللي محدش يعرفه وبعتت صور ورسايل معتز لمراته

مرات معتز : انت جبت الصور دي منين وانت مين
رحيل: قولتلك أنا فاعل خير
مرات : لا لازم تقولي انت مين اكيد الصور دي فيك
رحيل : انتي حرة أنا حبيت أساعدك عشان تعرف جوزك على حقيقته

بعتت الرسائل والصور وكان واضح أن مراته اتجننت ، ابتسمت رحيل ابتسامتها الخبيثة وقامت ترمي خط التلفون اللي بعتت منه ، كان اليوم روتيني بس اللي لفت انتباهها نظرات نوال لنور وطريقتها معاه ، اول مرة تشوف نوال كده

نوال : ازيك يا نور اعملي كابتشينو حلو زيك

بتعاكسه قدامها ، حست بمشاعر غريبة مكانتش عارفها ، جات اللحظة المتوقعة واحدة بتدخل الشركة وكأنها داخلة حرب لابسة تريننج وحاطة نظارة شمس من الواضح أنها كانت لسه صاحية

الست : هو فين الحقير ابن الكلب الواطي
رحيل : في ايه يا مدام ، عايزة مين حضرتك
الست : مكتبه فين الحيوان
رحيل : اولا حضرتك مينفعش الكلام دا انت في شركة محترمة
الست : انتي هتديني درس ، ما هي لو شركة محترمة مش هتشغل واحد عرص زي دا هنا ، هو فين
رحيل ( رحيل رفعت صوتها عشان الكل الشركة تسمعو) : هو مين ، انتي عايزة مين
الست : الوسخ اللي اسمه معتز




الشركة كلها اتلمت وخالد خرج

خالد بعصبية: في ايه ، ايه الدوشة دي ، عايزة ايه حضرتك
الست : محدش يكلمني وقوللي فينه وفين مكتبه الحيوان
خالد : احترمي نفسك واحترمي المكان اللي انتي فيه ، وانتو واقفين كده تتفرجوا ، كلمي الأمن يا رحيل
الست : وانا مش هتحرك من مكاني قبل ما اشوفه الجبان ابن كلب

خالد ( قرب من رحيل ) : هي عايزة مين
رحيل بتعلي صوتها عشان الكل يسمع: بتقول عايزة مستر معتز
خالد : معتز! طيب يا معتز يا معتز

خالد بقى ينادي معتز ، اللي خرج من مكتبه ، و وشه احمر اول ما شاف مراته وكأنه داخل على الجحيم ، مراته هجمت عليه ، معتز بقى يجري منها دخل مكتبه وحاول يقفله بس مراته زقت الباب ودخلت وبدأ صوت الضرب والترزيع

معتز : انتي فاهمة غلط يا نهال ..... اخخخخخ
مرات معتز : بقى بتخوني يا ندل يا وسخ دا انت مكنتش تحلم بضفري ، يا ابن الكلب يا وسخ عامل فيها راجل

صوت الخبط بقى أعلى وكل الموظفين بيحاولوا يتدخلوا بس كان صعب لغاية لو وصل الإسعاف اللي جي شال معتز على نقالة والدم نازل من دماغه

نهال ( مرات معتز) : لازم تطلقني يا كلب يا ابن الكلب ، لا يمكن افضل يوم واحد على ذمتك

اغلب الموظفين متفاجين ومندهشين من الموقف ومنهم اللي بيحاول يمسك ضحكته ، نور بيبتسم ويبص لرحيل اللي بصتله في نفس الوقت وابتسمتله .

مكانتش عارفة هي بتنتقم لنور ولا لنفسها ، هي ناقمة عليهم وعلى معاملتهم ليها اللي متقلش عن معاملتهم لنور برغم من شطارتها وخبرتها اللا انها بتحس دائما بأنهم بيتعاملوا معاها بشكل سئ وكأنها أقل منهم ، يمكن شافت في نور صورة ليها أو انعكاس لصورتها وبدايتها

الجزء الرابع:

مستضعفين اقدارهم بتجمعهم ببعض لتحقيق نفسهم في مجتمع صعب كله فيه بياكل بعضه ، رحيل اتعاطفت مع نور غصب عنها وعن شعورها المخفي منه ، يمكن عشان شافت صورتها فيه وشافت حالة اقرب لحالتها او يمكن عشان زي ما بيقولوا الدم بيحن كلها حاجات رحيل بتحاول تقاومها بس في حاجات مبنقدرش نسيطر عليها .
ابتسموا لبعض ونور عرف أن رحيل حطت خطة ترد بيها كرامته اللي بهدلها معتز قدام كل الشركة كان انتقام قوي يمكن يكون خرب بيته ، كل الشركة بتتكلم عنه وعن ازاي جري من مراته زي اللي بيجري من وحش هايج مخالبه قوية دا حتى خالد جاب فيديو من الكاميرا وسجله عنده وبقى يضحك عليه ، حقيقة انك بتعرف معادن الناس لما توقع.

رجعت رحيل البيت وحضرت الاكل ونور جي بعدها ، اول ما دخل وقفوا وبصوا لبعض شوية ابتسموا ابتسامه فيها شئ من النصر وبعدين نور انفجر في الضحك ، اول مرة يضحك كده من ساعة حادثة أبوه رحيل بقت تضحك معاه بعدها دخلو في حالة صمت وكان العيون هي اللي بتتكلم عيون نور فيهم امتنان وشكر وعيون رحيل فيهم فرحة و قوة اول مرة تحس بأنها قادرة تحمي حد أو تاخد حقه

رحيل: هاه هتاكل ولا لسه مضرب
نور : هاكل
رحيل: طيب يلا عشان الاكل هيبرد

قعدوا بعد غياب ، نور بقى ياكل بشراهة ورحيل كانت مبسوطة بكده

رحيل : عجبك الاكل
نور : اه اوي ، اكلك نفس اكلها بالزبط
رحيل: اكل مين
نور : ماما

ارتعشت الشوكة من ايد رحيل وكانها طعنت في قلبها ، ارتبكت وبقت تشرب مية ، حس نور بارتباكها وبشكلها اللي اتغير ، حاول يكسر الصمت اللي رجع

نور : انتي عملتي كده ليه
رحيل: اللي هو ايه ، مش فاهمة
نور : قصدي اللي عملتيه في اللي اسمه معتز
رحيل : عشان قليل الادب وعايش دور مش دوره
نور : ازاي
رحيل ( بتولع سيجاره ) : يعني بيضحك على ناس وياخد شغلهم وبيضحك على مراته ويخونها وانسان ما بيحترمش غير اللي اقوى منه وعشان كده لازم يتعاقب
نور : بس دا مش دورنا
رحيل: يعني نشوف الغلط ونسكت ، والغلط دا هيكبر ويكبر ومفيش حد بيحاكم حد ، وبعدين احنا معلمانش حاجة فيه دي أعماله هو وخد جزاته وان كان بوجهة نظري كان يستاهل اكتر من كده
نور : ياه كل دا
رحيل: واكتر، وصدقني مش هيبقى الاخير

كلام رحيل ونبرة صوتها د اقنعوا نور اللي حاسس بأنه بيكتشف جانب جديد فيها

حياتهم بتتغير نوعا ما بقوا يكلموا بعض بعد ماكان السكوت لغتهم الوحيدة، الايام بقت اسابيع وتجمعهم على سفرة الاكل بقت عادة ضرورية بالنسبة ليهم حتى لو مش هيتكلموا ، في الشغل علاقتهم عادية ونور اتثبت ، بس اللي لفت انتباه رحيل هو تردد نور على مكتب نوال ، وطريقة تعامل نوال معاه وابتساماتها المتكررة له.

نوال : ازيك يا رحيل ، امال نور فين
رحيل باستغراب: نور! اظن تحت في المخزن ، ليه في حاجة
نوال : كان عندي شوية ورق عايزة اطبعهم
رحيل : طيب انا ممكن اساعدك لو مستعجله
نوال : لا لا مش ضروري أنا هستنى نور عشان يعملي كابتشينو أصله بيعمل كابتشينو حلو اوي

راحت نوال مكتبها ، بس رحيل اتنرفزت ومكانتش عارفه ايه السبب بس مزاجها اتغير من كلام نوال وخصوصا انها بتكرهها ، نور رجع من المخزن ، وراح يدي رحيل ورق الصيانة

رحيل بتكلمه بحدة : خلاص شركة الصيانة خلصت
نور : اه كله تمام
رحيل : خليته يوقع عليهم
نور : اه طبعا
رحيل : طيب ( سكتت شوية وبقت تبصله من تحت لفوق) روح لنوال كانت عايزاك
نور : طيب

راح نور وعيون رحيل بتراقبه ، دخل مكتب نوال اللي كانت نايمة عالشزلونج و نص فخادها باينين لانها لابسة جيبة ، نور اذبهل شوية بس عمل نفسه مش واخد باله

نوال : ايه كنت فين يا كتكوت
نور ( يبتلع ريقه) : كنت تحت عشان اجدد الأجهزة
نوال : وكده تسيبني من غير الجرعة بتاعتي
نور : جرعة! جرعة ايه
نوال : هههههههههههه قصدي الكابتشينو بتاعي ، شكلي كده هبقى مدمنة عليه
نور : ولا يهمك حالا هيبقى عندك
نوال : متطولش يا نور اصل راسي هتنفجر

خرج نور ورحيل لسه بتراقبه ، نور رجع بسرعة ودخل لنوال

نوال: برافو عليك يا حبوب
نور : حاجة تانية حضرتك
نوال : اقعد
نور : نعم !

نور استغرب من طلب نوال

نوال : بقولك اقعد ، انت وراك حاجة
نور : لا بس شغل الشركة
نوال : اقعد متخافش ، أنا هنا الكل في الكل

قعد نور وعيون نوال بتتفحصه

نوال : انت عمرك كام يا نور
نور : عشرين
نوال : مش بقولك كتكوت ، وما بتدرسش ليه
نور : أنا درست بس حصلت شوية ظروف منعتني اكمل
نوال بتولع سيجاره: واللهي كنت بتدرس ايه بقى
نور : فنون جميله
نوال : واو يعني فنان
نور : رسام
نوال : رسام رسام يعني ( بتقوم من مكانها وتقرب منه وشها بقى قريب من وشه) قصدي يعني بترسم الناس ولا بترسم على الناس
نور ( بقى يبلع ريقه بارتباك ) : برسم على الناس ازاي ، قصدك يعني تاتو وكده
نوال ( بضحكة سمعت كل الشركة ) : هههههههههههه مش بقولك كتكوت

قعدت في الكرسي اللي قصاده

نوال : يعني انت رسام زي بيكاسو و دافنشي والتاني دا ابو شنب دا اسمه ايه
نور بابتسامة: قصدك سلفادور دالي
نوال : أيوة المجنون
نور: لا انا رسام على قدي
نوال: تؤتؤ انت شكلك شاطر
نور : عرفتي منين
نوال : مانت هترسمني
نور : أنا !
نوال بمياعة: اه دلوقتي
نور بتردد : بس بس الشغل
نوال : قولتلك متخافش وانت معايا
نور : طيب ممكن ورقة وقلم بس يكون رصاص
نوال : خد ، اقعد فين
نور : خليكي زي مانتي


مسك نور الورقة وبقى يرسم ، رحيل بتلاحظ أن نور طول جو ، بتتوتر وبتبقى مش على بعضها ، نور بيخلص الصورة اللي كانت عبارة عن وشها.

نور : خلاص خلصت اتفضلي
نوال : بسرعة كده

نوال مسكت الصورة واندهشت

نوال : اوف يخربيتك دي شبهي بالزبط
نور : عجبتك
نوال : جدا ، مش قولتلك انك شاطر، لا شاطر دي قليلة عليك
نور : شكرا
نوال : أنا هقولك سر أنا برتاح لما بتكلم معاك عشان بتفكرني باول حب في حياتي
نور :أنا!
نوال : اه بس انت احلى

نور حس بالخجل من كلام نوال

نوال : انت عايش لوحدك
نور : لا مع اختي
نوال: وباباك ومامتك فين
نور بحزن : ماتوا
نوال: يا حرام

قامت وقفت جنبه وأيده بقت تحسس على شعره ، وفي اللحظة دي رحيل فتحت الباب سادت حالة من الصمت والارتباك في المكان

رحيل ( وشها محمر ) : انا اسفة بس فكرتك لوحدك

خرجت رحيل بسرعة ودمها بيغلي عكس نوال اللي فضلت واقفة هادية ، نور كمان ارتبك وقام

نور: عن اذنك أنا بقى
نوال: رايح فين
نور : هقوم اشوف الشركة يمكن يكون حد عايز حاجه
نوال : بس توعدني الاول
نور : اوعدك! اوعدك بايه
نوال : بانك لازم ترسملي صورة تانية
نور : طبعا ولا يهمك
نوال : بس المرة الجاية هتبقى عندي

خرج نور وعينه جات في عيون رحيل اللي كانت بتطق شرار ، كانت قاعدة على مكتبها بس متابعة باب مكتب نوال ، قرب نور من رحيل اللي كان واضح انها معصبة

رحيل بصوت هامس : مينفعش تسيب شغلك كده ، أنا مش هعمل شغلي وشغلك
نور : انا..
رحيل : خلاص مش وقته ،روح لخالد كان عايزك

راح نور لخالد اللي كان طالب منه يجيبله حاجة من عربيته ونوال خرجت من مكتبها وراحت لرحيل

نوال : ايه يا رحيل ، كنتي عايزة حاجة
رحيل : أنا! لا
نوال : امال فتحتي باب مكتبي ليه قبل شوية
رحيل بارتباك: اه اصل كنت عايزة أسألك عن مشروع بس طلع عند مستر خالد
نوال بابتسامة : مشروع ايه
رحيل : مشروع فندق الساحل
نوال : بجد طيب مش مفروض تخبطي عالباب يا حبيبتي ولا ايه
رحيل : انا اسفة
نوال : مش مشكلة يا حبيبتي بس خدي بالك المرة الجاية

مشيت نوال اللي صادفت نور قدام مكتب رحيل وضحكتله

نوال : باي يا كتكوت متنساش اللي اتفقنا عليه

رحيل هتتجنن ، أنقذت نفسها بشطارتها في الكذب اللي هي بارعة فيه وكمان شطارتها في الشغل ، موقف صعب حطت نفسها فيه من غير داعي ، كملت يومها وهي في حالة عصبية و رجعت بيتها مكانتش عارفة سبب انفعالها ، اسئلة بتدور في راسها وبتقول ما هو حر يعمل اللي هو عايزه وانا مالي بي ، أنا في النهاية اخته مش امه ولا حبيبته ولا مراته ، أنا مجرد اخته بالوصية يعني ممكن من غير الوصية مكانش يقبل يقعد معايا واكيد بعد الوصية هياخد فلوسه ويشوف حياته ، كلها اسئلة منطقية وإجاباتها عكس ردة فعل رحيل ، فضلت كده تشرب سجاير لغاية لما رجع نور

نور : مساء الخير
رحيل: كنت فين
نور : في الشركة
رحيل: قصدي اتاخرت ليه
نور : المهندس ممدوح كان لسه موجود واضطريت استناه
رحيل: بس ؟
نور : مش فاهم
رحيل : كنت بتعمل ايه عند نوال
نور : ولا حاجة
رحيل : اكتر من نص ساعة مع بعض وما بتعملش حاجة وعايزني اصدق
نور : مش عارف انت عايزة توصلي لايه
رحيل : قاعد مع موظفة في مكتبها لوحدكم وسايب شغلك وكل موظفين بيسالوا عليك وانا اعمل شغلك عشان اغطي مكانك
نور : هي اللي طلبت مني اقعد وانا رفضت بس هي أصرت على كده
رحيل : كانت عايزة ايه
نور : ولا حاجة كانت بتتكلم معايا
رحيل : عن ايه
نور : ولا حاجه كلام فاضي
رحيل : زي ايه
نور : قاعد مع مين واهلك فين
رحيل : وانت قولت ايه
نور : متخافيش قولت زي ما فهمتي
رحيل: بس كده
نور : اه وقالتلي اني شبه اول حب في حياتها
رحيل بضحكة ساخرة : هههههههههههه حب حياتها ، هي نوال دي بتحب ، دي من حجر راجل للتاني

نور فضل ساكت قدام ثورة رحيل

رحيل بنبرة حادة : هقولك حاجة وافهم اللي هقوله كويس أنا مش مستعد اخسر شغلي عشان مراهقتك ، افهم الكلام دا كويس

دخلت رحيل لغرفتها وهي لسه في حالة الثورة والعصبية ، كانت سايبة اكل لنور عالسفرة بس هو مقدرش ياكل ودخل غرفته ، تاني يوم نور نزل قبلها زي كل يوم، رحيل بتقابله وعيونهم بتصادف بعض ، عيونهم لها لغة خاصة ، رحيل بتعمل نفسها مش شايفها ، نور كان عايز يعتذر ليها بس مكانش عارف ازاي وخصوصا أنه حس أنه كلامها صح بس مقدرش يعمل كده في الشغل ، نوال طلبت نور زي كل يوم يعملها كابتشينو ، نور بيبص لرحيل و هو داخل مكتب نوال ، رحيل غصب عنها بتتابعه

نوال : ازيك يا نور عامل ايه النهارده
نور : كويس
نوال : عملت ايه امبارح
نور : يعني زي كل يوم
نوال : انت في حاجة بينك وبين رحيل

سوال كالصاعقة بدون اي مقدمات زي ما تكون ضربة مباغتة في ماتش بوكسينغ ، نور اتصدم بس حاول يمسك نفسه

نور : حاجة! حاجه ازاي يعني مش فاهم
نوال : يعني بينكم علاقة بتحبوا بعض

نور ارتاح شوية

نور : لا طبعا مينفعش
نوال : ليه بقى
نور : دي اختي قصدي يعني زي اختي
نوال : هي جارتكم من زمان
نور : اه بس ليه بتقولي كده
نوال : أصلها عالرايحة والجاية قاعدة بتبصلك وامبارح حسيتها انزعجت لما شافتنا
نور : أصلها بتعتبر نفسها مسؤولة عليا
نوال : طمنتيني اصلا هو بالعقل مينفعش حد يحبها
نور : ليه
نوال : نكدية وغريبة وتحسها عندها توحد ( تنويه هام الناس المصابين بالتوحد على راسنا ولهم كل الاحترام ومش مقصود التقليل منهم هي بتقول الكلمة بشكل سطحي وشكرا على تفهمكم)كل الموظفين هنا بيكرهوا دخلتها ،احنا هنا في الشركة بنقول عليها رحيل المجنونة وخالد مسميها الصول رحيل
نور بانزعاج : مجنونه!
نوال : اه بقولك عندها توحد وهي كلها على بعضها غريبة بس الحق يتقال هي شاطرة اوي في الشغل ودا اللي مخلي خالد متمسك بيها
نور بانزعاج: طيب حضرتك محتاجة حاجة تانية
نوال : ليه رايح فين
نور : مستر خالد كان طالبني
نوال : طيب متنساش اتفاقنا

خرج نور ، ورجع بص لرحيل اللي انبسطت من جواها انه نور خرج بسرعة ، ام نور كان زعلان من كلام نوال عن رحيل وخصوصا أن رحيل بمقياس الجمال فهي احلى بمراحل من نوال ودا واضح لاي بن آدم بيفهم ، بس كلام نوال مسه وجرحه وحسها انها بتشتمه هو

مشي اليوم بشكل عادي ، ورحيل رجعت بس نور اتاخر برضه ، فضلت رحيل تستنى فيه والأسئلة رجعت تدور في راسها ، بقت تلف في البيت جالها فضول تدخل غرفة نور ، دخلتها وبقت تلف فيها ، شافت الدفتر اللي كان دايما ماسكه معاه الفضول بيزيد، نفسها تعرف اللي جو الدفتر وليه نور متمسك بيه كده ، فتحت الدفتر ولقت صورة وهي تقريبا عرفت صورة مين ، دي صورة امها ، فاكرة شكلها وكمان عندها صورة ليها مع امها وأبوها مخبيها كانت بتحب تشوفها وهي صغيرة ، الدموع برزت في عينها وهي بتشوف صور امها اللي راسمها نور ببراعة مكانتش تعرف أن نور بيرسم ومحترف بالشكل دا ، لسه بتقلب في الصور وهي بتتامل في صور امها ، دموعها بتزيد فجأة أيدها بتقف عند صورة معينة دي مش صورة امها دي صورتها هي ، رحيل شبه امها بنسبة كبيرة بس الصورة دي صورتها فضلت تبص في الصورة وهي مش مصدقه أن نور رسمها ، ابتسمت وعيونها لسه بتدمع قلبت تاني صورة وكانت المفاجأة أن نور راسمها عريانة ، افتكرت لما شافها وهي عريانة وفضل يبصلها حست بشهوة غريبة جواها بقت تقلب في الدفتر وبقت تشوف صور ليها بكل الحالات وهي بتاكل وهي نايمة وهي قاعدة عالمكتب ، حالة غريبة بتجتذبها حالة ممكن نقول عليها حالة من الفرحة ، قفلت الدفتر وخرجت بسرعة قبل ما نور يرجع دخلت اوضتها و وقفت تتحسس جسمها بقت تسال نفسها هو نور مهووس بيا بس اكيد لا ما هو راسم ماما بس مش راسمها عريانة ، هو ليه راسمني كده، فجأة سمعت صوت الباب ، خرجت لقت نور داخل ومعاه اكياس بصوا لبعض شوية

نور بيديها الاكياس : اتفضلي
رحيل : ايه دول
نور : شوفيهم

رحيل بتطلع فساتين وهدوم من الأكياس وبتبص لنور

نور : أنا آسف
رحيل : عشان ايه
نور : انتي معاكي حق في كلام امبارح
رحيل بابتسامة : طيب يلا عشان الاكل هيبرد
نور : مش هتقيسهم
رحيل : مش دلوقتي
نور : ارجوكي

بصت رحيل واستلسمت للاصرار نور بس هي كانت متشوقة اكتر منه زي فرحة الطفل بهدوم العيد، اول مرة حد يجيبلها هدوم من ايام لما كان ابوها يجيبلها وهي صغيرة وبعدين طبعا بقى صعب ابوها يجيبلها فبقت تروح تشتري لنفسها كان نفسها تكون امها معاها وهي بتختار وتلبسها عالموضة وخصوصا أن أمها كان ذوقها حلو زي ما ابوها كان بيقولوها ، دخلت اوضتها وبقت تشوف الهدوم اللي مستحيل نور يقدر يشتريها براتبه استغربت من كده بس بقت تقلب فيهم وتشوفهم كلها براندات وكلها فساتين ولبس عمرها ما لبسته ولا كانت متخيلة انها تلبسه ، هي محتشمة في لبسها مش لابسة **** بس بتحاول تلبس حاجات تغطي جسمها ، حاجات مش مناسبة لعمرها ، لبست اول فستان اللي كان تحت الركبة بشوية لونه ازرق فيروزي مع شعرها الأشقر وبيضاها كانت عاملة زي الملاك خرجت تاخد راي نور وهي في نفس الوقت مكسوفة حاسة بأن نظرة نور ليها مختلفة وخصوصا لما شافت صورها اللي رسمها بس غرورو المرأة كان دافع ليها، خرجت نور بصلها بذهول ، فضلوا كده شوية

رحيل : ايه رايك

سكت نور وفضل متنح في رحيل اللي مكانتش عارفة سبب سكوته

رحيل : ايه انت معايا ؟ مالك
نور : بصراحه مش عارف اقول ايه
رحيل : يعني وحش عليا اروح اغيره اصل أنا مش متعودة...

قاطع نور كلامها
نور : انتي اجمل واحدة اشوفها في حياتي

كلمة زلزلت رحيل اول مرة حد يقولها كده وخصوصا انها جات من نور ، موقف كله غريب ، وشها احمر وبقت تسال نفسها هو انا حلوة بجد

رحيل مسكت شعرها بخجل : بجد حلو
نور : انتي اللي حلوة

نور انطلق بعد صمته الطويل وكلماته كانت في مقتل ، رحيل بتحاول تبين قدامه انها مجرد كلمات مجاملة ، كل شوية تخش تلبس حاجة جديدة ونور منبهر من جمالها

رحيل: خلاص بقى أنا تعبت وجعانة



قعدوا ياكلوا

رحيل : انت جبت الحاجات دي منين
نور : من المول
رحيل : قصدي الفلوس
نور بارتباك: كان معايا شوية فلوس
رحيل : وعرفت مقاسي ازاي
نور : اصل مقاسك نفس مقاس ماما تقريبا

نور عنده اجابات لكل حاجه

رحيل : أنا ليا عندك واحد مش كده
نور : مش فاهم يعني ايه
رحيل : يعني أنا ساعدك عشان تنتقم من معتز دلوقتي دورك
نور : ازاي
رحيل : هنعمل نفس الحاجة تقريبا
نور : يعني هدخل اجبلك فلاشة
رحيل : بالزبط وانا هكمل
نور : مش مشكلة ، عايزة مين
رحيل : نوال


الجزء الخامس:

ضربت الحديد وهو سخن يمكن كانت صدمة لنور لما عرف أن رحيل هتطلب منه خاجة مقابل موقفها معاه ، والأغرب انها عايزة نوال ، ام بالنسبة لرحيل فهو كان اختبار ولاء لنور هيختار يوقف معاها ويساعدها ولا هيختار أنوثة نوال اللي تعتبر احسن واحدة بتعامله في الشركة ، حطت نور بين مفترق طرق وهو لازم يقرر

نور : نوال! اشمعنا يعني نوال
رحيل : وليه لا
نور : قصدي يعني عملت ايه
رحيل : ولما هتعرف ، هيفرق معاك
نور : عالاقل اعرف اننا بنعاقبها ليه ويكون في سبب لكده
رحيل : عملت كتير ، سرقتني وسرقت تعبي ومجهودي وسهري ، سرقت لحظات كنت بتمنى اوصلها وهي وصلت ليها باسهل مجهود ، عارف ازاي

هز نور رأسه بالنفي

رحيل : كنت أسهر واشتغل اربع وعشرين ساعة من غير نوم واحيانا من غير اكل عشان أرتب كل تفاصيل الشغل وهي بكل بساطة تيجي تاخد كل ده عالجاهز ، قبل الميتنيج تدخل مكتب خالد وتريحه وهو طبعا مش خسران حاجة هيدي الشغل لواحدة قادرة تبيع اي حاجة اما بقى رحيل فنراضيها ببونص بسيط وكم كلمة في اخر الاجتماع و نوعدها بأنها هتمسك المشاريع الجاية بس تشدي حيلك ، وأشد حيلي اكتر واكتر واحاول اكتر واكتر وفي النهاية اللي زي نوال هما اللي بيكسبوا ، عمري في الشركة اتسرق مني بالطريقة دي وانا مش عارفة اعمل ايه وازاي ممكن اخد حقي ، المرة دي هتبقى بتاعتي

ساد الصمت وكل واحد دخل غرفته

الاتنين في حالة حيرة قاتلة ، رحيل شاكة في قبول نور بقت تسال نفسها اكيد بيحب نوال ما كل الرجالة بتحب نوال ، ام نور في حيرة مختلفة بقى يسأل نفسه رحيل ساعدته عشان بقت تحس به وعشان اخوها ولا كانت بتستغله وبتنتقم لنفسها وفي نفس الوقت كلام رحيل هزه وحس بمعاناتها حس انها محتاجة لحد يوقف جنبها ويقويها ويساعدها وكلام نوال عن رحيل كان دافع جديد أنه لازم يساعد رحيل في حربها الغير متوازنة مع نوال ، الطبيعية البشرية دايما بتميل للضعيف ، مقدرش ينام طول
الليل بيفكر لغاية لما الشمس طلعت وجي موعد شغله، فتح باب غرفته وكانت رحيل وخارجة من غرفتها في نفس الوقت ، وقفوا قدام بعض شوية لغاية لما نور اتكلم

نور : عايزة ايه بالزبط من مكتب نوال
رحيل بابتسامة وكأنها غير متوقعة: فلاشة نوال زي اللي عملته مع معتز بالزبط
نور : ممكن اعرف هتعملي ايه
رحيل : متخافش مش هاذيها
نور : ازاي
رحيل : مش هينفع دلوقتي اقولك عشان متتاخرش ، بس بعد الشغل هقولك على كل حاجه

هز نور رأسه بالموافقة على استكمال طريق الانتقام مع رحيل ، راح الشركة وكانت لسه فاضية مفيش غير نزيه ، كان بيحاول يبقى طبيعي وبقى ينظف المكاتب زي كل يوم لغاية لما وصل لمكتب نوال ، دخل وقرب من مكتبها كانت حاطة صورتها اللي رسمها نور عالمكتب ، بس مكانش في غير شوية ورق ، جهازها مش موجود ومفيش اي حاجه ، احتار نور بس كمل شغل المكتب بسرعة وخرج لقى رحيل وصلت ، بصتله وكأنها بتساله نور جاوبها بالنفي ، اتقابلو في المطبخ زي المرة اللي فاتت

رحيل بصوت هامس : ايه
نور : مفيش حاجه
رحيل بنظرة شك : متاكد
نور : اه طبعا مفيش غير شوية ورق
رحيل : دورت كويس
نور : قلبت المكتب
رحيل بحزن : طيب ارجع انت دلوقتي

راح نور ورحيل فضلت لوحدها بقى تضرب رأسها في باب المطبخ وحست بأنها فقدت الامل بالانتقام من نوال وحست ممكن يكون نور أتراجع ، رجعت مكتبها وباقي الموظفين وصلوا تقريبا حتى نوال وصلت في اليوم دا بدري عكس طبيعتها ودا يعني أنها حتى لو كانت لقت الفلاشة مكانتش هتلحق تعمل حاجة ، واللي لفت انتبهاها أن نوال كانت ماسكة معاها شنطة اللاب توب ودا يثبت أن نور مش بيكدب عليها خلص اليوم بشكل عادي ، رجعت رحيل وبقت تستنى نور اللي رجع في معاده وبقوا يحاولوا يعرفوا هيعملوا ايه

نور : طيب هتعملي ايه دلوقتي
رحيل بعصبية : مش عارفة ومش قادرة افكر في حاجة دلوقتي ، خلاص كل حاجه خربت مفيش قدامي أي حلول


نور شاف علامات الحزن واتعاطف معاها

نور : أنا عندي حل
رحيل بلهفة : بجد
نور : بس اعرف هتعملي ايه الاول
رحيل: خايف عليها
نور : مش الفكرة بس انا ما بحبش اذي حد
رحيل : متخافش أنا هاخد جزء من حقي مش اكتر
نور : قوليلي ازاي
رحيل : اقعد

قعد نور قصاد رحيل

رحيل : بعد بكرا هيبقى موعد الميتنج بتاع المشاريع الجديدة وانا بس عايزة نوال تتأخر في اليوم دا
نور : ازاي
رحيل : كنت عايزة امسح كل الداتا اللي على جهازها وفي الحالة دي مش هتبقى جاهزة ومش هيبقى حد قدامهم غيري
نور : طيب وبعد كده
رحيل : ولا حاجه خلاص
نور :يعني مفيش فضايح
رحيل : صدقني لا انا عايزة اخد شوية تقدير قبل ما اسيب الشركة
نور : تسيبي الشركة!
رحيل : اه طبعا ، هو انت فاكر بعد ما هاخد الفلوس هفضل يوم في الشركة ، دا مش مكاني
نور : طيب يبقى خلاص
رحيل : قولي بقى ازاي ممكن نوصل لجهاز نوال
نور : واضح انها مش بتسيب جهازها في المكتب
رحيل: بالعكس هي ما بتاخدش حاجة من الشغل معاها للبيت بس يمكن اليومين دول بتجهز نفسها عشان الميتينج
نور : يعني عشان نوصل للجهاز لازم نروح بيتها مش كده
رحيل وهي بتعض اظافرها بعصبية: وعشان كده بقولك مستحيل
نور : بس انا ممكن اروح بيتها
رحيل باستغراب: نعم! تروح بيتها ازاي يعني
نور بيبلع ريقه : هي طلبت مني كده
رحيل باندهاش مصحوب بانزعاج : واللهي تعمل ايه بقى في بيتها
نور : ارسمها
رحيل : ايه ، ترسمها! ، وانت مالك بالرسم ( عملت نفسها انها مش عارفة أنه بيرسم )
نور : رسمتها مرة وهي طلبت مني ابقى ارسمها على لوحة في بيتها
رحيل بسخرية : يا عيني وايه كمان
نور: أنا بحاول اساعدك
رحيل: انت فاهم انت بتعمل ايه

نور : دا الحل الوحيد ولازم يكون بكرا عندك حل تاني

سكتت رحيل بس من جواها كانت بتغلي ، عارفة أن دعوة نوال لنور هي دعوة صريحة لممارسة الجنس معاها ونور اكيد عارف كده وقبل بكده بس كان لازم تقبل ، دخلت غرفتها بقت تشرب سجاير كتير ، حيرة من أمرها وان كانت مش عارفه سببها ، خرجت بعدها بشوية وكان نور لسه قاعد مكانه

رحيل : هتعرف تمسح الداتا
نور : انتي لازم تقوليلي ازاي
رحيل : طيب

قامت رحيل وجابت لاب توبها وبقت تشرح لنور ازاي يفرمت الجهاز وهو متابع معاها وكأنه في درس ، كان واضح أنه متحمس اكتر منها

نور : طيب انا كده فهمت
رحيل : لازم تكون حريص
نور : طيب انا لازم اقوم انام شوية عشان اكون فايق بكرا
رحيل بسخرية : وانت مالك متحمس كده ليه

بصلها نور بلامبالة ودخل غرفته ، تاني يوم نور بقى يرتب أفكاره وازاي ممكن يفتح الموضوع مع نوال ، فضل يستنى فيها ورحيل برضه قاعدة على نار ، حالة من الانتظار بتسيطر على الاتنين ، وصلت نوال وطلبت كابتشينو من نور ، نور عمله بسرعه وراح ليها ، كانت نوال بتشتغل
نور : اتفضلي
نوال : ميرسي يا نور ، تسلم ايدك

نور وقف متردد

نوال : مالك يا نور ، في حاجة
نور : كنتي حضرتك عايزاني ارسمللك صورة
نوال : اه
نور : أنا جاهز لو تحبي
نوال بابتسامة: يا ولد ، يعني عايز ترسمني
نور : طبعا ومحضر كل حاجه
نوال : وانا نفسي اكتر منك بس المشكلة اليومين دول مشغولة اوي ، ايه رايك نخليها في الويكند
نور بتردد : بس....
نوال : ايه مالك
نور : بصراحه انا لازم ارسمك النهاردة
نوال باستغراب: اشمعنا يعني النهاردة
نور بارتباك: اصل انا داخل مسابقه ولازم اشترك فيها ولازم ابدا فيها النهاردة
نوال : طيب ممكن ترسم اي موديل ولا حتى السماء والشجر والطبيعة والحاجات دي
نور : معاكي حق بس...
نوال : بس ايه تاني
نور : انتي اكتر حاجة ملهماني الفترة دي وحاسس اني بصورتك هقدر اكسب
نوال بابتسامة غرور: لا انت مش سهل خالص طيب

نوال : هستناك بعد الشغل متتاخرش ، اديني رقمك ابعتلك اللوكيشن ، متتاخرش يا كتكوت

خرج نور وهو مش عارف جاب الجرأة دي منين رحيل بتستناه ، بس كان حاسس بشئ من الحزن لانه حس بأنه خدع نوال ، دخل المطبخ وقعد وحس بتأنيب ضميره بعدين جات رحيل وعملت نفسها بتعمل قهوة

رحيل بهمس : ايه وافقت
نور : هروحلها النهاردة
رحيل : طيب خد الجوانتي دا وألبسه عشان بصماتك ، هسبلك علبة جنب السكر خدها وحطلها منها في أي حاجه
نور : اي حاجة ازاي يعني
رحيل : مية عصير اي حاجه المهم تشربها
نور : علبة ايه دي
رحيل : متخافش دا منوم ، أنا باخد منه
نور : وليه احطلها منوم
رحيل : عشان تروح عليها نومة عشان لو صحيت حتى لو مش معاها الداتا هي اللي هتقدم
نور : طيب
رحيل : خد بالك من نفسك

هز نور رأسه ، فضل كده في حالة من تأنيب الضمير ، قابل نوال وهي مروحة غمزتله بعدها بشوية نور راح يجيب حاجاته عشان ياخدها ويروح بيت نوال ، ام رحيل راحت للكوافير عشان تقتل الوقت .

وصل نور لبيت نوال اللي استقبلته بحفاوة ، بيتها فخم وشيك

نوال : ادخل متخافش مفيش حد غيري

دخل نور وهو بيتفحص المكان بخجله المعتاد

نوال : مش قولتلك متتاخرش
نور : غصب عني ، كان في حاجات لازم اجيبها
نوال : طيب تعال لحسن العشاء هيبرد
نور : لا صدقيني ملوش لازمة ، أنا مش جعان
نوال : لا مينفعش


جلس نور والحيرة بتقطعه ، جلسته أشبه بجلسة ال باتشينو في تحفة العراب لما كان رايح يقتل الشرطي وعدو أبوه ، الأفكار بتدور في رأسه حس نفسه بيخون الأمانة جي في باله يسبب المكان ويمشي ويقول لرحيل أنه مقدرش بس مكانش قادر ، كان بيحاول يكون طبيعي ، نوال بتتكلم وهو بيحاول يبتسم وكأنه مركز معاها ، كان في عالم تاني وتحدي غريب بينه وبين طبيعته ، بقى يسأل نفسه أنا بعمل كده ليه

نوال : ايه يا نور ، الاكل مش عاجبك
نور : بالعكس دا حلو اوي
نوال : امال ما بتاكلش ليه
نور : لا بس...
نوال : اه اكيد بتفكر في المسابقة مش كده
نور : اه بالزبط
نوال : متخافش أنا واثقة بانك هتفوز مش بسبب لانك رسام كويس بس في سبب كمان
نور : ايه هو
نوال: أنا اكيد مفيش صورة هتطلع احلى مني هههههههههههه

ابتسم نور لدعابة نوال

نوال : أيوة كده فك

قطع حديثهم دخول *** صغير عمره تقريبا في الخمس سنين

الطفل : ماما ماما
نوال : تعالى يا سولي تعالى يا حبيبي ، سلم على عمو نور

قرب الطفل ومد أيده وسلم على نور اللي ابتسمله برفق
نوال : دا سولي ابني واحلى حاجه في حياتي
نوال : ايه مالك يا حبيب ماما
سولي : مش عارف انام يا ماما ، الدوجي مش موجود
نوال : طيب تعالى نروح ندور عليه ، معلش يا نور أنا هروح انيمه وارجعلك
نور : مفيش مشكلة خدي راحتك


نور لاقها فرصة حلوة عشان يحط المنوم لنوال في العصير ، بقى يقرب وحدة وحدة من كاستها ، أيده بترجف وبتزحف قرب من الكاسة بس سمع صوت كعب نوال رجع مكانه بسرعه

نوال : ايه خلصت اكل
نور : اه الحمد****
نوال : طيب يلا نبدا

رحيل عند الكوافير وفي حيرة تانية لقاء نور بنوال مسيطر عليها ، كانت ماسكة مجلة وكل لما تقلب صفحه تلاقي في وشها صورة نور وهو بيبوس نوال ، أو نوال بتحضن نور وهو بيرضع بزازها كل صفحه بتتكلم وكأنها مشهد ، شعور غريب مش قادرة تتقلب وجود نور مع نوال ، مش ممكن تقول عنه شعور اخوي أو أخت خايفة على اخوها أو مش عارفه يمكن يكون كده فعلا هي عمرها ما حست باي عواطف ، كان شعور من نوع تاني عمرها ما حست بيه أو عرفته ، كل واحد فيهم بيخوض حرب من نوع مختلف

نور بقى يركب اللوحة ويطلع حاجاته ، نوال راحت تلبس حاجة مناسبة زي ما قالتله ، خرجت لابسة قميص نوم بنفسجي عاكس لون بشرتها البرونزي بشكل مثير ، بزازها بتتحرك مع حركتها بشكل في غاية الإثارة ، نور وقف مبلم فيها شوية

نوال : تحب ترسمني فين
نور : هاه
نوال : عايز ترسمني فين ، ممكن هنا او في المكتب أو أو في اوضتي مثلا
نور : هاه لا انا بفضل هنا
نوال بخيبة أمل : طيب ، اقعد فين
نور : هناك كده ونامي عالجنب ، خلي شعرك كله في نفس الاتجاه
نوال : اه عايزني انام زي روز لما كان جاك بيرسمها
نور: مين
نوال :روز وجاك تيتانيك وغمزتله
نور : أيوة بالزبط
نوال : بس روز كانت من غير هدوم على فكرة
هههههههههههه

نوال بتتحرك بشقاوة وتنام عالشزلونج زي ما قالها نور اغلب بزازها بقت برا ، نور كان متعود يرسم موديلز وكانت متعود يرسم بكل الوضعيات قبل حادثة أبوه ، بدأ يرسم ونوال شوية تبتسم وشوية تعض على شفايفها بتعاكسه وهو مندمج

رحيل بترجع بيتها بعد ما غيرت تسريحة شعرها وهي في حالة عصبية كانت هتخبط واحد في الطريق ، اول مرة تكون كده مش على بعضها ، بتحاول تاكل بس مقدرتش بتفتقد لمكان نور وكأن مبقاش ينفع الاكل من غيره ، رجعت الشغل بتاع بكرا ورتبت نفسها بس مزاجها بيزداد سوء ، بتلف في البيت زي المجنونة وبتحرق في سجاير ، بتسال نفسها نور هيرجع امتى ولا ممكن يبات مع نوال ، دخلت غرفة نور ، فتحت دفتره ورجعت تشوف صورها وخصوصا صورتها وهي عريانة ، قعلت هدومها وبقت عريانة نايمة على سريره كده وبتمني نفسها نور يجي يشوفها كده بقت تحسس على جسمها زي ما اتعودت ، في حاجة بتدفعها وتبعتله رسالة تقوله عملت ايه

نور لسه بيرسم وبقى ملاحظ حركات نوال اللي من الواضح أنها بتحاول تلفت انتباه بتعرية جسمها وحركاتها

نوال : أنا حاسة كده انك مش مرتاح

قامت نوال وقفت قدام وقبل ردة فعل نور وبلمسة واحدة قلعت قميص النوم وبقت قدامه عريانة بالكامل ، جسدها ثاره جرائتها وجمالها افقدوه اتزانه بقى يعرق وبيلع ريقه

نوال وهي بتحسس على راسه : مش كده احسن

هز نور رأسه والعرق بيتصبب منه ، رجعت مكانها وهي بتمشي بدلع وتهز طيزها البرونزية ، نور مبقاش على بعضه غريزته كرجل بتعلى قدام جمال نوال المثير.

رحيل لقت نفسها نايمة على سرير نور ، شافت نور واقف قدامها عريان وماشي وفي واحدة ماشية قدامه بقت تجري وراه وتنادي عليه بس هو مش سامعها ولا بيرد عليها ، رحيل بتجري ونور ماشي ورا التانية وكل شوية بيبعد اكتر واكتر لغاية لما اختفى ، رحيل بتدور عليه في كل مكان لغاية لما بتلاقي كوخ قدامها وفي قدامه دخان كتير بتقرب منه ، مبتكونش شايفة حاجة من الدخان اللي مالي المكان بتسمع صوت واحدة بتصرخ بس صراخ شهوة ، بتقرب من باب الكوخ وبتفتحه.

نور لسه بيرسم وان مكانش قادر يركز بسبب حركات نوال الماجنة ، اللي واضح انها شاطرة فيها كل شوية تقرب منه وترجع مكانها وجسمها يهتز قدامه ، لغاية لما تقرب منه وشفايفهم يقربوا اكتر واكتر ، بقت شفايفها تلامس شفايفه نور بيندمج معاها وفرشاة الرسم بتقع من أيده بيحضنها وهي بتبوسوا بهدوء أيده بتلتف على ظهرها ، نوال بتسحبه من أيده وتاخده لغرفة نومها وهو متبوع .

رحيل بتفتح الكوخ وبتلاقي قدامها واحد ظهره عريان وبينيك واحدة ، اللي واضح انها مستمتعة اوي من صوتها ، رحيل بتخاف وبتمشي وحدة وحدة ويتقرب منه بتبص على وشه بتلاقيه نور ، بيبتسم ليها بتبص عالمراة اللي بتتناك ويتكون نوال ، بتقف تبص عليهم

نور متبوع ورا نوال اللي بتسحبه لغرفة النوم ، نوال سابت أيده وبتنام عالسرير وتفتح رجليها وتشاورله يجي ، نور بيقرب ورأسه بتقرب من كس نوال ليبدأ يلحس فيه ونوال ماسكة رأسه ، نور بيلحس بترفع نوال رأسه بيبدوا يبوسوا بعض زبه بيدخل كسها واهاتها بتزيد الجنس بينهم بيكون مباشر جدا ، نور بقى ينيك بكل قوته وهي تتفاعل معاه ، فضلوا ينيك فيها ونوال بتتناك بتتفاعل معاه باحتراف عاهرة ، انتهت فقرة النيك بينهم اللي مارسو فيها كل الاوضاع

نوال : مش قولتلك انت مش سهل
نور : ممكن اشرب مية
نوال : اروح اجبلك
نور : لا قوليلي فين وانا هروح اجيب

وصفتله نوال مكان المطبخ وطلبت منه يجيبلها مية هي كمان ونور قرر يبدأ خطته ، راح المطبخ وشرب مية وجاب كاسة لنوال وحط فيها المنوم لنوال ، نور بدأ اول خطوة واداها المية ونام جنبها وبعد دقايق دخلت نوال في نوم عميق ولما نور اتاكد انها نامت قام يكمل خطته ، بقى يدور على غرفة المكتب ، لغاية لما لاقها فتح الغرفة ودخل لقى جهازها كان مرتبك جدا بس كان واخد قراره بأنه يكمل قرب من الجهاز ولبس الجوانتي وعمل زي ما قالتله رحيل ، مسح كل حاجه ، فضل قاعد مكانه شوية بعدين قام لبس هدومه وخرج مكانش عايز يرجع البيت بقى يلف في الشوارع لغاية لما جي معاد شغله.

رحيل لسه مستمرة في الحلم ، نور بيبصلها هو ونوال ويسحبوها على الأرض ويقلعوها هدومها ويرموها برا الكوخ ، بتقوم مفزوعة وتلاقي نفسها على سرير نور والشمس بتسطع على الشباك بتقوم تاخد شاور وتجهز نفسها عشان تروح الشغل ، بتقرر تغير كل حاجه بتلبس فستان من اللي اشتراهم نور وبتحط مكياج تقريبا اول مرة تحط مكياج بالطريقة دي ، بتبص في المرايا حست نفسها بتشوف واحدة تانية ، سيقانها وفخاذها باينين لبس اقرب للبس نوال ، كانت بتبص لنفسها في تحدي وكأنها قررت تبدأ حياة جديدة


الجزء السادس:

الفصل الاول :

بتقف قدام المرايا بتشوف شكل جديد لنفسها ، بتروح الشغل وبتشوف نظرات الانبهار في عيون نزيه عامل الأمن ، كانت لابسة هيلز وماشية بثقة سيقانها ناصعة البياض اللي أشبه بالشمع وفخاذها اللي ظاهر من أنها جزء بتتهز ، جسمها معالمه بتكون واضحة رشاقتها وجمالها وفستان اللي نور جابه ، نزيه مكانش عارف هي مين فاكرها في الاول واحدة جديدة أو عميلة بس عرفها من عربيتها ، بتدخل الشركة ومع صوت كعبها في نظرات ليها بس هي كانت تتلفت في المكان ، عيونها بتدور عن نور اللي بات برا البيت ، مشافوش بعض من امبارح ، كان نفسها تعرف ايه اللي حصل بينه وبين نوال ، قعدت على مكتبها بس مكانتش شايفة نور ، قلقت خافت يكون حصله حاجة ، مسكت التليفون واتصلت على نور بس تليفونه مقفول وبعدين كلمت نزيه وسألته عن نور وقالها أنه وصل ، قامت تدور عليه راحت المطبخ مكانش موجود ، بقت تدور عليه افتكرت الحلم اللي حلمت بيه وهي بتدور ، فجأة وهي واقفة في الممر بتلاقي نور واقف في آخره بيبصوا لبعض شوية ، بقوا يقربوا من بعض وقفوا قدام بعض شوية نسيوا أنهم في الشركة فضلو كده ساكتين ، رحيل شافت نظرة حب في عيون نور ، حبت رحيل تقطع حالة الصمت

رحيل بصوت هامس : ايه كنت فين
نور : كنت بستلم ورق
رحيل : عملت ايه
نور : كل حاجه تمام
رحيل: طيب مرجعتش ليه امبارح
نور : مكانش ينفع
رحيل: ليه
نور : لغاية لما خلصت كان وقت الشغل جي ومكانش ينفع اتاخر
رحيل: طيب هنبقى نتكلم بعدين

نور راح يكمل الشغل ام رحيل بقت تجهز نفسها وهي شايفة علامات الاعجاب والانبهار على كل الموظفين ، مكانتش متعودة عالفستان كانت حاسة بأنها عريانة ، وصل خالد ومكانش واخد باله من شكل رحيل الجديد بس اتصدم لما انتبه ليها

خالد : ايه يا رحيل كل حاجه جاهزة
رحيل: اه حضرتك كل حاجه تمام ، وانا رايحه دلوقتي على الاوتيل عشان اشيك على كل حاجه
خالد بيرفع نظارته : بس ايه دا كله يا رحيل ، كنتي مخبية الحاجات الحلوه دي عننا فين
رحيل :في ايه حضرتك
خالد بيبلع ريقه : قصدي يعني فيكي حاجه غريبه النهاردة
رحيل بحرج : غريبة ازاي يعني
خالد: مش غريبه بس حاجة حلوة ، شكلك النهاردة مختلف
رحيل وشها احمر : ميرسي
خالد : ايوه عايزك كده دايما ، منورة وجميلة

دخل خالد مكتبه وهو بيتلفت ويتفحص جسم رحيل ، اللي حست بسعادة غريبة اول مرة خالد يعاكسها ، راحت الفندق زي كل اجتماع ورتبت كل حاجه، دقات قلبها بتزيد خايفة حاسة من كذا حاجه أهمها أن نوال تصحى وتلحق موعد الاجتماع ، قرب موعد الاجتماع وأغلب الموظفين والعملاء وصلوا بس نوال مكانتش لسه وصلت

خالد : ايه يا رحيل ، آخرتي الاجتماع ليه
رحيل : مدام نوال لسه مجاتش
خالد بعصبية: ايه ، ازاي يعني ، طيب كلميها
رحيل : كلمتها اكتر من مرة بس تليفونها مغلق
خالد : دا تهريج دا
رحيل : مش عارفة اعمل ايه دلوقتي
خالد : طيب انا هاخر الاجتماع خمس دقايق وانتي شوفي اذا في حد من عندنا ينفع يمسك مشاريعها
رحيل : صعب يا مستر
خالد : انتي بتصعب الأمور ليه يا رحيل
رحيل : لانه مفيش حد عارف تفاصيل مشاريع نوال وكلهم مش عاملين حسابهم
خالد ( لمعت عيون خالد ) : انتي
رحيل : انا! انا ايه مش فاهمة
خالد : مش انتي اللي كاتبة وناقلة المشاريع دي
رحيل : تقريبا اه
خالد: وكان نفسك في فرصة ، اهي الفرصة جات قدامك
رحيل : بس...
خالد : مفيش بس ، يلا يا رحيل مفيش وقت

راح خالد وهو بيحاول يخفي توتره ، رحيل بتبتسم ابتسامة النصر، وبتجهز نفسها ، زي ما خالد قال جات الفرصة أو بمعنى أصح ان الفرصة اتخلقت بتخطيط رحيل وتنفيذ نور .
رحيل بتاخد أنفاسها وتقف تشرح ، شكلها الجديد خلى الأغلب منبهرين بيها اللي منيهر بادائها واللي منبهر بجسمها ، ومنهم اللي فاكرها جديدة برغم انها في كل اجتماع بتعمل نفس الدور تقريبا بس هي دلوقتي مسؤولة عن مشاريع ، كملت ونجحت وشافت النجاح دا في عيون اللي قاعدين ، بيرجعوا الشركة عشان يوزعوا شغل الاجتماع ، نور كان متوتر وخايف ومستني يعرف ايه اللي حصل

خالد : اولا وقبل اي حاجه لازم اشكر مدام رحيل اللي أنقذت الشركة النهاردة من موقف صعب جدا يمكن اصعب موقف يحصلي من اول ما اشتغلت ، لولاها مكانش اجتماع النهاردة هينجح وعشان كده كل المشاريع اللي اتكلمت عنها النهاردة هتبقى هي المسؤولة عنهم وتحت اسمها

الموظفين بقوا يبصو لبعض باستغراب وبعدين بقوا يصقفوا ، رحيل بتحس بطعم النجاح لاول مرة الفرحة بتبان عليها ، نور كان بيستنى فيها شافها مبسوطه وهي خارجه من الاجتماع عينهم سرقت النظر لبعض في ثواني ، رحيل رجعت البيت كانت في حالة من الفرحة وكأنها طايرة لاول مره تحس بأنها خدت حقها ، بعدها وصل نور وقف قدام الباب ابتسم لرحيل اللي ابتسمتله ، رحيل بتجري عليه وتحضنه ، اول مرة يحضنوا بعض أيدها بتلتف عليه وهو بيحضنها بيفضلوا كده شوية لغاية لما رحيل تداركت الموقف

رحيل بفرحه : احنا نجحنا نجحنا يا نور
نور ( شعر بفرحه وخصوصا أنه حاسس بصدق رحيل) : المهم انك مبسوطة
رحيل: مبسوطه! دا انا مش مصدقه نفسي وحاسة اني في حلم ( اتذكرت الحلم اللي شافت فيه نور )

رحيل: اه صحيح مقولتليش ايه اللي حصل
نور : في ايه
رحيل : بينك وبين نوال
نور بارتباك: يعني زي ما اتفقنا
رحيل : ونمت عندها
نور : مش بالزبط
رحيل : امال ايه
نور : ولا حاجه وبعدين احنا مش لازم نحتفل بالمناسبة دي
رحيل : نحتفل!
نور : اه يعني نخرج نتعشى وتغير جو
رحيل باستغراب: انت عايز كده بجد

هز نور رأسه ، ودخل لبس بدلة ورحيل هي كمان لبست فستان تاني ، خرجوا مع بعض سهرة وأجواء مختلفة بس اللي لفت انتباه رحيل هو فخامة المطعم اللي راحوا عليه واللي غير متناسب مع راتب نور

رحيل : على فكره المكان دا غالي اوي ، ايه رايك نغيره
نور : ليه
رحيل : بقولك غالي وانا مش مستعدة اغسل الاطباق
نور بابتسامة: متخافيش أنا عازمك
رحيل: واللهي وانت معاك فلوس يعني
نور : متخافيش مستورة
رحيل : يعني اطلب براحتي
نور : كل اللي نفسك فيه
رحيل: ايه الثقة دي طيب

لأول مرة تكون رحيل مرحة في كلامها مع نور ، نجاحها واحساسها انها وصلت للصورة اللي كان نفسها فيها حرر نفسها وابتسامتها الباردة المعتادة اتحولت لضحكة من القلب ، رحيل مسكت المنيو

رحيل : اشمعنا يعني اخترت المطعم دا
نور بتنهيدة: كنت متعود أنا وماما نيجي هنا
رحيل (نبرة صوتها بقى فيها انكسار) : كانت بتحب تيجي هنا
نور : اه وكانت بتقعد مكانك بالزبط

سيرة امها كانت بتعتبر طعنة واول لما تسمع سيرتها كانت بتحاول تغير الكلام ومتتكلمش عنها بس لأول مرة تسال نور عنها وكان الحاجز دا انكسر وكل دا بسبب نور اللي كان بالنسبة ليها لغز .

طلبوا الاكل وطبعا اعتادوا على الجلسة دي بس المرة دي كانت الأجواء مختلفة

نور : جاهزة
رحيل : جاهزة لايه
نور : جاهزة نجري
رحيل : نعم!
نور : نجري ولا نغسل الاطباق
رحيل : واللهي مقولتلك من الاول وقاعد تقولي متخافيش
نور : اصل مكنتش متوقع الفاتورة تطلع كده بصراحه
رحيل : طيب هنعمل ايه دلوقتي
نور : خلاص روحي انتي وانا هتصرف
رحيل : هتعمل ايه يعني
نور : مش عارف بس هتصرف يعني متخافيش
رحيل : لا مينفعش وبعدين متقوليش متخافيش دي تاني
نور ( حط الفلوس ) : هههههههههههههه متخافيش طول مانا موجود

كان الجملة لها واقع غريب على رحيل ، طول الطريق والكلمة بتردد في دماغها وهي بتسوق حاولت تفتح الحوار

رحيل : مقولتليش انك بترسم يعني
نور: انتي مسالتيش
رحيل: وعندك بقى صور لرسوماتك
نور : عندي شوية صور بس اللوحات في المرسم
رحيل : طيب ممكن اشوفهم
نور بيبلع ريقه : بجد ، عايزة تشوفيهم
رحيل : اه يعني عايزة اخد فكرة ، ايه في مشكلة
نور : لا ابدا


رحيل شافت الصور قبل كده وشافت صورها اللي رسمها بس كانت بتجس نبض نور وتشوف ردة فعله لما تشوف صورها وتعرف ليه رسمها من غير علمها وليه رسمها بكل الحالات دي

رجعوا البيت ورحيل بقت تستنى نور اللي دخل اوضته عشان يجيب الصور ، اتاخر شوية وبعدين خرج وخاب امل رحيل لانه مجابش الدفتر اللي فيه صورها وجايب صور تانيه

نور: اتفضلي

خدت رحيل الصور وبقت تقلب فيهم ، رحيل استغربت من الصور اللي كان أغلبها لبنات عريانة

رحيل : مين دول
نور : دول موديلز كانوا بيجوا عشان ارسمهم
رحيل : بس غريبة
نور : ايه هو اللي غريب
رحيل : يعني أنهم قابلين يترسموا كده من غير حاجة خالص
نور : في الفن كل حاجة مباحة
رحيل : ودول طبعا كانوا بياخدوا فلوس مش كده
نور : يعني مش كلهم
رحيل : ازاي بقى
نور : في منهم بنات بتطوع عشان نفسهم يترسموا ومنهم اللي بيحب الفن بشكل عام وشايفة نفسها لوحة فنية محتاجه تخلد وفي منهم بيبقوا عايزين نسبة لو بعت اللوحة ومنهم اللي بيدفعوا عشان يترسموا
رحيل : وانت بقى اللي بتطلب منهم كده
نور : بنبقى متفقين في الاول
رحيل : بس انت اغلب رسوماتك كده
نور : أنا في الاول برسم على ورق زي اللي معاكي زي ما تقولي كده بروفة وبعدين برجع ارسمه على لوحة
رحيل : وانت بقى رسمت نوال كده
نور : يعني تقريبا
رحيل باستنكار: وانت اي واحدة قدامك تقوم تقلعها وترسمها كده عادي
نور : مش دايما
رحيل : ليه بقى ، ماهو كلهم ستات وكلهم بنفس الوضعية
نور : لأن ببساطه الرسام ممكن يرسم اي حاجه وممكن اي واحدة تقلع قدامه بس مش اي واحدة ممكن تبقى تحفه فنية
رحيل : وانت بتعرف كده ازاي
نور : من الإلهام
رحيل بسخرية : الإلهام! ، دا كلام روايات مفيش حاجه اسمها كده
نور : الإلهام دا عامل زي الشرارة زي ضوء في ضلمة بيشع من جسم المرأة من كل مكان فيها ، حاجة عاملة زي السحر بيخطفك


لحظات صمت ورحيل منبهرة بكلام نور اللي كان بيتكلم بشغف اول مرة تشوفه كده، عينه كانت بتلمع وبتدل على إيمانه بفنه واقتناعه بيه

رحيل (بصوت ضعيف يكاد يكون مبحوح) : وانا ممكن ابقى تحفة ولا لا
صدمة اجتاحت نور اللي مكانش فاهم عبارة رحيل

رحيل : ايه مالك، شكلي كده منفعش
نور ( بيبلع ريقه والتوتر بيبان عليه ) : انت قصدك انك عايزة تترسمي
رحيل : اه ، كلامك شدني وحابة اجرب
نور : فين ، قصدي مين اللي هيرسمك
رحيل : انت طبعا ، مش انت بتقول انك بترسم ولا الصور دي منقولة
نور بارتباك: لا واللهي أنا اللي راسمهم
رحيل : طيب كويس ارسمني زيهم
نور (وكانه مش مصدق طلب رحيل): زيهم زيهم
رحيل : اه زيهم
نور : قصدي يعني هتقبلي ارسمك من غير حاجة هتبقي من غير هدوم خالص

رحيل وكأنها استدركت الموقف حست بشعور غريب وكان الارتباك والخوف انتقلوا من نور ليها

رحيل ( بارتباك تحاول تخليه) : هو ينفع ابقى غير كده
نور ( وكأنه بيفكر ) : لا طبعا لازم تكوني من غير حاجة خالص
رحيل : طيب يبقى خلاص، أنا موافقة

بين كلمة خلاص ومواقفه كان فيه مسافة بسيطة ثواني بس كانوا كأنهم سنين من العذاب ، نور افتكرها هتقوله خلاص مش عايزة اترسم بس اتفاجئ بردها فضل مصدوم شوية

نور بصوت مبحوح : امتى
رحيل : دلوقتي

موقف عمره مكان هيصدقه نور ولا حتى يتخيل أنه يحصل بالسناريو دا ، كان بيرسمها في خياله أو يستغل لحظة تكون مش منتبهة ويحفظ واحدة من تفاصيلها ، شافها مرة بالصدفه عريانة ومش قادر ينساها من ساعتها

رحيل: ايه مالك
نور : هاه
رحيل: هتفضل كده كتير، يلا عايزة انام و ورانا شغل بكرا
نور بيهز رأسه : يلا حالا ، من حظك أنا جيبت معايا لوحة زيادة وانا بجهز حاجات نوال
رحيل : وانا هعمل ايه دلوقتي
نور : جهزي نفسك
رحيل : اقلع يعني
نور : اه بعد اذنك

قامت رحيل وبقت تقلع في الفستان وبعدين وقفت وكأنها تراجعت عن موقفها

رحيل : بس انا مبعرفش اقلع قدام حد
نور : هاه
رحيل : خش اوضتك عقبال لما اغير


دخل نور اوضته وهو مستغرب من طلب رحيل اللي مرضيتش تقلع قدامه وبعد ثواني هتكون عريانة قدامه ، بقى بيجهز حاجاته ومستني رحيل تنادي عليه ، كان مرتبك اللوحة قدامه ومش شايفها ام رحيل فكانت واقفة في نص البيت وهي لسه بتحاول تقنع نفسها بالخطوة دي كانت بالنسبة ليها عاملة زي قفزة الثقة قلعت وايدها بتحاول تغطي بزازها والايد التانية على كسها نادت على نور

رحيل : يلا أنا جاهزة

نور كان مستني اللحظة دي بس خطواته كانت تقيلة عامل زي احساس الراجل في ليلة دخلته تردد مصحوب بشوق ولهفة دقات قلبهم على ايقاعات مش متناسقة بس حلوة ومنسجمة، خرج وهو شايل اللوحة وتقريبا مش شايف قدامه بيتلفت وبيشوف رحيل قاعدة عريانة وايدها بتحاول تغطي صدرها وكسها وهي طبعا متعرفش أنها بالوضعية دي سادة شعاع الإلهام اللي كان نور بيقول عنه .
نور ارتبك وسحره جمال رحيل زاد في ارتباكه وخلاه ميشوفش حاجة قدامه حتى الطاولة الصغيرة اللي كانت قدامه فلقى نفسه هو واللوحة على الأرض ، وقع نور رحيل جريت عليه تشوفه وقعدت على ركبتها قدامه

رحيل : ايه مالك ، حصلك حاجة
نور : هاه

رحيل نسيت انها عريانة صدرها بقى قدام وش نور بالزبط وايدها تحت رأسه وكأنها ام بترضع ابنها حلمات بزازها بتسفح شفايف نور وكان القدر بيرسم لوحة مش هيقدر كل فنانين العصور الوسطى برسمها بالاتقان دا

رحيل : انت كويس ، خلاص خلي موضوع الرسم دا بعدين
نور : لا لا أنا كويس اوي صدقيني كويس خالص
رحيل: طيب مش محتاج دواء او حاجة اصل شكلك مش على بعضك
نور : انتي دوائي

شافت رحيل نظرات نور لبزازها واتذكرت انها عريانة وتقريبا نور في حضنها ، بعدت شوية و وشها احمر

نور : قصدي أن الرسم هو علاجي ولما هرسم هبقى كويس
رحيل : متاكد
نور: اه صدقيني أنا كويس

رجعت رحيل مكانها طيزها بتتحرك قدامه ، نور قام وجاب كرسي خشب من بتوع السفرة وطلب منها تقعد عليه وتعمل شوية وضعيات ، جسمها مش بيشع الهام بيشع نور جسم بلوري شمعي بيلمع ، قعدت رحيل على الكرسي رجل عالارض ورجل تاني كالكرسي و ودا خلى كسها مكشوف بشكل واضح كس وردي احمر كس بنت بنوت جميل هو بحد ذاته لوحة مرسومة بالالوان الطبيعيه الوان الحياة وايدها ورا شعرها صدرها مكشوف بينبض بالحياة ، بقى يقرب نور منها وبقى هو اللي يحدد وضعيتها لازم يقولها تعمل ايه وكل ما يقرب منها الكهرباء بتصعقهم لمساته زي الكبريت اللي محطوط جنب النار ، نار باينة في أنفاسه وانتصاب زبه ودقات قلبها اللي واضحة من اهتزاز صدرها وانتصاب حلمات صدرها.
غبي اللي فاكر أن الإنسان بيتكلم بس من فمه لان كل عضو في الجسم له لغته الخاصة


من نفس الرحم:

الجزء السادس
الفصل الثاني:


كل لمسة بتبقى زي الشرارة نور ورحيل مختلفين عن بعض رحيل عملية بتاعة ارقام وشغل حياتها ماشية بروتين ونظام والعواطف ملهاش جزء في حياتها ام نور فهو فنان بمعنى الكلمة بجنونه وعشوائيته ، حياته معتمد على العواطف بشكل كبير ممكن يوقف حياته عشان حد مات زي ما حصل معاه، ماشي بقلبه وهي ماشية بعقلها ، الاختلاف بينهم رهيب بس دايما الاختلاف بيصنع الانجذاب ، نور كان بيرسم لوحة عمره كانت فرصته فعشان كده فضل أنه ميخلصش الرسمة في يوم كان عايز كل يوم رحيل تقعد قدامه كده ويرسم فيها جزء وكل جزء لازم ياخد حقه ، شرح لرحيل أن الرسمة هتاخد منهم كذا يوم وأنه صعب يخلصها في يوم ورحيل اتفهمت كده
رحيل : يعني مينفعش تخلصها النهاردة
نور : لا طبعا ، لازم الرسمة تاخد حقها
رحيل : طيب هنعمل ايه دلوقتي
نور : يعني لو كل يوم ساعة زي النهارده هيبقى كويس
رحيل : وانت بتعمل كده كل مرة
نور : اه طبعا
رحيل : ودا هياخد وقت قد ايه
نور : يعني حسب بس هحاول اخلصها قريب
رحيل : طيب انا لازم اخش انام
كل واحد فيهم دخل اوضته وكل واحد فيهم بيعيش حلمه رحيل اللي أثبتت نفسها في الشغل ومن الواضح أنها بتبدا سطر جديد في حياتها أما نور فكان حلمه من نوع تاني حلم اقرب للخيال صورة رحيل كانت بالنسبة له حلم حقيقي حلم رسمه بخياله .
تاني يوم حياتهم رجعت للروتين المعتاد نور راح شغله قبل وبعدين رحيل وصلت بشكلها الجديد وراحت قعدت في مكتبها وعملت شغلها المعتاد لغاية لما وصل خالد

خالد : انتي قاعدة بتعملي ايه هنا
رحيل: نعم مش فاهمة حضرتك
خالد : لمي حاجتك وسيبي المكتب دا حالا معاكي خمس دقايق يلا

دخل خالد مكتبه ، رحيل قلبها كان هيوقف حست انها خلاص انكشفت وخالد عرف خطتها هي ونور ، بقت تسال نفسها اكيد نوال قالت لخالد وان رحيل سبب تأخيرها وانها عملت الخطة مع نور عشان تخرب الاجتماع، رحيل بقت تلم اغراضها وبتسال نفسها ايه السبب وايه الغلط اللي عملته ، قعدت على مكتبها وكأنها مشلولة وفعلا بعد خمس دقايق خرج خالد من مكتبه و وشه عابس جدا

خالد : خلصتي
هزت رحيل رأسها والدموع بدأت تظهر في عينها
خالد : طيب قومي معايا

مشيت رحيل ورا خالد وهي مش عارفه رايحة فين ، فجأة وقف قدام مكتب وفتحه

خالد بابتسامة: دا مكانك الجديد
رحيل باستغراب: نعم ، مش فاهمه
خالد : انتي انقذتي الشركة يا رحيل ولازم تاخدي حقك
رحيل بابتسامة مصحوبة بدموع : انت بتتكلم جد يا مستر
خالد : طبعا أنا وعدك قبل كده ودا حقك
رحيل : أنا مش مصدقة
خالد : دا أقل واجب وعايزك بقى ترفعي راسي مش بس في الشغل
رحيل : ازاي حضرتك
خالد: يعني اللوك الجديد دا حلو وعايزك تكملي كده عشان مظهرك من مظهر الشركة


رحيل اتوقعت انها هتترقى بس مكانتش متخيلة كده ، مكتبها متجهز زيها زي نوال واكبر موظفين الشركة ، خطوة جات اكتر مما تتخيل ، كلام خالد كان واضح بأن مش كفاءتها هي السبب الوحيد ،الجمال والجسد هما السبب الرئيسي اللي هيفتحوا قدامها ابواب النجاح والقبول ، كانت مبسوطه بس فضلت تفكر في كلام خالد هل هو قصده بنية سليمة ولا عايزها تبقى صورة جديدة من نوال .
اول حد زارها كان نور اللي اختلس الفرصة وراح يبارك لأخته نجاحها ويشوف فرحتها ، خبط الباب ورحيل ابتسمت لما شافته قامت وحضنته حضنوا بعض لأول مرة حضن بالعاطفة دي غير اول مرة

نور : مبروك
رحيل : أنا مش مصدقة يا نور
نور : انتي تستاهلي اكتر من كده
رحيل: طول عمري بحلم باللحظة دي
نور : طيب انا لازم امشي عشان محدش ياخد باله

رحيل كانت بتشتغل وهي مبسوطة بمكتبها الجديد وفجأة خبط باب مكتبها وكان زاير غير متوقع أو ممكن يكون آخر حد تتوقع رحيل أنه يزروها كانت نوال اللي كانت بكامل أناقتها وثقتها المعتادة وابتسامتها هبت عاصفة ساخنة معاها ، رحيل استغربت وكأنها نسيت الكلام ونوال بتبتسم
نوال : ايه يا رحيل مش هتعزميني على قهوة في مكتبك الجديد
رحيل : اه طبعا اتفضلي
نوال : لا مش وقتها الايام الحلوة جاية كتير ، أنا كنت جاية اقولك مبروك على مكتبك الجديد
رحيل : **** يبارك فيكي
نوال : دا حقك وايه بقى الحلاوة دي دا انا مكنتش مصدقة لما قالولي أن رحيل متغيرة وحاطة مكياج ولابسة قصير
رحيل : ها بس
نوال : طبعا كده احسن بكتير وجمالك هيفتحلك ابواب كتيرة
رحيل : أنا بتعلم منك
نوال : هههههههههههه تتعلمي مني ، دا انتي أستاذة ورئيسة قسم هو انا اجي حاجة جنبك

قامت نوال منتفضة وقربت من رحيل وصوتها اتحول لهمس

نوال : هنبقى نكمل كلامنا بعدين بس كنت عايزة اقولك برافو ، بجد برافو على الخطة الحلوة اللي عملتيها انتي والجربوع التاني وصدقيني مش هتعدي بالساهل يا امورة افرحي دلوقتي بس في النهاية أنا اللي هضحك

خرجت نوال وهي بتضحك ضحكتها الصارخة ورحيل وشها احمر وكأن نوال سحبت الأكسجين في المكان ، رحيل حست بالخوف ومكانتش عارفة تتصرف ازاي لهجة نوال وطريقة كلامها رعبوها ، نور لمح نوال وهي داخلة لمكتب رحيل بقى يراقب وبعدين شاف نوال وهي خارجه بتضحك ونوال شافته بس اتجاهلته خالص وكأنه مش موجود ، نور كان عايز يدخل لمكتب رحيل ويطمن عليها بس محبش يلفت الإنتباه ، الأجواء بقت مشحونة بعد ظهور نوال ، رحيل كملت يومها بشكل عادي بس كانت مرتبكة وان كانت بتحاول تخفي دا ، رجعت بيتها ولبست روب مفيش تحته هدوم ودا عشان تحضر نفسها لجلستها الفنية مع نور وحضرت الاكل بس كلام نوال بيحوطها وداير في رأسها ، قعدت تستنى نور و ولعت سيجارة وبقت تشربها بتوتر وبعدين وصل نور في معاده لاحظ نور أن رحيل مش على بعضها وأنها تقريبا ما بتكلش

نور : في ايه مالك
رحيل : ولا حاجة
نور : أنا شوفت نوال داخلة عندك النهاردة ، ضايقتك في حاجة
رحيل: ولو ضايقتني هتعمل ايه يعني
نور : هعمل حاجات كتير عشان محدش يذيكي
رحيل: بجد
نور : طبعا
رحيل: أنا خايفة من نوال ، كلامها بيدل على أنها مش هتسكت
نور : ليه قالتلك ايه
رحيل : كلام كله تهديد وبمعنى انها هتنتقم
نور : وانتي ايه رايك
رحيل : لازم نتغدى بيها قبل ما تتعشى بينا
نور : انتي تتوقعي منها تعمل ايه بالزبط
رحيل : مش عارفه بس لازم الاقي طريقة بسرعة ، احنا بدانا لعبة ولازم نكملها
نور : أنا معاكي في اي حاجه

رحيل ابتسمتله مع الجملة ، نور مسك ايد رحيل اللي استغربت من حركته واتوترت

رحيل بارتباك : طيب يلا عشان نكمل
نور : نكمل ايه
رحيل : عشان تكمل الرسمة ، مش احنا اتفقنا كل يوم ساعة عشان تخلصها
نور بحماس : اه اه طبعا ، اجهزي انتي وانا هروح اجيب اللوحة

نور ملحقش يكمل كلامه ورحيل قاطعته

رحيل : أنا جاهزة

بلمسة واحدة قلعت الروب وبقت قدامه زي ما اتولدت ، نور فضل مذهول شوية

نور بارتباك : طيب كويس ، هروح أنا بقى اجيب اللوحة ، اقعدي زي امبارح لوسمحت

راح نور يجيب اللوحة وحاجات الرسم ، رحيل بتمارس نوع مختلف من المتعة ، بتحس نفسها بتمارس الجنس مع عيون نور اللي بتحسسها بأنوثتها وجمالها ، نور رجع لقى رحيل لسه واقفة

رحيل : أنا بصراحة مش عارفه اقعد زي امبارح مش فاكرة كنت قاعدة ازاي ممكن تساعدني
نور : اه طبعا


قرب نور من رحيل وبقى يقعدها بيحاول تكون لمساته بريئة ، كل شئ مكشوف قدامه شفرات كسها الوردية وحلمات بزازها المنتصبة دا غير شكل بزازها اللي بحد ذاته لوحة ، شفايفها وعيونها دول عالم تاني بيشوف احيانا فيهم خجل وإحساس بالعار وأحيان تانية شيطان شهوة ، فقرة رسم رحيل بقت بالنسبة لنور فقرة متعة وعذاب ، كان عايز ياخد خطوة ويقرب اكتر واكتر ويحضنها ويقدس كل عضو في جسمها ويديله حقه بس خايف أنه يهدم العلاقة اللي بدأت تتحسن بينهم وترجع الحواجز القديمة ويمكن تكون حواجز اصعب من الاول ، فحب أنه يمارس معاها برضه بالعيون ، انتهت جلسة المتعة العقابية وكل واحد دخل اوضته ، نور هايم باللوحة وعايز يحضنها ورحيل بتفكر بطريقة توقف فيها نوال ، نور صحى زي كل يوم وراح شغله ورحيل بقت تجهز نفسها ولبست فستان جديد وراحت الشغل ، اليوم كان ماشي بشكل عادي لغاية لما خالد طلب يشوف رحيل ، راحت رحيل لمكتب خالد ، خالد تقريبا كان بيتفحصها عيونه هتاكلها

رحيل: نعم يا مستر خالد ، حضرتك طلبتني
خالد : اه كنت عايزك تشوفيلي فايل بتاع المبيعات بتاع السنة اللي فاتت
رحيل: اشوفه في الارشيف
خالد : لا مش في الارشيف ، اظن عندي هنا في المكتب شوفيه كده الخزانة اللي هناك دي

راحت رحيل تشوفه في الخزانة وخالد بيراقبها ، رحيل بقت بتدور

رحيل : ماظنش يكون هنا يا مستر
خالد : شوف كده الرف اللي فوق

رحيل بقت تحاول ترفع نفسها عشان تطول الرف اللي فوق بس فجأة حست بجسم بيقرب من جسمها ، قرب اتحول لتحسيس جسم بجسم ، رحيل اتخضت حاولت تبعد نفسها

خالد (بصوت هامس) : ايه مالك أنا عايز اساعدك ، اصل الرف بعيد عليكي
رحيل بارتباك: لا مفيش حاجه
خالد لقى الفايل: شوفتي مش قولتلك هنا

بعدت رحيل عنه

رحيل : طيب كويس ، أنا هروح بقى
خالد: غلبتك معايا يا رحيل
رحيل : لا ابدا

رحيل كانت مرتبكة ، رجعت مكتبها وفيها شعور غريب مش عارفه مبسوطة ولا زعلانة اول مرة خالد يتحرش بيها كده وقفت قدام المرايا وبقت تبص على جسمها بقت تسال نفسها معقول اكون فعلا جميلة وخالد زير النسوان دا يكون عايزني فضلت تحسس على شعرها واحيانا جسمها الشهوة بتزيد جواها ام نور فهو اتعرض لموقف تاني كان رايح يعمل قهوة لموظف في الشركة اسمه شاكر وهو خارج سمع شاكر دا بيكلم زميله في المكتب عن رحيل ، وقف نور ورا باب مكتب شاكر اللي كان مفتوح وعمل نفسه بيربط جزمته

شاكر : اوف شوفت رحيل بقت عاملة ازاي
ابراهيم: البت طلعت فورتيكة
شاكر: عارف أنا عايز اعمل ايه
ابراهيم : عايز تعمل ايه يا كازانوفا
شاكر: عايز اعضها من سمانتها
ابراهيم: هههههههههههه يخربيت دماغك أنا أعرف الواحد يقول اعض بزازها ولا رقبتها اقطع شفايفها امصمص في الحاجات الحلوه دي مش سمانتها
شاكر : اصلك غبي ومبتفهمش في الحريم ، المرة الحلوة تبان من رجليها والبت رحيل بتنور يخربيت جمال امها
ابراهيم: مكانت قدامك يا برم
شاكر: أنا غبي بس هي برضه كانت مقفل على نفسها وكانوا بيقولوا عليها مجنونة طلعنا احنا اللي مجانين

الكلام استفز نور اللي مشي قبل محد ينتبه ويشوفه راح المطبخ وهو بيغلي اكتر من القهوة اللي قدامه بقى عايز يربي شاكر باي شكل فكر أنه يوقع القهوة عليه وهو بيقدمهله بس قرر أن ينتقم بطريقة رحيل افتكر أنه شاف ازازة زيت خروع في المطبخ بقى يدور عليها وفعلا لاقها خدها وحط قطرات منها في قهوة شاكر حط نقط قليلة عشان متفرقش في الطعم اوي وراح قدمها

شاكر: شكرا يا نور تسلم ايديك

خرج نور و وقف ورا الباب شوية

شاكر بانزعاج : اوف ايه دي
ابراهيم: ايه مالك
شاكر: القهوة دي طعمها غريب
ابراهيم: طعمها غريب ازاي انت اللي بقت طري واتعودت على استارباكس
شاكر: مش عارف بس طعمها غريب
ابراهيم: اشرب وانجز

شرب شاكر القهوة بامتعاض وبعد دقايق حس بمغص رهيب وكل شوية يروح الحمام لدرجة أنه بقى مش قادر يكمل شغل وروح ونور قاعد يضحك عليه وبقى يقول لنفسه أن دا أقل عقاب لاي حد يجيب سيرة رحيل ، كمل اليوم بشكل عادي لغاية لما خلص الشغل اتفاجئت رحيل بطلب خالد بأنها تفضل بعد نهاية الدوام عشان في ورق عايز يراجعه معاها مكانش حد في الشركة غير خالد ورحيل ونور ونزيه باقي الموظفين روحوا ، دخلت رحيل لخالد اللي كان واضح أنه بيشتغل

خالد : اقعدي يا رحيل ، ثواني ونبدا
رحيل : خد راحتك يا مستر
خالد : ما بلاش مستر قوليلي يا خالد عادي
رحيل بخجل: مينفعش حضرتك
خالد : قصدك يعني عشان أنا المدير وكده ولا عشان العمر
رحيل : بصراحه الاتنين
خالد : يعني انتي شايفني عجوز
رحيل: لا مش قصدي كده بس
خالد : هههههههههههه أنا فاهم قصدك وعندي حل كويس
رحيل: ايه هو
خالد : لما نكون لوحدنا قوليلي يا خالد مش كده كويس

هزت رحيل رأسها ، قام خالد من مكانه وراح فتح درج وطلع ازازة ويسكي وصب كاس

خالد : تشربي
رحيل: لا حضرتك أنا مبشربش
خالد: ليه بس دا حلو وهيعجبك
رحيل : مش متعودة عليه
خالد : براحتك ، أنا بحب اشرب بعد ما اخلص شغل عشان اطلع من مود الشغل واللي بنشوفه

رحيل مكانتش عارفة ترد وخالد لاحظ كده

خالد : طيب يلا نبدا شغل ، أنا عارفة اني اخرتك
رحيل: لا مفيش مشكلة
خالد : طيب اقعدي قدام اللاب توب وشوفي اخر ريبورت

خالد طلب من رحيل تقعد على مكتبه ودا كان بالنسبة ليها حاجة غريبة بس عملت زي ما قال وراحت قعدت بقت تشوف الريبورت بس الغريب هو أنه خالد قرب منها وبقى تقريبا واقف جنبها ، رحيل مش متعودة على كده بقت مرتبكة وخالد بيقرب اكتر واكتر واحيانا وشه يقرب منها وهو عامل نفسه عايز يشوف حاجة أو يسألها عن حاجة ، رحيل مش قادرة تعمل حاجه ، خالد شرب اكتر من كأس وطلب من رحيل تجيبله ورق من الخزانة اللي كانت بتدور فيها الصبح ، رحيل حست بأن الوضع غريب بس نفذت كلام خالد زي ما هي متعودة وقامت تجيب الورق بس خالد قام بسرعة وراها ولصق فيها زي الصبح بس المرة دي أيده اللي بقت بتبادر ، قام وراها وأيده بقت بتحسس على طيزها بعنف وهو بيبوسها من رقبتها ، رحيل حاولت تفك نفسها من حصاره بس مكانتش قادرة ، لفتله وبقت تحاول تبعده عنها بس خالد كان عامل زي الذيب اللي مصدق لقى فريسته بقى يبوس في وشها وبعدين بكل قوته قطع فستانها من قدامه وصدرها بقى باين من البرا خرج صدرها وبقى يعض فيه ، رحيل مكانتش عارفة تعمل ايه حاولت تبعده

رحيل: خلاص ارجوك
خالد : مش قادر يا رحيل انتي جامدة اوي
رحيل : طيب اديني فرصه وانا هعمل اللي انت عايزه
خالد : يعني موافقة
رحيل : اه بس مش كده أنا مش بحب الغصب
خالد : معاكي حق ولا أنا بحبه

بعد خالد عنها وراح يصب كاس جديد ، ورحيل لقت الفرصة فتحت الباب وطلعت تجري نور اندهش لما شافها طالعة بتجري خالد كان طالع يجري وراها بس وقع وشاف نور ام رجع المكتب ، رحيل نزلت الكراچ وركبت عربيتها كانت عايزة تهرب باي شكل واول ما خرجت من الشركة وقفت بالعربية وبقت تعيط ، نور استغرب الموقف وخصوصا أن خالد خرج بعد رحيل بشوية وروح ، نور رجع البيت ولقى أن الضوء مقفول والبيت عتمة افتكر أن رحيل لسه ما وصلتش ، خبط على غرفتها مردتش عليه فتح الباب فتحة بسيطة وسمع صوت عياطها ، خرج وقعد في الصالة وبقى يحاول يفهم ايه اللي حصل بالزبط فضل قاعد كده وبعد شوية لقى باب غرفة رحيل بيتفتح ورحيل بتخرج عريانة والدموع بتغزو عينيها ، نور استغرب ومكانش فاهم حاجه

رحيل: يلا عشان نكمل
نور : انتي كويسه
رحيل: مش عايزة اتكلم خالص ، ارسمني وخلاص


نور قام وجاب حاجاته ورحيل قعدت زي كل مرة ، نور لاحظ اثار العض اللي موجوده على صدر رحيل ورقبتها اللي يمكن متكونش رحيل خدت بالها منه أو يمكن قاصدة توجه رسالة لنور ، الدم بقى يغلي في نفوخه بس كان لازم يرسم بقى يربط الأحداث في دماغه ، رحيل طالعة بتجري من مكتب خالد وخالد بيحاول يجري وراها وبعدين ترجع البيت وكأنها مرجعتش ، كان بيرسم وحزن رحيل بيقطعه بس احيانا الحزن بيضيف جمال لاي تحفة فنية خلصوا الجلسة المعتشادة اللي من الواضح أنها بقت ادمان ، دخل نور اوضته مكانش على بعضه معرفش ينام كان عايز ينتقم ويجيب حق رحيل باي شكل حتى لو هيقتل خالد
 


أكتب ردك...
أعلى أسفل