جدو سامى 🕊️ 𓁈
كبير المشرفين
إدارة ميلفات
كبير المشرفين
مستر ميلفاوي
كاتب ذهبي
ناشر قصص
ناشر صور
ناشر أفلام
فضفضاوي متألق
ميلفاوي متميز
ميلفاوي كوميدي
إستشاري مميز
ميلفاوي شاعر
ناشر موسيقي
ميلفاوي سينماوي
ميلفاوي نشيط
ناشر قصص مصورة
نجم ميلفات
ملك الصور
ناقد قصصي
زعيم الفضفضة
" محمود فهمي عبود " فنان عراقي مُغترب .. من مواليد 1962.. تنقل بين روسيا وأوكرانيا والنرويج والإمارات العربية حاملاً في وجدانه تراث العراق وذاكرته الإبداعية.
إنه يلوّن مخلوقاته ثم يطلقها لتحلّق في فضاء لوحاته ذاهبة ربما إلى مدينته الفاضلة، وربما إلى حيث لا نعلم.. إنها مخلوقات طائرة، كما يقول هو عنها، غير مستقرة بسبب حالة الهجرة التي يعيشها كفنان يعاني وطنه حالة عدم الاستقرار.
في عمله الفني الأخير، يتقنّع محمود فهمي عبود باللقالق التي قررت العودة الى مدينتها التي خبرها محمود في طفولته، في فنتازيا مثيرة، أتت استكمالا لتجربته الإبداعية التي بدأها منذ بضع سنين في سلسلة من الاعمال الفنية التشكيلية، التي حملت سمات مشتركة، على الرغمِ من اختلاف الثيمات، والشخصيات التي تقنّع بها محمود في كل لوحة من تلك اللوحات.
في (عودة لقالق بغداد)، نجد ان الخيال الخصب الذي يتمتع به محمود عبود الذي نجا من حربين تركت احداهما بصمة على جسده، نجده مثيراً، مدهشاً، وهو يصوّر بغداد التي عشقها، و ارتبطت بها أحلامه، وذاكرته الفنيّة. هذا الخيال حوّل (القيمة العملية) للاماكن، والشخوص، والطيور، والجماد الى قيمة خيالية صيّرتها ادواته الفنيّة فيما بعد الى عمل ابداعي.
ان خيال محمود الفني لا يرتبط فقط بالأمكنة، والازمنة، ولا حتى بالشخوص التي عاشرها، او التي حاكاها في اعماله الفنية، لكنه ،فضلا عن ذلك، يرتبط بالمرأة، والجسد. بمعنى انه يرتبط بالخصب، والعشق، وديمومة الحياة. هذا الخيال الفني، تحوّل عن عمد، الى عالم بديل، هو عالم محمود الخاص في مدينته الفاضلة. هذا العالم يقود المتلقي الى حالة الانعزال Isolation تلك الحالة التي تحدث عنها عالم النفس الألماني-الأميركي هيوغو منستربيرغ حينما أشار الى ان الانعزال هو الأساس في التذوق الفني (1).
تشير مصادر علم الجمال الى ان أي عمل فني هو (حلم)، على أنْ يكتسب، هذا الحلم، قيمة مشتركة مع الاخرين، بعيداً عن (ألانا).و هذا الخروج من الخاص الى العام هو ما يجعل من العمل الفني لغة (أداة، او وسيلة) لمخاطبة الجمهور.
حلم محمود في العودة كان الثيمة الأبرز في سلسلة اعماله الابداعية الأخيرة لاسيّما (يوم جمعة، وشط الحلّة-الخاتون ونوارسها، وصبايا -بطيخ ومساء بغدادي) وصولاً إلى عمله الأخير محور هذه السطور.
هذا الحلم الذي ارتبط بخيال محمود الفني، في وعيه ، أو لا وعيهِ ، شكّل لغته الفنية التي نطقت بها ريشته في اعماله الأخيرة.
في أغلب أعماله الأخيرة، يصرّ محمود على حضور المرأة، والنهر، والمسجد ذي اللون الأزرق، والنخيل (سيّد الأشجار في بلاد ما بين النهرين)، والسيارة ذات الموديل الخمسيني، الزورق (البلم)، الشناشيل (المشربيات)، والطابوق (الطوب)، والطيور.
على أنَّ المتلقي لا يعدم حضور عناصر أخرى في بعض اعماله الفنيّة، كالديك، والقط، والدراجة الهوائية، والرجل ذي السدارة الفيصليّة.
كل هذه العناصر التي تتشكل منها أعمال محمود عبود الإبداعية، هي من وحي خياله المرتبط بذكرياته، وقراءاته، ومصادره الفنيّة.
لكننا في عمله الأخير (عودة لقالق بغداد) نجد أنَّ أسلوب محمود الفني في الإشارة الى المرأة (عنوان الحياة، ورمز الجمال، والعشق) اختلف عن أسلوبه الذي استخدمه في لوحاته الأخرى.
هذه المرّة، اختار محمود موديلاً رشيقاً، ليبتعد عن تصوير المرأة الممتلئة.
والمتلقي الجاد سينتبه إلى أنَّ محمود ركّز كثيراً هذه اللوحة على إبراز جمال جسد الفتاة في طريقة استلقائها، في لفة يديها، ووضع ساقيها، فضلاً عن تموج ثوبها المثير الذي نطقت به ريشتهُ عاليا.
ثم نلاحظ، ليس بعيدً عن جسد الفتاة، ظهور اللقلق الذي يهاجر حاله حال بقية الطيور، و يختلف عنها في أنه لا يعود الا اذا توافرت شروط الأمان.
لكن المدهش في هذا العمل الفني هو حركة أكبر اللقالق التي تظهرهُ عائداً إلى بغداد، ناصباً عشه فوق اسطح أحد المنازل. فالمتلقي لن يعدم ان يرى ان اللقلق هذا يحدّق في جسد الفتاة،و هذه الحركة تشي لكاتب هذه السطور أنَّ محمود هنا قد تقنّع باللقلق العائد، الباحث عن الجمال، وعن الحب.
المدهش في هذا العمل الفني الجميل هو استغلال محمود لفضاءات اللوحة. البيت ذو الطابق الأرضي التي تستلقي على سطحه الفتاة، صوره لنا محمود بطابق واحد عن عمد، من اجل أنْ يستخدم أكبر قدر ممكن من فضاء اللوحة المتبقي ليصور بها عناصر أخرى في هذا العمل الفني المهم.
لغة محمود عبود الفنيّة، هي لغة ناضجة، ولعلَّ ألوانه المثيرة هي التي تخلق الانسجام في صوره الفنيّة المدهشة.
محمود خرج عن عباءة الفنانين العراقيين الروّاد في استعمالهم لتقنية اللون. وفي اعتقاد كاتب هذه السطور، أنَّ ثقافة محمود الاكاديمية التي اكتسبها اثناء دراسته في أوكرانيا، صقلت تجربته في استعمال اللون،ودرجاته.
الألوان التي استخدمها محمود في هذا العمل الفني المثير، كانت ألواناً تشي بالنشوة من البني الفاتح، الى تدرجات الأزرق التي صبغت معظم أعماله التي اكسبتها شعرية حادة، حتى الوردي، وانتهائها بالاخضر المتدرج الذي انعكس عليه ضياء الفجر (في شناشيل البيت) ليخلق صورة بمنتهى الجمال، والحرفية.
إنه يلوّن مخلوقاته ثم يطلقها لتحلّق في فضاء لوحاته ذاهبة ربما إلى مدينته الفاضلة، وربما إلى حيث لا نعلم.. إنها مخلوقات طائرة، كما يقول هو عنها، غير مستقرة بسبب حالة الهجرة التي يعيشها كفنان يعاني وطنه حالة عدم الاستقرار.
في عمله الفني الأخير، يتقنّع محمود فهمي عبود باللقالق التي قررت العودة الى مدينتها التي خبرها محمود في طفولته، في فنتازيا مثيرة، أتت استكمالا لتجربته الإبداعية التي بدأها منذ بضع سنين في سلسلة من الاعمال الفنية التشكيلية، التي حملت سمات مشتركة، على الرغمِ من اختلاف الثيمات، والشخصيات التي تقنّع بها محمود في كل لوحة من تلك اللوحات.
في (عودة لقالق بغداد)، نجد ان الخيال الخصب الذي يتمتع به محمود عبود الذي نجا من حربين تركت احداهما بصمة على جسده، نجده مثيراً، مدهشاً، وهو يصوّر بغداد التي عشقها، و ارتبطت بها أحلامه، وذاكرته الفنيّة. هذا الخيال حوّل (القيمة العملية) للاماكن، والشخوص، والطيور، والجماد الى قيمة خيالية صيّرتها ادواته الفنيّة فيما بعد الى عمل ابداعي.
ان خيال محمود الفني لا يرتبط فقط بالأمكنة، والازمنة، ولا حتى بالشخوص التي عاشرها، او التي حاكاها في اعماله الفنية، لكنه ،فضلا عن ذلك، يرتبط بالمرأة، والجسد. بمعنى انه يرتبط بالخصب، والعشق، وديمومة الحياة. هذا الخيال الفني، تحوّل عن عمد، الى عالم بديل، هو عالم محمود الخاص في مدينته الفاضلة. هذا العالم يقود المتلقي الى حالة الانعزال Isolation تلك الحالة التي تحدث عنها عالم النفس الألماني-الأميركي هيوغو منستربيرغ حينما أشار الى ان الانعزال هو الأساس في التذوق الفني (1).
تشير مصادر علم الجمال الى ان أي عمل فني هو (حلم)، على أنْ يكتسب، هذا الحلم، قيمة مشتركة مع الاخرين، بعيداً عن (ألانا).و هذا الخروج من الخاص الى العام هو ما يجعل من العمل الفني لغة (أداة، او وسيلة) لمخاطبة الجمهور.
حلم محمود في العودة كان الثيمة الأبرز في سلسلة اعماله الابداعية الأخيرة لاسيّما (يوم جمعة، وشط الحلّة-الخاتون ونوارسها، وصبايا -بطيخ ومساء بغدادي) وصولاً إلى عمله الأخير محور هذه السطور.
هذا الحلم الذي ارتبط بخيال محمود الفني، في وعيه ، أو لا وعيهِ ، شكّل لغته الفنية التي نطقت بها ريشته في اعماله الأخيرة.
في أغلب أعماله الأخيرة، يصرّ محمود على حضور المرأة، والنهر، والمسجد ذي اللون الأزرق، والنخيل (سيّد الأشجار في بلاد ما بين النهرين)، والسيارة ذات الموديل الخمسيني، الزورق (البلم)، الشناشيل (المشربيات)، والطابوق (الطوب)، والطيور.
على أنَّ المتلقي لا يعدم حضور عناصر أخرى في بعض اعماله الفنيّة، كالديك، والقط، والدراجة الهوائية، والرجل ذي السدارة الفيصليّة.
كل هذه العناصر التي تتشكل منها أعمال محمود عبود الإبداعية، هي من وحي خياله المرتبط بذكرياته، وقراءاته، ومصادره الفنيّة.
لكننا في عمله الأخير (عودة لقالق بغداد) نجد أنَّ أسلوب محمود الفني في الإشارة الى المرأة (عنوان الحياة، ورمز الجمال، والعشق) اختلف عن أسلوبه الذي استخدمه في لوحاته الأخرى.
هذه المرّة، اختار محمود موديلاً رشيقاً، ليبتعد عن تصوير المرأة الممتلئة.
والمتلقي الجاد سينتبه إلى أنَّ محمود ركّز كثيراً هذه اللوحة على إبراز جمال جسد الفتاة في طريقة استلقائها، في لفة يديها، ووضع ساقيها، فضلاً عن تموج ثوبها المثير الذي نطقت به ريشتهُ عاليا.
ثم نلاحظ، ليس بعيدً عن جسد الفتاة، ظهور اللقلق الذي يهاجر حاله حال بقية الطيور، و يختلف عنها في أنه لا يعود الا اذا توافرت شروط الأمان.
لكن المدهش في هذا العمل الفني هو حركة أكبر اللقالق التي تظهرهُ عائداً إلى بغداد، ناصباً عشه فوق اسطح أحد المنازل. فالمتلقي لن يعدم ان يرى ان اللقلق هذا يحدّق في جسد الفتاة،و هذه الحركة تشي لكاتب هذه السطور أنَّ محمود هنا قد تقنّع باللقلق العائد، الباحث عن الجمال، وعن الحب.
المدهش في هذا العمل الفني الجميل هو استغلال محمود لفضاءات اللوحة. البيت ذو الطابق الأرضي التي تستلقي على سطحه الفتاة، صوره لنا محمود بطابق واحد عن عمد، من اجل أنْ يستخدم أكبر قدر ممكن من فضاء اللوحة المتبقي ليصور بها عناصر أخرى في هذا العمل الفني المهم.
لغة محمود عبود الفنيّة، هي لغة ناضجة، ولعلَّ ألوانه المثيرة هي التي تخلق الانسجام في صوره الفنيّة المدهشة.
محمود خرج عن عباءة الفنانين العراقيين الروّاد في استعمالهم لتقنية اللون. وفي اعتقاد كاتب هذه السطور، أنَّ ثقافة محمود الاكاديمية التي اكتسبها اثناء دراسته في أوكرانيا، صقلت تجربته في استعمال اللون،ودرجاته.
الألوان التي استخدمها محمود في هذا العمل الفني المثير، كانت ألواناً تشي بالنشوة من البني الفاتح، الى تدرجات الأزرق التي صبغت معظم أعماله التي اكسبتها شعرية حادة، حتى الوردي، وانتهائها بالاخضر المتدرج الذي انعكس عليه ضياء الفجر (في شناشيل البيت) ليخلق صورة بمنتهى الجمال، والحرفية.