حَنينُ الذِّكْرَياتِ
وَتَمْضي الأيّامُ يا حَياتي بَعيداً ، وَلا زالَتِ الذّكرياتُ تَغزو حَبْلَ أَفْكاري ، فَأنْتِ يا حَيبَتي ومُلْهِمَتي لَمْ تُغادِري جُدرانَ قَلبي الْمُثْقَلِ بِهمومِ الزّمَنِ الْكَئيبِ ، فَأنتِ تَسكُنينَ في كلِّ زاويةٍ مِنْ زَوايا حَياتي ، أرى طَيفَكِ في شُروق الشَّمِسِ وَغُروبِ الْقَمرِ أتخيَّلُ وجهكِ يا حَبيبتي الّذي لَمْ يَمنحَني الزّمانُ حَتّى رؤيتِهِ وَردَةً يانِعةً حرمَتني مِنْها يَدُ الزّمانِ لِيظلمَ حُبّاً بَريئاً كُتِبَ لَهُ أنْ يَكونَ سَرابا تَوارى خَلْفَ الْغيومِ وَفَوقَ عَنانِ السّماءِ ، آهِ يا حَياتي كَمْ أنا مُشْتاقٌ لأتَخيَّل ابْتسامَتَكِ الْعَذبةِ وَالّتي تَحْمِلُ الْحُبَّ والْحَنينِ وَالشَّجَنِ ! ثُمَّ تَخْتَفي دَفاتِري في طَيِّ النِّسيانِ ، اشْتقتُ يا حَبيبَتي لِلّيلِ لأنّهُ يُداري دَمْعَتي ، وَآنَسْتُ الوِحْدَةَ لأنّها تُلازِمُ غُربَتي ، وَعَشِقتُ حُضْنَكِ الدّافئ وقلبَكِ الْحاني الّذي طالَما حَلِمْتُ بِهِ لِيَكونَ سَعادَة الأيّامِ ، لكِن يَأبى الزّمانُ يا حَبيبَتي إلّا وَأنْ يُفرقنا ويُغلقُ صَفْحَةً جَميلَةً تَحْمِلُ في طيّاتها حَنينَ الذّكرياتِ