الجـــــزء الأول ..
الدنيا دى غريبة اوى ، تصرفاتها عجيبة كده و عمرنا ما نقدر نتوقعها ، تاخدك من طريق لطريق ، و من ناس لناس ، تديك حاجات كتيرة مش محتاجها و ممكن تاخد منك حاجات كتير بتحبها ، و تحرمك من تحقيق احلام كتير كنت بتتمناها ، فى النهاية دى احكام مالهاش رجوع ، مانقدرش نستأنف و لا نعارض ، ضرورى نسلم بحكم القدر مهما كان قاسى علينا ، و ضرورى نفرح باللى تديهولنا مهما كان صغير فى عيوننا ، ما هو احنا مش ضامنين هانفرح تانى امته ، الدنيا فلسفتها محتاجه فوق العقل حاجات كتيرة اوى عشان تقدر تفهمها او تسايرها فى تصرفاتها و ترسى معاها مكان ما ترسى و انت مش بس راضى و مقتنع ، لا انت كمان لازم تكون بتخطط ازاى تتفادى ازماتها الجاية او تتقبلها على اقل تقدير ، مش مهم قدراتك ايه او خبراتك اد ايه ، كل ده مش هايقدم و لا يأخر مع الدنيا ، مش مهم كل ده ،
الاحكام ماشية على الكل مفيهاش كبير ، هى دنيا و بنعيشها ، و عيشة يوم بيوم حلوة ، رضينا ما رضيناش بعد الليل بييجى نهار و بعد النهار لازم يحل الظلام ، الكون كله فكرته الدوران مفيهوش حاجه ثابتة ، ليه عاوزين ثبات الحال !! و انا هفكر كتير و اتعب نفسى ليه عادى ، دوام الحال من المحال ،
هاعيش الدنيا بحلوها و مرها النهارده شتا بكره ربيع و بعده صيف و اخرها خريف ، و اهى تخاريف باهون بيها على نفسى !
انا مثال للحياة اللى دايرة ما بتبطلش دوران اتقلبت فيها على كل الاحوال ، عمرى وصل 32 سنة و النتيجة صفر ، عملت ايه غير انى عايش فى الدنيا و بس ، لما خدت الاعدادية والدى قرر يدخلنى صنايع عشان الحالة على ادها ، و لما خلصت طلب منى اشتغل معاه عشان اوفر اجرة صنايعى ، اصحابى دلوقتى كل واحد منهم فى مكان حلو و اللى اتجوز و اللى سافر ، يلا مش مشكلة اللى امه بتدعى له احسن من اللى امه بتديله ..
انا عماد ، 32 سنة ، اعزب ، دبلوم صنايع نظام خمس سنين ، ساكن فى الأميرية مع والدى و والدتى و اخواتى ، انا اكبرهم ، عددنا اربعه 3 شباب و بنت ، والدى عنده ورشة الوميتال كنت باقف اساعده فيها قبل ما يجيلى شغل أمن و نظام فى معهد خاص فى منطقة راقية ، بقالى ييجى شهرين فى شغلتى الجديدة و مبسوط اوى بيها مرتبها حلو و المعاملة هناك مع الناس معاملة شيك اوى و بيحترمونى كده و كل حاجه بنظام و انا اصلا فهمت مسئولياتى بسرعة ، ادينى بحاول عشان الحق اتجوز بقا انا اللى فى سنى معاهم اولاد فى المدرسة ، بس مش مهم كان لازم اساعد والدى فى تربية اخواتى ، و الحقيقة شغلى فى الورشة ده علمنى حاجات كتير اوى و كمان ادانى صحة و جسم رياضى كأنى بالعب كمال أجسام ، لما قدمت فى الوظيفة دى و عملت المقابلة و تكوينى الجسمانى رجح كفتى بما انى طويل شوية حوالى 180 سنتى و الوزن ييجى 80 او يزيد شوية بس معظمه عضلات و جسمى جامد زى ما قلتلكم وقتها والدى قرر انه يسيبنى اشتغل بره و ابقا اساعده من وقت للتانى فى الورشة و استلمت الشغل فى المعهد ده و كان دورى اشرافى اكتر على القاعات و المكاتب و الكافيتريا و الأسوار و كان معايه مجموعة من الزملاء فى مواعيد من 8 لـ 3 العصر كل يوم ما عدا الجمعة ..
مشيت الامور فى الشهرين دول زى الفل و مفيش اى حاجه تعكنن علينا ، لحد ما جيت فى يوم بعد الكل ما مشى و مابقاش فاضل فى المعهد الا حرس البوابة و بس ، و كانت الساعة عدت 3 و انا فى الحمام باغير هدومى لان كان لينا يونيفورم خاص و كان الحمام قريب من الكافتريا ، واخدت اليونيفورم فى شنطتى و خارج لكن سمعت صوت مشادة فى الكافتريا بين راجل و ست ، كانت المشادة بين أشرف زميلى ، و نعمات اللى كانت ماسكة إدارة الكافتريا و دى كانت ست جميلة فى التلاتينات كده او اقل شوية ، لما قربت شوية لقيت أشرف بيتحرش بيها فى مكتبها و بيحاول انه يحضنها و ماسك فيها مش عاوز يسيبها و هى عمالة تقاومه و تشتمه و تهدده و هو عقله غايب ، غلى الدم فى عروقى و دخلت فورا على أشرف و سددت له لكمة فى وشه عشان يفوق و انا بقوله عيب اللى انت بتعمله ده يا سافل ، لكنه ردلى اللكمة اتنين ، و هنا دارت المعركة بينى و بينه و طبعا بحكم القوة اللى كنت باتمتع بيها كان اشرف هايموت فى ايدى لحد ما لقيت نعمات بتحاول تمنعنى انى استمر فى ضربه و هى بتصرخ و بتقولى ماتوديش نفسك فى داهية يا عماد ابوس ايدك كفايه سيبه ده كلب مايستاهلش ، و فعلا سبته و انا بابص لها و بابص له و هو على الارض بيقوم بالعافية و بياخد شنطته و يمشى فى هدوء حتى ما بصش علينا و هو خارج ..
جابت لى كرسى و قعدتنى و لقيتها مخضوضة و هى بتشوف الجرح اللى كان فى شفتى الفوقانية و بتحاول تجيب اى حاجه تكتم بيها الدم و بتقولى : سلامتك يا عماد حقك عليا ، انا تعبت من تصرفاته كل شوية يتحرش بيا معرفش بيعمل معايه كده ليه ، مش لاقيه كلام اشكرك بيه على شهامتك معايه و لا عارفه اقولك ايه ،
قلت لها ما تقوليش حاجه انا عمرى ما ارضى عن السفالة دى من اى حد ، المفروض اننا بنشتغل فى مكان واحد و لازم نراعى اكل عيشنا الاول و نحافظ على بعض و نحترم بعض ، عموما لو كررها تانى ابقى قولى لى و انا و حيات امى لا المرة الجاية اخليه مكسح خالص ،
لقيتها بتطبطب على كتفى و هى مبتسمه و بتشكرنى و بتقولى **** ما يحرمنيش منك و لا من شهامتك ابدا يا عماد دقيقة واحده هقفل و نخرج سوا ،
و قفلت و خرجنا سوا من البوابة و كان الحرس مالهومش اى علاقة بأى شئ الا يشوفوا مين داخل و مين خارج و بس يعنى زى التماثيل كده و دايما ظهرهم للمعهد و وشهم للشارع و بس ،
و خرجنا سوا عشان اركب الاتوبيس و هى تاخد الميكروباص اللى كان بيوصلها لبيتها اللى كان قريب من المعهد و انتهى اليوم ده على كده ، و رجعت و انا بافتكر الموقف و كل ما افتكره اغضب اوى و اسأل نفسى ، معقول فيه بنى ادم يفقد عقله بالشكل ده و يعرض نفسه لموقف زى ده و عشان ايه !! حتى لما دخلت انام فضل الموضوع فى بالى و عمال اسأل نفسى ليه و عشان ايه ، غمضت عينى و فجأة لقيتنى بقول لنفسى :- اه بس نعمات تستاهل صحيح ، نتاية بجد ! فرسة ، و لقيت نفسى سرحت مع نعمات ، لا حلوة صحيح ، عيونها خضرة اوى و واسعة و نظرتها قاتلة ، و شعرها حرير لونه بنى زى ما يكون متحنى و طويل و تسريحته تهوس و هى سايباه مكشوف على طول ، بياض الورد فى ملامحها مع لمحة من اللون الاحمر فوق خدودها اللى ليها غمازتين اول ما بتضحك او تتكلم حتى كلام عادى فورا يعلنوا عن نفسهم ، عودها اه منه ساحر و طولها حلو ماشى مع تقسيمة جسمها ، وزنها حلو اوى مش تخينة بس مرسومة ، صدرها عليه تدويرة تخلى الواحد يتمنى يشوف نصه بس من فوق كده مش هطمع اشوف الباقى ، كانت لما تلبس بلوزة ناعمة تبقا واخده منحنيات حوالين صدرها و راسمه خطوطه و الحلمة تبقا منطورة لبرة كأنها رصاصة هاترشق فى قلب اى حد يبص بعينه ، وسطها اللى كان عبارة عن سوة بارزة على خفيف تحت بطن مختفية مافيهاش اى بروز و منحوت بهندسة مع تمهيد لتدويرة طيازها و رسمتهم الرائعة ، كانت طيازها كبيرة يلاحظ حجمها اللى يركز معاهم انما من بعيد تبان متوسطة ، بارزة و مدورة و واخده كيرف مع الفخاد ماحصلش ، و لفة رجليها من تحت لما كانت تلبس قصير ، اه منها ، لفة جاتوه ، و ايدها اللى شوفتها النهارده و هى بتحاول تكتملى الجرح ، بيتهيألى ان مفيهاش عضم خالص ، طرية بشكل و رسمة كفها مع المعصم و صوابعها اللى واخده نفس شكل جسمها و جماله و لا صوتها الساحر الناعم اللى خطفنى ساعة ما كانت مخضوضة و خايفة عليا و انا باضرب اشرف !!!!
يعنى ايه بقا يعنى لما انا اقول كده امال عملت مع اشرف كده ليه ما كنت اقول انه معذور طالما انا كمان بفكر بالشكل ده ، نمت و انا زعلان من نفسى اوى ..
خرجت الصبح روحت على الشغل لكن مالقيتش اشرف هناك ، و لقيت نعمات مستنيانى و بتطمن عليا و قالت لى بعد ما اخلص جولة الصبح اروح اقعد فى الكافتريا شوية معاها عشان عاوزانى فى موضوع مهم ، و روحت خدت اول جولة و وصيت واحد من زمايلى يتابع و روحت على الكافتريا خدتنى على المكتب و كان عباره عن غرفة زجاجية صغيرة فى الكافتريا ، سألتنى عن احوالى و عامل ايه و ياريت ما اكونش فهمت اللى حصل امبارح غلط !!
سألتها افهمه غلط ازاى ؟ انا شوفت واحد بيتهجم على واحده ست دى تتفهم ازاى يا استاذة نعمات ؟
قالت لى : ناس كتير ممكن تقول هى اللى طمعته فيها او فتحت له باب لكن انا و اللـ ....
قاطعتها و انا منفعل شوية و قلت لها انا اسف انا مش من الناس اللى ممكن تجيب فى سيرة حد بسوء او تلفق للناس تهمة هما ابرياء منها و لو حضرتك شايفه انى ممكن افكر بالطريقة دى يبقا كتر خيرك و رسالتك وصلت يا افندم ، بعد اذنك .. و خرجت و هى بتنادى عليا و انا ماشى و لا باصص ورايه حتى ، حسيت انها خايفة اكون شكاك و ظنيت بيها شر ان اشرف كان على علاقة بيها او انها سهلة و بالتالى استغل ده ، هو ده اللى جه فى عقلى ساعتها و خلانى اتنرفز ،
لكن لما خلص اليوم روحت على المحطة لقيتها قاعده و اول ما لقيتنى قامت ناحيتى و قالت لى : تعرف انا ضيعت كام عربية علشان استناك !! انت ايه اللى خلاك زعلت من كلامى يا عماد ؟
قلت لها ما زعلتش و لا حاجه حضرتك تقولى اللى انتى عاوزاه ..
قالت لى طب ممكن بقا اعزمك هناك كده تشرب الشاى اللى سبته و مشيت الصبح ؟
اعتذرت و قلت لها معلهش اصلى ورايه مشوار مهم ،
قالت لى خلاص انا بس كان نفسى اوضحلك و انا محبش اشوفك زعلان ، انت انسان شهم و طيب و انا ما قصدتش غير انى افهمك ان اشرف دايما بيرزل على اى بنت او ست مش بس انا ،
قلت لها خلاص تمام فهمت و قفلت معاها الكلام ، و عدى اسبوعين طبعا كان اشرف ساب المكان خالص ، و انا و نعمات مفيش بيننا اى كلام نهائى و لا حتى كنت بابص ناحية مكتبها نهائى ، لكن فى يوم و انا خارج من غير فطار دخلت الكافتريا افطر بعد ما عملت اول جولة مرور فى المعهد ، بعد الفطار قمت ادفع لقيت الحساب خالص و لما سألت طبعا لقيتها بتبص ناحيتى مبتسمة و المتر قال لى ان مدام نعمات هى اللى هتحاسب ..
قبل ما اتكلم لقيتها بتشاورلى انتظر لحظة ، خرجت لى و طلبت منى ادخل معاها المكتب فدخلت و انا فى ايدى الفلوس علشان مش عاوز جمايل من حد أنا ،
قالت لى سيبك بس من الفلوس انت ناسى انك بتشتغل هنا يعنى تطلب اللى انت عاوزه و لا يهمك مش مجاملة منى و لا حاجه ، ماكنتش اعرف المعلومة دى فضحكت و قلت لها طب مش تقولى من زمان ده انا على كده كل يوم هاجى افطر هنا و لا يهمنى ،
قالت لى فعلا فيه رصيد شهرى ليك عندنا تاخد بيه اللى انت عاوزه و لما يخلص هابقا ابلغك ، شكرتها و قمت علشان امشى لقيتها بتطلب منى اقعد لانها عندها كلمتين لازم تقولهوملى ، قعدت و انا منتظر الكلام ،
فقالت لى : انا مافهمتش انت زعلان منى ليه من ساعة آخر مرة ، ممكن تقولى زعلت ليه ؟ و ليه طول المده دى تبص على الكافتريا من بره و ما تدخلهاش ؟ ايه مخاصمنى ؟
ابتسمت و قلت لها لا ابدا انا بس حسيت ان حضرتك ممكن تاخدى فكرة وحشة عن اى شاب بيشتغل هنا ..
لقيتها اتفاجئت و قالت لى اخص عليك يا عماد ! بقا انا اللى مكنتش عاوزاك تاخد فكرة وحشة عنى ابقا فاهماك غلط و انت اتخانقت بسببى و كنت هاتضيع نفسك عشان واحده ماتعرفهاش ! معقول كده !
ابتسمت و قلت لها ما هو حضرتك ماتعرفيش ان اى راجل عنده نخوة ممكن فعلا يموت لو شاف موقف زى ده ،
قالت لى : ايه قصة حضرتك دى انت بتكبرنى ليه ده انا يمكن اكون اصغر منك !
ضحكت و قلت لها اكيد طبعا ده انا عندى 32 سنة و اكيد حضرتك اصغر ،
قالت لى : شوفت ! لما انت عارف انى اصغر منك تقولى حضرتك ليه ؟ ماتعملش فرق يا عماد انا زى اختك و اى حاجه تحتاجها من هنا تيجى تاخدها فورا و انا زى ما قلت لك اول الرصيد ما يخلص هابقا ابلغك ..
مر شهر بالظبط على الموقف ده و انا يوميا اروح افطر فى الكافتريا و هى ما قالتليش و لا مرة ان الرصيد خلص ، و كل يوم تخرج لى من مكتبها و تسلم عليا و تسألنى عن احوالى ، كانت دايما تبتسم فى وشى و تكلمنى و عينها فى عينى و انا مش متعود ، كنت كتير باخجل اوى ابص فى عيونها ، لحد ما فى يوم قلت اطمن ع الرصيد فناديت على المتر و سألته هو انا رصيدى فيه كام عندكم ؟
لقيته اندهش و استغرب و قالى : رصيد ايه ؟ سكتت فورا و انا باجمع و مش مستوعب انى طول المدة دى معزوم ،عملت نفسى بهزر معاه و قلت له انت مفيش و لا مرة تيجى تطلب منى الحساب ، قالى مدام نعمات قالت لى ما اطلبهوش منك و فى اخر اليوم اقدم لها الشيك بتاعك وبس ، قلت له طب قولها انى عاوز ادخل لها بعد اذنك ، دخل قال لها ، بصت و ابتسمت و شاورت لى بالدخول ، دخلت و انا الغضب باين على ملامحى و باحاول اطلب تفسير لانها تدفع لى حسابى و تفهمنى انى ليا رصيد ، لقيتها اتخضت و حاولت تقنعنى و انا مفيش فايده وباطلب منها قايمة بالمبالغ كلها و باصرار ، و قدام اصرارى لقيتها بتطلع لى كل الشيكات بتاعتى و بتديهالى فضلت اجمع فيها لحد ما حسبت المبلغ كله و طلعته علشان اديهولها لقيتها بصت لى و قالت لى بمنتهى الثقة و الابتسامة على وشها : اللى فات ده انا اللى دفعته و مش هاخده حتى لو انطبقت السما ع الارض ، ابقا ادفع من بكره لكن اللى فات مش هاخده ، انا ما اديتكش فلوس فى ايدك علشان تدينى فلوس فى ايدى ، قلت لها يعنى ايه ؟
قالت لى يعنى انا عزمتك و انت ابقا ردلى العزومة ، غير كده خلص الكلام فماتحاولش يا عمدة !
عمده !! هى حصلت تدلعينى ! ضحكت اوى و قالت لى اخويا و من حقى ادلعك ،
ضحكت و قلت لها اه بس انا ما باعاملش بالمثل يعنى مش هقولك يا نعناعة !!
قالت لى ايه ده انت عرفت الاسم ده منين ؟ ده محدش بينادينى بيه غير جوزى و بس !
قلت لها هو جه على بالى كده ماهو نعمات يبقا الدلع نعناعة على طول ،
ضحكت و قالت لى : لا ذكى انت و دماغك كبيرة ،
ضحكت و قلت لها : من بعض ما عندكم يا افندم ، كانت اول مرة فى حياتى اشوف موقف زى ده و من ست فى قمة الجمال و الانوثة بتنادينى باسم الدلع ، لا و معندهاش مانع انى اعزمها ،بس يا ترى تقصد اعزمها هنا !! مش معقول ، و انا بفكر و لسه الفلوس فى ايدى لقيتها بتقولى : ها ؟ قلت ايه ؟ ابتسمت انا كمان و قلت لها بس لازم اردهالك العزومة دى ، ضحكت و قالت لى : هو انا اتعزمت و قلت لا !! قلت لها خلاص بس **** ماتقوليش لا فى وقتها ، ضحكت و قالت لى : لا مش هقول لا .. خرجت و انا مبسوط جدا و مندهش فى نفس الوقت و بدأت افكر اعزمها ازاى و فين و امته ، طب اقول لها ازاى ؟ لازم اطلبها منها الاسبوع ده قبل الموضوع ما يموت و يتنسى ، مش ممكن لازم اضرب الحديد و هو سخن .. قلت لها طب ايه رأيك نتغدى سوا بعد بكره ؟ قالت لى و اشمعنا بعد بكره يعنى ليه مش بكره ؟ زاد اندهاشى و قلت لها بكره يبقا كرم كبير منك ، ضحكت و قالت لى كرم منى انا ليه هو انا اللى هادفع !!
ضجكت و قلت لها اه مش يمكن اتنشل فى الاتوبيس !!
و فعلا تانى يوم اتفقنا نخرج مع بعض بعد الشغل ، و سألتنى و هى بتبتسم ، ها ! هاتغدينا فين ؟ قلت لها لا انتى تسيبينى انا القائد هاوديكى اجمل مكان ممكن تتغدى فيه ، قالت لى انا معاك اهه اتفضل ، و كملنا فى طريقنا لحد ما وصلنا لمكان فى العجوزة على النيل ، دخلنا المكان عجبها جدا و طلبنا الغدا و فضلنا نحكى سوا عن حياتى و عن حياتها ، كانت متجوزة من 6 سنين و جوزها كان بيشتغل محامى و هى للاسف مش بتخلف ، طبعا انا حاولت اخفف عنها الم عدم الانجاب ده و اطلب منها الصبر لقيتها بتغير الموضوع و بتسألنى عن ظروفى ليه ما اتجوزتش لحد دلوقتى حكيت لها طبعا عن ظروف حياتى و انى لازال قدامى مشوار لحد اخواتى ما يكملوا تعليمهم و اختى اللى فى الجامعه كمان تتجوز لانها مخطوبة ، عجبها موقفى و وقوفى مع والدى و انى مش أنانى و ابدت كمان اعجابها باخلاقى و بطريقة تفكيرى و اكيد اتكلمنا فى حاجات كتيرة ، و مع كل حاجه بقولها كانت بتظهر اعجابها بيا ، و فضلنا نتمشى بعد الغدا على الكورنيش انا و هى و كأننا معرفة سنين ، لقيتنى بقول لها على فكرة عزومة النهارده دى تقريبا ربع المبلغ اللى ليكى عندى ، ضحكت و قالت لى يعنى لسه فيه كمان 3 عزومات !! انا موافقة ، ما تخيلتش ردها ده ، تصرف غريب لكنى كنت فرحان اوى لما لقيتها قالت كده و قلت لها خلاص يبقا زى النهارده من كل اسبوع لينا غدا هنا او فى مكان تانى ، ضحكت و قالت لى خلاص متفقين .
الجـــــزء الثــاني ..
رجعت بيتنا و انا بفكر فيها ، كلامها ، ضحكتها ، صوتها ، همساتها ، نظرة عيونها ، حتى خطوتها كنت بفكر فيها و اصبح الكلام بيننا بيطول فى الشغل ، يوميا لينا كلام فى مكتبها او قدام الكافتريا ، كنا بنوصل المعهد مع بعض و نخرج منه مع بعض ، ماكانتش صدفة ، لكنها كانت متابعه بكل دقة ، منى انا او منها هى مش مهم ، لكنه اصبح واقع معتاد ، بقينا بنستنى بعض ، الابتسامه كانت اول شئ نقابل بعض بيه و اخر شئ بنفارق بعض عليه ، كنت باحس فى عيونها بكلام كتير يمكن ماكنتش فاهم معناه ، لكن اللى انا فاهمه هو ان فى عيونى نفس الكلام او كلام يشبه له ، كنا بنتعامل بشكل ما جربتهوش قبل كده ، فرحة وقت اللقا ، تفكير كتير اثناء البعد ، بقيت اكره يوم الاجازة علشان بيحرمنى منها ، و كنت ارجع المعهد الاقى عيونها بتقول وحشتنى ، لكن لسانها ما بيقولهاش ، و فى يوم العودة بعد الاجازة كان ضرورى نخرج سوا بعد المعهد ، و نقعد على المحطة نتكلم ، اتوبيس يعدى او ميكروباص مانبصش عليه تبعنا او رايح مكان تانى ، و ايام نروح اى مكان هادى نقعد فيه ، عمرنا ما حسينا بالوقت ، و عمرها ما خافت تتأخر على البيت ، كان كلامنا كله عادى لكنه كان ممتع ، قربنا كتير من بعض ، كنت ابص فى عيونها و اشوف المعنى الحقيقى للاهتمام ، كنت بخاف عليها من الهوا ، و هى كانت بتحس بيا من غير ما اتكلم ..
كنت خايف اواجه نفسى بالتفكير فى معنى احساسى او ادور على اسم له ، لكنى دايما كنت خايف اكون بحبها ، او تكون بتحبنى ، مجتمعنا عمره ماشاف الحب بين اتنين على انه شئ صافى ، خصوصا لو كان الطرفين او حد منهم متجوز ، لكنى ما احترتش كتير ، لما لقيتها فى يوم مش موجودة فى الكافتريا و فضلت طول اليوم ادور عليها زى المجنون ، انزل كل خمس دقايق ابص على مكتبها لحد اليوم ما عدى كأنه سنة من العذاب و التعب النفسى اللى كنت فيه ، لكنى كنت ساكت و ما سألتش علشان ما الفتش النظر .. مش ممكن عمرى ما كنت فى الاحساس ده و لا جربته ، عاوز اروح لها بيتها و اللى يحصل يحصل مش مهم ، المهم اشوفها و اطمن عليها ، اعرف ان كانت محتاجانى جنبها او معاها اللى يساعدها لو كانت فى ازمة ، كرهت نفسى و انا حاسس بقلة الحيلة و العجز عن انى اقدر اوصل لها و اشوف مالها مابقاش عندى صبر ، مش ممكن اكون بخاف عليها بالشكل ده و ما اقدرش ابنى طريقة تواصل بيننا الا المعهد و بس ، الدقيقة كانت بتمر عليا كانها سنين طويلة مع مرارة المعاناة و الوحشة و الاشتياق و القلق و الخوف و الرعب ياااااااااااااااااااه على اللى كنت فيه و انا مش جنبها و لا قادر افهم ظروفها .. النهار طلع و انا سهران افكر فيها ، قلبى داب من الانتظار و عد الدقايق و الساعات و قمت من نومى و انا عاوز اروح المعهد جرى ، قررت انها لو ماجاتش هاروحلها لما تكون فى السحاب ، بس اشوفها ، و وصلت المعهد بدرى و فضلت واقف منتظرها بعيد شوية عن باب المعهد لحد مالقيتها جاية تمشى بخطوة مرهقة ، اول ما شافتنى لقيتها جاية جرى عليا و فى عيونها نظرة شوق و ابتسامة فرحة على شفايفها :-
قالت لى ** عماد ازيك واقف كده ليه ؟
قلت لها * مستنيكى كنتى فين امبارح قلقتينى جدا عليكى ؟
** طب تعالى بس دلوقتى ندخل و بعد الشغل هحكيلك كل حاجه
* طب بس اطمن عليكى دلوقتى قولى لى انتى بخير ؟
** ايوة يا عماد انا دلوقتى بخير ما تقلقش بس تعالى تعالى
* مش هتحرك اى خطوة الا لما تقولى لى امبارح كنتى فين ؟ ده انا كنت هاتجنن مش شايف قدامى ، المعهد كان زى الخرابة مفيش حاجه ليها شكل ، كل شئ كان فى عينى حزين ، و انا مش عارف اعمل اى حاجه لا اسأل عليكى حد و لا حتى اقدر اوصل لك عشان اعرف مالك ، ليه كده يا نعمات ؟ مش كنتى تقولى لى انك مش هاتيجى بدال ما اقضى امبارح بالشكل اللى مر عليه ده كان أسوأ يوم فى حياتى ..
كانت بتبص لى بنظرة مليانة اندهاش و خجل و فرحة مش عارف اجمع اوصافها ، لكنها بصوت هادى اوى ردت و قالت :-
** يااااااه ! للدرجة دى ! ماكنتش اعرف انى غالية عندك اوى كده
* انتى اغلى بكتير من اى كلام ممكن اقوله ، لو كنتى شوفتينى امبارح و انا عايش زى اللى فى سجن بيتحرك بين جدران الزنزانة كنتى عرفتى ، لو كنتى تسألى اى حد عنى امبارح كانوا هايقولولك انى كنت تايه و فكرى شارد حتى لما حد ينادينى ماكنتش باسمعه ، و الافكار فى دماغى كان ليها صوت مزعج اوى ..
** طب ممكن بس ندخل دلوقتى و بعد الشغل نبقا نقعد مع بعض و احكى لك بالتفصيل ؟
* رغم انى مش قادر استحمل بس هاصبر طالما انتى قدامى النهارده بخير و كويسة ، ماشى هاستناكى بعد الشغل اوعى تمشى من غير ما اشوفك .
** انا اللى هاستناك يا عماد هنا كده بالظبط ، ماشى ؟
و انتهى اليوم و انا على نار و نفسى اعرف ماجاتش لسه امبارح ، خرجت من المعهد لقيتها منتظرانى و قلت لها :-
* تحبى نروح فين ؟
** ايه ده انت ناوى تعزمنى على حاجه ؟
* اه انتى ناسية ان ليكى عندى عزومتين تانيين ؟ بس قولى لى تحبى نروح فين ؟
** ايه ده انت بتعد علينا بقا هههههههه ، طيب اختار انت اى مكان
* تحبى نروح المكان اللى اتغدينا فيه المرة اللى فاتت ؟
** خلاص اوك موافقة
و روحنا نفس المكان بتاع المرة الاولى و قعدنا و ابتدينا الكلام بمفاجأة ماتوقعتهاش منها :-
** وحشتنى اوى يا عماد
* هه !
** مع ابتسامه خفيفة و نظرة سحر طالل من عيونها قالتها تانى : وحششششششتنى ، ايه مش سامعنى ؟
* انا !! لا مش سامع ، مش سامع اى حاجه فى الدنيا خلاص
** ايه يا عم مالك ؟ انت بتشوف افلام عربى كتير و لا فيه ايه ؟
* طب انتى قلتى ايه بس عشان اتأكد ؟
** قلتلك وحشتنى ايه حاجه غريبة دى ؟
* آه غريبة لانى كنت هموت و اقولهالك بس ماقدرتش
** بعد الشر عليك من الموت طب و ليه ماقدرتش تقولها ! مكسوف ؟
* هو مش بالظبط كسوف بس عمرى ما قلتها لحد قبل كده ! و مكنتش اعرف تاثيرها ممكن يكون معايه و لا ضدى !
** معقول يعنى ما قلتهاش قبل كده لبنت الجيران حتى ؟
* جيران مين ! ده انا لو قلتها لبنت الجيران ابقا نصاب .
** ليه كده ؟
* اصلها ماتفرقش عنى كتير الا فى اللبس بس هههههههه و بعدين ماهى كل يوم فى وشى توحشنى ازاى ثم انها حتى لو سافرت او هاجرت يعنى هاتوحشنى بمناسبة ايه !!
** لا مش شرط بنت الجيران ، ممكن بنت عمك بنت خالتك اخت واحد صاحبك !
* لا بصدق عمرى ما قلتها لحد و لا عمرى حسيت ان فيه حد وحشنى قبل النهارده
** طب ما تقولها خلينى اشوف شكلها و هى بتتقال اول مرة كده !
* هو انتى كنتى فين امبارح ؟
** ايه هو ده ! انت بتهرب ؟
* ماهى صعبه اصلا ..
** هى ايه اللى صعبة ! ما انا قلتهالك !
* اصل انا لو قلتها مش هقولها لوحدها
** طب قول معاها اللى انت عاوز تقوله
* مافيناش زعل !
** زعل من ايه يا ابنى !! هو انت هاتشتم !!
* هههههه اشتم ايه بس ؟ انا خايف لا تكون اى حاجه هقولها سبب فى ان دى تكون اخر مرة نتكلم فيها ..
** يااااه للدرجة دى ! لا طالما الحكاية كده يبقا تهدى و تشرب واحد لمون و بعدين نتفاهم ، خد نفس طوييييل و حضر كل اللى انت ناوى تقوله و اول ما تكون جاهز للكلام ابقا اتكلم .
فضلت تبص لى بصمت منتظرانى ، و انا زى اللى صوتى رايح مش عارف ابدأ منين ، بس اقول ايه ؟ ممكن تكون شايفانى صديق ! و لما اتكلم عن اللى انا حاسس بيه كله تتفاجئ و كلامى يصدمها ، و ممكن تكون بتعاملنى بثقة و مطمنالى اقوم انا احكى لها عن اللى فى قلبى فتحس انى زى اللصوص اللى ممكن يلجأوا لأى حيلة عشان يسرقوا ، يعنى فى اى حال من الاحوال صورتى هاتتهز فى نظرها ، و الكلام اللى بيننا هايختفى ، و ابقا خسرت الانسانة الوحيدة اللى حسيت بيها فى قلبى ، لا مش هاقول و لا هاحكى عن حاجه انا هقولها وحشتينى و بس لكن و لا كلمة زيادة .. خدت نفس طويييييل و انا مركز هقول ايه و بدات و هى عينها فى عنيا :-
* وحشتينى ، وحشتينى بشكل مش قادر افهمه و لا افسره و لا ابرره ، مش لاقى معناه الحقيقى جوه الصداقة ، و لا عمرى حسيته عشان اقول هو ايه ، بقيت شايفك بالنسبة لى كل الدنيا ، سما و نجوم و شمس و قمر و هوا و ميه ، تغيبى احس انى مش عايش ، كل ده بيضيع منى ، عيونى لو عدى يوم من غير ماتشوفك تفقد متعة النظر لأى شئ ، يبان اللون فى اى شئ باهت ، احس بنار بتاكل جسمى فى غيابك ، بكون فى أسوأ حالة لنفسى عرفتها ، يمكن حتى اكون تايه عن نفسى مش لاقيها ، غيابك بيخلق جوايه غيامة سودة تخلى قلبى من غير حياة ، و لما تكونى قدامى او معايه لو حتى من بعيد ، بحس الدنيا غير الدنيا ، سماها صافيه ، نجومها لامعه ، شمسها رقيقة و حرارتها هادية ، قمرها طالع فى كل ليلة ، صورتك فى عيونى بتخلينى اشوف كل شئ اجمل ، حتى الناس بحسهم كلهم اهلى و اصحابى ، بحس جوه نفسى بثقة رهيبة ، و عقلى بيصفى ، بحس بالحب لكل الناس ، اى حد بيقابلنى حتى لو ما اعرفهوش بابتسم فى وشه و اقول سلام ، حتى احلامى اللى كنت بانام فى ليل طويل من غير ما اشوفها ، او يمكن كنت باصحى من غير ما افتكرها ، بقيت حافظها ، لانك دايما بتكونى فيها ، و اصحى و انا عندى الامل انى اشوفك يتجدد يومى و تزيد افراحى و اعيش مع الدنيا فى سلام ، و لما اشوف حد بيتكلم معاكى باحس بنار تقيد فى ضلوعى ، و لو كنتى بتهزرى او بتضحكى مع اى حد باحس انى عاوز اكسر اى حاجه عشان انهى الكلام بينكم .. مش فاكر انى حسيت بكلمة واحده من اللى قلتها قبل ما اقابلك علشان افهم نفسى ، كنت مستسلم لكل المشاعر علشان افهمها ، لكن يوم بعد يوم حبيت مشاعرى ، رفضت حتى انى احقق مع نفسى و احاول اسأل ده يبقا ايه ، تفتكرى انتى ده اسمه ايه ؟
كنت باتكلم و هى عيونها مفتوحة و حالة صمت واخداها ، و ايديها على الترابيزة قدامها ، صوابعها متشبكين فى بعض ، مفيش توتر ظهر عليها لحد ما كلامى انتهى ، اول ما خلصت الكلام بصت فى عينى و قالت لى :
** ايه يا عماد اللى انت بتقوله ده ؟
* ايه زعلتى منى ؟
** طبعا زعلت ، زعلت انك مخبى كل ده عنى و ماقلتهوش قبل النهارده ، كان لازم تفهمنى انك حاسس بكل ده على الاقل كنت اخد بالى من تصرفاتى معاك .
* شوفتى ! تاخدى بالك من تصرفاتك .. ده اللى انا كنت خايف منه
** خايف من ايه يا عماد مبحبش التخمين انا !
* ما اهه بتقولى تاخدى بالك من تصرفاتك ، معناها ايه
** معناها ان مشاعرك الرقيقة دى كانت تستحق معاملة تانية خالص ، معناها انى كان لازم اكلمك و اشوفك بشكل تانى خالص ، معناها انى مكانش ينفع اغيب عن المعهد من غير ما اقولك ، معناها انى لازم اراعى مشاعرك و اخلى كلامى مع اى حد رسمى علشان ما تزعلش او تغضب منى ، عرفت انا اقصد ايه ؟ فهمت انت حاسس بإيه و لا محتاج افهمك ان اللى جواك ده اغلى احساس ممكن انسان يحس بيه اتنين ..
* اتنين !!!!! بتقولى اتنين ؟! يعنى إيه ؟ يعنى انتى حاسة بكلامى ده جواكى ؟
** اممممم
* بنفس الشكل ده ؟
** يمكن اكتر شوية يا عماد
* مش ممكن اللى بتقوليه ده ! طب و جـ ....
** ششششششش ماتفكرش فى اى حاجه ، مش بايدينا يا عماد اللى بنحس بيه مش بايدينا ، لو كان بايدينا ماكناش اتقابلنا من البداية ..
* انا مش عارف جوايا ألف شعور ، فرحة و قلق و خوف من بكره ، و حرص على حياتك و ظروفك ، مش عاوز اكون انانى ..
** الانانية انك كنت تسكت و ما تقوليش و تفضّل انك تعيش الاحساس ده لوحدك من غير ما نعيشه سوا يا عماد ، خلى بكره لبكره و ما تقلقش منه ، انا و انت الدنيا خلتنا نلاقى بعض و نقرب من بعض ، سيب احساسنا ياخدنا لابعد مكان ، الحياة بنعيشها مرة واحده ، لازم نعيشها زى ما بنتمناها تكون .. ليه نخنق مشاعرنا جوانا و نقتل لحظات جميلة بايدينا قبل ما تتولد ، ليه نعيش الدنيا بقسوتها و جراحها من غير ما يكون فيه حاجه تهون علينا التعب و تغسل همومنا و ترجع ابتسامتنا تانى من جديد ، شوف انت حسيت بايه من يوم احساسك ما اتولد ! تفتكر حياتك هى زى ما هى بطعمها القديم و لا فيها طعم تانى احلى و ايام بتوعدك بالسعادة و الهنا !!
كنت باسمعها و انا مندهش مش فاهم اى حاجه ، كلام غريب عليا فى اول تجربة ليا فى حياتى ، لكنى كنت على استعداد انى اعمل المستحيل عشان نفضل مع بعض ، و نسيت اى خوف من بكره ، و مشينا فى اليوم ده سوا اول خطوة فى طريق السعادة ، و لاول مرة احس و هى بتتكلم انى ممكن اتجرأ بالشكل ده ، مديت ايدى و مسكت ايدها و هى قدامى على الترابيزة ، كانت احن لمسة عشتها و انا حاسس بايدها بتضم ايدى اكتر من ضمتى ليها ، بصيت فى عيونها و انا مبتسم و عيونها كانت مليانه خيال و سحر عجيب عجيب بجد ، ماكناش محتاجين ننطق كلمة الحب و عيوننا بتقولها بلغتها ، و قلوبنا بتقولها بدقاتها ، و ايدينا بتقولها بلمساتها ، كل شئ فى الدنيا لونه اتغير فجاة ، حسيت ان الدنيا بتحتفل بمولد الحب فى قلوبنا .
الجــــــزء الثـــــالث ..
خرجنا من المكان و ايدينا فى ايدين بعض ، مكملين الطريق و انا و هى مش شايفين حد فى الشارع غيرنا ، كل لحظة نبص لبعض و نبتسم ، اصبحنا بنتقابل كل يوم نحكى عن حبنا ، فى الشغل بنتعامل رسمى و بس باستثناء نظرة او ابتسامه نخطفها فى الزحمة ، لكن بعيد عن الشغل كنا حبيبين مالناش فى الدنيا غير حبنا و بس ، و فى يوم بعد الشغل و الساعه عدت 3 و ربع و كل اللى فى المعهد خرجوا نزلت ابص و اتمم على كل المواقع عشان اخرج الحقها على المحطة لكن لقيت الكافتريا مفتوحة و هى لسه قاعده مكتبها ، اتفاجئت و روحت عليها و وقفت قدام مكتبها وسألتها :-
* ايه ده انتى لسه هنا ؟
** اممم كنت باراجع شوية حاجات ع السريع كده
* خلصتى و لا لسه ؟
** اه خلصت خلاص ايه مستعجل و لا ايه ؟
* اه اوى على نار انا
** سلامتك يا قلبى
* رووووح قلبى
قامت من على الكرسى و لفت قدام المكتب و انا واقف و لقيتها قدامى بينى و بينها خطوات بسيطة لكنى لقيتها بتقرب و ايدها ورا ضهرها و بتقولى :-
** تعرف انك بقيت بالنسبة لى زى الهوا اللى باتنفسه ، مابقيتش اقدر يفوت يوم واحد عليا من غير ما اخرج و اتكلم معاك
* و انا كمان ما بقيتش قادر ابعد عنك و لو ثوانى بحبك اوى اوى اوى فووووووق ما تتصورى
** حبيبى
* قوليها تانى
** حبيـــــــــــبى ، و رووووووحى
وقتها حسيت ان مفيش اى قيود و لا حواجز بيننا ، حسيت ان الدنيا دى كلها علشانى انا و هى و بس ، لحظات و العين فى العين ، قربت منها قربت اوى ، و لقيت نفسى باترمى فى حضنها ، و هى بتضمنى جامد لصدرها ، كان اول حضن فى حياتى ، ما حسيتش وقتها غير بالاحساس اللى عمرى ما هاقدر انساه ، كانت ايديها بتضمنى لصدرها اكتر و اكتر ، و بتنام براسها على صدرى ، فجأة انتبهت للمكان اللى احنا فيه برغم المتعة اللى كنت حاسس بيها ، صحيت من الغفوة دى و انا باتلفت حواليا خايف يكون حد شايفنا ..
حسيت بقلبى بينقبض من الخوف ، قلت لها تعالى نخرج من هنا ، كنت حاسس بالندم و الفرحة فى نفس الوقت ، مشاعر كتير متلغبطة جوايا مش فاهم نفسى ، خرجنا و احنا ساكتين مش بنتكلم ، و صلنا للمكان اللى بنقعد فيه و انا لسه حاسس بالكسوف منها ، و خايف تكون زعلت من تهورى معاها ، لكنى لقيتها هى اللى فتحت الكلام و السعاده باينه عليها ..
** تعرف انى انا النهارده عايشة احساس عجيب بالسعاده مخلينى مش قادرة انطق
* بجد سعيده ! يعنى مش زعلانه منى
** لا زعلانه طبعا انك فوقتنى من الحلم الجميل اللى كنت عايشه فيه
* زعلانه انى نبهتك طب ليه ، انا خفت عليكى ان حد يشوفنا ؟
** هايشوفنا مين ما كلهم بيمشوا من قبل الساعه 3
* انا وقتها نسيت الوقت و كل حاجه ما افتكرتش غيرك انتى
** حبيبى ، بحبك
* و انا بموووووت فيكى يا نانا
** نانا ؟ جديد الاسم ده
*طبعا لازم يكون جديد ، عشان كل حياتنا جديد فى جديد
** طب بمناسبة الجديد انا عاوزة انزل بكرة اشترى شوية حاجات بعد الشغل من وسط البلد ، ماتيجى معايه و تختارلى على زوقك ..
* طب و هو زوقى هايعجبك ؟ ده انتى الزوق كله يا نانا ، ايه ده بعد الشغل يعنى مش هانقعد هنا بكرة ؟
** يا سيدى نبقا نلف نشترى و بعدين نرجع هنا احنا ورانا ايه ؟
* ايه ده عادى كده يعنى ممكن ترجعى البيت متأخر ؟
** يا ابنى انا عايشة لوحدى ؟
* لوحدك طب و جوزك ؟
** عند مراته التانية مالناش فيه بقا يا عمده خلينا هنا
* اااااه انا اسف انى فتحت عليكى جروح
** جروح مين يا عم كبر دماغك بقا ، هاتيجى معايه و لا مش فاضى ؟
* مش فاضى !! بقا ده كلام !
** خلاص بكره بعد الشغل ننزل سوا
* اتفقنا يا روح قلبى
و خلصنا شغلنا تانى يوم و نزلنا وسط البلد و بدأت تتفرج على المعروضات ، الشوارع زحمة مسكت ايدى فى ايدها و مشينا مع بعض ، اوقات تسبقنى خطوة ، اوقات اسبقها خطوة ، لكن ايدينا ما اتفارقتش ، اوقات لو وقفنا نستنى حد يعدى كانت ايدى بتبقا على وركها بالجنب كده ، كنت باتكسف منها لكن لقيت انها دايما بتخلى ايدى انا ناحية جسمها ، و اوقات مع الزحمة و احنا ماشيين يادوب و ايدى فى ايدها كانت بتسحب ايدى بشويش على طيزها بجنب برضه و تكمل و انا بعدها بخطوة او نص خطوة ، كنت شايف ان دى عفوية او يمكن عدم تركيز ، لكن بعد شوية لقيتها بقت تثبت قدامى فى الزحمة مش جنبى لا قدامى كأننا فى اتوبيس ، احساسى بجسمها كان بيخلينى تايه لكن عايش فى احساس ماجربتهوش قبل كده ، خايف افهم تصرفاتها انها مقصودة ، و خايف احرجها و اسحب ايدى و امشى بحرية بعيد عنها شوية ، اخترنا مع بعض اطقم خروج ليها ، هدوم للبيت عادى و كانت بتوافقنى على زوقى لما اختار و اقول لها دى هاتنطق عليكى ، ده هايبقا يجنن عليكى ، و فى كل مرة تقولى زوقك يجنن ، لحد ما راحت عند محلات اللانجيرى و انا بقيت فى منتهى الكسوف و انا واقف معاها قدام المحلات دى ،
لكنها شجعتنى و قالت لى :-
** ايه يا عمده مالك مكسوف و لا ايه ؟ على فكرة زباين المحلات دى مش الستات و بس !
* يعنى ايه مش الستات و بس هو فيه رجالة بيلبسوا الحاجات دى !!
** لا ما اقصدش ، اقصد يعنى ان فيه رجالة بتيجى مع المدامات بتوعهم و يشتروا بنفسهم تحب تشوف بنفسك جوه ؟
* لا و على ايه خلينى انا بره اتفرج بس .
** ههههههه لا انا بقيت اثق فى زوقك اوى على فكرة تعالى ادخل معايه نختار سوا هنا كمان !!
اتسمرت مكانى و بقيت مش لاقى كلام بس مابقيتش فاهم حاجه و لا بقيت عارف اقولها لا و لا ادخل و خلاص اهه يوم و يعدى لكن فعلا لقيت اصلا اللى شغالين فى المحل معظمهم شباب و الزباين كمان خليط كده رجالة على ستات .. طلبت حاجات معينة جوانيه اوى قمصان سوتيانات اندرات ، و انا عمال احمر و اخضر وا صفر لما دمى نشف ، و بدأت تختار الالوان و الاستايلات و تاخد رأيى و تقولى ايه رأيك فى ده ؟ طب و ده ؟ و انا مش قادر افتح عينى من اللى انا شايفه بس بقيت ابلع ريقى بالعافية و انا بقولها اه ده حلو ، اصلا كل اللى شوفته كان حلو مش حلو بس ده يهبل ، و اشترت الحاجات اللى اخترناها سوا و خرجنا رجعنا نقعد فى المكان اللى كان دايما شاهد على مقابلاتنا ، اتكلمنا كتير فى اليوم ده و كان كلامها كله هزار معايه على احوالى فى المحلات و كانت بتقولى اول ما اروح هجرب الاطقم اللى اخترناها دى كلها حتى اللانجيرى كمان هاجربه على جسمى ، و هى تقول كده و تبص فى عيونى و انا باحاول اغير المواضيع من الكسوف اللى انا فيه و كملنا كلام لحد الجو ما بقا ليل خلاص و بعدين و احنا فى طريقنا للخروج قالت لى :-
** انا تعبت اوى النهارده و شكلى كده مش هروح الشغل بكره
* لا مش ممكن مش هاينفع
** اعمل ايه ما هو انت شايف بنفسك ، انت كمان تلاقيك تعبت انا اسفه
* لا ماتعبتش و لا حاجه بس ازاى هايعدى بكره كده من غير ما نتقابل !
** طب بس اعمل ايه انا محتاجه اسبوع راحة
* معلهش عشان خاطرى حاولى
** مش هقدر يا عماد صدقنى انت عارف انى ما اقدرش ابعد عنك ابدا و لا يوم يعدى من غير ما اشوفك بس اعمل ايه !
* اعملى اى حاجه الا انك تغيبى بكره و ماتجيش
** ماتصعبهاش عليا بقا يا حبيبى سامحنى بقا هو يوم واحد بس عشان خاطرى
سكتت و ما رديتش عليها ، لقيتها بتحاول تفتح اى كلام معايه و احنا ماشيين و انا قافل مش عاوز اتكلم ، كنت فعلا حزين انى مش هشوفها بكره ، لقيتها وقفت و قالت لى :-
** ليه مش عاوز ترد عليا يا عماد يعنى يرضيك انى اجى بكره و انا مرهقة كده و مش قادره امشى !
* خلاص بقا يا نانا زى ما تحبى براحتك
** لا مش براحتى صدقنى طب بس قولى ايه اللى مزعلك ! اننا مش هنتقابل يعنى !
* اه اكيد طبعا و انتى عارفه يعنى ايه يعدى يوم من غير ما اشوفك
** طب خلاص هانتقابل بكره ، خلص شغلك عادى و نتقابل بعد الشغل هتلاقينى فى نفس المكان بتاعنا
* بجد !!
** آه بجد مبسوط يا قلبى ؟
* اه مبسوط اوى مش عارف اقولك ايه
** لا ماتقولش حاجه بس اعرف انى هخرجلك و انا تعبانه اهه
* شوفتى انتى اللى بتصعبيها عليا بجد و انا مش انانى كده
** ماقلتش ابدا انك انانى يا عمده بقا بالعكس خالص
* خلاص ماتخرجيش بكره خالص و انا هاستحمل غيابك عنى بس عشان ترتاحى
** لا و انا مش هاستحمل ابدا
* طب اعمل اييييييييييييييييه !!!
** انت بتزعقلى يا عمده اخص عليك
* ما هو مش هاتقدرى تيجى الشغل و لا هاتقدرى تخرجى لى و لا هاتقدرى تستحملى بعدى عنك طب ايه الحل ؟
** خلاص غير الموضوع بقا خالص و لما ارجع الشغل بعد بكره نبقا نتكلم
* خلاص بقت بعد بكره رسمى يعنى !
** طب بس اقولك ايه بص بقا خلاص خلص شغلك وا بقا تعالى البيت نقعد عندى ، مبسوط يا سيدى اهه حل زى الفل اهه ..
* البيت !! عندك !!
** اه عندى ، ايه المشكله يا عمده ! شوفت بقا ثقتى فيك مالهاش حدود ازاى ! عشان انا عارفاك شهم و ابن ناس هافتح لك بيتى زى ما فتحت لك قلبى يا روح قلبى
* انا مش قادر اتخيل انك بتعملى كده عشانى ، كنت فاكر انى مجنون بحبك ، طلعتى اجن منى ، معقوله ثقتك فيا وصلت للشكل ده ! صدقينى انا اد الثقة دى و عمرى ما هحاول اخلف ظنك فيا
** يعنى استناك نتغدى سوا عندى بكره !! تحب تتغدى ايه اعملهولك !
* ده انا هموت من الفرحة ، مش ممكن ، اعملى اى حاجه بتحبيها
** خلاص اتفقنا ، خلص شغلك و تعالى لى و العنوان بالتفصيل يا سيدى ................
و رجعت البيت نمت و انا حاسس بسعاده غريبة و باقول لنفسى عادى فى البيت زى الكورنيش مش فارقه كتير ، لا تفرق عشان دى استأمنتنى و دخلتنى بيتها ، اه فعلا و انا مبسوط اوى انها بقت واثقة فيا للدرجة دى ، صحيت روحت الشغل و اليوم كان ماشى ببطء رهيب لحد ما جه وقت الخروج ، و خرجت كأنى باجرى و روحتلها على العنوان يادوب رنيت الجرس مرة واحده فتحت لى و هى مبتسمه و قالت لى بصوت هادى :-
** اهلا يا عمده نورت هنا
* ده نورك انتى يا نانا
** تحب تدخل حمام الاول تغسل وشك كده قبل الغدا ؟
* لا انا اصلا مش عاوز اتغدى
** لا ازاى ده انا من اول ما صحيت و انا واقفة فى المطبخ و تقولى فى الاخر مش هاتتغدى !
ابتسمت و انا باصص لها و هى مكياجها مبهج ، و عيونها بتتكلم الف كلمة فى الثانية ، و ابتسامتها ما فارقتهاش ، عيونها كانت بتناجينى بغموض بس مش ماكنتش فاهم مناجاتها ، لحد ما قعدنا بعد الغدا جنب بعض و بدانا نتكلم كلامنا اللى احنا متعودين عليه ، الحب بدا يسيطر علينا اكتر و اكتر ، فكرتنى بالحضن اللى كنت بحاول انساه و قالت لى عن احساسها بيه ساعتها ، و ازاى انها زعلت لما انتبهت انا و نبهتها ، قالت لى :-
** عارف لو ماكنتش فوقتنى ! كنت فضلت فى حضنك يا حبيبى و باسمع دقات قلبك و هى بتناجينى ، ياااااه كان احساس جميل و انا ناسية الدنيا معاك ، تعرف يا عماد انا اول مرة احس فيها بالحضن ده و جماله ، و اول مرة اتمنى انى افضل فى الحضن على طول ، يمكن كلامك كان صح وقتها لان كان ممكن حد يشوفنا ، لكن تخيل لو الحضن ده كان فى مكان تانى مفيهوش الا انا و انت و بس ، لا حد يشوفنا و لا يقطع علينا اجمل لحظة فى عمرنا ..
رن فى ودانى كلامها و هى بتقول مكان مفيهوش حد غيرنا ، ايه ده ما احنا فعلا فى مكان اهه مفيهوش غيرى انا و هى ، و مفيش حد لا يزعجنا و لا يقطع علينا اللحظــ و قبل ما فكر اكتر فى كلامها و معناه لقيت ايديها بتحضن ايدى ، و لقيتها بتقرب منى اكتر ، و بتنام على صدرى و انا قاعد ، وقتها حسيت انى باتكهرب ، رجعت حاولت انى ابعد عنها شوية قالت لى لا ماتبعدش ارجوك ، انا محتاجه افضل كده ، خلينى كده على طول ماتفوقنيش ، مش عاوزة احس ان فيه حد غيرنا فى العالم ده كله ، مش عاوزة اسمع اى صوت غير صوت دقات قلبك ، مش عاوزة احس ان الدنيا قاسية عليا يا حبيبى ، خلينى فى حضنك احس فيه بالامان و الحنان ، الوحده بتقتلنى يا عماد ، ما بقاش ليا فى الدنيا غيرك ، انت حبيبى و روحى و اهلى و كل حبايبى ، ماتحرمنيش من لحظة احس فيها بقربك احضننى يا عماد ، احضننى اوى ، حسسنى بالامان و الدفا اللى انا اتحرمت منهم ..
و مع كلامها و الاحساس اللى كان مخلى قلبى عاوز يخرج من صدرى بكلامها ، لقيت ايدى بتلف على كتفها و باضغط عليها فى حضنى اكتر و احنا قاعدين ، و فورا لقيتها بتحضننى جامد و احنا قاعدين و بتقرب منى اكتر ، و بتهمس فى ودانى بكلمة الحب ، لكن المرة دى كان طعمها احلى و احساسها اغلى و حراتها اعلى و خدتنا الاشواق لبعيد ، لحد اول بوسة شفايف ، احلى متعه لما لقيت شفايفها بتقرب و بتخطف هى بوسة و اتنين بسرعه خلتنى ما استحملتش و لا فوقت الا و انا باخدها فى اعنف و اعمق بوسة ، و لقيتها مشغولة معايه بنفس الروح ، كان احساسها ما يتوصفش ، لو فضلت اكتب عنه شهور مش هاقدر اوصف جماله و روعته لما بعدت عن شفايفها لحظة و بصيت فى عيونها لقيت فيهم سحر غريب و نظرة بتناجينى و بتترجانى انى اكمل .
الجزء الرابع ..
خايف .. مش عارف من إيه ، على فين واخدنى حبك ! ليه قلبى بيقولى حاجه و عقلى بيقول حاجات تانية ، ليه شايف فى عينك غريزة و قلبى بيكدّبها ! ليه حاسس بيكى عاوزانى عشيق و باهرب من انى حتى اتصور انك ممكن تتنازلى عن جسمك و يبقا ملكى و لو لدقايق ، أجرب ! لأ ، محاولة بس حتى ! خايف اكون باظلمك بظنونى و تحسى ان كل الناس طمعانه فى جسمك ، كل اللى انا عاوزه هو انى اتأكد و بس و بعدها هاقدر احكم صح يمكن اكون غلطان ، كل اللى بيحصل بيننا بيقول ان حبك مش طبيعى ، انا عارف انك مش ليا لانك فعلا لغيرى لكن قربك خلانى احس بطعم تانى لحياتى خايف اخسره ، لأ ساعتها مش هاخسر كتير لأنى هاكون عرفت حقيقة مشاعرك ، يمكن تكون دى آخر مقابلاتنا ، لكن مهما كان مش هاندم على أى قرار هاخده بعد المقابلة دى ، يمكن يكون قرارنا احنا الاتنين سوا ، و يمكن يكون قرارك انتى لوحدك ، و جايز يكون قرارى ، لكن فى النهاية و على اى حال من التلاته مش هكون ندمان ، صحيح عشت معاكى أجمل مشاعر سرقناها من عمر الزمن ، لكنها سرقة عمرها لازم يبقا قصير ، يمكن يكون الموت اتكتب ليها النهارده ، و جايز يكون اعلان دوامها التجربة مهما كانت مش هتاخدنى لبعيد .. الحياة دايما تعاند بس الغريب انى انا اللى هاعاندها النهارده فشاهدى أيتها الحياة رقصى على جمر النيران ..
مسكت إيد نعمات بحنان و خدتها ناحية شفايفى فى بوسة طويلة ، كان معاها حر الشفايف يشعل مداين ، و الانفاس كانت وقود لبراكين تفتح لها المخرج حتى لو بالتدمير ، عيونها كانت بتحكى حكاية العشق لما يسيطر على العقل و يحوله لأداة مهمله مالهاش اى معنى ، رعشة ايديها و هى فى ايدى كانت بتعزف لحن جميل خلتنى ارفع ايديها و احطهم على صدرى علشان تكمل باقى العزف و هى بتضمنى بشوق و لهفه لحضنها ، كان حضن مش راسى فى مكانه ، كانت بتقرب بصدرها و تبعد و انفاسها الملتهفة الملتهبة متتابعة مع حركات جسمها فى حضنى و هى بتتلوى كأنها فى حضن النار ، و استمر حوار الشفايف يغزل بهمسه أجمل شعر ، و السحر النابع من عيونها لما تبص لى و تقولى بكل نظرة منهم بحبك ، خلتنى مش محتاج اسمع منها اى كلام ، كان كفايه عليا كلام عيونها و انا فى حضنها و هى فى حضنى ، طافت بشفايفها على خدودى و كانها بترتوى من كل مكان فيهم ، لعبت فى شعرى و هى بتبص عليه بعيونها و نظرات اعجابها ماليه قلبها اشتياق ، خدت ايدى و حطتها على ضهرها و كانها بتطالبنى اكمل الاحضان ما ابعدش عنها و لو للحظة ، و كأنها بتحس بالغربة و هى بعيد عنه ..
زاد اشتياقها للحضن تانى ، نطقت بصوتها احضننى جامد ، اياك تسيبنى ادوق العذاب فى البعد عنك ، قربلى اكتر قربك حياتى ، قرب لقلبى و اسمع آهاتى ، خلينى اشوفك بعيون حنينى يمكن فى بعدك القاك قريب ، طول عمرى بحلم بالقلب الابيض اللى ينور بالحب ليلى ، طول عمرى تايهة بس الليلادى هعرف طريقى رايح لفين ، قربلى اكتر خلينى احسك و احس قلبك و اسمع نداه ، خلينى اقرب و ادخل فى قلبك احضن صفاه ، مش عاوزة حاجه من الدنيا غيرك دلوقتى اقدر اخرج و اقولها و بعلو صوتى مش عاوزه غيرك ، انت الحبيب اللى فى قربه قلبى بيهدى و يكون رقيق ، معاك ما اخافش من اى حاجه فى الدنيا دى قربك امان ، قربك بيملالى الحياة فرح و هنا ، بكفاية عندى حبك يا عمده و ده مش قليل ده الدنيا عندى كلمة بحبك لما تقولها تدخل على القلب تناجيه ، تعرف حياتى قبل اما اشوفك بالظبط كانت زى ايه ؟ زى اللى تايهة فى بحر عالى مالهوش مراسى و لا ملاحين مطرح ما موجه بياخدنى لا اقدر امانع و لا اقول هلاقى فين النجاة ، لما انت جيت نورت قلبى بالحب حسيت انى راسية و الدنيا ملكى عمرى ما اتوه فى طريق و عيونك معايه و قلبك بينبض باسمى فيه ، و الدمعة نزلت من عيونها لما لقيتنى بابوس جبينها و احضنها حضن مافيهوش غريزة لكنه كان حضن الامان ، احترت اكتر و الحيرة زادت كدبت نفسى ، و كرهت احساس الظنون ، بس المفاجاة لازم تكون ، حسيت شفايفها القوية بتهد كل الحصون فى صمتى ، حسيت فى لحظة و انا معاها انى فى شباكها بتضيع براءتى لما حسيت بالشفايف تحضن لسانى ..
و لقيت لسانى بيروح معاها لكنى كان لازم ابادر ، قربت اكتر ، ضميتها اقوى و بعنف اكبر مدت ايديها تفتح اول زرار من قميصى ، مدت ايديها على صدرى تدلكه و انفاسها بتحرق فى كل جسمى ، تانى زرار و كان معاه شفايفها تدخل تبوس فى صدرى و تنام عليه ، تالت زرار و كان معاه نظرة فى عيونها اول مرة اشوفها فى عيون ست ، لكنى فهمتها ، قربت منها و بدات ابوسها فى كل مكان ، خدودها رقبتها مديت ايدى على صدرها ماهى عين بعين ، و فضلت بامسك فيه و صوت الانين طالع بيغلى مع الحرارة النابعه من انفاسها الحارقة ، و عيونها غمضت ما فتحتش من جديد غير عشان تتامل ملامحى و انا بقولها بحرارة بحبك اوى يا نانا ، ردت عليا بنفس الكلمة بس بطريقه خلت مشاعرى تقيد لهيب ، وفردت بايدى شعرها على كتفها ، زى اللى حابب العب معاه و اشوف ملامحه اكتر و اكتر ، من اى نسمه بيروح و ييجى ناعم و لونه يسحر قلوب ، خدت ايديه بايديها من جديد على صدرها ، بس النوبة دى كان صدرها مفتوح و ايدى لمست لحم واحة صدرها ، آه من نعومته ، آه من عبيره ، آه من السحر اللى طالل من منظر النهر اللى بين بزازها ، كنت شايف بعينى شلال من العسل نازل ما بينهم ، ماكانتش ابدا تهيؤات ، حسيت بنظرة عيونها مستنيانى اروح بنفسى ليهم ، ما قدرتش امنع قلبى و لهفته عليهم و قربت لكن من غير حذر ..
و خلعت اول حاجه تمنعنى انى انام على صدرها ، كل اللى كان ظاهر قدامى من لبسها قلعتهولها فى لحظة كأنى كنت مذاكر هاعمل ايه ، مابقاش فاضل الا القميص ، لكن عجبنى منظره على جسمها ، اسود بينطق بجمال ملامح جسمها و كانه عتمة ليل تخللها النهار بدد سواده ، حسيت بعينى نفسها تتأمل اكتر فى اللوحة الفنية المذهلة اللى قدامى ، لقيت ايدى بتطلع تدريجيا من مسكة ايديها للمس دراعها لحد كتافها العريانين ، و لمستهم و انا حاسس انى محتاج آكلهم مش بس اشوفهم قربت خدى من جنب كتفها رفعت دراعها حضنتنى شوفت بزها من الجنب من فتحة القميص ماقدرتش اقاوم سحره و اديت له بوسة خرجت معاها آهه رهيبة منى و منها فى وقت واحد و الآهه كانت زى الجرس معاه نسينا اى حرص و لقينا نفسنا بنقف و الحضن ياخدنا زى ما هو عاوز نبرات صوتها اتغيرت ، كلمة بحبك نفسها بقا طعمها زى الرصاصة فى قلبى كنت باتوه معاها فى لحنها ، و ايديه كانت زى الماكينة بتشيل اى شئ يغطى جسمها و فى لحظة بقت عريانة فى حضنى و قلبى حس بنبض قلبها اكتر و اقرب ، انفاسها زادت لدرجة خوفتنى عليها ، كانت بتحاول تشيل هدومى عن جسمى لكن بدون تركيز ..
و فتحت باقى زراير قميصة و هى فكتلى الحزام ، كملت انا الباقى لكن قبل ما اكون عريان زيها بصيت بعينى لجسمها شوفت اللى عمرى ما كنتش احلم اشوفه يوم ، معقوله فيه جمال بالشكل ده ، حست بعينى بتبص لجسمها ابتسمت فى كسوف و وقفت فى هدوء و مدت ايديها تنادى لحضنى ، قربت منها و انا كلى شوق لجسمها و حضنى ليها و من غير حواجز بينى و بينها و حضنتها و الحضن كان نادر فى طعمه و فى حلاوته و رقته ، و دفا الاحساس اللى كان بيملاه ، و من غير ما اشعر لقيت نفسى بابص فى عيونها و بقولها ، انتى كتير عليا اوى يا نانا ، مش معقول جمالك ده ، حاسس ان قلبى بقا ملك ايديكى اكتر من الاول الف مرة ، لو تؤمرينى دلوقتى اسافر و ارجعلك بنجمة من السما عمرى ما هاتردد و لا افكر لحظة ايه اللى اعمله ، لو تؤمرينى اكون طير يرفرف فوق سماكى هاكون سرب طيور تهاجر من سكنها و تسكن رحابك ما تهجرهوش لا صيف و لا شتا ، لو تؤمرينى اكون مطر فوق صحارى تخضر قدامك واحات هاكون سيول تفتح طريقها انهار بتجرى فيها العذوبة ، ردت و قالت مش هأمرك ابدا يا حبى ، و ازاى لسانى يؤمر حبيبى ، ده انت اللى تؤمرنى تلاقينى رهن الاشارة ، قرب فى حضنى مشتاقه اضمك و انا كلى ملكك ، خدنى فى عيونك ، نسينى عمرى اللى ضاع بلاش بعيد عنهم ..
و نسينا فورا دور اللسان مع الكلام ، و عرفت ان اللسان له دور تانى خالص لما التقيت شفايفها تانى تحضن لسانى و قربت ادوق شهد لسانها و بادلنا ادوارنا و بقيت انا اللى باخد لسانها جوه ما بين شفايفى ، حسيت بصدرها و هو على صدرى بنعومته و جماله رجعت خطوة للخلف ابص على شكله و اتأمل ملامحه و جمال استدارته ،لكنى تهت مع التفاصيل و روحت فى دنيا الجمال و السحر مع جسمها من اول شعر راسها لحد طراطيف صوابع رجليها ، كان جسمها كله بيجسد المعنى الحقيقى للعود الرسوم اللى عامل منحنيات ، تنية و اتنين تلاتة و اربع خمس تنيات ، شعرها الناعم اللى نازل على كتفها و شوية منه على صدرها عاملها زى لوحة بديعة بتجسد معنى الحرية ، دوران بزازها و رسمتهم المشدوده و شموخهم اللى مخليهم لسه بنضارتهم و حلماتهم المنتصبة اللى زى الالماظة فى خاتم عجمى ، حجمهم الرائع اللى مخليهم فى قمة التناسق مع استدارة جسمها و تكوينه ، الوسط الملفوف لفة الكمانجة ، البطن المشدوده و السوة البارزة بفن مع تدويرة السرة كأنها قلب الوردة البيضة بلمحات حمره على خفيف ، و وراكها اللى كانوا فى قمة النموذجية ، خيال ما بعده خيال و انا بابص على لفة الورك و نزوله على رجلين مصبوبة صب و لفتها منقوشة و آه من شكل كسها و هو مستخبى بين اوراكها مش مخلينى عارف اتبين ملامحه ..
الجمال ده كله ملكى انا ! معقوله ! ناديت عليها بحنان و انا رايح على حضنها و بقول لها انا مش مصدق عينيا ، مش متخيل اللى انا شايفه ده ، ضميتها لحضنى و انا بحاول اصدق و ايدى على ضهرها المكشوف و حاسس بنعومته الحريرية ، كان ضهرها نازل بمنحنى غريب خد ايدى معاها بانسيابيه و رقة لحد ما اصطدم بقمة راحت ايدى تعزف عليها نغمات زادت لهيب نارى ، كانت طيزها متقسمه فى رسمتها ، محكمة فى استدارتها و بروزها عن جسمها ، حسيت بيها تحت ايدى كبيره مطرح ما ايدى تمشى عليها بتلاقيها مش عارف حدودها ، خليتها تلف علشان اتحقق من احساسى الرهيب بجمالها و ياريتنى ما خليتها تلف ، آه على اللى جرالى من اول نظرة لطيزها ، حسيت ان عقلى بيغيب عن الوعى ما دريتش بنفسى غير و انا بانزل على ركبى و باغازل طيزها بعيونى ، و زاد الغزل و اصبح بالكلام كنت باناجيها ، و عليت نغمات الغزل و سبت شفايفى تعبر عن اعجابى بجمالها و ببياضها و بانبهارى بالفلق اللى كان عامل زى الخط الفاصل بين الحقيقة و الخيال بالنسبة لى ، مش ممكن الجمال ده يكون فى الشكل بس ، جربت ادوق طعمها لحست بلسانى كل مكان فيها و زاد اللحس و طلعت بلسانى على ضهرها لحد ما وصلت لكتفها و لرقبتها و انا وراها و زبرى واخد مكانه فى الفلق الرهيب اللى بين فردتين طيزها مش ممكن احساسى وقتها ماكانش ممكن اترجمه ..
خدت ايدى و حطتهم على صدرها و انا واقف وراها و دخلت براسها على كتفى كانها بتنام و مدت شفايفها لشفايفى و دوبنا فى طعم احلى بوسة و ايدى بتتعامل مع بزازها ، بتحضنهم و تلاعب حلماتهم و نزلت بايدى تحت عند سوتها و فضلت املس عليها بخفة و نعومة و حنان و قلبى بيخرج من بين ضلوعى ماكنتش عاوز لحظات المتعة دى تنتهى لاى سبب ، انا فى قمة لحظات استمتاعى و بيتهيألى مافيش امتع من كده ، نزلت بايديها تحضن ايدى و هى على سوتها و فضلت تنزلها تدريجيا بشوييييش لحد ما وصلتها عند اول حدود كسها ، عند المنطقة البارزة اللى فوقه و كأنها منصة حكم لا يعتليها الا الملوك ، و انا النهارده الملك و مواكب التتويج فى استقبالى ، لفت بنفسها و حضنتنى و ايدها بتمسك زبرى من غير تفاهم و بتوديه بين فخادها و بتظبط وضعها لحد ما بقت حاضناه بفخادها و مغطياه بكسها ، حسيت بالدفا الرهيب و بالحرارة المنبعثة من كسها و انا باصص فى عيونها و باتامل ملامحها من جديد ، كنت حاسس انى شايفها بعين تانية زى ما اكون باتعرف عليها للمرة الاولى و رجعنا تانى للغة الشفايف المحمومة مع القبلات المستعره و حركات ايدى و هى بتداعب جسمها و طيزها و خدنى الحنين لبزازها و لمستهم مديت ايديه مسكت اول بز قابلنى و نزلت ابوسه ، كانت فارده دراعها على ضهرى لكن مع بوسى لبزها حسيت بيها بتسند عليا مش قادرة تقف ، و لما جيت اقعدها على الكنبة قالت لى لا هنا مش مريح ، تعالى ندخل اوضتى احسن ..
مدت ايديها و خدتنى و انا وراها و هى بتضحك و بتبص لى بعيون كلها اشتياق و شهوة حارقة و دخلت بيا لاوضتها و انا باتأمل ملامح جسمها و هو بيتهز قدامى بكل مرونة و خفة كل حتة فى جسمها كانت بتتحرك و تتهز مع كل خطوة ، عمرى ما تخيلت ان جسمها فى حالة ثورة مع كل خطوة الا لما شوفتها بتتحرك عريانه قدام منى ، جمال الحركة مع العرى كان له وقع غريب فى نفسى خلانى حابب كل اللى بيحصل و لما وصلنا للسرير نامت و هى بتبتسم و نادتلى اطلع جنبها ، مسكت بزازها بايديها و قالت لى قرب دول بينادوك ، دوقهم حنينك و حنانك ، عيش مع نبضات قلبى اللى بيصرخ من شوقه ليك و مخلى صوته يرن فيهم ، دول بينهم و بين قلبى خط مفتوح مباشر ، شوف عاوز تقول لقلبى ايه و قول لهم و هما يبلغوه عنك كلامك ، قلت الكلام مش ممكن يعبر ، لغة القلوب هى السكات و الهمس بينهم هو اللى يوصل ، لغة القلوب مش بالحروف و لا بالكلام ، دى زى لغة العيون مالهاش معامل ترجمة الا اللى يوصل له الشعور هو اللى يقدر يشوف كلامهم و يفهمه ، و انا النهارده هاكلم قلبك بتلات لغات ، بلغة عيونى اللى تايهة من سحر وصفك ، و بنبض قلبى اللى النهارده اتعلم الشعر فى سكات ، و لغة شفايفى فوق شفايفك لما احس بطعمهم بيرجع العمر اللى فات من غير وجودك ، خلينى ادوق خمر الهوى من بين شفايفك ، قربى ..
و اشتعلت القبلات زى النار فى الهشيم ، و استمر حوار شفايفنا لحد ما لقيتها بتمد ايدها من جديد و تمسك بزها و تقربه من شفايفى ، و لقفت حلماته بجنون و فضلت امص بكل شوقى و لهفتى ، سافرت ويا الشوق بعيد عن دنيتى ، و نسيت انا فين و باعمل ايه ، كل اللى فاكره عنيها لما تطل فى عيونى تحاورنى و تترجى قلبى يقولى ايه اللى اعمله .. و زادت النار من جديد ويا الجنون مفيش حاجه غريبة ، فتحت رجليها و هزت كتفى و انا بامص فى بزازها و رايح معاها فى دنيا تانية و شاورت بلهفة على كسها و قالت لى يزعل منك كده ، ماتزعلوش ده زعله اقرب من دموعه حتى شوف ، و نزلت اشوفه لقيته فعلا بيبكى بس مش بالدموع ، كان بيبكى باحلى شهد جذبنى فجأة بمجرد نظرتى ليه و لا ريحته الحلوة اللى خلت عقلى غاب و نزلت اصالحه و بشفايفى امسح الدمع اللى سايل فوق شفايفه ، ما قدرتش امنع نفسى يومها انى الف لها و اقرب زبرى من شفايفها الشهية عشان تبادلنى الهوى و بشوق اكيد حضنت زبرى بشفايفها و فضلت تلاعبه بلسانها مره و كتير تمصه لما استويت ما بقيتش قادر فجأة روحت فى دنيا تانية مع احلى شلال ينزل من زبرى على شفايفها و فضلت اكمل رحلتى ويا شفايف كسها لما استوت و من العذاب لقيتها بتصرخ ارجوك بقا ريحنى مش قادره استحمل مش قادرة تعالى فوقى يا عمده ارجوك انا مشتاقالك و كسى بيناديك ، من يوم ما شوفتك و انا باتمنى لحظة زى دى تجمع ما بيننا انا كلى ملكك ضمنى ، حس بدموعى و بعذاب قلبى فى هواك ..
و فى لحظة بصيت للحياة قلت لها شوفتى مين اللى هايعاند ، المرة دى انا و مش هاقوم بدور العشيق و لا عمرى هاخد منها اكتر من كده ، و مش هكون لعبة فى ايديكى يا دنيتى ، ابقى ابعتى شباكك لغيرى لانى جامد مش هزيل ، بصيت لنانا و قلت لها انا لازم امشى ، حسيت رصاصة و دخلت بعنف فى قلبها ، لكن سكوتها و اندهاشها ما منعش انى اقوم البس هدومى و انا سامع بودنى صوت بكاها جوه اوضتها ، مش انا اللى اكون بادخل بيوت الناس و اعربد جوه فرشتها و اضيع مبدئى ، طول عمرى صاحى لنفسى عمرى ما كنت خاين و مش هاخون حتى ان كان الحب جوه فى قلبى زى الجبال ، لو مرة ضاعت نفسى منى عمرى فى يوم ما هاقدر اعوضها ،و ان كنت فعلا اشتركت فى البداية و البوادر لكنى مش هاغرق فى بحر الشهوة ويا عذاب ضميرى ، كان لازم اى راجل يبص لنفسه نظرة عقل قبل اما يعمل شئ غلط و يقول لنفسه هافرق ايه عن بنت ضاع منها الشرف لحظة عشم فى الحب او لحظة شوق وراها الف احساس بالندم .. و خرجت من بيتها بملامحى زى ما هى ما اتغيرتش ، ايوة انكسرت لانى شوفت ان كل ظن فى قلبى ناحيتها كان صح لكنى ياما كتير كابرت ، لكن صبرت عشان اشوف بعيونى ايه هى الحقيقة .
الجزء الخامس .. و الأخير
و رجعت شغلى تانى يوم و دخلت علشان اشوف شغلى و طول اليوم اعدى عليها و هى فى مكانها ما لمحتش حتى اى رد فعل منها ، كان التجاهل هو السلاح اللى وجهته نانا لصدرى ، لا لوم منها و لا عتاب و لا حتى كلمة تطلب بيها تبرير او تفسير لموقفى ، ما فهمتش خالص ان ده ممكن يكون رد منها على خروجى امبارح من بيتها ، دخلت الكافتريا لقيتها فى كامل زينتها ، متألقة بشكل مش طبيعى ، بصيت و كملت المتابعة من غير ما ادخل عليها ، و جه موعد الخروج من الشغل ، و انا باحاول اتمم على كل شئ فى المكان ، مش عارف ايه اللى دفعنى الف لحد ما ييجى موعد خروجها المعتاد و نزلت اشوفها فى مكتبها لقيتها خرجت ، خرجت اشوفها منتظرانى لسه على المحطة و لا مشيت لكنى مالقيتهاش ، هاتجنن انا ، مش ممكن اللى بيحصل ! دى و لا كأنها تعرفنى ، لا انتظرتنى و لا عاتبتنى و لا حتى حاولت تسألنى عن اى موقف ممكن يكون غريب منى ناحيتها ..
و تانى يوم حصل نفس التصرفات منها و انا لازلت مش عارف مالى ، انا اللى المفروض اكون متجاهل و هى مفروض تكون عاوزة تفهم تصرفى او موقفى معاها ، يا ترى فيه ايه فى دماغها ؟ و استمر الوضع ده لمدة اسبوع من غير اى كلام بيننا ، و كان التجاهل من ناحيتها ليا هو سيد الموقف ، حسيت انى لازم اتكلم معاها و خدت القرار .. انتظرتها فى موعد وصولها فى نفس المكان اللى هى بتمر منه ، لكنها عدت من قدامى و لا كانها شايفانى ، الغضب ركب دماغى ناديت عليها لقيتها وقفت على بعد خطوات منى و بصت ناحيتى و قالت لى نعم يا استاذ عماد خير فيه حاجه ؟ الكلام وقف على لسانى ما نطقتش باى كلمه لما لقيت منها الصد قلت لها لا ابدا و لا حاجه ، قالت لى انت مش ناديت عليا ؟ قلت لها ايوة ناديت لكن كنت عاوز اسألك على حاجه .. قالت لى حاجه تخص الشغل ؟ قلت لها لا ، قالت لى تبقا اجابتها مش عندى ، بعد اذنك .. و مشيت و انا النار قايدة فى ضلوعى ، كبريائى أنا اللى بيتحطم دلوقتى مع ان المفروض العكس ..
كانت كل يوم بتيجى المعهد و هى فى قمة الشياكة و الانوثة و الاغراء ، بابتسامه منها لاى حد تفضل عيونه متابعاها ، و بكلمة ناعمة منها لاى حد قدامى الاقيه بيحس انه طاير من الفرحة اللى مايبقاش عارف يداريها ، يا ترى هى بتعمل ده كله متعمدة و لا انا اللى ماكنتش شايف كل ده و هى معايه و قلبها ملك ايدى ! كل المشاعر المتناقضة كبرت فى قلبى ، بحبها و باكرهها ، عاوزها و رافضها ، هموت عليها و هموت من وجع الكرامة ، قلبى بيروح لها و عقلى بيعاقبه ، روحى فيها و عيونى متعلقة بيها و باعشقها لكنى بارفض اكون تحت امرها .. مابقيتش عارف انا نفسى فى ايه و رافض ايه ، حياتى اصبحت متلخبطة ، كل يوم اروح الشغل و انا جوايه الف سؤال و اخرج منه و انا فى منتهى الاكتئاب ، طب اسيب المكان !
امشى من هنا خالص و كفاية اللى بيحصل لى ! جربت ابعد يوم ما قدرتش حتى اكمله يادوب فات نص ساعه من ميعاد الشغل لقيتنى باجرى عشان اشوفها و اتحججت للعميد ان والدى كان مريض و نزلت متأخر عشانه ، يا ترى انا كنت صح لما مشيت و سبتها و هى فى السرير بتستنا جرعة الفحولة منى ؟ و لا كنت صح ! يا ترى انا فعلا قهرت نفسى و رغباتها و لا شبعت من اللى حصل ؟
مش قادر افضل كده فى حيرتى ، لازم افهم هى شايفانى ازاى دلوقتى ، لازم اعرف ايه اللى بيدور فى عقلها ناحيتى او فى قلبها ! قلبها .. اكيد خلاص الكلمة دى ما بقاش ليا مكان جواه .. ليالى و انا سهران افكر فيها ، بس مش زى الاول ، الاول كنت سعيد بوجودها فى حياتى و النهارده باتعذب و باصرخ من الالم اللى جوايه ، لحد ما جت الفرصة و نزلت فى يوم لقيتها فى مكتبها لوحدها و المعهد فاضى مافيهوش الا انا و هى ، دخلت عليها المكتب و قلت لها :
* ممكن اتكلم معاكى شوية ؟
** تتكلم فى ايه ، خير فيه حاجه ؟
* اه فيه يا نعمات و انتى فاهمه قصدى كويس
** فاهمه ايه ! ما توضح كلامك
* انا مش فاهم انتى بتعاملينى كده ليه ؟ متجاهلانى بالشكل ده ليه ؟
** و عاوزنى اعاملك ازاى ؟ احنا اللى بيننا زمالة و بس
* زمالة و بس ؟ هو ده اللى بيننا ؟
** ايوة هو ده اللى بيننا و لو سمحت تتفضل تخرج لان وجودك معايه هنا بيثير شبهات انا فى غنى عنها
* شبهات ! عمرك ما خوفتى من اى شبهة و احنا مع بعض ، انتى اللى كنتى بتقولى لى ان المعهد فى الوقت ده بيكون فاضى و ممكن نتكلم براحتنا
** قلتلك ايه و اتكلمنا فى ايه ! لو سمحت انا مش فاضية لكلامك ده لو عندك حاجه مهمة قولها ماعندكش يبقا بعد اذنك تتفضل بره انا عندى مراجعة حسابات عاوزة اقفلها .. نورتنى !
* نانا أنا ....
** اسمى مدام نعمات ! و اتكلم رسمى احسن لك و الا هاناديلك الأمن !
* الأمن ! تنادينى الأمن ! ليه كده يا نانا ؟ ده انا عماد ! عمده ! نسيتى خلاص ؟
** لا انت يظهر حالتك صعبة اوى و انا اللى لازم اخرج و اسيبلك المكان كله ..
و خرجت نعمات و سابتنى و انا فى حالة مش طبيعية ، ريحة البيرفيوم بتاعها مالى صدرى و مش قادر اتحمله بيخنقنى ، بيولد جوايه نفس احساسى بيها و انا معاها فى السرير ، كنت فاكر نفسى اقوى من كده لكن للأسف طلعت اضعف بكتير من اى مقاومة .. لكن لا ، لازم الصمود مش هاضعف ، مش هجرى وراها من تانى ، و بالفعل بعدت عن اى مكان هى بتمر منه و ما بقيتش حتى ابص ناحيتها ، لكن فضلت الحيرة جوايه ، الحيرة اللى خلتنى ما بقيتش مركز فى شغلى و لا عارف انتبه لحياتى ، اصبحت الامور فى المعهد بتفلت من ايدى ، اخطاء كتيرة بدأت تظهر منى فى الشغل و بشكل ملحوظ ، بدأ التقصير يبان و يكبر لحد ما الادارة انتدبت حد غيرى و قالوا لى فى البداية انه هايكون تحت اشرافى انا و اتاريهم كانوا بيدربوه علشان يمسك مكانى ، واضح ان الكل استغنى عنى ، و لا انا اللى قصرت فى حق نفسى خلاص ..
و استلم الزميل الجديد الشغل ، حامد .. ده اسمه و كان فى الاصل لاعب كمال أجسام و طلبت الادارة منى ادربه كويس و افهمه الدنيا ماشية ازاى فى المكان و انا اصلا نسيت حتى اسمى و انا كل يوم ادور على نعمات و ابص عليها و هى داخلة الشغل او خارجه منه ، ما قدرتش امنع نفسى عن انى ادخل لها مكتبها فى نهاية اليوم ، و احاول اتفاهم معاها و اعرف هى بتعاملنى كده ليه ؟ و دخلت لها و قلت لها :-
* نعمات ارجوكى تسمعينى و تفهمى وجهة نظرى فى اللى حصل
** قصدك ايه ! هو ايه اللى حصل ؟
* اقصد يوم ماكنت عندك فى البيت و ... و مشيت
** من فضلك !
* من فضلك انتى تسمعينى ، نعمات انا بحبك
** ههههه بتحبنى ! قديمة شوفلك لعبة تانية غيرها
* صدقينى مش باكدب و لا بالعب انا فعلا بحبك و عمرى ما حبيت حد غيرك لكن ..
** لكن ايه ؟ كنت عاوز تثبت ايه لنفسك لما كنت معايه ؟ كنت عاوز توصل لايه ؟ كنت شايفنى ايه من البداية ؟ باحاول اصطادك مش كده ! هو ده اللى خيالك المريض صورهولك ، فكرت ان انا مثلت عليك الحب عشان تنام معايه ؟ فكرت ان انا محرومة من الحضن و عشان كده اوهمتك انى بحبك عشان اوصل بيك للسرير !
* انا !! انتى ازاى فهمتى الموقف كده ؟ ازاى فسرتيه بالطريقة دى ؟ انا كل اللى حصل انى كان صعبان عليه حبنا يتحول فجأة للممارسة ، حسيت انى اللحظات الجميلة اللى كانت بيننا هاتتحول فى لحظة لنار تحرقنا و تضيع كل اللى بيننا ، كنت عاوز حبنا يفضل نقى من غير ما يتلوث ..
** و ده اللى خلاك تعمل معايه كل حاجه تمتعك انت و تعيش اللحظة و تهيننى و تجرح كرامتى و تهز صورتى قدام نفسى ؟ هو ده اللى خلاك تمشى حتى من غير ما تكلمنى نص كلمة و كانى مومس اجرتها تمتعك و تاخد مزاجك منها و تسيبها مرمية فى بيت الدعارة اللى كنتم فيه سوا ؟
* نانا ما تقوليش كده اوعى تفكرى بالشكل ده ، انا اسف لو كنتى فهمتى تصرفاتى بالشكل ده ، لكن انا السبب انا الغلطان سامحينى ارجوكى ، انا مش متصور حياتى من غيرك صدقينى ..
** انت كنت فى عينى اغلى انسان و اعز انسان عرفته ، حبيتك و انا مش عاوزة منك اى حاجه غير انك تكون معايه و جنبى ، كنت على استعداد اعمل اى شئ علشان تفضل جنبى حتى لو هاجى على كرامتى و اخون بس تفضل معايه ، كنت شايفه الحب فى عيونك و مصدقاه و كان حبى ليك هو اصدق حقيقة فى حياتى ، لكن انت بكل قسوة كسرتنى ، خليتنى احس انى بادفعك للرذيلة و انت اللى بتهرب منها ، صورتنى قدام نفسى كانى شيطان !
* عمرى ما فكرت فيكى بالشكل ده يا نانا ..
** كداب ! هو ده ظنك فيه و تفكيرك عنى ، هى دى حقيقة ملامحى فى خيالك ، كنت دايما بتحاول تختبرنى و احنا مع بعض و تنتظر رد فعلى لما تلمس ايدى او نكون مع بعض فى الزحمة !
* أنا !!
** ايوة انت كنت دايما عاوز تثبت لنفسك ان انا مش كويسة و انا ماكنتش فاهماك لحد ما انت بنفسك أكدت لى ده بتصرفك معايه فى آخر مرة اتقابلنا فيها فى بيتى و فى سريرى ، و سبتنى و انا مكسورة قدام نفسى ، كان أسوأ يوم فى عمرى ، سببت الشرخ اللى عمره ما هايتلم تانى ..
* نانا انتى فهمتينى غلط .. انا ... للاسف واضح ان احنا الاتنين مافهمناش بعض خالص .. عارفة سوء الفهم ده جه منين يا نانا ؟ من علاقتنا المحرمة من البداية ، علاقتنا اللى بدات و انتى متجوزة و فى وضع ما يسمحلكيش باقامة اى علاقة فى النور ، كان لازم تعذرينى لو فى عقلى مرة تخيلتك عاوزانى للسرير ، كل التجارب اللى سبقتنا فى مجتمعنا ده كانت نهايتها كده ، ماكانش ممكن اشوف ان انا و انتى قديسين هانفلت من النهاية دى ، كان لازم و لو بنسبة ضعيفة افهم اننا ممكن نضعف فى لحظة و نستسلم لمشاعرنا ..
** لا يا عماد ، كان فيه نهايات كتيرة اوى غير النهاية اللى انت اخترتهالنا ، غير انك تكسرنى و تجرحنى و تصورنى قدام نفسى زوجة خاينة مالهاش أمان و لازم تهرب منها علشان ماتورطكش معاها فى الخيانة ، كان ممكن تمشى فى اليوم ده بعد ما نقعد مع بعض و لو لدقايق ، كان ممكن ماتدخلش بيتى اصلا و تمنع الشيطان انه يدخل بيننا ، لكن انت حبيت التجربة ، كان نفسك تشوف ايه التطورات اللى بتحصل فى المواقف دى و شوفت نفسك اقوى من اى حد سبقك ، لكن قوتك دى كان لازم تكون من البداية ، ما سألتش نفسك مين فينا استدرج التانى لاوضة النوم ؟ مين فينا الفعل و مين رد الفعل ؟ انت شوفت اللى انت كنت عاوز تشوفه و بس و للاسف استعجلت النهاية ..
* ممكن نبدأ من جديد يا نانا و ننسى كل اللى كان ، انا مش هقدر اعيش من غيرك !
** اصحا يا استاذ ! انا ست متجوزة و العلاقات اللى بالشكل ده مش مسموحلى بيها و عمرها ما هاتبقا فى النور ، و ضرورى هاتنتهى بينا للسرير و هاتكون دى النهاية ، مش ده كلامك ! انا اللى هانهى العلاقة من قبل النهاية دى ما تحصل ، و من النهارده كل واحد فينا من طريق ، انسى انك عرفتنى او قابلتنى او كان فيها بيننا شئ فى يوم من الايام ، خلينى اقدر اصلح الشرخ اللى انت سببتهولى و اللى هايفضل طول العمر شبح قدام عيونى ..
* لا يا نانا مش ممكن ، مش هايحصل ابدا ، انا بحبك بحبك بحبك و عمرى ما هقدر اعيش من غيرك تعالى فى حضنى ..
** انت مجنون ، مجنون ، ابعد عنى و الا هاصرخ و الم عليك الناس
هجمت عليها و انا زى المجنون مش عارف انا باعمل ايه و لا باتصرف ازاى و فى لحظة لقيت ايد بتمسكنى من ياقة القميص و ايد بتضربنى بوكس فى وشى ، و التانى و التالت ، كان حامد هو اللى دخل فى اللحظة دى و شافنى و انا باتهجم عليها فضل يضربنى و انا حتى مش قادر ادافع عن نفسى .. آه ، ما أشبه الليلة بالبارحة ، خلاص يا حامد كفاية .. انا غلطان لقيت نعمات بتمنعه عنى و بتشده من فوقى و هى بتقول له سيبه يا حامد انت فهمت غلط اتفضل بره لو سمحت و سيبنى معاه .. و اعتذر حامد و خرج من سكات و هو بيبص لى و يقول لى أنا آسف يا عماد انا فكرت ان فيه حاجه غلط لكن حقكم انتم الاتنين على راسى ..
بصت لى نعمات و قالت لى : لحد آخر لحظة عاوزة احافظ على اسمك و شغلك حتى لو على حساب كرامتى انا و سمعتى ، شهامتك معايه فى موقف زى ده تخلينى مدينة ليك بالفضل و ادينى رديتهولك ، و من النهارده زى ما قلت لك كل واحد مننا فى طريق ، من بكره مش هكون موجوده فى مصر كلها ، و انت ركز بقا فى نفسك و فى مستقبلك و احذر يا عماد انك تكون تانى فى يوم من الأيام جانى و تتصور نفسك مجنى عليه ، اوعا تكون انت اللى بتولع النار فى بيت حد و انت متصور انه هو اللى غلط لما ساب الكبريت قدام ايديك ، لما يكون فى عقلك احتمالات ما تسعاش لانك تأكدها ، لان ده ممكن يكون فيه نار تحرقك و تحرق اللى حواليك ، ابقا سيب الايام تكشفلك ، يمكن تكون ظنونك كلها اوهام مالهاش جذور ..
مفيش حد فينا خالى من العيوب ، لكن الانسانية فى انك تتفهم عيوبك و تقهرها ماتخليهاش تأثر على الناس من حواليك ، الانسانية فى انك تتقبل عيوب غيرك و ماتحاولش تظهرهاله على النحو الأسوأ عشان تعايره بيها ، ممكن اوى تلفت نظره ليها و تنبهه و تاخد بايده لانه يتغلب عليها من غير ما تحاول تزيد الصورة تشويه و انت واقف تتفرج و مبسوط انك اكتشفتها ، و لو دخلت فى اى علاقة تانية ابقا اختار دايما النهاية الاسعد و لو ما قدرتش ابقا اختار النهاية الهادية اللى مافيهاش ظلم و لا قسوة ، النهاية اللى ما تجورش فيها على نفسك و لا تدوس فيها على اى معنى جميل فى قلبك و تشوهه علشان ما تفقدش ثقتك فيه ،
و اوعا فى يوم تكسر اى قلب حبك و سلم لك و وثق فيك ، ساعتها هايكون العذاب ليك و ليه ، جراح القلوب يا عماد عمرها ما بتشفى .
و مشيت نعمات و سابتنى و بالفعل تانى يوم ما جاتش الشغل ، و انا طلبت نقلى من المعهد و روحت مكان تانى ابدأ من جديد مع ناس تانية ، لكن كانت دايما ذكرى نعمات تخطر على بالى بحلوها و بمرها ، درس قاسى جدا اتعلمته منها ، اقدر اقول دروس ..
صحيح المشاعر اقوى من الظروف لكن كمان فيه حدود لكل استجابة ، فيه ابواب مقفولة مش لازم نفتحها علشان نستكشف مجاهلها ، فيه لحظات ضعف ممكن نقوى قلوبنا قبل ما نوصل لها علشان ماتجيش ، مش لازم كل ظن نحاول نتحقق منه ، حاجات كتيرة لازم نسيبها مقفولة يمكن تكون جروح مش محتاجه نضغط عليها علشان نصحيها ، مش لازم كل العيوب اللى نشوفها نطول فى النظر اليها ونكشفها بشكل مؤلم لصاحبها ..
و فيه ذكريات كتيرة حلوة لازم نفتكرها ، و ذكريات كتيرة مرة لازم ننساها ، يمكن نقدر نكمل فى طريقنا و نشوف الدنيا من جديد بعين واعية و قلب مخلص و عقل مدرك .
محب العشق
الدنيا دى غريبة اوى ، تصرفاتها عجيبة كده و عمرنا ما نقدر نتوقعها ، تاخدك من طريق لطريق ، و من ناس لناس ، تديك حاجات كتيرة مش محتاجها و ممكن تاخد منك حاجات كتير بتحبها ، و تحرمك من تحقيق احلام كتير كنت بتتمناها ، فى النهاية دى احكام مالهاش رجوع ، مانقدرش نستأنف و لا نعارض ، ضرورى نسلم بحكم القدر مهما كان قاسى علينا ، و ضرورى نفرح باللى تديهولنا مهما كان صغير فى عيوننا ، ما هو احنا مش ضامنين هانفرح تانى امته ، الدنيا فلسفتها محتاجه فوق العقل حاجات كتيرة اوى عشان تقدر تفهمها او تسايرها فى تصرفاتها و ترسى معاها مكان ما ترسى و انت مش بس راضى و مقتنع ، لا انت كمان لازم تكون بتخطط ازاى تتفادى ازماتها الجاية او تتقبلها على اقل تقدير ، مش مهم قدراتك ايه او خبراتك اد ايه ، كل ده مش هايقدم و لا يأخر مع الدنيا ، مش مهم كل ده ،
الاحكام ماشية على الكل مفيهاش كبير ، هى دنيا و بنعيشها ، و عيشة يوم بيوم حلوة ، رضينا ما رضيناش بعد الليل بييجى نهار و بعد النهار لازم يحل الظلام ، الكون كله فكرته الدوران مفيهوش حاجه ثابتة ، ليه عاوزين ثبات الحال !! و انا هفكر كتير و اتعب نفسى ليه عادى ، دوام الحال من المحال ،
هاعيش الدنيا بحلوها و مرها النهارده شتا بكره ربيع و بعده صيف و اخرها خريف ، و اهى تخاريف باهون بيها على نفسى !
انا مثال للحياة اللى دايرة ما بتبطلش دوران اتقلبت فيها على كل الاحوال ، عمرى وصل 32 سنة و النتيجة صفر ، عملت ايه غير انى عايش فى الدنيا و بس ، لما خدت الاعدادية والدى قرر يدخلنى صنايع عشان الحالة على ادها ، و لما خلصت طلب منى اشتغل معاه عشان اوفر اجرة صنايعى ، اصحابى دلوقتى كل واحد منهم فى مكان حلو و اللى اتجوز و اللى سافر ، يلا مش مشكلة اللى امه بتدعى له احسن من اللى امه بتديله ..
انا عماد ، 32 سنة ، اعزب ، دبلوم صنايع نظام خمس سنين ، ساكن فى الأميرية مع والدى و والدتى و اخواتى ، انا اكبرهم ، عددنا اربعه 3 شباب و بنت ، والدى عنده ورشة الوميتال كنت باقف اساعده فيها قبل ما يجيلى شغل أمن و نظام فى معهد خاص فى منطقة راقية ، بقالى ييجى شهرين فى شغلتى الجديدة و مبسوط اوى بيها مرتبها حلو و المعاملة هناك مع الناس معاملة شيك اوى و بيحترمونى كده و كل حاجه بنظام و انا اصلا فهمت مسئولياتى بسرعة ، ادينى بحاول عشان الحق اتجوز بقا انا اللى فى سنى معاهم اولاد فى المدرسة ، بس مش مهم كان لازم اساعد والدى فى تربية اخواتى ، و الحقيقة شغلى فى الورشة ده علمنى حاجات كتير اوى و كمان ادانى صحة و جسم رياضى كأنى بالعب كمال أجسام ، لما قدمت فى الوظيفة دى و عملت المقابلة و تكوينى الجسمانى رجح كفتى بما انى طويل شوية حوالى 180 سنتى و الوزن ييجى 80 او يزيد شوية بس معظمه عضلات و جسمى جامد زى ما قلتلكم وقتها والدى قرر انه يسيبنى اشتغل بره و ابقا اساعده من وقت للتانى فى الورشة و استلمت الشغل فى المعهد ده و كان دورى اشرافى اكتر على القاعات و المكاتب و الكافيتريا و الأسوار و كان معايه مجموعة من الزملاء فى مواعيد من 8 لـ 3 العصر كل يوم ما عدا الجمعة ..
مشيت الامور فى الشهرين دول زى الفل و مفيش اى حاجه تعكنن علينا ، لحد ما جيت فى يوم بعد الكل ما مشى و مابقاش فاضل فى المعهد الا حرس البوابة و بس ، و كانت الساعة عدت 3 و انا فى الحمام باغير هدومى لان كان لينا يونيفورم خاص و كان الحمام قريب من الكافتريا ، واخدت اليونيفورم فى شنطتى و خارج لكن سمعت صوت مشادة فى الكافتريا بين راجل و ست ، كانت المشادة بين أشرف زميلى ، و نعمات اللى كانت ماسكة إدارة الكافتريا و دى كانت ست جميلة فى التلاتينات كده او اقل شوية ، لما قربت شوية لقيت أشرف بيتحرش بيها فى مكتبها و بيحاول انه يحضنها و ماسك فيها مش عاوز يسيبها و هى عمالة تقاومه و تشتمه و تهدده و هو عقله غايب ، غلى الدم فى عروقى و دخلت فورا على أشرف و سددت له لكمة فى وشه عشان يفوق و انا بقوله عيب اللى انت بتعمله ده يا سافل ، لكنه ردلى اللكمة اتنين ، و هنا دارت المعركة بينى و بينه و طبعا بحكم القوة اللى كنت باتمتع بيها كان اشرف هايموت فى ايدى لحد ما لقيت نعمات بتحاول تمنعنى انى استمر فى ضربه و هى بتصرخ و بتقولى ماتوديش نفسك فى داهية يا عماد ابوس ايدك كفايه سيبه ده كلب مايستاهلش ، و فعلا سبته و انا بابص لها و بابص له و هو على الارض بيقوم بالعافية و بياخد شنطته و يمشى فى هدوء حتى ما بصش علينا و هو خارج ..
جابت لى كرسى و قعدتنى و لقيتها مخضوضة و هى بتشوف الجرح اللى كان فى شفتى الفوقانية و بتحاول تجيب اى حاجه تكتم بيها الدم و بتقولى : سلامتك يا عماد حقك عليا ، انا تعبت من تصرفاته كل شوية يتحرش بيا معرفش بيعمل معايه كده ليه ، مش لاقيه كلام اشكرك بيه على شهامتك معايه و لا عارفه اقولك ايه ،
قلت لها ما تقوليش حاجه انا عمرى ما ارضى عن السفالة دى من اى حد ، المفروض اننا بنشتغل فى مكان واحد و لازم نراعى اكل عيشنا الاول و نحافظ على بعض و نحترم بعض ، عموما لو كررها تانى ابقى قولى لى و انا و حيات امى لا المرة الجاية اخليه مكسح خالص ،
لقيتها بتطبطب على كتفى و هى مبتسمه و بتشكرنى و بتقولى **** ما يحرمنيش منك و لا من شهامتك ابدا يا عماد دقيقة واحده هقفل و نخرج سوا ،
و قفلت و خرجنا سوا من البوابة و كان الحرس مالهومش اى علاقة بأى شئ الا يشوفوا مين داخل و مين خارج و بس يعنى زى التماثيل كده و دايما ظهرهم للمعهد و وشهم للشارع و بس ،
و خرجنا سوا عشان اركب الاتوبيس و هى تاخد الميكروباص اللى كان بيوصلها لبيتها اللى كان قريب من المعهد و انتهى اليوم ده على كده ، و رجعت و انا بافتكر الموقف و كل ما افتكره اغضب اوى و اسأل نفسى ، معقول فيه بنى ادم يفقد عقله بالشكل ده و يعرض نفسه لموقف زى ده و عشان ايه !! حتى لما دخلت انام فضل الموضوع فى بالى و عمال اسأل نفسى ليه و عشان ايه ، غمضت عينى و فجأة لقيتنى بقول لنفسى :- اه بس نعمات تستاهل صحيح ، نتاية بجد ! فرسة ، و لقيت نفسى سرحت مع نعمات ، لا حلوة صحيح ، عيونها خضرة اوى و واسعة و نظرتها قاتلة ، و شعرها حرير لونه بنى زى ما يكون متحنى و طويل و تسريحته تهوس و هى سايباه مكشوف على طول ، بياض الورد فى ملامحها مع لمحة من اللون الاحمر فوق خدودها اللى ليها غمازتين اول ما بتضحك او تتكلم حتى كلام عادى فورا يعلنوا عن نفسهم ، عودها اه منه ساحر و طولها حلو ماشى مع تقسيمة جسمها ، وزنها حلو اوى مش تخينة بس مرسومة ، صدرها عليه تدويرة تخلى الواحد يتمنى يشوف نصه بس من فوق كده مش هطمع اشوف الباقى ، كانت لما تلبس بلوزة ناعمة تبقا واخده منحنيات حوالين صدرها و راسمه خطوطه و الحلمة تبقا منطورة لبرة كأنها رصاصة هاترشق فى قلب اى حد يبص بعينه ، وسطها اللى كان عبارة عن سوة بارزة على خفيف تحت بطن مختفية مافيهاش اى بروز و منحوت بهندسة مع تمهيد لتدويرة طيازها و رسمتهم الرائعة ، كانت طيازها كبيرة يلاحظ حجمها اللى يركز معاهم انما من بعيد تبان متوسطة ، بارزة و مدورة و واخده كيرف مع الفخاد ماحصلش ، و لفة رجليها من تحت لما كانت تلبس قصير ، اه منها ، لفة جاتوه ، و ايدها اللى شوفتها النهارده و هى بتحاول تكتملى الجرح ، بيتهيألى ان مفيهاش عضم خالص ، طرية بشكل و رسمة كفها مع المعصم و صوابعها اللى واخده نفس شكل جسمها و جماله و لا صوتها الساحر الناعم اللى خطفنى ساعة ما كانت مخضوضة و خايفة عليا و انا باضرب اشرف !!!!
يعنى ايه بقا يعنى لما انا اقول كده امال عملت مع اشرف كده ليه ما كنت اقول انه معذور طالما انا كمان بفكر بالشكل ده ، نمت و انا زعلان من نفسى اوى ..
خرجت الصبح روحت على الشغل لكن مالقيتش اشرف هناك ، و لقيت نعمات مستنيانى و بتطمن عليا و قالت لى بعد ما اخلص جولة الصبح اروح اقعد فى الكافتريا شوية معاها عشان عاوزانى فى موضوع مهم ، و روحت خدت اول جولة و وصيت واحد من زمايلى يتابع و روحت على الكافتريا خدتنى على المكتب و كان عباره عن غرفة زجاجية صغيرة فى الكافتريا ، سألتنى عن احوالى و عامل ايه و ياريت ما اكونش فهمت اللى حصل امبارح غلط !!
سألتها افهمه غلط ازاى ؟ انا شوفت واحد بيتهجم على واحده ست دى تتفهم ازاى يا استاذة نعمات ؟
قالت لى : ناس كتير ممكن تقول هى اللى طمعته فيها او فتحت له باب لكن انا و اللـ ....
قاطعتها و انا منفعل شوية و قلت لها انا اسف انا مش من الناس اللى ممكن تجيب فى سيرة حد بسوء او تلفق للناس تهمة هما ابرياء منها و لو حضرتك شايفه انى ممكن افكر بالطريقة دى يبقا كتر خيرك و رسالتك وصلت يا افندم ، بعد اذنك .. و خرجت و هى بتنادى عليا و انا ماشى و لا باصص ورايه حتى ، حسيت انها خايفة اكون شكاك و ظنيت بيها شر ان اشرف كان على علاقة بيها او انها سهلة و بالتالى استغل ده ، هو ده اللى جه فى عقلى ساعتها و خلانى اتنرفز ،
لكن لما خلص اليوم روحت على المحطة لقيتها قاعده و اول ما لقيتنى قامت ناحيتى و قالت لى : تعرف انا ضيعت كام عربية علشان استناك !! انت ايه اللى خلاك زعلت من كلامى يا عماد ؟
قلت لها ما زعلتش و لا حاجه حضرتك تقولى اللى انتى عاوزاه ..
قالت لى طب ممكن بقا اعزمك هناك كده تشرب الشاى اللى سبته و مشيت الصبح ؟
اعتذرت و قلت لها معلهش اصلى ورايه مشوار مهم ،
قالت لى خلاص انا بس كان نفسى اوضحلك و انا محبش اشوفك زعلان ، انت انسان شهم و طيب و انا ما قصدتش غير انى افهمك ان اشرف دايما بيرزل على اى بنت او ست مش بس انا ،
قلت لها خلاص تمام فهمت و قفلت معاها الكلام ، و عدى اسبوعين طبعا كان اشرف ساب المكان خالص ، و انا و نعمات مفيش بيننا اى كلام نهائى و لا حتى كنت بابص ناحية مكتبها نهائى ، لكن فى يوم و انا خارج من غير فطار دخلت الكافتريا افطر بعد ما عملت اول جولة مرور فى المعهد ، بعد الفطار قمت ادفع لقيت الحساب خالص و لما سألت طبعا لقيتها بتبص ناحيتى مبتسمة و المتر قال لى ان مدام نعمات هى اللى هتحاسب ..
قبل ما اتكلم لقيتها بتشاورلى انتظر لحظة ، خرجت لى و طلبت منى ادخل معاها المكتب فدخلت و انا فى ايدى الفلوس علشان مش عاوز جمايل من حد أنا ،
قالت لى سيبك بس من الفلوس انت ناسى انك بتشتغل هنا يعنى تطلب اللى انت عاوزه و لا يهمك مش مجاملة منى و لا حاجه ، ماكنتش اعرف المعلومة دى فضحكت و قلت لها طب مش تقولى من زمان ده انا على كده كل يوم هاجى افطر هنا و لا يهمنى ،
قالت لى فعلا فيه رصيد شهرى ليك عندنا تاخد بيه اللى انت عاوزه و لما يخلص هابقا ابلغك ، شكرتها و قمت علشان امشى لقيتها بتطلب منى اقعد لانها عندها كلمتين لازم تقولهوملى ، قعدت و انا منتظر الكلام ،
فقالت لى : انا مافهمتش انت زعلان منى ليه من ساعة آخر مرة ، ممكن تقولى زعلت ليه ؟ و ليه طول المده دى تبص على الكافتريا من بره و ما تدخلهاش ؟ ايه مخاصمنى ؟
ابتسمت و قلت لها لا ابدا انا بس حسيت ان حضرتك ممكن تاخدى فكرة وحشة عن اى شاب بيشتغل هنا ..
لقيتها اتفاجئت و قالت لى اخص عليك يا عماد ! بقا انا اللى مكنتش عاوزاك تاخد فكرة وحشة عنى ابقا فاهماك غلط و انت اتخانقت بسببى و كنت هاتضيع نفسك عشان واحده ماتعرفهاش ! معقول كده !
ابتسمت و قلت لها ما هو حضرتك ماتعرفيش ان اى راجل عنده نخوة ممكن فعلا يموت لو شاف موقف زى ده ،
قالت لى : ايه قصة حضرتك دى انت بتكبرنى ليه ده انا يمكن اكون اصغر منك !
ضحكت و قلت لها اكيد طبعا ده انا عندى 32 سنة و اكيد حضرتك اصغر ،
قالت لى : شوفت ! لما انت عارف انى اصغر منك تقولى حضرتك ليه ؟ ماتعملش فرق يا عماد انا زى اختك و اى حاجه تحتاجها من هنا تيجى تاخدها فورا و انا زى ما قلت لك اول الرصيد ما يخلص هابقا ابلغك ..
مر شهر بالظبط على الموقف ده و انا يوميا اروح افطر فى الكافتريا و هى ما قالتليش و لا مرة ان الرصيد خلص ، و كل يوم تخرج لى من مكتبها و تسلم عليا و تسألنى عن احوالى ، كانت دايما تبتسم فى وشى و تكلمنى و عينها فى عينى و انا مش متعود ، كنت كتير باخجل اوى ابص فى عيونها ، لحد ما فى يوم قلت اطمن ع الرصيد فناديت على المتر و سألته هو انا رصيدى فيه كام عندكم ؟
لقيته اندهش و استغرب و قالى : رصيد ايه ؟ سكتت فورا و انا باجمع و مش مستوعب انى طول المدة دى معزوم ،عملت نفسى بهزر معاه و قلت له انت مفيش و لا مرة تيجى تطلب منى الحساب ، قالى مدام نعمات قالت لى ما اطلبهوش منك و فى اخر اليوم اقدم لها الشيك بتاعك وبس ، قلت له طب قولها انى عاوز ادخل لها بعد اذنك ، دخل قال لها ، بصت و ابتسمت و شاورت لى بالدخول ، دخلت و انا الغضب باين على ملامحى و باحاول اطلب تفسير لانها تدفع لى حسابى و تفهمنى انى ليا رصيد ، لقيتها اتخضت و حاولت تقنعنى و انا مفيش فايده وباطلب منها قايمة بالمبالغ كلها و باصرار ، و قدام اصرارى لقيتها بتطلع لى كل الشيكات بتاعتى و بتديهالى فضلت اجمع فيها لحد ما حسبت المبلغ كله و طلعته علشان اديهولها لقيتها بصت لى و قالت لى بمنتهى الثقة و الابتسامة على وشها : اللى فات ده انا اللى دفعته و مش هاخده حتى لو انطبقت السما ع الارض ، ابقا ادفع من بكره لكن اللى فات مش هاخده ، انا ما اديتكش فلوس فى ايدك علشان تدينى فلوس فى ايدى ، قلت لها يعنى ايه ؟
قالت لى يعنى انا عزمتك و انت ابقا ردلى العزومة ، غير كده خلص الكلام فماتحاولش يا عمدة !
عمده !! هى حصلت تدلعينى ! ضحكت اوى و قالت لى اخويا و من حقى ادلعك ،
ضحكت و قلت لها اه بس انا ما باعاملش بالمثل يعنى مش هقولك يا نعناعة !!
قالت لى ايه ده انت عرفت الاسم ده منين ؟ ده محدش بينادينى بيه غير جوزى و بس !
قلت لها هو جه على بالى كده ماهو نعمات يبقا الدلع نعناعة على طول ،
ضحكت و قالت لى : لا ذكى انت و دماغك كبيرة ،
ضحكت و قلت لها : من بعض ما عندكم يا افندم ، كانت اول مرة فى حياتى اشوف موقف زى ده و من ست فى قمة الجمال و الانوثة بتنادينى باسم الدلع ، لا و معندهاش مانع انى اعزمها ،بس يا ترى تقصد اعزمها هنا !! مش معقول ، و انا بفكر و لسه الفلوس فى ايدى لقيتها بتقولى : ها ؟ قلت ايه ؟ ابتسمت انا كمان و قلت لها بس لازم اردهالك العزومة دى ، ضحكت و قالت لى : هو انا اتعزمت و قلت لا !! قلت لها خلاص بس **** ماتقوليش لا فى وقتها ، ضحكت و قالت لى : لا مش هقول لا .. خرجت و انا مبسوط جدا و مندهش فى نفس الوقت و بدأت افكر اعزمها ازاى و فين و امته ، طب اقول لها ازاى ؟ لازم اطلبها منها الاسبوع ده قبل الموضوع ما يموت و يتنسى ، مش ممكن لازم اضرب الحديد و هو سخن .. قلت لها طب ايه رأيك نتغدى سوا بعد بكره ؟ قالت لى و اشمعنا بعد بكره يعنى ليه مش بكره ؟ زاد اندهاشى و قلت لها بكره يبقا كرم كبير منك ، ضحكت و قالت لى كرم منى انا ليه هو انا اللى هادفع !!
ضجكت و قلت لها اه مش يمكن اتنشل فى الاتوبيس !!
و فعلا تانى يوم اتفقنا نخرج مع بعض بعد الشغل ، و سألتنى و هى بتبتسم ، ها ! هاتغدينا فين ؟ قلت لها لا انتى تسيبينى انا القائد هاوديكى اجمل مكان ممكن تتغدى فيه ، قالت لى انا معاك اهه اتفضل ، و كملنا فى طريقنا لحد ما وصلنا لمكان فى العجوزة على النيل ، دخلنا المكان عجبها جدا و طلبنا الغدا و فضلنا نحكى سوا عن حياتى و عن حياتها ، كانت متجوزة من 6 سنين و جوزها كان بيشتغل محامى و هى للاسف مش بتخلف ، طبعا انا حاولت اخفف عنها الم عدم الانجاب ده و اطلب منها الصبر لقيتها بتغير الموضوع و بتسألنى عن ظروفى ليه ما اتجوزتش لحد دلوقتى حكيت لها طبعا عن ظروف حياتى و انى لازال قدامى مشوار لحد اخواتى ما يكملوا تعليمهم و اختى اللى فى الجامعه كمان تتجوز لانها مخطوبة ، عجبها موقفى و وقوفى مع والدى و انى مش أنانى و ابدت كمان اعجابها باخلاقى و بطريقة تفكيرى و اكيد اتكلمنا فى حاجات كتيرة ، و مع كل حاجه بقولها كانت بتظهر اعجابها بيا ، و فضلنا نتمشى بعد الغدا على الكورنيش انا و هى و كأننا معرفة سنين ، لقيتنى بقول لها على فكرة عزومة النهارده دى تقريبا ربع المبلغ اللى ليكى عندى ، ضحكت و قالت لى يعنى لسه فيه كمان 3 عزومات !! انا موافقة ، ما تخيلتش ردها ده ، تصرف غريب لكنى كنت فرحان اوى لما لقيتها قالت كده و قلت لها خلاص يبقا زى النهارده من كل اسبوع لينا غدا هنا او فى مكان تانى ، ضحكت و قالت لى خلاص متفقين .
الجـــــزء الثــاني ..
رجعت بيتنا و انا بفكر فيها ، كلامها ، ضحكتها ، صوتها ، همساتها ، نظرة عيونها ، حتى خطوتها كنت بفكر فيها و اصبح الكلام بيننا بيطول فى الشغل ، يوميا لينا كلام فى مكتبها او قدام الكافتريا ، كنا بنوصل المعهد مع بعض و نخرج منه مع بعض ، ماكانتش صدفة ، لكنها كانت متابعه بكل دقة ، منى انا او منها هى مش مهم ، لكنه اصبح واقع معتاد ، بقينا بنستنى بعض ، الابتسامه كانت اول شئ نقابل بعض بيه و اخر شئ بنفارق بعض عليه ، كنت باحس فى عيونها بكلام كتير يمكن ماكنتش فاهم معناه ، لكن اللى انا فاهمه هو ان فى عيونى نفس الكلام او كلام يشبه له ، كنا بنتعامل بشكل ما جربتهوش قبل كده ، فرحة وقت اللقا ، تفكير كتير اثناء البعد ، بقيت اكره يوم الاجازة علشان بيحرمنى منها ، و كنت ارجع المعهد الاقى عيونها بتقول وحشتنى ، لكن لسانها ما بيقولهاش ، و فى يوم العودة بعد الاجازة كان ضرورى نخرج سوا بعد المعهد ، و نقعد على المحطة نتكلم ، اتوبيس يعدى او ميكروباص مانبصش عليه تبعنا او رايح مكان تانى ، و ايام نروح اى مكان هادى نقعد فيه ، عمرنا ما حسينا بالوقت ، و عمرها ما خافت تتأخر على البيت ، كان كلامنا كله عادى لكنه كان ممتع ، قربنا كتير من بعض ، كنت ابص فى عيونها و اشوف المعنى الحقيقى للاهتمام ، كنت بخاف عليها من الهوا ، و هى كانت بتحس بيا من غير ما اتكلم ..
كنت خايف اواجه نفسى بالتفكير فى معنى احساسى او ادور على اسم له ، لكنى دايما كنت خايف اكون بحبها ، او تكون بتحبنى ، مجتمعنا عمره ماشاف الحب بين اتنين على انه شئ صافى ، خصوصا لو كان الطرفين او حد منهم متجوز ، لكنى ما احترتش كتير ، لما لقيتها فى يوم مش موجودة فى الكافتريا و فضلت طول اليوم ادور عليها زى المجنون ، انزل كل خمس دقايق ابص على مكتبها لحد اليوم ما عدى كأنه سنة من العذاب و التعب النفسى اللى كنت فيه ، لكنى كنت ساكت و ما سألتش علشان ما الفتش النظر .. مش ممكن عمرى ما كنت فى الاحساس ده و لا جربته ، عاوز اروح لها بيتها و اللى يحصل يحصل مش مهم ، المهم اشوفها و اطمن عليها ، اعرف ان كانت محتاجانى جنبها او معاها اللى يساعدها لو كانت فى ازمة ، كرهت نفسى و انا حاسس بقلة الحيلة و العجز عن انى اقدر اوصل لها و اشوف مالها مابقاش عندى صبر ، مش ممكن اكون بخاف عليها بالشكل ده و ما اقدرش ابنى طريقة تواصل بيننا الا المعهد و بس ، الدقيقة كانت بتمر عليا كانها سنين طويلة مع مرارة المعاناة و الوحشة و الاشتياق و القلق و الخوف و الرعب ياااااااااااااااااااه على اللى كنت فيه و انا مش جنبها و لا قادر افهم ظروفها .. النهار طلع و انا سهران افكر فيها ، قلبى داب من الانتظار و عد الدقايق و الساعات و قمت من نومى و انا عاوز اروح المعهد جرى ، قررت انها لو ماجاتش هاروحلها لما تكون فى السحاب ، بس اشوفها ، و وصلت المعهد بدرى و فضلت واقف منتظرها بعيد شوية عن باب المعهد لحد مالقيتها جاية تمشى بخطوة مرهقة ، اول ما شافتنى لقيتها جاية جرى عليا و فى عيونها نظرة شوق و ابتسامة فرحة على شفايفها :-
قالت لى ** عماد ازيك واقف كده ليه ؟
قلت لها * مستنيكى كنتى فين امبارح قلقتينى جدا عليكى ؟
** طب تعالى بس دلوقتى ندخل و بعد الشغل هحكيلك كل حاجه
* طب بس اطمن عليكى دلوقتى قولى لى انتى بخير ؟
** ايوة يا عماد انا دلوقتى بخير ما تقلقش بس تعالى تعالى
* مش هتحرك اى خطوة الا لما تقولى لى امبارح كنتى فين ؟ ده انا كنت هاتجنن مش شايف قدامى ، المعهد كان زى الخرابة مفيش حاجه ليها شكل ، كل شئ كان فى عينى حزين ، و انا مش عارف اعمل اى حاجه لا اسأل عليكى حد و لا حتى اقدر اوصل لك عشان اعرف مالك ، ليه كده يا نعمات ؟ مش كنتى تقولى لى انك مش هاتيجى بدال ما اقضى امبارح بالشكل اللى مر عليه ده كان أسوأ يوم فى حياتى ..
كانت بتبص لى بنظرة مليانة اندهاش و خجل و فرحة مش عارف اجمع اوصافها ، لكنها بصوت هادى اوى ردت و قالت :-
** يااااااه ! للدرجة دى ! ماكنتش اعرف انى غالية عندك اوى كده
* انتى اغلى بكتير من اى كلام ممكن اقوله ، لو كنتى شوفتينى امبارح و انا عايش زى اللى فى سجن بيتحرك بين جدران الزنزانة كنتى عرفتى ، لو كنتى تسألى اى حد عنى امبارح كانوا هايقولولك انى كنت تايه و فكرى شارد حتى لما حد ينادينى ماكنتش باسمعه ، و الافكار فى دماغى كان ليها صوت مزعج اوى ..
** طب ممكن بس ندخل دلوقتى و بعد الشغل نبقا نقعد مع بعض و احكى لك بالتفصيل ؟
* رغم انى مش قادر استحمل بس هاصبر طالما انتى قدامى النهارده بخير و كويسة ، ماشى هاستناكى بعد الشغل اوعى تمشى من غير ما اشوفك .
** انا اللى هاستناك يا عماد هنا كده بالظبط ، ماشى ؟
و انتهى اليوم و انا على نار و نفسى اعرف ماجاتش لسه امبارح ، خرجت من المعهد لقيتها منتظرانى و قلت لها :-
* تحبى نروح فين ؟
** ايه ده انت ناوى تعزمنى على حاجه ؟
* اه انتى ناسية ان ليكى عندى عزومتين تانيين ؟ بس قولى لى تحبى نروح فين ؟
** ايه ده انت بتعد علينا بقا هههههههه ، طيب اختار انت اى مكان
* تحبى نروح المكان اللى اتغدينا فيه المرة اللى فاتت ؟
** خلاص اوك موافقة
و روحنا نفس المكان بتاع المرة الاولى و قعدنا و ابتدينا الكلام بمفاجأة ماتوقعتهاش منها :-
** وحشتنى اوى يا عماد
* هه !
** مع ابتسامه خفيفة و نظرة سحر طالل من عيونها قالتها تانى : وحششششششتنى ، ايه مش سامعنى ؟
* انا !! لا مش سامع ، مش سامع اى حاجه فى الدنيا خلاص
** ايه يا عم مالك ؟ انت بتشوف افلام عربى كتير و لا فيه ايه ؟
* طب انتى قلتى ايه بس عشان اتأكد ؟
** قلتلك وحشتنى ايه حاجه غريبة دى ؟
* آه غريبة لانى كنت هموت و اقولهالك بس ماقدرتش
** بعد الشر عليك من الموت طب و ليه ماقدرتش تقولها ! مكسوف ؟
* هو مش بالظبط كسوف بس عمرى ما قلتها لحد قبل كده ! و مكنتش اعرف تاثيرها ممكن يكون معايه و لا ضدى !
** معقول يعنى ما قلتهاش قبل كده لبنت الجيران حتى ؟
* جيران مين ! ده انا لو قلتها لبنت الجيران ابقا نصاب .
** ليه كده ؟
* اصلها ماتفرقش عنى كتير الا فى اللبس بس هههههههه و بعدين ماهى كل يوم فى وشى توحشنى ازاى ثم انها حتى لو سافرت او هاجرت يعنى هاتوحشنى بمناسبة ايه !!
** لا مش شرط بنت الجيران ، ممكن بنت عمك بنت خالتك اخت واحد صاحبك !
* لا بصدق عمرى ما قلتها لحد و لا عمرى حسيت ان فيه حد وحشنى قبل النهارده
** طب ما تقولها خلينى اشوف شكلها و هى بتتقال اول مرة كده !
* هو انتى كنتى فين امبارح ؟
** ايه هو ده ! انت بتهرب ؟
* ماهى صعبه اصلا ..
** هى ايه اللى صعبة ! ما انا قلتهالك !
* اصل انا لو قلتها مش هقولها لوحدها
** طب قول معاها اللى انت عاوز تقوله
* مافيناش زعل !
** زعل من ايه يا ابنى !! هو انت هاتشتم !!
* هههههه اشتم ايه بس ؟ انا خايف لا تكون اى حاجه هقولها سبب فى ان دى تكون اخر مرة نتكلم فيها ..
** يااااه للدرجة دى ! لا طالما الحكاية كده يبقا تهدى و تشرب واحد لمون و بعدين نتفاهم ، خد نفس طوييييل و حضر كل اللى انت ناوى تقوله و اول ما تكون جاهز للكلام ابقا اتكلم .
فضلت تبص لى بصمت منتظرانى ، و انا زى اللى صوتى رايح مش عارف ابدأ منين ، بس اقول ايه ؟ ممكن تكون شايفانى صديق ! و لما اتكلم عن اللى انا حاسس بيه كله تتفاجئ و كلامى يصدمها ، و ممكن تكون بتعاملنى بثقة و مطمنالى اقوم انا احكى لها عن اللى فى قلبى فتحس انى زى اللصوص اللى ممكن يلجأوا لأى حيلة عشان يسرقوا ، يعنى فى اى حال من الاحوال صورتى هاتتهز فى نظرها ، و الكلام اللى بيننا هايختفى ، و ابقا خسرت الانسانة الوحيدة اللى حسيت بيها فى قلبى ، لا مش هاقول و لا هاحكى عن حاجه انا هقولها وحشتينى و بس لكن و لا كلمة زيادة .. خدت نفس طويييييل و انا مركز هقول ايه و بدات و هى عينها فى عنيا :-
* وحشتينى ، وحشتينى بشكل مش قادر افهمه و لا افسره و لا ابرره ، مش لاقى معناه الحقيقى جوه الصداقة ، و لا عمرى حسيته عشان اقول هو ايه ، بقيت شايفك بالنسبة لى كل الدنيا ، سما و نجوم و شمس و قمر و هوا و ميه ، تغيبى احس انى مش عايش ، كل ده بيضيع منى ، عيونى لو عدى يوم من غير ماتشوفك تفقد متعة النظر لأى شئ ، يبان اللون فى اى شئ باهت ، احس بنار بتاكل جسمى فى غيابك ، بكون فى أسوأ حالة لنفسى عرفتها ، يمكن حتى اكون تايه عن نفسى مش لاقيها ، غيابك بيخلق جوايه غيامة سودة تخلى قلبى من غير حياة ، و لما تكونى قدامى او معايه لو حتى من بعيد ، بحس الدنيا غير الدنيا ، سماها صافيه ، نجومها لامعه ، شمسها رقيقة و حرارتها هادية ، قمرها طالع فى كل ليلة ، صورتك فى عيونى بتخلينى اشوف كل شئ اجمل ، حتى الناس بحسهم كلهم اهلى و اصحابى ، بحس جوه نفسى بثقة رهيبة ، و عقلى بيصفى ، بحس بالحب لكل الناس ، اى حد بيقابلنى حتى لو ما اعرفهوش بابتسم فى وشه و اقول سلام ، حتى احلامى اللى كنت بانام فى ليل طويل من غير ما اشوفها ، او يمكن كنت باصحى من غير ما افتكرها ، بقيت حافظها ، لانك دايما بتكونى فيها ، و اصحى و انا عندى الامل انى اشوفك يتجدد يومى و تزيد افراحى و اعيش مع الدنيا فى سلام ، و لما اشوف حد بيتكلم معاكى باحس بنار تقيد فى ضلوعى ، و لو كنتى بتهزرى او بتضحكى مع اى حد باحس انى عاوز اكسر اى حاجه عشان انهى الكلام بينكم .. مش فاكر انى حسيت بكلمة واحده من اللى قلتها قبل ما اقابلك علشان افهم نفسى ، كنت مستسلم لكل المشاعر علشان افهمها ، لكن يوم بعد يوم حبيت مشاعرى ، رفضت حتى انى احقق مع نفسى و احاول اسأل ده يبقا ايه ، تفتكرى انتى ده اسمه ايه ؟
كنت باتكلم و هى عيونها مفتوحة و حالة صمت واخداها ، و ايديها على الترابيزة قدامها ، صوابعها متشبكين فى بعض ، مفيش توتر ظهر عليها لحد ما كلامى انتهى ، اول ما خلصت الكلام بصت فى عينى و قالت لى :
** ايه يا عماد اللى انت بتقوله ده ؟
* ايه زعلتى منى ؟
** طبعا زعلت ، زعلت انك مخبى كل ده عنى و ماقلتهوش قبل النهارده ، كان لازم تفهمنى انك حاسس بكل ده على الاقل كنت اخد بالى من تصرفاتى معاك .
* شوفتى ! تاخدى بالك من تصرفاتك .. ده اللى انا كنت خايف منه
** خايف من ايه يا عماد مبحبش التخمين انا !
* ما اهه بتقولى تاخدى بالك من تصرفاتك ، معناها ايه
** معناها ان مشاعرك الرقيقة دى كانت تستحق معاملة تانية خالص ، معناها انى كان لازم اكلمك و اشوفك بشكل تانى خالص ، معناها انى مكانش ينفع اغيب عن المعهد من غير ما اقولك ، معناها انى لازم اراعى مشاعرك و اخلى كلامى مع اى حد رسمى علشان ما تزعلش او تغضب منى ، عرفت انا اقصد ايه ؟ فهمت انت حاسس بإيه و لا محتاج افهمك ان اللى جواك ده اغلى احساس ممكن انسان يحس بيه اتنين ..
* اتنين !!!!! بتقولى اتنين ؟! يعنى إيه ؟ يعنى انتى حاسة بكلامى ده جواكى ؟
** اممممم
* بنفس الشكل ده ؟
** يمكن اكتر شوية يا عماد
* مش ممكن اللى بتقوليه ده ! طب و جـ ....
** ششششششش ماتفكرش فى اى حاجه ، مش بايدينا يا عماد اللى بنحس بيه مش بايدينا ، لو كان بايدينا ماكناش اتقابلنا من البداية ..
* انا مش عارف جوايا ألف شعور ، فرحة و قلق و خوف من بكره ، و حرص على حياتك و ظروفك ، مش عاوز اكون انانى ..
** الانانية انك كنت تسكت و ما تقوليش و تفضّل انك تعيش الاحساس ده لوحدك من غير ما نعيشه سوا يا عماد ، خلى بكره لبكره و ما تقلقش منه ، انا و انت الدنيا خلتنا نلاقى بعض و نقرب من بعض ، سيب احساسنا ياخدنا لابعد مكان ، الحياة بنعيشها مرة واحده ، لازم نعيشها زى ما بنتمناها تكون .. ليه نخنق مشاعرنا جوانا و نقتل لحظات جميلة بايدينا قبل ما تتولد ، ليه نعيش الدنيا بقسوتها و جراحها من غير ما يكون فيه حاجه تهون علينا التعب و تغسل همومنا و ترجع ابتسامتنا تانى من جديد ، شوف انت حسيت بايه من يوم احساسك ما اتولد ! تفتكر حياتك هى زى ما هى بطعمها القديم و لا فيها طعم تانى احلى و ايام بتوعدك بالسعادة و الهنا !!
كنت باسمعها و انا مندهش مش فاهم اى حاجه ، كلام غريب عليا فى اول تجربة ليا فى حياتى ، لكنى كنت على استعداد انى اعمل المستحيل عشان نفضل مع بعض ، و نسيت اى خوف من بكره ، و مشينا فى اليوم ده سوا اول خطوة فى طريق السعادة ، و لاول مرة احس و هى بتتكلم انى ممكن اتجرأ بالشكل ده ، مديت ايدى و مسكت ايدها و هى قدامى على الترابيزة ، كانت احن لمسة عشتها و انا حاسس بايدها بتضم ايدى اكتر من ضمتى ليها ، بصيت فى عيونها و انا مبتسم و عيونها كانت مليانه خيال و سحر عجيب عجيب بجد ، ماكناش محتاجين ننطق كلمة الحب و عيوننا بتقولها بلغتها ، و قلوبنا بتقولها بدقاتها ، و ايدينا بتقولها بلمساتها ، كل شئ فى الدنيا لونه اتغير فجاة ، حسيت ان الدنيا بتحتفل بمولد الحب فى قلوبنا .
الجــــــزء الثـــــالث ..
خرجنا من المكان و ايدينا فى ايدين بعض ، مكملين الطريق و انا و هى مش شايفين حد فى الشارع غيرنا ، كل لحظة نبص لبعض و نبتسم ، اصبحنا بنتقابل كل يوم نحكى عن حبنا ، فى الشغل بنتعامل رسمى و بس باستثناء نظرة او ابتسامه نخطفها فى الزحمة ، لكن بعيد عن الشغل كنا حبيبين مالناش فى الدنيا غير حبنا و بس ، و فى يوم بعد الشغل و الساعه عدت 3 و ربع و كل اللى فى المعهد خرجوا نزلت ابص و اتمم على كل المواقع عشان اخرج الحقها على المحطة لكن لقيت الكافتريا مفتوحة و هى لسه قاعده مكتبها ، اتفاجئت و روحت عليها و وقفت قدام مكتبها وسألتها :-
* ايه ده انتى لسه هنا ؟
** اممم كنت باراجع شوية حاجات ع السريع كده
* خلصتى و لا لسه ؟
** اه خلصت خلاص ايه مستعجل و لا ايه ؟
* اه اوى على نار انا
** سلامتك يا قلبى
* رووووح قلبى
قامت من على الكرسى و لفت قدام المكتب و انا واقف و لقيتها قدامى بينى و بينها خطوات بسيطة لكنى لقيتها بتقرب و ايدها ورا ضهرها و بتقولى :-
** تعرف انك بقيت بالنسبة لى زى الهوا اللى باتنفسه ، مابقيتش اقدر يفوت يوم واحد عليا من غير ما اخرج و اتكلم معاك
* و انا كمان ما بقيتش قادر ابعد عنك و لو ثوانى بحبك اوى اوى اوى فووووووق ما تتصورى
** حبيبى
* قوليها تانى
** حبيـــــــــــبى ، و رووووووحى
وقتها حسيت ان مفيش اى قيود و لا حواجز بيننا ، حسيت ان الدنيا دى كلها علشانى انا و هى و بس ، لحظات و العين فى العين ، قربت منها قربت اوى ، و لقيت نفسى باترمى فى حضنها ، و هى بتضمنى جامد لصدرها ، كان اول حضن فى حياتى ، ما حسيتش وقتها غير بالاحساس اللى عمرى ما هاقدر انساه ، كانت ايديها بتضمنى لصدرها اكتر و اكتر ، و بتنام براسها على صدرى ، فجأة انتبهت للمكان اللى احنا فيه برغم المتعة اللى كنت حاسس بيها ، صحيت من الغفوة دى و انا باتلفت حواليا خايف يكون حد شايفنا ..
حسيت بقلبى بينقبض من الخوف ، قلت لها تعالى نخرج من هنا ، كنت حاسس بالندم و الفرحة فى نفس الوقت ، مشاعر كتير متلغبطة جوايا مش فاهم نفسى ، خرجنا و احنا ساكتين مش بنتكلم ، و صلنا للمكان اللى بنقعد فيه و انا لسه حاسس بالكسوف منها ، و خايف تكون زعلت من تهورى معاها ، لكنى لقيتها هى اللى فتحت الكلام و السعاده باينه عليها ..
** تعرف انى انا النهارده عايشة احساس عجيب بالسعاده مخلينى مش قادرة انطق
* بجد سعيده ! يعنى مش زعلانه منى
** لا زعلانه طبعا انك فوقتنى من الحلم الجميل اللى كنت عايشه فيه
* زعلانه انى نبهتك طب ليه ، انا خفت عليكى ان حد يشوفنا ؟
** هايشوفنا مين ما كلهم بيمشوا من قبل الساعه 3
* انا وقتها نسيت الوقت و كل حاجه ما افتكرتش غيرك انتى
** حبيبى ، بحبك
* و انا بموووووت فيكى يا نانا
** نانا ؟ جديد الاسم ده
*طبعا لازم يكون جديد ، عشان كل حياتنا جديد فى جديد
** طب بمناسبة الجديد انا عاوزة انزل بكرة اشترى شوية حاجات بعد الشغل من وسط البلد ، ماتيجى معايه و تختارلى على زوقك ..
* طب و هو زوقى هايعجبك ؟ ده انتى الزوق كله يا نانا ، ايه ده بعد الشغل يعنى مش هانقعد هنا بكرة ؟
** يا سيدى نبقا نلف نشترى و بعدين نرجع هنا احنا ورانا ايه ؟
* ايه ده عادى كده يعنى ممكن ترجعى البيت متأخر ؟
** يا ابنى انا عايشة لوحدى ؟
* لوحدك طب و جوزك ؟
** عند مراته التانية مالناش فيه بقا يا عمده خلينا هنا
* اااااه انا اسف انى فتحت عليكى جروح
** جروح مين يا عم كبر دماغك بقا ، هاتيجى معايه و لا مش فاضى ؟
* مش فاضى !! بقا ده كلام !
** خلاص بكره بعد الشغل ننزل سوا
* اتفقنا يا روح قلبى
و خلصنا شغلنا تانى يوم و نزلنا وسط البلد و بدأت تتفرج على المعروضات ، الشوارع زحمة مسكت ايدى فى ايدها و مشينا مع بعض ، اوقات تسبقنى خطوة ، اوقات اسبقها خطوة ، لكن ايدينا ما اتفارقتش ، اوقات لو وقفنا نستنى حد يعدى كانت ايدى بتبقا على وركها بالجنب كده ، كنت باتكسف منها لكن لقيت انها دايما بتخلى ايدى انا ناحية جسمها ، و اوقات مع الزحمة و احنا ماشيين يادوب و ايدى فى ايدها كانت بتسحب ايدى بشويش على طيزها بجنب برضه و تكمل و انا بعدها بخطوة او نص خطوة ، كنت شايف ان دى عفوية او يمكن عدم تركيز ، لكن بعد شوية لقيتها بقت تثبت قدامى فى الزحمة مش جنبى لا قدامى كأننا فى اتوبيس ، احساسى بجسمها كان بيخلينى تايه لكن عايش فى احساس ماجربتهوش قبل كده ، خايف افهم تصرفاتها انها مقصودة ، و خايف احرجها و اسحب ايدى و امشى بحرية بعيد عنها شوية ، اخترنا مع بعض اطقم خروج ليها ، هدوم للبيت عادى و كانت بتوافقنى على زوقى لما اختار و اقول لها دى هاتنطق عليكى ، ده هايبقا يجنن عليكى ، و فى كل مرة تقولى زوقك يجنن ، لحد ما راحت عند محلات اللانجيرى و انا بقيت فى منتهى الكسوف و انا واقف معاها قدام المحلات دى ،
لكنها شجعتنى و قالت لى :-
** ايه يا عمده مالك مكسوف و لا ايه ؟ على فكرة زباين المحلات دى مش الستات و بس !
* يعنى ايه مش الستات و بس هو فيه رجالة بيلبسوا الحاجات دى !!
** لا ما اقصدش ، اقصد يعنى ان فيه رجالة بتيجى مع المدامات بتوعهم و يشتروا بنفسهم تحب تشوف بنفسك جوه ؟
* لا و على ايه خلينى انا بره اتفرج بس .
** ههههههه لا انا بقيت اثق فى زوقك اوى على فكرة تعالى ادخل معايه نختار سوا هنا كمان !!
اتسمرت مكانى و بقيت مش لاقى كلام بس مابقيتش فاهم حاجه و لا بقيت عارف اقولها لا و لا ادخل و خلاص اهه يوم و يعدى لكن فعلا لقيت اصلا اللى شغالين فى المحل معظمهم شباب و الزباين كمان خليط كده رجالة على ستات .. طلبت حاجات معينة جوانيه اوى قمصان سوتيانات اندرات ، و انا عمال احمر و اخضر وا صفر لما دمى نشف ، و بدأت تختار الالوان و الاستايلات و تاخد رأيى و تقولى ايه رأيك فى ده ؟ طب و ده ؟ و انا مش قادر افتح عينى من اللى انا شايفه بس بقيت ابلع ريقى بالعافية و انا بقولها اه ده حلو ، اصلا كل اللى شوفته كان حلو مش حلو بس ده يهبل ، و اشترت الحاجات اللى اخترناها سوا و خرجنا رجعنا نقعد فى المكان اللى كان دايما شاهد على مقابلاتنا ، اتكلمنا كتير فى اليوم ده و كان كلامها كله هزار معايه على احوالى فى المحلات و كانت بتقولى اول ما اروح هجرب الاطقم اللى اخترناها دى كلها حتى اللانجيرى كمان هاجربه على جسمى ، و هى تقول كده و تبص فى عيونى و انا باحاول اغير المواضيع من الكسوف اللى انا فيه و كملنا كلام لحد الجو ما بقا ليل خلاص و بعدين و احنا فى طريقنا للخروج قالت لى :-
** انا تعبت اوى النهارده و شكلى كده مش هروح الشغل بكره
* لا مش ممكن مش هاينفع
** اعمل ايه ما هو انت شايف بنفسك ، انت كمان تلاقيك تعبت انا اسفه
* لا ماتعبتش و لا حاجه بس ازاى هايعدى بكره كده من غير ما نتقابل !
** طب بس اعمل ايه انا محتاجه اسبوع راحة
* معلهش عشان خاطرى حاولى
** مش هقدر يا عماد صدقنى انت عارف انى ما اقدرش ابعد عنك ابدا و لا يوم يعدى من غير ما اشوفك بس اعمل ايه !
* اعملى اى حاجه الا انك تغيبى بكره و ماتجيش
** ماتصعبهاش عليا بقا يا حبيبى سامحنى بقا هو يوم واحد بس عشان خاطرى
سكتت و ما رديتش عليها ، لقيتها بتحاول تفتح اى كلام معايه و احنا ماشيين و انا قافل مش عاوز اتكلم ، كنت فعلا حزين انى مش هشوفها بكره ، لقيتها وقفت و قالت لى :-
** ليه مش عاوز ترد عليا يا عماد يعنى يرضيك انى اجى بكره و انا مرهقة كده و مش قادره امشى !
* خلاص بقا يا نانا زى ما تحبى براحتك
** لا مش براحتى صدقنى طب بس قولى ايه اللى مزعلك ! اننا مش هنتقابل يعنى !
* اه اكيد طبعا و انتى عارفه يعنى ايه يعدى يوم من غير ما اشوفك
** طب خلاص هانتقابل بكره ، خلص شغلك عادى و نتقابل بعد الشغل هتلاقينى فى نفس المكان بتاعنا
* بجد !!
** آه بجد مبسوط يا قلبى ؟
* اه مبسوط اوى مش عارف اقولك ايه
** لا ماتقولش حاجه بس اعرف انى هخرجلك و انا تعبانه اهه
* شوفتى انتى اللى بتصعبيها عليا بجد و انا مش انانى كده
** ماقلتش ابدا انك انانى يا عمده بقا بالعكس خالص
* خلاص ماتخرجيش بكره خالص و انا هاستحمل غيابك عنى بس عشان ترتاحى
** لا و انا مش هاستحمل ابدا
* طب اعمل اييييييييييييييييه !!!
** انت بتزعقلى يا عمده اخص عليك
* ما هو مش هاتقدرى تيجى الشغل و لا هاتقدرى تخرجى لى و لا هاتقدرى تستحملى بعدى عنك طب ايه الحل ؟
** خلاص غير الموضوع بقا خالص و لما ارجع الشغل بعد بكره نبقا نتكلم
* خلاص بقت بعد بكره رسمى يعنى !
** طب بس اقولك ايه بص بقا خلاص خلص شغلك وا بقا تعالى البيت نقعد عندى ، مبسوط يا سيدى اهه حل زى الفل اهه ..
* البيت !! عندك !!
** اه عندى ، ايه المشكله يا عمده ! شوفت بقا ثقتى فيك مالهاش حدود ازاى ! عشان انا عارفاك شهم و ابن ناس هافتح لك بيتى زى ما فتحت لك قلبى يا روح قلبى
* انا مش قادر اتخيل انك بتعملى كده عشانى ، كنت فاكر انى مجنون بحبك ، طلعتى اجن منى ، معقوله ثقتك فيا وصلت للشكل ده ! صدقينى انا اد الثقة دى و عمرى ما هحاول اخلف ظنك فيا
** يعنى استناك نتغدى سوا عندى بكره !! تحب تتغدى ايه اعملهولك !
* ده انا هموت من الفرحة ، مش ممكن ، اعملى اى حاجه بتحبيها
** خلاص اتفقنا ، خلص شغلك و تعالى لى و العنوان بالتفصيل يا سيدى ................
و رجعت البيت نمت و انا حاسس بسعاده غريبة و باقول لنفسى عادى فى البيت زى الكورنيش مش فارقه كتير ، لا تفرق عشان دى استأمنتنى و دخلتنى بيتها ، اه فعلا و انا مبسوط اوى انها بقت واثقة فيا للدرجة دى ، صحيت روحت الشغل و اليوم كان ماشى ببطء رهيب لحد ما جه وقت الخروج ، و خرجت كأنى باجرى و روحتلها على العنوان يادوب رنيت الجرس مرة واحده فتحت لى و هى مبتسمه و قالت لى بصوت هادى :-
** اهلا يا عمده نورت هنا
* ده نورك انتى يا نانا
** تحب تدخل حمام الاول تغسل وشك كده قبل الغدا ؟
* لا انا اصلا مش عاوز اتغدى
** لا ازاى ده انا من اول ما صحيت و انا واقفة فى المطبخ و تقولى فى الاخر مش هاتتغدى !
ابتسمت و انا باصص لها و هى مكياجها مبهج ، و عيونها بتتكلم الف كلمة فى الثانية ، و ابتسامتها ما فارقتهاش ، عيونها كانت بتناجينى بغموض بس مش ماكنتش فاهم مناجاتها ، لحد ما قعدنا بعد الغدا جنب بعض و بدانا نتكلم كلامنا اللى احنا متعودين عليه ، الحب بدا يسيطر علينا اكتر و اكتر ، فكرتنى بالحضن اللى كنت بحاول انساه و قالت لى عن احساسها بيه ساعتها ، و ازاى انها زعلت لما انتبهت انا و نبهتها ، قالت لى :-
** عارف لو ماكنتش فوقتنى ! كنت فضلت فى حضنك يا حبيبى و باسمع دقات قلبك و هى بتناجينى ، ياااااه كان احساس جميل و انا ناسية الدنيا معاك ، تعرف يا عماد انا اول مرة احس فيها بالحضن ده و جماله ، و اول مرة اتمنى انى افضل فى الحضن على طول ، يمكن كلامك كان صح وقتها لان كان ممكن حد يشوفنا ، لكن تخيل لو الحضن ده كان فى مكان تانى مفيهوش الا انا و انت و بس ، لا حد يشوفنا و لا يقطع علينا اجمل لحظة فى عمرنا ..
رن فى ودانى كلامها و هى بتقول مكان مفيهوش حد غيرنا ، ايه ده ما احنا فعلا فى مكان اهه مفيهوش غيرى انا و هى ، و مفيش حد لا يزعجنا و لا يقطع علينا اللحظــ و قبل ما فكر اكتر فى كلامها و معناه لقيت ايديها بتحضن ايدى ، و لقيتها بتقرب منى اكتر ، و بتنام على صدرى و انا قاعد ، وقتها حسيت انى باتكهرب ، رجعت حاولت انى ابعد عنها شوية قالت لى لا ماتبعدش ارجوك ، انا محتاجه افضل كده ، خلينى كده على طول ماتفوقنيش ، مش عاوزة احس ان فيه حد غيرنا فى العالم ده كله ، مش عاوزة اسمع اى صوت غير صوت دقات قلبك ، مش عاوزة احس ان الدنيا قاسية عليا يا حبيبى ، خلينى فى حضنك احس فيه بالامان و الحنان ، الوحده بتقتلنى يا عماد ، ما بقاش ليا فى الدنيا غيرك ، انت حبيبى و روحى و اهلى و كل حبايبى ، ماتحرمنيش من لحظة احس فيها بقربك احضننى يا عماد ، احضننى اوى ، حسسنى بالامان و الدفا اللى انا اتحرمت منهم ..
و مع كلامها و الاحساس اللى كان مخلى قلبى عاوز يخرج من صدرى بكلامها ، لقيت ايدى بتلف على كتفها و باضغط عليها فى حضنى اكتر و احنا قاعدين ، و فورا لقيتها بتحضننى جامد و احنا قاعدين و بتقرب منى اكتر ، و بتهمس فى ودانى بكلمة الحب ، لكن المرة دى كان طعمها احلى و احساسها اغلى و حراتها اعلى و خدتنا الاشواق لبعيد ، لحد اول بوسة شفايف ، احلى متعه لما لقيت شفايفها بتقرب و بتخطف هى بوسة و اتنين بسرعه خلتنى ما استحملتش و لا فوقت الا و انا باخدها فى اعنف و اعمق بوسة ، و لقيتها مشغولة معايه بنفس الروح ، كان احساسها ما يتوصفش ، لو فضلت اكتب عنه شهور مش هاقدر اوصف جماله و روعته لما بعدت عن شفايفها لحظة و بصيت فى عيونها لقيت فيهم سحر غريب و نظرة بتناجينى و بتترجانى انى اكمل .
الجزء الرابع ..
خايف .. مش عارف من إيه ، على فين واخدنى حبك ! ليه قلبى بيقولى حاجه و عقلى بيقول حاجات تانية ، ليه شايف فى عينك غريزة و قلبى بيكدّبها ! ليه حاسس بيكى عاوزانى عشيق و باهرب من انى حتى اتصور انك ممكن تتنازلى عن جسمك و يبقا ملكى و لو لدقايق ، أجرب ! لأ ، محاولة بس حتى ! خايف اكون باظلمك بظنونى و تحسى ان كل الناس طمعانه فى جسمك ، كل اللى انا عاوزه هو انى اتأكد و بس و بعدها هاقدر احكم صح يمكن اكون غلطان ، كل اللى بيحصل بيننا بيقول ان حبك مش طبيعى ، انا عارف انك مش ليا لانك فعلا لغيرى لكن قربك خلانى احس بطعم تانى لحياتى خايف اخسره ، لأ ساعتها مش هاخسر كتير لأنى هاكون عرفت حقيقة مشاعرك ، يمكن تكون دى آخر مقابلاتنا ، لكن مهما كان مش هاندم على أى قرار هاخده بعد المقابلة دى ، يمكن يكون قرارنا احنا الاتنين سوا ، و يمكن يكون قرارك انتى لوحدك ، و جايز يكون قرارى ، لكن فى النهاية و على اى حال من التلاته مش هكون ندمان ، صحيح عشت معاكى أجمل مشاعر سرقناها من عمر الزمن ، لكنها سرقة عمرها لازم يبقا قصير ، يمكن يكون الموت اتكتب ليها النهارده ، و جايز يكون اعلان دوامها التجربة مهما كانت مش هتاخدنى لبعيد .. الحياة دايما تعاند بس الغريب انى انا اللى هاعاندها النهارده فشاهدى أيتها الحياة رقصى على جمر النيران ..
مسكت إيد نعمات بحنان و خدتها ناحية شفايفى فى بوسة طويلة ، كان معاها حر الشفايف يشعل مداين ، و الانفاس كانت وقود لبراكين تفتح لها المخرج حتى لو بالتدمير ، عيونها كانت بتحكى حكاية العشق لما يسيطر على العقل و يحوله لأداة مهمله مالهاش اى معنى ، رعشة ايديها و هى فى ايدى كانت بتعزف لحن جميل خلتنى ارفع ايديها و احطهم على صدرى علشان تكمل باقى العزف و هى بتضمنى بشوق و لهفه لحضنها ، كان حضن مش راسى فى مكانه ، كانت بتقرب بصدرها و تبعد و انفاسها الملتهفة الملتهبة متتابعة مع حركات جسمها فى حضنى و هى بتتلوى كأنها فى حضن النار ، و استمر حوار الشفايف يغزل بهمسه أجمل شعر ، و السحر النابع من عيونها لما تبص لى و تقولى بكل نظرة منهم بحبك ، خلتنى مش محتاج اسمع منها اى كلام ، كان كفايه عليا كلام عيونها و انا فى حضنها و هى فى حضنى ، طافت بشفايفها على خدودى و كانها بترتوى من كل مكان فيهم ، لعبت فى شعرى و هى بتبص عليه بعيونها و نظرات اعجابها ماليه قلبها اشتياق ، خدت ايدى و حطتها على ضهرها و كانها بتطالبنى اكمل الاحضان ما ابعدش عنها و لو للحظة ، و كأنها بتحس بالغربة و هى بعيد عنه ..
زاد اشتياقها للحضن تانى ، نطقت بصوتها احضننى جامد ، اياك تسيبنى ادوق العذاب فى البعد عنك ، قربلى اكتر قربك حياتى ، قرب لقلبى و اسمع آهاتى ، خلينى اشوفك بعيون حنينى يمكن فى بعدك القاك قريب ، طول عمرى بحلم بالقلب الابيض اللى ينور بالحب ليلى ، طول عمرى تايهة بس الليلادى هعرف طريقى رايح لفين ، قربلى اكتر خلينى احسك و احس قلبك و اسمع نداه ، خلينى اقرب و ادخل فى قلبك احضن صفاه ، مش عاوزة حاجه من الدنيا غيرك دلوقتى اقدر اخرج و اقولها و بعلو صوتى مش عاوزه غيرك ، انت الحبيب اللى فى قربه قلبى بيهدى و يكون رقيق ، معاك ما اخافش من اى حاجه فى الدنيا دى قربك امان ، قربك بيملالى الحياة فرح و هنا ، بكفاية عندى حبك يا عمده و ده مش قليل ده الدنيا عندى كلمة بحبك لما تقولها تدخل على القلب تناجيه ، تعرف حياتى قبل اما اشوفك بالظبط كانت زى ايه ؟ زى اللى تايهة فى بحر عالى مالهوش مراسى و لا ملاحين مطرح ما موجه بياخدنى لا اقدر امانع و لا اقول هلاقى فين النجاة ، لما انت جيت نورت قلبى بالحب حسيت انى راسية و الدنيا ملكى عمرى ما اتوه فى طريق و عيونك معايه و قلبك بينبض باسمى فيه ، و الدمعة نزلت من عيونها لما لقيتنى بابوس جبينها و احضنها حضن مافيهوش غريزة لكنه كان حضن الامان ، احترت اكتر و الحيرة زادت كدبت نفسى ، و كرهت احساس الظنون ، بس المفاجاة لازم تكون ، حسيت شفايفها القوية بتهد كل الحصون فى صمتى ، حسيت فى لحظة و انا معاها انى فى شباكها بتضيع براءتى لما حسيت بالشفايف تحضن لسانى ..
و لقيت لسانى بيروح معاها لكنى كان لازم ابادر ، قربت اكتر ، ضميتها اقوى و بعنف اكبر مدت ايديها تفتح اول زرار من قميصى ، مدت ايديها على صدرى تدلكه و انفاسها بتحرق فى كل جسمى ، تانى زرار و كان معاه شفايفها تدخل تبوس فى صدرى و تنام عليه ، تالت زرار و كان معاه نظرة فى عيونها اول مرة اشوفها فى عيون ست ، لكنى فهمتها ، قربت منها و بدات ابوسها فى كل مكان ، خدودها رقبتها مديت ايدى على صدرها ماهى عين بعين ، و فضلت بامسك فيه و صوت الانين طالع بيغلى مع الحرارة النابعه من انفاسها الحارقة ، و عيونها غمضت ما فتحتش من جديد غير عشان تتامل ملامحى و انا بقولها بحرارة بحبك اوى يا نانا ، ردت عليا بنفس الكلمة بس بطريقه خلت مشاعرى تقيد لهيب ، وفردت بايدى شعرها على كتفها ، زى اللى حابب العب معاه و اشوف ملامحه اكتر و اكتر ، من اى نسمه بيروح و ييجى ناعم و لونه يسحر قلوب ، خدت ايديه بايديها من جديد على صدرها ، بس النوبة دى كان صدرها مفتوح و ايدى لمست لحم واحة صدرها ، آه من نعومته ، آه من عبيره ، آه من السحر اللى طالل من منظر النهر اللى بين بزازها ، كنت شايف بعينى شلال من العسل نازل ما بينهم ، ماكانتش ابدا تهيؤات ، حسيت بنظرة عيونها مستنيانى اروح بنفسى ليهم ، ما قدرتش امنع قلبى و لهفته عليهم و قربت لكن من غير حذر ..
و خلعت اول حاجه تمنعنى انى انام على صدرها ، كل اللى كان ظاهر قدامى من لبسها قلعتهولها فى لحظة كأنى كنت مذاكر هاعمل ايه ، مابقاش فاضل الا القميص ، لكن عجبنى منظره على جسمها ، اسود بينطق بجمال ملامح جسمها و كانه عتمة ليل تخللها النهار بدد سواده ، حسيت بعينى نفسها تتأمل اكتر فى اللوحة الفنية المذهلة اللى قدامى ، لقيت ايدى بتطلع تدريجيا من مسكة ايديها للمس دراعها لحد كتافها العريانين ، و لمستهم و انا حاسس انى محتاج آكلهم مش بس اشوفهم قربت خدى من جنب كتفها رفعت دراعها حضنتنى شوفت بزها من الجنب من فتحة القميص ماقدرتش اقاوم سحره و اديت له بوسة خرجت معاها آهه رهيبة منى و منها فى وقت واحد و الآهه كانت زى الجرس معاه نسينا اى حرص و لقينا نفسنا بنقف و الحضن ياخدنا زى ما هو عاوز نبرات صوتها اتغيرت ، كلمة بحبك نفسها بقا طعمها زى الرصاصة فى قلبى كنت باتوه معاها فى لحنها ، و ايديه كانت زى الماكينة بتشيل اى شئ يغطى جسمها و فى لحظة بقت عريانة فى حضنى و قلبى حس بنبض قلبها اكتر و اقرب ، انفاسها زادت لدرجة خوفتنى عليها ، كانت بتحاول تشيل هدومى عن جسمى لكن بدون تركيز ..
و فتحت باقى زراير قميصة و هى فكتلى الحزام ، كملت انا الباقى لكن قبل ما اكون عريان زيها بصيت بعينى لجسمها شوفت اللى عمرى ما كنتش احلم اشوفه يوم ، معقوله فيه جمال بالشكل ده ، حست بعينى بتبص لجسمها ابتسمت فى كسوف و وقفت فى هدوء و مدت ايديها تنادى لحضنى ، قربت منها و انا كلى شوق لجسمها و حضنى ليها و من غير حواجز بينى و بينها و حضنتها و الحضن كان نادر فى طعمه و فى حلاوته و رقته ، و دفا الاحساس اللى كان بيملاه ، و من غير ما اشعر لقيت نفسى بابص فى عيونها و بقولها ، انتى كتير عليا اوى يا نانا ، مش معقول جمالك ده ، حاسس ان قلبى بقا ملك ايديكى اكتر من الاول الف مرة ، لو تؤمرينى دلوقتى اسافر و ارجعلك بنجمة من السما عمرى ما هاتردد و لا افكر لحظة ايه اللى اعمله ، لو تؤمرينى اكون طير يرفرف فوق سماكى هاكون سرب طيور تهاجر من سكنها و تسكن رحابك ما تهجرهوش لا صيف و لا شتا ، لو تؤمرينى اكون مطر فوق صحارى تخضر قدامك واحات هاكون سيول تفتح طريقها انهار بتجرى فيها العذوبة ، ردت و قالت مش هأمرك ابدا يا حبى ، و ازاى لسانى يؤمر حبيبى ، ده انت اللى تؤمرنى تلاقينى رهن الاشارة ، قرب فى حضنى مشتاقه اضمك و انا كلى ملكك ، خدنى فى عيونك ، نسينى عمرى اللى ضاع بلاش بعيد عنهم ..
و نسينا فورا دور اللسان مع الكلام ، و عرفت ان اللسان له دور تانى خالص لما التقيت شفايفها تانى تحضن لسانى و قربت ادوق شهد لسانها و بادلنا ادوارنا و بقيت انا اللى باخد لسانها جوه ما بين شفايفى ، حسيت بصدرها و هو على صدرى بنعومته و جماله رجعت خطوة للخلف ابص على شكله و اتأمل ملامحه و جمال استدارته ،لكنى تهت مع التفاصيل و روحت فى دنيا الجمال و السحر مع جسمها من اول شعر راسها لحد طراطيف صوابع رجليها ، كان جسمها كله بيجسد المعنى الحقيقى للعود الرسوم اللى عامل منحنيات ، تنية و اتنين تلاتة و اربع خمس تنيات ، شعرها الناعم اللى نازل على كتفها و شوية منه على صدرها عاملها زى لوحة بديعة بتجسد معنى الحرية ، دوران بزازها و رسمتهم المشدوده و شموخهم اللى مخليهم لسه بنضارتهم و حلماتهم المنتصبة اللى زى الالماظة فى خاتم عجمى ، حجمهم الرائع اللى مخليهم فى قمة التناسق مع استدارة جسمها و تكوينه ، الوسط الملفوف لفة الكمانجة ، البطن المشدوده و السوة البارزة بفن مع تدويرة السرة كأنها قلب الوردة البيضة بلمحات حمره على خفيف ، و وراكها اللى كانوا فى قمة النموذجية ، خيال ما بعده خيال و انا بابص على لفة الورك و نزوله على رجلين مصبوبة صب و لفتها منقوشة و آه من شكل كسها و هو مستخبى بين اوراكها مش مخلينى عارف اتبين ملامحه ..
الجمال ده كله ملكى انا ! معقوله ! ناديت عليها بحنان و انا رايح على حضنها و بقول لها انا مش مصدق عينيا ، مش متخيل اللى انا شايفه ده ، ضميتها لحضنى و انا بحاول اصدق و ايدى على ضهرها المكشوف و حاسس بنعومته الحريرية ، كان ضهرها نازل بمنحنى غريب خد ايدى معاها بانسيابيه و رقة لحد ما اصطدم بقمة راحت ايدى تعزف عليها نغمات زادت لهيب نارى ، كانت طيزها متقسمه فى رسمتها ، محكمة فى استدارتها و بروزها عن جسمها ، حسيت بيها تحت ايدى كبيره مطرح ما ايدى تمشى عليها بتلاقيها مش عارف حدودها ، خليتها تلف علشان اتحقق من احساسى الرهيب بجمالها و ياريتنى ما خليتها تلف ، آه على اللى جرالى من اول نظرة لطيزها ، حسيت ان عقلى بيغيب عن الوعى ما دريتش بنفسى غير و انا بانزل على ركبى و باغازل طيزها بعيونى ، و زاد الغزل و اصبح بالكلام كنت باناجيها ، و عليت نغمات الغزل و سبت شفايفى تعبر عن اعجابى بجمالها و ببياضها و بانبهارى بالفلق اللى كان عامل زى الخط الفاصل بين الحقيقة و الخيال بالنسبة لى ، مش ممكن الجمال ده يكون فى الشكل بس ، جربت ادوق طعمها لحست بلسانى كل مكان فيها و زاد اللحس و طلعت بلسانى على ضهرها لحد ما وصلت لكتفها و لرقبتها و انا وراها و زبرى واخد مكانه فى الفلق الرهيب اللى بين فردتين طيزها مش ممكن احساسى وقتها ماكانش ممكن اترجمه ..
خدت ايدى و حطتهم على صدرها و انا واقف وراها و دخلت براسها على كتفى كانها بتنام و مدت شفايفها لشفايفى و دوبنا فى طعم احلى بوسة و ايدى بتتعامل مع بزازها ، بتحضنهم و تلاعب حلماتهم و نزلت بايدى تحت عند سوتها و فضلت املس عليها بخفة و نعومة و حنان و قلبى بيخرج من بين ضلوعى ماكنتش عاوز لحظات المتعة دى تنتهى لاى سبب ، انا فى قمة لحظات استمتاعى و بيتهيألى مافيش امتع من كده ، نزلت بايديها تحضن ايدى و هى على سوتها و فضلت تنزلها تدريجيا بشوييييش لحد ما وصلتها عند اول حدود كسها ، عند المنطقة البارزة اللى فوقه و كأنها منصة حكم لا يعتليها الا الملوك ، و انا النهارده الملك و مواكب التتويج فى استقبالى ، لفت بنفسها و حضنتنى و ايدها بتمسك زبرى من غير تفاهم و بتوديه بين فخادها و بتظبط وضعها لحد ما بقت حاضناه بفخادها و مغطياه بكسها ، حسيت بالدفا الرهيب و بالحرارة المنبعثة من كسها و انا باصص فى عيونها و باتامل ملامحها من جديد ، كنت حاسس انى شايفها بعين تانية زى ما اكون باتعرف عليها للمرة الاولى و رجعنا تانى للغة الشفايف المحمومة مع القبلات المستعره و حركات ايدى و هى بتداعب جسمها و طيزها و خدنى الحنين لبزازها و لمستهم مديت ايديه مسكت اول بز قابلنى و نزلت ابوسه ، كانت فارده دراعها على ضهرى لكن مع بوسى لبزها حسيت بيها بتسند عليا مش قادرة تقف ، و لما جيت اقعدها على الكنبة قالت لى لا هنا مش مريح ، تعالى ندخل اوضتى احسن ..
مدت ايديها و خدتنى و انا وراها و هى بتضحك و بتبص لى بعيون كلها اشتياق و شهوة حارقة و دخلت بيا لاوضتها و انا باتأمل ملامح جسمها و هو بيتهز قدامى بكل مرونة و خفة كل حتة فى جسمها كانت بتتحرك و تتهز مع كل خطوة ، عمرى ما تخيلت ان جسمها فى حالة ثورة مع كل خطوة الا لما شوفتها بتتحرك عريانه قدام منى ، جمال الحركة مع العرى كان له وقع غريب فى نفسى خلانى حابب كل اللى بيحصل و لما وصلنا للسرير نامت و هى بتبتسم و نادتلى اطلع جنبها ، مسكت بزازها بايديها و قالت لى قرب دول بينادوك ، دوقهم حنينك و حنانك ، عيش مع نبضات قلبى اللى بيصرخ من شوقه ليك و مخلى صوته يرن فيهم ، دول بينهم و بين قلبى خط مفتوح مباشر ، شوف عاوز تقول لقلبى ايه و قول لهم و هما يبلغوه عنك كلامك ، قلت الكلام مش ممكن يعبر ، لغة القلوب هى السكات و الهمس بينهم هو اللى يوصل ، لغة القلوب مش بالحروف و لا بالكلام ، دى زى لغة العيون مالهاش معامل ترجمة الا اللى يوصل له الشعور هو اللى يقدر يشوف كلامهم و يفهمه ، و انا النهارده هاكلم قلبك بتلات لغات ، بلغة عيونى اللى تايهة من سحر وصفك ، و بنبض قلبى اللى النهارده اتعلم الشعر فى سكات ، و لغة شفايفى فوق شفايفك لما احس بطعمهم بيرجع العمر اللى فات من غير وجودك ، خلينى ادوق خمر الهوى من بين شفايفك ، قربى ..
و اشتعلت القبلات زى النار فى الهشيم ، و استمر حوار شفايفنا لحد ما لقيتها بتمد ايدها من جديد و تمسك بزها و تقربه من شفايفى ، و لقفت حلماته بجنون و فضلت امص بكل شوقى و لهفتى ، سافرت ويا الشوق بعيد عن دنيتى ، و نسيت انا فين و باعمل ايه ، كل اللى فاكره عنيها لما تطل فى عيونى تحاورنى و تترجى قلبى يقولى ايه اللى اعمله .. و زادت النار من جديد ويا الجنون مفيش حاجه غريبة ، فتحت رجليها و هزت كتفى و انا بامص فى بزازها و رايح معاها فى دنيا تانية و شاورت بلهفة على كسها و قالت لى يزعل منك كده ، ماتزعلوش ده زعله اقرب من دموعه حتى شوف ، و نزلت اشوفه لقيته فعلا بيبكى بس مش بالدموع ، كان بيبكى باحلى شهد جذبنى فجأة بمجرد نظرتى ليه و لا ريحته الحلوة اللى خلت عقلى غاب و نزلت اصالحه و بشفايفى امسح الدمع اللى سايل فوق شفايفه ، ما قدرتش امنع نفسى يومها انى الف لها و اقرب زبرى من شفايفها الشهية عشان تبادلنى الهوى و بشوق اكيد حضنت زبرى بشفايفها و فضلت تلاعبه بلسانها مره و كتير تمصه لما استويت ما بقيتش قادر فجأة روحت فى دنيا تانية مع احلى شلال ينزل من زبرى على شفايفها و فضلت اكمل رحلتى ويا شفايف كسها لما استوت و من العذاب لقيتها بتصرخ ارجوك بقا ريحنى مش قادره استحمل مش قادرة تعالى فوقى يا عمده ارجوك انا مشتاقالك و كسى بيناديك ، من يوم ما شوفتك و انا باتمنى لحظة زى دى تجمع ما بيننا انا كلى ملكك ضمنى ، حس بدموعى و بعذاب قلبى فى هواك ..
و فى لحظة بصيت للحياة قلت لها شوفتى مين اللى هايعاند ، المرة دى انا و مش هاقوم بدور العشيق و لا عمرى هاخد منها اكتر من كده ، و مش هكون لعبة فى ايديكى يا دنيتى ، ابقى ابعتى شباكك لغيرى لانى جامد مش هزيل ، بصيت لنانا و قلت لها انا لازم امشى ، حسيت رصاصة و دخلت بعنف فى قلبها ، لكن سكوتها و اندهاشها ما منعش انى اقوم البس هدومى و انا سامع بودنى صوت بكاها جوه اوضتها ، مش انا اللى اكون بادخل بيوت الناس و اعربد جوه فرشتها و اضيع مبدئى ، طول عمرى صاحى لنفسى عمرى ما كنت خاين و مش هاخون حتى ان كان الحب جوه فى قلبى زى الجبال ، لو مرة ضاعت نفسى منى عمرى فى يوم ما هاقدر اعوضها ،و ان كنت فعلا اشتركت فى البداية و البوادر لكنى مش هاغرق فى بحر الشهوة ويا عذاب ضميرى ، كان لازم اى راجل يبص لنفسه نظرة عقل قبل اما يعمل شئ غلط و يقول لنفسه هافرق ايه عن بنت ضاع منها الشرف لحظة عشم فى الحب او لحظة شوق وراها الف احساس بالندم .. و خرجت من بيتها بملامحى زى ما هى ما اتغيرتش ، ايوة انكسرت لانى شوفت ان كل ظن فى قلبى ناحيتها كان صح لكنى ياما كتير كابرت ، لكن صبرت عشان اشوف بعيونى ايه هى الحقيقة .
الجزء الخامس .. و الأخير
و رجعت شغلى تانى يوم و دخلت علشان اشوف شغلى و طول اليوم اعدى عليها و هى فى مكانها ما لمحتش حتى اى رد فعل منها ، كان التجاهل هو السلاح اللى وجهته نانا لصدرى ، لا لوم منها و لا عتاب و لا حتى كلمة تطلب بيها تبرير او تفسير لموقفى ، ما فهمتش خالص ان ده ممكن يكون رد منها على خروجى امبارح من بيتها ، دخلت الكافتريا لقيتها فى كامل زينتها ، متألقة بشكل مش طبيعى ، بصيت و كملت المتابعة من غير ما ادخل عليها ، و جه موعد الخروج من الشغل ، و انا باحاول اتمم على كل شئ فى المكان ، مش عارف ايه اللى دفعنى الف لحد ما ييجى موعد خروجها المعتاد و نزلت اشوفها فى مكتبها لقيتها خرجت ، خرجت اشوفها منتظرانى لسه على المحطة و لا مشيت لكنى مالقيتهاش ، هاتجنن انا ، مش ممكن اللى بيحصل ! دى و لا كأنها تعرفنى ، لا انتظرتنى و لا عاتبتنى و لا حتى حاولت تسألنى عن اى موقف ممكن يكون غريب منى ناحيتها ..
و تانى يوم حصل نفس التصرفات منها و انا لازلت مش عارف مالى ، انا اللى المفروض اكون متجاهل و هى مفروض تكون عاوزة تفهم تصرفى او موقفى معاها ، يا ترى فيه ايه فى دماغها ؟ و استمر الوضع ده لمدة اسبوع من غير اى كلام بيننا ، و كان التجاهل من ناحيتها ليا هو سيد الموقف ، حسيت انى لازم اتكلم معاها و خدت القرار .. انتظرتها فى موعد وصولها فى نفس المكان اللى هى بتمر منه ، لكنها عدت من قدامى و لا كانها شايفانى ، الغضب ركب دماغى ناديت عليها لقيتها وقفت على بعد خطوات منى و بصت ناحيتى و قالت لى نعم يا استاذ عماد خير فيه حاجه ؟ الكلام وقف على لسانى ما نطقتش باى كلمه لما لقيت منها الصد قلت لها لا ابدا و لا حاجه ، قالت لى انت مش ناديت عليا ؟ قلت لها ايوة ناديت لكن كنت عاوز اسألك على حاجه .. قالت لى حاجه تخص الشغل ؟ قلت لها لا ، قالت لى تبقا اجابتها مش عندى ، بعد اذنك .. و مشيت و انا النار قايدة فى ضلوعى ، كبريائى أنا اللى بيتحطم دلوقتى مع ان المفروض العكس ..
كانت كل يوم بتيجى المعهد و هى فى قمة الشياكة و الانوثة و الاغراء ، بابتسامه منها لاى حد تفضل عيونه متابعاها ، و بكلمة ناعمة منها لاى حد قدامى الاقيه بيحس انه طاير من الفرحة اللى مايبقاش عارف يداريها ، يا ترى هى بتعمل ده كله متعمدة و لا انا اللى ماكنتش شايف كل ده و هى معايه و قلبها ملك ايدى ! كل المشاعر المتناقضة كبرت فى قلبى ، بحبها و باكرهها ، عاوزها و رافضها ، هموت عليها و هموت من وجع الكرامة ، قلبى بيروح لها و عقلى بيعاقبه ، روحى فيها و عيونى متعلقة بيها و باعشقها لكنى بارفض اكون تحت امرها .. مابقيتش عارف انا نفسى فى ايه و رافض ايه ، حياتى اصبحت متلخبطة ، كل يوم اروح الشغل و انا جوايه الف سؤال و اخرج منه و انا فى منتهى الاكتئاب ، طب اسيب المكان !
امشى من هنا خالص و كفاية اللى بيحصل لى ! جربت ابعد يوم ما قدرتش حتى اكمله يادوب فات نص ساعه من ميعاد الشغل لقيتنى باجرى عشان اشوفها و اتحججت للعميد ان والدى كان مريض و نزلت متأخر عشانه ، يا ترى انا كنت صح لما مشيت و سبتها و هى فى السرير بتستنا جرعة الفحولة منى ؟ و لا كنت صح ! يا ترى انا فعلا قهرت نفسى و رغباتها و لا شبعت من اللى حصل ؟
مش قادر افضل كده فى حيرتى ، لازم افهم هى شايفانى ازاى دلوقتى ، لازم اعرف ايه اللى بيدور فى عقلها ناحيتى او فى قلبها ! قلبها .. اكيد خلاص الكلمة دى ما بقاش ليا مكان جواه .. ليالى و انا سهران افكر فيها ، بس مش زى الاول ، الاول كنت سعيد بوجودها فى حياتى و النهارده باتعذب و باصرخ من الالم اللى جوايه ، لحد ما جت الفرصة و نزلت فى يوم لقيتها فى مكتبها لوحدها و المعهد فاضى مافيهوش الا انا و هى ، دخلت عليها المكتب و قلت لها :
* ممكن اتكلم معاكى شوية ؟
** تتكلم فى ايه ، خير فيه حاجه ؟
* اه فيه يا نعمات و انتى فاهمه قصدى كويس
** فاهمه ايه ! ما توضح كلامك
* انا مش فاهم انتى بتعاملينى كده ليه ؟ متجاهلانى بالشكل ده ليه ؟
** و عاوزنى اعاملك ازاى ؟ احنا اللى بيننا زمالة و بس
* زمالة و بس ؟ هو ده اللى بيننا ؟
** ايوة هو ده اللى بيننا و لو سمحت تتفضل تخرج لان وجودك معايه هنا بيثير شبهات انا فى غنى عنها
* شبهات ! عمرك ما خوفتى من اى شبهة و احنا مع بعض ، انتى اللى كنتى بتقولى لى ان المعهد فى الوقت ده بيكون فاضى و ممكن نتكلم براحتنا
** قلتلك ايه و اتكلمنا فى ايه ! لو سمحت انا مش فاضية لكلامك ده لو عندك حاجه مهمة قولها ماعندكش يبقا بعد اذنك تتفضل بره انا عندى مراجعة حسابات عاوزة اقفلها .. نورتنى !
* نانا أنا ....
** اسمى مدام نعمات ! و اتكلم رسمى احسن لك و الا هاناديلك الأمن !
* الأمن ! تنادينى الأمن ! ليه كده يا نانا ؟ ده انا عماد ! عمده ! نسيتى خلاص ؟
** لا انت يظهر حالتك صعبة اوى و انا اللى لازم اخرج و اسيبلك المكان كله ..
و خرجت نعمات و سابتنى و انا فى حالة مش طبيعية ، ريحة البيرفيوم بتاعها مالى صدرى و مش قادر اتحمله بيخنقنى ، بيولد جوايه نفس احساسى بيها و انا معاها فى السرير ، كنت فاكر نفسى اقوى من كده لكن للأسف طلعت اضعف بكتير من اى مقاومة .. لكن لا ، لازم الصمود مش هاضعف ، مش هجرى وراها من تانى ، و بالفعل بعدت عن اى مكان هى بتمر منه و ما بقيتش حتى ابص ناحيتها ، لكن فضلت الحيرة جوايه ، الحيرة اللى خلتنى ما بقيتش مركز فى شغلى و لا عارف انتبه لحياتى ، اصبحت الامور فى المعهد بتفلت من ايدى ، اخطاء كتيرة بدأت تظهر منى فى الشغل و بشكل ملحوظ ، بدأ التقصير يبان و يكبر لحد ما الادارة انتدبت حد غيرى و قالوا لى فى البداية انه هايكون تحت اشرافى انا و اتاريهم كانوا بيدربوه علشان يمسك مكانى ، واضح ان الكل استغنى عنى ، و لا انا اللى قصرت فى حق نفسى خلاص ..
و استلم الزميل الجديد الشغل ، حامد .. ده اسمه و كان فى الاصل لاعب كمال أجسام و طلبت الادارة منى ادربه كويس و افهمه الدنيا ماشية ازاى فى المكان و انا اصلا نسيت حتى اسمى و انا كل يوم ادور على نعمات و ابص عليها و هى داخلة الشغل او خارجه منه ، ما قدرتش امنع نفسى عن انى ادخل لها مكتبها فى نهاية اليوم ، و احاول اتفاهم معاها و اعرف هى بتعاملنى كده ليه ؟ و دخلت لها و قلت لها :-
* نعمات ارجوكى تسمعينى و تفهمى وجهة نظرى فى اللى حصل
** قصدك ايه ! هو ايه اللى حصل ؟
* اقصد يوم ماكنت عندك فى البيت و ... و مشيت
** من فضلك !
* من فضلك انتى تسمعينى ، نعمات انا بحبك
** ههههه بتحبنى ! قديمة شوفلك لعبة تانية غيرها
* صدقينى مش باكدب و لا بالعب انا فعلا بحبك و عمرى ما حبيت حد غيرك لكن ..
** لكن ايه ؟ كنت عاوز تثبت ايه لنفسك لما كنت معايه ؟ كنت عاوز توصل لايه ؟ كنت شايفنى ايه من البداية ؟ باحاول اصطادك مش كده ! هو ده اللى خيالك المريض صورهولك ، فكرت ان انا مثلت عليك الحب عشان تنام معايه ؟ فكرت ان انا محرومة من الحضن و عشان كده اوهمتك انى بحبك عشان اوصل بيك للسرير !
* انا !! انتى ازاى فهمتى الموقف كده ؟ ازاى فسرتيه بالطريقة دى ؟ انا كل اللى حصل انى كان صعبان عليه حبنا يتحول فجأة للممارسة ، حسيت انى اللحظات الجميلة اللى كانت بيننا هاتتحول فى لحظة لنار تحرقنا و تضيع كل اللى بيننا ، كنت عاوز حبنا يفضل نقى من غير ما يتلوث ..
** و ده اللى خلاك تعمل معايه كل حاجه تمتعك انت و تعيش اللحظة و تهيننى و تجرح كرامتى و تهز صورتى قدام نفسى ؟ هو ده اللى خلاك تمشى حتى من غير ما تكلمنى نص كلمة و كانى مومس اجرتها تمتعك و تاخد مزاجك منها و تسيبها مرمية فى بيت الدعارة اللى كنتم فيه سوا ؟
* نانا ما تقوليش كده اوعى تفكرى بالشكل ده ، انا اسف لو كنتى فهمتى تصرفاتى بالشكل ده ، لكن انا السبب انا الغلطان سامحينى ارجوكى ، انا مش متصور حياتى من غيرك صدقينى ..
** انت كنت فى عينى اغلى انسان و اعز انسان عرفته ، حبيتك و انا مش عاوزة منك اى حاجه غير انك تكون معايه و جنبى ، كنت على استعداد اعمل اى شئ علشان تفضل جنبى حتى لو هاجى على كرامتى و اخون بس تفضل معايه ، كنت شايفه الحب فى عيونك و مصدقاه و كان حبى ليك هو اصدق حقيقة فى حياتى ، لكن انت بكل قسوة كسرتنى ، خليتنى احس انى بادفعك للرذيلة و انت اللى بتهرب منها ، صورتنى قدام نفسى كانى شيطان !
* عمرى ما فكرت فيكى بالشكل ده يا نانا ..
** كداب ! هو ده ظنك فيه و تفكيرك عنى ، هى دى حقيقة ملامحى فى خيالك ، كنت دايما بتحاول تختبرنى و احنا مع بعض و تنتظر رد فعلى لما تلمس ايدى او نكون مع بعض فى الزحمة !
* أنا !!
** ايوة انت كنت دايما عاوز تثبت لنفسك ان انا مش كويسة و انا ماكنتش فاهماك لحد ما انت بنفسك أكدت لى ده بتصرفك معايه فى آخر مرة اتقابلنا فيها فى بيتى و فى سريرى ، و سبتنى و انا مكسورة قدام نفسى ، كان أسوأ يوم فى عمرى ، سببت الشرخ اللى عمره ما هايتلم تانى ..
* نانا انتى فهمتينى غلط .. انا ... للاسف واضح ان احنا الاتنين مافهمناش بعض خالص .. عارفة سوء الفهم ده جه منين يا نانا ؟ من علاقتنا المحرمة من البداية ، علاقتنا اللى بدات و انتى متجوزة و فى وضع ما يسمحلكيش باقامة اى علاقة فى النور ، كان لازم تعذرينى لو فى عقلى مرة تخيلتك عاوزانى للسرير ، كل التجارب اللى سبقتنا فى مجتمعنا ده كانت نهايتها كده ، ماكانش ممكن اشوف ان انا و انتى قديسين هانفلت من النهاية دى ، كان لازم و لو بنسبة ضعيفة افهم اننا ممكن نضعف فى لحظة و نستسلم لمشاعرنا ..
** لا يا عماد ، كان فيه نهايات كتيرة اوى غير النهاية اللى انت اخترتهالنا ، غير انك تكسرنى و تجرحنى و تصورنى قدام نفسى زوجة خاينة مالهاش أمان و لازم تهرب منها علشان ماتورطكش معاها فى الخيانة ، كان ممكن تمشى فى اليوم ده بعد ما نقعد مع بعض و لو لدقايق ، كان ممكن ماتدخلش بيتى اصلا و تمنع الشيطان انه يدخل بيننا ، لكن انت حبيت التجربة ، كان نفسك تشوف ايه التطورات اللى بتحصل فى المواقف دى و شوفت نفسك اقوى من اى حد سبقك ، لكن قوتك دى كان لازم تكون من البداية ، ما سألتش نفسك مين فينا استدرج التانى لاوضة النوم ؟ مين فينا الفعل و مين رد الفعل ؟ انت شوفت اللى انت كنت عاوز تشوفه و بس و للاسف استعجلت النهاية ..
* ممكن نبدأ من جديد يا نانا و ننسى كل اللى كان ، انا مش هقدر اعيش من غيرك !
** اصحا يا استاذ ! انا ست متجوزة و العلاقات اللى بالشكل ده مش مسموحلى بيها و عمرها ما هاتبقا فى النور ، و ضرورى هاتنتهى بينا للسرير و هاتكون دى النهاية ، مش ده كلامك ! انا اللى هانهى العلاقة من قبل النهاية دى ما تحصل ، و من النهارده كل واحد فينا من طريق ، انسى انك عرفتنى او قابلتنى او كان فيها بيننا شئ فى يوم من الايام ، خلينى اقدر اصلح الشرخ اللى انت سببتهولى و اللى هايفضل طول العمر شبح قدام عيونى ..
* لا يا نانا مش ممكن ، مش هايحصل ابدا ، انا بحبك بحبك بحبك و عمرى ما هقدر اعيش من غيرك تعالى فى حضنى ..
** انت مجنون ، مجنون ، ابعد عنى و الا هاصرخ و الم عليك الناس
هجمت عليها و انا زى المجنون مش عارف انا باعمل ايه و لا باتصرف ازاى و فى لحظة لقيت ايد بتمسكنى من ياقة القميص و ايد بتضربنى بوكس فى وشى ، و التانى و التالت ، كان حامد هو اللى دخل فى اللحظة دى و شافنى و انا باتهجم عليها فضل يضربنى و انا حتى مش قادر ادافع عن نفسى .. آه ، ما أشبه الليلة بالبارحة ، خلاص يا حامد كفاية .. انا غلطان لقيت نعمات بتمنعه عنى و بتشده من فوقى و هى بتقول له سيبه يا حامد انت فهمت غلط اتفضل بره لو سمحت و سيبنى معاه .. و اعتذر حامد و خرج من سكات و هو بيبص لى و يقول لى أنا آسف يا عماد انا فكرت ان فيه حاجه غلط لكن حقكم انتم الاتنين على راسى ..
بصت لى نعمات و قالت لى : لحد آخر لحظة عاوزة احافظ على اسمك و شغلك حتى لو على حساب كرامتى انا و سمعتى ، شهامتك معايه فى موقف زى ده تخلينى مدينة ليك بالفضل و ادينى رديتهولك ، و من النهارده زى ما قلت لك كل واحد مننا فى طريق ، من بكره مش هكون موجوده فى مصر كلها ، و انت ركز بقا فى نفسك و فى مستقبلك و احذر يا عماد انك تكون تانى فى يوم من الأيام جانى و تتصور نفسك مجنى عليه ، اوعا تكون انت اللى بتولع النار فى بيت حد و انت متصور انه هو اللى غلط لما ساب الكبريت قدام ايديك ، لما يكون فى عقلك احتمالات ما تسعاش لانك تأكدها ، لان ده ممكن يكون فيه نار تحرقك و تحرق اللى حواليك ، ابقا سيب الايام تكشفلك ، يمكن تكون ظنونك كلها اوهام مالهاش جذور ..
مفيش حد فينا خالى من العيوب ، لكن الانسانية فى انك تتفهم عيوبك و تقهرها ماتخليهاش تأثر على الناس من حواليك ، الانسانية فى انك تتقبل عيوب غيرك و ماتحاولش تظهرهاله على النحو الأسوأ عشان تعايره بيها ، ممكن اوى تلفت نظره ليها و تنبهه و تاخد بايده لانه يتغلب عليها من غير ما تحاول تزيد الصورة تشويه و انت واقف تتفرج و مبسوط انك اكتشفتها ، و لو دخلت فى اى علاقة تانية ابقا اختار دايما النهاية الاسعد و لو ما قدرتش ابقا اختار النهاية الهادية اللى مافيهاش ظلم و لا قسوة ، النهاية اللى ما تجورش فيها على نفسك و لا تدوس فيها على اى معنى جميل فى قلبك و تشوهه علشان ما تفقدش ثقتك فيه ،
و اوعا فى يوم تكسر اى قلب حبك و سلم لك و وثق فيك ، ساعتها هايكون العذاب ليك و ليه ، جراح القلوب يا عماد عمرها ما بتشفى .
و مشيت نعمات و سابتنى و بالفعل تانى يوم ما جاتش الشغل ، و انا طلبت نقلى من المعهد و روحت مكان تانى ابدأ من جديد مع ناس تانية ، لكن كانت دايما ذكرى نعمات تخطر على بالى بحلوها و بمرها ، درس قاسى جدا اتعلمته منها ، اقدر اقول دروس ..
صحيح المشاعر اقوى من الظروف لكن كمان فيه حدود لكل استجابة ، فيه ابواب مقفولة مش لازم نفتحها علشان نستكشف مجاهلها ، فيه لحظات ضعف ممكن نقوى قلوبنا قبل ما نوصل لها علشان ماتجيش ، مش لازم كل ظن نحاول نتحقق منه ، حاجات كتيرة لازم نسيبها مقفولة يمكن تكون جروح مش محتاجه نضغط عليها علشان نصحيها ، مش لازم كل العيوب اللى نشوفها نطول فى النظر اليها ونكشفها بشكل مؤلم لصاحبها ..
و فيه ذكريات كتيرة حلوة لازم نفتكرها ، و ذكريات كتيرة مرة لازم ننساها ، يمكن نقدر نكمل فى طريقنا و نشوف الدنيا من جديد بعين واعية و قلب مخلص و عقل مدرك .
محب العشق